ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من ضوابط التفسير:الإلمام بعادات العرب في الجاهلية
---
من ضوابط التفسير:الإلمام بعادات العرب في الجاهلية
---
أبو المثنى الحكمي
06-29-2003, 02:10 PM
الحلقة الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه،وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد:
فقبل الشروع في بيان هذا الضابط أجد من الأهمية بمكان أن أقدم بمقدمتين مرتبطتين به.
الأولى: تعريف العادات في اللغة والاصطلاح
أمَّا في اللغة فيقول ابن فارس:" العين والواو والدال أصلان صحيحان يدلُّ أحدهما:على تثنيةٍ في الأمر ،والآخر جنس من الخشب ...والعادة:الدُّربة والتمادي في شيء حتى يصير له سجية، ويقال للمواظب على الشيء :المعاود" (1)
وقال الراغب :" العَوْدُ:الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه إما انصرافاً بالذات،أو بالقول والعزيمة قال تعالى { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } [ المؤمنون:107] ...والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال ،حتى يصير ذلك سهلاً تعاطيه كالطبع ، ولذلك قيل:العادة طبيعة ثانية" (2).
وقال ابن منظور :" العادة الديدن يعاد إليه" (3).
وأمّا في الاصطلاح فيقول الجرجاني :" العادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول،وعادوا إليه مرَّة بعد أخرى " (4).
وأوضح منه من عرَّفها بـ"السلوك المتكرر الذي تمارسه جماعة من الناس" (5).
الثانية:تعريف الجاهلية في اللغة والاصطلاح
في اللغة:الجَهل :ضدُّ العلم ،وقد جَهِلَ من باب فهِمَ وسَلِمَ،وتجاهَلَ أرى من نفسه ذلك وليس به(أي الجهل).واستجهله:عدَّه جاهلاً،واستخفه أيضاً،والتجهيل:النِّسبة إلى جهل "(6).
وفي الاصطلاح:"الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام ، من الجهل بالله ورسوله،وشرائع الدين،والمفاخرة بالأنساب ،والكْبر،والتجبر،وغير ذلك"(7) .(1/1)
وقيل هي "الحالة المخالفة لما أراد الله التي كان عليها الناس قبل مجيء الهدى لهم"(8)
فتبين مما سبق أن المقصود بعادات العرب في الجاهلية ما كانت تفعله جماعة من الناس باستمرار وتكرر من غير نكير،سواء كان لعقيدة أو خلق أو معاملة،وسواء وافقه الإسلام أو عارضه، وسيتضح ذلك ـ إنشاء الله ـ من خلال الأمثلة.
يتبع الحلقة الثانية ـ بإذن الله ـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) معجم مقاييس اللغة ؛لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ،المتوفى سنة 395هـ (4/181) مادة (عَوَدَ)تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون ،دار الجيل،بيروت ـ لبنان.
(2) مفردات ألفاظ القرآن ؛ تأليف العلامة (الراغب) الحسين بن محمد الأصفهاني ،(ص:593) مادة (عَوَدَ) تحقيق صفوان عدنان داوودي ، الطبعة الثانية 1418هـ = 1997م ،دار القلم بدمشق،والدار الشامية ببيروت.
(3) لسان العرب ؛لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، المتوفى سنة 711هـ ،(9/459) مادة ( عَوَدَ)الطبعة الأولى ، دار صادر،بيروت ـ لبنان.
(4) التعريفات ؛ لعلي بن محمد بن علي ،السَّيِّد الزين ،أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي ،المتوفى سنة 826هـ ،(ص:104) الطبعة الأولى 1418هـ =1997م،دار الفكر ، بيروت ـ لبنان.
(5) عادات أهل الجاهلية ـ دراسة موضوعية في ضوء القرآن الكريم ـ ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد ناصر بن محمد بن عبد الله الماجد ( ص:14).
(6) مختار الصحاح ؛ لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ،المتوفى سنة 721هـ (1/49) مادة ( جَهِلَ) تحقيق محمود خاطر ، الطبعة الأولى 1415هـ =1995م ، مكتبة لبنان ،بيروت ـ لبنان.(1/2)
(7) النهاية في غريب الحديث والأثر ؛ للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير،المتوفى سنة 606هـ (1/323) مادة ( جَهِلَ ) تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي،دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.؛اللسان (11/130) مادة ( جَهِلَ).
(8) عقائد أهل الجاهلية في ضوء القرآن الكريم وموقفه منها ، ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد نهلة بنت محمد الناصر ( ص: 17).
---
أبو المثنى الحكمي
07-02-2003, 01:49 PM
الحلقة الثانية:
أهمية الإلمام بعادات الجاهلية قبل الإسلام
من الأهمية بمكان لكل مسلم معرفة ما كان عليه أهل الجاهلية في جميع أمورهم
إدراكاً لنعمة الله بهذا الدين ،وحذراً فيما نهى عنه الشرع القويم.
يقول عمر ـ رضي الله عنه ـ :" إنما تنقض عرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " (1)
وهذه المعرفة تزداد أهميتها بالنسبة للمفسِّر ؛إذ عليه أن يكون ملمَّاً بعادات العرب في الجاهلية،مطلعاً على أقوالهم،متعرفاً على أفعالهم ،واقفاً على حياتهم الاجتماعية وأيامهم وحروبهم وتاريخهم وأديانهم.
ذلك لأننا نجد في الكتاب الكريم آيات تتعرض إلى بعض أمورهم ،فإذا لم يكن المفسر عارفاً بأحوالهم حالة التنزيل لم يستطع أن يفهم معاني الآيات ولا أن يتذوقها ولا أن ينفذ إلى مغازيها .ولم يدرك الأثر العظيم الذي حققه كتاب الله في تغيير حياة العرب ،وإبطال الفاسد من عاداتهم (2).
ويؤكد هذه الأهمية الإمام الشاطبي ـ في معرض حديثه عن معرفة أسباب النزول ـ فيقول: " معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل،وإن لم يكن ثمَّ سبب خاص لابد لمن أراد الخوض في علم القرآن منه،وإلا وقع في الشبه والإشكالات التي يتعذر الخروج منها إلا بهذه المعرفة" (3).(1/3)
إضافة إلى ما ذكر فإن معرفة عادات العرب وأحوالهم عند نزول القرآن من مرجحات دفع التعارض بين النصوص.
قال الزركشي :"( في مرجحات التعارض ) الثاني:أن يكون أحد الحكمين على غالب أحوال أهل مكة ،والآخر على غالب أحوال أهل المدينة فيقدم الحكم بالخبر الذي فيه أحوال أهل المدينة كقوله تعالى { ومن دخله كان آمناً } [ آل عمران:97] مع قوله: { ولكم في القصاص حياة } [ البقرة:178] " (4).
فحكم أهل مكة سلامة القاتل إذا دخل حرم مكة تعظيماً لأمر الحرم،أما بعد نزول آية القصاص المدنية فيقتل القاتل ولو تعلق بأستار الكعبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) لم أقف على تخريجٍ لهذا الأثر في مظانه الحديثية،وهو في: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي؛للإمام شمس الدين أبي عبدالله محمد ابن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية،المتوفى سنة 751هـ (ص:215) الطبعة الثالثة 1422هـ = 2001م،تحقيق بشير محمد عون،مكتبة دار البيان ،دمشق ـ سوريا؛ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين؛ للإمام شمس الدين أبي عبدالله محمد ابن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية،المتوفى سنة 751هـ (1/263) الطبعة الأولى 1419هـ = 1999م ، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع،بيروت ـ لبنان؛ مفتاح السعادة ؛لابن القيم(1/295).
(2) انظر : بحوث في أصول التفسير؛للدكتور محمد بن لطفي الصباغ (ص:187) الطبعة الأولى 1408هـ = 1988 م،المكتب الإسلامي ، بيروت ـ لبنان.؛تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه ؛للدكتور علي بن سليمان العبيد ( ص:97) الطبعة الأولى 1418هـ = 1998م،مكتبة التوبة،الرياض ـ المملكة العربية السعودية.(1/4)
(3) الموافقات في أصول الشريعة ؛للإمام الفقيه إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي،أبو إسحاق الشاطبي،المتوفى سنة 790هـ ( ص: 629) الطبعة الأولى 1424هـ =2002م، تحقيق محمد الإسكندراني وعدنان درويش،دار الكتاب العربي،بيروت ـ لبنان.
(4) البرهان في علوم القرآن ؛للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي،المتوفى سنة 794هـ (2/48)الطبعة الأولى 1419هـ =1998م،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة العصرية ،صيدا ـ بيروت.
---
(1/5)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل القرآن كله محكم أو متشابه؟
---
هل القرآن كله محكم أو متشابه؟
---
عبدالرحمن فكري عيسى
08-26-2005, 09:57 PM
قال العلامة القرآني محمد الأمين الشنقيطي في كتابه مذكرة في أصول الفقه :
اعلم أن بعض الآيات دل على كون القرآن كله محكما كقوله تعالى : "كتاب أحكمت آياته"، وغيرها من الآيات ، وبعضها دل على كونه كله متشابها وهو قوله تعالى :"كتابا متشابها".
وبعضها دل على أن منه محكما ومنه متشابها ، وهو قوله تعالى : "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ".
ولا معارضة بين الآيات، لأن معنى كونه كله محكما هو اتصاف جميعه بالإحكام الذي هو الإتقان في ألفاظه ومعانيه .
ومعنى كونه كله متشابها أن آياته يشبه بعضها بعضا في الإعجاز والصدق والعدل والسلامة من جميع العيوب .
ومعنى أن منه آيات محكمات وأخر متشابهات اختلف فيه اختلافا مبينا على الاختلاف في معنى الواو في قوله تعالى :"والراسخون في العلم"، فمن قال أن الواو استئنافية ،والراسخون مبتدأ خبره جملة :"يقولون آمنا به"والوقف تام على قوله "إلا الله" فإنه يفسر المتشابه بأنه ما استأثر الله بعلمه، وعلى هذا قول أكثر أهل العلم وعليه درج صاحب المراقي بقوله : وما به استأثر علم الخالق فذا تشابه عليه أطلق.
ومن قال بأن الواو عاطفة فإنه فسر المتشابه بما يعلمه الراسخون في العلم دون غيرهم كالآيات التي ظاهرها التعارض وهي غير متعارضة في نفس الأمر.انتهى كلامه رحمه الله
---
أخوكم
09-09-2005, 10:27 PM
حتى يفهم هذا الأمر المهم فدونك مثال على آية تكون مرة من المحكم ومرة من المتشابه ..
فمثلا قوله سبحانه : ما جعل عليكم في الدين من حرج
فالآية محكمة في أن الدين ليس فيه حرج(1/6)
وفي نفس الوقت تصبح الآية متشابهة إن أسقطنا بها بعض الواجبات الشرعية كالصلاة ونحوها بحجة اليسر وعدم الاحراج
وعلى هذا قس ما تشاء ..
---
(1/7)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن بدائع البرهان ------ مهم ؟
---
سؤال عن بدائع البرهان ------ مهم ؟
---
العويدي
03-14-2006, 07:40 PM
هل كتاب بدائع البرهان في تحرير القراءات العشر للأزميري مطبوع ؟ وإن لم يكن فأين أجد مخطوطاته ؟
---
نورة
03-15-2006, 09:07 AM
الكتاب مخطوط
وهو الآن قيد التتحقيق
وفي المكتبة المركزية بالجامعة الاسلامية بالمدينة
توجد منه نسختان
---
أبو الجود
03-15-2006, 11:54 PM
تم و الحمد لله تحقيق الأزميريات
ـ تحرير النشر على ثلاث نسخ مخطوطة منها مخطوطة المؤلف بخطة و الكتاب قيد الطبع الآن و الحمد لله .
عمدة العرفان على أربع نسخ مخطوطة و الكتاب قيد الطبع الآن .
الإعلام بالقراءات الشواذ علة نسخة مخطوطة يسر الله إخراجه
أما البدائع فهو في المرحلة النهائية من المقارنات على ثمان نسخ مخطوطة منها نسخة الشيخ عامر عثمان ، ونسخة الشيخ أحمد مصطفى ، ونسختين بالأزهرية ، و أربع نسخ من دار الكتب . يسر الله إخراجه قريبا .
---
العويدي
03-16-2006, 01:55 PM
جزاك الله خيراً أخي أبا الجود
---
(1/8)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سفينة نوح: الكثير من العبر
---
سفينة نوح: الكثير من العبر
---
سيف الدين
04-10-2006, 06:17 PM
تعلّمنا سفينة نوح عليه السلام الكثير من الاشياء:
1- التحق بالسفينة ولا تفوّتها
2- لا تنسى اننا جميعا في قارب واحد
3- انظر الى الامام: لم تكن السماء تمطر عندما بدأ نوح عليه السلام ببناء القارب
4- ابقى مستعدا: فربما يكون عمرك قد تجاوز 600 سنة عندما يطلب منك احدهم ان تقوم بعمل مهم
5- لا تستمع للثرثارين؛ فقط قم بما يجب عليك فعله
6- من الافضل ان نسافر ازواجا وليس افرادا
7- تذكّر بأن السفينة بناها هواة, بينما التايتنك بناها محترفين
8- تذكّر بأن نقّري الخشب في السفينة هم اكثر خطرا من العاصفة في الخارج
9- مهما كانت العاصفة قوية, فهناك قوس قزح ينتظر المؤمنين بالله
(بتصرّف)
---
سيف الدين
04-10-2006, 06:18 PM
* بناها محترفون
---
سيف الدين
04-10-2006, 07:38 PM
اعتذر عن الاخطاء الواردة فيما كتب اعلاه مثل: ابقى: ابق ولاتنسى: ولا تنس والشكر الجزيل للاخ المصوّب
---
(1/9)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ... الجديد ..
---
... الجديد ..
---
احمد بن حنبل
01-23-2007, 09:12 PM
باذن الله تعالى سيكون هنا كل جديد لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله ووفقه من دورات ومحاضرات وما الى ذلك ...
أسأل الله عزوجل أن ينفع بالجميع وأن يحسن المقاصد ...
......................................
باذن الله تعالى سيستأنف الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
عشاء السبت القادم 8-1-1428 درس المحرر في الحديث في جامع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في مكة المكرمة ..
وذلك لمدة خمسة أيام ...
سينقل الدرس في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية .
---
خالد البكري
01-24-2007, 08:43 PM
جزاك الله خير أخي أحمد ونفع الله بك
وأسال الله عز وجل أن تكون موازين أعمالك الصالحة والله لا يحرمك من الاجر
---
احمد بن حنبل
02-17-2007, 05:08 AM
باذن الله تعالى ستبدأ الدورة العلمية المكثفة لفضيلة الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير وفقه الله مغرب وعشاء يوم غد السبت 30/1/1428
وستستمر الدورة ان شاء الله تعالى يوميا بعد المغرب وبعد العشاء حتى يوم الخميس .
وذلك بشرح ( كتاب النكاح ) . ( باب اللعان ) من بلوغ المرام في جامع الدعوة في حي الريان بالدمام .
علما أن الدورة ستنقل في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك .
---
احمد بن حنبل
02-17-2007, 06:26 PM
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/karim.JPG
---
أبو حذيفة
02-18-2007, 01:05 AM
جزاك الله كل خير وبارك فيك
---
احمد بن حنبل
02-24-2007, 03:44 PM
باذن الله تعالى سيستأنف الشيخ عبدالكريم مغرب هذا اليوم دروسه العلمية اليومية وهي على النحو التالي :
http://www.islamlight.net//images/stories/111.gif
---(1/10)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاستدراكات والإضافات على كتب التفسير وعلوم القرآن
---
الاستدراكات والإضافات على كتب التفسير وعلوم القرآن
---
أبو بيان
04-04-2004, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فأُرَحبُ بإخواني الكرام في هذا الموضوع الذي أرجوا أن يضيف جديداً مُفيداً لأهل العلم وقاصديه في هذا الملتقى الطيب المبارك.
* وفكرة هذا الموضوع تتضح من عنوانه, فهو:
إضافةٌ لِمَا فات ذكره في كتاب من كتب التفسير وعلوم القرآن مِمَّا هو على شرط المُؤَلف, وهي: "الاستدراكات".
أو:
إضافةُ ما هو من موضوع الكتاب ومادته, ولكنه ليس من شرط مؤلفه فيه, وهي: "الإضافات".
* والغرض من هذا الموضوع:
التعود على القراءة الواعية, وتكميل كتب الفن بجمع مسائلها ومادتها المنثورة في غير مواضعها , والتعرف أكثر على كتب التفسير وعلوم القرآن وشرط مُؤَلّفيها فيها, وإعانة أصحاب هذه الكتب- من بقي منهم- على الانتفاع بهذه الزيادات وإضافتها في طبعات لاحقة لهذه الكتب, إلى غيره من الفوائد والعوائد العامة والخاصة.
وسيتضح المراد أكثر بهذه المشاركة الأولى, ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لِما فيه خدمة دينه, ونُصرَة كتابه, والله الموفق.
---
أبو بيان
04-04-2004, 06:22 PM
* كتاب: "الإجماع في التفسير", لـ: محمد بن عبد العزيز الخضيري - حفظه الله -
وأُهديه استدراكاً وإضافةً:
- أمّا الاستدراك فهو ما ذكره ابن عطية (ت:546) رحمه الله, عند قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}[البقرة: 187], قال:
(والمراد فيما قال جميع العلماء: بياض النهار, وسواد الليل, وهو نَصُّ قول النبي صلى الله عليه وسلم لعديّ بن حاتم في حديثه المشهور). المحرر الوجيز 1/258.(1/11)
فإن من شرط االمؤلف - حفظه الله - جمع مادة كتابه من ستة كتب في التفسير, منها "المحرر الوجيز" لابن عطية رحمه الله, ولم يذكر هذا الإجماع في موضعه من كتابه.
- وأما الإضافة فهي ما ذكره ابن القيم (ت:751) رحمه الله عند قوله تعالى: {وما هو على الغيب بضنين}[التكوير: 24], قال:
(وأجمع المفسرون على أن الغيب ههنا القرآن والوحي). التبيان في أقسام القرآن (ص:127) ط/ مؤسسة الرسالة.
فليُضَف كُلٌّ في موضعه, والله الموفق.
---
أبو بيان
04-20-2004, 08:14 PM
* كتاب: "الإجماع في التفسير", لـ: محمد بن عبد العزيز الخضيري - حفظه الله -
- الاستدراك الثاني:
قال الواحدي عند تفسيره لقوله تعالى { قُتِلَ الخَرَّاصون }[الذاريات 10]:
(قالوا جميعاً: لُعِنَ الكذَّابون). الوسيط 4/174.
ونقل عنه الشوكاني هذا الإجماع في فتح القدير 5/111.
* فليُضَف في محله.
-----------------------------------
- هل لاحظت؟!:
لا أظن أن كتب ومكتبات طلبة العلم الفضلاء الذين يزخر ويفخر بهم هذا الملتقى الجامع تخلوا من مثل هذه الاستدراكات والتعليقات ..
فهل سنرى شيئاً منها ..
..
..
---
أبو بيان
06-20-2004, 07:07 PM
* ولنفس الكتاب: " الإجماع في التفسير "
- قال ابن الجوزي (ت:597) في قوله تعالى: { واليوم الموعود }(البروج 2):
( هو يوم القيامة بإجماعهم ). زاد المسير (ص:1531).
---
أبو بيان
07-01-2004, 05:07 PM
وكذلك:
* قال أبو المظفر السمعاني (ت:489) في قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}(النصر 1):
( أجمعوا على أن الفتح هو: فتح مكة ). تفسير القرآن 6/296.
---
أبومجاهدالعبيدي
08-26-2004, 10:59 AM
ومما يستدرك على كتاب الإجماع في التفسير للدكتور محمد الخضيري ما نقله كل ما ابن جرير وابن عطية من إجماع أهل التأويل على أن قول الله تعالى : { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً } المراد به : يوم القيامة .(1/12)
وتركه لدراسة هذا الإجماع المنقول في أهم التفاسير التي اعتمد عليها غريب . ولكن : جلّ من لا يسهو .
---(1/13)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ السلف (2)
---
هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ السلف (2)
---
أبو عمار المليباري
09-03-2005, 06:46 PM
هذا إكمالٌ للمقال السابق بعنوان "هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ الصحابة" ، فوعدت القراءَ هناك بتوضيح ما يتعلق بتلك المقولة وكيف تأثر العلماء بها .
إن كثيراً من العلماء المتأخرين الذين درسوا المذهب الأشعري ونشؤوا عليه قد تأثروا بهذه المقولة المتداولة في عصرهم "مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم" . ونتيجة هذا التأثر أصبحوا يردُّون كثيراً من أقوال السلف إذا وجدوها متعارضةً مع أقوالهم . ويتضح هذا الأمر بضرب بعض الأمثلة على ذلك ، وفيما يلي مثالان لعالِمين من مشاهير العلماء المتأخرين :(1/14)
1- الإمام النووي : تعرَّض الإمام النووي لمسألة شدِّ الرحال لزيارة قبور الصالحين في (شرح صحيح مسلم 9/468) فقال : (واختلفَ العلماءُ في شدِّ الرحال وإعمالِ المطىِّ إلى غير المساجد الثلاثة كالذهاب إلى قبورِ الصالحينَ وإلى المواضع الفاضلةِ ونحوِ ذلك فقال الشيخ أبو محمد الجُويني من أصحابنا : هو حرامٌ وهو الذي أشار القاضي عِياض إلى اختياره ، والصحيحُ عندَ أصحابنا ؛ وهو الذي اختاره إمام الحرمين والمحققون أنه لا يحرم ولا يكره ، قالوا : والمراد أن الفضلية التامةَ إنما هي في شدِّ الرحال إلى هذه الثلاثة خاصةً والله أعلم) . فانظر كيف رُدَّ قول أبي محمد الجويني مع أن قوله موافق لظاهر النص ولِما عليه السلف . والمراد بالمحققين في كلام النووي : متأخروا الشافعية ممن تأثروا بالأشعرية والصوفية . أما المتقدمون من أصحاب الشافعي وغيرهم لا تكاد تجدُ لهم أقوالاً مخالفة لفهم السلف مثل هذا . وقد يقع بعض من يقرأ هذا الكلام في شرح صحيح مسلم في حيرةٍ : كيف يخالف شيخ الإسلام ابن تيمية أقوال الجماهير(1) والمحققين من أهل العلم ، ثمَّ هل جمهور العلماء على جواز شدِّ الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين . نقول له : على رِسلك يا أخي فابن تيمية(2) أخذ بقول السلف والمذكور في شرح مسلمٍ رأيُ المتأخرين من الخلف .
2- العلامة تقيُّ الدين السبكي : للسبكيِّ رسالة لطيفة في شرح حديث الفطرة(3) : "ما من مولودٍ إلا ويولد على الفطرة ..." فنقل السبكي في الرسالة أقوال العلماء في معنى الفطرة فذكر منها في صفحة 18 : أن المراد بالفطرة الطبع السليم المتهيِّء لقبول الدين ، قال : وهو الذي نختاره وعليه أكثر العلماء . ثم ذكر القول الثاني والثالث(4) حتى أتى إلى الرابع فقال : أن الفطرة : الإسلامُ ، ونُسب هذا القول إلى أبي هريرة والزهريِّ وكافة السلف .(1/15)
فيُصدم القارئ بهذا التصرف من السبكي! كيف يجرؤ على مخالفة قول كافة السلف ، وكيف يخالف جمهورُ العلماء أي المتأخرون جمهورَ السلف ؟! ومن هنا يتبين للقارئ مدى تأثر هؤلاء المتأخرين بهذه المقولة ولماذا أكثر علماء السنة كابن تيمية في الرد على مقالاتهم وآرائهم الفاسدة وأثْبتوا أن قول السلف أسلم وأحكم وأعلم . وأختِمُ هذا المقال بقول الحافظ ابن رجب الحنبلي في (فضل علم السلف على الخلف 40) : (ولقد ابتلينا بجهلةٍ من الناس يعتقدون في بعض من توسَّع في القولِ من المتأخرين أنه أعلمُ ممن تقدَّم ، فمنهم من يظنُّ في شخصٍ أنه أعلم من كل من تقدَّم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله ، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء والمشهورين المتبوعين ... فإن هؤلاء كلهم أقلُّ كلاماً ممن جاء بعدهم ، وهذا انتقاصٌ عظيمٌ بالسلف الصالح وإساءة ظنٍّ بهم ونسبةٌ لهم إلى الجهل وقصور العلم ولا حول ولا قوةَ إلا بالله) ونقل عن عمرَ بن عبدالعزيز في موضعٍ آخر(5) : (خذوا من الرَّأيِ ما يوافقُ من كان قبلكم فإنهم كانوا أعلم منكم) .
--------------------------------------------------
1- ذكر النووي في موضع آخر أن هذا هو قول الجمهور (شرح صحيح مسلم 9/517) .
2- ولا أعلم أحداً في عصره أعلم منه بأقوال السلف من الصحابة والتابعين وأصحاب القرون المفضلة يقول الحافظ في (الدرر الكامنة 1/145) : (وصارَ عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والاطلاع على مذاهب السلف والخلف) .
3- طبعة دار الصحابة للتراث بطنطا بتحقيق محمد السيِّد أبو عمه .
4- والقول الثاني هو : الفطرة هي معرفة الله والثالث : الفطرة هي ما قضى الله عليهم من السعادة والشقاوة .
5- في صفحة 32 .
---(1/16)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > النجوم النيرات في مائة ترجمة لعلماء القراءات ( 1 )
---
النجوم النيرات في مائة ترجمة لعلماء القراءات ( 1 )
---
إبراهيم الجوريشي
01-19-2007, 03:42 AM
النجوم النيرات في مائة ترجمة لعلماء القراءات
تراجم القراء التي جمعت و حصلت
من النت او المقابلات
أو أي مصادر أخرى
انظر هدا الرابط:
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=8150
---
إبراهيم الجوريشي
01-19-2007, 03:43 AM
(1) الشيخ المقرئ محمد بن منازع بن طرَّاف بن حسين
اسمه : الشيخ محمد بن منازع بن طراف بن حسين , من مواليد محافظة المنيا من بلدة بني خيار بمركز أبو قرقاص المنياوي مديرية المالكي مذهبُ, حيث جمع القراءات العشر الصغرى على شيخه العلامة الشيخ : محرم بن محمد بن عبد رب النبي من بلدة الفقاعي , بمركز أبو قرقاص بمديرية المنيا , الأزهري الحنفي مذهب . وقد أتحفني شيخي الفاضل محمد بن منازع بترجمة موجزة عنه وهو جالس معي في منزلي وخط بيمينه هذه السطور.
قال حفظه الله : " الاسم : محمد منازع طراف حسين نوار , المولود بقرية بني خيار التابعة لمركز أبو قرقاص في محافظة المنيا وبتاريخ 1941 م .(1/17)
لقد حفظت القرآن الكريم عن والدي الشيخ منازع وجِدِّي الشيخ طراف , وأخذت القراءات العشر الصغرى من فضيلة الشيخ محرم محمد عبد رب النبي الفقاعي , وعملت بالأوقاف في سلك الدعوة , ومحفظا للقرآن الكريم بالأزهر الشريف , والتحقت بمعهد القراءات , وحصلت على تخصص القراءات , ثم سافرت إلى السعودية , وعملت مدرسا للقرآن وعلومه , وإماما بوزارة الأوقات , ثم سافرت إلى دولة الكويت وعملت أيضا في سلك الدعوة , ومحفظا للقرآن الكريم وعلومه , ثم رجعت إلى مصر , وأنا أعمل الآن في تحفيظ القرآن , وعضوا بلجنة امتحان الأئمة بالأوقاف , ومشرفا فنيا بمدارس القرآن التابعة للشبان المسلمين بالمنيا وشيخًا للمقارئ بالمنيا .
وشيوخي الذين أخذت عنهم القرآن الكريم :
1. أولا : والدي الشيخ ثم جَدِّي الشيخ طراف .
2. ثم الشيخ على بالسلطان حسن .
3. ثم أكملت القراءات على فضيلة الشيخ محرم .
4. والشيخ عبد الودود والشيخ جميل بملوي.
ومازلت الآن أعمل في تعليم القرآن الكريم والقراءات وأخذ عني القرآن الكريم بقراءة الإمام نافع : الدكتور أحمد سعد سيد والشيخ محمد عمر الفيل , والشيخ محمد عبد الغني مدرسا بالسعودية , والشيخ محمد قائد , والشيخ ورواني رفعت , والشيخ شريف محمد منازع , والشيخ فرغلي سيد أحمد علي , والشيخ هيثم عمر عمر .
مصنفات الشيخ :
1. قراءة بن كثير مطبوع
2. نظم سور القرآن
هذه ترجمة موجزة بقلم تلميذه الشيخ فرغلي عرباوي
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=8150
---
إبراهيم الجوريشي
01-19-2007, 04:00 AM
(2) المقرئة أم السعد السكندرية
بعد أن أتمت "أم السعد" حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمرها، ذهبت إلى الشيخة "نفيسة بنت أبو العلا" "شيخة أهل زمانها" كما توصف، لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم.(1/18)
والأعجب من الشرط أن "أم السعد" قبلت شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن –في رأيها– لهذه المهمة الشريفة!.. ومما شجعها على ذلك أن "نفيسة" نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم!.
للتفرد رجال.. ونساء أيضًا!!
تقول "أم السعد" بوجه يعلوه الرضا:
"من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأي قراءة إما يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة) أو من أحد الذين منحتهم إجازة".
وتؤكد اعتزازها بأنها السيدة الوحيدة –في حدود علمها– التي يسافر إليها القراء وحفظة القرآن من أجل الحصول على (إجازة) في القراءات العشرة.
أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التي منحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختها المرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-.
"أم السعد محمد على نجم" الضريرة التي تجاوز عمرها 77 عامًا تُعَدّ أشهر امرأة في عالم قراءات القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلَّت طوال نصف قرن –وما زالت- تمنح إجازاتها في القراءات العشر.
يقول الأستاذ حسام تمام :
دخلت حارة الشمرلي بأحد أعرق أحياء الإسكندرية "بحري"، وما إن سألت عن "الشيخة" حتى تسابق الجميع ليدلني على شقتها المتواضعة، بحفاوة بالغة لأني أسأل عن شخصية معروفة ، يقولون إنها "اسم على مسمى".
أفواج صغيرة تدخل وتخرج ممن يحلمون بختم القرآن الكريم من مختلف الأعمار ومن الجنسين، أزياؤهم تدل على تباين طبقاتهم الاجتماعية،(1/19)
تبدأ دروس النساء والبنات من الثامنة صباحًا وتمتد إلى الثانية ظهرًا، ثم تبدأ دروس الرجال حتى الثامنة مساءً لا يقطعها سوى أداء الصلوات وتناول وجبات خفيفة لتتمكن الشيخة من الاستمرار.
قصة العمى .......... وخرافات الريف .......ورحلة التحدي
نشأت "أم السعد" ابنة لأسرة فقيرة انحدرت من قرية البندارية إحدى قرى مدينة المنوفية (شمال القاهرة)..
داهم المرض عينيها ولم تتجاوز عامها الأول، ولم يكن لدى أهلها القدرة -وربما الوعي- لعلاجها لدى الأطباء فلجؤوا إلى الكحل والزيوت وغيرها من وصفات العلاج الشعبي التي أودت –في النهاية– ببصرها مثلما حدث مع آلاف الأطفال آنذاك.
وكعادة أهل الريف مع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم حتى حفظت القرآن الكريم في مدرسة (حسن صبح) بالإسكندرية في الخامسة عشرة.
أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت من شيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين.
وتقول الشيخة (أم السعد):
إنها حين أتمت حفظها للقرآن الكريم بقراءاته العشر كان عدد الحفاظ قليلاً، ولم يكن هناك مذياع أو تليفزيون، فكان الأهالي يستعينون بها مثل شيختها في قراءة القرآن في المناسبات والاحتفالات الدينية..
وكان مقبولاً وقتها أن تقرأ امرأة القرآن الكريم وتجوِّده في حضور الرجال الذين كانوا –كما تروي- يمتدحون حسن قراءتها وجمال تجويدها، غير أنها تشير إلى انقراض هذا التقليد الآن بعد انتشار القراءّ ودخول الإذاعة والتلفزيون والتسجيل في المنازل، وصار أقصى ما يمكن أن تقوم به القارئة أن تحيي حفلاً دينيًّا خاصًّا بالسيدات فقط، وهو ما يحدث نادرًا.. وترى أن السبب الحقيقي في إحجام الناس عن الاستعانة بمقرئات من النساء هو الاعتقاد الذي شاع وترسخ في العقود الأخيرة بأن صوت المرأة عورة
برنامجها اليومي >>>>>> : قرآن في قرآن(1/20)
يتردد عليها لحفظ القرآن ونيل إجازات القراءات صنوف شتى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستويات الاجتماعية والعلمية (كبار وصغار، رجال ونساء، مهندسون، وأطباء، ومدرسون، وأساتذة جامعات وطلاب في المدارس الثانوية والجامعات... إلخ).
وهي تخصص لكل طالب وقتًا، لا يتجاوز ساعة في اليوم يقرأ عليها الطالب ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءاً جزءاً حتى يختم القرآن الكريم بإحدى القراءات،
وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمها تؤكد فيها أن هذا الطالب (خادم القرآن) قرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا وفق القراءة التي تمنحه إجازتها..
تقول الشيخة أم السعد :
ستون عامًا من حفظ القرآن وقراءته ومراجعته جعلتني لا أنسى فيه شيئًا.. فأنا أتذكر كل آية وأعرف سورتها وجزءها وما تتشابه فيه مع غيرها، وكيفية قراءتها بكل القراءات..
أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه.. فأنا لا أعرف أي شيء آخر غير القرآن والقراءات.. لم أدرس علمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريم ومتونه في علوم القراءات والتجويد.. وغير ذلك لا أعرف شيئًا آخر".
تلاميذ أم السعد وطريقتها في إعطاء الإجازة :
عندما سئلت عن تلامذتها وعلاقتهم بها وهل تتذكرهم فقالت: "أتذكر كل واحد منهم :
هناك من أعطيته إجازة بقراءة واحدة ..............
وهناك – وهم قليلون– من أخذوا إجازات بالقراءات العشر مختومة بختمي الخاص الذي أحتفظ به معي دائمًا، ولا أسلمه لأحد مهما كانت ثقتي فيه".
وهي تشير بهذا إلى أنها لا تختم الإجازة لأحد ألا إذا قرأ عليها القرآن ووثقت بقراءته ...!!!
وتضيف أم السعد :
"بعضهم انشغل ولم يَعُد يزرني؛ لكن معظمهم يتصل بي أو يأتي لزيارتي والاطمئنان عليَّ بين الوقت والآخر"
– وتذكر منهم بفخر عددًا من القراء والدعاة وحفظة القرآن الكريم،(1/21)
أحدهم نال المركز الثاني في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها السعودية سنويًّا، وأشهرهم القارئ الطبيب "أحمد نعينع" الذي قرأ عليها وأخذ عنها إجازة،
وكذا عدد من أساتذة وشيوخ معهد القراءات بالإسكندرية والذين لا يعطون إجازة في حفظ القرآن إلا ويضعون اسمها في أول السند المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وتتابع أم السعد فتقول :
أسعد أيام (أم السعد) هو يوم (الختمة) الذي تمنح فيه الطالب الإجازة..
ورغم أنه مر عليها هذا اليوم أكثر من ثلاثمائة مرة !!!!!!!!!!!!!، فإنها تحتفظ بصورة لكل إجازة ........... منها آخرها كانت لسيدة في قراءة قالون عن نافع.
وفي يوم (الختمة) تقام وليمة، أو حفل شاي وقهوة وحلويات..
ويقدم لها صاحب الختمة هدية: جلابية، خاتم، حلية ذهبية، كل حسب استطاعته،
أما أجمل هدية فكانت رحلة حج وعمرة واستضافة سنة كاملة في الأراضي الحجازية قدمها لها بعض تلامذتها،
وأجمل ما في هذه الهدية بعد الحج والعمرة: "أنها راجعت حفظ القرآن الكريم، ومنحت إجازات في القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان، السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان.........
وأحب إجازة منحتها لطالبة سعودية لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها..".
زوجات الحفاظ يغرن من الشيخة!!!
من أطرف ما روته الشيخة (أم السعد) أن زوجات بعض الحفاظ أبدين غيرتهن منها وخوفهن من أن (تخطف) منهن أزواجهن .......، خاصة والرجال يتكلمون عن شيختهم بفخر واعتزاز، وهو ما دفع بأزواجهن إلى اصطحابهن للدروس للتأكد من أن هذا الخوف لا مبرر له فهي كفيفة وعجوز !! ............ ( في السابعة والسبعين من عمرها )
تقول:(1/22)
"وبعض الرجال تردد في البداية في القراءة عليَّ باعتباري (امرأة) وبعضهم امتنع، لكن الشيخ محمد إسماعيل (أشهر دعاة الدعوة السلفية بالإسكندرية) أفتى لهم بجواز ذلك عندما علم بسنيّ، بل أرسل إليّ بأهل بيته للقراءة عليّ".
وماذا عن زواجها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تقول أم السعد :
المفاجأة: تزوجت ولتسامحني شيختي!!
وقبل أن أغادرها أبت أن تتركني إلا مذهولاً،!!!!!!!!!
فحين سألتها عن أقرب تلاميذها إليها ؟؟؟؟؟؟؟
فاجأتني بأنه "زوجها"!! الشيخ "محمد فريد نعمان"
الذي كان قبل وفاته منذ خمس سنوات أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية
وهو صاحب أول إجازة تمنحها (أم السعد)،
وتقول عن قصة زواجها:
"لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي (نفيسة) بعدم الزواج..
كان يقرأ علي القرآن بالقراءات.. ارتحت له.. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة.. درَّست له خمس سنوات كاملة وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج فقبلت".
( والحمد لله أنها وافقت السنة في زواجها فالتبتل بدون زواج ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .......... )
واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا..
لم تنجب أولادا !!!!
ولكنها أنجبت تلاميذ حفاظاً وقراء فالحمد لله
وتعلق قائلة:
"الحمد لله.. أشعر بأن الله تعالى يختار لي الخير دائمًا.. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن وربما نسيته".
ولا تزال "الشيخة أم السعد " نهرًا من العطاء يتدفق بلا توقف بالقرآن ونحوه..
المصدر: http://www.islamonline.net/Arabic/f...article09.SHTML(1/23)
توفيت الأحد 15رمضان1427هـ الشهر الذي تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان منتصف شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران الساعة تقريبا العاشرة ليلا بمستشفى رأس التين بالأسكندرية بعد صراع مع المرض ودفنت ثاني يوم الأثنين بالعامود وقد صلى عليها خلق كثير من مشايخ وعلماء مصر المحروسة بالأسكندرية وكان على رأسهم فضيلة شيخي علامة الأسكندرية ومصر في القراءات العشر الكبرى والشواذ الشيخ محمد بن عبد الحميد بن عبدالله خليل الأسكندراني وقد حادثته بالجوال أثناء الجنازة وعزيته فيها فهي رفيقة دربه في الإقراء حتى عندما كانا عندنا بالرياض بالسعودية قبل عدة سنوات وكان على رأس المشيعين لها من علماء الأسكندرية الكرام فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن أحمد المقدم الشهير بالدكتور محمد اسماعيل حفظه الله وأيضا شيعها فضيلة الفقيه المفسر الشيخ الدكتور ياسر برهامي حفظه الله وغيرهم كثير من المشايخ والعلماء وطلابها ومحبيها عليها رحمة الله تعالى وأسكنها فسيح جناته .
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=43765#post43765
---
نورة
01-19-2007, 01:39 PM
جزاكم الله خيراً شيخنا إبراهيم
على ما تتحفونا به من تراجم نيرة
وحبذا لو يتم تنسيقها على ملف وورد
نستطيع تحميله بعد ذلك على شكل كتاب
وشكر الله سعيك, وبارك بك
---
(1/24)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > من ثمرات الإعجاز العددي:الانتصار للبدعة والضلال.
---
من ثمرات الإعجاز العددي:الانتصار للبدعة والضلال.
---
أبو عبد المعز
10-02-2006, 02:55 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.وبعد فهذا نص لداعية شيعي دعواه فيه أن مذهبه الإثني عشري أحق أن يتبع...ودليله عليه أن الإعجاز العددي ناطق بالعدد اثناعشر وأنك حيثما نظرت في القرآن وجدت العدد المذكرك بأشخاص الأئمة المعصومين..... والحقيقة أن أعداده مقنعة كما كانت الاعداد البهائية مقنعة من قبل....وهنا وقفة جدلية لا بد منها: -إما أن نسد باب هذا العبث-وهو ما نطمع فيه- -وإما أن نصحح الإعجاز الرقمي فنصحح معه -وتبعا له-المذهب الشيعي في تقديس الأئمة، فالتوافقات العددية المبنية على العدد12 لا تنكر كما سترى في نص الداعية الشيعي... -وإما أن ندخل معهم في مبارزة رقمية لتصحيح مذهب أهل السنة استنادا على لوغاريتمات معينة.....فتكون "حرب رقمية" تثير الضحك، شبيهة بالحروب الحرفية التي ذكر بعضها العلامة الألوسي عند كلامه على الحروف المقطعة قال: ومن الطرائف أن بعض الشيعة أستأنس بهذه الحروف لخلافة الأمير علي كرم الله تعالى وجهه فإنه إذا حذف منها المكرر يبقى ما يمكن أن يخرج منه: " صراط على حق نمسكه" ولك أيها السني أن تستأنس بها لما أنت عليه فإنه بعد الحذف يبقى ما يمكن أن يخرج منه ما يكون خطابا للشيعي وتذكيرا له بما ورد في حق الأصحاب رضي الله تعالى عنهم أجمعين وهو: " طرق سمعك النصيحة " وهذا مثل ما ذكروه حرفا بحرف وإن شئت قلت : " صح طريقك مع السنة" ....... ولعله أولى وألطف ... وذكر الكفوي في كلياته عن شرف الدين البوصيري حربا حرفية أخرى بصدد حروف البسملة. قال البوصيري: أن بعض النصارى انتصر لدينه وانتزع من البسملة الشريفة(1/25)
دليلا على تقوية اعتقاده في المسيح وصحة يقينه به فقلب حروفها ونكر معروفها وفرق مألوفها وقدم فيها وأخر وفكر وقدر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال قد انتظم من البسملة: -" المسيح ابن الله المحرر" فقلت له فحيث رضيت البسملة بيننا وبينك حكما وجوزت منها أحكاما وحكما فلتنصرن البسملة الأخيار منا على الأشرار ولتفضلن أصحاب الجنة على أصحاب النار قالت لك البسملة بلسان حالها: -" إنما الله رب للمسيح راحم" - "النحر لأمم لها المسيح رب" - " ما برح الله راحم المسلمين" - "سل ابن مريم أحل له الحرام" - " لا المسيح ابن الله محرر" - " لا مرحم للئام أبناء السحرة" - " رحم حر مسلم أناب إلى الله" - " لله نبي مسلم حرم الراح" - " الحلم ربح رأس ماله الإيمان"
وأترككم مع نص الشيعي : (الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف) لفظ "إمام في القرآن" : ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة وهذا العدد مطابق لعدد الأئمة المعصومين الاثني عشر أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم الإمام المهدي (عج) وهي :
1. وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124} البقرة .
2. أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ {17} هود.
3. فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ {79}.(1/26)
4. الحجر يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً {71} الإسراء .
5. وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ {12} التوبة .
6. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {74} الفرقان .
7. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ {73} الأنبياء .
8. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {5} القصص .
9. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ {41} القصص .
10.وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {24} السجدة .
11.وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} الأحقاف.
12.إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} يس .(1/27)
والأئمة هم : - الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) . - الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) . - الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) . - الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) . - الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) . - الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) . - الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) . - الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) . - الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) . - الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) . - الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) . - الإمام محمد بن الحسن المهدي (عج) . وقد أورد المؤلف الكثير من مناقبهم وأفضالهم لطلبها نرجو الرجوع إلى الكتاب(1/28)
(هم المفلحون) في القرآن الكريم : وردت عبارة هم المفلحون في القرآن الكريم 12 مرّة في الآيات التالية : 1. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5} البقرة . 2. وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} آل عمران . 3. وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {8} الأعراف . 4. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157} الأعراف . 5. لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {88} التوبة . 6. فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} المؤمنون . 7. إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{51} النور . 8. فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {38} الروم . 9. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ(1/29)
الْمُفْلِحُونَ {5} لقمان . 10.لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {22} المجادلة . 11.وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9} الحشر . 12.فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {16} التغابن . المجتبون الاثنا عشر : قد ورد لفظ (اجتبى) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (ص) من بعده. وهي : 1. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {87} الأنعام . 2. مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {179} آل عمران . 3. وَإِذَا لَمْ(1/30)
تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {203} الأعراف . 4. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58} مريم . 5. شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13} الشورى . 6. ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122} طه . 7. وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {6} يُوسُف . 8. يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} سبأ . 9. وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {57} القصص . 10.فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ {50} القلم .(1/31)
11.وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} الحج . 12.شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {121} النحل . الأوصياء الاثنا عشر : روى ابن عباس وأبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال : "من سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنّة عدن منزلي منها غرسه ربّي ثم قال له كن فيه فكان، فليتولّى على بن أبي طالب وليّا ثم الأوصياء من ولده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي" (المناقب) . وقد وردت مادة "وصية" ومشتقاتها في القرآن الكريم 12 مرّة، وهي بعدد الأوصياء المعصومين الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن) : (الشورى 13/الشورى 13/الأنعام 144/الأنعام 151/الأنعام 152/الأنعام 153/النساء 131/العنكبوت 8/لقمان 14/الأحقاف 15/مريم 31/النساء 12) . ملاحظة: وردت بالآية 13 من الشورى في حالتين : (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13} الشورى . خلفاء الرسول (صلى الله عليه وسلّم) الاثنا عشر : ورد في القرآن لفظ "خليفة" ومشتقاته في حالة المدح 12 مرّة،(1/32)
وهذا مطابق لعدد الأئمة المعصومين من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) الواجب اتباعهم وهي : (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن) : (البقرة 30/ص 26/الأنعام 165/يونس 14/يونس 73/فاطر 39/الأعراف 69/الأعراف 74/ النمل 62/النور 55/النور 55/الأعراف 129) . ملاحظة : وردت بالآية 55 من النور في حالتين : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} المصطفون الاثنا عشر بعد النبي (صلى الله عليه وسلّم) : قد ورد لفظ (اصطفى) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي : (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن) : (البقرة 132/آل عمران 33/النمل 59/الزمر 4/آل عمران 42 آل عمران 42/البقرة 247/الأعراف 144/فاطر 32/ص 47/الحج 75/ البقرة 130) . ملاحظة : وردت بالآية42 من سورة آل عمران في حالتين (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42}. المعصومون الاثنا عشر : قد ورد لفظ (يعصم) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده . وهي : (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن) : (المائدة(1/33)
67/الأحزاب 17/هود 43/هود 43/النساء 146/النساء 175/آل عمران 101/آل عمران 103/الحج 87/يُوسُف 32/يونس 27/غافر 33) . ملاحظة : وردت بالآية 43 من سورة هود في حالتين (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43}. البر والأبرار : قد ورد لفظ (البِر) "بكسر الباء" ومشتقاتها في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده . وهي : (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن) : (البقرة 224/آل عمران 193/آل عمران 198/الإنسان 5/الانفطار 13/المطففين 18/المطففين 22/الممتحنة 8/الطور 28/مريم 14/مريم 32/عبس 16) . لفظة "عامل" في القرآن الكريم : قد وردت لفظة (عامل) مفردا وجمعا في القرآن الكريم 12 مرّة ، وهذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده . وهي : (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن) :(آل عمران 195/الأنعام 135/هود 93/الزمر 39/هود 121/المؤمنون 63/الصافات 61/فصلت 5/آل عمران 136/التوبة 60/العنكبوت 58/الزمر 74) . النجوم الاثنا عشر : روى ابن حجر في صواعقه عن سلمة بن الأكوع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال : "النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي (الصواعق المحرقة ص 283 حديث # 12 من الفصل الثاني) . وقد ورد لفظ (النجم) و (النجوم) في القرآن 12 مرّة، وهذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده . وهي : (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد(1/34)
عليه بالرجوع إلى القرآن) :(النحل 16/النجم 1/الطارق 3/الأنعام 97 /الأعراف 54/النحل 12/الحج 18/الصافات 18/الطور 49/الواقعة 75/المرسلات 8/التكوير 2) . ملاحظة: يقول : أما لفظ النجم في قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ {6} الرحمن . فالمراد منه ما ينجم من النبات ويطلع من الأرض ولا ساق له، والشجر ما له ساق من النبات (تفسير الميزان ج 19) بقرينة الجمع بين النجم والشجر . الملوك : وقد وردت مادة "ملك" للمخلوقين بمعنى مالك في القرآن 12 مرّة، وهي بعدد الأوصياء المعصومين الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) وهي : (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن):(يُوسُف 43/يُوسُف 50/يُوسُف 54/يُوسُف 72/يُوسُف 76/الكهف 7/البقرة 246/البقرة 247/النمل 34/المائدة 20/الزخرف 77/يس 71) . هنالك الولاية والرقم 12: قال تعالى في سورة الكهف الآية 44:(هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْبا) ذكرت كلمة الولاية في القرآن الكريم مرة واحدة، وقد دلت الروايات المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام أن المقصود بالولاية الحق ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام . وقبل ذكر بعض الروايات المنسوبة إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام والتي تصرّح بأن هذه الآية نزلت من عند الحقّ بحقّ صاحب الولاية الحق أمير الؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لا بد من الإشارة إلى عدد حروف كلمة (هنالك الولاية) وإلى عدد آيات سورة الكهف فنقول : 1. هنالك الولاية : عدد حروفها 12 حرفا . 2. علي بن أبي طالب : عدد حروفها 12 حرفا أيضا . 3. عدد آيات سورة الكهف = 110 آيات . 4. حساب حروف كلمة "علي" على الأبجد الكبير = 110 . (أي - ع = 70 ، ل = 30 ، ي = 10) روى عبد الرحمن بن كثير قال : (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى : (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ(1/35)
لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً {44}) قال عليه السلام هي ولاية علي عليه السلام) . (تأويل الآيات ص 287) . سيدنا محمد والإمام علي : قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {108}(يُوسُف) . أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام أن هذه الآية نزلت في الإمام علي عليه السلام خاصة وأنه عليه السلام أوّل من اتّبع النبي (صلى الله عليه وسلّم) . أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي : عدد حروفها 12 حرفا . علي بن أبي طاب 12 حرفا . روى أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى في سورة يُوسُف في الآية 108: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال عليه السلام : علي بن أبي طالب عليه السلام . "تفسير العياشي" . النجم إذا هوى والرقم 12: (مثل لعدد الحروف) قال تعالى : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} . ذكرت بعض الروايات أن هذه الآيات نزلت بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقد روى ذلك بعض أهل السنة، وتجلى العدد 12 في هذه الآية على النحو التالي : والنجم إذا هوى : و + ا + ل + ن + ج + م + ا + ذ + ا + هـ + و + ى = 12 حرفا . علي بن أبي طالب : أيضا = 12 حرفا . روى الشيخ الصدوق في أماليه بسنده عن الإمام جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : "لما مرض النبي (صلى الله عليه وسلّم) مرضه الذي قبضه الله فيه، اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا : إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك، ومن القائم فينا بأمرك ؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم، فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه فلم يجبهم عن(1/36)
شيء ممّا يسألون، فلما كان اليوم الثالث قالوا له : يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك ومن القائم فينا بأمرك ؟ فقال (صلى الله عليه وسلّم): إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم من بعدي، فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم، إذ انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي عليه السلام فهاج القوم وقالوا : والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمّه إلا بالهوى ، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} . وروى ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بسنده عن ابن عباس قال : "كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي (صلى الله عليه وسلّم) إذ انقضّ كوكب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): من انقضّ هذا الكوكب في منزله فهو الوصيّ من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي عليه السلام قالوا: يا رسول الله قد غويت في حبّ علي عليه السلام فأنزل الله تعالى : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} إلى قوله وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى {7}. أورد المؤلف عدة مقاطع من آيات قرآنية ومن الحديث والمقولات عدد حروف كل مقطع 12 حرفا مع الشرح ومردها للائمة، ونحن نورد لكم هنا جزء منها للمعلومية بدون الشرح لعدم التطويل : - علي بن أبي طالب = 12 حرفا . - علي خليفة محمد = 12 حرفا . - محمد رسول الله = 12 حرفا . - لا إله إلا الله = 12 حرفا . - أمير المؤمنين = 12 حرفا . - على بينة من ربه = 12 حرفا . - يتلوه شاهد منه = 12 حرفا . - الأذن الواعية = 12 حرفا . - صالح المؤمنين = 12 حرفا . - العروة الوثقى = 12(1/37)
حرفا . - يقيمون الصلاة = 12 حرفا . - ويؤتون الزكاة = 12 حرفا . - جعلنا لهم لسان = 12 حرفا . - الذي أوحى إليك = 12 حرفا . - قومك منه يصدون = 12 حرفا . - فقدّموا بين يدي = 12 حرفا . - وأصحاب اليمين (12 حرفا) ، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح أصحب المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا) . - أصحاب الميمنة (12 حرفا) ، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح أصحب المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا) . - صراطي مستقيما (12 حرفا) ، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح صرطي المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا) . - من يأمر بالعدل = 12 حرفا . - هم فيه مختلفون = 12 حرفا . - أفمن كان مؤمنا = 12 حرفا . - في الأرض خليفة = 12 حرفا . - واجعل لي وزيرا = 12 حرفا . - الطيب من القول = 12 حرفا . - عن الذي أوحينا = 12 حرفا . - أذن مؤذّن بينهم = 12 حرفا . - إي وربي إنه لحق = 12 حرفا . - رجلا سلما لرجل = 12 حرفا . - يا أيها الرسول = 12 حرفا . - يعصمك من الناس = 12 حرفا . - فاطمة بنت محمد = 12 حرفا . - فاطمة الزهراء = 12 حرفا . - مريم بنت عمران = 12 حرفا . أورد المؤلف عدة مقاطع من آيات قرآنية عدد كلمات كل مقطع 12 كلمة مع الشرح ومردها للائمة، ونحن نورد لكم هنا جزء منها للمعلومية بدون الشرح لعدم التطويل : قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرا(ً {54} الفرقان . أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وسلّم) وأهل بيته عليهم السلام أن هذه الآية نزلت في الغمام علي عليه السلام قبل تزويجه من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهم السلام وهذا ما رواه بعض أهل السنة ، ونذكر تجلي العدد 12 في هذه الآية فعدد كلماتها 12 كلمة . وهي بنفس عدد حروف علي بن أبي طالب وبعدد حروف فاطمة بنت محمد عليهم السلام . روي عن أبي جعفر عليهم السلام عن أمير عليه السلام(1/38)
أنه قال : (ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء، إحذروا أن تقلّبوا عليها فتضلّوا في دينكم، أنا الصهر يقول الله عزّ وجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة . (نور الثقلين) . وقال ابن سيرين : نزلت في النبي (صلى الله عليه وسلّم) وعلي بن أبي طالب زوّج فاطمة عليهم السلام عليّا عليه السلام فهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسبا وصهرا . (مجمع البيان) . وروى الحاكم الحسكاني الحنفي في مناقبه بسنده عن السدي في قوله : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً) قال : نزلت في النبي (صلى الله عليه وسلّم) وعلي عليه السلام زوّج فاطمة عليّا وهو ابن عمّه وزوج ابنته كان نسبا وصهرا . (شواهد التنزيل) . النقباء الاثنا عشر : قال : تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) {12} المائدة . أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وسلّم) أن الأئمة من بعده 12 بعدد نقباء بني إسرائيل، وقبل طرح بعض ما روي من طرق الشيعة وأهل السنة لا بد أن نلفت النظر إلى شيئين هامين : أولا : أن هذه الآية تحمل الرقم (12) من سورة المائدة . ثانيا : أن عدد حروف (اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) من الآية = 12 حرفا، وهو مطابق لعدد نقباء اسرائيل وعدد الأئمة الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم). عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (دخل جندل بن جنادة الأنصاري على رسول(1/39)
الله (صلى الله عليه وسلّم) فقال : يا محمد أخبرني عما ليس لله وعما ليس من عند الله إلى أن قال : رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي : يا جندل أسلم على يد محمد (صلى الله عليه وسلّم) واستمسك بالأوصياء من بعده ، فقد أسلمت ورزقني الله ذلك ، فأخبرني بالأوصياء بعدك لأستمسك بهم، فقال ((صلى الله عليه وسلّم): يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وساق الحديث إلى أن قال (صلى الله عليه وسلّم) : فإذا انقضت مدة علي عليه السلام قام بالامر بعده الحسن عليه السلام يدعى الزكي ثم يغيب عن أناس امامهم ، قال : يا رسول الله يغيب الحسن منهم ؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): لا ولكن انّ الحجة يغيب عنهم غيبة طويلة ، قال : يا رسول الله فما اسمه ؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): لا يسمى حتى يظهره الله تعالى) . (المستدرك ج 12) . السماء والبروج : قال تعالى : (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج(ِ {1} البروج . انّ عدد الأئمة المعصومين من بيت النبي عليهم السلام بعدد البروج الاثني عشر روى الشيخ المفيد بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت ابن عباس يقول : (قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): ذكر الله عباده وذكري عبادة وذكر علي وذكر الأئمة من ولده عبادة، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنّ وصيّي لأفضل الأوصياء وإنه لحجّة الله على عباده وخليفته على خلقه، ومن ولده الأئمة الهداة بعدي بهم يحبس الله العذاب عن أهل الأرض، وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض باذنه، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، أولئك أولياء الله حقا وخلفائي صدقا ن عدّتهم عدة الشهور اثنا عشر شهرا، وعدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران، ثم تلا (صلى الله عليه وسلّم): هذه الآية (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج(ِ {1} البروج، ثم قال (صلى الله عليه وسلّم): أتقدر يابن عباس أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به(1/40)
السماء وبروجها ؟ قلت يا رسول الله فما ذاك ؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): أما السماء فأنا وأما البروج فالأئمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم جميعا) . (الاختصاص ص 244) . عدد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) رمزا في القرآن : انّ عدد أهل البيت عليهم السلام هو رمز في القرآن بل هو الرّمز الأهم ولا يخفى ذلك على المتدبر في القرآن والباحث عن بعض أسراره وتجلّيات آياته ، وقد أقسم الله في كتابه بأسماء على عددهم : قال تعالى : (والصافات / والذاريات / والنّجم / والطّور / والسماء ذات البروج / والسماء والطارق / والفجر / والشمس / والليل / والضّحى / والتين) . سورة العاديات : قال تعالى : (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً {3} العاديات) . في هذه الآيات يتجلى العدد 12 وهو مطابق لعدد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) . - العاديات ضبحا = 12 حرفا . - الموريات قدحا = 12 حرفا . - المغيرات صبحا = 12 حرفا . سورة المرسلات : قال تعالى : (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً {1} فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً {2} وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً {3} فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً {4} فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً) {5} المرسلات . وإليك تجلي العدد (12) . - المرسلات عرفا = 12 حرفا . - العاصفات عصفا = 12 حرفا . - الناشرات نشرا = 12 حرفا . - الفارقات فرقا = 12 حرفا . - الملقيات ذكرا = 12 حرفا . الذين استضعفوا في الأرض : قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين) {5} القصص . ويتجلى العدد (12) في هذه الآية بعدد كلماتها لأن المستضعفين في الأرض هم الأئمة المعصومون الاثنا عشر من بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وآخرهم القائم المهدي (عج) . وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ(1/41)
عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . (12 كلمة) . أصحاب الأعراف = 12 حرفا روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعلي (ع) : "أنت يا علي والأوصياء من ولدك أعراف الله بين الجنة والنار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه) (المناقب) . وعن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام أنها قالت : " سألت أبي عن قول الله تعالى : (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال (ص) : هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، ولا يدخل الجنة إلا من قد عرفهم) (الصراط المستقيم) . أما قول أهل السنة أن أصحاب الأعراف من لا يستحق الجنة ولا النار فهو باطل لأن الحكمة الإلهية جعل الآخرة إما للثواب وإما للعقاب وهذا يعني أن مصير كل إنسان إما إلى الجنة وإما إلى النار ، وكيف يكون أصحاب الأعراف كذلك وقد أخبرنا الله تعالى أنهم رجال يعرفون الناس بسيماهم . انتهى .
ملاحظة:نرجو من أصحاب الإعجاز العددي أن يدركوا أهل السنة قبل أن يتشيعوا عن بكرة أبيهم.!!!
---
أبو عبد المعز
10-02-2006, 03:12 AM
اعتذر عن سوء التنسيق فالخاصيات معطلة عندي مع النسخة الجديدة من ملتقى اهل التفسير......
---
ناصر الماجد
10-04-2006, 10:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أبا المعز أبارك لك شهر رمضان
أخي: ألست ترى معي أن رد أمر ما لمجر أن صاحب بدعة استند إليه في بدعته؛ يجعل هذا الرد بعيدا عن المنهجية العلمية.
وهذه اللوازم التي ذكرتها عند قبولنا لدعوى الإعجاز الرقمي أترى أنها حقا تلزمنا
تقبل الله منا ومنك صالح العمل
---
أبو عبد المعز
10-05-2006, 12:30 AM
الأستاذ ناصر الماجد..
أعاننا الله وإياك على الصيام والقيام.(1/42)
نعم،لا يمكن فصل المنهج عن ثمار المنهج.بل إن الثمار هي المقصودة أصلا من المنهج...فهذا من قبيل الوسائل وتلك من قبيل الغايات.....فإن أدى المنهج إلى باطل فهذا دليل على بطلان المنهج......وقد تقرر عند العقلاء أنه لا يلزم عن حق إلا حق ولا يلزم عن باطل إلا مثله...
ثم إن ما يسمى بالإعجاز الرقمي مبني على فرضية أن القرآن فيه توافقات عددية يجلونها بواسطة عمليات حسابية معقدة .....وقد رايت بعضهم يحوم حول رقم سبعة وبعضهم حول رقم ثمانية ورأيت الرافضي في المقال السابق يدور حول رقم 12 .....وقد كتبت مقالا عن توافقات عددية مزعومة في التوراة والإنجيل......وأنا زعيم بأنه يمكن اكتشاف محورية أي عدد في أي كتاب اعتمادا فقط على آلة حاسبة وفسحة من الوقت...فأين الاعجاز؟
هذا المنهج لا قيمة له -عندي على الأقل-وعلى أنصاره أن يثبتوا العكس ....وهم لم يقدموا لنا غير ارقام ......وجاريتهم بالنقض فجئت بارقام في غير القرآن وبارقام في القرآن من غير اهل الحق......وهذا يكفي.
وعلى كل حال أنا في موقع النافي......والدليل على المثبت........ونحن في الانتظار.
---
عبد الرحمن
02-28-2007, 11:42 PM
.....وقد كتبت مقالا عن توافقات عددية مزعومة في التوراة والإنجيل......وأنا زعيم بأنه يمكن اكتشاف محورية أي عدد في أي كتاب اعتمادا فقط على آلة حاسبة وفسحة من الوقت...فأين الاعجاز؟
هذا المنهج لا قيمة له -عندي على الأقل-وعلى أنصاره أن يثبتوا العكس ....وهم لم يقدموا لنا غير ارقام ......وجاريتهم بالنقض فجئت بارقام في غير القرآن وبارقام في القرآن من غير اهل الحق......وهذا يكفي.
وعلى كل حال أنا في موقع النافي......والدليل على المثبت........ونحن في الانتظار.
.
موضوع هام بالفعل وقد كثرت المؤلفات فيه...
أين أجد دراسة نقدية حوله ؟؟
---
(1/43)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سوأل عن حياة الأستاذ عبد المنعم أحمد تعيلب
---
سوأل عن حياة الأستاذ عبد المنعم أحمد تعيلب
---
سيف البحري
02-28-2006, 08:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله..... أنا باحث علمي وأريد الكتابة عن حياة الأستاذ عبد المنعم أحمد تعيلب وأحتاج منكم الفضيلات من يعرف أي معلومات عن حياته المرسلة إلي بريدي الإلكتروني pedangnur@yahoo.com جزاكم الله خيرا...
---
(1/44)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فقه النصيحة
---
فقه النصيحة
---
أبو مهند النجدي
10-07-2006, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (10)
فقه النصيحة
محمد أبو صعيليك
---
(1/45)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السؤال في التعبير البلاغي في القرآن
---
السؤال في التعبير البلاغي في القرآن
---
أبو إسحاق
04-01-2006, 01:58 PM
السلام عليكم
لقد ورد السؤال في عدة صيغ منها اسأل,اسألوا,يسألون,ويسألونك.
قبل أن ابدأ بعرض الآيات التي تذكر صيغة السؤال(يسألونك) ارى من الحسن ان اذكر طبيعة السؤال والجواب في النص القرآني...كما هو معلوم ان السؤال اما ان يكون بجملة فعلية او بجملة اسمية وعليه فإن الجواب يجب ان يكون من جنس السؤال اي انه اما ان يكون بجملة فعلية او جملة اسمية وهذا يسمى في العرف البلاغي التشاكل,الأصل في الجواب أن يكون مطابقاً للسؤال، إذا كان السؤال متوجّهاً، وقد يُعْدَل في الجواب عما يقتضيه السؤال، تنبيهاً على أنّه كان من حقّ السؤال أن يكون كذلك، ويُسَمّيه السكاكي الأسلوب الحكيم. وقد يجيء الجواب أعمَّ من السؤال للحاجة إليه في السؤال وأغفله المتكلم. وقد يجيء أنقص لضرورة الحال.هذا ما قاله الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.
لقد ورد لفظ يسألونك 15مرة في القرآن:9 مرات يسألونك,و6 مرات محلاة بالواو(ويسألونك):
1.يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)/البقرة.
2.ويقول عز وجل:"يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)/البقرة.(1/46)
3.ويقول سبحانه:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)/البقرة.
4.ويقول عزمن قائل:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا(219)/البقرة.
5.ويقول ايضًا:". يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)المائدة.
6.ويقول جل شأنه:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً(187)الاعراف.
7.ويقول الله عز وجل في نفس الآية:"يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ "(187)الاعراف.(1/47)
8.ويقول الله:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "(1)الانفال.
9.ويقول سبحانه وتعالى:". يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا"(42)/النازعات.
واما الآيات الواردة فيها الواو هي:
1.يقول الله تعالى:". وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)/الاسراء.
2.ويقول سبحانه:"وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83)/الكهف.
3.ويقول الله عز وجل:". وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)/طه.
4.ويقول الله عز وجل:" وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)/البقرة.
5.ويقول الله:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)البقرة.
6.ويقول الله يبحانه وتعالى:" فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220).(1/48)
نلاحظ ان الجواب يأتي بعد لفظة( يسألونك ,ويسألونك) وبفعل (قل) في نفس الآية إلا آية النازعات فإن الحواب أتى متأخرًا في آية لاحقة : " إلى ربك منتهاها ", (أي قل لهم إلى الله إجراؤها والمنتهى موضع بلوغ الشيء فكأنه قيل إلى أمر ربك ومنتهى أمرها بإقامتها لأن منتهى أمرها بذكرها ووصفها والإقرار بها إلى الرسول ومنتهى أمرها بإقامتها إلى الله لا يقدر عليها إلا هو سبحانه,الطبرسي _مجمع البيان في تفسير القرآن_).
واما ورود يسألونك محلاة بالواو فقد ذهب الزركشي بقوله:لأنّ سؤالهم عن الحوادث؛ ففي حالة عدم الوصل بالواو وقع متفرقاً عن الحوادث، والآخر وقع في وقت واحد، فجيء بحرف الجمع دلالة على ذلك.
والصيغة الثانية في السؤال الوارد في القرآن الكريم "لئن سألتهم",والجواب بصيغة "ليقولن",وردت في 7 مواضع في ايآلت القرآن وهي:
1. يقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ"(65)/التوبة.
2.ويقول عزوجل:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ"(63)/العنكبوت.
3.ويقول رب العزة:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ"(61)/العنكبوت.
4.ويقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25)/لقمان.
5.ويقول ايضًا:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ"(38)/الزمر.(1/49)
6.ويقول الله تعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ"(9)/الزخرف.
7.ويقول سبحانه وتعالى:" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ "(87)/الزخرف.
لقد جرت العرب على عادتها في اتمام الجواب اذا قصدوا ذلك ,ويكون تمام الجواب باثبات الفعل فيه كما هو حاصل في الآيات السابق ذكرهن.
ان سياق آية التوبة يدل على ان جواب المنافقين استبراء من النفاق ومن الملاحظ ان صيغة الشرط مستقبلة فالآية نزلت فيما هو أعمّ، ممّا يسألون عنه في المستقبل، إخباراً بما سيجيبون، فهم يسألون عمّا يتحدّثون في مجالسهم ونواديهم، التي ذكرها الله تعالى في قوله:" وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ",[البقرة: 14] لأنّهم كانوا كثيري الإنفراد عن مجالس المسلمين. وحذف متعلّق السؤال لظهوره من قرينة قوله: { إنما كنا نخوض ونلعب }. والتقدير: ولئن سألتهم عن حديثهم في خلواتهم، أعلم الله رسوله بذلك وفيه شيء من دلائل النبوءة. ويجوز أن تكون الآية قد نزلت قبل أن يسألهم الرسول، وأنّه لمَّا سألهم بعدها أجابوا بما أخبرت به الآية.
واما آية 63 من سورة العنكبوت,فان معرض الحديث عن انزال المطر وإحياء الارض من بعد موتها, فقد كان المشركون لا يدَّعُون أن الأصنام تُنزل المطر كما صرحت به الآية فقامت الحجة عليهم ولم ينكروها وهي تقرع أسماعهم, ولما كان سياق الكلام هنا في مساق التقرير كان المقام مقتضياً للتأكيد بزيادة { من } في قوله { من بعد موتها } إلجاء لهم إلى الإقرار بأن فاعل ذلك هو الله دون أصنامهم.
واما الآيات التالية فهي متعلقة في خلق السموات والارض,فإن سألهم سائل عمن خلق السماوات والأرض يعترفوا بأن الله هو خالق ذلك ولا يثبتون لأصنامهم شيئاً من الخلق فكيف يلتقي هذا مع ادعائهم الإِلهية لأصنامهم.(1/50)
ثم يعقب في بعض الآيات بآية:"قُلِ الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ",وذلك لما اتضحت الحجة على المشركين بأن الله منفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة، ولزم من ذلك أن ليس لأصنامهم شرك في هذه الأفعال التي هي أصول نظام ما على الأرض من الموجودات فكان ذلك موجباً لإِبطال شركهم بما لا يستطيعون إِنكاره ولا تأويله بعد أن قرعت أسماعهم دلائله وهم واجمون لا يبدون تكذيباً فلزم من ذلك صدقُ الرسول عليه الصلاة والسلام فيما دعاهم إليه.
---
أبو إسحاق
04-02-2006, 12:22 AM
والصيغة الثالثة في السؤال هي( يسأل ويسألون),وقد وردت في القرآن الكريم في موضعين اثنين ,الاول في سورة الذاريات آية 12,حيث يقول الله تعالى:" يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ",واما الموضع الثاني في سورة القيامة آية6,وحيث يقول الله سبحانه وتعالى:" يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ",وكما هو بيّن ان السؤال كان عن زمن حصول يوم القيامة مستعملاً لفظة أيان ,و{ أيان } اسم استفهام عن الزمان البعيد لأن أصلها: أن آن كذا، ولذلك جاء في بعض لغات العرب مضموم النون وإنما فتحوا النون في اللغة الفصحى لأنهم جعلوا الكلمة كلها ظرفاً فصارت { أيان } بمعنى (متَى).
ومن سياق الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآيات من نفس السور نستشف مغزى سؤال هؤلاء وهو تهكمي واستهزائي لاعتقادهم استحالَة وقوعه.
ومن بلاغة القرآن في ايراد الجواب على نسق السؤال في التهكم والاستهزاء فقد جاء في جواب السؤال في آية الذاريات في جملة { يوم هم على النار يفتنون } جريًا على الأسلوب الحكيم من تلقي السائل بغير ما يتوقع ,فتُلقِّي كلامُهم بغير مرادهم لأن في الجواب ما يشفي وقع تهكمهم.(1/51)
واما في آية القيامة فقد عُدل عن أن يجابوا بتعيين وقت ليوم القيامة إلى أن يهدَّدوا بأهواله، لأنهم لم يَكونوا جادِّين في سؤالهم فكان من مقتضى حالهم أن يُنذروا بما يقع من الأهوال عند حلول هذا اليوم مع تضمين تحقيق وقوعه فإن كلام القرآن إرشاد وهدْي ما يترك فُرصَة للهدي والإِرشاد إلاّ انتهزها، وهذا تهديد في ابتدائه جاء في صورة التعيين لوقت يوم القيامة إيهاماً بالجواب عن سؤالهم كأنه حملٌ لكلامهم على خلاف الاستهزاء على طريقة الأسلوب الحكيم. وفيه تعريض بالتوبيخ على أن فرطوا في التوقي من ذلك اليوم واشتغلوا بالسؤال عن وقته. وقريب منه ما روي أن رجلاً من المسلمين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم «متى الساعة؟ فقال له: مَاذا أعددت لها».فإن هذه الأحوال المذكورة في الآية مما يقع عند حلول الساعة وقيام القيامة فكان ذلك شيئاً من تعيين وقته بتعيين أشراطه.
فكان قول الله عزوجل :" فإذا برق البصر *وخسف القمر *وجمع الشمس والقمر *يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر*إلى ربك يومئذ المستقر * مكان الجوابَ.
وصيغة السؤال بلفظ يسأل وردت في سورة الاحزاب " يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا"(63),ففي هذه الآية فإن السؤال آت من الناس جميعًا,وهم اي الناس ثلاثة اصناف:
الصنف الاول:المكذبون بها وهم أكثر السائلين وسؤالهم تهكم واستدلال بإبطائها على عدم وجودها في أنظارهم السقيمة, وهؤلاء هم الذين كثر في القرآن إسناد السؤال إليهم معبَّراً عنهم بضمير الغيبة كقوله: :" يسألونك عن الساعة ".والصنف الثاني: المؤمنون المصدقون بأنها واقعة لكنهم يسألون عن أحوالها وأهوالها، وهؤلاء هم الذين في قوله تعالى: " والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ".(1/52)
والصنف الثالث: المؤمنون يسألون عنها محبة لمعرفة المغيبات، وهؤلاء نُهُوا عن الاشتغال بذلك كما في الحديث: " أن رجلاً سأل رسول الله: متى الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماذا أعددتَ لها؟ فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أعددتُ لها كبير صلاة ولا صوم سوى أنِّي أُحب الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت ".
---
أبو إسحاق
04-06-2006, 11:31 PM
السلام عليكم
هذه هي صيغ السؤال التي وردت في القرآن وتحمل الجواب,وهناك صيغ آخرى ولكن الجواب فيها محذوف مقدر مثل قوله تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ",186/البقرة,يقول الزركشي :(حذفت-قل- للإشارة إلى أن العبْد في حالة الدعاء مُسْتَغْنٍ عن الواسطة، وهو دليل على أنّه أشرف المقامات، فإن الله سبحانه لم يجعل بينه وبين الداعي واسطة، وفي غير حالة الدعاء تجيء الواسطة.),فهذاه نكتة في غاية البلاغة ولطيفة في منتهى الدقة .
كما وان القرآن استعمل صيغ آخرى في السؤال وتحمل الجواب كما في قوله تعالى:"وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ ",116/المائدة.
او كما في قوله عز وجل:"أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَاذَا بِآلِهَتِنَا ياإِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَاذَا "الأنبياء/ 62 - 63.
---
(1/53)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف حال هذه المخطوطات....؟؟
---
كيف حال هذه المخطوطات....؟؟
---
محمود الشنقيطي
06-11-2006, 08:26 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على ولينا ونبينا رسول الله وبعد
مشايخي وإخواني الأماجد أرجو الإفادة منكم عن هذه المخطوطات من حيث تحقيقُها ودراستها ونشرها ونسبتها للمؤسسة العلمية التي قامت بذلك وأماكن وجودها (سواءاً كانت مخطوطة أم مطبوعة) والله يوفقنا وإياكم لمراضيه..
1- رد المتشابه إلى المحكم لمحمد بن أحمد بن عبد المؤمن ابن اللبَّان.
2- التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام لعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي.
3- نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن لمحمد بن عزيز السجستاني.
4- المختار في معاني قراءات اهل الأمصار لأحمد بن عبد الله إدريس.
5- المحاكمات في أجوبة الاعتراضات لمحمد بن محمد الأقسرائي.
6- تفسير عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد بن برجان.
7- ألفية في غريب القرآن لعبدالرحيم بن حسين بن عبد الرحمن العراقي.
---
منصور مهران
06-12-2006, 12:28 AM
أخي محمود ، بارك الله فيك وأجرى الخير على لسانك وأمتع بك سامعيك ، وبعد ، فبعض ما ورد في القائمة كان في عداد المخطوطات وهي اليوم في عداد المطبوعات ، وعندي منها الكتابان الثاني والثالث ، وما عليك إلا زيارة إحدى المكتبتين : الرشد أو العبيكان فستجد الكتابين وربما غيرهما مما لا أعرف حاله ، وباقي المخطوطات تجد خبرها في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، والله يرعاك .
---
ابو الروب
06-12-2006, 12:33 AM
اليك الرابط هذا لعلك تجد بغيتك علما باني لا اعرف كيف استفيد منه ولكن رب مبلغ اوعى له من سامع تفضل http://www.manuscripts.idsc.gov.eg/
---
محمود الشنقيطي
06-12-2006, 04:15 AM(1/54)
أحسن الله إليك يا أستاذ منصور ومتعك بالصحة والعافية ورفع عنك ما بك , وسأزور المركز بحول الله كما أشرتم لكن؛ هل الطبعتان المطبوعتان اللتان اقتنيتهما محققتان تحقيقا علميا أم لا؟؟
وأشكرك أخي أبا الروب على إفادتك وأنا في انتظار باقي الأعضاء للإخبار بما يعلمون...
---
منصور مهران
06-12-2006, 11:35 AM
أما كتاب ( التعريف والإعلام ) للسهيلي فحققه عبد الله محمد علي النقراط عن عدة نسخ مخطوطة ونسخة واحدة مطبوعة ، والكتاب مطبوع ضمن منشورات كلية الدعوة الإسلامية - طرابلس الغرب 1992 م ، وبلغني أنه طبع طبعة أخرى ولم أتحقق من هذا القول . وأما الثاني ( نزهة القلوب ) فحققه يوسف عبد الرحمن مرعشلي عن ست نسخ مخطوطة سوى ما استأنس به من طبعات الكتاب ، وطبعه في دار المعرفة - بيروت - 1990 . والكتابان كلاهما في مكتبة الرشد . هذا وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2006, 11:51 AM
أشكر أخي الكريم الأستاذ منصور مهران على جوابه المسدد وفقه الله .
وأحب أن أضيف :
- كتاب نزهة القلوب للسجستاني ، حقق عدة تحقيقات علمية غير تحقيق الأستاذ يوسف المرعشلي ، فقد حققه الدكتور أحمد عبدالقادر صلاحية تحقيقاً قيماً ، وحققه كذلك الأستاذ محمد أديب عبدالواحد جمران ، ونشرته دار قتيبة بسوريا عام 1416هـ . وهذا الكتاب له نسخ خطية متعددة بلغت حوالي مائة نسخة ذكرها فؤاد سزكين وبروكلمان . كما إن للكتاب طبعات أخرى غير محققة ، أولها طبعة بولاق عام 1295هـ طبعت على هامش كتاب (تبصير الرحمن) للمهائمي .
- أما ألفية في غريب القرآن لعبدالرحيم بن حسين بن عبد الرحمن العراقي فقد طبعت قديماً على هامش الإتقان للسيوطي المطبوع في مطبعة الحلبي - فيما أظن - لأن نسختي بعيدة عن يدي الآن . ولكن هذه الألفية في حاجة إلى تحقيق علمي ، وضبط للنص ، ولا علم لي هل حققت أم لا .
---
محمود الشنقيطي
06-12-2006, 11:54 AM(1/55)
جزاكما الله خيرا على هذا التبيان الشافي والجواب الكافي ....
ولكن ما بال البقية المتبقية من تلك المخطوطات أيها الأعضاء الأكارم؟؟
---
منصور مهران
06-12-2006, 12:40 PM
بعد الإفادة التي تلقيناها من أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري ، أجدد له التحية مع الشكر والعرفان ، فبحر الكتب لا ساحل له وبالتواصل يتعلم بعضنا من بعض ، وهذه من أعظم الحسنات التي تأتي من أيسر وسيلة ، وفقنا الله وإياكم وسدد على الخير خطاكم .
---
إبراهيم الحميضي
06-12-2006, 02:44 PM
أما تفسير عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد بن برجان فعندي قطعة منه ، وقد اشتريت نسختين خطيتين كاملتين من تركيا ولكن للأسف لم تصلني ، والكتاب فيه تصوف غال.
---
محمود الشنقيطي
06-13-2006, 11:39 AM
أخي الكريم د/إبراهيم
تفسير بن برجان موجود في المملكة , ولكن نسختاك اللَّتان اشتريتهما من تركيا في أي مركز تحفظان هناك ؟؟
والتصوف الغال الذي أشرت إليه - حفظك الله - هل ترى أنه يمنع الاسفادة من دراسة الكتاب؟
وما دمت اطلعت على قطعة منه لديك فحبذا لو افدتنا عن القيمة العلمية له؟
---
الجكني
06-16-2006, 01:00 AM(1/56)
أخي الشيخ محمود حفظه الله تعالى :بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :أخبرك بأن كتاب (المختار في معاني قراءات أهل الأمصار )وهو الكتاب رقم (4) لازال مخطوطاً ،وعلمى به أنه نسخة فريدة في تركيا ،منه مصورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وقد طلبت قديماً(قبل 15سنة)تصويره ،فصورت لي بضع ورقات وأخبروني أنه لايمكن تصويره لأسباب فنية ،حيث إن أرضيته بيضاء ،والكتاب من أحسن الكتب التي وجهت القراءات -السبعة ويعقوب-،وحسب علمي إن لم تخني ذاكرتي أن الكتاب عبارة عن (أمالي ) للمؤلف في عدةمجالس ، وكنت كتبت تقريراً عنه ،إذا وجدته سأخبرك به ، بقي نقطة مهمة وهي مذكورة في مقدمة تحقيق كتاب الكشف لمكي أن أحد الباحثين وأعتقد أنه محقق الكشف نفسه ذكر أنه انتهى من تحقيق كتاب (المختار ) وسيقدمه للطباعة ،وإلى يومنا هذا -بعد أكثر من 20سنة - لم نر أثراً لذلك ،وإنها (لموضة ) نسأل الله تعالى اندثارها وهي (احتكار ) التراث بحجة (أني شغال عليه ) والفائدة الأخيرة هي عدم وجود ترجمة للمؤلف بعد شدة البحث في المصادر المتوفرة،لكنه كما يظهر من كتابه هو من طبقة تلاميذ تلاميذ ابن مجاهد والله أعلم
---
فهد الرومي
06-18-2006, 12:03 AM
إضافة إلى ماذكره الأخوة الأفاضل فإن كتاب التعريف طبع لأول مرة سنة 1356 بتحقيق محمود ربيع ثم طبع بعد ذلك عدة مرات
---
منصور مهران
06-18-2006, 12:34 AM
قلت : وسواء أكانت طبعة المكتبة التجارية سنة 1352 هج = 1933 م وهي التي صححها محمود ربيع ، أم كانت طبعة مطبعة الأنوار سنة 1356 - 1357 هج = 1938 م ، فكلتاهما عليها مآخذ ، ثم إنهما ليستا في متناول أيدي كثير من طلبة العلم ، والطبعة - أو الطبعات - المحققة صدرت متأخرة جدا وهي المتداولة الآن ، وبالله التوفيق .
---
الجنيدالله
06-23-2006, 02:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/57)
الأخ محمود كتاب المختار لابن إدريس عندي منه مصورة للنسخة الخطية فإن كان ذا أهمية لك فيمكنك تصويره .
---
مروان الظفيري
09-14-2006, 11:45 AM
أخوتي وأحبابي الأفاضل :
كتاب التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام لعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي.
كنت قد نشرت منذ أكثر من ربع قرن ، ولم تتوفر لي آنذاك نسخ خطية
فاضطررت لتحقيقه عن النسخة المطبوعة
ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل على جمع مخطوطاته ، وقد توفر عندي منها الكثير
وأنا منذ ثلاث سنين أعمل في تحقيقه
وقد دفعته منذ شهر ألى المطبعة
وسوف يصدر قريبا ـ بمشيئة الله ـ
ومن أراد نسخة هدية ، فعلى الرحب والسعة ـ
---
مروان الظفيري
09-14-2006, 11:58 AM
وبمانسبة الحديث عن كتاب التعريف والإعلام للعلامة السهيليّ :
والشيئ بالشيئ يذكر !!!
فقد قمت بتحقيق كتاب :
ترويح أولي الدماثة بمنتقى الكتب الثلاثة
لعبد الله الأُدكاوي الشافعي الشهير بالمؤذن
1104 ـ 1184 هـ
وهذا الكتاب " ترويح أولي الدماثة بمنتقى الكتب الثلاثة " انتقاه العالم الجليل الأُذكاوي المصري
من ثلاثة كتب مؤلفة في الحديث عن الأسماء والأعلام المبهمة في القرآن الكريم ،
وهي :
كتاب " التعريف والإعلام لما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام " للسهيلي ،
وكتاب " التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام " لابن عساكر الغساني ،
وكتاب " صلة الجمع وعائد التذييل لموصول كتابي الإعلام والتكميل " للبلنسي
وقدمه إلى شيخ مصر في زمانه محمد الحنفي .
ولقد قسم المؤلفون – في هذا الكتاب – المبهمات إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ما أبهم من أسم رجل أو إمرأة أو ملك أو جني أو مثنى أو مجموع أو من أو الذي إذا لم يرد به العموم .
القسم الثاني : في مبهمات الجموع الذين عرفت أسماء بعضهم .
القسم الثالث : في مبهمات الأقوام والحيوانات والأمكنة والأزمنة والأشياء الأخرى .(1/58)
وهذه المبهمات التي ذكرناها يجوز لنا أن نبحث عنها وأن نتقصاها مما ورد عنها
في أقوال السلف الصالح بتعيينه وإزالة الإبهام عنه .
وهناك نوع آخر من المبهمات يجب التوقف عنه وعدم الخوض فيه ولا يصح معرفته ،
وهوكل مبهم استأثر الله بعلمه وأخبرنا أنه استأثر بعلمه ، كقوله تعالى " إن الله عنده علم الساعة " .
وهذا الكتاب يعد من الكتب الممتعة لما حفل به من كثرة الاستطرادات ،
فكثيراً ما ينتقل من الحديث عن المبهم إلى ملابساته وما يتعلق به ،
فنراه- على سبيل المثال - يتحدث عن إبليس وعن اسمه ويستطرد بعد ذلك
إلى مناقشة كون إبليس من الملائكة أم من الجن ، والكثير من المبهمات
التي يعرضها لنا الكتاب بطريقة مستفيضة تعطي للكتاب نكهة حلوة ومتعة خاصة.
وصدر عن مؤسسة العبيكان ، في الرياض ، في مجلدين
وذلك سنة 1421 هـ = 2001 م
---
محمود الشنقيطي
09-14-2006, 04:08 PM
أخوتي وأحبابي الأفاضل :
كتاب التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام لعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي.
كنت قد نشرت منذ أكثر من ربع قرن ، ولم تتوفر لي آنذاك نسخ خطية
فاضطررت لتحقيقه عن النسخة المطبوعة
ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل على جمع مخطوطاته ، وقد توفر عندي منها الكثير
وأنا منذ ثلاث سنين أعمل في تحقيقه
وقد دفعته منذ شهر ألى المطبعة
وسوف يصدر قريبا ـ بمشيئة الله ـ
ومن أراد نسخة هدية ، فعلى الرحب والسعة ـ
أنا في انتظار الهدية يا دكتور مروان
بارك الله لك فيما آتاك ورزقك المزيد
---
مروان الظفيري
09-14-2006, 04:59 PM
هلا وغلا وعلى الرحب والسعة ياأخي الغالي
محمود الشنقيطي
وهو في طبعته هذه قيد الطباعة
وإن أردت غيره من مؤلفاتي وتحقيقاتي
وهي 57 كتابا
وعندك من يأخذها من سوريا ، فهي لك
بشرط ألا تركنها على الرفّ ، في مكتبتك الخاصة
ودمت من السالمين
---
محمود الشنقيطي
09-14-2006, 05:26 PM(1/59)
نعم عندي في دمشق من يأخذها جميعاً وسأرسله لك فور إخبارك لي بانتهاء طبعة الأخير منها,وأسأل الله الإعانةَ على التزام شرطك..إن ربي قريب مجيب الدعاء
---
مروان الظفيري
09-14-2006, 09:10 PM
على الرحب والسعة
والله دعوة صالحة
وكل شيئ بمشيئته تعالى
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 10:57 PM
ماشاء الله ....
جزاكم الله خيرا
---
محمد سعيد الأبرش
09-15-2006, 01:20 AM
بالنسبة لألفية الإمام العراقي فقد حققت كرسالة علمية في جامعة أم درمان في السودان وقد رأيت لها مخطوطة خزائنية رائعة في دار الكتب المصرية ولها أيضاً عدة مخطوطات في الأزهرية والظاهرية والسليمانية وغيرها والله أعلم
---
(1/60)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > و كان ابراهيم عليه السلام عربيا ..
---
و كان ابراهيم عليه السلام عربيا ..
---
خالدعبدالرحمن
06-09-2004, 07:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أود اليوم أن أتحدث عن اسم نبي الله إبراهيم عليه السلام ( أبو الأنبياء ، و المسلمين جميعا من بعدهم ، كيف لا ، وهو صاحب الملة الحنيفية الموحدة ؟! )
ومن ذات المنطلق الذي تحدثنا عنه كثيرا – سابقا- ؛ وهو أن لا أعجمي في كتاب الله . و أن للأسماء دلالتها ، فالله هو الذي سماها ( وهو الحكيم سبحانه ) ، ولا بد للمسمى من وظيفة توافق اسمه في كتاب الله !
ومعاجم اللغة ، تقول أن (أبره ) بمعنى أظهر حجته ، وغلب بها ...
حتى أنهم لا يقبلون قولنا (برهن على صحة قولك ) ، والأفصح : أبره على صحة قولك ..
فأبره الرجل ؛ إذا أظهر حجته ... و الابراه هو إظهار الحجة ...
و عليه فإبراهيم هو : صاحب الحجة الظاهرة !
والآن لنعد إلى كتاب الله نستقرئه ، لنرى صواب قولنا أو خطئه !
فنجد قول الله سبحانه : ( تلك حجتنا آتيناها إبراهيم )
ثم إذا ما نظرنا إلى سيرته عليه السلام ( أقصد السيرة الموثقة بكتاب الله ) ، رأينا جداله في الحق ، و محاججته لأهل الشرك ...
فكان بحق صاحب الحجة الظاهرة ... والله أعلم .
---
خالدعبدالرحمن
06-15-2004, 07:13 PM
مرة أخرى مع نبي الله ابراهيم عليه السلام....
قلنا أن نبي الله ابراهيم عليه السلام هو صاحب الحجة الظاهرة كما سماه الله من قبل .
ونعلم أن ابراهيم عليه السلام هو صاحب الملة ، ( ملة أبيكم ابراهيم )
وليس يخفى أن صاحب الملة المأمور باظهارها و بثها بين الناس ، لا بد له من الحجة لاظهار بطلان غيرها ، وتفنيد ما سواها من ملل الشرك والكفر ...
و قلنا أن المتتبع لسيرة نبي الله ابراهيم في الكتاب يلمح تكرار هذه المحاججة ..(1/61)
و مما يلاحظ أن الانسان اذا ما أراد أن يعبد غير الله ، فليس أمامه الا واحد من ثلاثة خيارات :
1- اما ان يعبد شيئا مما حوله من الطبيعة ، ظانا به القدرة والعظمة ...
2- أو أن يصنع بيده ما يلبسه لباس الألوهية بناء على تصور خاص في ذهنه لما يمثله هذا المصنوع ، ثم يعبده !
3- أو أن يعظم نفسه ، ويرى فيها الها قادرا مستقلا ،( ومن هذا النوع اللادينيين، فلولا اغترارهم بأنفسهم ما ظنوا استغناءهم عن اله للكون ، وعبدوا هواهم ) !
والمتتبع لكتاب الله ، يرى أن ابراهيم عليه السلام حاجج هذه الأصناف الثلاثة ، فمرة تساءل عن الشمس والقمر وفند الاعتقاد بها مستندا على أفولها و أن الكبير له ما يكبره .... ومرة حاجج الناس في ايمانهم بأصنام لا تدفع الضر عن نفسها ، ولا تشتكي ، ولا ترد جوابا لمن ناصرها فضلا عمن استنصر بها ... و ثالثة يتحدى المتعاظم المتمرد بتغيير ظاهرة أو احداث تغيير في واقع ، وأنى له ذلك !
هذا والله أعلم ....
---
سليمان داود
06-15-2004, 10:10 PM
[size=4]اضافة رائعة أخي خالد
فتح الله علينا وعليك
وجزاك الله خيرا
---
(1/62)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (ألفاظ القرآن الكريم.. دراسة علمية تكنولوجية) للدكتور علي حلمي موسى
---
صدر حديثاً (ألفاظ القرآن الكريم.. دراسة علمية تكنولوجية) للدكتور علي حلمي موسى
---
مرهف
05-14-2003, 03:26 PM
دراسة إحصائية لألفاظ القرآن الكريم
صدر حديثاً في القاهرة كتاب «ألفاظ القرآن الكريم.. دراسة علمية تكنولوجية» للدكتور علي حلمي موسى أستاذ الفيزياء في جامعة عين شمس ونائب رئيس «الجمعية المصرية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة».
يتضمن الكتاب دراسة إحصائية لألفاظ القرآن الكريم على الكومبيوتر تكشف المزيد من أسرار القرآن كتاب الله الخالد وإعجازه ، ومعجزة الإسلام الباقية على مر العصور.
قسم الباحث كتابة إلى تسعة أبواب..
ضم الباب الأول: التعريف بمصادر الكتاب ، وأولها القرآن الكريم ، ثم المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، والدراسات الإحصائية السابقة التي تمت على معاجم اللغة العربية.
وتضمن الباب الثاني عرضاً عاماً لنتائج الإحصاءات ، وصنف ألفاظ القرآن في ثلاثة أنواع:
- المشتقة من جذور ثلاثية.
- المشتقة من جذور غير ثلاثية.
- وأسماء الأعلام والأماكن.
واختص الباب الثالث بالألفاظ المشتقة من جذور ثلاثية ، ومقارنتها بمثيلاتها المدونة في معجم الصحاح ، وحساب النسبة المئوية لجذور القرآن بالنسبة إليها ، وبلغت 34% وهي نسبة عالية جداً لا يوجد وجه للمقارنة بينها وبين ألفاظ أي كتاب على وجه الأرض.
وتوضح إحصاءات الباب الرابع أن قرابة ربع الجذور الثلاثة في لغة القرآن وردت مرة واحدة فقط ، وهو إعجاز بلاغي لا قبل له.(1/63)
ويعرف الباب الخامس الترتيب التنازلي لتردد جميع ألفاظ القرآن المشتقة من جذور ثلاثية بدءاً بأكثرها وروداً، وهو جذر لفظ الجلالة «الله» الذي ورد 2851 مرة وانتهاء بالجذور الثلاثية التي وردت مرتين فقط. ويحتوي هذا الباب على دارسة جديدة لأسماء الله الحسنى ، وبعض النتائج المهمة.
أما الباب السادس فيعرف إحصاءات كل سورة على حدة ، كما يعرف متوسط عدد ألفاظ الآية في كل سورة «متوسط طول الآية» وبيان ذلك بالنسبة إلى السور المكية أو المدنية.
ويقدم المؤلف في الباب السابع اجتهاداً خاصاً لتفسير معاني فواتح سور القرآن ، وربطها بمواضيع السور وأسماء الأنبياء، وذلك في ضوء النتائج الإحصائية المعروضة في الباب الثاني.
ويتناول الباب الثامن العلاقة بين الحروف والحركات والأصوات في لغة القرآن الكريم، وتحت هذه الدراسة على سورتي «البقرة» و«الأعراف» وبعض قصار السور، وأظهرت نتائج جديدة عن لغة القرآن.
واختتم المؤلف فصول كتابه بدراسة نقدية لكتاب الدكتور رشاد خليفة الذي صدر في ثمانينات القرن المنصرم وتضمن دراسة إحصائية محدودة على الكومبيوتر للقرآن الكريم كان الغرض الوحيد منها – كما يقول المؤلف – هو إضفاء قدسية على العدد 19 – وعند مراجعة بيانات الكتاب على الكومبيوتر تبين تضاربها وتناقضها.
المصدر :http://www.annabaa.org/nbanews/6.htm (هو .
فما رأيكم بمثل هذه الدراسات القرآنية ؟
---
(1/64)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {3}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {3}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-27-2004, 12:39 AM
((( الصفوف وعدم الكلام)))
في يوم القيامة منظر رهيب ,ترى في ساحة الحساب مليارات من الناس ,الكل في اصطفاف منسق ومنظم ,سكون ,هدوء ,في حضرة الملك الديان ....!الملائكة صفوف منتظمة :
((يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا))
{النبا آية:38}
((وجاء ربك والملك صفا صفا )) {الفجر آية:22}
والانبياء والمرسلون في جمع ونسق وصفوف منتظمة ((يوم يجمع الله الرسل )){المائدة آية:109}والناس في سكوت مطبق ,والكل في حالة من الرهبة بانتظار الرب العظيم :
((يوم يات لا تكلم نفس الا باذنه )) {هود آية:105}
وممنوع على الخلائق اي كلام او اي نطق ينطقون به , وحتى الاعتذار ممنوع ......
((هذا يوم لا ينطقون*ولا يؤذن لهم فيعتذرون )) {المرسلات آية:35-36}
اصحاب اليمين الفائزون في صفؤف منتظمة ,يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
((اهل الجنة عشرون ومائة صف ثمنون منها من هذه الامة واربعون من سائر الامم ))
{رواه احمد وابن ماجه والترمذي وحسنه عن بريدة}
أما أصحاب الشمال وهم الخائبون المجرمون فإنهم في صفوف اخرى يتميزون بها وتتميز بأشكالها عن صفوف المؤمنين ........
((وامتازوا اليوم ايها المجرمون )) {يس آية:59}
إذن في يوم القيامة لا ترى الا النظام الدقيق ..الكل من الملائكة والرسل والانبياء وبني البشر ,وحتى الجآن ,الكل في اصطفاف وسكون رهيب .............
يتبع (((الاستعراضات )))
---
(1/65)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب: أطلس القرآن الكريم.
---
سؤال عن كتاب: أطلس القرآن الكريم.
---
لطيفة بنت محمد
10-05-2006, 03:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا..
أسأل عن كتاب:
أطلس القرآن الكريم
للدكتور: شوقي أبو خليل..
من دار الفكر..
هل كل مافيه صحيح, بحيث يمكنني الرجوع إليه وعرضه؟
********
..لايطلب العلم مستح
ولا مستكبر..
---
منصور مهران
10-06-2006, 01:43 AM
ما حاولت يوما أن أمدح أو أذم كتابا قبل قراءته ، فإذا قرأته وأنعمت النظر فيه حصرت الذم في مواطن الخلل منه ، وأفسحت باقي الكتاب للنفع والفائدة ؛ لذلك يضيق صدري من قول بعضهم : كتب حذر العلماء منها ، أو قصص لا تثبت ، أونحو ذلك ؛ لأنهم ما حذروا منها إلا بعد قراءتها ، والآخرون لم يروا لبعض القصص إثباتا وحقيقة إلا بعد التمحيص والبحث في كل ما له صلة بالموضوع حتى اطمأنت قلوبهم للقرار النهائي فأعلنوه . ومع ذلك فليس لأحد الحجر على القراء فلا يقرؤوا هذا ، ولا يثبتوا ذاك بطريق النهي القاطع والزجر الباتر ، لأن هذه الوسائل في التوجيه عواقبها وخيمة ، والأجدى والأنفع أن تترك القارئ يقرأ حتى يتبين له مكان الخلل العقدي و العلمي والأخلاقي لتكون بصيرته هي الآمر الناهي فتزداد قناعته ويزداد يقينه .(1/66)
قلت هذا القول لأني قرأت ذما في كتاب ( أطلس القرآن ) الذي سألتم عنه ، مع أني قرأت الكتاب منذ أعوام قلائل ووجدت فيه منفعة وعلما - أسأل الله المثوبة لكاتبه - ودائما أقرأ قبل أن أحكم خشية أن يقع حكمي في نفوس الناس موقع القبول وتكون لأحدهم نظرة تخالف نظرتي فيحكم علي بالجهل وقصر النظر ، وماذا يكون لو قرأ وحكم بنفسه ؟ سترتقي ملكة النقد عند القراء وتنحسر الأحكام الكلية من كلامنا لتحل محلها الأحكام الدقيقة في الجزئيات المحددة مما يحتمل الخطأ أو الصواب .
فليس لسؤال أختنا الأستاذة لطيفة بنت محمد جواب ، وإنما له نصيحة بقراءة الكتاب وكل كتاب ونأمل أن نقرأ لها قريبا - إن شاء الله - نقدا بقلمها يميز الزيف من الصواب ، وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
10-06-2006, 01:49 AM
أحسنتَ التوجيهَ والجواب يا أستاذ منصور نفع الله بكم ، وهذه طريقة منصفة في تقدير جهود الآخرين ، وقد اطلعتُ على هذا الكتاب واقتنيته ، ووجدت فيه جهداً علمياً واضحاً ، وهو كتاب نافع لمن قرأه ورجع إليه ، والأستاذ شوقي أبوخليل له مؤلفات جيدة مماثلة وفقه الله وبارك فيه .
---
لطيفة بنت محمد
10-07-2006, 03:49 PM
جزاكم الله خيرا,,
---
د.أحمد شكري
10-09-2006, 09:51 AM
السؤال يدل على حرص وتأن قبل الشروع في القراءة لمن لا يعرفه القارئ
وجواب أخينا جيد وهادف ويشكل أساسا للتعامل مع أي كتاب وأنا تعرفت إلى الأخ الدكتور شوقي وقابلته وقرأت له وهو باحث جاد ومؤلف يحسن اختيار الموضوعات التي يكتب فيها ومما قرأته له أطلس القرآن وأظن في بعض معلوماته ما يحتاج إلى تأكد خاصة المعلومات المغرقة في القدم وتحديد أماكن بعض الأقوام وقد صدر لغيره كتب مشابهة يمكن الرجوع إليها والمقارنة بينها عند الحاجة إلى التحقق من الأمر، وبالعموم الكتاب جيد ويسد فراغا في المكتبة القرآنية وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
لطيفة بنت محمد
10-14-2006, 05:00 PM(1/67)
السؤال يدل على حرص وتأن قبل الشروع في القراءة لمن لا يعرفه القارئ
هذا صحيح .. جزاكم الله خيرا
---
(1/68)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الترادف في القرآن الكريم
---
سؤال عن الترادف في القرآن الكريم
---
المحايد
08-19-2003, 11:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: إن الله قوي عزيز . المجادلة 21
قال تعالى: تدعوا من أدبر وتولى .المعارج 17
السؤال : هل تفسر هذه المعاني مترادفة أم يفرق بينهما وإذا كان يفرق ماهو الفرق؟
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظكم جميعا من كل مكروه.
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2003, 12:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز المحايد وفقه الله
المقصود بالترادف اصطلاحاً : هو أن يدل لفظان مفردان فأكثر دلالة حقيقية مستقلة على معنى واحد ، باعتبار واحد ، وفي بيئة لغوية واحدة. هذا هو التعريف الصحيح للترادف. وليس مجرد الاختلاف في اللفظ والمعنى واحد كما يعبر كثير من طلاب العلم.
ومسألة الترادف في اللغة بصفة عامة وفي القرآن الكريم بصفة خاصة كثر فيها القول والتصنيف في القديم والحديث.(1/69)
والذي ذهب إليه المحققون من العلماء أن الترادف في اللغة قليل جداً ، وفي القرآن نادر. ومن أقوالهم في ذلك ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير حيث قال :(فإن الترادف في اللغة قليل ، وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر ، وإما معدوم ، وقل أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه ، بل يكون فيه تقريب لمعناه). ومن المنكرين لمسألة الترادف في القرآن الكريم الإمام الراغب الأصفهاني رحمه الله حيث يرى أن الترادف معدوم في القرآن الكريم . يقول في مقدمة مفرداته :(وأتبع هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل ، بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة ، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته). ويبدو أنه توفي قبل أن يحقق هذه الرغبة ، أو أن الكتاب لم يصل إلينا ، ولم يبق لنا إلا إشارات في كتابه المفردات تشير إلى رأيه في إنكار الترادف ، مع بعض الأمثلة على ذلك. ومن الكتب النافعة في تحقيق هذه المسألة أخي الكريم كتاب مقاييس اللغة لأحمد بن فارس رحمه الله حيث قد أرجع كل أصل إلى معناه الدقيق ، وحقق ذلك تحقيقاً ربما لا تظفر به في غيره ، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن الكتب الجيدة في الترادف في القرآن الكريم ما كتبه الأستاذ محمد نور الدين المنجد بعنوان (الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق).
وبناء على ما تقدم فإن معنى (القوي) يختلف عن معنى (العزيز).
فالقوي من القوة ، وهي الشدة خلاف الضعف. وأصلها من القُوى وهي جمع قوة من قوى الحبل.
والعزيز من العزة والندرة ، وهي تدل على شدة وقوة وما ضاهاهما من غلبة وقهر. يقال : عز الشيء حتى لا يكاد يوجد. وأنا عندما أريد أن أشرح لك معنى لفظة من هذه الألفاظ فالذي يمكنني هو تقريب المعنى وليس الإتيان بالمعنى المطابق ، لأن الترادف كما قلت لك غير ممكن من كل وجه.(1/70)
ولفظ (أدبر) يختلف عن معنى لفظ (تولى).
فمعنى أدبر : أي جاء دبره وآخره ، من الدُبُر ، ومعناه أنه قد ولاك دبره وذهب بعيداً عنك.
بينما (تولى) يختلف باختلاف تعديته. فإن عديته بحرف (عن) دل على الإعراض عنك والابتعاد ، وإن عديته بنفسه فقلت :(تولى محمد علياً) بمعنى اتخذه ولياً وصديقاً.
ولعلي أراجع الكتب التي دققت في شرح معنى هذه الألفاظ وللحديث صلة إن شاء الله.
---
(1/71)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال ؟؟؟
---
سؤال ؟؟؟
---
ابو عمر
12-30-2003, 02:56 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..
شاء العلي القدير ان اعثر صدفة علي هذا الموقع الطيب منذ فترة . و لأنني لا املك من العلم شيأ
( و رحم الله من عرف قدر نفسة ) فقد اكتفيت بالقراءة و المطالعة فقط ..
و لكن عندي سؤال اتوقع ان اجد الأجابة عندكم بإن الله بما لكم من الفضل و العلم ...
انا اود ان اطلب العلم وان اقتني كتب التفسبر و الحديث ...
فهل كل الكتب الموجودة علي رفوف المكتبات و انا اقصد كتب السلف الأولين مثل كتب البخاري و مسلم و
ابن كثير و مالك و غيرهم ( رضي الله عنهم ) صحيحة مع العلم بانها مطبوعة في بلدان يكثر فيها اهل البدع
و هل نتحري صحة الكتاب في دار النشر ام المحقق ؟؟
و اذا امكن ان ترشدونا ..
و جزاكم الله الف خير و سامحوني ان كنت قد اثقلت عليكم
---
عبدالرحمن الشهري
12-30-2003, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا عمر وفقه الله. مرحباً بك في ملتقى أهل التفسير مستفيداً ومفيداً بإذن الله. وأشكرك على صدقك مع نفسك ، ورغبتك الصادقة في طلب العلم. وأرجو أن تتابع القراءة في مشاركات الملتقى الكثيرة وعدم الاكتفاء بالصفحة الأولى ، وستجد بإذن الله ما يجيب على أسئلتك التي طرحتها.(1/72)
وما سألت عنه من تحري الدقة والثقة في طبعات كتب أهل العلم الموثوقة فهو أمر يحرص عليه ، وأنصحك فوق القراءة في مواد الملتقى بتحميل ثلاثة ملفات صوتية للدكتور عبدالكريم الخضير حفظه الله بعنوان :( كيف يبني طالب العلم مكتبته). تجدها بإذن الله على هذا الرابط (http://www.liveislam.com/archiv/khudaira.htm) . والاستماع إليها مرتين أو أكثر ومحاولة تقييد المعلومات حول الكتب التي تريد شرائها منها. وعندما تريد السؤال عن شيء بعينه فيسعدنا في الملتقى الإجابة عن أي سؤال بإذن الله.
شكراً لكم مرة أخرى أخي أبا عمر.
---
(1/73)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسئله من تاريخ الاسلام
---
اسئله من تاريخ الاسلام
---
زينب
10-20-2004, 04:24 PM
السلام عليكم
مبارك علي جميع المشتركين والاساتذه المحترمين هذا الشهر المبارك ادعوا ان الله تعالي يغفر لنا في هذا الشهر ويجعنا من حجاج بيته الحرام
1.من هو من اول من جمع القران
2.من هو اول من لقب بخليفه
3.من هواول من سل سيفا في الاسلام
4.من هي اخر زوجات الرسول
5.من هو الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن
6. من الذي اطلق عليه ترجمان القران وذلك لانه اعلم المسلمين وكان ابن عم الرسول وقال عنه النبي اللهم علمه التاويل
7.من هو الصحابي المعتدي عليه مع عايشه ام المومنين في حادثه افك
8.من هو الصحابي الذي لو اقسم علي الله لابره
9من هو الصحابي الذي اذاكان يراه النبي كان يقول له مرحبا بالطيب المطيب
عفوا علي كثرت الاسئله
---(1/74)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ((إنّا أنزلناه في ليلة القدر )) مقال للإمام أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهرى
---
((إنّا أنزلناه في ليلة القدر )) مقال للإمام أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهرى
---
أبو محمد الظاهرى
10-13-2006, 05:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
((إنّا أنزلناه في ليلة القدر )) مقال للإمام أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهرى
قال العالم الموسوعي ، فقيه البدن ، العلامة ، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى :
" اعلموا أن ليلة القدر في رمضان خاصة دون سائر العام ، والبرهان على ذلك برهان مركب من نصين كريمين .
قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " ، فنزول القرآن في شهر رمضان مقدمة أولى .
وقال تعالى : (إنّا أنزلناه في ليلة القدر " ، فهذه مقدمة ثانية : أعني نزول القرآن في ليلة القدر .
النتيجة : أن ليلة القدر في رمضان ، لأن القرآن نزل في رمضان ، ورمضان عدة ليال ، وقد نزل في ليلة القدر .
فصح أن ليلة القدر من ليالي رمضان ، وليلة القدر ثابتة إلى يوم القيامة ، لايخلو رمضان ما من ليلة القدر .
والبرهان على ذلك عدة أمور :
أولها : أن الله قال عنها ( تنزّل الملائكة والروح فيها ) ولم يقل تنزّلت .
فصيغة المستقبل ( تنزّل ) دالة على الديمومة .
وثانيها : إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على ذلك ، ولا معنى لأي خلاف بعدهم ، بل أجمع على ذلك المحدثون وجمهور الفقهاء .
وثالثها : قال صلى الله عليه وسلم : " ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه " . رواه البخاري وغيره .
فهذا خطاب عام للأمة المحمدية إلى ان تقوم الساعة وينقطع التكليف .
وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرنا بقيام ليلة القدر ولايكون في رمضان ليلة قدر كما زعمت الرافضة وقلة تابعتهم من أهل الرأي .(1/75)
ورابعها : أن النصوص تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتحراها في العشر الأواخر من رمضان .
وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرنا بتحري معدوم .
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر من مواسم العمر التي لا تعوض لما فيها من فيوض رحمة الله وعفوه وعونه على الاستقامة والثبات .
وإنني لأبكي عمري في سنوات كنت فيها من الغافلين .
والقاعدة للعبد المسلم أن أجره على قدر نصبه .
ولهذا لم يعين الله ليلتها ليحصل الجد في تحريها ، وليظهر صدق عبودية من يلتمسها .
ولم يغيب الله علمها بإطلاق رفقاً بعباده ورحمة . وإنما حددها في ليلة مبهمة من عشر ليال آخر الشهر ، فليس من الشاق على العبد أن يجتهد في العبادة عشر ليال ، ومضمون له أن يوافق ليلة القدر في إحداهن .
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن المواسم الخيرة تبهم في زمان معين كساعة الإجابة في يوم الجمعة للملمح الذي ذكرته لكم .
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن الخلاف في تعيين ليلة القدر بلغ أربعين قولا .
وهكذا يكون التشتت في ابتغاء تعيين مالم يقض الله بتعيينه لخلقه .
والذي أوصي به كل مسلم أن يعتقد جازماً بلا تردد أن لا سبيل إلى احتمال أن ليلة القدر في ليلة معينة بأي دلالة شرعية . وأنه لا مطمح للعبد في موافقة ليلة القدر بيقين لا شك فيه إلا إذا اجتهد في العبادة واعتبر كل ليلة من العشر الأواخر ليلة قدر ، فها هنا لن يخيب ، وسيكون وافق ليلة القدر حتما .
وإنما قلت لا دلالة في نصوص الشرع البتة على أن ليلة القدر في ليلة معينة ـ وإن ورد النص بأنها في الوتر من العشر الأواخر ـ لعدة براهين ضرورية لا محيد عنها :
أولها : أن المسلم لا يعلم بداية العشر الأواخر من رمضان حتى يطلع هلال شوال .
فيحتمل أن يكون الشهر ثلاثين يوما فتكون ليلة واحد وعشرين أولى ليالي العشر الأواخر ، وتكون ليالي الوتر ليالي 21 ، و 23 ، و25، و27 ، و 29 .(1/76)
ويحتمل أن يكون الشهر تسعة وعشرين يوما فتكون ليلة عشرين أولى ليالي العشر الأواخر ، وتكون ليالي الوتر من ليالي العشر الأواخر ليلة 20 ، و 22 ، و 24 ، و 26 ، و 28 ، و30 .
وكل هذا لا سبيل إلى العلم به إلّا بعد هلال شوال ، والعلم بليالي الوتر بعد ذلك لا ينفع من أضاع ليالي من العشر يحسبها غير وتر فكشف طلوع هلال شوال عن كونها وترا .
فهذا يعني أن تحري ليلة القدر يبدأ من ليلة عشرين إلى طلوع هلال شوال ، وهذا أمر غفل عنه علماء العصر ، ولم يتعلمه عوام المسلمين الحريصون على تحري ليلة القدر .
وثاني البراهين : أنه لم يرد في الشرع نصب علامة على ليلة القدر تكون في بدايتها ، وإنما ورد علامتان في صبيحتها :
إحداهما : خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو رؤياه الكريمة أن يسجد في صبيحتها على ماء وطين .
وقد صح أن المسجد وكف بالمطر في صبيحة ليلة إحدى وعشرين ، وفي ليلة ثلاث وعشرين . ولم يثبت أن المسجد لم يكف بقية العشر .
قال أبو عبدالرحمن : ولا نستبعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ليلة القدر بتحقق رؤياه بعد ما أنسيها ، ولكنه لم يعينها لأمته فأمر بتحريها في الوتر من العشر ، وقد قلن لكم إن كل ليلة منذ ليلة العشرين يحتمل أن تكون وترا إلى أن يطلع هلال شوال .
وأخراهما : أن شمس صبيحتها تطلع بلا شعاع .
وما ضمن الله لنا علم ذلك ، فقد يكون ذلك أول طلوعها قبل أن تشرق علينا فنراها .
وثالث البراهين : لو كانت ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة .
ولو كانت ليلة سبع وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها .
قال ذلك بمقابل أن رجالاً رأوا أنها ليلة سبع وعشرين .
وإذن فكل ليلة من ليالي الوتر ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي تفسير للوتر وليست تعييناً لليلة .(1/77)
ألا فليعلم جميع المسلمين أن المسلم لن يضمن موافقة اجتهاده في العبادة والدعاء لليلة القدر حتى يجتهد العشر الأواخر كلها ابتداء من ليلة عشرين .
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر غير متنقلة بمعنى أن تكون في عام مثلاً ليلة ثلاث وعشرين ، وفي عام ليلة سبع وعشرين . بل هي ليلة واحدة ثابتة معينة فعلم الله مبهمة في علم الخلق .
والبرهان على ذلك أن الله سبحانه قال : ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) .
ولم يقل في ليلة قدر .
وبرهان آخر وهو أنها لو كانت متنقلة لكانت رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم للدلالة على عام واحد ، وليس كذلك سياق الحديث ، فسياقه يدل على أنها ليلة ثابتة .
وبرهان ثالث وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر الآواخر في تسع يمضين أو في سبع يبقين .
ولو كانت متنقلة لقال : تارة في تسع ، وتارة في سبع .
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي غير متلو ، وما كان ربك نسيا .
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر عظيمة القدر لقوله تعالى ( خير من ألف شهر ) . فهذا أحد معاني تسميتها .
وهي أيضاً ليلة تقدير لقوله تعالى : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) وقوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) .
وهذا شامل لتقدير الأقدار والأرزاق والآجال في تلك السنة.
وتعليل التسمية بأكثر من معنى وارد ، فإننا نجد في الصلاة الشرعية جميع المعاني اللغوية لمادة الصاد واللام والحرف المعتل .
وحري بمن تحرى ليلة القدر أن يحسن الله خاتمته وأن يحييه حياة طيبة ، لأن الله يمحو ويثبت ، وتحري ليلة القدر التجاء إلى الله واستعاذة بقدرته في وقت إجابة وتقدير وسلام إلى مطلع الفجر .
وما أفتيتكم ـ أيها الأحباب ـ إلّا بمقتضى أصول الأخذ بالظاهر التي أرجو أن ألقى الله عليها متمثلاً لمقتضاها غير مغير ولا مبدل ولا صارف بلا برهان .(1/78)
ولقد بكرت لكم بالحديث عن ليلة القدر قبل أوقات تحريها لتعقدوا العزم في وقت مبكر ، ولتوطنوا النفس ، وليكون عندكم مهلة للمراجعة إن لم تثقوا بفتواي ، والله المستعان " .
---
(1/79)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فيديو لشيخ جليل قبضت روحه وهو يلقي درس تفسير
---
فيديو لشيخ جليل قبضت روحه وهو يلقي درس تفسير
---
خادمة القرآن
09-22-2006, 01:09 PM
شيخ جليل قبضت روحه وهو يلقي درس تفسير في بيت من بيوت الله .
نسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته . وان يمُنَّ علينا بحسن الخاتمة.
وهذا هو الرابط :
---
روضة
09-22-2006, 01:43 PM
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يكون القرآن شافعاً له يوم القيامة، وأن يبعث على الحال التي مات عليها.
---
ابن الجزيرة
09-22-2006, 07:16 PM
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
---
أحمد البريدي
09-22-2006, 09:25 PM
مشهد مؤثر , نسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته . وان يمُنَّ علينا بحسن الخاتمة .
---
أبو محمد الظاهرى
09-22-2006, 11:25 PM
نسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته . وان يمُنَّ علينا بحسن الخاتمة ...اللهم آمين...
---
جمال أبو حسان
09-23-2006, 10:30 AM
رحمة الله تعالى عليه وعوض المسلمين عنه خيرا
---
أحمد الطعان
09-23-2006, 12:14 PM
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته . آمين
---
ابو همام
09-23-2006, 12:57 PM
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة
---
أبو بيان
09-23-2006, 02:06 PM
نسأل الله حسن الخاتمة
---
محمود الشنقيطي
09-23-2006, 03:13 PM
همُّ الخاتمة هو ما أرق مضاجع الصالحين,حتى بكى باكيهم وهوسفيان فقيل لهما يبكيك ؟أتخاف الذنوب؟ قال:الذنوب أهون من هذه,وبيده حفنة تراب ثم قال:أخاف سلب الإيمان,فاللهم سلم سلم
---
أبو صفوت
09-24-2006, 03:50 AM
نسأل الله حسن الختام
---
أبو العالية
09-24-2006, 11:20 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
رحمه الله وتغمده برحمته .
وأصلح أحوالنا ومآلنا يوم لقياه .
---
نواف الحارثي
09-24-2006, 10:25 PM
السلام عليكم :(1/80)
بداية نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين حسن الخاتمة ، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء عنه ( إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ، قالوا وكيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه ) أو كما جاء . وجاء عن أحد السلف أنه كان يقول : اللهم لاتحل بيني وبين ما اشتهي ! قالوا وما تشتهي ؟ قال : أن أقول : لا إله إلا الله عند الموت ؛ ألم تقرأوا قول الله : (وحيل بينهم وبين مايشتهون..)
ولذا على المسلم أن يدعوا الله بصدق أن يختم له بخاتمة حسنة خاصة في هذا الشهر الكريم .
كما اعتب على خادمة القرآن إذ كيف تريد أن نحكم على شيء دون أن نراه ! والقاعدة تقول : الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .آمين
---
الياسمين
09-24-2006, 11:53 PM
أسأل الله أن يرحمه ويختم أعمارنا بأحب الأعمال اليه سبحانه
---
خادمة القرآن
09-25-2006, 01:02 AM
كما اعتب على خادمة القرآن إذ كيف تريد أن نحكم على شيء دون أن نراه ! والقاعدة تقول : الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
ليس الأمر بذاك أخي نواف : كل ما في الأمر صورة فيديو تحملها على الجهاز وتشاهدها إن أردت .
وأستغفر الله إن أردت حكمكم . إنما هي موعظة مرئية .
وأشكر لك وللجميع مروركم ومشاركاتكم ، أسأل الله أن يمن علينا بحسن الختام ويتوفنا وهو راضي عنا غير غضبان ويوفقنا للعمل الصالح الذي يرضى به عنا إنه جواد كريم .
وبالمناسبة أشكر الأخ نواف الحارثي على رسالته العظيمة التي قدمها لنيل درجة الماجستير في القرآن وعلومه في تحقيقه لكتاب الإمام برهان الدين إبراهيم الجعبري المسمى / وصف الإهتداء في الوقف والإبتداء .
فجزاك الله عن الإسلام خيرا ، وإن كان لديك المزيد من تراث الإمام إبراهيم الجعبري فلا تبخل على أهل العلم بتحقيقه , ونفعكم الله ونفع بكم .
---
الطبيب
09-25-2006, 10:48 AM(1/81)
جزيتم خيراً ..
ودمتم ،،،
---
عبد الحي محمد
09-25-2006, 11:58 AM
جزاك الله خيرا
---
مجدي ابو عيشة
09-25-2006, 02:58 PM
نرجوا الله ان تكون علامة حسن خاتمة ...
اللهم اغفر له وارحمه واكرم نزله
---
ماجد الخير
09-25-2006, 04:52 PM
نرجوا الله ان تكون علامة حسن خاتمة ...
اللهم اغفر له وارحمه واكرم نزله
---
** متفكرة فى خلق الله **
10-03-2006, 10:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمدُ لله ربّ العالمين ..والصّلاة والسّلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين .. حبيبنا المُصطفى
صلوات ربى وسلامُهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبه وتابعيهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدّين ..
لا إله الا الله ..
سبحانك ربنا .. اللهم ارحمنا يارب العالمين واغفر لنا ..
همُّ الخاتمة هو ما أرق مضاجع الصالحين,حتى بكى باكيهم وهوسفيان فقيل لهما يبكيك ؟أتخاف الذنوب؟ قال:الذنوب أهون من هذه,وبيده حفنة تراب ثم قال:أخاف سلب الإيمان,فاللهم سلم سلم
اللهم سلم .. اللهم سلم ..
جزاكِ الله خير الجزاء أختى الفاضلة خادمة القرآن ..
وأسأل الله العلىّ العظيم أن يجعل تلك التذكرة فى ميزان حسناتكِ .. اللهم آمين ..
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين ...
---
محمد سند
10-08-2006, 01:06 AM
نسأل الله العفو الكريم أن يغفر لنا ويرحمنا ويحشرنا معه فى جنة النعيم اللهم آمين
---
معروفي
10-24-2006, 06:38 AM
اللهم امنن علينا بحسن الخاتمة ، و اعلموا إخواني أن المرء يموت على ما عاش عليه ، ثم يبعث يوم القيامة على ما مات
عليه ، و اذكّر نفسي و إياكم بما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى :
خاتمة السوء بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطّلع عليها الناس .
أسأل الله تعالى أن يصلح باطننا و ظاهرنا ، و أن يرزقنا الإخلاص لوجهه الكريم في أعمالنا كلها .
---
أمين
03-05-2007, 11:27 PM
رحمه الله رحمة واسعة
---
المؤمن
04-01-2007, 12:16 AM(1/82)
نسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته ، وأن يحسن خاتمتنا جميعا
---
فيصل الخنبشي
04-11-2007, 11:34 PM
نرجوا الله ان تكون علامة حسن خاتمة ...
اللهم اغفر له وارحمه واكرم نزله
---
المنهوم
04-12-2007, 02:46 PM
اللهم اميننسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته ، وأن يحسن خاتمتنا جميعا
---
أحمد قباوة
04-12-2007, 04:55 PM
أسأل الله تعالى له الرحمة وأن يتغمده بواسع فضله وأن يسكنه فسيح جنانه ، وإن كنا نظن بأنه يحمل بين جوانحه ما يشفع له عند ربه ، كتاب الله ، وتعليم الناس إياه ، فحقق بذلك الخيرية التي ذكرها رسول الله صلى الله وسلم بقوله: (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )).
وأسأله تعالى أن يثبتنا على طريق القرآن وسنة النبي الهادي صلى الله عليه وسلم ، وأن يستعملنا فيما يرضيه عنا حتى يختم لنا بالختام الذي يقربنا منه.
وأشكر أختنا الفاضلة شكراً جزيلاً أن جددت فينا - في خضم ما نعيشه من اضطرابات وفتن على كل الأصعدة خاصة في مجال العلم - وجوب تجديد نية الإخلاص لله ، حتى نلقاه وهو راض عنا.
رزقنا الله حسن الفهم عنه في كتابه ، وأكرمنا بحسن الخاتمة
---
(1/83)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- ركوع ركعتين عند دخول المسجد
---
برنامج إحياء السنة النبوية- ركوع ركعتين عند دخول المسجد
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-15-2006, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة أسبوع(11)16/5/1427
قم بالعمل بسنة ركوع ركعتين عند دخول المسجد قبل الجلوس
_______________
صحيح البخاري – كتاب الصلاة / ترقيم العالمية 425 – ترقيم فتح البارى 444- ترقيم د. البغا 433:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ
شرح الحديث من فتح البارى بشرح صحيح البخارى(1/84)
قوله : ( عن أبي قتادة ) بفتحتين , هكذا اتفق عليه الرواة عن مالك , ورواه سهيل بن أبي صالح عن عامر بن عبد الله بن الزبير فقال " عن جابر " بدل أبي قتادة , وخطأه الترمذي والدارقطني وغيرهما . قوله : ( السلمي ) بفتحتين لأنه من الأنصار , والإسناد كله مدني كالذي بعده . قوله : ( فليركع ) أي فليصل , من إطلاق الجزء وإرادة الكل . قوله : ( ركعتين ) هذا العدد لا مفهوم لأكثره باتفاق , واختلف في أقله , والصحيح اعتباره فلا تتأدى هذه السنة بأقل من ركعتين . واتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب , ونقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب , والذي صرح به ابن حزم عدمه , ومن أدلة عدم الوجوب قوله صلى الله عليه وسلم الذي رآه يتخطى " اجلس فقد آذيت " ولم يأمره بصلاة , كذا استدل به الطحاوي وغيره وفيه نظر . وقال الطحاوي أيضا : الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها ليس هذا الأمر بداخل فيها . قلت : هما عمومان تعارضا , الأمر بالصلاة لكن داخل من غير تفصيل , والنهي عن الصلاة في أوقات مخصوصة , فلا بد من تخصيص أحد العمومين , فذهب جمع إلى تخصيص النهي وتعميم الأمر - وهو الأصح عند الشافعية - وذهب جمع إلى عكسه وهو قول الحنفية والمالكية . قوله : ( قبل أن يجلس ) صرح جماعة بأنه إذا خالف وجلس لا يشرع له التدارك , وفيه نظر لما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر أنه " دخل المسجد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أركعت ركعتين ؟ قال لا , قال : قم فاركعهما " ترجم عليه ابن حبان أن تحية المسجد لا تفوت بالجلوس . قلت : ومثله قصة سليك كما سيأتي في الجمعة . وقال المحب الطبري : يحتمل أن يقال وقتهما قبل الجلوس وقت فضيلة وبعده وقت جواز , أو يقال وقتهما قبله أداء وبعده قضاء , ويحتمل أن تحمل مشروعيتهما بعد الجلوس على ما إذا لم يطل الفصل . ( فائدة ) : حديث أبي قتادة هذا ورد على سبب , وهو " أن أبا قتادة دخل المسجد فوجد النبي صلى الله(1/85)
عليه وسلم جالسا بين أصحابه فجلس معهم , فقال له : ما منعك أن تركع ؟ قال : رأيتك جالسا والناس جلوس . قال : فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين " أخرجه مسلم . وعند ابن أبي شيبة من وجه آخر عن أبي قتادة " أعطوا المساجد حقها , قيل له : وما حقها ؟ قال ركعتين قبل أن تجلس " .
_____________________
ثم قم بالتصويت:
---
أبو ياسر
06-15-2006, 10:54 PM
جوزيت خيراً ، أسأل الله أن يحيي قلبك ويزيده إيمانا كما أحييت سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
وأرجو من أخي الكريم أنه إن كانت هناك سنن قل من يعمل أو يعلم بها أن يأت بها إلينا .
---
سلسبيل
06-24-2006, 02:51 PM
جزاكم الله خيرا
ونستأذنكم في نقل هذه السنة ونشرها
---
عمار العاني
06-24-2006, 08:54 PM
جزاك الله الف خير
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-25-2006, 09:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم أخواني الكرام
، وأخي السلسبيل الأمر لا يحتاج لإستأذان ، ونتمني مشاركتك معنا فى نشر السسن عبر المنتديات
estratigy@yahoo.com
---
(1/86)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تلحين الحديث
---
تلحين الحديث
---
نواف م.م.ع
05-02-2006, 03:45 PM
السلام عليكم هل يجوز تلحين الحديث الشريف وخاصة اختيار لحن من الحان الاغاني وشاكر لكم
---
(1/87)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ابن مسعود والفاتحة
---
ابن مسعود والفاتحة
---
أحمد القصير
07-27-2003, 10:15 PM
أخي الكريم :
هذا بحث مختصر في تحقيق المروي عن ابن مسعود – رضي الله عنه - في إنكاره كون الفاتحة ، من القرآن الكريم .
**************************************************
روى الأعمش ، عن إبراهيم قال :« قيل لعبد الله بن مسعود : لِمَ لمْ تكتب فاتحة الكتاب في مصحفك ؟ فقال : لو كتبتها لكتبتها مع كل سورة » .(1)
قال أبو بكر الأنباري :« يعني أن كل ركعة سبيلها أن تفتتح بأم القرآن قبل السورة المتلوة بعدها ، فقال : اختصرتُ بإسقاطها ، ووثقتُ بحفظ المسلمين لها ، ولم أثبتها في موضع فيلزمني أن أكتبها مع كل سورة إذا كانت تتقدمها في الصلاة » .(2)
وروى أبو عبيد ، عن ابن سيرين قال :« كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب ، وتركها ابن مسعود » .(3)
وقد اختلف العلماء في المروي عن ابن مسعود في ذلك :
1- فذهبت طائفة إلى رد الرواية ، وإنكارها ، منهم : ابن حزم ، والفخر الرازي ، والنووي ، والزرقاني .(4)
قَالَ اَبْنُ حَزْمٍ : « كُلُّ مَا رُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ : مِنْ أَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، وَأُمَّ الْقُرْآنِ لَمْ تَكُنْ فِي مُصْحَفِهِ ؛ فَكَذِبٌ مَوْضُوعٌ لَا يَصِحُّ ؛ وَإِنَّمَا صَحَّتْ عَنْهُ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَفِيهَا أُمُّ الْقُرْآنِ ، وَالْمُعَوِّذَتَانِ » .(5)
وقال الرازي :« الأغلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود ، نقل كاذب باطل ».(6)
وقال النووي :« أجمع المسلمون على أن المعوذتين ، والفاتحة ، وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن ، وأن من جحد شيئا منه كفر ، وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ، ليس بصحيح عنه » . (7)(1/88)
2- وذهبت طائفة إلى قبول الرواية وتصحيحها ، وقالوا : لم ينكر ابن مسعود قرءانيتها، وإنما أنكر إثباتها في المصحف .
قال ابن قتيبة : « وأما فاتحة الكتاب ؛ فإني أشك فيما روي عن عبد الله من تركه إثباتها في مصحفه ، فإن كان هذا محفوظاً ، فليس يجوز لمسلم أن يظن به الجهل بأنها من القرآن ، ولكنه ذهب فيما يظن أهل النظر إلى أن القرآن إنما كتب وجمع بين اللوحين مخافة الشك والنسيان ، والزيادة والنقصان ، ورأى ذلك لا يجوز على سورة الحمد لقصرها ، فلما أمن عليها العلة التي من أجلها كتب المصحف ؛ ترك كتابتها ، وهو يعلم أنها من القرآن » . ( 8)
وقال أبو بكر الباقلاني : « لم ينكر عبد الله بن مسعود كون الفاتحة من القرآن ؛ وإنما أنكر إثباتها في المصحف ؛لأنه كانت السنة عنده ألا يثبت إلا ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإثباته وكتْبه ، ولم نجده كتب ذلك ولا سمع أمره به ، وهذا تأويل منه ، وليس جحداً لكونها قرآناً ».(9)
والصحيح عدم صحة الرواية عن ابن مسعود في ذلك ؛ حيث لا يوجد إسناد متصل صحيح يوجب القطع بصحة الرواية ، والله تعالى أعلم .
============================================
الحواشي
============================================
(1) ذكره القرطبي ( 1 / 81 ) ، وابن كثير ( 1 / 10 ) ، في تفسيريهما ، وفي سنده انقطاع ؛ فإن إبراهيم النخعي ،لم يدرك ابن مسعود . كما في [ تهذيب التهذيب ( 1 / 155 ) ].
(2) تفسير القرطبي ( 1 / 81 ) .
(3) ذكره السيوطي في الإتقان ( 1 / 205 ، 249 ) ، وصحح إسناده .
(4) مناهل العرفان ( 1 / 274 ) .
(5) المحلى ( 1 / 32 ) .
(6) مفاتيح الغيب ( 1 / 178 ) .
(7) المجموع ( 3 / 363 ) .
(8) تأويل مشكل القرآن ( 42-49 ) ، باختصار .
(9) فتح الباري ( 8 / 615 ) ، والبرهان في علوم القرآن ( 2 / 255 ) ، بتصرف يسير .
---
خالد الباتلي
07-28-2003, 12:26 AM
أخي الكريم الشيخ / أحمد القصير حفظه الله(1/89)
جزاك الله خيرا على ماكتبت ، واسمح لي بإيراد نقطتين :
1-النتيجة التي خلصت إليها خالفك فيها السيوطي في الإتقان 1/270 فقال : "وإسقاطه الفاتحة من مصحفه أخرجه أبو عبيد بسند صحيح ".
2-بنيت تضعيف الرواية على الانقطاع بين النخعي وابن مسعود وأقول :
روى الترمذي وغيره من طريق شعبة عن الأعمش قال : قلت لإبراهيم النخعي : أسند لي عن ابن مسعود فقال : إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله بن مسعود فهو الذي سمعت ، وإذا قلت : قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله .
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي 1/542 : " وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند ، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة "
وقال ابن معين : مرسلات إبراهيم صحيحة ، إلا حديث تاجر البحرين وحديث الضحك في الصلاة .
وقال ابن عبدالبر في التمهيد 1/30 :" مراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وابراهيم النخعي عندهم صحاح " .
والله أعلم .
---
محمد الأمين
08-02-2003, 08:09 AM
لو كان هذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند لكان البخاري أو مسلم أخرج منه شيئاً. والصواب أن القصة منكرة لم تصح.
---
خالد الباتلي
08-02-2003, 02:49 PM
أخي الأمين / السلام عليكم وبعد
ماذكرته غير وارد وليس بلازم ، لأن الشيخين لم يشترطا استيعاب الصحيح ولاالتزماه ، وقد صحح البخاري أحاديث كثيرة خارج الصحيح ، وأثر عنه أنه قال : أحفظ مائة ألف حديث صحيح .
والله أعلم
---
(1/90)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رائعة محمود شاكر " القوس العذراء."
---
رائعة محمود شاكر " القوس العذراء."
---
علال بوربيق
01-28-2007, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه .
قرأت قديما في هذا الملتقى لطالب علم يبحث عن رائعة الأديب محمود شاكر " القوس العذراء." فها هي بين يديك على هذا الرابط:http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=199
---
علال بوربيق
01-28-2007, 02:21 PM
مقدمة هذه القصيدة الفاذة(1/91)
إلى صَدِيقٍ لا تَبْلِى مودَّتُه: أمّا بَعْدُ، فإني لم أكنْ أتوقََّّعُُ يومئذ أن ألقاكَ. وإذا كُنتَ قد أُوتيتَ حياء يغلُبك عند البغْتَة على لسانك، حتى يُعوزَك(1) ما تقول، فقد أُوتيت أنا ضَرباً ثَرثاراً من الحياء، يُطْلِق لساني أحياناً عند البَغْتَة، بما لا أُحبُّ أن أقول، وبما لا أدري كيف جاء، ولم قيل! كنت خليقا يومئذ أن أقول غير ما قلت، ولكني وجدت شيئا منك يَنْسَرِبُ(2) في نفسي فيُثيرها، حتى يدورََ حديثي كُلُّه على إتقان الأعمالِ التي يُتَاح للمرء أن يزاولهَا ـ في لِمحة خاطفة من الدهر، نُسميها نحن الناسَ : العُمُر!! ياله من غُرُور! بيدَ أنّ هذا الحديثَ أَبَى إلا أن ينقلبَ عائداً معيَ في الطريق، يُسايرني، ويُصاَحِبني، ويُؤنس وَحْشتي، ويُسرُّ إليَّ بوَسْوسة خفية من أحاديثه التي لا تتشابَه، والتي لا تَتَناهى والتي هي أيضا لا تُمَلُّ. وإذا كانتْ ثرثرةُ حيائي قد صَكّت مَسامعك ببعض عُنفي وصَرَامتي، فعَسى أن يبعثَ في نفسك بعضَ الرضى، ما أرْوِيهِ لك من بقايا َتلك الأحاديث التي رافقتني منذُ فارقتك إلى أن استقرت بي الدارُ، ثم طارت عني إلى حيثُ يطير كُلُّ فِكْرٍ، وغابتْ حيثُ َيغيب! الإنسانُ خَلقٌ عجيبٌ!! كلّ حَيٍّ، بل كُلّ شيء مخلوق، يسير على نَهْج(3)ٍ لاَحب لا يختلّ، يُؤَيِّده هَدْيٌ صادق لا يتبدَّل. ومهما تباينتْ مسالكُهُ في حياته، وتنوَّعت أعمالُه في حِياطة مَعِيشته، فالنهجُ في كل دَربٍ من دُروبها هُوَ هُوَ لا يتغَّيروالهَدْي في كل شأن من شؤونها هو هو لا يتخلّفُ(4). تُولد الذَّرَّة(5) من النِّمال، وتنمو، وتبدأ سيرتها في الحياة، وتعمل فيها عملَها الجِدَّ، وتَفرغ من حَقِّ وجُودها، ثم تقضي نَحبَها(6) وتموت. هكذا مُذْ كانت الأرضُ وكانت النِّمال : لا تتحوّل عن نَهجٍ، ولا تَمْرقُ(7) من هَدْيٍ. وتاريخ ُأحدثِها مِيلاداً في مَعْمعة الحياة، كتاريخ أعَرقِ أسلافها هَلاكاً في حَومِة الفَنَاء.(1/92)
لا هي تُحدِث (8) لنفسها نَهجاً لم يكنْ، ولا هي تبتدعُ لوارثِها هَدْيا لم يتقدَّمْ. فسَلْ كل حيًّ : كيف تعملُ؟ ولِمَ تعمَلُ؟ ومَنِ الذّي عَلَّمَكَ وهَدَاك؟ ومَنِ الإمامُ الذي سَنَّ لك الطريقَ(9)؟ وبأيّ عبقريّة يأتي إبداعُك؟ ولمَ كان عملُك نَسَقاً(10) مُنْقادًا لا يتغير؟ وكيف كَانتْ مهَارتُك تُراثاً(11) مُؤَبَّدًا لا يتبدل؟ وحذْقُك طَبْعاً راسخا ًلا يتحوَّل؟ ولم صارتْ سُنّة(12) الأوائل منكم لِزَاماً على الأواخر؟ ومِنهاج(13) الغابرين شَرَكاً للوارثين! بل كيف أخطأ الآخرُ منكُمْ أن يَسْتدرِك عَلَى الأوَل؟ والخَلفُ أن يُنَافس صَنعْةَ السَّلَف؟ وعَجَباً إذنْ! كيف صارَ كُلّ عملٍ تَعْمَله مُتْقناً، وأنت لم تَجْهَدْ في إتقانه؟ وأنى بلغتَ فيه الغاية، وأنت مسلوبٌ كلّ تدبيرٍ ومَشِيئة؟ وما أنتَ وعملُك؟ أتحبُّه وتألفُه؟ أم تَشْنَؤُه(14) وتسأَمُه؟ أتُخامُرك نَشْوة الإعجابِ؟ أبدعتَ فيه؟ أم تنتَابُك لَوْعة الحُزْن إذ أصابه ما يُتْلِفُه أويؤْذيه؟ ألم تسألْ نفسكَ قطُّ : فيمَ أعمَل؟ ولمَ خُلِقت؟ وفيمَ أعيشُ؟ وأنا على يقين من أنّك لن تسمَعَ جواباً إلا الصَّمَت المُستَنِكرَ، والذُّهولَ المُعرضَ، والصمَم المُسْتَخِفَّ الذي لا يَعْبَأ. * * * إلاّ الإنْسانُ!! إلاّ الإنْسان!! ليتَ شِعْري كيف كَانَ مَدْرَجُ(15) أوَّله على أمِّه الأرض؟ وأيُّ هَدْيٍ كان لَفَرطه في مَطْلَعِ الفجْر؟ إنّه ككلّ حيّ، لم يُخْلَق سُدًى(16) ولم يُتْرك هَمَلاً. سلَك له ربُّه النَّهْجَ الأوّل(17) حتى يتكاثَر، وآتاهُ الهدْيَ القديمَ حتّى يَسْتَحْكِمَ، وسدَّد يَدَيْه حتى يشتدّ، وأنارَ بَصِيرتَه حتى يَسْتَكِمل، وأنْبَطَ(18) فيه ذخائر الفطْرة حتى يَسْتبحِر، وفَجَّرَ فيه سَرائرَ الإتقان حتى يَسُودَ ويتملَّك، وعلّمه البَيانَ حتى يَسْتَفْهِمَ، وكرَّمه بالفَتْحِ حتى يَتَغلَّب. فلّما ثَبَتَ عليها وتأيَّد(19)، وتأَثَّل فيها وعَمَر، نَظَر(1/93)
إلى معروفها فاعتَبَر، وهجَم على مَجهولها فاستنكَرَ، فكأنَّهُ من يومئذٍ حادَ(20) عن النهج الذي لا يخَتلّ، ومَرَق من الهَدْي الذي لا يتبدّل. ابتُليَ من يومئذ فتَمرَّس(21)، وأُسلِم لمَشِيئته فتحيَّر. جارَ وعَدَل، فعَرف وجرّبَ. أخطأَ وأصاب، ففكّر وتدبر. نزع(22) إلى النهج الأوّل، فأخفَق وأدرك. تاق إلى الهدي القديمِ، فأعْطِي وحُرِم. احتَفر(23) ذخائر الفِطرة، فأَكْدَت عليه تارَةً ونَبَعْت. التمس شواردَ الإتقان، فنَدّتْ(24) عليه مرَّةً واستقادتْ. وإذا كلُّ صُنْعٍ يتقاضاه حَقُّ إحسانِه، وكلّ عملٍ يَحنُّ بِه إلى قرارِة إتْقانه. فعندئذ حاكَ الشكُّ في صدْر اللاحقِ، حتى قَدَح في تمام صُنْع السَّابِقِ، فَاسْتدرَك عليه. وقلِقَ الوارثُ، حتى خاف تقصيرَ الذاهب، فاستنكفَ الإذعانَ إليه. فكذلك جاشتْ نفسُه(25)، حتى انْدفقت صُبابةٌ منها فيما يعمل، وتَضَرَّمَ قلبُه، حتى ترك مِيسَمه(26) فيما أنشأ فَتَدَلَّهَ بصُنْع يديْه، لأنّه استودعه طائفة من نفسه، وفُتِن بما اسْتَجَاد(27) منه، لأنه أفْنَى فيه ضِراماً من قْلبه.ِ وإذا هو يَسْتَخِفُّهُ الزَّهْوُ(28) بما حَازَ منه ومَلَك، ويُضنِيه الأَسَى عليه إذا ضاع أوْ هلَك. هذا هُوَ الإنسان وعملُه. فإذا دبَّت بِينَهما جَفْوة تَخْتل(29) النَّفس حتى تَمَلّ وتَسْأم، أوْ عَدَتْ اليهما(30) نَبْوة تُراودُ القلبَ حتى يَميل ويُعرضَ، انطمستْ عندئذٍ أعَلامُ(31) النهج الأوّل، وركدتْ بَوارقُ (32) الهدْيِ المُتقادِم، وبقي الإنسانُ وحيداً مَلُوماً محُسوراً لا يزال يسْأل نفسَه: فيمَ أعملُ؟ ولم خُلِقت؟ وفيَم أعيش؟ فما يكون جوابُه إلاَ حَيْرةً لا تَهْدَأ، ولهيباً لا يَطفَأ، وظَلاماً لا يَنْقِشع. * * * بل حَسْبي وحسُبك. فلقد خشيتُ أن تقول لي: إنّما أنتَ تحدّثني عن الفنّ، ـ فهذه صفِة أهله ـ لا عن العمل، فليس هذا من نَعْتِه! وكأنّي بك قد قلتَ: إنَ الفنّ تَرَفٌ مُسْتَحْدَثٌ، أما(1/94)
العمل فشقاء مُتَقادِم. هذا مّما تَعجَّله الإنسانُ وعاناهُ لقَضاء حاجته، وذاك مّما تَأنَّى فيه وصافَاه(33) للاستمتاع بلذّته. والإنسان إذا جوَّدَ العمل، فمُنْتهَى هَمِّه أن يجعلَه على قضاِء مآرِبه أعْوَنَ، أو يكونَ له في أسباِب معيشته أنَجح وأربح. أمّا الفنّ، فَثَمَرة لغَير شجرته، يَسْقيها متأنِّق(34) من ينابيعَ ثرَّةٍ في وُجْدانه، وينْضجُها مشغوفٌ بِلاعجٍ منْ وَجْده وافتتانِه، في غير مَخَافةٍ مَرْهوبة، ولا مَنْفعة مَجْلوبَة، فذاك إذن بطبيعته مستهلك مُمتَهن(35)، وهذا لحرمة نَشْأته مَذْخورٌ(36) مُكرَّم. وأقول : بل أنت تحدّثني عن الإنْسان وقد فَسَق (37) عن تِلاد فطْرته، واسَتْغَواه(38) الشُّحّ حتى انْسلخ من ركاز جبلَّتَه. غَرَّهُ ما أُوتيَ من التدبير، فاقتحم على غَيْب مُدَبَّر، يَعْتسفُه بسَفاهة جُرأته. واستخفّه ما أُعين به من المَشيئة، فهجَم على خْيرٍ مبذول، يستكثِر منه بضَراوة(39) نَهْمَته. فانْبَتَّ من يومئذ في فَلاة مَطْموسة بلا دَليل، يَظلُّ يكدح فيها كدْحًا حتى يُنادَى للرَّحيل! جَاء مُيسَّراً لشيء خُلقَ له، فظلمه حقَه حتى عَضِل(40) بأمره فتعسَّر، وهُديَ مسددًا إلى غاية، فَغَفل عنها حتى تبدّد خَطوه واختلّ. ولو دانَ الإنسانُ بالطاعة لِفطْرته المكنونة فيه منذُ وُلِد، لأفْضى إلى خَبْئها(41) التَّليد إذا ما اسْتوىَ نَبْتُه واستحصَد. ولصارَ كلّ عمل يَعْتَمِلُه(42)، تدريبا لما استْعَصى منه حتَّى يلينَ وَيْنقادَ، وتهذيباً لما تراكم فيه حتى يَرِفَّ(43) ويتوهَّج. فإذا دَرِب عليه وصَبَر، أزال الثرى عن نَبْعٍ مُنْبِثق، فإذا ألحّ ولم يَملَّ، انشَقَّت فطرتُه عن َفْيضٍ متدفّق. ويومئذ يُسْفر(44) لَعينيه مَدَب ُّالنَّهجِ الأوّل، بعد دُرُوسه وعِفائه، ويَسْتَشْرِي في بَصيرته وَميضُ الهَدْي المتقادِم، بعد رَكْدته وخفائِه. وإذا كلّ عملٍ يَفْصم عنْه مُتْقَنًا، وكأنّه لم يجْهد في إتْقانِه،(1/95)
وإذا هو مُشرفٌ فيه على الغاية، وكأنه مسلوبٌ كلّ تدبيٍر ومَشِيئة، ولكنّه لايَفْصمُ عنه حين يفصِم، إلاّ مَطْويًا على حُشاشةٍ(45) من سِرّ نَفْسه وحياته، موسوماً بلَوْعَةٍ مُتَضرمة، على صَبْوَةٍ(46) فَنِيتْ في عِشرته ومُعَاناته. فالعملُ كما تَرَى، هو في إرثِ(47) طَبِيعته فنٌ مُتمكّن، والإنسانُ بَسِليقة(48) فِطْرَتِه فَنَّان مُعْرِقٌ. * * * وإنّي لَمُحدِّثك الآنَ عن رجُلٍ من عُرض البشَر(49)، يَتَعيش بكدِّ يَديْه، صابَرَ(50) الفاقةَ عامَيْن، يعمَل عملاً يُفْلِتُ نَفَسًا من الغنى إليه، أغواهُ ثَراء يَبْهرهُ، فما كاد يُسْلِمه للبَيْع حتى بكَى عليه. لم أعْرفُه، ولكن حدَثني عنه رجُلٌ مثْلُه عَمَلُه البَيان، ذاك فِطْرتُه في يَدَيه، وهذا فطْرتُه في اللِّسان. * * * هذا عامرٌ أخو الخُضْر : توجَّسَتْ(51) به الوحْشُ من عِرْفانها شدّةَ نِقْمته، جاءتْ ظامئة في بَيْضَة الصيف(52)، فراعَها مَجْثَمهُ في قُتْرتِه. قليلُ التِّلاد، غيرَ قوسٍ أو أسْهُمٍ، خفيّ الِمهَاد، غيَر مُقْلة تتضرَّم. تبيَّنتْ لَمْحَ عَيْنيه، فانقلبَت عن شريعة الماء هاربة، ذكرت نِكاية مَرْماهُ، فآثرت مِيتَةَ الظَّمأ على فَتْكة الأسْهُم الصائبة. وما عامرٌ وقَوْسَه؟! 1 ـ فَدَعِ الشَّمَّاخَ يُنْبِئْكَ عن قَّواسِها البَائِس في حَيْثُ أَتاَهاَ: 2 ـ أيْن كاَنتْ فيِ ضَمِير الغَيْبِ منْ غِيلٍ(53) نَماَهاَ؟ 3 ـ كَيْف شقَّتْ عينُهُ الحجْبَ إليْها، فاجْتَبَاهَا(54)؟ 4 ـ كَيْفَ يَنْغَلُّ(55) إلَيْهاَ فيِ حَشاَ عِيصٍ وقاَهَا؟ 5 ـ كَيْفَ أَنحى(56) نَحْوَها مِبْرَاتَهُ، حتى اخْتَلاَهَا؟ 6 ـ كَيْفَ قَرَّتْ فيِ يديه، واطْمأنَّتْ لِفَتَاهَا؟ 7 ـ كَيْفَ يَسْتَودِعُها الشَّمْسَ عَامَيْن.. تَرَاهُ وَيَرَاهَا؟ 8 ـ كَيْفَ ذَاقَ البُؤْس.. حتى شَربَتْ ماَء لِحاَها(57)؟ 9 ـ كَيْفَ نَاجَتْهُ.. وَنَاجَاها.. فَلاَنَتْ.. فَلوَاهَا؟ 10 ـ كَيْفَ سَوَّاهَا..(1/96)
وَسَوَّاهَا.. وَسَوَّاهَا فَقَامَتْ.. فَقَضَاهَا؟ 11 ـ كَيْفَ أَعطَتْهُ منَ الِّليِن، إذَا ذَاقَ(58)، هَوَاهَا؟ 12 ـ أيُّ ثَكْلَى أَعَولَتْ إذْ فَارَقَ السَّهْمُ حَشَاهَا؟ 13 ـ كَيْفَ يُرْضِيهِ شَجَاهَا؟ كَيْفَ يُصْغِي لبُكاَهَا؟ 14 ـ كَيْفَ ريعَ الوَحْشُ مِن هَاتِفِ سَهْم إِذْ رَمَاهَا؟ 15 ـ كَيْفَ يَخْشَى طَارِقاً، فيِ لَيْلةٍ يَهْمِي(59) نَدَاهَا؟ 16 ـ كَيْفَ رَدَّاهَا(60) حَريرَ البَزِّ حِرْصاً وَكسَاهَا؟ 17 ـ كَيْفَ هَزَّتْهُ فَتَاهَا؟ وَتَعالَى وَتَبَاهى؟ 18 ـ كَيْفَ وَاَفى مَوْسَم الَحج بِهَا؟.. مَاذَا دَهَاهَا؟ 19 ـ أيُّ عَيْن ٍلَمَحَتْ سرَّهُمَا المُضْمَرَ؟.. بَلْ كَيْفَ رَآهَا؟ 20 ـ انبَرَى كَالصَّقْرِ يَنْقَضُّ إلَيهَا.. فَأَتَاهَا!! 21 ـ مَسَّهَا ذُو لَهْفَة تَخْفى..، وَإنْ جَازَتْ مَدَاهَا 22 ـ قَالَ: سُبْحَانَ الذيِ سَوَّى!! وأَفْدِي مَنْ بَرَاهَا 23 ـ أَنْتَ..!! بِعْنِيهَا.. ـ نَعَمْ إن شِئْتَ!! [تَعْسَا وَسَفَاهَا](61) 24 ـ قَالَ : بِالتِّبْرِ.. وَبالفِضَة، بالخزِّ.. وَمَا شِئْتَ سِوَاهَا 25 ـ بِثِيَاب الخالِ(62).. بِالعَصْبِ المُوَشَّى.. أَتَراهَا؟ 26 ـ وأدِيِمِ(63) الماعزِ المَقْرُوظِ.. أرْبَى مَنْ شَراهَا! 27 ـ [كَيْفَ قَالَ الشَّيخُ؟!.. كَلاَّ! إنَّهَا بعْضِي وَالمَالُ؟. بَل ِالمالُ فَدَاهَا 28 ـ إنّها الفاقةُ والبُؤسُ!!.. نَعَمْ!.. هذا غِنًى!!.. كَلاَّ وشَاهَا (64) 29 ـ بَلْ كَفَاني فَاقَةً.. لاَ!.. كَيْفَ أَنْساهَا؟.. وَأَنَّى؟! وَهَوَاهَا] 30 ـ لَمْ يَكَدْ.. حَتَّى رَأَى نَاسَا، وَهَمْساً، وَشِفَاهَا: 31 ـ بَايِع الشَّيْخَ! أَخَاكَ الشَّيْخَ!.. قَدْ نِلتَ رِضَاهَا!! 32 ـ إنَّهُ رِبْحٌ..! فَلاَ يُفلتْكَ!.. أَعطَى، واشْتَرَاهَا(65)! 33 ـ وَرَأْى كَفَّيِه صفْراً، وَرَأَى المَالَ... فَتَاهَا(66) 34 ـ لَمْحةً...، ثُمَّ تَجَلى الشَكُ عَنْهُ...، فَبَكَاهَا!(1/97)
35 ـ وَرَثَاها بدُمُوع، وَيحَهُ! كَيْفَ رَثَاهَا؟1 36 ـ فَتَوَلَّى.. وَسَعِيرَ النَّارِ يُخْفِي وَلظَاهَا! 37 ـ حَسْرَةٌ تُطْوَى عَلَى أَخْرَى..، فأَغْضْى... وَطَوَاهَا! * * * فاسمعْ إذنْ صَدَى صوتِ الشّمَّاخ: 38 ـ تَجَاوبُ عَنْهُ كُهُوفُ القُرُونِ، تَرَدَّدَ فِيها كَأنْ لم يَزَلْ 39 ـ وَأوْفَى عَلَى القِمَم الشَّامخَات: جبَالٌ مِنَ الشِّعْر مِنْهَا اسْتَهلْ(67) 40 ـ تَحَدَّرُ أَنْغْامُه المُرْسَلاَتُ، أَنَغَامَ سَيْل طَغْى وَاحتَفَلْ(68) 41 ـ رَأَى حُمرَ الوَحْشِ، فَابْتَزَّهَا(69) بِلاَبِلَها منْ حَدِيِث الوَجَلْ 42 ـ رَآهَا ظَمَاءً إلَى مَوْرِدٍ، فَفَزَّعَها عَنْه خَوْفٌ مَثَلْ(70) 43 ـ فَطَارتْ سِراعَا إلى غَيِِرِه، بِعَدْوٍ تَضَرَّمَ حَتى اشتَعَل 44 ـ فَلَم تَدْنُ حَتَّى رَأتْ صَائِدَينِ، فَصدَّتْ عَنِ المَوْتِ لما أَهَلّ 45 ـ فَكَالبَرْقِ طَارَتْ إلى مَأمَن عَلَى ذِي الأرَاكَةِ(71) صافيِ النَّهَلْ .. فحَّلأهَا عَنْ ذِي الأرَاكَةِ عَامِرٌ أخُو الخُضْر، يَرْمِي حَيْثُ تُكْوَى النَّواحِزُ ـ قلِيلُ التِّلاَد، غَيَر قَوْسٍ وَأَسْهُمٍ؛ كَأَنَّ الَّذي يَرْمِي منَ الوَحْشِ، تَارِزُ ـ مُطِلاَّ بزُرْقٍ مِا يُدَاوَى رَمِيُّها، وَصَفْرَاءَ مِن نَبْعٍ عَلَيْهَا اَلَجلاَئِزُ 46 ـ فَكَيْفَ تَدَسَّسَ هَذَا البَيانُ حَتَّى رَأَى بعُيُونِ الحُمرْ؟ 47 ـ وَكَيْفَ تَغَلْغَلَ هَذَا اللسَانُ وَبَيَّنَ عَنْ رَاجِفَاتِ الحَذَرْ(72) 48 ـ لَوَاهَا(73) عَنِ الَّريِّ عِرْفَانَهَا أَخَا الخُضْرِ، عرْفَان مَن قَدْ عَقَلْ! 49 ـ وَعَلَّمهاَ أَيْن تُكْوى اُلُجنُوب بنَارِ الطَّبِيبِ لِدَاءِ نَزَلْ! 50 ـ وَأَنَّ اَلخَصَاصَةَ(74) قَوْسُ البَئِيسِ، إذا انْقَذفَ السَّهْمُ عَنْها قَتَلْ! 51 ـ يُسَابِقُ مُسْتَنْهِضَاتِ(75) الفِرَارِ فَيَقْتُلُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلْ! 52 ـ فَيُدرِكُهَا الَموتُ مَغروسَة(1/98)
قَوائِمُها في الثَّرى..، لَمْ تَزُلْ! 53 ـ وَعَرَّفَهَا أَنَّهُنَّ السِّهَامُ: زُرْقٌ تَلأَلأُ أَوْ تَشْتَعلْ! 54 ـ وَصَفْرَاءُ فَاقِعَة (76)، أَذْ كَرَتْ مَصَارِعَ آبآئِهِن الأول 55 ـ سِهَامٌ تَرَى مَقْتَلَ الحَائمَاتِ(77)، وقَوسٌ تُطلُّ بِحتْفٍ أَظَلّْ! ـ تَخَّيرَهَا القَوَّاسُ مِنْ فَرْعِ ضَاَلِة لَهَا شَذَبٌ مِنْ دُونِها وَحَوَاجزُ ـ نَمَتْ فيِ مَكَانٍ كنهَا، فَاسْتَوتْ بِهِ، فَمَا دُونَها مِنْ غِيلِهَا مُتَلاَحِزُ ـ فَمازَالَ يَنْجُو كُلَّ رَطبٍ وَيَابِس وَيَنْغَلُّ..، حَتَّى نَالَهَا وَهْوَ بَارِزُ ـ فأَنْحَى عَلَيْها ذَاتَ حَدّ، غُرَابُهَا عَدُوٌّ لأِوْسَاط العِضَاهِ مُشَارِزُ ـ فَلما اطْمَأَنَّتْ في يَديْهِ..، رَأَى غِنًى أحَاطَ بِهِ، وَأَزْوَرَّ عَمَّنْ يحُاَوِزُ 56 ـ تَخَّيرهَا بَائِسٌ، لَمْ يزل يُمَارِسُ أَمْثَالهَا مُذْ عَقَلْ 57 ـ تَبَيَّنَهَا وَهْيَ مَحْجُوَبةٌ، وَمِنْ دُونِها سِتْرُهَا المُنْسَدِلْ(78) 58 ـ حَمَاهَا العُيُونَ فأَخْطَأنَهَا، إلىَ أنْ أَتَاهَا خَبِيٌر عَضِلْ(79) 59 ـ رَأَى غَادَةَ نُشَّئَتْ في الظِّلاَل، ظِلالِ النعيِم، فَصَلَّى(80) وهَلّ 60 ـ فَنَادَتْه مِنْ كِنِّهَا(81) فَاسْتَجَابَ: لَبَّيْكِ! [يَاقَدَّها المُعتَدلْ] 61 ـ سُتُورٌ مُهَدَّلَةٌ(82) دُونَهَا، وَحُرَّاسُها كَرِمَاِح الأَسَلْ 62 ـ يَبيسٌ(83) ورَطْبٌ وَذُو شَوكة فأَشَرطَها نَفْسَهُ.. لمُ يَبلْ 63 ـ وَسلَّ لِسَاناً من الباتِرَاتِ،... وَانَغلَّ(84) عاشِقُها اُلمخْتَبَلْ!! 64 ـ يَحُتُّ اليَبِيسَ(85)، ويُرْدِي الرِّطَابَ، ويُغْمِضُ في ظُلَمات تُضِلْ 65 ـ فَهَتَّكَ أَسْتَارَهَا بَارِزاً إلى الشَّمْسِ.. قد نَالَها! حَيَّهَلْ(86)!! 66 ـ فَأَنْحَى إلَيْها الِّلسَان الحَدِيدَ يَبْرُقُ..، وَهْوَ خَصِيمٌ جَدِلْ 67 ـ عَدُوٌّ شرِيس(88)، لَه سَطْوَةٌ بكُلِّ عَتِيٍ قَدِيِمِ الأَجَلْ 68 ـ(1/99)
فَأَثْكل أُمّا غذَتْها النَّعيمَ، ورَاحَ بِهاَ وَهْوَ بَادِي الجَذَلْ(89) 69 ـ فَلَمَّا اُطْمَأَنَّتْ على رَاحَتَيِه، وَعَيْنَاهُ تَسْتَرِقَانِ(90) القَبَلْ 70 ـ رَقَاهَا، فأَحْيَى صَبَابَاتِها بتَعْوِيذَةٍ مِنْ خَفِيِّ الغَزَلْ 71 ـ فَنَاجَتْه..، فَاهتَّز من صَبْوةٍ، وَمِن فَرَح بِالغِنَى المُقْتَبَلْ(91) 72 ـ وَأَعْرَضَ عَنْ كُلّ ذِي خَلّةِ (92)، غِنىً بالّتيِ حَازَهَا... وَانْفَتَلْ... ـ فَمَظَّعَهَا عَامَيْن ِمَاءَ لحَائِهَا وَيَنْظُرُ منهَا : أَيَّهَا هُو غَامِزُ ـ أَقَامَ الثِّقافُ وَالطَّرِيدَةُ دَرْأَهَا، كَمَا قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهَامِزُ 73 ـ مَعَ الشَّمْسِ عَامَيْنِ.. حَتَّى َتِجفَّ وَتَشْرَبَ مَاءَ لِحَاءِ(93) خَضلْ 74 ـ وَفِي البُؤسِ عَامَيْنِ... يَحْيَى لَهَا، وَيُحْييه منها: الغنَى وَالأَمَلْ 75 ـ تَردَّدَ عَامَيْنِ... مِنْ كَهْفِهِ إلَى مَهْدِهَا، عِنْدَ سَفْحِ الجَبَلْ 76 ـ يُغَنِّي لَهَا، وَهُوَ بَادِي الشَّقاءِ، بَادِي البَذاذةِ(94)، حَتَّى هُزِلْ 77 ـ يُقلبها بِيَديْ مُشْفِقٍ لَهِيف (95)، لطِيف، رَفِيق، وَجِلْ 78 ـ يُعَرِّضَها لِلَهيبِ الهَجِيِر، رَؤُوفاً بِهَا، عَاكِفاً لا يَمَلْ 79 ـ فَلَمَّا تَمَحَّصَ(96) عَنْهَا النَّعِيمُ، وَاْشْتَدَّ أُمْلُودُهَا، وَاْنْفَتَلْ 80 ـ عَصَتْهُ، وَسَاءتْهُ أَخْلاَقُهَا نُشُوزا(97)ً.. فَلَمَّا اْلتَوَتْ كَالمُدلْ 81 ـ أَعَدَّ الثِّقَافَ (98) لَهَا عاشِقٌ يُؤدِّبُها أَدَبَ المُمْتَثِلْ 82 ـ وَعَضَّ عَلَيْها.. فَصَاحَتْ لَهُ، فَأَشْفَقَ إشْفَاقَةً، وَانْجَفَلْ(99) 83 ـ فَجَسَّ، فَغَاظَتْهُ وَاْسْتَغْلَظَتْ، فَعَضَّ بأُخْرَى، فَلَمْ تَمْتَثِلْ 84 ـ فَأَلْقَى الثِّقَافَ...، وَأَوْصى الطَّرِيدَةَ(100) أَنْ تَسْتَبِدَّ بِهَا، لاَ تَكِلْ 85 ـ وَألْقَمَهَا قَدَّها، فَانْبَرَتْ تُخَاشِنُها بغَلِيظٍ مَحِلْ(101) 86 ـ(1/100)
يُجَرِّدُهَا مِنْ ثِيَابِ العِنَادِ، وَمِنْ دِرْعِها الصَّعْبِ، حَتَّى تَذِلْ 87 ـ فَلمَّا تَعَرَّتْ لَهُ حُرَّةً وَمَمْشُوقَةَ القدَّ رَيَّا(102)، جَفَلْ 88 ـ وَسَبَّحَ لَمَّا اسْتَهَلَّتْ لَهُ، وَلاَنَ لَهُ ضِغْنُهَا(103)... وَابْتَهَلْ ـ وذَاَقَ..، فَأَعْطَتْهُ مِنَ الَّلينِ جَانباً كَفَى ـ وَلََهَا أَنْ يُغْرِقَ السَّهْمَ حَاجِزُ ـ إذَا أَنْبَضَ الرَّامُونَ عَنْهَا، تَرَنَّمَتْ تَرَنُّمَ ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا اَلجنَائزُ ـ هَتُوفٌ..، إذَا ماخَالطَ الظَّبْيَ سَهْمُهَا! وَإنْ رِيعَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوَاقِز 89 ـ أَطَاعَتْهُ مِنْ بَعْدِ أَنْ لَوَّعَتْهُ بَالوجْدِ عَامَيْنِ حَتَّى نَحلْ 90 ـ يُزَلْزِلُهُ أَمَلٌ يَسْتَفِزُّ فِي قَيْدِ بُؤْسٍ يُميِتُ الأَمَلْ 91 ـ فَلَمَّا أَذَاقَتْهُ، إذْ ذَاقَهَا، هَوًى أَضَمَرْتهَُ لَهُ لَمْ يَزَلْ 92 ـ تَبَّينَ إذْ رَامَهَا، حُرَّةً حَصَاناً(104)، تَعِفُّ فَلاَ تُبْتَذلْ 93 ـ تَلِينُ لأِنْبلِ عُشَّاقِهَا، وَتَأْبَى عَلَيْهِ إذَا مَا جَهِلْ(105) 94 ـ فَأَغْضى حَيَاءً..، وَأَفْضَى بِهَا إلَى كَهْفِهِ خَاطِفًا، قدْ عَجِلْ 95 ـ فَأَهْدَى لَهَا حِلْيةً صَاغَهَا بِكَفَّيْهِ، وَهْوَ الرَّفِيقُ العَمِلْ(106) 96 ـ تَخَيَّرَهَا مِنْ حَشَا أَذْؤبٍ (107)، رَآهَا لَدى أَمِّها تَسْتظِلْ 97 ـ أَعَدَّ لَهَا وَتَراً كَالشُّعاعِ حُرَّا..، عَلَى أَرْبَعٍ(108) قَدْ فُتِلْ 98 ـ فَلَمَّا تَحَلتْ بِهِ، مَسَّهَا فَحَنَّتْ(109) حَنِينَ المَشُوقِ المُضِلْ 99 ـ فَكَفَّلَهَا(110) مِنْ بَنِي أُمِّها صَغِيراً، تَرَدى بِرِيشٍ كَمَلْ 100 ـ لَهُ صَلعَةٌ كَبَصِيصِ الَّلهِيبِ مِنْ جَمْرةٍ حَيَّةٍ تَشْتَعِلْ 101 ـ فَضَمَّتْ عَلَيْه الَحشَا رَحْمَةً وَكَادَتْ تُكَلِّمُهُ.. لَوْ عَقَلْ! 102 ـ فَجُنَّ جُنُونُ المُحبِّ الغَيُورِ..! فَأَنْبَضَ(111) عَنْها أَبِيٌّ بَطَل!ّْ(1/101)
103 ـ أرَنَّتْ(112) تُبَكِّي أَخَاهَا الصَّغِيرَ: وَيْحِي!! أَخِي!! وَيْلَهُ!! أَيْنَ ضَلّْ 104 ـ فَظَلَّ يُفَجِّعُها(113) : أَنْ تَرى جَنَائِزَ إخْوَتِها... وَآ ثَكَلْ! 105 ـ فأَعْرَضَ ظَبْيٌ(114) فَنَادَى بِهِ أَخُوهَا..، وَنَادَتْهُ: هَا! قَدْ قُتِل 106 ـ وَقَفَّاهُ(115) ظَبْيٌ فَصَاحَتْ بِهِ..، فَخَارَتْ قَوَائِمُهُ.. ، فَاضْمَحَلّْ 107 ـ فَآبَا.. يَسَائُلهَا: هَلْ رَضِيتِ بثُكلِ الأَحَبَّةِ؟ قَالَتْ : أَجَلْ 108 ـ فَبَاتَا بلَيْلِة مَعْشُوقَةٍ تُباذِلُ عَاشََقَها مَا سَأَلْ ـ كَأَنَّ عَلَيْهَا زَعْفَرَانَاً تَميرُهُ خَوَازِنُ عَطَّارٍ يَمَان كَوَانِزُ ـ إذَا سَقَط الأَنْدَاءُ، صِينَتْ وأُشْعرِتْ حَبِيرًا، وَلَمْ تُدْرَجْ عَلَيهَا المَعَاوِزُ 109 ـ يُغَازِلُهَا، وَهْيَ مُصْفَرَّةٌ، عَلَيْها بَقِيَّةُ حُزْنٍ رَحَلْ 110 ـ تُنَاسِمُهُ(116) عِطْرَها، وَالشَّذَا شَذَا زَعْفَرانٍ عَتِيقِ الأَجَلْ 111 ـ تَوَارَثْنَهُ الغِيدُ يَكْنِزْنَهُ لِزِينَتِهنَّ، خَفِيَّ المَحَلّْ 112 ـ فَسَاهَرهَا(117) يَزْدَهِيِه الجَمَالُ وَيُسكِرُهُ العَرْفُ، حَتَّى ذَهَلْ 113 ـ فَنَادَتْهُ : وَيْحَكَ! أَهَلَكْتَنِي! أَغِثْنِي... هَذَا النَّدَى قَدْ نَزَلْ 114 ـ فَطَارَ إلَى عَيْبَة(118) ضُمِّنَتْ حَرِيرًا مُوَشَّى نَقِيَّ الخَمَلْ 115 ـ كَسَاهَا حَفِيّ بهَا عَاشِقٌ! إذَا أَفْرَطَ الحُبُّ يَوْمًا قَتَلْ 116 ـ فَأَلْبَسَها الدِّفْءَ ضِنَّا بِها... وَبَاتَ قَرِيرًا(119).. عَلَيْه سَمَلْ!! ـ فَوَافى بِهَا أَهْلَ المَوَاسِم، فاْنْبَرَى لَهَا بَيِّع يُغْلي بِهَا السَّوْم رَائِزُ ـ فَقَالَ لَهُ : هَلْ تَشْتَرِيهَا؟! فَإِنَّهَا تَبُاَعُ بِمَا بِيعَ التِّلاِدُ الحَرَائِزُ ـ فَقَالَ : إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ، وَأَرْبَعٌ منَ السَّيَرَاءِ، أَوْ أَوَاقٍ نَوَاجِزُ ـ ثَمَانٍ مِنَ الكُورِيِّ، حُمْرٌ، كَأنَّها مِنَ(1/102)
الجَمْرِ مَا أَذْكَى عَلَى النَّارِ خَابِزُ ـ وَبُرْدَانِ مِن خَالٍ، وَتِسْعونَ دِرْهَمًا، عَلَى ذاكَ مَقْروظٌ مِنَ الجِلْدِ مَاعِزُ 117 ـ تَمَتَّع دَهْرًا بأَيَّامِهَا وَلَيْلاَتِهَا نَاعِماً قِدْ ثَمِلْ(120) 118 ـ يَرَاهَا، عَلَى بُؤْسِهِ، جَنَّة تَدَلَّتْ بِأَثْمَارِهَا، فَاسْتَظَلّْ 119 ـ تُصَاحِبُهُ فِي هَجِير القِفَارِ، وَفِي ظُلَم الَّليْلِ أَنَّى نَزَلْ 120 ـ فَيَحْرُسُهَا وَهْو فِي أَمْنَةٍ(121)، وَتَحْرُسُهُ فِي غَوَاشِي الوَجَلْ 121 ـ يَجُوبُ الوِهادَ(122)، وَيَعَلُو النِّجادَ، وَيَأْوِي الكَهُوفَ، وَيَرْقَى القُلَلْ 122 ـ ويُفْضي إلَى مُسْتَقَّر الحُتُوفِ: فِي دَارِ نِمْرِ، وَذِئْبٍ، وَصِلّْ(123) 123 ـ مَنَازِلَ عَادٍ، وَأَشْقى ثَمُودَ، وَحِمْيَرَ، وَالبَائِدَاتِ(124) الأُوَلْ 124 ـ مَجَاهِلَ مَا إنْ بِهَا مِنْ أَنِيسٍ، وَلاَ رَسْم دَارٍ يُرَى أَوْ طَلَلْ 125 ـ يُعَلِّمُهَا كَيْفَ كَانَ الزَّمَانُ، وَمَجْدُ القَدِيم، وَكَيْف انَتَقَلْ! 126 ـ وَكَيْفَ تَسَاقَى بِهَا الأَوَّلُونَ رَحِيقَ الحَيَاةِ وَخَمْرَ الأَمَلْ! 127 ـ وَأَيْنَ الأَخِلاَّء كَانُوا بِها يَجُّرونَ ذَيْلَ الهَوَى وَالغَزَلْ! 128 ـ وَملْكٌ تَعَالَى، وَطَاغٍ عَتَا، وَحُر أَبَى وَحَرِيصٌ غَفَلْ! 129 ـ فَدَمْدَمَ(125) بَيْنَهُمُ صَارِخٌ: بَقَاء قَلِيلٌ!! وَدُنْيَا دُوَلْ!! 130 ـ فَعَرْشٌ يَخِرُّ، وَسَاعٍ يَقَرُّ(126)، وَسَاقٍ يَمِيلُ.. وَنَجْمٌ أَفَلْ!! 131 ـ زَهِدْتُ إليْك وَفَارَقْتُهُمْ أَخِلاَّءَ عَهْدِ الصِّبَا وَالجَذَلْ 132 ـ فَنِعْمَ الصَّدِيقُ! وَنِعْمَ الخَلِيلُ وَنِعْمَ الأَنِيسُ.. وَنَعْمَ البَدَلْ!! 133 ـ صَدِيقٌ(127) صَدَاقَتُها حُرَّةٌ، وََخِل خِلاَلَتُهَا لاَ تُمَلّْ 134 ـ وَغَابَا مَعًا عَنْ عُيُونِ الخُطُوبِ، وَعَنْ كَلِّ وَاشٍ وَشى أَوْ عَذَلْ 135 ـ وَعَنْ فِتْنَةٍ تُذْهِلُ(1/103)
العَاشِقَيْن، تُضِيءُ الدُّجَى لِدَبِيبِ المَلَلْ 136 ـ وَطَالَ الزَّمَانُ، فَحَنَّتْ بِهِ إلى الحَجِّ دَاعِيَةٌ تَسْتَهلّ(128) 137 ـ آَذَانٌ مِنَ اللّْهِ! كَيْفَ القَرَارُ؟ وَأَيْنَ الفِرَارُ؟ وَكَيْفَ المَهَلْ(129) 138 ـ تُرَدِّدُهُ البَيدُ بَيْنَ الفِجَاجِ، وَفَوْقَ الجِبَالِ، وَعِنْدَ السُّبُلْ 139 ـ أَصَاخَ لَهُ، وَأصَاخَتْ لَهُ، وَلَبَّتْهُ فَاْمْتَثَلتْ، وَامْتَثَلْ 140 ـ وَطَارَا معًا كَظِمَاءِ القَطَا(130)، إلَى مَوْرِدٍ زَاخِرٍ مُحْتَفِلْ 141 ـ فَوَافى المَوَاسِم. فَاسْتَعْجَلتْ تُسَائلُهُ: مَنْ أَرَى؟.. أَيْن ضَلْ؟ 142 ـ أَسَرَّ إلَيْها: أولاَكِ الحَجِيجُ!! فَلَبَّى لِرَبٍ تَعَالَى وَجَلْ 143 ـ وَنَادَتْهُ جَافِلَةً(131): مَا تَرَى! أَجَذْوَة نَارٍ أَرَى أَمْ مُقَلْ؟ 144 ـ فَمَا كَادَ... حَتَّى رَأَى كَاسِرًا(132) تَقَاذَف مِن شَعَفَاتِ الجَبّلْ 145 ـ يُدَانِي الخُطَا، وَهْوَ نَارٌ تَؤُجُّ(133)، وَيُبْدِي أَنَاةً تَكْفُّ العَجَلْ 146 ـ وَمَدَّ يَدا لا تَرَاها العُيُونُ، أَخْفَى إذَا مَا سَرَتْ مِنْ أجَلْ 147 ـ وَنَظْرَةَ عَيْنٍ لَهَا رَوْعَةٌ، تُخَالُ صَلِيلَ سُيُوفٍ تُسَلّْ 148 ـ فَلَمَّا أَهَلَّ وَأَلْقَى السَّلاَمَ، واْفتر عَنْ بَسْمِة المخْتَتِلْ(134) 149 ـ وَقَالَ : أذِنْتَ؟! وَيُمنَى يَدَيْه تَمَسُّ أَنَامِلُهَا مَا سَأَلْ 150 ـ رَأَى بَائسا مَالهُ حُرْمةٌ تَكُفُّ أَذىً عنه..، بُؤْسٌ وذُلْ 151 ـ وَقَالَ : فَدَيْتُكَ! مَاذَا حَمَلتَ؟ وَمَاذَا تَنَكَّبْتَ(135) ياَذَا الرِجُلْ؟! 152 ـ وَأَفْدِي الَّذِي قَدْ بَرَى عُودَهَا، وَقَوَّمَ مُنْآدَها(136)، وَاعْتَمَلْ!! 153 ـ فَهَزَّتْهُ مَا كِرَةٌ، (137)لم يَزَلْ يَتِيهُ بِهَا السَّمْعُ، حَتَّى غَفَلْ 154 ـ فَأَسْلمَهَا لِشَدِيد المِحَالِ(138)، ذَلِيقِ الِّلسَانِ، خَفِيِّ الحِيَلْ 155 ـ فَلَمَّا تَرَامَتْ عَلَى(1/104)
رَاحَتَيْه، وَرَازَ(139) مَعَاطِفَهَا وَالثِّقَلْ 156 ـ دَعَتْ: يَاخَلِيليَ! مَاذَا فَعَلْتَ؟! أَأَسْلَمْتَني؟! لِسَوَاكَ الهَبَلْ(140)!! 157 ـ فَخَالَسَهَا (141) نَظْرَةً خَفَّضَتْ غَوَارِبَ جَأْشٍ غَلاَ بِالوَهَلْ 158 ـ وَقَالَ : لَكَ الخَيْرُ! فَدَّيْتَنِي بنَفْسِكَ!! ـ بَارِي قِسِيّ! ـ أَجَلْ!! 159 ـ فَبِعْنِي إذَنْ!! ـ هِيَ أغْلَى عَلَّي، إذَا رُمْتَهَا، مِنْ تِلاَد(142)ٍ جَلَلْ! 160 ـ فَقَالَ : نَعَمْ! لَكَ عِنْدِي الرِّضى، وَفَوْقَ الرِّضَى! ـ [وَيْلهُ مَنْ مُضِلْ!] 161 ـ فَهَلْ تَشْتَرِيهَا(143)؟!.. ـ نَعَمْ أَشْتَرِي! ـ لَكَ الوَيْلُ مِثْلُك يَوْمًا بَخِلْ! 162 ـ فَدَيْتُكَ!! أَعْطَيْتُ مَا تَشْتَهِيهِ!.. مَابِيَ فَقْرٌ ولا بِي بَخَلْ(144)! 163 ـ فَنَادَتْهُ، وَيْحَكَ! هَذَا الَخِبيثُ! خُذْنِي إَليْكَ، وَدَعْ مَا بَذَلْ 164 ـ فَبَاسَمَها(145) نَظْرَةً..، ثُمَّ رَدَّ إلَى الشَّيْخِ نَظْرَةَ سُخْرٍ مُطِلّْ: 165 ـ بكَمْ تَشْتَرِيها؟!.. فَصَاحَتْ بِهِ : حَذَارِ! حَذَارِ! دَهَاكَ الخَبَلْ!! 166 ـ لَهُ رَاحَةٌ نَضَحَتْ(146) مَكْرهَاَ عَلَي، فَدَع عَنْكَ! لاَ تُغْتَفَلْ 167 ـ فَقَالَ : إزَارٌ مِنْ الشَّرْعَبِيِّ(147) وَأَرْبَعُ مِنْ سِيَرَاءِ الحُلَلْ 168 ـ بُرُودٌ تَضِنُّ بِهِنَّ التِّجَارُ(148) إذَا رَامَهُنَّ مَلِيكٌ أَجَلّْ 169 ـ وَمِنْ أَرْضِ قَيْصَرَ : حُمْرٌ ثَمَانٍ جَلاَهَا (149) الهِرَقْلِيُّ، مِثْلُ الشُّعَلْ 170 ـ ثَمَان تُضيءُ عَليكَ الدُّجَى! إذا عَمِيَ النَّجْمُ، نعمَ البَِدلْ 171 ـ وَبُرْدَانِ من نَسْجِ خَالٍ(150)، أَشَف وَأَنْعَمُ مِنْ خَدِّ عَذْرَاءَ..، بَلْ 172 ـ إذَا بُسِطَا َتْحَتَ شَمْسِ النَهارِ، فَالشَّمْسُ تَحْتَهُمَا..، لَيْسَ ظِلّْ 173 ـ وَتِسْعُون مِثْلُ عُيُونِ الجَرَادِ..، بَرَّاقَةٌ كَغَدِيرِ(151) الوَشَلْ 174 ـ كَمِرْآةِ حَسْنَاءَ(1/105)
مَفْتُونٍة، كَرَأْسِ سِنَانٍ حَدِيثٍ صُقِلْ 175 ـ أَجَلْ..!! وَأَدِيمٌ(152) كَمِثْلِ الحَرِيرِ، يُطْوَى وَيُرْسَلُ مثْلَ الخَصَلْ 176 ـ وَحَوْلَهُمَا زَفَرَاتُ الزِّحَامِ، وَأَذْنٌ تَمِيلُ، وَرَأْسٌ يُطِلّْ 177 ـ وَغَمْغَمَةٌ(153)، وَحَدِيثٌ خَفِيٌ وَنَغْيَةُ زَارٍ، وآتٍ سَأَلْ 178 ـ وَعَاشِقةٌ في إِسَارِ(154) السوَامِ!! وَعَاشقُها في الشَرَاكِ اُحْتُبِلْ 179 ـ تُنَادِيه مَلْهُوفَة تَسْتَغِيثُ، ضَائَعَةُ الصَّوْتِ..، عَنْهَا شُغِلْ ـ فَظَلَّ يُنَاجِي نَفْسَهُ وَأمِيرِهَا أيَأْتِي الَّذِي يُعْطى بِهَا أَمْ يُجَاوزُ ـ فَقَالوا لهُ : بَايِعْ أَخَاكَ.. وَلا يَكُنْ لَكَ اليَوْمَ عَنْ رِبْحٍ مِنَ البَيْعِ لاَهِزُ 180 ـ [أَعُوذُ بِرَبِّي وَرَبّ السَمَاء وَالأرْض!.. مَاذَا يَقْولُ الرَّجُلْ؟! 181 ـ أَجُنَّ؟! نَعَمْ.. لاَ!.. أَرَى سُورةً(155) مِنْ العَقْل، لاَخَلجَاتِ الخَبَلْ! 182 ـ وَعَيْنَيْ صَفَاءِ كَمَاء القلاَتَ(156)، وَعِرْنِينَ أَنْفٍ سَمَا وَاعتَدَلْ 183 ـ وَجَبْهَةَ زَاك (157)، نَمَاهُ النَّعِيمُ في سُؤْدُدٍ وَسَرَاءٍ نَبُلْ 184 ـ أَيُعْطِي بِهَا المَالَ؟! هَذَا الخَبَالُ! قَوْس وَمَالٌ كَهَذَا؟ ثُكِلْ!! 185 ـ وَيَارَبِّ! يَارَبِّ! مَاذْا أقَولُ؟.. أقَولُ نَعَمْ!.لا فَهَذَا خَطَلْ 186 ـ أَبِيعُ!! وَكَيْفَ!.. لَقَدْ كَادَنِي(158) بِعَقْلِي هَذَا الخَبيثُ الَمِحْل 187 ـ أُفَارِقُها! وَيْكَ(159)!! هَذَا السَّفَاهُ! قَوْسِيَ! كَلاَ! خَدَيني وَخِلّْ!! 188 ـ أَجَلْ!! بَلْ هُوَ البؤْسُ بَادٍ عَليَّ! فأَغْراهُ بي! وَيْحَهُ! مَا أَضَلّْ!! 189 ـ يُسَاوِمُنِي المَالَ عَنهَا؟! نَعَمْ!.. إذَا لَبِسَ البُؤْسُ حُرَّا أَذَلّْ 190 ـ إذَا مَا مَشَى تَزْدَرِيِه العُيُونُ، وَإنْ قَالَ رُدّ كَأَنْ لَمْ يَقُلْ 191 ـ نَعَمْ! إنَّهُ البُؤْسُ!! أَيْنَ المَفَرُّ مِنْ بَشَرٍ كَذِئَاب الجَبَلْ؟! 192(1/106)
ـ ثَعَالبُ نُكْرٍ(160) تُجِيدُ النِّفَاقَ حَيْثُ تَرَى فُرْصةً تُهْتَبَلْ 193 ـ كلاَبٌ مُعَوَّدَةٌ لِلهَوَانِ تُبَصْبِصُ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ بَذلْ 194 ـ فَوَيْحِي مِنَ البُؤْسِ!.. وَيْلٌ لَهُمْ!!. أَرى المَالَ نُبْلاً يُعَلي السِّفَلْ(161) 195 ـ فَخُذْ مَا أَتَيِتَ بِهِ..!! إِنَّه مَلِيك يُخَافُ، وَرَبٌ يُجَلّْ 196 ـ وَسُبْحَانَ رَبِّي! يَدِي! مَا يَدِي؟! بَرِيْتُ القِسِيَّ بها لم أَمَلْ! 197 ـ حَبَاني(162)ِ به فاطِرُ النَيِرِّات وَبَاري النَّباتِ وَمُرْسِي الجَبَلْ! 198 ـ وَأَوْدَعَهَا سِرَّهَا عَالِم خَبِيرٌ بَمكْنُونِها لَمْ يَزَلْ! 919 ـ وَفِي المَالِ عَوْنٌ عَلى مِثْلِها! وَفِي البُؤْسِ هُونٌ(163)، وَذُلٌّ، وَقُلّْ!] 200 ـ تَنَادَوْا بِهِ : أنْتَ؟! مَاذَا دَهَاكَ؟! مَالكَ يَا شَيْخُ؟! قُلْ يَا رَجُلْ! 201 ـ وَآتٍ يَُصِيحُ، وَكَفٌّ تُشِيرُ، وَصَوْتٌ أَجَشُّ(164)، وَصَوْتٌ يَصِلّْ! 202 ـ وَطَنَّتْ مَسَامِعُهُ طَنَّةً..، وَزَاغَتْ نَوَاظِرُهُ وَاخْتُبِلْ 203 ـ .. وَأَفْضَى إِلَيْهِ كَهَمْسِ المَرِيضِ أَشْفَى(165) عَلَى المَوْتِ مَا يَسْتَقِلّْ.. 204 ـ تُنَادِيِه: وَيْحَكَ! وَيحِي!! هَلَكْتُ!! أَتَوْكَ بَقَاصِمَةٍ! وَآثَكَلْ! 205 ـ تَلَفتَ يَصْغِي..، وَمِثْلُ الَّلهيبِ ضَوْضَاءُ وَعْوَعَةٍ(166) فِي زَجَلْ 206 ـ فَهَذَا يُؤُجُّ(167)..، وَهَذَا يَعَجُّ..، وَهَذَا يَخُورُ..، وَهَذَا صَهَلْ! 207 ـ وَدَان يُسِرُّ..، وَدَاعٍ يَحُثُّ..، وَكَفٌّ تُرَبِّتُ: بِعْ يَا رَجُلْ! 208 ـ لَقَدْ بَاعَ! بْع! بَاعَ! لاَ لَمْ يَبِعْ! غِنَى المالِ! وَيْحَكَ! بعْ يَا رَجْل! 209 ـ [وَحَشْرجَةُ(168) الموْتِ: خُذْنِي.. إلِيكَ!! ـ لَبِّيْكِ!! لَبِّيْكِ!] بِعْ يَا رَجُلْ!! 210 ـ [أَغِثْنِي!. أَجَلْ!] بَاعَ! مَاذَا؟! أَبَاعَ؟! نَعْم بَاعَ قَدْ بَاعَ! حَقّاً فَعَلْ؟! 211 ـ [أَغِثْنِي! أَغِثْنِي!(1/107)
نَعَمْ!] قَدْ رَبِحْتَ!!.. بُورِكَ مَالُكَ! أَيْنَ الرَّجُلْ؟! 112 ـ مَضَى!.. أَيْنَ!.. لاَ، لَسْتُ أَدْرِي!.. مَتَى؟ لَقَدْ بِعْتَ ؟!.. كَلاّ وَكَلاّ.. أَجَلْ! 213 ـ لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بِعْتَ! ـ كَلاّ! كَذَبْتَ! لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بَاعَ! ـ وَيْحِي! أَجَلْ 214 ـ لَقَدْ بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا.. جُزِيتُمْ بَخْيرِ جَزَاء، أَجَلْ!!.. 215 ـ أَجَلْ بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا. بِعْتُهَا!! أَجَلْ بِعْتُهَا!! لا،َ أَجَلْ لا،َ أَجَلْ فَلَمَّاَ شَرَاهَا فَاضَتِ العَيْنُ عَبْرَةً، وَفِي الصَّدرِ حَزَّازٌ مِنَ الوَجْدِ حَامِزُ 216 ـ [أَجَلْ.. لاَ أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا!. أَجَلْ بعتها! بِعْتُهَا!.. لاَ أَجَلْ 217 ـ وفَاضَتِ دُمُوعٌ كَمِثْلِ الحَمِيم(169)، لَذَّاعَةٌ، نَارُها تَسْتَهِلّْ 118 ـ بُكَاء مِنَ الجَمْرِ جَمْرِ القُلُوبِ، أَرْسَلهَا لاَعِجٌ(170) مِنْ خَبَلْ 219 ـ وَغَامَتْ بِعَيْنَيْهَ، وَاْسْتَنْزَفَتْ دَمَ القَلْبِ يَهْطِلُ فِيما هَطَل 220 ـ وَخَانِقَةٌ ذَبَحَتْ صَوْتَهُ، وَهيضَ(171) اللِّسَانُ لَهَا وَاعْتقِلْ 221 ـ وَأَغْضَى عَلى ذِلَّة مُطْرِقًا، عَلْيه مِنْ الهَمِّ مِثْلُ الجَبلْ 222 ـ أَقَامَ..، وَمَا إِنْ بِهِ مِنْ حَرَاكٍ، تَخَاذلُ (172) أَعَضَاؤُهُ كَالأَشَلّْ 223 ـ وَفِي أُذَنْيهِ ضَجِيجُ الزِّحَامِ، وَ«بعْ بَاعَ، بعْ بَاعَ، بعْ يَا رَجُلْ»! 224 ـ وَأَخْلَدَ فِي حَيْثُ طَارَ السوَامُ(173) بِمُهْجَتِهِ، كَأرُومٍ مَثَلْ 225 ـ كَأَنْ صَخْرةٌ نَبَتَتْ، حَيْثُ قَامَ، تِمثَال حُزْنٍ صَلُودٍ(174) عُتُلْ 226 ـ وَمِنْ حَوْلِهِ النَّاسُ مِثْلُ الدَّبَى(175) عِجَالاً تَنَزى، دَهَاهُنَّ طلْ 227 ـ فَمِنْ قَائِلٍ : فَازَ! رَدَّت عَلَيْهِ قَائِلَةٌ : لَيْتَهُ مَا فَعَلْ! 228 ـ وَمِنْ هَامِسٍ: وَيْحَهُ مَادَهَاهُ! وَمِنْ مُنْكِرٍ: كَيْفَ يَبْكِي الرَّجُلْ! 229 ـ وَمِنْ(1/108)
ضَاحِكٍ كَرْكَرَتْ(176) ضَحْكَةٌ لَهُ مِنْ مَزُوحٍ خَبِيثٍ هَزَلْ 230 ـ ومِنْ سَاخِر قَالَ : يَا آ كِلاً! تَلَّبسَ فِي سَمْتِ(177) مِنْ قَدْ أُكِلْ! 231 ـ وَمِنْ بَاسِطٍ كَفَهُ كَالمُعَزِّي وَهَيْنمَةٍ(178) غَمْغَمَتَ لَمْ تُقَلْ 232 ـ وَمِنْ مَشْفِقٍ سَاقَ إِشْفَاقَهُ وَوَلَّى، وَمُلْتَفِتٍ لَمْ يُوَلّ 233 ـ وَسَالَت جُمُوعُهُمُ فِي الرِّمَالِ.. وَمَاتَ الوَغَى(179).. غَيْرَ حِسّ يَصِلّْ 234 ـ وَأَسْفَرَ(180) وَانْجَابَ دَاجِي السَّوَادِ عَنْ مُخْبتٍ خَاشِع كَالمُصَلّْ 235 ـ وَظَلَّ طَوِيلاً.. لَهُ سَبْتَةٌ(181) وَإطْرَاقَةٌ، وَأَسىً يَنْهَمِلّْ 236 ـ أَفَاقَ وَقَيذَاً(182)، بَطِيءَ الإِفَاقَةِ.. يَرْفَعُ مِنْ رَأْسِهِ كَالمُطِلّْ 237 ـ وَقَلّبَ عَيْنِيهِ: ماذَا يَرى؟ وَأَيْنَ الزِّحَامُ؟ وَأيْنَ الرَّجُلْ! 238 ـ رَأَى الأرْضَ تَمْشِي بِهِم كَالخَيَال، أَشَبْاحُهُمْ خُشُبٌ تَنْتَقِلْ 239 ـ وَهَامٌ(183) مُحَّلقَةٌ رُجَّفٌ، وأُخْرى بَدَتْ كَنَزِيعِ البَصَلْ 240 ـ وَأَغْربةٌ (184): بَعْضُها جَاثِم يُحَرِّك رَأْسًا، وَبَعْضٌ حَجَلْ 241 ـ وَحَيَّاتُ وَادٍ، لِشَمْسِ الضُّحَى تُلوّي حَيَازَيمَها(185) والقُلَلْ 242 ـ وَأَزْفَلَةٌ(186) مِنْ ضِبَاع الفَلاَة تَخْمَعُ مِنْ حَوْلِ قتْلَى هَمَلْ 243 ـ وَهَنَّا وَهَنَّا ضِبَابٌ(187) مَرَقْن مِنْ كُلّ جُحْر لسَيْل حَفَلْ 244 ـ وَثَوْبٌ يََطِيرُ بِلاَ لاَبِسٍ، يَمِِيلُ مَعَ الرِّيحِ أَنَّى تَمِلْ 245 ـ تَمَطّى بِهِ البعْثُ مِنْ نَعْسَةٍ، ومِنْ سِنة كَفُتُورِ الكَسَلْ 246 ـ وَدَبَّتْ إِليْه بَقَايَا الحَياةِ، فَرَفَّعَ أَعْطَافَهُ(188) وَاعْتَدَلْ 247 ـ وَظَلَّ يُنَازِعُ كَبْلَ(189) الذُّهُول وَيَحْتَلِجُ النَّفْسَ مِنْ أَسْرِ غُلْ 248 ـ كَنَاشِطِ(190) ثِقْلٍ طَوِيلِ الرِّشَاِء مِنْ هُوّة في حَضِيض الجَبَلْ 249 ـ رُوَيْدَا رُوَيْدَا(1/109)
فَثابَتْ لَهُ مُلَجْلَجَةً(191) يَعْتَرِيهَا هَلَلْ 250 ـ وَمِثْلَ الحَمَامَة بَيْنَ الضّلُوعِ قَدْ انْتَفَضَتْ مِنْ غَواشِي بَلَلْ 251 ـ يُقَلِّبُ جمْجُمَةً، خَالهَا كَجُلمُودِ صَخْرٍ رَكين(192)ٍ حَمَلْ 252 ـ فَلأياً بِلأَي(193)ٍ وَآبَتْ لَهُ مُبَعْثَرَة مِنْ أَقَاصِي العِلَلْ 253 ـ وَنَفَّسَ عَنْ صَدْرِهِ زَفْرَةً، وَخَامَرَهُ(194) البُرْءُ حَتَّى أَبَلّْ 254 ـ أَحَسَّ بكَالجَمْر فِي رَاحَتَيْه: سَعِير تَوَقّد!! مَاذَا احْتَمَل؟ 255 ـ وَيَبْسُطُ كَفَيهِ: مَاذَا أَرى جَوَابٌ حَثِيثٌ وَلوْ لَمْ يَسَلْ!! 256 ـ عُيُونٌ تُحَمْلِقُ فِي وَجْهِه، مِنْ الخُبْثِ تَزْهَرُ(195) أَوْ تأتَكِلْ!! 257 ـ [أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا بِعْتُهَا!.. بَقَاءٌ قَلِيلٌ وَدُنْيَا دُوَلْ!] 258 ـ وَألْقَى الغَنىِ لِلثَّرى! وَانَتَحَى(196) وَنفَّض كَفَيْهِ: [حَسْبي! أَجَلْ] 259 ـ وَألْقَى إلَى غَالِيَاتَ الثِّيَابِ وَالبَزِّ نَظْرَةَ لاَ مُحْتَفلْ! 260 ـ وَوَلى كَئيبًا ذَلِيلَ الخُطَا، بَعيدَ الأَنَاةِ، خَفَّيِ الغُلَلْ(197)! 261 ـ وَأَوْغل فِي مُضْمرَاتِ(198) الغُيُوبِ يَطْوِي البَلاَبلَ طَيَّ السِّجِلّْ 262 ـ أرَادَ لِيَنْسَى وَبَيْنَ الضُّلوُعِ نَوَافِذ مِنْ ذِكَرٍ تَنْتَضِلْ 663 ـ فَأَحْيَتْ صَبَابتَهُ، وَالجِرَاحُ دِمَاءٌ مُفَزَّعَةٌ لَمْ تَسِلْ 264 ـ تُرِيهِ الرُّؤَى وَهْوَ حَيُّ النَّهارِ، وَتسْري بِهِ وَهْوَ لَمْ يَنْتَقِلْ 266 ـ وَيَبْسُطُ كَفَّيه مُسْتَغْرِقًا، فَتَحْسَبُهُ قَارِئًا قَدْ ذَهِلْ 267 ـ يَرَى نِعْمَة لَبِسَتْ نِقْمةً، وَنُورًا تَدَجَّى(199)، وَسِحْرا بَطَلْ 268 ـ وَآيَتَهُ(200) عَاثَ فِيهَا الشُّحُوبُ فَأنَكَرَ مِنْ لَوْنِها مَا نَصَلْ 269 ـ وَأسَرارَهَا(201) فَضَّهَا طَائف لَهُ سَطْوَة وأَذى حَيْثُ حَلْ 270 ـ وَسَحْقَ(202) غِشَاءِ عَلَى أَعْظُمُُ، تَهَّتَك مثْلَ الأدِيم(1/110)
النَّغِلْ 271 ـ وَمَستْ أَنامِلَهُ رَجْفَةٌ، تَسَاقَطَ عَنَها سَنَاهَا(203) وَزَل 272 ـ وَأَفْضَى بَنظْرَتِهِ نَافِذًا إلى غَيْبِ مَاضٍ بَهَيمِ(204) السُبُل 273 ـ تَلاَوَذُ(205) أَشباحُهُ، كَالذَّليلِ، بِلُغْزِ نَخِيلٍ، وَدَاجِي دَغَلْ 274 ـ وَأَسْوِدَةً خَطِفَتْ فِي الظلاَم هَارِبة مِنْ صَيُودٍ خَتَلْ 275 ـ وَطْيرًا مُرَوَّعَةً أَجْفَلَت، وَآمِنَ طَيْرٍ وَدِيعٍ هَدَلْ(206) 276 ـ وَشقَّت لَهُ السُّدَفَ(207) الغَاشِيَاتِ حَسْنَاء ضالٍ عَلَيهْا الحُلَلْ 277 ـ أَضَاءَ الظَلاَمُ لَهَا بَغْتَةً، وَقَوَّضَ خَيْمتَهُ وَاُرْتَحَل 278 ـ أَطَلَّتْ لَهُ مِنْ خِلاَل الغُصُونِ عَذْرَاء مَكْنُونَة لَمْ تُنَلْ 279 ـ «رَأى غَادَةً نُشّئَتْ فِي الظِّلاَلِ، ظِلاَل النَّعِيم»، عَلَيْهَا الكللْ(208) 280 ـ عَروسٌ تَمَايَلُ مُخْتَالَةً، تُمِيتُ بدَلّ، وَتُحْيِي بِدَلَ 281 ـ وَنَادَتْه، فَاَرَتَدَّ مُسْتَوفِزًا(209) بَجُرْحٍ تَلَظى وَلمْ يَنْدمِلْ: 282 ـ أفِق! قَدْ أَفَاقَ بِها العَاشِقُون قَبْلَكَ، بَعْدَ أَسىً قَدْ قَتَلْ! 283 ـ أَفِقْ! يَا خَلِيلِي! أفِق! لاَ تَكُنْ حَلِيف الهُمُومِ، صَرَيع العِلَلْ 284 ـ فَهَذَا الزَّمَانُ، وَهَذِي الحيَاةُ، عَلّمْتِِنيها قَدِيمًا: دُوَلْ!! 285 ـ أَفِقْ! لاَ فَقَدْتُكَ! مَاذَا دَهَاكَ؟! تَمَّتعْ! تَمَتَّع! بِهَا! لاَ تَبلْ! 286 ـ بِصُنْع يديْك تَرَاني لَدَيْكَ، فِي قَد أخْتِي! وَنِعْمَ البَدَلْ! 287 ـ صَدَقْتِ! صَدَقْتِ!. وَأَيْنَ الشبَابُ؟ وَأَيْنَ الوَلْوعُ؟ وَأَيْنَ الأَمَلْ 288 ـ صَدَقْتِ صَدَقْتِ!!.. نَعْمَ قَدْ صَدَقْتِ! وَسِر يَدَيْك كَأنْ لَمْ يَزَلْ 289 ـ حَبَاكَ بِهِ فَاطِر النَيِّراتِ، وَبَارِي النَّبَاتِ، وَمَرْسِي الجَبلْ 290 ـ فَقُمْ! وَاسْتَهِلَّ(210)، وَسَبِّحْ لَهُ! وَلبّ لِرَبٍ تَعالىَ وَجَلّْ .... وَأستغْفِر اللَّه، فإلا تكنْ رَضيتَ فقد(1/111)
أَمْلَلْتك، وَإذَا أنا قد أسأتُ من حيثُ أردْتُ الإحسان.. ولكنَّكَ بعثتَ كَوامِنَ نفسِي مُنْذ رأيتُك، فتوَسَّمْتُ وَجْهك، وعرفتُ فيه شيئًا أخطأتُه في وُجوه كثير من أهلِ زَماننا، فأحببتُ أن أعِظك وَأعظَ نفسي بِنْعمة اللَّه عَلَى عباده، إذ جَعَل بعضَهم لبعضٍ قُدوة ًوَعِبْرَةً، وَآتاهُم من مكنونِ عِلْمه مالا يغُفلُ عَنْه إلاّ هالكٌ، ولا يُضَّيعه إلاّ مُسْتَهينٌ لا يبالي. وقد بلّغنَا رسولُ اللَّه عن ربهِّ بلاغًا يُضيء لكَل حَيِّّ نَهْجَ حياتِه، ويُمْسِكُ عليه هَدْي فِطْرته، إذ قال: «إنّ اللَّه يُحِبُّ إذَا عَمِل أَحَدُكُم عملاً أن يُتْقِنَه» وقال: «إنّ اللَّه كتَبَ الإحْسانَ على كُلِّ شيء، فإذَا قَتَلْتم فأحسِنُوا القِتلة، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنُوا الذِّبْحة، وَليُحدَّ أحدُكُمْ شَفْرتَه، ولْيُرِحْ ذَبِيحتَه» فَانْظُر إلى أين كتب اللَّه عَلَينا أن نبلُغَ في إتقان ما نَصْنع، وإحسانِ ما نَعْمَل! اللهُم إنَّا نسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشْد، والإتقَان في العَمَل، وَالإحسانَ فيما نأتي وما نَذر. وَنسْأَلُكَ منْ خير ما تَعْلم، ونعوذُ بك من شَرّ ما تَعْلم. وَنسألُك قَلْبا سَلِيمَا، ولسانًا صادقًا، وعملاً صالحًا، وسَداداً في الخير. والسلامُ على مِنْ اتَّبَع الهُدَى. من أخيك.. محمود محمد شاكر القاهرة: 17 ربيع الآخر سنة 1371هـ 15 يناير سنة 1952م ـــــــــــــــــــــــــــــ هوامش: (1) أعوزه الأمر يعوزه: إذا اشتد عليه وعسر، واحتاج إليه فلم يقدر عليه. (2) ينسرب: يجري سائلاً متتابعاً لا يكاد يحسه. (3) النهج: الطريق المستقيم الواضح البين. واللاحب: الطريق الواسع الأملس، لا يعوقك في مسيرك فيه شيء. والهدي: السيرة المستقيمة المؤدية إلى غاية لا تضل عنها. (4) لا يتخلف: لا ينقطع عنها فيتأخر، ويأتي في غير موعده ومكانه. (5) الذرة: النملة الصغيرة الحمراء. النمال (جمع نملة). (6) تقضي(1/112)
نحبها: تفرغ من عملها، وتبلغ مدة أجلها. (7) تمرق: تخرقه وتخرج منه ضالة على وجهها. (8) تحدث: تبتدع طريقاً مخالفاً لسنة خلقها. (9) سن الطريق: بينه ووطأه مستقيماً إلى قصد معروف. (10) نسقاً: أي نظاماً متتابعاً متواتراً على سواء السبيل. منقاداً: سلساً مفضياً إلى نهايته. (11) التراث: الإرث المورث، والمؤبد: الخالد منذ أبد الآبدين. (12) السنة: الطريقة والسيرة اللازمة. (13) المنهاج: المسلك الواضح. الغابر: الماضي. والشرك: جادة الطريق لاتخفى معالمها، لظهور آثار السائرين فيها، فالسائر كأنه يهتدي فيها ويستقيم اضطراراً. (14) تشنؤه: تجده قبيحاً شنيعاً فتبغضه، تخامرك: تخالط نفسك فَتُغَطِّي على حسن تمييزك، كما تفعل الخمر بالعقول. (15) مدرج أوله: دبيب آبائه الأولين عليها. درج الصبي: دب على الأرض ومشى مشياً ضعيفاً. والفرط: السابق المتقدم. (16) سدى: مهملاً غير مأمور ولا منهي ولا مسدد. الهمل: الضال المتروك بلا بيان يهديه أو يحكمه. (17) النهج الأول، والهدي القديم هو الفطرة التي فطر الله عليها آدم وولده قبل اختلافهم وضلالهم، ونزول التكليف، وبعثة الأنبياء. (18) أنبط: استخرج الماء من بطن الأرض. الذخائر (جمع ذخيرة) وهو ماتخيرته فأخفيته ودفنته عن العيون. يستبحر: ينشق ويتسع ويصير كالبحر لاينقطع ماؤه. السرائر (جمع سريرة):وهو ماكان مكتوماً كالسر، لايعرف حتى تعلنه. والفتح:ما انفتح بعد استغلاق. (19) تَأَيَّد: صار ذا أيد وقوة وتمكن. تأثل: تقادم عهده وثبت أصله. عمر: عاش وبقي زمانا طويلاً. (20) حاد: مال عنه وعدل إلى غيره. مرق: خرقه وخرج إلى ضلال المسالك. (21) تمرس: احتك بالشيء فأثر فيه. أسلم: ترك مخذولا بلا هداية. (22) نزع: حن واشتاق. (23) احتفر: بذل الجهد في الحفر. أكدى حافر البئر: إذا حفر فبلغ الصخور، فقطع الحفر خيبة ويأساً. (24) ندت: نفرت هاربة واستصعبت. استقادت: خضعت وأعطته المقادة. (25) جاشت نفسه: فارت(1/113)
وارتفعت. والصبابة: بقية الماء التي تصب. (26) الميسم: اثر الوسم بالنار، تدله: ذهب عقله من الحب والهوى (27) استجاد: وجد لذة جودته وحسنه. (28) الزهو: التيه والفخر والعظمة. (29) ختله: خدعه على حين غفلة. (30) عدت إليه: أسرعت إليه على حين بغتة. والنبوة: القلق الذي يمنع الاطمئنان. (31) أعلام (جمع علم): وهو المنار الذي ينصب في الطرق لهداية السارين. (32) ركد البرق: سكن وميضه. والبوارق (جمع بارقة): وهي السحابة ذات البرق. (33) صافاه: أخلص له الحب، وأعطاه صفو مودته وهمه. (34) المتأنق: الذي يعمل الشيء بتجويد يأتي فيه بالعجب، حباً لما يعمل وإعجاباً به. ثرة: غزيرة الماء. لاعج: محرق يستعر في القلب ويترك فيه آثاراً. (35) ممتهن: مبتذل. (36) مذخور: يتخذه المرء ذخيرة يصطفيها ويضن بها. (37) فسق: خرج منها إلى الضلال. والتلاد: القديم الموروث الذي يولد معك. (38) استغواه: طلب غوايته وضلاله. وانسلخ: نزع نفسه منه. والركاز: أصله، قطع الذهب والفضة المركوزة المدفونة في باطن الأرض. والجبلة: الطبيعة الراسخة التي يبنى عليها الخلق. يعتسفه: يركب طريقه بلا روية ولاهداية ولا أناة. (39) الضراوة: اعتياد الشيء حتى لايكاد المرء يصبر عنه. والنهمة: الشهوة التي تسوق النفس فلا تكاد تنتهي. انبت: أتعب دابته في السير حتى انقطعت بلا رجعة. والفلاة: الصحراء المنقطعة لا ماء بها ولا أنيس. مطموسة: دارسة لا أثر فيها. (40) عضل: ضاق فلم يدخل ولم يخرج. (41) الخبء: المخبوء. التليد: القديم الموروث. استوى: بلغ غاية نمائه واعتدل. واستحصد: حان له أن يؤتي حصاده. (42) يعتمله: يجاهد في عمله. (43) يرف: يبرق ويتلألأ. (44) يسفر: يشرق ويبين ويتوضح، والمدب: موضع دبيب الأقدام. والدروس: ذهاب الآثار وامحاؤها. والعفاء: تراكم التراب الذي يطمس الآثار. استشرى البرق: تتابع لمعانه. الوميض: لمعان البرق في نواحي الغيم. يفصم: ينفصل عنه دون أن ينقطع السبب(1/114)
بينه وبين عمله. (45) الحشاشة: روح القلب، ورمق حياة النفس. (46) الصبوة: الحنين الداعي إلى الميل مع الهوى. (47) الإرث: الأصل الموروث. (48) السليقة: الطبيعة التي لاتحتاج إلى تعلم. معرق: أصيل، له عروق ممتدة إلى أصوله. (49) عرض البشر: غمارهم وكثرتهم، بلا تحديد أو تعيين. (50) صابر: تكلف معها الصبر على عنت ومشقة. نفساً: قليلا ينفس عنه. (51) توجست: تسمعت إلى صوته الخفي على خوف. (52) بيضة الصيف شدة حره. مجثمه: جثومه في مكمنه لا يتحرك. والقترة: حفرة الصائد يكمن فيها. قليل التلاد: لا مال له موروث. والمهاد: الموضع الذي يمهده لنفسه. شريعة الماء: الموضع الذي ينحدر إلى الماء (53) الغيل: الشجر الكثير الملتف. نماها: رفعها وسواها وانتسبت إليه (54) اجتباها: اختارها واصطفاها. (55) انغل: تغلغل بين شجرها. الحشا: الجوف. العيص: الشجر النابت بعضه في أصول بعض. (56) أنحى: وجه وسدد. اختلاها: جزها وقطعها. (57) اللحاء: قشر العود من الشجر. (58) ذاق القوس: جذب وترها لينظر ماشدتها. (59) يهمي: يسقط ويسيل. (60) رداها: جعله لها رداء والبز: الثياب. (61) سفاها: دعاء عليه بخسران نفسه. (62) ثياب الخال: ثياب رقيقة تصنع ببلدة الخال. العصب: برود كانت تصنع باليمن، يعصب غزلها ويجمع ثم يصبغ فيأتي موشىً لبقاء ماعصب منه أبيض لم يأخذه صبغ. والموشى: المختلط الألوان. (63) الأديم: الجلد المدبوغ. المقروظ: المدبوغ بالقرظ. أربى: زاد ماله وارتفع على مايستحقه. شراها: باعها. (64) شاه الوجه: صار قبيحاً مشوهاً تكرهه النفس. (65) اشتراها: باعها. (66) تاه: من التيه، وهو العجب والفرح. (67) استهل المطر: هطل واشتد انصبابه. (68) احتفل السيل: جاء بملء جنبي الوادي. (69) ابتزها: غلبها وغصبها وسلبها، والبلابل: وساوس القلب التي تضطرب فيه. الوجل: شدة الخوف. (70) مثل: انتصب قائماً. (71) ذو الأراكة: موضع ماء. النهل: أول الشرب عند ورد مناهل الماء.(1/115)
(72) راجفات الحذر: التي ترجف بالقلب، حتى يضطرب اضطرابا شديدا. (73) لواها: صرف وجوهها عن الشرب. (74) الخصاصة: الجوع والفقر والحاجة وسوء الحال. والبئيس: الفقير البائس الشديد البؤس. (75) مستنهضات الفرار: التي تنهض به داعية الفرار. (76) فاقعة: خالصة اللون مشرقة. (77) الحائمات: التي تحوم الماء عطاشاً. الحتف: الهلاك. أظل: دنا وقرب، وألقى على الشيء ظله. (78) المنسدل: الطويل المسترخي المرسل. (79) عضل: داهية منكر شديد الغلبة. (80) صلى: دعا وعظم الله وقدسه. هل: فرح وصاح. (81) الكن: المكان الذي يسترها ويحجبها عن العيون. (82) مهدلة: مرخاة متدلية. الأسل: نبات دقيق القضبان طويل شديد الاستواء. (83) يبيس: يابس. ذو شوكة: ذو شوك. أشرطها نفسه: أعد لها نفسه، إما أن ينالها أو يهلك، غير مبال. (84) انغل: تغلغل. المختبل: الذاهب العقل. (85) يحت اليبيس: يستأصل اليابس ويرميه. ويردي: يسقط الرطب. ويغمض: يوغل. (86) حيهل: كلمة تقال للحث والاستعجال. (87) أنحى: وجه ناحيتها. اللسان الحديد: هو المبراة الحادة القاطعة. خصيم: شديد الخصومة. جدل: شديد اللدد في الخصومة. (88) شريس: شديد الشراسة. عتى: طال تمرده وكبره. قديم الأجل: متقادم العمر. (89) الجذل: الفرح الذي يهز الأعطاف. (90) تسترق: تسرق خلسة مرة بعد مرة. (91) المقتبل: الذي سوف يستقبله. (92) الخلة: الصداقة التي تتخلل النفس. (93) اللحاء: قشر العود من الشجر. الخضل: الناعم الرطب الندي. (94) البذاذة: رثاثة الهيئة وسوء الحال. (95) لهيف: شديد التلهف والأسى مخافة أن تتلف وقد أشرف على صنعها. (96) تمحص: سقط عنها فخلصت منه واشتدت. أملودها: قوامها اللدن الناعم. (97) النشوز: العصيان وترك الطاعة. (98) الثقاف: حديدة في طرفها خرق يتسع للقوس، ليقوم عوجها، الممتثل: المحتذي بالأمر الذي يؤمر به. (99) انجفل: ارتاع فارتد مسرعاً. (100) الطريدة: قصبة مجوفة بقدر ما يلزم القوس،(1/116)
فيها سفن خشن، والسفن (بفتحتين) هو ما يسمى (السنفرة). (101) محل: شديد المكر والقوة. (102) ريا: ناعمة يبرق فيها ماء الصفاء. (103) ضغنها: عسرها والتواؤها وصعوبة انقيادها. (104) الحصان: الحرة الممتنعة التي تعف عن الريبة. (105) جهل: استزله الشيطان واستخفه. (106) العمل: الذي يحسن العمل والحركة فيما يعمل. (107) أذؤب: (جمع ذئب). (108) على أربع: أي على أربع طاقات. وهو أكرم للوتر وأقوى. (109) حنت: رجعت صوتها ترجيع المشتاق أو الباكي. المضل: الذي قد ضل عنه أحبابه أو فارقوه، فهو ينشدهم. (110) كفلها: جعلها تكفله وتضمه إليها كالأم. الصغير من بني أمها: أخوها السهم. (111) أنبض القوس: جذب وترها ثم أرسله: فيسمع له صوت كالبكاء. (112) أرنت: صاحت صياح النائحة الحزينة. (113) يفجعها: ينزل بها الفجيعة بعد الفجيعة. (114) أعرض الظبي: أمكن الرامي من عرضه، أي جانبه. (115) قفاه: تبعه وجاء بعده، اضمحل: سقط وانقشع. (116) تناسمه: تهدي إليه نسيمها، والشذا: الرائحة الطيبة. (117) ساهرها: بات معها ساهراً. يزدهيه: يستخف لبه العرف: الرائحة الطيبة يعرف بها صاحبها. (118) العيبة: وعاء من أدم تحفظ فيه الثياب. الخمل: هدب القطيفة وزئبرها. (119) قرير: قد أخذته قرة البرد، وهو أشده، والسمل: الثوب الخلق الدريس البالي. (120) ثمل: أخذ فيه الشراب والسكر. (121) أمنة: أمان من الخوف. غواشي الوجل: ما يغشاه من المخاوف. (122) الوهاد: الأرض المنخفضة. النجاد: الأرض المرتفعة. القلل (جمع قلة): وهو رأس الجبل. (123) الصل: حية تقتل إذا نهشت من ساعتها، لا تنفع فيها الرقية. (124) البائدات الأول: طسم وجديس وجرهم، وما باد من العرب العاربة. (125) الدمدمة: صوت مزعج يرجف على الناس ويطبق. (126) ساع يقر: بينا هو يسعى هنا وهناك، إذ ثبت مكانه. أفل: غاب وهوى. (127) الصديق، والخل: يقال للمذكر والمؤنث جميعا. والخلالة: الصداقة التي تتخلل النفوس. (128)(1/117)
تستهل: ترفع الصوت إهلالا بالحج، وتلبية لله سبحانه. (129) المهل: الاستنظار والتؤدة. (130) ظماء القطا: القطا الوارد الماء. محتفل: فيه محافل الناس ومجامعهم (131) جافلة: مذعورة تكاد ترتد. جذوة النار: الجمرة الملتهبة. (132) الكاسر: الذي ضم جناحين وانقض: تقاذف: هوى على عجل. شعفات الجبل: رؤوسه وقممه. (133) تؤج: تتلهب، ويسمع لتلهبها صوت، وهو أجيج النار. (134) المختتل: المخادع الذي يطلب غفلة الصيد. (135) تنكب القوس: وضعها على منكبه. (136) المنآد: المعوج. اعتمل: جاهد في عملها. (137) ماكرة: كلمة مكر. (138) المحال: الكيد والمكر الشديد الخفي. ذليق اللسان: فصيح اللسان طليقه. (139) راز الشيء: وضعه في كفه ليعرف ثقله وامتحنه، ومعاطف القوس: مقدار انعطافها إذا حناها وشد وترها. (140) الهبل: ثكل الولد. (141) خالسها: نظر إليها خلسة. خفضت: سكنت. الغوارب: أعالي الموج. الجأش: رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع. الوهل: الفزع الملحق بالجنون. (142) التلاد: المال الموروث الذي ولد عندك. الجلل: الجليل العظيم القدر. (143) تشتريها: تبيعها. (144) البخل (بفتحتين)، هو البخل. (145) باسمها: نظر إليها نظرة سخر مبتسم. (146) نضحت: فضت مكرها كالعرق، دع عنك: احذر، تغتفل: تؤخذ من غفلتك. (147) الشرعبي: ثياب جياد سابغة. السيراء: برد فيه سيور يخالطها الحرير. (148) التجار (جمع تاجر). (149) جلاها: صقلها. الهرقلي: الرومي، نسبة إلى هرقل الملك. (150) خال: مكان تضع فيه البرود الجيدة. (151) الغدير: مكان يغادر السيل فيه بعض الماء. والوشل: الماء يتحلب من جبل أو صخرة، يقطر قليلا قليلا، لا يتصل قطره. (152) الأديم: الجلد المدبوغ اللين. الخصل (جمع خصلة): وهي لفيفة من الشعر المجتمع. (153) غمغمة: الكلام الذي لا يتبينه السامع، والنغية: كلمة ذات نغمة. الزاري: العائب المظهر للاحتقار. (154) الإسار: الأسر. والسوام: المساومة في البيع. والشراك(1/118)
(جمع شرك): وهو حبالة الصائد يرتبك فيها الصيد. احتبل: وقع في حبالة الصائد. (155) السورة المنزلة الرفيعة المشرفة الظاهرة. خلجات الخبل: مايتجاذب المخبول من الاضطراب، فتتَفكك أوصاله، ويتمايل يمنة ويسرة. (156) القلات (جمع قلت، بسكون اللام): نقرة في الجبل يقطر فيها ماء واشل من سقف أو كهف، وهو أصفى ماء. والعرنين: الأنف تحت مجتمع الحاجبين، حيث يكون الشمم، وهو دليل على كرم الأصل. (157) الزاكي: النابت في نعمة وخصب وكرم، والسراء: المروءة والسخاء والشرف. (158) كاده بعقله: احتال عليه وغلب عقله. المحل: الشديد المكر والدهاء. (159) ويك: مثل، ويلك، تعجب وتهديد، السفاه: السفه والطيش. الخدين: الصديق المصاحب. والخل: الصديق المتداخل المودة. (160) النكر: الدهاء المنكر الخبيث: اهتبل الفرصة: اغتنمها وافترصها على غفلة. (161) السفل (جمع سفلة): وهُم أراذل الناس وسقاطهم. (162) حباه: أعطاه فأكرمه. فاطر النيرات: المبتدئ خلق الكواكب المنيرة. وباري النبات: خالقه. (163) الهون: الهوان والخزي. والقل: القلة والنقص. (164) أجش: فيه جشة أي: غلظ وبحة. صل الصوت: إذا خالطته حدة كأنها صوت حديد على الصفا. اختبل: أخذه الخبل، كالمجنون المضطرب. (165) أشفى: أشرف. يستقل: ينهض. (166) وعوعة: صوت مختلط كوعوعة الكلاب، والزجل: الجلبة كأصوات اللاعبين. (167) يؤج:يصوت بكلام مرتفع سريع. ويعج: يصيح صياحاً عالياً كالهدير. ويخور: يصيح بصوت غليظ كخوار الثور. وصهل: أخرج صوتاً مبحوحاً كصهيل الخيل. (168) الحشرجة: غرغرة الميت، وتردد نفسه. (169) الحميم: الماء الحار. تستهل: تنصب. (170) لاعج: محرق. الخبل: اضطراب الجنون. (171) هيص: انكسر وتدلى. واعتقل: حبس ومنع الكلام. (172) تخاذل: تتخاذل، يخذل بعضها بعضاً. (173) السوام: المساومة في البيع، والأروم: أصل الشجرة إذا ماتت وسقطت أغصانها. مثل: انتصب. (174) صلود: صلب أملس. عتل: غليظ ثقيل ثابت.(1/119)
(175) الدبى: الجراد قبل أن يطير، تنزى: تثب وتنقز. دهاه: غشيه وأصابه، والطل: المطر الخفيف. (176) كركر الضاحك: ردد الضحك. (177) السمت: الهيئة. (178) هينمة: الكلام الخفي كالدندنة. غمغمت: اختلطت ولم تتبين. (179) الوغى: الصوت المتداخل كأصوات النحل المجتمع. يصل: يكون له صوت كأصوات أجواف الخيل إذا عطشت. (180) أسفر: أشرق. انجاب: انكشف. المخبت: الخاشع المتضائل. (181) سبتة: سكون وإطراق بلا حراك. (182) الوقيذ: المريض الدنف المشفي على الهلاك. (183) هام محلقة: روؤس محلوقة. رجف (جمع راجف): ترتجف وتضطرب. نزيع البصل: المنزوع بجذوره. (184) أغربة (جمع غراب). (185) الحيازيم (جمع حيزوم): وهو ما اكتنف الحلقوم والقلل: الرؤوس، والحية تفعل ذلك وهي تتشمس. (186) أزفلة: الجماعة تأتي مسرعة. والضباع: من لئام الحيوان. تخمع: تعرج. همل: مهملة ملقاة. (187) الضباب تخرج من جحورها إذا دهمها السيل. (188) الأعطاف (جمع عطف): وهو الجانب، من الرأس إلى الورك. (189) الكبل: القيد الضخم الثقيل. والغل: القيد الذي يجمع الأيدي إلى الأعناق. (190) الناشط: الجاذب الدلو من البئر. والرشاء: حبل الدلو الطويل. (191) ملجلجة: مترددة ثقيلة لاتكاد تخرج أو تدخل: هلل: فزع وفرق ونكوص. (192) ركين: عالي الأركان ثقيل. (193) لأيا بلأي: بعد مشقة وجهد وإبطاء واحتباس. (194) خامره: غشي نفسه. أبل: برأ من مرضه وأفاق. (195) تزهر: تتلألأ. تأتكل: تتوهج كالنار إذا اشتد لهبها، وأكل بعضها بعضا. (196) انتحى: اعتزل ناحية. (197) الغلل (جمع غلة): وهي حرارة الحزن. (198) المضمرات: البعيدة التي يخفى مكانها، والغيوب (جمع غيب): هو الأرض المطمئنة، التي يغيب فيها سالكها، والبلابل: قلقات الهموم. والسجل: الكتاب أوالصك الذي يطوى. نوافذ: ماضيات، كالسهام تنفذ في النفس . تفتضل: تترامى وتختصم. (199) تدجى: لبسه الظلام. (200) الآية: العلامة العجيبة، وهي يده. نصل: طفىء(1/120)
لونها وذهب. (201) أسرار الكف: خطوطها التي تدل على المغيب من أسرارها. (202) السحق: البالي المنسحق. تهتك: تخرق وتساقط. الأديم: الجلد المدبوغ. النغل: الذي فسد دباغه فتفتت وترفت. (203) السنا: الضوء العالي. (204) بهيم: مظلم لا ضوء فيه، ولا منفذ لبصر. (205) تلاوذ: تدور كأنها تطلب ماتلوذ به. اللغز: الطريق الملتوي المشكل يضل سالكه. الداجي: الساتر الذي يلبس ما فيه ويستره. والدغل: الشجر الملتف المشتبك النبت. أسودة (جمع سواد): وهو شخص الشيء، لأنه يرى من بعيد أسود. خطفت: تسرع كالشعاع الخاطف. (206) هدل: غنى غناء الحمام. (207) السدف: (جمع سدفة): ظلمة مختلطة بضوء يشوبها. الضال: السدر ينبت في السهول. تسوى من قضبانه السهام. (208) الكلل (جمع كلة): وهي الستر الرقيق، كالذي تكون فيه العروس. (209) المستوفز: هو القاعد إذا استقل على رجليه يتهيأ للقيام، ولما يستو قائما بعد. (210) استهل: رفع صوته بالإهلال والتلبية لله سبحانه. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)
---
(1/121)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب " زهر الآداب وثمار الألباب للحصري " للتحميل
---
كتاب " زهر الآداب وثمار الألباب للحصري " للتحميل
---
مسك
06-22-2005, 07:52 AM
اسم الكتاب : زهر الآداب وثمار الألباب
اسم المؤلف : الحُصري
نبذة عن الكتاب : من مشاهير كتب الأدب، ويضم البضاعة الأدبية الشرقية الثانية، بعد البضاعة الشرقية الأولى التي اشتمل عليها كتاب العقد الفريد وهو كتاب يتصرف الناظر فيه من نثره إلى شعره
::::: زهر الآداب وثمار الألباب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=17&book=1878)
---
(1/122)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حيهلا بمشاركاتكم مع هذين الشيخين الفاضلين
---
حيهلا بمشاركاتكم مع هذين الشيخين الفاضلين
---
معمر العمري
04-10-2006, 05:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأكارم , سأسجل الأسبوع القادم حلقتين ضمن برنامجكم " مبادئ العلوم "
الأولى : عن الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم , مع فضيلة الشيخ أ.د محمد الشايع , أستاذ الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض .
والثانية : عن غريب القرآن الكريم , مع فضيلة الشيخ د.عبدالرحمن الشهري , المشرف العام على هذا الموقع المبارك .
ـــــــــــــ
ومن خلال هذه الصفحة أرحب بمشاركاتكم , واستفاراتكم , وكل ما ترغبون طرحه على ضيفينا الكريمين , والله الموفق .
---
أبو صفوت
04-10-2006, 06:14 AM
شكر الله لك يا أبا لجين هذا الجهد الطيب ، ونسأل الله لك ولمشايخنا الكرام التوفيق والتسديد والقبول
رجاء : يرجى تحديد المواعيد بدقة فقد كادت الحلقة الماضية أن تفوت مني فقد كان محددا لها العاشرة والربع فأذيعت في حوالي التاسعة ، فيرجى إخبارنا على الملتقى عند حدوث تغيير في المواعيد
وفقكم الله
---
معمر العمري
04-11-2006, 09:26 AM
أخي الكريم .. هذا التقديم في وقت الحلقة كان لعدم وجود درس للأكاديمية العلمية فقط , والوقت الأساس كما ذكرت , حفظك الله .
---
طالب المعالي
04-12-2006, 05:36 PM
اخي المبارك ارجو افادتي عن :
اوقات اذاعة البرنامج واعادته وبدقة
كيفية الحصول على الحلقات التي فاتتني ومنها علوم القرآن واصول التفسير ووضع رابط لذلك
---
معمر العمري
04-14-2006, 08:15 AM
أخي " طالب المعالي" أسعد بزيارتك وتواصلك مع المنتدى الخاص بالبرنامج على موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة , وهناك تجد إجابة جميع تساؤلاتك , وفقك الله .
---(1/123)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأوليات فى نبأ ابن آدم
---
الأوليات فى نبأ ابن آدم
---
دكتور محمد عبداللطيف
05-25-2004, 11:39 AM
ذكر المفسرون أوليات كثيرة مرتبطة بنبأ ابنى آدم ، وهذه الأوليات تحتاج إلى تحقيق ليتبين المقبول منها من المردود ، فما هى القاعدة التى يمكن الاستناد إليها فى ذلك
---
مساعد الطيار
05-25-2004, 02:00 PM
الدكتور محمد حفظه الله
ليتك ذكرت هذه الأوليات إن كانت متيسرة ، ولك جزيل الشكر .
---
(1/124)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته ... ترجمة جديدة تأليف الشيخ عبد الله بن عقيل ...
---
الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته ... ترجمة جديدة تأليف الشيخ عبد الله بن عقيل ...
---
فهد الوهبي
10-04-2006, 05:14 AM
الحمد لله .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فقد صدر كتيب صغير عنوانه :
الشيخ عبد الرحمن السعدي كما عرفته
تأليف:
الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل حفظه الله
وأصله محاضرة ألقيت في الرياض بتاريخ 21 / 8 / 1424هـ ، والكتيب يتحدف فيه فضيلة الشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله عن شيخه السعدي رحمه الله حديثاً شيقاً ومما ذكر حفظه الله :
- بداية تتلمذه على الشيخ ومدة ذلك .
- ولادة الشيخ ونشأته .
- طلبه للعلم ومشائخه .
- أخلاقه .
- زهده وعبادته .
- إمامته لجامع عنيزة .
- مبادراته .
- مكتبته .
- عزوفه عن القضاء .
- موقفه من ولاة الأمر ومن الملك عبد العزيز .
- خطبة الشيخ ابن سعدي عن الملك عبد العزيز .
- جلساته للطلاب .
- طريقة تدريسه .
- حفظه لوقته .
-الكتب التي تقرأ عليه .
- طلاب الشيخ وتلامذته .
- مؤلفاته .
- أبناؤه .
- مرضه ووفاته .
- ثم ختم حفظه الله بترجمة مختصرة لنفسه .
وهذا كله يقع في أقل من 60 صفحة .. اعتنى بتفريغ المادة الأستاذ مساعد بن عبد الله بن عبدالرحمن السعدي جزاه الله خيراً ..
ولعله إن اتسع الوقت أنقل بعض نفائس مافي الكتب ..
والله أعلم...
---
(1/125)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الذخيرة في الفقه المالكي للامام القرافي " ملفات ورد "
---
الذخيرة في الفقه المالكي للامام القرافي " ملفات ورد "
---
مسك
11-07-2005, 12:58 AM
نبذة عن الكتاب :
القرافي من أعلام علماء المسلمين كافة، ومن محققي المالكية وكتابه هذا موسوعة فقهية جمع فيه بين الكتب الخمسة للمالكية: المدونة والجواهر والتلقين والتفريع لابن الجلاب والرسالة. وهو ينسب الى مرجعه ويخرج احاديثه ويوجه الاحكام ويورد أسئلة ثم يجيب عليها ويكثر من الفروع، مما يجمع للقارئ ما تفرق في غيره مع المناقشة بحيث يتحصل له ملكة فقهية وسجية .
اضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=40851)
---
(1/126)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الأوزان الصرفية لألفاظ القرآن
---
سؤال عن الأوزان الصرفية لألفاظ القرآن
---
محب
10-02-2003, 06:15 AM
هل هناك معجم لـ " أوزان " القرآن الكريم ؟
هناك المعجم المفهرس لـ " ألفاظ " القرآن .. فهل هناك معجم للأوزان الصرفية الواردة فى القرآن الكريم ؟
أفيدونا أثابكم الله !
---
مساعد الطيار
10-02-2003, 09:50 AM
الأخ الفاضل محب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فلعله يفيدك في ما تطلبه بعض الكتب ، ومنها :
1 ـ معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن الكريم ، للدكتور أحمد محمد الخراط .
2 ـ البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف ، للدكتور محمد بن سيدي بن الحبيب الأمين الشنقيطي .
3 ـ المعجم الموسوعي لألفاظ القرآن الكريم وقراءاته ، للدكتور أحمد مختار عمر .
وهو في الحقيقة عمل لجنة مع الدكتور أحمد مختار عمر ، وهو مشروع ضخم ، وأنصح به لطلاب علم التفسير ، لكنه لا يخلو من ملاحظات يسيره ، لا تفسد هذا العمل ، ولعله يتيسر لي التعريف به استقلالاً في وقت لاحق .
والسلام .
---
(1/127)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية
---
فرغلي عرباوي
03-31-2004, 01:17 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية
****************************
تخرج الخاء من المخرج الثالث من مخارج الحلق , وهي حرف مهموس رخو مستعلٍ منفتح مصمت مفخم إلا أنه إلى الضعف أقرب لكثرة صفات الضعف فيه , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
****************************
1. ترقيقها وهي حرف مستعلٍ فلابد من تفخيمه كسائر حروف الاستعلاء , وكثير من الناس يرققها باعتبار ما فيها من صفات الضعف وهو خطأ لا شك فيه , فإذا وقع بعدها ألف فيكون تفخيمها أمكن لتفخيم الألف بعدها إذ الألف تابع لما قبله في التفخيم والترقيق وقد أخطأ من قال بترقيقه على كل حال , الأمثلة ) خَالِقٍ )(فاطر: من الآية3) – )ى الْخَاشِعِينَ)(البقرة: من الآية45) ) الْخَاسِرِينَ)(البقرة: من الآية64) .
****************************
2. ومن الناس من يبدلها غينا إذا سكنت وهو لحن لا تحل به القراءة نحو ) يَخْشَى)(النازعات: من الآية26) .
****************************
3. والبعض من طلبة العلم الصغار يشددون الخاء المكسورة أو المفتوحة وصلا نحو )الْأَخِ )(النساء: من الآية23) – ) بِدُخَانٍ )(الدخان: من الآية10) , وذاك خطأ فاحش .
****************************(1/128)
4. ومن القراء من ينطق الخاء المفتوحة مشمة بالضم نحو ) خَالِقُ)(الزمر: من الآية62) – ) الْخَاسِرِينَ)(لأعراف: من الآية92) , وهذا وبلا شك يؤثر على نقاء صوتها , قال بن الجزري في التمهيد : ينبغي أن يخلص لفظها ..... أي لكيلا يختلط صوتها بحرف آخر فيصير مخرجها فرعيا بعد أن كان أصليا ... اهـ وللخلاص من هذا المحذور ألا يضم القارئ شفتيه للأمام أبدا عند تلفظه بالأحرف المفتوحة, فإن ضم الشفتين فيه إشارة للضم ولا حرف مضموم هنا البتة .
****************************
5. على القارئ أن يحذر من ترقيق الخاء إذا وقعت بين مرققين , لأنها ضعيفة ووقوعها بين مرققين يؤثران عليها تأثيرا واضحا نحو ) أَخَذَ )(آل عمران: من الآية81) – )وَاتَّخَذُوا )(مريم: من الآية81) .
****************************
6. ينبغي للقارئ أن ينتبه إلى تأثيرها على ما جاورها من المرقق نحو ) مَخْمَصَةٍ )(المائدة: من الآية3) – ) مَخْضُودٍ)(الواقعة: من الآية28), فكثيرون الذين يفخمون الميم لأجل استعلاء الخاء .
****************************
7. وبعض المتساهلين يفخم اللام الواقعة بعد الخاء تبعا لتفخيم الخاء نحو ) خَلَطُوا )(التوبة: من الآية102).
****************************
8. ومنهم من يصوت بها بصوت شبيه بصوت القلقلة وخاصة إذا سكنت نحو ) يَخْشَى)(عبس: من الآية9).
****************************
9. على القارئ أن يحذر من ضم الشفتين عند الخاء الساكنة , فإن ذلك يؤثر على نقاء وصفاء صوتها نحو )ُ مُخْضَرَّةً)(الحج: من الآية63) فالواجب ضم الشفتين عند الميم المضمومة فإذا وصلت لتلفظ الخاء أعد الشفتين على هيئة الحرف الساكن كما لو تلفظت بالخاء مفردة ساكنة , رزقني الله وإياك دقائق الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن .
****************************(1/129)
10. ومن القراء من يختلس صوتها والبعض الآخر يدخل بعدها حرفا زائدا على لفظ التلاوة أو بسبب التمطيط الزائد في صوتها نحو )ي خَلَقَ)(البقرة: من الآية29) – ) الْخَاشِعِينَ)(البقرة: من الآية45) فتجد القارئ يولد من فتحة الخاء ألفا وهذا بعينه الإدخال والزيادة في كتاب الله .
****************************
ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ
******************
(( انتظر قريبا : على نفس الموقع (((بحث تفصيلي في مخارج أصوات الحلق ))
لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف ))
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
(1/130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أثر اختلاف المتون والأسانيد للدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
---
أثر اختلاف المتون والأسانيد للدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
03-07-2007, 07:38 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
أثرُ اختلاف المُتون والأسانيد
في
اختلاف الفقهاء
تأليف الدكتورماهر ياسين الفحل
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 1.09 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/81b8fbbe6d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/4fc38e8cb7.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/676bd05ba1.jpg
روابط التنزيل
http://r5g.org/up//download.php?filename=cef3cb94a5.rar
أو
ملفان رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم الضغط على أحدهما لفك الملفات
الملف الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=306442
الملف الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=306444
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/131)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب دليل الحيران لحفظ القرآن - مزاحم طالب العانى pdf
---
حمل كتاب دليل الحيران لحفظ القرآن - مزاحم طالب العانى pdf
---
طويلب علم صغير
10-14-2004, 09:20 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23495
كتاب دليل الحيران لحفظ القرآن - مزاحم طالب العانى pdf
2.5 ميجا - 40 صفحه
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/hefz.rar
---------------------------------------------------------------
المشروع الجديد فى عالم نشر كتب العلم الشرعى على الانترنت:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23249
---
ابوعلي النوحي
04-02-2006, 09:53 PM
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/nc/other/0041.pdf
---
(1/132)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك كتاب درس قراءة ابن عامر رحمه الله ؟
---
هل هناك كتاب درس قراءة ابن عامر رحمه الله ؟
---
عبدالرحمن السديس
05-25-2003, 11:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني ومشايخي الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد كتاب أفردت فيه قراءة ابن عامر، غير كتاب النور السافر لمحمود طنطاوي؟
---
أبو أحمد الجنوبي
05-26-2003, 10:40 PM
الحمد لله ، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هناك كتاب بعنوان ( السنى الزاهر في قراءة الإمام الشامي ابن عامر ) للشيخ محمد نبهان بن حسين مصري .
والكتاب تحت الطبع حسب موقع الشيخ ، ولكن لا أدري إن كان هذا الكلام قديما أو حديثا ، ولكن توجد بعض الكتب في موقع الشيخ تتكلم عن بعض القراءات ، ويمكنك تحميلها من خلال الموقع ، وإليك الرابط أخي الكريم :
http://www.quraat.com/book.html
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح .
أخوك أبو أحمد.
---
عبدالرحمن السديس
05-26-2003, 11:26 PM
جزاك الله خير الجزاء
---
مساعد الطيار
05-27-2003, 05:08 PM
الآخ الفاضل عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدكم أن قراءة ابن عامر فيها كتاب مطبوع في الرياض بعنوان : ( تنوير البصائر بقراءة ابن عامر ) تأليف أسماء بنت عبد الله المزيني .
لكن لم أجد في الكتاب اسم الناشر أو المكتبة المعتمدة في توزيعه .
وقد كتب عليه : للمراسلة العنوان الآتي : ص . ب : 56461 الرياض 11554 .
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 05:33 PM(1/133)
الكتاب الذي أشار إليه الدكتور مساعد الطيار وفقه الله كتاب جيد ، ولكن فقدته بين الكتب ، وطلبت من الأهل البحث عنه منذ رأيت سؤال الأخ عبدالرحمن السديس لأتأكد من العنوان. والذي أريد أن أشير إليه أن الكتاب يباع في الرياض ، ومن آخر المكتبات التي رأيته فيها مكتبة دار زمزم في السويدي. لعل الأخ عبدالرحمن إن أراد شراءه يجده هناك إن شاء الله. وفقكم الله جميعاً.
---
عبدالرحمن السديس
05-27-2003, 08:09 PM
وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ مساعد
والشيخ عبد الرحمن
أحسن الله إليكما وجزاكما خير الجزاء
---
(1/134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مقرأة الشيخ : موسى الجاروشة بمحافظة جدة ومنهجها في حفظ القرآن الكريم
---
مقرأة الشيخ : موسى الجاروشة بمحافظة جدة ومنهجها في حفظ القرآن الكريم
---
ابو يزيد
01-09-2006, 02:45 AM
مقرأة الشيخ : موسى الجاروشة بمحافظة جدة ومنهجها في حفظ القرآن الكريم
المقرأة تقع في حي ( قويزة ) شرق الخط السريع
طلاب المقرأة : القضاة - الأطباء-الدعاء-المهندسون-المدرسون-أساتذة الجامعات- حفظة القرآن الكريم من أئمة المساجد . وغيرهم كثير .
منهج المقرأة :
1- الانضباط والحضور وعدم التغيب مطلقا إلا لعذر قاهر.
2-المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد .
3-المحافظة على جميع الأذكار الواردة في السنة يوميا .
4-التواضع للقرآن مهما بلغت في الرتب وهذه الأمور من الأشياء المعينة على حفظ القرآن وتثبيته .
5-الإتيان بالورد اليومي من الحفظ .
عدد أيام المقرأة :
يومان في الأسبوع فقط ( السبت و الثلاثاء )
طريقة الحفظ :
حفظ حزب كامل في كل لقاء ، ويختار الطالب شخصا آخر يقوم بالتسميع عليه ، فيأتي الأول بالربع الأول تسميعا ثم يكمل الثاني الربع الثاني تسميعا ،ثم يعودان من جديد فيسمع الثاني على أخيه الربع الأول ، ثم يسمع الأول الربع الثاني ... وهكذا .
بالنسبة لمن حفظ القرآن مسبقا ويريد مراجعته ويثبت حفظه ، فيختار شخصا آخر معه على نفس النهج ، ويأتيان في كل لقاء بجزء كامل يسمع كل واحد منهما للآخر ، .. الأول يسمع الربع الأول ، والثاني يسمع الربع الثاني ، ثم يعود الدور للأول فيسمع الربع الثالث ، ثم يكمل الثاني الربع الرابع ... وهكذا حتى ينهيان الجزء .. ثم يعودان من جديد بالعكس ، الثاني يسمع الربع الأول ، وهكذا .. وبهذا يكونان سمعا الجزء الواحد مرتين .(1/135)
في الشهر الواحد يكونان قد أنهيا ثمانية أجزاء ، يعني في أربعة أشهر يتمان مراجعة القرآن حفظا .
ثم يعودان من جديد فيأتيان في كل لقاء بجزءين ، بالطريقة السابقة ، وبذلك يتمان مراجعة القرآن في شهرين .. ثم يعودان من جديد فيأتيان في كل لقاء بثلاثة أجزاء فيتمان مراجعة القرآن في شهر واحد وأسبوع .. ثم يعودان من جديد فيأتيان في كل لقاء بأربعة أجزاء ( تسميع طبعا ) وبذلك ينهيان مراجعة القرآن حفظا في شهر واحد .. ثم يعودان فيأتيان في كل لقاء بخمسة أجزاء ، وبالتالي ينهيان مراجعة القرآن في ثلاثة أسابيع ..
بعد ذلك تعقد دورات في مراجعة القرآن حفظا في يوم واحد يبدأ كل اثنين بعد صلاة الفجر وينتهيان مع صلاة العشاء .
بعد أن يتم الطالب حفظ القرآن حفظا دقيقا ويثبت الحفظ تعقد دورات مكثفة في التجويد .
ملاحظة : لايشترط أثناء التسميع الترتيل وإنما القراءة حدرا حتى يستغل الوقت.
عندما يأتي الطالب بورده اليومي لا يشترط أن يراجع ما حفظه . حيث أنه بعد إكمال القرآن حفظا يأتي مرة أخرى بالطرق التي ذكرناها مسبقا ، وكل مرة تسهل المراجعة ويزداد الحفظ .
هذه الطريقة في تثبيت الحفظ أثبتت جدواها بشكل كبير ، لدرجة أن أئمة المساجد الذين انضموا لهذه المقرأة تغير حفظهم بشكل كبير جدا ، وقد لمسنا ذلك عندما كنا نصلي خلفهم في صلاة القيام في رمضان ، حيث وجدنا فرقا كبيرا قبل وبعد .
هذه الطريقة أحببت نشرها عبر هذه الشبكة كونها مهتمة بالقرآن الكريم ولكي يعمل بها في مناطق المملكة وخارجها فقد أثبتت جدواها بحمد الله .
---
(1/136)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ولا تكن كصاحب الحوت
---
ولا تكن كصاحب الحوت
---
طارق مصطفى حميدة
09-01-2004, 03:56 PM
ولا تكن كصاحب الحوت
طارق حميدة
تبدأ سورة القلم بقوله تعالى: ( ن، والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون)، وقد يبدو هذا القسم غريباً، إذ هل قد بلغ الأمر بالرسول الكريم أن يشك في أنه مجنون ؟ .لقد كانت الآية واضحة وصريحة ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون )، فلم يكن الخطاب فيها : لست يا محمد مجنوناً، ولكن : لست بما كرّمك الله من نعمة الرسالة، وما تفضل به عليك من النبوة وحمل الدعوة بمجنون، فإنه لم يتهمك أحد بالجنون قبل ذلك، وإنك لصاحبهم الذي لبث فيهم عمراً من قبله فعرفوك وخبروا رجاحة عقلك،وما يوم الحجر الأسود منهم ببعيد، ولذلك فقد قرّعهم القرآن في موضع آخر بقوله :(وما صاحبكم بمجنون).
إن الحملات الدعائية الشديدة الموجهة ضد الدعاة والمصلحين عموماً، مع ما يرافقها من إيذاء نفسي وجسدي، لا شك تفعل فعلها في نفوسهم أيمكن أن يكون الكل على خطأ وهم وحدهم على الحق والصواب ؟ وكأن الواحد منهم يكاد يضعف أمام هذه الحملات، وتحدثه نفسه تحت ضغطها أن يترك الدعوة فلماذا يسبح عكس التيار ويحمل السُّلَّم بالعرض ؟، فتأتي مثل هذه الآيات الكريمات لتثبت أفئدة الدعاة المصلحين، كما ثبتت من قبل فؤاد المصطفى عليه السلام وهي تخاطبه: إنك بنعمة من ربك ولست بمجنون، وإن لك على تحملك وصبرك لأجراً غير ممنون، وهل كان الله ليختارك للرسالة لو كنت مجنوناً ؟ إنه لولا رجاحة عقلك وخطورة عملك وأهميته وعلو شأنه، ما كنت جديراً بهذه المهمة ولا ذلك الأجر.
وليس ذلك فحسب فإنك (لعلى خلق عظيم )، وكيف يكون صاحب الخلق العظيم مجنوناً، والحال أن سمو الخلق قرين العقل الراجح، ولا يتصور أحدهما بمعزل عن الآخر؟.(1/137)
ثم لا تلبث الآيات إلا قليلاً حتى تنهى النبي عليه السلام عن طاعة المكذبين وطاعة كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم منّاع للخير معتد أثيم، وكيف يطيع صاحب الخلق العظيم من لا خلاق لهم، وكيف ينزل من عليائه إلى حضيضهم؟
و بعد ذلك تَعرض السورة لقصة أصحاب الجنة وتشبه حال قريش بحالهم، حين يقسم أصحاب الجنة بأن يقطفوا ثمار جنتهم دون أن يستثنوا للمساكين شيئا، ولا يستمعون لنصيحة أوسطهم، فعاقبهم الله تعالى بالحرمان وزوال النعمة.
إن حال أصحاب الجنة مع أخيهم كحال قريش مع محمد عليه السلام، فإنه لأوسطهم وأرجحهم عقلاً وأحسنهم خلقاً، يدعوهم إلى ما فيه خيرهم، ثم هم يضغطون عليه بكل الوسائل ليتخلى عن دعوته، وفي القصة تحذير لقريش إذا خالفوا دعوة الرسول أن يصيبهم مثل ما أصاب أصحاب الجنة من زوال النعم عندما لم يستجيبوا لنصح أخيهم الأرجح عقلاً.
وفيها تنبيه للنبي عليه السلام أن لا يضعف وينساق لأهواء قومه فيشك في عقله أمام إجماعهم.. أو تحدثه نفسه كما يقول عقلاء زماننا!! " إذا جن ربعك فلن ينفعك عقلك "، إن النبي، والداعية، وكل مصلح، هو صمام الأمان لجماعته.. وبثباته ينجو هو وينجو معه من يكرمه الله تعالى بمتابعته.. و إذا ما داهن قومه، أو تخلى عن وظيفته في الدعوة والإصلاح، فيوشك الله تعالى أن يعمهم بعقابه.
وفي ختام السورة أمر للرسول، عليه السلام ( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ) .. اصبر فأنت بعدُ في سعة وسلامة، ولا تترك أداء الواجب، مثلما فعل يونس عليه السلام فضيق الله عليه في بطن الحوت .. وأنت الآن في نعمة بل أعظم نعمة وأتمها وأسبغها، فإياك أن تخلعها عنك، وما يدريك إن فعلت وألقيتها عنك أن يتداركك الله بنعمته مرة أخرى ؟(1/138)
ثم تتحول الآيات لتكشف دخيلة المشركين أمام ناظري الرسول الكريم: إنهم يعلمون علم اليقين أنك أرجحهم عقلاً حتى وهم يتهمونك بالجنون، وأنك في نعمة عظيمة يحسدونك عليها بل إنهم ليكادون يزلقونك بعيونهم لشدة ما يجدون في أنفسهم تجاهك، وإن كان الحال أنهم يتهمونك بالجنون عندما يسمعون الذكر، على أمل أن تتخلى عن رسالتك فتنزل إلى مستواهم ما داموا قد قصرت هاماتهم وهممهم عن أن يطاولوا درجتك أو حتى يؤمنوا بك ويتبعوك، ولو كنت مجنوناً كما يزعمون ما ركزوا فيك أبصارهم.
وهم بعد أحرار في هذه الدنيا أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا فإن هذا القرآن ذكر للعالمين، كل العالمين، وسيبلغ مداه الذي أراده الله تعالى ولن يتوقف نجاحه على إيمانهم أو عدمه (وما هو إلا ذكر للعالمين).
---
الشيخ أبو أحمد
09-08-2004, 11:21 PM
فما الفرق بالمعنى والدلالة بين "ذو النون", و"صاحب الحوت"؟؟.
وما هو النون, وما هو الحوت, إن لم يكن في القرآن مترادف؟؟.
---
أبوعبدالله المسلم
09-17-2004, 07:21 AM
المشاركة السابقة أعلاه جميلة ، وهي تأملات طيبة تفيد من أراد الاهتداء بالقرآن .
إلا أني استغربت من مداخلة " أبوأحمد" ؛ لأنها في واد آخر . وأظنه لم يقرأ إلا عنوان الموضوع .
فائدة : ( النون: الحوت. " وذا " بمعنى صاحب. فقوله { ذَا النُّونِ } معناه صاحب الحوت. كما صرح الله بذلك في " القلم " في قوله{ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ }[القلم:48] الآية.
وإنما أضافه إلى الحوت لأنه التقمه كما قال تعالى:{ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ }[الصافات:142]. )
وقد قال النووي في شرح صحيح مسلم : ( وأما النون فهو الحوت باتفاق العلماء )
وهل هنا إشكال في تسمية الحوت بأكثر من اسم ، أو في وصفه بأكثر من وصف ؟
ألم يقل الله : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) [الإسراء :110]
---(1/139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللفظ في كتاب الله 3
---
اللفظ في كتاب الله 3
---
ابو شفاء
09-02-2004, 08:44 PM
يقول الحق سبحانه " انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المهرون"
المعلومات القديمة لدينا ان هذه الاية تتعلق بمسألة لمس المصحف , ولكن بعد التدقيق فيها , يتبين انه لا علاقة لها بلمس المصحف من الانسان , قد يتساءل شخص ويقول ان النص واضح , فكيف تقول لا علاقة لها؟
اقول , الذي يبين عدم علاقتها بلمس المصحف من الانسان هو كلمة" المطهرون" , والمطهرون اسم مفعول بمعنى ان هناك من طهرهم , يقول تعالى " وازواج مطهرة" اي الحور العين , والحور العين طهرها الله فهي مطهرة عن كل ما يخرج من الانسان , ولكن عندما ذكر الله المرأة الحائض قال " فاذا تطهرن" اي ان المرأة تتطهر , ولكن لماذا يتطهر الانسان , لانه دائم الحدث ودائم الجنابة , ( واقصد بالانسان ) البالغ , فغير البالغ لا يتطهر , وبذلك يتبين ان الاية اعلاه خاصة بالقرآن في الكتاب المكنون والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ.
الموعد القادم (متى ذكر الله كلمة انسان في القرآن)
---
(1/140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ضع طلبك لأي كلمة فرشية أو أصولية قد تحتاجها في بحثك
---
ضع طلبك لأي كلمة فرشية أو أصولية قد تحتاجها في بحثك
---
أيمن صالح شعبان
05-29-2006, 10:04 PM
السلام عليك ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام
يطيب لي أن ألبي دعوة أي عضو في حصوله على أي كلمات فرشية أو أصولية قد يحتاجها في بحثها وسوف أكتبها له وأضعها في ملف Pdf يمكنه استخدامه بواسطة النسخ واللصق داخل المحررات كهيئة صورة . والفائدة أن المتوافر من الأدوات النشرية لا يفي بكل ما يحتاجه الباحث :
________________
المطلوب:
الكلمة بالرسم الإملائي العادي مشكلة كاملة
بيان المطلوب إن كانت فرشية أوأصولية (مثل الإمالة أو الإشمام أو ضم ميم الجمع) وغيرها والله الوفق
محبكم في الله تعالى..
---
البلاغية
05-30-2006, 12:29 AM
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2006, 05:51 AM
جزاك الله خيراً وبارك فيك ، ورزقك الفهم والبصيرة .
---
المؤمن
05-31-2006, 10:05 PM
حفظك الله ورعاك يا أيمن صالح شعبان
---
(1/141)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من كلام ابن القيم في الانتفاع بالقرآن
---
من كلام ابن القيم في الانتفاع بالقرآن
---
عيسى القرشي
12-13-2003, 01:05 PM
تت من كلام ابن القيم في الانتفاع بالقرآن
اذا اردت الانتفاع بالقرآن : فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه , والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه , فإنه خطاب منه لك على لسان رسلوله ) ا.ه الفوائد ص15
الاخوة رواد الموقع الأفاضل :
اتمنى مراسلتي بكل فائد تفسيريه انتفع بها مع تقديري البالغ لكل الاخوة الأفاضل وجزاكم الله خيراً
---
(1/142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال لأهل القراءات
---
سؤال لأهل القراءات
---
عبدالله الحسني
08-22-2003, 10:05 PM
قال الله عز وجل {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ.... الآية} (143) سورة آل عمران
هل يصح تشديد التاء للبزي ، لأني قرأت في مصحف القراءات العشر ما يلي:
ما ذكره الشاطبي من تشديد تاء تمنون غير مأخوذ به فلا يقرأ به للبزي .
وكنت قد قرأتها على الشيخ من قبل ولم يبين لي ذلك ، أفيدونا جزاكم الله خيرا
---
أبو القاسم الشاطبي
08-23-2003, 12:09 AM
الشاطبي أشار إلى الخلاف للبزي في هذا الموضع كما قال في قصيدته:
وكنتم تمنون الذي مع تفكهو نعنه على وجهين فافهم محصلا
لكن ذكر محقق هذا الفن ابن الجزري في النشر أن التشديد ليس من طريق الحرز والمقروء به من طريقه إنما هو التخفيف فقط فيجب الاقتصار عليه
قلت وعلى هذا عمل المشائخ تبعا لتحقيق ابن الجزري رحمه الله
---
أبو خالد السلمي
08-23-2003, 12:19 PM
هذا الموضع من المواضع المشكلة ، وذلك لأن أصل طريق الشاطبية هو التيسير لأبي عمرو الداني ، وأبو عمرو روى عن البزي وجه التشديد في التيسير ، غير أن المشكلة هي أن هذا الوجه هو انفرادة عن البزي انفرد بها عنه الزينبي ، وطريقة ابن الجزري أنه لا يقبل الانفرادات ، فلهذا أعرض عن هذا الوجه في النشر وطيبته .
لكن لا يزال كثير من محققي المقرئين المعاصرين يقرئون بالوجهين ، عملا بما في الحرز وأصله ، والذي نراه أنه لا حرج على من أقرأ بالوجهين ، ولا حرج أيضا على من اقتصر على وجه التخفيف ، والله تعالى أعلم .
---
عبدالله الحسني
08-24-2003, 01:03 PM
جزاه الله الشيخين أبا القاسم ، وأبا خالد خير الجزاء على هذه الإفادة
---
أمين الشنقيطي
08-25-2003, 09:49 PM(1/143)
هذا الأمر فى غاية العجب فعندما ينقل أحدنا المسألة ثم يستعجل فى الحكم ،كما هو حال الأخ السلمي،
ولذا أقول: إنّ كلمة (تمنون )ذكر الشاطبي الوجهين فيها،ولكن ألا يعلم الأخ الكريم أنّ هناك تحقيقات وتعليقات من الشراح على الشاطبية،تكون هى النهائية فيعمل بها حال الآداء ،لاالبيان،إنّ ذكر الوجهين من الشاطبي إّنما جاء للبيان لما فى الكلمة ،وأمّاماتعقبه به الشراح فهو الآداء الذى يعمل بها وإلى اليوم،فينبغى ،التفريق بينهما، والانفراد المذكور عن الداني تعقبه ابن الجزري ببيان محل الانفراد من أن الدانى انفرد بهذه الطريق ،أي لم يتابعه أحد،فالانفراد واضح بعد التعقيب من ابن الجزري، أرجو فهم مسألة الانفراد على حقيقتها،وقد عملت فى هذا الموضوع رسالتى الدكتوراة.أرجو أن تراجع كتاب البدور الزاهرة للشيخ القاضي رحمه الله صفحة /70، وغيره من كتب المتأخرين. فى هذه المسألة، وعمل قرائنا اليوم وفقنى الله وإياك.
---
سليل المجد
08-26-2003, 01:54 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..أما بعد:
فقط أود- إن أمكن- التحقق من هوية الموقِّع بعبارة: (الأمين الشنقيطي...)
واجزاكم الله خيرا،،،،،،،،
---
أمين الشنقيطي
08-26-2003, 11:48 PM
الهوية الصحيحة فى آخر الرد صحيحة،
والأمر كما هو واضح فى الإجابة السابقة. بارك الله فى الجميع.
---
(1/144)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب الناسخ و المنسوخ لابى المنصور البغدادى - د. حلمى كامل عبد الهادى pdf
---
حمل كتاب الناسخ و المنسوخ لابى المنصور البغدادى - د. حلمى كامل عبد الهادى pdf
---
طويلب علم صغير
10-14-2004, 09:18 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23497
كتاب الناسخ و المنسوخ لابى المنصور البغدادى - د. حلمى كامل عبد الهادى pdf
16 ميجا - 304 صفحه
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/nasekh.rar
-------------------------------------------------------
المشروع الجديد فى عالم نشر كتب العلم الشرعى على الانترنت
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23249
---
(1/145)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من لي بمنظومة ترتيب السور
---
من لي بمنظومة ترتيب السور
---
أبوطالب
03-12-2006, 12:21 AM
نسيت المؤلف لكن المنظومة قصيرة في حوالي 20 بيت كانت عندي وفقدتها و سبق أن نشرت في منتدى أنا المسلم
فمن يحضرها لنا
---
بويوسف
03-12-2006, 06:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل أخي الكريم أبا طالب
---
أبوطالب
03-12-2006, 06:54 PM
جزاك الله خيرا أبا يوسف
لكن من المصنف
---
سعد الزيد
03-21-2006, 01:26 AM
بارك الله فيك اخينا الكريم شكرا للمنظومة
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 11:13 AM
بارك الله فيكم
---
(1/146)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حكم قراءة الجنب للقرآن للشيخ سليمان العلوان
---
حكم قراءة الجنب للقرآن للشيخ سليمان العلوان
---
أبو مهند النجدي
11-10-2006, 05:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (25)
حكم قراءة الجنب للقرآن
للشيخ سليمان العلوان
حفظه الله
---
(1/147)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الرسول الجديد اسمه احمد
---
الرسول الجديد اسمه احمد
---
اشرف بارومه
04-11-2007, 01:13 AM
مسلسل الرسول المزعوم
الجزء الأول
يلعب بطل مسلسلنا هذا دوراً في الحقيه صعب ولكنه دوراًً إحترافياً وانا أشهد له إنه أتقن هذا الدور حتى الأن ولكن هل يا ترى سيكتمل المسلسل طويل الحلقات هذا ؟؟
دعونا نتناول الأمر في أكثر من جانب لنرى,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عندما سمع بطلنا عن أحد النجوم في نفس المجال وما يتمتع به من شهره وأموال سال لعابه وفكر في الأمر مريراً ومن ثم قام بتمثيل المشهد الأول وهو:
الأرتداد عن المألوف ..
خالف جميع الأعراف وسلك نهجاً عكسياً و تمرد على عمله وخالف حتى معلميه من النجوم وغيرهم وخالف الأمه كلها ومن هنا بدأت تدب شهرته وهذا أول الغيث,,,,,,,,,
وشياً فشياً إستطعم حلاوه الدور الذي يلعبه لأن العائد كان كبيراً من شهره إعلاميه وغيرها وعند بلوغه إستحسان فئه ضاله لا تعرف حتى عن أنفسهم شياً ,,صور له أنه على الطريق الصحيح ومن ثم لحق بالنجم الذي كان سمع به في الماضي ليتعلم منه مزيداً من الأحترافيه وليزيد من شهرته هو الآخر أيضاً علي حساب النجم الأكبر وعاش معه فتره من الزمن ليست بالقصيره ولكنها تعلم الآبكم,,, وكان المناخ مهياً للعب الدور تماما حيث إنهم يتعاملان مع أكثر المنتجين ثرائاً .(U.S)..
ثم أتت فكره على عقل النجم الأكبر جريئه ولكن من الصعب تنفيذها لعده أسباب:
أولا: أسم النجم لا يسمح بذلك فأسمه رشاد وهذا لا ينطبق علي النص الموجود
ثانيا: تاريخ النجم لا يسمح له بذلك أيضاً لأنه ليس من المرتدين عن المرجعيه .
ثالثا : ماكان للنجم الاكبر تمهيداً فكرياً في البلد الذي سيعرض بها المسلسل .(1/148)
لكن النجم الأصغر توجد لديه كل هذه المقومات وفكر وقال لنفسه ولما لا اللعب انا هذا الدور؟ ,,,,,,,,,, ولكن توجد مشكله واحده ولكنها أهم المشكلات ألا وهي:
وجود النجم الاكبر على قيد الحياة وهو يرفض أن يلعب أحداً هذا الدور غيره وأن يأتي أياً من الممثلين تلامذته لييتفوق عليه وهذا ما لا يسمح به .
فكر النجم الأصغر وفكر وفكر ووجد الحل وهو:
أولاً أن يتخاصم مع النجم الأكبر بدعوى أنه لا يصلح لهذا الدور ومن ثم يظهر أمام الجمهور بعيداً عن هذا الممثل الأكبر تمهيدا لشياً آخر.
وما هو ذلك الشئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هو التخلص من النجم الاكبر ( رشاد ) وقام بإحباك الدور جيداً وترك مكان اقامة الممثل الأكبر (U.S) وسافر الى البلد الأم ودخل السجن كى لا تحوم حوله أيأ من الشبهات على الأطلاق أنه حقا عبقرى .
ولكنه ترك في موطن النجم الأكبر من سيتولى المهمه ونفذت على اكمل وجه و الحمد لله ..
فوجد الممثل الأكبر مقتولا في مطبخ بيتيه ذات يوماً دون معرفه من هو الجانى و بالتأكيد نفيت التهمه عن الممثل الأصغر لعدم وجوده في ذلك البلد وقت وقوع الجريمه .
تنفس الصعداء نجمنا حيث أن لقبه قد تعدل من الممثل الأصغر الى الممثل الأكبر بعد مقتل الآخر من الآن فصاعداً وهذا اول المحصله.
وهنا بدأ العمل من جديد وقام بالتخطيط هذه المره بطريقه مختلفه وهي:
جمع أكبر عدد من الجمهور المسكين حوله إستعداداً للأنطلاق في الدور العظيم وهو :
دور الرسول المنتظر,,,,,,,,,
كل شياً مجهز ومفصل على المقاس تماماً كما أنه أوجد بعض من الكومبارس ممن هم أقاربه وأولاده ليلعبوا معه أدوارهم وهم مساكين أيضاً,,,,,, ولكن من منا لا يحب أن يكون آباه رسولاً أو أحد من أقاربه حتى فلابد أن ينال من الغنيمه شياً ولما لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(1/149)
وأذا كانت الآيه الكريمه في القرآن تقول (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ )6 الصف..
يعنى ذلك أن النبى محمد عليه الصلاه والسلام ليس هو المقصود بهذه الآيه ولا أحد ينكر نبوه النبى محمد ولكن إنكار أنه احمد جائز.
وهذا الايه تذكر شياً آخر وهو (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )33 الأحزاب
أى إن النبى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ولكنه ليس بخاتم الرسول ولاتوجد آيه واحده في القرآن تكلمت عن آخر الرسول .
وحيث أن سيدنا عيسى عليه السلام ذكر في الآيه الكريمه من سوره الصف أن الذي سيأتي من بعدي رسولا وليس نبيا هذا الدليل القاطع على ان هناك رسولاً سيأتى أسمه احمد ,,,,,,,,,,,,,,,,,
وكما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام بتكسير الآصنام لقومه ورفضه لهم وفعل سيدنا موسى أيضاً مع أهل مصر وفعل سيدنا عيسى عليه السلام أيضاً من رفض للماضي وفعل كل الأنبياء ذلك مع سلفهم حيث أنهم على غير حق آن ذاك,,,,,,,,,, وأرسل الله الرسل لردهم عن ماهم به...
يفعل الآن رسولنا المنتظر والنجم الآكبر الآصغر أيضاً ذلك مع أهله فهو تمرد على السنه والشيعه والعلماء وكل من في الوجود سوا كتاب القرآن الكريم الذي فيه البشاره له وقد حلل وحرم وأفتى في أمور عديده حتى قبل إعلانه الرساله,,,,, وبالطبع لما عهدنا عنه من ذكاء فأنه دائماً يفتى بما يخفف على الجمهور ويقلل عنهم العناء ويبيح لهم ماكنو يحبون فعله ولكن السلف لا يرضون ليكسب أكبر عدداً من الجمهور للألتفاف حوله وقت اعلان الرساله.(1/150)
هل عرفتم من يكون الرسول المزعوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسمه ورد في الايه الكريمه ..
أقول لك أيها الأحمق حتى من هم معك الآن سوف يتركونك عند قيامك بها أنت تظن الغباء في الناس وتظن نفسك العبقرى الوحيد في هذه الدنيا وهذه الحماقه بعينها لقد ولى زمن الجهل ,,,,,,,,,,,
هذه الحلقه الأولى من المسلسل ..
أنتظروا باقي الحلقات فبها من الوثائق والبراهين الكثيراً والذي لا يستطيع أحداً إنكارها .
المسلسل طويل..
اشرف بارومه[/color]
---
(1/151)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قوله تعالى:(وجعل القمرفيهن نورا وجعل الشمس سراجاً)؟
---
سؤال عن قوله تعالى:(وجعل القمرفيهن نورا وجعل الشمس سراجاً)؟
---
أبويزيد
04-13-2004, 09:16 AM
الإخوة الأفاضل/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد0
لدي سؤال حول تفسير الآية 16 من سورة نوح قال تعالى:(وجعل القمرفيهن نورا وجعل الشمس سراجاً)
هنا الضمير يعود على السماوات أي هل القمر نورا في السماوات؟ وهل المقصود هنا بالسماوات السماء الدنيا؟أم السماوات السبع؟ وما قولكم في الصعود إلى القمر هل هو حقيقة؟فإذا كان حقيقة كيف صعد إليه البشرإلى سبع سماوات0السؤال أرجو أن أجد عليه إجابة شافيه0والسلام عليكم
---
د. أنمار
04-14-2004, 06:33 AM
حينما يكون القمر في أحدى السماوات وهي السماء الدنيا فإنه بالضرورة يكون في باقيها ضمنيا لأن بقية السماوات تحيط بها.
وممكن أن يكون الكلام عن جنس القمر فكل الأقمار لها نفس طبيعة عكس الأنوار من الشموس التي تنتمي إليها.
وقد اكتشف علماء الفلك أقمارا في غير مجموعتنا الشمسية،
والقمر جرم يدور حول الكواكب التي هي بدورها تدور في نظامها الشمسي
وكل نجم تراه في السماء هو عبارة عن شمس كشمسنا بل هناك ما هو أعظم بكثير كالشعرى المذكور في سورة النجم.
---
(1/152)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ملاك التأويل
---
ملاك التأويل
---
ابراهيم عبدالحميد
07-23-2004, 09:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا أول ملف من ملاك التأويل لابن الزبير الغرناطى وسأقوم تباعا بتكملة الكتاب ولكن ذلك سيأخذ وقتا طويلا فإنى أمل سريعا من الكتابه فاعذرونى فى ذلك ومع الملف ترجمة ابن الزبير من الدرر الكامنة
---
ش.م
07-24-2004, 12:59 AM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
كنت أبحث عن الكتاب بالفعل
بارك الله فيك وأعانك على ما تصديت له من عمل
---
د. هشام عزمي
08-04-2004, 04:49 PM
بارك الله فيك و حفظك و رعاك .. انا فعلاً أبحث و أريد هذا الكتاب .
---
مساعد الطيار
08-05-2004, 03:36 AM
أخي الكريم
شكر الله سيعك ، وآجرك على ما تقدم ، وكثَّر من أمثالك ، والكتاب الذي تكتبه من أنفس كتب متشابه القرآن ، فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجزيك على فعلك هذا الجزاء الأوفى .
---
د / ياسر الصعيدي
08-10-2004, 03:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما قبل:
فأشكر للقائمين والمشاركين في هذا المتلقى حسن صنيعهم ، داعيا الله أن يجعله في ميزان حسناتهم.
ثم أما بعد: فأحب أن أشير إلى أنني قد أعددت رسالة الدكتوراه في موضوع : ( ابن الزبير الثقفي الأندلسي ومنهجه في ملاك التأويل )، ومن يرغب في مراسلتي للمناقشة أو الحوار في أي موضوع يخص ملاك التأويل فأنا على استعداد تام لذلك.
كما أشير إلى أنني أمتلك نسخ ملاك التأويل المخطوطة والمحققة المطبوعة، فقد حقق الكتاب مرتين إحداهما: للدكتور كامل أحمد بجامعة عين شمس ، والأخرى للدكتور سعيد الفلاح بتونس، وكلا التحقيقين عندي.
وجزاكم الله كل خير
د/ ياسر الصعيدي
كلية الآداب - جامعة المنيا - مصر
كلية المعلمين - عرعر - السعودية
yaser_70@hotmail .com
---
د. هشام عزمي(1/153)
08-10-2004, 03:58 PM
السلام عليكم
جزاك الله كل خير يا د. ياسر و ليتك تخبرني كيفية الحصول على الكتاب في مصر و يفضل في الأسكندرية أو القاهرة و ثمنه بالتقريب و لك جزيل الشكر و وافر الإحترام .
---
ابراهيم عبدالحميد
08-11-2004, 05:27 AM
الدكتور هشام عزمى تستطيع الحصول على الكتاب من دار السلام فى الاسكندرية عند محطة الشبان المسلمين وهو عندهم بتحقيق الفلاح ورقم التليفون 5932205
وان شاء الله سيكون الملف الثانى موجودا فى الملتقى قريبا
---
عبدالرحمن الشهري
08-11-2004, 07:40 AM
شكر الله لكم جميعاً. وأحب أن أرحب بأخي الكريم الدكتور ياسر الصعيدي . ويا حبذا لو تكرمت بعرض منهج ابن الزبير في كتابه في الملتقى العلمي ، وما تراه مما قد ينتفع به طالب المتخصص في الدراسات القرآنية ، ثم يمكن طرح الأسئلة حول الموضوع بعد ذلك.
---
ابراهيم عبدالحميد
08-18-2004, 02:32 PM
آل عمران والنساء
---
ابراهيم عبدالحميد
10-28-2004, 08:46 PM
يا أخوة هل ضاعت الملفات أثناء توقف الملتقى
على العموم هذا هو الملف الثالث
المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة ويونس
---
مصعب الدوري
01-31-2005, 08:16 PM
السلام عليكم
تستطيع ان تعمل scanning الى الكتاب كله و بعد ذلك استعمل برنامج شركة صخر ( القارئ الالي ) كي يحول الصور التي التقطها الكومبيوتر الى ملفات وورد .
---
جمال أبو حسان
03-23-2005, 02:31 PM
الى الاخ الدكتور الصعيدي اذكر ان الحافظ ابن حجر في الدرر او في كتاب اخر في ترجمة ابن الزبير قال انه استقى طريق الخطيب في كتابه ونسج على منواله فهل المراد به الخطيب الاسكافي في درة التنزيل التي يختلف اهل العلم في صحة نسبتها للاسكافي فيكون بهذا احد الطرق الموصلة الى النتيجة
واقبلوا التحيات
---
مسك
04-16-2005, 10:42 AM
بارك الله فيك ..
وحبذا لو قمت بإعادة الملفات التي فقدت من المشاركة .
---
طالب علوم القرآن
06-09-2005, 01:38 PM(1/154)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
جزاك الله خيرا يا أخي ،
إخواني هذه أول مشاركة لي معكم ،
نعم نعم و أنا اوافق الأخ مسك ، حبذا لو قمت بتنزيلها مرة أخرى و جزاك الله خيرا
---
أبو عمر السوري
12-06-2005, 12:08 AM
ممكن أخواني في الله إعادة وضع الأجزاء الأول والثاني ...
بارك الله فيكم
أخوكم
أبو عمر السوري
---
أبو عمر السوري
12-07-2005, 09:26 PM
الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخي
أين النشامى وأصحاب الجود والفزعة
تراني بحاجة إلى الكتاب.
---
ابراهيم عبدالحميد
12-15-2005, 11:46 AM
الجزء الأول من الكتاب
---
أبو عمر السوري
12-16-2005, 05:23 AM
جزاك الله اخي الحبيب
ياريت الباقي
---
أبو عمر السوري
12-22-2005, 06:40 PM
بانتظار باقي الجزء الثاني لو سمحتم
---
ابراهيم عبدالحميد
12-23-2005, 06:47 PM
لم أكتب الجزء الثانى بعد أخى الحبيب
وفور أن أنتهى منه أضعه إن شاء الله
---
أبو عمر السوري
12-24-2005, 01:41 AM
بارك الله فيك
---
أبو عمر السوري
03-07-2006, 01:32 PM
للتذكير لعل الإخ يحتفنا بباقي الكتاب
---
ابراهيم عبدالحميد
03-08-2006, 07:55 AM
أنا آسف الى الآن لم أكتب فيه شيئا وفور أن أكتبه أضعه إن شاء الله ولم أنساك
---
(1/155)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلمة (( سويا )) هل تؤنث وتذكر ؟
---
كلمة (( سويا )) هل تؤنث وتذكر ؟
---
أخوكم
02-19-2005, 06:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيات :
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً
(مريم:10)
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً
(مريم:17)
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً
(مريم:43)
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(الملك:22)
سؤالي لو تكرمتم : بالنسبة لكلمة "سويا" هل من الممكن أن تؤنث وتذكر ؟
بمعنى هل نقول كانت فاطمة سويا وكان زيد سويا ؟
وجزاكم الله كل خير ..
---
عمار
02-22-2005, 12:23 AM
سَوِيَ الرجلُ : استقام أمره ، ونقول : سَويِتْ المرأةُ
وربما مرّ بك هذا الاستخدام...: فطرةٌ سَوِيّةٌ : مستقيمة لا شذوذ فيها.
وأيضا :
وَلَدٌ سَوِيٌّ" : لاَ عَيْبَ فيهِ، تامُّ الخِلْقَةِ. ونقول : بنتٌ سوية.
وجوابا لسؤالك :
نقول : زيد رجل سويّ. وفاطمة امرأةُ سوية.
والله أعلم.
---
أحمد القصير
02-24-2005, 08:28 PM
لكن ما السر في عدم التأنيث في القرآن الكريم؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-24-2005, 10:13 PM
الوصف بـ(السَّويِّ) هووصف بتمام الخِلْقَةِ واستقامتها. وقد جاء هذا صفة في قوله تعالى :(فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) أي : جبريل عليه السلام تمثل لمريم في صورة بشر سوي الخلقة. وجاء صفة أيضاً في قوله تعالى:(فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً) أي مستقيماً.(1/156)
وجاءت حالاً في قوله تعالى:(قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً) أي أنك يا زكريا تمنع الكلام وأنت سوي الخلقة ، لست بأخرس ، فتعلم بهذه العلامة أن الله قد وهب لك الولد. وجاءت حالاً في قوله تعالى :(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ). وهي في هذه الآيات جاءت حالاً لمذكر ووصفاً لمذكر.
وأما من حيث اللغة فإنه يقال في وصف الأنثى : سوية. ولا يقال : سويّا ، ومن ذلك قول الخنساء رضي الله عنها:
أَلا لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني سَوِيَّةً*وَكُنتُ تُراباً بَينَ أَيدي القَوابِلِ
وقول النجاشي الحارثي وهو شاعر إسلامي :
وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجْلِ سَوِيَّةٍ* وَرِجلٍ بهَا رَيْبٌ مِنَ الْحَدَثَانِ
ولو رجعت للفظة (سوى) في مفردات الراغب الأصفهاني لوجدت كلاماً طويلاً جيداً حول معاني هذه اللفظة وفقك الله.
---
(1/157)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ثمّ نظمٌ في علوم القرآن بالمعنى المدون ؟
---
هل ثمّ نظمٌ في علوم القرآن بالمعنى المدون ؟
---
محمد رشيد
09-22-2003, 01:39 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته ، أما بعد فمشايخي الكرام ، إن من منهجي في الطلب أنني أحفظ متنا منظوما في كل فن ، و علوم القرءان ـ بالمعنى المدون المصطلح عليه ـ لم أسمع عن أي منظومة له ، فهو الفن الوحيد الذي أدرسه دراسة منثورة بالكلية ، فهل ثم نظما في علوم القرءان بالمعنى المدوّن ؟
كيف حالك شيخنا الشهري ، أقسم بالله تعالى أنني أحبكم في الله
---
عبدالرحمن الشهري
09-22-2003, 07:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم محمد يوسف ، وأحبك الله الذي أحببتنا فيه ، ونحن نبادلكم الشعور وفقكم الله لما نلمسه فيكم من صدق اللهجة وخلوص الرغبة في العلم. وأعتذر إليك بسبب الانقطاع وعدم التفاعل مع الأسئلة التي تتفضلون بها كما ينبغي ، وذلك بسبب أعباء علمية ضاق وقتها ، كانت من الواجبات الموسعة ثم ضاقت حتى لم يبق إلا وقت الأداء. أقول هذا عن نفسي وزملائي المشرفين وفقهم الله فمعذرة. فإنما هي سحابة صيف سريعة الانقشاع إن شاء الله.
وأما سؤالكم عن متن منظوم في علوم القرآن كالمتون المنظومة في النحو والأصول والمصطلح وغيرها ، فلا شك أنه وجد محاولات لنظم علوم القرآن قديماً وحديثاً. ولكن ليست بشهرة المنظومات في علوم الآلة المشهورة التي سارت بها الركبان ، وتناولها العلماء بالشرح والتصحيح والمدارسة ، وحظيت بالقبول عند الجميع كألفية ابن مالك في النحو مثلاً.
ولذلك تجد في علوم القرآن المنظومات على قسمين :(1/158)
1- قسم على هيئة ألفيات في غريب القرآن وتفسير ألفاظه على حسب ترتيب حروف الكلمات الغريبة وما يقرب منها. ومثال هذا القسم ألفية الحافظ أبي زرعة العراقي في غريب القرآن التي ابتدأها بقوله :
الحمد لله أتم الحمد * على أياد عظمت عن عدِّ
وبعد : فالعبد نوى أن ينظما* غريب ألفاظ القرآن عظما
جمع أبي حيان وهو رتبه* ترتيب أخحرف الهجا وهذبه
فهو قد نظم كتاب أبي حيان في الغريب ، وأذكر أن أحد الإخوة قد قام بوضع هذه الألفية في ملتقى أهل الحديث ، لعله الأخ الكريم أبا الجود.
ومثالها كذلك المنظومة التي نظمها عبدالعزيزالدميري الديريني(ت697هـ) في التفسير والتي تقع في ثلاثة آلاف بيت وخمسمائة تقريباً. وقد طبعت قريباً. وأولها :
يا رب أنت المستعان الكافي*الواحد الفرد الرحيم الشافي
إلى أن قال:
وبعدُ: فالتفسير أقوى سببِ* إلى العلوم وابتغاء الأرب
وكل علم فمن القرآن* وفيه أصل سائر المعاني
وعلم تفسير الكتاب أعلى* ما يعتني المرء به وأجلى
لأنه فهم كتاب المولى* فكان أوفى مطلب وأولى
ويسير في نظمه على هذه الطريقة السهلة ، ثم تعرض لتفسير غريب القرآن حتى أتى عليها كلها فطالت المنظومة جداً حتى بلغت أكثر من ثلاثة آلاف. يقول في آخرها:
نظمته في أربعين يوما* ميقات إتمام الكليم الصوما
وكنت أرجو أن يكون ألفا* فزاد ضعفاً ثم زاد ضعفا
وزاد حتى خفت أن أكثرا* فصرت أطوي نشره مقصِّرا
وما شفى لي نظمه غليلا* لأنني رأيته قليلا
لكن رجوت أن يكون بابا* موصلا يستفتح الأبوابا
الخ.
ومن أجملها وأخصرها منظومة للشيخ عبدالعزيز الزمزمي رحمه الله . نظم فيها ما يتعلق بعلوم القرآن من كتاب (النقاية للسيوطي). يقول في أولها :
تبارك المنزل للفرقان* على النبي عطر الأردان
محمد عليه صلى الله * مع سلام دائماً يغشاه
وآله وصحبه وبعدُ* فهذه مثل الجمان عقدُ
ضمنتها علماً هو التفسيرُ* بداية لمن به يحيرُ
أفردتها نظماً من النقاية* مهذباً ألفاظه في غاية(1/159)
واللهَ أستهدي وأستعين* لأنه الهادي ومن يعينُ
حد علم التفسير
علم به يبحث عن أحوال* كتابنا من جهة الإنزال
ونحوه بالخمس والخمسينا* قد حصرت أنواعه يقينا
وقد حوتها ستة عقود* وبعدها خاتمة تعود
وقبلها لا بد من مقدمة* ببعض ما خصص فيه معلمه
فذاك ما على محمد نزل* ومنه الاعجاز بسورة حصل
والسورة الطائفة المترجمة* ثلاث آي لأقلها سمه
والآية الطائفة المفصوله* من كلمات منه والمفضوله
منه على القول به كتبَّتِ* والفاضل الذ منه فيه أتتِ
بغير لفظ عربي تحرمُ* قراءة وأن به يترجم
كذاك بالمعنى وأن يفسرا* بالرأي لا تأويله فحررا
ثم يواصل النظم لأبواب علوم القرآن فيتعرض للمكي والمدني وأسباب النزول وأنواع نزول القرآن والنسخ والمبهمات وغيرها. والمنظومة تقل عن 200 بيت فيما أقدر والله أعلم. وقد شرحا الشيخ محمد يحيى بن الشيخ أمان من علماء مكة المكرمة شرحاً مختصراً اعتمد فيه على شرح السيوطي نفسه لكتاب النقاية الذي سماه (إتمام الدراية لقراء النقاية) وكتابه الآخر الإتقان في علوم القرآن.
كما شرحها الشيخ السيد المساوي شرحاً مختصراً جيداً كذلك كالشرح السابق ، وكتب السيد علوي عباس المالكي حاشية حافلة على هذا الشرح سماه (فيض الخبير وخلاصة التقرير على نهج التيسير شرح منظومة التفسير). وكلاهما مطبوعان ولله الحمد. وأحسب أن هذه المنظومة على وجازتها من أفضل ما اطلعت عليه من منظومات في هذا الفن.
2- والقسم الثاني عبارة عن نظم لعلوم متفرقة من علوم القرآن كالناسخ والمنسوخ ، والمكي والمدني ونحوها . وتجد مثل ذلك في الإتقان للسيوطي رحمه الله.
والله الموفق للصواب. ومعذرة على الاختصار المخل في الجواب.
---
محمد رشيد
09-24-2003, 10:11 PM
بارك الله تعالى فيك شيخنا الكريم الشهري ، و لكن ألا ترى أن منظومة الزمزمي ليست على شرط القسم الأول الذي ذكرته و إنما هي عما أسأل عنه من كونها في علوم القرءان بالمعنى الدون ؟(1/160)
و أين أجد هذه المنظومة و ما هي أفضل طبعاتها المعتمدة ؟ حيث أني أهتم جدا بهذه المسألة
---
عبد الله الخضيري
10-01-2003, 06:49 AM
السلام عليكم و رحمة الله
فهل غاب عنكما ما نظمه شيخنا سعود الشريم في مؤلفه " النظم الحبير في علوم القرآن و أصول التفسير "
و إليكما هذا الرابط - فيما أشار إليه أحد الإخوة - :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=908
ثم اسمحا لي أن أدخل معكما في الحب الذي جمعكما
و الله يتولَّى الجميع بحفظِهِ
---
محمد رشيد
10-01-2003, 07:56 PM
بارك الله تعالى فيك شيخنا الخضيري
في الحقيقة ليس لي تعامل مع الماسنجر و لا أعرف كيفية استخدامه
و لكن ماذا لو تباحثناها على الموقع
---
عبد الله الخضيري
10-01-2003, 08:41 PM
السلام عليكم و رحمة الله
أخي الكريم الكريم محمد يوسف وفقه الله
الحديث عن القرآءات يحتاج إلى مقدِّمات أساسية
لابد من توافرها لدى المتحاورين
أما الحديث جملةً عن القرآءات فلا أظن هذا كافياً لفهم المعلومة و الثقة بها ، خاصة أن ما طرحته يحتاج إلى معرفة ما تحمله من خلفيَّة عن فحوى القرآءات
و فقك الله
محبك عبد الله
---
محمد رشيد
10-02-2003, 12:29 PM
فليكن أخي الكريم الفاضل ، نبدأ في الحوار ـ مبدئيا فقط ـ ثم تقوّم خلفيتي عن القراءات ، و تخبرني بها ـ دون أي حرج و بكل صراحة ـ حيث أنني أحب أن أرى المستوى الحقيقي الذي وصلت إليه حيث أنطلق من خلاله ، و أنا بالفعل هنا في مصر أفتقد من يقوم بهذا الدور معي ، لقلة طلبة العلم أولا ، ثم ـ مع وجودهم ـ فهم مضيق عليهم أمنيا و قد يعد اجتماعهم للتدارس سببا مقنعا للاعتقال ( لا تعجب إنها إرادة الله )
فإلى هناك أخي الكريم
---
محمد رشيد
10-02-2003, 11:37 PM
أخي عبد الله
أين أجد القصيدة المذكورة
ما الدار التي طبعتها ؟ و ما أفضل طبعاتها ؟
---
أبو مالك العوضي
08-22-2006, 10:47 AM
وفقكم الله(1/161)
نَظَمَ الشيخ عبد الله بن فودي (المتوفى سنة 1245هـ) كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي والنقاية له في نظم طويل سماه (المفتاح)، ثم اختصره في (سلالة المفتاح).
أشار إلى ذلك الأستاذ (محمد المنصور إبراهيم) في مقدمته لشرح منظومة (مصباح الراوي).
وفي منظومة المفتاح يقول:
لجمعه ما كان في النقاية ........... منها مع الإتقان وهو الغاية
---
(1/162)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رأيكم هام قبل إخراج رواية ورش بهذا النسق
---
رأيكم هام قبل إخراج رواية ورش بهذا النسق
---
أيمن صالح شعبان
05-26-2006, 06:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا من أحبهم في الله تعالى ولم أراهم أدعوكم لبيان عور هذا النموذج وأتقبل اقتراحاتكم التي من شأنها الرفعة بكتابة المصاحف :
تفضلوا هذا النموذج وقولوا آرائكم وأنا لكم من الشاكرين
رحم الله تعالى من أهدى إلي عيوبي (أثر - أو حكمة)
حيث أوشكت على الانتهاء من كتابة هذا المصحف الشريف على نفس نسق مصحف الجزائر وشرطي أن تكون بدايات ونهايات الأسطر متطابقة مع هذا المصحف حيث اعتاد مطالعته الكبير والصغير . (اللون الأحمر لفروق رواية حفص لكن النص سيتم طباعته باللون الأسود ) أنا في انتظار آرائكم بشدةhttp://up.w6wup.com/up2/2006/05/26/w6w_200605260046507ed0393d.JPG
---
(1/163)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > ضاعف سرعة جهازك (معرب) TuneUp Utilities 2006
---
ضاعف سرعة جهازك (معرب) TuneUp Utilities 2006
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 02:42 PM
تحميل البرنامج
http://download.tuneup.de/TU2006TrialDE.exe
تحميل التعريب
http://www.megaupload.com/?d=43J7AKYY (http://www.megaupload.com/?d=43J7AKYY)
طريقة التعريب : إغلق البرنامج (من التاسك بار)
ثم إنسخ الملفات الموجود بداخل مجلد Arabic بعد فك الضغط عنه و إلصقهم فى مجلد البرنامج الرئيسى و غالبا ً ما يكون فى هذا المسار
c/program files/tuneup utilities 2006
و وافق على الاستبدال ثم شغل البرنامج
التسجيل :
NAME: SMITHS
ORGANISATION: SMITHS & CO.
SERIAL: EEAS5-17M5L-5RTBQ-M9BX3-NTC7W-Q3SK2
---
(1/164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مواعظ المفسرين (1/12)
---
مواعظ المفسرين (1/12)
---
عمر المقبل
09-10-2006, 11:55 PM
مواعظ المفسرين [1/12]
الحمد لله الذي أنزل الكتاب موعظةً ونوراً، وصلى الله وسلم وبارك على من جعله ربه ـ بالقرآن ـ هادياً ومبشراً ونذيراً، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وأما بعد :
فإن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على قلب محمد –صلى الله عليه وسلم- ووصفه بصفات كثيرة تربو على الأربعين، ومن هذه الأوصاف وصفه بأنه (موعظة)، وقريب من هذا المعنى وصفه بأنه (ذكرى)، وهذا أمرٌ يلمسه كلُّ من قرأ القرآن، ويعظم وقع هذه المواعظ على النفس حينما تُقرأُ بقلب حاضر، وسمع متصل بقلب شاهد: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" [ق:37].
بل قيل في تفسير قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" [النحل:125]: إن الموعظة الحسنة هي مواعظ القرآن، وكذا قيل في تفسير قوله سبحانه: "فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ" [المدثر:49] أي: عن مواعظ القرآن.
قال ابن جرير: في مقدمة تفسيره (1/62) معلقاً على قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" [يونس:57] : (جعله الله للمؤمنين شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته).(1/165)
ولما كان كتاب الله تعالى من العظمة بحيث لا يمكن الإحاطة ببيان معانيه، نزع المفسرون في بيان معانيه مناحٍ شتى، فمنهم الذي قصد بيان الأحكام، ومنهم من رام بيان المعاني، وآخرون اتجهوا إلى إيضاح أوجه البلاغة، في ضروب كثيرة من التفسير التي تدل ـ في النهاية ـ على علوّ شأن هذا الكتاب، ولا أعلم من الله بكتابه حيث يقول: "وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" [الزخرف : 4 ].
إلا أنها ـ في الجملة ـ ومن خلال النظر في جملة من التفاسير ـ على اختلاف مشارب مؤلفيها ومقاصدهم في التفسير ـ لم تخل كثير من هذه التفاسير من مواعظ يسطرها المفسر عند آيةٍ ما، يهتز لها القارئ، ويشعر بعمق أثرها في نفسه، كيف لا؟! وهي موعظة متصلة بنور الوحي، ومنبثقة منه!
لذا أحببت أن أنقل بعض هذه المواعظ لأحبتي القراء، وخصوصاً أننا في هذا الشهر العظيم بحاجة ماسةٍ إلى ما يرقق قلوبنا، ويبل صداها، ويروي ظمأها من هذا الكتاب العظيم، وهي مادة مقترحة للحديث على جماعة المسجد بعد صلاة العصر، أو بعد التراويح.
إن برود العاطفة تجاه مواعظ القرآن أمارة على ضعف الخشية، وقلة التأثر، واقرأ إن شئت قوله تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد"ٍ [الزمر:23]، فتأمل وصف الله تعالى لقلوب أهل الإيمان عند سماع الوعد والوعيد، فهي تقشعر خوفاً من الوعيد، ثم تلين وترجو عند الوعد.(1/166)
ويزداد خوف المؤمن القارئ للقرآن حينما يقرأ الآية التي قبلها، وهي قوله تعالى: "أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" [الزمر:22]، فيضع يده على قلبه خوفاً من أن يكون له نصيب من هذه الآية ـ والعياذ بالله ـ.
وتأمل قوله تعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" [الإسراء: 106 - 109].
قال ابن القيم : : (لقد أسمع منادي الإيمان لو صادف آذانا واعيةً، وشفت مواعظ القران لو وافقت قلوباً من غيها خالية، ولكن عصفت على القلوب أهوية الشبهات والشهوات، فأطفأت مصابيحها، وتمكنت منها أيدي الغفلة والجهالة، فأغلقت أبواب رشدها، وأضاعت مفاتيحها، وران عليها كسبها، فلم ينفع فيها الكلام، وسكرت بشهوات الغي، وشهبات الباطل، فلم تصغ بعده إلى الملام، ووعظت بمواعظ أنكى فيها من الأسنة والسهام، ولكن ماتت في بحر الجهل والغفلة، وأسر الهوى والشهوة، وما لجرح بميت إيلام) اهـ.
وغني عن القول أن من أراد أن يقرأ في هذه التفاسير من العامة أو المبتدئين في طلب العلم، فعليه أن يستشير أهل العلم ليرشدوه إلى المناسب له؛ إذ أن هذه التفاسير تتفاوت في لغتها وأسلوبها، وتحقيق مؤلفيها، وكذا سلامتهم من بعض المخالفات العقدية، عفا الله عن الجميع وغفر لهم، وجزاهم عما خدموا به كتاب الله خير الجزاء، والحمد لله رب العالمين.
الموعظة الأولى
قال القرطبي: في تفسيره لسورة التكاثر (20/117):(1/167)
(قال العلماء: ينبغي لمن أراد علاج قلبه وانقياده بسلاسل القهر إلى طاعة ربه، أن يكثر من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، وموتم البنين والبنات، ويواظب على مشاهدة المحتضرين، وزيارة قبور أموات المسلمين.
فهذه ثلاثة أمور، ينبغي لمن قسا قلبه، ولزمه ذنبه، أن يستعين بها على دواء دائه، ويستصرخ بها على فتن الشيطان وأعوانه، فإن انتفع بالإكثار من ذكر الموت، وانجلت به قساوة قلبه فذاك، وإن عظم عليه ران قلبه، واستحكمت فيه دواعي الذنب، فإن مشاهدة المحتضرين، وزيارة قبور أموات المسلمين، تبلغ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأول، لأن ذكر الموت إخبار للقلب بما إليه المصير، وقائم له مقام التخويف والتحذير.
وفي مشاهدة من احتضر، وزيارة قبر من مات من المسلمين معاينة ومشاهدة، فلذلك كان أبلغ من الأول ...
فأما الاعتبار بحال المحتضرين، فغير ممكن في كل الأوقات، وقد لا يتفق لمن أراد علاج قلبه في ساعة من الساعات.
وأما زيارة القبور فوجودها أسرع، والانتفاع بها أليق وأجدر.
فينبغي لمن عزم على الزيارة، أن يتأدب بآدابها، ويحضر قلبه في إتيانها، ولا يكون حظه منها التطواف على الأجداث فقط، فإن هذه حاله تشاركه فيها بهيمة ـ ونعوذ بالله من ذلك ـ بل يقصد بزيارته وجه الله تعالى، وإصلاح فساد قلبه، أو نفع الميت ...
ثم يعتبر بمن صار تحت التراب، وانقطع عن الأهل والأحباب، بعد أن قاد الجيوش والعساكر، ونافس الأصحاب والعشائر، وجمع الأموال والذخائر، فجاءه الموت في وقت لم يحتسبه، وهول لم يرتقبه.
فليتأمل الزائر حال من مضي من إخوانه، ودرج من أقرانه الذين بلغوا الآمال، وجمعوا الأموال، كيف انقطعت آمالهم، ولم تغن عنهم أموالهم، ومحا التراب محاسن وجوههم، وافترقت في القبور أجزاؤهم، وترمل من بعدهم نساؤهم، وشمل ذل اليتم أولادهم، واقتسم غيرهم طريفهم وتلادهم.(1/168)
وليتذكر ترددهم في المآرب، وحرصهم على نيل المطالب، وانخداعهم لمواتاة الأسباب، وركونهم إلى الصحة والشباب.
وليعلم أن ميله إلى اللهو واللعب كميلهم، وغفلته عما بين يديه من الموت الفظيع، والهلاك السريع، كغفلتهم، وأنه لا بد صائر إلى مصيرهم، وليحضر بقلبه ذكر من كان مترددا في أغراضه، وكيف تهدمت رجلاه.
وكان يتلذذ بالنظر إلى ما خوله وقد سالت عيناه، ويصول ببلاغة نطقه وقد أكل الدود لسانه، ويضحك لمواتاة دهره وقد أبلى التراب أسنانه، وليتحقق أن حاله كحاله، ومآله كمآله.
وعند هذا التذكر والاعتبار تزول عنه جميع الأغيار الدنيوية، ويقبل على الأعمال الأخروية، فيزهد في دنياه، ويقبل على طاعة مولاه، ويلين قلبه، وتخشع جوارحه) انتهى كلامه رحمه الله.
يتبع ـ إن شاء الله تعالى ـ ...
الرابط : http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=24&catid=202&artid=7884
---
عبدالرحمن الشهري
09-14-2006, 06:28 AM
ما يزال أخي الموفق أبو عبدالله يتحفنا بفوائده وفرائده ، أسأل الله أن يوفقه وأن يفتح عليه من فضله وجوده ، وما ألذ فتوحات العلم عند أهل العقول التي استنارت بنور كتاب الله ، وسارت في دروب تدبره وتأمله ، ولا سيما في هدأة الأسحار ، عندما تهدأ الأصوات لتصغي آذان المتدبرين وقلوبهم إلى خطاب الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمين بكلامه الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله .
وكلما زاد حظ المؤمن وطالبُ العلم من تدبر القرآن زاد حظه من الخشية واليقين والعلم والهدى والشفاء ، نسأل الله أن يزيدنا بصيرة وهدى وعلماً بكتابه ، وسنتابع هذه المواعظ إن شاء الله فما أحوجنا إلى الاتعاظ .
---
أحمد البريدي
09-18-2006, 12:08 AM(1/169)
شكر الله للشيخ الدكتور عمر هذه الدرر , فكم نحن بحاجة إليها خاصة ونحن في استقبال هذا الشهر الكريم بلغنا الله إياه, فالملتقى رغم نهجه العلمي فلا بد من مثل هذه المواضيع القيمة , والتي نحن بأمس الحاجة إليها , وقد ناديت وما زلت أن يكون لجانب التدبر حظاً من كتابات إخواننا , وألا نقتصر على المسائل العلمية , وإننا إلى بقية هذه السلسية أخي أبا عبد الله لمنتظرون بشوق , جعل الله ما تكتبه في موازين حسناتك .
---
الموحد 2
09-20-2006, 02:40 AM
جزاكم الله خيراً ،
وبارك الله فيكم ،
وأستميحكم عذراً في وضع وصلة لهذا الموضوع في منتدى آخر .
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 01:05 PM
أذاعت إذاعة القرآن الكريم اليوم الخميس 28/8/1427هـ في برنامج (أطروحة على الهواء) مناقشة رسالة ماجستير للباحث أشرف صلاح عبدالمقصود المهداوي بعنوان :
الوعظ في السور المدنية : دراسة أدبية
وقد تقدم بها الباحث لقسم الأدب والبلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وأشرف عليها الدكتور حمدي أحمد محمد حسنين الأستاذ المشارك بقسم الأدب بالكلية .
وناقشها الأستاذان :
1- الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين الأستاذ بالكلية .
2- الأستاذ الدكتور حمد بن ناصر الدخيل الأستاذ بالكلية .
---
عمر المقبل
09-21-2006, 10:04 PM
كيف يمكن الحصول على الرسالة ؟!
وهل أحد من الإخوة يعرف الباحث ؟
---
(1/170)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد
---
من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد
---
إمداد
08-23-2004, 08:25 PM
بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.
وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدءوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي :
بقية الموضوع في الماف المرفق
---
أبو صفوت
08-24-2004, 02:21 PM
حملت الملف لكنه لا يعمل فهل لك أن تضعه ثانية
---
إمداد
08-24-2004, 08:20 PM
من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد
بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.
وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدءوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي :
1- تنشئة الأولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع :
فمما يلاحظ على أسلوبنا في التربية- تخويف الأولاد حين يبكون ليسكتوا؛ فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك.(1/171)
وأسوأ ما في هذا- أن نخوفهم بالأستاذ، أو المدرسة، أو الطبيب؛ فينشأ الولد جبانا رعديدا يفرق من ظله، ويخاف مما لا يخاف منه.
وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل- أن نجزع إذا وقع على الأرض، وسال الدم من وجهه، أو يده، أو ركبته، فبدلاً من أن تبتسم الأم، وتهدئ من روع ولدها وتشعره بأن الأمر يسير- تجدها تهلع وتفزع، وتلطم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجدة من أهل البيت، وتهول المصيبة، فيزداد الولد بكاءً، ويتعود الخوف من رؤية الدم، أو الشعور بالألم.
2- تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة :
وهذا خلل في التربية، وهو نقيض الأول، والحق إنما هو في التوسط.
3- تربيتهم على الميوعة، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ :
فينشأ الولد مترفاً منعماً، همه خاصة نفسه فحسب، فلا يهتم بالآخرين، ولا يسأل عن إخوانه المسلمين، لا يشاركهم أفراحهم، ولا يشاطرهم أتراحهم؛ فتربية الأولاد على هذا النحو مما يفسد الفطرة، ويقتل الاستقامة، ويقضي على المروءة والشجاعة.
4- بسط اليد للأولاد، وإعطاؤهم كل ما يريدون :
فبعض الوالدين يعطي أولاده كل ما سألوه، ولا يمنعهم شيئاً أرادوه، فتجد يده مبسوطة لهم بالعطاء، وهم يعبثون بالأموال، ويصرفونها في اللهو والباطل، مما يجعلهم لا يأبهون بقيمة المال، ولا يحسنون تصريفه.
5- إعطاؤهم ما يريدون إذا بكوا بحضرة الوالد، خصوصا الصغار :
فيحصل كثيرا أن يطلب الصغار من آبائهم أو أمهاتهم طلبا ما، فإذا رفض الوالدان ذلك لجأ الصغار إلى البكاء؛ حتى يحصل لهم مطلوبهم، عندها ينصاع الوالدان للأمر، وينفذان الطلب، إما شفقة على الولد، أو رغبة في إسكاته والتخلص منه، أو غير ذلك؛ فهذا من الخلل بمكان، فهو يسبب الميوعة والضعف للأولاد.
وذلك أن الولد يبكي، فتعطيه أمه الثدي، فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا(1/172)
6- شراء السيارات لهم وهم صغار :
فبعض الوالدين يشتري لأولاده السيارة وهم صغار، إما لأن الابن ألح عليه في ذلك، أو لأن الأب يريد التخلص من كثرة طلبات المنزل، ويريد إلقاءها على ولده، أو أن الابن ألح على الأم، والأم ألحت على الأب، أو لغير ذلك من الاعتبارات.
فإذا تمكن الولد من السيارة فإنه- في الغالب- يبدأ في سلوك طريق الانحراف، فتراه يسهر بالليل، وتراه يكثر الخروج من المنزل، وتراه يرتبط بصحبة سيئة، وربما آذى عباد الله بكثرة التفحيط، وربما بدأ في الغياب عن المدرسة، وهكذا يتمرد على والديه، فيصعب قياده، ويعز إرشاده.
7- الشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم :
إما بضربهم ضربا مبرحا إذا أخطأوا- ولو للمرة الأولى- أو بكثرة تقريعهم وتأنيبهم عند كل صغيرة وكبيرة، أو غير ذلك من ألوان الشدة والقسوة.
8- شدة التقتير عليهم :
فبعض الآباء يقتر على أولاده أكثر من اللازم، مما يجعلهم يشعرون بالنقص، ويحسون بالحاجة، وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال بطريقة أو بأخرى، إما بالسرقة، أو بسؤال الناس، أو بالارتماء في أحضان رفقة السوء وأهل الإجرام.
9- حرمانهم من العطف والشفقة والحنان :
ما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل؛ لعلهم يجدون من يشعرهم بذلك.
10- الاهتمام بالمظاهر فحسب :
فكثير من الناس يرى أن حسن التربية يقتصر على الطعام الطيب، والشراب الهنيء، والكسوة الفخمة، والدراسة المتفوقة، والظهور أمام الناس بالمظهر الحسن، ولا يدخل عندهم تنشئة الولد على التدين الصادق، والخلق الكريم.
11- المبالغة في إحسان الظن بالأولاد :(1/173)
فبعض الآباء يبالغ في إحسان الظن بأولاده، فتجده لا يسأل عنهم، ولا يتفقد أحوالهم، ولا يعرف شيئاً عن أصحابهم؛ وذلك لفرط ثقته بهم، فتراه لا يقبل عدلا ولا صرفا في أولاده، فإذا وقع أولاده أو أحد منهم في بلية، أو انحرف عن الجادة السوية، ثم نبه الأب عن ذلك- بدأ يدافع عنهم، ويلتمس المعاذير لهم، ويتهم من نبهه أو نصحه بالتهويل، والتعجل، والتدخل فيما لا يعنيه.
12- المبالغة في إساءة الظن بهم :
وهذا نقيض السابق، فهناك من يسيء الظن بأولاده، ويبالغ في ذلك مبالغة تخرجه عن طوره، فتجده يتهم نياتهم، ولا يثق بهم البتة، ويشعرهم بأنه خلفهم في كل صغيرة وكبيرة، دون أن يتغاضى عن شيء من هفواتهم وزلاتهم.
13- التفريق بينهم :
فتجد من الناس من يفرق بين أولاده، ولا يعدل بينهم بالسوية، سواء كان ذلك ماديا أو معنويا.
فهناك من يفرق بين أولاده في العطايا والهدايا والهبات، وهناك من يفرق بينهم بالملاطفة والمزاح، وغير ذلك، مما يوغر صدور بعضهم على بعض، ويتسبب في شيوع البغضاء بينهم، ويبعث على نفورهم وتنافرهم.
ومن مظاهر التفريق بين الأولاد- ما تجده عند بعض الآباء، حيث يخص أحد أبنائه الكبار بمبلغ من المال، ويشتري له قطعة أرض، وربما بناها له دون حاجة إلى ذلك، فإذا قيل له : وما نصيب الصغار والبنات؟ قال : الصغار نعطيهم إذا كبروا، والبنات يتزوجن ويكفيهن الأزواج المئونة.
بل ربما أعطى بعض الأولاد، ومنع بعضهم الآخر، أو زوج بعضهم دون الآخر مع أن السن متقاربة، والحاجة واحدة، ولكنه يفرق بينهم لهوى في نفسه، أو لأن هذا من تلك الزوجة الأثيرة عنده، وذاك من الزوجة التي ليس لها ود في قلبه.
ولا شك أن هذا التصرف باطل ينافي العدل بين الأولاد، فمن الذي يضمن لهذا الرجل أن يعيش حتى يكبر أبناؤه الصغار؟ ومن الذي يضمن له أنهم سيعيشون حتى يكبروا؟ ومن الذي يضمن له أنه سيستمر على غناه ويساره حتى يكبروا.(1/174)
ثم إن البنات لهن حق ولو تزوجن، فالذي يليق بالوالد إذا أعطى أحدا من أولاده شيئاً أن يعطي الآخرين مثله أو أن يدخره لهم، أو أن يكتب على هذا المعطى أنه أخذ كذا وكذا، فإما أن يكون دينا عليه، أو يحسم من حقه من الميراث بعد وفاة الوالد، وهكذا؛ فذلك لا ينافي العدل. كما لا ينافي العدل- أيضا- أن يعطي بعض الأولاد ما يحتاجه من علاج، أو نفقة دراسية، أو أن يشتري له سيارة إذا كان محتاجا لها، وهكذا يعطي كل من احتاج إلى شيء من النفقة أو نحوها.
ولا يلزمه إذا أعطى أحدا من أولاده على نحو ما مضى أن يعطي الآخرين في الوقت نفسه.
أما العطية والهبة التي تكون لغير حاجة؛ حيث يخص بها بعضهم دون بعض- فذلك مما ينافي العدل.
14- التسخط بالبنات :
وهذا- قبل أن يكون خللاً في التربية- هو خلل في العقيدة، فبعض الناس إذا رزقه الله بنتاً تسخط بها، وضاق ذرعاً بمقدمها، ولا شك أن هذا الصنيع من أعمال الجاهلية وأخلاق أهلها، الذين ذمهم الله- عز وجل- في قوله : {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل : 58- 59].
وما أشبه الليلة بالبارحة، فلو زرت أحد مستشفيات الولادة في بلاد المسلمين، وقلبت طرفك في وجوه الذين ولد لهم بنات، وراقبت كلامهم، وسبرت أحوالهم عند إخبارهم بذلك- لوجدت توافقا عجيبا، وتطابقا غريبا بين حال كثير من هؤلاء، وحال الجاهليين الذي قص الله علينا أمرهم.
وفي بعض المستشفيات قد يكتشفون ما برحم المرأة قبل الولادة عبر الأشعة الصوتية، فإذا كان ما في الرحم ذكرا بشروا، وإن كان أنثى اقصروا، بل ربما عزوا - عياذا بالله-.
فتسخط البنات أمر خطير وفيه عدة محاذير، منها :
أ- أنه اعتراض على قدر الله- عز وجل-.(1/175)
ب- أن فيه ردا لهبة الله بدلا من شكرها، وكفى بذلك تعرضا لمقت الله.
ج- أنه تشبه بأخلاق أهل الجاهلية.
د- أنه دليل على السفه والجهل والخلل في العقل.
هـ- أنه تحميل للمرأة ما لا تطيق؛ فبعضهم يغضب على المرأة بمجرد إتيانها بالأنثى، وما علم أنه هو السبب لو كان يعقل؛ إذ يعامل المرأة معاملة من لو كانت ولادة الذكور باختيارها .
و- أن فيه إهانة للمرأة وحطاً من قدرها.
15- ومن صور التقصير في تربية الأولاد تسميتهم بأسماء سيئة :
فهذا خلل في التربية وجناية على الأولاد، قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد- حفظه الله- : "إني تأملت عامة الذنوب والمعاصي، فوجدت الذنوب والمعاصي إذا تاب العبد منها- تجذمها التوبة، وتقطع سيئ أثرها لتوها؛ فكما أن الإسلام يجب ما قبله وأكبره الشرك- فإن التوبة تجب ما قبلها متى اكتملت شروطها المعتبرة شرعا، وهي معلومة أو بحكم المعلومة.
لكن هناك معصية تتسلسل في الأصلاب، وعارها يلحق الأحفاد من الأجداد، ويتندر بها الرجال على الرجال، والولدان على الولدان، والنسوة على النسوان، فالتوبة منها تحتاج إلى مشوار طويل العثار؛ لأنها مسجلة في وثائق المعاش من حين استهلال المولود صارخاً في هذه الحياة الدنيا إلى ما شاء الله من حياته، في شهادة الميلاد، وحفيظة النفوس، وبطاقة الأحوال، والشهادات الدراسية، ورخصة القيادة، والوثائق الشرعية...
إنها "تسمية المولود، التي تعثر فيها "الأب" فلم يهتد لاسم يقره الشرع المطهر، ويستوعبه لسان العرب، وتستلهمه الفطرة السليمة.
وهذه واحدة من إفرازات التموجات الفكرية التي ذهبت ببعض الآباء كل مذهب، كل بقدر ما أثر به من ثقافة وافدة، وكان من أسوئها ما نفث به بعض المستغربين منها من عشق كلف، وظمأ شديد لأسماء الكافرين، والتقاط كل اسم رخو فتخاذل وعزوف سادر عن "زينة المواليد" الأسماء الشرعية".
فمن الأخطاء التي تقع في تسمية المولود ما يلي :(1/176)
أ- تسميتهم بالأسماء الممنوعة المحرمة : كتسميتهم بأسماء الله المختصة به؛ مثل الأحد، الرحمن، الله، الخالق، ومن ذلك الأسماء المعبدة لغير الله- تعالى- مثل عبد النبي، عبد الحسين، عبد علي، وكذلك تسميتهم بالأسماء الأجنبية الخاصة بأعدائنا من اليهود والنصارى وغيرهم؛ مثل : جورج، ود يفيد، وما يكل، وجو زيف، وديانا، وجا كلين، لأن هذا يجر- ولو على المدى البعيد- إلى موالاتهم.
ب- تسميتهم بالأسماء التي ينبغي تجنبها والتي قد تكون محرمة : كتسميتهم بأسماء الجبابرة والطواغيت؛ أمثال : فرعون، وهامان، وقارون، ومن كان في قافلتهم وعلى شاكلتهم مثل ماركس، ولينين، وستالين، وفر ويد؛ لأن التسمي بهم ينم عن الرضا بأفعالهم، والمحبة لمناهجهم.
ج- تسميتهم بالأسماء التي يظن أنها من أسماء الله- تعالى- : فهذه من الأسماء المكروهة شرعا كالتسمية ب : عبد المقصود، وعبد الستار، وعبد الموجود.
د- تسميتهم بالأسماء المكروهة أدبا وذوقا : وهي التي تحمل في ألفاظها تشاؤما، أو معاني تكرهها النفوس، كحرب، وحما ر، وكلب، ومرة.
هـ- تسمية الأولاد بالأسماء التي تسبب الضحك وتثير السخرية : مثل : شحات، وفلفل، وخيشة، وجحش، وبغل، وفجل.
و- التسمية بالأسماء التي توحي بالتميع والغرام وخدش الحياء : مثل : هيام، ومعناه : الجنون في العشق، وكذلك وصال، وفاتن، وفتنة، وشادية.
ز- التسمية بأسماء الملائكة : خاصة للنساء؛ إذ يخشى أن يكون تشبهاً بالمشركين.
ح- تسميتهم بالأسماء التي تتضمن تزكية دينية، مثل : برة.
16- مكث الوالد طويلاً خارج المنزل :
فبعض الآباء يهمل منزله، ويمكث طويلاً خارجه، مما يعرض الأولاد للفتن، والمصائب، والضياع والانحراف، ومن مظاهر ذلك ما يلي :
أ- الاشتغال عن الأولاد بالبيع والشراء والتجارة، ولو عوتب الأب على ذلك لقال : إنما أعمل لأجلهم.
ب- السفر الطويل خارج البلد للعمل أو النزهة.(1/177)
ج- العكوف الساعات الطوال مع الأصحاب في الاستراحات والمتنزهات.
د- إهمال البيت الأول إذا بنى الأب بزوجة جديدة، وسكن معها بمسكن جديد؛ فكم من الناس من يهمل بيته الأول إذا بنى بزوجة جديدة، فيضيع الأولاد، ويتشردون، بسبب انشغال والدهم، وبعده عنهم.
هـ- كثرة خروج الأم من المنزل إما للأسواق أو للزيارات.
هذه بعض مظاهر المكث خارج المنزل، فكم في هذا الصنيع من إهمال للأولاد، وكم فيه من تعريض لهم للفتنة، وكم فيه من حرمان لهم من الشفقة والرعاية والعناية، وما أحسن ما قيل :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولا
17- الدعاء على الأولاد :
فكم من الوالدين- وخصوصا الأمهات- من يدعو على أولاده، فتجد الأم- لأدنى سبب- تدعو على ولدها البريء بالحمى، أو أن يقتل بالرصاص، أو أن تدهسه سيارة، أو أن يصاب بالعمى أو الصمم، وتجد من الآباء من يدعو على أبنائه بمجرد أن يرى منهم عقوقا أو تمردا ربما كان هو السبب فيه.
وما علم الوالدان أن هذا الدعاء ربما وافق ساعة إجابة، فتقع الدعوة موقعها، فيندمان ولات ساعة مندم.
ولهذا قال- عليه الصلاة والسلام- : "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة تسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
18- التربية على سفا سف الأمور، وسيئ العبارات، ومرذول الأخلاق :
كتقليد الكفار، وتعويد البنات على لبس القصير من الثياب، ومن ذلك تعويدهم على إطلاق العبارات النابية، والكلمات المقذعة، وذلك من خلال كثرة ترديد الوالدين لتلك العبارات، أو من خلال نبز الأولاد بالألقاب عند مناداتهم، مما يجعل الأولاد يألفون هذه العبارات، ولا يراعون آداب الكلام.
19- فعل المنكرات أمام الأولاد، أو إقرارهم عليها :(1/178)
كشرب الدخان، أو حلق اللحية، أو سماع الأغاني، أو مشاهدة الأفلام الساقطة، أو متابعة المسلسلات التليفزيونية، وكتبرج المرأة أمام بناتها، وكثرة خروجها من المنزل لغير حاجة، إلى غير ذلك، فهذا كله يجعل من الوالدين قدوة سيئة للأولاد.
وكذلك قد يرى الوالد على أولاده بعض المنكرات، فلا تراه يحرك ساكناً تجاههم؛ مما يجعلهم يستمرؤون المنكر.
20- جلب المنكرات للمنزل :
سواء كانت من المجلات الخليعة، أو من أجهزة الفساد المدمرة، أو الكتب التي تتحدث عن الجنس صراحة، أو غيرها من المنكرات.
فخذه وسائل تخريب، ومعاول هدم، وأدوات فساد وانحلال، ومدارس لهدم العقيدة وتمييع الأخلاق، والتدريب العملي على ارتكاب الفواحش؛ فهذه الوسائل لها قدرة كبيرة على الإقناع، ولها تأثير بالغ في تنحية دور الأسرة في التربية.
21- كثرة المشكلات بين الوالدين :
فهذا العمل له دوره السيئ على الأولاد، فما موقف الولد الذي يرى والده وهو يضرب والدته؟ ويغلظ عليها بالقول؟ وما موقفه إذا رأى أمه تسيء معاملة والده؟
لا شك أن نوازع الشر ستتحرك في نفسه، ومراجل الحقد ستغلي في جوفه، فتزول الرحمة من قلبه، وينزع إلى الشر والعدوانية.
22- التناقض :
كأن يأمر الوالد أولاده بالصدق وهو يكذب، ويأمرهم بالوفاء بالوعد وهو يخلف، ويأمرهم بالبر والصلة وهو عاق قاطع، أو ينهاهم عن شرب الدخان وهو يشرب، وهكذا... وليس معنى ذلك أن يترك الوالد نصح أولاده إذا كان مقصراً أو مفرطاً في بعض الأمور، بل ينبغي أن ينصح لهم، ولو لم يكن عاملا بما يقول، وإنما المقصود بيان أن التناقض بين القول والفعل- يفقد النصائح أثرها.
23- العهد للخادمات والمربيات بتربية الأولاد :
فهذا الأمر جد خطير، خصوصا إذا كانت الخادمة أو المربية كافرة؛ فذلك مدعاة لانحراف الأولاد، وفساد عقائدهم وأخلاقهم.
24- ترك البنات يذهبن للسوق بلا محرم :(1/179)
ولا شك أن هذا تفريط عظيم وإخلال بالأمانة، فمن الناس من يذهب ببناته إلى السوق الذي يبيع فيه الرجال، فيمكثن فيه الساعات الطوال، يتجولن بين الباعة بدون محرم؛ مما يعرضهن للفتنة، ويجعلهن تفين غيرهن.
ولو قيل لبعض هؤلاء : لِم لا تنزل معهم إلى السوق؟ لقال : أستحي أن يراني أحد معهن! سبحان الله، أ تستحي من الناس ولا تستحي من الله؟! أما تخاف العقوبة؟! أما تخشى الفتنة؟! لو كان عندك غنم ما تركتها بلا راع يرعاها، أعرضك أرخص عندك من غنمك؟! أما تخشى عليه من الذئاب الضارية؟!
ومن رعى غنما في أرض مسبعه ونام عنها تولى رعيها الأسد
25- إهمال الهاتف وترك مراقبته في المنزل :
فبعض الآباء- هداه الله- لا يلقي للهاتف بالاً، ولا يراقبه البتة، بل ربما أعطى كل واحد من أبنائه وبناته هاتفا خاصا في غرفته، أو يعطيهم هاتفا جوالا ولو كانوا لا يدركون مخاطره، ولا يستفيدون منه على الوجه الصحيح. وما علم أن الهاتف إذا أسيء استخدامه أصبح معول هدم وخراب؛ فكم جر من بلايا ورزايا، وكم قاد إلى الشرور والمحن، وكم انتهك بسببه من عرض، وكم خرب لأجله من بيت.
26- الغفلة عما يقرؤه الأولاد :
فالقراءة- ولا شك- تصوغ الفكر، وتؤثر في القارئ سلبا أو إيجابا.
وبعض الآباء لا يلقى لها بالاً، فلا يسأل عن قراءة أولاده، ولا يوجههم إلى القراءة النافعة، ولا يحذرهم من القراءة الضارة.
27- احتقار الأولاد وقلة تشجيعهم :
ومن مظاهر ذلك :
أ- إسكاتهم إذا تكلموا، والسخرية بهم وبحديثهم؛ مما يجعل الولد عديم الثقة بنفسه، قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه.
ب- التشنيع عليهم إذا أخطأوا ولمزهم إذا أخفقوا في موقف، أو تعثروا في مناسبة، مما يولد لديهم الخجل والهزيمة، ويشعر الوالد بالعجب والكبرياء، فيتكون بذلك الحاجز النفسي بين الطرفين؛ فلا يمكن بعده للوالد أن يؤثر في أولاده.(1/180)
ج- ازدراؤهم إذا استقاموا : وهذا أشد الاحتقار وأعظم صوره، فتجد من الآباء من يحتقر أولاده إذا رأى منهم تقى وصلاحا واستقامة وهداية، مما يجعلهم يضلون، وعلى أعقابهم ينكصون، فيصبحون بعد ذلك عالة عليه، وسببا لجر البلايا إليه.
28- قلة العناية بتربيتهم على تحمل المسؤولية :
فبعض الآباء لا يربي أولاده على تحمل المسؤولية؛ إما لإراحتهم، أو لعدم ثقته بهم، أو لعدم مبالاته في تربيتهم، فتجد من الآباء- على سبيل المثال- من لديه محلات تجارية كثيرة، وتجده يستقدم العمال من خارج بلاده، وربما كانوا من الكفار، وربما استعان بمن يعمل عنده من أهل بلده، وأولاده في المنزل لا عمل لهم، بل ربما عملوا عند غيره. وقد يكون الأبناء مقصرين أو عاقين، ولكن ما دور الأب تجاههم؟
أما إذا كان الأولاد يشتغلون بطلب العلم، أو الدعوة إلى الله، أو نحو ذلك من معالي الأمور، وأراد الوالد أن يفرغهم لما توجهوا إليه من تلك الأعمال العظيمة- فلا بأس بذلك، بل إن الوالد يحمد على صنيعه هذا.
وإنما اللوم يقع لمن تركهم عالة على غيرهم، وهو قادر على استصلاحهم، والأخذ بأيديهم إلى ما ينفعهم.
29- عدم إعطائهم فرصة للتصحيح والتغيير للأفضل :
فبمجرد أدنى خطأ أو زلة- تجد بعض الآباء يزري بولده، ولا يكاد ينسى هذا الخطأ له، فإذا سرق الولد ناداه باسم السارق، وإذا كذب ناداه باسم الكذاب، وكأن هذه الأخطاء ضربة لازب لا تزول، أو وصمة عار لا تنمحي، ومن هنا ينشأ الولد وفي نفسه أنه سارق أو كذاب، فلا يحاول التخلص من عيبه، ولا يجد من يعينه على ذلك.
30- سوء الفهم لنفسية الأولاد وطبائعهم :
فكثير من الآباء لا يفهم نفسية أولاده، ولا يعرف طبائعهم وأمزجتهم؛ فالأولاد تختلف أمزجتهم وطبائعهم؛ فمنهم من يغضب بسرعة، ومنهم من يتسم بالبرود، ومنهم من هو معتدل المزاج، فمعاملتهم بنمط واحد- بالرغم من تباين نفسياتهم- قد يتسبب في انحرافهم وميلهم.(1/181)
31- قلة المراعاة لتقدير مراحل العمر التي يمر بها الولد :
فتجد من الوالدين من يعامل الولد على أنه طفل صغير، بالرغم من أنه قد كبر، فهذه المعاملة تؤثر في نفس الولد وتشعره بالنقص، فلكل مرحلة من مراحل العمر معاملتها الخاصة التي يجدر بالوالد مراعاتها، والأخذ بها.
32- الشماتة بالمبتلين :
فبعض الآباء إذا رأى مبتلى بدأ يشمت به، ويتهم أهله بالتقصير في تربيته، بدلاً من أن يسأل الله السلامة لنفسه، والعافية لهذا المبتلى؛ فكم من الناس من انحرف أبناؤه وضلوا؛ بسبب شماتته، وذرابة لسانه، وجرأته على الناس.
33- قلة الاهتمام باختيار مدارس الأولاد :
فكم من الآباء من لا يهتم بذلك، فتجده لا يسأل عن المدرسة التي سيدرس فيها ابنه، ولا عن المدرسين وسلوكهم وأخلاقهم، ولا عن المناهج الدراسية، ولا عن نوعية الطلاب الذين يدرسون في المدرسة مع ابنه.
34- إلحاقهم بالمدارس الأجنبية :
التي تفسد عقائدهم وأخلاقهم، خصوصا إذا كانوا صغارا، أو قليلي الحصانة من العلم والتقوى.
وقد لا يقتصر فسادهم على أنفسهم، بل يصبحون معاول هدم لأمتهم.
35- قلة التعاون مع مدارس الأولاد أو انعدامه بالكلية :
فكثير من الآباء لا يتعاون مع المدارس التي يدرس فيها أولاده، بل ربما لا يعلم أين يدرسون.
36- الدفاع عن الولد بحضرته خصوصا في المدرسة :
فقد يحدث أن يقوم أحد المدرسين أو المسؤولين في المدرسة بتأنيب طالب من الطلاب أو عقابه، ثم يأتي والده وقد غضب غضبة مضرية، وبدلاً من الحوار الهادئ مع صاحب الشأن، وبدلا من أن يكون ذلك بعيداً عن ناظري الولد- تجد ذلك الوالد يطلق العبارات النابية على الأستاذ أو المسؤول، ويصب جام غضبه عليه، وينزله في الحضيض بحضور ولده، ومن هنا تقل قيمة المدرسة في نفس الولد، ويشعر بالزهو والتيه والإعجاب بالنفس، فلا يكاد بعد ذلك يصيخ السمع للمعلمين والمربين.
37- ترك المبادرة في تزويج الأبناء مع الحاجة والمقدرة :(1/182)
فمن الآباء من لا يحفل بهذا الأمر؛ فتراه لا يبادر إلى تزويج أبنائه مع حاجاتهم إلى الزواج، ومع غنى الأب، واستطاعته أن يزوجهم.
وهذا خطأ فادح؛ حيث يترتب عليه مفاسد عظيمة تعود على الفرد والأمة؛ فبسببه تتعطل الشباب عن الزواج إلى سن متأخرة، وبسببه تضيع أعراض، وأخلاق.
وقد يصاب ذلك الابن الذي لم يبادر في تزويجه بمرض عضال، إما بسبب حادث سيارة أو غير ذلك، فلا يتمكن معه من الزواج، ولا يقبل أحد أن يزوجه بسببه؛ فمن يقوم على رعايته، خصوصاً إذا كان الوالدان كبيرين وليس عندهما من يقوم به، بل قد لا يجد من يلتفت إليه بعد فراق والديه الدنيا، كما أن المنية قد تفاجئ هذا الذي أخر زواجه، فيتوفى دون أن تكون له ذرية تدعو له، وتترحم عليه، وتحي ذكره.
وإذا عاش ذلك الذي أخر زواجه ربما عاش ممزقا مشتتا متعرضا للفتن.
والذي يؤخر زواجه يحرم من سكون النفس، وطمأنينة القلب، وفضائل الزواج المتعددة.
ثم إن الزواج مشروع في دين الإسلام، وأقل درجات المشروعية الإباحة، بل إن المتأمل في أدلة الشرع يجدها لا تدل على الإباحة فحسب، بل تدل على الاستحباب، أو الوجوب.
وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن النكاح فرض عين يأثم تاركه مع القدرة عليه، قال بذلك أهل الظاهر.
والذي نص عليه ابن حزم أنه واجب على الرجال دون النساء.
ونقل الكاساني عن بعض الحنفية أنه فرض كفاية كالجهاد، وصلاة الجنازة، ونقل عن آخرين أنه واجب. والقائلون بالوجوب من الحنفية منهم من عده واجبا كفائياً كرد السلام، ومنهم من جعله واجبا عينيا عملا لا اعتقادا على طريق التعيين كصدقة الفطر والأضحية. والقول بوجوبه رواية عن أحمد، وهو قول بعض الحنابلة.
وذهب بعض شافعية العراق إلى القول بأنه فرض كفاية يقاتل أهل البلد الذي يمتنعون منه.(1/183)
وقد استدل القائلون بالفرضية، أو الوجوب العيني، أو الكفائي بالنصوص الآمرة بالنكاح كقوله- تعالى- : {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء : 3].
وقوله : {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور : 32].
وقوله صلى الله عليه وسلم : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء".
فالأمر عندهم للوجوب، ولم يأب صارف يصرفه عن الوجوب، وقد تأكد الوجوب من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أن النكاح من سنته، ومن إنكاره صلى الله عليه وسلم على من ترك النكاح، وعزم على التبتل.
وذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب النكاح للتائق إليه الذي لا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا؛ فإن كان توقانه شديدا؛ بحيث يخشى على نفسه الوقوع في الزنا وجب عليه الزواج متى قدر على تكاليفه.
هذه نبذة يسيرة من أقوال أهل العلم في الزواج وأهميته ومع ذلك تجد بعض الآباء لا يلقي بالاً لهذا الأمر؛ مما ينذر سوء المنقلب، على الأبناء بخاصة، وعلى الأمة بعامة. فحقيق على الآباء أن يعوا هذا الأمر، وأن يسعوا في تزويج أبنائهم عند حاجة الأبناء، ويسار الآباء.
38- إجبار الابن على نكاح من لا يريد :
كأن يقول الوالد لابنه تزوج بنت عمك، أو بنت خالك، أو بنت الوجيه الفلاني، أو التاجر الفلاني، أو نحو ذلك.
وإذا لم يتزوج غضب عليه الوالد أشد الغضب، بل ربما هجره.
وهذا الصنيع لا يجوز؛ فليس للوالد إجبار ابنه على الزواج من أسرة معينة، أو فتاة معينة؛ فقد يرى الابن ما لا يرى والده؛ فقد لا يجد ميلاً لمن أشار والده بها، وقد يكون طامحا لأسرة أخرى؛ وهكذا..
نعم للوالدين أن يشيرا عليه، ولهما أن يحاولا إقناعه، وفتح المجالات أمامه، وإبداء المسوغات له.
ولكن ليس لهما إجباره، فقد يضرانه من حيث أراد نفعه.(1/184)
رام نفعاً فضر من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- : "ليس لأحد من الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من لا يريد، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقاً.
وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر منه مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه- كان النكاح كذلك، وأولى؛ فإن أكل المكروه مرارة ساعة، وعشرة المكروه من الزوجين على طولي يؤذي صاحبه، ولا يمكن فراقه.
39- تأخير زواج البنات بغير مسوغ شرعي :
فمن الآباء من يؤخر زواج ابنته بلا مسوغ شرعي؛ فتراه يرد الخاطب الكفؤ، ويؤخر زواج ابنته إما لكونها وحيدته فلا يرغب في فراقها، أو لرغبته في أن تخدمه، أو لأنها موظفة ويرغب في مالها، أو لأنه ينتظر خاطبا غنياً يتقدم لموليته، أو لغير ذلك من الأسباب.
وهذا حرمان للفتاة من حقها في الزواج؛ فكيف تكون حالها وهي ترى أترابها من بنات عمها، أو بنات خالها، أو صديقاتها وهن يحملن الأطفال، ويسعدن بالأزواج؟
إنها تحترق كمدا وغماً، وحسرة؛ فتبعة ذلك التأخير يتحملها الأب؛ لأن الأصل أن يبادر إلى تزويجها متى تقدم لها الخاطب الصالح.
أما تأخير الزواج، ورد الخاطب بلا مسوغ- فشذوذ، وخروج عن الأصل الشرعي والعرفي، وهو تمكين الفتاة من الزواج.
فإذا ارتضت المرأة رجلا، وكان كفوا فليس لوليها منعها من التزوج به.
فيا أيها الأب الناصح لابنته، خف الله، وارحم موليتك، وتذكر بأنك لست مخلدا في هذه الدنيا، وتذكر بأن الأنثى لا بد لها من رجل يحوطها برعايته أباً كان، أو أخاً، أو عماً، أو خالا.
فإذا انتقلت عن هذه الدنيا، ولم تدخل ابنتك عش الزوجية، وأنت السبب فمعنى ذلك أنها ستكون عالة على إخوانها، أو أحد قاربها.
وقد تبتلى بمن لا يخاف الله فيها، سواء كان ذلك زوج أمها إذا تزوجت أمها بعد فراقك، أو زوجة أحد إخوانها، أو غير أولئك، فتتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق.
40- تزويج البنات بغير الأكفاء :(1/185)
فمن الآباء من لا يقصر في المبادرة إلى تزوج ابنته، ولكنه يقصر في اختيار الزوج المناسب، فتراه لا يتحرى الكفؤ الذي يرضى دينه وخلفه، إما لقلة اهتمامه بأمر ابنته، أو لرغبته في التخلص من تبعتها وبقائها بلا زوج، وإما لعجلته وخرقه، وإما لطمعه في المال إذا تقدم إليه غني، أو لرغبته في الوجاهة والمنصب والسمعة إذا تقدم له من هو كذلك، أو يزوجها للقريب الذي يستحي من رد طلبه.
أما الدين القويم، والخلق الكريم فلا يخطر بباله، ولا يدور في خياله.
ولهذا قد تبتلى بتارك للصلاة، أو مدمن للمخدرات، أو شرس الأخلاق، جافي الطبع.
ولا حرج أن يسأل الإنسان عن المنصب، والحسب، والنسب، ونحو ذلك من الاعتبارات.
لكن الحرج أن تكون هي المحكمة في المفاضلة، والترجيح دون اعتبار للدين والخلق، وهذا من الخلل والتفريط.
41- إرغام البنت على الزواج بمن لا تريده :
فمن الآباء من إذا خطبت إليه ابنته، واقتنع بالخاطب - أياً كانت دوافع الاقتناع- أعطى الموافقة التامة دون أن تعلم البنت بشيء؛ فإذا قرب موعد الزفاف همس الولي في أذنها؛ كي تهيئ نفسها لزوجها.
وهذا من الخلل؛ فقد لا ترضى البنت بالزوج؛ فإذا أجبرت على الزواج منه كانت حياتهما ضرباً من النكد.
ولهذا جاء الشرع الحكيم بمنع الولي من إكراه موليته على الزواج؛ لأن ذلك ليس من حقه، جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن".
قالوا يا رسول الله! وكيف إذنها؟ قال : "أن تسكت".
وعلى هذا فلا يجوز تزويج المولية بغير إذنها، ولا يعني اشتراط إذنها أن الولي غير لازم في نكاحها؛ فالصواب من القول أن تتفق إرادتها وإرادة وليها في التزويج.
نعم لوليها أن يحاول إقناعها بالزواج إذا كانت ترفضه، وله إقناعها بالزوج الصالح إذا كان ترده، ولكن ليس له إجبارها.
ولا يعني ذلك أن تتعنت المرأة بحجة أنها لا تجبر.(1/186)
42- دخول الوالد في كل صغيرة وكبيرة من أمر ولده إذا تزوج : فمن الوالدين- أباً كان أو أماً- من يفرض وصاية عامة، ويضع سياجا محكماً على أولاده بنين وبناب حتى بعد أن يتزوجوا؛ فتراه يتدخل في شؤونهم الخاصة، ويأتي بيوتهم على غرة، ويفرض أراءه التي قد تكون مجانبة للصواب. وهذا من الخلل في التعامل مع الأولاد؛ فاللائق بالوالد أن يترك أولاده يعيشون حياتهم الخاصة بهم، وألا يكون حجر عثرة في طريق سعادتهم.
ولا يعني ذلك أن يترك منا صحتهم، ودلالتهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم، وإنما المقصود من ذلك لزوم الاعتدال في شتى الأحوال.
تساؤلات
هذه بعض مظاهر التقصير في تربية الأولاد، فماذا نؤمل بعد هذا الإهمال؟ وماذا سنحصد من جراء ذلك التقصير؟ أو بعد هذا نطمع في استقامة الأولاد؟ نحيطهم بكل ما يؤدي إلى الانحراف، ثم نرجو بعد ذلك صلاحهم وفلاحهم؟
ومن هنا نعلم أية جناية نجنيها على الأولاد حين نقذف بهم إلى معترك الحياة في جو هذه التربية الخاطئة، ثم ما أسرعنا إلى الشكوى منهم حين نراهم منحرفين أو عاقين أو متمردين؛ ونحن قد غرسنا بأيدينا بذور هذا الانحراف، أو العقوق، أو التمرد.
أين تربيتنا- في هذه الإعصار المتأخرة- من تربية سلفنا الصالح الذين خرجوا لنا أكرم جيل، وأفضل رعيل لا يدانيهم أحد من بعدهم، ولا يبلغ شأوهم من لحق بهم. فمن كان وراء هؤلاء الأبطال؟ ومن الذي صنع أولئك الرجال؟
إننا لو سبرنا أحوالهم، وتتبعنا سيرهم- لوجدنا أن وراء كل واحد منهم- بعد توفيق الله- أباً عظيما أو أماً عظيمة يربون أولادهم على طلاب الكمال، ونشدان المعالي.
منقول من كتاب التقصير في تربية الأولاد مظاهره وسبل الوقاية والعلاج
لمحمد بن إبراهيم الحمد
---
(1/187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هو الحاكم الجشمي وأين يوجد تفسيره مخطوطا ؟
---
من هو الحاكم الجشمي وأين يوجد تفسيره مخطوطا ؟
---
أبو صفوت
03-04-2004, 02:26 PM
السلام عليكم
سمعت أن هناك تفسيرا للحاكم الجشمي ما زال مخطوطا فمن هو الحاكم الجشمي وأين أجد كتابه مخطوطا وما منهجه فيه ؟ وهل هو من أهل السنة حتى يهتم بكتابه أم أنه من أهل البدع فيهمل تفسيره دفعا للشر فقد أخبرني بعض الإخوة أنه معتزلي
والله أعلم
أرجو إفادتي حول هذا الموضوع
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2004, 09:28 AM
الحاكم الجشمي هو أبو سعد المحسن بن محمد الجشمي البيهقي . واختلف في نسبته الجشمي هل هي إلى بلدته (جشم) من نواحي بيهق أم إلى قبيلته (جشم). وقد ولد سنة 413 هـ . وهو من كبار شيوخ المعتزلة في زمنه.
وله عدة كتب في التفسير منها :
- التهذيب في التفسير.
- التفسير المبسوط.
- التفسير الموجز.
فأما كتاب التفسير المبسوط والموجز ، فقد نصت كتب التراجم أنهما بالفارسية ، ولم يشر الدكتور عدنان زرزور إلى وجود هذين التفسيرين في رسالته عن الحاكم الجشمي ، وسأذكر لك عنوانها بعد قليل.
وأما كتاب (التهذيب في التفسير) فقد وصلنا كاملاً ، ويوجد منه نسخة كاملة ربما تكون قد كتبت في عصر المؤلف محفوظة بالجامع الكبير في صنعاء اليمن ، وذلك لكونه من الزيدية ، وقد اعتنى بكتبه أهل اليمن في عهده وبعده. وقد قام الدكتور عدنان زرزور بدراسة منهج الحاكم الجشمي في تفسيره من خلال سبعة مجلدات تم تصويرها من هذا التفسير لدار الكتب المصرية بالقاهرة ، وذلك في رسالته للدكتوراه بعنوان :(الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير). وقد طبعته مؤسسة الرسالة قديماً ، وتاريخ فراغ المؤلف من مقدمته عام 1388هـ (1968م).(1/188)
فلعلك أخي الكريم تراجع كتاب الدكتور عدنان هذا فقد أتى على الغاية ، واستولى على الأمد ، وستجد فيه ما تريد من التبصير بشأن هذا الكتاب ومؤلفه على حد سواء. وفقك الله.
---
أبو صفوت
03-05-2004, 05:51 PM
جزاك الله خيرا شيخنا المبارك ونفع بعلمك وسدد خطاك
أود أن تخبرونا هل الحاكم أتى في تفسيره ببدع المعتزلة وأكثر منها وبالتالي فلا فائدة من العمل عليه من باب حدث بالخير لينتشر ولا تحدث بالشر ليندثر أم أنه كان مقلا جدا من البدعة وهل هو زيدي على منهج الشوكاني ونحوه أم هو معتزلي ؟ سامحوني إن أثقلت عليكم لكن الكتاب لا أتمكن من الحصول عليه الآن
---
عبدالرحمن الشهري
08-07-2005, 06:29 PM
أما التفسير فقد بين الدكتور عدنان أنه تفسير جيد ، وخال من كثير من بدع الاعتزال فلم تكن ظاهرة فيه بشكل ملفت ، وقد عني بمسائل اللغة ، وهو جدير النشر والعناية. وفي زيارة للدكتور عدنان زرزور حفظه الله قبل مدة تقارب العام أشار إلى أنه بصدد تحقيق تفسير الحاكم الجشمي وإخراجه. ولست أدري ماذا صنع في الأمر حتى الآن . فلعل أحد المقربين منه حفظه الله يخبرنا الخبرَ مشكوراً.
---
(1/189)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن
---
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2003, 02:38 PM
بسم الله
هذا الدرس في تعريف مصطلح علوم القرآن :
علوم القرآن مركب إضافي ، يتضح معناه ببيان معنى جزأيه ، وهما "علوم" و "قرآن" .
ف"علوم" جمع علم ، والعلم في اللغة : مصدر بمعنى الفهم والمعرفة ، يُقال علمت الشيء أعلمه علماً :عرفته ) كما في لسان العرب . والعلم ضد الجهل .
وأما في الإصطلاح ؛ فقد اختلفت في تعريفه عبارات العلماء باختلاف الإعتبارات .
فعلماء الشريعة يعرفونه بتعريف ، وأهل الكلام يعرفونه بتعريف آخر ،وله عند الفلاسفة والحكماء تعريف ثالث .
وليس شيء من تعريفات هؤلاء بمراد هنا ؛ وإنما المراد : العلم في اصطلاح أهل التدوين ، فهم يطلقونه على مجموعة مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة ، كعلم التفسير ، وعلم الفقه ، وعلم الطب .....، وهكذا ، وجمعه :علوم . فعلوم العربية : العلوم المتعلقة باللغة العربية ، كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والشعر والخطابة وغيرها . هذا ما يتعلق بلفظ "علوم" .
وأما لفظ " القرآن" فقد اختلفوا فيه ، فقيل : إنه اسم غير مشتق ، وقيل : إنه مشتق ، والقائلون باشتقاقه اختلفوا أيضاً ، فمنهم من قال : إنه مهموز مشتق من "قرأ" ، ومنهم من قال : إنه غير مهموز مشتق من "القَري" ، أو من "قرن" على خلاف بينهم ليس هذا محل تفصيله .
ولعل أرجح الأقوال وأقواها في معنى القرآن في اللغة : أنه مصدر مشتق مهموز من قرأ يقرأ قراءة وقرآناً ، فهو مصدر من قول القائل : قرأت ، كالغفران من "غفر الله لك" ، والكفران من "كفرتك" ، والفرقان من "فرّق الله بين الحق والباطل" .(1/190)
وأما تعريف القرآن في الإصطلاح فهو : كلام الله تعالى ، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته
وأما تعريف " علوم القرآن" كمركب إضافي ، فله معنيان :
أحدهما : لغوي يُفهم من هذا التركيب الإضافي بين "علوم" و "القرآن" وهو أنها العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم ، سواء كانت خادمة للقرآن بمسائلها أو أحكامها أو مفرداتها ، أو أن القرآن دل على مسائلها ، أو أرشد إلى أحكامها .
فالمعنى اللغوي لعلوم القرآن يشمل كل علم خدم القرآن ، أو أُخذ من القرآن ، كعلم التفسير ، وعلم التجويد ، وعلم الناسخ والمنسوخ ، وعلم الفقه ، وعلم التوحيد ، وعلم الفرائض ، وعلم اللغة وغير ذلك .
والثاني : اصطلاحي خاص بعلم مدون ؛ ويُعرّف "علوم القرآن" عَلَماً على علم مدون بأنه : علم يضم أبحاثاً كليةً هامةً ، تتصل بالقرآن العظيم من نواحٍ شتى ، يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً .
وهذا التعريف _في نظري _ أجود تعريف لعلوم القرآن من بين التعاريف الأخرى التي ذكرها من عرف هذا العلم . والله الموفق والهادي إلى سواء سبيل .
من المراجع التي أفدت منها فيما ذكرته سابقاً :
1-كتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ المحقق محمد محمد أبو شهبة .
2-كتاب :دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي .
3- كتاب :القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للشيخ محمد بن عمر بازمول .
4- مذكرة علوم القرآن لطلاب الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين في الرياض للشيخ مناع القطان .
وغير ذلك من مراجع علوم القرآن المعروفة .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2003, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الدرس الثاني من دروس علوم القرآن ، وسيكون في موضوع مهم من موضوعات هذا العلم ، وقد وقع أكثر من كتب فيه من المؤلفين في علوم القرآن في أخطاء وزلات ينبغي التنبه لها والحذر من الوقوع فيها .
وسيكون الحديث في هذا الموضوع في مسائل :(1/191)
المسألة الأولى :في معنى النزول :
النزول في اللغة : النزول في الأصل انحطاط من علو ، ويطلق ويراد به الحلول ، كقوله تعالى : ( فإذا نزل بساحتهم ) أي : حلّ . يقال : نزل فلان بالمدينة : أي حل بها .
وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة ، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف ، وهذا هو اللائق به ، فإنه نزل بلغة العرب ، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى ، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها ، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان ، وهذا لا يجوز ....) اه من مجموع الفتاوي [ 12/257 ] .
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال : إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال ، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي ، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته ، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى . [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله ، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف :مناهل العرفان 1/42-43 ، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه : المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44 ، 45 . ]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة ، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن .
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز ، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر ، كما في قوله تعالى : ( ونزّلناه تنزيلاً ) ، وقوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً ) .
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507 : ( وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً ) اه .(1/192)
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة :
1- كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2- كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول .
3- كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت .
وللحديث بقية ............................
---
(1/193)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف
---
لطائف
---
حسين الخالدي
07-13-2003, 11:41 PM
لطيفة (1)
في قوله تعالى (ومما رزقناهم ينفقون ) البقرة
تقديم المتعلق مما رزقناهم على الفعل فيه لطائف اولها الاهتمام بمصدر انفاقهم وانه من الله فيعود فضل الانفاق اليه ثانيها الامتنان عليهم ثالثها بيان ماخذ وجوب الانفاق وهو كون المال من عند الخالق فيجب صرفه فيما يرضيه رابعها التعريض بقبح الامساك لما فيه من كفر نعمة الخالق خامسها رعاية الفاصلة
---
عبدالله بن بلقاسم
07-14-2003, 01:07 AM
الحمد لله،:
سادسها : قال العلماء ، تقديم المعمول يفيد الاختصاص والحصر ، قال السيوطي رحمه الله : كاد أهل البيان أن يطبقوا على أن تقديم المعمول يفيد الحصر (انظر الإتقان)
فتقديم المعمول إشارة إلى محل الإنفاق وهو أموالهم خاصة دون أموال غيرهم فلا تصح الصدقة منها
سابعها: تقديم فعل الرب عز وجل في قوله ( زرقناهم)، على فعل العبد (ينفقون)
ثامنها: إفادة حصر الإنفاق في رزق الله عز وجل إذ لا رزق للعبد إلا من الله تعالى.
وجزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على فوائده العذاب، والسلام
---
حسين الخالدي
07-15-2003, 06:33 PM
تاسعها تعظيم الرب لنفسه باختيار ضمير الجمع للمتكلم وهذا يستلزم محبته للمدح كما جاء ذلك مصرحا به في الصحيحين
عاشرها التعبير في الانفاق بصيغة المضارع الدالة على التجدد
الحادي عشر ما يدل عليه اصل مدة ن ف ق من النفاد كما افاده الزمخشري وفيه الاشارة الى عدم طلبهم العوض الدنيوي لما ينفقون وفيه اشارة الى قابلية مال المخلوق للفناء بخلاف ملك الخالق
الثاني عشر ما الموصولة تفيد عموم النفقة لجميع انواع الرزق ومن التبعيضية لا تنافيه لتسلطها على عموم الافراد
---
حسين الخالدي
07-15-2003, 06:35 PM
وبوركت يا اخي عبدالله
---
حسين الخالدي(1/194)
07-15-2003, 06:58 PM
لطيفة(2)
لفظة (عبس ) في سورة عبس فيها شدة الاعتناء بمقام المصطفى بحيث يعاتب حتى على تعبيرات وجهه الشريف وفيها رفعة منزلته من جهة جعل مثل هذا العمل محلا لعتابه وفيه سلامته من مواقعة ما هو اكبر من العبوس لانه لو وجد لكان اولىبالعتاب والتعبير بصيغة الغائب فيه تلطف بالعتاب لما في المواجهة من تخجيل وتصدير السورة بهذه اللفظة فيه اهتمام بهذه الحال والمعاتبة على العبوس مع كون المعبوس في وجهه اعمى يدل على ان العناية منصرفة لتربية النبي صلى الله عليه وسلم علىالاكمل وتقديم العبوس على التولى اما بحسب الترتيب الخارجي او من باب الترقي وفيها تكريم ابن ام مكتوم وفيها احاطة المراقبة الالهية وفيها سمو الشريعة في معاملة العميان وفيها منع العبوس للمدبر او عند ذكر الشخص في غيبته وفيها ارشاد الدعاة الى التبسط وتخصيص هذه الحادثة بالمعاتبة دليل على ان المصطفى عادته بخلافها
---
حسين الخالدي
07-15-2003, 07:21 PM
لطيفة (3)
في لفظة الناس في قوله تعالى (ومن الناس من يقول امنا )الاية في سورة البقرة ابهام وهذا الابهام فيه تشويق بقيد ملاحظة التقديم للجاروالمجرور وفيه عدم تمحض هذا الصنف للاتصاف بكفر او ايمان وفيه تحقير لهم بحيث لا يعتنى بالتنصيص على لقبهم الخاص بهم
وفيه الاشارة الى خفاء امرهم على المخاطبين وانهم ناس من الناس العاديين في ظاهر الامر لا يكاد ينكشف اختصاصهم بطريقة خاصة في التدين وفيه الاعتناء بنقد ظاهرة النفاق من حيث هي بصرف النظر عن اعيان المنافقين
---
عبدالله بن بلقاسم
07-16-2003, 12:09 AM
وبارك الله فيك أنت أيضا
مع العلم أني كنت أقصد بالفوائد التي أضفتها في مسألة تقديم المعمول فحسب،
جزاك الله خيرا
---
حسين الخالدي
07-18-2003, 07:09 PM(1/195)
في قوله تعالىفي قلوبهم مرض لفظ المرض فيه لطائف اولها الكناية به عن الشك فيه تحذير من الشك وتعاطي اسبابه ثانيها فيه ادماج الذم لهم مع الاخبار عن حالهم ثالثهافيه توطئة لقوله فزادهم الله مرضا لان قابلية المرض للزيادة مستقرة في معلوم الناس ولان نسبة زيادة المرض الى الله اليق من زيادة الشك رابعها قابلية لفظ المرض لدخول ما سوى الشك من مطاوي قلوبهم فيكون اشمل من الشك
خامسها فيه اشعار بضعف قلوبهم وقلة صيانتهم لها او عدمه اذ هذا شان المرض مع الاجساد سادسها فيه ايماء لامكان معالجته بالادوية المناسبة
---
(1/196)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير مقاتل على ملف ورد
---
حمل تفسير مقاتل على ملف ورد
---
مسك
12-01-2005, 11:13 AM
اسم الكتاب : تفسير مقاتل
نبذة عن الكتاب :
يعد هذا التفسير من التفاسير الهامة التي شرح فيها كتاب الله تعالى، وهو من التفاسير المتقدمة النافعة والبعض يعتبره أول تفسير كامل للقرآن الكريم لأن الصحابة كانوا متفاوتين في قدرتهم على تفسير القرآن تبعاً لمقدار سماعهم التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولمقدار ما شاهدوا من أسباب النزول ولمدى ما فتح الله به عليهم من طريق الرأي والاجتهاد. وقد جاء التفسير في ثلاث مجلدات، وامتاز بحسن الضبط والطبع والإخراج مما يسهل قراءته وفهمه على كل مسلم. وأخيراً يعد هذا التفسير مميزاً مما يزيد من أهمية .الاطلاع عليه من قبل المسلمين علمائهم وعامتهم.
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=6&book=2200)
وكنت قد سألت الشيخ مساعد الطيار عن هذا التفسير فأجاب :
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا التفسير من التفاسير المهمة ، وهو منثور في كتب التفسير ، يستفيد منه المتخصصون ، ولا بأس من نشره .
---
طالب علوم القرآن
01-12-2006, 04:05 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/197)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً للشيخ بن غانم المقدسي والشيخ المرعشي رحمهما الله
---
الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً للشيخ بن غانم المقدسي والشيخ المرعشي رحمهما الله
---
محمد يحيى شريف
04-17-2005, 03:57 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ما نسبه بعض الأساتذة والعلماء واخصّ منهم الأستاذ فرغلي عرباوي في كتابه المسمى ( صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرءان ) إلى الشيخ بن غانم المقدسي والشيخ المرعشي رحمهما الله من إبدال صوت الضاد بصوت الظاء خطأ لا بدّ من تصحيحه بما يلي :
أولاً : ليس في كلامهما رحمهما الله تعالى ما يدلّ على ذلك ، فأرجو لمن نسب إليهما هذا القول أن ينقل من كلامهما ما يدلّ على ذلك دلالة صريحة ،
ثانياً : قد استعملا رحمهما الله في أدّلتهما عبارة التشابه بين الحرفين في الصوت وهذا لا يدلّ على إبدال الضاد ظاءاً لأنّ التشابه لا يعني المماثلة ،
ثالثاً : قد أثبتا جميعاً حافّة اللسان مخرجاً والاستطالة صفة للضاد ، فكيف تحصل المماثلة مع ما أثبتاه ؟(1/198)
رابعاً : قال بن غانم المقدسي " إنّ من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص مع صفاتها المميّزة لها حتى عن الظاء فهو أعلى مراتب النطق بها من الفصاحة ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء لكن من مخرجها وبينهما نوع فرق ودونه من ينطق بها ظاءاً خالصة " . فالشاهد أنّ بن عانم المقدسي جعل إبدال الضاد ظاءاً في المرتبة الثالثة فكيف ينسب إليه الأستاذ إبدال الضاد ظاءاً مطلقاً. وأمّا المرعشي فقد قال " إنّ جعل الضاد المعجمة طاءاً مهملة مطلقاً أعني في المخرج والاستطالة لحن جليّ وخطأ محض كذا جعلها ظاءاً مطلقاً " فالشاهد أن المرعشي رحمه الله خطّأَ من جعل الضاد ظاءاً مطلقاً .وقال " فإن لفظت بالضاد المعجمة بأن جعلت مخرجها حافّة اللسان مع ما يليها من الأضراس بدون إكمال حصر الصوت ، وأعطيت لها الإطباق والتفخيم الوسطين والرخاوة والجهر والاستطالة والتفشي القليل فهذا هو الحق المؤيّد لكلمات الأئمة في كتبهم ، ويشبه صوتها صوت الظاء المعجمة بالضرورة ", وهذه الأقوال منقولة من كتاب الأستاذ وكتاب جهد المقلّ للمرعشي وكتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد لغانم قدوري الحمد حفظه الله. أقول فهل كلام المرعشي رحمه الله يدلّ أنّه يقول بإبدال صوت الضاد بصوت الظاء فكيف ينسب إليهما الأستاذ هذا القول ؟ وعلى أيّ أساس ؟(1/199)
خامساً : لماذا لا يقوم الأستاذ ومن سلك مسلكه بالردّ على أدلّة المرعشي والمقدسي المذكورة في كتابه ، وقد ذكر هو وغيره أنّ إسماعيل الأزميري ردّ عليهما رداً مفحماً. فنقول إنّ كان هذا الردّ مفحماً حقاً لِمَ لم ينشر بين العلماء وطلبة العلم حتّى يستفيدوا من هذا الردّ المفحم. ولِمَ لم ينقله الأستاذ في كنابه ؟ والجواب على ذلك أنّ الردّ غير موجود إذ لو موجوداً ومفحماً كما يقولون لبادر الأستاذ ومن أخذ بقوله إلى نشره من غير تردّد. وكيف يُحكم عليه أنّه مفحم دون أن يطلعوا عليه. ولو استطاعوا أن يردوا على أدلّة المرعشي والمقدسي لما احتاجوا أن ينسبوا الردّ إلى إسماعيل الأزميري رحمه الله .
سادساً : ومن الغرابة أنّ الأستاذ ينسب إلى المرعشي والمقدسي رحمهما الله ما لم يقولا ، ويقوم بالردّ على ما تقوّل عليهما ، وهو عاجز عن الردّ على ما قالا حقيقة.
وأنّي لست من الذين يحبّون الردّ على المشايخ ولكنّي لمّا رأيت خطأ ما نُسِب إلى الشيخين وجدتُ نفسي مجبرة على تصحيح المفاهيم وإن كان الأستاذ قد قام بجهودٍ جبارة في علم التجويد لايجوز لأحدٍ أن ينكرها إلاّ أنّ الأنسان لا يخلوا من التقصير والخطأ ولو بلغ من العلم ما بلغ إلاّ سيّد الخلق نبيّنا عليه الصلاة والسلام.
هذا ماعندي ما أقوله وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك
محمد يحي شريف الجزائري
---
الجندى
04-18-2005, 01:51 AM
دار حوار طويل وممتع حول هذا الموضوع فى ملتقى أهل الحديث ، وكان بعنوان : صوت الضاد بدون تعصب
الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27516
---
أبو تيمية
04-30-2005, 06:14 PM
للعلم :
كتاب الأزميري مخطوط ، و مصورته عندي منذ زمن ، و هو قيد الطبع في مؤسسة ابن المديني ، مع رسائل أخرى في الباب لساجقلي زاده و غيره .
---
محمد يحيى شريف
05-03-2005, 11:39 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد(1/200)
بارك الله فيك ياأخي على هذه المعلومة وهو أنّ الكتاب المذكور تحت الطبع
وإنّي كنت أقصد من قولي غير موجود أي غير مطبوع وليس في متداول الناس اليوم وهناك الكثير من المراجع أثبتت أنّ الكتاب موجود ككتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد لغانم قدوري الحمد حفظه الله وغيرذلك من الكتب وإنّما مرادي بأنّ الكتاب غير موجود أي غير مطبوع ولا يمكن لأحد أن يحكم على كتابٍ ما أنّه غير موجودٍ مطلقاً إلاّ إذا اطلع على جميع المخطوطات الإسلامية في العالم وهيهات.
وأرجو أن تخبرني جزاك الله خيراً عند طبع الكتاب بارك الله فيك
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من وحى الإعجاز القرآنى ( ولا تنقضى عجائبه )
---
من وحى الإعجاز القرآنى ( ولا تنقضى عجائبه )
---
السيد محمد على
04-09-2006, 11:09 AM
أسرار القرآن
(( بحث يكشف النظام المُحكَم للعدد سبعة في القرآن الكريم ))
مقدمة
الحمد لله الذي خلق كل شيءٍ فقدَّره تقديراً، وصلى الله على هذا النبيِّ الأميِّ محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أخبرنا عن عجائب هذا القرآن فقال:((ولا تنقضي عجائبه))، واليوم تتجلَّى أمامنا إحدى عجائب كتاب الله: إنه النظام العجيب الذي رتَّب الله عليه آيات وسور وأحرف وكلمات كتابه، وقد جاء هذا النظام متناسباً مع العدد سبعة ومضاعفاته، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلّ على وحدانية الله عز وجل، فهو خالق السماوات السبع وهو منزِّل هذا القرآن.
أول سورة وآخر سورة
إن أول شيء نصادفه في كتاب الله هو سورة الفاتحة، وهي سبع آيات، وقد عَظَّم الله تعالى شأنها فسمَّاها: السبع المثاني، وقال: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر:87].
سورة الفاتحة هي أول سورة في القرآن رقمها واحد، أما آخر سورة في القرآن فهي سورة الناس ورقمها 114، والنظام القرآني الذي نحاول تدبره من خلال هذا البحث يعتمد على صفّ هذه الأعداد حسب تسلسلها في كتاب الله، لنجد دائماً مضاعفات للعدد سبعة. فعندما نصفّ رقمي أول سورة وآخر سورة في القرآن، أي: العدد 1 والعدد 114 نجد عدداً جديداً هو 1141، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، فالعدد 1141 هو حاصل ضرب سبعة في 163،هذه هي البداية فقط، وسوف نعيش في فقرات هذا البحث مع سلسلة من التوافقات العجيبة للعدد سبعة في القرآن.
أرجو الدعاء لى بظهر الغيب & أخوكم الفقير الى الله &&&&&&&&&
---
رشا عصر
04-14-2006, 12:14 AM
بارك الله فيك وجزاك كل خير(1/202)
جعل الله هذا العمل فى ميزان حسناتك انه ولى ذلك والقادر عليه
---
أحمد البريدي
04-14-2006, 12:23 AM
أخي الكريم :
لعلك تطلع على هذا البحث :بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=617)
---
(1/203)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل أعداد مجلة معهد المخطوطات العربية PDF
---
حمل أعداد مجلة معهد المخطوطات العربية PDF
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2007, 06:08 PM
من المفاجأت السارة أنه يمكنك الان تحميل مجلة معهد المخطوطات العربية على صيغة PDF من العدد الأول حتى التاسع والأربعين حالياً .جزى الله القائمين على نشرها خيراً فهي من أنفس المجلات العربية وفيها مقالات وتحقيقات ثمينة جداً.
مجلة معهد المخطوطات العربية (http://www.wadod.net/list.php?cat=1)
---
نواف الحارثي
04-05-2007, 07:36 AM
شكر الله لك أخ عبدالرحمن على جهودك المباركة ، نسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين
---
مروان الظفيري
04-05-2007, 09:38 AM
سبحان الله
ما شاء الله
الله يبارك ياأخي الحبيب
ويجزيك خيرا
لقد دفعت فيها في هذا الصيف ألفي دولار
لأحد الكتبيين ؛ ولكنه أصر على ثلاثة آلاف دولار
ومن أيام طلبت من الجامعة شراءها
تسهيلا لخدمة الباحثين والدارسين
وهاهي ذي الآن ـ بفضل الله ـ
عندنا ننتفع منها ، وتخدمنا ، والحمد لله
جزى الله القائمين على نشرها خيراً
فهي من أنفس المجلات العربية ، في خدمة التراث العربي
وفيها مقالات وتحقيقات ثمينة جداً
ونادرة جدا جدا
---
مروان الظفيري
04-05-2007, 09:48 AM
ليت أحد الباحثين الفضلاء الأكارم
يجد لنا هذه المجلات العلمية المتخصصة
على الشبكة :
1 ـ مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
2 ـ مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
3 ـ مجلة مجمع اللغة العربية في العراق
4 ـ مجلة مجمع اللغة العربية بالأردن
5 ـ مجلة المورد العراقية
( بلغ ثمنها من سنين ، في معرض الكتاب بأبو ظبي خمسة آلاف دولار )
المشكلة مع هؤلاء الكتبيين أنهم يتعاملون مع أهل العلم بالدولارات !!!!
6 ـ مجلة اللسان العربي المغربية
وجزاهم الله خيرا
وجعله في صحائف أعمالهم
---(1/204)
عبدالرحمن الشهري
04-05-2007, 11:57 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، وحقاً إن نقل هذه المجلات إلى هذه الصيغة أمر رائع ونافع للباحثين .
بقية المجلات يا دكتور مروان في الطريق بإذن الله ، فما عليك إلا الانتظار وستجدها على هيئة PDF
---
مروان الظفيري
04-05-2007, 12:42 PM
الله يبارك فيكم يا شيخنا الغالي الكريم المفضال عبد الرحمن الشهري
ويزيد من فضلك
ويزيد لك في أجرك
وفضلك علينا ، وعلى خدمة التراث الإسلامي
يطوق عنقنا بما أسديته إلينا ، وتفضلت به علينا
أدام الله وجودك .. وسرنا ـ دائما ـ ببقائك وجودك
---
أحمد بزوي الضاوي
04-06-2007, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ .
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن يسركم لخدمة التراث الإسلامي بتفضلكم بنشر هذا العمل المتميز المتمثل في مجلة معهد المخطوطات . فالدال على الخير كفاعله ، جزاكم الله خيرا ، ووفقكم لما يحبه و يرضاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
04-07-2007, 12:15 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الدعوات الصادقة ، وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً مفاتيح للخير دوماً .
---
د.خضر
04-07-2007, 12:02 PM
يسَّر الله لكم يا دكتور عبد الرحمن طريقا إلى الجنة كما يسرتم لأهل العلم طريق البحث
والدرس في زمن عبادة الدرهم والدينار.
---
مروان الظفيري
04-07-2007, 07:32 PM
ليت الشيخ الغالي الفاضل المفضال الباحث
أخي الحبيب منصور مهران
يتفضل علينا ـ مشكورا ـ
ويقارن بين روابط مجلة معهد المخطوطات العربية
وبين مانقص منها ؛ هل هي لم تصدر بسبب الهزات
التي تعرض لها المعهد ، وخاصة عند انقطاعها
عندما انتقلت إلى الكويت .
والأعداد الناقصة هنا ، هي :
8 ـ 11 ـ 14 ـ 16 ـ 18 ـ 19 ـ 21 ـ 22 ـ 23 ـ 25 ـ 29
( إن كانت متوافرة عندهم في المركز ؛ أو المكتبة )(1/205)
وجزاه الله خيرا
---
(1/206)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
---
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
---
أبو علي
03-02-2004, 02:00 PM
الحمد لله العزيز الحكيم
يقول الله سبحانه : إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور، ونفهم من هذا أن لو كان للصبر معنى يختلف عن معنى الشكر لجاء بواو العطف، ولكن قال :صبار شكور مما يدل أن الصبر هو عين الشكر، فتكاليف الدين كلها مبنية على الصبر، فلو كان الثناء باللسان هو الشكر لكان ما أسهله. وإنما الثناء باللسان يسمى حمدا،والثناء بالأفعال يسمى شكرا،والثناء بالأفعال هو الصبر، فحينما يقول تعالى: أشكر لي ولوالديك فهذا لا يعني قل فقط في والديك قولا كريما . ولقد وصف الله نوحا بالشكر فقال عنه إنه كان عبدا شكورا،وذلك لأن مدة صبره على قومه أكبر من أية مدة قضاها رسول آخر مع قومه، لقد صبر عليه السلام 950 سنة فاستحق أن يلقب بالشكور.
الصبر لا يقال إلا لشيء فيه عناء ومشقة ، والإنسان لا يصبر على شيء إلا لأنه يعلم أنه سيجني من وراء صبره خيرا ،
والإنسان لا يغامر ويعرض نفسه للمشقة والعناء إلا إذا كان متأكدا وعنده من اليقين ما يطمئنه أن ذلك سيعود عليه بالفائدة، والله سبحانه وتعالى عليم بخواطر النفس البشرية،فكلما أمر الإنسان بالصبر إلا ويطمئنه أن صبره سيجني منه خيرا والله منزه أن تأتي النتائج على خلاف ما يقول،ولذلك نجد في القرآن يأتي دائما التسبيح بعد الأمر بالصبر ،فكأنه تعالى يقول: يا عبدي إذا قلت لك اصبر فذلك هو الحق والصواب وأنا منزه عن الخطأ، ويمكن أن آتي بأمثلة من القرآن تؤيد ما أقول.
(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) 130 طه.
(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) 39 ق
سورة الإسراء بدأت بالتسبيح لأنها تلت سورة النحل التي ختمت بالأمر بالصبر.(1/207)
وإذا تأملنا السور التي ابتدأت بالتسبيح فإننا نرى أنها كانت كذلك إما بعد تأكيد للحق كقوله تعالى:إن هذا لهو حق اليقين، فكان من الحكمة أن يأتي التنزيه بعد ذلك لأن حق اليقين لا يأتي إلا من العزيز الحكيم،فقال بعدها:
فسبح باسم ربك العظيم.وتلتها سورة الحديد مبتدأة بالتسبيح للعزيزالحكيم.
ونجد السور الأخرى التي تبتدأ بالتسبيح تأتي بعد سور فيها أمر الله للذين آمنوا ،وآمر الله ( افعل أو لا تفعل) يعتبر أمرا بالصبر.
و قد يطمئن الله من أمره بالصبر بأن يقول له : إن وعد الله حق.
إذن الصبر هو الشكر
---
ابن الشجري
03-02-2004, 07:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الناشد للعلم والفضل وفقه الله
القول ماقلنا في الفرقة الناجية , فراجعه منه , واحرص على أن يكون لك في قولك في معاني القرآن سلف من ارباب المعاني ، فالقول المبتسر لن يعجز أحدا , ولو تكلفنا لتوجيه ماذكرت عن طريق الدلالات اللفظية ، باللزوم أو المطابقة أو التضمن لربما لم نسلم من ناقد يستدرك ، فكيف بمثل هذا الهجوم ، فلعلنا نراجع جميعا بعض كتب الاصول ومفردات القرآن الكريم .
وفقني الله وإياك لسداد القول والعمل.
---
(1/208)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > موقع مخزن لرفع الملفات
---
موقع مخزن لرفع الملفات
---
مصطفى علي
08-06-2006, 10:26 PM
موقع مخزن لرفع الملفات
http://www.m5zn.com/
---
ش.م
09-01-2006, 11:04 PM
الأخ الكريم.. الرابط الذي وضعته لا ينفتح
أرجو مراجعته جزاك الله خيرا
---
مصطفى علي
09-01-2006, 11:55 PM
http://o6o5.com/
ورابط مخزن يعمل ولكن يبدو من الضغط أنه يفتح أحيانا وأخرى لا
---
مصطفى علي
09-02-2006, 12:15 AM
وآخر
http://up20.net/
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:11 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/209)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال
---
سؤال
---
راكان
03-23-2004, 02:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل حفظكم الله
لي سؤال عن صحة هذا الحديث المدرج وماهو سنده ؟
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للإمام علي بن أبي طالب : ياعلي , لاتنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة القرآن كله , والتصدق بأربعة آلاف درهم ,وزيارة الكعبة, وحفظ مكانك في الجنة وإرضاء الخصوم
قال علي : وكيف ذلك يارسول الله ؟
قال النبي صلى الله عليه وآله سلم : أما تعلم انك إذا قرأت قل هو الله أحد ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله , وإذا قرأت الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم , وإذا قلت لا إله إلا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات فقد زرت الكعبة , وإذا قلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة , وإذا قلت استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت الخصوم
وجزاكم الله خير
---
يحيى الشهري
03-26-2004, 12:48 AM
الحديث تعبت عليه ولم أقف له على سند إلى ساعتي هذه ، ولعله مما وضعته الشيعة .. فقد قال الخليلي في الإرشاد: "وضعت الشيعة في فضائل آل البيت ثلاثمئة ألف حديث".
وفي مكتبتي كتاب (مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه) / تأليف يوسف أوزبك. ويتكون من سبعة مجلدات ويحوي آلاف الأحاديث الصحيحة والضعيفة، وللأسف ليس له فهرس، لأنه مرتب على الأطراف فالبحث فيه صعب، يستلزم تتبع المجلدات بكاملها ـ وهذا شيء شاق على في الوقت الحالي ـ وليس هناك كبير فائدة في الحصول على إسناده، فليس في مصنفات أهل السنة المعتمدة في الصحيح والضعيف، بل وليس في الموضوعات.(1/210)
فإن أراد الأخ السائل الوقوف على سنده فعليه بهذا الكتاب، وإلا فمضانه في كتب الشيعة .
وقد سئلت عنه اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية .. فكان جوابها كالتالي:
(هذا الحديث لا أصل له، بل هو من الموضوعات، من كذب بعض الشيعة كما نبه على ذلك أئمة الحديث).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة
عبدالرزاق عفيفي
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن بازانظر السؤال الأول من الفتوى رقم (9604) (4/462 ـ 463).
وكتبه/ يحيى البكري.
---
راكان
03-26-2004, 11:10 PM
استاذي الكريم
بارك الله فيك واحسن اليك على هذه الاجابه التي تعبت لاجد صحتها فلم اوفق
وفقك الله للخير والصلاح وشكرلك تبيانك لي الامر
تحياتي لك
---
طالب يتعلم
03-29-2004, 11:24 AM
وجدت هذا والسؤال والاجابة عليه في موقع الاسلام سؤال وجواب ... أرجو أن يفيدك أخي الكريم
السؤال:
وصلني عبر البريد حديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد رأيته في أكثر من منتدى .
ومن يكتبه يقول أوصلني عبر البريد .
وهذا نص الحديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا علي لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء هي : قراءة القرآن الكريم كله ، التصدق بأربعة ألاف درهم ، حفظ مكانك في الجنة ، إرضاء الخصوم .
فقال علي : وكيف يارسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : أما تعلم يا علي أنك :
إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كله ؟ وإذا قرأت ( سورة الفاتحة ) أربع مرات كأنك تصدقت بأربعة الأف درهم ؟ وإذا قلت " لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير " عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة ؟ وإذا قلت " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " عشر مرات فقد أرضيت الخصوم ؟
ثم يختمونه بقولهم : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل هذا الحديث صحيح .
الجواب:
الحمد لله(1/211)
هذا الحديث باطل موضوع .
قال علماء اللجنة الدائمة عن هذا الحديث :
هذا الحديث لا أصل له ، بل هو من الموضوعات ، من كذب بعض الشيعة كما نبَّه على ذلك أئمَّة الحديث .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 462 ، 463 ) .
وقد سئل عنه الشيخ بن محمد بن صالح العثيمين فقال - رحمه الله - :
هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا : كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يصح أن يُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن " مَن حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين " ، و " مَن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار " ؛ إلا إذا ذكره ليبيِّن أنه موضوع ويحذر الناس منه ، فهذا مأجور عليه ، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى علي ابن أبي طالب .
" فتاوى إسلامية " ( 4 / 111 ) .
والله أعلم .
تجدونه على هذا الرابط (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=30765&dgn=4)
---
راكان
03-29-2004, 09:35 PM
جزاك الله خير واحسن الله اليك
نفع الله بك وبعلمك
تحياتي لك
---
(1/212)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تفسير سورة الإخلاص للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
تفسير سورة الإخلاص للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
إمداد
08-14-2004, 01:13 AM
سورة الإخلاص
(السورة): هي عبارة عن آيات من كتاب الله مسورة، أي منفصلة عما قبلها وعما بعدها، كالبناء الذي أحاط به السور.
إخلاص الشيء، بمعنى: تنقيته، يعني: التي نقيت ولم يشبهها شيء وسميت بذلك، قيل: لأنها تتضمن الإخلاص لله عز وجل، وأن من آمن بها، فهو مخلص فتكون بمعنى مخلصة لقارئها، أي أن الإنسان إذا قرأها مؤمناً بها، فقد أخلص لله عز وجل وقيل لأنها مخلصة ـ بفتح اللام ـ، لأن الله تعالى أخلصها لنفسه، فلم يذكر فيها شيئاً من الأحكام ولا شيئاً من الأخبار عن غيره، بل هي أخبار خاصة بالله والوجهان صحيحان، ولا منافاة بينهما.
الدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟". فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: "الله الواحد الصمد ثلث القرآن")فهذه السورة تعدل ثلث القرآن في الجزاء لا في الإجزاء، وذلك كما ثبت عن النبي r أن: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات فكأنما أعتق أربع أنفس من بني إسماعيل، فهل يجزئ ذلك عن إعتاق أربع رقاب ممن وجب عليه ذلك وقال هذا الذكر عشر مرات؟ فنقول: لا يجزئ. أما في الجزاء، فتعدل هذا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فلا يلزم من المعادلة في الجزاء المعادلة في الإجزاء. ولهذا، لو قرأ سورة الإخلاص في الصلاة ثلاث مرات، لم تجزئه عن قراءة الفاتحة.
قال العلماء: ووجه كونها تعدل ثلث القرآن: أن مباحث القرآن خبر عن الله وخبر عن المخلوقات، وأحكام، فهذه ثلاثة:
1- خبر عن الله: قالوا: إن سورة: ]قل هو الله أحد[ تتضمنه.(1/213)
2- خبر عن المخلوقات، كالإخبار عن الأمم السابقة، والإخبار عن الحوادث الحاضرة، وعن الحوادث المستقبلة.
3- والثالث: أحكام، مثل: أقيموا، آتوا، لا تشركوا.. وما أشبه ذلك.
وهذا هو أ حسمن ما قيل في كونها تعدل ثلث القرآن.
حيث يقول ]قل هوالله أحد الله الصمد
]قل[: الخطاب لكل من يصح خطابه.
وسبب نزول هذه السورة: أن المشركين قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة وقيل: بل اليهود هم الذين زعموا أن الله خلق من كذا ومن كذا مما يقولون من المواد، فأنزل الله هذه السورة سواء صح السبب أم لم يصح، فعلينا إذا سئلنا أي سؤال عن الله أن نقول
]هو[: ضمير وأين مرجعه؟ قيل: إن مرجعه المسؤول عنه، كأنه يقول: الذي سألتم عنه الله وقيل: هو ضمير الشأن و]الله[: مبتدأ ثان و]أحد[: خبر المبتدأ الثاني، وعلى الوجه الأول تكون ]هو[: مبتدأ، ]الله[ خبر المبتدأ، ]أحد[: خبر ثان.
]الله[: هو العلم على ذات الله، المختص بالله عز وجل، لا يتسمى به غيره وكل ما يأتي بعده من أسماء الله فهو تابع له إلا نادراً، ومعنى ]الله[: الإله، وإله بمعنى مألوه أي: معبود، لكن حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال، وكما في (الناس)، وأصلها: الأناس، وكما في: هذا خير من هذا، وأصله: أخير من هذا لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة، فالله عز وجل ]أحد[.
]أحد[: لا تأتي إلا في النفي غالباً أو في الإثبات في أيام الأسبوع، يقال: الأحد، الاثنين.. لكن تأتي في الإثبات موصوفاً بها الرب عز وجل لأنه سبحانه وتعالى أحد، أي: متوحد فيما يختص به في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ]أحد[، لا ثاني له ولا نظير له ولا ند له.
]الله الصمد[: هذه جملة مستأنفة بعد أن ذكر الأحدية ذكر الصمدية، وأتى بها بجملة معرفة في طرفيها، لإفادة الحصر، أي: الله وحده الصمد.
فما معنى الصمد؟(1/214)
قيل: إن ]الصمد[: هو الكامل، في علمه في قدرته، في حكمته، في عزته، في سؤدده، في كل صفاته. وقيل: ]الصمد[: الذي لا جوف له، يعني لا أمعاء ولا بطن، ولهذا قيل: الملائكة صمد، لأنهم ليس لهم أجواف، لا يأكلون ولا يشربون. هذا المعنى روي عن ابن عباس رضي الله عنهماولا ينافي المعنى الأول، لأنه يدل على غناه بنفسه عن جميع خلقه، وقيل ]الصمد[ يمعنى المفعول، أي: المصمود إليه، أي الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، بمعنى: تميل إليه وتنتهي إليه وترفع إليه حوائجها، فهو بمعنى الذي يحتاج إليه كل أحد.
هذه الأقاويل لا ينافي بعضها بعضاً فيما يتعلق بالله عز وجل، ولهذا نقول: إن المعاني كلها ثابتة، لعدم المنافاة فيما بينها.
ونفسره بتفسير جامع فنقول: ]الصمد[: هو الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، فهي صامدة إليه.
وحينئذ يتبين لك المعنى العظيم في كلمة ]الصمد[: أنه مستغن عن كل ما سواه، كامل في كل ما يوصف به، وأن جميع ما سواه مفتقر إليه.
فلو قال لك قائل: إن الله استوى على العرش، هل استواؤه على العرش بمعنى أنه مفتقر إلى العرش بحيث لو أزيل لسقط؟ فالجواب: لا، كلا، لأن الله صمد كامل غير محتاج إلى العرش، بل العرش والسماوات والكرسي والمخلوقات كلها محتاجة إلى الله، والله في غنى عنها فنأخذه من كلمة ]الصمد[.
لو قال قائل: هل الله يأكل أو يشرب؟ أقول: كلا، لأن الله صمد.
وبهذا نعرف أن ]الصمد[ كلمة جامعة لجميع صفات الكمال لله وجامعة لجميع صفات النقص في المخلوقات وأنها محتاجة إلى الله عز وجل.
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد[هذا تأكيد للصمدية والوحدانية، وقلنا: توكيد، لأننا نفهم هذا مما سبق فيكون ذكره توكيداً لمعنى ما سبق وتقريراً له، فهو لأحديته وصمديته لم يلد، لأن الولد يكون على مثل الوالد في الخلقة، في الصفة وحتى الشبه.(1/215)
لما جاء مجزز المدلجي إلى زيد بن حارثة وابنه أسامة، وهما ملتحفان برداء، قد بدت أقدامها، نظر إلى القدمين. فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض فعرف ذلك بالشبه.
فلكمال أحديته وكمال صمديته ]لم يلد[ والوالد محتاج إلى الولد بالخدمة والنفقة ويعينه عند العجز ويبقي نسله.
]ولم يولد[، لأنه لو ولد، لكان مسبوقاً بوالد مع أنه جل وعلا هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الخالق وما سواه مخلوق، فكيف يولد؟
وإنكار أنه ولد أبلغ في العقول من إنكار أنه والد ولهذا لم يدع أحد أن لله والداً.
وقد نفى الله هذا وهذا وبدأ بنفي الولد، لأهمية الرد على مدعيه بل قال: ]ما اتخذ الله من ولد[ [المؤمنون: 91]، حتى ولو بالتسمي، فهو لم يلد ولم يتخذ ولداً، بنو آدم قد يتخذ الإنسان منهم ولداً وهو لم يلده بالتبني أو بالولاية أو بغير ذلك، وإن كان التبني غير مشروع، أما الله عز وجل، فلم يلد ولم يولد، ولما كان يرد على الذهن فرض أن يكون الشيء لا والداً ولا مولوداً لكنه متولد، نفى هذا الوهم الذي قد يرد، فقال: ]ولم يكن له كفواً أحد[، وإذا انتفى أن يكون له كفواً أحد، لزم أن لا يكون متولداً ]ولم يكن له كفواً أحد[، أي: لا يكافئه أحد في جميع صفاته.
في هذه السورة: صفات ثبوتية وصفات سلبية:
الصفات الثبوتية: ]الله[ التي تتضمن الألوهية، ]أحد[ تتضمن الأحدية ]الصمد[ تتضمن الصمدية.
والصفات السلبية: ]لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد[.
ثلاثة إثبات، وثلاث نفي وهذا النفي يتضمن من الإثبات كمال الأحدية والصمدية.
---
عادل التركي
08-14-2004, 04:28 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي (امداد)
ومن هنا يمكن تحميل الفاتحة - البقرة المجلد الأول - (http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran1.exe) من موقع الشيخ رحمه الله .(1/216)
شكراً لك مرة أخرى , وآسف إن كنت تطاولت على موضوعك , ولكن توقعت أن يكون من طلاب العلم من يود الإحتفاظ بنسخة من هذا التفسير في جهازة فأحببت أن أضع هذا الرابط .
علماً أن كتب التفسير في موقع الشيخ تراجع الآن ولم يصدر منها الا هذا الجزأ و عند أنتهاء المراجعة سنوافيكم بذالك - إن شاء الله -.
---
إمداد
08-14-2004, 11:50 PM
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة وقد نقلت تفسير السورة من شرح العقيدة الواسطية للشيخ رحمه الله وكذلك تفسير اية الكرسي
---
(1/217)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أود معرفة الموضوعات التي بحثت في كتاب أضواء البيان
---
أود معرفة الموضوعات التي بحثت في كتاب أضواء البيان
---
صالح الدرويش
10-06-2003, 11:51 PM
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أسال الله أن يوفقني وإياكم جميعا للعلم النافع والعلم الصالح الذي يرضيه عنا .
آمل التكرم بإفادتي عن الرسائل أو الكتب التي خدمت تفسير أضواء البيان فيما يتعلق بالموضوعات التي تتعلق بعلوم القرآن أو التفسير من ناحية دراسة هذا التفسير الجليل .
ومن جهة أخرى ما الموضوعات التي يمكن من خلالها دراسة لناحية معينة في هذا الكتاب وهي بحاجة إلى تجلية ودراسة . سواء في التفسير أو من خلال علوم القرآن لهذا الكتاب بالذات .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-11-2003, 12:22 AM
بسم الله
أخي محب أهل القرآن
كتاب أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله كتاب حافل قيم ، وقد اعتنى به طلاب العلم والعلماء ، ومن صور ذلك :
سجلت ثلاث أو أربع رسائل ماجستير في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض في دراسة اختياراته وترجيحاته في التفسير .
وهو كتاب يحتوي على ثروة فقهية هائلة ، وقد استخرج منه بعض العلماء وطلبة العلم ما يتصل بموضوع فقهي معين ، ومن ذلك :
منسك الشي الشنقيطي من كتابه أضواء البيان لأكثر من جامع .
وهو كتاب مهم بإمكان طالب العلم أن يجد فيه ما يستحق البحث .
---
عبدالرحمن الشهري
01-28-2006, 12:50 PM
وهناك بحث بعنوان ( علوم القرآن عند الشنقيطي في تفسيره) إعداد د.صالح بن ناصر بن سليمان الناصر . الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود - قسم الثقافة الإسلامية. وقد صدر عن مركز البحوث بكلية التربية برقم (217) عام 1425هـ. ويقع في 50 صفحة .
---
أبو المعتز القرشي
01-28-2006, 03:07 PM(1/218)
رسالة بعنوان ( المسائل النحوية والصرفية في أضواء البيان ) د. علي الحسن السرحاني ، ماجستير في جامعة أم القرى عام 1417
---
محمود الشنقيطي
01-28-2006, 04:45 PM
كما يوجد أخي الكريم بحث في هذا الكتاب سُمي ب(دراسة ترجيحات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان) للأخ/ عبد الماجد بن محمد
ولم أطلع عليه.
---
أبو محمد الريشي
01-29-2006, 01:31 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
أحيي إخواني في هذا الملتقى القرآني والمائدة القرآنية التي لاينضب معينها ، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يتدارس كتاب الله وينتفع به
كما أتمنى أن يوفق الإخوة الكرام لطرح المفيد والنافع والله يتولى الجميع
مشاركتي هنا هي حول هذا الكتاب الماتع الرائع : أضواء البيان الذي كتبه جبل من جبال العلم الشامخة ومن أهل الرسوخ في العلم وهو العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى ولاأدل على مكانة هذا الكتاب ومنزلته من اهتمام أهل العلم به اهتماما كبيرا يستخرجون منه درر العلم ونفائسه
لاأطيل في هذه التقدمة وأشرع في ذكر بعض الكتب والأبحاث التي اهتمت بهذا الكتاب أرجو أن تنفع الإخوة
- الشنقيطي ومنهجه في أضوء البيان .
رسالة ماجستير في جامعة الإمام عام 1401 للباحث/ سليمان الملق
- الشنقيطي ومنهجه في التفسير .
رسالة ماجستير في كلية التربية للبنات بجدة عام 1409 للباحثة/ سميرة آل محمد
- منهج الشنقيطي في تفسير آيات الأحكام .
رسالة ماجستير في جامعة أم القرى عام 1412 للباحث/د. عبدالرحمن السديس
- جهود الشنقيطي في العقيدة .
رسالة ماجستير في الجامعة الاسلامية عام 1412 لأستاذي الدكتورعبدالعزيز الطويان عميد شئون المكتبات في الجامعة . وقد طبعت حديثا في مجلدين .
- منهج العلامة الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان .
رسالة جامعية في الأردن للدكتور عدنان آل شلش طبعت باسم العلامة الشنقيطي مفسراً(1/219)
في دار النفائس في مجلد واحد وقد أفدت منه في ذكر بعض الرسائل .
- منهج الشيخ الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان .
أطروحة دكتوراه في الأردن طبعت حديثا .
وهناك من حاول خدمة الكتاب باستخراج بعض درره والإشارة إلى الأيات التي فسرها الشيخ رحمه الله ومن هذه المحاولات :
- فهرس المسائل الأصولية في أضواء البيان .
للشيخ / عبد الرحمن السديس . وهو مطبوع .
- فهرس الآيات التي فسرها الشنقيطي في تفسيره .
لأستاذي الدكتور / حسين بن حسن العواجي عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية
وهو مطبوع أيضاً .
وهناك بحث جيد لأخي الفاضل الشيخ / عبدالله بن حماد القرشي المحاضر بكلية الدعوة في جامعة أم القرى بعنوان / القواعد التفسيرية في تفسير أضواء البيان . ولم يطبع .
هذه بعض الكتب والأبحاث التي عرفتها إضافة إلى ماذكره الإخوة الكرام قبلي .
أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع .
---
أبو المعتز القرشي
01-29-2006, 01:44 AM
أرحب بأخي أبي محمد الريشي في أول مشاركاته المفيدة السمينة
وننتظر منه المزيد .
---
(1/220)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أبحث عن كتاب ( معيار اللغة )
---
أبحث عن كتاب ( معيار اللغة )
---
منصور مهران
03-21-2007, 01:35 AM
أبحث عن كتاب ( معيار اللغة ) تأليف محمد علي الشيرازي - نسخة إلكترونية
رجائي إلي أهل الفضل ممن يعرف موقعه أن يدلني عليه ،
ولكم الشكر والتقدير
والله يرعاكم .
---
(1/221)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شرع من قبلنا
---
شرع من قبلنا
---
البتار الشامي
08-14-2003, 07:31 PM
السلام عليكم
ما هي الأماكن التي تكلم فيها الإمام الشنقيطي في إثبات أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأت الدليل على غير ذالك و رد على من قال العكس في كتابه أضوا البيان?
---
محمد رشيد
08-22-2003, 06:04 PM
ج 2 ص 56 ( طبعة مكتبة ابن تيمية بمصر )
في سورة المائدة ، عند تفسيره لقوله تعالى ( و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس )
وفقك الله تعالى وسددك أخي في الله
---
(1/222)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من أقوال الشيخ عبدالعزيز بن باز في علوم الحديث، مما لا تجده في كتبه كلها
---
من أقوال الشيخ عبدالعزيز بن باز في علوم الحديث، مما لا تجده في كتبه كلها
---
أبو حسن
12-06-2005, 08:09 PM
من أقوال الشيخ عبدالعزيز بن باز في علوم الحديث، مما لا تجده في كتبه كلها
قال -رحمه الله- :
(( الحافظ ابن حجر قد يخطيء في التصحيح أو التضعيف وإن كان قليلاً، وكذلك أخونا الشيخ ناصر الدين الألباني قد يخطيء في التصحيح و التضعيف، فينبغي لطالب العلم أن يكون عنده نشاط ويراجع طرق الحديث وكلام العلماء في الرجال.
حتى شيخ الإسلام ابن تيمية مع إمامته ينبغي لطالب العلم أن يكون عنده نشاط في البحث عما يصححه أو يضعفه أو ينقله حتى يتأكد ويكون على بصيرة.
الشيخ أحمد شاكر يتساهل في تصحيح الأحاديث، فالأحاديث التي في أسانيدها علي بن زيد بن جدعان وابن لهيعة يمشيها ويصححها مع أن هؤلاء ضعفاء عند الجمهور، فأحاديثهم ضعيفة عند الجمهور وهو الصواب، فينبغي لطالب العلم أن يكون على بصيرة.
ابن حبان والحاكم كل منهما متساهل في التصحيح، والحاكم أشد تساهلاً، وكذلك البزار وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد.
الحافظ في التقريب له لأوهام فيما يوثق أو يضعف أو يوهم، ويعرف ذلك بمراجعة المطولات في الرجال كالتهذيب واللسان والميزان والخلاصة.
الترمذي يحسِّن حديث علي بن زيد جدعان مع أنه ضعيف عند الجمهور.
المقبول على قاعدة الحافظ ابن حجر -رحمه الله- هو الراوي الذي لم يجرح ووثقه واحد أو اثنان ممن يتساهل بالتوثيق كابن حبان فالحديث ضعيف بهذا السند، ويُقبل في المتابعات والشواهد، فإن جاء له طريق أخرى فإنه يكون حسناً لغيره. ))
المصدر: كتاب ((تقييد الشوارد من القواعد والفوائد)) (314 - 315)
لتلميذه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله
---
أبو صلاح الدين(1/223)
12-07-2005, 05:26 PM
أرجو نقل الموضوع إلى المنتدى المفتوح
---
(1/224)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قصة ابني آدم عليه السلام
---
قصة ابني آدم عليه السلام
---
التفسير1000
02-17-2004, 12:15 AM
الإخوة أعضاء المنتدى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو التكرم بإفادتي عن كتاب أو بحث متخصص عن قصة ابني آدم عليه السلام ، ولكم مني وافر الدعاء .
---
(1/225)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مبتكرات القرآن . هل سبق ابن عاشور أحدٌ في الاهتمام بها ؟!
---
مبتكرات القرآن . هل سبق ابن عاشور أحدٌ في الاهتمام بها ؟!
---
أبومجاهدالعبيدي
04-01-2005, 10:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لفت انتباهي وأنا أقرأ في التحرير والتنوير لابن عاشور اهتمامه بالتنبيه على ما يسميه : مبتكرات القرآن . والمراد بهذا النوع : ما استعمله القرآن من الألفاظ والأساليب والتراكيب مما لم يرد في كلام العرب قبله .
وقد بنى ابن عاشور على هذه المبتكرات بعض النتائج العلمية ، وخاصة في مجال عزو الأبيات الشعرية إلى قائليها .
وهذا النوع يصلح أن يكون بحثاً علمياً ماتعاً . فهل من مشمر .
وقد جمعت له ما يقارب ستة وعشرين مثالاً من تفسيره ، وهذه أهمهما أوردها بعد ذكر الآية التي أردها عند تفسيره لها :
{ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }(آل عمران: من الآية73) قال ابن عاشور : (وأحسب أنّ وصف الله بصفة واسع في العربية من مبتكرات القرآن. )
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }(لأنفال: من الآية1)
قال : (وأعلم أني لم أقف على استعمال (ذاتَ بين) في كلام العرب فأحسب أنها من مبتكرات القرآن. )
{ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ }(ابراهيم: من الآية9)
قال : (وهذا التركيب لا أعهد سبق مثله في كلام العرب فلعله من مبتكرات القرآن. )
{ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }(الانبياء: من الآية33)(1/226)
قال : ( ومن بدائع الإعجاز في هذه الآية أن قوله تعالى: {كُلٌّ فِى فَلَكٍ} فيه محسّن بديعي فإن حروفه تُقرأ من آخرها على الترتيب كما تُقرأ من أولها مع خفة التركيب ووفرة الفائدة وجريانه مجرى المثل من غير تنافر ولا غرابة، ومثله قوله تعالى: {ربك فكبِّر} (المدّثر: 3) بطرح واو العطف، وكلتا الآيتين بني على سبعة أحرف، وهذا النوع سمّاه السكاكي «المقلوبَ المستوي» وجعله من أصناف نوع سمّاه القَلب. وخص هذا الصنف بما يتأتى القلب في حروف كلماته. وسمّاه الحريري في «المقامات» «ما لا يستحيل بالانعكاس» وبنَى عليه المقامة السادسة عشَرة ووضح أمثلة نثراً ونظماً، وفي معظم ما وضعه من الأمثلة تكلف وتنافر وغرابة، وكذلك ما وضعه غيره على تفاوتها في ذلك والشواهد مذكورة في كتب البديع فعليك بتتبعها، وكلما زادت طولاً زادت ثقلاً.
قال العلامة الشيرازي في «شرح المفتاح»: وهو نوع صعب المسلك قليل الاستعمال. قلت: ولم يذكروا منه شيئاً وقع في كلام العرب فهو من مبتكرات القرآن.)
{ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا }(المؤمنون: من الآية100)
قال : (وقوله: {إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا} تركيب يجري مجرى المثل وهو من مبتكرات القرآن.)
{حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا }(محمد: من الآية4)
قال : ( والأوزار: الأثقال، ووضع الأوزار تمثيل لانتهاء العمل فشبهت حالة انتهاء القتال بحالة وضع الحمّال أو المسافر أثقاله، وهذا من مبتكرات القرآن.)
{ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ } (الحاقة:46) قال : (ولم أقف على أن العرب كانوا يكنّون عن الإِهلاك بقطع الوتين، فهذا من مبتكرات القرآن.)(1/227)
{ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } (النبأ:16) قال : ( فوصف الجنات بألفَاف مبنيّ على المجاز العقلي لأن الالتفاف في أشجارها ولكن لما كانت الأشجار لا يَلتفّ بعضها على بعض في الغالب إلا إذا جمعتها جنة أسند ألفاف إلى جنات بطريق الوصف. ولعله من مبتكرات القرآن إذ لم أر شاهداً عليه من كلام العرب قبل القرآن. )
{كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (الشورى:3) قال ( وإذ لم يتقدم في الكلام ما يحتمل أن يكون مشاراً إليه بـ {كَذَالِكَ} عُلم أن المشار إليه مقدر معلوم من الفعل الذي بعد اسم الإشارة وهو المصدر المأخوذ من الفعل، أي كذلك الإيحاء يوحي إليك الله. وهذا استعمال متّبع في نظائر هذا التركيب كما تقدم في قوله تعالى: {وَكَذَالِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} في سورة البقرة . وأحسب أنّه من مبتكرات القرآن إذ لم أقف على مثله في كلام العرب قبل القرآن. وما ذكره الخفاجي في سورة البقرة من تنظيره بقول زهير:
كذلك خِيمهم ولكلِّ قوم إذا مسَّتهم الضّراء خِيم
لا يصحّ لأن بيْت زهير مسبوق بما يصلح أن يكون مشاراً إليه، وقد فاتني التنبيه على ذلك فيما تقدم من الآيات فعليك بضم ما هنا إلى ما هنالك. )
{ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً } (الفجر:19) قال : ( والأكل: مستعار للانتفاع بالشيء انتفاعاً لا يُبقي منه شيئاً. وأحسب أن هذه الاستعارة من مبتكرات القرآن إذ لم أقف على مثلها في كلام العرب.)
{ عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً } (الانسان:18) قال : ( و(سلسبيل): وصف قيل مشتق من السلاسة وهي السهولة واللين فيقال: ماء سلسل، أي عذب بارد. قيل: زيدت فيه الباء والياء (أي زيدتا في أصل الوضع على غير قياس).
قال التبريزي في «شرح الحماسة» في قول البعيث بن حُرَيْث:
خَيالٌ لأمِّ السَّلْسبيل ودُونَها مسيرة شهر للبريد المذبذب(1/228)
قال أبو العلاء: السلسبيل الماء السهل المَساغ. وعندي أن هذا الوصف ركب من مادتي السلاسة والسَّبَالة، يقال: سبلت السماء، إذا أمطرت، فسبيل فعيل بمعنى مفعول، رُكب من كلمتي السلاسة والسبيل لإِرادة سهولة شربه ووفرة جريه. وهذا من الاشتقاق الأكبر وليس باشتقاق تصريفي.
فهذا وصف من لغة العرب عند محققي أهل اللغة. وقال ابن الأعرابي: لم أسمع هذه اللفظة إلاّ في القرآن، فهو عنده من مبتكرات القرآن الجارية على أساليب الكلام العربي، وفي «حاشية الهمذاني على الكشاف» نسبة بيت البعيث المذكور آنفاً مع بيتين بعده إلى أمية بن أبي الصلت وهو عزو غريب لم يقله غيره. )
وقال عند تفسيره لقول الله تعالى : { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ }(يوسف: من الآية23) : (أي راودته مباعدة له عن نفسه، أي بأن يجعل نفسه لها. والظاهر أن هذا التركيب من مبتكرات القرآن، فالنفس هنا كناية عن غرض المواقعة، قاله ابن عطية، أي فالنفس أريد بها عفافه وتمكينها منه لما تريد، فكأنها تراوده عن أن يسلم إليها إرادته وحكمه في نفسه. )
وقال في بيان المثل في قول الله تعالى : { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ } (لأعراف: من الآية176) : ( وهذا التمثيل من مبتكرات القرآن فإن اللهث حالة تؤذن بحرج الكلب من جراء عسر تنفسه عن اضطراب باطنه وإن لم يكن لاضطراب باطنه، سبب آت من غيره فمعنى {إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ} إن تُطارده وتُهاجمه. مشتق من الحَمل الذي هو الهجوم على أحد لقتاله، يقال حمل فلانٌ على القوم حملة شعواء أو حملة منكرة. وقد أغفل المفسرون توضيحه، وأغفل الراغب في «مفردات القرآن» هذا المعنى لهذا الفعل.)
وكذلك حكم على المثل الذكور في قول الله عز وجل :{ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} (العنكبوت: من الآية41) بقوله : (وهو تمثيل بديع من مبتكرات القرآن .)(1/229)
وقال عن وصف المسجد بالأقصى في صدر سورة الإسراء : ( وأحسب أن هذا العلم له من مبتكرات القرآن فلم يكن العرب يصفونه بهذا الوصف ولكنهم لما سمعوا هذه الآية فهموا المراد منه أنه مسجد إيلياء. ولم يكن مسجد لدين إلهي غيرهما يومئذٍ. )
قال : (ووصف اليوم بأنه {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً} وصف له باعتبار ما يقع فيه من الأهوال والأحزان، لأنه شاع أن الهم مما يسرع به الشيب فلما أريد وصف همّ ذلك اليوم بالشدة البالغة أقواها أسند إليه يشيب الولدان الذين شعرهم في أول سواده. وهذه مبالغة عجيبة وهي من مبتكرات القرآن فيما أحسب، لأني لم أر هذا المعنى في كلام العرب وأما البيت الذي يذكر في شواهد النحو وهو:
إذن والله نَرميهم بحرب تُشيب الطفل من قبل المشيب
فلا ثبوت لنسبته إلى من كانوا قبل نزول القرآن ولا يعرف قائله، ونسبه بعض المؤلفين إلى حسان بن ثابت. وقال العيني: لم أجده في ديوانه. وقد أخذ المعنى الصمّة ابن عبد الله القشيري في قوله:
دَعانيَ من نجدٍ فإن سنينه لَعِبْنَ بنا شِيباً وشيبننا مردا
وهو من شعراء الدولة الأموية.)
وقال مبيناً معاني الحسوم المذكورة في قول الله تعالى : { وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً }(الحاقة: من الآية7) : ( وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي:
ففرَّق بينَ بينِهمُ زمانٌ تتابع فيه أعوام حُسُومٌ
قيل: والحسوم مشتق من حسْم الداءِ بالمكواة إذ يكوى ويُتابع الكي أيّاماً، فيكون إطلاقه استعارة، ولعلها من مبتكرات القرآن، وبيت عبد العزيز الكلابي من الشعر الإِسلامي فهو متابع لاستعمال القرآن. )
{ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ }(آل عمران: من الآية154)(1/230)
قال : (وأحسب أن لفظ الجاهلية من مبتكرات القرآن، وصف به أهل الشرك تنفيراً من الجهل، وترغيباً في العلم، ولذلك يذكره القرآن في مقامات الذمّ في نحو قوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} (المائدة: 50) {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاٍّولَى} (الأحزاب: 33) {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} (الفتح: 26). وقال ابن عبَّاس: سمعت أبي في الجاهلية يقول: اسقنا كأساً دِهاقاً، وفي حديث حكيم بن حِزام: أنَّه سأل النَّبيء صلى الله عليه وسلم عن أشياء كان يتحنّث بها في الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة رحم. وقالوا: شعر الجاهلية، وأيَّامُ الجاهلية. ولم يسمع ذلك كُلّه إلاّ بعد نزول القرآن وفي كلام المسلمين. )
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ }(آل عمران: من الآية128)
قال : (وهذه الجملة تجري مجرى المثل إذ ركبت تركيباً وجيزاً محذوفاً منه بعض الكلمات، ولم أظفر، فيما حفظت من غير القرآن، بأنَّها كانت مستعملة عند العرب، فلعلّها من مبتكرات القرآن، وقريب منها قوله: {وَمَآ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَىْءٍ} (الممتحنة: 4) وسيجيء قريب منها في قوله الآتي: {يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأٌّمْرِ مِن شَىْءٍ} (آل عمران: 154) و {يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا}(آل عمران: 154) فإن كانت حكاية قولهم بلفظه، فقد دلّ على أنّ هذه الكلمة مستعملة عند العرب، وإن كان حكاية بالمعنى فلا. )
{ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } (التكوير:26) قال : ( واعلم أن جملة أين تذهبون قد أرسلت مثلاً، ولعله من مبتكرات القرآن.)(1/231)
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } (لأعراف:199) قال : ( والأخذ حقيقته تناول شيء للانتفاع به أو لإضراره، كما يقال: أخذت العدو من تلابيبه، ولذلك يقال في الأسير أخيذ، ويقال للقوم إذا أسروا أخذوا واستعمل هنا مجازاً فاستعير للتلبس بالوصف والفعل من بين أفعال لو شاء لتلبس بها، فيُشبّه ذلك التلبسُ واختيارهُ على تلبس آخر بأخذ شيء من بين عدة أشياء، فمعنى (خذ العفو): عَامِل به واجْعله وصفاً ولا تتلبس بضده. وأحسب استعارة الأخذ للعرف من مبتكرات القرآن ولذلك ارجع أن البيت المشهور وهو:
خُذي العفوَ مني تَستديمي مَوَدتي ولا تَنْطِقي في سَوْرَتي حين أغْضَبُ
هو لأبي الأسود الدؤلي، وأنه اتبع استعمال القرآن، وأن نسبته إلى أسماء بن خارجة الفزاري أو إلى حاتم الطائي غير صحيحة.)
---
عبدالرحمن الشهري
04-01-2005, 03:05 PM
وفقك الله يا أبا مجاهد على هذه الفائدة النفيسة . وقد وقفت عند أحد هذه الأمثلة من قبل وهو ترجيح نسبة الشاهد الشعري لأبي الأسود الدؤلي دون غيره لهذه العلة ، ولم أتنبه أن لها أخوات عند ابن عاشور رحمه الله. وفي الحق إنه كان ناقداً أدبياً فذاً فوق علمه بالعلوم الأخرى ، فقد كان في شرحه للحماسة ولديوان بشار بن برد صاحب نفس أدبي فريد ، وقد استطاع أن يوظف مجموع ما تعلمه في اللغة وعلوم الشرع أحسن توظيف في نقده الأدبي . رحمه الله رحمة واسعة .
وهذا مثال من قراطيسه في نقد الشعر كما سماها في مجلة الهداية الإسلامية عام 1357هـ .
قال أبو الطيب المتنبي في القصيدة التي مدح بها الحسين بن إسحاق التنوخي:(1/232)
وقد صارت الأجفان قرحى من البكى*وصارت بهاراً في الخدود الشقابققال أبو الحسين علي الواحدي في «شرحه»: «قرحى يغير تنوين: جمع قريح مثل جرحى ومرضى، وروى ابن جني: قرحاً بالتنوين على أنه جمع قرحة، كما أنّ بهاراً جمع بهارة وهو الورد الأصفر، والمعنى أنّ الأجفان تقرّحت من كثرة البكاء وصارت حمرة الخدود صفرة لأجل البين» اهـ كلام الواحدي. وقد أشار إلى ما نقل عن أبي الفتح ابن جني، وكان من أصحاب أبي الطيب والآخذين عنه قال: سألت أبا الطيب هل هو قرحى مُمال أو قرحاً منوّن؟ فقال: قرحاً منوّن، ألا ترى أن بعده: وصارت بهاراً؟ قال ابن جني: يعني أن بهاراً جمع بهارة وقرحاً جمع قرحة.(1/233)
وحاصل كلامهم مع توجيهه: أنّ قرحى يرجح أن يكون منوّن الآخر، اسم جمع قرحة بفتح القاف، وهي مؤنث القَرح وهو الجرح، فهو جمع لاسم جامد ليوافق مقابله، وهو بهراً الذي هو جمع بهارة فتحصل المزاوجة في البيت بين الكلمتين المتقابلتين مزاوجة في المعنى إذ تكون كلتاهما اسم جمع لاسم جامد، ومزاوجة في اللفظ إذ تكون كلتاهما منوّنة. ولا يكون قرحى ممالاً لأنه حينئذ يكون جمع قريح مثل جرحى فيفوت التزاوج من الجهتين. قال أبو العلاء المعري في شرحه لديوان المتنبي الذي سمّاه «معجز أحمد»: «رُوي قرحى منوناً على الاسم، وقرحى غير منوّن صفة الأجفان والمعنى واحد» فصرح المعري بما لمح إليه كلام ابن جني والواحدي في كون المعنى واحداً على وجهي التنوين والإمالة، فيكون اختيار المتنبي للتنوين لمجرد إيفاد حق الصناعة اللفظية، والذي جرّأ المتنبي على هذا أن مزاوجة الألفاظ المتقارنة أو المتقاربة هي من أفانين الفصاحة العربية، ولذلك ترى العرب يعمدون إلى الكلمة فيغيرونها عن لفظها الأصلي إلى حالة أخرى لأجل وقوعها مع كلمة أخرى كما جاء في القرآن (إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً) فنوّن (سلاسلاً) مع أنّ حقه عدم التنوين لوجود علة المنع من الصرف، وما تنوينه إلاّ لوقوعه مع (أغلالاً وسعيراً)، وقد جاء في حديث وفد عبد القيس أنّ رسول الله قال لهم: «مرحباً بالوافد غير خزايا ولا ندامى» أراد لا نادمين على قدومكم، والمشهور في جمع نادم أن يكون جمع سلامة فغُيّر جمعه هنا إلى ندامى، وهو جمع تكسير، وقد اشتهر جمعاً لندمان؛ وهو صاحب المنادمة أي المجالسة على الشراب، ولا موجب لهذا التغيير إلاّ قصد مزاوجته لخزايا، وكذلك قال ابن مقبل:
هتاك أخبيةٍ ولاّج أبوِبةٍ*يخالط البر منه الجد واللينافجمع باباً على أبوِبة، والمعروف أن يجمع على أبواب، وإنّما جمعه على أبوبة لمزاوجته لقوله أخبية.(1/234)
أمّا أنا فأقول: إنّ أبا الطيب ما اختار أن يكون (قرحاً) منوّناً إلاّ لشيءٍ زائد على ما ذكره شُرّاح ديوانه الثلاثة، وهو شيء راجع إلى المعنى الشعري، وذلك أنّ إثبات مصير الأجفان أنفسها قروحاً أبلغ من وصفها بالتقرّح الذي يدلّ عليه (قرحى) بدون تنوين، لأنّ في إثبات صيرورتها قروحاً تخيّلاً لتبدل ذاتها بذات أخرى فكان مناسباً للتخيل الذي يستدعيه الشعر، فوافق إثبات مصير الشقائق (بهاراً) في تخيّل تغيّر الذات بذات أخرى، فيكون وِزانه وزان قول أبي تمام في مليح إصابته حمى:
لم تشِن وجهَهُ المليحَ ولكن*بدّلت ورد وجنتيه بهاراًأو قول المعتز:
لم تشِن شيئاً ولكنها *بدّلت التفاح بالياسمينِبخلاف الإخبار عن الأجفان بأنها صارت متقرحةً فذلك أمر شائع في الكلام غير الشعر يقولون: بكى فلان حتى تقرّحت جفونه. فكأنه أخبر عن الخدود بمصيرها صفراء بعد الاحمرار، وذلك يوازن قول عبد الصمد بن المعذَّل(1) في مليحٍ أصابته الحمى.
لم تشنه لما ألمحت ولكن * بدّلته بالاحمرار اصفرارافإذا جمعت هذا الوجه إلى الوجهين الذين أخذناهما من كلام شراحه صارت رواية (قرحاً) بفتح القاف وبالتنوين متعيّنة وليست راجحة فقط لما اشتملت عليه من اللطائف، ولذلك لم يسمح المتنبي برواية لفظ (قرحى) من بيته بلا تنوين، ولا جعله (قُرحاً) بضمّ القاف مع التنوين لأنّ في كلا هذين الأخيرين فوات نكتة لا يرضى المتنبي بفواتها.
وفي بيت المتنبي من حسن التشبيه معنى رقيق، إذْ قد أنبأ بأنّ محاسن الخدود لم تتغير بتغيّر لونها، ولكنها كانت زهرة حمراء فصارت زهرة صفراء لم يفارقها حسن الزهور. واعلم أنّ المناسب لمعاني الغرام أن يكون عنى بالأجفان أجفانه، وبالخدود خدود الحبيب، بشهادة قوله قبله:(1/235)
وقفنا ومما زاد شوقاً وقوفنا*فريقي هوى منّا مشوقٌ وشائقُفالمشوق هو المحبّ، والشائق المحبوب، والبكاء من شأن المحب دون المحبوب، والروعة من البعد ومن مشاهدة حال المحب هي من شأن المحبوب، ولهذا لم يسلك في وصف الأجفان مسلك تحسينها بخلاف مسلكه في وصف الخدود.
---
جمال أبو حسان
04-02-2005, 05:28 PM
سيدار البحث حول هذه المبتكرات في جزء من رسالة للدكتوراة في التفسير يعدها احد طلاب جامعة اليرموك بالاردن بعنوان علوم القران عند ابن عاشور فان جد جديد حول الموضوع ساذكره علما انني عرضت للموضوع في رسالتي للماجستير عام 1991 حيث كانت بعنوان تفسير ابن عاشور دراسة منهجية ونقدية
---
الباجي
04-12-2005, 05:12 PM
علما انني عرضت للموضوع في رسالتي للماجستير عام 1991 حيث كانت بعنوان تفسير ابن عاشور دراسة منهجية ونقدية
هل طبعت رسالتك د: أبو حسان - نفع الله بك -؟ فقد كنت في انتظارها منذ رأيتها مرقومة، لا أدري الآن سنة 96 أم بعد ذلك بعمان.
---
جمال أبو حسان
04-14-2005, 11:41 AM
الى السيد الباجي المحترم
ومن يطبع رسائل العلم الخاصة للفقراء مادياً أمثالي .
إن المطابع اليوم تطبع الكتاب على حساب صاحبه ثم تاكل ثمنه ولا يناله منها إلا الغم والهم .
ليتني أجد من يطبع رسالتي التي شغلتني أكثر من ثلاث سنوات.
واذا كانت النسخة التي رأيتها في مكتبة الجامعة الأردنية فهي نسخة مختصرة.
---
فهد الناصر
05-03-2005, 11:48 AM
موضوع ممتع جداً . بارك الله فيك يا أبا مجاهد وفي الإخوة الكرام. وابن عاشور عالم قليل النظير فعلاً ولا سيما في أبواب اللغة. ولكن السؤال : هل يعد استقراء ابن عاشور للشعر حجة يمكن الاحتكام إليها ؟ بمعنى إذا لم يقل هذا الكلام أحد من العلماء المتقدمين الذين كانوا أكثر إحاطة بالشعر من ابن عاشور فهل يسوغ له هو أن يقول هذا ؟ لم أجد كذا في كلام العرب . أرجو التوضيح.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-08-2005, 11:10 PM(1/236)
في تفسير قول الله تعالى : ? يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ?(النساء: من الآية176)
قال ابن عاشور : ( والكلالةُ اسم للكلال وهو التعب والإعياء قال الأعشى:
فآليتُ لا أرثي لَها مِن كلالة ولا من حفى حتّى أُلاقي مُحَمَّدا
وهو اسم مصدر لا يثنيّ ولا يجمع.
ووصفت العرب بالكلالة القرابةَ غيرَ القربى، كأنّهم جعلوا وصوله لنسب قريبه عن بُعد، فأطلقوا عليه الكلالة على طريق الكناية واستشهدوا له بقول من لم يسمّوه:
فإنّ أبا المرءِ أحمى له ومَوْلى الكلالة لا يُغْضَبُ
وأحسب أنّ ذلك من مصطلح القرآن ؛ إذ لم أره في كلام العرب إلاّ ما بعد نزول الآية.
قال الفرزدق:
ورثتم قَنَاةَ المجد لا عن كلالة عن ابنَيْ مناف عبدِ شمس وهاشمِ
ومنه قولهم: ورِث المجدَ لا عن كلالة.)
---
إبراهيم الجوريشي
10-09-2005, 07:20 PM
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 01:22 PM
وفي تفسير ابن عاشور لقول الله تعالى : { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ } (الرحمن:31) قال : ( و { الثقلان }: تثنية ثَقَل، وهذا المثنى اسم مفرد لمجموع الإِنس والجن.
وأحسب أن الثّقَل هو الإِنسان لأنه محمول على الأرض، فهو كالثقل على الدابة، وأن إطلاق هذا المثنى على الإنس والجن من باب التغليب، وقيل غير هذا مما لا يرتضيه المتأمل. وقد عد هذا اللفظ بهذا المعنى مما يستعمل إلا بصيغة التثنية فلا يطلق على نوع الإنسان بانفراده اسم الثقل ولذلك فهو مثنى اللفظ مفرد الإطلاق.
وأظن أن هذا اللفظ لم يطلق على مجموع النوعين قبل القرآن .)
---
عبدالرحيم
03-11-2006, 05:07 PM
جزاكم الله خيراً..
هل من ذلك كلمة " تفثهم " في الحج، وكلمة " الحيوان " في العنكبوت ؟
---
د.أبو بكر خليل
03-11-2006, 07:15 PM
في تفسير قول الله تعالى : ? يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ?(النساء: من الآية176)(1/237)
قال ابن عاشور : ( والكلالةُ اسم للكلال وهو التعب والإعياء قال الأعشى:
فآليتُ لا أرثي لَها مِن كلالة ولا من حفى حتّى أُلاقي مُحَمَّدا
وهو اسم مصدر لا يثنيّ ولا يجمع.
ووصفت العرب بالكلالة القرابةَ غيرَ القربى، كأنّهم جعلوا وصوله لنسب قريبه عن بُعد، فأطلقوا عليه الكلالة على طريق الكناية واستشهدوا له بقول من لم يسمّوه:
فإنّ أبا المرءِ أحمى له ومَوْلى الكلالة لا يُغْضَبُ
وأحسب أنّ ذلك من مصطلح القرآن ؛ إذ لم أره في كلام العرب إلاّ ما بعد نزول الآية.
قال الفرزدق:
ورثتم قَنَاةَ المجد لا عن كلالة عن ابنَيْ مناف عبدِ شمس وهاشمِ
ومنه قولهم: ورِث المجدَ لا عن كلالة.)
---------------------------------------------------------------------------------------
نعم ، القرآن الكريم - كلام رب العالمين - معجز في فصاحته و بلاغته ، في نظمه و أسلوبه و جزالته ،
و لكن وجه إعجازه هنا أن الله تحداهم به مع كونه بألفاظ لغتهم ،
و القول إن تلك الألفاظ مبتكرة فيه تكلف ، مثل ما قاله في " الكلالة " ،
ففي تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " قال الإمام القرطبي :(1/238)
في المسألة ( السابعة والعشرون ـ قوله تعالى: { وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ } الكلالة مصدر؛ مِن تكلّله النسب أي أحاط به. وبه سُمِّي الإكليل، وهي منزلة من منازل القمر لإحاطتها بالقمر إذا احتلّ بها. ومنه الإكليل أيضاً وهو التاج والعِصابة المحيطة بالرأس. فإذا مات الرجل وليس له ولد ولا والد فورثتُه كلالة. هذا قول أبي بكر الصديق وعمر وعليّ وجمهور أهل العلم. وذكر يحيى بن آدم عن شريك وزهير وأبي الأحوص عن أبي إسحاق عن سليمان بن عبْدٍ قال: ما رأيتهم إلا وقد تواطئوا وأجمعوا على أن الكلالة من مات ليس له ولد ولا والد. وهكذا قال صاحب كتاب العين وأبو منصور اللُّغوِيّ وابن عرفة والقتَبِيّ وأبو عبيد وابن الأنباري. فالأب والابن طرفان للرجل؛ فإذا ذهبا تكلله النسب.
ومنه قيل: روضة مكلّلة إذا حُفَّت بالنور. وأنشدوا:
مسكنُهُ روضةٌ مُكَلَّلَةٌ عمّ بها الأَيْهُقان والذُّرَق
يعني نبتين. وقال امرؤ القيس:
أصاحِ ترى بَرْقاً أُرِيك ومِيضَه كلمعِ اليَدينِ في حَبِيّ مُكَلّلِ
فسمُّوا القرابة كَلاَلَةً؛ لأنهم أطافوا بالميت من جوانبه وليسوا منه ولا هو منهم، وإحاطتهم به أنهم ينتسبون معه. كما قال أعرابيّ: مالي كثير ويرِثني كلالة متراخٍ نسبهم. وقال الفرزدق:
ورِثتم قناة المجد لا عن كلالةٍ عن ابني منافٍ عبدِ شمسٍ وهاشمِ
وقال آخر:
وإنّ أبا المَرْءِ أحْمَى له ومَوْلَى الكلالة لا يغضَب
وقيل: إن الكلالة مأخوذة من الكَلاَل وهو الإعياء؛ فكأنه يصير الميراث إلى الوارث عن بُعد وإعياء. قال الأعشى:
فآليت لا أرثى لها من كلالةِ ولا من وَجَّى حتى تلاقِي محمّدا(1/239)
وذكر أبو حاتم والأثرم عن أبي عبيدة قال: الكَلالة كل من لم يرثه أبٌ أو ابن أو أخ فهو عند العرب كَلاَلة. قال أبو عمر: ذِكْر أبي عبيدة الأخَ هنا مع الأب والابن في شرط الكلالة غلط لا وجه له، ولم يذكره في شرط الكلالة غيره. ورُوي عن عمر بن الخطاب أن الكلاَلة من لا ولد له خاصّة؛ ورُوي عن أبي بكر ثم رجعا عنه. وقال ابن زيد: الكَلالةُ الحيّ والميت جميعاً. وعن عطاء: الكلاَلة المال. قال ابن العربيّ: وهذا قول طريف لا وجه له.
قلت: له وجْهٌ يتبيّن بالإعراب (آنفاً). وروي عن ابن الأعرابيّ أن الكلالة بنو العَمّ الأباعد. وعن السُّدِّي أن الكلالة الميت. وعنه مثل قول الجمهور. وهذه الأقوال تتبيّن وجوهها بالإعراب؛ فقرأ بعض الكوفين «يُورِّث كلالة» بكسر الراء وتشديدها. وقرأ الحسن وأيوب «يُورِث» بكسر الراء وتخفيفها، على اختلاف عنهما. وعلى هاتين القراءتين لا تكون الكلالة إلا الورثة أو المال. كذلك حكى أصحاب المعاني؛ فالأوّل من ورّث، والثاني من أورث. و «كلالة» مفعوله و «كان» بمعنى وقع. ومن قرأ «يُورَثُ» بفتح الراء احتمل أن تكون الكلالة المال، والتقدير: يورث وراثة كلالة، فتكون نعتاً لمصدر محذوف. ويجوز أن تكون الكلالة اسماً للورثة وهي خبر كان؛ فالتقدير: ذا ورثة. ويجوز أن تكون تامة بمعنى وقع، و «يُورَث» نعت لرجل، و «رَجُلٌ» رفع بكان، و «كلالةً» نصب على التفسير أو الحال؛ على أن الكلالة هو الميت، التقدير: وإن كان رجل يورث متكلل النسب إلى الميت ) . انتهى .
**************
* و الأمر كذلك في جلّ ما ذكر إن لم يكن في كله ،
و القرآن في غنى عن دعاوى لم تثبت ، كما يقال في كثير مما يسمى " الإعجاز العلمي " .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 09:20 PM
ذهبت بعيداً أخي الكريم [ أبوبكر خليل ](1/240)
فليس في ذكر هذه المصطلحات على أنها من مبتكرات القرآن أي تكلف فيما أرى ، وكلامك الذي نقلته عن القرطبي ليس فيه ما يدل على أنهم استعملوا هذا المصطلح بنفس اللفظ ، مع العلم بأنه من لغتهم إلا أن هذا اللفظ لم ينقل عنهم قبل نزول القرآن - فيما علم ابن عاشور - .
وهذه الآراء التي ذكرها ابن عاشور ليست قطعية ، وغنما هي اجتهادات منه ، وتحتاج إلى دراسة لإثبات صحتها .
والله أعلم
---
د.أبو بكر خليل
03-12-2006, 08:18 AM
في تفسير قول الله تعالى : ? يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ?(النساء: من الآية176)
قال ابن عاشور : ( .................................................. .................................................. .ووصفت العرب بالكلالة القرابةَ غيرَ القربى، كأنّهم جعلوا وصوله لنسب قريبه عن بُعد، فأطلقوا عليه الكلالة على طريق الكناية واستشهدوا له بقول من لم يسمّوه:
فإنّ أبا المرءِ أحمى له ومَوْلى الكلالة لا يُغْضَبُ
وأحسب أنّ ذلك من مصطلح القرآن ؛ إذ لم أره في كلام العرب إلاّ ما بعد نزول الآية.
.................................................. ..........................)
***********
أخي الكريم [ أبا مجاهد العبيدي ]
إذا كنت تريد مجرد الإطراء على عمل ابن عاشور فهذا أمر لا أنكره عليك ،
و إن كنت تقصد النقد للحق و العلم ، فهو ما نقلته من قول القرطبي - و كذا كثير من أئمة التفسير في تفاسيرهم ، و ارجع إليها إن شئت -
* و ما أراني ذهبت بعيدا - كما عقَبت أنت - فقد أتبعت الرأي دليله ، و هو ما ذكره الإمام القرطبي ، الذي أورد شاهده من أشعار العرب قبل الإسلام ،
و لا أراه قد ذهب بعيدا هو الآخر فيما استشهد به منها ،
- و لماذا نذهب بعيدا و قد قاله ابن عاشور نفسه - من حيث لا يشعر - فقد قال : (( ووصفت العرب بالكلالة القرابةَ غيرَ القربى ...)) ،(1/241)
- و إنما يقال : قالت العرب ، و وصفت العرب : ما كان منطوقا منهم و مسموعا وقت نزول القرآن و قبله .
- هذا ما أردت توضيحه .
* * *
- هذا من ناحية ،
و أجدها من ناحية أخرى مناسبة جيدة لبيان بعض ما ذكر في معنى " الكلالة " :
ففي تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير ، للإمام الرازي (ت 606 هـ) :
( قوله تعالى: { وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أوامْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلّ واحِدٍ مّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذالِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِى الثُّلُثِ مِن بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار وصية الله والله عليم حليم }. [ سورة النساء : 12 ] .
اعلم أن هذه الآية في شرح توريث القسم الثالث من أقسام الورثة وهم الكلالة وهم الذين ينسبون إلى الميت بواسطة. وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: كثر أقوال الصحابة في تفسير الكلالة، واختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنها عبارة عمن سوى الوالدين والولد، وهذا هو المختار والقول الصحيح، وأما عمر رضي الله عنه فانه كان يقول: الكلالة من سوى الولد، وروي أنه لما طعن قال: كنت أرى أن الكلالة من لا ولد له، وأنا أستحيى أن أخالف أبا بكر، الكلالة من عدا الوالد والولد، وعن عمر فيه رواية أخرى: وهي التوقف، وكان يقول: ثلاثة، لأن يكون بينها الرسول صلى الله عليه وسلم لنا أحب الي من الدنيا وما فيها: الكلالة، والخلافة، والربا.(1/242)
والذي يدل على صحة قول الصديق رضي الله عنه وجوه: الأول: التمسك باشتقاق لفظ الكلالة وفيه وجوه: الأول: يقال: كلت الرحم بين فلان وفلان إذا تباعدت القرابة، وحمل فلان على فلان، ثم كل عنه إذا تباعد. فسميت القرابة البعيدة كلالة من هذا الوجه. الثاني: يقال: كل الرجل يكل كلا وكلالة إذا أعيا وذهبت قوته، ثم جعلوا هذا اللفظ استعارة من القرابة الحاصلة لا من جهة الولادة، وذلك لانا بينا أن هذه القرابة حاصلة بواسطة الغير فيكون فيها ضعف، وبهذا يظهر أنه يبعد ادخال الوالدين في الكلالة لأن انتسابهما إلى الميت بغير واسطة. الثالث: الكلالة في أصل اللغة عبارة عن الاحاطة، ومنه الاكليل لاحاطته بالرأس، ومنه الكل لاحاطته بما يدخل فيه، ويقال تكلل السحاب إذا صار محيطا بالجوانب، إذا عرفت هذا فنقول: من عدا الوالد والولد إنما سموا بالكلالة، لأنهم كالدائرة المحيطة بالانسان وكالاكليل المحيط برأسه: أما قرية الولادة فليست كذلك فان فيها يتفرع البعض عن البعض: ويتولد البعض من البعض، كالشيء الواحد الذي يتزايد على نسق واحد، ولهذا قال الشاعر:
نسب تتابع كابراً عن كابر كالرمح أنبوبا على أنبوب
فأما القرابة المغايرة لقرابة الولادة، وهي كالاخوة والأخوات والأعمام والعمات، فانما يحصل لنسبهم اتصال وإحاطة بالمنسوب اليه، فثبت بهذه الوجوه الاشتقاقية أن الكلالة عبارة عمن عدا الوالدين والولد.
الحجة الثانية: أنه تعالى ما ذكر لفظ الكلالة في كتابه إلا مرتين، في هذه السورة: أحدهما: في هذه الآية، والثاني: في آخر السورة وهو قوله:
{ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِى الْكَلَالَةِ إِن امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ }(1/243)
[النساء: 176] واحتج عمر بن الخطاب بهذه الآية على أن الكلالة من لا ولد له فقط، قال: لأن المذكور ههنا في تفسير الكلالة: هو أنه ليس له ولد، إلا أنا نقول: هذه الآية تدل على أن الكلالة من لا ولد له ولا والد. وذلك لأن الله تعالى حكم بتوريث الاخوة والأخوات حال كون الميت كلالة، ولا شك أن الاخوة والأخوات لا يرثون حال وجود الأبوين، فوجب أن لا يكون الميت كلالة حال وجود الأبوين.
الحجة الثانية: انه تعالى ذكر حكم الولد والوالدين في الآيات المتقدمة ثم أتبعها بذكر الكلالة، وهذا الترتيب يقتضي أن تكون الكلالة من عدا الوالدين والولد.
الحجة الرابعة: قول الفرزدق:
ورثتم قناة الملك لا عن كلالة عن ابني مناف عبد شمس وهاشم
دل هذا البيت على أنهم ما ورثوا الملك عن الكلالة، ودل على أنهم ورثوها عن آبائهم، وهذا يوجب أن لا يكون الأب داخلا في الكلالة والله أعلم.
المسألة الثانية: الكلالة قد تجعل وصفا للوارث وللمورث، فاذا جعلناها وصفا للوارث فالمراد من سوى الأولاد والوالدين، واذا جعلناها وصفا للمورث، فالمراد الذي يرثه من سوى الوالدين والأولاد، أما بيان أن هذا اللفظ مستعمل في الوارث فالدليل عليه ما روى جابر قال: مرضت مرضاً أشفيت منه على الموت فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني رجل لا يرثني إلا كلالة، وأراد به أنه ليس له والد ولا ولد، وأما أنه مستعمل في المورث فالبيت الذي / رويناه عن الفرزدق، فان معناه أنكم ما ورثتم الملك عن الأعمام، بل عن الآباء فسمى العم كلالة وهو ههنا مورث لا وارث، اذا عرفت هذا فنقول: المراد من الكلالة في هذه الآية الميت، الذي لا يخلف الوالدين والولد، لأن هذا الوصف إنما كان معتبراً في الميت الذي هو المورث لا في الوارث الذي لا يختلف حاله بسب أن له ولدا أو والدا أم لا.
المسألة الثالثة: يقال رجل كلالة، وامرأة كلالة، وقوم كلالة، لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر كالدلالة والوكالة.(1/244)
إذا عرفت هذا فنقول: إذا جعلناها صفة للوارث أو المورث كان بمعنى ذي كلالة، كما يقول: فلان من قرابتي يريد من ذوي قرابتي، قال صاحب «الكشاف»: ويجوز أن يكون صفة كالهجاجة والفقاقة للأحمق ) .
انتهى .
- و ختاما تقبل تقديري و مودتي و تحيني ،
و سلام الله عليكم .
-
---
(1/245)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من نحن وماذا نريد ؟
---
من نحن وماذا نريد ؟
---
فريق الاعلام الدعوي
02-17-2004, 09:09 PM
فريق الإعلام الدعوي
نحو إعلام واسع التغطية
من نحن وماذا نريد؟!
* التعريف:
مشروع دعوي إعلامي تعاوني على شبكة الإنترنت، يتولى مهمة الدعوة إلى الخير ونشره والدلالة عليه عبر الشبكة العنكبوتية العالمية، يشترك أعضاؤه تحت اسم موحد فيما أمكن من منتديات إسلامية وعربية وعالمية ينشر عبرها رحيق الخير وعبيره الصافي..
* الفكرة:
جاءت الفكرة من الشعور بأهمية تشكيل فريق متكامل يتولى مهام التسويق للمناسبات الخيرية والأحداث الإسلامية والإعلان عنها عبر الشبكة، وذلك للإيمان بفاعلية دور الفريق على المجهود الفردي الذي يقوم به أفراد هنا وهناك تجمعهم الرغبة في نشر الخير في كل مكان، وكذلك الحاجة إلى التواصل مع الجميع وخدمة العمل الإسلامي حيثما كان وإيصال رسالة الخير إلى القاصي والداني
* الأهداف:
- الدعوة إلى الله عز وجل وتبيان الحق للناس وحثهم عليه
- نشر إعلانات المحاضرات والمناشط الدعوية المختلفة
- نشر روابط المواقع الإسلامية الجديدة والمتميزة والإعلان عن فعالياتها وجديدها
- نشر روابط المواضيع والمواد المهمة كمقالات في فضائل المناسبات والمقالات في أحداث الأمة
- نشر الأخبار المهمة من مصادرها الموثوقة كموقع القوقاز ومفكرة الإسلام
- نشر جديد التسجيلات والمكتبات الإسلامية
- الإعلان للمؤسسات والجهات الخيرية لمشاريعها الجديدة
- الحث على المساهمة في الكتابة وجمع التواقيع لإنكار المنكرات وشكر العاملين للإسلام
* مناطق عمل الفريق:
- المواقع والمنتديات العربية
- المواقع والمنتديات الأجنبية
- غرف البالتوك والمحادثة
- المجموعات البريدية
- إعلانات المحاضرات المطبوعة
- الفعاليات الميدانية(1/246)
للاطلاع أكثر على الفريق ومعرفة المزيد من التفاصيل يرجى الضغط هنا
فريق الإعلام الدعوي
---
أحمد البريدي
02-17-2004, 09:55 PM
أسأل الله ان يبارك في جهودكم , ولا شك بأهمية الإعلام في هذا العصر , فسيروا على بركة الله .
---
عبد الله الخضيري
02-28-2004, 12:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم مشاركاتكم - المتميِّزة - في " شبكة التفسير و الدراسات القرآنية "
و حقيقة موقعكم الرائع أعجبني كثيراً ، و جهدكم مشكور ، عسى الله أن يكتب لكم السعادة و التوفيق في الدارين ، و أن يجعلكم في قبضة اليمين ، يوم يسعد أهل اليمين
،
أخوكم عبد الله .
---
(1/247)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المنظومة الأصبهانية للإمام المتولي
---
المنظومة الأصبهانية للإمام المتولي
---
شريف بن أحمد مجدي
07-03-2005, 06:31 PM
نظم لما خالف فيه أبو بكر الأصبهانى من طريق طيبة النشر أبا يعقوب الأزرق من طريق الشاطبية
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ فَرِيدِ الذَّاتِ =وَوَاحِدِ الأفْعَالِ وَالصِّفَاتِ
ثُمَّ صَلاَةِ اللهِ ذِي الْجَلالِ =عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَالآلِ
وَبَعْدُ فَاعْلَمْ أنَّ عَنْ وَرْشٍ رَوَى =لاَزْرَقُ ثُمَّ الاَصْبَهَانِيُّ سِوَى
وَأزْرَقٌ طَرِيقُهُ الْمُصَدَّرُ =بِهِ وَكُلٌّ مِنْهُمَا لاَ يُنْكَرُ
وَالأَصْبَهَانِيُّ الطَّرِيقُ الثَّانِي =وَهْوَ الَّذِي نَعْنِيهِ بِالْبَيَانِ
وَكُلُّ مَا خَالَفَ فِيهِ الأَزْرَقَا =ذَكَرْتُهُ لاَ مَا عَلَيْهِ اتَّفَقَا
وَكَانَ مِنْ طَرِيقِ حِرْزِ الشَّاطِبي =وَحَسْبِيَ اللهُ الْكَرِيمُ وَالنَّبِي
القول في البسملة والمد والقصر
بَسْمَلَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ وَقَصَرْ =مُنْفَصِلاً وَأرْبَعًا فِيهِ اعْتَبَرْ
كَذَاكَ فِي مُتَّصِلٍ وَقِيلَ سِتْ =فِيهِ وَفِيهِمَا ثَلاثٌ قَدْ نَعَتْْ
ثُمَّ عَلَى هَذَا فَقَصْرُ الْمُنْفَصِلْ =يَأتِي عَلَيْهِ كُلُّ مَا فِي الْمُتَّصِلْ
وَامْنَعْ عَلَى الثَّلاثِ أَرْبَعًا وَإِنْ =مَدَدْتَ أرْبَعًا ثَلاَثٌ لَمْ يَبِنْ
وَإِنْ ثَلاَثَةٌ مَدَدْتَ الْمُتَّصِلْ =فَقَصِّرَنْ وَثَلِّثَنْ فِي الْمُنْفَصِلْ
وَإِنْ مَدَدْتَ أَرْبَعًا فَأَرْبَعَا =كَذَاكَ ثِنْتَانِ فَكُنْ مِمَّنْ وَعَا
وَعِنْدَ سِتٍّ فَالْوُجُوهُ أَجْمَعُ =فَاحْفَظْ لِقَوْلِي يَا أُخَيِّ تُرْفَعُ
ثُمَّ أَجِزْ فِي لاَ إِلهَ إِلاََّ =لِلْقَاصِرِ الأَرْبَعُ حَيْثُ حَلاَّ
وَاقْرَأْ بِقَصْرِ الِّلينِ ثُمَّ الْبَدَلِ =وَعَيْنٌ الثَّلاثُ فِيهِ حَصِّلِ(1/248)
وَإِنْ يُكَبِّرْ قَاصِرَ الْمُنْفَصِلِ =فَلَيْسَ فِي عَيْنٍ سِوَى قَصْرٍ يَلِي
القول في هاء الكناية
وَهَا بِهِ انْظُرْ كَيْفَ فِي الأَنْعَامِ =أَتَى بِضَمٍّ حَالَ وَصْلٍ سَامِي
القول في الهمزتين من كلمة
لاَ تُبْدِلِ الثَّانِيَ مِنْ هَمْزَيْنِ =فِي حَالَةِ الْفَتْحِ بِغَيْرِ مَيْنِ
آمَنْتُمُ أَخْبِرْ وَفِي الذِّبْحِ اصْطَفَى =صِلْهُ وَبِالْكَسْرِ ابْتَدِئْ بِلاَ خَفَا
وَمُدَّ فِي أَئِمَّةٍ ثَانِي الْقَصَصْ =وَسَجْدَةٍ لَكِنْ إِذَا سَهَّلْتَ خُصْ
القول في الهمزتين من كلمتين
حَالَ اتِّفَاقٍ سَهِّلِ الثَّوَانِي =وَالْبَدَلَ اتْرُكْ يَا أَخَا الْعِرْفَانِ
القول في الهمز المفرد
وَكُلَّ هَمْزٍ سَاكِنٍ أَبْدِلْهُ مَدْ =لاَ خَمْسَ أَسْمَاءٍ وَأَفْعَالٍ تُعَدْ
فَأَمَّا الاَسْمَاءُ فَهُنَّ الْبَاْسُ =وَلُؤْْلُؤًا كَأْسًا وَرِءْيًا رَاْسُ
وَأَمَّا الاَفْعَالُ فَكَيْفَ اقْرَأْ مَعَا =هَيِّئْ وَنَبِّئْ جِئْتُ تُؤْوِي قُلْ مَعَا
وَإِنْ طَرَا تَحَرُّكٌ وَصْلاً فَقِفْ =عَلَى الأُصُولِ مُبْدِلاً كَمَا عُرِفْ
وَفِي مُؤَذِّنٌ لِئَلاَّ الْهَمْزُ لَهْ =كَذَا النَّسِيءُ وَالْفُؤَادَ أَبْدَلَهْ
وَخَاسِئًا وَمُلِئَتْ وَفَبِأَيْ =نَاشِئَةَ اللَّيْلِ وَبِالْخُلْفِ بِأَيْ
وَبَعْضُهُمْ قَدْ خَصَّ بِالتَّحْقِيقِ =بِأيِّكُمْ فَافْهَمْهُ عَنْ تَحْقِيقِ
وَامْنَعْ لَهُ الإِبْدَالَ فِي هَذَا عَلَى =قَصْرٍ مَعَ التَّكْبِيرِ تَتْبَعِ الْمَلاَ
وَاقْرَأْ بِتَسْهِيلٍ رَأَيْتَ يُوسُفَا =كَذَا بِهَا رَأْيتُهُمْ لِي فَاعْرِفَا
كَذَا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ =كَذَا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ بَعْدَهُ
كَذَا رَآهَا بِالْقَصَصْ رَأَيْتَهُمْ =تُعْجِبْ وَلاَ تُبْدِلْ كَقُلْ أَرَيْتَكُمْ
تَأَذَّنَ الأَعْرَافَ سَهِّلْ ثُمَّ فِي =مَوْضِعِ إِبْرَاهِيمَ خُلْفٌ اقْتَفِي(1/249)
وَفِي اطْمَأَنَّ مَعْ كَأَنْ فَسَهِّلَنْ =كَذَاكَ مَا شُدِّدَ نَحْوُ وَيْكَأَنْ
وَأَفَأَنْتَ أَفَأَصَفَا أَمْلأَنْ =أَفَأَمِنْ هَمْزًا أَخِيرًا سَهِّلَنْ
هَاأَنْتُمُ فَسَهِّلاً بِلاَ أَلِفْ =وَمُدَّ وَاقْصُرْ إِنْ تُسَهِّلْ بِالأَلِفْ
وَمَدَّهُ امْنَعْ مَعَ قَصْرِ الْمُنْفَصِلْ =وَمَا لَهُ إِبْدَالُ هَمْزِهِ نُقِلْ
وَرُمْ مُسَهِّلاً بِوَقْفِ الْلاَّءِي =كَمَا رَوَوْا أوْ بِسُكُونِ الْيَاءِ
القول في نقل حركة الهمزة إلى السّاكن قبلها
أَلْحِقْ بِبَابِ النَّقْلِ أَوْ آبَاؤُنَا =فَانْقُلْهُ إِذْ فِي السُّورَتَيْنِ سُكِّنَا
وَالنَّقْلُ وَالتَّحْقِيقُ مَرْوِيَّانِ =فِي مِلْءُ وَهْوَ جَاءَ فِي عِمْرَانِ
القول في الإظهار والإدغام
كَحُمِّلَتْ أَظْهِرْ وَن وَالقَلَمْ =وَالْخُلْفُ فِي يس مَعْ يَلْهَثْ يُؤَمْ
وَقَاصِرًا إِدْغَامَهُ يَلْهَثْ ذَرِ =وَغُنَّ مَعْ خُلْفٍ وَلاَ تُكَبِّرِ
وَلَمْ يَكُنْ إِظْهَارُ يس يُرَى =لِمَنْ لَهُ كَبَّرَ أَوْ قَدْ قَصَّرَا
وَفِي أَلَمْ نَخْلُقكُمُ الإِدْغَامُ =لاَ غَيْرَ عِنْدَ قَصْرِهِ يُرَامُ
القول في النّون السّاكنة والتّنوين عند اللاّم والرّاء
وَغُنَّ بِالْخِلاَفِ فِي لامٍ وَرَا =وَاخْتِيرَ فِي مُتَّصِلٍ أَنْ تُحْظَرَا
وَذَاكَ إِلاَّ مِنْ كَإِلاَّ تَنْفِرُوا =وَتَفْعَلُوهُ ثُمَّ إلاَّ تَنْصُرُوا
كَذَا فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلاَ =نَجْمَعَ أَيْضًا ثُمَّ حَيْثُ أُنْزِلاَ
أَلاَّ سِوَى عَشْرٌ بِهَا نُونٌ جَا =أَن لاَ أَقُولُ لاَ يَقُولُوا مَلْجَا
وَهَكَذَا أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ =وَتَعْبُدُوا الثَّانِي بِهُودٍ حَلاَّ
مَعْ حَرْفِ يس وَلاَ تُشْرِكْنَ لاَ= تُشْرِكْ وَيَدْخُلَنَّهَا تَعْلُوا عَلَى
وَالْخُلْفُ فِي أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ =أَتَى فِي الاَنْبِيَاءِ فَادْرِ النَّقْلاَ
القول في الفتح والإمالة وبين اللَّفظين(1/250)
قَدْ أَضْجَعَ التَّوْرَاةَ ثُمَّ قَلَّلاَ =فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ يس وَلاَ
إِظْهَارَ فِيهِ مَعَ تَقْلِِيلٍ جَلاَ =وَبَاقِيَ الْبَابِ بِفَتْحٍ قَدْ تَلاَ
لَكِنَّ هَا يَا الْهَذَلِي قَلَّلَهْ =مُنْفَرِدًا بِذَلِكَ الْوَجْهِِ لَهْ
القول في الرَّاءات واللاَّمات
وَيَقْرَأُ الرَّاءَاتِ وَاللاَّمَاتِ =كَغَيْرِ أَزْرَقٍ مِنَ الثِّقَاتِ
القول في ياءات الإضافة
ذَرُونِيَ افْتَحْ لاَ وَلِي فِيهَا وَلاَ= مَحْيَايَ إِخْوَتِي وَأَوْزِعْنِي كِلاَ
القول في ياءات الزّوائد
وَكُلُّ مَا لأَزْرَقٍ أَثْبِتْ وَضُمْ =إِنْ تَرَنِي وَاتَّبِعُونِي أَهْدِكُمْ
خاتمةٌ نسأل اللّه حسنها
مِنْ اوَّلِ انْشِرَاحٍ اوْ مِنَ الضُّحَى =أَيْ مِنْ فَحَدِّثْ خُلْفُ تَكْبِيرٍ نَحَا
لِلنَّاسِ هَكَذَا وَجَا أَوَّلَ كُلْ =سِوَى بَرَاءَةٍ بِحَمْدٍ قَدْ كَمُلْ
ثُمَّ الصَّلاَةُ مَعْ سَلاَمٍ أَذْفَرِ =عَلَى الشَّفِيعِ فِي الْوَرَى ذِي الْكَوْثَرِ
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ =وَصَحْبِهِ وَمَنْ عَلَى مِنْوَالِهِ
---
(1/251)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح للرقي بهذا الملتقى
---
اقتراح للرقي بهذا الملتقى
---
عمر المقبل
12-29-2003, 01:38 PM
الحمد لله ، وبعد :
فإن من حق هذا الملتقى المبارك علينا أن نتعاون على كل ما يكون سببا في تطويره ،والرقي بمستواه ،وقد بدا لي اقتراح ، أظن أنه ـ لو طبق ـ سيكون فيه خير كثير ، ونفع عظيم ، وقد طرحته في ملتقى أهل الحديث (كتب له في الأصل) لكن لا مانع من طرحه في هذا المنتدى العزيز على نفسي ، والإخوة في التخصص أدرى بما يناسبهم ،ويمكن تحوير ما يمكن تلخيصه في كتاب "اللطائف" إلى كتاب آخر من كتب علوم القرآن .
1 ـ اسم الفكرة : ( تلخيص المتناثر من كتب علوم القرآن ) .
2 ـ راعي الفكرة ( المشرفون الأفاضل على الملتقى ) .
3 ـ دواعي عرض الفكرة :
يمكن تلخيص دواعي الفكرة في الأسباب التالية :
1 ـ كثرة الكتب المطبوعة ـ فضلاً عن التي لم تطبع ـ .
2 ـ تعدد المشاغل العلمية والاجتماعية عند طلبة العلم .
3 ـ قصر العمر عن تحصيل ما في أكثر الكتب .
4 ـ الكتب المقصود بالفكرة :
هي تلك الكتب التي لا تتجاوز المجلدين ولا تقصر عن جزء لطيف بحيث يكون لا ينقص عن خمسين صفحة ـ مثلاً ـ بشرط أن يكون لها علاقة بتخصص القرآن وعلومه .
5 ـ طريقة تنفيذ الفكرة :
يعمد المشرفون إلى اختيار كتاب كل أسبوع ، فيطرح للتخليص ، ويصوت على ذلك ، فمن تقدم أولاً ، فإنه يلتزم بالمدة التي يقترحها المشرفون ، والتي تتناسب طردياً مع حجم الكتاب .
مثال : كتاب "لطائف المعارف" لابن رجب رحمه الله .
يصوت على تلخيص أهم الفوائد التي فيه ، وأول شخص يستعد فهو أحق به .
مثال يمكن تطويره لاستخلاص الفوائد :
1 ـ فهرس بالأحاديث التي تكلم عليها ابن رجب بنفسه .
2 ـ فهرس بالأحاديث التي تكلم عليها أحد الأئمة ممن نقل عنهم ابن رجب .(1/252)
3 ـ فهرس للإجماعات المحكية في المسائل العلمية .
4 ـ الأقوال أو المسائل التي ناقشها ابن رجب .
5 ـ اختيارات ابن رجب في المسائل التي عرض لها ( ترجيح لتفسير ، أو لقول فقهي ، ... الخ ) وهنا لا يحسن إدخال اختياراته في الحديث لأنها أفردت بفهرس مستقل .
وهذا مثال فقط ، وقد تختصر بعض هذه الفهارس في كتب أخرى ، وقد تزيد في بعض الكتب .
6 ـ فوائد الفكرة :
1 ـ تقريب العلم لرواد هذا الملتقى وغيره .
2 ـ توفير الوقت على طلاب العلم في كتب قد لا يتيسر لطالب العلم قراءتها ـ مع أهميتها ـ لانشغاله بما هو أهم منها .
3 ـ أن في ذلك عوناً لمن لا تنشط نفسه لقراءة الكتب كاملة ، وجعل هذا الملخص نواة لانتاجه العلمي ـ إن لم يكن له سابق تأليف ـ
4 ـ فيه إحسان إلى أصحاب هذه الكتب ، بنشر علمهم ،والتحفيز لقراءة الأصل لمن وجد نشاطاً في نفسه .
4 ـ إذا افترضنا أن الملتقى طرح في السنة أربعين كتاباً ( يراعى البيات الصيفي والرمضاني ،وفي موسم الحج ) فإنه خلال عشر سنوات سيقرب علم أربعمائة (400) كتاب ،وهذا كنز عظيم ،ومكسب كبير .
هذا ، وأرجو من الإخوة المشرفين تثبيت الموضوع للتصويت ، فإن وجد قبولاً ، فالحمد لله ، وإلا فلن نعدم من يسدد الخلل فيه ، ويطوره ليكون نفعه أكبر .
---
العيدان
12-29-2003, 05:21 PM
بسم الله
بارك الله فيك يا شيخ عمر ...
اقتراح أكثر من رائع
وفقك الله ..
---
عبدالرحمن الشهري
12-29-2003, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك أخي الكريم عمر المقبل ، الذي أقبل علينا برأيه وعلمه ، فزاده الله علماً بالحق ، وفقهاً في الوحي.(1/253)
ما تكرمت به أخي العزيز رأي سديد وراجح ينادي على ما وراءه من الرغبة في نفع طلاب العلم ، والحرص على استثمار هذا الملتقى العلمي على أكمل وجه. وقد كنا طرحنا فكرة مشابهة هي مدارسة كتب العلم المتخصصة التي تحتوي على رأي جديد ، أو مبحث مفيد ، في الدراسات القرآنية ، وشرعنا في ذلك بطرح كتاب العلامة عبدالحميد الفراهي (إمعان في أقسام القرآن) ، وقد انتفع به خلائق ، غير أنه لم يحظ بالمستوى المأمول من المدارسة والحوار ، وقد عزى بعض طلاب العلم ذلك إلى طول الكتاب ، ودقة المسألة المطروحة للنقاش. وأما ما أشرتم به فالأمر فيه جلي ، وهو مشروع جليل يعنى بتلخيص الكتب ذات الأهمية الواحد تلو الآخر ، فلا يأتي علينا زمان إلا وقد أتينا على عدد كبير من كتب العلم. وأقترح أن يكون عنوان المشروع (كتاب الجمعة) أو (كتاب الشهر) ويوضع له رقم متسلسل (1 ، 2 ، 3 ، ...). ويطرح عدد من الكتب من قبل الإخوة الأعضاء. ويمكن التنسيق لهذا الأمر بعد معرفة آراء المشرفين والأعضاء وفقهم الله.
فأنا أتفق معك في كل ما ذكرته وفقك الله. وفي انتظار بقية الآراء ..
---
أحمد البريدي
12-29-2003, 06:47 PM
اقتراح موفق , ونعم الرأي ابديت ابا عبد الله ولا عدمنا من الأخوة مثل هذه الأقتراحات .
اما بخصوص الكتاب المطروح فأقترح ما يلي :
إما ان يكون كتاباً جديدا , او كتابا مغموراً ؛ إذ ان الكتب المشهورة هي في الغالب موجودة عند كثير من الأخوة .
وفقكم الله جميعاً ونحن بانتظار بقية الأراء .
---
أضواء البيان
12-29-2003, 07:03 PM(1/254)
فكرة مشابهة ولا أدري هل يمكن تطبيقها على الفكرة الأصل وهي دراسة كل علم من علوم القرآن على حدى حسب ترتيب الإتقان ، في مجال علوم القرآن ، وكل وجه من أوجه القرآن في التفسير هذا بصورة عامة لما أردت اقتراحه ولعل من يقرأ ويكون له نفس الطموح والتوجه أن يبلور الفكرة ويطرحها بصورة أفضل هذه خواطر أثارها مقترح الأخ الفاضل ولعلها تصبح في القريب العاجل حقيقة.....
---
عمر المقبل
12-29-2003, 11:00 PM
أشكر لجميع الإخوة مرورهم الكريم .
أخي الشيخ عبدالرحمن :
الذي طرحتُه في أصل الفكرة ، أن ينتدب أحد الإخوة للتلخيص بدلاً من تعيينه أو اقتراحه من قبل أحد المشرفين ، فهذا ـ في نظري ـ أدعى للإبداع والإتقان ، لأني أخشى إن طرح اسمٌ ما ، فاعتذر ، فقد يكون ذلك كعقد انفرط نظامه في سلسلة من الاعتذارت قد لا تنتهي ، ولا يحصل المقصود من الفكرة .
والذي أرى ـ مجرد اقتراح ـ أن عدم التعيين أولى ؛ لأن المتقدم سيتحمل مسؤولية مبادرته ، هذه فائدة .
وفائدة أخرى : أن بعض طلاب العلم قد تكون له علاقة ببعض الكتب من قديم ، فيكون ترشيحه لنفسه تمهيد لطرح ما عنده عن ذلك الكتاب ، وقد يكون في نفسه قراءته وتلخيصه منذ زمن ،فإعلانه الالتزام بذلك فيه حض النفس على الجد والبدء في العمل الذي كان حبيس صناديق الهم والتفكير ، ولينتقل إلى سماء العزم .
---
عبدالرحمن الشهري
12-30-2003, 12:22 AM
أخي الكريم أبا عبدالله . أشكرك مرة أخرى ، وقد تم تجاوز الإشكال ، ولم أقصد تغيير مسار الفكرة ، وكانت مجرد فكرة فحسب !
---
أبو عبد الرحمن المدني
01-02-2004, 09:45 AM(1/255)
بارك الله في الجهود ، وأسأل الله أن ينفع بهذا الملتقى المبارك ، ويمكن أن يضاف لهذه الفكرة بالتبع ، أو يكون مشروعا آخر : ألا وهو قراءة في مقدمات كتب التفسير وبيان ما تحتوي عليه تلك المقدمات من علوم باختصار ، إذ أن كثيرا من كتب التفسير، تحتوي مقدماتها على مباحث في علوم القرآن ، ويكون فيها تحقيقا لمسألة ، أو ذكر مسألة لم تذكر أو تفصَّل في كتب علوم القرآن مثلا ، حتى يجمع شتات ما في هذه الكتب من علوم .
والله تعالى أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
01-10-2004, 02:29 AM
شكر الله للشيخ عمر المقبل اقتراحه هذا وحرصه على الارتقاء بملتقى أهل التفسير ، وكذلك جميع من عقب على هذا الاقتراح. ولا شك أننا في حاجة إلى جهد ووقت للوصول إلى الكثير من الأهداف ، ولا زلنا في حاجة إلى التعريف الكافي بالملتقى لدى كثير من طلاب العلم المتخصصين ، وإقناعهم بأهمية المشاركة ، مع مراعاة كثرة انشغال القائمين على الملتقى ببحوثهم الخاصة. غير أن استمرارية الملتقى مما يعد بخير ، وأرجو أن نصل قريباً إلى أفضل من الحالة التي هو عليها الآن من حيث الارتقاء بالطرح ، والعمق في المناقشة. مع التنبه إلى أن الشريحة الكبرى من طلاب العلم حتى الآن لم يدخلوا على الانترنت بشكل منتظم ، وتصبح جزءاً من برنامجهم اليومي مثلاً. فلذلك لا يزال الأمر غير منظم بالقدر الكافي للتعامل معها كوسيلة فعالة في إيصال الفكرة العلمية لأكبر عدد ممكن من طلاب العلم والحوار حولها بطريقة غير مكلفة للجميع. وقد طرحت العديد من المسائل في ملتقى أهل التفسير خلال العشرة أشهر الماضية ونالت حظاً لا بأس به من النقاش ، واستفدنا منها كثيراً.(1/256)
كما أن كثيراً من طلاب العلم يقرأ المشاركات دون أن يعلق عليها أو يبدي رأيه حولها إما لانشغاله أو لأنه يرى عدم الحاجة للتعليق ، مع أهمية التعليق على المشاركات وإبداء الرأي حولها بالنسبة للمشاركين أنفسهم ، حيث يظن المشارك أن مشاركته لم تكن بتلك المشاركة التي تستحق الاهتمام أو لم تضف شيئاً ذا بال.
وفي المنتديات العلمية - في رأيي - يحسن تسجيل الانطباع حول المشاركة ولو بمجرد كلمة أو كلمتين لتعطي المشارك دافعاً للمواصلة والاستمرار ، فلا تبخل على أحد من المشاركين بتشجيع وشكر ليستمر ويواصل في بحثه وإفادة إخوانه.
والذي جعلني أقول هذا تعليقاً على اقتراح أخي عمر المقبل أنه اقتراح جيد وفي غاية النفع لطلاب العلم في الملتقى ، غير أنه لا يتصدى له أي أحد بسهولة. فمشكلة الوقت ربما تكون عائقاً لدى البعض ، أو القدرة على القيام بالعمل أو غير ذلك من الأعذار. مما يجعلنا نفكر مستقبلاً في تبني مثل ذلك العمل بشكل أكثر تنظيماً ، وانتداب الأعضاء الأكفاء للقيام بذلك ولو كان فيه شيء من التكليف لكنه لابد من ذلك.
وأما ما تفضل به أخي الكريم (أضواء البيان) فهي فكرة جيدة ، وربما تكون بعض مسائل علوم القرآن قد بحثت بشكل جيد في الملتقى ، والكثير منها لم يتعرض له ، وهي فكرة لعلها تطبق بإذن الله مستقبلاً.
وأما ما تكرم به أخي الكريم (أبو عبدالرحمن المدني) وفقه الله من اقتراح دراسة علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ، فهو موضوع جاد ، وقد قام الدكتور (محمد صفا حقي) وفقه الله في بحثه للدكتوراه بالكتابة فيه ، وكان عنوان رسالته :(علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير . من نشأتها حتى نهاية القرن الثامن الهجري).
وقد أشرف على رسالته شيخنا الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع حفظه الله . وقد نوقشت الرسالة منذ مدة طويلة.(1/257)
والدكتور محمد صفا أحد أعضاء الملتقى وكذلك الأستاذ الدكتور محمد الشايع ، فلعلي أدعو الدكتور محمد صفا حقي للحديث عن هذا الموضوع بإذن الله في حلقات مستقلة.
---
عبدالله بن بلقاسم
01-12-2004, 11:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من يبدأ
فيحظي بفضل السبق
---
محمد صفاء حقي
10-16-2005, 07:23 PM
اعتذر بداية عن التأخر في الرد والتعليق ويسعدني أن أكون من كتاب هذا الملتقى العظيم كما يسعدني أن ألبي طلب الأخ الدكتور الشهري المشرف على الموقع والذي ارجو الله أن يجعل هذا العمل في موازين أعماله ، ولا شك أن الموقع اصبح علما بارزا بين مثيلاته وذلك بفضل الله ثم بفضل القائمين والمشرفين عليه وكذا كتابه الذين هم من الصفوة .
سألبي طلب الأخ بالكتابة عن فكرة الموضوع وطريقة العمل وخلاصة الآراء والجديد الذي قدمته في الرسالة والفضل بعد الله يعود لأستاذي الدكتور محمد الشايع الذي وجهني وحثني على الإبداع ,وقد حاولت أن يخرج البحث بصورة مرضية . أرجو الله أن يمنحني الوقت والعبارة للكتابة .محمد صفاء حقي
---
عمر المقبل
03-15-2006, 12:55 AM
للرفع ..
فالموضوع طرح قبل ثلاث سنوات .. فهل من جديد بشأنه لدى إخواننا المشرفين ؟ أم أن الموضوع ... ؟؟!!
---
(1/258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها ؟
---
هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها ؟
---
مساعد الطيار
10-22-2003, 02:13 AM
هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها ؟
الحمد لله القائل : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحبه الغرِّ الميامين ، وعلى تابعيهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإنَّ هذا الموضوع كان مما يشغلني منذ زمن ، وكنت كلما أردت الكتابة فيه صرفتني عنه صوارف ، وقد رأيت أنه لابدَّ من الإشارة التي تغني عن العبارة ، وأنه لابدَّ من الذبِّ عن هذا الإمام العظيم الذي لا أدَّعي له العصمة ـ كلا وحاشا ـ وإنما المراد بيان منهجه الذي سار عليه في نقد القراءة ، والذي لم يكن بدعًا فيه .
وهنا يحسن التنبيه على أمرين غير متلازمين ، وهما :
الأول : احترام العالم وطريقته العلمية ورأيه الذي يذهب إليه .
والثاني : ردُّ رأيه إذا كان مخالفًا للصواب .
فالأولى لا يلزم منها قبول كلِّ رأي يصدر عنه ، والثانية لا يلزم منها عدم احترامه وتقديره .
والمقصود هنا أنَّ المسلم مأمور باتباع الحقِّ لا الرجال ، فإذا ظهر له أنَّ الحقَّ ليس مع هذا العالم بل مع غيره لزمه اتباع الحقِّ .
وقد تكوَّنت عندي خلال دراسة هذا الموضوع = أفكار في موضوع تواتر القراءات وما يتعلق بكتبها وتاريخها ، وكذا موضوع القراءات عند الطبري ، ولعل الله يعينني على إتمام تحريرها ، وعرضها من خلال هذا الملتقى المبارك أو من خلال كتاب يجمع أشتات تلك المسائل ، والله الموفق .
وأعود إلى أصل المسألة فأقول :
هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها ؟
إنَّ الجواب عن هذا السؤال يلزم من البحث في أمرين :(1/259)
الأول : مفهوم التواتر ، وهذا يحتاج إلى بحث مستفيضٍ مستقلٍّ ؛ لأنه قد أصابه غبشٌ وعدمُ وضوحٍ ، فالتواتر في كل علم يختلف ، ولا تكاد تجدُ هذه العبارة في كتب السابقين ، وإنما تجد عندهم : ( قراءة العامة / القراءة المستفيضة / القراءة المشهورة / قراءة قراء الأمصار ) وغيرها من المصطلحات التي تدلُّ على شيوع القراءة وانتشارها ، أمَّا لفظ التواتر فلم أقف عليه عند من قبل الطبري ( ت : 310 ) ، ولا عند ابن مجاهد ( ت : 324 ) الذي سبَّع السبعة ، ولا عند الداني ( ت : 444 ) في كتابه التيسير ، الذي اعتمده الشاطبي ( ت : 590 ) ونَظَمَهُ في قصيدته اللامية التي صارت تُعرف بالشاطبية . وإنما جاء هذا المصطلح متأخِّرًا بعد تسبيع السبعة بزمنٍ .
فابن مجاهد ( ت : 324 ) يقول في كتابه السبعة ( ص : 49 ) : (( والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوَّليهم تلقِّيًا ، وقام بها كل في مصر من هذه الأمصار رجلٌ ممن أخذ من التابعين ، أجمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه ، وتمسكوا بمذهبه )) .
وقال في موطن آخر من مقدمته لهذا الكتاب ( ص : 87 ) : (( … فهؤلاء سبعة نفرٍ من أهل الحجاز والعراق والشام ، خلفوا في القراءة التابعين ، وأجمعت على قراءتهم العوامُّ من أهل كلِّ مصر من الأمصار ، إلا أن يستحسن رجل لنفسه حرفًا شاذًّا فيقرأ به ، من الحروف التي رُويت عن بعض الأوائل منفردة ، فذلك غير داخلٍ في قراءة العوامِّ ، ولا ينبغي لذي لبٍّ أن يتجاوز ما مضت عليه الأمة والسلف بوجه يراه جائزًا في العربية ، أو مما قرأ به قارئ غير مجمع عليه )) .(1/260)
استطراد : من باب المناسبة أدعو الإخوة المتخصصين في العلوم إلى إقامة مدارسات في مقدمات كتب العلوم ، ففيها نفائس وقواعد وفوائد لا تُحصى ، كما أنها تبيِّن مناهج المؤلفين وشيئًا من مصطلحاتهم وعباراتهم ، وقد لمست ذلك في قراءتي لبعض مقدمات كتب التفسير وغيرها من كتب التخصص مع بعض الأصحاب ، وفقني الله وإياكم إلى الصواب .
وقال الداني ( ت : 444 ) في التيسير ( ص : 2 ) : (( … ويتضمن من الروايات والطرق ما اشتهر وانتشر عند التالين ، وصحَّ وثبت عند المتصدرين من الأيمة المتقدمين )) .
وهؤلاء الأئمة السبعة الذين تلقت العامة قراءتهم بالقبول ، قد يرد عنهم حروف مفردة لم يقبلها العلماء ، وهي خارج القراءة العامة التي أقرأ بها الإمام منهم ، لذا لا يُعدُّ كل ما روي عنهم في درجة واحدة من القبول ، بل ما كان معروفًا بالنقل من الطرق المعتبرة عند أهل هذا الشأن .
وإنما أُشير لهذا ليُعلم أنَّ الحكم بقبول قراءتهم إنما هو فيما اختاروه وأقرءوا به العامة وانتشر ، دون تلك الأفراد التي لا يخلو منها إمام منهم .
وإذا تأملت ما ذكره هؤلاء العلماء من أسانيد القراءة وجدتها تقف عند هؤلاء السبعة ، فهي في حقيقتها أفراد ، لكن لما تلقتها الأمة بالقبول فإنها صارت قراءة مستفيضة مشهورة ، وهذا لو كان هو الضابط بدل التواتر لكان ، لكن للفظ التواتر سلطان يحتاج إلى تحريرٍ .
ولعلك على خُبرٍ بنِزاع ـ ليس هذا محلُّه ـ وهو ما المتواتر من السبعة ، هل هو أفراد القراءات أم مجموعها ؟ وهذا من الموضوعات التي تحتاج إلى تنبيه ليتبصَّر به من يكتب في موضوع تواتر القراءات .(1/261)
وإنه ليس من شكٍّ اليوم بصحة ما تلقته الأمة من كتاب ربها وقرأته على مرِّ العصور بقراءتها العشر التي تلقتها بالقبول جيلاً عن جيلٍ ، ولا أودُّ أن يُفهم طرح هذه المسألة للنقاش أن في الأمر شكًّا في تواتر القراءات اليوم ، وإنما المراد النظر إلى القراءات في كلِ جيل ، والاعتذار لما وقع من بعض العلماء العارفين من ردِّ بعض القراءات ، وأنهم إنما ردُّوها بأسلوبٍ علميٍّ مناسب لما تلقوه من القراءات ، وليس عن هوى أو جهلٍ منهم .
ولا يصلح اليوم الاستدلال بردِّ هؤلاء العلماء للقراءات اليوم بعد قيام الحجة بقبولها واعتماد تواترها بعد تسبيعها أو تعشيرها .
والأمر أطول مما صورته لك هنا ، أسأل الله أن يوفق من يكتب فيه كتابة مستفيضة تجلِّي غامضه ، وتبيِّن طرائق العلماء في كلِّ عصر في تلقي القراءة ، وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه .
الثاني : هل ثبت أن ابن جرير أثبت تواتر قراءة ثمَّ أنكرها ، فإن كان ثبت ذلك ، فهنا الملامة تقع ، والإنكار عليه يصح .
لكن الأمر بخلاف ذلك ، فما ردَّه أو اعترض عليه لم يكن مما ثبتت استفاضته وشهرته عنده ، بل هو عنده في حكم الشاذ الذي لا يُعترضُ به على المستفيض من القراءة .
ومن عباراته في هذا المقام ـ وهي كثيرة :
1 ـ ( وما انفرد به من كان جائزًا عليه السهو والغلط ، فغير جائز الاعتراض به على الحجة ) تحقيق شاكر 16 : 4 .
2 ـ ( الحفاظ الثقات إذا تتابعوا على نقل شيء بصفة ، فخالفهم واحد منفرد ليس له حفظهم = كانت الجماعة الأثبات أحقَّ بصحة ما نقلوا من الفرد الذي ليس له حفظهم ) تحقيق شاكر 9 : 566 .(1/262)
ولأضرب لك مثالاً تطبيقيًّا ناقش فيه ابن جرير قراءة حُكِمَ عليها بالتواتر بعده ، فقد أورد في قوله تعالى : (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (آل عمران:36) .
قال : (( واختلف القرأة في قراءة ذلك ، فقرأته عامة القراء : (وَضَعَتْ) ، خبرًا من الله ـ عز وجل ـ عن نفسه أنه العالم بما وضعت من غير قِيلِها : ( رب إني وضعتها أنثى ) .
وقرأ ذلك بعض المتقدمين : (والله أعلم بما وضعتُ) ، على وجه الخبر بذلك عن أم مريم أنها هي القائلة : والله أعلم ـ بما ولدت ـ مِنِّي .
وأولى القراءتين بالصواب : ما نقلته الحجة مستفيضة فيها قراءته بينها ، لا يتدافعون صحتها ، وذلك قراءة من قرأ : (والله أعلم بما وضعتْ) ، ولا يُعْتَرَضُ بالشاذِّ عنها عليها )) تفسير الطبري ، تحقيق د/ عبد الله التركي ( 5 : 336 ) .
والقراءة التي اختارها هي قراءة نافع وابن كثير وحفص عن عاصم وأبي عمرو وحمزة والكسائي .
والقراءة التي حكم عليها بالشذوذ هي قراءة أبي بكر عن عاصم وابن عامر .
والقراءتان بالنسبة لنا قراءتان سبعيَّتان مقبولتان بلا إشكال ، لكن كانت القراءة الأخرى بالنسبة للطبري ( ت : 310 ) شاذَّةً لمخالفتها قول الجمهور من القراء ، وقراءة الجمهور عنده معتبرة ، وهو يحكيها على أنها إجماعٌ والإجماع حجة ، وما خالف الإجماع من قول الواحد والاثنين فلا اعتبار به عنده ، وعلى هذا سار في حكاياته للإجماع في التفسير والقراءات وغيرهما .
وعلى هذا فهو سائر على منهجٍ علميٍّ صحيح ، لكن النتيجة التي حكم بها يخالفه غيره فيها ، وقول غيره هو المقدم ، وهم جمهور علماء القراءة الذين قبلوا هذه القراءة التي شذَّذها .(1/263)
ومن هنا أقول : إنَّ الحكم بشذوذ القراءة عند الطبري وغيره مما يحتاج إلى دراسة وبحث عميق .
وأعود فأقول : إنه إذا كان يحكم على القراءة بالشذوذ بالنسبة إلى ما وصله من علم بهذه القراءة ، فكيف يقال إنه ينكر القراءة المتواترة ، أو أنه يردها ؟!
هل أثبت الطبري تواترها ثمَّ طعن فيها وردَّها ؟!
ولو تنبَّه من اعترض على ابن جرير إلى هذه المسألة لما أصدر هذا الحكم ، وهو أنَّ ابن جرير ينكر القراءات المتواترة ، أو يعترض عليها وينتقدها .
ثمَّ إنَّ ابن جرير له منهجٌ علميٌّ واضح في نقد القراءات ، وهذا المنهج الذي تبِعه لم يكن بدعًا فيه ، بل سار عليه فيه من قبله ، كما سار عليه من بعدَه .
وقد أشار إلى طرفه في كتابه الجامع ، قال أبو عبد الله المنتوري ( ت : 834 ) في كتابه شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأة نافع ( 2 : 864 ) : (( وقال الطبري في الجامع : ثم كل من اختار حرفًا من المقبولين من الأئمة المشهورين بالسنة والاقتداء بمن مضى من علماء الشريعة = راعى في اختياره :
الرواية أوَّلاً .
ثمَّ موافقة المصحف الإمام ثانيًا .
ثم العربية ثالثًا .
فمن لم يراع الأشياء الثلاثة في اختياره لم يُقبل اختياره ، ولم يتداولْه أهل السنة والجماعة )) .
وهذه الأصول الثلاثة التي أشار إليها هي التي سار عليها العلماء في توثيق القراءة ونقدها ، ولهم في ذلك نصوص وتطبيقات يعرفها من قرأ في كتب القراءات وتوجيهها .
وهذا المنهج الذي سار عليه الطبري في قبول القراءة أو نقدها منهج علميُّ معتبر عند غيره ، وقد أفاض في بيان ذلك الباحث ( زيد بن علي مهارش ) المحاضر بكلية المعلمين بجيزان في رسالته الماتعة ( منهج ابن جرير الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره ) تحت باب بعنوان ( ضوابط اختيار القراءة عند الطبري ) .
ولولا خشية الإطالة لذكرت لك من عبارات العلماء ما تواطأت مع عبارته في اعتبار هذه الشروط الثلاثة .(1/264)
ولأجل صحة الرواية ردَّ قراءة ابن عامر ولم يقبلها ، وقد علل لذلك فقال : (( وقد زعم بعضهم أن عبد الله بن عامر أخذ قراءته عن المغيرة بن أبي شِهاب المخزومي وعليه قرأ الْقُرْآن ، وأن المغيرة قرأ على عثمان رضي الله عنه .
وهذا غير معروف عن عثمان ، وذلك أنا لا نعلم أن أحدا ادعى أنَّ عثمان أقرأه الْقُرْآن ، بل لا نَحْفَظ عنه من أحرف الْقُرْآن إلا أحرفا يسيرة ، ولو كان سبيله في الانتصاب لأخذ القرآن على من قرأ عليه السبيل التي وصفها الراوي عن المغيرة بن أبي شهاب ما ذكرنا ، كان لا شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه والحكاية عنه غيره من المسلمين ، إما من أدانيه وأهل الخصوص به ، وإما من الأباعد والأقاصي ، فقد كان له من أقاربه وأدانيه من هو أمس رحماً ، وأوجب حقا من المغيرة ، كأولاده وبني أعمامه ومواليه وعشيرته من لا يحصي عدده كثرة ، وفي عدم مدعي ذلك عن عثمان الدليل الواضح على بطول قول من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة بن أبي شهاب ، ثم إلى أن أخذها المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان قراءة عليه .
وبعدُ ، فإنَّ الَّذِي حكى ذلك وقاله رجل مجهول من أهل الشام لا يعرف بالنقل في أهل النقل ، ولا بالْقُرْآن في أهل الْقُرْآن ، يقال عراك بن خالد المري ، ذكر ذلك عنه هشام بن عمار ، وعراك لا يعرفه أهل الآثار ولا نعلم أحدا روى عنه غير هشام بن عمار.
وقد حدثني بقراءة عبد الله بن عامر كلها العباس بن الوليد البيروتي وقال حدثني عبد الحميد بن بكار عن أيوب بن تميم عن يحي بن الحارث عن عبد الله بن عامر اليحصبي أن هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها .(1/265)
فنسب عبد الله بن عامر قراءته إلى أنها حروف أهل الشام في هذه الرواية التي رواها لي العباس بن الوليد ، ولم يضفها إلى أحد منهم بعينه ، ولعله أراد بقوله : إنها حروف أهل الشام أنه قد أخذ ذلك عن جماعة من قرائها ، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقا كثيرا ، ولو كانت قراءته أخذها كما ذكر عراك بن خالد عن يحي بن الحارث عنه عن المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكن ليترك بيان ذلك إن شاء الله تعالى مع جلالة قدر عثمان ، ومكانه عند أهل الشام ، ليُعَرِّفهم بذلك فضل حروفه على غيرها من حروف القراء )) . نقلاً عن مقال للشيخ أحمد بن فارس السلوم في ملتقى أهل الحديث .
وقال أبو عمرو الداني في كتاب جامع البيان ( مخطوط / لوحة 28 ) : (( وقد كان محمد بن جرير الطبري فيما أخبرنا الفارسي عن عبد الواحد بن عمر عنه يضعِّف اتصال قراءة ابن عامر ويُبْطِل مادتها من جهتين :
إحداهما : أن الناقل لاتصالها مجهول في نقلة الأخبار …في حملة القرآن وهو عراك بن خالد المقرئ ، وأنه لم يرو عنه غير هشام بن عمار وحده .
والثانية : أن أحدًا من الناس لم يَدَّعِ أن عثمان أقرأه القرآن ، قال : ولو كان سبيله في الانتصاب ؛ لأخذ القرآن على من قرأه عليه السبيل التي وصفها الراوي عن المغيرة ، كان لا شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه والحكاية عنه غيره من المسلمين ؛ إما من دانيه وأهل الخصوص ، وإما من الأباعد منه والأقاصي ، فقد كان له من أقاربه وأدانيه من هو أمس به رحما وأوجب حقا من المغيرة ؛ كأولاده وبني أعمامه ومواليه وعشيرته ، ومن الأباعد من لا يُحصى عدده كثرة .
وفي عدم مدعي ذلك على عثمان ـ رضي الله عنه ـ الدليلُ الواضحُ على بُطُولِ قولِ من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة بن شهاب ، ثم إلى أن أخذها المغيرة عن عثمان قراءة عليه )) انتهى .(1/266)
وهذا الموقف من الطبري من جهة علمية مقبول ، أي : أنه لم يردَّ القراءة من باب الجهل أو الهوى ، وإنما ردَّها لاعتبار علميٍّ مقبول من جهة البحث ، لكن النتيجة التي توصَّل إليها غير صحيحة ، ولم يقبلها العلماء الذين اعتبروا قراءة ابن عامر ورضوها ، وقد تلقها الناس بالقبول .
فالذي استنكره الطبري من السند ، وهو عراك بن خالد قد عرفه غيره ووثَّقه في النقل ، ومن عرف حجة على من لم يعرف .
وعراك له رواية في الحديث ، وقد ذكره المحدثون في تراجمهم ، ومن أوسع تراجمه ما ذكره المزي في تهذيب الكمال ، وقد ذكر من روى عنهم ، وهم :
إبراهيم بن أبي عبلة ، وإبراهيم بن وثيمة النصري ، وأبوه خالد بن يزيد المري ، وأبو أمية عبد الرحمن بن السندي مولى عمر بن عبد العزيز ، وعبد الملك بن أبان ، وعثمان بن عطاء الخرساني ، ويحيى بن الحارث الذِّماري ، وقرأ عليه القرآن .
ثمَّ ذكر من رووا عنه ، وهم :
أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن بن بكار الدمشقي ، وأبو الفضل الربيع بن ثعلب المقرئ ، وقرأ عليه القرآن ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ ، ومحمد بن ذكوان الدمشقي ، ومحمد بن وهب بن عطية السلمي ، ومروان بن محمد الطاطري ، وموسى بن عامر المريّ ، وهشام بن عمار ، وقرأ عليه القرآن .
ونقل المزيُّ عن المقرئ أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني ، قال : عراك بن خالد من المشهورين عند أهل الشام بالقراءة والأخذ عن يحيى بن الحارث ، وعن أبيه ، وعن غيره بالضبط عنهم . ( ينظر : تهذيب الكمال 5 : 149 ) .
ومن كان هذا حاله في الآثار والقرآن ، فقد ارتفعت عنه الجهالة التي حكم بها الطبري رحمه الله ، فما كان بالنسبة له مجهولاً لا يُعرف ، كان بالنسبة لغيره معروفًا موثَّقًا في نقل القراءة ، والله أعلم .(1/267)
وممن اعترض عليه وردَّ قوله أبو عمرو الداني فقد انتقده بعد سياقه لاحتجاج الطبري السابق ، كما لذا نبَّه الشاطبي إلى عدم الاغترار بنقد الطبري لقراءة ابن عامر .
ولا شكَّ عندنا اليوم أنَّ قراءة ابن عامر من القراءات المقبولة المتلقاة جيلاً بعد جيل بالرضا والقبول ، وأنَّ قول الطبري ـ مع جلالته ـ غير مقبولٍ فيها ، وإن كان بالنسبة له هو عنده وجه في عدم قبولها ؛ لأنَّ سندها لم يتصل عنده .
ثُمَّ أعود فأقول : إنَّ أوَّل ما يجب على من زعم أنَّ ابن جرير أنكر قراءة متواترةً أن يُثبتَ تواترها عند ابن جرير أوَّلاً ، ثمَّ يُسلَّم له تعبيره هذا .
أما أن يُحكَّم ابن جرير إلى مصطلح لم ينشأ إلا بعده ، فإن هذا مما لا يخفى بطلانه علميًّا ، وهذه مسألة تعود إلى معنى التواتر في القراءات ، ومتى نشأ الحكم بتواتر السبعة أو العشرة .
فتسبيع السبعة أو تعشير العشرة والحكم عليها أنها هي القراءات المتواترة ، أو السبعة متواترة والثلاثة الأخرى مشهورة ـ على اختلافٍ لا أثر له في صحة قراءتهم ـ إنما جاء بعد ابن جرير ، والحكم عليه بشيء جاء بعده ظاهر الفساد .
وأرجو ـ بعد هذا ـ أن يتضح الموقف الصحيح من الإمام الطبري في ردِّه للقراءات التي حكم العلماء بقبولها ، وهو عدم الاعتداد بردِّه وإنكاره لها ، لكن لا يقال إنه أنكر قراءة متواترةً ، والله الموفق .
---
راجي رحمة ربه
11-21-2003, 05:51 AM
كنت من زمن أعتقد أن الطبري تكلم في قراءة ابن عامر، لكن من هذا النص، اتضح فقط ترجيحه لمصدر قراءة ابن عامر لا ردها بالكلية فهو يقول:
وقد حدثني بقراءة عبد الله بن عامر كلها العباس بن الوليد البيروتي وقال حدثني عبد الحميد بن بكار عن أيوب بن تميم عن يحي بن الحارث عن عبد الله بن عامر اليحصبي أن هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها .(1/268)
فنسب عبد الله بن عامر قراءته إلى أنها حروف أهل الشام في هذه الرواية التي رواها لي العباس بن الوليد ، ولم يضفها إلى أحد منهم بعينه ، ولعله أراد بقوله : إنها حروف أهل الشام أنه قد أخذ ذلك عن جماعة من قرائها ، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقا كثيرا ، .
فإن كان هذا كله من كلام الطبري، فهو واضح فيما ظهر لي.
والله أعلم.
---
أمين الشنقيطي
12-04-2003, 07:24 AM
مافهمته من الإخوة فى الملتقى حفظهم الله ،
أنه لاتضيق صدورهم عن طرح أي مسألة علمية،
وهم كذلك إن شاء الله،
وفى الحقيقة أرجوا ألا تكون المسائل المطروحة دعاية أو بقصد التشويه، كتحديد الطبرى مثلا بالحديث دائما،وغيره كثير ممن أنكر أو منع،
فغاية البحث كما نعلم الوصول إلى حقائق ولذا فينبنى هنا على إنكار قراءة أوردها أمران :أولهما هل ذلك المفسر لم تبلغه هذه الرواية فهذا أمره يسير ويعتذر له دائما ،وليس على سبيل وجود ما يغمز به نسأل الله السلامة،
ثانيهما وهو المهم هل ترتب على تركه لتلك القراءة غياب معنى فى التفسير للآية لم يذكر بناء على عدم معرفته بالقراءة،فكلمة نزاعة لحفص بالنصب ولم يذكرها الطبري أو غيره فهل يترتب علي وجود معناها على النصب عنده شيء،وهكذا
لاأريد الإطالة حتى يفهم المقصود وفق الله الجميع
---
مساعد الطيار
12-06-2003, 06:48 AM
أخي الكريم الدكتور أمين
لم يتضح لي مرادكم في هذه المداخلة ، وأتمنى لو وضحتكم إن أمكنكم ذلك
وجزاكم الله خيرا على مشاركتكم .
---
عبدالله الحسني
12-07-2003, 11:42 AM
فضيلة الشيخ مساعد بارك الله فيه
إن سلمنا أن قراءة ابن عامر أو الكسائي أو غيرها من السبعة متواترة...
و قد وقع للإمام ابن جرير إنكار شئ منها وردها ، فلماذا نلزم باثبات أنها تواترت عنده ثم ردها بعد علمه بتواترها؟
يقال: هو ردها وهي متواترة ، ويعتذر له بعد ذلك بشئ من الأعذار .(1/269)
فلو أن عالما من العلماء أنكر عدة أحاديث وهي في الصحيحين وقال : ليست في الصحيحين ، وهي فيها
هل يلزم من رد عليه أن يقول : الأحاديث التي ردها من الصحيحين وهي في الصحيحين ولم يثبت عنده أنها في الصحيحين ؟
أرجو من فضيلتكم إفادتي .
---
(1/270)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية الأخلاق وآية النفقة وآية التوحيد
---
آية الأخلاق وآية النفقة وآية التوحيد
---
المنذر
03-14-2004, 10:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الاعزاء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ارجو إفادتي من كان له علم في أسماء الآيات عن المقصود من آية الأخلاق وآية النفقة وآية التوحيد ، ومن الذي أسماها بذلك من المفسرين .
بارك الله في علمكم ..
---
المنذر
03-28-2004, 10:58 PM
هل من يفيدني .. بارك الله في وقته وعلمه ...
---
(1/271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قصة الحج
---
قصة الحج
---
د. محمد مشرح
01-01-2006, 10:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الحج
الحمد لله ؛ يسر لنا سبل الهدى وما حعل علينا في الدين من حرج ؛ سبحانه جل في علاه ؛ ومهما أثنينا عليه ، وشكرناه فلن نبلغ شيئا مما يستحقه .والصلاة والسلام على رسول الله أبان لنا المحجة ؛ وتركها بيضاء نقية ؛ لا يزيغ عنها إلا هالك . وعلى آله وصحبه ، ومن سار على النهج إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
أما بعد:
فإسهاما في تيسير أداء فريضة الحج ؛كونها ركنا من أركان الإسلام ؛ هذه إلمامة من منسك النبي صلى الله عليه وسلم تبصيرا للمسلم وهو يؤدي هذه الفريضة العظيمة وعنونتها بقصة الحج ؛ وهي عبارة عن ثلاث نقاط : الأولى سوق حديث جابر بنصه . وثانيها محاولة تلخيصه بأسلوب سهل مع زيادات يسيرة لم يتضمنها حديث جابر . وثالثها تنبيهات تهم الحاج يحتاجها كثيرا وتعين على تلافي مشاق يقع فيها بسبب خفائها عليه .سائلا المولى الكريم جلت قدرته أن يجعلها نافعة لعباده ، وخالصة له سبحانه .
أولا نص حديث جابر(1/272)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن حاتم قال أبو بكر حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم حتى انتهى إلي فقلت أنا محمد بن علي بن حسين فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ثم نزع زري الأسفل ثم وضع كفه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب فقال مرحبا بك يا بن أخي سل عما شئت فسألته وهو أعمى وحضر وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفا بها كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إلى جنبه على المشجب فصلى بنا فقلت أخبرني عن حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال بيده فعقد تسعا فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعمل مثل عمله فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف أصنع قال اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وأهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم شيئا منه ولزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلبيته قال جابر رضي الله عنه لسنا ننوي إلا الحج لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ {(1/273)
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } فجعل المقام بينه وبين البيت فكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ { إن الصفا والمروة من شعائر الله } أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه واحدة في الأخرى وقال دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لأبد أبد وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر ذلك عليها فقالت إن أبي أمرني بهذا قال فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال صدقت صدقت ماذا قلت حين فرضت الحج قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال فإن معي الهدي فلا تحل قال فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة قال فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه هدي فلما كان يوم(1/274)
التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمني أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا(1/275)
حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما فلما دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت به ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر فحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده من الشق الآخر على وجه الفضل يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه
ثانيا : ملخص لحديث جابر مع بعض الفوائد التي لم يتضمنها(1/276)
حديث جابر أتى على الكثير من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في منسك الحج ، وسألخصه بعبارت قليلة فقد أحرم صلى الله عليه وسلم من الميقات (ميقات أهل المدينة ومن جاء عليه ويسمى ذا الحليفة ) – قارنا- وبقي ملبيا مع أصحابه ذاكرين الله تعالى ... إلى أن وافوا مكة ( اغتسل بذي طوى ( العتيبية ) ودخل مكة من أعلاها (من الحجون ) ثم طاف سبعا مضطبعا ( والاضطباع جعل الرداء تحت الإبط – وكان هذا خاص بطواف القدوم كما يرى بعض العلماء -) واستلم الركن ،ورمل في الثلاثة الأول من السبعة ( والرمل سرعة في المشي مع تقارب الخطو ) ، ثم صلى ركعتين خفيفتين ؛ قرأ في الأولى –بعد الفاتحة - بسورة (الكافرون) والثانية بالإخلاص . ثم سلم على الركن وتوجه تلقاء الصفاء ، وتلا قوله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }(1/277)
وقال : أبدأ بما بدأ الله به ؛ فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة ، فوحد الله وكبره ، وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك ؛ قال مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ؛ ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة ؛ فقال لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه واحدة في الأخرى وقال دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لأبد أبد وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر ذلك عليها فقالت إن أبي أمرني بهذا قال فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال صدقت صدقت ماذا قلت حين فرضت الحج قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال فإن معي الهدي فلا تحل قال فكان جماعة ... ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة إلى صباح يوم الثامن من ذي الحجة صعد منى ( -والمتمتعون أهلوا بالحج من أماكنهم ، وانطلقوا معه عليه الصلاة والسلام – فصلى في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر . ثم توجه إلى عرفة ، ومكث بنمرة إلى أن خطب الناس وبعد الخطبة صلى بالناس الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وقامتين . ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة(1/278)
بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص . وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمني أيها الناس السكينة السكينة ؛ كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ، فاستقبل القبلة ، فدعاه وكبره وهلله ووحده ؛ فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ... فدفع قبل أن تطلع الشمس ؛ حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي ( بجعل البيت عن يساره وهنا يراعي الحاج التيسير وبخاصة إذا كان معه ضعفاء فلهم أن يتقدموا ابتداء من آخر ليلة مزدلفة أو يتأخروا إلى أن يخف الزحام الشديد ولو إلى الليل بل إن التيسير يقض بأن يمتد وقت الرجم إلى فجر اليوم الحادي عشر كما يرى بعض العلماء وهو الأقرب لطبيعة هذا الدين ومقاصده وقواعده لكن تقدر الضرورة بقدرها ) ، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر ( ما بقي ) وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة ؛ فجعلت في قدر فطبخت ، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه
(وما سئل في هذا اليوم عن شيء – النحر أو الرمي أو الحلق أو الطواف ... - قدم أو أخر إلا قال افعل ولا حرج ).(1/279)
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منى ، ومكث فيها من العاشر إلى الثالث عشر من ذي الحجة ، ورمى الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر –مبتدئا بالصغرى التي تلي منى ، فالوسطى ، فالكبرى ؛ بعد الزوال ( وعند الضرورة والزحام الشديد يستمر وقت الرجم إلى فجر اليوم التالي ) وكذا فعل عليه الصلاة والسلام في اليوم الثاني عشر واليوم الثالث عشر ؛ وكان يقف بعد الأولى والثانية يدعو الله تعالى مستقبلا القبلة ، ولم يقف بعد الكبرى صلى الله عليه وسلم . ثم انصرف إلى البيت وطاف طواف الوداع .
هكذا هي حجة النبي صلى الله عليه وسلم باختصار وإجمال وثمة تفصيلات ودقائق لا تخفى بركتها وأهميتها لكمال الحج سأذكر بعضا منها –بإذن الله - من منسكه صلى الله عليه وسلم .
ثالثا تنبيهات مهمة
* الإحرام
1- لا يلزم الرجوع إلى الميقات عند نسيان التلفظ بالنية وإنما يكفي تلفظها عند ذكرها وفي المكان الذي تذكر الحاج أو المعتمر فيه .
2- بالإمكان الاغتسال للإحرام ولبس ثوبي الإحرام في السكن فهو أيسر والذي يلزم في الميقات إنما هو العزم على الإحرام مع استصحاب تلفظ النية .
3- يمكن تغسيل ثوب الإحرام أو استبداله إذا اتسخ أو تنجس ؛ولا يؤثر ذلك على الإحرام .
4- إذا نسي المحرم شيئا من المخيط كالملابس الداخلية فإنه يخلعها إذا ذكر ولا شيء عليه.
5- يمكن للمحرم أن يرجل شعره ويحكه بلطف ، وأن يغتسل كذلك بلطف .
6- الحيض والنفاس لا يمنع من الإحرام وممارسة أعمال الحج عدا الطواف فإنه يؤخر إلى الطهر .
* الطواف
1- استلام الحجر الأسود سنة إن تيسر وإلا فيشار إليه إشارة من بعيد .
2- استلام الركن اليماني هو المتعين فإذا لم يتيسر استلامه لا يشار إليه .
3- التكبير عند الحجر الأسود واحدة ؛ ويشار إلى الحجر باليد ولا يوقف عنده .
4- صلاة ركعتي الطواف خلف المقام؛ لكن إذا لم يتيسر ذلك ففي أي مكان من الحرم .(1/280)
5- إذا احتاج الطائف إلى الخروج وقطع الطواف لضرورة ما كالوضوء فإنه يبني على السابق عند عودته في أحد قولي العلماء .
6- يدعو الطائف بما يشاء ، وله أن يقرأ قرآنا ولا يلزمه دعاء مخصص.ماعدا بين الركنين اليمانيين فإنه يقول : ربنا آتنا في الدني حسنة وفي الآخرة حسنة ...
7- طواف الوداع للحج واجب ويسقط عند الاضطرار .
8- يشترط الوضوء للطواف إلا عند الضرورة القصوى كالحائض التي لم تطف طواف الإفاضة ولم تتمكن رفقتها من انتظارها .
* عند السعي
1- الإسراع في الوادي – بين الميلين الأخضرين – خاص بالرجل دون المرأة .
2- لا يشترط له الوضوء بخلاف الطواف والأولى البقاء على وضوء .
3- إذا قُدم السعي على الطواف في أعمال الحج صح .
4- المتمتع يقص من شعره ليحل من العمرة ولو كان في أيام العشر .
5- القارن والمفرد يكفيهما سعي واحد .
*منى
1- منى كلها موقف ، وإذا ضاقت منى جاز الوقوف خارجها؛ لأن هذا هو المستطاع المأمور به .
2- لا يلزم غسل الحصى .
3- تحري أوقات اليسر وبخاصة للضعفاء .
4- الصلاة الرباعية فيها تقصر ولا تجمع .
5- لا صيام في أيام التشريق إلا لمتمتع لم يجد الهدي .
6- إذا لم يستطع حضور منى في اليوم الثامن مضطرا لا يؤثر ذلك في صحة الحج وأما أيام التشريق فإنه بإمكان المضطر جمعها في يوم واحد كما فعل الرعاة ، وينبغي للحاج أن يتحرى منسك النبي صلى الله عليه وسلم فلا يدع واجبا أو سنة من مناسك الحج إلا مضطرا ..
*عرفة
1- عرفة كلها موقف في أيها وقف الحاج أجزأه .
2- لا يلزم طلوع الجبل .
3- وقت الوقوف يبدأ من بعد ظهر التاسع إلى فجر اليوم العاشر ؛ ويكفي ساعة من ليل أو نهار لمن لم يقدر إلا على ذلك .
4 – بعض مسجد نمرة ليس من عرفة .
5- أفضل دعاء يوم عرفة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) .
* مزدلفة(1/281)
1- يصلى فيها المغرب والعشاء قصرا وجمعا بأذان وإقامتين ويرتاح الحج وينام ليلتها لأن اليوم التالي مليء بالأعمال فيتقوى عليها .
2- يصلي الفجر ويدعو بعدها ويذكر الله إلى أن يسفر ، ويتوجه إلى منى للرمي والحلق والنحر .
*منى أيضا
يمكن الترخص في الرمي ابتداء من ثلث الليل الأخير للضعفاء ، كما يمكن تجنب أوقات الذروة ولو تأخر إلى الليل بل إلى الفجر للاضطرار .
*النحر
1- منى وفجاج مكة كلها مكان للنحر فلا يضيق الحاج على نفسه وأيام النحر الأربعة كلها زمن للنحر .
2- توكيل شركة موثوقة لتنحر عنه لابأس به، بل قد يكون أولى عند عدم قدرة المضحي أن يستفيد من الأضحية ويفيد غيره .
*طواف الإفاضة
من واجبات الحج ، ويسقط عن المرأة الحائض إذا لم يتيسر لها النتظار حتى الطهر .
*خاتمة
الحمد لله الذي أعانني على إنجاز هذا الجهد ، عساه يوفق إلى قبوله عنده ، وينفع عباده به . ويصلي على نبيه ومصطفاه الذي حث أمته على تتبع حجته ، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .
---
(1/282)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من بدائع التحرير و التنوير : في قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض"(1)
---
من بدائع التحرير و التنوير : في قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض"(1)
---
أبو زينب
02-16-2005, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مستعينا بالله و مستجيبا لاقتراح أخينا عبد الرحمن الشهري- وفقه الله - أبدأ الحلقة الأولى من وقفات على إشارات مميزة في التحرير و التنوير . و الله الموفق و عليه التكلان .
و أنطلق مستفتحا بقوله عز و جل : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } الأحزاب 72 .
أولا ما قيل في تفسير هذه الآية :
أورد هنا ما ذكره المفسرون من معاني كلمة الأمانة :
فقد فسر الجمهور الأمانة بـ " كل شيء يؤتمن الإنسان عليه من أمر و نهي و شأن دين و دنيا . فالشرع كله أمانة."
و روي عن ابن مسعود قوله : هي أمانات المال ( الودائع ...) و الفرائض .
و عن أبي بن كعب أنها ائتمان المرأة على فرجها .
و عن أبي الدرداء أنها غسل الجنابة .
و عن الضحاك أنها الدين .
كما فسرت الأمانة بالطاعة : لأنها لازمة الوجود كما أن الأمانة لازمة الأداء ( الزمخشري )
و فسرها آخرون بالتكليف ( و قبول الأوامر و النواهي بشرطها ) و سمي أمانة لأن من قصََر فيه فعليه الغرامة و من وفََر فيه فله الكرامة .
و قال آخرون إنها الأعضاء : العين و الأذن و اليد و الرجل و الفرج و اللسان .
و فسرها ابن عجيبة بـ " ما أخذ عليهم ( بني آدم ) من عهد التوحيد في الغيب بعد الإشهاد لربوبيته " .(1/283)
وقد ذكر ابن عاشور أن المفسرين - رحمهم الله و إياه - اختلفوا في معنى الأمانة على عشرين قولا , و بعضها متداخل في بعض ( من قبيل ذكر الأمثلة الجزئية للمعاني الكلية ) .
أما قوله تعالى " إنه كان ظلوما جهولا " فقد فُسر بظلم الإنسان نفسه في خطيئته و بجهله بربه أو بجهله بعاقبة ما تحمََل .
ثانيا : ما قاله ابن عاشور :
ركز ابن عاشور على أربعة آراء في معنى الأمانة و هي مرتبة حسب ما بدا لي من ترجيحه هو :
1- الأمانة هي العقل :وتسميته أمانة تعظيم لشأنه ولأن الأشياء النفيسة تودع عند من يحتفظ بها.
والمعنى: أن الحكمة اقتضت أن يكون الإنسان مستودَع العقل من بين الموجودات العظيمة لأن خلقته مُلائمة لأن يكون عاقلاً فإن العقل يبعث على التغير والانتقال من حال إلى حال ومن مكان إلى غيره، فلو جعل ذلك في سماء من السماوات أو في الأرض أو في جبل من الجبال أو جميعها لكان سبباً في اضطراب العوالم واندكاكها. وأقرب الموجودات التي تحمل العقل أنواع الحيوان ما عدا الإِنسان فلو أودع فيها العقل لما سمحت هيئات أجسامها بمطاوعة ما يأمرها العقل به. فلنفرض أن العقل يسول للفرس أن لا ينتظر علفه أو سومه وأن يخرج إلى حناط يشتري منه علفاً، فإِنه لا يستطيع إفصاحاً ويضيع في الإِفهام ثم لا يتمكن من تسليم العوض بيده إلى فرس غيره. وكذلك إذا كانت معاملته مع أحد من نوع الإنسان.
2 - الأمانة هي الخلافة :وهي تندرج تحت معنى العقل أيضا . فهو يقول : خلافة الله تعالى في الأرض مثل القول في العقل لأن تلك الخلافة ما هيّأ الإِنسان لها إلا العقلُ كما أشار إليه قوله تعالى:{ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة }[البقرة: 30] ثم قوله:{ وعلم آدم الأسماء كلها }[البقرة: 31] فالخلافة في الأرض هي القيام بحفظ عمرانها ووضع الموجودات فيها في مواضعها، واستعمالها فيما استعدّت إليه غرائزها.(1/284)
3 - الأمانة هي الإيمان أي توحيد الله، وهي العهد الذي أخذه الله على جنس بني آدم وهو الذي في قوله تعالى:{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } الأعراف [172]. فالمعنى: أن الله أودع في نفوس الناس دلائل الوحدانية فهي ملازمة للفكر البشري فكأنها عهْد عَهِد الله لهم به وكأنه أمانة ائتمنهم عليها لأنه أودعها في الجبلة مُلازِمة لها، وهذه الأمانة لم تودع في السماوات والأرض والجبال لأن هذه الأمانة من قبيل المعارف والمعارف من العلم الذي لا يتصف به إلا من قامت به صفة الحياة لأنها مصححة الإِدراك لمن قامت به، ويناسب هذا المحمل قولُه:{ ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات }[الأحزاب: 73]، فإن هذين الفريقين خالون من الإِيمان بوحدانية الله.
4 - الأمانة هي ما يؤتمن عليه : وذلك أن الإِنسان مدني بالطبع مخالط لبني جنسه فهو لا يخلو عن ائتمان أو أمانة فكان الإنسان متحملاً لصفة الأمانة بفطرتِه والناس متفاوتون في الوفاء لما ائتمنوا عليه كما في الحديث: " إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة " أي إذا انقرضت الأمانة كان انقراضها علامة على اختلال الفطرة، فكان في جملة الاختلالات المنذرة بدنو الساعة مثل تكوير الشمس وانكدار النجوم ودكّ الجبال.
وفي تفسيره لقوله عز و جل " إنه كان ظلوما جهولا " يبين - رحمه الله - أن هذه جملة اعتراضية و معناها استئناف بياني . ثم ينفي أن تكون هذه الجملة تعليلية لأن تحمل الأمانة لم يكن باختيار الانسان فكيف يعلل بأن حمله الأمانة من أجل ظلمه و جهله . فمعنى { كان ظلوماً جهولاً } أنه قصّر في الوفاء بحق ما تحمله تقصيراً: بعضُه عن عمْد وهو المعبر عنه بوصف ظلوم، وبعضه عن تفريط في الأخذ باسباب الوفاء وهو المعبر عنه بكونه جهولاً، فظلوم مبالغة في الظلم وكذلك جهول مبالغة في الجهل.(1/285)
وفي الختام أرجو من الإخوة أن يمدوني بنصائحهم في طريقة العرض هذه . كما أطلب منهم أن يضيفوا ما يرونه صالحا أو مخالفا لرأي ابن عاشور من خلال ما علموه من تفاسير أخرى .
و الله أسأل أن ينفعني و إياكم بما علمنا إنه ولي ذلك و القادر عليه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2005, 12:23 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل ، وأشكرك على الشروع في تنفيذ فكرتك حول تفسير ابن عاشور . لعلك تقوم بوضع رقم لكل حلقة حتى يتسنى مستقبلاً ترتيبها حسب كتابتك لها. وفقك الله ونفعنا وإياك بالعلم.
---
الإسلام ديني
02-17-2005, 12:54 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله - ليلا بالأمس طرح علي صديقي تفسير هذا الآية
و اليوم كنت في منتدى " سفينة النجاة " فحملت برنامج التفسير ثم ضغطت على الرابط
فحولني الي هذا المنتدى المبارك
فأول ما لفت نظري هذا الموضوع -- و قلت في نفسي سبحان الله -- بهذه السرعة
فبالإمس - قلت لصديقي - ان هذه الآية لا أعرف تفسيرها و لا معناها
فهي محيرتني شويه -- فالصراحة سمعت و قرأت الكثير التفاسير حولها
و معظم هذه التفاسير متشابه
و لكي أصدقكم القول -- لم اقتنع فيها - و لكنني مؤمن مسلم بها
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (آل عمران : 7 )
فيا إخواني - عند إشكالية - لو تفضلتم أن توضحوها لي(1/286)
في ظاهر هذ الآية -
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب : 72 )
انها تخالف آية
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات : 56 )
ثم - كيف عرضت علينا - هل المقصود هنا هو أبونا آدم - أم عرضت علينا جميعا
فمثلا - لو جاءني ملحد أو مشكك و قال لي لم يعرض علي اي شيء - فكيف تقولون
بأن الله سبحانه وتعالى عرض علينا الأمانة
الرجاء - التوضيح بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2005, 01:03 PM
حياكم الله أخي الهاوي في ملتقى أهل التفسير . وسيجيبك الدكتور أبو زينب إن شاء الله فانتظر وفقك الله .
---
مساعد الطيار
02-17-2005, 02:02 PM
شكر ألله لك أبا زينب هذا المشروع ، ولعلك تختار بعض الآيات المشكلة وتعرض رأي الطاهر بن عاشور فيها .
اما هذه الآية التي هي من الآيات المشكلة في التفسير ، فإني قد استعرضت أراء المفسرين فيها ، وقد ظهر لي بعد ذلك أن ( أل ) في الأمانة للعهد ، وهذا العهد لمن كُلِّم أولاً بهذا الخطاب من الخلق ـ وهم السموات والأرض والجبال والإنسان ـ فاختار الإنسان حمل هذه الأمانة ، واعتذرت عنها هذه المخلوقات .
والأمانة ـ فيما ظهر لي ـ هي أمانة التكليف ، وهي حرية الاختيار في قبول الأمروالنهي ، وإذا تأملت أقوال المفسرين في الأمانة وجدتها أمثلة لأمور تكليفية ، وليس مرادهم أن هذا الممثل به هو الأمانة المعروضة فقط ، بل أرادوا أن ينبهوا على جنس الأمانة المعروضة ، والله أعلم .
وإذا تدبرت حال المخلوقات وجدت أن كل المخلوقات سوى الإنسان ـ والجِنُّ تبعٌ لهم ـ يفعلون الأمر ، ولا يمكن لهم المعصية ، فليس لهم اختيار في ذلك ، كذا هي عبوديتهم التي خلقهم الله لها .(1/287)
أما الإنسان فله حرية الاختيار في الأمر الشرعي ، حرية أن يفعل أو لا يفعل ، لذا كان الناس على فريقين : أهل الإيمان ، وأهل الكفر .
فعبودية المخلوقات لله تختلف ، ولا يخرج أحد عن عبودية الله ، لكن كلٌ بحسبه ، لذا أخبرنا الله عن سجود الخلق وعن تسبيحهم ، وعن بعض أعمال الطاعات الأخرى لهم ، فهم يعملونها طوعًا ، وليس لهم اختيارفي أن يفعلوا أو لا يفعلوا كما هو الحال في الإنسان .
فوائد متممة :
الأولى : إن الجن تبع للإنس في الأحكام الشرعية ، وهم من جنس الإنس في التكليف ، كما أنه مخاطبون بما يُخاطب به الإنس من التكاليف ، فكل تكليف خوطب به الإنس فالجنُّ تبع لهم ، وهذا ظاهر باستقراء حال الجن ومرتبهم من الإنس ، لذا لو استشكل مستشكل لم لم يُذكر الجن في حمل الأمانة مع أنهم مثل الإنس في هذا الأمر ، فهذا التنبه هو الجواب المناسب له ، والله أعلم .
الثانية : الأمر في القرآن على قسمين :
الأول : الأمر الكوني القدري ، وهذا لا يمكن لأحد من الخلق كائنًا من كان أن يخرج عنه أو يستطيع مخالفته ، ومن أمثلته قوله تعالى : ( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها ) ، وهذا الأمر القدري الكوني لا يستطيع أحد ردَّه ولا مخالفته ، لذا قالت الملائكة لإبراهيم عليه السلام ( يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك) .
الثاني : الأمر الشرعي ، ويدخل فيه جميع أوامر الله الشرعية التي أمر الله بها المكلفين من عباده أن يفعلوها ، والناس في هذه الأوامر الشرعية على قسمين : بعضهم يفعل فيكون من المطيعين ، وبعضهم لا يفعل فيكون من العاصين ، وهذا القسم هو الذي يدخله اختيار الإنسان ، وبه صار مكلَّفا ، والله أعلم .
---
جمال حسني الشرباتي
02-17-2005, 05:53 PM
أخي أبا زينب حفظه الله ورعاه
هل أفهم من كلام العلامة إبن عاشور أن العرض للأمانة على السماوات والأرض والجبال كان عرضا حقيقيا؟؟(1/288)
((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ))
هل من الممكن أن يفهم مفسر أن الكلام عن العرض على السماوات والارض والجبال كان للدلالة على عظم أمر الامانة المعروضة؟---وإلا فهل يملك مخلوق أن يأبى ما عرض عليه المولى؟؟
---
أبو زينب
02-19-2005, 01:04 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستاذنا و شيخنا مساعد الطيار بارك الله فيك و في علمك
كنت و مازلت أنتظر و أتابع مداخلاتكم القيمة لما فيها من فوائد مهمة و نصائح جمة .
فجزاكم الله كل خير و زادكم من فضله .
أخي الفاضل جمال
جوابا على أسئلتك الثلاثة أقول :
1-هل أفهم من كلام العلامة إبن عاشور أن العرض للأمانة على السماوات والأرض والجبال كان عرضا حقيقيا؟؟
لاشك أخي جمال أنك اطلعت على كلام ابن عاشور فهو يؤكد أن هذا العرض كان في مبدأ تكوين العالم ونوعِ الإنسان لأنه لما ذكرت فيه السماوات والأرض والجبال مع الإِنسان علم أن المراد بالإِنسان نوعه لأنه لو أريد بعض أفراده ولو في أول النشأة لمَا كان في تحمل ذلك الفرد الأمانة ارتباطٌ بتعذيب المنافقين والمشركين، ولَمَا كان في تحمل بعض أفراده دون بعض الأمانةَ حكمة مناسبة لتصرفات الله تعالى. فتعريف { الإنسان } تعريف الجنس، أي نوع الإِنسان
2-هل من الممكن أن يفهم مفسر أن الكلام عن العرض على السماوات والارض والجبال كان للدلالة على عظم أمر الامانة المعروضة؟(1/289)
الجواب هنا أيضا نعم .فهو يقول : وفائدة هذا التمثيل تعظيم أمر هذه الأمانة إذ بلغت أن لا يطيق تحملها ما هو أعظم ما يبصره الناس من أجناس الموجودات. فتخصيص { السماوات والأرض } بالذكر من بين الموجودات لأنهما أعظم المعروف للناس من الموجودات، وعطف الجبال على{ الأرض } وهي منها لأن الجبال أعظم الأجزاء المعروفة من ظاهر الأرض وهي التي شاهد الأبصارُ عظمتها إذ الأبصار لا ترى الكرة الأرضية كما قال تعالى: { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله }
[الحشر: 21].
3- هل يملك مخلوق أن يأبى ما عرض عليه المولى؟؟
الإباء هنا لم يكن من باب العصيان كإباء إبليس ( في قوله تعالى : "إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين " الحجر31 ) و ذلك لسببين ( الرازي) :
• أولا : الأمانة هنا كانت عرضا بينما الأمر بالسجود لآدم كان فرضا .
• ثانيا :إباء إبليس كان استكبارا و إباء السموات و الأرض كان استصغارا بدليل أنهن أشفقن منها .
و أكمل بلطيفة ذكرها الرازي : في قوله " و حملها الإنسان " إشارة إلى أن في الأمانة مشقة لذلك لم يقل فأبين أن يقبلنها و قبلها الإنسان . ثم إن في الحمل إشارة إلى استحقاق الأجر عليه أي على حمل الأمانة بل و استحقاق الزيادة في حال رعايتها حق الرعاية .
أخي الهاوي
مرحبا بك بين أهلك . أرجو المعذرة لتأخري في الرد على تساؤلاتك . أعدك بالجواب في أقرب وقت بإذن الله ( غدا ؟ )
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
---
جمال حسني الشرباتي
02-19-2005, 04:58 AM
سلمت يمناك ولم أنس فضلك
---
أبو زينب
02-20-2005, 08:57 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الهاوي هدانا الله و إياك إلى سواء السبيل.
أولا :
يقول الله سبحانه و تعالى : { إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} الأحزاب 72.(1/290)
وقع خلاف بين العلماء في كيفية العرض و حقيقته .فمنهم من رأى أن العرض حقيقة , وقع على السموات و الأرض و الجبال و الإنسان . و منهم من رأى أن العرض مجاز و تمثيل: فالمعنى أن الله قايس ثقل الأمانة بقوة السموات و الأرض و الجبال فرأى أنها لا تطيقها و أنها لو تكلمت لأبت و أشفقت فعبر عن هذا المعنى بقوله " إنا عرضنا الأمانة " و هذا كما تقول : عرضت الحمل على البعير فأباه . و أنت تريد قايستُ قوته بثقل الحمل فرأيت أنها تقصر عنه.
كما وقع الخلاف في المراد بالإنسان هل هو آدم فقط ؟ أم نوع الإنسان كجنس ؟ أم قابيل قاتل أخيه هابيل ؟ أم المنافق و الكافر ؟.
وهو نفس الخلاف الذي وقع في تفسير قوله تعالى: " و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " الأعراف 172.
أي أن الله أخذ من ظهور بني آدم ذريتهم و خلقهم على فطرة التوحيد و الإسلام .و أشهد كل واحد على نفسه من هؤلاء الذرية قائلا لهم قول إرادة و تكوين لا قول وحي و تبليغ : ألست بربكم فقالوا بلسان الحال لا بلسان المقال : بلى أنت ربنا المستحق وحدك للعبادة .
و سبب هذا الإشهاد ألا يعتذروا يوم القيامة إذا أشركوا : إنا كنا عن التوحيد غافلين أي لم ينبهنا إليه أحد . فلا عذر بعد إقامة الأدلة على وحدانية الله و وجود العقل و تكوين الفطرة .
و خلْق الناس على فطرة التوحيد مقرر في آية أخرى وهي قوله تعالى : " فأفم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " – الروم 30- . و في الصحيحين ما يؤيد ذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
و قد اختلف العلماء في هذه الآية على رأيين :(1/291)
* رأي السلف الذين قالوا : إن الله خلق آدم و أخرج من ظهره ذريته كالذر و أحياهم و جعل لهم عقلا و إدراكا و ألهمهم ذلك الحديث و تلك الإجابة و أخذ عليهم العهد بأنه ربهم فأقروا بذلك .
* رأي الخلف الذين قالوا : هذا من قبيل التمثيل و المجاز و الاستعارة فلا سؤال و لا جواب و إنما أقام الله الأدلة الكونية على وحدانيته و ربوبيته للكون كله . و شهدت بها عقولهم و بصائرهم التي ركبها فيهم و جعلها مميزة بين الضلال والهدى فكأنه قال للخلق : أقروا بأني ربكم و لا إله غيري. و كأنه أشهدهم على أنفسهم و قال لهم ألست بربكم فقالوا : بلى .
و ربما كان هناك رأي ثالث وهو أن القصة كانت في عالم الأرواح : لما أراد الله أن يشهدهم على أنفسهم أمر إسرافيل فنفخ في الصور فحصل للأرواح هول عظيم مثل ما يحصل للناس يوم القيامة عند نفخة البعث . ثم سألهم و أشهدهم على أنفسهم و عند ذلك افترقت الأرواح بحسب قوة أنوارها و ضعفها فمن الأرواح من أجاب محبة و هي أرواح المؤمنين و منها من أجاب كرها وهي أرواح الكافرين .
فالمراد من الآية أن الله تعالى جعل الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد حجة مستقلة عليهم و لهذا قال "أن تقولوا " أي لئلا تقولوا يوم القيامة " إنا كنا عن هذا " أي التوحيد "غافلين" أي لم ننبه إليه .
ثانيا :
يقول الله عز وجل : { و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون } –الذاريات 56-
يتبين من الآية أن الخلق ليس إلا للعبادة فالمقصود من إيجاد الثقلين العبادة. فاللام في " ليعبدون" لام العلة أي ما خلقتهم لعلة إلا علة عبادتهم إياي. و التقدير لإرادتي أن يعبدون . و يدل على هذا التقدير قوله في جملة البيان " ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون " .(1/292)
و لكن ابن عاشور رحمه الله يقول : .. فالحصر المستفاد من قوله : " وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " قصر على علة خلق الله الإنس و الجن على إرادته أن يعبدوه و الظاهر أنه قصر إضافي –أي إلا ليعبدوني وحدي أي لا يشركوا غيري في العبادة فهو رد للإشراك – و ليس هو قصرا حقيقيا فإن الحكمة من خلقهم ليست مجرد أن يعبدوه لأن حكم الله تعالى من أفعاله كثيرة لا نحيط بها . فقد ذكر حٍِكَما للخلق غير هذه : " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم"- هود 118- بل ذكر حكمة خلق بعض الإنس كقوله في خلق عيسى " و لنجعله آية للناس و رحمة منا " – مريم21- . اهـ
ثالثا :
أما محاورك الملحد فلن يفيده الإنكار شيئا .فكلامه حجة عليه
اسأله : أليس هو حيوان ناطق ؟ من الذي أنطقه ؟ لقد زرع الله فينا خاصية الكلام و جعل تعلم الكلام من فطرتنا . فهل ينكر هذا ؟
ضع أي طفل في بيئة تتكلم العربية سيصبح عربي اللغة و لو وضعته في بيئة تتكلم الإنكليزية لأصبح إنكليزي اللغة و هكذا .. فالله زرع في فطرتنا الإيمان به شئنا أم أبينا . فلو وضعنا صغيرا في بيئة تؤمن بالله لأصبح مؤمنا به و لو وضعناه في بيئة تؤمن باتباع الهوى لأصبح كذلك ( " أرأيت من اتخذ إلهه هواه .." الفرقان 43 ) .
كذلك الرضيع من الذي غرس فيه خاصية الرضاعة ؟ إنه الخالق الحكيم .فكما أودع فيك فطريا حب الرضاعة كي تعيش فقد أودع فيك فطريا آيات التوحيد كي تعبده . شعر الرضيع بذلك أم لم يشعر . و اعترفت بذلك أم أنكرت .
والله تعالى أعلم .
---
فهد الناصر
02-25-2005, 02:20 PM(1/293)
جزاكم الله خيراً أخي الكريم (أبوزينب) . جهد موفق ما شاء الله . وأؤيد هذا الاقتراح من الشيخ عبدالرحمن الشهري فكتاب التحرير والتنوير سفر نفيس ، وكثير من المتخصصين يعرفه معرفة عامة مبهمة ، دون معرفة مميزاته وجوانب تفرده. أرجو لك التوفيق في تتبع فرائد التحرير والتنوير . ولا تنقطع بارك الله فيك فنحن نتابع هذه الحلقات .
---
أبو زينب
02-26-2005, 10:08 PM
أخي فهد الناصر حفظك الله و رعاك وأجزل لك العطاء و هداك
جزاك الله كل خير على كلماتك اللطيفة و على تشجيعاتك الطيبة .
و إني بإذن الله تعالى مواصل العمل في البحث عن فرائد ابن عاشور . فلا تبخلوا علي بنصائحكم .
---
جمال حسني الشرباتي
02-27-2005, 08:49 PM
أخي أبا زينب
لا أجد في نفسي قبولا لرأي إبن عاشور في الآية 159 من سورة النساء
قال تعالى
((وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)9
قال إبن عاشور
((وعندي أنّ ضمير { به } راجع إلى الرفع المأخوذ من فعل
{ رفعه الله إليه }
[النساء: 158]، ويعمّ قولُه { أهللِ الكتاب } اليهودَ، والنّصارى، حيث استووا مع اليهود في اعتقاد وقوع الصلب.
والظاهر أنّ الله يقذف في نفوس أهل الكتابين الشكّ في صحّة الصلب، فلا يزال الشكّ يخالج قلوبهم ويقوَى حتّى يبلغ مبلغ العلم بعدم صحّة الصلب في آخر أعمارهم تصديقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حيث كذّب أخبارهم فنفَى الصلبَ عن عيسى ـ عليه السلام ـ.))
لاحظوا قوله--هو يريد أن يكون آيمان الكتابي بعيسى عليه السلام قبل وفاة الكتابي آيمانا بالرفع --أي آيمان بأن عيسى لم يصلب بل رفعه الله إليه(1/294)
أما أنا فمع تقديري لرأيه إلا أنني أميل إلى رأي إبن عطية ومن حمل نفس رأيه من المفسرين والقائلين بعودة الضميرفي (قَبْلَ مَوْتِهِ ) إلى الكتابي كما يرى الجمهور إلا أنهم يذكرون أن الكتابي يؤمن تحت العذاب بنبوة عيسى وأنه بشر وليس ربا
قال إبن عطية في المحرر الوجيز((وقوله تعالى: { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمن به قبل موته } اختلف المتأولون في معنى الآية فقال ابن عباس وأبو مالك والحسن بن أبي الحسن وغيرهم: الضمير في { موته } راجع إلى عيسى، والمعنى أنه لا يبقى من أهل الكتاب أحد إذا نزل عيسى إلى الأرض إلا يؤمن بعيسى كما يؤمن سائر البشر، وترجع الأديان كلها واحداً، وقال مجاهد وابن عباس أيضاً وغيرهما: الضمير في { به } لعيسى وفي { موته } للكتابي الذي تضمنه قوله { وإن من أهل الكتاب } التقدير: وإن من أهل الكتاب أحد، قالوا: وليس يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى روح الله، ويعلم أنه نبي ولكن عند المعاينة للموت، فهو إيمان لا ينفعه، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند المعاينة،
____________
---
الإسلام ديني
06-23-2005, 10:31 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي " ابو زينب " على هذه الإجابة - بارك الله فيك
و أعتذر لك لانني تأخرت بالرد عليها
عندي بعض الأسئلة - سأضعها في وقت لاحق - بإذن الله
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/295)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله
---
سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2007, 12:17 PM
سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله (http://www.almoslim.net/admin_prod/chapters_list_main.cfm?id=39)
---
د.خضر
03-13-2007, 01:42 PM
نفع الله تعالى بجهود العلماء البلاد والعباد، ووفق الله الأستاذ الدكتور ناصر ومبلغ الخير عنه
د. عبد الرحمن وأضيف :
إن أستاذي أ.د. جوده المهدي أستاذ التفسير وعلوم القرآن ونائب رئيس جامعة الأزهر قد ألف
كتاباً منذ عشرين عاماً تقريباً في سورة الجحرات دراسة تحليلية موضوعية تبين حاجة المجتمع المسلم
إلى آدابها ، ولعل الله يرزقنا الاطلاع على ما كتبه أ.د ناصر كما رزقنا تلمذة على يدي الدكتور جوده
وكتابه .
وبالله تعالى التوفيق
---
(1/296)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ما بين أيديهم وما خلفهم
---
تفسير ما بين أيديهم وما خلفهم
---
عبد الله عبد الفتاح
08-13-2003, 12:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله نبارك وتعالى ، وأشهد أنه لا إله إلا هو عز وجل ، وأشهد أن سيد الخلق سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله رسول الله ، اللهم صلى وبارك عليه ، وعلى آله ، وعلى أصحابه ، وعلى التابعين ، وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ، ، ،
في الآية الكريمة . . آية الكرسي . . قال الحق سبحانه وتعالى " . . يعلم ما بين أيدهم وما خلفهم . . . " هل أطمع في من يفسر لي معنى ما بين أيدهم وما خلفهم .
وشكرا واحتراما
وأختم حديثي بالصلاة على خير الأنام .
عبد الله عبد الفتاح
---
أحمد البريدي
08-13-2003, 01:31 PM
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره :قوله تعالى: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }؛ هذه هي الجملة السادسة؛ و«العلم» عند الأصوليين: إدراك الشيء إدراكاً جازماً مطابقاً؛ فعدم الإدراك: جهل؛ والإدراك على وجه لا جزم فيه: شك؛ والإدراك على وجه جازم غير مطابق: جهل مركب؛ فلو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «لا أدري» فهذا جهل؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «إما في الثانية؛ أو في الثالثة» فهذا شك؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «في السنة الخامسة» فهذا جهل مركب؛ والله عز وجل يعلم الأشياء علماً تاماً شاملاً لها جملة، وتفصيلاً؛ وعلمه ليس كعلم العباد؛ ولذلك قال تعالى: { يعلم ما بين أيديهم } أي المستقبل؛ { وما خلفهم} أي الماضي؛ وقد قيل بعكس هذا القول؛ ولكنه بعيد؛ فاللفظ لا يساعد عليه؛ و{ ما } من صيغ العموم؛ فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً؛ وسواء كان من أفعال الله أم من أفعال العباد.
وذكر أن من فوائد الآية :(1/297)
إثبات علم الله، وأنه عام في الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ لقوله تعالى: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }.
---
(1/298)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دروس ومحاضرات في مكة
---
دروس ومحاضرات في مكة
---
الزياني
03-11-2007, 01:39 PM
اضغط هنا (http://www.saaid.net/news/news.php?id=1194)
0
0
0
0
---
(1/299)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ... "
---
" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ... "
---
زهرة الاسلام
11-11-2003, 12:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله :
عندى سؤال أرغب فى معرفة إجابته من خلال هذا الملتقى الخيِر .
فى قوله تعالى " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ......" سورة النور
لاحظت أن البيع داخل فى التجارة بالضرورة .. فلم عطفه على التجارة وهو من جملته؟
أفيدونى أفادكم الله
وجزاكم الله خيراً
---
مساعد الطيار
11-14-2003, 03:36 AM
ذكر البيضاوي عددًا من الأجوبة عن سبب ذكر البيع بعد التجارة، منها :
1 ـ أن ذكر البيع مبالغة في التعميم إن أريد بالبيع مطلق المعاوضة .
2 ـ إفراد ما هو الأهم من قسمي التجارة ، فإن الربح يتحقق بالبيع ، ويُتوقَّع بالشراء .
3 ـ وقيل المراد بالتجارة الشراء ؛ لأنه أصلها ، ويكون البيع مقابل الشراء .
---
عبد الله
11-14-2003, 12:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / زهرة الإسلام – حفظه الله
كنت قد أعددت هذا الجواب ، لكن شغلني شاغل عن إرساله في حينه - ونسأل الله أن لا يجعلنا من الذين تلهيهم التجارة والبيع عن ذكر الله – ثم رأيت إجابة الدكتور مساعد – حفظه الله . فرأيت إجابتي لا تخرج عن إجابته إلا في زيادة اٌلكلام ، فلعلي أستفيد منها قبل أن تستفيد أنت ، وعذراً للدكتور مساعد :(1/300)
جاء تخصيص التجارة بالذكر لكونها أقوى الصوارف عندهم عن الصلاة والطاعات ، فجاء ذكر النوع العام الذي يشتمل على أفراد متنوعة ، أي لا يشغلهم نوع من أنواع التجارة ولا فرد من أفراد البياعات ، وإن كان في غاية الربح ، وإفراده بالذكر مع اندراجه تحت التجارة للإيذان بإنافته على سائر أنواعها ، لأن ربحه متيقن ناجز ، وربح ما عداه متوقع ، فلم يلزم من نفي إلهاء ما عداه نفي إلهائه ، ولذلك كررت كلمة لا ، لتذكير النفي وتأكيده ، وهذا يكون من باب ذكر الخاص بعد العام ، كما في قوله تعلى : ( فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) [ الرحمن:68 ] وكقوله تعالى : ( مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) [ البقرة:98 ] ، فالنخل والرمان من الفاكهة ، وجبريل وميكال من الملائكة .
. و نقل عن الواقدي أن المراد بالتجارة هو الشراء ، لأنه أصلها ومبدؤها ، اطلاقاً لاسم الجنس على النوع .
وقيل هو الجلب لأنه الغالب فيها ، ومنه يقال تجَر في كذا أي جلبه . أي لا تشغلهم تجارة في السفر ، ولا بيع في الحضر .
______
انظر : تفسير أبي السعود . والنسفي . والبغوي.
عبد الله إبراهيم
---
أبومجاهدالعبيدي
11-14-2003, 02:25 PM
الذي ظهر لي في هذه المسألة أن البيع أعم من التجارة من وجه ، وهو أن البيع قد لا يراد به التجارة
( فالتجارة : جلب السلع للربح في بيعها ، والبيع أعم ، وهو أن يبيع أحد ما يحتاج إلى ثمنه .) [ من التحرير والتنوير لابن عاشور .
وقدمت التجارة لأنها تشغل وتلهي أكثر من البيع .
وقد يدخل أحدهما في معنى الآخر إذا أفردا . والله أعلم .
فائدة : قال الراغب في المفردات :
التجارة: التصرف في رأس المال طلبا للربح، يقال: تجر يتجر، وتاجر وتجر، كصاحب وصحب، قال: وليس في كلامهم تاء بعدها جيم غير هذا اللفظ (قال الحسن بن زين:(1/301)
والتاء قبل الجيم أصلا لا تجي *** إلا لتجر نتجت ومرتجي)، فأما تجاه فأصله وجاه، وتجوب التاء للمضارعة، وقوله تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} [الصف/10]، فقد فسر هذه التجارة بقوله: {تؤمنون بالله} [الصف/11]، إلى آخر الآية. وقال: {اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم} [البقرة/16]، {إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} [النساء/29]، {تجارة حاضرة تديرونها بينكم} [البقرة/282].
قال ابن الأعرابي : فلان تاجر بكذا، أي: حاذق به، عارف الوجه المكتسب منه.
---
زهرة الاسلام
11-15-2003, 02:35 PM
جزاكم الله خيراً
ونفع الله بكم الأمة
ودمتم ذخراً للإسلام
---
(1/302)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأحاديث الواردة في أدعية رؤية الهلال
---
الأحاديث الواردة في أدعية رؤية الهلال
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 10:21 AM
الأحاديث الواردة في أدعية رؤية الهلال
---
(1/303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختراع خرسانة مقاومة للزلازل اعتماداً على آية قرآنية
---
اختراع خرسانة مقاومة للزلازل اعتماداً على آية قرآنية
---
أبو تيمية
07-25-2003, 02:33 PM
المقال من الموقع : http://www.almokhtsar.com/news/?id=1e28838223a822828aa6016c2bf03d85&chanel=news&action=shownews&newsid=8637
المختصر/
البيان / توصلت باحثة مصرية الى اختراع نوع من الخرسانة المسلحة يحمى المنشآت والمباني من مخاطر الزلازل وعمليات الهدم والتخريب. وقالت الدكتور مهندس ليلى عبدالمنعم في تصريح لها أمس ان الاختراع الذي حصلت بمقتضاه على وسام الاستحقاق ضمن 10 علماء على مستوى العالم تم تكريمهم في لندن في مايو الماضي يتمثل في تكوين خرسانة مسلحة من حوائط البيتومين من الحديد المنصهر.
وأضافت انها اعتمدت في اختراعها على آية قرآنية كريمة في سورة الكهف كمرجع أول في الاختراع وهي قوله تعالى: (آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا).
وأوضحت ان الهدف هو بناء حائط البيتومين مع الحديد المنصهر «القار» وهو من عوادم البترول لكي يتم بناء الحوائط والقواعد الخرسانية أو عزل الاعمدة بهذه الطريقة حيث يتم استخدام المنصهر مع الاسفلت عوضا عن خلطة الاسفلت وعزل الاماكن المعرضة الى رشح المياه وكذلك قاعدة وجوانب القواعد الخرسانية في السدود والمصارف المعرضة للمياه والمبانى المقاومة للزلازل.(1/304)
واكدت انه ومن خلال هذا الاختراع يمكن الحصول على بناء يقاوم جميع عوامل التعرية وقوة الزلازل وغيرها من القوى الموثرة من الخارج مهما بلغت ما يجعل تلك الحوائط أو القواعد او اغطية الأعمدة قوية التحمل الى درجة عالية موضحة ان الحوائط يمكن تكوينها بالمصانع ونقلها الى مكان التركيب. ـ كونا
---
(1/305)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير !
---
رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير !
---
الغامدي
05-28-2003, 12:55 AM
هي منقطعة وروي بها أثار كثيرة لكن هل نص أحد على قبولها وصحتها؟
وهل الواسطة معلومة ؟
مع أنها مخرجة في البخاري !
---
أبو بيان
05-29-2003, 06:34 AM
عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس , بخلاف عطاء بن أبي رباح .
وكلاهما يروي عنهما ابن جريج , وهو ثقة .
وأخرج البخاري لعطاء الخراساني كما ذكرت ؛ والبخاري رحمه الله قد يخرج في الموقوفات ما لا يخرج في المرفوعات .
والخراساني لا ينزل عن مرتبة ( صدوق ) , وأكثر العلماء على توثيقه .
ويبقى النظر في من يروي عن الخراساني . والله أعلم .
هذا جواب عاجل نقلته عن بعض المحدثين وفقه الله , ولا يزال بحاجة إلى بيان أكثر .
---
(1/306)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة نقدية لأثر عثمان رضي الله عنه في سبب سقوط البسملة من أول براءة
---
دراسة نقدية لأثر عثمان رضي الله عنه في سبب سقوط البسملة من أول براءة
---
ناصر الماجد
11-13-2003, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيتفق المختصون في الدراسات القرآنية، أن كثيرا من المسائل المتصلة بالتفسير وعلوم القرآن، تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتمحيص، بل إني أجزم أن بعض المسائل التي اكتسبت صفة الاستقرار والقبول، بل والتسليم أحيانا في الدراسات القرآنية، هي محل نظر، وبين يدي مسألة لها تعلق بالتفسير وعلوم القرآن، وهي مسألة إسقاط البسملة من أول سورة براءة، وهي من المسائل المشهورة، استغني بشهرتها عن إطالة الكلام بذكرها، وإنما اكتفي بالرواية المشهورة التي رواها أهل السنن وغيرهم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه في سبب سقوطها، قال ابن عباس رضي الله عنه قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه: ( ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى البراءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية فيقول ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ) وفي لفظ:(1/307)
(وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها فمن هناك وضعتهما في السبع الطوال، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم)
وسيكون النظر في هذا الأثر من جهتين:
- الأولى: من جهة الإسناد.
- والثانية: من جهة المتن.
الجهة الأولى : من جهة الإسناد.
فهذا الأثر أخرجه ابن حبان والحاكم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي وأحمد والطبراني في الأوسط والطحاوي وابن جرير، ـ وفي الحق ـ فإن هذا الجانب من المسألة قد بسط أهل العلم من أئمة الحديث البحث فيه، فحصروا طرق الأثر ونقدوها وبينوا درجتها، وملخص كلامهم في سند هذا الأثر، أن مداره على يزيد الفارسي، وهذا الرجل قد اختلف فيه أهل العلم: هل هو ابن هرمز، أو غيره، فإن كان ابن هرمز ـ كما ذهب الإمام أحمد وابن مهدي ـ فهو ثقة، ومن الأئمة من فرق بينهما كالقطان وابن معين وغيرهما، وحكم بجهالة الفارسي، ومنهم من فرق بينما غير أنه حسن حديث الفارسي كما فعل أبو حاتم الرازي.
والأثر قد حكم ابن حبان والحاكم بصحته، وحسنة الترمذي وابن حجر، وممن صححه من المعاصرين الشيخ عبد الله الجديع في كتابه مقدمات أساسية، وانتصر له بقوة وأطال فيه، وذلك في بحثه في ترتيب الآيات والسور، وممن ضعفه من المعاصرين الشيخ أحمد شاكر والشيخ شعيب الأرناؤوط والشيخ الألباني ومحققوا المسند رحم الله الجميع.
ـ وفي الحق ـ فإني لم أجد ـ في ضوء ما وقفت عليه ـ عند المصححين لإسناده أو أولئك المضعفين له، ما يقوي قولهم ويسند رأيهم، ولذا أقف معهم ـ في هذا الجانب ـ حيث وقفوا، لأني لم أجد ما يرجح كلام أولئك أو أولئك.
الجهة الثانية: النظر في هذا الأثر من جهة متنه.(1/308)
وهنا ـ مع الأسف ـ لا نجد البحث يأخذ العمق والقوة، كما رأينا في كلام أهل العلم المتعلق بإسناد الأثر، وأشير هنا إلى أنني كلفت عددا من الطلاب في الجامعة بدراسة سند الأثر ومتنه، فاقتصر كلامهم على ناحية الإسناد، لأن كلام أهل العلم توقف عند هذا القدر، ولذا فأنني أطرح هذا المسألة عليكم بارك الله فيكم، لنتدارس المسألة ولا سيما من ناحية المتن، فقد ظهر لي أن في المتن نكارة، توجب الحكم بضعفه، وغير خاف أن العلة والشذوذ ـ التي اشترط أهل العلم سلامة الأثر منها حتى يحكم بقبوله ويحتج به ـ لا تقتصر على السند، بل للمتن نصيب فيها، ولأهل العلم من أئمة الجرح والتعديل باع طويل في هذا، فرحمهم الله وأجزل لهم المثوبة
إن المتأمل في متن هذا الأثر سيلحظ أمرين مشكلين، فيهما دلالة على نكارته، مما يقوي القول بضعفه:
الإشكال الأول: جاء في الرواية قول عثمان وهو يرد على سؤال ابن عباس: ( .. فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ) وفي لفظ: (..وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فمن هناك وضعتهما في السبع الطوال..) إن لفظ الروايتين يدل على ثلاثة أمور:
يدل أولا: على أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ولم يبين نهاية الأنفال وبداية براءة.
ويدل ثانيا: على أن عثمان قد استشكل هذا الأمر، أي عدم بينانه صلى الله عليه وسلم لأول هاتين السورتين وآخرهما، حتى تردد رضي الله عنه في أمرهما لتشابه قصتهما.
ويدل ثالثا: على أن عثمان لما رأى هذا التشابه بين السورتين، وعدم بيان النبي صلى الله عليه وسلم لبدايتهما ونهايتهم، اجتهد فقرن بينهما واسقط سطر بسم الله الرحمن الرحيم.(1/309)
إذا: فعثمان رضي الله عنه هو الذي قام بهذا الأمر ـ سواء باشره بنفسه أو كلف أحدا من الصحابة به ـ وهذا أمر مشكل حقا، فإننا نعلم يقينا وبإجماع، أن جمع القرآن الكريم مرّ بثلاث مراحل، جمع النبي صلى الله عليه وسلم وجمع أبي بكر ثم جمع عثمان رضي الله عنهما، ونعلم كذلك بإجماع أن جمع أبي بكر كان مرتب الآيات والسور، وهذه قضية عقلية لا نزاع فيها، لأن جمع السور في مصحف واحد يقتضي أن تكون مرتبة، وإذا صح هذا فهو يقتضي أن سورة براءة والأنفال كان لهما موضع في جمع أبي بكر رضي الله عنه قطعا، سواء على ما هما عليه الآن أو غيره، وهنا يرد علينا أمران:
إما أن يكون عثمان قد وافق أبا بكر في جمعه وترتيبه، ولم يكن الأمر من فعله وإنما هو من فعل أبي بكر وبأمره، وهنا يحق لنا أن نسأل لم نسب عثمان ـ في هذا الأثر ـ الأمر له في عدة مواضع: من حيث الاستشكال، ومن حيث تشابه القصة، ومن حيث القيام بالفعل ذاته بأن قرن بين السورتين ثم أسقط البسملة؟ وأرجو إعادة قراءة الرواية مرة أخرى، لقد كان عثمان رضي الله عنه في غنية أن ينسب الأمر له ويتحمله هو، مع أن الذي قام به غيره، ويتأكد هذا إذا علمنا أن ابن عباس قد سأله بصيغة لا تخلو من نوع إنكار قال: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك؟ ) أفلم يكن من الأسلم لعثمان رضي الله عنه أن ينسب الأمر لغيره وقد فعله سواه.(1/310)
هذا الاحتمال الأول، والاحتمال الثاني: أن يكون عثمان هو الذي قام بهذا الأمر إما مباشرة له أو أمرا به، والإشكال على هذا الاحتمال أكبر من سابقه، لأنه يدل على أن عثمان رضي الله عنه هو الذي استشكل عدم العلم بنهاية الأنفال وبداية براءة، مما حمله على أن يقرن بينهما ويسقط البسملة ـ كما تدل عليه ظاهر الرواية ـ وهنا يحق لنا أن نسأل: كيف كان الأمر قبل أن يتولى عثمان رضي الله عنه الخلافة ؟ كيف لم يستشكل أبو بكر والصحابة معه هذا الأمر؟ وكيف جمعوا الناس على مصحف واحد فرق بين الأمصار! وقرأه الناس في خلافة أبي بكر وخلافة الفاروق كلها وقد استمرت نحوا من عشر سنين، بل شطرا من خلافة عثمان ـ على اعتبار أن جمع عثمان كان بعد معركة أرمينيا ـ وهنا أدع الجواب لكم.
الإشكال الثاني: نلحظ تعارضا بين أول الرواية وآخر الرواية، ففي آخر الأثر كان كلام عثمان واضحا، في أن الأمر المتعلق بسورة الأنفال وبراءة كان مشكلا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين آخر الأنفال ولا أول براءة، وكذلك لتشابه قصتهما، وهذا الذي حمله رضي الله عنه على أن قرن بينهما وأسقط البسملة، إذا فعثمان لم يكن يعلم إن كانت الأنفال مستقلة عن براءة أو لا، وهذا يتعارض مع كلام ابن عباس، لأن ابن عباس نص على تسمية براءة ونص على تسمية الأنفال، والنص على تسميتهما يقتضي العلم باستقلالهما عن بعضهما، بل زاد ابن عباس فبين أن الأنفال كانت معروفة التصنيف حيث ذكر أنها من المثاني، وأن براءة كانت أيضا معروفة التصنيف حيث ذكر أنها من المئين، إذا فابن عباس سما السورتين هذا أولا، وثانيا صنفهما، وهذا يقتضي قطعا أنهما معروفتان للناس لا يشتبه عليهم أمرهما، قال ابن عباس: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ..وإذا صح هذا فقارنه بقول عثمان في آخر الرواية يظهر لك تعارض ما بين القولين.(1/311)
وفي الحق فهذان الأمران فيهما إشكال يقوي القول بضعف هذا الأثر، على الأقل من جهة المتن، إن وقع الخلاف في إسناده.
بقي أن أشير إلى أمر ثالث في هذا الأثر لم يتحرر بشكل واضح عندي، أذكره لكم لأنظر رأيكم، وهو:
وهو إشكال مترتب على الأشكال الأول، حيث يلزم من هذه الرواية عن عثمان، أنه رضي الله عنه هو الذي قام بإسقاط البسملة بسبب المسوغات التي ذكرها له، ونحن نفهم من هذا أن البسملة كانت مثبتة في أول براءة في مصحف أبي بكر رضي الله عنه ثم أسقطها عثمان لما رأى ما بين السورتين من تشابه وعدم بيان النبي صلى الله عليه وسلم لهما حيث يقول: ( ..فكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ) وفي لفظ: (وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فمن هناك وضعتهما في السبع الطوال ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا يدل على أن عثمان رضي الله عنه خالف الأمر الذي اجتمع عليه الناس واستقر، وعثمان أجل وأورع من أن يفعل هذا.
وبعد فأرجو بارك الله فيكم المشاركة وإبداء الرأي وتصويب الخطأ والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
---
محمد الأمين
11-13-2003, 05:44 AM
جزاك الله خيراً يا شيخ ناصر
والذي ترجح لي هو جهالة يزيد الفارسي كما ذهب إليه يحيى القطان و ابن معين و المزي وهو ظاهر اختيار الترمذي كذلك.
وبذلك يكون الحديث ضعيفاً إضافة لنكارة المتن التي نبهتم عليها جزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
11-13-2003, 01:52 PM
حياك الله أبا فارس ، وعوداً حميداً بعد طول غياب
مناقشة ودراسة أثر ابن عباس مع عثمان سنداً ومتناً يمكن أن ترجع فيها إلى ما نقله الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه :في علوم القرآن - عرض ونقد وتحقيق ص58-62(1/312)
فقد نقل عن كتاب : فصل الخطاب في سلامة القرآن الكريم للدكتورين : الكومي والقاسم نقداً جيداً لهذا الأثر ، وخاصة من جهة المتن .
فيمكنك الرجوع إليه ، ومقارنة ما ذكرا بما ذكرت وفقني الله وإياك .
---
ناصر الماجد
11-13-2003, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم محمد الأمين أشكرك على قراءتك للموضوع ، وأرجو منك أن تفيدني والإخوة بالمرجح الذي اعتمدت عليه في تقوية كون يزيد، هو الفارسي.
أبو مجاهد: غفر الله لك، لا تنس أن الغياب غياب الروح، كما أشكرك على قراءة الموضوع وأرجو منك ـ بلا مشقة ـ أن تذكر لنا ملخص ما ذكره الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه :في علوم القرآن، فكتابة ليس بين يدي، ولك مني الشكر مرة أخرى .
---
راجي رحمة ربه
11-13-2003, 09:08 PM
لن أكثر من التبريرات والمناقشات لكل جزئية من الاستفسارات، وسأكتفي ببعض الإشارات لأظهر ما بان لوجهة نظري القاصر، وفيها إجابات لما طرحه الدكتور وفقه الله.
(ما حملكم )
أي يا من جمعتم القرآن من كبار أصحاب رسول الله سواء كان أبا بكر أو غيره ممن تولى هذه المهمة.
(على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى البراءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما)
في المصحف المجموع بين أيدينا، بسوره المتتالية
( ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ )
(فقال عثمان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية فيقول ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا )(1/313)
وأنا هنا أفهم من هذا النص خلاف ما فهم غيري من بعض السابقين الأفاضل أن ترتيب كل سور القرآن توقيفي إلا الأنفال وبراءة، بل يستنبط من هذا النص أنه حتى هتين السورتين كانتا هكذا في العرضة الأخيرة على جبريل، سورة براءة بعد الأنفال على ما نراه بين أيدينا
لكن على الرغم من كل الدواعي التي استظهرها عثمان أنها منها ومكملة لها كتشابه القصة وتتاليهما في القراءة وعدم وجود البسملة لكن لم يبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا لعثمان ولا لأبي بكر أنها منها
(أنها منها)
أي لم يزد صلى الله عليه وآله وسلم على ما فعل لتصيران سورة واحدة مندمجة مع قوة الشبهة في نظر عثمان.
( فمن ثم قرنت بينهما)
وقوله قرنت بينهما وذلك لأن المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه لم تكن أوراقه ملتصقة كالكتاب فالصحف المعلقة كالكتاب الواحد كانت من فعل عثمان رضي الله عنه كما في الأثر.
فيظهر واضحا أن كل سورة كانت في مجموعة أوراق ثم بعدها السورة الأخرى في مجموعة أوراق أخرى وهكذا.
أما عثمان فقد كتب السور متتالية حتى لو أكمل السورة بعد الأخرى في صفحة واحدة، مما لا يترك للناظر استبعادا للإقران وسينسب ذلك لعثمان إن تفطن للفرق بين ما فعله الصديق وما قام به ذو النورين خاصة أنها كانت بدون بسملة التي هي الفاصل بين السور كما في الحديث فقال:
(ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ) وهذا من كمال الإتباع فيما فعل رضي الله عنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
خالد الباتلي
11-14-2003, 11:43 PM
أخي المكرم الشيخ / ناصر الماجد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد(1/314)
فهمت من مقالك أنك بنيت الإشكال الأول – وما تفرع عنه وهو الإشكال الثالث – على أمر عرضته معرض التسليم والقبول ، وهو محل نظر ، وأعني به ماجاء في قولك :" ونعلم كذلك بإجماع أن جمع أبي بكر كان مرتب الآيات والسور، وهذه قضية عقلية لا نزاع فيها، لأن جمع السور في مصحف واحد يقتضي أن تكون مرتبة " .
فماالدليل على أن جمع أبي بكر كان مرتب السور ؟ فضلا عن انعقاد الإجماع على ذلك ، والقول بأن جمعه كان مرتب السور على نحو الجمع العثماني دعوى تفتقر إلى الدليل الصريح ، وهو – أعني ترتيبه على السور – قدر زائد على مطلق الجمع .
فقد جُمع القرآن في عهد الصديق من السطور والصدور على الصفة التي أخذها الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتبها بأمره كتاب الوحي، فصارت جميعاً في صحف، محفوظة في موضع واحد دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد. ولم تُكتب منها المصاحف يومئذ، كما أن ظاهر الأمر – من سياق المرويات - أن السُّور لم تؤلف يومئذ على صفة معينة .
بل جزم بذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال : "الفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه ، وكانت سورا مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة ، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفاً " ( فتح الباري 8/635 )
وقال أبو عبدالله الحاكم: "جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة الرسول r، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث هو في ترتيب السورة كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين" . ( المستدرك 2/229 )
فهذا الحيث يشير إلى أن ترتيب السور في جمع عثمان دخله اجتهاد الصحابة ، وأما جمع أبي بكر فقد كان جمعا لكلام الله بين دفتين في موضع واحد ولايلزم من ذلك أنه كان مرتب السور على النحو المعروف .(1/315)
أما الإشكال الثاني فلم يظهر لي وجه التعارض والإشكال ، فليتك – فضلا لا أمرا – تزيده إيضاحا .
وجزاك الله خيرا ،،
أخي / محمد الأمين وفقه الله
قولك :" والذي ترجح لي هو جهالة يزيد الفارسي كما ذهب إليه يحيى القطان و ابن معين و المزي وهو ظاهر اختيار الترمذي كذلك.
وبذلك يكون الحديث ضعيفاً إضافة لنكارة المتن "
اختلف في يزيد الفارسي – الذي عليه مدار الحديث – هل هو ابن هرمز أم غيره ؟ - بمعنى أنهما اثنان - .
فإن قيل : إنهما واحد – وهو مذهب عبدالرحمن ابن مهدي وأحمد بن حنبل وابن سعد وابن حبان وغيرهم – فهو ثقة بلا إشكال ومن رجال مسلم .
وإن قيل : إنهما اثنان ، فقد عدله أبو حاتم – وهو من المتشددين في التعديل ، وممن يرى التفرقة بينهما – فقال : " لابأس به "، ومن علمه حجة على من جهله .
فأوصيك – أخي الكريم – بالرفق والتؤدة ، وعدم التعجل بإطلاق مثل هذه الأحكام ، لاسيما مع مخالفة أئمة هذا الشأن الذين تتابعوا على قبول هذا الحديث .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ... آمين
---
راجي رحمة ربه
11-15-2003, 06:31 AM
كلام الأخ خالد الباتلي فتح الله عليه جيد، لكن لو دلل على كلام الحافظ والحاكم بأثر يرجع إليه لقطع الشك باليقين،
أقصد كون الصحف التي جمعها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه لم تكن مرتبة.
فأنا ما زلت أتوقف عن كونها غير مرتبة أما كونها صحف مجموعة بين دفتين غير معلقة وليست مكتوبة سورة تلو الأخرى في صفحة واحدة فهذا موضع اتفاق، وما زاد على ذلك يفتقر لأثر.
---
محمد العبدالهادي
11-18-2003, 12:02 AM
الإخوة الأفاضل سؤالي هو :
لو ثبت ضعف الحديث فهل يعني مشروعية البسملة بين الأنفال والتوبة ؟ !
مع الأخذ بالحسبان أن التلقي بالسند يراعي قضية حذف البسملة ولحفص عن عاصم ثلاث حالات في ذلك (الوقف - السكت - الوصل )؟
---
راجي رحمة ربه
11-18-2003, 06:14 AM(1/316)
قطعا لا، حتى لو ثبت ضعف الحديث فلا بسملة، لأن رسم المصحف الذي بين أيدينا متواتر دون أدنى شك. وليس فيه البسملة أول براءة. أضف إلى آثار أخرى بعدم البسملة.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-28-2003, 06:34 PM
بسم الله
ناقش الدكتور فضل حسن عباس هذا الأثر في كتابه القيم : إتقان البرهان في علوم القرآن 1/457-461 من جهة إسناده ، ومن جهة متنه مناقشة جيدة .
ومما أورده من مناقشة من جهة المتن :
1.أن أوله ينقض آخره ؛ ففي أول الحديث بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع شيئاً ينزل من القرآن الكريم إلا ويبين موضعه وموقعه في السورة ، ولكن آخره فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين ما يتصل ببراءة والأنفال ، وهذا غير مقبول .
2.أن سورة الأنفال كانت من أول ما نزل من القرآن المدني ، أما نزول براءة فكان من آخر القرآن الكريم نزولاً ؛ ولا يصح في العقل أن مثل هذا الأمر يخفى على المسلمين هذه المدة الطويلة بين نزول السورتين .
3.صح عن عثمان رضي الله عنه أنه أجاب عبدالله بن الزبير - لما سأله عن قوله : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً ... )(البقرة: من الآية240) لمَ وضعت في القرآن مع أنها منسوخة ؟ ولمَ وضعت متأخرة عن ناسختها ؟ - بأن القرآن الكريم رتب هذا الترتيب وألف هذا التأليف الذي هو عليه الآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان لعثمان ولا لغيره أن يخالف هذا الترتيب . وفي هذا الحديث نجد أنه خرج عن منهجه ، وتعامل مع القرآن بظنه واجتهاده ، ظنهما سورة واحدة وترك البسملة بينهما ، وهذا مخالف لمنهجه رضي الله عنه في إجابته لعبدالله بن الزبير .
4.أن عثمان رضي الله عنه لا يمكن له أن ينفرد بهذا الرأي الذي رآه حتى يفعل هذا الفعل بدون رجوع إلى الصحابة . فظاهر هذا الأثر أنه هو الذي قرن بين السورتين ووضعهما في السبع الطوال .(1/317)
5.أن ترك عثمان لكتابة سطر ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بعيد عن القبول ، مناف لما عرف عن الصحابة من غيرة على كتاب الله تعالى ؛ فإثبات البسملة أو حذفها لا يمكن أن يملكه أحد ، لا عثمان ولا غيره من الصحابة فمن دونهم ، ومن هنا نقل عن الصحابة في ترك البسملة في هذا الموضع أقوال أخرى . [ انتهى ملخصاً ] .
قلت : لعل الصحيح - والله أعلم - في سبب عدم كتابة البسملة في أول براءة أن جبريل لم ينزل بها في هذا الموضع . كذا قال القرطبي رحمه الله
---
الكشاف
02-02-2006, 12:22 PM
بارك الله فيكم جميعاً على هذه المناقشات العلمية الهادئة.
وليت الدكتور ناصر الماجد يتفضل علينا بتلخيص الرأي المقدم في هذا الأثر وما يترتب عليه بعد هذه التعقيبات النافعة من الباحثين الكرام.
---
مساعد الطيار
02-02-2006, 01:24 PM
أشكر أخي الكشاف ، الذي له من اسمه نصيب في الكشف عن مثل هذه البحوث القيمة التي في الملتقى ، وتكاد تكون نُسيت ، فأحياها بإعادتها مرة اخرى ، واتمنى أن يراجع الدكتور ناصر هذا الرابط ، فيه قضية تتعلق بما ذكره في بحثه ، وهي من الآثار المتعلقة بهذا البحث ، وهذا هو الرابط :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1028
ونتمنى أن يتحفنا الدكتور ناصر بطلب أخينا الكشاف .
---
مرهف
02-03-2006, 03:52 AM
استفساراتك واستشكالاتك أخي د ناصر فيها وجهة نظر قوية ويمكن أن يضاف عليها الآتي من الأسئلة :
ـ ما موقف اللجنة التي شكلها عثمان من ذلك وهي تحفظ القرآن كله ، هل ورد في ذلك شيء؟.(1/318)
ـ هل غاب عن الحاكم وابن حبان والزركشي وابن حجر وغيرهم هذه الإشكاليات في المتن وهم محدثون ومن عادة المحدث إذاكان في نفسه شيء في المتن يقول : ( هذا الحديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد ) ولا يذكر المتن ولكن طريقة من حسن هذا الحديث لم يذكر الإسناد ويترك المتن بل حسنوه جملة ـ إسناداً ومتناً ـ ومنهم من صححه جملة دون تفصيل، ولذلك فإن دراسة الحديث من هذه الجهة التي ذكرتها لا تكفي لا بد أن يدرس الحديث بالإضافة إلى ما ورد من روايات أخرى في هذا الموضوع وخاصة منها ما روي عن عثمان رضي الله عنه وما روي عن زيد وأبي وغيرهما ممن جعلهم عثمان في اللجنة ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يتطرق إلى بعض ألفاظ الرواية احتمال أن يروي الحديث أحد الرجال بعض ألفاظ الحديث بالمعنى فإن جمعنا طرق الحديث ونظرنا في مداره وألفاظه ربما تبين لنا شيء آخر، فمحاكمة ألفاظ الرواية للوصول إلى معان محددة يحتاج لجمع ألفاظ هذه الرواية من طرقها لأنها تفسر بعضها ، فهل لهذه الرواية ألفاظ أخرى وإن كان لها كذلك فمن أين أتى هذا الاختلاف ؟ هذه أسئلة أتمنى منكم الإجابة عليها بما أن المطروح هو دراسة نقدية لحديث عثمان ولا بد أن ألفاظ الرواية وأسانيدها عندكم .
وحبذا لو اطلعتم على هذا الرابط وتكرمتم بقراءته ورأيكم فيه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=192
---
ناصر الماجد
02-11-2006, 09:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة جميعا
في الحقيقة يثلج الصدر النظر في تعليقاتكم القيمة على الموضوع والتي أفدت منها بشكل كبير، ولازال الموضوع مطروحا للمدارسة،
نعم: القول بقبول الرواية سندا أقرب الى منهج المحدثين، فإنه إن يكن ابن هرمز فلا إشكال، وإن يكن الفارسي فالجهالة مرتفعة عنه.
ولكن لازلت أنتظر الجواب عما يرد على المتن، آملا أن نقرأ مزيدا من الرؤى في الموضوع.
والسلام عليكم
ناصر
---
د.أبو بكر خليل
02-12-2006, 05:18 AM(1/319)
بارك الله في كل الإخوة الأفاضل الذين فتحوا باب المذاكرة في هذا الحديث ، و شاركوا في مراجعة ما قيل فيه ، و أرى أنه ينبغي علينا الفراغ من أمرين قبل الشروع في النظر في نص الحديث ، كي ينركز البحث و النظر في المتن ،
فأي فائدة تنتظر إن بني البحث على روايات ترمى بعدم صحة السند و ضعفه ؟
أما أول الأمرين :
فلذلك الحديث روايات حكم عليها أئمة الحديث - المعتبر قولهم - بالحسن و بالصحة ، و منهم الإمامان الترمذي و الحاكم :
1 - جاء في " سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ ، كتاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ، بَابٌ : وَمِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ :
( حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، وابن أبي عدي ، وسهل بن يوسف ، قالوا : حدثنا عوف بن أبي جميلة قال : حدثنا يزيد الفارسي قال : حدثنا ابن عباس ، قال : قلت لعثمان بن عفان : ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتموها في السبع الطول ، ما حملكم على ذلك ؟
فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : " " ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " " ، وإذا نزلت عليه الآية فيقول : " " ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " " ، وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فظننت أنها منها ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، فوضعتها في السبع الطول : " " .(1/320)
قال أبو عيسى [ الترمذي ] : هذا حديث حسن صحيح ، لا نعرفه إلا من حديث عوف ، عن يزيد الفارسي ، عن ابن عباس .
ويزيد الفارسي هو من التابعين ، قد روى عن ابن عباس غير حديث ، ويقال هو : يزيد بن هرمز .
ويزيد الرقاشي هو : يزيد بن أبان الرقاشي ، و هو من التابعين ، ولم يدرك ابن عباس ، إنما روى عن أنس بن مالك ، وكلاهما من أهل البصرة ، ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي ) . انتهى .
( " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " ، للإمام الحافظ المباركفوري ، صفحة 35 ، 36 جزء 8 ، طبعة دار الحديث بالقاهرة ، ط 1 ، 1421 / 2001 م ) - و النسخة بين يديّ .
* هذه الزيادتات الملونة بالأحمر - و تحتها خط - لم أقف عليها فيما جاء في بعض " المواقع على شبكة المعلومات : الإنترنت " .
2 - و أخرجه الحاكم بروايتين حكم على إحداهما بصحة الإسناد ، و حكم على أخراهما بالصحة ، و لم يقيدها بالإسناد ، فقال : " صحيح على شرط الشيخين ، و لم يخرجاه " :
أ -جاء في " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " لِلْحَاكِمِ ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ(1/321)
( ح 2829 حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا الحسن بن الفضل ، ثنا هوذة بن خليفة ، ثنا عوف بن أبي جميلة ، ثنا يزيد الفارسي ، قال : قال لنا ابن عباس رضي الله عنهما : قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال ، وهي من المثاني وإلى البراءة ، وهي من المئين فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتموها في السبع الطوال ، ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه ، فيقول : " ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وتنزل عليه الآية فيقول : " ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة ، وبراءة من آخر القرآن ، فكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فمن ثم قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم " . " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " ) .
ب - و كذا جاء في " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " لِلْحَاكِمِ ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ ، تَفْسِيرُ سُورَةِ التَّوْبَةِ :
" ضَعُوا هَذِهِ فِي السُّورَةِ الَّتِي فِيهَا كَذَا وَكَذَا "(1/322)
( ح 3230حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ، ثنا محمد بن سعد العوفي ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا عوف بن أبي جميلة ، عن يزيد الفارسي ، قال : ثنا ابن عباس ، قال : قلت لعثمان بن عفان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة ، وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان ، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد قال : وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له ، فيقول : " ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا " وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فظننت أنها منها ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يبين لنا أنها منها ، فلم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم " . " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " . ) .
3 - و مما ينبغي الالتفات إليه : عدم نقل تعقب على هذه الأحكام - على الحديث - من أحد من الأئمة المتقدمين ، المعتد بحكمهم على الأحاديث ، و هم المعوَل عليهم في هذا الشأن ، و المصير إلى حكمهم في هذا الفن .
أما الأمر الثاني :
فلم ينفرد سيدنا عثمان رضي الله عنه بالقول بعدم كتابة تلك البسملة فاصلة بين السورتين :
أ - فقد انعقد الإجماع على ذلك الرسم للمصحف الإمام " مصحف عثمان " ،
ب - و أخرج الحاكم في " المستدرك على الصحيحين ، و ابن الأعرابي في " معجمه " ، و ابن الجوزي في تفسيره " ، زاد المسير " أن سيدنا عليّا رضي الله عنه قال أو أقر - ضمنا - بعدم كتابتها هنالك :
* جاء في " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " لِلْحَاكِمِ ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ ، تَفْسِيرُ سُورَةِ االتَّوْبَةِ :
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَانٌ وَبَرَاءَةٌ نَزَلَتْ بِالسَّيْفِ ، لَيْسَ(1/323)
3231( فحدثناه أبو بكر محمد بن عبد الله الجنيد ، ثنا محمد بن زكريا بن دينار ، ثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان الهاشمي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن علي بن عبد الله بن عباس ، قال : سمعت أبي يقول : سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : لأن " بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف ، ليس فيها أمان " ) .
* و جاء في " مُعْجَمُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ " - [ " المعجم " ، لأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم المعروف بابن الأعرابي(246 - 340هـ) ] :
لَمْ يُكْتَبْ فِي بَرَاءَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؟
556( نا محمد بن زكريا ، نا يعقوب بن جعفر ، نا جعفر بن سليمان ، عن أبيه سليمان بن علي الهاشمي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عباس قال : سألت علي بن أبي طالب لم لم يكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : " لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة ليس فيها أمان نزلت بالسيف " ) .
* و جاء في " تفسير زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي (ت 597 هـ) :
الأمر الثاني في سبب امتناعهم من كتابة التسمية في أولها : ما ( رواه محمد بن الحنفية [ ابن علي بن أبي طالب ] ، قال: قلت لأبي : لِمَ لم تكتبوا في (براءة) «بسم الله الرحمن الرحيم»؟ فقال [ أي : علي بن أبي طالب رضي الله عنه ] : يا بنيَّ، إن (براءة) نزلت بالسيف وإن «بسم الله الرحمن الرحيم» أمانٌ. وسئل سفيان بن عيينة عن هذا، فقال: لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين . ) .
* و كذا جاء في " الجامع لأحكام القرآن " ، للقرطبي :
( قال عبد الله بن عباس: سألت عليّ بن أبي طالب لِمَ لمْ يُكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان؛ وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان. ) .
- إذن ، لم يستبد أو يستقل عثمان رضي الله عنه بعدم كتابتها(1/324)
هذا و الله تعالى أعلم و أحكم
* * *
فإذا تقرر ما تقدم بخصوص هذين الأمرين ، أمكن الانتقال إلى المتن و النظر فيه بحول الله و عونه و توفيقه
* و أدعوكم إخواني أهل العلم و الفضل إلى التكرم بالتعقيب و التعليق ، وفقني الله و إياكم للسداد و الرشاد
---
عبدالرحيم
02-12-2006, 03:46 PM
إخوتي الأفاضل...
علَّمني الرد على الشبهات، وحوار غير المسلمين.. أنك حين تشرع متوكلاً على الله لنقد شبهة، قد ينغلق باب ما على فهمك.. ومن الحكمة البحث عن باب آخر للدخول منه، نقداً للشبهة.
وأنا أقترح في شبهة ـ كهذه ـ الانتقال إلى أبواب أخرى، والنظر لنقدها بمنظار جديد.
مثلاً:
أقترح باباً هو: البحث في نكارة الحديث.. ( مخالفة الثقة للأوثق منه).
ويكون ذلك: بمقابلة هذا الحديث بأحاديث أخرى (أصح منه وأكثر عدداً) حول التزام الصحابة الكرام بوضع ما تواتروا على سماعه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المصحف، وأقوال العلماء في حكم إدخال كلمات في المصحف مما ليس منه.
منه: قول عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عن آية الرجم: " لولا أن يقول قائل أو يتكلم متكلم أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لأثبتها كما نزلت به ".
ونصَّ السيوطي في الإتقان على كونها ثابتة في المصاحف بقوله: " كفى في تواترها إثباتها في مصاحف الصحابة فمن بعدهم بخط المصحف مع منعهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور وآمين والأعشار فلو لم تكن قرآنا لما استجازوا إثباتها بخطه من غير تمييز لأن ذلك يحمل على اعتقادها فيكونون مغررين بالمسلمين حاملين لهم على اعتقاد ما ليس بقرآن قرآنا وهذا مما لا يجوز اعتقاده في الصحابة
إن قيل لعلها أثبتت للفصل بين السور أجيب بأن هذا فيه تغرير ولا يجوز ارتكابه لمجرد الفصل ولو كانت له لكتبت بين براءة والأنفال(1/325)
ويدل لكونها قرآنا منزلا ما أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم عن أم سلمة أن النبي كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين . . . الحديث وفيه وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم
وأخرج ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم ".
وقال الزرقاني في مناهل العرفان، في شرحه لتعريف القرآن الكريم: " وقيدناه بالمصحف لأن الصحابة بالغوا في الاحتياط في نقله حتى كرهوا التعاشير والنقط وأمروا بالتجريد كيلا يختلط بالقرآن غيره ونقل إلينا متواترا فنعلم أن المكتوب في المصحف المتفق عليه هو القرآن وأن ما هو خارج عنه فليس منه ".
وجاء في مقدمة تفسير القرطبي: " ومن حرمته الا يخلط فيه ما ليس منه ".
وقال الشافعي مرجحاً رأيه في الجهر بالبسملة قبل الفاتحة: " قد أثبتها السلف في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه ".
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن بسطَ الخلاف المعروف في الجهر بالبسملة: " والقول الوسط أنها من القرآن حيث كتبت وإنها مع ذلك ليست من السور بل كتبت آية في أول كل سورة وكذلك تتلى آية منفردة في أول كل سورة كما تلاها النبي حين أنزلت عليه سورة إنا أعطيناك الكوثر كما ثبت ذلك في صحيح مسلم كما في قوله إن سورة من القرآن هي ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهى سورة تبارك الذي بيده الملك رواه أهل السنن وحسنه الترمذي وهذا القول قول عبد الله بن المبارك وهو المنصوص الصريح عن احمد بن حنبل ".(1/326)
وقال ابن عبد البر في التمهيد: " وأما الذين أثبتوها آية من كتاب الله في أول فاتحة الكتاب وفي أول كل سورة والذين جعلوها آية منفردة في أول كل سورة فإنهم قالوا إن المصحف لم يثبت الصحابة فيه ما ليس من القرآن لأنه محال أن يضيفوا إلى كتاب الله ما ليس منه ويكتبوه بالمداد كما كتبوا القرآن هذا ما لا يجوز أن يضيفه أحد إليهم ألا ترى أن الذين رأوا منهم الشكل فيه كرهوه وقالوا نسيتم المصحف كيف تضيفون إليه ما ليس منه واحتجوا من الأثر بما حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو داود وحدثنا هناد بن السري قال حدثنا محمد بن فضيل عن المختار بن فلفل قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها ".
وفي كتاب توجيه النظر للشيخ طاهر الجزائري:
" وأمر الفصل في الخط أمر ذو بال وقد أشار إليه بعض الجهابذة في مقالة له في البسملة حيث قال والقول الفصل فيها من القرآن حيث كتبت في المصحف بالقلم الذي كتب به سائر القرآن وأنها ليست من السور حيث كتبت وحدها في سطر مفصولة عن السور
ويؤيد ذلك أن الصحابة قد بالغوا في تجريد القرآن فلم يكتبوا في المصحف شيئا مما ليس منه ولذلك لم يكتبوا أسماء السور ونحو ذلك ولا آمين في آخر الفاتحة ولذا كره كثير من العلماء كتابة أسماء السور ونحو ذلك لمخالفته لما جرى عليه الصحابة رضي الله عنهم ".
---
د.أبو بكر خليل
02-12-2006, 10:45 PM
إخوتي الأفاضل...(1/327)
علَّمني الرد على الشبهات، وحوار غير المسلمين.. أنك حين تشرع متوكلاً على الله لنقد شبهة، قد ينغلق باب ما على فهمك.. ومن الحكمة البحث عن باب آخر للدخول منه، نقداً للشبهة.
وأنا أقترح في شبهة ـ كهذه ـ الانتقال إلى أبواب أخرى، والنظر لنقدها بمنظار جديد.
مثلاً:
أقترح باباً هو: البحث في نكارة الحديث.. ( مخالفة الثقة للأوثق منه).
ويكون ذلك: بمقابلة هذا الحديث بأحاديث أخرى (أصح منه وأكثر عدداً) حول التزام الصحابة الكرام بوضع ما تواتروا على سماعه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المصحف، وأقوال العلماء في حكم إدخال كلمات في المصحف مما ليس منه.
.................................................. .....".
* * *
هل في ترك كتابة البسملة في أول سورة براءة " شبهة " ؟
و هي من ضمن ما انعقد الإجماع عليه بصحة المصحف الإمام " مصحف عثمان " ،
و الأليق أن تقول :.... في " إشكال " كهذا ،
هذا من ناحية ،
و من ناحية ثانية : كيف يكون الحديث محكوما عليه بالصحة من الأئمة أصحاب السبق و أهل الشأن في علوم الحديث ، ثم تدخله في " الحديث المنكر " ؟
و الحديث المنكر : ضعيف ، لا يعمل به ، و لا يحتج به ، على ما هو مقرر في علم مصطلح الحديث ،
فكيف نجمع بين الصحة و الضعف في حديث واحد ؟
و من ناحية ثالثة : فأظن أن تعريف الحديث المنكر بأنه : ( مخالفة الثقة للأوثق منه) - غير صحيح ، بل ذلك هو الحديث " الشاذ " ،
وأحسب أن الحديث المنكر هو : مخالفة الضعيف للثقة ، على ما أتذكر،
و هذا تعليق سريع على ما كتب أعلاه ، و كتبته على عجالة ، لكيلا يتشعب البحث من غير ضرورة إليه
*** و البحث في الحكم على الحديث من جهة السند هو ما دعوت إلى الفراغ منه أولا قبل الانتقال للنظر في متن الحديث
---
عبدالرحيم
02-13-2006, 03:02 PM
أشكر للدكتور أبو بكر خليل غيرته وعلو همته.
- هل هي شبهة أم إشكال؟
الجواب:(1/328)
تحوَّل الإشكال إلى شبهة، فالمنصرون حالياً يقومون بمشروع ضخم اسمه (مشروع تفنيد القرآن) منذ أواخر عام 2005م، البداية فيه كانت من سورة الفاتحة ووصلوا إلى أوائل البقرة..
ما يهم هنا، أنهم خصصوا الصفحات السبع الأولى من الطعون.. حول قرآنية البسملة، وجعلوا من الحديث الشريف الذي نبحث فيه هنا، أساساً لشبهتهم.
---
مرهف
02-14-2006, 02:57 PM
الأخ عبد الرحيم حفظك الله :
أنا أوافق الأخ د أبا بكر في أنه إشكال وليس بشيهة ، بل وأعتقد أن الأمر نسبي ، أي أنه بالنسبة لما سيطرحه النصارى حول قرآنية البسملة كما ذكرت هو طرح شبهة ولكن بالنسبة لما هو مطروح الآن في الملتقى هو إشكال ، بل وأقول أنه بالنسبة لمن حقق بالمسألة وخرج بنتيجة اقتنع بها ليس عنده لا مشكلة ولا شبهة ، ونحن قد اعتدنا من طرح المنصرين والمستشرقين عدم الموضوعية وبتر النصوص وسياقها بنسق يوهم القارئ أن ما يقدمونه حقيقة ولعلك أخبر مني بذلك، وبرأيي أن ما ينبغي علينا فعله بالنسبة للكتاب الذي ذكرته في تفنيد القرآن أن يقوم متخصصون بعملين : الأول : بفضح تلاعبهم وبتر نصوصهم وبيان كذبهم وعورهم ، الثاني مهاجمتهم بطرح زيف الإنجيل وإلهائهم بستر عورتهم والانشغال بتصحيح كتابهم .والله أعلم
---
د.أبو بكر خليل
02-14-2006, 06:44 PM
و ذلك الإشكال قديم ، فقد جاء في " مُشْكِلُ الْآثَارِ لِلطَّحَاوِيِّ " ، بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي
" ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا , وَكَذَا(1/329)
ح 110 ( حدثنا يزيد بن سنان ، حدثنا عبد الله بن حمران الحمراني ، حدثنا عوف الأعرابي ، عن يزيد الفارسي ، عن ابن عباس ، قال ، قلت لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطرا . بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما في السبع الطوال فما حملكم على ذلك قال فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دخل بعض من يكتب له فيقول : " ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا , وكذا " وإذا نزلت عليه الآيات يقول : " ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا , وكذا " وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها من أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطرا . بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتهما في السبع الطوال .
فأخبر عثمان أنهم كانوا يؤمرون أن يجعلوا بعض الآي المنزل عليهم في سورة متكاملة قبل ذلك وكان في قوله رضي الله عنه وكانت قصتها شبيهة بقصتها ما قد دل على أنهم إنما كانوا يؤمرون أن يجعلوا ما تأخر نزوله من الآي عند الذي يشبهه مما قد تقدم نزوله منها ، وفيما ذكرنا ما قد دل على احتمال ما وصفنا مما أحلنا به التأويل الذي ذكرنا عنه ما ذكرنا والله نسأله التوفيق ) .
* * *
و سأعمد إلى جمع روايات ذلك الحديث إن شاء الله ، لننظر فيها و نتبين معانيها ، فخير ما يفسر به الحديث رواية أو روايات أخرى له توضح مراد ألفاظه
---
القعقاع محمد
01-16-2007, 07:18 PM
جزى الله الجميع خير الجزاء
---
عبدالله المعيدي
01-17-2007, 01:31 AM
بارك الله فيكم جميعاً على هذه المناقشات العلمية الهادئة.
---
(1/330)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيف تجد ما تبحث عنه (الجزء الثاني) ؟
---
كيف تجد ما تبحث عنه (الجزء الثاني) ؟
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 09:04 AM
الجزء الأول ( مع أضافات جديدة)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=23114
http://www.4freeimagehost.com/uploads/1565dfa561dc.png
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 09:05 AM
محركات بحث
http://dmoz.org/ (http://dmoz.org/)
http://www.content.overture.com/d/ (http://www.content.overture.com/d/)
http://search.aol.com/aolcom/webhome (http://search.aol.com/aolcom/webhome)
---
(1/331)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المواعيد الجديدة لبرنامج ( مبادئ العلوم )
---
المواعيد الجديدة لبرنامج ( مبادئ العلوم )
---
معمر العمري
03-28-2006, 05:16 PM
البث الرئيس : الثلاثاء , العاشرة والربع مساء .
الإعادات :
الأربعاء , الثالثة عصرا .
الخميس , السادسة والنصف صباحا !!
الجمعة , الرابعة إلا ربع فجرا !!
.........................................
الوقتان الأخيران يناسبان المشاهدين في بلاد أخرى .
حلقة الشيخ أ.د فهد الرومي , الليلة إن شاء الله , الثلاثاء , لكن بعد العشاء مباشرة .
---
عبدالرحمن الشهري
03-28-2006, 05:19 PM
أحسنت وفقك الله على هذا التنبيه .
---
ابن الجزيرة
03-28-2006, 06:09 PM
بارك الله في جهودك, وجهود ضيوفك الكرام, ونسأل الله أن يعلي من شأن هذا البرنامج .
---
أحمد البريدي
03-28-2006, 06:34 PM
شكر الله لكم : فهذه المواعيد أنسب بكثير من المواعيد السابقة , من وجهة نظري .
---
معمر العمري
03-29-2006, 12:13 AM
د. عبدالرحمن الشهري , ابن الجزيرة , د. أحمد البريدي
أشكر لكم مروركم ,, ولا تحرموا فريق عمل البرنامج من توجيهاتكم وملاحظاتكم .
---
(1/332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مخطوطات العراق و أحداث الاحتلال : دراسة استكشافية .
---
مخطوطات العراق و أحداث الاحتلال : دراسة استكشافية .
---
ماهر الفحل
11-14-2005, 09:21 PM
مخطوطات العراق و أحداث الاحتلال : دراسة استكشافية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد فإن من المسلمات أن بلاد الرافدين هي مهد الحضارات ومهبط الرسالات فعلى ترابها وبين نهريها نشأت أقدم السلالات البشرية وأولى التجمعات المدنية التي قادت الإنسانية إلى ما هي عليه الآن من حضارة ورقي وتقدم ورخاء وتمدن ، فقبل آلاف السنين عاش إنسان بلاد ما بين النهرين ، فوضع الحجر الأساس لأولى الحضارات وعلَّم البشرية كلها الكتابة منذ أن وضع على الطين أول شكل للكتابة وصاغ من الخط المسماري القديم أول الحروف .
وعندما أشرقت الجزيرة العربية بنور الإسلام ببعثة خير الأنام محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ونقل الناس من رق العبودية للأصنام إلى عبادة الواحد الذي لا ينام وكانت النقلة النوعية والفكرية والعلمية .
وشاء الله عز وجل أن تمتد الفتوحات الإسلامية وتبسط الدولة الإسلامية أطرافها لتصل إلى الصين شرقاً وإلى الأندلس غرباً وأن تبلغ أوج عظمتها و ازدهارها أيام الدولة العباسية وعاصمتها بغداد لتصبح حاضرة الدنيا ومنارها ومنهلها العذب ، فكان العلماء يتوافدون إلى هذه الأرض الطيبة لينهلوا من علوم أبنائها ويستمدوا من القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة تعاليم الدين الحنيف الذي فيه هدى و شفاء للنفوسٍ الظمأى .
حتى أكمل الله عز وجل بهما علوم الأوائل والأواخر وتفتحت بهما كمائم المنقول
والمعقول وتحلت بعقود علومهما أجياد الفحول واشتفت نفوس العلماء من داء الأعداء(1/333)
وزال خطر الكفر ومرض الإشراك بما أريق من دمائهم تحت أديم السماء فهم مخازن الفضائل والعوائد ومعادن الفوائد ومجامع المكارم والمحامد ومناحي المعروف والمقاصد .
وكان أن لم يزل العلم يعلو بقدرها ويسمو بذكرها العاصمة بغداد بعد أن صارت دار الخلافة العباسية وقرار المملكة الإسلامية وحظيت بما لم تحظ به مملكة من الممالك ولا مصر من الأمصار وحوت من أهل الفضل والدين والأدب ما لم يحوه قطر من الأقطار وكلما أفل فيها كوكب بدا كوكب .
فطائفة حفظت كتاب الله وعنيت بتفسيره وضبط معانيه وتوضيح مجمله وتبيين مفصله ، وطائفة اعتنت بصنعة الحديث فحفظت كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ونقلت فهم الصحابة والتابعين وأئمة العلم والحق المبين ، وطائفة اعتنت باللغة العربية بلاغتها ونحوها وأدبها فشذبتها ونقتها مما هو دخيل عليها ، وهكذا في جميع حقول العلم والمعارف ؛ ونشط الكتاب والمصنفون وكثرت فنون الجمع وتنوعت موارد التأليف والتدوين والتصنيف .
قال تعالى: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) .
فكانت الرسائل وكانت الشروح وكانت الفوائد والحكم وكان التراث الهائل من الآثار والمخطوطات شاهداً على ريادة أمة الإسلام ، وكانت المكتبات هي مستودع الأمانة ومذخر الأصالة ومتحف المعرفة .
وقد تعرضت هذه المكتبات إلى هجمات وفترات أراد فيها الجهلاء محو الحضارة وشطب الرسالة فكانت الحركات الهدامة وكان الزنادقة وكان المغول والتتار والحملات الصليبية والحركات التبشيرية وغيرهم .. فأحرقوا ونهبوا وسلبوا ودمروا حتى أذن الله بزوال شرورهم .(1/334)
واليوم ونحن في العقد الأول من الألفية الثالثة وبعد تلك القرون والأحقاب يعود الشر إلى سابق عهده وينتفض شيطان الكفر مرة أخرى ، ويشمر عن ساعديه ، ويكشر عن أنيابه ليبدو على حقيقته بجسد أمريكي وبرأس يهودي وبدعم ومباركة إخوان الصليب ، انتفض بعد طول تستر وراء حجاب حقوق الإنسان ومبادئ العدل والمساواة وغيرها من الشعارات الجوفاء ..
عادوا مرة أخرى ليبعثوا روح المغول والتتار في تدمير المكتبات وحرق المخطوطات النادرة ومحو الآثار النفيسة والنهب والسلب فكان حقاً علي أن أبين تلك الوقائع وأن أبرز جهاد العراقيين الأوفياء في حماية تلك المكتبات وتلك الآثار الخالدة من أيدي الجهل والدمار .
وآثرت أن أعرض لتلك المكتبات الواحدة تلو الأخرى وأبين في سرد يسير تأريخ تلك المكتبات وما حوته من مخطوطات ومن ساهم في تطورها وما جرى لها من أحداث معززاً بالأدلة ذلك ، وآثرت أن أختارها لا على التعيين ودعَّمت القول بشهادات المعنيين والعلماء والمهتمين ، سائلا المولى عز وجل أن يكتب لي به الأجر ، وأن يحفظ تراث هذه الأمة .
مكتبة الأوقاف العامة في بغداد
تأسست مكتبة الأوقاف العامة في بغداد سنة 1928م ، بعد أن كانت كتبها و مخطوطاتها موزعة في مكتبات الجوامع و المساجد والمدارس الدينية حيث تم جمع شتاتها لتكون في مكان واحد يتيح لطلبة العلم والعلماء والراغبين في الانتفاع من مصادرها ومحتوياتها بالمطالعة والبحث والتحقيق ، وقد جرى حفل افتتاحها في الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة الموافق 11 صفر 1347ه والموافق 27 تموز 1928م ، وقد حوت في أول الأمر تسع خزانات تضمنت بعض موقوفات أهل الخير وسراة بغداد ونفر من الولاة في الدولة العثمانية العلية .
( مبنى مكتبة الأوقاف العامة في باب المعظم فتح سنة 1931م )(1/335)
وكانت تضم آلافاً من المخطوطات في اللغات : العربية ، والتركية ، والفارسية ، وقليلاً من الكردية ، وبلغ عددها ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة عشر مخطوطاً حتى عام 1953م .
وجلها تحف رائعة ، فيها النفيس وفيها النادر ، وفيها نسخ جمهرة من المؤلفين على مر العصور ، وحوت على المخطوطات الأصلية وبعضها بخط مؤلفيها أنفسهم .
وقد بقيت هذه التحف والمخطوطات والنوادر مخبوءة عن الملأ مجهولة عن الباحثين والعلماء وذوي الاختصاص حتى قيض الله عز وجل لها عالماً جليلاً هو الدكتور محمد أسعد أطلس المتوفى سنة 1959م ، إذ قام بنظم فهرست عام لمخطوطات هذه المكتبة ، وقد استمر في عمله وحبس نفسه عن الناس طوال الفترة الممتدة من سنة 1950م إلى 1953م ، حيث أثمر عمله عن فهرست عام ثمين أسماه "الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف " ، وطبع على نفقة مديرية الأوقاف العامة في بغداد عام 1953م ، وقد وصف في هذا الكتاب (3614) مخطوطاً ، استغرقت ( 428) صحيفة من القطع الكبير وبعمودين .
وبعد عام 1952 دخلت إلى المكتبة مخطوطات جديدة وعددها (407) ، فتكفل بوصفها كتاب آخر هو " المستدرك على الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف "، وقد طبع في بغداد سنة 1965م ، في (411) صحيفة متوسطة .
ليصبح عدد الآثار والكتب الخطية في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد (4025) مخطوطاً نادراً ونفيساً .
وبعد هذا أهدت أسرة السيد حسن الأنكرلي المتوفى سنة 1344ه ، خزانة مخطوطاته إلى المكتبة ، وكان عدها (154) مخطوطاً .
وطبع لها فهرس خاص عرف فيما بعد باسم " فهرس مخطوطات حسن الأنكرلي المهداة إلى مكتبة الأوقاف العامة في بغداد ، وذلك سنة 1967م ، وطبعت في مطبعة الآداب في النجف ، وأصبح عدد المخطوطات فيها ( 4179 ) مخطوطاً أصلياً .
وفي عام 1969م ضمت إليها مخطوطات جديدة عثر عليها في إحدى المدارس الدينية في محافظة كركوك ، كما نقلت إليها مخطوطات خزانة جامع الإمام الأعظم في الأعظمية .(1/336)
وأهدى إليها أيضاً أمين المكتبة السابق السيد عبد الله الجبوري عدداً من مخطوطاته في جملة الخزانة التي أهداها إليها ، فتجمع من ذلك كله عدد كبير من المخطوطات الجديدة التي لم تفهرس إذ أصبح عددها (304) مخطوطات ، لذلك بات أمر توحيد هذه الفهارس الثلاثة ضرورياً وجعلها في كتاب واحد مستقل حيث بلغ عددها (4284) مخطوطاً.
وكانت الأسباب الآتية دافعاً لذلك :
إن المجاميع التي وصفت في الكشاف تحتاج إلى العناية والدقة في الوصف ، حيث وقع اضطراب في فهرست رسائلها ، فأُهملَ عدد كبير جداً من هذه الرسائل ولم يذكر فيها ، ومقارنة يسيرة بين الكشاف – باب المجاميع - وبين الرسائل تثبت هذا القول .
الأوهام التي حصلت في الكشاف كثيرة إضافة إلى أخطاء المستدرك .
دخول مخطوطات جديدة إلى المكتبة في فترات متفاوتة .
نفاد هذا الفهرست من المكتبات والأسواق .
وبعد هذا طبع فهرس شامل جديد في عام 1973م ، وطبع في نفس السنة في مطبعة الإرشاد ببغداد ، وفيما يأتي أسماء الخزائن التي جمعت منها مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في بغداد
خزانة الإمام الأعظم في جامع الإمام الأعظم .
خزانة جامع الباجه جي .
خزانة جامع الحيدر خانة .
خزانة التكية الخالدية .
خزانة مسجد الشيخ جنيد البغدادي .
خزانة جامع الآصفية .
خزانة جامع الكهيا .
خزانة المدرسة السليمانية .
خزانة المدرسة المرجانية ( الخزانة النعمانية ) .
خزانة مدرسة نائلة خاتون .
خزانة جامع المصرف .
خزانة جامع القبلانية .
خزانة السيد علي حيدر الباجه جي .
خزانة السيد محمد سعيد الطبقجلي .
خزانة السيد عبد الحليم العافاتي .
خزانة السيد عبد الله الجبوري .
خزانة السيد حسن الأنكرلي .
خزانة إحدى المدارس الدينية في كركوك .
وقد توزعت المخطوطات في المكتبة قبل سنة 1969م على وفق التصنيف
الآتي :-
المصاحف ( 43 ) مخطوطاً .
القراءات ( 50 ) مخطوطاً .
ترتيب القرآن ووقوفه ( 7 ) مخطوطات .(1/337)
تفسير القرآن وعلومه ( 404 ) مخطوطات .
الحديث وعلومه ( 501 ) .
السيرة النبوية المطهرة ( 168 ) مخطوطاً .
الفقه الحنفي ( 800 ) مخطوطات .
الفقه الشافعي ( 236 ) مخطوطاً .
الفقه المالكي ( 17 ) مخطوطاً .
الفقه الحنبلي ( 42 ) مخطوطاً .
فقه المذاهب الأخرى ( 133 ) مخطوطاً .
علم الخلاف بين المذاهب ( 12 ) مخطوطاً .
علم المواريث ( 106 ) مخطوطات .
علم أصول الفقه ( 178 ) مخطوطاً .
علم الكلام ( 594 ) مخطوطاً .
كتب الحكمة ( 111 ) مخطوطاً .
علم التصوف والأخلاق الدينية ( 786 ) مخطوطاً .
علم الفرق والردود ( 182 ) مخطوطاً .
علم الأدب ( 207 ) مخطوطات .
كتب الشعر والعروض ( 436 ) مخطوطاً .
علم الوضع ( 96 ) مخطوطاً .
علم اللغة والمعاجم والنحو والصرف والبلاغة ( 911 ) مخطوطاً .
كتب المنطق ( 271 ) مخطوطاً .
أدب البحث والمناضرة ( 118 ) مخطوطاً .
علم الرياضيات والحساب والجبر ( 79 ) مخطوطاً .
علم الهيئة والفلك ( 134 ) مخطوطاً .
علم الطب (62 ) مخطوطاً .
علم الطبيعة والحيوان ( 9 ) مخطوطات .
كتب البلدان والأقوام ( 35 ) مخطوطات .
علم التأريخ والتراجم والطبقات ( 209 ) مخطوطاً .
علم التربية والتعليم والمعارف ( 22 ) مخطوطاً .
كتب في موضوعات شتى ( 95 ) مخطوطاً .
المجاميع ( 21 ) مجموعة .
وبعد عام 1969م أضيفت المخطوطات في العلوم أدناه :-
المصاحف ( 1 ) مخطوطاً .
القراءآت ( 12 ) مخطوطاً .
الحديث الشريف وعلومه ( 22 ) مخطوطاً .
السيرة النبوية المطهرة ( 7 ) مخطوطاً .
الفقه الحنفي ( 11 ) مخطوطاً .
وبعد عام 1970 حصلت المكتبة على مخطوطات جديدة تمثلت في خزائن
'لذوات
الذوات :
خزانة العلامة السيد منير القاضي ت( 1969)م .
خزانة السيد عبد الله السندي المحامي .
خزانة السيد إبراهيم بن محمد ثابت الألوسي ت( 1951 ) م قاضي بغداد السابق .
فكان تصنيفها على الشكل الآتي :
مجموعة من المخطوطات في علوم شتى ( 115 ) مخطوطاً .(1/338)
مجموعة ثانية في شتى العلوم كانت على الشكل الآتي :-
التفسير وعلوم القرآن ( 17 ) مخطوطاً .
الحديث وعلومه ( 20 ) مخطوطاً .
الفقه وعلومه ( 30 ) مخطوطاً .
العقائد ( 7 ) مخطوطاً .
التصوف ( 11 ) مخطوطاً .
الفرق والردود ( 15 ) مخطوطاً .
كتب الأدب واللغة ( 105 ) مخطوطاً .
كتب المنطق ( 27 ) مخطوطاً .
كتب الفلك ( 4 ) مخطوطاً .
كتب التأريخ ( 14 ) مخطوطاً .
كتب الفقه ( 7 ) مخطوطات .
وبهذا أصبح عدد المخطوطات في مكتبة الأوقاف العامة أكثر من ( 7500 ) مخطوط نفيس ونادر ، وقد كلف السيد عبد الله الجبوري بتأليف فهرست شامل لها في عام 1973م ، فقام بصنع هذا الفهرست ، وطبع بنفس السنة في مطبعة الإرشاد ،ببغداد .
ويعد هذا الفهرست هو آخر فهرست علمي دقيق ينشأ لمكتبة الأوقاف العامة في بغداد ، ولأهميته فهذه بعض الملاحظات الهامة حول هذا الفهرست ومنهج السيد عبد الله الجبوري في صنع هذا الفهرست القيم :
قام المؤلف بذكر عنوان المخطوطات كما ورد في صدر المخطوط أو في مقدمته ، أو الذي لم يذكر فيها فوضعه في سياق الديباجة .
قام بذكر اسم المؤلف وكنيته أو لقبه وشهرته وتأريخ وفاته ، وإذا لم يتحقق من معرفة سنة الوفاة جعل علامة استفهام ( ؟ ) بين القوسين ( ت-؟- ) .
عمل المفهرس على وصف المخطوط وذلك بذكر طول المخطوط وعرضه بالسنتيمتر ، وبالشكل التالي : 21 × 15س ، حيث عنى بالرقم الأول طول المخطوط ، وبالرقم الثاني عرض المخطوط .
ذكر المفهرس عدد ورقات كل مخطوط ورمز له بالرمز ( ق ) .
توسع في وصف المخطوطات المهمة وذلك بوصف أوله و فصوله و أبوابه و مادة موضوعاته ولم يتوسع في وصف المشهور والمتداول منها بين الناس .
ذكر السمات العامة لكل مخطوط من سنة كتابته واسم ناسخه وجنس خطه وجلده ونوعه .
أشار إلى الملكيات الموجودة في أوائل المخطوط أو على طرتها وكذلك قام بذكر السماعات و الإجازات إن وجدت .(1/339)
ذكر طبعة المخطوط إن كان مطبوعاً وأشار بإيجاز إلى مكان الطبع وسنته وأشار في غالبها إلى معجم المطبوعات العربية و المصرية ليوسف إليان سركيس ( 1856م – 1932م ) وإلى المعاجم التي اهتمت بالمطبوعات .
أشار إلى كشف الظنون أو إلى ذيوله عند ذكر اسم المخطوط أو المؤلف ، إضافة إلى تأريخ الأدب العربي لبروكلمان ؛ توثيقاً للذكر وتأكيداً للمناسبة .
وصف الرسائل ( المجاميع ) وجعل كل رسالة في مادة الموضوع الذي تحتوي عليه وجعل لها أرقاماً متسلسلة في آخر وصف المخطوط هكذا :
] 1/ 4781 مجاميع ]
فالرقم الأول هو رقم التسلسل لرسائل المجموعة والرقم الثاني هو رقم المخطوط والذي يستخرج به من خزائن المكتبة .
وضعَ للمخطوطات رقماً متسلسلاً .
أقتصر المفهرس على المخطوطات العربية ولم يضمن عمله المخطوطات الأجنبية .
ملاحظة
صدر فهرس وجيز خاص بالمخطوطات التركية وطبع على الرونيو في عام 1972م من ( 59 ) صفحة ، أما المخطوطات الفارسية فهي قليلة جداً وعددها ( 130 ) مخطوطاً حتى عام 1973م ، ويوجد في المكتبة مكان خاص للمخطوطات المصورة التي تحتل حيزاً مهماً فيها .
مكتبة الأوقاف العامة في بغداد وأحداث 9/4/2003
تعرضت بغداد على مر الأحقاب والسنين إلى هجمات شرسة ومدمرة استهدفت إطفاء شعلة العلم والحضارة واستهدفت الإسلام بشكل خاص وذلك لما لبغداد من دور حضاري كبير ، كونها عاصمة الدولة الإسلامية ودار الخلافة وقلعة العرب الحصينة وجمجمته ، فكانت نكبة العرب والمسلمين عظيمة يوم اجتاح المغول التتار بغداد فدمروا كل معالم الحضارة من جوامع ومدارس ومكتبات وعمران ، لا بل استهدفوا الإنسان العراقي العربي المسلم بشكل خاص ، وقد وثق المؤرخون تلك الأحداث حتى روي فيما أن المسلمين لم يروا مثل فتنتهم ، فاستبيحت بغداد وأحرقت الجوامع والمكتبات كما دمرت المباني وقتل الناس شيباً وأطفالاً و رجالاً ونساء .(1/340)
وآخر تلك النكبات ما حصل في 9/4/ 2003م ، فتكرر الخراب والدمار وأحرقت الوزارات ومباني الدولة وكان للمكتبات والآثار النصيب الوافر من تلك الأحداث فكانت الدبابات الأمريكية تقوم بكسر الأبواب و إدخال اللصوص والمخربين الذين أتت بهم من وراء الحدود.
وأحرقت الكتب ودمرت البنايات فكان الخراب في مكتبة الأوقاف شاملاً وأحرقت حتى ذاب من الحرق الحديد والزجاج فضلاً عن الأثاث وكشفت تلك الحملة الصليبية عن أبشع حقد حمله إنسان على أخيه الإنسان ، وقد أتخذ العاملون في المكتبة تدابير وقائية فقاموا بتخزين المخطوطات في صناديق حديدية بلغ عددها 80 صندوقاً ، فوضعت المخطوطات الأصلية في 50 صندوقاً والباقي وعددها 30 صندوقاً وضعت فيها المخطوطات المصورة ، ومن ثم نقلت إلى مكان سري أمين ( هكذا أكد لي أحد المسؤولين عن المكتبة ) ، وبعدها أرجعت المخطوطات المصورة إلى المكتبة ؛ لأن التأكيد على المخطوطات الأصلية كان أكثر من التأكيد على المخطوطات المصورة .
فكان أن سلمت المخطوطات الأصلية من الإتلاف والحرق الذي أصاب المكتبة ولم يعلم مكانها إلا لأشخاص يعدون على أصابع اليد لخطورة المسألة وسريتها ، وشدة تكتم المسؤولين عن إفشاء أي معلومات عن مكان تلك المخطوطات ، لغياب الأمن وعدم وثوق الأمناء على المكتبة بالأمريكان ، الذين عرضوا عليهم حمايتها .
أما مصير المخطوطات المصورة المخزونة في ( 30 ) صندوقاً حديدياً فكان مصيرها الحرق والإتلاف .
والمخطوطات الأصلية رغم أنها وضعت عند مستأمنين على حد ما زعم إلا أن كثيراً منها تسرب وبيع بثمن بخس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
المكتبة القادرية العامة(1/341)
مكتبة المدرسة القادرية العامة خزانة من خزائن العهد العباسي في بغداد ، يرتقي تأريخها إلى أوائل القرن السادس الهجري وأوائل القرن الثاني عشر الميلادي حيث أنشئت لأول مرة ضمن مدرسة علمية على المذهب الحنبلي ، وكان قد وضع نواتها الأولى مؤسس المدرسة أبو سعيد المخرمي وعرفت منذ ذلك التأريخ باسم مدرسة المخرمي ، ثم زاد عليها أهل العلم والتقوى والصلاح من بعده ، منهم أبو الحسين علي بن عساكر بن المرحب بن العوام البطائحي الذي عاش ما بين سنة ( 489 ) ه و سنة ( 572 ) ه ، وما بين سنة ( 1095 )م ، وسنة ( 1176 )م ، وفعل مثله الشيخ أبو الحسن أيوب الحارثي المتوفى سنة ( 572 ) ه الموافق ( 1176 )م .
وهذه المدرسة هي أقدم مدارس الحنابلة ببغداد وأعظمها شأناً ، وأكثرها أوقافاً وأطولها عمراً ، وقد بناها مؤسسها قاضي باب الأزج ، بأقصى المحلة المعروفة بباب الأزج ببغداد قريباً من محلة الحلبة الواقعة في الغرب منها وأوقفها لأهل طائفة الحنابلة .
وبعد هذا يمكننا القول : بأن أول من وضع نواة هذه المكتبة هو المبارك بن علي المخرمي المولود سنة 446ه - 1054م والمتوفى في 12محرم 513ه -1119م ينظر للاستفادة من ترجمته طبقات الحنابلة لأبي يعلى حيث ذكر الآتي :-
(( ختم القرآن لخلق كثير ، كان مداوماً للصيام والتهجد بالليل )) . ومن بعده فوضت المدرسة إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني ، وكان أول من تولى التدريس فيها وبالرغم من أن واضع الحجر الأساس للمكتبة القادرية هو المبارك بن علي المخرمي إلا أن الشيخ
عبد القادر الكيلاني يعتبر المؤسس الحقيقي لها لما كان له من أثر بالغ في النفوس وإقبال الناس على رفد هذه المكتبة بما لديهم من الكتب والمؤلفات والوقفيات في حياته وبعد وفاته سنة ( 561 ه - 1165 م ) ، وذكره الذهبي في تأريخه فقال : قدم الشيخ(1/342)
عبد القادر الجيلي بغداد سنة 488ه وعمره ثماني عشرة سنة وكان الخليفة ببغداد إذ ذاك المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله أبو القاسم عبد الله العباسي .
وذكره ابن الجوزي ، فقال : ودرس بمدرسة المخرمي القاضي أبي سعيد بن المبارك وكانت مدرسته لطيفة ففوضت إلى الشيخ عبد القادر فتكلم على الناس بلسان الوعظ وظهر له صيت بالزهد وكان له سمت وصمت وضاقت المدرسة بالناس وكان يجلس عند سور بغداد مستنداً إلى الرباط ويتوب عنده في المجلس خلق كثير فعمرت المدرسة ووسعت وأقام في مدرسته إلى أن توفي ودفن بها .
وهناك علماء أعلام وأفاضل كرام أسدوا خدمات جليلة إلى هذه المكتبة العامرة عبر تأريخها الطويل منذ تأسيسها حتى يومنا هذا ، فكانوا بذلك قدوة صالحة ومثلاً يحتذي به السابق واللاحق ومن هؤلاء :-
الشيخ عبد الوهاب سيف الدين المعروف بابن قدوة الزاهد بن الشيخ محيي الدين
عبد القادر الجيلي المتوفى سنة 593ه ، حيث قرأ الفقه على والده حتى برع فيه ، ودرس نيابة عنه بمدرسته وهو حي ، وقد نيف على العشرين من عمره ، ثم استقل بالتدريس بها بعد أبيه .
الشيخ عبد السلام بن عبد الوهاب الملقب بالركن المتوفى سنة 611ه ، كان عالماً فقيهاً أديباً عارفاً بالمنطق والفلسفة جرت عليه محنة مع الوزير ابن يونس .
أبو صالح السيد الشيخ نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي ت( 663 )ه .
محيي الدين أبو نصر السيد الشيخ محمد بن نصر بن الشيخ عبد الرزاق بن الشيخ(1/343)
عبد القادر الجيلي ، حيث تولى أمور المدرسة القادرية ومكتبتها من بعد أبيه ، قام بخدمة المكتبة وعمل على توسيعها إلى أن توفي سنة 656ه على يد التتار زمن النكبة التي تعرضت لها بغداد ، وكان نصيب المكتبة كنصيب باقي أخواتها من المكتبات والمدارس ودور العلم التي خربت ودمرت ورميت كتبها في نهر دجلة ، وهناك العديد من الكتب المخطوطة التي انتشلت من النهر وأعيدت إلى المكتبة بعد تعميرها حين انقضاء النكبة ، وقد كتب على طرة بعض تلك المخطوطات : انتشل من نهر دجلة .
ه - الشيخ ظهير أحمد بن محمد بن الشيخ عبد القادر الجيلي ، ذكره ابن الفوطي في كتابه الحوادث الجامعة ، وبقيت أسرة الشيخ عبد القادر الجيلي تتولى العناية بالمكتبة طيلة فترة حكم المغول والجلائريين و الترك إلى أن استولى الشاه إسماعيل الصفوي على بغداد سنة 914ه فخرب المشهد والرباط وشتت شمل الأسرة القادرية في البلاد وأضحت المكتبة والجامع وملحقاتها أنقاضاً مهدمة إلى أن عاد العثمانيون واستولوا على بغداد سنة 941ه على يد السلطان سليمان القانوني ، طارداً الفرس منها ، فأعاد بناء المدرسة القادرية والجامع وملحقاته وأسند منصب نقابة الأشراف إلى الشيخ زين الدين الكبير بن السيد شريف الدين ت( 981 )ه ، ثم حلت نكبة ثالثة من قبل شاه الدولة الصفوية عباس الصفوي فدخل بغداد سنة 1084ه ونهبت المكتبة وأتلفت آثارها وخرب جزء كبير من المكتبة حتى قام السلطان مراد الرابع باستعادة بغداد فأعاد نقابة الأشراف في ذرية الشيخ عبد القادر الجيلي .(1/344)
وفي سنة 1246ه عم الغرق مدينة بغداد وذهبت تلك المكتبة ضحية ذلك الغرق ، وفي أوائل القرن الثالث عشر الهجري بعثت خزانة الكتب القادرية من جديد كما بعثت مدرستها العلمية ، إذ نهض نقباء بغداد بإغناء المكتبة بكل ما يقتنونه من الكتب والرسائل وكان للسيد علي القادري بن السيد مصطفى نقيب الأشراف ومتولي الأوقاف العامة دور كبير في رفد المكتبة بكل ما فيه إعلاء من شأنها وتعزيز من مكانتها العلمية ودورها الريادي .
ثم توالى على المكتبة شيوخ فضلاء منهم السيد سلمان بن السيد علي النقيب
ت( 1315 ) ه والسيد عبد الرحمان النقيب بن السيد علي النقيب ت( 1345 )ه ، والسيد يوسف الكيلاني والسيد برهان الدين الكيلاني والسيد سالم الكيلاني وهم آخر من تولى الأوقاف العامة إلى وقتنا الحاضر .
فكانت المكتبة عامرة بالكتب النفيسة النادرة منذ ذلك التأريخ و استمرت عناية الناس بها حتى يومنا الحاضر فانشأت لها بناية جديدة تلائم مكانتها العلمية ودورها الحضاري الرائد في خدمة مسيرة العلم والعلماء في هذا البلد الأصيل ، إلا أن الهجمة العدوانية الشرسة على قطرنا الحبيب والتي تقودها أميركا والصهيونية العالمية استهدفت مع كل ما استهدفت جميع مراكز الإشعاع العربي الإسلامي وكان للمكتبة القادرية العامة نصيب من ذلك كما سنبين لاحقاً ، وكان أول هذه المأساة أن توقف العمل الذي كان قد شرع به في أواخر أيام عهد حزب البعث البائد والذي كان عملاً يهدف إلى بناء مدرسة الشيخ عبد القادر وتوسيع الحضرة القادرية على مساحة أرض تزيد عن المساحة السابقة بأضعاف ما كانت عليه ، وتوسيع المكتبة القادرية العامة كان جزءاً من ذلك وأدى توقف العمل إلى بقاء البناء تحت نسبة إنجاز تقدر بـ( 75% ) .(1/345)
بعد انتقال السيد عبد الرحمان النقيب إلى الدار الآخرة اجتمع أولاده فأقروا رغبة والدهم وأوقفوا تلك المكتبة والتي كانت من مخلفات النقيب وكانت الكتب محفوظة في داره إلى أن تولى المتوليان السيدان يوسف الكيلاني وبرهان الدين الكيلاني إدارة الأوقاف القادرية العامة فعملا على نقلها إلى قاعة خاصة ، كانت من قبل غرفة ومعتكفاً للسيد عبد الرحمان النقيب وعملا على تنظيمها وإغنائها بالكتب والمراجع بعد ذلك .
وقاعة السيد عبد الرحمان النقيب هذه تقع في الطابق العلوي من بناية الحضرة القادرية السابقة في منطقة باب الشيخ في الباب الشرقي ، الغرفة الأولى عن جهة يمين المكتبة وتم افتتاحها لأول مرة كمكتبة عامة للمطالعين وبصورة رسمية في صباح يوم الجمعة الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر حزيران سنة 1954م ، بعد هذا ضاقت المكتبة بالكتب والمخطوطات فشرع السادة متوليا المكتبة في عام 1965م ببناء قاعة جديدة واسعة للمطالعة وغرف جديدة للمخطوطات وأضيفت إليها بعض الدور الملاصقة للحضرة وافتتحت المكتبة ببنايتها الجديدة وقاعاتها في مساء يوم 11-5-1967م وسط حفل كبير، ثم وجد أن توسعة المكتبة القادرية ستستدعي الضرورة لهدم القسم الأكبر من القاعة الكبيرة مع الإبقاء على المكتبة القديمة وألحقت بالمكتبة في أواخر عام 1985م قاعة جديدة منفصلة عن البناية القديمة لأجل خزن الكتب الفائضة ، ثم قامت حكومة البعث البائدة بهدم جميع البناية المحيطة بالحضرة القادرية وضمت إليها أراضي الدور المجاورة وزيد من مساحة الحضرة بأضعاف ما كانت عليه ، كما ذكرنا سابقاً ، فالمكتبة تقع في الرواق المحيط بالحضرة القادرية في الطابق الأول حالياً .
محتويات مكتبة المدرسة القادرية من الكتب المخطوطة(1/346)
إن من بين كتب المكتبة القادرية عدداً لا يستهان به من المخطوطات والآثار المهمة ذات القيمة الأثرية وقفها أهل الفضل والعلم على مكتبة المدرسة القادرية في شتى العصور والأزمان ، منها ما أوقف على غير هذه المكتبة أصلاً ، ثم انتقلت إلى المكتبة القادرية للحفاظ عليها من التلف والضياع ولأجل استمرار انتفاع الناس بها .
وقد قام الأستاذ عماد عبد السلام رؤوف بإعداد فهرست شامل للمكتبة القادرية وكان نهجه في تألفيه على النحو الآتي :
قام بضبط اسم المؤلف كاملاً ، مع ذكر تأريخ وفاته ، وتوثيق ذلك من المراجع الرئيسة وخاصة تلك المراجع التي أشارت إلى كتابه .
التعريف بمضمون المخطوطات المهمة ، مع الاعتناء بما لم ينشر منها .
ذكر أول المخطوط وآخره ، وذلك للتأكد من الكتاب بمطابقته مع ما جاء من وصفه في المعاجم الخاصة بالكتب ، ككشف الظنون وغيرها .
قام بتسجيل ما على المخطوط من إجازات علمية ومطالعات .
ذكر اسم ناسخ المخطوط ، وتأريخ النسخ إن وجد وإلا فيقدر عمر المخطوط على أساس نوع الورق أو الحبر والاستعانة بالمختصين في هذا الشأن .
ذكر نوع الخط وما يتعلق به من تشكيل و إعجام وغير ذلك .
قام بالإشارة إلى ما على المخطوط من وقفيات وتمليكات إتماماً للفائدة التأريخية .
أشار إلى ما لم يطبع من المخطوط .
اعتنى كثيراً بالوصف الظاهري للمخطوطات الخزائنية النفيسة وذكر ما تشتمل من المزوقات الفنية البديعة والزخارف الملونة الفاخرة .
ذكر عدد أوراق المخطوط وعدد السطور في كل صفحة فيه .
ذكر طول المخطوط وعرضه بالسنتيمتر .
قام المؤلف باستخدام جملة من الكتب في التأريخ والتراجم والأدب .
وبلغ عد الكتب المخطوطة في المكتبة القادرية حتى نهاية يوم 31-تشرين الأول -1985م ( 1834 ) مجلداً مخطوطاً ، و( 222 ) مجلداً مصوراً عن الأصل عدا جملة من الوثائق
والإجازات العلمية ، وكثير من تلك الآثار مهم في موضوعه عزيز في فنه .(1/347)
ومن أهم الخزائن التي ضمت إلى المكتبة :
خزانة كتب المدرسة الخاتونية :
أنشأت هذه المدرسة السيدة عاتكة خاتون بنت السيد علي الكبير القادري الكيلاني يتصل نسبها بالشيخ عماد الدين نصر قاضي القضاة ببغداد المتوفى سنة 633ه ، ومن أ عمالها أنها جعلت دارها مدرسة علمية وسجلتها وقفاً وسمتها – المدرسة الخاتونية – وحبست عليها وقوفاً كثيرة بموجب الوقفية المؤرخة المؤرخة سنة 1220ه والوقفية الثانية المؤرخة بتأريخ 1234ه وجعلت الواقفة في هذه المدرسة خزانة كتب قيمة جمعتها من مالها الخاص ، جمعت فيها كل نادر ونفيس من المخطوطات ، وحررت ظهر كل كتاب وقفية ، وختمتها بختم –وقف عاتكة خاتون - .
خزانة مدرسة جامع القبلانية :
وجامع القبلانية من المساجد القديمة في بغداد حيث شيد على أرض أيوان ألطب التابع للمدرسة المستنصرية جدده والي بغداد السلطان سليمان باشا الكبير سنة 1197ه وأنشأ فيه مدرسة دينية وألحق بها خزانة كتب ، وقد تفرقت تلك الكتب منذ زمن بعيد إلا أن بعض أهل الخير أعاد قسماً منها وقفاً على مكتبة المدرسة القادرية .
خزانة مدرسة جامع الفضل :
وهو من مساجد بغداد القديمة ، يقع في محلة الفضل في شارع الكفاح ، أنشأه الوزير الايلخاني غياث الدين محمد بن الفضل الخواجة رشيد الدين وجدده والي بغداد سليمان باشا الكبير ووقف عليها جملة من الكتب والمخطوطات .
4- خزانة مدرسة جامع خضر بك :
يقع هذا المسجد في محلة قنبر علي ببغداد بالقرب من شارع الأمين الحالي ، شيده خضر بك سنة 1200ه أوقف السيد عبد الكريم أفندي بن عبد الله الجلبي جملة كبيرة من الكتب والمخطوطات .
5- خزانة السيد يوسف العطاء مفتي بغداد ومدرس الحضرة القادرية سابقاً :
وهي من خزائن الكتب الخاصة الغنية بالنفائس من المخطوطات جعلها السيد يوسف صلاح الدين ( آل عطاء ) وقفاً على المكتبة القادرية .(1/348)
6- مكتبة الشيخ قاسم القيسي مفتي العاصمة العراقية الأسبق وخطيب ومدرس الحضرة القادرية .
7- مكتبة السيد إبراهيم سيف الدين الكيلاني النقيب الأسبق .
8- مكتبة السيد محمد سعيد السيد موسى مفتي وقاضي الرمادي السابق ومدرس الجامع الكبير .
9- مكتبة الحاج عبد المجيد عبد القادر البهزري .
10- مكتبة الزعيم السيد حسين فوزي الحسني .
11- مكتبة العقيد إبراهيم عبد القادر العزاوي .
12- مكتبة السيد ناصر السيد صفاء الدين الكيلاني .
13- مكتبة السيد عبد الحميد السيد أحمد الكيلاني .
14- مكتبة السيد عبد الله مؤيد السيد عبد الرحمان الكيلاني .
15- مكتبةالحاج عبد القادر عبد الرحمان إمام مسجد ملوكي في العامرية .
16- مكتبة المرحوم اليد شمس الدين السيد إبراهيم الكيلاني .
17- مكتبة المرحوم السيد عبد المجيد جميل .
18- مكتبة المرحوم السيد عبد الله الزهاوي .
19- مكتبة المرحوم السيد شهاب الدين السيد أحمد الكيلاني .
20- مكتبة المرحوم السيد عبد القادر السيد عبد الله الكيلاني .
21- مكتبة المرحوم السيد عبد الرحمان الحيدري .
22- مكتبة المرحوم العقيد محمود السيد بكر .
23- مكتبة المرحوم الأستاذ حسن رضا المحامي عضو محكمة تمييز العراق سابقاً .
24- مكتبة المرحوم السيد مكرم السيد عبد الرحمان الكيلاني .
25- مكتبة المرحوم الشيخ محمد عبد الله ذنون .
26- مكتبة المرحوم الشيخ عبد الجليل آل جميل .
27- مكتبة المرحوم السيد عبد الجبار الجدوع .
28- مكتبة المحامي السيد صفاء الدين عبد الوهاب .
وتتوزع مخطوطات المكتبة القادرية على العلوم كافة وفق التصنيف التالي :
المصاحف الشريفة ( 51 ) مخطوط .
علوم القرآن الكريم ( 67 ) مخطوط ( يتضمن مجلدات ، مجاميع أي أن: المجلد يحتوي على عدة مخطوطات ) .
علوم الحديث الشريف ( 109 ) مخطوط ( يتضمن مجلدات ) .
علم المنطق ( 59 ) مخطوط .
علم الوضع و النحو والصرف والاستعارة ( 213 ) مخطوط .(1/349)
علم آداب البحث والمناضرة ( 5 ) مخطوط .
علم اللغة ( 19 ) مخطوط .
علم الأدب والشعر ( 99 ) مخطوط .
علم العروض ( 5 ) مخطوط .
علم التأريخ ( 10 ) مخطوط .
كتب السيرة النبوية المطهرة ( 22 ) مخطوط .
كتب السير والتراجم ( 35 ) مخطوط .
علم الأنساب ( 9 ) مخطوط .
البلدان ( 5 ) مخطوط .
علم الحساب والهيئة ( 26 ) مخطوط .
علم الميكانيك ( 1 ) مخطوط .
علم الطب والصيدلة ( 15 ) مخطوط .
علم الحيوان ( 4 ) مخطوط .
علم الكيمياء والطبيعة ( 2 ) مخطوط .
علم الجفر ( 10 ) مخطوط .
لوحات الخطاطين ( 13 ) .
فنون متنوعة ( 14 ) مخطوط .
الوثائق ( 25 ) وثيقة .
السجلات ( 7 ) يتظمن فهارس الخزانات .
الإجازات والمشيخات ( 22 ) مخطوط .
المجاميع ( علوم متنوعة ) ، ( 135 ) مجموعة كبيرة تحتوي على ( 709 ) مخطوط فريد ونادر .
الفقه الحنفي ( 188 ) مخطوط .
الفقه الشافعي ( 73 ) مخطوط .
الفقه المالكي ( 3 ) مخطوط .
الفقه الحنبلي ( 7 ) مخطوط .
الفقه الإمامي ( 7 ) مخطوط .
علم أصول الفقه ( 27 ) مخطوط .
علم العقائد ( 85 ) مخطوط .
كتب الفرق والردود ( 30 ) مخطوط .
كتب التصوف ( 142 ) مخطوط .
المكتبة القادرية وأحداث 9/4/2003م
تعرضت المكتبة القادرية إلى الهجوم من قبل الأميركان والإسرائيليين وعملائهم ، وبعض الأُجراء من العراقيين المقيمين في الخارج ( جاؤوا يركبون شاحنة كبيرة ) ، وحاولوا اقتحام باحة الحضرة القادرية ، فتصدى لهم المصلون ورواد الحضرة القادرية ، وحصلت بين الطرفين (حسب ما يروي شاهد عيان وهو السيد أمين المكتبة القادرية ) مناوشات بالسلاح ونتيجة لتجمع الناس واعتصامهم داخل الحضرة القادرية ، أعرض المهاجمون عن المكتبة ، وقد قام الكادر العامل في المكتبة القادرية بعمل وقائي فجمعوا المخطوطات في صناديق وأودعوها في مكان أمين ، إلى حين أن تتولى حكومة دائمة مقاليد السلطة في القطر العراقي .
مكتبة الأوقاف المركزية في السليمانية(1/350)
السليمانية مدينة جميلة تقع على سفح جبل يسمى ( كويزة ) ، وهي مركز محافظة السليمانية ، تقع في الشمال الشرقي من الجمهورية العراقية وقد بنيت بعد نقل العاصمة من قلعة الجولان من قبل أحد الأمراء البابانيين وهم أسرة عريقة من أسر الأكراد الذين حكموا تلك المناطق ، وكانوا أكثر الأسر الحاكمة في تأريخ الأكراد أتباعاً وأعوانناً وأشياعاً.
وقد ذكرهم الأمير ( شرف خان ) في كتابه ( شرفنامة ) سنة 1005ه ، وكانت الفترة التي حكموا فيها ردحاً من الزمن من أخصب الحقب التي مر بها التأريخ الكردي ، حيث اتسم زمنهم بالأمن والعدل والرخاء والتدين و كانت المكتبة البابانية ثمرة من ثمار هذه الأسرة التي شيدت الجوامع والمدارس واعتنت بطلبة العلم الشرعي وجلبت المخطوطات طوال فترة حكمهم الممتدة من سنة 1669م وإلى أن أفل نجمها سنة 1851م .
ورغم أننا لا نجد بين أيدينا ما يرشدنا إلى البداية الحقيقية لمكتبة البابانيين ، وكيفية تأسيسها وتأريخ ذلك وبواعث إنشائها وما إلى ذلك ، إلا أننا نستطيع أن نتلمس الأثر من ذلك خصوصاً وأن الحصول على معلومات مفصلة ودقيقة عنها في جميع جوانبها خصوصاً فيما يتعلق بمراحل التطور يكاد يكون من المستحيلات في الوقت الحاضر، وأكثر ما يمكن الحصول عليه هو التأكيد على كون كردستان العراق منبعاً صافياً لتخريج طلبة العلم الشرعي جيلاً بعد جيل وكونها أحد معاقل العلماء الأفذاذ الذين أصبحوا شعلة منيرة في تأريخ الثقافة الإسلامية عبر الزمن و من هؤلاء العلماء الجهابذة ابن الصلاح رحمه الله .
وقد كان للأمراء البابانيين دور كبير في إغناء المكتبة بالكتب والمخطوطات النادرة و الثمينة ، حيث كانوا يقدمون كل مساعدة ممكنة ، ولقد وجد على المخطوطات في هذه المكتبة عدة وقفيات تثبت أنها وقفت من الأمراء البابانيين وليس من المستبعد أن تكون مكتباتهم هي المصدر الذي أسس عليه صرح مكتبة الأوقاف العامة الآن وهذه المكتبات هي:(1/351)
المكتبة العامة البابانية في قلعة الجولان .
مكتبة الشيخ عبد الله الخرباني ، التي بيع قسم كبير منها قبل سنوات إلى مديرية الآثار العامة في بغداد وبقي بعضها محفوظاً في قصبة حلبجة عند ورثته .
مكتبة عظيمة كان فيها أكثر من ألف مخطوطة ولم يبق منها سوى الصحائف جلبت مؤخراً إلى مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية .
مكتبة بيارة التي كانت تضم أكثر من ألف مخطوط من أمهات الكتب في شتى صنوف العلم والمعرفة ولم يبق منها إلا زهاء أربعمائة مخطوطة ضمت إلى مكتبة الأوقاف المركزية .
مكتبة ملا غزائي في قرية كناو التابعة لقضاء بشدر التي كان فيها أكثر من ألفي مخطوطة من النوادر والكتب القيمة .
مكتبة ( كلعنبر ) خورمال .
مكتبة ( سورداش ) .
مكتبة ( بيوش ) حيث أهدى منها عدد كبير من المخطوطات إلى مكتبة الأوقاف المركزية في السليمانية .
ومن هذا يتبين دور الأسرة البابانية في رفد المكتبات وتأصيلها حتى سقطت هذه الإمارة في عام 1851م حيث أصبحت تلك المكتبات بعد أن وسد الأمر إلى غير أهله مرتعاً للسراق والعابثين والمخربين الذين سرقوا من المكتبة المركزية ما سرقوا وأتلفوا ما أتلفوا و أهملوا ما أهملوا .
وقد حاول كاكه أحمد الشيخ تدارك الأمر والعودة بالمكتبات إلى ما كانت عليه سابقاً فلم شعثها وضم نشرها وجمع شتاتها ورد شاردها ورتبها وحافظ عليها طيلة حياته حتى دخل عام 1305ه فعاد الإهمال إليها .(1/352)
وشاء القدر أن تبقى مجموعة نادرة من تلك المخطوطات في مكتبة البابان في الجامع الكبير تصارع الأحداث والنكبات و المصائب التي مر بها العراق بعد ذلك إلى أن هيأ الله سبحانه وتعالى من ينقذها من هذا المصير المؤلم ويحفظها من التلف والضياع وكان ذلك على يد فضيلة الشيخ العلامة محمد الخال ( قاضي المحكمة الشرعية في السليمانية سابقاً ) وعضو المجمع العلمي حيث كان حريصاً على المحافظة على هذه المخطوطات فبسعي حثيث منه قامت محافظة السليمانية في الأربعينيات بتشكيل لجنة لجرد هذه المخطوطات وتسجيلها ، ثم اشترى لها قناطر خشبية ووضعها في غرفة ضريح كاكا أحمد الشيخ ، وخزن فيها المخطوطات ثم أغلقها وختمها بختم المحكمة الشرعية ، ثم أخذ مكتبة المرحوم أحمد النقيب من ورثته وضمها إلى هذه المخطوطات .
وفي أوائل عام 1978م قامت وزارة الأوقاف بفتح مكتبة مركزية وقفية في مركز محافظة السليمانية ، وشكلت لجنة من ثلاثة موظفين مختصين للقيام بجمع المخطوطات الموقوفة داخل مركز المحافظة وخارجه ، وضمها إلى ما تبقى من مخطوطات مكتبة بابان ، فبادرت إلى التجوال في القرى والنواحي و الأقضية التابعة للمحافظة بحثاً عن المخطوطات الموقوفة من زوايا التكايا و الجوامع و المساجد وعند الأشخاص الذين يظن أن يكون عندهم مخطوطات موقوفة ، حتى استطاعت جمع أكثر من ألف مخطوطة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى قام بعض رجال العلم في المحافظة وعلى رأسهم الشيخ محمد خال بتقديم مخطوطاتهم الشخصية إلى المكتبة والبالغ عددها حوالي 615 مخطوطة جلها من النوادر والنفائس ولا تقدر بثمن .
واليوم تمتلك المكتبة حوالي ثلاثة آلاف مخطوطة فيها النفيس والنادر وفيها ما لا ثاني له في مكتبات العالم ، وفيها ما هو منسوخ بخط مؤلفه وتوزعت على العلوم كافة وفيما يلي تبيان ذلك :
( مكتبة البابانيين )
المصاحف ( 4) مخطوطات .
علم التجويد وعلوم القرآن ( 9 ) مخطوطات .(1/353)
علم تفسير القرآن ( 47 ) مخطوطة .
علم الحديث وعلومه ( 94 ) مخطوطة .
علم الكلام والعقائد ( 24 ) مخطوطة .
علم التصوف والمواعظ ( 46 ) مخطوطة .
الفقه الشافعي ( 113 ) مخطوطة .
الفقه الحنفي ( 47 ) مخطوطة .
الفقه المالكي ( 4 ) مخطوطات .
أصول الفقه ( 8 ) مخطوطات .
فقه المذاهب الأخرى المقارنة (8 ) مخطوطات .
الأدب العربي ( 27 ) مخطوطة .
اللغة العربية ( 7 ) مخطوطات .
النحو والصرف ( 27 ) مخطوطة .
البلاغة ( 19 ) مخطوطة .
الوضع و المنطق و آداب البحث و المناظرة ( 23 ) مخطوطة .
الطب الإسلامي ( 6 ) مخطوطة .
التأريخ والتراجم والسير ( 17 ) مخطوطة .
علم الفلك ( 7 ) مخطوطات .
علم الجفر و الأوفاق ( 7 ) مخطوطات .
مكتبة ( البيارة – طويلة – خورمال )
المصاحف ( 79 ) مخطوطة .
المعارف العامة ( 2 ) مخطوطة .
التفسير وعلوم القرآن و القراءات ( 22 ) مخطوطة .
الحديث وعلومه ( 10 ) مخطوطات .
علم التصوف والوعظ ( 73 ) مخطوطة .
علم الكلام العقائد ( 51 ) مخطوطة .
علم أصول الفقه ( 8 ) مخطوطات .
الفقه الشافعي ( 85 ) مخطوطة .
الفقه الحنفي ( 1 ) مخطوطة .
الأدب ( 34 ) مخطوطة .
اللغة العربية ( 2 ) مخطوطة .
النحو والصرف ( 92 ) مخطوطة .
البلاغة ( 24 ) مخطوطة .
الوضع والمنطق و آداب البحث والمناظرة ( 74 ) مخطوطة .
الطب الإسلامي ( 9 ) مخطوطات .
علم الفلك ( 17 ) مخطوطة .
خزائن ( ملا عبد السلام – ملا جلال – المحوي )
المصاحف ( 10 ) مخطوطات .
التفسير و علوم القرآن ( 13 ) مخطوطة .
الحديث وعلومه ( 9 ) مخطوطات .
علم الكلام والعقائد ( 23 ) مخطوطة .
علم التصوف والمواعظ ( 60 ) مخطوطة .
علم أصول الفقه ( 4 ) مخطوطات .
الفقه الشافعي ( 35 ) مخطوطة .
الفقه الحنفي ( 1 ) مخطوطة .
الأدب ( 20 ) مخطوطة .
اللغة العربية ( 8 ) مخطوطات .
النحو والصرف ( 82 ) مخطوطة .
البلاغة ( 18 ) مخطوطة .
الوضع والمنطق وآداب البحث والمناظرة ( 85 ) مخطوطة .(1/354)
الطب الإسلامي ( 4 ) مخطوطات .
علم الفلك ( 17 ) مخطوطة .
التأريخ والتراجم ( 15 ) مخطوطة .
خزائن متفرقة ( العوائل الدينية والعلمية )
خزانة الشيخ عبد الرؤوف بن محمد أمين البيزوي .
خزانة الشيخ عمر الشهير بابن القرداغي .
خزانة الشيخ مصطفى الخال .
خزانة قادر شيد عبد الله.
خزانة الشيخ نوري بن الشيخ بابا علي القرداغي .
وتشمل :
المصاحف ( 9 ) مخطوطات .
المعارف العامة ( 1 ) مخطوطة .
التجويد وعلوم القرآن ( 20 ) مخطوطة .
التفسير وآيات الأحكام ( 11 ) مخطوطة .
علم الكلام والعقائد والفرق ( 66 ) مخطوطة .
علم التصوف والوعظ ( 56 ) مخطوطة .
علم أصول الفقه ( 9 ) مخطوطات .
الحديث وعلومه ( 17 ) مخطوطة .
الفقه الشافعي ( 104 ) مخطوطة .
الفقه الحنفي وفقه المذاهب الأخرى والفقه المقارن ( 8 ) مخطوطات .
الأدب ( 54 ) مخطوطة .
اللغة العربية ( 5 ) مخطوطات .
النحو والصرف ( 157 ) مخطوطة .
البلاغة ( 35 ) مخطوطة .
الوضع والمنطق وآداب البحث والمناظرة ( 125 ) مخطوطة .
الطب الإسلامي ( 12 ) مخطوطة .
التأريخ والتراجم والسير ( 23 ) مخطوطة .
علم الفلك ( 34 ) مخطوطة .
مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية وأحداث 9/4/2003
أن المتأمل في تأريخ مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية يجد أن المكتبة قد تعرضت عبر تأريخها ولأكثر من مرة لأحداث السلب والنهب والتخريب أو الإهمال والإتلاف المتعمد وغير المتعمد وذلك عائد لتعرض العراق للغزوات والحروب ولتعرضه للفتن والملاحم المتتالية مما أدى في أكثر الأحيان إلى سيادة جو من انعدام الأمن والطمأنينة ، الذي تستغله أطراف متعددة للنيل من تراث وتأريخ هذا البلد وساهمت عدة أمور في تنامي وتزايد الأخطار المحدقة بالبلد منها :
الموقع الجغرافي له في قلب العالم أو في قلب منطقة مليئة بالتفاعلات الحضارية والمتغيرات الاجتماعية .(1/355)
ما يمتلكه من ثروات طبيعية وموارد هائلة جعلته عرضة للأطماع الاستعمارية المتزايدة .
صراع الحضارات وأثره على الأمة عبر العصور .
ولهذا وذاك ، فإن المكتبات كانت الخاسر الأكبر في جميع تلك الوقائع ،وقد كان نصيب مكتبة الأوقاف في السليمانية من ذلك وفيراً ، فبعد فترة من الأمن حظيت به المنطقة الشمالية طوال الفترة الممتدة من 1930م إلى عام 1991م ، تعرضت المكتبة للسلب والنهب والإتلاف ، ثم بعد هذا التأريخ جرت عملية إعادة ترميم وتعمير المكتبة من جديد ومن ثم تأهيلها للمستخدمين من طلبة العلم وعلماء و مختصين ، وهي مفتوحة الآن بدوام كامل ، من الساعة 8,30 صباحاً وحتى الساعة 2,30 مساءاً .
مكتبة الأوقاف العامة في الموصل
تعود أولى المحاولات الجادة في سبيل إنشاء مكتبة عامة للأوقاف في الموصل إلى عام 1925م حيث نادى المعنيون بشؤون الأوقاف آنذاك إلى ضرورة القيام بجمع الكتب الوقفية من بين الغرف المهملة في أركان المساجد والجوامع وأرجاء المدارس الدينية ، وذلك محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الثر الغزير وقد مضى عليه الزمن وتقادمت عليه السنون وتراكمت فوقه الأتربة وعبثت به أيادي العابثين الجاهلين ، إلا أن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح فقد رفضها البعض وعارضها البعض الآخر وحال دون تحقيقها أناس آخرون بحجج وأعذار مختلفة لا مجال للدخول في تفاصيلها .
وهكذا بقيت هذه الكتب والمخطوطات والآثار النادرة وتلك الأفكار النيرة التي تفجرت عن أكبر العقول عبقرية وأعظمها ذكاء سجينة متطلعة من خلال النوافذ إلى بصيص النور وحزمة الضوء والأمل .
والموصل مدينة جميلة تقع في شمال العراق وهي من أعرق المدن وأكثرها قدماً فهي كبقية المدن العراقية القديمة تعتبر مهد الحضارات في وادي الرافدين ( سومر ، آشور ، كلدان ، بابل ... ) ويكفي أن شرفها الله ببعثة الأنبياء عليهم السلام .(1/356)
ثم جاء الإسلام فأنار الربوع العربية وأصبحت الموصل واحدة من مشاعل الإسلام وحصناً منيعاً من حصونه ومنبعاً لتخريج الدعاة وإلى ساعة الناس هذه ، وتمتاز الموصل بطبيعة خلابة وجو لطيف وأرض خضراء قشيبة حتى أصبحت مثار إعجاب الشعراء والمفكرين والأدباء وسميت بـ ( أم الربيعين ) لجودة المناخ وعذوبة الماء ولهوائها العليل ، وقصدها العلماء والمفكرون والأدباء والمنظرون وسكنها أفاضل الناس والمصلحين وكان من الطبيعي أن تصبح المكتبات فيها مرتعاً للعلماء ومناراً لامعاً للعلم .
ومدينة الموصل تزخر بالمدارس والجامعات والمساجد وحلقات العلم ، وإن فكرة توحيد المكتبات ولمِّ شتاتها في مكتبة كبيرة ضخمة كانت فكرة حية لدى المعنيين والمثقفين والكتاب ، فكان عام ( 1937م ) الموافق ( 1355ه ) نقطة تحول في تاريخ المكتبة حيث تم الإيعاز من قبل الديوان الملكي إلى أوقاف الموصل من أجل العناية بالمخطوطات حسب كتاب الأوقاف العامة الموجه إلى مديرية أوقاف الموصل المرقم ( 9856/1709 ) في 5/ذي الحجة/1355 الموافق 16/شباط/1937 ، وتم العمل بالجمع الحقيقي للمخطوطات ولم شتاتها في 7/2/1973م ، واكتمل الجمع في نفس السنة في 1/7/1973م .
وتظم المكتبة الآن خزائن المخطوطات الموقوفة والشخصية التالية بحسب تاريخ انتمائها إلى مكتبة الأوقاف في الموصل :
خزانة السيد حسن باشا الجليلي ( 1172ه - 1233ه ) .
المدرسة الإسلامية .
خزائن مدرسة مسجد العراكدة .
خزائن جامع النبي شيت .
خزائن مدرسة جامع باب الطوب .
خزانة مدرسة الجامع الكبير .
خزانة مخطوطات الحاج محمد أفندي الرضواني 1269ه - 1357ه .
خزانة المدرسة المحمدية ( الزيواني ) .
خزانة المدرسة الأحمدية .
خزانة مخطوطات السيد عبد المجيد الخطيب .
خزانة مدرسة الحجيات .
خزانة مدرسة جامع الباشا .
خزانة مدرسة الحاج زكريا .
خزانة مدرسة جامع بكر أفندي .
خزانة مدرسة الحاج حسين بك ( السلطان أويس ) .(1/357)
خزانة مدرسة الرباعية .
خزانة مدرسة جامع الخاتون .
خزانة المدرسة النعمانية .
خزانة مدرسة النبي يونس .
خزانة مدرسة النبي جرجيس .
خزانة مدرسة جامع المحموديين .
خزانة مدرسة جامع حمو القدو .
خزانة مدرسة جامع عبد الله بك .
خزانة جامع الأغوات .
خزانة جامع الشيخ خالد في محلة المياسة .
خزانة جامع المصفى .
خزانة مسجد الصُياغ .
خزانة الشيخ عبد الآل .
خزانة مخطوطات عبد الله مخلص ( 1313ه - 1390ه ) .
خزانة مخطوطات ميسر صالح الأمين .
خزانة مخطوطات د.ميسر الجلبي ( 1297ه - 1379ه ) .
خزانة مدرسة الخياط .
خزانة مدرسة الصائغ عبد الرحمان جلبي وقاسم جلبي الصائغ .
مخطوطات عبد الله حسو ( 1308ه - 1380 ) .
مخطوطات السيد محمد صديق الجليلي .
وفيما يلي نماذج من توزيعات المخطوطات على العلوم في بعض الخزائن :
خزانة حسن باشا الجليلي :
المصاحف ( 3 ) مخطوطات .
التجويد والقراءات ( 5 ) مخطوطات .
التفسير وعلومه ( 34 ) مخطوطة .
غريب ألفاظ القرآن والحديث ( 3 ) مخطوطات .
الحديث وعلومه ( 9 ) مخطوطة .
علم الكلام والعقائد ( 11 ) مخطوطة .
التصوف والأخلاق والأدعية ( 20 ) مخطوطة .
أصول الفقه ( 9 ) مخطوطات .
الفقه الحنفي ( 48 ) مخطوطة .
الفقه الشافعي ( 6 ) مخطوطة .
فقه المذاهب الأخرى ( 1 ) مخطوطة .
خلافات المذاهب ( 1 ) مخطوطة .
الردود والفرق ( 2 ) مخطوطة .
الأدب و القوافي ( 20 ) مخطوطة .
اللغة ( 1 ) مخطوطة .
النحو ( 32 ) مخطوطة .
الصرف والبلاغة وعلم الوضع ( 12 ) مخطوطة .
المنطق وآداب البحث والمناظرة ( 8 ) مخطوطات .
الطب ( 9 ) مخطوطات .
التاريخ والتراجم ( 9 ) مخطوطات .
موضوعات مختلفة ( 11 ) مخطوطة .
المجاميع ( 84 ) مجلد تشمل ( 359 ) مخطوطة .
خزانة المدرسة الإسلامية :
المصاحف ( 1 ) مخطوطة .
التجويد والقراءات ( 4 ) مخطوطات .
التفسير وعلومه ( 2 ) مخطوطة .
الحديث وعلومه ( 18 ) مخطوطة .
علم الكلام والعقائد ( 7 ) مخطوطات .(1/358)
التصوف والأخلاق والأدعية ( 5 ) مخطوطات .
أصول الفقه ( 2 ) مخطوطة .
الفقه الحنفي ( 7 ) مخطوطات .
الفقه الشافعي ( 7 ) مخطوطات .
فقه المذاهب الأخرى ( 14 ) مخطوطة .
الردود والفرق ( 2 ) مخطوطة .
الأدب والقوافي ( 15 ) مخطوطة .
النحو ( 22 ) مخطوطة .
الصرف ( 4 ) مخطوطات
البلاغة ( 2 ) مخطوطة .
المنطق وآداب البحث والمناظرة ( 8 ) مخطوطات .
التاريخ والتراجم والسير ( 7 ) مخطوطات .
موضوعات مختلفة ( 20 ) مخطوطة .
المجاميع ( 42 ) مجلد ، تشمل ( 134 ) مخطوطة .
مخطوطات مدرسة مسجد العراكدة : ( 13 ) مخطوط .
مخطوطات مدرسة جامع النبي شيت عليه السلام :
المصاحف ( 32 ) مخطوطة .
التفسير وعلومه ( 16 ) مخطوطة .
الحديث وعلومه ( 6 ) مخطوطات .
علم الكلام والعقائد ( 5 ) مخطوطات .
التصوف والأخلاق والأدعية ( 5 ) مخطوطات .
أصول الفقه ( 5 ) مخطوطات .
الفقه الحنفي ( 27 ) مخطوطة .
الفقه الشافعي ( 9 ) مخطوطات .
الأدب والشعر ( 10 ) مخطوطات .
اللغة ( 6 ) مخطوطات .
النحو ( 21 ) مخطوطة .
الصرف ( 3 ) مخطوطات
البلاغة ( 9 ) مخطوطة .
المنطق وآداب البحث والمناظرة ( 6 ) مخطوطات .
الطب ( 3 ) مخطوطات .
التاريخ والتراجم والسير ( 8 ) مخطوطات .
موضوعات مختلفة ( 21 ) مخطوطة .
المجاميع ( 56 ) مجلد ، وتشمل ( 184 ) مخطوطة .
مخطوطات مدرسة باب الطوب : ( 10 ) مخطوطات ، بضمنها مجاميع .
مكتبة الأوقاف العامة في الموصل وأحداث 9/4 2003م(1/359)
بالرغم من أن انعدام الأمن بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم لدولة العراق كان هو الصفة السائدة ، وسيادة السلب والنهب و التخريب للدوائر الرسمية والحكومية كافة ، إلا أن تكاتف أبناء مدينة الموصل وتلاحمهم في صد المعتدين ومنعهم من تخريب وتدمير التراث الأصيل أدى إلى أن تبقى مكتبة الأوقاف العامة في الموصل سليمة من أعمال التخريب والتدمير والسلب والنهب ، وقد استطعنا أن نلتقي بالشيخ محمد بشار الفيضي أستاذ الحديث في الجامعة الإسلامية ، وهو أحد العلماء والدعاة المبرزين في مدينة الموصل الحدباء ، حيث أعطانا انطباعاً عاماً عن مدى حرص الناس في الموصل على صيانة مكتبة الأوقاف العامة والآثار الخطية المهمة فيها ومدى تفاني المسؤولين والعاملين فيها على إبقاء هذه المكتبة شعلة تنير طريق طلبة العلم وتخدم العلم والعلماء إدراكاً منهم لشرف الرسالة التي يؤدونها ونبل المعاني السامية التي يتجشمون عناء المحافظة عليها ، حتى أن بعضهم كان يسهر الليالي الصعبة التي كانت تتعرض فيها مدينة الموصل لأشد الغارات تدميراً ويعرضون أنفسهم لخطر أشد الأسلحة فتكاً ، و يناشد أبناء الموصل الغيورون جميع الأخوة المسلمين في أرجاء الأرض أن يتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن العراق ومساعدته على تجاوز محنته المتمثلة بالاحتلال المقيت الذي هو أشد خطراً على التراث الإسلامي الأصيل من أي شيء أخر ، وأن خطر تعرض المكتبة للمداهمة من قبل الأمريكان قائم ، فهم يرتكبون الجرائم بدم بارد ولا يهمهم إذا ما كان الذي يحرقونه حطب رخيص أم أثر نفيس ، نصَّبوا أنفسهم قضاة وجلادين ، غير آبهين من وازع أو ضمير أو سلطة أو قانون ، مخالفين لكل الأعراف والمواثيق التي تحرم تدمير الآثار أو نهبها كما نصت على ذلك اتفاقيات جنيف التي كانوا هم أحد الدول التي وقعت عليها .
مكتبة المتحف الوطني العراقي(1/360)
مكتبة المتحف الوطني العراقي من المكتبات المهمة التي تعنى بجمع المخطوطات الأثرية النفيسة والأصلية فهي تضم أكثر من أربعة آلاف مخطوط نادر كتب أغلبها باللغة العربية وبعضها بلغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والتركية والفارسية والكردية والعبرية والسريانية والأودوية والصابئية وغيرها .
وتتناول هذه المخطوطات مواضيع علمية متنوعة منها : الطب والرياضيات والمنطق واللغة والتأريخ والجغرافيا والعلوم الشرعية كعلم الحديث والفقه والتفسير والعقائد ..ألخ .
ومنها مخطوطات نادرة فريدة كتب بعضها بخط مؤلفيها ويعد كتاب ( المجمل في اللغة ) لابن فارس الذي كتبه سنة 446ه - 1054م من أقدم المخطوطات المؤرخة التي تمتلكها المكتبة .
موقع المكتبة
تقع المكتبة حالياً في مبنى المتحف الوطني العراقي في منطقة ( علاوي الحلة ) من جانب الكرخ في بغداد بالقرب من بناية البريد المركزي العراقي وهي بناية حديثة وأنيقة مكونة من أقسام متعددة تبعاً لتقسيمات المتحف الوطني حيث تشغل المكتبة بناية واسعة من بنايات المتحف الوطني العراقي .
تطور المخطوطات في المكتبة
تواردت المخطوطات إلى المكتبة منذ عام 1359ه - 1940م ،وكان أول كتاب اقتني وسجل في سجل المخطوطات هو كتاب ( معجم البلدان ) لياقوت الحموي ،وأضيفت بعده مجموعة مخطوطات المرحوم رشيد عالي الكيلاني رئيس وزراء الحكومة العراقية في العهد الملكي .
وأخذت هذه المخطوطات تتزايد أعدادها عن طريق الشراء والإهداء ومن أكبر المجموعات التي دخلت المكتبة تلك التي أهديت من الأباء الكرمليين في بغداد والتي تعرف اليوم بمخطوطات الأب أنستاس ماري الكرملي والتي سجلت في المكتبة سنة 1373ه -1953م والبالغ عددها ( 435 ) مخطوطاً .(1/361)
وقد أصدر الأستاذ كوركيس عواد مدير مكتبة المتحف الوطني العراقي السابق فهارس عديدة لها نشرة في مجلة سومر التي كانت تصدرها مديرية الآثار العامة ببغداد ، تناول فيها المخطوطات الطبية والأدبية والتاريخية .
وقد قام الأستاذ أسامة ناصر النقشبندي بإعداد فهرست للمخطوطات اللغوية
( النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي والمعاجم وفقه اللغة ) وبلغ عدد تلك المخطوطات أكثر من ( 503 ) مخطوطات .
مثال/
شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ
كلاهما لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي المتوفي سنة 672ه - 1273م ،
قال المؤلف في هذا الشرح : ( هذه تنبيهات مختصرة يستعان بها على فهم ما تضمنته مقدمتي الموسومة بعمدة الحافظ وعدة اللافظ ) .
كتبه بقلم معتاد محمد هاشم الموسوي 1250ه - 1834م ،
الرقم 537 ،
القياس 21 × 15 ،
ص 188 ،
س23 .
مكتبة المتحف الوطني العراقي وتأريخ سقوط بغداد في 9/4/2003م
تعرض المتحف الوطني العراقي في يوم سقوط بغداد في يد القوات الأمريكية وحلفائها إلى هجوم همجي استهدف جميع القطع الأثرية النادرة التي لا تقدر بثمن والتي يعود تأريخ بعضها إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد ، فنهبت تلك الآثار بمساعدة من القوات الغازية وقد شوهدت جماعات مختلفة تقتحم مبنى المتحف الوطني العراقي بعضهم عراقيون مدفوعون من جهات عميلة وبعضهم يهود إسرائيليون وبعضهم أمريكان جاءوا بملابس عسكرية تارة وتارة بملابس الصحفيين والمراسلين ، فنهبوا وسرقوا وأحرقوا ثم بعد ذلك وضعوا قوات أمريكية مدرعة بالدبابات بحجة حماية المتحف الوطني من السرقة بعد أن سرقوه .
وأخيراً فتحت أبواب المتحف للعاملين فيه حيث أكد لنا السيد ( دوني ) مدير المتحف الوطني العراقي نجاة أكثر تلك المخطوطات الموجودة في المكتبة من السرقة إلا أنه لم يطلعنا على شيء منها لدواعٍ أمنية .
دار صدام للمخطوطات(1/362)
دار صدام للمخطوطات من أكبر دور المخطوطات في القطر العراقي وأكثرها كماً وأقدمها تصنيفاً وأجودها نوعية فهي مقارنة بغيرها من الدور والمكتبات الأهم على الإطلاق حيث يربوا عدد المخطوطات في المكتبة على 60,000 مخطوطة في شتى العلوم والمعارف والفنون والآداب .
وتعتبر دار صدام للمخطوطات حديثة نسبياً إذ يعود تأريخ تأسيسها إلى عام 1989م ، حيث أوعزت الحكومة العراقية السابقة إلى الوزارات كافة بتبني فكرة إنشاء دار للمخطوطات يراعى فيها أن تكون أكبر دار للمخطوطات في القطر العراقي ، فاختير لها مكان حرصت الحكومة فيه على أن يكون الموقع مميزاً فاختير لها دار السيد توفيق السويدي رئيس الوزراء العراقي السابق ( العهد الملكي ) مع دارين كبيرين أخريين مجاورة لدار توفيق السويدي في منطقة شارع حيفا الجهة القريبة من مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية ( جانب الكرخ من بغداد ) ، ثم استقدم لخدمة الدار كادر كبير ومتخصص منهم الأستاذ الدكتور أسامة النقشبندي وغيره .
وشرع العاملون في الدار في توفير المستلزمات وتهيئة الوسائل اللازمة لحفظ المخطوطات وحمايتها من عوامل التآكل والتلف ومن بعد ذلك جرت عملية تحويل جميع تلك المخطوطات إلى مخزن مهيأة فيه جميع العوامل اللازمة لذلك .
وراعى المختصون في الدار على إنشاء غرفة خاصة بتصوير المخطوطات وتحميض الأفلام وأرشفة ذلك كله في قسم الأرشيف .
وقد اتبع القائمون على خدمة هذه الدار كل الوسائل الكفيلة لأن تطور الدار وتضمن لها الريادة على غيرها .
دار صدام للمخطوطات وأحداث العدوان الأمريكي
في 9/4/2003 م وما بعدها(1/363)
تعرضت دار صدام للمخطوطات بعد زوال حكومة البعث و احتلال بغداد من قبل القوات الأمريكية الغاشمة إلى أعمال السلب والنهب والحرق والإتلاف من أطراف متعددة وتم إتلاف أحد الدور الثلاثة ، وقام العاملون في الدار على حماية الدارين الباقيين ، وقد نشرت جريدة الساعة العراقية في عددها المرقم ( 19 ) الصادرة بتأريخ 5 / جمادى الأولى / 1424ه الموافق 5 / تموز / 2003 م تقريراً بعنوان ( نهب 60000 مخطوطة نادرة تحت سمع ونظر الأمريكان ) وتحدثت عن سرقت ونهب جميع المخطوطات في دار صدام .
وقد آثرنا التحقق من ذلك الخبر وتمحيصه ، فتبين لنا بعد التحقيق والتقصي والتقاء السادة العاملين في دار صدام للمخطوطات أن الخبر غير دقيق ، وأن العاملين في الدار جزاهم الله خيراً قد قاموا بحماية مخطوطات الدار جميعها ونقلوها إلى مكان أمين لم يطلع عليه أحد لأسباب أمنية تتعلق بحماية التراث العراقي من السلب والنهب وأن الدار بالرغم من ما كابدته من عناء الحماية والمقاومة وأخطار التعرض للقتل والاعتقال على يد القوات الأمريكية التي تدعي حماية الآثار العراقية ظاهراً وتقوم بسرقتها ونقلها إلى جهات مجهولة لاحقاً .
وقد التقينا بالسيد الفاضل عبد الله حامد أقدم العاملين في دار صدام للمخطوطات وأجرينا معه حواراً استطعنا أن نخرج به بنتيجة هي أن المخطوطات سليمة وأنها جميعاً بأمان وأن المخطوطات ستعود إلى مكانها الطبيعي .
وتناول السيد عبد الله حامد دور العاملين في الدار وجهودهم ودعا كل من يهمه أمر التراث العربي الإسلامي إلى التحرك الجدي لدرء خطر تعرض الآثار والمخطوطات إلى السرقة والنهب وأن ما تقوم به القوات الأمريكية من ادعاء حماية الدار هو شيء باطل
مكتبة المجمع العلمي العراقي
مكتبة المجمع العلمي العراقي مكتبة مهمة تحتوي على العديد من النسخ الخطية في مختلف العلوم والآداب .(1/364)
تقع مكتبة المجمع العلمي العراقي في منطقة الوزيرية من جانب الرصافة في بغداد بالقرب من جامعة بغداد وتستمد ما فيها من كتب ومخطوطات من التراث الثر الذي يمدها به العلماء المنتمون إلى المجمع العلمي العراقي بما يملكونه من كتب ومخطوطات أفنوا أعمارهم في محاولة جمعها وتملكها و كانوا يوصون بها ورثتهم أن يجعلوها وقفاً على مكتبة المجمع العلمي العراقي .
إن محتويات مكتبة المجمع العلمي العراقي تتألف من مخطوطات قيمة ونادرة وعدد كبير من المخطوطات المصورة التي قامت بتصويرها لجنة خاصة جعلت أولى اهتماماتها تصوير كل ما هو نادر وفريد في فنه فكان أن تجمع عدد كبير لم نستطع إجمال عدده لتعرض المكتبة للهجوم من قبل عناصر تنتمي إلى جهات متعددة استغلت الأوضاع المأساوية التي تعرض إليها الشعب العراقي أبان الغزو الأمريكي الإسرائيلي على العراق فقاموا بأعمال التدمير والسرقة والسلب والنهب .
وقد استطعنا أن نلتقي بالسيد جليل وهاب وهو أحد العاملين في المجمع فقدم لنا رواية مفصلة تطرق فيها إلى العدوان الذي لحق ببناية المجمع العلمي العراقي قائلاً :
(( في يوم الأربعاء والخميس والجمعة الموافقة للأيام 9و10و11 نيسان 2003 م قام بعض الأوباش المعتدين بالدخول إلى المجمع العلمي العراقي بمساعدة دبابتين مصفحتين تحمل العلم الأمريكي وقاموا بكسر يافطة المجمع العلمي العراقي وكان من بين المهاجمين عددٌ من العرب وعندما اعترض الحراس المكلفين بحماية المبنى قال أحدهم بلهجة خليجية ( أنتم ما عليكم ) وقاموا بتكسير الأبواب والزجاج وقاموا بعد ذلك بفتح أبواب المجمع للسراق فقاموا بسرقة عدد كبير من الكتب والمخطوطات وقاموا بسرقة دار رئيس المجمع العلمي العراقي ، إلا أن مقاومة الحراس حالت دون سرقة ما تبقى من كتب ومخطوطات وحالوا
أيضاً دون حرق بناية المجمع العلمي والتي كان المهاجمون مزمعين على حرقه كحال بقية الدوائر والبنايات الحكومية )) .(1/365)
بعد هذا العرض المستفيض لمخطوطات العراق ، وبعد دراسة استقصائية تامة لمكتبات المخطوطات في العراق وزيارة هذه المكتبات واللقاء مع موظفيها الحاليين والقدامى ، واللقاء بالشخصيات المهمة المهتمة بهذا الجانب من التراث ، تبين وبأمور قاطعة أنه لم تحرق ولا مخطوطة أصلية - والحمد لله - ، وجميع مخطوطات المكتبات العراقية سليمة لم يصبها ضرر الحرب ، وما أحرق هو ثلاثون صندوقاً لمكتبة أوقاف بغداد وهي مصورات .
وأما ما أشيع في أول النكبة حول حرق جميع المخطوطات العراقية فهو إنما كان لمصلحة ؛ لأن أعداء التراث العراقي كانوا يقصدون حرق المخطوطات فإشاعة حرقها في وقتها سبيل الحفاظ عليها ، والحمد لله الذي حفظ لنا هذه الثروة العلمية التأريخية وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الدكتور ماهر ياسين الفحل
العراق الأنبار الرمادي
دار الحديث حرسها الله
---
عبدالرحمن الشهري
11-14-2005, 10:11 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور ماهر على هذا التقرير الوافي حول هذا الموضوع الهام ، وكثيراً ما تساءلت عن مصير هذه النفائس ، ولكنني كنت على ثقة بفطنة القائمين عليها ، وحرصهم الشديد على هذه الثروة التي لا تقدر بثمن ، وقد كانوا عند حسن الظن ولله الحمد.
وأما ما صنعه الغزاة والعملاء فلا غرابة في ذلك ، فمقاصدهم معروفة ، وحرصهم على طمس حضارتنا ، وتدمير تراثنا ليس له حدود ، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
حفظكم الله يا دكتور ماهر ، وحفظ عراق الإسلام وأهله المؤمنين بحفظه ورعايته.
---
ابن الجزيرة
11-14-2005, 10:13 PM
جزاك الله خير الجزاء على هذا الجهد الضخم , وجعله في ميزان حسناتك , وكثر الله من أمثالك شيخنا الكريم .
---
جمال أبو حسان
11-15-2005, 09:47 AM(1/366)
اكتب بحثا احتاج فيه الى ترجمة لكاتب قصة الحضارة المدعو (ول ديورانت) فاين اجد له ترجمة في المصادر العربيةارجو من الاخوة الادلاء بدلائهم عونا لاخيهم الفقير الى الله تعالى وفق الله الجميع
---
الباجي
11-15-2005, 04:14 PM
جزى الله الدكتور ماهر كل خير ... وحفظ الله على الأمة ما بقى من إرث الأجداد ...والله إن فرحي بحفظ هذا التراث لأكثر مما يتصوره البعض ... ويعلم الله مقدار المرارة التي عانيتها جراء ما وصل إلى سمعي من أخبار أولية ... فبارك الله في الشيخ ماهر ... ووفق الله العاملين المخلصين على حفظ تراث الأباء والأجداد ..
ولا تنسى شيخي الفاضل ماهر - ومثلك الفهيم الفطن - أن الأزمة لم تنته بعد ....!!
---
الباجي
11-15-2005, 06:16 PM
اكتب بحثا احتاج فيه الى ترجمة لكاتب قصة الحضارة المدعو (ول ديورانت) فاين اجد له ترجمة في المصادر العربيةارجو من الاخوة الادلاء بدلائهم عونا لاخيهم الفقير الى الله تعالى وفق الله الجميع
في مقدمة إحدى الترجمات لكتابه ترجمة له.
ويوجد في النت ... موقع باسمه فيه أشياء كثيرة عن حياته ... ولكن باللغة الإنجليزية كما أخبرني أحد الأفاضل.
---
ماهر الفحل
11-15-2005, 09:37 PM
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ، أشكرك كثيراً على كلامك الطيب ، وأسأل الله أن ينفع بعلمك ، وأود أن أعلمك أن أخي وحبيبي الشيخ العلامة الدكتور عامر مهدي صالح العلواني يقرئك السلام ، أسأل الله أن يحسن عاقبتنا جميعاً في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
أخي ابن الجزيرة ، وجزاك الله خير الجزاء، و أسأل الله أن يحسن عاقبتنا جميعاً في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
أخي الدكتور جمال أسأل الله أن ييسر لك من يعينك على مرادك ، وأسأله تعالى أن يحفظ بلدنا وبلدكم وسائر بلاد المسلمين من كل سوء .
أخي الكريم الباجي ، أسأل الله تعالى أن يجعل جميع أوقاتك أفراحاً .(1/367)
وبخصوص الأزمة ، فهي حقاً لم تنتهِ ، ولذا وأنا في مقامي هذا ومن خلال هذا الملتقى المبارك ادعو جميع المؤسسات العلمية ووزارات الأوقاف الإسلامية بالعمل على تصوير هذه المخطوطات عن طريق التصوير الرقمي الذي لا يأخذ جهداً ووقتاً كبيراً حفاظاً على تراث الأمة المجيدة ؛ فحفظ العلم من حفظ الدين ، وهذا الواجب قد يتعين على بعض من لهم القدرة على ذلك .
وفي حجتي لعام 1424 حاولت لقاء معالي الدكتور عبد الله التركي - حفظه الله - من أجل أن يعمل على هذا الموضوع ، - والدكتور عبد الله له أياد بيضاء مشهودة في خدمة العلم - لكني لم أتمكن لانشغالي في خدمة الحجاج .
آمل أن يهيء الله من ينبري لهذا الشأن فيقوم بتصوير المخطوطات العراقية المهمة ثم حفظها في بلد آخر حفاظاً على هذه الثروة العظيمة .
والسلام عليكم
د . ماهر ياسين الفحل
شيخ دار الحديث ، وعضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار - العراق
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2005, 01:17 AM
بارك الله فيك يا دكتور ماهر ووفقك لكل خير. وأما أخي الدكتور عامر وفقه الله الذي يكتب معنا باسم(د.أبو عائشة) فأبلغه سلامي وتحياتي ، وقد افتقدنا مشاركاته العلمية المتميزة فليته يعود وفقه الله.
---
ماهر الفحل
11-17-2005, 08:49 PM
وبارك الله فيك أنت أيضاً ، وسيصل سلامك إن شاء الله ، على أنه كان خلف القضبان لشهور ، والحمد لله على سلامته ، ولعله يكتب من جديد لهذا الملتقى المبارك
---
(1/368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لفتةٌ علميةٌ منهجيةٌ تربويةٌ من سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
---
لفتةٌ علميةٌ منهجيةٌ تربويةٌ من سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
---
المسيطير
08-31-2006, 12:05 AM
الإخوة الأفاضل /
أستأذنكم في طرح بعض اللفتات العلمية والتربوية والمنهجية من كلمات وتعليقات
سماحة الإمام
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى
وهي حريةٌ بالتأمل ، والتأمل ، والتأمل
أسأل الله تعالى أن يغفرللشيخ ابن باز ، وأن يعلي درجته ، وأن يصلح ذريته ، وأن يوفق تلاميذه وطلابه لإخراج ما عندهم عنه ........
وأن يجمعنا وإياه ووالدينا ومشايخنا في الفردوس الأعلى .
---
قال سماحة الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى عند شرحه لكتاب الجامع من بلوغ المرام عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه :" لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام .... الحديث" ، رواه مسلم .
قال : إنه لا يجوز أن يُبدأ اليهود والنصارى بالسلام لصريح هذا الحديث .
فقال السائل :
عفا الله عنك ، يقول الشارح : حُكي عن بعض الشافعية أنه يجوز ابتداءهم بالسلام ؟! .
فقال الشيخ رحمه الله تعالى (في قوله شئ من الحِدّة):
وإذا قالوا هم ! ، يُعتبر كلامهم مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم !!؟؟
ثم قال (متأسفا): لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم اهدنا فيمن هديت .
فقال السائل :
هل لهم دليل في هذا ؟.
فقال رحمه الله تعالى :
غلط ، يمكن ما بلغتهم السّنة ، يمكن ما بلغتهم ، جهّال ، ما بلغتهم السّنة .
فقال السائل :
هذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ! .
فقال الشيخ رحمه الله تعالى :
حتى وإن قالها أبو بكر ، تعرف أبو بكر ؟! .
ثم قال رحمه الله :
فيه أحد يعدل النبي صلى الله عليه وسلم؟! ، أعوذ بالله .
---
المسيطير
08-31-2006, 12:09 AM(1/369)
قال الشيخُ عمرُ العيد حفظه الله سألتُ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى قبل مايقارب 18 سنة عن دورات المياه وبرادات المساجد ، وأن بعض الكفار يستفيدون منها ؟ .
فقال الشيخ رحمه الله : لا بأس .
فقال الشيخ عمر : لكن هم كفار ياشيخ ويسرفون في الماء ويضيعونه !
فقال الشيخ رحمه الله : لاتشدد لاتشدد .
يقول الشيخ عمر فما نسيت هذه الفائدة .
---
المسيطير
08-31-2006, 12:12 AM
أيضا من شرح سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لكتاب الجامع من بلوغ المرام كان هذا السؤال :
سماحة الشيخ : هل هذا الأسلوب خطا ؟.
قال الشيخ رحمه الله : ماهو ؟.
قال السائل :
أن يرى الرجل المنكر من جاره أو صاحبه في العمل ، فيريد أن يكسب مودته ، ثم ينصحه .
فقال رحمه الله تعالى :
لا ، ما يصلح ، ينكر عليه قبل ، متى ماسمع المنكر قال تعالى :" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " .
ثم قال رحمه الله تعالى :وإن مات قبل ذلك ؟!! أ.هـ
أي وإن مات قبل أن تنصح له .
---
المسيطير
08-31-2006, 05:03 PM
أيضا من شرح سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لكتاب الجامع من بلوغ المرام كان هذا السؤال :
سماحة الشيخ :
ما أحسن ترتيب في يوم القيامة بالنسبة لأحوال الناس ؟.
فقال رحمه الله تعالى :
إذا بعثك الله شفتها إن شاء الله ، إذا بعثك الله يوم القيامة عرفتها .
رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى .
---
(1/370)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ للتحميل
---
كتاب الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ للتحميل
---
مسك
11-02-2004, 01:45 PM
الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ
الكتاب عبارة عن فُصُولٌ فِي عِلْمِ مُصْطَلَحِ الْحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيْفِ وِفقَ الْمَنْهَجِ الْمُقَرَّرِ لِطَلَبَةِ السَّنةِ الدِّراسِيَّةِ الثَّانِيَةِ فِي الْجَامِعَةِ الإسْلاَمِيَةِ بِمَدِيْنَةِ صَادِقْ آبَاد بَاكِسْتَان .
جَمَعْهَا المؤلف مِنْ كُتُبِ أَئِمَّةِ الْحَدِيْثِ اكْتِفَاءً بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الطَّالِبُ فِي الْمَرْحَلَةِ الابْتِدَائِيَّةِ الْمَذْكُورَةِ مِنْ مُهِمَّاتِ مُصْطَلَحَاتِ هذَا الْعَلْمِ الشَّريفِ ، بِأُسْلُوبٍ سَهْلٍ وَاضِحٍ ، وَعِبَارَاتٍ مُخْتَصََرةٍ كَافِيَةٍ ، فِي رِسَالَةٍ سَمَّاها « الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ »
تأليف العبد الفقير إلى الله العلي
حافظ ثناء الله الزاهدي
24/5/1423ها صادق آباد
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?postid=196024#post196024)
---
(1/371)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يصح اطلاق لفظ نبوءات على الاخبار المستقبلية في القرآن ؟
---
هل يصح اطلاق لفظ نبوءات على الاخبار المستقبلية في القرآن ؟
---
يوسف خالد
04-20-2006, 05:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
هل يرى الاخوة أي مانع من تسمية الاخبار المستقبلية التي جاءت في القرآن كالاخبار عن هزيمة الروم مثلا أو غيرها من اخبار ووعود مستقبلية .. بالنبوءات ؟
ولكم الشكر
---
(1/372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب تقييم موقع (دار القرآن) ، وحديث عن ترجمة معاني القرآن
---
طلب تقييم موقع (دار القرآن) ، وحديث عن ترجمة معاني القرآن
---
عبدالرحمن الشهري
05-10-2003, 03:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام وفقهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد وصلتني إلى بريد الملتقى رسالة من أحد المواقع الإسلامية المشهورة على الانترنت تطلب من أعضاء ملتقى أهل التفسير تقييم موقع (دار القرآن) من حيث قيمة التراجم التي احتواها .
http://www.quranhome.com
أرجو ممن يستطيع فعل ذلك أن يساعد في هذا العمل ، جزاكم الله خيراً. علماً أنه يحتوي على 28 ترجمة للقرآن الكريم.
وفقكم الله
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2003, 02:47 PM
كتبت هذا الموضوع منذ ما يزيد على أسبوعين أو أكثر ، ولم يشارك أحد ، وأنا أقدر سبب ذلك.
- أما التفسير باللغة العربية فهو تفسير العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله.
- وأما التفسير باللغة الانجليزية فهي الترجمة التي اعتمدها مجمع الملك فهد في المدينة النبوية.
- والترجمة الفرنسية والألمانية كنت أتوقع أن يشارك أحد الإخوان من أهل المغرب ومن غيرهم ، وأنا أعرف منهم الأخ أمين نور شريف ، والأخ عمار العراقي وغيرهما من أهل مونستر بألمانيا ، الذين يجيدون هاتين اللغتين ، وهم من أعضاء ملتقى أهل التفسير!! وربما تكون التي اعتمدها المجمع كذلك وخاصة الفرنسية.
ولكن بقية اللغات ربما لا يحسنها أحد من الأعضاء أو الزوار للملتقى.(1/373)
وهذه مشكلة كبيرة لا زالت تعاني من الإهمال التام في الأقسام العلمية للقرآن الكريم وعلومه في الكليات الإسلامية بصفة عامة. والسبب في ذلك عدم التنبه لأهمية ابتعاث المتخصصين في الدراسات القرآنية بعد إتقانهم لتخصصهم لدراسة اللغات الأخرى للمشاركة في الترجمات المعتمدة التي يطمئن إليها المسلمون في أنحاء الأرض ، سواء كانت هذه الترجمات لتفسير القرآن الكريم ، أو لغيره من الكتب والرسائل.
فقل أن تجد متخصصاً في التفسير يتقن لغة أجنبية واحدة لهذا الهدف النبيل وهو خدمة هذا التخصص وتقريبه لأهل لغة من اللغات الحية التي لا يزال المسلمون الذين يتحدثون تلك اللغة يعانون معاناة شديدة في معرفتهم للإسلام كما ينبغي أن يكون.
وأغلب الذين قاموا بالترجمات المتداولة من غير أهل التخصصات الشريعة القوية التي تطمئن معها للترجمات. وبدل أن ينشط المسلمون لحل المشكلة من أصلها ، نشطوا في انتقاد الترجمات المنتشرة ، والكثير من الانتقادات التي وجهت إلى ترجمات تفسير القرآن الكريم ، انتقادات مبنية على ترجمات الآخرين من غير المتخصصين ، فلم يكن الباحث بنفسه هو الذي قام بالترجمة.
وأسجل هنا استثناء ما قام به الدكتور نجدة رمضان وفقه الله في كتابه (ترجمة القرآن الكريم وأثرها في معانيه) مع دراسة تحليلية لثماني ترجمات متداولة بست لغات هي الانجليزية والفرنسية والروسية والألمانية والتركية والشركسية. وهو وفقه الله يجيد هذه اللغات وخاصة الألمانية والفرنسية والانجليزية والروسية والشركسية.
وقد أجاد الدكتور نجدة في بحثه هذا إجادة طيبة ، لاعتماده في دراساته على لغته هو كباحث.(1/374)
وإنني لأسطر عجبي أيها الإخوة الكرام من رجل واحد أتقن لغات حية عديدة ، وكتب بها العديد من المؤلفات ، وترجم منها وإليها العديد من الكتب. وهو شخص واحد هو الدكتور عبدالرحمن بدوي المصري الذي توفي قريباً جداً. له أكثر من 120 كتاباً بلغات مختلفة، ولا أريد أن يخبرني أحد بأنه صاحب مذهب وجودي أو غير ذلك ، والذي يهمنا في سيرته هو هذه الهمة العالية. وأقول ألا يوجد بين أهل التفسير من يتصدى لهذا الأمر؟! أرجو ذلك.
ومن مؤلفات الدكتور عبدالرحمن بدوي كتاب بعنوان (دراسات المستشرقين حول صحة الشعر الجاهلي) ترجمها عن الألمانية والانجليزية والفرنسية الدكتور عبدالرحمن بدوي !!
وهناك رجل آخر هو الدكتور حسين مجيب المصري يجيد عشر لغات إجادة طيبة ويكتب بها ، ولعلكم تعرفونه!! همم عالية ، وإنما نبكي على هزال هممنا والله المستعان.
وهذا باب له صلة بدراسات المستشرقين حول القرآن الكريم وترجماته وترجمات معانيه ، وما أكثر اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن وعلومه ، بل إنهم ما كتبوا في مثل هذا الموضوع من موضوعات الشرق ، ودراسة أعمال هؤلاء لا تغني فيها الترجمة.
وانظر إذا أردت أن تفرق بين من يبحث بناء على الكتب المترجمة ، ومن يبحث بناء على قراءاته الخاصة باللغات الأصلية ، فانظر إلى ما يكتبه الدكتور عبدالوهاب المسيري وفقه الله ، وما يكتبه غيره عن العلمانية والصهيونية وغيرها من الموضوعات التي كتب فيها وفقه الله. تجد مصداق ما أقول.
وفقكم الله جميعاً. وجعلنا الله من أهل القرآن وخدمته.
---
(1/375)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حوار عن القارئ عبد الباسط عبد الصمد - رحمه الله -
---
حوار عن القارئ عبد الباسط عبد الصمد - رحمه الله -
---
الراية
01-17-2004, 09:59 PM
ن منا لاا يعرف صوته ولا يعرف قدره ....ملأ ربوع الأرض قرآنا بصوته الصافي النقي ...
هو من مواليد مدينة أرمنت محافظة "قنا" في أول يناير عام1927 م، ترتيبه الثالث بين أخوته، فأخوه الأكبر محمود عبد الصمد مفتش ثانوي سابق ويعتبر أول من تعلم بالأزهر بمحافظة "قنا"، يليه عبد الحميد عبد الصمد ناظر ثانوي أزهري بالمعاش ثم الشيخ عبد الباسط ثم أخيهم الأصغر عبد الله عبد الصمد .
ألحقه أبوه بكتاب البلدة مع إخوته عام 1943 م إلا أن عبد الباسط تميز عن إخوته في حفظه للقرآن وحسن تلاوته له رغم إلتحاقه بالكتاب في السابعة من عمره إلا أنه أتم حفظه قبل بلوغ العاشرة، و لأن والده كان من علماء الدين بمحافظة "قنا" فقد عزم على الاهتمام به لما رأى فيه من حسن الأداء وجمال الصوت ليكون من أهل القرآن وذلك بخلاف إخوته الذين لم يكونوا مثله ولم يتمتعوا بموهبته فاكتفى بإتمامهم
حفظ القرآن ثم وجههم إلى التعليم الأزهري ...وتفرغ الأب لابنه عبد الباسط فأولاه اهتماما خاصا حيث ألحقه بالمعهد الديني بمدينة "أرمنت" فتعلم القراءات وعلوم القرآن ونال اهتمام شيخه العالم الأزهري محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه ليقرأ في السهرات والحفلات حتى أصبح الصبي عبد الباسط مشهورا في نجوع وقرى محافظات الوجه القبلي ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة بعد.
كان هذا الحوار مع ابنه هشام.......
الأستاذ هشام عبد الباسط ..ما أول أجر حصل عليه الشيخ عبد الباسط ؟(1/376)
** كان رحمة الله عليه يقول أنه تقاضى ثلاثة جنيهات في أول حفلة قرأ فيها وكان عمره أربعة عشر عاما ويعد هذا المبلغ كبيرا في ذلك الوقت الذي نال فيه شهرة واسعة رغم صغر سنه فكان يجوب محافظة أسوان والأقصر بدعوات خاصة من كبار العائلات حتى أواخر عام 1950 م.
في عام 1951 م عرض عليه الشيخ الضباع أن يتقدم للإذاعة لاعتماده بها قارئا ...فرفض ...لماذا ؟
** كان الشيخ الضباع عضوا بلجنة تقييم الأصوات واختبار القراء بالإذاعة وكان قد حضر الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب وبعد أن استمع إلى صوت الشيخ عبد الباسط في تلك الليلة طلب منه أن يتقدم لامتحان الإذاعة قائلا له :
هل تحب أن تقرأ بالأذاعة ؟
فاندهش الشيخ عبد الباسط قائلا : مرة واحدة كده
فقال : نعم ..
فرد الشيخ عبد الباسط : لا أحب أن أقرأ بالإذاعة فأنا مشهور في الوجه القبلي وأحب أن أظل قارئا بالوجه القبلي فقط ...
فقال الشيخ الضباع له : إن قراءتك بالإذاعة ستفتح لك مجالا أوسع وأرحب في مصر كلها وليس الوجه القبلي فقط بل والعالم العربي كذلك فاقتنع الشيخ عبد الباسط وذهب إلى مبنى الإذاعة بعد أن اتفق مع الشيخ الضباع على ميعاد اللقاء بالإذاعة ..ودون أن يعلم الشيخ عبد الباسط كان الشيخ الضباع قد سجل له شريط كاسيت عندما قرأ القرآن بمسجد السيدة زينب فتم عرض هذا الشريط على اللجنة فأجازته دون أن يعقد له امتحان وتم اعتماده بالإذاعة في ذلك العام.
تزوج الشيخ عبد الباسط في سن مبكرة وقبل اعتماده قارئا بالإذاعة فهل استقر بالقاهرة وترك زوجته وأهله بمدينة "أرمنت" أم ماذا ؟(1/377)
** كان مترددا بين إقامته بالقاهرة والاستقرار بها وإقامته بالوجه القبلي فاستخار الله تعالى فكان له ما أراد حيث الاستقرار بالقاهرة فعاد إلى مدينة "أرمنت" وأصطحب زوجته وبنتيه إلى القاهرة ونزل بهم جميعا على لوكاندة الشرق بحي السيدة زينب ومكث فيها فترة قصيرة حتى تمكن من تأسيس مسكنا بحي السيدة زينب أيضا وكان ذلك عام 1952 م. بعد اعتماده بالإذاعة المصرية تم تعيينه بمسجد الإمام الشافعي حتى عام 1981 م ثم نقل إلى مسجد الإمام الحسين وأحيا العديد من الحفلات القرآنية بمساجد القاهرة والسيدة زينب والسلطان أبو العلا ومسجد الرفاعي رضى الله عنهم جميعا.
عندما سافر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى باريس خلع عمامته وجبته وارتدى بدلة قام بشرائها من أشهر محلات باريس ..ما تعليقك على هذا الأمر ؟
** هذه حقيقة وقد روى لنا هذه القصة بنفسه فقد سافر إلى فرنسا عام 1952 م لإحياء ليالي رمضان بالمركز الإسلامي هناك وذات يوم وبعد تناوله طعام إفطاره أراد أن يخرج إلى الشارع ليتنزه بعض الوقت فخرج مرتديا زيه التقليدي واثناء سيره بالشارع لاحظ أن الناس ينظرون إليه ويشيرون إلى ملابسه وإلى عمامته فاحس أن هذا الأمر يلفت الأنظار إليه فذهب إلى صديق كان يقيم معه بالفندق وعرض عليه الأمر وطلب منه أن يصطحبه لشراء بدلة يرتديها بدلا من العمامة والجبة وبالفعل قاما بشراء تلك البدلة التي كان الشيخ عبد الباسط يلبسها كلما أراد أن ينزل إلى الشارع متخليا عن جبته وعمامته في تلك الظروف فقط.
ولماذا لم يرتد البدلة في مصر ؟
** لقد سألناه هذا السؤال فقال أشعر أنها تقيد جسمي وحركتي وقد تعود على ارتداء الجلباب.
أراد الشيخ عبد الباسط أن يتعلم اللغة الإنجليزية فتعاقد مع أحد معاهد اللغات ولكنه لم يحضر سوى أربعة حصص فقط ...فما السبب وراء رغبته في تعلم اللغة الإنجليزية؟
ولماذا لم يستمر في تعلمها ؟(1/378)
** بعد أن عاد من أحد أسفاره إلى أوروبا قال لنا : أريد أن أتعلم اللغة الإنجليزية
سألناه : ولماذا ؟
قال : إنني أسافر كثيرا إلى الدول الأوروبية وأتعرض إلى مواقف كثيرة أشعر معها بضرورة تجاوبي مع شعوب تلك الدول، وبالفعل التحق بأحد معاهد تعليم اللغات ودفع مبلغ يعادل قيمة أجر ثلاثين حصة مقدما واتفق مع المسئولين بالمعهد بأن يتم التدريس له بمفرده فوافقوا ولكنه لم يحضر سوى ثلاثة أو أربعة حصص فقط لكثرة ارتباطه وأسفاره المتعددة خارج مصر ولفترات طويلة قد تصل إلى شهور في بعض الأحيان يغيب فيها فأثر ذلك على انتظامه بالدراسة ومتابعة الدارسين فانقطع عن استكمال هذا المشوار.
عرض عليه الملك محمد الخامس ملك المغرب أن يترك القاهرة ومصر كلها ويقيم معه بالمغرب إقامة كاملة لكنه رفض ..كيف كان العرض ولماذا كان الرفض ؟
** كانت تربطه بالملك محمد الخامس علاقة و صداقة قوية وكان يتصل به عن طريق التليفون ويحدد له موعد حضوره للقاهرة ليستمع إلى تلاوة القرآن بصوته وكانا يلتقيان بمسجد السيدة نفيسة فيصليان الفجر سويا ثم يمكثان بعد الصلاة بالمسجد ويقرأ الشيخ عبد الباسط ما تيسر من القرآن حتى تطلع الشمس ...وفي آخر زيارة للملك محمد الخامس بالقاهرة عرض على الشيخ عبد الباسط أن يترك القاهرة ويذهب معه إلى دولة المغرب ليستقر هناك وسوف يغدق عليه بالمال الكثير فاعتذر له الشيخ قائلا : أعدك أن آت إليك بالمغرب على سبيل الزيارة كلما سنحت لي الظروف بذلك لأن إقامتي بالمغرب ليست بالأمر الهين علي فهذه مصر بلدي وأهلها أهلي الذين نشأت بينهم ولا أستطيع أن أفارقهم وعلى الرغم من كثرة أسفاري وتغيبي عن مصر إلا أن إحساسي بالعودة إليها آت لا محالة يهون علي مشقة السفر ووحشة الأهل وبعد المسافات فاستقبل الملك محمد الخامس هذا الرفض المهذب ببشاشة وجه وحب عظيم وتقدير للشيخ عبد الباسط لأصالة انتمائه وعرفانا بجميلها عليه .(1/379)
ما هي الشخصية التي تأثر بها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ؟
** شخصيتان ...الأولى هي شخصية الشيخ محمد رفعت والذي كان يقول عنه إنه كان يمشي مسافات طويلة جدا قد تصل إلى خمسة كيلومترات ليستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند أحد أثرياء البلدة فتأثر بصوته جدا وخاصة في تلك الفترة التي كان يتأهب فيها ليكون قارئا ويحلم بأن ينال شهرة الشيخ محمد رفعت ...
أما الشخصية الثانية شخصية الشيخ "مصطفى إسماعيل" قارئ القصر الملكي وكان الشيخ عبد الباسط يثني على أخلاقه كثيرا وانه قارئ له مدرسته وصوته المميز ولونه الخاص وكان يحب الاستماع إليه كثيرا وقد ربطتهما صداقة متينة وقد كان تأثره بهما تأثر المحب لصوتيهما وأسلوبهما وليس مقلدا لهما فلكل منهما أسلوبه ومنهجه وأدائه الذي يختلف عن الآخر.
ماذا عن الطعام الذي كان يفضله الشيخ عبد الباسط ؟
** كان قنوعا بأكل أي نوع من أنواع الطعام غير انه كان يحب اللحوم جدا.
هل كان يشرب مشروبا معينا قبل ذهابه للقراءة في أي سهرة ؟
** فقط يشرب فنجانا من القهوة قبل التلاوة مباشرة و لا شيء سوى ذلك.
وما هو مشروبه المفضل في فصل الصيف؟
**لا يشرب أي مشروب في فصل الصيف حتى أنه كان يطلب عدم تقديم الماء المثلج له و أن يكون من الحنفية مباشرة ويقول أن تلك المشروبات تؤثر على الحبال الصوتية.
كان الشيخ عبد الباسط مولعاً بالانتقال من بيت إلى آخر ومن فيلا إلى أخرى...
فما الدافع وراء هذا التغيير؟(1/380)
** بعد أن كان قد أستقر بشقته بحي السيدة زينب مع بداية نزوحه إلى القاهرة استأجر شقة أخرى بحي "جاردن سيتي" بجوار السفارة الأمريكية ثم تركها وأستأجر شقة ثالثة بحي منيل الروضة ثم قام بشراء فيلا بحي العجوزة وظل بها فترة حتى عام 1980م تركها بعد ذلك وانتقل إلى البيت الذي نقيم به حالياً بحي المهندسين ولم يكن وراء ذلك التغيير أي سبب أو دافع غير أنه كان يبحث عن الأفضل والأحسن من وجهه نظره.
هل أحترف أحد أبناءه مهنة قراءة القرآن في السهرات مثله؟
** الحمد لله فنحن جميعاً كأبنائه نحفظ القرآن ونتابع حفظه مع محفظ يأتي إلينا في البيت... فأنا وأخي طارق وهو ضابط شرطة نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة بمسجد محمود بالمهندسين كذلك نقرأ قرآن الفجر في نفس المسجد في شهر رمضان والحمد لله صوتنا لا بأس به ويستحسنه الناس ولكن لم يحترف أحدنا مهنة القراءة في السهرات.
كم كانت عدد ساعات نومه؟
** كان يبدأ نومه بعد منتصف الليل بقليل وإن كان نومه متقطعاً ويظل كذلك حتى صلاة الفجر بعدها يبدأ النوم حتى الساعة التاسعة صباحأ وكانت تلك بمثابة الوجبة الأساسية في نومه فإن لم ينم بعد صلاة الفجر كعادته يظل طوال يومه مجهداً .. كذلك كان ينام لمدة ساعتين وقت القيلولة وكانت تلك المواعيد مقدسة وعلى ذلك يكون معدل نومه تسعة ساعات يومياً.
هل كانت له أراء معينة في الجيل الجديد من القراء؟
** الشيخ عبد الباسط لم ينقد أو ينتقد أحداً قط وكنا عندما نسأله عن رأيه في صوت أي قارئ جديد يقول لنا صوته جيد ولا بأس به ولا يزيد على ذلك.
ما هي البلاد التي زارها وسجل القرآن الكريم لها؟(1/381)
** سافر إلى السعودية عام 1951م لأداء فريضة الحج وقام ببعض التسجيلات لإذاعة المملكة ثم تتابعت بعد ذلك الزيارات للمملكة فسجل لها المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم وذلك بدعوة من وزارة الإعلام السعودية وقد دعته حكومة سوريا لأحياء شهر رمضان بالمسجد الأموي بدمشق والجامع الكبير بحلب وكذلك إحياء بعض الليالي الدينية بلبنان والجزائر والكويت وكل الدول العربية وكانت تلك الزيارات بعضها من قبل وزارة الأوقاف لأحياء ليالي شهر رمضان والبعض الأخر عن طريق الدعوات الشخصية .
وهل زيارته إلى جنوب أفريقيا كانت بدعوة شخصية أيضا؟
** سافر إلى جنوب أفريقيا مرتين ومكث فيها اكثر من شهرين قضاها مع مسلمي جنوب أفريقيا بدعوة من المركز الإسلامي في جوهانسبرج وقرأ القرآن في بريتوريا ودرين وليدي سميث وكابتون، كذلك قلم بزيارة باكستان أكثر من مرة، وكذلك الهند و إندونيسيا وبورما وماليزيا وجزر الملاديف وأوغندا والسنغال ونيجيريا.
وماذا عن زياراته المتعددة للولايات المتحدة الأمريكية؟
** كانت أول زيارة له للولايات المتحدة الأمريكية عام 1967م بدعوة من المركز الإسلامي بواشنطن زار خلالها أربعة عشر ولاية أمريكية قرأ فيها جميعها القرآن ثم قام بزيارتها مرة أخرى عام 1981م بدعوة من المركز الإسلامي بلوس أنجلس ثم زيارة أخرى عام1987م وفي نفس العام عندما دعي لافتتاح أول مدرسة إسلامية لتعليم القرآن الكريم بمدينة فرجينيا بواشنطن كما سافر إلى بعض الدول الأوربية حيث سافر إلى باريس وقرأ بالقسم الإسلامي بها وأيضاَ في أسبانيا ولندن وقام بتسجيل بعض التسجيلات للقسم العربي بالإذاعة البريطانية عام 1971م.
كيف بدأت قصته مع المرض؟(1/382)
** كان الشيخ رحمة الله عليه يعاني من كسل بالكبد طوال حياته ولكن ذلك لم يكن يمثل له شيئاً خطيراً بالنسبة له فكان يعالج بالأدوية إلا أنه أصيب بإلتهاب كبدي قبل وفاته بثلاث أسابيع تقريباً دخل على أثره مستشفى الدكتور إبراهيم بدران ومكث فيه أسبوعاً ساءت فيه صحته فنصحه طبيبه المعالج بضرورة سفره للخارج فسافر إلى لندن ومكث بإحدى مستشفياتها أسبوعاً آخر لم تتحسن صحته بعد فطلب من ابنه طارق الذي رافقه في هذه الرحلة أن يعود به إلى مصر لشعوره بعدم جدوى العلاج وبمجرد أن دخل بيته قال: الحمد لله , ولأنه كان يشعر بدنو أجله طلب أن يجلس معنا فأوصانا خيراً ببعضنا البعض وأوصى ابنه الأكبر بأن تكون صلاة الجنازة عليه بمسجد محمود بالمهندسين وأن يكون العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية بسور نادي الزمالك وقد وافته المنية عصر الأربعاء الموافق30\11\1988م عن عمر يناهز إحدى وستين عاماً.
ما هي الأوسمة التي حصل عليها؟
** من دولة سوريا كرمه الرئيس صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء السوري عام1956م ومنح وسام الاستحقاق ومن لبنان قلده الرئيس سامي الصلح وساماً وكذلك قلدته الحكومة السنغالية وساماَ , ومن ماليزيا منحه رئيس حكومة ماليزيا تنكو عبد الرحمن الوسام الذهبي في افتتاح المسجد الكبير بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وسط احتفال كبير شهده ربع مليون ماليزي عام 1956م ومن مصر حصل على شهادة تقدير من وزارة الأعلام المصرية بمناسبة عيدها الذهبي عام 1938م.
ماذا عن رحلاته مع أصحاب الفضيلة شيوخ الأزهر ووزراء الأوقاف؟(1/383)
** سافر مع الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق إلى أبو ظبي والشارقة وقطر والهند ومع الكتور عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر السابق إلى باكستان وماليزيا ومع الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الحالي إلى جزر المالديف ثم البحرين ثم في رحلة أخرى إلى نيجيريا ثم إلى جمهورية بنين ثم إلى الصومال ورافق الدكتور عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق إلى باكستان والهند لافتتاح بعض المؤتمرات الدينية بجامعة العلوم في ديوبن ومصاحباً للدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف الحالي إلى أورانج لافتتاح مؤتمر السيرة النبوية الرابع عشر.
ما هي التسجيلات القرآنية التي قام بتسجيلها للإذاعات العربية؟
** المصحف المرتل برواية حفص لإذاعة جمهورية مصر العربية، كما شارك بتسجيل المصحف المرتل برواية حفص أيضاً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكذلك للإذاعة السعودية والكويت والمصحف المرتل رواية ورش عن نافع لإذاعة المملكة المغربية, رحمه الله رحمة واسعة.
تنبيه
هناك بعض الاسئلة مع الاجوبة فيها بعض المخالفات لم اذكرها تقديراً واحتراماً للموقع
ومن اراد اللقاء كاملا
اضغط هنا (http://www.qquran.com/phpBB2/viewtopic.php?t=1762)
---
ابن الشجري
01-19-2004, 07:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم الراية أشكرك على حسن اختيارك وأدبك في النقل والاختيار
إذاماراية رفعت لمجد *** تلقاها عرابة باليمن(1/384)
ثانيا : هذا المقرئ رحمه الله رحمة واسعه له صوت من اندى الاصوات عز نظيره , فعذوبة الصوت وحسنه نعمة من أجل نعم الله . وأمره عجب كماقال العسكري رحمه الله ، فمنه مايقتل كصوت الصاعقه . ومنه مايسر ويبهج ، ومنه مايبكي ومنه مايزيل العقل ..وقد بكى ماشرحويه من قراءة أبي الجراح فقيل له كيف تبكي من كتاب لاتصدق به ؟ قال : إنما أبكاني الشجا .قال : وبه ينومون الصبيان , ويسقون الدواب ... الى أن قال :وذلك موجود في كلام العرب: قال حميد بن ثور :
وماهاج هذا الشوق إلاحمامة *** دعت ساق حزم حمام ترنما
عجبت لها أنا يكون غناؤها *** فصيحا ولم تفغربمنطقها فما
ولم أرمثلي شاقه صوت مثلها***ولاعربياشاقه صوت أعجما.
فللصوت أمر عجيب في النفس يلحظه كل ذي طبع سليم ، فاكثر من تراهم يبكون عند سماع كلام الله ليس إلا لعذوبة صوت القاري وحسنه ، ولست بهذا اذم هذا الصنيع ، فغالبا ماتوجد رقة في القلب بعد سكب العبرات ينشأ بعدها تدبر لكلام الله تعالى فبينها رابط وثيق
الى الله أشكو دمعة تتحير *** ولو قد حدى الحادي لظلت تحدر
وأذكر أني قرأت في سيرة سيد قطب رحمه الله عند سفره في البحر الى ديار الغرب وإقامته لصلاة الجمعه وتلاوة القرآن على ظهر السفينه وكان معهم في رحلتهم جماعة غيرمسلمة لاتحسن العربيه، الا أنهم مع ذلك وقفو مشدوهين عند سماع كلام الله تعالى حتى رقت قلوبهم واظهروا عجبهم من هذا الكلام .مع عدم فهممهم لمعناه.وكان من بينهم إمرأة فاضت عيناهابالدمع ، ولاغرو فهو كلام رب العالمين الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد .فهو معجز بلفظه ومعناه .(1/385)
بل ذكر لي احد الاخوه الدارسين للطب في بلاد العجم أنه كان يوما من الايام يقرا القرآن وشخص بوذي أعجمي يستمع له قال: فرأيته يصغي لي ثم لم يتمالك د موعه حتى انهارت على خديه . قال: فالتفت اليه سائلا عن ماجلب له البكا قال : من هذا الكلام الذي اسمع قال : فزدته وحبرته له تحبيرا حتى لم يتمالك الرجل نفسه .فسألته عن دينه ومعتقده وشرحت له الاسلام وبينت له أنه الدين الحق وأن هذا الكلام كلام الله خالق الارض والسماء الذي خلقه فأحسن خلقه وبدأخلق الانسان من طين ... قال : فوالله ماقمنامن مجلسنا الا وقد نطق بالشهادتين بفضل الله وكلامه الذي هو شفاء لمافي الصدور . وهذا إنما هو وجه من وجوه اعجازه فكلام الله لاكسائر الكلام .اللهم اجعلنا ممن تعلم القرآن وعلمه بحقه فقاده الى رضوانك وجنات النعيم , ولا تجعلنا ممن تعلمه أوعلمه رياءا وسمعة فزج في قفاه الى نار الجحيم .
فهذا المقرئ الذي ذكره الاخ الكريم ، ممن شهد بحسن صوته القاصي والداني فلا الله الا الله كم من عبرة سكبت عند سماع صوته بالقرآن ، ولك أن تتخيل لو كان من أئمة الحرم المكي او المدني .
ولقد أثرت اخي الكريم بهذا لموضوع جرحا دفينا ، اجاهد على أن اتناساه وأبتعد عن كل مايذكر به ، ذلك يوم أن كناصغارا نحمل الكتب الى الكتاب , ونحن نسمع صوت هذا المقرئ يملأ الافق في مذياع الاذاعة المدرسيه قبل أن يبدأ اليوم الدراسي ، يعلو مرة ويخفت اخرى لشدة السحب النازلة على الارض ، سقى الله تلك الايام أيام محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي ... لقد عرفتهم كلهم ولم ابلغ الحلم ، وكان سماع صوتهم كل يوم يخالط أنغام السحاب التي تلتصق بالارض في موسم الشتاء فتحجب الرؤية أحيانا.فكنا ندخل الفصل والروح طيبة بهذه التلاوة التي ابتدأنابها يوما دراسيا.فمابال الناس قد استبدلوا هذه العادة الحميده أمن عوزالمكبرات للأصوات ...؟(1/386)
إنها حبة واحدة من سلسلة من الذكريات إذا ما أثير واحدا منها تتابعت كلها (إنه الحنين الى الاوطان ) الذي تغنت به الشعراء وطاب لاجله حديث كثير من الادباء ، بل أشار اليه في كتابه رب الارض والسماء *حتى غدا بابا من التصنيف أولع به كثير ممن الكتاب كالجاحظ والمرزباني وغيرهما *
واشهد ماسعت في هذا بمثل قول ابن الرومي ذاكرا السبب الذي لاجله تعلق قلب كل مخلوق بوطنه
وحبب أوطان الرجال اليهم *** مآرب قضاها الشباب هنالك
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم *** عهوداجرت فيها فحنوا لذلك
يقول الصفدي ـرحمه الله ـ في شرح رسالة ابن زيدون. وقد كان السر في حب الاوطان غائبا عن ذهن كثير من الناس حتى انشد قول ابن الرومي
على كل حال رحم الله عبدالباسط وغفر له وليس بالمعصوم بل حاله حالنا ، كم نقترف ليل نهار والله يغفر ويستر .منا منه وكرم ،ولو تتبعنا زلل علمائنا لمابقي لنا الا القلة القليله ، فهذا أبوحنيفة والنووىوابن حزم وابن عقيل وابن الجوزي وابن حجر والسيوطي الى ابن عاشور وسيد قطب ـ رحمهم الله جميعا ـ مامنهم إلا وقد اخذ عليه فيما ما مثله لا يعذر عليه ، من شطط في باب الاسماء والصفات أو الإيمان ، وهم مع ذلك من جلة علماء الاسلام ونبلائه نحبهم ونجلهم وننهل من علمهم , ولاينقص من قدر أحدهم أن استدرك على ماوقع فيه من زلل ، ومن شغب ببعض ذلك فغفر الله له وهداه للحق والصواب
وختاما
فالعبرة هي بماحصله المرء من كتاب الله وما وظفه في حياته من أوامره ونواهيه ، ورحم الله الحسن البصري الذي يقول : لقد انزل الله القرآن للعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا . فلم يعد يعرفه كثير من الناس الا في افتتاحية المناسبات أ والحفلات المبتدعة التي ما انزل الله بها من سلطان ، والتي عن مثلها يجب أن يصان كلام الواحد الديان
إلا أن في استماعه من مذياع أو قأري إمر مشروع وهو من القديم المرفوع فالتالي والمستمع في الاجرسواء
ـــــــــــــــــــــــــــــــ(1/387)
*في مثل هذه العبارة تجاوزإعتذر عن مثله ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره.
*وإن يسر الله ـ أن شاء الله ـ فللحديث بقية حول هذا الموضوع ( الحنين الى الاوطان )في ظلال آيةمن القرآن .
---
الراية
01-19-2004, 06:36 PM
أخي الكريم/ ابن الشجري...
لا اعرف ما اكتب لك ..غير أني اعتذر إن كنت أعدت لك ماضياً جميلاً نغصه عليك ما تعيشه في هذا الزمن!
فلله المشتكى...
ولقد تلذذت بما كتبته في تعليقك فشكر الله يداً كتبت فأبدعت...
وما ذكرتَ من انه لا حرج من تلذذ السامعين بصوت القارئ صحيح..ويشهد له ما جاء في السنن واصله في الصحيحين من قصة النبي صلى الله عليه وسلم لما استمع للصحابي الجليل أبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن،فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود..
-وفي بعض الروايات أن بعضاً من أمهات المؤمنين كن يستمعن له -
فقال أبو موسى لو علمت انك تستمع لحبرته لك تحبيرا...!!
فطوبى لمن أنعم الله عليه بصوت حسن فرتل من آيات القرآن الكريم عله أن يسمع ما يحب يوم الحشر!
اكرر شكر الجزيل لكم
أخوكم المحب/الراية
---
(1/388)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لفتة من ابن الأثير حول تدبر معاني الآيات وفائدة ذلك في الصنعة الأدبية
---
لفتة من ابن الأثير حول تدبر معاني الآيات وفائدة ذلك في الصنعة الأدبية
---
عبدالله الشهري
12-15-2006, 04:52 PM
قال رحمه الله في المثل السائر (ج1/127) : " واعلم أن المتصدي لحل معاني القرآن يحتاج إلى كثرة الدرس، فإنه كلما ديم على درسه ظهر من معانيه ما لم يظهر من قبل، وهذا شيء جربته وخبرته، فإني كنت آخذ سورة من السور وأتلوها، وكلما مر بي معنى أثبته في ورقة مفردة، حتى انتهي إلى آخرها، ثم آخذ في حل تلك المعاني التي أثبتها واحداً بعد واحد، ولا أقنع بذلك حتى أعاود تلاوة تلك السورة، وأفعل ما فعلته أولاً، وكلما صقلتها التلاوة مرة بعد مرة ظهر في كل مرة من المعاني ما لم يظهر لي في المرة التي قبلها. وسأورد في هذا الموضع سورة من السور، ثم أردفها بآيات أخرى من سور متفرقة، حتى يتبين لك أيها المتعلم ما فعلته فتحذو حذوه، وقد بدأت بالسورة أولاً، وهي سورة يوسف عليه السلام لأنها قصة مفردة برأسها، وفيها معان كثيرة.
الأول: ما ذكرته في دعاء كتاب من الكتب، وهو: وصل كتاب الحضرة السامية أحسن الله أثرها، وأعلى خطرها، وقضى من العلياء وطرها، وأظهر على يدها آيات المكارم وسورها، وأسجد لها كواكب السيادة وشمسها وقمرها. وهذا أول معنى في السورة، وقد نقلته عن قصة المنام إلى الدعاء.(1/389)
ثم أبرزت هذا المعنى في صورة أخرى، وهو:أكرم النعم ما كان فيها ذكرى للعابدين، وتقدمه" إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين" فهذه النعمة هي التي تأتي بتيسير العسير، وتجلو ظلمة الخطب بالصباح المنير، فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها، إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. ثم تصرفت في هذا المعنى فأخرجته في معرض آخر، وهو فصل من جملة تقليد يكتب من ديوان الخلافة لبعض الوزراء، فقلت:
وقد علمه أمير المؤمنين فأدنى مجلسه من سمائه، وآنسه على وحدة الانفراد بحفل نعمائه، وذلك مقام لا تستطيع الجدود أن ترقى إلى رتبته، ولا الآمال تطوف حول كعبته، ولا الشفاه أن تتشرف بتقبيل تربته، فليزد إعجاباً بما نالته مواطئ أقدامه، ولينظر إلى سجود الكواكب له في يقظته لا في منامه. ومن ذلك ما ذكرته في ذم بخيل، وهو:
لم أر كمواهب فلان ملأت أملي بطمع وعودها، وفرغت يدي من نيل وجودها فلم أحظ إلا بلامع سرابها، وكانت كدم القميص في كذابها. ومن ذلك ما ذكرته في تزكية إنسان مما رمي به، وهو: لم ترم بذنب إلا نابت البراءة له مناب الشهود، وجيء من أهلها بشهادة القميص المقدود..." أ.هـ.
---
عبدالرحمن الشهري
12-28-2006, 08:04 PM
بارك الله فيك يا أخي الكريم على هذا الاختيار من كلام ابن الأثير .
وابن الأثير الجزري صاحب (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) من الكتاب المتميزين ، وفي قراءة كتابه هذا والنسج على منواله نفع عظيم للكاتب وطالب العلم ، فقد استطاع بتخلصه من قيود الصنعة المعيقة ، وتوظيفه لحفظه القرآن الكريم - كما هنا- ومعرفته بكثير من الأحاديث النبوية وحفظه لدواوين الشعراء الثلاثة : أبي تمام ، والبحتري ، والمتنبي أن يبلغ مبلغاً كبيراً في تاريخ النثر الأدبي العربي ، وما هذا المقطع الذي نقلته لنا هنا إلا مثالاً لحسن استفادته من القرآن الكريم في الرقي بالكتابة الأدبية .(1/390)
وأذكر أول مرة طرق سمعي اسم هذا الكتاب عام 1411هـ وأنا في سيارتي متجهاً من أبها إلى النماص ، فسمعت في برنامج إذاعي من إذاعة الرياض بصوت المذيع القدير الأديب عدنان الدبسي رعاه الله كلاماً رائقاً مختاراً من هذا الكتاب ، وحديثاً عنه ، فلم أملك نفسي أن انعطفت بسيارتي بعد أن قطعت أكثر من ثلاثين كيلاً شمال أبها ، لأعود إلى مكتبة الجنوب في أبها وأشتري نسخة من المثل السائر بتحقيق محمد محي الدين عبدالحميد(1) وعدت قافلاً إلى النماص ، وبقيت أيام الأربعاء والخميس والجمعة عاكفاً على قراءة هذا الكتاب حتى أتممته ، وسعدت بها أيما سعادة ، ولا يزال هذا الكتاب من الكتب الأثيرة لدي فرحم الله مؤلفه رحمة واسعة .
ولابن الأثير طريقة بديعة في حل المنظوم من الكلام نثراً بطريقة فصلها في كتابه (حل المنظوم) جديرة بالعناية ، وله كتاب بديع آخر يجدر بالمتأدبين من طلبة العلم والكتاب أن ينظروا فيه نظر الدارس المستفيد ، وهو كتاب (الجامع الكبير) ، وقد طبع في العراق قديماً ، ويقوم الأخ الكريم الدكتور هشام الشرقاوي بتحقيقه على نسخ خطية .
ــــــــــــــــــــ
(1) طبعة عبدالحميد في مجلدين ، وتعليقاته في غاية الفائدة والاختصار ، وقد اشتريت بعدها طبعة الحوفي وزميله ، ولكن طبعة عبدالحميد عندي أحب من هذه الطبعة وإن كانت الطبعة الثانية مذيلة بكتاب ابن أبي الحديد (الفلك الدائر). وقد دارت حول كتاب (المثل السائر) معركة أدبية نافعة ، نتج عنها كتاب ابن أبي الحديد هذا ، وكتاب الصفدي (نصرة الثائر) .
---
عبدالله الشهري
01-04-2007, 06:11 PM
بارك الله فيك وجعلني و إياك من المنتفعين النافعين. وانعطافك لأبها لا خسارة فيه !
---
(1/391)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب(ترجمة شيخ القراء ابن الجزرى ) لمحمد مطيع الحافظ
---
حمل كتاب(ترجمة شيخ القراء ابن الجزرى ) لمحمد مطيع الحافظ
---
طه محمد عبدالرحمن
01-25-2007, 11:38 PM
هذا كتاب (شيخ القراء ابن الجزرى) لمحمد مطيع الحافظ كتاب قيم ..
و جزى الله أخى أسامة ابن الزهراء خيرا على إتحافه لنا بهذا الكتاب
و هذا رابط مباشر :
ملاحظة : لقد قمت بنسخ الرابط عدة مرات و لكن لم يظهر فى الموضوع لذا قمت بوضعه فى ملف وورد و تحميله فى المرفقات ما عليكم سوى نسخ إحدى الرابطين ووضعه فى المتصفح و سوف يقوم بالتحميل .......
---
نورة
02-04-2007, 07:16 AM
جزاكم الله خيرا
---
طه محمد عبدالرحمن
03-01-2007, 02:20 AM
جزاكم الله خيرا مثله .
---
(1/392)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عاجل جداً: هل هناك من فسر قول الله: ...
---
سؤال عاجل جداً: هل هناك من فسر قول الله: ...
---
أبو فهر السلفي
03-28-2007, 10:26 PM
سؤال عاجل جداً: هل هناك من فسر قول الله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد))
على أن المتكلم فيه هم الملائكة؟؟؟
نسبه السائل إلى شيخ الإسلام...فهل لشيخ الإسلام سلف في هذا.......
الأمر عاجل بارك الله فيكم.......وأعجلني الوقت عن البحث..
---
خالد البكري
03-28-2007, 10:44 PM
نحن في الانتظار بارك الله فيكم
---
منصور مهران
03-29-2007, 01:10 AM
وجدت ابن كثير يقول بذلك ج 7 ص 398 طبعة دار طيبة بالرياض
وابن كثير تلمذ للشيخ فلعله تلقاه منه .
أما قبل ابن تيمية فلا يحضرني الآن جواب عنه .
وبالله التوفيق .
---
أبو فهر السلفي
03-29-2007, 01:14 AM
جزاكم الله خيراً.....
هل من مزيد فائدة يا إخوان (؟؟؟)
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 09:37 AM
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في إثبات الصفات :
(قوله تعالى :
{ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
حيث عبر بها عن ملائكته ورسله أو عبر بها عن نفسه أو عن ملائكته ولكن قرب كل بحسبه فقرب الملائكة منه تلك الساعة وقرب الله تعالى منه مطلق كالوجه لثنى إذ أريد به لله تعالى ى نحن أقرب إليه من حبل الوريد فيرجع هذا إلى القرب الذاتي اللازم وفيه قولان :
أحدهما :إثبات ذلك وهو قول من المتكلمين والصوفية .
والثاني : أن القرب هنا بعلمه لأنه قد قال { ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } فذكر لفظ العلم هن دل على القرب بالعلم .
ومثل هذه الآية حديث أبى موسى : ((إنكم لا تدعون أًما ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريباً إن الذي تدعونه قرب إلى أحدكم من عنق راحلته )) .(1/393)
فالآية لا تحتاج إلى تأويل القرب في حق الله تعالى إلا على هذا القول وحينئذ فالسياق دل عليه وما دل عليه السياق هو ظاهر الخطاب فلا يكون من موارد النزاع .
---
الغني بالله
03-29-2007, 04:36 PM
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 157)
( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ) يقول: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم،( وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ ) .
تفسير البغوي - (ج 8 / ص 25)
{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ } بالعلم والقدرة والرؤية. وقيل: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم
زاد المسير - (ج 5 / ص 482)
{ ونحن أقرب إليه منكم } فيه قولان .
أحدهما : ملك الموت أدنى إليه من أهله { ولكن لا تبصرون } الملائكة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : ونحن أقرب إليه منكم بالعلم والقدرة والرؤية { ولكن لا تبصرون } أي : لا تعلمون ، والخطاب للكفار ، ذكره الواحدي .
---
د.عبدالرحمن اليوسف
03-29-2007, 11:24 PM
ينظرأيضاً ترجيح الشيخ ابن عثيمين لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسيره لسورة (ق) صفحة89
---
(1/394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقدمة عن تفسير الجلالين وتفسير سورة الفاتحة للشيخ عبدالكريم الخضير
---
مقدمة عن تفسير الجلالين وتفسير سورة الفاتحة للشيخ عبدالكريم الخضير
---
أبو مهند النجدي
07-16-2006, 01:34 PM
رابط الشريط الأول الوجه الأول
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=1XWsVRKI
وأرجو من الإخوة وضع روابط بديله
---
أبو مهند النجدي
07-16-2006, 01:48 PM
الشريط الأول الوجه الثاني
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=UrqNrmgC
أرجو وضع روابط بديله
---
أبو حمد المطيري
07-16-2006, 02:36 PM
هذه الأشرطة حوت من العلم الكثير
ياحبذا لو انتدب لها من طلبة العلم من يفرغها وينشرها
---
أبو مهند النجدي
07-16-2006, 02:38 PM
جزاكم الله خير
أظن أنها مفرغة عند مكتب الشيخ
---
أبو مهند النجدي
07-16-2006, 02:48 PM
الشريط الثاني الوجه الأول
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=vRQKmIb3
أرجو وضع روابط بديله
---
أبو مهند النجدي
07-16-2006, 04:43 PM
الشريط الثاني الوجه الثاني
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=sONQro98
أرجو وضع روابط بديله
---
أبو مهند النجدي
07-16-2006, 05:28 PM
رابط آخر لنفس للشريط الثاني الوجه الثاني
http://www.i1i2.com/upp/24cf7ed60b.zip
---
أبو مهند النجدي
07-16-2006, 09:01 PM
--------------------------------------------------------------------------------
الشريط الأول - الوجه الأول ) :
http://dl1.filehd.com/download.php?get=534776728
طريقة التحميل من هذا الرابط :(1/395)
إذا فتحته ستجد في الوسط مربعًا أزرق مكتوبًا فيه كلمة ( DOWNLOAD ) ، اضغط على المربع ، ثم يظهر لك جدول ترى في أسفل اليمين منه مستطيلاً أسود مكتوبًا فيه ( FREE DOWNLOAD ) ، فانتظر قليلاً ، ثم سيبدأ العداد داخل المستطيل الأسود ، إذا انتهى العد ستظهر كلمة ( FREE DOWNLOAD ) داخل المستطيل مرةً أخرى ، اضغط عليها ، ثم اختر ( حفظ ) .
تنبيه : سيُحذف الملف بعد (30) يومًا من آخر تحميل .
بارك الله في الأخ محمد بن عبدالله الذي وضع الرابط
---
أبو مهند النجدي
07-18-2006, 04:05 PM
الشريط الثالث الوجه الأول
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=qoLKiHyu
---
أبو مهند النجدي
07-18-2006, 05:03 PM
الشريط الثالث الوجه الثاني
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=62zigEGD
---
أبو مهند النجدي
07-18-2006, 05:19 PM
الشريط الرابع الوجه الأول
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=FDbtsPMk
---
أبو مهند النجدي
07-18-2006, 06:08 PM
الشريط الرابع الوجه الثاني
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=wuRRONEC
وبهذا انتهت الأشرطة بحمد الله تعالى
---
(1/396)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفلسفة والفلاسفة 2/3
---
الفلسفة والفلاسفة 2/3
---
محمد بن إبراهيم الحمد
11-07-2006, 05:10 PM
خامساً: نبذة عن افتراق الفلاسفة:
الفلسفة تقوم على الأوهام، والخيال، والظن؛ لأنها لا ترتكز على وحي معصوم، وإنما تقوم على نتاج العقولِ، والعقول مهما بلغت فلن تستقل بمعرفة الشرائع، وحقائق الكون، وصحة النظر بكل حال.
ولهذا فإن الاختلاف، والافتراق، والاضطراب دأب الفلاسفة.
ومن الأمور التي يتضح من خلالها افتراق الفلاسفة ما يلي:
1- أن آراء الفلاسفة فردية ليس لها معيار ثابت: فهي تختلف باختلاف الفيلسوف، وبيئته، وثقافته، ورؤيته وزاوية بحثه؛ فالمادي يبحث في الحقيقة المادية، والفيلسوف الميتافيزيقي يبحث في الحقيقة الميتافيزيقية، وهكذا...
2- أن الحقيقة في أدوار الفلسفة غير ثابتة: فلكل فيلسوف وجهته، وكل فيلسوف يناقض غيره.
ثم إن ثقافة الفيلسوف، وبيئته، وأستاذه، وتيارات مجتمعه كل أولئك لهم تأثيرهم في رؤية الفيلسوف وصنع عقليته.
3- كثرة اضطراب الفلاسفة وشكهم: قال شيخ الإسلام ابن تيمية
-رحمه الله- في معرض حديث له عن الفلاسفة والمتكلمين: (أنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً، وأضعف الناس علماً وبياناً، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم، ويشهده الناس منهم، وشواهد ذلك أعظم من أن نذكرها.
وإنما فضيلة أحدهم باقتداره على الاعتراض، والقدح، والجدل.
ومن المعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلم و لا فيه منفعة.
وأحسن أحوال صاحبه أن يكون بمنزلة العامي، وإنما العلم في جواب السؤال، ولهذا تجد غالب حججهم تتكافأ؛ إذ كل منهم يقدح في أدلة الآخر)[1].
سادساً: مذهب متقدمي الفلاسفة في الإلهيات والشرائع:(1/397)
الفلاسفة المتقدمين كأرسطو وغيره أجهل الناس في الشرائع والأمور الإلهية، وأكثرهم اضطراباً وتناقضاً، وأكثر كلامهم فيها خبط عشواء؛ لأنهم لم يستضيئوا بأنوار الرسالة، ولا كانت عندهم شريعة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (للمتفلسفة في الطبيعيات خوض وتفصيل تميزوا به بخلاف الإلهيات؛ فإنهم من أجهل الناس بها، وأبعدهم عن معرفة الحق فيها.
وكلام أرسطو معلمهم فيها قليل كثير الخطأ فهو لحم جمل غثٍّ على رأس جبل وعرٍ؛ لا سهل فيرتقى، ولا سمين فيقلى)[2].
وقال -رحمه الله- في معرض حديث له عن الفلاسفة وأهل الكلام: (لكن من المعلوم من حيث الجملة أن الفلاسفة والمتكلمين من أعظم بني آدم حشواً وقولاً للباطل، وتكذيباً للحق في مسائلهم ودلائلهم، لا يكاد - والله أعلم - تخلو لهم مسألة واحدة عن ذلك)[3].
وإليك فيما يلي نماذجَ من ضلالات الفلاسفة على سبيل الإجمال:
1- يقولون بقدم العالم.
2- يقولون: بأن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.
3- يقولون: بأن منزلة الفيلسوف كمنزلة النبي، وربما فضل بعضهم الفيلسوف على النبي.
4- يقولون: بحشر الأرواح دون الأجساد.
5- يقولون: بأن الجنة والنار أمثال مضروبة وخيالات؛ لتفهيم العوام، وضبطهم دون أن يكون لها حقيقة في الخارج.
6- يرون: أن العقل مقدم على الوحي.
هذا وسيأتي مزيد بيان لهذا عند الحديث عن معتقد الفارابي وابن سينا.
سابعاً: معتقد الفارابي و ابن سينا:
1- تعريف بالفارابي: هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان ولد سنة 259ه- في فاراب وهي مدينة من بلاد الترك من أرض خراسان، وكان أبوه قائد جيش، وهو فارسي المنسب، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى الشام، وأقام بها إلى حين وفاته.
كان متقناً للفلسفة، بارعاً في العلوم الرياضية، وكانت له قوة في صناعة الطب ولم يباشر أعمالها.
وكان قوي الذكاء، ذا زهد وبعد عن الدنيا.(1/398)
ويذكر أنه كان في أول أمره قاضياً، فلما شعر بالمعارف نبذ ذلك، وأقبل بكليته على تعلمها.
ويذكر أنه صنع آلة غريبة يستمع منها ألحاناً يحرك بها الانفعالات.
ويذكر أن سبب قراءته للفلسفة أن رجلاً أودع عنده جملة من كتب أرسطو طاليس؛ فاتفق أن نظر فيها؛ فوافقت منه قبولاً، فتحرى قراءتها، ولم يزل حتى أتقن فهمها، وصار فيلسوفاً من كبار الفلاسفة.
وقال الفارابي عن نفسه: إنه تعلم الفلسفة من يوحنا بن جيلان إلى آخر كتاب البرهان.
وكان يحسن عدة لغات غير العربية: منها التركية، والفارسية، ويلم بالسريانية.
أما وفاته فكانت في رجب سنة 339ه- عند سيف الدولة علي بن حمدان في خلافة الراضي، وصلى عليه سيف الدولة في دمشق في خمسة عشر رجلاً من خاصته[4].
2- تعريف بابن سينا: هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا الفيلسوف المشهور المعروف بابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس.
يقول عن نفسه: إن أبي كان رجلاً من أهل بلخ، وانتقل منها إلى بخارى في أيام نوح بن منصور، واشتغل بالتصوف، وتولى العمل في أثناء أيامه بقرية يقال لها: خرميثن [5] من ضياع بخارى، وهي من أمهات القرى، وبقربها قرية يقال لها: أفشفة، وتزوج أبي منها بوالدتي، وقطن بها وسكن وَوُلِدْتُ بها، ثم وُلِدَ أخي، ثم انتقلنا إلى بخارى، وأحضرت معلم القرآن ومعلم الآداب، وأكملت العشر من العمر، وقد أتيت على القرآن، وعلى كثير من الآداب حتى كان يقضي مني العجب.
وكان أبي ممن أجاب داعي المصريين، ويعد من الإسماعيلية[6].
وتعد حياة ابن سينا حياةً غريبة صاخبة مليئة بالمتناقضات.
فقد كان مكباً على التحصيل والاطلاع، والتأليف والتصنيف.
وكان معايشاً للحياة السياسية في عصره، وكان من أكبر أطباء العصر والبلاط.
وعاش حياته الاجتماعية وما فيها من لهو، ولذات، وشرب خمر، وغناء، ونساء؛ فكان نهاره مع الأمير والسياسة، وليله مع التأليف، والتحصيل، والشرب، والغناء.(1/399)
وكان إذا تحير في مسألة ابتهل إلى (مبدع الكل) كما يقول، وإذا غلبه النوم عدل إلى شرب قدح من الشراب.
وإليك بعض نصوص من سيرته الخاصة تصور لك الحياة المتناقضة والعجيبة، يقول ابن سينا حكاية عن حاله:
- وكلما كنت أتحير في مسألة، ولم أكن أظفر بالحد الأوسط في قياس ترددت إلى الجامع، وصليت، وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المنغلق، وتيسر لي المنعسر.
- وكنت أرجع بالليل إلى داري، وأضع السراج بين يدي، وأشتغل بالقراءة والكتابة؛ فمهما غلبني النوم، أو شعرت بضعف عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريثما تعود إلي قوتي، ثم أرجع إلى القراءة.
ومهما أخذني أدنى نومٍ أحلم بتلك المسائل بأعيانها، حتى إن كثيراً من المسائل اتضح لي وجوهُها في المنام.
- فإذا أفرغنا حضر المغنون على اختلاف طبقاتهم، وهُيِّئ مجلس الشراب بالآنية، وكنا نشتغل به.
- فاستقبلنا أصدقاء الشيخ، وندماء الأمير علاء الدولة وخواصه، وحمل إليه الثياب، والمراكب الخاصة، وأنزل في محله، وفيها الآلات، والفرش، وما يحتاج إليه.
- وصلينا العشاء، وقدم الشمع، وأمر بإحضار الشراب، وأجلسني وأخاه، وأمر بتناول الشراب[7].
فهذه نبذة من أقواله التي تبين بعض معالم شخصيته.
أما مؤلفاته فكثيرة تبلغ العشرات في شتى الفنون، ومنها:
1- المجموع (مجلدة). 2- الحاصل والمحصول (عشرون مجلدة).
3- الإنسان (مجلدة). 4- البر والإثم (مجلدتان).
5- الشفاء (ثمان عشرة مجلدة). 6- القانون (أربع عشرة مجلدة).
7- الأدوية القلبية (مجلدة). 8- بعض الحكمة المشرقية (مجلدة).
وخلاصة الحديث عن ابن سينا: أنه كان من الأذكياء، ووالده كان إسماعيلياً، وكان منهوماً بالقراءة والاطلاع، والتأليف، وكانت حياته غريبة صاخبة مليئة بالمتناقضات.(1/400)
3- معتقد الفارابي وابن سينا: معتقدهم هو معتقد الفلاسفة الأوائل؛ فهم يسلكون في تقرير العقيدة، وبحث الأمور الإلهية مسلك قدماء الفلاسفة؛ فالمنهج الذي يسيرون عليه في ذلك منهج عقلي لا يرجعون فيه إلى ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يعرفون من العلوم الكلية، ولا العلوم الإلهية إلا ما يعرفه الفلاسفة المتقدمون مع زيادات تلقوها عن بعض أهل الكلام، أو أهل الملة[8].
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الفارابي، وابن سينا، وغيرهم من الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام - أنهم وإن كانوا قد توسعوا في مباحث الفلسفة، وتكلموا في الإلهيات والنبوات والمعاد بما لا يوجد عند الفلاسفة المتقدمين، وكان كلامهم أجود وأقرب إلى الحق من كلام سلفهم إلا أنهم مزجوا الحق الذي أخذوه من الدين بالباطل الذي بنوه على أصولهم الفلسفية الفاسدة، وحاولوا التوفيق بين الدين والفلسفة، ولكن على حساب الدين؛ فهم يعمدون إلى النصوص، فيؤولونها بتأويلات بعيدة ومتكلفة حتى تتلاءم مع قواعدهم الفلسفية.
فيقولون مثلاً: إن صفات الله التي جاء بها القرآن، ونطقت بها السنة ليست إلا تعبيرات عن ذات واحدة.
ويقولون: إن العرش هو الفلك التاسع، والكرسي هو الفلك الثامن، والملائكة هي النفوس والقوى التي في الأجسام، وما يحدث من العالم من خوارق العادات حتى معجزات الأنبياء إنما سببه عندهم قوة فلكية، أو طبيعية، أو نفسانية إلى غير ذلك من الأمور التي وجدوها في الفلسفة فتمحَّلوا لها نصوصاً من الدين[9].
ثامناً: بيانُ علماءِ الإسلامِ ضلالَ الفلاسفة، وانحرافهم عن سواء الصراط:
هذا وقد بين علماء الإسلام ضلال الفلاسفة، وانحرافهم عن سواء الصراط:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:(حدثني ابن الشيخ الخضيري[10]عن والده الشيخ الخضيري شيخ الحنفية في زمنه - قال: كان فقهاء بخارى يقولون: إن ابن سينا كان كافراً ذكياً)[11].(1/401)
وقال ابن القيم -رحمه الله-عن ابن سينا: (فالرجل معطل مشرك جاحد للنبوات والمعاد، ولا مبدأ عنده ولا معاد، ولا رسول ولا كتاب)[12].
وقال الذهبي -رحمه الله- عن ابن سينا: (وما أعلم روى شيئاً من العلم، ولو روى لما حلت الرواية عنه لأنه فلسفي النحلة ضال)[13].
وقال عنه ابن كثير -رحمه الله-: (وقد حصر الغزالي كلامه في (مقاصد الفلاسفة) ثم رد عليه في (تهافت الفلاسفة) في عشرين مجلساً، وكفره في ثلاث منها، وهي قوله بقدم العالم، وعدم المعاد الجثماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي)[14].
هذا وسيأتي مزيد بيان عن ضلال الفلاسفة في الفقرة التالية - إن شاء الله -.
ــــــــــــــــــــــ
[1] - نقض المنطق لابن تيمية ص25.
[2] - مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 1/186.
[3] - نقض المنطق لابن تيمية ص24.
[4] - انظر المدرسة الفلسفية في الإسلام ص84-85.
[5] - انظر معجم البلدان لياقوت الحموي 3/227.
[6] - انظر المدرسة الفلسفية في الإسلام ص101-110.
[7] - انظر المرجع السابق.
[8] - انظر باعث النهضة الإسلامية - ابن تيمية السلفي - نقد لمسالك المتكلمين، والفلاسفة في الإلهيات للشيخ د. محمد خليل هراس ص 39-40.
[9] - انظر المرجع السابق، ومنهاج السنة لابن تيمية 1/96، وتفسير سورة الإخلاص لابن تيمية ص84.
[10] - قال الشيخ البحاثة سليمان الصنيع -رحمه الله- في حاشية كتاب نقض المنطق ص181:(الصواب الحصيري بالحاء والصاد نسبة إلى محلة يعمل فيها الحصير).
[11] - نقض المنطق ص181.
[12] - إغاثة اللهفان ص620.
[13] - ميزان الاعتدال 1/539.
[14] - البداية والنهاية 12/46
.
---
أبو إبراهيم الحائلي
11-08-2006, 07:11 PM
بارك الله فيكم
وأريد رابط الموضوع الأول
---
أحمد البريدي
11-09-2006, 01:48 PM
أخي الكريم : هذا رابط ما طلبت :
الفلسفة والفلاسفة 1/3 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6439)
---(1/402)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل سأجد جواباً؟؟
---
هل سأجد جواباً؟؟
---
*أبو عبد الله*
09-30-2003, 04:56 PM
أحبتي في الله آمل أن أجد لهذه الأسئلة جواباً سريعاً.
أولاً ما المقصود ببلاد البحرين في عهد الصحابة والتي أرسل إليها عثمان رضي الله عنه أحد المصاحف التي نسخها.
ثانيا : ما معنى أخذ عنه القراءة بواسطة مثلا:الدوري والسوسي أخذا القراءة عن أبي عمرو البصري بالوساطة . ولماذا لم يأخذاها مباشرة.
ثالثاً مالقول الصحيح في المراد بالأحرف السبعة.
---
مساعد الطيار
10-01-2003, 07:59 AM
الأخ الفاضل أبو عبد الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:
فسؤالك عن البحرين يمكن ان ترجع فيه إلى معجم البلدان لياقوت الحموي ، وقد بين أنها البلاد التي على ساحل الخليج العربي بدءًا من جنوب البصرة إلى عُمَان ، فتشمل الأحساء والدمام وقطر والإمارات وعمان والكويت .
وقد جعل بعضهم قصبة البحرين( أي : عاصمتها ) هجر ( الأحساء حاليًا ) .
واما أخذ الدوري والسوسي القراءة بواسطة عن أبي عمرو ؛ فلأنهما لم يعاصراه ، فأبو عمرو توفي سنة 154 ، والدوري توفي سنة 246 ، والسوسي توفي سنة 261 ، وقد أخذا القراءة عن تلميذ أبي عمرو ، وهو يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي المتوفى سنة 202 .
واما سؤالك عن الأحرف السبعة فقد سبق طرح موضوعها في الملتقى ، فلعلك ترجع إليه على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=191) . ويمكنك الاستفادة من فهرس ملتقى أهل التفسير والبحث عن المشاركات السابقة حول موضوع الأحرف السبعة.
---
عبد الله الخضيري
10-01-2003, 12:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله
لا مزيد على ماذكره الدكتور مساعد
سوى أن ياقوت الحموي ذكر أن لفظ البحرين ( جامدٌ غير مشتقٍ ) في حال الرفع و النصب و الجر(1/403)
و ذكر ما خالف فيه الزمخشري في ذلك .
و أما موقعه فهو كذلك من البصرة إلى عمان و فيها عيون و مياه و بلاد واسعة . و كل ذلك في الأحساء
ينظر معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، 1 / 346 - 349 ، دار الفكر ، مصوَّرة من دار صادر ، 1995 م
و الله الموفق
---
*أبو عبد الله*
10-02-2003, 01:24 PM
أشكر شيخنا الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار .
والشيخ عبد الله الخضيري
على إفادتهما وجزاهم الله خيراً.
---
(1/404)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قاعدة بيانات لمسابقات التحفيظ
---
قاعدة بيانات لمسابقات التحفيظ
---
حسين
07-06-2004, 10:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام :
إليكم هذه القاعدة لأسئلة مسابقات حفظ القرآن الكريم 0
آملا أن أجد النقد والتوجيه 0
http://www.freewebs.com/makkahschool/tahfeth.zip
---
(1/405)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > مصحف النشر الحاسوبي في الأسواق الآن..
---
مصحف النشر الحاسوبي في الأسواق الآن..
---
طالب
01-10-2007, 12:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله..
أهداني بعض الإخوة من الحجاج جزاه الله خيراً نسخة من قرص مصحف النشر الحاسوبي الصادر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وهو البرنامج الذي كتب عنه من قبل الشيخ مساعد الطيار في هذا المنتدى.
حسب كلام الأخ فإنه قد اشتراه من المجمع مباشرة، ولا أدري عن سعره.
هذا تنبيه وردٌ على سؤال ما إذا كان البرنامج قد طرح في السوق أم لا.
والحمد لله أولاً وآخراً.
---
Mohmmad
01-11-2007, 03:01 AM
أخي الكريم ... بإمكانك الان تحميل البرنامج مجانا من خلال موقع مجمع الملك فهد ...
---
سَعِيدٌ الأسْمَريّ
03-16-2007, 06:26 AM
نعم نزل للسوق ، ويستحق الاقتناء والتفاخر به،وسعره الذي اشتريته به (1500) هللة
---
(1/406)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد أنبياء من أهل البادية ؟
---
هل يوجد أنبياء من أهل البادية ؟
---
الإمام القرطبي
11-04-2004, 02:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الأفاضل ، يقول المولى جل شأنه من سورة " يوسف " :
( وجاء بكم من البدو ) آية رقم 100
السؤال :
هل كان نبي الله يعقوب من البادية ؟ وهل يبعث الله أنبيائه من أهل البادية ؟.
ولكم جزيل الشكر .
---
أحمد البريدي
11-04-2004, 05:09 PM
قال المفسرون في معنى قوله تعالى " وجاء بكم من البدو " :
أن منزل يعقوب عليه السلام كان بأطراف الشام في بادية فلسطين وكان رب إبل وغنم , ومن المفسرين من يقول :إن الله لم يبعث نبياً من البادية ولذا فإنه يجيب عن الآية بما يلي :
منهم من قال إن يعقوب كان في حاضرة في أول أمره ثم تحول إلى بادية وسكنها .
ومنهم من يقول إن المكان الذي فيه يعقوب موضوع يقال له بدا فالبادية اسم مكان وضعف هذا القول الشوكاني رحمه الله .
والآية تشير إلى إلى أنه أتى من البادية سواءً كان عليه السلام في أول أمره في البادية أو تحول إليها .
---
الإمام القرطبي
11-04-2004, 08:00 PM
نفع الله بك أخي الكريم " أحمد البريدي " ،
ومن عنده زيادة في الموضوع فاليزدنا .
ودمتم جميعاً على الخير.
---
مساعد الطيار
11-07-2004, 12:32 AM
هذه الآية أيه الاأخ الكريم تشير إلى تاريخ غامض من تاريخ الأنبياء عليهم السلام ، خصوصًا أنه يتعلق ببني إسرائيل ، ولهم في فلسطين ادَّعاءات ودعاوى باطلة .
والآية صريحة في كون منزل يعقوب عليه السلام وبنيه هو البادية ، ولا يمكن ان يُفهم غير ذلك من قوله ( وجاء بكم من البدو ) إلا بتكلُّفات تأويلية لا يسندها العلم الصحيح .(1/407)
ومنشأ يعقوب عليه السلام في البادية لا يعني انه كان بدويَّ الأصل ، فمن المعلوم ضرورة أنَّ جدَّه أبا الأنبياء عليه السلام كان في الحاضرة : في العراق ، ثمَّ انتقل عنها بعد محنته مع قومه والنمروذ ، وسكن أطرف بلاد الشام في البادية ، ولم يكن منقطعًا عن الحاضرة بحيث يصيبه هو وأبناؤه ما يصيب من تبدَّى وجفا ، لذا كانت له رحلة إلى مصر ، وهي حاضرة ، وكان لوط عليه السلام معه وقت خروجه من العراق ، وأرسل إلى مدن سدوم وعمورة واخواتها المذكورة في تاريخ بني إسرائيل ، ولم يكونوا بادية ، بل كانوا في أرض الأردن ، وفي هذه البلاد يختلط البادية بالحاضرة اختلاطًا واضحًا ، فالمسافات متقاربة ، والمرور بقوم إلى قوم كان واردًا ، لذا قال أبناء يعقوب لما اتفقوا على وضع أخيهم يوسف عليه السلام في الجب ( يلتقطه بعض السيارة ) مما يدل على أنهم كانوا في مكان يعبر منه السيَّارون في الأرض ، الذين يعبرونها من قطر إلى قطر ، فلم يكن يعقوب وأبواه وأبناؤهم في معزل من الناس بحيث يكونون بعيدين بُعْدَ أهل الجفا من البادية .
وهذه الفترة التي مكثها يعقوب عليه السلام وبنوه في بادية الشام كانت فترة قليلة بالنسبة لأعمار الناس ، فهي لم تتعدَّ جيلين منذ إبراهيم ، ثمَّ انتقلوا إلى الحاضرة الكبيرة آنذاك : مصر الملكية ؛ كما قال الله تعالى ( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان ... ) الآية .
وكانت مصر في تلك الفترة اليوسفية يملكها ملوك الرعاة ( الهكسوس ) ، وهم عرب خرجوا من الجزيرة العربية في تاريخٍ يُطلب تفصيله من تاريخ ملوك مصر وفراعنتها .(1/408)
والذي أحب أن اضيفه هنا فيما يتعلق بالتاريخ الإسرائيلي ( نسبة إلى يعقوب وأبنائه ) أنهم لم يستوطنوا فلسطين ، ولم يكن لهم فيها كبير شأن ، وأنَّ الوعد الإلهي لإبراهيم الذي قال الله عنه ( ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) لم يتحقق إلا بعد قرون من موت إبراهيم ، ولم يقع إلا في عهد يوشع خليفة النبي موسى عليه السلام .
كما أن دُعاء إبراهيم ببعثة نبيٍّ من العرب لم تتحقق إلا بعد قرون متطاولة جدًّا ، والله أعلم .
---
فهد الوهبي
11-07-2004, 05:17 PM
الأخ الكريم القرطبي ..
بعث الله الأنبياء من صفوة البشر وخيرتهم ...
وعند الحديث عن مسألة كهذه ينبغي أن يرجع لأدلة الشرع ، فهل ثبت ما يدل على بعث نبي من البادية ، وأرى أن تعلق المسألة بالنصوص ، لا بالحكمة من عدم البعث من البادية ، بمعنى أن لا نجعل جفاء أهل البادية علة لعدم إرسال الله الرسل منهم ، فالجفاء وصف ذميم بلا شك ، ولكنه ليس بمطرد في كل من بدا ، والآية أشارت إلى أن يعقوب وأبناءه كانوا في البدو ـ في فترة ما ـ فلا يعني ذلك أنه عليه السلام قد جفا ...
ثم بعد ذلك ليس وصف البداوة ـ الذي يلزم منه الجفاء ـ وصف وراثي فقد يكون الجد حضرياً والحفيد بدوياً فلا يمنع ذلك جفاء من بدا ، بل قد يكون الأب بدوياً ثم يتمدن أبناؤه ، فليس الجفاء صفة موروثة بل هي متعلقة بأسباب منها البداوة ...
وعلى ذلك فها هي الآية تشير إلى نبي كريم بدا جزءاً من حياته ( وجاء بكم من البدو ) ولا أصرح منها ، وأنت تعلم رحمة يعقوب عليه السلام وبعده كل البعد عن جفاء أهل البادية ..
فينبغي أن نعلم ذلك قبل الإثبات أو النفي لكونه عليه السلام بدوياً وهل هو بدوي الأصل أو أنه عاش تلك الحياة فترة ثم رجع لحياة القرى والمدن ..
وأما النصوص فقد قال الله تعالى في سورة يوسف التي ذكر فيها الآية السابقة : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى ) [ 109 ] .(1/409)
قال ابن كثير: "المراد بالقرى المدن ، لا أنهم من أهل البوادي الذين هم من أجفى الناس طباعاً وأخلاقاً" .
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) قال: "ما نعلم أن الله أرسل رسولا قط إلا من أهل القرى لأنهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود". ( الدر المنثور :4 / 595 ).
وقد قرر كثير من العلماء هذا المعنى عند هذه الآية انظر إلى المحرر الوجيز لابن عطية حيث قال عن أهل البادية: " قال القاضي أبو محمد فإنهم قليل نبلهم ولم ينشىء الله فيهم رسولا قط. وقال الحسن: لم يبعث الله رسولا قط من أهل البادية ولا من النساء ولا من الجن ".
وقال القرطبي : " ولم يبعث الله نبيا من أهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على أهل البدو ولأن أهل الأمصار أعقل وأحلم وأفضل وأعلم ".
وقال السعدي في سورة البقرة : " فائدة كما يجب على المكلف معرفته بربه فيجب عليه معرفته برسله ما يجب لهم يمتنع عليهم ويجوز في حقهم ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في آيات متعددة منها أنهم رجال لا نساء من أهل القرى لا من أهل البوادي وأنهم مصطفون مختارون جمع الله لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء الاختيار ... " ( 1 / 110 ).
وبعد تقرير ذلك أجاب العلماء عن تعارض ذلك مع قوله تعالى : ( وجاء بكم من البدو ) فأجاب ابن عطية بجوابين:
أحدهما أن ذلك البدو لم يكن في أهل عمود بل هو بتقر في منازل وربوع .
والثاني أنه إنما جعله بدوا بالإضافة إلى مصر كما هي بنات الحواضر بدو بالإضافة إلى الحواضر .
وذكر الآلوسي جواباً ثالث فقال : وزعم بعضهم أن يعقوب عليه السلام انما تحول الى البادية بعد النبوة لأن الله تعالى لم يبعث نبيا من البادية .
إضافة لما ذكره الشيخ أحمد البريدي وضعفه الشوكاني .
والمسألة تحتاج لمزيد بحث ونظر في السنة .
والله أعلم ...
---(1/410)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال للشيخ : عبدالرحمن الشهري ، كيف تستخدم معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف ؟؟؟
---
سؤال للشيخ : عبدالرحمن الشهري ، كيف تستخدم معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف ؟؟؟
---
طالب المعالي
02-15-2006, 11:05 AM
ذكر الشيخ عبدالرحمن حفظه الله في لقائه بقناة المجد أن مما يحسن استخدام معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف للطلاب لتحسين الأداء
سؤالي : كيف يتسنى ذلك عمليا وفقكم الله ؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 12:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز طالب المعالي وفقه الله
كانت الحلقة عن مبادئ علم التجويد ، ودعوت فيها بعد طول تدريسي لهذه المادة إلى التجديد والابتكار في تدريسها باستخدام الأجهزة التقنية الحديثة التي يستخدمها علماء الأصوات والأطباء المتخصصون في الصوتيات (الحنجرة والأحبال الصوتية) . والذي دعاني لذلك أسباب :
- عدم القدرة على إيصال وصف مخارج الحروف وصفات الحروف لأذهان الطلاب ، وبالتالي عدم استيعاب الطلاب للموضوع . وهذا يقع بنسبة كبيرة.
- عدم وجود حيوية في تدريس هذه المادة بشكلها النظري بخلاف دراستها بطريقة تطبيقية عملية.
- أن هذه الطريقة في التدريس مطبقة بصرامة في تدريس مادة اللغة الانجليزية وغيرها ، وتهيئ معامل صوتية في هذه الكليات والأقسام ، بخلاف أقسام علوم القرآن مع أنهما في جامعة واحدة غالباً. فما الذي جعلنا نحرص على مخارج الحروف الانجليزية مع عدم ارتباطها بكتاب مقدس عندنا ، واللحن في مخارج حروفها لا يترتب عليه حكم شرعي ، ونهمل دراسة مادة التجويد بهذه الطرقة الممتعة مع أنه ألصق علوم القرآن بالقرآن لارتباطه بلفظه ؟(1/411)
وقد كنت بدأت في محاولة عملية لتدريس هذه المادة مستعيناً في ذلك ببعض الأجهزة المتاحة في كلية اللغة العربية في جامعة الملك خالد عندما كان قسم اللغة الانجليزية تابعاً لها ، ثم انفصلت كلية اللغات والترجمة عن كلية اللغة العربية فابتعدت المعامل عن كلية الشريعة فتركت الأمر إلى حين . ثم لما طرحت هذه الأفكار في البرنامج ، أردت العودة لكتابة مقالة موسعة في ملتقى التفسير هذين اليومين حول الموضوع ، وسأفعل إن شاء الله ، بيد أن سؤالك دعاني لتقديم هذه اللمحة الموجزة ، تلبية لطلبك ، فاقبل هذه اللمحة الموجزة
وقد وجدت بعض الأجهزة التي يمكن الاستفادة منها في هذا الغرض ، في معرفة مخارج الحروف بدقة ، ومعرفة صفات هذه الحروف من الشدة والجهر ونحوها ، ثم معرفة مقادير الغنة ومخرجها ، ومدى الإخفاء في النون الساكنة والتنوين عندما يليها حرف من حروف الإخفاء الخمسة عشر ، فإن علماء التجويد قد تنبهوا لهذا قديماً ، فقالوا : إن إخفاء الغنة في حروف الإخفاء ليس على درجة واحدة . وإنما هو يزيد وينقص بالنظر إلى مخرج الحرف الذي يلي النون .
ومن الشركات التي رأيتها عنيت بتصنيع هذه الأجهزة شركة KayPENTAX ، وهي شركة أمريكية تعمل في هذا المجال منذ أكثر من أربعين عاماً ، ولها موقع على الانترنت به صور للأجهزة وكيفية استعمالها ، وهذا موقعها :http://www.kayelemetrics.com/ . وخاصة تحت Product Information .
[line]
ومن الأجهزة التي تنفعنا في هذا :
1- جهاز Stroboscopy لتصوير الحنجرة . وهذه صورته .
http://www.tafsir.net/images/Stroboscopy.gif(1/412)
وهذا يساعد على معرفة مخارج الحروف الحلقية ، وتحقيق كلام العلماء في ذلك ومدى دقته ، ومعرفة معنى قولهم : أقصى الحلق ، ووسطه ، وأدناه ، ويكشف هذا الجهاز عن وضع الأوتار الصوتية أثناء الكلام ، مما يساعد في معرفة كيفية حدوث صفة الجهر والهمس . وكيف تكون هذه الصفات. ومن أفضل ما رأيته في هذا الجهاز أيضاً أنه يكشف عن وضع غضروف الحنجرة المسمى بالغلصمة أثناء نطق الحروف المفخمة كالصاد والظاء ، واسمه بالانجليزية (Epiglottis) .
حيث يذهب علماء الصوتيات الحديثة إلى أن التفخيم للحروف يحدث بتقعر لوسط اللسان مع تضييق في الحلق ، وكشف منظار الحنجرة أن مكان هذا التضييق يكون عند غضروف الغلصمة هذا. ولهذا الجهاز فوائد تظهر بالتجربة والتطبيق ، وله صور واضحة جداً لكل هذه المراحل التطبيقية. ومما أعجبني أن هناك تفاوت طفيف في نطق الحرف الواحد عند المتكلمين ، بحسب درجة الصوت. ولعلي إن شاء الله في بحث موسع أبين هذا بالصور الموضحة ، والجداول المبينة في المستقبل.
[line]
2- جهاز Nasometer وهو مفيد لقياس الغنة ومخرجها ، وهو من أهم الأجهزة لمعرفة مقادير الغنة في الحروف الأنفية كالميم والنون ، وفي معالجة بعض العيوب النطقية كمن يتكلم من أنفه ، أو يخرج بعض الحروف غير الأنفية مختلطة بالغنة. كما يساعد وهذه من أهم وظائفه في تحديد نسة غنة النون عند حروف الإخفاء الخمسة عشر ، وقد أشار المتقدمون إلى تفاوت غنة النون عند حروف الإخفاء الخمسة عشر بحسب قرب هذه الحروف إلى النون أو بعدها عنها. قال أبو عمرو الداني:(وإخفاؤهما على قدر قربهما وبعدهما ، فما قربا منها كانا عنده أخفى مما بعدا عنه)[التحديد في الإتقان والتجويد 115]. وفي هذا تجارب ممتعة يسر الله كتابتها وبيانها.
[line]
3- جهاز Palatometer لقياس مخارج حروف الحنك اللسانية ، وهو مخرج القاف والكاف والجيم والشين والياء . والجهاز موجود في موقع الشركة السابق.
[line](1/413)
4- جهاز Spectrogram لتحليل الطيف. وهو من أهم الأجهزة التي تساعد في عملية تصحيح النطق وتجويد الحروف ، حيث يقوم بعرض صورة مرئية للنطق تكشف عن خصائص الكلمة المنطوقة . وهذا ينفع في معرفة صفات الحروف وخاصة التفخيم والترقيق ولإطباق ونحوها.
ولا أشك أن هناك أجهزة أخرى مهمة في هذا الموضوع ، وبعضها ربما يكون يجمع هذه الوظائف كعادة الشركات التي أصبحت تصنع جهازاً يجمع وظائف متعددة كما نرى في الطابعات التي تشتمل على فاكس وآلة تصوير وسكانر معاً .
وقد تحدثت مع أحد الزملاء في كلية اللغات والترجمة ممن تخصصوا في هذا الجانب الصوتي للغة الانجليزية ، فسعد بهذا سعادة غامرة ، ووعدني بأن يشرح لي كيفية عمل الأجهزة المتوفرة لديهم في الكلية ، والبحث عن أفضل الطرق للاستفادة منها في باب تدريس التجويد ، وقال : لقد كنت أتعامل مع هذه الأجهزة تعاملاً آلياً من قبل هذا ، ولم يخطر ببالي توظيفها في تدريس تجويد القرآن ، فلعلك تفتح لنا باباً إلى هذا النفع . قلت : نسأل الله التوفيق والعون ، ولا أشك أن غيري من الفضلاء قد سبقني إلى بحث مثل هذه المسائل ، وللدكتور غانم قدوري الحمد قصب السبق في هذا الجانب ، وكل من تصدى بعده لإنشاء مقامة ، ولو أوتي بلاغة قدامة ، لا يغترف إلا من فُضالته ، ولا يسري ذلك المسرى إلا بدلالته ، وكنت عزمت على عرض كتابه القيم (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) في الحلقة التي عرضت في قناة المجد ، ولكن ضاق الوقت عن ذلك وعن غيره فالحمد لله.
وأختم جوابي المختصر لأخي طالب المعالي بالإشارة إلى كتاب قيم في هذا الموضوع ، اطلعتُ عليه على عجل ، وأنوي إعادة دراسته لعرضه عرضاً دقيقاً ، عنوان :
التجويد القرآني - دراسة صوتية فيزيائية
للدكتور محمد صالح الضالع
أستاذ علم الصوتيات بكلية الآداب بجامعة الاسكندرية
وقد صدرت طبعته الأولى عن دار غريب للنشر بالقاهرة عام 2002م . وهذه صورة غلافه .(1/414)
http://www.tafsir.net/images/tajwsound.jpg
ويضم هذا الكتاب أربع دراسات تناولها الباحث على مدى سنوات من العمل والتطبيق ، وهي :
- الغنة .
- الإخفاء .
- القلقلة .
- الاختلاس.
ولنا عودة له إن شاء الله إن كتب الله في العمر بقية .
---
سعودالعكوز
02-19-2006, 12:40 PM
جميل ..
---
عبدالله الشهري
02-19-2006, 01:26 PM
بارك الله فيك وحقق لك آمالك وبلغك فوق ما ترجو ، أنا أتفق معك تماماً في مسألة السعي للتخلص من الرتابة التي حاقت بأساليب تقديم العلوم الشرعية ، وخاصة علم التجويد ، وهو علم حاز به علماءنا الأوائل قصب السبق ، وهو علم قائم بنفسه يدرس باسم (phonetics) وما يتعلق بكيفيات ومعالجات الأصوات (phononlgy) ، ومكتب دعوة الجاليات بالجبيل له مجهود يشكر عليه ، فقد وظف مجموعة متقدمة من الأجهزة والمعامل الصوتية لتعليم الداخلين في الإسلام النطق المتقن للغة العربية وتلاوة القرآن الكريم ولكني أتذكر أنها ليست من ضرب الأجهزة المتطورة التي ذكرت في مقالك اعلاه ، ولكنها على الأقل محاولة شجاعة لكسر حاجز العادة المستحكمة على كثير من انماط التعليم لدينا وقد آتت ثمراً يانعاً ، وعلماً نافعاً ، ولله الحمد ، والأمل معقود في أمثالكم لفعل مثل ذلك وأجود على مستوى التعليم الجامعي.
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2006, 03:44 PM
أحسن الله إليكم جميعاً ، وشكراً لأخي الكريم عبدالله الشهري على تشجيعه وإضافته. وما تفضلتم به عن مكتب دعوة الجاليات في الجبيل قد رأيته وسعدت به ، وأخي سعادة العميد فؤاد قاضي ممن خطط لمثل هذه الإبداعات ، وقد أطلعني عليها أيام التخطيط لذلك المركز الرائع الذي أسأل الله أن ينفع به وبالقائمين عليه ، وهو مشروع متكامل سابق لغيره في كثير من التفاصيل.(1/415)
وأما التجديد في جوانب تدريس علم التجويد فله مسوغات ، ومبررات تدعو إليه ، ويجب أن يكون القائمون عليه ، والمتخصصون فيه مبادرين إلى إقامة علاقات أخوية وعلمية مع الزملاء المتخصصين في اللغة وخاصة في علم الأصوات الحديث ، وفي الفيزياء ولا سيما الصوتية ، وفي الالكترونيات وهندستها ، وفي طب الأنف والأذن والحنجرة وتشريحها ؛ لأن هناك قطيعة بين المتخصصين في هذه التخصصات ، فلا تجد من مراجع المؤلفين في الأصوات كتاباً في التجويد ، ولا من مصادر المؤلفين في التجويد كتاباً في الأصوات ، وهكذا بقي الانقطاع بين هذه الحقول العلمية المتصلة ببعضها ، ونتج عن ذلك الحرمان من نتائج رائعة توصلت إليها الدراسات الصوتية الحديثة ، كانت ستساعد في إيضاح كثير من وصف القدماء لبعض الظواهر الصوتية كالإخفاء والغنة ، وكانت ستقطع الخلاف في بعض المسائل التي من هذا القبيل ، ولا سيما أن الدراسات الصوتية العربية زاد عمرها الآن عن الخمسين عاماً أو تزيد.
وقد حرصت على اقتناء الكتب ذات العلاقة في معظم هذه التخصصات ، وقرأتها بتدبر ، وحاولت استخراج كل ما يمكن أن يخدم علم التجويد من كل هذه التخصصات ، فوجدت على سبيل المثال أن كثيراً من الرسومات التي يستخدمها المؤلفون في كتب التجويد المعاصرة لإيضاح مخارج الحروف ليست دقيقة ، وأن هناك صوراً ادق منها عند المتخصصين في التشريح ، وغير ذلك من الفوائد التي يضيفها الاطلاع على هذه المؤلفات.
---
(1/416)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن منهج ابن جرير في حكاية الإجماع
---
سؤال عن منهج ابن جرير في حكاية الإجماع
---
أحمد القصير
03-08-2004, 02:05 PM
كثيراً ما يورد الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره عبارة : أجمع أهل الحجة من أهل التأويل ، أو نحو هذه العبارة ، مع أن المسألة فيها أقوال أخر ، فهل من أحدٍ قام بدراسة منهج ابن جرير ومراده من حكاية الإجماع في تفسيره ؟
---
الباحث7
03-08-2004, 05:37 PM
تحت هذا الرابط ما قد يفيدك حول هذا الموضوع :
الإجماع عند ابن جرير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1021&highlight=%C7%E1%C5%CC%E3%C7%DA+%CC%D1%ED%D1)
---
د.حسين الحربي
03-12-2004, 09:12 PM
من منهج الامام ابن جرير الطبري في الإجماع أنه لايعتد بمخالفة الواحد والاثنين في حكاية الاجماع ، خلافا لجمهور العلماء .
وقد وافقه على ذلك الجصاص الحنفي وغيره .
لذا فإن الامام ابن جرير ينسب قول الواحد والاثنين المخالف لما عليه الجماعة إلى الشذوذ .
وهذه المسألة مقررة عند علماء الأصول باب الإجماع , وكذا هي واضحة عند استقراء كتاب ابن جرير .
وللفائدة ينظر الموافقات للشاطبي ( 4/173 ) , وللأخ محمد الخضيري بحث بعنوان الإجماع في التفسير . مع تمنياتي لك بالتوفيق
---
أبوعبدالله المسلم
03-12-2004, 10:26 PM
إلى الدكتور حسين الحربي مع التحية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تتحفنا بالمزيد من مشاركاتك فقد عرفناك من خلال كتابك قواعد الترجيح ؛ فسعدنا بك وبأمثالك من الباحثين الجادين .
وأرجو أن لا تقطعكم القواطع عن الاشتغال بالبحث ، والاستمرار في العطاء ؛ فالمتخصصون المبدعون في الدراسات القرآنية قلة كما لا يخفى على أمثالكم وفقكم الله .
وعندي سؤال حول الإجماع في التفسير :
هل هناك ضابط علمي صحيح للإجماع في التفسير ؟(1/417)
وسبب سؤالي أني أجد في كتب التفسير من يذكر الإجماع على قول ، وآخر يذكر خلافاً في موضع الإجماع
ثم ؛ ألا ترون أنه لا ينبغي الاستعجال في حكاية الإجماع في مسألة ما ؟
وسؤال ثالث : ما تعليقكم على منهج الطبري هذا ؟ هل هو صحيح من حيث المنهج العلمي ؟ بعيداً عن تخطئة هذا الإمام ؛ فله أن يحدد لنفسه منهجاً ويسير عليه ولا تثريب . ولكن من الناحية المنهجية التي استقر عليها الاصطلاح في معنى الإجماع .
ألا يمكن أن يقال : إن المخالف للجماعة ينبغي أن لا يحكم على قوله باشذوذ قبل النظر في حاله ومكانته ؛ فقد يكون إماماً يفوق الجماعة الذين خالفوه .
أرجو التعليق على ما ذكرت ، وتقبلوا تحياتي وشكري .
---
الباحث7
03-12-2004, 11:01 PM
فائدة سريعة ، ونحن بانتظار أجوبة الشيخ حسين الحربي :
هذا نص فتوى للشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز :
( مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثامن
هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية؟
س : هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية؟ يرجى التفصيل أثابكم الله؟
ج : الإجماع اليقيني حجة قطعية ، وهو أحد الأصول الثلاثة التي لا تجوز مخالفتها وهي : الكتاب والسنة الصحيحة ، والإجماع .
وينبغي أن يعلم أن الإجماع القطعي المذكور : هو إجماع السلف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ؛ لأن بعدهم كثر الاختلاف وانتشر في الأمة ، كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه ( العقيدة الواسطية ) ، وغيره من أهل العلم .
ومن الأدلة على ذلك : قوله تعالى في سورة النساء : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
وفق الله المسلمين للفقه في دينه ، والثبات عليه ، والحذر مما يخالفه . إنه سميع قريب ) انتهى .
تتمة لأسئلة الأخي أبي عبدالله المسلم هل يقال : إنه لا إجماع معتبر بعد الصحابة ؟(1/418)
---
أحمد البريدي
03-12-2004, 11:29 PM
وللفائدة هذا رأي الشيخ ابن عثيمين فيما ذكر حيث قال :ومن الناحية الفقهية فالطبري مجتهد لكنه سَلَك طريقةَ خالف غيره فيها بالنسبة للإجماع، فلا يعتبر خلاف الرجل والرجلين، وينقل الإجماع ولو خالف في ذلك رجل أو رجلين، وهذه الطريقة تؤخذ عليه لأن الإجماع لابد أن يكون من جميع أهل العلم المعتبرين في الإجماع وقد يكون الحق مع هذا الواحد المخالف .
المرجع : القول المفيد (1/431)
---
(1/419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تحقيق المذهب في حكم زكاة العنب
---
تحقيق المذهب في حكم زكاة العنب
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-13-2006, 08:15 AM
تحقيق المذهب في حكم زكاة العنب
---
(1/420)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الناسخ والمنسوخ ....
---
الناسخ والمنسوخ ....
---
البار بوالديه
08-15-2005, 01:56 AM
ماهي أشمل الكتب المؤلفة عن النَّاسخ والمنسوخ
أسأل عن الكتب التي تناولت هذا الموضوع لمؤلفين من النصف الثاني من القرن العشرين
---
عبدالرحمن الشهري
08-15-2005, 10:24 AM
من أشملها كتاب (النسخ في القرآن الكريم) للدكتور مصطفى زيد رحمه الله.
---
marmar_egy2005
08-20-2005, 06:37 PM
اخيرا تم اعتماد اسم لي بعد معاتاة في محاولة للأشتراك في هذا المنتدي
المهم عشان ماطولش عليكم
فيه موضوعان كتبوا في المنتدي أري انهم مهمين اكتر من كده للبحث
الاول هو كتاب المصاحف للسجستاني
والثاني هو موضوع النواسخ في القرأن
انا شايفه ان كتير من علماء المسلمين يتهربون من مناقشة الناسخ والمنسوخ !!!!!!!!!! دون توضيح اي اسباب
سؤالي لماذا كل هذا التعتيم في محاولة لاغراق حقائق وتغيبها ؟؟؟؟
سؤالي التاني اين هو اصل المصحف وهل المصحف الموجود حاليا هو المصحف العثماني علي اقل تقدير !!!!!
صحيح ده اول مشاركة لي بس اتمني اكون ضيفة خفيفه علي قلبكم
ائشكركم تحياتي
---
(1/421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد أفضل كتاب لتفسير القرآن والحديث؟(اكتروني)
---
أين أجد أفضل كتاب لتفسير القرآن والحديث؟(اكتروني)
---
الموج
05-11-2004, 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي لي حاجة في أفضل كتاب لتفسير القرآن والحديث (اكتروني طبعآ) ولا يتطلب تشغيل هذا الكتاب برنامج الاوفيس على الجهاز
لكم فائق احترامي
---
عبدالرحمن الشهري
05-11-2004, 06:11 PM
أما التفسير فتجد هنا عدد من التفاسير الموثوقة وهي تفسير الطبري وابن كثير والقرطبي .
http://quran.al-islam.com/arb/
وهنا تجد كتب الحديث الموثوقة إن شاء الله
http://hadith.al-islam.com/
وفقك الله
---
الموج
05-12-2004, 06:58 AM
مرحبا بالاخ الكريم
اشكرك جزيل الشكر
وأنا ابحث عن كتب الله يبارك فيك حتى احمّلها على جهازي
ولا ابحث عن موقع لان تصفح الموقع يستلزم وجودي على الانترنت طوال فترة القراءة
تسلم عزيزي
---
عبدالرحمن الشهري
05-13-2004, 08:40 AM
يمكنك الاستفادة من الجزء الذي فسره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله . فقد تم وضعه على هيئة الكتاب الالكتروني .
مؤلفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله (http://www.binothaimeen.com/eBook-a.shtml).
---
الموج
05-13-2004, 09:52 AM
مشكور والله يجزاك خير
---
(1/422)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استئذان بالمشاركة
---
استئذان بالمشاركة
---
الباجي
02-14-2005, 09:33 AM
أهل التفسير الكرام: السلام عليكم ورحمة الله.
أعانكم الله على ما أنتم فيه، ونفع بكم وأحاطكم بكلاءته، وشرح صدوركم لدينه وملاءها إيمانا ويقينا.
محبكم الباجي - تشبها - قد لاذ بكنفكم راجيا النفع والانتفاع بفوائدكم الطيبة، فهل ترون عليه من بأس لو تطفل وشارككم في ذلك؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-14-2005, 09:44 AM
أهلاً بك أخي الكريم
ولا بأس عليك - إن شاء الله -
وننتظر منك الجديد والمفيد ، ولا تنس الحرص على التحرير والاتقان وفقك الله
---
أبو بيان
02-14-2005, 11:30 AM
مرحباً بالباجي وأهلاً,
وعلى الرحب والسعة أخاً مفيداً مستفيداً إن شاء الله.
---
baderan
04-01-2005, 11:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك أخي الباجي
ونرجو أن تكون مميزا كمن تسميت على إسمه فرحم الله تعالى القاضي أبي الوليد الباجي المالكي
وأرجو أن تشاركني في الإهتمام بهذه الشخصية العبقرية
فمرحبا بك أخي الباجي
---
(1/423)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال لأهل السعودية و الخليج و الشمال الأفريقي عن ختان البنات عندهم ؟
---
سؤال لأهل السعودية و الخليج و الشمال الأفريقي عن ختان البنات عندهم ؟
---
د.أبو بكر خليل
12-01-2006, 11:53 PM
يؤيد بعض العلماء قولهم بعدم وجود أدلة شرعية صحيحة في ختان الإناث بعدم وجوده - أي ختان الإناث - في كثير من البلاد الإسلامية ؛ و من ذلك ما قاله الشيخ القرضاوي في مؤتمر " نحو حظر انتهاك جسد المرأة " ، الذي انعقد بالقاهرة أخيرا بدعوة من جمعية ألمانية قيل إتها يهودية - قال : (( فإن كثيرا من أقطار العروبة و الإسلام لم تثر فيها هذه القضية على الإطلاق لأن نساءها توارثن من قرون عدم الختان )) . ما عدا مصر كما قال .
فهل هذا صحيح : أنهن لا يختتن من قرون ؟
- و قال غيره في فتاوى أخرى : أن أهل السعودية و دول الخليج و الشمال الأفريقي لا تختتن نساؤهم ؟
* و سؤالي هو عن صحة قولهم هذا من حيث وقوعه بصرف النظر عن صحة الاحتجاج به لما ذهبوا إليه .
---
أبو حذيفة
12-03-2006, 12:42 AM
مثل هذا السؤال ليس هذا مكان طرحه ولا من المناسب طرحه ( في نظري ) والله أعلم
---
محمود الشنقيطي
12-04-2006, 01:57 PM
أحسنت يا أبا حذيفة فهذا ملتقى للعلم وطلابه لا ينبغي أن يكون محل استبينات عن أمور تافهة كهذه - مع احترامي لصاحب الموضوع- حفظه الله..
---
القحطاني
12-05-2006, 07:28 AM
في نظري ألا حرج في سؤال الدكتور أبي بكر خليل
واستفساره عن هذا الأمر في هذا الملتقى خيرٌ من طرحه في منتديات يقل فيها طلاب العلم
---
د.خضر
12-05-2006, 09:34 AM
[تمنيت على الدكتور المحترم الذي طرح هذا السؤال أن يقلِّب بعض الأوراق الفقهيه والحديثية ليتحقق من حكم الختان في
الشريعة الإسلامية و هذا يكفى بدلا من فهم البعض للسؤال بهذه الطريقة على أن ذلك من ضروب كشف المستور الذي(1/424)
يلمز صاحبه ، وعادات الناس ليست دليلا شرعيا حتى نستبين العادات لندلل بها على حكم شرعي، وأهمس في أذن
الفاضل الذي الذي وصف السائل بما لايليق بأن هذا ليس من مكارم الأخلاق بل من المفرقات للجماعة فتدبر وتأمل ،
وأرجو المعذرة.
---
د.أبو بكر خليل
12-05-2006, 10:13 AM
جزاكم الله خيرا أخي المحترم د . خضر
و صاحبكم لا يخفى عليه أقوال المذاهب الفقهية - و غيرها - في حكم ختان الإناث ، و أعدّ بحثا يتناول ما أثاره بعض المعاصرين من القول بعدم مشروعيته - بزعم عدم ورود نصوص صحيحة صريحة فيه - و كذا قولهم بجواز منعه عموما و سنّ قوانين تلزم بذلك .
و لذا طرحت سؤالي لأستوثق - بقدر ما - من دعوى عدم وجود ذلك الختان فيما ذكروه من بلدان - و أوافقكم في أن هذا ليس حجة شرعية - ليكون الرد شاملا لكل ما احتجوا به و استأنسوا .
***
و قد عجبت مما صدر هنا من البعض مما لا يليق بطلبة العلم من عدم التحلي بآداب أهل العلم و التخلي عنها في ردودهم
و إنا لله و إنا إليه راجعون
---
د.خضر
12-06-2006, 12:56 PM
حفظك الله يا سعادة الدكتور ، وأحب أن أشير إلى أن هذا الموضوع قد خدم في عهد شيخ الأزهر السابق الشيخ جاد
الحق على جاد الحق ، وكتب هو ـ رحمه الله ـ كتابا في الختان شفعه بمجلة الأزهر في أواخر عهده رحمه الله ، كما إن
الزميل الدكتور كمال الجمل الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين بالمنصورة جامعة الزهر كتب فيه بحثا مطولا وقد تم
نشره بالمجلة العلمية للكلية المذكوة من حوالى ثلاث سنوات والله أسأل أن يوفقني وإياكم لخدمة العلم ونشره، ودمتم.
---
د.أبو بكر خليل
12-08-2006, 11:32 AM
أشكركم على الاهتمام بالرد و الإفادة بذكر بعض ما كتب في المسألة ، و قد قرأت ما تيسر لي و توفر منها ، و لكن بحث الدكتور كمال الجمل لم أطّلع عليه ، و أكون شاكرا لكم لو تفضلتم بوضعه هنا أو إرساله إليّ برسالة خاصة عن طريق ملتقانا هذا .(1/425)
- و مقصودي الأصلي من كتابة بحثي : الرد و الدحض لأقوال بعض المعاصرين ممن ادعى عدم مشروعية ختان الإناث ، و كذا من ادعى جواز حظره شرعا و عموما ؛ بقوة القانون و سلطة وليّ الأمر ؛ و من هذا و ذاك :
1 - ما كتبه الشيخ شلتوت - شيخ الأزهر الأسبق - في ختان البنات ، المذكور في كتابه " الفتاوى " .
2 - ما كتبه الشيخ طنطاوي - شيخ الأزهر الحالي - في ختان البنات في مجلة " الأزهر " ، و كذا مقاله : ( الإجهاض و الخفاض ) في صحيفة " الأهرام " .
3 - البحث الذي كتبه الشيخ يوسف القرضاوي أخيرا و قدمّه إلى المؤتمر العالمي للعلماء الذي انعقد بالقاهرة منذ أيام تحت شعار ( نحو حظر انتهاك جسد المرأة ) . [ ! ]
4 - ما جاء في كتاب " الحكم الشرعي في ختان الذكور و الإناث " ، للدكتور محمد لطفي الصباغ - و الذي اهتمت بطبعه و نشره " منظمة الصحة العالمية " ؛ تأييدا لحملتها الدولية لمحاربة ختان الإناث .
5 - ما جاء في كتاب " غاية البيان في قضية الختان " ، للدكتورة سعاد الشرباصي حسنين ، وكيلة كلية الدراسات الإسلامية للبنات بالزقازيق بمصر .
6 - ما جاء في كتاب " ختان الإناث في منظور الإسلام " ، للدكتور محمد سليم العوّا ، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين .
*** و هذا كله مخالف لأقوال أئمة الفقه أصحاب المذاهب الأربعة - و غيرهم - ممن تلقت الأمة مذاهبهم بالقبول و العمل طوال العصور و في مختلف بلاد الإسلام
---
د.خضر
12-10-2006, 09:55 AM
حياكم الله سعادة الدكتور(1/426)
وأحب أن أضيف أن بحث الأخ د الجمل ليس اكترونيا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ليس لدي الآن، وعلى كل فقد انتصر الزميل لرأي من أجاز الختان وأيد ذلك بالسنة وخاصة أنه كشف عن طرق كثيرة تقوي الأحاديث التي ذهب البعض إلى تضعيفها في هذا الباب، وفي مصادرك الكفاية لمن أراد الحق واتباعه، وأضيف إن الدكتور القرضاوي أطال الله عمره وأحسن عمله قد أرسل كلمة للمؤتمر الألماني بمصر ـ كما علمت من البعض ـ وحرفت بالصحف والإعلام ، وكفانا قول من قال: لو اجتمع أهل محلة على ترك الختان أو الخفاض لحاربهم الإمام أو كما جاء بكتاب شيخ الأزهر السابق، ولنا أن نوجه سؤالا لكل من انتصر لمحاربة خفاض الأنثى مؤداه: هل أنتم تعانون من الفشل مع أزواجكم؟ هل أنتم ولدتم من غير مخفوضات، ألم تتابع الأجيال في حظوة وسعادة مع وجود الخفاض، هل الأمم المتحدة ومؤتمراتها هي المحركة لأهل الفقه في زماننا؟!! وعلى كل فالمسألة ترجع لكل حالة على حدة ، ويتكلم في هذا أهل الحذق من الأطباء الموحدين المسلمين ، فهم الأمناء على هذا الدين وهم الذين يشكلون مع العلماء الفقهاء صمام الأمان لوحة هذه الأمة، وللخروج من الجزء السفلي إلى رحابة القضايا الهامة التي تعصف بحاضرنا وقد تمحو ـ لاقدر الله ـ مستقبلنا والله غالب على أمره.
---
د.أبو بكر خليل
12-10-2006, 10:35 AM
الأمر المحزن - يا أخي الفاضل الدكتور خضر - أنهم يقصرون و يخصّون ما قيل في عموم الختان بالرجال دون النساء بغير دليل صحيح ، و يطرحون مقررات أئمة علوم الحديث و كذا أقوال أئمة الأمة من أصحاب مذاهب الفقه ، بل و يعتلّون بالمتناقضات من الأدلة !
فبالأمس : ختان الإناث مباح و ليس واجبا و لا مستحبا ،
و اليوم : يجوز منع ختان الإناث و حظره ؛ بدعوى جواز تقييد المباح أو منعه للضرر ! ،
و غدا : ختان الذكور ليس واجبا و لا مستحبا ، و إنما هو مباح فقط ؛ لذات التعللات ،(1/427)
ثم بعد غد : يجوز منع ختان الذكور و حظره كذلك !
و لا حول و لا قوة إلا بالله
- و تلك أقوالهم :
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=4609&version=1&template_id=226&parent_id=17
---
د.خضر
12-12-2006, 12:38 PM
أحسن الله إلينا وإليكم يا دكتور خليل ونفع بكم وقد تبين لى ما كنت أرجوه من خلال ما أشرتم به من الموقع المبين عاليه وقد حفظته لدي للرجوع إلى ما قاله فضيلة الدكتور ومن موقعه وشكرا لكم مع الدعاء لكم بالتوفيق والسداد.
---
سامي السلفي
12-14-2006, 08:32 AM
فائدة سؤال السائل في معرفة فقه دعوة المخاطب وكيف يُبدأ معه في هذا الموضوع
---
د.أبو بكر خليل
12-14-2006, 11:00 PM
و هو ما حرصت عليه في تقدمتي لسؤالي .
و إذا كان الختان من السنّة ( سنن المرسلين ) ،
و كان ختان الرجال و النساء من السنة ؛ كما قال إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله ؛
فينبغي على كل واحد منا العمل على اتباع تلك السنة في أبنائه بنين و بنات ، و يعمل على إحياء تلك السنة في البنات بالأخص ؛ حيث كادت تندثر و تموت
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من رغب عن سنتي فليس مني " .
---
(1/428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف يمكن الجمع بين القسم بالليالي العشر، والإخبار بأفضلية العمل بأيام عشر ذي الحجة
---
كيف يمكن الجمع بين القسم بالليالي العشر، والإخبار بأفضلية العمل بأيام عشر ذي الحجة
---
الياسمين
12-26-2006, 02:52 PM
لما أقسم الله بالليالي (وليال عشر) وفضيلة العمل وردت بالنهار
---
مساعد الطيار
12-26-2006, 05:00 PM
حكي في تفسير ( وليال عشر ) أقوال :
الأول : عشر ذي الحجة ، وعليه جمهور المفسرين .
الثاني : العشر الأول من رمضان ، وهو مروي عن ابن عباس ، كما حكاه ابن كثير ، وحكاه الثعلبي عن الضحاك .
الثالث : العشر الأولى من المحرم حكاه ابن جرير ، ولم يعزه إلى أحد ، وهو قول يمان بن رباب ، وقد حكاه عنه الثعلبي في تفسيره ، وعنه البغوي والقرطبي .
الرابع : العشر الآخرة من رمضان ، وقد حكاه القرطبي عن ابن عباس والضحاك .
والإشكال يقع على قول الجمهور ، في أن الليالي ليالي عشر من ذي الحجة ، والذي يظهر لي أنه لا تعارض بين الحديث في تفضيل الأيام ، والآية في القسم باليالي ، إذ الليلة جزء من اليوم ، فيكون القسم بجزء من الأيام الفاضلة ، وهي لياليها ، والله أعلم .
ثم إن القسم بالليالي لا يلزم منه التفضيل المطلق ، حتى يقال : هل ليال عشر ذي الحجة أفضل ، أو ليالي العشر الأخيرة من رمضان ؟
وإنما يقع الشؤال عن تخصيص هذه الليالي بالقسم في هذا السياق ، وهو أمر يحتاج إلى نظر وتدبر .
ويلاحظ أن الفضل الوارد في العشر من ذي الحجة ورد بصيغة ( ما من أيام ) ، واليوم يشمل النهار والليل ، ولم يرد تخصيص في حديث من الأحاديث على أن المراد أن العمل بالنهار أفضل من الليل .
---
أبو عاتكة
12-29-2006, 07:58 AM(1/429)
جزاكم الله خيرا كثيرا ما كانت تستوقفني هذه الآية عند ذكر فضائل عشر ذي الحجة أو عند مسألة التفضيل بينها وبين العشر الأواخر من رمضان
---
(1/430)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أدب الحوار فى الاسلام ...
---
أدب الحوار فى الاسلام ...
---
أبو محمد الظاهرى
06-17-2006, 12:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين..اللهم صل على محمد وعلى آله أجمعين..
هذا كلام لبعض الدعاة المعاصرين فى أدب الحوار فى الاسلام قمت بتلخيصه وإدراجه هنا...
أسأل الله أن يهدينا ويتوب علينا ....
**************************************************
موضوع أدب الحوار مع الآخرين كبير وخطير؛ فالخلاف بين الناس أمر مشهور، وللخلاف في أمور الدين والشرع أسباب كثيرة، منها:
- أن بعض النصوص تحتمل أكثر من اجتهاد في تحديد معناها.
- اختلاف العقول والأفهام، وتفاوت المدارك.
- تفاوت العلم؛ فهذا عالم، وهذا أعلم، وهذا أقل.. قال تعالى: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [يوسف:76].
- عدم بلوغ الدليل فيقول العالم القول ولو بلغة الدليل في المسألة لما قال به .
- الهوى والتعصب لقول، أو مذهب، أو رأي، أو شيخ(2).
مسالك الناس في حل الخلاف
وحينما يختلف الناس -سواء كانت اختلافاتهم كلية أو جزئية-؛ فإنهم يسلكون في معالجة هذا الخلاف مسالك شتى منها :
- الحرب:
فالحرب تكون -أحيانًا- وسيلة لحل الخلاف، وإنهاء الخصومات، وإثبات الحجة، إلا أنها لا تصلح أن تكون الحل الأول في ذلك؛ إذ إننا نجد أن كثيرًا من المبادئ والنظريات التي قامت على القوة، وعلى الحديد والنار -كما يقال-، سرعان ما تهاوت وسقطت.
وحال الشيوعية اليوم خير شاهد على ذلك، فقد سقطت خلال أقل من ثمانين عامًا.
على حين أن الوجه الآخر للحضارة المادية المنحرفة -وهو وجه الرأسمالية- لا زال حيًّا ، وربما قويًّا ممكنًا في الأرض، وما ذلك لأنه مؤمن بالله عز وجل؛ بل إن الله يمهل ولا يهمل....(1/431)
أما في الإسلام، فإن المسلمين وإن شنّوا حروبًا ضد أعدائهم، لكن هذه الحروب لم تكن بهدف إكراه أحد على الدخول في الإسلام، فقد قال الله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة:256]؛ بل كانت بهدف إزالة الطواغيت التي تحول بين الناس وبين الدخول في الدين، أو تضغط عليهم وتكرههم على ترك دينهم الحق، والدينونة بالكفر.
ولم يحفظ التاريخ أن المسلمين أكرهوا شخصًا واحدًا على الدخول في الإسلام؛ ومما يمكن أن نلحقه بالحروب كل صور المفاصلة بسبب الرأي بما في ذلك التباغض والتهاجر ومناصبة العداء ونحو ذلك من صور المغالبة .
- الحوار:
سواء مع الكافر بهدف دعوته إلى الإسلام، أو مع المسلم، وذلك من خلال المباحث التالية:
المبحث الأول: الحوار أقوى من البندقية.
المبحث الثاني: أهمية الحوار.
المبحث الثالث: قواعد الحوار وأصوله.
المبحث الرابع: صفات المحاور.
المبحث الخامس: آفات في الحوار.
المبحث السادس: آداب الحوار الصحيح.
المبحث السابع: أمثلة من الحوارات.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الأول
الحوار أقوى من البندقية
إن الحوار يكون -أحيانًا- أقوى من الأسلحة العسكرية كلها؛ لأنه يعتمد على القناعات الداخلية الذاتية؛ بل ربما أفلح الحوار فيما لا تفلح فيه الحروب الطاحنة.
وفيما يلي حادثتان تاريخيتان قديمتان تدلان على ذلك. وكلا الحادثتين تتعلق بطائفة من الخوارج، ومن المعروف في تاريخ الإسلام أن الخوارج من أكثر الناس ضراوة وقوة، وشجاعة وبسالة في الحروب، مما جعل الناس يرهبونهم.
حتى نساء الخوارج، كن يبدين من ضروب البسالة والشجاعة في الحروب ما تدهش له العقول له:
فلننظر كيف فعل بهم الحوار؟!
- الموقف الأول:(1/432)
ذكر الباقلاني، والسكوني، والشاطبي، وغيرهم، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعث ابن عباس رضي الله عنهما إلى الخوارج المسمين بالحرورية، فذهب إليهم ابن عباس رضي الله عنه، وعليه حلة جميلة، فلما أقبل، قالوا له: يا ابن عباس، ما الذي جاء بك؟ وما هذه الثياب التي عليك؟
- فقال: أما الثياب التي عليَّ، فما تنقمون مني؟ فوالله، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه حلة ليس أحد أحسن منه، ثم تلا عليهم قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَات منَ الرِّزْق قُلْ هِيَ للَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالصَةً يَوْمَ الْقيَامَةِ) [الأعراف:32].
- قالوا: ما الذي جاء بك يا ابن عباس؟
- قال: جئتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس فيكم أنتم يا معشر الخوارج واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجئتكم من عند ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني: علي بن أبي طالب-، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله، جئت لأبلغكم عنهم، وأبلغهم عنكم، فأنا رسول -أي وسيط- بينكم وبينهم.
- قال بعضهم: لا تحاوروا ابن عباس، لا تخاصموه، فإن الله تعالى يقول عن قريش: (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) [الزخرف:58]، فلما خافوا من الهزيمة قالوا: اتركوا هذا، هذا جدل إنسان خَصِم! وقال بعضهم: بل نكلمه، ولننظر ماذا يقول؟
- قال ابن عباس رضي الله عنه: فكلمني منهم اثنان أو ثلاثة، فقال لهم: ماذا تنقمون على علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
- قالوا: ننقم عليه ثلاثة أمور.
- قال: هاتوا.
- قالوا: الأول: أن علي بن أبي طالب حكَّم الرجال في كتاب الله، يعني: بعث حكمًا منه، وحكمًا من معاوية رضي الله عنه، وقصة التحكيم معروفة(3)، والله تعالى يقول: (إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ) [الأنعام:57].
- قال: هذه واحدة فما الثانية؟(1/433)
- قالوا: الثانية: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتل ولم يسْبِ، -أي قاتلهم وما سبى نساءهم-، فلئن كانوا مسلمين فقتاله حرام، ولئن كانوا كفارًا فلماذا لم يسبهم؟
- قال: وهذه أخرى، فما الثالثة؟
- قالوا: الثالثة: أنه نزع نفسه من إمرة المؤمنين لمَّا كتب الكتاب، فلم يكتب أمير المؤمنين؛ بل قال: علي بن أبي طالب. - فانه ان لم يكون أميراً للمؤمنين فهو أمير للكافرين ....قال: أوقد فرغتم؟
- قالوا: نعم.
- قال: أما الأولى: فقولكم: حكَّم الرجال في كتاب الله تعالى، فإن الله تعالى يقول في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ) [المائدة:95]، فذكر الله تعالى حكم ذَوَيْ عدل فيما قتله الإنسان من الصيد، سألتكم الله تعالى! التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم أعظم، أم التحكيم فيما قتله الإنسان من الصيد؟
- قالوا: لا؛ بل التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم أعظم.
- قال: فإن الله تعالى يقول في كتابه: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا) [النساء:35]، ناشدتكم الله تعالى! التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم أهم، أو التحكيم في بُضع امرأة؟
- قالوا: لا، التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم.
- قال: انتهت الأولى؟
- قالوا: نعم، فالثانية؟
- قال: أما الثانية، فقولكم: قاتل ولم يسْبِ، هل تسْبون أمكم عائشة رضي الله عنها -لأنها كانت في الطرف الآخر-، وتستحلون منها ما يستحل الرجال من النساء، إن قلتم ذلك كفرتم، وإن قلتم ليست بأمِّنا كفرتم -أيضًا-؛ لأنها أم المؤمنين، فاستحيوا من ذلك وخجلوا.
- قالوا: فالثالثة؟(1/434)
- قال: أما قولكم: خلع نفسه من إمارة المؤمنين، وإذا لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما عقد كتاب الصلح مع أبي سفيان وسهيل بن عمرو في صلح الحديبية، قال: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله" قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك، اكتب اسمك واسم أبيك، فمحا النبي صلى الله عليه وسلم الكتابة، وقال: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله (4).
فرجع منهم عن مذهب الخوارج ألفان، وبقيت بقيتهم، فقاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه(5).
فانظر كيف أثَّر الحوار الهادئ القوي العميق في مثل هذه الرؤوس اليابسة الناشفة، حتى رجع منهم ألفان إلى الحق في مجلس واحد لم يستغرق ربع ساعة.
- الموقف الثاني:
وهو أيضًا يتعلق بطائفة الخوارج العنيدة.
فإنه لما بقيت منهم في الموصل بقية، كتب إليهم عمر ابن عبد العزيز رحمه الله -الخليفة الأموي العادل- ينكر خروجهم، ويقول لهم: "أنتم قليل أذلة"، فردُّوا عليه وقالوا: أما قولك: إنا قليل أذلة، فإن الله تعالى يقول لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأََرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الأنفال:26]، فردوا عليه بذلك.
فوجَّه إليهم عمر بن عبد العزيز فقيهًا اسمه: عون ابن عبد الله، وهو أخو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين.
- فقال لهم عون بن عبد الله: إنكم كنتم تطلبون حاكمًا في مثل عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلمَّا جاءكم هذا الحاكم كنتم أنتم أول من نفر عنه وحاربه.
- قالوا: صدقت، ولكنه لم يتبرأ ممن قبله ولم يلعنهم، فلم يلعن علي بن أبي طالب، ولا معاوية، ولا بني أمية؛ لذا فنحن نحاربه -وهذا هو مذهب الخوارج-.(1/435)
- قال لهم: كم مرة في اليوم تلعنون فيها هامان؟
- قالوا: ما لعنّاه قط!
- قال: أيسعكم أن تتركوا لعن وزير فرعون الطاغية، والمنفذ لأوامره، والذي بنى صرحه بأمره، ولا يسعكم أن تتركوا لعن أهل قبلتكم، إن كانوا أخطأوا في شيء، أو عملوا بغير الحق؟!!
فسكتوا ورجع منهم طائفة كبيرة.
فَسُرَّ بذلك عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه، وقال لهذا الرجل: لماذا لم تحتجّ عليهم بعدم لعن فرعون؟ - قال: لو قلت لهم: لماذا لا تلعنون فرعون؟ ربما قالوا: إننا نلعنه، أما هامان فقلَّ من يلعنه علىألسنة الناس، فلذلك اخترته.
فسكت هؤلاء الخوارج، حتى خرجوا في ولاية يزيد ابن عبد الملك، فقاتلهم(6).
والشاهد هنا كما يقول السكوني في (عيون المناظرات): "فكانت حجة عمر أبلغ من قتالهم بالسيف".
وهكذا يتبين أن الحجة القوية، والحوار الهادئ المقنع الرزين، من صاحب عقل وفهم وعلم، يفعل في كثير من الأحيان ما لا تفعله السيوف ولا المدافع والطائرات .
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثاني
أهمية الحوار
تبرز أهمية الحوار من جانبين:
الجانب الأول: دعوة الناس إلى الإسلام والسنة:
فتعقد لذلك محاورات مع غير المسلمين؛ لإقناعهم بأن دين الله تعالى حق لا شك فيه، أو مع مبتدعين منحرفين عن السنة؛ لدعوتهم إلى السنة، وأمرهم بالتزامها. والقرآن الكريم حافل بنماذج من مثل هذه الحوارات التي جرت بين أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام وبين أقوامهم، حتى إن قوم نوح قالوا له: (يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [هود:32]، فأكثر جدالهم حتى تبرَّموا من كثرة جداله لهم، والجدال نوع من الحوار.
إننا بحاجة إلى أن نحاور أصحاب المذاهب والنظريات والأديان الأخرى؛ بهدف دعوتهم إلى الله تعالى، فالحوار وسيلة من وسائل الدعوة.(1/436)
ولا يجوز أبدًا أن نعتقد -كما يعتقد الكثيرون- أن العالم اليوم يعيش حالة إفلاس من النظريات والعقائد والمبادئ والمثل، فهذا غير صحيح؛ بل العالم اليوم يعيش حالة تخمة من كثرة النظريات والمبادئ والعقائد والمثل والفلسفات وغيرها، صحيح أنها باطلة، ولكن هذا الركام الهائل من الباطل مدجج بأقوى أسلحة الدعوة والدعاية، والدعاة الذين تدرَّبوا وتعلَّموا كيف يدافعون عن الباطل حتى يصبح في نظر الناس حقًّا.
أما أهل الحق فكثير منهم لا يحسن الطريقة المثلى للحوار؛ لإقناع الخصم بما لديه من الحق والسنة .
وقد لا يحسن هؤلاء أن يناقش بعضهم بعضًا، إلا من خلال فوهات المدافع والبنادق، فإن لم يملكوها، فمن خلال الأفواه التي تطلق من الكلمات الحارة الجارحة، ما هو أشد فتكًا من الرصاص والقذائف.
إذن، فإن الهدف الأول من الحوار هو دعوة الكفار إلى الإسلام، أو دعوة الضالين من المبتدعة إلى السنة.
الجانب الثاني: فصل الخلاف في الأمور الاجتهادية:
فالحوار يُعد وسيلة للوصول إلى اليقين والحق في مسألة اجتهادية اختلفت فيها أقوال المجتهدين، فيتكلم اثنان في محاورة أو مناظرة للوصول إلى الحق في مسألة اجتهادية ليس فيها نص صريح، أو إجماع لا يجوز تعديه.
وليس من الضروري -أيها القارئ الكريم- أن تعتقد أن نتيجة الحوار لابد أن تكون إقناعك الطرف الآخر بأن ما عندك حق، وما عنده باطل، فليس هذا بلازم، فقد تقنع إنسانًا بذلك، فإن لم تتمكن، فأقل شيء تكسبه من الحوار - إذا التزمتَ بالشروط الموضوعية له - أن يعلم خصمك أن لديك حجة قوية، وأنك محاور جيد، وأن يأخذ انطباعًا بأنك موضوعي متعقل، بعيد عن التشنج والهيجان والانفعال.
فكثير من الناس يظنون أن الآخرين لا يملكون الحق، وليس عندهم شيء، وأنهم مجرد مقلِّدين، فإذا حاوروهم وناظروهم علموا أن لديهم حججًا قوية، فأقل ما تكسبه أن تجعل أمام مناظرك علامة استفهام.(1/437)
فقد تلتقي بنصراني داعية إلى النصرانية، فتناقشه، فمن المحتمل أن يسلم، وهذا خير كثير، وهو أرقى وأعلى ما تتمناه، لكن قد لا يسلم، فهل تعتبر أنك قد خسرت المناظرة؟ لا؛ لأنه وإن لم يسلم، فربما صار عنده تفكير في الإسلام يدعوه إلى أن يبحث، ثم قد يسلم ولو بعد حين، وإذا لم يفكر في ذلك، فعلى الأقل صار عنده شكوك في دينه، وإذا لم يحصل هذا، فعلى أقل تقدير فتر شيء من الحماس الذي كان يحمله لدينه، وصار عنده تردد في مذهبه الباطل.
ونحن نجد أن المسلمين الذين يكثرون الاحتكاك بأهل الكتاب أو بالمنحرفين عن الإسلام ويسمعون منهم الكثير؛ نجد أن هؤلاء المسلمين وإن لم يتركوا دينهم إلا أن حماسهم يقل ويفتر لدينهم حتى وهم على الحق؛ وذلك من كثرة ما سمعوا من أعدائه، فما بالك بأهل الباطل إذا سمعوا نقد باطلهم؟ لابد أن يفتر حماسهم له، أو يشكّوا فيه، أو يتراجعوا عنه.
الجدال المحمود:
الحوار والجدال والمناظرة كلها ألفاظ متقاربة لمعنى واحد، وإن كان أكثر ما جاء من لفظ الجدال في القرآن الكريم يطلق على الجدال المذموم، كما في قوله تعالى: (وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ) [الكهف:56].
ولكن جاء لفظ الجدل في القرآن أيضًا في مواضع محمودة، وهي:
- قوله تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [العنكبوت:46]، فهذا جدل بالتي هي أحسن لدعوة اليهود والنصارى إلى الإسلام.
- قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125].(1/438)
- قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) [هود:74]، فكيف جادلهم؟ لما سألهم: أبُعثتم إليهم لإهلاكهم؟ قالوا: نعم. قال: أفيهم مائة مسلم؟ قالوا: لا. قال: أفيهم خمسون مسلمًا؟ قالوا: لا. قال: عشرة مسلمين. قالوا: لا. قال: خمسة مسلمين؟ قالوا: لا. قال: فقوم ليس فيهم هؤلاء جديرون بالإهلاك، فهذا -كما ذكر بعض المفسرين- الجدل الذي حصل من إبراهيم عليه السلام(7).
- قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [المجادلة:1].
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثالث
قواعد الحوار وأصوله
إن من الضروري أن يتلقَّى المسلم -وخاصة الداعية إلى الله- أسس الحوار وأصوله، في عالم يموج اليوم بالنظريات الكافرة والاتجاهات المنحرفة، فقد أصبح الحوار فنًّا يدرس -أحيانًا- باسم: فن الجدل، وأحيانًا يسمونه: فن المناظرة.
إضافة إلى فن آخر له علاقة كبيرة بالموضوع، وهو ما يسمى بفن العلاقات العامة، الذي تقام فيه دورات لكثير من الموظفين، والمتخصِّصين في العلاقات العامة، والدعاة، وغيرهم .
والعلاقات العامة تعني: حسن الاتصال بالآخرين؛ لإقناعهم برأي، أو لترويج سلعة من السلع، أو تصحيح فكرة، أو التمهيد لقضية من القضايا من خلال الاتصال بالناس، فهو فن لابد للداعية أن يتعلمه نظريًّا وعمليًّا.
وللحوار قواعد كثيرة، نعرض بعضها فيما يلي:
القاعدة الأولى: تحديد موضوع الحوار:(1/439)
ينبغي أن يدور الحوار حول مسألة محددة، فإن كثيرًا من الحوارات تكون جدلاً عقيمًا، ليس له نقطة محددة ينتهي إليها، فينبغي أن يكون الحوار أو الجدل (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125] حول نقطة معينة، بحيث يتم التركيز عليها، ولا يتعداها الحوار حتى يُنْتَهى منها.
القاعدة الثانية: مناقشة الأصل قبل الفرع:
ينبغي ألا يتم التناقش في الفرع قبل الاتفاق على الأصل؛ إذ إن مناقشة الفرع مع كون الأصل غير متفق عليه، تعتبر نوعًا من الجدل العقيم إلا في حالات معينة.
وأضرب أمثلة لحالات يمكن فيها مناقشة الفرع، أو مناقشة الأصل:
فلو جاءك كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وأخذ يناقشك في قضية حجاب المرأة المسلمة -مثلاً-، أو في قضية تعدد الزوجات، أو في مسألة الجهاد؛ حيث إن هذه القضايا بالذات هي أكثر القضايا التي يثير حولها الغربيون شبهاتهم؛ لإثارة الفتنة بين المسلمين.
المهم هو كيف تحاور هذا الكافر الذي لا يؤمن بالإسلام؟ هل تناقشه في هذه المسائل إذا حاورك بشأنها؟
بإمكانك هنا أن تحاوره بإحدى طريقتين:
- الأولى: أن تحيل إلى الأصل، فتقول له: إن الجهاد وتعدد الزوجات والحجاب وما على شاكلة هذه القضايا؛ جزء من دين الإسلام، وبدلاً من أن نناقش هذه النقاط ينبغي أن نرجع للأصل، وهو الإسلام، فنتجادل فيه، فإذا اقتنعت بالإسلام، فحينئذ -من باب أولى- أن تقتنع بهذه الأمور، ولا حاجة أن نتجادل فيها، وإذا لم تقتنع بالإسلام، فنقاشي معك في هذه الجزئية يعتبر نوعًا من العبث الذي لا طائل تحته.
- الثانية: يمكنك أن تناقشه بالحجج المنطقية، في نفس الجزئيات التي يجادل حولها.(1/440)
فمثلاً: إذا تكلم عن تعدد الزوجات، فيمكن أن تجادله في هذا الموضوع بأن تخبره أنه من الثابت علميًّا أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال، وفي (أمريكا) نفسها تصل -أحيانًا- نسبة النساء إلى الرجال مائة وتسعة عشر إلى مائة، وأحيانًا مائة وستين إلى مائة؛ فستون امرأة زيادة على المائة، لمن تكون؟!
فإذا لم نأذن للرجال بتعدد الزوجات، فذلك يعني أن هؤلاء النساء بقين ضائعات بلا أزواج، أو اضطررن إلى ممارسة البغاء والرذيلة، فتعدد الزوجات ضرورة لابد منها؛ لأن نسبة الإناث في أكثر المجتمعات أكثر من نسبة الرجال.
وهكذا، عندما تثبت لهذا الكافر حالات وأوضاعًا يكون تعدد الزوجات فيها أمرًا سائغًا؛ فربما آمن بالإسلام من خلال اقتناعه بهذه الحجج.
القاعدة الثالثة: الاتفاق على أصل يُرجع إليه:يجب الاتفاق على أصل يرجع إليه المتحاورون إذا وُجد الخلاف، واحتدم النقاش، وذلك كالاتفاق على الرجوع عند الاختلاف إلى القرآن الكريم، وإلى صحيح السنة، المهم أن نتفق على أمور تكون مرجعًا عند الخلاف.
وقد وقعت حادثة حدثني بها جماعة من العلماء منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، والشيخ عبد الله بن قعود، أن جماعة من الشيعة كتبوا إلى مفتي الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، يطلبون منه أن يعقد مجلسًا للحوار معهم، فَهَمَّ الشيخ محمد بن إبراهيم أن يهمل هذا الطلب وألا يرُد عليهم، فأشار عليه الشيخ عبد الرزَّاق عفيفي بأن هذا الأمر ما دام جاء منهم فينبغي ألا يُهمل؛ لأنهم قد يعتبرون عدم إجابتنا على طلبهم نوعًا من النكول عن المناظرة أو ضعف الحجة.(1/441)
فالأولى أن نكتب لهم بالموافقة على المناظرة شريطة أن يكون هناك أصلٌ نرجع إليه، ويكون هذا الأصل هو القرآن الكريم، وصحيحي البخاري ومسلم، فكتب لهم الشيخ رحمه الله بهذا المضمون، أنه لا مانع من إجراء الحوار والمناقشة، شريطة أن نرجع في الاختلاف إلى القرآن الكريم، وصحيحي البخاري ومسلم، فلم يرُدوا عليه، ولم يجيبوه إلى ما سأل.
وهذا يبرز أهمية تحديد أصل يُرجع إليه عند الخلاف.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الرابع
صفات المحاور
أولاً: جودة الإلقاء، وحسن العرض، وسلاسة العبارة:
وقد كان ذلك من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث حديثًا لو شاء العادُّ أن يحصيه لأحصاه،لم يكن يسرد الحديث كسردكم"(8).
فعلى المحاور أن يكون هادئًا سلسًا، جيد الإلقاء.
ثانيًا: حسن التصور:
والمقصود من حسن التصور، ألاَّ تكون الأفكار عند المتحدث مشوشة أو متداخلة أو متضاربة، فبعض الناس -لضعف تصوره- ربما يطرح فكرة أثناء النقاش، وبعدما ينتصف في شرحها يتبيَّن له أنها غير صالحة، ولا تخدم الغرض، فينتبه في منتصف الطريق بعدما يكون قد تورَّط في ذلك.
ثالثًا: ترتيب الأفكار:
فالقدرة على ترتيب الأفكار،وتسلسلها، وارتباط بعضها ببعض وعدم تداخلها، أو اضطرابها، مما يثبت حجة المحاور ويقويها.
رابعًا: العلم:
ينبغي أن يكون المحاور ذا علم وقوة وقدرة، فإن بعض المحاورين قد يخذل الحق بضعف علمه، فرغم أن الحق معه، إلا أنه لم يدعمه بالعلم القوي، فيضع نفسه في غير موضعه.(1/442)
لذلك فليس كل إنسان مهيأ للحوار، حتى وإن كان صاحب حق، فإنه ربما حاور بهدف نصر الحق فيخذل الحق؛ لضعف علمه وبصيرته، وربما حاور بجهل فيقتنع بالباطل الذي مع خصمه، وربما احتج بحجج باطلة، مثلما يحدث في بعض المناظرات والمحاورات التي تعقد، فلا يقتنع الناس بالحق الذي يحمله.
خامسًا: الفهم مع العلم:
لابد من الفهم وقوة العقل؛ ليدرك المتحدث حجج الخصم، ويتمكن من فهمها، ويعرف نقاط الضعف والقوة فيها، فيقبل ما فيها من حق، ويرد ما فيها من باطل.
سادسًا: الإخلاص:
فينبغي التجرد في طلب الحق وتوصيله إلى الآخرين، بحيث لا يكون همُّ المرء الانتصار لرأيه، وإنما همه طلب الحق وإيصاله للآخرين.
سابعًا: التواضع:
فالتواضع أثناء المناقشة، أو بعد الانتصار على الخصم، من أهم ما ينبغي أن يتحلى به المحاور.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الخامس
آفات في الحوار
أما الحوار القائم بين كثير من المسلمين بعضهم مع بعض، ففيه عيوب وأخطاء نذكر منها :
أولاً: رفع الصوت:
فكأن الإنسان في غابة تتهارش فيها السباع، ومن لم يكن ذئبًا أكلته الذئاب، فيرى أن انتصاره في الحوار لن يكون إلا عن طريق مبالغته في رفع الصوت على خصمه، والله تعالى يقول: (إِنَّ أَنْكَرَ الأََصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان:19].
ثانيًا: أخذ زمام الحديث بالقوة:
وذلك لئلا تدع للخصم فرصة يتحدث فيها، فيهدم بناءك الهش، أو يحطِّم حججك الزجاجية، أو يثير البلبلة في نفوس الناس.(1/443)
وكأننا في ذلك قد أخذنا بمبدأ الكلمة التي قالها (دايل كارنيجي) في كتابه: "كيف تؤثر في الناس وتكسب الأصدقاء"؛ إذ قال: إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك، ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك وتتركهم، فإليك الوصفة: لا تعط أحدًا فرصة للحديث، تكلم بدون انقطاع، وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث، فلا تنتظر حتى يتم حديثه، فهو ليس ذكيًّا مثلك! فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟ اقتحم عليه الحديث، واعترض في منتصف كلامه، واطرح ما لديك.
ثالثًا: تهويل مقالة الطرف الآخر:
إن البعض يهوِّلون أقوال الآخرين، ويحمِّلون كلامهم من الضخامة ما لا يخطر إلا في نفوس مرضى القلوب، لماذا؟ لئلا يتجرأ أحد على القول بمثل ما قالوا، أو نصرة ما ذهبوا إليه.
فيحاول المحاور -أحيانًا- أن يحيط القول المردود بهالة رهيبة فيقول: هذا القول كفر، وهذا فسق، وهذا بدعة، وهذا خرق للإجماع، وهذا مصادمة للنصوص الشرعية، وهذا اتهام للعلماء، وهذا قول حادث باطل لم يسبق إليه...، ويظل يهوِّل ويطول ويضخم العبارات، بحيث يشعر السامع أنه قول خطير، يجب البعد عنه، وعدم التورط في قبوله، أو الاقتناع بحجة من تكلم به.
وقد لا يكون القول كذلك.
نحن لا ننكر أن من الأقوال ما يكون كفرًا أو فسقًا أو بدعة، ومنها ما يكون مصادمة للنص، أو قولاً حادثًا لم يسبق إليه صاحبه، لكن هذه الأشياء كلها لابد حين يقولها الإنسان أن يثبتها بالدليل الواضح، أما مجرد إطلاق دعاوى فارغة في الهواء، فهذا لا يسمن ولا يغني من جوع.
رابعًا: الاعتداء في وصف الطرف الآخر:
فتصفه بما لا يليق من الأوصاف؛ تأديبًا له وردعًا لأمثاله، فتقول: هذا جاهل سخيف حقير متسرع، وأضعف الإيمان أن تصفه بأنه ليس أهلاً لهذا الأمر.(1/444)
ولا يكفي هذا فحسب؛ بل لابد من كشف نية هذا الإنسان، فتتهمه بفساد نيته، وسوء طويته، وخبث مقصده؛ بل قد تتهمه بأنه عدو مغرض للإسلام، أو محارب للسنة وأهلها، له أهداف بعيدة من وراء مقالته تلك، أو بأنه عميل للشرق أو الغرب، أو لقوى خارجية أو داخلية...
ونحن لا ننكر -أيضًا- أن من الناس من هو سيء النية والطويَّة خبيث المقصد، ومنهم من هو عدو للإسلام أو السنة؛ بل ومنهم من هو عميل للشرق أو الغرب، أو لقوى بعيدة أو قريبة، لكن حين تُطلق هذه الأشياء، فلابد من الدليل الواضح عليها، ولا يجوز أن نصادر عقولنا، ويُطلب منا أن نقتنع بشيء لم يُسَق عليه أي دليل.
فليس مقصود الحوار تناول شخص بعينه، اللهم إلا إن كان موضوع الحوار أو نقطة الحوار -أصلاً- هي الكلام عن هذا الشخص، فهذا باب آخر.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث السادس
آداب الحوار الصحيح
إن آداب الحوار الصحيح، هي بإيجاز:
أولاً: حسن المقصد:
فليس المقصود من الحوار العلو في الأرض، ولا الفساد، ولا الانتصار للنفس، ولكن المقصود الوصول إلى الحق .
والله تعالى يعلم من قلب المحاور ما إن كان يهدف إلى ذلك أم يهدف إلى الانتصار، والتحدث في المجالس أنه أفحم خصمه بالحجة.
ضع في اعتبارك أنه يحتمل أن يكون الخطأ عندك والصواب عند غيرك، فالله تعالى لم يحابك، ويختصك دون بقية خلقه بالعلم والفهم والإدراك والعقل، فإذا كان عندك حق، فعند غيرك حق، وقد يكون عندك حق كثير، وعنده حق قليل، وقد يكون العكس.
فعلى المسلم أن يطلب الحق بحسن نية، وألا يكون هدفه وهو يسمع كلام خصمه أن يرد عليه متى سكت؛ بل هدفه الوصول إلى الحقيقة، ولهذا كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول: "ما ناظرت أحدًا قط إلا أحببت أن يوفق ويُسدَّد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدًا إلا ولم أبال بيَّن الله الحق على لساني أو لسانه"(9).(1/445)
وهذه -والله- أخلاق أتباع الأنبياء؛ لأنه يبتغي إحقاق الحق لا إسقاط الخصم .
ثانيًا: التواضع بالقول والفعل:
من آداب الحوار: التواضع، وتجنُّب ما يدل على العجب والغرور والكبرياء.
فبعض الناس إذا حاور شخصًا أو حادثه أعرض ونأى بجانبه، وازورَّ لا يلتفت إلى خصمه، إشارة إلى السخرية وعدم الاكتراث به، وربما ظهر على قسمات وجهه أو حركات حاجبيه أو عينيه أو شفتيه ما يدل على السخرية والاستكبار، وربما يزم شفتيه، أو يلوي وجهه، أو يلوي عنقه، أو يشير بطرف عينيه إشارات تعبر عن السخرية والازدراء، فهذا كله من الكبر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الكبر بطر الحق وغمط الناس"(10).
فمن التواضع أن تقبل الحق ممن جاء به حتى ولو كان أعدى أعدائك، وتعدّ ذلك ضالتك المنشودة، فأنت باحث عن الحقيقة أنىَّ وجدتها فأنت أحق بها.
ومن التواضع -أيضًا- ترك استخدام الألفاظ الدالة على التعالي والكبرياء، وازدراء ما عند الآخرين، كأن يقول: نرى كذا، وعندي، وأنا، وقلت، ونحو هذه الألفاظ.
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم أن إبليس هو الذي قال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ) [الأعراف:12]، فـ(أنا) هذه المتعاظمة الرادة للحق هي من إبليس، وقارون هو الذي قال: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص:78]، فالذي يقول: عندي، وهو ليس أهلاً لذلك شبيه بقارون، وسائر المستكبرين تعاظموا في نفوسهم فردُّوا الحق.
ثالثًا: الإصغاء وحسن الاستماع:
الإصغاء إلى الآخرين فن قَلَّ من يجيده، فأكثرنا يجيد الحديث أكثر من الاستماع، والله سبحانه وتعالى جعل لك لسانًا واحدًا، وجعل لك أذنين حتى تسمع أكثر مما تتكلم، فلابد أن تستمع جيدًا، وأن تستوعب جيدًا ما يقوله الآخرون.(1/446)
ووضع أذنك للمحدِّث، وحملقة عينيك بوجهه، وتأملك لما قال، يمكن أن يكون دليلاً على قوتك، وقدرتك على الحوار، وإذا وجدت ملاحظات، فيمكن أن تسجلها في ورقة لتتحدث فيها بعدما ينتهي من حديثه.
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، فربما تحدَّث معه بعض المشركين بكلام لا يستحق أن يُسمع، فيصغي النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا انتهى هذا الرجل وفرغ من كلامه، قال له صلى الله عليه وسلم: "أوقد فرغت يا أبا الوليد؟" قال: نعم. فتكلَّم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من القرآن(11).
رابعًا: الإنصاف:
وهو أن تكون الحقيقة ضالتك المنشودة، تبحث عنها في كل مكان، وفي كل عقل.
جرِّد نفسك، ولا تبالِ بالناس رضوا أم سخطوا، وكن باحثًا عن الحقيقة، وليعلم ربك من قلبك أنه ليس في قلبك إلا محبة الله تعالى، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الحق الذي يحبه الله ورسوله.
فلتستخلص الحق من خصمك، ولو من بين ركام الباطل الكثير الذي ربما جاء به.
وربما أجرى الله تعالى كلمة الحق على لسان الفاسق، أو حتى على لسان الكافر -أحيانًا-، فيمكن أن تستفيد من المحاور ولو كان فاسقًا أو كافرًا، فقد تستفيد منه عيبًا موجودًا عندك أو عند المسلمين، أو تستفيد منه مصلحة دنيوية للمسلمين، أو أسلوبًا من أساليب الدعوة إلى الله تعالى، ربما فطن له هو، وغفلت أنت عنه. وللشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله كلمة حكيمة جميلة، يقول فيها معبِّرًا عن رد الحق عند الكثيرين: "إن الذين لديهم ذكاء حاد لا يقبلون الصواب غالبًا إلا إذا كان من عند أنفسهم؛ وذلك أن الله تعالى أعطاهم قدرات وطاقات عالية، وُفِّقوا بسببها إلى كثير من الحق الذي أخطأ فيه الناس؛ ولذلك فلديهم من الثقة بآرائهم وعدم الثقة بآراء الآخرين، ما يصعب معه على الناس إقناعهم بغير الآراء التي يرون هم".(1/447)
إن الاعتراف بالحق وإعلانه -أيضًا- لا ينقص من قيمة الإنسان، فكونك تقول في مناظرة أو محاورة أو محاضرة: أنا أخطأت في كذا، هذا لا يعيبك؛ بل هذا يرفع منزلتك عند الناس، ويدل على شجاعتك وقوتك، وثقتك بنفسك.
خامسًا: البدء بمواضع الاتفاق والإجماع والمسلَّمات والبدهيات:
فمن المصلحة ألا تبدأ الحوار بقضية مختلف فيها؛ بل ابدأ بموضوع متفق عليه، أو بقاعدة كلية مسلَّمة أو بدهية، وتدرج منها إلى ما يشبهها أو يقاربها، ثم إلى مواضع الخلاف.
فممَّا يذكر عن سقراط -وهو أحد حكماء اليونان-، أنه كان يبدأ مع خصمه بنقاط الاتفاق بينهما، ويسأله أسئلة لا يملك الخصم أن يجيبه عليها إلا بنعم، ويظل ينقله إلى الجواب تلو الآخر، حتى يرى المناظر أنه أصبح يُقر بفكرة كان يرفضها من قبل.
وأضرب مثالاً على قضية الانتقال من الكليات إلى الجزئيات، أو من المسلَّمات إلى غير المسلمات:
قد يخاصمك إنسان في قضية أساليب الدعوة إلى الله تعالى، هل هي توقيفية، أي لابد أن يكون فيه نص على أسلوب الدعوة؟ أم أنها أساليب اجتهادية متجددة، يمكن أن آخذ بأي أسلوب، ولو لم يكن منصوصًا عليه، إذا لم يكن هذا الأسلوب حرامًا؟
مثال: النشيد، قد يقول قائل: إن النشيد أسلوب من أساليب الدعوة، ويقول آخر: لا. أساليب الدعوة توقيفية، والنشيد ما ورد في الكتاب ولا في السنة، فلا يجوز استخدام النشيد كأسلوب من أساليب الدعوة، وهذا يختلف فيه بعض العلماء والدعاة في هذا العصر، ويتحاورون فيه.
والنقاش حول مشروعية النشيد كأسلوب للدعوة، قد يكون موضوعًا جزئيًّا شكليًّا، ولكن لا مانع من ذكره للإيضاح فقط، فأرى أن تبدأ النقاش بهذا السؤال: لو أن إنسانًا أنشد نشيدًا ليس فيه معصية ولا كلام باطل محرم، وغير مصحوب بدف ولا مزمار ولا غيره، وهذا الكلام أنشده على سبيل الترويح عن النفس، أو المؤانسة، أو قطع عناء الطريق في سفر؛ هل هذا يحرم أم لا؟(1/448)
سيقول لك الطرف الآخر: لا يحرم؛ بل هو طيب، ثم تنتقل وتسأله سؤالاً آخر: هل يوجد شيء في الشريعة يكون مباحًا غير حرام بشرط عدم إصلاح النية فيه، فإذا صلحت النية كان هذا الشيء حرامًا ؟ سيقول لك: لا.
إذًا: فمن أين لك أن قراءة بعض الأناشيد بنية صالحة؛ بهدف إشغال الناس -مثلاً- عن الغناء المحرم، أو رفع معنوياتهم، أو تلقينهم الحكم، والمعاني الرفيعة؛ أن هذا العمل يكون حرامًا؟!
قد يقول البعض: إن هذا عبادة والعبادة توقيفية، فيقال: من أين لك أن هذا داخل في باب العبادة التي هي القربى؟
إن العبادة أنواع: فقد تطلق العبادة على العبادات التوقيفية، التي هي القرب كالصلاة -مثلاً- والحج، فإحداث صفة جديدة للصلاة أو الحج لا يجوز؛ بل هو بدعة؛ لأن الصلاة توقيفية، وهي قُربة محضة إلى الله تعالى.
وهناك أعمال أخرى يمكن أن يكون الإنسان مأجورًا عليها، ولا يُطلق عليها أنها قربة محضة إلى الله تعالى، مثلما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وفي بُضع أحدكم صدقة"(12)، فليس معنى ذلك أن جماع الإنسان لزوجته يكون عبادة بذاته، وليس قربة محضة إلى الله عز وجل، لكن يؤجر عليه الإنسان ما دام في الحلال، وقد أصلح صاحبه فيه النية.
كذلك القول في الأناشيد، مع التنبيه أنه لابد من ضوابط بطبيعة الحال، مثل: عدم الإكثار منها، وخلوها من المعاني السيئة، وألا تكون مصحوبة بآلات محرمة، إلى غير ذلك.
سادسًا: ترك التعصب لغير الحق:
فلو حاورت إنسانًا، فتناول معهدًا تعمل فيه، أو مقالة كتبتها، أو كتابًا ألَّفته، أو محاضرة ألقيتها، أو تناول جهة -تُحسب أنت عليها- بالانتقاص والسب وتتبع الأخطاء، فإياك أن تتعصب لهذا الشيء الذي تنتمي وتنتسب إليه، ثم تبادر بالرد، وتقوم بتقديم كشف بالإيجابيات والحسنات في مقابل الكشف الذي قدمه هو بالأخطاء، والسلبيات..، لا؛ بل عليك بالأمور التالية:
- أولاً: دع زمام الحديث بيده حتى ينتهي -كما اتفقنا قبل قليل-.(1/449)
- ثانيًا: اعترف بصوابه فيما أصاب فيه، والحق ضالة المؤمن -كما سبق-.
- ثالثًا: إذا انتهى فانقد الخطأ بطريقة علمية، بعيدة عن العواطف.
وما أعز وأصعب وأندر أن يتخلص الإنسان من التعصب -أي لون من ألوان التعصب-؛ فإن الحزبيات قد أثَّرت في المسلمين تأثيرًا كبيرًا جدًّا.
فمثلاً: يتعصب الإنسان -أحيانًا- لمذهب أو لوطن، أو قبيلة، أو لدعوة، أو لجماعة، فهذا ما يُسمى بالحزبية، بحيث يحيط هذا الشيء بعقله، فلا يملك عقلاً متحررًا من القيود والأوهام؛ بل تجده يدور في فلك معين، ولا يستطيع أن يتقبل الحق إلا في إطار محدود.
سابعًا: احترام الطرف الآخر:
فنحن مأمورون أن نُنزل الناس منازلهم، وألا نبخس الناس أشياءهم.
فيا أخي المسلم الداعية، ليس النجاح في الحوار والمناظرة مرهونًا بإسقاطك لشخصية الطرف الآخر الذي تناظره، ولا إسقاطك لشخصيته يعني أنك نجحت في المناظرة؛ بل ربما يرتد الأمر عليك، ويكون هذا دليلاً على إفلاسك وعجزك، وأنك لا تملك الحجة؛ فاشتغلت بالمتكلِّم عن الكلام.
والناس اليوم تعي وتعقل، ولو أنك سندت قولاً من الأقوال الباطلة الزائفة حينًا من الزمن بالتهويش، واللجاج، فإن هذا القول الذي لا يسنده الحق سرعان ما ينهار ويتهاوى بمجرد غفلة السَّاعين به، أو انشغالهم عنه بغيره، فيموت وينساه الناس.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - "ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء"(13)، فالمؤمن ليس باللعان، ولا بالطعان في الناس وأعراضهم، ونياتهم ومقاصدهم وأحوالهم، ولا بالفاحش، ولا بالبذيء.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحِّشًا، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا"(14)، فهذا حال النبي صلى الله عليه وسلم وصفته، وهذا كلامه في وصف المؤمن، أنه لا يحب الفحش ولا التفحش.(1/450)
ومن بديع احترام رأي الآخرين، ما ينقل عن الإمام مالك: أنه لمَّا ألَّف الموطأ، ومكث أربعين سنة يؤلفه، وقرئ عليه آلاف المرات، وعرضه على سبعين من العلماء فأقروه عليه، وتعب فيه أيما تعب، ومع ذلك لمَّا بلغ الخليفة المنصور كتاب مالك وأعجبه، وقال: إنا نريد أن نعممه على الأمصار، ونأمرهم باتباعه؛ قال له الإمام مالك: "لا تفعل -رحمك الله-، فإن الناس سبقت منهم أقاويل، وسمعوا أحاديث ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وما أتوا به، وعملوا بذلك ودانوا به وكل ذلك من اختلاف أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ثم من بعدهم من التابعين، ورد الناس عما اعتقدوه ودانوا به أمر صعب شديد، فدع الناس وما هم عليه، ودع أهل كل بلد وما اختاروا لأنفسهم"(15).
فلا حاجة إلى اللجوء إلى تبكيت الشخص الذي تخاصمه وإحراجه والسخرية منه .
ثامنًا: الموضوعية:
الموضوعية تعني: رعاية الموضوع، وعدم الخروج عنه.
- فمن الموضوعية: عدم الهروب من الموضوع الأساسي إلى غيره. إن بعض الناس إذا أحرجته في موضوع هرب منه إلى موضوع آخر، فهو ينتقل من موضوع إلى موضوع، وكلما أُحرج في نقطة انسحب منها إلى غيرها، ونقل الحديث نقلة بعيدة أو قريبة.
ولعل هذا أعظم أدواء المناظرة، التي تجعل الإنسان يخرج منها -ربما بعد ساعات- دون طائل، والموضوع يقتضي ألا تخرج من نقطة إلا إذا انتهيت منها، ثم تنتقل إلى غيرها.
-كذلك من الموضوعية: عدم إدخال موضوع في آخر، فقد تتكلم مع إنسان في قضية حجاب المرأة المسلمة، وضرورة التزامها بالستر، وبُعدها عن السفور، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب، أو الذهاب إلى أماكن اللهو والفساد وغير ذلك، فتجد أنه بدلاً من أن يناقشك في هذا الموضوع يقول: يا أخي، الناس قد وصلوا إلى القمر، وأنت لازلت تجادل في هذا الموضوع!(1/451)
فما علاقة وصول الناس إلى القمر أو عدم وصولهم بقضية مطالبتنا بحجاب المرأة المسلمة؟! أليس هذا إدخالاً لموضوع في قضية أخرى لا يتعلق بها؟
وقد تُكلِّم إنسانًا -مثلاً- في قضية الغناء الفاحش البذيء، الذي أصبح يصك الأسماع، ويهيِّج الغرائز، ويدعو إلى الرذيلة، فيقول لك: يا أخي، المسلمون يُقتلون في مشارق البلاد ومغاربها، وتسفك دماؤهم، وتنتهك أعراضهم، وأنت لازلت تتكلم في هذه الجزئيات؟!
فما دمنا قد اتفقنا أن موضوع الغناء هو مادة الحوار الذي سيناقَش، فما دخل قضية قتل المسلمين بذلك؟ وهل إذا تركنا الحديث عن الغناء أو الحديث عن حجاب المرأة المسلمة، ستُحل مشاكل المسلمين، ويُرفع الظلم عن المظلومين؟!
-كذلك من الموضوعية: عدم النيل من المتحدث باتهامه في نيته أو الكلام على شخصه، فبعض الناس يقول: من هذا الإنسان؟ ما هدفه؟ ما تاريخه؟ من وراءه؟ ما درجته من العلم؟ ما قدره؟
فيا أخي، ما علاقتك بهذا الشخص المتكلِّم؟ المهم أن أمامك دعوى وكلامًا ومطلوب منك مناقشته بالحجة والبرهان، فدع المتكلم جانبًا، وانظر في الكلام الذي قيل، وما قدره من الخطأ أو من الصواب؟
اعمل بقولي وإن قصرت في عملي *** ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري(16)
-كذلك ليس من الموضوعية: الاشتغال بالأيمان المغلظة، والله سبحانه وتعالى ذمَّ الذين يكثرون من اليمين: قال تعالى: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ.هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ.مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) [القلم:10-13]، فهذا دعيٌّ ملصق في أهل العلم وليس منهم، وملصق في قومه وليس منهم، ومع ذلك يكثر من الأيمان الكاذبة، أو قد لا تكون كاذبة لكن اليمين ليس حجة، فكونك تحلف بالله العظيم الذي لا إله إلا هو أن هذا هو الحق، فهذا لا يقدِّم ولا يؤخِّر.(1/452)
قد تكون مقتنعًا فعلاً أنه هو الحق، لكن قناعتك هذه ليست نابعة من دراستك، أو معرفتك بالحجج والأدلة؛ ولكنها نابعة عما تلقيته عن شيخ تعظمه فوقر في قلبك، أو درسته منذ صغرك فاستقر في قراره في نفسك، وليس لأن لديك دليلاً قويًّا على أنه هو الحق.
وفرق بين أن تكون مقتنعًا قناعة مطلقة بأنه هو الحق، فتحلف على ذلك، فإذا حلفتَ أنت عرفتُ أنك تعتقد أنه هو الحق، ولكن لا يلزم أن يكون هو الحق، فقد تراه حقًّا وتحلف عليه، والواقع أن الحق بخلافه.
-كذلك من الموضوعية: تجنب الكذب في الحديث، فإن المناظر قد يكذب أحيانًا، فقد سمعت مرة مناظرة بين اثنين في قضية أحدهما شيعي، فقام الشيعي وقال: روى الإمام أحمد في مسنده، وذكر حديثًا موضوعًا مختلقًا، وهذا الحديث إذا رجعت للجزء والصفحة من المسند، لا تجده، لكنه يعرف أن الخصم ليس عنده وقت حتى يرجع للمسند، ويتأكد من صحة الحديث، ومن البعيد جدًّا أن يكون قد أحاط بمسند الإمام أحمد حتى يعرف ما فيه، مما ليس فيه، فيستغل حديثًا مختلقًا ليضر به الخصم، وينسبه إلى كتاب من هذه الكتب، وربما ينطلي عليه.
فهذا ليس من الموضوعية في شيء، وإذا لم يكتشفه الخصم حال المناقشة فسيكتشفه فيما بعد، ويبين أنك كنت كاذبًا فيما ادعيت.
ومثل الكذب وأخوه بتر النصوص، وهو أن تنقل نصًّا طويلاً، فتجتزئ الكلام الذي يصلح لك، ويدل على ما تريد، وتترك الباقي، فهذا ليس من الأمانة؛ بل عليك أن تنقل الكلام كاملاً حتى يشاركك الناس فيما استنتجته، فإما أن يقرُّوك، وإما أن يخالفوك في الفهم.(1/453)
ثم إن هذا الكلام أيضًا قد يقوله الإنسان ولا يُدرى كل ما وراءه، فالكلام يُفهم من حال المتكلم، ومن سياقه، ومن نصوصه الأخرى، ومن سيرة قائله، كما ذكر الإمام ابن القيم في مواضع من كتبه: أن كلام الناس -يعني كلام البشر- يفهم على ضوء الشخص المتكلم، وظروفه، وما يُعلم عن المتكلم وأحواله، فإذا صدر كلام من شخص يحتمل أكثر من معنى عرفنا أن الذي يليق بفلان من المعاني هو كيت، وكيت، وإن كان الكلام يحتمل غيره؛ لأن كلام الناس يحتمل وجوهًا.
-كما أن من الموضوعية: إذا لم تعرف مسألة ما أن تقول: لا أدري، وإذا ترك العالم لا أدري، أصيبت مقاتله، كما كان السلف يقولون: ويجب على العالم أن يعلم تلاميذه وطلابه قول: "لا أدري"؛ حتى يلجؤوا إليها فيما لا يعلمون .
- ومن الموضوعية: التوثيق العلمي، يعني إذا استدللت فلا تستدل بشائعات أو ظنون أو أوهام استقرت في عقلك أو في عقل من أمامك من الناس؛ بل استدل بالنصوص، والأدلة الواضحة؛ والبراهين الثابتة، والإحصاءات الدقيقة، قال رسوله صلى الله عليه وسلم، وبراهين العلماء، تستدل بحقائق علمية، وتوثِّق ما تقول، أما مجرد الظنون والأوهام والشائعات، فإنها لا تصلح أدلة.
تاسعًا: عدم الإلزام بما لا يلزم أو المؤاخذة باللازم:
فإذا خالف إنسان أحد العلماء في قول، تأتي فتقول له: يا أخي، أنت خالفت فلانًا العالم، وهذا يلزم منه أنك ترى نفسك أعلم منه.
وهذا غير صحيح، فلا يلزم من قوله وخلافه للعالم الفلاني ذلك، فقد يخالفه في هذه المسألة باجتهاده، وهو يعرف أن هذا العالم أعلم منه في كل المسائل، لكن هذه المسألة لا يسعه أن يقلده فيها، كما لا يلزم من مخالفته له أن أن يخطِّئه أو يضلِّله .
كذلك يأتي إنسان فيقول: فلان قال قولاً ما سُبق إليه، وهذا يلزم منه أنه يحكم بأن الحق قد غاب عن الأمة كلها طيلة القرون الماضية.. والصحيح أنه لا يلزم ذلك.(1/454)
وقد يكون هذا القول قد سُبق إليه، وقال به غيره من قبل، وعلى فرض أنه ما قال به أحد قبله، فقد يحدث أنه لم ينقل مع كونه قد قيل من قبل.
وحتى لو فُرض أنه لم يُسبق إليه، فهو لا يرى أن هذا من الحق الذي يجب أن تعلمه الأمة في كل زمان ومكان؛ بل يرى أن هذا من الأشياء الاجتهادية التي قد يقول بها إنسان، وربما تحتاجها الأمة أو لا تحتاجها، فليس فرضًا أن تعلمه الأمة في كل حين وكل زمن وكل مكان، أو أن يقول به من قال به، وقد يرى أن المسألة ما نقل فيها قول -أصلاً-.
والإلزام -بأن تلزم إنسانًا بمقتضى كلامه- من المشكلات؛ لأن اللازم يصلح في كلام الله تعالى، فتقول: الآية يلزم منها كذا، واللازم يعتبر دليلاً من أنواع الدلالات، وكما يقول علماء الأصول: الدلالات ثلاث: دلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الإلزام، يعني: يلزم من هذا النص كذا وكذا.
فهذا يصح في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، أما كلام الناس فلا إلزام فيه بشيء ما، تقول: يلزم من كلامه كذا وكذا، رغم أنه ما خطر في باله هذا اللازم، ولا فكَّر فيه يومًا من الأيام، وقد لا يوافقك على أنه لازم، ولو وافقك على أنه لازم قد لا يُقر به، فلماذا تلزم الناس بشيء لم يلتزموا به؟
ولذلك من باطل اللوازم أن أبا نواس الشاعر الماجن المشهور حاول أن يستخدم هذا الإلزام بطريقة ماجنة، فكان أهل العراق الأحناف يقولون بجواز النبيذ، وأهل الحجاز يقولون بتحريمه مثل الخمر، فيقولون النبيذ والخمر سواء، فكان هذا الشاعر الماجن الخبيث يقول:
أباح العراقي النبيذ وشربه *** وقال: الحرامان المدامة والسكر
وقال الحجازي الشرابان واحد *** فحل لنا من بين قوليهما الخمر
سآخذ من قوليهما طرفيهما *** وأشربها لا فارق الوازر الوزر(1/455)
ولا شك أن من قال بحل الخمر فهو كافر؛ لأن تحريمها ثابت بنص القرآن الكريم، قال تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأََنْصَابُ وَالأََزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) [المائدة:90]، لكني أردت أن أبيِّن فساد الالتزامات والإلزامات التي يختلقها البعض ويحاول أن يحاصر بها الآخرين.
عاشرًا: اعتدال الصوت:
لا تبالغ في رفع الصوت أثناء الحوار، فليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في النقاش والحوار؛ بل كلَّما كان الإنسان أهدأ كان أعمق؛ ولهذا تجد ضجيج البحر وصخبه على الشاطئ، حيث الصخور والمياه الضحلة، وحيث لا جواهر ولا درر، فإذا مشيت إلى عمق البحر ولجته وجدت الهدوء، حيث الماء العميق ونفائس البحر وكنوزه؛ لذلك يقول المثل الغربي: "الماء العميق أهدأ".
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث السابع
أمثلة من الحوارات
حوار بين إسحق والشافعي:
هذا حوار جرى بين إسحاق بن راهويه رحمه الله -إمام من أئمة أهل الحديث- وبين الشافعي.
يقول إسحاق: إن الإمام أحمد لمَّا كان في مكة، قال: لماذا لا تذهب للشافعي وتستفيد منه؟ قلت له: كيف أترك ابن عيينة والمشايخ وأذهب إلى الإمام الشافعي؟ قال له: يفوت وهم لا يفوتون.
قال: فذهبنا إليه فتناظرنا في كراء(17) بيوت مكة، هل تكرى، أو لا تكرى؟ قال: فتكلمت مع الشافعي وتحمست؛ ولكن الشافعي كان متساهلاً، فتكلَّمت بالفارسية مع رجل جانبي، وذكر كلمة بالفارسية معناها: هذا ليس عنده كمال -يعني الشافعي-، قال: فعلم الشافعي أني أسبه، وإن كان لا يجيد اللغة، فقال: هل تريد أن تناظرني؟ قلت: من أجل المناظرة جئت!(1/456)
قال: أرأيت قول الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) [الحشر:8]، أليس الله نسب الديار إلى أربابها، أو إلى غير أربابها؟ قال: قلت: بل إلى أربابها، قال: عمر لما اشترى دار السجن بمكة(18)، اشتراها من إنسان يملكها، أو لا يملكها؟ قلت: ممن يملكها، قال: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور"(19) الدور لهم، أو ليست لهم؟ قلت: لهم.
قال إسحاق: فقلت: الدليل على صحة قولي أنه قال به من التابعين فلان وفلان وفلان، قال: فالتفت الشافعي إلى رجل بجنبه وقال: من هذا؟ قال له: هذا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟!، قلت: هكذا يزعمون! قال: ما أحوجني أن يكون غيرك في مكانك فآمر بعرك أذنه، -هذا أدب يؤدب به الطالب الصغير-، قال: أقول لك: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: قال: عطاء وطاوس والحسن وإبراهيم؟! وهل لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة؟ (20).
ومثلها قصة أخرى طريفة جرت بحضرة الإمام أحمد، وذلك أن الشافعي وإسحاق تناظرا -أيضًا- في جلود الميتة إذا دُبغت هل تطهر، أو لا تطهر؟ فقال الشافعي: دباغ جلود الميتة طهورها، فإذا دُبغ جلد الميتة طهر، قال إسحاق: ما الدليل؟ قال: الدليل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد شاة ميتة، أُعطيَتها مولاة لميمونة من الصدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هلا انتفعتم بجلدها؟"، قالوا: إنها ميتة، فقال: "إنما حَرُم أكلها"(21).(1/457)
قال إسحاق: دليلي على أن جلود الميتة لا تطهر: حديث عبد الله بن عكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قبل أن يموت بشهر: "لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب"(22) يعني لا بجلد، ولا بعظم، وهذا يمكن أن يكون ناسخًا؛ لأنه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بشهر، قال الشافعي: هذا كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وذاك سماع، والسماع مقدَّم، فقال له إسحاق: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي وغيرهم، وكان ذلك حجة عليهم عند الله تعالى، فسكت الشافعي.
والغريب في الأمر أن أحمد بن حنبل ذهب بعد تلك المناظرة إلى حديث عبد الله بن عكيم وقال به، ثم رجع عنه فيما بعد، وكذلك رجع إسحاق إلى حديث الشافعي وقال به(23)، وهذا دليل على تجردهم، وسعيهم للوصول إلى الحق.
حوار بين أبي علي بن شاذان وشيعي(24):
ومن طرائف المناظرات: أن أبا علي بن شاذان -وهو فقيه وعالم، ولكنه كان ضعيفًا في النحو- ناظر أحد الشيعة حول قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورَث، ما تركنا صدقة"(25).
فقال أبو علي بن شاذان: هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث، فرد ذلك الشيعي: إن لفظة "صدقة" الواردة في الحديث حال منصوب، والمعنى: أن ما تركناه -نحن الأنبياء- من الصدقات، فإنه لا يورث، أما بقية مالنا مما لم نخصصه للصدقة، فإنه يورث.
فقال أبو علي بن شاذان: أنا -والله- ما أعرف اللغة، ولا النحو، ولا المرفوع والمنصوب، والفاعل والمفعول، لكني أعرف شيئًا، وهو أن هذا الحديث احتج به أبو بكر رضي الله عنه -وهو عربي فصيح- على علي بن أبي طالب، وعلى العباس بن عبد المطلب، وعلى فاطمة -رضي الله عنها وعنهم أجمعين-، فكلهم أقروا أبا بكر على ذلك وسكتوا، ولم يقولوا بالذي قلتَه أنت.
فدل على أنهم -وهم عرب فصحاء- فهموا من الكلام -مثلما فهم أبو بكر-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد بهذا الحديث أن الأنبياء لا يورثون(26).
الهوامش :(1/458)
(1) أصل هذه الرسالة محاضرة ألقيت بتاريخ 7/4/1412هـ.
(2) تراجع أسباب الخلاف في كتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لابن تيمية، وانظر: رسالة "الخلاف بين العلماء.. أسبابه وموقفنا منه" للمؤلف.
(3) انظر : البداية والنهاية (7/276-285)، وشذرات الذهب (1/46، 47)
(4) انظر قصة صلح الحديبية في: صحيح البخاري (2734) من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه، وصحيح مسلم (1784) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(5) أخرج القصة عبد الرزاق في مصنفه (18678)، وأحمد في المسند (3187)، وابنه عبد الله بن أحمد في السنة (1539)، والحاكم في المستدرك (2656)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم.اهـ. وأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (8/179) من حديث عبد الله بن شداد رضي الله عنه.
(6) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (5/358).
(7) انظر: تفسير الطبري (12/79،80)، وتفسير القرطبي (9/72).
(8) أخرجه البخاري (3568)، ومسلم (2493)، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
(9) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/118)، وانظر: المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (1/172).
(10) أخرجه مسلم (91) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(11) رواه ابن هشام في السيرة (2/131) من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي، قال: حُدِّثت أن عتبة بن ربعية قال.. اهـ. محمد بن كعب القرظي ثقة عالم من الطبقة الوسطى من التابعين. فالحديث مرسل.
(12) أخرجه مسلم (1006) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.(1/459)
(13) أخرجه ابن أبي شيبة (30338)، وأحمد (3839)، والبخاري في الأدب المفرد (312)، والترمذي (1977)، وابن أبي عاصم في السنة (1014)، والبزار (1523)، وأبو يعلى (5369)، والطبراني في الكبير (10/206)، وفي الأوسط (1814)، وابن حبان (192)، والحاكم (29)، والبيهقي في الكبرى (10/193)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.اهـ. وقال الحاكم: حديث صحيح.اهـ. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (5381).
(14) أخرجه البخاري (3559)، ومسلم (2321)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(15) سير أعلام النبلاء (8/61).
(16) جمهرة خطب العرب (2/277).
(17) الكِراء: أجر المستأجَر. المعجم الوسيط (2/817).
(18) قصة شراء عمر لدار السجن أخرجها عبد الرزاق في المصنف (9213)، والفاكهي في أخبار مكة (2076)، والبيهقي في الكبرى (10962).
(19) أخرجه البخاري (1588)، ومسلم (1351)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.
(20) انظر القصة بتمامها: في طبقات الشافعية الكبرى (2/90،89).
(21) أخرجه البخاري (1492)، ومسلم (363)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
(22) أخرجه أبو داود (4124)، والترمذي (1729)، والنسائي (4249)، وابن ماجه (3613)، من حديث عبد الله بن عكيم رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن.اهـ.
(23) انظر القصة بتمامها: في طبقات الشافعية الكبرى (2/92،91)
(24) هو أبو عبد الله المعلم، إمام الإمامية.
(25) أخرجه البخاري (3093)، ومسلم (1759)، من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
(26) انظر: تنوير الحوالك للسيوطي (1/257).
---
أبو محمد الظاهرى
06-17-2006, 12:42 PM
يرجى من سادتنا مشرفى الملتقى تثبيت الموضوع.... وجزاكم الله خيراً
---
أبو محمد نائل
06-18-2006, 11:13 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وقل لعبادي يقولوا التي هيَّ أحسن .
---
أبو محمد الظاهرى(1/460)
06-23-2006, 10:49 AM
جزاكم الله خيرا أخى نائل....
---
(1/461)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > شرح مبسط بالصور لبرنامج File Splitter Deluxe الخاص بتقسيم الملفات
---
شرح مبسط بالصور لبرنامج File Splitter Deluxe الخاص بتقسيم الملفات
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 07:43 PM
http://www.moq3.com/pics/up/20_03_06/5560c16116.png
http://rapidshare.de/files/12547475/File_Splitter_Deluxe.rar
---
(1/462)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول العرضة الأخيرة للقرآن، وحضور زيد رضي الله عنه لها.
---
سؤال حول العرضة الأخيرة للقرآن، وحضور زيد رضي الله عنه لها.
---
خالدعبدالرحمن
04-10-2007, 11:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في كتابه ( إجازات القراء) للدكتور محمد الفوزان، ورد ما نصّه :
(قال أبو عبد الرحمن السلمي هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت ، لأنه كتبها لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقرأها عليه ، وشهد العرضة الأخيرة ، وكان يقرئ الناس بها حتى مات ، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه ، وولاه عثمان كتبة المصاحف – رضي الله عنهم أجمعين )
وسؤالي هنا عن كلامه ( وقرأها عليه )، هل صحّ؟؟
بل وقصة شهوده رضي الله عنه وأرضاه العرضة الأخيرة، ما يصحّ فيها؟؟ و كيف كانت كيفيتها؟؟
---
خالدعبدالرحمن
04-12-2007, 08:58 PM
للرفع
للضرورة، بارك الله في أهل العلم
---
(1/463)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا هو رأي شيخ الإسلام
---
هل هذا هو رأي شيخ الإسلام
---
أحمد البريدي
10-17-2003, 10:30 PM
عند الحديث على مسألة : المقدار الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم
درج بعض المؤلفين في علوم القرآن وعلى رأسهم الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون بذكر قولين في المسألة :
أحدها : أنه فسر جميع القرآن وينسبون هذا الرأي لشيخ الإسلام ابن تيمية مستشهدين بقوله في المقدمة : يجب أن يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه .
ومن وجهة نظري أنه لا يصح نسبة هذا القول إلى شيخ الإسلام , وإن كانت عبارته محتملة . وإنما قلت ذلك لإنه في المقدمة نفسها عند حديثه على أحسن طرق التفسير قال : وحينئذ إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة .
كذلك الواقع فليس بين أيدينا اليوم من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر كل القرآن وإلا لزم أن هناك من السنة شيئاً كبيراً مفقوداً فرطت الأمة في نقله وحفظه , وهذا لا يقوله شيخ الإسلام .
ولذا فلابد من توجيه كلامه المتقدم المحتمل , فلعله أراد بيان ما تحتاج الأمة لبيانه , وأنه بلغ البلاغ المبين, وفيه رد على اهل الفلسفة الذين يرون أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الألفاظ دون المعاني . وان الألفاظ هي المرادة في البيان دون المعاني والله أعلم.
---
محمد رشيد
10-17-2003, 11:47 PM
هذا القول معزو بالفعل لشيخ الإسلام ، و قد عزاه له أيضا الشيخ / فهد الرومي في رسالته ( أصول التفسير و مناهجه ) و قال في الحاشية ص15 (( مقدمة في أصول التفسير : ابن تيمية ، تحقيق د .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-18-2003, 03:55 AM
بسم الله
سبق مناقشة هذه المسألة هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=175)
---
مساعد الطيار(1/464)
10-23-2003, 02:13 PM
الأخ الفاضل أحمد البريدي لقد سبق أن طُرجت هذه الكسألة كما ذكر الأخ الفاضل أبو مجاهد ، وأرى أنَّ تحقيق هذه المسألأة بالنسبة لشيخ الإسلام تحتاج إلى تتبع أقواله في هذه المسألأة للخروج برأيه الواضح في هذه المسألة ، وإن كنت أرى في عبارته بهذه العبارة في أكثر من موطن ما يشير إلى من ذهب ان مذهبه انَّ النبي فسر جميع القرآن ، غير أنَّ تطبيقاته وبحوثه في مقدمته لا تدلُّ على ذلك ، والمسألأة ـ بالنسبة لنسب هذا المذهب أو ذاك شائكة عندي ـ وتحتاج إلى ما ذكرت لك .
ثمَّ أزيد هنا فأقول إن الأخ الفاضل بجاد العتيبي المعيد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض على كلام لشيخ الإسلام يفيد في دراسة مذهبه في هذه المسألأة ، وهي في كتابه ( الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح ) .
قال في موطن ( 3 : 10 ) : (( ... فالمسلمون ـ منقولاً عن نبيهم نقلاً متواترًا ـ ثلاثة أمور :
لفظ القرآن ، ومعانيه التي أجمع المسلمون عليها ، والسنة المتواترة ، وهي الحكمة التي أنزلها الله عليه غير القرآن ... )) .
وقال في موطن آخر : ( 3 : 17 ) : (( فالدين الذي أجتمع عليه المسلمون اجتماعًا ظاهرًا معلومًا ، وهو منقول عن نبيهم نقلاً متواترًا ، ونقلوا القرآن ، ونقلوا سنته ، وسنته مفسرة للقرآن مبينة له ؛ كما قال تعالى له : ( وتنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم ) . فبين ما أنزل الله لفظه ومعناه ، فصار معاني القرآن التي اتفق عليها المسلمون اتفاقًا ظاهرًا مما توارثته الأمة عن نبيها ، كما توارثت عنه ألفاظ القرآن ، فلم يكن ت ولله الحمد ـ فيما اتفقت عليه الأمة شيء محرَّف مبدَّل المعاني ، فكيف بألفاظ تلك المعاني؟ ... )) .
وأرجو أن يفيد هذا في بيان مذهب شيخ الإسلام والله الموفق .
---
(1/465)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتب اين أجدها؟
---
كتب اين أجدها؟
---
بنت السنة الطاهرة
03-23-2006, 04:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أين أجد هذه الكتب...
علم العروض ...
دراسة علم الأصوات...
مشكورين...
---
عبدالرحمن الشهري
03-23-2006, 04:47 PM
الكتب في العروض كثيرة جداً ، فأيها تعنين ؟
وكذلك في علم الأصوات ؟
لكن إن كنت تقصدين أي كتاب في هذين العلمين فهناك كتب كثيرة في المكتبات : الرشد ، العبيكان ، وغيرها.
---
بنت السنة الطاهرة
03-23-2006, 04:54 PM
الأصوات اللغوية أو أي كتاب عن هذا العلم (الصوتيات)
علم العروض كذلك .
شكرا على مروركم الطيب..
---
عبدالرحمن الشهري
03-23-2006, 05:18 PM
ما دمت تبحثين عن أي كتاب في هذين العلمين فأنصحك بالكتب التالية :
- علم العروض للأستاذ عبدالعليم إبراهيم . وهو مختصر ، ودقيق .
- المدخل إلى علم أصوات العربية للدكتور غانم قدوري الحمد .
وهما كتابان متوافران في المكتبات كالرشد في الرياض . وفقكم الله لكل خير.
---
بنت السنة الطاهرة
03-23-2006, 05:34 PM
لقد بحثت عن كل مايخص هذه العلوم ولم أجد شيء ..
بحثت عنهم في مكتبات مملكة البحرين ولكن غير متوفرة لديهم...
بحثت عنهم في معرض الكتاب الذي أقيم في البحرين منذ فترة دون فائدة ...
مع العلم أني محتاجة الى كل كتاب يتعلق بعلم الأصوات ...
---
مروان الحسني
03-27-2006, 10:49 AM
بإمكانك شراء العديد من الكتب من موقع
www.neelwafurat.com
---
(1/466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هدية العيد للملتقى (رسالة نازلة في التجويد) للديماني ت 1352هـ
---
هدية العيد للملتقى (رسالة نازلة في التجويد) للديماني ت 1352هـ
---
الجكني
10-23-2006, 06:36 AM
رسالة
نازلة في التجويد
تأليف
القاضي: محمد فال بن أحمد زياد الدَّيْماني الأبهمي
المتوفى سنة 1352هـ
تحقيق
د/ السالم محمد محمود أحمد الجكني
الأستاذ المساعد ورئيس قسم الدراسات القرآنية
بكلية المعلمين بالمدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :
فإنَّ أحسن ما يصرف فيه الإنسان وقته هو تعلّم ودراسة كتاب ربّه عز وجل، الكتاب الذي }لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه{ جمع علوماً شتّى ومعارف جمّةً، وإنَّ من هذه العلوم ((علمُ تجويده)) الذي اختلفت في حكمه آراء العلماء وأقوالهم من حيث: وجوبُه أو ندبُه أو استحبابُه.
وإنَّ من أحسن ما وقفت عليه في هذا المجال هذه الرسالة الصغيرة الحجم، الكثيرة العلم، ناقش فيها مؤلِّفها المسألة نقاشاً فقهياً ـ لا مقرئياً ـ فجمع أقوال الأئمّة واستدلّ ببعضها، وناقش بعضها وفنّد بعضها ثمّ لخّص رأيه في المسألة بعد هذا كلّه في آخر ثلاثة أسطر من رسالته.
وقد قمت بتحقيق هذه الرسالة تحقيقاً علمياً متبِعاً فيه الخطوات المعهودة من توثيق النص وترجمة العَلَم وشرح المبهم ...الخ.
وفي ختام هذه المقدِّمة أذكر ترجمة المؤلِّف، فأقول هو:
الشيخ محمد فال بن أحمد زياد الدَّيْماني، ثم الأبهمي، من أشهر علماء منطقة القبلة في موريتانيا، كان قاضياً وفقيهاً ومفسِّراً، وبيته مشهور بالعلم والقضاء، وله تحريراتٌ كثيرةٌ على مسائل علمية، توفى رحمه الله سنة 1352هـ.([1])(1/467)
ووالده الشيخ أحمد بن زياد، علاَّمة مفسِّرٌ له كتاب في ((القراءات السبع)) حَسَن المنهج، ملخصاً وافياً، وله أيضاً تفسير للقرآن الكريم في أربعة مجلدات. توفى رحمه الله سنة 1322هـ.([2])
والله من وراء القصد.
البحث كاملاً مرفق في المرفقات منسقاً على ملف وورد
--الحواشي -----------------------------
[1]- انظر ترجمته في: موريتانيا: الوقائع والوفيات:123، حياة موريتانيا:2/334.
[2]- انظر ترجمته في: حياة موريتانيا:2/334، ومكتوب خاص من طرف الأستاذ: محمد فال ولد عبد اللطيف فيه ترجمة المذكورين وغيرهما من علماء ذلك البيت.
---
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 11:15 PM
شكر الله لكم يا دكتور هذه الهدية الثمينة ، وليتكم تتكرمون بإرسال البحث على هيئة ملف وورد حتى أضعه بحواشيه وفقكم الله .
---
عمار
10-29-2006, 12:03 AM
هدية كريمة من كريم....وإني لأرجو أن يتكرّم علينا الشيخ الكريم / الجكني....بتلبية طلب مشرفنا الفاضل.
بارك الله فيكم...وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
---
عبدالرحمن الشهري
10-29-2006, 11:26 PM
جزاكم الله خيراً ، فقد وضعت البحث كاملاً بحواشيه في المرفقات في المشاركة الأولى . وشكر الله لكم هذا الإهداء للملتقى ورواده .
---
أحمد بزوي الضاوي
10-29-2006, 11:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة: من 32 ـ
الأستاذ الدكتور الجكني ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
استلمنا هدية العيد ، جزالكم الله خيرا ، وجعلها الله صدقة جارية . وكل عام و أنتم بخير .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الجكني
10-30-2006, 04:57 AM
وعليكم السلام أستاذنا وشيخنا أحمد الضاوي ،ونسأل الله القبول للجميع
---
عبدالرحمن الشهري(1/468)
10-30-2006, 06:19 AM
قرأت هذه الرسالة المختصرة ، وقد أفدت منها كثيراً ، حيث ناقش الحكم الشرعي للتجويد ، وقسمه تقسيماً نافعاً بحسب نوعي اللحن . وقد لخص الرسالة في آخرها فقال :
وحاصله: أنَّ التجويد هو ما يحترز به من اللَّحن، وأنَّ اللَّحن نوعان: جليّ، وهو ما يؤدي إلى الإخلال بالمعنى أو الإعراب، وخفي، وهو ما لا يخل بواحد منهما.
فما احترز من الجلي تجويد واجب وتركه إثم، وما احترز به من الخفي تجويد مستحب، وتركه مكروه.
وإنَّ إطلاق وجوب التجويد محمول على ما يحترز به من اللَّحن الجلي، أو هو على إطلاقه والمقصود به الواجب الصناعي لا الواجب الذي هو أحد أقسام حكم الشرع، وأنَّ الأصل هو مطلوبية التيسير في قراءة القرآن.
في ص 12 نقل قول العلقمي : (وللقرّاء شيطان يصرفهم عن معاني كلام الله، فهو موكل بهم، فمن كان تأمّله مقصوراً على مخارج الحروف تنكشف له المعاني، فما أعظم ضحكة الشيطان من مثل هذا)
ولعله بإضافة لام التعليل للفعل تنكشف يستقيم الكلام ((وللقرّاء شيطان يصرفهم عن معاني كلام الله، فهو موكل بهم، فمن كان تأمّله مقصوراً على مخارج الحروف لتنكشف له المعاني، فما أعظم ضحكة الشيطان من مثل هذا))
جزاك الله خيراً ونفع بعلمكم وبذلكم له ، فإن الضن بالعلم غير محمود ، ولا مبارك لصاحبه فيه.
---
أبو الجود
10-30-2006, 09:03 PM
جزاك الله خيرا على هديتكم الرائعة
---
أمين الشنقيطي
11-01-2006, 06:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هدية قيمة من باحث قدير معروف بالتمكن العلمي وفقني الله وإياه لكل خير.
أما مضمون الهدية فنحمد الله جميعا على أن وفق علماء الأمة وفقهاءها لبيان كل مسألة بالدليل والبرهان.
ومنهجيا تعرضت الرسالة لحكم التجويد عند الفقهاء وغيرهم، ونوهت ببدع بعض القراء هداهم الله لفقه كتاب الله وتحسين قراءته.
لكن أعتب على عالمنا الفاضل الدكتور السالم،أنه لم يذكر عدد نسخ المخطوطة،وفي أي مكتبة في تلك البلاد،(1/469)
وهل من مصورة منها،أو حتى أوراق منها ترافق هذه الهدية القيمة جزاه الله خيراً.
---
(1/470)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حوار مع الهم
---
حوار مع الهم
---
ام احمد
04-12-2006, 01:01 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ـــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــــلام
ابن عمر قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه :
" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، وأجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا "
http://www.fotosearch.com/comp/DSN/DSN103/1769607.jpg
قرأت هذا الدعاء فأعجبني ، فأخذت أكرره مراراً وتكراراً حتى حفظته ، إلا إن عبارة واحدة فيه كانت تستوقفني كلما دعوت به وهي " ولا تجعل الدنيا اكبر همنا "
فاستدعيت " همي " يوماً من داخل قلبي ، حتى أصارحه ويصارحني ويفتيني بما في نفسي
قلت : يا همي ما هي أصناف الهموم عندكم ؟
الهم : عندنا صنفين من الهموم
1- هم دينوي 2- وهم أخروي
وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم
" من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهى راغمة .
ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
قلت : وكيف أعرف نفسي ، وأقدر همي ؟
الهم : تستطيع أن تعرف من العلامات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في نص الحديث .
كما تستطيع أن تعرف من كلام ابن قيم الجوزية –رحمه الله – حين قال : إذا أصبح العبد , و أمسى ليس همه إلا الله وحده
1- تحمل الله سبحانه حوائجه كلها
2- وحمل عنه كل ما أهمه
3- وفرغ قلبه لمحبته
4- ولسانه لذكره
5- وجوارحه لطاعته(1/471)
ثم قال الهم : فهذه علامات من كان همه الله وما عنده
وأما من كان همه الدنيا وما فيها ، وكان متعلقاًُ بها يخطط لها ويميل إليها ، ويقدمها على الآخرة فإن من علامات معرفة هذا الهم هي
1- حمله الله هموم الدنيا وغمومها وأنكادها
2- وكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبه الخلق
3- ولسانه عن ذكره بذكرهم
4- وجوارحه عن طاعته بخدمتهم
5- وإشغالهم فهو يكدح كدح الوحوش
قلت : وإنني لأشعر أن بي صفات من الجانبين
الهم : إن شعورك غير صحيح ، بل لا يجمع الله همين في قلب المرء ، فإما هم الدنيا ، أو هم الآخرة ، ولكنني أعتقد أنك تريد أن تقول بأنك أحياناً تقصر في علامات الآخرة فتشعر بعلامة من علامات هم الدنيا وهذا تقصير يحصل للإنسان ولكن أن تكون همه الآخرة ، كما أوصى الشيخ الكيلاني – رحمه الله – أحد غلمانه قائلاً
يا غلام : لا يكن هناك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن وما تجمع كل هذا هم النفس والطبع ، فأين هم القلب ؟
همك ما أهمك فليكن همك ربك عزوجل وما عنده
قلت : أريد أن أسالك سؤلاً ولكني متردد
الهم : لا تردد فقد علمت أنك أخرجتني للمصارحة
قلت : الصراحة ، أريد أن تبين لي علامات القلب مهموم الآخرة من ناحية علمية
الهم : إنه لسؤال جيد ومهم وقد كفانا إجابته الإمام " المحاسبي " رحمه الله عندما قال واصفاً إياه أنه دائم المحاسبة لنفسه والمراقبة لأفعاله
" يحسبه الجاهل صميتاً عيياً ، وحكمته أصمتته
ويحسبه الأحمق مهذاراً ، والنصيحة لله أنطقته
لا يتعرض لما لا يعينه ، ولا يتكلف فوق ما يكفيه
الناس منه في راحة ، وهو من نفسه في تعب
قد أمات بالورع حرصه ، وحسم بالتقي طمعه
وأفنى بنور العلم شهواته "
قلت داعياً : أسال الله أن يوفني لهذه الصفات
ولكن ألا تعتقد أن من كانت فيه هذه الصفات فإنه ينبغي أن يتذكر الله دائماً ؟(1/472)
الهم : نعم هذا صحيح ، ولهذا جعل الله عزوجل في اليوم خمس صلوات حتى يكون القلب بين حالتين ، إما في الصلاة ، أو في انتظار الصلاة ، فيعيش دوماً مع الله تعالى ، فيكون همه لله عزوجل ، ولهذا كان من علق قلبه بالمساجد إما في الصلاة أو انتظار الصلاة من أسباب جعله في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
قلت : سمعتك تكرر كثيراً لفظ الهم الأخروي فماذا تقصد بهذا اللفظ ؟
الهم : إن الآخرة تبدأ من القبر وتنتهي بالجنة أو النار ، وتستطيع أنت أن تزور القبر كل يوم ، بل كل ساعة بقلبك وهمك كما قال المحاسبي رحمه الله :
وزر القبور بهمك ، وجل في الحشر بقلبك "
فهذا هو الهم الأخروي
قلت : وهل تضرب لي مثلاً حياً من مواقف الصالحين في كيفية تفكرهم بالآخرة ؟
الهم : نعم فاسمع مني هذه المواقف
كان ابن سيرين – رحمه الله – إذا ذكر عنده الموت ، مات كل عضو فيه – يعني من التفكير والتأمل
وقال إبراهيم اليمني: شيئان قطعاً عني لذة الدنيا: ذكر الموت والوقوف بين يدي الله عزوجل
وقال كعب: من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها
وكذا كان كثيراً من الصحابة يتفكر في أمر الآخرة ، ويكون مهموماً عليها مشتاقاً لها .
قلت : بارك الله فيك .. ولكن أطرد هم الدنيا من قلبي ؟
أمنا في الصيف أحمى الناس من حرارة الشمس وفي الشتاء أسقى الأرض والنبات
,أنت كذلك في الصيف والشتاء دائم الحركة ودائم المنافع تكيف نفسك مع الظروف ولا يقيدك زمان أو مكان .
فكن سحابياً أيها الداعية .
فأنا جسمي كبير وشكلي عظيم ولكني هينه لينه سهلة إذا اخترقني طائر في السماء أو طائرة في الجو .
وأنت كذلك هين لين سهل وهذه من صفا أهل الجنة .
فكن سحابياً أيها الداعية .
فرفع عبد الله يديه إلى السماء وقال :
اللهم اجعلني سحابياً في همتي وحركتي ودعوتي وديني
ثم تحركت السحابة وقالت : وكما أنني زينة السماء فأنت زينة الأرض .
---(1/473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > دروس الدكتور أيمن رشيدي سويد في التجويد على سي دي
---
دروس الدكتور أيمن رشيدي سويد في التجويد على سي دي
---
أبو حسن
12-21-2006, 07:56 AM
دروس الدكتور أيمن كاملة في التجويد 114 درس صوت وصورة مسجلة من قناة أقرأ
على سي دي دي في دي
من أراد نسخة يراسلني على البريد الآتي kam17@hotmail.com
علماً أن التوزيع سيكون للإخوة الذين في الرياض أما الأخوة الذين يقيمون خارج الرياض فأرجوا منهم المعذرة لصعوبة الإرسال
---
أبو حسن
12-22-2006, 01:03 PM
التوزيع سيكون في الفترة من 2/12 إلى 5/12
وبعد هذا التاريخ أعتذر عن الإرسال
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2006, 01:11 PM
أحسن الله إليك يا أبا حسن ووفقك لكل خير .
---
(1/474)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في حديث عائشة رضي الله عنها !
---
إشكال في حديث عائشة رضي الله عنها !
---
عبدالله فهد السبيعي
06-28-2004, 09:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله
عند قراءتي لحديث عائشة رضي الله عنها وعن أبيها التالي ذكره أشكلت علي عبارة فيه
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن "
والعبارة المشكلة عندي - بارك الله فيكم - هي قولها : " وهن مما يقرأ من القرآن "
فما تفسير هذه العبارة ؟ وكيف نرد على من يثير بها الشبهات ؟
أرجو منكم التكرم بالرد باستفاضة فليس هدفي الفتوى فقط ولكن أيضا العلم
حفظكم الله وبارك فيكم
أخوكم أبو فهد
---
د. هشام عزمي
06-29-2004, 08:44 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ،،
تأويله و الله أعلم أنهن كن مما تأخر نسخه لوقت قريب جداً من وفاة الرسول لدرجة أن بعض من لم يصلهم نسخ الآيات يجعلهن في قراءته .
أما الرد على الشبهات بخصوص هذه العبارة فهو بكون عائشة راوية الحديث من المعاصرين لجمع القرآن في كل مراحله و من المؤيدين لأمير المؤمنين جامع المصحف العثماني الذي أجمعت عليه الأمة و لا أحد يجهل موقفها من قتلته ساعة الفتنة .
هذا رد سريع و إذا يسر الله وضعت لك رداً مفصلاً بعون المعبود .
---
د. هشام عزمي
06-29-2004, 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ترد شبهة حول الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يحرّمن ) ثم نسخن بـ(خمس معلومات) فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن .(1/475)
(صحيح مسلم 4/167 ، سنن الدرامي 2/157 ، سنن الترمذي 3/456 . السنن الكبرى للبيهقي 7/454 ، سنن ابن ماجة 1/635 ، سنن النسائي 6/100 ، الموطأ 2/117) .
و يعلق الأب النصراني يوسف درة الحداد - قذفه الله في الدرك الأسفل من النار - في كتابه (الإتقان في تحريف القرآن) :"لقد شهدت عائشة أن الآية كانت من القرآن وكانت تتلى بين ظهرانيهم إلى ما بعد وفاة الرسول كغيرها من آيات القرآن ، وهذه طامة كبرى ! لصراحتها في سقوط آية ( خمس رضعات معلومات يحرمن ) وفقدانها من القرآن بلا أي موجه شرعي ! فلا نسخ بعد وفاة النبي بإجماع أهل الملة والدين ، فأين اختفت تلك الآية !"
و الجواب على هذه الشبهة بإذن الله - يتضمن عدة مسائل . . .
الأولي : من المعلوم لكل من وقف على تواتر القرآن و سلامة نقله و حفظه بواسطة رب العالمين أنه إذا تعارض حديث مع ما نعلمه عن هذا التواتر و النقل و الحفظ يكون الاشكال في الحديث و ليس في القرآن لأن الأخير متواتر ثابت ثبوتاً قطعياً لا شك فيه ، لذا عند التعارض لا يجوز عقلاً التشكيك في القرآن و هذا من بداهات المنطق .
الثانية : أن منطوق الحديث لا يستوجب كون الآية غير منسوخة قبل وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بل إن غاية ما تدل عليه أنه كان هناك من لا يزال يعتبرها جزءاً من القرآن حتى بعد وفاة النبي و يجعلها في تلاوته و هذا غالباً لجهلهم بوقوع النسخ . يقول محمد فؤاد عبد الباقي في شرحه لصحيح مسلم المتاح للتحميل من موقع الأزهر الشريف على الشبكة :
(وهن فيما يقرأ) معناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدا، حتى إنه صلى الله عليه وسلم توفى وبعض الناس يقرأ: خمس رضعات. ويجعلها قرآنا متلوا، لكونه لم يبلغه النسخ، لقرب عهده. فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى.(1/476)
الثالثة : أن من تأمل وضع الإسلام وقت وفاة النبي و اتساع رقعته حتى شملت الجزيرة العربية و اليمن و جنوب الشام أدرك أنه من المحال عقلاً أن يعلم كل المسلمين بوقوع النسخ في أي آية في نفس الوقت و أنه من الوارد جداً - بل من المؤكد - أن العديدين كانوا يتلون بعض الآيات المنسوخة تلاوتها لبعدهم المكاني عن مهبط الوحي و هذا مما لا مناص من الاعتراف به . و ما كلام عائشة رضي الله عنها إلا إقراراً بهذا الوضع .
الرابعة : أن من يرى أن الآية قد حذفها النساخ عند جمع القرآن عليه البيان: ما هو الداعي لحذف مثل هذه الآية من القرآن إن كانت حقاً غير منسوخة ؟ و ما الفائدة التي تعود من حذفها ؟ فليس لها أي أهمية عقائدية بل هي تختص بأحد الأحكام الفقهية و هو حكم ثابت في العديد من الأحاديث الشريفة و لا يمكن إنكاره فما الداعي لحذف هذه الآية إذن ؟؟
الخامسة : أن السيدة عائشة رضي الله عنها راوية الحديث لا يمكن أن يكون قصدها من الرواية الطعن في جمع القرآن لأنها عاصرت هذا الجمع و كانت من أبرز المناصرين لأمير المؤمنين عثمان بن عفان الذي تم جمع القرآن الكريم في عهده و تحت إشرافه ، و لو كان لها أي مؤاخذات لجاهرت بها و لاعترضت على عثمان رضي الله عنه . و لكن هذا لم يحدث و لو حدث لعلمناه ، بل إن موقف عائشة رضي الله عنها من قتلة عثمان يدل على انها لم تشكك يوماً في إمامته و خلافته و هذا كاف جداً للرد على هذه الشبهة .
خلاصة هذه المسائل أنه من غير المقبول عقلاً و لا منطقاً فهم قول عائشة رضي الله عنها على أن الآية المذكورة قد حذفها النساخ عند جمع القرآن للأسباب الواردة أعلاه و الله أعلم .
---
د. هشام عزمي
06-29-2004, 11:33 PM
أرغب في معرفة رأي مشايخنا الأكابر في هذا الرد و خصوصاً بالنسبة للمسألة الثالثة .
---
عبدالله فهد السبيعي
06-30-2004, 06:14 PM
بارك الله فيك اخي د. هشام عزمي وبارك فيك(1/477)
والشبهة كما ذكرت ، ولم يبين الحديث النسخ ، فأين أتت علامة النسخ " بالنسبة لخمس رضعات "؟!
وقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها واضح " وهن مما يقرأ من القرآن" ، وقد أشكلت هذه العبارة على أبي جعفر النحاس ، قال أبو جعفر : " وفي الحديث لفظة شديدة الإشكال ، وهي قولها " فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن " الناسخ والمنسوخ ص 446
حفظكم الله وبارك فيكم
---
محمد الأمين
07-03-2004, 08:36 AM
الآية قد نسخت لفظاً وهي ثابتة حكماً
---
عبدالله فهد السبيعي
07-03-2004, 07:49 PM
أخي الحبيب محمد الأمين
كيف نسخت لفظا وأم المؤمنين قالت : " فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يتلى من القرآن "
وللعلم ليس فقط النصارى من يثير هذه الشبهة ولكن أيضاً الرافضة.
---
عبدالله فهد السبيعي
07-03-2004, 09:01 PM
وجدتُ كلاماً لأبي جعفر الطحاوي يرد فيه هذه الزيادة " وهن مما يقرأ من القرآن " فهل من توجيه ؟ بارك الله فيكم
" باب ( بيان مشكل ) ما روي { عن عائشة رضي الله عنها أنه كان نزل عشر رضعات يحرمن في القرآن فنسخن بخمس رضعات وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو مما يقرأ من القرآن } .
حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة ابنة عبد الرحمن { عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مما يقرأ من القرآن } .(1/478)
قال أبو جعفر : وهذا ممن لا نعلم أحدا رواه كما ذكرنا غير عبد الله بن أبي بكر وهو عندنا وهم منه أعني : ما فيه مما حكاه عن عائشة رضي الله عنها { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو مما يقرأ من القرآن } لأن ذلك لو كان كذلك لكان كسائر القرآن ولجاز أن يقرأ به في الصلوات وحاشا لله أن يكون كذلك أو يكون قد بقي من القرآن ما ليس في المصاحف التي قامت بها الحجة علينا وكان من كفر بحرف مما فيها كافرا ولكان لو بقي من القرآن غير ما فيها لجاز أن يكون ما فيها منسوخا لا يجب العمل به وما ليس فيها ناسخ يجب العمل به وفي ذلك ارتفاع وجوب العمل بما في أيدينا مما هو القرآن عندنا ونعوذ بالله من هذا القول وممن يقوله .
ولكن حقيقة هذا الحديث عندنا والله أعلم ما قد رواه من أهل العلم عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها من مقداره في العلم وضبطه له فوق مقدار عبد الله بن أبي بكر وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
كما حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج بن منهال قال ثنا حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان مما نزل من القرآن ثم سقط أن لا يحرم من الرضاع إلا عشر رضعات ثم نزل بعد أو خمس رضعات فهذا الحديث أولى من الحديث الذي ذكرناه قبله وفيه أنه أنزل من القرآن ثم سقط فدل ذلك أنه مما أخرج من القرآن نسخا له منه كما أخرج من سواه من القرآن مما قد تقدم ذكرنا له وأعيد إلى السنة
وقد تابع القاسم بن محمد - على إسقاط ما في حديث عبد الله بن أبي بكر { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وأن ذلك مما يقرأ من القرآن } - إمام من أئمة زمنه وهو يحيى بن سعيد الأنصاري .
كما قد حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج بن منهال قال ثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت نزل من القرآن لا يحرم إلا عشر رضعات ثم نزل بعد أو خمس رضاعات .(1/479)
وكما حدثنا روح بن الفرج قال ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثني الليث بن سعيد عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت أنزل في القرآن عشر رضاعات معلومات ثم أنزل خمس رضاعات .
قال أبو جعفر : فهذا أولى مما رواه عبد الله بن أبي بكر لأن محالا أن تكون عائشة تعلم أنه قد بقي من القرآن شيء لم يكتب في المصاحف ثم لا تنبه على ذلك من أغفله ولكن حقيقة الأمر كان في ذلك والله أعلم أن ذلك مما قد كان نزل قرآنا ثم نسخ فأخرج من القرآن وأعيد سنة كما سواه من هذا الجنس مما قد تقدم ذكرنا له في كتابنا هذا . ومما يدل على فساد ما قد زاده عبد الله بن أبي بكر على القاسم بن محمد ويحيى بن سعيد في هذا الحديث أنا لا نعلم أن أحدا من أئمة أهل العلم روى هذا الحديث عن عبد الله بن أبي بكر غير مالك بن أنس ثم تركه مالك فلم يقل به وقال بضده وذهب إلى أن قليل الرضاع وكثيره يحرم ولو كان ما في هذا الحديث صحيحا أن ذلك في كتاب الله عز وجل لكان مما لا يخالفه ولا يقول بغيره والله عز وجل نسأله التوفيق .
المصدر : مشكل الآثار
---
د. هشام عزمي
01-09-2006, 01:59 PM
هل هناك من وافق أبا جعفر في كون هذه اللفظة من وهم عبد الله بن أبي بكر ؟
---
ابن رشد
01-10-2006, 05:56 PM
يكفي في تصحيح ذلك الحديث رواية الإمام مالك له في " موطئه "، و كذا الإمام مسلم في " صحيحه " ، و أبي عوانه في " مستخرجه " ،
و قد أخرجه الإمام الترمذي في " جامعه " ، و أبو داود في " سننه " ، و ابن حبان في " صحيحه " ، و غيرهم ،
*** و قال ابن عبد البر في " التمهيد " إنه أصح الأسانيد فيه ( أى : مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضى الله عنها ) ، قال :(1/480)
( حديث سابع لعبدالله بن أبي بكر : مالك عن عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مما يقرأ من القرآن .
هذا أصح إسناد لهذا الحديث عن عائشة .
وإلى القول بهذا الحديث في مقدار الرضاع المحرم ذهب الشافعي وجماعة وهو مذهب عائشة وقد ذكرنا من جاء معهم من العلماء ذلك ومن خالفهم فيه ودليل كل واحد منهم فيما ذهب إليه من ذلك في باب ابن شهاب عن عروة ،
وقد تقدم القول في معنى ناسخ القرآن ومنسوخه وما في ذلك من الوجوه في باب زيد بن أسلم ) .
( التمهيد ج 17 ص 215 )
- و لعل في الرجوع إلى ما أشار إليه ابن عبد البر رحمه الله في معنى الناسخ و المنسوخ - في باب زيد بن أسلم ، من كتابه " التمهيد " - ما يزيل ذلك الإشكال ،
فليرجع إليه ،
و قد نقلت هذا بعجالة ، و لم يسعفنى الوقت لاستكمال بيانه
---
(1/481)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > عندما يصبح "اعجاز القرآن "لا معنى له..
---
عندما يصبح "اعجاز القرآن "لا معنى له..
---
أبو عبد المعز
03-27-2005, 10:01 PM
مصطلح "الإعجاز"يحتاج الى تنقيح....
لا ابالغ ان قلت ان مصطلح الاعجاز من ابعد مصطلحات علوم القرآن عن التنقيح والضبط.......بل يصل الامر الى ان يفقد معناه اللغوى نفسه فى بعض استعمالات الكاتبين...
"العجز"مصدر يدل على عدم استطاعة أمر ما..و"الإعجاز"مصدر مزيد فيه..وفعله "أعجز"والهمزة لها دلا لة على الجعل والتصيير..يقال: أعجزه الأمر، إذا حاول القيام به فلم تسعه قدرته وأعجزت فلاناً: إذا وجدته عاجزاً أو جعلته عاجزاً...أو نسبته الى العجز...
وبديهي ان وصف القرآن بالاعجاز...معناه عدم استطاعة الثقلين معارضته والاتيان بمثله...لكن اين هذا المعنى فى استعمال المعاصرين؟
خذ مثلا من حديث القوم عن الإعجاز العددي:
هم يستظهرون تناسبات عددية...وأرقاما يزعمون انها..تفسر نظاما خفيا كامنا فى القرآن(الرياضي الوثني اليوناني فيثاغوراس...بنى قديما فلسفة صوفية...مبنية على ان الكون يخضع لنظام الاعداد...)فعلى افتراض ان تلك التناسبات صحيحة...وافتراض ان الرقم 19 او 29 أو ما شئت من ذوات التسع..تمثل قاسمات...او مضاعفات..لكلمات او حروف....فإن الاعجاز غير وارد ......لماذا؟ لأنه بامكان اي انسان...أن يؤلف كتابا...خاضعا لنظام حسابي...فلا يستحيل عادة ولا شرعا...كتابة نص خاضع...لسلطة رقم ما...فبامكان البهائي او القرمطي..ان يكتب كتابا من 19 بابا..فى كل باب 19 فصلا...فى كل فصل 19 سطرا..وفى كل سطر 19 كلمة...فتكون الدقة الحسابية اوضح فى ما افتراه من القرآن نفسه....(دع عنك الحاسوبات العملاقة فى زمننا وما قد تأتي به)(1/482)
وليس الحروفيون بأسعد حظا من اخوانهم الرقميين..فى سوء فهم واستعمال مصطلح الاعجاز...وقد بلغني...ان كاتبا فرنسبا..كتب رواية كاملة بدون استعمال حرف e
مع ان هذا الحرف متردد بكثرة فى اللسان الفرنجي..ويصعب تصور جملة واحدة بدونه..فضلا عن رواية من عشرات الصفحات..
ويقترب من هذا المثال ما نسبه الشيعة الى علي رضى الله عنه...من خطبة بدون حرف الالف...والالف فى لساننا العربي بمنزلةeالمهجور عند ذلك الكاتب الفرنسي...فهل يعد كل هذا اعجازا...اللهم لا....اللهم ان معنى الاعجاز عند اهل الحروف والاعداد...عبث ولا معنى له...ولا يعجز احدا..نعم... ولا يعجز احدا...
بيد ان هذا التعويم لمصطلح "الاعجاز"موجود ايضا في تراثنا القديم..فهذا الامام عبد الرحمن السيوطي-رحمه الله-..فى كتابه "معترك الاقران"...يجعل كل شىء اعجازا...حتى يصبح المصطلح بدون معنى....
ولنتتبع بعض مظاهر اعجاز القرآن فى زعم السيوطي(نقتصر على بعض تراجم الوجوه):
الوجه السابع..من وجوه اعجازه..ورود مشكله حتى يوهم التعارض بين الآيات.
الوجه الثامن من وجوه اعجازه وقوع ناسخه ومنسوخه...
الوجه الحادي عشر من وجوه اعجازه تقديم بعض الفاظه وتأخيرها فى مواضع..
الوجه الثاني عشر من وجوه اعجازه افادة حصره واختصاصه..
الوجه الرابع عشر من وجوه اعجازه عموم بعض أياته وخصوص بعضها..
الوجه الثالث والعشرون من وجوه اعجازه وقوع الحقائق والمجاز فيه...
غفر الله لامامنا السيوطي....كاد يقول ومن وجوه اعجاز القرآن..ورود الافعال والاسماء والحروف فى كل آياته..!!!!!
---
أبو عبد المعز
03-28-2005, 01:12 AM
قال مطرف بن الشخير رحمه الله تعالى:
لو كانت الاهواء واحدا لقال القائل : لعل الحق فيه....فلما تشعبت وتفرقت عرف كل ذي عقل ان الحق لا يتفرق...
هذه القولة المنهجية الحكيمة...تذكرتها وانا اتصفح ما كتبه بعض كهان الرقمين...(1/483)
والحمد لله بعضهم ينقض بعضا......فأما احدهما فيبني قصور اوهامه على الرقم 7 ويزعم ان القرآن مبني عليه...ويحشد ادلته لنصرة رأيه..وأما الثاني فيذهب الى تقديس الرقم 8 ولا تنقصه الادلة......
اما الحكيم مطرف بن الشخير فيكفيه اختلافهما ليظهر باطلهما...فالعقل يقول يستحيل ان يكون مركز الدائرة سبعة وثمانية فى وقت ومكان واحد..
وهذه مقتطفات..مما سطر...صاحب السبعة...وبعده ...صاحب الثمانية...:
777777777777777777777777777777
البناء الكوني والبناء القرآني
والرقم (7)
هذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه'.'. كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه'؟ من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون', ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال', هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض'.'.'., هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله'؟
حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور', وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة'.
إذن خالق الكون هو منزِّل القرآن', والذي بنى السماوات السبع هو الذي بنى القرآن', وكما نرى من حولنا للرقم (7) دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم (7)', وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عز وجلّ', ولكن ما هو هذا النظام'؟
ما هو النظام الرقمي'؟(1/484)
كل شيء في هذا الكون يسير بنظام مُحكَم', وأفضل ما يعبّر عن حقيقة هذا النظام هي لغة الأرقام', لذلك استطاع العلم الحديث أن يعبِّر عن حركة الشمس والقمر والمسافات بين المجرات وغيرها باستخدام الأرقام'. وهكذا نستطيع أن نعرف اليوم بدقة متناهية متى سيحدث كسوف الشمس مثلاً بعد مئات السنوات'! إذن الشمس والقمر يسبحان في هذا الكون وفق نظام محكم يمكن للغة الأرقام أن تصِفَ هذا النظام سواءً في الماضي أو في المستقبل .
والآن نأتي إلى كلام الله تعالى ونسأل': كيف انتظمت أحرف هذا القرآن'؟ إن كلام الله لا يشبه كلام البشر', لذلك لغة الأرقام سوف نستخدمها في هذا البحث لنعبر بها عن دقة نَظْم كلمات القرآن لنستنتج أن كل شيء في هذا القرآن يسير بنظام دقيق'. إذن': كلمات القرآن رتّبها الله بنظام رقمي معجز ليؤكد لنا أننا إذا تدبرنا هذا القرآن سوف نكتشف أنه كتاب محكم', وأننا سوف نجد البراهين الثابتة على أنه لو كان هذا القرآن قول بشرٍ لرأينا فيه التناقضات والاختلافات .
وفي هذا البحث سوف نقوم بدراسة (3) أحرف من القرآن وهي الألف واللام والميم', لنجد أن هذه الأحرف الثلاثة قد رتبها البارئ عز وجل عبر كلمات كتابه بشكل مذهل'!
طريقة جديدة
بعد دراسة الكثير من آيات القرآن ونصوصه تبين أن الطريقة الدقيقة لكشف النظام الرقمي القرآني هي طريقة صَفّ الأرقام بجانب بعضها'.
ولكي نبسط الفكرة نستعين بمثال من كتاب الله تعالى أحببت
أن أبدأ به'. يقول الله في محكم الذكر: (إن الله يحب المحسنين)] آل عمران': 195]', هذا مقطع من آية من سورة آل عمران التي بدأها الله تعالى بـ (الم), لندرس كيف توزعت هذه الأحرف (ا ل م) عبر كلمات هذا المقطع'.
هذا المقطع مكون من (4) كلمات', نأخذ من كل كلمة ما تحويه من أحرف الألف واللام والميم', أي':
1ـ (إن) فيها حرف ألف', لذلك نعبِّر عنها بالرقم (1)'.
2ـ (الله) لفظ الجلالة فيه ألف ولام ولام,فيكون المجموع (3)'.(1/485)
3ـ (يحبُّ) ليس فيها ألف ولا لام ولا ميم', لذلك نعبر عنها
بالصفر'.
4ـ (المحسنين) فيها ألف ولام وميم', أي المجموع (3)'.
ولكي نسهِّل رؤية هذه الأرقام نصفها في جدول', نكتب كلمات النص القرآني وتحت كل كلمة رقماً يمثِّل ما تحويه هذه الكلمة من [ ا ل م ]':
النص القرآني إن الله يحب المحسنين
عدد أحرف[الم] في كل كلمة 1 3 0 3
والآن نقرأ العدد من الجدول كما هو دون جمعه أو إجراء أي تغيير عليه فيكون هذا العدد': (3031) ثلاثة آلاف وواحد وثلاثون', إن هذا العدد له علاقة مباشرة بالرقم (7)', فهو يقبل القسمة على (7) تماماً ومن دون باقٍ'!
لنعبّر عن ذلك بلغة الأرقام':3031 = 7 × 433
وتجدر الإشارة إلى أننا عندما نصفّ الأرقام بجانب بعضها إنما نحافظ على تسلسل هذه الأرقام', وهنا تكمنُ معجزة القرآن العظيم'. مجموع أحرف الألف واللام والميم في هذا المقطع هو من الجدول السابق':1 + 3 + 0 + 3 = 7
في هذا البحث سوف نرى أن هذا النظام الرقمي الدقيق يشمل الكثير من نصوص القرآن وآياته (وربما كلها)'!
(الم) والنظام الرقمي
لقد رتّب الله تعالى هذه الأحرف الثلاثة (الألف واللام والميم) بشكل مذهل في القرآن الكريم'. وفي هذا الفصل سوف نرى نماذج من هذا النظام الرقمي الذي سخّره الله تعالى لمثل عصرنا هذا ليكون دليلاً قوياً على عجز البشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن'. وسوف نرى أن الرقم (7) هو أساس هذا النظام المذهل', وهذا يُثبت قدرة وعظمة خالق السماوات السبع عزّ وجلّ'.
88888888888888888
وقبل أن أزج بالقارئ في صلب هذه الظاهرة العددية الإعجازية أستفز ذاكرته العددية بهذا السؤال:
- ما هو العدد الذي تتخيل أو تتصور بالأصح أن يكون ظاهرة قرآنية وكونية معًا؟!
وحتى أساعدك فإن هذا العدد العجيب لا يخرج عن قائمة الأعداد من 1 إلى 9، كي لا يذهب بك الخيال بعيدا، مع الرجاء الانقطاع عن القراءة لتفكر من واحد إلى تسعة لمدة ثماني دقائق على الأقل!(1/486)
والآن بعد هذه الدقائق الثماني، ألا ترى معي أيها القارئ بأن عبارة ( من واحد إلى تسعة)تحمل الجواب؟!
أجل فبعبارة أخرى نستطيع القول: (واحد من تسعة) وبعبارة رياضية : (9-1) ماذا يساوي؟
هكذا أجبتك عن العدد العجيب، إنه عدد ثمانية (8)! إذن لماذا هذا العدد بالذات؟!
ألم تتأمل يوما في ساعتك الإلكترونية، وكيف تتشكل هذه الأرقام العجيبة والجميلة من الصفر حتى التسعة؟ ألم تلاحظ أن رقما معينا يكون مصدرا لجميع الأرقام في الساعة أو الحاسبة أو الميزان.. أو أي آلة إلكترونية تعمل بالأرقام؟!
وبعد تأملك طبعا – ستجد أن رقم (8) بتشكيلته الهندسية الإلكترونية هو مصدر جميع
الأرقام من 0 إلى 9 !!
لا أريد أن ألخص ما قلته في الفصول السابقة لأني أريد أن أجعل من الخاتمة نافذة أخرى لهذا البحث، أما ما أريد قوله هنا : الآن عرفنا الظاهرة التي تكررت في الكتاب المنظور وتكررت في الكتاب المسطور، ولم نعرف حقيقة هذه الظاهرة :
لماذا رقم (8) يشكل جميع هذه الأرقام ؟
ولماذا عنصر الأكسجين بالذات يحمل رقم (8) ؟
ولماذا تدور ثمانية أقمار فقط حول الكوكب الثامن نبتون ؟
وما السر في واو الثمانية في لغة القرآن ؟
ولم جاءت التفاعيل ثمانيا فقط ؟
ولم قسمت حروف الأبجدية إلى ثماني كلمات ؟
ولماذا قسم أرسطو منطقه إلى كتب ثمانية ؟
وهل جاءت مجموعة الثماني واتحدت اعتباطا؟
ولماذا حملة العرش ثمانية فقط لا أقل ولا أكثر ؟
ولماذا أبواب الجنة ثمانية فقط لا أقل ولا أكثر ؟
كلها أسئلة تلح عليّ ، وقد اخترت الثوابت فقط التي جاءت لعدد ثمانية و امتنعت عن(1/487)
المتغيرات حتى لا ينسف أحدهم حقيقة هذه الظاهرة : لأنه لا يمكن له أن يطوع رقما غير (8) لتشكيل كل الأرقام الإلكترونية ، ولا يضيف أو ينقص إلكتروناً واحدا لذرة الأكسجين ، وكذلك أقمار نبتون التي تذكرني دائماً بإلكترونات ذرة الأكسيجين لسر فيها لا يعلمهُ إلا الله و الراسخون في العلم مستقبلا، إلى غير ذلك من ثوابت (ثمانية ) !
وموضوع هذا الهذيان هو القرآن الكريم فلا حول ولا قوة الا بالله.........
---
مساعد الطيار
03-28-2005, 08:44 AM
أخي أبا المعز
( مصطلح "الإعجاز"يحتاج الى تنقيح.... )
صدقت ، وليت الإخوة في هذا الملتقى يفتحون باب الإعجاز ويتدارسون ما فيه بدءًا من إشكالية المصطلح ، ونهايةً بمفردات مواضيع الإعجاز .
ومن عجائب البحث في الإعجاز اليوم أن السنة صارت معجزة كذلك ، ولا أدري ما وجه الإعجاز فيها إذا كانت المعجزة هي الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي ... كما عرَّفها العلماء السابقون .
لكن لتمييع مفهوم الإعجاز دورٌ في نسب الإعجاز للسنة ، فبدلاً من مصطلح السابقين استُحدث مصطلح آخر خُصِّص به الإعجاز ، وهو السبق ، وأرادوا به سبق القرآن والسنة إلى ذكر حقيقة بعض مسائل العلوم التجريبية والطبيعية ، فصرنا أما مصطلح خاصِّ والموضوع ذو شجون .
---
أحمد البريدي
03-28-2005, 06:14 PM
شكر الله لك ابا المعز هذا الطرح المتميز , ولعل اقتراح الدكتور مساعد يجد صداه عند الأخوة فتتلاقح الأفكار ويكون هذا دأبنا في المواضيع المهمة وكذا المشكلة المتعلقة بالقرآن لنخرج بتصور جماعي عن جملة من المسائل المطروحة .
---
العبيدي
03-31-2005, 09:14 PM
جزاكم الله خير وأود من الأخ أبا المعز ومن الدكتور أبا عبدالملك مساعد الطيار زيادة في الرد وبيان أساس الأمر الذي يقوم عليو مثل أولئك الناس , وحبذا لو كان من أكثر من وجه جزاكم الله خير جميعا
---
(1/488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللغة العبرية لا تستحق ترجمة معاني القرآن إليها !
---
اللغة العبرية لا تستحق ترجمة معاني القرآن إليها !
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2005, 07:27 PM
قرر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر إعادة طبع معاني القرآن الكريم باللغة الاسبانية طبعة جديدة، بعدما لاقت طبعتها الأولى إقبالاً متزايداً من الناطقين باللغة الاسبانية، خاصة بين شعوب أميركا اللاتينية، ونفذت في فترة قصيرة نسبياً مقارنة بالترجمات الأخرى.
وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري ورئيس المجلس في تصريحات لصحيفة البيان الإماراتية إن المجلس قدم ست ترجمات لمعاني القرآن الكريم إلى الانجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والروسية والأندونيسية.
وتابع أن هناك بعض الملاحظات وردت إلى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في شأن الترجمة الانجليزية وتتم مراجعتها حالياً، وتنتهي المراجعة خلال شهرين، ثم تعاد طباعتها بعد تجاوز تلك الملاحظات.
وأشار إلى أن المجلس يوزع هذه الترجمات على المراكز والمؤسسات الإسلامية في الخارج، وبعض العلماء وكبار الشخصيات مجاناً خدمة لأبناء الأمة الإسلامية، وتشمل هذه الترجمات، الرسائل والكتب التي يصدرها المجلس دورياً في إطار سلسلتين هما «قضايا إسلامية» و«دراسات إسلامية».
وأكد زقزوق أن المجلس رفض طباعة ترجمات أعدتها مؤسسات أخرى أو علماء في الدول الأخرى، لأنه رأى أن من الأفضل أن يختار نخبة من علماء الأزهر، والأوقاف، والجامعات المصرية، للقيام والإشراف على هذا العمل الجليل حرصاً على عدم الوقوع في أخطاء وقعت فيها ترجمات سابقة.(1/489)
وقال إن الترجمات التي يعدها المجلس لمعاني القرآن الكريم تشتمل على النص القرآني والتفسير باللغة العربية ثم ترجمة التفسير إلى اللغات الأخرى، و«هذا لا يتوافر في الترجمات الأخرى». ونفى زقزوق وجود نية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية. وأكد انه سبق أن تقدم أحد أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بهذا الاقتراح، لكن لم يتم الأخذ به.
وذكر "أفضل أن نوجه جهودنا إلى اللغات التي تخدم أعداداً كبيرة، ومنها على سبيل المثال بعض اللغات الأفريقية مثل السواحلية التي يتحدث بها ملايين المسلمين. أما اللغة العبرية فلن تحقق لنا الكثير، لأن أعداد الذين يتحدثونها قليلة، ولا تستحق هذا المجهود الضخم بالإضافة إلى أن موقف اليهود من كتاب الله ومن الإسلام معروف".
المصدر (http://www.shohood.net/show.asp?NewId=13755&PageID=7&PartID=1)
---
عبدالله حسن
03-18-2005, 09:28 PM
يبدو لي أن تعليق الدكتور قصد به ترتيب الأولويات فلا يرى ان هناك اولوية للترجمة للعبرية مع وجود لغات اخرى يتحدث بها ملايين المسلمين..
لكن هل بالفعل لا توجد ترجمة للقران الكريم الى اللغة العبرية ؟
قرأت في أحد المواقع ان الصوماليين لا زالوا ينسخون بعض مصاحفهم باليد لعدم وجود مصاحف مطبوعة لبعض قراءاتهم!!
ترجمة معاني القران الى كل اللغات المعروفة في العالم من الواجبات علينا خاصة في هذا العصر الذي فتح الله علينا بوسائل التقنية الحديثة لكن الله المستعان على حالتنا هذه ..
---
(1/490)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن طبعات الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ؟
---
سؤال عن طبعات الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ؟
---
محمد آصف
09-08-2006, 03:03 PM
السلام عليكم
ما هي أفضل طبعة لكتاب جامع الاحكام القران للقرطبي؟
عندي للبيع:
الكتاب مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9 مجلدات) للعلامة عبيد الله الرحماني المباركفوري رحمه الله (ت 1414هـ) .
طبعة الجامعة السلفية بنارس - الهند (الأصلية و ليست مصورة)
الكمية محدودة جدا.
---
عبدلي
09-09-2006, 11:56 PM
هي طبعة مؤسسة الرسالة في حوالي 26 مجلدا
---
محمد التلباني
09-11-2006, 08:22 AM
السلام عليكم
وهل طبعت مؤسسة الرسالة تفسير القرطبي ؟
---
أبو المعتز القرشي
09-11-2006, 10:12 AM
طبعة دار الكتب المصرية في 22 مجلد ، ومصورة منها طبعة دار الفكر
وطُبع مؤخراً بتحقيق د.عبد الله التركي - مؤسسة الرسالة
---
(1/491)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رسالة تيسير أحكام الحج
---
رسالة تيسير أحكام الحج
---
سلسبيل
12-06-2005, 07:01 PM
السؤال : فضيلة الشيخ : اشرح لنا الحج بطريقة سهلة أحسن الله إليك .
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
*** ابدأ بالإخلاص… وإنما الأعمال بالنيات :
يبدأ الحاج أولا بإخلاص النية لله تعالى ، امتثالا لأمره سبحانه بأداء الحج ، قال تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) ، إذ هو من أركان الإسلام ، وطمعا في ثوابه العظيم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) متفق عليه
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( العمرة إلى العمرة ، كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) . متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ، فقال : لكن أفضل الجهاد حج مبرور ) رواه البخاري .
وعنها رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ) رواه مسلم .
فتوجه إلى بيت الله الحرام ، تعظيما لشعائر الله تعالى ، امتثالا لطاعة الله تعالى ، رغبة في ثوابه ، خوفا من عقابه ، واجتنب الرياء والسمعة ، واحذر من طلب المكانة والمنزلة في قلوب المخلوقين ، قال تعالى ( وما لاحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ) وقال ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) .
***النفقة الحلال :
ثم أنفق على رحلة الحج من طيب المال، والكسب الحلال ، ذلك أن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، ومن حج من مال حرام لم يقبل الله تعالى حجه .
***اشتراط المحرم للمرأة :(1/492)
وعلى المرأة أن تجد لها محرما يرافقها ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) متفق عليه ، ويجب أن يكون بالغا عاقلا ، والمحرم الزوج أو من يحرم على المرأة على التأبيد ، بنسب أو رضاع أو مصاهرة وهم أربعة بالمصاهرة : أبو زوجها ، وابنه ، وزوج أمها ، وزوج ابنتها .
***في الميقات :
عند الوصول إلى الميقات ، تغتسل و تتطيب في جسدك دون ثياب الإحرام ، وتزيل عنك الأظفار والشعر الذي ترغب بإزالته وكل ذلك مستحب غير واجب ، ثم تحرم قبل تجاوز تجاوز الميقات ، ومعنى الإحرام هو نية الدخول في النسك ، وليس المقصود به هو التجرد من المخيط ( والمخيط كل ثوب مفصل على قدر أعضاء الجسد مثل القميص والفانيلة والبنطلون ونحو ذلك مما فصل على قدر الأعضاء ، وليس المقصود بالمخيط ما فيه خيط ) ، بل لبس المخيط من محظورات الإحرام ، ولهذا يجب على الحاج أن لاينوي الإحرام ـ الدخول في النسك ـ إلا بعد أن يتجرد من الثياب ، ولو نوى الحاج الدخول في النسك ناسيا أن يتجرد من كل الثياب ، ( مثلا نسي سروايله ولم ينزعها ) ولبس الازاء والرداء ، ثم نوى الدخول في النسك ، فإنه يصح دخوله في النسك ، ثم عليه أن ينزع عنه ما نسي أن يزيله ، ولاشيء عليه إن كان ناسيا ، والمقصود أنه يجب التفريق بين الإحرام وهو نية الدخول في النسك ، والتجرد من المخيط .
***أنواع الانساك :
ثم تقول عند نية النسك ، لبيك اللهم بعمرة ، أو بحج ، أو بعمرة وحج ، وفق النسك الذي تختاره ،
وهي ثلاثة أنواع :
أحدها : التمتع وهو أفضلها ، وهو الذي تقول فيه لبيك اللهم بعمرة ، وصفته أنك تأتي بعمرة كاملة وتتحلل منها ، تماما كما لو ذهبت إلى عمرة في غير أشهر الحج ، ثم تبقى غير محرم ، حتى إذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة ، تحرم بالحج وتذهب إلى منى ، وعلى المتمتع ـ إن كان من غير حاضري المسجد الحرام أي من غير ساكني مكة أو حدود الحرم ـ أن يذبح هديا كم سيأتي بيانه .(1/493)
والثاني : الإفراد ، وهو الذي تقول فيه لبيك اللهم بحج ، وهو أن تنوي الحج مفردا ليس معه عمرة ، وفي هذه الحالة تبقى على إحرامك حتى تتحلل يوم النحر كما سيأتي بيانه .
والثالث القران : وهو الذي تقول فيه لبيك اللهم بعمرة وحج، ولافرق بين الإفراد والقران في أعمال الحج ، وإنما يفترقان في أمرين :
أحدهما: النية ، فالقارن ينوى الحج مع العمرة ، إن طاف نوى أن يكون طوافه طواف حج وفي نفس الوقت هو طواف عمرة ، وإن سعى نوى بسعيه سعي حج وهو في نفس الوقت سعي عمرة ، كما ينوي داخل المسجد تحيته وركعتي الفجر في نفس الوقت على سبيل المثال .
الثاني : أن القارن عليه هدي ، والمفرد لاهدي عليه .
فإن اخترت أحد هذه الانساك ، ولبيت به ، فإن كنت مريضا أو تخشى من حدوث طارئ يمنعك من إتمام الحج ، فاشترط قائلا ( لبيك اللهم بعمرة ــ أو حج أو عمرة وحج ــ ومحلي حيث حبستني ) لقوله صلى الله عليه وسلم لضباعة بنت الزبير( حجي واشترطي وقولي : اللهم إن محلي حيث حبستني ) متفق عليه .
وفائدة هذا الشرط أنك إذا حال بينك وبين إتمام الحج عذر شرعي ، خارج عن إرادتك ، مثل مرض أقعدك عن إتمام العج ، أو حادث سيارة على سبيل المثال ، أو منعك مانع من إتمامه بعدما دخلت في الإحرام ، فإنك تتحلل من إحرامك وتلبس ثيابك ولاشيء عليك ، وترجع إلى بلدك ، حتى يتيسر لك الحج مرة أخرى .
والدليل على أن الحاج مخير بين الانساك الثلاثة قول عائشة رضي الله عنها ( فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج ومنا من أهل بهما ) متفق عليه .
والدليل على أفضلية التمتع أمر النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه بذلك ، وقوله (لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل ما آمركم به ) متفق عليه من حديث جابر رضي الله عنهما .(1/494)
وكان صلى الله عليه وسلم قارنا ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( أتاني آت من ربي ، فقال صل في هذا الوادي المبارك ، وقل عمرة في حجة ) رواه احمد والبخاري وغيرهما .
وذلك أنه كان قد ساق الهدي معه ــ أي جاء به معه من خارج الحرم والهدي هي الأنعام التي تجلب للحرم ، سميت بذلك لأنها تهدى إلى الحرم لفقرائه ــ فمنعه ذلك من أن يكون متمتعا ، وكذلك يستحب لمن جاء بهديه من خارج الحرم أن يكون قارنا .
والأفضل لمن حج مفردا أو قارنا أن يتحلل بعد طواف القدوم والسعي وينوي أن ما فعله عمرة ، ويتحول إلى التمتع لان النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بذلك متفق عليه .
***هل للإحرام صلاة مخصوصة :
ولم يرد دليل على استحباب ركعتين للإحرام بخصوصه ، إلا أن يصلى المحرم نافلة أخرى وافقته بعد إحرامه أو قبله ، أو يحرم بعد صلاة الفريضة إن أدركته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فذلك حسن .
*** محظورات الإحرام :
وعليك أن تتجنب محظورات الإحرام ، حتى تتحلل من إحرامك .
وهي تسعة محظورات يجب على المحرم بحج أو عمرة أن يتجنبها :
*أولا : تعمد لبس المخيط بالنسبة للرجل ــ وقلنا إن المخيط هو كل ما فصل على قدر أعضاء الجسد من الثياب ، وليس هو ما فيه خيط ــ لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يلبس المحرم القميص ولا العمامة ، ولا البرنس ولا السروايل ولاثوبا مسه ورس ولازعفران ) متفق عليه , ويدخل في المخيط ، لبس الخفين أو الجوربين فلا يجوز ذلك للمحرم ، إلا إن لايجد نعلين ، فيجوز له أن يلبس الخفين ، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بعرفات : (من لم يجد إزارا فليلبس سراويل ومن لم يجد نعلين فليلبس خفين ) متفق عليه .(1/495)
ولابأس أن يلبس المحرم النظارة والساعة والحزام الذي يشد به إزاره ويحفظ فيه نفقته ولو كان فيه خيوط ، ولابأس أن يلبس نعلين فيهما خيوط ، أو يكون طرف ردائه أو إزاره مخيط ، كل ذلك جائز .
*ثانيا : تغطية الرأس من الرجل ، ولاباس أن يستظل بخيمة أو مظلة ( شمسية ) أو سقف السيارة ونحو ذلك ، لحديث أم الحصين قالت :( حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فرأيت أسامة وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة ) رواه أحمد ومسلم .
و تغطية الوجه للأنثى ، ولكن تسدل على وجهها لحاجة لقوله صلى الله عليه وسلم ( لاتنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين ) متفق عليه ، وعن عائشة رضي الله عنها ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة .
*ثالثا : قصد شم الطيب ومسه واستعماله في أكل وشرب بحيث يظهر ريحه ، ولابأس أن يتطيب قبل الإحرام في بدنه دون ثيابه ، حتى لو استمر هذا الطيب إلى بعد الإحرام ، فذلك جائز ، لانه وضع الطيب قبل الإحرام لا بعده ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أيام وهو محرم ) متفق عليه .
*رابعا : إزالة الشعر من البدن عمدا ، ولابأس إن سقط شيء من الشعر بغير قصد بسبب الامتشاط أو الاستحمام ونحو ذلك ، ويجوز للمحرم أن يستحم بالماء والصابون الذي لا يكون فيه عطر ، فقد روى أبو أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم غسل رأسه وهو محرم وحرك رأسه بيديه فاقبل بهما وأدبر متفق عليه ، ويجوز له أن يبدل ثياب الإحرام التي احرم فيها أولا ، بأخرى نظيفة ليس فيها طيب ، كل ذلك جائز .(1/496)
ويجوز للمحرم أن يحلق رأسه لعذر ، أو يلبس ثوبا لعذر ، مرض أو نحوه ، وعليه أن يفدي في هذه الحالة ، وذلك بأن يذبح شاة لفقراء الحرم ، أو يطعم ستة مساكين من مساكين الحرم لكل مسكين مد بر أو نصف صاع من غيره ، أو يصوم ثلاثة أيام ولا يشترط أن يكون الصيام في الحرم .
*خامسا : تقليم الأظافر ، فإن انكسر الظفر فلابأس بإزالته .
سادسا : صيد البر الوحشي المأكول ، ومعنى الوحشي أي غير الأليف ، والأليف مثل الدجاج والمعز والضان والبقر والإبل ، والوحشي مثل الغزال وحمار الوحش والأرنب ، ويجوز صيد البحر .
*سابعا : عقد النكاح ولا يصح ، وكذلك الخطبة فلاتجوز في أثناء الإحرام .
*ثامنا :الوط ء في الفرج .
تاسعا : دواعي الجماع ، والمباشرة دون الفرج والاستمناء .
فإن وقع المحرم بشيء من محظورات الإحرام ناسيا أو جاهلا فلاشيء عليه ، وإن فعل شيئا من ذلك عامدا ، ففيه الفدية وهي التخيير بين إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم ، لكل مسكين مد من البر ( القمح ) أو نصف صاع من غير البر ، أو ذبح شاة لمساكين الحرم ، أو صيام ثلاثة أيام في أي مكان .
ويستنثى من ذلك ثلاثة أشياء :
أحدها : الصيد ففيه جزاء الصيد ، سواء تعمد صيده أم لا .
والثاني : الجماع في الفرج ففيه تفصيل سيأتي لاحقا إن شاء الله تعالى .
والثالث : عقد النكاح أو الخطبة فليس فيها فدية مع أنهما من محظورات الإحرام.
***التلبية :
ثم تنطلق إلى المسجد الحرام ، ملبيا من أول دخولك الإحرام و أثناء الطريق قائلا ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك ، لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك ) كذا روى التلبية عبد الله بن عمر رضي الله عنه في الصحيحين .
يرفع الرجل صوته ، لحديث السائب بن خلاد قال صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية ) رواه الخمسة .(1/497)
وتخفض المرأة صوتها ، واحرص أن تردد هذه التلبية على قدر استطاعتك وجهدك ، فذلك من أفضل أعمال الحج ، قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل الحج العج والثج ) رواه الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، والعج أي رفع الصوت بالتلبية .
***دخول المسجد الحرام :
فإذا وصلت البيت أي الكعبة ، فيستحب لك أن يكون أول شيء تفعله عند دخول المسجد الحرام ، أن تقول دعاء دخول المسجد ( اللهم صل على محمد ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك ) ، ثم تتجه إلى الحجر الأسود للطواف .
ولم تصح الأحاديث التي فيها رفع اليدين عند رؤية البيت ، وكذا لم يصح في ذلك دعاء مخصوص ، غير دعاء دخول المسجد .
***الطواف :
*أولا : ويشترط أن تكون حال الطواف ساترا للعورة ، طاهر الثياب والبدن ، ويشترط له الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر ، وذلك كله عند جمهور العلماء .
واحتجوا بحديث ( إن الطواف بالبيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه ) رواه الترمذي وغيره ، وبحديث عائشة رضي الله عنها ( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري ) متفق عليه .
*ثانيا : وإن كنت متمتعا ، فإنك تنوي بطوافك أنه طواف عمرة .
وإن كنت قارنا نويت أنه طواف القدوم ، على أن تطوف طواف العمرة والحج ، بعدما تأتي من مزدلفة يوم النحر , ويجوز لك أن تسعى بعد طواف القدوم هذا ، وتنوي به أنه سعي عمرتك وسعي حجك في نفس الوقت ، وتكون في هذه الحالة قد قدمت سعي العمرة والحج على طوافهما الذي ستفعله يوم النحر ، ويجوز لك أن تؤجل السعي إلى يوم النحر عندما تطوف طواف عمرتك الذي تنوي به أيضا أنه طواف حجك ، فتسعى بعد ذلك سعي عمرتك الذي هو سعي حج ، وبذلك تقرن أفعال العمرة بالحج .
وأما إن كنت مفردا فإنك تنوي أنه طواف القدوم فقط ، ويجوز لك أيضا أن تقدم سعي الحج فتسعى بعد طواف القدوم ، ولا يكون عليك سعي أخر إذا طفت طواف الحج يوم النحر ، كما سيأتي بيان ذلك .(1/498)
فإن طفت و لم تنو شيئا نسيانا أو جهلا ، فلاشيء عليك وطوافك صحيح .
*ثالثا : و معنى الطواف ببيت الله تعالى ، إظهار عظيم حبك له إذ تعلق قلبك بمحبته حتى قادتك تلك المحبة العظيمة إلى التطواف حول بيته مرارا في صورة الإلحاح عليه ، من أجل أن يقبلك في حضرته ، ويقربك من محبته ، ويتجاوز عن تقصيرك في حقه ، وكلما استحضرت هذا المعنى الجليل ، كان ثوابك أعظم عند الله تعالى
*رابعا : وتكون مضطبعا في هذا الطواف استحبابا ، ومعنى الاضطباع أي تجعل وسط ردائك تحت عاتقك الأيمن ، وطرفيه على عاتقك الأيسر، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس كل طواف فيه اضطباع ، وإنما طواف العمرة وطواف القدوم للحج ، وأما طواف الإفاضة فحتى لو طافه الحاج وهو محرم ، لا يكون فيه اضطباع ، ويستمر الاضطباع إلى آخر الطواف .
عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت ، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى ) رواه أبو داود وغيره.
*خامسا : ويستحب هنا أن يرمل الطائف أول ثلاثة أشواط ، والرمل هو الإسراع مع مقاربة الخطى ، ويكون الرمل في كل طواف فيه اضطباع ، ولا يكون في طواف ليس فيه اضطباع ، وقد قال جابر رضي الله عنها في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم ( حتى أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ) رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما :( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا ) متفق عليه ، والطواف الأول هو القدوم ، وخب أي رمل .
*سادسا : ويجب أن تطوف سبعة أشواط كاملة لاتسقط منها خطوة ، تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي بالحجر الأسود .
وتجعل البيت على يسارك ، واحذر أن تطوف وأنت مستقبل البيت أو جاعله عن يمينك ترجع القهقرى ، وحتى لو كنت محمولا يجب أن تجعل البيت عن يسارك .(1/499)
*سابعا : فإن شككت في عدد الأشواط ، تعمل بغالب الظن ولاشيء عليك ، فإن لم يكن لديك ظن غالب ، واستوى الطرفان ، فاجعل العدد هو الأقل ، لانه المتيقن ، مثلا شككت هل طفت ثلاثة أشواط أو أربعة ، فاجعلها ثلاثة ، فإن جاءك الشك بعد انتهاء الطواف ، فلا تلتفت إليه لان الشك بعد العبادة لا يلتفت إليه مادام مجرد شك
*ثامنا : وعندما تبدأ من الحجر الأسود تحاذيه ببدنك ، ثم تستلمه و تقبله إن استطعت ، أو تستلمه و تقبل يدك ، فإن لم تستطع لشدة الزحام ، تشير إليه بيدك ولاتقبل يدك في حالة الإشارة ، وتكون الإشارة باليد اليمنى ، تستقبل الحجر وتشير بيدك اليمنى قائلا الله أكبر ، وتفعل ذلك كله وفق هذا الترتيب كلما حاذيت الحجر الأسود في أثناء طوافك ، وذلك إن تيسر لك ، ولاتزاحم الناس فتؤذيهم .
*تاسعا : ويستحب استلام الركن اليماني باليد ، فإن لم تستطع فلا تشير إليه من بعيد ، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال شيئا عند استلامه ، ويستحب أن تقول بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) وأن تكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار والدعاء في أثناء الطواف .
*عاشرا : واحذر أن تطوف من داخل الحجر ، وهو الجزء الذي حوله حاجز رخامي يشبه شكل الهلال خلف أحد جدران الكعبة ، بل يجب أن تكمل طوافك من وراءه ، لانك لو أكملت الطواف من داخله ، فكأنك دخلت الكعبة في جزء من طوافك ، ولم تطف حولها ، ويجب على من فعل ذلك إعادة الطواف .
*حادي عشر : وإذا أقيمت الصلاة وأنت تطوف ، أو حضرت جنازة ، أو أردت شرب الماء ، ونحو ذلك فإنك تتم الطواف بعد ذلك من حيث وقفت ، إلا إذا أطلت الفصل بين الأشواط ، فإن فعلت فابدأ من جديد ، لان الموالاة بين أشواط الطواف شرط في صحته ، وكذا إذا انتقض وضوءك في أثناء الطواف فيجب عليك أن تعيده من جديد ، إذا قلنا بأن الوضوء شرط لصحة الطواف ، وهو الاحوط .(1/500)
*ثاني عشر : وبعد انتهاء الطواف ، ينتهي الاضطباع ، كما ينتهي الرمل بنهاية الشوط الثالث من الطواف ، و يستحب للطائف بعد نهاية الشوط السابع ، أن يتوجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام ويقول ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ثم يصلي ركعتين ، ويستحب أن يقرأ فيهما سورة الكافرون ( قل يا أيها الكافرون ) في الركعة الأولى ، وسورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) في الركعة الثانية ، والأفضل أن يصليهما خلف مقام إبراهيم عليه السلام ، فإن لم يتيسر ذلك لشدة الزحام ، ففي أي موضع من المسجد الحرام .
*ثالث عشر : ويستحب للطائف الوقوف بالملتزم وهو ما بين الحجر والباب ، فيجعل خده وصدره على حائط الكعبة في ذلك الموضع الشريف ، ويدعو الله تعالى.
*رابع عشر : ويستحب إذا أردت أن تسعى بعد ذلك أن تعود إلى الحجر فتستلمه إن استطعت قبل أن تنطلق إلى المسعى .
*خامس عشر : وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعدما أنهى طوافه في حجته ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه ثم رجع إلى الركن فاستلمه رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه .
*شرب ماء زمزم :
والدعاء عند شرب زمزم مستحب ومستجاب قال صلى الله عليه وسلم ( ماء زمزم لما شرب له ) رواه أحمد وابن ماجة من حديث جابر رضي الله عنه .
***السعي بين الصفا و المروة :
تتوجه بعد ذلك إلى الصفا ، لتسعي بين الصفا والمروة .(1/501)
ويجوز لك إن كنت قارنا أو مفردا أن تعجل السعي بعد طوافك طواف القدوم ، فإذا كنت قارنا سيكون هذا السعي المعجل هو سعي حجك وعمرتك اللتين ستطوف طوافهما يوم النحر ، وإن كنت مفردا يكون سعي حجك الذي ستطوف طوافه يوم النحر أيضا ، وهذا أيسر عليك لانك ربما تكون مرهقا يوم النحر بعد وقوفك بعرفة وبياتك بمزدلفة ، فتكتفي بالطواف في هذه الحالة لانك قدمت السعي عند قدومك ، ويجوز لك أيضا أن تؤجل السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة يوم النحر ، فتسعى بعده سعي حجك وعمرتك إن كنت قارنا ، وسعي حجك إن كنت مفردا
مسائل السعي :
*أولا : إن كنت متمتعا ، أي تريد أن تعتمر ثم تحج بعد التحلل من عمرتك ، فهذا السعي هو سعي عمرتك ، وإن كنت قارنا أو مفردا ، فهذا السعي تنوي به أنه سعي حجك وعمرتك إن كنت قارنا ، وسعي حجك إن كنت مفردا ، هذا إذا أردت أن تقدم السعي ، ويجوز لك تأخيره كما أسلفنا .
*ثانيا : تبدأ من الصفا ، فإذا دنوت من الصفا يستحب لك أن تتلو قوله تعالى ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلاجناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم ) وتقول أبدأ بما بدأ الله به ، وترقى الصفا حتى ترى الكعبة إن استطعت ، فإن لم تستطع ذلك ، فالواجب أن تضع قدمك عند أول الارتفاع إلى الصفا ، لتكون بدايتك من أول الصفا ، لان قطع كل المسافة بين الصفا والمروة واجب لا يصح السعي إلا به .
*ثالثا : فإذا رقيت على الصفا فاستقبل الكعبة ، وارفع يديك للدعاء ، وابدأ قائلا الله أكبر ثلاث مرات ، ثم تقول لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ثم ادع الله بما شئت من خير الدنيا والآخرة ، ثم أعد هذا كله ثلاث مرات ، ويستحب أن تطيل في الدعاء ، فإنه موضع أطال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء .(1/502)
*رابعا : فإذا فرغت من الدعاء ، انزل ماشيا ، إلى أن تصل إلى العلم الأول ، وقد وضع لذلك إشارة خضراء ، فإن بلغته ، فيستحب لك أن تسعى سعيا شديدا ، حتى تصل إلى العلم الثاني ، وقد وضع لذلك أيضا إشارة خضراء ، ثم تمشي بعد ذلك ، حتى ترقى على المروة ، فتفعل على المروة مثل ما فعلت على الصفا ، فإن لم تستطع ذلك ، فالواجب أن تنتهي عند أول ارتفاع من الأرض على المروة ، من أجل أن تكون قد قطعت كل المسافة بين الصفا والمروة .
وتستطيع أن تستدل على مقدار المسافة التي يجب قطعها بين الصفا والمروة ، بممر العربات ، فعند انتهاءه تنتهي المسافة الواجب قطعها ، ولكن يستحب أن ترقى على الصفا والمروة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
*خامسا : ويجب أن تسعى سبعة أشواط ، و تكون البداية من الصفا والنهاية عند المروة ، فالمسافة بينهما شوط واحد ، حتى إذا انتهيت من آخر شوط على المروة ، فقد أتممت السعي .
*سادسا : ويستحب لك أن تكون في أثناء السعي ، ذاكرا لله تعالى بأنواع الذكر من قراءة القرآن والاستغفار والتسبيح والتهليل ، كما يستحب الوضوء ولا يجب ، فإن كنت غير متوضأ جاز لك أن تسعى من غير وضوء.
*سابعا : ولا تجب الموالاة بين أشواط السعي ، فيجوز لك أن شعرت بتعب ، أن تستريح ثم تعود فتكمل على ما سبق ، حتى لو طال الفصل ، فلا بأس بذلك .
*ثامنا : كما لا تجب الموالاة بين الطواف والسعي ، فيجوز لك بعد الطواف أن تستريح إن احتجت إلى ذلك ، ثم تعود إلى السعي بعد ذلك .
***الحلق والتقصير :
بعد ذلك يجب عليك إن كان حجك ، حج تمتع ، أن تقصر من شعرك ، وذلك بأن تقص من جميع الشعر ، لا من أطرافه كما يفعل الجهال ، والحلق أفضل ، ولكن لانك سوف تحلق رأسك عند التحلل من حجك ، فالأفضل هنا أن تقصر فقط إلا إن كنت قدمت مبكرا في شهر شوال مثلا فالحلق أفضل ، لان شعر رأسك ، سيتوفر إلى العاشر من ذي الحجة .(1/503)
أما إن كنت قارنا أو مفردا للحج ، فلا تقصر ولا تحلق ، لانه يجب عليك أن تبقى على إحرامك حتى تتحلل من الحج في يوم النحر .
والمرأة تقص من طرف شعرها قدر أنملة .
***قطع التلبية للمعتمر والحاج :
وإن كنت متمتعا فإنك تقطع التلبية إذا شرعت في الطواف ، وأما إن كنت قارنا أو مفردا فإنك التلبية لا تنقطع إلا برمي جمرة العقبة يوم النحر .
***التوجه إلى منى يوم التروية:
إذا جاء يوم الثامن من ذي الحج ، وهو يوم التروية ، سمى بذلك لان الناس كانوا يتروون الماء في ذلك اليوم ، لحاجتهم إلى الماء في منى والمشاعر ، إذا جاء هذا اليوم ، تحرم قبل الزوال بالحج من أي مكان من الحرم أنت نازل فيه .
وأما إن كنت قارنا أو مفردا ، فإنك لم تزل على إحرامك ، ثم تتوجه إلى منى فتصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، تقصر الصلاة الرباعية ــ إن كنت ممن يقصر الصلاة ــ والأفضل أن تصلي كل فرض لوقته بلا جمع ، وتبيت بمنى ليلة عرفة ، وهذا المبيت سنة ليس بواجب ، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم .
من أين يحرم الحاج والمعتمر في مكة :
والحاج يحرم بالحج من أي مكان من مكة ، فقد أحرم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من منزلهم الذي نزلوه في مكة وهو الابطح ، متفق عليه ، وأما المعتمر فيحرم من أدنى الحل ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بعائشة رضي الله عنها إلى أدنى الحل لتحرم بالعمرة متفق عليه ، وسواء كان الحاج والمعتمر من أهل مكة أو جاء إليها من خارجها .
***إلى عرفة :(1/504)
ثم الأفضل أن تصلي الفجر في منى بعد البيات فيها ، وتبقى حتى تطلع الشمس ، ، ثم تسير من منى إلى عرفة بعد طلوع الشمس ، ويسن لك أن تنزل بنمرة وهو موضع بجانب عرفة ، حتى إذا زالت الشمس ، تدخل إلى عرفة ، وتسمع خطبة الإمام ، وتصلي الظهر والعصر قصرا وجمع تقديم ، وتبقى في عرفة إلى الغروب ، يستحب لك في أثناء ذلك أن تكثر من الدعاء والتلبية وذكر الله تعالى .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) رواه أحمد والترمذي .
والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ، من فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج قال صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفة من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فقد تم حجه ) رواه أبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم .
القدر الواجب من الوقوف بعرفة
ويجب على كل حاج أن يقف بعرفة أي وقت من النهار أو الليل من أول طلوع فجر يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر ، فمن فاته دخول عرفة في أثناء ذلك ولو للحظة فقد فاته الحج ، ومن وقف بها ولو مرورا ، فقد أدرك الحج ، ولكن من دخلها من النهار يجب عليه أن يجمع مع ذلك جزءا من الليل ولو لحظة ، فيخرج عند غروب الشمس لا قبلها ، فإن خرج من عرفة قبل الغروب يجب عليه أن يعود فيبقى إلى الغروب ، فإن لم يفعل صح حجه ولكن عليه دم شاة يذبحها بمكة في حدود الحرم لفقرائه ، وذلك لتركه الواجب ، وإن لم يتيسر له الوقوف إلا ليلا أجزأه ذلك ولا شيء عليه .(1/505)
عن عروة بن مضرس قال ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة ، فقلت : يا رسول الله إني جئت من جبل طيء ، أكللت راحلتي وأتعبت نفسي ، والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شهد صلاتنا هذه ، ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا ، فقد تم حجه وقضى تفثه ) رواه الخمسة
ويجب أن يكون مسلما عاقلا محرما ولو كان نائما أو جاهلا أنها عرفة .
وفي أي مكان وقفت من عرفة أجزأك ، والوقوف عند جبل الرحمة ليس واجبا ، كما يظنه الجهال ، ويتزاحمون عليه ، يظنون أن في ركوبه أجر ، فيشقون على أنفسهم بغير طائل ، بل في أي مكان وقفت من عرفة فقد أجزأ ، قال صلى الله عليه وسلم وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه .
***إلى مزدلفة :
فإذا غربت الشمس ، ادفع إلى مزدلفة وعليك بالسكينة ، فإذا وصلتها اجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم أول شيء فعله في مزدلفة جمع صلاتي المغرب والعشاء ، ثم عليك أن تبيت بها وتصلي فيها الفجر ، حتى لو تأخرت فلم تصل إليها إلا فجرا بسبب زحمة الطريق ، فعليك أن تصلي فيها الفجر ، ولاشيء عليك في هذه الحالة ، لانك معذور ، فإذا صليت الفجر ، استحب لك أن تذهب إلى المشعر الحرام ــ مرتفع صغير في مزدلفة ـ وأن تبقى ذاكرا لله تعالى حتى يسفر الوقت جدا، هكذا فعل صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم عن جابر رضي الله عنه ، فإن لم يتيسر لك الذهاب إلى المشعر الحرام ، فاذكر الله تعالى وادعوه في مكانك الذي أنت فيه من مزدلفة ، ويستحب أن تذكر الله حتى يسفر جدا ، وتدفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس ، عن عمر رضي الله عنه ( كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل طلوع الشمس ) رواه الجماعة إلا مسلما .(1/506)
ثم تخرج من مزدلفة إلى منى .
ويجوز لك أن تدفع من مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل إن كنت من الضعفاء ، كالمرضى الصغار وكبار السن والنساء وأهل الأعذار ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه وسلم في ضعفة أهله من مزدلفة إلى منى ) متفق عليه .
وعن عائشة قالت ( كانت سوده امرأة ضخمة ثبطة ( بطيئة الحركة ) فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفيض من جمع بليل فإذن لها ) متفق عليه
***إلى منى لرمي جمرة العقبة :
ثم تدفع من مزدلفة إلى منى ، متوجها إلى جمرة العقبة ، فإن كان طريقك من وادي محسر ، وهو واد بين مزدلفة ومنى استحب لك أن تسرع السير ، غير أن هذا لا يتيسر الآن بسبب زحمة السيارات ، فإذا وصلت إلى جمرة العقبة ، فارمها بسبع حصيات ، يجب عليك أن تسقط كل حصاة في الحوض رميا ـ لاوضعا باليد ـ ، ولا يجب أن تصيب الشاخص ، كما يظن ذلك الجهال ، يرمون الشاخص حتى تضربه الحصاة ، فترتد بعيدا عن الحوض ، ومثل هذا لا يصح ولا يجزيء ، لان الشاخص إنما وضع لتستدل به على الحوض فقط ، وليس ليكون هدفا للرمي .
ويجب أن تنتبه إلى أن حوض جمرة العقبة إنما هو من جهة واحدة فقط ، فاحذر أن يكون رميك الحصى من الجهة الأخرى التي وضع لها حائط إسمنتي كبير ، بل من الجهة التي فيها الحوض فقط ، فترمي الحصى حتى تسقط في الحوض
ويستحب أن تكبر مع كل رمية .
وجميع الحاج يوقف التلبية عندما يرمي جمرة العقبة .
عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما ( كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جمع إلى منى فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة ) رواه الجماعة .
ولك أن تلتقط الحصى من أي مكان ، حتى من منى ، ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا في تحديد مكان دون غيره يستحب أن يلقط فيه الحصى .
وتكون الحصى بين الحمص والبندق ، قال جابر رضي الله عنه ( مثل حصى الخذف ) رواه مسلم ، ولايجزيء غير الحصى كالحديد وغيره .(1/507)
وأفضل وقت الرمي بعد طلوع الشمس ضحى ، ويجوز بعد الفجر ، ولا يجوز قبله ، إلا للضعفاء وأهل الأعذار الذين دفعوا من مزدلفة بعد منتصف الليل ، ومن يقوم على أمرهم له حكمهم ، فيجوز لهم أن يرموا عند وصولهم ولو قبل الفجر ، لحديث عائشة قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم أفاضت ، رواه أبو داود وغيره .
والأولى أن لا يرموا إلا بعد طلوع الشمس أيضا فعن ابن عباس رضي الله عنه قال ( قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليلة المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب على جمرات ، فجعل يلطخ أفخاذنا ، ويقول : أبني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس ) رواه أبو داود والنسائي .
***أعمال يوم النحر، يوم الحج الأكبر :
ثم بعد ذلك تنحر هديك إن كان عليك هدي بأن كنت متمتعا أو قارنا ، أما المفرد فلا هدي عليه ، ووقت النحر يمتد إلى آخر أيام التشريق ، ويجب أن يكون في حدود الحرم ، فلا يجوز نحر الهدي في عرفة مثلا أو أي مكان من الحل ، ويجوز ليلا أو نهارا من أيام التشريق ، وليس له اثر في تحلل الحاج .
ومن لا يقدر على شراء الهدي ، يصوم ثلاثة أيام في الحج ، قبل يوم النحر أو في أيام التشريق ، ولا يجوز لاحد أن يصوم أيام التشريق إلا من لم يجد الهدي من الحجاج ، ويصوم سبعة إذا رجع إلى أهله .
ولايجزيء في الهدي إلا الجذع من الضأن وهو ماله ستة شهور فأكثر ، والثني من المعز والبقر والإبل ، وهو من المعز ماله سنة فأكثر ، ومن البقر وهو ماله سنتان فأكثر ، ومن الإبل وهو ماله خمس سنوات فأكثر ، وتجزيء البقرة والبدنة عن سبعة .
ثم تحلق أو تقصر من شعرك والحلق أفضل ، والمرأة تقص من طرف شعرها قدر أنملة ، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين قائلا رحم الله المحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة متفق عليه .
والأفضل أن يبدأ المحلق من جانب الرأس الأيمن ثم الأيسر رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه .(1/508)
ثم تنطلق إلى البيت لتطوف طواف الإفاضة ، وهو طواف الحج ، ويسمى أيضا طواف الزيارة ، وليس في هذا الطواف اضطباع ولا رمل .
وبعد الطواف تسعى بين الصفا والمروة إن كنت متمتعا ، أو كنت قارنا أو مفردا ولم تسع بعد طواف القدوم ، فيجب عليك أن تسعى هنا .
فالمتمتع يسعى سعين ، سعي لعمرته وسعي لحجه ، وأما القارن والمفرد فيسعيان سعيا واحدا ، لحديث عائشة رضي الله عنها ( وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة فقد طافوا طوافا واحدا ) تعني الطواف بين الصفا والمروة وهو السعي ، متفق عليه .
ويجوز لاهل الأعذار أن يطوفوا بعدما يدفعوا من مزدلفة بعد منتصف الليل .
ويجوز لك أن تأخر طواف الإفاضة إلى آخر شهر ذي الحجة إن شئت ، ولكنك في هذه الحالة لاتكون قد تحللت الحل كله ، بل يجب عليك أن تعتزل النساء حتى تطوف طواف الإفاضة .
ويجوز لك أن تقدم أو تأخر بين هذه الانساك ، إذ لايجب فيه الترتيب كما ذكر آنفا ، بل الترتيب مستحب .
عن ابن عباس رضي الله عنها قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم والتأخير ، فقال لاحرج متفق عليه .
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فرمى أولا جمرة العقبة بعد طلوع الشمس ضحى ، ثم نحر هديه ، ثم حلق رأسه ، ثم طاف بالبيت وصلى الظهر بمكة ، ثم رجع منى فصلى بها الظهر مرة أخرى أيضا نافلة .
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى) متفق عليه ، وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف إلى المنحر فنحر ثم ركب فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر رواه مسلم ، وجمع بينهما الإمام النووي رحمه الله أنه صلى بمكة الظهر ، ثم رجع فصلى الظهر إماما لأصحابه في منى أيضا
***التحلل الأكبر والأصغر :
وإذا فعلت اثنين من هذه الثلاثة وهي رمي جمرة العقبة ، والحلق أو التقصير ، وطواف الإفاضة ، فقد حل لك كل شيء إلا النساء ، ويسمى التحلل الأصغر.(1/509)
فإن فعلت ما بقي مع السعي إن لم تكن قد سعيت من قبل ، فقد حل لك كل شيء حتى النساء ، ويسمى التحلل الثاني أو الأكبر .
ويتوجه القول بأن الحاج إذا رمى جمرة العقبة فقد حل له كل شيء إلا النساء ، وهوأصح قولي الفقهاء ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حين رمى جمرة العقبة يوم النحر قبل أن يطوف بالبيت رواه أحمد وغيره ، وهو رواية في مذهب أحمد ، واختيار الإمام ابن قدامة رحمه الله ، وسمعت العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه يفتي بذلك .
***إذا جامع المحرم :
ومن جامع قبل التحلل الأول فعليه أربعة أمور :
الأول : فساد النسك .
الثاني : المضي في فاسده ، فيكمل حجه كأنه غير فاسد .
الثالث : وجوب القضاء ثاني عام .
الرابع : عليه أن يذبح بدنه ويوزع لحمها على فقراء الحرم .
عن عمر وعلي وأبي هريرة أنهم سئلوا عن رجل أصاب أهله وهو محرم الحج ، فقالوا :(ينفذان لوجههما حتى يقضيا حجهما ، ثم عليهما حج قابل والهدي ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن رجل وقع بأهله وهو بمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنه ) رواهما مالك في الموطأ .
ومن جامع بعد التحلل الأول وقبل الثاني :
فهو مخير بين ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين مد من البر أو صاع مما سواه ، وعليه إن يخرج إلى أقرب الحل ، فيحرم منه لطواف الإفاضة ، إلا إن كان قد طاف طواف الإفاضة ورمى ولكنه جامع قبل الحلق أو التقصير فلا حاجة ليجدد إحرامه .
ومن جامع قبل تمام العمرة فعليه شاة .
***المبيت بمنى ليالي التشريق :(1/510)
ثم تعود إلى منى لتبيت بها ثلاث ليالي ، أو ليلتين إن تعجلت ، والواجب أن تبيت معظم الليل ـ أكثر من نصفه ـ في منى ، ليلة الحادي عشر من ذي الحجة ، وليلة الثاني عشر من ذي الحجة ، ذلك إن تعجلت في يومين ، وليلة الثالث عشر من ذي الحجة إن تأخرت ، وهذه الأيام الثلاثة تسمى أيام التشريق ، وهي التي قال الله عنها ( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى ) .
والدليل على وجوب المبيت بمنى حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له ) متفق عليه ويدل إذنه للعباس رضي الله عنه ، على أنه واجب على غير أهل الأعذار .
رمي الجمار أيام التشريق :
ويجب عليك أن ترمى الجمار في أيام التشريق ، ووقت رميها في هذه الأيام ، من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ، قال جابر رضي الله عنه ( ورمى بعد يوم النحر في سائر أيام التشريق إذا زالت الشمس ) رواه مسلم .
فتبدأ بالجمرة الصغرى فترميها بسبع حصيات ، تكبر مع كل حصاة ، حتى تقع الحصاة في الحوض ، وتحاول أن تستقبل القبلة مع استقبال الجمرة حال الرمي ، فإن لم تستطع فاستقبل الجمرة وهذا يكفي ، ثم اجعلها عن يسارك وتأخر للدعاء ، وأطل فيه ، لان النبي صلى الله عليه وسلم أطال الدعاء في هذا الموضع ، ثم انطلق إلى الجمرة الوسطى ، فافعل مثل ما فعلت عند الصغرى ، ولكن اجعلها عن يمينك وابتعد قليلا عن الزحام وأطل في الدعاء ، ثم انطلق إلى الجمرة الكبرى ، فارمها بسبع حصيات من جهة الحوض ليقع الحصى فيه ، ولاتقف عندها للدعاء فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك .
ويجب أن يكون الرمي على هذا الترتيب ، الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ، فإن أخللت بالترتيب ، أعد الرمي .(1/511)
فإن شق عليك أن ترمي كل يوم ، بسبب كبر السن أو المرض أو الإعياء أو شدة الزحام أو طبيعة عملك في الحج ونحو ذلك ، جاز لك أن تجمع رمي يومين في يوم ، فترمي في اليوم الثاني ، أولا رمي اليوم الأول ، حتى تنتهي من الصغرى فالوسطى فالكبرى ، ثم تعود فترمي رمي اليوم الثاني الصغرى فالوسطى فالكبرى ، أو تجمعها كلها في اليوم الثالث ، إن لم تتعجل في يومين ، فترمي في هذه الحالة بالترتيب وفق النية ، تبدأ برمي اليوم الأول حتى تنتهي منه ، ثم تعود إلى الصغرى فترمي بينة اليوم الثاني ، ثم الثالث هكذا .
***التعجل والتأخر :
ويجوز لك أن تتعجل في يومين ، فإذا رميت الجمار ثاني أيام التشريق ، تطوف طواف الوداع قبل أن تغادر مكة ، والأفضل أن تتأخر ، فتبيت بمنى ليلة الثالث عشر من ذي الحجة وهو آخر أيام التشريق ، وترمي الجمرات بعد الزوال يوم الثالث عشر من ذي الحجة ، ثم تطوف طواف الوداع قبل أن تغادر .
ويشترط لمن عزم على التعجل في يومين أن يرمي الجمرات في اليوم الثاني قبل غروب الشمس ثم يخرج من منى ، فإن بات بها ، أو أدركه الليل وهو فيها ، وجب عليه أن يأتي برمي اليوم الثالث بعد الزوال فيتأخر ، ولابأس إن حبس بسبب الزحام حتى أدركه الغروب وهو في منى بغير اختياره ، فليرم وينفر إن شاء التعجل لانه معذور
***طواف الوداع :
ولا يجب عليك طواف الوداع إلا إذا عزمت الخروج من مكة ، فإن أردت البقاء فيها ، فإنك تؤخره إلى أن تعزم على مغادرتها .
ولا يجوز لك أن تنشغل بشيء بعد طواف الوداع ، بل تبادر إلى مغادرة مكة ، إلا أن تنتظر صحبة تلحق بك ، أو تشتري حاجاتك في طريقك ونحو ذلك .
والحائض يسقط عنها طواف الوداع ، فإذا انهت رمي الجمار ، فلها أن تسافر ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال ( أمر الناس أن يكون أخر عهدهم بالبيت الطواف إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ) متفق عليه .(1/512)
ويجوز لمن أخر طواف الإفاضة أن يطوفه وينوي به طواف الإفاضة والوداع ، طوافا واحد ، ويغادر ، حتى لو كان عليه سعي بعد الطواف ، لان ذلك لا يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق فالسعي متعلق بالبيت أيضا .
***فوات الحج :
ومن أدركه من الحجاج طلوع فجر يوم النحر ، ولم يقف بعرفة ولو للحظة ، فقد فاته الحج ، وانقلب إحرامه عمرة ، فيطوف ويسعى ويتحلل ، ويقضى من العام القادم ، ويذبح هديا في قضاءه ، إلا إذا كان قد اشترط فلاهدي عليه ولاقضاء .
***الاحصار :
ومن منع مانع عن إتمام حجه قبل أن يحرم بالنسك رجع ولاشيء عليه .
وإن كان بعد إحرامه وقد اشترط قائلا عند إحرامه ( ومحلي حيث حبستني ) حل من إحرامه ولبس ثيابه ولاشيء عليه .
وإن لم يكن قد اشترط ، فإن حبس عن الحج كله ولا يستطيع أن يصل إلى البيت ، ذبح هديا في المكان الذي حصر فيه ، أو بعث به إلى الحرم ، ثم حلق أو قصر وصار حلالا .
وهذا هو الإحصار ، وأصح قولي العلماء أن الحاج يصير محصرا يجوز له تحلل المحصر سواء احصر بعدو وغيره كالمرض وذهاب النفقة .
فإن لم يجد هديا في موضعه الذي أحصر فيه ، أناب من يذبح عنه الهدي في الحرم ثم حل ، فإن كان فقيرا لا يقدر على ذبح الهدي ، صام عشرة أيام ثم حل في قول الجمهور ، والصحيح لاشيء عليه ، فيحلق أو يقصر وقد حل .
ومن حبس عن عرفة فقط ، ذهب إلى البيت وتحلل بعمرة ولاشيء عليه ، إن كان قبل الفوات ، وإن كان تحلله بعمرة بعد الفوات ، فعليه القضاء .
وإن وقف بعرفة وحصر عن إتمام بقية الحج ، يذبح هديا بنية التحلل ويحلق أو يقصر، ويكون بذلك قد حل من إحرامه كمن احصر عن الحج كله .
***صيد مكة :
ويحرم صيد مكة على الحاج وغيره ، فكل ما يحرم صيده حال الإحرام ، يحرم صيده في حدود الحرم المكي ، وكذلك الحرم المدني .
ولا يجوز قطع شجر الحرم وحشيشه ، اللذين لم يزرعهما الآدمي .(1/513)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ( إن هذا البلد حرام لا يعضد شوكه ولايختلى خلاه ولا ينفر صيده وتلتقط لقطته إلا لمعرف ) متفق عليه ، ومعنى لا يعضد شوكه أي لا يقطع الشجر الذي فيه شوك ، والمقصود لا يقطع كل الشجر حتى الذي فيه شوك ، ومعنى يختلى خلاه أي لا يقطع الحشيش الرطب منه ، دون اليابس فيجوز ، وكذلك رعي الأنعام يجوز مطلقا لان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكمموا أفواه ما معهم من النعم في الحرم .
ومعنى لا تلتقط لقطته إلا لمعرف ، أن من وجد في الحرم لقطة وجب عليه أن يعرفها أبدا ، وأما في غير الحرم فيعرفها سنة ثم يأخذها إن لم يأت صاحبها ، فإن جاء يوما من الدهر ، دفعها إليه أو دفع ثمنها إن طلبها صاحبها .
***زيارة المدينة المنورة :
ويستحب للحاج أن يغتنم فرصة وجوده بمكة ، فيكثر من الطواف في البيت ، ويزداد من الصلاة في المسجد الحرام ، فعن جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ) رواه أحمد وابن ماجة
ويستحب له أن يصلي داخل الكعبة إن استطاع ، أو في الحجر فإنه من الكعبة.
وأن يحمل معه من ماء زمزم
زيارة المسجد النبوي وإحذر الشرك ووسائله :
وزيارة المسجد النبوي سنة مستحبة ، ولكن لاتعلق لها بمناسك الحج ، وكل ما ورد من أن الحج لا يقبل بغير زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو أن ذلك جفاء له صلى الله عليه وسلم ، مثل ما يروى ( من حج فلم يزرني فقد جفاني ) ، كل ذلك لا يصح و لاتقوم به حجة .
ولا يجوز أن ينوي المسافر إلى المدينة شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ) متفق عليه من حديث أبي هريرة .(1/514)
ولكن ينوي زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وله أن يزور القبر الشريف مصليا ومسلما على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلما على صاحبيه رضي الله عنهما ، وله أن يدعو الله تعالى عند الزيارة مع استقبال القبلة ، ولا يستقبل الحجرة التي فيها القبر حال الدعاء ، ولا يجوز لاحد أن يدعو عبدا من دون الله تعالى ، لاملكا مقربا ، ولانبيا مرسلا ، قال تعالى ( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) .
ولا يجوز سؤال الشفاعة إلا من الله تعالى ، قال تعالى ( قل لله الشفاعة جميعا ) ، فيقول الزائر ( اللهم ارزقني شفاعة نبيك صلى الله عليه وسلم ) ونحو ذلك .
ولا يجوز التبرك بجدران الحجرة التي فيها القبر الشريف ، ولا بشيء من قبور الصالحين وآثارهم ، فذلك بدعة ضلالة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) رواه الترمذي وأبو داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه .
ويستحب لزائر المدينة المنورة ، الصلاة في مسجد قباء ، قال صلى الله عليه وسلم ( من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة) رواه احمد والترمذي وابن ماجة .
كما يستحب له زيارة البقيع وقبور شهداء أحد ، ويدعو لهم ، وأما سائر المواضع التي لم يرد في زيارتها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل المساجد السبعة ومسجد القبلتين ، فتخصيصها بالزيارة بدعة ، وكل بدعة ضلالة
وكل خير في اتباع من سلف **** وكل شر في ابتداع من خلف
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تمت رسالة تيسير أحكام الحج والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
---
(1/515)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (3) الوقف اللازم على قوله تعالى ( ويسخرون من الذين آمنوا)
---
(3) الوقف اللازم على قوله تعالى ( ويسخرون من الذين آمنوا)
---
مساعد الطيار
12-01-2003, 07:08 AM
قوله تعالى :(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (البقرة:212)
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى : (ويسخرون من الذين آمنوا ) .
ولهذه الجملة احتمالان في الإعراب :
الأول : أن تكون معطوفة على جملة ( زين للذين كفروا ) .
الثاني : أن تكون جملة حاليةً على تقدير : وهم يسخرون (1) .
وبناءً على هذا الوقف ، فإنَّ جملة : (والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ) محمولةٌ على الاستئناف .
ووجه الإشكال في الوصل بيَّنها السجاوندي ، فقال : » ولو وصل صار (فوقهم ) ظرفاً لـ(يسخرون) ، أو حالاً لفاعل (يسخرون) ، وقُبْحُهُ ظاهرٌ « (2).
والصواب من الإعرابِ أنَّ الواو عاطفة ، وأن جملة (والذين اتقوا ) معطوف على جملة (زين للذين كفروا) (3) .
أقوال علماء الوقف :
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوال :
الأول : أنَّ الوقف كافٍ ، وهو اختيار الداني (4) ، والغزال (5).
الثاني : أن الوقف حسنٌ ، وبهذا الوقف قال أبو جعفر النحاس (6) ، وابن الأنباري (7) ، والهمذاني (8) ، والأنصاري (9) ، والأشموني (10) .
الثالث : أن الوقف لازم ، وهو اختيار السجاوندي (11).
وأولى هذه الأقوال قول من قال : إنَّ الوقف حَسَنٌ ؛ لأن جملة (والذين اتقوا ) مرتبطة إعراباً بجملة (زين للذين كفروا) وهذا الرابطُ اللفظي الإعرابي يجعل الوقف حسناً .(1/516)
ولِوُجودِ هذا الرابط اللفظي الإعرابي لا يصلح أن يكون الوقف كافياً ، كما لا يصلح البدءُ بجملة (والذين اتقوا ) الذي هو نتيجةُ الحكم باللازم .
أمَّا ما عَلَّلَ به السجاوندي فهو من البُعْدِ والتَّكلفِ بمكان ؛ لأنَّ هذه العلة ـ لو صحَّت ـ لا يدركها إلا المتخصص في علم النَّحو . ويلزم من عِلَّتِهِ أنْ يُفهَم أنَّ جملة (الذين اتقوا ) عطف على جملة (الذين آمنوا) ، وأنَّ قوله : (فوقهم ) ظرف لـ(يسخرون) أو حالٌ لفاعلِ (يسخرون) ، وهذا لا يُدْرَكُ إلا بتأمل .
ولو بدأ القارئ من قوله تعالى : ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) ، فوقف هنا ، لكان واضحاً أنَّ الفوقية للمتقين وأنَّ الظرف (فوقهم) لا يتعلق بهذا الفعل البعيد عنه ، وهو (يسخرون) .
.......................................
(1 ) انظر : البحر المحيط 2 : 130 ، والدر المصون 2 : 372 .
(2) علل الوقوف 1 : 168 .
(3) انظر : الجدول في إعراب القرآن 2 : 362 ، وإعراب القرآن الكريم ، لمحيي الدين درويش 1 : 312 .
(4) المكتفى 83 .
(5) الوقف والابتداء 1 : 268 ، وعبارته : » حسن « ، وهي تعني الكافي عند غيره .
(6) القطع والائتناف 183 .
(7) إيضاح الوقف 1 : 549 .
(8) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1 : 110 .
(9) المقصد ، بحاشية منار الهدى 58 .
(10) منار الهدى 58 .
(1 1) علل الوقوف 1 : 168 .
---
(1/517)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أبشروا : أول ذو الحجة - قناة المجد العلمية ضمن الباقة المفتوحة
---
أبشروا : أول ذو الحجة - قناة المجد العلمية ضمن الباقة المفتوحة
---
أبو البراء بن المكدي
12-18-2006, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه بشرى نزفها لكم أهل العلم وطلبته وهي :فتح قناة المجد العلمية وجعلها ضمن باقة قنوات المجد المفتوحة خدمة للعلم والعلماء .
صرح بذلك فضيلة الشيخ : راشد بن عثمان الزهراني قائلًا : أن فتح القناة تم بناء على موافقة مجلس إدارة قناة المجد الفضائية .
نسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح
ولا تنسونا من صالح الدعاء
---
زكرياء توناني
12-18-2006, 10:12 PM
بشركم الله بالخير
---
نورة
12-18-2006, 10:47 PM
بشرى سارة
وفقكم الله لكل خير
وجزى القائمين عليها خيراً
---
أبو العالية
12-20-2006, 11:36 AM
الحمد لله ، وبعد ..
الله أكبر
جميل
وفق الله القائمين عليها خيراً
فليهنأ المسلمون بذاك
---
مسك
12-20-2006, 12:17 PM
ونتمى أن يتم فتخ قناة الأطفال أو تخفيف رسوم القناة ...
---
خالد البكري
12-21-2006, 05:04 PM
بشرك الله بالخير ابو البراء ونفع الله بعلمك
---
المنهوم
12-22-2006, 02:25 PM
الحمدلله
على ذلك
---
محمدغراب
12-23-2006, 04:23 AM
وهانحن فى اول ذى الحجه ولم تفتح القناة لعل المانع خير
---
(1/518)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ماذا يريدون بالقرآن؟!
---
ماذا يريدون بالقرآن؟!
---
الباجي
03-28-2006, 09:59 PM
الحمد لله ... والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فهذا ملف حول مواقف بعض الناس من القرآن الكريم أعده الأستاذ الجامعي الصديق بشير نصر، ونشره بمجلة التواصل في عددها الأخير، يتضمن عدة محاور ... رأيتُ نشره للإخوة بالملتقى لعله يلقي بعض الضوء على نظرة بعض الدارسين الغربيين للقرآن الكريم.
ملحوظة: اثنان من هذه المحاور قد سبق نشرها بالملتقى.
---
الباجي
03-28-2006, 10:08 PM
الجزء الثاني:
---
الباجي
03-28-2006, 10:46 PM
الجزء الثالث:
---
الباجي
03-28-2006, 10:50 PM
الجزء الرابع:
---
الباجي
03-29-2006, 02:21 AM
الجزء الخامس:
---
الباجي
03-29-2006, 02:26 AM
الجزء السادس:
---
الباجي
03-29-2006, 02:30 AM
الجزء السابع:
---
الباجي
03-29-2006, 02:33 AM
الجزء الثامن:
---
الباجي
03-29-2006, 02:36 AM
الجزء التاسع والأخير:
---
د. هشام عزمي
03-29-2006, 07:58 AM
هذا الملف يدور حول ما يكتبه جهلاء النصارى وذيولهم على شبكة الانترنت .. أخشى أنه قد أعطى أهمية لبعض النكرات (جمع : نكرة) من الأشخاص والمواقع على شبكة الإنترنت .
أما الفاشل كريستوفر لوكسنبيرج فقد تصدى له الباحث شيبلي زمان وهو باحث أكاديمي في اللغات السامية وهو في نفس الوقت ممن تلقوا العلم الشرعي على يد الشيخ ابن عثيمين وابن جبرين ، تصدى له الباحث الكريم في عدة مقالات منشورة على الشبكة بل وتحداه في عدد من المجموعات الحوارية التي يشارك هذا الأفاق فيها (باسم مستعار) وقد رأيت هذا الجبان يتهرب منه ويتجنبه في الحوار عدة مرات .
http://atrueword.com/index.php/article/articleview/43/1/4(1/519)
وأما ابن الوراق - وهو كذلك اسم مستعار - فقد تصدى له عدد من طلاب العلم والمثقفين الغربيين المسلمين وأشهرهم الدكتور ماكوليف وهو أستاذ في العلوم الإنسانية اعتنق الإسلام من عدة سنوات .
http://www.city-net.com/~alimhaq/text/warraq.htm
وأما جون جلكرايست فقد تتبعت بعضَ مزاعمه المواقعُ الإسلامية المتخصصة في الرد على النصارى مثل بسمك اللهم والوعي الإسلامي لكن لم يظهر بعدُ عملٌ كاملٌ يرد على كامل كتابه .
وبخصوص ما ذكره الأستاذ الجامعي الصديق عن المواقع المعادية للإسلام فهو أقل بكثير من الدور البشع التي تقوم به هذه المواقع من الطعن في الإسلام بكل رموزه والترويج للوثنية التثليثية بطرق تتراوح بين الكراهية الطافحة كما في موقع كريستيان نايت أو التظاهر بالموضوعية العلمية مثل أنسرينج إسلام ، وهي أدوار يجيد الخبثاء أداءها وتحتاج من المسلمين يقظة وهمة عاليتين .
والله المستعان .
---
(1/520)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إذا أردت أن ترسخ في نفسك أصول مسائل العلم فعليك بما يأتي...........
---
إذا أردت أن ترسخ في نفسك أصول مسائل العلم فعليك بما يأتي...........
---
أبو فهر السلفي
03-23-2007, 02:29 PM
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عبده المصطفى وآله الطاهرين وصحبه المستوفين الشرفا...
على الرغم من الكثرة الكاثرة المتزرة بإزار العلم وطلبه=إلا أني وجدت أنه يسهل عليك أن ترد أصول هذه الكثرة إلى صنفين لا يخرج عنهما إلا القليل النادر....
الصنف الأول: أولئك النفر المبارك من طلاب العلم الذين هدوا إلى المنهجية الصحيحة في طلب العلم..فانطلقوا بعزم وهمة يصحبهما تأنٍ وتدرج،طلباً للمعالي وثنياً للركب بين يدي أهل العلم...حتى إذا قضى الواحد منهم وطره من متون العلم وأصوله فجأته حقيقة كونه سيقبل على مرحلة جديدة إعتاد أهل العلم في زماننا أن يتركوا الطالب فيها وشأنه وهمته ووعيه وعزمه....اللهم إلا إشارات قليلة وتوجيهات مجملة...فيشتغل بالبحث والتفتيش تارة....وأخرى بجرد المطولات...وبالمطاحنات الجدلية باقي التارات...
وبعد سنوات.............
يرجع الطالب بصره إلى محفوظه القديم وعلمه العتيق فلا يجد إلا جذاذات وفتات....لمحات ولفتات....ويصبح رأس ماله: على ما أظن وفيما أذكر...(1/521)
الصنف الثاني: هم أولئك النفر غير المبارك من طلاب العلم...ممن طلبوا السهولة وآثروا الدعة...ورضوا بعلم مستنسخ لقيط...جماعه كلمة من هنا....وأخرى من هناك...فيتكلمون في المسائل الكبار وقضايا الساعة....وما سهل أمره وقرب مأخذه وخفت مؤنته...واعتبر بحالهم...تجدهم متدثرين بعباءة التحرير والتقرير إذا كان الحديث في مسائل الإيمان والكفر والجهاد...وذلك ليسر مناطاتها ووضوح رؤوس مسائلها...فإذا رمت من أحدهم أن يقف في وجه أشعري متكلم متفيهق بغيض فرَ منك طالب العلم المحرر منشدأً نفسه:
ليس هذا بعشك فادرجي
فما في هذه المجالات يظهر علمه وتلوح فطنته...فعلى السهل طبع...واليسر أراد....والتعالم رأٍس مناقبه...
فإن قلت: فما جماع آفة الصنفين(؟؟؟)
قلت لك: أما الصنف الثاني ففاقد لأدنى درجات القابلية للمعالجة فآفته من أ،واع الوباء والعياذ بالله...وأول درجات النجاة هو العود على بدء إلى أصالة الطلب بضبط المختصرات واستحضار الشروحات ثم الإفاضة إلى المطولات...
فإن فعل ووصل على مرتبة البحث والتفتيش فإنا نوصيه ونوصي أهل الصنف ألأول وكل طالب علم وداعية يريد رسوخ العلم في النفس،فيكون ضابطأ للعلم متقناً له فا يتفلت منه =أن يحرص على ما يلي...
1- أن يخلص لله تعالى النية في الطلب والتحصيل..
2- أن يعمل بعلمه فهذا من أهم عوامل تثبيت العلم..
3- الحرص على ضبط التعريفات والتقسيمات والفروق والضوابط وفرائد الفوائد...
4- مذاكرة العلم مع النفس ومع الغير ...
5- أن يحرص على استحضار الدرس عن ظهر قلب كأنما سيشرحه...
6- أن يحرص على حفظ متن واحد على الأقل في كل علم وليكن من المتون الجوامع وهي في نظري:
1- سلم الوصول
2- الواسطية
3- كشف الشبهات
4- ألفية ابن مالك،ولامية الأفعال.
5- قواعد الأصول ومعاقد الفصول.
6- نخبة الفكر.
7- السلم المنورق.
8- زاد المستقنع.
9- بلوغ المرام.
10- لجوهر المكنون.(1/522)
7- أن يحرص الطالب على عدد معين من الكتب في كل فن يكرر النظر فيها كل فترة على امتداد عمره وحبذا لو اتكأ عليها في شروحه وتدريسه ،ومنها على سبيل المثال:
الاعتقاد
1- حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد أو الدر النضيد لسليمان بن حمدان.
2- شرح كشف الشبهات للهبدان.
3- شرح الواسطية لابن عثيمين.
4- شرح التدمرية للبراك.
5- شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.
التفسير وأصوله وعلوم القرآن.
1- تفسير ابن كثير.
2- تفسير القرطبي.
3- تفسير الألوسي.
4- فصول في أصول التفسير لمساعد الطيار مع شرح مقدمة التفسير له.
5- المقدمات الأساسية في علوم القرآن للجديع.
6- التفسير والمفسرون للذهبي.
مع مزيد عناية واتصال وتطبيق على تفسير الإمام الطبري -رحمه الله-فكم ضيعه أناس فخسروا....
الحديث وعلومه
1- فتح الباري.
2- شرح مسلم للنووي.
3- التمهيد لابن عبد البر.
4- النكت على ابن الصلاح لابن حجر.
5- فتح المغيث.
6- تحرير علوم الحديث.
الفقه
1- المغني.
2-المجموع
3-المحلى
4-مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام.
5- حاشية الروض المربع(للحنابلة).
أصول الفقه.
1- البحر المحيط.
2- شرح الكوكب المنير.
3- إعلام الموقعين.
4- معالم أصول الفقه للجيزاني.
5- تفسير النصوص لمحمد أديب صالح.
6- المسائل المشتركة لمحمد العروسي عبد القادر.
القواعد الفقهية.
1-الفوائد الجنية للفاداني.
2- المدخل الفقهي العام للزرقا.
3- مصنفات الدكتور يعقوب الباحسين.
النحو.
1-شرح ابن عقيل.
2- مغني اللبيب.
3- النحو الوافي لعباس حسن.
الصرف.
1- شذا العرف.
2- المستقصى للدكتور عبد اللطيف الخطيب.
البلاغة.
1- الإيضاح للخطيب القزويني.
2- مصنفات الدكتور محمد أبي موسى.
المنطق:
1- توشيح عبد السلام على السلم مع شرحهما.
2- ضوابط المعرفة للميداني.
وصلِ اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك ورسولك محمد...........
---
محب الطبري
03-23-2007, 10:25 PM(1/523)
أخشى أن يكون قد نالك يا أبا فهر شيء من غبار الصنف الثاني، فعلى رسلك ، ودع التأصيل لأربابه، وفقك الله.
---
أبو فهر السلفي
03-23-2007, 11:14 PM
جزاك الله خير الجزاء على حرصك على نصح أخيك وحرصك على أن يكون نقياً من الأوضار والشوائب ...ولكن أحب أن أطمئنك على أخيك فقد نجاه الله -بحوله وقوته ورحمته- من هذه الهوة السحيقة..وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء...
وما تراه من التأصيل إنما أخذته بمثافنة أهل العلم فانأ ناقل لخبراتهم وتقريراتهم...أسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذا النقل من شاء من عباده...
أدام الله توفيقك وسعادتك.......
ومرة أخرى...
جزاك الله خير الجزاء وأوفاه....
---
محب القراءات
03-24-2007, 01:37 AM
جزاك الله خيرا
ومما يلاحظ أنك لم تذكر علم التجويد والقراءات
ومن المتون المشهورة في التجويد :
تحفة الأطفال للجمزوري .
والمقدمة الجزرية . لابن الجزري .
ومن أشهر المتون في علم القراءات :
متن حرز الأماني ووجه التهاني المعروف بالشاطبية ( متن في القراءات السبع ) للإمام الشاطبي .
والدرة المضية ( متن في القراءات الثلاث المتممة للعشرة ) لابن الجزري .
ومتن طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري .
---
أبو فهر السلفي
03-24-2007, 02:05 AM
وجزاك الله خير الجزاء.........
لم أذكرهما لضعف خبرتي فيهما................
---
محب الطبري
03-24-2007, 07:33 PM
أشكرك على تقبل النقد.
---
أبو فهر السلفي
03-24-2007, 09:07 PM
لا شكر على واجب لازم لكل طالب علم منصف ...
ومرحباً بنقدك النزيه في أي وقت وكل وقت.......
---
نياف
03-25-2007, 07:15 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
محبك في الله
نياف
---
العنزي
03-28-2007, 06:07 PM
أشكرك أخي أبا فهر على هذه المشاركة
التي تدل على حرصكم في نشر العلم بمنهجية مأصلة وعلى طريقة العلماء الراسخين
تحياتي
---
(1/524)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سلسلة تبسيط علوم الدين
---
سلسلة تبسيط علوم الدين
---
أبو سندس
05-31-2006, 06:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي المشاركة الأولى لي في هذا الملتقى الطيب وأسأل الله تعالى أن ينفعنا جميعًا بما نكتب أو ننقل أو نقرأ .. آمين
ومع أول مشاركة لي اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم مجموعة من الرسائل العلمية الطيب -بأسلوب مبسط- وهي لطالب علم مجتهد. واسمه/ أحمد بن حسن عواد عيسى.
علمًا بأن هذه الرسائل قد اطلع عليه وأقرها فضيلة الشيخ/ أحمد فهمي -حفظه الله تعالى- الرئيس الأسبق لمجلة التوحيد المصرية الصادرة عن جميعة أنصار السنة المحمدية.
بذل الهمة في التعليق على نكبات الأمة (http://www.ahlalhdeeth.com/upload//attachment.php?attachmentid=40169&d=1149083685)
قواعد إحصاء أسماء الله الحسنى (http://www.ahlalhdeeth.com/upload//attachment.php?attachmentid=40167&d=1149083685)
شرح حديث إنما الأعمال بالنيات (http://www.ahlalhdeeth.com/upload//attachment.php?attachmentid=40168&d=1149083685)
---
(1/525)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسباب المغفرة في كتاب الله الكريم
---
أسباب المغفرة في كتاب الله الكريم
---
محمود الشنقيطي
01-29-2007, 09:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ومجتباه وعلى آله وصحابته ومن استن بسنته وهداه
وبعد:
فقد استوقفتني أثناء تجوالي بين أفياء هذا الملتقى الزاهر العاطر, عبارة نقلها شيخنا الماجد /مساعد الطيار عن ابن مسعود رضي الله عنه وهي :(من اراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين)..
وخطر ببالي موضوع كم تمنيت أن أجد سبيلاً للتبع مظانه في كتاب الله وجمعها وترتيبها,وهو موضوع أسباب المغفرة في القرآن,سواءاً ما كان منها صريحاً كقول الله تعالى(يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) ومثل هذا كثير.
أو ما كان من تلك الأسباب غير ظاهر كظهور الأول ومنه قول الله تعالى ( فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم) وقوله تعالى (فإن انتهو فإن الله غفور رحيم) .
وكلا النوعين كثير جدا في القرآن وحبذا لو أرشد المشايخ الفضلاءإلى قيمة مثل هذاالجمع وجدواه, وما خفي علي أيضا من مواضعه وأنواعه ,وأجزم أنه كثير جداً,والله ولي المؤمنين, جعلنا الله منهم..
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-29-2007, 10:04 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم
لعل قول الله تعالى " ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم " فيه أن الصبر أو حسن الأدب من أسباب المغفرة ..
والله أعلم
---
أحمد الطريقي
04-07-2007, 05:11 PM
يظهر ان الموضوع من السعه ان يحاط به وان تم لملمة بعض جوانبه لان حديث القران عن المغفرة واسبابها منتشر عام فيه اذ ترك النهي سبب وفعل الطلب سبب وتصديق الخبر سبب بل وتدبر اولئك سبب وهو كتاب لا ينتهي منه العجب
---(1/526)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى سارة..مؤتمر هام حول: القرآن الكريم والجهود المبذولة في خدمته ..
---
بشرى سارة..مؤتمر هام حول: القرآن الكريم والجهود المبذولة في خدمته ..
---
أم عمر
04-23-2003, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..وبعد
ينعقد حاليا مؤتمر ( القرآن الكريم والجهود المبذولة في خدمته من بدايةالقرن الرابع عشر الهجري إلى اليوم)..بدءا من اليوم الأربعاء وحتى يوم الخميس غدا 22-23 صفر 1424هـ، الموافق: 23-24-4-2003م. وذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة في إمارة الشارقة..
وأحب أن أذكر محاور المؤتمر للراغبين في الاستفادة من ذلك:
1- الجهود المبذولة في مدارس تحفيظ القرآن الحكومية والأهلية.
2- الجهود المبذولة في التقنية وخدمتها للقرآن الكريم وطباعة المصحف الشريف.
3- الجهود المبذولة في تفسير القرآن الكريم ومناهجه.
4- الجهود المبذولة في ترجمة معاني القرآن الكريم.
5- الجهود المبذولة في الردود على الشبهات والتحريفات.
وسأسرد هنا الأوراق الخاصة بالتفسير وما يتعلق به( المحور الثالث):
سيبدأ ذلك غدا الخميس 23- صفر-1424هـ.
1- معالم الطريق إلى التفسير المنير: د.محمد الزحيلي.
2- جهود الزحيلي في التفسير المنير من خلال فقه الحياة لآيات المعاملات المالية: د. عبد الستار الهيتي.
3- الشيخ عبد الحميد بن باديس وجهوده في خدمة القرآن: د. عيسى بن طاهر.
4- أضواء على تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور: د. عمر بن صالح بن عمر
5- الإمام العلامة عبد الحميد الفراهي ومنهجه في التفسير: د. محمد يوسف الشربجي .
6- التفاسير حسب النزول في الميزان: د.مصطفى مسلم.
7- الجهود المبذولة في تفسير القرآن الكريم تفسيرا علميا في القرن الرابع عشر الهجري: د. عبد الرحمن بن محمد الشهري.(1/527)
8- الجهود المبذولة في التفسير العلمي ببقرآن الكريم: الشيخ مروان وحيد شعبان التفتازاني.
9- نحو منهجية موحدة لتفسير القرآن: أ.د. أحمد حسن فرحات.
10- الجهود المبذولة في تفسير القرآن الكريم ومناهجه ( الموسوعات التفسيرية ومناهجها): د. محمد أحمد الكردي.
11- منهج الشيخ عبد الكريم المدرس في تفسيره: مواهب الرحمن في تفسير القرآن: د.عبدالحيم الزقة.
12- المعجزة وإعجاز القرآن: د. بلقاسم الغالي.
13- النورسي والإعجاز المعنوي: د.محمد إقبال أحمد فرحات.
14- الدكتور موريس بوكاي ودراسته عن القرآن في ضوء المعارف الحديثة: د. صبحي جميل.
15- منهج د. حجازي في تفسيره: د.محمود الأطرش.
16- جهود الشيخ علي بن محمد الضباع في علم القراءات: د.محمد بن فوزان العمر
17- أثر تحريف المصطلحات على انحراف التفسير في القرن الرابع عشر:د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي.
18- ما جاء عن ابن مسعود في المعوذتين نموذجا( عرض ومناقشة وترجيح): د. عيادة الكبيسي.
19- الإسرائيليات والرد عليها: د. محمد فتحي الحريري.
20- التاريخانية والتاريخ في مواجهة النص القرآني: د. نور الدين الصغير.
21- الجهود المبذولة في الرد على الشبهات والتحريفات: د. أحمد الطيار.
هذا وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا من لدنه علما..آمين
طالبة علم
---
عبدالرحمن الشهري
04-24-2003, 12:50 AM
جزاك الله خيراً أختي طالبة علم
هذا مؤتمر مهم وأرجو منك إن أمكنك أن تتحفي الملتقى بما يلي :
1- نقل ما ترينه مهماً من هذه البحوث أو تلخيصه.
2- تزوديننا بعناوين المشاركين الالكترونية أو البريدية لكي نكاتبهم للمشاركة معنا ولو ببحوثهم التي ألقيت في المؤتمر.
3- إن أمكن إبلاغ الدكتور مصطفى مسلم والدكتور أحمد حسن فرحات فهم كانوا من مشايخنا في الرياض ومشايخ مشايخنا.
جزاك الله خيراً
---
المحب
04-24-2003, 06:34 PM(1/528)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الطيبين الهداة ثم أما بعد:
أشكرك اختي طالبة العلم على هذه البادرة المباركة ولكن هناك تساؤل هل هناك موقع على الانترنت يتولى نقل وقاءع هذا المؤتمر الهام . وشكرا .واذا لم يكن فهل بامكانك نقل الفائدة الينا ولك الاجر والثواب.والحمد لله
---
أم عمر
04-25-2003, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ...و الصلاة والسلام على رسوله الكريم ..وبعد
أعتذر أيها الإخوة عن عدم قدرتي على تفصيل وقائع المؤتمر ..لأني لم أحضر إلا الافتتاح فقط، وحالت ظروف دون ذهابي يوم الخميس ، ولله الأمر من قبل ومن بعد..
ولكن أعدكم بأن أحاول جمع ما أستطيعه من بحوث مهمة طرحت في هذا المؤتمر، فلي أخوات في جامعة الشارقة سألتهن ذلك ، وهن حريصات أكثر مني على إفادة كل راغب..وإن لم يتيسر هذا الأمر ، فعلى الأقل سأحاول أن أحصل على بحوث كل من أ.د. أحمد حسن فرحات، وابنه د.محمد إقبال أحمد حسن فرحات، و د. محمد الشربجي الذي كان بحثه حول الفراهي..ذلك أنهم في جامعة الإمارات- عدا د. محمد إقبال فهو في جامعة عجمان فرع العين- والوصول إليهم سيكون ميسورا بإذن الله من خلال إخوتي هناك..
هذا ما أستطيع أن أعدكم به، وأرجو من الله العلي القدرير أن يوفقنا لما يحب ويرضى..
وبالنسبة للموقع على شبكة المعولمات العالمية..فقد يفيدك هذا الرابط..http://www.sharjah.ac.ae/news/events/sharia/
طالبة علم
ملحوظة: نرجو منكم الدعاء لكي يتيسر علينا ما نحن بصدده. والله من وراء القصد.
---
عبدالرحمن الشهري
04-25-2003, 01:22 PM
وفقك الله ويسر أمرك يا أختنا طالبة علم ونشكرك على هذا الجهد ، وننتظر ردودك وفقك الله.
---
(1/529)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شبهة : تعدد مصاحف الصحابة , والجواب عنها
---
شبهة : تعدد مصاحف الصحابة , والجواب عنها
---
أحمد البريدي
06-28-2005, 08:33 PM
هذا سؤال وجه إلي اجبت عنه إجابة مختصرة بما فتح الله , ارجو من الإخوة إضافة ما يرونه مناسباً .
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد : هذه شبهة ساقها أحد النصارى بالفلبين لأحد الدعاة هناك مفادها .
لديكم ما يسمى قرآن ابن مسعود ، و قرآن أبي بن كعب ، و قرآن عثمان فيتسأل : -
1 – أي هذه أصح .
2- أي هذه كلام الله تعالى .
3 – و إن كان هذا لديكم فلم تنكرون علينا كون لدينا أكثر من إنجيل .
نرجو من فضيلتكم الإجابة عاجلا على هذه الشبهة ، إجابة محررة شافية ، حتى لا تكون مثل هذه الشبهة سببا في ردة أحد من حديثي الإسلام هناك .
وفقكم الله تعالى لما يحب و يرضى وسدد خطاكم و جعل إجابتكم في ميزان حسناتكم .
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :(1/530)
القرآن كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المفتتح بسورة الفاتحة , والمختوم بسورة الناس , تلقته الأجيال عن الأجيال , لا يزيد فرد على فرد في تلاوته في مشرق الأرض ومغربها على ما بأيدينا , فهذه دور المخطوطات في العالم كله في بلاد الإسلام وغيرها , فيها ما لا يحصيه إلا الله من المصاحف التي كتبت في الأزمان والبلدان المختلفة , لا ترى فيها مصحفاً يختلف عن الآخر في شيء , وأما قول النصراني : لديكم ما يسمى قرآن ابن مسعود ، و قرآن أبي بن كعب ، و قرآن عثمان فهذا غير موجود عندنا فالقرآن عندنا واحد لا يتعدد , وإنما الموجود عندنا : مصحف ابن مسعود ، و مصحف أبي بن كعب ، ومصحف عثمان , والمصحف المراد به ما كتب بين دفتيه القرآن وأول من سماه بذلك أبو بكر رضي الله عنه , وسبب ذلك أن الصحابة كانوا يعتمدون على الحفظ , وهناك منهم من كتب لنفسه ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ليكون عوناً له على تذكره, ولذا نسب إليهم فقيل مصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب باعتبار أنهم كتبوها, كمن يشتري مصحفاً من مكتبة و يقول : هذا مصحفي باعتبار أنه مالكه , وإلا فهو لا يخرج عما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم , فهيئ الله أبا بكر رضي الله عنه فجمع القرآن في مصحف واحد مما استقر في العرضة الأخيرة التي عارض فيها جبريلُ أمين الوحي النبيَ صلى الله عليه وسلم في آخر سنة من حياته , وجعله عنده وترك ما بأيدي الناس معهم , ثم لما تولى عثمان رضي الله عنه الخلافة جمع الصحابة واستشارهم في كتابة مصحف موحد ليكون للناس إماماً وترك ما عداه مما كتبه الناس لأنفسهم فوافقوه على ذلك فكتب مصاحف ووزعها على الأمصار وأرسل معها القراء يعلمون الناس , وأمر الناس أن يدعوا ما معهم من المصاحف التي كتبوها لأنفسهم ويعتمدوا على مصحف كتب على أدق أنواع التحري وكان منهجهم في كتابته :(1/531)
1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن .
2- لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة .
3- لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ .
4- لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة .
5- إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش .
6- يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة .
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري ,وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم , ليس عندهم غيره ,ويسمى المصحف العثماني نسبة إلى عثمان رضي الله عنه باعتبار أنه هو الذي أمر بكتابته وكتب في عهده , وكان ذلك بإجماع الصحابة رضي الله عنهم .
ولذا فإن المصاحف التي كتبها بعض الصحابة لأنفسهم اندثرت ولم يبق منها إلا روايات يسيرة تناقلها الناس فكانت عرضة للخطأ والزيادة والنقصان ممن نقلها , وبعضها كان يذكرها بعض الصحابة على أنها تفسير لا قرآن فظن ناقلها أنه مما سُمع من النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يثبت منها إلا القليل , ولذا لا يجيز العلماء القراءة بها في الصلاة ويعدون صلاة من قرأ بها باطلة لمخالفتها المصحف الإمام, وإنما يستفيدون منها في التفسير والأحكام .
فهذا جواب مختصر لهذه المسألة ومن أراد التوسع فليرجع إلى كتب علوم القرآن المحررة , وأنصح الدعاة إلى الله أن يتسلحوا بالعلم ليجيبوا عن هذه الشبهات فإن الأعداء لن يألوا جهداً في صدهم عن دينهم قال الله تعالى :" ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم " وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
عبدالرحيم
07-03-2005, 01:39 AM
أخي الفاضل...
جزاك الله خيراً على ردك .. ففيه خير كثير.(1/532)
ولكن من خبرتي المتواضعة في الرد على شبهات الملحدين والمنصرين (( وردهم على ردي، وبعدها ردي على ردهم، ثم ردهم، ثم الرد عليهم... )) أرى ـ والله تعالى الأعلم ـ أن أفضل أسلوب للرد هو بسلوك مرحلتين:
الأولى: تفكيك الشبهة.
الثانية: إجمال الرد في نقاط بلا إطالة.. (1، 2، 3... ) تصل إلى المقصود بيسر وتبين قوة طرحك فلا يعد الناس إطنابك لتشتيت الموضوع بلا فائدة.
الفائدة من المرحلة الأولى: إشباع الشبهة نقداً ... وهذا يبين للطرف الآخر مقدار قوة حجتك في مقابل ضعف ((( كل ))) حججه.
ولكن الملاحظ في بعض ردود الإخوة على الشبهات انتقاء أيسر الشبهات رداً.. وترك كثير من النقاط في الشبهة دون نقد.. فينتصر الطرف الآخر أمام أي مراقب محايد.
وهم معذورون في ذلك في ظل عزوف ( أهل العلم ) عن ذلك...
وفائدة المرحلة الثانية حصر الإجابة عن شبهات ( الطرف الآخر ) وهو طارح الشبهة في نقاط محددة تجبره على الرد عليها كلها، وعدم تشعيب الموضوع وحرفه " بذكاء الطرف الآخر وضعفنا " إلى ما يشتته مما يضعف الحجة..
وبذا ينتصر طارح الشبهة مرتين !!!!
لذا أدعوكم إخواني إلى عدم الاكتفاء بانتقاء السهل مما يطرح من الشبهة والرد عليها بسطحية، بل النزول إلى ميدانها الحقيقي وهي منتديات الحوار الديني سواء كان القائمون عليها مسلمون كمنتدى التوحيد ومنتدى الجامع، أو غير مسلمين كمنتدى اللادينيين العرب ونادي الفكر العربي...
ولنحذر جميعاً أن نكون مع " الخوالف ".
فلا عذر لمن يزعم أن باب الدعوة إلى الله مغلق... فها هي منتديات الحوار والدعوة لغير المسلمين تشكو وتستغيث طلبة العلم الذين سيُسألون سؤالاً عسيراً عن (قعودهم) والقرآن الكريم يتعرض لسهام التشكيك والاتهام.
وكثير منا يعلم أشخاصاً ارتدوا عن الإسلام لقراءته شبهة من منصر أو ملحد في أحد المنتديات، دون ان يجد عليها رداً شافياً من خاصة المسلمين وعامتهم !!(1/533)
يا طلبة العلم، لم تعثر بغلة على شاطئ دجلة لتُسألوا عنها.. بل ارتد مسلمون..
بالله عليكم بم ستجيبون ربكم ؟؟!!
كيف سيقابله من جعل جل وقته، وشبابه، وعلمه، وأمواله التي يصرفها على شبكة الإنترنت في شتم مخالفي أفكاره من أهل القبلة ، بينما لا ترمش عينه حين يقرأ لغير المسلمين الذين يطعنون في الكتاب والسنة صباح مساء بشبهات محكمة السبك ملفتة العناوين.. وفي أقدس المقدسات؟!
وكثير من عوام المسلمين ينظرون إلى تلك الشبهات حيارى يتلفتون هنا وهناك... فيجدون طالب علم معروفاً بهجومه الكاسح (على الآخر المخالف لفكره)..
_ فضيلة الشيخ، ما جواب هذه الشبهة ؟
_ هاااه !!!! يا أخي دعهم إنهم حمقى !! أنا مشغول بأمر أعظم من تفاهاتهم !!!!!!!!
أين هم الأشداء على الكفار الرحماء بينهم ؟؟!!!!!!!
المهم:
====================
مثال عملي على أهمية تطبيق المرحلتين للرد على الشبهات:
الرد على شبهة مخالفة مصحف ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ مصاحف الصحابة..
يجب تفكيك الشبهة أولاً:
الشبهة تعود في أصلها إلى أن مصاحف الصحابة لم تكن متشابهة بدليل:
1. حرق سيدنا عثمان ـ رضي الله عنه ـ لمصاحف الصحابة.
2. ورود روايات تؤكد ان مصحاحف بعض الصحابة تخالف المصحف الذي بين يدينا الآن (العثماني) وأشهر مصحفين خالفاه مصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب رضي الله عنهما.
3. الدليل الأقوى هو وردود نصوص صريحة تؤكد استبعاد ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن لجنة جمع المصاحف.
----------------------
المرحلة الثانية: تفصيل الرد على الشبهة
أولاً: حرق المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " أيها الناس، إياكم والغلو في عثمان. تقولون حرق المصاحف، والله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولو وليت مثل ما ولي، لفعلت مثل الذي فعل ".( 1)(1/534)
هذا القول من الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ يؤكد أن أمر حرق المصاحف، كان باتفاق المسلمين وإجماعهم. وأن من اعترض في البداية ـ كما هي عادة كل مجتمع ـ انصاع إلى الحق، وهدأت نفسيته، واطمأنت سريرته حينما أدرك بعد نظر الإمام الراشد عثمان رضي الله عنه، وأن مصلحة المسلمين العامة، مقدمة على مصلحة أفراد الناس الخاصة، وإن كانوا من كبار الصحابة.. فصفو المجتمع خير من كدر الفرد.
وكان سيدنا عثمان ـ رضي الله عنه ـ أول المطبقين لما أجمع عليه الصحابة، حين بعث إلى الأمصار قائلاً: " إني قد صنعت كذا وكذا، ومحوت ما عندي، فامحوا ما عندكم ".( 2) فكان النموذج الأعلى والقدوة الأسمى لغيره، فهو رغم أنه يملك سلطة الإبقاء على مصحفه، أو وضعه في مكان لا يُرى، إلا أنه أبى إلا مصلحة المسلمين.
ثانياً: شبهة مخالفة ما ورد في بعض مصاحف الصحابة للمصحف العثماني:
قبل الشروع في تفصيل أشهر ما نُسب إلى مصاحف الصحابة من مخالفة للمصحف الذي بين أيدينا، ينبغي الإشارة إلى اتفاق كل المسلمين على تعريف القرآن الكريم بأنه: " كلام الله المعجز المتعبد بتلاوته المنقول بالتواتر ".(3 )
وضابط النقل بالتواتر ـ بصفته أحد شروط القرآن الكريم ـ يمنع الاعتراف بقرآنية أي رواية تدل على كون آيات أو آية أو كلمة أو حرف أو حركة إعرابية جزءاً من القرآن الكريم، المتعبد بتلاوته إن لم تكن متواترة.
إن كل ما يذكره أولئك المشككون في عصمة القرآن الكريم، مطالبون بإثبات تواتر أي رواية يدعون أنها تدل على تحريف ـ بالزيادة أو الحذف ـ في القرآن الكريم.(1/535)
لقد حرص المسلمون ـ منذ بداية الجمع الأول للقرآن الكريم في عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ كما سبق بيانه ـ على وجوب تحقق شرط التواتر لأي حرف يكتب في المصحف الشريف. واستمر المسلمون على ذلك محافظين على نقاء المصحف الشريف من كل دخيل. يشترطون لناسخ المصحف الشريف ـ وطابعه ـ شروطاً شديدة، هي نهاية ما توصل إليه المنهج العلمي في الدقة والضبط.
وبعد هذا الرد المجمل.. سأكتفي بالرد التفصيلي لأشهر ما نسب إلى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في مواقع الإنترنت التنصيرية من مخالفة للمصحف العثماني وهما: دعوى إنكار عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ للمعوذتين والفاتحة، ودعوى إثبات أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ دعاء القنوت في مصحفه، ويمكن الرد على مثلها بالقياس عليها.
أ) مصحف ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وزعم خلوه من الفاتحة والمعوذتين:(4 )
1. كان ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لا يرى وضعها في المصحف، ولا يوجد أي أثر يدل على كونه أنكر أنها من القرآن، ما أنكره هو كتابة السور الثلاث (المعوذتين والفاتحة) لأنه لم يسمع نصاً صريحاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك.( 5)
2. هذا خبر آحاد لا يثبت قرآناً ولا ينفيه، فالمتواتر أقوى من الآحاد عند الترجيح يقيناً. فلا يثبت الآحاد عند معارضته بالمتواتر.
3. على فرض صحته، فقد خالف إجماع الصحابة. وتخطئة الفرد، مقدّمة على تخطئة المجموع.
4. لم يثبت أبداً أن أيا من الصحابة غيره قد شكك في قرآنية المعوذتين، ولو في حديث ضعيف.
5. سورة الفاتحة يجب أن يحفظها كل مسلم، فلا صلاة بدون فاتحة الكتاب. فكيف كان عبد الله ابن مسعود يصلي، ويؤم الناس؟
6. إن إنكار سورة من القرآن الكريم توجب الحد أو التعزير من الخليفة، ولم يثبت أن الخليفة أدانه بسبب قوله هذا.
7. لا يمكن أن يسكت عامة المسلمين على من يقول بعدم قرآنية الفاتحة والمعوذتين في وقتنا هذا. فكيف إن كان في خير القرون؟(1/536)
8. الروايات المسندة إلى ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كلها فيها الفاتحة والمعوذتين، فهي دليل على أنه كان يعلمها للناس ويحفظهم إياها مع القرآن الكريم.
ب) مصحف أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ وزعم زيادة دعاء القنوت فيه: ( 6)
1. هذه رواية آحاد لا تنقض المتواتر. ولا يجوز أن تعد قرآناً، لفقدها شرط التواتر كما سبق بيانه في تعريف القرآن الكريم. فالآحاد لا يُثبت قرآناً.
2. لو كانت من القرآن الكريم، لتوفرت همم الصحابة ودواعي حفظهم لها.
3. لا يعقل أن لا يحفظها من الصحابة سوى أبي بن كعب رضي الله عنه.
4. وجود أدعية وقراءات تفسيرية وأحاديث قدسية ونبوية في نفس الموضع التي توضع فيه مصاحف الصحابة أمر عادي، ولهذا كان حرق المصاحف الذي ارتضاه كل الصحابة رضوان الله عليهم. فوجود نص معين في مصحف صحابي معين لا يعني بالضرورة كون ذلك الصحابي يعده من القرآن الكريم.
فقد اعتاد الناس في كل عصر ومصر، أن يضعوا أشياءهم الثمينة والعزيزة في مكان واحد، فكانوا يضعون ما كتبوه من حديث نبوي وأدعية وآيات قرآنية وتفسيرات لها.. مما سمعوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم في مكان واحد؛ احتراماً لها، وفخراً بها، كي لا تكون عرضة للابتذال.
إن ما نسب إلى أبيٍّ رضي الله عنه، يدل على بعد نظر سيدنا عثمان رضي الله عنه، وأنه سن في الإسلام سنة حسنة، انتفع وسينتفع بها الناس إلى يوم القيامة.
5. موافقة أبي ـ رضي الله عنه ـ على المصحف الإمام، الذي جمعه عثمان رضي الله عنه.
6. ذُكِر أن أنساً ـ رضي الله عنه ـ رأى مصحف أبي رضي الله عنه، ولم يجد فيه ذلك الدعاء.(7 )
7. الوضع والرسم والتلفيق والتزوير سهل، فليس بالضرورة أن يكون وجود أي كلام مكتوباً في ورقة. دليلاً على نسبتها إلى صاحبها يقيناً، ولذا يكون المتواتر هو الحجة والفيصل.
8. لا يجوز علمياً إثبات دخول نص مشكوك فيه، إلى نص مجمع عليه.. اعتماداً على الظن والأدلة الواهية.(1/537)
إن ما نسب إلى أبي ـ رضي الله عنه ـ ـ ومثله الروايات الأخرى ـ لم يكن ظاهراً بين الصحابة، فلا توجد رواية واحدة اتفق عليها اثنان من الصحابة على الأقل. ولا يعقل أن يكون صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم تبليغ آية ما علمها إلا واحد من الصحابة، فلو كانت قرآناً لعلمها غيرَه، ممن يبلغون حد التواتر المتخذ شرطاً في القرآن الكريم المتعبد بتلاوته. لقد أقر كل الصحابة مصحف عثمان ـ رضي الله عنه ـ ولم يعترض أحد منهم، ولم يُذكر أحد الصحابة إخوانه بآية نسيها زيد ـ رضي الله عنه ـ فلم يضعها في المصحف الإمام.
إن الصحابة الذين حفظوا عن رسول الله سننه وآدابه وحركاته كلها، يستحيل أن يغيب عنهم آية من الآيات القرآنية التي يتلونها غدواً وعشياً.
إن المطلع على حال رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، يتيقن أنه لا يمكن أن يذهب عليهم شيء من كتاب الله تعالى قلَّ أو كثر. وأن العادة توجب أن يكون الصحابة أقرب الناس إلى حفظه وحراسته وما نزل منه.(8 )
ثالثاً: استبعاد ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ من لجنة جمع المصاحف:
أما عن سبب اختيار عثمان ـ رضي الله عنه ـ زيدَ بن ثابت رضي الله عنه، وتفضيله على ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في تلك المهمة، فكان للأسباب التالية: ( 9)
1. فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ بالمدينة وكان عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ حينها في الكوفة، والأمر أخطر من أن يؤخره إلى أن يرسل إليه ويحضر.
2. عثمان ـ رضي الله عنه ـ إنما أراد نسخ الصحف التي كانت جمعت في عهد أبي بكر وأن يجعلها مصحفاً واحداً، وكان الذي نسخ ذلك في عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ هو زيد بن ثابت رضي الله عنه؛ لكونه كاتب الوحي، فله أولوية ليست لغيره. فلزيد الإمامة في الرسم، وابن مسعود إمام في الأداء.
3. ضعف بنية عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ الجسمية( 10)، في مقابل قوة وشباب زيد بن ثابت رضي الله عنه.(1/538)
4. زيد ـ رضي الله عنه ـ أحدث القوم بالعرضة الأخيرة للقرآن الكريم، التي عرضها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جبريل قبيل وفاته.
5. كان ذلك في سَورة غضب قالها ابن مسعود رضي الله عنه، لأنه ظن أنه الأحق بهذا الشرف من زيد؛ لسابقته في الإسلام. فقد ثقل عليه ذلك، كما يثقل على أي إنسان تقدم غيره عليه. ولكن لما تبين له صواب هذا الرأي وإجماع الصحابة زمن عثمان ـ رضي الله عنه ـ وافق راضياً.( 11)
6. القضية قضية اختصاص، والمسألة هنا إدارية بحتة.. فالأنجح في مهمة ما ليس بالضرورة هو الأتقى والأسبق في الإسلام. فقد قدم أبو بكر زيداً على عمر وعثمان وعلي رغم سابقتهم، وكذلك فعل عثمان، وهذا من المنهج العلمي الدقيق المحكم الذي لا تحكمه العواطف والانفعالات النفسية والهوى.
رضي الله عن الصحابة أجمعين؛ فقد كانوا أساتذة الأمة في تقعيد أصول المنهج العلمي الرصين، بلا إفراط أو تفريط.
-----------------------------------------------
1) البدايةة والنهاية، ابن كثير 9/121 ( أحداث سنة خمس وثلاثين ). وقد صحح الرواية في كتابه فضائل القرآن ص38. وذكر فيه ص39 رواية أخرى عن مصعب بن سعد قال: " أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحد ".
2 ) انظر: جامع البيان، الطبري 1/62.
3 ) انظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، ص15-17. ومناهل العرفان، عبد العظيم الزرقاني، ص15. والمدخل لدراسة القرآن الكريم، د. محمد أبو شهبة، ص6.
4 ) انظر: الانتصار للقرآن، أبو بكر الباقلاني 1/300-330.(1/539)
5 ) قال ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ص1893: " فقلت: وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء، أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه. فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتواتر عنده. ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإن الصحابة رضي الله عنهم أثبتوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك. ولله الحمد والمنة ".
6 ) انظر: الانتصار للقرآن، الباقلاني 1/267-277.
7 ) نسب الباقلاني هذا إلى أبي الحسن الأشعري، انظر: الانتصار للقرآن 1/277.
8 ) انظر الأدلة على حفظ الصحابة للقرآن الكريم، وعوامل بقائه محفوظاً إلى الآن في الانتصار، الباقلاني1/418. والمدخل لدراسة القرآن، د. محمد أبو شهبة ص263 و399-403. وإتقان البرهان، د. فضل حسن عباس 1/193.
9 ) انظر: فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، 9/18-19. وسير أعلام النبلاء، الذهبي، 3/306. والمدخل إلى القرآن الكريم، د. محمد أبو شهبة، ص286.
10 ) كان رحمه الله لطيف الجسم ضعيف اللحم، نحيفاً قصيراً، دقيق الساقين.. انظر: سير أعلام النبلاء 3/294-296.
11 ) انظر: باب رضاء عبد الله بن مسعود بجمع عثمان ـ رضي الله عنه ـ المصاحف. وذلك في كتاب المصاحف لابن أبي داود 1/202.
---
أحمد البريدي
12-20-2005, 09:22 PM
الأخ عبد الرحيم : طريقة نافعة , ارجو تلخيصها والعناية بها فهي وجهة نظر جديرة بالتأمل والمناقشة , وأما جوابي بهذه الطريقة فهو المناسب بحسب ما شرح لي من وضع الأخوة فهو موجه للمسلمين ليتسلحوا به بحيث يترجم إلى الانجليزية , والفلبينية , فلم يكن القصد منه مناقشة النصارى , إذ هذا باب آخر .
---
عبدالرحيم
12-21-2005, 06:25 PM
أخي المكرم
بارك الله بكم وشكراً للطفكم وثقتكم
أوافقك .. ولكن أخي الحبيب ما الذي يضمن أن الإخوة المسلمين لن يأخذوا ردك كما هو.. ويقومون بتصويره أو إلقائه على مَن يريدون محاورون (هكذا) كما جاءهم ؟(1/540)
نحن الآن نعيش في زمن السرعة.. زمن (القص واللصق)
فالدعاة في غالبهم مشغولون بعدة أمور خيرية ودعوية واجتماعية.. قد يفتقدون الفرصة للبحث العلمي لكل شبهة بما يليق بحجمها (أفقياً وعامودياً)
لذا يتوجهون بطلب الإجابة عليها من أمثال أفضالكم، وحين تأتيهم لن يقوموا ـ غالباً ـ سوى بـ (تمرير) الإجابة كما هي على مَن طرَحَها.
---------------------------------------
أما عن فكرة الرد الإجمالي ثم التفصيلي (في نقاطٍ 1، 2، 3، 4... ) فهي إحدى طرق المناظرة وليست الوحيدة.
مثلاً: إن كان الأمر يحتاج (عاطفة) كالتخويف من النار والموت... أو للتبكيت كالهجوم عليه (قلب السحر على الساحر) أو قصة معبِّرة.... كل هذا لا يُستساغ أن يكون في نقاط (1، 2، 3.. )
لذا فقد جمعت في ردودي على الشبهات في أطروحتي بين عدة أساليب، بل إن بعض الشبهات رددت عليها بكلمات لا تتجاوز في عددها أصابع اليد الواحدة، دليلَ تهافتها.
لكن شبهة كهذه الشبهة: (المصحف المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه) وزعم خلوه من الفاتحة والمعوذتين.
فهي تمتلك مزيتين أساسيتين تحتِّمان تفضيل سلوك أسلوب الرد الإجمالي ثم التفصيلي:
الأولى: أن هذه الشبهة أساس لشبهات أخرى تستند عليها، فإن أبطلتَ هذه الشبهة، ستبطِل كل ما تفرَّعَ عنها من شبهات.
الثانية: أن هذه الشبهة تحتمل عدة إجابات في نقدها:
- فأنت تنقدها من جهة الرواية (السند).
من عدة محاور: نقد رواة أسانيدها، اضطرابها، أقوال العلماء في بطلانها: النووي في المجموع، والرازي في مقدمة تفسيره.. الخ
- وأيضاً من جهة المتن.
والنقد من جهة المتن يسير من عدة محاور... (انظر أعلاه)
وشبهات خطيرة كهذه يجب أن لا تسلِّم للخصم بتجاوزها والانطلاق إلى ما بعدَها.
لذا يفضل سلوك هذه الطريقة، حيث ستقول له أنا عندي النقاط:
1.......
2.....
3......
.
.
.
15....
رُدَّ عليها واحدة واحدة قبل الانتقال إلى ما بعدَها....(1/541)
لكن، إن استخدمتَ الأسلوب الإنشائي: فقرة واحدة... فمهما كان فيها من حقائق، سينتقي الطرف الآخر عبارة (منفعلة) أو (كلمة غامضة)... الخ أو على أحسن حال، سينتقي أضعَف تلك الشبهات ويرد عليها كأنها هي كل ردودك.
وتجده هو الذي قادَ الحوار إلى ما يريد..
وفي المحاوَرَة مع الخصم قاعدة ضرورية ـ ولها شواهدها من قصص الأنبياء ـ وقد أتقنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حواراته وهي بحسب التعبير الحديث:
(( مَن يَضَعُ قواعد اللعبة، يفوز ))
إنَّ وضعكَ لنقاط محددة، يجعل الجمهور المحايد الموضوعي يقف بجانبك، وهي دليل ثقتك، وتجعل حِفظَ ردودك أيسر ...
المسلم حين يسلك هذا السبيل: يكون النصر حليفه ـ بإذن الله ـ..
وانظر المناظرات التي نقلها لنا الحبيب : سمير قدوري
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4401
وهذا ما تبيَّن لي من عدة محاورات مع أهل الملل الأخرى حيث كنت أرفض الانتقال من محور إلى آخر قبل أن يرد الطرف الآخر على كل نقاط ردي على شبهته، أو التسليم لها.
- في الختام: موضوع الرد على الشبهات حول القرآن الكريم، غدا (مع الإعجاز العلمي) أحد أهم الأسباب في سرعة انتشار الإسلام في أوساط المثقفين في كل أنحاء العالم في زماننا.
والحديث عن الأدلة العلمية على ذلك، سيأتي قريباً بإذن الله تعالى..
---
عبدالرحيم
12-30-2005, 04:19 PM
وهذا مثال تطبيقي على فائدة الترتيب المنظم في الرد على شبهة كهذه
تجدها هنا في منتدى الجامع للرد على النصارى
http://www.algame3.com/vb/showthread.php?t=359
حيث رد أحد الإخوة على نصراني بالشبهة ذاتها (المصحف المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه)
بالطريقة المنصوح بها ذاتها...
مما جعلَ النصراني يعترف بالهزيمة.
والله أكبر ولله الحمد
---
أمين نورشريف
01-01-2006, 03:59 PM
جزى الله خيرا الشيخ أحمد البريدي على جوابه الشافي وبارك الله فيك يا أخي عبدالرحيم على هذا الطرح.(1/542)
لكن هناك بعض الأمور التي ذكرها الأخ عبدالرحيم فأحببت أن أعلق عليها
- تقول يا أخي الكريم "وكثير منا يعلم أشخاصاً ارتدوا عن الإسلام لقراءته شبهة من منصر أو ملحد في أحد المنتديات، دون ان يجد عليها رداً شافياً من خاصة المسلمين وعامتهم " فأقول لك:العيب ليس في طلبة العلم ولا في العلماء ولكن العيب في الشخص الذي دخل لمناظرة النصارى أو الملحدين أو قرأ لهم فأوقعوا شبهة في قلبه فانتكس ولعياذ بالله.
أخي الحبيب مشكلتنا هنا في الغرب ليست في قلة الحجة بل إنه مع البحث أو سؤال المتخصصين تجد أن هذه الشبهة قد رد عليهاعلماء هذه الأمة في زمن بعيد أو في زماننا هذا.المشكلة في هذا الذي لا يحفظ من القرآن إلا اليسير ولم يتفقه في الدين ويذهب لمناظرة النصارى أو يجادلهم في المنتديات !هذا هو الواقع!ولا تقل لي أن الخطأ في الدعاة بل هناك ولله الحمد في كل الأقطار دورات شرعية وحلق علم لكن الهمم ضعيفة والنفوس مريضة والله المستعان.
وحتى أضرب لك مثالا واقعيا لماذا ليس من أولويات العمل الإسلامي الرد على الشبه بل نشر العلم الشرعي والعقيدة الصحيحة ( وهذا رأي الخاص )! لو دخلت مسجدا هنا و كتب الله لك أن تصلي بالناس فقرأت بورش أو قالون أو غيرها من القراءات المتواترة لبدأ الناس بالفتح على الإمام ولظنوا أن هذا جاهل ضعيف الحفظ.وهذا مثال للضرب لا للحصر؛ يبين أن مازال هناك جهلا كبير عند عامة الناس بأمور الدين و كما لا يخفى عليك أيها الحبيب و في هذا الزمن الذي قل فيه العلماء ليس من المعقول أن يترك عالما أو طالبا للعلم دعوته ويذهب للرد على شبهات وضلالات الغاوين.
الأمر الثاني هو في منهج المناظرات والرد الشبهات وما يجني المرء من وراءه، كل عاقل يعلم أن الشبهات لا تنتهي ، وصدق المتنبي الشاعر عندما قال :
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً * لأصبح الصخرُ مثقال بدينار(1/543)
أقصد بكلامي هذا أنه كثيرا منا، وبحسن نية نعين الطرف الآخر لتحقيق مآربه فتجد ضالا تكلم في شبهة من الشبه ولم يكن قد اكترث إليه أحد من الناس فعندما يبدأ أهل العلم بالرد عليه وبيان ضلاله و بدون أن يشعروا بذلك أثاروا انتباه الناس إليه وأعطوا لمثل هذا النكرة وزنا لا يستحقه.
كما أن أسلوب مناظرة الآخر غالبا لا يثمر بفائدة تذكر وحتى لو ظهر بطلان حجتهم فقليلا ما يعترف الطرف الآخر بهزيمته بل يقلب الهزيمة نصرا وأبعد منه أن يعلن بعد المناظرة إسلامه ومن القصص الواقعية أن ناظر بعض الإخوة الطيبين طالبا بولنديا حول عقيدة التثليت عندهم وبعد ساعات من الأخد والرد و بعد أن بهت الذي كفر قال"لا أدري هذا الذي تقولون ولكن هناك أمور في الدين يجب أن نؤمن بها كما جاءت"
هذا ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
دمتم لمحبكم في الله
---
سمير القدوري
01-01-2006, 07:39 PM
أيها الإخوة فهل أجاب أحد عن الشق الباقي لماذا تعيبون علينا تعدد أناجيلنا؟
أقول للنصراني ولماذا تعددت أناجيلكم وهل هي شيء تركه لكم عيسى أم لفقه لكم أكابركم في حين غفلة منكم؟
لا يستطيع نصراني على وجه الأرض أن يثبت بالحجج القاطعة:
1- أن هذه الأناجيل أمر عيسى بتدوينها أو أملاها.
2- ولا يستطيع أحد منهم أن يثيت أنها كتبها تلاميذ عيسى؟
فإن قال قائل ّإن لدينا إنجيل متى وإنجيل يوحنا وهما تلميذان شاهدا المسيح؟
قلنا له وما دليلك على أن الإنجيلين المذكورين كتبهما متى ويوحنا, ومن قال لك أن المسيح له تلميذان اسم أحدهما متى واسم الأخر يوحنا؟
فلن تجد مصدرا سوى أناجيلك تلك تحدثت عنهما.
فحينها أقول ما لم تثبت لي صحة اّلأناجيل فلا تستشهد بها على وجود شخص يسمى متى وشخص يسمى يوحنا؟
3- فإذا عجزت عن تثبيت ما نسبته للتلميذين وعجزت عن إثبات وجود عين التلميذين فأنت عن إثبات صحة إنجيل مرقس وإنجيل لوقا أعجز وهما باعترافكم لم يريا المسيح.(1/544)
فلنا كل الحق في إنكار جملة أناجيلكم.
ونحن سنرد على أي دعوى تدلون بها في جواب ما سألناكم عنه.
فلا تتطاولوا معشر النصارى على القرآن المنقول إلينا مباشرة من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأحرى بكم النظر في المصيبة التي أصابتكم في أناجيلكم التي لاتستطيعون إثبات صلتها لا بتلاميذ المسيح ولا بتلاميذ التلاميذ .
---
عبدالرحيم
01-02-2006, 06:28 PM
أوافق أخي أمين نورشريف
في عدم جدوى الرد على كل شبهة يطرحها كل شخص...
وهذا مُجرَّب..
فليس المقصود هنا:
أن يرد (كل) مسلم على (كل) شبهة.
بل المقصود أن يكون عملنا في هذا المنتدى كعمل الأصوليين مع الفقهاء.
أي: نقوم بدور علم أصول الفقه الذي ينبني عليه الفقه..
يقوم سادتنا أهل العلم بوضع ضوابط وأسس تقوم عليها الردود على الشبهات، ونحن (نقيس) الأشباه بنظائرها.
فإن وعيت الرد على شبهة مصحف ابن مسعود رضي الله عنه، سيكون من اليسير عليك الرد على شبهة (الحفد والخلع) : مصحف أبَيٍّ رضي الله عنه.
وإن تمكَّنتَ من الرد على شبهة أن ورقة مصدر الوحي، لن تكون لشبهة أن مصدره بحيرا الراهب قوة.. وهكذا
=======
كما أنه فرقٌ بين الانتصار للقرآن الكريم والدفاع عن صورته الحقيقية، وبيان إعجازه..
وعلم مقارنة الأديان الذي له دَور آخر.. وظروف تختلف عما نناقشه هنا.
أدنى المطلوب هنا:
الرد على الشبهات والطعون الرئيسة والجديدة في دستورهم ومصدر شريعتهم .. تلك الشبهات التي لها أثر سلبي جداً في نفوس كثير من عوام المسلمين، وليس الآن مجال التفصيل ضرب الأمثلة عليه.
فقط باختصار شديد.. ما حدث يوم أمس (الأحد) مع أحد الأجانب المعجبين جداً بالإسلام ـ أظنه أسلمَ اليوم إن صدق ـ وهو من الزوار الدائمين لموقع الإعجاز العلمي، اتصل بي معتاباً: كيف تقولون إن ولادة المسيح من أم عذراء قصة أسطورية ؟!
قلت له من أخبرك ؟
فأحالني على موقع للملحدين !!(1/545)
وعندما دخلت أنا وهو معاً إلى مواقع الرد على النصارى والملحدين.. فلم نجد الإجابة.
قال لي: أين الإجابة عن تلك الشبهة ؟!
قلت له: يكفي أن من قال ذلك ليس مسلماً بإقراره، واعتمد على تكذيب القرآن لتأكيد فريته.. الخ
المهم:
لو كان عندنا ((خزانة)) نضع فيها الردود على الشبهات ،، واضحة العنوان، تجمع بين سهولة الفهم والإبهار في الإقناع.. مخرَّجة الآيات والأحاديث، مدعَّمة بأقوال أهل العلم ووقائع التاريخ الصحيح...
ومتى احتاج أحد الدعاة إلى الجواب العلمي الموضوعي، بعيداً عن المهاترات و(الشخصنة) السِّمَة الغالبة لمواقع الرد على المخالفين.. لسدَّ ذلك ثغرة كبرى.
فهذا زمان (القص واللصق)
---
(1/546)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (المدح والذم في القرآن الكريم: دراسة موضوعية بلاغية) لمعن الحيالي
---
صدر حديثاً (المدح والذم في القرآن الكريم: دراسة موضوعية بلاغية) لمعن الحيالي
---
عبدالرحمن الشهري
02-02-2007, 07:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار الكتب العلمية في بيروت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
المدح والذم في القرآن الكريم : دراسة موضوعية
http://www.tafsir.net/images/mdhtham.jpg
للدكتور معن توفيق دحام الحيالي
وأصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها الباحث لقسم اللغة العربية في إحدى الجامعات العراقية ، وهي دراسة قرآنية بلاغية درست آيات المدح والذم في القرآن الكريم وفق خطة ذكرها الباحث في مقدمة رسالته .
والكتاب يقع في 503 صفحات من القطع العادي .
الرياض - الجمعة 14/1/1428هـ
---
(1/547)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > من يعلم شيئا عن موضوع نقد الإعجاز العددي فليفدنا
---
من يعلم شيئا عن موضوع نقد الإعجاز العددي فليفدنا
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-13-2003, 03:27 AM
كثر الخوض في مسألة الإعجاز العددي ولم أطلع على بحث مستوف في القضية فمن وجد فليدلنا أو ليكتب ما توصل إليه
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-13-2003, 03:39 AM
وجدت هذه المقالة في أحد المواقع وهذا نصها
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
يثور جدل واسع حول ما يسمّى بالإعجاز العددي للقرآن الكريم، وإن كان المعارضون قلّة لم تفرّق بين دراسات جادّة إبداعية، ودراسات ركيكة. بل عمدوا إلى الاحتجاج على البطلان بالدراسات السخيفة، وسلّوا سيوفهم في وجوه الأشباح التي لا واقع لها. وليتهم أنصفوا فعرضوا على الناس وجوه هذا الإعجاز، وقدّموا نقدهم المنهجي الموضوعي.
ما يلفت الانتباه أنّ حجج الرافضين للإعجاز العددي تتماثل وتتكرر، ويدهشك أن لا تجد فرقاً كبيراً بين موقف العالم والمتعالم، مما يجعلك تدرك أنّ رفضهم يجعلهم غير راغبين في دراسة المسألة دراسة جادّة، فكأنهم آمنوا أن لا إعجاز عددياً، وبالتالي لا داعي لإضاعة الوقت فيما لا طائل منه. أمّا الذين كلفوا أنفسهم الكتابة باسم الرافضين، فقد جمعوا أدلة الرافضين وقدّموها للناس على أنها القول الفصل الذي لا يجوز مخالفته. وعندما يشعرون بضعف موقفهم يسترون ضعفهم بعبارات طنانة، وشتائم وأوصاف قد تجدي فقط في ردع الذين يطلبون السّلامة، ويرغبون في أن يصفهم الناس بالتقاة الصالحين، وكأنهم لا يعلمون أنّ الذي ينهل من روح القرآن الكريم لا يقيم وزناً إلا للحقيقة الربّانية.(1/548)
الكتاب الذي نعالجه في هذه العجالة يصلح أن يكون مثالاً للدلالة على منهج الرافضين غير الجادّين. وهو لطالب ماجستير، أشرف على دراسته من يحمل درجة الدكتوراة، وقرّظه كاتب لا يقل عدد الكتب التي ألفها، أو حققها، عن عشرة كتب، وذلك في حدود علمنا. كل ذلك لا يغني عن الحق شيئا، فضعف حجج المنكرين للإعجاز العددي لايخفى على المختصين، ولا على غير المختصين، لأنّ ضعفهم يتجلى بالدرجة في منهجية التفكير لديهم.
عندما اقترح عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على أبي بكر أن يجمع القرآن الكريم تردد رضي الله عنه، ثم مضى بعد أن اطمأنّ إلى أنّ المصلحة في جمعه. وعندما أضيف النقط والشكل إلى النص القرآني الكريم لقي ذلك معارضة أيضاً، حتى اطمأن الناس إلى إيجابية تلك الإضافات. وهذا ما حصل عندما أضيف الترقيم إلى الآيات الكريمة، ثم ما لبثت المعارضة أن تلاشت، بل إننا نلاحظ اليوم أنّ هناك من يطبع المصاحف من غير أن يضيف رقم السورة في المصحف، وكأنهم لم يقتنعوا بعد بأنّ ذلك أيسر للناس، ولا يخلّ بقداسة القرآن الكريم، وتنزيهه عن الزيادة أوالنقصان. وهذا الموقف لايخلو من إيجابيّات، لأنّ الحذر مطلوب عند التعامل مع أيّ جديد يتعلق بالقرآن الكريم.
وعليه فإننا ننظر بإيجابية إلى وجود معارضين لما نسميه بالإعجاز العددي، ولكننا نرجو أن تكون هذه المعارضة جادّة، وصادقة، وموضوعيّة. وكم نُسرّ عندما نجد أنّ المعارض يقدّم الدليل المقنع ، لأنّ هذا يساهم في تصويب المسيرة، ويحفظ من الزلل. وكم نشعر بالغيظ عندما نرى أنّ المعارض لا يفهم شيئاً عن الموضوع، ثم هو يناقش ويجادل، ويبلغ غيظك مداه عندما تراه ُيقدّم لك الأدلة التي يخجل منها الأطفال.(1/549)
هذا عالم كبير مشهور بمنهجيته، وكتبه تملأ الأسواق، سُئل عن قضية العدد تسعة عشر فسارع إلى رفض المسألة، وبدل أن يقدِّم الدليل القوي والمقنع، تجده ينتقي الرد الذي يدهشك في غرابته وإغرابه فيقول:" يقولون إن بسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر حرفاً، وهذا غير صحيح" ألا يعلم هذا الشيخ الجليل أنّ القرّاء سيبادرون إلى عد الحروف، وعندها سوف لن تسعفه الحذلقات، لأنه لا يجوز أن تكتب البسملة إلا على صورتها المدونة في المصحف، والتي هي تسعة عشر حرفاً. والأغرب من هذا أن تجد أكثر من كاتب، وأكثر من عالِم، يستدلون بهذا الدليل المُستفِز. وهذا يدل على أنهم لا يعلمون شيئاً عن الموضوع، ولم ترض لهم كبرياؤهم أن يعترفوا بأنهم لم يدرسوا المسألة.
ليس كل من كتب في وجوه الإعجاز القرآني أحسنَ وأجاد، بل نجد أنّ الكتابات الركيكة والمتكلّفة هي الأكثر شيوعاً. ولا نقصد هنا الكتابات المعاصرة فقط، بل تجد أنّ الكثير مما كُتب في إعجاز القرآن الكريم، منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا، قد غلب عليه التكرار، وعدم العمق في تناول المسألة. والآن نجد أنّ أغلب ما يُكتب في الإعجاز العلمي، على وجه المثال، يتسم بالتكلف والركاكة، فهل يجوز أن يحملنا ذلك على رفض الأبحاث الجادّة والابداعية؟! وما يقال في وجوه الإعجاز المختلفة يقال أيضاً في الإعجاز العددي، فأنت تجد أنّ الأبحاث الركيكة هي الغالبة في كتابات المعاصرين، وهذا أمرمتوقّع في كل علم. وعليه لا يليق برافضي فكرة الإعجاز العددي أن يجعلوا من أنفسهم فرساناً يصولون ويجولون، ويبارزون الفزّاعات الوهميّة، فيهدرون أوقاتهم وهم يناقشون أبحاثاً لا طائل منها، ويوهمون الناس أنّ هذا هو الإعجاز العددي.(1/550)
إن حُبّ الإسلام، وصدق الرغبة في تنزيه القرآن، يدفعان إلى التدقيق والتحقيق، وإلى الدقّة والموضوعية، والمنهجية السويّة في القبول والرفض. أمّا المسارعة إلى الرفض، من غير علم وإحاطة بالموضوع، فهي من علامات عدم التقوى، قبل أن تكون من علامات الجهل، فكيف بهم وهم يهجمون على الناس بكل تهمة، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون؟!
أخرجنا عام 1990م كتاب :"إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج"، وناقشنا فيه بحث المدعو رشاد خليفة، وبيّنا مواضع الخلل في بحثه. وقبل ذلك قمنا بمراسلته، واستخدمنا كافة الوسائل للتحقق من انحرافه قبل أن نلمِّح بذلك. وقدّمنا للناس تفصيلاً بمواضع الخلل والزلل في بحثه. وعلى الرغم من إدراكنا لخروجه عن الإسلام، فإنّ ذلك لم يمنعنا أن نبيّن للناس المواضع التي أصاب فيها، وما لنا ألا نقبل الحق عندما يظهر، فالحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها.
نظراً لإدراكنا أهمية الإعجاز العددي، وانعكاساته الإيجابية على الدراسات القرآنية، فقد قمنا بتخصيص بعض الوقت للبحث والكتابة في هذا المجال. وقد منّ الله علينا بجمال هذا العلم وجلاله، ولا يزال القلم عاجزاً عن رسم جوانب هذا الجمال، ولكن المؤشرات تبشّر بخير عظيم. أمّا المعارضات فإلى وقت، ثم تتلاشى بعد أن يطمئن الناس إلى صِدقيّة هذه البحوث.(1/551)
أربعة من العلماء الفضلاء، يعيشون في الخليج، أرسلوا إلينا بنقدهم لبعض أبحاثنا، وسرّنا هذا التوجه الإيجابي، وقدّرنا لهم صدقهم وحرصهم. وزاد من سرورنا أنّ رابعهم قام بتفنيد حججهم، مدوناً ذلك في هامش الأوراق. وبحكم تخصصنا في هذه المسألة، كان من السهل علينا أن نبين لهم وجه الحقيقة. والأمثلة الإيجابية على مثل هذه المواقف ليست قليلة. في المقابل رأينا صوراً مناقضة، لا يسرك أن تسمعها، نرى أنها من ضرورات الطريق، وكم تجنبنا الرد على من كتب في النقد، لعلمنا بأن ردنا سَيُحرج بعض الفضلاء، لعدم التكافؤ في هذه المسألة، فشتّان بين المقيم وعابر السبيل.إلا أنّ بعض الناصحين رأى أنه لا بد من ذلك، وليتحمّل الأخوة مسئولية تسرعهم وعدم منهجيتهم، ولا يضرهم ما يصيبهم إن كانوا صادقين مع الله.
آخر ما قرأناه في ذلك كتاب بعنوان :" الإعجاز العددي في القرآن بين الحقيقة والوهم" تأليف فاتح حسني محمود، حائز على الماجستير في التفسير وعلوم القرآن الكريم، من الجامعة الأردنية. والكتاب مطبوع عام 2002م. وكان يمكن أن نضرب صفحاً عنه، كما فعلنا مع غيره، عندما كنا نشعر بركاكة الطرح، ولكن عندما يكون الكتاب عبارة عن بحث مقدّم لاستكمال متطلبات مادة إعجاز القرآن الكريم، لطلبة الدراسات العليا في كلية الشريعة، قسم التفسير، وعندما يشرف عليه رئيس قسم حائز على درجة الدكتوراه- فريد السلمان-، وعندما يقرظ الكتاب كاتب اسمه إبراهيم محمد العلي، يصبح الأمر عندها مستحقاً لكتابة مقالة تُحصّن الناس من الانخداع بالألقاب، وقد تدفع البعض إلى التحقق قبل الإقدام على رفض خير عظيم، يبشّر بفتوح لها ما بعدها.(1/552)
في البداية نقرأ في تقريظ الأخ إبراهيم محمد العلي الآتي:" ... فأتى على بنيان هذه الدراسات من قواعدها، وبين تهافت دعوى وجود الإعجاز العددي ... وقد اتسمت دراسته على وجازتها بالأدب في نقاش أصحاب هذا الرأي" وإليك بعضاً من هذا الأدب الجَمّ إذ يقول بعد التمهيد صفحة 11 :" إنّ فكرة العدد والأعداد في القرآن ليست وليدة معاصرة، بل هي مبكرة جداً قدم رسالة الإسلام بل هي ربيبة يهودية خبيثة، وحسابات يهودية بحتة وما هو حاصل في هذه الأيام هو زخرفة ..." وأمّا الأخ العلي فيستمر في تقريظه فيقول :" ... فسررت بقدرة الباحث العلمية، وبأدبه الجم ..." ولسنا معنيين بأدبه الجمّ، فهذه قضية يبدو أنها باتت نسبية. وما يهمنا هنا هو الجانب العلمي، فقد هالنا أن تصل جامعاتنا إلى هذا المستوى، وهالنا أن يباع العلم في سوق المجاملات، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بكتاب الله العزيز.
لم يتيسّر لنا أن نقرأ أغلب الكتب التي انتقدها الكاتب، وعليه فالذي يعنينا في هذا المقام هو ما ورد من انتقاد لبعض أبحاثنا. ومع ذلك سيجد القارئ أمثلة على خطئه في انتقاد غيرنا، مع علمنا بوجود كثير من الأبحاث العددية التي لا تستحق المناقشة، يتخذها البعض مطيّة لرفض الإعجاز العددي برمته.
الكتاب صغير، ويتألف من 93 صفحة، وهو على وجازته مليء بالأخطاء، ولم يناقش المسألة مناقشة جادّة تليق بهذا الوجه من وجوه الإعجاز القرآني، ويلحظ أنّ الكاتب تابع في ردوده غيره ممن لا يشعرون بجلال المسألة ، وإليك أمثلة من هذا لكتاب الذي أشرف عليه دكتور يشرف على طلبة الماجستير، وقرظه كاتب يكتب في الحديث الصحيح:(1/553)
1. في الصفحة 32 ينتقد الكاتب فاتح كتاب معجزة القرآن العددية، لصدقي البيك، ويقول إن الكاتب مبهور برشاد خليفة، وإن كتابه ثناء وتعزيز له. الحقيقة هي أن صدقي البيك قام بدراسة بحث رشاد خليفة، وبين مواضع الخطأ، ومواضع الصواب، وكان من القلة التي عملت على التحقق من صدق بحث رشاد خليفة، وكان ذلك قبل أن يظهر انحراف رشاد خليفة، وينكشف كذبه. فلماذا يتعمد الكاتب أن يسيء إلى الرجل، ويجعله مناصراً لرشاد خليفة؟! وليت الكاتب بذل من الجهد في التحقق معشار ما بذله صدقي البيك.
2. يقول الكاتب فاتح معترضاً على صدقي البيك صفحة 32 :" يقول إنّ مجموع حروف صاد في سورة ص ، مريم، والأعراف = 152، وهي 19×8 وهذا خطأ، فعدد الصادات في الأعراف 93 ومريم 23 وفي ص 29 والمجموع 145 وليس 152، فها قد رجعنا يا أستاذ صدقي فوجدنا العدد ليس كما تقول فهل رجعت أنت".
يَعرفُ صدقي البيك أنّ تكرار حرف الصاد في سورة الأعراف هو98، ولكنه لم يحسب على طريقته حرف الصاد في كلمة (بصطة) لأنها تقرأ (بسطة)، ويعلم صدقي البيك أنّ تكرار حرف الصاد في سورة مريم هو 26 وتكراره في سورة ص هو 29. وعليه يكون عدد الصادات، وفق ما بيته صدقي البيك، هو فعلاً 152. ونحن نفهم أن يقول البعض إن تكرار الصاد في الأعراف هو 98، وتكراره في مريم هو 26، فمن أين جاء الأخ فاتح بقوله 93 في الأعراف، و23 في مريم؟! ألا يستطيع أن يستخدم أبسط برامج الكمبيوتر للتحقق من إحصاءاته، وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بحرف كالصاد، وليس الألف أو الياء أو الهمزة، حيث يصعب ذلك في برامج الكمبيوتر؟!(1/554)
3. ثم انظر إليه صفحة 33 كيف يسخر من الأستاذ صدقي، ويقول إنه أحصى تكرار السين فوجده 45 ويعقب فيقول:" أي ضياع للوقت هذا ولمصلحة من نقدم للناس معلومات خاطئة ما هو موقفنا من العالم حين يرى المستوى الفكري لعلماء المسلمين بهذا المستوى" في الحقيقة أخي القارئ أنّ إحصاء الأستاذ صدقي البيك هو الصحيح. ولو كنا نتمتع بأدب الأستاذ فاتح الجمّ لسألناه: " ... لمصلحة من تقدّم أنت للناس معلومات خاطئة..."؟!
4. ثم انظر إليه وهو يفنِّد بعض ما ورد في كتاب اسمه أسرار معجزة القرآن، لعبد الحليم السلقيني، حيث يقول الكاتب فاتح صفحة 42 :" ولو عددت عزيزي القارئ حروف الآية الأخيرة لوجدتها 73 وليس كما قال 72" ويقصد الآية 18 من سورة يوسف: " وجاءوا على قميصه بدم كذب ..." واضح أنه أخطأ في عدّ حروف كلمة (وجاءوا) ولو رجع إلى المصحف لوجدها قد كتبت دون ألف هكذا (وجاءو). واللافت أنه يَحوز على ماجستير في التفسير وعلوم القرآن، وأشرف عليه من يحمل الدكتوراه، ويشرف على رسائل الماجستير في علوم القرآن، ولم يخطر ببال أحدهما أنّ الرسم العثماني للمصحف هو توقيفي، أي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحياً، وبالتالي لا بد من الرجوع إلى المصحف في العدّ. وقد تكرر منه هذا الخطأ في أكثر من موضع، مما يدل على أنّ التعصّب قد أذهله عن الانتباه إلى أبسط الحقائق القرآنيّة!!(1/555)
5. يقول في صفحة 51 : " ... أما أن نجمع عدد آيات السورتين ونقول إنه 222 ليوافق نظرية زوال بني إسرائيل وأنها سنة 2022 ونحسب حسابات عددية ..." وهو بهذا الكلام يُعرّض ببحثنا الذي أخرجناه بعنوان :" زوال إسرائيل 2022م نبوءة أم صدف رقمية" وهو بذلك يَعرض البحث بصورة ساذجة، لا واقع لها؛ فليس هناك في الكتاب العدد 222 وليس هناك جمع لكلمات سورتين بالصورة التي يطرحها، ومن يرجع إلى كتابنا المذكور، وعلى وجه الخصوص الطبعة الثالثة الصادرة هذا العام 2002م، وما تبعه من كتب تعززه، وهي كتاب: (لتعلموا عدد السنين والحساب 309) وكتاب (الميزان 456 بحوث في العدد القرآني) يدرك أنّ الأمر يختلف تماماً عن الصورة التي يحاول البعض أن يطرحها. ونحن نعلم أنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، بل هو التقليد للآخرين من غير فكر ولا رَويّة.
هذه الأخطاء التي وقع فيها الكاتب فاتح حسني محمود بعض ما لاحظناه سريعاً عند انتقاده لكتب لم نقرأ منها سوى كتاب صدقي البيك، ولا ندري ما يمكن أن يكون عليه رد أصحاب هذه الكتب. وعلى أية حال كان هدفنا هنا أن نقدّم بهذه الملاحظات قبل أن نناقش ما ورد في ردوده على بعض بحوثنا، والتي خصص لها أقل من سبع صفحات صغيرة، على الرغم من أننا كتبنا في الإعجاز العددي، حتى الآن، ستة كتب؛ خمسة منها يمكن له أن يقرأها مطبوعة، أو منشورة في الصفحة الالكترونية لمركز نون لدراسات القرآنية. وإليك بعض مؤاخذاته، وانتقاداته، التي أقرّه عليها المشرف المختص:(1/556)
1. حساب الجُمّل: هو إعطاء كل حرف من حروف (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ) قيمة عددية، بحيث يمكن أن نعبّر عن عدد معين بكلمة أو جملة؛ فبدل أن نقول: (صَفَر) نقول: 370 على اعتبارأنّ قيمة الصاد 90 وقيمة الفاء 80 وقيمة الراء 200 ... وهكذا. وهو حساب مغرق في القدم، ولا يُعرف له بداية. واللافت أنه استخدم في اللغات السامية المختلفة، ومنها العربية، والعبرية ... وأكثر ما استخدم هذا الحساب في التأريخ. وعندما نزل القرآن الكريم كان العرب يستخدمون هذا الحساب؛ فهو إذن جزء من اللغة العربية، واستمر العرب باستخدامه بعد الإسلام. وبعد هذا التعريف بحساب الجُمّل، إليك بعض اعتراضات الكاتب فاتح على هذا الحساب:
أ. يقول صفحة 56 : " وقد استخدم هذا الحساب المشبوه الأصل ..." تصور عبقرية هذا الكاتب، وعبقرية من نقل عنهم، حيث يقولون إن الحساب مشبوه، هل يحتاج هذا إلى تعليق؟!(1/557)
ب. يقول صفحة 57 : " هل يجوز لك يا أستاذ بسّام أن تطلق حكماً شرعياً خطيراً وخطير جداً بالاستناد على روايات تاريخية ظنية فردية متأخرة ..." أما الحكم الشرعي الخطير جداً فهو أنني قلت إنه لم يرد في الشرع ما يثبت، ولا ما ينفي حساب الجُمّل، وبالتالي فهو من المباحات. هذا هو الحكم الشرعي الخطير جداً، والذي يعاتبني الكاتب عليه، ويقره المشرف الدكتور، ويقرظه الكاتب الذي يكتب في علم الحديث. والأعجب من هذا أنه اعتبر أنّ الأمثلة التي طرحناها للتدليل على استخدام العرب لحساب الجُمّل في التأريخ هي الدليل الذي أخذنا منه هذا الحكم بالإباحة؛ انظر قوله صفحة 57 :" ... فهل التاريخ مصدر من مصادر التشريع وأنت خريج الشريعة يا أستاذ بسّام، وتقول إنّه لا غبار عليه من الوجهة الشرعية ..."!! نعم هذه هي طريقة الفهم والمعالجة، وهي ليست من خصوصيات هذا الكاتب، بل هو يقلّد بعض التقاة، الذين ابتليت الأمة بمنهجيتهم في التفكير والبحث. والمؤسف أن تسوّق هذه المنهجية الفظة عن طريق بعض الشكليات، والمظاهر، والألقاب.
ج. يكرر الكاتب القول إنّ هذا الحساب من عمل اليهود، وهذا لم يثبت إطلاقاً، لأن استخدام هذا الحساب قد عرف في اللغات السامية، بما فيها العبريّة، وعندما نعرف مثلاً متى بدأ العرب يطلقون على الجبل كلمة (جبل)، يمكن عندها أن نعرف متى بدأوا باستخدام حساب الجُمّل.
د. استخدم هذا الحساب في السّحر، والشّعوذة، والكهانة، والتنجيم. ولو تنطّح الكاتب لرفض وإدانة هذا الاستخدام لكان الأمر مفهوماً. ونذكّر هنا بأنّ الألفاظ القرآنية أيضاً قد استخدمت من قِبل السحرة، والمشعوذين، والمنجمين، فهل علينا أن نرفض القرآن من أجل ذلك الاستخدام المنحرف، أم ماذا ؟!(1/558)
هـ. الذي يهمنا هنا أن يعلم القارئ الكريم أنّ دليلنا على وجود الجُمّل في القرآن الكريم يتمثل في استقراء القرآن؛ فإذا استطعنا أن نحشد الأمثلة الكثيرة على وجوده، فإنّ ذلك يكفينا. وإذا لم يُعتبر ذلك حُجّة، فيكفينا أن يطلع الناس على عجائب قرآنية، ولا ضرر في ذلك؛ فعندما نقول مثلاً إنّ جُمّل كلمة (أبيض) يساوي مجموع أرقام الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة (أبيض)، فإنّ ذلك يثير الانتباه، ويدعو إلى الاعتبار. فأين الحرمة في ذلك، وهل يُقبل إيمانياً أن نقول إنّ ذلك جاءعلى وجه الصدفة ؟! إن كان ذلك يصح في عقيدة الكاتب والمشرف، فإنه لا يصح في عقيدتنا؛ لأننا نقول إنّ كلّ ما نجده في القرآن الكريم هو مرادٌ لله سبحانه وتعالى.
و. يورد الكاتب صفحة 51 اسم كتاب (البيان في عدّ آي القرآن) لأبي عمرو الداني، ثم يدوِّن في الهامش سنة الطبعة، واسم المحقق للكتاب. وليتهُ رجع إلى آخر فصلين في الكتاب، ليجد أنّ أبا عمرو الداني قد خصصهما لحساب الجُمّل!! فليقل لنا لماذا عندما يكتب شيخ القراء في عصره حول عدّ آي القرآن الكريم يختم بالحديث عن حساب الجُمّل؟!
2. بعد أن يناقش الكاتب فكرة حساب الجُمّل بطريقته العجيبة، وبإشراف من يحوز على الدكتوراه، يبدأ بمناقشة بعض الأمثلة التي أوردناها في كتاب لنا:
أ. قلنا في كتابنا (إرهاصات الإعجاز العددي) " عُرِّف المسجد الحرام في القرآن الكريم بأنّه " للذي ببكة مباركاً " ، وجُمّل هذه العبارة هو 1063. وعُرّف المسجد الأقصى بأنّه: " الذي باركنا حوله ". وجُمَّل هذه العبارة أيضاً 1063... "(1/559)
يقوم الكاتب في صفحة 58 و 59 بحساب عبارة " للذي ببكة مباركاً " فيجدها 1458 وليس 1063 ولم يخطر بباله أنّ الفرق الكبير يقتضي التدقيق والمراجعة، لأن الخطأ يمكن أن يكون في رقم أو رقمين، ولكنّه لم يكلف نفسه عناء البحث والتدقيق. أمّا السر وراء خطئه هذه فهو أنه حسب التاء المربوطة في كلمة (ببكة) بقيمة 400، أي أنّه اعتبرها (ببكت) في حين أنّها ترسم في القرآن الكريم (هاءً). والهاء في حساب الجُمّل قيمتها (5) وعليه يكون مجموع الجُمّل هو 1063. وهذا ما نجري عليه في كل البحوث، من غير استثناء. والغريب أنه يحمل الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، ويشرف عليه من يحمل الدكتوراه، ولم يخطر ببال أيّ منهم أن كلمة (بكة) ترسم بالهاء. وإن أصرّ على اعتبارها تاءً فلماذا لم يقل ذلك للقارئ، حتى يكون موضوعياً في حكمه، أم أنها الأمانة العلمية تحول دون ذلك؟! ثم ليقل لنا، هو ومشرفه، لماذا رسمت كلمة (بينة) في القرآن الكريم أيضاً (بينت) وكذلك (امرأة) و (امرأت) وكذلك (نعمة) و(نعمت) ألا يوجد حكمة لهذا الاختلاف في الرسم ؟! وإليك أخي القارئ هذه الأسطر من كتاب متخصص في علوم القرآن الكريم واسمه :( المدخل لدراسة القرآن الكريم) لمحمد أبو شهبة، وهذا مجرد انتقاء عشوائي، يقول صفحة 305: ( وكتبت هاء التأنيث على خلاف الأصل تاء في مواضع من القرآن، وذلك مثل (رحمت) في البقرة وآل عمران وغيرهما، و(نعمت) في البقرة وآل عمران والمائدة وغيرهما، و (سنت) في الأنفال ... إلى غير ذلك) لاحظ قوله (هاء التأنيث).(1/560)
ثم يقوم الكاتب بحساب جملة " الذي باركنا حوله " فيجدها 1064 وليس 1063. وقد خلص إلى هذه النتيجة على الرغم من أنّه يزعم أنّه قرأ الكتاب قبل أن ينقده، وهناك فكرة تتكرر كثيراً في الكتاب، بل تتكرر أيضاً بعد أسطر قليلة من المثال الذي خطّأهُ، وهي أننا نلتزم رسم المصحف الذي يسمى بالرسم العثماني، والذي هو في رأي جماهير العلماء توقيفي، أي بأمر الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحياً. فلو رجع إلى رسم المصحف، لوجد أنّ كلمة (باركنا) تكتب دون الف، هكذا (بركنا). وعليه يكون الجُمّل 1063. فأين الخطأ ؟! ثم انظر إلى أدبه وهو يقول معقباً: " غريب هل هذا مقصود أم سهو ... فإن تعريض القرآن لهذه الأخطاء الشنيعة هو انحراف عن غاية وهدف القرآن ..." فمن هو الذي يرتكب الأخطاء الشنيعة يا أستاذ فاتح ؟! إننا ندرك أنّه أخطأ ولم يقصد الافتراء، ولكنّ خطيئته في سوء ظنّه بالمسلمين.
ب. في صفحة 60 يؤاخذنا لأننا لفتنا انتباه القارئ إلى أنّ جُمّل " المسجد الأقصا " وفق رسم المصحف هو 361 أي 19× 19. وأن جُمّل " بنو اسرءيل " وفق رسم المصحف هو أيضاً 361. ويخشى أن يؤدي ذلك إلى أن يقول اليهود إنّ المسجد الأقصى لهم ! يقول هذا على الرغم من أن كلامنا يُختم بالعبارة الآتية : " وقد وجدنا أكثر من دلالة لهذا التساوي، أشرنا إليها في بحث آخر، والمقام هنا لا يحتمل التفصيل.."، ثم نقول له في الهامش انظر إن شئت كتابنا (زوال إسرائيل 2022م نبوءة أم ُصدف رقمية).
ج. يقول صفحة60 : " ويقول إنّ جُمّل كلمة (نمل) هو 120 وهو نفس عدد آيات السورة، ونقول له لم هذا الانعدام في المنهجية فلم لم تحسب الألف واللام (النمل).... فهل من المنطق يا أستاذ بسّام خاصة وأنك حسبت حروف الحديد بعد قليل (6) أحرف ".(1/561)
نقول: لم نقل إن عدد آيات سورة النمل هو 120 بل هو 93 آية. ثم إنّه لو قرأ المسائل التي ينتقدها لوجد أننا نحسب كلمة (الحديد) وكلمة (حديد)، كما سنرى بعد قليل، فلماذا يسأل والجواب تحت عينيه، وليس بعد صفحات؟!
أمّا ما قلناه حول سورة النمل، فخلاصته أنّ سورة النمل تُستهلّ بـ (طس) وقد لفت انتباهنا أنّ حرف الطاء يتكرر في السورة 27 مرّة، وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف. وأنّ تكرار حرف السين في سورة النمل هو 93 وهذا هو عدد آيات السورة. وأن المجموع هو:( 27+ 93) = 120 وهذا هو جُمّل كلمة (نمل) فما هو الإشكال في طرح هذه الملاحظات؟! نعم وجدناها تساوي جُمّل (نمل) ولم نجدها تساوي جُمّل (النمل) فماذا نصنع، هل نكتم ذلك أم علينا أن نبحث عن السر وراء هذه الملاحظات العددية، في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي هو كلام العليم الخبير؟!
د. يقول في صفحة 60 : " ... فحتى يعطي توافقاً بين ترتيب سورة الحديد وهو 57 في المصحف قال إنّ جُمّل الحديد 57 ولم يقل جُمّل حديد " العجيب أنّه في بداية حديثنا عن مسألة الحديد قلنا إنّ جُمّل (الحديد) هو 57 وهذا يوافق الوزن الذري للنظير الوسط. وقلنا إنّ جُمّل (حديد) هو 26 وهذا يوافق العدد الذري للحديد، ثم يقول لنا لماذا قلتم (الحديد) ولم تقولوا (حديد)... عجيب!!
ويقول صفحة 60 : " وقال إنّ الوزن الذري للحديد هو 57 وهذا خطأ ..." ثم يكتب في الهامش فيقول: " الوزن الذري للحديد ثابت وهو (55.8) ثم زاد الاكتشاف حتى وصل 5 نظائر ..." لو كان قد تدبر كلامنا وهو يقرأ لينتقد لأعفى نفسه من الوقوع في الخطأ المضحك، فما أظنه أتقن علوم القرآن التي تخصص فيها حتى ينصرف إلى الكيمياء.(1/562)
نقول: إذا كان الوزن الذري هو مجموع (بروتونات + نيوترونات)، ومعلوم أنه لا يوجد ربع أو نصف بروتون أو نيوترون، فكيف يكون الوزن الذري 55.8 ؟ معلوم أن العدد الذري للحديد هو (26) وهذا لا يختلف، أمّا الوزن الذري؛ فعنصر الحديد عدده الذري (26) وأوزانه الذريّة هي: (59،58،57،56،55). ولا يوجد عنصر حديد عدده الذري 26 ووزنه 55.8 وإنما هذا لإعطاء فكرة عن نسبة انتشار هذه النظائر في الطبيعة. والعجيب أننا بيّننا ذلك في كتابنا. ثم أين الخلل من الناحية الشرعيّة عندما نلفت انتباه الناس إلى مثل هذه الملاحظات الجميلة؟! ونحبّ هنا أن نذكّر بأنّنا لم نقف في الكتاب عند هذا الحد، بل أثبتنا بالاستقراء أنّ النظير 57 مقصود دون غيره. وهذا يعني أنه يجب أن يُقدّم هذا النظير على غيره عند دراسة الحديد في القرآن الكريم. وكان يجب على الكاتب فاتح، بعد أن قرأ التفصيلات، أن يسأل نفسه: لماذا النظير 57 بدل أن يسألنا لماذا اخترنا النظير57؟! فنحن لم نختره، بل دلّت كل الملاحظات الاستقرائية على خصوصيته. فلماذا سكت الكاتب عن إيراد الملاحظات البديعة وتساءَل بما يوهم القارئ أن الأمر متكلف. هنيئاً للمشرف بهذا الطالب، الذي كان مقتنعاً بالإعجاز العددي كما يلمح، ثم انقلب لأن المشرف من الرافضين لهذا الإعجاز، ولا أظن أنه يعلم ما يرفض، إذ إنّ هذا هو واقع معظم الرافضين، بل لم نجد لذلك استثناءاً واحداً. وإننا نتمنى أن نجد ناقداً جادّاً يُصوِّب المسيرة، ويهدي السبيل، فإنّنا نخشى أن نكون وحدنا، فنقول في القرآن بغير علم.(1/563)
هـ. انظر إليه صفحة 62 وهو يستشهد بقول القاضي أبو بكر بن العربي في رفض حساب الجُمّل: " ومن الباطل علم الحروف المقطّعة في أوائل السور، وقد تحصل لي فيها عشرون قولاً وأزيد ولا أعرف أحداً يحكم عليها بعلم ولا يصل منها إلى فهم، والذي أقوله إنه لولا أن العرب كانوا يعرفون أن لها مدلولاً متداولاً عنهم ..." واضح أنّ ابن العربي يتكلم هنا عن الحروف النورانية، والتي تسمى الفواتح، وما قيل في معناها. وكاتبنا يستدل بهذا على رفض حساب الجُمّل، وكان الأجدر به أن يرجع إلى سياق كلام ابن العربي، بدل أن يأخذ عن السّيوطي. ونحن مع ابن العربي في مذهبه هذا، لأنّ ما قيل في تفسير فواتح السور لا يستند إلى دليل معتبر شرعاً. أمّا حساب الجُمَّل فإننا ننكر على كل من استخدمه في السحر والشعوذة والكهانة والتنجيم، كما وننكر على كل من قال في القرآن بغير دليل معتبر؛ فالقول بأنّ جُمَّل حروف الفواتح يشير إلى عمر أمّة الإسلام لا يستند إلى دليل، ولا نحتاج في رفضه إلى أقوال العلماء. في المقابل لم ينكر العلماء على من استخدم حساب الجُمَّل في التأريخ. أما مسلكنا نحن فهو مسلك جديد، لم يعرف من قبل، وليس فيه قول لأحد، ويقوم على استقراء الألفاظ القرآنية، ثم عرض النتيجة على القارئ ليرى فيها رأيه، فهي بحوث أقرب إلى الوصف منها إلى إلى القول في القرآن.
و. يقول صفحة 62 :" ... فمثلاً حسب جُمّل (السنين والحساب) في سورة الإسراء فوجده 309 ففسرها ولتعلموا عدد 309 ... فلماذا حسب ( السنين والحساب) ولماذا لم يبدأ بالعد من عند (عدد السنين والحساب) ".
نقول: بعد الانتهاء من التعقيب على وعد الآخرة في فواتح سورة الإسراء، تأتي الآية 12 في السورة : " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب، وكل شيء فصلناه تفصيلاً"
واللافت هنا الأمور الآتية:(1/564)
1. الكلام عن عدد السنين والحساب بعد الكلام عن وعد الآخرة وزوال الإفساد الإسرائيلي من الأرض المباركة.
2. لدينا ملاحظات رياضية كثيرة تشير إلى أنّ كل كلمة في سورة الإسراء قابلت سنة. واللافت أنّ كلمة (والحساب) في الآية هي الكلمة (19).
3. في حساب الجُمّل لا بد من كلمة مفتاحية تدلك على العبارة التي يجب أن تحسبها لتصل إلى معرفة التاريخ المدّخر في العبارة، فمثلاً عندما يقول الشاعر:
فقلتُ لمن يقولُ الشِّعرَ أقصر لقد أرّختُ: مات الشعرُ بعده
يكون الحساب بعد كلمة (أرخت) أي نحسب عبارة (مات الشعر بعده) وقد يستخدم الشاعر كلمات أخرى مثل: (عدده، حسابه، تاريخه ...) وعليه فقد قمنا بحساب (السنين والحساب) التي جاءت بعد كلمة (عدد) فكان جُمّلها (309) فكأنه يقول (ولتعلموا عدد 309) ونحن لا يمكن أن نبني على هذه الملاحظة، ولكن يمكن لهذه الملاحظة أن تكون المفتاح الذي يفتح أمامنا بعض أسرار العدد القرآني، وهكذا كان؛ فقد لفت انتباهنا أنّ العدد 309 هو مدّة لبث أصحاب الكهف، وسورة الكهف تأتي بعد سورة الإسراء في ترتيب المصحف، مما يعني وجود التناسب بين السورتين. وعندما درسنا قصة أصحاب الكهف عددياّ، وجدنا علاقات عددية مدهشة لها ارتباط بالنتائج العددية في سورة الإسراء، فرأينا أن نعرض ذلك على القارئ، فكان كتاب: ( ولتعلموا عدد السنين والحساب 309) فليرجع إليه من شاء في صفحة مركز نون الالكترونية. وبهذا يتضح أننا لا نبني على حساب الجُمَّل، وإنّما نبني على ملاحظات تتعلق باللفظة القرآنيّة.(1/565)
ز. تبدأ قصة الكهف في سورة الكهف بقوله تعالى: ( أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرقيم ..." وفي الآية 25 يقول سبحانه وتعالى: ( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) عندما يسمع الإنسان قوله تعالى : ( ولبثوا في كهفهم) ينتظر أن يجد الجواب فوراً بعد كلمة كهفهم، وفعلاً يأتي الجواب البياني: ( ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) وإذا قمنا بعدّ الكلمات من بداية القصة فسنجد أنّ كلمة (ثلاث) هي الكلمة 309. وهنا يتساءل الكاتب فاتح لماذا كلمة (ثلاث) ؟ وكأنه لا يدرك أنها الكلمة التي تأتي مباشرة بعد كلمة (كهفهم)، إذ من المفترض أن يكون الجواب فورياً بعد كلمة (كهفهم)، كما هو في الجواب البياني. وإذا كان الجواب البياني مؤلفاً من خمس كلمات مترابطة لتعطي العدد 309، فإن ترتيب كلمة (ثلاث) يكفي ليعطي العدد (309). فلماذا نحسب كلمة غيرها. وهي التي تعطينا الجواب الفوري؟! وعليه فإنّ كلّ كلمة في قصة أصحاب الكهف قابلت سنة. ولا بد لذلك من فائدة، لأنّ القرآن هو كلام الخبير العليم، وبالتالي لا مجال للقول بالصدفة شرعاً. ثم إنّ التّواترات العدديّة تمنع من القول بالصُّدفة عقلاً.(1/566)
ح. يقول الكاتب في صفحة 61 : " ... لكني وجدت أنه في الآية 48 قد عدّ (أوَلم) كلمة واحدة حتى يتوافق عده في حين أنّه يعتبر (لم) كلمة واحدة في مواضيع أخرى و (أو) كلمة أخرى، وفي الآية 76 عد (ما إنّ) كلمتان ولو اختل العدد معه لعدها كلمة واحدة كما حصل في الآية 48 " انظر كيف يُحسن الأستاذ فاتح الظنَّ بنا، ويتوقّع أننا لا نتّبع قاعدة، بل نتقلب كيف نشاء، لنحصل على النتائج. والأولى به أن يسألنا عن القواعد التي نلتزمها دائماً في كل بحوثنا من غير استثناء. ألا يكفي أن تكون هناك قاعدة مطّردة؟! والعجيب هنا أنّه لم يفرّق، لا هو ولا مرشده، بين كلمة (أوْ) و (أوَ) فيوجد كلمة تكتب منفصلة (أوْ)، ولا توجد كلمة تكتب (أوَ) بل تلحق دائماً بما بعدها مثل:( أوَلا، أوَلم، أوَليس، أوَكلما) فلو كان يحسن الطباعة فهل كان يكتب (أوَ) ثم يجعل فراغاً ويكتب (لا) في مثل كلمة (أوَلا) ؟! والمعنى في قولنا (فعل أَوْ لم يفعل) يختلف عن قولنا (أوَلم يفعل ؟) ويبدو أنّه لم يدرك أنّ الهمزة هنا هي همزة استفهام. وقد يحسن هنا أن نبين أنّنا نتعامل عند إحصاء الحروف والكلمات مع الرسم العثماني؛ أي أنّ الإعجاز هنا هو إعجاز الكتاب. ولو كنا نتعامل بالمعنى لقلنا إنّ (ماذا) أكثر من كلمة فهي (ما) ثم (ذا). ولنسأل الكاتب فاتح: هل يجوزعند قراءة القرآن أن نقف على (أوَ) في كلمة (أوَلم) مع العلم أنه بإمكاننا أن نقف على (أوْ) في قوله تعالى (لبثنا يوماً أوْ بعض يوم). وخلاصة الأمر أنّ (أوْ) كلمة مستقلّة، في حين أنّ (أَوَ) همزة استفهام مع واو العطف. ولا يستقلان، بل يتصلان رسماً بما بعدهما.
فليت مرشده أرشده، لأراحنا من هذا. وهو كما رأينا لم يكتف بوضع يدنا على الخطأ المزعوم لينصحنا، بل بادر إلى اتهامنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.(1/567)
ط. وأختم الكلام حول انتقاداته لنا، والتي هي أقل من سبع صفحات، بعرض كلامه في الصفحة 61، ثم نعرض كلامنا في المسألة، ليرى القارئ نموذجاً يُمثّل منهجه في عرض وانتقاد أفكار الآخرين. يقول الكاتب فاتح مقتبساً عنّا:
(ويقول صفحة 59 "إنّ في سورة القصص قد تكرر حرف الطا 19 مرة وعددنا مرات ذكر موسى وهارون في السورة فوجدنا أن اسم موسى تكرر 18 وهارون مرة وعليه يكون تكرار موسى وهارون 19 مرة، وتجدر الملاحظة هنا أن من بين كل الأنبياء لا نجد مثل هذا التلازم بين موسى وهارون بل لقد أرسلا معاً ") ثم يعقب قائلاً:
(لكن لو فرضنا أن تكرار حرف الطا هو 18 مرة وليس 19 ماذا تراه يقول، أنا أظن أنه سيقول إن تكرار حرف الطا هو بمقدار تكرار اسم موسى وينسخ كلامه السابق على اتحاد رسالة موسى وهارون.
وبنفس الصفحة يعتبر موسى م و س ي فيحسب حسابات الجُمّل لهذه الأحرف مع حساب الجُمّل لكلمة هارون ليخرج بنتيجة أن العدد 377 وهو نفس عدد كلمات الآيات التي ورد فيها ذكر موسى أو هارون.) انتهى
يبدو أنّه لا يعلم أنّ الألف المقصورة هي صورة ياء (ى). ويبدو أنّه لم يلاحظ أنّ الياء في آخر الكلمة هي غير منقوطة في رسم المصحف، لذلك أنكر علينا أن نحسب الألف المرسومة ياءً بقيمة عشرة.
بالرجوع إلى كتابنا (إرهاصات الإعجاز العددي)، الذي اقتبس منه الكاتب فاتح، يلاحظ القارئ عدم أمانته في الاقتباس؛ فلا هو اقتبس النص بحرفيته، ولا قام بوضع نقاط تبين مواضع الحذف من النص، ثم هو قام بالتقديم والتأخير في الكلمات دون مراعاة للنص الأصلي، ونسب الكلام إلينا، ووضع علامات تنصيص!! وإليك أخي القارئ النص الأصلي بكامله، كمثال على عدم دقته في طرح المسائل، وعدم مراعاته للأمانة العلمية:(1/568)
]هناك (29) سورة في القرآن الكريم تفتتح بأحرف نورانية، منها أربع سور تبدأ بحرف الطاء وهي: ( طه: طه، طسم: الشعراء، طس: النمل، طسم: القصص). وقد جاء في كتاب (التعبير القرآني ) للدكتور فاضل السامرّائي ، في فصل فواصل الآي :
" … كل سورة تبدأ بالطاء ترد فيها قصة موسى في أوائلها مفصلة قبل سائر القصص مثل ( طه، وطس، وطسم في القصص، وطسم في الشعراء) وليس في المواطن الأخرى مما يبدأ بالحروف المقطعة مثل ذلك. فالقاسم المشترك فيما يبدأ بالحروف (ط) قصة موسى مفصلة في أوائل السورة …".
لفت انتباهنا عند البحث، أن حرف الطاء يتكرر في سورة القصص 19 مرّة، فلمّا قرأنا كلام الدكتور السامرّائي وقوله إن السور التي تبدأ بحرف الطاء ترد فيها قصة موسى عليه السلام مفصلة، سارعنا إلى إحصاء تكرار موسى وهارون في سورة القصص، فوجدنا أن اسم موسى تكرر 18 مرّة، وورد اسم هارون مرة واحدة. وعليه يكون تكرار موسى وهارون 19مرة. وتجدر الملاحظة هنا أنه من بين كل الأنبياء، لا نجد مثل التلازم القائم بين موسى وهارون، بل لقد أرسلا معا. كما ويجدر ملاحظة أن سورة القصص لم يرد فيها من أسماء الأنبياء إلا موسى وهارون عليهما السلام.
جمّل كلمة موسى هو116، وجمّل كلمة هرون، وفق رسم المصحف، هو 261. وعليه يكون مجموع جمّل موسى و هرون هو 377. إذا عرف هذا، فإليك الملاحظات الأربع الآتية :
أ- مجموع كلمات الآيات التي ورد فيها اسم موسى أو هارون في سورة القصص هو 377 وهو، كما قلنا، مجموع جمّل الاسمين معا.
ب- إذا فتحتَ كتاب ( المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ) لمحمد فؤاد عبد الباقي، تجد أنّ كلمة هارون قد تكررت في القرآن الكريم 20 مرة، فإذا جمعت الأرقام العشرين للسور التي وردت فيها كلمة هارون فستجد أن المجموع هو 377.(1/569)
ج- السور التي تبدأ ب(ط) تتكرر فيها كلمة هارون سبع مرات في الآيات الآتية: (92،90،70،30) من سورة طه، والآيات ( 13، 48) من سورة طسم الشعراء، والآية (34) من سورة طسم القصص. وعليه يكون المجموع : (30+70+90+92+13+48+34)= 377.
د- تكرر اسم (موسى ) عليه السلام في السّور التي تبدأ ب(ط) 46 مرّة، وإذا ضربنا جمّل موسى بعدد تكراره يكون الناتج: (116×46) = 5336. وإذا ضربنا جمّل هرون بعدد تكراره في السور التي تبدأ ب(ط) يكون الناتج: (261×7) = 1827.
وعليه يكون المجموع : (5336+1827) = 7163 والمفاجأة هنا أنّ هذا العدد هو (19× 377).
لا نظن أنّ الأمر يقتصر على هذه الملاحظات الأربع، فنحن بحاجة إلى جمع الملاحظات المختلفة، لعلنا نصل إلى قانون في مثل هذه المسألة وغيرها [ انتهى.
وعليه نجد أن اعتراضاته على بحوثنا لم يسلم له منها اعتراض واحد، بل لم يكن قادراً على تجنب الخطأ في واحد من ردوده التي لم تتجاوز السبع صفحات. فكيف به لو لم يكن له مرشد ومقرّظ؟!
يزعم الكاتب في صفحة 77 أنّ القرآن الكريم لم يخص العدد 19 بأهمية، والقرآن الكريم مليء بالأعداد. وهذا غير صحيح؛ فبإمكانك أن ترجع إلى الآية 31 من سورة المدّثر لتعلم أنّ هناك خصوصية للعدد 19 دون باقي الأعداد، ويمكن مراجعة كتابنا (إرهاصات الإعجاز العددي) للتحقق من ذلك. ومن لم يجد الكتاب مطبوعاً فيمكن أن يجده في صفحة مركز نون للدراسات القرآنية وهي : www.noon-cqs.org .
جاء في الصفحة 78 من كتاب فاتح حسني : " وبالمناسبة فإنّ من قام الإعجاز العددي قد أغفل القراءات القرآنية فهذا الأمر يقوض نظرياتهم أكثرفإن من القراءات ما يتغير منها الأحرف ومثاله القراءة المشهورة فتثبتوا، أيضاً فإن الخلاف في عد آي السور قديم بين الكوفيين والبصريين و ... فعلى أي حساب نحسب؟! فبحساب الحروف وبحساب الجُمّل أيضاً تتداخل كل حساباتهم وتنهار نظرياتهم ...".(1/570)
ولنا هنا على هذا النص الملاحظات الآتية:
أ. معلوم أننا لا نقبل من القراءات إلا ما كان متواتراً عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وكان موافقاً لرسم المصاحف العثمانيّة. فظهور إعجاز لإحدى القراءات لا يمنع وجود إعجاز للقراءات الأخرى، فكيف اعتبر أنّ تعدد القراءات يقوّض الإعجاز العددي؟!
ب. هذا الكلام تردد على ألسنة أكثر المعارضين، وكأنهم يفرحون بتعدد القراءات، حتى لا يمكن اثبات الإعجاز. وما علموا أنّ تعدد القراءات يزيد في إعجاز القرآن الكريم، بل إنّ هناك مَنْ كتب في إعجاز القراءات القرآنيّة.
ج. عندما نقرأ " وامسحوا برؤوسكم وأرجلَكم " بفتح اللام، ندرك أنّ الأمر يتعلق بغسل الرجلين في الوضوء. وعندما نقرأ " وامسحوا برؤوسكم وأرجلِكم " ندرك أنّ المقصود هو المسح على الرجلين في الوضوء. ومعلوم أنّ هناك غسل، وهناك مسح على الخف والجورب. فإذا وجدنا أنّ تعدد القراءات يؤدي إلى تعدد المعاني من غير تناقض، فما الذي يمنع أن تتعدد وجوه الإعجاز العددي بتعدد القراءات؟!
د. تعدد القراءات لم يؤثر في الرسم القرآني، إلا في كلمات معدودة، بيّنتها كتب علوم القرآن الكريم. وقد لاحظنا أنّ ذلك لا يمس جوهر الموضوع.
هـ. لقد توصّلنا بعد دراسة مستفيضة لاسباب اختلاف العد في آي القرآن الكريم، إلى أن ذلك يرجع إلى تعليم الرسول، صلى الله عليه وسلم، وعليه تكون الأقوال في عدّ الآيات تختلف كاختلاف القراءات، ومن هنا لا يبعد أن يعطي اختلاف العدّ في الآيات وجوهاً جديدة في الإعجاز.
و. ليس بالضرورة أن تعطي القراءة المتواترة ما تعطيه الأخرى، وإلا فما الحكمة من تعدد القراءات؟! ثم ألا يكفي أن نجزم أنّه قرآن كريم، حتى نبني على وجه من الوجوه ؟! وهل قام المعارضون بدراسة هذه القراءات ليثبتوا أنّ الإعجاز ينهار بتعدد القراءات، أم أنهم يطلقونها كلمات لا معنى لها. ولماذا لم يعطونا أمثلة تدلل على مزاعمهم.(1/571)
ز. هناك سور أجمع العلماء على عدد آياتها تفصيلاً، وأخرى لم يختلفوا في عددها إجمالاً، وبقي الأمر يتعلق بسور محددة، وبالتالي يسهل دراسة ذلك لإدراك أنّه لا يؤثر في مسألة الإعجاز بشكل عام، وإذا افترضنا أنّه أثّر في مثال أو أكثر، فإنّه لا يؤثر في مجمل الإعجاز. ونعود إلى القول بأنّ الأمر يؤدي إلى إعجاز أشد، لتعدد الحيثيات التي ننظر منها، ليثبت في النهاية أنّ كل القراءات، وكل عدٍّ ثابتٍ للآيات هو توقيفي، عن الرسول، صلى الله عليه وسلّم ، أي بأمره وحياً.
ح. لقد بدأت تتجلى لنا وجوه إعجازية كثيرة، لا علاقة لها باختلاف القراءات؛ كترتيب السور، وعدد الكلمات، وترتيب الكلمات في السور، وترتيب الكلمات في القرآن الكريم، وإليك هذا المثال:
لم تذكر كلمة (النحل) في القرآن الكريم إلا مرّة واحدة، وذلك في الآية (68) من سورة النحل، وعدد كلمات الآية هو (13) كلمة. فإذا ضربنا رقم الآية بعدد كلماتها يكون الناتج: (68×13) = 884 وتكون المفاجأة أنّ هذا هو ترتيب كلمة النحل في السورة. وحتى لا يظن غير المؤمن أنّ هذا صدفة، قمنا بحشد الملاحظات المختلفة لاثبات أنّ العدد 884 يتكرر بشكل يستبعد احتمال الصدفة في عقل غير المؤمن. أمّا المؤمن فهو يدرك أنْ لا صدفة في كلام العليم الخبير، وبالتالي يبحث عن السّر في مثل هذا التوافق العددي، وهذا يؤدي إلى سلسلة اكتشافات، هي جائزة المؤمن الذي يعتقد بأن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه.
يقول الكاتب صفحة 83 معترضاً على اختلاف مناهج العادّين: " وهذا الكاتب نفسه عدّ (الإنسان) ستة أحرف بدون همزة وعد (الأكرم) في نفس الصفحة 6 أحرف فعد الهمزة " يبدوا أنّه لم يدرك أن كلمة (الإنسان) تكتب في المصحف هكذا (الإنسن) وعليه فإنها فعلاً ستة أحرف.(1/572)
يقول الكاتب في صفحة 85 : " بسّام جرّار يعد حروف سورة نوح فتكون معه 953 حرفاً ويقول إنّ مدة لبث نوح هي 953 سنة بالضبط ... في حين يعدها المهندس عدنان الرفاعي 950 حرفاً".
ولنا هنا الملاحظات الآتية:
1. تكتب كلمة آخرة في المصحف هكذا: (ءاخرة) وهذه خمسة أحرف، فإذا أضيف إليها (ال) التعريف تصبح سبعة أحرف هكذا: (الءاخرة) وهذا أساس الخلاف في عدّ أحرف سورة نوح.
2. شيء طبيعي أن تختلف مناهج العادّين، وهذا حصل قديماً وحديثاً، والمهم هنا أن تكون هناك قاعدة مطّردة، لها سند صحيح من عقل أو نقل.
3. تساهم النتائج في إثبات القاعدة، لأن القضية استقرائية، والنتائج التي تحصلت لدينا، وفق قواعدنا المثبتة بالاستقراء، تعزّ على الحصر، مما يجعلها دليلاً لا يسهل نقضه. وفي الوقت الذي يأتي فيه غيرنا بنتائج مماثلة، وفق قواعد أخرى، يكون ذلك أشدّ إعجازاً.
4. يشترط عند اعتماد القاعدة، وعند التدليل عليها، أن يكون الدليل مقنعاً، يقبله العقل ويرضى به. وإليك هذا المثال التوضيحي:
عندما تكون (ما) نافية تحصى كلمة ويحصى ما بعدها كلمة أخرى مثل : (ما لم، ما ليس، ما لكم، وما تدري...) ففي هذه الأمثلة تكون (ما) كلمة، وما بعدها كلمة أخرى. وهذا واضح وغير ملتبس. أمّا عندما تكون (ما) استفهامية، فإن الأمر عندها قد يلتبس. والأصل أنْ تحسب (ما) كلمة، وما بعدها كلمة أخرى، ولكن استقراء اللفظة القرآنية يحملنا على اعتبار (ما) الاستفهامية وما بعدها كلمة واحدة، مثل: (مالك؟، مالكم؟، مالي؟...) والذي يدفعنا إلى القول بهذا ما ورد في القرآن الكريم، حيث تكتب عبارة مثل: ( ما لهذا الرسول؟) تُكتب في المصحف هكذا:( مال هذا الرسول؟) وتكررَ ذلك في رسم المصحف. وعليه تكون (مال) كلمة، أي (ما) الاستفهامية وما بعدها. وتأتي النتائج العدديّة فتدلل على ذلك. ومن هنا لا مانع من اختلاف الضوابط، لأنّ النتائج كفيلة بحسم الخلاف.
الخاتمة(1/573)
ستكون هناك محاولات كثيرة غير جادّة وغير مقنعة. وسيكون هناك تكلّف وتمحُّل. وسيبقى هناك إشكالات. وسيبقى هناك معارضون. كل ذلك لا يصرفنا عن الاستمرار في هذا الطريق المبارك، والمقدّمات تبشر بحصاد وفير.
إنّ ضعف وركاكة أدلة المعترضين تزيدنا قناعة بسلامة وصحة المسلك. وكم نتمنى أن يحظى الإعجاز العددي بتقييم العلماء الجادّين، الذين يمتلكون الفهم والمنهجية السّوية، والرغبة في الوصول إلى الحقيقة، والصدق في النصيحة. ونحن في مركز نون على استعداد لمحاورة كل المخلصين، من أجل الوصول إلى الحقيقة، ومن أجل إيمان يستند إلى الحقيقة.
عنواننا هو: noon@p-ol.com
www.noon-cqs.org
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-13-2003, 03:44 AM
وهذه مقالة أخرى في هذه القضية للدكتور خالد السبت
بسم الله الرحمن الرحيم
المُعْجِزَةُ المَزْعُومَةُ فِي أَحْدَاثِ بُرْجَيِّ التِّجَارَةِ العَالَمِي فِي إمريكا
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :
فقد كثُر السؤال عن ورقة تداولها الناس ، كما نُشر مضمونها في " الشبكة العنكبوتية " ، وحاصلها الربط بين آية من سورة براءة وبين ما حدث لبرجي التجارة في إمريكا .
ومع تهافت محتوى تلك الورقة في ميزان العلم الصحيح إلا أن كثيرا من الناس اغتروا بها ، واعتبروا ذلك من أدلة إعجاز القرآن حيث أخبر عن هذا الأمر قبل وقوعه بما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان !! وفي آخر الورقة حثٌ على تصويرها ونشرها !(1/574)
وقد عجبت من جُرأة كاتبها على الله وعلى كتابه ، والله يقول : " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " . [ الأعراف : 33 ] ، وقال : " وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . [ يونس : 60 ] ، وقال : " قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " . [ يونس : 69 ] ، وقال : " إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ " . [ النحل : 105 ] .
ولما كان إيمان السلف رضي الله عنهم وافراً ، وعلومهم راسخة اشتد تحرجهم من القول على الله بلا علم ، وكانوا أبعد الناس عن التكلف ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ على المنبر : " وَفَاكِهَةً وَأَبًّا " [ عبس : 31 ] فقال : هذه الفاكهة عرفناها فما الأبُّ ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر ! (1) .
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه قال : كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي ظهر قميصه أربع رقاع ، فقرأ : " وَفَاكِهَةً وَأَبًّا " [ عبس : 31 ] فقال : فما الأبُّ ؟ ثم قال : إن هذا لهم التكلف !! فما عليك أن لا تدريه ؟ (2)
وهذا ابن عباس حَبْرُ الأمة ، وترجمان القرآن – كما روى عنه ابن أبي مليكة – أنه سُئل عن آية لو سُئل عنها بعضكم لقال فيها ، فأبى أن يقول فيها . (3)(1/575)
وسأله رجل عن " يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ " [ السجدة : 5 ] فقال له ابن عباس : فما " يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [ المعارج : 4 ] ؟ فقال له الرجل : إنما سألتك لتحدثني !! فقال ابن عباس : هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما ، فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم . (4)
وهذا جندب بن عبد الله رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه طلق بن حبيب فيسأله عن آية من القرآن ، فقال : أُحَرِّجُ عليك إن كنت مسلما لَما قمت عني – أو قال - : أن تُجالسني . (5)
ولم يكن هذا الورع والتحرز مقتصراً على الصحابة رضي الله عنهم بل كان خُلُقاً لمن جاء بعدهم من أهل الرسوخ والتُّقى ، فهذا سعيد بن المسيب رحمه الله وهو من خيار علما التابعين يُسئل عن تفسير آية من القرآن فبقول : إنَّا لا نقول في القرآن شيئا . (6)
وذكر عنه يحيى بن سعيد أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن . (7)
وسأله رجل عن آية من القرآن فقال : " لا تسألني عن القرآن ... " (8)
وقال يزيد بن أبي يزيد : كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحرام والحلال وكان أعلم الناس ، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع . (9)
وأخرج ابن جرير عن عبيد الله بن عمر قال : أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير ، منهم سالم بن عبيد الله ، والقاسم بن محمد ، وسعيد بن المسيب ، ونافع . (10)
وقال هشام بن عروة بن الزبير : ما سمعت أبي يؤول آية من كتاب الله قط . (11)
وسأل محمد بن سيرين عَبِيْدَةَ السلماني عن آية من القرآن فأجابه بقوله : " ذهب الذين كانوا يعلمون فِيْمَ أُنْزِلَ القرآن . فاتق الله ، وعليك بالسداد . (12)
وهذا إبراهيم النخعي يقول : كان أصحابنا – يعني أصحاب ابن مسعود كعلقمة والأسود وغيرهم من أصحاب ابن مسعود – يتقون التفسير ويهابونه . (13)(1/576)
وقال الشعبي رحمه الله : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ، ولكنَّها الرواية عن الله عز وجل . (14) وقال ابن مسروق : اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله . (15)
وهذا شيح الإسلام ابن تيمية مع تَبَحُّرِهِ في العلم وسعة اطلاعه حتى إنه إذا سُئل عن فن ظن الرائي والسامع أنه لا يَعرف غير ذلك الفن ، وحَكَم بأن لا يعرفه أحد مثله ، وله يد طُولَى في التفسير مع قوة عجيبة في استحضار الأدلة من الكتاب والسنة (16)، فمع هذا كله كان رحمه الله يقول : ربما طالعت الآية الواحدة نحو مائة تفسير ، ثم أسأل الله الفهم وأقول : يا معلم آدم وإبراهيم علمني ، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأُمَرِّغ وجهي في التراب ، وأسأل الله تعالى وأقول : يا معلم إبراهيم فهمني . (17)
وهذا طرف يسير من شدة تحرزهم في الكلام على التفسير ، وأما ما ورد عنهم من عظم الورع في الفتيا والجواب على المسائل الموجهة إليهم فهذا أمر يطول وصفه ولا تحتمله هذه المقدمة . (18)
وبعد هذا أقول : أين حال هؤلاء المجترئين على الله تعالى من حال هؤلاء السلف رضي الله عنهم ؟
وأما الرد على مضمون تلك الورقة المشار إليها فمن ثمانية أوجه هي :
الأول : أن مدار هذه الفرية يعود إلى ما يسمونه بـ ( الإعجاز العددي في القرآن ) .(1/577)
وهذا النوع من الإعجاز باطل جملة وتفصيلا ، إذ لم يكن معهوداً لدى المخاطبين بالقرآن من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم ، وهم أعلم الأمة بكتاب الله ، وأبرها قلوباً ، وأكثرها صواباً ، فلم يُنقل عن أحد منهم بإسناد صحيح شيء من هذا القبيل إطلاقا ، ولو كان هذا من العلم المُعتبر لكانوا أسبق الناس إليه ، وأعلم الأمة به ، وذلك أن هذا الأمر لا يتطلب آلات وتقنيات حتى يتمكن الإنسان من اكتشافه ، وإنما هو مجرد إحصاء وعدد ، وهذا أمرٌ لا يُعْوِزُ أحداً ، وقد عَدَّ السلفُ جميع كلمات القرآن ، وجميع حروفه ، وعرفوا بذلك أعشاره ، وأرباعه ، وأثلاثه ، وأخماسه ، وأسداسه ، وأسباعه ، وأثمانه ، وأتساعه ، وأنصاف ذلك كله ، وغير ذلك بدقة متناهية كما هو معروف في محله . (19)
فكيف خفي عليهم هذا العلم جملة وتفصيلا وعرفه من بعدهم ؟
هذا لا يكون أبداً ، وما يذكره بعضهم من أمثلة على هذا الإعجاز المزعوم كثير منه لا يصح فيه العد أصلاً – كما في موضوعنا هذا كما سيأتي – وما كان العَدُّ فيه صحيحاً فإن ما يُذكر معه إنما هو من باب الموافقة والمصادفة ، ولا يَعْجَزُ الإنسان إذا أحصى أموراً كثيرة مما ورد في القرآن – مثلاً – كعدد المرات التي ذُكرت فيها الجنة ، والنار ، والبر ، والأبرار ، والخير ، والشر ، والنعيم ، والجزاء ، والعذاب ، والمحبة ، والبغض ، والكفار ، وأصحاب الجنة ، وأصحاب النار ، والمؤمنون ، والكفار ، والمنافقون ، والكفر ، والإيمان ، والنفاق ... إلخ .
فإذا أحصيت ذلك كله ستجد أشياء منه تستطيع أن تلفق منها بعض الفِرَى ، فقد تتساوى بعض الأعداد ، أو يكون بعضها على النصف بالنسبة لغيره ، وهكذا مما لا يعجز معه أهل التلبيس من إيجاد وجوه للربط بينها يطرب لها بعض السذج والمغفلين .
وليس المقصود هنا التفصيل فيما يُسمى بـ ( الإعجاز العددي ) وإنما المقصود الإشارة إلى بطلان هذا الأمر الذي تدور حوله تلك الورقة المشار إليها . (20)(1/578)
الثاني : زعم هذا الكاتب أن رقم السورة - وهو تسعة – موافق للشهر الذي وقع فيه الحدث ، وهو الشهر التاسع .
والجواب عن هذا لا يخفى إذ إن ترتيب السور في المصحف لم يكن عن توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان عن اجتهاد صدر عن الصحابة رضي الله عنهم في زمن عثمان رضي الله عنه حينما جمع الناس على مصحف واحد (21) . وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز أن يُرتب على هذا الترتيب للسور استنباطات في المعاني ولا غيرها ، ومعلوم أن الصحابة رضي الله عنهم قبل جمع عثمان رضي الله عنه للمصاحف كانوا يتفاوتون في ترتيب مصاحفهم ، فبعضهم كان يرتب السور حسب النزول ، وبعضهم على غير ذلك ، وبهذا تعرف قيمة ما بناه ذلك الكاتب على هذا الرقم (9) .
الثالث : زعم كاتب الورقة أن سورة براءة تقع في الجزء الحادي عشر من أجزاء القرآن الكريم ، وأن هذا يوافق اليوم الذي وقع فيه الحدث ، وهو اليوم الحادي عشر .
والجواب عن هذا يتبين مما قبله ، إذ لو لم تُرتب السور في المصحف على هذا الترتيب الذي أجمع عليه أصحاب النبي صلى الله عليه زمن عثمان رضي الله عنه لما وقعت السورة في الجزء المشار إليه .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى نقول : إن تجزئة القرآن على ثلاثين جزءاً لم تكن معروفة زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة ، لا في زمن عثمان رضي الله عنه ولا قبله ولا بعده ، وإنما وقع ذلك بعدهم ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحزبون القرآن بطريقة أُخرى حسب السور على النحو التالي :
1 – السبع الطوال . 2 – المئين . 3 – المثاني . 4 – المفصل .
ولا شك أن هذا الترتيب الذي كانوا عليه أدق وأفضل ، إذ إن ترتيب القرآن على الأجزاء يفضي إلى انتهاء الجزء قبل تمام المعنى ، حيث يفصل بين أجزاء الموضوع الواحد .(1/579)
أما طريقة الصحابة رضي الله عنهم فهي – كما سبق – على السور ، وبناء على ذلك تكون المعاني تامة . وإذا كان الأمر كذلك فليس لأحد أن يتمسك برقم الجزء الذي وقعت فيه السورة ليربط بينه وبين أمر آخر ليخرج لنا بمعنى كهذا .
الرابع : في البداية كانت الآية التي تعلق بها الكاتب هي الآية رقم (110) من سورة التوبة ، وهي قوله تعالى : " لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " وإنما تعلق بهذه الآية لتوافق عدد الأدوار في الأبراج حيث تبلغ هذا العدد ، ولكن مضمون الآية لا يساعده ، وإنما المناسب أن تكون الآية التي قبلها وهي (109) وذلك قوله تعالى : " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ... " ثم رأيت في الأوراق المنشورة مؤخراً الإحالة إلى هذه الآية (109) لكن هذه يتطلب كذبة إضافية لحبك الدعوى ، ولم يتطلب هذا من الكاتب كبير جهد حيث زعم أن عدد الأدوار (109) فأسقط دوراً ليوافق ذلك مُدَّعاه ، وهذا من أعجب الأمور !! ولا أدري كيف يسمح الناس لمثل هذا أن يستخف بعقولهم إلى هذا الحد ؟(1/580)
الخامس : أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي ، وهو حساب متوارث عن أُمم وثنية ، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة ، وهو الأدق والأضبط ، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ . (22) وهذا لا يعرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهلة ، ويدل عليه أيضا الحديث المخرج في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ... الحديث . (23) ، وقد صرح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس (24) .(1/581)
وقال ابن القيم رحمه الله تعليقا على قوله تعالى : " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ " [ يونس : 5 ] ، وقوله تعالى : " وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ " [ يس : 38-39 ] : ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط ، وأصح للضبط من الحساب الشمسي ، ويشترك فيه الناس دون الحساب ، ولهذا قال تعالى : " وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ " [ يونس : 5 ] ولم يقل ذلك في الشمس ، ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب الشمس وسيرها حكمة من الله ورحمة وحفظا لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب ، وتعذر الغلط والخطأ فيه ، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب (25) .
وربما يُفهم من العبارة الأخيرة لابن القيم رحمه الله أن أهل الكتاب كانوا يعتمدون الحساب بالشمس ، وهذا قد صرح الحافظ ابن حجر رحمه الله برده بعد أن نسبه لابن القيم (26) .(1/582)
والواقع أنه لم يكن معتبرا في شرعهم وإنما وقع لهم بعد ذلك لدى جهلتهم ، ويؤيده ما أخرجه الطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : " لَيْسَ يَوْم عَاشُورَاء بِالْيَوْمِ الَّذِي يَقُولهُ النَّاس , إِنَّمَا كَانَ يَوْم تُسْتَر فِيهِ الْكَعْبَة , وَكَانَ يَدُور فِي السَّنَة , وَكَانُوا يَأْتُونَ فُلَانًا الْيَهُودِيَّ - يَعْنِي لِيَحْسِبَ لَهُمْ - فَلَمَّا مَاتَ أَتَوْا زَيْدَ اِبْنَ ثَابِتٍ فَسَأَلُوهُ " (27) وقد فسره الحافظ رحمه الله بما نقله من كتاب " الآثار القديمة " للبيروني ما حاصله : أن جهلة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم ، فالسنة عندهم شمسية لا هلالية . قال الحافظ : فَمِنْ ثَمَّ اِحْتَاجُوا إِلَى مَنْ يَعْرِف الْحِسَاب لِيَعْتَمِدُوا عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ (28) .
السادس : أن الآية المشار إليها تتحدث مع ما قبلها وبعدها عن مسجد الضرار الذي بناه المنافقون ، ورَبْطها بالحدث الجديد تلاعب بكتاب الله تعالى ، وتحميل له ما لا يحتمل إطلاقا من أي وجه من وجوه الدلالة المعروفة لدى العلماء . وهذا أمر أوضح من أن يشرح .
السابع : زعم كاتب الورقة أن عدد الحروف من بداية السورة إلى الآية (109) = (2001) حرفا .
وهذا إضافة إلى الأوجه السابقة الدالة على عدم الاعتداد به فإنه كذب محض ، ذلك أن كل وجهين ( صفحتين ) من المصحف الكريم تحويان ما يقرب من ألف حرف ، وعدد الأوجه من أول السورة إلى الآية المشار إليها يبلغ (17.5) تقريبا ، فإذا اعتبرت هذا العدد عرفت البون الشاسع بين ما ذكره الكاتب وبين الحقيقة ؛ ولذا رأيت في بعض طبعات تلك الورقة المعدلة أن هذا الرقم (2001) هو عدد الكلمات من أول السورة إلى الآية المشار إليها ، وهذا أيضا غير صحيح ذلك أن العدد الحقيقي للكلمات هناك يزيد على (2920) كلمة .(1/583)
وإذا أحسنَّا الظن بالكاتب قلنا إنه لا يحسن العَدَّ ، ذلك أن الكلمة عند أهل العربية على ثلاثة أقسام :
1 – الاسم .
2 – الفعل .
3 – الحرف الذي جاء لمعنى نحو : من ، على ، إلى ، والباء وغيرها من حروف الجر وما في حكمها ، وهكذا الضمائر سواء كانت متصلة أو منفصلة فإنها تُعد كلمات أيضا .
الثامن : زعم الكاتب أن المركز المشار إليه يقع على شارع اسمه : " جرف هار " .
وهكذا كذب مُلَفَّق ، وقد سألت من يعرفون تلك البلاد فلم يعرفوا هذا الاسم ، كما اطلعت على بعض المعلومات والخرائط التي توضح الموقع وما حوله عبر الشبكة العنكبوتية ، وليس لهذا الاسم ذكر في شيء من ذلك .
ثم لو فرضنا جدلا أن هذا هو الاسم الحقيقي لشارع فنقول : إن هذا الاسم أعجمي ، والقرآن بلسان عربي مبين ، ومعلوم أن الألفاظ قوالب المعاني ، وإنما تُفَسَّر الألفاظ بحسب ما وُضِعَت له من المعاني في اللغة التي تضاف إليها ، فكم من لفظة أعجمية توافق لفظا كلمة عربية وتناقضها في معناها ومدلولها ، ولا يقول أحد له أدنى مسكة من عقل بأن هذه الألفاظ المتوافقة في مجرد اللفظ أنها تُحمل على مدلول واحد .
ومعلوم أن ( الجرف ) في العربية هو المكان الذي يأكله السيل (29) .
وأما ( الهار ) فإن أصل الكلمة هذه الكلمة يدور على معنى واحد وهو السقوط والانهدام (30) .
ولا يبعد على هذا الكاتب وأمثاله أن يخرج علينا باستنباط جديد بعد أن عرف معنى هاتين الفظتين في لغة العرب ، وهو أن يقول بأن المبنى المشار إليه يمر بجانبه نهر ، فهو يقع على ضفافه وبالتالي فهو على جرف هار ، والدجل ليس له حد ينتهي إليه .(1/584)
وفي الختام أنبه القارىء الكريم أن المقصود الأهم من كتابة هذه الورقات إنما هو التنبيه على حال هذه المُخْتَلَقَات وهي كثيرة ومتنوعة وذلك بعرضها على ميزان العلم فينكشف أمرها ، وهذا الذي بين يديك يمكنك أن تعتبر به حال كثير مما يمر بك مما قد يستهوي بعض السذج والبسطاء ، والله الموفق .
كتبه
د . خالد بن عثمان السبت
2/3/1423 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحاشية :
(1) إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد (1/58) ، وابنُ أبي شيبة (10/512 – 513) ، وسعيد بن منصور في تفسيره (1/181) ، والحاكم (2/514) ، والبيهقي في الشعب (2084) .
(2) إسناده صحيح . أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في الفتح (13/271) ، وابن سعد (3/327) ، وابن جرير (30/60-61) ، والبيهقي في الشعب (2084) ، وأصله في البخاري مختصرا .
(3) إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير .
(4) إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد ، وابن جرير .
(5) إسناده صحيح . أحرجه ابن جرير . ولعل السائل أورد عليه مسألة مُتَكَلَّفَة ، وإلا فمن المعلوم أن السؤال عما يعني في التفسير وغيره أمرٌ غير مُسْتَنكَر .
(6) إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير ، وابن سعد .
(7) إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد ، وابن جرير .
(8) إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد ، وابن جرير ، وابن أبي شيبة .
(9) إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير .
(10) إسناده صحيح .
(11) إسناده جيد . أخرجه أبو عبيد .
(12) إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد ، وابن أبي شيبة ، وسعيد بن منصور ، والبيهقي في الشعب .
(13) إسناده صحيح . أخرجه ابن أبي شيبة ، والبيهقي في الشعب ، وأبو نعيم في الحلية .
(14) إسناده صحيح . أخرجه ابن جرير .
(15) إسناده صحيح . أخرجه أبو عبيد .
(16) انظر : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 706 .
(17) العقود الدرية ص 26، وهو في الكواكب ص 78 .(1/585)
(18) للتوسع انظر على سبيل المثال : سنن الدارمي (1/53) فما بعدها ، الموافقات (4/286) .
(19) انظر في ذلك على سبيل المثال : فنون الأفنان لابن الجوزي ص 245 فما بعدها ، البرهان للزركشي (1/249) ، الإتقان للسيوطي (1/197) ، جمال القراء للسخاوي (1/231) .
(20) ورأيت بعضهم يحتج له بأن الله جعل خزنة النار تسعة عشر .
وهذا لحكمة يعلمها الله تعالى ولكن ما وجه الإعجاز في ذلك ؟ وهكذا سائر الأعداد المذكورة في القرآن كابواب النار وغير ذلك وسيكون بيان ذلك كله – إن شاء الله – في غير هذه الورقات عند الكلام على التفسير العلمي للقرآن .
(21) مع أننا نقول في الوقت نفسه : إن هذا الترتيب وقع عليه إجماع الصحابة رضي الله عنهم في زمن عثمان رضي الله عنه ، فينبغي اتباعه في طباعة المصاحف ، ولا تصح مخالفته .
(22) أخرجه أحمد (4/107) ، والبيهقي في السنن (9/188) ، وسنده حسن ، وذكره الألباني في الصحيحة (1575) .
(23) أخرجه البخاري (2004) ، ومسلم (1130) .
(24) انظر : الفتح (4/291) ، وانظر (7/323) .
(25) مفتاح الدار السعادة ص 538 – 539 .
(26) انظر : الفتح (7/323) .
(27) قال في الفتح (4/248) : وسنده حسن " .
(28) السابق ، وللتوسع في هذا الحساب راجع : صبح الأعشى (2/382-401) .
(29) انظر : المفردات للراغب ( مادة : جرف ) .
(30) انظر : المقاييس في اللغة ، كتاب الهاء ، باب الهاء والواو وما يثلثها .
---
عبدالرحمن الشهري
06-15-2003, 07:39 AM
حياكم الله يا أخي الكريم ونشكرك على تواصلك معنا مرة أخرى. ونهنئكم بحصولكم على درجة العالمية (الدكتوراه)ونسأل الله أن يجعلها عوناً لك على طاعة الله وأن يبارك لك في العلم والعمل.
أما الإعجاز العددي فقد سبق حديث حوله في مشاركة سابقة طرحها أحد الإخوة ، فربما يكون فيها ما ينفع . وهي على هذا الرابط الإعجاز العددي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=271) .(1/586)
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2003, 05:44 AM
عوداً على بدء..
هناك كتاب نقدي لكتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم ، وهو كتاب يتميز بالإنصاف في المناقشة والحوار ، والأدب في الأخذ والرد . وهو كتاب
رسم المصحف والإعجاز العددي
(دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم)
للدكتور أشرف عبدالرزاق قطنة.
وقد قدم له الدكتور وهبة الزحيلي ، والأستاذ محمد راتب النابلسي ، والأستاذ نذير كتبي.
والكاتب قام بشكل رئيسي في كتابه هذا بدراسة ثلاثة كتب اعتنت بموضوع الإعجازز العددي في القرآن الكريم ، هي :
1- كتاب (معجزة الرقم (19) - مقدمات تنتظر النتائج).
لكاتبه بسام نهاد جرار . وهو يدرس العلاقة بين الحروف في فواتح السور ، وبعض كلمات القرآن الكريم والعدد 19.
2- كتاب (الإعجاز العددي للقرآن الكريم) لمؤلفه الدكتور عبدالرزاق نوفل. وهو يدرس العلاقات بين تكرار ورود الكلمات المترادفة والمتضادة في القرآن الكريم.
3- كتاب (المعجزة - النظرية الأولى) لكاتبه عدنان الرفاعي. وهو يحصي الحروف والكلمات في القرآن ويعمل على بيان الترابط العددي فيما بينها من جهة ، وترابطها مع الظواهر الكونية من جهة أخرى.
وقد اختار هذه الكتب لدراستها لكونها تستغرق معظم وأهم الأفكار المتعلقة بموضوع الإعجاز العددي في القرآن ، وكونها تقوم بدراسة شاملة لجميع سور القرآن ، وكونها هي الأساس الذي قامت عليه بقية الدراسات المؤيدة لموضوع الإعجاز العددي.
والكتاب فيه نفائس ، وهو خطوة جيدة في الطريق النقدي الصحيح لهذا النوع من الدراسات.
والله أعلم.
---
الإسلام ديني
06-23-2005, 10:43 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا - هذا الموضوع يحتاج الي قراءة عدة مرات(1/587)
فأنا في حوار مع أحد الأعضاء في منتدى آخر " قرآني "
لا يأخذ بالنسة النبوية أبدا و يعتبرها إفتراء على نبي الإسلام
و يعتمد كثيرا على الإعجازالعددي للقرآن الكريم
و لقد توصل بإعجازه هذا على أن الصلاة عددها 3 مرات فقط في اليوم
و أن صلاة الجمعة - هي صلاة منفردة - أي رابعة تؤدى فقط يوم الجمعة
و أن الحج و أن ...........................الخ كله مخالف لما نعمله نحن اليوم
و كل هذا - بإستخدام ما يسميه بالإعجاز العددي
/////////////////////////////////////////////////
---
القناص الإسلامي
06-23-2005, 11:00 AM
all you want and more just visit us
www.alimam.ws www.islamicav.ws www.islamselect
---
(1/588)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب النحو الوافي لـ عباس حسن ( ورد + نسخة للشاملة )
---
كتاب النحو الوافي لـ عباس حسن ( ورد + نسخة للشاملة )
---
مسك
03-29-2006, 05:39 AM
اسم الكتاب : النحو الوافي
اسم المؤلف : عباس حسن
نبذة عن الكتاب :
أحد أهم الكتب الحديثه في بابه.
جمع ألفية بن مالك و معظم شروحها و قطر الندى و شذور الذهب و غيرها من كتب النحو ورتبها وعلق على الشاذ منها .
إلا أنه لم يورد الشواهد الشعرية
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=2360)
لتحميل نسخة الشاملة أضغط الرابط التالي :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=44938
---
(1/589)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من جديد المعرض في علوم القرآن
---
من جديد المعرض في علوم القرآن
---
الميموني
03-06-2007, 05:49 PM
من جديد المعرض:
حسن المدد في العدد للجعبري
عند مكتبة أولاد الشيخ من مصر طبعة رديئة لكنه لم يطبع سابقاً
البرهان في تناسب سور القرآن لابن الزبير عند دار ابن الجوزي
---
خادمة القرآن
03-06-2007, 08:34 PM
كتاب الأشباه والنظائر
تأليف العلامة زين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم الحنفي ، المتوفى سنة 970هـ
وبحاشيته : نزهة النواظر على الأشباه والنظائر
للعلامة خاتمة المحققين محمد امين بن عمر المعروف بابن عابدين ، المتوفى سنة 1252هـ
تحقيق الدكتور / محمد مطيع الحافظ
وهذا الكتاب موجود في دار الفكر
ولو تفضلتم من كان عنده المزيد فليزيد كي نستفيد
---
أبومجاهدالعبيدي
03-06-2007, 09:35 PM
كتاب الأشباه والنظائر
تأليف العلامة زين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم الحنفي ، المتوفى سنة 970هـ
وبحاشيته : نزهة النواظر على الأشباه والنظائر
للعلامة خاتمة المحققين محمد امين بن عمر المعروف بابن عابدين ، المتوفى سنة 1252هـ
تحقيق الدكتور / محمد مطيع الحافظ
وهذا الكتاب موجود في دار الفكر
ولو تفضلتم من كان عنده المزيد فليزيد كي نستفيد
هذا كتاب ليس من كتب علوم القرآن والتفسير ؛ بل من كتب القواعد الفقهية.
---
خادمة القرآن
03-06-2007, 10:04 PM
نعم هو من كتب القواعد الفقهية لكن يبدو أني قد أخطأت في وضعه هنا فعذرا.
---
مساعد الطيار
03-06-2007, 10:15 PM
ظهر تفسير لشهاب الدين أحمد بن محمود السيواسي ( ت : 820 ) ، وعنوانه : عيون التفاسير للفضلاء السماسير ، حققه الدكتور بهاءالدين دار تما ، نشر دار صادر .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2007, 07:06 AM(1/590)
عيون التفاسير للفضلاء السماسير (http://www.ahlulbaitonline.com/Public/otrofat/otrofat/otrofat027.htm)
---
جمال أبو حسان
03-08-2007, 09:51 AM
ما هي قيمة هذا التفسير فقد اذكر انني اطلعت على المخطوط قبل عشرين سنة فما وجدت فيما اطلعت عليه شيئا ذا بال فهل من معقب
---
(1/591)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة اختلاف بنية المفردة القرآنية ( 1 ) :
---
دراسة اختلاف بنية المفردة القرآنية ( 1 ) :
---
د. أبو عائشة
08-14-2004, 01:15 AM
دراسة اختلاف بنية المفردة القرآنية :
أولاً : المفردة بين الاسمية والفعلية :
من الظواهر الأسلوبية اللافتة في البيان القرآني هذا الملحظ الدقيق من فروق الدلالات عند استخدام صيغ الأفعال والمشتقات تُصوِّر المشاهِد وتستحضِر الأحداث كأنما تراها العين وتسمعها الأذن .....(1) ، وكلُّ من اعتمد التفرقة بين الاسم والفعل دلالياً أعتمد كلمات الجرجاني : ( إنّ موضوع الاسم يثبُتُ به المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجدّده شيئاً بعد شيء وأمَّا الفعل فموضوعه على أن يقتضي تجدد المعنى المثبت به شيئاً بعد شيء ... )(2) ، فإذا ما أردت الدلالة على الحدوث جئت بجملة مسندها فعل تقدَّم الفعل أو تأخر وإذا أردت الدلالة على الثبوت جئت بجملة مسندها اسم ... (3) ، واستخدامها مع ثبوت الفرق وأن المعنى مع أحدهما غيره مع الآخر(4).(1/592)
على أن يُراعى في مثل هذا الاعتبار ، سياق الجملة الطبيعي أي أن تبدأ الجملة الفعلية بالمسند ( أي الفعل ) ثم المسند إليه ( الفاعل ) والاسمية بالمسند إليه يليه المسند ( اسماً كان أم فعلاً )(5) ، ولا عبرة بموقع المسند ، فعلاً كان أم اسماً ، من الجملة كما ذهب بعض المحدثين (6) ، وقد رفضه الكثير من المحدثين (7) واعترض الدكتور إبراهيم السامرائي على دلالة التجدد في مثل ( مات محمد ) و( هلك خالد ...) إذ كلُّها أحداث منقطعة لم يكن لنا أن نجريها على التجدد وذكر بأنه ربما فات الأستاذ المخزومي شيء في مقالة الجرجاني ، هو أنَّ المثال الذي جاء فيها كان الفعل فيه ( ينطلق ) وبناء ( يفعل ) أو المضارع يفيد التجدد والحدوث (8) وقد نوقش هذا الرأي قديماً فالمراد بالتجدد في الماضي الحصول وفي المضارع أنَّ من شأنه أن يتكرَّر ويقع مرَّةً بعد أخرى صرّح بذلك جماعة (9) واللطيف في الفرق بين دلالة الفعل والاسم هو الاستخدام الخاص في القرآن لهما فسبيل الواجبات في القرآن ( الإتيان بالمصدر مرفوعاً كقوله تعالى : ( فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ )(البقرة : 229 ) ، وقوله : ( فاتباعٌ بالمعروف وأداءٌ إليه بإحسان )( البقرة : 178 ) وسبيل المندوبات الإتيان به منصوباً كقوله تعالى : ( فضربَ الرقابِ )( محمد : 4 ) ؛ ولهذا اختلفوا هل كانت الوصية للزوجات واجبة لاختلاف القراءة في قوله تعالى : ( وصية لأزواجهم ) بالرفع والنصب . قال أبو حيان والأصل في هذه التفرقة قوله تعالى : ( قالوا سلاماً قال سلامٌ ) ( الذاريات : 25 ) فإنَّ الأوّل مندوب والثاني واجب (10) ، والنكتة في ذلك أن الجملة الاسمية أثبت وآكد من الفعلية ) (11) ، وقد أفاد التعبير القرآني من هذه الظاهرة الأسلوبية فاستخدمها في عدة أساليب ليحقق بذلك الاستخدام الأمثل وحسب حاجة السياق وعلى الشكل التالي :
1 - فرّق في استخدامها معاً في الإثبات :(1/593)
قال تعالى : ( أو لم يروا إلى الطيرِ فوقهم صافّات ويقبضن ) ( الملك : 19 ) فقد جيء في وصف الطير بـ ( صافات ) بصيغة الاسم لأنّ الصف هو الأكثر في أحوالها عند الطيران فناسبه الاسم الدال على الثبوت وجيء في وصفهنَّ بالقبض بصفة المضارع لدلالة الفعل على التجدد … ونظيره قوله تعالى في الجبال والطير : ( يسبحن بالعشي والإشراق والطيرَ محشورة )( ص : 18،19 ) لأن التسبيح في وقتين والطير محشورة دائماً (12)، فالأصل في الطيران هو صفّ الأجنحة مشبهاً الطيران في الهواء كالسباحة في الماء والأصل مدّ الأطراف وبسطها والقبض طارئ فجيء بما هو طارئ غير أصلٍ بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات ويكون منهن القبض تارة كما هو كائن من السابح كما قال الزمخشري (13) ، واختاره الكثير من المحدثين (14) ، ويجب أن لا يفهم من هذا الكلام أن الأصلية والفرعية في الأحوال قد فُهمت من اختلاف البنية بين الاسمية والفعلية ، وإنما أفاد التعبير من التقديم والتأخير في الوصف ، وإلا فالبنية لا تدلّ إلا على التجدّد أو الثبوت لا غير . ومما يندرج تحت هذا المبحث قوله تعالى : ( ويلٌ لكل همزةٍ لمزةٍ )( الهمزة : 1 ) فالإخبار بالرفع إيذان بالاسمية ليكون بذلك العذاب بلا انقطاع ولو كانت الجملة فعلية لدلّ على عدم ثبات العذاب لذلك قال تعالى في نهاية السورة : ( إنها عليهم مؤصدة في عمدٍ ممدة )( الهمزة : 8 - 9 ) بالاسمية لأن أبوابها مغلقة عليهم لا تفتح إشارة إلى دوام العذاب (15) ، كذلك في قوله تعالى : ( الذي هم فيه مختلفون )( النبأ : 3 ) فقد جيء بالجملة الاسمية في صلة الموصول دون أن يقول : الذي يختلفون فيه أو نحو ذلك لتفيد الجملة الاسمية أن الاختلاف في أمر هذا النبأ متمكن منهم ودائم فيهم لدلالة الجملة الاسمية على الدوام والثبوت (16) ؛ لذلك كان وصف الله تعالى ، وعلى الأغلب بالاسم دون الفعل لاتصافه تعالى بصفاته على الثبوت دون التغير إلا فيما يكون تعالى(1/594)
متصفاً به على المقابلة بالجزاء فيكون بالفعل دون الاسم لأنه اتصافٌ بمقتضى التقابل كقوله تعالى : ( ويمكرون ويمكر الله )( الأنفال : 30 ) . كما في سورة البقرة ( ... قالوا إنما نحن مستهزؤن الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم ... )( البقرة : 15 )لذلك لا يصحّ وصفه تعالى بالمكر وما إلى ذلك من صفات جيء بها على التقابل .
2 - فرّق في استخدامها في سياق النفي :
قال تعالى : ( لا هنّ حِلٌ لهم ، ولا هم يحلون لَهنَّ )( الممتحنة : 10 ) ، فالجملة الأولى لبيان الفُرقة الثابتة وتحقق زوال النكاح الأول والثانية لبيان الامتناع فيما يستأنف ويستقبل من النكاح ويشعر بذلك التعبير بالاسم في الأولى والفعل في الثانية (17) ، ووجه الاختلاف أن الصفة المشبهة أُسندت إلى ضمير المؤمنات في الجملة الأولى إعلاماً بأن هذا الحكم يعني نفي الحل ثابت فيهن لا يجوز فيه الإخلال والتغيير من جانبهن ، وأسند الفعل إلى ضمير الكفار إيذاناً بأن ذلك الحكم مستمر الامتناع في الأزمنة المستقبلة لكنه قابل للتغيير باستبدال الهدى بالضلال ، وجُوّزَ أن يكون ذلك تكريراً للتأكيد والمبالغة في الحرمة وقطع العلاقة ... ولعل الأول أولى (18) ، وغالباً ما يجيء في سياق النفي الفعل خاصةً في الدعاء كقوله تعالى : ( ربنا لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا ... ) (الممتحنة:5) لكي لا يتحقق ذلك في أي وقت وكذلك في وصف طعام النار ( لا يسمن ولا يغني من جوع )( الغاشية : 7 ) ؛ لينفي بذلك الإغناء في أي وقت وكذلك ( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يومَ القيامة يفصل بينكم … )( الممتحنة : 3 ) .
3 - معاملة المضمر منها معاملة المظهر :(1/595)
قال تعالى : (... قالوا سلاماً قال سلامٌ ... )( الذاريات : 25 ) قال السيوطي و( مُضْمَرُ الفعل فيما ذُكِرَ كمظهره ولهذا قالوا إنّ سلام الخليل أبلغ من سلام الملائكة .. )(19) ، فالمقدَّر ( أسماً أو فعلاً ) معتبر من حيث الثبوت والتجدد كما درج المفسرون لهذه الآية عليه ، فقد فرّق سبحانه بين السلامين ، وتقدير الآية : قالوا نسلِّم سلاماً ، أي : بتقدير فعل ، وقوله : سلامٌ ، أي : سلامٌ عليكم ، أي : بتقدير اسم ، وهو أثبت وأقوى من الفعل ؛ وبذلك تكون تحيته خيراً من تحيتهم(20) وهذا ما جاء عليه الأمر في القرآن ( وإذا حييتم بتحيةٍ فحيّوا بأحسن منها أو ردوها … ) (النساء:86 ) .
4 - الجمع بين الأسلوبين لتكاملٍ دلالي :(1/596)
قال تعالى : ( وما خلقت الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون )( الذاريات : 56 ) إن تعبير ( ليعبدون ) يتكون من لام ( جارة ) ، وأن ( مصدرية ناصبة ) يعبدون ( فعل مضارع منصوب ) ، وأن والفعل المضارع في تأويل مصدر مقدّر فهل يُتعامَل مع هذا التعبير على أنه فعل كما هو اللفظ في الآية أم على أنه اسم ( فيما يؤول إليه الفعل مع أن ) ، وكان سيبويه يتعامل مع ( أن + الفعل ) على أنه اسم ولا عمل فيه إذ يقول متحدِّثاً عن تعبير ( تقول : أذكَرٌ أن تَلدَ ناقتُك أحبّ إليك أم أنثى ، كأنه قال : أذكرٌ نتاجها أحبُّ إليك أم أنثى فـ ( أن تلدَ ) اسمٌ و ( تلدَ ) به يتم الاسم كما يتم ( الذي ) بالفعل ، فلا عمَلَ له هنا كما ليس يكون لصلة ( الذي ) عمل )(21) إذ لولا اعتبار الاسمية لما جاز دخول اللام ، وهي حرف جر ، على الفعل والمصدر المؤول هنا ليس مما افتُرض حالةً نحويةً ؛ لإتمام قاعدة أو إسباغٍ تمامٍ على فرضٍ قياسي ، وإنما هو تقدير له حضوره في الجملة بدليل دخول حرف الجر كما سبق ، وبهذا يتعين القصد من إرادة الاسمية في التعبير ، غير أن الاتجاه التحليلي يبقي مسألة العدول من نمطٍ إلى آخر ضمن الأسئلة التي يتحتم الإجابة عليها وبهذا ندرك أنه لابد للمُستعمل في التعبير - معدولاً إليه من غيره - من سمةٍ أسلوبية قصد إليها تضمناً لتحقيق ملمحٍ خاصٍ ما كان ليحقق لولا هذا العدول وعليه فأن الأسلوب الأفضل في تحليل مثل هذا التركيب هو الإشارة إلى القصدية المشتركة كما يُتعامل معها نحوياً مما يحقق تكاملاً على نطاق التوحيد المُتَحَدَّث عنه هنا على اعتبار إرادة الدوام والثبات والملازمة باعتبار اسمية التركيب ، والتجدّد باعتبار فعلية المفردة ، وهذه هي الغاية القصوى في الإيجاز الذي يمثل الصورة الأوضح للإعجاز .(1/597)
وقد وجدت ( العسكري ) قد ألمح إلى قريب هذا إذ قال بالاشتراك لما فرق بين ( لا يغفر أن يشرك به ) وبين ( لا يغفر الشرك به ) من جهة أن المصدر لا يدلُّ على زمانٍ وأن يفعل ( أي الفعل ) يدلّ على زمانٍ ففي قولك ( إنّ ) مع ( الفعل ) زيادة ليست في الفعل (22) .
ولعل من نافلة القول بعد نقل ما قال العسكري أن أقول : إن هذا التفنن في الأسلوب ليس بالغريب عن القرآن فقد جاء مثل هذا في قوله تعالى : (الذين هم على صلواتهم يحافظون )( المعارج : 22 ) وقوله تعالى : ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) ( المؤمنون : 9 ) فعبَّر مرّة بالفعل ومرة بالاسم ؛ لقصد المعنيين ، ولن يبقى من هذا التعجب لهذا الأسلوب لدقة التعبير مثل ما سيكون عند دراسة التقابل في استخدام هذا الأسلوب مما يحقق التقابل الدلالي في الاستخدام كما في النقطة التالية .
5 - التقابل الدلالي في الاستخدام :(1/598)
قال تعالى : ( قل يا أيها الكافرون . لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابدٌ ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد . لكم دينكم ولي دين )( الكافرون ) فقد قابل تعالى في نفيه العبادة بين رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وبين المشركين بين أربع جمل ، نفى في اثنين منها عبادة ما يعبدون عن رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) بالصيغة الفعلية ( لا أعبد ما تعبدون ) والاسمية ( ولا أنا عابد ما عبدتم ) وبالفعلين المضارع ( تعبدون ) والماضي ( عبدتم ) ، في حين نفى العبادة الحقة عن الكافرين بصيغة واحدة مرتين هي الصيغة الاسمية ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) ، وبهذا التناسق البديع تحقق الكمال في عبادة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )(23) ، فقوله : ( لا أعبد ما تعبدون ) من الآلهة والأوثان الآن ، وقوله : ( ولا أنا عابد ) ذلك فيما استقبل (24) ، ولو اقتصر على الفعل لكان الأمر حادثاً قد يزول ولو اقتصر على الاسم ؛ لقيل : إنَّ الوصف قد يُفارق صاحبه أحياناً بل معناه أنّه على غالب الحال فالحليم قد يغضب … وبذلك دلت الصيغة الفعلية على الحدوث الدائم والاسمية على الثبات ، وجيء بالمضارع والماضي لاستغراق الماضي والحال والاستقبال ليُعْلَمَ بذلك براءته في كل حالٍ وزمان (25) ، فيكون بالفعل قد نفى الفعلَ ، وبالاسم قد نفى قبولَه لذلك بالكلية ؛ لأنّ النفي بالاسمية آكد فكأنه نفى الفعل وكونه قابلاً لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضاً(26).(1/599)
في حين وصف الكفار بالصيغة الاسمية في النفي فقط لما في أمرهم من الثبات على عبادة ما دون الله تعالى فنفى عنهم عبادة الله تعالى على وجه الثبات (27) فيما يستقبلون أبداً وإنما قيل ذلك لأن الخطاب من الله لرسوله في أشخاص بأعينهم من المشركين قد علم بأنهم لا يؤمنون أبداً وسبق لهم ذلك في السابق من علمه فأمر نبيه أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه وحدثوا به أنفسهم وآيس نبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الطمع في إيمانهم ...(28) .
ومن ذلك قوله تعالى : ( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ... أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون .. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون .. أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤن . .)( الواقعة : 59 - 72 ) فالاستفهام هنا إنكاري وكل ما سئل عنه مضافاً إلى البشر جاء على صيغة الفعل ( تخلقونه ، تزرعونه ، أنزلتموه ، أنشأتم ) وفي المقابل جاء الفعل منسوباً إلى الله تعالى بصيغة الاسم ( الخالقون ، الزارعون ، المنزلون ، المنشؤون ) فيكون بذلك قد نفى عنهم كل هذه الأفعال في كل وقت وأثبتها لنفسه بصيغة الاسم ، وأسلوب التقابل من أروع الأساليب التي تُنبيء عن دقةٍ في الاستخدام ما بعدها دقة قال تعالى : ( فيهما عينان تجريان ... فيهما عينان نضاختان )( الرحمن : 50 ، 66 ) وهذا من أروع التقابل فقد عبر بالفعل عن الجريان وفي ذلك ملحظ دقيق وهو أن الماء قد يتوقف عن الجريان فَنوسب أن يجاء بالفعل الدال على التكرار معه .
والذي يناسب حركته المستمرة ، أما التدفق الذي هو ( النضخ ) فيلائمه الاسم الدال على الاستمرارية والثبات وكأنه لم ينقص أو يتوقف بل مستمر بالتدفق .
الحواشي :
1) مشاهد في القرآن 400 .
2) دلائل الإعجاز 122 ، وينظر : نهاية الإيجاز 75 ، والإيضاح 1 / 78 ، وحاشية يس 1 / 173 والتراكيب النحوية 96 – 98 .
3) ينظر : معاني النحو 1 / 16 .
4) ينظر : التراكيب النحوية 98 .(1/600)
5) ينظر : نهاية الإيجاز 75 ، والمفتاح 131 – 132 .
6) مثل الدكتور المخزومي ينظر : النحو العربي ( نقد وتوجيه ) 41 ، والأستاذ إبراهيم مصطفى في إحياء النحو 55 – 56 ، والجواري في نحو التيسير 123 – 124 .
7) ينظر : دراسات قرآنية في جزء عم 192 – 195 ، وفي بناء الجملة العربية 49 – 50 .
8) ينظر : الفعل زمانه وأبنيته 204 – 205 .
9) ينظر : الإتقان 1 / 339 ، والسبكي في عروس الأفراح 2 / 28 ، ينظر الصورة البلاغية عند السبكي 95 .
10) ينظر : البحر المحيط 8 / 138 .
11) الإتقان 1 / 340 .
12) ينظر : التحرير والتنوير 29 / 39 .
13) ينظر : الكشاف 4 / 138 ، وتفسير الرازي 30 / 70 ، والبحر المحيط 8 / 302 .
14) ينظر معاني الأبنية 12 ، وتفسير جزء تبارك 18 ، والمشاهد في القرآن 134 .
15) ينظر : التعبير القرآني 34 .
16) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 11 .
17) ينظر : روح المعاني 28 / 76 ، وتفسير البيضاوي 2 / 487 .
18) ينظر : روح المعاني 28 / 76 . نقلاً عن الطيبي .
19) الإتقان 1 / 340 .
20) ينظر : الكشاف 4 / 17 ، وتفسير الرازي 28 / 212 ، وتفسير البيضاوي 2 / 429 ، وبدائع الفوائد 2 / 157 ، ومعاني الأبنية 15 ، والتعبير القرآني 33 .
21) الكتاب 1 / 131 – 132 .
22) ينظر : الفروق في اللغة 205 .
23) ينظر التعبير القرآني 29 – 30 .
24) ينظر : تفسير الطبري 30 / 213 ، وتفسير القاسمي 17 / 6281 .
25) ينظر : التعبير القرآني 29 / 30 .
26) ينظر : تفسير القاسمي 17 / 6282 مما نقله ابن كثير عن ابن تيميه وقال عنه : وهو قول حسن .
27) ينظر : التعبير القرآني 29 – 30 .
28) ينظر : تفسير الطبري 30 / 213 – 214 ، وينظر : تفسير القاسمي 17 / 6281 .[
د. عامر مهدي العلواني
مدرس البلاغة والنقد في قسم اللغة العربية
جامعة الأنبار
---
فهد الناصر
08-20-2004, 01:25 PM(1/601)
تحية وتقدير على هذا البحث القيم وإلى الأمام يا دكتور عامر. وأدعو الإخوة الكرام للانتفاع بهذه الحلقات ومناقشتها لتعم الفائدة . وجزى الله القائمين على هذا الملتقى خيراً.
---
(1/602)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ( أدب ): موقع جميل مفيد جامع, للشعر وأهله
---
( أدب ): موقع جميل مفيد جامع, للشعر وأهله
---
أبو بيان
06-04-2005, 10:18 AM
موقع جميل مفيد جامع:
( أدب )
http://www.adab.com/
( من نحن:
باختصار شديد يمكن أن نصف موقع ( أدب ) بأنه ( مشروع ثقافي )، ولكنه يختلف عن مشروعات كثيرة وكبيرة أخرى، بامتداد التاريخ الذي يبدأ من يوم أن تمتم العربي الأصيل بأهازيجه الشعرية داخلاً بذلك في دائرة الحضارة الشعرية، إلى ما يمكن أن يصله مستقبل الشعر العربي..!
والأدب رغم تشعب فنونه وألوانه، إلا أن ( أدب ) مشروع ينصب اهتمامه في الجزء الأكبر من الأدب العربي الضارب بجذوره في عمق التاريخ ونعني بذلك ( الشعر ). والشعر ( ديوان العرب ) وهو ( علم قوم لم يكن لهم علم غيره ) كما هو منسوب لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومهما تصارعت فنون الأدب فيما بينها لمزاحمة الشعر وأخذ مساحة أكبر في وجدان العرب، فإنه لازال بل وسيظل في مكان الصدارة ... وصدق القائل : ( لن يدع العرب الشعر حتى تترك الإبل الحنين )..!!
ليس من مهمة الموقع ( أدب ) أن يحدث القراء والزوار عن مكانة الشعر، ولكنه مدخل طبيعي نضع فيه أقدام الزوار على بوابة ( أدب ) هذا الموقع الذي أخذ على عاتقه أن يوثق للشعر العربي منذ العصر الجاهلي إلى ما يمكن لنا أن ندركه من المستقبل الآتي أو تدركه أجيالنا اللاحقة.(1/603)
وتوثيق الشعر العربي مهمة جليلة قام على أدائها أجلة من عظماء الأمة، وانتقلت هذه المهمة من جيل لآخر كل يوثق بطريقة مخصوصة، فتارة يوثق لعصر دون عصر، أو لمذهب شعري دون آخر، أو لشعر دون غيره، أولغرض من الأغراض . ويأتي موقع ( أدب ) بتوثيق لا يعرف حدود عصر من العصور، أو مذهب دون آخر، بل هو توثيق وتتبع تاريخي لكل ما يمكن أن نسميه شعراً في اتجاهاته الفنية المختلفة من الكلاسيكية القديمة إلى آخر صوت شعري ( قصيدة النثر ) ومروراً بمدارس الرومانسية والواقعية والرمزية والأسطورة..إلخ.!
وبعيداً عن الورق ودوران آلات الطباعة التي كثيراً ما تخضع لمقص الرقيب السياسي والشخصي، يأتي أدب بتوثيق فضائي يحاول عبور الحدود ويتجاوز الأسوار الحجرية الأرضية، وإن كان لا يفوت ( أدب ) مؤمنين أن لدى قرائنا ( رقيبا أخلاقياً ) يقف حيث تقف الفضيلة.
موقع ( أدب ) رسالة ثقافية جمعت أمام الباحثين آلاف القصائد الشعرية، ومئات الدواوين لشعراء العرب قديماً وحديثاً، وسيواصل مسيرة النشر يوما بعد يوم، ليضع بين يدي الباحثين هذه الثروة الشعرية التي يمكن دراستها دراسات نقدية وفكرية وثقافية لتكون هذه القراءات فيما بعد مشروعات ثقافية أخرى، تكشف عن مواضع القصور بأنواعه في نسيج الشعر العربي، وتضع أعين القراء على مواطن الجمال.
وباختصار أشد اختصاراً من ذي قبل : لا يعبّر الموقع ( أدب ) عن رأي أحد بعينه، أو فكر بذاته، أو مذهب دون آخر، بل هو نشر توثيقي، كل نص فيه يعبر عن نفسه، وعن رؤية صاحبه بالدرجة الأولى.
وآخر هويتنا .. أننا نعد زوارنا بالاستمرارية المثمرة والعطاء المتجدد، ولن يتم هذا الوعد الكبير مالم تكونوا معنا نقداً وتوجيها ومشاركة في نشر قصائدكم الشعرية أو نشر قصائد شعرائكم المفضلين، أو تذكيرنا بأحد ممن تجاوزته الذاكرة سهواً ..! فمعكم سنكون أقدر على التمام... حتى وإن كان النقص ضربة لازب في الجنس البشري..
---(1/604)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين للتحميل
---
ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين للتحميل
---
مسك
07-24-2005, 04:42 PM
اسم الكتاب : ناسخ الحديث ومنسوخه
اسم المؤلف : عمر بن شاهين
وصف الكتاب ومنهجه :
1 - يعد علم الناسخ والمنسوخ من العلوم الجليلة التي حظيت باهتمام كبير من قبل العلماء، فأفردوها بالتصنيف والتأليف، ومن أهم هذه الكتب كتاب الإمام ابن شاهين - رحمه الله -.
2 - والناظر في عنوان الكتاب قد يفهم أن المصنف أراد من خلال الكتاب أن يجمع الناسخ والمنسوخ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الأمر ليس كذلك، وإنما المنهج الذي سلكه المؤلف في الكتاب هو جمع ما أمكن من الأحاديث التي وقع فيها التعارض في الظاهر.
3 - رتب المصنف الكتاب على الأبواب الفقهية، لكنه لم يعنون هذه الأبواب بالعناوين التي تدل على موضوع كل باب.
4 - قسَّم الكتاب خمسةَ أقسام وهي: الطهارة، والصلاة، والجنائز، والصيام، والجامع، وهذا الكتاب الأخير يشتمل على أحاديث في موضوعات مختلفة.
5- بلغ عدد أحاديث الكتاب 666 حديثًا بالمكرر.
اضغط هنا لتحميل ناسخ الحديث ومنسوخه (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=9&book=1921)
---
(1/605)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحذير من كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن
---
التحذير من كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن
---
د.يسري خضر
01-30-2007, 01:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت حوارا ممتعا ومفيدا في مجلة الإسلام اليوم --- العدد --- 27 مع الأستاذ الدكتور : فهد الرومي حفظه الله وبارك فيه - ---- أشار فيه إلي الكتب ذات القيمة العلمية التي في مكتبته وذكر منها تفسير الطبري ---- الطبعة الأولي
ثم ذكر كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقر آن 0وبين انه لا يوجد منه إلا نسخة أونسختان في دار الكتب 0 وقد صور غلاف الكتاب علي صفحة من صفحات الحوار
وتجدر الإشارة إلي أن كتاب الهداية والعرفان واحد من الكتب التي أحدثت ضجة كبري في المحيط العلمي 0وقد ثار عليه علماء الأزهر وغيرهم في حينه 0 وصودر الكتاب وحكم علي صاحبه بالضلال 0
ومما جاء في الكتاب هجوم صاحبه علي السنة النبوية 0وتمنيه إحراقها وإعدامها بداية من صحيح البخاري ومسلم
لذا وجب التحذير من هذا الكتاب وإدراجه ضمن الكتب التي حذر منها العلماء0وأري أن هذا الكتاب وأمثاله مما لايجوز ذكره إلا مع بيان ضلال صاحبه 0شأنه في ذلك شأن الأحاديث الموضوعة التي لايجوز ذكرها إلا مع الحكم عليها 0
وقد أفدت هذا البيان من الا تجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم للدكتور الذهبي ص 94 و من المدرسة العقلية الحديثة في التفسير للدكتور فهد الرومي 0
---
فهد الرومي
01-31-2007, 10:57 AM
شكر الله لأخي الدكتور يسري تنبيهه الكريم . وأود أن أنبه إلى أمور منها :
1_ أن المقابلة مع أنها مسجلة لم تنشر بنصها وإنما باختصار وتصرف ، وهناك عبارات وإن كانت صحيحة إلا أني لم أقلها عن نفسي .(1/606)
2_ كان السؤال عن نوادر الكتب فذكرت له بعضها ومنها المسمى بالهداية والعرفان ، وهو من أندرها لا من أنفسها
وليس له قيمة علمية وقد تحدثت عن هذا الكتاب كما أشار الدكتور يسري في كتابي اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر وتحدث عنه قبلي الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى وغيره . ولا أعرف له نسخة أخرى إلا نسخة دار الكتب المصرية وقد يوجد غيرهما .
3_ ذكرت كتبا أخرى ومخطوطات ومنها مخطوطة القاموس المحيط التي ظهرت صورتها ، ويظهر أن لضيق الصفحات أثرا في الاختصار وذكر ما لا أريد ذكره ، ووالدي - حفظه الله- أهدى إليَّ الكتب وأنا في الثانية عشرة وليس السادسة . والصواب (محمد كمال) وليس (محمد جمال) ، وهو صاحب مكتبة المعارف بالطائف رحمه الله تعالى .
4_كنت أود أن لا يذكر اسم هذا الكتاب في الملتقى أوغيره حتى لا يكون له دعاية أو يغتر به أحد ، وحتى الان لم أقرأ المقابلة إلا تصفحاً فقد أستعيرت نسختي .
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2007, 11:45 PM
اطلعتُ على المقابلة وفقكم الله يا أبا خالد ، وقد استفدت منها ، وقد رجعتُ بعدها لما كتبتموه وفقكم الله حول كتاب (الهداية والعرفان) في كتابكم القيم (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر) وقرأته واستفدت منه .
http://www.tafsir.net/images/hedayah.jpg
---
(1/607)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حرفان لا أكثر
---
حرفان لا أكثر
---
علي جاسم
03-15-2005, 12:18 PM
حرفان لا أكثر ..
هنالك مسألة قد أخذت -على سذاجتها- مساحة كبيرة في العالم عموما والعالم العربي خصوصا والإسلامي على أخص الخصوص .. والأدهى والأمر أن فينا سماعون وسماعات لمن ينعقوا بهذه القضية في كل واد ومحفل..تلك هي قضية النصفية أي " المرأة نصف المجتمع " وراحت الجمعيات والندوات والجلسات والأحزاب النسوية ومنضمات حقوق المرأة .. الخ ..راحت –وعلى صعيد الوطن العربي –تطالب بحقوق المرأة باعتبارها نصف المجتمع وبالتالي فهي والرجل وكما يقول المصطلح الاقتصادي – ففتي ففتي – في المجتمع فكان من نتيجة هذا التخبط أن نشزت في مجتمعاتنا توجهات جديدة وتبددت طاقات كثيرة في أمر قد اختصره القرآن الكريم بحرفين لا أكثر..نعم حرفين..وهما "الميم والنون "إذ يقول تعالى{ وخلق منها زوجها ليسكن إليها}وما معنى منها..ولنترك الهاء والألف فهما مضافان (لمن )..هذه (المن ) هنا تبضيعية أي أن المرأة في الأصل بضع من الرجل ولما كانت بضع من الرجل صار المجتمع الذي يريده الإسلام مكون من جزء واحد بعضه من بعض..وليس نصفين يغالب أحدهما الآخر..فأيهما أفضل مجتمع بنصفين أم مجتمع بجزء واحد بعضه من بعض ..(1/608)
ولمن يتخبطون في العماء ممن ينادون بهذه القضية نقول..إن أخذنا بقولكم أن المرأة نصف المجتمع ..ولكن أي مجتمع هذا الذي المرأة نصفه .. هل هو مجتمع المدينة أم المجتمعات القبلية والريفية أم حتى عند من يقطنون البوادي والقفار إذ للمرأة دور مغاير في كل لون من ألوان هذه المجتمعات ولها أيضا مساحة من حركة المجتمع في كل شعبة من هذه الشعاب .. وهل واجبات المرأة في الريف هي نفسها في المدينة .. بالتأكيد لا .. إذن كيف كانت هنا نصف المجتمع وهناك أيضا ففي أحدهما – ولا بد – غضاضة بحق المرأة وهنا نكون قد عدنا كما بدأنا " ضياع لحق المرأة " وهنا بان بطلان (النصفية )..بل قد يكون دور المرأة في القرى والأرياف أكثر من دور الرجل ولها على قياسكم ثلاثة أرباع المجتمع وليس النصف .. وفي أيام الحروب يكون دور الرجل أكبر من دور المرأة فلها أيضا على قياسكم ربع المجتمع وللرجل ثلاثة أرباعه وهذه أيضا من تخبطات النصفية ..(1/609)
ولأرباب النصفية نقول أيضا ألا توافقونا أن لكل شيء حقيقة .. فإن تجرد عن حقيقته انتفت قيمته وانحط قدره ..إذن فما حقيقة رسالة المرأة .. ؟؟ وقد تخالفونا الرأي بمقتضى مذهبكم في هذا الأمر..ولا عجب..وليس بضائرنا هذا الخلاف فهنالك ما لا يختلف عليه اثنان إلا مجادل لا يبغي إلا الجدل والتهويش وعهدنا بكم أنكم متحضرون عقلانيون متمدنون ..ون ..ون ..ون ..الخ ، هذا الأمر الذي لا مماراة فيه هو ناموس الوجود وقانون الكون وسنة الله وفطرته التي فطر الناس عليها .. إذ جعل سبحانه المرأة مستودع العاطفة والشعور وجعل الرجل مستودع القوة والبأس ولا يمكن أن يكون هذا الأمر عبثا فهذه سنة الحياة وصبغة الله ..لتقوم رسالة المرأة في الحياة بمقتضى تركيبتها الشعورية والوجدانية وتقوم رسالة الرجل بمقتضى تركيبته الجسمانية والعقلية لتدبير أمور المعيشة وما إلى ذلك ..فحقيقة رسالة المرأة من حقيقة فطرتها الخلقية وحقيقة رسالة الرجل كذلك .. وما بعد ذلك إلا تخبط يفضي لشحوب في معطيات الأمة التربوية والأخلاقية ..وهنا بان أيضا تيه النصفية وبطلانها .. على أن الحديث يطول كثيرا في هذا الأمر .. لكنا عرضنا شعبة من شعاب تخبطهم وما لم نذكره أدهى وأمر ولو أردنا أن نسبر غور هذه القضية من حيث انعكاساتها على بنية المجتمع بل وعلى بنية الآصرة البيتية وعلى متعلقات تربوية بالأبناء .. لسودنا صفحات فيها .. وحسبنا من الإسهاب ما أوردناه ..(1/610)
و لنرجع -على عجالة -للآية الكريمة فنقول إن الله تعالى يقول { ليسكن } وكلمة يسكن تعني أن الرجل كان قبل السكون بحال ليس من جنس السكون إذ لو كان ساكنا أصلا لاستحال سكونه إذ فيها تحصيل حاصل وهذا محال .. إذن كان الرجل مضطربا قبل المرأة واضطرابه باعتبار معترك الحياة ونصب العمل .. ثم بعد ذلك قال تعالى { إليها } وكلمة إلى في اللغة إن قيلت فهي تشير لطرفين مبتدأ أمر ومنتهاه .. فالمرأة مبتدأ نهار الرجل كونه قد انطلق منها وانتهى نهاره بالمرأة فهو منها وإليها طرفي النهار ..
وهذه وببساطة فسيولوجية الآصرة الأسرية وهذه هي حقيقة العلاقة بين المرأة والرجل وهذا هوا المجتمع المتكامل في منهج الله تعالى من حيث الدور والرسالة المناطة بكل من الرجل والمرأة .. ولله الحمد قبلا وبعدا ..
---
(1/611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل صنف الخطيب البغدادي كتابًا في توجيه قراءة ابن محيصن: (استبرقَ)
---
هل صنف الخطيب البغدادي كتابًا في توجيه قراءة ابن محيصن: (استبرقَ)
---
السائح
12-16-2006, 11:29 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فقد ذكر الشيخ أحمد بن شاكر في مقال دبّجه في مجلة الزهراء الغراء (1) عقّب به على مقال كتبه الشيخ راغب الطباخ بشأن خط الخطيب البغدادي ومؤلفاته.
والعجيب الغريب: أنه ذكر أن له كتابًا (في 19 ورقة) في توجيه قراءة ابن [مُحَيْصِن] في الاستبرق [كذا]، وتحقيق كونها مُعَرَّبة، وذكر أن ابن محيصن قرأ (استبرقَ) على صيغة الفعل الماضي.
والحق أنني وددت لو وفقني الله لمعاينة النسخة، ثم الاطلاع على مقال الطباخ المسطور في ص355 من الجزء الخامس من المجلد الخامس من مجلة الزهراء الغراء التي كان يُصدرها الشيخ محب الدين الخطيب.
وأود تحصيل ثلج اليقين من شأن هذا الكتاب اللطيف، وأخشى ما أخشاه: أن يكون الجزء من نسخ الخطيب لا من تأليفه وترصيفه، وقد ذكر محمد بن أحمد الأندلسي المالكي في تسمية ما ورد به الخطيب البغدادي دمشقَ (من روايته) من الأجزاء المسموعة، والكتب الكبار المُصنَّفة (162): قراءة ابن محيصن.
إذن، فالكتاب مما ورد به الخطيب دمشقَ بلا ريب، لكن هل هو من تصنيفه؟ أو هو مما نسخه أو رواه؟
لا يمكن البتّ في هذا إلا بتصفّح الجزء وتفحّصه.
وعفا الله عن المالكي؛ فقد أحسن الإحسان كلَّه برقم ذاك الثبَت، لكنه أبقى ثغرات في عمله؛ إذْ ساق طائفة من الكتب لم يَعْزُها إلى مصنّفيها ومؤلفيها، منها ما تراه عنده (155-162):
قراءة أبي عمرو ...
قراءة عاصم ...
قراءة حمزة.
قراءة ابن عامر.
قراءة الأعمش.
قراءة يعقوب.
قراءة الحسن البصري.(1/612)
قراءة ابن مُحيصن.
وأُراها من تصنيف أبي علي الأهوازي، وقد صدر الأخيران باعتناء الأستاذ عمر الحمدان.
ولست أدري هل درس الأستاذ عمرالحمدان هذا الجزء، إذ له اتصال وثيق بالكتاب الذي أصدره قريبًا، هذا إن لم يكن هذا الجزء هو الكتاب الذي أصدره!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6981&highlight=%E3%CD%ED%D5%E4
والرجاء ممن وقف على كتاب الأهوازي المطبوع حديثًا أن يتكرم بذكر النسخة المعتمدة منه، وأن يتفضل بذكر مكان وجودها، وعدد أوراقها، واسم ناسخها.
والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
===============
(1) تراه في جمهرة مقالاته 1/382-383.
---
السائح
12-17-2006, 12:38 AM
إذن، فالكتاب مما ورد به الخطيب دمشقَ بلا ريب، لكن هل هو من تصنيفه؟ أو هو مما نسخه أو رواه؟
لا يمكن البتّ في هذا إلا بتصفّح الجزء وتفحّصه.
الأصح الأدق أن يُقال:
إذن، فقد ورد الخطيب دمشقَ بجزء مصنّف في قراءة ابن محيصن بلا ريب، لكن هل هو من تصنيفه؟ أو هو مما نسخه أو رواه؟
على أنني لست أدري هل ما ورد به دمشقَ هو الكتاب الذي ذكره الطباخ؟
لا يمكن البتّ والقطع في هذا كلِّه إلا بتصفّح الجزء وتفحّصه.
---
عبدالرحمن الشهري
12-17-2006, 07:52 AM
والرجاء ممن وقف على كتاب الأهوازي المطبوع حديثًا أن يتكرم بذكر النسخة المعتمدة منه، وأن يتفضل بذكر مكان وجودها، وعدد أوراقها، واسم ناسخها.
- النسخة المعتمدة في التحقيق هي نسخة وحيدة محفوظة في مكتبة المسجد الأقصى بالقدس ، ضمن مجموعة المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبة المسجد تحت رقم 31-70-1 [علوم قرآن - مفردة ابن محيصن] و 28-70-2 [علوم قرآن - مفردة الحسن البصري] . وقد ذكر المحقق أنه بحث عن نسخ أخرى للمفردة ولكنه لم يعثر على شيء ، ولكن الدكتور عمار الددو قد حقق المفردة على نسختين ونشرها في مجلة الأحمدية الإماراتية في العدد الثاني والعشرين، محرم 1427هـ ، شباط 2006م(1/613)
وقد ذكر أحد الزملاء في الملتقى أن لمفردتي الحسن البصري وابن محيصن نسخة مخطوطة ثالثة تركية زيادة على ما ذكر من النسختين التي في القدس والأخرى التي الجامعة الأمريكية ، وهي محفوظة في مكتبة كوبريلي زاده في استانبول .
وانظر كل هذا في موضوع صدر حديثاً في القراءات (مفردة الحسن البصري) لأبي علي الأهوازي (ت446هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6131) .
أما عدد أوراق المخطوطة فقال المحقق
(عدد الأوراق : 1أ - 15ب
عدد السطور : 17 سطراً في كل ورقة .
قياسات الورقة : الطول 16 سم ، العرض 10.5 سم ، الهامش 30 ملم .
قياسات المتن : الطول 11 سم ، 6.5 سم ).
وليس هناك إشارة في المخطوطة ولا في دراسة المحقق لاسم الناسخ للمخطوطة .
كما لم أجد إشارة إلى ما ذكرتموه عن الخطيب البغدادي في دراسة المحقق للكتاب ، ولم أراجع ما ذكره الدكتور عمار الددو في تحقيقه للمفردة ولعلي أفعل ذلك لاحقاً وللحديث بقية إن شاء الله ..
صباح الأحد 26/11/1427هـ
---
السائح
04-07-2007, 02:07 AM
جزاك الله خيرا ونفع بفوائدك.
---
(1/614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اخوكم من العراق / من يرحب به ومن يقدم له المساعدة
---
اخوكم من العراق / من يرحب به ومن يقدم له المساعدة
---
قصي علي الدليمي
02-02-2007, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة في ملتقى اهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :-
انا اخوكم من العراق /الأنبار طالب في الدراسات العليا / الماجستير /في جامعة الأنبار كلية التربية / قسم اللغة العربية
من يرحب بي . ؟
عنوان رسالتي ( التعبير القرآني في سور الحواميم ) من يساعدني ؟ حيث انكم تعرفون الوضع الأمني المتردي في العراق . فالفضائيات كفيلة بنقل حالنا المأساوي وتعلمون ان اغلب المصادر موجودة في بغداد وحال بغداد لا تحسد عليه وسأضع بين ايديكم خطة البحث وكلي أمل ان تمدوا اليَّ يد العون ولا تنسوا حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه )
خطة البحث
التمهيد
المقدمة
الفصل الأول:-
التوسع في المعنى
الفصل الثاني :- الأساليب :وتضم : -
1- التقديم والتأخير
2- الذِكِر والحذف
3- التوكيد
4- الاستعارة
5- التعريف والتنكير
6- التشابه والإختلاف
الفصل الثالث :- التعبيرات المشكلة :-
1- من حيث المعنى
2- من حيث اللفظ
3- من حيث القاعدة النحوية
المصادر والمراجع
ملخص باللغة الإنجليزية
هذا ولكم جزيل الشكر والتقدير
اخوكم
قصي علي الدليمي
العراق / الأنبار
---
مصطفى علي
02-02-2007, 08:23 AM
الأخ الكريم
السلام عليك وعلى أهل العراق
وحفظكم الله تعالى وألبسكم لباس الأمن والهداية
وكل الملتقى هنا حتى بدون مشاركتكم معكم بقلوبهم فكيف وأنت بين ظهرانيهم ، هم بك أشد فرحًا وأقرعينًا .
أخي الكريم : أما عن المساعدة فالملتقى به من الأفاضل الكثير وهم سيكونون لك عونًا بإذن الله تعالى .(1/615)
أما أنا فعندي مكتب نور الإسلام لصف الكتب والرسائل وهو على درجة جيدة وطيبة فما تود كتابته سنقوم به مجاناً .
ونحن تحت أمركم .
والسلام عليكم
أخوكم في العراق المصري
مصطفى
---
عبدالرحمن الشهري
02-02-2007, 02:07 PM
حياكم الله أخي الكريم قصي الدليمي ونسأل الله لك التوفيق والسداد ، وأن ينصركم على عدونا وعدوكم . وأما بشأن بحثكم فسنساعدك بإذن الله بقدر ما نستطيع وجميع الزملاء في الملتقى لن يتوانوا في المساعدة بإذن الله ، وهذا أولنا وأخونا الأكبر الأستاذ مصطفى علي وفقه الله قد بدأ جزاه الله كل خير على تلطفه ومبادرته المشكورة .
---
قصي علي الدليمي
02-02-2007, 03:00 PM
بارك الله بكم جميعا ً
---
أبو المعتز القرشي
02-02-2007, 03:18 PM
حياك الله أخي قصي
ودحر الله أعداءكم ونصركم عليهم عاجلا غير آجل ، ونحن نمد لك يد العون بما نقدر ، والله يرعاك .
---
ابن الجزيرة
02-02-2007, 04:36 PM
أهلاً بأخينا قصي من العراق، والله يشهد على ما في قلوبنا تجاههكم، نسأل الله أن يعجل بنصركم على من آذكم، وأن يجعل هزيمته الكبرى على أيدي أهل العراق الأبرار. أما طلبك فستجد بحول الله ما تقر به عينك فالملتقى ـ والحمد لله ـ رمز من رموز بذل الخير والإيثار.
---
مصطفى علي
02-02-2007, 10:15 PM
أستاذنا الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري
بل أنا أصغر وبروحكم أسمو إلى المعالي . ففي هذا الملتقى كوكبة طيبة على أدب ثم علم نرجو منها التعاون لخدمة العلم والإسلام .
وما العبد إلا أحد الجنود وطلبة العلم
---
أبو بيان
02-02-2007, 10:51 PM
حياكم الله أخي قصي, وأسأل الله لكم التوفيق والتيسير, والحفظ والسلامة في الدنيا والآخرة, وأرجو أن تجد معنا من يفيدك في موضوع بحثك بإذن الله, ولعلك تزيد خطة البحث إيضاحاً, وما الذي تهدف إليه منه؟, وأسباب تخصيص السور الحواميم بالدراسة. وفقك الله وأعانك.
---
أبو صفوت
02-03-2007, 12:39 PM(1/616)
مرحبا بك أخي قصي كم سعدنا بمشاركتك
وأظن أن كتاب دراسات في أسلوب القرآن للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة ، سيكون من أهم مراجعك ، فلو كان موجودا على الشبكة لكان خيرا
وفقكم الله ودفع عنكم أذى المعتدين
---
محمد المطيري
02-03-2007, 01:51 PM
اخي قصي
لتعلم ان اول مشاركة لي في الملتقى هي هذه واني آثرت ان تكون ترحيبا بك ودعاء لك على ان تكون مشاركة مفتوحة فعسى ان تجد مشاركتي المتواضعة هذه في قلبك مكانا وعسى ان تضيئ في قلبك شعلة انس وسعادة
اخي قصي
اما عن طلبك فلكأني ارى في مؤلفات الدكتور فاضل السامرائي انها بغيتك وضالتك ومنها:
التعبير القرآني:وفيه فصول بعناونين هي عين الذي تريده (التقديم والتأخير والذكر والحذف وغيرها)
وللاخوان ان يصححوا ما قلت...
ومرة اخرى اقول مرحبا بك
وانتم اهل العراق في قلوبنا والله يحفظكم ويرعاكم وينصركم
اخوك الداعي لك
---
قصي علي الدليمي
02-03-2007, 04:19 PM
بسم الله الر حمن الرحيم
الإخوة الأكارم الذين تفضلوا بالمشاركة في هذا الموضوع أشكركم من صميم قلبي وأحب أن أضع بين يديكم ما أحتاجه منكم . دعائكم لي أولاً ثم إطروحة دكتوراه في جامعة الامام محمد بن سعود \كلية اللغة العربية بالرياض\قسم البلاغة والنقد بعنوان ((بلاغة القرآن الكريم في سور حم)) للشيخ الدكتور عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدعليج \للعام الجامعي 1423-1224هـ فهذه الاطروحة تنفعني كثيراً فمن يستطيع ان بي الأجر والثواب ؟ وإذا بالإمكان ارسالها بصيغة ملفات word أو PDF على البريد أدناه .
ولكم جزيل الشكر والتقدير
أخوكم قصي علي الدليمي
العراق-الأنبار-الرمادي
mqu80@yahoo.com
---
(1/617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > استدراك على الضوء اللامع
---
استدراك على الضوء اللامع
---
الجكني
07-30-2006, 10:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك خطأ تاريخي وقع فيه جل من ترجم للإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى ،و هو القول بأن ابن الجزري لم يولد لوالديه إلا بعد مرور (40)أربعين سنة على زواجهما 0
وهذا القول أول من قاله – حسب علمي- هو الإمام السخاوي رحمه الله الذي ذكرفي "الضوء:9/256" أن أبا ابن الجزري مكث أربعين سنة لا يولد له "وهو ليس كذلك بل ابن الجزري ولد لأبويه في السنتين الأولى من زواجهما المبارك بل ولد ولأبيه ست وعشرون سنة حيث صرح هو نفسه نقلاً عن أبيه أنه ولد سنة(725) ، ولنترك ابن الجزري نفسه يخبرنا بالقصة فهو صاحبها وهو أعلم من غيره بها0
قال رحمه الله تعالى(معجم أسانيده ق:22/أ): أخبرني والدي قال: وُلِدتَ لي في ليلة السبت، الخامس والعشرين من شهر رمضان المعظّم سنة إحدى وخمسين - وسبعمائة- عقيب صلاة التراويح. اهـ، داخل مكان يسمّى (خطّ القصّاعين) بدمشق.
ولعلّ السبب في هذا الخطأ عند السخاوي رحمه الله ما جاء في قول ابن الجزري عن أبيه : حجّ سنة أربعين ثم حجّ سنة ثمان وأربعين، وقال لي: شربتُ ماء زمزم ليرزقني الله ولداً ذكراً يكون من أهل القرآن، ورجعتُ في سنة تسع وتزوجت بوالدتك سنة خمسين فوُلِدتَ لي سنة إحدى وخمسين.اهـ فلعل في نسخة السخاوي سقطاً في العبارة 0
---
(1/618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة
---
نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة
---
فرغلي عرباوي
09-11-2005, 03:35 PM
نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة
كيف نشأ علم التجويد ؟
وكيف حال مصنفاته الأولى ؟
بالجواب عن هذا السؤال سوف يكشف لنا الغطاء عن كثير من القضايا التي ظهرت بعد عصر الاحتجاج , والتي أسسها بعض العلماء المتأخرين , وهناك قواعد دخلت على أبحاث التجويد قد عرفت في إعمال علماء التجويد المتأخرين فحسب , وهذه الأفكار لم تكن تعرف في إعمال علماء التجويد منذ مراحله الأولى .وبالسباحة في تاريخ علم التجويد سوف نتعرف على كثير من القضايا التي يحتاج معرفتها الباحثون في علوم القرآن , ومن افضل المصنفات التي بين يدي التي بحث نشأة وتاريخ هذا العلم ما كتبه شيخ المحققين في عصرنا الدكتور غانم قدروي الحمد , فهو في رأي منفرد بالتصنيف في هذا الموضوع .
أما نشأة علم التجويد فلا بد للباحث قبل الخوض في الحديث عنها أن يعلم , إن كتب علم التجويد القديمة تكاد تكون مجهولة لدى معظم المشتغلين بالدراسات الصوتية العربية في الوقت المحاضر . وهي تكاد تكون مجهولة أيضا لدى معظم المشتغلين بدراسة علوم القرآن عامة وعلم التجويد خاصة .
ولا يزال معظم تلك الكتب مخطوطا بعيدا عن متناول أيدي الباحثين , ولعل ذلك هو أحد الأسباب التي حال بين الباحثين المعاصرين والاستفادة من المادة الصوتية التي تضمنتها تلك الكتب . ويبدو أن الرسائل المتأخرة الموجزة التي كتبها المتأخرون وبعض المعاصرين في علم التجويد كانت من بين الأسباب التي صرفت الدارسين عن تتبع كتب علم التجويد القديمة ودراستها والاعتماد عليها , وذلك لما يغلب على تلك الرسائل من الإيجاز الذي أدى إلى غموض العبارات في كثير من الأحيان .(1/619)
لم يُعْرفْ مصطلح ( التجويد ) بمعنى العلم الذي يُعْنى بدراسة مخارج الحروف وصفاتها وما ينشأ لها من أحكام عند تركيبها في الكلام المنطوق إلا في حدود القرن الرابع الهجري, كذلك لم يعرف كتاب أُلِّفَ في هذا العلم قبل ذلك القرن , ومعنى هذا أن علم التجويد تأخر في الظهور علما مستقلا بالنسبة إلى كثير من علوم القرآن وعلوم العربية أكثر من قرنين من الزمان .
وقد جاء في بعض المصادر المتأخرة أن الصحابي عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه – قال : " جوِّدُوا القرآن ... " واستند بعض المُحْدثِين إلى هذه الراوية في القول بأن نشأة علم التجويد ترجع إلى عصر الصحابة , وقال : " ولسنا نملك لهذا النوع من الدراسة مادة كافية تسمح بتتبع تطوه ووصف المراحل التي قطعها حتى صار علما مستقلا هو ( علم التجويد ) , وكل الذي يعرف عن مراحله الأولى أن أول من استخدم هذه الكلمة في معنى قريب من معناها هو ابن مسعود الصحابي الذي كان ينصح المسلمين بقوله : ( جوّدوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات ) ... ويبدو أن نشأة علم التجويد جاءت استجابة لدعوة ابن مسعود , ومحاولة لتقنين قواعد القراءة اقتفاء لأثره ... " .
وحين تتبعت هذه الرواية في المصادر القديمة وجدت أنها تنقل الرواية على نحو آخر لا تصلح معه للاستشهاد في ما نحن بصدده , فقد جاء فيها ( جَرِّدُوا ) بالراء بعد الجيم مكان ( جوّدوا ) بالواو بعد الجيم , ويترجح لديَّ أن الرواية تصحفت في المصادر المتأخرة , لأنها تنقل النص بإسناد ينتهي إلى أسانيد المصادر القديمة , ثم يختلف النص بعد ذلك في حرف واحد وهذه الرواية تتعلق في الأصل بموضوع تجريد القرآن من الزيادات المتمثلة بالخموس والعشور وأسماء السور ونحو ذلك .(1/620)
ومن المعلوم أنه لم يرد في القرآن الكريم من مادة ( ج و د ) شئ في وصف القراءة , كذلك لم يرد في ( المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) الذي يعتمد على تسعة من أشهر كتب الحديث , شيئا من ذلك . وهذا أمر يمكن يستدل به على أن كلمة ( التجويد ) لم تكن مستعملة في عصر النبوة بالمدلول الذي صارت تدل عليه فيما بعد .
وكانت هناك كلمات أخرى تستخدم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في معنى كلمة التجويد . مثل : الترتيل , والتحسين , والتزيين , والتحبير , وهي تستخدم في وصف القراءة حين تكون مستوفية لصفات النطق العربي الفصيح , جامعة إلى ذلك حسن الصوت والعناية بالأداء ولم يرد من هذه الكلمات الأربع في القرآن الكريم سوى كلمة الترتيل .
ولا يعني أن مفردات مادة ( ج و د ) لم تكن مستخدمة في اللغة العربية , فنجد عددا من الكلمات المشتقة من تلك المادة مثل : الجَيِّد نقيض الردئ , وجاد الشئ جُودة وجَوْدة , أي صار جيِّدا . وأجاد أتي بالجيد من القول والفعل . ورجل جواد سخي , وجاد الفرس فهو جواد ... الخ والتجويد مصدر جَودت الشئ . قال الداني : ومعناه انتهاء الغاية في إتقانه , وبلوغ النهاية في تحسينه .
وأقدم نص وردت فيه كلمة ( التجويد ) مستعملة بمعنى يقرب من معناها الاصطلاحي , في المصادر القديمة , هو قول بن مجاهد ( ت 324 هـ ) مؤلف كتاب ( السبعة في القراءات ) , فقد قال الداني ( ت 444 هـ ) : " حدثني الحسين بن شاكر السمسار , قال : حدثنا أحمد بن نصر , قال : سمعت ابن مجاهد يقول : اللحْنُ في القرآن لُحْنان : جَلِيٌّ وخفيٌّ . فالجلي ُّ لحنُ الأعراب ِ , والخفيُّ ترْكُ إعطاء الحرفِ حقُّه من تجويدِ لفظه " ونقل أحمد بن أبي عمر ( ت بعد 500 هـ ) الرواية على هذا النحو : " ... والخفي ترك إعطاء الحروف حقها من تجويد لفظها , بلا زيادة فيها ولا نقصان " .(1/621)
إن الوقت الذي ظهرت فيه كلمة التجويد بمعناها الاصطلاحي هو الوقت الذي ظهر فيه أول مصنف مستقل في علم التجويد , فقد قال ابن الجزري , وهو يترجم لأبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى الخاقاني البغدادي ( ت 325 هـ ) " هو أول من صنَّفَ في التجويد فيما أعلم , وقصيدته الرائية مشهورة وشرحها الحافظ أبو عمرو ... " .
والمصنَّف الذي أشار إليه ابن الجزري هنا على أنه أول مصنف في التجويد هو قصيدة أبي مزاحم الخاقاني الرائية المشهورة بالقصيدة الخاقانية , التي يقول في مطلعها :
أقُولُ مَقَالًا مُعْجَباُ ِلُأولِي الحِجْرِ *** ولا فَخْرَ إنَّ الفَخْرَ يَدْعُو إلى الكِبْرِ
ويقول :
فَمَا كُلُّ مَنْ يَتْلُو الكِتَابَ يُقِيمُهُ *** وما كُلُّ مَنْ في الناسِ يُقْرِئُهُمْ مُقْرِي
ويقول :
زِنِ الحرفَ لا تُخْرِجْهُ عنْ حدِّ وَزْنِهِ *** فَوَزْنُ حُروفِ الِّذْكِر مِنْ أفْضَلِ البِرَّ
وعدد أبياتها واحد وخمسون بيتا , ذكر فيها أو مزاحم بعض الموضوعات التي صارت فيما بعد جزءا من علم التجويد , وكان لهذه القصيدة أثر واضح في جهود اللاحقين في علم التجويد , فهم بين مقتبس منها مستشهد بأبياتها , وبين معارض لها , أو شارح موضح لمعانيها .
ومع أن القصيدة الخاقانية هي أول مصنف مستقل ظهر في علم التجويد إلا أن أبا مزاحم لم يستخدم فيها كلمة ( التجويد ) ولا أيا من الألفاظ الأخرى التي تشاركها في المادة اللغوية , واستخدم كلمة ( الحُسْن ) وما اشْتُقَّ من مادتها . فقد قال في صدر البيت الخامس :
أيا قارِئَ القرآنِ أحْسِنْ أداءَهُ
وقال في صدر البيت السابع عشر :
فقد قلتُ في حُسْنِ الأداءِ قَصيدةً
وعدم استخدام أبي مزاحم لكلمة ( التجويد ) في قصيدته يدل على أن هذا المصطلح لم يكن مشهورا حينذاك , على الرغم من ظهوره في ذلك الوقت ,فقد استخدمه معاصره ابن مجاهد , كما مرَّ في النص الذي نقلناه أنفا .(1/622)
وأول من استخدم مصطلح ( التجويد ) بعد ابن مجاهد هو أبو الحسن علي بن جعفر السعيدي ( ت 410 هـ ) تقريبا . فقد قال في أول كتابه ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) : " ... سألتني ... أن أُصنِّفَ لك نُبَذَا ً من تجويد اللفظ بالقرآن " . وقال في موضع آخر : " ويؤمر القارئ بتجويد الضاد من ( الضالين ) وغيرها " وشاع استخدام مصطلح ( التجويد ) بعد عصر السعيدي على نطاقٍ واسعٍ .
وإذا وافقنا ابن الجزري في قوله إن القصيدتة الخاقانية هي أول مصنف كتب في علم التجويد فإن هناك قريبا من قرن من السنين بين تاريخ ظهورها وتاريخ ظهور كتاب السعيد ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) الذي يتميز بأنه أقدم كتاب معروف لدينا اليوم في علم التجويد بعد القصيدة الخاقانية , وهو يمثل بدء التأليف المستقل في علم التجويد .
وحين رجعت إلى كتاب ( الفهرست ) لابن النديم ( ت 385 هـ ) على الأرجح , لم أجده يذكر أيَّ كتاب يحمل اسم التجويد أو يمكن أن يكون موضوعه في هذا العلم , على الرغم من أنه ذكر في هذا الفن الثالث من المقالة الأولى من كتابه مئات الكتب المؤلفة في علوم القرآن .وهذا الأمر يدل على أن علم التجويد لم يزل في القرن الرابع الهجري يخطو خطواته الأولى ولم تشتهر كتبه حين ألف ابن النديم كتابه سنة ( 377 هـ ) ولا يزال تاريخ علم التجويد في القرن الرابع بحاجة إلى نصوص جديدة تلقى مزيدا من البيان على نشأته .(1/623)
وحين نتقدم خطوة إلى الأمام وندخل في القرن الخامس الهجري نجد أن المؤلفات في علم التجويد يتتابع ظهورها حتى إننا لنجد أن معظم مؤلفات علم التجويد قد ظهرت في هذا القرن , فبعد كتاب ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) للسعيدي الذي ظهر في نهاية القرن الرابع أو السنين الأولى من القرن الخامس يظهر في الأندلس كتابان كبيران في علم التجويد , هما ( الرعاية ) لمكي بن أبي طالب القيسي ( ت 437 هـ ) و ( التحديد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت 444 هـ ) . وظهر بعدهما في نفس القرن كتاب ( الموضح ) لعبد الوهاب القرطبي ( ت 461 هـ ) وهو من المعاصرين لمكي والداني .
ونجد في مقدمة كتاب ( الرعاية ) لمكي ما يشير إلى أن القرن الخامس هو التاريخ الحقيقي لظهور المؤلفات في علم التجويد , قال مكي : " وما علمت أن أحدا من المتقدمين سبقني إلى تأليف مثل هذا الكتاب ولا جمع مثل ما جمعت فيه من صفات الحروف وألقابها , ولا ما أتبعت فيه كل حرف منها من ألفاظ كتاب الله تعالى , والتنبيه على تجويد لفظه , والتحفظ به عند تلاوته . ولقد تصور في نفسي تأليف هذا الكتاب وترتيبه من سنة تسعين وثلاثمائة , وأخذت نفسي بتعليق ما يخطر ببالي منه في ذلك الوقت , ثم تركته إذ لم أجد مُعينا فيه من مُؤَلَّفٍ سبقني بمثله قبلي ثم قَوَّى الله النية وحدَّد البصيرة في إتمامه بعد نحو من ثلاثين سنة , فسهَّل الله تعالى أمره , ويسَّرَ جمعه , وأعان على تأليفه " .(1/624)
وجاء في مقدمة كتاب ( التحديد ) للداني ما يشير إلى المعنى الذي يفهم من قول مكي السابق من انعدام المؤلفات في علم التجويد في وقتهما , فقال الداني : " وأما بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قراء عصرنا ومقرئي دهرنا من تجويد التلاوة وتحقيق القراءة , وتركهم استعمال ما ندب الله تعالى إليه , وحث نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته عليه , من تلاوة التنزيل بالترسل والترتيل – أن أعْملْتُ نفسي في رسم كتاب خفيف الحمل , قريب المأخذ في وصف علم الإتقان والتجويد , وكيفية الترتيل والتحقيق, على السبيل التي أدَّاها المشيخة من الخلف عن الأئمة من السلف , واجتهدت في بيان ذلك , وبذلت طاقتي , وبالغت في لإيضاحه عنايتي , وأفصحت عن جليِّه وظاهره , ودللت على خفيِّهِ وداثره , وأودعته الوارد من السنن والأخبار في معناه على حسب ما إلينا أدَّاه من لقيناهُ من العلماء , وشاهدناه من الفهماء , عن الأئمة الماضين والقراء السالفين , لتتوفر بذلك فائدته ... "
وإذا كان بإمكاننا أن نقول إن مكيا ألف كتاب ( الرعاية ) سنة ( 420 هـ ) اعتمادا على النص الذي سبق نقلناه من الكتاب , فإننا لا نعلم يقينا السنة التي ألف فيها الداني كتاب ( التحديد ) , ولا نعلم هل ألفه قبل أن يظهر كتاب ( الرعاية ) أو بعد ظهوره ؟
ومهما يكن من أمر فإن نشأة علم التجويد ترتبط بقصيدة أبي مزاحم الخاقاني , وإن مؤلفاته الأولى تتمثل لمكي , وكتاب ( التحديد ) للداني وكذلك كتاب ( الموضح ) لعبد الوهاب القرطبي , ثم تتوالى المؤلفات بعد ذلك متواصلة حتى عصرنا الحاضر .(1/625)
وارتباط نشأة علم التجويد بالمؤلفات المذكورة هنا يعنى أن علم التجويد قد تأخر ظهوره بشكله المتميز المستقل أكثر من قرنين م الزمن عن ظهور كثير من علوم القرآن والعربية , ويبدو أن جهود علماء العربية من النحويين واللغويين وجهود علماء القراءة كانت تقوم بالمهمة التي قام بها علم التجويد بعد ظهوره , في تعليم الناطقين أصول النطق الصحيح , وتحذيرهم من الانحراف في نطق الأصوات العربية .
وتكاد تتلخص جهود اللغويين والنحاة في دراسة الأصوات العربية حتى أواخر القرن الرابع الهجري بما كتبه الخليل بن أحمد ( ت 170 هـ ) في مقدمة كتاب العين عن مخارج الحروف وصفاتها .
وسيبويه ( أبو بشر عمرو بن عثمان ( ت 180 هـ ) في ( الكتاب ) في باب الإدغام خاصة .
والمبرد 0 أبو العباس محمد بن يزيد ( ت 285 هـ ) في كتاب ( المقتضب ) في أبواب الإدغام .
وابن دريد ( أبو بكر بن محمد بن الحسن ( ت 321 هـ ) في مقدمة ( جمهرة اللغة ) .
والزجاجي ( أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق ( ت 337 هـ ) في آخر كتاب الجمل في باب الإدغام.
والأزهري ( أبو منصور محمد بن أحمد ( 370 هـ ) في مقدمة ( تهذيب اللغة ) .
وأخيرا ابن جنى ( أبو الفتح عثمان ( ت 392 هـ ) في ( سر صناعة الإعراب ) .(1/626)
أما كتب القراءات القديمة التي ترجع إلى القرنين الثاني والثالث فإنه لم يصل إلينا منها شئ يذكر, واقدم كتاب وصل إلينا من كتب القراءات هو كتاب ( السبعة في القراءات ) لأبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي ( ت 324 هـ ) والذي حققه الدكتور شوقي ضيف , وقد سبق ابن مجاهد في التأليف كما ذكر الدكتور شوقي ضيف , أبو عبيد القاسم ابن سلاّم ( ت 224 هـ ) صنف كتبه في خمسة وعشرين قراءة , وشيخ ابن مجاهد ألَّف كتابا فيه عشرون واسمه ( أبو عبيد القاضي إسماعيل بن إسحاق البغدادي ( 283 هـ ) وابن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) ألف كتابا فيه زيادة عن عشرين قراءة ولو نظرنا في كتاب السبعة لابن مجاهد المطبوع لا نجد أبوابا مستقلة تعالج موضوع الأصوات العربية , وإنما جاءت الملاحظات متناثرة في ثناياه .وقد قام علماء التجويد باستخلاص المادة الصوتية من مؤلفات النحويين واللغويين وعلماء القراءة وصاغوا منها هذا العلم الجديد الذي اختاروا له اسم ( علم التجويد ) , وواصلوا أبحاثهم الصوتية مستندين إلى تلك المادة , وأضافوا إليها خلاصة جهدهم حتى بلغ علم التجويد منزلة عالية من التقدم في دراسة الأصوات اللغوية .
وبالرغم من استناد علماء التجويد على جهود سابقيهم من علماء العربية وعلماء القراءة فقد جاء عملهم متميزا , ولا يمكن أن نعده جزءا من تلك الجهود , وإنما جاء عملا شاملا للدرس الصوتي , أما علماء العربية ف‘نهم عالجوا الموضوع في إطار الدرس الصرفي وهو أمر تجاوزه علماء التجويد وذلك بالنظر إلى أصوات اللغة نظرة أشمل من ذلك .
أما علماء القراءة فإنهم كانوا مشتغلين برواية النص القرآني الكريم وضبط حروفه كما نقلتها طبقات علماء القراءة طبقة عن طبقة حتى تنتهي إلى طبقة الصحابة رضوان الله عليهم , الذين تلقوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم .(1/627)
ولا يمكن أن تُعدَّ الكتب التي ألفها القراء في وصف القراءات القرآنية بدءا للتأليف في علم التجويد , لأن علم القراءة وعلم التجويد , وإن كان كل منهما يرتبط بألفاظ القرآن , يختلفان في الموضوع كما يختلفان في المنهج , أما الموضوع فإن علم التجويد لا يعنى باختلاف الرواة بقدر عنايته بتحقيق اللفظ وتجويد , مما لا اختلاف في أكثره بين القراء الرواة , وأما المنهج فإن كتب القراءات كتب رواية , وكتب التجويد جزء من علم الرواية لأنها تقعيد لكيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم , ويطلق عليها البعض كتب دراية . ويجوز إطلاقها من باب التوسع في الألفاظ . وإلا فواعده من مدوده وقلقلته وغناته وأداه الأصل فيها أن رب العالمين أنزله بالتجويد كما ذكر الحافظ ابن الجرزي ( لأنه به الإله أنزلا ) .
ولا يعني تأخر ظهور التأليف في علم التجويد أن القراء كانوا ينطقون القرآن قبل ذلك على غير أصل واضح , كما لا يعنى أن علماء التجويد اختلقوا هذه الأصولا أو ابتدعوها , فالواقع هو أن قراء القرآن كانوا يعتنون غاية الاعتناء بتجويد الألفاظ وإعطاء الحروف حقها منذ عصر الصحابة وهلم جرا حتى عصر ظهور المؤلفات في علم التجويد , وكانوا يستندون في ذلك إلى الرواية الأكيدة والأصول المرعية عند العرب في نطق لغتهم بشرط أن يكون جاءت الرواية بها عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا .
فأصول علم التجويد وقواعده إذن كانت موجودة في الكلام العربي , يحرص عليها القراء ويعتمدون عليها في قراءتهم وإقرائهم , وإن لم تكن مدونة , شأنها في ذلك شأن قواعد النحو والصرف التي استنبطها علماء العربية في وقت لاحق , فعلم التجويد الذي يدرس النظام الصوتي للغة كان موضوعه تحليل ذلك النظام واستخلاص ظواهره ووضعها في قواعد تساعد المتعلم على ضبطها وإتقانها حين يستخدم اللغة , وهم في ذلك يسيرون على خطى علماء العربية الذين سبقوهم في هذا الميدان .(1/628)
ثم يتابع الدكتور غانم حديثه عن التعريف بأشهر كتب علم التجويد فيقول :
التأليف في علم التجويد لم ينقطع منذ ظهور مؤلفاته الأولى في القرن الرابع الهجري , حتى وقتنا المعاصر , وهذه ظاهرة توضح مقدار ارتباط المسلمين بالقرآن العظيم وحرصهم على تجويد حروفه وإتقان النطق بألفاظه . وقد أنتجت تلك الحركة التأليفية عشرات الكتب على مدى القرون المتتابعة , ويبدو أن تقديم قائمة كاملة بأسماء تلك الكتب أمر غير متيسر للدارسين اليوم , فالمراجع القديمة المتخصصة بالحديث عن العلوم والكتب المؤلفة فيها لا تقدم لنا إلا عددا محدودا من أسماء تلك الكتب , فلم يتجاوز ما ذكره السيوطي عن هذا الجانب في كتابه ( الإتقان في علوم القرآن ) السطر الواحد حيث قال : " من المهمات تجويد القرآن , وقد أفرده جماعة كثيرون بالتصنيف , ومنهم الداني وغيره " .
وما ذكره حاجي خليفة في ( كشف الظنون ) وهو يتحدث عن علم التجويد , يعد شيئا يسيرا جدا إلى ما هو معروف من كتب هذا العلم , قال : " وأول من صنف في التجويد موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني البغدادي المقرئ المتوفى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة , ذكره ابن الجزري . ومن المصنفات فيه الدرر اليتيم وشرحه , والرعاية , وغاية المراد , والمقدمة الجزرية , وشرحها , والواضحة " .
والمشكلة الأساسية التي تعترض الدارس وهو يحاول استقصاء كتب علم التجويد هي أن ما سلم منها من التلف والضياع لا يزال معظمه مخطوطا , ولا شك في أن معرفة أسماء تلك المخطوطات وتحديد أماكن وجودها أمر غير متيسر دائما, لندرة فهارس المخطوطات , وهي إن توفرت في بلد فلا تتوفر في بلد آخر . وإن توفر بعضها فقد لا يتوفر بعضها الآخر . أما الحصول على نسخ مصورة من تلك المخطوطات فذلك أمر دونه خَرْطُ القَتَاد .(1/629)
وما سنذكره من أسماء كتب علم التجويد هو المحاولة الأولى في هذا السبيل , على ما أعلم , ومن ثمَّ تظل هذه القائمة مظنة النقص والقصور , على أمل أن يكملها النظر المستمر والجهد المتواصل من المهتمين بهذا العلم الذي لم يحظ بما يستحقه من درس إلى اليوم .
وقد استخلصت هذه القائمة من فهارس المخطوطات التي تيسر لي الاطلاع عليها , ومن فهارس الكتب مثل ( كشف الظنون ) ومن كتب التراجم , مثل ( غاية النهاية في طبقات القراء ) لابن الجزري 0 ت 833 هـ) , الذي استخلصت منه أسماء جميع الكتب التي تتصل بعلم التجويد , ورتبت هذه الكتب القائمة على أساس تاريخي تبعا لوفاة المؤلفين , موردا اسم المؤلف وتاريخ وفاته واسم الكتاب , مشيرا إلى ما هو مخطوط منها أو مطبوع , من غير أن استقصي أما كن وجود المخطوط , فإن لذلك مظانه الخاصة , من بدء التأليف في هذا العلم , حتى أواخر القرن الثالث عشر الهجري .
1 - أبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني البغدادي ( 325 هـ )
صنَّف :
أ- القصيدة الخاقانية التي قالها في حسن الأداء , مطبوع .
ب- الشرح , مثل شرح أبي عمرو الداني , مخطوط.
ت- الاقتباس , حيث لا يكاد يخلو كتاب من كتب علم التجويد القديمة من بعض أبيات قصيدة أبي مزاحم .
2 – أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد السعيدي , نزيل شيراز ( ت في حدود 410 هـ ) .
صنَّف :
أ- التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
ب- اختلاف القراء في اللام والنون , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
3 – أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني ثم القرطبي ( ت 437 هـ ) .
صنَّف :
أ- الرعاية في تجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة , مطبوع , تحقيق د / احمد حسن فرحات .
4 – أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت 444 هـ ) .
صنَّف :
أ- التحديد في الإتقان والتجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
ب- شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني , مخطوط .(1/630)
ت- كتاب الإدغام الكبير , مطبوع , بتحقيق د / زهير غازي زاهد .
ث- المنبهة في الحذق والإتقان وصفة التجويد للقرآن , مطبوع , بتحقيق : محمد بن مجقان الجزائري .
ج- كتاب البيان والإدغام .
ح- رسالة في مخارج الحروف , مخطوط .
5 – أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن بندار العجلي الرازي ( ت 454 هـ )
صنَّف :
أ- كتاب في التجويد .
6 – أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب القرطبي ( ت 462 هـ )
صنَّف :
ب- الموضح في التجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
7 – أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري ( ت 463 هـ )
صنَّف :
التجويد والمدخل إلى العلم بالتحديد .
البيان عن تلاوة القرآن .
8 – أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البنَّاء البغدادي ( ت 471 هـ )
صنَّف :
كتب بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء , وإيضاح الأدوات التي بنى عليها الإقراء , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
التجريد في التجويد .
9 – أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني الأشبيلي ( ت 539 هـ )
صنَّف :
نهاية الإتقان في تجويد القرآن , مخطوط .
10 – أبو علي سهل بن أحمد الأصبهاني الحاجي ( ت 543 هـ )
صنَّف :
التجريد في التجويد , مخطوط .
11 – أبو حميد ( وأبو الأصبع ) عبد العزيز بن علي بن محمد الأندلسي المعروف بابن الطحان ( ت 561 هـ )
صنَّف :
الأنباء في تجويد القرآن , مخطوط .
مقدمة في التجويد , محطوط .
رسالة في مخارج الحروف , محطوط .
مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ , محطوط .
12 - أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار ( ت 569 هـ )
صنَّف :
التمهيد في التجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
13 – أبو بكر محمد بن حامد بن محمد الأصفهاني ( من علماء القرن السادس )
صنَّف :
التبيين في شرح النون والتنوين
الإدغام الكبير بعلله .(1/631)
14 – أبو المعالي محمد بن أبي الفرج بن بركه فخر الدين الموصلي ثم البغدادي ( ت 621 هـ )
صنَّف :
نبذة المريد في علم التجويد
الدرر الموصوف ( أو المرصوف ) في وصف مخارج الحروف , مخطوط .
15 – أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد علم الدين السخاوي ( ت 643 هـ )
صنَّف :
منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق – وهو باب في كتاب ( جمال القراء ) للمؤلف .
عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة لفظ التجويد . قصيدة مطلعها :
يَا مَنْ يرومُ تلاوةََ القرآنِ * و يرودُ شَأْوَ أئمةَ الإتقانِ
لا تحسبِ التجويدَ مَدًّا مُفرٍطا * أوْ مدَّ مالا مدََّ فيه لَوَانِ
أو أنْ تُشدِّدَ بعد مدٍّ همزةً * أوْ أنْ تَلُوكَ الحرفَ كالسّكْرانِ
أو أن تَفُوهَ بهمزةِ مُتَهوِّعاً * فَيَفِرَّ سامعُها من الغَثيانِ
للحرفِ ميزانٌ فلا تكُ طاغياً * فيه ولا تكُ مُخْسِرَ الميزانِ
وقد ضمنها علم الدين السخاوي إلى كتابه ( جمال القراء ) وقد تنسخ مفردة وعليها عدة شروح .
16 – أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي التجيبي الغرناطي ( ت 646 هـ )
صنَّف :
الدرر المكللة في الفرق بين الحروف المشكلة .
17 – أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن وثيق الإشبيلي ( ت 654 هـ)
صنَّف :
كتاب في تجويد القراءة ومخارج الحروف , مخطوط .
18 – أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص الأندلسي , المعروف بابن الناظر ( ت 679 هـ )
صنَّف :
الترشيد في علم التجويد .
19 – أبو الحسن علي بن يعقوب بن شجاع , عماد الدين الموصلي المعروف بابن أبي زهران ( ت 682 هـ)
صنَّف :
التجريد في التجويد .
20 – أو العباس أحمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري الحلبي ( ت 690 هـ )
صنَّف :
الدرر النضيد في التجويد .
21 – أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن سعيد المعروف بالديريني ( ت 697 هـ )
صنَّف :
ميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي .
منظومة في التجويد , مخطوط .(1/632)
22 – أبو محمد عبد الكريم بن عبد الباري بن عبد الرحمن الصعيدي ( لا تعرف تاريخ وفاته ولكن اباه ت 650 )
صنَّف :
بغية المريد في معرفة التجويد .
البلغة الراجحة في تقويم الفاتحة .
جزء في مخارج الحروف .
23 – أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي الخراز ( ت 718 هـ )
صنَّف :
المقصد شرح نظم ابن بَرِّي في أصوات القرآن , مخطوط .
24 – محمد بن قيصر بن عبد الله , البغدادي الأصل , الشهير بالمارديني النحوي ( ت 721 هـ )
صنَّف :
الدر النضيد في معرفة التجويد , مخطوط , وهو قصيدة لامية في ( 271 ) بيتا .
25 – إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري ( ت 732 هـ )
صنَّف :
عقود الجمان في تجويد القرآن , مطبوع .
حدود الإتقان في تجويد القرآن .
القيود الواضحة في تجويد الفاتحة , مطبوع .
المرصاد الفارق بين الظاء والضاد .
تحقيق التعليم في الترقيق والتفخيم .
المؤلفات المنثورة فهي :
المنة في تحقيق الغنة .
إتمام التبيين في أحكام النون الساكنة والتنوين .
26 – أبو عبد الله محمد بن بضحان الدمشقي ( ت 743 هـ )
صنَّف :
التذكرة والتبصرة لمن نسي تفخيم الألف أو أنكره .
27 – أبو محمد الحسن بن قاسم بن عبد الله , بدر الدين المرادي , المعروف بابن أم قاسم ( ت 749 هـ)
صنَّف :
المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد , مطبوع .
شرح الواضحة في تجويد الفاتحة , مطبوع .
أرجوزة في مخارج الحروف وصفاتها وشرحها.
28 – أبو بكر عبد الله بن أيدغدي بن عبد الله الشهير بابن الجندي ( ت 769 هـ )
صنَّف :
التسديد في علم التجويد.
29 – محمد بن محمود بن محمد بن أحمد السمرقندي الأصل , الهمذاني المولد البغدادي الدار ( ت 780 هـ )
صنَّف :
التجريد في التجويد .
العقد الفريد في نظم التجويد .
روح المريد في شرح العقد الفريد , مخطوط .
القصيدة الفائحة في تجويد الفاتحة , وشرحها , مخطوط .
30 – موسى بن أحمد بن إسحاق الشهبي ( ت 784 هـ )
صنَّف :(1/633)
قال ابن الجزري : " صاحبي الشاب الخير .. مات شهيدا بالطاعون ... وألف في التجويد ... ولو عاش لكان آية في هذا الفن " ولم أقف له على أي كتاب .
31 – علي بن عثمان بن محمد , الشهير بابن القاصح ( ت 801 هـ )
صنَّف :
نزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين , مطبوع .
32 – خليل بن عثمان بن عبد الرحمن القرافي , المعروف بابن المشبب ( ت 801 هـ )
صنَّف :
قال بن الجزري : " وألف كراسا في التجويد " . ولعله ( تحفة الإخوان فيما تصح به تلاوة القرآن ) وقد ساه جعفر بن إبراهيم السنهوري ( تحفة الإخوان في تجويد القرآن ) .
33 – أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف , المشهور بابن الجزري ( ت 833 هـ )
صنَّف :
التمهيد في علم التجويد , مطبوع .
المقدمة الجزرية . مطبوع . وهي من أشهر كتب التجويد في العصور الماخرة , وأكثرها تداو , وقد شرحت شروحا عدة , وطبعت مفردة أو مشروحة طبعات كثيرة , كما أنها ترجمت إلى بعض لغات المسلمين الأخرى .
قلت والناظر في هذه الكتب المطبوعة لا يجد فيها , أن القلقلة تتبع ما قبلها من الحركة , ولا أنها مائلة ناحية الفتح مطلقا , ولا يوجد أدنى إشارة لترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة والمقلوبة , وغيرها من الآراء الاجتهادية التي ظهرت في مصنفات التجويد الحديثة .(1/634)
وقد أدرك علماء التجويد انهم نَقَلَةٌ للرواية فحسب , ولا مجال للرأي مع كتاب الله , وقد صرح الداني أكثر من مرة حول التنبيه على هذه القضية وكان قد سبقه إليها الحافظ أبو بكر بن مجاهد في مقدمة كتابه السبعة في القراءات , وهو إمام مجمع على إمامته بين أهل القراءات والأداء , بل هم يعدونه شيخ الصنعة , مع اقتناعي بأنه لابد من تقييد أي تلقي اليوم في القراءات أو التجويد بما سطره علماء هذا الفن المعول على علمهم , وليس كل تلقٍ يمثل – بالضرورة حجة علمية يلزم الاقتداء بها ولا تجوز مخالفتها , لأن بعض المتلقين قد ينقصهم الخبرة والحساسة البالغة , ولا يتفطنون لدقائق ما يتلقَّون , ويقلدون تقليدا لا دليل عليه من كتب ومصنفات هذا العلم , ثم يتمسكون بتقليدهم زاعمين أنهم هكذا تلقَّوا. ومعلوم أن التلقي المحتج به له شروط إن خلا منها سقطت حجيته , وليس من حق أي قارئ اليوم أو مقرئ أن ينأى بأدائه عما كتبه الأوائل , وإلا وقع في معضلات , وخلل في الأداء .
______________________
المرجع :
الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتور / غانم قدوري الحمد , بتصرف .
راجعه وكتبه بيمينه :
الباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم صوتيات التجويد
http://www.ammar-ca.com/fargali/
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2005, 07:19 AM
بارك الله فيك أخي الكريم فرغلي على هذا التلخيص. وهذا التلخيص يحتاج إلى مراجعة مرة أخرى أخي العزيز لما به من الأخطاء في الطباعة ، والحاجة إلى إعادة الصياغة ، والتدقيق اللغوي . وقد كتب الدكتور غانم هذا في رسالته قبل أن يطبع أكثر الكتب المتقدمة في التجويد التي ذكرها وحققها هو بعد ذلك. وبالمناسبة فقد أفاض الدكتور غانم الحمد في موضوع التجويد بين الدرس القديم والدرس الحديث في أحد محاور اللقاء العلمي مع شبكة التفسير والدراسات القرآنية وتجده على هذا الرابط وفقكم الله ونفع بكم.(1/635)
علم التجويد بين الدرس القديم والدرس الحديث (http://www.tafsir.net/ghanemmeeting.htm#البحث%20الثالث)
---
(1/636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المسائل العقدية من كتاب ( نكت القرآن ) (1)
---
المسائل العقدية من كتاب ( نكت القرآن ) (1)
---
أبو العالية
11-04-2006, 03:02 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
فقد كنت من قبل وعدت بطرح هذا الموضوع وإتمامه هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6546&highlight=%C7%E1%DE%D5%C7%C8)
والان أواصل طرحي ، فأسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد إنه سبحانه خير مسؤول .
ترجمة مُؤلِّف (( نُكتُ القرآن ))
* اسمه وكنيته ونسبه :
هو أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الفقيه ، الكرَجي المعروف بالقصَّاب .
وسُمِّي بالقصاب ؛ لكثرة ما قتل من الكفار في مغازيه .
والكَرَجي : بفتح الكاف والراء ، نسبة إلى الكَرَج ؛ مدينة بين همذان وأصبهان ، وإلى الأولى أقرب ، وهي الآن تقع في غرب إيران .
قال فيه أبو الحسن الكرَجي ( 532هـ ) في قصيدته :
وفي الكرَج الغراء أوحد عصره *** أبو أحمد القصَّاب غير مغالب
* مولده ونشأته وحياته :
لَمْ تذكر المصادر تأريخ ولادته ، بَيْدَ أنَّ وفاة بعض مشايخه تفيد أنه كان موجوداً بعد الثمانين ومئتين
وأما نشأته : فنشأ في بيت علم ؛ فوالده من المحدِّثين ، وقد روى عنه في كتابه .
وكان المؤلِّف رحمه الله قد قضى وقتاً في الجهاد في سبيل الله ، وقتال الكفار ، حتى وصفه الذهبي بـ : (( بالغازي المجاهد )) ويصفه رضا كحالة بـ: (( حافظ من المجاهدين ))
وقد فتك بسيفه بالحق رقاب الكفار وقتَّلهم تقتيلاً حتى اشتُهر ذلك عنه وسُمِّي بالقصَّاب رحمه الله تعالى .
* شيوخه :(1/637)
عاش المؤلف رحمه الله في فترة زاخرة بالعلماء ( أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع ) مما جعله يلتقي بهم ويتلقَّى عن عددٍ كبير منهم ، ولا أدلّ على ذلك من قول الذهبي رحمه الله حين ذكر بعض مشايخه أن قال : (( وخلق كثير )) وتارة : (( وطائفة كثيرة )) ، منهم :
1_ والده علي بن محمد الكرَجي وهو من أصحاب علي بن حرب الطائي المحدِّث الثقة الأديب ( ت 265هـ ) . رحمهما الله .
2_ أبو الفضل جعفر بن أحمد بن فارس رحمه الله .( ت 289هـ )
3_ الحسن بن يزيد الدَّقاق رحمه الله .
4_ أبو عبد الله العجلي الخلال الحسين بن إسحاق بن إبراهيم الصبَّاح توفي بعد الثلاث مئة رحمه الله
5_ أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب بن الأخرم الأصبهاني الفقيه ، وصفه الذهبي رحمه الله بقوله : (( الإمام الكبير الحافظ الأثري )) ( ت 301هـ ) . وغيرهم
* تلاميذه :
تتلمذ على يديه الكثير ، بَيْدَ أن المصنفات تذكر ثلاثة منهم ، وهم :
1_ ابنه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد الكَرَجي رحمه الله.
2_ ابنه أبو الفَرَج عمار بن محمد بن علي بن محمد الكَرَجي رحمه الله.
3_ أبو منصور المظفر بن محمد بن الحسين البروجردي رحمه الله.
* مؤلفاته :
1_ تأديب الأئمة .
2_ ثواب الأعمال .
3_ الرد على أهل الأهواء بالأخبار .
4_ كتاب السنة في العقيدة ، نقل عنه الذهبي في السير ما نصه :
(( كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصفه بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - فهي صفة حقيقة لا مجاز )) وهي المسمَّاة بـ : (( عقيدة أبي أحمد الكرَجي )) وهي التي أشار إليها شيخ الإسلام وتلاميذه في مصنفاتهم .
5_ شرح النصوص ، وهو كتاب شامل رتَّبه على الأبواب الفقهية والحديث والأصول . وغيرها .
* ثناء العلماء عليه :
1_ قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( الإمام المشهور في أثناء المئة الرابعة ))
2_ وقال الذهبي : (( الإمام العالم الحافظ الغازي المجاهد ))(1/638)
3_ وقال الحافظ ابن حجر : (( الحافظ ، وكان شجاعاً ))
4_ وقال السيوطي : (( الحافظ الإمام المجاهد ))
5_ قال فيه أبو الحسن الكرَجي ( 532هـ ) في قصيدته في المؤلِّف رحمه الله :
وفي الكرَج الغراء أوحد عصره *** أبو أحمد القصَّاب غير مغالب
تصانيفه تبدي فنون علومه *** فلست ترى علماً له غير شارب
* عقيدته ومذهبه :
أما العقيدة ؛ فهو على مذهب السلف الصالح في العقيدة ، يدور ما دار الدليل من الكتاب والسنة ، ويقتفي آثار السلف الصالح رضوان الله عليهم .
وأكبردليل على ذلك ؛ هذا الكتاب الفذَّ ( نكتُ القرآن ) فقد قرر من خلال المسائل العقدية فيه مذهب السلف الصالح في الاستواء ، والكرسي ، واليدين ، والقَدَم ، والكلام ، وسائر الصفات .
فعقيدته بيضاء نقية اقتفت السنة المحمدية ، وقد مرَّ قوله في الصفات آنفاً رحمه الله تعالى .
وأما المذهب ؛ فهو يدور مع الدليل كمذهب المحدِّثين ، وإن كان على معرفة بأقوال الشافعي رحمه الله دون الأئمة الثلاثة شآبيب رحمة الله عليهم .
* وفاته :
لم يجزم المؤرِخون في تحديد سنة وفاته ، غير أن حاصل أقوالهم أنه توفي بحدود سنة ( 360هـ )
يقول الصفدي رحمه الله : (( توفي سنة ستين وثلاث مئة او ما قبلها ))
وقال الذهبي رحمه الله في السير : (( عاش إلى حدود الستين وثلاث مئة ))
وعليه يكون قد عاش قرابة الثمانين عاماً في العلم والجهاد رحمه الله رحمة واسعة وبرَّد مضجعه ونفعنا بعلمه ومصنَّفاته . ))
أهـ ملخَّصاً من مقدمة محقق الكتاب ( 1/ 19 _ 47 )
مصادر ترجمته رحمه الله :
1_ الوافي بالوفيات ( 4 / 114 )
2_ سير اعلام النبلاء ( 16/ 213 )
3_ تذكرة الحفاظ ( 3 / 938 )
4_ نزهة الألباب في الألقاب ( 2/ 92 )
5_ مختصر طبقات المحدثين ( 2/ 163 )
6_ طبقات الحفاظ ( 380 )
7_ هدية العارفين ( 2/47 )
8_ معجم المؤلفين ( 11/ 85 )
---
فهد الوهبي
11-04-2006, 03:17 PM(1/639)
جزاك الله خيراً أخي أبا العالية .. وليتك تذكر مصادر للترجمة لمن أراد الاستزادة ...
---
أحمد البريدي
11-25-2006, 10:15 PM
شكر الله لك , وليتك تتكرم بوضع هذا الموضوع متسلساً تحت العنوان الأول فهو أنفع من تفريقه , وهل من دراسات تفسيرية حول هذا الكتاب جزاك الله خيراً .
---
(1/640)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لأول مرة على الشبكة..معالم تجديد المنهج الفقهى نموذج الشوكانى
---
لأول مرة على الشبكة..معالم تجديد المنهج الفقهى نموذج الشوكانى
---
أبو محمد الظاهرى
02-26-2007, 07:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأول مرة على الشبكة..معالم تجديد المنهج الفقهى نموذج الشوكانى
على هيئة html .... ونسخة للمكتبة الشاملة مفهرسة بدقة.
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1891
---
(1/641)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة الأفول
---
مسألة الأفول
---
جمال حسني الشرباتي
11-11-2004, 11:08 PM
مسألة ألأفول
احببت ان اقدم للاخوة مسالة الافول في نقاش سيدنا ابراهيم عليه السلام مع ابناء قومه
قال تعالى( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزَرَ أتَتَّخِذُ أَصْنَامَاً آلهةً إِنِّيْ أرَاكَ وَقَوْمَك في ضلالٍ مُبِيْنٍ (74) وكذلك نريْ إبْراهيمَ مَلَكُوتَ السماوات والأرضِ ولِيَكُونَ منَ المُوقنينَ (75) فلمَّا جَنَّ عليه الليلُ رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أَفَلَ قال لا أُحِبُّ الآفِلِيْنَ (76) فلما رأى القَمَرَ بازِغَاً قال هذا ربِّي فلمَّا أفَلَ قال لَئِنْ لم يَهْدِنِيْ ربِّيْ لأَكُونَنَّ من القَوْمِ الضَّالين (77) فلما رأى الشمس بازغةً قال هذا ربي هذا أكْبَرُ فلمَّا أفَلتْ قال يا قوم إني بريءٌ مِمَّا تُشْرِكون (78) إني وَجَّهْتُ وجْهِيَ للذي فطَرَ السَّماوات والأرضَ حنيفاً وما أنا من المشركين (79))
سورة الانعام ---------------------------------------------------------------------------------------
ان قول ابراهيم عليه السلام لما جن الليل عن الكوكب وعن القمر كذلك وعن الشمس أيضا هذا ربي لم يكن على سبيل الاعتقاد بل على سبيل المجاراة لهم في موقفهم والتظاهر بسلامة معتقدهم ثم الأستنتاج بخطأ هذا المعتقد بسبب قضية الأفول
فقوله (اني لا احب الأفلين)اي لا اعتقد بربوبيتهم لانه اذا اعتقد بربوبيتهم احبهم----فالأفول علة لعدم الحب اي لعدم االاعتقاد بالربوبيه---اذ كل من كان افلا اي متحولا من حال الى حال كان حادثا ولا يمكن ان يكون ربا
لذا لا يجوز بأي حال من الاحوال ان يقال ان ابراهيم اعتقد ان الله هو الكوكب
القائل بما لخصت هو الإمام الرازي
فهل من قول أخر يلق قناعة لدى أي منكم؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2004, 07:17 PM(1/642)
بارك الله فيكم أخي جمال
سبقت الإشارة إلى الموضوع في مشاركة سابقة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2569
وقد فصل الدكتور سامي السويلم وفقه الله الموضوع في بحث نفيس تجده هنا
http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=916
بارك الله فيكم
---
د. هشام عزمي
11-13-2004, 12:22 AM
سبقتني بالأجر يا شيخنا عبد الرحمن الشهري ؛ كنت على وشك وضع نفس الرابط :)
---
فيصل القلاف
11-13-2004, 01:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كان مما قلت أخي الكريم: ( إذ كل من كان آفلاً أي متحولاً من حال إلى حال، كان حادثاً، ولا يمكن أن يكون رباً ) وعزوته للرازي. ونحو هذا قال السيوطي في الجلالين: ( لأن الرب لا يجوز عليه التغير والانتقال لأنهما من شأن الحوادث ).
وهذا الكلام أخي الكريم جارٍ منهما رحمهما الله على طريقة الأشاعرة، وهي طريقة مخالفة للكتاب والسنة وما عليه اعتقاد سلف الأمة.
وبيان ذلك في ثلاثة نقاط:
أولاً: تفسير الأفول بأنه التحول من حال إلى أخرى غير صحيح، بل الأفول هو الغروب، وتفسيره بالتحول تفسير للخاص بالعام، وهو خطأ.
فالرب سبحانه وتعالى يمتنع عليه الأفول، ولا يلزم من امتناع الأفول امتناع التغير، لأن امتناع الخاص، لا يلزم منه امتناع العام.
وبعبارة أوضح، لو قلت لك أنه لا رجل في البيت، فهل يفهم منه أنه لا إنسان مطلقاً، ولو كان صبياً أو امرأة؟! لا، لم؟ لأن انتفاء الخاص لا يعني انتفاء العام.
ثانياً: هل الله تعالى يتغير من حال إلى أخرى؟ أما عقيدة الأشاعرة وغيرهم من أهل البدع، فلا، لا يمكن. ولا اعتبار بقولهم لمخالفته الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة.
أما الكتاب فالله تعالى قال: ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )، ودل حرف ( ثم ) على أنه سبحانه استوى بعد أن لم يكن مستوياً.(1/643)
وقال تعالى: ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) فدل كون السماع ماضياً على أن هذه الآية تكلم الله تعالى بها بعد حدوث الجدال منها، ضرورة أن الماضي سابق لزمن التكلم. وكذلك السمع من الله تعالى لكلامها حدث بعد نطقها به كما هو ظاهر.
وقال تعالى: ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ) فإتيان الله تعالى يحدث بعد أن لم يكن حادثاً، إذ المنتظر لا يكون إلا مستقبلاً.
وغير ذلك في القرآن كثير.
ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتواتر: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل ) الحديث. وواضح فيه أن نزول الله تعالى حادث في الثلث الآخر دون الأول والأوسط، ودون الفجر.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة المشهور: ( فيقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين. فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط ) فكل من القول والقبض حادثان بعد أن لم يكونا. والحديث متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم حاكياً أهوال يوم القيامة في حديث المقام المحمود: ( فيقول لهم آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ) وهذا نص على تغير عما سبق ثم يعقبه تغير آخر.
وغير ذلك في الأحاديث كثير.
ثم إن سلف الأمة أثبتوا لله تعالى المحبة والبغض والخلق والكلام وغيرها من الصفات الفعلية، وأعني بالفعلية أنها متعلقة بمشيئة الله تعالى، فيتصف بها في وقت دون وقت.
والله سبحانه أعلى وأعلم.
ثالثاً زعم المتكلمين أن الحدوث يدل على الخلق، ثم الصفة المخلوقة عندهم لا تحل إلا في مخلوق مثلها؛ زعم باطل. وهذا باطل نشأ عنه باطل مثله.(1/644)
ذلك أن الحدوث يفارق الخلق، بمعنى أن الحادث ليس هو المخلوق. فكلام الله تعالى حادث كما قال تعالى: ( ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث ) وليس هو بمخلوق اتفاقاً بين الأشاعرة وأهل السنة، على خلاف في ماهية الكلام.
فالحادث هو ما يوجد بعد أن لم يكن موجوداً بأي طريق وجد، بينما الخلق هو ما وجد بعد أن لم يكن موجوداً عن طريق الخلق والصناعة خاصةً. فالمخلوق أخص مطلقاً من المحدث. وبينهما من الفروق ما لا يخفى.
ويدل على هذا قول الله تعالى: ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) فالمراد هنا مخلوق، وكلمة ( كن ) التي تقال له حادثة غير مخلوقة، وهما متباينان أشد التباين. ولو كانت كلمة ( كن ) مخلوقة للزم لإيجادها أن يقال لها: ( كن ) وللزم لإيجاد ( كن ) الثانية هذه أن يقال لها ( كن ) وهكذا يتسلسل الأمر، والتسلسل هنا ممنوع، إذ لازمه أن لا يكون شيء ألبتة.
فإذا تبين لك الفرق بينهما وأن المخلوق أخص من الحادث، علمت فساد زعمهم لزوم وجود الخلق عند وجود الحدوث. وذلك لأنه لا يلزم من وجود العام وجود الخاص. وتوضيحه: لو قلت لك: يوجد في الغرفة إنسان، فهل تفهم من ذلك لزوم وجود رجل؟ أم يمكن أن يكون الموجود صبياً أو امرأة؟ يمكن أن يكون صبي أو امرأة. وهذه عكس الأولى.
وبهذا يتلخص الكلام في هذه النقاط الثلاثة:
1. الأفول هو الغروب. ولا يلزم من انتفاء الغروب والزوال عن الله انتفاء التغير.
2. الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله تعالى، فتحدث بعد أن لم تكن، ثابتة لله تعالى، قطعاً.
3. لا يلزم من كون الصفة حادثة أنها مخلوقة، لأنه لا يلزم من وجود الأعم وجود الأخص.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
جمال حسني الشرباتي
11-13-2004, 02:03 AM
الأخ القلاف
أنا لا أظن أن المنتدى مقصود منه المناقشات العقدية
عندي ميل أن يكون المنتدى بيتا للجميع
فلا نبدع ولا نفسق ولا نضلل(1/645)
وفي كلامك تعريض في الأشاعرة لا مبرر له وليس هنا مكانه
فلنقتصر على التفسير رحمك الله
---
فيصل القلاف
11-13-2004, 02:28 AM
أخي الفاضل أنا لم أقصد أن أتعرض للأشاعرة لذاتهم، لكن كان تنبيها على خطإ عقدي لا يخفى معارضته للكتاب والسنة والإجماع. ودلالة الآية على الوجه الذي تكلمتُ فيه لا تخرج كثيراً عن التفسير أخي. ثم لا يخفى عليك أخي الفاضل أن تفسير الرازي الذي نقلته يتعرض لأهل السنة كذلك، ألا ترى أنه جعل من قال بحدوث صفات الله تعالى قائلاً بأن الله تعالى مخلوق! وهذا فيه نقد منه لأهل السنة.
وعلى كل فالحق أحق أن يتبع أخي الفاضل. والله أسأل أن يجمع كلمة المسلمين على كتابه سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفهم الصحابة الكرام، لا يتنازعهم رأي ولا مذهب ولا عصبية. اللهم آمين.
---
جمال حسني الشرباتي
11-13-2004, 01:34 PM
الأخ القلاف
كان القول منك((وهذا الكلام أخي الكريم جارٍ منهما رحمهما الله على طريقة الأشاعرة، وهي طريقة مخالفة للكتاب والسنة وما عليه اعتقاد سلف الأمة.))
من قبيل التعريض بالأشاعرة وكان الاولى عدم ذكره وخصوصا أن هذا الموقع مختص بالتفسير وكثير من المفسرين اشاعرة
كذلك قولك((أما عقيدة الأشاعرة وغيرهم من أهل البدع، ))
والحق كما قلت احق أن يتبع والاصل مناقشة القول مناقشة علمية بعيدا عن ألفاظ الإقصاء ونفي الاخر من رحمة الله
كان يكفي منك أن تناقش ان الأفول هو الغروب فنوجه نظرنا نحو هذه النقطة فقط دون التعرض لجزء كبير جدا من الأمة
ما رأيك؟؟؟
---
محمد حسن الفيلالي
11-15-2004, 02:20 AM
كلام الأخ جمال صحيح ... فان مصطلحك " اهل السنة " فيه خلاف مع غيرك .... ويدل على هذا ادعاءك ان الامام الرازي ليس من اهل السنة ...(1/646)
فاذا كان الرازي والنسفي والقرطبي والبيضاوي وابو حيان والعز بن عبدالسلام والنووي والعسقلاني والبيهقي وغيرهم الآف من الائمة الاعلام ليسوا من أهل السنة ... فلا أدري من هم أهل السنة ...
والذي أراه أن يناقش الموضوع من غير هذه المصطلحات المدعاة ..
---
فيصل القلاف
11-15-2004, 10:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما وقد ذكرت الذي يوجب البيان أخي، فإني إن شاء الله تعالى أبين، ويعلم الله أني ما أحببت أن يطول نقاش في مثل هذا، لوضوحه أولاً، ولبعده عن سير مواضيع هذا المنتدى المبارك ثانياً.
فأهل السنة أخي لفظ شريف، يستطيع كل أحد أن يدعيه في نفسه، والشأن كما قال الأول:
كل يدعي وصلاً بليلى .. وليلى لا تقر لهم بذاكا
إذا اشتبكت دموع في جفون .. تبين من بكى ممن تباكى
وكما قال غيره:
والدعاوى إن لم تقم عليها .. بينات أصحابها أدعياء ( أو كما قال ).
فمصطلح ( أهل السنة ) مركب من مفردين: الأول ( أهل ) والثاني ( السنة ). ومعنى المركب يعرف بمعرفة جزأيه وبمعرفة النسبة بينهما، وهذا بيانه والله الموفق:
الإضافة بينهما إضافة معنوية بتقدير ( اللام ) أي ( أهل للسنة ) واللام فيها للاختصاص، والله أعلم. فأهل السنة، هم الذين اختصوا بالسنة، ولا أعني بالاختصاص المعنى العرفي ( الذي هو الاشتغال والتبحر ) إنما اللغوي ( الذي هو التعلق ).
بقي أن نعرف معنى كل مفرد.
فكلمة ( أهل ) تأتي بمعنين:
الأول: الملازمة والقرب، كما قال تعالى: ( إنا مهلكوا أهل هذه القرية ) أي سكانها لأنهم الملازمون لها. وتقول: ( فلان من أهلك ) لقرابته منك.
والثاني: الكفء والمستحق، كما قال تعالى: ( وكانوا أحق بها وأهلها ) وكما تقول: ( فلان أهل لهذا المنصب ) أي كفء له.(1/647)
وكلمة ( السنة ) هنا يراد بها الطريقة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في العقائد والأعمال ومناهج تلقي الشرع والأحكام. ولهذا نراهم يتسمون بأهل الحديث وأهل الأثر، وغيرها من المعاني التي تؤدي ذات المعنى.
وبهذا يتضح المعنى، أهل السنة هم الملازمون لها في الاستدلال، الذين لا يقدمون بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً ثم العارفون لها المطلعون عليها. فالشطر الأول ( التمسك بالسنة ) مقتضى المعنى الأول، والثاني ( المعرفة بالسنة ) مقتضى الثاني. والله أعلم.
ثم نأتي الآن إلى التطبيق: هل الأشاعرة هم أهل السنة؟
أولاً: هم يقدمون العقل على النقل كما صرح به أئمتهم كالرازي وغيره. بل يردون من السنة أكثرها وهو الآحاد. بل حتى المتواتر عندهم لا يفيد اليقين لأنه دليل لفظي، كما صرح به الرازي.
ثانياً: عقائدهم ومناهج تلقيهم للنصوص وطرائق استنباطهم لها لا تتفق مع طريقة الصحابة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم. وبهذا صرح من تاب منهم كأبي الحسن الأشعري وأبي المعالي الجويني والرازي وغيرهما رحم الله الجميع.
ثالثاً: هم يستمدون عقائدهم من علم الكلام، وليس من السنة! فكيف يكونون أهل السنة؟!
ثم نأتي إلى من سميت وغيرهم من أهل العلم هل هم أشاعرة؟
أما الرازي والغزالي ونحوهما فلا شك في كونهم أشاعرة ( وجاء أنهم تابوا قبل الممات ورجعوا عن الأشعرية إلى طريقة أهل السنة ).
أما الأئمة الحفاظ البيهقي والنووي وابن حجر ونحوهم من أهل الحديث رضي الله عنهم، فليسوا بأشاعرة، وإنما سقطوا في زلات وقع فيها الأشاعرة، وذلك بسبب ظروف المجتمع الذي نشؤوا فيه. ومعلوم أن ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه، لما يكون له من العذر، والحمد لله.(1/648)
والفرق الكبير بين النوع الأول من المتكلمين والنوع الثاني من الفقهاء والمحدثين أن الأوائل فسدت فروعهم بفساد أصولهم، حيث جعلوا مصدر العقيدة علوم الكلام والفلسفة، بينما القسم الثاني أصوله سليمة لكن أخطأ في تنزيل الأصل العام على الفرع الخاص، فمصدر عقائدهم ودينهم الكتاب والسنة. وهذا واضح جداً في مؤلفاتهم رحمهم الله تعالى.
ثم إن أئمة أهل السنة أخي هم السلف رضوان الله عليهم من لدن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة ثم أئمة التابعين كابن سيرين وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب ثم من بعدهم كالزهري والأوزاعي ثم مالك وابن عيينة ثم الشافعي وأحمد وإسحاق وأبو حاتم ثم أبو داود والبخاري ثم الدارمي وابن جرير، هؤلاء هم الأئمة الذين صفا دينهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأفنوا أعمارهم في الأثر، ليس الأئمة من خلطوا الوحيين بالفلسفة وكلام المناطقة ثم أفنوا أعمارهم في قيل وقال. والله المستعان.
هؤلاء أخي هم أهل السنة إسنادهم متصل، لم يبتدع طريقتهم رجل، ولم ينتسبوا إلى رجل. ولترى آلأشاعرة أهل سنة انظر كتب السنة التي دونها السلف، انظر السنة لابن أبي حاتم والسنة لابن أبي عاصم وكتاب الإيمان للبخاري وكتاب السنة لإمام أهل السنة الإمام أحمد وصريح السنة لابن جرير الطبري وتفسير الطبري ورد الدارمي على بشر المريسي وغيرها. انظر ذلك ثم قارن أقوالهم بأقوال الأشاعرة.
وأذكر أخيراً بأن مصطلح ( أهل السنة ) قد يطلق توسعاً ويراد به كل من خالف الرافضة في عدالة الصحابة، فيدخل بهذا الاعتبار الأشاعرة والماتريدية وغيرهم. لكن المعنى الأول هو الذي تكلم به السلف، وهو المعنى الأدق. والحمد لله على الإسلام وعلى السنة.
هذا، وإني باسط الموضوع إن شاء الله تعالى في حين ميسرة، والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
(1/649)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الذي جعل بعض المفسرين يتجهون هذا الاتجاه ( الإعجاز أو التفسير العلمي ) ؟
---
ما الذي جعل بعض المفسرين يتجهون هذا الاتجاه ( الإعجاز أو التفسير العلمي ) ؟
---
أمين
02-12-2007, 05:13 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشايخنا الكرام
لا شك أن بعض المشتغلين بعلم التفسير من المعاصرين أتجهوا في تفسيرهم للقرآن اتجاها يسمونه علميا حيث يعمد أحدهم إلى بعض الاكتشافات و يبحث لها عن لفظ في القرآن قد يشبهه فيزعم أن هذا الاكتشاف قد سبق إليه القرآن .
و هذا الاتجاه لا شك أن له أسبابًا سأذكر ما تبين لي منها و الله أعلم:
1 ـ ورود بعض الآثارفهم منها أن القرآن يحتوي على كل العلوم مثلا
ما يذكره بعضهم أن ابن أبي الفضل المرسي ذكر أن أصول الصنائع مذكورة في القرآن كالخياطة : " وطفقا يخصفان "(الأعراف/22) ، والحدادة ( آتوني زبرالحديد)(الكهف/96) ، والبناء ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد )(البقرة/127) ، والنجارة : ( واصنع الفلك بأعيننا )(هود/37) ، والغزل والملاحة والفخارة ، وهكذا .
2 ـ تأثر كثير من الباحثين بالتقدم الغربي
3 ـ لما اتهم الاسلام بأنه سبب تأخر المسلمين أراد بعض المشتغلين بالعلم دفع هذه التهم بنسبة الاكتشافات إلى القرآن
4 ـ ظهور بعض المدارس التي تشجع مثل هذا الاتجاه
هذا ما ظهر لي ابتداءا فسؤالي للمشايخ كالشيخ مساعد جزاه الله خيراهل ترون ما ذكرته من الدوافع صحيحا و هل هناك دوافع أخرى؟
جزاكم الله خيرا
---
أبو العالية
02-12-2007, 05:48 PM
الحمد لله ، وبعد ..
أولاً : معذرة ، فما كان لنا التقدم بين يدي الشيخ الدكتور المفضال مساعد نفع الله به .(1/650)
من باب المشاركة في الأجر ، واطلاع الشيخ رفع الله قدره على ما عند أخيه ، فنلتمس التصحيح والتصويب ؛ فهو الكنز جزاه الله خيراً ، وأين نجد الوقت لعرض ما عندنا أما المشايخ إلا في مثل هذه المناسبات .
ثم أخي الكريم وفقك الله
ما ذكرته عن أبي الفضل المرسي رحمه الله .
قد ذكره السيوطي رحمه الله وعدَّه من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم ، وذلك اشتماله على كافة العلوم والمعارف المستنبطة منه
وقد أفاض وأفاد في ذكر ذلك وتتبع بعض قالات السلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين في الدلالة على ذلك .
فانظرها في معترك القرآن في الوجه الثالث أو الرابع ، وكذا في الاتقان في فصل الإعجاز
وبالنسبة للتفسير العلمي في القرآن ؛ فلا شك أن له ضوابطاً تضبطه ، وذلك بأن لا يتعارض مع نص شرعي من الوحي ، وأن لا تخضع الأيات والنصوص الشرعية لاكتشافات علمية لم تثبت حقيقتها أو قطعيتها ، سداً لذريعة الطعن في مصداقية النص .
والله اعلم
---
أمين
02-12-2007, 07:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا أخي أبا العالية
لا يخفى عليكم أن الأمر فيه إفراط و تفريط و اعتدال و الذي ذكرته وهو التفسير القائم على ضوابط و الذي لا يرجع على تفاسير السلف بلإبطال كما يذكر علماؤنا عليهم سحائب الرحمة هذا هو مذهب الاعتدال جعلني الله و إياكم منهم.
أما الموضوع المطروح فهوعمن وقع في إفراط جزاكم الله خيرا
---
أمين
02-13-2007, 09:35 AM
السلام عليكم و رحمة الله
أخي أبا العالية هل كتاب معترك القرآن له وجود في الشبكة؟
أحسن الله إليكم
---
أمين
02-16-2007, 09:13 AM
تذكير
---
أمين
02-17-2007, 12:08 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزى الله القائمين على هذا الملتقى خير الجزاء .
لما طرحت الموضوع في أول مشاركة كان الكلام فيه نوع إجمال و شيئا من
الحدة في الأسلوب فأحببت أن أضع ملخصا أستدرك فيه شيئا مما فاتني و الله الموفق.
فأقول:(1/651)
لا يشك مسلم أن قواعد التفسير من أعظم العلوم التي ينبغي الاعتناء بها بحثا و تدارسا لأن بهذا العلم يعرف التفسير لكتاب الله هل هو صحيح أم لا ولا يخفى عليك أخي القارئ أهمية هذا الأمر
و من ثم كان لزاما على طالب العلم أن يعرض ما يحمل في صدره من بضاعة على من يثق بهم من أهل العلم عساه أن يلقى أذانا صاغية فيعلم صواب ما يحمله من خطئه و أعظم بها من نعمة
و ها هو الموضوع السابق ملخصا في نقاط لمن أراد المشاركة
1 ـ يوجد منهج للتفسير يسمى بالتفسير العلمي أو الإعجاز كما أفادته الزيادة التي بين قوسين في العنوان و أظنها من وضع المشرفين جزاهم الله خيرا.
2ـ هذا المنهج إذا كان قائما على ضوابط صحيحة فهو محمود لا شك في ذلك و ليس بدعا من القول بل كان موجودا عند السلف و هذا استفدته من مشاركة الأخ أبي العالية جزاه الله خيرا.
3 ـ الأمر الثالث و هو سؤال : هل وجد من لم يسلك الجادة في هذا المنهج ؟.
4 ـ فإن وجد فما هي الدوافع التي دفعت بهؤلاء؟.
أنا ذكرت بعض الأسباب أعرضها على أهل العلم ليحكموا عليها صحة و ضعفا ثم يضيفوا أسباب أخرى إن وجدت .
---
أبو العالية
02-17-2007, 09:19 AM
الحمد لله ، وبعد ..
لا أظن وجوده على الشبكة ؛ فالكتاب أصلاً وجوده مطبوعاً نادراً .
---
(1/652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأصول العامّة لتحليل النص القرآني
---
الأصول العامّة لتحليل النص القرآني
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2006, 09:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر في العدد الأخير من مجلة العرب (محرم وصفر 1427هـ) مقال بعنوان :
الأصول العامّة لتحليل النص القرآني
للدكتور قاصد ياسر الزيدي. الأستاذ بكلية التربية للبنات بجامعة بغداد بالعراق. وبحثت عنه في موقع المجلة الالكتروني فوجدته ، فأحببت نقله للفائدة .
[line]
لا بدّ للباحث المحلل للنص القرآني من اعتماد أصول عامّة منوّعة، تعينه على فهم النص الكريم فهمًا دقيقًا شاملاً، يتناول أطُرَه المختلفة وصوره المتعددة، بما فيها من معان وجمال وأساليب. ويمكن إجمال هذه الأصول العامّة بما يأتي:
(1) وجوب فهم النص المراد تحليله فهمًا جيّدًا أوّلاً، في ضوء كتب التفسير ومعاني القرآن، وكتب مفردات القرآن، والوجوه والنظائر في القرآن، وكتب البلاغة، وكتب إعجاز القرآن، وما إليها.
(2) ملاحظة (علوم القرآن) المختلفة المتعلقة بالنص الكريم المراد تحليله، من أجل فهمه فهمًا سليمًا متكاملاً، وذلك بالرجوع إلى (أسباب النزول)، من حيث إنها تلقي ضوءًا على النص المراد تحليله، وتكشف عن ظروفه التي صحبته عند نزوله، من حيث الزمان والمكان والأحداث.(1/653)
وينبغي الرجوع أيضًا إلى علم (المكي والمدني)؛ إذ إنّ أسلوب السُّوَر المكية يختلف في كثير من الأحيان عن أسلوب السُّوَر المدنية، في صفات وخصائص عدّة، من حيث إنّ المكية تُعنى قبل كل شيء بأصول العقيدة الإسلامية: من توحيد الله تعالى، وإيمان بكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر، وما يتعلق به من بعث ونشور، وما إلى ذلك. على حين تُعنى السُّوَر المدنية كثيرًا بالتشريع والأحكام، وبالجوانب الاقتصادية، كالزكاة والخمُس والصدقات والدِّيات والكفّارات والإرث، وما إليها. هذا إلى جانب عنايتها بالنواحي العبادية العملية: من صلاة وصوم وحجّ وعمرة ونذور... كما تُعنى هذه السُّوَر بالقضايا الاجتماعية: من زواج وطلاق وعِدّة وصداق، وما إليها.
ومن علوم القرآن التي ينبغي على المحلل أن يلتفت إليها، معرفة (الْمُحْكَم والمتشابه) ولاسيما (متشابه الصفات)، صفات الله تعالى، لئلاّ يحملها المحلل للنص الكريم على غير المراد.
وينبغي على المحلل للنص الكريم الالتفات إلى (الناسخ والمنسوخ) من نصوص القرآن؛ لئلاّ يقع في وَهْم الأخذ بما هو منسوخ من الآيات، ولاسيما ما يتعلق منها بالتشريع؛ إذ لا خلاف بين أهل العلم في أنّ المنسوخ لا يجوز العمل به، بل يعمل بالناسخ له.
(3) دراسة النص المراد تحليله من جانبه اللغوي، بحيث يتناول المحلل ابتداء تفسير (الألفاظ القرآنية الغريبة)، وهي الألفاظ التي تحتاج إلى شرح وبيان، وهو ما يعرف الاصطلاح بـ (غريب القرآن)، مثل: الرحمن، ويوم الدين، والصراط، والصّمد، والقارعة، والواقعة، وثُلَّة، وما إليها.(1/654)
وقد أُلِّفتْ في هذا العلم كتب كثيرة قديمًا وحديثًا، من أشهرها "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، و"تفسير غريب القرآن" المسمى نزهة القلوب، لمحمد بن عزيز السجستاني (ت330هـ)، و"مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ت 420هـ)، وهو أفضلها؛ وذلك لما فيه من إبداع في تفسير أغلب الألفاظ القرآنية الغريبة؛ إذ كان مؤلفه يلحظ السياق عند ذلك، فامتاز بذلك ممن سبقه من أصحاب غريب القرآن(1).
(4) ملاحظة أثر النص القرآني الكريم في دقة استعمال غريب الألفاظ، كاستعمال (المائدة) للخُوان الذي عليه طعام، وإلاّ سُمِّي (خوانًا)، ولم يُسمَّ (مائدة)، كما في قوله - عز وجل - على لسان عيسى - عليه السلام -: { اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ } [المائدة 114]. ومثله استعمال (صكَّ) للضرب الشديد، بدل (ضرب)،كما في قوله تعالى: { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } ، في قصة امرأة إبراهيم - عليه السلام -، مستغربة بذلك ومتعجبة من خبر حملها بولد، وهي عجوز عقيم، وغير ذلك من استعمالات دقيقة في تعبير القرآن.
(5) الإشارة إلى (اللهجات العربية)، ذات الصلة بالنص القرآني المراد تحليله وربطه قدر الإمكان بالمعنى المراد، وبالبيئة العربية القديمة التي نطق بها، كالحجاز ونجد، وتهامة، واليمن، وما إليها. وذلك نحو تسهيل الهمز أو تحقيقه، والإمالة، والمدّ والقصر، ونحوها من لهجات(2).(1/655)
(6) بيان ماهية دلالة اللفظ أو التركيب، إن كانت (أصلية)، أم (إسلامية)، أحدثها الإسلام بعد ظهوره، مثل (الزكاة)، فإنّ في أصل اللغة: النماء والزيادة؛ إذ يقال: زكاة الزرعُ: إذا كثُر ونما. ثم استعملت في القرآن والحديث للدلالة على مال معيّن معلوم، يُدفَع إلى بيت مال المسلمين عند توفّر الشروط بالمال؛ إذ ينبغي أن يبلغ أصل المال مقدارًا مُعيَّنًا يسمى (النصاب) كي تؤخذ منه الزكاة. ومثلها (الربا)؛ إذ أصله الزيادة من ربا يربو: إذا زاد، ثم استعمل في الاصطلاح الإسلامي، للمال الذي يؤخذ زائدًا على القرض، وهو ما حرّمه الإسلام بنص القرآن والحديث بشِدّة. ومن هذه الألفاظ الإسلامية (الكَلالة) في الإرث، وغير ذلك.
(7) ملاحظة العلاقات الدلالية بين الألفاظ التي في النص القرآني المراد تحليله، مثل: (الاشتراك)، و(التضادّ)، و(التقابل) بنوعيه: تقابل الضد والنقيض، وتقابل الخلاف(3)، وكذلك علاقة (الترادف)، سواء أكان ترادفًا تامًّا، كما بين (البعل) و(الزّوج)، أم ترادفًا غير تامٍّ، كما بين (اليمين) و(الحِلْف)، و(الرُّؤيا) و(الحُلُم)، وغير ذلك.
(8) بيان (الدلالة الإيحائية) للألفاظ والتراكيب والتعابير القرآنية، وهي الدلالة التي يسمّيها المعاصرون (الإضافية)، أو (ظل المعنى) "shade of meaning "، وهي من الدلالات ذات القيمة المعنوية العالية الدقيقة في تعبير القرآن، كإيحاء (البَغْتة)، فإنه لا يستعمل في القرآن إلاّ في سياق (العذاب). ومثله الإيحاء الصوتي متمثّلاً بجرس اللفظ، كما في (هزّ) و(أَمَّ)؛ إذ استعمل القرآن الأول لهزِّ النخلة، على حين استعمل الثاني لهزِّ الشياطين للكافرين؛ عقوبة من الله تعالى لهم على كفرهم. ولنا في (الدلالة الإيحائية) أكثر من بحث، (الجرْس والإيقاع في تعبير القرآن)(4)، و(الدلالة الإيحائية لطائفة من ألفاظ الزمان في القرآن الكريم)(5).(1/656)
(9) بيان (الدلالة الرمزية) في التعبير القرآني، بصورها المتعددة، كرموز (الألوان) من بياض، وسواد، وخُضرة، وصُفرة، وزُرقة، بحسب ما ترمز إليه لدى العرب عند ظهور الإسلام، وكذلك رموز الحركات، كالعضّ على اليدين، وتقليب الكفَّين -في الرمز على الندم-، ورموز الأصوات عن مختلف الحالات النفسية، كالتأوُّه (آهٍ)، والتأفُّف (أُفٍّ)، في التعبير عن التحسُّر والتضجُّر، وما إلى ذلك من رموز صوتية.
(10) بيان (القرائن الدلالية) الثلاث: (اللفظية)، السياقية وغير السياقية، و(الحالية) " Context of situation"، و(العقلية) وهي التي سمّاها اللغوي المعاصر الشهير (جومسكي): "Competence"، أي (القُدرة).
(11) التأمّل في التراكيب المختلفة للنص المراد تحليله من (جانبها النحوي)، من اسمية، وفعلية، وحرفية، وظرفية، وما إليها، مع بيان علاقة ورودها بصورة أو أخرى -في هذه الصور- بالمعنى المراد التعبير عنه.
(12) الكشف عن (وجوه الصَّرْف)، وعلاقتها بالمعنى، ولاسيما ما يتعلق منها بالصيغ، كصيغ (الأفعال)، مثل دلالة (فعل) على مجرّد حدوث الفعل لمرة، و(فَعَّلَ) على التكثير والتكرير، و(فاعَلَ) على المشاركة، وكذلك الصيغ الأخرى، مثل (فَعْلَلَ)، و(اسْتَفْعَلَ) وغيرها من الصيغ؛ إذ لها دلالات معيّنة، كالدلالة على الاضطراب والحركة الشديدة للأولى، وطلب الشيء للثانية، وكذلك صيغ (الأسماء)، مثل (فَعِلٌ) للدلالة على المبالغة، و(فَعُولٌ) كذلك، و(فَعّال) للتكثير... وغيرها من صيغ ذات دلالات معيّنة.(1/657)
(13) بيان العلاقة بين (زيادة المبنى) و(زيادة المعنى)، كما بين (خَرْج) و(خراج) و(صَرَّ) و(صَرْصَرُ)؛ إذ الثانية منهما أبلغ من الأولى في المعنى، ولهذا قال سبحانه وتعالى مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: { أَمْ تَسْئَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [المؤمنون: 72]، فأضاف الأكثر والأعظم إليه سبحانه وهو (الخراج) دون الخرج.
(14) بيان (العلاقة الدلالية) بين الألفاظ والتراكيب في السياقات التعبيرية المختلفة، وفي السياق الواحد، من نواح متعددة، مثل (الإبهام) و(البيان) في سياقين مختلفين ومتباعدين، كقوله تعالى في [سورة النبأ: 12]: { (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا } ، وقوله في سورة [الْمُلْك: 3] { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا } . فأبهم في النص الأول بقوله: (سَبْعًا شِدَادًا)، ثم بيّن في النص الثاني ماهية السبع الشِّداد هذه، بأنها (سبْع سموات).(1/658)
ومن هذا النوع المتعلق بالعلاقات الدلالية بين الألفاظ، علاقة (الإبهام)، ثم (البيان القائم على التفصيل) في سياق واحد متصل، كقوله تعالى في صفة فريق من المؤمنين: { ... إنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ. كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } [الذاريات: 16-19]؛ إذ أبهم التعبير الكريم عملهم الصالح أوّلاً، مكتفيًا بوصفهم بأنهم كانوا محسنين في دنياهم قبل أن يقفوا بين يدي الله تعالى للحساب، ثم فصَّل في السياق بعده مباشرة، ماهية هذا الإحسان بثلاث صفات هي أنهم أوّلاً: كانوا يسهرون أكثر الليل في الصلاة، وذكر الله، وتلاوة القرآن. وثانيًا: أنهم كانوا في أوقات السَّحَر، أي قبيل الفجر، يستغفرون الله تعالى. وثالثًا: أنهم يجعلون جزءًا من أموالهم للفقراء والمساكين، بحسب ما تمليه شريعة ربّ العالمين.
ومن هذا النوع المتعلق بالعلاقات الدلالية بين الألفاظ والتراكيب في السياقات، عطف العامّ على الخاصّ، كعطف (كُلّ الثمرات) على ما تقدّمه، وهو { الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ } [النحل: 11].(1/659)
(15) مراعاة الجانب النفسي في الخطاب القرآني، كالترقيق في مخاطبة لقمان لابنه وهو ينصحه بقوله: (يَبُنَيَّ) التي تُشعر بالحنان البالغ، وروح التحبُّب، التي أنبأ عنها هذا التصغير للفظة (ابن)، توخِّيًا للتأثير في هذا المتلقِّي الحبيب. وكذلك (يَأَبَتِ) في خطاب إبراهيم لأبيه، وهو يدعوه إلى التوحيد ونبذ الشِّرْك، وقول هارون لأخيه موسى - عليه السلام - حين عبد بنو إسرائيل العِجْل في غياب موسى: (يَبْنَؤُمَّ) دفعًا لغضبه عليه، ولم يقل له: (يا ابن أبي) أو (يا ابن والدي) مثلاً؛ وذلك لما في ذِكْر الأمّ هنا من أثر في نفس المتلقِّي، وهو موسى، منبعث من رِقّتها وحنانها على أولادها بكثرة. وهذا ونظائره من رائع ما عبّر به القرآن، مراعيًا الجانب النفسي فيه.
(16) ملاحظة النسق التعبيري في القرآن، ومحاولة فهمه وتحليله، كتقديم لفظ على آخر، كتقديم اليمين على الشمال في قوله - عز وجل -: { وَأَصْحَبُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَبُ الْيَمِينِ } ، ثم قوله بعد آيات { وَأَصْحَبُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَبُ الشِّمَالِ } ؟ [الواقعة: 27، 41]؛ إذ (أصحاب اليمين) هم أهل الجنّة والنّعيم، في حين أنّ (أصحاب الشِّمال) هم أهل النّار والجحيم. وقد سمّى التعبير القرآني الفريق الأوّل: (أَصْحَبُ الميْمَنَةِ)، وسمّى الفريق الثاني: (أَصْحَبُ المشْئَمَةِ). وهذا مبنيّ على التفاؤل والتشاؤم في عادات العرب؛ إذ كانوا يتفاءلون باليمين، ويتشاءمون بالشمال. وبقي هذا في العُرْف الاجتماعي الذي تجلّى كذلك في التعبير القرآني، سائدًا في حياة المسلمين. فكانوا يتيامنون في كل عمل، كالأكل باليمين، وتناول الشيء وغير ذلك. وقد أكد ذلك الحديث الشريف، إذ كان - صلى الله عليه وسلم - يحثّ على التيامن، كالأكل باليمين، والتختُّم باليمين، والصبّ عند الاغتسال باليمين(6).(1/660)
(17) بين الفنّ التعبيري بظاهرة (التشخيص الفني) "Personification" التي تضفي على الشيء المتحدَّث عنه (صفة الإنسانية)، وهي البشرية، كتشخيص عدد من عناصر الطبيعة(7) (الصامتة)، مثل الشمس والقمر والكواكب، في رؤيا نبيّ الله يوسف - عليه السلام -؛ إذ رآها في منامه ساجدة له [يوسف: 4]. ومنه تشخيص الطبيعة (الحية)، كتشخيص النملة في خطابها للنمل الذي معها، بقوله تعالى: { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَكِنَكُمْ } [النمل: 18] فقالت بصيغة جمع العقلاء (ادخلوا)، ولم تقل في هذا الخطاب التشخيصي ما لا يدلّ على ذلك. وقد نبّه على هذه الظاهرة عدد من كبار قدماء اللغويين، كأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت215هـ)، في كتابه "مجاز القرآن"(8)، ونبّه عليه كذلك عبد القاهر الجرجاني(9) (ت 474هـ) واصفًا إياه بأنه "ضرب من المجاز كثير في القرآن". ونبّه عليه بعدهما جار الله الزمخشري(10) (ت 537هـ)، مجلّيًا ظاهرة التشخيص في آية السجود بقوله: "...فلِمَ أُجرِيَتْ مجرى العقلاء في (رَأَيْتُهُمْ لِي سَجِدِينَ)؟ وأجاب عن ذلك بقوله: "لَمّا وصفوه بما هو خاصّ بالعقلاء وهو السجود، أجرى عليه حُكمَهُ، كأنها عاقلة". ثم وصف الزمخشري هذا اللون من التعبير بأنه "كثير شائع" في كلام العرب.
(18) بيان الفنّ التعبيري بظاهرة (التجسيم الفنّي)، سواء أكان تجسيمًا للحسِّيات -أي ما يدرك بإحدى الحواسّ- كالليل والنهار والصبح، أم كان تجسيمًا للمعنويات، عقلية كانت كالحق والباطل، أم نفسية، كالرُّعْب والخوف. فمن الأول قوله - عز وجل -: { يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجَ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ } [فاطر: 13]، أي: يُدخل أحدَهما في الآخر، فيكون بهذا وذاك نهارًا تارة وليلاً تارة أخرى. وهذا ضرب مما نسمِّيه (تجسيم الزمان)، وقد أشرفنا قبل سنوات على رسالة ماجستير فيه.(1/661)
ومن الثاني وهو المتعلق بتجسيم المعنوي، قوله تعالى: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ } [الأنبياء: 18]، فجعل الحق -وهو معنويّ- جسمًا ثقيلاً مقذوفًا على الباطل، الذي صوّره التعبير القرآني كأنه جسم أيضًا. وهذا من رائع تصوير القرآن في تجسيم المعنويات.
(19) العناية (بالتحليل الصوتي) للتعبير القرآني المراد دراسته وتحليله، سواء تعلّق بالصوت المفرد (الفُونيم) Phoneme، كالباء، والميم، والنون، والهاء، أم تعلّق بـ(المقطع) المؤلَّف من صوتين أو ثلاثة، وسواء تعلّق بالصوت المفرد، أم بالمركّب، أم بالتعبير، مع ربط الصور الصوتية بالمعاني المختلفة في التعابير القرآنية، مع ضرورة التنبيه على ظاهرة الاستبدال الصوتي بين الوحدات الصوتية الصغيرة، وهي (الفونيمات)، وأثر ذلك في تحقيق الفروق الدلالية بين كثير من الألفاظ القرآنية المتقاربة الأصوات، ما بين سياق وآخر، كما في: هَزَّ وأَزَّ، وكتَمَ وكَظَمَ، وغَشَّى وغَطَّى.
(20) العناية (بالقراءات القرآنية) التي قُرِئ بها النص الكريم، سواء أكانت مشهورة، قرأ بها السبعة أو العشرة، أم غير مشهورة، وهي التي قرأ بها غيرهم، مع كشف أوجهها اللغوية والنحوية والصرفية والبلاغية، وذلك لتعلّق معنى النص بها، واختلاف بين قراءة وأخرى، أو لكشفها لظواهر اللغة المختلفة، كالهمز في (كُفُؤًا) وتسهيله في (كُفُوًا)، وكالإطباق الصوتي في صاد لفظة (الصِّراط)، وعدمه في سين (السِّراط)، وكالمدّ في (مَالِكِ) والقَصْر في (مَلِكِ)، إذ معنى (مَلِكِ) أبلغ من معنى (مَالِك)، من حيث إنّ كلَّ مَلِكٍ مالِكٌ، وليس كلُّ مالِكٍ مَلِكًا.(1/662)
(21) العناية بعلوم البلاغة الثلاثة: المعاني، والبيان، والبديع؛ إذ يتعلّق بالعلم الأول، وهو (علم المعاني) ظواهر تعبيرية كثيرة، كالتقديم والتأخير، والتعريف والتنكير، والإيجاز بنوعيه: إيجاز لحذف وإيجاز لقِصَر، فمن الأول حذف المبتدأ من الجملة الاسمية، كما في قوله - عز وجل -: { كِتَبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَاتُه } [هود:1]، ومن الثاني قوله تعالى: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوةٌ يَأُولِي الأَلْبَابِ } [البقرة: 179].
ومن (علم البيان) ما يتعلّق بالحقيقة والمجاز. فمن المجاز: التشبيه، والاستعارة، والكناية، والمجاز المرسل، وما إليها. وتنبغي العناية بفنّ (الالتفات) كذلك، إذ هو فنّ رفيع في تعبير القرآن، وثيق الارتباط بالمعنى، وذلك بالانتقال من ضمير إلى آخر في السياق، كانتقاله من الغَيبة إلى الخطاب في قوله تعالى: { مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } [آل عمران: 179]، فالتفت بقوله (مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) من الغَيبة في الحديث عن المؤمنين إلى الخطاب.
ومن موضوعات (علم البديع)، الطِباق، والجِناس، والتَّوْرِية، والتقابل، وما إليها. فهذه كلها ينبغي على المحلل للنص القرآنيّ أن يعطيَها حقَّها من الدرس والفهم والتحليل والتعليل، لمعرفة معاني القرآن المجيد معرفة شاملة وافية، لا تقف عند جوانب دون أخرى، وإنما تتناول الجواب كلها(11).(1/663)
(22) ضرورة بيان العلاقات الدلالية بين الآيات الكريمة، والكشف عن الوشائج التي تربط الجمل والألفاظ والتراكيب، وما يترتب على ذلك من ترابط وتلاؤم معنويّ، بحيث يُرَدّ المتأخر على المتقدّم عند التحليل ويُربَط به معنويًّا، أو يُشار إلى علاقة المتقدِّم بالمتأخِّر، أو تأثيره فيه لفظًا ودلالة، من خلال التأمّل في السياق، وهو مجرى الكلام، ليكشف المحلل بذلك عن حقيقة أنّ القرآن العظيم بناء متماسك لا نظير له، بل هو نسيج وحده. ولتحقيق ذلك، ينبغي على المحلل للنص الكريم أن يُحسِن التفهم؛ إذ إنّ الكتاب المجيد كلّما أكثر فيه الدارس التأمّل والسَّبْر، منح دارسه من المعاني والدلالات ما لا يحققه القارئ المتعجِّل، الذي لا يُحسِن إلاّ القراءة، دون عمق الفهم والتحليل.
ويذكر أهل العلم أنّ مَن فسَّر القرآن، وهو غير محيط بهذه العلوم التي تقدّم الحديث عنها وبيانها، في ما أوردناه منها، انطبق عليه (التفسير بالرأي) المنهي عنه، وإذا فسّره وهو محيط بها، لم يكن تفسيره من هذا النوع المنهيّ عنه في الشرع، بل هو من النوع المباح.
والله سبحانه الموفِّق للصواب، والهادي إلى سواء السبيل.
الهوامش:
* كلية التربية للبنات، جامعة بغداد، العراق.
(1) ينظر: منهج الراغب في كتابه مفردات ألفاظ القرآن، رافع عبدالله مالو، رسالة ماجستير، جامعة الموصل، 1989م.
(2) ينظر: كتاب اللهجات العربية، للدكتور إبراهيم أنيس، مطبعة الرسالة، القاهرة؛ وكتابنا فقه اللغة العربية، ص210، دار الكتب، جامعة الموصل، 1987م.
(3) ينظر: التقابل الدلالي في القرآن الكريم، رسالة ماجستير، منال صلاح الدين الصفار، كلية الآداب، جامعة الموصل، 1993م، بإشرافنا.
(4) بحث ألقيته في "ندوة الدراسات الإسلامية للجامعات العربية" في جامعة الخرطوم في السودان، شباط 1978م.
(5) نشر في مجلة الدراسات اللغوية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، م2، ع 1، سنة 2000م.(1/664)
(6) ينظر المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، أ.ي.ونسنك ورفيقيه، مطبعة بريل، ليدن 1969م.
(7) ينظر في هذا بحثنا: التشخيص الفني لعناصر الطبيعة في القرآن الكريم، مجلة منار الإسلام، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، العدد 9، سنة 2001م.
(8) ص 10، من الجزء الأول.
(9) أسرار البلاغة، ص431، تحقيق أحمد مصطفى المراغي، مطبعة الاستقامة، القاهرة.
(10) ينظر الكشاف لجار الله الزمخشري، 2/123، مطبعة القاهرة، 1948م.
(11) ينظر في بيان هذه الفنون البلاغية كلها: كتابنا منهج الشيخ أبي جعفر الطوسي في تفسير القرآن: دراسة لغوية نحوية بلاغية، ص247 وما بعدها.
المصدر (http://www.hamadaljasser.com/article/article_detail.asp?articleid=236)
---
فهد الناصر
03-05-2006, 10:10 PM
بحث ممتع ، ومركز ، وقابل للبسط .
شكراً يا دكتور على هذه الفوائد.
---
(1/665)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مقررات الماجستير (القرآن وعلومه) بجامعة أم القرى.
---
سؤال عن مقررات الماجستير (القرآن وعلومه) بجامعة أم القرى.
---
طالب العلم1
03-27-2006, 01:56 PM
هل من الممكن إفادتي ببعض مواضيع الإمتحانات الخاصة بمسابقة الماجستير ..كتاب وسنة
بارك الله فيكم
---
وائل حجلاوي
03-28-2006, 01:09 AM
نحيلك أخي الكريم إلى أعضاء هيئة التدريس في الكلية التي سيتم فيها امتحان الماجستير
لعلمهم بمقررات جامعتهم ومستوى طلابهم
وأسأل الله لك ولكل الطلاب التوفيق والسداد إنه جواد كريم
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
03-28-2006, 12:18 PM
اقرأ كتابًا في علوم القرآن الكريم مثل :(دراسات في علوم القرآن الكريم - للدكتور : فهد الرومي) ، وآخر في مصطلح الحديث مثل : (تيسير مصطلح الحديث - للدكتور : محمود الطحان) ويكفيك هذا بإذن الله تعالى ..
---
طالب العلم1
03-28-2006, 03:02 PM
بارك الله فيكم على الرد ..ولكن أريد الإطلاع عن بعض صيغ الأسئلة الواردة في المسابقات..جزاكم الله خيرا
---
(1/666)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأخسرون أعمالا
---
الأخسرون أعمالا
---
جمال حسني الشرباتي
02-02-2005, 03:31 PM
السلام عليكم
قال تعالى((((?قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا(10)) الكهف
واضح أن الأخسرين أعمالا هم الكفار---فهم قد ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا---وهم الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه ولن بعتبر لهم أي إعتبار يوم القيامة
ماذا أريد من الكلام على هذه الآيات؟؟
أريد أن أقول أن استخدام التمييز أي "أعمالا " يشعر باستغراق الخسران الأعظم لكافة الأعمال---كما في قوله ( إشتعل الرأس شيبا) إذ تعني أن الشيب شمل كافة أجزاء شعر الرأس---أو كقوله "فجرنا الأرض عيونا" فهي تعني انفجار العيون من مناطق كثيرة جدا من باطن الأرض
---
(1/667)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني ( ت 502 هـ ) هدية للأخوة رواد الموقع
---
مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني ( ت 502 هـ ) هدية للأخوة رواد الموقع
---
أحمد بزوي الضاوي
08-30-2006, 06:57 PM
بعد أن نشرت تعريفا بهذه المقدمة على هذا الموقع المتميز وبعد اطلاع الإخوة و الأخوات الباحثين و طلبهم الحصول على هذه المقدمة ، فإنني أذكر أنني حاولت مرارا نشرها على الموقع و لكن باءت كل المحاولات بالفشل ، وها أنا أعيد الكرة لعل الله تعالى يبلغنا المقصد فتعم الفائدة ، علما أن هذه النسخة عبارة عن طبعة قديمة توجد بدار الكتب المصرية ، و قد قمت بمسحها بالماسح الضوئي و من ثم فهي في شكل صورة و ليست نصا ، كما أذكر أنني أقوم بتحقيقها تحقيقا علميا مع القيام بدراسة مستفيضة. و حين الفراغ من ذلك فسيكون رواد هدا الموقع أول من يطلع عليها إذ الهدف نشر العلم باعتباره زكاة من جهة و صدقة جارية من جهة أخرى . نسأل الله تعالى التوفيق و السداد ، و أن يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم ، و أن يتقبل منا أجمعين . فلا تنسونا من صالح الدعاء .
والسلام عليك و رحمة الله و بركاته .
ملحوظة : الرجاء من الإخوة المشرفين على الموقع إذا لم تظهر مقدمة الراغب كمرفقات لهذه المشاركة أن يبينوا لنا كيفية العمل على نشرها حتى تعم الفائدة.
---
فاختة
09-03-2006, 07:31 PM
كنت أبحث عن هذه المقدمة وأتشوق الى قراءتها والاطلاع عليها منذ فترة
جزاكم الله عنا خير الجزاء
---
الجكني
09-03-2006, 07:59 PM
الدكتور الفاضل :أحمدالضاوي حفظه الله :السلام عليكم ورحمة الله وبعد :(1/668)
عندي كتاب بعنوان "مقدمة جامع التفاسير "مع تفسير سورة الفاتحة ومطلع البقرة " لأبي القاسم الراغب الأصفهاني ،حققه وقدم له وعلَق حواشيه :د/أحمد حسن فرحات - جامعة الكويت ،والطبعة الأولى سنة(1405) فهل هو الكتاب الذي حدثتنا عنه الآن ؟أم غيره ؟ وما الفرق بين الإثنين ؟علماً بأن المحقق ذكر أنه رجع إلى نسختين خطيتين وواحدة مطبوعة قديماً 0
ولكم جزيل الشكر والتقدير ،والسلام عليكم 0
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 08:10 AM
بارك الله فيكم .
لوتكرمتم بإرساله على بريدي الذي يظهر في التوقيع لنشرته إن شاء الله في مكتبة الموقع .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-06-2006, 04:05 AM
الإخوة الأفاضل
حاولت إرسال الملف على بريدكم الإلكتروني، ولكنني لم أفلح في ذلك لسبب لا أعلمه ، علما أنني استنسخته بالماسح الضوئي وجمعته في ملف واحد مضغوط . و من ثم فإني سأعمل إن شاء الله على تحريره بتنسيق وورد.
أما إذا ماكانت المقدمة هي ما حقق بالكويت فالواقع أني لم أطلع عليه
والسلام .
---
مرهف
09-07-2006, 06:34 PM
جزاك الله خيراً د أحمد فنحن في شوق للمقدمة وحبذا لو راعيتم موافقة أرقام الصفحات للمطبوع عند التنسيق للوورد
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 09:08 PM
أستاذي الكريم :
هذا موقع يمكنك من رفع ملف قد يصل حجمه الى 300 ميجابايت للملف الواحد
http://www.rapidupload.com/
قم برفع الملف المذكور أعلاه من خلال الطريقة المشروحة في الصورة المرفقة
طبعا يلزم إعداد الملف أولا ثم فتح الموقع من خلال هذا الرابط
و البقية ...أسهل ..
---
أحمد بزوي الضاوي
09-08-2006, 03:42 AM
الأخ الفاضل الطيب وشنان حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته وبعد ، فإني أشكر لكم هذه الخدمة الجليلة ، و آمل في أن يتم التواصل بين الباحثين و الخبراء في مجال المعلوميات و تقنيات التواصل للنجاح في بلوغ الأهداف المتوخاة .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .(1/669)
ملحوظة : سأجرب هذا الموقع ، ثم أخبركم بالنتيجة ، إن شاء الله تعالى.
---
أحمد بزوي الضاوي
09-08-2006, 08:08 PM
الأخ الفاضل الطيب وشنان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
وبعد ، فقد اتبعت ما أشرتم به علي ، و لكن المحاولة باءت بالفشل . وبإمكانكم الاطلاع على ذلك من خلال الموقع .
فهل من تفصيل أكثر ؟
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 08:54 PM
محاولتكم نجحت أستاذي الكريم ..
و الرابط الذي وضعتموه على هذه الصفحة صحيح و لا عيب فيه :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6385
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم .
و الملف قمت بتحميله ووجدته كاملا و عليه خطكم الجميل .
و الصورة المرفقة تؤكد ذلك
---
أحمد بزوي الضاوي
09-09-2006, 04:15 AM
الأخ الفاضل : الطيب وشنان .
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
وبعد فإني أشكركم جزيل الشكر على مساعدتكم القيمة .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-09-2006, 01:01 PM
الساد الأساتذة المشرفون على الموقع ـ حفظهم الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد الرجاء حذف ما تكرر من مقدمة الراغب ،ذلك أنني قمت بمحاولات متعددة لتنزيله على موقعكم وكانت تبوء بالفشل إلى أن أرشدنا الأخ الفاضل : الطيب وشنان مشكورا إلى طريقة موفقة لتنزيل الملفات على المواقع .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليم و رحمة الله و بركاته .
---
أم عاصم
09-10-2006, 03:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم
---
أحمد بزوي الضاوي
09-10-2006, 11:25 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وأنتم أهل الجزاء .
---
(1/670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أربع خطوات للقراءة السريعة
---
أربع خطوات للقراءة السريعة
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 03:08 AM
1: القراءة بالعين من دون التلفظ بالكلمات
2: حرك إصبعك تحت السطور بدء من اليمين إلى اليسار كالآلة الكاتبة، وهذا يساعد عينيك على الانتقال بسرعة ويمنعهما من التوقف عند موضع معين في النص الذي تقرأه.
3: لا تتوقف لإلقاء نظرة ثانية على ما سبق أن قرأته، بل عليك أن تتابع، ولا تظن أن السرعة تمنعك من فهم واستيعاب ما تقرأه بل على العكس من ذلك فلقد أثبتت عدة دراسات أن هناك ترابطاً بين قوة الحركة الذهنية والسرعة في القراءة.
4: حاول النظر إلى عدة كلمات بعينك في الوقت نفسه بدلاً من النظر إلى كل كلمة بشكل منفرد، واعلم أنك تستطيع فعل ذلك من خلال الإكثار من التمرين لأنك تقوم بهذا الإبصار المحيطي بشكل تلقائي في حياتك، وذلك عندما تذهب إلى السوق أو التعاونية أو .. فإنك تشاهد عدة أشياء دفعة واحدة.
بقي أن نشير إلى الوضعية التي عليك أن تتعامل بها مع الكتاب لتقليب الصفحات بسرعة، فهذه المسألة الميكانيكية لها اعتبار مهم في زيادة سرعة القراءة، والآلية الأفضل لمن أجل تحقيق ذلك هي بتليين أطراف الصفحات ثم بوضع اليد اليسرى على الجانب الأيسر العلوي للكتاب بحيث تكون سبابة اليد تحت الصفحة، وتعكس الجهة في الكتب الأجنبية.
http://www.balagh.com/najah/najah.htm
---
(1/671)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تؤيدون تقسيم الملتقى العلمي حسب الموضوعات : سجل رأيك مشكوراً
---
هل تؤيدون تقسيم الملتقى العلمي حسب الموضوعات : سجل رأيك مشكوراً
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2007, 08:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أكثرنا عليكم أيها الإخوة الفضلاء لأننا نشعر بحقكم في المشاركة في كل قرار يتخذ بشأن هذا الملتقى فهو لنا جميعاً ، وقد سبق أن اقترح عدد من الفضلاء تقسيم الملتقى العلمي إلى أقسام بحسب الموضوعات :( التفسير - علوم القرآن - القراءات - التجويد - صدر حديثا في الدراسات القرآنية ) ونحوها . غير أننا في إدارة الموقع لم نشأ أن نصنع هذا لأننا نشعر أن في ذلك تشتيتاً للمتابع للموقع ، فالغالب أن المتصفح يدخل قسماً واحداً بكثرة ، ويقل تردده على بقية الأقسام فيفوته ما فيها من العلم .
غير أنني فكرت في هذا الآن فرأيتُ أننا قد نظرنا للأمر بعين المشرفين وأغفلنا عين القارئ المستفيد ، فربما يكون الأفضل والأسهل للمتابع أن يذهب للقسم الذي يروق له ، ويهمه أمر متابعته دون بقية التخصصات الأخرى في الدراسات القرآنية ، ويمكن للمتابع اليومي للملتقى أن يذهب لأيقونة (مشاركات جديدة (http://www.tafsir.org/vb/search.php?do=getnew)) فيقرأ المشاركات الجديدة في كل الأقسام . وقد تفضل أخي العزيز المشرف الدكتور مساعد الطيار وفقه الله بطرح فكرة جميلة لو تمكنا من تطبيقها تقنياً تجدها هنا كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7061) غير أنه لم يأتنا من يخبرنا بإمكانية ذلك تقنياً ، ولو تيسرت لعدلنا عن فكرة التقسيم ، وهي لو تحققت ذهبنا إليها في وقت .
فالآن أشيروا علينا بما ترونه في هذا :(1/672)
- إن رأيتم تقسيم الملتقى إلى أقسام بحسب الموضوعات فعلنا ، وجربنا مدى فائدة هذا للمتصفح ورصدنا الأراء خلال مدة التجربة . فإن كانت أفضل وأنفع أبقيناها ، وإلا عدنا للطريقة الحالية ، فأمر تقسيم الملتقى وإعادته أمر سهل من حيث التقنية ولله الحمد .
- وإن رأيتم إبقائه على حاله الآن فيكون هذا بعد الاطمئنان لرأيكم في الأمر .
وفقكم الله جميعاً لما فيه الخير .
الرياض في 29/1/1428هـ
---
أمين الشنقيطي
02-17-2007, 08:43 PM
أخي الكريم خادم الدراسات القرآنية الدكتور: عبد الرحمن الشهري حفظك الله،
ليس من الأولويات هذا التقسيم لاسيما وأن الصفحة الأولى مشتركة بين كل الرواد والزائرين،
وهي بمثابة الفهرس،
لكن لوأمكن تمييز كل تخصص في الصفحة الأولى للملتقى بلون أو علامة بارزة،
بعد ذلك ماعلى الراغب في تخصص ما، إلا أن يطلب ما يريده،
وأرى من الآن القيام بفهرسة شاملة وفق التخصصات القرآنية،وإرسال مطالبات لمن له مشاركة لم ينهها بإنهائها،
أوبإدارة حوار معه، وهذا دوركم كمشرفين أجزل الله لكم الثواب. والله الموفق.
---
أبو بيان
02-17-2007, 09:22 PM
أقترح إبقاء الملتقى على ما هو عليه من التنوع,؛ لأن في التقسيم تشتيت مرهق بتتبع الأقسام ومواصلة موضوعاتها, وعلى الأخص الموضوعات الحوارية المشتركة, وسيضعف التفاعل مع الموضوعات التي تًطرَح للمناقشة والحوار العام لتواريها في هذه الأقسام.
ولإفادة القارئ المستفيد أقترح بدلاً من التقسيم على الموضوعات: إصدار فهارس موضوعية دورية - كل أربعة أشهر مثلاً - تُثَبَّت في ركن خاص على الصفحة الأولى, يجد فيها الزائر رغبته في التخصص الذي يريد النظر فيه.
---
عبدالرحمن السديس
02-17-2007, 09:46 PM(1/673)
التقسيم غير جديد فهو يشتت، ومعدل المشاركات اليومية في الموقع قليل على هذه الصفحة، فإذا قسم صار أقل بكثير فربما يمضي اليوم والأيام ولم يضف شيئا في بعض الأقسام المستحدثة، وهذا يسقط قيمة الموقع، فالزائر إذا لم يجد جديدا اليوم ولا غدا و... غادر بلا رجعة !
---
أبو فهر السلفي
02-17-2007, 10:19 PM
التقسيم غير جديد فهو يشتت، ومعدل المشاركات اليومية في الموقع قليل على هذه الصفحة، فإذا قسم صار أقل بكثير فربما يمضي اليوم والأيام ولم يضف شيئا في بعض الأقسام المستحدثة، وهذا يسقط قيمة الموقع، فالزائر إذا لم يجد جديدا اليوم ولا غدا و... غادر بلا رجعة !
وبمثل قول أستاذي عبد الرحمن أقول....
---
أحمد القصير
02-17-2007, 11:35 PM
التقسيم جيد لو كان ثمة مشاركات كثيرة أما والحال أن المشاركات قليلة فلا أرى التقسيم فربما كما أسلف الأخوة يكون سببا في هجر الملتقى
---
ابن الجزيرة
02-18-2007, 04:46 AM
أقول كما يقول الشيخ أحمد القصير، فالمشاركات ليست بالكثرة بحيث نحتاج معها للتقسيم، وكم حصلنا على فائدة بسبب هذا التنوع، ما كان لنا أن نحصل عليها مع التقسيم، والأمر إليكم.
---
نياف
02-18-2007, 06:38 AM
التقسيم غير جيد للأسباب التي ذكرها الاخوان
ولكن إن فتح باب التسجيل في المنتدى مع الأشتراط أن تكون المشاركات في علوم التفسير والدراسات القرانية فقط فسوف يكون التقسيم جيد ومفيد
والله أعلم
---
محمد الربيعة
02-18-2007, 08:55 AM
كما قال الأخوة جميعاَ التقسيم يشتت الملتقى ، والجمع بركة وتنوع
---
أحمد البريدي
02-18-2007, 11:49 AM
أرى أن يقسم الملتقى العلمي إلى قسمين أساسيين فقط ولا يزاد على ذلك فيكون عندنا الملتقى العلمي بمسماه الحالي وتفرد القراءات بملتقى خاص تحت اسم : ملتقى القراءات القرآنية ,أما بقية التقسيمات فهو مشتت للذهن كما ذكر الأخوة .
---
د.خضر
02-18-2007, 12:20 PM(1/674)
أرى ان يظل الأمر على ما هو عليه، فلو كانت المشاركات قلية الآن مع لفت النظر لكل الموضوعات، فستنعدم عند
التقسيم في بعض الأقسام فليتدبر وإلى الأمام دوما.
---
عبدالله العلي
02-18-2007, 12:24 PM
وبمثل قول أستاذي عبد الرحمن أقول....
وبمثل قول شيخي أبي فهر أقول
---
أبو عدنان
02-18-2007, 12:38 PM
مبادرة طيبة للتطوير..جزاكم الله خيراً
لكن الموقع في هيئة المكتنزة (الحالية) جيدٌ ..!
فلا أرى داعياً لتقسيمه و تشتيته، وهو الآن بأحسن حال .
---
د.عبد الله الجيوسي
02-18-2007, 12:57 PM
ارى انه يمكن التقسيم إلى قسمين اثنين كما ذكر أخي د. البريدي لكن مع اختلاف في التطبيق
قسم يعنى بالمشاركات والجديد والمتابعة وقسم يعنى بالفرز الموضوعي التلقائي، ولعلنا نجد طريقة للجمع بين الامرين دون الحاجة إلى اعادة الترتيب من جديد
حيث إنه من وجهة نظري القاصرة من الصعب على المتصفح الجديد متعرفة الموضوعات التي تم تناولها
---
أحمد محمد نجيب
02-18-2007, 06:10 PM
أرى أن يقسم الملتقى إلى ثلاثة أقسام ،فيكون عندنا الملتقى العلمي بمسماه الحالي وتفرد القراءات بملتقى خاص , وكذلك يفرد قسم للمشاركات الجديدة، حتى يسهل الاطلاع على آخر ها.
---
محمود الشنقيطي
02-18-2007, 06:19 PM
أرى أن الأولى بقاء ما كان على ما كان عليه...(ابتسامة)
---
محب القراءات
02-19-2007, 01:00 AM
ولإفادة القارئ المستفيد أقترح بدلاً من التقسيم على الموضوعات: إصدار فهارس موضوعية دورية - كل أربعة أشهر مثلاً - تُثَبَّت في ركن خاص على الصفحة الأولى, يجد فيها الزائر رغبته في التخصص الذي يريد النظر فيه
أتفق مع الأخ أبو بيان في هذا الرأي
---
فهد الوهبي
02-19-2007, 01:52 AM
رأيي أن كثرة التقاسيم تشتت المتصفح ، ولكن إن لزم الأمر أرى أن يكون التقسيم ثنائياً بحيث يكون التفسير وعلوم القرآن في قسم ، والقراءات والتجويد في قسم آخر ..
بارك الله في جهودكم ...
---(1/675)
إبراهيم الحميضي
02-19-2007, 05:05 PM
أوافق الشيخ فهد على رأيه..
---
أبو العالية
02-19-2007, 05:08 PM
الحمد لله ، وبعد ..
أفضِّل بقاءه كما هو الان .
ودمتم على الخير أعواناً .
---
أبو معاذ الشمراني
02-19-2007, 09:10 PM
.... ولماذا لانجرَب ؟.... وفقكم االله ,,,
---
عمار
02-20-2007, 10:26 AM
مع الرأي الذي يقول بعدم التقسيم نظرا للأسباب التي ذكرها الإخوة الكرام.
وفق الله الجميع ،،،
---
أحمد البريدي
02-20-2007, 03:46 PM
الملتقى بحمد الله يضم عدداً طيباً من المتخصصين بالقراءات رواية ودراية , والمشتغلون بهذا الفن بالعالم الاسلامي بحمد الله كثير , فإفراد ما يختص بالقراءات ويدخل معه التجويد تبعاً سيكون له ألاثر الطيب على شريحة كبيرة لا تعنيهم بقية مسائل الملتقى الدقيقة , ويمكن حال إفراده وضع جملة من الأفكار لتفعيله بحيث يكون له خصوصية خاصة يستفيد منه طلبة العلم المهتمون بهذا الجانب والمشتغلون بتحفيظ القرآن من المعلمين والمتعلمين , ولعل الأخو لا يكتفون ب نعم أو لا بل يشاركون بإطروحات جديدة واقتراحات مناسبة لتفعيل دور الملتقى وخدمة مرتاديه .
---
دمعة الأقصى
02-20-2007, 10:59 PM
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لالالالالا للتقسيم.
وجزاكم الله خيرا.
---
د.أحمد شكري
02-21-2007, 07:24 AM
أشكر لفضيلة المشرف على الموقع حرصه على معرفة آراء المتعاملين والمتابعين لهذاالموقع المتميز
وأنا أرى أن التقسيم الحالي للموقع جيد وفيه فوائد عديدة يطلع القارئ من خلالها على موضوعات لم يكن يقصدها وهذه فائدة كبيرة
وأوافق الإخوة الذين اقترحوا الفهرسة الدورية للموضوعات فلعها تغني عن إعادة نثر الموقع وإن كان التجديد أمرا حسنا تحبه النفوس وترغب فيه
وبارك الله فيكم على الجهود الطيبة
---
د.عبد الله الجيوسي
02-21-2007, 12:59 PM
ربما تحتاج المسألة إلى قضية فرز الموضوعات(1/676)
فمثلا نجد في الموقع جهد كبير في التعريف بالكتب الصادرة حديثا( بارك الله في الاخ المشرف) هذه مثلا لو عمل لها ارشفة بحيث تكون كلها في مكان واحد.
وهكذا لكثير من الجوانب التي يهتم بها الموقع
بحيث يسهل على متصفح الموقع الوصول إلى ما يبحث عنه في الموقع، وهذا لا ينقص من قيمة الومقع الذي نفخر به ونعتز بما وصل إليه
---
نورة
02-21-2007, 01:11 PM
أرى أن يقسم الملتقى العلمي إلى قسمين أساسيين فقط ولا يزاد على ذلك فيكون عندنا الملتقى العلمي بمسماه الحالي وتفرد القراءات بملتقى خاص تحت اسم : ملتقى القراءات القرآنية ,أما بقية التقسيمات فهو مشتت للذهن كما ذكر الأخوة .
أتفق مع رأي الشيخ أحمد البريدي..
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2007, 07:31 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، وقد سعدتُ برأي من تفضل بإبداء رأيه منكم .
وقد نفذت فكرة فهرسة الموضوعات بحيث نجمع بين الفكرتين دون التقسيم وبدأت بفهرسة موضوعات (صدر حديثاً) على هذا الرابط :
فهرس متجدد لموضوعات (صدر حديثا في الدراسات القرآنية) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7447)
وهي بداية لمعرفة رأيكم في طريقة الفهرسة وهل هي مناسبة أم لا بهذه الطريقة حتى نستمر فيها فاكتبوا رأيكم هنا أو هناك ، ثم نقوم بإذن الله بفهرسة بقية الموضوعات ونقتسمها فيما بيننا ، حتى لا ينتهي شهر صفر هذا إلا وقد انتهينا من الفهرسة بإذن الله .
وفقكم الله جميعاً وسدد خطاكم وآراءكم .
الرياض في 3/2/1428هـ .
---
محمد الحوري
04-10-2007, 02:18 PM
أرى تقسيم الملتقى حسب الموضوعات ليكون أسهل في الوصول إلى المراد
---
أم قتادة
04-10-2007, 04:14 PM
نعم، إذا أمكن إفراد قسم للقراءات القرآنية...........فهذا مما يساعد على حفظ وقت الأعضاء..........وجزاكم الله خيرا
---
د.أحمد شكري
04-10-2007, 06:27 PM(1/677)
من خلال اطلاعي على مواقع أخرى مماثلة ظهر لي أن التقسيم أجود من عدمه وأن التغيير إلى الأحسن أحسن، وأن البحث على الباحث حال تقسيمه أيسر ولذا فأنا من دعاة التقسيم وأستشهد بما هو موجود في المكتبات من تقسيم يعين الباحث على الوصول إلى بغيته بسهولة، مع وجود مجال أو باب يجمع المشاركات الجديدة من جميع الأقسام، وكما قال فضيلة الدكتور الشهري: يمكن أن نجرب فإن لم تجده حسنا عدنا، وإن وجدناه حسنا عدنا للبحث إلى الأحسن.
---
فاضل الشهري
04-11-2007, 12:11 PM
وفقك الله أبا عبدالله والذي أراه أن ينقسم الملتقي إلى قسمين قسم يخص الموضوعات التي لا تخص القرآن وعلومه
وهي المواضيع العامة والقسم الآخر هو الذي يبحث في ما وضع له الملتقى ويدخل في ذلك التفسير وعلوم القرآن
والقراءآت وفق الله الجميع لكل خير
---
عيسى الدريبي
04-12-2007, 01:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
تحية عاطرة لجميع الفضلاء المشاركين في مناقشة هذا الرأي والقارئين له
أيها الاخوة :سبق أن طرحت هذا الرأي وهورأي التقسيم للملتقى في مشاركة سابقة،لما له من أثر متميز في جمع شتات الابحاث والاطروحات والمناقشات والكتب ،وأنا على يقين أن في ذلك خدمة للباحثين والمتخصصين تجعل للملتقى قيمة عالية ،وتجعله مقصدا للباحثين ،ييممون (ماوساتهم) شطرهذا الملتقى حينما يريدون موردا يأرزون إليه لتتبع موضوع أومالجديد في تخصص ما من تخصصات هذا العلم المبارك
وانني أشكرالدكتور عبد الرحمن الشهري لطرحه هذا الموضوع لطلب رأي الاخوة والاخوات فيه ، الاأنني أطالبه بالتزامه بأثر هذه المشورة وإكمال هذه الر وح الديمقراطية في الاستجابة للمطالبين بالتقسيم ،والاحتكام لصناديق الاقتراع في التصويت ، وإلافانني أحذره انقلابا يطيح بكرسيه ،مع انني أعلم سلفا أثر هذه الخطوة لكثرة أتباعه ومحبيه؟؟؟
(عذرا هل هذه المداعبة)
تحياتي لك أخي عبدالرحمن ،ولجميع الاخوة والاخوات
---
عبدالرحمن الشهري(1/678)
04-13-2007, 05:59 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الآراء النيرة ، والمشاركة الفاعلة في بناء هذا الموقع واستمراره وتميزه .
وقد رأت إدارة الموقع بعد جمع آرائكم وتقليبها ، النزول عند رغبة الكثير بإفراد قسم جديد باسم : ملتقى القراءات والتجويد ، وسد الثغرات في التخصصات الفرعية في الدراسات القرآنية الأخرى بصنع فهارس دقيقة لكل قسم .
بناء على رغبتكم : افتتاح قسم جديد في الملتقى (ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7923)
وإنني أشكر الدكتور عبد الرحمن الشهري لطرحه هذا الموضوع لطلب رأي الاخوة والاخوات فيه ، الاأنني أطالبه بالتزامه بأثر هذه المشورة وإكمال هذه الر وح الديمقراطية في الاستجابة للمطالبين بالتقسيم ، والاحتكام لصناديق الاقتراع في التصويت ، وإلافانني أحذره انقلاباً يطيح بكرسيه ، مع انني أعلم سلفا أثر هذه الخطوة لكثرة أتباعه ومحبيه؟؟؟
حياك الله أخي الحبيب أبا عبدالمحسن ، وأنا رهن إشارتكم إلا أن للموقع مجلساً لا نستبد بالرأي دونه ، وإني شخصياً أرى عدم التقسيم ، لكن رغبتكم ورغبة الفضلاء مقدمة عندي ، وأنا أسعد بتقديم رأيكم على رأيي لأن الموقع لنا جميعاً، ولعلنا نلبي هذه الرغبات شيئاً فشيئاً حتى يتكامل الموقع ، وتفعل بعض الخدمات والجوانب فيه لتكون أقرب وأسهل للجميع .
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم ورأيكم السديد ، والموقع لا يقوم إلا بأمثالكم من الفضلاء الحريصين على الارتقاء بهذا العلم بكل تخصصاته وفروعه ، ونسأل الله التوفيق والسداد ،،،
الجمعة الموافق 25/3/1428هـ
---
أمين الشنقيطي
04-13-2007, 10:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/679)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أخي خادم الدراسات القرآنية،الدكتور عبد الرحمن الشهري،حفظه الله، رأيتم بارك الله فيكم أنتم وإخوانكم مشرفوا الملتقى تقسيمه إلى عدة فنون علمية تتعلق بالقرآن الكريم، كان آخرها ملتقى القراءات والتجويد، وهذاشيء طيب، على أن تقوموا بتقييمه بعد فترة من الزمن من تجربته ، فلعله يمكن أن تكون هناك مقترحات أخرى، فتميزون علماً آخر بملتقى خاص به على غراره، كالإعجاز العلمي،والبحث العلمي ودروسه النظرية والتطبيقية في تخصص التفسير وتدريسه، وكذلك ابتكار ملتقى الملتقيات الذي يمكن أن تضعوا فيه روابط ملتقيات أخرى في التخصص يمكن استعراضها من خلال ملتقاكم بالاتفاق مع أصحابها،وغير ذلك من الأفكار المفيدة.
أخيراً بهذه المناسبة أحسب أننا نحن المداومون على الملتقى العلمي غير المتخصصين في التفسير، قدلانتقابل في محاورة علمية هادئة لفترة طويلة، وذلك بعد أن اجتمعنا فترة دام خمس سنوات،فإليكم تحياتي وتقديري أهل التفسير في ملتقاكم (الملتقى العلمي: للتفسير) بعد التقسيم.هذه كلمات أحببت أن أهمس بها لك أخي الكريم، وإلى لقاء في ملتقيات أخرى مباركة على مائدة القرآن الكريم وعلومه ودراساته.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 11:06 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور أين على هذه الكلمات الطيبة الصادقة ، وأعدك أن ترى بإذن الله ما يسرك من المشروعات العلمية عبر هذه الشبكة العلمية قريباً ، وأن نكون دوماً عند حسن الظن إن شاء الله .
---
(1/680)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > نصائح للمحافظة على الحاسوب من التلف
---
نصائح للمحافظة على الحاسوب من التلف
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 05:19 PM
* ضع حاسبك بعيداً عن مصادر الحرارة وأشعة الشمس المباشرة، مع عدم وضع المشروبات بالقرب من الجهاز، وعدم وضع آلة الطباعة على نفس الطاولة مع الحاسب، حيث يوجد داخل الحاسب وحدة الاسطوانات الصلبة وهي تحتاج إلى سطح مستقر واهتزاز آلة الطباعة في أثناء عملها قد يؤثر على كفاءة هذه الوحدة.
* عدم فصل أي وحدة من وحدات الحاسب أو ربطها به مرة أخرى الا بعد فصل التيار الكهربائي. وعند تشغيل الجهاز يجب تشغيل الوحدات المتصلة به أولاً كالطابعة والشاشة قبل تشغيل الجهاز نفسه.
*يجب غلق الجهاز بالطريقة السليمة، أي إنهاء عمل جميع البرامج قبل الإغلاق وليس بقطع التيار الكهربائي. ومن الأفضل تنظيف الجهاز من الداخل بواسطة الفني المختص كل ستة أشهر أو سنة.
* غلق الحاسوب وفتحه عدداً كبيراً من المرات خلال فترة قصيرة من الوقت قد يؤدي إلى إتلافه
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 05:42 PM
*لا تضع جهازك قرب النافذة حتى لا يكون عرضة لأشعة الشمس, ولا تجعله قريبا من مصدر حراري كالمدفئة مثلا
*لا تلمس الشاشة باصابعك حتى لا تكون بقع دهنية تحد من وضوح الصورة
*لا تعرض جهازك للمطر أو الرطوبة
*لا تجعل جهازك عرضة للأتربة أو الغبار
*يجب وضع جهازك بعيدا عن الحائط بمقدار 20 سم تقريبا حتى تتاح تهويته من جميع الجهات
---
ابن الجزيرة
05-30-2006, 08:26 PM
* غلق الحاسوب وفتحه عدداً كبيراً من المرات خلال فترة قصيرة من الوقت قد يؤدي إلى إتلافه[/quote](1/681)
ما الظابط لهذه الفترة في اليوم أربع ثلاث سبع مرات ما العدد الذي يؤثر , ثم ألا يتأثر الجهاز بتركه مفتوحاً لمدة خمس ثمان ساعات متواصلة حتى دون الحاجة للعمل عليه , وهل التوفير في الكهرباء بتركه مفتوحاً أم إغلاقه وفتحه مرات متتابعة في اليوم .
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 08:41 PM
المبالغة في فتحه وغلقه في خلال فترة قصيرة هو الذي قد يؤثر ، وأي جهاز تشغله كثيراً فهذا من يأخذ من عمره ، فمثلاً الهارد الحديث عمره 75 سنة تشغيل له ، والتوفير في الكهرباء يكون بإغلاقه وفتحه مرات متتابعة في اليوم
---
ابن الجزيرة
05-30-2006, 11:15 PM
جزاك الله خير, ونفع بك الإسلام والمسلمين .
---
ابن الجزيرة
06-02-2006, 08:03 PM
أستاذنا العزيز: ماهو الأفضل لبطارية المحمول شحنها مع إغلاف الجهاز أو لا ضرر من شحنها والجهاز يعمل وهل هناك ضرر من تركها في الجهاز والجهاز يعمل بموصل الكهرباء لمدة طويلة حيث يعمل الشخص منا على جهازه دون الحاجة للخروج به لمدة شهر أو شهرين أو نحوهما فهل الأفضل إخراج البطارية من الجهاز في هذه المدة أو لا يوجد ضرر من تركها فيه والكهرباء موصلة ؟
شاكرين لكم جهودكم .
---
ابن الجزيرة
06-03-2006, 08:05 PM
ياليت تتكرم علينا بالإجابة أستاذنا الكريم , ولك منا خالص الدعاء .
---
سامي عبدالعزيز
06-05-2006, 03:02 PM
الاحسن لو تشحن موبايلك وهو مغلق لان الكهرباء احيانا ترتفع او تنزل قوتها وهذا ياثر على الجهاز خاصتا لو يكون محل نجارة او حدادة قريب منك آلاته عندما تشتغل تسبب عدم انضباط في قوة الكهرباء
ثانيا مش جيد ان تترك الجهاز وهو موصول بالكهرباء بعد ما يتم شحن الباطرية على الآخر هذا سيسبب لها التلف وتنتهي مدة صلوحيتها الافتراضية بسرعة اكثر يعني لو البطارية كانت مدتها الافتراضية سنتين او 3 ستنتهي في فترة اقل
---
ابن الجزيرة
06-05-2006, 08:04 PM
بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك فجهودك مشكورة .(1/682)
---
(1/683)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل يا اخي كتاب دعوة المقاومة الإسلامية العالمية للشيخ أبو مصعب السوري
---
حمل يا اخي كتاب دعوة المقاومة الإسلامية العالمية للشيخ أبو مصعب السوري
---
ناصر التوحيد
04-22-2006, 08:28 PM
السلام عليكم
أمتن الله علي بقراءة كتاب دعوة المقاومة الإسلامية العالمية ، وهو سفر عظيم القدر كثير الفوائد فيه خلاصات التجارب الجهادية وقد حرره المؤلف المهندس الحبيب ابو مصعب السوري حفظه الله تعالى وجمعنا به في كهوف افغانستان ..
عنوان الكتاب : دعوة المقاومة الإسلامية العالمية .
عدد صفحاته في الورد 1600 صحيفة ولا ادل على اهمية الكتاب من تسارع المخابرات العالمية على حذفه اين ما وضع .
هذا وان شاء الله سوف اقوم بإذن الله بنشر مليون نسخة منه وترجمته لعدة لغات عسى الله ان يتكب لنا حظ في جهاد الكلمة ..
دعوة المقاومة طريقك إلى الجهاد ..والمعالي لا تتردد في قرءته مهما كان توجهك والله سوف تحصد الكثير من الفوائد ..وتاخذ مفاتيح العمل ..
ملاحظة الكتاب على ملف مفكرة يحتاج لقص ولصق في ورد
الروابط
http://www.uploadtemple.com/view.php/1145723547.zip
http://www.megaupload.com/sa/?d=DL4T5CZK
http://d.turboupload.com/d/536714/1583159316081577_157516041.zip.html
---
(1/684)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المجموعة الثانية من ..تساؤلات....
---
المجموعة الثانية من ..تساؤلات....
---
أميرة بيتها
04-14-2004, 11:24 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بعد المساعدة الكبيرة التي تلقيتها منكم في المجموعة الأولى من أسئلتي أدعو الله أن يجزيكم عليها خير الجزاء
أرسل لكم هذه المجموعة الثانية :
(1)"وأتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان .."الأية ما المقصود بملك سليمان ولماذا لم يقل على سليمان؟
وهل هاروت وماروت شيطانان؟ ولكاذا عبر بكلمة تتلوا دون غيرها ما قوة التعبير في أستخدامها؟
(2)"وقالت اليهود ليست النصارى على شيء و ..."الأية ما المقصود ب ليست على شيء؟هل يقصدوا الكتاب؟
(3)فأن أحصرتم فما أستيسر من الهدي"ما المقصود فإن أحصرتم؟
(4)"لا تضآر والدة بولدها ....وعلى الوارث مثل ذلك"ما المقصود بـ على الوارث مثل ذلك؟
(5)في تكرار لقصة موسى عليه السلام إختلف وصف خروج الماءعند ضرب الأرض بالعصا "فأنبحست -فانفجرت ..." ما الفرق وما الحكمةمن ذلك؟
(6)"حافظوا على الصلواة والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين "هل الصلاة الوسطى هي العصر وما هو القنوت هل يكون في كل ركعة أم في الأخيرة ؟ولماذا ذكرها بعد الصلاة الوسطى هل من الأفضل أن يكون فيها خاصة ولماذا
جاءت الأية التالية مسبوقة بحرف عطف؟.
أرجو أن لا أكون أكثرت في هذا الجزء من الأسئلة إذا كنت قد فعلت أخبروني حتى أقلل في المرات القادمة بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
---
(1/685)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد- للدكتور أحمد خيري العمري
---
الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد- للدكتور أحمد خيري العمري
---
عزام عز الدين
11-11-2006, 04:42 PM
أمام إلحاح أطفالي نقعت في الماء بعض بذور البطيخ الأصفر (الشمام) والذي له طعم مثل العسل! وقد أخذت البذور من (بطيخة) نادرة الطعم زكية الرائحة، ثم زرعناها في وعاء خاص ، وبعدها ظهرت وريقات صغيرة استحالت إلى نبات فتي يملأ العين خضرة وبهاء! وبقينا ننتظر الأزهار التي تعقبها الثمار الشهية ، ولكن عبثاً! ومنذ أيام ودعنا آخر عرق أخضر فقد ماتت نبتتنا! ومع ذلك الوداع أدركت جهلي! فذلك النبات أميركي! وصممت بذوره خصيصاً لتنبت مرة واحدة، وواحدة فقط ، وإلا فكيف سندفع (كأمة) كل سنة مئات ملايين الدولارات ثمناً لبذور جديدة !
أمتعني جداً (بقدر ما أقلقني) كتاب ممتاز ألفه الكاتب المفكر والطبيب أحمد خيري العمري ، وسماه (الفردوس المستعار والفردوس المستعاد) وقد تفضل مشكوراً بإهدائي نسخة منه، ومن ذلك الكتاب علمت لماذا لاتنبت البذور مرتين!
يذكر الأستاذ العمري أنه في عام 1915 حصل ماغير وجه العالم ، فقد حصل إفراط في الإنتاج ، وتكدست البضائع ، فقلت أرباح الرأسماليين الذين التجئوا إلى هنري فورد (1863-1947) فأحال الأمر إلى قسم الدراسات الاجتماعية ، وبعد مداولات عاصفة خرجت مؤسسة فورد باقتراحين مذهلين : الأول : تقليل ساعات العمل من 60 ساعة في الأسبوع إلى 48ساعة! وزيادة الأجور!! وبالتأكيد لم تكن مؤسسة فورد غبية بل في غاية المكر والدهاء!(1/686)
كان الهدف هو إيجاد وقت للراحة والترف! وبالتأكيد فيجب أن تكون الجيوب ممتلئة! وإذا وجد الفراغ والمال فشيطان التسوق هو ثالثهما من دون جدال. [منذ فترة افتتح عندنا في الشام مركز تجاري ضخم لم يجد أصحابه إلا عبارة في غاية السماجة والعامية للدعاية له وهي: ( كتير كتير تسوق) مع صور غريبة تناسب سكان مونت كارلو ونيس (الأتقياء) في الستينات!].
كان فورد عدواً لدوداً للحركات العمالية، ولكنه كان أدهى منها بكثير ، فأوقع الكل في فخ الاستهلاك ، وببعض الدعاية المغرية كالتخفيضات الموسمية والتقسيط المريح استطاع فورد وخلفاؤه انتزاع بقية المدخرات التي وفرها العمال المساكين.
عدت لأنظر في كتاب الفردوس المستعار والفردوس المستعاد فوجدت أنه قائم على ثلاثة محاور أساسية: أولها يتحدث كيف أن المواجهة مع المنظومة الأميركية ليست مواجهة عسكرية بل إن هناك ديناً أميركاً لم يبدأ عمله عند سقوط بغداد بل هو سرطان متغلغل في كثيرين ، والصراع العسكري وجه واحد لصراع حضاري وقيمي يطرح نفسه كدين بالمعنى العميق وهذا كله في مواجه فرد مقموع ومهزوم ومكبوت في طاقته الإنسانية كلها [جزى الله الحكام ماهم أهله]، ولم يعد الدين (الأميركي) حكراً على أميركيين وطنيين حتى العظم! بل أصبح له ملايين الأتباع الذين يحملونه حتى وإن لم يدركوا ذلك! ومادام لكل دين إعجازه فقد كانت معجزة الدين الأميركي منبعثة من روحه (أي حسية صرفة) تقدم إبهاراً تقنياً يشل قدرات الفرد ويقضي على أي جدال أورفض .(1/687)
يرسل إلينا الدين الأميركي كل يوم ملايين الرسائل عبر الإعلام والتحليلات والتربية والثقافة والأجهزة التقنية، والتقدم العلمي والمخترعات ووسائل الاتصال والتعبير والمؤسسات والخدمات والترفيه وحل المشاكل ... وهو دين لايصطدم مع أحد ولا يحارب العقائد مباشرة ولكنه يزحف ببطء مخيف مكتسباً مواقع ثابته يصعب جداً إعادة التمكن منها ، والأمكر أنه لايعارض العبادة ولا يمنع أحداً من مزاولة ما يعتقد ، بل يهنئ ويفتح الأبواب ويبارك ويصافح بينما يفرغ القيم الأساسية ليضع قيمه هو ومبادئه ونظرته وعقليته بل يسكب روحه سكبا في كل مفصل فيناً.
لب هذ الدين قائم على فكرة الحلم الأميركي من الرفاهية والترف والعيش في جنة السلع الأرضية.
وكما أفرغ فورد جيوب العمال المساكين ، فقد أفرغ الدين الأميركي الأرض من قيمها ، فأوحى لها أن التقدم إلى الفردوس (المستعار والوهمي والمزيف) رهن بخلاصها من الفردوس الآخر (وهو القديم والموروث والممل ).
[إن النزهة القصيرة التي قرر الدين الأميركي ومنظومته العسكرية أن يقوم بها لمدة أسبوعين في بغداد! لتحريرها من الطغيان البعثي كانت فردوساً مزيفاً ، ولم يدرك سدنة الدين الأميركي أن هناك فردوساً آخر استطاع الذين يريدون استعادته أن يبقوا القوات الأميركية تغرق في الوحل العراقي خمس سنوات عجاف ولا يعلم إلا الله عواقب ما ستأتي به الأيام].
فردوسنا الذي فقدناه (أخلاقاً وديناً وعادات وترابطاً اجتماعياً ومروءة وإنسانية) يضع الدين الأميركي بديلاً عنه فردوساً مستعاراً ، خلفه أعلى معدلات الاغتصاب في العالم وأكثر نسب الاعتداء على المحارم ،وأعلى نسبة طلاق وأكبر نسبة جريمة وإدمان مخدرات وكحول وسرقة وقتل وعيادات نفسية وتفكك عائلي ومآوي عجزة وتفكك اجتماعي وخواء روحي ...) .(1/688)
بعد ذلك يتحدث الكاتب عن أن الخروج من الجنة (والذي تتفق عليه أدبيات الأديان الكبرى) قد اعتراه التشويش ، وقامت هوليود بتحويل الأمر إلى موضوع جنسي! بينما كان الأمر حداً يتأدب به البشر وتتدرب به النفس فلا تجمح نحو تدمير ذاتها، ومن آدم إلى إبراهيم إلى محمد صلى الله عليهم جميعاً كانت هناك دائماً ضوابط للتوازن وإخراج من الحضيض وإعادة توجيه نحو الفردوس الحقيقي الذي لا يجوز أن نتوه عنه.
وكما لكل دين ثوابته وأركانه فللدين الأميركي أركانه أيضاً! وهي : المادية والفردية والاقتصاد الحر والاستهلاك والعيش (الغرق) في الحاضر!
الركن الأول قديم قَوي في القرن الخامس الميلادي ثم خفت بانتشار المسيحية، وعيب الدين الأميركي أنه لا يجعل المادة مكوناً من المكونات الحضارية وفقط ، بل أنه يندر قيام حضارة ارتكزت على عنصر واحد مثلما فعلت الحضارة الأميركية [وهو ماسيجعلها تتآكل ذاتياً في المستقبل] وكل الأسئلة جوابها : المادة والطاقة، أوقل : الحواس الخمس! فهي الرؤية الأكثر تبسيطاً لأكثر الأمور تعقيداً! ، إنهم بالضبط كما يقول تعالى : (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) (الروم:30/7)، ويشير الكاتب إلى أمر خطير ، وهو أننا نقول أن هناك توازناً في الإسلام بين المادة والروح ، فنجعلهما قسيمين، والأمر ليس كذلك فعالم المادة جزء ظاهر من عالم غير مرئي وأرحب بكثير ، وهو عالم الغيب ، فلا تناقض ولا تصادم ولاتوازن ولا تعادل ولا تساوٍ ، إنما جزء صغير ظاهر من جزء أعظم غير ظاهر ، فهل نؤمن بالأول لأننا نراه وننكر الآخر لأننا لا نراه (مادياً).(1/689)
مع أن ألأميركيين ليسوا هم الذين اخترعوا الفلسفة المادية لكنهم عاشوها ومضوا إلى أعمق غور فيها! وهنا برزت النفعية (البراجماتية) كفلسفة ميزت أميركة وهي أهم إضافة سلبية قدمها الأميركان إلى الحضارة عندما شطبوا كل الأديان والمذاهب والفلسفات ووضعوا معياراً جديداً ، فكل شيء ليست له قيمة مالم تكن له نتيجة عملية على أرض واقع مؤلف من بعدين وحواس خمس فقط! [انتبه : لعلك تحمل هذا الوهم طيلة حياتك وأنت لاتدري].
ليس المهم الصواب والخطأ ، الخير والشر ، الحرام والحلال ، الألم والشقاء ، المهم فقط المنفعة المادية الآنية! [ومن أجل ذلك فبدهي أن تباد حضارة الهنود الحمر ويقتل عشرات الملايين ، وأن يستعبد ملايين الأفارقة بعد خطفهم من أفريقية ، وأن تدمر هيروشسيما وناغازاكي بالقنابل النووية ، وأن يكذب بقصة الأسلحة النووية العراقية سنوات بعد حصار ظالم لشعب العراق استمر عشر سنوات وحصد مئات الألوف من الأطفال الأبرياء وسبب من الويلات والنكبات مالا يحصيه عد ، وبدهي أن تنزل القوات الأميركية في أفغانستان ثم العراق وغداً دارفور وربما بعده لبنان أو سورية (لاسمح الله) وإدارتهم تكذب وتكذب وتكذب وتتحدث عن الإرهاب وهي ترمق النفط وتتحدث عن الديمقراطية وهي تريد ضمان الاستقرار لحليفتها التوراتية (إسرائيل) ، وتتحدث عن الاستقرار ، وقد سفكت في شعوب الأرض كلها الملايين من الدم البرئ الحرام].
[دهشت جداً منذ أيام لطالب غربي أتى يسألني عن بعض الأمور في الإسلام ، فقلت له : هل أنت تبحث عن الأمر لأهداف أكاديمية أم شخصية؟ فأجابني ببراءة : سأخبرك عن تفكيري حول الدين : إنني لست أتبع أي دين فإذا قال الناس أن هناك خالقاً وجنة وناراً ويوماً آخر فأنا أقول بذلك ، وإذا هم أنكروا كل ذلك فأنا معهم!! وهو مثال سافر عن البراجماتية العجيبة].(1/690)
وهناك من سيقول (متفلسفاً) : إن الله تعالى يقول أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وسيطرب أتباع الدين الأميركي لهذا الاكتشاف! غافلين عن الفرق الأساسي بين النفع الشرعي الذي هو للناس ، والنفع الأميركي الذي هو للذات (وهذا له علاقة وثيقة بموضوع أخطر إذ لايوجد متبع للدين الأميركي إلا ويحمل جراثيمه، وهو عبادة الذات! مما سنركز عليه لاحقاً)].
[من النتائج الطبيعية للدين الأميركي وبراجماتيته أن ينظر الأفراد على مصالحهم التجارية فيرفضون المقاومة ضد الاحتلال لأنها لا تعين على الاستقرار الاقتصادي ، ويقبلون الاحتلال لأن الخسائر – ضمن الحواس الخمس- أقل من خسائر المواجهة] .(1/691)
أعان على الفلسفة النفعية رواد مثل سبنسر (منتصف القرن التاسع عشر) وخلاصة نظريته الماكرة جداً (وهي داروينية اجتماعية سابقة للداروينية البيئية التي أتى بها دارون) أن القوي يأكل الضعيف في البيولوجيا ، والغني يأكل الفقير في عالم الأفراد ، وتغيير ذلك سيؤخر تطور البشرية [ضمن رؤية سبنسر للبشرية] ، [من النتائج العملية أن إبادة شعوب بكاملها إنما هي عملية تنظيف ، لذلك لم يستطع الرئيس كلينتون إلا الاعتراف بتقصير الإدارة الأميركية الشديد في إيقاف مذابح التوتسي والهوتو والتي ذهب ضحيتها أكثر من مليون إنسان ذبحوا بالسيوف والفؤوس! فلا نفط عندهم ولا مصالح اقتصادية ، وموتهم سيخفف بعض الجهد عن كاهل البشرية-الأميركية- ، ونستطيع بسهولة أن نرى تلك المعاني في الأفلام الأميركية ، والتي عمادها القتل والجريمة ، فبعد انتهاء مهمة العميل يمحق ويقتل مثل حشرة فقد انتهت مهمته ، ولم يعد منه نفع حتى لولم يكن خائناً ، فقد أدى وظيفته ، ونفعه –ضمن الحواس الخمس- وليس له أي كرامة كإنسان ، ويمكن للإنسان أن يكون عطوفاً على والديه إلى حد معين ، وبعدها فدور العجزة هي المكان الطبيعي للوالدين ، إذ لا يوجد في الدين الأميركي أي شيء يمت إلى العمل لوجه الله أو الأجر الأخروي ، أو الحسنات والثواب ، والتوفيق في الحياة بسبب بر الوالدين].(1/692)
[هناك أمر حيرني ، وهو أن كثيراً ممن يعيشون في تلك المجتمعات يحبون الخير ، وهناك من يدفع الملايين لتلك الأعمال ، وهذا حق لأن الفطرة البشرية لاتموت بهذه السهولة ، ولكن حاول أن ترى ذلك السخاء في حالة الضيق والقحط ، فهل ستجد أمة ممن قال الله فيهم : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة! أبداً فحالة البحبوحة والرغد هي التي تدفع لأعمال الخير إرضاء للنزعة الذاتية وفي أحيان أخرى بقصد المباهاة ، أما عند المحنة فتزول الطبقة البسيطة من الفطرة ، ويستيقظ وحش البراجماتية ، وليس أدل على ذلك ما حصل عندما انقطعت الكهرباء في نيويورك لبضعة ساعات فقط ، فقد حصل من السرقات والنهب والاعتداء على أملاك الناس مالم يسبق في تاريخ البشر (ومثله ماحصا في إعصار فلوريدا السنة الماضية الذي نهبت فيه بعض المدن بشكل غير مسبوق)، أما في بلادنا المتخلفة فمازلت أرى الناس في الأسواق القديمة يضعون غطاء بسيطاً على بضائعهم وأحياناً مجرد عصا صغيرة ، تعلن أن صاحب المحل ذهب إلى الصلاة والبيع متوقف الآن ، ولا أحد يسرق ولا أحد يمد يده رغم كثرة الفقر والحاجة، أما عندما تحصل نكبة أو مصيبة ، فمشاعر المؤازرة والمساندة والبذل في بلادنا تبدأ من الأقل مالاً فما زالت فيهم النخوة التي لا يوجد لها مرادف عند الاستهلاكيين ، وبالمناسبة فيوجد بيننا آلاف البراجماتيين –أتباع الديانة الأميركية- وهم لايحسون بما هم فيه ، ويذكرني حالهم بشكوى لأحدهم عن قسوة قلبه ، وبعدما سمعه أحد الحكماء قال له: سل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك!]
الركن أو الثابت الثاني في الدين الأميركي هو : الفردية :
مبدأ الفردية تشكل إطاره النظري عبر ثلاثة مفكرين : رالف والد إيمرسون (1803-1882) وهنري ديفيد ثورو (1817-1862) وألكس دي توكفل (1805-1859).(1/693)
لقد هاجم الأولان كل النظم الدينية التي تدعو إلى غير الفردية ، وركزوا على أن الفرد هو القيمة الأولى والأهم في المجتمع ، وهو ينتمي لنفسه أولاً وأخيراً ، وليس من حق المجتمع أن يملي عليه تصرفاته وأفكاره ، ومن حق هذا الفرد أن يسلك أي سلوك يجلب له السعادة مهما كان مخالفا لتصور الآخرين في السعادة [ليست الانتحارات المشتركة والجنس والتحشيش الجماعي والاعتداء على المحارم واغتصاب الأطفال وتعذيبهم ، وإطلاق النار من المراهقين على أساتذتهم وزملائهم سوى مفردات بسيطة لهذا الفكر].
في كل إنسان نزعة فردية ولكن بالتربية والإيمان تصقل لتتحول إلى عامل إيجابي أو تبقى ضمن إطار لايؤدي إلى أضرار واسعة الطيف ، أما الفلسفة الفردية فهي منهج خطير ليس قائماً على إدراك دور الفرد بل يؤله الفرد ، فترى الفردية أن معيار الأخلاق والمبادئ يمر عبر الفرد ، وليس من واجبه أن يضحي من أجل غيره ، فالمجتمع صمم من أجل خدمتة ، والفردية لاتدعو للعزلة بل هي تنظيم جديد للعلاقة بين الناس قائمة على فرد مع فرد وليس علاقة فرد بمجتمع، [عند عقد الزواج الإسلامي يذكر العلماء أن العلاقة الزوجية ليست علاقة فرد بفرد ، بل مجتمع بآخر].
وماذا عن الفرد الضعيف؟ يقول إيمرسون: لايقل لي أحد أن لدي التزاماً تجاه الفقراء ، إنهم ليسوا فقرائي! [إن مايجري من أعمال الخير في المجتمعات الغربية قائم على الفردية أساساً ويبني عليها ، ولم يكن يوماً قائماً على العقد الاجتماعي ، أو الواجب الديني ، كما هو نظام الزكاة في الإسلام الذي يفرض على الأغنياء فرضاً إخراج الزكاة كي لايكون المال دولة في أيدي الأغنياء].(1/694)
حققت الفردية دوراً إيجابياً في البناء الحضاري الأميركي بإطلاق طاقة الفرد [ولو على حساب أمور أخرى]. وانبثق منها مفهوم الحرية الشخصية التي كانت طعماً ساذجاً وقناعاً لممارسة الفردية ، وعندما يصبح الفرد مشرعاً لنفسه فمعنى هذا أن أكبر عدد من الأفراد إذا اتفقوا على شيء واحد فسيملكون حق التشريع للمجتمع بغض النظر عن أي شيء آخر! [أباحت إحدى الدول الأوربية للشاذين جنسياً تبني الأطفال!! لأن مجموع المصوتين في البرلمان مع القرار أكثر من المعارضين] وتهمس لك الفردية: أنت أهم شيء ، واقبل نفسك ، وباختصار كُن ذاتك ، فلا داعي لتعديل أي شيء في حياتك إلا مايوافقك [خرجت مظاهرة في نيويورك مرة تضم عشرات آلاف الشواذ وهي تنكر على الحكومة الأميركية تقصيرها في إيجاد الأدوية التي تسمح للشاذين باستمرار سلوكهم دونه أن يضطروا للوقوع تحت وطأة الإشكالات الصحية].
كرست الفردية نوعاً من افتتان المرء بذاته ، وبنت فيه نرجسية فائقة ، ومع الوقت نمت هذه الخصلة لتتحول إلى عبادة الذات، ويصبح الفرد هو مركز الكون! [وهذا الأمر في غاية الخطورة من الناحية الشرعية]: (أفرأيتَ من اتخذ إلههُ هواهُ وأضله الله على علم) (الجاثية45/23) ، وعندما تستقر تلك العبادة ستبدأ بإخراج الوثن الذي ستقود به جماهير السذج والمغفلين!
[نتوقف عند مثال واحد ، وهو هنا فني ولكن له نسخ تجارية وعلمية وسياسية] : تُسلط أضواء الأعلام ليلاً ونهاراً على بعض النجوم الذين هم دائماً في غاية الأناقة والوسامة والجاذبية والذين هم يمثلون النجاح الفردي الكاسح والعصامية في شق الطريق! والولع الموجه لهم هو ترميز لعبادة الذات [التي ينبغي للكل أن يتوجه إليها] ، وكل فرد في الجمهور يرى في النجم ذاته ، فهو يتقرب ويعبد ذاته من خلال الرمز النجومي الذي هو محض وثن يحرض عبادة الذات في النفس!(1/695)
لابد من ربط الجمهور بأدق تفاصيل حياة ذلك النجم من نوع الصابون وكيف يحلق وكيف يحب وماذا يأكل [ليس لأنه قدوة صالحة ومعلم خير ، بل فقط لأنه فرد يوقظ في النفس وثنية الذات إلى أبعد حد] ، ثم تقام بعدها تصفيات للنجوم تهدر فيها حياة أولئك [الأفراد الخاسرين ، فهو مذبح وثني قديم تفترس السباع فيه العبيد ، ولا يحزن أحد على العبيد الضعفاء مادامت السادية والذات قد اشتفت بمنظر التوحش الكامن فيها ووحده المنتصر يحوز البطولة ، ويمكن لمن يهمه الموضوع أن يتابع مسيرة الحياة للنجوم الذين لا يستطيعون المتابعة كيف ينهار أكثرهم نفسياً بعد النجومية المتداعية أو ينتحرون أو يعيشون في وضع لا يحسدون عليه].
من آلاف المتقدمين يحصل انتقاء تدريجي يقوم به الجمهور مختاراً من يجسد نفسه [ أي ذاتيته و وثنه الداخلي] فلا منطق هنا ولا معيار ولا مُحدد إلا الذات والذات فقط وماتهوى ، ويزداد الحماس ويشارك في التصويت ملايين قد لا تشارك في انتخابات الرئاسة الأميركية نفسها، وكلما اشتد السباق تحول الأمر إلى هستيريا ليبقى اثنان في النهايةلابد أن يُصرع أحدهما [ضمن الطريقة المعاصرة لصراع الأسود والعبيد] ، وتقدم البرامج الأميركية ، والتي من أشهرها برنامج (الوثن الأميركي : American Idol) الذي يستقطب الملايين ، وسيصل الوثن الأخير الذي سيكون المعبود الحقيقي الذي يعبر عن حلم الملايين ومشاعرهم وآمالهم ، وسيكون حتى شكل حلاقته وثيابه وعطره بل وحتى مجونه المثل الأعلى لملايين الشباب في الأرض ، وستحلم بمثله ملايين المراهقات ، وسيكون مادة عبادة تتعبد لها الجماهير الغافلة وهي تقصد عبادة ذاتها!(1/696)
هذا البرنامج الوثني لابد له من نسخة عربية ، [وربما عجب بعض أفاضل الدعاة والعلماء للشعبية الكاسحة لبرامج مثل (ستار ) وملايين المكالمات التي كانت تشارك في التصويت ] وربما بكى بعضهم واستنفر بسبب العري ، والوقت المهدور في أمة مذبوحة وللجيل المائع والتفاهة ، ولوعلموا الحقيقة الكامنة لعلموا أن الأمر أخطر بكثير فهو إقامة صرح ومعبد للوثنية التي تقوم على عبادة الذات والفردية التي هي ركن أساسي في قيم الفردوس الزائف المستعار.
[من نافلة القول أن كثيراً من البرامج التي انصبت فجأة مثل المطرعلى العالم العربي مثل البرمجة اللغوية العصبية وتطوير الذات وبقية تلك الكليشات البراقة ، إنماتحمل في أعماقها وبكل صراحة (الفكر الوثني الأميركي وعبادة الذات وفقط عبادة الذات) ورغم أننا ندعو إلى أخذ ماقد يكون فيها من بعض النقاط الإيجابية ، إلا أننا ندعو إلى الانتباه إلى الروح الكامنة فيها ، وخصوصاً في مجتمعات ممحوقة ثقافياً ونهمة وجائعة إلى كل جديد مهما كان فيه بسبب تعطيشها الطويل ، كما تعشعشع فيها النظم الشمولية التي يوافقها تماما نمو الذات لا لتتحد كقوة اجتماعية بل لتنمو بشكل فردي يزيد من تجذير الانفراد ، ويقضي على البقية الباقية من الجماعية التي تنحت النظم فيها ليلاً نهاراً لمصادرتها لصالحها وسحب أي تكتل جماعي ، ومنذ فترة قريبة جداً ذكر أحد كبار المشتغلين بحقوق الإنسان أنه تلقى تحذيراً من بعض الجهات الصديقة التي نصحته أن لايواصل النضال في وجه أحد الأنظمة الشمولية! لأن الولايات المتحدة ورغم العداء الظاهر مع حكومة ذلك البلد الديكتاتورية إلا أنها راضية في الأعماق عن ذلك النظام تماماً بسبب أنه لم يتوفر قط في المنطقة نظام استطاع أن يفكك البنية الجماعية لشعبه مثلما فعل ذلك النظام الشمولي! فتأمل يرحمك الله].(1/697)
نعود إلى ماذكره مفكرنا النبيه الدكتور العمري ، لنرى التوجه القرآني حول الفردية والذاتية ، فنسمع نداء زكريا عليه السلام (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) (الأنبياء21/89) ، إنه يريد كسر حاجز الفردية والانطلاق نحو الجماعة: (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رَغَباً ورَهَباً وكانوا لنا خاشعين) (الأنبياء 21/90) ، والقرآن لم يلغ الفرد بل أثبته ليكون الجزء الصالح من جماعة ، وليس وثناً مزيفاً ، كما نقف عند سؤال مؤثر في سورة البلد يخاطب الفرد (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) (90/5) لقد تصور المسكين ذلك فلم ير أبعد من ذلك ، وبقي في أسر حواسه (يقول أهلكت مالاً لبداً) (البلد90/6) ، [مازالت هناك طاقة جبارة في العالم الإسلامي يحتار الغرب في القضاء عليها وهي العمل لوجه الله والبذل والتعب لهذا الدين ، والعمل الطوعي الذي لا يبتغي الإنسان من وراءه جزاء ولا شكورا إلا رضا الله تعالى ، ويتحدث أستاذنا الدكتور عبد الكريم بكار عما تحييه ثقافة التطوع في النفس من أبعاد مهمة جدا، وضرورة استمرار تلك الثقافة بنيتنا الإسلامية -وهي بالتأكيد ليست ثقافة التطوع التي يركض إليها البعض ووراءها مؤسسات تنصيرية أو تغريبية تدعمها الأموال الهائلة من الخلف لتنشر فكراً تطوعياً غريباً غايته إرضاء( أي عبادة الذات) وليس العمل الخالص لوجه الله ] .(1/698)
المال والمال وحده هو المحرك عند الفردي وعابد الذات ، الأرباح والخسائر ، ورغم أن الله قد جعل له عينين ولساناً وشفتين ، إلا أنه ظنها آخر المطاف ولم ينزع بها إلى ماوراء ظاهريتها المحدودة ولم يتجاوز العقبة التي كان يفترض بجوارحه أن تنهض إليها (فلا اقتحم العقبة) (البلد90/11) ، والذي هو (فكُّ رقبة* أو إطعام في يوم ذي مسغبة* يتيماً ذا مقربة* أو مسكيناً ذا متربة) (البلد 90/13-16) ، إنه العطاء والخروج من الذات والفردية القاتلة ، ليصبح جزءاً من الجماعة الصالحة ، ويكف عن فرديته التي ملأته فلم ير غيرها (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) (البلد90/17) ، لقد خرج من أسر الذات وانتمى إلى الجماعة عندما اقتحم العقبة.
لقد وصف القرآن الكريم الفرد بأنه ظلوم ، كفور ، وعجول ،وأكثر شيء جدلاً ، وهلوعاً ، و يطغى وهو كنود ، ويفجُر أمامه وهو في خسر ...
الإنسان ظلوم كفرد ولكن صلته مع الآخر ستوجهه نحو العدل
الإنسان عجول كفرد والجماعة تكبح عجلته
الإنسان كفور كفرد ولكن انتماءه للآخرين قد يجعله شكوراً
وهو جهول ينظر من زاوية ضيقة فإذا انتمى إلى الجماعة صار إدراكه أوسع
.... شيء واحد يجعله يخرج من أسر حواسه الخمسة ، ألا وهو البصيرة! قال تعالى : (بل الإنسان على نفسه بصيرة). (القيامة75/14) [يحضرني هنا عبارة للإمام سفيان الثوري رحمه الله يقول فيها : بصر العينين من الدنيا وبصر القلب من الآخرة وإن الرجل ليبصر بعينيه فلا ينتفع ببصره فإذا أبصر بالقلب انتفع].
البصيرة تخرج الفرد من أسر حواسه الخمسة التي لا ترى إلا الطعام والشراب والمال والنكاح والمصالح الضئيلة.
والمرهب في الأمر أن الله تعالى قد أحصى الناس (لقد أحصاهم وعدهم عداً) (مريم 19/94) ، وهم سيتابعون تلك الفردية (وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) (19/95).(1/699)
وبينما تشكل الفردية جوهر الوثنية الحديثة ، تشكل الجماعة محور الحياة الصالحة ، [وواضح أن الضمير الجماعي هو معقد التوجه في تلك الحياة الصالحة ، وإذا أدركنا ذلك فهمنا لماذا يحرص الإسلام على عدم الوقوع في المعاصي لأن الأمر ليس خياراً فردياً ، والذي لا يكون فيه عقوق الوالدين سوء أدب وقلة اهتمام من ولد عاق بل بداية تفكك اجتماعي ، و لايكون الزنا حادثة إدخال عضلة متصلبة في تجويف عضلي آخر ، بل انهيار النظام الأسري وطغيان العلاقات الحسية بين البشر قفزاً فوق كل ماهو معنوي وإنساني وروحي وجمالي وجماعي! وليس شرب الخمر استدعاء لنشوة فردية ، بل أول طريق إهدار كرامة بن آدم وغيبوبة عقله [ومن يعلم آفات الكحول في المجتمعات الغربية يعلم عمق مانقول]..
ما أسكر قليله فكثيره حرام! ومايضر المجتمع كله –في البداية أو النهاية- فهو حرام.
وثقب السفينة الصغير يودي بها إلى أعمق قاع. لذلك يرفض المسلمين الفردية التي تمس الجماعة.
أما الصلاة فهي عالم أعظم من كل وصف حيث العروج إلى الملأ الأعلى و اندماج الأنا مع الجماعة ، بداية بالشهادة الفردية للحقيقة المطلقة الكبرى: أشهد ألا إله إلا الله .. يتلوها: الله أكبر ، وعندها تندغم الأنا في الكل : ( إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم) ، وسواء أصليت معها في الحرم الشريف أم في الربع الخالي فأنت جزء من جماعة المؤمنين المصلين ، وتجتمع في صلاتك مع النداء الإبراهيمي الأول : (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) ، فتسير وراء إبراهيم ويصبح الفرد أمة(إن إبراهيم كان أمة) (النحل 16/120). فهو منهج يعاكس عبادة الذات ولا يفتت الأمة إلى ذوات وأفراد بل يجعل الفرد أمة ، والكل يمشي في الصراط المستقيم.(1/700)
ليست أميركا ملحدة أيها الإخوة والأخوات (وشعبها متدين وفيه فطرة عظيمة) ولكن عبادة الذات تفسدها وتفسد على العالم إيمانه لذا فلننتبه كي لا نصبح من أتباع ذلك الدين الفردي ، الذي لن يمنعك من صلاة المسلمين الظاهرة لكنه سيسلبك روحها ، وسيجعلك تصلي صلاة فردية ولوكنت في الحرم ليلة القدر.
وسنتابع في المقالة القادمة بإذن الله تتمة الحديث عن أركان الدين الأميركي الجديد .
---
(1/701)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة في تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
---
قراءة في تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
---
أبو معاذ البلقاوي
03-23-2005, 04:55 PM
قراءة في تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ويتضمن :
1- التعريف بالمؤلف .
2- السمات والملامح لتفسير الشيخ.
3- نماذج من تفسير الشيخ رحمه الله.
نبذة مختصرة من ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
هو الشيخ المجدد أبو الحسين محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الوهيبي التميمي.
ولد بالعيينة سنة 115هـ ، ونشأ في بيت علم وفضل ودين ،فقد كان أبوه وجده وعمه من علماء نجد وقضاتها،ثم إنه رحل لطلب العلم إلى العراق والحجاز والأحساء وأخذ عن علمائها،حتى غدا إماما داعيا لعقيدة التوحيد ومنهج السلف الصالح،خارجا عن كثير من المعتقدات الشركية السائدة في زمانه،مماجعله يتعرض للكثير من المحن والأذى ،إلى أن فتح الله عليه وكتب له القبول في الأرض.
ألف كتاب التوحيد وكشف الشبهات وثلاثة الأصول ومسائل الجاهلية وآداب المشي إلى الصلاة، وغيرها .
توفي رحمه الله سنة1206هـ عن إحدى وتسعين سنة ودفن بمقبرة الدرعية.
السمات والملامح لتفسير الشيخ رحمه الله :
لم يكتب الشيخ-فيما أعلم-تفسيرا كاملا للقرآن، وإنما هي مواضع يسيرة متفرقة من سورة الفاتحة والبقرة والأنعام والأعراف والأنفال ويونس والحجر والنحل والكهف وطه والمؤمنون والنور والقصص والزمر والحجرات والجن والمدثر والعلق والمسد والإخلاص والفلق والناس.
لم يعتن الشيخ بالأسلوب العلمي المتبع عادة لدى المفسرين بقدر اعتنائه بسرد الفوائد والمسائل المستنبطة من الآيات،عقدية سلفية، وأصولية وفقهية وحديثية وأخلاقية وإيمانية،مما يجلي رسوخ الشيخ في العلم.(1/702)
لم ينقل الشيخ عن غيره في الغالب ، وإنما هي استنباطاته وتقريراته بينها في ثنايا تفسيره القيم.
وبالجملة فما كتبه الشيخ إنما هو استنباط وإضاءة وفائدة لخصها بأوجز الأساليب واعتنى بتعدادها بعد كل مقطع فسره،وإن كان لم يعتن بنقل المأثور وشرح الآيات، وبيان أسباب النزول،بل هي شذرات قلم ونكت سطرها عرضاً-لاعلى أنها ستجمع في كتاب تفسير- على ماتيسر من آيات الذكر الحكيم، فرحمه الله وأجزل له الأجر والمثوبة.
نماذج من تفسير الشيخ رحمه الله :
• وأما قوله { الصراط المستقيم } والصراط الطريق الواضح، والمستقيم: الذي لاعوج فيه ، والمراد بذلك: الدين الذي أنزله الله على رسوله r ، وهو { صراط الذين أنعمت عليهم } وهم رسول الله r وأصحابه.
================
{ وما أنزل على الملكين } فيه مسائل... السادسة: أن ذلك مما تتلوا الشياطين على زمان الأنبياء، كما وقع أشياء في زمن النبي r ؛ السابعة: أن الشياطين مزجت به الحق في زمن سليمان ؛ الثامنة: بيان ضلال من ضل ممن يدعي العلم في شأن سليمان ، ممن نسب ذلك إليه واستحسنه؛ أو قدح في سليمان كما ضل أناس كثير في عليّ لمّا قُتل عثمان؛ التاسعة: أن من فعل السحر كفر ولو عرف أنه باطل ؛ العاشرة: أن الشياطين يعلمونه الناس؛ الحادية عشرة: أن العبد لو بلغ ما بلغ في العلم فلا يأمن مكر الله؛ الثانية عشرة: لاينبغي له التعرض للفتن وثوقا بنفسه بل يسأل الله العافية.
==================
{ الصمد } والصمد الذي تصمد الخلائق كلها إليه في جمع الحاجات، وهو الكامل في صفات السؤدد، فقوله { أحد } نفي النظير والأمثال، وقوله { الصمد } إثبات صفات الكمال، وقوله { لم يلد ولم يولد } نفي الصاحبة والعيال ،{ ولم يكن له كفوا أحد } نفي الشركاء لذي الجلال .
=================
المراجع:
1- تفسير آيات من القرآن لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، جمعه محمد بن رياض السلفي؛ مكتبة الرشد.(1/703)
2- مقدمة كتاب فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد، بتحقيق الوليد آل فريان.
---
(1/704)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من هم العلماء ؟ وما علامتهم ؟
---
من هم العلماء ؟ وما علامتهم ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-07-2005, 01:29 AM
قرأت في كتاب إبطال الحيل لابن بطة : ما نصه :
( حدثنا أبو عبد الله بن مخلد , حدثنا أبو بكر المروذي , حدثنا حبان بن موسى , قال : سئل عبد الله بن المبارك : هل للعلماء علامة يعرفون بها ؟ قال : علامة العالم من عمل بعلمه , واستقل كثير العلم والعمل من نفسه , ورغب في علم غيره , وقبل الحق من كل من أتاه به , وأخذ العلم حيث وجده , فهذه علامة العالم وصفته " قال المروذي فذكرت ذلك لأبي عبد الله . قال : هكذا هو )
أعيد هذه العلامات :
1 - من عمل بعلمه
2 - واستقل كثير العلم والعمل من نفسه
3 - ورغب في علم غيره
4 - وقبل الحق من كل من أتاه به
5 - وأخذ العلم حيث وجده
---
أبو صلاح الدين
07-07-2005, 10:51 AM
بارك الله فيك على هذا النقل الماتع الجميل, ورحم الله أئمة السنة وعلى رأسهم الإمام ابن المبارك.
---
محمد حامد سليم
08-05-2005, 11:28 PM
بارك الله فيك
وإن كنت أضيف
ورغب أن ينهل غيره من ماء علمه
---
خالد وليد عبد الرحمن
08-16-2005, 02:11 AM
جزاك الله خيرا على الموضوع . ولكن هناك صفات اخرى اذكر منها .
العلماء ورثة الانبياء والانبياء لا يورثون درهما ولا دينارا وانما يورثون العلم
---
(1/705)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
02-27-2005, 08:24 AM
فن الدعاء 222
اللهم إن كان قد كُتب علينا ما منه مضرة علينا أو على أحد من المسلمين فوفقنا إلى ما فيه وقاية منه فإنك كريم قدير تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ، يا من لك الدنيا والآخرة وإليك المآب
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث
[مع أن السعي حثيث من قبل بوش للمصالحة مع أربا لكن ثمة خلاف وعقبات في الطريق منها :]
1- لا يزال هناك خلاف كبير وواضح بشأن بيع أسلحة أوربية للصين؛ فعلى حين تراه أوربا أمرا مهما لمصالحها الاقتصادية مع الصين، تعتبره واشنطن خطرا على مصالحها في شرق آسيا ومشجعا للصين على ضرب تايوان واحتلالها وضمها للوطن الأم قسرا.
2- وهناك خلاف آخر فيما يخص سوريا.. فواشنطن تسعى لمخطط متكامل على ما يبدو ضد سوريا وإيران يبدأ بالضغط على سوريا وإخراجها من لبنان، وينتهي بفرض تحالفها مع إيران والسعي لإسقاط النظامين، فيما يرى الأوربيون أن هناك مصالح اقتصادية مع سوريا قد تتضرر خاصة عقب توقيع اتفاق الشراكة الاقتصادية معها، ويكتفون بإخراجها من لبنان.
3- والمصالح الأوربية الاقتصادية أيضا مع إيران سبب مهم للخلاف مع الخطط الأمريكية الرامية للتصعيد في الأمم المتحدة واللجوء لخيارات عسكرية مستقبلا، وهي مصالح مهمة ومتعددة تهدد -في حالة إصرار واشنطن على العمل العسكري- على تكرار سيناريو غزو العراق وتصاعد الخلافات بين الطرفين.(1/706)
4- ويبقى الخلاف حول القضية الفلسطينية هو الأبرز.. فعلى حين شهد الموقف الأمريكي في فترة رئاسة بوش أقصى درجات التحول والانحياز لصالح تل أبيب، فقد ظل الموقف الأوربي محايدا بعض الشيء، حيث يعارض الأوربيون علنا الجدار العازل وخطط العمليات العدوانية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وعمليات القتل وهدم المنازل والمنشآت فيما يعتبرها الأمريكان دفاعا عن النفس.
وربما لهذا قال ديفيد ماكوفسكي خبير الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إن هدف بوش كان "طمأنة الأوربيين بانخراط الولايات المتحدة أكثر في متابعة حل إقامة دولتين"، بينما يركز الأوربيون على الجانب الإصلاحي للعملية السلمية.
5- أما السودان فقد استبق الأوربيون الأمريكان في إعلان خلافهم معهم بشأنه، إذ أكد الاتحاد الأوربي تأييده لتولي المحكمة الجنائية الدولية الجديدة (لا تعترف بها واشنطن) النظر في قضايا جرائم الحرب في منطقة دارفور السودانية، وهو دور ترفضه الولايات المتحدة بشدة لأنها تخشى محاكمة مسئوليها أمامها في جرائم حرب في العراق وغيرها.
والخلاصة أن هناك محاولات أمريكية لتجنيد الأوربيين في مسعاهم للحرب على ما يسمى الإرهاب، وهناك مخاوف أمريكية موازية من فشل محقق في هذه الحرب بعدما واجهوا حرب عصابات لا قبل لهم بها في العراق وخسروا خسائر باهظة.
وقد ظهر هذا الندم والتراجع الأمريكي في تصريحات لكبار المسئولين قبل جولة بوش.. فوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد قال أمام مؤتمر ميونيخ حول سياسات الأمن إنه "لا يمكن لأمة وحدها أن تقاتل الإرهاب، ولا أن تقف بوجه التهديدات العشوائية في عصرنا الحالي الجديد"، وأقر الوزير الأمريكي بوجود اختلافات لا سيما بشأن العراق.(1/707)
ولكنه قلل منها قائلا: "إن مشاكل من هذا النوع بين الحلفاء منذ فترة طويلة ليست جديدة"، معددا خلافات سابقة في الشراكة الأطلسية، منها انسحاب فرنسا من قيادة حلف شمال الأطلسي العسكرية عام 1966 ومسألة نشر صواريخ بيرشينج 2 مطلع الثمانينيات، ومضى يقول: "لكن وحدتنا لا تحتاج إلى أن تتحول إلى تماثل في التكتيكات ووجهات النظر طالما أن الحلفاء لهم المثل نفسها".
أما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس فاختارت باريس التي ترأست جبهة الرفض للحرب على العراق في 2003، لإلقاء "خطابها في معهد الدراسات السياسية يوم 8 فبراير 2005" بهدف إعادة إطلاق العلاقات عبر الأطلسي، وبدأت خطابها بالقول: "حان الوقت لتجاوز خلافات الماضي، حان الوقت لفتح فصل جديد في علاقاتنا وفصل جديد في تحالفنا".
وفي كل الملفات التي طرحت -الشرق الأوسط والعراق وإيران والحلف الأطلسي- دعت رايس إلى مزيد من التعاون، فيما بدا منعطفا في السياسة الخارجية لإدارة بوش الثانية.
فهل ينجح الأمريكان في تجنيد الأوربيين لصالحهم من أجل خدمة مخططاتهم في إطار "الحملة الكونية على الإرهاب".. أم تتغلب لغة المصالح وتتعمق الخلافات نتيجة تناقض المصالح في عدة قضايا عالمية؟. *
* المرجع : إسلام أون لاين .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ضد من يتصالح أصحاب القوى المادية الضاربة ؟ وأين حكام الشعوب الإسلامية أليسوا أحق بالتوحد والمصالحة لإنقاذ شعوبهم وأمتهم الاستلاب المتعدد في عرض الأمة وطولها ؟ .
فن الترويح : ضربني وبكى وسبقني بالشكا !!!
---
(1/708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الخلاصة في شرح آيات الجهاد في القرآن
---
الخلاصة في شرح آيات الجهاد في القرآن
---
abohamzahashhame
08-29-2004, 06:33 PM
الخلاصة في شرح آيات الجهاد في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذه خلاصة شرحت فيها معاني آيات الجهاد في سبيل الله وذلك ليكون المسلم على بينة من أمر دينه
وقد اعتمدت فيه على أمهات كتب التفسير والفقه والأصول حتى لا يبقى لبس أو غموض في معنى آية قرآنية ولم أستفض كثيرا بشرح الآيات كما كنت أفعل في كثير من كتبي ليكون كتابا لعامة الناس
قال تعالى :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) سورة آل عمران
إن صيغة السؤال الاستنكارية يقصد بها إلى التنبيه بشدة إلى خطأ هذا التصور:تصور أنه يكفي الإنسان أن يقولها كلمة باللسان:أسلمت وأنا على استعداد للموت . فيبلغ بهذه الكلمة أن يؤدي تكاليف الإيمان , وأن ينتهي إلى الجنة والرضوان !
إنما هي التجربة الواقعية , والامتحان العملي . وإنما هو الجهاد وملاقاة البلاء , ثم الصبر على تكاليف الجهاد , وعلى معاناة البلاء .
وفي النص القرآني لفتة ذات مغزى:
(ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) . . (ويعلم الصابرين) . .(1/709)
فلا يكفي أن يجاهد المؤمنون . إنما هو الصبر على تكاليف هذه الدعوة أيضا . التكاليف المستمرة المتنوعة التي لا تقف عند الجهاد في الميدان . فربما كان الجهاد في الميدان أخف تكاليف هذه الدعوة التي يطلب لها الصبر , ويختبر بها الإيمان . إنما هنالك المعاناة اليومية التي لا تنتهي:معاناة الاستقامة على أفق الإيمان . والاستقرار على مقتضياته في الشعور والسلوك , والصبر في أثناء ذلك على الضعف الإنساني:في النفس وفي الغير , ممن يتعامل معهم المؤمن في حياته اليومية . والصبر على الفترات التي يستعلي فيها الباطل وينتفش ويبدو كالمنتصر ! والصبر على طول الطريق وبعد الشقة وكثرة العقبات . والصبر على وسوسة الراحة وهفوة النفس لها في زحمة الجهد والكرب والنضال . . والصبر على أشياء كثيرة ليس الجهاد في الميدان إلا واحدا منها , في الطريق المحفوف بالمكاره . طريق الجنة التي لا تنال بالأماني وبكلمات اللسان ! ( الظلال )
وقال تعالى :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (16) سورة التوبة
إن بروز قوة الإسلام وتقريرها ليستهوي قلوبا كثيرة تصد عن الإسلام الضعيف , أو الإسلام المجهول القوة والنفوذ . وإن الدعوة إلى الإسلام لتختصر نصف الطريق حين تكون الجماعة المسلمة بادية القوة , مرهوبة الجانب , عزيزة الجناب .(1/710)
على أن الله سبحانه وهو يربي الجماعة المسلمة بالمنهج القرآني الفريد لم يكن يعدها وهي في مكة قلة قليلة مستضعفة مطاردة , إلا وعدا واحدا:هو الجنة . ولم يكن يأمرها إلا أمرا واحدا:هو الصبر . . فلما أن صبرت وطلبت الجنة وحدها دون الغلب , آتاها الله النصر ; وجعل يحرضها عليه ويشفي صدورها به . ذلك أن الغلب والنصر عندئذ لم يكن لها ولكن لدينه وكلمته . وإن هي إلا ستار لقدرته . .
ثم إنه لم يكن بد أن يجاهد المسلمون المشركين كافة , وأن تنبذ عهود المشركين كافة ; وأن يقف المسلمون إزاءهم صفا . . لم يكن بد من ذلك لكشف النوايا و الخبايا , ولإزالة الأستار التي يقف خلفها من لم يتجرد للعقيدة , والأعذار التي يحتج بها من يتعاملون مع المشركين للكسب , ومن يوادونهم لآصرة من قربى أو مصلحة . . لم يكن بد من إزالة هذه الأستار والمعاذير , وإعلان المفاصلة للجميع , لينكشف الذين يخبئون في قلوبهم خبيئة , ويتخذون من دون الله ورسوله والمؤمنين وليجة , يلجون منها إلى مصالحهم وروابطهم مع المشركين , في ظل العلاقات غير المتميزة أو الواضحة بين المعسكرات المختلفة: (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة , والله خبير بما تعملون) .
لقد كان في المجتمع المسلم - كما هو الحال عادة - فئة تجيد المداورة , وتنفذ من الأسوار . وتتقن استخدام الأعذار . وتدور من خلف الجماعة , وتتصل بخصومها استجلابا للمصلحة ولو على حساب الجماعة , مرتكنة إلى ميوعة العلاقات ووجود ثغرات في المفاصلة بين المعسكرات . فإذا وضحت المفاصلة وأعلنت قطعت الطريق على تلك الفئة , وكشفت المداخل والمسارب للأنظار .(1/711)
وإنه لمن مصلحة الجماعة , ومن مصلحة العقيدة , أن تهتك الأستار وتكشف الولائج , وتعرف المداخل , فيمتاز المكافحون المخلصون , ويكشف المداورون الملتوون , ويعرف الناس كلا الفريقين على حقيقته , وإن كان الله يعلمهم من قبل:
(والله خبير بما تعملون) . .
ولكنه سبحانه يحاسب الناس على ما يتكشف من حقيقتهم بفعلهم وسلوكهم . وكذلك جرت سنته بالابتلاء لينكشف الخبيء وتتميز الصفوف , وتتمحص القلوب . ولا يكون ذلك كما يكون بالشدائد والتكاليف والمحن والابتلاءات . .( الظلال )
وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (73) سورة التوبة
***************
سائلا المولى أن يجعله زادا للمجاهدين في سبيله وعونا لهم
قال تعالى :
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح
أخوكم
أبو حمزة الشامي
13 رجب 1425 هـ الموافق 28 /8 /2004 م
---
(1/712)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من إجابات الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله - في رحلة افريقيا 1385هـ
---
من إجابات الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله - في رحلة افريقيا 1385هـ
---
محمود الشنقيطي
02-25-2007, 11:07 AM
السؤال الأول:ما عندكم في أداء الصلاة في الطائرة الجوية , إذا تيقن عدم النزول إلا بعد خروج الوقت..؟؟
الجواب:(1/713)
اما أنا فقد يدخل علي الوقتُ مراراً وأنا في الطائرة, وأصلي فيها, وأرى أن الإنسان إذا دخل عليه الوقت يصلي في الحالة التي هو بها, لأن الله يقول (فاتقوا الله ما استطعتم), والنبي صلى الله عليه وسلم يقول(إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) , ولا سيما إذا كان يركع ويسجد والقبلة يعرفها, وهذا الشائع في الناس أنه لا بد من الأرض, ويستدلون بحديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً), وأنا لم أجد له مَقنَعاً في كتاب الله ولا في سنة نبيه, لأن حديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً) صيغته لا تقتضي عموماً بإجماع أهل اللسان العربي , وإجماع الأصوليين, ولو اقتضت العموم لما كان الماء طهوراً أبدا ؛لأنه لو حصرنا الطهور والمسجد فيه لكان الطهور محصوراً في نفس التراب, مع أن المالكية يقولون: إنها لا تطهر حدثا ولا خبثا ولا ترفع الحدث, وكل نصٍّ سيق للامتنان فلا مفهوم له, ومن هنا أجمع عامة العلماء على جواز أكل القديد من الحوت, لو يبَّستَ الحوت وجعلته قديداً بالملح لجاز أكله, والله يقول (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً) فلا نقول: مفهوم اللحم الطري أن قديد الحوت لا يؤكل, لأنه سيق للامتنان, فلو فرضنا أنه لا بد من متصل بالأرض , فالطائرة متصلة بالأكسجين والأكسجين جرم متصل بالأرض مثل الماء ,فلو أخذتَ قربتين وأحدها يملؤها رجل من الماء والثاني يملؤها من الأكسجين, لامتلأت من الأكسجين قبل هذه, ولو رأيتهما مطروحتين لم تفرق بينهما التي من الماء والتي من الأكسجين حتى تجذبها, فهذا أخف, وهذا أثقل, وعلى كل حال فالمسلم حيث ما كان صلىَّ, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(اتق الله حيثما كنت) ومن تقوى الله – جل وعلا – إقامة الصلاة في وقتها..
السؤال الثاني:
ما هو الأظهر عندكم في الأقوال المختلفة في معنى قوله صلى الله عليه وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف)..؟؟
الجواب:(1/714)
في هذا السؤال أنا أقول عملاً بقول الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) نقول: الله تعالى أعلم ..
السؤال الثالث:
ما هي الحكمة في تقديم (به) في البقرة في قوله تعالى (وما أهل به لغير الله) وتأخيرها في غيرها..؟؟
الجواب:
الظاهران أقرب الحِكَم البلاغية فيه: هو ما يذكره بعض العلماء أنه تفنن في العبارة؛لأن تكرير العبارة بلفظ واحدٍ أحلى منه عند النفوس تغييرُ الأسلوب..
السؤال الرابع:
هل يمكن عندكم الآن تصحيح ما لم يصحح من الأحاديث كما هو مذهب النووي , أم لا يمكن كما هو مذهب ابن الصلاح..؟؟
الجواب:
على كل حال الظاهر أنه في هذه الأوقات ليس للمعاصرين علم جديد بالرواة إلا مأخوذاً عمن قبلهم , فلا يمكنهم التزكية ولا الجرح إلا باستناد ما سطره من قبلهم, هذا هو الذي يظهر..
السؤال الخامس:
ما هو التوفيق بين الحصرين في قوله تعالى (إلا أن تأتيهم سنة الأولين) وقوله تعالى (إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً)..؟؟
الجواب:
أنه كما تفضلتم يظهر إشكال بين الحصرين في قوله تعالى في سورة الإسراء – سورة بني إسرائيل – (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً) فكأن استغرابهم ببعث الرسول محصور فيه هذا المنع الهدى,وقوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قِبَلاً) وفي القراءة الأخرى (قُبُلاً)..
والجواب عن هذا عند عامة العلماء:هو اختلاف جهة الحصرين , أما الحصر في سورة بني إسرائيل فهو حصر عادي في سببه العادي,والأسباب العادية قد تتخلف بمشيئة الله جل وعلا , لأنه جرت العادة أن البشر إذا جاءهم رسولٌ استغربوا,وقالوا: كيف يرسَل إلينا رسولٌ يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق؟(1/715)
وهذا كثير في القرآن كقولهم عنه:(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريد ان يتفضل عليكم) وقالوا في البشر (ياكل مما تاكلون منه ويشرب مما تشربون) (ابشرٌ يهدوننا فكفرو وتولوا) (أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر) (ما انتم إلا بشر مثلنا)..
فكون الناس يستغربون بعث البشر هذا استغراب عادي ضلَّ بسببه أكثرهم ,مع أن الله بين لهم أن رسالة البشر هي معروفة , قال (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم لياكلون الطعام ويمشون في الاَسواق) (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً) أي : لا ملائكة, وقال في الرسل (وما جعلناهم جسداً لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين) فهذا المانع وهو قولهم (أبعث الله بشراً رسولاً) واستغرابهم ببعث بشر عادي , والأمور العادية قد تتخلف, ولذا أسلم كثير من الناس ولم يمنعهم أن المبعوث بشر..
أما المانع في قوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم) فهو مانع حقيقي عقلي , لأن المعنى على أصح القولين: وما منعهم أن يؤمنوا إلا أن أراد الله بهم في سابق علمه وأزله أن يبقوا على كفرهم حتى يأتيهم أحد أمرين: أن يأتيهم الهلاك في الدنيا , أو يأتيهم العذاب قبلاً في الآخرة , وهذا الذي سبق في علم الله وإرادته لا يمكن أن يتغير.!
فهذا مانع حقيقي لا يتخلف, وذلك مانع عادي قد يتخلف , فانفكت جهة المانِعَيْن بكون هذا عادياً وهذا عقلياً, فزال الخلاف لانفكاك جهة المانعية..
---
(1/716)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > سلسلة التعريف بالكتب المهتمة بموضوع الانتصار(1)
---
سلسلة التعريف بالكتب المهتمة بموضوع الانتصار(1)
---
أحمد البريدي
12-04-2006, 02:13 PM
أيها الأخوة الكرام : هناك الكثير من الكتب والرسائل العلمية التي تناولت جوانب مهمة تتعلق بموضوع الملتقى, ولقد كان هناك حصر جيد لها في مشاركة سابقة موجودة على هذا الرابط ولعل من المناسب التعريف ببعض هذه الكتب بذكر اسمه , ومؤلفه والدار الطابعة, وعدد أجزائه وصفحاته ومن ثم إعطاء فكرة مختصرة عن الكتاب عن طريق مقدمة المؤلف وخاتمته أو فهرس المحتويات.
ونرجو من الأخوة الكرام ممن يطلع على الكتاب ذكر ما يرون إضافته سواء بذكر مميزات هذا الكتاب أو ذكر ما يلاحظ عليه وما يمكن مناقشته, كما نرجو منهم مشاركتنا بهذه السلسلة سواء بالتعريف ابتداءً أو التعليق على ما يتم التعريف به , ولمن أراد التعريف إبتداءً إرسال رسالة خاصة يذكر فيها الكتاب الذي يود التعريف به ,والمدة المتوقعة ثم يقوم بنشرها باسمه مشكوراً , ولغير المشتركين معنا في الملتقى إرسالها على البريد الالكتروني.
وسأبدأ بذكر بعض هذه الكتب فتحاً للباب .
ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أحمد البريدي
12-04-2006, 02:19 PM
اسم الكتاب : آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره .
المؤلف : د. عمر بن إبراهيم رضوان
طباعة : دار طيبة .
الكتاب مكون من مجلدين , وعدد صفحاته 972 صفحة
قال مؤلفه في مقدمة كتابه :
كانت خطتي في البحث على الوجه التالي : التمهيد وتحته ستة مباحث وبابان وتحت كل باب عدة فصول فيما يلي:(1/717)
تناولت في المبحث الأول منه تعريف الاستشراق , ونشأته ,وتناولت في المبحث الثاني,دوافع المستشرقين وأهدافهم .أما المبحث الثالث فتناولت فيه وسائل المستشرقين , و أما المبحث الرابع فخصصته لعلاقة اليهود بالحركة الاستشراقية ,ثم تناولت في المبحث الخامس طوائف المستشرقين,أما المبحث السادس فجعلته لمناهج المستشرقين وميزان البحث عندهم .
ومن خلال دراستي لنقاط هذا الباب التمهيدي توصلت إلى ما يلي :
1-لاحظت أن أبحاث المستشرقين والمبشرين تكاتفت على تشويه الإسلام والتحيز ضده.
2-لاحظت أن كثيراً من الشخصيات الاستشراقية كانت ذات مسوح كنسية تخصصت بالشرقيات عامة ,وبالإسلاميات خاصة ,بالإضافة إلى اللاهوت المسيحي, فاستحوذ عليهم التنصير الكنسي والاستشراف المعرفي.
3-لاحظت الأثر الكبير للفكر النصراني عامة والكاثوليكي خاصة في فكر المستشرقين وكتاباتهم.
4-لاحظت أن التحصيل الكنسي يسبق التحصيل الاستشراقي,ولم نسمع أن مستشرقا علمانيا مثلا أتم تحصيله الاستشراقي ثم عاد للكنيسة للتعلم .
5- من الناحية التحصيلية فإنه لا يسهل أن نجد شخصيات استشراقية استطاعت بتفوق قدراتها أن تجمع المعارف الغزيرة في علوم شتى وبلغات عدة.
6-لاحظت أن تأثير الكنيسة على المستشرقين كان أشد وأقوى من العمل الاستشراقي المعرفي حتى إن طابع البحث عندهم غلبت عليه الروح التنصيرية سواء كان في الموضوعات أو في الطريقة.
7-أن المستشرق المنصر لايمكن أن يتحرر من بصمات المعارف والبواعث الكنهوتية في دراسته مهما حاول أن يعلن خلافهما ومهما تظاهر بالمنهجية.
8-كما لاحظت وضوح البصمات اليهودية في أبحاث المستشرقين اليهود كمحاولة جعل اليهودية مصدر الإسلام,وصاحبة الفضل عليه.
9-وكذلك لاحظت عدم النزاهة ,والتجرد,والدقة لكثير من المستشرقين فجاءت أبحاثهم فجة, مليئة بالأخطاء.(1/718)
أما الباب الأول فقد خصصته لعرض بعض كتابات المستشرقين وهو بعنوان ( المستشرقين وكتاباتهم حول القرآن الكريم) وهو يحتوي على فصلين وملحق.
الفصل الأول: مستشرقون أفردو مؤلفات حول القرآن الكريم:
تناولت مؤلفاتهم(ثلاثة عشر)مؤلفا.وقد أفردت كل مؤلف منها بمبحث عرفت فيه بالمؤلف وبكتابه وبأبرز القضايا التي تناولها كتابه.
الفصل الثاني : مستشرقون كتبو حول القرآن الكريم من خلال مؤلفاتهم تناولت (سبعة) مؤلفات.
وقد خصصت كل واحد منها بمبحث عرفت فيه بالمؤلف وبما كتبه حول القرآن في كتابه بإيجاز.
ثم ختمت هذا الباب بملحق لأسماء مجموعة من كتب المستشرقين حول القرآن الكريم سرداً وذلك إتماما للفائدة.
أما الباب الثاني: فقد خصصته لأراء المستشرقين حول القرآن الكريم ومناقشتها, حيث استخلصت أقوال المستشرقين وشبهاتهم حوله وحول علومه,فحصرتها ووزعتهاعلى الفصول السبعة التالية:
الفصل الأول:
شبهات المستشرقين حول مصادر القرآن الكريم.
وفي هذا الفصل بينت أن المستشرقين يعتبرون مصدر القرآن بشرياً لفقه محمد- - صلى الله عليه وسلم - -من عدة مصادر وهي:
1-الوسط الوثني الذي بدأت فيه دعوة الإسلام .وذلك للتشابه بين هدايات القرآن والوسط الجاهلي في بعض القضايا كالعقائد ,والأخلاق وبعض العبادات وبعض العادات كالزواج والطلاق وغير ذلك .زاعمين أن محمداً - صلى الله عليه وسلم -تلقاه بمعلم أو قرأها بنفسه من مراجعها .
2- الحنفاء حيث اعتبر المستشرقون الحنفية المصدر الثاني من مصادر القرآن للتوافق والتشابه بين بعض أحكام القرآن وبين ماكان يدعو إليه الحنفاء من ترك عبادة الأصنام ,والوعد بالجنة للموحدين والوعيد بالنار للمكذبين إلي غير ذلك .
3-الصابئة والزرادشتية والهندية القديمة:
اعتبر المستشرقون هذه المذاهب كذلك مصدراً من مصادر القرآن للتوافق بينها وبين بعض الآداب التي دعا إليها القرآن كبعض العبادات والأخلاق إلى غير ذلك .(1/719)
4_اليهودية والنصرانية المحرفة .
اعتبر المستشرقون هاتين الديانتين عمدة مصادر القرآن الكريم,وذلك لنقاط التشابه بين الإسلام وبين هاتين الديانتين كالدعوة للتوحيد وبعض العبادات والأخلاق إلي غير ذلك .
وقد وقفت مع هذه المصادر طويلا مبينا شبهاتهم فيه رادا عليها, مبينا الحقيقة الثابتة في أن القرآن تنزيل من رب العالمين وحده دون سواه. وما محمد- - صلى الله عليه وسلم --في ذلك إلا مبلغ فحسب .,وأن أي تشابه بين هدايات القرآن وبين هذه المذاهب والأديان إما لوحدة المصدر من حيث كونها منزلة من الله سبحانه أو لتأثرها بهذا المصدر لا غير.
الفصل الثاني
شبهاتهم حول نص القران الكريم:
حيث حصرت الشبهات التي أثارها المستشرقون حول ظاهرة الوحي الإلهي والتي عدوها واحدة من الظواهر التالية:
فمنهم : من عدها وحيا نفسيا أو إلهاما سمعيا.
ومنهم: من عدها نتيجة انفعالات عاطفية طاغية على نفس محمد-- صلى الله عليه وسلم --نتج عنها هذا القرآن.
ومنهم: من زعم أنه تعود لأسباب طبيعية عادية كباعث التنويم الذاتي.
ومنهم : من زعم أنها كانت نتيجة تجربة ذهنية فكرية تحصل نتيجة طول تأمل وتفكر.
ومنهم : من زعم أنها حالة كالحالة التي تعتري الكهنة والمنجمين.
ومنهم: من زعم أنها حالة من حالات الصرع والهستريا.
وقد رددت على هذه الافتراءات والتخبطات عند هؤلاء المستشرقين مطولا مبينا سذاجتها وتفاهتها ومقررا الحق في هذا الأمر أن ظاهرة الوحي في تلقي محمد-- صلى الله عليه وسلم - -القرآن : ربانية المنشأ, ملائكية النقل, بشرية التلقي { إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى } .
كما بينت موقف المستشرقين من النص القرآني من حيث التوثيق, وتشكيكهم في حفظه عن الزيادة
والنقصان مدعين أن الوسائل الأولية التي كتب عليها تدعو للريبة في بقائه سليما دون ضياع أو نقص .(1/720)
وكذلك أثاروا مسألة اختلاف مصاحف الصحابة واعتبروا كل مصحف خاص منها نسخة أخرى من نسخ القرآن تؤكد اضطرابه وتناقضه , إلى غير ذلك من الشبه التي مرجعها اعتبارهم القرآن الكريم بشري المصدر, غير محفوظ من الله رب العالمين , ومعتمدين في كثير منها على روايات واهية مردودة.
وقد أسهبت في إبطال كل هذه الشبه في مواطنها من الرسالة.
الفصل الثالث:
تناولت فيه شبهات المستشرقين حول جمع القرآن الكريم:
مبينا شبهاتهم حول كل مرحلة من مراحل الجمع القرآني حيث حاول المستشرقون جهدهم في إثبات عدم جمع القرآن الكريم في حياته -- صلى الله عليه وسلم -- وأن ماحصل من جمع له في حياة أبي بكر وعثمان كان لأغراض خاصة وبطرق لا تؤكد سلامته من النص والزيادة والاضطراب وقد وقفت مع هذه الادعاءات طويلا رادا على كل شبهة بما يدحضها ويثبت سلامة النص القرآني من أي تغير أو تبديل أو اضطراب وزيادة أو نقص , وأنه محفوظ بحفظ الله –سبحانه –له { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون } .
يتبع إن شاء الله بقية التعريف بالكتاب .
---
أحمد البريدي
12-04-2006, 10:17 PM
الفصل الرابع:
شبهاتهم حول شكل القرآن الكريم ومضمونه.
كشبهة التجزئة , ومعنى كلمة السورة, والحروف المقطعة,وترتيب السور,وغير ذلك. وقد رددت على هذه الشبهة وبينت محاولاتهم لترتيب القرآن الكريم على غير ترتيبه الحالي التي بلغت تسع محاولات فاشلة .
وقد بينت أن هذه المحاولات نوع من العبث , واعتداء على قدسية النص القرآني, حيث تمزق القرآن تمزيقا, وتفتت أجزاءه المترابطة تفتيتا وتذهب إعجازه وسحر بيانه.
الفصل الخامس:
شبهاتهم حول القراءات القرآنية.(1/721)
وقد أرجع المستشرقون سبب الاختلاف في القراءات القرآنية: لخصوصية الخط العربي, وبسبب أخطاء ارتكبها النساج أثناء كتابتهم للقرآن الكريم ,وللحرية الفردية التي كان يتمتع بها القاري وقد بينت أن اعتمادهم في إثبات ذلك كله كان على الروايات الواهية الضعيفة والاستنتاجات الخاطئة , وعدم التميز بين القراءات الصحيحة من غيرها .
وقد رددت على كل هذه الشبهة وبينت أن القراءة سنة متبعة لا يجوز الاجتهاد ولا التشهي فيها ,وأن مدارها على النقل الصحيح المتواتر. وقد وجهت القراءات التي استشهدوا بها بما اتسع له المقام في مكانه . كما بينت أنه لا يجوز قراءة القرآن الكريم بالمعنى التي حاول المستشرقون إثباتها .
الفصل السادس:
شبهاتهم حول الأسلوب القرآني.
أثار المستشرقون عدة شبه حول هذه القضية كشبهاتهم حول أسلوب القرآن المكي والمدني, وأسلوب القصة القرآنية,وشبهتهم حول الكلمات القرآنية (أي التعريب) ,ثم شبهاتهم حول الفاصلة القرآنية . وكان سبب هذه الشبهات كلها اعتبارهم القرآن تأليفا لمحمد - - صلى الله عليه وسلم --والذي تأثر أسلوبه بالوسط الذي كان يعيش فيه .
وقد رددت على هذه الشبهة وبينت ربانية المصدر للقرآن الكريم, وأنه لا اختلاف في أسلوبه ولا تمايز بل كله يمتاز بمتانة الأسلوب , وترابط المعنى,وروعة الإعجاز , وعدم قدرة الخلق على الإتيان بمثله .
الفصل السابع:
شبهاتهم حول إعجاز القرآن الكريم.
وكان أبرز شبههم في هذا الفصل :
1-أن القرآن الكريم ليس آية في الفصاحة والبلاغة بسبب طريقة كتابته وجمعه
2- أن القرآن الكريم متعارض ومتضارب وزعموا أن لذلك أمثلة.(1/722)
وحاول المستشرقون التدليل على عدم إعجاز القرآن الكريم بعدة قضايا كان من أبرزها : النسخ , وجود قضايا تتعلق بشخص محمد -- صلى الله عليه وسلم - - وآل بيته في القران الكريم, وجود كلام زائد عن الحاجة فيه , التكرار,المعاياة وفساد المعنى. عدم الترابط بين أجزائه إلي غير ذلك من القضايا . وقد أوردو عليها شواهد عدة , رددت عليها ردا مسهبا في أكثر من خمسين صفحة , وذلك لإن الإعجاز في القرآن أول دليل على إلهية مصدر القرآن الكريم وهو الآية العظمى على صدق نبوة محمد -- صلى الله عليه وسلم - -.
أما الباب الثالث : فقد خصصته لقضايا تتعلق بتفسير القرآن الكريم حيث قسمت هذا الباب إلي خمسة فصول وهي كالتالي:
الفصل الأول:
شبهات المستشرقين حول التفسير بالمأثور .
تناول المستشرقون تحت هذا النوع من التفسير تمنع بعض الصحابة والتابعين والعلماء من القول في تفسير القرآن الكريم.
كما طعن المستشرقون في رجال هذا اللون من التفسير وفي كتبه , لوجود الإسرائيليات فيها , ولوجود بعض الروايات المختلفة في تفسير القول الواحد إلي غير ذلك من الشبه . وقد رددت على كل هذه الشبه بما يؤكد عظم هذا العلم وفضل هذا اللون من التفسير.
الفصل الثاني:
تناولت فيه التفسير بالرأي وشبهات المستشرقين حوله.
زعم المستشرقون أن هذا اللون من التفسير انشقاق على التفسير بالمأثور وحربا عليه. كما أثنى المستشرقون على أصحاب الرأي غير الملتزم بهدايات الوحي في التفسير , واعتبروهم أتم عقلا وأنضج فكرا من أصحاب التفسير بالمأثور.
فرددت على هذه المزاعم والشبه وبينت التفسير بالرأي الجائز من المذموم, وأن الجائز لا يعارض المأثور بل منطلق منه ومبني عليه .
أما التفسير المذموم فهو خارج عن هدايات القرآن الكريم ,نابع من أغراض شخصية لأصحابه.
الفصل الثالث:
تناولت ما أطلق عليه المستشرقون اسم التفسير في ضوء التصوف الإسلامي .
الفصل الرابع:(1/723)
تناولت ما أطلقوا عليه اسم التفسير قي ضوء الفرقة الدينية.
وهذان الفصلان مبنيان على الفصل السابق عند المستشرقين لأنهم انطلقوا في فهمهم لهما من خلال فهمهم للتفسير بالرأي المبني على الهوى فأثني على أصحاب هذين اللونين من التفسير , ووصفوا أصحابهما بالنضوج العقلي والتفوق الذهني.
وقد بينت موقف الإسلام منهما ووجه مخالفتهما للحق الذي يدعو إليه القرآن الكريم وبينت تصادمهما مع الهدايات القرآنية.
الفصل الخامس:
تناولت فيه ما أسموه التفسير في ضوء التمدن الإسلامي .
وقد تبنى المستشرقون أيضا هذا اللون من التفسير , وفرحوا له كثيراً واعتبروه أنضج ألوان التفسير وقد أثنوا على دعاته كثيرا.
وقد وقفت مع هذا اللون من التفسير وبينت القدر الجائز منه والقدر غير الجائز, كما بينت الجوانب الايجابية والجوانب السلبية لأصحاب هذا اللون من التفسير.وذكرت بعض الكتب التي انحرف أصحابها عن الصواب نتيجة لتبنيهم الاتجاه التوفيقي بين الإسلام والحضارة الغربية المادية بما فيها من عيوب .
وقد ختمت هذه الرسالة بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت لها , وكما ضمنتها بعض المقترحات التي سبقني لبعضها أساتذة فضلاء غيورون كان منها:
1-أن الجهد الفردي لأعجز من أن يقف أمام مد الهجوم الاستشراقي على الإسلام مما يتطلب أن تكون هناك كليات متخصصة تقوم برصد هذا النتاج الاستشراقي الضخم والرد عليه.
2- إقامة مؤسسة علمية عالمية محايدة لا تنتمي بالولاء لأي دولة من الدول , يرصد لها الأموال ويتعاون معها كبار العلماء والمفكرين, تقوم بإصدار الكتب والمجلات والموسوعات وترجمات معاني القرآن الكريم وترجمتها للغات العالمية ليقف الغرب على الإسلام العظيم دون تحريف ولا تشويه.
3- إرسال الأساتذة الدعاة للجامعات الغربية لإلقاء المحاضرات والندوات ولقاءات التحاور لتوضيح الفكرة الإسلامية ناصعة محفوظة من التشويه للعالم الغربي.(1/724)
4- تعديل مناهج التعليم في الدول الإسلامية لتقوم على أسس الإسلام الصحيح نقية من الفكر الغربي الدخيل عليها .
5- توجيه المراكز الإسلامية في العالم الغربي للقيام بواجباتهم وأداء رسالتها بنجاح برصد كل نتاج غربي ضد إسلامنا العظيم , ثم تزويد الجهات المختصة بهذا النتاج للرد عليه ونشر هذه الردود بين الغربيين.
6- إقامة دورات للمبتعثين لديار الغرب من أجل الدراسة أو المقيمين فيها من أجل العمل لتحصينهم ضد شبه الغربيين على الإسلام ولتكون عندهم القدرة في توضيح الصواب. وقد كانت جامعتنا رائدة لهذه الفكرة النبيلة.
7- ولايفوتني وأنا أقدم هذه المقترحات أن أشير إلى أمر يشكل على كثير من الناس وهو ظنهم أن المستشرقين قامو بجهود يعجز عنها علماء المسلمين في الوقت الحاضر .
والحقيقة أننا لو بحثنا عن أسباب نجاح المستشرقين في بعض الجوانب العلمية لزال اللبس والوهم عن الأذهان فلو علمنا أن مؤسسات مالية ضخمة تخصص الملايين من الدولارات. وتفرغ أساتذة في الجامعات لإنجاز مشروع ما وتطلق أيديهم بالإنفاق على هذا المشروع بسخاء ويستغرق المشروع عشرات الأعوام فمن البديهي أن تكون النتيجة دراسة متخصصة عميقة في هذا الجانب. ولو تسنى لعلماء المسلمين اليوم مثل هذه الإمكانات المادية والأجواء العلمية لأبدعوا أكثر من هؤلاء بكثير وما نراه من آثار سلفنا الصالح في شتى مجالات المعرفة لدليل على صحة ما أقول على الرغم أن أغلب آثارهم العلمية كانت بجهود فردية.
ولما كان الاستشراق بهذه الخطورة في حرب الإسلام , وتشويه صورته في نفوس من يتعرف على الإسلام من خلال كتاباتهم رغبت في نشر هذا الكتاب الذي كان أطروحتي لدرجة الدكتوارة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبإشراف أساتذي الكبير الدكتور مصطفى مسلم محمد ليستفيد منه أبناء الإسلام ويعرفوا هذه الفئة على حقيقتها .(1/725)
ومما يجدر الإشارة إليه أني قد تناولت كتاباتهم بمحض الموضوعية ولم أنزل لأسلوبهم الملي بالإسفاف والحقد على الإسلام العظيم...
تم التعريف بالكتاب , ونأمل المزيد من الإضافات ممن قرأوا الكتاب .
---
(1/726)
ملتقى أهل التفسير
---
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: ملتقى أهل التفسير
القسم العام
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
فهارس ملتقى أهل التفسير
ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
الملتقى المفتوح والتقني
الملتقى التقني
ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
القسم الإداري
ملتقى الاقتراحات والملحوظات
(1/727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن شروح مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير
---
سؤال عن شروح مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير
---
أضواء البيان
08-10-2003, 11:24 AM
ماهي أفضل شروح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيميه؟
---
أبو القاسم الشاطبي
08-10-2003, 03:24 PM
في الحقيقة أن مقدمة شيخ الإسلام رحمه الله فيها من البسط والبيان وذكر الأمثلة ما يسهل الاستفادة منها لكل راغب وهذا يدركه بوضوح من له ممارسة متوسطة في كتب التفاسير وللشيخ ابن عثيمين شرحمه الله شرح ماتع عليها موجود متداول ولكن يستحسن لمن أراد الانتفاع بالمقدمة أن يكون له إلمام ولو يسير بمناهج المفسرين وقد شرح المقدمة أيضا مجموعة من العلماء وطلبة العلم ومنهم فضيلة شيخنا عبدالله ابن جبرين في مسجد الشيخ عبداللطيف آل الشيخ بالمدينة إلا أن الشيخ لم يكملها بعد
وأسأل الله للجميع التوفيق
---
أبو حسن الشامي
08-11-2003, 11:29 AM
أوافق الأخ أبو القاسم بأن مقدمة ابن تيمية مبسطة وسهلة وقريبة للفهم كثيرا .. لكن هذا لا يمنع من اقتناء شرح ابن عثيمين عليها، فهو شرح مهم وفيه العديد من الفوائد ..
كما وأوصي الأخ أضواء البيان بأن يحاول اقتناء نسخة المقدمة المطبوعة بتحقيق الشيخ فواز زمرلي .. ففي هذه النسخة قام الشيخ بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في المقدمة والحكم عليها والترجمة للرواة ..
---
العبيدي
08-11-2003, 04:36 PM
و رأيت في قائمة اصدارات القاسم حاشية له على المقدمة
---
أضواء البيان
08-11-2003, 06:55 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
---
أحمد البريدي
08-12-2003, 03:22 PM
الأخ العبيدي قولك : و رأيت في قائمة اصدارات القاسم حاشية له على المقدمة(1/728)
إن كنت تعني حاشية عبد الرحمن بن قاسم على مقدمة التفسير فهو كتاب مستقل ليس له علاقة بمقدمة شيخ الاسلام , إذ المقدمة والحاشية في الكتاب المذكور ل عبد الرحمن بن قاسم .
---
العبيدي
10-16-2003, 08:07 PM
جزاك الله خير يا أخي أحمد البريدي فالأمر كا ذكرت
---
العبيدي
10-16-2003, 08:08 PM
عفوا كما ذكرت
---
محمد الربيعة
10-24-2003, 10:15 PM
للمقدمة عدة شروح مسجلة ومنها
1/ شرح الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في خمسة أشرطة ـ وستطبعه مؤسسة الشيخ قريباً .
2/ شرح الشيخ صالح آل الشيخ في ستة أشرطة .
3/ شرح الشيخ محمد المديفر في سنة أشرطة
4/ شرح الشيخ عبدالرحمن الدهش في ستة أشرطة
5/ شرح الشيخ محمد الفايز ...
ويقوم بعض الأخوة الآن بتفريغها وكتابتها لطباعتها جميعاً بإذن الله ،بعد أخذ إذن المشايخ
ونرجو من الأخوة من أهل التخصص إفادتنا بالشروح المسجلة الأخرى لإيتم إدخالها في المشروع ، شاكرين مقدرين لهم
---
أبومجاهدالعبيدي
10-25-2003, 12:00 AM
بسم الله
للشيخ صالح الأسمري شرح لهذه المقدمة ، وهو مفرغ وجاهز من موقع الشيخ هنا (http://www.albaserah.net/alom/asoltaf.htm)
وقد شرح الشيخ مساعد الطيار هذه المقدمة عدة مرات ، كان آخرها في نهاية صيف هذا العام ، ولم تنشر مسجلة بعد لأن الشيخ لا زال ينقح هذه الشروح ، ولعله يخرجها مطبوعة .
---
المنصور
10-28-2003, 09:35 PM
هذا شرح جديد وجيدللمقدمة
ولاتنسونا من الدعاء
وفق الله الجميع لكل خير
---
متعلم
10-29-2003, 07:35 PM
وقد شرحها الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي في دورة علمية بالطائف عام 1422هـ . ومنظم الدورة مندوبية شمال الطائف .
---
(1/729)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "عيشة راضية"
---
"عيشة راضية"
---
جمال حسني الشرباتي
11-25-2004, 06:58 PM
قال تعالى((فهو في عيشة راضية))
وقال تعالى((خلق من ماء دافق))
وقال تعالى((لا عاصم اليوم من أمر الله))
وقال تعالى ((حرما آمنا))
ماهي النكتة البلاغية النحوية في---عاصم---آمنا---دافق--راضية
أنا بصراحة قرات النكتة البلاغية اللغوية وأعرفها ولكن لجعل طريقة العرض مشوقة وحيوية ارغب أن أسمع الجواب من غيري----مع المزيد من الأمثلة
---
أبو زينب
11-26-2004, 09:12 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سوف أحاول الإجابة رغم أني لست ضليعا في النحو و لا في البلاغة .
هذه الكلمات أسماء فعل : راضي - دافق - عاصم - آمن , من الأفعال : رضي - دفق - عصم - أمن .
و اسم الفاعل هو اسم مشتق يصاغ من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على من قام بالفعل . فكيف نوفق بين هذا التعريف و معانيها في الآيات .
فالنقطة البلاغية و المشتركة بينها والتي تشير إليها - أخي جمال - ربما تدخل في ما يسمى إسناد الوصف إلى غير ما هو له وهو من المبالغة .
و قد عدت إلى "التحرير و التنوير " كما عهدتني - أخي جمال - فوجدته يقول :
- " في عيشة راضية " وصف عيشة براضية مجاز عقلي لملابسة العيشة حالة صاحبها وهو العائش ملابسة الصفة لموصوفها .
و الراضي هو صاحب العيشة لا العيشة لأن " راضية" اسم فاعل رضيت إذا حصل لها الرضى وهو الفرح و الغبطة . و العيشة ليست راضية و لكنها لحسنها رضي صاحبها . فوصفها براضية من إسناد الوصف إلى غير ما هو له وهو من البالغة لأنه يدل على شدة الرضى بسببها حتى سرى إليها .
و لذلك الاعتبار أرجع السكاكي ما يسمى بالمجاز العقلي إلى الاستعارة المكنية كما ذُكر في علم البيان ( أعترف أني لم أفهم هذه الجملة ) .
- أما عن " دافق " فيقول الشيخ ابن عاشور :(1/730)
و صيغة " دافق " اسم فاعل من دفق القاصر وهو قول فريق من اللغويين وقال الجمهور : لا يستعمل دفق قاصرا و جعلوا دافقا بمعنى اسم المفعول و جعلوا ذلك من النادر .
و عن الفراء : أهل الحجاز يجعلون المفعول فاعلا إذا كان في طريقة النعت . و سيبويه جعله من صيغ النسب كقولهم : لابِن و تامِر ففُسر دافق: بذي دفق .
- " لا عاصم من أمر الله إلا من رحم " لم أجد في التفسير توضيحا آخر و لكني لا أريد الخوض في كلام الله بدون علم .
- " حرما آمنا " لم أعثرعلى تعليق من الشيخ ابن عاشور و لكن كما سبق فالآمن هو اسم فاعل و المأمون اسم مفعول فالأصل أن يكون البلد مأمونا و الناس فيه آمنين . ولكن من المبالغة في الأمن جرت الصفة على المكان فأصبح الحرم آمنا .
و الله أعلم .
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
---
جمال حسني الشرباتي
11-26-2004, 10:49 PM
رحم الله ابن عاشور رحمة واسعة
وجزاه في كل ما قال على كل حرف حسنة
فلقد أجاد وأي إجادة
وبالفعل جميع ماورد الأصل فبها أن تكون إسم مفعول--دافق--مدفوق
راضية---مرضية
آمنا---مأمونا
عاصم--معصوم
ولقد كنت قد استخرجت كل ذلك من كتاب "فقه اللغة" للثعالبي
وبارك الله فيك يا أبا زينب
---
أبو زينب
11-28-2004, 01:17 PM
في كتابه " بدائع الفوائد " وجدت أن ابن القيم ذهب منحى آخر فهو يقول في الجزء 3 :
قوله تعالى " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" فإنه تعالى لما ذكر العاصم استدعى معصوما مفهوما من السياق فكأنه قيل لا معصوم اليوم من أمره إلا من رحمه فإنه لما قال لا عاصم اليوم من أمر الله بقي الذهن طالبا للمعصوم فكأنه قيل فمن الذي يعصم فأجيب بأنه لا يعصم إلا من رحمه الله و دل هذا اللفظ باختصاره و جلالته و فصاحته على نفي كل عاصم سواه و على نفي كل معصوم سوى من رحمه الله . فدل الاستثناء على أمرين على المعصوم من هو و على العاصم وهو ذو الرحمة .(1/731)
وهذا من أبلغ الكلام و أفصحه و أوجزه و لا يلتفت إلى ما قيل في الآية بعد ذلك و قد قالوا فيها ثلاثة أقوال أخر :
- أحدها : أن عاصما بمعنى معصوم كماء دافق و عيشة راضية و المعنى لا معصوم إلا من رحمه الله و هذا فاسد لأن كل واحد من اسم الفاعل و اسم المفعول موضوع لمعناه الخاص به فلا يشاركه فيه الآخر و ليس الماء الدافق بمعنى المدفوق بل هو فاعل على بابه كما يقال ماء جار فدافق كجار فما الموجب للتكلف البارد .
و أما عيشة راضية فهي عند سيبويه على النسب كتامر و لابن أي ذات رضى و عند غيره كنهار صائم و ليل قائم على المبالغة .
- و القول الثاني : أن من رحم فاعل لا مفعول . و المعنى لا يعصم اليوم من أمر الله إلا الراحم فهو استثناء فاعل من فاعل و هذا وإن كان أقل تكلفا فهو أيضا ضعيف جدا و جزالة الكلام و بلاغته تأباه بأول نظر .
- و القول الثالث : أن في الكلام مضافا محذوفا قام المضاف إليه مقامه و التقدير : لا معصوم عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحمه الله و هذا من أنكر الأقوال و أشدها منافاة للفصاحة و البلاغة و لو صرح به لكان مستغثا .
اهـ.
أما أنا فإني باق على رأي ابن عاشور . و الله أعلم .
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2004, 05:29 AM
أبا زينب
أنا لا أرى أن إبن القيم على جلال قدره قد أصاب في قوله
((دل هذا اللفظ باختصاره و جلالته و فصاحته على نفي كل عاصم سواه و على نفي كل معصوم سوى من رحمه الله . فدل الاستثناء على أمرين على المعصوم من هو و على العاصم وهو ذو الرحمة ))
لسببين1-لا حاجة في سياق موجه لنبي من أنبياء الله أن يذكر ببدهية أن لا عاصم من أمر الله
فإذا جاء أمر الله ليس هناك من قوة تقف في وجه هذا الأمر(1/732)
2-إن في سياق الآية وما قبلها ما يدل على صحة القول بأن لامعصوم من أمر الله وذلك لأن إبنه ظن أن صعوده إلى رأس جبل سيعصمه من الماء فصح أن يقول له لست معصوما من أمر الله بصعودك للجبل
أما قوله((: أن عاصما بمعنى معصوم كماء دافق و عيشة راضية و المعنى لا معصوم إلا من رحمه الله و هذا فاسد لأن كل واحد من اسم الفاعل و اسم المفعول موضوع لمعناه الخاص به فلا يشاركه فيه الآخر و ليس الماء الدافق بمعنى المدفوق بل هو فاعل على بابه كما يقال ماء جار فدافق كجار فما الموجب للتكلف البارد .))
فلست أرى صواب تهجمه على من قال بأن لا عاصم بمعنى لا معصوم وذلك في قوله((فما الموجب للتكلف البارد .)) وقوله((و هذا فاسد ))
وعظام المفسرين قالوا عن الماء الدافق بأنه مدفوق--وبالفعل فهو مدفوق فمن يستطيع أن يقول أن ماء الرجل غير مدفوق ---ولكنه استخدام بليغ عبر فيه القرآن عن آلية إندفاع ماء الرجل الباهرة وكأنه إندفاع فاعل مقرر لا إندفاع مفعول
ولا بد لنا أن نشير إلى أن إبن القيم رحمه الله من أنصار القول بعدم وجود مجاز وكنايات في النصوص القرآنية مع أن ذلك مما لا يقره عليه عظام المفسرين
إلا أننا للإنصاف نورد تفسير القرطبي للاية
((
أَيْ لَا مَانِع ; فَإِنَّهُ يَوْم حَقَّ فِيهِ الْعَذَاب عَلَى الْكُفَّار . وَانْتَصَبَ " عَاصِم " عَلَى التَّبْرِئَة . وَيَجُوز " لَا عَاصِم الْيَوْم " تَكُون لَا بِمَعْنَى لَيْسَ .
إِلَّا مَنْ رَحِمَ(1/733)
فِي مَوْضِع نَصْب اِسْتِثْنَاء لَيْسَ مِنْ الْأَوَّل ; أَيْ لَكِنْ مَنْ رَحِمَهُ اللَّه فَهُوَ يَعْصِمهُ , قَالَهُ الزَّجَّاج . وَيَجُوز أَنْ يَكُون فِي مَوْضِع رَفْع , عَلَى أَنَّ عَاصِمًا بِمَعْنَى مَعْصُوم ; مِثْل : " مَاء دَافِق " [ الطَّارِق : 6 ] أَيْ مَدْفُوق ; فَالِاسْتِثْنَاء . عَلَى هَذَا مُتَّصِل ; قَالَ الشَّاعِر : بَطِيء الْقِيَام رَخِيم الْكَلَا م أَمْسَى فُؤَادِي بِهِ فَاتِنَا أَيْ مَفْتُونًا . وَقَالَ آخَر : دَعْ الْمَكَارِم لَا تَنْهَض لِبُغْيَتِهَا وَاقْعُدْ فَإِنَّك أَنْتَ الطَّاعِم الْكَاسِي أَيْ الْمَطْعُوم الْمَكْسُوّ . قَالَ النَّحَّاس : وَمِنْ أَحْسَن مَا قِيلَ فِيهِ أَنْ تَكُون " مَنْ " فِي مَوْضِع رَفْع ; بِمَعْنَى لَا يَعْصِم الْيَوْم مِنْ أَمْر اللَّه إِلَّا الرَّاحِم ; أَيْ إِلَّا اللَّه . وَهَذَا اِخْتِيَار الطَّبَرِيّ . وَيُحَسِّن هَذَا أَنَّك لَمْ تَجْعَل عَاصِمًا بِمَعْنَى مَعْصُوم فَتُخْرِجهُ مِنْ بَابه , وَلَا " إِلَّا " بِمَعْنَى " لَكِنْ "
---
جمال حسني الشرباتي
11-29-2004, 10:43 AM
موجه لنبي " خطأ
الصواب----((على لسان نبي))
---
(1/734)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللفظ في كتاب الله
---
اللفظ في كتاب الله
---
ابو شفاء
08-31-2004, 09:27 PM
الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الاراضين ربي ورب الناس اجمعين واصلي واسلم على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
يقول سبحانه" افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" ستكون مشاركاتي , حول استخدام الكلمة في القران والتقديم والتاخير ولماذا استعمل الله سبحانه اللفظة كذا ولم يستعمل اللفظة كذا , ولماذا قال الله كذا ولم يقل كذا وابدأ بلفظة واحدة .
لماذا قال الله سبحانه" فبعزتك لاغوينهم اجمعين" لماذا اقسم ابليس بعزة الله سبحانه وتعالى ولم يقسم بلفظ اخر
" لان ابليس علم انه بعد ان طلب منه الله سبحانه وتعالى ان يسجد لادم رفض , فطرده الله سبحانه من رحمته فعلم انه قد فقد عزته وكرامته وعلم ان لن يكون له عزة.
---
(1/735)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في رحاب القرآن الكريم .. مجموعة ومهذبة من تفسير الإمام القرطبي
---
في رحاب القرآن الكريم .. مجموعة ومهذبة من تفسير الإمام القرطبي
---
محمود أبو جهاد
07-04-2004, 05:44 PM
ما يلزم قارئ القرآن وحامله
جمعتها من الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي مع تنسيق وتهذيب واختصار
*** من حرمة القرآن ألا يمس القارئ القرآن إلا وهو طاهر .
*** ومن حرمته أن يقرأه وهو على طهارة .
*** ومن حرمته أن يستعمل السواك ويطيب فاه .
*** ومن حرمته أن يلبس أحسن الثياب عند قراءته .
*** ومن حرمته أن يستقبل القبلة .
*** ومن حرمته أن يتمضمض كلما تنخع .
*** ومن حرمته إذا تثاءبت وأنت تقرأ ، أن تمسك عن القراءة ، لأنك مناج
ربك ، والتثاؤب من الشيطان .
*** ومن حرمته الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند ابتدائه للقراءة وأن يقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم .
*** ومن حرمته أن يخلو بقراءته حتى لا يقطع عليه أحد بكلام فيخلطه بجوابه ،
لأنه إذا فعل ذلك ، ذهب عنه سلطان الاستعاذة الذي استعاذ في البدء .
*** ومن حرمته إذا أخذ في القراءة ،لم يقطعها ساعة فساعة بكلام الآدميين .
*** ومن حرمته أن يستعمل في القرآن ذهنه وعقله ، حتى يفهم ما يقرأ .
*** ومن حرمته أن يقف على آية الوعد ، فيرغب إلى الله تعالى ويسأله من
فضله ،وأن يقف على أية الوعيد ، فيستجير بالله منه .
*** ومن حرمته أن يقف على أمثال القرآن فيمتثلها .
*** ومن حرمته أن يؤدي لكل حرف حقه من الأداء ، حتى يظهر الكلام
باللفظ تماما ؛ فإن له بكل حرف عشر حسنات .
*** ومن حرمته إذا انتهت قراءته ، أن يصدق ربه ، ويشهد بالبلاغ لرسوله r فيقول : صدقت ربنا وبلغت رسلك ، وأنا على ذلك من الشاهدين ، اللهم اجعلني من شهداء الحق ، القائمين بالقسط ، ثم يدعو بدعوات .(1/736)
*** ومن حرمته إذا قرأ القرآن ، ألا يلتقط الآي من كل سورة فيقرأها .
*** ومن حرمته إذا وضع المصحف ألا يتركه منشورا ، وألا يضع فوقه شيئا من
الكتب حتى يكون دائما عاليا لسائر الكتب .
*** ومن حرمته أن يضع القرآن في حجره إذا قرأ ، أو على شيء أمامه ، ولا
يضعه على الأرض .
*** ومن حرمته ألا يمحوه من اللوح بالبصاق ، ولكن يغسله بالماء في مكان
طاهر ، وألا يلقي الورق المكتوب فيه آيات قرآنية في الأماكن القذرة ،
إما أن يحتفظ بها ، أويحرقها .
*** ومن حرمته ألا يلقي صحيفة القرآن البالية في الأماكن القبيحة ، أو في
صناديق القمامة ، إما أن يمحوها بالماء في مكان طاهر ، أو يحرقها ، أو
يحتفظ بها .
*** ومن حرمته ألا يخلو يوما من أيامه من النظر في المصحف .
*** ومن حرمته ألا يتأوله المسلم عندما يعرض له شيء من أمر الدنيا ، ومثال
ذلك أن تقرأ قول الله تعالى للرجل إذا جاءك " جئت على قدر ياموسى "
، مثال ذلك أيضا أن تقرأ قول الله تعالى " كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم
في الأيام الخالية " عند حضور الطعام .
*** ومن حرمته ألا يتلى منكوسا كفعل معلم الصبيان لإظهار المهارة والحذق .
*** ومن حرمته ألا يُقَعِّرَ في قراءته .
*** ومن حرمته ألا يقرأ بألحان الغناء ، كلحون أهل الفسق ، ولا بترجيع
النصارى ، ولا بنوح الرهبانية .
*** ومن حرمة القرآن الكريم أن يعظم خطه وكتابته إذا كتبه .
*** ومن حرمته ألا يجهر البعض على بعض في القراءة .
*** ومن حرمته ألا يجادل فيه في أنواع القراءات ، إذا كان لا يعلم .
*** ومن حرمته ألا يقرأ في الأسواق ، ولا في مواطن اللغو واللغط ومجمتع
السفهاء .
*** ومن حرمته ألا يتوسد المصحف ، ولا يعتمد عليه ، ولا يرمي به إلى صاحبه
إذا أراد أن يناوله .
*** ومن حرمته ألا يُصَغَّر المصحف ، وروي عن رسول الله r أن لا يقال
مسيجد أو مصيحف .
*** ومن حرمته ألا يخلط فيه ما ليس منه .(1/737)
*** ومن حرمته ألا يحلى بالذهب ، ولا يكتب بالذهب فتخلط به زينة الدنيا .
*** ومن حرمته ألا يكتب على الأرض ، ولا على حائط كما يفعل به في
المساجد الآن ، وقد رأى عمربن عبد العزيز ابنا له يكتب القرآن على
الحائط فضربه .
*** ومن حرمته إذا اغتسل بكتابته للاستشفاء من سقم ، فلا يصبه على كناسة
،ولا في موضع نجاسة ، ولا على موضع يوطأ ، ولكن في موضع طاهر .
*** ومن حرمته أن يفتتحه كلما ختمه ، بحيث إذا ختم يقرأ من أول القرآن
قدرخمس آيات ، ويستحب له إذا ختم أن يجمع أهله ويدعو .
***ومن حرمته إذا كتبه وشربه سمى الله على كل نفس وعظم النية فيه ، فإن الله
يؤتيه على قدر نيته ، روي عن مجاهد قال : " لا بأس أن تكتب القرآن
ثم تسقيه المريض " .
من كتاب :
الجامع لأحكام القرآن
---
(1/738)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عصمة القرآن و جهالة المبشرين - د .ابراهيم عوض
---
عصمة القرآن و جهالة المبشرين - د .ابراهيم عوض
---
الطيب وشنان
09-10-2006, 03:32 PM
عصمة القرآن الكريم و جهالة المبشرين
- د .ابراهيم عوض
http://www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/3esma_quran.rar
---
(1/739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فوائد من تاريخ أبي زرعة الدمشقي
---
فوائد من تاريخ أبي زرعة الدمشقي
---
عبدالرحمن السديس
03-09-2006, 09:19 PM
الحمد لله فاطر السموات والأرض ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وسلم .
أما بعد:
فهذه بعض الفوائد علقتها من كتاب تاريخ أبي زرعة الدمشقي ، أسأل الله أن ينفع بها كاتبها ، وقارئها .
* الطبعة التي أعزو لها : من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ، وتحقيق شكر الله القوقاجي.
1/206:
حدثنا عبد الأعلى بن مسهر قال: حدثني يحيى بن حمزة عن ابن أبي غيلان الفلسطيني قال: قال ابن موهب: ثلاث إذا لم يكن في القاضي، فليس بقاض: يسأل وإن كان عالماً، ولا يسمع شكية من أحد ليس معه خصمة، ويقضي إذا فهم.
حدثنا عبد الأعلى بن مسهر قال: حدثني يحيى بن حمزة عن ابن أبي غيلان الفلسطيني: أن الزهري قال: ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض: إذا كره اللوائم، وأحب المحامد، وكره العزل.
1/265:
حدثنا صفوان بن صالح قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفةً فقال: اروها عني، ودفع إلي الزهري صحيفة فقال: اروها عني.
حدثنا وليد بن عتبة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: أعربوا الحديث فإن القوم كانوا عرباً.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: لا بأس بإصلاح الخطأ واللحن في الحديث.
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا الوليد بن مسلم، يقول: سمعت الأوزاعي يقول: كنا نسمع الحديث، فنعرضه على أصحابنا، كما يعرض الدرهم الزائف فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا تركنا.
وانظر : 2/722.
1/271:(1/740)
حدثني هشام قال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: سمعت الأوزاعي، وسأله منيب فقال: أكل ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم نقبله ؟ فقال: نقبل منه ما صدق كتاب الله عز وجل، فهو منه، وما خالفه فليس منه.
قال له منيب: إن الثقات جاؤوا به. قال: فإن كان الثقات حملوه عن غير الثقات ؟
1/305:
حدثني أبو سعيد، عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري قال: كان يقدم علينا أبو قلابة، فينزل دار صفوان، فقدم فنزل داريا ، فقلت له: يا أبا قلابة: كان الله ينفعنا بمجالستك. فقال: كنا نجالسكم فلما قلتم عمّن، تركنا ذاك.
1/311:
حدثني معن بن الوليد بن هشام قال: حدثنا وكيع قال: قال إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر: كان يستعان على حفظ الحديث بالعمل به.
قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن يزيد بن جابر قال: قال معاذ: اعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن يأجركم الله بالعلم حتى تعملوا.
سمعت أبا مسهر يقول: حدثني عباد الخواص، رفعه قال: أول العلم: الإنصات، ثم الاستماع، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر.
1/315:
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: إن جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، وإن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه، وإن جاءنا من الجزيرة عن ميمون قبلناه، وإن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه.
قال سعيد: كان هؤلاء الأربعة العلماء في زمان هشام.
حدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: عن سليمان بن موسى، يزيد فيه: وإن جاءنا من اليمن عن طاوس قبلناه، وإن جاءنا عن عطاء من الحجاز قبلناه.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: إذا كان علم الرجل حجازياُ، وخلقه عراقياً، وطاعته شامية، فقد كمل.(1/741)
وحدثني محمد بن أبي أسامة عن ضمرة بن ربيعة عن صدقة بن المنتصر عن عروة بن رويم قال: قال روح بن زنباع الجذامي: إذا كان فقه الرجل حجازياً فقد كمل.
1/335:
حدثنا هشام قال: حدثنا مغيرة بن مغيرة عن رجاء بن أبي سلمة عن خالد بن دريك قال: كانت في ابن محيريز خصلتان، ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة: كان أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له تكلم فيه، غضب فيه من غضب، ورضي من رضي. وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
1/346:
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز قال: ما كان أحد يطمع أن يفتتح الدنيا في مجلس عطية بن قيس.
1/355:
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول: لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان: لا يسألوني عن شيء، ولا أسألهم، يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.
1/364:
حدثني الحسن بن عبد العزيز قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: كان هذا الأمر بيناً سنياً شريفاً، إذ كان الناس يتلاقونه بينهم، فلما كتب ذهب نوره وصار إلى غير أهله.
1/380:
أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: قال مكحول: من فقه الرجل ممشاه ومدخله مع أهل العلم.
قال الوليد بن مسلم: وكان ابن جابر يقول: لا يؤخذ العلم إلا ممن شهد له بالطلب.
وسمعت أبا مسهر يقول: إلا جليس العالم، فإن ذلك طلبه.
1/386:
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ذكر عثمان بن سعد العذري أهل العراق عند عمر بن عبد العزيز، فقال عمر: لا تفرقوا بين الناس.
---
عبدالرحمن السديس
03-09-2006, 09:21 PM
1/409:(1/742)
فأخبرني الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: سمعت عبد الملك بن مروان بإبلياء - قبل أن يقع الوجع الذي خرج منه إلى الموقر - خطيباً يقول: إن العلم سيقبض قبضاً سريعاً، فمن كان عنده علم فليظهره، غير غال فيه ولا جاف عنه.
1/409:
حدثني حيوة بن شريح، والوليد بن عتبة عن أبي حيوة عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: اختلفت من الحجاز إلى الشام، ومن الشام إلى الحجاز خمساً وأربعين سنة ما استطرفت حديثاً واحداً.
فأخبرني محمد بن أبي مقاتل قال: حدثنا نعيم بن حماد عن بقية عن شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهري يقول: ما وجدت أحداً يفيدني - في ترددي إلى الشام - حديثاً.
1/412:
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري، ونحن نطلب العلم، فقلت: نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه، فإنه سنة، فقلت له: إنها ليس بسنة، فلا نكتبه، قال: فكتبه، ولم نكتبه ، فأنجح ، وضيعنا.
1/420:
حدثنا عبيد بن حبان عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن بسر بن سعيد. فقيل: مات - وقد علم أنه قد مات - قال: فما فعل عبد الله بن عبد الملك؟ قيل: مات. وذكر أن عبد الله بن عبد الملك أورث سبعين مدياً من ذهب. فقال عمر: إن كان مدخلهما واحداً، لأن أعيش بعيش بسر بن سعيد أحب إلي من أن أعيش بعيش عبد الله بن عبد الملك. قال: فلما قام الناس، دنا منه مزاحم فقال: يا أمير المؤمنين، أهلك ؟ قال: لا أدع أن أذكر أهل الفضل بفضلهم.
1/420:
حدثنا عبيد بن حبان عن مالك بن أنس قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم.
1/421:
قال أبو مسهر: ينبغي للرجل أن يقتصر على علم بلده ، وعلى علم عالمه ، فلقد رأيتني أقتصر على سعيد بن عبد العزيز، فلما أفتقر معه إلى أحد.(1/743)
قلت: هذا الكلام على إطلاقه فيه نظر ، نعم في البداية هذا المطلوب ، وأما بعدها فلا
وانظر 2/680.
---
عبدالرحمن السديس
03-11-2006, 11:05 PM
1/422:
حدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن وهب عن مالك قال: سمعت ابن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده: لا أدري، حتى يكون أصلاً منه في أيديهم، حتى إذا سئل أحدهم عما لا يعلم، قال: لا أدري.
1/422:
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا مروان بن محمد قال: سمعت مالك بن أنس يقول: جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، فأخذ علي ألا أروي عنه شيئاً.
1/423:
حدثنا أبو مسهر قال: سألت مالك بن أنس عن شيء، فقال لي: لا تسل عما لا تريد، فإنك تنسى ما تريد، قال: فضرب لي مالك مثلاً، فقال: من اشترى ما لا يريد يوشك أن يبيع ما يريد.
1/423:
أخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب قال: حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عبد الله - مولى بني سلمة - أنه أفتى رجلاً بشيء - قال مالك: وكان عبد الله من القراء - قال: فقال ذلك الرجل: إن أهل إفريقية لا يقولون هذا ، فقال عبد الله: ومتى كان أهل إفريقية يفتون الناس ؟!
1/424:
حدثنا عبيد الله بن حبان عن مالك بن أنس قال: كان نافع، وابن ميسرة وسعيد بن أبي هند يصلون الصبح ، ثم يجلسون إلى السبحة، ما يكلم واحد منهم صاحبه.
1/427:
حدثني محمود بن خالد عن أبي مسهر عن مالك بن أنس أنه حدثهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن - قال مالك: ونعم القاضي كان ابن خلدة - قال ربيعة: قال ابن خلدة: يا ربيعة إن الناس قد أطافوا بك فليكن همك أن تتخلص منهم قبل أن تخلص بينهم.
---
عبدالرحمن السديس
03-14-2006, 01:14 PM
1/427:
أخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب قال: حدثني مالك بن أنس: أن إياس بن معاوية قال لربيعة: إن البناء إذا بني على غير أس، لم يكد يعتدل.
يريد بذلك: المفتي الذي يتكلم عن غير أصل يبني عليه كلامه.
1/428:(1/744)
وحدثني الحارث عن ابن وهب عن مالك أنه حدثه قال: كان ربيعة أعجل فتيا، وأعجله جواباً، وكان يقول: مثل الذي يعجل بالفتيا، قبل أن يتثبت كمثل الذي يأخذ شيئاً من الأرض، ولا يدري ما هو.
1/433-434:
وسمعت علي بن عياش يقول: كان شعيب بن أبي حمزة عندنا من خيار الناس ، وكنت أنا وعثمان ، وابن دينار من ألزم الناس له، وكان ضنيناً بالحديث، وكان يعدنا بالمجلس، فنقيم نقتضيه إياه، فإذا فعل، فإنما كتابه بيده، ما نأخذه، وكان من صنف آخر في العبادة، واعتزال الناس إنما كان يصلي، ثم يخرج..
وأخبرني أحمد بن حنبل قال: رأيت كتب شعيب، فرأيت كتباً مضبوطة مقيدة، ورفع من ذكره فقلت: فأين هو من يونس بن يزيد ؟ قال: فوقه. قلت: فأين هو من عقيل بن خالد ؟ قال: فوقه. قلت: فأين هو من الزبيدي ؟ قال: مثله.
وقال أبو زرعة: فأخبرني الحكم بن نافع قال: كان شعيب بن أبي حمزة عسراً في الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة، قال: هذه كتبي قد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها، فقد سمعها مني.
ونحوه في : 2/715.
1/435:
حدثني الوليد بن عتبة عن أبي صالح عن الليث عن يونس قال: قال لي ابن شهاب: أطعني وتوضأ مما مسته النار. قال: قلت: لا أطيعك وأدع سعيد بن المسيب.
1/437:
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة قال: سألت الزهري عن حديث فلم يخبرني، فقال له سعد بن إبراهيم: أجب الغلام عما سألك. فقال الزهري: أما إني أعطيه حقه، قال: فكأنه أرضاه. قال: فقلت لسعد: أجل إنه ليفعل ذلك، فسره ذلك.
1/439:
وسمعت أحمد بن حنبل يسأل عن سفيان، ومالك إذا اختلفا في الرأي ؟
قال: مالك أكبر في قلبي. قلت: فمالك والأوزاعي ؟ قال: مالك أحب إلي، وإن كان الأوزاعي من الأئمة قيل له: فمالك وإبراهيم ؟ قال - كأنه شنعه - : ضعه مع أهل زمانه.
1/440:(1/745)
حدثنا عبيد بن حبان قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله، الناقة تذبح وفي بطنها جنين يرتكض، فيشق بطنها فيستخرج جنينها، أتؤكل ؟ قال: نعم، قلت: إن الأوزاعي قال: لا تؤكل قال: أصاب الأوزاعي.
حدثني علي بن الحسن النسائي الرقي قال: حدثنا سلمة بن سعيد قال: قال مالك - وذكر عنده الأوزاعي، فقال: - كان إماماً يقتدى به.
---
عبدالرحمن السديس
03-17-2006, 07:20 PM
1/441:
حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا عطاف بن خالد قال: قيل لزيد بن أسلم: عمن يا أبا أسامة ؟ قال: ما كنا نجالس السفهاء، ولا نحمل عنهم.
1/449و2/721:
حدثني دحيم قال: حدثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي قال: كان عطاء من أرضى الناس عند الناس، وما كان ينهد إلى مجلسه إلا سبعة أو ثمانية.
1/451:
أسئلة كثيرة في الرجال والأحاديث وجهها للأئمة لأحمد ويحيى وغيرهم .
1/465:
وسمعت أبا نعيم يقول: لم يسمع سفيان من عمرو بن مرة إلا سبعة أحاديث سمعتها كلها من سفيان، غير واحد لم أضبطه، نرى أنه حديث طلق بن قيس.
فحدثنا أبو نعيم قال: وكان سفيان إذا تحدث عن عمرو بن مرة بما سمع، يقول: حدثنا، وأخبرنا. وإذا دلس عنه يقول: قال عمرو بن مرة.
1/469:
وحدثني عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمرو قال: جئت محمد بن سوقة معي شفيعاً عند أبي إسحاق، فقلت لإسرائيل: استأذن لنا الشيخ. فقال لنا: صلى بنا الشيخ البارحة فاختلط، قال: فدخلنا عليه، فسلمنا وخرجنا.
1/469:
حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا مروان بن محمد قال: قال الأوزاعي: إذا سمع القوم جميعاً، فأذكر بعضهم بعضاً فلا بأس أن يحدثوا به. وإن أذكروه، فلم يذكروه تحدثوا به عن من أذكرهم.
وأخبرني أحمد بن أبي الحواري قال: استفهمت عبد الله بن إدريس كلمة من حديث فأفهمنيها بعض أصحاب الحديث. فقلت: إني أحب أن أسمعها من فيه. قال عبد الله: هو كما قال: كنا يأخذ بعضنا على بعض.(1/746)
وأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت شعيب بن إسحاق يقول في استفهام الشيء الذي يسقط عن الحديث، فقال: إذا حضر المجلس أجزأه.
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا حبان قال: حدثنا الأعمش قال: كنا نجلس إلى إبراهيم فتتسع الحلقة، فربما تحدث بحديث فلا يسمعه من تنحى عنه، فيسأل بعضهم بعضاً عما قال، ثم يرونه عنه، وما سمعوه منه.
قال أبو زرعة: فرأيت أبا نعيم لا يعجبه هذا، ولا يرضى به لنفسه، وأخبرنا فيما سقط عنه من الحرف الواحد، والاسم مما سمعه من سفيان والأعمش، فيستفهمه من أصحابه رواه عن أصحابه، لا يرى غير ذلك واسعاً له. وأخبرنا أن الأعمش حدثهم بشيء - كان الأعمش يحدث به على غير ذلك - فأذكروه به، فقال لنا: صدقتم، أنتم أحفظ مني.
قال أبو زرعة: ورأيت أبا مسهر يفعل ذلك فيما حمل عن سعيد بن عبد العزيز، ورأيته يكره للرجل أن يحدث، إلا أن يكون عالماً بما يحدث، ضابطاً له.
---
عبدالرحمن السديس
03-19-2006, 05:47 PM
1/472و508:
حدثني محمد بن توبة قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي عن أبيه عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال: قال لي أيوب: لو جئت حتى تنظر في شيء من الرأي. قال: قلت: نعم. قال: فسكت سكتة ثم قال: قيل للحمار ما لك لا تجتر ؟ قال: أكره مضغ الباطل.
1/476:
تسمية جمع من المكنين عن الإمام أحمد وغيره .
1/506:
سرد كلام لبعض كلام الأئمة في أبي حنيفة رحم الله الجميع .
1/508:
قال أبو زرعة: وأنكر بعض أهل العلم أن يكون ابن شهاب سمع من أبان بن عثمان بن عفان. فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن إبراهيم، فلم ينكر لقاءه.
وقال لي: عمر بن عبد العزيز ولي على أبان بن عثمان بن عفان على المدينة، والزهري في صحابة عمر بن عبد العزيز بالمدينة.
فحدثني آدم قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري قال: قال رجل لعمر بن عبد العزيز: طلقت امرأتي، وأنا سكران.(1/747)
قال الزهري: فكان رأي عمر بن عبد العزيز مع رأينا أن يجلده، ويفرق بينه وبين امرأته حتى حدثه أبان بن عثمان بن عفان: ليس على المجنون ولا السكران طلاق.
فقال عمر: تأمروني ! وهذا يحدثني عن عثمان بن عفان ؟ فجلده ورد إليه امرأته.
قال أبو زرعة: فهذه مشاهدة وسماع صحيح. ثم نظرنا فوجدنا أمثال ابن شهاب قد سمع من أبان بن عثمان، وسمع منه من هو دونه في السن.
1/522:
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن هشام بن عروة قال: خرج عروة إلى الوليد بن عبد الملك، فخرجت برجله آكلة، فقطعها، وسقط ابن له عن ظهر بيت، فوقع تحت أرجل الدواب، فقطعته، فأتاه رجل يعزيه، فقال: بأي شيء تعزيني - ولم يدر بابنه - : فقال الرجل: ابنك يحيى، قطعته الدواب، قال: وأيمك، لئن كنت أخذت، لقد أعطيت، ولئن كنت ابتليت، لقد عافيت. وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.
1/522:
قال محمد بن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن عمرو قال: رأيت عروة بن الزبير جالساً في المسجد الحرام على طنفسة في زمان ابن الزبير، لا يقاتل.
قال سفيان: وقال عمرو: كان جباناً، وربما كان عمرو يذكر من جبنه.اهـ
قلت: لعله تركه لأنه يراه قتال فتنة ، ولا يريد أن يلي قتل مسلم ، والجبان لا يقترب من مواطن القتل بل يلزم داره . والله أعلم .
1/535:
قال ابن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة قال: سمعت الزهري، وعمرو بن دينار يتمثلان بالشعر في مجلسهما في المسجد.
1/539:
حدثني سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن علي البناني عن أبي نضرة قال: كانوا إذا جلسوا يتذاكرون الفقه، أمروا رجلاً فقرأ عليهم سورة من القرآن.
وفي 1/553:
حدثني عقبة قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا شعبة عن علي بن الحكم عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فقال: كان هذا حديثهم - يعني الفقه - إلا أن يقرأ رجل سورة من القرآن.
1/540:(1/748)
حدثنا داود بن عمرو بن المسيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سعيد بن بشير عن قتادة عن مطرف بن عبد الله قال: التنازع في العلم مذاكرة جميلة.
---
عبدالرحمن السديس
03-23-2006, 12:57 PM
1/550:
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: أتدرون أي الناس أحرص على العلم ؟ فسكتوا، قال: أعلمهم.
1/554:
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن إبراهيم بن سعد قال: سمعت أبي يسأل الزهري عن شيء من الخلع والإيلاء ؟ فقال: إن عندي فيه لثلاثين حديثاً ما سألتموني عن شيء منها.
1/570:
قال أبو زرعة: وسمعته - يعني أبا نعيم - يقول: أنا سمعت عبد العزيز بن عمر يذكر عن عبد الله بن موهب قال: سمعت تميم الداري - وأنكر أن يكون بينهما قبيصة بن ذؤيب - وقال أنا سمعته يقول: سمعت تميماً.
فاحتُج عند أبي نعيم - فيما بلغني - بما قال يحيى بن حمزة عن عبد العزيز بن عمر عن عبد الله بن موهب عن قبيصة بن ذؤيب.
فقال [أبو نعيم]: قد كتب إليّ [قال أبو زرعة]: رأيت أنه أراد يحيى بن معين - : أن بينهما رجلاً، يعني: فأنكر ذلك أبو نعيم من كتابه إليه.
قال أبو زرعة : فحدثني بعض أصحابنا، أنه قال: ومَن يحيى بن حمزة حتى يحتج علي به !؟
فقيل له: يا أبا نعيم، لو قيل لك في نبل رجالك: مَن الأعمش مَن فلان ؟
ألم يكن القائل يستطيع أن يقول: لكل قوم علم ، ولكل قوم رجال ؟ وهم أعلم بما رووا ؟ فسكت أبو نعيم.
وقد سمعت أبا مسهر يذكر أنه سمع يحيى بن حمزة يحدث عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل من أهل الكفر يسلم على يدي الرجل من المسلمين ؟ قال: هو أولى الناس بمحياه، ومماته.
قال أبو زرعة: ولم أر أبا مسهر، لما تحدث بهذا الحديث أنكره، ولا رده.(1/749)
قال أبو زرعة: وهذا شيخ قديم، روى عنه من الأجلة: سعيد بن عبد العزيز، وطائفة من أهل طبقته، مثل: ابن عيينة، وغيره.
قال أبو زرعة: فوجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا - فيما نرى، والله أعلم - أن عبد العزيز بن عمر حدث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، وحدثهم بالعراق حفظاً.
وقد حدثني صفوان بن صالح أنه سمع الوليد بن مسلم يذكر: أن الأوزاعي كان يدفع هذا الحديث ، ولا يرى له وجهاً، ويحتج الأوزاعي: أنه لم يكن للمسلمين يومئذ ذمة، ولا خراج.
قال أبو زرعة: هذا حديث متصل، حسن المخرج والاتصال ، لم أر أحداً من أهل العلم يدفعه، وبالله التوفيق.
1/584:
حدثني أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه رأى عثمان بن عفان يفطر بعد الصلاة.
1/613:
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثني الزبيدي عن الزهري قال: قلت لعروة: إن أخاك يوم كسفت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين، مثل صلاة الصبح. قال: أخطأ السنة.
1/614:
حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا ابن المبارك عن معمر عن قتادة قال: كسفت الشمس بعد العصر، فسأل سليمان بن هشام، الزهري، فقال، يستقبلون القبلة، ويدعون، ولا يصلون، قال: فذكرته لعطاء فحسنه.
قال معمر: فسألت الزهري، فقال: كذلك كانوا يفعلون.
---
عبدالرحمن السديس
03-25-2006, 04:21 PM
1/631-632:
سؤالات وجهها للإمام أحمد . منها حديث أبي بن عمارة في المسح على الخفين ، وحديث التسمية على الوضوء .
1/635: فصل فيمن غير اسمه .
1/641:
أخبرني محمود بن خالد عن أبي مسهر عن مالك بن أنس قال: لما أرسل إلى ربيعة، أرسل إليه أبو العباس [السفاح] إلى العراق، فقال له: متى بلغك أني حدثت بها حديثاً فاعلم أني مجنون.
1/646:
حدثنا علي بن الحسن النسائي قال: حدثنا عيس بن يونس قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: ما وجدت عالمين، إلا كان أكثرهما توسعاً أكثرهما علماً.
1/654:(1/750)
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق قال: كان أبو بكر يسلم عن يمينه، وعن شماله، ثم ينفتل ساعتئذ كأنه على الرضف.
فحدثني عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق قال: كنا إذا صلينا خلف أبي بكر سلم عن يمينه وعن يساره، فكأنما هو الرضف، حتى يقوم أو ينفتل عن مجلسه.
1/654:
حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق قال: أرسل ابن عباس إلى علقمة، وأصحاب عبد الله فجعل يسأل فيخطىء ويصيب، فيفحش في أنفسنا أن نرد عليه، ونحن على طعامه.
1/664:
قال ابن أبي عمر عن سفيان قال: سمعت الأعمش يقول: جهدنا بإبراهيم أن نجلسه إلى أسطوانة فلم نقدر عليه، قال: ولو رأيته رجلاً أعور، عليه قباء محشو، وملحفة حمراء، وهو يجالس الشرط، لقلت: ما هذا بفقيه.
1/665:
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا عمرو بن الهيثم بن شعبة عن الأعمش قال: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني فأنسد، قال: ما قلت: قال عبد الله، فهو ما سمعته من غير واحد من أصحابه. وما قلت: حدثني فلان، فحدثني وحده.
1/666:
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا ابن نمير عن الأعمش قال: قال لي إبراهيم في فريضة: احفظ هذه، لعلك تسأل عنها.
1/669:
حدثني أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح قال: حدثني ابن المبارك قال: قيل للأحنف بن قيس: بأي شيء سوّدك قومك ؟ قال: لو عاب الناس الماء ، لم أشربه.
2/675:
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت لحماد بن أبي سليمان: كنت رأساً في السنة، فصرت ذنباً في البدعة، قال: لأن أكون ذنباً في الخير، أحب إلي من أن أكون رأساً في الشر.
2/680:
قال محمد بن أبي عمر: قال ابن عيينة: قال أيوب: لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره.
---
عبدالرحمن السديس
03-27-2006, 05:57 PM
2/685:(1/751)
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا خالد الحذاء عن أنس بن سيرين قال: كانت أم ولد لآل أنس بن مالك، قد استحيضت، فأمروني أن أسأل ابن عباس، فسألته فقال: إذا رأت الدم البحراني، أمسكت عن الصلاة.
قال أبو زرعة: فسمعت أحمد بن حنبل يحتج بهذه القصة، ويرد بها ما روي عن أنس بن مالك: أن الحيض عشر، مما رواه الجلد بن أيوب، وقال: لو كان هذا عن أنس بن مالك لم يؤمر أنس بن سيرين أن يسأل ابن عباس.
قال أبو زرعة: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: فحديث معاوية بن قرة عن أنس في الحيض، صحيح ؟
فلم يره صحيحاً، إذ ردوا المسألة إلى ابن سيرين يسأل لهم ابن عباس، كذلك قال لي، ولم يدفع لقاء ابن سيرين ابن عباس، ومسألته.
وقال: حدثنا أمية بن خالد قال: سمعت شعبة يقول: قال خالد الحذاء: كل شيء قال محمد - يعني ابن سيرين - يثبت عن ابن عباس، إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
2/721:
حدثنا أبو مسهر قال: حدثني هقل بن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، أو نحوها.
2/722:
حدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا بقية قال: سمعت الأوزاعي يقول: تعلم ما لا تؤخذ به، كما تتعلم ما يؤخذ به.
2/725:
حدثني محمود بن خالد قال: حدثنا عبد الله بن كثير القارىء عن الأوزاعي قال: حدثني عبدة بن أبي لبابة عن عطاء بن أبي رباح قال: إنما أحدث الناس العمرة من بعد الحج من هلال المحرم في زمان عبد الملك بن مروان.
2/725:
قال أبو زرعة: مسرة بن معبد، شيخ لنا قديم، من أهل فلسطين، قد سمع من سالم بن عبد الله بن عمر، حدث عنه من الأجلة: ضمرة، ووكيع.
قال أبو زرعة: فذكرت لعبد الرحمن بن إبراهيم بعض حديثه، فقال: قد حدث عنه وكيع بحديث فأخطأ. قلت له: وما هو ؟ قال: حدث عنه، عن سليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة أو تمسه النار. وإنما هو: مسرة عن الزهري.(1/752)
قلت له: حدثنا سوار بن عمارة قال: حدثنا مسرة بن معبد عن الزهري، وسليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة، أو تمسه النار.
وحدثناه الوليد بن النضر عن مسرة بن معبد عن الزهري فقط.
قال أبو زرعة: فقد أصابوا جميعاً.
2/726:
قال أبو زرعة: قولهم في حديث زيد بن أسلم: من أدرك ركعة. اختلف فيه الثقات، وكلهم قد أصاب.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف قال: حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار: عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى سجدة واحدة من العصر قبل غروب الشمس، ثم صلى ما بقي بعد غروب الشمس، فلم تفته العصر، ومن صلى سجدة من الصبح قبل طلوع الشمس، ثم صلاها بعد طلوع الشمس فلم تفته الصبح... الخ [انظر بقيته في الكتاب]
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب ، وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
---
(1/753)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
---
شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
---
إمداد
02-08-2006, 12:46 AM
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=41
---
(1/754)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيد النساء وكيد الشيطان كما ورد في القرآن
---
كيد النساء وكيد الشيطان كما ورد في القرآن
---
صالح صواب
05-22-2006, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيمكيد النساء وكيد الشيطان، أمران ورد الحديث عنهما في القرآن الكريم ..
أما كيد النساء فقد ورد في قوله سبحانه وتعالى: ?إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ? (يوسف/28)، وأما كيد الشيطان فقد جاء في قوله سبحانه: ?إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا? (النساء/76).
ومما تردد كثيرا على ألسنة بعض العلماء وطلبة العلم حتى أصبح كالمسلم به، ما قيل:
إن النساء أعظم كيدا من الشيطان، فقد وصف الله عز وجل كيد النساء بأنه عظيم، بينما وصف كيد الشيطان بأنه ضعيف، كما في الآيتين السابقتين، بناء على أن الاستنتاج قد جاء بنص القرآن الكريم.
وقد وقفت على بعض أقوال أهل العلم في ذلك.
يقول الزمخشري: "وعن بعض العلماء: أنا أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان؛ لأن الله تعالى يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وقال للنساء: (إن كيدكن عظيم)". اهـ.
وقال الآلوسي رحمه الله: "وحكي عن بعض العلماء أنه قال: أنا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان، فإنه تعالى يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وقال للنساء: (إن كيدكن عظيم)؛ ولأن الشيطان يوسوس مسارقة، وهن يواجهن به".
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "قوله تعالى: (إن كيدكن عظيم) هذه الآية الكريمة إذا ضُمَّت لها آية أخرى حصل بذلك بيان أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، والآية المذكورة هي قوله: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)؛ لأن قوله في النساء: (إن كيدكن عظيم) وقوله في الشيطان: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) يدل على أن كيدهن أعظم من كيده".(1/755)
هذه بعض النصوص التي وقفت عليها في هذا الموضوع .. وقد شاعت هذه المقولة على ألسنة كثير من الناس استنادا إلى ما ذكر.
ومع تسليمي بكيد النساء وعظمه، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - : (إنكن صواحب يوسف) متفق عليه، إلا أنني أرى أن في هذه المقالة نظرا ... وذلك من وجهين:
الأول: أن قوله سبحانه: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) هو من إخبار الله عز وجل، وقوله حق لا شك فيه ولا ريب، ولا يحتمل التصديق أو التكذيب، بل يجب الجزم بكونه حقا صدقا لا مرية فيه، بينما قوله: (إن كيدكن عظيم) هو مما حكاه الله عز وجل على لسان العزيز في قوله سبحانه: ?فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ? (يوسف/28).
فالقائل هنا هو العزيز، بخلاف الآية الأولى، وجائز أن يكون ما قاله العزيز حقا، وجائز أن يكون مبالغة، وجائز غير ذلك، فقد حكى الله عز وجل أقوالا كثيرة على ألسنة عدد من البشر، منها ما هو حق ومنها ما هو باطل، وقد صدّق الله عز وجل بعضها، وأبطل بعضها، وسكت عن بعضها، ومن ذلك مثلا قوله سبحانه: ?قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ? (النمل/34).
الوجه الثاني: على افتراض صحة قول العزيز، وأن الله سبحانه وتعالى لم يبطل قول العزيز، وأن كيد النساء عظيم.. فلا ينبغي القول بأن كيدهن أعظم من كيد الشيطان، وذلك أن وصف كيد الشيطان بالضعف، جاء في مقابل قوة الله عز وجل، ولا شك أن كل قوة في الدنيا، وكل كيد فيها فهو ضعيف أمام قوة الله عز وجل، مهما كانت هذه القوة، فتمام الآية: ?الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا? (النساء/76).(1/756)
فهناك مؤمنون، والله عز وجل وليهم، وهناك كفار ووليهم الشيطان، ومهما كان كيد الشيطان فهو ضعيف.
أما كيد النساء الوارد ذكره في الآية فقد جاء في مواجهة البشر، فيما بينهم، فيما كادت به امرأة العزيز يوسف عليه السلام، حتى ظهر الدليل على براءته، كما قال سبحانه: ?فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ? (يوسف/28).
ولا شك أن كيد النساء عظيم، ولعل ذلك راجع إلى ضعفهن الجسدي، وقلة حيلتهن، مما يضطرهن إلى الكيد بشتى أنواعه، فيقع الرجال ضحايا لذلك الكيد.
ولكن شتان بين كيدهن وكيد الشيطان، وأحسب أن كيدهن المذموم ما هو إلا جزء من كيد الشيطان، كيف لا والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد كان سببا في كفر كثير من الناس بنص القرآن الكريم.. وكان سببا في المعصية وتزيينها.
وأختم هذه المقالة بذكر بعض النصوص القرآنية الدالة على كيد الشيطان وسوء فعله في هذه الأمة وفي غيرها من الأمم، على اختلاف في طبيعة المزين لهم والموسوَس لهم، وعلى اختلاف في طبيعة المعصية التي زينها الشيطان، وإنما أسوقها هنا ليتضح الفرق الشاسع بين كيد الشيطان وكيد المرأة الضعيفة، وإليك بعض الآيات:
يقول سبحانه وتعالى:
?كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ? (الحشر/16).
?اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ? (المجادلة/19).
?فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى? (طه/120).(1/757)
?فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ? (البقرة/36).
?إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ? (آل عمران/155).
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ? (المائدة/90،91).
?فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون? (الأنعام/43).
?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ? (الأعراف/175).
?وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ? (الأنفال/48).
?وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا? (الإسراء/53).(1/758)
?إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ? (محمد/25).
---
مساعد الطيار
05-22-2006, 11:13 PM
أحسنت أخي صالح في عرض هذا الموضوع ، وهو كما قلت في النظر إلى السياق ، فكيد الشيطان ضعيف أمام كيد الله ، وكيد النساء قوي أمام كيد الرجال ، وإن كن هنَّ من كيد الشيطان على الإنسان ، فكيده للرجال أعظم من كيد النساء بلا ريب .
وليس بين الآيتين شيء من الموافقة في الموقف ولا في السياق حتى يُبحث عن سبب وصف كيد الشيطان بالضعف ، ووصف كيد النساء بالقوة .
وهذا يدعو إلى أنَّ الحكم بالتشابه بين الآيتين ، ثم الاجتهاد في التعرف على سبب الفروق بينهما يحتاج إلى أن يُورد له ضوابط ، وأهم ضابط في ذلك هو أن تتحد القصة في الأشخاص والأوقات ، ويختلف التعبير عنها ، فهنا يُبحث عن سبب الافتراق في التعبير عن القصة بتلك العبارات .
ومن أمثلة ذلك :
ورد في قصة إبراهيم عليه السلام في إلقائه في النار خاتمتان متغايرتان :
الأولى : ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ ) ( الأنبياء : 70 ) .
والثانية : ( فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَسْفَلِينَ (الصافات : 98)
وإذا تأملت القصتين وجدت أن سورة الأنبياء أكثر في إيراد المجادلة والمخاصمة بين إبراهيم عليه السلام وقومه ، وهذه المجادلة يكون فيها رابح وخاسر ، فناسب إيراد ( الأخسرين ) في سورة الأنبياء للطول الذي وردت فيه المجادلة .
وفي سورة الصافات كان ذكر المجادلة والمخاصمة أقل ، ثم ذكر البنيان في قوله تعالى : ( قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم ) فإلقاؤه سيكون إلى سفول ، وهو قعر هذا البناء ، فناسب مجيء ( الأسفلين ) هنا ، إذ لم يرد ذكر البنيان في سورة الأنبياء ، وإنما ورد الأمر بالتحريق فقط .(1/759)
ووما قد يُتطلب له مناسبة بدعوى الاتفاق ما ورد في قصة يوسف وموسى ، وهو قوله تعالى في يوسف : ( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا ، وكذلك نجزي المحسنين ) ( يوسف : 22 ) ، وقال في موسى : ( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين ) ( القصص : 14 ) . وإنما الذي يصلح أن يُطلب هو سبب ذكر استوى في قصة موسى فحسب ، ولا يعني إن يوسف قد أُعطي الاستواء كما أُعطيه موسى .
وسبب ذلك ظاهر في القصة التي بعده حيث ذكر الله أثر هذا الاستواء الدال على كمال القوة في البنية ، إذ وكز موسى الرجل فأرداه صريعًا .
ومن تأمل حياة موسى وجد حاجته للقوة البدنية في دعوته لقومه ، فقد حمل الألواح ، وألأقاها ، وأخذ برأس أخيه يجره إليه إلى غير ذلك من الأحداث ، أما يوسف فلم يكن في حياته ما يدعو إلى استعمال القوة البدنية ، فلم يُوهب ذلك ، والله أعلم .
والمقصود أن موضوع توجيه المتشابه من الآيات يحتاج إلى وضع ضوابط في الآيات التي يمكن أن يقال : إن فيها إشكالاً يحتاج إلى توجيه .
---
أم عاصم
05-24-2006, 09:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) حديثا عن مقاتل عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان لأن الله تعالى يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) [النساء: 76] وقال: (إن كيدكن عظيم)".
[لا أدري مدى صحة هذا الحديث].
---
صالح صواب
05-25-2006, 02:34 PM
قبل كتابتي في هذا الموضوع وقفت على الحديث الذي ذكره القرطبي رحمه الله تعالى
ولم أكتب الموضوع إلا بعد الرجوع إلى عدد من كتب التفسير المأثور، وكذا كتب الحديث الشريف إلا أنني لم أقف على هذا الحديث من خلال بعض الموسوعات الاكترونية.
كما أن القرطبي - رحمه الله - تعالى لم يذكر من أخرج هذا الحديث.. لذا لزم التنويه
---
مجدي ابو عيشة(1/760)
05-25-2006, 06:53 PM
هل يجوز ان يقارن بين الكيدين ؟ ارجوا التدقيق .
فالشيطان كيده ضعف لانه ليس له سلطان الا على من اتبعه . وهو _اي الشيطان _ يذهب كيده بالاستعاذة . وان حزبه الذين حزبهم لقتال المسلمين انما همهم الدنيا دون الآخرة فهذا ضعف كيد الشيطان في تحزيبه."إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ""وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
اما كيد النساء فهو فعلهن في الناس.
كيف يعقد المقرنة بين قول زوج المرأة وبين قول الله عز وجل ؟ وكيف يعقد المقرانة بين المرأة والشيطان؟
لم يصح شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما أعلم- الا قوله صلى الله عليه وسلم" انكن لصواحب يوسف " وليس في ذلك علاقة بموضوع الكيد .
" فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ"
---
الكشاف
05-28-2006, 12:03 AM
موضوع طريف مفيد .
بارك الله في الجميع .
---
(1/761)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي
---
كتاب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي
---
مسك
12-13-2005, 05:31 AM
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي رحمه الله ..
نقلاً عن الأخ دارت الأيام نقلاً عن الأخت طويلبة علم .. من ملتقى الحديث
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=41768
---
(1/762)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السفسطة والقرمطة
---
السفسطة والقرمطة
---
محمد بن إبراهيم الحمد
11-26-2006, 04:45 PM
ترد هاتان اللفظتان في كتب العقائد، وقد أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة التدمرية ص19 إذ يقول في معرض رده على المتكلمين:
(ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات، ويقرمطون في السمعيات) ص19.
وهذه العبارة قد تشكل على بعض من يقرأ التدمرية، ويمكن فهمها من خلال تحليل عباراتها وشرحها.
أولاً: معنى قوله: (يسفسطون في العقليات):
قوله: (يسفسطون): من السفسطة: وهي لفظ معرب مركب في اليونانية من كلمتين: (سوفيا) وهي الحكمة، و(اسطس) وهو المموه؛ فمعنى السفسطة: حكمة مموهة، ويراد بالسفسطة: التمويه والخداع، والمغالطة في الكلام.
والغرض من ذلك: تغليط الخصم، وإسكاته.
والسوفسطائية طائفة من الفلاسفة تقوم على إنكار الحقائق، والقياسات الوهمية.
ومؤرخو الفلسفة اليونانية يكتبون عن السوفسطائيين، وهم أناس عرفوا بهذه المهنة التي ازدهرت في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد[1].
ومقصود شيخ الإسلام بقوله: (يسفسطون في العقليات) أنه أراد أن يبين بطلان مقالة المتكلمين في تقريرهم أسماء الله وصفاته، وأنهم يموهون ويغالطون في الأمور العقلية الواضحة الثابتة؛ فكل من أنكر حقاً واضحاً، وموَّه فيه بالباطل فهو مسفسط.
ثانياً: قوله: (يقرمطون في السمعيات):
قوله: (يقرمطون): جاء في لسان العرب: (القرمطة في الخط دقة الكتابة، وتداني الحروف، وفي المشي مقاربة الخطو، وتداني المشي)[2].
هذا معناه في اللغة.
وأما في الاصطلاح: فهو نسبة إلى القرامطة الباطنية.
وسموا بذلك -كما يقول ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص104- لأحد سببين:(1/763)
الأول: أن داعية لهم من ناحية خوزستان قَدِم سواد الكوفة، ونزل على رجل يقال له: كَرْمِيته، لُقِّبَ بهذا؛ لحمرة عينيه؛ فسمي الداعية باسم الذي كان نازلاً عليه، ثم خفف فقيل: قرمط.
الثاني: أنه نسبة إلى حمدان قرمط، الذي يقول عنه صاحب الفرق بين الفرق ص226: إنه لقب بذلك؛ لقرمطة في خطه، أو خطوه.
والقرامطة باطنية يدعون أن لنصوص الشرع باطناً يخالف ظاهرها، ثم يفسرونها بما لا يوافق شرعاً، ولا لغة، ولا عقلاً.
ومعنى قوله: (السمعيات): أي النقليات، وهي الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.
ومراد شيخ الإسلام بقوله: (يقرمطون في السمعيات).
أي أنهم -أي أهل الكلام- يؤولون النصوص تأويلاً يخرجها عن معانيها الصحيحة المرادة؛ فمن تأولها على غير وجهها الصحيح ففيه شبه بالقرامطة من هذه الجهة.
[1] انظر التعريفات للجرجاني ص124، وإحصاء العلوم للفارابي ص81، وتاريخ الفلسفة ليوسف كرم ص45.
[2] لسان العرب 7/377.
---
الطبيب
11-27-2006, 11:18 AM
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل ..
---
(1/764)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير قول الله تعالى:{وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون}
---
تفسير قول الله تعالى:{وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون}
---
أبومجاهدالعبيدي
06-22-2005, 08:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد يسر لي لي كتابة بحث مختصر في تفسير قول الله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ، فأحببت أن أنشره في هذا الملتقى لعلي أجد نصحاً من إخواني ، أو توجيهاً ، أو تأييداً .
والبحث مرفق في ملف وورد ، وهذه نتيجة الدراسة :
( بعد العرض السابق لأقوال المفسرين ، واختياراتهم في تأويل الكفر في قول الله تعالى : ? وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? يظهر أنه ليس هناك قول سالم من إشكال يرد عليه ، والأقرب إلى الصواب – فيما ظهر لي – هو أن الكفر هنا هو الكفر الأكبر المخرج من الملة ، وأن المعنيّين بالآية هم اليهود أصالة ، ومن فعل فعلهم فلم يحكم بما أنزل الله رداً لحكم الله ، أو استخفافاً به ، أو تفضيلاً لغيره عليه ، أو اعتقاداً لعدم وجوبه .
أو يقال : إن الآية على عمومها وظاهرها ، تقرر أن كل من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر وتبقى بعض الحالات المعينة لا يحُكم فيها بالكفر على من لم يحكم بما أنزل الله في وقائع معينة لقيام مانع من موانع الحكم بتكفيره ، أو لعدم توفر الشروط اللازمة حتى يحكم بكفره ؛ وذلك بناءً على القاعدة المعروفة : أن من فعل فعلاً يوجب الكفر فلا يحكم بكفره حتى تتوفر الشروط ، وتنتفي الموانع . والله أعلم )
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2005, 04:45 PM
يهمني رأي مشايخنا الكرام في النتيجة التي توصلت إليها ؛ فلا تبخلو بالتعليق والمشاركة .....
---
أبو عبد المعز(1/765)
06-25-2005, 05:49 PM
شيخنا -حفظك الله.
أود لو وضحت لي مذهب من ينزل حكم الآية على أهل الكتاب.لأنني أستشكل أمرين:
- في الآيات دعوة الى الحكم بالتوراة والانجيل. لكن أي توراة وأي انجيل؟ فإن كان المراد الحقيقين المنزلين على النبيين فلا سبيل الى ذلك اعتبارا للتبديل والتحريف الذى أكده القرآن نفسه.ونصت عليه السنة الشريفة عندما أمرت بعدم تصديق أو تكذيب أهل الكتاب .فإن قيل المقصود بالخطاب هم من كانوا زمن أصالة الوحيين نزلت درجة الخطاب الى الخصوص الشديد.
وإن كان المراد هو التوراة والانجيل الموجودين بين أيدى الناس.فلا يصدق على الحاكم بهما أنه حكم بما أنزل الله .فيكون التكليف بمحال.
-أما الامر الثاني فهو ما نقلته عن القرطبي فقلت- حفظك الله-
وبدأ القرطبي كلامه بقوله : ( قوله تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? و ? الظَّالِمُونَ ? و ? الْفَاسِقُونَ ? نزلت كلها في الكفار؛ ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث البراء ().. وعلى هذا المُعظَم . فأما المسلم فلا يكفر وإن ?رتكب كبيرة . )() ، ثم صرح بعد إيراده لبعض الأقوال الأخرى بأن هذا القول هو الصحيح .
فهل يفهم من كلام القرطبي أن فهم الآية على وجهين:
-حكموا بغير ما أنزل الله فكفروا.
-كفروا فحكموا بغير ما أنزل الله.
ويكون القرطبي قد رجح الاحتمال الثاني ذاهبا الى أن الحكم بغير ما أنزل الله ليس سببا للكفر بل نتيجة له.
وير د عليه أن تخصيص الكفر باهل الكتاب لا ينفع من يريد إنقاذ المسلمين من "الكفر"لو حكموا بغير ما أنزل الله.بسبب قياس الأولى.
فاليهود مثلا كتابهم :
1-محرف.
2-منسوخ.
فإن كفروا عند عدم تحكيمه فالمسلمون أولى بالكفر لأن حكم الله عندهم ناسخ وأصيل.
الحقيقة ما زلت أتخبط فى توجيه الآيات.فلعل الجواب عندك أو عند الاخوة.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-26-2005, 01:42 AM
أخي أبا عبد المعز ؛ أعزك الله بطاعته :(1/766)
بخصوص الأمر الأول ؛ لعل في هذا النقل ما قد يزيل الإشكال عنك ، أو بعضه : قال ابن القيم في إغاثة اللهفان : ( فصل في اختلاف أقوال الناس بالتوراة
وقد اختلفت أقوال الناس في التوراة التي بأيديهم : هل هي مبدله، أم التبديل والتحريف وقع في التأويل دون التنزيل ؟ .
على ثلاثه أقوالا : طرفين ، ووسط .
فأفرطت طائفة وزعمت أنها كلها أو أكثرها مبدلة مغيرة . ليست التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام، وتعرض هؤلاء لتناقضها وتكذيب بعضها لبعض .
وغلا بعضهم ، فجوز الاستجمار بها من البول .
وقابلهم طالفة أخرى من أئمة الحديث والفقه والكلام . فقالوا : بل التبديل وقع في التأويل ، لا في التنزيل .
وهذا مذهب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري .
قال في صحيحه : يحرفون : يزيلون . وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله تعالى ولكنهم يحرفونه : يتأولونه على غير تأويله .
وهذا اختيار الرازي في تفسيره .
وسمعت شيخنا يقول : وقع نزاع في هذه المسأله بين بعض الفضلاء . فاختار هذا المذهب ووهن غيره ؟ فأنكر عليه ، فأحضر لهم خمسة عشر نقلا به .
ومن حجة هؤلاء : أن التوراة قد طبقت مشارق الأرض ومغاربها ، وانتشرت جنوبا وشمالا . ولا يعلم عدد نسخها إلا الله تعالى . ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في جميع تلك النسخ ، بحيث لا يبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة مغيرة . والتغيير على منهاج واحد . وهذا مما يحيله العقل ، ويشهد ببطلانه .
قالوا : وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله تعالى عليه وسلم محتجا على اليهود بها : " قل فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين " .(1/767)
قالوا : وقد اتفقوا على ترك فريضه الرجم ، ولم يمكنهم تغييرها من التوراة ، ولهذا لما قرءوها على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وضع القارىء يده على آية الرجم . فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك عن آيه الرجم فرفعها . فإذا هي تلوح تحتها . فلو كانوا قد بدلوا ألفاظ التوراة لكان هذا من أهم ما يبدلونه .
قالوا : وكذلك صفات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومخرجه هو في التوراة بين جدا . ولم يمكنهم إزالته وتغييره . وإنما ذمهم الله تعالى بكتمانهم . وكانوا إذا احتج عليهم بما في التوراة من نعته وصفته يقولون : ليس هو . ونحن ننتظره .
قالوا : وقد روى أبو داود في سننه عن ابن عمر قال : أتى نفر من اليهود ، فدعوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى القف . فأتاهم في بيت المدراس ، فقالوا : يا أبا القاسم إن رجلا منا زنا بامرأة ، فاحكم ، فوضعوا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وسادة ، فجلس عليها . ثم قال : ائتونى بالتوراة . فأتي بها . فنزع الوسادة من تحته ، ووضع التوراة عليها . ثم قال : آمنت بك وبمن أنزلك . ثم قال : ائتوني بأعلمكم . فأتى بفتى شاب ثم ذكر قصة الرجم .
قالوا : فلو كانت مبدلة مغيرة لم يضعها على الوسادة ، ولم يقل : آمنت بك وبمن أنزلك .
قالوا : وقد قال تعالى :" وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " والتوراة من كلماته .
قالوا : والآثار التي في كتمان اليهود صفة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في التوراة ومنعهم أولادهم وعوامهم الاطلاع عليها مشهورة ، ومن اطلع عليها منهم ، قالوا له : ليس به . فهذا بعض ما احتجت به هذه الفرقة .
وتوسطت طائفة ثالثة . وقالوا : قد زيد فيها ، وغير ألفاظ يسيرة ، ولكن أكثرها باق على ما أنزل عليه . والتبديل في يسير منها جدا .
وممن اختار هذا القول شيخنا في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح .(1/768)
قال : وهذا كما في التوراة عندهم : أن الله سبحانه وتعالى قال لإبراهيم عليه السلام : اذبح ولدك بكرك ، ووحيدك إسحاق فـ إسحاقا زيادة منهم في لفظ التوراة .
قلت : وهي باطلة قطعا من عشرة أوجه .) ثم ذكر هذه الوجوه ، ثم قال :
( والمقصود : أن هذه اللفظه مما زادوها في التوراة .
ونحن نذكر السبب الموجب لتغيير ما غير منها ، والحق أحق ما اتبع ، فلا نغلو غلو المستهينين بها ، المتمسخرين بها ، بل معاذ الله من ذلك .
ولا نقول : إنها باقية كما أنزلت من كل وجه ، كالقرآن .
فنقول ، وبالله التوفيق :
علماء اليهود وأحباركم يعتقدون أن هذه التوراة - التي بأيديهم - ليست هي التي أنزلها الله تعالى على موسى بن عمران بعينها . لأنا موسى عليه السلام صان التوراة عن بني إسرائيل ، خوفا من اختلافهم من بعده في تأويلها ، المؤدي إلى تفرقهم أحزابا . وإنما سلمها إلى عشيترته أولاد لاوى .
ودليل ذلك قوله في التوراة : وكتب موسى هذه التوراة ودفعها إلى بني إسرائيل إلى الأئمة من بني لاوى
وكان بنو هارون قضاة اليهود وحكامهم ، لأن الإمامة وخدمة القرابين وبيت المقدس كانت موقوفة عليم ، ولم يبذل موسى عليه السلام من التوراة لبني إسرائيل إلا نصف سورة ، وهي التي قال فيها : وكتب موسى هذه السورة وعلمها بني إسرائيل .
هذا نص التوراة عندهم قال : وتكون لي هذه السورة شاهدة على بني إسرائيل .
وفيها : قال الله تعالى : إن هذه السورة لا تنس من أفواه أولادهم .
يعني أن هذه السورة مشتملة على ذم طبائعهم ، وأنهم سيخالفون شرائع التوراة ، وأن السخط يأتيهم بعد ذلك ، وتخرب ديارهم ، ويسبون في البلاد . فهذه السورة تكون متداولة في أفواههم ، كالشاهد عليهم ، الموقف لهم على صحة ما قيل لهم .
فلما نصت التوراة أن هذه السورة لا تنسى من أفواه أولادهم ، دل ذلك على أن غيرها من السور ليس كذلك ، وأنه يجوز أن ينسى من أفواههم .(1/769)
وهذا يدل على أن موسى عليه السلام لم يعط بني إسرائيل من التوراة إلا هذه السورة . فأما بقيتها فدفعها إلى أولاد هارون ، وجعلها فيهم ، وصانها عمن سواهم .
وهؤلاء الأئمة الهارونيون - الذين كانوا يعرفون التوراة ، ويحفظون أكثرها - قتلهم بختنصر على دم واحد ، يوم فتح بيت المقدس . ولم يكن حفظ التوراة فرضا عليهم ، ولا سنة . بل كان كل واحد من الهارونيين يحفظ فصلا من التوراة .
فلما رأى عزرا أن القوم قد أحرق هيكلهم ، وزالت دولتهم ، وتفرق جمعهم ، ورفع كتابهم جمع من محفوظاته ، ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما اجتمعت منه هذه التوراة التي بأيديهم ولذلك بالغوا في تعظيم عزرا هذا غاية المبالغة .
فزعموا أن النور الآن يظهر على قبره ، وهو عند بطائح العراق . لأنه جمع لهم ما يحفظ دينهم .
وغلا بعضهم فيه حتى قال : هو ابن الله . ولذلك نسب الله تعالى ذلك إلا اليهود ، إلى جنسهم ، لا إلى كل واحد منهم .
فهذه التوراة التي بأيديهم في الحقيقة كتاب عزرا . وفيها كثير من التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه الصلاة والسلام . ثم تداولتها أمة قد مزقها الله تعالى كل ممزق ، وشتت شملها فلحقها ثلاثة أمور .
أحدها : بعض الزيادة والنقصان .
الثاني : اختلاف الترجمة .
الثالث : اختلاف التأويل والتفسير .
ونحن نذكر من ذلك أمثلة تبين حقيقة الحال....)
أما المسألة الثانية ؛ فلا أعتقد أن مقصد القرطبي أنهم كفروا فحكموا بغير ما أنزل الله ؛ لأن هذا لا يتفق مع أسلوب الشرط والجزاء الذي جاءت به الآية ، فالحكم بالكفر جواب للشرط ، الذي هو الحكم بغير ما أنزل الله .
ولي رجاء أخي أبا عبد المعز ، وهو أن تقرأ ما كتبتُه كاملاً قراءة متأنية ؛ لأني قد بذلت جهدي في تحرير هذه المسألة ، وخلصت إلى النتيجة السابقة بعد عناء . ومع ذلك فإن كل قول لا يخلو من بعض الإشكالات التي قد ترد عليه - وقد ذكرت ذلك في نتيجة الدراسة - .
---
أبو صلاح الدين(1/770)
07-09-2005, 04:00 PM
أولا: بارك الله فيكم, وفي تحليلاتكم وفي مجهودكم. لقد ظهر من خلال عملكم في هذا البحث مدى المنهجية التي تتمتعون بها, ومدى قوة البحث العلمي الأكاديمي الرصين الذي يدل على غزارة علم وسعة اطلاع. بارك الله فيك, وجعلك زخرا للإسلام.
ثانيا: الإشكالات والتردد في قضية التكفير عند كثير من الناس والباحثين يقطعه ما سوف أقوله الآن بإذن الله:
(((( هناك فرق كبير جدا وواضح وضوح الشمس في كبد السماء بين دلالة السبب والسياق والقرائن على تخصيص العام وعلى مراد المتكلم, وبين مجرد ورود العام على سبب, فإنه لا يقتضي التخصيص. ))))
تأمل أخي هذه العبارة جيدا, فهي مهمة جدا وخطيرة, تفصل النزاع في الكثير والكثير من القضايا. مثلا قضية الصوم في السفر, وحديث (ليس من البر الصيام في السفر) ليس على عمومه وإطلاقه هكذا, بل اقرأ –لزاما, وقبل أن تكمل تعليقي هذا- سبب ورود الحديث, ثم طبق عليه ما ذكرته أنا في أول كلامي. ثم طبق ذلك على ما نحن فيه من قضية التكفير....
إليك هذا ليكتمل المراد: سبب نزول الآية فقد جاء عند مسلم (كتاب الحدود) ما يبين حال من نزلت فيهم الذين قالوا " ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ", إليك الحديث:
عن البراء بن عازب قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم.. الحديث.(1/771)
فتأمل قولهم((نعم)), فقد جعلوه ديناً كباقي الشرائع المنصوص عليها في كتابهم ، وبهذا النص وغيره تفهم معنى التبديل الذي أراده العلماء ويظهر لك ضابط الحكم بالخروج من الملة لمن حكم بغير ما أنزل الله. فإن حكم إنسان بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر ، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين.
قال الإمام الحافظ إسماعيل بن اسحاق القاضي المتوفى سنة (282هـ) في آيات الحكم بغير ما أنزل الله " فمن فعل مثل ما فعلوا ( أي اليهود ) واقترح حكماً يخالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور حاكماً كان أو غيره ".
إليك -ثانية- نص الحديث من صحيح مسلم كاملا فاصلا قاطعا: جعلت تعليقاتي على متن الحديث بين أقواس هكذا (( )) :
( 1700 ) قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة . كلاهما عن أبي معاوية . قال يحيى : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عبدالله بن مرة، عن البراء بن عازب . قال :(1/772)
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما (( أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة ) ) مجلودا . فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقا " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " قالوا : نعم(( تنبه أخي القارئ إلى هذه الكلمة جيدا)) . فدعا رجلا من علمائهم . فقال " أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " قال : لا . ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك . نجده الرجم . ولكنه كثر في أشرافنا . فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه . وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد . قلنا : تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع . فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم(( أي أنهم بدلوا التوراة وحرفوها وغيروا الأحكام الموجودة فيها بتبديلها, فحذفوا حكم الله من التوراة, ووضعوا مكانه ما شرعوا هم بأهوائهم..,فتأمل)) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه " . فأمر به فرجم . فأنزل الله عز وجل : { يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر . إلى قوله : إن أوتيتم هذا فخذوه } [ 5 /المائدة /41 ] يقول(( أي العالم اليهودي الذي سبق ذكره في أول الحديث)) : ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه . وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا (( كلمة "فاحذروا" واضحة كل الوضوح لكل ذي عينين في أنهم يسخطون على حكم الله ويأنفون منه, بل يفضلون حكم أهوائهم على حكم الله, وهذا هو الكفر بعينه كما يقول أهل السنة والجماعة )). فأنزل الله تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [ المائدة /44 ] . ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [ المائدة /45 ] . ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [ المائدة /47 ] . في الكفار كلها .
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي(الصحيح المسند ص95), وهو كما قالا.(1/773)
فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقت أنا عليه.
تأمل ما جاء في الحديث " فأنزل الله تعالى(( فكان إنزال الله لهذه الآيات مترتبا على ما فعلته اليهود, فدلالة السبب والسياق والقرائن التي وردت في سبب النزول قاطعة كل القطع في أن الآية وردت في من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً أو مستحلا أو ما شابه ذلك)) : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ".
هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
---
أبو صلاح الدين
07-19-2005, 09:50 AM
وهذه إجماعات أهل السنة والجماعة.., فلتقر بها عينك أيها المسلم السلفي
1- يقول القرطبي في المفهم(5/117-118): "ومقصود هذا البحث، أنَّ هذه الآيات – آيات المائدة – المراد بها: أهل الكفر والعناد، وأنها وإن كانت ألفاظها عامة، فقد خرج منها المسلمون؛ لأنَّ ترك العمل بالحكم مع الإيمان بأصله هو دون الشرك، وقد قال تعالى: { إن الله لا يَغْفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } النساء:48. وترك الحكم بذلك ليس بشرك بالاتفاق، فيجوز أن يغفر، والكفر لا يغفر، فلا يكون ترك العمل بالحكم كفراً".
2- يقول ابن عبد البر كما في التمهيد (5/74) في صدد الكلام على الكبائر: "وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالماً به رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف وقال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) و (الظالمون) و (الفاسقون) نزلت في أهل الكتاب. قال حذيفة وابن عباس: وهي عامة فينا. قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر "
3- ما رواه الخطيب -رحمه الله- (تاريخه10/183، ترجمة الخليفة المأمون، ترجمة رقم5330):(1/774)
"أخبرنا أبو محمد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، أخبرنا أبو بكر بن دريد، أخبرنا الحسن بن خضر قال: سمعت ابن أبي دؤاد يقول: أُدخل رجلٌ من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على خلافنا؟ قال: آيةٌ في كتاب الله تعالى. قال: وما هي؟ قال: قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فقال له المأمون: ألكَ عِلمٌ بأنها مُنزَلة؟ قال: نعم، قال: وما دليلك؟ قال: إجماع الأمة، قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل فارضَ بإجماعهم في التأويل، قال: صدقتَ، السلام عليك يا أمير المؤمنين."
4- يقول أبو المظفر السمعاني-كما نقلناه عنه كاملا ومرارا- في تفسيره(2/42): " وأهل السنة قالوا لا يكفر بترك الحكم –أي بغير ما أنزل الله- ".
- سئل الإمام أحمد بن حنبل (ومن لم يحكم بما أنزل الله ..) ما هذا الكفر ؟
قال: " كفر لا يخرج من الملة ". انظر مرويات الإمام أحمد فى التفسير2/45 ومسائل ابن هانئ (2/192) حيث قال ابن هانئ في سؤالاته(2042): " وسألته عن حديث طاووس عن قوله: كفر لا ينقل عن الملة ؟ قال أبو عبد الله: إنما هذا في هذه الآية: ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? ". ومسائل أحمد برواية أبي داود(209) -وقد طبع طبعتان الأولى بتحقيق الشيخ محمد رشيد رضا وتصحيح الأستاذ محمد بهجت البيطار طبع في مصر. والثانية بتحقيق طارق بن عوض الله مكتبة ابن تيمية ط1, 1420هـ - . وهو ما أكده الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(7/ 522): " وقال ابن عباس وغير واحد من السلف... كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم. وقد ذكر ذلك أحمد والبخاري وغيرهما ".
- البخاري(انظر السطر السابق).
والحمد لله أولا و آخرا على توفيقه.
---
(1/775)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قاعدة شريفة الناس قسمان علية وسفلة
---
قاعدة شريفة الناس قسمان علية وسفلة
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
11-23-2006, 12:11 PM
قاعدة شريفة الناس قسمان علية وسفلة
قال ابن القيم قاعدة شريفة الناس قسمان علية وسفلة فالعلية من عرف الطريق إلى ربه وسلكها قاصداً الوصول إليه وهذا هو الكريم على ربه والسفلة من لم يعرف الطريق إلى ربه ولم يتعرفها فهذا هو اللئيم الذي قال الله فيه ومن يهن الله فماله من مكرم والطريق إلى الله في الحقيقة واحد لا تعدد فيه وهو صراطه المستقيم الذي نصبه موصلا لمن سلكه قال الله تعالى وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه وجمع السبل المخالفة لأنها كثيرة متعددة كما ثبت أن النبي خط خطا ثم قال هذا سبيل الله ح ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ح ثم قرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ومن هذا قوله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات فوحد النور الذي هو سبيله وجمع الظلمات التي هي سبيل الشيطان ومن فهم هذا فهم السر في إفراد النور وجمع الظلمات في قوله الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور مع أن فيه سر ألطف من هذا يعرفه من يعرف منبع النور ومن أين فاض وعماذا حصل وأن أصله كله واحد وأما الظلمات فهي متعددة بتعدد الحجب المقتضية لها وهي كثيرة جدا لكل حجاب ظلمة خاصة ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جل جلاله أصلا ولا وصفا ولا ذاتاً ولا اسماً ولا فعلاً وإنما ترجع إلى مفعولاته فهو جاعل الظلمات ومفعولاتها متعددة متكثرة بخلاف النور فإنه يرجع إلى اسمه وصفته تعالى أن يكون كمثله(1/776)
شيء وهو نور السموات والأرض قال ابن مسعود ليس عند ربكم ليل ولا نهار نور السموات والأرض من نور وجهه ذكره الدارمي عنه وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قلت يا رسول الله هل رأيت ربك قال نور أنى أراه والمقصود أن الطريق إلى الله واحد فإنه الحق المبين والحق واحد مرجعه إلى واحد وأما الباطل والضلال فلا ينحصر بل كل ما سواه باطل وكل طريق إلى الباطل فهو باطل فالباطل متعدد وطرقه متعددة وأما ما يقع في كلام بعض العلماء أن الطريق إلى الله متعددة متنوعة جعلها الله كذلك لتنوع الاستعدادات واختلافها رحمة منه وفضلا فهو صحيح لا ينافي ما ذكرناه من وحدة الطريق وإيضاحه أن الطريق هي واحدة جامعة لكل ما يرضي الله وما يرضيه متعدد متنوع فجميع ما يرضيه طريق واحد ومراضيه متعددة متنوعة بحسب الأزمان والأماكن والأشخاص والأحوال وكلها طرق مرضاته فهذه التي جعلها الله لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جدا لاختلاف استعدادات العباد وقوابلهم ولو جعلها نوعا واحدا مع اختلاف الأذهان والعقول وقوة الاستعدادات وضعفها لم يسلكها إلا واحد بعد واحد ولكن لما اختلفت الاستعدادات تنوعت الطرق ليسلك كل امرئ إلى ربه طريقا يقتضيها استعداده وقوته وقبوله ومن هنا يعلم تنوع الشرائع واختلافها مع رجوعها كلها إلى دين واحد مع وحدة المعبود ودينه ومنه الحديث المشهور الأنبياء أولاد علات دينهم واحد فأولاد العلات أن يكون الأب واحداً والأمهات متعددة فشبه دين الأنبياء بالأب الواحد وشرائعهم بالأمهات المتعددة فإنها وإن تعددت فمرجعها إلى أب واحد كلها وإذا علم هذا فمن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الذي يعد سلوكه إلى الله طريق العلم والتعليم قد وفر عليه زمانه مبتغيا به وجه الله فلا يزال كذلك عاكفاً على طريق العلم والتعليم حتى يصل من تلك الطريق إلى الله ويفتح له فيها الفتح الخاص أو يموت في طريق طلبه فيرجى له الوصول إلى مطلبه بعد مماته قال تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا(1/777)
إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وقد حكي عن جماعة كثيرة ممن أدركه الأجل وهو حريص طالب للقرآن أنه رؤي بعد موته وأخبر انه في تكميل مطلوبه وأنه يتعلم في البرزخ فإن العبد يموت على ما عاش عليه ومن الناس من يكون سيد عمله الذكر وقد جعله زاده لمعاده ورأس ماله لمآله فمتى فتر عنه أو قصر رأى أنه قد غبن وخسر ومن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الصلاة فمتى قصر في ورده منها أو مضى عليه وقت وهو غير مشغول بها أو مستعد لها أظلم عليه وقته وضاق صدره ومن الناس من يكون طريقه الإحسان والنفع المتعدي كقضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات وأنواع الصدقات قد فتح له في هذا وسلك منه طريقا إلى ربه ومن الناس من يكون طريقه الصوم فهو متى أفطر تغير قلبه وساءت حاله ومن الناس من يكون طريقه تلاوة القرآن وهي الغالب على أوقاته وهي أعظم أوراده ومنهم من يكون طريقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد فتح الله له فيه ونفذ منه إلى ربه ومنهم من يكون طريقه الذي نفذ فيه الحج والاعتمار ومنهم من يكون طريقه قطع العلائق وتجريد الهمة ودوام المراقبة ومراعاة الخواطر وحفظ الأوقات أن تذهب ضائعة ومنهم جامع المنفذ السالك إلى الله في كل واد الواصل إليه من كل طريق فهو جعل وظائف عبوديته قبلة قلبه ونصب عينه يؤمها أين كانت ويسير معها حيث سارت قد ضرب مع كل فريق بسهم فأين كانت العبودية وجدته هناك إن كان علم وجدته مع أهله أو جهاد وجدته في صف المجاهدين أو صلاة وجدته في القانتين أو ذكر وجدته في الذاكرين أو إحسان ونفع وجدته في زمرة المحسنين أو محبة ومراقبة وإنابة إلى الله وجدته في زمرة المحبين المنيبين يدين بدين العبودية أنى استقلت ركائبها ويتوجه إليها حيث استقرت مضاربها لو قيل ما تريد من الأعمال لقال أريد أن أنفذ أوامر ربي حيث كانت وأين كانت جالبة ما جلبت مقتضية ما اقتضت جمعتني أو فرقتني ليس لي مراد إلا تنفيذها(1/778)
والقيام بأدائها مراقبا له فيها عاكفا عليه بالروح والقلب والبدن والسر قد سلمت إليه المبيع منتظرا منه تسليم الثمن إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة فهذا هو العبد السالك إلى ربه النافذ إليه حقيقة ومعنى لنفوذ إليه أن يتصل به قلبه ويعلق به تعلق المحب التام المحبة بمحبوبه فيسلو به عن جميع المطالب سواه فلا يبقى في قلبه إلا محبة الله وأمره وطلب التقريب إليه فإذا سلك العبد على هذا الطريق عطف عليه ربه فقربه واصطفاه وأخذ بقلبه إليه وتولاه في جميع أموره في معاشه ودينه وتولي تربيته أحسن وأبلغ مما يربي الوالد الشفيق ولده فإنه سبحانه القيوم المقيم لكل شيء من المخلوقات طائعها وعاصيها فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه وآثره على ما سواه ورضي به من دون الناس حبيبا وربا ووكيلا وناصرا ومعينا وهاديا فلو كشف الغطاء عن ألطافه وبره وصنعه له من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم لذاب قلبه محبة له وشوقا إليه ويقع شكرا له ولكن حجب القلوب عن مشاهدة ذلك إخلادها إلى عالم الشهوات والتعلق بالأسباب فصدت عن كمال نعيمها وذلك تقدير العزيز العليم وإلا فأي قلب يذوق حلاوة معرفة الله ومحبته ثم يركن إلى غيره ويسكن إلى ما سواه هذا ما لا يكون أبداً ومن ذاق شيئا من ذلك وعرف طريقا موصلة إلى الله ثم تركها وأقبل على إرادته وراحاته وشهواته ولذاته وقع في آثار المعاطب وأودع قلبه سجون المضايق وعذب في حياته عذابا لم يعذب به أحد من العالمين فحياته عجز وغم وحزن وموته كدر وحسرة ومعاده أسف وندامة قد فرط عليه أمره وشتت عليه شمله وأحضر نفسه الغموم والأحزان فلا لذه الجاهلين ولا راحة العارفين يستغيث فلا يغاث ويشتكي فلا يشكى فقد ترحلت أفراحه وسروره مدبرة وأقبلت الآمه وأحزانه وحسراته فقد أبدل بأنسه وحشة وبعزه ذلا وبغناه فقرا وبجمعيته تشتيتا وأبعدوه فلم يظفر بقربهم وأبدلوه مكان الأنس إيحاشا ذلك بأنه عرف طريقه إلى الله ثم(1/779)
تركها ناكبا عنها مكبا على وجهه فأبصر ثم عمي وعرف ثم أنكر وأقبل ثم أدبر ودعي فما أجاب وفتح له فولى ظهره الباب قد ترك طريق مولاه وأقبل بكليته على هواه فلو نال بعض حظوظه وتلذذ براحاته وشؤونه فهو مقيد القلب عن انطلاقه في فسيح التوحيد وميادين الأنس ورياض المحبة وموائد القرب قد انحط بسبب إعراضه عن إلهه الحق إلى أسفل سافلين وحصل في عداد الهالكين فنار الحجاب تطلع كل وقت على فؤاده وإعراض الكون عنه إذ أعرض عن ربه حائل بينه وبين مراده فهو قبر يمشي على وجه الأرض وروحه في وحشة من جسمه وقلبه في ملال من حياته يتمنى الموت ويشتهيه ولو كان فيه ما فيه حتى إذا جاءه الموت على تلك الحال والعياذ بالله فلا تسأل عما يحل به من العذاب الأليم بسبب وقوع الحجاب بينه وبين مولاه الحق وإحراقه بنار البعد عن قربه والإعراض عنه وقد حيل بينه وبين سعادته وأمنيته فلو توهم العبد المسكين هذه الحال وصورتها له نفسه وأرته إياها على حقيقتها لتقطع والله قلبه ولم يلتذ بطعام ولا شراب ولخرج إلى الصعدات يجأر إلى الله ويستغيث به يستعتبه في زمن الاستعتاب هذا مع أنه إذا آثر شهواته ولذاته الفانية التي هي كخيال طيف أو مزنة صيف نغصت عليه لذاتها أحوج ما كان إليها وحيل بينه وبين أقدر ما كان عليها وتلك سنة الله في خلقه كما قال تعالى حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون وهذا هو غب إعراضه وإيثار شهوته على مرضاة ربه يعوق القدر عليه أسباب مراده فيخسر الأمرين جميعا فيكون معذبا في الدنيا بتنغيص شهواته وشدة اهتمامه بطلب ما لم يقسم له وإن قسم له منه شيء فحشوه الخوف والحزن والنكد والألم فهم لا ينقطع وحسرة لا تنقضي وحرص لا ينفذ وذل لا ينتهي وطمع لا يقلع هذا في هذه الدار وأما في البرزخ فأضعاف أضعاف ذلك قد حيل بينه وبين ما يشتهي(1/780)
وفاته ما كان يتمناه من قرب ربه وكرامته ونيل ثوابه وأحضر جميع غمومه وأحزانه وأما في دار الجزاء فسجن أمثاله من المبعودين المطرودين فواغوثاه ثم واغوثاه بغياث المستغيثين وأرحم الراحمين فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاء والبؤس والبخس في أعماله وأحواله وقارنه سوء الحال وفساده في دينه ومآله فإن الرب إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأوى للشياطين وهدفا للشرور ومصبا للبلاء فالمحروم كل المحروم من عرف طريقا إليه ثم أعرض عنها أو وجد بارقة من حبه ثم سلبها لم ينفذ إلى ربه منها خصوصا اذا مال بتلك الإرادة إلى شيء من اللذات وانصرف بجملته إلى تحصيل الأغراض والشهوات عاكفا على ذلك في ليله ونهاره وغدوه ورواحه هابطا من الأوج الأعلى إلى الحضيض الأدنى قد مضت عليه برهة من أوقاته وكان همه الله وبغيته قربه ورضاه وإيثاره على كل ما سواه على ذلك يصبح ويمسي ويظل ويضحي وكان الله في تلك الحال وليه لأنه ولي من تولاه وحبيب من أحبه ووالاه فأصبح في سجن الهوى ثاويا وفي أسر العدو مقيما وفي بئر المعصية ساقطا وفي أودية الحيرة والتفرقة هائما معرضا عن المطالب العالية إلى الأغراض الخسيسة الفانية كان قلبه يحوم حول العرش فأصبح محبوسا في أسفل الحش فأصبح كالبازي المنتف ريشه يرى حسرات كلما طار طائر وقد كان دهرا في الرياض منعما على كل ما يهوى من الصيد قادر إلى أن أصابته من الدهر نكبة إذا هو مقصوص الجناحين حاسر فيا من ذاق شيئا من معرفة ربه ومحبته ثم أعرض عنها واستبدل بغيرها منها يا عجبا له بأي شيء تعوض وكيف قر قراره فما طلب الرجوع إلى أحنيته وما تعرض وكيف اتخذ سوى أحنيته سكنا وجعل قلبه لمن عاداه مولاه من أجله وطنا أم كيف طاوعه قلبه على الاصطبار ووافقه على مساكنة الأغيار فيا معرضا عن حياته الدائمة ونعيمه المقيم ويا بائعا(1/781)
سعادته العظمى بالعذاب الأليم ويا مسخطا من حياته وراحته وفوزه في رضاه وطالبا رضى من سعادته في إرضاء سواه إنما هي لذة فانية وشهوة منقضية تذهب لذاتها وتبقى تبعاتها فرح ساعة لا شهر وغم سنة بل دهر طعام لذيذ مسموم أوله لذة وآخره هلاك فالعامل عليها والساعي في تحصيلها كدودة القز يسد على نفسه المذاهب بما نسج عليها من المعاطب فيندم حين لا تنفع الندامة ويستقيل حين لا تقبل الاستقالة فطوبى لمن أقبل على الله بكليته وعكف عليه بإرادته ومحبته فإن الله يقبل عليه بتوليه ومحبته وعطفه ورحمته وإن الله سبحانه إذا أقبل على عبد استنارت جهاته وأشرقت ساحاته وتنورت ظلماته وظهرت عليه آثار إقباله من بهجة الجلال وآثار الجمال وتوجه إليه أهل الملأ الأعلى بالمحبة والموالاة لأنهم تبع لمولاهم فإذا أحب عبدا أحبوه وإذا والى واليا والوه إذا أحب الله العبد نادى يا جبرائيل إني أحب فلانا فأحبه فينادي جبرائيل في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يحبه أهل الأرض فيوضع له القبول بينهم ويجعل الله قلوب أوليائه تفد إليه بالود والمحبة والرحمة وناهيك بمن يتوجه إليه مالك الملك ذو الجلال والإكرام بمحبته ويقبل عليه بأنواع كرامته ويلحظه الملأ الأعلى وأهل الأرض بالتبجيل والتكريم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
طريق الهجرتين لابن القيم ص277– 283.
---
(1/782)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > درر ابن بري.
---
درر ابن بري.
---
خالد الشبل
12-07-2005, 09:19 AM
السلام عليكم
هناك نظمٌ لابن برّي (ت نحو 730 هـ) اسمه: الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع، وهو في الشذرات (http://www.chadarat.com/OlomQoran.htm).
وذكر الزركلي كتابًا بالاسم نفسه للخرّاز (ت 718 هـ).
فأين أجد هذا النظم مطبوعًا؟
وهل له شرح مطبوع أو مخطوط؟ علمًا أن المحبي في الخلاصة نسب إلى علي بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي (ت 1057 هـ) شيخِ أبي مهدي الثعالبي شرحًا لهذا النظم.
وفقكم الله.
---
مساعد الطيار
12-07-2005, 11:38 AM
الأخ الفاضل خالد الشبل
النظم مطبوع مع شرحه لأبي عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري القيسي ( ت : 834 ) ، وشرحه نفيس للغاية ، في جزئين .
وهو بعنوان ( شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع )
حققه الأستاذ الصديقي سيدي فوزي .
وهو من مطبوعات الدار البيضاء بالمغرب ، مطبعة النجاح الجديدة .
ولا يبعد أن يكون في مكتبة الرشد أو مكتبة العلوم والحكم .
---
خالد الشبل
12-07-2005, 12:33 PM
أحسنتم، بارك الله فيكم يا شيخ مساعد
ولا حَرَمَنا اللهُ الانتفاع بكم.
سأبحث عنه، إن شاء الله.
---
عمار
12-14-2005, 06:08 PM
إضافة إلى ما ذكره فضيلة الشيخ مساعد :
تحصيل المنافع على كتاب الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع (http://www.thamarat.net/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=2482)
تأليف: السملالي الكرامي الشنقيطي يحيى بن سعيد أبو زكريا
وهو من مطبوعات مكتبة التوبة في موريتانيا.
---
(1/783)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل اختصار لتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله
---
ما أفضل اختصار لتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله
---
أبو حسن
09-07-2005, 09:15 PM
ما أفضل اختصار لتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله ؟
---
أحمد البريدي
09-08-2005, 11:17 AM
لقد تعددت مختصرات هذا الكتاب ولكل مختصر ميزة تميزبها عن بقية المختصرات , وأفضلها بحسب ما اطلعت عليه هو مختصر العلامة أحمد شاكر : عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير ومميزاته كثيرة خاصة اتفاق صاحب الأصل والمختصر بالعناية بالسنة , ولعلي أشير إلى بقية مميزات هذا المختصر ان شاء الله في مشاركة قادمة .
---
أبو حسن
09-08-2005, 03:19 PM
بارك الله فيك
---
عماد الدين
10-11-2005, 01:57 PM
وما رأيكم بمختصر تفسير ابن كثير للشيخ كريِّم
نرجو إبداء رأيكم
جزاكم الله خيرا
---
عماد الدين
10-22-2005, 11:21 AM
نذكر الإخوة الكرام
هل من تعليق على مختصر تفسير ابن كثير
للشيخ محمد كريّم راجح ؟
---
أبو حسن
10-23-2005, 04:28 PM
مارأيكم في (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير) للشيخ محمد نسيب الرفاعي .
و (أصول التفسير وقواعده) لخالد العك
---
أبو حسن
03-23-2006, 01:50 PM
هل من مجيب
---
(1/784)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح قسم خاص للنحو العربى
---
اقتراح قسم خاص للنحو العربى
---
البحر الرائق
03-27-2006, 12:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ، فصلوات ربى عليه وسلامه.
السادة الأفاضل مشرفىملتقى اهل التفسير:
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، وحياكم الله و حيى هذه الجهود المشرقة والخطى الحميدة التى تبذلونها لخدمة كتابه العزيز ، ونسأل الله تبارك و تعالى أن يجعله فى ميزان حسناتكم و أن يجزيكم خير الجزاء .(1/785)
و أقترح على حضراتكم اقتراحا أرجو أن ينال موافقكتم واستحسانكم وهو أن يخصص جزء أو قسم من أقسام المنتدى لتدارس علوم اللغة العربية و القواعد اللغوية إذ أنها لا تنفصل البته عن علوم التفسير و علوم القرآن فهما وجهان لعملة واحدة ، و لعل هذا العمل يتيح لأمثالنا أن نعيد تعلمنا لقواعد اللغة من جديد و ننهل منها و تكون عونا لنا على تدريس هذا الجزء فيما بعد ، و الجديد الذى أقترحه على هذا الملتقى أن تكون جميع الشواهد التى ترد فى الاستدلال و الشرح من القرآن الكريم و احاديث النبى صلى الله عليه وسلم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، فلقد سئمنا هذا العقم فى دراسة وتدريس النحو العربى على الطرق التقليدية ، والشواهد النثرية ، و من الواضح جدا اتجاه معظم الطلاب إلى كره النحو و بغضه واستصعابه ، وما ذاك إلا لأنهم لم يجدوا المدرس الكفء الذى يحسن جذبهم وتحبيب النحو لهم بأساليب جميلة وجديدة ، و نحن حينما نجعل شواهدنا و أمثلتنا من القرآن سوف نحقق العديد من المكاسب منها : أننا سندرس النحو بطريقة جديدة محببة للتلميذ ، وكذلك لو كان التلميذ يحفظ القرآن فنحن بذلك قد جئنا له بمثال يعرفه ، أضف إلى ذلك أننا نعمق حب المتعلم للقرآن و لفت نظره إلى حلاوته و جمال أسلوبه ، ودعوته إلى تدبر معانى القرآن ، أضف إلى ذلك أننا ندرب المتعلمين الجدد على طريقة قديمة فى الاستدلال و هى نهج اسلافنا الأوائل من النحويين التى بعدنا عنها لدرجة أن بعض المتخصصيين لا يحسن قراءة الكتب النحوية القديمة ، و بالمثال يتضح المقال
حينمانقول للطالب تنقسم الجملة إلى قسمين : اسمية وفعلية ، الإسميه كقولنا : محمد يشرب اللبن ،و الفعلية كقولنا : ضرب زيد عمرا ، أو يشرب محمد اللبن .(1/786)
هذا الأسلوب يا سادة لا يصلح إلا مع المبتدئين ، و للأسف لقد تم تدريس النحو لنا فى جميع المراحل لنا بهذه الصورة ، و أنا أرى أننا لو أجرينا بعض التعديل فى الشاهد و جعلناه شاهدا قرآنيا ما ضرنا ذلك بشىء بل عاد علينا بالنفع العميم و بالمثال يتضح المقال : تنقسم الجملة إلى اسمية وفعلية ، الإسمية كقول الله تعالى ( محمد رسول الله )، والفعلية كقول الله تعالى(كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر ) ... الى آخر هذه الأمثلة
و ليس مطلوب من ملتقى أهل التفسير أن يكون متخصصا فى النحو و يتحول إلى ساحة للخلاف بين مدارس النحاة من كوفيين وبصريين ، ولكن يكون خير معين للدارس المبتدىء وطالب العلم ليتعلم هذا العلم الذى هجره الناس و كرهوه و الذى لا ينفصل ألبته عن علوم القرآن .
وأما عن كيفية عرض المواضيع فسأتركها لأساتذتنا و مشايخنا فهم أقدر منا على ذلك و أنا أحب أن أبدى استعدادى للمشاركة فى هذا الموضوع ولكنى لن أبدأ إلا بعد أن يأذن السادة مشرفو الملتقى و نرى استحسانهم لهذه الفكرة و بعد أن يبدأوا هم بعرض مشاركاتهم حتى تكون نورا لنا على الطريق نسير على هداه .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس تربية - قسم اللغة العربية
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2006, 10:45 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(1/787)
حياكم الله أخي العزيز ، وبارك الله فيكم على حرصكم على الرقي بهذا الملتقى العلمي المتخصص ، وأشكرك على هذه المشاعر الأخوية التي أبديتها نحو الملتقى . ونحن منذ بدأنا الملتقى كانت أهدافنا واضحةً ، وهي البقاء في دائرة التخصص في الدراسات القرآنية ، ولا نخرج عنها إلا للضرورة القصوى ، وهذا ما أعاننا على الاستمرار والحمد لله . ومع الصلة الوثيقة التي تربط الدراسات القرآنية باللغة العربية إلا أننا لا نتاولها إلا بمقدار مناسب ، وإلا دخلنا في تخصص علمي آخر قام به آخرون ولله الحمد ، فمن شاء البحث والقراءة في اللغة العربية فله مواقعه المتخصصة التي تفرغت له .
ونشكرك على هذا الاقتراح الكريم أسعدك الله بطاعته.
---
مصطفى علي
03-30-2006, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب ميسر لعلم النحو بطريقة بسيطة
فكرة للأخوة النحويين ، وخاصة إلى شيخي الكريم الشيخ محمد القاضي
تقدمة قبل الفكرة :
طلبة العلم في علوم الدين كثير منهم بعيد عن دراسة النحو ، مما يؤدي إلى أخطاء كثيرة .........
فكيف نعالج هذا :
أرى وضع كتاب ميسر لعلم النحو بطريقة بسيطة ، تشرح فيه القاعدة النحوية ويذكر على التمثيل لها بآية واضحة ، أو أحاديث ليس في اتمثيل غيرهما ويحاول الطالب حفظ القاعدة مع الآية أو الحديث فبرسخ في نفسه تطبيق القاعدة على الآية أو الحديث .
بمعنى ( وأنا لستُ نحوياً ) :
مثلاً : أن المبتدأ يكون له خبر من شبه جملة فنقول { محمدٌ رسولُ اللهِ } .
مثال آخر : نواصب الفعل المضارع وأدواته أو حروفه ( لن ، حتى .... الشواهد { فلنْ أبرحَ الأرضَ } ، { حتى يأذنَ } .
وعلى هذا فقس .
مع رغبتي إذا استجاب أحد الفضلاء للدعوة إخبار المنتدى بأنه سينفذ الفكرة حتى لا تتكرر مع غيره .
والله من وراء القصد .
وقد أعلنت ذلك في منتدى أهل التحقيق والتصنيف (http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?p=81#post81)
---
فهد الناصر
03-30-2006, 07:38 AM(1/788)
أقترح الحرص على البقاء في تخصص الدراسات القرآنية حتى يستمر تميز المنتدى .
---
أبو محمد نائل
04-15-2006, 08:35 AM
وهل تفهم الدراسات القرأنية دون اللغة العربية ؟ .
---
أبو فاطمة الأزهري
04-25-2006, 08:05 AM
باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
فنعم القول : قول المشرف ـ الدكتور الشهري ـ أن يكون من أهداف المنتدى البقاء في دائرة التخصص في الدراسات القرآنية وعدم الخروج عنها إلا للضرورة القصوى .
وهو ما يناسب حال المفسر إذ ليس على المفسر ـ لارتباط عمله بأنواع متعددة من العلوم ـ أن يخصص لها عملاً فضلاً عن أن يكون منهجاً خاصاً إلا على قدر الضرورة وإلا اتسع الخرق على الراقع .
ومما ينبغي على المفسر أن يهتم به الدفاع عن القرآن الكريم ورد الشبهات التي تثار حوله أو الاعتراضات التي قد يوردها عليه البعض ومن ذلك بحث الآيات ـ وخاصة في بعض القراءات ـ التي استشكلها بعض النحاة بل وربما طعنوا فيها كما هو معلوم؛ فهذا هو الذي ينبغي أن يكون منه على ذكر.
فلعل هذا هو قدر الضرورة والذي ينبغي أن يكون القدر المناسب في كلام الدكتور الشهري . وفق الله الجميع للخير.
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
04-26-2006, 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن سمحتم لى بإبداء رأى
فأنا مع الأستاذ البحر الرائق لأن التفسير يحتاج لخدمته علوم كثيرة
وأنا مع الدكتور عبد الرحمن الشهرى لأن تخصص ملتقى التفسير يعنى مزيد من العمق العلمى ، ولا داعى لتكرار منتديات للنحو لأنها موجودة فعلا ومتخصصة
الحل الذى يجمع الرأيان هو التعاون بين المنتديات المتخصصة:
وهو ما نعمل فيه الآن
فإن وافق المنتدى والدكتور عبد الرحمن الشهرى يمكن مد جسور التعاون بين موقع متخصص نحويا أو موقع فيه منتدى للنحو مثل منتدى الأثر
هذا رأى ، وإقتراحى(1/789)
وحاليا يوجد فريق التنسيق بين المواقع والمنديات مهتم بمنتداكم رغم وجود بعض الصعوبات .
إلا أننا فى خدمتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/790)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > statues
---
statues
---
mohammad
04-12-2004, 04:41 PM
Assalaam aleikom wa rahmat Allah wa barakatoh
I need to know the "Hukm" of Islam about statues.
In the house, at the store, and as dolls for little girls.
Jazakom Allah khairan
---
د. هشام عزمي
04-12-2004, 09:02 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
أريد أن أعرف حكم الإسلام بالنسبة للتماثيل في المنزل و المتجر و كذلك الدمي للبنات الصغار .
جزاكم الله خيراً .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-13-2004, 12:14 AM
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=Bz00612.htm
---
أبومجاهدالعبيدي
04-13-2004, 12:21 AM
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4386
---
أبومجاهدالعبيدي
04-13-2004, 12:27 AM
http://www.muslimuzbekistan.com/arb/arnews/2004/04/fatva07042004_10.html
---
(1/791)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كل ما في القراءات السبعة متواتر؟
---
هل كل ما في القراءات السبعة متواتر؟
---
محمد الأمين
11-08-2003, 08:59 PM
قرأت رأياً لأحد المعاصرين (وليس بثقة) يزعم به أن القرآن كله متواتر بالجملة، لكن ليس كل حرف منه متواتر لا في قراءة عاصم ولا في غيرها!! وقال أن الدليل على ذلك أن إسناد المقرئين تجده مسلسلاً بالآحاد وليس عن جماعة. فهل من رد على هذا الزعم؟
---
راجي رحمة ربه
11-09-2003, 07:48 AM
بعد بحث طويل في هذه المسألة الحساسة، خلصت لما يلي.
هناك جزء كبير جدا من القراءات العشر متواتر،
وأفضل كتاب تجد فيه بحث هذه القضية هو كتاب منجد المقرئين لخاتمة المحققين ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين.
وأثبت فيه أن الشاطبية متواترة بل وغيرها كثير من الكتب المشهورة وأنكر على من لا يعتقد تواتر غيرها.
وساق الأدلة المقنعة جدا على هذا الرأي.
فالقراءت العشر تروى طبقة عن طبقة من مئات القراء بل الآلاف جيلا بعد جيل
أما الأسانيد فهي تذكر للاستئناس، فلا يعقل أبدا أن يذكروا أسماء أهل الناحية كلها من القراء في كل إجازة وإقراء.
فمن باب المحافظة على الإسناد فحسب دونت هذه السلاسل المباركة.
ولإثبات كثرة الأسانيد افتح كتاب الغاية في طبقات القراء وأكتب على لوحة كبيرة جدا في أعلاه اسم الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ثم الأسانيد إلى القراء العشرة بخط صغير ثم دون أشجار الأسانيد لأسماء كل من قرأ عنهم وهكذا وسترى العجب العجاب.
علما أن هذا الكتاب فقط ذكر من تصل إليهم الأسانيد المشهورة.
أما لإكمال التحقيق فافتح كتب التراجم والتواريخ ودون أسماء كل من قرأ على غيره
وأضف أسماء القراء من أهل النواحي المختلفة
وسترى ما هو أعجب وأعجب
=================(1/792)
لكن ابن الجزري في كتابه الأخير النشر في القراءات العشر نحى منحى آخر في ظاهره التعارض مع ما سبق
لكن عند النظر تجده هنا يبحث صحة ما تجوز به القراءة
فوضع الشروط الثلاثة المعروفة
صحة السند، وموافقة اللغة ولو بوجه فصيح، وموافقة احتمال الرسم العثماني
فهذه الأسانيد يعبر عنها بالمشهور وليس التواتر.
لكني أرى الجمع بين القولين
فالذي خلصت له.
أن هناك ما هو متواتر كالشاطبية وغيرها من كتب في السبع والعشر
أما ما تصح به القراءة مما في النشر منه ما هو متواتر ومنه ما هو مشهور تلقته الأمة بالقبول.
أما الأسانيد التي في إجازاتنا اليوم ويرويها الأفراد عن الأفراد فهي تذكر لبركة الاتصال بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل بجبريل ثم برب العزة جل وعلا وهي وإن كانت تروى عن أعلام وجبال في العدالة والضبط لكن أصلها أن تكون جيلا عن جيل والذي منع ذكر المئات من الأسماء في إسناد الإقراء والإجازات هو الصعوبة بل الاستحالة كما أن ذلك مما لا يطلب شرعا ولا عقلا
طبعا هناك من ألف الكتب في ترجيح القول الأول لابن الجزري في منجد المقرئين
وأفضل ما وقفت عليه كتاب اسمه
القراءات القرآنية
لعبد الحليم بن محمد بن الهادي قابة
ط دار المغرب الإسلامي 1999
وهو كتاب جدير بالاقتناء، ولابد لكل مهتم بأمر القراءات من الاطلاع عليه
---
محمد الأمين
11-09-2003, 11:31 PM
أخي الفاضل جزاك الله خيرا
وأنا لا أشك في صحة وصول هذه القراءات إلينا وتواترها عن القراء العشرة. لكن هل نقلها هؤلاء القراء بأسانيد فردية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم متواترة؟ فمثلاً نافع ذكروا أنه أخذ عن سبعين شيخاً وهذا متواتر بلا شك. وعاصم نقل قراءته عن ابن مسعود وعن علي، وهذا يعتبره ابن حزم تواتراً. لكن هل كان هذا حال جميع القراء؟(1/793)
وأهم من ذلك من باب التفسير، هل كل اختلاف في حرف المصحف مما جاء بالقراءات العشرة متواتر؟ بعضه يبدو متوتراً مثل "ملك يوم الدين" و "مالك يوم الدين". فماذا عن باقي الاختلافات؟
---
أبو خالد السلمي
11-10-2003, 05:19 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فهذا المبحث استكمال لنقاش المشايخ الفضلاء حول تواتر أسانيد القراءات العشر ، وجواب على ما طرح من إشكالات ، واستجابة لطلب الشيخ الفاضل محمد الأمين _ حفظه الله _ حيث طلب ذكر أسانيد كل قارئ من العشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقول _وبالله تعالى التوفيق _ :
إن أسانيد القراءات تنقسم حالياً إلى أربعة أجزاء :
الجزء الأول : من المعاصرين إلى ابن الجزري ، وهذا متواتر بلا شك فأسانيد العالم الإسلامي إلى ابن الجزري اليوم بالآلاف ، ولكن يظل لدينا إشكال وهو أن ابن الجزري شخص واحد ، وجميع أسانيد القراءات العشرة المتصلة بالسماع والعرض اليوم تلتقي عند ابن الجزري ثم يبدأ تفرعها من عنده أيضاً فكيف تكون متواترة في طبقة ابن الجزري ؟ وحل هذا الإشكال من وجهين :
1)أن تلاميذ ابن الجزري وهم كثيرون قد قرؤوا بالقراءات العشر على غير ابن الجزري ، كما هو مدون في تراجمهم ، ولو أن ابن الجزري شذ بشيء غير معروف عن غيره لما قبلوه منه ، فالإسناد وإن اكتفي فيه تخفيفا بذكر ابن الجزري لشهرته وإمامته وعلو سنده إلا أنه كان معه معاصرون له كثر قرؤوا على شيوخه بما قرأ هو به ، وهؤلاء المعاصرون لهم تلاميذ كثيرون تتفرع عنهم أسانيد عديدة تبلغ حد التواتر .
2)أن كتب القراءات المسندة لها أسانيد عديدة مبثوثة في الأثبات الحديثية تبلغ حد التواتر من غير طريق ابن الجزري ، وهذه الأسانيد وإن كانت بالإجازة المجردة عن السماع إلا أنها مع انضمامها إلى الإسناد المتصل بالسماع المار بابن الجزري تزيده قوة إلى قوته .(1/794)
الجزء الثاني : من ابن الجزري إلى أصحاب الكتب المسندة في القراءات العشر كلها أو ست أوسبع أو ثماني قراءات منها أو أقل أو أكثر ، مثل التيسير للداني والكامل للهذلي والكفاية لسبط الخياط والروضة لابن المعدل والمصباح للشهرزوري وأمثالها ، وهذا القسم متواتر أيضاً على أساس أن ابن الجزري له أكثر من ألف إسناد في القراءات ، وهذه الأسانيد ترجع إلى أكثر من خمسين كتابا مسندا في القراءات العشر كل كتاب منها قرأ ابن الجزري بما تضمنه من القراءات على العشرات من شيوخه بأسانيدهم إلى مؤلفي هذه الكتب ، وتفصيل ذلك موجود في كتاب النشر في القراءات العشر.
الجزء الثالث : من مؤلفي الكتب المسندة إلى الرواة العشرين عن القراء العشرة ( كل قارئ من العشرة عنه راويان ) وهذا متواتر أيضاً ، لأن كتب القراءات المسندة كما ذكرنا أكثر من خمسين كتابا ، ولكل كتاب منها عدة أسانيد إلى كل راو من الرواة العشرين ، تصل هذه الأسانيد إلى حد التواتر كما يستفاد من الكتب نفسها ، وقد حقق اليوم الكثير من هذه الكتب التي هي أصول النشر ، ووجد لها العديد من النسخ المخطوطة النفيسة ، وهذه الكتب هي الأصول التي استقى ابن الجزري منها مادته في النشر .(1/795)
الجزء الرابع : من الرواة العشرين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الجزء منه ما توافق فيه الرواة العشرون أو مجموعة منهم يبلغون حد التواتر فهذا لا إشكال فيه ، وأكثر القرآن بحمد الله لا ينفرد فيه راو بل يوافقه غيره من الرواة العشرين عن القراء العشرة ، ومنه ما انفرد فيه راو أو عدد من الرواة لا يبلغ حد التواتر وهو محل الإشكال ، لكن يمكن أن يقال إن أسانيد القراءات العشر وإن كانت آحادية فإن كل واحد من القراء العشرة لم يكن منفردا بما يقرأ به بل شاركه فيه أهل بلده ، ولكن انقطعت أسانيدهم ولم يعتن بنقلها ، اكتفاء بالبعض عن الكل، فابن عامر مثلا قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن لم ينفرد ابن عامر برواية قراءة أبي الدرداء ، فقد قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه ألف وخمسمائة شخص ، ولكن لم تصلنا أسانيدهم ، وكذلك أبو الدرداء رضي الله عنه لم ينفرد بالقراءة التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم بل شاركه غيره من الصحابة، فإذا قصد بالتواتر هذا المعنى فهذا صحيح ، وأما إذا قصد بالتواتر أن كل كلمة انفرد بها واحد من القراء السبعة أو العشرة أو أحد الرواة عنهم قد رواها جمع غفير عن جمع غفير حتى ينتهي الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا قد لا نستطيع أن نأتي عليه بدليل سوى أن نأتي بالأسانيد المتواترة إلى القارئ من القراء العشرة ، ثم بعد ذلك نقول إن القارئ لم يكن منفردا بهذه القراءة في بلده بل كان معاصروه من أهل بلده ممن يبلغون حد التواتر يقرؤون به ويروونه ولو أنه انفرد عن أهل بلده بحرف لما اختار أئمة القراءات قراءته ، فأحياناً ينفرد راو من هؤلاء الرواة العشرين بحرف كانفراد حفص عن عاصم مثلا بقراءة قوله تعالى ( سوف يؤتيهم أجورهم ) ( النساء : 152) بالياء ، بينما الرواة التسعة عشر الباقون قرؤوا هذا الحرف بالنون ( سوف نؤتيهم أجورهم ) ، أو ينفرد قارئ من(1/796)
العشرة بحرف كانفراد يعقوب بضم هاء ( نؤتيهم ) في الآية المذكورة ( النساء : 152) ، أو ينفرد راو أو قارئ بأصل من الأصول كانفراد البزي عن ابن كثير بتشديد التاءات في الفعل المضارع المحذوف إحدى التاءين تخفيفاً ، نحو ( وقبائل لتَّعارفوا ، فتَّفرق بكم عن سبيله ، ولا تَّجسسوا ... ) وأمثال ذلك ، فهذا يمكن اعتباره متواتراً إذا نظرنا إلى أنه لم يكن الراوي أو القارئ منفردا بهذه القراءة في بلده بل كان معاصروه من أهل بلده ممن يبلغون حد التواتر يقرؤون به ويروونه ولو أنه انفرد عن أهل بلده بحرف لما اختار أئمة القراءات قراءته أو روايته وعدوها من السبع أو العشر ، كما ذكرنا ، فإنهم لم يختاروا قراءة ابن محيصن المكي ، مع أنه شيخ ابن كثير ، لأنه ينفرد عن أهل بلده بأشياء ، واختاروا قراءة ابن كثير لأنه يقرأ بالقراءة المعروفة عن أهل مكة في زمنه ، فبهذا الاعتبار يمكن أن نقول كل حرف في القراءات العشر متواتر بهذا المعنى ، على أساس أن كل راو أو قارئ كان معه معاصرون له يروون مثل ما روى ويقرؤون بمثل ما يقرأ ، لكن لو أردنا أن نطبق مصطلح التواتر تطبيقا حرفياً بأن نأتي مثلاً بعشرة أسانيد ( إذا قلنا إن أقل التواتر عشرة ، أو سبعين إسنادا إذا قلنا أقل التواتر سبعين أو غير ذلك على حسب اختلاف الأقوال في أدنى التواتر ) إلى عشرة رواة معاصرين لحفص رووا عن عاصم أنه قرأ ( سوف يؤتيهم ) بالياء ، ثم عشرة معاصرين لعاصم رووا عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ( سوف يؤتيهم ) بالياء ، ثم عشرة معاصرين لأبي عبد الرحمن السلمي رووا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قرأ ( سوف يؤتيهم ) بالياء ، ثم عشرة من الصحابة رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ ( سوف يؤتيهم ) بالياء ، ونحو ذلك في كل نظير ، فهذا لا يوجد ، وهذا هو ما دعا كثيرا من المحققين إلى القول بأنه يكفي صحة الإسناد لإثبات القراءة ، ولا يشترط التواتر .(1/797)
قال الشوكاني: وقد ادُّعِيَ تواتر كل واحدة من القراءات السبع ، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر ، وادعي أيضا تواتر القراءات العشر ، وهي هذه مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف ، وليس على ذلك أثارة من علم فإن هذه القراءات كل واحدة منها منقولة نقلا آحاديا ، كما يعرف ذلك من يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراءاتهم ، وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراءات ما هو متواتر وفيها ما هو آحاد ، ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلا عن العشر ، وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول ، وأهل الفن أخبر بفنهم . (1) فالذي عليه المحققون أنه لايشترط التواتر لأنه لادليل على اشتراطه ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث آحاد الصحابة لتعليم القرآن ، وكانوا يسمعون الآية من الصحابي فيعملون بها ويقرؤون بها في صلواتهم ، قال ابن الجزري : وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لايثبت به قرآن ، وهذا مما لايخفى ما فيه ، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم ، ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده (2).
واستكمالا للبحث فإني أذكر هنا أسانيد كل قارئ من العشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث يتبين من ذكر هذه الأسانيد أنه ما من قراءة من العشر إلا ولها من الأسانيد الثابتة ما تطمئن إليه النفس وتقوم به الحجة .
أسانيد نافع :(1/798)
قرأ نافع القرآن على سبعين من التابعين ، منهم شيبة بن نصاح الذي سمعه من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقرأ شيبة على مولاه عبد الله بن عياش المخزومي ، و قرأ نافع أيضا على أبي جعفر والأعرج اللذين قرآ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما ، وقرأ أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن عياش المخزومي رضي الله عنهم على أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما ، وقرأ عمر وأبي وزيد رضي الله عنهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة جل شأنه . (3)
أسانيد ابن كثير :
قرأ ابن كثير على عبد الله بن السائب ومجاهد ودرباس ، وقرأ ابن السائب على عمر بن الخطاب وأبي بن كعب رضي الله عنهما ، وقرأ مجاهد ودرباس على ابن عباس عن أبي وزيد بن ثابت رضي الله عنهم ، وقرأ عمر وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم . (4)
أسانيد أبي عمرو :
قرأ أبوعمرو على أبي العالية و يحيى بن يعمر ومجاهد والحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء وغيرهم ، وقرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقرأ يحيى بن يعمر على أبي الأسود الدؤلي الذي قرأ على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقرأ مجاهد على ابن عباس عن أبي وزيد بن ثابت رضي الله عنهم ، وقرأ عمر وعثمان وعلي وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم . (5)
أسانيد ابن عامر :
هو أعلى القراء العشرة إسنادا ، لأنه قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا واسطة واحدة ، كما قرأ أيضا على المغيرة بن شهاب المخزومي الذي قرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقرأ عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم . (6)
أسانيد عاصم :(1/799)
قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وسعد ابن إلياس الشيباني ، وقرأ زر بن حبيش وسعد بن إلياس الشيباني على ابن مسعود رضي الله عنه، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم ، وقرأ عثمان وعلي وابن مسعود وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم .(7)
أسانيد حمزة :
منها أن حمزة قرأ على جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين رضي الله عنه عن أبيه علي رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قرأ على حمران وأبي إسحاق اللذين قرآ على أبي عبد الرحمن السلمي وأبي الأسود الدؤلي اللذين قرآ على عثمان وعلي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قرأ أيضا على الأعمش الذي قرأ على يحيى بن وثاب عن علقمة والأسود وعبيدة السلماني عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم . (8)
أسانيد الكسائي :
منها أن الكسائي قرأ على حمزة عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين رضي الله عنه عن أبيه علي رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قرأ على عيسى بن عمر عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبي الأسود الدؤلي اللذين قرآ على عثمان وعلي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قرأ عيسى أيضا على الأعمش الذي قرأ على يحيى بن وثاب عن علقمة والأسود وعبيدة السلماني عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قرأ الكسائي على ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (9)
أسانيد أبي جعفر :(1/800)
قرأ أبو جعفر على أبي هريرة وابن عباس وابن عياش المخزومي رضي الله عنهم ، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب وزيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (10)
أسانيده يعقوب :
قرأ يعقوب على أبي الأشهب العطاردي الذي قرأ على أبي رجاء العطاردي الذي قرأ على أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، وقرأ أبو موسى الأشعري رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن الجزري : هذا إسناد في غاية العلو والصحة ، وله أسانيد أخر. (11)
أسانيد خلف:
منها أن خلفاً قرأ على يعقوب الأعشى عن شعبة عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرأ خلف على سليم عن حمزة عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين رضي الله عنه عن أبيه علي رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما روى عن الكسائي عن عيسى بن عمر عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبي الأسود الدؤلي اللذين قرآ على عثمان وعلي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم . (12)
_________________________________
(1)إرشاد الفحول 63
(2)النشر 1/18
(3) انظر ترجمته في الجرح والتعديل 4/456 ، غاية النهاية 2/330 ، النشر 1/93 ، خلاصة التذهيب 342
(4)انظر ترجمته في الجرح والتعديل 2/2/144 ، النشر 1/99 ، غاية النهاية 1/433
(5)انظر ترجمته في النشر 1/109 ، غاية النهاية 1/288 ، تهذيب التهذيب 2/178
(6) انظر ترجمته في النشر 1/112 ، غاية النهاية 1/423 ، تهذيب التهذيب 5/274، طبقات ابن سعد 7/449 ، الجرح والتعديل 2/2/122
(7) انظر ترجمته في طبقات ابن سعد 6/320 ،الجرح والتعديل 3/1/340 ،النشر 1/125-126 ، غاية النهاية 1/347
(8)انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 3/27-28 ، سير أعلام النبلاء 7/9 ،الميزان 1/605 ، النشر 1/133 ، غاية النهاية 1/261 ، طبقات ابن سعد 6/385 ،(1/801)
(9) انظر ترجمته في النشر 1/ 138، غاية النهاية 1/535 ، الجرح والتعديل 3/2/182 ، التاريخ الكبير 6/268
(10) انظر ترجمته في النشر 1/ 142-143، غاية النهاية 2/382 ، تهذيب الكمال 33/200
(11) انظر ترجمته في النشر 1/ 148-149، تهذيب التهذيب11/335، تهذيب الكمال 32/316
(12) انظر ترجمته في النشر 1/ 152، سير أعلام النبلاء 10/579 ، تهذيب التهذيب 3/134، تهذيب الكمال 8/300
---
راجي رحمة ربه
11-10-2003, 06:23 PM
جزاك الله خيرا يا أبا خالد على هذا البحث اللطيف
ولي تعقيب على عبارة ابن الجزري
قال ابن الجزري : وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لايثبت به قرآن ، وهذا مما لايخفى ما فيه ، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم ، ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده (النشر 1/18 )
أقول لا يخفى عليك أن بعض الناس اعتبر ما ذكره ابن الجزري هنا مناقضا لما في منجد المقرئين، مع أنك ترى فيه تحقيقا قلما تجده في كتاب من كتاب القراءات عن تواتر العشر.
وأذكر أنه فرق هناك بين ما هو مثلا كالمد المتصل فهو عند حفص واجب المد (وهذا متواتر) وبين الخلاف في كونه 4 أو 5 أو 6
فأصل المسألة متواتر وفرعها آحاد متلقى بالقبول
وضرب أمثلة كثيرة في غاية الروعة.(1/802)
والذي يظهر لي أن الإمر لا يحمل على التعارض وليس في قوله (ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده ) أنه أبطل جميع ما بحثه في المنجد، لأنه في نظري يتعلق بقضيتين مختلفتين فهناك أثبت أن السبع التي في الشاطبية متواترة بل وما في غيرها كثير من الكتب المشهورة كالإرشاد لأبي العز والعنوان لأبي طاهر ووصل به الحد أن في البحث والتدليل على الإنكار على من لا يعتقد بتواتر غير الشاطبية، وساق الأدلة المقنعة جدا على هذا الرأي، أما في النشر فأراد تحقيق وجمع ما تصح به القراءة
وأنت ترى أنهما مسألتان مختلفتان
وقد جرى بين الإمام ابن الجزري والفقيه الأصولي عبدالوهاب بن السبكي الشافعي رحمهما الله كلام كثير في موضوع القراءات فتوجه له ابن الجزري بالسؤال وقال:
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين في القرآن والقراءات العشر التي يقرأ بها اليوم هل هي متواترة أو غير متواترة؟ وهل كل ما انفرد به واحد من العشرة بحرف من الحروف متواتر أم لا وإذا كانت متواترة فيما يجب عليى من جحدها أو حرفا منها.
فأجاب ما نصه:
الحمد لله، القراءات التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف متواترة معلومة من الدين بالصرورة وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل، وليس تواتر شيء منها مقصورا على من قرأ بالروايات بل هي متواترة عند كل مسلم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ولو كان مع ذلك عاميا جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا.
ولهذا تقرير طويل وبرهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه. وحظ كل مسلم وحقه أن يدين الله تعالى ويجزم نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين لا يتطرق الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه والله أعلم.
كتبه عبد الوهاب بن السبكي الشافعي.(1/803)
وليس بين يدي الآن منجد المقرئين وإلا كنت سقت منه نقولا كثيرة تشفي الغليل، لكن هذا النص أعلاه نقلته من مقدمة المصحف بالقراءات العشر الذي اعتنى به الشيخ كريم راجح شيخ القراء في بلاد الشام.
---
محمد الأمين
11-13-2003, 09:25 AM
شيخنا العلامة أبو خالد السلمي بارك الله بك ونفعنا بعلمك
لفت انتباهي كلمات مهمة في مقالتكم القيمة:
"وأما إذا قصد بالتواتر أن كل كلمة انفرد بها واحد من القراء السبعة أو العشرة أو أحد الرواة عنهم قد رواها جمع غفير عن جمع غفير حتى ينتهي الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا قد لا نستطيع أن نأتي عليه بدليل سوى أن نأتي بالأسانيد المتواترة إلى القارئ من القراء العشرة "
أقول: أنا أميل لمذهب ابن حزم في أن أدنى حد للتواتر هو رجلين. ويبدو أن كل الأسانيد تنتهي إلى صحابيين أو أكثر إلا:
"قرأ يعقوب على أبي الأشهب العطاردي الذي قرأ على أبي رجاء العطاردي الذي قرأ على أبي موسى الأشعري رضي الله عنه "
فهذه تعني أن قراءة يعقوب غير متواتر، أليس كذلك؟
قولكم: "فأحياناً ينفرد راو من هؤلاء الرواة العشرين بحرف كانفراد حفص عن عاصم مثلا بقراءة قوله تعالى ( سوف يؤتيهم أجورهم ) ( النساء : 152) بالياء ، بينما الرواة التسعة عشر الباقون قرؤوا هذا الحرف بالنون ( سوف نؤتيهم أجورهم ) ..... فهذا يمكن اعتباره متواتراً إذا نظرنا إلى أنه لم يكن الراوي أو القارئ منفردا بهذه القراءة في بلده بل كان معاصروه من أهل بلده ممن يبلغون حد التواتر يقرؤون به ويروونه ولو أنه انفرد عن أهل بلده بحرف لما اختار أئمة القراءات قراءته أو روايته وعدوها من السبع أو العشر ، كما ذكرنا "(1/804)
أقول: هذا بالضبط ما أريد الاطمئنان عليه. إذ سمعت أن حفصاً قد خالف عاصماً بسبب حديث ضعيف سمعه. وأنا أريد التأكد إن كانت تلك المخالفة متواترة أم لا. فإذا كانت متواترة، فلا تثريب، وإلا فهناك إشكال، خاصة أن عاصماً ضعيف جداً عند أهل الحديث.
ثم يا شيخ لدي سؤال هو: ذكر لي أحد المشايخ عن كتاب فيه القرآن كاملاً مع التنبيه (ربما في الهامش مثلاً) على اختلاف الرسم والتشكيل بين القراءات الـ14 جميعاً. لكنه للأسف لم يتذكر اسمه. فهل تذكرون كتاباً على هذا النمط تنصحون به؟
أحتاجه للتفسير خصوصاً، وليس لأتلو منه، لأني أعرف أن أحكام التجويد لا يمكن الإلمام بها بدون التلقي من شيخ مشافهةً. لكن الذي يهمني من قضية التواتر في ألفاظ القراءات هو إمكانية استعمالها في التفسير أم لا. وطبعاً التواتر له علاقة بمبحث نسخ القرآن بالسنة وأشباه ذلك.
أيضاً -وأرجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم- ما قولكم في القراءات الأربعة الزائدة عن القراءات العشرة؟
---
راجي رحمة ربه
11-13-2003, 12:43 PM
فقط فيما يتعلق بآخر سؤال
(والباقي للشيخ السلمي)
http://www.furat.com/BooksCovers/5443.gif
لعل ما تسأل عنه
هو ما يسمى بـ: الميسر في القراءات الأربع عشرة
وهو عبارة عن المصحف وبهامشه القراءات العشر الكبرى مع الأربع الشواذ
مراجعة الشيخ محمّد كريم راجح, تأليف الشيخ محمّد فهد خاروف
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=5630
ولهما التسهيل في قراءات التنزيل
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=9623
---
أمين الشنقيطي
01-23-2004, 11:32 PM
نصرة القراء من وهم الضعفاء
السلام عليكم جميعا ياأهل الملتقى:
فى الحقيقة المقالات السابقة فيها نوع ارتجال، وتششت فى المسائل، وعدم وضوح الطرح،
وفى الحقيقة لماذا يبحث الأخوان السابقان فى مسألة لم يطرحاها على أهل العلم من قبل،(1/805)
وقد صرحت فى هذا الملتقى بأنني بحثت المنفرد عن القراء العشرة وأرجعته إلى شذوذ، أو ورود على سبيل الغلط،كما هو معلوم حقيقة عند المحدثين.
فليت الإخوة يطرحون أسئلة مبسطة من غير إجابة أو استطراد حتى نجد فائدة فيما يقال ويكتب.
مثلا ماهو المنفرد؟ ماهي حقيقته مثال له؟
هل هو فى الإسنادأو فى المتن؟ وهل منه عام ومنه مقيد؟ وهكذا بعد البحث والتأكد من صيغة الأسئلة المطروحة قد
---
عبدالله الحسني
01-25-2004, 11:01 PM
الدكتور أمين
أرى في بحث الأخوة علم كثير وجواب شاف في المسألة
---
عمار
02-08-2006, 04:58 AM
لم أطلع على هذه الموضوع من قبل حيث يبدو لي من تاريخه أنه من المواضيع القديمة.
وبعد أن تصفحته سريعا...ورأيتُ ما رأيت! قلتُ في نفسي : آن لشيخنا السّلمي أن يُعرفَ
له قدره.
================================================== ==
ترجمة فضيلة الشيخ المقرئ المتفنّن : وليد بن إدريس المنيسي السّلمي.
بقلم : عمار بن محمد الخطيب (أحد تلاميذ الشيخ ومحبيه).
.................................................. ..................................................
اسمه ونسبه :
هو الشيخ الفاضل المقرئ وليد بن إدريس بن عبد العزيز المنيسي السُلميُّ الحنبليُّ مذهبا.
مولده :
ولد -حفظه الله- بمدينة الإسكندرية عام 1386 هـ الموافق 1966مـ
شيوخه :
· الشيخ عبد العزيز البرماوي: قرأ عليه شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ونيل الأوطار وغيرها.
· الشيخ السيد بن سعد الدين الغباشي: لازمه شيخنا أكثر من عشر سنين قرأ عليه فيها كتباً شتى في مختلف العلوم الشرعية.
·الشيخ المقرئ الضابط محمد عبد الحميد الإسكندري : قرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة.
· الشيخ المقرئ عبد الباسط هاشم : يقرأ عليه –حاليا- ختمة بالقراءات الأربع عشرة.
· الشيخ المقرئ إيهاب بن أحمد فكري : قرأ عليه ثلاث ختمات بالقراءات العشر الصغرى.(1/806)
· الشيخ المقرئ محمد سامر النص الدمشقيّ : قرأ عليه من فاتحة الكتاب إلى قوله تعالى : "إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا" الإسراء : 87
ولم يكمل الختمة بسبب سفر الشيخ ، وقد أجازه الشيخ قبل مغادرته بالعشر الكبرى وجميع مروياته.
· الشيخ المقرئ عباس مصطفى أنور المصري : قرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية والطيبة ، ثم قرأ عليه ختمة كاملة برواية ورش عن نافع وبعض القرآن ببقية القراءات ، وقد أجازه الشيخ بالعشر الصغرى.
· الشيخ المقرئ المحدث عبد الله بن صالح العبيد : قرأ عليه ختمة كاملة بالقراءات العشر المتواترة وبالأربع الشواذ.
ولقد تتلمذ شيخنا – حفظه الله – على عدد من أهل العلم في الفترة التي أقام بها في مدينة الرياض ومنهم : الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الله بن قعود والشيخ ابن جبرين والشيخ ابن فوزان والشيخ صالح آل الشيخ والشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي .
مؤلفاته :
لشيخنا بعض المصنفات في علوم مختلفة منها ما هو مطبوع ومنها ما يزال مخطوطا، فمن مصنفاته المطبوعة:
· الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية.
· شرح الأرجوزة الوليدية المتممة للرحبية.
· مختصر اقتضاء الصراط المستقيم.
· فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي.
· إتحاف الصحبة برواية شعبة.
· أثر القراءات الأربعة عشر في مباحث العقيدة والفقه.
وأما المخطوط من مؤلفاته فهي :
· مسك الختام شرح عمدة الأحكام.
· شرح عمدة الفقه لابن قدامة.
· مذكرة في مصطلح الحديث.
· إنعام الملك القدوس بأسانيد وليد بن إدريس.
تلامذته :
قرأ على الشيخ واستجازه عدد من طلبة العلم وعددهم يتجاوز الخمسين طالبا، وما يزال كثير من طلاب العلم ينتفعون بعلمه حفظه الله.
---
أبو عمار المليباري
02-13-2006, 12:51 PM(1/807)
بسم الله الرحمن الرحيم . الحقيقة هناك تعارض بين قولي ابن الجزري . ولكن أحدهما ناسخ والآخر منسوخ . فما كتبه ابن الجزري في المنجد كان رأيه في أول الأمر ثم رجع عنه واكتفى بصحة السند وهو الذي أثبته في النشر والطيبة ، فقال :
وصح إسناداً هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان
وأنصح القراء للاستزادة في هذا المبحث أن يقرؤوا كتاب شيخنا د. عبدالقيوم السندي ، واسمه "صفحات في علوم القراءات" .
---
إبراهيم الجوريشي
05-01-2006, 07:18 PM
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
---
الجكني
05-02-2006, 01:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الذى(تواترت )نعمه على الخلائق ،وعلى خاتم الآنبياء الصلاة التامة والسلام اللائق وبعد :
فإن ماسطره يراع الشيخ الفاضل السلمي هو التحقيق والتدقيق ،لايهتدى إليه بعد عون الله إلا من سبح وغاص فى بحر (النشر فى القراءات العشر)لكن أرى أن الأخوة قد فاتهم التنبيه على:
1-مسألة هل القرآن والقراءات حقيقتان متغايران أم لا؟
والذي أميل إليه -والله أعلم- أنهما متغايران بدليل أن منكر القراءة غير منكر للقرآن ‘بمعنى لو أن شخصاً-غير متخصص فى القراءات -لو قال (مالك ) هي القرآن (وملك )ليست قرآناً لأن أهل بلده لايعرفونها ‘ فهذاأنكر قراءة ولم ينكر قرآنأ ‘عكس ما لو أنكر الآثنتين معاً وقال هذه الكلمة ليست من القرآن ‘فإنه فى هذه الحالة أنكر قرآناً معلوم من الدين بالضرورة0
2- القول بأن (كل القراءات التى فى النشر متواترة ) ليس على إطلاقه ألبتة ‘فالنشر فيه المتواتر والانفراد بل وفيه قليل من الشاذ ‘ وهذا التنبيه لابد منه -لغير المتخصص - أما المتخصص فيعرف التمييز بين كل ذلك 0
3-أما القول بتواتر الثلاث الزائدة على السبعة فكان الأولى من الأخوة الإشارة إلى خلف الأصوليين مع القراء فى هذه المسألة 0والله تعالى أعلم
---
(1/808)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
05-08-2005, 05:38 PM
فِن الدعاء 230
يا صاحب العفو والعافية ، والرحمة الواسعة ،،،نرجو مغفرتك فلا تعذبنا وهذا عفوك وهذه عافيتك ورحمتك.
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 163
بدون تعليق
عن افتتاحية الصحوة .. تحول في الخطاب السياسي للإصلاح.. وبداية مرحلة - محمد الغابري *
جاءت افتتاحية صحيفة (الصحوة) في عددها الصادر 12 ربيع الأول الموافق 21 أبريل نسيان 2005م بقلم الأمين العام الأستاذ محمد اليدومي، امتداداً لماص صدر عن المؤتمر العام الثالث للإصلاح في دورته الثانية، وجاءت الافتتاحية - في نظري - أكثر وضوحاً وأدق تحديداً في التعبير عن التحول في خطاب الإصلاح السياسي على ثلاثة مستويات رئيسة: الأول: الوعي بالمخاطر المحيطة بالبلاد ومستقبلها القريب. الثاني: في مخاطبة السلطة. والثالث: في ترتيب الأولويات.
الوعي بمخاطر المرحلة:
عبر الإصلاح في مؤتمره العام، وفي افتتاحية (الصحوة) عن وعي بالمخاطر المحيطة بحاضر البلاد وما يمكن أن تسفر عنه في المستقبل القريب.
- النفق المظلم:
أكدت الافتتاحية ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر العام، وأكده رئيس الهيئة العليا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، من أن سياسة السلطة وإدارتها للشؤون العامة تسير بالبلاد وشعبها باتجاه نفق مظلم (الذي لم يعد أحد قادراً على التمييز بين بداياته المقلقة ونهايته المجهولة، النتائج والعواقب).(1/809)
أي أن ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر العام وأكد عليه رئيس الهيئة العليا لم يكن مجرد حديث للاستهلاك وإغاظة السلطة، أنه تعبير عن استشعار المخاطر، وهو ما يشكل بداية لبذل الجهود والسير باتجاه (كبح جماح السائرين بنا نحو النفق المظلم) وفي تحليل موقف كهذا أي وصفة ببدايات نفق مظلم فإن اختبار مدى مصداقيتة قد جاءت من أطراف أخرى محايدة وتتحدث بناء على نتائج دراسات وأبحاث علمية ولا صلة بها بالإصلاح والمعارضة، من هذه الأطراف رئيس البنك الدولي في زيارته لليمن فبراير الماضي وعقب انتهاء المؤتمر العام للإصلاح، والذي خاطب الحكومة ورئيسها بالقول: "إنكم بسياستكم الحالية تقودون بلادكم إلى الانهيار وإذا انهارت فلن يساعدكم أحد".. وخبير عربي آخر تحدث عن خيارين أمام اليمن (الأردن أو الصومال)، وحديثه عن الأردن فيه دبلوماسية، فالسير باتجاه الصومال هو محصلة أداء السلطة، ثم وصف تقارير أمريكية لليمن بالدولة الهشة.
إن تضافر تلك التصريحات في فترة زمنية محدودة ومن أطراف متباعدة لها دلالات من أهمها: أن المتحدثين لا يثقون بالحكومة، فأرادوا نقل مخاوفهم إلى خارج الغرف المغلقة، وتحذير الرأي العام بكل مكوناته من أحزاب وقوى سياسية ومنظمات واتحادات نقابية وشخصيات اجتماعية ليتدارك الجميع بلادهم من الوقوع في النفق المظلم وفيها إثبات لمصداقية الإصلاح في تحذيره من النفق.
* في خطابه للسلطة وسياساتها:(1/810)
جمعت الافتتاحية بين الجرأة والقوة والرصانة، وعبرت عن بداية لمرحلة في المصارحة والمكاشفة مع ما تتضمن من تنبيه للسلطة ذاتها وللرأي العام في البلاد، وبيان مكامن الخلل والخطر في أداء الحكومة وإدارتها للشؤون العامة.. إنها حكومة (عقمت وتخشبت)، وسياستها قائمة على أنه (ليس في الإمكان أبدع مما كان).. و(ما بدى بدينا عليه).. وينطلق طرف السلطة في احتكارها (لأن ذلك قَدَره) ولمجرد أنه يدعي (امتلاكه للخبرة الإدارية والحنكة السياسية) والتشبث بالسلطة (واجب وطني، وأن التخلي عنه لغيره من خلال صناديق الاقتراع خيانة للوطن)...
وادعاءات الحكومة بالخبرة الإدارية خاصة يدل على مدى تخلفها، فالإدارة في الأصل شأن عام يخضع لمواصفات ومعايير مهنية، وليس له صلة بالأحزاب السياسية، غير أن السلطة لأنها (تحضى بقدر من الأمية لا تحسد عليه) تفاخر بالخبرة الإدارية.
- في نظرة طرف السلطة للمعارضة: حيث تريدها (مسبحة بحمد السلطة والتمجيد بأفضالها، والسكوت على أخطائها والستر على سلبياتها والخنوع لمظالمها).
إن سياسة الحكومة تجاه الشعب تجسده حقائق الواقع التي (تنطق بمرارة وتعبر بأسى فالوضع المأساوي لغالبية شعبنا، وبروز رز التفاوت المرعب بين أغنياء الفرصة غير المشروعة وبين الملايين المسحوقة). هي سياسة أدت إلى دفع الكثير من الناس إلى مد الأكف والتسول والتشرد وهجرة العقول والكفاءات.
- إنها إيقاع المواطن (في طاحونة الصراع مع متطلبات حياته ومعيشته اليومية.. ومنع أي نزوع قد يعتريه لمحاسبة من ينتزع اللقمة من فيه ومن يدفع به إلى المجهول.. ومحاولة لتحطيمه مع سبق الإصرار والترصد).
* الحوار والنضال السلمي.. ومطالبنا محددة:(1/811)
جاء في الافتتاحية ذاتها لـ(لصحوة) بعض المطالب أهمها إنهاء احتكار السلطة، الانتخابات الحرة والنزيهة، الالتزام الجاد بالدستور والقوانين، تحرير المؤسسة الإعلامية من دور الخادم للسلطة إلى دور الخادم للشعب، استغلال القضاء واستعادة هيبته، القيام بإجراءات عملية ضد الفساد، تحديد فترة زمنية معلنة لإنهاء مسلسل الجرع.. واستراتيجية عملية للإصلاح الاقتصادي..
وجاءت تلك المطالب في معرض الدعوة إلى الحوار مع السلطة بشأنها.
المطالب المحددة وأهم الخطوات:
ربما ما كان يؤخذ على أحزاب اللقاء المشترك أن مطالبتها بالإصلاح السياسي والإصلاح الشامل لم يحدد بمطالب واضحة، وبرنامج منظم، إن أولى الخطوات أن تدرك أحزاب اللقاء المشترك ماذا تريد، وتعد برنامجاً.. والخطوات التي تسبقها لتحقيق المطالب سواء عن طريق الحوار أو النضال السلمي، أي أن يكون لديها معايير ومواصفات للصَّلاح السياسي والنظام الرشيد.
ما جاء في افتتاحية (الصحوة) يشكل بداية لمرحلة يتم فيها تطوير تلك المطالب مع شركاء الإصلاح في اللقاء المشترك.
الحوار.. والنضال السلمي:
إن تكرار الدعوة إلى الحوار في الافتتاحية ليس مجرد مناورة وهو أقصر الطرق لإيجاد حلول للمشكلات الحاضرة وتجنيب البلاد المخاطر، غير أن الحوار مع طرف السلطة لإقناعه بالتخلي عن احتكار السلطة والامتيازات غير المشروعة قد لا يكون مقبولاً من قبل السلطة ذاتها، ومن ثمَّ فإن الدعوة إلى الحوار المشفوع بالنضال السلمي، مع إدراك لأعباء وتبعات النضال والتأكيد على وصفه بالسلمي، لأنه -أي خطر العنف ذلك- يؤدي إلى أضرار وخسائر فادحة ولا يحل أي مشكلة بل يذهب بأي فرصة لإيجاد حل لها، فالنضال السلمي لانتزاع الحقوق وإحداث تغيير يتطلب حشد التأييد الجماهيري الكفيل بالضغط على الحكومة وإجبارها على تعديل سلوكها أو تغييرها، وذلك هو التعبير الحقيقي عن إرادة الشعب.(1/812)
أي أن الشعب القادر على التعبير عن إرادته في اختيار السلطة أو في تغييرها واستبدالها، والنضال السلمي لتحقيق ذلك الطريق الشاق والذي قد يطول نسبياً لكن لا يوجد غيره لتجنيب البلاد وأهلها في الوقوع في النفق المظلم .
والخلاصة في نظري : أن افتتاحية (الصحوة) بقلم الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح تشكل تطوراً ملحوظاً في الخطاب السياسي للإصلاح والتعبير عن هموم الشعب ومآسيه، والوصف الدقيق للحالة العامة في البلاد، مع التأكيد على الحوار والنضال السلمي وما يتطلبه من توكل على الله واستعانة به، والأخذ بالأسباب والسنن بين صبر وعلم وتخطيط، وذلك يتطلب من أعضاء الإصلاح وشركاءه في اللقاء المشترك التعامل الجاد مع متطلبات المرحلة وما تفرضه من أعباء وتبعات، لاسيما مع وجود مناخ عام على المستوى الإقليمي والدولي يساعد على الحوار والنضال السلمي وإيجاد أرضية للإصلاح السياسي والوصول إلى النظام الرشيد، وهو ما بات ضرورة ملحة .
إن المعارضة بحاجة إلى إدراك أن الحوار مع السلطة أو إجبارها على تعديل أو تغيير سلوكها يتطلب أولاً أن تنهض هي بذاتها لتصل إلى مستوى التعامل بندية مع السلطة، أما دون ذلك فإن الحوار الذي يشحذ من السلطة مضيعة للوقت والإلهاء فهل تعمل لذلك؟!.
فن الترويح 173
والحلبة يا أبي ! 1
وأصله أن رجلا كان يصعد على مرتفع مطل على المنازل في إحدى المدن بواسطة مدرجة (سلم حجري)ويحاول مغازلة امرأة منزلها بجوار المرتفع ولما لاحظته وكانت امرأة صالحة تقية أضحت تتخفى وتؤخر عملها التي تضطر للظهور فيه كنشر الثياب وسواه حتى تتأكد أنه غير موجود ؛ فلما كثر ذلك منه قصت على زوجها القصة وكان ابنها يسمعها وهي تقص على أبيه القصة فاتُخذت التدابير على النحو الآتي :
فأما الأب فقد ذهب إلى المسجد وطلب ممن يرجو صلاحهم قراءة يس (سورة يس ) والدعاء على الرجل الذي يؤذي أهله ويضايقها.(1/813)
وأما الابن فقد راقب الرجل حتى صعد إلى أعلى السلم فأخذ حُلبة مبللة بماء ورش سلم الطلعة درجة درجة من أعلى درجة تخفى على الرجل إلى آخر درجة من الأسفل فلما أراد الرجل النزول كان أو ل ما وضع رجله على أول درج مفروش بالحلبة أخذ يسقط من درجة إلى أخرى ولم يستقر إلا بعد أن وصل إلى الأرض مكسرا بتصبب دما !
فقال الأب : أنظروا ماذا فعلت سورة يس والدعاء !
قال الابن : والحلبة يا أبي .ّ
تعليق
لقد جمع الأب والابن بين الدعاء والأسباب المادية وهذا جيد وإن كان الابن لم يستأذن من الأب فربما تصرف الصغير تصرفا غير جيد فيزيد الطين بلة ... أما الذي كان مزعجا فهو تصرف الرجل المؤذي وهذا يدل على خسة ونذالة وطبيعة تافهة ، وعدم خوف وتقوى وعدم استشعار بحق المسلم على أخيه والذي منه الحفاظ على دينه وعرضه وماله ويحفظ قلبه من المعاصي التي تسود القلب
وتجعله مظلما كالكوز مجخيا . نسأل الله السلامة والعافية .
*مادة توجيه الحدث منقولة عن الصحوة نت
1- الحلبة ثمرة معروفة تشرب كالقهوة عند البعض وتستعمل كإدام عند البعض وهذا الا ستعمال الأخير هو الذي أوقع الرجل في المشكلة فإنه يشكل مادة قابلة للتزلج الشديد .
---
(1/814)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو الغرض من الاتيان ب ( لا ) في قوله لا أقسم بيوم القيامة
---
ما هو الغرض من الاتيان ب ( لا ) في قوله لا أقسم بيوم القيامة
---
نضال دويكات
09-20-2006, 12:13 AM
ما هو الغرض من الاتيان ب ( لا ) في قوله لا أقسم بيوم القيامة
وهل من عادة العرب عند القسم ان تسبق المقسم به بلا وبارك الله فيكم
---
أبومجاهدالعبيدي
09-20-2006, 09:00 PM
انظر ما في هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3001
---
نضال دويكات
09-20-2006, 11:33 PM
بارك الله فيك أخي الكريم
---
(1/815)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التحذير من تكفير اهل المعاصي
---
التحذير من تكفير اهل المعاصي
---
عمار العاني
06-24-2006, 09:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحذير الشيخ من تكفير مرتكبي المعاصي من المسلمين
--------------------------------------------------------------------------------
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي متعنا الله بعلمه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
بعض الشباب في بلادنا يعتقد كفر المتبرجات وغيرهن من المجاهرين بالمعاصي ، وحجته في ذلك أن المتبرجة أو غيرها من المجاهرين تخرج من بيتها سافرة مطمئنة النفس بمعصيتها حتى صارت عندها هذه المعصية كالعادة ، ويذهب هؤلاء الشباب إلى أن هذا الفعل استحلال عملي للذنب وكفر مخرج من الملة .
فما هو ضابط الاستحلال العملي ؟ وبماذا تنصح هؤلاء الشباب ، علما بأننا نصحناهم وقلنا لهم بأن الخوارج تكفر بالذنب وأنتم كفّرتم الناس باسم الاستحلال العملي دون وقوع الاستحلال وجزاكم الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن التبرج والسفور وانحلال الأخلاق من المعاصي التي حذر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين من الوقوع فيها ، و قد بين لهم سبحانه أنها من عمل أهل الجاهلية كما في قوله تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) .
وأما استحلال المحرمات فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن من استحل أمرا معلوما بالضرورة تحريمه من الدين فقد كفر وارتد عن الإسلام .(1/816)
وأما التكفير على فعل الكبيرة فإنه من منهج الخوارج الذين حذر علماء الأمة من السلوك في طريقهم أو انتهاج منهجهم ، وما ظهر مثل هذا التوجه في صفوف بعض الشباب إلا لكونهم يرون هذا الفساد قائما على أشده تدعمه القنوات الفضائية والصحف والمجلات الفاسدة والفتاوى المميعة للدين ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
وأما أولئك المتبرجات فما فعلنه ليس من الكفر في شيء حتى يثبت بالدليل أنهن استحللن ذلك الفعل ، أما مجرد فعلهن فلا يدل على أنه استحلال ، بل قد يمارسن هذا الفعل وهن يعتقدن أنه من المحرمات بل من الكبائر ، ولضعف إيمانهن ولعدم وجود الرادع ولسكوت العالِم تقية ومداهنة غيره خوفا كثر الجهل وعمت البلوى وظهرت مثل هذه الأفعال .
ونصيحتي لهؤلاء الشباب وفقهم الله أن يلتحموا بعلماء أهل السنة حتى يبينوا لهم السبيل الواقي من الوقوع في مثل هذه البدع المنكرة .
وعليهم أن يتجنبوا من يحمل فكرا منحرفا أو توجها يسيء للإسلام ، وعليهم أن يتمعنوا في كتب سلف الأمة وأئمة الدعوة فإن فيها بعد كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم سلامة المنهج وحسن التوجه .
نسأل الله بمنه وكرمه أن يعز الدين وأهله وأن يذل الكفر وأهله إنه وحده القادر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أملاه فضيلة الشيخ
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
10 / 5 / 1422 هـ
---
(1/817)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة---من معاني الواو
---
لطيفة---من معاني الواو
---
جمال حسني الشرباتي
11-02-2004, 09:44 PM
قال الجويني في البرهان
((قال سيبويه"قد ترد الواو بمعنى إذ وهي التي تسمى واو الحال قال الله تعالى((ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم))----أي إذ طائفة((قد أهمتهم أنفسهم))
____________
---
(1/818)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب تفسير قوله تعالى :(وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت) الآية
---
طلب تفسير قوله تعالى :(وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت) الآية
---
فيصل الخنبشي
04-09-2007, 02:21 PM
قال تعالى :(وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)
إخواني الكراام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويسرني أن أكون من ضمن أعضاء هذا المنتدى الشامخ بذكر الله سبحانه وتعالى وأشكركم على قبولي بينكم رغم علمي المتواضع جدآآ وأتمنى منكم مساعدتي في فهم معنى الاية الكريمة التي سبقت كلماتي وفاقتها جمالا فقد عجزت عن فهم معنى كلمة ((تبسل)) و ((ابسلو)) ولكم جزيل شكري بعد شكر ربي اخوكم فيصل
---
أحمد الفالح
04-09-2007, 03:12 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلاً ومرحباً بك بين إخوانك
قال ابن كثير رحمه الله تعالى ( 3/279) في معنى هذه الآية " وقوله: { أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ } أي: لئلا تبسل.
قال الضحاك عن ابن عباس، ومجاهد، وعِكْرِمة، والحسن، والسُّدِّي: تبسل: تُسْلَم.
وقال الوالبي، عن ابن عباس: تفتضح. وقال قتادة: تُحْبَس. وقال مُرَّة وابن زيد تُؤاخذ. وقال الكلبيي: تُجَازَي ،
وكل هذه العبارات متقاربة في المعنى، وحاصلها الإسلام للهلكة، والحبس عن الخير، والارتهان عن درك المطلوب، كما قال: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ }" انتهى .
---
عبدالرحمن الشهري(1/819)
04-09-2007, 05:49 PM
أولاً : أرحب بأخي الكريم فيصل وفقه الله ورعاه ترحيباً مضاعفاً لحق الأخوة والقرابة والصداقة القديمة ، وأرجو أن يوفقه الله للانتفاع بما في هذا الموقع من العلم المتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى .
ثانياً : أستميح أخي العزيز الشيخ أحمد الفالح أن أفصل في الجواب لعلمي برغبة أخي فيصل في ذلك ، وحتى أرضي طموحه العلمي حول معنى هذه اللفظة في لغة العرب .
ثالثاً : كما لاحظت أن بين المفسرين اختلافاً في معنى الإبسال ، فمنهم من يقول أنها بمعنى تسلم ، ومنهم من يقول : تحبس .
والإبسال في أصل لغة العرب هو التحريم .
قال الطبري : أصل"الإبسال" التحريم، يقال منه:"أبسلت المكان"، إذا حرّمته فلم يقرب، ومنه قوله الشاعر:
بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى،... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وَعِتَابِي
أي: حرام [عليك ملامتي وعتابي] .
ومنه قولهم:"أسد باسل"، ويراد به: لا يقربه شيء، فكأنه قد حرَّم نفسه...
قال أبو جعفر الطبري : فتأويل الكلام إذًا: وذكّر بالقرآن هؤلاء الذين يخوضون في آياتنا وغيرهم ممن سلك سبيلهم من المشركين، كيلا تُبسل نفس بذنوبها وكفرها بربها، وترتهن فتغلق بما كسبت من إجرامها في عذاب الله ="ليس لها من دون الله"، يقول: ليس لها، حين تسلم بذنوبها فترتهن بما كسبت من آثامها، أحدٌ ينصرها فينقذها من الله الذي جازاها بذنوبها جزاءها ="ولا شفيع"، يشفع لها، لوسيلة له عنده.
وورد في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية :(1/820)
واترك -أيها الرسول- هؤلاء المشركين الذين جعلوا دين الإسلام لعبًا ولهوًا; مستهزئين بآيات الله تعالى، وغرَّتهم الحياة الدنيا بزينتها، وذكّر بالقرآن هؤلاء المشركين وغيرهم; كي لا ترتهن نفس بذنوبها وكفرها بربها، ليس لها غير الله ناصر ينصرها، فينقذها من عذاب، ولا شافع يشفع لها عنده، وإن تَفْتَدِ بأي فداء لا يُقْبَل منها. أولئك الذين ارتُهِنوا بذنوبهم، لهم في النار شراب شديد الحرارة وعذاب موجع; بسبب كفرهم بالله تعالى ورسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام.
أرجو أن يكون معنى اللفظة في الآية قد اتضح لكم أخي الكريم .
---
فيصل الخنبشي
04-09-2007, 06:25 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلاً ومرحباً بك بين إخوانك
قال ابن كثير رحمه الله تعالى ( 3/279) في معنى هذه الآية " وقوله: { أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ } أي: لئلا تبسل.
قال الضحاك عن ابن عباس، ومجاهد، وعِكْرِمة، والحسن، والسُّدِّي: تبسل: تُسْلَم.
وقال الوالبي، عن ابن عباس: تفتضح. وقال قتادة: تُحْبَس. وقال مُرَّة وابن زيد تُؤاخذ. وقال الكلبيي: تُجَازَي ،
وكل هذه العبارات متقاربة في المعنى، وحاصلها الإسلام للهلكة، والحبس عن الخير، والارتهان عن درك المطلوب، كما قال: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ }" انتهى .
اخي الكريم بارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاءوجعل ذالك في ميزان حسناتك كجبال تهامه ثقل وبياضآ اخوك فيصل
---
فيصل الخنبشي
04-09-2007, 06:26 PM
أولاً : أرحب بأخي الكريم فيصل وفقه الله ورعاه ترحيباً مضاعفاً لحق الأخوة والقرابة والصداقة القديمة ، وأرجو أن يوفقه الله للانتفاع بما في هذا الموقع من العلم المتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى .(1/821)
ثانياً : أستميح أخي العزيز الشيخ أحمد الفالح أن أفصل في الجواب لعلمي برغبة أخي فيصل في ذلك ، وحتى أرضي طموحه العلمي حول معنى هذه اللفظة في لغة العرب .
ثالثاً : كما لاحظت أن بين المفسرين اختلافاً في معنى الإبسال ، فمنهم من يقول أنها بمعنى تسلم ، ومنهم من يقول : تحبس .
والإبسال في أصل لغة العرب هو التحريم .
قال الطبري : أصل"الإبسال" التحريم، يقال منه:"أبسلت المكان"، إذا حرّمته فلم يقرب، ومنه قوله الشاعر:
بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى،... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وَعِتَابِي
أي: حرام [عليك ملامتي وعتابي] .
ومنه قولهم:"أسد باسل"، ويراد به: لا يقربه شيء، فكأنه قد حرَّم نفسه...
قال أبو جعفر الطبري : فتأويل الكلام إذًا: وذكّر بالقرآن هؤلاء الذين يخوضون في آياتنا وغيرهم ممن سلك سبيلهم من المشركين، كيلا تُبسل نفس بذنوبها وكفرها بربها، وترتهن فتغلق بما كسبت من إجرامها في عذاب الله ="ليس لها من دون الله"، يقول: ليس لها، حين تسلم بذنوبها فترتهن بما كسبت من آثامها، أحدٌ ينصرها فينقذها من الله الذي جازاها بذنوبها جزاءها ="ولا شفيع"، يشفع لها، لوسيلة له عنده.
وورد في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية :
واترك -أيها الرسول- هؤلاء المشركين الذين جعلوا دين الإسلام لعبًا ولهوًا; مستهزئين بآيات الله تعالى، وغرَّتهم الحياة الدنيا بزينتها، وذكّر بالقرآن هؤلاء المشركين وغيرهم; كي لا ترتهن نفس بذنوبها وكفرها بربها، ليس لها غير الله ناصر ينصرها، فينقذها من عذاب، ولا شافع يشفع لها عنده، وإن تَفْتَدِ بأي فداء لا يُقْبَل منها. أولئك الذين ارتُهِنوا بذنوبهم، لهم في النار شراب شديد الحرارة وعذاب موجع; بسبب كفرهم بالله تعالى ورسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام.
أرجو أن يكون معنى اللفظة في الآية قد اتضح لكم أخي الكريم .(1/822)
اخي الكريم بارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاءوجعل ذالك في ميزان حسناتك كجبال تهامه ثقل وبياضآ اخوك فيصل
---
أحمد البريدي
04-09-2007, 08:55 PM
أخي الكريم : وتفسير كلمة تبسل ب : تحبس أو ترتهن هو تفسير للفظة بما يقاربها وهو من أساليب السلف في التفسير , وقد نص على ذلك شيخ اإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير .
---
(1/823)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الجمعة
---
سورة الجمعة
---
أبو علي
11-17-2006, 09:05 AM
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أليم، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الآيتان 10 و 11 من سورة الصف .
الآيتان وما بعدهما إلى آخر سورة الصف عبارة عن هداية دلالة ترشد المؤمنين إلى شيء فيه خير لهم.
إذا أردنا أن نعرف ماذا سيأتي من كلام لله بعد سورة الصف فإن علينا نحسن التدبر في آيات سورة الصف .
الآية 10 و 11 تماثل النصيحة عند البشر ، إذا نصحني إنسان فقال لي : يا فلان هل أدلك على تجارة تكسب منها الملايين؟ تضارب بأموالك في البورصة ذلك خير لك من وظيفتك.
فما هو التصرف الحكيم؟
التصرف الحكيم هو أنه لا بد من ضمانات تطمئن لها نفسي ، وأهمها هي : نزاهة الناصح حيث يجب أن يكون ذا علم بهذه التجارة (والعالم بالتجارة هو الذي يحكم إن كانت رابحة أو خاسرة)، وأن يكون منزها عن أن تكون له مصلحة شخصية أو أن يغشني أو يريد لي الخسارة.
وكيف أعلم نزاهته إذا لم أكن قد تعاملت معه من قبل؟!
إذن فخير ما يثبت نزاهته هو أن يكون له فضل علي في تعاملي معه من قبل في قضايا مشابهة تبين لي من خلالها أنه رجل نزيه وحكيم (ذو علم في هذا المجال) وأنه (هو) الذي كان له الفضل في كذا وكذا...
إذن ف (النزاهة) مبنية على ما سبق من (فضل) للناصح على المنصوح.
وهذا الناصح الذي يدلني على الخير إن كان يحبني وتهمه مصلحتي فإنه يؤكد لي أنه (منزه) عن أن يغشني و(منزه) عن أن تكون له مصلحة,,, ويذكرني بأنه (هو الذي) كان له (الفضل) علي في قضية مشابهة لهذه ...(1/824)
إذن فالحكمة تقتضي أن تلي سورة الصف سورة تفتتح ب (التنزيه) والتذكير ب (الفضل).
لنرى الآن ما جاء في سورة الجمعة:
التنزيه : (( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )).
الفضل : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ • وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ •
هذا هو الفضل العظيم الجدير بالذكر لذلك أكد عليه بقوله : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
وبما أن الخطاب ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) موجه إلى كل المؤمنين إلى أن تقوم الساعة ، فإن من الحكمة ألا يقتصر التذكير بفضل الله على الأولين فقط وإنما يشمل التذكير كل من يعنيه الأمر إلى أن تقوم الساعة (الأولين والآخرين)، فقال تعالى : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم) ، وقد يكون نصيب الآخرين من فهم الكتاب والحكمة أكبر من نصيب الأولين لقرب اللفظ (فضل الله) كتابة من (آخرين منهم) ، فقد جاء ذكر (فضل الله) مباشرة بعد (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم...) بينما تفصله عن (الأولين = الأميين) آية تتكون من 8 كلمات.
عرفنا الحكمة من افتتاح سورة الجمعة بالتسبيح (التنزيه) والحكمة من ذكر (الفضل) في الآية 2 و 3 ، والتأكيد على ذكره في الآية 4.
ما الحكمة من ذكر اليهود بعد ذلك وأنهم كمثل الحمار يحمل أسفارا وأنهم يحبون الحياة ويفرون من الموت؟
الجواب : لأن من كانت هذه أوصافه فإنه بعيد كل البعد عن أن يمتثل لأمر الله في الآية 11 من سورة الصف (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ).(1/825)
والحكمة تقتضي التحذير من الخاسرين، مثلا :
إذا نصح الأب أبناءه ليسلكوا سبل النجاح وكان له ابن لم يسمع كلامه ولم يلتف إلى نصائح أبيه فإن الأب يحذر أبناءه الآخرين من الحدو حدوه لكي لا يرسبوا مثله في الامتحان ، فلو كان هذا الابن صادقا في ادعاءه أنه لا يحتاج إلى مذاكرة دروسه لتمنى الامتحان اليوم قبل الغد ، لكن الكسلاء لا يتمنون الامتحان لأنهم سيفشلون في اجتيازه ، فكان من الحكمة أن يضرب الله المثل بعد ذلك باليهود : مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار...
وبعد الانتهاء مما يتطلبه مقتضى الكلام من تطمين للمأمور وتذكيره بفضله وتحذيره من الاقتداء بأخيه الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن العمل ، بعد هذا كله يدخل في الموضوع ويبين للذين آمنواالوسيلة إلى تلك التجارة التي تنجيهم من عذاب أليم ، فقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون),
خطب الجمعة يتعلم منها المسلمون أمور دينهم تذكر الغافلين بقضايا الدين وواجباته فيخرج بانطباع إيماني عن علم بفضل الجهاد بالمال والنفس ، وكذلك لأن الله لم يخاطب المؤمنين فرادى ،فالجهاد في سبيل الله يفرض لزوم الجماعة ، وصلاة الجمعة هي وسيلة الإعلام الأولى في الإسلام .
---
(1/826)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مختصر تفسير الثعلبي للطرطوشي ؟
---
سؤال عن مختصر تفسير الثعلبي للطرطوشي ؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2005, 12:14 PM
وصلني على البريد :
(سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أما بعد :
فلدي استفسار عن مخطوط بعنوان ( مختصر تفسير الثعلبي ) لمؤلفه محمد بن الوليد الطرطوشي المتوفى سنة 520 هـ .
هل لديكم علم به ، أو أي معلومات عن أماكن وجوده في أي مكان في العالم ، حيث أن هذا المخطوط هو موضوع رسالتي لنيل درجة الدكتوراة ، فأود منكم المساعدة ولكم الشكر وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
فهل من خبر عن هذا المختصر أيها الإخوة الفضلاء ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-28-2005, 04:41 PM
انظر: الفهرست لابن النديم 285 ، الغنية للقاضي عياض 63 ، فهرسة ابن خير 53 ، نفح الطيب 2/88 ، كشف الظنون 1/456 ، هدية العارفين 2/85 ، تاريخ الأدب العربي 6/154 ، الأعلام 7/134 ، معجم المفسرين 2/646 ، الفهرس الشامل (التفسير وعلومه) 150 .
http://www.qurancomplex.org/tbooks/default.asp?l=arb&job=item&mode=tafseer&ID=1313
---
أحمد بن فارس السلوم
05-28-2005, 10:28 PM
الأخ عبدالرحمن وفقه الله
هل موضوع بحثك هو تحقيق الكتاب أم دراسة عنه ؟
لأني أود أن ألفت انتباهكم يا فضيلة الشيخ إلى أن الأصل وهو تفسير الثعلبي يحتاج إلى تحقيق ودراسة ، فإن النسخة المطبوعة مليئة بالتصحيف ولا تكاد تمر على سطر من الكتاب إلا وفيه تصحيف أو تحريف .
وأما الأسانيد فلا تكاد تجد فيه إسنادا قائما بل التصحيف هو الأصل ، مع أن المحقق ليس من أهل السنة ولا من أهل الخبرة.
والكتاب مهم بالنسبة للتفسير بالمأثور كما لا يخفى عليكم ، والله يوفقنا وإياكم
---
ابن وهب
05-29-2005, 12:59 AM
جزاكم الله خيرا
ما معنى قولهم(1/827)
(انظر: الفهرست لابن النديم 285 )
انا لم ارجع الى هذا الموضع في الفهرست
ولكن صاحب الفهرست قديم والكتاب مؤلفه أو مختصره ت 520
أظن أن هناك خطأ ما
والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2005, 01:41 AM
الأخ العزيز الدكتور أحمد بن فارس وفقه الله . ليس لي عناية بهذا المختصر وليس موضوعاً لبحثي ، بيد أن رسالة الكترونية وردتني من أحد الإخوة الفضلاء وهو يقوم بتحقيق هذا المختصر في دراسته للدكتوراه ، وما أوردته أعلاه هو نص رسالته ، وقد كان في طرحها هنا نفع وفائدة من مداخلاتكم جميعاً.
وأما تفسير الثعلبي نفسه فقد انتهى عدد من الباحثين من تحقيقه كاملاً في جامعة أم القرى في رسائل علمية للماجستير والدكتوراه . وممن شارك في تحقيقه الزميل الدكتور أحمد البريدي والدكتور ناصر المنيع من المشاركين في ملتقى التفسير ولعلهم يتكرمون بزيادة الإيضاح.
---
أحمد بن فارس السلوم
05-30-2005, 04:38 PM
فضيلة الشيخ
هل لدى الاخوة نية بطبع تفسير الثعلبي ، أم سيبقى عملهم في مكتبات الجامعة لا يتعداها.
---
المنصور
05-31-2005, 08:54 AM
هناك كتاب البدع للطرطوشي بتحقيق دكتور تركي - هذا اسمه وليس جنسيته ، ولكني نسيت أول الاسم - ذكر فيه أن قطعاً من كتاب الطرطوشي موجودة في مصر .
وهذا أكتبه من الذاكرة ، فلعل أحد الإخوة يتوثق من الكلام .
وجزاكم الله تعالى خيرا
---
(1/828)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء عند الإستيقاظ من النوم
---
برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء عند الإستيقاظ من النوم
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-21-2006, 08:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 25) بتاريخ 29/8/1427- الدعاء عند الاستيقاظ من النوم
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة الآتية ثم قم بالتصويت
الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد : (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور )) [ رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : 6312 ] .
برنامج إحياء السنة النبوية
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/829)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسائل الدكتوراه التي نوقشت في جامعات فرنسا : من 1980 إلى 2005.
---
رسائل الدكتوراه التي نوقشت في جامعات فرنسا : من 1980 إلى 2005.
---
د.عبدالمجيد إحدادن
09-01-2005, 05:43 PM
رسائل الدكتوراه عن القرآن الكريم التي نوقشت في جامعات فرنسا : من 1980 إلى 2005.
1. سورة البقرة في تفسير الطبري : جيليو كلود ، الدراسات الإسلامية، باريس 3، 1982.
2. اسم الإشارة في القرآن : بوريجه تيجاني ،كلية الآداب، باريس 3، 1982.
3. بناء الصور الرمزية في القرآن : بناني سعيد ،دراسات إسلامية ، باريس 3، 1982.
4. استعمال الماضي والمضارع في عربية القرآن وعبرية التوراة : كوهين دافيد ،اللسانيات ، باريس 3، 1983.
5. عقيدة النسخ في التفسير وأبعادها الإجتماعية : التيجاني الهاشمي ،كلية الآداب، باريس 4 ، 1984.
6. تأويل قرآني للتاريخ : حسن سعيد سلمان، الآداب، باريس 1، 1984.
7. القرآن واللغة في الخطاب التفسيري-النحوي الإسلامي : علوي أحمد ، الآداب ، ليون 3، 1985.
8. مغازي الرسول في القرآن والشعر : علم عبد النبي ، دراسات عربية، باريس 4، 1986.
9. النحو الوظيفي في عربية القرآن : نجار بهماني ، اللسانيات ، باريس 5، 1986.
10. دراسة تاريخية ومقارنة لترجمات القرآن : دوجردان تيرنو ريجين ، اللسانيات، باريس 3، 1987.
11. جوانب من التخيل الإسلامي الجمعي في تفسير الطبري : جيليو كلود ، الدراسات الإسلامية، باريس 3 1987.
12. مفهوم العمل في القرآن: جاء بالله أحمد ، التاريخ، باريس 4 ، 1987.
13. مفهوم (سنة الله) في تفسير المنار : فان نيسبن توت سيف كريستيان، دراسات عربية وإسلامية،باريس 3، 1987.
14. موسى ورسالته في القرآن ومفسريه : المالي عبد الرحمن ، علم الديانات ، باريس 4، 1988.(1/830)
15. تحقيق ودراسة تفسير النصف الثاني من سورة البقرة للشهرستاني: عبد الله محمد حافظ، الشرق والعالم العربي، باريس 3، 1988.
16. دراسة سيميائية لسورة الأعراف : اليعقوبي بودراوي ، الآداب، باريس 3، 1989.
17. الاستفهام في القرآن : مسعودي الحواس، اللسانيات، باريس 5، 1991.
18. المصدر في القرآن : حسين حسن ، الشرق والعالم العربي، باريس 3، 1991.
19. مفهوما الصواب والخطأ في القرآن : عقيل الشيخ حسين، دراسات إسلامية ، باريس 1، 1992.
20. زيارة أخرى للقرآن ، النار، الماء، الهواء، الأرض : هيدي طويل، علوم اللغة، بروفنس، 1992.
21. موازين القوى في القرآن : لذري سعاد، العلوم الدينية ، باريس (المدرسة التطبيقية للدراسات العليا)، 1993.
22. مورفولوجيا القصة في النص القرآني، سورة يوسف : لحواني عبد الفتاح، اللسانيات ، باريس 5، 1993.
23. دراسة سيميائية ولغوية لقصص سبعة أنبياء في القرآن : بلمجاهد نصيرة ، اللسانيات ، تولوز 2، 1993.
24. أسطورة أصحاب الكهف في التفاسير : أولستاد أوف ،علوم الديانات ، ستراسبورغ 2، 1994.
25. دراسة مقارنة للترجمات الفرنسية للقرآن : آدم حميد عبد الرحمن، دراسات عربية وإسلامية ، ليون 3، 1995.
26. حروف الجر في القرآن : غزوي مريم ، اللسانيات ، باريس 7، 1995.
27. تفسير القرآن وعلم الإمامة في تفسير جعفر الصادق : خضرا زينب، دراسات إسلامية، باريس (المدرسة التطبيقية للدراسات العليا)، 1996.
28. قراءة القرآن وحياة محمد في عصر التنوير : سورزاده ماندانا ،الأدب الفرنسي ، نانسي 2، 1996.
29. قصص الأنبياء كفن قصصي ، نموذج (عرائس المجالس) للثعلبي، مرداس عبد الباسط، (غير مذكور) ، باريس 4، 1996.
30. القرآن كنص موجَّه: بن طيبي مصطفى، اللسانيات ، باريس 5، 1999.
31. الحيوانات في القرآن : لييبرت ليتسيا ، الطب البيطري ، باريس 12، 2000.(1/831)
32. التفسير من الطبري إلى القرطبي : لعتيق بوعزة ، دراسات عربية وإسلامية ، ستراسبورغ 2 ، 2002.
33. دراسة لبعض جوانب اللغة والمعرب في القرآن: المرتجي المصطفى، دراسات على العالم العربي، بوردو3، 2002.
34. إشكالية الحوار في النص القرآني : بلباي حاتم ،فلسفة ، غرونوبل 2، 2002.
35. تفسير القرآن، لطائف الإشارات لأبي القاسم القشيري (ت. 465-1072): إحدادن مجيد، دراسات إسلامية، السوربون ، 2005.
ملحوظة : لم أضف إلى كلمة (القرآن) صفة (الكريم) في هذه القائمة لأنني قمت بترجمة عناوين الرسائل كما هي في اللغة الفرنسية.
وسأقوم إن شاء الله بتحديث القائمة كلما استجد أمر.
يمكن كذلك الاطلاع على هذا الرابط (http://cuivre.sudoc.abes.fr/LNG=FR/DB=2.1/IMPLAND=Y/DB_START ) لمن شاء أن يتعمق في البحث.
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2005, 10:50 AM
جزى الله الدكتور عبدالمجيد خيراً على هذا الإحصاء للرسائل العلمية التي قدمت في الدراسات القرآنية للجامعات والمعاهد الفرنسية خلال خمس وعشرين سنة خلت ، وهو جهد مشكور ، يدل على نصيب الدراسات القرآنية في الجامعات الفرنسية. وأرجو من الدكتور الفاضل عبدالمجيد بصفته قد درس في فرنسا ويُدرِّس الآن في أحد معاهدها أن يلقي مزيداً من الضوء على مناهج الدراسات العليا في الدراسات القرآنية في فرنسا ، وأبرز الأساتذة المتخصصين هناك ، وأبرز البحوث التي قدمت باللغة الفرنسية في الدراسات القرآنية ، والمقالات المنشورة في المجلات والصحف ، فهذا باب بكر لم يطرق في هذا الملتقى من قبل ، وهو دائم الاطلاع على مثل هذه الدراسات والجهود.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد ، وللدكتور عبدالمجيد العون والتوفيق للقيام بمثل هذه الأعمال العلمية التي لا أشك في إجادته لها ، وتمكنه منها وفقه الله.
---
(1/832)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يعرف كتاب : الفارق بين المخلوق والخالق في الرد على النصارى
---
من يعرف كتاب : الفارق بين المخلوق والخالق في الرد على النصارى
---
د.يسري خضر
12-17-2006, 08:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : يسرني الانضمام إلى الإخوة المتخصصين في هذا الملتقى العلمي.
ثانياً : أرجو إفادتي عن الكتاب المذكور ومؤلفه الشيخ : عبدالرحمن الباجه جي زادة.
وأشكركم على تعاونكم مقدماً.
---
عبدالرحمن الشهري
02-06-2007, 06:45 PM
هذا هو الكتاب يا أبا محمد على صيغة PDF منقول من مكتبة المهتدي التي دلنا عليها الأخ أبو العالية وفقه الله ورعاه.
الفارق بين المخلوق والخالق
لعبدالرحمن الباجه جي زاده
تصحيح و مراجعة عبد المنعم درويش
http://www.al-maktabeh.com/a/images/A163.jpg (http://www.al-maktabeh.com/a/books/A163.zip)
---
(1/833)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس رضي الله عنه
---
سؤال عن مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس رضي الله عنه
---
سلطان الفقيه
12-26-2005, 10:06 PM
ماهي سؤالات نافع بن الازرق لابن عباس،حيث ان كثيرا من الباحثين قد شكك في صحة انتسابها،ومعلوم ان السيوطي قد ذكر جملة من هذه السؤالات في الاتقان،وهناك سؤالات لم ترد في الاتقان.فما هي تلك السؤالات التي لم ترد في الاتقان؟ وهل هي صحيحة ام لا؟ نرجوا الاجابة بشكل مفصل؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-27-2005, 01:16 AM
أخي الكريم سلطان الفقيه وفقه الله .
أولاً : أرحب بك في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله لك التوفيق .
وأما هذه المسائل فهي مِنْ أَوَّلِ ما عُرِفَ في الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم ، قال العسكري وهو يتحدث عن أولية التأليف في غريب القرآن :«أولُ من صنف في غريب القرآن أبو عبيدة معمر بن المثنى ، صنف كتاب المَجاز ، وأخذ ذلك من ابن عباس حين سأله نافع بن الأزرق عن أشياء من غريب القرآن ، ففسرها له ، واستشهد عليها بأبيات من شعر العرب ، وهو أول ما روي في ذلك وهو خبر معروف»(1). وقد وُجِدَت إشارات مقتضبة إلى هذه المسائل في كتب السنة ، والتفسير ، والأدب ، غير أنه لم يقم أحد منهم بالحكم عليها ، ونقد أسانيدها ومتونها ، ولذلك قام بعض الباحثين المعاصرين بإفراد هذه المسائل بالتأليف ، والنظر إليها من زاوية التفسير البياني للقرآن الكريم(2) ، أو من زاوية اللغة(3) ، بطريقة توهم القارئ أن كل هذه المسائل صحيحة لا شك فيها ، في حين قام بعض من الباحثين بالتشكيك في هذه المسائل ، والطعن في ثبوتها(4) ، دون أن يكون هذا الطعن مبنياً على دراسة نقدية منصفة ، تبحث في صحيح هذه الآثار من ضعيفها.
مادة المسائل :(1/834)
هذه المسائل هي ألفاظ من غريب القرآن أشكلت على نافع بن الأزرق الخارجي (ت65هـ)، فجاء يسألُ عنها عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (ت68هـ) وهو في مكة ، واشترط على ابن عباس أن يأتيه على كل جواب بشواهد من الشعر العربي ، تصدق ما فسر به ابن عباس تلك الكلمات ، وكان من أمره أنه «خرج نافع بن الأزرق ، ونجدة بن عويمر(5) في نفر من رؤوس الخوارج يُنَقِّرُونَ عن العلم ويطلبونه ، حتى قدموا مكة ، فإذا هم بعبدالله بن عباس قاعداً إلى جنب زمزم عليه رِدَاءٌ لَه أْحْمَرُ ، وقميصٌ أبيضُ ، وإذا الناس قيام يسألونه عن التفسير ، ويقولون : يا ابن عباس ، ما تقول في كذا ؟ فيقول : كذا وكذا.
فقال له نافع بن الأزرق: ... إني أتيتك لأسألك . قال : هات يا ابن الأزرق»(6). وكان نافع طلب من ابن عباس أن لا يجيبه بجواب ، إلا مستشهداً له بشاهد من شعر العرب(7).
ولا أريد نقل كل ما كتبته حول هذه المسائل حتى تنشر الرسالة قريباً إن شاء الله ، فتجد فيها تفاصيل الكلام على هذه المسائل ، وأسانيدها التي وردت بها في المصادر المختلفة.
وقد سبقت الإشارة المقتضبة لجانب من هذه المسائل في مشاركة سابقة تجدها على هذا الرابط :
موازنة بين كتاب ( شواهد القرآن ) وكتاب التفسير البياني . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2777)
----الحواشي -----
(1) الأوائل 261
(2) انظر : الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق لبنت الشاطي 270
(3) انظر : شواهد القرآن لأبي تراب الظاهري 1/13
(4) انظر : في الشعر الجاهلي لطه حسين 51 ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي 8/664-665
(5) هو نجدة بن عويمر العجلاني الحنفي البكري الوائلي ، رأس فرقة النجدية من الحرورية ، وإليه ينسبون بعد اختلافه مع نافع بن الأزرق ، توفي سنة 69هـ . انظر : الكامل 3/1102
(6) مسائل نافع بن الأزرق 33
(7) انظر : المصدر السابق 35
---
خالد الشبل
12-27-2005, 09:17 AM(1/835)
سمعت دكتورًا كان يدرّسنا البلاغة يقول إن هذه المسائل ليست صحيحة، وهي من عمل بعض أهل الاعتزال، ثم سألت الشيخ ابن عثيمين - قدّس الله روحه - عن ذلك فأطرق يتأمل، وأشار إلى أن السيوطي ذكرها في الإتقان، لكنه لم يثبت أو ينف ما ذكره الدكتور.
---
ابن الشجري
12-28-2005, 04:31 AM
الأخ الكريم خالد / كتب الله ذكره في الخالدين بالذكر الجميل
ماذكره أستاذ البلاغة من نفي لصحة نسبة هذه المسائل لنافع عن ابن عباس ، قول فيه مغالطة ، وأبعد من ذالك القول باعتزالية جامعها ، وإن كان هذا لايؤثر في أصل المسألة لأمرين
الأول : أن أصل المسألة معتمد على الرواية ، وعندنا معشر المسلمين ميزان القبول والرد في ذلك ، والخوارج من أصدق الناس لهجة ، وكم في الصحيح من الرواة منهم .
ثانيا : ليس للجانب الاعتزالي أثر ظاهر في مثل هذا العمل ، ولم أتصور كيف يمكن استفادتهم منه ، خاصة وأن أكثر ماجاء في تلك المسائل إن لم يكن جميعه ، منثور في كتب اللغة والاستشهاد كما أشار لذلك أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن .
فالقول بعدم صحة تلك المسائل إطلاقا فيه نوع من المجازفة بلاشك .
فقد جاء البعض منها مفرقا في كتب السنة ، كمعجم الطبراني ومجمع الزوائد وغيرهما ، ولاعلم لي الساعة هل ورد منها شئ في الكتب الستة ، مع أني أظن أن لبعضها أصلا هناك ، لكن لايسعني في هذه الساعة المتأخرة التحقق من هذه المسألة .
وهذه المفرقات فيها مايقبل إسناده، وفي البعض منها نظر بين ، والكثير منها يمكن القول بعدم صحة إسناده ، كالتي يرويها محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران بها ، فاليشكري متهم بالكذب ، وكالتي يرويها محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، فالكلبي وأبوصالح تلكم فيهما أهل الجرح والتعديل بما لايمكن تصحيح أي خبر من طريقهما .
ومن هذه المفرقات ماهو مرسل إسناده ، فينظر فيه .
ويبقى هنالك أسانيد يحتاج كل واحد منها النظر المستقل والحكم المنفرد .(1/836)
لكن بقي أن يقال : أن مثل قول هذا الأستاذ فيه وجه من الصحة ، يمكن صرفه للكتاب المروي في ذلك ، والذي وصل إلينا بعدة روايات على أن ابن عباس رضي الله عنه قد أجاب على أسئلة نافع في مجلس واحد ، وهذا لايمكن تصوره ، أو مجالس متفرقة يصح منها اليسير ، فالله أعلم
وفي الحقيقة أن هذه المسألة جديرة بالبحث والدرس ، ولا أظن أرفف الجامعات خالية من بحث مفرد لهذه المسألة ، يكون قد أشبع القول في جوانب عدة تعتور هذا اللقاء الغير مستبعد .
ـ لمايعلم من اهتمام ابن عباس رضي الله عنهما بالشعر والاستشهاد به .
ـ ولمجادلته الخوارج التي تذكرها كتب التاريخ والسير .
ـ ولأريحية تشهد لها مواقف عدة من حياته رضي الله عنه ، تمكن المخالف من الجلوس معه دون وجل ، ومناقشته والاستفادة من علمه الزاخر رضي الله عنه وعن سائر الصحابة الكرام .
وختاما فحسب علمي ليس في متن المسائل ما يستنكر من شواهد شعرية ، أو تفسيرا لمفردة قرآنية ، فغالبها إن لم تكن جميعها ، معروفة بين أهل العلم وفي كتب أهل التفسير ، واللغة ، وهنا مربط الفرس ، وأوان وضع القلم .
وأظن أن لدى أخي الكريم الشيخ عبدالرحمن في هذا الخبر اليقين .
---
عبدالرحمن الشهري
01-24-2006, 10:38 PM
كنت سألت الشيخ الكريم عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله عن هذه المسائل قبل عدة سنوات ، وكنت حفظت جوابه المختصر في ملفاتي . ثم بحثت بعد ذلك هذه المسائل بتوسع كما اشرتُ سابقاً . والآن وجدت جوابه وفقه الله فأحببت طرحه هنا للفائدة .
نص جوابه :(1/837)
أسئلة نافع بن الأزرق لابن عباس، مروية في نسخة مفردة منها نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق، وأخرجا أبو بكر بن الأنباري في (الوقف والابتداء)، كما فرقت في عدد من كتب التفسير، ويدور سياقها المطول على محمد بن زياد اليشكري يرويها عن ميمون بن مهران، واليشكري هذا كذاب، وكذلك روى جويبرٌ عن الضحاك منها أشياء، وجويبر متروك، ومنها أشياء تروى بأسانيد منقطعة، ومنها أشياء قليلة تثبت أسانيدها.
وكنت أعلم أن شخصاً من إخواننا يقوم بدراستها من جهة الرواية، لكن ما أدري ماذا صنع، وقد لقي الله في حادث سير، رحمه الله.
أخوكم / عبدالله بن يوسف الجديع
---
روضة
01-24-2006, 11:18 PM
ثم سألت الشيخ ابن عثيمين - قدّس الله روحه - عن ذلك فأطرق يتأمل،
سؤال للأخ خالد: "ما معنى قدس الله روحه".
وشكراً
---
عمار
01-25-2006, 12:20 AM
الأخت الكريمة..الباحثة - وفقها الله - :
تجدون في فتوى الشيخ البرّاك ما يسعدكم - إن شاء الله - ..:
السؤال : ما حكم قولنا (قدس الله سره)، أو (قدس الله روحه)، وكذلك (طيب الله ثراه)؟
المفتي : عبد الرحمن بن ناصر البراك(1/838)
الإجابة : " الحمد لله، هذه العبارات متقاربة في المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت، والدعاء له بالطيب والطهارة، وليس شيء من هذه العبارات مأثوراً بالسنة أو عن السلف الأول، لكنها موجودة في كلام العلماء الذين يُؤرخون فيعبرون عن منزلة المترجم له بذكر قولهم: قدس الله روحه، أو قُدس سرّه، والتقديس: التطهير، والتطهير: إزالة الخبث وإزالة السوء، وقولهم: قُدس سرّه، يظهر لي أنها بمعنى قدس الله روحه؛ لأن الروح باعتبار أنها أمر خفي فهي بهذا الاعتبار سرّ، وأما طيب الله ثراه فهي عبارة تجري على ألسنة المتأخرين من الصحفيين والكتّاب كأنهم يعنون طيَّب الله قبره، وإنما يكون القبر طيباً إذا كان صاحبه من الصالحين؛ لأنه حينئذ يكون القبر عليه روضة من رياض الجنة إذ يفتح له باب من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها، والذين اعتادوا الدعاء بهذا اللفظ لا يقتدى بهم، وهم يدعون بهذا الدعاء لمن يعظمونه، أو يدعون تعظيمه وإن كانوا في الباطن بخلاف ذلك، وأولى من هذا وذاك الدعاء للميت المسلم بالمغفرة والرحمة والعفو والرضوان وسكنى الجنة والنجاة من النار، فهذا ما تضمنته الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في دعاء الصلاة على الجنازة." اهـ
المصدر : موقع طريق الإسلام.
---
د.أبو بكر خليل
01-29-2006, 08:55 AM
تجدون في فتوى الشيخ البرّاك ما يسعدكم - إن شاء الله - ..:
السؤال : [color=navy]ما حكم قولنا (قدس الله سره)، أو (قدس الله روحه)، وكذلك (طيب الله ثراه)؟
المفتي : عبد الرحمن بن ناصر البراك(1/839)
الإجابة : " الحمد لله، هذه العبارات متقاربة في المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت، والدعاء له بالطيب والطهارة، وليس شيء من هذه العبارات مأثوراً بالسنة أو عن السلف الأول، لكنها موجودة في كلام العلماء الذين يُؤرخون فيعبرون عن منزلة المترجم له بذكر قولهم: قدس الله روحه، أو قُدس سرّه، والتقديس: التطهير، والتطهير: إزالة الخبث وإزالة السوء، وقولهم: قُدس سرّه، يظهر لي أنها بمعنى قدس الله روحه؛
.......................
.......................
المصدر : موقع طريق الإسلام.
---------------------------------------------------------
- أليس التقديس : التنزيه ؟
و من أسماء الله الحسنى : { القدوس } .[ الحشر : 23 ، الجمعة : 1 ]
{ القدوس } : البليغ في النزاهة عن النقائص . قاله النحاس
- و في جواز إطلاق التقديس على البشر نظر
---
عمار
01-31-2006, 04:35 AM
أخي الكريم...
أرجو أن تدقق في كلام الشيخ - حفظه الله - :" هذه العبارات متقاربة في المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت، والدعاء له بالطيب والطهارة.. " اهـ
قلتُ : وقد ورد في لسان العَرَب أنّ من معاني التقديس " التطهير " :
" والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك. وتَقَدَّس أَي تطهَّر. وفي
التنزيل: ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك؛ الزجاج: معنى نُقدس لك أَي
نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره. ومن هذا
قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر. والقَدَس،
بالتحريك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه. قال: ومن هذا بيت
المَقْدِس أَي البيت المُطَّهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب..." اهـ
فما المانع الشرعي من الدّعاء للميّت بالطهارة ؟
---
عبدالله الحضرمي
01-31-2006, 12:26 PM
أحسن الله اليك اخي عمار
---
أبو إياد
01-31-2006, 10:42 PM(1/840)
مسائل نافع بن الأزرق أخرجها الطبراني في المعجم الكبير من طريق جويبر عن الضحاك، وأخرجها الطَّستي وغيره من طريقين في أحدهما عيسى بن دأب، وفي الآخر محمد بن زياد، وهما وضاعان، لكن جاءت بعض السؤالات (قليلة) في الكامل للمبرد بإسناد قوي... كذا قال لنا شيخنا د. حكمت بن بشير ياسين (أرجو أن لا أكون قد وهمت في بعض ما نقلت).
---
(1/841)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القرآن و التوراة أصلان للكتب المنزلة
---
القرآن و التوراة أصلان للكتب المنزلة
---
أبو تيمية
03-02-2005, 02:27 PM
فائدة مهمَّة في أنَّ القرآن و التوراة أصلان للكتب المنزلة ، و السبب الذي جعل الجن و النجاشي و ورقة يقرنون بين القرآن و التوراة ، و بين ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم و ما جاء به موسى ، و لأجل هذا يقرن الله في كتابه بين الكتابين ، أو بين الرسولين الكريمين
و هذا تفصيلُ ما أجملنا :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه - : ( ثم إذا تدبرت القرآن و التوراة وجدتهما يتفقان في عامة المقاصد الكلية من التوحيد والنبوات والأعمال الكلية وسائر الأسماء والصفات و من كان له علم بهذا علم علمًا ضروريا ما قاله النجاشي : " إن هذا و الذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة " ، و ما قاله ورقة بن نوفل : " إن هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى " ، قال تعالى : {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } و قال تعالى : { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك } وقال تعالى : {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب } ، و أمثال ذلك مما يذكر فيه شهادة الكتب المتقدمة بمثل ما أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..).(1/842)
إلى قوله رحمه الله : ( و أما حال المخبر عنه ؛ فإن النبي والرسول يخبر عن الله تعالى بأنه أرسله و لا أعظم فرية ممن يكذب على الله جل و عز ؛ كما قال تعالى :{ ومن أظلم من افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله } ، ذكر هذا بعد قوله : {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدقا لذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}.
فنقض سبحانه دعوى الجاحد النافي للنبوة بقوله { قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى } ، و ذلك الكتاب ظهر فيه من الآيات و البينات ، و اتبعه كل الأنبياء والمؤمنين و حصل فيه ما لم يحصل في غيره ، فكانت البراهين والدلائل على صدقه أكثر وأظهر من أن تذكر بخلاف الإنجيل وغيره .
و أيضا فإنه أصل ، والإنجيل تبعٌ له إلا فيما أحله المسيح ، و هذا كما يقول سبحانه {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سِحْران تظاهرا } أي : القرآن والتوراة ، و في القراءة الأخرى { قالوا ساحران } أي : محمد والقرآن .
وكذلك قوله { إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا} ، وكذلك قوله { أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة } وكذلك قول الجن : {إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم }.(1/843)
[COLOR=red]و لهذا كانت قصة موسى هي أعظم قصص الأنبياء المذكورين في القرآن وهي أكبر من غيرها وتبسط أكثر من غيرها..) شرح العقيدة الأصفهانية ص 245-251.
و قال في موضع آخر في معرض حديثه عن البراهين الدالة على نبوته صلى الله عليه و سلم ، مبنيا أن الشياطين معزولون عن السمع بما حرست به السماء من الشهب : (كما قال عن الجن : {و أنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * و أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا } .
و قد ذكرنا تواتر هذا الخبر ، و أن السماء حرست حرسا لم يعهده الناس قبل ذلك ، و رأى الناس ذلك بأبصارهم ، فكانوا قد عاينوا ما أخبرهم به من الرمي بالشهب التي يرمى بها لطرد الشياطين ، فعزلوا بذلك عن سمع الملأ الأعلى ، و كان ما عاينه الكفار من الرمي الشديد العام الذي انتقضت به العادة المعروفة من رمي الشهب = دليلاً على سبب خارق للعادة ، و لم يحدث إذ ذاك في الأرض أمرٌ لم تجر به العادة إلا ادعاءه للرسالة ، فلم يعرف قبله من نزل عليه الكلام كنزوله عليه ؛ إذ كان موسى عليه السلام إنما أنزلت عليه التوراة مكتوبة لم تنزل عليه منجمة مفرقة ملقاة إليه حفظا ، حتى تحتاج السماء إلى حراستها عن استراق سمعها .
و الزبور تابعٌ لشرع التوراة ، وكذلك الإنجيل فرعٌ على التوراة .
لم ينزل كتابٌ مستقلٌّ إلا التوراة والقرآن ، كما قال تعالى :{ قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين }.
و لهذا يقرن سبحانه بين التوراة والقرآن كثيرًا كما في قوله :{ وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس } إلى قوله:{ و هذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه}.
و قال :{ أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده }.(1/844)
وقالت الجن :{ إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى }.
و قال النجاشي لما سمع القرآن : " إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة" ) ( الجواب الصحيح 5-350-353 مع حذف قليل ).
و في النصين المنقولين فوائد أخرى لا تخفى على المتأمل .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=138145#post138145
---
د. هشام عزمي
03-02-2005, 04:18 PM
مشاركة قيمة و فوائد نفيسة !
جزاك الله كل خير يا أبا تيمية .
---
أبو تيمية
03-05-2005, 08:12 PM
وجزاكم كذلك خير الجزاء
أخانا الكريم هشام -
---
(1/845)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شرف التفسير
---
شرف التفسير
---
برعدي الحوات
04-28-2006, 02:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن الاشتغال بكتاب الله من حيث حفظه وفهمه والبحث في قضاياه يعد من أعظم الأعمال وأشرفها بإجماع العلماء ، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين.
قال الواحدي رحمه :( إن أم العلوم الشرعية ، ومجمع الأحكام الدينية، كتاب الله، المودع نصوص الأحكام، وبيان الحلال والحرام، والمواعظ النافعة، والعبر الشافية، والحج البالغة، والعلم به أشرف العلوم وأعزها، وأجلها وأمزها، لأن شرف العلوم بشرف المعلوم .
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره، وأسباب نزوله ومعانيه وتأويله، أشرف العلوم .
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره وأسباب نزوله ومعانيه وتأويله، أشرف العلوم.
ومن شرف هذا العلم وعزته في نفسه، أنه لا يجوز القول فيه العقل والتدبر، والرأي والتفكر، دون السماع والأخذ عمن شاهد والتنزيل بالرواية والنقل) (1).
وقال الراغب الأصفهاني أيضاً: (أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان، تفسير القرآن وتأويله، وذلك أن الصناعات الحقيقية، إنما تشرف بأحد ثلاثة أشياء: إما بشرف موضوعاتها، وهي المعمول فيها نحو أن يقال: الصياغة أشرف من الدباغة، لأن موضوعها وهو الذهب، والفضة أشرف من جلد الميتة الذي هو موضوع الدباغة.
وإما بشرف صورها نحو أن يقال: طبع السيوف أشرف من طبع القيود.
وإما بشرف أغراضها وكمالها كصناعة الطب التي غرضها إفادة الصحة، فإنها أشرف من الكناسة التي غرضها تنظيف المستراح.(1/846)
فإذا ثبت ذلك، فصناعة التفسير قد حصل لها الشرف من الجهات الثلاثة، وهو أن موضوع المفسر كلام الله تعالى، الذي هو ينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة، وصورة فعله إظهار خفيات ما أودعه منزله من أسراره (ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) [ ص : 30 ]، وغرضه التمسك بالعروة الوثقى(2) التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا فناء لها ).
وقال الكافيجي: [إن علم التفسير أشرف العلوم، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، ولأن غايته هي الاعتصام بالعروة الوثقى، التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفني، وهما أشرف الغايات وأداها نفعا ، على أن كل كمال ديني أو دنيوي، عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلم بكتاب الله(3)الذي(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)](4).
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، والسلام عليكم.
-----------------------
الهوامش:
(1)- الوسيط في تفسير القرآن المجيد 1/47 .
(2) - مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني المنشورة مع تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار ، ص : 422 ، الاتقان في علوم القرآن 4/173 .
(3) - التيسير في قواعد التفسير للكافيجي ، ص : 158 – 159
(4) - فصلت: 42.
*الدكتورالهاشمي برعدي الحوات.
ELHAWAT2@HOTMAIL.COM
---
(1/847)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يدلني على
---
من يدلني على
---
أبو حسن
06-15-2006, 12:01 PM
أرغب في الحصول على رابط لشرح الشيخ صالح الأسمري (المكتوب )
لمقدمة في أصول التفسيرلشيخ الإسلام ابن تيمية
---
عبدالرحمن الشهري
06-15-2006, 02:23 PM
هذا الشرح عندي على أحد الهارديسكات الخارجية ، ولكنني لم أعثر عليه الآن لضيق الوقت ، ولعلك تتكرم بمراسلة الأخ الكريم صالح الدرويش فهو عنده أيضاً كما في هذه المشاركة (http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=8246) ، ولعل أخي أبا مجاهد العبيدي يملك نسخة منه أيضاً يضعها لنا هنا .
---
أبو حسن
06-15-2006, 03:21 PM
أسأل الله أن يجزيك خير ياشيخ عبد الرحمن
---
أبو حسن
06-17-2006, 10:14 PM
ولعل أخي أبا مجاهد العبيدي يملك نسخة منه أيضاً يضعها لنا هنا .
---
(1/848)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحوث ندوة العناية بالقرآن الكريم وعلومه
---
بحوث ندوة العناية بالقرآن الكريم وعلومه
---
أبو بيان
12-22-2005, 09:26 AM
بحوث ندوة العناية بالقرآن الكريم وعلومه المنعقدة في المدينة المنورة في 3- 6 /7/ 1421هـ. (http://saaid.net/Quran/2/2.zip)
---
(1/849)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن وجهودها في خدمة القرآن وعلومه
---
جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن وجهودها في خدمة القرآن وعلومه
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2006, 03:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ مدة طويلة وأنا أتابع أخبار جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن ، والتي أنشئت قبل ستة عشر عاماً من اليوم ، وبالتحديد في شوال 1411هـ – الموافق 20 نيسان 1991م ، وقد صدر العدد الأخير من مجلة الجمعية (الفرقان) ، وهو عدد ممتاز بهذه المناسبة ، وأرفق به قرص مدمج يشتمل على تعريف بأنشطة الجمعية وإنجازاتها . كما صدر مع العدد ملحق مختصر باللغة الانجليزية.
وقد التقت مجلة الفرقان بهذه المناسبة عدداً من مؤسسي الجمعية ، وأعضاء مجلس إدارتها ، وبعض العاملين في الحقل القرآني ممن كانت لهم بصمات واضحة في عمل الجمعية . ومنهم رئيس الجمعية الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني .
والسبب في إنشاء هذه الجمعية الرغبةُ في نشر كتاب الله وعلومه في ربوع الأردن ، والعناية بالقرآن الكريم وأهله والمقبلين عليه من الأطفال والشباب والشيوخ ، فكان أن تأسست جمعية المحافظة على القرآن الكريم وتم تسجيلها في وزارة الثقافة تحت رقم (110ج) بتاريخ (20/4/1991م) لتحقق جملة من الأهداف هي:
1) توعية الناس بأهمية حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه.
2) إقامة الدورات لتعليم الناس ترتيل القرآن الكريم وتجويده حسب القراءات القرآنية.
3) إنشاء فروع ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم في مدن الأردن وقراه وبواديه.
4) الإسهام في الأبحاث والمؤتمرات والمنتديات العلمية المتعلقة بالقرآن الكريم.
5) الإسهام في توزيع المصاحف الكريمة داخل الأردن وخارجه.(1/850)
وقد نفع الله بهذه الجمعية أهل الأردن خاصة ، فبلغت فروعها اثنين وثلاثين فرعاً ، وبلغ عدد المراكز القرآنية التابعة لها أربعمائة مركز قرآني .
وقد تخرج في الجمعية وفروعها خلال هذه السنوات الآف من الطلاب والطالبات الحفاظ لكتاب الله ، كما عقدت عدداً كبيراً من الدورات القرآنية في مختلف محافظات الأردن .
كما نشرت الجمعية عدداً طيباً من الكتب والنشرات العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية ، وهذه المنشورات تباع في المكتبات ، ومنها عدد مهم من كتب القراءات وعلوم القرآن ومناهج التدريس في مدارس جمعية المحافظة على القرآن الكريم .
ومن هذه الكتب والإصدارات :
1- المنير في أحكام التجويد . لمجموعة من المؤلفين .
2- علم تاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره ، للدكتور أحمد خالد شكري والأستاذ عمران نزال .
3- إعانة المريد لحفظ القرآن المجيد ، للدكتور أحمد شكري وفراس العورتاني .
4- المنهج النبوي في التعليم القرآني ، للدكتور عبدالسلام المجيدي .
5- العمل في المراكز القرآنية للدكتور أحمد مصطفى القضاة.
6- كتاب تحبير التيسير لابن الجزري ، بتحقيق الدكتور أحمد القضاة .
7- دراسات في علوم القرآن والتفسير للدكتور أحمد القضاة .
8- صنعة التميز والإبداع (رسالة إلى معلم القرآن الكريم) .
9- تفسير سورة القصص ، للدكتور أحمد نوفل.
10- الوجيز في علوم الكتاب العزيز ، للدكتور محمد خازر المجالي .
وأصدرت الجمعية سلسلة دراسية للمراكز القرآنية الدائمة ، وللمراكز القرآنية الصيفية جديرة بالدراسة والنشر في المراكز القرآنية المماثلة في العالم الإسلامي .
وقد أصدرت الجمعية مصحفاً مطبوعاً بلغة برايل للمكفوفين ، وطبعت منه عدداً كبيراً من النسخ ، وما تزال ، ويمكن الاطلاع على أخبار هذا المشروع هنا (http://www.hoffaz.org/MASHARE3/PREL.HTM) .(1/851)
كما تصدر الجمعية مجلة شهرية تتناول موضوعات قرآنية مهمة ، وتتابع أخبار الجمعية والكتب المتعلقة بالدراسات القرآنية التي تنشر في العالم الإسلامي .
وللاطلاع على المزيد من أخبار هذه الجمعية المباركة يمكن زيارة موقعها على الانترنت على الرابط الآتي :
جمعية المحافظة على القرآن الكريم (http://www.hoffaz.org/default.htm)
وأدعو القائمين على الجمعيات العلمية التي تعنى بالدراسات القرآنية في العالم إلى التعاون مع هذه الجمعية وغيرها للتكامل والنهوض بالدراسات القرآنية ، ورفع مستوى الطلاب المعنيين بحفظ القرآن الكريم ، ودراسة علومه .
نسأل الله لهذه الجمعية التوفيق والسداد ، وأن يكتب للقائمين عليها ، والمنفقين عليها الأجر والثواب ، وهنيئاً لمن أنفق جهده وماله في خدمة حَفَظةِ القرآن الكريم وطلاب علومه .
---
أبو حذيفة
04-15-2006, 12:33 AM
جزاك الله خيرا ، وحبذا لو اتحفتنا بين فترة وأخرى بالتعريف بجمعيات مثيلات لها في العالم الإسلامي حتى يتسنى للأخيار اختيار ما يمكن مساعدتها منها ,
---
(1/852)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية
---
صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2006, 07:38 AM
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_246184556a543d6691.jpg
رحبت الجالية الإسلامية في الدانمارك على لسان "قاسم سعيد أحمد"، الناطق بلسان الوقف الاسكندنافي في العاصمة "كوبهاجن" بصدور ترجمة للقرآن الكريم، والتي أصدرتها دار نشر دانماركية، حيث تعد الأولى منذ عام 1967، مؤكدًا أن ترجمة القرآن الكريم سيساهم في رفع مستوى الحوار بين الأديان والحضارات.
وأضاف سعيد، طبقًا لما ذكره موقع "باب" الإلكتروني، أن ترجمة معاني آيات القران الكريم صدرت في لغة دانماركية بسيطة وسهلة تعمل على أن يتمكن طلاب المدارس وأفراد الجيل الثاني من المسلمين الذين لا يتقنون العربية من فهم تعاليم دينهم.
وأعرب عن تثمين الوقف الإسكندنافي البالغ للجهود الأكاديمية التي بذلت في إعداد ونشر هذه الترجمة، وأنه يتوقع أن يتم وضع تقييم جيد من الناحية الشرعية لها من قبل لجنة متخصصة باللغة والفقه الإسلامي بمساعدة من المراقبين في السعودية والأزهر.
جدير بالذكر، أن صدور هذه الترجمة يأتي في وقت تشهد فيه الدانمارك نقاشًا وحوارًا متزايدًا حول الإسلام والعلاقة مع العالم الإسلامي.
من جانبها، أوضحت "إيلين ولف"، المشرفة على الترجمة أن الهدف من ترجمة القرآن كان تعريف الدانماركيين بالإسلام، وذلك من أجل تخطي الإشاعات وإساءة الفهم والتزوير لمبادئه والاتهامات الموجهة له، كما يحدث في صفوف القوى اليمينية في الدانمارك، مشيرة إلى أنه لا يجب النظر إلى الترجمة وكأنها نص مقدس باللغة الدانماركية، بالنظر إلى القرآن باللغة العربية .. معتبرة أن الترجمة إنما هي لمعاني كلمات القرآن.(1/853)
المصدر : مفكرة الإسلام (http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=18847)
---
أحمد البريدي
11-16-2006, 11:54 AM
الحمد لله على إنجاز هذا العمل , فبمثل هذه الأعمال الإيجابية مع الوقت سيتمنوا ألف مرة أنهم لم يفتحوا هذه الجبهة عليهم , فالمسلمون ولله الحمد قادرون للدفاع عن دينهم ونبيهم , وعرض القرآن بين أمة تعاني من خواء روحي سيحدث أثراً ولا شك ولو بعد حين فالصبر الصبر أمة الإسلام .
---
(1/854)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير سورة النبأ وسورة الملك تفسيراً موضوعياً مع تمهيد للتفسير الموضوعي
---
تفسير سورة النبأ وسورة الملك تفسيراً موضوعياً مع تمهيد للتفسير الموضوعي
---
عدنان البحيصي
05-01-2006, 10:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }
( آل عمران:7)
الإهداء
إلى المعظمين لله تعالى، الرافعين لواء التوحيد.
إلى الدعاة لدين الله في كل مكان.
إلى الباحثين عن آيات الله في الأنفس والآفاق.
إلى المتخصصين في العلوم الإسلامية والدنيوية.
إلى روح والدي وإلى والدتي وزملائي وأساتذتي.
أهدي هذا الجهد البسيط راجياً من الله أن يجعل ثواب هذا العمل في ميزان حسناتي إنه نعم المولى ونعم النصير.
الباحث
الشكر والتقدير
أتقدم بشكري وتقديري لكل من ساهم في إنجاز هذا البحث سواء شارك بجهده أو بتوجيهه أو بوقته من أساتذة كرام وأخص الدكتور: عبد الكريم الدهشان، وموظفي مكتبة جامعة القدس المفتوحة، وموظفي مكتبة الجامعة الإسلامية، ولمن ساهم في هذا البحث المتواضع جزاهم الله عنا خير جزاء.
هذا وبالله التوفيق...
الباحث
المقدمة(1/855)
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمد الشاكرين، القائل في كتابه العزيز { وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد }( إبراهيم:7)، والحمد لله الذي امتن على عباده بنبيه المرسل، وكتابه المنزل، ليخرجهم من ظلمات الكفر والجهالة إلى نور الخير والهداية، ومن جور الأديان، إلى عدل الإسلام، ومن عبودية العباد إلى عبودية رب العباد.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه، واستن بسنته إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً وبعد:
فإن هذا القرآن الكريم هو دستورنا الأعظم، وشرعة الإنسانية السمحاء، فما زال هذا القرآن بحراُ زاخراُ بأنواع العلوم والمعارف،( يحتاج من يرغب في الحصول على لآلئه الغوص في أعماقه) ولا يكون ذلك إلا من خلال علم التفسير، الذي هو أشرف العلوم وأجلها وأعظمها أجراَ وأنبلها مقصداً، وأرفعها ذكراً.
فلذلك حثّ الله – تعالى – عباده المؤمنين على تدبر كتابه وفهم معانيه، والغوص في أعماقه للكشف عن لآلئه.
قال تعال: { أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبِ أقفالها} ( محمد:24)، وكذلك حث الله – تعالى – عباده المؤمنين على أن ينفروا ليتعلموا كتابه، ويتفهوا دينه، ومن ثم يرشدون أقوامهم ويعلمونهم.
قال تعالى: { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} ( التوبة: 122).
وقد بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن خير الناس من علم الكتاب وعلمه، فعن عثمان بين عفان رضي الله عنه قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(1).
ومما لاشك فيه أن علوم القرآن والتفسير، هي خير العلوم على وجه الإطلاق لأنها متعلقة بخير الكلام، كلام رب العالمين.(1/856)
وهذا العلم له أهمية عظيمة في حياة الأمم وشعوبها، فيوم أن فهمت الأمة كتاب الله واتخذته دستوراً لها، كانت لها السيادة والريادة، ويوم أن نبذت كتاب الله جانباً، ورضيت بالمناهج الوضعية دستوراَ ومشرعاَ، كان لها الهزيمة والضياع والخسران.
ومن أجل هذا حاول أعداء الله النيل من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وذلك من خلال الطعن بكتاب الله – عز وجل – وصدّ الناس عن إتباعه وفهمه، والترويج للأفكار الوضعية لتكون بديلاً عن هذا الكتاب العظيم، ولكن أني لهم هذا وقد تكفّل الله بحفظ هذا الدين.
قال تعال: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ( الحجر:9 ).
ومما ولا شك فيه أن الباحثين والقائمين على خدمة كتاب الله تعالى، هم أداة من قدر الله لحفظ هذا الكتاب، سخرهم الله تعالى، لنيل هذا الشرف العظيم.
فلذلك أحببت أكون واحداَ من هؤلاء الدارسين والباحثين لكتاب الله، لأنهل من هذا العلم الذي لا تنتهي عجائبه.
ولقد كان ظهور التفسير الموضوعي كعلم مستقل بذاته بمثابة فتح لطالب العلم وللباحث، لذا رأيت قبل أن ألج إلى سورة النبأ وسورة تبارك أن أمهد بموجز عن هذا العلم الجديد مصطلحاً ، القديم عملاً، خاصة أنني سأتبع لون التفسير الموضوعي عند تفسيري لهاتين السورتين.
ووقع اختياري على سورة النبأ لتكون موضوع البحث لما فيها من لطائف لفتت انتباهي ودروس تربوية للدعاة، وبناء للعقيدة، وهدم للوثنيات.
أما سورة تبارك فهي تجعل المتأمل فيها في حالة من اليقظة المستمرة، بعرضها لمشاهد الجنة والنار، وخطاب الملائكة للكفار، والنظر إلى آيات الله والتفكر فيها، من الطير الصافّة، والنجوم العالية،كما أنها تعرض الحكمة من خلق الموت والحياة.
وأسأل الله – عز وجل – أن يوفقني لما يوجب رضاه وأن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به الإسلام والمسلمين
الباحث
عدنان أحمد البحيصي
الفصل الأول: ( التفسير الموضوعي )
ويضم ما يلي:(1/857)
• أولاً : تعريف التفسير الموضوعي
• ثانياً : نشأة التفسير الموضوعي
• ثالثاً : ألوان التفسير الموضوعي
• رابعا : أسباب ظهور التفسير الموضوعي
• خامساً : أهمية التفسير الموضوعي
أولاً : تعريف التفسير الموضوعي
يتألف مصطلح التفسير الموضوعي من جزأين مركبا تركيباً وصفياً.
التفسير لغة:
مصدر على وزن تفعيل، فعله الثلاثي " فَسَر" والفعل الماضي من المصدر " تَفَسَّر" مضعف بالتشديد، وهو " فسَّر يُفَسر تفسَيرا" أي هو الكشف والبيان والتوضيح للمعني المعقول وإزالة إشكاله وكشف مراد الله فيه(2).
في الاصطلاح:
علم يكشف به عن معاني آيات القرآن وبيان مراد الله تعالى حسب الطاقة البشرية(3).
الموضوعي:
الموضوع لغة: مشتق من الوضع.
والوضع: جعل الشيء في مكان ما، سواء كان ذلك بمعنى الحط والخفض أو بمعني الالتقاء والتثبت في المكان.
الأول: وضع مادي حسي، ومنه: وضعه على الأرض، بمعني حطه وإلقائه وتثبيته عليها.
الثاني: وضع معنوي، ومنه: الوضيع، وهو الدنيء المهان الذليل، الذي قعدت به همته أو نسبه، فكأنه ملقى على الأرض، موضوع عليها: لا يفارق موضعه الذي التصق به أي أن النوعين يلتقيان على البقاء في المكان وعدم مفارقته، أي أن التفسير مع الموضوع لا يفارقه(1).
أما تعريف مصطلح التفسير الموضوعي:
هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر(2).
ثانياً : نشأة التفسير الموضوعي
لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2).
وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثاً؛ لذا لم يتكلم المفسرون السابقون عن قواعده وخطواته وألوانه، ولكن العلماء والباحثين المعاصرين أقبلوا عليه يدرسونه ويقصدونه ويتحدثون عن قواعده وأسسه وكيفيته.(1/858)
فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.
وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا(1).
وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الكريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.
ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات(2).
ثالثاً : أقسام التفسير الموضوعي
• أقسام التفسير الموضوعي:
ويمكن حصر أقسام هذا التفسير في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحاً، تتكرر في القرآن كثيراً، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها ويستخرج منها الدلالات واللطائف.
القسم الثاني: التفسير الموضوعي لموضوع قرآني: بحيث يختار الباحث موضوعاً من القرآن، له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك.....، مما يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا، يخرج بخلاصة تساعد على حل مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم.
القسم الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية: وهو أن يختار الباحث سورة من القرآن، تكون مدار بحثه – وهذا موضوع الباحث في هذا البحث – ويخرج منها بدراسة موضوعية متكاملة(1).(1/859)
وهناك نوع رابع من أنواع التفسير الموضوعي وهو: [ التفسير الموضوعي للقرآن الكريم متكاملا]، بحيث تتضافر جهود عدد من الطلاب للبحث في الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم، وإخراجه في صورة واقعية وإلى حيز الوجود.
وهذه فكرة طيبة، تحتاج إلى من يتبناها ويدعّمها، ويحوطها بالعناية لتكون لبنة طيبة في هذا المجال الجديد.
رابعا : أسباب ظهور التفسير الموضوعي
إن من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور التفسير الموضوعي هي:
1- تجدد حاجات المجتمع وبروز أفكار جديدة ونظريات علمية حديثة لا يمكن تغطيتها ورؤية حلول صحيحة لها إلا باللجوء إلى التفسير الموضوعي، والطبيعة العامة لهذا العصر حيث شهد تحكم الجاهلية في العالم وقيادتها للبشرية وانتفاش الكفر، والآراء الجاهلية الكافرة ووصولها إلى عقول المجتمعات الإسلامية وتصعيد الغزو الفكري ضد المسلمين بشتى الوسائل المرئية والمسموعة، مما دعت الحاجة من المفكرين المسلمين من التوجه إلى القرآن الكريم وتدبّره واستخراج حقائقه ودلالاته التي فيها تفنيد هذه الأفكار الضالة الكافرة الغازية ومواجهتها ووقاية المسلمين من شرورها، وفي هذا حسن إدراك المفكرين المسلمين المعاصرين لمهمة القرآن الجهادية في المواجهة، مثل قوله تعالى:{ فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبير}( الفرقان:52).
2- الوضع العام المحزن للمسلمين في هذا العصر، حيث تم القضاء على الخلافة الإسلامية وأقصي الإسلام عن الحكم والتوجيه، ونشأت مناهج حياة في بلاد المسلمين على أسس غير إسلامية، وأصبح الإسلام غريباً في مؤسساته، مما دعا العلماء المسلمين إلى العودة إلى القرآن والالتزام به وتطبيق توجيهاته ومبادئه في حياتهم.
3- مواكبة التطور العلمي المعروف في هذا العصر، حيث شهد العصر الحديث تجوع العلماء والباحثين إلى مزيد من التخصص الدقيق، والتعمق المنهجي العلمي وتجميع الجزيئات المتفرقة في اطر عامة موحدة(1).(1/860)
4- إصدار أعمال علمية موضوعية عامة تتعلق بالقرآن وألفاظه وموضوعاته ساعدت هذه الدراسات المعجمية العلمية الباحثين في القرآن الكريم وسهلت عليهم استخراج الموضوعات القرآنية من السور والآيات.
5- التفات أقسام التفسير في الدراسات العليا في الكليات الشرعية والجامعية وتشجيع طلاب العلم إلى الكتابة في التفسير الموضوعي والبحث في الموضوعات القرآنية(2).
خامساً : أهمية التفسير الموضوعي
التفسير الموضوعي هو تفسير العصر والمستقبل وله أهمية كبرى عند المسلمين وحاجتهم إليه ماسة، وهذا التفسير يحقق للمسلمين فوائد عديدة من حيث صلتهم بالقرآن وتعرفهم على مبادئه وحقائقه، وتشكيل تصوراتهم وتكوين ثقافتهم، ومن حيث عملهم على إصلاح أخطائهم وتكوين مجتمعاتهم، والوقوف أمام أعداء الإسلام(3).
وتبرز أهمية التفسير الموضوعي في:
1- حل مشكلات المسلمين المعاصرة وتقديم الحلول لها على أسس حث عليها القرآن الكريم.
2- تقديم القرآن الكريم تقديماً علمياً منهجياً لإنسان هذا العصر، وإبراز عظمة هذا القرآن وحسن عرض مبادئه وموضوعاته، واستخدام المعارف والثقافات والعلوم المعاصرة أداة لهذا الغرض.
3- بيان مدى حاجة الإنسان المعاصر إلى الدين عموماً وإلى الإسلام خصوصاً، وإقناعه بأن القرآن هو الذي يحقق له حاجاته ومتطلباته.
4- يقوم العلماء والباحثون بالوقوف أمام أعداء الله وتفنيد آرائهم وأفكار الجاهلية(1).
5- عرض أبعاد ومجالات آفاق جديدة لموضوعات القرآن، وهذه الأبعاد تزيد إقبال المسلمين على القرآن.
6- إظهار حيوية وواقعية القرآن الكريم حيث إنه يصلح لكل زمان ومكان فلا ينظر الباحثون إلى موضوعات القرآن على أنها موضوعات قديمة نزلت قبل خمسة عشر قرنا، وإنما يعرضونها في صورة علمية واقعية تناقش قضايا ومشكلات حية.
7- التفسير الموضوعي يتفق مع المقاصد الأساسية للقرآن الكريم، ويحقق هذه المقاصد في حياة المسلمين.(1/861)
8- التفسير الموضوعي أساس تأصيل الدراسات القرآنية وعرضها أمام الباحثين عرضاً قرآنياً منهجياً وتصويب هذه الدراسات وحسن تخليصها مما طرأ عليها من مشارب وأفكار غير قرآنية.
9- عن طريق التفسير الموضوعي يستطيع الباحث أن يبرز جوانب جديدة من وجود إعجاز القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
10- تأهيل الدراسات القرآنية وتصحيح مسارها.
11- بالتفسير الموضوعي ينفذ الباحثون أمر الله بتدبر القرآن الكريم وإمعان النظر فيه وإحسان فقهه وفهم نصوصه(2).
الفصل الثاني
التفسير الموضوعي لسورة النبأ
ويتضمن
• أولا:التمهيد:
التعريف بالسورة:
- اسم السورة وعدد آياتها.
- زمن نزول السورة والجو الذي نزلت فيه.
- مناسبة السورة لما قبلها.
- مناسبة السورة لما بعدها.
- مناسبة افتتاحية السورة لخاتمتها.
• ثانيا: المحور الرئيسي للسورة:
إثبات عقيدة الإيمان باليوم الآخر.
• ثالثا: الأهداف الفرعية للسورة:
مشاهد يوم القيامة
• رابعا:
قد أعذر من أنذر.
التفسير الموضوعي لسورة النبأ
لقد أفردت للتفسير الموضوعي للسورة فصلاً خاصاً، وهو يشتمل على.
أولا: التمهيد ( بين يدي السورة)
ثانياً: موضوع السورة الأساسي حيث يتكلم عن إثبات عقيدة البعث، حيث إن السورة قد ذكرت تساؤل الكفار الذي شغل أذهانهم حتى صاروا فيه ما بين مصدق ومكذب، ثم أقامت الدلائل والبراهين على قدرة رب العالمين الذي لا يعجزه إعادة خلق الإنسان بعد فنائه.
ثالثاً: تناولت فيه مشاهد يوم البعث الذي صدر وقته وميعاده ومشهد الطغاة في النيران ومشهد التقاة في الجنان.
رابعاً: تناولت فيه ختام الآيات وموقف المقربين من الله وموقف الذين تساءلوا في ارتياب، لقد أعذر من أنذر.
موضوع السورة الأساسي ومحورها
( إثبات عقيدة البعث )
ويتكون من:
1- تساؤل الكفار عن اليوم الآخر.
2- الدلائل على قدرة الله
.
التعريف بالسورة:(1/862)
سورة النبأ مكية بالإجماع، فقد أخرج البيهقي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه قال: نزلت { عم يتساءلون } [ أي : سورة النبأ] بمكة(1)، وعدد آياتها أربعون، وكلماتها مائة وثلاثة وسبعون، وحروفها ثمانمائة وست عشرة، يبدأ الجزء الثلاثون بسورة النبأ وهو يعني بجانب العقيدة وتسمى بسورة ( عمّ ) وسورة ( النبأ ) لافتتاحها بقول الله تعالى: { عم يتساءلون عن النبأ العظيم} وهو خبر القيامة والبعث الذي يهتم بشأنه ويسأل الناس عن وقته وحدوثه(2)
سبب نزول السورة:
{ عم يتساءلون}: أخرج ابن جرير عن الحسن البصري قال: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلوا يتساءلون بينهم، فنزلت: { عم يتساءلون عن النبأ العظيم }(3).
1- مناسبة سورة النبأ لما قبلها وهي سورة المرسلات:
إن سورة المرسلات ختمت بقوله تعالى: { فبأي حديث بعده يؤمنون }، وكان المراد بالحديث فيه القرآن، افتتح الله سورة النبأ بتهويل التساؤل عنه والاستهزاء به، وهو مبني على ما روى ابن عباس ومجاهد وقتادة أن المراد بالنبأ العظيم: القرآن، وعلى القول بأن المراد بالنبأ العظيم اليوم الآخر، فإن الصلة كذلك قائمة، إذ أن الحديث عن اليوم الآخر يستغرق معظم سورة المرسلات وهو مبني على رأي الجمهور على أنه البعث(4)
2- مناسبة السورة لما بعدها من وجوه:
أ- اشتمال السورة على إثبات القدرة على البعث الذي ذكر في سورة النبأ { أن الكافرين كذبوا به}.
ب- أن في هذه السورة وما بعدها تأنيباً للمكذبين، فهنا قال تعالى: { ألم نجعل الأرض مهاداً}، وهناك قال: { إنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة}، وأن في كل منهما وصف الجنة والنار وما ينعم به المتقون وما يعذّب به المكذبون.
جـ - في كل منهما وصف لبعض مشاهد يوم القيامة.
3- مناسبة افتتاحيه السورة بخاتمتها:(1/863)
نجد السورة تبدأ بقوله تعالى: { عم يتساءلون عن النبأ العظيم....}، فهي تبدأ بذكر تساؤل يطرحه الكافرون وترد عليه، وتنتهي السورة بقوله تعالى: { إنا أنذرناكم عذاباً قريباً، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً}، فبداية السورة تتحدث عن تساؤل الكافرين، ونهاية السورة تتحدث عن الإنذار، وكذلك صلاته بمحور السورة(1).
ثانيا : المحور الأساسي للسورة ( إثبات عقيدة الإيمان باليوم الآخر)
1- تساؤل الكفار:
{ عم يتساءلون، عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}.
ابتدأت السورة الكريمة بسؤال (( عم )) أصله عما، فحذف منه الألف إما فرقا بين ما الاستفهامية وغيرها أو قصدا للخفة لكثرة استعمالها، وقد قرئ على الأصل وما فيها من الإبهام للإيذان بفخامة شأن المسئول عنه وهوله، وخروجه عن حدود الأجناس المعهود أي شيء عظيم الشأن ( يتساءلون ) وجعل الصلة جملة اسمية للدلالة على إثبات أي هم راسخون في الاختلاف فيه(1).
وهذا الموضوع الذي شغل أذهان الكثيرين من كفار مكة حيث أصبحوا ما بين مصدق ومكذب، وقال مجاهد وغيره أنه البعث، وما يدل على أنه البعث أن كفار العرب ينكرون الميعاد فقال عنهم الله تعالى: { وما نحن بمبعوثين } ( المؤمنون:37).
وطائفة منهم غير جازمة بل شاكة فيه كما قال تعالى: { إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين} ( الجاثية:33)، ثم قال متوعدا لمنكري البعث { كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}. وهنا تهديد شديد ووعيد أكيد(2)..
2- دلائل قدرة الله:
{ ألم نجعل الأرض مهادا، والجبال أوتادا، وخلقناكم أزواجا، وجعلنا نومكم سباتا، وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا}.(1/864)
ثم شرع الله تعالى يبين عظيم قدرته وآيات رحمته التي غفل عنها هؤلاء المنكرون، أي كيف تنكرون أو تشكون أيها الجاحدون في البعث والنشور، وقد رأيتم ما يدل على قدرة الله التامة وعلمه المحيط بكل السماء، انظروا إلى الأرض جعلناها ممهدة وموطئاً للناس والدواب، يقيمون عليها وينتفعون بها وبخيراتها، ألا ينظرون إلى هذه الأرض التي منها خلقوا وفيها سيعودون ومنها سيخرجون منها تارة أخرى شاءوا أم أبوا.
قال تعالى: { والجبال أوتادا}، أي جعلنا الجبال للأرض كالأوتاد كي لا تميد أو تضطرب بأهلها.
ثم قال: { وخلقناكم أزواجا}، أي وجعلناكم أصنافاً ذكوراً وإناثاً، ليتمتع كل منكم بالآخر، وليتم حفظ الحياة بالإنسان والتوليد وتكملتها بالتربية والتعليم، قال تعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
ثم قال تعالى: {و جعلنا نومكم سباتا}، السبات الموت، والنوم نعمة كبرى على الناس، ولقد شبه الله الموت بالنوم واليقظة بالبعث والنشور(1)، فالنوم يريح القوى من تعبها وينشطها من كسلها.
ثم قال تعالى: { وجعلنا الليل لباساً}، أي جعل الليل يستركم بظلامه كما قال تعالى: { والليل إذا يغشاها}.
ثم قال تعالى: { وجعلنا النهار معاشاً}، أي جعل النهار مشرقا ليتمكن الناس من تحصيل المعاش والتكسّب وغير ذلك.
قال تعالى: { وبنينا فوقكم سبعاً شداداً}، يعني السماوات في اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثوابت و السيارات.
{ وجعلنا سراجاً وهاجاً}، وهو يعني الشمس التي يتوهج ضوؤها لأهل الأرض كلهم(2) .(1/865)
ثم قال تعالى: { وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجا، لنخرج به حباً ونباتا، وجنات ألفافا}، المعصرات يعني الغيوم المتكاثفة التي تنعصر بالماء ولم تمطر بعد، والثجاج السريع الاندفاع، لتخرج بذلك الماء الكثير النافع الطيب، حبا يقتات به الناس ونباتات وبساتين وحدائق ذات بهجة وأغصان ملتفة على بعضها، وثمرات متنوعة ذات طعوم وروائح متفاوتة(1).
ويتضح في الآيات التقاء العلم مع الإيمان الصادق بقدرة الله وعظمته، فكلما ارتقت معارف الإنسان وازدادت معرفته بطبيعة هذا الكون، أدرك من وراءها التقدير الإلهي العظيم والتدبير الدقيق المحكم والتنسيق بين أفراد الوجود وحاجاتهم، فكل الدلائل السابقة أثبت العلم صحتها من القرآن، اذكر مع سبيل المثال: حقيقة الجبال فهي تحفظ توازن الأرض لعدة أسباب منها:
تعادل نسب الأغوار في البحار ونسب المرتفعات في الجبال ومنها قد يكون تعادل بين التقلصات الجوفية للأرض والتقلصات السطحية، وقد يكون لأنها تثقل الأرض في نقطة معينة فلا تميد بفعل الزلازل والبراكين والاهتزازات الجوفية، وقد يكون السبب آخر لم يكشف عنه بعد(2).
علاقة الآيات بما قبلها:
إن الله عز وجل ذكر دلائل قدرته إلزاما للكافرين بالحجج الدافعة على قدرته على البعث والنشور، كما أنه اقتدر أن يخلق هذه الكائنات، وأنه سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
ثالثا: (مشاهد يوم القيامة)
ويشتمل على
1- علامات يوم البعث.
2- مشهد الطغاة في النيران.
3- مشهد التقاة في الجنان.
1- علامات يوم البعث:
{ إن يوم الفصل كان ميقاتا، يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا، وفتحت السماء فكانت أبوابا، وسيرت الجبال فكانت سرابا}(1/866)
أعقب الآيات السابقة ذكر البعث، وقد حدد وقته وميعاده، وهو أن يوم الفصل هو يوم الحساب والجزاء، وسمي بيوم الفصل لأنه يفصل فيه بين الخلائق، وجعل له وقتا وميعادا للأولين والآخرين، ويكون ذلك يوم ينفخ في الصور نفخة القيام من القبور، فيحضرون جماعات للحساب والجزاء، ثم ذكر من أوصاف هذا اليوم تتشقق السماء من كل جانب، فتكون كالأبواب في الجدران، كذلك قوله تعالى: { إذا السماء انشقت} ( الانشقاق 1)، ونسفت الجبال فأصبحت كالسراب يحسبه الناظر شيئا وهو وهم(1).
علاقة الآيات بما قبلها:
بعد أن بين دلائل قدرته على البعث، وذكر بعض مشاهد هذا البعث زيادة في تأكيد قدرته عليه وتخويفا للمنكرين الجاحدين له.
2- مشهد الطغاة في النيران:
يمضي السياق خطورة وراء النفخ والحشر، فيصور مصير الطغاة، ومصير التقاة، بادئاً بالأولين المكذبين المتسائلين عن النبأ العظيم.
قال تعالى: { إن جهنم كانت مرصادا، للطاغين مآبا، لابثين فيها أحقابا، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا، إلا حميما وغسّاقا، جزاءاً وفاقاً، إنهم كانوا لا يرجون حسابا، وكذبوا بآياتنا كذابا، وكل شيء أحصيناه كتابا، فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا}.
إن جهنم خلقت ووجدت وكانت مرصاداً للطاغين، تنتظرهم وينتهون إليها فهي معدّة لهم، ومهيأة لاستقبالهم، فكانت جهنم مآبا لهم للإقامة الطويلة المتجددة أحقابا بعد أحقاب.
فشرابهم الماء الساخن والغسّاق الذي يغسق من أجساد المحروقين ويسيل {جزاء وفاقا } وهذا يوافق ما سلفوا وقدّموا { إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذّابا}، وجرس اللفظ فيه شدّة توحي بشدّة التكذيب وشدة الإصرار عليه، بينما كان الله يحصى عليهم كل شيء وهنا يجيء التأنيب الميئس من كل رجاء في تغيير أو تخفيف { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا}(1).
علاقة الآيات بما قبلها:(1/867)
بعد أن ذكر الله تعالى مشاهد من مشاهد يوم القيامة بين جزاء من كذب بيوم القيامة موضحاً أن تكذيبهم إنما يعود بالضرر عليهم.
3- ( مشهد التقاة في الجنان)
ثم يعرض المشهد المقابل، مشهد التقاة في النعيم.
{ إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا، وكواعب أترابا، وكأساً دهاقا، لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا، جزاءً من ربك عطاءً حسابا}.
إن المتقين ينتهون إلى مفازة ومنجاة، تتمثل في الحدائق والأعناب وكواعب وهن الفتيات الناهدات اللواتي استدارت أثداؤهن، وأترابا متوافيات السن والجمال، وكأسا دهاقا ما كان فيه من شراب كلما فرغت ملئت مرة أخرى، فهم في حياة مصونة من اللغو والتكذيب الذي يصاحبه الجدل، { جزاءً من ربك عطاءُ حساباً }، وتلمح هنا ظاهرة الأناقة في التعبير والموسيقى في التقسيم بين ( جزاء) و( عطاء ) (2).
علاقة الآيات بما قبلها:
بعد أن ذكر الله تعالى عاقبة من كذب بيوم البعث بين جزاء من آمن به وصدق به..
رابعا: (قد أعذر من أنذر)
ويشتمل على:
1.موقف المقربين إلى الله.
2. موقف الذين يتساءلون في ارتياب.
1- موقف المقربين إلى الله:
{ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا، يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا}.
إن موقف المقربين إلى الله وهم جبريل والملائكة، الأبرياء من الذنوب والمعصية موقفهم هكذا صامتين، لا يتكلمون إلا بإذن وحساب، يغمر الجو بالروعة والرهبة والإجلال والوقار(1).
علاقة الآيات بما قبلها:
تكملة لمشاهد اليوم الذي يتم فيه ذلك كله، يأتي المشهد الختامي في السورة حيث يقف جبريل والملائكة لا يتكلمون إلا ما هو صواب.
المطلب الثاني: ( موقف الذين يتساءلون في ارتياب)
{ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا، إنا أنذرناكم عذاباً قريبا، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}.(1/868)
في ظل هذا المشهد تنطلق صيحة من صيحات الإنذار، إنها الهزة العنيفة لأولئك الذين يتساءلون في شكٍ، فلا مجال للتساؤل والاختلاف والفرصة ما تزال سانحة قبل أن تكون جهنم مرصاداً ومآبا، وهو عذاب يؤثر الكافر العدم على الوجود، { يا ليتني كنت ترابا}، وهو أهون عليه من مواجهة الموقف المرعب الشديد، هو الموقف الذي يقابل تساؤل المتسائلين وشك المتشككين في ذلك النبأ العظيم !!!(2).
علاقة الآيات بما قبلها:
إنذار للبشر بعد عاقبة الكافرين، وعاقبة المتقين، ليختار كل واحد ما يريد.
الفصل الثالث
أولا:-
أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.
ثانيا:-
ثمرة الإيمان باليوم الآخر في الدنيا والآخرة في حياة المسلم.
أولا:-
أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.
ويشتمل على
أولا: أسلوب الترغيب والترهيب والوعيد.
ثانيا: الوصف.
ثالثا: الاستفهام والتعجب والتفخيم.
رابعا: الاستدلال العقلي.
أولا: أسلوب الترغيب والترهيب:
لقد استخدم القرآن الكريم أسلوبي الترهيب والترغيب في هذه السورة حينما ذكر مشهد الطغاة في النار { إن جهنم كانت مرصادا، للطاغين مآبا....}، وكذلك مشهد الترغيب حين ذكر مشهد التقاة في الجنة في قوله تعالى: { إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا...}، هذان الأسلوبان يجعلان الإنسان في حالة يقظة دائمة ومراقبة للنفس، واجتهاد على العمل وإيقاظ للهمم.
ثانيا أسلوب الوصف:
لقد استخدم القرآن الكريم أسلوب وصفي للمشاهد والصور حين ذكر مشهد يوم الفصل، في قوله تعالى: { إن يوم الفصل كان ميقاتا....}، ومشهد العذاب بكل فوته وعنفه { إن جهنم كانت مرصادا....}، ومشهد النعيم كذلك وهو يتدفق تدفقاً، { إن للمتقين مفازا....}، كل هذا يعود بهم إلى النبأ العظيم(1).
ثالثا أسلوب الاستفهام والتعجب والتفخيم:(1/869)
لم يكن السؤال في قوله تعالى: { عم يتساءلون} بقصد معرفة الجواب لهم، إنما للتعجب من حالهم وتوجيه النظر إلى غرابة تساؤلهم، بكشف الأمر الذي يتساءلون عن بيان حقيقته وصحته، عن النبأ العظيم لم يحدد ما يتساءلون عنه بلفظه إنما ذكر وصفه استطراداً في أسلوب التعجب والتضخيم وكان الخلاف عل اليوم الآخر بين الذين آمنوا به والذين كفروا به(2).
رابعا: أسلوب الاستدلال العقلي.
وخاصة مع أولئك الجاحدين المعاندين الذين لا تقبل نفوسهم النص، ونلحظه جليا في قوله
تعالى: { ألم نجعل الأرض مهادا....}.
ثانيا:-
ثمرة الإيمان بالله واليوم الآخر في حياة المسلم.
1- إن للأيمان باليوم اليوم الآخر أثرا عظيما في توجيه سلوك الإنسان في هذه الحياة الدنيا ذلك لأن الإيمان به، وبما فيه من حساب و ميزان، وثواب وعقاب وفوز وخسران، وجنة ونار له أعمق الأثر وأشده في سير الإنسان وانضباطه، والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل.
2- المسلم مطلوب منه أن يقدم على الحق، ليدفع الباطل، وأن يجعل نشاطه كله في الأرض عبادة لله، وبالتوجه في هذا النشاط كله لله، ولابد من جزاء العمل، وهذا الجزاء لا يتم في رحلة الأرض، فيؤجل الحساب الختامي بعد نهابة الرحلة كلها... فلابد إذن من عالم آخر للحساب، وحين ينهار أساس الآخرة في النفس ينهار معه كل تصور لحقيقة هذه العقيدة وتكاليفها ولا تستقيم هذه النفس على طريق الإسلام أبداًُ(1).
3- الإيمان باليوم الآخر له أثر في تحريك العواطف مثل الخجل والحياء من الله تعالى والخشية من لقائه وحسابه والرغبة في تجنب سخطه وغضبه، وفي الوصول إلى مرضاته ومحبته وهذه العواطف إذا بقيت متوقدة في النفس، كانت حافزا للإنسان على العمل فيما يرضي الله(2).
4- الإيمان باليوم الآخر، يعلّم العبد كذلك أن شهوات الدنيا كلها لا تستحق منهم الطلب والجهد والتنافس فيها، وأن الذي يستحق إنما هو ما أعد لهم في ذلك اليوم العظيم(3).(1/870)
5- الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم يؤمن أنه مراقب من الملائكة المرافقين له، الذين يقومون بتدوين كل أفعاله الصغيرة والكبيرة، ويقول تعالى: { ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشوراً}(4).
6- الإيمان باليوم الآخر يكون كذلك سببا في الإخلاص في العمل(1).
7- الإيمان باليوم الآخر يكوّن في أعماق النفس دافعاً قويا إلى عمل الخير ومكافحة الشر، ويكون هذا الدافع أقوى من الجزاء الدنيوي(2).
8- الإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالعدالة الإلهية المطلقة في الجزاء، وأن حياة الإنسان على هذه الأرض ليست سدى، إنما هي بميزان(3).
نتائج البحث
1- سورة النبأ سورة مكية بالإجماع، وعدد آياتها أربعون آية ويطلق عليها سورة ( عمّ).
2- إن القرآن الكريم أثبت صحة العلم خلال تعمق الإنسان في مخلوقات الله.
3- ظهر للباحث أن هذه السورة كغيرها من السور المكية تركز على أهداف القرآن المكي في تصحيح العقيدة المتمثلة في الإيمان باليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وأهوال، واستخدام أسلوب الجمع بين الثواب والعقاب، فالبشارة للمؤمنين والعذاب للطغاة المجرمين.
4- الموضوع الأساسي للسورة هو ( الإيمان بعقيدة البعث)، فقد أثبت هذا الموضوع بأدلة مقنعة كافية للإجابة عن أسئلتهم.
5- تعتبر الأدلة الحسية أحدى الأساليب القرآنية في عرض موضوعاته.
6- ظهرت في السورة حقيقة أصل الإنسان وهو مخلوق من تراب { يا ليتني كنت ترابا}.
7- المنكرون للبعث ليس لهم دليل على إنكارهم؛ لأنه أمر من أمور الغيب وأمور الغيب لا يعلمها إلا الله.
8- ظهر في السورة أن موقف الكفار من البعث ما بين منكر أو كافر به وما ينتظرهم من عذاب، وموقف المؤمنين من البعث وما ينتظرهم من جنان.(1/871)
9- لم يكن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو النبي الذي أخبر عن البعث، بل أخبر به نوح وآدم وإبراهيم وغيرهم، فقد قال تعالى على لسان نوح: { والله أنبتكم من الأرض نباتا، ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا} ( نوح:18).
الفصل الرابع
التفسير الموضوعي لسورة الملك
ويتضمن
• أولا:التمهيد:
التعريف بالسورة:
- اسم السورة وعدد آياتها.
- زمن نزول السورة والجو الذي نزلت فيه.
- مناسبة السورة لما قبلها.
- مناسبة السورة لما بعدها.
- مناسبة افتتاحية السورة لخاتمتها.
• ثانيا: المحور الرئيسي للسورة:
إثبات قدرة الله جل جلاله.
• ثالثا: الأهداف الفرعية للسورة:
تهديد ووعيد للذين لا يخشون العذاب الشديد
التفسير الموضوعي لسورة الملك
لقد أفردت للتفسير الموضوعي للسورة فصلاً خاصاً، وهو يشتمل على.
أولا: التمهيد ( بين يدي السورة)
ثانياً: موضوع السورة الأساسي حيث يتكلم عن إثبات قدرة الله جل وجلاله، بذكر الأدلة المادية على ذلك من خلق سبع سموات طباقاً، وتزيينها بالنجوم.
ثالثاً: تهديد ووعيد للذين لا يخشون العذاب الشديد، وذلك بتهديدهم بخسف الأرض أو عذاب من السماء، أو إمساك الرزق عنهم إلى غيرها من المشاهد
رابعاً: تناولت فيه ختام الآيات وموقف المقربين من الله وموقف الذين تساءلوا في ارتياب، لقد أعذر من أنذر.
موضوع السورة الأساسي ومحورها
( إثبات قدرة الله جل جلاله )
ويتكون من:
3- تنزيه وتحدي وإعجاز
4- مصير المكذبين لآيات الله
أولاً : التمهيد
التعريف بالسورة:
سورة الملك مكية بالإجماع، فقد أخرج البيهقي وغيره عن أبن عباس رضي الله عنه قال :" نزلت بمكة سورة تبارك الملك (1)
وقال القرطبي :"مكية في قول الجميع" .
وعدد آياتها ثلاثون، ويبدأ بها الجزء التاسع والعشرون، وهي تُعنى بجانب العقيدة وإثبات قدرة الله جل جلاله، وتسمى بسورة الملك وتبارك لحديث ابن عباس المتقدم، ولبدئها بكلمة تبارك.(1/872)
1.مناسبة بداية سورة الملك لنهاية ما قبلها وهي سورة التحريم.
لما ختمت سورة التحريم بقول الله تعالى :" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " جاءت بداية سورة تبارك مناسبة لها، حيث أن كلمة تبارك تعني تنزيه الله جل وجلاله عن صفات المخلوقين كالإنجاب، والولد ، ويشعرنا ذلك أن تبارك تنفي ما أدعاه النصارى بأن عيسى عليه السلام ابن الله، ببيان حقيقة مريم بنت عمران.
كما أن سورة الملك قد احتوت مناظر من يوم القيامة ومن عذاب أهل النار، وكذلك سورة التحريم(2)
2. مناسبة السورة لما بعدها وهي سورة القلم من عدة وجوه:
أ. أن كلتيهما تتحدث عن تكذيب الكفار للرسالة، ففي سورة الملك جاء قوله تعالى:
" قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ"
وفي سورة القلم جاء قوله تعالى : " إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ".
ب.أن في كلتيهما ذكر الله تعالى مواقف أهل النار فقال في سورة الملك :" وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ،إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُور" وقال تعالى في سورة القلم :" يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ، اشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ"
3.مناسبة فاتحة السورة بخاتمتها:
لما بدأت السورة بتنزيه الله وتعظيمه ، ختمت بتحدي البشر أمام قضاء رب البشر، وأنه من تمام تنزيه وتعظيمه نسب الفضل له ، وشكره على إنعامه و آلائه.
ثانياً : المحور الأساسي للسورة ( إثبات قدرة الله جل جلاله )(1/873)
1. تنزيه وتحدي وإعجاز
"تبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)"
ابتدأت الآية الكريمة بهذه اللفظة"تبارك" التي توحي بالنماء والبركة والزيادة(1)، كما أنها تعني تنزيه الله عن مشابهة الخلق،"الذي بيده الملك" لا بيد غيره، وملكه أبدي لا ينزعه منه أحد، ولا ينازعه فيه أحد ، وهو " على كل شيء قدير" لا يعجزه أحد (2).
ثم يعدد الله بعضاً من مظاهر قوته ، فيقول تعالى "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً " فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن،والحياة تعلق الروح بالبدن، وهذه أضداد كلها بيد الله لا بيد غيره، ويبين لنا سبحانه الحكمة من خلق الموت والحياة، لاختبار عباده، أيهم يحسن عملاً ، و أيهم أكثر ذكراً، وأشدهم منه خوفا (3)
" وهو العزيز الغفور" العزيز الذي يقهر كل شيء بالموت ولا يقهره شيء(4)، وهو الغفور لمن اتعظ بالموت فأحسن العمل.(1/874)
ثم يبين الله جل جلاله بعضاً من مظاهر قوته فيقول " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ" فهو الذي خلق السموات السبع بعضها فوق بعض،نافياً أن يكون في خلقه أي تفاوت وتباين وتناقض، متحدياً من يشكك في قدرته بالنظر مرة تلو مرة لزيادة التأكيد، ولأن ذلك أبلغ في قيام الحجة وانتفاء الشك من قلوب الناظرين، فإن انقطعت حجة المشككين والمتشككين رجع إليهم بصرهم ذليلاً ، حسيراً كليلاً تعباً.
ثم يذكر الله المزيد من من مظاهر قدرته ، بقوله تعالى "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير" فهذه النجوم الساطعات جاءت تزين السماوات التي ما وُجد فيها من فطور، فأكتمل بهاءها ، وللنجوم فوائد ثلاثة هي : مصابيح للسماء، ورجماً للشيطان ، وعلامات للمسافر في البر والبحر قال تعالى :"وعلامات وبالنجم هم يهتدون"، وقد أعد الله للشياطين هذه النجوم عذاباً في الدنيا، أما في الآخرة فلهم عذاب السعير وهو أشد الحريق"
2. مصير المكذبين لآيات الله
"وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ"(1/875)
ويشترك مع الشياطين في عذاب السعير الذين كفروا بربهم قال تعالى " وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير" أي بئس المرجع والمئاب ، فهم " إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور" وإنما القوا في النار لأنهم وقودها ، فيسمعون لها شهيقاً من الغيظ عليهم ، لسوء أفعالهم، وتكذيبهم آيات خالقهم، تفور فوران المرجل، وهي فوق ذلك " تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" فكأنها تتقطع عليهم غيظاً ، و "كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ" سؤال توبيخ وتأنيب وترذيل (1)، ألم يأتكم نبي يحذركم الآخرة وينذركم هذا الموقف العصيب فيكون جوابهم " قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ "" فهم مع تكذيبهم للنذر ، أنكروا أن يكون الله قد أنزل شيئاً ، وقد اتهموا الرسل أنهم على غير الجادة والصواب ، فكأنهم أسقطوا ما في أنفسهم من الضلال على غيرهم وظنوا أنهم المهتدون، العاقلون ، فلما وقع بهم عذاب يوم القيامة علموا حقيقة جهلهم الأكيد "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ " معترفين بجهلهم ، ذلك لأن عقلهم ما دلتهم على الحق فكان وجودها كعدمها،وإنما ذكر العقل والسمع لأن تحصيل العلوم والمعارف إنما يكون بهما، فعلموا مآلهم" فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِم " من تكذيب للأنبياء، وكفرهم بالله ورسله "ْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ" فبعداً لهم من الله ورحمته (1)
فلا رجاء لهم في مغفرة ، ولا إقالة لهم من عذاب ، وهم أصحاب السعير الملازمون له، ويالها من صحبة ويا لها من مصير! (2)
علاقة الآيات بما قبلها :
لما ذكر الله تعالى دلائل قدرته،وآيات نعمه ، بين الله جل جلاله مصير من كذب بآياته ، وانكر قدرته .
ثالثا: (تهديد ووعيد للذين لا يخشون العذاب الشديد)(1/876)
ويشتمل على
1- مصير أهل الإيمان
2- علم الله لا يعجزه شيء
3- من نعم الله على عباده
4.تهديد ووعيد
5.يوم القيامة آت لا محالة
ثالثاً : ( تهديد ووعيد للذين لا يخشون العذاب الشديد )
1. مصير أهل الإيمان
"إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"
بعد أن ذكر الله ذلك الحوار ، بين ملائكة الجبار وبين الكفار، وأن مآلهم إلى النار، ذكر مصير من استولت على قلبه خشية الله جل جلاله، فهو يعبده ولم يره، مؤمناً بالله غيباً، فكان جزائهم عند ربهم مغفرة لذنوبهم ، وأجر كبير لا يحصيه عاد.
علاقة الآيات بما قبلها :
لما ذكر الله مصير الكفار ، ذكر بعد ذلك مصير أهل الإيمان، ليظل المرء بين الخوف والرجاء، مبتعداً عن الكفر وأفعال الكافرين، ملازماً لأفعال المؤمنين وصفاتهم.
2. علم الله لا يعجزه شيء:
"َأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
ثم يخاطب الله الخلائق أجمع، متحدياً لهم أنهم سواء اظهروا القول أو أخفوه فإنه يعلمه ، بل هو مطلع على ما هو أدق من الكلام، فهو مطلع على ما تخفيه الصدور، وهو أعلم بمن اتقاه وخشيه، ومن عصاه ورفض أمره، ثم يسأل الله سؤالاً للإنكار(1) على المتشككين بقدرة الله وهم كفار قريش الذين تهامسوا، أن أخفوا بغضكم لمحمد ولا تجهروا به لئلا يسمعه رب محمد بقوله تعالى :" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" بل إن من خلق العباد أعلم بهم من غيرهم ، حتى من أنفسهم ، وهو اللطيف بعباده، لطف علمه بمعرفة ما في بواطن الأمور، والخبير الذي لا يعجز علمه شيء من خبايا الأمور وظواهرها على حد سواء ، فالسر عنده إعلان.
علاقة الآيات بما قبلها :
لما ذكر الله مصير أهل الإيمان، أكد بعدها أن حقيقة القلوب الذي تشتمل على الإيمان يعلمها، فهو يعلم من أخلص وصدق، ويعلم من نافق وكذب.(1/877)
3. من نعم الله على عباده
"وَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"
لما بين الله تعالى قدرته ولطفه وعلمه وأنه بكل شيء خبير، أتبع ذلك بذكر دلائل القدرة، وأثار فضله وامتنانه على العباد، فهو الذي جعل الأرض لينة سهله مسالكها، آمراً عباده أن يسافروا حيث استطاعوا من أقطارها ، وأرجاءها للمكاسب والتجارات(1)
وعبر بالأكل هنا عن الإنتفاع بما أنعمه الله عليهم ، لأنه الأهم والأعم(2) ، وفي الآية دلالة على وجوب السعي للرزق والأخذ بالأسباب.
علاقة الآيات بما قبلها :
لما أظهر الله علمه ولطفه وأنه بكل شيء خبير، أمتن الله على عباده بمظهر من مظاهر هذا العلم واللطف والخبرة، ألا وهو تمهيد الأرض للسالكين، وذلك يدفع المتأمل إلى الإيمان بالله وحسن عبادته وشكره.
4. تهديد ووعيد(1/878)
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
َ قال الله تعالى:أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ بعد أن ذكر الله أن هذه الأرض سهلت للسالكين، توعد الكافرين أن يجعل من الأرض نقمة بعد أن كانت نعمة، بخسفها فيغيبون في مجاهلها بعد أن كانوا على ظاهرها يتنعمون، واستخدم ذلك صيغة السؤال ليظهر لهم مدى عجزهم وافتقارهم إليه سبحانه.(1/879)
ثم يسألهم مرة أخرى :" أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ " فهل أمنتم كذلك إن لم نخسف بكم الأرض أن نمطر عليكم السماء، فستعلمون صدق إنذاري لكم إن وقع العذاب بكم، ثم يوجههم الله جل جلاله إلى التأمل في مخلوق من مخلوقاته فيقول " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ "لعل ذلك يدفعهم إلى الإيمان بالخالق ، فهلاً نظرتم إل الطير نظرات تأمل واعتبار، ولما كان الغالب عند الطير فتح الجناح قال تعالى صافات باسم الفاعل ، ولما كان القبض متجدداً عبر عنه الفعل ، فهل تفكرتم في ذلك ، وتساءلتم من يمسك هذا الطير أن يقع، إنه الله الذي بكل شيء بصير، فلا يغفل عنه شيء، وكل واقع تحت بصره الذي أحاط بكل شيء.
يقول تعالى "أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ"
فمن من اعوانكم ينصركم من الله إن أنزل بكم عذابه، فالكافرون في جهل عظيم وضلال مبين، حيث أنهم اعتقدوا أن الألهة من دون الله تنفع أو تضر.
قال تعالى " أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" فإن أراد الله تعذيبكم بمنع الرزق عنكم ، من يرزقكم من دون الله، ورغم وضوح الحقيقة إلا أن الكفار أصروا في تماديهم في الطغيان وفرارهم من الحق والإيمان.
قال تعالى:" أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ثم ضرب الله مثلاً للكافر وللمؤمن، فالكافر الذي تمادى في طغيانه وفر من الحق والإيمان، يمشي منسكاً وجهه فلا يرى الحق، فهل هو أهدى أم ذلك الذي انتفع بالحق فهو على صراط مستقيم لا اعوجاج في سيره.(1/880)
قال تعالى : قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ " ثم يأمر الله نبيه أن يخبر الناس أن الله تعالى هو الذي أوجدهم من العدم وخلق لهم السمع والأبصار والأفئدة، ومع ذلك قليل منهم من يشكر الله جل جلاله، وهو بتذكيره لهم بنعمه الجليلة يعرفهم على قبح ما هم فيه من الكفر والإشراك، فلعلهم يراجعوا حساباتهم فيؤمنوا بمن انعم عليهم بهذه النعم الجليلة، وإنما خص الله ذكر السمع والبصر والأفئدة لأنها أدوات العلم والفهم (1)، فكأن الله يعيب عليهم عدم استخدامها في الوصول إلى معرفته جل جلاله، ثم يذكر الله نعمة تكثيرهم في الأرض فيقول :" قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" وبعد تكثيرهم يموتون وإلى الله يحشرون ، وعلى أعمالهم يحاسبون.
علاقة الآيات بما قبلها :
لما ذكر الله إنعامه على عباده ، ذكر مغبة إنكار العباد لنعمه ، وأن الله تعالى قادر أن يحول من النعمة نقمة ، وفي ذلك إرشاد للناس لضرورة شكر الله على نعمه.
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)(1/881)
قال تعالى : "وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " بعد أن أخبرهم الله على لسان نبيه أنهم إليه يحشرون سألوا سؤالاً مستهزئين متى هذا الحشر الذي تخبرنا به ، إن كنت من الصادقين ، فيأمر الله نبيه بالجواب قائلاً " قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ " فهو لا يعلم وقتها ، ولا يعلم وقتها إلا الله ، وإنما هو مبعوث للإنذار لا للإخبار(1)
قال تعالى " فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ " وهذا وعد بانكشاف الموعود به عن كونه (2)، وعبر بالماضي هنا للدلالة على انه لا بد واقع، لا شك في ذلك والموعود به هو الحشر الذي كذب به المبطلون، فيومئذ تخاطبهم الملائكة أو الأنبياء ، هذا يومكم الذي كنتم تدعون ، أي تطلبونه في الدنيا وتستعجلون به استهزاءً (3).
قال تعالى : " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " فلما دعا الكفار على محمد والذين معه بالإهلاك، رد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إن أهلكه الله ومن معه ، أو رحمنا، فمن يدفع عن الكفار عذاب الله الأليم،فهل تظنون أن الأصنام تنجيكم من العذاب الأليم؟.
قال تعالى :" قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" أي قل لهم آمنا بالله الواحد الأحد ، وعليه أعتمدنا وتوكلنا في جميع أمورنا ، وستعلمون أن اتهامكم لنا بالضلال هو اتهام باطل وأن الضلال ما أنتم عليه، وفيه تهديد للمشركين.(1/882)
قال الله تعالى :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ " يأمر الله نبيه بتحديهم إن أصبح ماؤهم لا تصل إليه الدلاء ولا يستطيعون إخراجه ، من يخرجه حتى يكون جارياً على وجه الأرض، فلا غير الله يستطيع ذلك فلم به يشركون؟.
علاقة الآيات بما قبلها :
لما هددهم الله بالعذاب ، هددهم كذلك بيوم الحساب، فلو أنهم ماتوا في الدنيا ولم يبعثوا لاستراحوا ، لكنهم يبعثوا فيحاسبوا
الفصل الخامس
أولا:-
أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.
ثانيا:-
ثمرة الإيمان بقدرة الله جل جلاله .
أولا:-
أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.
ويشتمل على
أولا: أسلوب الترغيب والترهيب والوعيد.
ثانيا: الوصف.
ثالثا: الاستفهام الإنكاري
رابعا: الاستدلال العقلي.
أولا: أسلوب الترغيب والترهيب:
لقد استخدم القرآن الكريم أسلوبي الترهيب والترغيب في هذه السورة حينما ذكر مشهد الطغاة في النار { كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير....}، وكذلك مشهد الترغيب حين ذكر مشهد التقاة في الجنة في قوله تعالى: { إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير...}، هذان الأسلوبان يجعلان الإنسان في حالة يقظة دائمة ومراقبة للنفس، واجتهاد على العمل وإيقاظ للهمم.
ثانيا أسلوب الوصف:
لقد استخدم القرآن الكريم أسلوب وصفي للمشاهد والصور حين ذكر مشهد يوم القيامة في قوله تعالى: {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور....}، ومشهد العذاب بكل فوته وعنفه { تكاد تميز من الغيظ....}،.
ثالثا أسلوب الاستفهام الإنكاري:
مثال ذلك قوله تعالى :" ألم يأتكم نذير" فيه دلالة الإنكار على الكافرين كفرهم بعد إقامة الحجة عليهم.(1/883)
ولم يكن السؤال في قوله تعالى: { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} بقصد انتظار الجواب إنما بقصد الإناكر والتحدي لهم، وكذلك الآيات اللاحقة لها .
رابعا: أسلوب الاستدلال العقلي.
وخاصة مع أولئك الجاحدين المعاندين الذين لا تقبل نفوسهم النص، ونلحظه جليا في قوله تعالى :" الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ"
وكذلك في قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ....}.
ثانيا:-
ثمرة الإيمان بقدرة الله جل جلاله وبيوم الحشر
1. إن الإيمان بقدرة الله جل جلاله تورث في النفس خشية منه سبحانه ، وإنابة إليه وتوكلاً عليه
2. أن قدرة الله تورث في القلب يقيناً لا يتزعزع، وثقة لا تهتز ، وتوكلاً لا يشرك به مع الله أحداً من خلقه.
3. إن للأيمان باليوم الآخر أثر عظيم في توجيه سلوك الإنسان في هذه الحياة الدنيا ذلك لأن الإيمان به، وبما فيه من حساب و ميزان، وثواب وعقاب وفوز وخسران، وجنة ونار له أعمق الأثر وأشده في سير الإنسان وانضباطه، والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل.
نتائج البحث
10- سورة الملك سورة مكية بالإجماع، وعدد آياتها ثلاثون آية ويطلق عليها سورة ( تبارك).
11- إن القرآن الكريم أثبت قدرة خلال تعمق الإنسان بالنظر إلى مخلوقات الله.
12- ظهر للباحث أن هذه السورة كغيرها من السور المكية تركز على أهداف القرآن المكي في تصحيح العقيدة المتمثلة في إثبات قدرة الله جل جلالهو الإيمان باليوم الآخر و وما فيه من بعث وحساب وأهوال، واستخدام أسلوب الجمع بين الثواب والعقاب، فالبشارة للمؤمنين والعذاب للطغاة المجرمين.(1/884)
13- الموضوع الأساسي للسورة هو ( إثبات قدرة الله)، فقد أثبت هذا الموضوع بأدلة مقنعة كافية للإجابة عن أسئلتهم.
14- تعتبر الأدلة الحسية أحدى الأساليب القرآنية في عرض موضوعاته.
15- المنكرون للبعث ليس لهم دليل على إنكارهم؛ لأنه أمر من أمور الغيب وأمور الغيب لا يعلمها إلا الله.
16- ظهر في السورة أن الكفار يحاولون إلصاق التهم للمؤمنين، وذلك بهدف تشويه صورتهم والنيل منهم، مع أن تلك الصفات الدنيئة واقعة بهم لا بالمؤمنين.
فهرس المصادر والمراجع
حسب موضوعاتها
أولًا: كتب الأحاديث:
1. البخاري، الإمام الحافظ أبي عبد الله بن إسماعيل البخاري( 1418هـ - 1997م) صحيح البخاري، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ط2.
2. النيسابوري، الإمام أبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري: صحيح مسلم.
ثانيا:كتب التفاسير:
3. حوى، سعيد( 1405هـ - 1985م) الأساس في التفسير، ط1،دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة.
4. الدمشقي، أبو النداء إسماعيل ابن كثير( 1401هـ - 1981م) تفسير القرآن العظيم، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
5. الحنفي، محمد بن محمد العمادي(1419هـ - 1999م) إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، وضع الحواشي عبد اللطيف عبد الرحمن، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1.
6. الزحيلي، وهبة( 1418هـ - 1998م) التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، دار الفكر، دمشق، سورية، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، ط1.
7. الزحيلي، وهبة(1422هـ - 2001م) التفسير الوسيط، دار الفكر، دمشق، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان.
8. خلة، محمود عبد الخالق( 1423هـ - 2001م) التفسير الموضوعي لسورة القصص، مكتبة الجامعة الإسلامية، غزة.
9. البلبيسي، حسن محمد( 1424هـ - 2003م) التفسير الموضوعي لسورة النمل.
10. الرملي، كفاح عبد الرحمن( 1425هـ - 2004م) التفسير الموضوعي لسورة إبراهيم، مكتبة الجامعة الإسلامية.(1/885)
11. الصابوني، محمد علي(1417هـ - 1997م) تفسير القرآن الكريم، ط1، دار القرآن الكريم
12. جامعة القدس المفتوحة( 1969م) عقيدة ( 2).
13. الشوكاني، محمد بن علي بن محمد: فتح القدير، الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، دار الفكر، بيروت، ص. ب 7061.
14. كشك، عبد الحميد: في رحاب التفسير، المكتب المصري الحديث.
15. قطب، سيد(1391هـ - 1971م) في ظلال القرآن، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، ط7.
ثالثاً: كتب المعاجم:
16. الأصفهاني، الراغب( 1412هـ - 1992م) مفردات ألفاظ القرآن، دار الفكر، بيروت، لبنان.
رابعاً: كتب الثقافة:
17. الشرقاوي، محمد عبد الله: الإيمان حقيقته وأثره في النفس، مكتبة الأهرام، دار الجيل، بيروت.
18. الخالدي، صلاح(1418هـ - 1997م) التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق، دار النفائس، الأردن، ط1.
19. اللوح، عبد السلام، وآخرون(1424هـ - 2003م) مباحث في التفسير الموضوعي، مكتبة الجامعة الإسلامية، غزة، ط1.
20. مسلم، مصطفى ( 1410هـ - 1989م) مباحث في التفسير الموضوعي، دار القلم للطباعة والنشر، بيروت.
21. جامعة القدس المفتوحة، مناهج البحث العلمي.
---
سليمان عبد الحكيم
05-01-2006, 07:56 PM
جزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء وبارك الله لك في علمك وولدك
---
عدنان البحيصي
05-01-2006, 08:14 PM
جزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء وبارك الله لك في علمك وولدك
بارك الله فيك أخي الحبيب على مرورك الطيب وأسأل الله أن يجمعنا في جنته
شكر الله لك
---
عدنان البحيصي
07-21-2006, 11:03 AM
أكرر شكري لك
---
(1/886)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > الابتسامات والوجوه الضاحكة
---
الابتسامات والوجوه الضاحكة
---
مجدي ابو عيشة
05-28-2006, 09:48 AM
اقترح الغاء الابتسامات والوجوه الضاحكة لسبب ملحوظ الا وهو ان بعض العلامات المستخدمة في عرض الايات تعطي اشكالا معينة مما يشوه منظر الآية .
وأحيانا ننتبه لذلك بعد فوات الأوان فلا نستطيع التعديل :
امثلة :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5553
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5678
او يمكن تفعيل خاصية تعطيل الوجوه الضاحكة بشكل تلقائي زان لا تستخدم الا عند ازالة الاشارة عنها.
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2006, 11:21 AM
اقتراح جميل ، وسأعمل على تنفيذه وفقك الله .
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2006, 02:33 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم مجدي .
قمت بجعل الوضع الافتراضي (إيقاف الابتسامات في هذه المشاركة) حتى لا تزعجنا هذه الأوجه التعبيرية أثناء الكتابة .
---
(1/887)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > انا جديد بينكم فألتمس اجابتكم
---
انا جديد بينكم فألتمس اجابتكم
---
سيف العدل
03-05-2006, 10:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والسلام
عندي سؤال واريد الاجابة علية بإسرع مايمكن؟
هل آيات القرآن الكريم تتفاضل على بعضها مع الشرح والتفصيل ان امكن؟
والشكر لكم مقدما
أخوكم سيف العدل
---
حامد بن يحيى
03-05-2006, 11:29 PM
السؤال سبق وأن طرح وتجد الإجابة عنه هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4821)
---
(1/888)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه
---
منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه
---
محمد بن إبراهيم الحمد
10-03-2006, 11:33 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد طلب مني الزميل الشيخ الفاضل الدكتور إبراهيم الحميضي أن أبدي ما عندي حول تفسير ابن عاشور -رحمه الله- وعقيدته.
واستجابة لطلبه الكريم هذه نبذة عن منهج ابن عاشور ومجمل ما اشتمل عليه تفسيره.
حيث يسَّر الله لي قراءة التفسير، وكتبت بعض ما رأيته، ولم تكتمل الكتابة بعد؛ فهي تحتاج إلى مزيد عناية وتحرير، ولعل الله ييسر إخراج كتاب حول ذلك التفسير اسمه (لطائف من تفسير التحرير والتنوير).
فإلى أحبتي رواد ملتقى أهل التفسير هذه الخلاصة في بيان منهج ابن عاشور ومجمل ما اشتمل عليه تفسيره.
منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه
لقد سلك ابن عاشور في تفسيره منهجاً متميزاً، فجاء محتوياً على مزايا عظيمة، متضمناً علوماً كثيرة، وفوائد جمة وربما كانت عزيزة.
وقد بذل في هذا التفسير قصارى جهده، واستجمع قواه العقلية والعلمية؛ فتجلت فيه مواهبه المتعددة، وتبين من خلاله علوُّ كعبه وعلميته الفذة النادرة، ومنهجه التربوي، ونظراته الإصلاحية.
ولقد بين -رحمه الله- في مقدمته الرائعة منهجه بإجمال، ويمكن حصر ذلك بما يلي:
1- بدأ تفسير ه بمقدمات عشر؛ لتكون - كما يقول - عوناً للباحث في التفسير، وتغنيه عن مُعاد كثير، وهذه المقدمات تضمنت علماً غزيراً عظيماً.
2- اهتم ببيان وجوه الإعجاز، ونكت البلاغة العربية، وأساليب الاستعمال.
3- اهتم ببيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض.
4- لم يغادر سورة إلا وبين أغراضها، وما تشتمل عليها بإجمال.(1/889)
5- اهتم بتحليل الألفاظ، وتبيين معاني المفردات بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميسُ اللغة.
6- عُنِيَ باستنباط الفوائد، وربطها بحياة المسلمين.
7- حَرِصَ على استلهام العبر من القرآن؛ لتكون سبباً في النهوض بالأمة.
فهذا مجمل منهجه الذي بيَّنه، وسار عليه.
أما منهجه على وجه التفصيل فيحتاج إلى مزيد بسط وبيان.
وفيما يلي بيان لذلك، ومن خلاله سيتبين خلاصة ما اشتمل عليه التفسير من العلوم والمعارف.
1- منهجه في العقيدة: لقد سار -في الجملة- على منهج السلف الصالح في أبواب العقيدة عدا آيات الصفات؛ فهو يسير فيها على وفق منهج الأشاعرة، وإن كان يخالفهم أحياناً، ويقترب من منهج السلف أحياناً.
وإذا تعرَّض لتأويل آية جاء بأقوال السلف، وربما انتصر لهم، وإذا خالفهم في تأويل صفة أثنى عليهم، واعتذر لهم دون تعنيف أو تسفيه.
بل أحياناً يكون له في الصفة الواحدة قول يسير فيه على منهج أهل التأويل، وفي موضع آخر يوافق فيها السلف -كما في مسألة الرؤية- فتراه -على سبيل المثال- يؤولها، في بعض المواضع، وفي سورة المطففين عند قوله -تعالى-: [كَلاَّ إِنَّهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوْبُوْن] تجده يثبت الرؤية.
ويُلتمس له العذر فيما وقع فيه من تأويلٍ وقع فيه كثير من المفسرين - بأنه نشأ في بيئة علمية أشعرية؛ فهذا بالنسبة لباب الصفات.
أما بقية أبواب العقيدة كإثبات الوحدانية، أو الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر - فهو يسير فيها على طريقة السلف.
وكذلك الحال بالنسبة لباب الإيمان، وحكم مرتكب الكبيرة، ومسألة الشفاعة، ومسائل الحكمة والتعليل، وفي باب الصحابة وغير ذلك من أبواب العقيدة - يسير فيها على وفق منهج السلف.(1/890)
بل إنه يرد على المخالفين في ذلك؛ فتراه يناقش المعتزلة، والخوارج في مسألة مرتكب الكبيرة، ويُفنِّد رأيهم، وتراه يُخطِّئ الفلاسفة ويرد عليهم في عدد من المسائل كقولهم: بعلم الله بالكليات دون الجزئيات، وقولهم: في صدور المعلول عن العله، أو إن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد.
وتراه يُخطِّئ الشيعة والباطنية وغيرهم في كثير من مخالفاتهم العقدية، بل ويخالف الأشاعرة في عدد من المسائل في باب القدر وغيره، فعلى الرغم من أن ابن عاشور قد نشأ في جوٍ يسود فيه المذهب الأشعري إلا أنه لم يكن يتحرج من توجيه النقد لما آل إليه المذهب الأشعري.
كما أنه -رحمه الله- يُنكر البدع الحادثة، والأباطيل والخرافات كالطيرة، وأداء صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة وغيرها مما ورد في التفسير.
كما أنه يرد على أباطيل الصوفية، وإن كان أحياناً يورد أقوالاً لبعضهم كابن عربي دون تعليق عليها.
فهذا مجمل منهجه في العقيدة، وسيتضح مزيد بيان لهذه الفقرة في الفقرات التالية.
2- العناية بالحديث الشريف: فكثيراً ما يورد الأحاديث النبوية، ويستشهد بها، ويحرص على بيان صحيحها من ضعيفها، ويستعين بها على تفسير آية، أو ترجيح قول، أو بيان سبب نزول.
3- الإلمام بالفقه: فكثيراً ما يتعرض للمسائل الفقهية التي يمر بها تفسيره، فيبين ما فيها من خلاف، ويوضح أقوال أهل المذاهب، ثم يرجِّح ما يراه راجحاً.
وقد يتعرض للمسائل التي يحتاج إليها الناس في وقته، أو التي وقع فيها الخلاف كمسألة أخذ الأجر على القربات، ومسألة نقل لحوم الهدي من مكة، إلى غير ذلك من المسائل.
4- العناية بعلم القراءات: فهو يورد القراءات، ويرجح ذلك القول بناءاً على تلك القراءة أو غيرها، وهكذا...
5- العناية بمقاصد الشريعة: فكثيراً ما يتعرض لمقاصد الشريعة العامة، ويبين المصالح العليا، والغايات الكبرى التي ينبني عليها التشريع.(1/891)
ولا غروَ في ذلك فهو إمام له باع طويل، ونظرات في ذلك العلم، بل هو باعثه ومجدده في العصور المتأخرة.
6- العناية بالقواعد الأصولية، والمسائل اللغوية والنحوية: فجاء كتابه حافلاً بكثير من قواعد الأصول، ومسائل اللغة وغريبها، وقواعد النحو، واختلاف النحاة، وما جرى مجرى ذلك.
7- العناية بالبلاغة العربية، وأساليب البيان: فهو فارس ذلك الميدان الذي لا يُشق له غبار. ولم يحفل تفسير من التفاسير بالبلاغة العربية وأساليب الاستعمال كما حفل به تفسير التحرير والتنوير.
ولم يخصَّ أحدٌ من المفسرين -كما يقول ابن عاشور في مقدمة تفسيره- فن دقائق البلاغة بكتابٍ كما خصوا الأفانين الأخرى.
ومن أجل ذلك -كما يقول- التزم ألا يُغفل التنبيه على ما يلوح له من هذا الفن العظيم في آية من آي القرآن العظيم؛ كلما أُلْهِمَهُ بحسب مبلغ الفهم والتدبر.
ولهذا جاء تفسيره حافلاً بدقائق البلاغة، ونكتها، وأفانينها؛ فلا تكاد تمر بآيةٍ إلا وبيَّن أنها مشتملةٌ على فنٍّ أو أكثر من فنون البلاغة.
ولا تبالغ إذا قلت: إن هذا التفسير خيرُ تطبيقٍ عملي لقواعد البلاغة العربية على آيات القرآن الكريم.
ومن أجل ذلك كثر إيراده للمصطلحات البلاغية؛ فتراه كثيراً ما يقول: وهذا تذييل، أو تتميم، أو اعتراض، أو حذف، أو إيجاز، أو استفهام نوعه كذا وكذا، وتراه يورد الكثير من مسائل التشبيه، والاستعارة بأنواعها، والبديع وأقسامه، وما جرى مجرى ذلك.
فإذا لم يكن القارئ على علمٍ بالبلاغة - حصل عنده إشكالاتٌ كثيرة، والتبس عليه المقصود في مواطن عدة، وفاته علمٌ غزيرٌ، وخيرٌ كثيرٌ، وربما عدَّ العناية بالبلاغة، ومسائلها ضرباً من الترف، أو التملح.
8- العناية بالقصص القرآني: ويتجلى ذلك من خلال اهتمامه بقصص الأنبياء وأممهم، واستلهام العبر منها.
9- التعرض للكتب السماوية المحرفة: فكثيراً ما ينقل من التوراة وأسفارها الخمسة، ويبين ما في ذلك من التحريف، والباطل، والصواب.(1/892)
ويوضح من خلال ذلك صحة القرآن، وسلامته من التحريف.
10- التنويه بأمهات العبادات: كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج وغيرها.
فتراه عند مروره بها يعرج على فوائدها، وحكمها، وآثارها الدنيوية والأخروية.
11- التنويه بمكارم الأخلاق وأصول الفضائل: كالصبر، والحلم، والشكر، والصفح، والعفو، وحسن الخلق، والشجاعة، وعلو الهمة، وأصالة الرأي، وعزة النفس، وإباءة الضيم.
فتراه -في كل سانحة- ينوه بتلك المكارم والفضائل، ويُعلي من شأنها، ويبين حدودها، والفروق بينها، ويدعو إلى التحلي بها، ويبين آثارها الحميدة على الأفراد والأمة.
12- التحذير من مساوئ الأخلاق وسفاسف الأمور: فتراه كثيراً ما يُحذِّر من الجور، والظلم، والفساد، والكذب، والنفاق، والتبذير وما جرى مجرى ذلك.
13- العناية بمعالم الإصلاح العامة: فقد جاء تفسيره حافلاً بما ينهض بالأمة، ويُعلي منارها، وينزلها منزلتها اللائقة بها، ويوصلها إلى أعلى مراتب السيادة، وأقصى درجات المجادة.
14- الاهتمام بأصول التربية والتعليم: فكثيراً ما يبين السبل التي ترتقي بالتربية، والتعليم، كيف لا، وهو المربي الحكيم الذي باشر التعليم، وسبر أحواله، وخبر علله وأدواءه؟ كيف لا، وقد ألَّف كتابه العظيم (أليس الصبح بقريب) وهو في بواكير حياته؛ حيث كتبه وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ذلك الكتاب الذي لم يُؤلَّف مثله في بابه، والذي تحدث فيه عن العلم، وتاريخ العلوم، وتطورها، وأسباب الرقي بمستوى التعلم العربي والإسلامي.
ولهذا جاء تفسيراً حافلاً بالنظرات التربوية؛ حيث يقف عند الآيات التي تشير وترشد إلى معالم التربية، وأصولها، كما في قوله -تعالى- في سورة النساء: [كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ].(1/893)
15- الاعتداد بالسلف الصالح، والاعتزاز بالأمة وتاريخها: فبرغم أنَّه ألَّف تفسيره في وقت ضعف المسلمين، وتسلط الاستعمار، وسقوط الخلافة، وتغلغل الأفكار الغربية، وحدوث الهزيمة النفسية، وتأثر الكثير من المثقفين بكل ما مضى - إلا أن ذلك لم يَنَلْ نَيْلَه من الشيخ ابن عاشور بل كان محباً لسلفه الصالح، مفاخراً بهم، معتزاً بأمته، محتفلاً بتاريخها المجيد، نافياً عنه ما علق به من زيف وتحريف.
16- التنويه بما شاده الأوائل، والحرصُ على الإفادة منه وألا يُقتصر عليه ويوقف عنده: قال -رحمه الله- في مقدمته الرائعة 1/7 مشيراً إلى هذا المعنى: =فإن الاقتصار على الحديث المعاد تعطيل لفيض القرآن الذي ما له من نفاد.
ولقد رأيت الناس حول كلام الأقدمين أحدَ رجلين: رجلٍ معتكفٍ فيما شاده الأقدمون، وآخرَ آخذٍ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون، وفي كلتا الحالتين ضرٌّ كثير، وهنالك حالة أخرى ينجبر بها الجناحُ الكسير، وهي أن نعمد إلى ما أشاده الأقدمون فَنُهَذِّبَهُ ونزيده، وحاشا أن ننقضه أو نبيده، عالماً بأن غمض فضلهم كفران للنعمة، وجحد مزايا سلفها ليس من حميد خصال الأمة، فالحمد لله الذي صدق الأمل، ويسر إلى هذا الخير ودل+.
17- الاعتزاز باللغة العربية: فتراه يتفاخر بها، ويُعلي من شأنها، ويرى أنها أعذب اللغات وأعظمها، وأوسعها مع أنه عاش في وقت الهزيمة -كما مرَّ- وفي وقت كانت العربية توصم بالجمود، وتلاقي كلَّ جحود وكنود.
ومع ذلك لم يفقد ثقته بِلُغَتِه، ولم تنل منه تلك الدعايات فتيلاً أو قطميراً.
كيف لا، وهو الخبير باللغة، العالم بأسرارها، البصير بآدابها وشتَّى فنونها وعلومها؟
18- العناية بالضوابط، والتعريفات، والحدود: بحيث يتطرق للألفاظ التي تمر به في التفسير، فيعرفها بدقة، ووضوح، وشمول.(1/894)
19- الربط بين هداية القرآن لمصالح المعاش الدنيوي، والمعاد الأخروي، كما في تفسيره لقول الله - عز وجل -: [وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ] النحل: 9.
فإنه أتى بكلام بديع حول هذا المعنى.
20- العناية بعلم الجغرافيا: فقد تبين في تفسيره مدى نبوغه وضلوعه في هذا العلم؛ فكثر إيراده له؛ لأنه يحتاج إليه في تحديد المواضع والأماكن التي ورد ذكرها في القرآن الكريم؛ فلهذا كان يتحرى الصواب، ويحرص على تحقيق مواقع تلك المواضع والأماكن كبابل، ومدين، وثمود، والأحقاف وغيرها.
وقل مثل ذلك في عنايته بخطوط الطول، ودوائر العرض، كما في تفسيره لقوله - تعالى -: [قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ] الآية من سورة الكهف.
21- العناية بالتاريخ: ويظهر ذلك من خلال تتبعه الأحداث، ومعرفة أسباب النزول؛ فتراه يرجح أن هذه السورة أو الآية نزلت أولاً؛ بناءاً على ما ترجح عنده من الحوادث التاريخية وهكذا...
وتراه يفيد من التاريخ في الأحوال التي نزلت فيها النوازل، فأفتى فيها علماء ذلك المصر بكذا وكذا، وأفتى غيرهم بكذا وكذا.
22- الاستشهاد بأقوال الفلاسفة، والحكماء: فهو يورد أقوالهم، ويفند ما خالف الحق من آرائهم، ويوظف الحكمة في الاستدلال، والتحليل.
ولهذا تراه يتعرض لأقوال أفلاطون، وأرسطو، وينقل آراء الفلاسفة المنتسبين للإسلام كالكندي، والفارابي، وابن سيناء، ويبين ما فيها من حق، وباطل.
23- التعرض لمسائل الطب: فالقرآن الكريم ورد فيه إشارات في أصول الطب وحفظ الصحة.
وابن عاشور كان ذا عناية بالطب، وذا اطلاع على تاريخه، وأصوله، وعلومه؛ فجاء تفسيره محتوياً على نظرات في ذلك الميدان، كما في تفسير قوله -تعالى-: [وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا] الأعراف: 31، وغيرها من الآيات.(1/895)
24- التعرض للنظريات في علم الفلك، والطبيعة، وعلم النفس: كما في تفسيره للآيات التي فيها تعرض لبعض المظاهر الفلكية، والطبيعية كالحديث عن السماء، والأرض، والسحاب، والمطر، وتكوين الجنين، وخصائص النبات ونحو ذلك، كما في تفسير قوله - تعالى -: [إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً] التوبة: 36، وغيرها من الآيات.
وكذلك تعرَّض لبعض النظريات في علم النفس، وما جاء في القرآن من الإشارات إلى ذلك العلم.
25- العناية بعالم الحيوان، والطير: فكثيراً ما يتعرض لها عند ورودها في الآيات، كالكلب، والذئب، والخنزير، والغراب، والهدهد، وغيرها، فتراه يذكر تعريفها، وطبائعها، وفصائلها، ومواطنها، وأنواعها، وغرائب عجائبها.
26- التعرض للمعادن، وما يستخرج من الأرض: ومن أمثلة ذلك ما جاء في تفسير سورة الإسراء من قوله - تعالى -: [قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50)].
فإنه تكلم عن الحديد بكلام عجيب بديع، حيث قسم أصنافه إلى ثمانية عشر صنفاً باعتبار تركيب أجزائه، وبين خصائص كل صنف.
27- إيراد اللطائف والنوادر والمُلح: فكثيراً ما يورد ذلك في ثنايا تفسيره لبعض الآيات؛ حتى يعضد المعنى الذي يرجحه أو يميل إليه، ولأجل أن يخفف من جفوة المباحث الجادة، ويلطف عنف الممارسة للمناقشات القوية الرصينة؛ فلهذا أودع في تفسيره كثيراً من القصص التاريخية، والنظرات النقدية، والمُلح والنوادر والأفاكيه الأدبية التي تُروِّح عن القارئ، وتعضد ما هو بصدده.
28- جزالة الأسلوب: فقد كتب تفسيره بأسلوب عربي بليغ قوي أخَّاذ، شديد الأسر، محكم النسج.
29- توظيف الثقافة والمعارف: فقد وظَّف ثقافته ومعارفه أحسن توظيف لخدمة الغرض الذي يرمي إليه؛ فجاء تفسيره حافلاً بالشواهد التاريخية، والأساليب البيانية، والفوائد العلمية.(1/896)
30- إرجاع الأشياء إلى أصولها، وأسبابها الأولى: فإذا مر به عادة من العادات، أو خرافة من الخرافات، أو عمل يعد رمزاً لأمر من الأمور - رجع إلى أصل ذلك، ومبدأه، وسببه.
ومن الأمثلة على ذلك كلامه على الحمامة وغصن الزيتون، وكونهما رمزاً للسلام، وبداية ذلك، وأصله، وذلك كما في حديثه عن طوفان نوح - عليه السلام -
31- لزوم العدل، وتحري الإنصاف: قال -رحمه الله- في مقدمته 1/7: =فجعلت حقاً عليَّ أن أبدي في تفسير القرآن نكتاً لم أرَ من سبقني إليها، وأن أقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارةً لها وآونةً عليها+.
وقد صدق -رحمه الله- في ذلك؛ فكان يلزم العدل، ويتحرى الإنصاف في مسائل الخلاف التي يوردها.
32- الحرص على الموازنة، والترجيح والمناقشة الحرة: وهذه الفقرة قريبة من سابقتها؛ فهو يوازن، ويرجح، ويناقش بنزاهة وحرية بعيداً عن التعصب؛ فبرغم أنه مالكي المذهب إلا أنه قد يخالف المالكية، وقد ينتقد بعض علمائهم فيما يوردونه.
وتراه يورد كلاماً لأئمة اللغة وأساطين البلاغة، وعلماء التفسير كالزمخشري، والسكاكي، وابن عطية، فيوازن بين أقوالهم، ويناقشهم، وربما استدرك عليهم وخالفهم.
33- سمو العبارة، وهدوء النبرة، ولزوم الأدب: فلا ترى عنده تسفيهاً للخصوم، ولا رمياً بالتهم جزافاً، ولا تعنيفاً على المخالف.
بل تجد عنده العبارة المهذبة، والأدب العالي، والرفق بالمخالف.
34- الأمانة العلمية: وتتجلى هذه المزية في عزو النقول، والدقة في ذلك، وترك التزيُّد على المخالفين، إلى غير ذلك.
35- طول النَّفس، والدأب في تتبع المسائل: فتراه يورد المسألة ويطيل فيها، ويورد الأقوال عليها، فلا يَفْرُغ منها إلا وقد قتلها بحثاً وتحريراً.
ولا تراه يقتنع بكل ما قيل، بل يَرُدُّ ما لا يعضده البحث والدليل، كما في مسألة براءة القرآن من الشعر.
ولا أدل على طول نفسه من كونه فسر القرآن في مدة تسعة وثلاثين وستة أشهر، وهو عمر بحد ذاته.(1/897)
ومما يدل على ذلك -أيضاً- استدراكه على نفسه فقد يقرر شيئاً، أو يفوته شيء، أو يتبين له الصواب، أو يظهر له مزيد فائدة فيما بعد؛ فتراه بعد ذلك ينبه القارئ، ويوصيه بأن يُلحق الفائدة الجديدة بنظيراتها مما سبق تفسيره.
ولا ريب أن طول مدة التأليف تمده بما يستجد له من المعارف والأبحاث.
36- تعاهده لتفسيره بالتهذيب، والتشذيب، والزيادة: وهذه الفقرة قريبة من السابقة؛ فيظهر من خلال التتبع أنه بعد أن فرغ من تفسيره صار يتعاهده بالتشذيب، والتهذيب قبل أن يطبع، بدليل أنه قد أشار في خاتمة التفسير أنه انتهى منه عام 1380هـ، ومع ذلك يورد فوائد ونقولاً من كتب ثم يحيل إليها في الهامش، وربما ذكر تاريخ طباعة تلك الكتب المحال إليها وهي تحمل تاريخاً حديثاً بالنسبة لتاريخ انتهائه من التفسير، أي أنها صدرت بعد انتهائه من تفسيره.
مثال ذلك ما نجده في تفسير سورة الإسراء 15/19، حيث نقل كلاماً من كتاب، ثم عزا إليه في الهامش، وقال: =حرَّره عارف عارف في المجلة المسماة: (رسالة العلم) بالمملكة الأردنية عدد 2 من السنة 12 كانون الأول سنة 1968م+ ا-هـ.
وهذه السنة الميلادية توافق بالتاريخ الهجري سنة 1388هـ تقريباً.
وهذا يعني أنه أضاف هذه الفائدة بعد فراغه من التفسير بثمان سنوات.
37- كثرة النقول: فالتفسير طافح بالنقول عن الأئمة والعلماء في شتى الفنون سواءٌ كانت شرعية، أو لغوية، أو بلاغية، أو غيرها من فروع العلم والثقافة العامة.
38- كثرة الاستشهاد: سواء بالأشعار، أو الأمثال، أو الحوادث العامة، فجاء تفسيره حافلاً بالشواهد من هذا القبيل، كما في قصة الوزير الأندلسي محمد بن الخطيب السلماني مع ملك المغرب، انظر 1/482-483 من التفسير.
39- التكرار: فكثيراً ما يورد الشاهد، أو القصة، أو الحادثة في أكثر من موضع ومناسبة.
كما في استشهاده ببيت عمرو بن معدي كرب:
أمن ريحانة الداعي السميع .... يؤرقني وأصحابي هجوع
وكما في بيت الأحوص:(1/898)
وإذا تزول تزول عن متخمط ... تخشى بوادره على الأقران
وكما في بيت بشار:
بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجير... إن ذاك النجاح في التبكير
وكما في استشهاده بقصة سيف الدولة مع المتنبي في بيتيه اللذين يقول فيهما:
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضَّاح وثغرك باسم
إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المكررة.
فهذا هو مجمل منهج الشيخ ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة مزاياه، وما اشتمل عليه.
ولم أُكثر من إيراد الأمثلة، والشواهد على ما ذُكر؛ رغبة في الإيجاز.
ومن خلال ذلك يتضح لنا أن ابن عاشور يرى أن القرآن كتاب هدى وإصلاح، ومنبع علوم وآداب.
---
هلال بن بلال
10-06-2006, 03:04 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد شوقتني لقراءة الكتاب.
---
أحمد البريدي
10-06-2006, 09:31 PM
شكر للشيخ الكريم ما جاد به من الفوائد القيمة , خاصة تلك النظرة المنصفة , والتفصيل الجيد في بيان عقيدة ابن عاشور رحمه الله .
---
العبادي
10-07-2006, 10:35 AM
للرفع
ولا يعرف الكتاب حقاً إلا من قرأه حقاً..
---
مساعد الطيار
10-07-2006, 06:39 PM
هذا التفسير بحق أحسن تفاسير المعاصرين ، والمؤلف ـ غفرالله له ـ قد أفنى حياة طويلة في كتابته ، ومن عجائبه أنك لا تكاد تخطئ شيئًا جديدًا او تحريرًا مفيدًا في الآية تلو الآية ، كما يعجب القارئ من اتحاد نفس المؤلف ، وبقائه على صبغة واحدة في التأليف من أول الكتاب إلى آخره ؛ لأنك ترى الكثرة الكاثرة من التفاسير يستدُّ ساعد مؤلفيها في أولها ، ثم سرعان ما تضعف تلك الساعد فتقل التحريرات ، ويقل التفسيرفيعضها تجد البقرة في مجلد ، وما سواها من سور القرآن في سبع مجلدات .
وهذا النفس المتواصل يدل على طول بال ، وحرص على التحقيق والتحرير ، ولا يعرف قدر هذا التفسير إلا من عرف مشكلات التفسير ، فوجد الحلَّ عندهذا النحرير .
---(1/899)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل.. برنامج موسوعة توحيد رب العبيد ( أبرز كتب التوحيد وشروحاتها )
---
للتحميل.. برنامج موسوعة توحيد رب العبيد ( أبرز كتب التوحيد وشروحاتها )
---
أبو محمد الظاهرى
08-13-2006, 09:12 PM
للتحميل.. برنامج موسوعة توحيد رب العبيد ( أبرز كتب التوحيد وشروحاتها )
تم بحمد الله الانتهاء من إعداد برنامج موسوعة توحيد رب العبيد - الإصدار الأول ، ويضم البرنامج بعض أبرز مؤلفات أئمة الإسلام التي عنيت بتقرير وحدانية الله -سبحانه وتعالى- بتفصيل وشمولية وفق المفهوم الإسلامي الصحيح ، وتبلغ الكتب في البرنامج عشرة كتب هي:
1) كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
2) تجريد التوحيد المفيد ، تقي الدين أحمد بن علي المقريزي.
3) مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد ، الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
4) تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ، الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ.
5) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ، الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
6) حاشية كتاب التوحيد ، الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم.
7) القول السديد في مقاصد التوحيد ، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي.
8) القول المفيد على كتاب التوحيد ، الشيخ محمد بن صالح العثيمين. ( صيغة الموسوعة الشاملة فقط )
9) إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ، الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
10) التمهيد لشرح كتاب التوحيد ، الشيخ صالح آل الشيخ.
*** كل ما سبق فى ملف واحد به نسخة برنامج الكترونى chm وآخر تنفيذى exe والثالث نسخة للموسوعة الشاملة
التحميل من الرابط
http://www.islamspirit.com/click/go.php?id=62
---
أبو فاطمة الأزهري
08-16-2006, 11:41 AM
جزاك الله خيراً كثيراً أخانا أبا محمد ونفع الله بك .
---
أبو محمد الظاهرى
09-03-2006, 05:15 PM(1/900)
وجزاك أخى الحبيب أبو فاطمه حفظه الله
---
(1/901)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > تقرير مؤسسة "راند" يتساءل عن مدى صحة القرآن الكريم .
---
تقرير مؤسسة "راند" يتساءل عن مدى صحة القرآن الكريم .
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2006, 11:30 PM
نقلت هذا الخبر ليطلع المتخصصون في الدراسات القرآنية على ما يكتبه السياسيون والمعاهد المتخصصة في الدراسات السياسية عن القرآن الكريم ، ولم أنقله هنا للرد عليه .
منذ الحادي عشر من سبتمبر قام العديد من الكتاب والعلماء وصناع القرار والباحثين بتأمل دور الإسلام في المجتمعات المسلمة، في الوقت الذي يتم فيه إعادة رسم الحدود الجيواستراتيجية والثقافية والاجتماعية في كل من واشنطن ولندن، وهي استراتيجية يحاول الغرب من خلالها أن يسير على "الأصولية الإسلامية" بمساعدة المسلمين "المعتدلين".
لقد ورد ذلك في تقرير تم تمويله بواسطة أحد المراكز الفكرية الأمريكية المحافظة. هذا التقرير بعنوان: "الإسلام الديمقراطي المدني: الشركاء والمصادر والاستراتيجيات"، من إعداد "مؤسسة راند"، ومقرها في الولايات المتحدة، وبتمويل من مؤسسة (سميث ريتشاردسون) المحافظة، وهي مؤسسة تمويلية تقدم ما يزيد على مائة مليون دولار للمنظمات البحثية والجامعات!.(1)(1/902)
ويعد هذا التقرير واحداً من سلسلة الأوراق السياسية المتخصصة التي تهدف إلى تعميق الهجمة العسكرية والاقتصادية والثقافية الغربية على العالم الإسلامي، وفي جلسة الإيجاز التي عقدت في صيف عام 2002م، لمجلس كبار المستشارين في البنتاجون، وصف (لورينت موراويس) المحلل السابق في "مؤسسة راند"، المملكة العربية السعودية بأنها "نواة الشر، والمحرك الرئيس وأشد الخصوم خطورة" على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقال: إن على الولايات المتحدة أن تطلب من المملكة العربية السعودية أن تتوقف عن دعم الإرهاب، أو أن تواجه بمصادرة حقولها النفطية وأرصدتها المالية في الولايات المتحدة؛ كما طالب (موراويس) بشن حملة إمبريالية من عدة مراحل على الشرق الأوسط، ابتداءً بالعراق (المحور التكتيكي) ومروراً بالمملكة العربية السعودية (المحور الاستراتيجي) وأخيراً مصر (الجائزة).(2)
تقرير الإسلام الديمقراطي المدني كتبته (شاريل بينارد) وهي عالمة اجتماع نشرت روايات تتضمن موضوعات تطالب بمساواة المرأة بالرجل، منها: "مقاومة المغول وشجاعة المحجبة" وتسخر فيها من المظاهر الدينية وتصور المرأة المسلمة بأنها مضطهدة تعيش تحت وطأة حكم شيوخ مستبدين ومصابين بجنون العظمة.
وبالرغم من اعتراض الملايين من المسلمات على حظر الفرنسيين للحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية ركزت (بينارد) في تعليق لها في صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) على أن القانون الجديد يعتبر دفعة إيجابية لحقوق المرأة، حيث إن الحجاب في العالم الإسلامي هو شيء ترتديه المرأة أو البنت لأنها مجبرة على ذلك وهو رمز للتقييد والإكراه بالتهديد!.
وبالرغم من أن عالمة الاجتماع (بينارد) تعتبر نفسها مرجعاً في القوانين الإسلامية، فهي تذكر من بين أشياء أخرى، ادعاءً صادراً من أحد الكتاب المصريين المغمورين يقول إن الحجاب ليس إجبارياً في الإسلام، بل إن ذلك ناتج عن قراءة خاطئة للقرآن(3).(1/903)
وللعلم فإن "شاريل بينارد" متزوجة من "زلماي خليل زاده" الذي يشغل الآن منصب المساعد الخاص للرئيس بوش، وكبير مستشاري الأمن القومي المسؤول عن الخليج العربي وجنوب شرق آسيا، ويعتبر خليل زاده الأمريكي من أصل أفغاني الوحيد الذي ينتمي إلى المحافظين الجدد ويعرف بآرائه المتطرفة(4)، وقد تمكن في الثمانينيات من أن يؤمّن لنفسه منصباً دائماً في مجلس تخطيط السياسة بوزارة الخارجية، وعمل في هذا المنصب تحت إدارة "بول ولفوويتز" العقل الموجه لفكر المحافظين الجدد، ثم عمل مساعداً بوزارة الدفاع في إدارة بوش الأولى إبان حربها على العراق في عام 1991م. وبعد الانتخابات الرئاسية في عام 2000م اختاره (ديك تشيني) نائب الرئيس ليرأس اللجنة الانتقالية لشؤون الدفاع.
ويعرف خليل زاده بكونه جزءاً من جهود الولايات المتحدة ومنذ مدة طويلة للحصول على مدخل إلى احتياطيات النفط والغاز في آسيا الوسطى، حيث كان يعمل مستشاراً للطاقة لدى شركة شيفرون، كما عمل مشرفاً لدى شركة النفط الأمريكية العملاقة (ينوكول) التي كانت ترغب في بناء أنبوب للغاز يربط بين تركمانستان وباكستان عبر أفغانستان، كما يعرف عنه تودده للمجموعات المناوئة لصدام وحركة طالبان قبل الغزو الأمريكي لكلا البلدين، وبعده.
عبرت (شاريل بينارد) عن نواياها في تقرير الإسلام المدني الديمقراطي، حيث إن الهدف هو بناء نموذج جديد من الخطاب الإسلامي غير الفعال يكون مصمماً ليتماشى مع الأجندة الغربية لفترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، وبتركيزها على أكثر المصطلحات وضوحاً، لم تدع الكاتبة مجالاً للشك فيما يخص الطموحات العظيمة في مشروعها، وتضيف قائلة: إن تحويل ديانة عالم بكامله ليس بالأمر السهل، إذا كانت عملية بناء أمة مهمة خطيرة، فإن بناء الدين مسألة أكثر خطورة وتعقيداً منها(5).(1/904)
وتزعم (بينارد) أن الأزمة الحالية للإسلام تتكون من مكونين رئيسين وهما: عدم قدرته على النمو، وعدم الاتصال مع الاتجاه السائد في العالم.
ومن وجهة نظر الكاتبة فإن العالم الإسلامي هو سبب مشكلة الحضارة لأنه لم يتمكن من مواكبة الثقافة العالمية المعاصرة! وتعيد الكاتبة استخدام ما ذكره أحد المستشرقين القدامى عن تصويره للمسلمين بصورة نمطية فتقول: "إن المسلمين هم الوجه الآخر للبربريين" وأن أسلوب حياتهم يتناقض مع أسلوب الحياة لدى الغرب، فإن كان الغرب الحديث حركياً، فإن العالم الإسلامي راكد لا يتحرك، وبينما الغرب يحترم حياة الإنسان والحرية، فإن الإسلام مصاب بداء الاستبداديين والإرهابيين، وحرب الأحاديث(6) التي لا تنتهي، وشباب متعصبون يلبسون المتفجرات ويقدسون الموت ويشجعون المفاهيم التدميرية مثل الشهادة، ولم تأت الكاتبة إلى ذكر الدعم الغربي للأنظمة الاستبدادية العلمانية، ولا إلى برامج "إسرائيل" التي لا تنتهي ضد الفلسطينيين، ولا إلى العنصرية العرقية التي تمارس ضد المسلمين في أوروبا الشرقية والشيشان، وبالطبع إهمال القصف الأمريكي العنيف لأفغانستان والعراق.
اتجاهات فكرية
ومن أجل خلق صلات وثيقة مع القوى المحبة للغرب، يقترح التقرير تحديد أربعة اتجاهات فكرية في المجتمعات المسلمة للمنافسة في التحكم بقلوب المسلمين وعقولهم:
1 المتشددون الذين "يرفضون قيم الديمقراطية والحضارة الغربية المعاصرة".
2 التقليديون "الذين يشككون في الحداثة والابتكار والتغيير".
3 الحداثيون الذين "يريدون من العالم الإسلامي أن يكون جزءاً من التقدم الذي يسود العالم".
4 العلمانيون الذين "يريدون من العالم الإسلامي أن يتقبل فكرة فصل الدين عن الدولة".(1/905)
ويقول التقرير إن أنصار الحداثة والعلمانيين هم أقرب هذه الفئات للغرب، ولكنهم بشكل عام في موقف أضعف من المجموعات الأخرى، حيث ينقصهم المال والبنى التحتية والبرنامج السياسي، ويقترح التقرير استراتيجية لدعم أنصار الحداثة والعلمانيين، وذلك عن طريق طباعة كتاباتهم مقابل تكاليف مدعومة، لتشجيعهم على الكتابة للعديد من القراء وطرح وجهات نظرهم في مناهج المدارس الإسلامية، ومساعدتهم في عالم الإعلام الجديد الذي يهيمن عليه المتشددون والتقليديون.
كما يقترح التقرير أن يتم دعم التقليديين ضد المتشددين من خلال ممارسة الولايات المتحدة لسياسة "تشجيع عدم الاتفاق" بين الطرفين، ومن الاستراتيجيات المقترحة أيضاً في التقرير، مواجهة ومعارضة المتشددين من خلال تحدي تفسيرهم للإسلام وفضح ارتباطهم بمجموعات وأنشطة غير قانونية، وذهبت (بينارد) إلى أبعد من ذلك، حيث دعت إلى تقوية الصوفية "لأنها تمثل تفسيراً أكثر خمولاً للإسلام".
إن ما يلفت الانتباه في أغلب محتويات التقرير، عدم التعامل مع المسلمين كأناس عقلاء لهم مخاوفهم المشروعة، بل يتم تقسيمهم إلى مجموعات للتحليل بناءً على انجذابهم نحو القيم والمفاهيم الغربية، حيث يتم استخدام هذه المجموعات الفرعية كرهان من أجل تكريس هيمنة الولايات المتحدة وهي سياسة "فرق تسد". ويتم تصوير المسلمين على أنهم شعوب لا صلة لها بالحقيقة، بل هم يعانون من الجمود الفكري، ومنخرطون باستمرار في جدل روحي عفى عليه الزمن، وذلك بدلاً من مواجهة المشكلات المعاصرة من تهميش واضطهاد تفرضه عليهم أنظمة مستبدة مدعومة من الغرب، أو مصممة وفق المتطلبات الإمبريالية في أقاليمهم.(1/906)
وبناءً على اعتقاد الكاتبة، فإن العنف والاحتجاج الإسلامي ليس ردة فعل على عدم العدالة، بل هو تعبير عن حالة الأمية، والغالبية غير المتعلمة التي تقودها فئة منظمة من المتشددين لديها إمكانات مالية ضخمة، حيث قيل لنا إن المتشددين هم الخطر الحقيقي، لأنهم يمثلون النسخة العدوانية والتوسعية للإسلام الذي لا يهاب ممارسة العنف، وأن وحدتهم المرجعية ليست الدولة أو المجموعة العرقية، بل المجتمع المسلم، أي الأمة، وأن تمكنهم من السيطرة على عدد معين من الدول الإسلامية سيشكل خطوة في هذا الطريق، ولكنه ليس الهدف الرئيس، ومما يدعو إلى السخرية اعتبار استخدام العنف للحصول على أهداف سياسية ولفرض السيطرة على عدد من الدول الإسلامية، يدل على التشدد، ووفق هذا التعريف فإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي تعد تطرفاً جامحاً بامتياز.
ومن العجيب، أن الكاتبة تعترف بأن الكثير من العلمانيين المهمين في العالم الإسلامي لا يحبون أو حتى أنهم يكرهون الولايات المتحدة (الغرب) أشد الكره، لكنها لا ترى أن السبب وراء هذا العداء هو الوجه القبيح لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بل إن الأسباب هي أساليب تفكير ضالة تتجسد في الأفكار اليسارية، والقومية الحاقدة والمعادية لأمريكا!.
إن تلميحات (بينارد) واضحة: فعندما يكره المسلمون أو يلجأون إلى العنف، فذلك لأنهم بطبيعتهم متطرفون أو ضالون، ولكن عندما يأتي الغرب "المتحضر والمستنير والكريم" إلى ممارسة نفس الأساليب أو يناصر نفس الأهداف، فإن سلوكه هذا إما أن يتم تجاهله أو المسارعة إلى تبريره.(1/907)
وفي النهاية، فإن أفكار "بينارد" ليست سوى نظرية ميكافيلية، تسعى إلى فرض الهيمنة الغربية والثقافة الإمبريالية من خلال السياسة القديمة "فرق تسد". إن نموذج الإسلام الذي تناصره (بينارد) هو ذلك النموذج الخامل الضعيف الذي يمكن اختراقه بسهولة ومن ثم تشكيله لكي يتناسب مع أجندة الغرب.
إن الكاتبة لا تحاول فقط تشويه بعض المفاهيم الأساسية في الإسلام، مثل الجهاد، والشهادة، والحجاب فحسب، ولكنها تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فهي تتساءل عن مدى صحة القرآن نفسه، عندما تقول وبكل وقاحة، "بأن اثنين على الأقل من سور الكتاب المقدس للمسلمين مفقودة". إن إطلاق مقولات شنيعة كهذه ضد القرآن دونما استشهاد أو دليل، ليس بالشيء البغيض فحسب بل هو ممارسة لثقافة بائسة، وأعتقد لو أن عبارات كهذه قيلت في حق اليهود لقاموا بمقاضاتها بتهمة معاداة السامية.
مقترحات (بينارد) بالرغم مسحتها الخبيثة المعادية للإسلام، ومضامينها التي تدعو إلى الفرقة في العالم الإسلامي، ليست بالشيء الجديد في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية.
فقبل عقدين من الزمان اعتبر التشدد الشيعي في إيران، أكبر تهديد للحضارة الغربية، وحيث إن المئات من المسلمين السُّنة التقليديين كان يتم تسليحهم بواسطة الولايات المتحدة، ليجاهدوا ضد الاتحاد السوفييتي، فقد كان الافتراض السائد حينها أن المذهب الوهابي من الإسلام السني هو تيار محافظ بالفطرة، ولذلك فهو الحليف الطبيعي للولايات المتحدة ضد الشيوعيين والمتشددين الشيعة (7)، أما اليوم، فالصوفية، وأنصار الحداثة، والعلمانيين، وبعض الشيعة، ينظر إليهم على أنهم القوة الموازنة للمتشددين السنة، وفعلاً، إن التاريخ يعيد نفسه بطرق ملتوية.
المصدر : مجلة المجتمع الكويتية .
---
د.أبو بكر خليل
04-17-2006, 12:00 AM
و انظر كذلك ( " حرب الحديث " و وثيقة راند لحرب الإسلام : وثيقة خطيرة ) ،
و رابطها :(1/908)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4275&highlight=%CD%D1%C8+%C7%E1%CD%CF%ED%CB
---
د. هشام عزمي
04-17-2006, 12:24 AM
جزاك الله خيرًا يا شيخنا عبد الرحمن الشهري .
ويقول التقرير إن أنصار الحداثة والعلمانيين هم أقرب هذه الفئات للغرب، ولكنهم بشكل عام في موقف أضعف من المجموعات الأخرى، حيث ينقصهم المال والبنى التحتية والبرنامج السياسي، ويقترح التقرير استراتيجية لدعم أنصار الحداثة والعلمانيين، وذلك عن طريق طباعة كتاباتهم مقابل تكاليف مدعومة، لتشجيعهم على الكتابة للعديد من القراء وطرح وجهات نظرهم في مناهج المدارس الإسلامية، ومساعدتهم في عالم الإعلام الجديد الذي يهيمن عليه المتشددون والتقليديون.
كما يقترح التقرير أن يتم دعم التقليديين ضد المتشددين من خلال ممارسة الولايات المتحدة لسياسة "تشجيع عدم الاتفاق" بين الطرفين، ومن الاستراتيجيات المقترحة أيضاً في التقرير، مواجهة ومعارضة المتشددين من خلال تحدي تفسيرهم للإسلام وفضح ارتباطهم بمجموعات وأنشطة غير قانونية، وذهبت (بينارد) إلى أبعد من ذلك، حيث دعت إلى تقوية الصوفية "لأنها تمثل تفسيراً أكثر خمولاً للإسلام".
هذه حرب على الإسلام ، فأين منادي الجهاد ؟
يقول العلامة الإمام ابن حزم رحمه الله : (( قال تعالى: { ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح } . ولا غيظ أغيظ على الكفار والمبطلين من هتك أقوالهم بالحجة الصادعة وقد تهزم العساكر الكبار والحجة الصحيحة لا تغلب أبداً فهي أدعى إلى الحق وأنصر للدين من السلاح الشاكي والأعداد الجمة )) الإحكام في أصول الإحكام ج1 ص28 .
هيا إلى الجهاد يا أهل العلم ؛ فوالله لو دقت الطبول ورفعت الرايات وشهرت السيوف وصهلت الخيول ، لن ينقشع غبار المعركة إلا عن أشلاء أعداء الإسلام !
---
أحمد الطعان
04-17-2006, 12:47 AM
جزاكم الله خيراً ...(1/909)
إن ما تقوله الكاتبة هو تأكيد لسياسة ينتهجها الغرب ضد الإسلام منذ قرون ، ولم تزد على أنها تكرر كشف الوجه القبيح والعنصرية البغيضة للحظيرة التي تنتمي إليها
فمنذ عقود والغرب يربي لنفسه خلفاً بعد أن خرجت جحافله من بلادنا ...
وقد نجح إلى حد كبير في إثارة الاضطراب وزعزعة وحدة الأمة على مستويات عديدة ... ولا يزال ..
وقد وكل إلى كل من هؤلاء التلاميذ المدللين جانباً يتولونه ودعمهم مادياً وإعلامياً فبعضهم يتخصص في محاولة الطعن في ثبوت القرآن : أركون
وبعضهم يتخصص في إزاحة الحديث والشريعة : العشماوي
وبعضهم في تشويه التاريخ والعزف على الفتنة : فرج فودة
وبعضهم في تشويه السيرة النبوية والتاريخ الذهبي للأمة : سيد القمني
وبعضهم في ترويج المذاهب المختلة الفرويدية الوجودية الداروينية النسبوية
نوال السعداوي - أبو زيد - أحمد ماضي - شحرور - تركي الربيعو -
وهذه مجرد أمثلة وخلف كل واحد منهم جيش من المروجين والتلاميذ المبهورين والمنتفعين ...
لقد سار الغرب في الطريق الذي ترسمه الكاتبة منذ زمن طويل ولكن أرجو أن تكون أمتنا قد تنبهت وأفاقت من نومها .
---
د.حسن خطاف
04-20-2006, 03:37 PM
بارك الله بجهودكم
لكن أما آن للمسلم أنْ يعي انه مستهدف ، فالقرآن الكريم مادام منهجا للمسلم فهو مستهدف ، وهذه حقيقة يبنبغي ان يضعها المسلم نصب عينيه، وهذه الحقيقة ينبغي أن تدفعه إلى العمل بكل ما يطلب القرآن منا ، لأن عز المسلمين كامن به وهذا هو سبب الحملة الشعواء على القرآن بدعوى التحريف مرة وبدعوى عدم مسايرته للواقع مرة أخرى وبدعوى أن مصنع للتطرف ، فالمسلم لاينبغي أن يلدغ من جحر مرتين ، فكيف إذا لدغ أكثر من ذلك!(1/910)
كلكم يعلم مقولة " غلادستون" الذي توفي أكثر من مائة سنة عندما قال" مادم هذا القرآن موجودا فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ، ولا أن تكون هي نفسها في أمان" وغلادستون شخصية لها وزنها السياسي في بريطانيا فقد استلم وكيل وزارة الحرب والمستعمرات
من هنا كان لزاما عليهم أن ينصروا العلمانية ويشجعوا بكل ما منحوا من قوة لأنه من أعظم السبيل للوقوف أمام القرآن ، فعندما يجعل القرآن في المسجد فقط بعيدا عن الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والتربية... فهذا يعني توقف فاعلية القرآن ، وهنا نتذكر مؤتمر لوزان حيث انعقدت مفاوضات بين بريطانيا وتركيا بعد أن خرجت مهزومة من الحرب ، حيث وضع رئيس الوفد البريطاني" كرزون" أربعة شروط للاعتراف بتركيا من أهم هذه الشروط إعلان علمانية تركيا وإلغاء الخلافة الإسلامية.
هذا الصنيع يفسر لنا في واقع الأمر كم يهم عزل الشريعة عن الواقع ، ومن اللافت للانتباه الدور البريطاني في مثل هذه الأمور ، ومن هنا كان اول عمل يقول به الاستعماء إبعاد المدارس التي تهتم بتعليم القرآن واللغة العربية
وصدق الله العظيم الذي لخص فكر أولئك إيّما تلخيص عندما قال:" قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر"
---
الكشاف
04-20-2006, 03:46 PM
شكراً جزيلاً للإخوة جميعاً ، والموضوع موضوع خطير ينبغي التنبه له والعمل من أجل إحباطه كما تفضل الدكتور حسن خطاف بارك الله فيه.
أين يمكن الحصول على تقرير مؤسسة راند كاملاً بالعربية ، فقد سمعت به أول مرة من الدكتور الفاضل عبدالله النفيسي في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة ؟ ليتني أظفر به من أحدكم وأكون شاكراً !
---
مصطفى عثمان محمود
06-02-2006, 12:45 AM
فى وقت ليس بعيد كانت حروب داخليه فى الدول العظمه وتسمى حرب الملونين مطالبين
المساواه بين البيض و السود وان هذه الخلافات قد حسمت فى الدول المتخلفه على حد
تعبيرهم والذى نهى الخلاف هو الاسلام
---(1/911)
الجندى
06-02-2006, 01:34 AM
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4558
---
(1/912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما هي شروط بحوث الترقية ؟
---
ما هي شروط بحوث الترقية ؟
---
أحمد القصير
06-25-2003, 02:45 PM
إلى الأساتذة الفضلاء في هذا الملتقى أرجو الإفادة بذكر شروط بحوث الترقية لدرجة أستاذ مشارك ، وأستاذ ، مع التفصيل في ذلك ، وذكر كتاب يمكن الرجوع إليه في هذا الموضوع إن تيسر .
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-26-2003, 02:21 PM
تعليمات الترقية لدرجة أستاذ مشارك
1 –شروط الترقية: يشترط للتقدم للترقية إلى درجة أستاذ مشارك مايلي :
(أ) خدمة لا تقل عن أربع سنوات في درجة أستاذ مساعد في جامعة سعودية أو جامعة أخرى معترف بها ، علي ألا تقل مدة الخدمة في الجامعات السعودية عن سنة واحدة. ولعضو هيئة التدريس الحق في التقدم إلى مجلس القسم بطلب الترقية قبل اكتمال المدة النظامية بمدة لاتزيد علي ستة أشهر.
(ب) أن يكون ما تقدم به من إنتاج علمي قد نشر أو قبل للنشر أثناء شغله درجة أستاذ مساعد.
(ج) استيفاء الحد الأدنى من الإنتاج العلمي المطلوب للترقية إلى درجة أستاذ مشارك وهو أربع وحدات.منشورة أو مقبولة للنشر، منها اثنتان – على الأقل – عمل منفرد على ألا يقل المنشور فعلاً عن وحدة واحدة..
يدخل ضمن الحد الأدنى للإنتاج العلمي المطلوب لترقية عضو هيئة التدريس ما يأتي :
أ- البحوث المنشورة أو المقبولة للنشر في مجلات علمية محكمة على ألا تقل عن وحدة واحدة
ب- البحوث المحكمة المقدمة للمؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة إذا كانت منشورة بأكملها أو مقبولة للنشر ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.
ج- البحوث المحكمة المنشورة أو المقبولة للنشر من مراكز البحوث الجامعية المتخصصة.
د- المحكم من الكتب الجامعية والمراجع العلمية ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.
هـ-تحقيق الكتب النادرة المحكم ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.(1/913)
و- الترجمة المحكمة للكتب العلمية المتخصصة ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.
ز- الكتب والبحوث المطبوعة من قبل هيئات علمية وتكون خاضعة للتحكيم ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.
ح- الاختراعات والابتكارات التي صدرت لها براءات من مكاتب براءات الاختراع .
ط -النشاط الإبداعي المتميز ويقبل منها واحدة فقط.
يجب أن يكون الإنتاج العلمي المتقدم به عضو هيئة التدريس للترقية منشوراً أو مقبولاً للنشر في أكثر من منفذ نشر واحد
يحتسب العمل العلمي بوحدة واحدة إذا كان المؤلف منفرداً بتأليفه ، وبنصف وحدة إذا اشترك في تأليفه اثنان ، وإذا كان بحثاً مشتركاً بين أكثر من اثنين فيحتسب بنصف وحدة للباحث الرئيس ولكل واحد من الباقين بربع وحدة ، وإذا كان عملاً مشتركاً آخر بين أكثر من اثنين فيحسب لكل واحد منهم ربع وحدة.
2_تقييم الترقية: تتم الترقية بعد تقييم جهود عضو هيئة التدريس المتقدم للترقية على أساس (100) مائة نقطة مقسمة على النحو التالي :
60 ستين نقطة للإنتاج العلمي.
25 خمس وعشرين نقطة للتدريس.
15 خمس عشرة نقطة لخدمة الجامعة والمجتمع.
يجب ألا يقل ما يحصل عليه عضو هيئة التدريس لكي تتم ترقيته عن (60) ستين نقطة ، على ألا يقل ما يحصل عليه المرشح للترقية عن (35) خمس وثلاثين نقطة في مجال الإنتاج العلمي .وتتم الترقية بأغلبية رأي المحكمين الثلاثة
3-إجراءات الترقية :
* يقدم عضو هيئة التدريس طلب الترقية إلى مجلس القسم المختص ويتضمن ما يأتي :
-صورة من آخر ملف أكاديمي مشتملا النشاطات التدريسيه و أنشطة خدمة الجامعة والمجتمع.
-خمس نسخ على الأقل من الإنتاج العلمي المقدم للترقية والبيانات الموضحة له.
-أي معلومات إضافية لدعم طلب الترقية.
-أي معلومات أو وثائق أخرى يطلبها مجلس القسم أو مجلس الكلية أو المجلس العلمي.(1/914)
* ينظر مجلس القسم ثم مجلس الكلية في طلب الترقية ويتم التحقق من استيفاء الشروط والإجراءات ويتم اقتراح أسماء ثمانية محكمين مختصين على الأقل ثم يوصي برفع الطلب إلى المجلس العلمي .
* يدرس المجلس العلمي طلب الترقية بناء على توصية مجلسي القسم والكلية ، ويقوم بعد الدراسة بما يأتي :
- اختيار خمسة محكمين ، ويجوز أن يختار منهم من المرشحين من مجلس الكلية ، ثلاثة منهم أساسيين والرابع والخامس احتياطيان يلجأ إليهما عند الحاجة. ويشترط أن يكون المحكمون من الأساتذة ويجوز أن يكون أحدهم أستاذا مشاركا .ويجب أن يكون اثنان من المحكمين الثلاثة الفعليين من خارج الجامعة.
- إرسال الإنتاج العلمي والبيانات الخاصة بالترقية إلى المحكمين بطريقة سرية ، لتقويمها وفق النماذج التى تم إعدادها من قبل اللجنة الدائمة للترقيات العلمية وتمت الموافقة عليها من المجلس العلمي.
- اتخاذ قرار بترقية عضو هيئة التدريس أو بعدم الموافقة على ترقيته ، وذلك بعد النظر في تقارير المحكمين ، والتقارير الخاصة بنشاط المتقدم للترقية في مجال التدريس وخدمة الجامعة والمجتمع.
- إذا قرر المجلس عدم الموافقة على الترقية لضعف الإنتاج العلمي ، يقوم بتحديد مصير الأبحاث المقدمة وما يستبعد منها وما يصح تقديمه مرة أخرى ، على أن يشتمل الحد الأدنى للترقية في حال طلب الترقية مرة أخرى وحدة بحثية جديدة – على الأقل – للمتقدم للترقية إلى رتبة أستاذ مشارك.
يجب ألا يكون الإنتاج العلمي المقدم للترقية مستلاً من رسائل الماجستير أو الدكتوراه أو من مؤلفات سابقة للمتقدم. وفي حال تأكد المجلس العلمي من أن هناك ما هو مستل من ذلك ، فيحرم المتقدم للترقية من التقدم بطلب آخر للترقية مدة عام من تاريخ صدور قرار المجلس العلمي بذلك.(1/915)
تتم ترقية عضو هيئة التدريس علمياً من تاريخ صدور قرار المجلس العلمي بذلك ، أما ترقيته وظيفياً فتعتبر من تاريخ صدور القرار التنفيذي إذا توافرت وظيفة شاغرة يمكن الترقية عليها.
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
06-26-2003, 02:23 PM
تعليمات الترقية لدرجة أستاذ
1 –شروط الترقية: يشترط للتقدم للترقية إلى درجة أستاذ مايلي :
(أ) خدمة لا تقل عن أربع سنوات في درجة أستاذ مشارك في جامعة سعودية أو جامعة أخرى معترف بها ، على ألا تقل مدة الخدمة في الجامعات السعودية عن سنة واحدة. ولعضو هيئة التدريس الحق في التقدم إلى مجلس القسم بطلب الترقية قبل اكتمال المدة النظامية بمدة لاتزيد عن ستة أشهر.
(ب) أن يكون ما تقدم به من إنتاج علمي قد نشر أو قبل للنشر أثناء شغله لدرجة أستاذ مشارك.
(ج) استيفاء الحد الأدنى من الإنتاج العلمي المطلوب للترقية إلى درجة أستاذ وهو ست وحدات منشورة أو مقبولة للنشر، ثلاث منها – على الأقل – عمل منفرد على ألا يقل المنشور فعلاً عن ثلاث وحدات..
يدخل ضمن الحد الأدنى للإنتاج العلمي المطلوب لترقية عضو هيئة التدريس ما يأتي :
أ- البحوث المنشورة أو المقبولة للنشر في مجلات علمية محكمة ، على ألا تقل عن وحدتين بحثيتين.
ب- البحوث المحكمة المقدمة للمؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة إذا كانت منشورة بأكملها أو مقبولة . . للنشر ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط
ج- البحوث المحكمة المنشورة أو المقبولة للنشر من مراكز البحوث الجامعية المتخصصة.
د- المحكم من الكتب الجامعية والمراجع العلمية ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.
هـ- تحقيق الكتب النادرة المحكمة ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.
و- الترجمة المحكمة للكتب العلمية المتخصصة ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.
ز- الكتب والبحوث المطبوعة من قبل هيئات علمية وتكون خاضعة للتحكيم ، ويقبل منها وحدة واحدة فقط.(1/916)
ح- الاختراعات والابتكارات التي صدرت لها براءات من مكاتب براءات الاختراع .
ط- النشاط الإبداعي المتميز واحدة فقط.
يجب أن يكون الإنتاج العلمي المتقدم به عضو هيئة التدريس للترقية منشوراً أو مقبولاً للنشر في أكثر من منفذ نشر واحد
يحتسب العمل العلمي بوحدة واحدة إذا كان المؤلف منفرداً بتأليفه ، وبنصف وحدة إذا اشترك في تأليفه اثنان ، وإذا كان بحثاً مشتركاً بين أكثر من اثنين فيحتسب بنصف وحدة للباحث الرئيس ولكل واحد من الباقين بربع وحدة ، وإذا كان عملاً مشتركاً آخر بين أكثر من اثنين فيحسب لكل واحد منهم ربع وحدة.
2_تقييم الترقية : تتم الترقية بعد تقييم جهود عضو هيئة التدريس المتقدم للترقية على أساس (100) مائة نقطة مقسمة على النحو التالي :
60 ستين نقطة للإنتاج العلمي.
25 خمس وعشرين نقطة للتدريس.
15 خمس عشرة نقطة لخدمة الجامعة والمجتمع.
يجب ألا يقل ما يحصل عليه عضو هيئة التدريس لكي تتم ترقيته عن (60) ستين نقطة ، على ألا يقل ما يحصل عليه المرشح للترقية عن (40)أربعين نقطة في مجال الإنتاج العلمي وتتم الترقية إلى درجة أستاذ بإجماع رأي المحكمين الثلاثة ، وفي حال موافقة اثنين من المحكمين على الترقية وعدم موافقة المحكم الثالث ، يحال الإنتاج العلمي إلى محكم رابع ويكون رأيه نهائياً.
3-إجراءات الترقية :
* يقدم عضو هيئة التدريس طلب الترقية إلى مجلس القسم المختص ويتضمن ما يأتي :
-آخر ملف أكاديمي مشتملا علي النشاطات التدريسية وأنشطة خدمة الجامعة والمجتمع.
-خمسة نسخ على الأقل من الإنتاج العلمي المقدم للترقية والبيانات الموضحة له.
-أية معلومات إضافية لدعم طلب الترقية.
-أية معلومات أو وثائق أخرى يطلبها مجلس القسم أو مجلس الكلية أو المجلس العلمي.(1/917)
* ينظر مجلس القسم ثم مجلس الكلية في طلب الترقية ويتم التحقق من استيفاء الشروط والإجراءات ويتم اقتراح أسماء ثمانية محكمين مختصين على الأقل ثم يوصي برفع الطلب إلى المجلس العلمي .
* يدرس المجلس العلمي طلب الترقية بناء على توصية مجلسي القسم والكلية ، ويقوم بعد الدراسة بما يأتي :
- اختيار خمسة محكمين لتقييم البحوث ، ويجوز أن يختار منهم من المرشحين من مجلس الكلية ، ثلاثة منهم أساسيين والرابع والخامس احتياطيان يلجأ إليهما عند الحاجة. ويشترط أن يكون المحكمون من الأساتذة .ويجب أن يكون اثنان على الأقل من المحكمين الثلاثة الفعليين من خارج الجامعة.
- إرسال البحوث والبيانات الخاصة بالترقية إلى المحكمين بطريقة سرية لتقييمها وفق النماذج التي تم إعدادها من قبل اللجنة الدائمة للترقيات العلمية وتمت الموافقة عليها من المجلس العلمي.
- اتخاذ قرار بترقية عضو هيئة التدريس أو بعدم الموافقة على ترقيته ، وذلك بعد النظر في تقارير المحكمين ، والملف الأكاديمي المشتمل على نشاط المتقدم للترقية في مجال التدريس وخدمة الجامعة والمجتمع.
- إذا قرر المجلس عدم الموافقة على الترقية لضعف الإنتاج العلمي ، يقوم بتحديد مصير الأبحاث المقدمة وما يستبعد منها وما يصح تقديمه مرة أخرى ، على أن يشتمل الحد الأدنى للترقية في حال طلب الترقية مرة أخرى وحدتين بحثيتين جديدتين على الأقل .
يجب ألا يكون الإنتاج العلمي المقدم للترقية مستلاً من رسائل الماجستير أو الدكتوراه أو من مؤلفات سابقة للمتقدم. وفي حال تأكد المجلس العلمي من أن هناك ما هو مستل من ذلك ، فيحرم المتقدم للترقية من التقدم بطلب آخر للترقية لمدة عام من تاريخ صدور قرار المجلس العلمي بذلك.
تتم ترقية عضو هيئة التدريس علمياً من تاريخ صدور قرار المجلس العلمي بذلك ، أما ترقيته وظيفياً فتعتبر من تاريخ صدور القرار التنفيذي إذا توافرت وظيفة شاغرة يمكن الترقية عليها.
---(1/918)
عبدالرحمن الشهري
06-26-2003, 03:33 PM
شكراً جزيلاً لأخي الكريم الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري على هذه المعلومات التفصيلية . وقد هممت بإجابة أخي الكريم أحمد القصير ، ولكن لم أتمكن لطولها وضيق الوقت.
هذه المعلومات التي تفضل بها الدكتور محمد الخضيري - وفقه الله - يمكن الرجوع إليها في اللائحة المنظمة لشؤون منسوبي الجامعات السعوديين من أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم . التي أصدرتها الأمانة العامة التابعة لمجلس التعليم العالي بالسعودية. الطبعة الأولى 1418هـ .
وهذه المعلومات المشار إليها هي نص بعض المواد من المادة رقم (21) إلى المادة ذات الرقم (37)
وهي ضمن كتاب (نظام مجلس التعليم العالي والجامعات ولوائحه الذي طبعته جامعة الإمام مشكورة. وهذه المواد التي سبقت الإشارة إليها تقع فيه من صفحة 253 إلى صفحة 263
وربما يقصد أخي الكريم الشيخ أحمد القصير الشروط العلمية لمادة البحوث العلمية للترقية من حيث قيمتها العلمية وطولها وعدد صفحاتها وطريقة كتابتها ونحو ذلك ، وهذا له وقت آخر إن كان هذا قصده.
وعندي كتاب جيد درس فيه أحد أعضاء هيئة التدريس هذه اللوائح دراسة نقدية لعلي أدرج ما يتعلق بهذا الأمر مستقبلاً .
وفقكم الله.
---
أحمد القصير
06-28-2003, 05:44 PM
أشكر أخي الكريم فضيلة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري على ما تفضل به من معلومات قيمة ، وأثني بالشكر لأخي الكريم الأستاذ عبد الرحمن الشهري .
وما ذكرته أخي عبد الرحمن من قولك : وربما يقصد أخي الكريم الشيخ أحمد القصير الشروط العلمية لمادة البحوث العلمية للترقية من حيث قيمتها العلمية وطولها وعدد صفحاتها وطريقة كتابتها ونحو ذلك .
أقول نعم ، قصدت هذا ، وكذلك أردت ما تفضل به أخي الكريم الدكتور محمد ، مع شكري للجميع .
---
(1/919)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب التوحيد للشيخ الفوزان
---
كتاب التوحيد للشيخ الفوزان
---
إمداد
11-11-2005, 02:27 AM
كتاب التوحيد للشيخ الفوزان
--------------------------------------------------------------------------------
.
كتاب قيم للعلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء
يشرح الكتاب أهم مسائل العقيدة_ التوحيد و ما يناقضة من أفعال و أقوال
يشرح الكتاب الشرك و الكفر و النفاق, و يشرح اقوال و أفعال تنافي التوحيد أو تنقصه. ثم يبين الكتاب ما يجب اعتقاده نحو الرسول صلى الله عليه و سلم و نحو آله و صحابته.
ثم يبين الكتاب ما يقع من البدع.
الكتاب بشكل كتاب الكتروني _سهل المطالعة_ كتبت كل من الآيات و الأحاديث بألوان و خطوط مختلفه ليسهل على القاريء القراءة و الاستفادة.
عسى الله سبحانه أن يتكرم بالقبول و يجعل هذا عملا خالصا لوجهه ,,, آمين
http://www.3llm.com/main/download.php?action=download&fileid=1123
---
(1/920)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استنباط الأحكام من القرآن (أقل مدة الحمل نموذجاً)
---
استنباط الأحكام من القرآن (أقل مدة الحمل نموذجاً)
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2005, 10:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أول من تنبه للجمع بين قوله تعالى في سورة البقرة :?والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة? وقوله تعالى في سورة الأحقاف :?وحمله وفصاله ثلاثون شهرا? ، ويروى مثل هذا عن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما . والدليل المركب من هاتين الآيتين يدل على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر. حيث تنقص من الثلاثين شهراً أربعة وعشرين وهي مدة الرضاعة فيبقى ستة أشهر.
وقد وجدت دراسة مختصرة حول هذا الموضوع في موقع الإسلام اليوم فأحببت نقلها هنا ليطلع عليها من لم يقرأها هناك. ولتعرضها للموضوع من حيث الفقه والطب والتفسير.
أقل وأكثر مدة الحمل دراسة فقهية طبية
للدكتور عبد الرشيد بن محمد أمين بن قاسم .[أمين مصادر التعلم بتعليم مكة المكرمة]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
ففي 19جمادي الآخرة عام 1364هـ ألحق القاضي مصطفى عبدالقادر العلوي القاضي بالمحكمة الشرعية بمكة المكرمة نسب طفل ولدته أمه بعد موت زوجها بخمس سنين، وحكم لأختها خديجة بلحوق طفلها بزوجها الذي طلقها قبل أربع سنين(1)، فهذه القضية وأمثالها جعلت عددًا من الباحثين المعاصرين يتناولون هذا الموضوع بدراسة متعمقة كما جعلت بعض الأطباء يكتب ويراجع العلماء في هذه المسألة. فأقصى مدة تقضيها المرأة وهي حامل مما تنازع فيها الفقهاء قديماً.(1/921)
كما تنازع الأطباء والباحثون فيها حديثًا ومعرفة الرأي الراجح فيها بالغ الأهمية؛ لما ينبني عليه من أحكام عديدة كدرء الحد والإرث والنسب والنفقه والعدة وغيرها من أحكام الأسرة.
وهو ما سنبينه بإذن الله في الأسطر التالية، محاولين الجمع بين ما قاله الفقهاء أصحاب التنظير، والأطباء أصحاب الخيرة والتطبيق، مبينين قبل ذلك أقل مدة لحمل المرأة لما بين المسألتين من علاقة على أن يكون ذلك في مبحثين:
المبحث الأول: أقل مدة للحمل
اتفق العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر(2) ويدل على ذلك ما يلي:
1 – الدليل المركب من قوله تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" (3) مع قوله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين" (4).
وجه الدلالة:
إذا كان مجموع الحمل والإرضاع ثلاثين شهراً وكانت مدة الرضاع منه سنتين كان الباقي في المدة وهو ستة أشهر متعينًا للحمل.
2 – الإجماع حيث أجمع العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر.(5)
3 – الأثر:
عن أبي الأسود أنه رفع إلى عمر أن امرأة ولدت لستة أشهر، فهم عمر برجمها، فقال له علي: ليس لك ذلك. قال الله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين"، وقال تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً"
فحولان وستة أشهر ثلاثون شهراً، لا رجم عليها، فخلى عمر سبيلها، وولدت مرة أخرى لذلك الحد "(6).
ويروى مثل ذلك عن عثمان وابن عباس.
4 – الواقع:
حيث إنه وجد حمل ولد لستة أشهر فمما ذكرته كتب التاريخ أن الحسين بن على رضي الله عنهما والخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وجرير الشاعر المشهور ولدوا لستة أشهر(7).(1/922)
قال الشوكاني: " لم يسمع في المنقول عن أهل التواريخ والسير أنه عاش مولود لدون ستة أشهر، وهكذا في عصرنا لم يسمع بشيء من هذا بل الغالب أن المولود لستة أشهر لا يعيش إلا نادراً، لكن وجود هذا النادر يدل على أن الستة الأشهر أقل مدة الحمل وقد كان من جملة من ولد لستة أشهر من المشهورين عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي "(8).
موقف الطب
قال ابن القيم: " إن الأدلة على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، تظاهرت عليها الشريعة والطبيعة، فالشريعة من خلال الآيتين السابقتين، وأما الطبيعة فقد نقل أقوال الأطباء أصحاب الاختصاص الذين أثبتوا أن أقل حمل كان في مائة وأربع وثمانين ليلة " .
وقد أكد الطب الحديث ما ذهب إليه الفقهاء من أن أقل مدة الحمل ستة أشهر إلا أن المولود لها نادراً ما يعيش في الأحوال العادية. ومع تقدم مجالات الطب أصبح بالإمكان إيجاد فرصة أكبر لمثل هؤلاء المواليد في الحياة بعد وضعه في حضانة طبية مناسبة وقد قرر الأطباء إذا ما ولد الطفل ما بين ( 24 – 36 أسبوعاً ) يسمى الطفل خديجاً (Pematue) ويكون في الغالب قابلاً للحياة، ولكنه يحتاج لعناية طبية خاصة، يقول الطبيب أحمد كنعان: " ويتفق أهل الطب والفقهاء حول أقل مدة الحمل، إذ تؤكد الشواهد الطبية أن الجنين الذي يولد قبل تمام الشهر السادس لا يكون قابلا للحياة، وإلى هذا يذهب أهل القانون أيضاً "(9).
ويقول الطبيب عبد الله باسلامة " فقد غير الأطباء رأيهم الآن وأصبحت أقل مدة الحمل هي ستة أشهر بعد أن كانت سبعة، والواقع أنه إلى الآن لا تزال مذكورة في دائرة المعارف البريطانية أن اقل الحمل الذي يمكن أن يعيش هو 28 أسبوعا أو 169 يوما، ولا أعتقد أنه سوف يجئ يوم من الأيام ويكون في مقدور جنين أن يعيش خارج الرحم ويواصل الحياة إن هو نزل قبل هذه المدة ( ستة شهور) "(10) .(1/923)
ويظهر لي أن النصوص تدل على أن أقل الحمل ستة أشهر في الأحوال العادية، أما إذا سقط قبل الشهر السادس ووضع في حاضنة طبية أو ( رحم صناعي كما يؤمل العلماء إيجاده مستقبلا ) ليتابع رعايته إلى ما بعد الشهر السادس فليس هناك ما يتعارض مع نصوص القرآن فليتأمل.
ومن المسائل التي تبنى على ما سبق فيما لو أتت المرأة بولد بعد نكاحها بخمسة أشهر مثلا، فإن النسب لا يلحق الزوج ويكون الحمل من سفاح.
حمل عيسى عليه السلام
من عقيدة المسلم الإيمان بأن عيسى خلق بغير أب وأنه منسوب إلى أمه مريم العذراء وأنه بشر ونبي من أنبياء الله وكان خلقه آية عظيمة تدل على كمال قدرة الله.
ومن لطائف المعارف التي ذكرتها كتب التفسير مدة حمل عيسى عليه السلام فقد قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: " ما هو إلا أن حملت فوضعت في الحال "
وذهب بعض المفسرين إلى أنه ولد لستة أشهر وقيل ثمانية أشهر وقيل تسعة أشهر(11).
وقد رجح القرطبي قول ابن عباس وهو الأظهر لأن الله ذكر الانتباذ عقب الحمل "فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً * فأجاءها المخاض..." (12). والفاء تدل على التعقيب والله أعلم.
المبحث الثاني: أكثر مدة الحمل
قبل بيان أقوال العلماء في أكثر الحمل يجدر بي أن أنقل رأي الطب في كيفية حدوث الحمل.
بعد أن يتصل الرجل بالمرأة وينزل منه المني فإنه يسير في المهبل ويرسب في قعره بالقرب من فوهة عنق الرحم، التي تفرز رائحة تجذبه إليها فيدور حولها ويكون عدد الخلايا المنوية لا يقل عن 20 مليون في المليلتر من السائل المنوي في الرجل الطبيعي.
ثم يمر تباعاً في الفوهة العنقية، ويبلغ طول المدخل العنقي من الفوهة حتى مقر البييضة 15سم وتساوي هذه المسافة بالنسبة للمني سير 8كم عند الرجل ويعتبر هذا الطريق كثير المنعطفات بسبب الأقنية الغددية وثنايا الأغشية المعترضة في الطريق
فتندفع الخلايا المنوية وتساعدها أذنابها للسير وتضطر لقضاء نصف ساعة في اجتياز كل سنتمتر(13).(1/924)
وتحتاج الخلايا المنوية 4-6 ساعات أحياناً لقطع المسافة وتصل إلى البوق حيث تكون البييضة مهيأة وفي الانتظار.
وتحيط بالبييضة مجموعة من الخلايا تكون لها كالتاج المشع وتبقى البييضة 24 – 36 ساعة فإن لم يحصل مجيء للخلية المنوية فسرعان ما تذوي وتموت وعندئذ تدفعها شعيرات قناة الرحم إلى الرحم الذي يطردها إلى المهبل مع إفرازاته.
أما إذا التقت الخلية المنوية مع البييضة فإنها سرعان ما تكوّن جداراً تمنع غيرها من الخلايا المنوية من الوصول والاختراق، فلا تلقح البييضة إلا خلية واحدة فقط، وبعد التلقيح سرعان ما تتحد النواتان لتصل إلى 46 كروموسوم وتحدث تغيرات فسيولوجية وتبدأ الانقسامات في البييضة الملقحة، وفي هذه الأثناء تتحرك النطفة الأمشاج أو البييضة الملقحة ببطء من قناة فالوب وتتجه عبر القناة الرحمية حتى تقترب من الرحم وفي خلال خمسة أيام أو أسبوع على الأكثر تكون قد وصلت إلى الرحم وهناك تنغرز في المكان المناسب بعد أن تهيأ الرحم لاستقبال البييضة حيث جداره مليء بالأوعية الدموية التي سوف تغذي هذه النطفة(14).
وحين تقترب البييضة الملقحة ( النطفة ) من الغشاء المخاطي للرحم تكون النطفة فيها خملات دقيقة تساعد على الإنغراس وفيها خلايا خارجية آكلة تثبت النطفة في جدار الرحم وتبدأ النطفة في التعلق وتبدأ مرحلة العلقة فيكون الاتصال بين دماء الأم وخلايا التغذية في الجنين اتصالاً مباشراً وتتغذى العلقة الآن من هذه الدماء وإفرازات الغدد الرحمية، ويظهر كيس السلي ( الأمينون ) وكيس المُح والغشاء المشيمي ( الكوريون ) والذي سيكون المشيمة في المستقبل.(15)
أقوال الفقهاء في أكثر الحمل
تنازع الفقهاء في أكثر المدة التي تقضيها المرأة وهي حامل ويمكن إجمالاً أن نلخص الأقوال في قولين الأول: أن أقصى مدة الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر، وبه قال داود وابن حزم من الظاهرية وأختاره عامة الباحثين المعاصرين.(16)(1/925)
والقول الثاني: يمكن أن يمتد الحمل أكثر من تسعة أشهر، وأصحاب هذا القول اختلفوا في أكثر الحمل على الأقوال التالية:
1 – أن أقصى مدة الحمل سنة واحدة لا أكثر، وبه قال محمد بن عبد الحكم وأختاره ابن رشد (17).
2 – أن الحمل قد يستمر إلى سنتين، وهو مذهب الحنفية(18).
3 – أنه قد يستمر إلى ثلاث سنين، وهو قول الليث بن سعد(19).
4 – أن أقصى الحمل أربع سنين، وهو مذهب الشافعية والحنابلة وأشهر القولين عند المالكية(20).
5 – أن أكثر الحمل خمس سنين، وهي رواية عن مالك(21).
6 _ أن أقصى الحمل ست سنين، وهي تروى عن مالك والزهري(22).
7 _ أن أقصى الحمل سبع سنين، وبه قال ربيعه وهي رواية عن الزهري ومالك(23).
8 – لا حد لأكثر الحمل، فإذا ظهر بالمرأة حمل أو وجدت القرائن الدالة على الحمل كالحركة في البطن فإننا ننتظر وإن طالت المدة، أما إذا مضت التسعة أشهر ولم يظهر بها علامات الحمل فلا انتظار لأن الأشهر التسعة هي المدة الغالبة وبه قال أبو عبيد والشوكاني(24).
وهذه الأقوال المتعددة إنما حكيت على ما توارد على السمع عندهم من أن هناك حملاً أمتد لهذا الأمد خلا أصحاب القول الأول والثاني الذين استندوا لبعض النصوص
وهنا أسوق أشهر الأدلة التي استدل بها القائلون بامتداد الحمل عن تسعة أشهر:
1 - أن كل ما لم يرد في الشرع واللغة تحديده فإنه يعود في ذلك إلى العرف والواقع فإذا ثبت في الواقع شيء أخذنا به وقد وجد حمل زاد عن تسعة أشهر.
قال الشوكاني: " لم يرد في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف مرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أكثر مدة الحمل أربع سنين، ولكنه قد اتفق ذلك ووقع كما تحكيه كتب التاريخ، غير أن هذا الاتفاق لا يدل على أن الحمل لا يكون أكثر من هذه المدة، كما أن أكثرية التسعة الأشهر في مدة الحمل لا تدل على أنه لا يكون في النادر أكثر منها فإن ذلك خلاف ما هو الواقع "(25).(1/926)
2 - عن الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك بن أنس إني حدثت عن عائشة أنها قالت: " لا تزيد المرأة في حملها عن سنتين قدر ظل المغزل " فقال: سبحان الله، من يقول هذا ؟ هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان، امرأة صدق وزوجها رجل صدق،
وحملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة، تحمل في كل بطن أربع سنين "(26).
3 – ما روي عن عمر أنه رفع إليه امرأة غاب عنها زوجها سنتين فجاء - وهي حبلى – فهم عمر برجمها، فقال معاذ بن جبل: يا أمير المؤمنين إن يك السبيل لك عليها، فلا سبيل لك على ما في بطنها، فتركها عمر حتى ولدت غلاما – قد نبتت ثناياه – فعرف زوجها شبهه، فقال عمر: عجز النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ هلك عمر(27).
4-قوله تعالى ) وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ( حيث جعل سبحانه الثلاثين شهرًا مقصورة على المدتين، فلا يجوز أن تكون إحداهما أكثر من ثلاثين شهرا (28).
أما الأخبار المتعددة التي جاء فيها الحمل زائدا عن تسعة أشهر فمنها:
أ – أن نساء بني العجلان ولدن لثلاثين شهراً.
ب – أن مولاة لعمر بن عبد العزيز حملت ثلاث سنين، وأن الإمام مالك ولد لثلاثة أعوام.
ج _ أن هرم بن حيان والضحاك بن مزاحم حمل بكل واحد منهما سنتين.
د – ما روي عن مالك أنه قال: بلغني عن امرأة حملت سبع سنين(29).
و- روى المبارك بن مجاهد قال: مشهور عندنا، كانت امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين، فكانت تسمى حاملة الفيل.(30)
موقف ابن حزم من الأخبار السابقة
قال ابن حزم: " وكل هذه أخبار مكذوبة راجعة إلى من لا يصدق، ولا يعرف من هو ؟ ولا يجوز الحكم في دين الله تعالى بمثل هذا "(31).
وقد علل الأحاديث السابقة بالضعف والانقطاع والجهالة، وكذلك الشوكاني يرى أنه لم يصح في أكثر الحمل حديث مرفوع كما تقدم.
وقد استدل أصحاب القول الأول القائلون بعدم تجاوز الحمل المدة المعهودة بما يلي:(1/927)
1 – قوله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" (32) وقوله تعالى: "وحمله وفصاله ثلاثون شهراً" (33).
وجه الدلالة:
قال ابن حزم: " فمن ادعى أن حملا وفصالاً يكون في أكثر من ثلاثين شهراً فقد قال الباطل والمحال، ورد كلام الله عز وجل جهاراً "(34).
2 – ما رواه سعيد بن المسيب عن عمر أنه قال: أيما رجل طلق امرأته فحاضت حيضة أو حيضتين ثم قعدت فلتجلس تسعة أشهر حتى يستبين حملها، فإن لم يستبين حملها في تسعة أشهر فلتعتد بعد التسعة الأشهر ثلاثة أشهر عدة التي قعدت عن المحيض(35).
وجه الدلالة: أن عمر لا يرى الحمل أكثر من تسعة أشهر.
موقف الطب من أكثر الحمل
يرى الطبيب أحمد ترعاني – أخصائي الأمراض النسائية والتوليد – أن الحمل قد يصل إلى عشرة شهور، ولا يزيد على ذلك لأن المشيمة التي تغذي الجنين تصاب بالشيخوخة بعد الشهر التاسع، وتقل كمية الأكسجين والغذاء المارين من المشيمة إلى الجنين فيموت الجنين.
كما أكد أيضًا أنه يجب التأكد أنه ليس ثمة خطأ في مدة الحمل؛ لأن المرأة قد تتأخر عنها الدورة الشهرية بسبب الرضاع مثلاً أو غيره ثم تحمل مباشرة دون حدوث طمث وعند ذلك تطول مدة انقطاع الدورة الشهرية، فيجب اعتبار هذه المدة (أي انقطاع الطمث قبل الحمل) (36).
ويرى الطبيب مأمون شقفة أن الولادات التي تحصل بين الأسبوعين 39 – 41 تتمتع بأفضل نسبة سلامة للأجنة فإذا تأخرت عن الأسبوع 42 نقصت وأصبح الجنين في خطر حقيقي، وكذلك إن حصلت مبكرة عن وقتها نقصت نسبة السلامة، فهي قبل الأسبوع 37 أقل منها في تمام الحمل وهي في الأسبوع 35 أقل بوضوح، والوليد الذي يولد قبل ذلك يحتاج إلى عناية خاصة للمحافظة على حياته(37).
وقد تبين في بعض الإحصائيات أن نسبة الحمل المتأخر حتى 42 أسبوع 4 – 14 % أي بمعدل 10 % ونسبة الحمل الذي يبلغ 43 أسبوع 2 – 7 % (38).(1/928)
وتذكر الإحصائيات أن وفاة المواليد تزداد وتتضاعف بازدياد مدة الحمل عن الأسبوع الثاني والأربعين بسبب تليف المشيمة(39).
وقد بين الطبيب أحمد كنعان سبب استبعاد بقاء الجنين لفترة طويلة في الرحم عن المدة المعتادة فقال: " إن الجنين يعتمد في غذائه على المشيمة فإذا بلغ الحمل نهايته ضعفت المشيمة ولم تعد قادرة على إمداد الجنين بالغذاء الذي يحتاجه لاستمرار حياته، فإن لم تحصل الولادة عانى الجنين من المجاعة فإن طالت المدة ولم تحصل الولادة قضى نحبه داخل الرحم "(40).
وأكد القول بأنه من النادر أن ينجو من الموت جنين بقي في الرحم 45 أسبوعاً، ولاستيعاب النادر والشاذ فإن هذه المدة تُمدَّ أسبوعين آخرين لتصبح 330 يوماً ولم يعرف أن مشيمة قدرت أن تمد الجنين بعناصر الحياة لهذه المدة.
وأهل القانون توسعوا في الاحتياط مستندين إلى بعض الآراء الفقهية بجانب الرأي العلمي فجعلوا أقصى مدة للحمل سنة واحدة(41).
وقد علل الطبيب عبد الله باسلامة و محمد البار توهم بعض النساء أن حملهن قد امتد سنين بإمكان إصابتهن بما يسمى بالحمل الكاذب، وحاصله أن المرأة التي تبحث عن الإنجاب قد تنتفخ بطنها وتتوقف عادتها الشهرية … وتعتقد اعتقاداً جازماً بأنها حامل رغم تأكيد جميع الفحوصات المخبرية والفحوصات الطبية بأنها غير حامل …وقد يحدث لإحدى هؤلاء الواهمات بالحمل الكاذب الذي تتصور أنه بقي في بطنها سنيناً …قد يحدث أنها تحمل فعلا … فتضع طفلا طبيعياً في فترة حمله ولكنها نتيجة وهمها وإيهامها من حولها أنها حملت لمدة ثلاث أو أربع سنوات (42).(1/929)
ثم نبه الطبيب البار لاستحالة امتداد الحمل لفترات طويلة فقال: وينبغي أن ينبه من يدرسون في كتب الفقه على استحالة حدوث هذا الحمل الطويل الممتد سنيناً.. وإنه نتيجة لوهم الأم الراغبة في الإنجاب في أغلب الحالات …أو من اختراع القصاص وأساطيرهم. والمشكلة أن المرأة قد تلد بعد وفاة زوجها أو بعد طلاقها منه بعدة سنوات فيحكم لها الفقهاء بأن الولد للفراش وينسبون الولد لزوجها المتوفى عنها بعدة سنوات أو الذي طلقها قبل عدة سنوات(43).
مناقشة الأدلة:
يظهر من خلال استعراض الأقوال أن الأطباء لا يقبلون بأن ثمة حمل يمتد لسنة فضلاً عن سنوات طويلة، أما الفقهاء الذين تعددت آراؤهم في المسألة فبنوا على ما توارد على أسماعهم وما بلغهم عن نساء امتد عندهن الحمل لفترات طويلة، وثمرة الخلاف تظهر في إثبات النسب للزوج المتوفى أو المطلق، وكذلك الإلزام بالنفقة عند من يقول به والميراث للطفل المولود، ولزوم العدة للمرأة وإقامة حد الزنا وغيرها من الأحكام الهامة.(1/930)
وبالتأمل في الأقوال السابقة يظهر لي أن أقصى مدة الحمل التي تبنى عليها الأحكام الشرعية هي المدة المعهودة تسعة اشهر والتي قد تزيد أسابيع محدودة كما هو الواقع أما المدد الطويلة فهي نادرة والقاعدة الفقهية أن "الاحتمالات النادرة لا يلتفت إليها" والقاعدة "العبرة بالغالب والنادر لا حكم له "(44) والواقع المعاصر يبدد وهم القائلين بامتداد حمل امتد لسنوات حيث يولد في العام الواحد عشرات الملايين من البشر ولو قدر وجود أمثال هذا الحمل لتناقلة وسائل الإعلام والأطباء حيث أنهم يهتمون بنقل ما هو اقل من هذا الحدث بكثير وقد اختار هذا الرأي عامة الباحثين المعاصرين الذين تناولوا هذه المسألة بينما ترك البعض المسألة بدون ترجيح كالباحثة ليلى أبو العلا في رسالة الدكتوراه. وقد استبعد ابن رشد الحفيد امتداد الحمل لسنين حيث قال: " وهذه المسألة مرجوع فيها إلى العادة والتجربة،وقول ابن عبدالحكم والظاهرية هو أقرب إلى المعتاد والحكم إنما يجب أن يكون بالمعتاد لا بالنادر ولعله أن يكون مستحيلا " ولا يعني هذا القطع بنفي وقوع حمل امتد طويلا مع كونه نادر جداً وذلك للأمور التالية:
1 – أن عامة الباحثين المعاصرين لم يتطرقوا لخبر ابن صياد والذي ثبت أنه ولد لسنة ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: لأن أحلف عشر مرارًا أن ابن صائد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أمه، سلها كم حملت، قال فأتيتها فسألتها فقالت: حملت به اثني عشر شهرا، قال ثم أرسلني إليها فقال: سلها عن صيحته حين وقع. قال: فرجعت إليها فسألتها فقالت: صاح صيحة الصبي ابن شهر "(45).(1/931)
وقد يقال بأن ابن صياد هو الدجال وليس كعامة الناس، لكن عامة العلماء على أن الدجال غير ابن صياد فقد دخل مكة والمدينة وله ابن من التابعين الأجلاء الذي روى بعض الأحاديث ومن الثابت أن الدجال لا يولد له(46) ولا يدخل مكة والمدينة إنما كان الرسول r وبعض الصحابة كانوا يشكون في أمره وكان فيه شيء من تلبس الجان.
2 – ذكرت صحيفة ( المحقق الطبي ) الأمريكية في 27 ديسمبر 1884م امرأة دام حملها 15شهراً و 20 يوماً، وورد في مجلة ( تاريخ الأكاديمية ) الفرنسية ذكر حمل دام 36 شهراً أي ثلاث سنين(47).
فهذه أخبار منقولة عن مجلة طبية من جهة طبيب معاصر، وقد سألت الشيخ عبد المجيد الزنداني – واضع أسس علم الإعجاز العلمي في القران والسنة _ في 4/4/1422هـ الموافق 26 / 6 / 2001م بمكة عن ما جاء في كتب الفقهاء من امتداد فترة الحمل لسنين فأخبرني أنه سأل طبيبًا عالميًا مختصًا في علم الأجنة بكندا وذكر الطبيب أن هذا التأخر يرجع إلى مدى استعداد جهاز المناعة للطفل ولم يرفض مبدأ تأخر الحمل.
3- وجود الشواذ في الخلق مقطوع به فقد ثبت ولادة سبعة توائم في بطن واحد بخلاف المعهود، ووجود أطفال ولدوا برأسين، وغير ذلك كثير مما هو نادر وواقع، ولا يمتنع أن توجد على جهة الشذوذ مشيمة لها قدرة على إمداد الطفل لفترة طويلة على غير المعهود كما هو حال المعمرين في هذا الزمان والذين تجاوز أعمار البعض قرن ونصف من الزمان.
4- حدثني الشيخ الدكتور بكر أبو زيد أنه ثبت لديه حين كان قاضياً بالمدينة حمل دام أربع سنين، وأن الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام السعودية – رحمه الله – ثبت لديه حمل دام سبع سنين حين كان يشغل منصب القضاء وحين أورد ذلك على الأطباء في مناقشات مجمع الفقه الإسلامي بالرابطة حاروا في الجواب(38).(1/932)
فإذا أضفنا هذه الأخبار المعاصرة لما ورد في كتب الفقه والتاريخ من وجود نساء حملن لمدد طويلة أفادت هذه الأخبار وجود هذا النوع من الحمل وإن كان شاذاً ونادراً(49).
وأما استدلال ابن حزم بأن الحمل والفصال لا يزيد عن ثلاثين شهراً ويلزم منه أن الحمل تسعة أشهر فهذا استدلال بعيد؛ لأن الآية خرجت مخرج الغالب لأن المرأة لو أرضعت طفلها سنتين وأتمت الرضاعة "لمن أراد أن يتم الرضاعة" (50) فيبقى من الثلاثين شهراً ستة أشهر ولم يقل أحد أن أكثر الحمل ستة أشهر، وكذلك منقوض من جهة أخرى وهو أن المرأة لو أرضعت طفلها سنة واحدة وارتفع لبنها وفطمته لزم أن تكون حملت به سنة وستة أشهر وهو لا يقول بذلك.
إضافة إلى أن الواقع يرفضه، فالواقع يثبت وجود حمل امتد لعشرة أشهر وهو كثيرٌ جداً.
الخلاصة: أن أقصى الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر والتي قد تزيد بضعة أسابيع وهو الذي يبني عليه الأحكام الشرعية،وإذا ادعت المرأة وجود حمل تجاوز المدة المعهودة يلزم أن تثبت ذلك بالبينة الموجبة لتصديق قولها كأن تشهد النساء بوجود هذا الحمل وظهور علاماته الواضحة – التي لا تلتبس مع الحمل الكاذب – كحركة الجنين، أو تثبت ذلك عن طريق تحليل البول أو الدم أو الموجات الصوتية ( السونار ) أو غير ذلك مما يقطع بوجود الحمل من عدمه لأن الأصل عدم امتداد الحمل عن المدة المعهودة، ولقطع باب الادعاء ولكون هذا الحمل ينبني عليه أحكام كثيرة، ويمكن للقضاة في هذا الزمان الاعتماد على الأجهزة الطبية الحديثة التي تحدد عمر الجنين بدقة إضافة إلى البصمة الوراثية والتي تحدد الأبوين بنسبة 99% والله أعلم.
------------------- الحواشي -----------------------
(1) انظر: خلق الإنسان بين الطب والقرآن للبار ص 450
(2) انظر: تفسير القرطبي 9 / 286، شرح زبد ابن رسلان ص 69.
(3) سورة الأحقاف: 15.
(4) سورة البقرة: 233.(1/933)
(5) انظر: الإجماع لابن المنذر ص 95، المبدع لابن مفلح 8 / 111، تفسير القرطبي 9 / 286، التقرير والتحبير لمحمد بن حسن ص 146.
(6) أخرجه البيهقي 7/442 برقم 15326، عبد الرزاق 7 / 351 برقم 13447 وقد قوى ابن عبد البر إسناده كما في الاستذكار 24 / 74.
(7) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 215، الحاوي للماوردي 11 / 205، المغني لابن قدامة 1 / 232، المعارف لابن قتيبة ص 595.
(7) انظر: السيل الجرار للشوكاني 2 / 334، وانظر أيضاً: قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام 2 / 104.
(8) انظر: التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص 213.
(9) انظر: الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان ص 375، وانظر أيضا رحلة الإيمان في جسم الإنسان لحامد أحمد ص 127، والخديج: هو الطفل الذي ولد ناقصاً عن المدة المعهودة.
(10) انظر: رؤية إسلامية لبعض القضايا الطبية لعبد الله باسلامة ص 59، وانظر أيضاً: الطب النبوي والعلم الحديث لمحمود النسيمي 3 / 364.
(11) انظر: تفسير القرطبي 11 / 92، تفسير الطبري 16 / 65، تفسير ابن كثير 3 / 117، الدر المنثور للسيوطي 3 / 6، مسائل الإمام أحمد ص 328.
(12) سورة مريم: 22-23
(13) إذا كانت عدد الخلايا أقل من المليونين أو لم تستطيع الخلايا المنوية المرور من عنق الرحم فإن ذلك من أسباب العقم والتي يمكن معالجته بإذن الله.
(14) انظر: إعجاز القرآن في خلق الإنسان لمحمد كمال ص 20 – 32، الآيات العجاب في رحلة الإنجاب لحامد الأحمد ص 75 – 128.
(15) انظر: المصادر السابقة، أيضاً: موقع صحة sehha.com موقع طبيبي tabeebe.com
(16) انظر: المحلى لابن حزم 10 / 132، تفسير القرطبي 9 / 287. أحكام الجنين لعمر غانم ص76
(17) انظر: تفسير القرطبي 9 / 287، الفقه الإسلامي للزحيلي 7 / 677.
(18) ا نظر: حاشية ابن عابدين 5 / 511، شرح فتح القدير لابن الهمام 4 / 362.
(19) ا نظر: المغني لابن قدامه 7 / 477، شرح فتح القدير لابن الهمام 4 / 362.(1/934)
(20) انظر: الأم للشافعي 5 / 212، روضة الطالبين للنووي 6 / 39، الإنصاف للمرداوي 5 / 212، التاج والإكليل للمواق 4/ 149.
(21) انظر: الكافي لابن عبد البر ص 293.
(22) انظر: مختصر اختلاف العلماء للجصاص 2 / 405، تفسير القرطبي 9 / 287.
(23) انظر: المصدر السابق.
(24) انظر: المغني لابن قدامه 9 / 116، السيل الجرار للشوكاني 2 / 334 – 335، لسان الحكام لابن أبي اليمن ص 332.
(25) انظر: السيل الجرار للشوكاني 2 / 334.
(26) نصب الراية للزيلعي 3 / 264، التلخيص الحبير لابن حجر 3 / 235.
(27) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 7 / 443 برقم 15335، وعبد الرزاق في المصنف 7 / 354 برقم 13454.
(28) انظر: الحاوي للماوردي 11/205.
(29) انظر هذه الأخبار وغيرها في: سنن البيهقي 7 / 443، التلخيص الحبير لابن حجر 3 / 235، المحلى لابن حزم 10 / 132 – 134، تفسير القرطبي 9 / 287، سير أعلام النبلاء للذهبي 8 / 132، تذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 165.
(30) أخرجه الدارقطني 3 / 322 برقم 283، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7 / 443 برقم 15331، أيضاً: نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر ص 190.
(31) انظر: المحلى لابن حزم 10 / 132 – 133.
(32) سورة البقرة: 233.
(33) سورة الأحقاف: 15.
(34) انظر: المحلى لابن حزم 10 / 132 – 133، أيضاً: معتصر المختصر ليوسف بن موسى 1 / 317 وفيه توجيه للآيتين بناء على مذهب الحنفية.
(35) انظر: المحلى لابن حزم 10 / 133.
(36) انظر: أحكام المرأة الحامل للخطيب ص 106.
(37) انظر: القرار المكين لمأمون شقفة ص 73.
(38) انظر: Williams Obstetrics ص 730.
(39) انظر: الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية بحث لنبيه الجيار ص 437 وهي متخصصة في أمراض النساء والتوليد.
(40) انظر: الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان ص 376.
(41) المصدر السابق، والحيض والنفاس والحمل لعمر الأشقر ص 95، 96.(1/935)
(42) رؤية إسلامية لبعض القضايا الطبية لباسلامة ص57، خلق الإنسان بين الطب والقرآن للبار ص 453، 454، أيضاً: الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية ص 672.
(43) المصدر السابق. أحكام التدخلات الطبية لليلى أبو العلا ص356.
(44) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/334، شرح المجلة للباز ص 37، القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الإسلام ابن تيمية في الجنايات والعقوبات لعبدالرشيد قاسم – رسالة ماجستير- ص 265
(45) أخرجه أحمد في المسند 5 / 148 برقم 21357، وابن أبي شيبة 7 / 493 برقم 37485، والطبراني في الأوسط 8 / 242 برقم 8520، قال الهيثمي في المجمع 8 / 2: " ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة " وسكت عنه الحافظ في الفتح 6 / 173.
(46) انظر صحيح الجامع للألباني 1 / 640 برقم 3403 ولفظ الحديث: " الدجال لا يولد له ولا يدخل المدينة ولا مكة " وصححه الألباني.
(47) انظر الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان ص 376 وعزاه لموسوعة المعلومات العامة للأرقام القياسية لغينيس ص 18. وقد اعترض بعض الأطباء على هذه المعلومة بأنها ليست في مصدر طبي معتمد إضافة أن الخبر الأول مضى عيها أكثر من قرن ولم تكن عندهم الوسائل والمختبرات الدقيقة التي تؤكد صحة الخبر.
(48) من خلال مقابلتي له بمكة المكرمة في ذي الحجة 1420هـ
(49) وقد سبق بيان أن الأخبار المذكورة لم تثبت من جهة السند إلا أن كثرتها وتعدد طرقها ووجود الضعف اليسير في بعضها تؤدي للاستئناس بها، ويلا حظ أن الأطباء في هذه الأيام يقومون بعمل الطلق الصناعي أو العملية القيصرية إذا تجاوز الحمل عشرة أشهر، لذا لا غرابة في انعدام وجود أمثال هذا الحمل الطويل أصلاً.
(50) سورة البقرة: 233.
المصدر (http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=5632)
---
عبدالرحيم
05-23-2005, 05:23 PM
أكرمك الله أخي الفاضل على هذا الجهد المشكور(1/936)
لمزيد من الإضاءة حول هذا الموضوع
شبهة النصارى حول الآية الكريمة كما يلي:
جاء في صفحة ( قراءة نقدية للإسلام ) تحت عنوان " الأخطاء الحسابية: " نجد في القرآن بعض الاخطاء الحسابية التي حاول العلماء المسلمون تفسيرها بشتى الوسائل. ففي سورة البقرة، الآية 233 " والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة". ولكن في سورة الاحقاف، الآية 15 نجد:" ووصينا الانسان بوالديه إحساناً حملته امه كُرهاً ووضعته كُرهاً، وحمله وفصاله ثلاثون شهراً". فمن الواضح هنا ان مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحداً وعشرين شهراً، لنحصل على المجموع وهو ثلاثون شهراً، كما جاء في الاية الثانية. واختلف العلماء في ايجاد تفسير مناسب لهذه الهفوة. فقال بعضهم اذا استمر الحمل تسعة اشهر، فالرضاعة احدى وعشرون شهراً، ولكن انما قُصد بالثلاثين شهراً اخذ اقل مدة للحمل، وهي ستة اشهر، في الاعتبار. والاشكال في هذا القول هو أن مدة الحمل في الغالبية العظمى من النساء تسعة اشهر، والولادة في ستة أشهر من الشواذ، والتشريع عادة يأخذ في الاعتبار ما هو شائعٌ ومتعارف عليه، ولا يُبنى التشريع على الشواذ. ولكن حتى لو أخذنا الشواذ في الاعتبار فالولادة بعد ستة أشهر تعتبر إجهاضاً لان الجنين لا يكتمل نموه ويصبح قادراً على الحياة خارج رحم أمه الا بعد الاسبوع الثامن والعشرين من الحمل أي بعد سبعة أشهر. وحتى قبل ثلاثة عقود، ومع تقدم الطب الحديث كانت نسبة المواليد الذين يعيشون اذا ولدوا بعد سبعة أشهر من الحمل لا تزيد عن عشرة بالمائة ".
وللرد عليهم، كنت قد درست الموضوع من جهة أخرى، وهي أقوال علماء النصارى المعاصرين في أقل مدة لحمل الجنين، من باب إقامة الحجة عليهم.
واتصلت بإخوة متخصصين في إحدى جامعات كندا وأكدوا لي أن طلاب تلك الجامعة قاموا بعمل دراسة مستفيضة في أقل مدة للحمل ملخصها :(1/937)
1) على الرابط التالي حوار مع امرأة ولدت بعد حمل دام أربعة وعشرين أسبوعاً (أي ستة أشهر):
http://www.tresors.ca/halte-enfant-premature.htm
2) والرابط التالي يبين تصويراً بالفيديو لمولود عمره ستة أشهر: http://www.chez.com/premature/
3) وبينت الدراسات في تلك الجامعة الكندية أنه نادراً ما يعيش مواليد 22 أسبوع أكثر من 72 ساعة, أما مواليد 23 أسبوع فاحتمال عيشهم يكون 10% في حين أن مواليد 25 أسبوع لديهم فرصة 50% للعيش بلا مشاكل و20-35% منهم لديهم مشاكل عصبية (خاصة الشلل الدماغي) ولكن 10% من المصابين تكون حالتهم خطرة. 2- 3.5 % من الأحياء يتعرضون لمشاكل تستدعي التدخل الطبي انظر: http://www.cps.ca/francais/enonces/FN/fn94-01.htm.
ملاحظة: تم جمع هذه البيانات بتاريخ 24/3/2005م.
والمواقع مكتوبة باللغة الفرنسية ( خاصة بمقاطعة كيبيك الكندية ).
كما أضيف إلى ما ذكره الأخ المكرم بما جاء في المغني لابن قدامة 8/97: " وأقل مدة الحمل ستة أشهر، لما روى الأثرم بإسناده عن أبي الأسود، أنه رفع إلى عمر أن امرأة ولدت لستة أشهر، فهم عمر برجمها، فقال له علي: ليس لك ذلك، قال الله تعالى: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين " البقرة: 233. وقال تعالى:" وحمله وفصاله ثلاثون شهراً " الأحقاف: 15، فحولان وستة أشهر: ثلاثون شهراً ".
---
(1/938)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لمؤتمر بجامعة المنيا (العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة)
---
دعوة لمؤتمر بجامعة المنيا (العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة)
---
جمال أبو حسان
10-17-2006, 09:07 AM
مكتب العميد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000 وبعد
فيسرني دعوة سيادتكم لحضور المؤتمر الدولي الثالث الذي ستعقده الكلية بالتعاون مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة وذلك في الفترة من 4 : 6 مارس 2007م ، تحت عنوان :
"العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة
بين
التراث والمعاصرة"
ويعود اختيار هذا العنوان موضوعا للمؤتمر إلى الرغبة في تحديد مفهوم التراث ومصادره ، وأدوات ومناهج فهمه ، في العلوم الإسلامية والعربية والإنسانية ، والوقوف على مفهوم المعاصرة ومقوماتها وكيفية التعامل معها في هذه العلوم ، وبلورة موقف معين من التراث والمعاصرة ، ومعالجة قضايا الإعجاز في القرآن والسنة 0
ومن هنا فإننا حريصون على مشاركة سيادتكم لنا هذا العرس الثقافي 0 وإنا لواثقون من أن تشريفكم لنا سيثري هذا المؤتمر بكل ما تمثلونه من عطاء ثقافي جاد 0
ونرجو إرسال استمارة المشاركة المرفقة طيه وكذلك ملخص البحث في موعد أقصاه أول ديسمبر 2006م، علي أن يرسل البحث كاملاً في موعد أقصاه أول فبراير 2007م. وذلك حتى يتسنى لنا طباعة البحوث في كتاب تذكاري يتم توزيعه في المؤتمر ويسرنا أن تكونوا في ضيافة الجامعة أثناء فترة انعقاد المؤتمر 0
*ومرفق طيه محاور المؤتمر واستمارة المشاركة ورسم الاشتراك والتسجيل 0
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير ،،،
عميد الكلية ورئيس المؤتمر
أ0د/ محمد عبد الرحيم محمد
محاور المؤتمر :
*العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة
بين(1/939)
التراث والمعاصرة*
المحور الأول : الأطر والمفاهيم :
1- مفهوم التراث – مصادره – أدواته ومناهجه – تحقيقه ونشره .
2- مفهوم المعاصرة – مقوماتها – أدواتها ومناهجها – كيفية التعامل معها .
3- مفهوم الإعجاز – أنماطه - أدواته ومناهجه .
المحور الثاني : التراث والمعاصرة في العلوم الإسلامية :
علوم القرآن والتفسير- الفقه وأصوله- الحديث وأصوله – التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية – الفكر الإسلامي، ...... الخ
المحور الثالث : التراث والمعاصرة في العلوم العربية :
علوم اللغة والنحو – الأدب والبلاغة والنقد الأدبي، ....... الخ
المحور الرابع : التراث والمعاصرة في العلوم الإنسانية :
علم الاجتماع – علم النفس- علم السياسة – علم الاقتصاد، ..... الخ
المحور الخامس : قضايا الإعجاز في القرآن والسنة :
1. قضايا الإعجاز في القرآن ،
الإعجاز العلمي – التشريعي - اللغوي ..... الخ
2. قضايا الإعجاز في السنة ،
الإعجاز العلمي – التشريعي - اللغوي ..... الخ
مكتب العميد
العلوم الإسلامية والعربية وقضايا الإعجاز في القرآن والسنة بينالتراث والمعاصرة
4-6 مارس 2007م
اسم المشارك : ------------------------------------
الوظيفة : -------------------------------------
العنوان : -------------------------------------
التليفون : مكتب منزل
نوع المشاركة : بحث بعنوان ( )
مناقشة ( )
ملحوظة : يرفق ملخص البحث فيما لا يزيد عن خمس صفحات فلوسكاب
-----------------------------------------------------------------------
- 350 جنيه للبحث بحد أقصى ثلاثين صفحة من داخل مصر شاملة الكتاب التذكاري والاستضافة، وما زاد على ذلك تحسب الصفحة بعشرة جنيهات.
- 250 دولار للبحث من خارج الدولة شاملة الاستضافة والكتاب التذكارى.
- 250 جنيه للمشارك بدون بحث من داخل الدولة شاملة الاستضافة.
- 125 دولار للمشارك بدون بحث من خارج الدولة شاملة الاستضافة.(1/940)
- ترسل قيمة الاشتراك على العنوان الآتي : (المؤتمر العلمي السنوي لكلية دار العلوم – البنك الأهلي المصري فرع الجامعة – رقم الحساب 01000247373 )
- يرسل البحث أو الملخص عن طريق البريد الإلكتروني أو علي قرص مدمج Cd مكتوباً بخط Simplifie Arabic بنط 14 ، على أن يكون إعداد الصفحة ( الهوامش ) أعلى ويمين ويسار 4 و أسفل 6 .
جمهورية مصر العربية / المنيا / جامعة المنيا كلية دار العلوم
باسم الأستاذ الدكتور / محمد عبد الرحيم محمد عميد الكلية ورئيس المؤتمر
تليفون/ فاكس 2366091/086 محمول/ 0103342739
Email : Deans Abdel Rahim @ yahoo. Com
---
عبدالرحمن الشهري
10-18-2006, 04:05 AM
جزاك الله خيراً يا أبا محمد على هذه الإفادة ، ونرجوأن يوفق الله للمشاركة العلمية في المؤتمر .
---
أحمد البريدي
10-19-2006, 09:03 PM
جزاك الله أخي الكريم د. جمال
وهل لهم موقع على الانترنت , يمكننا التواصل معهم من خلاله .
---
جمال أبو حسان
10-30-2006, 09:42 AM
نعم يمكن الدخول الى موقع محرك البحث google والدخول الى موقع جامعة المنيا واما اذا اردت العنوان الخاص بالاستاذ محمد عبد الرحيم عميد الكلية فسارسله ان شاء الله
---
(1/941)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول قراءة(فقد كذبوكم)
---
حول قراءة(فقد كذبوكم)
---
ابن وهب
08-29-2005, 07:14 AM
جاء عند القرطبي
)وقراءة العامة ( بما تقولون ) بالتاء على الخطاب وقد بينا معناه وحكى الفراء أنه يقرأ : ( فقد كذبوكم ) مخففا ( بما يقولون ) وكذا قرأ مجاهد و البزي بالياء ويكون معنى ( يقولون ) بقولهم وقرأ بالياء فالمعنى : فما يستطيع الشركاء(
القرطبي - رحمه الله- يعتمد على النحاس في هذا النص
نرجع الى معاني القرآن للنحاس
قال النحاس - رحمه الله
(
ثم قال جل وعز فقد كذبوكم بما تقولون آية 19
أي بقولكم إنهم آلهة
وحكى الفراء أنه يقرأ فقد كذبوكم بما يقولون
قال أبو جعفر والمعنى على هذا فقد كذبوكم بقولهم ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء(
انتهى
فالخلاف هو في يقولون وتقولون
فأظن أن القرطبي -رحمه الله -وهم
وظن أنه في كذبوكم أيضا وأنها مخففة
والدليل على هذا
النص الذي نقلته عن معاني القرآن
أنه لم يذكر هذا أحد غير القرطبي
فابن عطية لم ينقل هذه القراءة
وكتاب النحاس من أهم مصادر ابن عطية - رحمه الله
وقد وعد ابن عطية في مقدمة تفسيره أنه سوف يشير الى القراءات المختلفة المتواترة والشاذة
قال ابن عطية
(وقصدت إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمدت تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ كل ذلك بحسب جهدي وما انتهى إليه علمي وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول (
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب
وصلى على نبينا محمد وعلى آل محمد
تنبيه : لم أرد إفراد هذا في موضوع ولكن لم أقف على موضوع أضم هذا اليه
فإن كنت أخطأت في فتح موضوع خاص فمن حق المشرفين ضم هذا إلى اي موضوع يرونه
---
أبو زينب
08-31-2005, 12:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي ابن وهب
فعلا يبدو أن القرطبي رحمه الله التبس عليه الأمر .(1/942)
راجعت " السبعة في القراءات – ابن مجاهد " لم أجد حول تلك الآية إلا هذا :
قوله " فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا " 19
قرأ عاصم فى رواية حفص بما تقولون فما تستطيعون بالتاء جميعا
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بما تقولون بالتاء فما يستطيعون بالياء
وقرأ قنبل عن ابن أبى بزة عن ابن كثير يقولون . . . يستطيعون بالياء جميعا .
كما أني راجعت " حجة القراءات لابن زنجلة " فما وجدت غير :
" فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا 19 "
قرأ ابن كثير في رواية قنبل فقد كذبوكم بما يقولون بالياء أي كذبوكم بقولهم وقولهم سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وقولهم أيضا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وقولهم أيضا سبحانك أنت ولينا من دونهم ففي قوله أنت ولينا من دونهم دلالة على أنهم لم يعبدوهم لأنهم لو عبدوهم ورضوا بذلك لم يكن الله وليا لهم من دونهم . وقرأ فما يستطيعون بالياء أي فما يستطيع الملائكة لهم صرفا ولا نصرا .
وقرأ حفص فقد كذبوكم بما تقولون بالتاء أي فقد كذبتكم الملائكة بما تقولون أي في قولكم إنهم آلهة وقرأ فما تستطيعون بالياء أي فما يستطيع الشركاء صرفا ولا نصرا لكم .
ولله العلم أولا و آخرا .
---
(1/943)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
---
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
---
مساعد الطيار
07-22-2006, 03:19 PM
يقول ربنا تبارك وتعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )
وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي ، فقد روى مسلم بسنده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول : (( {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)) .
إن القوة في الآية القرآنية جاءة نكرة ، وهي تشير إلى العموم ، خصوصًا مع دخول ( من ) عليها ، وكأن المعنى : أعدوا لهم أي قوة تستطيعون بها إرهاب عدو الله وعدوكم ، فتشمل كل ما يطلق عليه قوة ، ثم جاء تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لينبه على أعلى القوة وأقواها وأجدرها في إرهاب أعداء الله ، إلا وهي الرمي .
ولقد أثبتت الحروب ـ قديمها وحديثها ـ أن الرمي هو السلاح الفتاك الذي يحسم المعركة ، فالمنجنيقات التي كانت تدك الحصون ، وترمي بكرات النار على الناس في حصونهم ، والطائرات التي نراها اليوم تدكُّ البنى التحتية لعراقنا وفلسطيننا ولبناننا ،وغيرها من بلادنا الإسلامية تدل دلالة واضحة على صحة ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعلى القوة وأقواها .
وإذا كنا نرى بأم أعيننا أن اليهود لم يمكنهم التغلب إلا بالرمي من فوق ، أو بالتترس خلف متاريسهم من دبابات وغيرها ، وأنهم لا يستطيعون أن يقاتلوا وجهًا لوجه كما قال الله عنهم : { لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } ، فمتى نعد عدة الرمي لنكون أقوى منهم ؟!(1/944)
أنظروا كيف لم يستطيعوا التغلب على ذلك الشيخ المجاهد المقعد ( أحمد ياسين ) إلا بقوة الرمي ، ويا للجبن !
لم يستطيعوا التغلب عليه فكريًا ، ولا سياسيًا ، ولا بأي نوع من أنواع التغلب ، فما كان منهم إلا أن غدروا به بصاروخ غاشمة ، وياله من موقف ! نسأل الله أن يكون خاتمة خير للشيخ المجاهد رحمه الله تعالى .
وإذا كنا مأمورين بإعداد القوة ، فلم لا نسعى إليها ، ونبدأ بالخطوة الأولى ، ؟!
إن إرادة الاستعداد مطلب للوصول إلى كماله ، فهل نحن نبذل في هذا جهدنا ؟
وبعد ..
فإنك لتعجب أشدَّ العجب من جرأة الكفار على استباحة الأعراض والأموال ، واستباحة القتل والتشريد والتخريب للديار ، وتبريرهم لهذه الأعمال الوحشية الهمجية الظالمة ، واستكثارهم على المسلمين أن يستنكروا هذه الأعمال ، أو أن يردوا بالمثل ، فذلك عندهم غير جائز إلا لهم ، فحقوق الإنسان لا يدخل فيها غير الإنسان الغربي الأبيض فقط !
ومن الأعجب كذلك أن ترى من هو من بني جلدتنا ممن رضع من هذه الحضارة الغربية ، ودافع عن قيمها مرة بعد مرة = لا يستنكر ـ وهو يرى ما يرى ـ أعمال اليهود والنصارى الظالمة التي يقومون بها من قتل وتدمير وتشريد ، فهم بين مبرر أو ساكت عن ظلمهم ؟!
إن قيم الحضارة الغربية تسقط واحدة تلو الأخرى ، وإنه لن تقوم ـ بإذن الله ـ حضارة مادية تقود العالم بعد هذه الحضارة ؛ لذا يجب علينا نحن المسلمين أن نُعِدَّ العدة لاستلام الزعامة والإمامة لهذا العالم لننتشل الناس من ظلم العباد إلى رحمة رب العباد ، كما فعل أسلافنا رضي الله عنهم .(1/945)
ولا شكَّ أن للنصر والاستعلاء مقوماته ، وأن بشائره تلوح في الأفق ، فلنسع إليه ، لنحقق قول الله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هو الفاسقون ( ، وقوله تعالى : ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) .
أسأل الله أن يلطف بنا ، وأن يعذر تقصيرنا في نصرة إخواننا ، وأن يرفع عنهم وعنا المحن والبلايا ؛ إنه سميع مجيب .
---
محمود الشنقيطي
07-22-2006, 05:19 PM
أحسن الله إليكم فضيلة شيخنا الدكتور/مساعد الطيار..
ولقد أنكأت ببعض عباراتك جرحاً غائراً في القلب وهي عبارة (ممن رضع من هذه الحضارة الغربية) فأولئك في حقيقة الأمر هم العدو, كفانا الله شرهم , وليتهم رضعوا من تلك الحضارة رضاعة طبيعيةً كسائر أبنائها بل لم تَجُد لهم إلا باللبن المغشوش , لتنبت منه تلك العقول السطحية والرؤى المهترئة الهشة, وصدق القائل حين قال:
أشكو إلى الرحمن من *** علق يقيم على جراحي
من جلدتي لكن عليَّ*** أشد من وقع الرماح
فهم الجسر الذي يعبر به أعدائنا إلى عقول شبابنا وفتياتنا , ليقين الأعداء أن محيط المُثل والأخلاق الإسلامية لا يمكن أن يُعْبَر ويُشقَّ إلا على ظهورهم , ويزخرفون ذلك باسم الحرية والانفتاح .
ولا أدل على أن أولئك هم أول وأولى عدو بالمواجهة من وقوفهم في وجه كل ما يرون فيه رقيا بأخلاق واهتمامات ناشئة الأمة , ووصفهم لذلك بالجمود والتخلف والرجعية -زعموا- ليرسخوا في أذهانهم أن التقدم هو في متابعة الغرب والسير على خطاهم ولو إلى جحر ضب أو غيره..
وما أثار العدو بلبلة أإو كال تهمة للمسلمين إلا رددها القوم خلفه لكن بصوت أعلى..(1/946)
ولستُ أدري كيف ارتضى أولئك بقصر إعجابهم وطاعتهم للمغفلين فقط من الغربيين , فشهادات بنيه وعقلائه ومفكريه المنصفين , تنبئنا مع إشراقة كل نهار عن استيائهم المتزايد النامي تجاه تنكبهم لهدي الله وشريعته التي لم ولن تصلح أحوال البشر إلا بارتضائها منهجا ونبراسا وحكما في كل صغير وكبير ودقيق وجليل..
وما دمتم يا شيخنا تدعون إلى الاستعداد لأخذ زمام الإمامة والزعامة فلابد من السعي الدؤوب لتحصين الأبناء والبنات من تأثير تلك السموم التي (يتقيؤها) القوم عبر إعلام العالم الذي يحارب في مجمله الفضيلة والحياء -إلا من رحم الله - .
ثم بتبيان عثرات الغرب التي جناها عليه ما يسمونه عبثاً (التقدم والرقي) لتكفر ناشئة الأمة بدعايات المغلَّفين الداعين له من أبناء المسلمين .
وحينها سنرى جيلاً عاقلا متبصراً بمتارك ومآخذ الحياة ويميز الخبيث من الطيب بحيث لا تنطلي عليه تلك الثقافات الفتاكة التي يرادُ لها أن تستقرَّ في عالمنا وبيوتنا وتعليمنا وجميع شؤون حياتنا لنصبح صورة مستنسخة للغرب , ولكن يقيننا بوعد الله (والله متم نوره ولو كره الكافرون)سيظل حاديا لكل داعية وعلم ومربٍّ ووالد ووالدة على طريق الرقي بالعقل الإسلامي وتحصينه .(1/947)
أما أحوالهم مع فلسطين المحتلة ولبنان وغيرها فموقفهم المخزي تبعا للغرب - لأن الفرع له حكم الأصل - هو موقف لم يخف على ذي لبٍّ , فقد جمدت في تلك البقاع من الأرض نداءات حقوق الإنسان , وخرست أفواه المطبلين لعدالة الغرب , وليتهم توقفوا عند ذلك الحد وصمتوا, بل سارعوا إلى تبرير الاعتداء الصهيوني والاحتلال لبلاد المسلمين في فلسطين ولبنان ووصفهم لمن يدافع عن الأقصى بالإرهاب والدموية والوحشية , ومن يقتل بالجملة, ويأسر , ويغصب , ويفجر ويدمر , ويشتت ويهجر ,هو المظلوم الذي له حق الدفاع عن النفس, وهو المخلص من أنظمة الظلم والطغيان , وما علموا أنهم بعد مجازرهم في العراق سيسمعون من يقول يوما ما (رحم الله الحجاج ما أعدله).
---
ابن الجزيرة
07-23-2006, 07:28 AM
االلهم ارفع عن المسلمين ما نزل بهم من البلاء , وأجعل الدائرة لهم .
---
مجدي ابو عيشة
07-23-2006, 11:36 AM
يقول ربنا تبارك وتعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )
وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي ، فقد روى مسلم بسنده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول : (( {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)) .
جزاكم الله خيرا ...
وهذا دلالة على صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
---
مصطفى علي
07-24-2006, 02:24 AM
مات العز بن عبد السلام ولم يقف عز بعده
فهذا هو المكمن
وبدون العز فالمسلسل مستمر
---
(1/948)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد قرآنية ( الحلقة الثانية )
---
فوائد قرآنية ( الحلقة الثانية )
---
أحمد القصير
05-04-2003, 03:21 AM
فوائد قرآنية ( الحلقة الثانية )
الفائدة الأولى :
كل سؤال في القرآن جاء الجواب عنه بـ ( قل ) إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى : { ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا } [ طه : 105 ] حيث جاء الجواب بفاء ( فقل ) ، والسبب في ذلك :
أن هذا السؤال – أعني في سورة طه – هو عبارة عن سؤال لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنه بعد ، لذلك جاء الجواب بـ ( فقل ) ، وكأن المعنى والله أعلم : إن سألوك عن الجبال ( فقل ) .
وأما بقية الأسئلة في القرآن الكريم فهي عبارة عن أسئلة تقدمت ، أي سأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن جواباً عليها .
[ انظر : تفسير القرطبي في آية ، طه : 105 ] .
الفائدة الثانية :
عند تأمل صفتي ( العظيم ) و ( الكبير ) لله تعالى في القرآن الكريم ، وهما صفتان متقاربتان في المعنى ، نجد أنه يقرن معهما صفة العلو ( العلي ) وهذا في القرآن كله ، ولم يتبين لي السر في ذلك حتى الآن ، فسبحان من أودع كتابه من الأسرار التي لا يعلمها إلا هو .
ومن الأمثلة على ذلك :
قوله تعالى : {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }.
الفائدة الثالثة :
عند تأمل آيات القرآن الكريم فيما يتعلق بأسلوب النداء ، نلاحظ ما يلي :
1- إذا كان النداء من الله تعالى للعباد ، جاء بحرف النداء المقتضي للبعد ، كقوله تعالى : { يا عبادي الذين آمنوا } .(1/949)
2- وإذا كان النداء من العباد لله تعالى ، جاء من غير حرف النداء ، وذلك لأن حرف النداء للتنبيه ، والله منزه عن ذلك ، وأيضاً فإن أكثر حروف النداء للبعيد ، وهذا ينافي ما أخبر الله به تعالى من أنه قريب من الداعي خصوصا ، ومن الخلق عموما .
وهذا في القرآن كله – أعني إذا كان النداء من العباد – ومن الأمثلة على ذلك :
قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } وقوله تعالى : { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } .
ولم يأت بحرف النداء إلا في موضعين ، وهما قوله تعالى : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } [ الفرقان : 30 ] وقوله تعالى : { وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ } [ الزخرف : 88 ]
والسبب في ذلك : أن النداء في هاتين الآيتين نداء شكاية ، بخلاف سائر الآيات فإنه نداء طلب ، والله تعالى أعلم .
[ انظر : الموافقات للشاطبي ( 2 / 163-164 ) تحقيق : مشهور بن حسن آل سلمان ] .
---
الغزالي
05-04-2003, 02:47 PM
أحسن الله إليك ، شيخ أحمد وبارك فيك.
نتطلع إلى المزيد !
---
مداد
05-05-2003, 11:41 PM
الحقيقة أنه منذ عام كامل ، لم أجد ما يستحق القراءة في النت ، مثل هذا الموضوع المميز ، فجزى الله كاتبه خيرًا ، وبارك له في وقته ، وعلمه ، وعمله .
لدي تعقيبٌ بخصوص اقتران صفة ( العلي) بصفة ( الكبير ) تارة ، وبصفة (العظيم) تارة أخرى .
معروفٌ أن القرآن نزل بلغة العرب ، وخاطب عقولهم ، وكانت العرب تستصغر الشيء العالي : كلما علا شيءٌ ، زاد في صغره .(1/950)
فأتوقع - والله تعالى أعلم - أن (من) حِكم اقتران الصفتين بهذه الصورة ( لغويًا على الأقل ) أن ينفي ما قد يخطر في أذهان العرب ( الذين كانوا حسيين ماديين ) من أن علوه قد يُشعر ببعد أو صغر - جلا وعلا - .
وربما تكون ( من ) الحِكم - أيضًا - أن صفتيْ ( الكبير والعظيم ) قد تطلقان على أي مخلوق ، فهما ليستا خاصتين بالله وحده - تعالى - . فنحن نقول : هذا عملٌ عظيم ، وذاك كتابٌ حجمه كبير . فلما كانت الصفتان غير خاصتين بالرب -جلا وعلا - بل قد تطلقان على البشر، قدَّم عليهما ( صفة العلو ) الخاصة بجلاله ؛ أي المتعالي عن الأشباه والنظائر ،أو المتعالي عن أن يكون له مماثلٌ أو مشابه في صفاته أو ذاته .
والله - تعالى- أعلم .
---
سوسن
09-18-2005, 10:12 PM
السلام عليكم
بالنسبه لتأملك في قوله تعالى (فقل ينسفها ربي نسفا) أن الفاء جاءت هنا لانهم لم يسألوا الرسول بعد
نجد في سورة البقرة آية 142 (سيقول السفهاء)جاء الجواب (قل لله)
لم يأتي بالفاء مع انهم ايضا لم يسألوا بعد
---
لؤي الطيبي
09-20-2005, 01:01 AM
الأسالذ الفاضل / أحمد القصير - حفظه الله ..
بارك الله فيك على هذه اللفتات الرائعة والملاحظات القيّمة ..
وأسأل الله تعالى أن يزيدكم علماً وإيماناً ..
وأذن لي - أخي الكريم - أن أضيف بعض الإشارات إلى ما جاء في الفائدة الأولى :
فإن كلمة " يسألونك " جاءت في القرآن الكريم أكثر من أربع عشرة مرة ، منها على سبيل المثال : " يسألونك عن الأنفال .. يسألونك عن المحيض .. ويسألونك عن الجبال .. يسألونك ماذا ينفقون .. " .
وعند تدبّر الذكر الحكيم لهذه الواطن بحثاً عن العلل البلاغية في الصيغ المنتقاة في كل منها .. يلفت انتباهنا أولاً صيغة السؤال " يسالونك .. " وجوابه " قل .." . حيث نلاحظ في الصيغتين عدّة أمور :(1/951)
أولاً : جاء السؤال بصيغة الجمع " يسألونك " للدلالة على أن المجتمع المسلم ينبغي أن يكثر فيه العلماء والمتعلمون وإلا كان مجتمعا جاهلا .
ثانياً : جاء السؤال بصيغة المضارع للدلالة عل استمرارية الأسئلة والتساؤلات ، فالمسلم متعطّش للمعرفة يرغب دائما فيها .
ثالثاً : كاف المخاطب في " يسألونك " إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو العالم الذي نستقي منه ديننا .. وهذا تنبيه إلى وجوب سؤال العالم الذي ينصح ويدلّ على الخير ويشير إلى الصواب ، وعدم الأخذ من الجاهل لأنه يَضِلّ ويُضلّ .
رابعاً : من هذه الصيغة نستفيد أيضاً أنه يجب تحديد السؤال " عن الأنفال .. عن المحيض .. عن الجبال .. " وهكذا ..
خامساً : كلمة " قل " فيها دليل على وجوب إجابة السائل ، فمن كتم علماً لجمه الله بلجام من نار ..
ثم نلاحظ أمراً آخر ، وهو أن كلمة " يسألونك " جاءت أربع مرات بغير واو " يسألونك عن الأهلة .. يسألونك ماذا ينفقون .. يسألونك عن الشهر الحرام .. يسألونك عن الخمر " ، ثم جاءت ثلاث مرات مقترنة بالواو : " ويسألونك ماذا ينفقون .. ويسألونك عن اليتامى .. ويسألونك عن المحيض " . والسبب في ذلك - والله أعلم - أن سؤالهم عن الحوادث الأول وقع متفرّقًا ، أما سؤالهم عن الحوادث الأخر فقد وقع في وقت واحد ، لذلك جيء بحرف الجمع دلالة على ذلك .
ولقد بيّنت - حفظك الله - سبب مجيء الفاء بـ(فقل) في السؤال عن نسف الجبال ..
فتبقى إشارة أخيرة ، هي قوله تعالى : "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" ، حيث لم يجيء بـ(قل) للاشارة هنا الى أن العبد في حال الدعاء في أشرف المقامات ولا واسطة بينه وبين مولاه .(1/952)
ومن إعجاز القرآن في اختياره الدقيق للكلمات ما جاء في قوله تعالى في سورة النازعات : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها .. الآيات ".. فلم يأت هنا بـ(قل) كذلك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم وقت حدوثها ، فلا ينبغي التقوّل على الله تعالى فيها ، فعلمها عند الله وحده .
وهذا من إعجاز هذا الكتاب الحكيم ..
---
(1/953)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كيفية دراسة ( أضواء البيان )
---
سؤال عن كيفية دراسة ( أضواء البيان )
---
محمد رشيد
04-16-2003, 04:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، بالنسبة لتفسير [ أضواء البيان ] للشنقيطي ، ما هي الطريقة المثلى لدراسته ، هل يستفاد منه أثناء الدراسة الجامعية الأزهرية ؟ أم أجعل له مرحلة خاصة به يدرس فيها جردا بالكامل من أوله الى اخره فتكون دراسة خاصة به ؟ وبارك الله في جهودكم
---
عبدالرحمن الشهري
04-17-2003, 03:00 AM
كتاب أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من الكتب المتينة في التفسير.
ومؤلفه إمام كبير ، وهو كتاب متقدم لايستفيد منه حق الاستفادة إلا من عاش معه وكان ذا علم بعلوم الآلة ولاسيما اللغة بفروعها وأصول الفقه ، فالشيخ رحمه الله له في كل تلك العلوم اليد الطولى. وهو يفترض فيمن يقرأ كتابه أنه يعرف هذه العلوم جيداً فيكتفي بالإشارات أحياناً. وهذا يجعل المبتدي في حيرة أحياناً.
فإن كنت مبتدأ في التفسير فدعه الآن ، وليكن لك إليه عودة بعد ذلك إن شاء الله. وأنا كنت أطالع فيه أيام دراستي في كلية الشريعة ، فكنت أجد فيه صعوبة بالغة ، فهجرته دهراً ، حيث كان يستغلق علي أكثر مسائله. ثم عاودت النظر فيه بعد ذلك بزمن ، فندمت على أني لم أكن اعتنيت به من قبل ، ثم تبين لي أن تقدم العمر ، وتغير المدارك له دور في ذلك ، ولذلك لم أعرف للكتاب قدره إلا بعد ذلك.
فالحكم على الكتاب يحتاج إلى طول ممارسة ، وأذكر أنني سمعت سائلاً يسأل الدكتور عبدالله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي مؤلف أضواء البيان يسأله هذا السؤال : كيف يمكن الاستفادة من كتاب (أضواء البيان)؟(1/954)
فأجاب بنحو من قولي هذا ، وقال إنه لا بد لكي تنتفع من هذا الكتاب من أن تعيش معه. والأمر كما قلت لك قبل ، الشنقيطي رحمه الله برز في علم التفسير لأنه أتقن كل علوم الآلة التي يحتاج إليها المفسر كتخصصات.
فهو لغوي لا يشق له غبار ، ونحوي لا يبارى ولا يجارى حتى إنه قيل إذا سألت محمد الأمين الشنقيطي عن مسألة في النحو فقال لك : لا أدري ، فلا تتعب نفسك في البحث عنها ؟ وقد جرب الطلاب ذلك فوجدوه كذلك.
وهو أصولي نحرير ، وله مصنفات في ذلك. وهو منطقي متقن وله في ذلك ألفية منظومة ، وله كتاب مطبوع.
وهو إلى ذلك فقيه مالكي من الدرجة الأولى ، وهو بعد كل هذا يكاد يستظهر تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) وهو فوق ذلك عالم بالأنساب بكل معنى الكلمة. وبعد ذلك هو حافظ لأشعار العرب ولا سيما الجاهلي منه والإسلامي. وهو شاعر مطبوع ، فقل لي بالله عليك ماذا ينقص مثل هذا ؟ ومن الذي يجرؤ ليقول أنه ليس إماماً عز نظيره ، وقل شبيهه. رحمه الله.
فاستعان بكل تلك الملكات والقدرات العلمية في التفسير ، فأخرج لنا من بين ذلك كله (أضواء البيان) والكتاب ليس مصنفاً عادياً كبقية كتب التفسير ، وما أكثرها. لا ! بل هو تفسير محرر ، تحتاج للوقوف عند كلامه كثيراً حتى تتصور مسائله ، وتفهم مراده .
فالأمر إذا كما قلت لك: عليك بما يتناسب مع مستواك العلمي والذهني ، وقد كتب في المنتدى ما يتعلق بذلك من قبل ، فراجعه.
أسأل الله أن ينفعنا جميعاً بالعلم ، وأن يجعلنا ممن يعمل بعلمه. والله الموفق.
---
محمد رشيد
04-17-2003, 02:24 PM
أمين ........ بارك الله فيك شيخنا العزيز ، وزادك علما وفهما ، و قد استفدت والله من كلامكم
---
محمد بن مزهر
02-17-2007, 01:58 PM
شيخنا الكريم
هل سلك الشنقيطي رحمه الله النهج نفسه في دروسه التي كان يلقيها ,التي طبعت باعتناء الشيخ :خالد السبت؟(1/955)
لأني قرأت في الأضواء وفي العذب النمير فوجدت نوعاً من الاختلاف لكني بعيد عهد بالاثنين إلا ماكان من مراجعة بعض المسائل في الأضواء؟
كيف ترى هذا التفسير ؟أو ماتقييم الأفاضل ممن اطلع عليه له؟
---
فهد الوهبي
02-17-2007, 08:37 PM
الأخ محمد بن مزهر وفقه الله
بالنسبة للفرق بين أضواء البيان ودروس الشيخ الأمين رحمه الله في التفسير فلا شك أن هناك فرقاً بيناً فكتاب أضواء البيان ركز الشيخ رحمه الله فيه على أمرين هما : تفسير القرآن بالقرآن ، والثاني : المسائل الفقهية في الآيات .
ولذا تجد الشيخ رحمه الله يطيل الحديث في بعض السور كسورة الحج مثلاً ويختصر في غيرها لهذين الاعتبارين ، بل يترك آيات بلا تفسير ..
وأما دروسه في المسجد النبوي فقد كانت كما يسمى ( تفسيراً تحليلياً ) فكانت تقرأ عليه الآيات فيقوم بتفسيرها بذكر معاني المفردات الغريبة وأسباب النزول والأحكام وغير ذلك ويستعين بما ذكره الشيخ عبد الرحمن وفقه الله من ملكات نادرة عند غيره ، وبالإمكان الاستماع إلى الأشرطة أو قراءة العذب النمير لمعرفة ذلك .
ومن الفروق أيضاً أن الشيخ قد فسر بهذه الطريقة جميع آيات القرآن ولكن لم يسجل كثير منها أو أنه قد فقد ..
ولمزيد من الاطلاع حول هذا وغيره آمل زيارة الرابط التالي :
ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين ( صاحب أضواء البيان ) لا تجدها في كتاب ... (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=260&highlight=%D0%DF%D1%ED%C7%CA+%CA%D1%C8%E6%ED%C9)
---
محمد بن مزهر
02-18-2007, 07:50 AM
أخي فهد وفقك الله
أسأل الله أن يهبك علما يضيء به قلبك.وأن يغفر لك ذنبك.
لكن هل أجد ماسجل من دروس الشيح رحمه الله في مكتبة الحرم المدني ؟لأنني أعتزم زيارته قريبا!وقد وجدت بعضها على الشبكة لكني أفضل الكاسيت؟وكم عدد الأشرطة الموجودة؟
لاحرمنا الله من فوائدك.
---
فهد الوهبي
02-18-2007, 06:10 PM
الأخ محمد بورك فيك..(1/956)
الأشرطة موجودة في المكتبات الصوتية داخل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، ولا أدري هل هي موجودة في مكتبة المسجد النبوي ولكن الأفضل أن تشتريها من التسجيلات لجودة إخراجها في ألبوم لكل سورة ولعل تسجيلات اليرموك وخالد واليقين في المدينة لديها هذه الأشرطة ، وأما عدد الأشرطة فقد ذكر الدكتور خالد السبت في العذب النمير أنه وجد 76 شريطاً وهي كما يلي :
سورة البقرة ( 3 ).
سورة الأنعام ( 25 ).
سورة الأعراف ( 27 ).
سورة الأنفال ( 11 ).
سورة التوبة ( 10 ).
هذا ما تسنى لمؤلف العذب النمير الحصول عليه ..
وأوصيك بشراءها وسماعها فهي من أكبر الحوافز لطالب العلم ومن ألذ المسموعات لمحب التفسير ومريد معرفة سير العلماء الأفذاذ ..
بورك فيكم ...
---
(1/957)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد للقرآن اكثر من 70 قراءة !! هذا ماكتبه الشيخ / عبد العزيزقارئ..!
---
هل يوجد للقرآن اكثر من 70 قراءة !! هذا ماكتبه الشيخ / عبد العزيزقارئ..!
---
عبدالله التميمي
09-07-2004, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة اجمعين ..
فقد اطلعت على كتاب الشيخ الفاضل / عبد العزيز بن عبد الفتاح قارئ حفظه الله تعالى وهو رئيس اللجنة المشرفة على طباعة المصحف الشريف في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة سابقاً .. الموسوم بـ( قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن ابي النجود) ..
قال في ص 21 مانصه :
فابن جرير رحمه الله روى في كتابه واحداً وعشرين قراءة .
وكذلك فعل أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابة القراءات .
واسماعيل بن إسحاق القاضي صاحب قالون .. وغيرهم .
يقول مكي بن أبي طالب القيسي في كتابه الإبانة :( وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبةً وأجل قدرنا من هؤلاء السبعة. أما القراءُ السبعة فكان أول من اختارهم واقتصر عليهم في كتابة أبو بكر بن مجاهد في القرن الرابع الهجرى ولذلك يوصف بأنه (مسبع السبعة ) ، وتبعه في ذلك أبو عمرو الدانى ، والشاطبي ، وغيرهما ، وإنما كان اختيار ابن مجاهد وغيره لهؤلاء القراء بقصد التيسيرعلى الأمة , فإنهم لما رأوا الهمم قصرت والأفهام عجزت عن استيعاب طرق القراءات كلها , فنظرو في أئمة القراء وأكثرهم ضبطاً وإتقاناً ,اختاروا منهم هؤلاء , وابن مجاهد إنما جعلهم سبعه ليوافق عدد مصاحف عثمان رضي الله عنهم ..
______
وقد سبق في صفحة 20 وقال :
- موافقة القراءة لخط المصاحف العثمانية ورسمها ولو تقديرا ..(1/958)
فإن لم يحتملها الرسم اعتبرت القراءة شاذة وإن صح سندها , فلا يقرأ بها القر آن.
- أن توافق وجهاً من العربية ..
فإذا تأملت هذه الشروط , فاعلم أن كل قراءة تعرض عليها ، فإن تحققت فيها الشروط ، فهى قرآن ثابت عن النبي صلى الله علية وسلم , وهي مما تضمنه مصحف عثمان وأجمع عليه الصحابة , فيقرأ بها بلا خلاف , ولا يجوز انكارها أو ردها , ومن هذا يتبين لك أن لا تحديد في الأصل لعدد القراءات أو أعيان القراء الذين يُقرأ بروايتهم , ولذلك كان كثير من علماء السلف يقرأ بقراءات تثبت عندهم من غير طريق هؤلاء السبعة المشهورين , ولم يلتزموا في عدد الرواة بسبعة ولا سبعين .
______
هذا هو كلام الشيخ .. فهل لمشايخنا الفضلاء توضيح لكلامه ؟ .. وأنا لما قرأته كاد عقلي يطير ، ووقف شعر رأسي ! فهل يوجد غير القراءات التي نعرفها التي هي كما قال علماءنا عشر قراءات ، يقرأ بها في الصلاة ، وأربع شاذة لا يقرأ بها في الصلاة المجموع (14) قراءة ..
(هل القراءات الشاذة يتعبد بتلاوتها ) ؟
وهل يوجد أكثر من سبعين قراءاة للقرآن كما ذكر الشيخ ؟! وهذا مما قد يحتج به الرافضه في أن السلف او الصحابة قد ضيعو القراءات الواردة في القراءات وأن الأفهام تعجز ؟ وهناك من يحفظ جميع القراءات الموجودة عندنا وكذلك أحاديث نبوية ولم تقصر همته ولم يعجز فهمه ؟
... وما معنى حديث النبي صلى الله علية وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف ) ..
اخوكم ومحبكم
ابو فهد
_____________
ملاحظه :
أصل الموضوع للأخ ابو فهد النجدي في ملتقى اهل الحديث وقد راسلني وطلب مني ان اضعه هنا في ملتقى اهل التفسير لعل المشايخ في الملتقى يجيبون على تساؤلاته .. وسيسجل هو قريبا في ملتقى اهل التفسير ان شاء الله ..
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2004, 03:08 PM
أخي الكريم عبدالله التميمي بارك الله فيه ونفعنا وإياه بالعلم .(1/959)
هذه المسألة التي تكرمتم بالسؤال عنها ، مسألة مشهورة عند علماء القراءات وهي التي أشار إليها الشيخ الجليل عبدالعزيز القارئ حفظه الله . وهي أن عدد القراء الذين رووا القراءة قبل الاكتفاء بالسبعة أو العشرة أو الأربعة عشر أكثر من العدد الذي استقر عليه الأمر بعد ذلك. وكما نقلت عن مكي بن أبي طالب رحمه الله أنه ذكر أنهم أكثر من سبعين قارئ أو نحو هذا العدد .
وابن جرير الطبري قد ذكر هؤلاء القراء وترجم لهم في كتابه الجامع في القراءات وهو مفقود ، وكذلك كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام. وأما كتاب السبعة لابن مجاهد فهو مطبوع بتحقيق الدكتور شوقي ضيف .
وليس في هذا الذي تقدم إشكال ، وليس الاختلاف بين هذه القراءات كبيراً ، وقد اختار العلماء من هؤلاء القراء أوثقهم وأتقنهم للقراءة ، ودونوا أصوله في مصنفاتهم ، وحفظت حتى اليوم ولله الحمد.
والحديث في هذا الموضوع يطول ، ولكن حبذا لو تكرمتم بالاطلاع على الموضوعات التي تناولت هذه المسألة في الملتقى لعلها تنير شيئاً من جوانبه ، ثم يمكن الاستمرار في النقاش إن شاء الله .
- أركان القراءة المقبولة (1) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=186).
- أركان القراءة المقبولة (2) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=224).
- أركان القراءة المقبولة (3) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=305).
- أركان القراءة المقبولة (4) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=355).
- الأحرف السبعة لمحمد بن يوسف (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1328).
- الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة للدكتور مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=191).
- وهناك موضوعات أخرى لها صلة بما سألت عنه ، يمكن الاستعانة بفهرس الملتقى للوصول إليها عبر هذا الرابط(1/960)
فهرس ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=997).
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-07-2004, 10:12 PM
الأخ عبدالله التميمي
السلام عليكم ورحمة الله
لقد أحالك الشيخ عبد الرحمن على مليء
فقد أحالك على بحوث مبدعة في هذا الفن
ولكن نظرا لأنه يدخل الملتقى أناس كثير تختلف قدراتهم العلمية فالبعض قد يرى تلك البحوث تطول عليه وقد لا يستطيع فهما وقد لا يكون لدية جلد لتكملة قراءتها
ولذلك فقد أحببت أن شارك هنا بنقل بحث مختصر عن الأحرف السبعة والقراءات. للشيخ مناع القطان رحمه الله في كتابه مباحث في علوم القرآن
وكذلك فتوى للشيخ عبد اللعزيز بن باز رحمه الله
البحث:
الأحرف السبعة والقراءات.
-1 الأحرف السبعة
أ- التعريف لغة وشرعاً
ب- ضابط القراءة المقبولة
جـ- أنواع القراءات حسب أسانيدها (الأول: المتواتر-الثاني: المشهور-الثالث: الآحاد-الرابع: الشاذ -الخامس: الموضوع-السادس: المدرج)
د- القراءات المتواترة وقراؤها
هـ- أهمية الأحرف السبعة والقراءات
-1 الأحرف السبعة:
أ- التعريف:
لغة: الحرف في أصل كلام العرب معناه الطرف والجانب، وحرف السفينة والجبل جانبهما.
اصطلاحاً: الأحرف السبعة: سبعة أوجه فصيحة من اللغات والقراءات أنزل عليها القرآن الكريم.
ب- بيان الأحرف السبعة في الحديث النبوي.
لما كان سبيل معرفة هذا الموضوع هو النقل الثابت الصحيح عن الذي لا ينطق عن الهوى، نقدم ما يوضح المراد من الأحرف السبعة:(1/961)
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقْرِئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكِدت أساوِره في الصلاة ، فتصَّبرت حتى سلّم ، فلَبَّبْتُهُ بردائه، فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنِيْها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: كذبت، أقرانيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تُقرئها، فقال: " أرسله، اقرأ يا هشام"، فقرأ القراءة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذلك أنزلت " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقرأ يا عمر "، فقرأت التي أقرأني. فقال:"كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه ".
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ".
جـ - الأحرف السبعة والقراءات السبع.
دلتنا النصوص على أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات نزل بها القرآن، ونود أن ننبه بأن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة، التي يظن كثير من عامة الناس أنها الأحرف السبعة. وهو خطأ عظيم ناشىء عن الخلط وعدم التمييز بين الأحرف السبعة والقراءات.
وهذه القراءات السبع إنما عرفت واشتهرت في القرن الرابع، على يد الإمام المقرىء ابن مجاهد الذي اجتهد في تأليف كتاب يجمع فيه قراءات بعض الأئمة المبرزين في القراءة، فاتفق له أن جاءت هذه القراءات سبعة موافقة لعدد الأحرف، فلو كانت الأحرف السبعة هي القراءات السبع، لكان معنى ذلك أن يكون فهم أحاديث الأحرف السبعة، بل العمل بها أيضاً متوقفاً حتى يأتي ابن مجاهد ويخرجها للناس …(1/962)
وقد كثر تنبيه العلماء في مختلف العصور على التفريق بين القراءات السبع والأحرف السبعة، والتحذير من الخلط بينهما.
د- حقيقة الأحرف السبعة.
ذهب بعض العلماء إلى استخراج الأحرف السبعة بإستقراء أوجه الخلاف الواردة في قراءات القرآن كلها صحيحها وسقيمها، ثم تصنيف هذه الأوجه إلى سبعة أصناف، بينما عمد آخرون إلى التماس الأحرف السبعة في لغات العرب ، فَتَكوّن بذلك مذهبان رئيسيان، نذكر نموذجاً عن كل منهما فيما يلي:
المذهب الأول: مذهب استقراء أوجه الخلاف في لغات العرب، وفي القراءات كلها ثم تصنيفها، وقد تعرض هذا المذهب للتنقيح على يد أنصاره الذين تتابعوا عليه، ونكتفي بأهم تنقيح وتصنيف لها فيما نرى، وهو تصنيف الإمام أبي الفضل عبد الرحمن الرازي، حيث قال: … إن كل حرف من الأحرف السبعة المنزلة جنس ذو نوع من الاختلاف.
أحدها: اختلاف أوزان الأسماء من الواحدة،والتثنية، والجموع، والتذكير، والمبالغة. ومن أمثلته: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 8]، وقرئ. {لأَمَانَاتِهِمْ} بالإفراد.
ثانيها: اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه، نحو الماضي والمستقبل، والأمر ، وأن يسند إلى المذكر والمؤنث، والمتكلم والمخاطب، والفاعل، والمفعول به. ومن أمثلته: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [سبأ: 19] بصيغة الدعاء، وقرئ: {رَبَّنَا بَاعَدَ} فعلا ماضيا.
ثالثها: وجوه الإعراب. ومن أمثلته: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} [البقرة: 282] قرئ بفتح الراء وضمها. وقوله {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: 15] برفع {الْمَجِيدُ} وجره.
رابعها: الزيارة والنقص، مثل: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل: 3] قرىء {الذَّكَرَ وَالأُنْثَى}.(1/963)
خامسها: التقديم والتأخير، مثل،{فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [التوبة: 111] وقرئ: {فَيُقْتَلونَ ويَقْتُلُون} ومثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}، قرئ: {وجاءت سكرة الحق بالموت}.
سادسها: القلب والإبدال في كلمة بأخرى، أو حرف بآخر، مثل: {وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا} [ البقرة: 259] بالزاي، وقرئ: {ننشرها} بالراء.
سابعها: اختلاف اللغات: مثل {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [النازعات: 15] بالفتح و الإمالة في: {أتى} و {موسى} وغير ذلك من ترقيق وتفخيم وإدغام…
فهذا التأويل مما جمع شواذ القراءات ومشاهيرها ومناسيخها على موافقة الرسم ومخالفته، وكذلك سائر الكلام لا ينفك اختلافه من هذه الأجناس السبعة المتنوعة.
المذهب الثاني: أن المراد بالأحرف السبعة لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة.
وذلك لأن المعنى الأصلي للحرف هو اللغة ، فأنزل القرآن على سبع لغات مراعيا ما بينها من الفوارق التي لم يألفها بعض العرب،فأنزل الله القرآن بما يألف ويعرف هؤلاء وهؤلاء من أصحاب اللغات، حتى نزل في القرآن من القراءات ما يسهل على جلّ العرب إن لم يكن كلهم، وبذلك كان القرآن نازلا بلسان قريش والعرب.
فهذان المذهبان أقوى ما قيل، وأرجح ما قيل في بيان المراد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم. غير أنا نرى أن المذهب الثاني أرجح وأقوى.
-2القراءات السبع:
أ-تعريف القراءة:
لغة: مصدر لـ: قرأ
واصطلاحا: مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء، مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها.
هذا التعريف يعرف القراءة من حيث نسبتها للأمام المقرئ كما ذكرنا من قبل، أما الأصل في القراءات فهو النقل بالإسناد المتواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والمقرئ: هو العالم بالقراءات ، التي رواها مشافهة بالتلقي عن أهلها إلى أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم.(1/964)
ب-ضابط القراءة المقبولة
لقد ضبط علماء القراءات القراءة المقبولة بقاعدة مشهورة متفق عليها بينهم ، وهي:
كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت رسم أحد المصاحف ولو احتمالا، وتواتر سندها، فهي القراءة الصحيحة.
يتبين من هذا الضابط ثلاثة شروط هي:
الشرط الأول: موافقة العربية ولو بوجه:
ومعنى هذا الشرط أن تكون القراءة موافقة لوجه من وجوه النحو، ولو كان مختلفا فيه اختلافا لا يضر مثله، فلا يصح مثلا الاعتراض على قراءة حمزة. {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ} [النساء: 1] بجر الأرحام.
الشرط الثاني: موافقة خط أحد المصاحف ولو احتمالا:
وذلك أن النطق بالكلمة قد يوافق رسم المصحف تحقيقا إذا كان مطابقاً للمكتوب، وقد يوافقه احتمالاً أو تقديراً باعتبار ما عرفنا أن رسم المصحف له أصول خاصة تسمح بقراءته على أكثر من وجه.
مثال ذلك: {ملك يوم الدين} رسمت {ملك} بدون ألف في جميع المصاحف، فمن قرأ: (ملك يوم الدين) بدون ألف فهو موافق للرسم تحقيقياً، ومن قرأ: {مالك} فهو موافق تقديراً، لحذف هذه الألف من الخط اختصاراً .
الشرط الثالث: تواتر السند:
وهو أن تعلم القراءة من جهة راويها ومن جهة غيره ممن يبلغ عددهم التواتر في كل طبقة.
جـ- أنواع القراءات حسب أسانيدها
لقد قسم علماء القراءة القراءات بحسب أسانيدها إلى ستة أقسام:
الأول: المتواتر: وهو ما نقله جمع غفير لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهى السند، وهذا النوع يشمل القراءات العشر المتواترات (التي سنعددها في المبحث التالي).
الثاني: المشهور: وهو ما صح سنده ولم يخالف الرسم ولا اللغة واشتهر عند القراء: فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ، وهذا لا تصح القراءة به، ولا يجوز رده، ولا يحل إنكاره.(1/965)
الثالث: الآحاد: وهو ما صح سنده وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار المذكور، وهذا لا يجوز القراءة. مثل ما روى على (( رفارف حضر وعباقري حسان))، والصواب الذي عليه القراءة: {رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76].
الرابع: الشاذ: وهو ما لم يصح سنده ولو وافق رسم المصحف والعربية، مثل قراءة : ((مَلَكَ يومَ الدين ))، بصيغة الماضي في ((ملك )) ونصب (( يوم )) مفعولاً.
الخامس: الموضوع: وهو المختلق المكذوب.
السادس: ما يشبه المدرج من أنواع الحديث، وهو ما زيد في القراءة على وجه التفسير.
وهذه الأنواع الأربعة الأخيرة لا تحل القراءة بها، ويعاقب من قرأ بها على جهة التعبير.
د- القراءات المتواترة وقُرّاؤها:
من الضروري والطبيعي أن يشتهر في كل عصر جماعة من القراء، في كل طبقة من طبقات الأمة، يتفقون في حفظ القرآن، وإتقان ضبط أدائه والتفرغ لتعليمه، من عصر الصحابة، ثم التابعين، وأتباعهم وهكذا …
وأما فتوى للشيخ عبد اللعزيز بن باز رحمه الله فهي كالتالي
جمع المصحف على حرف واحد
س : هل صحيح أن عثمان رضي الله عنه عندما جمع القرآن في مصحف واحد حذف بعض الأحرف أم أنه أثبت بعض القراءات دون بعض؟
ج : ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه وقال المحققون من أهل العلم : إنها متقاربة في المعنى مختلفة في الألفاظ .(1/966)
وعثمان رضي الله عنه لما بلغه اختلاف الناس وجاءه حذيفة رضي الله عنه وقال : أدرك الناس . استشار الصحابة الموجودين في زمانه كعلي وطلحة والزبير وغيرهم فأشاروا بجمع القرآن على حرف واحد حتى لا يختلف الناس فجمعه رضي الله عنه ، وكون لجنة رباعية لهذا ، ويرأسهم زيد بن ثابت رضي الله عنه ، فجمعوا القرآن على حرف واحد وكتبه ووزعه في الأقاليم حتى يعتمده الناس وحتى ينقطع النزاع . أما القراءات السبع أو القراءات العشر فهي موجودة في نفس ما جمعه عثمان رضي الله عنه في زيادة حرف أو نقص حرف أو مد أو شكل للقرآن ، كل هذا داخل في الحرف الواحد الذي جمعه عثمان رضي الله عنه . والمقصود من ذلك حفظ كلام الله ومنع الناس من الاختلاف الذي قد يضرهم ويسبب الفتنة بينهم . والله جل وعلا لم يوجب القراءة بالأحرف السبعة ؛ بل قال النبي صلى الله عليه وسلم : فاقرأوا ما تيسر منه فجمع الناس على حرف واحد عمل طيب ويشكر عليه عثمان والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لما فيه من التيسير والتسهيل وحسم مادة الخلاف بين المسلمين .
---
عبدالله التميمي
09-09-2004, 10:10 AM
مشائخنا الفضلاء
ابو عبد الرحمن الشهري
عبد الرحمن الشهري
بارك الله فيكم وفي جهودكم وجعل ما كتبتموه في ميزان حسناتكم يوم القيامة ..
اخوكم ومحبكم
عبد الله التميمي
---
(1/967)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
---
استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
---
مصطفى الفاسي
04-21-2004, 11:11 PM
أبتدئ أولا بتقديم خالص الدعوات للقائمين على هذا الموقع المبارك، مشرفين ومشاركين، عسى الله أن ينفع بكم ويجعلنا وإياكم من الداعين إليه سبحانه على بصيرة، إنه مولى ذلك والقادر عليه.
واسمحوا لي إخوتي رعاكم الله أن أطلب منكم مساعدة أولية، وهي التوصل إلى طريقة إدراج الحواشي السفلية للتعليقات والتخريجات.
ثانيا: ألتمس منكم عدم البخل على أخيكم بالرأي والمشورة. فيما يتعلق بكل موضوع أنوي عرضه إن شاء الله بين أيديكم.
فإليكم الجزء الأول من هذه المحاولة:
توطئة
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وأشهدَ على وحدانيته العالمين، وارتضى لهم هذا الدين،
وصلى الله وسلم على إمام المرسلين، الرحمةِ المهداةِ، والفراتِ المعينِ، سيدِنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(1/968)
إن الإقامة في بلاد الغرب فتحت أبوابا فقهية جديدة وملحّة، منها ما هو جديد ومنها ما قد تطرق إليه الفقهاء بإيجاز من قبل، ومن هذه المسائل الماسّة والحاقّة مسألة دخول الكافر إلى المسجد في بلاد الغرب، فإن العوامل التي أسهمت في عدم تناولها بالشكل الكافي، أن مقاصد دخول الذمي الذي يعيش في ظل الخلافة الإسلامية إلى المسجد كانت من أجل قضاء وعمل وبناء واجتياز في الغالب، ولأن الإسلام كان معيشا في الحياة اليومية، وشريعته كانت ممكنّا لها، فكان الذمي يتعرف على الإسلام من خلال ممارساته اليومية، ومخالطاته الرتيبة، إذن فهي ليست ذات المقاصد التي تأتي بهم إلى المساجد في هذه الأيام في بلاد الغرب فمنهم من يأتي رغبة منه وتطوعا لكي يتعرف على الإسلام أو للإعلان بشهادة التوحيد راغبا في التحرر من قيود المادية، والخروج من الحيرة العقدية التي فرضتها النظم العلمانية على المستويين الفكراني والممارساتي لها؛ ومنهم من يأتي كمؤسسات إنسانية اجتماعية تطلب مشورة الأئمة والمفكرين الإسلاميين بخصوص المشاكل التي تواجه العائلات المسلمة من قضايا الطلاق وعقوق الأبناء، وجنوحهم إلى الجريمة وغيرها، وكذلك المشاكل التي يواجهها المعلمون والمربّون الغربيون مع أبناء الجالية المسلمة نظرا لاختلاف الشرائع والثقافات والعادات، ولعدم تفهّمهم لهذا التداخل والتمازج، الشيء الذي يجعل العملية التربوية أكثر تعقيدا عندهم؛ أو كصحافة تريد أن تحقق هدف السبق عند الأزمات أو تريد أن تقوم ببرامج موثقة عن أوضاع الإسلام والمسلمين في الغرب، أو كطلبة جامعات ومثقفين اِخصائيين يقومون ببحوث عن الإسلام أو عن جانب منه حسب التخصص والحاجة؛ فلهذا كانت المساجد والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب هي المكان الوحيد المَعُوذ به والملتجأ إليه، وكان تواصلنا مع هؤلاء الوافدين إلى هذه المساجد أكثر منا مع غيرهم، فلمّا كثر الكلام هذه الأيام حول دخول الكافر المساجد في(1/969)
الغرب بين مؤيد ومعترض، بات تبيين الحكم الشرعي فيها ضرورةً، وتوضيحُه نبراساً يستضاء به في المسار الدعوي في الغرب كذلك، مستعينين بالله سبحانه، معززين ذلك بما جاء في كتاب الله وما صح من السنة النبوية المطهرة على فهم علماء الأمة الأثبات. كما سأتطرق بعجالة إن شاء الله إلى موضوع الصحافة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية وغيرها فيما يتعلق باستقبالهم والتعاون معهم لخدمة قضايا المغتربين بشكل عام والمسلمين منهم بشكل خاص؛ ثم أختم بتوصيات ورؤى دعوية على المستوى التطبيقي آنية المدى ، تفتح شهية المشتغلين في حقل الدعوة. وهكذا أكون قد جمعت بين الجانبين الفقهي والدعوي. عسى الله أن ينفعني وأحبتي القراء ويوفقنا لما يحبه ويرضاه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
[line]
الباب الأول: دخول الكافر المسجد الحرام
ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة إلى حرمة دخوله المسجد الحرام، وذهب الحنفية إلى أن التحريم خاص بموسم الحج فقط أي عدم تمكينهم من الحج والعمرة.
وسأكتفي بذكر الأدلة في هذا الباب من غيرما نقل لأقوال الفقهاء طلبا للاختصار، بخلاف الباب الذي بعده، لأنه موضوع كتابنا.
1. أدلة الجمهور:
1. قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحج بعد هذا العام مشرك"(1/970)
إلا أن مذهب الإمام أحمد وعطاء أن المراد من المسجد الحرام: مكة وما حولها من الحرم، واستدلوا بقوله تعالى "هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وقوله لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" وأما الشافعية والمالكية ومحمد بن الحسن فقد جعلوا التحريم خاصا بذات المسجد الحرام ولا يتعداه.
3. أدلة الحنفية:
1. قوله تعالى (بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) فإن تقييد عدم الدخول بهذا اللفظ يدل على اختصاصه بوقت من أوقات العام، أي لا يعتمروا ولا يحجوا بعد هذا العام.
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم (ولا يحج بعد هذا العام مشرك )
3. قوله تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ) فإن الخوف من الفقر يكون بسبب انقطاع تلك المواسم ومنع المشركين من الحج والعمرة، لأنهم كانوا يتاجرون في مواسم الحج، مما سيؤدي إلى الضرر بالمصالح المالية، فأخبرهم الله بأنه سوف يغنيهم من فضله.
4. إجماع المسلمين على وجوب منع المشركين من الحج، والوقوف بعرفة، ومزدلفة، وسائر أعمال الحج وإن لم تكن هذه الأفعال في المسجد الحرام.
3. الترجيح:
الذي يظهر بعد النظر في أدلة الفريقين أن رأي الجمهور هو الراجح وإليك المناقشة:
1. إن علة منع المشركين من دخول المسجد الحرام هي نجاسة الشرك ولذلك قال سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " أي فبسبب ذلك لا يجوز لهم أن يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. وهذه هي علة المنع، ولا يعود الممنوع إلا إذا زال المانع وزوال المانع وهو الشرك لا يكون إلا بإسلامهم وبإسلامهم يعود الممنوع وهو قربهم المسجد الحرام، أي يجوز لهم حينئذ دخوله كغيرهم من المسلمين.(1/971)
2. وقوله سبحانه " فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " لفظ عام يؤيد ما ذهب إليه الجمهور، وقول السادة الأحناف أنه يدل على بعض أوقات السنة يحتاج إلى دليل مخصص، فإن قالوا: مخصصنا هو حديث علي الذي جاء في الصحيفة التي أرسله بها سيدنا رسول الله صبى الله عليه وسلم " ولا يحج بعد العام مشرك" والحج أيام معلومات لا غير، قلنا أولا أنتم تخصصون بخبر الواحد وهذا مخالف لقواعدكم أن قصر العام على بعض أفراده لا يكون إلا بسنة متواترة أو مشهورة لأن دلالته على جميع أفراده قطعية وليس هذا منها. وثانيا: أن الحديث بمنطوقه يدل على عدم السماح لهم بالحج بعد هذا العام، والظاهر من مفهومه أنه يجوز لهم الدخول إن لم يقصدوه للحج، وهذا غير صحيح، لأن مفهوم المخالفة معطّل وذلك بأنه خرج في الحج مخرج الغالب أي أن مشركي العرب خارج مكة ممن بعُد مُقامه كانوا في الغالب يأتون المسجد الحرام من أجل قضاء مناسك الحج والتجارة، إذن فالسماح لهم في غير أيام الحج يحتاج إلى دليل مستقل. ثالثا: إن الله ترك الاستفصال وعمم عدم الدخول، وترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال كما هو مقرر عند الأصوليين.
3. قوله تعالى " فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " فقوله فلا يقربوا لفظ عام، والقرب يشمل الحج وغير الحج.
4. وأما قوله تعالى "وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" فلا دليل فيها لهم على ما ذهبوا إليه، لأن الله قد تكفل بإغنائكم عنهم من فضله إن شاء، هذا وأنتم في أشد الحاجة إليهم في مواسم الحج والعمرة، دفعا لتوقع الضرر بالمصالح المالية، فكيف وأنتم غير محتاجين إليهم في سائر الأيام.(1/972)
5. أما إجماع المسلمين على وجوب منع المشركين من الحج، والوقوف بعرفة، ومزدلفة، وسائر أعمال الحج فهو صحيح، ولكن ليس فيه ما يشير إلى التخصيص بالحج وأعماله.
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2004, 12:20 AM
مرحباً بكم أخي الكريم مصطفى وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح.
وأرجو أن نرى المزيد من البحوث والمشاركات العلمية الهادفة. ولا شك أن الموضوع الذي أشرتم إليه من النوازل التي ظهرت الحاجة إلى بحثها بحثاً علمياً في البلاد غير الإسلامية كما تفضلتم. وأسأل الله أن يفقهنا جميعاً في الدين ، وأن يهدينا للصواب. وجزاك الله خيراً مرة أخرى على المشاركة ونرجو أن تجد من التفاعل مع ما تطرحونه من الأبحاث ما يسرك بإذن الله من أعضاء ملتقى أهل التفسير.
---
مصطفى الفاسي
04-22-2004, 03:07 AM
الباب الثاني: دخول الكافر باقي المساجد.
أما دخول الكافر المساجد الأخرى فقد جوزه الأحناف (1) مطلقا، وهو ذات قول الشافعية (2) والحنابلة على الصحيح (3) إلا أنهم قيدوا ذلك بإذن المسلم له، سواء كان جنبا أو لا على الصحيح، لأنهم لا يعتقدون حرمته. وذهب المالكية (4) إلا المواق، والمُزَني من الشافعية(5) والحنابلة في قول(6) إلى المنع مطلقا إلا لضرورة عمل ونحوه.
1. عبارات الفقهاء:
1. الأحناف
قال الجصاص(7) : وقال أصحابنا يجوز للذمي دخول سائر المساجد وإنما معنى الآية (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام) على أحد وجهين إما أن يكون خاصا في المشركين الذين كانوا ممنوعين من دخول مكة وسائر المساجد لأنهم لم تكن لهم ذمة وكان لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف وهم مشركوا العرب، أو أن يكون المراد منعهم من دخول مكة للحج.اهـ(1/973)
وقال ابن عابدين في حاشيته (8) نقلا عن الإمام السرخسي في شرح السير الكبير قوله: إن الشافعي قال يمنعون من دخول المسجد الحرام خاصة للآية (إنما المشركون نجس) فأما عندنا لا يمنعون – أي الكفار - كما لا يمنعون من دخول سائر المساجد ويستوي في ذلك الحربي والذمي. اهـ
وقال ابن نجيم(9) في الكافر : ولا يمنع من دخول المسجد جنبا بخلاف المسلم. اهـ
قال السرخسي (10) : ..ثم أخذ الشافعي رضي الله عنه بحديث الزهري فقال: يمنعون من دخول المسجد الحرام خاصة للآية. فأما عندنا فلا يمنعون عن ذلك كما لا يمنعون من دخول سائر المساجد ويستوي في ذلك الحربي والذمي وتأويل الآية: الدخول على الوجه الذي كانوا اعتادوا في الجاهلية على ما روي أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة. والمراد القرب من حيث التدبير والقيام بعمارة المسجد الحرام وبه نقول إن ذلك ليس إليهم ولا يمكنون منه بحال.اهـ
وقال ابن الهُمام (11) : قال ( ولا بأس بأن يدخل أهل الذمة المسجد الحرام ) وقال الشافعي : يكره ذلك : وقال مالك : يكره في كل مسجد . للشافعي قوله تعالى "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا" ولأن الكافر لا يخلو عن جنابة ؛ لأنه لا يغتسل اغتسالا يخرجه عنها ، والجنب يجنب المسجد ، وبهذا يحتج مالك ، والتعليل بالنجاسة عام فينتظم المساجد كلها . ولنا ما روي "أن النبي عليه الصلاة والسلام أنزل وفد ثقيف في مسجده وهم كفار" ولأن الخبث في اعتقادهم فلا يؤدي إلى تلويث المسجد. والآية محمولة على الحضور استيلاء واستعلاء أو طائفين عراة كما كانت عادتهم في الجاهلية .
وقال الكاساني(12) : ولا بأس بدخول أهل الذمة المساجد عندنا.
[line]
1. الدرالمختار 5/374، شرح السير الكبير 1/93، الأشباه والنظائر لابن نجيم 2/176، أحكام القرآن للجصاص 3/88 وغيرها.(1/974)
2. مغني المحتاج ج1 ص71، روضة الطالبين ج1، 403، الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ص 67، إعلام الساجد بأحكام المساجد 318-321، وغيرها.
3. المغني لابن قدامة مع الشرح الكبير (10/617)، المبدع لابن مفلح(3/425)
4. حاشية الصاوي على الشرح الصغير ج1 ص138 ، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ج 1ص 138، جواهر الإكليل للأبي المطبوع بحاشية مواهب الجليل للحطاب ج1 ص 23
5. فتح الباري (2/136)
6. الإنصاف للمرداوي ( 4/229)
7. أحكام القرآن للجصاص ج 4 ص279
8. حاشية رد المحتار لمحمد أمين الشهير بابن عابدين ج4 ص209
9. الأشباه والنظائر ص 325
10. شرح السير الكبير 1/96
11. فتح القدير، كتاب الكراهة (10/76)
12. بدائع الصنائع، كتاب الاستحسان (6/510)
[line]
2. المالكية
قال الصاوي (1) : يمنع دخول الكافر المسجد أيضا وإن أذن له مسلم إلا لضرورة عمل ، ومنها قلة أجرته عن المسلم وإتقانه على الظاهر .اهـ
وقال الأبي(2):كشخص كافر ذكر أو أنثى فيحرم عليه دخوله إن لم يأذن له فيه مسلم، بل وإن أذن له فيه شخص مسلم إلا لضرورة كعمارة لم تمكن من مسلم أو كانت من الكافر أتقن. اهـ
وقال الدسوقي (3) : وقوله (ولا يمكث فيه) أي ولا يمكث في المسجد للتيمم، قوله (لكافر) تشبيه في منع دخول المسجد (وإن أذن له مسلم) ما لم يدع ضرورة لدخوله كعمارة أي بأن لم يوجد نجار أو بناء غيره، أو وجد مسلم غيره ولكن كان هو أتقن للصنعة، فلو وجد مسلم غيره مماثل له في إتقان الصنعة لكن كانت أجرة المسلم أزيد من أجرة الكافر فإن كانت الزيادة يسيرة لم يكن هذا من الضرورة وإلا كان منها على الظاهر، كذا قرره شيخنا.اهـ(1/975)
ونسب القرطبي (4) القول إلى أهل المدينة وقال :الآية عامة في سائر المشركين وسائر المساجد: وبذلك كتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله ونزع في كتابه بهذه الآية يعني قوله تعالى: (فلا يقربوا المسجد الحرام ) ويؤيد ذلك قوله تعالى: ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) ودخول الكفار فيها مناقض لترفيعها، وفي صحيح مسلم وغيره "إن هذا المساجد لا تصلح لشيء من البول والقذر ..." (5) الحديث. والكافر لا يخلو عن ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم:" لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب " (6)، والكافر جنب، وقوله تعالى: ( إنما المشركون نجس) فسماه الله تعالى نجساً فلا يخلو أن يكون نجس العين أو مبعداً من طريق الحكم، وأي ذلك كان فمنعه من المسجد واجب، لأن العلة وهي النجاسة موجودة فيهم، والحرمة موجودة في المسجد. انتهى كلام القرطبي.
وقال ابن العربي المالكي (7) في قوله تعالى: "فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا " ..دليل على أنهم لا يقربون مسجدا سواه لأن العلة – وهي النجاسة – موجودة فيهم والحرمة موجودة في المسجد... وقال في منع المشركين من دخول المسجد الحرام نصاً، ومنع من دخول سائر المساجد تعليلا بالنجاسة، ولوجوب صيانة المسجد عن كل نجس. اهـ
وخالف المواق(8) في التاج والإكليل على مختصر خليل حيث قال - شارحا قول صاحب المختصر: (ككافر وإن أذن مسلم)- مايلي: ابن رشد: لم ينكر مالك بنيان النصارى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم واستحب أن يدخلوا مما يلي موضع عملهم، وخفف ذلك وإن كان من مذهبه أن يمنعوا من دخول المسجد مراعاة لاختلاف أهل العلم في ذلك إذ منهم من أباح أن يدخلوا كل مسجد إلا المسجد الحرام لحديث ثمامة وربطه في المسجد الحرام. وعند هؤلاء أن النصراني غير متعبد بشعائر الإسلام بخلاف الجنب فافترقا في دخول المسجد. اهـ
[line]
1. حاشيته على الشرح الصغير للدردير (1/138)
2. جواهر الإكليل 1/23.(1/976)
3. حاشية الدسوقي على الشرح الكبير(1/223)
4. الجامع لأحكام القرآن (8/99،100)
5. صحيح مسلم مع شرح النووي (3/182)
6. ضعيف رواه أبو داود من طريق أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة (عون المعبود 1/267) وذلك من أجل جسرة بنت دجاجة قال البخاري :عندها عجائب وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي، بل قال ابن حزم إنه باطل، كما في إرواء الغليل (ج1ص162)،أما شيخها أفلت ويقال له فُليت العامري فقد وثقه الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي(ميزان الاعتدال1/399). أما رواية أم سلمة " إن المسجد لا يحل لجنب ولا حائض" فقد رواها ابن ماجة (1/511 مع تحقيق بشار عواد معروف) ففيها مجهولان أبو الخطاب كما في التقريب (2/392)، ومحدوج الذهلي: التقريب (2/161). قلت: تحسين الزيلعي له في نصب الراية (1/255)، ونقله تحسين ابن القطان في نفس الصفحة، وتصحيح الشوكاني في السيل الجرار (1/109)رحمهم الله ظانين أن الحديث بسندين وهم يحتاج إلى مناقشة: فالعلل فيه كثيرة: أولا جسرة كوفية تفردت ولا تحتمل مثل هذا الحديث، ثانيا متكلم فيها فقد قال فيها البخاري عندها عجائب كما سبق، و قال البيهقي فيها نظر، وقال ابن حبان فيما نقله أبو العباس البناني: عندها عجائب(ميزان الاعتدال 1/399)، ثالثا: فليت العامري مجهول، فقال الخطابي: ضعف هذا الحديث جماعة وقالوا أفلت مجهول اهـ ( شرح السنن 1/67)، وقال البغوي: وضعف أحمد الحديث، لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول ( شرح السنة 2/46)، رابعا: جسرة ليست مشهورة بالرواية عن عائشة فأين الرواة عن عائشة كعمرة، وعروة، والقاسم بن محمد، والأسود بن يزيد النخعي، وإن كان كوفيا فإن أمنا عائشة قالت فيه: ما دخل علي من تحت سماء الكوفة رجل أكرم علي من الأسود بن يزيد.خامسا والأهم: أن الحديث واحد بإسناد واحد وليس اثنين كما يتوهم، والصحيح أن جسرة اضطربت فيه فروته مرة عن عائشة ومرة عن أم سلمة والصحيح(1/977)
جسرة عن عائشة، قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: جسرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، (تفسبر ابن كثير (1/475)، تمام المنة (ص118، 119). إذن فالعلة في اضطراب جسرة من جهة، وتفردها بالحديث من جهة أخرى فهي لا تحتمل مثل هذا، وكذلك في جهالة أفلت، فكانت الخلاصة أن الحديث ضعيف وقد ضعفه الإمام أحمد والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، وابن حزم كما سبق. وهو الصحيح إن شاء الله.
تنبيه: هذا تخريج محض وليس حكما في مسألة دخول الحائض والجنب المساجد. لأن في المسألة أدلة أخرى ومناقشات، ليس هذا مجالها.سيأتي بعضها ص21-23
7. تفسير آيات الأحكام ج 2 ص914.
8. مطبوع بهامش مواهب الجليل للحطاب الرعيني ج1 ص464
[line]
3. الشافعية
قال النووي (1) في روضة الطالبين:
وله دخول مساجد غير الحرم بإذن مسلم وليس له دخولها بغير إذن على الصحيح فإن فعله عزر قال في التهذيب لو جلس فيه الحاكم للحكم فللذمي دخوله للمحاكمة بغير إذن وينزل جلوسه منزلة إذنه وإذا استأذن لنوم أو أكل فينبغي أن لا يأذن له وإن استأذن لسماع قرآن أو علم أذن له رجاء إسلامه هذا كله إن لم يكن جنبا فإن كان فهل يمنع من المكث وجهان أصحهما لا والكافرة الحائضة تمنع حيث تمنع المسلمة.
قال الإمام أبو يحيى زكريا الأنصاري في الغرر البهية في شرح البهجة الوردية(1/978)
( قوله : وخرج بالمسلم الكافر ) أي الجنب هو صريح في عدم منعه - أي دخول المسجد - مع الجنابة ويتجه أن يأثم بكل من القراءة والمكث وإن لم يمنع منهما ؛ لأنه مكلف بفروع الشريعة لكن قد يوجد في عباراتهم ما يقتضي عدم الإثم ويوافقه ما تقدم من جواز تعليم القرآن بشرطه إلا أن يخص بغير الجنب وقد يستدل على عدم الإثم بأنه عليه الصلاة والسلام تكرر منه إدخال الكفار المسجد ولولا عدم الإثم لما وقع ذلك إذ لا يقر على معصية ولا يأذن فيها وبأنا نجوز للمسلم الإذن لهم في دخول المسجد ولو أثموا لما جاز ذلك ؛ لأنه حينئذ إقرار على معصية اللهم إلا أن يدعي جواز الإقرار على المعاصي التي لا يعتقدونها والإذن فيها يتضمنها للمصلحة و الحاجة. اهـ
وقال الشربيني (2) : وبالمسلم الكافر فإنه يمكن من المكث في المسجد على الأصح في الروضة وأصلها لأنه لا يعتقد حرمة ذلك. نعم الحائض والنفساء عند خوف التلويث كالمسلمة. وليس للكافر ولو غير جنب دخول المسجد، إلا أن يكون لحاجة، كإسلام، وسماع قرآن، لا كأكل وشرب وإن يأذن له مسلم في الدخول، إلا أن تكون له خصومة وقد قعد الحاكم للحكم فيه، وبغير النبي صلى الله عليه وسلم هو، فلا يحرم عليه.
وقال (3) : وثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخل الكفار مسجده، وكان ذلك بعد نزول براءة فإنها نزلت سنة تسع وقدم الوفد عليه سنة عشر وفيهم وفد نصارى نجران وهم أول من ضرب عليهم الجزية فأنزلهم مسجده وناظرهم في أمر المسيح وغيره. اهـ(1/979)
وقال كذلك(4) كذا يحرم دخول الكافر له إلاَّ بإذن مسلمِ قال الجويني: مكلَّف قال الأذرعي: ولم يشترط على الكافر في عهده عدم الدخول كما صرَّح به الماوردي وغيره وإن أذن له أو قعد قاض للحكم فيهِ وكان له حكومة جاز له الدخول ولو كان جنباً; لأنه لا يعتقد حرمة ذلك ويستحبّ الإذن له فيه لسماع قرآن ونحوهِ كفقه وحديث رجاء إسلامهِ لا لأكل ونوم فيه فلا يستحبُّ له الإذن بل يستحبُّ عدمه; وهو الظاهرِ بل قال الزركشي: ينبغي تحريمه والكلام في غير المسجد الحرام لأن في دخوله حرم مكة تفصيلاً يأتي في الجزية إن شاء الله تعالى. اهـ
وقال (5) : وبالمسلم الكافر فإنه يمكن من المكث في المسجد على الأصح في الروضة وأصلها، وبغير النبي هو، فلا يحرم.
قال الإمام الرملي(6) "يحرم دخول الكافر له إلا بإذن مسلم قال الجويني مكلف قال الأذرعي ولم يشترط على الكافر في عهده عدم الدخول كما صرح به الماوردي وغيره وإن أذن له أو قعد قاض للحكم فيه وكان له حكومة جاز له الدخول ولو كان جنبا ؛ لأنه لا يعتقد حرمة ذلك ويستحب الإذن له فيه لسماع قرآن ونحوه كفقه وحديث رجاء إسلامه لا لأكل ونوم فيه فلا يستحب الإذن له بل يستحب عدمه ، وهو الظاهر بل قال الزركشي ينبغي تحريمه" اهـ
قال الزركشي (7) في إعلام الساجد : يمكن للكافر من دخول المسجد واللبث فيه، وإن كان جنبا فإن الكفار كانوا يدخلون مسجد رسول الله وفيهم الجنب. وقال: واعلم أن الرافعي والنووي رحمهما الله أطلقا أنه يجوز للكافر أن يدخل المساجد غير الحرم بإذن المسلم. والقيود:
1. أن لا يكون قد شرط عليه في عقد الذمة عدم الدخول، وإن كان قد شرط عليه ذلك لم يؤذن له.
2. أن يكون المسلم الذي أذن له مكلفا، كامل الأهلية.
3. أن يكون دخوله لسماع القرآن، أو علم ورجي إسلامه، أو دخل لإصلاح بنيان ونحوه، وقضية
كلام القاضي أبي علي الفارقي أنه لو دخل لسماع القرآن أو العلم وهو ممن لا يرجى إسلامه أنه(1/980)
يمنع وليس لنا أن نأذن له في الدخول، أي كما إذا كانت الحالة تشعر بالاستهزاء، فأما إذا استأذن
لنوم أو أكل ونحوه، قال في الروضة: فينبغي ألا يؤذن له في دخوله لذلك، وظاهره الجواز، وقال
غيره:- أي غير النووي-لا يجوز لنا أن نأذن له في ذلك. قال الفارقي: وفي معنى ذلك الدخول لتعلم
الحساب واللغة. انتهى كلام الزركشي
وقال الماوردي (8) : وأما سائر المساجد فيجوز أن يؤذن لهم في دخولها ما لم يقصد بالدخول استبذالها بأكل أو نوم فيمنعوا.
[line]
1. روضة الطالبين (1، 403)
2. مغني المحتاج للشربيني ج1 ص71
3. مغني المحتاج (4/248)
4. نفس المرجع (1/204)
5. الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ص 67
6. تحفة المحتاج في شرح المنهاج (1/ )
7. إعلام الساجد بأحكام المساجد 318-321
8. الأحكام السلطانية 261
[line]
نتابع أقوال علماء الحنابلة، ثم أدلة الفقهاء، والمناقشات في الرسالة القادمة إن شاء الله تعالى.
---
(1/981)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- السحور والإفطار
---
برنامج إحياء السنة النبوية- السحور والإفطار
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-28-2006, 05:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 26) بتاريخ 6/9/1427- السحور ، والإفطار
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة الآتية ثم قم بالتصويت
السحور: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تسحروا ؛ فإن في السحور بركة )) [ متفق عليه: 1923 - 2549 ].
تعجيل الفطر ، وذلك إذا تحقق غروب الشمس : عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) [ متفق عليه: 1957 - 2554 ].
---
(1/982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قراءات قديمة ( صوت )
---
قراءات قديمة ( صوت )
---
خالد الشبل
12-03-2003, 01:29 PM
هنا (http://www.qquran.com/qu.php?goto=artist&arid=14)
---
(1/983)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض أبحاث الدكتور عبد السلام المجيدي حفظه الله
---
بعض أبحاث الدكتور عبد السلام المجيدي حفظه الله
---
سلطان الفقيه
05-25-2006, 09:49 PM
السلام عليكم :وكما وعدتكم بتحميل أبحاث لشيخنا الدكتور :عبد السلام المجيدي.
1ـ مراجعات في الجمع الثماني للقرآن المجيد.
2ـ لجنة نسخ المصاحف العثمانية.
3ـ سيرة ذاتية لشيخنا ـ حفظ الله ـ .
---
عبدالرحمن الشهري
05-25-2006, 11:06 PM
جزاكم الله خيراًَ وليت الدكتور عبدالسلام يشاركنا في الملتقى وفقه الله .
---
سلطان الفقيه
05-26-2006, 11:24 PM
وقريباً ان شاء الله سنضع رسالته للماجستير ـ حفظه الله ـ .
---
(1/984)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجيح المعني بقوله تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ) بين ابن جرير وابن كثير
---
ترجيح المعني بقوله تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ) بين ابن جرير وابن كثير
---
مساعد الطيار
12-15-2003, 08:55 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد عنَّ لي أن أكتب في منهج ابن جرير الطبري ( ت : 310 ) ، واحترت في كيفية البداية في ذلك ، ثمَّ رأيت أن أكتب ما أكتبه متفرقًّا متنقلاً بين أودية هذا الكتاب العظيم ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن ) الذي لم يكتب عن منهج الإمام فيه كتابة حقَّة حتى الآن .
وقد رأيت أن أذكر في هذه الحلقة آية وقع فيها خلاف في الترجيح بين ابن جرير ( ت : 310 ) وابن كثير الدمشقي ( ت : 774 ) ، وأبين فيها عن شيء من منهج ابن جرير فيما يتعلق بترجيحه بالسياق .
قوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114) .
أورد الإمام في تفسير الآية قولين :
القول الأول : أن المراد بهم النصارى ، والقائلون بهذا اختلفوا على رأيين في معنى المنع والخراب :
الرأي الأول : أنهم كانوا يطرحون فيه الأذى ويمنعون الناس أن يصلوا فيه ، وقد رواه مجاهد
الرأي الثاني : أنهم النصارى الذين أعانوا بختنصر على اليهود ، خربوا المسجد ومنعوا من الصلاة فيه ، وهذا مسند إلى قتادة والسدي .
وأما ابن عباس فقال هم النصارى ، ولم يذكر معنى الفساد ولا الخراب .
القول الثاني : أنهم قريش حين منعوا رسول الله يوم الحديبية من البيت ، ورواه عن ابن زيد .(1/985)
ثم قال : (( وأولى التأويلات التي ذكرتها بتأويل الآية قول من قال عنى الله عز وجل بقوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه النصارى وذلك أنهم هم الذين سعوا في خراب بيت المقدس وأعانوا بختنصر على ذلك ومنعوا مؤمني بني إسرائيل من الصلاة فيه بعد منصرف بختنصر عنهم إلى بلاده
والدليل على صحة ما قلنا في ذلك قيام الحجة بأن لا قوم في معنى هذه الآية إلا أحد الأقوال الثلاثة التي ذكرناها وأن لا مسجد عنى الله عز وجل بقوله وسعى في خرابها إلا أحد المسجدين إما مسجد بيت المقدس وإما المسجد الحرام
وإذ كان ذلك كذلك وكان معلوما أن مشركي قريش لم يسعوا قط في تخريب المسجد الحرام وإن كانوا قد منعوا في بعض الأوقات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الصلاة فيه = صح وثبت أن الذين وصفهم الله عز وجل بالسعي في خراب مساجده غير الذين وصفهم الله بعمارتها إذ كان مشركو قريش بنوا المسجد الحرام في الجاهلية وبعمارته كان افتخارهم وإن كان بعض أفعالهم فيه كان منهم على غير الوجه الذي يرضاه الله منهم
وأخرى أن الآية التي قبل قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه مضت بالخبر عن اليهود والنصارى وذم أفعالهم والتي بعدها نبهت بذم النصارى والخبر عن افترائهم على ربهم ولم يجر لقريش ولا لمشركي العرب ذكر ولا للمسجد الحرام قبلها فيوجه الخبر بقول الله عز وجل ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه إليهم وإلى المسجد الحرام
وإذ كان ذلك كذلك فالذي هو أولى بالآية أن يوجه تأويلها إليه هو ما كان نظير قصة الآية قبلها والآية بعدها إذ كان خبرها لخبرهما نظيرا وشكلا إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها بخلاف ذلك وإن اتفقت قصصها فاشتبهت .(1/986)
فإن ظن ظان أن ما قلنا في ذلك ليس كذلك إذ كان المسلمون لم يلزمهم قط فرض الصلاة في المسجد المقدس فمنعوا من الصلاة فيه فيلجئون توجيه قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه إلى أنه معني به مسجد بيت المقدس فقد أخطأ فيما ظن من ذلك
وذلك أن الله جل ذكره إنما ذكر ظلم من منع من كان فرضه الصلاة في بيت المقدس من مؤمني بني إسرائيل وإياهم قصد بالخبر عنهم بالظلم والسعي في خراب المسجد ، وإن كان قد دل بعموم قوله : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ) أن كل مانع مصليًا في مسجد لله فرضا كانت صلاته فيه أو تطوعا وكل ساع في إخرابه فهو من المعتدين الظالمين )) .
واعترض ابن كثير الدمشقي ( ت : 774 ) على هذا فقال : (( ثم اختار بن جرير القول الأول واحتج بأن قريشا لم تسع في خراب الكعبة وأما الروم فسعوا في تخريب بيت المقدس .
قلت والذي يظهر والله أعلم القول الثاني كما قاله بن زيد وروي عن ابن عباس لأن النصارى إذا منعت اليهود الصلاة في البيت المقدس كان دينهم أقوم من دين اليهود وكانوا أقرب منهم ولم يكن ذكر الله من اليهود مقبولا إذ ذاك لأنهم لعنوا من قبل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وأيضا فانه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام .(1/987)
وأما اعتماده على أن قريشا لم تسع في خراب الكعبة فأي خراب أعظم مما فعلوا أخرجوا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم كما قال تعالى : ( وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ، وقال تعالى : ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) ، وقال تعالى : ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما ) .
فقال تعالى : ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله ) ، فإذا كان من هو كذلك مطرودا منها مصدودا عنها فأي خراب لها أعظم من ذلك وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ورفعها عن الدنس والشرك )) .
فيه مسائل :
الأولى : اعتماد ابن جرير على الآثار والواقع والسياق في ترجيح ما ذهب إليه ، فحجته الأولى الآثار التي حكاها عن الجمهور ، وهي التي يشهد له الواقع التاريخي ، وذلك أنه قد وقع لبيت المقدس خرابٌ ومنع من الصلاة .
والحجة الثانية السياق ، حيث إن الآيات قبلها في أهل الكتاب ، ولم يجر للعرب ذكر فتصرف الآية إليهم .(1/988)
وكون الآية تصدق على العرب لا يعني أنها نزلت بشأنهم أولاً ، وهذا الذي يريده الإمام رحمه الله ، والذي يدل على ذلك أنه قال في آخر كلامه : ((وذلك أن الله جل ذكره إنما ذكر ظلم من منع من كان فرضه الصلاة في بيت المقدس من مؤمني بني إسرائيل وإياهم قصد بالخبر عنهم بالظلم والسعي في خراب المسجد ، وإن كان قد دل بعموم قوله : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ) أن كل مانع مصليًا في مسجد لله فرضا كانت صلاته فيه أو تطوعا وكل ساع في إخرابه فهو من المعتدين الظالمين )) .
وهذا يعني أنه يرى إدخال العرب وغيرهم ممن يصدق عليهم هذا الوصف ، ولكن تحريره هنا رحمه الله : من المَعْنِيِّ بالآية أولاً .
أما ابن كثير فعكس المسألة ، وجعل دخول النصارى في معنى الآية محتملاً لأجل العموم ، قال : (( قلت وهذا لا ينفي أن يكون داخلا في معنى عموم الآية فإن النصارى لما ظلموا بيت المقدس بامتهان الصخرة التي كانت تصلى إليها اليهود عوقبوا شرعا وقدرا بالذلة فيه إلا في أحيان من الدهر أشحن بهم بيت المقدس وكذلك اليهود لما عصوا الله فيه أيضا أعظم من عصيان النصارى كانت عقوبتهم أعظم والله أعلم )) .
وصارت المسألة هنا : من المَعْنِيِّ بالآية أولاً مع اتفاقهما رحمهما الله على تعميم الآية ، ولا شكَّ أن السياق يدل على ما قاله ابن جرير رحمه الله تعالى .
الثانية : الذي يظهر من كلام ابن كثير الدمشقي ( ت : 884 ) أنه لم يعرِّج على الحجة الثانية ، وهي السياق ، ويبدو أن سبب ذلك طول كلام ابن جرير ، وأنه أخَّر هذه الحجة ، فقرأ أول الاحتجاج ولم يتنبه لها ، والله أعلم ، إذ لو انتبها لها لردَّها ، كما ردَّ الأولى . ( ينظر تعليق محمود شاكر على هذه الآية / 2 : 523 ) .
الثالثة : إن من يقرأ كلام ابن جرير في هذا الموضع وفي غيره يحسن به ألا يتعجَّل في فهم عبارة ابن جرير حتى يقرأه بعناية ؛ نظرًا لأمور ، منها :
1 ـ طول الفصل في الجمل .(1/989)
2 ـ طول الاحتجاج ، كما هو الحال هنا .
3 ـ وصفه للقول الذي يخالفه وبيان حججه ، وقد يشوبه طول أيضًا ، ثم يكرُّ إلى القول الذي يراه صوابًا فيبيِّن حججه له ، ومن عباراته في هذا الباب قوله ـ بعد كلام طويل في خبر رواه السدي عن أشياخه عند قوله تعالى (( أتجعل فيها من يفسد فيها ـ : ( وهذا الذي ذكرناه هو صفة مِنَّا لتأويل الخبر ، لا القول الذي نختاره في تأويل الآية ) .
وهذا الاستدراك منه في محلِّه ؛ لأنَّ طول كلامه قد يقطع المرء عن إتمامه ، فيظن أن ابن جرير يرجح هذا القول ، ولكن الأمر ليس كذلك .
وأخيرًا ، فإن أثر الاعتماد على السياق يظهر جليًّا عند ابن جرير الطبري ، وقد استعمل دلالة السياق استعمالاً واسعًا ، وبرز عنده في مجالات متعددة ، وقد كتب فيه الأخ الفاضل عبد الحكيم القاسم ـ وفقه الله ـ المحاضر بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض رسالة علمية نال بها درجة الماجستير .
وسيأتي إن شاء الله بعض القضايا السياقية عند ابن جرير ، والله الموفق .
---
المشارك7
12-16-2003, 10:01 PM
شيخنا الفاضل نسر كثيرا برؤية بحوثكم الماتعة ومقالاتكم الرائعة فجزاكم الله خيرا
ولي تعليق يسير لعلكم تنظرون فيه :
لعل ابن كثير رحمه الله قد عرج على حجة ابن جرير الثانية في احتجاجه بالسياق .
ورد ابن كثير على هذه الحجة في قوله :
((فانه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام ))
فهذا وجه الارتباط بين هذه الاية وماقبلها عنده .
وقد يقول قائل : ان هذا الوجه له اقوى مما ذكره ابن جرير من جهة ان ما ذكره ابن جريربقوله :
((وأخرى أن الآية التي قبل قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه مضت بالخبر عن اليهود والنصارى وذم أفعالهم والتي بعدها نبهت بذم النصارى والخبر عن افترائهم على ربهم ))(1/990)
فيه ان الايات تحدثت عن اليهود والنصارى ثم عن النصارى فقط لا عن اليهود والنصارى .
وماذكره ابن كثير فيه ان الايات تحدثت عن اليهود والنصارى ثم عن المشركين.
فمن ناحية الترتيب ماذكره ابن كثير اقرب.
ننتظر تعليقكم شيخنا ابا عبد الملك .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-16-2003, 11:04 PM
تعقبات ابن كثير على بن جرير موضوع شيق وجميل ، وكنت كثيراً أفكر في موضوع تفسيري مقارن بعنوان :
بين ابن جرير وابن كثير
وهذا البحث الذي أورده الشيخ مساعد وفقه الله دليل على أهمية هذا الوضوع .
تنبيه : علق القاضي محمد كنعان على ذكر بختنصر في بعض الروايات ومعاونة النصارى له بقوله :
هذا القول ذهول وسهو ؛ لأن بختنصر أحد ملوك بابل توفي 607 قبل الميلاد .
فهل بختنصر هذا الذي ورد في كلام ابن جرير هو نفس هذا الذي توفي قبل الميلاد - إن صح هذا - ؛ فيكون في ذكره نكارة ؟ أم ماذا ؟
ولعل دراسة التاريخ تفيد في مثل هذه القضايا .
هذا مجرد تنبيه ، وإن كنت أرى أن الصواب في هذه المسألة مع ابن كثير ، وقد ذكر ابن عاشور ما يدل على أنه يميل إلى هذا القول أيضاً .
وابن جرير يهتم بالسياق كثيراً ، حتى إنه أحياناً يرجح معنى بعيداً لأنه أقرب لسياق الآية مثل تفسيره لآية النساء : ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ....) .
---
أحمد البريدي
12-17-2003, 10:20 PM
شكر الله لك ابا عبد الملك
واستدراكات ابن كثير على ابن جرير بحث ماتع , وكذا استدراكات ابن عطية على ابن جرير , وقد جمعت مواضع كثيرة منهما , ثم بعد ذلك علمت انه تم فيهما تسجيل رسائل دكتورا ه في كلا الموضوعين في الجامعة الإسلامية , وتمت مناقشتهما ,
ارجو ممن يستطيع الوصول إليهما , ان يتحفنا بما توصل له الباحثان .
---
محمد العبدالهادي
12-18-2003, 07:48 AM(1/991)
لقد أحصيت من خلال جهد متواضع تعقبات ابن كثير لابن جرير - رحم الله الجميع - وهي مفيدة في استنباط طريقتهما ، وكنت أفكر في إخراجها كسلاسل في هذا المنتدى ولكني مازلت مترددا فماذا ترون ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
12-18-2003, 09:05 PM
أرى أخي محمد ألا تتردد في إفادتنا بها
فاطرحها موفقاً بإذن الله ، ولعل تعليقات الإخوة الأعضاء توضحها وتسددها .
وهذا الملتقى مجال رحب لمثل هذا الفوائد .
---
(1/992)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير الموضوعي لسورة الاسراء
---
التفسير الموضوعي لسورة الاسراء
---
علال بوربيق
05-18-2006, 11:35 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
سمعت الشيخ محمد الغزالي رحمه الله يقول:" ما دامت اليهود جاثمة على أرض فلسطين، فإن المسلمين لم يحسنوا بعد قراءة سورة الاسراء "
الآية الأولى من هذه السورة تضمنت قصة الإسراء، ثم عاد التاريخ القهقري ليذكر بنى إسرائيل وما عرض لهم أثناء إقامتهم الأولى في فلسطين.
لقد أوتوا التوراة دينا ودولة، والمرتقب منهم ومن أمثالهم إذا أقاموا حكومة دينية أن تكون صورة للنظام لا للفوضى، وللعدالة لا للجور، لكن بني إسرائيل الذين عانوا كثيراً تحت وطأة الاستبداد الفرعوني لم يلبثوا طويلاً حتى جدّدوا سيرة الفراعنة الأولين، فعاثوا في الأرض فسادا، ولم يكن بدٌّ من تأديبهم. ويشرح القرآن الكريم أن العجز الإداري والخلقي في سلطة بلد ما ينتهي بزوال هذه السلطة، وقدوم آخرين من الخارج ليتولّوا هم الحكم، ويعاقبوا العابثين، قال تعالى: "وَقَضَيْنَآ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ " يعني سجلات العلم الأبدي " لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً "[4-5](1/993)
إن الدولة التي تختلّ أمورها تُحْتَلّ أرضها، وتفقد استقلالها وحريتها... إن الفساد والاستعلاء لا يتصوران في حكم يقوم على الوحي وينتسب إلى السماء، ولذلك فإن عقوبة أهله تكون شديدة، استعمار أجنبي يقوم على الإذلال والاضطهاد، حتى إذا استقام المعوج وعاد إلى أدبه واصطلح مع ربه عادت إليه مكانته وكرامته "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً " [6]. وليس ما يقع مكافأة أنهت المأساة. إنه اختبار جديد، وعلى الشعوب أن تعى وترعوى "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا..."[7]][/color.ويظهر أن اليهود أدمنوا المرض، واستمرأوا العلل، فلا تكاد أحوالهم تستقيم عصراً حتى يحنّوا إلى عبثهم ومظالمهم، ويتجدد العقاب، وتتجدد التوبة " وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً " [8]. يقول التاريخ: إن الإفسادة الأولى أعقبها تدمير الآشوريين لدولة اليهود وهدمهم لهيكل سليمان. ثم قامت الدولة ثانية، وعادت إلى الإفساد فهاجمها الرومان وتكررت العقوبة، وبقى اليهود دهراً طويلاً بلا دولة!!.ثم شاء الله أن يقلد المسلمون اليهود، وأن يفسدوا دولة الوحي بأهوائهم! وكانت عقوبة القدر هذه المرة أن يقيم بنو إسرائيل دولة على أنقاض العرب الذي تخلَّوْا عن القرآن، واخلدوا إلى الأرض.والصراع القائم اليوم غريب، لأنه بين المسلمين تخلَّوا عن مواريث السماء، واستهوتهم نزعات جنسية!! وبين يهود يرفعون راية التوراة، ويعظمون يوم السبت.ونعود إلى سورة الإسراء لنلحظ فيها أمراً تفردت به، وهو أن كلمة "القرآن" تكررت نحو إحدى عشرة مرة.
(1) "إِنَّ هَاذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً " [9].(1/994)
(2) " وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَاذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً " [41]
(3) " وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً " [46]
يقول جل شأنه قبل ذلك:
(4) "وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً " [45]
(5) " وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً " [60]
(6) و(7) " وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً " [78]
(8) " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً " [82]
(9) " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَاذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً " [88]
(10) "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَاذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً " [89]
(11) " وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً " [106]
[color=#497418]إن سورة بني إسرائيل انفردت بهذه الخاصة علّ المسلمين يفقهون أن القرآن الذي صنع أمتهم قديما قدير على أن يصبَّهم في قوالب السيادة والقيادة مرة أخرى، وعلى أن ينتزع من نفوسهم حب الدنيا وكراهية الموت، ويهب لهم قلوباً شجاعة تفتدي الحق وتحرص على لقاء الله!!.أحياناً يكون الجهل عذرّاً مخففا، أما التجاهل والاستكبار على الحق وإيثار العمى على الهدى فهو ذريعة غضب هائل.(1/995)
وقديماً سلط الله عبدة الأوثان على بني إسرائيل، لأنهم لم يقدروا كتابهم قدره، فليس عجيباً أن يسلط على المسلمين بعد ما أهملوا القرآن من لا يقيم لهم وزناً أو يعرف لهم حقاً.
وطريق العودة واضح:لابد من عقيدة وشريعة وأخلاق ومعاملات تتفجر من ينابيع القرآن، ويحيا بها المسلمون من جديد،حياة تجعلهم أمة الوحي، وصلة السماء بالأرض.والإنسان لا يشبّ في يوم، والحضارة لا تزدهر في شهر، والنتائج تتحقق وفق قوانين مضبوطة تتم مع كرّ الغداة ومر العشىّ.
ومهما دعا المؤمن فلابد من الصبر على سنن الله الكونية. "وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً " [11].ورعاية للزمان وخضوعاً له جاء الحديث عنه في الآية اللاحقة: "وَجَعَلْنَا الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ الْلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً " [12].ومع سير الزمن تقوم دول وتنهزم أخرى، ويعلو أمر اليهود ويسفل، كما أبان الوحي أول السورة، وكذلك تتقلب الدنيا بغيرهم من الناس. لكن الإنسان هو المسئول الأول عن نفسه، إذا عقل فقد اتخذ القرار السليم، وإن شرد هوى " مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى..." [15].وهذا قانون للأفراد والشعوب، والحضارات القائمة على الدين تظل معتصمة به، وحاملة لواءه ما ظلّت بعيدة عن الترف والمراسم الفارغة، وقسوة القلب.ويتم لها ذلك إذا حدَّدت موقفها من الآخرة تحديداً واضحا " مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ..." [18].(1/996)
ما نشاء لمن نريد!! عبارة صارمة، إن الله لا يُغلَب على أمره، ولا يُنال ما عنده إلا بإرادته، وما يملك أحد عليه شيئاً.. [color=#497418]والتدين الكاذب لا يروج عند الله، وليست لأهله وجاهة، ويقول سبحانه هنا: " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ...." [17]. والحديث عن الأمم السابقة حتى بعثة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ أما بعد ذلك فقد تحدثت آية أخرى عن مصاير المجرمين " وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذالِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُور"[58].
والكتاب فيما يبدو هو سِجِلُّ العلم الإلهي.. والتحذير لنا وللناس أجمعين. ما النجاة من هذه المصاير؟ تسوق سورة بني إسرائيل خلال صفحتين حافلتين جملة من الوصايا العظيمة تعصم الناس من الزلل، وتقودهم إلى الرشد، وتضمن لهم الرعاية الإلهية في الحاضر والمستقبل.
وتبدأ هذه الوصايا بقوله تعالى: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُو?اْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً..." [33].
وتنتهي بقوله: " ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ الهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً " [39]. بدأت هذه النصائح بتوحيد الله وختمت كذلك بتوحيده، لأن القلب الذي يعنو لغير الله لا أمل فيه، والاستقامة الكاملة مربوطة بالتوحيد الكامل.(1/997)
إن للجماعة المؤمنة شارات، يقول الله في الوالدين: " وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً " [24]ويقول في الأقارب: " وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً " [26]. والتفسير الحق عندي أن المرء لا يجوز له التوسّع في النفقة والاستكثار من الكماليات، فإن ذلك تبذير يحصد ما لديه، ولا يبقى عنده فضلاً يعطيه قريباً أو بعيداً...وأكد القرآن الكريم هذا المعنى في قوله تعالى: " وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً "[29].
وسياسة تقليل النسل لا تغنى عن الشعوب البليدة شيئاً! يجب أن تلتمس المفاتيح لخزائن الخيرات التي بثها الله هنا وهناك، والسماء لا تمطر القاعدين ذهبا ولا فضة.. "وَلاَ تَقْتُلُو?اْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ " [31].(1/998)
ونهى القرآن عن الزنا، والزنا عملة متداولة في الحضارة الحديثة، وهو أفضل من الكبت في مجال التربية عندهم، ولا يعاقب عليه قانوناً ما دام بالتراضي!! والله يقول: " وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً " [32].ومع أن قتل النفس جريمة فالقانون لا يقتل القاتل... وقد حرمت عقوبة الإعدام في دول كثيرة! وأدى ذلك إلى شيوع القتل وسفك الدم الحرام " وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً " [33].وأمر الله الناس باحترام مال اليتيم وبالوفاء بالعهود، وبضبط المكاييل والموازين. ثم ذكر لكل إنسان أنه مسئول عن سمعه وبصره وقلبه، إنه مسئول عن كل شيء فيه، فلا يجوز أن يحيا فوضويا سائبا " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " [36]
ونهى القرآن أخيراً عن الخيلاء وذهاب المرء بنفسه " وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً..."[37].
إن هذه الوصايا تقيم الفرد المؤمن والشعب المؤمن، والحضارة الصالحة، ولن يهزم الله أمة تمسكت بهذه الخلال(1/999)
ونظرت في سورة "سبحان" فإذا الله ـ جل شأنه ـ يخاطب المشركين بحديث عجب: "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَاذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً . قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً . تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَاكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً " [41-44]. ولست أحقِّقُ هنا: هل تسبيح الكائنات بحمد ربها دلالة حال أو دلالة مقال؟.
إن الكون ـ على أية حال ـ لا يقوم بنفسه، وإنما يقوم به الحيُّ القيوم!!.(1/1000)
وإذا صعب على مغفل أن يعرف الله، وأن يُقرّ بوحدانيته فلن يضرّ الله شيئاً، فكل شيء يسبح بحمده!...ومضت السورة تحدث المشركين عن الله الذي هجروه، واتخذوا الأصنام آلهة من دونه، إنهم ذاهلون تائهون، لا يحبون أن يسمعوا حديثاً عنه!..وهم يحسبون الرسول رجلاً مسحوراً، وهم يعتقدون أنه لا حياة إلا في هذه الدنيا، وتلك طبيعة الدواب! إن الدواب لا تشعر بغد قريب أو بعيد، إنها تعيش يومها وحَسْبُ، هي محبوسة وراء محيطه.والغريب أن العالم المعاصر لا يدري إلا هذا المنطق، وهو يشيعه في عالم الفن والغناء، وعالم القانون والفلسفة!! " وَقَالُو?اْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً * أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً..." [49-52]والإنغاض: تحريك الرأس علوا وسفلاً إنكارا واستهزاء..وفي موضع آخر من السورة تكرر رفض المشركين للبعث والجزاء، فبيّن القرآن الكريم أن الإنسان امتاز على الدواب بعقله. فإذا فقد هذا العقل نظر ولم ير، سمع ولم يع، ونطق بالباطل، وفقد أهليته لهداية الله، وعَالَنَ بإنكاره لوجوده ولقائه:" وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً . ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً(1/1001)
جَدِيداً * أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً " [99].
وفي سورة بني إسرائيل لا غرابة أن يوصى الله المسلمين بإحسان القول، فليكن الإحسان في القول والتلطف في الدعوة شيمة الأمة الخاتمة! " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً " [53].
وتلت ذلك إشارة إلى أن أمر المسلمين سوف يعلو حتى يرثوا الأرض، وذلك في قوله تعالى: " وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً " [55].
والحق أن التوحيد الذي تميزت رسالة الإسلام بتقريره، وتحمست لإشاعته، يربط الناس بربهم ربطاً شديداً، ويجعل عروتهم به وثيقة، ويقرر أن كل ما عدا الله عبدٌ له، مقهور في جلاله: " قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَتَحْويلًا. أُولَائِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً " [56-57](1/1002)
واقتضى المقام هنا حديثاً عن آدم وبنيه! لقد كان آدم جديراً بأن يكون أفضل حالا ومآلا بعدما اصطفاه الله وأعلى شأنه، وأسجد له ملائكته.وكان بنوه جديرين بأن يكذبوا ظنون إبليس، بعد ما أفاء الله عليهم من نعمائه ما يلهج الألسنة بالشكر " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً..." [70]لكن آدم وَهَنَ عزمه، وأبناءه نسوا الجميل الذي يمرحون فيه، فلم يكن من مؤاخذتهم بدٌ، وجاء في هذا القرآن من شأنهم ما يثير الدهشة، فلنتدبره لنعرف كيف نفعل..؟!.إن الله منحنا العقول لنفكر ونحكم، ونميز الحسن من القبيح والطيب من الخبيث، وما قيمة عقولنا إذا لم نفعل ذلك؟.وعندما نقول لرجل: واحد وواحد تساوى اثنين، فيقول لك: لا أصدق حتى تنقل الجبل من مكانه، أفترى أن لهذا القائل منطقاً جديراً باحترام؟.
إن محمدا رسول الله بذل جهده في إثبات أن الله واحد، وأن وجوده الأعلى أصدق من كل وجود، فقيل له: بل أصنامنا أولى بالتقدير! وتحدَّوه أن يأتي بمعجزة تصدقه!.
لقد طلب أهل مكة من محمد أن يجعل الصفا ذهبا، حتى يصدقوا رسالته! فكيف إذا حوّل لهم الجبل إلى ذهب ثم ظلّوا على تكذيبهم؟ إنه مهلكهم يقينا، إن اللعب مع السماء لا يسوغ.(1/1003)
وفي سورة "الإسراء" يقول الله تعالى: " وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً " [59].على أن قريشا لم تطلب خارقة مَّا، بل حددت بضع خوارق عدَّتها عدّاً " وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً . أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً . أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلا?ئِكَةِ قَبِيلاً . أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً " [93].
إن العناد ملك قلوبهم، وليس الكفر عَرَضا سريعا يمرّ ببعض الناس، إنه مزيج من الحسد والغباء، والطمع والأثرة، والبعد عن الكفر يتطلب عقلا واعيا، وحكما عادلا، وخلقا زاكيا
ومحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ إمام أولى العزم الذين جاهدوا الضلال الأزمنة الماضية، وهو في الجزيرة العربية لن ينشغل بمآرب كفارها ومقترحاتهم، فرسالته العامة إصلاح الخلل في كل نفس، في أية قارة، إلى أن تقوم الساعة. ويزيد عبؤه جسامة إلى أنه يعتمد في نجاحه ـ بعد تأييد الله ـ على تحريك العقول وهزّ التقاليد، ومعالجة العوج البشري بالهوينى، حتى يسلس قياده! ويالها من مهمة!!.
إنهم يطلبون من محمد أن يجعل لهم مكانة خاصة إذا أراد أن يؤمنوا له!!.وقد ينفق من وقته واهتمامه الكثير ليعالج زعيما إذا آمن تبعته ألوف من الأنصار! وربما أخذ هذا الوقت من حق آخر فقير..!(1/1004)
وفي هذا يقول الله له: " وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً . وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً . إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً " [73-74-75].
إن سياسة الدعوة شيء، والانحرافات الخلقية شيء آخر، وقد عاتب الله نبيه لانشغاله بأحد الكبراء عن أحد الضعفاء. والسياق كله تنبيه إلى كيدهم وتحذير من ملاينتهم...وتلا ذلك كشف عن خباياهم وعما يبيتون لدعوة الإسلام من شرور " وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً " [76]. إنهم أحرجوه في مكة كل الحرج، وكانوا قد رأوا إخراجه، ثم اختاروا قتله.وقد خرج الرسول مهاجرا، ونجاه الله من كيدهم، ولم يلبثوا إلا قليلاً بعده حتى انتصر الإسلام وعاد إلى مكة ظافرا.. وصدق الله وعده.
وبعد جهاد الدعوة جاء جهاد العبادة، فكلِّف الرسول بالصلاة ليلاً ونهاراً " أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الْلَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً " [78].
إن محمدا كلمة الله الأخيرة إلى الناس، واللبنة التي تم بها بنيان النبوات الأولى، وقد كان أهل الكتاب يشعرون بأن هناك نبيا قادما، ويجدون فيما لديهم ما يدعوا إلى ارتقابه وتصديقه.(1/1005)
فلما جاء سارع المخلصون إلى اتباعه، قال تعالى: " وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُو?اْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً " [106-107-108]والتاريخ العالمي يذكر أن نصارى الشام ومصر سارعوا إلى الدخول في الإسلام بعد زوال الاستبداد الروماني، ثم حملوه مع العرب إلى آفاق العالمين، مصداق هذه الآيات الكريمة، وإشارة بصدق هذا الجمهور الكبير من أهل الكتاب الذين أمنوا وأخلصوا.. ..
---
سيف الدين
05-18-2006, 11:47 PM
بوركت يمناك ...
---
(1/1006)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > {وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة } البقرة : 195 .
---
{وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة } البقرة : 195 .
---
tafza
03-25-2005, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛
مما لا شك فيه انه يترتب على الجهاد ، العزة للامة والكرامة ، تأمل كيف اثنى الله على المجاهدين ..
وعلى رأسهم النبي (صلى الله عليه وسلم)
بقوله تعالى :
{ لكن الرسول والذين امنوا معه جاهدوا باموالهم وانفسهم واولئك لهم الخيرات واولئك هم المفلحون } التوبة: 88 .
ويذم الله الذين يتثاقلون عن الجهاد مبينا لهم ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة..
لقوله تعالى :
{ ياايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض ، ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة في الاخرة الا قليل ، الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم } التوبة 38 ، 37 .
ففي هاتين الايتين يخاطب الله المؤمنين الذين يتقاعسون عن الجهاد حبا في متاع الدنيا :
وخوفا على ارواحهم ، واستمرارا لشهواتهم كما هم غالب على الشعوب المستذلة ، لهؤلاء يقول الله سبحانه :
ان هذا الذي تتمتعون به في الحياة الدنيا لا يساوي شيئا بجانب ما في الاخرة من النعم المقيم ، ثم يبين الله لهم عاقبة تقاعسهم عن الجهاد واحجامهم عن التضحية بالمال بانه يؤدي الى سيطرة عدوهم عليهم واستعبادهم ونهب ممتلكاتهم وافنائهم تدريجيا ، ويؤدي الى ان يستبدل الله بهم قوما اخرين يسكنون ديارهم ويكونون اجدر بالمحافظة عليها ورعايتها ..
ويصرح القرآن في موضع اخر بأن عدم انفاق الاموال في سبيل الله وفي الاستعداد للقتال لهو من اسباب التهلكة ،
قال سبحانه :(1/1007)
{وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة } البقرة : 195 .
وعن ابي ايوب قال :
انما انزلت هذه الاية فينا معشر الانصار لما نصر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واظهر الاسلام ، قلنا :
هل نقيم في اموالنا ونصلحها ؟ فأنزل الله تعالى :
{وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة } ،
فالالقاء بأيدينا الى التهلكة ان نقيم في اموالنا ونصلحها وندع الجهاد ..
وقد اثبتت وقائع التأريخ هذه الحقيقة ، فالشعب الذي يتخلى عن الاستعداد للجهاد وتشغله زينة الحياة الدنيا يكون قد اعطى الفرصة لعدوه كي يسيطر على أرضه ويستعبده..
---
(1/1008)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن المفصل في القرآن الكريم
---
سؤال عن المفصل في القرآن الكريم
---
نوراليقين
04-28-2006, 07:41 PM
سامحوني انا بدي أغلبكم بس ان شاء الله في ميزان حسناتكم
أريد أن أسال عن المفصل في القرآن الكريم هل يؤدي المفصل الى تعدد المعنى
أختكم في الله
أم النور
---
محمود الشنقيطي
04-28-2006, 07:45 PM
لم يتضح لي مرادك من (المفصل يؤدي الى تعدد المعاني)
ففصلي في السؤال جزيت خيرا..
---
د.حسن خطاف
04-29-2006, 01:36 AM
يا أم نور بارك الله بك
سؤالك غير واضح ، من المعلوم أنه يقال للسور القصيرة مفصل ولكن لا أدري ما ذا تقصدين بالضبط بالمفصل ؟
الرجاء التوضيح ليتم الربط بين هذه الكلمة وتعدد الدلالة
---
نوراليقين
04-29-2006, 10:23 PM
المفصل في القرآن الكريم هو علامات الوقف في القرآن الكريم ونهايات الآيات وكيف يكون هناك تعدد للمعنى في ذلك مثل وقف التعانق... فأرجو منكم الإفادة في ذلك وجزاكم الله خيرا
---
د.حسن خطاف
04-30-2006, 12:24 AM
يا أم نور
مرة أخرى ماذا تقصدين بالمفصل ؟ حتى يتسنى لنا الإجابة عن سؤالك إن شاء الله تعالى
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2006, 12:28 AM
كأنها تقصد الفواصل ، أو رؤوس الآيات .
---
أبو النور
04-30-2006, 02:02 PM
كما قال مشرفنا العام د. عبد الرحمن الشهري هو رؤوس الآيات وعلامات الوقف في الآية مثل ما تقدم من وقف لازم وصلى وقلى ووقف التعانق بحيث يؤدي ذلك إلى تعدد المعاني........ أرجو أن يكون السؤال اتضح الآن وإن تكون الإجابة بين أيديكم... وجزيتم خيرا........
---
(1/1009)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من هم العماء؟؟؟؟
---
من هم العماء؟؟؟؟
---
القناص الإسلامي
04-07-2005, 05:08 PM
من هم العلماء ؟؟؟؟؟
أثناء تصفحي للإنترنت وقعت عيني على موقع من أفضل المواقع التي اعرفها ، انه موقع الراصد ، فقلت لنفسي لعلي أن أكون سباقا للخير هذا اليوم وأدل إخوتي على هذا الموقع ،
الموقع عبارة عن حلقة وصل مع برنامج الراصد في قناة المجد ، تقديم فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد، يتم عرض البرنامج كل أسبوع بين صلاتي المغرب والعشاء حسب توقيت مكة المكرمة.
وهذا اقتباس من الموقع عن الحلقة القادمة :
*******************
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف بالأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
العلماء ورثة الأنبياء العلماء هم أمل هذه الأمة في النهوض العلماء هم السبيل إلى الخروج
كيف تتعامل مع العلماء ؟
كيف تعرف العالم ؟
من هو العالم ؟
ما هي أقسام العلماء؟
كل هذا وغيربه ستجده في الحلقة
ولهذا فإننا سنطرح هذا الموضوع في حلقة الراصد هذا الأسبوع حيث أنه لا تزال المشاركة مفتوحة عبر المنتدى أو عبر البريد الالكتروني info@rased.ws أو عبر فاكس البرنامج 0096638877044 بطرح جميع التساؤلات والاستفسارات التي تراودكم والسلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته.
*******************
لمزيد من المعلومات عن الموقع استخدم الرابط التالي:
http://www.elrased.com/mn_articles/...ck=aW5kZXgucGhw
---
(1/1010)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرة في تفسير (فضحكت)
---
نظرة في تفسير (فضحكت)
---
عبدالعزيز الجهني
09-06-2006, 03:09 PM
في قوله تعالى(وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )سورة هود آية71 ورد في تفسير الضحك في هذه الآية عدة أقوال :
الأول :أنه الضحك المعروف.
وفي سببه ستة أقوال :
1ـ كونها وزوجها يخدمان الأضياف وهم ممسكون عن الأكل .
2ـ من غفلة قوم لوط وقد جاءت الرسل لهلاكهم .
3ـ ظنا من أنهم يريدون عمل قوم لوط .
4ـ لما رأت بإبراهيم عليه السلام من الروع .
5ـ حين بُشرت بإسحاق لكبر سنها وزوجها.
6ـ سرورا بالأمن منهم .
الثاني :أنّ الضحك هنا بمعنى التعجب.
الثالث: أنّ ضحكت بمعنى حاضت .
وقد كانت لي مع هذه الآية وقفة تجمع بينها وبين الآية في سورة الذاريات وهي قوله تعالى:(فأوجس منهم خيفة قالوا لاتخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم) فيمكن تفسير الضحك من خلال الجمع بين الآيتين بأن الملائكة بشرت إبراهيم عليه السلام بغلام عليم كما في آية الذاريات فأقبلت امرأته عند سماع الخبر فضحكت فرحا وصكت وجهها وقالت عجوز عقيم فبشرتها الملائكة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب . وهذا على طريقة القرآن في الاختصار والجمع في القصة الواحدة كما في قصة موسى عليه السلام وغيرها , ويدل على هذا أمران :
الأول: أنّ في سورة الذاريات كانت البشارة بالغلام ثم أقبلت سارة ,وعطف ذلك بالفاء ليفيد التعقيب مباشرة .
الثاني :أنّ الضحك في سورة هود كان حال كونها قائمة ,وذلك بعد أن أقبلت وتأكدت من سماع الخبر. هذه نظرة نتجت عن لحظة تدبر أعرضها ـمع قلة البضاعة ـ على أحبتي في هذا الملتقى المبارك بغية التصويب والتسديد.وأستغفر الله أولا وآخرا من كل ذنب وخطيئة.
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2006, 07:12 PM(1/1011)
جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالعزيز على هذا الجمع والاستنباط الموفق . ويمكن إضافة أنها ضحكت تعجباً أيضاً من هذه البشرى ، حيث إنها ستحمل وتلد مع كبر سنها وسن زوجها . بدليل الآية (يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشيءٌ عجيب ) فصرحت بالتعجب الذي ذكر كثير من المفسرين أنه سبب لضحكها أيضاً . والقول بأن الضحك بمعنى التعجب غريب ، وإنما هو بسببه وليس به ، ولستُ على يقين بعدم ورود الضحك بمعنى التعجب في لغة العرب ، إلا أنه إن وجد فهو على ندرة وقلة ، والغالب في معنى الضحك هو معناه المعروف الذي تفضلتم بذكره أولاً .
أضف إلى ذلك أن القول بأن الضحك بمعنى الحيض غريب ٌ أيضاً ، وقد أنكره -فيما أذكر - الفراء في معانيه ، وقد اعتمد من قال به معنىً للضحك في الآية على شواهد شعرية معدودة لا تجاوز الثلاثة ، وهي شواهد مفردة لا تقوم بها حجة على الغالب الظاهر المشتهر في لغة العرب ، ولا سيما أن حمله على معناه المعروف المشتهر في هذه الآية ونظائرها التي وردت في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مستقيم لا إشكال فيه ، فهي قد ضحكت فرحاً وتعجباً من حالها وحال زوجها ، وحمل الآية على المعنى الظاهر المشتهر في لغة العرب أولى من حمله على معاني نادرة أو غير صحيحة .
وقد أجدت وأفدت فتح الله عليك وبارك فيك في جمعك بين الآيات لمعرفة المعنى الصحيح إن شاء الله للآيات .
---
عبدالعزيز الجهني
09-21-2006, 11:49 AM
شكر الله لك شيخنا الحبيب .ونفع بك وبعلمك وبارك لك في ذريتك وعمرك وأشهد الله على محبتك وإن لم أرك.
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 12:59 PM
أحسن الله إليكم أخي العزيز ، وتقبل منا ومنكم وأحبكم الله الذي أحببتمونا فيه .
---
مروان الظفيري
09-22-2006, 07:59 PM
هذا الضحك من سارة يحتمل ان يكون لانها كانت مستاءة من قوم لوط وفجائعهم , واطلاعها على قرب نزول العذاب عليهم كان سببا لسرورها وضحكها.(1/1012)
وهناك احتمال آخر وهو ان الضحك كان نتيجة لتعجبها او حتى لاستيحاشها ايضا, لان الضحك لا يختص بالحوادث السارة بل يضحك الانسان - احيانا - من الاستياء وشدة الاستيحاش , ومن امثال العرب في هذا الصددشر الشدائد ما يضحك .
او ان الضحك كان لان الاضياف لم يتناولوا الطعام ولم تصل ايديهم اليه بالرغم من اعداده وتهياته لهم .
ويحتمل ايضا ان ضحكها لسرورها بالبشارة بالولد. وان كان ظاهر الاية ينفي هذا التفسير, لان البشرى باسحاق كانت بعد ضحكها, الا ان يقال : انهم بشروا ابراهيم اولا بالولد, واحتملت سارة ان سيكون الولد منهافتعجبت , وانه هل يمكن لامراة عجوز وفي هذه السن ان يكون لها ولد من زوجها؟ لذلك سالتهم بتعجب فاجابوهابالقول : نعم , وهذا الولد سيكون منك . والتامل في سورة الذاريات بهذا الشان يؤكد ذلك .
وينبغي الالتفات هنا الى ان بعض المفسرين يصرون على ان ضحكت مشتقة من ضحك بمعنى العادة النسائية وهي الحيض وقالوا:ان سارة بعد ان بلغت سن الياس اتتها العادة في هذه اللحظة وحاضت , والعادة الشهرية تدل على امكان انجاب الولد, ولذلك فحين بشرت باسحاق امكنها ان تصدق ذلك تماما ... وهؤلاءالمفسرون استندوا في قولهم الى لغة العرب , حيث قالوا في هذا الصدد: ضحكت الارنب , اي حاضت .
ولكن هذا الاحتمال مستبعد من جهات مختلفة :
اولا: لانه لم يسمع ان هذه المادة استعملت في الانسان بمعنى الحيض في اللغة العربية , ولهذا فان الراغب حين يذكر هذا المعنى في مفرداته يقول بصراحة : ان هذا ليس تفسير جملة فضحكت كما تصوره بعض المفسرين , بل معناها هو الضحك المالوف , ولكنها حاضت وهي في حال الضحك ايضا, ولذلك وقع الخلط بينهما.(1/1013)
ثانيا: اذا كانت هذه الجملة بمعنى حصول العادة النسائية فلا ينبغي لسارة ان تتعجب من البشرى بالولد اسحاق لانه - والحال هذه - لا غرابة في الانجاب , في حين نستفيد من الجمل الاخرى انها لم تتعجب من الانجاب فحسب , بل صرخت وقالت : (يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا).
وعلى كل حال فان هذا الاحتمال في الاية يبدو بعيدا جدا.
ثم تضيف الاية ان اسحاق سيعقبه ولد من صلبه اسمه يعقوب : (فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب ).
الواقع ان الملائكة بشروها بالولد وبالحفيد, فالاول اسحاق والثاني يعقوب , وكلاهما من انبياء اللّه .
ومع التفات سارة امراة ابراهيم الى كبر سنها وسن زوجها فانها كانت آيسة من الولد بشدة , فاستنكرت بصوت عال متعجبة من هذا الامر و (قالت ياويلتا االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشي ء عجيب ).
وكان الحق معها, لانه طبقا للاية (29) من سورة الذاريات , فانها كانت في شبابها عاقرا, وحين بشرت بالولدكان عمرها - كما يقول المفسرون وتذكره التوراة في سفر التكوين - تسعين عاما او اكثر, اما زوجها ابراهيم (ع )فكان عمره مئة عام او اكثر.
وقد جاء في كتب المنطق :
(الواسطة الخارجية تكون بالاضافة الى المعروض مساوية او اعم او اخص او مباينة والاول كعروض الضحك للانسان بواسطة التعجب المساوي له حيث لا يوجد في غيره من سائر الحيوان...)
---
مروان الظفيري
09-22-2006, 09:10 PM
وجاء في تاج العروس على شرع القاموس ؛ للمرتضى الزبيديّ :
(واستعمل للتعجب المجرد تارة، وهذا المعنى قصد من قال: إن الضحك مختص بالإنسان، وليس يوجد في غيره من الحيوان. وتضحك الرجل وتضاحك، فهو ضاحك وضحاك كشداد وضحوك كصبور ومضحاك كمحراب وضحكة كهمزة، زاد ابن عباد. وضحكة كحزقة، أي: كثير الضحك .....)
---
(1/1014)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسباب إختيار الشيخ زهير الشاويش لتحقيق تفسير "زاد المسير لابن الجوزي"
---
أسباب إختيار الشيخ زهير الشاويش لتحقيق تفسير "زاد المسير لابن الجوزي"
---
عيسى الدريبي
05-09-2005, 11:20 PM
كنت في زيارة الى لبنان الأسبوع الماضي وتشرفت بلقاء العلامة الشيخ زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي
يوم الأحد 16/ ربيع الأول / 1426 هـ
وسألت الشيخ عن أسباب اختياره تفسير ابن الجوزي لتحقيقه فقال ما نصه:
لقد كان اختياري لتفسير الإمام ابن الجوزي رحمه الله لأسباب متعددة:
الأول: أنه حنبلي، والحنبلي يقول:
أنا حنبلي ما حييت وان أمت ***** فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
الثاني: أنه جرى بحث علماء الحنابلة وجهودهم في التفسير مع الشيخ محمد بن عبدالله بن مانع أستاذي وشيخي بحضور الشيخ على بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر وذكر ابن مانع عددا من التفاسير وقرر الشيخ علي أن يطبع واحدا منها فتخيرت أنا زاد المسير؛ لأن المؤلف فيه مع حنبليته كان مشهورا في علم الحديث، وكان مطلعا على الحديث في مؤلفاته التي اكتملت في عهده وأصبح الناس يعتمدون على الرواية من الكتب المؤلفة وابتعدوا عن الرواية الشفهية التي كانت معروفة.
وطبعا هذا بعد أن قلَّ الحفاظ وأصبح كل من يدعي الحفظ يريد أن يحدث عن ثلاثين واسطة وما حولها، وقلَّ منهم من ثبت على ذلك وأصبح الاعتماد حقيقة على الكتب المؤلفة في الحديث.
وقمت بالاستحصال على النسخ المخطوطة التي أوردتها في مقدمة كتابي وكان منها نسخة قديمة أحضرتها من بلاد المغرب.
وقد استعنت بالاخوة الذين وصفتهم عندي في المكتب الاسلامي، ومنهم عدد كبير وذكرت أشهرهم في العمل الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله، والشيخ شعيب الأرناؤوط حفظه الله.(1/1015)
ولم نذكر الأسماء هذه إلا في آخر الجزء الأخير جريا منا على عادة من سبقنا من العلماء بالاعتذار عن التفاخر الذي وقعنا فيه الآن نحن وسوانا فإنك الآن تجد أن المحقق يُبرز اسمه أكثر من المؤلف، وتجد الدار الناشرة تتفاخر بذكر اسمها مع أن المشرفين عليها كما عرفناهم بالتجربة ليس فيهم من يقرأ كلمة أو يكتب مقدمة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وكنت أطبع كل جزء من الكتاب وأقوم بتوزيع أكثره هدية من سمو الشيخ علي آل ثاني رحمه الله حيث يوزَّع في قطر والسعودية على أناس محدودين.
وأحيانا على من يزور قطر فيوزَّع عليهم ليحمله المعطى إليه للطائرة، فيثقل عليه فيتركه في المطار أو في الفندق.
ولذلك كنت أقوم بإهدائه على أهل العلم في سوريا ومصر وبلادنا الشمالية على حساب المكتب بفضل الله وكرمه.
وقد لاقى والحمدلله قبولا جيدا وقامت بعض دور النشر من السارقين على تصويره أو إعادة صفه مزاحمة غير مشروعة ولو أنهم أرادوا الخير لطبعوا غيره من الكتب.
ولكن ذلك لم يعطل علينا شيئا فبقيت طبعتنا هي المقدَّمة عند الناس من أهل العلم ثم بعد أن تسلم أولادي إدارة المكتب الإسلامي قاموا بطبعه كاملا في مجلد واحد وبقي عملنا واسم ومكتبنا هو المرجع في كلا الحالين عند أهل العلم والفضل.
وبعد ذلك قمت بنشر عدد من كتب التفسير ضمن منشورات المكتب الاسلامي مثل: تفسير سفيان بن عيينة، وتفسير سورة الرعد وفصلت، وغيرها.
وقد وقع في يدي كتاب من تفسير شيخ مشايخي العلامة الشيخ عبدالقادر بن أحمد بدران الدومي الشافعي والمتحول بعد ذلك الى الحنبلي وكانت له خصومات في قريته "دومه".
فهاجر منها الى دمشق وأقام عازبا - لا زوجة له ولا ولد - في مدارس الأوقاف. وكتب كتاب في التفسير سماه ( جواهر الأفكار ومعادن الأسرار المستخرجة من كلام العزيز الجبار).(1/1016)
فبادرت بعد تملكي نسخته مع الكثير من مؤلفات بدران ووجدتها النسخة الوحيدة المخطوطة بخطه بعضها كتبها بيمينه، وبعضها كتبها بيساره بعد أن أصابه الشلل.
ثم وجدت أن المفسَّر من هذا الكتاب الى قوله تعالى: (واتقوا الله لعلكم تفلحون).
ولم أجد باقيه فقمت على تحقيقه وطبعه سنة 1420 هـ المساوي 1999 م على أمل أن ينتفع الناس بما كتب، وفيه الفاتحة والبقرة وآل عمران وهي في جزئين.
وإن من طبيعة من يفسر أن يذكر في أوائل القرآن الكثير من قواعده في أوائل تفسيره، فيأتي ما بعدها مكررا لها متشابها فيها. فكان في مجلد في 550 صفحة تلقاه أهل العلم بقبول حسن وعلى الأخص الإخوة من دعاة السلف الصالح والدعوة الى ما مات عليه بدران وبقيت أنا عليه من الدعوة السلفية جعلنا الله من المخلصين لها، والحمد لله رب العالمين.
من إملاء الشيخ العلامة زهير الشاويش بنصه
بيروت - لبنان 16/ ربيع الأول 1426 هـ
---
أيمن صالح شعبان
05-10-2005, 12:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لم يكن الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى من النقاد البارزين في علم الحديث بالإضافة لكثرة أوهامه في العزو وكثرتها و>لك يظهر جليا لمن طالع سيرته في سير ال>هبي ، واستوثقت ما نقله ال>هبي رحمه الله في الاحتكاك ببعض الكتب لأبي عبد الرحمن الجوزي منها التحقيق ال>ي ألفه على التعليق لأبي يعلى الفراء وانظر لاستدراكات التنقيح عليه ، لكنه كان إماما بصيرا بفن الخطابة و>وق العبارة وصوفية أهل السنة والجماعة. مجرد رأي
---
أبو بيان
05-10-2005, 04:41 PM(1/1017)
جهد ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير جهدٌ متميز, ولا يستغني عنه طالب علم التفسير, وفيه ترجيحات, واختيارات لأئمة فُقِدَت تفاسيرهم, كأبي سليمان الدمشقي, بل عرض كامل تفسيره حرفاً حرفاً, وقرأه قراءة تحرير وتدقيق على سيف الدين ابن تيمية, عم الجد ابن تيمية, وكتابه هذا متميز عن بقية كتبه التي يغلب عليها الجمع, وابن تيمية ينقل عنه كثيراً, وله زيادة أقوال في الآية ليست موجودة عند من قبله, لكنه زادها بالاستنباط من السياق ونحوه.
وشكر الله للدكتور عيسى مشاركته, وإفادته.
---
(1/1018)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إقرأ هذا الخبر بسرعة
---
إقرأ هذا الخبر بسرعة
---
مرهف
10-17-2005, 05:15 PM
لقد فوجئت في الحقيقة عندما فتحت بريدي بعد انقطاع عنه لمدة أيام بهذه الرسالة :
( عاجل جدا نرجو نشره فور القراءة
التصويت برفض عرض الصور التشبيهية للرسول صلى الله عليه وسلم
لقد نشر التلفزيون الدنماركي تصويت لمن يقبل او لا يقبل أن ترسم صورة الرسول عليه الصلاة والسلام بالجريدة وذلك بأساليب كاركتيرية قذرة، فكانت هنالك مسابقة بين الرسامين الكاركتاريين رسم رسولنا عليه الصلاة والسلام
وأيضا عرض على شاشات السينما الدينماركية فيلم تظهر به فتاه عارية تتعذب ونقش على ظهرها القرءان الكريم
وايضا تم رسم صورة المسيح على حذاء
اخواني واخواتي قد اقام المسلمون معارضة شديدة على ذلك وقد فوضت الحكومة الدينماركية التلفزيون الدينماركي القناه الثانية كي يقوم بعمل تصويت على ذلك، وان كان تصويت المعارضة اكبر فإنة لن يعرضوا الرسومات سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام بعد الأن ويتم ايقاف عرض الفيلم من شاشات السينما التي تظهر به الفتاه العارية وعلى ظهرها القرءان الكريم ويتم سحب جميع الاحذية التي عليها صوره المسيح من السوق وعدم بيعها
الرجاء من الجميع وبأسرع وقت اعلن رفضك على ذلك الاستهزاء برسولنا الكريم والقرءان الكريم
وان اخر موعد لإدلاء الاصوات اليوم ( الخميس ) الساعة 1 ليلا بتوقيت الكويت التاريخ 13/10/2005
ان الموقع مكتوب باللغة الدنماركة
طريقة التصويت
تضغط على هذا الرابط
http://nyhederne.tv2.dk/baggrund/article.php?id=1694061
ثم شاهد الصورة لمعرفة كيفية التصويت
وللاعتراض اضغط على I hّj grad ومعناها غير موافق باللغة الدنماركية
ارجوا من الجميع اخذ الموضوع بجدية
ليتم نصرة المسلمين والأخذ بحقوقهم في الدنمارك وكل دول العالم(1/1019)
الرجاء نشرها بالقروبات والمنتديات العربية فور قراءتك لهذه الرسالة
فهذه المهزلة لا يسكت عليها ) انتهت الرسالة وفيها الصور التي تم الإشارة إليها وقد أرفقتها فانظر إليها ماعدا صورة المرأة العارية الزانية ـ وهي من فيلم قصد به إهانة الإسلام ـ التي كتب على ظهرها برسم المصحف وبخط عريض أوائل سورة النور
ولا أدري كيف تفسر هذه الإهانات المتواترة للمسلمين وتقصُّد شخص النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر،إن ازديادها بهذه الوتيرة تحت رعاية حكومية دون أن تخشى ردة فعل المسلمين ـ ولا أقول حكامهم ـ يعطي مؤشرا على مدى الاستهتار بمشاعر المسلمين وعقيدتهم، وكذلك يؤكد على النفاق الدولي والاستخفاف بعقول المسلمين إذ كيف تدعوا الدول الغربية إلى ما يسمونه التسامح الديني وهي تمارس الإرهاب الديني ، وكيف تدعوا إلى حوار الحضارات وهي تمارس صراع الحضارات ، وكيف تتهم المسلمين بأنهم يلغون الغير وهم يمارسون إلغاء الغير سياسة وقانوناً وكيف تتهم بعض البلاد الإسلامية كذبا أنها لا تسمح بالحرية الدينية وهي تقصي وتمنع وتسجن وترحل و..و... في قوانين تسنها باسم ما أسموه ( الديمقراطية ) ، وما هذه الديمقراطية النزيهة التي تدعوا للتصويت على الاستهانة بعقيدة ومبادئ المسلمين الذين يناهزون المليار وربع في بلد أكثره يهود ونصارى ؟؟؟ !!
أليست فرقتنا هي التي جعلتنا نهون على أعدائنا ، أليس تشتت جهودنا هي التي نخرت عظامنا
---
ابن رشد
01-21-2006, 07:13 PM
جزاك الله خيرا أخي العزيز مرهف على ما نبهت إليه منذ مدة ، و قد اطلعت على تلك السفالات و السفاهات في الصحف آنئذ ، و لكني لم أطلع عليها في الموقع ، ربما بسبب أن العنوان غير دال بما فيه الكفاية على مضمونه الخطير و الحقير منهم ،(1/1020)
و الذي أحسبه مجديا مع هؤلاء الفجرة هو الدعوة إلى مقاطعة بضائعهم على اختلاف أنواعها ، و ذلك على أوسع نطاق ، كل منا في مجاله و اختصاصه ، و نشر الدعوة إلى تلك المقاطعة في كافة الصحف و المنتديات ،
و أشير إلى دواء " الإنسولين " الخاص بمرصى السكر ، حيث يمثل قدرا كبيرا من صادرات الأدوية الدانماركية إلى بلادنا العربية و الإسلامية ، و نستورد منه بملايين الدولارات كل عام ،
و يمكن الاستغناء عن الأنواع الدانماركية منه بغيرها من بلاد أخرى يختار أقلها عداوة لنا ، على سبيل احتمال أخف الضررين ،
و على المرضى الذين يستعملون تلك الأنواع منها تغييرها بغيرها إن ناسبتهم و وافقت أحوالهم الصحية ، و من تلك الأنواع من " الإنسولين " الدانماركية ما يلي :
إنسولين أكترابيد ، و إنسولين ميكستارد ، و أشباههما ، و كذا أقلام الحقن مثل : نوفو بن ، و رابيد ميكس ،
و بالجملة كل منتجات شركة نوفو نورديسك Novo - nordisk
- و القائمة كبيرة و كثيرة ،
فليدل كل بما يعرفه و يرشحه لمقاطعة بضائع هؤلاء الفجرة
و ذلك أضعف الإيمان
---
مرهف
01-23-2006, 11:28 PM
أشكرك أخي ابن رشد على مرورك على الموضوع، وأضم صوتي إلى صوتك في مقاطعة البضائع والمنتجات الدنماركية ومنتجات الشركات التي لها امتيازات دنماركية ولكن إن كانت هناك أدوية تنتجها هذه البلادوليس في بلاد المسلمين العوض ولا في بلاد الدول المسالمة لنا عوضا عنها أو بديلاً عنها فلا تدخل في هذه الحالة بالمقاطعة للضرورة ،ولكن لا ينبغي الاقتصار على المقاطعة دون قيام دعوة إعلامية تفضح هذه الوسائل الحقيرة التي تتبعها تلك الدول ووسائلها تحت اسم حرية إبداء الرأي،وغير ذلك من المصطلحات التي يتلاعبون بها في عقول العامة.(1/1021)
وأوقن لو أن بعض المسلمين تكلم عن فضائح رجال الدين النصارى وبابواتهم وأكابرهم ورموزهم ـ الفضائح الجنسية والمالية ونحو ذلك ـ لوصف هذا البعض بالإرهابيين أو بناشري ثقافة الكراهية والطائفية والعداوة .. وغير ذلك من التهم الجاهزة ولذلك فإني أهيب بكتابنا وعلمائنا والصحفيين من الغيورين بأن ينهضوا للكتابة دفاعاً عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ولهم بحسان بن ثابت رضي الله عنه قدوة .
---
خادم الكتاب والسنة
01-24-2006, 01:19 AM
أخي مرهف زادك الله حرصا
والله يا أخي لو اجتمع الغرب كله لمحاولة تشويه صورة الإسلام ونبي الإسلام لما وسعهم أن يفعلوا شيئا
هي دعوة الإسلام التي ستستمر وتبقى ولن تتأثر بمثل هذه الترهات التي نراها تصعد وتتخامد بين الفينة والأخرى
فهؤلاء ظنوا أنهم يستهزءون بنا أو بديننا ولكن فليخسئوا جميعا : "إنا كفيناك المستهزئين"
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وأكرر شكري لك لحرصك على دينك
والحمد لله
---
(1/1022)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (واذ أسر النبي ....) إنارات ابن عاشور
---
(واذ أسر النبي ....) إنارات ابن عاشور
---
ابو حنيفة
05-11-2005, 06:08 PM
من فرائد التحرير والتنوير لابن عاشور
عبر ومواعظ وأداب، ومكارم وتنبيهات وتحذيرات اشتملت عليها هذه الآيات وهي عشرين و من معاني ذلك :
الأول :ما تضمنه قوله إلى بعض أزواجه. وذكرت حفصة بعنوان أزواجه للإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع سره في موضعه لأن أولى الناس بمعرفة سر الرجل زوجه.
الثاني: قوله فلما نبأت به. السر أمانة، أي وإفشاؤه خيانة.
الثالث: وأظهره الله عليه. وهذا تنبيه إلى عناية الله برسوله صلى الله عليه وسلم وانتصاره له لأن إطلاعه على ما لا علم له به مما يهمه، عناية ونصح له.
الرابع: عرف بعضه. وربما قد تخلل ذلك كلام في وصف عثور حفصة على ذلك بغتة، أو في التطاول بأنها استطاعت أن تريهن من ميله إلى مارية عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ليوقفها على مخالفتها واجب الأدب من حفظ سر زوجها
الخامس:وأعرض عن بعض. كرم خلقه صلى الله عليه وسلم في معاتبة المفشية وتأديبها إذ يحصل المقصود بأن يعلم بعض ما أفشته فتوقن أن الله يغار عليه. السادس:قالت من أنبأك هذا. يدل على ثقتها بأن عائشة لا تفشي سرها وعلمت أنه لا قبل للرسول صلى الله عليه وسلم بعلم ذلك إلا من قبل عائشة أو من طريق الوحي فرامت التحقق من أحد الاحتمالين.
السابع: قال نبأني العليم الخبير. وقد حصل من هذا الجواب تعليمها بأن الله يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما غاب إن شاء قال تعالى )عالم الغيب فلا يظهر على غيبة أحدا إلا من ارتضى من رسول( وتنبيها على ما أبطنته من الأمر.(1/1023)
الثامن والتاسع والعاشر: إن تتوبا إلى الله( إلى )فإن الله هو مولاه. وفيه إيماء إلى أن فيما فعلتاه انحرافا عن أدب المعاشرة الذي أمر الله به وأن عليهما أن تتوبا مما صنعتاه ليقع بذلك صلاح ما فسد من قلوبهما.(مولاه) في هذا تعريف بأن الله ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم لئلا يقع أحد من بعد في محلولة التقصير من نصره
الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر: وجبريل وصالح والمؤمنين والملائكة. في هذا المعنى تنويه بشأن رسول الوحي من الملائكة وشأن المؤمنين الصالحين. وفيه تعريض بأنهما تكونان على تقدير حصول هذا الشرط من غير الصالحين. فالمراد بأهل الأرض فيه المؤمنون الصالحون منهم لأن الذي يحبه الله يحبه لصلاحه والصالح لا يحبه أهل الفساد والضلال. فهذه الآية تفسيرها ذلك الحديث.
الرابع عشر والخامس عشر: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا. أفاد هذا الإيماء إلى التحذير من عقوبة دنيوية لهم يأمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم وهي عقوبة الطلاق عليه ما يحصل من المؤاخذة في الآخرة إن لم تتوبا
السادس عشر:خيرا منكن. وهي موعظة بأن يأذن الله له بطلاقهن وأنه تصير له أزواج خير منهن.
السابع عشر:مسلمات الخ. وهذه الصفات تفيد الإشارة إلى فضل هذه التقوى.
الثامن عشر: سائحات. والمهاجرات أفضل من غيرهن.
التاسع عشر: ثيبات وأبكارا ، فالثيب أرعى لواجبات الزوج وأميل مع أهوائه وأقوم على بيته وأحسن لعابا وأبهى زينة وأحلى غنجا، والبكر أشد حياء وأكثر غرارة ودلا وفي ذلك مجلبة للنفس، والبكر لا تعرف رجلا قبل زوجها ففي نفوس الرجال خلق من التنافس في المرأة التي لم يسبق إليها غيرهم فما اعتزت واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمزية إلا وقد أنبأها الله بأن سيبدله خيرا منها في تلك المزية أيضا .(1/1024)
العشرون: ما في ذكر حفصة أو غيرها بعنوان بعض أزواجه دون تسميته من الاكتفاء في الملام بذكر ما تستشعر به أنها المقصودة باللوم. إشارة إلى أن الملام الأشد موجه إلى حفصة قبل عائشة وكانت حفصة ممن تزوجهن ثيبات وعائشة هي التي تزوجها بكرا. وهذا التعريض أسلوب من أساليب التأديب كما قيل الحر تكفيه الإشارة .
---
جمال حسني الشرباتي
05-12-2005, 07:18 AM
أخي
أشكرك على إبراز هذه الفريدة التي أفادتنا بلا شك
(وَإِذَ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَاذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) التحريم 3
وأحببت أن أضيف أن الروافض يصبون جام غضبهم على أمهات المسلمين وخصوصا السيدة عائشة بحسب فهمهم المنحاز لمناسبة الآية
---
(1/1025)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل كتاب عن قصص القران؟
---
ما أفضل كتاب عن قصص القران؟
---
الراية
03-10-2005, 12:09 PM
ارجو من الاخوة الكرام
ان يرشدوني الى افضل كتاب يتحدث عن القصص التي في القران الكريم ( سواء قصص الانبياء او غيرهم)
من جانب الفوائد والدروس والعبر المستقاة منها.
جزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2005, 04:51 PM
أخي العزيز الراية وفقه الله لكل خير . ما أحسبك تسال إلا لنستفيد نحن ، فأنت كما يظهر لي ولغيري دائماً صاحب معرفة متميزة بالكتب والبحوث.
من الكتب التي أقرأ فيها وأحرص على الانتفاع بها أثناء التدريس للتفسير عند المرور بقصص الأنبياء وغيرهم في القرآن ما يلي :
- قصص الأنبياء في القرآن الكريم وما فيها من العبر للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله . وقد طبع طبعات كثيرة عندي منها طبعة دار روضة الناظر للنشر والتوزيع 1425هـ . ضمن سلسلة رسائل في التربية والدعوة في القرآن الكريم.
والكتاب السابق ليس فيه قصة يوسف لأن الشيخ قد أفردها بكتاب مستقل ماتع لا يخفى عليك.
- سلسلة (تيسير المنان في قصص القرآن) جمع وترتيب أحمد فريد ، وهو كتاب يقع في ثلاثة أجزاء ، وقد طبعته دار ابن الجوزي وهوكتاب ماتع نافع موثوق. ذكر فيه قصص الأنبياء وغيرهم ، واستنبط الفوائد التي فيها ، واعتمد على كتب التفسير الموثوقة.
- وهناك كتب أخرى أذكرمنها كتاب للدكتور عبدالكريم زيدان لكنني نسيت اسمه ، ولا أدري أين هو بين الكتب الآن لكنه ممتع وهو في مجلدين . ولعل الإخوة الكرام يضيفون ما لديهم . علماً أنني تقيدت بقولكم (من جانب الفوائد والدروس والعبر المستقاة منها.) دون مجرد سرد القصص القرآني.
---
الراية
03-11-2005, 12:19 AM
الشيخ الكريم / عبدالرحمن الشهري
أشكر لكم تواضعكم ، ولقد أفدتنا حفظك الله بهذه الكتب القيمة .(1/1026)
جزاك الله خيراً
وبانتظار مشاركة الاخوة الفضلاء
ومن الكتب التي وقفت عليها بالمكتبات أثناء بحثي، كتاب في 3 اجزاء أو أكثر للدكتور صلاح الخالدي عن قصص القران .
---
مساعد الطيار
03-11-2005, 01:23 PM
من الكتب المفيدة في مجال القصة في القرآن الكريم :
دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني ، للدكتور أحمد جمال العمري .
القصص القرآني في منطوقه ومفهومه ، لعبد الكريم الخطيب .
خصائص القصة الإسلامية ، للدكتور مأمون فريز جرار .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2005, 02:11 PM
كتاب الدكتور عبدالكريم زيدان الذي نبه عليه أخي عبدالرحمن الشهري هو :
المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة
وهو كتاب قيم في مجلدين كبار يذكر القصة حسب ورودها في القرآن ثم يذكر ما يستفاد منه للدعوة والدعاة بالتفصيل
---
الراية
03-12-2005, 02:39 PM
يعجز القلم عن كتابة عبارة في الشكر لكم ايها الاخوة الكرام.
جزاكم الله خيرا
---
جمال أبو حسان
03-13-2005, 09:47 AM
ارجو لكم دوام العافية من احسن الكتب التي قراتها عن القصص القراني كتاب مولانا الاستاذ الدكتور فضل عباس المسمى بقصص القران صدق حدث وسمو هدف وهناك كتاب جميل جدا لسيد قطب اسمه التصوير الفني في القران وان كان غير خاص بالقصص وهناك كتاب جيد اسمه بحوث في قصص القران لعبد الحافظ عبد ربه ان لم تخني ذاكرتي في تحديد اسم الكاتب
---
أبومجاهدالعبيدي
03-13-2005, 01:51 PM
مما يسر إدارة الموقع مشاركة أمثالكم من المتخصصين في الدراسات القرآنية
وقد تبين من خلال ردودكم ومشاركاتكم أنكم من تلامذة الأستاذ الكبير فضل عباس ؛ فحبذا لو أبرزتم أهم آراء الدكتور فضل ، ونفائس تحقيقاته في مجال الدراسات القرآنية على شكل موضوعات مستقلة لكل مسألة ، حتى يستفاد منها ، وتناقش من قبل الإخوة الأعضاء
وقد قرأت كتابه : إتقان البرهان ، واطلعت عليه قبل سنوات فأعجبت به ، وظهر لي أنه بروح المصنف الناقد المحرر .(1/1027)
فلعله من الوفاء له - وأنتم من تلامذته - أن تنشروا علمه وتحقيقاته التي قد لا يطلع عليها إلا القليل .
وفقكم الله ، ونفع بكم .
---
ابوبنان
03-13-2005, 09:10 PM
من الكتب القيمة في هذا الفن كتاب دعوة الرسل لأحمد العدوي من علماء الأزهر في مجلد واحد وهو من أفضل ما مر علي من الكتب في بابه
وكذلك كتاب أحسن القصص للوكيل في مجلدين فقد تميز بحسن العرض والترتيب
محبكم أبو بنان
---
جمال أبو حسان
03-14-2005, 02:31 PM
الى الاخ الكريم ابي مجاهد العبيدي قدكتبت الذي تريد عن الاستاذ العلامة فضل عباس ضمن كتاب كبير اشرفت على تحريره وهو بعنوان دراسات اسلامية وعربية مهداة الى العلامة الاستاذ الدكتور فضل عباس بمناسبة بلوغه السبعين حيث عرضت فيه الى ابرز محطات حياة الاستاذ ارجو ان يكون نافعا ومفيدا والكتاب طبعته دار الرازي بعمان الاردن وهو يحوي ابحاثا نافعة جدا شارك فيها نخبة من الفضلاء من بينهم الاستاذ الدكتور نور الدين عتر والاستاذ الدكتور محمد ابو موسى والاستاذ الدكتور سليمان العايد وغيرهم حفظهم الله تعالى جميعا
---
أبو بيان
03-14-2005, 07:26 PM
د/ جمال وفقك الله:
هل طبع الكتاب؟
ومتى صدر؟
وأين يمكن وجوده في مكتبات السعودية؟
---
جمال أبو حسان
03-15-2005, 09:43 AM
الاخ ابو بيان قد اشرت الى ان كتاب دراسات اسلامية وعربية مهداة الى العلامة الاستاذ الدكتور فضل عباس قد طبعته دار الرازي قبل عدة سنوات ويمكن للاخ الكريم ان يتصل بالسيد وجدي عبد المعطي صاحب الدارعلى هاتف جوال 009626795004944 وسيخبره عن وجود الكتاب او يؤمن له نسخة
مع خالص المحبة
---
أبو بيان
03-15-2005, 11:26 PM
شكر الله لك د. جمال.
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2005, 07:16 PM(1/1028)
ذكرتُ في الجواب السابق كتاب (تيسير المنان في قصص القرآن) جمع وترتيب أحمد فريد ، وهو كتاب يقع في ثلاثة أجزاء ، وقد طبعته دار ابن الجوزي وهوكتاب ماتع نافع موثوق. ذكر فيه قصص الأنبياء وغيرهم ، واستنبط الفوائد التي فيها ، واعتمد على كتب التفسير الموثوقة). وقد صدر بعد ذلك في مجلد واحد كبير يباع بأربعين ريالاً تقريباً. وهو أفضل من كونه في ثلاثة كتب كالسابق.
- بالنسبة لكتاب (دراسات إسلامية وعربية ) الذي ذكره الدكتور جمال أبوحسان أعلاه ، فقد ذكرت عناوين بحوثه في مشاركة مستقلة . وأحسب مما يعنى به أخي الكريم نايف الزهراني منه وجود بحث ماتع للأستاذ الدكتور محمد أبوموسى ضمن بحوث الكتاب ، فهو من المعتنين ببحوث هذا البلاغي الجليل وفقه الله ، وحق له ذلك ، فمن لم يقرأ كتب الدكتور محمد محمد أبوموسى فقد فاته علم كثير من علم البلاغة العربية ، ولا سيما أنه ممن دار حول كتب الإمام عبدالقاهر الجرجاني والزمخشري ، فجلى فوائدهما ، وأبان عن مناهجهما غاية البيان ، فحق له أن يكون شيخ البلاغيين المتأخرين غير مدافع . وقد ظفر أخي العزيز أبوبيان بالتتلمذ عليه في الدراسة ، وقد حدثني أحد طلاب الدكتور أبوموسى وهو الدكتور هشام الشرقاوي عن الجو الذي يسود درس الدكتور أبي موسى من المهابة وحسن البيان ، والذهاب بالطالب في أودية البيان والبلاغة أحسن مذهب ، والعناية بغرس حب المعرفة ، وطلبها في مستقرها من أنفس طلابه .
قلت : هذا شيء يلمسه القارئ لكتبه في كل موضع ، حتى في مقدماته للطبعات المختلفة منها ، لا يمل من ترداد هذه الأسس في المعرفة ، ولزوم ملابسة العلم ملابسة تامة حتى يختلط حبها بلحم الطالب وعصبه ، وإلا فلا سبيل إلى تذوق إعجاز القرآن ، وبلاغة اللغة على وجهها. في كلام طويل لعل أخي أبا بيان يتكرم علينا ، فيذكر لنا طرفاً من منهج شيخه في التدريس ، ومبلغه من القدرة على نقل المعرفة لطلابه حتى ننتفع بذلك جميعاً.(1/1029)
ولكن في النسخة التي معي من كتاب (دراسات إسلامية وعربية) سقط من بحث الدكتور أبوموسى الذي شارك به فيه صفحتان وهما رقم 532 و 533 . فلعله يكون ذلك في نسختي فقط ، ولا يكون في كل النسخ . ولعل الدكتور جمال يفيدنا بذلك مشكوراً.
أخي الكريم أبا مجاهد . شكراً لذكرك كتاب الدكتور عبدالكريم زيدان ، وهو الذي أعنيه تماماً وهو كتاب ثمين .
وأشكر أخي الحبيب أبا بنان على إفادته بذكر كتاب الشيخ أحمد العدوي وهو كما ذكر وفقه الله.
---
جمال أبو حسان
03-27-2005, 01:39 PM
الاخ الكريم الدكتور الشهري عندما تاتي الى الاردن سأهديك نسخة جديدة من كتاب دراسات اسلامية وعربية تعويضا عن الصفحتين المفقودتين سهوا من نسختكم
واقبلوا خالص التحيات
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2005, 06:26 PM
بإذن الله . جزاك الله خيراً على كرمك وحسن ردك يا دكتور جمال .
---
مرهف
10-26-2005, 04:47 PM
يضاف أيضاً إلى ما كتب في هذا الموضوع قصص القرآن للشيخ محمد حمزة رحمه الله مطبوع في دمشق
---
الراية
12-15-2005, 11:54 AM
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/nas-822-b.jpg
مواقف الأنبياء في القرآن (تحليل وتوجيه )
تأليف : صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر : دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2003
نوع التغليف: عادي ( ورقي )
عدد الأجزاء : 1
اسم السلسلة : من كنوز القرآن
الرقم في السلسلة : 8
عدد الصفحات : 425
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 25.0 ريال سعودي ($6.67)
نبذة عن الكتاب :
هذا الكتاب يتّم ما كتبه المؤلف قبل ذلك في كتابه (القصص القرآني : عرض وقائع وتحليل حوادث) الذي صدر في أربعة أجزاء ، الذي استعرض فيه قصص الأنبياء من آدم إلى عيسى عليهم السلام .(1/1030)
وقد خصّص كتابه لهذا لتوجيه بعض مواقف الأنبياء والرسل ، وتفسير بعض أقوالهم وأفعالهم المذكورة في القرآن ، وحلَّ ما يثور حولها من إشكال ، ونقض ما يوجّه لها من اعتراض .
ومنهجه في هذا الكتاب هو ذكر الآية أو الآيات التي تتحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر الإشكال التساؤل الذي يوجه إلى موقف وتشخيص المشكلة ،ثم حلها وتحليلها وتوضيحها وتوجيهها ، وتأويلها وتفسيرها.
والأنبياء الذين وجّه مواقفهم ، وحلل الإشكالات التي توجّه لهم هم : آدم عليه السلام ، وحللّ عشرين إشكالاً حوله ، ونوح عليه السلام ، حللّ ثمانية إشكالات حوله ، وهود عليه السلام ،حللّ خمسة إشكالات حوله ، وصالح عليه السلام حللّ سبعة عشر إشكالاً حوله ، ولوط عليه السلام ، حللّ ستة إشكالات حوله ، ويعقوب ويوسف عليهما السلام ، حللّ سبعة إشكالات حولهما ، وموسى عليه والسلام ، وحللّ ستة وثلاثين إشكالاً حوله ، وداود عليه السلام ، حللّ خمسة إشكالات حوله ، وسليمان عليه السلام ، حللّ ثلاثة عشر إشكالاً حوله ، وأيوب عليه السلام ، حللّ أربعة إشكالات حوله ، ويونس عليه السلام ، حللّ ستة إشكالات حوله ، وزكريا ويحيى عليها السلام ،حللّ خمسة إشكالات حولهما ، وعيسى عليه السلام حللّ سبعة عشر إشكالاً حوله .
الملاحظات :
لم يتعرض في كتابه لآيات العتاب الموجّهة لخاتم النبيين وسيد المرسلين ،ووعد بتخصيص دراسة مستقلة لها في سلسلته القيّمة (من كنوز القرآن ) بعنوان : "عتاب النبي صلى الله عليه وسلم" في القرآن : تحليل وتوجيه .
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5641
---
abouzied550
12-29-2005, 04:42 PM
و أيضا هناك كتاب ماتع جدا للاستاذ/ أحمد فائز الحمصي بإسم (قصص الرحمن في ظلال القرآن) و هو من أربع مجلدات كبار من إصدار مؤسسة الرسالة .(1/1031)
و كتاب آخر للأستاذ / محمد بسام رشدي الزين بإسم (مدرسة الانبياء - عبر و أضواء) مجلد واحد و هو مفيد جدا في طلبك الذي ذكرت من إصدار دار الفكر .
وأرجو أن أكون قد التزمت بما ذكرت أخي صاحب الموضوع في طلبك .
---
مصطفى الزكاف
01-05-2006, 10:31 PM
السلام عليكم
وايضا من افضل ماكتب في القصص القرآني كتاب الدكتور محمد محمود حجازي والكتاب شامة بين لداته نهج فيه مؤلفه نهجا بديعا واتى بما لم يات به غيره والدكتور حجازي حباه الله ببصيرة في كتابه الكريم تحس ان الرحل لحمته وسداه كتاب الله كما نحسبه ونرجو الله ان يسكنه جنات عدن وخير ما يستدل به على هدا كتابه التفسير الواضح والوحدة الموضوعية في القرآن وقد نشرت كتبه مكتبة دار التفسير بالزقازيق مصر
---
عبدالله الحضرمي
01-14-2006, 07:41 AM
جزاك الله خير اخي الشيخ عبدالرحمن الشهري
---
أبو العالية
01-21-2006, 12:04 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
عندي فائدتان :
الأولى :
هناك فصل مستل من رسالة علمية نفيسة وطبعت مفردة عن أصل الرسالة بعنوان ( معالم القصة القرانية ) تأليف محمد خير العدوي . ففيه مقدمات نفيسة جداً ، وهي قديمة وفي ظني أن كثيراً مما أتى بعده استفاد منها ولم يشر لذلك ، وفاته الفضل في عزوه لأهله ( وقمت بمقارنة بعض الكتب في ذلك فظهر لي جلياً ما ذهبت له ) فعفى الله عن أصحابها .
والثانية :
أما كتاب الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس جزاه الله خيراً الذي أشار إليه الدكتور جمال ( استاذي ) فأنا أخالفه تماماً في الرأي ؛ فقد قرأت الكتاب ، وعليه جملة من الملاحظات :
أولها : عدم نسبة الأقوال إلى أصحابها وهو كثير، ويوردها مجرَّده من قول قال فلان أو فلان ، ومقارنة سريعة مع ما في المفردات _ أو غيره _ وبين بعض الفروق والمعاني تجد هذا ملحوظاً .(1/1032)
ثانياً : أنه يطيل في بعض المواضع كثيراً بما لا فائدة من ورائه ، وفي ظني أنه لو اختصره للنصف وركز مادته لكان أجود . ( قال استاذي : بحذف الثلث )
ثالثاً : أن الدكتور يكرر الأفكار كثيراً وفي صفحات متقاربة أكثر من مرة ، ثم يجعل لها فصلاً مستقلاً مثل مسألة ( الطريقة الصحيحة في دراسة القصة القرآنية ) ولا يقولن قائل أن هذا من التأكيد للنفيس فهذا غير سديد في المنهجية العلمية .
رابعاً : بعض القصص الاعتماد فيها فقط على الآيات تكون القصة ناقصة فلو جمع معها السنة الشارحة والمفسرة للمجمل لكان أحسن ولم يفعله الشيخ ، مثال ذلك في قصة إبراهيم وفي بناء البيت .
فإن قال قائل : الكتاب يتحدث عن القصص القرآني لا النبوي ؟
قيل : نعم : أصل القصة _ أو معظمها _ ساقها القرآن ، ولكن بعض الجزئيات يجب إدخالها من السنة لتكتمل الصورة وإلا لبقيت ثغرة في القصة بحاجة إلى إكمال وهذه لا يسدها إلا روايات السنة ، فيحسن إدخال هذا الشرط في الكتاب .
خامساً : أظن أن الكتاب لو سُمِّي بـ :( إشارات إلى القصص القرآني ) لكان أقرب في الدقة ، ( قال استاذي : صحيح )
بيد أني أقول : إن الكتاب نافع ، ومفيد ، وجهد مشكور ، فجزاه الله خيراً .
أخيراً : قلت ما قلت ، بعد ما قراتُ الكتاب ، وعلقت بعض الأمورالتي بالإمكان أن يُستدرك فيها على الشيخ ، وهذا رأيٌ ، قد يقبل أو لا ولكن المنهجية العلمية تقتضي ما ذكرت لمن طالع ، سيما جاءت عفوا لا تتبعاً . والله أعلم .
تتمة :
كتاب الدكتور حجازي ( التفسير الواضح ) هل نظر فيه احد ؟ فإن في النفس عليه أمور ؟
فمن يعلق الجرس ويبين لنا شيئاً عنه ؟
---
جمال أبو حسان
01-26-2006, 12:34 PM
انا اشكر الاخ محمد اولا. وثانيا يعلم هو وغيره ان مخالفة من خالفني لاتزعجني ابدا بل يسرني ان اجد فيها ما يصحح بعضا مما عندي ولكن ان يكون الكلام بهذه الصورة فانا انزعج منه للاسباب التالية(1/1033)
اولا قد اخبرني الاخ محمد برايه هذا وقلت له ما عندك من ملاحظات حول الكتاب احضره لنا مع خالص الشكر حتى يعاد النظر فيه من جديد وكان عليه ان ياتي بهذه الملاحظات قبل ان ينشرها للناس حتى تكون النصيحة في محلها
وانا لا ادعي لشيخي كمالا ولكن ان يصور على انه ياخذ من الكتب بهذه الطريقة ولا يعزو فهذا طعن في امانته والرجل امين على العلم عرفت هذا بنفسي وسمعته من اشياخه في الازهر باذني لكن قد يفوته بعض الاشياء لا عن قصد او يكون المذكور من توارد الخواطرفما كان على الاخ محمد ان يكون عجلا بهذه الطريقة واما ان هذا رايه في الكتاب فهذا شانه لكني لا زلت اقول انه من خير ما الف في هذا الباب برغم مخالفة الاخ محمد وارجو منه ان يتسع صدره لرايي كما اتسع صدري لرايه واحسبه ان شاء الله كذلك وهو من انجب الطلاب الذين درستهم
حماه الله تعالى
واقبلوا خالص التحيات
---
روضة
01-26-2006, 02:36 PM
الأخ الفاضل محمد،
أحترم رأيك مهما كان، ولكن،
أنا على يقين أنك لا تعرف الشيخ عن قرب، كل من عرفه يعلم أن ما وجهته إليه أبعد ما يكون عن سمو خلقه، وطيب نفسه.
فمن تشرف بالتتلمذ عليه يجده قد جمع نهايات الفضائل البشرية، فهو على سعة علمه يتحلى بالتواضع والأمانة في حياته وفي كتبه، فيردّ الفضل إلى أهله، ولا يرى في ذلك حرجاً حتى لو كان صاحبُ الفضل أحدَ تلامذته، وحتى لو كان ممن يخالفهم الرأي، فهو صاحب خلق رفيع حتى مع مخالفيه، مع قدرته على محاججتهم.
وله من اسمه نصيب: صاحب فضل على كل من عرفه، وحسن الخلق، وعباس في وجه كل معتدِ على الحق.
والأمر كما قال د.جمال قد يكون من توارد الخواطر، وقد يكون مما اشتهر العلم به.
فأرجو من الأخ الكريم التأني قبل توجيه مثل هذا الكلام لأمثال شيخنا الجليل.
وأرجو أن لا يجد حرجاً فيما قلتُه، مع أنني يعلم الله أنه ضاق صدري بما قال، فليكن أفضل مني.
---
أبو العالية
01-27-2006, 12:54 AM(1/1034)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
أشكر أخي الكبير الدكتور جمال جمَّلهُ الله بالإيمان والعمل الصالح القويم ، على ما أفاد .
َبَيَْدَ أنَّ لي ثمة أمور :
أولاً : يعلم كل منصف أن ما ذكرته لا يعد طعناً في الكاتب جزاه الله خيراً ؛ فالنقد إنما جاء منصبَّاً على الكتاب والنظر فيه من حيث المنهجية العلمية ليس إلا ، أمَّا العباد ( علماء أو غير علماء ) فمعاذ الله أن نهتم بمثل هذه الأمور فأمرهم للخالق ولسنا حكَّاماً على الخلق .
ولقد قلتُ أنُ ما أبديتُه كان على الكتاب ؛ إذ قلتُ في تعقيبي ( فقد قرأت الكتاب ، وعليه جملة من الملاحظات ) ولم أتعرض للمؤلف جزاه الله خيراً .
فالفرق واضحٌ جدا .
ولعل هذا يشبه صنيع أهل العلم الفضلاء في الموقع المتميز النافع ( ثمرات المطابع ) فإنهم يعرضون ما يطبع مجدداً على أهل العلم المختصين ليبينوا محاسن الكتاب وبعض ما أُخِذ عليها .
ولا أقول أني من أهل الاختصاص لأكون حاكماً على الكتاب ، ولكن من حقي كقارئ أن أبيَّن ما يكون حقاً وفيه نفع ، من غير غلو أو جفاء ولكن بالتوسط والعبرة في هذا قول ربنا جل في علاه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) فالقسط في الأقوال هو الصواب ؛ فلا وكس ولا شطط .
وحسبي أني قرأتُ الكتابَ فتبيَّن لي ما قد ذكرت ، وربما قرأ آخر فتَبَيَّنت له أموراً اخرى بمثل ما قلت أو خلافي .
ثم مما ينبغي التنبه له أن العبرة بالقول لا بصاحبه فإن كان صواباً فليأخذ به ، وإلاَّ فليُبَيَّن لنا خطأ قولنا ، وإني لراجع عنه إلى الصواب وأُشهِد الله على ذلك والحمد لله هذا جِدُّ يسير .(1/1035)
ثانياً : أرى الدكتور الفاضل _ وغيره _ فقد تعقَّباني على الجملة الأولى ، ولم يتعرضا للبقية ، وقالا بأن الشيخ جزاه الله خيراً أمين ... إلخ .
فأقول : أيها الشيخ الفاضل ، قولك جمَّلك الله بما أحب :
( قد يفوته بعض الاشياء لا عن قصد او يكون المذكور من توارد الخواطر)
فهنا مسألتان :
الأولى : أن يفوته بعض الشيء .
والسؤال : هل هذا البعض قليل أو كثير ؟
الناظر في الكتاب يجد ما ذكرتَه فيه بعدٌ عن الصواب ؛ فإنَّ كتاب الشيخ جزاه الله خيراً على خلاف ما تقول ( ومن طالع عرف هذا عين المعرفة_ وقد طالعتَ !!_ ) ؛ فإن الكثير من الأقوال والنقول تُسرد سرداً ولا يُشار لأصحابها لا من قريب أو من بعيد ! والقلة التي يشير لها الشيخ جزاه الله خيراً أغلبها ساقها ليرد عليها كما فعل بأقوال من تكلم في القصص القرآني في المقدمات ، أو ربما يسوق نصاً طويلاً يبلغ الصفحات على مسألة معينة ! وهذا قليل _ بَلْه ما في هذا من عدم المنهجية العلمية ما فيه ! _ .
وأما الثانية : مسألة توارد الخواطر .
فهذا لا ضير في القليل من المسائل .
ولا ضير أن تحتوى على مضمون الفكرة .وقيل : فيه ضير !
ولكن الضير كل الضير أن ينقل النص بحرفيته ( والبعض ربما بخطئه ) ولا يشار له ؟
فأيُّ توارد أفكارٍ هذا الذي يأتي به العقل بالنص الحرفي ، ولنصوص كاملة لا كلمة أو كلمتين .
والحكم هنا للقارئ أيها الشيخ الحبيب في المسألة .
ثم إني أسأل أيها الشيخ الحبيب _ نفع الله بكم _:
هذا الفعلُ _ بغض النظر عن فاعله _ يُعَدُّ في عرف المنهجية العلمية ماذا ؟
وهل هناك تفريق بين عالمٍ أو حاطب ليل ، أو أن النظرة سواء ٌعلى الجميع ، كمنهجية في أخلاقيات الباحث ؟ ( أترك الجواب للقارئ الألمعي ولكل منصف )
وأيضاً : إذا كان كتاب الشيخ كما ذكرتُ ، فهل الصواب أن ندافع ونبرر أو نصحح ؟
ونقول هذا صواب ويُعدَّل ؟ ونعزو أقوال أهل العلم إليهم لنحصِّل البركة ؟(1/1036)
فإن كان فالحمد لله ، والنصحَ أردتُ ( ولا يعلم ما في القلوب إلا الله ) وإلا يُبَيَّن خلاف ما ذكرت ، ولن يسعف الذَّاب شيئاً من ذلك ؛ إذ الحقيقة مرة !
أيضاً : وهل يشفع للباحث أو الكاتب أنْ يكون أميناً وعلى دماثة في الخلق والتعامل ـ لكنه في باب التأليف والتصيف لاتظهر هذه الأخلاق ، هل يشفع له ذلك ؟
فأين آداب التاليف ، وأين حفظ حقوق أفكار العلماء . وأين .. وأين ..
لا أظن عاقلاً يقول بهذا ؛ فمن علم وجب عليه العمل بما يعلم . وإلا وقع فيما لا تحمد عقباه ، كقوله سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)
وقبل الختام :
لا بد أن نفرق بين الإفادة ، وبين السرقات العلمية ؟ ( ولعل مقاماً آخراً تبين فيه هذه المسألة )
ثالثاً : مسألة إحضار الملحوظات متعبة جداً ، إذ هي أمانة فيما اعترضنا عليه وهذا مما يحتاج لبحث وتنقيب لتحقق ذلك الخطأ من عدمه ، فقد يكون القصور والخطأ عند القارئ لا عند الكاتب . ولكن حسب هذه الملحوظات أنها تأتي عفواً فمتى ما وقعت جئنا بها وبعضها ذكرناها للشيخ في وقته كما يعلم جزاه الله خيراً .
أما حين يكون الطلب بتتبع الملحوظات ، فالأمر يختلف تماماً ، وهذا ما هو مشغول فيه الان مقيد هاته الكلمات في كتاب الشيخ ( إتقان البرهان ) بطلب من الشيخ ( فضل ) وتلميذه ( استاذي د. جمال ) ولا زال يتدارس ويناقش .
وإن دلَّ هذا فإنما يدل على تواضع الشيخ وحبه للحق ومتبعته ( وكذا استاذي ) وإلا فعلم صعلوك أمثالنا لا يقارن بعلم أستاذ جيل كالشيخ فضل ؛ ولكنه حب الحق . فجزاه الله خيراً .
ثم مما يجب أن يعلم أنني في تعقيبي لم أصف الشيخ بالطعن في أمانته أو السرقة ، ولكن جعلت ما ذكرت مما يعاب على الكتاب من صنيع كاتبه.(1/1037)
وأملك ولله الفضل والمنة الجرأة لمن تبين منه سرقات علمية أن نحذر الناس منه ، فهذا ما ندين الله تعالى به ولا نحابي به أحداً ولو كان حبيباً عندنا فمحبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق .
ولقد أشرت إلى بعض ذلك ممن لا يتقي الله في المسلمين في ملتقى أهل الحديث المبارك . فلينظر لمن أحب الفائدة .
وأخيراً أختم :
كما ذكر الشيخ الحبيب أن هذا رأيه ، ولي رأيي ولكل وجهة هو موَّليها .
والحمد لله الصدر أوسع من صحراء الربع الخالي ، والشيخ يعرف معنى ( مُحَسَّن ) !
ومن طريف ما يقال ( كل فتاة بأبيها معجبة ) وأُداعب الشيخ لأقول : وهنا يقاس ( كل تلميذٍ بشيخه معجب )
غير أني لم أغفل الشكر للشيخ فضل ، وأن فيه جهد مشكور ولكن حسب الكتاب شرفاً أن تبين ملحوظاته . وما قول الأصبهاني رحمه الله عن كل كتاب يكتب ببعيد .
جعلنا الله وإياكم من المحبين للحق المتبعين له كرهنا أم رضينا .
هذا ما سنح بالخاطر ، واعتذر أيها الشيخ الكريم .
وأنصح أختي الكريمة ( باحثة ) رزقنا الله وإياها الإخلاص في القول والعمل ، ليتك تراجعي يقينك ؟
فالله جل شأنه يقول : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال مقيَّدُه محبكم
أبو العالية الجوراني
عفا الله عنه
---
(1/1038)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفرق بين تفاسير القرآن ... للشيخ عبدالكريم الخضير .
---
الفرق بين تفاسير القرآن ... للشيخ عبدالكريم الخضير .
---
احمد بن حنبل
05-08-2004, 05:11 PM
السؤال :
هل هناك فروق في تفسير القرآن وما يتعلق بذلك في عهد الأمويين والآن ؟
الجواب :
الحمد لله
إن كان المراد بالسؤال تفسير القرآن في عهد الأمويين في عصر السلف الصالح من التابعين وتابعيهم وأصاغر الصحابة ، فالتدوين في ذلك العصر قليل بالنسبة لما جاء بعده من العصور ، ويقتصر فيه غالباً على الرواية : ويُعرف بالتفسير الأثري ، ثم توسع العلماء في تفسير القرآن الكريم وسلكوا عدة اتجاهات منها المحمود المقبول ومنها المردود ، ثم في العصرالأخير زاد التوسع والتوغل في الرأي والإستنباط ، وأُقحم في التفسير ماليس منه من نظريات ومتغيرات حتى قيل في بعض التفاسير أن فيها كلّ شيءٍ غير التفسير ، يمثِّل ذلك في تفاسير العصور الوسطى : تفسير الرازي ، وفي العصر الحديث تفسير الجواهر .
كتبه : الشيخ عبد الكريم الخضير (www.islam-qa.com
---
(1/1039)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول (فهرست مصنفات تفسير القرآن) الذي حوى أكثر من 6000 عنوان
---
سؤال حول (فهرست مصنفات تفسير القرآن) الذي حوى أكثر من 6000 عنوان
---
خالد الباتلي
08-24-2006, 02:20 AM
صدر عن مجمع الملك فهد (فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم) الذي حوى أكثر من 6000 عنوان في ثلاثة مجلدات، وسؤالي لمن اطلع عليه:
ما صفة التعريف بهذه التفاسير؟ هل اقتصر على مجرد ذكرها، أم يبين منهجها باختصار، وهل يشير إلى كون التفسير مطبوعا أو مخطوطا أو مفقودا؟
وهل الكتاب متوفر في المكتبات التجارية؟
أرجو الإفادة..
وجزاكم الله خيرا
---
سامح عبد السلام
08-25-2006, 06:10 PM
السلام عيكم اخي الكريم انا ايضا انضم ايك واطلب الإجابة على سؤالك جزاك الله خيرا
---
طالب المعالي
08-26-2006, 06:18 PM
نرجو الرد لمن يعلم عن هذا المؤلف من الاخوة الكرام
---
مساعد الطيار
08-26-2006, 09:48 PM
أخي الفاضل
هذه مقدمة الكتاب ، ولعلها تفيدك إن شاء الله :
كلمة تعريفية بفهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم
يعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف صرحا متميزا يُعنى بخدمة القرآن الكريم وعلومه، وقد انبثقت دواعي إعداد " فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم " لديه من الحاجة إلى توافر مادته العلمية في مصنف جامع لها، ويتأكد هذا إذا علمنا أن المكتبة القرآنية خالية من مؤلَّف يلمُّ أشتات كتب التفسير المتعددة، مع بيان المخطوط منها، أو المطبوع، أو ما هو في حكم المفقود، ويحقق في عناوينها وأصحابها.
ويقوم "الفهرست" على استقراء ما دُوِّن شرحا لكتاب الله تعالى باللغة العربية دون غيرها من لغات الشعوب الإسلامية، منذ صدر الإسلام حتى العصر الحاضر (1422هـ)، سواء أكان هذا الشرح تفسيرا كاملا للقرآن الكريم، أم كان مقتصرا على تفسير بعض سوره أو آياته.(1/1040)
وتشتمل مادة الفهرست على الموضوعات التالية:
1- تفاسير القرآن الكريم بمختلف مناهجها واتجاهاتها وأحجامها.
2- كتب غريب القرآن الكريم.
3- كتب أحكام القرآن= التفسير الفقهي.
4- كتب الوجوه والنظائر القرآنية.
5- كتب مناسبات الآي والسور.
6- كتب تعليل المتشابه اللفظي وتوجيهه.
7- كتب مشكل القرآن.
8- كتب متشابه القرآن المعنوي.
9- كتب تشبيهات القرآن.
10- كتب أمثال القرآن.
11- كتب أقسام القرآن.
وقد أدخلنا في هذا الفهرست الكتب التي مزجت بين التفسير وغيره من العلوم كالإعراب ، إذا غلبت مادة التفسير عليها، ولم ندخل فيه المقالات المطبوعة في التفسير، المنشورة في المجلات والدوريات.
ولم ندخل كذلك من كتب "آيات الأحكام" في هذا الفهرست ما كان عنوانه مجردا من الشرح نحو "آيات الأحكام" لابن الوزير اليماني (ت: 840 هـ) .
وبهذا الإطار تحدد نطاق الفهرست وما يدخل فيه من مؤلفات من حيث الموضوع.
ولم يدخل في نطاق الفهرست .
1- الأعلام الذين تصدوا لتدريس التفسير وعلومه، ولم تذكر لهم المصادر التي اطلعنا عليها تصنيفا في علم التفسير.
2- الكتب التي تخدم جوانب من علم التفسير، كالكتب التي خرجت أحاديث تفسير ما، أو شرحت شواهده الشعرية، أو كتب علوم القرآن التي ليست لها صلة مباشرة بموضوع التفسير.
3- كتب أصول التفسير وقواعده؛ لأنها وُضِعَتْ لضبط قواعد علم التفسير وأسسه، إلا إذا تضمنت شيئا من التفسير.
أما الكتب المؤلفة بعدة لغات- ومنها العربية- نحو " المفردات القرآنية " لمراد بن علي الحنفي (ت: 1132 هـ) فقد تم إدخالها في هذا الفهرست.
وقد جمعت معلومات الفهرست ضمن خمسة حقول- غالبا-، وهي:
1- عنوان الكتاب
2- اسم المؤلف
3- البيانات عن الكتاب
4- مصادر التوثيق
5- الملاحظات.
وقد راعينا في كل حقل من هذه الحقول الضوابط التالية:
ا- عنوان الكتاب:(1/1041)
اعتمدنا الترتيب المعجمي في سرد عناوين المصنفات، وكنا نختار العنوان الصحيح للكتاب، وأردفنا الاسم المشهور الذي طبع به، أو رآه أهل العلم بين علامتي=، وعند اختلاف المصادر في عنوان كتاب ولم يكن هناك قرينة ترجح تقديم مصدر على آخر أخذنا بالعنوان الواضح البعيد عن الإبهام والإجمال.
وأما إذا كان الكتاب لمؤلِّف مجهول فقد أخَّرْناه إلى نهاية المعجم في فصل مفرد، ولم نثبته في حرفه المعجمي.
وقد أفردنا لكل كتاب بطاقة ولو كان للمؤلف عدة كتب، أما المصنف الذي اشترك في وضعه أكثر من مؤلف فجعلناه في بطاقة واحدة، ويُذْكَرُ المصنفون المشاركون في حقل البيانات.
وثمة كتب نقلنا عناوينها من فهارس المخطوطات ولم نعلم تراجم واضعيها على وجه التعيين، لذا فقد نقلنا عناوين تلك الكتب كما وردت في الفهرس المنقول عنه، ولم نتدخل فيه إلا إذا كان في العنوان خطأ ما.
2- اسم المؤلف:
رتبنا اسم المؤلف على هذا المنهج:
الشهرة، الاسم الأول، الأب، الجد، الكنية واللقب، النحلة أو المذهب الفقهي (بعض الأوصاف الكاشفة) الميلاد، الوفاة.
أما الشهرة فنبدأ بها، وهي مدخل للمؤلف، وفي حقل الاسم الثلاثي ذكرنا المؤلف باسمه الذي رأيناه صحيحا، ثم اسم أبيه فجده. وجمعنا بين الكنية واللقب، فإن لم يوجد إلا أحدهما اقتصرنا عليه.
وعني الفهرست بالنص على نحلة العلم إذا أسعفتنا المراجع التي رجعنا إليها في تحديدها، والمراد بها: تسمية من انتحل طريقا أو اتبع فرقة تخالف أهل السنة والجماعة، أو اشتهر ببدعة.
وذكرنا المذهب الفقهي للمؤلف إن كان من أهل السنة، سواء أكان المذهب من المذاهب المندثرة كالثورية والجريرية، أم كان من المذاهب المشهورة التي لمدارسها امتداد كالمذاهب الأربعة والمذهب الظاهري، وذلك فيمن عُيِّن مذهبه.
وإذا عرف العلم بتحوله المذهبي بين مذهبين فأكثر، اقتصرنا على نسبته للمذهب الذي استقر عليه أخيرا حسب ما نصت عليه المراجع المعتمدة.(1/1042)
وذكرنا بعض الأوصاف التي تُعَرِّف بالعلم وتميزه عن غيره بعد النحلة أو المذهب الفقهي إن احتيج إليها.
أما الميلاد والوفاة فوضعناهما بين قوسين بالتاريخ الهجري ، ورمزنا لهما بـ (هـ) بعد تاريخ الوفاة، أو بعد تاريخ الميلاد إن كان المؤلف حيا.
أما من لم نهتد إلى تاريخ ولادته أو وفاته فوضعنا مكانهما علامة استفهام (؟) لتدل على جهالتهما لدينا، وأما من لم تعين وفاته فذكرنا له تاريخ وفاة تقريبيا، واعتمدنا فيه على بعض القرائن المساعدة. وأما من لم تحدد وفاته فذكرنا القرن الذي عاش فيه على نحو مجمل هكذا، مثل: (ق 8هـ). أما المعاصرون الذين ما زالوا على قيد الحياة- وقت إعدادنا للفهرست فوضعنا لهم نقاطا هكذا (...) في حقل الوفاة؛ دلالة على ذلك.
3- البيانات عن الكتاب:
أشير للكتب المطبوعة بذلك، دون تسمية الطبعة أو مكانها أو تاريخها، وأما إذا كان الكتاب المطبوع مُضَمَّنا في كتاب آخر، أو طبع في مجلة، فقد ذكرنا الجزء والصفحة، أو عدد المجلة.
وإذا كان الكتاب مخطوطا نصصنا على ذلك، ولم نذكر أماكن نسخه، أو بيانات عنه اكتفاء بالإحالة على المصدر المنقول منه، إلا ما كان بخط المؤلف أو عليه خطه، أو قرئ عليه؛ وذلك فيما علمناه من المصادر. أما ما عَلِمْناه من نسخ الكتاب بطريق خاص ولم تذكره المصادر، فقد أشرنا إلى مكانها ورقمها في المكتبة التي تحتفظ بها.
وإذا لم نتيقن من كون الكتاب مطبوعا أو مخطوطا لم نرمز له بأنه مفقود، لأن الحكم بذلك يحتاج إلى استقصاء واستقراء، وذكرنا حجم هذا الكتاب بذكر أجزائه أو مجلداته إذا وقفنا على ذلك.
وإذا علمنا أن الكتاب لم يتم أشرنا إلى ذلك، وإذا علمنا السور أو الآيات المفسَّرة عَيَّنَّا ما فُسِّر إذا كان عنوان الكتاب لا يفي بذلك.
وقد أضفنا بعض العبارات المختصرة التي توضح عنوان الكتاب وموضوعه، وأضفنا فوائد عن بعض الكتب رأيناها مناسبة للمقام.
4- المصادر:(1/1043)
استقينا مادة الفهرست من (116) مصدرا (عنوانا)، وقد راعينا في هذه المصادر اتصافها بالتنوع، من حيث الزمن قديما وحديثا، ومن حيث الطبقة، والبلدان، والمذاهب، والتخصصات العلمية؛ لتكون قاعدة الفهرست متصفة بالعموم والشمول.
ولم نذكر في حقل المصادر الخاصة بالكتاب إلا من نصت على اسمه، دون من ترجم للعَلَم.
ورتبنا المصادر في ذكرها ترتيبا تاريخيا بناء على وفيات المؤلفين، أو تاريخ طبع الكتاب إن كان مؤلفه حيا، وإن اتفق كتابان أو أكثر في سنة الطبع قدمنا أولهما ترتيبا من حيث الحروف.
وأبقينا بعض المصادر التوثيقية الدالة على أن الكتاب مخطوط، لبعض الكتب المطبوعة؛ لكون تلك الكتب لها نسخ خطية بخط المؤلف أو عليها خطه.
وقد نلجأ- أحيانا- للتوثيق في حقل الملاحظات من بعض المصادر التي استفيد منها ولم تذكر الكتاب.
5- الملاحظات:
وهي حقل مفتوح يشار فيه إلى تصحيحات رأيناها في مجمل عناصر حقول الكتاب، كالإشارة إلى صواب اسم المؤلف، أو وفاته إذا كان خلاف ما نصت عليه المصادر المعتد بها، أو الإشارة إلى تصحيح نسبة كتاب نُسِب لغير واضعه، أو الإشارة إلى تصحيح عنوان الكتاب، أو تصحيح محتواه، ولم نلتزم التنبيه على تصحيح الوفيات التي خولف فيها المشهور.
وقد ظهرت عدة أعمال معجمية في حقل الدراسات القرآنية حاولت رصد حركة التأليف في هذا المجال المعرفي لم يكن لها منهج واضح، أو لم تتعامل مع مصادر الموضوع على نحو مباشر، أو لم تُعْنَ بتحرير المعلومات وصحتها، ومن هنا فاتها معلومات كثيرة.
وبالمقارنة بين هذا العمل المعجمي وغيره من الأعمال السابقة يتبين للناظر بجلاء الفرق الشاسع بينهما.(1/1044)
وقد تم إعداد هذا الفهرست في فترة سنتين ونصف، وذلك في مركز الدراسات القرآنية الذي يتبع إدارة الشؤون العلمية في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وقام بإعداده فريق عمل متخصص في حقل الدراسات القرآنية تاريخا وأداء وعلوما متصلة. وإدارة الشؤون العلمية في المجمع ترحب باستدراكات الباحثين وتأملهم في المادة العلمية للفهرست.
والحمد لله رب العالمين
منقول من هذا الرابط http://www.qurancomplex.org/tbooks/indexintro/default.asp?TabID=7&SubItemID=1&l=arb&SecOrder=7&SubSecOrder=1
---
خالد الباتلي
08-31-2006, 07:00 PM
الشيخ الفاضل/مساعد الطيار
جزاك الله خيرا على هذا النقل الوافي، وأشكر لك تجاوبك واهتمامك.
ولكن هل الكتاب متوفر في المكتبات التجارية؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2006, 01:30 PM
أنا شخصياً لم أجد هذا الكتاب ، وقد سألت عنه مراراً في ركن مجمع الملك فهد في المعارض الأخيرة ولكن لم أجد منه إلا نسخة واحدة للعرض . فيبدو أنه لا بد من زيارة المجمع في المدينة النبوية لشراء نسخة من الكتاب .
---
أبو المعتز القرشي
09-03-2006, 10:56 AM
لقد اتصلت بقسم المبيعات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف وسألتهم عن الفهرست فأفادوني بأنه لم ينزل في قسم المبيعات إلى الآن . ولا يعلم عن وقت نزوله .
---
الكشاف
09-14-2006, 01:21 PM
بارك الله فيكم على هذه المعلومات .
---
(1/1045)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب (الموضِّح في التفسير) المطبوع المنسوب للحدادي ليس له !
---
كتاب (الموضِّح في التفسير) المطبوع المنسوب للحدادي ليس له !
---
عبدالرحمن الشهري
02-16-2006, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عام 1408هـ صدر عن دار القلم بدمشق كتابان منسوبان للإمام أبي نصر أحمد بن محمد السمرقندي الحدادي ، والحدادي نسبة إلى عمل الحديد ، أو إلى قرية اسمها حدادة. وذكر ياقوت الحموي أنها قرية كبيرة بين دامغان وبسطام على جادة الري ، وهي تابعة لإيران اليوم ، من أعلام القرن الرابع الهجري ، الذي برز في علم القراءات والتفسير ، ووصفه ابن الجزري بقوله :(وكان شيخ القراء بسمرقند ، انتهى إليه التحقيق والرواية ، وبقي إلى بعد الأربعمائة).[غاية النهاية 1/105] ، ومن شيوخه الذين ذكرهم ابن الجزري أبو سعيد السيرافي النحوي (ت368هـ) وأبو بكر بن مهران الأصفهاني النيسابوري(ت381هـ) ، مؤلف كتاب (الغاية في العشر) ، وهبة الله بن سلامة البغدادي(ت410هـ) ، صاحب (الناسخ والمنسوخ). وغيرهم من الشيوخ.
وكان ابنه نصر من شيوخ الإمام أبي القاسم الهذلي (ت465هـ) صاحب كتاب (الكامل في القراءات الخمسين).
وقد ذكر ابن الجزري للحدادي كتاباً في القراءات عنوانه (الغنية في القراءات) ، وقد وقف عليه ، وكان من مصادره في (غاية النهاية). ثم لا تجد بعد هذا للحدادي ذكراً كبيراً في كتب التراجم الأخرى .(1/1046)
وكنت قد درست مسائل نافع بن الأزرق دراسة مستوعبة لجوانبها في بحثي عن الشاهد الشعري في تفسير القرآن ، ولفت نظري تشابهٌ بين هذه المسائل ، ومسلك الحدادي في كتابه الذي طبع بتحقيق صفوان عدنان داوودي ، ونشرته دار القلم بدمشق عام 1408هـ. بعنوان (الموَضِّحُ في التفسير) لشيخ القراء بسمرقند أبي النصر أحمد بن محمد بن أحمد السمرقندي المعروف بالحدادي والمتوفى بعد الأربعمائة.
http://www.tafsir.net/images/modheh.jpg
وكان مما قلته في بحثي للمسائل :(1/1047)
( مِنْ أكثرِ من رأيتهُ نَسَجَ على مِنوالِ هذه المسائلِ دونَ الإشارةِ إليها أَدنى إشارةٍ أبو النَّصر أَحْمدُ بنُ مُحمدٍ السَّمْرَقَنْدِيُّ المعروفُ بالحَدَّاديِ في كتابه الذي طبع باسم «المُوضِّح في التفسير» ، وهو كتاب مُختصر لا يمكن اعتباره تفسيراً للقرآن ، وإنما شرح لمفردات قليلة في تفسير الغريب من ألفاظ القرآنِ وأساليبه ، يكتفي فيه بِبَيانِ اللفظةِ الغريبة ، أو التركيبِ المُشكلِ في الآيةِ بأَوجزِ عبارةٍ ، ثُم يستشهدُ على ذلك بشاهدٍ من الشِّعرِ أو أكثر ، على غرار مسائل نافع بن الأزرق ، ويقع الكتاب في (113) مائة وثلاث عشرة صفحة ، فسَّر فيها (200) مائتي لفظةٍ غريبةٍ ، وأسلوبٍ من أساليب القرآنِ الكريم ، واستشهد على تفسيره بِمائتين وخَمسةَ عشر شاهداً من الشعرِ الجيّدِ المُحتجِّ به عند المفسرين ، ولم ينسب منها لقائله إلا ثلاثة وعشرين شاهداً ، في حين استطاع المُحقق نسبة مائة وثلاثة وستين شاهداً ، وبقي تسعة وعشرون شاهداً غير منسوبة ، والشعراء الذين استشهد بشعرهم من الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين ، ولم يستشهد بشعر المُحدثين إلا في موضع واحدٍ ، فقد استشهد ببيت لأبي نواس ، معتمداً على إنشاد الفراء له.[انظر: الموضح في التفسير 120] ويظهر من منهجه أنه لم يكن يُعنى بنسبة الشواهد الشعرية إذا ثبتت لديه صحتها ، والثقة بها ، وقد كان هذا نهجاً عند العلماء ، وسيأتي بيان ذلك).أ.هـ(1/1048)
انتهى ما قلته في رسالتي عن (الشاهد الشعري في تفسير القرآن) عن هذا الكتاب . وكنت منذ زمن أنتقد إخراج المحقق عدنان صفوان داوودي وفقه الله لكتابي الحدادي دون وصف للمخطوطات التي اعتمد عليها ، ونشره للكتابين على مخطوطة وحيدة ، دون وضع صورة لبعض صفحاتها للاطمئنان إلى صحة الكتاب ، ونسبته إلى مؤلفه. لكنني لم أتوقف عند هذا الأمر ، وألحقته بمسائل دراستي لمسائل نافع بن الأزرق للشبه المنهجي بينهما ، مع تشكيكي بصحة كونه تفسيراً للقرآن.
وفي شهر ذي الحجة 1426هـ الفائت زارني أخي العزيز الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي ، وهو أستاذ في اللغة العربية بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية سابقاً ، وهو محقق دقيق ، حقق عدداً من كتب العلامة عبدالحميد الفراهي التي نشرتها دار القلم ودار الغرب الإسلامي مؤخراً.
وقد دار الحديث حول كتاب (الموضح) هذا ، ومنهجه الغريب ، فأخبرني أنه قد تنبه قديماً لهذه المسألة ، وأنه قد ناقش المحققَ ودعاه إلى زيارته في منزله في المدينة المنورة عندما كان الدكتور محمد أستاذاً بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية هناك ، وبَيَّنَ له خطأه في نسبة هذا الكتاب للحدداي ، وطلب منه صورةَ المخطوطة التي اعتمد عليها ، فاتضح للدكتور محمد أَنَّ الخطأ الذي وقع فيه المحقق ، هو أَنَّه لَفَّقَ هذا الكتابَ ، وأضاف إليه من عنده أموراً ولم يبين ذلك للقارئ . وأن الكتاب في حقيقته لرجلٍ قام بتجريد الشواهد الشعرية وموضع الاستشهاد من تفسير الحدادي الكبير المسمى بالموضح في التفسير.
وأخبرني الدكتور محمد أجمل الإصلاحي أنه كتب مقالة طويلة نشرها في ملحق التراث الذي يصدر عن جريدة المدينة في العدد 34 ، السنة 15 ، بتاريخ 6/6/1412هـ الموافق 12/10/1991م.
فطلبت منه تزويدي بهذا المقال ، فتفضل به مشكوراً ، وهو بعنوان:
أهذا كتاب الموضح لعلم القرآن للحدادي !
وهذا نص المقال بعد مقدمة تعريفية بالحدادي :(1/1049)
لحسن حظنا تحتفظ مكتبة تشستربيتي – فيما تحتفظ به من نوادر التراث الإسلامي – بمجموع يحتوي على عدة كتب قيمة ، منها كتاب في علوم القرآن للحدادي ، رقم المجموع 3883 ، والكتاب المذكور فيه من ق246 إلى ق368 ، وقد فقدت الورقة الأولى التي فيها عنوان الكتاب ، غير أن المفهرس سماه (المدخل في علم تفسير القرآن) ، ولعله اعتمد في هذه التسمية على ما ورد في مقدمة المؤلف :(وجعلته مدخلاً لعلم تفسير كتاب الله تعالى ومعانيه).
وقد صدر هذا الكتاب عن دار القلم بدمشق سنة 1408هـ ، بتحقيق الأخ الشيخ صفوان عدنان داودي ، باسم (المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى).
http://www.tafsir.net/images/madkhal.jpg
والظاهر أن الاسم مأخوذٌ من المقدمة ، ولكن الأخ المحقق أعرض كل الإعراض ، في مقدمته الطويلة التي جاءت في 48 صفحة ، عن قضية عنوان الكتاب ، كأنه أمر مسلم لا نزاع فيه ، وكأن الكتاب كان مشهوراً بهذا الاسم بين العلماء والباحثين.
وجدير بالذكر بهذا الصدد أن في دار الكتب المصرية نسخة مصورة من كتاب (المنتخب من تحفة الولد للإمام المفسر أحمد بن محمد الحدادي) ، وصاحبه أبو محمد علي بن القاسم البامياني ، وذكر في فهرس دار الكتب (3/114) أنه (في علم الوجوه والنظائر الواردة في القرآن الكريم ، مرتب على 127 باباً).
وإنني أرجح أن المراد من (تحفة الولد) كتاب (المدخل) هذا ، فإن الحدادي صرح في مقدمته بذلك قائلاً :(صنفت كتابي هذا تحفة مني لولدي محمد ...). وفي آخر الكتاب أبواب من الوجوه والنظائر ، فلعل البامياني اختار هذه الأبواب في المنتخب .
والأمر الذي يثير التساؤل هو اسم الكتاب (تحفة الولد. أهذا هو الاسم الذي سماه به مؤلفه ، أم استخرجه البامياني من مقدمة المؤلف ، كما فعل مفهرس مكتبة تشستربيتي ، ومحقق الكتاب ؟(1/1050)
وقد ذكر أبو النصر الحدادي في مقدمة كتابه هذا (ص51) كتاباً آخر له صنفه قبل هذا الكتاب ، وسَمَّاه (الموضح لعلم القرآن). ومن هنا ذكره محقق المدخل في ترجمة الحدادي ، ثم بشرنا بوجود نسخة منه عنده ، وعزمه على نشره ، ولكن الغريب أنه لما نشره عام 1408هـ خالف المؤلف في تسمية كتابه ، وسماه (الموضح في التفسير) ! ولا ندري ما الذي حمله على ذلك ؟ ومرةً أخرى ، لم يتناول قضية العنوان في مقدمته ، كأنه أمر تأباه صناعة التحقيق.
أما مخطوطة الموضح فأشار إليها المحقق في مقدمته (ص20) بأنها (في مكتبة تشستربيتي ضمن مجموع) ، كما ذكر من قبل عن نسخة كتاب المدخل في مقدمته (ص45) أنها (مخطوطة في مكتبة تشستربيتي في إيرلندا) واكتفى بذلك ، فلم يذكر هنا ولا هناك رقم هذه ولا تلك. مع أن الكتابين جزء من مجموع واحد ، وهو المجموع الذي أشرتُ إليه من قبل ، وكان يحسن بالأخ المحقق أن يصرح بذلك في مقدمة الكتابين.
وليس من غرضي هنا نقد عمل المحقق في إخراج الكتابين ، إلا أنني أحب أن أؤكد حاجة الباحثين إلى نشرة جديدة أمينة لكتاب (المدخل) روعيت فيها قواعد النشر المتفق عليها ، ليصح الاعتماد عليها في الدراسة والبحث.
أما الأمر الذي قصدت إليه بهذه الكلمة فهو التنبيه على أن الرسالة التي نشرها الشيخ الداودي باسم (الموضح في التفسير) ليست بكتاب الموضح ، وقد غُمَّ عليه أمرها ، مع أن خاتمتها تكشف عن حقيقتها.
وبيان ذلك أن الأوراق (229-244) من المجموع المذكور تتضمن رسالتين لمؤلف مجهول ، وكلتاهما خالية ، مثل معظم كتب المجموع ، من ورقة العنوان ، ولكنهما تامتان ، وآخرهما يدل على محتواهما. فورد في آخر الرسالة الثانية ، وهي في ثلاث ورقات (242/أ-244/ب) :(تمت الأشعار الشواهد من الطريقة الرضوية) .
http://www.tafsir.net/images/radaweeh.jpg(1/1051)
والعبارة واضحة ، فهي تفيد أن صاحب الرسالة جمع فيها الشواهد الشعرية التي وردت في كتاب (الطريقة الرضوية) ، وهو كتاب معروف ، في الخلاف ، من تأليف الإمام رضي الدين أبي الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي النيسابوري الحنفي (524-617هـ) وهو في ثلاث مجلدات ، كما قال صاحب كشف الظنون (1113).
وهكذا جاء في آخر الرسالة الأولى :(تمت الأشعار الشواهد في التفسير الموضح الحدادي (كذا)) .
http://www.tafsir.net/images/makhtoot.jpg
وهذه الخاتمة – كما ترى – مثل خاتمة الرسالة السابقة ، فكما جرد المؤلف في تلك شواهد الطريقة الرضوية ذات المجلدات الثلاث في ثلاث ورقات ، جرد في هذه شواهد كتاب الموضح في ثلاث عشرة ورقة.
وجرى المؤلف في الرسالتين على سنن واحد :
فهما خاليتان من المقدمة ، ولا يشير المؤلف إلى أبواب الطريقة الرضوية أو فصولها ومباحثها في الرسالة الثانية ، ولا إلى السور والآيات في الرسالة الأولى ، وإنما يلتقط المسألة النحوية أو التفسير اللغوي الذي استشهد عليه المؤلف ، ثم يسوق الشاهد.
وإليكم بداية الرسالة الثانية :
(التقديم والتأخير جائز في كلام العرب . قال الشاعر :
إِنِّي إذا ما كَلْبُ قومٍ فَغَرا * أَلقمتُ فاه فا تَّقاني الحَجَرا
أي : ألقمت فاه حجراً.
أراد بالكسب المكسوب ، قال الشاعر :
إذا كانت الأموالُ اكتسابَ مَعشر* فمالي من كسبٍ سوى المجدِ والفخرِ).
[كذا في المخطوط ، ولعل الصواب في صدر البيت : كسب معاشرٍ]
فلا يعرف من هذا السياق المبحث الذي أورد فيه مؤلف الطريقة الشاهدين.
أما الرسالة الأولى فبدايتها هكذا :
(ذلك بمعنى هذا ، قال القائل:
أقول له والرمح يأطر متنه* تأمل خفافاً إنني أنا ذلكا
أي : هذا .
- الواحد يذكر ، ويراد به الجماعة ، قال تعالى : ?والملك على أرجائها? أي الملائكة. قال الشاعر :
فقلنا أسلموا إنا أخوكم* فقد برئت من الإحن الصدور
ولم يقل : إخوانكم.
الغشاوة وهي الغطاء ، قال الشاعر :(1/1052)
صحبتك إذ عيني عليها غشاوة *فلما انجلت قطعت نفسي أذيمها).
ولما كانت هذه الرسالة تتعلق بكتاب في تفسير القرآن ، كان سهلاً على القارئ معرفة الآيات والسور التي وردت في تفسيرها هذه الشواهد.
فظاهرٌ من العبارة التي نقلناها أن أول شاهد من الشعر ورد في كتاب الموضح للحدادي هو في تفسير الآية الثانية من سورة البقرة ?ذلك الكتاب لا ريب فيه?. والشاهدان الثاني والثالث في تفسير قوله تعالى : ?ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة? فالسمع واحد أريد به الجمع عند المؤلف.
وهذه الرسالة هي التي وقعت في يد الشيخ داوودي ، فزاد فيها من عنده أسماء السور ، وزاد الآيات ، من غير أن ينبه على ما فعل ، ثم سماها (الموضح في التفسير) ونسبها إلى الحدادي !
ومما يلاحظ أن المحقق لما أخبرنا في مقدمة كتاب (المدخل) بأنه يملك نسخة من الموضح قال (ص26) :(هو عندي مخطوط في 32 ورقة) بينما هو في 13 ورقة فقط ! فهل كان يعني عدد أوراق نسخته التي نسخها هو من الأصل ؟
إنني أعتقد أن كتاب (الموضح لعلم القرآن) كان كتاباً كبيراً في التفسير ، واستظهرت ذلك من كلام المؤلف في مقدمة (المدخل) . وهو قوله :(إني لما فرغت من تصنيف كتاب الموضح لعلم القرآن صنفت كتابي هذا ... وجعلته مدخلاً لعلم تفسير كتاب الله تعالى ومعانيه ، وتنبيهاً على ما غمض من طرقه ومبانيه ، ورداً على الملحدين الطاعنين في كتاب الله ، لقصور علمهم عن افتنان لطائف لغة العرب وفصاحتها ومذاهبها...).
أما هذا التعليق الذي توهمه الناشر كتاب الموضح فلا يصدق عليه لفظ التصنيف بأي وجه من الوجوه.
ثم الكتاب الذي جعله المؤلف مدخلاً لعلم التفسير جاءت نسخته في أكثر من مائة وعشرين ورقة ، فهل يكون تفسيره في ثلاث عشرة ورقة فحسب ؟(1/1053)
وقد زعم الأخ المحقق أنه كتاب مختصر في غريب القرآن ، وهيهات أن يكون كذلك ، فهل يعقل أن يقدم عالم من العلماء على تصنيف كتاب مختصر في غريب القرآن – مهما بالغ في اختصاره المخل – فيقتصر في سورة الواقعة مثلاً على تفسير ?فسلام لك? فيقول:
(أي سلامة . والسلام والسلامة واحد. قال الشاعر :
نحيي بالسلامة أم بكر* وهل لك بعد رهطك من سلام).
ثم يغفل تفسير الألفاظ الآتية من السورة نفسها :
رجت الأرض - بست الجبال - هباء منبثاً - المشأمة – ثلة – موضونة – سدر مخضود – طلح منضود – عرباً – يحموم – شرب الهيم – تفكهون – تورون – المقوين – مدهنون – تجعلون رزقكم أنكم تكذبون – روح وريحان .
ألم تكن هذه الألفاظ كلها أولى بالتفسير من لفظة ?سلام? ؟
وهكذا أيرى المؤلف قراء كتابه بحاجة إلى شرح كلمة (عَجَل) في قوله تعالى في سورة الأنبياء 37 ?خلق الإنسان من عجل? ويعتقد أنهم في غنى عن شرح ?أضغاث أحلام? و ?قصمنا? و ?كانتا رتقاً ففتقناهما? و ?نفشت? و ?ينسلون? و ?حصب جهنم?و ?حسيس? وغيرها من مفردات السورة ؟
أفقراء كتاب الحدادي في القرن الرابع كانوا أعلم من قراء كتب أبي عبيدة واليزيدي وابن قتيبة الذين تجشموا تفسير الألفاظ المذكورة ، في القرنين الثاني والثالث ؟
ثم هناك سور كثيرة لم يفسر شيء من مفرداتها في هذه الرسالة. نحو الفاتحة ، والمؤمنون ، والنمل ، ولقمان ، والأحزاب ، وفاطر ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، والأحقاف ، والقتال ، والفتح ، والحجرات ، والذاريات ، والطور وغيرها. فهل وجدهنَّ المؤلفُ خلواً من الغريب (حسب اصطلاح القوم) ؟
وأخيراً نرى الحدادي يحيل في كتابه (المدخل) على كتاب الموضح الذي صنفه من قبل ، فقال في باب (ما جاء عن أهل التفسير ولا يوجد له أصل عند النحويين ولا في اللغة) :(1/1054)
(في قوله تعالى: ?عيناً تسمى سلسبيلا?.. عن علي بن أبي طالب في معناها : سل إلى ربك سبيلاً. فأول ما قرع سمعي هذه المقالة كنت أبدي عجباً ، وقلت : ليس هذا من قيل علي رضي الله عنه مع فصاحته وفضله. وأين خبر (تسمى) ؟ وذكرت في كتابي الموضح هذا القول ، وقلت : ليس هذا من علي رضي الله عنه ، حتى وجدته في بعض كتب المتقدمين أن هذا من قيل علي رضي الله عنه ، فسلمت ، وعددته من جملة ما ورد عن أهل التفسير مما لا أصل له في اللغة).[المدخل 107].
وهذا الموضع الوحيد الذي أحال فيه الحدادي على كتاب الموضح ، وكان على الأخ المحقق أن يرجع إلى الرسالة التي زعمها نسخةً من كتاب الموضح ، وهي عنده ، ثم يشير في الحاشية إلى الموضع الذي ورد فيه هذا النص ، ولكنه لم يفعل. ولو رجع إلى تلك الرسالة لم يجد فيها النص المذكور ، ولخالجه شك فيما زعم ، ولكنه مضى كمضي القائل:
فَمَضيتُ ، ثُمَّتَ قُلتُ : لا يَعنيني !
وخلو الرسالة من النص المشار إليه يؤيد ما سبق من أنها ليست بكتاب (الموضح في علم القرآن) للحدادي ، وإنما هي تجريد للشواهد الشعرية الواردة فيه ، قام به عالم مجهول ، وقد صرح بذلك في خاتمة الرسالة كما سبق ، والله أعلم بالصواب).
انتهى ما كتبه الدكتور محمد أجمل الإصلاحي وفقه الله في مقالته الماتعة . وقد انتفعت بها أولاً في تصحيح ما ذكرته في بحثي عن هذا الكتاب ، وأحببت تعميم الفائدة للجميع بنشر هذه المقالة مرة أخرى على صفحات الملتقى ، مع وضع الصور الموضحة . وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك.
---
أبو بيان
02-16-2006, 11:43 PM
جزاك الله خيراً أبا عبد الله,
وحسبنا الله ونعم الوكيل, ورحم الله الحدادي, وعَوَّضه فيما كتب خيراً.
---
مساعد الطيار
02-17-2006, 10:04 PM
شكر الله لك أبا عبد الله هذه الفائدة ، ولعلك تتعهد الملتقى ببحوث الشيخ محمد أجمل الإصلاحي إن كان عنده بحوث في التفسير وعلوم القرآن .
---
جمال أبو حسان(1/1055)
02-19-2006, 11:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هذه رسالة ماتعة جدا وفيها من القضايا التي تحوج الى توجيه سؤال للدكتور الداوودي لعله يتحف السادة القراء بما عنده لاسيما وهذه الرسالة اعتراض على عمله فهل من يوصل هذه الرسالة اليه؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 03:01 PM
هذه المقالة قد نشرت قبل خمسة عشر عاماً في جريدة المدينة ، والشيخ صفوان داوودي قد قرأها في ذلك الوقت ، وعرف الصواب ، ولكن الكتاب قد نشر ، ولعله في طبعة قادمة يصوب ذلك إن شاء الله. هذا ما حدثني به الدكتور محمد أجمل الإصلاحي بنفسه ، وقد قابله وناقشه حينها في الأمر. وذكر لي بأن المحقق الأستاذ صفوان داوودي طالب علم جيد ، وله عناية بالتتلمذ على أيدي العلماء الشناقطة في المدينة المنورة ، وتأثره ظاهر بهم في حواشي تحقيقه لكتاب المفردات للراغب الأصفهاني ، فكثيراً ما ينقل ضوابط علمية في أبيات مفردة لبعض الشناقطة. ولكن قراءة المخطوطات ، وفن إخراجها ليس من الأمور التي اشتغل بها ومهر ، ولذلك وقع فيما وقع فيه جزاه الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
09-16-2006, 01:44 PM
أحببت لفت انتباه الباحثين إلى الالتفات إلى مخطوطات كتاب المدخل للحدادي مرة أخرى ، وإن أمكن إعادة نشره مرة أخرى على نسخ خطية موثوقة فهذا أدعى للوثوق به .
وقد أشار إلى هذا الدكتور محمد الإصلاحي بقوله :(أحب أن أؤكد حاجة الباحثين إلى نشرة جديدة أمينة لكتاب (المدخل) روعيت فيها قواعد النشر المتفق عليها ، ليصح الاعتماد عليها في الدراسة والبحث)
---
(1/1056)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفرق بين : (فلا رفثٌ ، ولا فسوقٌ ) بالرفع ، وبين (فلا رفثَ ولا فسوقَ ) عند ابن تيمية
---
الفرق بين : (فلا رفثٌ ، ولا فسوقٌ ) بالرفع ، وبين (فلا رفثَ ولا فسوقَ ) عند ابن تيمية
---
عمر المقبل
01-25-2004, 02:44 PM
قال رحمه الله تعالى :
[[ "وثبت في الصحيحين أنه قال : "من حج فلم يرفث ولم يفسق ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
وهذا على قراءة من قرأ : ( فلا رفثٌ ، ولا فسوقٌ ) بالرفع .
فالرفث اسم للجماع قولاً وعملاً .
والفسوق اسم للمعاصي كلها .
والجدال ـ على هذه القراءة ـ هو المِراء في أمر الحج ، فإن الله قد وضّحه ، وبينه ، وقطع المراء فيه كما كانوا في الجاهلية يتمارون في أحكامه .
وعلى القراءة الأخرى ، قد يفسر بهذا المعنى أيضاً ، وقد فسروها بأن لا يماري الحاج أحداً ، والتفسير الأول أصح ، فإن الله لم ينه المحرم ولا غيره عن الجدال مطلقاً ، بل الجدال قد يكون :
واجباً ،
أو مستحباً ، كما قال تعالى ) وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125)" ،
وقد يكون الجدال محرماً في الحج وغيره كالجدال بغير علم ، وكالجدال في الحق بعد ما تبين .
ولفظ ( الفسوق ) يتناول ما حرمه الله تعالى ، ولا يختص بالسباب ، وإن كان سباب المسلم فسوقاً ، فالفسوق يعم هذا وغيره .
و ( الرفث ) هو الجماع ، وليس في المحظورات ما يفسد الحج إلا جنس الرفث ، فلهذا ميز بينه وبين الفسوق " ]]انتهى المقصود من كلامه من منسكه رحمه الله ص : (32-34) ظ.علي العمران .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-27-2004, 10:11 AM
بسم الله
في كلام شيخ الإسلام شيء من الغموض ، ويوضحه ويفصله ما قاله شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره بعد ذكره للاختلاف الوارد في معنى الجدال :(1/1057)
( . وأولى هذه الأقوال في قوله { ولا جدال في الحج } بالصواب , قول من قال : معنى ذلك : قد بطل الجدال في الحج ووقته , واستقام أمره ووقته على وقت واحد , ومناسك متفقة غير مختلفة , ولا تنازع فيه ولا مراء .
وذلك أن الله تعالى ذكره أخبر أن وقت الحج أشهر معلومات , ثم نفى عن وقته الاختلاف الذي كانت الجاهلية في شركها تختلف فيه . ....)
ثم ذكر أن في قول النبي صلى الله عليه وسلم : من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج مثل يوم ولدته أمه "
(دلالة واضحة على أن قوله : { ولا جدال في الحج } بمعنى النفي عن الحج بأن يكون في وقته جدال ومراء دون النهي عن جدال الناس بينهم فيما يعنيهم من الأمور أو لا يعنيهم . وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من حج فلم يرفث ولم يفسق استحق من الله الكرامة ما وصف أنه استحقه بحجه تاركا للرفث والفسوق اللذين نهى الله الحاج عنهما في حجه من غير أن يضم إليهما الجدال .
فلو كان الجدال الذي ذكره الله في قوله : { ولا جدال في الحج } مما نهاه الله عنه بهذه الآية , على نحو الذي تأول ذلك من تأوله من أنه المراء والخصومات أو السباب وما أشبه ذلك , لما كان صلى الله عليه وسلم ليخص باستحقاق الكرامة التي ذكر أنه يستحقها الحاج الذي وصف أمره باجتناب خلتين مما نهاه الله عنه في حجه دون الثالثة التي هي مقرونة بهما . ولكن لما كان معنى الثالثة مخالفا معنى صاحبتيها في أنها خبر على المعنى الذي وصفنا , وأن الأخريين بمعنى النهي الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مجتنبهما في حجه مستوجب ما وصف من إكرام الله إياه مما أخبر أنه مكرمه به إذا كانتا بمعنى النهي , وكان المنتهي عنهما لله مطيعا بانتهائه عنهما , ترك ذكر الثالثة إذ لم تكن في معناهما , وكانت مخالفة سبيلها سبيلهما .(1/1058)
فإذ كان ذلك كذلك , فالذي هو أولى بالقراءة من القراءات المخالفة بين إعراب الجدال وإعراب الرفث والفسوق , ليعلم سامع ذلك إذا كان من أهل الفهم باللغات أن الذي من أجله خولف بين إعرابيهما اختلاف معنييهما , وإن كان صوابا قراءة جميع ذلك باتفاق إعرابه على اختلاف معانيه , إذ كانت العرب قد تتبع بعض الكلام بعضا بإعراب مع اختلاف المعاني , وخاصة في هذا النوع من الكلام . فأعجب القراءات إلي في ذلك إذ كان الأمر على ما وصفت , قراءة من قرأ " فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " برفع الرفث والفسوق وتنوينهما , وفتح الجدال بغير تنوين . وذلك هو قراءة جماعة البصريين وكثير من أهل مكة , منهم عبد الله بن كثير وأبو عمرو بن العلاء ....) انتهى مختصراً .
وكلام ابن جرير هذا من أنفس ما يكون من الاستفادة من الحديث في التفسير .
---
عمر المقبل
01-27-2004, 11:10 PM
أثابكم الله ابا مجاهد ،،،
---
(1/1059)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب تقييم لبعض الكتب
---
طلب تقييم لبعض الكتب
---
محمد رشيد
04-13-2003, 04:35 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. إخواني الكرام ، ما ردكم على من يقول بأننا لا يمكن أن نحمل لفظ ( إنزال القرءان ) على حقيقته التي هي الانحدار من علو الى سفل ، أو الحلول و الأوي في مكان ، زاعما أن ذلك يستلزم المكانية و الجسمية للقرءان ، و القرءان ليس جسما حتى ينزل من مكان أو يحل في مكان ؟
س ـ ما هو تقييمكم للكتب الأتية :
1ـ أسباب النزول للسيوطي
2ـ أسباب النزول للواحدي
3ـ تفسير ايات الأحكام للسايس ( و ما هو مذهب المؤلف )
4ـ تفسير ايات الأحكام للصابوني
5ـ الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي
---
محمد رشيد
04-13-2003, 09:22 PM
مع العلم بأن المعنى المجازي الذي حملوا عليه لفظ الإنزال هو [ الإعلام ] فالله أنزل القرءان على نبيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ أي أعلمه للنبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2003, 02:31 AM
أولاً : الجواب عن الشبهة حول نزول القرآن كما يبدو لي ، وأرجو من الإخوة المشاركة.
معنى النزول في لغة العرب
النُزول في أصل استخدامه اللغويِّ هو الانحطاطُ من عُلوٍّ إلى سفل ، فتقول نزل فلان من الجبل ، ونزل عن الدابة.
ويطلق على الحلول ، فيقال : نزل فلان في المدينة أي حل بها، والإنزال :الإحلال ، قال تعالى :(رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين).
ولم يرد الإنزال في اللغة العربية بمعنى الإعلام في ما اطلعت عليه من معاجم اللغة ولا في كتب مفردات القرآن.
معاني النزول في القرآن الكريم
وقد وردت مادة نزل في القرآن الكريم بتصريفاتها المختلفة حيث بلغت أربعة وأربعين تصريفاً في مائتين وخمس وتسعين آية ، وقد جاء النزول في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع :(1/1060)
الأول : نزول مقيد بأنه من الله جل وعلا.
الثاني : نزول مقيد بأنه من السماء.
الثالث : نزول مطلق غير مقيد بهذا أو بذاك.
النوع الأول وهو المقيد بأنه من عند الله اختص بالقرآن الكريم فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة . مثل:
(قل نزله روح القدس من ربك بالحق).
(تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
(حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم).
(حم * تنزيل من الرحمن الرحيم).
(تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).
(تنزيل من رب العالمين).
وهذا التنصيص بأنه من الله جل وعلا ، وتخصيص القرآن بذلك له دلائله:
- ففيه بيان أنه منزل من الله لا من مخلوقات الله ، كما تقول بذلك بعض الطوائف.
- وفيه بيان بطلان القول بخلق القرآن.
- وفيه بطلان القول بأنه فاض على نفس النبي صلى الله عليه وسلم من العقل الفعال أو غير ذلك من أقاويل أهل الكلام.[فتاوى ابن تيمية12/120].
يقول ابن تيمية :(فعلم أن القرآن العربي منزل من الله لا من الهواء ، ولا من اللوح ، ولا من جسم آخر ، ولا من جبريل ، ولا من محمد ولا غيرهما..). الفتاوى 12/126
واختيار مادة النزول وما تصرف منها للكلام عن مصدر القرآن الكريم فيه تشريف وتكريم لهذا الكتاب وبيان علو منزلته كما قال تعالى :(حم * والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) فالنزول لا يكون إلا من علو.
وأما النوع الثاني وهو النزول المقيد بأنه من السماء فيتناول نزول المطر من السحاب ونزول العذاب ونزول الملائكة من عند الله . مثل (وأنزل من السماء ماء ..)(1/1061)
وأما النوع الثالث وهو الإنزال المطلق فهو عام لا يختص بنوع منه . من ذلك :( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) فقد فسر الإنزال هنا بجعلنا ، وأظهرنا ، وخلقنا. قال ابن تيمية في هذه الآية :( ... ربما يتناول الإنزال من رؤوس الجبال كقوله :(وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وغيرها من الآيات ، والمنزَل منه هنا لم يعين ، فهو يفسر بحسب السياق ، أو بما ورد موضحاً له في مواضع أخرى.
ويبقى المعنى الأصلي للإنزال الذي تقدم في بداية الكلام في كل استعمالاته ، وقد تبين لابن تيمية رحمه الله تعالى من استقرائه للآيات أنه ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف وأن هذا هو اللائق بالقرآن الكريم لآنه نزل بلغة العرب. الفتاوى 12/257
فتبين أن نزول القرآن الكريم مقيد بأنه من عند الله ، فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة ، وتفسير الإنزال بالإعلام لم يقل به أحد من مفسري السلف. ولذلك فإن هذا القول مردود ابتداء لأنه لم يعضده اللسان ولا قول من قوله حجة ينبغي التسليم لها.
وأما قولهم أن تفسير الإنزال بمعناه الأصلي في اللغة وهو الانحطاط من علو إلى سفل يستلزم الجسمية فغير مُسلَّم ، فما وجه التلازم بين النزول والجسمية ؟ ومثل هذه الشبهات التي لا تستند إلى دليل كثيرة ، وعرضها يكفي في ردها. بل إن كثيراً من الشبهات انتشرت من خلال ردها ، ولو لم يرد عليها لما جاوزت قائلها.
وقد استفدت جل ما كتبته أعلاه من كتاب (نزول القرآن الكريم) لشيخنا الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع حفظه الله وإن كان لم يتعرض لهذه الشبهة التي في السؤال.
أخي الكريم محمد يوسف وفقه الله ! هذا جوابٌ عاجل ، ولعلكم تبينون ما فيه من النقص أو الخطأ بتأملكم ، كما أدعو الإخوة الكرام للنظر فيه بعين النقد ، وإضافة ما يرونه حول هذا الجواب ، وإنما يظهر صواب الرأي من خطأه بالنقد والتمحيص.
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2003, 02:54 AM(1/1062)
أسباب النزول للواحدي
الواحدي هو الإمام الكبير اللغوي النحوي المفسر أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري . المتوفى سنة 468هـ رحمه الله.
ويعد هذا الكتاب من أوائل الكتب المصنفة في أسباب النزول وأشهرها. حتى إنه اشتهر الواحدي بهذا الكتاب ، مع إن له غيره من الكتب التي تعد أعمق منه كالبسيط والوسيط والوجيز ثلاثتها في التفسير ، وشرح ديوان المتنبي .
ومعظم الذين جاءوا بعده أخذوا من كتابه وعولوا عليه. يقول رحمه الله في مقدمته :( وبعد هذا فإن علوم القرآن غزيرة وضروبها جمة كثيرة ... غير أن الرغبات اليوم عن علوم القرآن صادقة كاذبة فيها ، قد عجزت قوى الملام عن تلافيها ، فآل الأمر بنا إلى إفادة المبتدئين المتسترين بعلوم الكتاب إبانة ما أنزل فيه من الأسباب ؛ إذ هي أوفى ما يجب الوقوف عليها ، وأولى ما تصرف العناية إليها ؛ لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها ، دون الوقوف على قصتها وبيان نزلها . ولا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلاب ، وقد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العثار في هذا العلم بالنار ... والسلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازاً عن القول في نزول الآية . ... وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئاً ويختلق إفكاً وكذباً ملقياً زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب الآية وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبوا هذا الشأن والمتكلمون في نزول القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب ولا بد من القول أولاً في مبادئ الوحي وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعهد جبريل إياه بالتنزيل والكشف عن تلك الأحوال والقول فيها على طريق الإجمال ثم نفرع القول مفصلاً في سبب نزول كل آية روى لها سبب(1/1063)
مقول مروي منقول والله تعالى الموفق للصواب والسداد والآخذ بنا عن العاثور إلى الجدد) .
مآخذ العلماء على هذا الكتاب :
- اشتماله على روايات ضعيفة ورد أغلبها عن طريق الكلبي التي هي من أوهى الطرق عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ، ويسميها علماء الحديث سلسلة الكذب.
- اشتماله على روايات لا تمت إلى أسباب النزول بصلة. مثل قوله إن سبب نزول سورة الفيل هو قدوم الحبشة لهدم الكعبة ، فإن ذلك ليس من اسباب النزول في شيء ، بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية. لأن سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات مبينة لحكمه وقت وقوعه).
- عدم استيعابه للروايات التي وردت في أسباب النزول.
- أنه ورد فيه روايات عن الصحابة هي من قبيل التفسير للآية وليست من قبيل سبب النزول.
طبعات الكتاب :
طبع كتاب الواحدي طبعات عديدة ، أجودها ما قام على تحقيقه العلامة السيد أحمد صقر رحمه الله ، فقد حققها تحقيقاً بديعاً كعادته ، وضبط النص ضبطاً تاماً ، ولكنه لم يخرج الروايات تخريجاً على طريقة أهل الحديث ، فلم يكن ذلك من صناعته رحمه الله. ففات على القارئ لنشرته معرفة المقبول من المردود من تلك الروايات في الغالب. ثم حققه الشيخ عصام الحميدان وفقه الله قريباً وخرج الكثير من الروايات ، وحكم عليها ، وإن كان لم يستوعب.
بعض المؤلفات التي دارت حول هذا الكتاب :
ولأهمية كتاب الواحدي رحمه الله ، اختصره الجعبري بحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئاً ، ثم جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله بعد أن رأى عكوف الناس عليه فصنف اعتماداً عليه كتابه (العجاب في بيان الأسباب) متتبعاً فيه الإمام الواحدي في كتابه أسباب النزول ، وروى في خطبة كتابه كلام الواحدي في مقدمته ثم علق على ذلك بقوله:(فوجدته رحمه الله – أي الواحدي – قد وقع فيما عاب من إيراد كثير من ذلك بغير إسناد ، مع تصريحه بالمنع إلا فيما كان بالرواية والسماع.(1/1064)
ثم فيما أورده بالرواية والسماع ما لا يثبت لوهاء بعض رواته ، ثم اقتضاه كلامه أن الممنوع أن يساق الخبر من غير رواية دون أن يساق برواية أو سماع لا يكون فيه ذلك ، ليس بمسلم طرداً ولا عكساً ، بل المحذور أن يكون الخبر من رواية من لا يوثق به سواء ساق المصنف سنده به أم لم يسقه ، فكم من سند موصول برواية كذاب أو متروك أو فاحش الغلط ، وكم من خبر يذكر بغير سند ، وينبه على أنه من تصنيف فلان – مثلاً – بسند قوي.
أفيرتاب من له معرفة أن الاعتماد على الثاني هو الذي يتعين قبوله ؟؟ أو يشك عالم أن الاعتماد على الأول هو الذي يتعين اجتنابه؟؟
ثم إن ظاهر كلامه أنه استوعب ما تصدى له ، وقد فاته منه شيء كثير ، فلما رأيت الناس عكفوا على كتابه ، وسلموا له الاستبداد بهذا الفن من فحوى خطابه تتبعت – مع تلخيص كلامه – ما فاته محذوف الأسانيد غالباً ، لكن مع بيان حال ذلك الحديث من الصحة والحسن والضعف والوهاء قصد النصح للمسلمين ، وذباً عن حديث سيد المرسلين ، ولا سيما فيما يتعلق بالكتاب المبين.
فأبدأ غالباً بكلام الواحدي ، ثم بما استفدته من كلام الجعبري ، ثم بما التقطته من كتب غيرهما من كتب التفاسير ، وكتب المغازي ، وكتب المسانيد والسنن والآثار ، وغير ذلك من الأجزاء المتفرقة ، ناسباً كل رواية لراويه ، وكل مقالة لمخرجها ، ثم لا أذكر من الزيادات ما هو سبب نزول بادىء الرأي ، لا ما يكون من هذا القبيل بضرب من تأويل ، وقد أورد الواحدي من ذلك أشياء ليست بكثيرة ، فلم أحذف منها شيئاً ، بل جعلت علامة ما أزيده (ز) يكتب على أول القول ، وأما ما أزيده في أثناء كلامه ، فهو بغير علامة ، لكن ربما عرف إذا كان في صورة الاعتراض مثلاً).(1/1065)
فهذا رأي ابن حجر كما رأيت في الكتاب ، وقد بنى رحمه الله كتابه عليه. وكتاب ابن حجر (العجاب في بيان الأسباب) المطبوع الذي وصل إلينا وأمكن إخراجه لم يكتمل بل وقف عند قوله تعالى :(أينما تكونوا يدرككم الموت) النساء 78 .
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2003, 03:18 AM
لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي
جاء الإمام جلال الدين السيوطي(ت911هـ) متأخراً عن الواحدي(468هـ) ، وابن تيمية (728هـ)، والجعبري(732هـ) وابن حجر العسقلاني(852هـ) فكتب كتابه لباب النقول ووصفه بقوله :(إنني ألفت فيه – أي في أسباب النزول - كتاباً حافلاً موجزاً محرراً لم يؤلف مثله في هذا النوع ، سميته لباب النقول). وعند النظر في الكتاب تجد أنه رحمه الله قد بالغ في وصف كتابه هذا ، وبقي كتاب الواحدي خيراً منه في هذا الباب ، وكان المتوقع أن يفوق الواحدي ، ويتقي ما وقع فيه الواحدي من الأخطاء. وإن كان زاد عليه جمعه في كتابه بين الرواية والدراية.
فهو قد اعتمد على الواحدي ، وأخذ معظم رواياته وحذف أسانيدها ، وأضاف لها بعض الروايات الأخرى.
ويؤخذ عليه :
- عدم تحري ما صح من اسباب النزول ، ففي كتابه الكثير مما لم يصح منها.
- كما أنه ترك روايات كثيرة صحيحة.
وقد ذكر فيه أسباب نزول لمئة سورة واثنتين .
وقد طبع الكتاب طبعات كثيرة. وهو من أنفع الكتب في هذا الباب حيث استفاد من الأئمة قبله كابن تيمية والزركشي وابن حجر وإن كان لم يشر إليه . وقد أعاد في مقدمته ما قاله في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) باختصار وكذلك ما اشار إليه في كتابه (التحبير).
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2003, 04:10 AM
الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل الوادعي اليماني(1/1066)
وهو من المؤلفات المعاصرة ، ومؤلفه توفي قبل عامين تقريباً رحمه الله رحمة واسعة . وهذا الكتاب كان في الأصل بحثاً تقدم به المؤلف للجامعة الإسلامية ، وقد ذكر في مقدمته أسباب اختياره لهذا الموضوع. وهو من المؤلفات التي لقيت قبولاً في أوساط طلاب العلم ، واحتاج الناس إليه.
وقد ذكر في مقدمته أنه لن يورد إلا ما صح من أسباب النزول ، واهتم بتصحيح السند ، ولم يستوعب الروايات الصحيحة كلها ، فما أورده من الروايات أقل من المائتين ، ما بين أسباب نزول ، وتفسير للصحابة ، فما صح عنده ثلث الروايات الصحيحة ، كما يبدو هذا من خلال مقارنة كتابه بما كتب في صحيح أسباب النزول. حيث لم يذكر إلا أسباب نزول 56 سورة وقد طبع كتابه قبل عام 1983م. وطبعته التي بين يدي هي الطبعة الخامسة وقد زاد فيه ونقح وأضاف بعض الأسانيد التي كانت محذوفة في الطبعات السابقة. وهو من الكتب النافعة في هذا الباب ولكنه لم يستوعب.
خاتمة حول كتب أسباب النزول
كثرت المؤلفات في أسباب النزول كثرة بالغة ما بين كتب مقتصرة على الرواية وكتب مقتصرة على الدراية وكتب جمعت بينهما ، وقد كتب المتأخرون كتابات حسنة جامعة في هذا الموضوع. ومن هذه الكتب :
- الصحيح من أسباب النزول للشيخ عصام بن عبدالمحسن الحميدان ، وهي دراسة جيدة في هذا الباب وقد ذيلها ببعض النتائج والتوصيات التي ذكر فيها أنه قد درس كل ما كتب في أسباب النزول قديماً وحديثاً مخطوطاً ومطبوعاً ، وزادت قناعته بالحاجة لمؤلف في هذا الفن غير هذه الكتب جميعاً يختار الصحيح فقط من أسباب النزول ، لتتضح الحقيقة أمام الباحثين ، وتحمل عنهم عناء التمحيص والنقد. ويمكن مراجعة بقية كلامه وفقه الله.(1/1067)
- تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول الجامع بين روايات الطبري والنيسابوري وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير والسيوطي . لمؤلفه الشيخ خالد بن عبدالرحمن العك . وهو كتاب جيد في بابه. وعنوانه كما تلاحظ لا يحتاج لشرح. فهو لم يقتصر على الصحيح فقط بل جمع كل ما ذكره هؤلاء . والنيسابوري هو الواحدي.
والله الموفق ، وللحديث بقية غداً إن شاء الله
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2003, 12:41 PM
أولاً : تفسير آيات الأحكام لمجموعة من العلماء :
يعد هذا الكتاب (تفسير آيات الأحكام) أول المؤلفات الحديثة في أحكام القرآن ثم تلاه كتاب الشيخ محمد علي الصابوني ، ثم كتاب الأستاذ أحمد الحصري.
وهذا الكتاب في الأصل مذكرات أملاها أساتيذ التفسير في الجامع الأزهر على طلاب كلية الشريعة ، ثم قام بعض هؤلاء العلماء بجمعها وتنسيقها ، وقد رأيت بعض طبعاته خالية من اسم المؤلف ، وبعضها كتب عليها أسماء ثلاثة من علماء الأزهر وهم الشيخ السايس والشيخ عبداللطيف السبكي والشيخ محمد إبراهيم كرسون. ويبدو أنها كذلك لهم جميعاً وإن كان النصيب الأكبر للسايس رحمه الله.
تعريف بالشيخ السايس رحمه الله :
هو محمد بن علي السايس ، ولد في مدينة مطوبس التابعة لمحافظة كفر الشيخ إحدى محافظات الوجه البحري لمصر عام 1319هـ . وتوفي عن عمر يناهز السابعة والسبعين عاماً عام 1396هـ.
تخصص في القضاء الشرعي ، وشغل عدة مناصب علمية في الأزهر ، ونال عضوية علماءه ، وكان عميداً لكلية أصول الدين بالأزهر عام 1957م. ثم عميداً لكلية الشريعة بعد ذلك ، حتى أحيل للتقاعد عام 1959م. قبل بلوغه السن القانونية لمعارضته لتغيير نظام التعليم في الأزهر رحمه الله.
من أهم مؤلفاته : تاريخ التشريع الإسلامي ، وبقية مؤلفاته مناهج خاصة بطلاب كلية الشريعة . وله بحث (تحديد أوائل الشهور العربية).(1/1068)
أشرف وناقش عدداً كبيراً من الرسائل العلمية ومن أصحاب تلك الرسائل الشيخ محمد حسين الذهبي صاحب كتاب التفسير والمفسرون ، والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهم.
وقد توفي رحمه الله عقب مناقشته لإحدى رسائل الدكتوراه بثلاث ساعات غفر الله له.
منهج الكتاب :
يقوم بشرح المفردات الغريبة ، ثم يبين سبب النزول إن وجد باختصار . ثم يبين بعد ذلك ما يستفاد من الآية أو الآيات من الأحكام الفقهية أو غير الفقهية على هيئة نقاط مختصرة. وهو كتاب ماتع نفيس ، أسلوبه سهل ميسر.
وأما مذهب المؤلفين فيه ، فلم يلتزموا مذهباً معيناً ، بل ذكروا أقوال العلماء كلها ، ورجحوا أحياناً ، وأحياناً لم يرجحوا قولاً بعينه بل اكتفوا بعرض الأقوال. فهو أشبه ما يكون بكتاب فقهي مقارن للأقوال. وهذا ملاحظ في كتب أحكام القرآن عند المعاصرين أنها تخلو من صفة التمذهب بمذهب معين ، بخلاف كتب أحكام القرآن المتقدمة كأحكام القرآن لابن العربي والجصاص وغيرهما رحمهم الله جميعاً.
فقد تميز المصنفون في أحكام القرآن من المتقدمين بالاستيعاب والتمذهب بمذهب معين. فالجصاص حنفي ، وابن العربي مالكي ، والبيهقي والكيا الهراسي على المذهب الشافعي وغير ذلك.
بينما تميز المتأخرون أو المعاصرون بعدم التمذهب بمذهب معين ، ولكنهم لم يستوعبوا الآيات الخاصة بالأحكام كاملة وذلك لارتباطهم بالمناهج الدراسية في الكليات ، فياحبذا لو جمع أحد المعاصرين بين الاستيعاب والإشارة إلى الحكم من التشريع ، والرد على المطاعن والشبهات ونحو ذلك حتى يجمع بين حسنات المتقدمين والمتأخرين.
طبعات الكتاب :
طبع الكتاب ثلاث طبعات بمصر :
الأولى : في مطبعة الشرق الإسلامي سنة 1939م وهي غفل ، ليس عليها اسم الجامع أو المنسق أو المصحح ، وهي مع ذلك أوسع هذه الطبعات وأصحها.(1/1069)
الثانية : في مطبعة حجازي سنة 1948م وقد ذكر في مقدمتها أنه أشرف على جمعها وتنسيقها الشيخ عبداللطيف السبكي (من هيئة كبار العلماء) والشيخ محمد إبراهيم كرسون وكيل الشريعة.
الثالثة : في مطبعة صبيح سنة 1953م وهي أشهر طبعات التاب وأردؤها وقد أثبت على ظهرها أنه جمعها ونسقها وصححها الشيخ محمد علي السايس رحمه الله تعالى.
الرابعة : نشرته دار ابن كثير بدمشق بالتعاون مع دار القادري ، وصححه حسين السماحي سويدان ، ولعل هذه هي أكمل طبعات هذا الكتاب وتقع في مجلدين.
وهناك فروق بين الطبعات ، فبعضها تحتوي على تفسير آيات الأحكام في سورتي العنكبوت والروم ، وبعضها لا.
مآخذ على الكتاب :
- أنه لم يستوعب آيات الأحكام في القرآن الكريم كاملاً.
- أنه مؤلف لطلاب كلية الشريعة في الأزهر ، فهو مقيد بالمنهج الدراسي المقرر عليهم ، فكان به من الاختصار المخل ، ولأدلة الأقوال ما ألجأ إليه ضيق الوقت ، والالتزام بالمنهج المقرر.
- الاضطراب في بعض العبارات والتعبيرات بسبب تعدد المؤلفين لهذا الكتاب.
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2003, 12:53 PM
روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن للصابوني
المؤلف هو الأستاذ محمد بن علي بن جميل الصابوني ، المولود في مدينة حلب بسوريا عام 1928م.
حصل على الماجستير من الأزهر في تخصص القضاء الشرعي سنة 1954م. اشتغل بالتدريس في سوريا ، ثم انتدب للتدريس بمكة المكرمة في كلية الشريعة ، ولا زال – فيما أظن – إلى الآن يعيش في مكة المكرمة وفقه الله لكل خير.
له مؤلفات كثيرة منها :
- من كنوز السنة وهي دراسات أدبية ولغوية من الحديث الشريف.
- المواريث في الشريعة الإسلامية.
- النبوة والأنبياء.
- روائع البيان في تفسير آيات الأحكام في القرآن. وهو كتابنا الذي نتحدث عنه. وله صفوة التفاسير ، وله مختصر لتفسير ابن كثير دار حوله نقاشات ومجادلات وله التبيان في علوم القرآن.
وصف الكتاب ومنهجه :(1/1070)
ويقع كتابه (روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن) في مجلدين متوسطي الحجم . وقد انتهى منه قديماً في رجب عام 1391هـ. وصدرت طبعته الأولى في نفس العام ، وطبعته الثانية التي عندي صدرت عام 1397هـ.
وقد وضح المؤلف منهجه في كتابه بقوله في المقدمة :
جمعت فيه الآيات الكريمة (آيات الأحكام خاصة) على شكل محاضرات علمية جامعة تجمع بين القديم في رصانته والحديث في سهولته ، وسلكت في هذه المحاضرات طريقة ربما تكون جديدة ميسرة وهي أنني عمدت إلى التنظيم الدقيق مع التحري العميق فتناولت الآيات التي كتبت عنها من عشرة وجوه على الشكل الآتي :
أولاً: التحليل اللفظي مع الاستشهاد بأقوال المفسرين وعلماء اللغة.
ثانياً : المعنى الإجمالي للآيات الكريمة بشكل مقتضب.
ثالثاً: سبب النزول إن كان للآيات الكريمة سبب.
رابعاً:وجه الارتباط بين الآيات السابقة واللاحقة.
خامساً: البحث عن وجوه القراءات المتواترة.
سادساً : البحث عن وجوه الإعراب بإيجاز.
سابعاً : لطائف التفسير وتشمل (الأسرار والنكات البلاغية والدقائق العلمية).
ثامناً : الأحكام الشرعية وأدلة الفقهاء ، مع الترجيح بين الأدلة.
تاسعاً : ما ترشد إليه الآيات الكريمة بالاختصار.
عاشراً : خاتمة البحث وتشتمل (حكمة التشريع) لآيات الأحكام المذكورة). انتهى كلامه.
مميزات هذا الكتاب:
- أنه لم يورد الأحكام الفقهية جافة من غير أن يدعو إلى تطبيقها في المجتمعات الإسلامية ، وإزالة ما أصابها من ضعف أو إبعاد.
- قل أن يتناول حكماً شرعياً إلا ويبين محاسنه ومزاياه ، ورد ما يلصق به من لدن خصومه ، كتشريع تعدد الزوجات ، والحجاب.
المآخذ على الكتاب :
- أنه لم يستوعب آيات الأحكام كاملة فقد ترك آيات هامة مثل آيات المورايث في سورة النساء وربما تركها لكونه قد ألف كتاباً في المواريث خاصة. وترك بعض الآيات الهامة غير آيات المواريث.(1/1071)
ولعل السبب في ذلك كون هذا الكتاب كان محاضرات ألقاها على طلابه في كلية الشريعة ثم طبعها بعد ذلك. وهذا المآخذ يكاد ينطبق على كل كتب أحكام القرآن المعاصرة ، فلا تكاد تجد فيها كتاباً مكتملاً بسبب ارتباطها بمقررات دراسية.
- أنه توسع في أبحاث كان حقها الاختصار ، واختصر في جوانب تستحق البسط مثل جوانب حكم التشريع ولا سيما أنه لم يسبق أن أشبعها من قبله أحد.
والكتاب يعد من أفضل الكتب التي كتبت في أحكام القرآن ، بأسلوب سهل ميسر للجميع ، والشيخ محمد علي الصابوني من الذين يتبنون المذهب الأشعري في مسائل الاعتقاد فيتنبه طالب العلم لذلك. وقد جرت بينه وبين بعض العلماء ردود ومناقشات حول بعض مسائل العقيدة في كتبه التي كتبها. ومن أفضل ما اطلعت عليه حول ذلك كتاب صغير الحجم بعنوان (منهج الأشاعرة في العقيدة) للشيخ الجليل الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي وفقه الله. وهو مع بعض كتبه الأخرى على هذا الرابط :
http://www.saaid.net/Warathah/safar/index.htm
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2003, 02:36 PM
بسم الله
لقد ذكر أخي المشرف العام عبدالرحمن الشهري وفقه الله ما فيه بركة وكفاية ؛ وعندي إضافة حول ما سأل عنه أخونا الكريم محمد بن يوسف عن تعريف نزول القرآن ، وهذه هي الإضافة :
معنى النزول :
النزول في اللغة : النزول في الأصل انحطاط من علو ، ويطلق ويراد به الحلول ، كقوله تعالى : ( فإذا نزل بساحتهم ) أي : حلّ . يقال : نزل فلان بالمدينة : أي حل بها .
وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة ، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية .(1/1072)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف ، وهذا هو اللائق به ، فإنه نزل بلغة العرب ، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى ، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها ، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان ، وهذا لا يجوز ....) اه من مجموع الفتاوي [ 12/257 ] .
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال : إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال ، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي ، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته ، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى . [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله ، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف :مناهل العرفان 1/42-43 ، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه : المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44 ، 45 . ]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة ، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن .
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز ، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر ، كما في قوله تعالى : ( ونزّلناه تنزيلاً ) ، وقوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً ) .
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507 : ( وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً ) اه .
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة :
1- كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2- كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول .
3- كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت .
---
محمد رشيد
04-14-2003, 10:06 PM(1/1073)
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن ، و بالنسبة لقولك في مسألة النزول للقرءان ، فأراه كافيا شافيا فبارك الله فيكم
وأنا ـ إن شاء الله تعالى ـ سأدرس كتاب ( تفيسر ايات الأحكام ) للسايس ، في العام القادم في كلية الشريعة الاسلامية بالأزهر ، و لكن نظرا للجانب السلبي المذكور فأطلب النصيحة في مرجع ـ أي كتاب ـ يكون شاملا واسعا غير مقيد بالمذهب حيث يمكنني الرجوع إليه للاستقصاء ، وهل من المتقدمين من ألف في هذا الباب بأسلوب الفقه المقارن ؟
بارك الله فيك شيخنا أبي مجاهد ، و قد أفدتني كثيرا في نقلك الاجماع عن النحاس ، لأنه ألزم القائلين بالمجازية في معنى النزول بأحد شيئين : إما أن يقولوا بالحقيقة وهذا هو الحق الذي نريده ، وإما أن يخالفوا إجماع النحويين في كون التأكيد بالمصدر ينفي المجاز
---
أبو صلاح الدين
12-07-2005, 05:22 PM
بارك الله في الجميع.. وشكرا للأخ د. الشهري على مجهوده الرائع
---
(1/1074)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب (تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف) للشيخ مرعي
---
سؤال عن كتاب (تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف) للشيخ مرعي
---
خالد الباتلي
01-18-2007, 08:13 PM
هل أحد من الإخوة اطلع على الكتاب؟ وما حجمه؟ وهل حقق؟
وجزاكم الله خيرا..
---
السائح
01-18-2007, 08:41 PM
هو جزء صغير اعتنى به الشيخ مشهور بن حسن قبل نحو عشرين سنة
نشره سنة 1408
وليس بين يديّ الآن
---
خالد الباتلي
01-22-2007, 09:14 PM
جزاك الله خيرا أخي السائح
---
د.عبدالرحمن اليوسف
01-26-2007, 08:19 AM
وأضيف لما ذكره الأخ السائح:نشر دار الصحابة ،بيروت،ويباع في دار طيبة.
---
(1/1075)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من رمي ببدعة من المفسرين
---
من رمي ببدعة من المفسرين
---
عبدالله العلي
03-17-2004, 11:11 PM
أرجو من الأساتذة الكرام ، تحرير مسألة المفسر إذا رمي ببدعة هل يقبل تفسيره ؟
وهل تصح نسبة القول بالقدر إلى قتادة كما ذكر ذلك الذهبي ، وهل هناك من حقق هذه المسألة الأخيرة من المعاصرين ؟
---
د. هشام عزمي
03-18-2004, 07:27 PM
إحم ... أنا لست من الأساتذة الكرام و لكن اسمح لي أن أقول أن كثيراً من التفاسير مقبولة و معتمدة رغم أن أصحابها كانوا مبتدعين و أبرز مثال لذلك تفسير الكشاف للزمخشري المعتزلي و المثال الأقل بروزاً هو التفسير الكبير للرازي الأشعري .... فما رأي الأساتذة الكرام؟
---
فهد الوهبي
03-22-2004, 11:29 AM
الأخ الكريم محب الثقافة .. نشكر لك هذا السؤال والذي نريد من خلال نقاشه أن لا يكون المقصود مجرد تمييز المفسرين بين مبتدع ومتبع لأجل التمييز وإنما لما لذلك من أثر على التفسير ..
أخي الفاضل ..
يمكن الجواب على هذا السؤال من خلال نقاط :
أولاً : لا يوجد مفسر يمكن الحكم عليه بأنه صواب مطلق بل الكل عنده ما يؤخذ من قوله ويرد وهذا أمر معلوم في جميع الفنون .
ثانياً : إن التزام المفسر بعقيدة السلف يضمن في الغالب صحة تفسير المفسر في جانب العقيدة وما يتعلق بها كما هو في تفسير ابن جرير رحمه الله .
ثالثاً : يمكن تقسيم المفسرين من حيث الابتداع إلى قسمين :
1- من عرف عنه التزام مذهب مغاير لمذهب السلف كما هو شأن الزمخشري رحمه الله حيث التزم مذهب المعتزلة ، والرازي حيث التزم مذهب الأشاعرة .
2- من عرف عنه عدم التزام مذهب معين بل هو حريص على معرفة الحق في الاعتقاد .
3- من عرف عنه مخالفته لأهل السنة في مصادر التلقي والمخالفة في الأصول كغلاة الرافضة .
والحكم في هذه الأصناف :(1/1076)
أن المفسر إذا عُلم التزامه مذهباً غير مذهب أهل السنة فلا يعد ذلك سبباً في رد كل ما عنده من التفسير بل يكون ذلك سبباً للحذر من تفسيره المتعلق بالعقيدة .
وأما من عرف عنه مخالفته في مصادر التلقي كعدم الأخذ بالحديث النبوي مثلاً فهؤلاء لا يعد خلافهم مقبولاً في التفسير..
والله أعلم ..
( اعتذر للاختصار للعجلة )
---
(1/1077)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لإدارة الملتقى ولكل أصحاب الرأي
---
لإدارة الملتقى ولكل أصحاب الرأي
---
د.خضر
03-19-2007, 01:30 PM
لإدارة الملتقى ولكل أصحاب الرأي ـ وكلكم كذلك ـ أقول:
بما ان الكتاب هو سدى ولحمة مادة العلماء ، وله من الأهمية ما له، أقترح أن تفرد إدارة الموقع للكتاب
ملتقى يخصه، هذا الملتقى يضم كل ما يتعلق بالكتب : من جديد الطبعات، وجديد المؤلفات ، وجديد المخطوطات،
وجديد التحقيقات،.و جديد الكتب القابله للتحميل ... أقصد كل جديد يخض باب الكتب من قريب أو من بعيد
وبذا ينحسم أمر المشاركات التي تخص الكتب تحت باب بعينه إتماما للفائدة ، وفي نفس الوقت يفسح للمشاركات
الجديدة حيزاً أكبر يلفت النظر إليها ويكثِّر الإسهامات حولها ... فما رأيكم دام فضلكم.
---
(1/1078)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يساهم في إثراء مسألة في التفسير النبوي
---
من يساهم في إثراء مسألة في التفسير النبوي
---
العرباض
08-01-2004, 04:56 PM
كان الشيخ مساعد بن سليمان الطيار قد نشر قبل سنوات مقالات في مجلة البيان بدءا من ع 96 شعبان 1416 حول مصادر التفسير،و قد قرأت هذه المقالات فوجدت فيها من التحقيق ما يعز أن يوجد مثله عند كثير من المتخصصين، وقد تخللها بعض الأفكار و الإشكالات التي تحتاج إلى تحرير و بسط القول ، فبدا لي أن أعرضها على الإخوة في الملتقى العلمي ليتمكن من عنده إلمام بموضوعاتها من المساهمة في إثرائها و بسط القول فيها .
و سأقدم الإشكالات للإخوة تباعا على الشكل التالي:
الإشكال الأول: ( المقال الأول: التفسير بالسنة 1)
قال الشيخ مساعد: " يرد في هذا الموضوع مصطلحان(التفسير بالسنة )، (التفسير النبوي) و هذان المصطلحان يحتاجان +إلى تحرير.إن السنة تشمل كل قول أو فعل أو تقرير للرسول صلى الله عليه و سلم ، فهل كل السنة تفسير للقرآن؟
إن بعض من بحث هذا الموضوع لم يتبين نوع السنة التي تكون تفسيرا للقرآن،بل إن بعضهم أدرج تحت هذا الموضوع زيادة السنة على القرآن( الذهبي في كتابه: التفسير و المفسرون ) ، مع أنه علاقة لذلك بالبيان عن القرآن ، و يمكن القول بأن كل إفادة يستفيد ها المفسر من السنة في بيان القرآن و تفسيره فإنها من التفسير بالسنة ، و هذه الإفادة من عمل المفسر و اجتهاده في الغالب .
أما التفسير النبوي فيلحظ فيه إضافته إلى النبي صلى الله عليه و سلم ،و يمكن أن يقال : هوكل قول أو فعل صدر عن النبي صريحا في إرادة التفسير.
و بهذا يظهر أن مصطلح " التفسير بالسنة" أعم و أشمل من مصطلح "التفسير النبوي " و كل مصطلح من هذين أنواع تندرج تحته، و هي كما يلي :
أولا: أنواع التفسير النبوي:(1/1079)
مر أن التفسير النبوي فقال: كل قول أو فعل صدر عن النبي صلى الله عليه و سلم صريحا في إرادة التفسير، و حصره في ثلاثة أنواع:
1- أن يبتدر الصحابة بتفسير آية.
2- أن يسأله الصحابة عن المعنى المراد فيجيبهم.
3- أن يتأول أمرا أو نهيا في القرآن.
ثم عرف هذا الأخير فقال: التأول : هو ما يقوم به الرسول صلى الله عليه و سلم من أفعال تكون مفسرة للخطاب القرآني، و موضحة للمراد منه.
ثم قال مبينا و وجه الإشكال: إن إدخال الأفعال النبوية في (التفسير النبوي) يحتاج على تحرير، إذ يقع سؤال مهم في هذا الباب و هو كالتالي: إلى أي مدى يفسر الفعل النبوي القرآن؟ فمثلا قوله تعالى (أقيموا الصلاة) أمر بإقامة الصلاة ،فما التأول النبوي لهذا الأمر القرآني؟
هل يدخل في تفسير هذا الأمر تفاصيل الصلاة؟
ثم قال مجيبا على هذه المسألة: الظاهر في هذه المسألة أن ما يفهم به الخطاب القرآني من أفعال النبي فإنه من التفسير النبوي. أما دخول الأفعال فمحل نظر و الله أعلم.
السؤال المطلوب الإجابة عنه: إلى أي مدى يفسر الفعل النبوي القرآن؟
---
(1/1080)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع ضعه في المفضلة ! وصدقني لن تندم
---
موقع ضعه في المفضلة ! وصدقني لن تندم
---
كساب
08-16-2004, 02:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إنطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الدال على الخير كفاعله )
وقوله : ( لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم )
وقوله : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل أجور من تبعه دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا )
دليل فجر الإسلام
http://islamfajr.com
قال صلى الله عليه وسلم : الدال على الخير كفاعله ومن دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل أجور من تبعه دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا
الله أكبر !!
ياله من دين عظيم !!
ورب كريم !!
فأين المشمرون ؟ . ؟ . ؟
فالإستثمار الحقيقي هو الدلاله على الخير !!
......................
أخي نحن نساهم في نشر المواقع الإسلامية فشارك معنا في ذلك
---
عادل التركي
08-17-2004, 01:37 AM
الأخ المبارك / كساب
جزاك الله خير على هذا الرابط الجميل جداً
وقد جعلته في مقدمت مفضلتي
إنه ليس مجرد موقع واحد فقط
بل هو مجموعة ضخمة من المواقع
ولا أكون مبالغ إن قلت أنه في حد ذاته يستحق أن يكون هو (المفضلة ) ففيه روابط جميلة
أتمنى لللقائمين عليه التوفيق وأن يواصلوا جهدهم ليرفعوا من قيمة الموقع أكثر
شكراً لك .
---
*أميرة بيتها*
08-18-2004, 10:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكركعلى هذه الأفادة الطيبة جعلها الله في ميزان حسناتك آمين وأقترح أن يساهم كل من لديه موقع يفيد به أعضاء هذا الموقع في كتابته هنا ولكم مني هذه المواقع أرجو من الله أن تكون ذات فائدة عظيمة لكم .
http://www.mknon.net/nesaa/youthrabbhen/youthrbbhen.htm
http://www.islamweb.net/php/php_arabic/index.php
http://fatawaweb.com/fatawa/forumdisplay.php?forumid=7(1/1081)
http://www.alshamsi.net/malomat/index.html
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عادل التركي
08-19-2004, 02:25 AM
*أميرة بيتها* وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقتراحك جميل , وقد طرح في هذا الملتقى المبارك تحت عنوان / هل لديك عنوان موقع في النت يخدم القرآن وعلومه ؟ ضعه هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=8862#post8862)
---
الازهري المصري
08-19-2004, 11:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم بعض المواقع الرائعة عن علوم القرآن
WWW.QQURAN.COM
WWW.4QURAN.NET
وتقبل الله منا ومنكم
---
(1/1082)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعريف بسيد قطب وآثاره العلمية :
---
تعريف بسيد قطب وآثاره العلمية :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-15-2006, 03:46 AM
تعريف بسيد قطب وآثاره العلمية .
ولد سيد قطب عام 1326هـ الموافق لسنة 1906م، وقد عاش في أسرة وسط، لا هي بالثرية ثراء فاحشا، ولا هي بالفقيرة التي تعيش الفاقة والخصاصة. وكان للجو والبيئة اللذين ولد فيهما أثر عظيم على حياته، فقد ولد في بيئة مليئة بالأولياء والمشعوذين، فكان أن ارتسمت في نفسه معالم الانحراف عن المحجة البيضاء، ونهج سبل الشيطان، فوجدناه بعد أن شب ونضج فكره يولي اهتمامه لتصحيح عقيدة المسلم، فكانت كتاباته كلها تقريبا تصب في مصب واحد، ألا وهو تحديد خصائص التصور الإسلامي ومقوماته.
اما البيت الذي نشأ فيه سيد قطب فهو بيت صلاح وفلاح، فضلا عما كان عليه أفراده من علم ووعي سياسي، فأبوه كان من الوطنيين الغيورين الذين شاركوا في ثورة عرابي (1882م)، وأخواله كانوا على قدر غير يسير من العلم، مما هيأ لسيد فرصة التعلم والتحصيل، فقد دفع به أبوه وهو طفل صغير إلى الكتاب ليحفظ القرآن الكريم، ونظرا للحالة المزرية التي كانت عليها الكتاتيب أخرجه منها ليلحقه بالمدرسة النظامية بالقرية، وذلك دون أن يهمل تحفيظه القرآن، فكان أن جمع بين حسنات التعليم النظامي الجاد والمثمر، وحفظ القرآن الكريم الذي أتم حفظه ولما يبلغ العاشرة من عمره.(1/1083)
وبعد أن أتم دراسته الابتدائية بمدارس القرية، رحل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة ثانوية كانت تسمى "تجهيزية دار التعليم"، التي تخرج منها بعد مدة من الزمن، مما جعله مؤهلا لإتمام دراسته العليا بكلية دار العلوم، وقد كان من ألمع طلبتها نجابة ونبوغا وخلقا، وفي هذه المرحلة من عمره بدأت مواهبه الفنية عامة، والأدبية خاصة تتفتح، ولعل أولى ثمراتها كتابه "مهمة الشاعر في الحياة" الذي قدم له الدكتور محمد مهدي علام وهو من أساتذة سيد قطب بدار العلوم بقوله : « إنني لأعد سيد قطب مفخرة من مفاخر دار العلوم، وإذا قلت دار العلوم فقد عنيت دار الحكمة والأدب». وبعد تخرجه من دار العلوم أصبح أستاذا بمدرسة ابتدائية بدمياط، ومارس في هذه الفترة كتابة الأدب بكل فنونه وأجناسه، من نقد، وقصة وشعر، وخاطرة، كما أن الصحف عرفته كصحفي مبدع، فكتب في كثير من الصحف كالأهرام، والأسبوع، والرسالة، والشرق الجديد، والعالم العربي، وغيرها من الصحف والمجلات، ولم يكن متقيدا بإحداها، بل كان ينتقل من واحدة إلى أخرى مما يبرهن على حرصه الشديد على حريته الفكرية.(1/1084)
وفي سنة 1948 ابتعث من طرف الحكومة المصرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليقضي عامين هناك قصد دراسة نظم ومناهج التربية الحديثة، ولكنه خيب آمال باعثيه بعد عودته إلى مصر سنة 1950، ذلك أنه رفض الإسهام في جعل مصر حقلا من حقول التجارب التي تطبقها أمريكا على أبناء وأجيال الدول النامية. وقد كان سفر سيد قطب إلى أمريكا نقطة تحول كبير في حياته الفكرية، ذلك أنه وقف على معالم ومظاهر الفساد الأخلاقي في المجتمع الغربي، وتدني قيمة الإنسان أمام الآلة، بحيث أصبح عبدا لها. فكان أن أعلن سخطه على مادية الغرب ومساوئها، فراح يحذر المسؤولين والقائمين على تربية أبناء المسلمين من خطر الثقافة الغربية على عقيدتنا، وقيمنا وأخلاقنا، وعلى استقرار مجتمعاتنا، فأعلنها حربا شعواء على الثقافة الغربية، ومن يتبناها من المستغربين وكان يبث ذلك في المقالات الصحفية، والندوات الفكرية، وقد جمع كل انتقاداته للثقافة الغربية المادية في كتابه، وهو "أمريكا التي رأيت ".(1/1085)
وبعد عودته من أمريكا، واطلاعه على ما آلت إليه الإنسانية من مصير ينذر بالشؤم أصدر مجلة "الفكر الجديد" التي كان يمولها صاحب مطبعة وهو السيد "محمد حلمي المناوي"، وكان من أهداف المجلة التصدي لمعالم الفساد في المجتمع المصري، والمتمثل في بعض الإقطاعيين (الباشوات) والرأسمالية الجشعة التي كانت يومئذ تدير دفة الأمور السياسية والاقتصادية. وفي سنة 1951 انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، ليصبح من أبرز مفكريها ودعاتها وفور خروج الإخوان المسلمين من معتقلات فاروق سنة 1952 انتخب سيد قطب عضوا في مكتب الإرشاد للجماعة، وعين رئيسا لقسم نشر الدعوة في المركز العام للجماعة. وفي مارس 1953 انتدبته لجنة حلقة الدراسات الاجتماعية المصرية ليمثلها في مؤتمر حلقة الدراسات الاجتماعية المنعقد في دمشق، وفي نفس السنة مثل جماعة الإخوان المسلمين في المؤتمر الإسلامي الشعبي بالقدس الشريف. وفي سنة 1954 انتخب من قبل مجلس الإرشاد ليكون رئيسا لتحرير مجلة "الإخوان المسلمون"، وظل يديرها إلى أن أوقف إصدارها في العاشر من سبتمبر من السنة نفسها، وذلك لمعارضتها للاتفاقية المصرية البريطانية التي عقدها رجال الثورة مع الحكومة البريطانية. وكان ذلك بداية مسلسل دموي مخز، حيث سبق سيد قطب وصحبه إلى سراديب الإهانة والعذاب، وزج بهم في زنازين سجون "القلعة" و " السجن الحربي"، و"أبى زعبل" و " ليمان طرة"، ولكن سيد قطب ظل صابرا محتسبا، ولم يستطع الطغاة بوسائلهم الإرهابية أن ينالوا من عزيمته الصلبة أو أن يزعزعوا إيمانه الراسخ بعدل الله تعالى، فقاسى أشد العذاب بقلب مفعم بالصبر والإيمان والاحتساب.(1/1086)
وفي سنة 1955 نقل إلى المستشفى العسكري للمعالجة مما أصابه من آثار التعذيب، والأمراض المختلفة التي أصيب بها نتيجة ظروف السجن غير الإنسانية، وحكم عليه في الثالث من يوليه 1955 من قبل محكمة الشعب بالسجن خمسة عشر عاما مع الأشغال الشاقة، وقد كان السجن مناسبة طيبة لإعادته النظر في كتاباته التي كتبها قبل أن يلتزم مع جماعة الإخوان المسلمين.
والغريب في الأمر أن السجن كان بالنسبة لسيد قطب فتحا من الله سبحانه وتعالى، على عكس ما كان يأمله جلادوه، فقد أتاه الله رغم ضعف بنيته، وتكالب الأمراض عليه مكنته من الصمود في وجه الجلادين، وإنجاز الأعمال الشاقة المفروضة عليه، وفوق ذلك بعد ان يعود إلى زنزانته يركن إلى الكتابة والبحث والتحقيق.
وفي سنة1963 وبمبادرة من رئيس الجمهورية العراقية عبد السلام عارف أفرج عن سيد قطب، ولكنه لم يلبث أن اعتقل من جديد، وذلك بتهمة الإعداد لانقلاب عسكري، وأذاقوه الأمرين طيلة عامين كاملين، ثم قدم لمحاكمة صورية قضت بإعدامه مع زمرة من إخوانه وتلامذته، ونفذ فيه رحمه الله حكم الإعدام فجر يوم 29 أغسطس 1966م.
2- سيد قطب : تراثه الفكري والأدبي .
خلف سيد قطب تراثا أدبيا وفكريا ضخما، يشهد بما كان يتمتع به الرجل من موهبة أدبية أصيلة، وطاقة فكرية فذة، ورؤية إسلامية لواقع أمته المتدني، وعي تام بمشكلات العصر السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية. ويمكننا أن نقسم كتاباته إلى ثلاث مراحل، هي جماع حياته، فهو قد بدأ حياته أديبا ناقدا، ثم مفكرا إسلاميا، ثم مفسرا للقرآن الكريم.
أ. تراثه الأدبي :
جرب سيد قطب رحمه الله أغلب الأجناس الأدبية المتعارف عليها في العصر الحديث، من شعر، وقصة، ونقد، وخاطرة، ومقالة أدبية وفكرية مما يشهد له بالنبوغ في مجال الأدب، ويمكننا أن نصنف كتاباته الأدبية إلى ثلاثة أقسام :
1- القصة :
أ- طفل من القرية (1945).
ب- أشواك.
ج- المدينة المسحورة.(1/1087)
د- الأطياف الأربعة (بالاشتراك مع إخوته).
2- الشعر :
أ- الشاطئ المجهول.
ب- حلم الفجر.
ج- قافلة الرقيق.
3- النقد :
أ- مهمة الشاعر في الحياة (1932).
ب- نقد مستقبل الثقافة في مصر.
ج- كتب وشخصيات.
د- النقد الأدبي : أصوله ومناهجه.
ب. تراثه الفكري الإسلامي.
يمكننا ان نقسم تراث سيد قطب الفكري الإسلامي إلى قسمين :
1- الكتابات الإسلامية العامة :
وهي التي دعا فيها سيد قطب إلى الالتزام بالإسلام، والسعي إلى تطبيقه، وتغلب عليها النزعة الخطابية، وتظهر فيها حماسة واندفاع الشباب ويمكن حصرها في الكتب التالية:
أ- العدالة الاجتماعية في الإسلام (1948م).
ب- معركة الإسلام والرأسمالية (1950م).
ح- السلام العالمي والإسلام (1951).
2- الكتابات الإسلامية الحركية الهادفة :
وهي خلاصة تجربته، ومعاناته ودراسته لقضايا ومشكلات أمته في العصر الحديث، ويمكن حصرها في الكتب التالية :
أ- هذا الدين.
ب- المستقبل لهذا الدين.
ح- الإسلام ومشكلات الحضارة.
د- معالم في الطريق (1965).
---
(1/1088)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم العلمانية في الإسلام (الشيخ عبد العزيز الطريفي)
---
حكم العلمانية في الإسلام (الشيخ عبد العزيز الطريفي)
---
نياف
04-10-2006, 04:48 PM
عنوان الفتوى
حكم العلمانية في الإسلام
المفتي
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
تاريخ الفتوى
11/3/1427 هـ -- 2006-04-10
السؤال
ما حكم العلمانية في الإسلام، وما حكم الشرع في أهلها ؟ .
الإجابة
العلمانية مذهب جاهلي قديم، قوبل به بعض الأنبياء في رد دعوة الوحي، لكنه نودي به في هذا العصر باسم جديد لطيف، تدليساً وتلبيساً، وهو يتكيء على حرية الفكرة والرأي في مقابل كل تشريع، ويعتمد على المادية والمصلحة الشخصية، وهو مذهب قديم دعا إليه الجاهليون، فهم يرون حرية الاعتقاد والرأي وهذه القول معروف عند بعض الملاحدة السابقين كابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم الذين يقولون: أنه يسوغ للرجل أن يتمسك بالنصرانية واليهودية كما يتمسك بالإسلام، ويجعلون هذا التمسك كتمسك أصحاب المذاهب الأربعة بمذاهبهم، ويقولون : كلها مسالك توصل إلى الله . والدعوة للحرية مطلب جاهلي قديم وإن غير مسماه طالب به قوم شعيب وجهال قريش، فدعاة هذه الفكرة، بحثوا يريدون في كل حكم شرعي علة ظاهرة تقنع كل عقل مهما ضحل وقل فهمه، وإلا فالشرع متهم، ونسوا أن الحكمة لو كانت ظاهرة جلية في كل حكم، وقبلها كل عقل بلا أدنى تفكر، لأصبح لا يخالف الشرع إلا المجانين والسفهاء، ولا محل للابتلاء حينئذٍ .
فقد نهى شعيب قومه عن معاملات اقتصادية محرّمة فطلبوا الحرية، فقالوا: ما علاقة صلاتك ودينك باقتصادنا . قال تعالى: ( قالوا يشعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنآ أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) ..(1/1089)
قال القرطبي: (قيل معنى أو أن نفعل في أموالنا مانشاء إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس فلم تمنعنا منه إنك لأنت الحليم الرشيد يعنون عند نفسك بزعمك ) روى ابن جرير قال: حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء قال نهاهم عن قطع الدنانير والدراهم فقالوا إنما هي أموالنا نفعل فيها ما نشاء إن شئنا قطعناها وإن شئنا حرقناها وإن شئنا طرحناها
ونهى نبينا صلى الله عليه وسلم جهال قريش عن الربا، فقالوا : ( إنما البيع مثل الربا ) !
قال ابن كثير : ( البيع مثل الربا أي هو نظيره فلم حرم هذا وأبيح هذا وهذا اعتراض منهم على الشرع أي هذا مثل هذا وقد أحل هذا وحرم هذا ). انتهى كلام ابن كثير .
http://www.islamlight.net/index.php?...1408&Itemid=35
---
نياف
04-11-2006, 02:53 PM
العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...nt&contentID=1
---
(1/1090)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب « بيان تلبيس الجهمية » لشيخ الإسلام ابن تيمية الطبعة الجديدة
---
حمل كتاب « بيان تلبيس الجهمية » لشيخ الإسلام ابن تيمية الطبعة الجديدة
---
عبدالرحمن السديس
02-07-2007, 03:12 PM
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله
أما بعد :
فهذا كتب « بيان تلبيس الجهمية » لشيخ الإسلام ابن تيمية في نقضه على الرازي والأشاعرة في تأسيس بدعهم الكلامية ، والذي طبع هذه الأيام في عشرة مجلدات في المجمع .
ولست بحاجة لأبين مكانة هذا الكتاب بين كتب الشيخ بل في جميع الكتب المؤلفه في هذا الشأن وقد طال انتظار الناس لهذا الكتاب تاما .
وقد أنزله أحد الإخوة في موقع الألوكة على صيغة bdf فيمكن تحميله من هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=691
---
أبو العالية
02-07-2007, 04:35 PM
الحمد لله ، وبعد ..
ماشاء الله دائماً سبَّاق للخير يا شيخ عبد الرحمن نفع الله بك ؛ فقد سبقتني !
والله الفرحة لا توصف بطبع هذا االمكتاب .
فرحم الله شيخ الإسلام وبرَّد مضجعه ، وبعثه يوم القيامة مع الأنبياء والمرسلين والصديقين .
ومرة ثانية أشكر حرصكم يا شيخ عبد الرحمن على نشر الخير ، ودمتم على الخير أعواناً
---
نورة
02-07-2007, 04:43 PM
جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن السديس
02-13-2007, 07:25 PM
بارك الله فيكم وشكر لكم .
---
(1/1091)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إن الله عنده علم الساعة
---
إن الله عنده علم الساعة
---
أبو علي
09-04-2003, 04:47 AM
السلام عليكم
التوكيد في اللغة لا يأتي ابتداء في الكلام، وإنما يأتي لأسباب تدعو إلى التوكيد، ومن هذه الأسباب : الإنكار ، التكذيب، الشك، إدعاء نسبة شيء إلى غير صاحبه، وهكذا....
فأنت لا تقول لفلان : والله لقد زارنا الليلة فلان ، لا تؤكد ذلك إلا إذا لاحظت شكا أو تكذيبا.
كذلك إن كنت رئيس شركة وأصدرت أمرا للمدير بطرد فلان من العمل،
صحيح أن المدير هو الذي نفذ الأمر وقام بطرد العامل، فإن ظن الناس أن المدير هو الذي فعل ذلك من تلقاء نفسه عندئذ يجوز تصحيح ذلك
بالتوكيد فنقول : إن الرئيس هو الذي طرد فلان، لأنه هو الذي أصدر الأمر للمدير.
تعالوا لنتدبر لماذا جاء التوكيد في هذه الآية:
{إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غذا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}.
نلاحظ أن الله سبحانه يؤكد أن هذه الغيبيات الخمس علمها عند الله ، وأكدها بحرف التوكيد والنصب إن، والله سبحانه لايؤكد شيئا إلا إذا وجد ادعاء مثله عند البشر ،فنحن في هذه الآية لا نجد تأكيدا لعدم دراية أي نفس متى تموت لأن هذه لم يدعها أحد بينما أكد عدم دراية أي نفس بأي أرض تموت لأن هذة قد يحدث أن يقول الإنسان :سأمكث في هذة البلدة حتى أموت فيها ،فإن شاء الله جعل كلامه صادقا وإن شاء جعله غير ذلك.
وأما :{ما تدري نفس ماذا تكسب غذا) فقد يكون الإنسان متعودا على دخل يومي محدد،فلا يظن أن ذلك سيتكرر في اليوم التالي ،فإن الأمر كله لله إن شاء كان كذلك وإن شاء جعل ظنه مرجوحا.(1/1092)
وكذلك إذا استطاع الإنسان أن يعرف جنس الجنين في رحم أمه ذكر أو أنثى ،فإن الفضل لله الذي وهبه العلم الذي به اخترع الأجهزة التي مكنته من معرفة ذلك ،فالله هو الذي أذن للإنسان أن يحيط بشيء يسير من هذا العلم.
وإذا تمكن الإنسان في المستقبل من تقطير الماء من البخار أو تقطير السحاب فسيكون ذلك مرجعه الى الله الذي سخر له كيفية فعل ذلك،فإذا أتى الدجال وزعم أنه يستطيع إنزال الغيث فهو كاذب وإن نزل الغيث كما قال.وإنما الفضل لله الذي كشف له أسباب وكيفية فعل ذلك. والسحاب من بحر الله والريح التي تسوقه ريح الله،إذن فالدجال لن يأت بشيء من عنده.
وأما :{إن الله عنده علم الساعة}
لقد أخبرنا الله ورسوله بأشراط الساعة وعلاماتها ،فإذا توفرت جميع أشراط الساعة وظهرت كل العلامات الدالة على ترقب مجيئها في أي لحظة وجاء من فهم الأسباب والمقدمات وقال إن الساعة قائمة لا محالة وفعلا حصل ما توقع،فإننا لا نقول إن فلانا علم بمجيء الساعة.أو لو أن الله قدر أن تنتهي الحياة البشرية باصطدام كوكب آخر بالأرض في زمن آتى الله الإنسان من كل شيء سببا حتى ظن أهل الأرض أنهم قادرون عليها،ثم رصدت تلسكوباتهم وأقمارهم الصناعية أن كوكبا قطره كذا يسير بسرعة كذا في اتجاه الأرض وحسبوها وتيقنوا أن الاصطدام سيحدث في الساعة الفلانية من اليوم الفلاني،وفعلا حصلت الكارثة كما قالوا ،فلا نقول إنهم علموا بقيام الساعة.
لقد أذن الله للإنسان أن يحيط بشيء من علم هذه الغيبيات الخمس ولذلك أكد علمها له لينبهنا ألا نقع في الشرك الخفي كما نقول مثلا :لولا فلان الذي أنقدني لمت غرقا.والصواب أن نقول :الحمد لله الذي جعل فلانا سببا لنجاتي من الغرق.
آية الغيبيات الخمس هذة من معجزات القرآن،إنها آية تنبأ بإمكانية إحاطة الإنسان بإذن الله بشيء من علم ما في الأرحام وبعلم شيء من أسباب إنزال الغيث وأيضا أذن
الله للإنسان أن يعلم شيئا من أسباب قيام الساعة،
---(1/1093)
المقاتل7
09-04-2003, 04:41 PM
عندي ملاحظة على الآية
في الثلاث غيبيات الأولى
1/ أكد الله أن عنده علم الساعة ، وهذا لا ينفي أن يكون للإنسان علم بعلاماتها التى أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، و لكن العلم الكامل بموعدها و موعد علاماتها و كيفيتها عند الله وحده .
2/ أخبر الله أنه ينزل الغيث دون أن ينفي احتمال قدرة الإنسان على ذلك ، ولذلك إذا استطاع الدجال إنزال الغيث فلا يناقض ذلك الآية .
3/ أخبر الله أنه يعلم ما في الأرحام ، وتلك المعرفة هي المعرفة الكاملة فهو يعلم جنسه و شقي هو أم سعيد ورزقه و عمره ، أما الإنسان فقد يحيط بشئ يسير من هذه المعرفة وهو نوع الجنس ، و الآية لا تنفي ذلك عن الإنسان .
أما في الغيبية الرابعة والغيبية الخامسة فقد نفى الله عن الإنسان المعرفة بالأجل والرزق المستقبلي بالكامل .و بالتالي لن يستطيع الإنسان يوما أن يدعي العلم بشئ من ذلك
---
(1/1094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة القرآن في المحافل .
---
قراءة القرآن في المحافل .
---
الغني بالله
03-19-2007, 11:40 AM
وهذا أمر درج عليه الجميع والسؤال الذي يطرح نفسه هل مشروع ؟ وهل جرى عليه العمل في القرون المفضلة ؟
سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن حكم قراءة القرآن جهرا في المحافل والمجامع كحفلات الزواج هل هذا ابتداع ؟
فأجاب : " هذا من البدع جعل افتتاح المجالس رسميا بتلاوة القرآن ، حيث لم يرد فيه نص ، فلا يتخذ عادة ، ويجوز فعله أحيانا ، وأنا اختلفت مع هيئة كبار العلماء عندما افتتحوا بتلاوة القرآن الكريم . قلت : هذا بدعة ، ما حصل هذا من الرسول صلى الله عليه وسلم ومجالسه كثيرة ، وهو الإمام المقتدى به . أما إذا كانت موعظة مشتملة على آيات من القرآن فما عليه حرج " انتهى من "فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي" ص 621
وأذكر أنني وقفت على كلام للشيخ بكر أبو زيد عافاه الله ذكر أن هذا الأمر لم يكن معروفا في بلادنا السعودية إلا من بعد 1400.
---
جمال أبو حسان
03-19-2007, 11:54 AM
اولا السؤال لا يطرح نفسه كما ذكره الاخ
والثاني ما المحظور في هذا الفعل وان لم يعرف عند السلف وهل البركة بالقران لا تكون الا على نحو ما تبرك به الاسلاف
على ان مثل هذا الامر لا بد ان يقيد بما لا يفيد انه سنة او ماثور بحيث ينكر على من لم يفعله
والله المستعان
---
الغني بالله
03-24-2007, 09:14 AM
هذا الفعل يراد به التعبد ولا يخفى على مثلك أن الأصل فيه المنع ولو كان خيرا لسبقونا إليه .
---
الجكني
03-24-2007, 12:33 PM
1- عدم فعل الشيء لا يدل على عدم جوازه ألبتة 0
2-ولو كان خيرا لسبقونا إليه ." أسأل أخي الكريم : تحت أي باب من أبواب " الأدلة والاستدلال " نجد هذا القول وهذه القاعدة ؟؟(1/1095)
لكن أرى - والله أعلم - أن سبب الخلاف هو :عدم الاتفاق في "ضابط البدعة " وهو أمر "مهم جداً " نشأ عنه هذا الاختلاف الكبير في باب البدعة ،حتى رأينا من يدخل "المسائل الفقهية " بل "بعض الآداب " تحت "البدعة " وكأن الاسلام إنما هو " شرع " و "بدعة ؟ وكأن لا "آداب وفضائل" و"استحسانات " يمكن لمن آتاه الله العلم أن يجعلها تحت اصل من الأصول 0
وعليه : على كل من يدخل أي مسألة في "البدعة " ومن لا يدخلها :أن يتفق الاثنان على "ضابط " لها أولاً ومن ثم سيتفقا على الحكم لا محالة :إما سلباً وإما إيجاباً0
والله من وراء القصد0
---
محمود الشنقيطي
03-25-2007, 05:44 AM
ولِمَ لا يُحسَن الظن وتوجدُ المخارجُ لفاعل ذلك وأنه يريد دفع الوعيد والندامة المترتبين على الجلوس والاجتماع في غير ذكر الله كما صح بذلك الحديث عند أحمد ورجاله على شرط مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرة)..؟؟
---
عبدالرحمن السديس
03-25-2007, 01:25 PM
أسأل أخي الكريم : تحت أي باب من أبواب " الأدلة والاستدلال " نجد هذا القول وهذه القاعدة ؟؟
هذه القاعدة توجد تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " و قوله " وإياكم ومحدثات الأمور" الحديث.
قال الناظم:
وكل خير في اتباع من سلف * وكل شر في ابتداع من خلف .
وقال الآخر:
وخير الأمور السالفات على الهدى * وشر الأمور المحدثات البدائع .
وقد كتب في قواعد البدع والمحدثات شيء كثير فليرجع لتحرير ذلك هناك وليوكل لأهل الاختصاص ، فهو خير من الاطلاقات العابرة والاعتراضات غير المحققة سواء بالنفي أو الإثبات .
---
عبدالرحمن السديس
03-25-2007, 05:10 PM
ومن باب إثراء الموضوع
هذا جواب للشيخ العلامة محمد العثيمين :(1/1096)
افتتاح الندوات والمحاضرات بآيات بالقران الكريم هل هذا من الأمور المشروعة ؟
الجواب : لا أعلم في هذا سنة عن رسول الله صلى الله عليه سلم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع أصحابه كثيرا حين يريد الغزو أو للأمور المهمة التي تعم المسلمين، ولا أعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يفتتح هذه الاجتماعات بشيء من القرآن.
لكن لو كانت المحاضرة أو الندوة تشتمل على موضوع معين وأراد أحد أن يقرأ شيئا من الآيات التي تتعلق بهذا الموضوع ليكون بها افتتاح ذلك الموضوع فإن هذا لا بأس به .
وأما اتخاذ افتتاح الندوات والمحاضرات بآيات من القرآن دائما كأنها سنة مشروعة فهذا لا ينبغي.
كتاب "البدع والمحدثات" ـ جمع المطر ـ ص 539 نقلا من فتاوى نور على الدرب..
وقال العلامة بكر أبو زيد في كتابه " تصحيح الدعاء ص298:
ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة: التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات والمجالس والمحاضرات والندوات بآيات من القرآن الكريم، ولا أعلم حدوث هذه في تاريخ المسلمين الا بعد عام 1342 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أما قبل ذلك فلا، فهذا قدوة الأمة رسول رب العالمين لم يعهد من هديه فعل ذلك ولا مرة واحدة، ولا سيما في حال جمعه لوجوه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ للمشهورة في مهمات الأمور ، وهكذا الخلفاء الراشدون من بعده ـ رضي الله عنهم ـ من اجتماع السقيفة إلى الآخر ، وهكذا حياة من تبعهم بإحسان .
هذا إذا كان الأمر المفتتح مشروعا أما إذا كان محظورا أو محرما أو مكروها ؛ فيحرم شرعا افتتاحه بالقرآن لعدم شرعية السبب، ولما فيه من تعريض كلام الله تعالى للامتهان في مجلس محظور ، مثل: دورات الرهان المحرم على لعب محرم في ميادين الكرة والمصارعة والملاكمة والمعاكمة ونطاح الحيوانات وسباق السيارات والدراجات إلى غير ذلك من أمور مبنية على الرهان المحرم وما تفضي إليه من محرمات أخرى .
---
حارث الهمام(1/1097)
03-27-2007, 07:28 PM
شكر الله لكم وقد أفاض الشاطبي في تقرير فحوى القاعدة المسؤول عنها في الاعتصام والموافقات.
وقد سمعت من الشيخ عبدالرحمن البراك قريباً مما نقله الشيخ عبدالرحمن السديس عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، والشيخ عبدالرحمن حفظه الله حي يرزق فليسأل.
ثم إن هذا الفعل لا يخلو من أن يكون عبادة أو لايكون.
فإن كان عبادة فما هو دليل تخصيص افتتاح المجامع والاحتفالات بها؟
وإن لم يكن عبادة فأي شيء قراءة القرآن تلك؟ ليسمى اسم تندرج تحته ثم لينظر هل يصلح استخدام القرآن في ذلك المسمى الذي ليس هو تعبد بتلاوته؟
بل هو أمر لم يفعله الصدر الأول بمن فيهم الألى شهدوا الوحي وعاينوا التنزيل، بل فيهم من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم.
---
الجكني
03-27-2007, 09:49 PM
المسألة أسهل من كل ذلك لو اتفق فيها على التالي :
" ما هي البدعة أصلاًً ؟
أ-هل هي "كل ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله هو عليه الصلاة والسلام ولا صحابته الكرام رضي الله عنهم ؟
ب- أم أن هذا المستحدث مقيّد ب "ماليس له أصل في الشرع "فتكون البدعة هي :
"ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله مما لا"أصل " له في الشريعة ؟
أعتقد جازماً بإذن الله تعالى أنه إذا اتفق على إحدى هاتين المسألتين يمكن بعدها النقاش في المسألة المذكورة ،بل في غيرها من المسائل التي "ابتليت " الأمة الإسلامية بالخلاف فيها حتى أصبحت كأنها هي مسائل الأمة لاغيرها0
1- أما ماجاء في المداخلات السابقة من أن القاعدة "المستحدثة " التي تقول :"لو كان خيراً لسبقونا إليه " تندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم :"من أحدث في أمرنا ما ليس منه "فجوابي عنه :أن الربط بينهما لا زال غامضاً علي 0
2- ثم ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم " "ما ليس منه " ؟
3-(1/1098)
4- أما مسألة :" وليوكل لأهل الاختصاص ، فهو خير من الاطلاقات العابرة والاعتراضات غير المحققة سواء بالنفي أو الإثبات ،فجوابه :
أهل الاختصاص في كل علم يوكل لهم "المسائل الدقيقة" فيه والتي لا يدركها إلا هم ،أما المسائل الواضحة البرهان والدليل فهي "عامة " لطلاب العلم شرط أن يكون للمتكلم فيها إطلاع عليها وما قيل فيها من الطرفين ، و إلمام بمصطلحات ذلك العلم العامة وأن يكون ما يقوله ويذهب إليه هو قول قال به بعض أهل ذاك الاختصاص0 وهنا كلمة آمل تصويبي فيها إن أخطأت وهي :أرى أن طالب العلم ولنفرض هنا "المتخصص " بعلم الكلام – العقائد – إذا جاء بمسألة وحكم فيها بأنها "بدعة " أرى أنه يسلم له رأيه ولا يناقش فيه لاحتمال أن يكون – وهذا الغالب- قاله عن دراسة وتمحيص للمسألة من أصولها وفق القواعد المتعارف عليها في ذلك التخصص،والأمة غير "ملزمة " باتباعه في رأيه ،لكن :
لو جاء وقال :حكم كذا "بدعة " بدليل كذا وكذا 000فهنا يقال له :قف ،ويجب مناقشته في "دليله" ، هل دليله "مطابق " لما جاء به أم لا ؟ لأن المسألة هنا لم تعد "رأيه" الشخصي و"اجتهاده"، بل تعدت وأصبحت أكبر من ذلك ؛فهي أصبحت "شرعاً " لأن فيها نسبة "الحكم إلى الله تعالى أو لنبيه صلى الله عليه وسلم ،وهذا – كما علمنا مشايخنا – "لا محابات ولا مجاملة فيه 0والمسألة فيها "يسط " أكبر من ذلك ليس ذا محله ولا وقته
---
د. أنمار
03-28-2007, 01:19 AM
كان صلى الله عليه وسلم لا يحجبه شيء عن القرآن سوى الجنابة.
---
حارث الهمام
03-29-2007, 12:03 PM
الأخ الفاضل الجكني حفظه الله لو رجعتم للاعتصام أو الموافقات لعله يبدو لكم وجه ما سألتم عنه، ولعُلم أيضاً أن البدعة لا تنحصر في الخيارين الذين ذكرتم.
فليس كل ما أحدث بدعة، ولاسيما إن لم يمت للعبادة بصلة كسائر مخترعات العصر التي تيسر الأمور الحياتية.(1/1099)
وليست البدعة ما يتعبد به مما ليس له أصل في الشرع فقط، فلو راجعتم الاعتصام وقرأتم حول البدعة الإضافية وما قرره هناك بدا لكم وجه فتوى المشايخ، ولعله يعلم أيضاً أن ما له أصل قد تدخله البدعة من جهات كنحو تخصيص ما لم يرد الشرع بتخصيصه أو تقييد ما أطلقه الشارع من العبادات.
والقاعدة أن التخصيص يفتقر إلى دليل وكذلك التقييد.
فإذا ثبت أن العبادة مشروعيتها عامة في جميع الأوقات فتخصيص بعض الأوقات بها لغير مقتض صحيح نوع إحداث لأنه تخصيص بغير مخصص ولأن التتخصيص يفتقر إلى دليل فمن خصها فكأنه ثبت عنده دليل التخصيص.
وحتى يتضح ذلك دعني أمثل:
فلو قدر أن حفلاً افتتح مرة أو مرات بالقرآن الكريم، لما كان على هذا كبير اعتراض، لعموم الأدلة.
ولكن الاعتراض ليس على هذا ومحل الإشكال ليس هنا، بل محل الإشكال تخصيص افتتاح الحفلات بقراءة القرآن والتزام ذلك، وجريانه كأنه سنة على ما نشهده الآن.
فهذا الصنيع فيه تخصيص لتلك الأوقات بالقراءة وكأن لها مزية أو جاء بها شرع يفضلها عن وسط الحفل أو آخره أو قبله أو بعده بفاصل طويل أو قصير.
وحيث لم يرد بذلك نص خاص فالعمل الخاص الذي لم يرد به النص هو الإحداث لا أصل الفعل إن أبقي على أصله.
وبهذا يظهر أن الاستدلال بنحو ما ذكره دكتورنا الفاضل أنمار لايتأتى إذ هو عام يستوي فيه مبتدؤ الحفل وقبله بساعة ..ويوم.. ويومين...، وبعده بساعة.. ويوم.. ويومين ... فحيث خص وقت منها بغير مخصص طولب المخصص بالدليل على التخصيص، بخلاف ما لو فعله مرة أو مرات دون أن يجعله ملتزاماً.
وشأن هذا كمن صلى ركعتين بعد السعي في الحج، وكذلك بع الرمي، وبعد النحر... فلا يقال له لاينبغي إلاّ إن جعل ذلك ديدناً له يلتزمه.
مرة أخرى أخشى أن يكون الاستعجال قد سبب تقصيراً في العبارة ولعل مراجعتكما ما قرره الإمام الشاطبي في الاعتصام تفي بالمقصود وتبين وجه ما أشكل.(1/1100)
وأما كلامه في الموافقات عن هذه المسألة فأقل وهو وجله عند حديثه عن المسألة الثانية عشرة إن لم تخني الذاكرة.
---
حارث الهمام
03-29-2007, 12:18 PM
لم أر بأساً في إيراد بعض ما ذكره الشاطبي في الموافقات هنا باختصار يسير، أما كلامه في الاعتصام فطويل:
قال رحمه الله:
""والقسم الثالث أن لا يثبت عن الأولين أنهم عملوا به على حال فهو أشد مما قبله والأدلة المتقدمة جارية هنا بالأولى وما توهمه المتأخرون من أنه دليل على ما زعموا ليس بدليل عليه ألبتة إذ لو كان دليلا عليه لم يعزب عن فهم الصحابة والتابعين ثم يفهمه هؤلاء فعمل الأولين كيف كان مصادم لمقتضى هذا المفهوم ومعارض له ولو كان ترك العمل فما عمل به المتأخرون من هذا القسم مخالف لإجماع الأولين وكل من خالف الإجماع فهو مخطئ وأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة فما كانوا عليه من فعل أو ترك فهو السنة والأمر المعتبر وهو الهدى وليس ثم الإ صواب أو خطأ فكل من خالف السلف الأولين فهو على خطأ وهذا كاف والحديث الضعيف الذي لا يعمل العلماء بمثله جار هذا المجرى ومن هنالك لم يسمع أهل السنة دعوى الرافضة أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي أنه الخليفة بعده لأن عمل كافة الصحابة على خلافه دليل على بطلانه أو عدم اعتباره لأن الصحابة لا تجتمع على خطأ وكثيرا ما تجد أهل البدع والضلالة يستدلون بالكتاب والسنة يحملونهما مذاهبهم ويغبرون بمشتبهاتهما فى وجوه العامة ويظنون أنهم على شيء ولذلك أمثلة كثيرة كالاستدلالات الباطنية على سوء مذاهبهم بما هو شهير في النقل عنهم وسيأتي منه أشياء في دليل الكتاب إن شاء الله واستدلال التناسخية على صحة ما زعموا بقوله تعالى في أي صورة ما شاء ركبك وكثير من فرق الاعتقادات تعلق بظواهر من الكتاب والسنة في تصحيح ما ذهبوا إليه مما لم يجر له ذكر ولا وقع ببال أحد من السلف الأولين وحاش لله من ذلك ومنه أيضا استدلال من أجاز قراءة(1/1101)
القرآن بالإدارة وذكر الله برفع الأصوات وبهيئة الاجتماع بقوله عليه الصلاة والسلام
ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الحديث والحديث الآخر
ما اجتمع قوم يذكرون الله الخ وبسائر ما جاء في فضل مجالس الذكر وكذلك استدلال من استدل على جواز دعاء المؤذنين بالليل بقوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية وقوله ادعوا ربكم تضرعا وخفية وبجهر قوام الليل بالقرآن واستدلالهم على الرقص في المساجد وغيرها بحديث لعب الحبشة في المسجد بالدرق والحراب وقوله عليه الصلاة والسلام لهم دونكم يا بني أرفدة واستدلال كل من اخترع بدعة أو استحسن محدثة لم تكن في السلف الصالح بأن السلف اخترعوا أشياء لم تكن في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ككتب المصحف وتصنيف الكتب وتدوين الدواوين وتضمين الصناع وسائر ما ذكر الأصوليون في أصل المصالح المرسلة فخلطوا وغلطوا واتبعوا ما تشابه من الشريعة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها وهو كله خطأ على الدين وإتباع لسبيل الملحدين فإن هؤلاء الذين أدركوا هذه المدارك وعبروا على هذه المسالك إما أن يكونوا قد أدركوا من فهم الشريعة ما لم يفهمه الأولون أو حادوا عن فهمها وهذا الأخير هو الصواب إذ المتقدمون من السلف الصالح هم كانوا على الصراط المستقيم ولم يفهموا من الأدلة المذكورة وما أشبهها إلا ما كانوا عليه وهذه المحدثات لم تكن فيهم ولا عملوا بها فدل على أن تلك الأدلة لم تتضمن هذه المعاني المخترعة بحال وصار عملهم بخلاف ذلك دليلا إجماعيا على أن هؤلاء في استدلالهم وعملهم مخطئون ومخالفون للسنة فيقال لمن استدل بأمثال ذلك هل وجد هذا المعنى الذي استنبطت في عمل الأولين أو لم يوجد فإن زعم أنه لم يوجد ولا بد من ذلك فيقال له أفكانوا غافلين عما تنبهت له أو جاهلين به أم لا ولا يسعه أن يقول بهذا لأنه فتح لباب الفضيحة على نفسه وخرق للإجماع وإن قال إنهم كانوا عارفين بمآخذ هذه(1/1102)
الأدلة كما كانوا عارفين بمآخذ غيرها قيل له فما الذي حال بينهم وبين العمل بمقتضاها على زعمك حتى خالفوها إلى غيرها ما ذاك إلا لأنهم اجتمعوا فيها على الخطأ دونك أيها المتقول والبرهان الشرعي والعادي دال على عكس القضية فكل ما جاء مخالفا لما عليه السلف الصالح فهو الضلال بعينه.
*******************
فإن زعم أن ما انتحله من ذلك إنما هو من قبيل المسكوت عنه في الأولين وإذا كان مسكوتا عنه ووجد له في الأدلة مساغ فلا مخالفة إنما المخالفة أن يعاند ما نقل عنهم بضده وهو البدعة المنكرة قيل له بل هو مخالف لأن ما سكت عنه في الشريعة على وجهين:
أحدهما أن تكون مظنة العمل به موجودة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يشرع له أمر زائد على ما مضى فيه فلا سبيل إلى مخالفته لأن تركهم لما عمل به هؤلاء مضاد له فمن استلحقه صار مخالفا للسنة حسبما تبين في - كتاب المقاصد والثاني أن لا توجد مظنة العمل به ثم توجد فيشرع له أمر زائد يلائم تصرفات الشرع في مثله وهي المصالح المرسلة وهي من أصول الشريعة المبني عليها إذ هي راجعة إلى أدلة الشرع حسبما تبين في علم الأصول فلا يصح إدخال ذلك تحت جنس البدع وأيضا فالمصالح المرسلة عند القائل بها لا تدخل فى التعبدات ألبتة وإنما هي راجعة إلى حفظ أصل الملة وحياطة أهلها في تصرفاتهم العادية ولذلك تجد مالكا وهو المسترسل في القول بالمصالح المرسلة مشددا في العبادات أن لا تقع إلا على ما كانت عليه في الأولين فلذلك نهى عن أشياء وكره أشياء وإن كان إطلاق الأدلة لا ينفيها بناء منه على أنها تقيدت مطلقاتها بالعمل فلا مزيد عليه وقد تمهد أيضا في الأصول أن المطلق إذا وقع العمل به على وجه لم يكن حجة في غيره(1/1103)
فالحاصل أن الأمر أو الإذن إذا وقع على أمر له دليل مطلق فرأيت الأولين قد عنوا به على وجه واستمر عليه عملهم فلا حجة فيه على العمل على وجه آخر بل هو مفتقر إلى دليل يتبعه في إعمال ذلك الوجه وذلك كله مبين في باب الأوامر والنواهي من هذا الكتاب لكن على وجه آخر فإذا ليس ما انتحل هذا المخالف العمل به من قبيل المسكوت عنه ولا من قبيل ما أصله المصالح المرسلة فلم يبق إذا أن يكون إلا من قبيل المعارض لما مضى عليه عمل الأقدمين وكفى بذلك مزلة قدم وبالله التوفيق".
---
عبدالرحمن السديس
03-29-2007, 06:52 PM
بارك الله فيكم
ومما يشبه تقعيد وتقرير العلامة الشاطبي = تقرير العلامة محمد العثيمين للمسألة .
قال في شرحه لمنظومته في أصوله الفقه وقواعده عند شرحه لقوله:
والأصلُ في الأشياء حل وامنعِ * عبادة إلا بإذن الشارع
ص86: وليعلم أنه لا بد من أن يقوم الدليل على كون العبادة مشروعة في كل ما يتعلق بها ، فلا بد من أن تكون موافقة للشرع في ستة أشياء :
في السبب، ووالجنس، والقدر، والكيفية، والزمان، والمكان .
ثم فصَّل في شرح ذلك والتدليل له بما يشفي ويكفي، لا يسعف الوقت لنقله لطوله ، ومن أراد سماعه فهو على هذا الرابط :
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_148.shtml
في الشريط الثالث الوجه الثاني تحت قاعدة : الأصل في الأشياء الحل، شروط صحة العبادة ستة.
---
د.خضر
04-03-2007, 01:55 PM
هل في زمن العري والغناء المجرم صوتا وجسداً ، والاجتماع على المعاصي والخنا وقلة الحياء
وندرة ذكر الله، واللهو بالمال والبورصات والسكتتات القلبية والدماغية المتعلقة بالدنيا والانسحاق
فيها ، والشباب الضال الذي يجد نفسه في مهب الريح، هل يطيب لنا أن نطرق مثل أمر افتتاح المجالس
بالقرآن من عدمه، مرحباً بالقرآن وأهله في زمن البعد عن القرآن ومحاربة القرآن ومعاداته، ولن(1/1104)
يعدم السامع ثواباً ، وكذلك القاريْ في البدء والختام، مع كامل تقدير للنقول المثبتة أوالنافية ،
المسنِّنَة [إن صح التعبير] أو المبدِّعة . والذي لا يمكن أن نرتضيه أن يُستهل حفل بالقرآن ثم نسمع
المصفقين من الشباب بعد ذلك دون نكير عليهم.
ولا يخفى على لبيب أن بعض الأمور لا نستطيع أن نصل فيها إلى رأي أوحد البتة ولو جف المداد
وفنيت الأقلام، ومن هنا فالأولى أن يعمل كل بما يسكن إليه من الأدلة ، والحكم لله العليم الحكيم.
---
(1/1105)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اتقوا الله يا أهل التفسير,,وانكروا المنكرات : توبيخ رباني للعلماء احذر ان تكون منهم!
---
اتقوا الله يا أهل التفسير,,وانكروا المنكرات : توبيخ رباني للعلماء احذر ان تكون منهم!
---
الثوري
10-23-2004, 09:38 AM
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ...
أما بعد :
فيقول الله تعالى في سورة المائدة :
(( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) ))
قال الشوكاني ( 1250 هـ ) في فتح القدير :(1/1106)
(( ...والربانيون : علماء النصارى ، والأحبار علماء اليهود ، وقيل الكل من اليهود لأن هذه الآيات فيهم ، ثم وبخ علمائهم في تركهم لنهيهم فقال : " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " وهذا فيه زيادة على قوله : " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " لأن العمل لا يبلغ درجة الصنع حتى يتدرب فيه صاحبه ، ولهذا تقول العرب : سيف صنيع إذا جود عامله عمله ، فالصنع هو العمل الجيد لا مطلق العمل ، فوبخ سبحانه الخاصة ، وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بما هو أغلظ وأشد من توبيخ فاعل المعاصي ، فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم ، ويفرجوا لها عن قلوبهم ، فانها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم بأن كفهم عن المعاصي مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولايغني من جوع ، بل هم أشد حالاً وأعظم وبالاً من العصاة ، فرحم الله عالما قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهو أعظم ما افترضه الله عليه وأوجب ما أوجب عليه النهوض به . اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم ، وأعنا على ذلك وقوِّنا عليه ، ويسره لنا ، وانصرنا على من تعدى حدودك ، وظلم عبادك ، إنه لاناصر لنا سواك ، ولا مستعان غيرك ، يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين . ))
وقبله قال الزمخشري ( 538 هـ ) في الكشاف:(1/1107)
(( ..." لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " كأنهم جعلوا آثم من مرتكبي المناكير ، لأن كل عامل لا يسمى صانعا ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه ، وكأن المعنى في ذلك أن مواقع المعصية معه الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها ، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره ، فاذا فرَّط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع ، ولعمري إن هذه الآية مما يقذ السامع وينعي على العلماء توانيهم . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هي أشد آية في القران. وعن الضحاك : ما في القرآن آية أخوف عندي منها . ))
و قال ابن الجوزي ( 597 هـ ) عن هذه الآية في زاد المسير :
(( وهذه الآية من أشد الآيات على تاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن الله تعالى جمع بين فاعل المنكر وتارك الإنكار في الذم . قال ابن عباس : ما في القرآن آية أشد توبيخاً من هذه الآية ))
وقال الغزنوي ( 1296 هـ ) في حاشيته على جامع البيان للإيجي تعليقا على تفسير هذه الآية :
(( فيه توبيخ العلماء والزهاد على السكوت ، قال السلف : ما نعلم آية أشد توبيخا للعلماء والزهاد على السكوت عن النهي عن المعاصي من هذه الآية ، والعمل لا يسمى صناعة إلا إذا تمكن صاحبها فيها وينسب إليه ، ففيه إشارة إلى أن ترك نهي المنكر عادة خواصهم . )) .
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2004, 05:12 PM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا التنبيه والتحذير ، ولا شك أن من علم تكون المؤاخذة في حقه أشد، والتبعة عليه أعظم ، والتفريط منه ليس كالتفريط من غيره.
أسأل الله أن يعين العلماء من المفسرين وغيرهم على القيام بهذا الواجب العظيم ، ولا سيما في أوقات اختلاط الأمور كما هو حال أمتنا في هذا الزمان ، فرج الله كربتها ، وأقال عثرتها .
---
(1/1108)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الحاء الحلقية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الحاء الحلقية
---
فرغلي عرباوي
03-30-2004, 01:37 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الحاء الحلقية
*****************************
تخرج الحاء من المخرج الثاني من مخارج الحلق , وهي حرف ضعيف لأنه مهموس رخو مستفل منفتح مصمت مرقق ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*****************************
1. تفحيمها وأكثر ما يقع ذلك عند حروف الاستعلاء نحو ) أَحَطْتُ )(النمل: من الآية22) – ) الْحَطَبِ)(المسد: من الآية4) – ) الْحَقُّ )(القصص: من الآية53) – ) حَصْحَصَ )(يوسف: من الآية51) – ) حَصَادِهِ )(الأنعام: من الآية141) – ) حَظّاً )(آل عمران: من الآية176) – ) حَضَرَ )(النساء: من الآية18) , أو الراء نحو ) حَرَجٌ )(النور: من الآية61) , أو الألف نحو )ِ وَحَاقَ بِهِمْ )(غافر: من الآية83).
*****************************
2. ومن العيوب الدراجة في النطق بها قلقلتها وصلا ووقفا وعدم همسها نحو ) مُحْضَرُونَ)(الروم: من الآية16) – )ُ الرَّحْمَنِ)(مريم: من الآية58).
*****************************
3. ينبغي الاهتمام والحرص من تمكين سكونها وهمسها إذا كانت ساكنة ولاسيما إذا وقع بعدها ياء فإن اللسان يميل إلى كسر الحاء ليتهيأ لنطق الياء وهذا محذور في لفظ التلاوة فإن إبدال السكون بالكسر لحن فاحش نحو ) مَحْيَاهُمْ )(الجاثية: من الآية21) – ) فَأَحْيَاكُمْ )(البقرة: من الآية28) .
*****************************(1/1109)
4. ومن الخطأ في نطقها إبدالها عينا إذا وقعت بعدها العين , والسبب أن العين من مخرج الحاء فإذا وقعت الحاء قبل العين خيف عليها أن يقرب لفظها من الإخفاء أو من الإدغام لتقارب الحرفين واشتباههما ولأن العين أقوى من الحاء قليلا ولا تقع العين والحاء في كلمة أبدا , ويمكن ذلك من كلمتين نحو ) فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا )(النساء: من الآية128) – ( لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ )(البقرة: من الآية236) – ) الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)(آل عمران: من الآية45) – ) زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ)(آل عمران: من الآية185), والمثال الأخير يجوز إدغامه فيما أحكمت فيه الرواية فقط .
*****************************
5. وبعض المتساهلين يدغمها إذا سكنت وكان بعدها العين وذاك خطأ , لأن الحاء قد تهيأت بسكونها للإدغام , لأن كل حرف أدغمته في آخر فلا بد من إسكان الأول أبدا , فإذا سكنت الحاء قبل العين قربت من الإدغام , فيجب التحفظ ببيانها نحو )فَاصْفَحْ عَنْهُمْ )(الزخرف: من الآية89) والبيان هنا لازم وأكيد .
*****************************
6. ومنهم من يدغمها خطأ إذا تكررت , لأن الإدغام إلى المثلين أقرب منه في غير المثلين , ألا ترى أنه إذا سكن الأول من المثلين لم يجز إلا الإدغام , وأمثلة تكرر الحاء نحو ) عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى)(البقرة: من الآية235) – ) لا أَبْرَحُ حَتَّى )(الكهف: من الآية60).
*****************************
7. ومنهم من يدغمها إذا وقع بعدها الهاء الحلقية , والسبب قرب الهاء من مخرج الحاء ولأن الحاء أقوى قليلا من الهاء , فهى تجذب الهاء إلي نفسها وذلك في نحو ) فَسَبِّحْهُ)(قّ: من الآية40) – ) فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)(الطور: من الآية49). فإن كثيرا من الجهلة المتساهلين ينطق بها في مثل هذا حاء مشددة مضمومة , وهو لا يجوز إجماعا كما ذكره بن الجزري في النشر .
*****************************(1/1110)
8. ومن الأخطاء أيضا في نطق الحاء بقاء ضم الشفتين مضمومتين عند نطقها وهي ساكنة , ولاسيما إذا كان قبلها حرف مضموم نحو ) الْمُحْسِنِينَ)(البقرة: من الآية58) – ) أُحْيِي وَأُمِيتُ)(البقرة: من الآية258) ) يُحْيِي وَيُمِيتُ )(يونس: من الآية56), فإن صفاء نطقها يتأثر بهذا الضم فلا يخرج صوتها صحيحا بل مشمُ بالضم والإشمام الصوتي معناه الخلط والمزج بين حرفين وبحث ذلك في المخارج الفرعية .
*****************************
9. على القارئ الماهر أن ينتبه إلى نطقها صافية , ولاسيما إذا جاء قبلها حرف مضموم وبعدها , فههنا يكون النطق أصعب , لأن القارئ يحتاج إلى ضم الشفتين ثم يرجعهما عند النطق بالحاء الساكنة كهيئتهما الطبيعية قبل الضم ثم يضمهما مرة ثانية , وفي ذلك كلفة وثقل نحو )احْشُرُوا )(الصافات: من الآية22) – )ِ احْكُمْ )(المائدة: من الآية49) ) احْكُمْ )(الانبياء: من الآية112).
*****************************
10. وبعض المتساهلين ينطقها هاء خالصة كما يفعله بعض الأفارقة وأهل السودان حيث أنهم يلفظون ( الرَّحِيمِ)(الفاتحة: من الآية1) هكذا ( الرهيم ) وهذا لحن جلي لا تحل به القراءة .
*****************************
11. ومنهم من يقلبها خاء أو مشمة بالخاء كما ينتشر ذلك بين قراء أهل اليونان حيث أنهم يلفظون )ِ الرَّحِيمِ)(الفاتحة: من الآية1) هكذا ( الرخيم ) وهذ لحن أيضا لا تحل به القراءة .
*****************************
12. ومنهم من يبالغ في ترقيق الحاء المفتوحة حتى يصير صوتها مشوب بالإمالة نحو ) حَاذِرُونَ)(الشعراء: من الآية56) – ) وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ)(التوبة: من الآية112).
*****************************
ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ
******************(1/1111)
(( انتظر قريبا : على نفس الموقع (((بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية
))) لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف ))
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
(1/1112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (أحكام القرآن الصغرى) لابن العربي المالكي (ت543هـ)
---
صدر حديثاً (أحكام القرآن الصغرى) لابن العربي المالكي (ت543هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
08-13-2006, 04:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن دار الكتب العلمية في بيروت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
أحكام القرآن الصغرى
للإمام الشيخ أبي بكر محمد بن عبدالله ابن العربي المالكي المتوفى سنة 543هـ
http://www.tafsir.net/images/ahkaam.jpg
وقد حققه وعلق عليه أحمد فريد المزيدي ، وخرج في مجلد واحد من القطع العادي ، عدد صفحاته 574 صفحة .
وهذا الكتاب مختصر من كتابه أحكام القرآن الكبرى كما ذكر المحقق في المقدمة . وقد نشر المحقق الكتاب عن نسخة مخطوطة محفوظة بالخزانة العامة بالرباط برقم 274 ك ، وقد طبع هذا الكتاب من قبلُ مرتين : مرة في بيروت ، ومرة نشرته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافية (إيسيسكو) .
---
الجكني
08-13-2006, 05:24 PM
ومن هو صاحب المختصر ؟ وهل ذكر أحد أن لابن العربي رحمه الله كتاباً بهذا العنوان ؟
---
عبدالرحمن الشهري
08-15-2006, 01:42 PM
هذا الكتاب هو نفسه (أحكام القرآن) لابن العربي المعروف ، ولكن ظهرت هذه الطبعة التي عرضتها أعلاه حديثاً بهذا العنوان ، ولذلك نسبته لمن أخرجه وهو أحمد فريد المزيدي . ولم أجد في ترجمة ابن العربي من ذكر له مختصراً لأحكام القرآن له . وفي إخراج الكتاب بهذه الصورة عجلة ظاهرة ، ولم أقرأعه كاملاً لأحكم عليه .
---
الجكني
08-15-2006, 02:52 PM
أخي الدكتور عبد الرحمن حفظه الله :(1/1113)
لقد وفقت في قولك " وفي إخراج الكتاب بهذه الصورة عجلة ظاهرة " وانظر نموذجاً من عجلة هذا الأخ "لمزيدي " في المقال الذي كتبته بعنوان "تحقيق المفتاح " فسترى مصداق كلامك ،في هذا الكتاب الذي قد لا يساوي شيئاً من حيث المقدار من كتاب الأحكام لابن العربي.
---
أبو يعقوب
08-15-2006, 11:25 PM
جزاك الله خيرا
---
الباجي
08-17-2006, 11:20 AM
وفقكم الله.
كثير من الباحثين المعاصرين ممن ترجم لابن العربي على نسبة كتاب " الأحكام الصغرى " له ... ويرونه مختصرًا من الأحكام الكبرى ... طبع في جزأين، عن نسخة فريدة، حقق الجزء الأول الأستاذ سعيد أعراب، والثاني الأستاذان: محمد الزيري، ومحمد البكاري، ونشرته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) سنة 1994م .. ولم أقف عليه حتى أنظر قولَهم في تصحيح نسبة الكتاب لابن العربي.
ولعل مما يستأنس به في نسبته إليه؛ قوله في " قانون التأويل " صـ 361 عند حديثه عن كتابه الكبير " أنوار الفجر " وما يتحصل منه من كتب مفردة: ( ... وتحصل منه مختصر الأحكام في ألف ورقة ...).
ويشكل عليه عدد الورق الذي ذكره، فما أظن مخطوط الأحكام الكبرى يصل عدد أوراقها إلى نصف ما ذكر، فما بالك بالصغرى؟ إلا إذا كان هناك اختلاف في ماهية الورق المقصود والله أعلم.
---
أبو حسن
04-13-2007, 11:08 PM
ما أفضل لكتاب أحكام القرآن لابن العربي
---
(1/1114)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( فأنزل الله سكينته عليه ) لأبي بكر ، لا للنبي صلى الله عليه وسلم ! ( شارك )
---
( فأنزل الله سكينته عليه ) لأبي بكر ، لا للنبي صلى الله عليه وسلم ! ( شارك )
---
أبو العالية
03-20-2006, 12:50 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
في قوله تعالى في سورة التوبة ( إلا تنصروه فقد نصره الله ...فأنزل الله سكينته عليه ... ) الآية
هناك خلاف بين العلماء مدوَّنٌ في كتب التفاسير من المراد بالضمير في قوله : ( عليه )
فالأول : النبي صلى الله عليه وسلم .
والثاني : على أبي بكر رضي الله عنه .
فما رأي الإخوة الفضلاء .
وخلاصة ما عندي أن الضمير يعود على أبي بكر رضي الله عنه .
فاتمنى أن تثرى المسألة بشي من تتبع أقوال أهل العلم من المشايخ الفضلاء .
والله أعلم
محبكم
---
طالب العلم1
03-20-2006, 06:05 PM
نقول وبالله العون ...
من نسق الألفاظ المتعاقبة وسياقها الدالة دلالة واضحة على إرادة الرسول صلى الله عليه وسلم بالضمير الغائب "هو" في قوله تعالى " تنصروه ... نصره...أخرجه الذين كفرو ....ثاني اثنين ...إذ يقول لصاحبه..... فأنزل الله سكينته عليه " ومما يلاخظ أن دلالات الألفاظ المتعاقبة بنفس السياق تدل على إرادته فالرسول هو من أمر الله بنصرته ومن أخرج من قومه ومن كان ثاني اثنين والدليل اللغوي وسياق الحوار واضحين على بون اللفظ بين الصديق الخائف من كيد الكفار وبين النبي المطمئن له ... فمن كل ماسبق يخلص القول إلى انصراف الهاء في قوله "عليه " إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وما يعاضدها قوله تعالى " ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا"ولو أن الرحمة عامة بكل المسلمين وقبلهم سيد الخلق(1/1115)
والله أعلم وأستغفر الله من الزلل ... وأعتذر إن كان من خطا في الكتابة فلقد كنت في عجلة من أمري ...
---
روضة
03-21-2006, 03:51 PM
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:40)
******************
من المفسرين من جعل الفاء في قوله: (فأنزل) تعقيبية على قوله تعالى: (إذ يقول لصاحبه)، جعل الضمير في (عليه) راجعة إلى أبي بكر رضي الله عنه، كالإمام الرازي والشيخ أبي حيان رحمهما الله، ومن جعل الفاء للتفريع على قوله تعالى: (فقد نصره الله)، جعل الضمير للرسول عليه السلام، كابن عاشور رحمه الله.
قال الإمام الرازي:
قوله: { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } ومن قال الضمير في قوله: { عَلَيْهِ } عائداً إلى الرسول فهذا باطل لوجوه.
الوجه الأول: أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات، وأقرب المذكورات المتقدمة في هذه الآية هو أبو بكر، لأنه تعالى قال: { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ } والتقدير: إذ يقول محمد لصاحبه أبي بكر لا تحزن، وعلى هذا التقدير: فأقرب المذكورات السابقة هو أبو بكر، فوجب عود الضمير إليه.
والوجه الثاني: أن الحزن والخوف كان حاصلاً لأبي بكر لا للرسول عليه الصلاة والسلام، فإنه عليه السلام كان آمناً ساكن القلب بما وعده الله أن ينصره على قريش فلما قال لأبي بكر لا تحزن صار آمناً، فصرف السكينة إلى أبي بكر ليصير ذلك سبباً لزوال خوفه، أولى من صرفها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أنه قبل ذلك ساكن القلب قوي النفس.(1/1116)
والوجه الثالث: أنه لو كان المراد إنزال السكينة على الرسول لوجب أن يقال: إن الرسول كان قبل ذلك خائفاً، ولو كان الأمر كذلك لما أمكنه أن يقول لأبي بكر: { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } فمن كان خائفاً كيف يمكنه أن يزيل الخوف عن قلب غيره؟ ولو كان الأمر على ما قالوه لوجب أن يقال: فأنزل الله سكينته عليه، فقال لصاحبه لا تحزن، ولما لم يكن كذلك، بل ذكر أولاً أنه عليه الصلاة والسلام قال لصاحبه لا تحزن، ثم ذكر بفاء التعقيب نزول السكينة، وهو قوله: { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } علمنا أن نزول هذه السكينة مسبوق بحصول السكينة في قلب الرسول عليه الصلاة والسلام، ومتى كان الأمر كذلك وجب أن تكون هذه السكينة نازلة على قلب أبي بكر.
فإن قيل: وجب أن يكون قوله: { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } المراد منه أنه أنزل سكينته على قلب الرسول، والدليل عليه أنه عطف عليه قوله: { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } وهذا لا يليق إلا بالرسول، والمعطوف يجب كونه مشاركاً للمعطوف عليه، فلما كان هذا المعطوف عائداً إلى الرسول وجب في المعطوف عليه أن يكون عائداً إلى الرسول.
قلنا: هذا ضعيف، لأن قوله: { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } إشارة إلى قصة بدر وهو معطوف على قوله: { فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } وتقدير الآية إلا تنصروه فقد نصره الله في واقعة الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها في واقعة بدر، وإذا كان الأمر كذلك فقد سقط هذا السؤال.
وقال الشيخ أبو حيان:(1/1117)
والضمير في عليه عائد على صاحبه، قاله حبيب بن أبي ثابت، أو على الرسول قاله الجمهور، أو عليهما. وأفرده لتلازمهما ........ والظاهر أن الضمير عليه عائد على أبي بكر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ثابت الجأش، ولذلك قال: لا تحزن إن الله معنا. وأنّ الضمير في وأيده عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء: { لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه }
يعني الرسول، وتسبحوه: يعني الله تعالى.
وقال الشيخ ابن عاشور:
{ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِىَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
التفريع مؤذن بأنّ السكينة أنزلت عقب الحُلول في الغار، وأنّها من النصر، إذ هي نصر نفساني، وإنّما كان التأييد بجنود لم يروها نصراً جثمانياً. وليس يلزم أن يكون نزول السكينة عقب قوله: { لا تحزن إن الله معنا } بل إنّ قوله ذلك هو من آثار سكينة الله التي أنزلت عليه، وتلك السكينة هي مظهر من مظاهر نصر الله إيّاه، فيكون تقدير الكلام: فقد نصره الله فأنزل السكينة عليه وأيّده بجنود حين أخرجه الذين كفروا، وحِين كان في الغار، وحين قال لصاحبه: لا تحزن إن الله معنا. فتلك الظروف الثلاثة متعلّقة بفعل { نصره } على الترتيب المتقدّم، وهي كالاعتراض بين المفرّع عنه والتفريع، وجاء نظم الكلام على هذا السبك البديع للمبادأة بالدلالة على أنّ النصر حصل في أزمان وأحوال ما كان النصر ليحصل في أمثالها لغيره لولا عناية الله به، وأنّ نصره كان معجزةً خارقاً للعادة.(1/1118)
وبهذا البيان تندفع الحيرة التي حصلت للمفسّرين في معنى الآية، حتّى أغرب كثير منهم فأرجع الضمير المجرور من قوله: { فأنزل الله سكينته عليه } إلى أبي بكر، مع الجزم بأنّ الضمير المنصوب في { أيّده } راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنشأ تشتيت الضمائر، وانفكاك الأسلوب بذكر حالة أبي بكر، مع أنّ المقام لذكر ثباتِ النبي صلى الله عليه وسلم وتأييد الله إيّاه، وما جاء ذكر أبي بكر إلاّ تبعاً لذكر ثبات النبي عليه الصلاة والسلام، وتلك الحيرة نشأت عن جعل { فأنزل الله } مفرّعاً على { إذ يقول لصاحبه لا تحزن } وألجأهم إلى تأويل قوله: { وأيده بجنود لم تروها } إنّها جنود الملائكة يوم بدر، وكلّ ذلك وقوف مع ظاهر ترتيب الجمل، مع الغفلة عن أسلوب النظم المقتضي تقديماً وتأخيراً.
---
مساعد الطيار
08-16-2006, 02:21 PM
السادة الكرام
حينما يكون الحديث في مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، او في مقام الأنبياء الكرام عليهم السلام ، فإن الوضع عندنا يختلف ، والحال تدعو إلى التريث في نسب الأمور إليهم إلا ببينة وبرهان .
وكثيرًا ما رأيت العقل المجرد يتقدم على النص في حقوق الأنبياء عليهم السلام ، فيردُّ المفسرـ بحجة ( تنزيه الأنبياء وعصمتهم ) ـ ما أثبته الله بنفسه في كتابه .
والأمر في هذا أن نعود إلى النص ، ونأخذ بظاهره ، فالله تعالى أعلم بمقام أنبيائه منا .
وإن أدخلنا الاستدلال العقلي ، وجعلناه هو الأصل في هذا المقام صرنا كالمعتزلة الذين حكموا العقل في نصوص الكتاب والسنة .
ومن ثَمَّ ، هل هناك ما يمنع عقلاً وواقعًا أن تكون السكينة تنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
وهل نزول السكينة عليه يُعدُّ نقصًا حتى ننفيها ؟
كيف وقد ثبت نزول السكينة عليه صلى الله عليه وسلم صراحة في ظاهر القرآن في قوله تعالى في سورة الفتح : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) .
وأعود إلى مداخلة في كلام الأخت روضه ، فأقول :(1/1119)
إن قولها : ( أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات ) ليس على إطلاقه ، بل إن ترتيب الضمائر في عودها على مذكور أولى من تفككيكها ، ولهذا أمثلة كثيرة في القرآن الكريم ، أورد منها :
ذكر الألوسي الخلاف الوارد في عود الضمير في لفظي ( تعزروه وتوقروه ) من قوله تعالى : ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً ) ، فقال: ( ... والضمير له تعالى أيضًا ، وقيل : كلا الضميرين للرسول صلى الله عليه وسلم ، وروي عن ابن عباس .
وزعم بعضهم أنه يتعين كون الضمير في ( تعزروه ) للرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لتوهم ان التعزير لا يكون له سبحانه وتعالى . كما يتعين عند الكل كون الضمير في قوله تعالى ( وتسبحوه ) لله سبحانه وتعالى .
ولا يخفى أن الأَولى كون الضميرين ـ فيما تقدم ـ لله تعالى أيضًا ؛ لئلا يلزم فك الضمائر من غير ضرورة ) .
فهذا المثال ، وغيره كثير يدل على أنه لا يلزم أن يعود الضمير إلى أقرب مذكور .
وهذا يدخل في باب تنازع قواعد الترجيح في المثال الواحد ، فإما أن نقدم قاعدة ( عود الضمير إلى أقرب مذكور ) ، وإما ان نقدم ( ترتيب الضمائر في عودها أول مذكور أولى من تفكيكها ؛ لأنه يلزم منه تفكيك النظم بلا حاجة ) .
ولهذا أمثلة في القرآن في مثل عود الضمير في قوله تعالى : ( وإنه على ذلك لشهيد ) ، وقوله تعالى ( هو سماكم المسلمين ) ، وغيرها .
---
روضة
08-16-2006, 02:29 PM
وأعود إلى مداخلة في كلام الأخت روضه ، فأقول :
إن قولها: ( أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات ) ليس على إطلاقه ، بل إن ترتيب الضمائر في عودها على مذكور أولى من تفككيكها
هذا ليس قولي، وإنما من كلام الإمام الرازي، رحمه الله، ومشاركتي في هذا الموضوع كانت عبارة عن نقل اختلاف المفسرين في عود الضمير، وسبب هذا الاختلاف، ولم أذكر لي رأياً في هذه المسألة.(1/1120)
وما أراه في عود الضمائر هو رجعها إلى أنسب مذكور بما يتناسب مع المعنى، لا إلى أقرب مذكور.
---
مساعد الطيار
08-16-2006, 02:35 PM
أعتذر ، فلم انتبه لكونه نقلاً .
---
روضة
08-16-2006, 03:37 PM
العفو..دكتورنا الكريم..
جلّ من لا يسهو سبحانه.
---
(1/1121)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > فرضيّةُ (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة) فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها
---
فرضيّةُ (الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة) فرضيّةٌ خرافيةٌ لا أصل لها
---
عبدالرحمن الشهري
08-12-2005, 02:10 PM
للدكتور / عودة الله منيع القيسي .
توطئة
قد تستغرب، أخي القارئ، عندما يقال، إن فرضيّة الشعوب الساميّة، واللغات الساميّة .. فرضيّة خرافية لا أصل لها! وأنت معذور في هذا الاستغراب، لأنك تسمع هذا الإنكار لوجودها، لأول مرّة. ولكنها الحقيقة كما يتبين لك، من خلال هذا البحث!
وأنت تذكر أن المعتصم –الخليفة العباسي- قرّر أن ينتقم لشرف امرأة مسلمة، رفع علج من عُلوج الروم ثوبها عن جسَدها، فقالت: وامعتصماه ! امستغيثةً بالمعتصم، وقد استدعى المعتصم المنجمين، ليروا: متى يستطيع أن يفتح عمّوريّة- بلد ذلك العلج؟ فقالوا: لن تفتح قبل نضج التين والعنب!
بَيْدَ أن المعتصم ضرب بكلامهم عُرْض الحائط، فأعدّ جيشاً وتوجّه لعمورية في سنة ثلاث وعشرين ومئتين للهجرة، ففتحها، وحرّقها، وسجّل هذه الواقعة العظيمة الشاعر العباسيّ العظيم –أبو تمام في قصيدته البائية المشهورة، ثم.. عرّج على المنجمين، فسخر من علمهم، فقال:
أين الروايةُ، بل أين النجومُ وما **صاغوه من زُخرفٍ فيها ومن كَذِبِ؟
تَخَرُّصاً، وأحاديثاً مُلفّقةً**ليست بَنَبْعٍ، إذا عُدّتْ، ولا غَرَب
وأنا أقول كما قال أبو تمام: إن ما زعمه العلماء الغربيون المهتمون بالبلاد العربية وباللغات "العربية" هو كتنبؤ المنجمين للمعتصم. ليس إلا "تخَرُّصاً وأحاديثاً ملفقة"، حقيقة لا يمكن دَحْضها.
كيف تكشّفتْ لي هذه الحقيقة ومتى؟(1/1122)
قبل أربعة أشهر تقريباً كنت أُعِدُّ لموضوع طرقه بعض لغويينا القُدامى، وهو أن العربية "الفصحى" إلهامية، وليست اصطلاحية، بيدَ أنهم اكتفوْا بإحساسهم أن الفصحى لغة عظيمة لا يمكن أن تكون من صُنع البشر. وأنا- بعد اطلاعي على كثير من قواعد العربية، ومن قوانين فقهها- اقتنعت، معهم، أنها "إلهامية". ولكنيّ رأيت ألا أكتفي بهذه القناعة، غير مُدلّل عليها تدليلاً علميّاً، فأخذت أبحث في كتب (فقه اللغة)- إضافة إلى كتب النحو والصرف.
وفي إحدى الأمسيات كنت أقرأ في كتاب: (دراسات في فقه اللغة- للمرحوم الدكتور صبحي الصالح)، فقرأت العبارة الآتية: (والتسمية ..لم تخترع اختراعاً، فهي مقتبسة من الكتاب المقدس الذي ورد فيه أن أبناء –نوح- هم سامٌ وحامٌ ويافتُ، وأنه من سُلالتهم تكونت القبائل والشعوب([1]). [ويقصد بالتسمية تسمية شعوب هذه المنطقة (أي: الجزيرة العربية، والعراق، وسوريا الكبرى) "بالشعوب الساميّة" ولغاتها "باللغات الساميّة"!!
فطرقت عقلي.. "فكرةٌ": هبْ معي([2]) أن هذا القول لم يرد إلا في التوراة.. أنصدقه ونأخذ به ونعتمده؟ والتوراة .. غير موثوقة عندنا، لأن رسولنا - صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولاتكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله، وما أنزل"([3]). أيْ: ما أنزل من التوراة والإنجيل، قبل التحريف، وما أنزل من القرآن الكريم الذي حفظه الله تعالى من التحريف.
والتوراة .. غير موثوقة لثلاثة اعتبارات: الأول: ما ورد في القرآن مثل قوله: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون: هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويل لهم مما كتبت أيديهم، وويل لهم مما يكسبون" (البقرة: 79).
والثاني: قول رسولنا الأعظم .. السابق.(1/1123)
والثالث: أن التوراة غير موثقة ([4]) أولاً: لما ذكر القرآن من تحريفها. وثانياً: لأنها لم تكتب إلا بعد وفاة موسى –عليه السلام- بسبعة قرون! (لاحظ.. أن الحديث النبوي الشريف كُتب جُلّه، بعد وفاة رسولنا - صلى الله عليه وسلم- بقرن إلى قرنين .. ومع ذلك.. فقد جمع البخاري –رضي الله عنه- مئة ألف حديث، ولكنه لم يُثبت منها في (صحيحه) إلا ستة آلاف حديث ونيّفاً، أي: لم يثبت إلا ستة بالمئة مما جمع (6%). فكيف بكلام لم يُدَوّن إلا بعد سبع مئة سنة؟).
هذا.. فضلاً عن أن الحديث "مُوَثّق" بسلسلة رواة، والتوراة ليس لها سلسلة رواة! ومع هذا.. فلا يزال نقاد الحديث يجدون بعض الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة، في كتب الحديث .. إما لضعف في سلسلة الرواة، وإما لأن متن الحديث.. فيه قولان.
وفوق هذا.. فقد كُتب معظم التوراة، واليهود في السَّبي، في العراق، مما جعل كثيراً من الأقوال والخرافات الآشورية، والبابلية والسُّومرية.. تتسرّب إليها!.
أبعد هذا.. يصحّ أن تُتّخذ أخبار التوراة مصدراً "موثوقاً" إذا لم تدعمْها مصادر أخرى؟ طبعاً.. "لا يصح" إلا إذا دعمتها مصادر أخرى، والمصادر الأخرى.. لا تدعمها.
والمصادر الأخرى التي نبحث فيها، إذ قد نجد فيها شيئاً يدعم هذا الخبر بالذات، (وهو أن أبناء نوح، عليه السلام، هم: سام وحام ويافث)- هي أربعة:
1. القرآن الكريم.
2. الحديث النبوي الشريف.
3. التاريخ القديم.
4. النقوش التي استخرجتها الحفريات.
* القرآن الكريم:(1/1124)
ما ورد في القرآن الكريم .. يشير إلى أن ذرية نوح -عليه السلام- هم الباقون: "وجعلنا ذريته هم الباقين" (الصافات: 77) دون أن يذكر القرآن أسماء ذريته أو أسماء بعضهم، ثم .. هم الباقون من "قومه" لا من جميع الأقوام، بدلالة أن الله تعالى قال: "وأُوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من - قومك- إلا من قد آمن، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. واصنع الفلْك بأعيننا ووحينا، ولا تخاطبني في الذين ظلموا، إنهم مغرقون" (هود: 36/37)، والمغرقون هم الذين لم يؤمنوا من –قومه- بدلالة قوله تعالى: "لن يؤمن من قومك". وبدلالة أن الصينيين والفرس لم يسمعوا بهذا الطوفان (انظر: سعد زغلول- تاريخ العرب قبل الإسلام- 83).
* الحديث الشريف:
استدعيْت بواسطة الحاسوب مادة (سام، حام، يافت) فلم أجدْ إلا حديثاً واحداً "موضوعاً"([5]) ضعّف أحد رجاله يحيى ابن معين والبخاري –رحمهما الله- والراوي المضعّف هو: محمد ابن يزيد ابن سنان. ثم راوٍ آخر هو: يزيد ابن سنان. قال البخاري: مقارب الحديث([6]) ولكنْ ضعّفه يحيى ابن معين وجماعة([7]).
والراوي المضعَّف لا يؤخذ بالحديث الذي يكون واحداً من سلسلة رواته، إلا إذا رُويَ الحديث من طريقة أو طرق أخرى.
والحديث هذا الموضوع هو: "وَلَدُ نوح" سام وحام ويافث. فولد سام العرب وفارس والروم، والخير فيهم، وولد يافث، يأجوج ومأجوج، والترك والصقالبة، ولا خير فيهم، وولد حام .. القبط والبربر والسودان"([8]).
وهذا الحديث مردود "متناً" أيضاً، فلماذا العرب والفرس والروم.. الخير فيهم؟ ولماذا الترك والصقالبة.. لا خير فيهم؟ إن الواقع "يكذّب" هذا. فليس العرب والفرس والروم خيراً من الترك والصقالبة. والرسول –الصادق الأمين العادل- لا يقول مثل هذا أبداً، ثم.. إن الفرس والروم.. جنسان مختلفان، الفرس شرقيون والروم غربيون، فليسوا من أصل واحد.(1/1125)
حاصل هذا.. أن الرسول الأعظم لم يقل: أولاد نوح هم: سامٌ وحامٌ، ويافثُ، والمؤكد أن الذي صنع هذا القول: وسمّاه حديثاً قد اعتمد على ما في التوراة هذه التي لا ثقة بأخبارها، فهو إمّا يهودي أسلم، أو مسلم اطلع على التوراة، أو سمع من يهودي.
وما أكثر الدوافع لوضع الأحاديث! ولكنّ هذا.. خارجٌ عن إطار بحثنا.
التوجه نحو المصدرين الباقييْن:
إذن... ما العمل؟
العمل هو التوجه نحو المصدرين الباقيين - التاريخ والنقوش، فقد نجد فيهما أو في أحدهما ما يدعم فرضية العلماء الغربيين المختصين بهذا الشأن –سواءٌ أكانوا مستشرقين أو غير مستشرقين-.
* التاريخ:
بدأت بالمؤرخين الإسلاميين، وفي مقدمتهم شيخ المفسرين والمؤرخين –الإمام محمد ابن([9]) جرير الطبري، في كتابه (تاريخ الرسل والملوك) فلم نجد فيه شيئاً موثقاً، بل اعتمد على الحديث الشريف المصنوع، فقال: (وقد ذكرنا قبلُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله عزّ وجل: "وجعلنا ذريّته هم الباقين" أنهم سام وحام ويافث) ([10]).
أقول: وجعلنا ذريته هم الباقين"، أي: هم الباقين من قومه، لا من الخلق أجمعين، لأن الصينيين والفرس -مثلاً- لم يسمعوا بهذا الطوفان ! ([11]) كما أسلفنا.
ومن البديهي أن المؤرخين الآخرين كالمسعودي، والبلاذري، بل وحتى ابن خلدون –لم يقولوا شيئاً يضاف إلى ما قاله الطبري –لأن الطبري هو أسبقهم فقد توفي سنة 310هـ، وفعلاً.. لم أجدْ عندهم شيئاً يضاف إلى ما قاله الطبري، ثم .. انتقلنا إلى التاريخ القديم –التاريخ اليوناني والتاريخ الروماني- من خلال كتاب (المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام) للدكتور جواد علي، فلم نجد فيما ورد فيه –منهما (وما ورد فيه كثير)- شيئاً يشير إلى أن لنوح ثلاثة أبناء هم: سامٌ وحامٌ ويافثُ، بل لم ترِدْ لفظة "سام" إطلاقاً، لا ابناً لنوح، ولا غيره من خلق الله.
ليس العرب من أصل غير عربي:(1/1126)
ولقد أورد (جواد علي) نصوصاً كثيرة مما كتبه المؤرخون اليونان والرومان، عن العرب، فلم نجد ولا نصّاً واحداً يقول مثلاً عن أحد ملوك اليمن، أوملوك الآشوريين والبابليين والسومريين –وهم قُطّان العراق، أو ملوك الكنعانيين والفينيقيين- وهم قُطّان سوريّة الكبرى، أو غيرهم من ملوك الشعوب الذين قطنوا هذه الأماكن- يؤرخ لحادثة، مثلاً، فيقول: لقد قام –الملك حامورابي الذي ينتمي إلى السومريين –أبناء سام .. بوضع شريعة يتحاكم إليها الناس، بل على العكس من ذلك وردت عشرات النصوص في التاريخ اليوناني تذكر (العرب) و(الجزيرة العربية)، منها:
(ولما أراد الإسكندر احتلال غزة في طريقه إلى مصر.. قاومت المدينة ودافع عنها رجلٌ. سمّاه "أريان" [وهو مؤرخ يوناني]- باتس- أيْ: باطش، مستعيناً بجيوش عربية قاومت مقاومة شديدة). وكان ذلك سنة 315 قبل الميلاد([12]).
(ونجد في كتاب (تاريخ الإسكندر)، لمؤلفه –كوينيس كورنيوس- خبراً يفيد أن جيوش الإسكندر لم تتمكن من دخول- جزيرة العرب..) ([13]).
(بنى الإسكندر مدينة يُظنّ أنها "المحمّرة".. بُنيت في النهاية القصوى من الخليج العربي.. عند خط ابتداء "العربية السعيدة"، ويقع نهاية –دجلة - على يمينها) ([14]).
... ومثل النصوص اليونانية – النصوص الرومانية:
(ومن المؤرخين الرومان بيلنيوس المتوفى سنة 79 ب. م. (وقد أشار في مطلع حديثه عن الحملة إلى أن (أوليوس غالوس، كان القائد الروماني الوحيد الذي أدخل محاربي –رومة- جزيرة العرب. وقد خرّب مدناً) ([15]).
(وبعد أن كوّن "تراجان" ما يسمّى بـ"المقاطعة العربية" أو"الكورة العربية" - Provancia Arabaca- في سنة 105 أو 106م([16]).
(.. فإن القيصر- سباتيميوس- أرسل حملة عسكرية في سنة 201م، توغلت في العربية السعيدة) ([17]).(1/1127)
لاحظ، أخي القارئ، أن كلّ النصوص (ومثلُها عشرات) تذكر العرب والعربية السعيدة، أي: جزيرة العرب، وليس فيها ولا نصّ واحد يذكر "ساماً" أو "الساميين".
* النقوش:
يقول الدكتور محمود فهمي حجازي في كتابه (علم اللغة العربية): كشفت الدراسات الميدانية التي قام بها عدد من الأوروبيين، في منطقة شمال الجزيرة العربية، ابتداءاً ([18]) من منتصف القرن التاسع عشر إلى اليوم عدة آلاف من النقوش([19]).وهي ثموديّة ولحيانية وصفوية، وكُشفت نصوص أكّاديّة (بابلية وأشوريّة وسومرية) ونصوص آرامية وفينيقية.
بَيْدَ أن كل هذه النقوش تتحدث عن الأقوام التي ذُكرت آنفاً، كلُّ مجموعة تتحدث عن جماعة من هذه الجماعات، ولم يكن فيها ولا نصٌّ واحد، يذكر.. ساماً أو الساميين أو الساميّة، لا من بعيد ولا من قريب، بل إن النصوص الآشورية تشير إلى العرب الذين يعارضون سياسة آشور منذ (854) قبل الميلاد([20]).
كاتب، يعتبر الساميّة "بدعة":
يقول رجا عبد الحميد عُرابي، في كتابه (سِفر التاريخ اليهودي): (كما نجح اليهود في ربط أصولهم بأصول شعوب المنطقة العربية عن طريق "بدعة" الساميّة، كذلك.. أرادوا ببدعة (العبرية) وتسمية أنفسهم عبرانيين – أن يربطوا تاريخهم بتاريخ شعوب المنطقة) ([21]).
لاحظْ أن الأستاذ رجا عبدالحميد قد سبقني إلى اعتبار الساميّة "بدعة" كما اعتبرتها أنا "خُرافة" لا تقوم إلا على تَخرُّصٍ، وأحاديثَ مُلفّقة.
الفرق أنه أطلقها من موقف سياسيّ، ولذلك.. فهو –غالباً- لا يقصد أنها ليس لها أصل وإنما يقصد أن دولة إسرائيل، والصهيونية العالمية ابتدعت اصطلاح: ساميّة، بل شعار الساميّة، لكي تكمِّمَ به أفواه منتقديها، ولذا..لم يُدلّلْ على بطلان الساميّة، وأنّه لا أصل لها.
أما أنا.. فأطلقتها من موقف "علميّ" مَحْضٍ، إذْ لا أصلَ لها حقّاً، ولذا فقد قمت -في هذا البحث- بالتدليل على ما قررته سابقاً.
اللغات القديمة في هذه المنطقة:(1/1128)
قرّر المختصون الغربيون بلغات المنطقة العربية، ثلاثة أشياء:
1. هذه اللغات.. بينها "تشابُهٌ" ولهذا .. فهي ترجع إلى أصل لغوي واحد، أيْ: لغةٍ أمّ لها جميعاً.
2. هذه اللغة هي اللغة الساميّة الأولى التي انبثقت عنها هذه اللغات([22]).
- أمّا أنّ هذه اللغات.. بينها تشابهٌ.. فهذا صحيح، وإن كان افتراضُ أصلٍ واحد لهذه اللغات.. هو افتراض لا يقوم على دليل "مقنع"، لأن التشابه في بعض الصفات، لا يعود إلى أنها آتية من أصل واحد، وإنما يعود إلى أمرين:
الأول: أن اللغات جميعها.. بينها.. بعض الخصائص المشتركة، وأمامي كتاب وَجَدَ مؤلفه شبهاً بين العربية والإنجليزية (لاحظ- العربية والإنجليزية!) بلغت ألفاً وخمسمئة لفظة (1500)، ولم يتناول من المعجم إلا ثمانية حروف([23]).
ذاك.. لأن طبيعة الإنسان لا تختلف اختلافاً جذريّاً بين شرق وغرب، وشمال وجنوب ولهذا.. فمعظم الأصوات اللغوية هي مشتركة بين جميع الأمم.
والثاني: أنه إذا كانت لغات الأرض جميعاً.. بينها بعض التشابه.. فإنه من البديهي أن لغات المنطقة الواحدة بينها، لا بدَّ، تشابهٌ أكبر، عن طريق تقارب التكوين البيولوجي والفكري لمن يقطنون منطقة واحدة، وعن طريق تقارض الألفاظ بين هذه اللغات، ومحاكاة اللغة الجديدة منها اللغة القديمة ببعض القواعد الضرورية، وتركيب الجمل، وهذا.. لا يقتضي – من حيث العقل والعلم الضروريّ – وجود لغة أمٍّ أتت منها هذه اللغات. وإلا.. فإن كل لغات الأرض لها "أمّ" واحدة الوجود.(1/1129)
ومما يزيد أمرَ تشابه اللغات – حتى المتباعدة منها في المنشأ – وضوحاً.. أنّ دارسي عائلات اللغات "اضطربوا" في تحديد موطن ما أسمَوْهُ (الساميين والحاميين).. فقال بعضهم بأن موطن الشعوب الساميّة منطقتا دجلة والفرات. ورأى بعضهم الآخر بأن منشأ الشعوب الساميّة والحامية .. إنما هي إفريقية أو الحبشية. لماذا؟ لأنهم وجدوا.. وهذا هو موطن الاستشهاد – "تقارباً" بين اللغات الساميّة والحامية، وعندي أن التقارب طبيعي لتشابه الطبيعة البشرية.
لاحظ أنهم وجدوا تقارباً بين ما أسمَوْه اللغات الساميّة: واللغات الحاميّة، فبنوا على ذلك "وهماً"، وهو أنهما –إذن- من موطن واحد! بَدَل أن يتنبّهوا إلى أن تشابه اللغات (في بعض الخصائص) راجع إلى تشابُهِ الطبيعة البشرية، ليس أكثر.
ولضلالهم في البحث والاستنتاج عدّوا ما أسمَوهْ الشعوب الساميّة، والشعوب الحاميّة من موطن واحد أصلاً، ثم "افترقا؛ الساميون.. استقروا في منطقتنا هذه، والحاميون .. استقروا في إفريقيّة!
مع أنه واضح وضوحاً كبيراً.. أن هناك فرقاً في لون البشرة، والملامح بين سكان هذه المنطقة، وبين سكان إفريقية، مما يُبعد احتمال أن يكون قد نشآ في موطن واحد.
أمّا الشيء الثالث.. فهو افتراضهم وجود (أمّ سامية).. وهذا ثبت بطلانه، بما أسلفنا من الأدلة. وكما أن ساماً ابن نوح خرافة، لم يَرِدْ هذا الاسم إلا في التوراة غير الموثوقة – كما بيّنا- وإن الجنس السامي، والشعوب الساميّة واللغات الساميّة.. مصطلحات، تقوم على فرض لم يدعَمْهُ شيء لا من العلم، ولا من التاريخ، ولا من النقوش، ونتيجة لهذا.. فليست هذه إلا مصطلحات جوفاء.. لا حقيقة لها تستند عليها، فيجب اطراحها بلا تردّدٍ.
متى عُرِف هذا المصطلح؟(1/1130)
وضَحَ لنا – مما سبق – أن هذا المصطلح.. لا أصل له في القديم، لأنه لا حقيقة له ألْبَتّةَ. وأوّلُ من أطلق هذا المصطلح – على اعتباره فَرَضاً – عالم نمساوي اسمه "أوغست لوديك شلوتسر" عام 1781م، وقد أخذه من التوراة كما سلف القول – أو العجب من هذا الرجل – سواءٌ أكان يهوديّاً أم متصهيناً – أن يأخذ مصطلحاً من كتاب يعلم كلّ عالم منصف أن هذا الكتاب غيرُ موثوق – للأسباب التي أسلفنا ذكرها – فلا يجوز الاعتماد على ما ورد فيه، من "الأخبار" خاصة!
ثم .. العجب الأكبر من علماء الغرب المختصين بها الموضوع: فَرَضٌ أُطْلق.. ثم بعد البحث والتنقيب لم يوجد ولا دليل واحد يدعمه، لا من التاريخ، ولا من الحفريات – فكيف لم يعدلوا عنه ويطّرحوه، والعهد بالفروض التي لا تثبت بدليل أن يطّرحها العلماء؟ أم أنّ الحضارة الغربية التي تعُدّ حملَة العهد القديم جزءاً منهم.. لا تريد أن "تُزعل" اليهود، فكان أن أبقى العلماء المنحازون هذا المصطلح، برغم أنه تبين أنه خرافة لا أصل لها؟ تبين لهم – كما تبين لنا – لعدم وجود دليل عليه، ولو كان دليلاً واحداً.
ثم.. العجب الأدهى والأَمرُّ من المؤرخين العرب المعاصرين، واللغويين العرب المعاصرين – الذين انطلت عليهم هذه الخرافة، فأخذوا يُردِّدونها، كما تُرَدّد الببغاوات الأصوات، غير متنبّهين أن كلّ ما يقوله علماء الغرْب، حول أصل العرب ولغتهم، وديانتهم – يجب أن نبدأ النظر إليه "بالشك" حتى يثبت أنه صواب، لأن أحقاد الغرب على هذه المنطقة العربية موغلة في القِدَم، منذُ أنْ حاول الإسكندر المقدوني، قبل الميلاد، احتلال العربية السعيدة (أيْ: جزيرة العرب) ولم يستطع، مروراً بالحروب الصليبية، ثم الاستعمار الغربي، ثم.. هذا الاستعمار الاحتلالي الأمريكي الهمجي الغاشم، قال تعالى: "ولا ترْكنوا إلى الذين ظلموا، فتمسَّكُم النارُ" (هود: 113).(1/1131)
ولكن، ما الحيلة وقد كان مفكرو النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين منضبعين بما يأتي به علماء الغرب، فيظنونه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مع أن الحق أن علماء الغرب – مستشرقين وغير مستشرقين – منحازون إلى إسرائيل ومنحازون "ضِدَّ" هذه الأمة الإسلامية، جذوراً، وحاضراً، وتراثاً وفكراً.
من نحن إذن؟
إذا كان "سامٌ" لا أصل له، وكان اصطلاح الساميين – تبعاً لذلك – واللغات الساميّة.. لا أصل له – فمن نحن إذن؟
نحن.. عربٌ، منذ أقدم العصور. نشأنا في الجزيرة العربية، وخرجت موجات عربية كثيرة من الجزيرة العربية إلى أطرافها الشمالية والشرقية، بحثاً عن الخصب واعتدال المناخ. ومن هذه الموجات الأكّاديون في العراق، وكان منهم السومريون والبابليون والآشوريون. ثم الكنعانيون والآراميون والفينيقيون إلى بلاد الشام، ثم .. الموجات العربية، زمن الفتح الإسلامي.
أما الجدّ البعيد البعيد.. فلا يعلمه إلا الله. وما ذكره المؤرخون عن تسلسل البشرية من آدم – عليه السلام – إلى نوح – عليه السلام – ثم من نوح إلى اليوم.. ليس إلا رجماً بالغيب، ليس إلاّ "تخرصاً وأحاديثاً ملفقة" كما قال الشاعر العظيم أبو تمام.
ذلك.. لأن الأخبار عن نسل آدم إلى عدنان إنما قام على الروايات "الشفويّة" التي يعتورها النسيانُ، والكذب، والمزاج والهوى، وحبُّ الظهور بمظهر الذي هو بكل شيء عليم.
وما قيل عن خُرافة "الساميّة" وأباطيلها.. فاعلمْ أنها "فرضية" لم يؤيّدها ولا دليلٌ واحد، وما أبقى عليها إلا انحياز الغرب لإسرائيل، وتخطيطهم لمحو "الهُوِيّة" العربية، والإسلامية، لأنها.. هوية ذات حضارة – من أقدم العصور وإلى اليوم – تخالف حضارتهم، أما قال شاعرهم (كِبْلِنْ): (الشرقُ شرق، والغربُ غرب، ولن يلتقيا)؟، ثم "على الطرف الآخر" أما قال صادقاً شاعرنا (أحمد شوقي):(1/1132)
.. وللمستعمرين، وإن ألانوا ** قلوبٌ كالحجارة لا تَرِقُّ"؟
فلنتناول كل ما يقوله الغربيون عنّا "بمنهج الشكّ" حتى لا نقبل إلا ما هو حق، وما أقلّ الحقّ عندهم، إذا تناولوا قضايانا، وديننا الحنيف.
--------------
الهوامش
[1] صبحي الصالح- دراسات في فقه اللغة-36، دمشق/ مطبعة جامعة دمشق - 1960م.
[2] هبّ أن.. ما ورد في المعاجم العربية هو تعدية (هبْ) بدون (أنّ)، أي: هب هذا القول، وقد خطّأ الرافعي.. طه حسين باستعماله (هبْ أنّ). بيدَ أني لا أرى ذلك خطأ، لأن (هبْ) تضمنت معنى (افرض)، وافرض تليها (أنّ). والكلمة إذا تضمنت معنى كلمة أخرى أخذت حكم هذه الأخرى، وهذا كثير في اللغة، فهو قانون لغويّ.
[3] البخاري.. محمد ابن إسماعيل –صحيحه- 2/953، اليمامة/ بيروت/ دار ابن كثير- 1407/ 1987.
[4] غير موثوقة.. شيء، وغير موثّقة شيء آخر، معبر موثوقة: لا يوثق بما ورد فيها، وغير موثقة: لم يُتّبعْ الأسلوب العلمي في روايات أخبارها.
[5] الحديث الموضوع: هو الحديث المصنوع أو المكذوب، أي: وضعه رجل، ولم يَقُلْه الرسول الأعظم.
[6] مقارب الحديث.. أي: أدنى مرتبة من الحديث الحسن.
[7] هكذا.. وردت العبارة، أي: لم يذكر بالاسم إلا يحيى ابن معين.
[8] علي ابن أبي بكر الهيثمي- مجمع الزوائد- 1/193- القاهرة/ دار الريان للتراث – 1407هـ.
[9] (ابن)- أكتبها دائماً، وفي بدئها ألف، لأن حذف الألف، أينما وقعت، لا مبرر معقولاً له، فهي مثل ألف (ال) القمرية، فهي تسقط في درْج الكلام. ومع ذاك.. لا تسقط في الكتابة، فضلاً عن أن كتابتها بالألف دائماً يجعلها ذات قاعدة واحدة، وهذا.. يخفف على طالب العلم.
[10] الإمام محمد ابن جرير الطبري – تاريخ الرسل والملوك- 1/211- القاهرة / دائرة المعارف 1966.
[11] انظر: سعد زغلول عبد الحميد: في تاريخ العرب قبل الإسلام-83، بيروت/ دار النهضة العربية -1976.(1/1133)
[12] جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام- 2/8، بيروت/ دار العلم للملايين/ بغداد/ دار النهضة – 1968م.
[13] المرجع نفسه – 2/9.
[14] المرجع نفسه -2/12.
[15] المرجع نفسه -2/52.
[16] المرجع نفسه -2/65.
[17] المرجع نفسه – 2/66.
[18] ابتداءاً، واستثناءاً.. وما شابههما.. أكتبهنّ بألف منونة بعد الهمزة، إذْ لا مبرر معقولاً لحذفها إلا وجود قاعدة تقليدية بذلك، وإلا.. فهنّ مثل: سراعاً، واستبداعاً.. فهل يجوز أن نحذف الألف المنونة بعد العين؟ والهمزة أخت العين.
[19] محمود فهمي حجازي- علم اللغة العربية- 219، الكويت/ وكالة المطبوعات- 1973م.
[20] جواد علي – المفصل في تاريخ العرب في الجاهلية- 1/ 165.
[21] رجا عبد الحميد عُرابي – سفر التاريخ اليهودي – 48.
[22] محمود فهمي حجازي – علم اللغة العربية – 139.
[23] انظر: عبد الرحمن أحمد البوريني- اللغة العربية أصل اللغات كلها، عمّان/ دار الحسن للنشر والتوزيع-1998م. وأنا .. لا أوافقه على أن العربية أصل اللغات .. لكنا نستخلص من كتابه أن جميع اللغات بينها قدْر من التشابه، فكيف بلغات المنطقة الواحدة. وذلك.. لا يستدعي لزوم أصل واحد لهُنَّ.
هذا المقال منقول وقد نشر في العدد الثالث والأربعين من مجلة الفرقان الأردنية - شهر رجب 1426هـ
---
(1/1134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع مفيد تقني
---
موقع مفيد تقني
---
مصطفى علي
06-23-2006, 06:59 AM
http://www.zajildot.com/forum/index.php
---
البلاغية
07-03-2006, 07:20 PM
شكرا لك على هذا النقل
بوركت
وجعله الله في ميزان حسناتك
---
(1/1135)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن ورود لفظة (التتن) في القرآن الكريم ؟
---
سؤال عن ورود لفظة (التتن) في القرآن الكريم ؟
---
ابن العربي
02-28-2004, 05:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
أريد من المشايخ الكرام أن يجيبوا على هذا السؤال رغم أني أعلم أنه لا يعجب البعض وهو :
هل ورد ذكر (( التتن )) في القرآن تلفيقاً لا تفسيراً ؟؟؟ !
أفتونا مأجورين
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 06:27 PM
أخي الكريم ابن العربي حفظك الله
لم يرد هذا اللفظ في القرآن الكريم ، وإنما يستدل العلماء - كما تعلم - على تحريم (التتن) الذي هو (التبغ) أو (الدخان) بعموم قوله تعالى :(ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).
وأما مادة (تتن) فإنها لم ترد لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية على حد علمي وبحثي القاصر. ولم أجدها في المعاجم اللغوية المشهورة كلسان العرب والقاموس. ولم استقص البحث ، فلعل أحد الإخوة يفيدنا بوجودها أو عدمه . وفق الله الجميع لكل خير.
---
ابن العربي
02-28-2004, 06:45 PM
بسم الله
الأخ الفاضل
هناك من العلماء من فسر الآية ( 49 - 52 ) من سورة إبراهيم
بأنها تدل على ذلك
فما رأيكم بذلك
جزاكم الله خبراً
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 06:59 PM(1/1136)
لم يتبين لي في تفسير الآيات التي ذكرت رقمها في سورة إبراهيم (46-52) ما يدل على ذلك ، وكأنك تقصد الآيات التي قبلها وهي قوله تعالى :(ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ... الآية ). فالذي ذكره العلماء في تفسيرها أنها الحنظل ، وبعضهم ذكر أنه مثل ضرب للكافر المشرك ، وأن هذه الشجرة ليست على الأرض. ولا ما نع - فيما يبدو لي - من ذكر شجرة التتن كمثال على الشجرة الخبيثة ، وإن لم أجد من قال بذلك ، دون قصر المقصود بالشجرة الخبيثة عليها ، فلعلك تذكر مَنْ مِن العلماء ذكر ذلك وفقك الله.
---
الدكتور رامي محمد ديابي
02-28-2004, 07:58 PM
السلام عليكم
أظن أنني كنت صاحب هذه الفكرة بداية لشغفي بعلم التبغ ومكافحته عالمياً منذ سنوات ..
وقد قادتني ملاحظتي الأولى عن الموضوع ( لأنه يصف إدمان التبغ بألفاظ علمية عالية الدقة ويشير لرائحة المدخن الإسفلتية وقيوده الإدمانية وقرب النار من وجهه ويخوفه من العذاب لأنه على معصية ..) إلى البحث التالي فأرجو التعقيب على ماذكرته من أهل الإختصاص الشرعي وهي قضية بين التفسير والطب
ومكم نتعلم ونستفيد
***********
أبو عبيدة - د. رامي محمد ديابي
مدير موقع مدرسة الإسلام
www.islamschool.com
مدير الحملة الإلكترونية العالمية ضد التبغ
www.islamschool.com/etcc
السيرةالذاتية للتعارف
www.islamschool.com/etcc/cv.htm
الصورة التي وضعتها من فنوني بمنة الله وهي بعنوان :
تصحيح مفاهيم دعائية صحي :
ومفادها الآتي :
دعايات التبغ عليها أن تستبدل كلمة تعال إلى عالم مالحرامو .....بكلمة اذهب إلى عالم الجحيم ...
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 09:18 PM(1/1137)
حياك الله أخي الكريم أبا عبيدة معنا في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله أن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل ، وأن يرزقنا حسن الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم. وأشكرك على عنايتك بموضوع التحذير من التدخين وأضراره ، وهو جهد رائع أسأل الله أن ينفع بكم وبجهودكم ، وقد اطلعت على الموقع الخاص بكم ، وهو موقع جيد ، وأرجو أن تحرص أخي الحبيب على تطويره ، ومحاولة إظهاره بصورة أفضل مما هو عليه الآن في المستقبل بإذن الله.
وأما مقالكم الذي أشرتم إليه فقد نظرت في كلامكم الذي عقبتم به على الآيات ، وأشكرك على حرصك واحترامك لكلام أئمة التفسير ، وهذا يدل على صدقك ، وأدبك ، وتقديرك لأهل العلم الذين يعتبر المتأخرون عالة على علمهم وتراثهم العلمي الغني. وما ذهبت إليه وفقك الله من مقارنة بين أهل النار وبين المدخن ، نظر طريف ، ونعوذ بالله من حال أهل النار ، وإن كنت أشعر أخي الحبيب أنك قد بالغت قليلاً ، وإن كنت أظن أنه لو اطلع مدخن على ما ذكرته لجزع وأقلع .
أسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع ، والعمل الصالح .
---
ابن العربي
02-29-2004, 02:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال صلى الله عليه وسلم : " من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار "
وقال عبيد الله بن عمر : لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن عبد الله والقاسم بن محمد وسعيد بن المسيب ونافع وروى الشعبي عن مسروق قال : اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله عز وجل .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : .......... وقد تبين بذلك أن من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه .
وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام .(1/1138)
وقال ابن تيمية أيضاً إن من فسر القرآن والحديث بغير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فإنه يُجَوِّز أن تكون الأمة مجتمعة على ضلالة في تفسير القرآن والحديث وهذا عظيم أن يكون الله أنزل الآية وأراد بها معنى لم يفهمه الصحابة والتابعون .
وقال ابن القيم : إن ابن عباس قال : من أحدث رأياً في كتاب الله ولم تمض به سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدر ما هو منه إذا لقي الله عز وجل .
تأمل هذا الكلام وأنظر كيف خاض من خاض في تفسير كلام الله تعالى بما هو غير معروف عن الصحابة والتابعين وإن من نتائج ذلك تجويز أن تكون الأمة مجتمعة على ضلالة في تفسير القرآن وأن يكون الله أراد بالآية معنى لم يفهمه الصحابة والتابعون .
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باتباعه واتباع خلفائه الراشدين قال تعالى " وإن تطيعوه تهتدوا " وقال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " وغير ذلك من النصوص فما ظن من زعم هذا الزعم الذي تكلف فيه صاحبه بما أحدثه مما لا عهد لأمة به . فهل في بيان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم نقص حتى يكمله هذا أم أنها الجرأة على كلام الله وانصراف القلب عن تدبر معانيه وما اعتقد أنكم تعرضتم لتفسير كلام الله وتجرأتم عليه من صلاح وخير فيكم بل فعلكم هذا هو من العقوبات التي تعاقبون بها حيث إن فعل الذنب يكون عقوبة عل ذنوب قبله إن كلام الله أعظم من أن يتلاعب به هكذا ويستهان به تريد أن تنهى عن التدخين جزاك الله خيراً لكن بعيد عن كلام الله تعالى وإياك أن تقول هذا زمن العلم ؟؟!! فإن آيات الله تعالى لم تترك حتى تخوض فيها
والأمر عظيم وخطير
قال تعالى : " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره "
أتقوا الله وإياكم ومحدثات الأمور
_________
أنظر الفرقان في إعجاز القرآن
---
الدكتور رامي محمد ديابي
02-29-2004, 03:00 PM
السلام عليكم(1/1139)
أكرمكم الله على ما تحملوه من حرص على هذا الدين وقد تعرضت لهذه القضية عندما ناقشت بعض أهل العلم في هذاالموضوع
والذي انتهينا له هو أن هذه النقاط التي أوردتها لا تذكر في معرض التفاسير لأنها لوي للقرآن لغير المقصد الأوضح وهو سياق الآيات الرئيسي ... بل في معرض الإشارات ربما جازت .
وأنا أتعلم منكم وأستفيد بوركتم
فما رأيكم في ما ذكر ( وهل يصح ذكره بعد ذكر تفاسير أهل العلم وما ذكروه في معرض كونه احتمال واضح لإشارة لقضية معينة ويوافق روح الشرع في ما اتفق عليه مؤخراً في تغليظ حرمة تعاطي النيكوتين - )
بعكس ما يفعله الباطنيون في ذكر ما يذكرون من باطلهم لإخراج النص عن مسار الشرع لتعطيل حد أو إلغاء شريعة أو سوى ذلك
أفتونا مأجورين ؟
---
(1/1140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد تفريق الفراء بين الكره والكره؟
---
أين أجد تفريق الفراء بين الكره والكره؟
---
العنزي
03-28-2007, 10:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الأخوة الفضلاء مساعدتي في إيجاد ماأبحث عنه وهو تفريق الفراء بين الكره ـ بفتح الكاف ـ والكره ـ بضم الكاف ـ وقد نقل هذا التفريق عن الفراء أصحاب المعجمات كـ الأزهري وابن منظور والزبيدي وبحثت عنه في مظانه في كتاب معاني القرآن فلم أقف عليه ؟
---
مساعد الطيار
03-29-2007, 02:12 AM
قال في تفسير ( إلا بشق الأنفس ) :
أكثر القُرّاء على كسر الشين ومعناها: إلا بجَهد الأنفس. وكأنه اسْم وكأن الشَّقّ فِعْل؛ كمَا تُوهِّم أن الكُرْه الاسم وأن الكَرْه الفعل. وقد قرأ به بعضهم (إلاّ بِشَقِّ الأَنْفُسِ) وقد يجوز فى قوله: {بِشِقِّ الأَنفُسِ} أن تذهب إلى أن الجَهد يَنقص من قوّة الرجُل ونَفْسه حتى يجعله قد ذهَبَ بالنصف من قوّته، فتكون الكسرة على أنه كالنصف والعرب تقول: خذ هذا الشِّقّ لشقّة الشاة ويقال: المال بينى وبينك شَقّ الشعرة وشِقّ الشَعَرة وهما متقاربان، فإذا قالوا شققت عَليك شَقّا نصبوا ولم نسمع غيره.
---
منصور مهران
03-29-2007, 02:26 AM
حكى أبو جعفر النحاس ( ت 338 هج ) في كتابه : معاني القرآن الكريم - طبعة جامعة أم القرى ج 2 ص 45 :
قول الفراء بالتفرقة بين الكَره - بالفتح - ، والكُره 0 بالضم - .
فالكَره : الإكراه
والكُره : المشقة ، ومنه قوله تعالى : ( حملته أمه كُرها ووضعته كُرها )
أي : حملته بمشقة ، ووضعته بمشقة .
وهذا يتوافق مع المرويّ في المعجمات اللغوية منسوبا إلى الفراء .
والطبري ينسب هذه التفرقة إلى معاذ بن مسلم - ج 4 ص 297 طبعة شاكر .
ووجدت ابن الجوزي يُورد في كتابه : ( زاد المسير ) ج 1 ص 234 قولَ الفراء :(1/1141)
( الكُره والكَره : لغتان )
قلت : وكأنه يعني أنهما بمعنىً واحد ؟ ؟
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 06:45 AM
ونسب القرطبي ، في تفسيره ، هذا القول ؛ لابن عرفة ، في تفسير الآية (القرطبي ج 3/38 ـ 39 ) :
{ كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون } الآية رقم ( 216 ) ، من سورة البقرة :
قال ـ رحمة الله عليه ـ :
قوله تعالى { وهو كره لكم } ابتداء وخبر، وهو كره في الطباع .
قال ابن عرفة : الكره، المشقة والكره - بالفتح - ما أكرهت عليه، هذا هو الاختيار، ويجوز الضم في معنى الفتح فيكونان لغتين، يقال : كرهت الشيء كرها وكرها وكراهة وكراهية، وأكرهته عليه إكراها .
وإنما كان الجهاد كرها لأن فيه إخراج المال ومفارقة الوطن والأهل، والتعرض بالجسد للشجاج والجراح وقطع الأطراف وذهاب النفس، فكانت كراهيتهم لذلك، لا أنهم كرهوا فرض الله تعالى . وقال عكرمة في هذه الآية : إنهم كرهوه ثم أحبوه وقالوا : سمعنا وأطعنا، وهذا لأن امتثال الأمر يتضمن مشقة، لكن إذا عرف الثواب هان في جنبه مقاساة المشقات .
---
مساعد الطيار
03-31-2007, 07:12 PM
من باب الفائدة :
معاذ بن مسلم من شيوخ الكوفة في العربية ، وقد أخذ عنه الفراء ، ومن رواياته عنه ـ التي وردت في مطبوعة معاني القرآن للفراء ـ الآتي :
( [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال: وحدثنى معاذ بن مسلم بن أبى سادة قال:
كان [/ب] جارك زهير القُرقُبى يقرأ: متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان) .
---
منصور مهران
03-31-2007, 09:20 PM
ووجدت في ( شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ) لنشوان الحميري ج 9 ص 5796 :
قولا نسبه إلى الفراء ، قال :
(( وقال الفراء : الكَره ، بالفتح : المصدر ، والكُره ، بالضم : اسم بمعناه ، قال الله تعالى :
( وهو كُرهٌ لكم ) فأقام المصدر مُقامه ))(1/1142)
قلت : بمقتضى هذه الرواية وبضمها إلى رواية التفرقة بين الكَره والكُره التي نسبها الطبري إلى معاذ بن مسلم ،
وكذلك ما رواه ابن الجوزي من أن الفراء يعدهما لغتين ؛
بمقتضى ذلك كله قد يترجح أن القول بالتفرقة ليس من قول الفراء .
فيجوز أن يكون الفراء نقله عن شيخه معاذ بن مسلم ، فنسب القول إلى الفراء ونُسِيَ شيخه .
والله أعلم .
---
(1/1143)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاستعاذة معان وفوائد واحكام
---
الاستعاذة معان وفوائد واحكام
---
إسلام بن منصور
12-07-2004, 02:53 PM
هل يسمح لي مشايخي الكرام إرسال رسالة بهذا العنوان لكي يرشدوني وينصحوني ، وهذا من باب العرض على العلماء ، ارجو القبول من أجل إرسال الرسالة ، وجزاكم الله خيرا .
---
إسلام بن منصور
12-07-2004, 03:43 PM
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
معان ، وفوائد ، وأحكام
تأليف
إسلام منصور عبد الحميد
المقدمة
الحمد لله ـ والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وبعد .
هذه هي رسالة في معان وفوائد وأحكام الاستعاذة ، وهي جزء من مشروع كتاب في التفسير سميته
( فتح الوهاب بمعان وفوائد وأحكام كلام رب العباد ) .
وسأبذل جهدي بإذن الله – سبحانه وتعالى - أن تتابع هذه الرسائل الواحدة ردف الأخرى حتى يكتمل الكتاب بأخر سورة في القرآن ، سورة الناس .
ومنهجي في هذا الكتاب يفهم من خلال عنوانه ، فسأعرض فيه الآية ، ثم معاني المفردات ، ثم المعني الإجمالي ، ثم الفوائد والعبر ، ثم الأحكام الشرعية المتعلقة بالآية .
وقد يقول قارئ هذه الرسالة بعد قراءتها : أنك لم تتعرض لمباحث كثيرة في الاستعاذة ، كأوقات الاستعاذة وأنواعها ، أو أنني لم أذكر بعض الأحكام العقدية كالاستعاذة من الجن .
فأقول :- أن المقصود بالاستعاذة التي في أول القراءة هي قولك " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وهذا ليس له علاقة بأنواع الاستعاذة وأوقاتها ، ومما يدل على ذلك أنني ما وجدت أحداً ذكر هذه المباحث في كتب التفسير مما وقفت عليه في هذا الموطن ، وإنما ذكروه في مكانه ، كما في سورة الأحقاف ، والجن وغيرها من المواطن .
وأخيراً :
فأسأل الرحمن – سبحانه وتعالى – أن ينفعني بهذا العمل ، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .(1/1144)
وأسأل الرحمن أن يجعله
خالصا له وأن يقبله
وأسأل كل مشايخي وإخواني ، إذا رأوا تصويباً في أيِّ عمل أعمله ألا يتباطئوا في نصحي وإرشادي ، فلن يجدوا بإذن الله سبحانه وتعالى إلا قبول النصح ، وتصويب الخطأ ، والاتفاق في وجهات النظر ، طالما توفر الإخلاص عند كل من الطرفين ، والحرص على مشاعر كل طرف للطرف الآخر ، وعدم التعصب بالرأي ، وعدم اتهام النيات ، إلى آخر الآداب التي ذكرتها في كتاب النصيحة .
إذا وجدت عيبا فسد الخللا قلَّ من لا عيب فيه وعلا
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .
أولا : معاني المفردات
قرآن كريم تأويل قوله: (أَعُوذُ).
(عوذ) [ العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على .... الالتجاء إلى الشَّيء، ثم يُحمَل عليه كلُّ شيء لصق بشيءٍ أو لازَمَه.]
[ فقوله: «أعوذ» مشتق من العَوْذ، وله معنيان] :
• أحدهما : [الالتجاء والاستجارة ] ، و[التحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه ]
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى :
1- [ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه ، وهو عياذي؛ أي ملجئي] .
2- وفي حديث حذيفة: [ تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً ، عُوداً ] بالدال ، قال ابن الأَثير: وروي [ بالذال المعجمة ] كأَنه استعاذ من الفتن .
• والثاني: [ الالتصاق ] .
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى :
1- [ يقال: «أطيب اللحم عوذه» وهو ما التصق منه بالعظم ] ، [ قال ثعلب: قلت لأَعرابي: ما أَطيب اللحم؟ قال: عُوَّذُه ] .
2- ويقولون لكلِّ أنثى إذا وضعت: عائذ. وتكون كذا سبعةَ أيّام ، وإنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولِدها إيّاها، أو ملازمتها إيّاه .
3- وناقة عائذ: عاذ بها ولدها .
4- ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة .
قرآن كريم تأويل قوله: مِنَ الشَّيْطَانِ
الشيطان واحد الشياطين
وله ثلاثة معان :
• أولها وهو أصحها : البعيد .(1/1145)
مُشْتَقّ مِنْ شَطَنَ إِذَا بَعُدَ فَهُوَ بَعِيدٌ بِطَبْعِهِ عَنْ طِبَاع الْبَشَر وَبَعِيد بِفِسْقِهِ عَنْ كُلّ خَيْر .
ومما يدل على ذلك من كلام العرب
1- شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت.
2- ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان :
نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ فبانَت, والفؤادُ بها رَهِينُ
3- وبئر شطون . أي : بعيدة القعر .
4- والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده .
• الثاني : المتمرد ، وهو قريب من الأول ، بل إن البعض يقرن بينهما
قال الطبري : والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء ، وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير .
ومما يستدل به على هذا المعنى :
1- قول الله تَعَالَى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)(الأنعام: من الآية112) ، فجعل من الإنس شياطينَ ، مثلُ الذي جعل من الجنّ .
2- وَفِي مُسْنَد الْإِمَام أَحْمَد عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ يَا أَبَا ذَرّ تَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ " فَقُلْت أَوَلِلْإِنْسِ شَيَاطِين ؟ قَالَ " نَعَمْ ] .
3- وعن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [ أنه رَكِبَ بِرْذَوْنًا فَجَعَلَ يَتَبَخْتَر بِهِ فَجَعَلَ يَضْرِبهُ فَلَا يَزْدَاد إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَان مَا نَزَلْت عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْت نَفْسِي ] إِسْنَاده صَحِيح .
[ فقولك "من الشيطان" أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي، وتلاوة كتابه] .
• الثالث : من الاحتراق(1/1146)
مُشْتَقّ مِنْ شَاطَ لِأَنَّهُ مَخْلُوق مِنْ نَار .
أو مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، وشاط إذا احترق ، وشيطت اللحم إذا دخنت ولم تنضج ، واشتاط الرجل إذا احتد غضبا ، واشتاط إذا هلك ؛ قال الأعشى:
قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل .
الرد على من قال أنه من الاحتراق :
1- قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
أَيُّما شاطِن عَصَاه عَكاهُ ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ
ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن" .
2- وَقَالَ سِيبَوَيْهِ الْعَرَب : تَقُول تَشَيْطَنَ فُلَان إِذَا فَعَلَ فِعْل الشَّيَاطِين وَلَوْ كَانَ مِنْ شَاطَ لَقَالُوا تَشَيَّطَ .
فَالشَّيْطَان مُشْتَقّ مِنْ الْبُعْد عَلَى الصَّحِيح وَلِهَذَا يُسَمُّونَ كُلّ مَنْ تَمَرَّدَ مِنْ جِنِّيّ وَإِنْسِيّ وَحَيَوَان شَيْطَانًا .
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول أن الكل صَحِيح فِي الْمَعْنَى .
قرآن كريم تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
الرجيم : فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كَفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون .
وله ثلاثة معان
• الأول : الرمي ، وهو أصحها ، فـ[ أصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه وسلامه : ( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ ) ( مريم: 46) ] ، ومن الرجم بالفعل قول قوم نوح قوله تعالى: ( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ)(الشعراء: من الآية116)
• الثاني : الملعون والمشتوم : [ وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم ] .(1/1147)
• الثالث : الطرد : فـ[الرجيم : أي: المطرود من رحمة الله ] ، و [ عَنْ الْخَيْر كُلّه ] ، [ لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته ، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب ] .. [ كَمَا قَالَ تَعَالَى ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ)(الملك: من الآية5) وَقَالَ تَعَالَى ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ) * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ) (الصافات:6- 9) وَقَالَ تَعَالَى ( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) (الحجر:16 - 17)، إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات] . وقريب منه ما ذكره القرطبي في المعنى الرابع [ وَالْأَوَّل أَشْهَر وَأَصَحّ ] .
ثانيا :معنى قول القائل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
[ قَالَ اللَّه تَعَالَى : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأعراف:199 - 200) .
وَقَالَ تَعَالَى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) (المؤمنون: 96 - 98)(1/1148)
وَقَالَ تَعَالَى ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:34 - 36) .
فَهَذِهِ ثَلَاث آيَات لَيْسَ لَهُنَّ رَابِعَة فِي مَعْنَاهَا وَهُوَ :
أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَأْمُر بِمُصَانَعَةِ الْعَدُوّ الْإِنْسِيّ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ لِيَرُدّهُ عَنْهُ إلى طَبْعه الطَّيِّب الْأَصْل إِلَى الْمُوَالَاة وَالْمُصَافَاة.
وَيَأْمُر بِالِاسْتِعَاذَةِ بِهِ مِنْ الْعَدُوّ الشَّيْطَانِيّ لَا مَحَالَة إِذْ لَا يَقْبَل مُصَانَعَة وَلَا إِحْسَانًا وَلَا يَبْتَغِي غَيْر هَلَاك اِبْن آدَم لِشِدَّةِ الْعَدَاوَة بَيْنه وَبَيْن أَبِيهِ آدَم مِنْ قَبْل كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ)(الأعراف: من الآية27) ، وَقَالَ تَعَالَى ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6) ، وَقَالَ ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)(الكهف: من الآية50) ، وَقَدْ أَقْسَمَ لِلْوَالِدِ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ لَهُ لَمِنْ النَّاصِحِينَ وَكَذَبَ فَكَيْف مُعَامَلَته لَنَا وَقَدْ قَالَ ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (صّ:82 - 83)] .(1/1149)
فـ[ مَعْنَى أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَيْ أَسْتَجِير بِجَنَابِ اللَّه - دون غيره من سائر خلقه - مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَنْ يَضُرّنِي فِي دِينِي أَوْ دُنْيَايَ أَوْ يَصُدّنِي عَنْ فِعْل مَا أُمِرْت بِهِ أَوْ يَحُثّنِي عَلَى فِعْل مَا نُهِيت عَنْهُ فَإِنَّ الشَّيْطَان لَا يَكُفّهُ عَنْ الْإِنْسَان إِلَّا اللَّه وَلِهَذَا أَمَرَ تَعَالَى بِمُصَانَعَةِ شَيْطَان الْإِنْس وَمُدَارَاته بِإِسْدَاءِ الْجَمِيل إِلَيْهِ لِيَرُدّهُ طَبْعه عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنْ الْأَذَى وَأَمَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِهِ مِنْ شَيْطَان الْجِنّ لِأَنَّهُ لَا يَقْبَل رِشْوَة وَلَا يُؤَثِّر فِيهِ جَمِيل لِأَنَّهُ شِرِّير بِالطَّبْعِ وَلَا يَكُفّهُ عَنْك إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُ ] .
الفرق بينها وبين اللياذة
وَالْعِيَاذَةُ تَكُون لِدَفْعِ الشَّرّ وَاللِّيَاذ يَكُون لِطَلَبِ جَلْب الْخَيْر كَمَا قَالَهُ الْمُتَنَبِّي :
يَا مَنْ أَلُوذ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلهُ وَمَنْ أَعُوذ بِهِ مِمَّنْ أُحَاذِرهُ
لَا يَجْبُر النَّاس عَظْمًا أَنْتَ كَاسِره وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِره .
ثالثا : الفوائد والعبر من الاستعاذة
1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تمهيد للجو الذي يتلى فيه كتاب الله وتطهير له من الوسوسة واتجاه بالمشاعر إلى الله خالصة لا يشغلها شاغل من عالم الرجس والشر الذي يمثله الشيطان .
2- الرد على مذهب الجبرية والقدرية ، فلو كان الإنسان مجبورا ما أمر بالاستعاذة ، ولو كان هو الذي يخلق أفعاله لأعاذ نفسه بدون مستعيذ ، لكن الإنسان له إرادة ومشيئة لا تنفذ إلا بإرادة الله ومشيئته سبحانه
وتعالى .
3- وجود والشياطين وأن لهم حقيقة ، فلولا أن للشياطين حقيقة ما أمر الله بالستعاذة منهم .(1/1150)
4- تسلط الجن على الإنس ، وأنهم ممكنون من ذلك ولكن ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)(البقرة: من الآية102)
5- توثيق الصلة بالله : فالذين يتوجهون إلى الله وحده ويخلصون قلوبهم لله لا يملك الشيطان أن يسيطر عليهم مهما وسوس لهم فإن صلتهم بالله تعصمهم أن ينساقوا معه وينقادوا إليه وقد يخطئون لكنهم لا يستسلمون فيطردون الشيطان عنهم ويثوبون إلى ربهم من قريب .
6- حاجتنا التامة إلى الله ، فلولا الاحتياج غليه لما كان في الاستعاذة فائدة .
7- الإقرار بالفقر التام للعبد ، والغنى التام لله سبحانه وتعالى ، فقولك: (بالله) إشارة إلى الغني التام للحق، وقول العبد (أعوذ) إقرار على نفسه بالفقر والحاجة.
8- الإقرار بقدرة الحق سبحانه وتعالى على جلب النفع وتحصيل الخير ودفع الضر ، فقولك: (بالله) إقرار بأن الحق قادر على تحصيل كل الخيرات ودفع كل الآفات.
9- أن غير الله غير موصوف بهذه الصفة فلا دافع للحاجات إلا هو، ولا معطي للخيرات إلا هو، فعند مشاهدة هذه الحالة يفر العبد من نفسه ومن كل شيء سوى الحق فيشاهد في هذا الفرار سر قوله:{ فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ }[الذاريات: 50] .
10- أن قوله: (أعوذ بالله) اعتراف بعجز النفس وبقدرة الرب .
11- لا وسيلة إلى القرب من الله إلا بالعجز والانكسار .
12- أن الإقدام على الطاعات لا يتيسر إلا بعد الفرار من الشيطان، وذلك هو الاستعاذة بالله .
13- أن أجل الأمور التي يلقي الشيطان وسوسته فيها قراءة القرآن، والصلاة ، لأن من قرأ القرآن ونوى به عبادة الرحمن وتفكر في وعده ووعيده وآياته وبيناته ازدادت رغبته في الطاعات ورهبته من المحرمات ، ومن خشع في صلاته فقد أفلح في الدنيا والآخرة ، فلهذا السبب صارت قراءة القرآن ، والصلاة من أعظم الطاعات، فلا جرم كان سعى الشيطان في الصد عنهما أبلغ، وكان احتياج العبد إلى من يصونه عن شر الشيطان أشد .(1/1151)
14- الشيطان عدو الإنسان كما قال تعالى:{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } .
15- الرحمن مولى الإنسان وخالقه ومصلح مهماته .
16- قال تعالى:{ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ }[الواقعة: 79] فالقلب إذا تعلق بغير الله ، واللسان إذا جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بدّ من استعمال الطهور، فلما قال: { أَعُوذُ بِاللَّهِ } حصل الطهور، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: { بِسْمِ اللَّهِ}.
17- لك عدوان أحدهما ظاهر والآخر باطن، وأنت مأمور بمحاربتهما قال تعالى في العدو الظاهر:{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } [التوبة: 29] وقال في العدو الباطن:{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً }[فاطر: 6] فكأنه تعالى قال: إذا حاربت عدوك الظاهر كان مددك المَلك، كما قال تعالى:{ يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُسَوّمِينَ }[آل عمران: 125] وإذا حاربت عدوك الباطن كان مددك الملِك كما قال تعالى:{ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلِيهم سُلْطَانٍ }.
18- محاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر؛ لأن العدو الظاهر إن وجد فرصة ففي متاع الدنيا، والعدو الباطن إن وجد فرصة ففي الدين واليقين، وأيضاً فالعدو الظاهر إن غلبنا كنا مأجورين، والعدو الباطن إن غلبنا كنا مفتونين، وأيضاً فمن قتله العدو الظاهر كان شهيداً، ومن قتله العدو الباطن كان طريداً، فكان الاحتراز عن شر العدو الباطن أولى، وذلك لا يكون إلا بأن يقول الرجل بقلبه ولسانه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .(1/1152)
19- كأنه تعالى يقول يا عبدي ، ما أنصفتني ، أتدري لأي شيء تَكَدَّرَ ما بيني وبين الشيطان ؟ إنه كان يعبدني مثل عبادة الملائكة، وكان في الظاهر مقراً بألوهيتي ، وإنما تكدر ما بيني وبينه لأني أمرته بالسجود لأبيك آدم فامتنع، فلما تكبر نفيته عن خدمتي،فعادى أباك، وامتنع من خدمتي، ثم إنه يعاديك منذ زمن وأنت تحبه، وهو يخالفك في كل الخيرات وأنت توافقه في كل المرادات، فأترك هذه الطريقة المذمومة وأظهر عداوته فقل : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .
20- إن نظرت إلى قصة الشيطان مع أبيك آدم ، فإنه أقسم بأنه له من الناصحين، ثم كان عاقبة ذلك الأمر أنه سعى في إخراجه من الجنة، وأما في حقك فإنه أقسم بأنه يضلك ويغويك فقال : { فبعزتك لأَغويتهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين } [ص: 82، 83] فإذا كانت هذه معاملته مع من أقسم أنه ناصحه فكيف تكون معاملته مع من أقسم أنه يضله ويغويه.
21- إنما قال: (أعوذ بالله) ولم يذكر اسماً آخر، بل ذكر قوله (الله) لأن هذا الاسم أبلغ في كونه زاجراً عن المعاصي من سائر الأسماء والصفات لأن الإله هو المستحق للعبادة، ولا يكون كذلك إلا إذا كان قادراً عليماً حكيماً فقوله: (أعوذ بالله) جار مجرى أن يقول أعوذ بالقادر العليم الحكيم، وهذه الصفات هي النهاية في الزجر، وذلك لأن السارق يعلم قدرة السلطان وقد يسرق ماله، لأن السارق عالم بأن ذلك السلطان وإن كان قادراً إلا أنه غير عالم، فالقدرة وحدها غير كافية في الزجر، بل لا بدّ معها من العلم، وأيضاً فالقدرة والعلم لا يكفيان في حصول الزجر، لأن الملك إذا رأى منكراً إلا أنه لا ينهى عن المنكر لم يكن حضوره مانعاً منه، أما إذا حصلت القدرة وحصل العلم وحصلت الحكمة المانعة من القبائح فههنا يحصل الزجر الكامل؛ فإذا قال العبد (أعوذ بالله) فكأنه قال: أعوذ بالقادر العليم الحكيم الذي لا يرضى بشيء من المنكرات فلا جرم يحصل الزجر التام.(1/1153)
22- لما قال العبد (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دل ذلك على أنه لا يرضى بأن يجاور الشيطان، وإنما لم يرض بذلك لأن الشيطان عاصٍ، وعصيانه لا يضر هذا المسلم في الحقيقة، فإذا كان العبد لا يرضى بجوار العاصي فبأن لا يرضى بجوار عين المعصية أولى.
23- الشيطان اسم، والرجيم صفة، ثم إنه تعالى لم يقتصر على الاسم بل ذكر الصفة فكأنه تعالى يقول إن هذا الشيطان بقي في الخدمة ألوفاً من السنين فهل سمعت أنه ضرنا أو فعل ما يسوءنا؟ ثم إنا مع ذلك رجمناه حتى طردناه، وأما أنت فلو جلس هذا الشيطان معك لحظة واحدة لألقاك في النار الخالدة فكيف لا تشتغل بطرده ولعنه فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
24- لقائل أن يقول: لم لم يقل: «أعوذ بالملائكة» مع أن أدون ملك من الملائكة يكفي في دفع الشيطان؟ فما السبب في أن جعل ذكر هذا الكلب في مقابلة ذكر الله تعالى؟ وجوابه كأنه تعالى يقول: عبدي إنه يراك وأنت لا تراه، بدليل قوله تعالى:{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ }[الأعراف: 27] وإنما نفذ كيده فيكم لأنه يراكم وأنتم لا ترونه، فتمسكوا بمن يرى الشيطان ولا يراه الشيطان، وهو الله سبحانه وتعالى فقولوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
25- أدخل الألف واللام في الشيطان ليكون تعريفاً للجنس؛ لأن الشياطين كثيرة مرئية وغير مرئية، بل المرئي ربما كان أشد .(1/1154)
26- الشيطان مأخوذ من «شطن» إذا بعد فحكم عليه بكونه بعيداً، وأما المطيع فقريب قال الله تعالى:{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب }[العلق: 19] والله قريب منك قال الله تعالى:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ } [البقرة: 186] وأما الرجيم فهو المرجوم بمعنى كونه مرمياً بسهم اللعن والشقاوة وأما أنت فموصول بحبل السعادة قال الله تعالى: { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى }[الفتح:26] فدل هذا على أنه جعل الشيطان بعيداً مرجوماً، وجعلك قريباً موصولاً، ثم إنه تعالى أخبر أنه لا يجعل الشيطان الذي هو بعيد قريباً لأنه تعالى قال: { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً } [فاطر: 43] فاعرف أنه لما جعلك قريباً فإنه لا يطردك ولا يبعدك عن فضله ورحمته.
27- كأنه تعالى يقول: إنه شيطان رجيم، وأنا رحمن رحيم، فابعد عن الشيطان الرجيم لتصل إلى الرحمن الرحيم .
28- الشيطان عدوك، وأنت عنه غافل غائب، قال تعالى:{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاتَرَوْنَهُمْ } [الأعراف: 27] . فعلى هذا لك عدو غائب ولك حبيب غالب، لقوله تعالى: { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } [يوسف: 21] فإذا قصدك العدو الغائب فافزع إلى الحبيب الغالب، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده .
29- فرق بين أن يقال: «أعوذ بالله» وبين أن يقال: (بالله أعوذ) فإن الأول لا يفيد الحصر، والثاني: يفيده، فلم ورد الأمر بالأول دون الثاني مع أن الثاني أكمل وأيضاً جاء قوله: «الحمد لله» وجاء قوله: «لله الحمد» وأما هنا فقد جاء «أعوذ بالله» وما جاء قوله «بالله أعوذ» فما الفرق؟.(1/1155)
قوله: (أعوذ بالله) لفظه الخبر ومعناه الدعاء، والتقدير: اللهم أعذني، ألا ترى أنه قال: { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } كقوله: «أستغفر الله» أي اللهم أغفر لي، والدليل عليه أن قوله: { أعوذ بالله } إخبار عن فعل العبد ، وهذا القدر لا فائدة فيه إنما الفائدة في أن يعيذه الله، فما السبب في أنه قال: «أعوذ بالله» ولم يقل أعذني؟ والجواب أن بين الرب وبين العبد عهداً كما قال تعالى: { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ }[النحل:91] وقال:{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }[البقرة:40] فكأن العبد يقول أنا مع لؤم الإنسانية ونقص البشرية وفيت بعهد عبوديتي حيث قلت: «أعوذ بالله» فأنت مع نهاية الكرم وغاية الفضل والرحمة أولى بأن تفي بعهد الربوبية فتقول: إني أعيذك من الشيطان الرجيم.
رابعا : الأحكام الفقهية المتعلقة بالاستعاذة
وهي ثلاثة عشر مسألة
المسألة الأولى : مشروعية الاستعاذة عند قراءة القرآن داخل الصلاة وخارجها .
لقول الله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) قال الشوكاني :
فلَا شَكَّ أَنَّ الْآيَةَ تَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَهِيَ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ خَارِجَ الصَّلَاةِ أَوْ دَاخِلَهَا .
المسألة الثانية : حكم الاستعاذة ( هل هي واجبة أم مستحبة ؟)
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال :
القول الأول ، وهو الراجح إن شاء الله .
[ أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ – وغيرها- سُنَّةٌ ] ، و[لَيْسَتْ بِفَرْضٍ ] .
[وهو ما ذَهَبَ إليه جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ] ، وَبِذَلِكَ [ قال أَبُو حَنِيفَةَ ] ، وَ[الشَّافِعِيُّ] .
قال الشافعي :(1/1156)
[ وَلَا آمُرُ بِهِا فِي شَيْءٍ مِنْ الصَّلَاةِ .... وَإِنْ تَرَكَها نَاسِيًا ، أَوْ جَاهِلًا ، أَوْ عَامِدًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةٌ وَلَا سُجُودُ سَهْوٍ ، وَأَكْرَهُ لَهُ تَرْكَها عَامِدًا ، وَأُحِبُّ إذَا تَرَكَها فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ أَنْ يَقُولَها فِي غَيْرِهَا ]اهـ .
والدليل على ذلك :
أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُعَلِّمْهَا الْأَعْرَابِيَّ حِينَ عَلَّمَهُ الصَّلَاةَ , وَلَوْ كَانَتْ فَرْضًا لَمْ يُخْلِهِ مِنْ تَعْلِيمِهَا .
قال الشافعي :
وَإِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ آمُرَهُ أَنْ يُعِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَ رَجُلًا مَا يَكْفِيهِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ : [ كَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ ] ( قَالَ ) وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِتَعَوُّذٍ وَلَا افْتِتَاحٍ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ افْتِتَاحَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اخْتِيَارٌ وَأَنَّ التَّعَوُّذَ مِمَّا لَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ إنْ تَرَكَهُ .
القول الثاني :
أنَّ الِاسْتِعَاذَةُ تَجِبُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا .
وبذلك قال ابن حزم :
وَفَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُصَلٍّ أَنْ يَقُولَ إذَا قَرَأَ " أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " لَا بُدَّ لَهُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ ذَلِكَ اهـ .
دليلهم .
الدليل الأول : أَخْذًا بِظَاهِرِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) وهي عامة .
الرد
أن هذا العام مخصوص بحديث الأعرابي كما تقدم ، من كلام الشافعي .
الدليل الثاني : مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على الاستعاذة في الصلاة بعد الاستفتاح وهو ثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين .
الرد(1/1157)
أنَّ كل هذه الآثار دليل على مشروعيتها ، والمشروع يكون مستحبا ويكون واجبا .
والاستدلال به على الوجوب [ مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ السَّلَفِ ، فَقَدْ كَانُوا مُجْمِعِينَ عَلَى أَنَّهُ سُنَّةٌ ] .
القول الثالث ، ومن قال به :
قَالَ الإمام مَالِكٌ : لَا يَتَعَوَّذُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْفَرِيضَةِ , وَلَا التَّطَوُّعِ إلَّا فِي صَلَاةِ الْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ , فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ بِالتَّعَوُّذِ فَقَطْ ثُمَّ لَا يَعُودَ .
الرد عليه :
قَالَ ابن حزم : وَهَذِهِ قَوْلَةٌ لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهَا , لَا مِنْ قُرْآنٍ , وَلَا مِنْ سُنَّةٍ صَحِيحَةٍ وَلَا سَقِيمَةٍ ; وَلَا أَثَرٍ أَلْبَتَّةَ ; وَلَا مِنْ دَلِيلِ إجْمَاعٍ , وَلَا مِنْ قَوْلِ صَاحِبٍ , وَلَا مِنْ قِيَاسٍ ; وَلَا مِنْ رَأْيٍ لَهُ وَجْهٌ اهـ .
المسألة الثالثة : صيغ الاستعاذة وصفة التعوذ .
للاستعاذة أربع صيغ :
أولاها وأفضلها : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَالشَّافِعِيِّ ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى(فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)(النحل: من الآية98) وهو اخْتِيَارُ أَبِي عَمْرٍو ، وَعَاصِمٍ وَابْنِ كَثِيرٍ رحمهم الله .
قال الشافعي : وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
ثانيا : أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وهي رواية عن أَحْمَدَ ، وهي قراءة حَفْصٌ مِنْ طَرِيقِ هُبَيْرَةَ ، لِـ [خَبَرِ أَبِي سَعِيد] وَلِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(فصلت: من الآية36)وَهَذَا مُتَضَمِّنٌ لَزِيَادَةٍ.
ثالثا : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .(1/1158)
وهي رواية أيضا عن أحمد ، وَاخْتِيَارُ نَافِعٍ ، وَابْنِ عَامِرٍ ، وَالْكِسَائِيِّ ، لقوله تعالى (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(فصلت: من الآية36)
رابعا : أَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وهو وَاخْتِيَارُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ، ومُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، لظاهر قوله (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ)(النحل: من الآية98)
قال ابن قدامه : وَهَذَا كُلُّهُ وَاسِعٌ , وَكَيْفَمَا اسْتَعَاذَ فَهُوَ حَسَنٌ اهـ .
قال الشافعي : وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَأَيُّ كَلَامٍ اسْتَعَاذَ بِهِ أَجْزَأَهُ اهـ .
المسألة الرابعة : هل يستعذ قبل القراءة أم بعدها ؟ (زمن الاستعاذة )
لِلْقُرَّاءِ وَالْفُقَهَاءِ فِي مَحَلِّ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ الْقِرَاءَةِ ثَلَاثَةُ أقوال :
أصحها : أَنَّهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ , وَذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ , وَنَفَى صِحَّةَ الْقَوْلِ بِخِلَافِهِ .
وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِـ
بمَا رَوَاهُ أَئِمَّةُ الْقُرَّاءِ مُسْنَدًا عَنْ نَافِعٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ [ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ] . وقد دَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ التَّقْدِيمَ هُوَ السُّنَّةُ .
فقد ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ السَّلَفِ ... الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ .
واَلَّذِينَ نَقَلُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام ذَكَرُوا تَعَوُّذَهُ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ قَبْلَ الْقِرَاءَة ِ .(1/1159)
والِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِنَفْيِ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج:52) فَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ بِتَقْدِيمِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ .
أما [قَوْلُ مَنْ قَالَ : الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْقِرَاءَةِ شَاذٌّ ] وهذا القول مَنْسُوبٌ إلَى مَالِكٍ .
واستدلوا بِظَاهِرِ الْآيَةِ { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ } . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , وَالْفَاءُ هُنَا لِلتَّعْقِيبِ .
قال ابن العربي : انْتَهَى الْعِيُّ بِقَوْمٍ إلَى أَنْ قَالُوا : إنَّ الْقَارِئَ إذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ حِينَئِذٍ يَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ....
وَمِنْ أَغْرَبِ مَا وَجَدْنَاهُ قَوْلُ مَالِكٍ فِي الْمَجْمُوعَةِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ } الْآيَةَ قَالَ : ذَلِكَ بَعْدَ قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ لِمَنْ قَرَأَ فِي الصَّلَاةِ , وَهَذَا قَوْلٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ أَثَرٌ , وَلَا يُعَضِّدُهُ نَظَرٌ ..... وَلَوْ كَانَ هَذَا كَمَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ إنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ لَكَانَ تَخْصِيصُ ذَلِكَ بِقِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ دَعْوَى عَرِيضَةً لَا تُشْبِهُ أُصُولَ مَالِكٍ , وَلَا فَهْمَهُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِسِرِّ هَذِهِ الرِّوَايَةِ .(1/1160)
قَالَ الجصاص: قَوْلُهُ : { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ } يَقْتَضِي ظَاهِرُهُ أَنْ تَكُونَ الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , كَقَوْلِهِ : { فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا }اهـ .
لِأَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ ، وَلَكِنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ ; لِأَنَّ هَذِهِ الْفَاءَ ... لِلْحَالِ كَمَا يُقَالُ :
إذَا دَخَلْتَ عَلَى السُّلْطَانِ فَتَأَهَّبْ . أَيْ : إذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ فَتَأَهَّبْ .
وَقَدْ جَرَتْ الْعَادَةُ بِإِطْلَاقِ مِثْلِهِ ، وَالْمُرَادُ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ
كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا } .
وَقَوْلِهِ : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنْ تَسْأَلَهَا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ بَعْدَ سُؤَالٍ مُتَقَدِّمٍ .
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : { إذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } .
كَمَا قَالَ : { إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ } مَعْنَاهُ , إذَا أَرَدْتُمْ الْقِيَامَ إلَى الصَّلَاةِ , وَكَقَوْلِهِ : إذَا أَكَلْت فَسَمِّ اللَّهَ ; مَعْنَاهُ : إذَا أَرَدْت الْأَكْلَ .
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ } مَعْنَاهُ : إذَا قَرَأْت فَقَدِّمْ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ : إذَا أَرَدْت الْقِرَاءَةَ فَاسْتَعِذْ .
وَكَقَوْلِ الْقَائِلِ : إذَا قُلْت فَاصْدُقْ وَإِذَا أَحْرَمْت فَاغْتَسِلْ يَعْنِي قَبْلَ الْإِحْرَامِ , وَالْمَعْنَى فِي جَمِيعِ ذَلِكَ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ كَذَلِكَ .
قَوْلُهُ : { فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ } مَعْنَاهُ : إذَا أَرَدْت قِرَاءَتَهُ .
وهناك قول ثالث وهو :(1/1161)
أن الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَبَعْدَهَا , ذَكَرَهُ الْإِمَامُ الرَّازِيَّ ، وَنَفَى ابْنُ الْجَزَرِيِّ الصِّحَّةَ عَمَّنْ نُقِلَ عَنْهُ أَيْضًا .
المسألة الخامسة : التعوذ بعد الاستفتاح وليس قبله
قد جاءت النصوص مصرحة بأن التعوذ بعد دعاء الاستفتاح
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [ أَنَّهُ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ (هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ ) ] .
وَقَالَ الْأَسْوَدُ : رَأَيْت عُمَرَ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ يَقُولُ : سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك , وَتَبَارَكَ اسْمُك , وَتَعَالَى جَدُّك , وَلَا إلَه غَيْرُك , ثُمَّ يَتَعَوَّذُ .
المسألة السادسة : هل يتعوذ في الركعة الأولى فقط ، أم يتعوذ في كل ركعة ؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين :
القول الأول وهو الأرجح :
[أن التَّعَوُّذُ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ خَاصَّةً ] ، [وأَنَّهَا تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى ] .
وهو رواية عن أحمد ، وهو قول ابن حزم ، وهو ما رجحه ابن القيم ، وابن حجر والشوكاني ، كما سيأتي .
وهو ما رجحه الزيلعي في نصب الراية .
وعَلَى هَذا ، فإذَا تَرَكَ الِاسْتِعَاذَةَ فِي الْأُولَى لِنِسْيَانٍ أَوْ غَيْرِهِ , أَتَى بِهَا فِي الثَّانِيَةِ .
والدليل على ذلك :
ما رواه مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - قَالَ : [ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا نَهَضَ مِنْ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَلَمْ يَسْكُتْ ] . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ .(1/1162)
ولأَنَّ الصَّلَاةَ جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فَالْقِرَاءَةُ فِيهَا كُلِّهَا كَالْقِرَاءَةِ الْوَاحِدَةِ .
قال الشوكاني : وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ السَّكْتَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ , وَكَذَلِكَ عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ التَّعَوُّذِ فِيهَا وَحُكْمُ مَا بَعْدَهَا مِنْ الرَّكَعَاتِ حُكْمُهَا , فَتَكُونُ السَّكْتَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ مُخْتَصَّةً بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَكَذَلِكَ التَّعَوُّذُ قَبْلَهَا ، وَقَدْ رَجَّحَ صَاحِبُ الْهَدْيِ الِاقْتِصَارَ عَلَى التَّعَوُّذِ فِي الْأَوَّلِ لِهَذَا الْحَدِيثِ اهـ
القول الثاني : يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ .
وهذا هو قول ، أبي حنيفة ، والشَّافِعِيِّ ، والرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عن أحمد .
دليلهم
الدليل الأول : قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } . فَيَقْتَضِي ذَلِكَ تَكْرِيرَ الِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ تَكْرِيرِ الْقِرَاءَةِ .
الرد عليه
قال ابن حجر في التلخيص :
اُشْتُهِرَ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّعَوُّذُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَلَمْ يَشْتَهِرْ فِي سَائِرِ الرَّكَعَاتِ ، أَمَّا اشْتِهَارُهُ فِي الْأُولَى فَمُسْتَفَادٌ مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَأَمَّا عَدَمُ شُهْرَةِ تَعَوُّذِهِ فِي بَاقِي الرَّكَعَاتِ فَإِنَّمَا لَمْ يُذْكَرْ فِي الْأَحَادِيثِ الْمَذْكُورَةِ، لِأَنَّهَا سِيقَتْ فِي دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ .
وَعُمُومُ قَوْلِهِ : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ } يَقْتَضِي الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ فِي ابْتِدَاءِ الْقِرَاءَةِ .(1/1163)
قال الشوكاني : الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي التَّعَوُّذِ لَيْسَ فِيهَا إلَّا أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى اهـ .
الدليل الثاني : وَلِأَنَّهَا مَشْرُوعَةٌ لِلْقِرَاءَةِ , فَتُكَرَّرُ بِتَكَرُّرِهَا , كَمَا لَوْ كَانَتْ فِي صَلَاتَيْنِ .
الرد عليه
قال السرخسي :
وَهَذَا فَاسِدٌ فَإِنَّ الصَّلَاةَ وَاحِدَةٌ فَكَمَا لَا يُؤْتِي لَهَا إلَّا بِتَحْرِيمَةٍ وَاحِدَةٍ فَكَذَا التَّعَوُّذُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ .
المسألة السابعة : هل يتعوذ للسورة التي بعد الفاتحة ؟
قال ابن حزم :
وَلَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ وَالْمُنْفَرِدِ أَنْ يَتَعَوَّذَا لِلسُّورَةِ الَّتِي مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ ; لِأَنَّهُمَا قَدْ تَعَوَّذَا إذْ قَرَآ . وَمَنْ اتَّصَلَتْ قِرَاءَتُهُ فَقَدْ تَعَوَّذَ كَمَا أُمِرَ , وَلَوْ لَزِمَهُ تَكْرَارُ التَّعَوُّذِ لَمَا كَانَ لِذَلِكَ غَايَةٌ إلَّا بِدَعْوَى كَاذِبَةٍ , فَإِنْ قَطَعَ الْقِرَاءَةَ قَطْعَ تَرْكٍ أَوْ أَرَادَ أَنْ يَبْتَدِئَ قِرَاءَةً فِي رَكْعَةٍ أُخْرَى تَعَوَّذَ - كَمَا أُمِرَ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ اهـ .
المسألة الثامنة : هل يسر بالاستعاذة أم يجهر؟
قال السرخسي :
يَتَعَوَّذُ الْمُصَلِّي فِي نَفْسِهِ إمَامًا كَانَ أَوْ مُنْفَرِدًا ; لِأَنَّ الْجَهْرَ بِالتَّعَوُّذِ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ كَانَ يَجْهَرُ بِهِ لَنُقِلَ نَقْلًا مُسْتَفِيضًا .
وَاَلَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله تعالى عنه - أَنَّهُ جَهَرَ بِالتَّعَوُّذِ تَأْوِيلُهُ أَنَّهُ كَانَ وَقَعَ اتِّفَاقًا لَا قَصْدًا أَوْ قَصَدَ تَعْلِيمَ السَّامِعِينَ أَنَّ الْمُصَلِّيَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَوَّذَ كَمَا نُقِلَ عَنْهُ الْجَهْرُ بِثَنَاءِ الِافْتِتَاحِ اهـ .
قال ابن قدامة :(1/1164)
وَيُسِرُّ الِاسْتِعَاذَةَ , وَلَا يَجْهَرُ بِهَا , لَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا اهـ .
قال ابن تيمية :
فِي رَجُلٍ يَؤُمُّ النَّاسَ , وَبَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ يَجْهَرُ بِالتَّعَوُّذِ , ثُمَّ يُسَمِّي وَيَقْرَأُ , وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ ؟
الْجَوَابُ : إذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَحْيَانًا لِلتَّعْلِيمِ وَنَحْوِهِ , فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ , كَمَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَجْهَرُ بِدُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ مُدَّةً , وَكَمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَجْهَرَانِ بِالِاسْتِعَاذَةِ أَحْيَانًا .
وَأَمَّا الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْجَهْرِ بِذَلِكَ فَبِدْعَةٌ , مُخَالِفَةٌ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَجْهَرُونَ بِذَلِكَ دَائِمًا , بَلْ لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ جَهَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ .
المسألة التاسعة : هل يتعوذ المأموم ؟
قال ابن قدامة :
إنْ كَانَ فِي حَقِّهِ قِرَاءَةٌ مَسْنُونَةٌ , وَهُوَ فِي الصَّلَوَاتِ الَّتِي يُسِرُّ فِيهَا الْإِمَامُ , أَوْ الَّتِي فِيهَا سَكَتَاتٌ يُمْكِنُ فِيهَا الْقِرَاءَةُ , اسْتَفْتَحَ الْمَأْمُومُ وَاسْتَعَاذَ , وَإِنْ لَمْ يَسْكُتْ أَصْلًا , فَلَا يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ , وَإِنْ سَكَتَ قَدْرًا يَتَّسِعُ لِلِافْتِتَاحِ فَحَسْبُ , اسْتَفْتَحَ وَلَمْ يَسْتَعِذْ .
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ : قُلْت لِأَحْمَدَ : سُئِلَ سُفْيَانُ أَيَسْتَعِيذُ الْإِنْسَانُ خَلْفَ الْإِمَامِ ؟ قَالَ : إنَّمَا يَسْتَعِيذُ مَنْ يَقْرَأُ . قَالَ أَحْمَدُ : صَدَقَ .(1/1165)
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا : إنْ كَانَ مِمَّنْ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } .
وَذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ فِيهِ رِوَايَاتٌ أُخْرَى , أَنَّهُ يَسْتَفْتِحُ وَيَسْتَعِيذُ فِي حَالِ جَهْرِ الْإِمَامِ ; لِأَنَّ سَمَاعَهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ قَامَ مَقَامَ قِرَاءَتِهِ , بِخِلَافِ الِاسْتِفْتَاحِ وَالِاسْتِعَاذَةِ . وَالصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَاه اهـ .
المسألة العاشرة : هل يستعيذ المسبوق؟
قال ابن قدامة :
وَالْمَسْبُوقُ إذَا أَدْرَكَ الْإِمَامَ فِيمَا بَعْدَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى لَمْ يَسْتَفْتِحْ , وَأَمَّا الِاسْتِعَاذَةُ , فَإِنْ قُلْنَا : تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى . لَمْ يَسْتَعِذْ .... نَصَّ عَلَى هَذَا أَحْمَدُ .
وَإِنْ قُلْنَا : يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ . اسْتَعَاذَ ; لِأَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ قِرَاءَةِ كُلِّ رَكْعَةٍ , فَإِذَا أَرَادَ الْمَأْمُومُ الْقِرَاءَةَ اسْتَعَاذَ ; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } اهـ .
المسألة الحادية عشر : إِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ .
قال ابن قدامة :
وَإِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ , لَمْ يَأْتِ بِهَا فِي تِلْكَ الرَّكْعَةِ ; لِأَنَّهَا سُنَّةٌ فَاتَ مَحِلُّهَا اهـ .
المسألة الثانية عشر : هل يتعوذ إذا قطع القراءة ؟
قال ابن مفلح :(1/1166)
إِنْ قَطَعَهَا قَطْعُ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ عَلَى أَنَّهُ لَا يَعُودُ إلَيْهَا أَعَادَ التَّعَوُّذَ إذَا رَجَعَ إلَيْهَا , وَإِنْ قَطَعَهَا بِعُذْرٍ عَازِمًا عَلَى إتْمَامِهَا إذَا زَالَ عُذْرُهُ كَفَاهُ التَّعَوُّذُ الْأَوَّلُ , وَإِنْ تَرَكَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فَيَتَوَجَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا ثُمَّ يَقْرَأُ ; لِأَنَّ وَقْتَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِلِاسْتِحْبَابِ فَلَا يَسْقُطُ بِتَرْكِهَا إذَنْ ; وَلِأَنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِي ذَلِكَ , أَمَّا لَوْ تَرَكَهَا حَتَّى فَرَغَ سَقَطَتْ لِعَدَمِ الْقِرَاءَةِ اهـ .
وفي الموسوعة الفقهية :
إذَا قَطَعَ الْقَارِئُ الْقِرَاءَةَ لِعُذْرٍ , مِنْ سُؤَالٍ أَوْ كَلَامٍ يَتَعَلَّقُ بِالْقِرَاءَةِ , لَمْ يُعِدْ التَّعَوُّذَ لِأَنَّهَا قِرَاءَةٌ وَاحِدَةٌ . وَفِي
( مَطَالِبِ أُولِي النُّهَى ) : الْعَزْمُ عَلَى الْإِتْمَامِ بَعْدَ زَوَالِ الْعُذْرِ شَرْطٌ لِعَدَمِ الِاسْتِعَاذَةِ ، أَمَّا إذَا كَانَ الْكَلَامُ أَجْنَبِيًّا , أَوْ كَانَ الْقَطْعُ قَطْعَ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ فَإِنَّهُ يُعِيدُ التَّعَوُّذَ , قَالَ النَّوَوِيُّ : يُعْتَبَرُ السُّكُوتُ وَالْكَلَامُ الطَّوِيلُ سَبَبًا لِلْإِعَادَةِ اهـ .
المسألة الثالثة عشر :
خطأ قول القائل : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
لأن الله لم يقل ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) إنما قال الآية ، وأمر بالاستعاذة .والله تعالى أعلم .
خاتمة
هذا آخر ما فتح الوهاب به من الكلام على الاستعاذة ، وأسأل الله أن يفتح علينا بفهم كتابة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
فرغ من كتابته الفقير إلى عفو ربه ومغفرته وفضله
إسلام منصور عبد الحميد
عند السحر قبل صلاة الفجر ليلة الجمعة
19 / شوال / 1425 هـ .
3/ 12 / 2004 مـ
مصر / القاهرة
EMAIL: ima778@hotmail.com
---
جمال حسني الشرباتي
12-07-2004, 05:45 PM
إسلام(1/1167)
ملاحظات قارىء هل تقبلها؟؟؟
1-قولك((- قال تعالى:{ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ }[الواقعة: 79] فالقلب إذا تعلق بغير الله ، واللسان إذا جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بدّ من استعمال الطهور، فلما قال: { أَعُوذُ بِاللَّهِ } حصل الطهور، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: { بِسْمِ اللَّهِ}.
أظن أنه لا محل له في موضوعك---وإن كان رايك مخالفا فوضح
2- خطأ طباعي((- وجود والشياطين وأن لهم حقيقة ، فلولا أن للشياطين حقيقة ما أمر الله بالستعاذة منهم .
3-قولك((18- محاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر؛ ))أظن أن الأولى أن تغيره خوفا من تمييع فكرة الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام
4-قلت((23- الشيطان اسم، والرجيم صفة، )) هل يمكن أن تقول أن الشيطان صفة لأبليس أيضا ولشهرتها صارت إسما---كإسم عائلة " السقا " مثلا
5-قولك((خطأ قول القائل : قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
لأن الله لم يقل ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) إنما قال الآية ، وأمر بالاستعاذة .والله تعالى أعلم .))فأن مقصود القائلين بذلك هو(((بعد قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)))
ولا يقصد أن الله قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال بعدها الآية التي تبعتها
هذه ملاحظات وإن رغبت أكملت
---
إسلام بن منصور
12-07-2004, 06:38 PM
نعم أخي الحبيب أكمل بارك الله فيك ، وتقبل الله منك ، وسأنتظر بدون أي تعليق حتى تنتهي أو يتنهي الأخوه المعلقون الناصحون ، وأشهد الله -سبحانه وتعالى - أني أحبك وكل من تقدم لي بالنصح فالدين النصيحة وهي واجبة على من استنصحك ، فجزاك الله خيرا .
---
جمال حسني الشرباتي
12-07-2004, 10:18 PM
ملاحظة أخرى قيمة
هل تنوي يا اخ إسلام أن تجعل تفسيرك ملتزما فقط بالفقه الحنبلي؟؟
إذ أراك تكثر النقل من إبن قدامة على جلال قدره(1/1168)
وبذلك تكون كالقاضي إبن العربي الذي وضع أحكام القرآن بحسب الفقه المالكي
---
إسلام بن منصور
02-18-2005, 04:57 PM
لا زلت بانتظار تعليقاتكم وتوجيهاتكم ، وخآصة الشيخ الطيار
---
(1/1169)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل
---
: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل
---
أبو علي
05-17-2004, 11:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ...).
وقال تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد).
الحياة الدنيا تتكون من مرحلتين : مرحلة الخلق ومرحلة النشأة.
أما مرحلة الخلق فهي مرحلة التكوين التي كنا فيها أجنة في بطون أمهاتنا، كنا أرواحا بلا وعي.
والمرحلة الثانية هي مرحلة النشأة وهي التي تبتدئ منذ ولادة الإنسان
أميا لا يعلم شيئا إلى أن يبلغ أشده ثم يصير شيخا إلى أن يموت.
ثم إن للإنسان حياة أخرى بعد الموت يخلقه الله مرة أخرى.
الحكمة تقتضي أن يضرب الله الأمثال للإنسان في هذه المراحل السابقة.
والمسيح بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ضرب مثلا لبني إسرائيل في الخلق الآخر للإنسان (النشأة الأخرى بعد الموت) وفي ذلك بيان أن الرسالة قد ختمت لبني إسرائيل.
أما نحن فالمسيح بن مريم ضرب لنا مثلا في الخلق الأول (تكوين الإنسان) ، فهو روح ضرب مثلا للإنسان وهو جنين في بطن أمه.
ولا بد لذلك الجنين أن يولد ، والولادة مصدقة للحمل، قد يرتاب الناس في أمر الرضيع الذي لم يروا أمه حاملا به ، أما إذا كانوا قد رأوا أمه حاملا به فإن قيل لهم إن فلانة التي كانت حاملا قد ولدت غلاما فذلك يقين لا يمار ى فيه. وهذا معنى نفهم منه (تصديقا لما بين يديه).
ذلك الإنسان الذي ولد أميا لا يعلم شيئا ضرب الله بمحمد مثلا له.
ما هو المثل الأعلى للرحمة عند الإنسان؟(1/1170)
لا شك أن رحمة الوالدين هي المثل الأعلى للرحمة عند الإنسان ، فمن الحكمة أن يضرب الله المثل لرحمته بالمثل الأعلى للرحمة عند الإنسان ألا وهي رحمة الوالدين.
الوالد حين يولد له ولد يفرح به ويسعى لتربيته أحسن تربية وكل همه وهدفه أن يتعلم ابنه أو ابنته أحسن تعليم ليكون ناجحا في حياته وليكون محمدا من الناس.
كذلك رحمة الله بهذا الإنسان الذي ولد أميا قال له ربه : إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم)، علمه الكتاب والحكمة ليكون محمدا عند العالمين، وسماه محمدا ليطابق الوصف الإسم.
وإذا كان أول ما يقرأ من الكتاب هو عنوانه فإن ( إقرأ باسم ربك ...)
هي أول ما نزل وأول ما قرئ) فحق أن يكون عنوان الكتاب (القرآن).
وإذا كان عنوان الكتاب يعبر عن مضمونه فإن ما يتضمنه القرآن يتلخص في الخمس آيات الأولى التي أنزلت أولا .
إذن فهذه بعض آيات الله في الأنفس ، والحكمة هي التي بينتها لنا،
إنه تساؤل طرحه العقل فوجد أن الله قد أجاب على تساؤلاته.
فالحكمة تفترض أن يضرب الله المثل للإنسان في نفسه في أطوار خلقه ونشأته ثم في خلقه خلقا آخر بعد الموت.
أما المثل في خلقه فضرب الله المسيح مثلا للإنسان وهو روح في عالم الأجنة.
وأما المثل في نشأته فضرب الله محمدا مثلا للإنسان يولد أميا لا يعلم شيئا ثم يتعلم.
وأما المثل في الخلق الآخر بعد الموت فسيضربه الله بعودة المسيح إلى الأرض .
بقي مثل آخر إذا استخدم الانسان عقله وفكر جيدا فسيتنبأ هو بنفسه بهذا المثل ، وسيجد أن النبي الخاتم قد تنبأ به.
هناك آيات أخرى في الأنفس ، وهناك آيات أخرى في الآفاق ، ولو ازداد الإنسان حكمة لتنبأ بنفسه أن النبي الخاتم يجب أن يولد حوالي 570 ميلادية.(1/1171)
ولو رجعنا إلى ما قبل المسيح لنبأتنا الحكمة برسول يأتي إلى بني إسرائيل يجب أن يولد من عذراء ومن آياته إحياء الموتى بإذن الله ويؤتى القدرة على خلق أشياء بإذن الله.
ولنبأتنا الحكمة برسول خاتم إلى العالمين ، وأن هذا الرسول ينبغي أن يكون اسمه من الحمد ، ولنبأتنا الحكمة بمكان ظهوره واسم كتابه وكل التفاصيل.
وبعد ذلك تنبئنا الحكمة بزمن ظهور البينات إلى الناس كافة.
بقي أن أتم موضوع ( ولتعلمن نبأه بعد حين) ، وموضوع اليوم كان علي أن أضيفه هناك إلا أنني جعلته مستقلا.
---
(1/1172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يدلني على نماذج مصورة للمخطوطات المغربية الموجودة بالخزانات المغربية
---
من يدلني على نماذج مصورة للمخطوطات المغربية الموجودة بالخزانات المغربية
---
مسلم المحمدي
04-04-2007, 05:52 PM
من يدلني على نماذج مصورة للمخطوطات المغربية الموجودة بالخزانات المغربية
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى. وعلى راسهم سيدنا المخنار المصطفى. صلوات الله وسلامه عليه. عدد الحيتان في الابحار. وعدد الاوراق في الاشجار. وعدد النسائم في الابحار.
وبعد. فانا مهتم بدراسة المخطوط المغربي. من حيث المبنى .أي دراسة تطور الخط المغربي. منذ طور النشاة الى طور الازدهار . ولا أخفيكم انني الان في السنة الاخيرة. من أصل الخمس سنوات. لتهيئ الدكتوراه. وقد تحصل لدي الكثير من المخطوطات المغربية. كنماذج للدراسة. لكن للاسف كل ذلك من خلال شبكات الانترنيت. .اما الخزانات المغربية. فانا اعل.م والكل يعلم. انها تكتنف بين رفوفها الكثير. من الذخائر النادرة. التي مازال لم يكتب لها الانعتاق. بسبب بيروقراطية بعض الساهرين عليها. لهذا فالمرجو ممنكان لديه بعض النماذج النادرة. من تلك المخطوطات. ان يكرمني بها. وله جزيل الاجر والثواب.
و للاشارة فقط فموضوع بحثي هو.
الخط المغربي واقلامه. .دراسة فنية وتاريخية من خلال التراث المخطوط.بالمغرب
واحيطكم علما. انه لم يبقى لدي الا 7 اشهر. كحد اقصى لتقديم اطروحة البحث. قصد المناقشة. لذا المرجو منكم بموافاتي. بهذه النماذج في اقرب وقت ممكن.
واتعهد انشاء الله بعد المناقشة. بوضع محتويات اطروحتي المتواضعة بهذا المنتدى المبارك.(1/1173)
والتي قد تكون اول اطروحة في المغرب. حسب علمي. تهتم بدراسة الخط المغربي. تاريخيا وفنيا. و ان كانت هنالك مجموعة من المقالات. والابحاث التي هتمتابهذا الموضوع .ولكن اهتماما غير شمولي.
بريدي الالكتروني كالتالي
ANNAFSOZZAKKIA@HOTMAIL.COM
---
أبو حذيفة
04-06-2007, 11:49 PM
الأخ الفاضل يمكنك زيارة الجامعة الإسلامية بالمدينة أو غيرها من الجامعات ، وبمجرد القراءة في فهرس المخطوطات ستجد العدد الكبير جداً من المخطوطات التي كتبت بخط مغربي .فأسرع قبل انتهاء المدة المحددة
---
(1/1174)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ( إياك نعبد وإياك نستعين ) صوت
---
( إياك نعبد وإياك نستعين ) صوت
---
خالد الشبل
07-06-2003, 06:17 AM
سورة الفاتحة (http://tokklt.jeeran.com/fate7h.swf)
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2003, 07:02 AM
جزاك الله خيراً أبا عبدالله على هذه المشاركة الثمينة جداً ، فما أحوجنا إلى مثل هذه العبرة !
حفظ الله الشيخ سعود وبارك فيه وفي علمه ، فما أطيب الصلاة وراءه ، والاستماع إلى قراءته لكلام الله جل وعلا.
سقى الله تلك البقاع صوب الغمام ! فما أشد الشوق ، وما أمر الفراق !
---
عبدالله بن بلقاسم
07-07-2003, 11:37 PM
جزاك الله خيرا
قال صلى الله عليه وسلم
ــ ( ــ أحسن الناس قراءة _:_ الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله _._
قال الألباني رحمه الله
(صحيح) انظر حديث رقم: 194 في صحيح الجامع.
_
---
عوض احمد الشهري
07-08-2003, 07:21 AM
جزاك الله خيراً أخي خالد على هذه المشاركة الرائعة فكما ذكر الشيخ /عبد الرحمن ماأحوجنا لمثل هذه العبرة.
وبمناسبة هذه الوقفة الإيمانية أذكر نفسي بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم(لايلج النار أحد بكى من خشية الله
تعالى حتى يعود اللبن في الضرع) رواه الترمذي وقال:حسن صحيح.
وأستغر الله أن نزكي أحداً على الله ونشهد الله أنا نحب الشيخ/ سعود الشريم في الله سبحانه.
---
ابن رواحة
07-23-2003, 05:45 AM
أحييت قلوبنا ... أحيا الله قلبك... وغفر ذنبك.........
---
خالد الشبل
07-23-2003, 03:30 PM
أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن الشهري ، حفظه الله.
أخي الكريم الشيخ عبد الله بلقاسم ، وفقه الله.
أخي المبارك الشيخ عوض الشهري ، سلمه الله.
أخي الكريم الشيخ ابن رواحة ، رضي الله عنه :)
أشكركم على مروركم ، وحسن دعائكم ، وأسأل الله لي ولكم دعوة أخينا ابن رواحة.
خالد
---
التائب الى الله
07-28-2003, 02:21 PM(1/1175)
فعلا ما احوجنا 0000ومن لنا الا هو سبحانه وتعالى
لا اله الا الله وحده لا شريك له اسنغفره واتوب اليه00000
اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وكل عمل يقربنا الى حبك 00000
جزى لله الشيخ خيرا وكذلك انت اخي في الله (( احيكم في الله جميعا ))
---
خالد الشبل
09-13-2003, 12:18 AM
بارك الله فيك أخي التائب إلى الله ، وأعتذر إليك عن تأخري بالرد لانقطاعي عن المنتدى.
رزقنا الله وإياك التوبة إليه . ( وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) .
---
(1/1176)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملخص في منهج الطبري في تفسيره
---
ملخص في منهج الطبري في تفسيره
---
مساعد الطيار
04-23-2003, 05:55 PM
الإخوة الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأقدم لكم ملخصًا موجزًا يصف طريقة ابن جرير في كتابه ، وهو من باب التذكرة ، إذ الكلام المفصل على منهج هذا الإمام لا يحتمله هذا المقام ، وما لا يُدركُ كله لا يُترك جُلُّه من أجل عدم إدراك الكلِّ .
أملى ابن جرير كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن على تلاميذه من سنة ( 283 ) إلى سنة ( 290 ) ، ثمَّ قُرئ عليه سنة ( 306 ) ، وقد أطبق العلماء على الثناء على كتابه .
وقد قدَّمَ الطبريُّ لتفسيرِه بمقدمة علميَّةِ حشدَ فيها جملة من مسائل علوم القرآن ، منها : اللغة التي نزل بها القرآن والأحرفُ السبعة ، والمعربُ ، وطرق التفسيرِ ، وقد عنون لها بقوله : ( القول في الوجوه التي من قِبَلِها يُوصلُ إلى معرفةِ تأويلِ القرآنِ ) ، وتأويل القرآنِ بالرأي ، وذكر من تُرضى روايتهم ومن لا تُرضى في التَّفسيرِ .
ثمَّ ذكر القولَ في تأويلِ أسماء القرآنِ وسورِه وآيه ، ثمَّ القول في تأويلِ أسماء فاتحة الكتابِ ، ثمَّ القول في الاستعاذةِ ، ثُمَّ القول في البسملةِ .
ثمَّ ابتدأ التفسيرَ بسورة الفاتحة ، حتى ختم تفسيرَه بسورةِ النَّاسِ .
ـ كان يُجزِّئ الآيةَ التي يُريدُ تفسيرَها إلى أجزاء ، فيفسرها جماة جملة ، ويعمدُ إلى تفسير هذه الجملة ، فيذكر المعنى الجملي لها بعدها ، أو يذكره أثناء ترجيحه عن كان هناك خلاف في تفسيرها .
ـ إذا لم يكن هناك خلاف بين أهل التأويل فسَّر تفسيرًا جُمْلِيًا ، ثم قال : وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .(1/1177)
ـ وإذا كان بين أهل التأويل خلاف ، فقد يذكر التفسير الجملي ، ثم ينص على وجود الخلاف ، ويقول : واختلفَ أهلُ التَّأويلِ في تأويلِ ذلكَ ، فقال بعضهم فيه نحوَ الذي قلنا فيه
ـ وقد يذكر اختلاف أهل التأويل بعد المقطع المفسَّرِ مباشرةً ، ثمَّ يذكر التفسير الجملي أثناء ترجيحه .
ـ ومن عادته أن يُترجمُ لكل قولٍ بقوله : فقال بعضهم …. ، ثمَّ يقول : ذكر من قال ذلك ، ثمَّ يذكر أقوالهم مسندًا إليهم بما وصله عنهم من أسانيد . ، ثمَّ يقول : وقال غيرهم ، وقال آخرون … ، ثمَّ يذكر أقوالهم ، فإذا انتهى من عرضِ أقوالِهم ، رجَّحَ ما يراه صوابًا ، وغالبًا ما تكون عبارته : قال أبو جعفر : والقول الذي هو عندي أولى بالصواب ، قول من قال ، أو يذكر عبارة مقاربةً لها ، ثمَّ يذكر ترجيحَه ، ومستندَه في الترجيحِ ، وغالبًا ما يكون مستندُه قاعدةً علميَّة ترجيحيَّةً ، وهو مما تميَّزَ به في تفسيرِه .
ـ اعتمدَ أقوال ثلاث طبقات من طبقات مفسري السلف ، وهم الصحابة والتابعون وأتباع التابعين ، ولم يكن له ترتيب معيَّن يسير عليه في ذكر أقوالهم ، وإن كان يغلب عليه تأخير الرواية عن ابن زيد ( ت : 182 ) .
ـ ويحرص على ذكر ما ورده عنهم بالإسناد إليهم ، ولو تعدَّدت الأسانيد في القول الواحد .
ـ وقد يورد قول الواحد منهم ويعتمده إذا لم يكن عنده غيره .
ـ ولم يخرج في ترجيحاته عن قول هذه الطبقات الثلاث إلا نادرًا ، وكان شرطه في كتابه أن لا يخرج المفسر عن أقوال هذه الطبقات الثلاث ( ينظر : تفسير الطبري ، ط : الحلبي 1 : 41 ) .
ـ ولهذا ردَّ أقوال أهل العربية المخالفة لأقوال السلف أدنى مخالفةٍ ، ولم يعتمد عليها إلا إذا لم يرد عن السلف في مقطع من مقاطع الآية شيء ( ينظر تفسيره للواو في قوله ( والذي فطرنا ) فقد اعتمد ما ذكره الفراء من احتمالات ) .(1/1178)
وإذا ذكر علماء العربية فإنه لا يذكر أسماءهم إلا نادرًا ، وإنما ينسبهم إلى علمهم الذي برزوا فيه ، وإلى مدينتهم التي ينتمون إليها ، كقوله : » قال بعض نحويي البصرة « .
وغالب ما يروي عنهم مما يتعلق بالإعراب .
ـ اعتمد الطبري النظر إلى صحة المعنى المفسَّرِ به ، وإلى تلاؤمه مع السياق ، وقد كان هذا هو المنهج العامَّ في تفسيره ، وكان يعتمد على صحة المعنى في الترجيح بين الأقوال .
ـ وكان لا يبين درجة إسناد الآثار إلا نادرًا ، ولم يكن من منهجه نقد أسانيد التفسير ، كما أنه لم يعمد إلى ما يقال من طريقة : من أسندك فقد أحالك .
ـ وكان ـ في الغالب ـ لا يفرق بين طبقات السلف في الترجيح ، وقد يقدم قول أتباع التابعين أو التابعين على قول الصحابي .
ـ وإن كان في بعض المواطن يقدم قول الصحابة ، خصوصًا فيما يتعلق بالنُّزول.
ـ يقدم قول الجمهور على قول غيرهم ، وقد يعدُّه إجماعًا ، ويَعُدُّ القول المخالف لهم شاذًّا .
ـ يَعُدُّ عدم قول السلف بقولٍ دلالة على إجماعهم على تركه ، ويرجح بهذه الحجة عنده .
ـ لم يلتزم بالأخذ بقول الصحابي في الغيبيات .
ـ لم يُعْرِضْ عن مرويات بني إسرائيل لأنه تلقاها بالآثار التي يروي بها عن السلف ، وقد يبني المعنى على مجمل ما فيها من المعنى المبيِّن للآية ( ينظر : تفسير الطبري ، ط : الحلبي : 1 : 274 ) .
ـ يؤخر أقوال أهل العربية ، ويجعلها بعد أقوال السلف ، وأحيانًا بعد ترجيحه بين أقوال السلف .
ـ لا يقبل أقوال اللغويين المخالفة لأقوال السلف ، ولو كان لها وجه صحيح في المعنى .
هذا ما أردت التنبيه عليه من منهج الطبري ، وقد بقي بعض المسائل لعل الله أن يمن بكتابتها ـ خصوصًا ما يتعلق بالقراءات ـ والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2003, 07:04 PM
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم ، فقد أشرت إشارات بديعة ، تبصرةً للمنتهي ، وتذكرةً للمنتهي.(1/1179)
ولا زلنا ننتظر بقية الإشارات حول منهج هذا الإمام الذي لم يظفر إلى الآن بدراسة شاملة لكتابه في التفسير على كثرة ما كتب حوله حسب ما رأيت وقرأت.
وكم كنت أتمنى أن يتم الكتاب الذي وعد به الشيخ محمود محمد شاكر في بداية تحقيقه لكتابه ، حيث وعد بأن يكتب كتاباً مستقلاً يبين فيه منهج ابن جرير الطبري في التفسير ولكن حالت دون ذلك حوائل ، ومات رحمه الله ، وما رأينا ذلك الكتاب ، وقديماً قيل : كمْ قطعَ تطلبُ الكمال ، الكثيرَ من جلائل الأعمال.
وأذكر هنا فائدة حول تفسير الطبري :
وهي أنك تجد في تفسيره كلاماً في اللغة قل أن تظفر به في كتب اللغة العربية ومعاجمها. وأضرب لذلك مثالاً عند تفسيره للآية رقم (79) من سورة آل عمران في تفسير قوله تعالى :(ولكن كونوا ربانيين) بعد ذكره لأقوال المفسرين .
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب في (الربانيين) أنهم جمع (ربَّاني) ، وأن الرَّبانيِّ المنسوب إلى (الرَّبَّان) ، الذي يرُبَّ الناس ، وهو الذي يصلح أمورهم ، ويربها ، ويقوم بها ... فإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا = وكان الرَّبَّانُ ما ذكرنا ، والرَّبَّانيُّ هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ = وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين يربُّ أمور الناس ، بتعليمه إياهم الخير ، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم = وكان كذلك الحكيم التقي لله ، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وليه المقسطون من المصلحين أمور الخلق ، بالقيام فيهم بما فيه صلاح عاجلهم وآجلهم ، وعائدة النفع عليهم في دينهم ، ودنياهم = كانوا جميعاً يستحقون أن يكونوا ممن دخل في قوله عز وجل :(ولكن كونوا رَبَّانيينَ).
فالرَّبَّانيُّونَ إذاً ، هُم عِمَادُ النَّاسِ في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا.
ولذلك قال مجاهد : (وهمْ فوق الأَحبارِ) ؛ لأن الأحبار هم العلماء.(1/1180)
والرباني الجامع إلى العلم والفقه ، البصر بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية ، وما يصلحهم في دنياهم ودينهم. أ.هـ.
وقد علَّق على هذا الكلام الشيخ أبو فهر محمود محمد شاكر رحمه الله بقوله : هذا التفسير قلَّ أن تجده في كتاب من كتب اللغة ، وهو من أجود ما قرأت في معنى الرباني ، وهو من أحسن التوجيه في فهم معاني العربية ، والبصر بمعاني كتاب الله. فرحم الله أبا جعفر رحمة ترفعه درجات عند ربه.
قلتُ : ورحمَ الله الشيخ أبا فهرٍ فقَلَّ مَن يتنبهُ لفضل أمثالِ هؤلاءِ الأئمةِ ، وقديماً قيل: لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أبو حاتم
04-25-2003, 05:54 AM
للرفع
---
أم عاصم
07-09-2005, 04:40 AM
لقد ذكر الطبري روايات دون أن يمحصها أو يقف منها موقف الناقد البصير.
ومن الأمثلة على ذلك رواية ذكرها في مقدمة تفسيره ولم يعلق عليها بشيء، وهي:
"حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: حدثنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب: أن الذي ذكر الله تعالى ذِكره [أنه قال] ?إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ?[النحل: 103] إنما افتُتِن أنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سميعٌ عليمٌ، أو عزيزٌ حكيمٌ، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الوحي، فيستفهمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيقول: أعزيزٌ حكيمٌ، أو سميعٌ عليم أو عزيز عليم؟ فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّ ذلك كتبت فهو كذلك». ففتنه ذلك، فقال: إن محمدا وكَلَ ذلك إلي فأكتبُ ما شئتُ. وهو الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة ".
فأين قدسية القرآن حين يكون لهذا الكاتب اختيار ما شاء من العبارات المذكورة لكتابتها؟؟
وكيف لم يَشُكّ الطبري في صحة هذه الرواية، التي تعارض مبدأ حفظ القرآن من التحريف؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي(1/1181)
07-09-2005, 05:00 AM
الذي يظهر للمتتبع لتفسير ابن جرير أنه رحمه الله يهتم بإيراد الروايات أكثر من اهتمامه بتمحيصها - أي من جهة السند - . بل إنه يبني على هذه الرويات تفسيره ولو كان فيها ما فيها من النكارة أو الغراية خاصة إذا اتفقت على معنى واحد . أما إذا تعددت معانيها فإنه يجتهد في الموازنة بينها ، ويقوم بتمحيصها . هذا منهجه الغالب .
---
(1/1182)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صدر حديثاً : الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة
---
صدر حديثاً : الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة
---
أبومجاهدالعبيدي
09-23-2003, 01:03 AM
صدرت هذه الموسوعة قريباً ، وهي من سلسلة إصدارات الحكمة بإشراف وليد أحمد الحسين الزبيري ، وشاركه في إعدادها فريق عمل مكون من :
إياد بن عبد اللطيف القيسي
مصطفى بن قحطان الحبيب
بشير بن جواد القيسي
عماد بن محمد البغدادي
وهي مكونة 3863 ترجمة للأعلام المفسرين والمقرئين والنحويين واللغويين من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم .
وهي في ثلاث مجلدات كبار في أكثر من 3138 صفحة .
نفع الله بها ، وقد اشتريتها اليوم من مكتبة المؤيد بالرياض بمبلغ مائة ريال
---
العبادي
09-30-2003, 02:19 AM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ..
كتاب جدير بالشراء حقاً ...4 [COLOR=crimson]
---
العبادي
10-01-2003, 12:44 AM
أخي الكريم ..
وجدت هذا الكتاب بطبعة دار ابن الجوزي وسعر مائة وعشرين ريالا في مكتبة العبيكان .. هل هي نفس الطبعة أو مختلفة عن التي عندك ؟
أرجو سرعة الإجابة ..وجزاك الله خيرا
---
(1/1183)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > بسم الله أبدأ
---
بسم الله أبدأ
---
الطبيب
01-02-2006, 11:51 AM
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته ،،،
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك الذي لطالما تمنيت أن أكون عضواً فيه، حتى تلقيت هذا اليوم رسالة على بريدي تفيدني بتفعيل طلبي للاشتراك ... فالحمد لله أولاً وآخراً.
بعد ذلك ، أحببت أن أشارك بشيء يفيد الملتقى (ولو كان صغيراً) فأنا متلهف للمشاركة في هذا الملتقى بأسرع ما يمكن -لحصول الفائدة-.
و هذه المشاركة عبارة عن اقتراحات يسيرة (شكلية) للملتقى ، فبسم الله أبدأ:
ملفات برنامج الملتقى من الواضح أنها (معرّبة) غير أن التعريب في بعض الفقرات ليس كاملاً، خصوصاً في رسائل الخطأ للتسجيل ونحوه وقد يكون هناك عبارات أخرى لم تعرّب، فحبذا الانتباه لذلك خصوصاً أنه أمر كما لا يخفى على أمثالكم يسير جداً.
مما يتميز به الملتقى وجود عدد كبير من الكتب على صيغة وورد وغيره، فلو جمعت هذه الكتب وصنِّفت ووضعت في ملف تنفيذي (exe) واحد تكون به مميزات البحث المتقدّم وقابلية الإضافات المستقبلية وغير ذلك من الأمور الفنية، وكل فترة يكون هناك إصدار جديد من هذا البرنامج الخاص بالملتقى. والله تعالى أعلم
---
(1/1184)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأخلاق والعبادة في القرآن
---
الأخلاق والعبادة في القرآن
---
سليمان داود
06-16-2004, 10:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
هكذا خاطب الباري جل وعلا خير خلقه بقوله:( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ
عَظِيمٍ )القلم/4.
ولهذا اصطفاه سبحانه وتعالى من بين قومه جميعًا؛ ليكون رسوله إليهم، فقال جل
جلاله:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا )
الأحزاب/45- 46.
وفي الآية الثانية من هاتين الآيتين الكريمتين شبهه- عليه الصلاة والسلام-
بالشمس ( سراجًا )، والقمر(منيرًا). فالشمس ينحصر ظهورها نهارًا، والقمر
ليلاً، فكان رسول الله أعظم أثرًا؛ لأن هديه هو:( سنته )، والنور هو:( كتاب
الله )، الذي بلغه للبشر، ونورهما دائم ليلاً ونهارًا، حتى قيام الساعة.
ولن أتحدث في هذه الكلمة الموجزة عن أنواع الثناء، التي أثنى بها الباري جل
وعلا على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ولكنني سأتحدث عن الأخلاق في القرآن
الكريم بوجه عام، وأشير إلى اقترانها بالعبادة في سياق الآيات؛ لكي نتعرف من
خلال ذلك على مدى اهتمام القرآن الكريم بمكارم الأخلاق، التي كان يتحلى بها
العرب في جاهليتهم، والتي أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ليتممها !!
ومن هنا يظهر لنا الهدف الأول لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو تتميم
مكارم الأخلاق، كما أخبر- عليه أفضل الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله:( إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق ).
وعندما دعا سيدنا إبراهيم ربه، قال:( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً
مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ).(1/1185)
لاحظوا معي: كيف قدم- عليه السلام- تعليم الكتاب والحكمة على التزكية!!
ولكن عندما قال الباري عز وجل:( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ
يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ )
نلاحظ أنه سبحانه وتعالى قدم التزكيه( حسن الخلق ) على تعليم الكتاب والحكمة!!!
فقد وضع الله التزكيه قبل تعليم الكتاب ( القرآن( ، والحكمة ( أحاديث النبي(
( أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يَألفون ويُؤلفون )!!!
بهذا القول أجاب عليه الصلاة والسلام قومه، بعد أن سألهم قائلاً:( ألا أخبركم
بأحبكم إلي، وأقربكم مني مجالس يوم القيامة ). كررها ثلاث مرات. فقالوا: من يا
رسول الله! قال :أحاسنكم أخلاقًا00 الحديث.
فقد كان يدعو- عليه الصلاة والسلام- بقوله:" اللهم اهدني لأحسن الأخلاق ".
حتى إذا نظر في المرآة، كان يدعو، ويقول:" اللهم كما أحسنت خلقي فحسن خلقي "
بل ضمِن- عليه الصلاة والسلام- بقصر بأعلى الجنة لمن حسن خلقه. فقد قال- عليه
الصلاة والسلام-:" أنا زعيم (ضامن) ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ".
تأمل معي قول الله تعالى:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ
فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
(3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ
وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
(9(
ثم لاحظ هذا التسلسل، والتناوب في آيات سورة المؤمنين، تجد أن الله سبحانه(1/1186)
وتعالى يأتي بآية تدعو للعبادة تارة، وبآية تدعو لحسن الخلق تارة أخرى. فالآية
الثانية تأمرنا بالخشوع في الصلاة، والثالثة تأمرنا بعمل أخلاقي هو عدم اللغو،
ثم الآية الرابعة تأمرنا بالزكاة (عبادة)، والخامسة تحضنا على أن نحفظ فروجنا؛
لأن حفظ الفروج من مكارم الأخلاق!! ثم تتبعها الآية السابعة بخلق آخر؛ وهو حفظ
الأمانة والعهد!! وتختم ذلك كله الآية التاسعة بأمر تعبُّدي؛ وهو الخشوع في
الصلاة.
وعندما يصف لنا الرحمن عباده في سورة الفرقان، بقوله جل شانه:( وعباد الرحمن
الذي يمشون على الأرض هونا 00 إلى آخر الآيات )، نلاحظ أيضا نفس التسلسل بين
العبادة، والأخلاق.
حتى في سورة الماعون عندما يتوعد الله الساهين عن صلاتهم بالويل
يصفهم بأنهم:( يراءون ويمنعون الماعون ). وهذه من الصفات الذميمة أخلاقيًا.
وقال تعالى:( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم
بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ ).
حتى أن هناك صدقات أخلاقية:( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
وفي الصيام يدعونا مولانا أن لا نرد الإساءة بالإساءة. بل ترد بقولك: إني
صائم!!
وفي الحج أمرنا الله في مناسكنا أن ( لا رفث ولا فسوق ولا عصيان ) فقد أضاف
حسن الخلق لمناسك الحج!
انظروا معي إلى هذه الآيات؛ لنرى معًا أهمية الأخلاق، وكيف يدعو إليها ربنا،
بحيث لا يأتي بأمر فيه عبادة إلا ويتبعه بخلق حسن:
ففي البقرة نقرأ قوله تعالى:
( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
(43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ
تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)
وقوله تعالى:(1/1187)
( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
(278)
وفي آل عمران نقرأ قوله تعالى:
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
(134).
في هذه الآية يمزج الله سبحانه وتعالى بين الصدقة وهي نوع من العبادة وبين
الخلق الرفيع في العفو عن الناس، وكظم الغيظ ساعة الغضب.
وهنا في سورة النساء يدعو الله رسوله والمؤمنين لمقاتلة الكفار، فيقول:
( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84)
لكن انظروا إلى الآيتين التاليتين 85 والآية 86 فقد أتبع سبحانه الآية السابقة،
التي تحض على القتال بآيتين تتحدثان عن التخلق بالخلق الحسن، وذلك قوله تعالى:
(مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ
يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا
بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
حَسِيبًا (86)
فقد جمع الله في سياق الآيتين مكارمَ أخلاقٍ متنوعة؛ كالشفاعة الحسنة، وحذر من
عاقبة الشفاعة السيئة، ثم أردف في الآية 86 بتعليمنا آداب التحية، وكيفية ردها.
ولم يقل سبحانه: إذا حياكم المؤمنون!!! بل قال: إذا حييتم من أي شخص مؤمن كان،
أو غير مؤمن.(1/1188)
وبها الذي قدمناه نرى أن القرآن الكريم يدعو في كل آية من آياته إلى مكارم
الأخلاق.، ويحض على التحلي بها؛ لأن بقاء الأمم ببقاء أخلاقها، كما قال أحمد
شوقي:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
اللهم كما أحسنت خلقتنا، وهديتنا إلى طريقك المستقيم، حسن أخلاقنا، واجعلنا من
عبادك المتقين. والحمد لله رب العالمين.
________________________________________
---
الغرنوق
06-16-2004, 09:18 PM
جزاك الله خيرا.
---
سليمان داود
06-17-2004, 09:07 PM
أشكرك جزيل الشكر أخي الغرنوق
وبارك الله فيك
---
الموحد 2
06-18-2004, 01:40 AM
جزاك الله خيراً أخي العزيز ..
---
أبومجاهدالعبيدي
06-18-2004, 10:26 AM
شكر الله لك أخي سليمان ، وجزاك خيراً على هذه التأملات .
وهناك مسألة مهمة جداً حبذا لو تأملتها من خلال آيات القرآن الكريم ، وهي تأثير العبادات على الأخلاق والسلوك .
وخذ بعض الأمثلة :
? اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ? (العنكبوت:45)
? قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ? (هود:87)
والأمثلة كثيرة من الكتاب والسنة .
---
سليمان داود
06-20-2004, 09:56 AM
[size=4
أخي العزيز الموحد 2
أشكر مرورك ودعاءك الكريم وجزاك الله خير الجزاء
أما أستاذنا العزيز العبيدي فإني أشكرك على هذه الملاحظة الهامة
ومن المؤكد أستاذنا أن العبادة رياضة روحية صلاة كانت أو صيام أو زكاة أو حج أوالذكر والدعاء والأبتعاد عن المنهيات
وهي أيضا" تزكية للنفس واصلاح للقلب
لأن القلوب ثلاثة
إما ميتة أو مريضة أو سليمة؟؟؟(1/1189)
فالعبادة كما أمرنا الباري بنوعيها تجعل من القلب سليما"
وكما قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب
فالعبادة تصلح قلوبنا وبالتالي تنصلح سرائرنا وعقولنا وعيوننا وألسنتنا وأيدينا وأرجلنا ؟؟؟
عندها ينصلح الفرد؟؟
وبالتالي يصلح المجتمع وبهذا تتم مكارم الأخلاق؟؟ التي من أجلها بعث خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم اجعلنا ممن يأتوك بقلب سليم
وجميع إخواننا المؤمنين
اللهم آمين[/size]
---
أبو سالم
06-20-2004, 10:28 AM
جزاك الله خيرا
ومن الشواهد التي تؤيدك حديث البخاري " تجدون الناس معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام ، إذا فقهوا .." وهذا لايتعارض مع ما أشار إليه الشيخ العبيدي لأن العبادة شرعت لتزكية النفس وترقيتها لكن الفرق بين نفس ونفس ، نفس جبلت على كثير من النقائص فهي كالمعادن الخسيسة تحتاج إلى جهد بالغ لتنقيتها وترقيتها ، ونفس جبلت على كثير من المكارم وسرعان ما تنقى وتصفو كالمعادن النفيسة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم " خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"
---
المستشار الفني
06-20-2004, 08:11 PM
جزاك الله خيراً
---
سليمان داود
06-22-2004, 11:51 AM
أخي العزيز أبو سالم
جزاك الله خيرا على هذه الاضافة ولك مني جزيل الشكر
وكذلك أشكر دعاءك مستشار فني وجزاك الله خيرا
---
(1/1190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط
---
حمل كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط
---
مسك
11-02-2004, 07:51 AM
كتاب غرر الخصائص الواضحة للكتبي الوراق .. المعروف بالوطواط
وهو كتاب ربما يكون مغمور ولكنه عظيم الفائدة وغاية في المتعة والجمال .. قال عنه مؤلفه :
فإني لما رأيت تغير معاني الأخلاق دالاً على تباين مباني الأعراق والنفوس تتفاوت في ميلها إلى أغراضها على حسب اختلاف جواهرها وأعراضها حداني غرض اختلج في سري وأمل اعتلج في صدري على أن أجمع كلاماً في المحامد والمذام المتخلقة بها نفوس الخواص والعوام وأجعله كتاباً يغني اللبيب عن الخليل والنديم ويخبر بالحديث والقديم ...
وشكر الله للأخ قريع دهرة الذي أهدى الكتاب للمكتبة المشكاتية ...
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31746)
---
ابن الشاطيء
11-03-2004, 12:09 AM
الكتاب ممتاز ولكن من مؤلفه
ذلك ان الاسم لم اسمع عنه من قبل واظنه مستعار
فهل في الامر امر؟
---
مسك
11-03-2004, 08:30 AM
لا اعرف عن المؤلف شيء ... وقمت بالحث عن أسمه وتوصلت لهذه الترجمة:
الوطواط (632-718هـ / 1234 -1318م)
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري الكتبي الورقي ولقبه جمال الدين والمعروف بالوطواط. عالم الأرض والزراعة والجغرافي وعالم الفلك. عاش في القرنين السابع والثامن الهجريين / الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين.(1/1191)
لم تذكر الموسوعات الكثير عن حياة الوطواط ، ومن المعروف أنه عاش بمدينة القاهرة ، وكان يحترف بيع الكتب بها، ولذلك لقب بالوراق، وتوفي بها عام 784هـ /1382 م. واطلع الوطواط على الكتب الأصول في علم الفلك والزراعة، واهتم بكتب التراجم. وكان من العلماء الذين يرون أهمية ترابط العلوم وتداخلها، فكان اهتمامه بالزراعة مرتبطا بالفلك والظروف البيئية الخاصة بالتربة وتكوين الأرض . ومن أهم كتبه في علم الزراعة كتاب: مباهج الفكر ومناهج العبر في إبراز ودائع الفطر من إحراز الصور . وهو كتاب يبحث في مجالات علمية متعددة منها: خلق الأرض وكرويتها، وتكوين التربة في الكيمياء، والفلاحة وزراعة الحبوب، والقحطاني وسائر أنواع النبات وارتباطها بالظروف البيئية الملائمة وميقات زراعتها، وكيفية الحفاظ عليها بالوسائل الزراعية المختلفة التي تحافظ على الزراعة وتنميها وتكثر المحصول، فكان كتابه بذلك من الكتب الأولى في تحسين الطرق الزراعية. ودرس فيه كذلك طرق الري الصالحة للزراعة تبعا لظروف التربة ونوع المحصول، وكان من الكتب المراجع في هذا المجال. وقد احتفى به المستشرقون لأهميته وعكفوا على دراسته، واعتبروه من الكتب العربية الأصول في علم الزراعة.
وقد ظل هذا الكتاب مجهولا لسنين عديدة، فالكثير من نسخه المخطوطة ناقصة الصفحات حتى أنه نسب خطأ في إحدى النسخ إلى ابن العوام ، وهو كتاب يتألف من 1089 صفحة فيه رصد كامل لكل أنواع المزروعات. وللوطواط مجموعة رسائل بعنوان: عين الفتوة ومرآة المروة .
---
ابن الشاطيء
11-03-2004, 10:18 PM
لله درك يامسك
لقد فرحت جدا باضافتك القيمة
طيبك الله وآتاك علما وحكما
---
(1/1192)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الساعي إلى سبيل الرشاد
---
الساعي إلى سبيل الرشاد
---
فتحي بن عبد الله الموصلي
06-01-2004, 10:24 AM
الساعي إلى سبيل الرشاد
تأملات قرآنية من سورة عبس
بقلم فتحي بن عبد الله الموصلي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى)) [عبس:1-10].
أجمع المفسرون على أن سبب نزول هذه الآيات الكريمات: أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلم منه.
وجاءه رجل من الأغنياء، وكان صلى الله عليه وسلم حريصاً على هداية الخلق فمال صلى الله عليه وسلم، وأصغى إلى الغني، وصد عن الأعمى الفقير، رجاءً لهداية ذلك الغني، وطمعاً في تزكيته؛ فعاتبه الله تعالى بهذا العتاب اللطيف.
وروى الترمذي (3/126 – صحيح) عن عائشة – رضي الله عنها – قالت :
" أنزل ((عَبَسَ وَتَوَلَّى)) في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول:
" أترى بما أقول بأسا؟ " فيقول: لا، ففي هذا أنزل.
وقد دل المأثور في سبب النزول على: أن الساعي هاهنا كان قاصداً سبيل الرشاد الذي هو ضد الغي؛ وهو: اسم جامع لكل ما يرشد إلى المصالح الدينية والدنيوية، وهو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة.
· ((عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى)):
1- عبس؛ أي: في وجهة، وتولى في بدنه؛ لأجل مجيء الأعمى له.(1/1193)
وأن جاءه الأعمى في موضع نصب؛ لأنه مفعول لأجله؛ المعنى: لأن جاءه الأعمى، وهذا بيان لعلة التولي؛ كما ذكر أهل التفسير (1).
قلت: وهذه العلة ليست لذات المجيء، وإنما لحال النبي صلى الله عليه وسلم في الانشغال بهداية المعرض عند مجيء الأعمى، والله أعلم.
2- قال الصاوي (4/291) : إنما أتى بضمائر الغيبة ((عَبَسَ وَتَوَلَّى)) تلطفاً به صلى الله عليه وسلم وإجلالاً له؛ لما في المشافهة بتاء الخطاب ما لا يخفى من الشدة والصعوبة.
3- والتعرض لصفة عماه: إما لتمهيد عذره في الإقدام على قطع كلامه صلى الله عليه وسلم، وتشاغله بالقوم، وإما لزيادة الإنكار؛ كأنه قيل: تولى لكونه أعمى، ... وكان يجب أن يزيده لعماه، تعطفاً وترؤفاً وتقريباً وترحيباً (2).
4- والآية ذكرته بلقب يكرهه الناس، مع أن الله تعالى قال: ((وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ))، وهذا التعارض الظاهر يُدفع من وجوه:
- إن هذا الوصف جاء من باب التعريف في غرض سليم دون تنقص.
- للإشعار بعذره في الإقدام على قطع كلام النبي صلى الله عليه وسلم وللإيذان بالرفق به، ومراعاة حاله (3).
- وذكر بهذا الوصف من باب التعريض بغيره من أولئك الصناديد وسادة القوم، وكأنه يقول لهم: ((فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) : فهذا كفيف البصر، ولكنه وقاد البصيرة، أبصر الحق وآمن به، وجاء مع عماه طالباً للمزيد (4).
5- والعبوسة أمر لا يتفق في الظاهر مع قوله تعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))، وقوله: ((وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)).(1/1194)
والذي يظهر – والله تعالى أعلم -، أنه لا يتأتى معه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بما يسيء إلى هذا الصحابي في نفسه بشيء يسمعه، كل ما كان منه صلى الله عليه وسلم إنما هو تقطيب الجبين، وهي حركة مرئية لا مسموعة، والحال: أن هذا أعمى لا يرى تلك الحركة، فكأنه لم يلق إساءة منه صلى الله عليه وسلم؛ فعوتب من باب التسامي بأخلاقه صلى الله عليه وسلم إلى ما لا نهاية له، إلى حد اللحظ بالعين، والتقطيب بالجبين، ولو لمن لا يراه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: " ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين " وذلك في صلح الحديبية (5).
· ((وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)):
6- قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى – في "المجموع" (16/164) : " فأمره أن يقبل على من جاءه يطلب أن يتزكى وأن يتذكر ".
وقال الشوكاني – رحمه الله تعالى – في "فتح القدير" (5/382) : " لعله يزكى: مستأنفة لبيان أن له شأناً ينافي الإعراض عنه، أي: لعله يتطهر من الذنوب بالعمل الصالح بسبب ما يتعلمه منك ".
" والمعنى: انظر فقد يكون تزكِّيه مرجو؛ أي: إذا أقبلت عليه بالإرشاد؛ زاد الإيمان رسوخاً في نفسه، وفعلَ خيراتٍ كثيرة مما ترشده إليه؛ فزاد تزكيه " (6).
أي: للتنبيه على أن الإعراض عنه عند كونه مرجو التزكي مما لا يجوز، فكيف إذا مقطوعاً بالتزكي؟! وفيه إشارة إلى أن من تصدى لتزكيتهم من الكفار لا يجرى منهم التزكي والتذكر أصلاً.
7- تقديم التزكية على التذكر، من باب تقديم التخلية على التحلية، والتزكي: هو الإيمان والعمل الصالح الذي تصير به نفس الإنسان زكية؛ قال تعالى: ((قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)) فالتزكية وإن كان أصلها: النماء، والبركة، وزيادة الخير، فإنما تحصل بإزالة الشر؛ فلهذا صار التزكي يجمع بينَ هذا وهذا.(1/1195)
وإن كانت التزكية هي معنى زائد على قدر التطهر من الذنوب فقط، بل تتزكى النفس بكل ما تتحصل به المنافع، وتندفع به المضار.
ومحل التزكية القلب؛ ولهذا صار الإيمان والقرآن غذاء القلب المتزكي؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في "المجموع" (10/95-96) :
" وفيه – أي القرآن – من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والقصص التي فيها عبرة ما يوجب صلاح القلب؛ فيرغب القلب فيما ينفعه، ويرغب عما يضره؛ فيبقى القلب محباً للرشاد مبغضاً للغي، بعد أن كان مريداً للغي مبغضاً للرشاد.
فالقرآن مزيل للأمراض الموجبة للارادات الفاسدة حتى يصلح القلب؛ فأصلح إرادته، ويعود إلى فطرته التي فطر عليها، كما يعود البدن إلى الحال الطبيعي ويتغذى القلب من الإيمان والقرآن بما يزكيه ويؤيده، كما يتغذى البدن بما ينميه ويقومه .. ".
8- أما ذكر التزكي مع التذكر فهو لوجوه:
أحدها: أن التزكي يحصل بامتثال أمر الرسول، وإن كان صاحبه لا يتذكر علوماً عنه؛ كما قال: ((يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ))، ثم قال: ((وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)) : فالتلاوة عليهم والتزكية عام لجميع المؤمنين، وتعليم الكتاب والحكمة خاص ببعضهم، وكذلك التزكية عام لكل من آمن بالرسول، وأما التذكر فهو مختص لمن له علوم يذكرها؛ فعرف بتذكره ما لم يعلمه غيره من تلقاء نفسه.
الوجه الثاني: أن قوله: ((أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)) يدخل فيه النفع قليله وكثيره، والتزكي أخص من ذلك.
الثالث: أن التذكر سبب التزكي، فإنه إذا تذكر خاف ورجا؛ فتزكى، فذكر الحكم وذكر سببه، ذكر العمل وذكر العلم، وكل منهما مستلزم للآخر؛ فإنه لا يتزكى حتى يتذكر ما يسمع من الرسول كما قال تعالى: ((سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى))؛ فلابد لكل مؤمن من خشية وتذكر، وهو إذا تذكر فإنه ينتفع وقد تتم المنفعة؛ فيتزكى (7) .(1/1196)
9- والتزكية تحصل على إثر السماع المجمل؛ أي: هي مُترتبة على سماع التلاوة؛ كما اله تعالى: ((يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ)).
وفي هذا المعنى يقول أبو السعود في تفسيره (3/162) : " التزكية: عبارة عن تكميل النفس بحسب قوتها العملية، وتهذيبها المتفرع على تكميلها بحسب القوة النظرية، الحاصل بالتعليم المترتب على التلاوة ".
10- وكان عند ابن أم مكتوم – رضي الله عنه – علم سابق عند مجيئه، وهو أن طريق الرشاد المتضمن للتزكية والتذكر مسلَّم إلى الرسل؛ فلا يتحصل إلا بالتعلم والسعي لذلك.
وفي هذا المعنى يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "المدارج" (2/314-315) :
"فإن تزكية النفوس مسلّم إلى الرسل وإنما بعثهم الله لهذه التزكية، وولاهم إياها وجعلها على أيديهم دعوة، وتعليماً وبياناً وإرشاداً، لا خلقاً ولا إلهاماً، فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم".
11- والتذكر: تفعّل من الذكر، وهو ضد النسيان، وهو حضور صورة المذكور العلمية في القلب واختير له بناء التفعل، لحصوله بعد مهلة وتدرج؛ كالتبصّر والتفهّم والتعلّم.
وجملة : "أو يذكر": عطف على يزكى؛ أي: ما يدريك أن يتحصل أحد الأمرين وكلاهما مهم؛ أي: يتحصل الذكرى في نفسه بالإرشاد، لما لم يكن يعلمه، أو تذكر، لما كان في غفلة عنه (8).
والتذكر قرين الإنابة؛ قال – تعالى – ((تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ))؛ فالتبصرة آلة البصر، والتذكرة آلة التذكر، وقرن بينهما وجعلهما لأهل الإنابة؛ لأن العبد إذا أناب إلى الله أبصر مواقع الآيات والعبر؛ فاستدل بها على ما هي آيات له فزال عنه الإعراض بالإنابة والعمى بالتبصر، والغفلة بالتذكر (9).
فائدة:
فمتى قويت إنابة العبد وتذكره: لم تشتد حاجته إلى العظة – وهي الترغيب والترهيب – ولكن تكون الحاجة منه شديدة إلى معرفة الأمر والنهي.(1/1197)
والعظة يراد بمها أمران: الأمر والنهي المقرونان بالرغبة والرهبة، ونفس الرغبة والرهبة، فالمنيب المتذكر شديد الحاجة إلى الأمر والنهي، والمعرض الغافل شديد الحاجة إلى الترغيب والترهيب، والمعارض المتكبر شديد الحاجة إلى المجادلة، كما قال تعالى: ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)).
فالمخاطب في الآية هو المنيب المتذكر الذي جاء يسعى لتحصيل النفع الشرعي والديني، فهو من أهل الحكمة؛ فيجب أن يقدم على غيره في خطاب التذكر؛ لتحصيل العلم المفصل المتضمن لأنواع الأوامر والنواهي؛ فتأمل.
12- ولما كان التذكر يحصل لمن له علوم يذكرها؛ فإن الساعي إلى الرشاد الموصوف بالخشية كان بحاجة إلى الدليل الهادي المفصل، فهو يحتاج إلى الظفر بهذا الدليل أولاً، ويحتاج إلى أن يهتدي به وينتفع ثانياً، ويحتاج إلى أن ينزّل على قلبه الأسباب الهادية، ويصرف عنه الأسباب المعوقة ثالثاً، فإذا حصل للعبد غفلة وذهول استذكر هذه العلوم، فضلاً عن العلوم والإرادات الفطرية، فزال عنه الإعراض، وتذكر بهذه العلوم والإرادات مطالب القرآن الكبرى (10).
ويقول شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" (7/425):
" وقد يكون العلم والإرادة حاصلين بالفعل، أو بالقوة القريبة من الفعل، مع نوع من الذهول والغفلة، فإذا حصل أدنى تذكر رجعت النفس إلى ما فيها من العلم والإرادة، أو توجهت نحو المطلوب؛ فيحصل لها معرفته ومحبته " .
وأيضاً، فذكر الإنسان يحصل بما عرفه من العلوم قبل هذا، فيحصل بمجرد عقله، وخشيته تكون بما سمعه من الوعيد، فبالأول يكون ممن له قلب يفعل به، والثاني يكون ممن له أذن يسمع بها، وقد تحصل الذكرى الموجبة للخير بهذا وبهذا كما قال تعالى: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) (11).(1/1198)
أيُّ رجل حي القلب، مستعد، تليت عليه الآيات؛ فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهد القلب ملق السمع، فهذا القسم هو الذي ينتفع بالآيات المتلوة والمشهودة (12).
يظهر من ذلك أن "أو" في الآية (أو يذكر) لم يرد على المعنى الواو؛ لأن المطلوب في الآية: التزكية، والتذكر، والغالب تحصيلهما معاً؛ لكون كل منهما مستلزم للآخر وسبب له، لكن مع ذلك فقد يحصل أحدهما دون الآخر أحياناً بحسب حال العبد – والله تعالى – أعلم.
· ((إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)):
13- هذه الآية؛ كقوله تعالى: ((فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ * وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)).
وإنْ: شرطية، ليست نافية، وحكى الماوردي أنها بمعنى: " ما المصدرية "، أي: ذكر ما نفعت، أو ما دامت تنفع، ومعناها قريب من معنى الشرطية.
ومعنى هذا يشبه قوله تعالى: ((فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)).
وسبب ذلك:
أن التعليم والتذكير له فاعل، وله قابل، وإن لم يتعلم ولم يتذكر؛ فقد وجد أحد طرفيه، وهو الفاعل دون المحل القابل.
فحيث خص بالتذكير والإنذار ونحوه المؤمنين؛ فهم مخصوصون بالتام النافع الذي سعدوا به، وحيث عمم؛ فالجميع مشتركون في الإنذار الذي قامت به الحجة على الخلق، سواء قبلوا أم لم يقبلوا.
فائدة:
فكل تذكير ذكر به النبي صلى الله عليه وسلم المشركين حصل به نفع في الجملة، وإن كان النفع التام هو للمؤمنين، الذين قبلوه واعتبروا به، وجاهدوا المشركين الذي قامت عليهم الحجة.
فيكون مأموراً أن يذكر المنتفعين بالذكرى، تذكيراً يخصهم بها، غير التبليغ العام الذي تقوم به الحجة (13).
· ((أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى)):
14-أي: استغنى بماله وقوَّته عن سماع القرآن والهداية والموعظة؛ فأنت له تصدى، أي: تتعرض بالإقبال عليه، وتصغي له، رجاء أن يسلم ويهتدي !(1/1199)
15-ويدخل فيه هذا المعنى: أنه استغنى عن الله؛ فترك عبوديته جانباً، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها، الذي لا نجاة لها، ولا فلاح إلا بأن يكون محبوبها ومعبودها، الذي تقصده وتتوجه إليه (14).
وهذا هو الاستغناء المذموم الناتج عن جهلين:
أحدهما: جهل العبد بربه.
والثاني: جهله بمعرفة نفسه، فهذا الاستغناء: إما أن يكون في رؤية غنى نفسه لجهله بها؛ وهذا موجبه طغيان العبد؛ كما قال – تعالى – ((كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى))، أي: جعل الطغيان ناشئاً عن رؤيته غنى نفسه.
وأما أن يكون في استغنائه عن ربه بترك طاعته وعبوديته؛ وهذا موجبه الهلاك، وعدم تيسيره لليسرى، كما قال – تعالى – : ((وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى)).
والآية في سورة عبس: جمعت بين الأمرين الناتجين عن الجهل بالله تعالى والجهل بالنفس، فالاستغناء عن الله؛ سبب هلاك العبد وتيسيره لكل عسرى، ورؤيته غنى نفسه؛ سبب طغيانه، وكلاهما مناف للفقر والعبودية (15).
· ((وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى)):
16-وفيها قطع الطمع وبتر الرجاء عن هداية وتزكية كل الخلق؛ لأن هذا حرص زائد على القدر مُفوّت لمصالح جمة، قال الرازي في تفسير الآية: "أي: لا يبلغن بك الحرص على إسلامهم، إلى أن تعرض عمن أسلم للاشتغال بدعوتهم ".
17-وفيه إشارة إلى أن من تصدى لتزكيتهم من الكفار لا يرجى منهم التزكي والتذكر أصلاً.
· ((وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى)):
18- أي: وصل إليك حال كون مسرعاً في المجيء إليك طالباً منك أن ترشده، وتعظه بمواعظ الله (16).
فالآية: أثبتت له سعياً وقصداً في تحصيل المطلوب، وهذا السعي؛ يبعث على المقصود والمطلوب قصداً وطلباً، وعلى الخلق دعوة ونصحاً وحرصاً؛ كما قال تعالى: ((وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)).(1/1200)
19-وذِكرُ السعي زائداً على قدر المجيء، فيه إشعار بمدحه من جهة أن السعي فيه معنى الإسراع والإقبال، وهذا شرط في تحقق الإنابة.
فالإنابة تتضمن أربعة أمور: محبة الله، والخضوع له، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه.
والمنيب إلى الله: المسرع إلى مرضاته، والراجع إليه كل وقت المتقدم إلى محابه؛ فهذا الذي جاء يسعى، جاء منيباً مقبلاً على تحصيل المطلوب، ولما كان حاله كذلك؛ فإن رجاء تذكره حاصل لا محالة؛ لأن الإنابة قرينة التذكر وسبب في تحصيل الخشية، فقال تعالى: ((وَهُوَ يَخْشَى)).
20-والخشية: خوف مقرون بمعرفة؛ أي: معرفة جامعة بالله رباً ومعبوداً وبأسمائه وصفاته، وبشرعه: أمره ونهيه، وبوعده ووعيده.
والخشية تكون لمن عنده علم، قال تعالى: ((يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أتقاكم لله، وأشدكم له خشية"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار جهلاً".
21-والخشية هنا مطلقة؛ أي: يخشى الله تعالى، ويخشى عذابه، والجملة حال من فاعل ((يَسْعَى))، كما أنه حال من فاعل ((جَاءكَ)).
أي: فحاله عند المجيء الإقبال والإسراع مع الخشية والخوف، وهذا ثناء عليه من جهة علمه؛ لأن صاحب الخشية يلتجئ إلى الاعتصام بالعلم، وثناء عليه من جهة عمل قلبه؛ لأن الإنابة من أخص أعمال القلوب.
فاجتمعت له صحة القوة العلمية وصدق القوة العملية الإرادية.
22-فقُرن في هذا السياق بين الخشية والإنابة، والثانية قرينة التذكر، فيكون الأمر أيضاً من باب قرن الخشية بالتذكر، كما قال تعالى: ((سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى))، وكذلك قرن الإنابة بالتذكر كما قال تعالى: ((وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَن يُنِيبُ))، فاجتمعت لهذا الساعي إلى سبيل الرشاد: التذكر والإنابة، والخشية فضلاً عن التزكية؛ فتأمل.
· ((فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى)):(1/1201)
أي: فأنت تتشاغل بغيره وتعرض عن الساعي إلى سبيل الرشاد.
23-وتقديم ضميره صلى الله عليه وسلم – أي: ((فَأَنتَ)) – على الفعلين على أن مثلك خصوصاً لا ينبغي أن يتصدى للمستغني، ويتشاغل عن الفقير الطالب لحق (17).
تنبيه:
فرق ظاهر بين اشتغال النبي صلى الله عليه وسلم بهداية المعرض عن هداية المقبل؛ وبين تشاغله بفضول المباح عن واجب التبليغ، فالأول اشتغال مخل بالكمال؛ لعدم مراعاة الأولوية فيه، والثاني تشاغل مخل بالأصل؛ فكان فعل النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الأول (18) فتأمل.
فوائد دعوية:
الأولى: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله تعالى – في "تيسير الكريم" (7/568):
وهذه فائدة كبيرة هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه، مفتقراً لذلك، مقبلاً، هو الأليق الواجب؛ وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني، الذي لا يسأل، ولا يستغني لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه؛ فإنه لا ينبغي لك؛ فإنه ليس عليك أن لا يزكى فلو لم يتزكَّ فلست بمحاسب على ما عمله من اشر.
فدل هذا على القاعدة المشهور، أنه: "لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة".
وأن ينبغي لطالب العلم المفتقر إليه، الحريص عليه، أزيد من غيره" أ.هـ
الثانية: إذا كان المدعو صاحب حكمة – أي: أنه من أهل الحق قائم به –؛ فهذا يقدم على غيره في التزكية والتذكر؛ لأنه جدير بالرعاية، ومصلحته راجحة على مصلحة غيره.(1/1202)
الثالثة: قال ابن حزم – رحمه الله تعالى – في "الفصل": "وأما قوله: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى)) – الآيات –، فإنه كان – عليه السلام – قد جلس إليه عظيم من عظماء قريش، ورجا إسلامه، وعلم – عليه السلام – أنه لو أسلم لأسلم بإسلامه ناس كثير وأظهر الدين، وعلم أن هذا الأعمى الذي يسأله عن أشياء من أمور الدين لا يفوته وهو حاضر معه؛ فاشتغل عنه – عليه السلام – بما يخاف فوته، وهذا غاية النظر في الدين والاجتهاد في نصرة القرآن – في ظاهر الأمر – ونهاية التقرب إلى الله الذي لو فعله اليوم منا فاعل لأجر فعاتبه الله – عز وجل – على ذلك، إذ كان الأولى عند الله تعالى أن يُقبل على ذلك الأعمى الفاضل البر التقي، وهذا نفس ما قلناه ".
الرابعة: قال ابن عاشور: "بل شأنُ مقوّم الأخلاق أن يكون بمثابة الطبيب بالنسبة إلى الطبائع والأمزجة؛ فلا يجعل لجميع الأمزجة علاجاً واحداً، بل الأمر يختلف؛ فهو مخاطب بالحفاظ على مصالح المجموع ومصالح الآحاد؛ بحيث لا يدحض مصالح الآحاد لأجل مصالح المجموع؛ إلا إذا تعذر الجمع بين الصالح العام والصالح الخاص (19)" أ.هـ
أهم ما أرشدت إليه الآيات:
1- إن الساعي ابن أم مكتوم – رضي الله عنه – كان قاصداً سبيل الرشاد، وهي الهداية للإيمان والأعمال الصالحة.
2- إن علة التولي ليست لذات مجيء الأعمى، إنما لمجيئه عند انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بهداية المعارض.
3- إن عتاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عتاب تلطف ولين، وليس عتاب شدة وصعوبة.
4- أن الساعي ذُكر بلقب يكرهه الناس، مع أن منتهى معان الآيات تفيد مدحه والثناء عليه.
5- كان ابن أم مكتوم كفيف البصر، لكنه وقّاد البصيرة؛ أبصر الحق وآمن به وجاء مع عماه يسعى طالباً المزيد.
6- لا يجوز الإعراض عمن يرجى تزكيته، فكيف والحال لمن كان مقطوعاً بتزكيته؟!
7- تقديم التزكية على التذكر من باب تقديم التخلية على التحلية.(1/1203)
8- التزكية متضمنة لتحصيل الخير ودفع الشر، أي: هي معنى زائد على قدر التطهر من الذنوب فقط.
9- الإيمان والقرآن غذاء القلب المتزكي، والتزكي عام لكل من آمن بالرسول، أما التذكر فهو مختص لمن له علوم يذكرها.
10- طريق الرشاد المتضمن التزكية والتذمر مسلّم للرسل، فلا يتحصل إلا من طريقهم تعليماً وبياناً ودعوة وإرشاداً.
11- إن العبد إذا أناب إلى الله تعالى أبصر مواقع الآيات والعبر؛ فزال عنه الإعراض والعمى والغفلة.
12- بحسب قوة الإنابة والتذكر تشتد حاجة العبد إلى معرفة الأمر والنهي.
13- المنيب المتذكر هو من أهل الحكمة؛ فيجب أن يقدم على غيره في خطاب التزكي والتذكر.
14- الساعي إلى سبيل الرشاد – وبعد أن يظفر بالدليل الهادي المفصل – يحتاج إلى أن يهتدي به وينتفع منه، وهذا لا يحصل إلا بإزالة الأسباب المعوقة لذلك.
15- إذا حصل نوع من الذهول والغفلة احتاجت النفس على تذكر علوم الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة؛ لتحصيل مطالب الرسالة الضرورية من التوحيد والأمر والنهي والوعد والوعيد.
16- إذا خُصَّ المؤمنون بالتذكير فهم مخصوصون بالتذكير التام النافع، وحيث يعمم فالجميع مشتركون فيه على أساس التبليغ العام الذي قامت به الحجة.
17- الاستغناء المذموم يكون من جهة جهل العبد بربه، أو جهله بنفسه، وكلاهما موجبه الهلاك والطغيان.
18- جاء ابن أم مكتوم – رضي الله عنه – إلى النبي صلى الله عليه وسلم ساعياً سعي إنابة وإقبال وقصد وخشية.
19- صاحب الخشية يلتجئ إلى الاعتصام بالعلم الشرعي النافع.
20- اجتمعت لهذا الصحابي أسباب تكميل القوتين: العلمية، والعملية الإرادية.
21- تشاغل النبي صلى الله عليه وسلم من جنس التشاغل بتعليم المعارض عن تعليم المقبل، وهو تشاغل يقدح في الكمال لا بالأصل.
22- لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة.
23- ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.(1/1204)
هذا ما تيسر جمعه بخصوص هذه الآيات، والله تعالى وحده الهادي إلى سبيل الرشاد.
1) "تفسير القرطبي" (19/11)، وانظر: "تفسير أبي السعود" (3/162).
2) قاله أبو السعود في "تفسيره"، ونقله القاسمي في "محاسن التأويل" (17/53).
3) "نظمُ الدُّرر" للبقاعي (8/324).
4) انظر: "أضواء البيان" (9/74-94).
5) انظر: "أضواء البيان" (9/48) بتصرف.
6) "التحرير والتنوير" لابن عاشور (15/16).
7) انظر: كلام شيخ الإسلام في "المجموع" (16/185-186).
8) "التحرير والتنوير" لابن عاشور (15/16).
9) "مدراج السالكين" لابن القيم (1/441).
10) انظر: حول الظفر بالدليل الهادي، كلام شيخ الإسلام في "المجموع" (4/36).
11) "المجموع" (16/180-181).
12) "مدراج السالكين" لابن القيم (1/242).
13) "المجموع" بتصرف، انظره (16/153-164).
14) "تيسير الكريم الرحمن" (7/638).
15) انظر مباحث الفقر في "طريق الهجرتين" لابن القيم ص34 وما بعدها.
16) الشوكاني في "فتح القدير" (5/383).
17) "تفسير أبي السعود" (3/162).
18) في حين ذهب بعض أهل التفسير إلى أن مناط العتاب إنما هو عتاب على العبوس والتولي، لا على ما حفّ بذلك من المبادرة بدعوةٍ أو تأخير إرشاد؛ انظر "تفسير ابن عاشور" (15/113).
19) "التحرير والتنوير" (15/ص109-110).
---
د. عماد
06-01-2004, 06:47 PM
شكر الله تعالى لك يا أخ فتحي الموصلي هذه التأملات الدقيقة، والفوائد البديعة، وجزاك خير الجزاء.
ولكن لي سؤال لو تكرمت، وأجبتني عنه مشكورًا، وهو:
ما المراد من قولك، أو قول من نقلت عنه: تقديم التزكية على التذكر، من باب تقديم التخلية على التحلية، في قوله تعالى:( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى )؟
---
(1/1205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أريد مساعدة من الجميع لمعرفة هذا الكتاب
---
أريد مساعدة من الجميع لمعرفة هذا الكتاب
---
عبدالله الأثري
08-13-2005, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد أحبتي بالله :
أريد منكم خدمة لن أنساها لكم أن تدلوني على رابط احمل من خلاله كتاب فتح الوصيد شرح القصيدة الجزرية
وسأكون لكم من الشاكرين .. وأريد معرفة أي دار قامت بطبع الكتاب من دور النشر .. وشكرا جزيلا لكم
أخوكم : عبدالله الأثري المدني
---
شريف بن أحمد مجدي
08-31-2005, 08:18 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
" فتح الوصيد في شرح القصيد " للشيخ علم الدين أبي الحسن علي بن محمد السخاوي المتوفي سنة (643هـ) رحمه الله تعالى .
منه نسخة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم (46) قراءات وعنها صورة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (218/ف) (مخطوط)
كتاب فتح الوصيد في شرح القصيد / تأليف السخاوي ؛ تحقيق محمد الادريسي الطاهري. - ط.1. - الرياض، السعودية : مكتبة الرشد، 2002. - 4 ج (مكتبة الرشد - الرياض)
---
الجنيدالله
03-07-2006, 01:39 AM
السلام عليكم
فتح الوصيد للسخاوي هو في شرح الحرز للشاطبي وليس شرحا للجزرية
---
(1/1206)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث حول القول في القرآن بغير علم (أرجو المساعده)
---
بحث حول القول في القرآن بغير علم (أرجو المساعده)
---
أبو حبيب المديني
04-22-2006, 04:30 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه أول مشاركه لي في هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله أن ينفعنا به في الدنيا و الآخره.
الموضوع ببساطه هو أني مقيم في كندا حاليا و أدرس في جامعه ليس لها علاقه بالعلوم الشرعيه و سجلت في مادة إختياريه في قسم الأديان تتناول علوم القرآن باللغه الإنجليزيه.
كلفت بتقديم بحث بعنوان "لماذا لا يصح تفسير القرآن بغير علم" البحث يجب أن يخاطب المسلم و غير المسلم أيضا. و يجب أن يتناول المواضيع التاليه مع الأمثله:
-المطلق و المقيد
-العام و الخاص
-المحكم و المتشابه
-النسخ و المنسوخ
-جمع القرآن
-أهمية الإحاطه بالسنه
-أهمية الإحاطه باللغه العربيه
طلبي بارك الله فيكم هو أن تدلوني على مصادر تتناول هذا الموضوع وحبذا لو كانت روابط موجوده على الشبكه لقلة الكتب العلميه الموجوده هنا. حاولت البحث سابقا هنا في الملتقى لكن ماشاء الله المواضيع متنوعه بكثره و الوقت محدود.
أرجو إفادتى جزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2006, 07:15 AM
الأخ الكريم أبا حبيب المديني وفقه الله ونفع به
سؤالكم هذا يحتاج إلى مراجعة عدد من كتب علوم القرآن وأصول التفسير لكتابته على الوجه الصحيح ، وحتى تنتفع أنت بما تكتبه فيه . وأظنك سوف تلقيه على زملائك ، أو تناقش فيه أستاذك الذي كلفك بالبحث ، فلا بد من وجود خلفية علمية كافية للجواب عن الأسئلة التي قد تطرأ أثناء النقاش ، لعلك تحصل الكثير منها بالاطلاع على موضوعات وبحوث ملتقى أهل التفسير إن شاء الله .
لكن على سبيل الاستعجال يمكنك مراجعة الكتب والروابط الآتية :(1/1207)
- كتاب الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أصول في التفسير (http://tafsir.org/books/open.php?cat=89&book=818) .
- كتب وبحوث في أصول التفسير هنا (http://tafsir.org/books/list.php?cat=89&PHPSESSID=4b2bc40bd5b552e05bd42e536e9674b1).
- كتب وبحوث في علوم القرآن هنا (http://tafsir.org/books/list.php?cat=90) .
- استفد لو تكرمت من الفهرس الخاص بالملتقى وإن كان ناقصاً على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=997). فالموضوعات التي أشرتم إليها بحثت وروابطها هناك تحت علوم القرآن وأصول التفسير.
---
أبو حبيب المديني
04-23-2006, 03:06 AM
جزاكم الله خيرا أخي عبدالرحمن على الإفاده و أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتكم
---
سيف الدين
04-27-2006, 08:41 AM
قد يكون كتاب احياء علوم الدين للامام الغزالي معينا في ذلك, فقد ذكر اشياء مهمة في هذا الموضوع في احد مباحث الكتاب
---
(1/1208)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اين اجد هذه القصيده؟
---
اين اجد هذه القصيده؟
---
محب احمد بن حنبل
02-05-2005, 01:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اين اجد قصيدة الزمخشري في الحنابله؟
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
02-05-2005, 01:39 PM
هما بيتان فقط ذكرهما سامحه الله في الكشاف عند تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف وهي الآية 143 :(ولَمَّا جاء موسى لميقاتنا وكلَّمَهُ ربُّهُ قال رَبِّ أَرني أنظر إليك ...الآية). وقد نقضها عليه ابن المنير الاسكندري في أبيات ثلاثة تجدها هناك في الانتصاف على الكشاف.
و أوسعُ مَنْ رأيتهُ فصَّلَ في هذا الموضوعِ ، فهو المقَّريُّ التلمسانيُّ رحمه الله ، في كتابه النفيس (أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض). عندما تعرض لإجازات القاضي عياض من علماء وقته ، ذكر أنَّ القاضي عياض بعثَ للزمخشريِّ يطلب منه الإجازةَ ، فرفض الزمخشريُّ أَنْ يُجيزالقاضي عياض !
فقال القاضي عياض : الحمد لله الذي لم يجعل عليَّ يداً لمبتدعٍ أو فاسقٍ أو نحو هذا من العبارات.
ثم أفاض المقري التلمساني في ذكر أخبار الزمخشري حتى ذكر فصلاً طويلاً بعنوان :(بين الزمخشري وأهل السنة)
فقال : و أنشد الزمخشري في كشافه لبعض العدلية يعرض بأهل السنة والجماعة المفلحين وينصر مذهبه الفاسد:
لَجماعة سموا هواهم سنةً= و جَماعةٌ حُمُرٌ لعَمْري مُوكَفَةْ
قد شبَّهوهُ بِخَلقهِ وتَخوَّفوا= شُنَعَ الورَى فتَستروا بالبَلْكَفَةْ
وليس إلا هذين البيتين للزمخشري لا أعرف له غيرهما ، فليست قصيدة بالمعنى الاصطلاحي ما ذكرت أخي الحبيب . فإن كان عندك أزهار الرياض ، فالحمد لله . عد إليه واقرأها فيه وفقك الله.
ومعنى قوله موكفة : أي موضوع عليها الوكاف على وزن كتاب وغراب ، ما يوضع على ظهر الحمار والبعير كالحلس ونحوه.(1/1209)
ومعنى البَلْكَفَة : نَحْتٌ من قولِ أهلِ السنة (بِلا كيف) أو (بلا تكييف).
[line]
وقد كتب الشاعر أبو مسلم البهلاني العُماني (1237 - 1338 هـ ) قصيدةً عارضَ بِها هذه القصيدةَ معارضةً أدبيةً ، تجدها في ديوانه يقول في أولها :
نَزِّه إلهك أن يُرى كي تعرفه = أتُراكَ تعرفه وتُثبتُ ذي الصفه
واعرف مقامك دون ما حاولتَهُ=إن التي حاولتَها لك متلفه
هذا التناقض في اعتقادك شاهد= يقضي عليك بأن دينك عجرفه
هب إن برهان العقول رفضتَهُ=فالنص تستر شمسه متكشفه
أيقول ربك لن تراني فارتدع= وتقول سوف أراك خلف البلكفَه
أو ليسه هذا عناد ظاهر= فاذهب أمامك موعد لن تخلفه
والعُماني يقرر فيها صواب مذهب الإباضية في هذه العقائد ، وهو أشعر من الزمخشري ، وفي قصيدته طول ، وبعض الأبيات الجيدة كالتي ذكرتها لك. وهي طويلة في مائةٍ وثَمانيةِ أبياتٍ.
والردود على الزمخشري كثيرة جداً.
---
محب احمد بن حنبل
02-05-2005, 11:55 PM
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن.
لكن له ابيات ذم فيها المذاهب ومن ضمنها المذهب الحنبلي وهي التي ابحث عنها.
---
عبدالرحمن الشهري
02-06-2005, 11:39 PM
معذرة إذاً ، لا أعرف عنها شيئاً . لعل الإخوة الكرام يفيدوننا بها إن شاء الله.
---
جمال أبو حسان
03-18-2005, 06:47 PM
السلام عليكم ورجمة الله الابيات التي تطلبها ذكرت في طبعة الكشاف بدار المعرفة بيروت حيث وضعها المحقق اخر التفسير في ترجمة الزمخشري والتي يقول فيها
فان سالوا عن مذهبي لم ابح به واكتمه كتمانه لي اسلم
الى ان يقول
فان حنبليا قلت قالوا بغيض ثقيل حلولي مجسم
وهي مجموعة ابيات ذكرت هناك لا تحضرني الان فان لم تجدها ارسل لي على العنوان ادناه ابعثها اليك
واقبل التحيات
---
خالد الشبل
03-18-2005, 11:33 PM
في مقدمة الفائق 1/9 تحقيق البجاوي وأبو الفضل .
---
(1/1210)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > شرح مبسط بالصور لبرنامج File Splitter Deluxe الخاص بتقسيم الملفات
---
شرح مبسط بالصور لبرنامج File Splitter Deluxe الخاص بتقسيم الملفات
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 07:38 PM
http://www.moq3.com/pics/up/20_03_06/5560c16116.png
http://rapidshare.de/files/12547475/File_Splitter_Deluxe.rar
كلمة السر
http://www.2baksa.net/
وهنا شرح بالتفصيل
http://www.uploading.com/de/?get=F92DNKHR
---
(1/1211)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع
---
صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع
---
عطية الله
02-17-2005, 01:26 PM
صورتان في القرآن الكريم للعلم النافع والعلم الذي لا ينفع
قال الله تعالى في سياق قصة قارون : {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{79} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ{80} فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ{81} وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ{82} سورة القصص
هؤلاء أهل العلم بالله تعالى وعظمته ووقاره وحقّه عز وجل ، والعلم بحقارة الدنيا وزخرفها، والعلم بأمر الآخرة وأنها هي خير وأبقى وهي المقصِد، والعلم بأن ما أوتيه قارون ليس دليلاً على رضاء الله عنه وليس دليلاً على أنه ناجٍ مفلح وأن الذي ينبغي أن يتمناه العبدُ وتتوجه إليه همته هو ثواب الله لا زخرف الدنيا فهي علوم مجتمعة ونور على نور.. كل ذلك من جملة "ويلكم ثواب الله خير" .(1/1212)
وأهل الجهل قالوا عن قارون : "إنه لذو حظٍ عظيم" فتمنّوا أن يكونوا مثله وظنوا أنه حظيٌّ عند الله، إما في الدنيا -والحال أن هذا منتهى إرادتهم ونظرهم ولا التفاتَ لهم إلى الآخرة- أو أنهم مع ذلك ظنوا أنه لا يكون ذا حظ بهذا الشكل في الدنيا إلا وهو حظيٌّ عند الله بإطلاق مرضيٌّ عنه عند ربه، فكان جهلهم جهالاتٍ متراكمة بعضها فوق بعض.
وقال تعالى : {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{82} فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{83} فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ{84} فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ{85} آخر سورة غافر
عندما جاءتهم رسلهم بالهدى والبينات وتلتْ عليهم الوحي صدوا عن دعوتهم واستهانوا بهم واستخفوا واستهزؤوا وفرحوا بما عندهم من العلوم والفلسفات والثقافات والحضارة والمدنية والتقدم والتكنلوجيا والفنون والآداب وسائر المعارف والتجارب والمكاسب الإنسانية، ورأوا أنهم على شيء وأنهم أفضل من الأنبياء علماً ومعرفةً، وأن ما عند الأنبياء ليس بعلمٍ ولا شيئاً ذا قيمة، مجرد مواعظ وآداب وأحكام وما شابه ذلك عندنا نحن مثلها وأكثر منها وليس فيها جديد ولا إبداع...!
إنه العلم الفاسد المذموم المردي، وقد سماه الله علماً مع ذلك.
ولعلي أستظهر لتسميته علماً أوجهاً : منها أنه كذلك في نفس الأمر إذ هو إدراكٌ.(1/1213)
ومنها أنه ليس مذموماً بإطلاق من حيث هو ، وإنما كان علماً فاسداً غير نافع لأنه صدّ عن سبيل الله وجُعِل في معارضة العلم والهدى والنور الذي جاء به الأنبياء. والله أعلم
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملا صالحاً ورزقاً طيباً مباركاً وعملاً متقبَّلاً وغنىً عن الناس .. آمين
---
أبومجاهدالعبيدي
09-26-2006, 11:16 AM
[center][color=black][b]اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملا صالحاً ورزقاً طيباً مباركاً وعملاً متقبَّلاً وغنىً عن الناس .. آمين
آمين
العلم النافع يدل على أربعة أمور :
أولها: على معرفة الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، فهذا أول ما يدل عليه العلم النافع.
إذا لم يفدك العلم شيئاً فليتك ثم ليتك ما علمتا
فتقوى الله رأس الأمر حقاً وليس بأن يقال لقد رأستا
فالعلم النافع: هو الذي يدلك على معرفة الحي القيوم، ليس كمعرفة اليهود والنصارى، الذي يعرف الله ويسكر في الليل، فهذا عرف الله كما يعرف الكلب أن له رباً، وهذه معرفة لا تنفع، إنما العلم الخشية، وإنما يخشى الله من عباده العلماء.
الأمر الثاني: المعرفة بما يحبه الله ويرضاه وهي ثلاثة أقسام:
ففي العقائد: عقيدة أهل السنة والجماعة ، وفي الظاهر: الحلال والحرام، وفي الباطن: اعتقاد القلب بالصفات الجميلة، والردع والتخلي عن الصفات الذميمة، هذا هو العلم النافع الذي يدل على ما يحبه الله ويرضاه، ويحصل هذا بالتفقه في الدين.
والأمر الثالث: الذي يدل عليه العلم النافع، دعوة الناس إلى هذا العلم.
علامة العلم النافع أن تحرص على نشره بين الناس, وتحرص على تبليغه، فلا تكتمه ولا تحجر عليه، لا تتعلم وتثقل على نفسك، فإن معنى ذلك أنك تميت العلم في نفسك.(1/1214)
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:159-160].
الأمر الرابع: الزهد في ما لا يقرب من الله الحي القيوم. علامة العلم النافع: الزهد في الدنيا، فازهد في غير كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.)
مقتبس من : هنا (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19485)
---
محمود الشنقيطي
09-26-2006, 05:29 PM
سمعتُ بعض العلماء الصالحين- كما أحسبه- يقول:
كم من شيئ إذا لم ينفع لم يضر,إلا العلم فإنه إذا لم ينفع ضرَّ...
---
(1/1215)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم في الإجماع ؟
---
ما رأيكم في الإجماع ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
06-19-2003, 07:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو النصر الحدادي السمرقندي في كتابه المدخل لعلم تفسير كلام الله تعالى : ( أجمع أهل التفسير على أنه للشمس [ يقصد الضمير في « توارت» ] ، أي : غابت الشمس وراء الحجاب ، وهو جبل دون المغرب . ) ص408 بتحقيق صفوان داوودي .
ذكر هذا في باب الكناية عما لم يسبق ذكره .
وقد اطلعت على تعليق جيد لصفي الدين المباركفوري على تفسير الجلالين لسورة ص~
حيث ذكر أن الضمير هنا ليس للشمس ؛ إذ لم تذكر من قريب ولا بعيد ، ولا إشارة ولا صراحة . ومرجع الضمير هو الخيل : أي أنه أجرى الخيل حتى غابت عن الأنظار ، ثم أمر بردها حتى رجعت ... ص931 طبعة دار السلام .
فما تعليق الإخوة على هذين النقلين ؟
---
مساعد الطيار
06-21-2003, 03:11 PM
الأخ أبو مجاهد حفظه الله
لقد اطلعت على ما ذكرت من الإجماع ، وقد رجعت إلى بعض كتب التفسير ، ولم أجد عن السلف غير هذا القول الذي اعترض عليه المحقق صفي الدين ، وقد ورد عن ابن مسعود وقتادة والسدي كما عند الطبري .
ومن هنا جاء ذكر الإجماع فيما يبدو .
والنظر الذي يحسن هنا بعد ورود هذا القول عن السلف هو النظر في احتمال القول الذي ذكره المحقق صفي الدين ، وليس الاعتراض على قول السلف .
وإذا صحَّ قوله في معنى الآية ، فإنه يكون معنىً آخر غير ما ذكره السلف ، والمتواري شيء واحد إما الشمس وإما الخيل ، وإذا كان هذا هو النظر فالاختلاف اختلاف تضاد ، ومن ثَمَّ ، فما ذكره السلف أولى ، والله أعلم .(1/1216)
أما قوله حفظه الله :أن الضمير لم يذكر للشمس لا من قريب ولا من بعيد ، فقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله ردًّا على هذا ، قال : (( وأهل اللغة يقولون : يعني الشمس ، ولم يجر لها ذكر ولا أحسبهم أعطوا في هذا الفكرة حقه ؛ لأن في الآية دليلا على الشمس ، وهو قوله : (( بالعشي )) ، ومعناه عُرِض عليه بعد زوال الشمس حتى توارت الشمس بالحجاب ، ولا يجوز الإضمار إلا أن يجري ذكر أو دليل ذِكْرٍ فيكون بمنزلة الذكر )) .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-06-2006, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .(1/1217)
أما بعد ، فإن من خواص الإسلام الثبات و التطور ، فالعقيدة تمثل الثابت الذي لا يقبل التغيير ، أما الجانب التشريعي فإنه ثابت من حيث الأصول و القواعد العامة ، و متغير من حيث التفاصيل الإجرائية،ومن ثم يجوز لنا القول إن التفسير هو الآخر تحكمه هذه الخاصية ، ففيه الإجماع ، و فيه المختلف فيه ، ذلك أن التفسير هو استنباط مراد الله تعالى من القرآن الكريم حسب القدرة البشرية ، بغية تنزيله على الواقع ، حتى نعبد الحياة كل الحياة لله رب العالمين . فالتفسير في اعتقادي هو مشروع حضاري . فالإنسان المسلم في كل زمان و مكان يرجع إلى القرآن الكريم ليعرف حكم الله في الواقع المعيش و ما تكتنفه من أحوال استجدت تحتاج منا إلى معرفة حكم الله تعالى فيها ، و شيء طبيعي أن تكون بعض الأمور هي التي استجدت ومن ثم فهي التي تشكل الجانب المتطور أو المتغير من الحياة.ولعل عدم الانتباه إلى ربط التفسير بالواقع الذي أنتجه هو الذي يجعل كثير من المتعاملين مع التفاسير يخرجون بانطباع تشابه التفاسير ، وأن بعضها يمكن أن يغني عن الباقي. أما إذا ربطنا التفسير بالواقع فسنكتشف الجانب الثابت و المتطور في التفسير . و لكن مثل هذا العمل يحتاج إلى تضافر الجهود و إلى الصبر و الدربة العلمية لاستخراج المجمع عليه في التفسير ، و تمييزه عن المختلف فيه و درجة الاختلاف و نوعيته ، و تمييز ما يعتد به منها لموافقته لقواعد التفسير و أصوله .
و قد بدأت في جامعتنا هذا العمل مع زمرة من طلبة الإجازة الذين كلفوا بإعداد فهرسة شاملة لأقوال المفسيرين من عصور مختلفة لمعرفة ماحصل حوله الإجماع و ما اختلف فيه . و العمل لا زال في بدايته ، و هو مجهود نافع إن شاء الله تعالى ، ذلك أنه يتوخى اقتصاد المجهود و توفيرالوقت للبحث في المختلف فيه ، و تجريد تفاسيرنا من التكرار .
و الله الموفق .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
أيمن صالح شعبان
09-07-2006, 11:17 AM(1/1218)
فيسمح لي فضيلة المشرف :
الإجماع لما يحويه من مرتبة عالية في الاحتجاج دعوة تساهل فيها كثير من المتأخرين صراحة حتى صارت في محل نظر .. والأمر يدعو إلى استقراء وتمحيص
ولعل المسألة لائقة بما ذكره فضيلة الدكتور: أحمد بزوي الضاوي حيث ذكر الفكرة رشيدة جدا وتحتاج إلى جهد فائق .
يالتنا نراها في عدة مؤلفات خاصة تكون نواة لهذه الموسوعة ولتكن البداية (الإجماع في ءايات الأحكام)
---
(1/1219)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل مجرد التفكير بالمعصية في الحرم يوجب العقاب من الله ؟
---
هل مجرد التفكير بالمعصية في الحرم يوجب العقاب من الله ؟
---
ابو يارا
06-01-2003, 07:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لدي سؤال مهم أرجو ممن لديه إيضاح أن لايبخل علينا.
السؤال / هل يأثم من يفكر مجرد تفكير في عمل معصية ما وهو داخل أسوار الحرم خاصة ، وفي حدود مكة المكرمة بشكل عام؟ وبالمثل بالحرم النبوي الشريف؟
وما مدى موافقة ذلك مع الوعيد الشديد الوارد في الآية الكريمة في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ... ( الحج- الجزء السابع عشر ) ؟
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
أبو خالد السلمي
06-01-2003, 11:32 PM
أخي الكريم أبا يارا _ وفقه الله _
أولا : معنى (يرد) في قوله تعالى { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } قيل هو العزم والتصميم الأكيد ، وليس مجرد هم الخطرات وحديث النفس الذي عفا الله عنه ، وقيل : بل معناه هم الخطرات وحديث النفس ، وعلى هذا القول الثاني تكون لمكة خصوصية وهي أن الله تعالى يؤاخذ بالهم في حرم مكة فقط كما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه : ما من بلد يؤخذ فيه العبد بالهمة قبل العمل إلا مكة وتلا الآية ، ونقله بعض أصحاب أحمد عن الإمام أحمد
ثانيا : الإلحاد في الآية الكريمة :
1- قيل هو الشرك وهو إحدى الروايات عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو قول مجاهد وقتادة وغير واحد
2- وقيل هو القتل وهو رواية أخرى عن ابن عباس
3- وقيل هو هو احتكار الطعام بمكة وهو قول سعيد بن جبير وجندب بن ثابت وغير واحد(1/1220)
4- وقيل هو مطلق المعصية وهو قول ابن عمر رضي الله عنهما وغيره ، ويمكنكم مراجعة الأقوال في ذلك في كتب التفسير .
ثالثا :
ما سبق هو حكم الهم بالمعصية وتحديث النفس بارتكابها في مكة خاصة ، أما المدينة فحكمها كغيرها من البلدان وهو ما يلي :
1) الخطرات وحديث النفس لا يؤاخذ به المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها مالم تتكلم به أو تعمل به ) ، وللآية الأخيرة من سورة البقرة وقوله تعالى في الحديث القدسي : ( قد فعلت )
2) العزم الأكيد على فعل المعصية ، إذا امتنع بعده المسلم من فعلها خوفا من الله تعالى كتبها الله له حسنة ، وعليه يحمل حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى : { إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم فعملها كتبت سيئة واحدة } صححه الألباني في صحيح الجامع 1796(1/1221)
3) العزم الأكيد على فعل المعصية ، إذا لم يقع بعده المسلم في المعصية لعدم تهيؤ أسبابها أو عدم قدرته المالية أو البدنية على فعلها أو خوفا من الناس أو خوفا من ضرر صحي أو أي مانع آخر سوى الخوف من الله تعالى ، فإنها تكتب سيئة ، ويكون عليه مثل وزر من فعلها ،كما يدل عليه الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه : { إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم فيه لله حقا فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية فيقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله حقا فيه فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه مالا وعلما فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فله أجر نيته } صححه الألباني في صحيح الترغيب 16، هذا والله تعالى أعلم
---
(1/1222)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح: عمل ملصقات لكتب التفسير
---
اقتراح: عمل ملصقات لكتب التفسير
---
أبو بيان
10-13-2005, 07:21 AM
كم يُعاني الباحث حتى يجد السورة أو الآية التي يبحث عنها, في أي جزء هي؟ وفي أي مجلد تكون؟
وبجوار هذا التعب البدني, يجد ألماً نفسياً من طول انقطاعه عن الفكرة التي وقف قلمه عندها, ليرى ماذا قال المفسرون عن هذه الآية؟
وألمٌ آخرُ يجده من فوات هذه الأوقات النفيسة التي يتأخر فيها باحثاً عن المجلد والجزء المطلوب.
قد يرى البعض أنه وقتٌ يسير, وجهدٌ قليل, ولكنه ليس كذلك عند الباحث الجاد, خاصةً في المراحل الأكاديمية المتخصصة.
واقتراحي أيها الكرام:
أن نقوم بعمل فهارس لكتب التفسير وما يلحق بها (ككتب الغريب, والمشكل, وأحكام القرآن, ومعاني القرآن, ومتشابه القرآن), بحيث تصلح هذه الفهارس أن تكون ملصقات على كعب المجلد, فيكون حجمها صغيراً, وكتابتها واضحة, وحبذا أن تكون محاطة بحدود, ويكتب فيها السور والآيات التي في المجلد باختصار, نحو:
الفاتحة - البقرة 150
البقرة 151 - آل عمران 200
وهكذا.
والجميل في هذا الاقتراح أن فائدته جليله, وعمله يسير, فيستطيع القيام به أي راغبٍ من الإخوة الكرام المتخصصين وغيرهم, وكل ما عليه أن يقصد إلى مكتبة شاملة لكتب التفسير, ويكتب هذه المعلومة لكل مجلد, ثم يهتم بكتابة طبعة التفسير وعدد مجلداته, وينسقها في ملف يسهل تصويرها منه للراغبين.
أرجو أن يتولى هذه المهمة, أو يتعاون فيها من أحب من الإخوة, وأنا أعلم أن هذا الملتقى يزخر بالكثير ممن يحب هذه الأعمال؛ لما فيها من المنفعة العامة والأجر العظيم. وبالله التوفيق.
---
عبدالرحمن الشهري
10-17-2005, 09:41 AM(1/1223)
فكرة جيدة ونافعة . وقد قامت إحدى المكتبات في جدة قديماً بعمل كثير من الملصقات للكتب المهمة في مختلف الفنون ومنها بعض كتب التفسير كابن كثير والبغوي وغيرها.ولكن يعيب هذه الملصقات أنها لا تثبت مدة طويلة على كعب المجلد ، فاستعضت عن بعضها بالكتابة على كعب المجلد ، لكن هذا يقتضي إيصال الكتب لمن يقوم بالتجليد ليكتب على الكعب وهذا مكلف.
وهناك طريقة أخرى مجربة وغير مكلفة ، وهي عمل جداول للكتب المهمة التي يكثر الباحث الرجوع إليها مثل تفسير القرطبي (ط.دار الكتب المصرية) والطبري (ط. البابي - شاكر) مثلاَ يتضمن هذا الجدول الجزء وبداية السورة . وتكون هذه الجداول في مكان قريب ومناسب ، بحيث ينظر الباحث للجدول ثم يتناول الجزء المطلوب دون مشقة ، ولو أبدع في تصميم هذه الجداول بالفوتوشوب ثم صنع منها أوراقاً ملونة كإعلانات الدروس المكبرة في المساجد ، لكانت في غاية الجمال والنفع .
---
(1/1224)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معني الترجيع وصفته؟
---
ما معني الترجيع وصفته؟
---
ابو حنيفة
05-09-2004, 05:06 PM
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يرجع بالقران ..وهو يقرا بالفتح فماهو الترجيع وما صفته ؟؟
سألت عددا من المشايخ عن الترجيع فلم يجبني احد ..فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟
---
المنهوم
05-09-2004, 06:15 PM
879 نا ابن إسحاق نا شبابة بن سوار أبو عمر الفزاري نا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح فرجع فيها قال ثم قرأ معاوية على قراءة ابن مغفل عن النبي e فرجع وقال لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن المغفل يحكى النبي e
فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه
قال أأأأ
هذ ا الحديث رواه البخاري ومسلم والنسائي واحمد وابو داود وغيرهم
وكما تشاهد يا اخي ان الترجيع هو التكرار للحرف والمد
ولعل الأخوة يزيدون البحث
على عجل
---
أبومجاهدالعبيدي
05-09-2004, 07:52 PM
سبق مناقشة هذا الموضوع هنا :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=576&highlight=%C7%E1%CA%D1%CC%ED%DA
---
سليمان العجلان
05-15-2004, 08:06 PM
الترجيع هو:الترديد مع تقارب الحروف، قال الحافظ في الفتح عند شرحه للحديث رقم(5047):الترجيع هو تقارب ضروب الحركات في القراءة،وأصله الترديد ،وترجيع الصوت ترديده في الحلق.(1/1225)
وقال ابن القيم في زاد المعاد(1/483-484):وكان صلى الله عليه وسلم يتغنى به،ويرجع صوته به أحيانا كما رجع يوم الفتح في قراءته((انا فتحنا لك فتحا مبينا)) وحكى عبدالله بن مغفل ترجيعه آ آ آ ثلاث مرات ذكره البخاري_أخرجه في فضائل القرآن برقم(5034)ومسلم في صلاة المسافرين برقم(794)_ واذا جمعت هذه الاحاديث الى قوله((زينوا القرآن بأصواتكم))وقوله((ليس منا من لم يتغن بالقرآن))وقوله((ماأذن الله لشيء كاذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن))علمت ان هذا الترجيع منه صلى الله عليه وسلم كان اختيارا لااضطرارا لهز الناقة له، فان هذالو كان لأجل هز الناقة لماكان داخلا تحت الاختيار فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارا ليؤنس به،وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوته ثم يقول:كان يرجع في قراءته، فنسب الترجيع الى فعله،ولو كان من هز الراحلة لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا.
---
(1/1226)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القيامة
---
القيامة
---
أبو حسن الشامي
07-03-2004, 11:55 AM
هذا السؤال أرسل به أحد الأخوة إلي وطلب مني أن أنشره في منتداكم الكريم عل هناك من يتصدى له ويأتينا بالجواب الشافي
القيامة في التصور الإسلامي: هل هي خلق آخر؟ أم مجرد جمع عظام؟
يقول الله تعالى : ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه، بلى قادرين على أن نسوي بنانه )
ما معنى بلى هنا ؟ هل هي تأكيد لنوع الإعادة أنه جمع عظام ؟ أم هي لتأكيد أصل الإعادة دون تحديد نوعها؟ و إذا كان الأول فكيف نوفق ، و الحالة هذه ، بين الآية و بين الحديث التالي الذي في صحيح مسلم : ( ثم يرسل الله أو قال ينزل الله مطرا كأنه الطل أو الظل نعمان الشاك فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال يا أيها الناس هلم إلى ربكم )
وأصل هذا السؤال إثارة بعض الملحدين شبهة الآكل و المأكول في أحد المنتديات . وهذه الشبهة تقول : إذا كانت القيامة جمع عظام فإن أمكن إعادة ذرات الآكل امتنع و الحالة هذه إعادة ذرات المأكول و العكس بالعكس. وهكذا خلصوا إلى استحالة إعادة الأبدان حسب التصور الإسلامي. فلما ذكر لهم الحديث الصحيح السابق زعموا أنه يتناقض مع الآية التي في سورة القيامة.(1/1227)
هذا وقد عثرت على قول لشيخ الإسلام يفهم منه أن الإعادة تكون من المادة التي تستحيل إليها الأبدان : (والقول الذي عليه السلف وجمهور العقلاء أن الأجسام تنقلب من حال الى حال فتستحيل ترابا ثم ينشئها الله نشأة أخرى كما استحال في النشأة الأولى فإنه كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة ثم صار عظاما ولحما ثم أنشأه خلقا سويا كذلك الإعادة يعيده الله بعد أن يبلى كله إلا عجب الذنب كما ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ابن آدم ومنه يركب وفي حديث آخر إن السماء تمطر مطرا كمني الرجال ينبتون في القبور كما ينبت النبات فالنشأتان نوعان تحت جنس يتفقان ويتماثلان من وجه ويفترقان ويتنوعان من وجه والمعاد هو الأول بعينه وإن كان بين لوازم الإعادة ولوازم البداءة فرق فعجب الذنب هو الذي يبقى وأما سائره فيستحيل فيعاد من المادة التي استحال اليها ) وكلامه هذا يدل بصورة واضحة أن القيامة هي خلق آخر و ليست مجرد جمع عظام.
فأفيدونا بارك الله بكم عن حقيقة هذا التعارض المزعوم بين الآية و الحديث .
---
سليمان داود
07-03-2004, 04:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على إمام المهتدين وخير خلق الله أجمعين
سيدي رسول الله المصطفى الأمين
وبعد
إن هذاالتساؤل تساءله السابقين من المكذبين بيوم الدين؟؟؟
يوم قالوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ ( 18 ) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19 ) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20 ) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21 )(سورة الصافات)
وقالوا أيضا في سورة المؤمنون(1/1228)
أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ( 35 ) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36 ) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37 )
لكن الله قام بالرد عليهم بقوله في سورة الروم
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27 )
فالإعادة أهون عليه
)أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه، بلى قادرين على أن نسوي بنانه )
وهذه الآية الكريمة تبين لنا أن الله سيعيده كما كان بنفس الذرات ونفس الجزيئات ونفس بصماته؟؟ونفس الذاكرة
وسوف تشهد نفس الأعين ونفس الأيدي والأرجل
ولن يعذب الله جسدا" آخر لأن الله لايظلم نقيرا
بل نفس الجسد بكل مواصفاته
وأحب هنا أن أضيف أمرا"
أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شئ بقوله كن
هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( غافر 68 )
وعبارة يقول له؟؟ نستنتج منها أن نداء كن لشئ موجود (له )؟؟
أي أن الذي قال له كن هو موجود أصلا"قبل أن يقول له كن
فكان كرها أو طوعا
وهذا الأمر لايعلمه إلا الله ولا نعلم كيفية الوجود لهذا الشئ قبل قول كن؟؟ فربما من عدم وربما من عنصر أو عناصر أخرى
فمثلا خلق الملائكة من نور والجان من مارج من نار
إلا الإنسان؟؟؟ أراد الله أن يجعله مكرما" (ولقد كرمنا بني آدم )
وقمة التكريم من الله لابن آدم أنه سبحانه وتعالى صنعه بيده
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (ص 75 )
ومن هنا كانت نقمة وحسد إبليس على آدم وذريته ولو يعلم الانسان ولا أقول هنا الانسان المؤمن بل الانسان بشكل عام(1/1229)
لو يعلم قيمة هذا التكريم لوحده لما عصى الله أبدا"
ولا أريد هنا أن أبين أن الإعادة أهون من الخلق الجديد
لأن كل ذي عقل يعلم ذلك
ولن أذكر الحديث النبوي الذي يعتبر إعجازا" علميا" بحد ذاته وهوالحديث الذي يتحدث عن نهاية العمود الفقري
ولكن سأتحدث عن الذين لديهم عادات حسب معتقداتهم
ويقومون بحرق الميت حتى يصبح صفوة
ثم يذروه في الماء؟؟؟ كنهر الغانج مثلا"
كما يفعل الهندوس
فقد ورد حديث قدسي يتحدث عن هذا الأمر
عن الرجل الذي أراد أن يتحول للعدم حسب تصوره؟؟خوفا" من الله؟؟؟ وأوصى بنيه أن يحرقوه ويذروه للماء والرياح
وكيف أن الله أمر الريح والماء بجمع ذراته وأعاد خلقه من جديد
ليسأله ويدخله بخوفه من الله؟؟ في جنته
وأحب أن أضيف أن العقل البشري لا يستطيع أن يستوعب كيفية الإعادة
ولا يعلم العقل البشري شيئا" عن الروح؟؟؟ لأنها من أمر ربي
ولا يعلم أسرار المادة وتحولها بأمر من خالقها إلى عناصر أخرى
فنحن البشر من تراب
ولو أكلنا التراب متنا؟؟؟؟؟؟؟
وإبليس من نار وسوف يعذبه الله بالنار؟؟؟
فربما يقول قائل؟؟؟ ممن يظن نفسه عالما" كيماويا أو فيزيائي
أن النار لا تؤذي النار؟؟؟
فكيف لو قمت وصنعت طينا لازب وجففته وصفعته به
ألا يؤذيه؟؟؟
الخلاصة من القول أن هؤلاء المتشدقين بالعلم وتحول الآكل وتحول المأكل لا تعدوا إلا تهيؤات تزينها لهم شياطينهم ليضلوا الآخرين بعدما ضلوا
فكيف يهدي من كان أعمى ولا بصيرة له؟؟
ان هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم ( الماديين ) أصلا" لايعلموا شيئا" عن خواص المادة وتحولاتها الا الشئ اليسير والذي يعلمه أي شخص تعليمه عادي
فالفلاح بفطرته يبذر البذار ويحرث الأرض
ولا يعلم كيف تتحول المادة في البذرة وكيف تتطور وتصبح خلقا" جديدا"
ولا يعلم كيف يأتي المطر
ولا يعلم ان كان هذا الزرع سينتج محصولا" أو يصبح حطاما"
كما ذكر في الواقعة
ان العلم الحقيقي للمادة وتحولها ليس من اختصاص البشر أصلا"(1/1230)
لأن هذا الأمر بيد الله
وكل ماتوصل اليه البشر عبارة عن سطحيات؟؟؟ علوم المادة
أما الأساسيات فهي بيد الله الذي أخبرنا أنه يحول النار الى بردا" وسلاما" كما فعل مع سيدنا ابراهيم
ويحول العصى الى أفعى
ويحول الطين بيد الصبي عيسى الى طير
ويحول الماء لطود عظيم؟؟؟
فهذه الأمور أخبرنا الله بها ليست فقط للسرد القصصي
وانما لنعلم كيف تكون المادة مع خالقها
وكيف تكون مع المخلوق؟؟
فلم نؤتى من العلم الا قليلا؟؟؟
أخوتي الأعزاء إن تلك المنتديات أو صالات البالتوك المشبوهة
تحتوي على هؤلاء العميان بصرا" وبصيرة
أنصحكم عدم الجلوس معهم كما أمرنا الله وكذلك عدم نقل وترويج مايقولون لأنهم لايقولون إلا الكفر أو الشرك والعياذ بالله
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (النساء 140 )
---
(1/1231)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السر في قوله تعالى : ( ومن الذين قالوا : إنا نصارى ) !
---
السر في قوله تعالى : ( ومن الذين قالوا : إنا نصارى ) !
---
عمر المقبل
01-27-2004, 01:10 AM
كما يعلم حفاظ القرآن أن الله تعالى ذكر النصارى بوصفهم في كل المواضع إلا موضعين ـ وكلاهما في سورة المائدة ـ :
الموضع الأول ـ ( وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:14) .
الموضع الثاني : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82) .
وفي كلا الموضعين سر عجيب ، حري بالبحث عنه ، وهو : لماذا جاءت حكاية قولهم بهذا اللفظ : ( ومن الذين قالوا ... ) ، ( الذين قالوا إنا نصارى ) ولم يكن وصفهم كالمعتاد بـ"النصارى" ؟
جوابه قريب بإذن الله ، لكن أود من الإخوة المشاركة بما لديهم ، تأملاً في الايتين ، من دون رجوع إلى كتب المفسرين ، فإن ذلك أدعى لرسوخ المعنى ، وبعد تتابع الإخوة في التأمل ، سأكتب ما تيسر بما يوضح المراد ، ويكشف شيئاً يسيرا من عظمة هذا الكتاب .
---
خالدعبدالرحمن
02-13-2004, 09:25 AM
السلام عليكم
أين أنت يا أخي عمر ..؟
لقد أطلت علينا الانتظار ! فما زلت أنتظر جوابك واجتهادك !(1/1232)
الحق اني لم اصل الى شيء حول سؤالك ، وآمل ان تطلعنا على رأيك .. ولا تبتئس ببرود الردود ، فلن تسمع جوابا عن سؤال لم يقل بجوابه احد من السلف .
و جزاك الله خيرا
---
ابن العربي
02-13-2004, 11:18 AM
يسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فالسر والله تعالى اعلم كما ذكره علماء التفسير أنه إشارة إلى أن هذا الاسم أطلق عليهم بتسميتهم لأنفسهم لا بتسمية الله تعالى لهم . قال القاسمي رحمه الله : " وإنما نسب تسميتهم نصارى إلى أنفسهم دون أن يقال ( ومن النصارى ) إيذاناً بأنهم في قولهم ( نحن أنصار الله ) بمعزل من الصدق . وإنما هو تقول محض منهم وليسوا من نصرة الله تعالى في شيء " ( تفسير القاسمي ج6 ص 134 ) وينظر إلى ( تهذيب التفسير لعبد القادر شيبة الحمد ج4 ص 123 ) ففيه فائدة كبيرة .
والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد
---
عمر المقبل
04-18-2004, 11:00 PM
الحمد لله ،وبعد :
فهذه عودة لجواب هذا السؤال الذي سبق أن طرحته ، معتذراً وبشدة عن تأخري في الرد ، فإني لم أتمكن من كتابة ما عندي إلا الآن بسبب ضيق الوقت وكثرة المشاغل ، وقد كان الجواب ـ بحمد الله ـ حاضراً ، لكن ينقصه التوثيق من كتب المفسرين الذين وقفت على أقوالهم .
والأمر ليس كما ظن الأخ خالد وفقه الله ـ كما سيتبين بعد قليل ـ من أنني لن أجد لي سلفاً في هذا ، فإنني لم أطرح ما ذكرته إلا بعد قراءتي لكلام بعض المفسرين ، بل وجدت نصوصاً عن متقدمي السلف في عين هذا السؤال الذي طرحته .(1/1233)
ثم أيضاً ، لنفترض أنه لم يتعرض منهم للتنصيص على ذلك ، فإن هذا لا يعني بذل الوسع في التأمل في أسرار هذا الكتاب العظيم ، والمعنى الذي يفهمه المتأمل إذا كان لا يناقض أصلاً ، والسياق يساعد عليه ،لا يرد ، وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : قلت لعلي : هل عندكم كتاب ؟ قال : لا إلا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، ... الحديث ، وقد بوب عليه البخاري : "باب كتابة العلم" .
ولو أردنا أن نطبق هذا الذي ذكره الأخ خالد ، للزم منه أن يسأل كل مفسر عن استنباطه إلى أن يصل السند إلى النبي ج ،أو إلى صحابي على الأقل ، وللزم منه بطلان أكثر ما في هذه التفاسير .
وأظن أنه لا داعي ـ في مثل هذه المنتديات العلمية ـ إلى مثل هذه الأساليب الساخرة ، التي يترفع عنها طالب العلم .
أما فيما يتعلق بما طرحته ، فجوابه من كلام أهل التفسير ، فحاصله هو فيما كتبه أخي الفاضل (ابن العربي ) ولكن رغبة في تمام الفائدة ، فإنني أود أن أضيف خلاصة ما وقفت عليه في النقاط التالية :
1 ـ أن قولهم عن أنفسهم : "إنا نصارى " أي : أنهم ادعوا لأنفسهم أنهم نصارى متابعون المسيح بن مريم عليه السلام ، والحقيقة : أنهم ليسوا كذلك ، فقد أخذت عليهم العهود والمواثيق على متابعة الرسول ج ، ومناصرته ، وموازرته ، واقتفاء آثاره ، وعلى الإيمان بكل نبي يرسله الله إلى أهل الأرض ، ولكنهم لم يوفوا بذلك ، بل فعلوا كما فعل اليهود ، فالفوا المواثيق ، ونقضوا العهود .
2 ـ قال الحسن البصري ـ فيما نقله عنه الجصاص 4/42 ـ : "إنما قال (إنا نصارى) ولم يقل : من النصارى ؛ ليدل على أنهم ابتدعوا النصرانية ، وتسموا بها ، وأنهم ليسوا على منهاج الذين اتبعوا المسيح في زمانه من الحواريين ، وهم الذين كانوا نصارى في الحقيقة " انتهى المقصود منه .
ونقل البيضاوي هذا المعنى في تفسيره (2/306) من كلامه ولم ينسبه لأحد .(1/1234)
وللثعالبي نحوه (1/481) حيث قال : "إشارة إلى معاصري نبينا محمد ج من النصارى بأنهم ليسوا على حقيقة النصرنية ،وإنما هو قول منهم وزعم" .
وقال الألوسي رحمه الله ( 7/2 ) : "وقال ابن المنير : لم يقل سبحانه : (النصارى) كما قال جل شأنه : (اليهود) تعريضاً بصلابة الأولين في الكفر والامتناع عن الانقياد لأن اليهود لما قيل لهم : (ادخلوا الأرض المقدسة) قالوا : ()ا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا) والنصارى لما قيل لهم : ( مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ) قالوا : (نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) وكذلك أيضاً ورد في أول السورة في قوله عز وجل ()وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) لكن ذكر ههنا تنبيهاً على انقيادهم ، وأنهم لم يكافحوا الأمر بالرد مكافحة اليهود ، وذكر هناك تنبيهاً على أنهم لم يثبتوا على الميثاق ،والله تعالى أعلم بأسرار كلامه" انتهى .
وينظر ـ غير المصادر الماضية ـ : الكشاف 1/328 ، زاد المسير 2/315 ، النسفي 1/275 ،تفسير القاسمي 6/134 ، التحرير والتنوير 5/64 .
والله تعالى أعلم وأحكم ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
---
محمد العبدالهادي
04-19-2004, 12:53 PM
جزاك الله خيرا أخي عمر على هذه الفائدة المميزة ، ولدي سؤال آخر في آية المائدة - يمكن أن يكون مجال بحث - وهو : هل المقصود بالنصارى - الذين هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا - النصارى الذين كانوا سبب نزول الآية أم عموم النصارى ؟
---
المنهوم
04-19-2004, 02:13 PM
جزاك الله خيرا يا اخ عمر على هذه الفائدة
واما سوال الاخ عن النصارى فاعلم يا اخي ان القران نزل ليعمل به إلى يوم القيامة وهو صالح لكل زمان ومكان والذي تكلم به لا يخفى عليه شيء(1/1235)
ولذلك الآيات التي نزلت في النصارى وغيرهم باقية ويعمل بها إلى يوم القيامة فأحكام النصارى في القديم والحديث واحدة كما ذكرالله لنا والنصارى في القديم والحديث سواء
والله اعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
05-31-2005, 02:00 PM
جاء في كتاب الروض الأنف للسهيلي : ( وفد نصارى الحبشة
فصل وذكر قدوم وفد النصارى من الحبشة وإيمانهم وما أنزل الله فيهم من قوله تعالى : { الذين قالوا إنا نصارى } ولم يقل من النصارى ، ولا سماهم هو سبحانه بهذا الاسم ، وإنما حكى قولهم الذي قالوه حين عرفوا بأنفسهم ثم شهد لهم بالإيمان ، وذكر أنه أثابهم الجنة .
وإذا كانوا هكذا فليسوا بنصارى ، هم من أمة محمد - عليه السلام - ، وإنما عرف النصارى بهذا الاسم لأن مبدأ دينهم كان من ناصرة قرية بالشام فاشتق اسمهم منهم كما اشتق اسم اليهود من يهود بن يعقوب ثم لا يقال لمن أسلم منهم يهودي اسم الإسلام أولى بهم جميعا من ذلك النسب . )
---
عبدالرحيم
05-31-2005, 08:34 PM
ينظر النصارى الحاليون أن النصرانية بدعة ( فرقة ) من الفرق الضالة للمسيحية الحقيقية
ولهذا تجدهم يغضبون في منتديات الحوار إن وصفتهم بذاك
بل ألف عدد من المنصرين كتباً تؤيد أن الإسلام بدعة نصرانية ( فرقة من فرق المسيحية غير المعترف بها من قبل الفاتيكان ) هرب أفرادها من بلاد الشام إلى شبه الحزيرة العربية خوفاً من بطش المسيحيين الحقيقيين وبخاصة بعد مجمع نيقية.
ومن أشهر تلك الكتب كتاب " قس ونبي " لأبي موسى الحريري ( وهذا ليس اسمه كما تبين لي بعد سؤال اخوة في لبنان وسوريا )
وكتاب " الإسلام دعوة نصرانية للأب الحداد " وهذا أيضا ليس اسمه . وللأب الحداد قصة طريفة تبين خزي الله تعالى لمن يتعدى حدوده. لعلي أذكرها في مناسبة قادمة...
واطلعت حديثاً على كتاب ثالث بعنوان : " الإسلام بدعة نصرانية " لإلياس المر ..
كلها تحمل نفس الفكرة.(1/1236)
وجود فرق ضالة منبثقة عن المسيحية تسمى فرقة النصارى... الإسلام صورة تجديدية لها.
وحشدوا على ذلك أدلة كثيرة ناقشتها في مشروع أطروحتي...
إخوتي: الخطب جلل... والواجبات أكثر من الأوقات !!
أسأل الله تعالى الهداية و التوفيق واستعمالنا لخدمة كتابه
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مع محبتي
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2005, 12:05 PM
جزاك الله خيراً أخي عبدالرحيم على هذه الإضافة ويا حبذا لو بسطت لنا القول فيها في مناسبة قادمة بحسب توفر الوقت لكم وفقكم الله.
---
(1/1237)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عصر ابن مجاهد أول من سبع السبعة وتدوين القراءات
---
عصر ابن مجاهد أول من سبع السبعة وتدوين القراءات
---
فرغلي عرباوي
06-13-2004, 02:16 PM
عصر ابن مجاهد وتدوين القراءات.
اشتهرت القراءة في الأمصار اشتهاراً عظيماً، وصار كل إمام يقرئ بما سمع، وكل يقر قراءة صاحبه، على أساس أنه مشتمل بالإذن النبوي الكريم في الإقراء بالأحرف السبعة، ولكن ذلك النهج مضى كما هو مفترض باتجاه التوسع في الإقراء حتى أصبحت مدارسه ومناهجه لا تنضبط بإطار ناظم، وأصبح تصور الخطأ واللحن والشذوذ وارداً في هذه الحالة الجماعية.
لذلك فقد بدأ الأئمة في مطلع القرن الثالث بتحديد القراءة المقبولة من القراءة المردودة، ولا تحسب أن الأمر قبل ذلك كان على عواهنه، بل كانت الأئمة تميز بسلائقها المقبول من المردود من القراءات، وتعتمد لذلك اعتبارات كثيرة، منها منزلة الإمام المقرئ، والتزامه بالعربية فيما يقرئ فيه، وموافقته للرسم، وغير ذلك.
ثم اتفقت الأمة على شروط ثلاثة، أصبحت ضابطاً دقيقاً في قبول القراءات وردها، وهذه الشروط هي:
1 - أن توافق وجهاً من وجوه النحو فلا يكون فيها شذوذ عن القواعد التي أصلها النحاة لضبط كلام العرب.
2 - أن توافق رسم المصحف العثماني على الشكل الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك قبل النقط والشكل.
3 - أن يتواتر سندها متصلاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يرويها جمع عن جمع من أول السند إلى منتهاه.
وكل قراءة لم تتحقق فيها الشروط السابقة كلها أو بعضها فقد اعتبرت قراءة شاذة تحرم القراءة بها ويحرم الاعتقاد أنها من القرآن(157).
وقد نظم ابن الجزري فيما بعد منهج المتقدمين في شروط القراءة المقبولة في الأبيات الآتية:
وكل ما وافق وجه النحوِ * وكان للرسم احتمالاً يحوي(1/1238)
وصح إسناداً هو القرآنُ * فهذه الثلاثة الأركانُ
وحيثما يختلُّ شرطِ أثبتِ * شذوذه لو أنه في السبعةِ(158)
وعقب جهود طويلة من البحث والتحقيق، وبالاستقراء والتتبع ضبط العلماء ما تواتر من أسانيد القراء، فإذا هي قراءات سبع، وهي التي اشتهر بخدمتها نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وهي التي سميت فيما بعد بالقراءات السبع المتواترة، وقد أتينا على ترجمة هؤلاء الأئمة قبل قليل.
ويرجع هذا الحصر بالسبعة المذكورين إلى الإمام المقرئ أحمد بن موسى بن مجاهد المتوفى عام 324 هـ، وذلك في كتابه المشهور "السبعة في القراءات".
وقد ولد ابن مجاهد بسوق القطن في بغداد عام 245 هـ وظهر نبوغه مبكراً حيث حفظ القرآن الكريم، وأكثر القراءة على الشيوخ حتى عدَّ له ابن الجزري نحواً من مائة شيخ قرأ عليهم ختماً كاملة للقرآن الكريم وأجازوه بإقرائها للناس، وقرأ على بعض شيوخه عشرين ختمة، واجتمع عليه الطلاب من الأقطار، وصار يقرئ بالقراءات التي يثبت له تواترها.
وكان ابن مجاهد في الحقيقة إماماً مقصوداً في القراءة، ويمكن القول إنه مؤسس أول جامعة للقرآن الكريم وقراءاته في بغداد "وقد فاق في عصره سائر نظرائه من أهل صناعته مع اتساع علمه، وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه"(159).
وقد نال ابن مجاهد ثقة سائر المشتغلين بالقراءات في عصره وبعد عصره وبحسبك منهم شهادة إمام هذا الفن والمرجع فيه ابن الجزري إذ قال:
"ولا أعلم أحداً من شيوخ القراءات أكثر تلاميذاً منه، ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه، وقد حكى ابن الأخرم عنه أنه وصل إلى بغداد فرأى في حلقة ابن مجاهد نحواً من ثلاثمائة مصدّر"(160).
وقال علي بن محمد المقري: كان لابن مجاهد في حلقته ثمانية وأربعون خليفة يأخذون على الناس.(1/1239)
وقد رأى ابن مجاهد أن ترك الأمر على عواهنه يؤدي إلى اختلاط المسائل، ودخول السليم في السقيم، فلا بد إذن من التمييز بين من يصلح للإمامة، ويتوافر لديه الإسناد الثبت، وبين من يتلقى القراءة من غير أهلها، فيشوبها بالخطأ واللحن.
وهكذا فإنه يبين رأيه جلياً في مقدمة كتابه الشهير السبعة بقوله:
(فمن حملة القرآن من يعرب ولا يلحن، ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه فهو مطبوع على كلامه.
ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، ليس عنده إلا الأداء لما تعلم، ولا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ، فلا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده فيضيع الإعراب لشدة تشابهه، وكثرة فتحه وضمه وكسره في الآية الواحدة، لأنه لا يعتمد على علم العربية، ولا به بصر بالمعاني يرجع إليه، وإنما اعتماده على حفظه وسماعه وقد ينسى الحافظ فيضيع السماع وتشتبه عليه الحروف، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره، ويبرئ نفسه، وعسى أن يكون عند الناس مصدقاً فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه، وجسر على لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ من نسي وضيع الإعراب، ودخلته الشبهة فيتوهم، فذلك يقلد القراءة ولا يحتج بنقله، ومن حملة القرآن من هو على مستوى يؤهله إلى معرفة إعراب القراءة ويبصره بمعانيها ولكنه لا يعرف القراءات ولا تاريخها مع جهله بمصادر الرواية، وقد يحمله ذلك على أن يقرأ بحرف يجوز لغة وإعراباً مع أنه لم يقرأ به أحد من السابقين، وهذا يوصله إلى أن يبتدع قراءة جديدة، ومنهم من يعرف قراءته، ويبصر المعاني، ويعرف اللغات، ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون بذلك مبتدعاً)(161).
ولكن لماذا اختار ابن مجاهد هؤلاء السبعة تحديداً؟(1/1240)
في الحقيقة لم يكن ابن مجاهد يبحث عن قراءات سبع، ولا عن سبعة قراء حينما اتجه ببحثه هذا، غاية الأمر أنه كان يبحث عن المتواتر وصادف أنه لم يجتمع لديه من أسانيد التواتر بالشروط المعتبرة إلا سبعة، فضبطها وحررها ودوَّن أصولها وفرشها، والظاهر أنه صنف أولاً سبعة كتب، كل كتاب في قراءة، كلما ثبت عنده تواتر قراءة أفردها بكتاب، حتى إذا اكتمل لديه الاختيار صنف كتابه الشهير السبعة في القراءات.
ومنهج ابن مجاهد في كتابه أنه بدأ بذكر أسماء القراء السبعة وأصول كل واحد منهم واختياراته في شأن الهمزات والإمالات والإدغامات والياءات وغير ذلك من الأصول، ثم بدأ بذكر فرش الحروف فكان يسمي اختيار كل منهم من غير توجيه للفرش، وعلى ذلك فقد دون مواضع اختلافهم في القرآن الكريم باستقصاء كامل. وقد صار منهج ابن مجاهد إماماً للناس من بعده فاقتفى أثره كل الذين كتبوا من بعده في هذا الفن.
وأشهر الكتب التي نهجت نهجه:
التيسير في القراءات السبع: أبو عمرو الدَاني(162).
نظم التيسير المسمى حرز الأماني: للقاسم بن فيّره بن القاسم الشاطبي(163).
سراج القاري: لابن القاصح العذري(164).
ـ شروح الشاطبية الأخرى كالسخاوي والفاسي وأبي شامة وابن جبارة، والجعبري.
------------
(157) السبعة في القراءات لابن مجاهد. تحقيق د. شوقي ضيف ص 47، وهذه الشروط مستفيضة ولا يخلو من الإشارة إليها كتاب من كتب القراءات.
(158) نظم طيبة النشر لابن الجزري، بيت رقم 56.
(159) معرفة القراء الكبار جـ1 ص 217
(160) غاية النهاية لابن الجزري جـ1 ص 142
(161) مقدمة ابن مجاهد لكتابه السبعة في القراءات ص 45 - 46
(162)طبع في استانبول عام 1920 بتحقيق أوتوبرتزل من جمعية المستشرقين الألمان،
(163) طبع طبعات كثيرة، أجودها طبعة حققها وأخرجها محمد تميم الزعبي وصدرت عن مكتبة دار الهدى بالمدينة المنورة.
(164) طبع في مكتبة مصطفى البابي الحبي وأولاده بمصر.(1/1241)
أهمية الكتاب: صنف ابن مجاهد كتابه هذا في وقت كان يعتبر فيه (شيخ القراء) في عاصمة الخلافة الإسلامية (بغداد) ولا شك أنه كان لموقعه المميز هذا أكبر تأثير في رواج الكتاب وتداوله. ومن هنا تعلم سر انتشار الكتاب وشهرته في الآفاق. أما مناط تأثير الكتاب فيتمثل في أنه كرَّس الرأي القائل:
بأن القراءات توقيفية لا يجوز فيها الاجتهاد وقطع الطريق على الذين يقولون بجواز الاجتهاد في القراءة وأنها تدور على اختيار الفصحاء وعلى رأسهم الزمخشري.
المرجع القراءات لمحمد حبش
---
(1/1242)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف يستقيم الأمر؟ أن تكون السنة التفسيرية حجةو يكون حمل المفسرالآية على الحديث اجتهاد
---
كيف يستقيم الأمر؟ أن تكون السنة التفسيرية حجةو يكون حمل المفسرالآية على الحديث اجتهاد
---
العرباض
03-19-2005, 05:40 PM
المرجو من الإخوة المشاركة في الحديث عن هذا الإشكال الذي عرض لي و هو : إذا كانت السنة النبوية تفسر القرآن ، فكيف يستقيم هذا مع أن حمل المفسر الآية على الحديث عمل اجتهادي، بحيث يمكن أن يختلف مفسران أو أكثر في تفسير آية ما تبعا لاختلاف الحديث الذي رآى كل واحد منهما أنه مفسر للآية، ألا يجر ذلك إلى التخلص من السنة النبوية التفسيرية بحجة أنها في نفسها و إن كانت حجة فإن في التفسير بها مدخلا للاحتهاد و الرأي.
---
الإسلام ديني
03-20-2005, 08:31 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم - أنا لست عالما - و هذا رأي و ليست فتوى :)
لا أعتقد بأن السنة النبوية هي تفسر القرآن الكريم كما قلت
بل أن السنة النبوية مساعدة لفهم بعض آيات
فمثلا - آية " يا ايها النبي لم تحرم ما احل .........
لولا السنة النبوية - لما عرفنا ما هو الشيء الذي حرمه النبي عليه الصلاة والسلام على نفسه
و لكن الآية واضحة بأن التحريم حصل - و لكن التفاصيل جاءت بها السنة النبوية
ثم أن هناك الكثير من الأحاديث النبويه - لم تتطرق الي تفسير الآيات القرآنية
فلا أعتقد بصحة هذا القول او الزعم " السنة النبوية تفسر القرآن " أو تعميمه على القرآن كله
و مثال على ذلك - أن السنة النبوية لم تبين لنا ما هي الحروف المقطعة !!!!
بل أن العلماء يجتهدون لمعرفة حقيقتها . و الله أعلم
/////////////////////////////////////
---(1/1243)
جمال أبو حسان
03-20-2005, 09:41 AM
السلام عليكم الجواب ليس كما قال الاخ السابق فالسنة النبوية تفسر القران الكريم لكن ليس معنى ذلك ان القران كله مفسر بالسنة لكن وردت احاديث كثيرة تفسر اي القران الكريم كما هو معلوم لدى اهل العم لكن الاشكال الذي طرحه صاحب المسالة مرده الى الخلط بين تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الايات وبين ما يلوح للمفسر ان الحديث الفلاني هو تفسير للاية اجتهادا من عنده وهي مسالة لم ار من نبه اليها الا مولانا العلامة فضل حسن عباس والدكتور مساعد الطيار في كتابه القيم دراسات في اصول التفسير وعلوم القران فليرجع الاخ السائل اليه وسيجد بغيته ان شاء الله
---
العرباض
03-21-2005, 05:24 PM(1/1244)
جزى الله تعالى الأخ الفاضل على مشاركته. و أحيطك علما أن الإشكال الذي طرحته ليس مرده إلى عدم تمييزي بين التفسير بالسنة و التفسير النبوي فأنا و لله الحمد أميز بينهما و قد اطلعت قبل ذلك على ما كتبه الشيخ مساعد بمجلة البيان حول موضوع مصادر التفسير ، و هذا المقال هو الذي طبع ضمن الكتاب الذي كما أخبرني هو بذلك مشكورا قبل عرض الكتاب في الأسواق. و قد نبه على هذا التفريق فضلا عن العلامة فضل حسن عباس و الشيخ مساعد، الدكتور حسن علي -فيما أذكر من اسمه- في كتابه الذي طبع مؤخرا حول كتاب التفسير من مستدرك الحاكم ، لكنه فرق بين التفسير المباشر - و هو التفسير النبوي- و التفسير غير المباشر - و هو التفسير بالسنة. كما نببه على نفس الأمر د. زيد بوشعراء في مقال نشره بمجلة الهدى المغربيةع 15-1986 قبل أن تتوقف عن الصدور ، و قد ميز بين تفسير السنة للقرآن -و هو التفسير النبوي- و تفسير القرآن بالسنة والأمر واضح . فالذي أردت أن أنبه الدكتور أبا حسان عليه أني على دراية بالأمر ، و أن الإشكال الذي حصل لي لم يكن بسبب خلطي بين الأمرين و إنما بسسب إشكال حقيقي شرحته في التدخل السابق باختصار و على عجلة من أمري و إن كنت قد أوضحته .فالتفسير النبوي لا إشكال في حجيته و إلزاميته لكل مفسر بل لكل مسلم ، لكن الإشكال في التفسير بالسنة و ما يطرحه من إشكال حول تعين الأخذ به ، خاصة و أن الخلاف في التفسير به منقول عن الصحابة رضوان عنهم، كما وردعن ابن مسعود و بعض الصحابة (لعله ابن عباس) من الخلاف في تفسير الدخان الوارد في قوله تعالى: (فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين) فكل واحد منهما فسر الآية بحديث، و كما ادعى بعضهم أن أبا هريرة رضي الله عنه أخطأ في تفسير آية بحديث و ذلك في قوله تعالى: (و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم) حيث فسرها بقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( كل ابن آدم يؤزه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا(1/1245)
إلا مريم و ابنها) ثم قال أبو هريرة: و اقرأوا إن شئتم ..)ثم قرأ الآية . حيث قال هذا المعترض: الآية تتحدث عن دعاء امرأة عمران لمريم و ذريتها أن يقيها من الشيطان بعد ولادتها ( فلما وضعتها..)الآية و الحديث يجعل هذه الوقاية لمريم و ابنها عليهما السلام عند الولادة. فكيف يصح تفسير الآية بالحديث.
و يمكن أن آتي بأمثلة أخرى في مناسبة أخرى، فالذي أردت أن أنبه عليه و أن أثير همم الإخوة المشاركين في المنتدى لإثراء الحوار حوله هو أن القول أن التفسير بالسنة عمل اجتهادي محض يفضي إلى التخلص من حجيته و التملص من إلزاميته. و لهذا فالأمر يحتاج في رأيي إلى تفصيل و إقامة الحجة على أنواع من التفسير بالسنة لا مرد لها و لا مطعن عليها ، بدلا من إطلاق القول : إن السنة النبوية التفسيرية حجة.
و أطلب من الأخ الدكتور جمال أن يحيلني على المكان الذي نبه فيه العلامة فضل حسن عباس على التفريق المذكور مع توثيقه لأنني قد أحتاج إلى الآحالة عليه في بعض البحوث، فهو يهمني ، و جزاك الله تعالى خيرا.
---
أبو عبد المعز
03-23-2005, 07:36 PM
الاخ العرباض.....
الاشكال الذي طرحته...هو أم الاشكالات...اي ضوابط فهم النص الديني....فالقول بالعودة الى القرآن والسنة...قول حسن لا ريب...ولكن الواقع ....ان قائل هذا الكلام لا يعود الى القرآن والسنة....ولكن الى ما يعتقده قرآنا وسنة....وهنا لا بد من الاحتراس:
فالقول بأنه لا يوجد الا تصوراتنا عن القرآن....يقود الى السفسطة لا محالة......وهذا ما يروجه اليوم دعاة الحداثة.....تحت عنوان قراءة النص الديني...والهدف هو الغاء القرآن ذاته....بدعوى ان كلامك عن القرآن واستنباطك منه لا يعدو ان يكون قراءة خاصة بك لا تلزم غيرك....ويكونون قد نصبوا لك فخا عظيما....(1/1246)
لكن الحمد لله.....قيض لهذا الدين.....ائمة وعلماء...نقحوا ضوابط وقواعد....موضوعية..يحتكم اليها....لكي لا يتطرف فى التأويل...وهنا اقول...كل من لا يعتبر هذه الضوابط..سقط فى الفخ العلماني والحداثي.....وهذه الضوابط موجودة فى كتب اصول الفقه..واصول التفسير...اذكر منها على سبيل التمثيل ضابط "الكلام يحمل على ظاهره"...فمن أخل بهذا الضابط...شرد وضل...كما وقع للقرامطة والصوفية والشيعة....وبعض اهل الكلام...
بعد هذه المقدمة اعود الى استشكالك..:
هنا آية....
هناك حديث....
المفسر اعتقد ان تفسير هذه الآية بذاك الحديث ممكن...بل متعين..وهذا منه اجتهاد....بمعنى ان تفسير ه ظني...
هنا ينظر فى ضوابط الاجتهاد...وفى تطبيقها على الفهم...فإن لم يكن هناك خلل...قبل تفسيره...كما يقبل الظن الراجح...والعدول عن تفسيره الى تفسير مرجوح....ليس الا اتباعا للهوى.....
بل ان الاشكال الذي طرحته...اخي العرباض..يقع حتى على تفسير القرآن بالقرآن....فاعتقاد ان هذه الآية تفسيرها آية أخرى...هو من جنس ما طرحته..
عصمنى الله واياك من الشبهات واتباع الهوى والله اعلم..
---
العرباض
04-02-2005, 06:04 PM
جزاك الله خيرا يا أبا المعز على مشاركتك التي أضاءت لي طريق البحث أكثر في هذا الموضوع و إذا كان عند الإخوة المزيد فليتفضلوا به مشكورين.والسلام عليكم
---
(1/1247)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه به.
---
ماينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه به.
---
العنزي
11-07-2006, 06:56 PM
هذه مقتطفات نفيسة من كلام القرطبي فيما ينبغي لحامل القرآن الإتصاف به, ذكرها في مقدمة تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"
فقال رحمه الله: "فأول ذلك أن يخلص في طلبه لله جل وعلا, وأن يأخذ نفسه بقراءة القرآن في ليله ونهاره في الصلاة
أو في غير الصلاة روى مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب
الإبل المعقَلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به
نسيه" وينبغي أن يكون لله حامدا,ولنعمه شاكرا ,وله ذاكرا ,وعليه متوكلا ,وبه مستعينا,وإليه راغبا,وبه مستعينا,وبه
معتصما,وللموت ذاكرا ,وله مستعدا"
ثم قال" وينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده وما فرض عليه
فينتفع بما يقرأويعمل بما يتلو,فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما
يتلو ,فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟ وما أقبح أن يسأل عن فقه مايتلوه ولا يدريه فما مثل من هذه حالته إلاَ كمثل
الحمار يحمل أسفارا "
---
(1/1248)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري
---
أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري
---
أبو بيان
11-29-2003, 08:48 PM
* ذكر ابن جرير الطبري - رحمه الله - في مقدمة تفسيره ( صـ63 , ط دار الفكر - الباز ) في فصل : ذكر الأخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محموداً علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموماً علمه بذلك . ذكر أوجه ثبوت الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
فأحق المفسرين بإصابة الحق في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل أوضحهم حجة فيما تأول وفسر , مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه :
(1) إما من وجه النقل المستفيض فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض ,
(2) وإما من وجه نقل العدول الأثبات فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض ,
(3) أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته ا.هـ .
* وسؤالي هنا حفظكم الله :
- ما مراد ابن جرير بالوجه الثالث وهو قوله ( أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته ) ؟
- وهل نجد عند المتقدمين ما يشبه هذا ويشير إليه ؟
- وهل يفيد هذا في خصوصية التعامل مع أسانيد المفسرين ؟
- وهل نجد في صنيع ابن جرير في تفسيره ما يفسر لنا عبارته ؟
أرجوا أن أجد من إخواني الفضلاء مباحثة مفيدة في هذا الموضوع , للحاجة إليه في عموم الدراسات التفسيرية , ولحاجتي إليه على وجه الخصوص .
( ورحم الله عبداً كان في حاجة أخيه المسلم ) .
---
عبدالرحمن الشهري
12-01-2003, 03:14 AM
أخي الكريم أبا بيان حفظه الله وزاده علماً وبياناً(1/1249)
عزا العلامة محمود شاكر - رحمه الله وغفر له – عَدَمَ فهمِ كلامِ الإمام الطبري إلى (كثرة الفصول في عبارته ، وتباعد أطراف الجمل ) فلا يسلم المعنى إلا بإعادة القراءة مرتين أو ثلاثاً. وهنا في الكلام الذي نقلته – حفظك الله – يبدو لي أن شيئاً من هذا الأمر قد اكتنفه.
فالعبارة التي نقلتَها توجد في الجزء الأول ص 93 من طبعة محمود شاكر ، وص41 من طبعة الحلبي ، وص 88-89 من تحقيق الدكتورالفاضل عبدالله التركي.
وأنا أعيد كتابة العبارة ، مع وضع بعض التعليقات بين [] ، لأبين ما فهمتُهُ منها ، وربما أستعين بالألوان إن تيسر.
(قال أبو جعفر : قد قلنا فيما مضى من كتابنا هذا في وجوه تأويل القرآن ، وأن تأويل جميع القرآن على أوجه ثلاثة :
* أحدها : لا سبيل إلى الوصول إليه ، وهو الذي استأثر الله بعلمه...
* والوجه الثاني : ما خص الله بعلم تأويله نبيه صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته ...فلا سبيل لهم إلى علم ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لهم تأويله.
* والثالث منها : ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن ، وذلك علم تأويل عربيته وإعرابه ، لا يوصل إلى علم ذلك إلا من قِبَلِهم).
[ثم أخذ الآن في بيان كيف يمكن التحقق من صحة الوجهين الثاني والثالث دون الأول لتعذره].
(فإذا كان ذلك كذلك ، فأحق المفسرين بإصابة الحق – في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل – أوضحهم حجةً فيما تأول وفسَّر ، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه :
- إِمَّا من جهة النقل المستفيض ، فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض.
- وإما من جهة نقل العدول الأثبات ، فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض).(1/1250)
[كأنه يشير هنا إلى ما تواتر وما صح من غير المتواتر وهو يسميه هنا المستفيض. وهنا ينتهي الحديث عن طرق وصول الوجه الثاني الذي هو النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة ، وينتهى الحديث عن الأسانيد . ثم يبدأ في بيان كيف يقبل تفسير الوجه الثالث ، وهو ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن ، الذي ذكره فقال :
(أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته.
وأصحهم برهاناً فيما ترجم وبين من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان :
- إما بالشواهد من أشعارهم السائرة
[يشير هنا إلى الشاهد الشعري وأهميته في التحقق من صحة المفردات العربية والأساليب وتفسير الطبري مليء بالشواهد الشعرية ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً وقد بلغت 2260 شاهداً شعرياً أوردها للاستشهاد على المفردات والأساليب النحوية والبلاغية].
- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة. [أي نثرهم من الأمثال والخطب وغيرها].
كائناً من كان ذلك المتأول والمفسر ، بعد أن لايكون خارجاً تأويله وتفسيره ما تأول وفسر من ذلك ، عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة والخلف من التابعين وعلماء الأمة.) أهـ
فمعنى الكلام بدون فواصل :
فأحق المفسرين بإصابة الحق أوضحهم حُجَّةً فيما تأول وفسَّر ، وأصحهم برهاناً فيما ترجم وبَيَّنَ من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان :
- إما بالشواهد من أشعارهم السائرة.
- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة.
فالجزء الذي سألت عنه وهو (أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته) يعني به الوجه الثالث ، وهو ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن ، وذلك علم تأويل عربيته وإعرابه ، لا يوصل إلى علم ذلك إلا من قِبَلِهم
وطرق التحقق منه هي التحقق من صواب ما يحتج به على معاني القرآن من كلام علماء اللغة ، وأدلتهم من شواهد الشعر ، والنثر ، والأساليب العربية الفصيحة. ولا علاقة لها بأسانيد التفسير فيما يظهر لفهمي القاصر.(1/1251)
وصنيع الطبري في تفسيره كله يؤكد منهجه الذي يمكنني اختصاره في أن منهجه هو (الحجة والدليل والبرهان). فحيث قام التفسير على أساس الحجة والدليل فهو منهجه.
- فإن كانت الحجة في القرآن نفسه فهو التفسير عنده.
- وإن كانت في السنة فهو التفسير.
- وإن كنت في اللغة فهو التفسير.
وقد صور في كلامه السابق هذا المنهج بكل وضوح ، وتفسيره من أوله إلى آخره تجسيد لهذا المنهج اللاحب المنير ، الذي ينادي على ما ورائه من إخلاص هذا الإمام وعلمه وصدقه في حمل العلم ، وهو شيخ المفسرين بلا منازع.
وفي ظني أنه لا بد لمن يقرأ تفسير الإمام الطبري أن يكون من ذلك النوع الممتاز في قراءة النصوص العلمية القديمة العالية – ولستُ منهم بالتأكيد - كالعلامة محمود شاكر ، وأمثاله الذين يحسنون قراءة وفهم ما يعنيه أمثال الإمام الطبري رحمه الله بكلامه ، وكلما أزداد طالب العلم رسوخاً في هذا الفن ، زاد فهمه وتعلقه بتفسير الإمام الطبري رحمه الله.
هذه مشاركة سريعة حول ما تفضلتم به أخي أبا بيان ، دعاني إليها حب التعلم منكم ، والاستفادة من تصويب مشايخي الكرام ، ولعلهم أن يتكرموا بتصويب الخطأ والزلل إن شاء الله.
---
أبو بيان
12-03-2003, 04:35 AM
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري , شكر الله لك سعيك , ولا أجد لك أبلغ من ( جزاك الله خيراً ) , والتوجيه الذي ذكرته وجيه وليس ببعيد , وفيه أثر مما أنعم الله به عليكم من إصابة الفهم وحسن البيان , وكنت أتمنى - ولازلت - أن أجد لهذه العبارة أثراً في المجال الإسنادي في تفسير ابن جرير وغيره , وأغلب ظني أنها بقسم الرواية ألصق منها بقسم اللغة في القسمة الثنائية التي ذكرها ابن جرير , ولا أدري هل في طبعة شاكر ترقيم أو فواصل تساعد في توجيه عبارة ابن جرير , فإنه ذو عناية بذلك , وليست عندي هذه الطبعة , ولعل الوقت يسمح بزيادة اطلاع على هذا السفر العظيم وتذوق لبيانه .(1/1252)
ولعلنا نجد عند إخواننا ومشايخنا زيادة فضل وبيان لهذا الكلام , ولو بسؤال المحققين من أهل العلم , وعرض هذه العبارة عليهم ؛ فإني ( في مهامه لم يرضها السير , ولا اهتدت إليها الطير ) .
وأسأل الله لشيخنا عبد الرحمن خير الجزاء , ولكل من أعان على نشر العلم ومدارسته .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-03-2003, 06:33 AM
سأنقل كلام الطبري مع ذكر تعليقات محققه محمود شاكر بين معكوفين بلون أزرق حتى يتضح المراد :
قال الطبري : ( فإذ كان ذلك كذلك، فأحقُّ المفسرين بإصابة الحق -في تأويلِ القرآنِ الذي إلى عِلم تَأويله للعباد السبيلُ- أوضحُهم حُجة فيما تأوّل وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته[ سياق عبارته :" أوضحهم حجة ....من أخبار رسول الله " وما بينهما فصل] من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه: إمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وُجِد فيه من ذلك عنه النقلُ المستفيض، وإمَّا من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النَّقلُ المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ وأصحُّهم برهانًا [في المطبوعة " وأضحهم برهاناً " وليست بشيء . وقوله : " وأصحُّهم برهانًا " معطوفة على قوله آنفاً: " أوضحُهم حُجة " . ] إلخ كلام الطبري رحمه الله من هنا (http://www.qurancomplex.org/quran/Tafseer/IntroTafseer.asp?Tafseer=tabary&f=tabary_intro00009.htm)
والذي يظهر لي من خلال هذا النقل أن ما ذكره أبو بيان هو الأقرب من تعلق النص المسؤول عنه بأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه ، وأنها ثلاثة أقسام :
قسم ثبت بالنقل المستفيض ، وقسم أقل ثبوتاً منه ، وهم ما ثبت بنقل العدول الأثبات ، وقسم ثالث أقل من القسمين قبله ، وهو ما لم يتوفر في ناقليه شرط العدالة ، إلا أن هناك دلائل وقرائن تدل على ثبوته .(1/1253)
هذا ما ظهر لي ، والمسألة تحتاج تبادل وجهات نظر ، ولو كان وجد من الأعضاء متخصص في علوم الحديث وله اطلاع على منهج ابن جرير في الحديث لكان من الممكن معرفة مراد الطبري بهذه العبارة .
---
عبدالرحمن الشهري
12-03-2003, 09:35 AM
أخي الكريم أبا بيان وفقه الله
راجعت فهمي لما كنت كتبته لك ، فتبين لي أنني لم أحسن فهم عبارة الطبري ، وأن ما أشرتم إليه هو الصحيح ، فهممت بتصويب العبارة التي كتبتها ، فرأيت تعليقكم وتعليق أبي مجاهد فرأيت أن أصحح فهمي هنا.
(فإذا كان ذلك كذلك ، فأحق المفسرين بإصابة الحق – في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل – أوضحهم حجةً فيما تأول وفسَّر ، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه :
- إِمَّا من جهة النقل المستفيض ، فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض.
- وإما من جهة نقل العدول الأثبات ، فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض.
- أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته).
ثم يبدأ الحديث عن الوجه الثالث من هنا فيقول :
(وأصحهم برهاناً فيما ترجم وبين من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان :
- إما بالشواهد من أشعارهم السائرة.
- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة..
والجزء الذي سألتم عنه يشير إلى الحكم على الروايات ، مما لم يتوفر له من صحة النقل ما يرقى به إلى المرتبتين الأوليين كما تفضلتم وتفضل أخي أبو مجاهد ، وهو ظاهر ، ولكن قبح الله الرأي الفطير !(1/1254)
والذي يبدو لي أنه يعني بقوله (أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته) ما يسميه أهل الحديث القرائن التي تحتف بالأخبار ، فترقى بها إلى درجة القبول ، كالمتابعات والشواهد ونحوها. وأحسب أن الأمثلة على ذلك كثيرة في تفسيره ، ولو ظفرت بشيء منها كتبته هنا إن شاء الله. ولعل المتخصصين في دراسة السنة كشيخنا الملثم والشيخ خالد الباتلي وفقهما الله يوضحون هذه المسألة بجلاء.
وفي الختام أقول أخي أبا بيان وأبا مجاهد كما قال بديع الزمان الهمذاني :
لا تلمني على ركاكة ذهني ***إن تيقنت أنني همذاني !
---
خالد الباتلي
12-04-2003, 12:24 AM
الحمد لله ... وبعد
فجزى الله المشايخ الأفاضل / أبو بيان الزهراني ، وأبو عبدالله الشهري ، وأبو مجاهد العبيدي ، على ماكتبوا وبينوا ، وأتمثل بقول العرب :لاعطر بعد عروس ، ولكن من باب المذاكرة والمشاركة أقول :
الذي يظهر من سياق الكلام أن ابن جرير يشير إلى ماترجم به الشيخ أبو بيان على هذا النص بقوله : (أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري ) ، وذلك أنه بين قبل ذلك أن التفسير على قسمين :
1. لا سبيل إلى الوصول إليه ، وهو الذي استأثر الله بعلمه ، وحجب علمه عن جميع خلقه . وهذا أمره واضح ولاكلام فيه .
2. مايمكن الوصول إلى علم تأويله . – وهذا القسم جعله قسمين ولكن دمجه أوضح –
ثم بين المنهج الصحيح في القسم الثاني ، فقال – بتصرف يظهر بمقارنة الأصل - :
فأحق المفسرين بإصابة الحق في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل هو من جمع وصفين :
1. أوضحهم حجةً فيما تأول وفسَّر ، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة دون سائر أمته من أخباره الثابتة عنه ، والتي يكون ثبوتها بأحد الطرق الآتية :
أ. إِمَّا من جهة النقل المستفيض ، فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض.
ب . وإما من جهة نقل العدول الأثبات ، فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض .(1/1255)
ج. أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته .
2. وأوضحهم برهاناً فيما ترجم وبين من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان ، ويكون ذلك بما يلي :
أ. إما بالشواهد من أشعارهم السائرة .
ب. وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة . أ.هـ
فكأنه يشير بالأول إلى التفسير بالمأثور ، وبالثاني إلى التفسير بالرأي .
وينبغي أن يعلم أن الحديث عند المتقدمين قسمان : صحيح وضعيف ، نعم وجد التعبير بالحسن في نتف من كلامهم ، لكن القسمة الثلاثية الاصطلاحية للحديث تعزى للإمام الخطابي ( 388 هـ ) ، وعبارة ابن جرير التي وقع عنها السؤال تشير إلى مسألة متقررة عند المحدثين وهي : تفاوت درجات الصحيح ، كما أنه ذكر ذلك لبيان الطرق التي تدل على الحديث المقبول – وهو يرادف الصحيح عند المتقدمين ، ويشمل الصحيح والحسن عند المتأخرين - .
فحاصل ماذكره أن الحديث الصحيح له ثلاث صور :
1. ماتحقق فيه النقل المستفيض ، وكأنه يشير بهذا إلى مااصطلح عليه المتأخرون بـ ( المتواتر ) ، وهذا يفيد العلم النظري .
ومن أشهر أمثلته : حديث ( من كذب علي متعمدا ..) فهذا الحديث رواه مايقارب مائة صحابي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، بحيث يقطع أنه قاله ، وقد صنف الحافظ الطبراني جزءا في طرق هذا الحديث طبع محققا .
2. ماثبتت صحته بنقل العدول الأثبات على الشرط المعتبر عند أهل الحديث ، ولم يأت به النقل المستفيض كالأول .
ومن أمثلته : مارواه الشيخان وغيرهما من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .." .(1/1256)
فهذا حديث فرد لايعرف ثابتا بغير هذا الإسناد ، وليس له طريق ثان فضلا عن أن يكون مستفيضا متواترا ، ومع ذلك فهو حديث صحيح لأنه مروي بنقل العدول الأثبات ، واتفق الشيخان على جلالتهما على تخريجه .
والنقل المستفيض ، ونقل العدول الأثبات ؛ لاإشكال فيهما ، وقد قال الطبري عند قوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65) وأشار إلى معنى المسخ في الآية وقول مجاهد في ذلك ، قال :
" ومن أنكر شيئا من ذلك وأقر بآخر منه ؛ سئل البرهان على قوله وعورض فيما أنكر من ذلك بما أقر به ، ثم يسأل الفرق من خبر مستفيض ، أو أثر صحيح "
وعند قوله تعالى : ( كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ )(البقرة: من الآية113) قال :" ..وجائز أن يكونوا هم المشركين من العرب ، وجائز أن يكونوا أمة كانت قبل اليهود والنصارى ، ولا أمة أولى أن يقال هي التي عنيت بذلك من أخرى إذ لم يكن في الآية دلالة على أي من أي ، ولا خبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتت حجته من جهة نقل الواحد العدل ، ولا من جهة النقل المستفيض "
3. مادلت الأدلة والقرائن المحتفة على صحة هذا الخبر .
فهو حديث غير مستفيض ، ورواته ليسوا في درجة العدول الأثبات الضابطين بحيث يصحح الخبر أصالة لذاته ، وإنما اتصف هذا الخبر بقادح تقاصر معه عن درجة الصحيح ، إما لسقط في الإسناد ، أو طعن في الراوي ، لكن هذا القادح انجبر في نظر الناقد بأي جابر معتبر ، كأن يشهد له حديث آخر ، أو يتابع الراوي الذي جرح في حفظه بمثله أو أقوى منه ، أو يعرف أن هذا الحديث المعين قد حفظه ذلك الراوي المجروح لدليل ظهر للناقد ، أو لغير ذلك مما يرقي هذا الخبر إلى درجة القبول .(1/1257)
وعند آية المحرمات في سورة النساء أشار رحمه الله إلى الفرق بين أم الزوجة وبنتها ( الربيبة ) فقال :" وقد روي بذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر غير أن في إسناده نظرا ، وهو ما حدثنا به المثنى قال ثنا حبان بن موسى قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نكح الرجل المرأة فلا يحل له أن يتزوج أمها ، دخل بالابنة أم لم يدخل ، وإذا تزوج الأم فلم يدخل بها ثم طلقها فإن شاء تزوج الابنة )
قال أبو جعفر : وهذا خبر وإن كان في إسناده ما فيه ، فإن في إجماع الحجة على صحة القول به مستغنى عن الاستشهاد على صحته بغيره "
وفي السنة مئات بل آلاف الأحاديث كمثال على ذلك .
وعند قوله تعالى : ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ) (البقرة:17) قال :
" وفي وصف الله جل ثناؤه إياهم بصفة النفاق ما ينبئ عن أن القول غير القول الذي زعمه من زعم أن القوم كانوا مؤمنين ،ثم ارتدوا إلى الكفر فأقاموا عليه ، إلا أن يكون قائل ذلك أراد أنهم انتقلوا من إيمانهم الذي كانوا عليه إلى الكفر الذي هو نفاق ، وذلك قول إن قاله لم تدرك صحته إلا بخبر مستفيض ، أو ببعض المعاني الموجبة صحته " .(1/1258)
والإمام الطبري عالم موسوعي – إن صح هذا التعبير – ومفخرة من مفاخر هذه الأمة ، وإمامته في الحديث متقررة عند أهل العلم ، وله في ذلك – مما وجد – ( تهذيب الآثار ) ، ,وأحسب أن تفسيره اشتمل على شيء من ذلك ، ولعل من له عناية وإدمان بهذا الكتاب أن يستخرج أمثلة عليه ، ومن أمثلة إعلاله لبعض الأحاديث ماذكره عند قوله تعالى : ( وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ)(المائدة: من الآية4) قال :" ..فإن قال قائل : فما أنت قائل فيما حدثك به عمران بن بكار الكلاعي قال ثنا عبد العزيز بن موسى قال ثنا محمد بن دينار عن أبي إياس عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي عن النبي قال : ( إذا أرسل الرجل كلبه على الصيد فأدركه وقد أكل منه فليأكل ما بقي ) .
قيل : هذا خبر في إسناده نظر ، فإن سعيدا غير معلوم له سماع من سلمان ، والثقات من أهل الآثار يقفون هذا الكلام على سلمان ، ويروونه عنه من قبله غير مرفوع إلى النبي ، والحفاظ الثقات إذا تتابعوا على نقل شيء بصفة فخالفهم واحد منفرد ليس له حفظهم ، كانت الجماعة الأثبات أحق بصحة ما نقلوا من الفرد الذي ليس له حفظهم " .
هذا ماتيسر ، وأرجو أن يكون فيه مايفيد أخانا أبا بيان خاصة ، وسائر الإخوة عموما ، والله أعلم .
---
أبو بيان
12-04-2003, 08:58 PM
* أحسن الله إليكم مشايخنا الكرام : عبد الرحمن الشهري , وأبو مجاهد العبيدي .
وجزاك الله كل خير أخي الفاضل : خالد الباتلي , فقد استمتعت بما كتبت وأفدت .
* وقد يسر الله لي مهاتفة شيخنا الفاضل حاتم الشريف , وقرأت عليه عبارة الطبري , - وكان الشيخ خارج منزله - فقال - حفظه الله - :
تُخرج عبارة الطبري على ما يسميه المتأخرون بالحسن لغيره , وهو ما تقوى بغيره من متابعات وشواهد .. , أو يكون مراده ترجيح متن الحديث بقول صحيح في اللغة أو لبعض المفسرين .(1/1259)
فقلت للشيخ : بالنسبة لأسانيد المفسرين , هل لها خصوصية عن غيرها ؟
فقال : أكيد , لكني الآن خارج البيت , وهناك مقال جيد لأخينا الشيخ : مساعد الطيار , عن أسانيد التفسير أو صحيفة علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس , والمقال جيد , وصاحبه من أهل الفن ,
وعندي نصوص تدل على خصوصية أسانيد التفسير , لعلي إذا رجعت أطالعها وتهاتفني بعد ذلك . ( ولم أتمكن من مهاتفة الشيخ مرة أخرى لتأخر الوقت ) ا.هـ
وقد كان الشيخ - حفظه الله - أخبرني في ليلة الحادي عشر من ذي الحجة سنة 1423هـ بمنى أنه كتب في موضوع نسخ التفسير وأسانيده كتاباً جاهزاً للطبع , لكن الذي أخره - وفقه الله - أن أحد زملائنا في قسم الحديث تقدم بموضوع ماجستير عن النسخ التفسيرية , وشيخنا هو المشرف عليه , فيقول : آثرت أن أنتظر ما سيبحثه زميلكم , وقد زودته بما يفيده مما كنت جمعته ؛ فإن خلص إلى نتيجة طيبة , أخرجت ما جمعته إن شاء الله .
تنبيه : ما كتبته هو معنى عبارة الشيخ وليس بحروفه وأستغفر الله أن أحمل عبارة الشيخ ما لا تحتمل .
# رجع #
* وبالنسبة لموضوعنا فإن المعنى الثاني الذي ذكره الشيخ - حفظه الله - متعلق بخصوصية تناول أسانيد المفسرين أشد تعلق , وفي مقال الشيخ مساعد المذكور بسط لهذه المسألة , وعلى ذلك يكون صنيع الطبري في تفسبره ومنهجه فيه تفسير وبيان لهذه العبارة , ولا شك أنه خير وأولى من يفسرها .
- وبناءً على ذلك يكون مراد الطبري - رحمه الله - بقوله : ( أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته ) فيما ظهر لي :(1/1260)
أن الدلالة المنصوبة على صحة هذا النوع من الأخبار إما أن تكون دلالة إسنادية , من قبيل المتابعات والشواهد ونحوها , وإما أن تكون دلالة متعلقة بالمتن تفيد معناه صحة وقبولاً في مجال التفسير , ودلالة صحة المتن في هذا النوع من الأخبار متنوعة , منها أقوال الصحابة وإجماع المفسرين وصحة شواهده من لسان العرب فيما له تعلق بذلك ودلالة السياق و.. و.. , وشئ آخر يعرفه المتبحر في هذا العلم , من جهابذته ونقاده وصيارفته , تماماً كما هو عند فرسان الحديث وجهابذة العلل , ومن هؤلاء باتفاق العلماء شيخ المفسرين ابن جرير - رحمه الله - ؛ ولذلك ما أجمل أن يعاد تأمل وجوه الترجيح وأسبابه عند ابن جرير وأوجه قبول الأخبار , وأسباب ردها عنده رحمه الله .
وبعد فهذا رأي فطير لمّا يختمر , ويبقى بعد ذلك مجال مفتوح للنظر في أثر هذه العبارة وأبعادها , ولازلنا بانتظار مدارسة مباركة للموضوع , وبالله تعالى التوفيق , وهو المسؤول أن يعيننا على السير في أقوم طريق .
---
عبدالعزيز الدخيل
12-05-2003, 06:54 PM
مشايخنا الأفاضل .......... سلمكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الفريد في بابه , العظيم بإشرافه , المتميز بأعضائه .
أسأل الله أن يكون فيها الفائدة للجميع .
عقد الطبري ـ رحمه الله ـ مبحثاً بعنوان : القول في الوجوه التي من قبلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن .
وذكر فيه أنواع هذه الوجوه ومنها :ـ
1 ـ ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر أمثلة لذلك ,
ثم قال : "وهذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه إلا ببيان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتأويله ,
بنصٍ منه عليه , أو بدلالة قد نصبها دالة أمته على تأويله " أ.هـ
ففي هذا النص من كلام الطبري ـ رحمه الله ـ إشارة إلى أنواع بيان النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ في تأويل القرآن , وذلك على نوعين هما :(1/1261)
أ ـ بيان مباشر, وهو ما نص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تأويله .
ب ـ بيان غير مباشر ( غير منصوص عليه ) , وهو الدلائل المنصوبة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم و الدالة أمته على تأويل ما لم ينص عليه .
وقد كرر الطبري رحمه الله هذا المعنى في فصل عقده لذكر بعض الأخبار التي رويت بالنهي عن القول في تأويله القرآن بالرأي .
حيث قال : " وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا : من أن ما كان من تأويل آي القرآن الذي لا يدرك علمه إلا بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو بنصبه الدلالة عليه , فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه.."
إذا تأملنا ما قرره الطبري رحمه الله في هذين الموضعين , فيمكن من خلاله فهم كلام الطبري الذي وقع عليه السؤال على النحو الآتي :
قال الطبري : ( فإذ كان ذلك كذلك، فأحقُّ المفسرين بإصابة الحق -في تأويلِ القرآنِ الذي إلى عِلم تَأويله للعباد السبيلُ- أوضحُهم حُجة فيما تأوّل وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه:
1ـ إمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وُجِد فيه من ذلك عنه النقلُ المستفيض , وإمَّا من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النَّقلُ المستفيض .
2ـ أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته .... ) .
فالذي يظهر والله أعلم أن الوجه الأول الذي يشترط فيه صحة الخبر بالنقل المستفيض أو نقل العدول إنما هو في التأويل الذي نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
ويبقى القسم الثاني ـ من التأويل الذي لا يوصل إليه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ـ : والذي هو من جهة الدلائل المنصوبة في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم على صحة التأويل .
هذا فهم أحببت أن أضيفه في فهم عبارة الإمام الطبري رحمه الله , فإن يكن صواباً فالحمد لله , وإن يكن خطأً فالتصويب هو الذي أريد .(1/1262)
بقي أنه حتى على هذا الفهم الذي أوردته تبقى عبارة الطبري تحتاج إلى شرحٍ من حيث ما هي تلك الدلائل
المنصوبة في السنة لصحة التأويل ؟
أخوكم / عبد العزيز الدخيل
---
(1/1263)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية وحديث (5): شرط عجيب!!!!!
---
آية وحديث (5): شرط عجيب!!!!!
---
سيف الدين
05-19-2006, 10:43 PM
هذا المحور يتناول عهدا – على حدّ زعم الرواية - بين الرسول صلى الله عليه وسلم وربّه والذي احد صيغه تقول: "اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة."
أٍولا: صحيح البخاري
1- حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم فأيّما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة (البخاري – كتاب الدعوات)
هذا هو الحديث الوحيد الذي ورد في صحيح البخاري.
ثانيا: صحيح مسلم
أمّا في صحيح مسلم فقد ورد عدة احاديث جمعها الامام مسلم تحت عنوان:
(باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة)
• الحديث الاول: حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الاعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما(1/1264)
• الحديث الثاني: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة و حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أن فيه زكاة وأجرا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بإسناد عبد الله بن نمير مثل حديثه غير أن في حديث عيسى جعل وأجرا في حديث أبي هريرة وجعل ورحمة في حديث جابر
• الحديث الثالث: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة حدثناه ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد بهذا الإسناد نحوه إلا أنه قال أو جلده قال أبو الزناد وهي لغة أبي هريرة وإنما هي جلدته حدثني سليمان بن معبد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
• الحديث الرابع: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سالم مولى النصريين قال سمعت أبا هريرة يقولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة(1/1265)
• الحديث الخامس: حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
• الحديث السادس : حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة
• الحديث السابع: حدثني هارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا حدثنيه ابن أبي خلف حدثنا روح ح و حدثناه عبد بن حميد حدثنا أبو عاصم جميعا عن ابن جريج بهذا الإسناد مثله(1/1266)
• الحديث الثامن: حدثني زهير بن حرب وأبو معن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة و قال أبو معن يتيمة بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث
• الحديث التاسع: حدثنا محمد بن المثنى العنزي ح و حدثنا ابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة حدثني إسحق بن منصور أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أخبرنا أبو حمزة سمعت ابن عباس يقولا كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختبأت منه فذكر بمثله
التحليل(1/1267)
وممّا تناولته هذه الاحاديث من امور ظاهرة واخرى منصوص عليها في فتح الباري و شرح النووي:
1- ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبّ المسلمين ويلعنهم في بعض الروايات (صحيح مسلم – الحديث الاول) وان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل ذلك بأنه من البشر يرضى كما يرضى البشر ويغضب كما يغضب البشر (صحيح مسلم – الحديث الاول والثاني والثالث والرابع والسابع والثامن)
واثار هذا عدة تساؤلات وردت بعضها مع الردّ عليها في كتب الشروح:
أولا: كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل؟ ورد هذا التساؤل في فتح الباري وأجاب عليه ابن حجرفنقل عن المازري ان الرسول يحكم بالظاهر, اما امر الباطن فموكول الى الله, فممكن ان يحكم الرسول على شخص بحسب الظاهر فيلحق بهذا الشخص دعاء الرسول او لعنته او شتمه او سبه في حين انه في حقيقة الامر لا يستحق هذا الشخص أيّا من ذلك عند الله تعالى: " قال المازري : إن قيل كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل ؟ قيل : المراد بقوله " ليس لها بأهل " عندك في باطن أمره لا على ما يظهر مما يقتضيه حاله وجنايته حين دعائي عليه , فكأنه يقول : من كان باطن أمره عندك أنه ممن ترضي عنه فاجعل دعوتي عليه التي اقتضاها ما ظهر لي من مقتضى حاله حينئذ طهورا وزكاة , قال : وهذا معنى صحيح لا إحالة فيه , لأنه صلى الله عليه وسلم كان متعبدا بالظواهر , وحساب الناس في البواطن على الله انتهى . وهذا مبني على قول من قال : إنه كان يجتهد في الأحكام ويحكم بما أدى إليه اجتهاده , وأما من قال : كان لا يحكم إلا بالوحي فلا يأتي منه هذا الجواب ." أ.هـ.
ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات:(1/1268)
• ممّا لا خلاف فيه هو ان سنّته صلى الله عليه وسلم شارحة ومبيّنة للقرآن الكريم, فنسأل: هل هناك من عقوبة يكون جزاؤها اللعن او الشتم او السب؟ اذا استعرضنا القرآن الكريم نجد ان اللعن جاء في اربع محاور: اولا: دخل كجزء من اليمين او الشهادة (على خلاف بين الفقهاء) في قضية اللعان بين الزوجين. ثانيا: دخل مرة اخرى في صيغة المباهلة. ثالثا: وردت في حق من قذف المؤمنات بصيغة المجهول. رابعا: وهو المحور الاكبر حيث نجد ان اللعن موجّه في باقي الايات من قبل رب العالمين الى الكفّار والمشركين والمنافقين. فهل هناك من حالات اخرى تستوجب اللعن في حق المسلمين او المؤمنين اعتمد عليها المازري في قوله؟
• ثم انه ورد في صحيح مسلم – الحديث الثامن - انّ الرسول دعا على اليتيمة دونما مناسبة, ودون ان يكون هناك من داع لأن يطبّق الرسول عقوبة شرعية، وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.
• ان ما ذهب اليه المازري من ان الرسول معنيّ بالحكم على الظواهر دون البواطن الامر الذي يجعل الرسول يقع في الخطأ يناقض تعريف السواد الاعظم من المحدثين والفقهاء الذين يرون ان الرسول صلى الله عليه وسلم موحى اليه في جميع الامور.(1/1269)
• جاء في صحيح ابن حبان: " عن ابن عباس ثم ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس له باهل الا رجعت عليه اللعنة". والسؤال الواضح هنا: كيف نوفّق بين ما جاء في هذا الحديث من ان اللعنة ترجع الى صاحبها ان لم يكون الملعون أهلا لها من جهة وبين ما جاء من ان لعنة الرسول تتحول الى زكاة وقربى وصلاة لمن لا يستحق اللعنة؟ لن نتفاجأ طبعا اذا خرج علينا احدهم بتوفيق يقول فيه : ما صدر من الرسول من لعنة على من ليس لها بأهل فانها تتحول الى صلاة وزكاة وقربى وامّا ما صدر من غيره من المسلمين فانه يرجع الى المستحق للعنة: امّا اللاعن او الملعون!!!
وحقيقة الامر انه هناك اولويات في التوفيق: فقبل التوفيق بين حديثين هناك اولوية التوفيق مع السنة النبوية والمحاور الاساسية في القرآن الكريم, وان البعض عندما يتحدثون عن التوفيق بين الاحاديث يغيب عن ذهنهم الاولوية الاساسية وهي ان يكون القرآن الكريم محورا في هذا التوفيق. فنقيس التوفيق بين كل من الحديثين والقرآن فان كانا على قدم مساواة من المفاهيم الاساسية القرآنية انتقلنا بعدها الى التوفيق بين الحديثين. اما ان كان هناك أيّ من هذين الحديثين ما يوافق القرآن الكريم والاخر يناقضه فاننا نتحول عن التوفيق بين الحديثين الى الغاء الحديث المناقض للقرآن الكريم والسنة النبوية. فهل ينسجم كلا الحديثين مع السنة النبوية والمفاهيم القرآنية؟(1/1270)
لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)
واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق و.....
هذا بالنسبة للقرآن الكريم, اما بالنسبة للسنة النبوية الشريف فسنكتفي بمحورين ايضا:
الاول: ان السنة النبوية هي شارحة للقرآن الكريم ومبيّنة له: وبهذا المعنى لا تستقيم الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بشكل عام مع السنة النبوية في هذا الاطار, اما ما ورد في صحيح ابن حبان فانه ينسجم انسجاما واضحا.(1/1271)
الثاني: لقد جاءت احاديث كثيرة تنهى عن اللعن والسب والشتم وان كثرة هذه الاحاديث وما تضمنته من تحذير ووعيد تبعد ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الاسوة لأمته ان يكون قد قام بأي منها.
وبالعودة على الحديث الذي جاء في صحيح ابن حبان والمذكور اعلاه, فاننا نجد ان هذا الحديث لا يناقض محوري الخلق العظيم والاسوة الحسنة التي وصف الله بهما رسوله الكريم. وبناء عليه فاننا نذهب الى القول بأن محاولة التوفيق هنا محاولة بائسة لأنها تأتي على حساب السنة النبوية والمحاور الرئيسية في شخص الرسول الكريم كما عرضها القرآن الكريم.
(نلفت النظر الى انه ورد في صحيح البخاري حديثا مشابها للذي ورد في صحيح ابن حبان يقول: "لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك.")
ثانيا: ما معنى قوله: "وأغضب كما يغضب البشر"؟
حيث ان الاشكال هنا هو هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب على غير مقتضى الشرع كما يوحي الحديث؟
هنا يضع المارزي الذي ينقل عنه ابن حجر احتمالين:
الاول: ان الرسول خيّر بين الدعوة على الجاني ولعنه وسبه او تركه والزجر له بما سوى ذلك فيكون في كلا الحالين موافقا للشرع حيث ان هناك تخيير.
الثاني: ان يكون الغضب قد حمل الرسول على زيادة يسيرة في العقوبة، فيكون هذا الدعاء تعليما لأمته الخوف من تعدي حدود الله.(1/1272)
جاء في فتح الباري: " ثم قال المازري : فإن قيل فما معنى قوله وأغضب كما يغضب البشر ؟ فإن هذا يشير إلى أن تلك الدعوة وقعت بحكم سورة الغضب , لا أنها على مقتضى الشرع , فيعود السؤال , فالجواب أنه يحتمل أنه أراد أن دعوته عليه أو سبه أو جلده كان مما خير بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه والزجر له بما سوى ذلك , فيكون الغضب لله تعالى بعثه على لعنه أو جلده , ولا يكون ذلك خارجا عن شرعه... قال : ويحتمل أن يكون ذلك خرج مخرج الإشفاق وتعليم أمته الخوف من تعدى حدود الله , فكأنه أظهر الإشفاق من أن يكون الغضب يحمله على زيادة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما وقعت , أو إشفاقا من أن يكون الغضب يحمله على زيادة يسيرة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما زادت , ويكون من الصغائر على قول من يجوزها , أو يكون الزجر يحصل بدونها" أ.هـ.
ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات ايضا:
• قال المازري: "...يحتمل اراد ان دعوته عليه او سبه او جلده كان مما خيّر بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه..." ونعود للسؤال هنا: هل هناك من عقوبة شرعية يكون السبّ احد اركانها؟؟؟؟
• ان القول بأن الرسول قد خيّر في ذلك هو قول ينقصه دليل: فهل هناك من خبر يؤيّد ذلك؟
• هل يصح ان يكون هذا تعليما للأمة؟ هل الرسول هو قدوة لغيره من المسلمين في هذا الامر؟ هل نستطيع ان نكفّر عن سبّنا وشتمنا لللآخرين بالدعاء؟
ثالثا: ويختم المارزي تبريراته باحتمال اخير وهو ان ماورد من اللعن والسب ورد من الرسول صلى الله عليه
وسلم بغير قصد، والى ذلك ذهب القاضي عياض الذي علّل بأن دعاءه صلى الله عليه وسلم امّا انه جاء
على عادة العرب في وصل كلامها كقولهم تربت يمينك, واما ان يكون غضبه صلى الله عليه وسلم قد حمله
على تعجيل العقوبة وترك الصفح. ويبدو ان هذا التعليل الاخير قد لاقى استحسان ابن حجر.(1/1273)
جاء في فتح الباري: ". ويحتمل أن يكون اللعن والسب يقع منه من غير قصد إليه فلا يكون في ذلك كاللعنة الواقعة رغبة إلى الله وطلبا للاستجابة . وأشار عياض إلى ترجيح هذا الاحتمال الأخير فقال : يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي , ولكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها وصلة خطابها عند الحرج والتأكيد للعتب لا على نية وقوع ذلك , كقولهم عقري حلقي وتربت يمينك , فأشفق من موافقة أمثالها القدر , فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة انتهى . وهذا الاحتمال حسن إلا أنه يرد عليه قوله " جلدته " فإن هذا الجواب لا يتمشى فيه , إذ لا يقع الجلد عن غير قصد , وقد ساق الجميع مساقا واحدا إلا إن حمل على الجلدة الواحدة فيتجه . ثم أبدى القاضي احتمالا آخر فقال : كان لا يقول ولا يفعل صلى الله عليه وسلم في حال غضبه إلا الحق , لكن غضبه لله قد يحمله على تعجيل معاقبة مخالفه وترك الإغضاء والصفح , ويؤيده حديث عائشة " ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله " وهو في الصحيح . قلت : فعلى هذا فمعنى قوله " ليس لها بأهل " أي من جهة تعين التعجيل"
وتعقيبا على ذلك نقول:(1/1274)
• اذا كان ما وقع من الرسول من الدعاء او اللعن او السب هو مما جرت به عادة العرب من وصل كلامها بلا نية, فعندها يكون الرسول صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله - اما جاهلا بلغة قومه واما مقصّرا بتقرير واستعمال هذا النوع من الصيغ التي تنافي دعوة الاسلام. وهذا التعليل يردّه سياق الاحاديث نفسها حيث ان الاحاديث تعلّل بأن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو من باب الغضب ومن باب بشريّته. ثم انه ان كانت هذه الصيغ تنافي دعوة الاسلام ويذنب من قال بها فلم لم ينبه الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك؟ او على الاقل نتساءل لم استعملها هو نفسه؟؟؟؟ وقد جاء في القرآن الكريم تنبيه على استخدام المفردات احيانا فقد جاء في كتاب اعلام الموقعين عن رب العالمين: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا رَاعِنا وقولوا أنظرنا} نهاهم سبحانه أن يقولوا هذه الكلمة ـ مع قصدهم بها الخير ـ لئلا يكون قولهم ذريعة إلى التشبة باليهود في أقوالهم وخطابهم؛ فإنهم كانوا يخاطبون بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها السبَّ، يقصدون فاعلاً من الرعونة، فنهى المسلمون عن قولها؛ سداً لذريعة المشابهة، ولئلا يكون ذلك ذريعة إلى أن يقولها اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم تشبهاً بالمسلمين يقصدون بها غير ما يقصده المسلمون. (ج3 ص109)(1/1275)
• اما عن الاحتمال الاخير والذي لاقى استحسانا من ابن حجر فواضح ان ابن حجر كان يحاول التملّص من اي تفسير للحديث يتنافى مع القاعدة الاساسية عن اكثر المحدّثين وهو ان كل ما ورد عن رسول الله من فعل او قول او تقرير انما هو وحي من الله ولهم في ذلك قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}. على كلّ حال, حتى هذا التعليل الاخير لا يستقيم مع سنته النبوية الشريفة ولا مع محور الرحمة الذي وصف الله به نبيه الكريم عليه السلام, قال تعالى: {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} ولا مع الوصف الذي وصفه اياه في سورة التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريض عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة 128)
ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتسرّع في اقامة الحدود (مع التحفّظ على هذه الحدود المزعومة في هذه الاحاديث) لا نجد له سندا في سنته صلى الله عليه وسلم بل على العكس فاننا نجد في السنة ما يخالف هذا الرأي من تؤدة الرسول في اقامة الحدود وتحرّي الشبهات:
.
- فقد جاء في صحيح البخاري: أن أبا هريرة قال أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى يعني نفسه فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال له ذلك فأعرض عنه فتنحى له الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه فقال هل بك جنون قال لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه وكان قد أحصن أ.هـ.
- وجاء في صحيح البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه أ. هـ(1/1276)
- وجاء في صحيح مسلم ما نصّه: حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم قال فجاءت الغامدية فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوالله إني لحبلى قال إما لا فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أ.هـ.
فهذان الحديثان يثبتان ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتأني أيّما تأن في اقامة الحدود ولا يتسرّع في ذلك. يضاف الى ذلك ان ربّ العزّة وصف رسوله الكريم فقال: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر(1/1277)
ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:(1/1278)
• جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
• الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم...
• الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
• ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!(1/1279)
خامسا: قال تعالى: {... ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
رحيما} الآية تحمّل الرسول مسؤولية الاستغفار لمن ظلم نفسه, واذا ما قارنا هذه الآية بالحديث الاول المذكور هنا في صحيح مسلم نجد ان الرسول يتحول من مصدر للاستغفار المعين للمسلمين على التخلص من ذنوبهم والمذكّر لهم بحدود الله {فذّكر} الى مصدر للعن والسبّ والدعاء.
سادسا: ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان عطوفا على المنافقين وكان لا ينفك يستغفر لهم الله وهم الذين في
الدرك الاسفل من النار فما بال هذا الحديث يتوعد من عصى او أثم ان يلعن ويسب من قبل الرسول المبعوث رحمة للعالمين وقد قال تعالى : {استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين } القرآن الكريم يوضّح اشفاق الرسول على المنافقين الذين كفروا بالله ورسوله ثم تراه واقفا يستغفر لهم فنتساءل عن الذنب الذي قد يقع فيه المسلم او المؤمن الذي هو اشد من الكفر بالله ورسوله والذي يستدعي من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء فيه واللعن والسب. فرغم ما كان يلقى الرسول من أذى من المشركين والكفار كان يدعو لهم بالهداية, والايات القرآنية والروايات التي تتحدث عن هذا الموضوع كثيرة جدا, فان كان هذا حاله مع المشركين, أفيجوز عليه صلى الله عليه وسلم ان يكون اقسى على المسلمين والمؤمنين وقد قال تعالى عنه: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}
سابعا: قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون * وتوكل
على العزيز الرحيم} الآية توضّح للرسول صلى الله عليه وسلم المسلك الذي يجب ان يتبعه في حال عصيان المسلمين له. فهل يجوز للرسول ان يتجاوز هذا النص الى اللعن والسب والشتم والدعاء؟(1/1280)
ثامنا: الرسول يمثّل القمة العليا في الاخلاق على الصعيد الانساني, ولا يمكن لاي انسان ان يتجاوز هذه المرتبة
التي منحه اياها رب العزة: قال تعالى: {وانك لعلى خلق عظيم}. جاء في تفسير الرازي: " وفيه دقيقة أخرى وهي قوله: {لعلى خلق عظيم} وكلمة على للاستعلاء، فدل اللفظ على أنه مستعمل على هذه الأخلاق ومستول عليها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالمولى بالنسبة إلى العبد وكالأمير بالنسبة إلى المأمور." (تفسير الرازي ج30 ص599)(1/1281)
وهذا القول وان كان يعتبر من البداهة بمكان في اذهان المسلمين الا انه على صعيد التعامل مع المرويات هو عرضة للتأويل والتحوير والاستثناء الامر الذي يميّع المفهوم الواضح الذي جاءت به هذه الاية لحساب المروي. فقد جاء في الصحاح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان احيانا يلعن المسلمين. فقام المحدّثون باثبات هذه المرويات ثم لجأوا الى التبرير والتأويل والتخصيص وما الى ذلك. وفي الجانب الاخر نرى انه روي عن بعض الصحابة والتابعين انهم ما لعنوا احدا قط. جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان : وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى : عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور(ج7ص223). اذا, على الصعيد النظري, لن يجروء احد ان يشكّك في القول ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة البشرية على الصعيد الاخلاقي, اما على صعيد الروايات فان سنجد هذا القول معرّض لمفارقات خطيرة حيث ينقل عن الصحابة والتابعين حذرا اكبر في لعنهم للناس بينما سنجد ان الرسول كان اقلّ حذرا.
تاسعا: جاء في صحيح مسلم بشرح النووي وهو يعلّق على ما جاء من الرسول صلى الله عليه وسلم من اللعن(1/1282)
وغيره: "وانما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الازمان" أ.هـ. غير ان نظرة متفصحة لما ورد في كتب الصحاح والسنن تبيّن لنا ان هناك مواضع عديدة, وهي ليست بالنادرة, صّورت الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه كان يلعن ويسب بل واحيانا يقرّ على السب, وفي بعض الروايات يأمر بالسب :
1- عن معاذ بن جبل أخبره قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال غزير شك أبو علي أيهما قال حتى استقى الناس ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا (مسلم)(1/1283)
2- عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون(1/1284)
بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة (البخاري – الرسول يقرّ على السبّ من احد امهات المؤمنين؟؟!!!)
3- عن عائشة قالت اجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن لها قولي له إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة في مرطها فقالت له إن نساءك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتحبيني قالت نعم قال فأحبيها فرجعت إليهن فأخبرتهن ما قال لها فقلن إنك لم تصنعي شيئا فارجعي إليه فقالت والله لا أرجع إليه فيها أبدا قال الزهري وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فأرسلن زينب بنت جحش قالت عائشة هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم أقبلت علي تشتمني فجعلت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى طرفه هل يأذن لي في أن أنتصر منها فلم يتكلم قالت فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها قالت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إنها ابنة أبي بكر قالت عائشة ولم أر امرأة خيرا منها وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب ما عدا سورة من غرب حد كان فيها توشك منها الفيئة (مسند احمد)(1/1285)
4- عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها(؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) (الرسول يأمر بالسب)
5- عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما (مسلم)(1/1286)
6- حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا السميط عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني(؟؟؟؟!!!!) اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال (مسند احمد)
7- عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليكم رجل ينظر بعين شيطان أو بعيني شيطان قال فدخل رجل أزرق فقال يا محمد علام سببتني أو شتمتني أو نحو هذا قال وجعل يحلف قال فنزلت هذه الآية في المجادلة ويحلفون على الكذب وهم يعلمون والآية الأخرى (مسند احمد)
8- عن عروة بن الزبير ان عائشة قالت ثم ان أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فرهقوه فاسلم رداءه في أيديهم ووثب على العتبة فدخل وقال اللهم العنهم فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد اشترطت على ربي عز وجل شرطا لا خلف له فقلت إنما انا بشر أضيق كما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة (مسند احمد)(1/1287)
9- اخرج احمد, عن انس بن مالك ان رسول الله دفع الى حفصة بنت عمر رجلا فقال لها: احتفظي به. فغفلت حفصة عنه, ومضى الرجل, فدخل رسول الله فقال: يا حفصة ما فعل الرجل؟ قالت غفلت يا رسول الله فخرج, فقال رسول الله: "قطع الله يدك" فرفعت يدها هكذا، فدخل رسول الله, فقال: "ما لك يا حفصة؟" قالت: يا رسول الله قلت قبل كذا وكذا. فقال:"ضعي يدك فاني سألت الله عز وجل أيما انسان من امتي دعوت الله عليه ان يجعلها له مغفرة" واخرج نحوه عن عائشة رضي الله عنها. (البيان والتعريف ج1 ص72)
10- حدثنا يحيى عن ابن أبى ذئب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال ما لك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال ما لك أجننت قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا (مسند احمد)(1/1288)
11- حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة (مسند احمد وجاء في مجمع الزوائد ج8 ص190 ما نصه: رواه احمد والطبراني في الاوسط بنحوه ورجال احمد رجال الصحيح) (الرسول يقرّ الساب على ما يفعل ويقوم دون ان يتوجّه اليه بكلمة)
12- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بامرأة مجح على باب فسطاط فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعله يريد أن يلم بها فقالوا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له (مسند احمد)
ورغم الملاحظات الكثيرة التي تعجّ بها الاحاديث اعلاه (من اقرار الرسول بالسب الى صدور اللعن منه الى امر الرسول بالسب الى عدم رضى الرسول عمّن يتبعه الى دفع أسير الى احد زوجاته مرة عائشة واخرى حفصة واخرى سودة كما ورد في كتاب طبقات المحدثين بأصبهان ج3 ص274 – على حدّ زعم الروايات... الخ) الا ان ما يثير الاهتمام هنا هو : هل نستطيع ان نرسم صورة واضحة للرسول عليه الصلاة والسلام اذا اضفنا هذه الروايات الى سنته الكريمة؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
2- ان الرسول في هذا العهد شارط على ربه واشترط عليه (صحيح مسلم – الحديث الاول والسابع والثامن)(1/1289)
لم يورد ايّ من كتب الشروح تعليقا على هذه الالفاظ: (اني اشترطت على ربي), (شرطي على ربي اني اشترطت على ربي), و (او ما علمت ما شارطت ربي عليه).
وهذه الالفاظ والصيغ تثير عدة تساؤلات:
• هل يصحّ لأي انسان كان ان يشترط على الله؟ ألا يخلّ هذا بأدب النبوّة وأدب العقيدة؟
• ماذا كان المقابل لهذا الشرط من قبل الرسول؟ هل كان المقابل ان يقبل الرسول بالنبوة؟ واذا كان الامر كذلك, فمتى حصل هذا الاشتراط؟ هل كان عند بداية الدعوة في مكة التي كان يدعو فيها بالهداية للمشركين ويقول له القرآن الكريم {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} ويقول له ايضا في ثلاث آيات {ولا تحزن عليهم}؟ ام ان هذا الاشتراط وقع في المدينة حيث لم يستطع الرسول ان يتحمّل من المسلمين والمؤمنين ما تحمّله من كفّار قريش؟
• هل نستطيع ان نخرج من هذه الاحاديث بحكم فقهي مفاده: ان الرسل تستطيع ان تشرط لأنفسها على الله حتى تقبل تبليغ رسالته او مقابل اي شيء آخر؟
• جاء في صحيح مسلم: "من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وان شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق". وجاء في صحيح البخاري: " ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأوثق". فهل يتوافق الشرط الذي شرطه الرسول مع كتاب الله؟ لا ريب ان الحلّ - حسب منهجية التوفيق بين الاحاديث المعتمدة من قبل المحدّثين – بسيط جدا مفاده ان الرسول يستطيع ان يشرط ما يشاء حيث انه يوحى اليه! ولكن لننظر الى هذه الاحاديث من زاوية اخرى: فان هذه الاحاديث تمثّل استثناءات منقطعة النظير:
- فعلى الصعيد الاخلاقي فيما يخصّ الرسول تمثّل هذه الاحاديث استثناء
- وعلى صعيد ان يكون الرسول اسوة حسنة تمثّل هذه الاحاديث استثناء ايضا
- وعلى صعيد ان يشترط الانسان شرطا ليس في كتاب تمثل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد ان يكون الرسول رحمة للناس, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا(1/1290)
- وعلى صعيد ان يكون الرسول مبينا وشارحا لكتاب الله, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا
- وعلى صعيد الاحسان لليتيم, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا حيث لا يمكن ان نتخذ الرسول مثالا للتعامل مع اليتيم حيث ان قد دعا على يتيمة في الحديث الثامن – صحيح مسلم.
3- ورد ايضا في الحديث الثامن في صحيح البخاري ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة ام سليم, فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر الشرط الذي شرطه على ربه.
وحول هذا الحديث بالذات هناك عدة ملاحظات:
• ما يثير العجب في هذا الحديث هو: لم دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على اليتيمة؟ وان كان الرسول قد طلب من ربه ان يتجاوز عن لعناته ودعائه وسبّه بسبب غضبه, فالحديث هنا لا يظهر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان غاضبا. اننا لا نرى في هذا الحديث ايّ مبرّر لأن يفعل الرسول ما فعل, بل ان الحديث يسوق الذهن الى الاعتقاد بان الرسول – والعياذ بالله – قد استغل هذا العهد المزعوم (الذي بينه وبين الله) فدعا على يتيمة ام سليم بدون مناسبة. وهذا ليس الحديث الوحيد الذي يدعو الى التفكير بهذه الطريقة, فقد ورد في مسند الامام احمد:(1/1291)
"عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال" (وجاء في مجمع الزوائد: رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ج9 ص407)
• أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيّه فقال: {وأما اليتيم فلا تقهر}, فهل نسخ فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الاية؟! وان كانت افعال الرسول واقواله وتقريراته شارحة ومبيّنة للقرآن, فأين نضع هذا الحديث من الاية الكريمة؟!(1/1292)
• ورد هذا الحديث في صحيح مسلم وصحيح ابن حبان بنفس السند, وورد فيه عكرمة بن عمار الذي ضعفه البخاري فقال: "وقال البخاري لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه" (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5 ص113) وقال احمد بن حنبل عنه: "ضعيف الحديث" (المصدر السابق) وقال ابن معين: "كان اميا حافظا" (المصدر السابق) وقال ابو حاتم: "صدوق ربما يهم" (المصدر السابق), وورد اسم عكرمة بن عمار مع اسماء المدلسين في عدة كتب منها (التبيين لأسماء المدلسين ج1 ص152) و(جامع التحصيل ج1 ص108) و (طبقات المدلسين ج1 ص42) و "قال البيهقي : اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه" (الكواكب النيرات ج1 ص65). ولا نرمي مما اوردناه ان ننقد السند, او ان ندخل الى قبر الامام مسلم لنناقشه في عدالة هذا الراوي؛ ما نريد ان نقوله ان هذا الحديث فيه ما فيه من الشبهات والتشويه بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام, فكيف اذا اضفنا الى ذلك ان من انفرد بروايته لم يلق قبولا عند الامة وخصوصا عند احد كبار المحدثين وصاحب احد اوثق الصحاح وهو البخاري؟ اننا نريد فقط ان نضيف هذه الشبهات حول احد رواة هذا الحديث الى ما اسلفنا حتى نزيد الامر وضوحا من ان هذا الضعف الجليّ في المتن واكبه شبهات ايضا على صعيد السند: فنكون بذلك امام احدى خيارين: اما القبول بهذه الاحاديث على حساب سيرة الرسول عليه السلام وسنته وما وصفه القرآن الكريم به من خلق عظيم ورحمة ورأفة, واما ان نرفضها ونرضى بما وصف الله به نبيّه ولا ننسب الى النبي ما قد يكون افتراء وظلما وتعدّ عليه نحاسب عليه يوم القيامة.(1/1293)
ثم ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة هو اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم, فهل يعقل ان ينقل هذا الاتهام للرسول عن طريق آحاد – بغض النظر عمّا دافع به الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه؟ ان التهمة في الاحوال العادية تتطلب شاهدين او بالحدّ الادنى شاهد ويمين: أفلا يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم ان نبحث له عن شاهد آخر – اي سند آخر- يثبت عليه هذه التهمة الرعناء؟ او على الاقل ان يثبت بطريق صحيح آخر ان أنس بن مالك واسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة وعكرمة بن عمار قد اقسموا اليمين جميعا ان الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؟ وهذا الامر ينسحب على كل حديث آخر يتوجه الى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية تتهم فيها اخلاقه والعياذ بالله.
جاء في صحيح مسلم بشرح النووي: "..... وأما قوله صلى الله عليه وسلم لها : ( لا كبر سنك ) فلم يرد به حقيقة الدعاء , بل هو جار على ما قدمناه في ألفاظ هذا الباب" . أ. هـ. ونتساءل ان كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقة الدعاء فلم يبرّر لأم سليم ما كان منه, ولماذا أم سليم تتعجب من دعائه صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم وام سليم جاهلين باللغة العربية وتعابيرها حتى نبرّر لهما ما لم يبررا هم لأنفسهم به؟(1/1294)
• "وجاء عن زيد بن حارثة لما أخذ أسيراً وأهدته خديجة رضي الله عنها لخدمته صلى الله عليه وسلم وجاء أهله بالفداء يفادونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «ادعوه وأخبروه فإن اختاركم فهو لكم بدون فداء، فقال زيد: والله لا أختار على صحبتك أحداً أبداً، فقال له أهله: ويحك أتختار الرق على الحرية؟ فقال: نعم، والله لقد صحبته فلم يقل لي لشيء فعلته لم فعلته قط. ولا لشيء لم أفعله لمَ لمْ تفعله قط» ورجع قومه وبقي هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده وأعلن تبنيه على ما كان معهوداً قبل البعثة."( اضواء البيان في تفسير القرآن ج5 ص428) فهل نصدّق هذه الحادثة المشهورة عن زيد بن حارثة ام نركن الى قصة كهذه التي جاءت في صحيح مسلم والتي تشنّع معاملة الرسول لليتيم؟؟؟ زيد بن حارثة لبث عند رسول الله عليه الصلاة والسلام سنين عديدة فلم يتوجّه اليه الرسول بكلمة او تأنيب, فهل ضاق صدر رسول الله بهذه اليتيمة التي لا حول لها ولا قوة والتي لم يشاهدها منذ فترة بدليل قوله لها: "هيه لقد كبرت"؟؟!!!!!
• لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام مشهودا له في الجاهلية بكريم اخلاقه وكان يلقّب بالصادق الامين وكانت الرسالة لم تنزل عليه بعد, فهل ضاقت اخلاقه وسعة صدره بعد ان نزلت عليه الرسالة؟؟!! قالت خديجة رضي الله عنها تصفه بعيد نزول الرسالة عليه: "والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق". (صحيح البخاري)
وفي نهاية هذا المحور نختم بالتساؤل التالي: اذا كانت الاحاديث الواردة في مقدمة هذا البحث قد ثبت انها افتراء على الرسول, فما هي قصتها؟
لنستعرض اولا الروايات التالية:(1/1295)
1- عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة حدثني إسحق بن منصور أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أخبرنا أبو حمزة سمعت ابن عباس يقولا كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختبأت منه فذكر بمثله (صحيح مسلم)
2- قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم إن عمرو بن العاص هجاني وقد علم أني لست بشاعر فالعنه واهجه عدد ما هجاني فلعنه (تفسير القرطبي ج: 2 ص: 188)
3- عن الشعبي قال سمعت عبد الله ابن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا وما ولد من صلبه وراه أحمد والبزار والا انه قال لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم والطبراني بنحوه وعنده رواية كرواية أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح (مجمع الزوائد ج: 5 ص: 241)
4- حدثنا عبد الله حدثني معاوية عن حاتم بن حريث وغيره من مشيخة الجنة قال لما بايع أهل العراق للحسن بن علي جاء حتى ولى معاوية فرفع عمرو وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي فلما فرغا قال أنشدك الله يا معاوية أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن يوم الأحزاب صاحب مقدمتهم وصاحب ساقتهم وصاحب مجنبتيهم وأين كان عمرو من أولئك وأنشدك يا معاوية أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن بنى دعل وذكوان وعمرو بن سفيان وكان علي أبي الأعور اثنتان لعنه ولعن قومه فقال معاوية وأنا أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما أحد لعنته في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فإن لعنتي عليه صلاة وهي له زكاة (التاريخ الصغير (للبخاري) ج: 1 ص: 98)(1/1296)
5- حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة بن سلم الكوفي حدثنا أحمد بن بشير عن عمر بن حمزة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن صفوان بن أمية قال فنزلت ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فتاب الله عليهم فأسلموا فحسن إسلامهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب يستغرب من حديث عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه وقد رواه الزهري عن سالم عن أبيه لم يعرفه محمد بن إسمعيل من حديث عمر بن حمزة وعرفه من حديث الزهري
6- وعن أبي مجلز قال قال عمرو والميغرة بن شعبة لمعاوية إن الحسن بن علي رجل عي وإن له كلاما ورأيا وإنا قد علمنا كلامه فنتكلم كلامه فلا يجد كلاما قال لا تفعلوا فأبوا عليه فصعد عمرو المنبر فذكر عليا ووقع فيه ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنىعليه ثم وقع في علي ثم قيل للحسن بن علي اصعد فقال لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقا أن تصدقوني وإن قلت باطلا أن تكذبوني فأعطوه فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه فقال أنشدك بالله يا عمرو ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله السابق والراكب أحدهما فلان قالا اللهم بلى قال أنشدك بالله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عمرا بكل قافية قالها لعنة قالا اللهم بلى قال أنشدك بالله يا عمرو ويا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قوم هذا قالا بلى قال الحسن فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا قال وذكر الحديث رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي قال الذهبي أحد الأثبات ما علمت فيه جرحا أصلا وقال ابن القطان مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون وبقية رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ج: 7 ص: 247)(1/1297)
7- وعن عبدالله بن عثمان بن خيثم قال دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة فوجدته طيب النفس فقلت يا أبا الطفيل أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم أن يخبرني فقالت امرأته سودة مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وأحمد بنحوه وإسناده حسن (مجمع الزوائد ج8 ص267)
8- وعن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم من لعنت في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فاجعل ذلك قربة له إليك رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف قلت ويأتي حديث حال أبي السوار في مناقبه (مجمع الزوائد ج8 ص267)(1/1298)
9- حدثنا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثنى حدثني جدي رياح بن الحارث أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره فجاءه رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب وسب فقال من يسب هذا يا مغيرة قال يسب علي بن أبي طالب قال يا مغير بن شعب يا مغير بن شعب ثلاثا ألا أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك لا تنكر ولا تغير فأنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لم أكن أروي عنه كذبا يسألني عنه إذا لقيته أنه قال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وتاسع المؤمنين في الجنة لو شئت أن أسميه لسميته قال فضج أهل المسجد يناشدونه يا صاحب رسول الله من التاسع قال ناشدتموني بالله والله العظيم أنا تاسع المؤمنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم العاشر ثم أتبع ذلك يمينا قال والله لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح عليه السلام (مسند احمد)
10- حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن الحجاج مولى بني ثعلبة عن قطبة بن مالك عم زياد بن علاقة قال نال المغيرة بن شعبة من علي فقال زيد بن أرقم قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن سب الموتى فلم تسب عليا وقد مات (مسند احمد)(1/1299)
11- حدثنا أبو المغيرة حدثنا أبو بكر حدثنا ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبي الدرداء عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم قال قل كل يوم حين تصبح لبيك اللهم لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك وإليك اللهم ما قلت من قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت إنك أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين (مسند احمد)
12- حدثنا أبو أسامة أخبرني مسعر حدثني عمر بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال عرض أبي على سلمان أخته فأبى وتزوج مولاة له يقال لها بقيرة قال فبلغ أبا قرة أنه كان بين سلمان وحذيفة شيء فأتاه يطلبه فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزبيل وهو على عاتقه قال أبا عبد الله ما كان بينك وبين حذيفة قال يقول سلمان وكان الإنسان عجولا فانطلقا حتى أتيا دار سلمان فدخل سلمان الدار فقال السلام عليكم ثم أذن فإذا نمط موضوع على باب وعند رأسه لبنات وإذا قرطان فقال اجلس على فراش مولاتك الذي تمهد لنفسها قال ثم أنشأ يحدثه قال إن حذيفة كان يحدث بأشياء يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غضبه لأقوام فأسأل عنها فأقول حذيفة أعلم بما يقول وأكره أن يكون ضغائن بين أقوام فأتي حذيفة فقيل له إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول فجاءني حذيفة فقال يا سلمان ابن أم سلمان قلت يا حذيفة ابن أم حذيفة لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر فلما خوفته بعمر تركني وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد آدم أنا فأيما عبد مؤمن لعنته لعنة أو سببته سبة في غير كنهه فاجعلها عليه صلاة (مسند احمد)(1/1300)
13- حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي حدثنا عمر بن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان حذيفة أعلم بما يقول فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة فقال يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة والله لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر (أبو داود)
14- حدثنا علي بن عاصم قال حصين أخبرنا عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم المازني قال لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة قال فأقام خطباء يقعون في علي قال وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال فغضب فقام فأخذ بيدي فتبعته فقال ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم قال قلت وما ذاك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قال قلت من هم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك قال ثم سكت قال قلت ومن العاشر قال قال أنا (مسند احمد)(1/1301)
15- أخبرنا عمران بن بكار قال حدثنا علي بن عياش قال حدثني شعيب قال حدثني أبو الزناد مما حدثه عبد الرحمن الأعرج مما ذكر أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال انظروا كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم إنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد (النسائي)
ان كتب السير والتاريخ وجزءا لا بأس من الاخبار الموجودة في كتب الصحاح والسنن تكشف النقاب عن معارك حامية تدور بين بني أمية وأشياع علي بن أبي طالب وكان احد الاسلحة المستخدمة هو اللعن. فقد ورد في صحيح مسلم : " عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له أما إذ أبيت فقل لعن الله أبا التراب فقال سهل ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها فقال له أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان انظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب" فقد كان بنو امية – على ما تذكر امثال هذه الرواية – يأمرون بلعن علي بن ابي طالب على المنابر. و جاء في كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير الجزء الثالث ص 337: " في هذه السنة قتل حجر بن عدي وأصحابه ، وسبب ذلك أن معاوية استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين فلما أقره عليها دعاه وقال له : أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم [ ما ] تقرع العصا وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم ، وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك ولست تاركا إيصاءك بخصلة : لا(1/1302)
تترك شتم علي وذقه ، والترحم على عثمان ، والاستغفار له ، والعيب لأصحاب علي ، والاقصاء لهم ، والإطراء بشيعة عثمان ، والإدناء لهم. فقال له المغيرة: قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني ، وستبلو فتحمد أو تذم . فقال : بل نحمد إن شاء الله . فأقام المغيرة عاملا على الكوفة وهو أحسن شيء سيرة غير أنه لا يدع شتم علي والوقوع فيه والدعاء لعثمان والاستغفار له ، فإذا سمع ذلك حجر بن عدي قال : بل إياكم ذم الله ولعن."
وليس غرضنا هنا ان نذكر التاريخ لنحاكمه وانما لنقف على الظروف الموضوعية التي أدت الى الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم. وسواء كان الكلام المسطور في كتب التاريخ قد نطق به معاوية ام لا، فان المؤكد ان هذا الكلام كان ناطقا باسم شريحة معينة من المجتمع ولولا وجود هذه الشريحة لما وجد هذا الكلام. ان الكلام في فتنة عليّ ومعاوية هي مهمة لنا بقدر ما تضفي اضاءات على الظروف الموضوعية التي أدت الى تحريف احاديث الرسول واختلاق الكثير على لسانه, والقرآن الكريم يبرّئه, ومن أصدق من الله حديثا؟؟؟(1/1303)
نكمل فنقول, ان هذا العداء الذي ضجت به كتب الحديث والتاريخ لا ريب انه ايقظ في نفوس الفريقين وخصوصا في فريق اشياع علي بن ابي طالب رضي الله عنه جميع اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص بني امية اثناء حربهم الطويلة ضد الرسول حتى فتح مكة. ان دور ابي سفيان في محاربة المسلمين لا يخفى فهو قاد حملة الاحزاب ضد الرسول في المدينة وورد ايضا ان ابا سفيان حاول اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يخفى من قريب او بعيد ان ابا سفيان كان يترأس حملة الحرب ضد الرسالة الاسلامية حتى فتح مكة... واننا اذ لا نستبعد ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكلم بشيء في حق بني امية أثناء حربهم الضروس ضده في جاهليتهم, الا اننا لا نستبعد ايضا ان يكون هناك افتراءات اضيفت للرسول ضد بني امية. واذا الاحظنا الاحاديث اعلاه مثلا نجد ان الاحاديث رقم 1 و2 و3 و4 و5 موجهة ضد بني امية. وللوقوف امام هذه الاحاديث – والتي لا نريد ان نقف على مدى صحتها الان - اختلقت الفئة المقابلة الاحاديث الواردة في بداية هذا المحور والتي تحوّل اللعنات الى بركات ورحمة وصلوات وقربى, ولعل الحديث الرابع والذي يذكر فيه معاوية: "وأنا أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما أحد لعنته في الجاهلية ثم دخل في الإسلام فإن لعنتي عليه صلاة وهي له زكاة" تبين الهدف الذي من اجله وضعت هذه الاحاديث كلها, وهي ان تتحول اللعنات التي اطلقها الرسول على كل من حاربه "في الجاهلية" الى صلاة وزكاة. ويبدو ان هذه الصيغة لم تكن كافية فكان لا بد من تقويتها بممارسة نوع من الارهاب الفكري وذلك بزيادة تخرج هذا الحديث الى حدّ يكون فيه خصوصية للرسول فجاء في الاحاديث الواردة في مقدمة البحث الفاظ غاية في الصرامة: "شارطت ربي", "اللهم اني اتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه"، "اشترطت على ربي"... والعجيب ان كتب الشروح حسبما توفر لنا من مصادر لم تقف عند هذه العبارات ولو باشارة(1/1304)
او تعليل وكيف ان الرسول او اي كائن يستطيع ان يشترط على الله – والعباذ بالله. وليس الاشتراط هو الصيغة الوحيدة التي لجأوا اليها فنقرآ في مسند الامام احمد 24696: عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه يدعو حتى إني لأسأم له مما يرفعهما يدعو اللهم فإنما أنا بشر فلا تعذبني بشتم رجل شتمته أو آذيته. ويبدو ان الحديث رقم 11 جاء في سياق الردّ على هذه الاحاديث: " وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت" حيث يؤكّد هذا الحديث على ان اللعنة التي بدرت من رسول الله عليه الصلاة والسلام هي لعنة لا رجوع عنها الى يوم الدين.
ان الاحاديث رقم 4 و12 و13 تشير بشكل واضح الى كيفية استعمال احاديث الاشتراط والعهد حيث كان المطلوب منها ان تكفّ السنة الناس عن استخدام اي قول للرسول في الحرب الدائرة بين عليّ وبني أميّة. وقد يعلّق البعض على صحة الاحاديث الواردة في هذا القسم الاخير, الا اننا نقول انه لا يعنينا هنا ان نثبت صحة هذه الاحاديث الى قائليها, لأن ما يهمنا اكثر هو ان هذه الاحاديث كانت تنطق بلسان الحال الاجتماعي والسياسي الذي لا سبيل الى انكاره: ان احدا لا يستطيع ان ينكر ان هناك معركة وقعت بين عليّ ومعاوية, كما ان احدا لا يستطيع ان ينكر ان بني امية خاضوا حربا في جاهليتهم ضد رسول الله حتى فتح مكة, كما ان احدا من المسلمين لا يستطيع ان ينكر ما اثبته الله لرسوله من الخلق العظيم... . اننا نستعين بكل هذه العناوين العريضة الغير قابلة للشك او الجدل في اذهان المسلمين لنقول ما نحن بصدد قوله ونحلّل كل هذه الروايات المنسوبة الى الرسول الكريم.(1/1305)
نكمل فنقول: ان كل هذه الاحاديث التي ذكرت ان الرسول كان يلعن ويسبّ أريد لها ان تصبّ في :"فأيما مؤمن لعنته......." لذا جاءت هذه الاحاديث مترهلة غير متماسكة لا مع ذاتها ولا مع القرآن الكريم, كما جاءت صيغ العهد فظة غليظة لا تليق بمقام النبوة في دعائها لله عز وجل, كل ذلك يعبّر عن حاجة ملحة في ان يصدق الناس هذا القول, فجاءت مرة بصبغة الشرط وجاءت اخرى بصيغة العهد المؤكّد بعدم الاخلاف.
توضيح اخير:
ما اصبو اليه في هذه السلسلة هو الوقوف على دراسة موضوعية منهجية للحديث النبوي, محاولا تأصيل سنة النبي صلى الله عليه وسلم ... وارجو من القارىء الكريم ان يعلم ان ردّ حديث او اثنين او مئة ليس معناه ردّ سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, فهناك فرق شاسع بين الحديث والسنة, وسوف اقوم بتفصيل ذلك في ابحاث قادمة باذن الله ... كل ما تحتويه سلسلة آية وحديث هو محاولة توفيقية بين الاحاديث والقرآن الكريم من جهة, وبين الاحاديث وظروفها الموضوعية من جهة اخرى ... ولو كنت ممن ينكرون السنة النبوية لما كنت امضي ساعات طوال بين كتب الحديث أفتّش فيها وأقلب ما جاء من آراء ووجهات نظر ..
لذا أرجو ممن يرى ان هناك ما قد غضضت الطرف عنه او اسرفت فيه الا يبخل بالنصيحة, كما ارجو ممن يجد ان هناك أسئلة قد أسأت في الاجابة عنها في البحث ان ينبّه اليها دون اللجوء الى تحويل الابحاث عن مسارها والدخول في معمعة العموميات ... كما انني عندما اذكر التاريخ انما اذكره بما يتناسب مع علاقته بموضوع البحث, فأرجو من الاخوة عدم جرّي الى مواقع خارج موضوع البحث ...
---
(1/1306)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لا تتعلم من أشرطة التراويح
---
لا تتعلم من أشرطة التراويح
---
محمد رشيد
03-14-2004, 01:18 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،، مشايخي الكرام
وجدت نصائح لبعض أهل العلم في مسألة سماع الشيوخ المتقنين و التلقي منهم ، فجاء في النصيحة : و مما يمكن الاستفادة منه في هذا العصر الأشرطة الصوتية للقراء المتقنين و لكن لا تستمع لتسجيلات صلاة التراويح .....
فقلت في نفسي / أنا أعرف هذا و ألاحظه ، و لكن لماذا ؟
لابد من وجود سبب
هل هناك فرق وضعه الشرع بين الترتيل في القيام و الترتيل في غيره من المواضع ؟
الإجابة : لا ... لا يوجد فرق وضعه الشرع
إذا فالفرق من وضع القارئ
و بقي أن نعرف / هل هذا الفرق مما يسوغ أو لا يسوغ ؟
و هذا ما أود الإفادة فيه ...
أولا : ما هي حقيقة هذا الفارق ؟
ثانيا : هل سبب هذا الفارق سائغا شرعا أم غير سائغ ؟
جزاكم الله تعالى خير الجزاء
---
محمد الأمين
03-17-2004, 02:44 AM
السبب هو كثرة الأخطاء في أشرطة التراويح من دون تصحيح
وأفضل التسجيلات ما قرأها شيخ بحضور مجلس من شيوخ القراء
---
راجي رحمة ربه
03-18-2004, 02:21 AM
نعم هي كثيرة الأخطاء، حتى لنفس القارئ ولا يخفى أن الإمام عندما يقرآ في التروايح يركز على الحفظ وبعضهم قد يكون حفظه فيه ضعف فيقل إتقانه للتجويد، هذا إذا لم يخطئ في الآيات والكلمات القرآنية نفسها وهذا يحصل بشكل ملحوظ بل وهو مشاهد عند بعض من يؤم في الحرمين الشرفين.
ثم أن النسخ هذه ليست مدققة من قبل لجان مختصة بل ولا غير مختصة في كثير من الأحيان
وتأمل هذه التسجيلات:
http://www.qurancomplex.org/Quran/display/reciter.asp?nType=1&l=arb&nSora=1&nAya=1&all=1
وأنا أعرف شخصيا أن ختمة بصفر على سبيل المثال كانت بإشراف مشايخ كبار
---
محمد رشيد(1/1307)
03-21-2004, 01:35 AM
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي الراجي
و أراك ما شاء الله إيجابيا في المشاركات سواء على أهل الحديث أو أهل التفسير
أسأل الله تعالى أن يجعلك مباركا حيثما حللت
---
(1/1308)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > السلام عليكم
---
السلام عليكم
---
ali
06-02-2003, 07:10 PM
السلام عليكم
هذة اول مشاركة لي وابداءها بتحية إجلال وتقدير لكل من ساهم في هذا المنتدي العظيم
وارجو من الاخوة رابط تحميل في ظلال القرآن للاستاذ سيد قطب نفعنا الله وإياكم
---
أبو عمران
06-04-2003, 02:57 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و هذا هو الرابط أسأل الله تعالى ان يجمعني و شهيد سيد قطب في جنات عدن عند ملك صدق مقتدر
http://www.ikhwan-info.net/thelal.asp?step1=step1&ne=0
---
(1/1309)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بعض الدورات العلمية التي ستقام في مدينةالرياض صيف 1426هـ ( ملف وورد كامل )
---
بعض الدورات العلمية التي ستقام في مدينةالرياض صيف 1426هـ ( ملف وورد كامل )
---
ابو حنيفة
06-16-2005, 02:24 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به
طريقاً إلى الجنة) رواه الإمام مسلم
فسارع بالحضور وتشجيع غيرك على الحضور أو الاستماع لها عبر الانترنت و أرسلها بالبريد الالكتروني لكل من تعرف وانشرها في المنتديات والمجموعات البريدية
منقول : أرجو الدعاء لمعدها : أبو محمد
http://www.rmooosh.net/up-pic/uploads/b9d2301120.jpg (http://www.rmooosh.net/up-pic)
---
عبدالرحمن الشهري
06-16-2005, 02:45 PM
بارك الله فيكم وحفظكم أخي الكريم ومن أعدها ورتبها. هذه والله من أبوبا العلم التي فتح الله بها على طلاب العلم في هذا الزمان ، نسأل الله أن يبارك فيها وأن يؤيد القائمين عليها بتوفيقه وتأييده .
---
(1/1310)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أخطاء كتاب أيسر التفاسير
---
أخطاء كتاب أيسر التفاسير
---
قطز
04-27-2004, 02:52 AM
قرأت في هذا المنتدي منذ فترة أن هناك شيخ لا أتذكر اسمه قد وجد بعض الأخطاء في كتاب أيسر التفاسير و بعث رسالة بهذا المعني للشيخ أبو بكر الجزائري و قد شكره الشيخ حفظه الله و لكن السؤال الان هل أصلح الشيخ أبو بكر هذه الأخطاء كلها أي هل الكتاب الآن بلا أخطاء ؟ فلقد لاحظت وجود خطأ في النسخة الموجودة عندي في ذكر حديث في البخاري فقد ذكر الشيخ أن البخاري روي عن النبي (صلي الله عليه و سلم) أنه قال (انا لنكشر في أقوام و قلوبنا تلعنهم) بينما الحديث مروي في البخاري عن أبي الدرداء و ذلك في تفسير الآية 28 في سورة آل عمران
فهل هو خطأ مطبعي في النسخة عندي أم الطبعة التي عندي و هي الطبعة الثالثة بها أخطاء تم تلافيها في الطبعات التي بعدها ؟ أفيدونا و جزاكم الله خيرا
---
قطز
04-29-2004, 12:03 AM
هل من مجيب؟!
---
(1/1311)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الرد الشامل على عمر كامل ( خذ نسختك )
---
الرد الشامل على عمر كامل ( خذ نسختك )
---
أبو العالية
11-14-2006, 10:45 AM
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
نقدٌ علميٌ موثقٌ لكتاب الدكتور عمر عبد الله كامل الموسوم بـ (كفى تفريقًا للأمة باسم السلف) ،
وهو الكتاب الذي زعم أنه مناقشة لكتاب الدكتور سفر الحوالي ( نقد مذهب الأشاعرة في العقيدة )
فجاء هذا الرد بياناً شافياً بحمد لله تعالى .
سطَّره يراعُ الأستاذ الدكتور عبد الله بن حسين الموجان حفظه الله ونفع به
ومما فيه :
1_ وسائل العلم
2_ بيان من هم أهل السنة
3_ هل مذهب الأشاعرة مذهب جمهور الأمة
4_ الأشاعرة وأئمة المذاهب الفقهية
5_تحقيق مذهب الأشاعرة في التفويض والتأويل وغيرهما
6_ رجوع الرازي والجويني وموقف النووي وابن حجر
7_ الغزالي والنووي وابن حجر
8_ التشبيه والتجسيم
9_التجسيم وبيان عقيدة الإمام أحمد
10_مناقشة النقول التي أوردها الدكتور/ عمر في التَّعْطيل
11_ تفسير المقام المحمود
12_ القِدَمُ النوعي للعالم
13_ أصلُ ضلال المتكلمين في هذه المسائل
14_ مصدرُ التلقي عند الأشاعرة وقانون الرازي الكلي
15_ الكلامُ على إثبات وجود الله
16_ تقسيمُ التوحيد
17_ أولُ واجب عند الأشاعرة
18_ الفطرة
19_ الإيمان
20_ القرآن
21_ القدر
22_ تكليف مالا يطاق
23_الحكمة الغائية
24_ التحسين والتقبيح
25_ التأويل
26_ الصفات
27_ الفرقة الناجية
وفق الجميع لما يحب ويرضى
---
خادم الكتاب والسنة
12-02-2006, 10:09 AM
بوركت شيخنا محمد
هل طبع هذا الكتاب وأين؟؟
---
أبو العالية
12-02-2006, 11:44 AM
الحمد لله وبعد ..
نعم طبع الكتاب ، وانظر :
مزيد فائدة حوله (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83494&highlight=%DA%E3%D1+%DF%C7%E3%E1)
---(1/1312)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > درء الشبهات أوْلى الأولويات
---
درء الشبهات أوْلى الأولويات
---
الخطيب
04-02-2004, 03:11 PM
هذه دعوة مخلصة من فقير آلمه ما تتعرض له حرمة القرآن من انتهاك على يد الحقدة المشتبهين . إن الحرب على القرآن هي أكبر وأخطر مما نتصور ، إنها محاولة للطعن في الإسلام عن طريق بتر الرأس فإذا ما بترت الرأس فما عسى أن يفعل بقية الجسد ؟
أنا اليوم جد سعيد ، فما اقترحه الأخ د / هشام عزمي - جزاه الله عنا خيرا - من مناقشة كتاب جمع القرآن لجون جلكرايست ثم موافقة الإخوة الكران على المُقترَح هو ما كنت آمله منذ فترة فهل تذكر أخانا أبا مجاهد العبيدي يوم أن تحاورنا في هذا الشأن ؟
ولقد تمنيت واتمنى على ملتقى أهل التفسير أن يفرد ساحة كاملة للرد على الشبهات فهو في نظري أوْلى الأولويات فالكثير من القضايا التي تطرح عادة هي اجترار وأكثرها ما ترك فيها الأول للآخر شيئا
موضوع جمع القرآن المطروح للمناقشة هو أول الغيث وبعدها النهر إن شاء الله سينهمر ولسوف نعرف أن لطرح هذه الموضوعات ثمرات لا ترتكز فقط على دفع الشبهات بقدر ما تولده فينا من حس نقدي ، سوف نعرف أن كثيرا مما هو في أذهاننا من قبيل المسلمات هو بحاجة إلى مراجعات ووقفة مع الذات ، كثر من الكلام قيل لوقت غير الوقت ، وظرف غير الظرف ، ليس هذا تنكرا لعلمائنا ولكنها دعوة إلى الجد كما جدوا والكد كما كدوا فلا ينبغي الوقوف عند حد ما قيل:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ******** إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ولنقل جميعا:
لسنا وإن كنا ذوي حسب ****** يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني **** ونفعل مثلما فعوا
الموضوع المطروح هو بمثابة إلقاء حجر في مياه راكدة والسؤال الآن هو كيف نعمل على الإفادة والاستفادة منه ؟(1/1313)
تحقيق هذا لا يقوم على جهد فردي ولكن على بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا
كان من المفترض أن أطرح هذا الكلام كمداخلة في الموضوع نفسه بيد أنني استملحت فكرة أخينا أبي محمد أشرف الذي دعا إلى عدم بتر الردود بمداخلات واطراءات تقطع حبل الوصال بينها
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه
---
عبدالرحمن الشهري
04-02-2004, 07:50 PM
وأنا أتفق معكم وفقكم الله ، وأرجو لهذه البداية النجاح والتوفيق بإذن الله.
---
محب
04-04-2004, 06:53 AM
بسم الله .. والحمد لله ..
فليسمح لنا أساتذنا بإبداء الرأى فى الموضوع ، وتوضيح بعض جوانب المشكلة .
أحد جوانب المشكلة :
كثرة الهجوم على الإسلام فى هذا العصر ، ومن جميع الجهات .
أحد جوانب المشكلة :
كثرة الهجوم على الإسلام على شبكة الإنترنت ، التى لم يعد من الممكن حجبها عن كثرة كاثرة من بيوت المسلمين .
أحد جوانب المشكلة :
التنظيم الواضح لأعداء الإسلام ـ على الإنترنت ـ فى عرض شبهاتهم ، وتصنيفهم المرتب لها ، والجهد المبذول فى ذلك .. وغياب ذلك كله ـ إلا القليل ـ من جانب طلبة العلم المسلمين ، والهيئات العلمية المتخصصة .
أحد جوانب المشكلة :
التيار السائد بين كثير من طلبة العلم ، القائل بأن الردود على أعداء الإسلام تأتى فى نهاية الأولويات ، وكلهم يحفظ نفس بيت الشعر يتواصون به .. فلو كل كلب عوى ألقمته حجراً .. لأصبح الصخر مثقالاً بدينار !
أحد جوانب المشكلة :
تيار مقابل ـ للتيار السابق ـ بين كثير من الشباب ، يعبر عن إحباط شديد تجاه طلبة العلم ، ويقول بأن طلبة العلم يهجرون ساحة الرد على أعداء الإسلام ، وكثير من أصحاب هذا التيار يعتقد أن ليس عند طلبة العلم إلا مسائل بعينها يعيدون فيها ويزيدون دون غيرها .
كما أن بعضهم اتخذ من غياب طلبة العلم حجة للولوغ فى الساحة ولو لم يملك العلم الكافى ، لأن من يملكون العلم الكافى مشغولون بأمور أهم وأولى !(1/1314)
وصارحنى أكثر من واحد منهم ـ أشهد الله ـ بأنه ما من حل لهذا الوضع البئيس إلا خروج المهدى المنتظر !
أما عن رأيى الشخصى .. فالاهتمام بالردود على أعداء الإسلام ما زال خابياً ، ومن تأمل البيت من الخارج رأى أن الردود عند أهل الإسلام الآن ليست على جانب كبير من الأهمية ، بله أن تكون من الأولويات !
يكفى أن نقارن بين عدد الردود التى وضعت على مؤلفات القمنى والعشماوى ، وبين عدد تلك الردود التى وضعها علماء أجلاء رداً على كتاب واحد فقط لطه حسين ، هو كتاب " فى الشعر الجاهلى " !
فاعتبروا يا أولى الأبصار !
ثم إن الله عز وجل قد فتح على ابن تيمية ، من فهم لغة القرآن وتحليلها ، وغير ذلك من مسائل العقيدة والتفسير والنبوات .. كل ذلك فى كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " ، وهو رد على النصارى .
فاعتبروا يا أولى الأبصار !
---
د. هشام عزمي
04-06-2004, 08:05 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
جزاك الله كل خير على هذا الكلام الجميل يا شيخنا الجليل وفقك الله و رعاك و إن شاء الله لن تكون هذه هي النهاية و لن نرحمكم من الشبهات و أرجو أن يكون الأخوة الأجلاء هنا أوسع صدراً من أقرانهم في ملتقى أهل الحديث الذين يضيقون بشبهات " العوام " و ينصحونهم بدراسة العقيدة الصحيحة قبل الولوج في الشبهات . و الآن هم يتجاهلون أسئلتي عمداً و لله الحمد على كل شيء .
صدقت و الله أخي الفاضل محب في هذا التحليل الدقيق للمشكلة فبينما نجد في الجانب النصراني قساوسة و علماء في الللاهوت نجد أن مناظريهم كلهم من الهواة المدفوعين بالغيرة على هذا الدين . فنحن لا نجد طلبة العلم لنجدتنا ناهيك عن العلماء .(1/1315)
و بالمناسبة فالشبهات تتجدد باستمرار و لا صحة مطلقاً للقول الشائع بأن الشبهات ما زالت هي هي ؛ فشبهة مثل زواج الأطفال أو زواج الشيدة عائشة - رضي الله عنها - لم توجد من قرن مضى و أنا لم أجد لها رداً في جميع المصادر التي بحوزتي و إن كنت قد قرأت بعض الردود الجيدة على الشبكة .
على أية حال الأمور تتحسن هذه الأيام إلى الأفضل و الحمد لله فقد كنا من سنوات قليلة نتخبط بين منكر للسنة الصحيحة و منكر للنسخ و منكر للأحرف السبعة فى مواجهاتنا مع النصارى و الآن نستطيع أن نجد من يدافع عن هذه الأمور من وجهة نظر اهل السنة و لله الحمد و المنة .
حسنٌ ، هل هناك مزيد من الردود على الفصل الأول من كتب جلكرايست ؟ لم يقم بالرد سوى شيخنا الجليل أحمد الخطيب و أنا لا أدري هل هناك المزيد أم لا ! نحن نتطلع إلى مزيد من الإيجابية من مشايخنا الكرام و لكم جميعاً جزيل الشكر .
---
ابو بشرى
04-29-2004, 02:42 AM
بسم الله
أحببت أن أشارك بهذا الرد على الطاعنين في القرآن
يطعن بعضهم في القرآن بسبب تعدد القراءات!
وإنه لأمر عجيب أن يدافَع بإنكار القراءات المتواترة
القراءات ميزة عظيمة
فهي بذاتها تدفع الشبهة التي يحاولون الإيحاء أو التصريح بها
وكأنهم يقولون إن القرآن ليس متفقا على نصه أو متناقض!
حاشا لله!
فتعدد القراءات المتواترة حفظ إلهي لهذا الكتاب العزيز
وما جرأ الطاعنين فيه بها إلا جهل المسلمين بالقراءات أصلا
فهي من دلائل حفظه
ولتقريب الصورة
ولله المثل الأعلى
فلو جاءك عشرة رجال فقالوا:"فلان مات"
وجاء عشرة آخرون فقالوا:"فلان توفي"
وجاء عشرة فقالوا:"فلان فارق الحياة"
فهل تشك في الخبر بعد كل هذا؟
فما بالك واختلاف القراءات ليس إلا في همز أو تسهيل أو إمالة أو حركة .....إلخ
لحكم أرادها الله
عرف بعضَها العلماء وحرروها
فالقراءات تزيد اليقين ولا تبعث الشك
والحمد لله رب العالمين
---
د. هشام عزمي
05-02-2004, 08:12 PM(1/1316)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " فكل من لم يناظر أهل الإلحاد و البدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه و لا وفّى بموجب العلم و لا حصل بكلامه شفاء الصدور و طمأنينة النفوس و لا أفاد كلامه العلم و اليقين " .
ابن تيمية ، درء تعارض العقل و النقل ج1 ص357 .
---
د. هشام عزمي
06-06-2004, 12:17 AM
كاتب الرسالة الأصلية : د. هشام عزمي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " فكل من لم يناظر أهل الإلحاد و البدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه و لا وفّى بموجب العلم و لا حصل بكلامه شفاء الصدور و طمأنينة النفوس و لا أفاد كلامه العلم و اليقين " .
ابن تيمية ، درء تعارض العقل و النقل ج1 ص357 .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-28-2004, 12:05 PM
وهذا كتاب فيه الرد على بعض شبهات النصارى حول القرآن :
الرد على أسئلة توني بولدروجوفاك وتشكيكاته حول القرآن الكريم والنبي العظيم (http://www.trutheye.com/html/modules.php?name=myBooks2&op=open&cat=9&book=177)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-29-2004, 02:22 PM
وهنا تجدون خبراً عن صدور كتاب إلكتروني في الرد على شبهات النصارى
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@32.JLXMm020ceZ.21@.1dd5b863
---
د. هشام عزمي
06-30-2004, 05:37 PM
الكتاب متاح للتحميل من مكتبة صيد الفوائد
كشف كذب اللئيم حول الإسلام العظيم (http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1247&PHPSESSID=9c27caad297aac6b43926b2f0ceb30ca)
---
د. هشام عزمي
07-09-2004, 10:55 AM
و هناك أيضًا كتاب لطارق الشافعي
الذود عن القرآن (http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1251)
---
د. هشام عزمي
02-17-2005, 07:59 PM
مشروع الرد على كتاب المنصر البروتستانتي جون جلكرايست ( جمع القرآن ) :
المقدمة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1595) .
الفصل الأول (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1721) .(1/1317)
الفصل الثاني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1720) .
---
د. هشام عزمي
01-01-2006, 09:05 PM
للرفع .
---
(1/1318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من لم يعرف الصحيحين فليس من أهل السنة
---
من لم يعرف الصحيحين فليس من أهل السنة
---
عبدالرحمن السديس
06-02-2004, 05:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام ، على قائد الغر المحجلين ، نبينا محمد ، وآله، ، أما بعد:
فهذا موقف أعجبني ، وكلام سرني وهو للشيخ شرف الدين ابن تيمية ، وإن كان العنوان ليس على إطلاقه .. أتركك معه ..
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ في ذيل طبقات الحنابلة 2/16 (في ترجمة الإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ـ رحمه الله ـ) : ولقد عُقِد مرةً مجلسٌ لشيخِ الإسلامِ أبي العباسِ ابنِ تيميةَ ، فتكلمَ فيهِ بعضُ أكابرِ المخالفينَ ، وكان خطيبُ الجامعِ ، فقالَ الشيخُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ أخوْ الشيخِ(1): كلامُنا معَ أهلِ السنةِ ، أما أنتَ : فأنا أكتبُ لكَ أحاديثَ من الصحيحينِ ، وأحاديثَ من الموضوعاتِ ، وأظنُهُ قالَ: وكلاماً من سيرةِ عنترَ فلا تُمَيّزُ بينهما ! ، أو كما قالَ ، فسكتَ الرجلُ. اهـ .
ونحو هذا ما قاله أخوه إمام السنة شيخ الإسلام كما مجموع الفتاوي 4/71 :(1/1319)
.. فإن فرض أن أحدا نقل مذهب السلف كما يذكره ، فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي ، وأبي حامد الغزالي ، وابن الخطيب ، وأمثالهم ، ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يعدون به من عوام أهل الصناعة ، فضلا عن خواصها ، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف بالبخاري ، ومسلما ، وأحاديثهما إلا بالسماع ، كما يذكر ذلك العامة ، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث ، وبين الحديث المفترى المكذوب ، وكتبهم أصدق شاهد بذلك ، ففيها عجائب ، وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت ، وإما قبل الموت ، والحكايات في هذا كثيرة معروفة .. [ثم ذكر شيئا منها].اهـ.
هذا كلام جليل في هذين الكتابين ، وهو كلام حق بلا شك ، فمن لم يعرف الصحيحين فماذا عرف ؟!
ولستُ بصدد بيان أهمية الصحيحين فهذا أمر مشهور غير خاف ، لكن هذا النص قد شدني مُذْ قرأته قبل سنين لكني أضعتُ مكانه لأني قرأته في حال السفر ، ولم أقيده ، ثم لم أهتدي إليه إلا اليوم .
ويستفاد من هذين النصين تعظيم أئمة أهل السنة لهذين الكتابين ، وأن الإعراض عنهما ، والتشاغل عنهما بغيرهما من فعل أهل البدع المتشاغلين بكتب الكلام ، والرأي ، عن ما صح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا نقص بين ، لذا على طالب العلم العناية بهما ، وكثرة مطالعتهما ، ولو كان له ورد يومي منها لكان أفضل ، وكذا بقية الستة ، فمن لم يقرأ الصحيحين فماذا قرأ ؟! ، ولا يعني هذا إهمال غيرهما لكن لا يحسن بطالب علم سني ألا يمر عليهما .
ورحم الله الشوكاني حين قال: وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث ، وإن بلغ في التحقيق إلى ما ينال. البدر الطالع 2/262.
-------------------------
(1) له ترجمة مليحة في ذيل طبقات الحنابلة 2/382.
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2004, 10:37 AM(1/1320)
أحسن الله إليك أخي الكريم عبدالرحمن على هذه التنبيهات النفيسة ، وفي زماننا هذا كذلك ، تجد من يتصدى للتعليم والكتابة في المجلات والصحف ، وهو مقصر تقصيراً كبيراً في معرفة أحاديث الصحيحين ، فربما رد الأحاديث الصحيحة والمتفق عليها ، لا لشيء إلا لجهله بأحاديث الصحيحين وجهله بمكانة الصحيحين عند أهل العلم. ولقد سمعت يوماً بعض الكتاب المشهورين وهو يتكلم بكلام في الدين ليس له خطام ولا زمام ، ثم لا يتنبه لمعارضة كلامه لما ثبت في غير ما حديث في الصحيحين فقط ، فإذا نبهه أحد لذلك ، قال : ربما يكون هذا الحديث موضوعاً ، فإذا قيل له هو في الصحيح ، قال : حتى ولو كان في الصحيح ربما يكون وضعه أحد. في كلام يشبه هذا يضحك الرجل الحزين ! ويجعلك تعجب من مستوى الثقافة التي وصلنا إليها في زمان اختلطت فيه كثير من المفاهيم لدى الناس ، فأصبح فيه كاتب العمود الصحفي اليومي أعلم عند الناس من العلماء المحققين.
بل إنك لتقرأ في كتب النقاد والمفكرين - كما يسمون أنفسهم - فلا تجدهم يحتفون إلا بالواهي من الأحاديث دون التفات لما صح من الأحاديث التي ترده ، وكل ذلك إمعاناً في صد الناس عن الهدى والله المستعان ، ولو اكتفى هؤلاء بما ثبت من الأحاديث في الصحيحين وغيرهما لارتفع الخلاف ، واجتمعت الكلمة ولكنهم لا يريدون ذلك.
وأنا أذكر نفسي بما ذكره الأخ عبدالرحمن من وجوب العناية بالصحيحين ، وإدمان تدبرهما ، والحرص على حفظهما لمن وفق لذلك وهم كثير ولله الحمد ، فإن إحياء هذه السنة ، نشر للدين نفسه ، وإظهار للوجه الحقيقي للسنة ، ويلزم من ذلك موت البدعة ، ومعرفة الناس للصحيح من الضعيف.
نسأل الله أن يوفق المسلمين للعودة الصادقة للكتاب والسنة .
---
أمين نورشريف
06-03-2004, 04:03 PM
فإذا قيل له هو في الصحيح ، قال : حتى ولو كان في الصحيح ربما يكون وضعه أحد. في كلام يشبه هذا يضحك الرجل الحزين !
أضحك الله سنك يا أبا عبدالله
---(1/1321)
عبدالرحمن السديس
06-04-2004, 10:41 AM
أحسنتم بارك الله فيكم
والذي يحزنك أكثر مما ذكرتَ أنك تجد من يفتي ، ويتصدى للكلام في المعضلات ، وعمدته بعض المختصرات !
وهذا كثير . مع الأسف.
---
(1/1322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف تُكتَب كلمة " السماوات " ؟!!
---
كيف تُكتَب كلمة " السماوات " ؟!!
---
عبدالرحيم
11-22-2005, 07:38 PM
إخوتي..
اطلعت على الكثير من الكتب والأبحاث المحكمة التي لم تلتزم الرسم العثماني في كتابة آيات القرآن الكريم تُكتَب فيها كلمة " السَّمَاوَاتِ " هكذا: " السَّمَوَاتِ ".
وحتى منذ وقت قريب حضرت مناقشة أطروحة دكتوراة لأحد الإخوة أثناء المناقشة لم يعترض أحد من المشرفين على ذلك .. رغم أني أحصيت بعد المناقشة عشرات المواضع وبعد سؤاله قال إنه استخدم برنامج القرآن الكريم لشركة صخر (صار اسمها: العالمية ثم حرف) ....
لا أدري هل كل أولئك على حق وأنا مخطئ .. ؟!
---
أيمن صالح شعبان
11-30-2005, 11:15 PM
السلام عليكم أخي الكريم :
اسمح لي أن أوضح أمرا في المسألة المطروحة وهو :
الادعاء بأن الباحث الفاضل استخدم برنامج صخر هو يقصد بالطبع برنامج النشر المكتبي للمصحف الشريف وهذا أمر عاري عن الصحة تمامًا فكل ما كتب في هذا البرنامج موافق الرسم العثماني . !!! .
---
عبدالرحيم
12-01-2005, 05:11 PM
بارك الله بكم
سبحان الله كنت أحدث نفسي أن لا غيركم أخي الكريم سيرد على استفساري
لذا فكنت قد قررت إرسال رسالة بالبريد الخاص
أخي الفاضل...
أنا أقصد خاصية نقل الآيات الكريمة بالرسم الإملائي الحديث لا الرسم العثماني
وجزاكم الله خيرا
---
أيمن صالح شعبان
12-02-2005, 11:32 AM
السلام عليكم أخي الفاضل جزاك الله خيرا لحسن ظنك بي جاوبتك في المسألة بما عندي فيها وبخصوص جاوز الكتابة بالوجه القياسي ففي المنتدى من هم أجدر مني بالإجابة .(1/1323)
لكن المستقر والمعمول به في إدارة البحوث والتأليف التابعة للأزهر عدم جوازاعتماد أي عمل به ءايات قرءانية غير مكتوبة بالرسم العثماني سواء كانت ءايات أو شواهد منها ، على أنه يتساهل فيما لا يدعمه الحاسب الآلي حاليا في جواز كتابة بعض الكلمات الفرشية أو الأصولية من القراءات إملائيا .
هذا ما سمعته من شيخ عموم الإقراء بمصر ورئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف الدكتور أحمد عيسى المعصراوي.
---
(1/1324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل طبعات تفسير ابن سعدي
---
ما أفضل طبعات تفسير ابن سعدي
---
أبو حسن
11-08-2005, 05:05 PM
أريد أن آخذ رأي الإخوة في أحسن طبعات تفسير ابن سعدي ؟
هل هي طبعة اللويحق أم الصميل
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-09-2005, 04:00 AM
الأفضل طبعة الصميل.
---
أبو حسن
11-09-2005, 12:26 PM
ما الذي يميزها عن غيرها
---
الراية
11-09-2005, 09:14 PM
ما الذي يميزها عن غيرها
اخي الحبيب
الاخ الصميل صاحب دار ابن الجوزي ، وقد طبعت الدار مجموعة من مؤلفات السعدي محققة ومعتنى بها من طلاب السعدي ومن غيرهم.
وفي مقدمة تحقيق الصميل لتفسير السعدي ، تكلم عن تحقيق د.اللويحق فارجع له ان شئت.
للفائدة:
تحقيق الصميل طبع في مجلد واحد ، وطبع في أكثر من مجلد.
فاختر ماشئت
---
(1/1325)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال الشيخ عبدالكريم الخضير:(هذا كتاب ...متعوب عليه) .
---
قال الشيخ عبدالكريم الخضير:(هذا كتاب ...متعوب عليه) .
---
المسيطير
05-28-2006, 11:13 AM
قال الشيخ المبارك الدكتور / عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى :
عند شرحه لرسالة : ( أصول التفسير) للسيوطي رحمه الله تعالى ، وعند الكلام على كتب غريب القرآن :
ومن أنفسهما على اختصاره "غريب القرآن" لابن عُزيز السجستاني ؛ كتاب مختصر صغير ......
(ثم صمت الشيخ - حفظه الله - ثم قال : )
هذا كتاب
متعوب عليه
قلتُ :
عبارة : (متعوب عليه) : تدل عندنا في الجزيرة على المبالغة في الثناء - حسب علمي - والله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2006, 11:25 AM
صدق الشيخ وفقه الله . فقد صنفه ابن عزيز السجستاني (ت330هـ) في خمسة عشر عاماً ، وكان يعرضه دوماً على شيخه العلامة الحافظ الكبير أبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري (ت328هـ) رحمه الله . فجاء كتاباً أوفى على الغاية في التحرير لولا صعوبة في ترتيبه ، مما جعل كثيراً ممن جاء بعده يعيد ترتيبه على ترتيب السور كما فعل ابن الهائم ، وعلى الترتيب المعجمي المراعى فيه الحرف الأول والثاني والثالث مع إعادة الكلمات لأصلها الاشتقاقي كما فعل المارديني وأبي حيان الغرناطي وغيرهما .
جزى الله الشيخ عبدالكريم الخضير خيراً على ما يبذله من التعليم وبارك فيه ، وبارك فيكم يا أبا محمد على هذه اللفتة العلمية الكريمة .
---
مساعد الطيار
05-28-2006, 12:11 PM
إذا جاء التقويم للكتاب من مثل هذا الشيخ الكريم الذي خَيَرَ الكتب ، وعرفها معرفة دقيقة ؛ فعُضَّ عليه بالنواجذ .
وكم هي مليحة من فمِ الشيخ جملة : متعوب عليه .(1/1326)
وللشيخ من مثل هذه اللطائف الكلامية الكثير ، متَّع الله به ، وبارك له فيما آتاه من المال والولد والعلم والعمل ، فلنعم الشيخ هو ، ترى في محياه سيما السلف ، ولا يمكن أن تجلس معه في مجلس دون أن تخرج بفائدة من فوائد العلم أو نادرة من ونوادره ، أو شاردة من شوارده .
---
أبو عبد المعز
05-28-2006, 05:39 PM
ولا يمكن أن تجلس معه في مجلس دون أن تخرج بفائدة من فوائد العلم أو نادرة من ونوادره ، أو شاردة من شوارده .
هنيئا لكم أهل المشرق.....والله إننا لنحسدكم على هذا.......ولا حسد إلا في اثنتين.
والله إن أشد أهل الشرق خسارة من يفرط في هاتيك المجالس وهو بوسعه النهل منها...
بلغوا الشيخ أننا سمعناه ونسمع به ونحبه في الله.....ونسأل الله أن يقدر لنا رؤيته.
---
المسيطير
11-25-2006, 09:16 PM
المشايخ الفضلاء /
د.عبدالرحمن الشهري
د.مساعد الطيار
أباعبدالمعز
جزاكم الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
--
رابط قد يفيد :
تقرير عن كتاب (غريب القرآن)لابن عزيز السجستاني
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3278
---
(1/1327)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب :(مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور وفقه الله
---
عرض كتاب :(مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2005, 09:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.org/images/Mushkel.jpg
صدرت عن دار ابن الجوزي بالدمام الطبعة الأولى من كتاب
مُشْكِلُ القرآن الكريم بحث حول استشكال المفسرين لآيات القرآن الكريم
أسبابه ، وأنواعه ، وطرق دفعه
للشيخ عبدالله بن حمد المنصور
وقد ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه على طباعة هذا الكتاب الذي يعد أول مشاركة للجمعية الناشئة في طباعة الرسائل العلمية المتخصصة ونشرها ، وهذه خطوة موفقة للجمعية أرجو لها الاستمرار إن شاء الله. وقد بلغني أن رسالة أخرى تطبع الآن بمساعدة الجمعية أيضاً هي رسالة الزميل الفاضل بريك بن سعيد القرني بعنوان (كليات القرآن) ولعلها تخرج قريباً إن شاء الله.
ويأتي نشر هذه الرسالة العلمية التي تقدم بها الباحث لنيل درجة الماجستير ضمن سلسلة مطبوعات دار ابن الجوزي (رسائل جامعية) تحت رقم (40) وهو مشروع رائد لدار ابن الجوزي نشرت خلاله عدداً من الرسائل العلمية المتميزة في مختلف التخصصات نسأل الله لهم التوفيق.
ويقع هذا الكتاب في مجلد واحد ، يشتمل على 489 صفحة من القطع العادي ، وورقه من الورق الأصفر الفاخر. وأصل هذا الكتاب أطروحة علمية نال بها المؤلف درجة الماجستير من كلية أصول الدين ، قسم القرآن وعلومه ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإشراف فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد وفقه الله.(1/1328)
وقد قدم المؤلف لكتابه ببيان أهمية دراسة موضوع مشكل القرآن ، والدراسات السابقة التي تعرضت لهذا الموضوع. وبين خطته التي سار عليها وهي تشتمل على المقدمة ، والتمهيد ، وأربعة فصول وخاتمة ، وهي على النحو الآتي:
- المقدمة . وفيها بيان أهمية البحث ، وأسباب اختياره ، والدراسات السابقة ، وخطة البحث ، ومنهج الباحث فيه.
- التمهيد . وفيه مبحثان :
المبحث الأول : أهمية دراسة علم المشكل القرآني.
المبحث الثاني : أعلام الإسلام الذين صنفوا في هذا الفن ، وذكر مؤلفاتهم فيه.
الفصل الأول : مشكل القرآن الكريم. وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأول : تعريف مشكل القرآن من حيث اللغة والاصطلاح.
المبحث الثاني : وجود المشكل في القرآن الكريم.
المبحث الثالث : حكمة وجود المشكل في القرآن الكريم.
المبحث الرابع: حكم البحث عن المشكل في القرآن الكريم.
الفصل الثاني : أسباب وقوع الإشكال في القرآن الكريم. وفيه أربعة عشر مبحثاً :
الأول: اعتقاد أمرٍ مخالف للكتاب والسنة.
الثاني : اختلاف الموضوع في الآيات.
الثالث : اختلاف الموضع والمكان للآيات.
الرابع: وقوع المخبر به على أحوال وأطوار مختلفة.
الخامس: اختلاف جهة الفعل.
السادس : تعدد القراءات في الآية.
السابع : توهم تعارض الآية أو الايات مع الأحاديث النبوية.
الثامن : توهم استحالة المعنى .
المبحث التاسع : خفاء المعنى.
العاشر : غرابة اللفظ.
الحادي عشر : مخالفة المشهور من قواعد النحو والعربية.
الثاني عشر : الإيجاز والاختصار.
الثالث عشر : احتمال الإحكام والنسخ للآية.
الرابع عشر : تردد الآية بين أن يكون لها مفهوم مخالفة أو لا.
الفصل الثالث : أنواع مشكل القرآن الكريم. وفيه أربعة مباحث :
الأول : ما يظن فيه تعارض واختلاف.
الثاني : المشكل للتشابه ، فيه مطلبان :
المطلب الأول : المتشابه اللفظي.
المطلب الثاني : المتشابه المعنوي.
المبحث الثالث : المشكل اللغوي . وفيه ستة مطالب :(1/1329)
الأول : ما يتعلق بالإعراب.
الثاني : ما يتعلق بغريب اللغة.
الثالث : ما يتعلق بالمجاز.
الرابع : ما يتعلق بالكناية.
الخامس: ما يتعلق بالتقديم والتأخير.
السادس: خفاء وجه الحكمة من استخدام بعض الأساليب اللغوية ، وفيه أربعة فروع :
الفرع الأول: الالتفات .
الفرع الثاني : الإضمار في موضع الإظهار وعكسه.
الفرع الثالث : التكرار.
الفرع الرابع : الحصر.
المبحث الرابع : المشكل من حيث القراءات ورسم المصحف.
الفصل الرابع : طرق دفع الإشكال عن آيات القرآن الكريم. وفيه أحد عشر مبحثاً :
الأول: تحرير وجه الإشكال.
الثاني : معرفة سبب النزول.
الثالث : رد المتشابه المشكل إلى المحكم ، وإلى العالم به ، مع الإيمان والتصديق.
الرابع : اعتبار طريقة القرآن وعادته في دفع الإشكال.
الخامس: جمع الآيات ذات الموضوع الواحد.
السادس: النظر في السياق.
السابع : تلمس الأحاديث والآثار الصحيحة الدافعة للإشكال.
الثامن : الإعراب وأثره في بيان المشكل.
التاسع : الجمع بين الآيات بإعمال قواعد الترجيح عند المفسرين .
العاشر : النسخ.
الحادي عشر : التوقف.
الخاتمة ، وفيها أهم نتائج البحث.
الفهارس العامة للبحث.
وقد ذكر الباحث بعد ذلك منهجه الذي سار عليه في كتابة بحثه ، من حيث النقل والعزو وتحرير المسائل العلمية في البحث. والبحث جهد موفق في دراسة موضوع (مشكل القرآن الكريم) من الناحية التأصيلية. نسأل الله للمؤلف التوفيق والسداد في بحوثه القادمة ، والشيخ عبدالله بن حمد المنصور يكتب الآن رسالة الدكتوراه ، وهو أحد أعضاء هذا الملتقى العلمي ، فلعله يتكرم بإيضاح أبرز نتائج بحثه هذا إن أمكن ذلك.
---
المنصور
06-18-2005, 12:51 PM
أشكر أخي الفاضل : الشيخ عبد الرحمن الشهري ، وأسأل الله تعالى لي وله ولإخواني المسلمين التوفيق والسداد ، وأن يرزقنا الإخلاص فيما نأتي ونذر .(1/1330)
أما بالنسبه لعرض أهم النتائج ، فبعضها موجود في آخر البحث ، إلا أنني أحب أن أركز الحديث حول نقطة مهمة تم استنتاجها من البحث :
كنت أتمنى أن تتم الموافقة على أن أكمل البحث في مرحلة الدكتوراه ، بحيث إنه بعد التأسيس النظري للموضوع يبدأ التطبيق العملي في مرحلة الدكتوراه .
ولكن قدر الله تعالى وما شاء فعل .
ومع ذلك فقد قمت بجمع الآيات المشكلة على المفسرين ضمن مشروع خاص ، دون دراسة الإشكال ودفعه ، ويصح أن يسمى هذا الأمر : فهرس الآيات المشكلة ، وذلك تمهيداً لدراستها بتوسع ، وبدأت بسورة البقرة ، وبعد تتبع النصف من السورة : ظهر لي أن الموضوع عميق جداً لدرجة أنك تقرأ الآية ولاتظن أن أحدا من المفسرين قد يستشكل فيها شيئاً ، ولكن عندما تتوسع في دراستها يظهر لك من المفسرين من يورد أسئلة حول الآية تحتاج لمزيد من النظر والتأمل .
لذلك ، كان لابد من التفكير في طريقة لحل هذا الأمر ، خاصة في نطاق أهل السنة والجماعة ، فرصدت عدداً من المقترحات ، أطرحها على إخواني في هذا المنتدى المبارك ، لعل النفع يعم - إن شاء الله تعالى - ، :
لابد من التعرف على جهود العلماء المتقدمين والمتأخرين فيما يتعلق بدفع الإشكال حول الآيات ، وذلك عن طريق إعداد فهرس متكامل حول الآيات ؛ مثال ذلك :
سورة الفاتحة / هناك إشكال حول طلب الهداية للصراط المستقيم ، والقارئ للسورة هو من أهل الهداية إن شاء الله تعالى ، وذلك لكونه من أهل الأسلام ، وقد أورد بعض المفسرين الإشكال وجوابه ، والمطلوب في الفهرس الذي أشرت إليه سابقاً هو عدد من الخطوات كالتالي :
السورة---------- رقم الآية-------- نوع الإشكال -------- من تكلم عليه من المفسرين ضمن التفاسير ------------من تكلم عليه من العلماء بمؤلفات مفردة واسم كتابه .
هذا الفهرس سوف يختصر العمل علينا بشكل كبير ، لكونه سيعرف بجهود السابقين في دفع الإشكالات الواردة عند بعض المفسرين .(1/1331)
وأود كذلك التنبيه إلى نقطة مهمة :
قد يرى البعض أن آية كذا ليست مشكلة عنده ، وهذا لأسباب كثيرة ، ولكن ليس له أن يقول إن هذه الآية لاينبغي أن تشكل على أحد ، وذلك لكون المسلمين فيهم العالم وفيهم الجاهل ، والمطلوب هو بيان القرآن الكريم لهم .
بعد إعداد الفهرس ننتقل إلى مرحلة أكبر : وهي دراسة الاستشكال ، ومعرفة مدى صحته ، لأن بعض الاستشكالات باطلة من أساسها ، فلاينبغي بذل الجهد في دفعها ، مثال ذلك :
ماتوهمه البعض حول قوله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) فقال : إننا نرى بعض أصحاب الفحشاء والمنكر وهم من المصلين .
قال الألوسي مامعناه : هي تنهاهم وقد يستجيبون وقد لايستجيبون ، مثلها مثل بقية الأوامر الإلهية الأخرى ، فالصلاة تنهى فقط ، ولكن ليس في الآية أن الصلاة تمنعهم من الفحشاء والمنكر قسراً وإجباراً .
ومثال آخر : استشكال أصحاب المذاهب المنحرفة لبعض الآيات بناءً على عقيدتهم ، وأمثلته كثيرة ، فمثل هذا يذكر فيه أن الإشكال مبني على عقيدة كذا وكذا ، أما نحن أهل السنة فليس في الآية إشكال .
ثم بعد التعرف على الإشكال وتحريره ننتقل إلى : دفع الإشكال : وهي مرحلة تحتاج إلى عدة أمور :
منها : استعراض أجوبة العلماء ، وترتيبها ، وتقديم الأقوى ، مع الإشارة لبقية الأجوبة وعدم إهمالها ، لأن ماتراه قوياً قد لايراه غيرك كذلك ، ويلزم الإجلبة عن الإيرادات العلمية على الترجيح المذكور .
ومنها : ذكر الآيات المتعلقة بهذا الإشكال عند أول ورود لهذا الإشكال ، وذلك حتى تكمل الصورة ، وتندفع بقية الإشكالات التي ستطرأ بعد جمع الآيات في مكان واحد ، ولايبقى لمتعقب مجال .
ولاشك عندي أن خير من يقوك بهذا العمل : هم طلاب الدراسات العليا في رسائلهم العلمية ، إلا أن ينشط له أحد من يجتبيهم الله تعالى لذلك .
هذا ماسنح بالبال ، ولعل لمتعقب مجال ، فالموضوع مهم وطويل الذيول .(1/1332)
أسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد ،،،
---
أبومجاهدالعبيدي
06-22-2005, 03:17 AM
نفع الله بك يا شيخ عبدالله ، وزادك توفيقاً وسداداً .
أشكل علي تمثيلك للاستشكالات الباطلة من أساسها ، والتي لاينبغي بذل الجهد في دفعها ؛ بآية العنكبوت : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) . فهي مشكلة عند كثير من الناس ، وهذا يعارض ما نبهت عليه في أول كلامك ، بقولك : ( قد يرى البعض أن آية كذا ليست مشكلة عنده ، وهذا لأسباب كثيرة ، ولكن ليس له أن يقول إن هذه الآية لاينبغي أن تشكل على أحد ، وذلك لكون المسلمين فيهم العالم وفيهم الجاهل ، والمطلوب هو بيان القرآن الكريم لهم .)
والذي يظهر والله أعلم أن المراد بالنهي هنا : المنع ؛ ويدل على ذلك ما روى أحمد وابن حِبّان والبيهقي عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: سينهاه ما تقول» أي صلاته بالليل. أي ستمنعه .
وقد يكون توجيه أبي حيان أقرب من توجيه الألوسي ، فقد قال أبو حيان : ( ولا يدل اللفظ على أن كل صلاة تنهى ، بل المعنى ، أنه يوجد ذلك فيها ، ولا يكون على العموم. كما تقول: فلان يأمر بالمعروف، أي من شأنه ذلك، ولا يلزم منه أن كل معروف يأمر به.)
وليس هذا محل بسط هذه المسألة ، وإنما التنبيه فقط .
وعلى كل حال ، فموضوع الكتاب مهم جداً ، وهو من أهم مباحث التفسير ،و أدقها . ولو أن أحد الأقسام العلمية تبنت مشروعاً لتفسير ما أشكل من الآيات ، وقسمته على رسائل عديدة لكان مشروعاً نافعاً .
وكنت قد اقترحته قبل سنوات على بعض أساتذة قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض .
---
أبو المعتز القرشي
06-25-2005, 08:42 PM
جزى الله الشيخ عبد الله المنصور خير الجزاء على هذه الرسالة المفيدة الماتعة
وجزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
وبارك الله في هذا المنتدى الرائع
---
المنصور
06-26-2005, 03:31 PM(1/1333)
كلامك صحيح . ويبدو أنني أخطأت في نفي وقوع الإشكال على كل أحد في هذه الآية. وإنما كان مقصدي هو قرب مأخذ الإشكال من الدفع . وبالتالي الجهد الذي سيبذله الباحث لدفع الإشكال يقل كثيراً عن غيره من الإشكالات .
أما مانقله فضيلتكم عن أبي حيان ؛ فهو في حقيقته تقييد لعموم الآية ، إذ معنى كلامه : إن الصلاة تنهى عن بعض الفحشاء والمنكر ؛ وهذا لادليل عليه ، فالآية خبر ، وأحسن توجيه لها هو الفصل بين النهي والانتهاء كما قال الألوسي .
الإشكال المتوهم حول الآية : أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر بحيث ينتفي وجود المصلي وهو مقارف للفحشاء والمنكر ، أو تكون الآية مشكلة من جهة وجود المصلي وهو مقارف للفحشاء والمنكر .
هذا هو تحرير وجه الإشكال .
والألوسي يقول : إن النهي لايستلزم الانتهاء . بمعنى أن الصلاة تنهى وقد يستجيب العبد وقد لايستجيب .
وشكر الله تعالى لكم حول التوضيح .
---
د.عبدالرحمن اليوسف
06-26-2005, 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد:
فقد سررت كثيرًا أخي عبدالله بصدور كتابكم (مشكل القرآن الكريم) وهي رسالة قيمة ، حق لها أن تطبع وتنشر، نفع الله بها وبصاحبها. آمين
وقدذكرتم - حفظكم الله - في تعريف المشكل اصطلاحًا بأنه (الآيات القرآنية التبس معناها واشتبه على كثيرمن المفسرين ، فلم يعرف المراد منها إلا بالطلب والتأمل).
وأحب أن أقف مع التعريف وقفتين :
الوقفة الأولى: أن اشتراط الكثرة قيد غيرمنضبط ، فهو أمر نسبي.
الوقفة الثانية : أن المشكل لايقتصرفقط على المعنى - كمافي التعريف - بل قد يكون راجعًا إلى اللفظ ، مما يتعلق بالإعراب ، والإضمار ، ونحوذلك.
ولعل الأقرب في نظري أن يعرف المشكل بأنه (ما اشتبه لفظه أومعناه ؛ فلم يدرك إلابعد النظر والتأمل) والله أعلم.
---
المنصور
07-08-2005, 08:11 PM(1/1334)
جزاكم الله خيراً ياشيخ عبد الرحمن اليوسف على المشاركة والتفاعل ، وإجابة لما أوردتموه ، أقول :
أهل اللغة يقولون : الألفاظ قوالب المعاني .
والإعراب خادم المعنى ، فتمثيلك جزاك الله خيراً بالإعراب أو الإضمار داخلٌ كله _ في نظري _ في المعنى .
والمتشابه اللفظي قد أشرت له في البحث ، وبينت ارتباطه بالمشكل .
أما اشتراط كثرة المفسرين ، فقد ذكرت سببه في البحث ، وهو : أنه قد تشكل الآية على عدد من المفسرين الذين يجمعهم مذهب عقدي معين ؛ كالمعتزلة أو غيرهم ، فاشتراط الكثرة كان هذا هو الغرض منه ، فتنوع المشارب العقدية يتوفر غالباً في الكثرة المشترطة في التعريف ، وبالتالي لن يتحقق استشكال آية ليست مشكلة على الحقيقة في ظل وجود هذا القيد ، والله تعالى أعلم .
ويدخل في ذلك : مايقع لكثير من العامة من الجهل ببعض معاني القرآن الكريم ، فهل يقال في مثل هذا : إنه مشكل قرآني ، قطعاً لا ، حتى لو استشكله جماعة منهم .
ولنتدارس التعريف الذي أورده فضيلتكم : قلتم حفظكم الله تعالى :
ما اشتبه لفظه أومعناه ؛ فلم يدرك إلابعد النظر والتأمل :
وطبعاً قصدتم : من الآيات القرآنية .
فيقال : اشتبه على مَنْ .
هذا هو المقصود ، فنحن أمام عدد من الخيارات :
إما أن يقال : على المفسرين --- وفي هذه الحالة فإن الصيغة توحي اشتراط كل المفسرين .
أو نقول : على بعض المفسرين --- فنخشى في هذه الحالة أن يجمعهم مذهب فاسد ، والحق أنه لاإشكال في الآية على الحقيقة .
أو نقول : على أحد المفسرين --- وينطبق هنا ماقلته في الفقرة السابقة .
فلذلك آثرت التعريف الذي ذكرته .
هذا ماعندي ، راجياً من الله تعالى إصابة الحق ، وأشكر للجميع تفاعلهم ، سائلاً الله تعالى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح .
---
المحب الكبير
07-13-2005, 03:34 PM
رسالة قيمة اقتنيتها وأفدت منها
جزاك الله خيرا ونفع بك
---
مساعد الطيار
09-14-2005, 10:19 AM(1/1335)
الشيخ الفاضل عبد الله المنصور
وردني سؤال عن الفرق بين (مشكل القرآن) و(مشكل التفسير ) ، هل هما سواء ؟
وإذا كانا سواء فهل الأولى أن ننسب المشكل إلى القرآن أو إلى التفسير ؟
فأرجو أن تتحفنا بجوابك لما لك من عناية بهذا الموضوع .
---
المنصور
09-14-2005, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر شيخنا الفاضل الدكتور مساعد الطيار على طرح السؤال ، وللإجابة أقول – سائلاً الله تعالى السداد - :
لم يعجب مصطلح " مشكل القرآن " بعض المشايخ الفضلاء وطلبة العلم ، لكونه قد يوحي بنسبة الإشكال لآيات الكتاب العزيز حقيقة ، وهو أمر منفي قطعاً ، وإنما هو متعلق بفهم القارئ لهذه الآيات .
والظاهر أن مصطلح " مشكل التفسير " أو مصطلح " مشكل التفاسير " يراد به مشكل القرآن الكريم ، وأقول هذا من نفسي ، وليس نقلاً عن أحد .
ولكننا نجد استخدام أهل العلم لمصطلح " مشكل القرآن الكريم " هو الدارج ، ونظرة سريعة إلى أسماء المؤلفات التي ذكرتها في بداية بحثي " مشكل القرآن الكريم " تُظْهِر ذلك جلياً ، ونحن نسير مع ركاب أهل العلم في هذا الباب ، ولا مشاحة في الاصطلاح مادمنا نتفق على الأساس الذي ذكرته ، وهو أن : الاستشكال متعلق بفهم القارئ للآيات ، وليس أصلاً في الآيات .
وأنا أحب أن أشير إلى أن المتشابه موجود في القرآن ، فبالتالي : المشكل موجود في القرآن ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
(( ولهذا كان السلف - رضي الله تعالى عنهم - يسمون ما أشكل على بعض الناس حتى فهم منه غير المراد : متشابهاً )) .
وهذا النقل موجود في (( نقض أساس التقديس )) مخطوط/ الجزء الثاني / (ص495) .
و يقول أبوالوليد الباجي : (( المتشابه : هو المشكل الذي يُحتاج في فهم المراد به إلى تفكر وتأمّل )) .
(( إحكام الفصول في أحكام الأصول )) لأبي الوليد الباجي 1/176 .
ويقول الشاطبي : (( ومعنى المتشابه : ما أشكل معناه ، ولم يبيّن مغزاه )) .
(( الاعتصام )) للشاطبي 2/736 .(1/1336)
وقد فصلت الكلام حول هذه النقطة في البحث ( ص 82- 86 ) .
وبذلك يتبين أنه لا إشكال – عندي – إن شاء الله تعالى في استخدام هذا المصطلح – أعني مشكل القرآن - ، والقائل بخلاف ذلك يلزمه نقد قائمة طويلة من أهل العلم استخدموا هذا اللفظ واصطلحوا عليه سواءً في أسماء كتبهم أو في ثناياها .
ومع أنني لست ممن يحتج بأفعال العباد في مثل هذا الأمر ، إلا أنني ألفت النظر مرة أخرى لوصف الله تعالى للقرآن الكريم في قوله تعالى : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران .
وقد ذكرت النقول السابقة عن بعض العلماء والتي فيها الإشارة إلى أن السلف كانوا يسمون ما أشكل على بعض الناس حتى فهم منه غير المراد : متشابهاً .
و مع ذلك ؛ ففي تسمية هذا النوع : مشكل تفسير القرآن الكريم ، إشكال في نظري :
ذلك أن المعترض لو قال : كيف يكون في تفسير القرآن إشكال ، لقلنا له : إن المفسرين أشكل عليهم معنى الآية ، وسيقول المعترض : وهل يشكل معنى الآية على الناس ؟ .
فعاد الأمر في نظري إلى إثبات المشكل القرآني بالمعنى الذي نتفق عليه جميعاً .
هذا ما ظهر لأخيكم العبد الضعيف ، فإن كان صواباً فمن الله تعالى ، وإن كان خطأً فمن النفس والشيطان نعوذ بالله تعالى من ذلك .
---
(1/1337)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الفعل (مدّ) و(مدد) في آيتين
---
سؤال حول الفعل (مدّ) و(مدد) في آيتين
---
سيف الدين
04-11-2006, 08:20 PM
قال تعالى مخبرا عن يوم القيامة: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ } (3) سورة الإنشقاق
وقال تعالى مخبرا عن الدنيا: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} (19) سورة الحجر
ما الفرق بين (مدّ) في الاية الاولى و(مدد) في الاية الثانية؟
---
منصور مهران
04-11-2006, 11:54 PM
كلاهما من الفعل الثلاثي ( مد ) المشدد ، غير أن الفعل مُد مبني للمجهول فهو مضموم الأول والدال باقية على التشديد ، والفعل ( مد ) في ( مددناها ) مبنى للمعلوم وقد اتصل بالضمير (نا) الدال على الفاعلين ؛ لذلك وجب فك الإدغام كما تقول : مددت ، والنسوة مددن ، وكذلك مددنا . والقاعدة أن كل فعل عينه ولامه من جنس واحد فإن إدغام هذين الحرفين يفك إذا اتصل هذا الفعل بضمير رفع متحرك وضمائر الرفع المتحركة هي : تاء الفاعل ونا الفاعلين ونون النسوة . هذا وبالله التوفيق .
---
(1/1338)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تساؤل 3 : هذه الألف ...وأمية محمد صلى الله عليه وسلم..!!
---
تساؤل 3 : هذه الألف ...وأمية محمد صلى الله عليه وسلم..!!
---
فاروق
01-14-2006, 01:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
هذه الألف.. وأمية محمد صلى الله عليه وسلم..
قال الله تعالى في سورة النمل الآية 21 :( لأعذّبنّهُ عذاباً شديداً أو لأاذبحنّه…)،
وقال الله تعالى في سورة الزخرفالآية 3:( إنا جعلناه قرءناً عربياً لعلكم تعقلون)
نلاحظ أن الفعلين لهما نفس التفعيلة فلماذا "زيدت" هذه الألف ؟
ولماذا لا نجدها في الفعل "لأاعذبنه"..؟؟
فنحن أمام احتمالات :
*إما أن نقول باصطلاح الرسم القرآني ,كما قال بذلك البقلاني و ابن خلدون ,وبالتالي أن كتبة الوحي رضوان الله عليهم هم الذين رسموا الخط القرآني دون إقرار من الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص ا لرسم وبذلك يكون رسمهم رضوان الله عليهم مخالفا للرسم الإملائي المعروف عند العرب إذن فهو مليئ بالأخطاء,حاشى لله, وهذا لايقبله عقل متزن..!
*وإما أن كتبة الوحي رضوان الله عليهم كان يوحى إليهم رسم القرآن متخطيا بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.!!! وهذا مرفوض عقلا ونقلا..!!
*وإما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوجههم إلى طريقة كتابة رسم الكلمات
ب""زيادة أونقصان أوتغيير"" في أحرف الكلمات!!! ولا يستقيم ذلك إلا إذا كان صلى الله عليه وسلم يعلم الكتابة والقراءة!!
وهل يعقل أن كتبة الوحي رضوان الله عليهم جميعا زادوا هذه الألف من عند أنفسهم؟؟!,فلا شك أن ذلك كان بإقرار من الرسول صلى الله عليه وسلم..
فكيف لنبي أميي لا يعلم الكتابة والقراءة أن يفعل ذلك؟!!والكلمات القرآنية التي لا توافق الرسم الإملائي المتعارف عليه كثيرة الورود في القرآن الكريم نذكر منها على سبيل المثال:(1/1339)
رحمت,الأقصا,اليل,همن,قرون,سبحن..................
أفيدونا بما تستقيم به عقولنا وقلوبنا جزاكم الله خيرا..
.
---
سمير القدوري
01-14-2006, 03:36 PM
الأخ القرطبي أنت تذكرني بنافع ابن الأزرق الذي سأل ابن عباس عن مسائل من القرآن.
أقول لك أخي ما جوابك عمن عارضك بأن جبريل عليه السلام كان يوحي للنبي بأن يأمر كتبة الوحي بأن اكتبوا اللفظة المقصودة بحرف كذا ولا تكتبوها بحرف كذا؟
وهذا لا ينافي أمية النبي صلى الله عليه وسلم.
---
د. أنمار
01-15-2006, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فهذه هي الألف الزائدة والتي يسميها النحاة الألف الزائدة بعد الهمزة المفتوحة المعانقة للام على الراجح من قولين
وقد ذكرها فحول أعلام النحو كالفراء وأحمد بن يحيى وغيرهما
أنظر
المقنع 88 المحكم 176 وكشف الغمام 169 حلة الأعيان 250 وأصول الضبط 169
فبان بذلك أنها معروفة في قواعد الكتابة الأولى لا أنه خاص بالرسم القرآني فقط
والداعي لوجودها واضح خاصة كونها جاءت بعد قوله لأعذبنه وهو على العكس تماما مما توهمه الأخ قرطبي
قال الله تعالى في سورة النمل الآية 21 لأعذّبنّهُ عذاباً شديداً أو لأاذبحنّه…)،
نلاحظ أن الفعلين لهما نفس التفعيلة فلماذا "زيدت" هذه الألف
وأنصحه في المستقبل أن يضع سؤاله بصيغة استسفار لا بتعليل يوحي بتأكده مما اشتبه عليه
ويحسن بنا عرض كلام الإمام أبي داود سليمان بن نجاح مؤكدا على كلام أستاذه الإمام المرجع أبي عمرو الداني إذ يقول:
وليس شيء من الرسم ولا من النقط اصطلح عليه السلف إلا وقد حاولوا به وجها من الصحة والصواب وقصدوا به طريقا من اللغة والقياس لموضعهم من العلم ومكانهم من الفصاحة علم ذلك من علمه وجهله من جهله الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
أصول الضبط ص 173
فالفعل الأول ليس كالثاني قطعا(1/1340)
ولم يتبين لي وجه التسمية بالتفعيلات فتلك لها علاقة بالشعر العربي من الفتحة والسكون
وما هو بقول شاعر
بل حتى وزن الكلمة من حيث الفتحة والسكون ليست كما تساءل وتأمل
لأعذبن ///*//*/
لأذبحن //*//*/
فأنت ترى أن وزن الكلمة الثانية أنقص من الأولى التي شددت ذالها المكسورة ولا شك أن الألف الصامتة التي لا تلفظ قد أعطت الكلمتين من التوازن والأسرار ما لا يعلمه إلا الله
ومع أني أعتقد جازما بأن كل ما في كتاب الله إنما هو من عند الله بحفظ الله على مراد الله بكل حرف وبكل صورة على ما قدر الله بوحي منه سبحانه
فقد كتب بين يدي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأشرف على ذلك كله سيدنا جبريل عليه السلام
ومسألة خط المصحف مما اختلف فيه أهل العلم فبعضهم يرى أن في بعضه اجتهاد من الصحابة وفريق يراه كله مرفوعا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا حديث زيد رضي الله عنه أنه كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن كان يعرض عليه فإن كان فيه سقط أقامه، وفي المجمع أن رجاله ثقات.
ثم كان زيد نفسه رضي الله عنه هو الذي تولى الكتابة وكان لا يقبل بإدخال شيء بين الدفتين حتى يشهد عدلان أنه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيح
وما كان فعل الصحابة رضي الله عنهم بعد ذلك إلا استنساخ ما كتب بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم والأدلة قوية في هذا الرأي. وما قيل عن التابوت والتابوه فهي رواية مرسلة.
وعلى أي حال:
فقد ترجح عندي بعد النظر في أقوال العلماء وأدلتهم أن من فوائد علم الخط كون ثواب قراءة الآيات مترتبة على ما كتب ورسم من الأحرف لا ما نطق
أما النطق فله ثوابه كالإتيان بالمدود على وجهها، والترسل وإتقان الترتيل ونحو ذلك مما له بحثه.
ومرجعهم في هذا القول هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف(1/1341)
وأنت ترى أن نطقك بها 9 أحرف لكن الثواب كان على ما رسم وهي ثلاثة أحرف، كما أن الكلمة كلها لم تعد حرفا وإن لم يظهر معناها للسامع. فالعبرة بعدد الأحرف المرسومة كما هو ظاهر الحديث...
وعودا على موضوعنا فأقول
قال أبو عمرو فيما رواه محمد بن عيسى عن نصير في اتفاق المصاحف: "وفي النمل لأعذبنه بغير ألف ولأاذبحنه بالألف"
انظر المقنع ص 93
وقال الإمام الشاطبي في العقيلة بيت رقم 76 و 77
"وأجمعوا زمرا لا أذبحن"
وشرحها في الوسيلة الإمام السخاوي كذلك
وفي الطراز شرح ضبط الخراز باب ضبط المزيد في الهجاء
ذكر أربع فوائد أهمها
كونها صورة لحركة الهمزة
ص 339
وهو ما رجحه أيضا الداني في المحكم ص 176
وقال الرجراجي هو المختار بناء على تقديم أبي عمرو إياه ويدل بذلك أن الفتحة مأخوذة من تلك الصور
حلة الأعيان ص 250
================
الخلاصة:
اتفقت المصاحف على كتابة الكلمتين على الوجه المذكور
وهناك فرق جوهري في النطق بين كلمة لأعذبنه و لأاذبحنه
وهو أن الأولى همزتها مضمومة والثانية مفتوحة
فلرفع اللبس من ضم الكلمة الثانية لتصير على وزن الأولى فتُقرأ
لأُعذبنه عذابا شديدا أو لأُذَّبِحنه /خطأ/
صارت بجلاء
لأُعذبنه عذابا شديدا أو لأَاذْبَحنه /صواب/
وتأمل الفرق بين ضبط الكلمتين لو كتبت الآية بدون ضبط أو تنقيط كما كانت في الصدر الأول فالألف وضعت لبيان فتحة الهمزة في لأاذبحنه لا ضمها كسابقتها في لأعذبنه
وصلى الله على سيدنا وإمامنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
========
لمزيد تفصيل أنظر الصفحات المشار إليها والهوامش في
1- مختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح ص 944 ج 4
2- الطراز شرح ضبط الخراز للتنسي ص 338
طبعتي وزارة الأوقاف ومجمع الملك فهد بالتعاون مع مركز الملك فيصل
3- الوسيلة إلى كشف العقيلة لعلم الدين السخاوي ص 156 طبعة الرشد
---
ابن رشد
01-15-2006, 01:06 AM(1/1342)
أكرمك الله يا أخى د . أنمار ، و جزاك خير الجزاء على ما أوضحت و شرحت ،
فنحن نعلم أن " الرسم العثماني " للمصحف جاء هكذا ، و لكنكم فصَلتم مجمله ، و أبنتم قواعده ،
و لعل في ذلك راحة و كفاية للأخ السائل
---
د. أنمار
01-15-2006, 01:24 AM
بارك الله فيك
وإضافة إلى اتفاق المصاحف على كتابة الكلمتين على الوجه المذكور كذلك اتفق القراء العشرة على طريقة اللفظ بالكلمتين كما نقرؤها
فنخلص إلى أن فائدة الألف الزائدة تدور بين ما يلي:
1- بيان أن الهمزة في الكلمة الثانية مفتوحة
2- زيادة في الحسنات وإن لم تلفظ
3- أسرار أخرى علمها عند الله
---
مساعد الطيار
01-15-2006, 11:32 AM
أخي القرطبي
من أين جئت بأن رسم الصحابة مخالف لرسم المعاصرين لهم من العرب في قولك : ( وبذلك يكون رسمهم رضوان الله عليهم مخالفا للرسم الإملائي المعروف عند العرب إذن فهو مليئ بالأخطاء,حاشى لله, وهذا لايقبله عقل متزن..!) ؟
فهل تستطيع أن تثبت المعروف عند العرب ، حتى تثبت مخالفة رسم الصحابة له ؟!
والذي يحسن أن يُعلم في الرسم أمور منها :
1 ـ أن الرسم في جميع لغات العالم يعترضه النقص والزيادة ، وليس ذلك من خصائص رسم المصحف ولا الرسم الإملائي عند العرب .
2 ـ أن الرسم الإملائي عند العرب المسلمين قد تطور عن رسم المصحف ، وصار يخالف رسم المصحف في أمور كثيرة ، ولكل عصر من العصور طريقته في الرسم ، ومن قرأ في المخطوطات ظهر له ذلك جليًّا .
3 ـ أن الحكم بخطأ رسم الصحابة لا يصدر إلى عن غفلة او جهل ؛ لأن المخطِّئ يقيس رسمهم بالرسم الذي بين يديه ، وفي ذلك من الخطأ ما هو معلوم ، إذ فيه حمل لرسم الصحابة على مصطلحات رسمية حدثت بعدهم .(1/1343)
4 ـ أن الاختلاف الوارد في رسم الصحابة إنما كان على سبيل التنوع ، فذلك كان موجودًا في عصرهم ، هذا الرسم وذاك الرسم ، ولك ان تراجع باب المقطوع والموصول ، فغنك مهما اجتهدت في استنباط علة المقطوع والموصول ، فإنك لن تجد لذلك سبيلاً في تعليل مقنع ، وقس على هذا ما ورد في كتابة ( لأذبحنه ) وكتابة ( ولأوضعوا ) وغيرها .
وإن قلت : ما الدليل على التنوع ؟
فالجواب : رسم الصحابة انفسهم ، فهو الوثيقة الوحيدة التي يمكن الاستناد إليها لإثبات هذا الاختلاف ، سواءً أكان في المصحف العثماني أو في الرسوم التي ثبتت خارجه ، كما ورد في اختلافهم في كيفية رسم ( التابوت ) هل هي بالتاء المفتوحة أو بالتاء المربوطة ؟
وغيرها من الأمثلة التي وردت عن عائشة وعثمان ، فكلها تدل على اختلاف التنوع في الرسم عندهم ، والله أعلم .
---
ابن رشد
01-15-2006, 04:00 PM
اقتباس مما ذكره فضيلة الدكتور مساعد الطيار :
4 ـ أن الاختلاف الوارد في رسم الصحابة إنما كان على سبيل التنوع ، فذلك كان موجودًا في عصرهم ، هذا الرسم وذاك الرسم ،
----------------------------------------------------------
و مما قد يؤيد ذلك : نقل ذلك الاختلاف في رسم بعض آيات القرآن بعد ذلك بقرون ، حيث أورد الإمام القرطبي - في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " - الآيات من سورة النمل ، من الأية رقم( 20) إلى الآية رقم (28 ) ، و منها الآية المعنية هكذا :
{ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَاذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }ثم أوردها في المسئلة الرابعة هكذا :
( الرابعة: قوله تعالى: { لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ } دليل على أن الحدّ على قدر الذنب لا على قدر الجسد، أما أنه يرفق بالمحدود في الزمان والصفة ) .
---------------------------------------------(1/1344)
فأورد الرسمين للكلمة ، و العبرة بالقراءة المتلقاة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هى المنقولة إلينا عن أئمة القراءات ، و عليها المعول و إليها المصير ،
و مما ورد فيها ما ذكره القرطبي ، قال :
( وهو مؤكد بالنون الثقيلة، وهي لازمة هي أو الخفيفة. قال أبو حاتم: ولو قرئت «لأَعَذِّبَنْهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنْهُ» جاز ).
---
عبدالرحمن الشهري
01-15-2006, 04:44 PM
هناك بحث قيم تناول هذا الموضوع بتفصيل علمي دقيق للدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله ، وقد سبقت الإشارة إليه في الملتقى العلمي . وهو منشور بمجلة المورد العراقية - المجلد الخامس عشر - العدد الرابع 1407 هـ . من صفحة 27 إلى صفحة 44 بعنوان :
موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة
وهذا البحث يهدف إلى توضيح موقع (رسم المصحف العثماني) في تاريخ تطور الكتابة العربية ، وهو يعتمد في ذلك على حقيقة تتمثل في أن رسم المصحف حمل خصائص الإملاء العربي في الوقت الذي كتب فيه المصحف ، وأن النصوص العربية التي كتبت في تلك الفترة تحمل الخصائص الإملائية نفسها التي حملها رسم المصحف ، كما يتضح من النقوش العربية التي كتب بعضها قبل العصر الإسلامي وكتب بعضها الآخر في السنوات القريبة من عصر كتابة المصحف العثماني.
إن مراجعة هذا البحث تكشف بإذن الله ما أشكل في سؤال الأخ الكريم (القرطبي) ، وتوضح العلاقة بين رسم المصحف والرسم الإملائي ، وأن رسم المصحف مرحلة من مراحل الرسم الإملائي لا أقل ولا أكثر.
وقد أعاد الدكتور غانم قدوري الحمد نشر هذا البحث القيم في كتابه الأخير (أبحاث في علوم القرآن) الذي سبقت الإشارة إليه في مشاركة سابقة بعنوان :
صدر حديثاً كتاب : (أبحاث في علوم القرآن) للدكتور غانم قدوري الحمد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4355)
---
فاروق
01-17-2006, 04:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..(1/1345)
جزاكم الله خيرا على تفضلكم بالرد والإيضاح على هذا التساؤل ..
في البداية أريد أن أذكركم أنه كما قدمت نفسي في أول مشاركة لي أني لا أملك العلم الشرعي ,ولا
الاضطلاع الواسع على اللغة العربية,فأنا من الجيل الذي تعلم في الغرب ,وهذه تساؤلات وخواطر لا أريدها أن تبقى حبيسة النفس فأطلق لها العنان لتستقر على صفحات هذا الملتقى فتتلقفها هذه الصفوة الطيبة من أهل الاختصاص فيشرحوها في مشرحة العلوم الشرعية فيحلوا بذلك ما أشكل علي ومن خلالي مجموعة من الأطباء الذين يحاولون جاهدين تدبر كتاب الله.. فاعذروني وتحملوا أسئلتي.!!
عودة إلى موضوعنا:
فلقد حركتم في حب البحث في المراجع,والبركة فيكم..,فوجدت هذه الروايات:
جاء في السيرة النبوية لابن هشام : خرج رسول الله إلى حِراء، كما كان يخرج لجواره ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها، جاءه جبريل -عليه السلام- بأمر الله تعالى
قال رسول الله : فجاءني جبريل، وأنا نائم، بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قال: قلت: ماذا أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قال: فقلت ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك إلاّ افتداءً منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. قال: فقرأتها، ثم انتهى. السيرة لابن هشام ج 1/ 25(1/1346)
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : أَوَّل مَا بُدِئَ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّادِقَة فِي النَّوْم فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْل فَلَق الصُّبْح ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاء فَكَانَ يَأْتِي حِرَاء فَيَتَحَنَّث فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّد - اللَّيَالِي ذَوَات الْعَدَد وَيَتَزَوَّد لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِع إِلَى خَدِيجَة فَيَتَزَوَّد لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجَأَهُ الْوَحْي وَهُوَ فِي غَار حِرَاء فَجَاءَهُ الْمَلَك فِيهِ فَقَالَ اِقْرَأْ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فَقُلْت مَا أَنَا بِقَارِئٍ - قَالَ - فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْد ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اِقْرَأْ فَقُلْت مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَغَطَّنِي الثَّانِيَة حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْد ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اِقْرَأْ فَقُلْت مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَغَطَّنِي الثَّالِثَة حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْد ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ" اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك الَّذِي خَلَقَ - حَتَّى بَلَغَ - مَا لَمْ يَعْلَم " قَالَ فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِره حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَة فَقَالَ " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْع فَقَالَ يَا خَدِيجَة " مَا لِي ؟ " وَأَخْبَرَهَا الْخَبَر وَقَالَ " قَدْ خَشِيت عَلَى نَفْسِي " فَقَالَتْ لَهُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاَللَّهِ لَا يُخْزِيك اللَّهُ أَبَدًا إِنَّك لَتَصِلُ الرَّحِم وَتَصْدُق الْحَدِيث وَتَحْمِل الْكَلّ وَتَقْرِي الضَّيْف وَتُعِين عَلَى نَوَائِب الْحَقّ ثُمَّ اِنْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَة حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَة بْن نَوْفَل
......(1/1347)
عن عائشة. قالت لما ثقل رسول الله قال لعبد الرحمن بن أبي بكر (ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد، السيرة لابن كثير1/452.
عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله قال رسول الله لعبد الرحمن بن أبي بكر (ائتني بكتف أو لوح ) حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم قال أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر. احمد 23068
عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله وفي البيت رجال فقال النبي هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال بعضهم إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله قوموا. قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم البخاري 4079. البخاري 4078
وفي رواية أخرى : عن ابن عباس قال : قال رسول الله : ائتوني بالكتف والدواة ( أو اللوح والدواة ) اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا . صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شئ ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي ، تاريخ الطبري ج 3 ص 193 بمصر . صحيح البخاري كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب ج 4 ص 65 – 66
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا ( الصدقة بعشر أمثالها) والقرض بثمانية (عشر) فقلت يا جبريل ما بال القرض أفضل من ( الصدقة ) قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة . ابن ماجة 2422.(1/1348)
جاء في كتاب (مناهل العرفان في علوم القران ) 1/357 : لقد قيل ان النبي عرف القراءة والكتابة في آخر امره بعد ان قامت حجته ، وعلت كلمته ، وعجز العرب في مقام التحدي عن ان يأتوا بسورة من مثل القران الذي جاء به . . . . . وان أمية الرسول صلعم في أول امره إنما كانت حالة وقتية اقتداها إقامة الدليل والاعجاز واضحا على صدق محمد في نبوته ورسالته
عن البراء بن عازب قال: اعتمر النبي صلعم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول صلعم فقالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ولكن أنت محمد بن عبد الله فقال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ، ثم قال لعلى : أمح رسول الله ، فقال: لا والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله صلعم الكتاب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاحا إلا في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه ، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها. صحيح البخارى 1186مسلم 4731
وروايات أخرى كثيرة..
*فما حقيقة هذه الروايات وما مدى صحتها؟
*في رواية سيرة ابن هشام جاءت الصيغة:ماذا أقرء؟ وفي رواية الإمام أحمد جاءت الصيغة:ما أنا بقارئ؟.. هل الصيغتان تختلفان من ناحية الدلالة اللغوية؟
*في رواية ابن ماجة 2422 ..ما مدى صحة هذا الحديث؟
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها..فهل يعني هذا أنه قرأها؟؟!
[/quote](1/1349)
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : أَوَّل مَا بُدِئَ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّادِقَة فِي النَّوْم فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْل فَلَق الصُّبْح ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاء فَكَانَ يَأْتِي حِرَاء فَيَتَحَنَّث فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّد - اللَّيَالِي ذَوَات الْعَدَد وَيَتَزَوَّد لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِع إِلَى خَدِيجَة فَيَتَزَوَّد لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجَأَهُ الْوَحْي وَهُوَ فِي غَار حِرَاء فَجَاءَهُ الْمَلَك فِيهِ فَقَالَ اِقْرَأْ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فَقُلْت مَا أَنَا بِقَارِئٍ - قَالَ - فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْد ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اِقْرَأْ فَقُلْت مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَغَطَّنِي الثَّانِيَة حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْد ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اِقْرَأْ فَقُلْت مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَغَطَّنِي الثَّالِثَة حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْد ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ" اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك الَّذِي خَلَقَ - حَتَّى بَلَغَ - مَا لَمْ يَعْلَم " قَالَ فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِره حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَة فَقَالَ " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْع فَقَالَ يَا خَدِيجَة " مَا لِي ؟ " وَأَخْبَرَهَا الْخَبَر وَقَالَ " قَدْ خَشِيت عَلَى نَفْسِي " فَقَالَتْ لَهُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاَللَّهِ لَا يُخْزِيك اللَّهُ أَبَدًا إِنَّك لَتَصِلُ الرَّحِم وَتَصْدُق الْحَدِيث وَتَحْمِل الْكَلّ وَتَقْرِي الضَّيْف وَتُعِين عَلَى نَوَائِب الْحَقّ ثُمَّ اِنْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَة حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَة بْن نَوْفَل
......
---(1/1350)
ابن رشد
01-17-2006, 06:22 PM
أحسب أن المراد مما ذكر في أعلاه :
ما القول في - أو ما الرد على شبهة - عدم أميّّّّّّة رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
أى : شبهة - أو حقيقة - معرفته الكتابة صلى الله عليه و سلم ؟
- أليس كذلك ؟
ليكون الجواب شافيا للسؤال .
---
فاروق
01-17-2006, 06:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
الدكتور أنمار جزاه الله خيرا قال:
*فهذه هي الألف الزائدة والتي يسميها النحاة الألف الزائدة بعد الهمزة المفتوحة المعانقة للام على الراجح من قولين
*ومسألة خط المصحف مما اختلف فيه أهل العلم فبعضهم يرى أن في بعضه اجتهاد من الصحابة
*وهو أن الأولى همزتها مضمومة والثانية مفتوحة
فلرفع اللبس من ضم الكلمة الثانية لتصير على وزن الأولى فتُقرأ
لأُعذبنه عذابا شديدا أو لأُذَّبِحنه /خطأ/
صارت بجلاء
لأُعذبنه عذابا شديدا أو لأَاذْبَحنه /صواب/
وتأمل الفرق بين ضبط الكلمتين لو كتبت الآية بدون ضبط أو تنقيط كما كانت في الصدر الأول فالألف وضعت لبيان فتحة الهمزة في لأاذبحنه لا ضمها كسابقتها في لأعذبنه
أستاذي الفاضل:
هل يصح أن نقول أن في القرآن حرف زائد لنقول هذه ألف زائدة؟
في علمي المتواضع ومما سمعته عن بعض العلماء أنه لا يوجد حرف زائد في القرآن ..
فإذا فهمت فهذه الألف جاءت لرفع اللبس حتى لا تقرأ الألف الثانية مضمومة في لأاذبحنه..
*لماذا احتفظ بها بعد "ابتداع"أو"اختراع" الضبط والتنقيط؟
*لماذا لانجدها في كلمة لأعدوا و لأوضعوا في سورة التوبة على سبيل المثال؟
*هل يصح أن نقول أن خط المصحف في بعضه اجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم؟
*ألا نقحم هنا العامل البشري الذي يعتريه النقصان؟
ملحوظة:أنا لا أسند إليك أنك من قالها..!يا أستاذي الفاضل
---
د. أنمار
01-17-2006, 07:21 PM
أخي الكريم
كلمة "زائدة" هي اصطلاح أهل النحو لا أنني أقر بأن هناك شيئا زائدا لا فائدة منه.(1/1351)
وهو كثير في اصطلاح أهل اللغة وتأمل كلامهم في الإعراب على سبيل المثال،
فليس كل ما أطلقوا عليه زائدا فهو عديم الفائدة، بل لابد أن له منفعة خاصة في القرآن الكريم
كقولهم
يا طالبا خذ فائدة ** بعد إذا ما زائدة
لكن إن تأملت فائدتها اللغوية والبلاغية لاتضح لك أن لها فائدة كالتأكيد ونحوه.
وهنا في مثالنا تأمل كلامي تجدني ذكرت أن للألف فائدة في
1-الإشارة إلى فتح الهمزة
2- الثواب عند الله- وقد أسلفت قناعتي بأنه على الحرف المكتوب،
3- ثم بعد ذلك من الأسرار ما الله به عليم
أما ما سألت عنه بخصوص أمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فانظر شرح البخاري لابن حجر العسقلاني وشرح الزرقاني على المواهب عند شرح حديث صلح الحديبية
---
فاروق
01-17-2006, 09:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار جزاه الله خيرا قال:
1 ـ أن الرسم في جميع لغات العالم يعترضه النقص والزيادة ، وليس ذلك من خصائص رسم المصحف ولا الرسم الإملائي عند العرب .
هذه لم أستوعبها جيدا..!فهلا تفضلتم وزدتموها شرحا حتى لا أجزم برأي يحتمل الخطأ كما نصحني بذلك الدكتور أنمار!
د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري جزاه الله خيرا قال نقلا عن الدكتور غانم القدوري الحمد:
* وهو يعتمد في ذلك على حقيقة تتمثل في أن رسم المصحف حمل خصائص الإملاء العربي في الوقت الذي كتب فيه المصحف ، وأن النصوص العربية التي كتبت في تلك الفترة تحمل الخصائص الإملائية نفسها التي حملها رسم المصحف ، كما يتضح من النقوش العربية التي كتب بعضها قبل العصر الإسلامي وكتب بعضها الآخر في السنوات القريبة من عصر كتابة المصحف العثماني.
*وأن رسم المصحف مرحلة من مراحل الرسم الإملائي لا أقل ولا أكثر
أستاذي الكريم :
القرآن الكريم هو كلام الله المرتبط بصفات الله تعالى:فهوفوق التاريخ والزمان والمكان فنصه(1/1352)
مطلق ..وهو منزه عن الحدوث..فهل يعقل أن يكون رسم المصحف مرحلة من مراحل الرسم الإملائي؟؟!
لو كان الصحابة رضوان الله عليهم كتبوا الرسم القرآني بخصائص الإملاء العربي لذلك الوقت لوجدنا الآتي:
*تطابق رسم المصاحف في الكلمات نفسها؛ ورسم المصاحف يشير إلى غير ذلك؛ فرسم كلمة (إبراهيم)، في المصحف الذي هو على قراءةورش هكذا: (إبرهيم)، أما في المصحف على قراءة حفص فرسمت كما في مصحف ورش إلا في سورة البقرة، حيث تكرر الاسم 15 مرة، فقدرسمت جميعها هكذا: (إبرهم). وتُرسم كلمة (هامان) في المصحف على قراءة ورش هكذا: (هامن)، وكذلك (قارون)، أما في المصحف علىقراءة حفص فترسمان هكذا: (همن، قرون).
*تطابق رسم الكلمات نفسها في المصحف الواحد؛ ورسم المصاحف يشير إلى غير ذلك و هذه الأمثلة من المصحف الذي هو على قراءة حفص:
كلمة (سبحان) تُكتب دائماً هكذا: (سبحن)، إلا في الآية 93 من سورة الإسراء، فتكتب هكذا: (سبحان).
كلمة قرآن تُكتب دائماً هكذا: (قرءان)، إلا في موضعين:
في الآية 2 من سورة يوسف:" إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" .
في الآية 3 من سورة الزخرف:" إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون".
حيث كتبت في الموضعين هكذا: (قرءناً) بحذف الألف.
*تطابق رسم كلمات المصحف مع الاصطلاح؛ ورسم المصحف يشير إلى غير ذلك، و هذه أمثلة:
كلمة (الأيكة) وردت في القرآن الكريم 4 مرات، كتبت مرتان بالطريقة الاصطلاحيّة، ومرتان هكذا: (ليكة) والهمزة بين اللام والياء. والأمثلة على ذلك كثيرة ،منها كلمة رحمة كتبت هكذا رحمت..(1/1353)
الذي يبدوهنا،والله أعلم، أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يُملي والكتبة يكتبون وفق الاصطلاح في وقتهم، وفق اصطلاح العرب في ذلك الزمان ثم لا يلبث، عليه السلام، أن يطلب منهم الخروج على الطريقة الاصطلاحيّة، وذلك وفق أوامر الوحي. وعليه يكون رسم المصحف كله بتوقيف الرسول، عليه السلام، لأنّه عندما يتركهم يكتبون وفق الاصطلاح يكون ذلك منه، عليه السلام، إقراراً لطريقة الكتابة، والإقرار كما هو معلوم من السنّة، وعندما لا يريد ، عليه السلام، بتوجيه من الوحي أن يقر، يأمر بتغيير الاصطلاح...
أفيضوا علينا مما أفاض الله عليكم..
---
الكشاف
01-17-2006, 11:55 PM
ليسمح لي الأخوان د.مساعد الطيار ، ود.عبدالرحمن الشهري بالجواب ، وأرى ذلك حقاً علينا معشر الأعضاء نقوم به حيال الموقع الذي نشرف بعضويته ، غير أني أشترط فيمن يتولى الرد العلم .
أولاً :قول الدكتور مساعد الطيار :(الرسم في جميع لغات العالم يعترضه النقص والزيادة ، وليس ذلك من خصائص رسم المصحف ولا الرسم الإملائي عند العرب )أ.هـ.
هذه ظاهرة معروفة في اللغات ، وهي أن الرسم الإملائي لا يفي بحاجة اللغة المنطوقة ، فهناك حروف تكتب في الرسم ، ولا تلفظ ، وهناك حروف تلفظ ولا تكتب ، وليس هذا في العربية فحسب ، بل هو في اللغات جميعاً بحسب أقوال الباحثين ، وأضرب لك أمثلة من اللغة العربية والانجليزية .
- كلمة (قالوا) لا تنطق الألف التي في آخرها.
- الواو في كلمة (عمرو) لا تلفظ كذلك.
- الواو في كلمة (أولئك) لا تنطق.
- كلمة (هذا) و (هذه) هناك ألف بعد الهاء تلفظ ولا تكتب.
- الألف تكتب ياءً في بعض الكلمات وتلفظ ألفاً ، مثل (رمى) (سعى) (مصطفى) فالرسم مغاير للنطق.
- الألف تكتب واواً في كلمات معدودة في رسم المصحف ، مثل (الصلوة) (الزكوة). ولكنها تلفظ ألفاً.
وأما في الانجليزية :(1/1354)
- فهناك حروف تكتب ولا تنطق ، مثل حرف L في كلمة Talk ، وحرف K في كلمة Knife وأمثلتها كثيرة لمن تتبعها.
- وهناك حروف تكتب وتلفظ بطرق مختلفة . مثل حرف S فإنه ينطق في كلمة Sing سنق ، وفي كلمة Rose ينطق روز ، وفي كلمة Sugar ينطق شوقر وله نطق غير هذا في كلمات أخرى لا تحضرني.
- وتأمل كلمة Psychology بمعنى (علم النفس) فهي تنطق (فسيولوجي) فأين المقابل الكتابي لصوت الفاء . والمكتوب حرف P ؟
كل هذا من القصور في النظام الكتابي في اللغة الانجليزية .
وأما اللغة الفرنسية والألمانية فلا أعرفها ، ولعل من يعرفها في الملتقى - وهم كثر - يذكرون أمثلة لها ، غير أن فندريس عالم اللغة الفرنسي الكبير يقول في كتابه (اللغة) - وأنا أنقل من الترجمة العربية - عن اللغة الفرنسية :(ويدهش الإنسان أحياناً بحق عندما يرى اختلاف لغات مثل الانجليزية والألمانية والفرنسية والأسبانية من حيث قيمة الرسم ، فرسم الألمانية لا يعد رديئاً ، ورسم الأسبانية جيد جداً ، أما رسم الإنجليزية أو الفرنسية فسيء... ألخ) انظر : اللغة 409
هذا فقط محاولة إيضاح لما ذكره الدكتور مساعد الطيار ، والأمر فيه تفاصيل كثيرة لمن اراد مراجعتها ، والتفقه فيها ، ولا أظن الملتقى مكاناً مناسباً لإتقان العلوم ، وإنما هو موقع للنقاش في رؤوس المسائل ، وأما طلب العلم على أصوله فمعروف أين يكون ، وكيف يكون.
وأما قول الدكتور غانم قدوري الحمد الذي نقله الدكتور عبدالرحمن الشهري :(إن رسم المصحف حمل خصائص الإملاء العربي في الوقت الذي كتب فيه المصحف ، وأن النصوص العربية التي كتبت في تلك الفترة تحمل الخصائص الإملائية نفسها التي حملها رسم المصحف ، كما يتضح من النقوش العربية التي كتب بعضها قبل العصر الإسلامي وكتب بعضها الآخر في السنوات القريبة من عصر كتابة المصحف العثماني وأن رسم المصحف مرحلة من مراحل الرسم الإملائي لا أقل ولا أكثر). أ.هـ.(1/1355)
فهو كلام عالم محقق ، وهو الحقيقة العلمية التي تدل عليها الدراسات ، وهناك فرق بين القرآن الكريم الذي نزل به جبريل عليه السلام ، وبين رسم المصحف رسماً إملائياً. فالقرآن قد نزل منطوقاً لا مكتوباً ، والكتابة التي كتب بها المصحف هي الرسم الإملائي الذي كان في عهد الصحابة رضي الله عنهم. ولمعرفة تفاصيل هذه المسألة راجع ما كتبه الدكتور غانم الحمد في كتابه القيم (رسم المصحف) فكله يدور حول هذه المسألة ، ويكفي في ذلك مراجعة البحث الذي أشار له الدكتور عبدالرحمن الشهري (موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة) للدكتور غانم الحمد أيضاً.
وأما قول الأخ الذي سمى نفسه القرطبي : (القرآن الكريم هو كلام الله المرتبط بصفات الله تعالى : فهو فوق التاريخ والزمان والمكان فنصه مطلق ..وهو منزه عن الحدوث..فهل يعقل أن يكون رسم المصحف مرحلة من مراحل الرسم الإملائي ؟؟!). فأوله وهو قوله (القرآن الكريم كلام الله) صحيح . وأما قوله (المرتبط بصفات الله ..... ) فهذا كلام لم أسمع به من قبل ، وهو فيما يبدو من عند الأخ السائل ، وآخره يدل على عدم استيعابه للموضوع ، والأمثلة التي أوردها عن رسم إبراهيم تؤيد ما ذكره الدكتور مساعد الطيار من اختلاف التنوع في الرسم الإملائي أيام الصحابة .
ونصيحة أوجهها للجميع ممن يكتب في الموقع أن يراعو حق العلم في الكتابة ، فلا يتجاسروا على التقدم بين يدي المتخصصين بالكتابة المتسرعة ، والإجابة على الأسئلة على غير علم ، فالموقع علمي متخصص في الدراسات القرآنية ، وليس مكاناً للخواطر والتباريح السانحة ، والتعليقات المجتزأة التي تدل على عدم احترام عقل السائل والقارئ .
---
فاروق
01-18-2006, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
أستاذي الكريم الكشاف :(1/1356)
أولا أنا لم أسمي نفسي القرطبي فهذا اسمي فعلا ولا أمت إلى المفسر الكبير القرطبي بأية صلة :لا نسبا ولا علما ولم أدعي ذلك وإن أحببت فلأغيره بكنية أخرى مثلا:"الجاهل" لا مشكلة عندي!!
أنا لم أتجاسرعلى التقدم بين يدي المتخصصين بالكتابة المتسرعة بل هي تساؤلات لم أرد أن تبقى حبيسة النفس..كما أسلفت وطرحتها بأسلوب مؤدب فلو لاحظتم أستعمل دائما كلمة أستاذي وليس أخي!!وهذا أكبر دليل على احترامي من أخاطب.. وبما أن هذا الملتقى هولأهل الاختصاص فنطرح عليهم ما أشكل علينا ومن واجبهم أن يردواعلينا مما أفاض الله عليهم فيكشفوا لنا ماجهلناه..فأنا لم أقل في ذلك برأيي بل نقلت ما قرأت..كما يفعل الجميع..قد أسيئ التعبيرأوالطرح وقد ذكرت ذلك في البداية.فإن ظهر المعنى من خلال كلماتي فهذا يكفي..فلا تقسو علينا يا أستاذي الكريم..وقوموا ما اعوج منا ولكم منا جزيل الشكر..
أما قولي بأن القرآن متعلق بصفات الله تعالى أنكرتموه دون توضيح .. ومن الخطإ يتعلم الإنسان.!
وإن كان خارجا عن الموضوع!
أستاذي الكريم :من حق المشرفين على هذا الموقع المبارك أن يلغوا عضويتي أوبالأحرى مشاركاتي إذا رأوا أن أسئلتي وما أكثرها لاترقى إلى مستوى هذا الملتقى المتخصص ..فالله المستعان..
أستاذي الكريم :وأنا أقرأالقرآن الكريم فتلفت نظري الآية التي كانت محل تساؤلي الأول هل أكون متجاسرا أوآثما إذا استفسرت عنها؟!
ولكم منا جزيل الشكر جميعا ..في انتظار إشارة من المشرفين..!
---
عبدالرحمن الشهري
01-18-2006, 02:30 PM
الأخ الكريم القرطبي : ليس فيما تسأل عنه بأس ، ولسنا في الملتقى جميعاً إلا متعلمين يتعلم بعضنا من بعض. ولم أجد في كلام الأخ الكشاف ما ينتقدك فيه ، ولعله ينبه تنبيهاً عاماً لنا جميعاً ألا يتصدى للجواب على الأسئلة في الملتقى إلا من يجيد الجواب ، سواء من المشرفين أو من غيرهم ، وهذه نقطة مهمة أشكره على التنبيه عليها ، وأؤكد على ذلك.(1/1357)
وأما جواب الأخ الكشاف على الأسئلة التي غمضت عليك فقد أجاد فيه ، وكنت أريد الجواب عن أسئلتك ، فلما رأيت جوابه توقفت ، حيث أتى على المراد وفقه الله.
ولكن لم أرك عقبت على موضوع سؤالك : هل اتضح لك المقصود من كلام الدكتور مساعد الطيار والدكتور غانم الحمد أم ما زال هناك بقية تحتاج إلى إيضاح ونقاش ؟
أنتظر جوابك وفقك الله وسددك.
---
أبو لبابة
01-18-2006, 02:51 PM
الأخ "القرطبي" حفظه الله
لا أرى فيما أشار الأخ الكشاف إليك بقوله "الأخ الذي سمى نفسه القرطبي " أي انتقاص أو تعريض لسبب وجيه وهو عملية الالتباس القائمة من خلال تشابه اسمك الذي تقول إنه اسمك الحقيقي واسم العلامة القرطبي صاحب التفسير المعروف ، ولا يخفى عليك أخي الكريم أن الملتقى علمي شرعي مخصص للتفسير وعلوم القرآن ، ولذلك فإني أقترح على كل من يسمي نفسه باسم من أسماء الأئمة الأعلام المعروفين كالقرطبي وابن حجر والنووي وغيره أن يغير اسمه وإن كان اسما حقيقيا له أو جزءا من اسمه الحقيقي منعا للالتباس ، والله الموفق.
---
فاروق
01-18-2006, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
أستاذي الفاضل :أشكرك على هذه الالتفاتة الطيبة..تعقيبا على موضوع سؤالي بدأ الخيط الأبيض يتبين من الخيط الأسود ولازلت طامعا في كرم علمكم في ما يخص الروايات التي نقلتها..أعلاه..
فيما يخص اقتراح الأستاذ أبو لبابة فأنا أستبدل "القرطبي" بالشق الثاني من اسمي "فاروق"..
فليفعل..
---
(1/1358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > معاني القرآن للفراء كتاب الكتروني رائع
---
معاني القرآن للفراء كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
03-11-2007, 08:08 AM
معاني القرآن للفراء كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
مَعَانى القرْآن
للفرّاء
أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء إمام الكوفيين المتوفى سنة 207هـ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 1.30 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/90e0d7f373.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/64dca05fa1.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/61d8c1de62.jpg
روابط التنزيل
http://www.aldoah.com/upload/uploaded/596_01173588142.rar
أو
http://www.m5zn.com/download5.php?filename=19e146363e.rar
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1359)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (الداني مفسراً من خلال كتابه : المكتفى فى الوقف والابتدا) للدكتور الجكني
---
(الداني مفسراً من خلال كتابه : المكتفى فى الوقف والابتدا) للدكتور الجكني
---
عبدالرحمن الشهري
06-16-2006, 08:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً العدد (17) من مجلة كلية الآداب - بجامعة أسيوط بمصر ، واشتمل هذا العدد على بحوث مختلفة ، منها بحث بعنوان :
الداني مفسراً من خلال كتابه : المكتفى فى الوقف والابتدا
بين فيه الباحث الكريم أنّ للإمام أبي عمرو الداني مرويات في التفسير بلغت في هذا الكتاب وحده (126) رواية مسندة . وليت الباحث الكريم يتحفنا بطرفٍ مختصرٍ من نتائج هذا البحث الذي يتناول جانباً مهملاً من الجوانب العلمية للإمام أبي عمرو الداني رحمه الله.
---
الراية
06-16-2006, 05:19 PM
فائدة طيبة
بارك الله فيك
---
الجكني
06-18-2006, 11:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله القائل:(ولا يأتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بالحَقّ ِ وأَحْسَنَ تَفْسِيراً) أحمده وأستعينه وأستغفره وأتوب إليه، وأشهد ألاَّ إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على سنّته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإنَّ علمَ التفسير من أعلى العلومِ قدراً، وأعظمها خطراً؛ لشدة تعلّقه بكتاب الله تبارك وتعالى، ولقد عرف العلماء لهذا العلم قدره، فاعتنوا به أتمّ عنايةٍ، واهتموا به أيَّما اهتمام، جمعوه ووثّقوه، ونافحوا عنه أقلامَ وأغراض المبطلين، وتحريف المحرِّفين، فبيّنوا صحيحَه من سقيمِه، وما يُقبل منه فيُروى، وما يُرفض منه فيُرمى.(1/1360)
فنشأت المدارس التفسيرية مع مرور الزمن وتطاول العصر عن الرعيل الأوَّل، ما بين واقف عند ما رَوَى ورُوِي، لا يقبل رأياً ولا اجتهاداً، وما بين مسلِّمٍ لما روي، وغير معترض على ما رُويَ، مما لا يخالف ثابتاً من الثوابت، فرأينا مدرستي: الرواية، والدراية، أو قل: المأثور والرأي المحمود، وغدا لكل مدرسة نهجها وشيوخها وعلماؤها وكتبها.
وإنَّ ممن جمع - في جُبّة علمه بالتفسير- بين المدرستين، الإمام الحافظ عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد، المشهور بين الأنام بأبي عمرو الداني رحمه الله، إمام القراء، والذي إذا أُطلق ((الحافظ)) عندهم فهو هو.
وهذا الإمام قد غُمِضَ حقُّه لمَّا قَصَرَه الناس - وخاصة أهل هذا العصر- على جانب واحدٍ من جوانب الدراسات القرآنية، ألا وهو جانب القراءات، حتى أصبح المختص وغير المختص - إلا القليل- لا يعرف عنه إلاَّ أنه: المقرئ المحرّر لعلم القراءات.
وإيفاءً للدَّين الذي علينا - أهلَ القراءات - لعلمائنا وكبار علمائنا ممن لهم مشاركة في علوم أخرى لا تقلّ في جانبها عن علم القراءات، كتبت هذا البحثَ، غرضي الأساس منه هو بيان مكانة هذا العالم الجليل في جانب لم يشتهر به عندنا مع أنَّه كانت له صولة فيه بين أهل عصره.
هذا الجانب هو ((علم التفسير)) حيث وجدت له رحمه الله ((رواياتٍ)) كثيرة مسندة منه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى الصحابة أو التابعين أو مَن بعدهم، وذلك في كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا".
ولما كان أهمّ أقسام التفسير هو ((التفسير بالمأثور)) وهو الذي عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته باتفاق بين العلماء، وعن التابعين بخلاف ضعيف عندهم، أحببت أن أُظهر ((الداني مفسراً)) من خلال مروياته في كتابه المذكور، مكتفيًا بما رواه مُسنداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين، تاركاً ما ذكره أو نَسَبَه غير مسندٍ له، فلم أدخله في هذا البحث، وسميته:(1/1361)
((الداني في مفسراً من خلال كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا)).
هذا وقد قسّمت البحث إلى : مقدمة ، وتمهيد ، وفصلين، وخاتمة، وفهارس عامة.
أما المقدمة: فذكرت فيها سبب الموضوع.
وأما التمهيد: وهو مدخل للبحث وفيه مطلبان:
المطلب الأوَّل: تعريف التفسير لغةً واصطلاحاً.
المطلب الثاني: أقسام التفسير.
الفصل الأوَّل: التعريف بالداني ومنهجه في التفسير من خلال كتابه "المكتفى" وفيه مبحثان:
المبحث الأوَّل: تعريف الداني بإيجاز وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأوَّل: اسمه وكنيته ولقبه ومولده.
المطلب الثاني: نشأته وطلبه للعلم ووفاته.
المطلب الثالث: شيوخه في التفسير في كتابه "المكتفى".
المطلب الرابع: مكانته في التفسير.
المبحث الثاني: منهجه في التفسير من خلال كتابه "المكتفى": وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأوَّل: اعتماده على يحيى بن سلاَّم.
المطلب الثاني: تنوّع المادة التفسيرية عنده.
المطلب الثالث: اختلاف المنهجية عنده.
المطلب الرابع: اختياراته وترجيحاته.
وأما الفصل الثاني: التفسير في كتابه "المكتفى"، فجعلته ثلاثة مطالب:
المطلب الأوَّل: التفسير المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
المطلب الثاني: التفسير المأثور عن الصحابة.
المطلب الثالث: التفسير المأثور عن التابعين.
الخاتمة: أهم نتائج البحث.
الفهارس العامة.
****
للاطلاع على البحث كاملاً بحواشيه ومصادره
الداني مفسراً من خلال كتابه : المكتفى فى الوقف والابتدا (http://www.tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=964)
---
عبدالرحمن الشهري
06-18-2006, 06:21 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور وبارك فيكم .
---
غانم قدوري الحمد
06-18-2006, 11:48 PM
تفسير الداني(1/1362)
ذَكَّرَني هذا الموضوع بشيء قرأته منذ مدة ، وأود أن أنقله إلى الإخوة المهتمين بتراث الإمام أبي عمرو الداني ، فقد قرأت في كتاب " الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين " تأليف الأستاذ وليد بن أحمد الحسين ( ص135) : وجود نسخة خطية من تفسير الداني في مكتبة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، لعل بعض الإخوة يمكنه التأكد من حقيقة هذه النسخة .
---
السائح
06-19-2006, 04:45 PM
جزاك الله خيرًا.
ذكر هذا الأخ الوليد الحسين في فهرسَتِه لمكتبة الشيخ عبد الرحمان بن ناصر بن سعدي رحمه الله.
فالرجاء من إخواننا من أهل القصيم عامة وعنيزة خاصة أن يُبادروا بتحرير ذلك وتحقيقه.
وإنا لمنتظرون على أحرّ من الجمر.
---
محمود الشنقيطي
06-19-2006, 04:55 PM
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم:د/السالم وبارك في عمركم وعملكم وعلمكم ونفع بكم وأصلح لكم أمر دنياكم وآخرتكم إن ربي قريب مجيب الدعاء....آمين
---
الجكني
06-19-2006, 05:10 PM
آمين يا أخي الشيخ محمود ، وأدعو الله تعالى أن يستجيب دعاءكم هذا لي ولكم ولكل أحباب هذا الملتقى ،وأن يعم بنفعها المسلمين
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:19 AM
أحسن الله إليكم
وننتظر منكم المزيد
---
عبدالرحمن الشهري
06-29-2006, 11:47 PM
حفيد الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله يعمل في الجامعة الإسلامية حسب علمي ، في كلية اللغة العربية ، ويمكن سؤاله عن تفسير الداني ووجوده في مكتبة جده .
---
فهد الرومي
06-30-2006, 10:17 AM(1/1363)
لم اتمكن من قراءة البحث لكني أرى إختلافا كبيرا بين عنوانه وتعريف الدكتور عبدالرحمن بالبحث فعنوانه يوحي بأنه حمع لتفسير الداني وليس لمروياته ويؤكد هذا ماذكره الباحث حفظه الله في المبحث الثاني من الفصل الأول . وفرق بين تفسيرالداني ومروياته في التفسير ولعل هذ مادفع الدكتورالفاضل غانم للسؤال عن تفسيره ولعل فضيلة الشيخ الدكتور السالم الجكني يتبع ذلك بأقوال الداني نفسه في التفسير دون مايرويه من أقوال المفسرين
---
برعدي الحوات
06-30-2006, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أحيي الدكتور الجكني على عمله المبارك خدمة لكتاب الله، ومساهمة منه في إبراز عطاءات الأندلسيين في التفسير، ومن ثم فهو عمل جدير بالاطلاع عليه وقراءته.
*وللإشارة أستاذنا وشيخا وحبيبنا الدكتور فهد الرومي حفظكم الله، أن الدكتور الجكني انطلاقا من مقدمته لعلمله يظهر أنه جمع مرويات الداني رحمه الله المسندة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ومن ثم فالعمل أثارنا وأسال لعابنا للاطلاع عيه ، لكن للأسف لم نتمكن من قراءته انطلاقا من الرابط الذي حدده الدكتور الجكني حفظه الله لنا، بل الرابط جاء حاملا لدرسة تأصيلية لإشكالية الترادف في تفسير المفردة القرآنية للدكتور عامر مهدي صالح العلواني (وهي دراسة قيمة)، ومن أجل ذلك أرجو الدكتور الجكني أن يعيد حمل ملف موضوعه على نفس الرابط، أو رابط آخر في ملف (وورد) حتى يسهل قراءته، ولكم من الله جزيل الشكر. والسلام عليكم
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
عبدالرحمن الشهري
07-01-2006, 12:43 AM
الأخ العزيز الدكتور برعدي حوات حفظه الله معذرةً فالخطأ خطئي وليس خطأ الدكتور الجكني ، وقد أصلحت الخلل والرابط صحيح الآن .
---
برعدي الحوات
07-01-2006, 03:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1364)
عفواً للدكتور الجكني حفظه الله..... وشكراً جزيلاً لشيخنا وأستاذنا الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري على حرصه الشديد على ملاحظة القراء والمنخرطين بهذا الموقع المبارك ، من أجل خدمة كتاب الله عز وجل أولا وأخيراً،....وعملكم هذا أستاذنا الكريم مكتوب لكم إن شاء الله تعالى في ميزان حسناتكم، راجياً من الله عز وجل أن يحفظكم كما حفظ القرآن الكريم في الصدور واللسان بين الأسنان، ويبارك في عمركم، وأهليكم وولدكم ، إنه نعم المولى ونعم النصير، والسلام عليكم
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
الجكني
07-01-2006, 01:14 PM
تحية مباركة طيبة مني أرفعها لمقام الدكتور الهاشمي برعدي الحوات من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلماته العطرة تجاه ما سطره العبد الضعيف عن الجانب التفسيري عند الداني 0
---
برعدي الحوات
07-01-2006, 11:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية تقدير وإجلال وإكبار للدكتور الجكني حفظه الله.
لقد سررت كثيراً لما اطلعت على دراستكم القيمة حول جهود الداني في تفسير القرآ الكريم، والمعنون لديكم أعزكم الله بـ: (الداني مفسراً)، حيث قرأت بحثكم هذا أكثر من مرة، لكونه يتضمن معلومات قيمة ومفيدة لكل باحث مهتم بكتاب الله حفظاً وتفسيراً، ومن ثم فهو محكم من حيث التصور، والمنهجية والتوثيق، والتحليل...إلخ.
لكن الذي لاحظته على العمل الدكتور الجكني أعزكم الله-رجاء أن يتسع صدركم- يمكن إجماله فيما يلي:
*يصعب الاطلاع على تفسير الداني من خلال موضوع موضوع الدراسة.
*قراءة تفسير الداني تتطلب من القارئ أن يكون في ملكه :" كتاب المكتفى في الوقف والابتدا" للداني، وإلا تعذر عليه ذلك، ومن ثم فإن الرجوع إلى الوقف والابتدا يقلل من شأن قراءة الدراسة.(1/1365)
*ركزتم في الدراسة على التفسير بالرواية ، وهذا جميل، مع العلم أن طبيعة العمل تتطلب التخريج والتعليق والدراسة، حتى لا يظن القارئ أن ذلك مما انفرد به به الداني في الوقف والابتدا، والأمر ليس كذلك.
*مختصر تفسير يحيى بن سلام لابن أبي زمنين حققه الدكتور عبد السلام أحمد الكنوني، وقدمه رسالة جاميعة لنيل الدكتوراه من دار الحديث الحسنية بالرباط/المغرب. والتفسير السالف الذكر نشرمنه المحقق الجزء الأول الخاص بالدراسة/طبعته الأولى 1422هـ-2001م، وهو موجود في الأسواق عندنا بالمغرب.
*طبيعة عمل دراستكم القيمة هاته تتطلب منهجياً تجريدَ الرواية التفسيرية من المكتفى في الوقف والابتدا،...أما الاكتفاء برؤوس الأقلام بالإشارة إلى عدد الروايات المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا الروايات الأخرى عن الصحابة والتابعين غير كاف بالنسبةً لطبيعة العمل.
ومهما يكن الأمر فالدراسة مباركة، قيمة أضاءت للقارئ أمورا كثيرة حول الداني وعطاءاته التفسيرية التي كانت مغمورة بين قضايا علوم القرآن والقرآت،...راجياً من الله عز وجل للدكتور الجكني مزيداً من التوفيق والسداد والفلاح في خدمة كتاب الله عز وجل ، وأن يحفظه في الحال والمآل من كل مكروه ، ويبارك في عمره ليطل علينا مرة أخرى بعمل جديد آخر إنه سميع مجيب الدعاء والسلام عليكم.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
الجكني
07-02-2006, 07:17 AM
جزاكم الله عني وعن الداني خير الجزاء فضيلة الدكتور الهاشمي برعدي على هذه الكلمات العطرة والجميلة والتي لا أشك لحظة في صدقها ونبل غايتها حتى أصل بالبحث إلى أفضل مما كتبته في المرة الأولي ،وثق تماماً ياسيدي بأني سآخذ بكل الملحوظات القيمة التي تكرمتم بها 0(1/1366)
وإن كان لي من كلمة هنا فهي : إن هذا البحث المتواضع هو بحث كتب في الأساس للترقية العلمية إلى أستاذ مشارك ،ومعلوم أن طبيعة هذه الأبحاث تختلف عن بحوث الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراة ،لأنها شبه محددة في عدد الأوراق ما بين 40-50مع الفهارس 0
وبما أن لكل بحث هدفاً فإن الهدف الأساسي هنا هو ما أشرت إليه في المقدمة وهو : بيان أن للداني مشاركة في غير القراءات وخاصة التفسير ،وفتحت المجال للباحثين أن يدرسوه من هذا الجانب ،وفعلأ فقد اتصل بي بعض طلاب الدراسات العليا في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عن طريق شيخي وأستاذي الدكتور إبراهيم الدوسري حفظه الله ،وعهدي أنه سيتقدم به للماجستير ،مما جعلني أرفع يدي عنه مؤقتاً بعد أن كنت انتهيت من سورة البقرة دراسة ومقارنة بين مرويات الداني والطبري على الوجه الذي أشرتم إليه0
وعلى كل :أكرر شكري وتقديري لشخصكم الكريم على أن شرفتموني وبحثي المتواضع بهذه التوجيهات ،والله يحفظكم ويرعاكم للعلم وطلابه 0
والله من وراء القصد
---
السائح
07-12-2006, 03:01 PM
الرجاء من إخواننا من أهل القصيم عامة وعنيزة خاصة أن يُبادروا بتحرير ذلك وتحقيقه.
وإنا لمنتظرون على أحرّ من الجمر.
احتسبوا الأجر معشر الكرام من أهل عنيزة، وبادروا بإفادتنا، فإن كتابًا في التفسير يصنفه الحافظ أبو عمرو الداني يستأهل أن يُرحل إليه ولو كان موضعه وراء بلاد الصين.
وأخشى ما أخشاه أن يكون الكتاب الذي في مكتبة الشيخ عبد الرحمان السعدي: كتابه الشهير (التيسير) لا (التفسير)، ورسم الكلمتين قريب، فليس بعيدا أن يكون قد وقع تصحيف، على أنني أرجو وأتمنى أن يكون الموجود هناك كتاب التفسير لا التيسير، لكن الأماني لا تغني، فالفزعة معشر العنيزيين والله يحسن جزاءكم.
بقي أمر آخر يحتاج إلى تحرير وتدقيق:(1/1367)
ذكر الأستاذ عبد الهادي حميتو في كتابه معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني إمام القراء بالأندلس والمغرب وبيان الموجود منها والمفقود ص34 أن ابن مخلوف ذكر في شجرة النور الزكية (115/ت:315) أن لأبي عمرو الداني تفسيرا كبيرا.
ثم قال: ولم أر هذا مذكورا عند غيره.
---
عبدالرحمن الشهري
07-13-2006, 06:16 AM
طلبت من أخي الكريم الدكتور إبراهيم الحميضي التحقق من الأمر ، ووعدني بذلك لمعرفته للمكتبة وللقائمين عليها ونحن في انتظار جوابه .
17/6/1427هـ
---
السائح
07-13-2006, 11:38 AM
جزاك الله وإياه خيرا وبارك فيكما.
---
د.عبدالرحمن الصالح
12-11-2006, 06:35 AM
السلام عليكم
هل من جديد؟
---
(1/1368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة إلى تحقيق كتب التراث الإسلامي المطبوعة بدون تحقيق علمي للدكتور حسام الدين عفانه
---
دعوة إلى تحقيق كتب التراث الإسلامي المطبوعة بدون تحقيق علمي للدكتور حسام الدين عفانه
---
أبومجاهدالعبيدي
03-19-2005, 08:34 AM
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
وبعد …
[ هذا التراث الضخم الذي آل إلينا من أسلافنا صانعي الثقافة الإسلامية العربية جدير بأن نقف أمامه وقفة الإكبار والإجلال ثم نسمو برؤسنا في اعتزاز وشعور صادق بالفخر والغبطة والكبرياء .
إن هذه الصيحات التي يرددها دعاة الاستعمار الثقافي يبغون بها أن ننبذ هذا التراث ونطرحه وراءنا ظهرياً صيحة في واد . وكم لهم من محاولات يائسة يدورون بها ذات اليمين وذات الشمال كي يهدموا هذا الصرح . ولكن تلك المحاولات لم تجد لها صدى إلا عند من أمكنهم أن يضفوا على أنفسهم ظل الاستعباد الثقافي من ضعاف القلوب وأرقاء التفكير ... وهم فيما بين ذلك يحاولون أن يضعوا من ثقتنا في هذا التراث الضخم فلا يزالون يوجهون إليه المطاعن والمثالب ويهونون من شأنه تهويناً .
إن كل فكرة علمية جديرة بالاحترام ولكن الفكرة المغرضة التي يبعثها الشر أو المنفعة الذاتية الصرفة فكرة لا تستحق الاحترام بل يجب مناهضتها والقيام في وجهها . أرادوا كثيراً فسمعنا وقرأنا كثيراً ولكن ثقافتنا الإسلامية العربية ليست من الهون بحيث تحنى الرأس لأمثال هذا الضعف المتخاذل .
فالشكر الصادق لهؤلاء القوم الذين أيقظوا فينا ذلك الشعور بالعزة ووجهونا أن نفتح عيوننا على تلك الكنوز التني تتكشفت لنا ولا تزال تتكشف .(1/1369)
وما أجدرنا أن ننهض بعبء نشر ذلك التراث وتجليته ليكون ذلك وفاءً لعلمائنا ووفاء لأنفسنا وأبنائنا .
وقد ناديت في مقدمة إحدى منشوراتي أن تلتزم كلياتنا الجامعية ذات الطابع الثقافي الإسلامي تكليف طلبة الدراسات العالية أن يقوم كل منهم بتحقيق مخطوط يمت بصلة إلى موضوع الرسالة التي يتقدم بها فقلت :[ وإنه لما يثلج الصدر أن تتجه جامعاتنا المصرية اتجاهاً جديداً إزاء طلابها المتقدمين للإجازات العلمية الفائقة إذ توجههم إلى أن يقدموا مع رسالاتهم العلمية تحقيقاً لمخطوط يمت بصلة إلى موضوع الرسالة . وعسى أن يأتي اليوم الذي يكون فيه هذا الأمر ضريبة علمية لا بد منها ] .
وإني لمؤمن أن سيأتي ذلك اليوم فننعم بكثير من المتع الثقافية التي حالت بيننا وبينها هذه الحرب العلمية الظالمة ] من مقدمة عبد السلام هارون لكتابه تحقيق النصوص ونشرها ص5-6 .
ومن المعلوم أن ما خلفه علماؤنا المتقدمون من المخطوطات يعد بالملايين وما زال معظم هذه المخطوطات قابعاً في مراكز المخطوطات والمكتباب يحتاج لمن ينفض عنه الغبار ويبعث فيه الحياة من جديد فهذا التراث الضخم والذي بلغت عدته 262 مليون مجلد مخطوط كما أحصيت حتى سنة 1948 ويقال بعد ذلك أنها أحصيت بمئات الملايين . انظر منهج البحث العلمي د. ثريا ملحس ص246 .
وإن من أحسن ما يقدمه المرء لأمته أن يسهم في الإخراج إلى حيز الوجود - محققاً ومصفىً - ذخائر الماضي من تراث أمجادنا العلمي الذي كان من مظاهر عزها وأساساً لنهضتها وثمرة يانعة لحياتها وثقافتها ليتسنى الوقوف على أصالته وما برز به من نظريات وحلول لمختلف القضايا النازلة . مقدمة تحقيق مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول ص19 .
ولما كانت لديَّ رغبة أكيدة في خوض مجال تحقيق التراث الإسلامي العظيم وكانت لي ثلاث تجارب في ذلك وهي :(1/1370)
1. تحقيق الجزء الأول من كتاب بيان معاني البديع في أصول الفقه لمحمود بن عبد الرحمن الأصفهاني وكان ذلك في مرحلة الدكتوراة . ويقع في مجلدين كبيرين بلغت صفحاتهما 1250 صفحة .
2. تحقيق شرح الورقات في أصول الفقه لجلال الدين المحلي .
3. تحقيق رسالة بذل المجهود في تحرير أسئلة تغير النقود للعلامة محمد بن عبدالله الغزي التمرتاشي
كما وأنني تعاملت مع فهرسة المخطوطات ومصوراتها المحفوظة لدى مؤسسة إحياء التراث الإسلامي والبحوث الإسلامية في بيت المقدس حيث قمت بالإشتراك مع موظفين من المؤسسة بفهرسة مخطوطات المؤسسة المصورة وبلغت عدتها قريباً من أربعة آلاف مصورة . وقد سمي فهرس مخطوطات فلسطين المصورة .
وقد صدر الجزء الأول منه وهو خاص بالفقه وأصوله وجاء في مقدمته ما يلي :[ إن التراث الضخم الذي آل إلينا من علمائنا الأفذاذ لجدير بأن نقف أمامه وقفة إكبار وإجلال لتلك الجهود التي بذلها أولئك النوابغ من العلماء وإن من بعض الواجب علينا أن نعتز ونفتخر بهذا التراث العظيم وأن نعمل على إحيائه والمحافظة عليه وتيسير سبل الاستفادة منه خدمة للعلم وأهله ووفاء لأولئك العلماء الأعلام.
ومن هذا المنطلق قررت مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في بيت المقدس نشر فهارس مخطوطاتها المصورة فعهدت إلى الأخوين د. حسام الدين عفانه الأستاذ المشارك في جامعة القدس والسيد محمد الصفدي الموظف في المؤسسة والأخت انتصار الصلاح الموظفة في المؤسسة للقيام بإعداد فهارس للمخطوطات المصورة من عدد من المكتبات الخاصة والعامة في فلسطين والمحفوظة لدى المؤسسة
وها نحن نقدم للباحثين والدارسين الجزء الأول من هذه الفهارس والتي من المتوقع أن تصدر في اثني عشر جزء يضم كل واحد منها 300 مخطوط ما عدى الجزء الأول فيضم 183 شملت ما يلي :
- أصول الفقه 70 مخطوطاً .
- الفقه المقارن 10 مخطوطات .
- الفقه المالكي 3 مخطوطات .
- الفقه الحنبلي 13 مخطوطة .(1/1371)
- القواعد الفقهية 9 مخطوطات .
- الفرائض ( المواريث ) 40 مخطوطة .
- متفرقات فقه 38 مخطوطة ] مقدمة الجزء الأول ص2.
لكل ما مضى فإني أشجع طلبة الدراسات العليا خاصة والباحثين عامة على خوض غمار هذا الفن
- تحقيق التراث - على وفق قواعده وأسسه التي وضعها كبار المحققين ...
كما وأني لأرجو من جامعتنا أن تتولى جانباً مهماً في هذا المجال فتقرر في مناهجها للدراسات العليا تدريس مساق حول تحقيق التراث الإسلامي وتوليه العناية الفائقة .
وقد بدأت بوادر ذلك تتحقق حيث قررت جامعة الخليل تدريس هذا الموضوع المهم ضمن مساق البحث العلمي لطلبة الماجستير في معهد القضاء العالي . وكذلك فعلت جامعة القدس حيث يدرس المساق لطلبة الماجستير تخصص دراسات إسلامية معاصرة وقد قمت بتدريس المساق في الجامعتين المذكورتين ولله الحمد والفضل .
هذا مع العلم أن تدريس تحقيق التراث قد سبقتنا إليه الجامعات العريقة في العالم العربي والإسلامي فقد ذكر المحقق الكبير عبد السلام هارون أنه قام بإلقاء محاضرات في هذا الفن على طلبة الماجستر بكلية دار العوم في الخمسينات من القرن الميلادي الماضي . انظر تحقيق النصوص ص 6-7 .
وكذلك فإن هذا الموضوع يدرس في عدد كبير من الجامعات العربية والإسلامية ولكن ثمرات ذلك ما زالت دون المستوى المطلوب في إخراج كنوز تراثنا الإسلامي العظيم .
يقول الدكتور حميش عبد الحق :[ تحتوي خزانة التراث الفقهي على كتب هامة من تراثنا الإسلامي الخالد الذي ألفه سلف هذه الأمة عبر القرون الماضية وهذه الكنوز ادخرت لهذه الأمة لتستفيد منها ولتعمل بما فيها .
لهذا اتجه العلماء وطلاب الدراسات العليا نحو تحقيق الكتب القديمة من أجل إحياء التراث الإسلامي النافع الذي يستفيد منه الناس وينفعهم في دينهم ودنياهم .(1/1372)
لكن هذا الاتجاه نحو تحقيق التراث نراه يسير سيراً بطيئاً فإن عدداً ضخماً من المخطوطات لا يزال غير منشور على أهميته وبعضه أصل في الفن الذي يتناوله .
لهذا صار لزاماً على المعنيين بهذا الأمر تشجيع تحقيق المخطوطات وتذييل الصعوبات التي يواجهها طلاب العلم الذين يقبلون بحماسة على العمل ولا يجدون ما يحققونه فيتولون وقلوبهم تفيض بالأسى حزناً ألا يجدوا ما يحققون ] مقدمة كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة 1/7 .
إذا تقرر هذا فأود الحديث هنا عن بعض القضايا الهامة :
أولاً : تحقيق التراث فن قائم بذاته له أصوله وقواعده ويمكن تعريفه بأنه العلم الذي يبحث فيه عن قواعد نشر المخطوطات أو هو دراسة قواعد نشر المخطوطات . تحقيق التراث ص36 .
والغاية المرجوة من هذا الفن هي تقديم المخطوط صحيحاً كما وضعه مؤلفه دون شرحه . قواعد تحقيق المخطوطات ص82 .
وقد وضع في هذا العلم عدد كبير من المؤلفات والأبحاث ذكر أهمها د. عبد الهادي الفضلي فقال :
[ وفي النصف الأول من القرن العشرين الميلادي وفي العام الذي صدر فيه كتاب نقد النصوص الفرنسي المشار إليه سابقاً وبالتحديد في عام 31/1932 ألقى المستشرق الألماني د. برجستراسر محاضرات في أصول نقد النصوص ونشر الكتب على طلبة الماجستير بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة القاهرة .
وكانت محاضراته المادة الأولى باللغة العربية لعلم تحقيق التراث والمنطلق الأول للمثقفين العرب للتعامل مع هذه المادة تأليفاً وتدريساً .
وتتابع التأليف والكتابة في هذا العلم وكالتالي :
1. في سنة 1944 نشر د. محمد مندور مقالين في قواعد نشر النصوص في العددين 277 و280 من مجلة الثقافة المصرية عند نقده لكتاب قوانين الدواوين لابن مماتي ت606 هـ والمنشور بتحقيق عزيز سوريال عطية سنة 1943 .
وفي السنة نفسها أعاد نشر المقالين ضمن كتابه في الميزان الجديد .(1/1373)
2. في سنة 1951 نشرت قواعد موجزة لنشر المخطوطات في مقدمة الجزء الأول من تاريخ مدينة دمشق وكانت تلكم القواعد قد وضعت من قبل لجنة ألفها المجمع العلمي العربي بدمشق لذلك .
3. في سنة 1953 تحدث د. إبراهيم بيومي مدكور عن بعض قواعد النشر في مقدمته لكتاب الشفا لابن سينا .
4. في سنة 1954 نشر الأستاذ عبد السلام هارون الطبعة الأولى من كتابه تحقيق النصوص ونشرها .
5. في سنة 1955 نشر د. صلاح الدين المنجد ما وضعه من قواعد تحقيق المخطوطات في الجزء الثاني من المجلد الأول من مجلة معهد المخطوطات العربية التي تصدر في القاهرة .
ثم أعاد نشرها في السنة نفسها بكتاب مستقل يحمل عنوان قواعد تحقيق المخطوطات .
6. ومنذ سنة 64/1965 أملى أستاذنا د. مصطفى جواد آراءه في أصول تحقيق النصوص على طلبة ماجستير اللغة العربية بجامعة بغداد حتى وفاته سنة 1969 رحمه الله تعالى .
وقد قام بنشرها زميلنا د. محمد علي الحسيني ضمن كتابه دراسات وتحقيقات المطبوع سنة 1974 .
7. في سنة 1969 قام د. محمد حمدي البكري بإعداد ونشر محاضرات المستشرق الألماني برجستراسر التي ألقاها على طلبة ماجستير اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 31/1932 بعنوان أصول نقد النصوص ونشر الكتب .
8. وفي سنة 1972 وضع د. شوقي ضيف كتابه البحث الأدبي عاقداً الفصل الثالث منه لتوثيق النصوص وتحقيقها .
9. في سنة 1975 نشر د. نوري حمودي القيسي ود. سامي مكي العاني مؤلفهما الموسوم بمنهج تحقيق النصوص ونشرها .
10 . في سنة 1977 نشر د. عبد الرحمن عميرة كتابه أضواء على البحث والمصادر عاقداً الباب الثالث منه لتحقيق المخطوطات .
11. في سنة 1979 نشر الأستاذ أحمد الجندي مقالاً في المجلة العربية السعودية بعنوان تحقيق التراث .(1/1374)
12. وفي سنة 1980 ألقى د. حسين نصار بحثاً بعنوان منهج تحقيق التراث العربي وقواعد نشره في الندوة الأولى عن التراث التي عقدت في القاهرة ] تحقيق التراث ص27-28 .
وأوسع كتاب تناول موضوع تحقيق المخطوطات فيما اطلعت عليه هو كتاب تحقيق التراث للدكتور
عبد الهادي الفضلي فقد احتوى زبدة مؤلفات وأبحاث الذين تقدموه وفصَّل الكلام في التحقيق فتحدث عن نشأة التحقيق وتطوره وعن تعريف التحقيق وشروطه وعن مقدمات التحقيق وخطواته ومكملاته .
ومن الفوائد المهمة لهذا الكتاب أنه ذكر لنا فهارس المطبوعات العربية فبلغت 65 فهرساً
وذكر قائمة بأسماء الدوريات العربية المعنية بشؤون المخطوطات فبلغت 73 دورية
وذكر الدوريات الأجنبية المعنية بشؤون المخطوطات فبلغت 30 دورية
وذكر الفهارس العامة للكتب التي تعنى بالمخطوطات فبلغت ثمانية فهارس
وذكر قائمة للمكتبات التي توجد فيها المخطوطات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم فبلغت 219 مكتبة .
وذكر بياناً بأسماء بعض فهارس المخطوطات العربية في البلاد العربية وقد اشتمل على 101 فهرس . وذكر بياناً بأسماء بعض فهارس المخطوطات العربية في البلدان غير العربية فبلغت 78 فهرساً . انظر تحقيق التراث ص62-98 .
ثانياً : تحقيق كتب التراث المطبوعة بغير تحقيق
من المعروف أنه بعد أن انتشرت الطباعة في العالم الإسلامي أقبل كثير من أصحاب المطابع والناشرين على طباعة كتب التراث الإسلامي بمختلف علومها وفنونها فنشرت آلاف الكتب بل مئات الآلاف ولكن عدداً كبيراً من هذه الكتب طبع بدون أدنى تحقيق علمي وقليل منها لقي عناية من المصححين والمدققين والمحققين .(1/1375)
وهذا العدد الهائل من الكتب التي طبعت بدون تحقيق وجد فيه خلل كبير كنقص وسقط من كلام المؤلف ووجد عدد كبير من الأخطاء المطبعية وكذلك بعضها فيه تقديم وتأخير وبعضها فيه طمس لبعض الكلام وبعضها فيه تحريفات كثيرة وبعضها لم تضبط فيه الكلمات المشكلة ومعظمها يخلو من استعمال علامات الترقيم مما يؤدي إلى صعوبة في فهم مراد المؤلف حيث إن علامات الترقيم يتوقف الفهم عليها أحياناً وهي دائمأً تعين مواقع الفصل والوصل وتسهل فهم الإدراك عند سماع الكلام أو قراءته مكتوباً انظر كيف تكتب بحثاً أو رسالة ص108 .
وإن كثيراً من التعقيد وغموض المعاني في كتب التراث الإسلامي يعود إلى فقدان أمثال هذه العلامات حيث تتصل الجمل والعبارات بعضها ببعض وتتداخل تداخلاً تاماً بحيث لا يدرك الفواصل بينها ومقاطع الوقف فيها إلا ذو ممارسة ودربة طويلة . كتاب البحث العلمي ص123 .
ومعظمها لم تخدم أدنى خدمة علمية ولم تفهرس فهرسة صحيحة فإن بعض الكتب الكبيرة يجد الباحث عناءً كبيراً في الوصول إلى مسألة معينة بسبب عدم وجود فهرسة صحيحة للكتاب .
وحتى لا يظنن أحد أن كلامي هذا فيه مبالغات أسوق للقارئ عدداً من الشواهد من كلام جماعة من أهل العلم الذين حققوا كتباً سبق طبعها بدون تحقيق ثم حققت على وفق قواعد تحقيق المخطوطات لتبين للقارئ مدى حاجة الكتب المطبوعة بدون تحقيق إلى إعادة نشر وطبع وتحقيق علمي فمن ذلك :(1/1376)
1. قال د. محمد الزحيلي ود. نزيه حماد في مقدمة تحقيقهما لكتاب شرح الكواكب المنير للعلامة ابن النجار الحنبلي ما نصه :[ وهذا الكتاب الذي نذكره قد سبق إلى نشره لأول مرة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى حيث قام بطبعه بمطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة 1372هـ/1953م عن نسخة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق رحمه الله تعالى . ولكن هذه النسخة كانت مخرومة خرماً كبيراً يبلغ ثلث الكتاب فطبعت على حالها ثم قدر للشيخ الفقي أن يطلع على نسخة مخطوطة أخرى للكتاب في المكتبة الأزهرية بالقاهرة فطبع القدر الناقص عنها وأكمل الكتاب فجزاه الله كل خير .
وبعد الاطلاع على الطبعة المذكورة ودراستها تبين لنا أنها مشحونة بالأخطاء والتصحيفات والخروم في أكثر من خمسة آلاف موضع مما يجعل الاستفادة منها وهي بهذه الحالة غير ممكنة .. لهذا كان لا بد من تحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً على أصوله المخطوطة حيث إن تلك الطبعة لا تغني عن ذلك شيئاً ... وقد يظن بعض الناس أن في كلامنا هذا شيئاً من المبالغة ولكنهم لو قارنوا بين تلك الطبعة وبين طبعتنا أو نظروا في هوامش كتابنا حيث أشرنا فيها إلى فروق وخروم الطبعة الأولى لعلموا مبلغ الدقة في هذا الكلام .
ومن طريف ما يذكر أن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري قد اطلع على طبعة الشيخ الفقي كما اطلع على نسخة مخطوطة للكتاب وقعت تحت يده في مكتبة خاصة بخط عبد الحي بن عبد الرحيم الحنبلي الكرمي نسخت سنة 1137هـ وكتب عليها أنها مقابلة على نسخة مصححة على خط المؤلف فقابل المطبوعة عليها فعثر على 2758 غلطة في المطبوعة . فطبع بياناً بهذه الأغلاط وتصويبها على الآلة الطابعة وقد راجعنا ذلك البيان وصورناه من مكتبة الشيخ عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى جزاه الله خيراً . ثم أشرنا في هوامش طبعتنا إلى تلك التصويبات .(1/1377)
من أجل ذلك كانت الحاجة ملحة إلى تحقيق الكتاب ونشره بصورة علمية أمينة ] شرح الكوكب المنير 1/8-9 .
2. وقال د. محمد سليمان الأشقر في مقدمة تحقيقه لكتاب المستصفى من علم الأصول للإمام الغزالي ما نصه :[وتمتاز هذه النسخة بأنها تشتمل على فصل مكون من ثماني أوراق تقريباً كانت النسخة البولاقية خالية عنها وهذا الفصل ألحقه الغزالي بكتابهه ضمن أبواب الاجتهاد قال في أوله :[ هذا فصل به تمام كشف القناع عن غموض المسألة ألحقناه بعد الفراغ من تصنيف الكتاب وانتشار نسخه ] وهذا يفسر سبب خلو النسختين المطبوعتين من هذا الفصل .
وتمتاز هذه النسخة المخطوطة أيضاً بأنها وجدت فيها على التمام مواضع كثيرة كانت ساقطة من النسختين المطبوعتين . وربما كان الساقط في كل موضع سطراً أو سطرين . وقد كثرت هذه الإسقاطات في النصف الثاني من الطبعتين المصريتين فأمكن تدراكه من هذه النسخة والحمد لله .
وبذلك رجع النص إلى الصحة التامة والوضوح إن شاء الله بعد أن كان القارئ يحار بسبب الاضطراب الذي يحسه لانقطاع تسلسل الكلام في تلك المواضع ] المستصفى 1/22.
3. وقال الشيخ مشهور حسن آل سلمان في مقدمة تحقيقه لكتاب تقرير القواعد وتحرير الفوائد لابن رجب الحنبلي ما نصه :[ طبع هذا الكتاب أكثر من مرة وأشهر طبعاته طبعة الأستاذ طه عبد الرؤوف سعد وقد ظهرت أول مرة في القاهرة عن مكتبة الخانجي سنة 1352هـ - 1933م في 454 صفحة .
وشاب هذه الطبعة نقص في عبارات وتحريف وتصحيف في مواطن كثيرة في عدة كلمات نبهنا عليها في هوامش الكتاب . ولم يخل هذا السقط والتحريف والتصحيف من جميع طبعات الكتاب قال د. عبد الله الغفيلي عن كتابنا هذا :[ وقد طبع عدة مرات منها طبعة بالقاهرة سنة 1352 هـ - المطبعة الخيرية ولكن جميع الطبعات لا تخلو من السقط والتحريف والتصحيف وهو جدير بأن يعنى به ويطبع طبعة علمية محررة ومحققة ] 1/23 .
ثم ذكر ما تمتاز به طبعته لهذا الكتاب بما يلي :(1/1378)
[ أولاً قمت بمقابلة الكتاب على ثلاث نسخ خطية .
ثانياً : أثبت الفروق بين النسخ الخطية وطبعة الأستاذ طه عبد الرؤوف سعد في الهامش ونبهت على التحريفات والتصحيفات والسقط الواقع في المطبوع ] 1/28 .
4. وقال الشيخان شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط في مقدمة تحقيقهما لكتاب زاد المعاد للعلامة ابن القيم ما نصه :[ وقد سبق لهذا الكتاب أن طبع أكثر من مرة ولكنه في كل هذه الطبعات لم يأخذ حظه من التحقيق والتصحيح والتمحيص فجاءت كلها مليئة بالخطأ والتصحيف والتحريف وسوء الإخراج وعدم العناية بتحقيق نصوصه الحديثة وتمييز صحيحها من سقيمها مما حدا بالناشر أن يطرح فكرة تحقيقه ونشره نشرة صحيحة وفق القواعد العلمية في التحقيق ] 1/7 .
وقالا في هامش نفس الصفحة :[ حتى الطبعة التي عني بتحقيقها الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله فهي مشحونة بالخطأ بالرغم من ادعائه اعتمد على نسختين خطيتين موجودتينم بدار الكتب المصرية وأنه راجع أحاديثها على اصولها من الكت بالستة وغيرها ] .
5. وقال العلامة أحمد محمد شاكر في مقدمة تحقيقه لكتاب إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام للعلامة ابن دقيق العيد ما نصه :[ وقد طبع هذا الشرح قديماً في الهند .
ثم طبعه الشيخ محمد منير الدمشقي في مصر سنة 1342-1344 ونفذت الطبعتان فعز وجودهما .
ولكن الشيخ منير الدمشقي لم يعن بتصحيحه العناية الواجبة لمثل هذا الكتاب فكانت الأغلاط فيه كثيرة ولعل عذره أنه اعتمد مطبوعة الهند وحدها فلم يتجشم مشقة الرجوع إلى أصول مخطوطة منه جيدة .
ثم إنه رحمه الله زاد في أواخر الأبواب أحاديث تناسب كل باب ( مما انفرد به البخاري فقط أو مسلم فقط أو غيرهما مما صح سنده ومتنه ) كما هو نص قوله في مقدمة طبعته .(1/1379)
وهذه الزيادات لم يكن الكتاب بحاجة إليها لأن مقصد المؤلف واضح :( اختصار جملة من أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الشيخان ) فلم تكن هذه الزيادات من شرط الكتاب ولم تكن استيعاباً لجميع أحاديث الأحكام ] ص8-9 .
ثم قال :[ ولطالما فكرت في طبعه وإخراجه إخراجاً علمياً متقناً محققاً على النحو الواجب من التحقيق العلمي في إخراج كتب السنة وآثار سلفنا الصالح رضي الله عنهم حتى تهيأت الفرصة المناسبة لذلك والحمد لله . فقام بطبعه وتصحيحه والتعليق عليه الأخ الشيخ محمد حامد الفقي ورغب إلى أن أشركه في مراجعته على أصوله الصحيحة .
وكان أول ما يجب للتحقيق والتصحيح : الرجوع إلى أصول مخطوطة من الكتاب يمكن الوثوق بها في إخراجه على أصله دون تغيير أو تحريف إن شاء الله .
فكان لدي في مكتبتي الخاصة نسختان منه مخطوطتان وفي دار الكتب نسخ عدة فحصتها كلها وتخيرت أصحها وأوثقها . وتفضلت الدار بتصوير صورة شمسية منها لي .
فصارت الأصول المخطوطة بين يدي ثلاثة أراها كافية إن شاء الله لتحقيق الكتاب وإخراجه إخراجاً صحيحاً على النحو الذي يرضيني وعلى ما في الوسع والطاقة ] 9-10 .
6. وقال د. محمد الحجي في مقدمة تحقيقه لكتاب الذخيرة للقرافي بعد أن وصف النسخ المخطوطة التي اعتمد عليها في التحقيق :[ وقد رجعنا عند المقابلة إلى المقدمة الثانية للذخيرة في الأصول التي نشرها سنة 1973 طه عبد الرؤوف سعد ضمن شرح تنقيح الفصول وإلى الجزء الأول الذي طبعته كلية الشريعة بالأزهر عام 1381 /1961 بإشراف الشيخين عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد السميع أحمد إمام ثم أعادت طبعه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمطبعة الموسوعة الفقهية عام 1402/1982 فألفيناه رغم جهود الشيخين واجتهاداتهما مليئاً بالتصحيف والبتر والعذر لهما أنهما لم يطلعا في إعداده إلا على مخطوطة دار الكتب المصرية وهي كثيرة القلب والحذف والبياضات ] الذخيرة 1/19 .(1/1380)
7. وقال د. عبد المحسن التركي والشيخ شعيب الأرنؤوط في مقدمة تحقيقهما لشرح العقيدة الطحاوية تحت عنوان الطبعات السابقة لهذا الشرح ما نصه :[ الطبعة الأولى في سنة 1349هـ في المطبعة السلفية بمكة المكرمة طبعت بعناية العالم العلامة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رحمه الله وأجزل مثوبته ذكر ناشرها : أنه لما كانت النسخة الخطية لشرح العقيدة الطحاوية التي جرى عليها الطبع كثيرة الغلط والتحريف حيث إنها لم تصحح ولم يوجد لها أصل صحيح للمقابلة عليه فقد اعتنى صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين آل الشيخ بتصحيحه فشكل لجنة من المشايخ وطلبة العلم النجديين والحجازيين لا يقل عددهم عن العشرة فقرئت على فضيلته بمسمع من المذكورين فصححت بقدر الطاقة والاجتهاد .
قلنا : وهذه التصحيحات التي انتهوا إليها بحسب اجتهادهم لا نعرف عنها شيئاً لأنه لم يرد في التعليقات ما يدل عليها أو يشير إليها ولو كان الأصل الذي اعتمدوه بين أيدينا لأمكننا الوقوف على هذه التصحيحات ومعرفة قدرها وقيمتها .
2. الطبعة الثانية طبعت بمصر في دار المعارف سنة 1373هـ بتحقيق كبير المحققين في عصره الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله وقد ذكر في مقدمته أنه لم يجد للكتاب مخطوطة معتمدة حتى الأصل الخطي الذي طبعت عنه الطبعة السالفة لم يقف عليه فاعتمد النسخة المطبوعة في مكة فاجتهد في تصحيح كلام الشارح قدر الطاقة وقابل الأحاديث والآثار التي فيه على ما كان بيده من الأصول المنقول عنها وكان رحمه الله يتمنى أن يوفقه الله إلى أصل متقن لهذا الكتاب يكون عمدة في تحقيقه وتصحيحه ليخرجه إخراجاً سليماً .(1/1381)
3. الطبعة الثالثة بدمشق سنة 1381هـ نشرها المكتب الإسلامي بتحقيق جماعة من العلماء وتخريج أحاديثها للشيخ ناصر الدين الألباني وقد اعتمد في هذه الطبعة على نسخة خطية حديثة العهد كتبت سنة 1322هـ وهي نسخة كثيرة الأخطاء والتحريفات مما دفع اللجنة القائمة على طبعه أن تعتمد طبعة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله وتثبت زيادات طفيفة جاءت في هذه النسخة وما جاء فيها من تحريفات وأخطاء فقد صححت بالاعتماد على طبعة الشيخ أحمد شاكر .
4. الطبعة الرابعة طبعت بالشام سنة 1401هـ بتحقيق وتخريج الشيخ شعيب الأرنؤوط وقد اعتمد في هذه الطبعة على نسخة الشيخ أحمد شاكر لكنه استدرك فيها أخطاء وتحريفات وقعت في مطبوعة الشيخ شاكر وكان يعتمد في التصويب على المراجع والمظان التي بين يديه مما نقل عنه المصنف لكنه لم يشر إلى تلك التصويبات في التعليقات ولا المصادر التي نقل التصويب عنها مما أفقدها قيمتها العلمية .
5. الطبعة الخامسة طبعت في مصر سنة 1402هـ بتحقيق د. عبد الرحمن عميرة نشرته مكتبة المعارف بالرياض وقد ذكر المحقق أنه عثر على مخطوط لهذا الشرح بمكتبة جلال الدين السيوطي بمحافظة أسيوط في صعيد مصر ! وقال : وقد تكون هذه المخطوطة أكثر نسخ المخطوط دقة ووضوح ألفاظ ومع ذلك فلم يتخذها أصلاً بل جعلها في المرتبة الثانية ورمز لها بحرف (ب) واتخذ مطبوعة المكتب الإسلامي أصلاً ورمز لها بحرف (أ) وقارن بين النسختين وأثبت الفروق بالهوامش كذا فعل مع أن المنهج العلمي المتبع في التحقيق هو اتخاذ الأصل الخطي أصلاً والاعتماد عليه وعدم الاعتداد بما طبع إلا عندما يوجد في الأصل المعتمد تحريف أو سقط يمكن تداركه من المطبوع فيؤخذ عنه ويشار إلى ذلك .
ولم يصف هذه النسخة الخطية التي اعتمدها وصفاً دقيقاً ينبئ عن قيمتها ومنزلتها وتاريخ نسخها ولا صور نماذج منها تعين الباحث على التعرف عليها .(1/1382)
وفي بعض ما قارناه في هذه الطبعة تبين أنه لم يتخذ طبعة المكتب الإسلامي أصلاً بل لفق وأصلح وبدل من غيرها أشياء دونما إشارة إلى ذلك .
6. الطبعة السادسة طبعت في بيروت سنة 1405هـ نشر دار البيان وذكر في صفحة العنوان : حققه وخرج أحاديثه وعلق بشير محمد عيون وقد قمنا بمقابلة هذه المطبوعة على الأصل الذي اعتمده الناشر فوجدنا خلافاً كبيراً بين الأصل المعتمد وبين المطبوع مما يدل على أن هذه الطبعة لم يراع فيها التحقيق العلمي المتقن وأن الناشر قد لفقها من الأصل الذي اعتمده ومن طبعة شاكر ومن طبعة مكة ولم يشر في تعليقاته لا من قريب ولا من بعيد إلى ما وقع في الأصل من الأخطاء غير القليلة ونقص كثير من الكلمات وأحياناً زيادات انفردت بها ] مقدمة تحقيق شرح العقيدة الطحاوية 110-113 .
ثم ذكر المحققان ما تمتاز به طبعتهما من أمور فقالا :( 3. إخراج النص إخراجاً صحيحاً موثقاً كما كتبه المؤلف وذلك بالإعتماد على أربع نسخ خطية منها نسخة كتبت في حياة المؤلف وقوبلت على نسخته وهي النسخة المرموز لها ب( أ) ، وبالرجوع إلى المصادر التي أخذ عنها المؤلف وبذلك أمكن تدارك عدد غير قليل من الأخطاء والتحريفات التي وقعت في الطبعة السابقة مع الإستفادة مما فيها من تعليقات مفيدة ) . مقدمة شرح العقيدة الطحاوية ص 122 .
8. وقال د. عدنان درويش ومحمد المصري في مقدمة تحقيقهما لكتاب الكليات للكفوي ما نصه :[ طبع الكتاب إذن سبع مرات وعرفه الناس في جيل سبق جيلنا وأفادوا منه في دراساتهم وكتاباتهم فأخذوا منه وأحالوا عليه كما أفاد منه كثير ممن لم يعان الكتابة والتأليف بالرجوع إليه كلما دعت حاجة إلى الكشف عن أمر يتعلق بالمعارف الإنسانية باعتباره معجماً موسوعياً للمصطلحات في مختلف العلوم والفنون عند العرب والمسلمين .(1/1383)
بيد أن سوء إخراج الكتاب في طباعته السبع تلك لم يتح له الذيوع والانتشار اللذان يستحقهما في أوساط المثقفين غير المختصين وأنصاف المثقفين من جيلنا في عصرنا الحاضر فالورق من نوع رديء والحروف دقيقة لا تخلو من رداءة أيضاً وقد اكتظت بها الصحائف اكتظاظاً بلا علامات ترقيم تفصل الفقر فتيسر على القارئ توضح العبارة وتحديد المعاني وليس ثمة إشارات إلى بداءات الفصول .
وجل هذه الطبعات لم يبرأ من آفتي التصحيف والتطبيع مما قد يضلل القارئ أو يصيب المعاني بالخلل .
تلك الأمور اجتمعت وتضافرت فكانت كافية لتحفزنا على إصدار نشرة جديدة للكتاب الهدف منها تيسير الرجوع إليه والإفادة منه ثم تنقيته من شوائب التصحيف والتطبيع .
وثمة أمر كان أقوى من تلك الحوافز السابقة لزَّنا إلى إصدار هذه النشرة الجديدة ذلك أننا حظينا بنسخة خطية منه تتصف بالأصالة والنسب فهي مضاهاة بنسخة قوبلت على نسخة المؤلف إذن فلا بد من اختبار أصالة النسخة ونسبها فقابلناها على المطبوع فإذا فيها تقديم وتأخير في الترتيب وزيادات يبدو أن من قابل النسخة أضافها حين ضاهاها بنسخة المؤلف لذا رأينا أن لا بد من الاهتمام بها وإثبات ما ينبغي له أن يثبت مما تفرضه أمانة العمل في تحقيق النصوص ] ص6.
9. وقال العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في مقدمة تحقيقه لكتاب الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء للحافظ ابن عبد البر ما نصه :[ لما توجهت رغبتي إلى خدمة كتاب الإنتقاء استصحبت معي في أسفاري النسخة المطبوعة بعناية الأستاذ حسام الدين القدسي التي سبق ذكرها في ص14 لرشاقة الكتاب وطلاوته وفخامته في موضوعه وهو يترجم لثلاثة أئمة من أئمة المتبوعين في الإسلام ولنخبة مختارة من كبار أصحابهم وتلامذتهم .(1/1384)
وقرأته وفصلته وضبطت فيه الألفاظ التي تحتاج إلى ضبط بقدر ما تيسر لي وحضرني اعتماداً مني على هذه النسخة المطبوعة نظراً إلى أن الأستاذ القدسي قام بطبعها والاعتناء بها فتكون متمتعة بالمقابلة الدقيقة والصحة التامة والضبط المتقن الشديد الذي أعهده في الأستاذ حسام الدين القدسي .
ولكني أثناء قراءتي للكتاب وضبطي لألفاظه كانت تمر بي كلمات وعبارات أتوقف في صحتها كثيراً وبعضها أجزم بوقوع التحريف فيها وبعضها لا أفهم معناه إذا بقيت العبارة كما هي أو يكون المعنى فيه غامضاً أو فاسداً .
ولما فرغت من خدمة الكتاب بين السفر والحضر قدمته إلى المطبعة وسعيت إلى تصوير النسخ المخطوطة الثلاث من إستنبول والأسكوريال رغبة في التثبت من صحة بعض الكلمات أو الجمل التي توقفت فيها أو صححتها باجتهادي ونظري الضعيف ولما وصلت إلي المصورات عن النسخ الثلاث وجاءني الكتاب من المطبعة مصفوفاً مرتباً كما رسمت له وأثبته قابلته وراجعت ما كنت توقفت فيه أو جزمت بتحريفه أو وقوع السقط فيه تبين لي أن الكتاب فيه من التحريف والقلب والإبدال والسقط في الإسناد والخبر والأسماء والعبارات : الشيء الكثير جداً وخاصة في القسم الذي لم يعلق عليه شيخنا الكوثري رحمه الله تعالى ] ص20-21 .
10. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في مقدمة التحقيق للكتاب الكبير سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ما نصه :[ وقد أدى التهاون بمقابلة المنسوخ على الأصل إلى وقوع ما يزيد على مئة سقط يترواح ما بين كلمة وجملة وسطر في الجزء الأول من هذا الكتاب المطبوع بدار المعارف بمصر سنة 1953 وقد بيناه في مواضعه من طبعتنا هذه ودللنا عليه كما بينا أيضاً السقط والتحريف اللذين وقعا في الجزأين الثاني والثالث من الطبعة المذكورة .(1/1385)
وقد قال أئمة النقد : لا يجوز أن ينخدع في الاعتماد على نسخ الثقة العارف دون مقابلة ولا على نسخ نفسه بيده ما لم يقابل ويصحح فإن الفكر يذهب والقلب يسهو والنظر يزيغ والقلم يطغى ] سير أعلام النبلاء 1/155 .
11. وقال العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في تقديمه لكتاب أصول الشاشي الذي حققه محمد أكرم الندوي ما نصه :[ ولكن هذا الكتاب على أهميته العلمية والعملية وطباعته عدة مرات في الهند وباكستان لم يقدر له أن يطبع طبعة محققة تحقيقاً علمياً عصرياً يليق به حتى هيأ الله له الأخ الفاضل البحاثة محمد أكرم حفظه الله فقام على خدمة الكتاب تحقيقاً وتعليقاً وتفسيرأً وتخريجاً وقد قيل : من حقق كتاباً فكأنما أحيا موؤودة ] ص3-4 .
12. وذكر الشيخان زهير الشاويش وشعيب الأرنؤوط في مقدمتهما لشرح السنة للإمام البغوي عند ذكر مؤلفات البغوي ومنها تفسيره المسمى معالم التنزيل :[ وقد طبع أكثر من مرة وجميع طبعاته لا تخلو من تحريف وتصحيف وهو جدير بأن يعنى به ويطبع طبعة علمية محررة ] شرح السنة 1/30 .
13. وذكر الأستاذ على شيري في مقدمته لتحقيق تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي وهو من أمهات المعاجم العربية فقال تحت عنوان طبعات تاج العروس :[ طبع منه ثلاث طبعات الطبعة الأولى ناقصة طبع من الكتاب خمسة أجزاء في سنة 1287هـ بالمطبعة الوهبية بمصر وأشرفت على طبعه هيئة علمية معنونة باسم جمعية المعارف بالقاهرة وانتشرت هذه الطبعة مع ما فيها من التحريف والغلط والتصحيف والسقطات وقد توقفت المطبعة عن إتمامه لجسامته وكثرة نفقته وصعوبة الحصول على نسخة وغيرها من الأمهات المعتمدة في التحري والتحرير وتخليصه من شوائب التحريف والتغيير .(1/1386)
الطبعة الثانية كاملة من عشرة أجزاء كان الفراغ منها في سنة 1307 بالمطبعة الخيرية بخطة الجمالية من القاهرة المعزية . وهي النسخة التي اعتمدنا أصلاً لعملنا وعليها قام تحقيقنا وسميناها المطبوعة المصرية .تتميز هذه الطبعة بما يلي :
- في الصفحة 41 سطراً وفي كل سطر حوالي عشرين كلمة . وهي من الحجم الكبير .
- خالية تماماً من الضبط وهذا ما زاد العمل فيها صعوبة .
- ليس فيها أدنى تبويب أو تنظيم فقد ملئت الصفحات بالسطور وتلاصقت الكلمات ببعضها أو كادت دون تقسيم للفقرات أو الجمل أو المعاني .
- اختلطت فيها العبارات بحيث انتفت علامات الفصل بينها من نقطة أو فاصلة أو أي شيء يفيد في تقسيم المعاني وإيضاحها وهذا ما أدى إلى اضطراب في المعاني وتشويه في العبارات حتى أنه تصعب معها القراءة الصحيحة أحياناً حتى في كتاب عادي فكيف به وهو كتاب لغة بل معجم لغوي ضخم .
- الطبعة مليئة بالأخطاء والسقط والتحريف .
- وضع الشارح القاموس متن القاموس بين قوسين ( ) فإننا نجد كثيراً من الأقواس التي وضعت لتميز نص القاموس قد اختفت بحيث شوشت العبارة وتداخل متن القاموس مع الشرح وبات من الصعوبة بمكان البحث فيها .
- الطبعة غير مبوبة حتى يكاد الباحث أن يضيع بين المواد فما عسى من يريد الانتفاع به .
الطبعة الثالثة : ناقصة غير كاملة تقوم بإصدارها ونشرها وزارة الإرشاد والأنباء في دولة الكويت وقد باشرت بإصدارها سنة 1965 حيث صدر الجزء الأول وبلغ حتى الآن ما صدر منها 26 جزءاً حسب تقسيم الناشر .تتميز الطبعة بما يلي :
- مضبوطة ضبطاً كاملاً .
- حجم كبير في الصفحة حوالي 23 سطراً على عمودين عدد الكلمات في كل عمود حوالي 6 كلمات .
- حرف كبير مقروء .
- مبوبة بشكل جديد بحيث قسمت البواب والفصول والمواد بشكل واضح يسهل الرجوع إليها دون عناء .(1/1387)
ورغم الجهد الكبير الذي بذله محققوها والذي لا بد لنا وللأمانة العلمية من تقييمه وتثمينه عالياً وقد كان اهتمامنا بها كبيراً في عملنا فقد سهلت أمامنا الطريق وشجعتنا على التصدي لكتاب تاج العروس .
ومع اعترافنا بأهمية العمل في الطبعة الكويتية نضع الملاحظات التالية :
- اشترك في تحقيق تاج العروس جماعة من اللغويين ورغم حرصهم على اتباع منهج واحد فقد ظهرت فروقات كثيرة عند التطبيق نشأت عن اختلاف أساليبهم في العمل وهو ما اعترف به صراحة الأستاذ مصطفى حجازي .
- ورغم مراجعته فأجزاؤه المحققة مليئة بالأخطاء والسقط والتحريف وعثرات بالضبط .
- أخطاء في تخريج الآيات القرآنية .
- أخطاء فنية في ترقيم الحواشي لتتطابق مع أرقامها في المتن وسقوط كثير من الأقواس التي وضعت لتميز متن القاموس عن الشرح مما أخل بالعبارة وشوه المعنى .
- ومما وقع في هذه الطبعة من هفوات وأخطاء وسقط نشير إلى بعض منها على سبيل المثل لا الحصر وقد أشرنا إلى كل ما وقع فيها تقريباً في نسختنا ] تاج العروس 1/38-40 .
ثم ذكر أمثلة للأخطاء التي وقعت في الطبعة المذكورة .
14. وقال الشيخ علي الحلبي في مقدمة تحقيقه لكتاب الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي تحت عنوان نقد الطبعة الأولى ما نصه :[ صدرت الطبعة الأولى للكتاب في تونس سنة 1959 نشريات كتابة الدولة للتربية القومية بتحقيق محمد الطالبي .
وهذه الطبعة حوت ألواناً من الخلل العلمي في التحقيق من ذلك كثرة التحريف الواقع في المتن مع أنه يذكر في الحاشية الصواب من النسخة الأخرى التي اعتمد عليها دون تنبيه عليه .
وكذا بالنسبة للأحاديث النبوية فكثير منها لم يعزه لمصادره ولا أقول : لم يبين درجتها الصناعية فهذا أمر لا قبل له به .
ومن عجب عزوه في كثير من المسائل لكتابات المستشرقين ودراساتهم وهي التي تحوي الغث والقبيح ] الحوادث والبدع ص11 .(1/1388)
15 . وقال د. عبد الفتاح محمد الحلو في مقدمة تحقيقه لكتاب الجواهر المضية في طبقات الحنفية
لعبد القادر القرشي ما نصه :[ طبع كتاب الجواهر المضية بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية الكائنة في الهند بمحروسة حيدراباد الدكن وتم طبعه في أواخر شهر ربيع الثاني سنة 1332 هـ ويقع في جزئين ] 1/83 .
ثم قال :[ ورغم ما بذل في إخراج هذا الكتاب فقد جاء غاية في التصحيف والتحريف والاضطراب ويبدو أن النسخة التي طبعت عنها الدائرة شأنها شأن معظم نسخ الكتاب تحمل هذه السمة بالإضافة إلى ما سبق بيانه من قول حاجى خليفة ومما بينت بعضه سابقاً ولقد حاول مصححا الكتاب أن يستدركا الأخطاء التي وقعت في التراجم وقت طباعة أبواب الكنى والأنساب والألقاب والأبناء فكثرت إلى حد يشعرك بأنه يجب استئناف طبع الكتاب وأدى هذا إلى اخطاء جديدة واضطراب واضح ] 1/84
16. وذكر سامي ابن العربي محقق كتاب ارشاد الفحول للشوكاني في مقدمته ما نصه :[ وكنت كلما اطلعت على النسخ المطبوعة من هذا الكتاب أجد فيه سقطاً وتحريفاً يؤدي إلى الإخلال بالمعنى مما جعلني أتمنى من ربي عز وجل أن يمن علي بالقيام بتحقيقه وتيسيره لإخواني طلبة العلم والعلماء ] ص8 . ثم قال تحت عنوان النسخ المطبوعة والمآخذ عليها بعد أن ذكر أن الكتاب طبع خمس طبعات مختلفة وذكر أن الطبعة الخامسة التي طبعت بتحقيق د. شعبان اسماعيل هي أفضل نسخة مطبوعة لإرشاد الفحول لكنه قد وقع في أخطاء كثيرة تجعل الكتاب بحاجة إلىإعادة تحقيق ثم ذكر أمثلة كثيرة للأخطاء ثم قال :[ مع أن الشيخ شعبان – حفظه الله تعالى – قد اعتمد في تحقيقه على مخطوطة قيمة إلا أنني – بفضل الله – قد استدركت عليه أخطاء في المتن تصل إلى سبعمائة خطأ وقد قمت بحصرها ... ] ثم ذكر مئة نموذج من هذه الأخطاء . مقدمة إرشاد الفحول 1/25-42 .(1/1389)
وبعد هذه النقول من كلام المحققين التي تدل دلالة واضحة على أنه يبقى العمل على تحقيق كتب التراث التي طبعت بدون تحقيق والتي تدل على عدم الوثوق بتلك الكتب التي طبعت دون تحقيق .
أسوق مثالاً واحداً على ما يمكن أن تخدم به كتب التراث إذا لقيت التحقيق العلمي الرصين .
قال الشيخ مشهور آل سلمان في مقدمة تحقيقه لكتاب تقرير القواعد لابن رجب الحنبلي ما نصه :
[ تمتاز نشرتنا من هذا الكتاب بالآتي :
أولاً : قمت بمقابلة الكتاب على ثلاث نسخ خطية سبق صفها .
ثانياً : أثبت الفروق بين النسخ الخطية وطبعة الأستاذ طه عبد الرؤوف في الهامش ، ونبهت على التحريفات والتصحيفات والسقط الواقع في المطبوع .
ثالثاً : أثبت ما على حواشي النسخ الخطية أو بعضها من تعليقات نفسية فيها زيادة إيضاح أو بيان وهم أو تعقب للمصنف أو ذكر للراجح في المذهب .
رابعاً : حاولت جاهداً توثيق النقولات من الكتب التي نقل منها المصنف وتعبت في ذلك إذ أغلب نقولات المصنف كانت بالفحوى والإيماء والإشارة إلا في القليل النادر إذ ينقل فيه المصنف كلام العلماء بالنص . واستعنت بما نقله المصنف في ذيل طبقات الحنابلة من فروع هي اختيارات للمترجمين عنده وفي بعض الأحايين يتعقبهم وينكت على كلامهم فإن فعل أشرت أو نقلت كلامه وأنشط في بعض المسائل فأثبت مظانها من الكتب المشهورة في المذهب ولعلي أذكر أحياناً فيها اختيارات بعض المحققين من العلماء أو الراجح فيها وفق الدليل أو مذاهب العلماء الأخرى ولعلي أزيد بعض المسائل مما لها صلة بالقاعدة فاتت المصنف وهذا في القليل النادر كما في مبحث القرعة .
خامساً : أثبت شرح الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله على الكتاب وذلك بتفريغ ما أملاه على مواطن عديدة منه ثم قمت بتوزيعها على مواطنها من الكتاب ووضعت علامة ( ع ) عقب كلامه .(1/1390)
سادساً : خرجت الأحاديث والآثار التي ذكرها المصنف وبينت درجتها من حيث الصحة والحسن والضعف وأثبت نص الأحاديث والآثار التي أومئ إليها المصنف ولم يذكر لفظها .
سابعاً : عرفت بالأعلام غير المعروفين وبالكتب التي لم تطبع وحاولت ذكر نسخها الخطية إن ظفرت بذلك .
ثامناً : أثبت في الحواشي رسالة بتمامها للإمام ابن رجب هي قاعدة في إخراج الزكاة على الفور بتحقيق د. الوليد آل فريان واستفدت من تعليقاته عليها . انظر ( التعليق 3/287-292 ) ونقلت جل ما يلزم من كتابه كتاب القول الصواب في تزويج أمهات أولاد الغياب انظر ( 3/173-176 ) .
تاسعاً : صنعت فهارس علمية تحليلية للكتاب وأفردت لها مجلداً خاصاً واشتملت هذه الفهارس على الآتي :
أولاً : تحقيق فهرست تقرير القواعد وتحرير الفوائد لجلال الدين أبي الفرج نصر الدين البغدادي وهو عبارة عن ترتيب مسائل القواعد على الأبواب الفقهية المعتادة .
ثانياً : فهرس الآيات القرآنية ورتبته على حسب ترتيبها في القرآن الكريم .
ثالثاً : فهرس الأحاديث الشريفة ورتبته على الحروف .
رابعاً : فهرس الآثار السلفية ورتبته على حسب قائليها .
خامساً : فهرس القواعد الفقهية ورتبتها على الحروف واستخرجت منها ما لم يكن واضحاً أو كان في أثناء في الشرح .
سادساً : فهرس الفوائد الفقهية والعلمية ورتبتها على الحروف لأن الفهرس الأول مرتب على الأبواب وهذا الفهرس أوسع منه .
سابعاً : اختيارات أئمة الحنابلة وفقهائهم ورتبته على أسماء الأئمة والفقهاء ثم ذكرت المباحث تحت اسم كل عالم وفقيه ورتبتها على الحروف .
ثامناً : مذاهب الصحابة وعلماء الأمصار وسائر الفقهاء من غير الحنابلة ورتبته كالذي قبله .
تاسعاً : فهرس الأعلام ورتبته على الحروف .
عاشراً : فهرس الطوائف والفرق والمذاهب والجماعات ورتبته على الحروف .
حادي عشر : فهرس كتب الإمام أحمد ورتبته على أسماء أصحاب المسائل للإمام .(1/1391)
ثاني عشر : فهرس الكتب ورتبته على الحروف .
ثالث عشر : فهرس الغريب والمصطلحات العلمية ورتبته على الحروف
رابع عشر : وأخيراً فهرس الأسماء المتعقبين من العلماء والمصنفين ورتبته على أسماء من تعقب من العلماء وأدرجت تحت كل اسم عالم المسائل الفقهية ورتبتها على الحروف ونصصت على المسألة وعلى اسم المتعقب ] تقرير القواعد 1/ 28 - 31 .
ويضاف إلى ذلك ضعف الطلبة العام وخاصة في التأليف والكتابة مما يجعل كتابات الطلبة في المواضيع ضعيفة جداً وقد رأينا هذا الضعف خلال مناقشة عدد من الرسائل وهذا الضعف يلمسه جميع الأساتذة الذين يشاركون في مناقشة الرسائل .
لذا فإنني أرى أن تدريس طلبة الدراسات العليا مساق تحقيق المخطوطات وفق قواعده العلمية الصحيحة وتأهيلهم للتحقيق تأهيلاً نظرياً وعملياً مما يجعلهم قادرين على القيام بتحقيق المخطوطات فعلياً تحت إشراف الأساتذة الذين لديهم تجربة عملية في التحقيق أرى أن كل ذلك يسهم في إحياء التراث الإسلامي وينفع الطلبة ويفيدهم أكثر مما لو كتب أحدهم في موضوع ما .
وأخيراً أرجو من الأخوة الزملاء قراءة هذه الأفكار بتجرد عن الأفكار السابقة لديهم حول الموضوع وإبداء ملحوظاتهم وآرائهم مع شكري وتقديري واحترامي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
17 شوال 1422 هـ كتبه الدكتور حسام الدين عفانه
وفق 1/1 /2002 م الأستاذ المشارك في الفقه والأصول
كلية الدعوة وأصول الدين / جامعة القدس
المصدر (http://www.yasaloonak.net/articles/TAHQEEK.asp)
---
(1/1392)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > لقاء في قناة المجد مع المشرف العام د. عبد الرحمن الشهري
---
لقاء في قناة المجد مع المشرف العام د. عبد الرحمن الشهري
---
أبو المعتز القرشي
02-09-2006, 10:27 PM
استضافت قناة المجد - الثالثة - العلمية المشرف العام على هذا الملتقى د. عبد الرحمن الشهري في حلقة بعنوان ( مبادئ علم التجويد ) وكان بثها في الساعة التاسعة والنصف ، واستمرت إلى العاشرة والنصف مساء 10/1/1427هـ.
وكانت حلقة متميزة في جوانب منها :
- الطرح العلمي المحقق
- التوازن في طرح المسائل كمسألة عدم المبالغة في تطبيق التجويد في غير حلق التعلم ، وأهمية ارتباط العلوم ببعضها البعض .
- عرض جملة وافرة من كتب التجويد للمتقدمين ، والمعاصرين بأسلوب جميل
- التميز في الطرح بأسلوب سهل ممتنع
- التأصيل ، كالإشارة إلى الرجوع لكتب السلف في التجويد ، بعكس ما هو الواقع من الاكتفاء بكتب المعاصرين - وإن كان فيها خيرا كثيرا - .
- إبراز علم معاصر من أعلام ذلك الفن وهو د. غانم قدوري الحمد نفع الله بعلومه
وزادها جمالاً مداخلة د. مساعد الطيار بنقاطه الثمانية .
إلى غير ذلك من فوائد تناثرت عبر اللقاء ، فبارك الله في شيخنا الكريم أبي عبد الله وجعل ذلك في ميزان حسناته .
وننتظر هذا اللقاء مسجلاً على موقع شبكة التفسير .
---
سلسبيل
02-10-2006, 10:30 AM
كما قرأت على موقع الأكاديمية بأن البرنامج سيتم اعادته :::
تاريخ الإعادة وأوقاتها :
- يوم الجمعة التالي 11/1/1427هـ ، ليلة السبت ، الساعة : ( 30 : 1 ) صباحاً .
- ويوم الإثنين 14/1/1427هـ ( 00 : 11 ) مساء .
كما أنه ستكون المادة الصوتيه بإذن الله متوفره على موقع الأكاديمية وكذلك تفريغ كتابي لها .
وجزى الله الشيخ خير الجزاء
---
ابن الجزيرة
02-10-2006, 10:48 AM(1/1393)
جزاكم الله خيراً , وبارك الله في الشيخين الكريمين, ولقد أشتد شوقنا لرؤية بعض مشايخنا على تلك الشاشة المباركة ولعل الشيخ عبد الرحمن قد فتح الطريق لمشايخنا لنرى شيخنا البريدي , والشيخ مساعد , والشيخ أبا مجاهد , وباقي المشايخ الفضلاء .
---
فاروق
02-10-2006, 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
اقتباس:
جزاكم الله خيراً , وبارك الله في الشيخين الكريمين, ولقد أشتد شوقنا لرؤية بعض مشايخنا على تلك الشاشة المباركة ولعل الشيخ عبد الرحمن قد فتح الطريق لمشايخنا لنرى شيخنا البريدي , والشيخ مساعد , والشيخ أبا مجاهد , وباقي المشايخ الفضلاء .
http://www.al-molatham.net/p2/w/7.gif
[line]http://portal.wahati.com/up/uploading/33099.gif
---
ابن الشجري
02-10-2006, 11:39 PM
.
لقد سعدت ليلة البارحة بالجلوس مستمعا مصغيا لما ألقاه أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن ، حول مبادئ علم التجويد .
*وفي الحقيقة لقد كان الضيف منصفا في كثير من النقاط ، ولم ترعه هيبة اللقاء والخروج على الجمهور ، اكتشفت هذا عندما وجه له سؤال من مستضيفه الذي يتمتع فيما يبدو بلباقة وأدب حسن ، لكن كان من بين الأسئلة التي وجهت للضيف سؤال في باطنه الجواب الذي خشيت أن ينساق معه الضيف ، فيقع في شئ من المجاملة على حساب العلم .
لكن الضيف كان يتمتع بفطنة وصراحة ، مما جعل لجوابه قيمة علمية ، وإن كان فيه شئ من الدبلوماسية الواجبة ، التي كان لابد منها حتى لا يساء فهمه .
والسؤال الذي طرحه المستضيف ، كان حول مايزعمه كثير من الناس حول القراء الذين اكتسحت شهرتهم الساحة ، وأن بعضهم ليس بالمستوى المطلوب من الإجادة ...
كان طرح السؤال في هيئة استنكار لهذه المقولة التي كانت تضن أن الشهرة تكفي لأن تضع الشخص في بوتقة علمية ترتقي به عن النقد ، وكأنه بهذه الشهرة قد حاز قصب السبق في كل فن .(1/1394)
لكن في الحقيقة أن جواب الشيخ عبدالرحمن كان صريحا منصفا ، حيث أجاب بأن هذه مقولة ليست بعيدة عن الحقيقة أو عارية عن الصحة ، بل يوجد بين القراء من بعضهم أفضل من بعض ، ومصداق ذلك ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور : أن من يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، ومن يقرأه وهو عليه شاق ...الحديث ، وهذا شاهد على وجود التفاوت بين القراء .
أقول : بأن من يتأمل تاريخ القراء واهتمام الأمصار بالعلوم ، يعلم علم اليقين بأن جزيرة العرب كانت شبه خالية من الاهتمام بهذا الفن ـ أعني علم التجويد وعلم القراءات ـ في القرون المتأخرة ، وخاصة أرض نجد ومشايخ الدعوة السلفية رحمهم الله ، وكان الفضل في المحافظة على هذا العلم والاهتمام به ، يعود إلى قطرين إسلاميين كبيرين تحتل مصر منه المرتبة الأولى ، فكان هناك مشيخات ومعاهد وقراء كبار ، بل رزق الله بعضهم أصواتا رخيمة أسمعت الدنيا في وقتها ، كما كان محمد رفعت والطبلاوي والحصري والمنشاوي وعبد الباسط رحمهم الله جميعا ، وما زال بعض هذه الأصوات الندية حاضرا بيننا إلى اليوم ، فلم أعدل بالمنشاوي وعبدالباسط حيا ولا ميتا ممن سمعنا صوته ، فوالله إن لبعضهم آيات تضن وهو يتلوها أنه ينتزع فؤادك ليسبح به في ملكوت الله ، والله يؤتي فضله من يشاء .
أما البلد الآخر فهي دولة باكستان ، وكذلك الديار الشامية فقد كان لبضهم عناية بهذا الفن ، وما زلت أذكر جواب الشيخ عبدالله الجبرين على سؤال وجهته له حول هذا الأمر قبل سبع عشرة سنة ، فكان جوابه قريبا مما ذكرت ، بل ذكر لي أعاجيب من قراءة بعض القراء من شيوخه رحمهم الله .(1/1395)
ولا يتلقف هذا متلقف يستهويه شيطانه ليقدح في تلك الثلة المجاهدة من العلماء ، التي أحيا الله بها العقيدة الصحيحة ، فقد كانت على علم كبير في كثير من علوم الشريعة الإسلامية ، لكن سنة الله جرت بأن يكون هناك أزمنة تقبل الناس على فن من الفنون وتكثر مدارسته والعناية به ، ثم يأتي جيل آخر تكون عنايته بفن آخر ، بل أحيانا تكون العناية والشهرة والصدارة لكتاب معين ، ثم يأذن الله لكتاب آخر فتكون العناية به ، وقد يكون في زمن واحد تنصرف عناية قوم لكتاب معين ، وفي نفس العصر تكون العناية لكتاب آخر في نفس الفن في جهة أخرى من أقطار العالم الإسلامي ، والأمر في هذا كله راجع لتدبير الله ، وأظن هذا لايحتاج تدليلا وأمثلة لوضوحه .
لكن أهم مايمكن قوله : أن لا يكون المرء عدو ماجهل ، فيقلل من قيمة ماجهله من العلوم الأخرى ، وهذا ما أخذ على بعض الأقلام المعاصرة والمتقدمة ، من التهوين بشأن فن من الفنون . سواء علم التجويد أو غيره من العلوم ، والمعصوم من عصمه الله ، وقد أشار ضيف اللقاء الدكتور عبدالرحمن في طي حديثه لشئ من هذا ، فبين ترابط العلوم بعضها ببعض ، وأهمية علم التجويد على سبيل المثال ، لمن يدرس بعض العلوم الأخرى ، كعلم الصرف أو اللغة والصوتيات ، فجزاه الله خيرا .(1/1396)
* وكان من أهم مالفت انتباهي وأثار إعجابي ، محاولة التذكير والتنبيه والدعوة إلى كتب السلف ، والعودة بالجيل الناشئ إلى القراءة في تلك الكتب ، وبيان التفاوت الشديد بين كتابة المتقدمين والمتأخرين ، وهذه دعوة تستحق الإشادة ، فمع أن كتب المتقدمين في هذا الفن لم يطبع منها إلا القليل ، وقد تكون أقل ترتيبا من كتب المعاصرين ، إلا أنها أكثر بركة ونفعا وضبطا ، فكانت دعوة لخصت دعوة الحافظ ابن رجب رحمه الله في رسالته في فضل علم السلف ، وما زلت أذكر ما أحدثته مطالعتي لكتابي الرعاية والإبانة لمكي بن طالب القيسي الأندلسي رحمه الله ، منذ اطلاعي عليهما قبل نحو خمس عشرة سنة ، ولا أذكر من كتاب البرهان الذي كان مقرر الجامعات على نفعه وفائدته إلا لون غلافه والله المستعان.
*وما أحسن مانبه له الضيف الكريم ، في أن أحمد الأمور وأحسنها حالا ، هو التوسط والابتعاد عن جانب التكلف والتقعر في أحكام التجويد ، وقد يغتفر هذا التكلف في جانب التعلم والتعليم ، حتى يكتسب الطالب الدربة ، ثم يسرح له العنان فيكون التجويد له سليقة وطبعا . حتى إذا سمعه السامعون أنصتوا للقراءة ، كأنما هو ينزل الساعة غذ طري ، وقد بين في حديثه أن هذا قد يكون حال السلف رحمهم الله ، واستشهد على هذا ببعض الحوادث من سير القوم .
فنعم ماذكر : ومن تعلم على يد الشيخ عبيد الله الأفغاني ـ أسأل الله أن يرزقه حسن الخاتمة ـ يذكر كيف كان يشدد الشيخ في مخرج الضاد ، وكيف كان يردد مع المتعلم بين يده : ضيف ، ضيوف ، ضيفان ..... ، بل يوصيه بأن يأخذ مرآة يطالعها وهو يحاول إخراج الحرف ، حتى يتعلم الإتقان .(1/1397)
*كذلك من الأمور التي حمدتها في اللقاء ، عدم اعتماد الضيف على الأسلوب الأكاديمي في الطرح ، فقد لاحظت بعض أساتذة الجامعات عند استضافتهم ، لايستطيع أحدهم التخلص من هذا الأسلوب ، وكأن أحدهم داخل قاعته وأمام طلابه ، فيعتمد إعادة الجملة الآخيرة من حديثه ويكررها تكرارا مملا ، لكن الذي لاحظته أن الشيخ الكريم قد أدرك بتوفيق الله أن طرحه كان للجمهور باختلاف مستواهم العلمي ، فلم تكن منه هذه اللكنة التي قد تحدث من بعض الفضلاء .
فشكر الله للشيخ الكريم بيانه ، وفتح علينا وعليه بالعلم النافع والعمل الصالح .
وللأسف الشديد فقد فاتني مداخلة أخي الكريم الشيخ الدكتور مساعد الطيار ، ولم أسمع إلا وعده بأن يجيب الدعوة التي وجهت له ليكون ضيفا على القناة ، فنسأل الله له التوفيق والسداد .
.
---
أبو المعتز القرشي
02-11-2006, 12:39 PM
أخي الفاضل ابن الشجري جزاك الله خيرا على ما كتبت فقد افدت ، وأجدت ، وأنصفت
وبحق أن لقاء الشيخ عبد الرحمن لو قَصُر على هاتين الفائدتين لكفى ووفى ، وهما :
- ارشاد طلاب العلم إلى الرجوع لكتب السلف والتربي عليها
- الاعتدال والبعد عن التكلف في التجويد ، والتفريق بين حال التعلم وغيره ، ولو صدر هذا الكلام - وهو حق - من غير المتخصص لانتصبت الأصابع بالاتهام ... ! ، ولكنه جاء من كنيف ملئ علماً !! وحسبك به .
ناهيك أن في اللقاء من الفوائد والدرر الشيء الكثير .
جعل الله ذلك في ميزان حسناته .
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 07:09 AM(1/1398)
جزاكم الله خيراً على هذا التشجيع ، ورفع المعنويات ، مع تواضع مستوى الحلقة في نظري ، لقلة خبرتي بمواجهة الكاميرات ، والكشافات الضوئية التي رفعت درجة حرارتي في وسط الظهيرة ، كما ضاق الوقت عن استيعاب بعض التفاصيل التي كنت أريد أن ييادلني الرأي حولها أمثالكم من الفضلاء المتخصصين في الدراسات القرآنية ، ولا سيما المعنيون بعلم التجويد وتفاصيله. غير أني أرجو أن أكون قد أثرت الاهتمام ببعض المسائل التي قلَّ التطرقُ لها ، ولفت الانتباه إلى بعض المصنفات التي لا يعنى بها الطلاب عادة بحسب علمي وتجربتي المحدودة في هذا الأمر.
ولدي بعض الاستدراكات التي ورد السؤال عنها عبر الهاتف بعد الحلقة ، والتي ربما أذهلني عنها الموقفُ الذي أقفه لأول مرة ، أو إيقاف مقدم البرنامج لي قبل ذكره فأضطر للسكوت على أمل العودة ، ولكن الوقت تصرم ولم أتدارك الأمر ، فلعله يكون هنا مجال لإيضاح الأمر :
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifالأمر الأول : عند الحديث عن حكم التجويد ، ذكرت أن لعلم التجويد جانبين :
- جانب نظري : وهو العلم بقواعده ومسائله وكتبه ومسائله النظرية . وقلت إن هذا فرض كفاية كغيره من العلوم التي لا يستغني عنها المسلمون ، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن البقية إن شاء الله.
- وجانب تطبيقي عملي ، وقلت إن الذي يظهر لي من كلام العلماء والباحثين ، أنه سنة مؤكدة ، ولم أذكر تفصيلاً ، حيث تفضل الدكتور مساعد الطيار بطرف من ذلك في مداخلته عبر الهاتف ، وفي ذهني عندما قلت بسنيته المؤكدة التفصيل الآتي :
أن للجانب التطبيقي أيضاً جانبين :(1/1399)
- الجانب الأول : ما لا يقال للمخطئ فيه ، تعلم التجويد ، وإنما يقال له : تعلم العربية . كمن يقول في قوله تعالى :{الرحمن الرحيم} فينطقها :{الرخمن الرخيم} بالخاء المعجمة. فهذا الجانب لغوي أكثر منه تجويدي. وهذا القدر واجب بلا شك ، لأنه لا ينطق بالعربية على الوجه الصحيح ، ويحيل المعنى ، وربما قلبه.
- الجانب الثاني : القدر الزائد على العربية الصحيحة ، وهذا هو التجويد والتحسين والتكميل ، فهذا الذي أعني بأنه سنة مؤكدة ، كالمدود ، وأحكام النون الساكنة والتنوين ، ونحوها. والله الموفق للصواب . وقد أشار الدكتور مساعد إلى هذا مشكوراً في مداخلته ، وفي كتابات له منشورة في الملتقى العلمي ، وفي كتابه (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير) ص 89-95 غير أن الوقت أدركه فلم يستطرد للتفاصيل.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifالأمر الثاني : علاقة التجويد بالعلوم الأخرى .
أشرت إلى علاقته بعلم اللغة ، وعلم القراءات . وضاق الوقت عن التفصيل في هذه العلاقة ، والذي أردت ذكره أيضاً ونسيته أن (فن الإلقاء) الذي بدأ الناس الآن يلتفتون إليه ، ويعنون بدوراته التي تعقد له هنا وهناك ، يدرسون مباحث علم التجويد ولا سيما مخارج أصوات الحروف ، وصفاتها دراسة موسعة ، ويعنون بها عناية كبيرة ، ويعنون كذلك بعيوب النطق وتفاصيلها ، لما لها من الأثر في الإلقاء المؤثر الفعال ، وقد رأيت بعض كتب فن الإلقاء تفرد صفحات كثيرة لأبحاث التجويد . ومن هذه الكتب كتاب (فن الإلقاء) للأستاذ الدكتور طه عبدالفتاح مقلّد الذي نشرته المكتبة الفيصلية بمكة المكرمة . وغيره من كتب الفن. وكدت أن أقول لأخي الفاضل مقدم البرنامج الأستاذ معمر العمري من باب المداعبة : إن علم التجويد يحتاجه الإعلاميون أيضاً لتصحيح اللفظ ، وإجادة النطق أثناء تقديم البرامج.
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifالأمر الثالث : أثناء عرض الكتب .(1/1400)
ضاق الوقت أثناء عرض الكتب عن التفاصيل التي أراها مهمة في كل كتاب ، وإن كنت قرأتها كلها ، وكتبت أهم مميزاتها ، لكن بحسبي أنني أشرت إليها كما تفضل الإخوة الفضلاء أبو المعتز وابن الشجري . إلا أنني أرجو أن نعود لها في الملتقى بالبحث والنقاش إن شاء الله. وكنت عرضت أغلفة هذه الكتب على الشاشة ، حتى تقع من المشاهد موقعاً لما للصورة من أثر ، وحتى يعرفه إذا همَّ بشرائه ، وها هي الكتب التي عرضتها في ملف مرفق أرجو أن تنتفعوا به.
من أهم المصنفات في علم التجويد (http://www.tafsir.net/Bookstorge/tajweed.rar)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifالأمر الرابع : تدريس التجويد بالاستعانة بالتقنيات الحديثة..
وهذا الأمر أشرت إليه إشارة سريعة ، وقد كتبت بحثاً موسعاً أرجو أن أوفق لنشره نشراً علمياً محكماً حول الأجهزة التي ينتفع بها في تدريس التجويد من أجهزة الصوتيات الحديثة ، وقد جربت بعضها ، وطبقت التجارب عليه ، ولعلي أعود إليه إن شاء الله في وقت لاحق على صفحات هذا الملتقى العلمي .
وأما الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله ، فقد حاولت الاتصال الهاتفي به لنحظى بمداخلته الهاتفية في البرنامج ، لكن كان هاتفه مغلقاً فلم يتيسر ذلك ، وكنت أرغب منه المداخلة في جانب (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) الذي هو موضوع كتابه القيم ، الذي فاتني التنويه به ، لكنني أشرت إلى اللقاء الذي أجريناه معه على صفحات الملتقى ، ولعل الإخوة الذي شاهدوا الحلقة يرجعون إليه ، ويجدون كلامه المفصل عن الموضوع .
وفي الختام أشكر الإخوة الفضلاء الذي أبدوا استحسانهم وتشجيعهم لأخيهم في هذه التجربة الأولى ، وأسأل الله أن يقيل عثراتنا جميعاً ، ويوفقنا لما يحب ويرضى ، وأن يتجاوز عنا فيما أخطأنا فيه بفضله وكرمه.
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 08:02 AM
سبق أن طرحت عديد من موضوعات الحلقة ، هذه بعضها :(1/1401)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif حكم تعلم التجويد . د.مساعد الطيار . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=840)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif لقاء شبكة التفسير مع د.غانم قدوري الحمد . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3507)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifأفضل كتب التجويد على رواية حفص عن عاصم . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=313)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifما أفضل شروح الجزرية ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4013)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifغانم قدوري الحمد ودراساته التجديدية في علم التجويد . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=85)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifعرض كتاب (علم التجويد - دراسة صوتية ميسرة) للدكتور غانم قدوري الحمد . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3574)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifعرض لكتاب (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات) للأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3425)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifمشاركات الأستاذ محمد يحيى شريف الجزائري في موضوعات متفرقة في التجويد. (http://www.tafsir.org/vb/search.php?searchid=118734)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifمشاركات الأستاذ فرغلي غرباوي في موضوعات متفرقة في التجويد. (http://www.tafsir.org/vb/search.php?searchid=118736)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gifرأي شيخ الإسلام وابن القيم في التجويد بمفهومه الحالي . عبدالله الميمان. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2235)(1/1402)
http://tafsir.org/books/images/sortbook.gif علم التجويد وعلم الأصوات الحديث . أحمد حسنين . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2864).
وهناك موضوعات أخرى يمكن الوصول إليها عن طريق فهرس الملتقى .
---
ابن الجزيرة
02-12-2006, 12:25 PM
بارك الله فيك ياشيخ عبد الرحمن, ولعلك تضيف اللقاء إلى المكتبة الصوتية في هذا الملتقى فبعض الأخوة لم يتمكنوا من مشاهدة اللقاء وأولهم كاتب هذه الكلمات .
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 09:41 PM
أخي العزيز ابن الجزيرة : أبشر بإذن الله ، سأحاول فعل ذلك ، وشكر الله لك حرصك على العلم ، ووفقنا وإياك للإخلاص في طلبه وبذله .
---
فهد الناصر
02-14-2006, 01:56 PM
(إنا لله وإنا إليه راجعون) لقد فاتني هذا اللقاء . لم أعلم به إلا الآن مساء الثلاثاء 15/1/1427هـ بعد فوات الأوان ، وليتني رأيته ، فكم أحب رؤية الدكتور عبدالرحمن الشهري لما أكنه له من الحب والتقدير ، ولإعجابي بجهده ، وقلمه السيال ، وكما قال الأخ ابن الجزيرة (لقد اشتد شوقنا لرؤية بعض مشايخنا على تلك الشاشة المباركة ولعل الشيخ عبد الرحمن قد فتح الطريق لمشايخنا لنرى شيخنا البريدي , والشيخ مساعد , والشيخ أبا مجاهد , وباقي المشايخ الفضلاء). ولكن أسأل الله أن يجمعنا به على خير.
ولعلي أتابع الحلقة المخصصة للدكتور مساعد الطيار إن شاء الله ، فيكون في هذا عزاء لي على هذا الفوت ، والحمد لله على كل حال ، وقد بحثت في موقع قناة المجد فلم أجد للقاء أثراً ، وهم لا يحفظون لقاءاتهم كما تصنع قناة الجزيرة ، وليتهم يفعلون.
---
روضة
02-14-2006, 03:46 PM
وفاتني أيضاً هذا اللقاء، مع حرصي على مشاهدته، ومع أني راقبت القناة في الأوقات التي ذكرتها الأخت سلسبيل، فلم أتمكن من رؤية الإعادة.
على توقيت أي دولة كانت هذه الأوقات يا سلسبيل http://tafsir.org/vb/images/icons/icon5.gif(1/1403)
وننتظر هذا اللقاء مسجلاً على موقع شبكة التفسير .
---
أبو المعتز القرشي
02-15-2006, 02:20 PM
الأخت باحثة
توقيت قناة المجد هو توقيت مكة المكرمة .
---
أيمن صالح شعبان
02-15-2006, 03:44 PM
فاتني هذا القاء العاطر وفي انتظار وضع الشريط
اللهم تقبل منا ومنكم . اللهم تقبل منا ومنكم . اللهم تقبل منا ومنكم
---
معمر العمري
02-19-2006, 08:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أسعد كثيرا بوجودي بينكم في هذا المنتدى المتميزحقيقة للاستفادة منكم بإذن الله .
ثم أشكر الشيخ د .عبدالرحمن الشهري الذي أبدع وتألق في هذا اللقاء كعادته , حفظه الله , وأعتذر لفضيلته ولكم إن كان هناك بعض العجلة التي حرمتنا مما لدى ضيفنا الكريم لكني كنت محكوما بوقت الحلقة المحدد سلفا , فالمعذرة ولعلي أتدارك هذا في الحلقات القادمة .
ما لم تظهره الكاميرا :
شرفت من خلال قناة المجد بمحاورة العديد من مشايخنا وعلمائنا إلا أن هذه الحلقة كان لها طابعها الخاص , ليس لتميز ضيفها فحسب , بل لكوني كنت أحد طلاب الشيخ في المرحلة الجامعية في مادة ( علوم القران) في السنة الرابعة .
بشرى :
من الحلقة القادمة وعلى عدة حلقات سيكون ضيف البرنامج فضيلة الشيخ د.مساعد الطيار , في مبادئ التفسير وأصوله , والله المسدد .
---
أيمن صالح شعبان
02-19-2006, 08:51 AM
أخانا المفضال مرحبا بك في المنتدى وبشرك الله بالخير الرجاء ذكر موعد إذاعة اللقاء .
---
أبو المعتز القرشي
02-19-2006, 02:03 PM
نرحب بأخينا معمر العمري في تعليقه وأول مشاركة له في ملتقانا المبارك .
وأهنيك أخي الكريم على أسلوبك وأداءك المتميزنفع الله بك ، وبارك الله في الشيخ والتلميذ .
ولي إلتماس بأن يكون لقاء د. مساعد من عدة حلقات ليكون أشمل وأفود وأجود ، ويا حبذا يتأخر أياما لحين انتهاء معرض الكتاب المقام في الرياض للتفرغ ممن يحرص على المشاهدة فذلك في ظني أفضل .(1/1404)
والله يرعاك ، ويبارك في قناة المجد .
---
معمر العمري
02-19-2006, 02:23 PM
أخي أيمن :
مرحبا بك , والبرنامج يبث ثلاث مرات ؛ يوم الخميس الساعة التاسعة والنصف , ويعاد الجمعة الواحدة والنصف أو الثانية صباحا , ويعاد أيضا يوم الإثنين الساعة الحادية عشرة أو الحادية عشرة والنصف مساء ... ومع الدورة البرامجية القادمة ستعدل أوقات البرنامج وإن شاء الله أخبركم بها .
أخي أبو المعتز القرشي :
حياكم الله , سيكون اللقاء مع الشيخ د. مساعد الطيار على عدة حلقات , ولا أستطيع التأخير؛ لأن الحلقات متسلسلة مع العلوم , فنحن الآن مع علوم القران , ثم الحديث , ثم الفقه وأصوله إلى أن ننهي العلوم الشرعية ثم علوم اللغة العربية وهكذا,
أشرف بمشاركتكم لأخيكم في اقتراح العلوم التي ستكون مدار حديثنا , ومن ترونه مناسبا لعرضها من مشايخنا وعلمائنا ...
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 03:13 PM
أرحب بأخي العزيز أبي لجين الأستاذ معمر العمري في ملتقى التفسير ، وأسأل الله له التوفيق والسداد دوماً. وهو صاحب الفضل بعد الله في دعوتي لتقديم تلك الحلقة عن (مبادئ علم التجويد).
وأخي معمر العمري ممن سعدت بتدريسه وزملائه الفضلاء في كلية الشريعة بأبها أول عهدي بالتدريس في الكلية منذ ما يزيد على اثنتي عشرة سنة تقريباً عام 1415هـ .
والأخ معمر من أنجب وأذكى الطلاب الذين عرفتهم ، وكان الأول على زملائه حتى تخرجه من الكلية بتقدير عالٍ من الامتياز والتفوق ، وما زال يواصل دراساته العلمية في مرحلة الدكتوراه الآن بالمعهد العالي للقضاء وأسأل الله أن ييسر له الحصول عليها قريباً ، وهو يعمل أستاذاً بكلية الملك فهد الأمنية . ونجاحاته التي يحققها في برامجه العلمية على قناة المجد العلمية تسعدني كثيراً ، وأرجو له المزيد من النجاح والتألق دائماً ، وأرجو أن أرى التميز كذلك في مشاركاته في ملتقى التفسير إن شاء الله.(1/1405)
عصر الأحد 20/1/1427هـ في مدينة أبها
---
معمر العمري
02-19-2006, 10:03 PM
شكر الله لكم يادكتور , وإن كان أخوك أقل بكثير من هذا , والفضل لله ثم لمشايخنا من أمثالكم
وما هذا إلا دعم منكم أعتز به , والله الموفق للجميع .
---
عبدالله الميمان
10-12-2006, 03:26 AM
جزاك الله خيراً يا د.عبدالرحمن جهد مشكور ، وصرف للهمة في العلا ، فبوركت ووفقت أخي الكريم .
---
إياد السامرائي
11-14-2006, 11:49 PM
الاخ الدكتور عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ، اسعدتُ بهذا الخبر الجميل ، مع اسفي الشديد من عدم مشاهدة هذا اللقاء ، فكم انا متلهف باللقاء بكم أومشاهدتكم ، مما عرفته منكم من حسن الادب والخلق الرفيع والتواصل والاعتراف لاهل الفضل بفضلهم،فلم تتردد ولم تهمل يوماً اية رسالة كنت ارسلها لك عبر البريد الالكتروني ولم تبخل بوقتك وجهدك في ابداء المساعدة قدر المستطاع ، فكنت مثال الوفاء والاحسان، فأرجو التفضل بتسجيل اللقاء في الملتقى لأنه لم يتسن لنا مشاهدته ، ونسئل الله عز وجل اللقاء بكم في أرض الحرمين التي حرمنا منها، لظروف العراق الجريح الصابر ، كما نسأل الله عز وجل أن يجمعنا بكم في الفردوس الاعلى انه سميع مجيب .
إياد سالم السامرائي
جامعة تكريت - كلية الشريعة
25/ شوال / 1427هـ
---
عماد الدين
11-21-2006, 11:45 AM
شاهدت البارحة (ليلة الثلاثاء) في برنامج (يتدارسونه بينهم) بينهم الشيخ عبدالرحمن الشهري
وكان يشرح الآيات الكريمة من سورة (الإسراء)
الحقيقة تفاجأت بالشيخ وأعجبني أسلوبه وبدا لي وكأنه من (العلماء الشباب) إن صح التعبير
فهل يا ترى كان هو نفسه ... مشرفنا العزيز ؟
وعذرا لجهلنا بالشيخ الدكتور مشرف ومؤسس هذا الملتقى
---
عبدالرحمن الشهري
11-21-2006, 02:03 PM(1/1406)
الأخ العزيز إياد السامرائي وفقه الله ورعاه : شكر الله لك حسن ظنك بأخيك ، وهذا اللقاء الذي أشير إليه في هذا الموضوع قديم كما هو ظاهر من تاريخ كتابته ، وأما ماذكرتموه فهو جزء من حقكم علينا ، وما صنعنا شيئاً يستحق الذكر وفقنا الله وإياكم دوماً لطاعته ورضاه ، ولا زلنا نترقب بحثكم عن شيخكم الأستاذ الجليل الدكتور غانم قدوري الحمد .
الأخ العزيز الدكتور عماد الدين وفقه الله ورعاه : نعم ، فقد شاركت ببضاعة مزجاة في هذا البرنامج الذي أشرتم إليه ، وأستغفر الله من الزلل والخطأ وما أكثره . وإن كان يصح في حقي قولة النعمان بن المنذر لضمرة بن ضمرة : تسمعُ بالمُعيدي لا أنْ تراه !
وما زلتُ أترقب خبر مصحف عمان يا دكتور عماد وفقك الله فلا تحرمنا فوائدك.
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:20 PM
شكرا لك أخي الشيخ والدكتور
وهنا تجد ما طلبت
مشروع (مصحف عمان) (http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=29287#post29287)
---
(1/1407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تعرف على : كتب الدكتور السامرائي
---
تعرف على : كتب الدكتور السامرائي
---
ش.م
07-24-2004, 12:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب الدكتور فاضل السامرائي مقدمات 3 من مؤلفاته مع بعض المختارات منها
وهي في مجال البيان القرآني
*** كتاب : التعبير القرآني
http://lamasaat.8m.com/k-taabeer.htm
*** كتاب : لمسات بيانية
http://lamasaat.8m.com/k-lamasaat.htm
*** كتاب : بلاغة الكلمة في التعبير القرآنيhttp://lamasaat.8m.com/balaagha.htm
---
الأمين
07-31-2004, 09:35 PM
أشكر السيدة الفاضلة (ش. م ) على هذه الدعوة اللطيفة، وأقدر اهتمامها بكتب الدكتور فاضل، والترويج لها، وذلك لما تنطوي عليه من درر ثمينة، وفوائد جمة. ولكن عندي سؤال، وطلب، وأرجو من الأخت ( ش. م ) أن يتسع صدرها وقلبها، وتجيب على سؤالي، وتستجيب لطلبي مشكورة.
أما السؤال فأظن أن الأخت( ش. م ) قد قرأت ما دار في هذا الملتقى من حوارات حول بعض لمسات الدكتور فاضل. فما رأيها فيما دون عليها من تعليقات؟
وأما الطلب فأرجو أن تعرف أعضاء الملتقى على ما جاء في هذه الكتب من آراء جديدة، وأفكار مبتكرة، لم يسبق إليها الدكتور فاضل أحد من السابقين، واللاحقين، وبذلك تعم الفائدة، والانتفاع بهذه الكتب.
---
(1/1408)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النحو وتفسير القرآن الكريم : دعوة للمناقشة .
---
النحو وتفسير القرآن الكريم : دعوة للمناقشة .
---
فرغلي عرباوي
04-19-2004, 08:32 AM
عندما كنا تلاميذا صغارا ، في اول عهدنا بقواعد النحو، سخر منا مدرسو اللغة العربية كثيرا، لان اقلامنا اليافعة كانت تجري في كتابة الانشاء ، بما تجري به السنتنا من الكلام. اذكر من الاخطاء التي كانوا يتندرون علينا بها ، استعمال ما اصطلح علي تسميته، بلغة: اكلوني البراغيث! كانوا يقولون لنا :لا تقل حضروا التلاميذ ، او قالوا الناس بل قل :حضر التلاميذ ، وقال الناس! اي يجب حذف واو الجماعة من الفعل اذا سبق الفاعل.
وعلي هذا القياس فان الصحيح هو اكلتني البراغيث ، وليس اكلوني البراغيث. وقد سخر النحاة الاصوليون كثيرا من لغة: اكلوني البراغيث ، وماعلموا انهم بذلك يسخرون من لغة القرآن الكريم ، الذي وردت فيه مثل هذه اللغة!!يقول تعالي :"واسروا النجوي الذين ظلموا هل هذا الا بشر مثلكم افتاتون السحر وانتم تبصرون" - الانبياء -3 قال؛ واسروا النجوي. اي تناجوا فيما بينهم سرا.
وحسب قواعد النحاة ،الصحيح ان يقول:واسر النجوي الذين ظلموا.بحذف واو الجماعة من اسروا!
( كذب النحاة ولو صدقوا ) هذه المقالة منشورة ببعض المواقع للمناقشة
ووجدتها في بعض المنتديات السودانية ولمن أراد التعقيب والرد فجزاه الله خيرا
---
عصام البشير
04-22-2004, 04:45 PM
هذه مشاركة في هذا الموضوع:
فائدة أولى:
هذا أحد التفسيرات للآية، وفيها غير ذلك من الأوجه.
جاء في تفسير القرطبي:
وأسروا النجوى الذين ظلموا:(1/1409)
أَيْ تَنَاجَوْا فِيمَا بَيْنهمْ بِالتَّكْذِيبِ , ثُمَّ بَيَّنَ مَنْ هُمْ فَقَالَ : " الَّذِينَ ظَلَمُوا " أَيْ الَّذِي أَشْرَكُوا ; فَ " الَّذِينَ ظَلَمُوا " بَدَل مِنْ الْوَاو فِي " أَسَرُّوا " وَهُوَ عَائِد عَلَى النَّاس الْمُتَقَدِّم ذِكْرهمْ ; وَلَا يُوقَف عَلَى هَذَا الْقَوْل عَلَى " النَّجْوَى " . قَالَ الْمُبَرِّد وَهُوَ كَقَوْلِك : إِنَّ الَّذِينَ فِي الدَّار اِنْطَلَقُوا بَنُو عَبْد اللَّه فَبَنُو بَدَل مِنْ الْوَاو فِي اِنْطَلَقُوا .
وَقِيلَ : هُوَ رُفِعَ عَلَى الذَّمّ , أَيْ هُمْ الَّذِينَ ظَلَمُوا .
وَقِيلَ : عَلَى حَذْف الْقَوْل ; التَّقْدِير : يَقُول الَّذِينَ ظَلَمُوا وَحُذِفَ الْقَوْل ; مِثْل " وَالْمَلَائِكَة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلّ بَاب سَلَام عَلَيْكُمْ " [ الرَّعْد : 23 - 24 ] . وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل النَّحَّاس ; قَالَ : وَالدَّلِيل عَلَى صِحَّة هَذَا الْجَوَاب أَنَّ بَعْده " هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَر مِثْلكُمْ " [ الْأَنْبِيَاء : 3 ] .
وَقَوْل رَابِع : يَكُون مَنْصُوبًا بِمَعْنَى أَعْنِي الَّذِينَ ظَلَمُوا .
وَأَجَازَ الْفَرَّاء أَنْ يَكُون خَفْضًا بِمَعْنَى اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ ظَلَمُوا حِسَابهمْ ; وَلَا يُوقَف عَلَى هَذَا الْوَجْه عَلَى " النَّجْوَى " وَيُوقَف عَلَى الْوَجْه الْمُتَقَدِّمَة الثَّلَاثَة قَبْله ;
فَهَذِهِ خَمْسَة أَقْوَال .
وَأَجَازَ الْأَخْفَش الرَّفْع عَلَى لُغَة مَنْ قَالَ : أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث ; وَهُوَ حَسَن ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِير مِنْهُمْ " [ الْمَائِدَة : 71 ] . وَقَالَ الشَّاعِر : بَلْ نَالَ النِّضَال دُون الْمَسَاعِي فَاهْتَدَيْنَ النِّبَال لِلْأَغْرَاضِ وَقَالَ آخَر : وَلَكِنْ دِيَافِيّ أَبُوهُ وَأُمّه بِحَوْرَانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيط أَقَارِبه(1/1410)
وَقَالَ الْكِسَائِيّ : فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير ; مَجَازه : وَاَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَسَرُّوا النَّجْوَى
فائدة ثانية:
وردت هذه اللغة في الحديث، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار).
---
عبد الله الخضيري
04-22-2004, 09:28 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الفائدة الثالثة :
كما ورد الشاهد الشعري لوجه لغة " أكلوني البراغيث " في النص القرآني المذكور ،
في قول الشاعر :
يلومونني في اشتراء النخيلِ أهلي فكلهم يعذلُ
و ليست الجملة إلا من متحاملٍ على أهل النحو ، الذين صعبوا السهل و ركبوا الصعب
- و هم بحمد الله قليل - ،
و لكن الناس أعداءٌ لما جهِلوا
وفق الله الجميع
أخوكم
عبد الله
---
ابو بشرى
04-25-2004, 07:51 PM
النحو القرآني
هذا عنوان كتاب قرأته قبل نحو ثمان سنين
أتذكرأن لقب مؤلفه "الأنصاري"
كان أستاذا للدراسات العليا بجامعة أم القرى
يتبنى نظرية وجيهة في النحو جديرة بالتأمل
---
د. دخيل العوّاد
04-28-2004, 07:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1411)
الحمد لله وبعد، فليعلم أن أحكام النَّحو ليست من صنع النحويين، فليس لهم إلا التقعيد على ما تقوله العرب، وحين وجدوا العرب يوحِّدون الفعل للفاعل المثنى والجمع قالوا: يجب توحيده لفاعله، بناءً على ما اطَّرد من لغة العرب، فإذا وجدت آية، كالمذكورة فيما سبق، أو حديث ـ وإن كان فيه رواية أخرى تجري على الكثير من كلام العرب وهي قوله صلى الله عليه وسلم: إن لله ملائكة يتعاقبون، ملائكة بالليل وملائكة في النهار، أو كما في البخاري: الملائكة يتعاقبون. ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ..ـ أقول إذا وجد ما هو خارج عن الكثير فإنه يحفظ ولا يقاس عليه، ولم يخطّئ أحد من النحويين هذه اللغة، بل كلهم ذكرها على أنها لغة لأزد شنوءة، وطيئ، ويذكرون هذه الآية وما شابهها كقوله تعالى: {ثم عموا وصموا كثير منهم } ، وعليه فلا مجال لتكذيب النحويين في مثل هذا، ولو جعل لكل ما خرج عن الأصل قاعدة لكثرت القواعد والتفريعات، وهذا من التيسير كما هو ظاهر، لا كما قال الأخ الكريم: إنهم صعّبوا السهل و ركبوا الصّعب.
أمّا كتاب نظرية النحو القرآني، فهو للدكتور/ أحمد مكي الأنصاري، وهو دعوى لا حقيقة لها؛ إذ لا زال النحويون ينهلون من معين القرآن، وألفوا الكتب الكثيرة في نحوه وإعرابه، وما كتاب الشيخ ابن هشام الأنصاري (!) مغني اللبيب إلا نحو قرآني، إذ هو مغنٍ لقارئه عن كتب إعراب القرآن.
وهاهنا لطيفة في قول الأعرابي: أكلوني، إذ وصف البراغيث بالأكل لا بالقرص وهذا سهو منه فإن الأكل من صفات الحيوانات عاقلة وغير عاقلة، ولعله استعجل من شدة قرصها له!، وقيل إن الأكل هنا بمعنى العدوان والظلم. والسلام.
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2004, 07:56 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الإشارة المهمة لعلم النحو وحاجة علم التفسير الشديدة لإتقانه والتبحر في مسائله.(1/1412)
وكما ذكر الدكتور دخيل وفقه الله وبارك في علمه ، أن النحويين رحمهم الله قد بنوا قواعدهم على السماع من العرب ، ولم يخرجوا في شيء من قواعدهم عن ذلك إلا ما لا يعتد به ، وقد يكون هناك نقص في الاستقراء للغة العرب مما جعل العلماء يبنون على ما جُمع من اللغة ، واعتبار ما خالفه لغات، وهذا منهج جيد ومنصف ، وقد انتقده بعض العلماء غير أنهم أنصفوا العلماء في أنه لم يكن بالإمكان سلوك غير هذا المنهج في ذلك الوقت. وقد تحدث الشيخ سعيد الأفغاني رحمه الله عن هذا في كتابه (في أصول النحو). وقد كتب أحد الباحثين عن هذه المسألة رسالة علمية بعنوان(الاستقراء الناقص وأثره في النحو) وانتقد بأن الأولى أن يكون العنوان (نقص الاستقراء وأثره في النحو) .
ويا حبذا لو تكرم الدكتور دخيل العواد - باعتبار تخصصه في اللغة العربية - بتوضيح ما يمكن أن ينتفع به المتخصصون في الدراسات القرآنية من المصنفات في النحو وكيفية الاستفادة منها.
ولا سيما أن أوائل المصنفات في اللغة والنحو تعد من صلب الدراسات القرآنية كمعاني القرآن للفراء والأخفش ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة. وكتاب سيبويه كذلك يعد من مصادر المفسرين المهمة حتى قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط :(فجدير لمن تاقت نفسه إلى علم التفسير ، وترقت إلى التحقيق فيه والتحرير ، أن يعتكف على كتاب سيبويه ، فهو في هذا الفن المعول عليه ، والمستند في حل المشكلات إليه). وهو يعني أنه يعول عليه في علم النحو الذي لا يستغني عنه المفسَّر ، وهذا صواب لا شك فيه.
أرجو أن يتسع وقتكم للكتابة حول هذه المسألة وفقكم الله.
---
(1/1413)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير (2)
---
علل أحاديث التفسير (2)
---
يحيى الشهري
03-25-2004, 02:16 PM
[2] حديث : يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أو للإنس شياطين قال: نعم .
أورده الطبري في جامعه (8: 4 ت 5)، والبغوي في تفسيره (2: 124)، والرازي في تفسيره (13: 126)، وابن كثير في تفسيره (1: 306)، (2: 167)، (4: 576)، والقرطبي في جامعه (7: 68)، والسيوطي في الدر المنثور (3: 342)، والشوكاني في فتح القدير (2: 154)، و حكمت بشير في الصحيح المسبور (1: 68).
والحديث من رواية أبي ذر (رضي الله عنه) في قصة طويلة قال فيه: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في المسجد فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر هل صليت ؟ قلت: لا .
قال: قم فصل.
قال: فقمت فصليت، ثم أتيته فجلست إليه.
فقال لي: يا أبا ذر استعذ بالله من شر شياطين الإنس والجن.
قال: قلت يا رسول الله ! وهل للإنس من شياطين.
قال: نعم يا أبا ذر ، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة.
قال: قلت بلى بأبي أنت وأمي.
قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة.
قال: قلت يا رسول الله فما الصلاة ؟
قال: خير موضوع فمن شاء أكثر ومن شاء أقل.
قال: قلت فما الصيام يا رسول الله ؟
قال: فرض مجزئ.
قال: قلت يا رسول الله فما الصدقة؟
قال: أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد.
قال: قلت أيها أفضل يا رسول الله ؟
قال: جهد من مقل أو سر إلى فقير.
قلت: فأي ما أنزل الله عز وجل عليك أعظم قال الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى ختم الآية.
قلت: فأي الأنبياء كان أول ؟
قال: آدم.
قلت: أو نبي كان يا رسول الله ؟
قال: نبي مكلم.
قلت: فكم المرسلون يا رسول الله ؟
قال: ثلاث مئة وخمسة عشر جمًا غفيرًا.
هذا لفظ وكيع في رواية أحمد.
طرق الحديث واختلاف ألفاظه:(1/1414)
الحديث اشتهر من رواية المسعودي وعرف، وهو عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة بن عبدالله مسعود الكوفي، روى له الأربعة والبخاري تعليقًا، وهو في عداد الثقات: وثقه جهابذة النقاد: ابن معين وابن المديني وابن نمير وأحمد في جماعة، إلا أنه اختلط بسنة أو سنتين، والضابط في حاله : أن من سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه قبل الاختلاط، وهم كثر.
أما من سمع منه في بغداد فحديثه ضعيف لأجل اختلاطه، ومن هذا الضرب: هاشم بن القاسم، وعاصم بن علي بن عاصم، وعبدالرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون.
والقاعدة في المختلطين: الاحتجاج بما روى عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم، وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى؛ لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم حكم الثقة إذا أخطأ، أن الواجب ترك خطئه إذا علم والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطئ فيه، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات، وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سمعاهم منهم قبل الاختلاط سواء. انظر مقدمة ابن حبان لصحيحه (1/161).
وهنا يلزمنا النظر في رواة حديثه هذا، فلما نظرنا، وجدنا من رواته: جعفر بن عون، وعبيدالله بن موسى، وعمرو بن الهيثم، ومحمد بن عبيد، وهاشم بن القاسم، ووكيع ، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عُبيد، وأبوداود الطيالسي، وأبو نعيم، والمقري.
فمنهم من سمعه قبل الاختلاط، ومنهم من سمعه بعد الاختلاط.
فإلى بيان مروياتهم:
1 ـ فأما حديث جعفر بن عون : فأخرجه النسائي في (الكبرى 4/461) في الاستعاذة/ باب الاستعاذة من شر شياطين الإنس برقم (461): أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبي عمر، عن عبيد بن خشخاش، عن أبي ذر (فذكره) ولفظ الترجمة له.(1/1415)
2 ـ وأما حديث عبيدالله بن موسى : فأخرجه ابن مردويه (أشار لهذا ابن كثير في تفسيره 2: 167).
3 ـ وأما حديث عمرو بن الهيثم : فأخرجه ابن سعد في الطبقات (1: 54): أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني أبو النضر، قالا: أخبرنا المسعودي، عن أبي عمر الشآمي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) بقصة الأنبياء.
4 ـ وأما حديث محمد بن عبيد: فأخرجه هناد في الزهد (2: 516/ برقم 1065): حدثنا محمد بن عبيد، ثنا المسعودي، عن أبي عمرو، عن عبيد بن الخشخاش، قال: قال أبو ذر: (فذكره) بطوله.
5 ـ وأما حديث هاشم بن القاسم الكناني : فأخرجه ابن سعد في الطبقات (1: 54): أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني أبو النضر، قالا: أخبرنا المسعودي، عن أبي عمر الشآمي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره). بقصة الأنبياء.
6 ـ وأما رواية وكيع بن الجراح: فأخرجها أحمد (5: 178/ برقم 21586) : ثنا وكيع، ثنا المسعودي، أنبأني أبو عمر الدمشقي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) مطولاً.
وأخرجه البيهقي في الشعب (1: 148/ برقم 130): من طريق أحمد بن عبدالجبار، ثنا وكيع به. (مختصرًا).
7 ـ وأما حديث يزيد بن هارون: فأخرجه أحمد (5: 179/ برقم 21592): ثنا يزيد، أنا المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر(فذكره) بطوله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 299/ برقم 3423): به (قال: فقم فصل ركعتين). فحسب.
وأخرجه ابن أبي شيبة (7: 256/ برقم 35933)، وابن أبي عاصم في الأوائل (ص69/برقم 35) به فذكر قصة أول الأنبياء.
8 ـ وأما حديث يعلى بن عبيد: فأخرجه البزار (9: 426/ برقم 4034): حدثنا محمد بن معمر، قال: نا يعلى بن عبيد وأبو داود، قالا: نا المسعودي ـ قال أبو داود: عن أبي عمر. وقال يعلى: عن أبي عمروـ عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره).(1/1416)
وأخرجه الحاكم (2: 310/ برقم 3115): أخبرني علي بن عبد الرحمن السبيعي، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا المسعودي، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) مختصراً. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرجه البيهقي في الشعب (2: 457/ برقم 2390): من طريق الحاكم به.
9 ـ وأما حديث الطيالسي فأخرجه في مسنده (ص65/ برقم 478)، ومن طريقه البزار في مسنده (9: 426/ برقم 4034) والبيهقي في الشعب (3: 291/ برقم 3576): حدثنا المسعودي، عن أبي عمر الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) بطوله.
10ـ وأما رواية أبي نعيم فأخرجها البخاري في التاريخ (5: 447): عن أبي ذر (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((آدم نبي مكلم)). قاله أبو نعيم: عن المسعودي، عن أبي عمر لم يذكر سماعا من أبي ذر (رضي الله عنه).
11 ـ وأما حديث المقري: فأورده الذهبي في سير النبلاء (2: 62) بطوله.
فظهر بسياق هذه الأوجه أن المدار في الحديث على أبي عمرو، وقيل: أبو عمر الشامي. وفي بعض الروايات : الشيباني.
فما حال هذا الرجل ؟ الرجل تالف .. قال الدارقطني في سؤالات البرقاني (رقم/ 603): "دمشقي متروك".
وهو مقلٌ جدًا، بل لا أظن له غير هذا الحديث الطويل عن أبي ذر.
ولا يُحفظ فيه غير قول الدارقطني هذا، وعليه فلا يسلم للحافظ ابن حجر قوله فيه في (التقريب): " ضعيف" .. ففي هذا تجوز؛ لأن من كان حكمه كذلك جاز أن يتقوى حديثه بالمتابعة.
وإنما قلنا ذلك لأن الدارقطني معدود لديهم في المتساهلين غير المتعنتين في الجرح.
أما الذهبي فذكره في الكاشف برقم (6750)، فقال: "أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش وعمر بن عبد العزيز وعنه المسعودي وحسين الجعفي، واه. (س)". فأصاب في هذا!..
والقاعدة فيمن كحاله، أن روايته مردودة غير مقبولة ولا تصح بحال.
وانظر لترجمته (كذلك) تاريخ دمشق (76 : 97).(1/1417)
أما شيخه عبيد بن الخشخاش: فقال ابن ماكولا (3: 148) : "عبيد بن الخشخاش. روى عن أبي ذر، روى حديثه المسعودى، عن أبي عمر الدمشقي عنه، وقيل فيه: بالحاء والسين المهملتين". اهـ.
وهذا يدل على أن عبيدًا هذا في عداد المجاهيل إذ ليس معروفًا في غير هذا الحديث.
قال البخاري في التاريخ الكبير (5: 447): لم يذكر سماعًا عن أبي ذر (رضي الله عنه)، وضعفه الدراقطني.
وذكره الذهبي في المغني برقم (3960): ولم يزد على ما قال البخاري هنا.. لكنه ذكره في الميزان (3: 19) وقال: قال البخاري في (الضعفاء) لم يذكر سماعًا من أبي ذر رواه المسعودي عن أبي عمرو عنه.
وذكره ابن حبان في (الثقات).
وقال ابن حجر في التقريب برقم (4371): لين. وانظر لترجمته التهذيب (7: 59).
وقد توبع عليه عبيد بن الخشخاش: فورد من رواية عبيد بن عمير، وعوف بن مالك، وأبو إدريس الخولاني، وابن عائذ.
1 ـ فأما حديث عبيد بن عمير: فأخرجه العقلي في الضعفاء (4: 404): من طريق موسى بن العبادي التُّستري.
وأخرجه ابن حبان في المجروحين (3: 129): من طريق الحسن بن إبراهيم البياضي.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (7: 244): من طريق إبراهيم بن حرب بن عمر.
وأخرجه الحاكم برقم (4166): من طريق الحسن بن عرفة.
أربعتهم عن يحيى بن سعيد البصري، حدثنا عبدالملك بن جريج، عن عطاء، عنه به (نحوه).
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وليس مشهورًا بالنقل.
وقال ابن حبان: يروي المقلوبات والمُلزقات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال ابن عدي: يُعرف بهذا الحديث، وهو منكر من هذا الطريق.
وقال: هذا حديث منكر من هذا الطريق، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر. وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني، والقاسم بن محمد، عن أبي ذر، والثالث حديث ابن جريج، وهذا أنكر الروايات.(1/1418)
وقال البيهقي في الأسماء (ص510): تفرد به يحيى بن سعيد السعدي، وله شاهد بإسناد أصح.. ثم ذكر طريق إبراهيم بن هشام الماضية.
وقال الذهبي: السعدي ليس بثقة. التلخيص برقم (4166).
2 ـ وأما حديث عوف بن مالك : فأخرجه إسحاق في (مسنده) المطالب العالية (3: 38/ برقم 652/6)، (8: 197/ برقم 3647): أنا النضر بن شميل، ثنا حماد ـ هو ابن سلمة ـ نا معبد، أخبرني فلان في مسجد دمشق، عن عوف بن مالك: أن أبا ذر جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: (يا أبا ذر أصليت الضحى؟).
فذكر الحديث وفيه: (إن أضلَّ الناس من ذُكرت عنده فلم يصل عليَّ).
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في (مسنده) بغية الباحث (1: 195/ برقم 53)، (1: 334/ برقم 223)، والمطالب (3: 39/ برقم 652/7): حدثنا يونس بن محمد، ثنا حماد به. (فذكره) بطوله.. وفيه فقال: (أصليت الضحى؟) قلت: لا ، قال: [قم فأذن وصل ركعتين].
وختم بالزيادة المذكورة.. وذكر الأذان فيه منكر.
وأخرجه الحارث (كذلك) المطالب (8: 198/ برقم 3648): ثنا عبيدالله بن محمد بن عائشة، ثنا حماد، به.
وأخرجه أبو يعلى في (مسنده رواية ابن المقرئ) المطالب (3: 39/ برقم 652/8)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (66: 187) (68 : 117): حدثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة عن معبد العنزي عن رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر(فذكره).
وأخرجه الطبري في الجامع (5/ 8 : 4): حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن حميد بن هلال ـ (كذا) والصواب (معبد) ـ به (فذكر) الشاهد فحسب.
ـ شيخ معبد مجهول.. ولعله كنى عنه لضعفه .. فهذه كانت عادة لبعضهم فيمن لا يرضاه.
ـ وشيخ شيخه عوف بن مالك ، هو الأشجعي الصحابي المشهور (فيما ظهر لي). وهو من مسلمة الفتح.
وفي ألفاظ هذا الحديث نكارة ظاهرة.(1/1419)
3 ـ وأما حديث قتادة: فأخرجه ابن جرير في الجامع (5/ 8: 5): حدثنا محمد بن عبدالأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: بلغني أن أبا ذر قام يومًا يصلي ... فذكر الشاهد. وهذا منقطع لا يصح.
4 ـ وأما حديث أبي إدريس الخولاني: فأخرجه ابن حبان (2: 76/ برقم 361)، والطبراني في الكبير (2: 157/ برقم 1651)، وأبو نعيم في الحلية (1: 166)، والقضاعي في مسنده بالأرقام (561 , 740 ، 837): من طرق عن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس وحده.
قال: "يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما".
قال: فقمت، فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة ؟
قال: "خير موضوع، استكثر أو استقل".
قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل ؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أكمل إيمانًا ؟
قال: "أحسنهم خلقا".
قلت: يا رسول الله ، فأي المؤمنين أسلم ؟
قال: "من سلم الناس من لسانه ويده".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل ؟
قال: "طول القنوت".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل ؟
قال: "من هجر السيئات".
قال: قلت: يا رسول الله ، فما الصيام ؟
قال: "فرض مجزئٌ، وعند الله أضعاف كثيرة".
قال: قلت: يا رسول الله ، فأي الجهاد أفضل ؟
قال: "من عقر جواده وأهريق دمه".
قال: قلت: يا رسول الله ، فأي الصدقة أفضل ؟
قال: "جهد المقل يُسر إلى فقير".
قلت: يا رسول الله ، فأي ما أنزل الله عليك أعظم ؟
قال: "آية الكرسي"، ثم قال: "يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة".
قال: قلت: يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟
قال: "مئة ألف وعشرون ألفًا".(1/1420)
قلت: يا رسول الله ، كم الرسل من ذلك ؟
قال: "ثلاث مئة وثلاثة عشر جمًّا غفيرًا".
قال: قلت: يا رسول الله ، من كان أولهم ؟
قال: "آدم". قلت: يا رسول الله ، أنبي مرسل ؟
قال: "نعم خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلاً".
ثم قال: "يا أبا ذر أربعةٌ سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ، وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، ونوح. وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد (صلى الله عليه وسلم) ".
قلت: يا رسول الله ، كم كتابا أنزله الله ؟ قال: "مئة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزَّبور والقرآن".
قال: قلت: يا رسول الله ، ما كانت صحيفة إبراهيم ؟
قال: "كانت أمثالا كلها: أيها الملك المُسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر.
وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب.
وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزوُّد لمعاد، أو مرمًّة لمعاش، أو لذة في غير مُحرَّم.
وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظًا للسانه.
ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه".
قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى ؟
قال: "كانت عبرًا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم هو يفرح.
وعجبت لمن أيقن بالنار، ثم هو يضحك.
وعجبت لمن أيقن بالقدر، ثم هو ينصب.
عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها.
وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا، ثم لا يعمل".
قلت: يا رسول الله أوصني.
قال: "أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله".(1/1421)
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض، وذخرٌ لك في السماء".
قلت: يا رسول الله زدني. قال: "إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه".
قلت: يا رسول الله زدني. قال: "عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي".
قلت: يا رسول الله زدني. قال: "أحب المساكين وجالسهم".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "انظر إلى من تحتك، ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "قل الحق وإن كان مرًا".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي".
ثم ضرب بيده على صدري، فقال: "يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق". واللفظ لابن حبان.
وهذا الحديث تفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده.. ولا يحتمل منه التفرد فهو متهم، كذبه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان. وزاد أبو حاتم: ينبغي ألا يحدث عنه. وأقره على هذا علي بن الجنيد. كما في الجرح (2: 142).
ومشاه ابن حبان وغيره. انظر تفصيل حاله في كتابي زوائد رجال صحيح ابن حبان (1: 278 ـ 287/ برقم 25/4).
والحديث أورده المنذري في الترغيب (3: 131 ـ 132)، وقال: انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، وهو حديث طويل في أوله ذكر الأنبياء عليهم السلام، ذكرت منه هذه القطعة لما فيها من الحكم العظيمة والمواعظ الجسيمة.
ورواه الحاكم أيضًا، ومن طريقه البيهقي: كلاهما عن يحيى بن سعيد السعدي البصري، حدثنا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمر، عن أبي ذر بنحوه.(1/1422)
ويحيى بن سعيد فيه كلام. والحديث منكر من هذه الطريق وحديث إبراهيم بن هشام هو المشهور والله أعلم. اهـ.
وأورده الألباني في ضعيف الترغيب برقم (1352)، وقال : ضعيف جدًا .. وعقب على المصنف بقوله: لكن إبراهيم هذا متهم ... والحديث مخرج في الضعيفة (5638). وبعض فقراته قد صحت متفرقة في بعض الأحاديث، وقد أودعتها في (الصحيح) وبيانها هنا مما لا يتسع له المجال، وقد ميزتها عن الضعيفة منها في كتابي صحيح موارد الظمآن (2 ـ العلم/13). اهـ.
لكنه قال في التعليقات الحسان برقم (361): ضعيف جدًا ـ الضعيفة (1910 و6090).
وأورد في الترغيب (3: 272) قطعة ابن ماجة الماضية.
وقال في الضعيف برقم (1595): في إسناده ضعيف وآخر مجهول. وفي إسناد ابن حبان كذاب. وهو مخرج في الضعيفة (1910)؛ فالعجب من المؤلف كيف صدره بـ(عن) مشيرًا إلى تقويته. اهـ.
وقد تابعه عليه عن أبي إدريس الخولاني: إسماعيل بن مسلم، والقاسم بن محمد .
أ ـ فأما حديث إسماعيل بن سلمة: فقال أبونعيم في الحلية (1: 168): ورواه المختار بن غسان، عن إسماعيل بن سلمة (كذا)، عن أبي إدريس.
ثم وقفت عليه من رواية محمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (ص77/ برقم 58): حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، نا أحمد بن علي الأسدي، عن المختار بن غسان العبدي، عن اسماعيل بن سلم (كذا)، عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري، قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحده، فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، أيما آيه أنزلت عليك أفضل؟ قال: "آية الكرسي ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة".
والمختار هذا قال فيه ابن حجر في (التقريب): مقبول. يعني عند المتابعة. وفي التلخيص (4: 40)، قال : مجهول.
وإسماعيل هذا هو ابن مسلم تصحف.. وهو المكي ضعيف. انظر السلسة الصحيحة (109).(1/1423)
ب ـ وأما حديث القاسم بن محمد: فأخرجه ابن ماجه برقم (4218): من طريق الماضي بن محمد، عن علي بن سليمان، عنه به بلفظ : "لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق". وقد اختصره.
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق برقم (12): حدثنا علي بن داود القنطري، ثنا سعيد بن سابق الرشيدي، ثنا بشر بن خيثمة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي سليمان الفلسطيني، عن القاسم بن أبي بكر (كذا)، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "حسنهم خلقًا".
قال الألباني: إسماعيل هذا متروك كذبوه.
وأبو سليمان الفلسطيني مجهول. وظني أنه علي بن سليمان نفسه الذي في الطريق الأولى. الضعيفة (4: 383).
قلت: أورده الذهبي في الميزان (4: 533)، وقال: أبو سليمان الفلسطيني عن القاسم بن محمد وعنه إسماعيل بن أبي زياد. قال البخاري حديث طويل منكر في القصص.
رواه عنه الماضي بن محمد. اهـ.
قلت: فيكون ما استظهره الألباني صحيح. وما وقع في الكتاب من نسبة القاسم بن أبي بكر، فلا أراه إلا من باب التصحيف.. وقد عرفة به المحققة على أنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.. فأخطأ في هذا خطأ بينًا!!.
قال البوصيري في الزوائد برقم (1505): ضعيف لضعف الماضي بن محمد الغافقي المصري.
وقال الذهبي في الكاشف برقم (5238): فيه جهالة، وله ما ينكر.
ـ وعلي بن سليمان هذا شامي مجهول. التقريب برقم (4740).(1/1424)
وقال أبو بكر بن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1: 311): أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا عبد الله بن وهيب المقرئ، أخبرنا محمد بن أبي السري العسقلاني، أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري : أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم): عن الكرسي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".
ـ شيخ الطبراني هنا هو الغزي.
ـ ومحمد بن أبي السري العسقلاني وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم، وله أحاديث تستنكر. انظر الميزان (4: 23 ـ 24).
ـ ومحمد بن عبد الله التميمي، هو العمي البصري. ذكره ابن حبان في (الثقات)، لكن ذكره العقيلي في (الضعفاء)، قال العقيلي لا يقيم الحديث. وقال بن عدي له أفراد.
ـ فالمدار من الوجهين على القاسم بن محمد الثقفي وهو تابعي اشتهر برواية حديث أسماء (رضي الله عنها) مع الحجاج. ويروي عن معاوية (رضي الله عنه). انظر التاريخ الكبير (7: 157)، طبقات ابن سعد (8: 254)، تاريخ دمشق (40: 39).ولا يحتمل من مثله التفرد بهذه الألفاظ.
5 ـ وأما حديث ابن عائذ: فأخرجه البخاري في التاريخ (1: 29) عن عبد الله بن صالح .
وأخرجه ابن جرير في التفسير (5/ 8: 4 ـ 5): حدثنا المثنى، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي عبد الله محمد بن أيوب وغيره من المشيخة، عن ابن عائذ، عن أبي ذر (فذكره) مختصرًا.
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3: 154/ برقم 1979): حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب، عن ابن عائذ، عن أبي ذر (فذكراه) بطوله.
وأخرجه ابن عساكر في التاريخ (7: 444 ـ 445): من طريق عبدالله بن صالح، به.(1/1425)
ـ وعبدالله بن صالح ، هو كاتب الليث صدوق كثير الغلط. ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. كذا قال فيه الحافظ في التقريب (3388).
وقال الذهبي في الكاشف برقم (2780): وكان صاحب حديث فيه لين. قال أبو زرعة: حسن الحديث لم يكن ممن يكذب، وقال الفضل الشعراني: ما رأيته إلا يحدث أو يسبح، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث له أغاليط وكذبه جزرة.
- ومحمد بن أيوب أبو عبدالملك الأزدي لم يذكروا في الرواة عنه سوى معاوية بن صالح، وعبيدالله بن زحر. انظر لترجمته الجرح والتعديل (7: 196)، الثقات لابن حبان (7: 389).
ـ وابن عائذ، هو عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي الحمصي أرسل عن معاذ ، وله عن أبي أمامة وكثير بن مرة، وعنه محفوظ ونصر ابنا علقمة وثور وصفوان بن عمرو، وثقه النسائي، كان صاحب كتب 4. الكاشف برقم (3232).
قال العلائي في جامع التحصيل برقم (434): روى عن عمر وأبي ذر رضي الله عنهما والظاهر أنه مرسل. اهـ.
قلت ذكر ابن عساكر (34: 454) بسنده عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: عبدالرحمن بن عائذ الثمالي رأى عبدالله بن قرط، أدرك من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم): عبدالله بن قرط، وعبدالله بن بشر، ومعاوية، وعتبة بن عبد، والمقدام، وأبا أمامة، وأنس بن مالك، وابن عمر. اهـ.
فتكون روايته عمن عداهم مرسلة.
وقد أطلنا بذكر هذا الحديث لئلا يغتر البعض بإيراد ابن حبان له في (الصحيح).. خاصة أني رأيته يوزع في بعض المنشورات، ويذكِّر به بعض الوعاظ، ولكون بعض فقراته سترد جزمًا فيما يأتي من آيات له تعلق بها، فكان لزامًا على الفصل فيه هنا عند أول وروده.
وله شاهد من حديث أبي أمامة: أخرجه أحمد (5: 256/ برقم 22342): ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، حدثني على بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة (فذكره) بطوله.(1/1426)
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4: 1371/ برقم 7786): حدثنا محمد بن عوف الحمصي ثنا ابو المغيرة به. (فذكرالشاهد) فحسب.
وأخرجه الطبراني في الكبير (8: 217/ برقم 7871): حدثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة به (فذكره) بطوله.
والحديث لا يصح من هذه الطريق:
ـ فمعان بن رفاعة .. ضعفه ابن معين وغيره، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. الكامل (6: 328).
ـ وشيخه علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدمشقي يروي عن القاسم ومكحول. قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، وقال النسائي والأزدي والدارقطني: متروك. الضعفاء لابن الجوزي برقم (2410).
وقال ابن حبان في المجروحين (2: 63): إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم.اهـ.
قلت: أحاديثه مناكير بواطيل لا يتابع على كثير منها.
ـ أما القاسم فهو أبو عبد الرحمن ويقال: ابن عبد الرحمن الشامي مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي .. فقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن كنا بالقسطنطينية، وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين في كل يوم، وكان يتصدق برغيف ويصوم ويفطر على رغيف.
وقال إبراهيم أبو الحصين: كان القاسم من فقهاء دمشق.
وقال سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية وكان قد أدرك أربعين من المهاجرين.
وقال كثير بن الحارث عن القاسم: رجل قد أدرك أربعين بدريًا.
نقل هذا جميعه البخاري في (التاريخ الكبير (7: 159) ولم يتهمه في شيء. فيبعد أن يكون سببًا في هذه الطامات التي يرويها عنه الألهاني هذا. كما أشار لهذا ابن حبان.
والحديث أورده ابن كثير في التفسير (2: 167)، من حديث عبيد بن الخشخاش، وعوف بن مالك عن أبي ذر.
ومن حديث أبي أمامة ذكر فيه قصة أبي ذر.(1/1427)
وقال: "فهذه طرق لهذا الحديث ومجموعها يفيد قوته وصحته والله أعلم". اهـ.
وأورده أ. د. حكمت بشير في الصحيح المسبور (1: 68) من رواية الإمام أحمد : عن يزيد عن المسعودي ، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره).
قال: "وقد صحح الألباني هذا الحديث بعد أن ذكر جزءً منه"... وختم بكلام ابن كثير الأنف.
والحديث طويل متشعب تناوله الألباني في عدة مواضع وصحح بعض ألفاظه لا جميعها.. وقد نقلنا بعض كلامه فيما سبق.
ولا نسلم لابن كثير ولا للأستاذ الدكتور حكمت التقوية بمجموع طرق عامتها واهٍ ، لا يحتمل معها الحسن بله الصحة.. زد على ذلك أن في بعض ألفاظه تكلف ونكارة، وفي كلام الله وصحيح السنة غنية عن تقوية الأحاديث الواهية . والله أعلم.
وكتبه / يحيى البكري الشهري (4/2/1425هـ).
---
أبومجاهدالعبيدي
03-25-2004, 11:26 PM
شكر الله لك يا شيخنا الكريم على هذا الجهد المشكور
ولعلك تنظر هنا :http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1540
لتجيب عن السؤال مشكوراً مأجوراً ، نفع الله بعلمكم .
---
يحيى الشهري
03-26-2004, 12:53 AM
أخي أبا مجاهد سلام عليك .. أما بعد: فقد أجبت على السؤال في محله وجزاكم الله خيرًا على حسن ظنكم بالعبد الفقير.
---
(1/1428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طريفة تفسير و..........تفسير طريفة.
---
طريفة تفسير و..........تفسير طريفة.
---
أبو عبد المعز
03-23-2006, 11:05 PM
طريفة تفسير.......وتفسير طريفة.
طريفة التفسير:
رأى عليان أبا يوسف يمشي فقال له: يا أبا يوسف ،مسألة ؟ فقال أبو يوسف :سل.
فقال عليان: يا أبا يوسف أليس الله قال ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مافرطنا في الكتاب من شيء )
فقال أبو يوسف نعم.
قال عليان: وأليس الله قال ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
فقال أبو يوسف نعم.
فقال عليان: فمن نذير الكلاب يا أبا يوسف ؟
فنظر أبو يوسف متأملا ومتعجبا ! وقال .. لا أعلم أخبرني من ( نذير الكلاب )
فقال عليان لا حتى تأمر لي بفالوذج .. فأمر أبو يوسف من يحضر له طلبه ثم أخذه للمسجد وجلس أبو يوسف وطلابه ينتظرون عليان المجنون حتى يفرغ من الطعام ، فلما فرغ قال أبو يوسف .. هيه يا عليان أخبرنا من نذير الكلاب ؟
فأبتسم عليان ثم أخرج من جيبه ( حجرا ) وقال .. هذا نذير الكلاب يا أبا يوسف !
تفسير الطريفة:
قال ابن ماكولا في الإكمال:
أما عليان بضم العين وفتح اللام وتشديد الياء وفتحها فهو عليان الموسوس كوفى له اخبار.
قلت :ومن أخباره ما جاء في مختصر تاريخ دمشق
عن عطاء السلمي قال :(1/1429)
مررت في أزقة الكوفة فرأيت عليان المجنون على طبيب يضحك منه وما كان لي عهد بضحكه فقلت : ما يضحكك ؟ قال من هذا العليل السقيم الذي يداوي غيره وهو مسقام . قلت : فهل تعرف له دواء ينجيه مما هو فيه ؟ قال : نعم شربة إن هو شربها رجوت برأه . قلت : صفها قال : خذ ورق الفقر وعذق الصبر وهليلج التواضع ويلنلج المعرفة وغاريقون الفكر ودقها دقا ناعما بهاون الندم واطبخها في طبخة التقى وصب عليها ماء الحياة وأوقد تحتها حطب المحبة حتى يرغو الزبد ثم أفرغها في جام الرضا وروحها بمروحة الجهد واجعلها في قدح القكرة وذقها بملعقة الاستغفار فلن تعود إلى المعصية أبدا قال : فشهق الطبيب وخر مغشيا عليه وفارق الدنيا
قال عطاء : ثم رأيت عليان بعد حولين في الطواف فقلت له : وعظت رجلا فقتلته قال : بل أحييته قلت : وكيف ؟ قال : رأيته في منامي بعد ثلاث من وفاته عليه قميص أخضر ورداء وبيده قضيب من قضبان الجنة قلت له : حبيبي ما فعل الله بك ؟ قال : يا عليان وردت على رب رحيم غفر ذنبي وقبل توبتي وأقالني عثرتي.
2-عجيب أمرمجنون الكوفة:
فكأن الرجل يتقن علم المعقول وهو المجنون!!
جند للإيقاع بأبي يوسف فنين:
-فن صناعة المنطق كما هو موروث عن الحكيم أرسطو.
-فن الاستدراج كما هو مأثور عن الحكيم سقراط.
فعن الأول يقال هنا قياسان:
كل الأمم الدابة على الأرض أمم أمثال الناس.
الكلاب أمة تدب على الأرض
فالكلاب أمثال الناس.
ثم يسلسل القياس :
الكلاب أمثال الناس
الناس جاءهم نذير
فالكلاب جاءها نذير
ويمكن صياغة ما سبق في نسق قياس واحد مركب موصول أو منفصل ....المقصود أن أرسطو سيرضى على تطبيق الصنعة .....بل سيرضى بأقل من ذلك على رأي الحيص بيص:
[من الوافر] :
إذا شُورِكْتَ فِي حالٍ بدُونٍ ... فلا يغشاك عارٌ أو نفورُ
تشارك فِي الحياة بغير خُلفٍ ... اْرِسْطاليسُ والكلب العقور.!!(1/1430)
لكن عليان ارتقى فوق ارسطو درجة:فلم يقدم قياسه بالشكل الجاف الميت بل مزجه بطريقة شيخ شيوخ أرسطو –سقراط- فأضحى المنطق جدليا توليديا....ولم يكن الضحية إلا أبا يوسف رحمه الله.
فقال عليان: فمن نذير الكلاب يا أبا يوسف ؟
وما عساه أن يجيب!
فقد سلم له بالمقدمتين وأقره عليهما ولا بد من حصد النتيجة وإلا فهو الخروج عن العقل و المنطق....
عليان لم يسأل هل للكلاب نذير.....فهو عاقل جدا ويعلم أن السؤال عنه عي، وفضول قول ،وتحصيل حاصل، لكنه يسأل عن هوية النذير .هذا هو الخليق بالسؤال عنه.
3- فنظر أبو يوسف متأملا ومتعجبا ! وقال .. لا أعلم أخبرني من ( نذير الكلاب ).
-هل كان عليان داهية؟
-لماذا وقع اختياره على أبي يوسف بالضبط؟
-ثم لماذا وقع اختباره في مضمار القياس؟
-هل كان عليان متعاطفا مع المدرسة الأثرية في الفقه ؟
-هل أراد التنبيه على أن التوسع في القياس -على منهج أهل الرأي-قد يؤدي إلى الكارثة؟
أم كان مراده ساذجا بريئا هو الحصول على وجبة طعام فقط.؟
متأملا.
لعله يتأمل المقدمات وإفضاءها إلى النتيجة.
متعجبا.....
لعله تعجب من القياس الصحيح الذي لا غبار عليه......
لا أعلم....
لأن مسايرة الاستدلال يفضي إلى الوقوع في الكفر .(انظر الفقرة الخامسة)
على كل حال فالشيخ عليان وهو من عقلاء المجانين أفضل بكثير من مجانين العقلاء الآتي ذكرهم.
4- فابتسم عليان ثم أخرج من جيبه ( حجرا ) وقال .. هذا نذير الكلاب يا أبا يوسف !
ظل عليان منطقيا إلى آخر القصة.....فبالنظر إلى المقدمات الصحيحة لا بد من نذير في أمة الكلاب......لكن الكوفي خبأ لأبي يوسف مخرجا لا يثير الضحك فقط بل يثير الإعجاب أيضا......فهاهو عليان يوظف في نهاية القصة ما يسميه النظار بالقول بالموجب....نعم لا بد من نذير للكلاب ولكن ليكن نذير مناسب لهذه الأمة.....وليس أنسب من الحجر.....وهل ثمة شيء يخيف الكلب أكثر من الحجر!!(1/1431)
حل عجيب فيه دمج رائع بين الوجهين: القول بالموجب وقياس الأولى...
5-لكن بعض العقلاء من المعتزلة والصوفية نصروا المذهب الذي هو ممجوج حتى عند عليان المجنون....... ولله في خلقه شؤون!
قال ابن حزم رحمه الله في الفصل:
الكلام على من قال أن في البهائم رسلا
قال أبو محمد رضي الله عنه ذهب أحمد بن حابط وكان من أهل البصرة من تلاميذ ابراهيم النظام يظهر الإعتزال وما نراه إلا كافرا لا مؤمنا وإنما استخرنا اخراجه عن الإسلام لأن أصحابه حكوا عنه وجوها من الكفر منها التناسخ والطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنكاح وكان من قوله أن الله عز وجل نبأ أنبياء من كل نوع من أنواع الحيوان حتى البق والبراغيث والقمل وحجته في ذلك قول الله تعالى وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء.
لعل تكفير ابن حزم لابن حابط كما يستفاد من كلامه ليس بسبب هذا القول ولكن بسبب أقوال أخرى....
لكن القاضي عياض رحمه الله لم يتردد في تكفير من قال بقول ابن حابط ولو لم تكن معه أقوال كفرية اخرى.
قال في الشفا:
كذلك نكفر من ذهب مذهب بعض القدماء في أن في كل جنس من الحيوان نذيرا ونبيا من القردة والخنازير والدواب والدود ويحتج بقوله تعالى 35 : 24 وإن من أمة إلا خلا فيها نذير إذ ذلك يؤدي إلى أن توصف أنبياء هذه الأجناس بصفاتهم المذمومة وفيه من الإزراء على هذا المنصب المنيف ما فيه مع إجماع المسلمين على خلافه وتكذيب قائله انتهى.
وقال الألوسي في تفسيره للآية:
وأغرب من هذا دعوى الصوفية ونقله الشعراني عن شيخه علي الخواص قدس الله تعالى سره أن الحيوانات مخاطبة مكلفة من عند الله تعالى من حيث لا يشعر المحجوبون ثم قال : ويؤيده قوله تعالى وإن من أمة إلا خلا فيها نذير حيث ذكر سبحانه وتعالى الأمة والنذير وهم من جملة الأمم.(1/1432)
ونقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول : جميع ما في الأمم فينا حتى أن فيهم ابن عباس مثلي وذكر في الأجوبة المرضية أن فيهم أنبياء وفي الجواهر أنه يجوز أن يكون النذير من أنفسهم وأن يكون خارجا عنهم من جنسهم وحكى شيخه عن بعضهم أنه قال : إن تشبيه الله تعالى من ضل من عباده بالأنعام في قوله سبحانه وتعالى : إن هم كالأنعام ليس لنقص فيها وإنما هو لبيان كما مرتبتها في العلم بالله تعالى حتى حارت فيه فالتشبيه في الحقيقة واقع الحيرة لا في المحار فيه فلا أشد حيرة من العلماء بالله تعالى فأعلى ما يصل إليه العلماء بربهم سبحانه وتعالى هو مبتدأ البهائم الذي لم تنتقل عنه أي عن أصله وان كانت منتقلة من شؤونه بتنقل الشؤون الألهية لأنها لا تثبيت على حال ولذلك كان من وصفهم الله عز وجل من هؤلاء القوم أضل سبيلا من الأنعام لأنهم يريدون الخروج من الحيرة من طريق فكرهم ونظرهم ولا يمكن ذلك لهم والبهائم علمت ذلك ووقفت عنده ولم تطلب الخروج عنه وذلك لشدة علمها بالله تعالى. انتهى.
ونقل الشهاب عن ابن المنير أن من ذهب الى أن البهائم والهوام مكلفة لها رسل من جنسها فهو من الملاحدة الذين لا يعول عليهم كالجاحظ وغيره وعلى اكفار القائل بذلك نص كثير من الفقهاء والجزاء الذي يكون يوم القيامة للحيوانات عندهم ليس جزاء تكليف على أن بعضهم ذهب إلى أن الحيوانات لا تحشر يوم القيامة وأول الظواهر الدالة على ذلك وما نقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا أصل له.
والله إن عليان الكوفي لأعقل وأعلم بالقرآن من هؤلاء ...
وأشهد أن منهجه في التفسير أفضل من مناهج فئة من المعاصرين....
---
عدنان البحيصي
03-24-2006, 08:31 AM
رائعة اخي
شكر الله لك يا ابا عبد المعز
---
المعظم لربه
03-24-2006, 09:59 PM
أعذرني أخي عبد المعز... ولكنها تخريفة أكثر من كونها طريفة!!.
وفيها شقلبة... فمرة نورد قصص الدهاء لمن نريد, ومرة نجعلهم "عصافير"!!(1/1433)
---
أبو عبد المعز
03-26-2006, 06:06 PM
على كل حال.....أخي المعظم لربه......لا بد أن تعترف أن الحكاية خفيفة مع كونها خرافة....وأن الشيخ عليان لم يتجرأ على القرآن مع قياسه الشكلي الصحيح.....فهو افضل حالا من "العرفانين" الذين حولوا القرآن إلى غابة من "الأسرار" تختلط فيها الوجوه والمعالم .....واعتمدوا قياسا فاسدا عند عليان نفسه :مفاده أن الشخص في المنتديات إذا كان قادرا على اتخاذ أسماء مختلفة فلم لا يجوز ذلك على الأنبياء....
---
خالد- طالب علم
03-26-2006, 06:34 PM
الحقيقة أن الأستاذ أبو عبد المعز قد أحسن في إيراد هذه الطرفة الممتعة عن عليان المجنون. فلا شيء يصلح أن يكون نذيرًا للكلاب سوى الحجر.. ولكن ألا يرى أن هذا النذير لا ينفع مع هذه الكلاب؛ لأن من طباع الكلاب دوام اللهث؛ لأنها منقطعة الفؤاد، كمن لا فؤاد له، إن حملت عليها بحجر أو نحوه تلهث، وإن تركتها تلهث؛ ولهذا شبه الله تعالى بها الذي آتاه الله آياته، فانسلخ منها؛ كما تنسلخ الحية من جلدها، فقال عز من قائل:
( فمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ )
قال ابن قتيبة:” كل شيء يلهث؛ فإنما يلهث من إعياء، أو عطش إلا الكلب، فإنه يلهث في حال الكلال، وحال الراحة، وحال الصحة، وحال المرض والعطش، فضرَبه الله مثلاً لمن كذَّب بآياته “.
فهل ينفع هذا النذير المسمَّى بالحجر مع هذه الكلاب المنقطعة الفؤاد ؟؟؟
---
أبو عبد المعز
03-26-2006, 07:21 PM
الأستاذ خالد.....
من غرائب سلوك الكلاب أنك إذا قذفتها بحجر تعتقد أن الحجر طعاما أو شيئا صالحا للأكل فتهرع إلى حيث السقط......فتأخذ ما ضرب بها على أنه ألقي إليها ...حتى إذا تأكدت من أنه لا يصلح للأكل وعادت تنبح من جديد. وإذا ضربتها مرة أخرى مضت لتتأكد من جديد أ حجر ألقي إليها أم طعام......وهلم جرا....(1/1434)
فاعجب لهذا الكلب الذي يعتقد أنه أذكى من نذيره ..لكنه الطمع الطمع...حمله على إدراك الواقع على غير ما هو عليه.....وهو مع غروره عنيد : إذا خنس لحظة لا تعتقدن أنه بلع ريقه وانصرف ..... سيناوشك من جديد لا محالة بغتة أو على توقع......
---
خالد- طالب علم
03-26-2006, 08:17 PM
المهم يا أبا عبد المعز أن الكلاب لا تنفع معها النذر.. ومن الغريب أن تضرب بها الأمثال في الأمانة والوفاء لأصحابها. ولعلك سمعت بقول أحد الشعراء في مدح أحد الخلفاء:
فإنك كالكلب في الأمانة === وكالتيس في قراع الخطوب
---
(1/1435)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصحف الوورد بالرسم العثماني مع الحديث
---
مصحف الوورد بالرسم العثماني مع الحديث
---
يوسف الحوشان
11-03-2006, 09:01 PM
اللهم لك الحمد
يسر الله بفضله ومنه وكرمه إصدار جديد من مصحف(دار الرسم العثماني الرقمي)
وهوفي هذا الاصدار جزء من أدوات (متصفح سيمانور التعليمي) والذي يحتوي على المناهج الدراسية السعودية من
الاول الابتدائي الى الثالث الثانوي(بنين وبنات) في قرص (dvd) واحد معالجة الكترونيا وبامكانات كبيرة
ومن ضمن الادوات المصحف التعليمي و-ومصحف الوورد مع الحديث الشريف من داخل الوورد
وطرح مؤخرا في السوق (مكتبات جرير) بعدة اشتراكات من الساعات
وقريبا سيفرد هذا الاصدار في قرص خاص مع بقية الاصدارات الجديدة المفيدة لطلبة العلم
غفر الله للجميع
---
عبدالرحمن الشهري
11-04-2006, 06:50 AM
شكر الله لكم أخي أبا عبدالله وللأخ الكريم عماد الدغيثر على هذا الجهد الموفق ، وقد أسعدني ما رأيته في هذا المنتج الالكتروني الذي يبشر بنقلة تقنية في خدمة العلوم الإسلامية والتعليم العربي . وأسأل الله أن يوفقكم لما فيه الخير.
---
يوسف الحوشان
11-04-2006, 03:45 PM
واياك شيخنا الحبيب
اسأل الله تعالى ان يستعملنا فيما يرضيه
---
الميموني
11-06-2006, 04:58 AM
[جزاكم الله خيراً . هل اشتمل على التغيرات الحاصلة في المناهج على الأقل منذ قرابة عامين فأكثر .
جهد طيب و ينبغي وضع حمله للتعريف به و بكيفية الاستفادة منه في المدارس
---
عبدالرحمن الشهري
11-06-2006, 06:31 AM
أخي الحبيب عبدالله الميموني وفقه الله :
أولاً : أبارك لكم مقدماً حصولكم على الدكتوراه التي ستناقشونها الأسبوع القادم بمشيئة الله ، وأسأل الله أن يجعلها عوناً لكم على طاعة الله سبحانه وتعالى ، وسأشير إليها في موضوع مفرد لاحقاً.(1/1436)
ثانياً : هذا البرنامج الذي أشار إليه أخي الكريم الدكتور أبو عبدالله يوسف الحوشان برنامج واسعٌ جداً ، المناهج التي فيه هي مناهج 1427-1428هـ وتحدث قبل أن تحدث في المدارس ، لتعاملهم مباشرة مع رأس الهرم في وزارة التربية والتعليم .
وقد رأيت عرضاً مختصراً للبرنامج ، فرأيتُ ما أذهلني وأسعدني ، وأشعرني بنوع من الاعتزاز أن يكون في المسلمين من يقوم على مثل هذه البرامج العلمية الدقيقة والموثوقة علمياً وتقنياً ، وخدمة المصحف بالرسم العثماني ، والقدرة على استخدامه من داخل برنامج (سيماوورد) وكذلك المكتبة الشاملة الخاصة بهم ، والتي قاموا ببناءها بطريقتهم البرمجية الدقيقة هي خدمة صغيرة من خدمات هذا البرنامج الرائع . ولذلك فإنني أنصح الإخوة المدرسين بتجربة هذا البرنامج ، والاستفادة منه . أقول هذا - يعلم الله - وليس لي من وراء هذا البرنامج أي عائد مالي ، وإنما هو السرور بمثل هذه المشروعات العلمية المتميزة التي تستحق أن تبرز ويشاد بالقمخططين لها ، والقائمين عليها ، وأخص منهم الأخوين الكريمين الأستاذ عماد بن فهد الدغيثر ، والدكتور يوسف الحوشان . وعلى الرغم من هذا الإبداع والتميز في هذا الإصدار ، إلا أنه ليس الوحيد الذي أنتج في هذه المؤسسة ، وليس الأخير ، بل ما يزال في جعبتهم المزيد من المشروعات العلمية ذات الجودة العالية . ولهذا المتصفح الالكتروني موقع على الانترنت يمكن البحث عنه في جوجل .
---
أحمد البريدي
11-11-2006, 11:17 PM
شكر الله للدكتور يوسف والفريق العامل معه هذا الجهد , وحبذا لو تم تعريف به أكثر ووضع نماذج له ليتسنى للجميع معرفته .
---
يوسف الحوشان
11-13-2006, 01:39 PM
الاخوة الفضلاء
جمعت المناهج الدراسية (350 كتاب تقريبا) في قرص واحد (8ق ب) مع ادوات تفاعلية متقدمة جدا يستفيد منه المدرس في(1/1437)
شرح المادة العلمية مع توفر القواميس المتنوعة ومحركات البحث المتنوعة والاعراب الآلي لكل نص في الكتب ونطقه آليا بالعربية والانجليزية مع
ادوات كثيرة جدا توضيحيه من صور واصوات وفديو وفلاش تقدر بالالاف مع قواعد بيانات من الكتب التراثية و الملصقات
والبرامج المساعدة [ ومنها برنامج مصحف الوورد ] والكثير الكثير مما تقر به اعين المحبين للعلم وأهله
---
أحمد بزوي الضاوي
11-13-2006, 02:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور يوسف الحوشان ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد ، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لخدمة كتابه وشريعته، فهذا العمل حسب وصفكم يعتبر إضافة نوعية إلى مجال المعلوميات الشرعية .ونحن نسأل عن كيفية الحصول على هذا البرنامج في المغرب الأقصى حتى نتمكن من الاستفادة منه .
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه . وجزاكم الله عنا كل خير .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الميموني
11-14-2006, 05:28 PM
أخي الكريم د/ عبد الرحمن الشهري جزاكم الله خيرا . و بارك الله في جهودكم .
دائما نسمع منك الأخبار الطيبة . مشروع مفيد جداً .
د/ يوسف الحوشان - مشكور على التوضيح المفيد . و زادكم الله من فضله و ووفقكم
---
(1/1438)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل ماكتب عن أهمية أسباب النزول ومكانتها ؟
---
ما أفضل ماكتب عن أهمية أسباب النزول ومكانتها ؟
---
الإداوة
05-05-2003, 01:15 PM
ارجو التفضل ممن يجد جواباً...
---
عبدالرحمن الشهري
05-05-2003, 03:33 PM
أخي الكريم (الإداوة) حياكم الله
جواب سؤالك يا أخي الكريم يحتاج إلى استقراء تام لكل ما كتب في أسباب النزول ثم الحكم بعد ذلك ، ولكن أجيبك عن أفضل ما قرأته في ذلك ولعل بقية الإخوة يضيفون ما يرونه وفقكم الله جميعاً.
من الكتب الجيدة التي كتبت حول أسباب النزول من حيث أهمية هذا العلم ، ومكانته في التفسير ونحو ذلك ما يلي:
1- كتاب بعنوان (أسباب نزول القرآن : مصادرها ومناهجها) للدكتور حماد عبدالخالق حلوة. وهو من الكتب الجيدة التي درست أسباب نزول القرآن من حيث الدراية. وأما من حيث الرواية فلا يخفى عليكم كثرة ما كتب فيها ولله الحمد.
2- أسباب النزول وأثرها في التفسير. للشيخ عصام بن عبالمحسن الحميدان. وهذا البحث كان رسالة أعدها الباحث لنيل الماجستير في كلية أصول الدين بالرياض. وقد اطلعت عليها بشيء من العجلة في مكتبة قسم القرآن في الكلية ولم أدقق في مميزاتها. ولم أطلع عليها مطبوعة بعد ذلك ، ولا أدري هل طبعت أم لا؟
3- ما كتبه الطاهر بن عاشور في مقدمة تفسيره حول أسباب النزول.
4- ما أشار إليه ابن تيمية في مقدمته في التفسير بشيء من الاختصار.
5- أسباب نزول القرآن : دراسة وتحليل. لعبدالرحيم فارس أبو علبة. وأذكر أن الدكتور عبدالحكيم الأنيس قد انتقده كثيراً في مقدمة تحقيقه لكتاب (العجاب) لابن حجر فلعلك تراجعه ، ومثله الدكتور فضل حسن عباس في كتابه (إتقان البرهان) في مبحث أسباب النزول.
والله أعلم.
---
مرهف
05-06-2003, 02:06 AM(1/1439)
وأذكر أن الدكتور عماد الدين رشيد له : أسباب النزول وأثره في أصول الفقه مقدم رسالة دكتوراه في كلية الشريعة جامعة دمشق
---
عبدالرحمن الشهري
05-06-2003, 06:35 AM
أحسنت أخي مرهف .
الكتاب بعنوان :(أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص) دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه. للدكتور عماد الدين محمد الرشيد. وقد طبع الكتاب بدار الشهاب عام 1420هـ . وهو في الأصل رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة دمشق في 15/11/1419هـ.
وقد عول في ذكر المؤلفات في أسباب النزول على ما كتبه الدكتور عبدالحكيم الأنيس في مقدمة تحقيقه لكتاب (العجاب في بيان الأسباب) لابن حجر العسقلاني.
---
فرحان العطار
05-06-2003, 07:55 AM
وكذلك كتاب اسباب النزول للشيخ المحدث مقبل الوادعي رحمه الله
---
أبو العالية
12-24-2003, 06:24 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
" أسباب نزول القرآن : دراسة وتحليل. لعبدالرحيم فارس أبو علبة. "
نقد هذا المؤلف الدكتور فضل عباس في كتابه " إتقان البرهان في علوم القرآن " ( 1/ 242 ) وما بعدها
وذكر أن جل رسالته مسروق من محاضرات الدكتور فضل ، وهذا غاية في البعد عن الأمانة العلمية وأنى لبركة العلم لهؤلاء ، نسأل الله السلامة والعافية .
هذا للتوضيح بحال المؤلف هداه الله إلى الحق .
وما أكثرهم اليوم والله المستعان .
---
عبد الله
12-25-2003, 11:26 PM
مما أفرد لدراسة أسباب النزول دراية :
1- علم أسباب النزول وأهميته في تفسير القرآن ، خالد خليفة السعد ، دار الحكمة ، البحرين - المنامة 1998 .
2- مباحث في علوم القرآن : علم أسباب النزول ، وسيلة بلعيد بن حمدة ، دار الجويني ، تونس 1984 .
عبد الله إبراهيم
---
عبدالرحمن الشهري
09-03-2005, 09:15 AM(1/1440)
ومن الكتب التي كتبت في دراسة موضوع أسباب النزول دراسة نقدية ، كتاب ( أسباب النزول) لبسام الجمل . وهو رسالة علمية تقدم بها الطالب لنيل درجة الدكتوراه ، أشرف عليها الدكتور عبدالمجيد الشرفي ، بكلية الآداب بمنوبة - تونس ، وذلك في 14 مارس 2003م ، وهي دراسة جديرة بالمناقشة والقراءة من قبل المتخصصين لبيان ما فيها من صواب وغيره.
وقد طبعت هذه الرسالة مؤخراً في المركز الثقافي العربي بالمغرب عام 2005 ، ويقع الكتاب في 472 صفحة من القطع العادي.
http://www.tafsir.net/images/asbabnzool.jpg
---
عبدالرحمن الشهري
12-04-2005, 06:18 PM
ومن الكتب الجيدة في هذا الموضوع كتاب متوسط الحجم بعنوان :
أسباب النزول : تحديد مفاهيم ، ورد شبهات .
للدكتور محمد سالم أبو عاصي.
من إصدار دار البصائر بالقاهرة. وهذه هي الطبعة الثانية للكتاب ، وقد صدر في نشرته الأولى باسم:
أسباب النزول بين الفكر الإسلامي والفكر العلماني
وموضوع أسباب النزول من الموضوعات التي ولج منها ، والحديث حولها الكتاب العلمانيون ، مستغلين قول القائلين أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ في قصر الدلالة القرآنية على زمن النزول ، والقول بأن القرآن كتاب تاريخي تجاوزه الزمن ، ولم يعد صالحاً للتطبيق في زماننا هذا.
---
جمال أبو حسان
12-07-2005, 02:53 PM
هل يمكن يا شيخ عبد الرحمن ان تكتب لنا تقريرا عن رسالة الجمل في اسباب النزول
---
عبدالرحمن الشهري
12-07-2005, 04:27 PM
أخي الكريم الدكتور جمال وفقه الله : دار حديث بيني وبين الأخ عبدالعزيز الضامر حول هذا الكتاب ، فأخبرني أنه قرأه كله ، وعلق على أبرز ما ورد فيه ، فطلبت منه التكرم بتلخيص رأيه في الكتاب وطرحه في الملتقى استجابة لرغبتكم الكريمة ، ففعل مشكوراً ، وكتب ذلك تحت عنوان :
عرض موجز لكتاب (أسباب النزول) لبسام الجمل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=17217)
---
محمدعالى(1/1441)
04-02-2006, 08:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخوتى الأعزاء حياكم الله وحفظكم ورعالكم
أريد الارشاد فى موضوع’’العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب’’ بين التاصيل والتطبيق
أريد نقاشا يثري هذا الموضوع نظرا لأهميته فى علوم القرآن
أفيدونا جزاكم الله خيرا
---
محمدعالى
04-04-2006, 12:19 AM
السلام عليكم
إخوتى الاعزاء أود المساعدة والتوجيه فى موضوع
’’العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب’’ بين التأصيل والتطبيق.
أفيدونا مما أنعم الله به عليكم جزاكم الله خيرا.
---
(1/1442)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل الوجيز للواحدي محقق؟؟عاجل
---
هل الوجيز للواحدي محقق؟؟عاجل
---
يزيد الصالح
04-27-2006, 08:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي أريد جوابا عاجلا على استفساري
هل تفسير الوجيز للواحدي محقق؟
ولكم جزيل الشكر،،
أخوكم أبو عمرو
---
مرهف
04-27-2006, 08:31 PM
نعم أخي هو محقق قام على تحقيقه صفوان عدنان داودي طباعة دار القلم دمشق الأولى كانت عام 1995 ميلادي أو انظره في دار البشائر في السعودية
---
يزيد الصالح
04-27-2006, 08:41 PM
جزاك الله خيرا أخي مرهف، ،
ولكن هل التحقيق تحقيق علمي، أم تحقيق تجاري؟؟
أنتظر ردك مشكوراً
---
أبو صالح التميمي
05-27-2006, 06:09 PM
أحسب الشيخ صفوان من المتميزين في تحقيقاتهم وقد اعتمد على 4 نسخ خطية للكتاب,والله أعلم
---
(1/1443)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد هذه المسألة(تقديم السبب أم المناسبة ؟)
---
أين أجد هذه المسألة(تقديم السبب أم المناسبة ؟)
---
غانم الغانم
10-29-2006, 07:41 AM
المشايخ الفضلاء :
أشار الزركشي إلى هذه المسألة وأن العلماء بحثوا فيها , لكن لم أتمكن - بعد البحث- من الحصول على كلام بهذه المسألة فأرجوا من مرت عليه أن يدلني عليهاغير ما ذكره السيوطي في الإتقان وجزاكم الله خيرا.
وهذا نص الزركشي في البرهان (واعلم أنه جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول ووقع البحث أيما أولى البداءة به؟
بتقدم السبب على المسبب أو بالمناسبة لأنها المصححة لنظم الكلام وهى سابقة على النزول
والتحقيق التفصيل بين أن يكون وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول كالآية السابقة فى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فهذا ينبغى فيه تقديم ذكر السبب لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة)
البرهان في علوم القرآن ج1/ص34
تحقيق محمد أبو الفضل
---
غانم الغانم
10-30-2006, 01:41 AM
إخواني في الله
مع أنَّ القراء أكثر من الستين !
لم أجد إجابة حتى الآن ؟
---
الكشاف
10-30-2006, 10:59 PM
تتبعت هذه المسألة قديماً فلم أجد من فصل فيها إلا الزركشي في الكلام الذي نقلتموه ، والذين تعرضوا للمناسبات من المعاصرين لم يتوقفوا عند هذه المسألة كثيراً. وكلام الزركشي ظاهر ولا مزيد عليه . فإن كان فهم الآية والمناسبة لا يظهر إلا بسبب النزول فيقدم سبب النزول على بيان المناسبة ، وإلا فيقدم ذكر مناسبة الآية أو الآيات لما قبلها . وإن كانت عادة المفسرين تقديم سبب النزول لعدم عناية كثير منهم ببيان مناسبات الآيات ووجه ارتباطها ببعضها ، لأنهم يعدون ذلك من ملح التفسير لا من صلبه .
---
غانم الغانم(1/1444)
10-31-2006, 01:40 AM
أخي الكشاف
جزاكم الله خيرا على بحثكم وتعليقكم
لكن لتعلقه بالبحث عندي أحببت أن أجد كلاماً عما أشار إليه بقوله : ( ووقع البحث أيما أولى البداءة به؟ ) مما يدل على كلام المتقدمين عليه
ورغبت بمعرفة توجيه من يرى تقديم السبب على المناسبة مطلقاً وقد أشار السيوطي أنه قول ولي الدبن الملوي .
لكن لم أجد شيئاً في توجيه هذا القول
وأكرر شكري لك أخي الكاشف
---
(1/1445)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مناقشة رسالة دكتوراه عن(القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية:دراسة تحليلية نقدية)
---
مناقشة رسالة دكتوراه عن(القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية:دراسة تحليلية نقدية)
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2006, 10:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه حدد موعد مناقشة رسالة الدكتوراه التي تقدم بها أخونا الأستاذ عبدالرحيم خير الله عمر الشريف - أحد أعضاء هذا الملتقى العلمي المتميزين - إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق . وذلك يوم السبت 26/8/2006 م ، الساعة العاشرة صباحاً في جامعة دمشق.
وعنوان هذه الرسالة :
القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية
دراسة تحليلية نقدية
أعضاء لجنة المناقشة:
- د. نصار نصار مشرفاً.
- أ.د. محمد عجاج الخطيب.
- د. محمد الشربجي.
- د. بكار الحاج جاسم.
- د. أحمد الطعان.
[line]
القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية
دراسة تحليلية نقدية
تمهيد
الباب الأول : بيان مواقف مواقع الإنترنت غير الإسلامية من قضية ثبوت القرآن الكريم، ونقدها .
الفصل الأول: مصدر القرآن الكريم
المبحث الأول: الشعوب والأديان في بيئة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
المطلب الأول: الكتب المقدسة لأهل الكتاب .
المطلب الثاني: تراث شعوب في بيئته المحيطة .
المطلب الثالث: معلمو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
المبحث الثاني: الشياطين .
المبحث الثالث: تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
الفصل الثاني: ادعاء طروء التحريف على النص الأصلي للقرآن الكريم
المبحث الأول: ادعاء طروء التحريف في عهد النبوة
المطلب الأول: القراءات والأحرف السبعة
المطلب الثاني: تدوين القرآن الكريم في عهد النبوة
المبحث الثاني: ادعاء طروء التحريف في عهد الصحابة والتابعين
المطلب الأول: جمع ونسخ القرآن الكريم(1/1446)
المطلب الثاني: اختلاف مصاحف الصحابة رضي الله عنهم
المطلب الثالث: زعم وقوع التحريف في عهد التابعين
المطلب الرابع: زعم مخالف المصحف الحالي لمخطوطات المصاحف
الباب الثاني : بيان مواقف مواقع الإنترنت غير الإسلامية من محتوى القرآن الكريم ونقدها
الفصل الأول: عصمة القرآن الكريم من الزلل
المبحث الأول: ادعاء وجود أخطاء عقدية في القرآن الكريم
المطلب الأول: التوحيد
المطلب الثاني: الملائكة في القرآن الكريم
المطلب الثالث: عصمة الأنبياء في القرآن الكريم
المطلب الرابع: اليوم الآخر في القرآن الكريم
المطلب الخامس: القدر في القرآن الكريم
المبحث الثاني: ادعاء وجود أخطاء علمية في القرآن الكريم
المطلب الأول: زعم وجود أخطاء حسابية
المطلب الثاني: زعم وجود أخطاء جغرافية
المطلب الثالث: زعم وجود أخطاء تاريخية
المطلب الرابع: زعم وجود أخطاء نحوية وصرفية
المبحث الثالث: ادعاء تناقض آيات القرآن الكريم
الفصل الثاني: الإعجاز القرآني
المبحث الأول: ادعاء أن القرآن الكريم نفى كونه معجزاً
المبحث الثاني: الإعجاز البياني
المطلب الأول: السجع المتكلف
المطلب الثاني: الأخطاء البلاغية
المطلب الثالث: تناسب الكلمات والآيات والسور
المطلب الرابع: ادعاء القدرة على تأليف مثل سور القرآن الكريم
المبحث الثالث: الإعجاز العلمي
المبحث الرابع: الإعجاز الغيبي
المبحث الخامس: المقارنة بأوجه إعجاز الكتب المقدسة
المطلب الأول: الإعجاز البياني
المطلب الثاني: الإعجاز العلمي
المطلب الثالث: الإعجاز الغيبي
الفصل الثالث: أساليب القرآن الكريم
المبحث الأول: زعم الإكثار من القسم واللفظ الغريب
المطلب الأول: القسم في القرآن الكريم
المطلب الثاني: استخدام اللفظ الغريب
المبحث الثاني: وجود اللفظ المعرب
المطلب الأول: سبب وجود الألفاظ الألفاظ المعربة في القرآن الكريم
المطلب الثاني: دعوى أن المعرب في القرآن الكريم دليل بشرية مصدره(1/1447)
المطلب الثالث: كلمات أعجمية في القرآن الكريم لا يعرفها اللسان العربي المبين
المبحث الثالث: القصص القرآني
المطلب الأول: القصص القرآني والأساطير
المطلب الثاني: التكرار بلا مسغ للقصص القرآني
المطلب الثالث: تناقض القصص القرآني
المبحث الرابع: النسخ
المطلب الأول: الحكمة من النسخ
المطلب الثاني: دعوى أن القرآن الكريم ينفرد بوجود الناسخ والمنسوخ
المطلب الثالث: زعم عدم صلاحية القرآن الكريم لنسخ الكتب السابقة
الباب الثالث : نقد المصادر ومناهج البحث المؤدية إلى إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت
الفصل الأول: مصادر الشبهات المثارة حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المبحث الأول: آراء المستشرقين والكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المطلب الأول: آراء المستشرقين
المطلب الثاني: الكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المبحث الثاني: مرويات الأحاديث الضعيفة والموضوعة
المبحث الثالث: بتر وتحريف النصوص الصحيحة
المبحث الرابع: الشاذ والمرجوح من اجتهادات بعض علماء المسلمين
الفصل الثاني: المنهج المتبع لإثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت
المبحث الأول: نقد أدوات البحث المؤدية إلى إثارة الشبهات حول القرآن الكريم
المطلب الأول: الضعف بعلوم اللغة العربية
المطلب الثاني: الجهل بما ينقدون
المطلب الثالث: بناء أحكامهم على القول بلا دليل
المطلب الرابع: مخالفات متفرقة لأسس البحث العلمي المنهجي
المبحث الثاني: نتائج عدم الالتزام بمنهجية البحث العلمية في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المطلب الأول: الحكم على صحة محتوى القرآن الكريم بحسب عقائدهم
المطلب الثاني: عقد مقارنات مغلوطة
المطلب الثالث: حمل الكلام على غير المراد منه
المطلب الرابع: تناقض شبهات صفحات الإنترنت غير الإسلامية
الخاتمة
المصادر والمراجع
الفهارس
[line](1/1448)
ونحن في الملتقى نبارك لأخينا الأستاذ عبدالرحيم الشريف مقدماً ، ونسأل الله أن يجعلها عوناً له على طاعة الله ، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولا سيما أن موضوع أطروحته ذو علاقة مباشرة بالدعوة إلى الله عبر هذه الشبكة العالمية .
الأربعاء 22/7/1427
16/8/2006م
---
مساعد الطيار
08-16-2006, 02:42 PM
أسأل الله للأخ عبد الرحيم التسديد والتوفيق .
---
مرهف
08-16-2006, 07:21 PM
بالتوفيق إن شاء الله ونسأل الله النفع لك أخانا د عبد الرحيم
---
أحمد القصير
08-16-2006, 11:04 PM
مبروك مقدما للأستاذ عبدالرحيم
ملحوظة:
عنوان الرسالة أعم من عناصر البحث المقدم فلو كان العنوان:
(الشبهات التي أثيرت حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية) لكان أولى
وليت الأستاذ عبد الرحيم يبين لنا وجهة نظره
---
الجندى
08-17-2006, 11:03 AM
بالتوفيق والسداد إن شاء الله
---
أحمد البريدي
08-17-2006, 05:19 PM
نبارك للدكتور عبد الرحيم مقدماً , ونتمنى له التوفيق .
---
عبدالرحيم
08-17-2006, 07:08 PM
جزاكم الله خيرا إخوتي ...
وجمعنا العلي القدير في الفردوس الأعلى من الجنة إخوانا على سرر متقابلين،، والله نسأل أن يقبل أن يستعملنا لخدمة دينه .. آمين
اقترح أحد الأفاضل..
(الشبهات التي أثيرت حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية) لكان أولى
العنوان الأصيل للدراسة كان: " القرآن الكريم في مواقع الإنترنت التنصيرية " لكن لم تتم الموافقة عليه بحجة أنه يدعو إلى الطائفية.
وحذف كل كلمة: طعن، طعونات.. من مخطط الدراسة.
وأخذ تغيير العنوان مع إدارة الجامعة (... في مواقع الإنترنت المسيحية، ثم: غير الإسلامية، ثم: العربية) أكثر من أربعة شهور بين أخذ ورد.(1/1449)
فتم الاتفاق مع الإخوة في القسم ـ بارك الله فيهم ـ على تغيير العنوان مع بقاء المخطط كما هو من باب المكر للدين. لأن شمول المواقع الإسلامية سيطيل الرسالة بلا داع، فالرسالة ـ بعد ضغط الخطوط والأسطر وضبط الهوامش بأضيق صورة ـ تجاوزت 600 صفحة بدون المواقع الإسلامية.
فكيف لو شملتها ؟!!
وتم وضع الإخوة أعضاء لجنة المناقشة بصورة سبب هذا العنوان، كما بين لي المشرف وأكد عليه فضيلة الدكتور الطعان.
ولعل النسخة المطبوعة من الأطروحة ستحمل العنوان الأول ، إلا إن شاء العلي القدير غير ذلك.
وفقكم الله ـ وإياي ـ لما يحب ويرضى.
---
د.حسن خطاف
08-19-2006, 04:02 AM
أخانا عبيد الرحيم نسأل الله أن يوفقك ويأخذ بيدك إلى مافيه كل خير ، آمين آمين
===
د. حسن الخطاف / جامعة دمشق
---
ابن الجزيرة
08-19-2006, 08:51 AM
نسأل الله لأخينا التوفيق والسداد وأن ينفع الله به ويعينه في كل أموره .
---
محمد الحوري
11-07-2006, 11:59 AM
نسأل الله سبحانه للأخ عبد الرحيم التوفيق والسداد وان يعجل في طباعة الرسالة حتى ينتفع بها طلبة العلم
محمد الحوري - الأردن
---
محمد بن الحسين
11-07-2006, 01:13 PM
الأخ عبد الرحيم
نسأله سبحانه أن يوفقك وييسر ما عسر عليك، إنه أكرم مسؤول وخير مأمول
---
د.خضر
11-08-2006, 12:30 PM
بارك الله في عالمنا الفاضل ونفع بعلمه وليت الأحبة في الملتقى يلتفتون لما يثيره المدعو محمد عابد الجابري من شبهات حول القرآن حتى اشتهر هذا الأمر مما يبعث على التشمير عن ساعد الجد في ملتقى الانتصار للقرآن، ولو شاء الله لانتصر منه ، والله الموفق
---
ش.م
11-14-2006, 09:50 PM
ما شاء الله بارك الله لك أستاذنا الكريم ونفع بعلمك
سبحان الله قد عادت بي الذاكرة إلى أعز حلم كان لي وهو مناقشة هذه الشبهات والكتابة حولها وتصنيفها وإعداد الردود عليها.. وأراك قد استوفيت جوانب متعددة بارك الله فيك وجزاك كل خير
---
عبدالرحيم(1/1450)
11-17-2006, 09:07 PM
جزاكم الله خيراً أيها الأحبة، وأسأل العلي القدير أن يثيبكم ويعلي مراتبكم في الفردوس الأعلى من الجنة.
اقترحَ شيخي المكرم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عجاج الخطيب طباعة الأطروحة في كتاب بعنوان:
المطاعن المثارة حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية / عرض ونقد
وبعد الأخذ بتعديلات الأفاضل أعضاء لجنة المناقشة (وأخص منهم الحبيب فضيلة د. أحمد الطعان الذي أكرمني بتهنئتي هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6298)) سيكون ترتيب الكتاب المقترَح كما يلي:
تمهيد
الباب الأول بيان مطاعن مواقع الإنترنت العربية غير الإسلامية في ثبوت القرآن الكريم ونقدها
الفصل الأول: الطعن في مصدر القرآن الكريم
المبحث الأول: الأديان والشعوب في بيئة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
المطلب الأول: الكتب المقدسة لأهل الكتاب
المطلب الثاني: تراث شعوب في بيئته المحيطة
المطلب الثالث: معلمو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المزعومون المبحث الثاني: الشياطين
المبحث الثالث: تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الفصل الثاني: الطعن في سلامة نص القرآن الكريم من التحريف المبحث الأول: ادعاء طروء التحريف في عهد النبوة
المطلب الأول: القراءات والأحرف السبعة
المطلب الثاني: تدوين القرآن الكريم في عهد النبوة
المبحث الثاني: ادعاء طروء التحريف في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم
المطلب الأول: جمع ونسخ القرآن الكريم
المطلب الثاني: اختلاف مصاحف الصحابة رضي الله عنهم
المطلب الثالث: زعم وقوع التحريف في عهد التابعين
المطلب الرابع: زعم مخالف المصحف الحالي لمخطوطات المصاحف
الباب الثاني بيان مطاعن مواقع الإنترنت العربية غير الإسلامية في محتوى القرآن الكريم ونقدها
الفصل الأول: المطاعن في عصمة القرآن الكريم من الزلل
المبحث الأول: ادعاء وجود أخطاء عقدية في القرآن الكريم
المطلب الأول: زعم وجود أخطاء في التوحيد(1/1451)
المطلب الثاني: زعم وجود أخطاء في الإيمان بالملائكة
المطلب الثالث: زعم وجود أخطاء في الإيمان بعصمة الأنبياء
المطلب الرابع: زعم وجود أخطاء في الإيمان باليوم الآخر
المطلب الخامس: زعم وجود أخطاء في الإيمان بالقدر
المبحث الثاني: ادعاء وجود أخطاء علمية في القرآن الكريم
المطلب الأول: زعم وجود أخطاء حسابية
المطلب الثاني: زعم وجود أخطاء جغرافية
المطلب الثالث: زعم وجود أخطاء تاريخية
المطلب الرابع: زعم وجود أخطاء نحوية وصرفية
المبحث الثالث: ادعاء تناقض آيات القرآن الكريم
الفصل الثاني: المطاعن في الإعجاز القرآني
المبحث الأول: ادعاء أن القرآن الكريم نفى كونه معجزاً
المبحث الثاني: المطاعن في الإعجاز البياني
المطلب الأول: ادعاء السجع المتكلف
المطلب الثاني: ادعاء الأخطاء البلاغية
المطلب الثالث: ادعاء عدم تناسب الكلمات والآيات والسور
المطلب الرابع: ادعاء القدرة على تأليف مثل سور القرآن الكريم
المبحث الثالث: المطاعن في الإعجاز العلمي
المبحث الرابع: المطاعن في الإعجاز بالغيب
المبحث الخامس: دعوى سبق إعجاز الكتاب المقدس
المطلب الأول: الإعجاز البياني
المطلب الثاني: الإعجاز العلمي
المطلب الثالث: الإعجاز بالغيب
الفصل الثالث: المطاعن في بعض أساليب وعلوم القرآن الكريم المبحث الأول: زعم الإكثار من القسم واللفظ الغريب
المطلب الأول: القسم في القرآن الكريم
المطلب الثاني: استخدام اللفظ الغريب
المبحث الثاني: وجود اللفظ المعرب
المطلب الأول: سبب وجود الألفاظ الألفاظ المعربة في القرآن الكريم المطلب الثاني: دعوى أن وجود المعرب في القرآن الكريم دليل بشرية مصدره
المطلب الثالث: زعم وجود كلمات أعجمية في القرآن الكريم لا يعرفها اللسان العربي المبين
المبحث الثالث: القصص القرآني
المطلب الأول: القصص القرآني والأساطير
المطلب الثاني: التكرار المزعوم
المطلب الثالث: التناقض المزعوم
المبحث الرابع: النسخ(1/1452)
المطلب الأول: الحكمة من النسخ
المطلب الثاني: دعوى أن القرآن الكريم ينفرد بوجود الناسخ والمنسوخ المطلب الثالث: زعم عدم صلاحية القرآن الكريم لنسخ الكتب السابقة
الباب الثالث نقد موارد ومناهج البحث المؤدية إلى إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت
الفصل الأول: موارد الشبهات المثارة حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المبحث الأول: آراء المستشرقين والكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المطلب الأول: آراء المستشرقين
المطلب الثاني: آراء الكتاب العرب الموافقين لأهوائهم
المبحث الثاني: مرويات الأحاديث الضعيفة والموضوعة
المبحث الثالث: النصوص الصحيحة المبتورة
المبحث الرابع: النصوص الصحيحة التي اجتهد فأخطأ بعض علماء المسلمين في تفسيرها الفصل الثاني: نقد منهج إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت وبيان نتائجه
المبحث الأول: نقد منهج إثارة الشبهات حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت وأدوات مثيريها
المطلب الأول: الضعف بعلوم اللغة العربية
المطلب الثاني: الجهل بما ينقدون
المطلب الثالث: بناء أحكامهم على القول بلا دليل
المطلب الرابع: مخالفات متفرقة لأسس البحث العلمي المنهجي
المبحث الثاني: نتائج عدم الالتزام بمنهجية البحث العلمية في مواقع الإنترنت غير الإسلامية
المطلب الأول: الحكم على صحة محتوى القرآن الكريم بحسب عقائدهم المطلب الثاني: عقد مقارنات مغلوطة
المطلب الثالث: حمل الكلام على غير المراد منه
المطلب الرابع: تناقض شبهات صفحات الإنترنت غير الإسلامية
الخاتمة
المصادر والمراجع
الفهارس
فهرس الأحاديث
فهرس الأبيات الشعرية
فهرس الأعلام المترجم لهم
فهرس الجداول والأشكال والصور
فهرس المحتويات
________________
أرجو من الإخوة التكرم بإبداء ملاحظاتهم حول تقسيم الكتاب وأسماء عناوينه.. رزقكم الله.
---
(1/1453)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مجموعة من القواعد الفقهية والاصولية للشيخ محمد الشنقيطي
---
مجموعة من القواعد الفقهية والاصولية للشيخ محمد الشنقيطي
---
ابو الروب
04-25-2006, 10:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المجموعة مستخرجه من دروس فضيلة الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي
1-ان النص اذا خرج مخرج الغالب لم يعتبر مفهومه مثل (وربائبكم التي في حجوركم)
فان كانت الربيبة في غير حجره تعتبر محرمة علية ايضا والتخصيص بوجودها في حجره خرج مخرج الغالب
2-التكليف شرطه الامكان
3-ان الامر اذا علل بعلة الشك لم يدل على الوجوب
4-ان الشي اذا تردد بين الحرام والحلال حمل على الكراهه مثل الازار على الكعبين فهو بين حرام وحلال فحملوه على الكراهه
4-ان الاصل في المطلق انه يبقى على اطلاقه حتى يرد ما يخصصه
5-اذا تعارض منطوق النص مع مفهومه قدم المنطوق على المفهوم
6-ان الامر يدل على الوجوب حتى يدل الدليل على خلافه
7-قاعدة عند الاحناف ان الراوى اذا خالف رايه ما رواه قدم رايه على الحديث الذي رواه قالوا لانه هو الاعلم بما روى والجمهور على خلاف ذلك فقالوا يقدم ما روى على ما راى
نكتفى بهذا القدر ويتبع غدا باذن الله
---
محمود الشنقيطي
04-27-2006, 04:22 PM
أحسن الله إليك يا أخي ونفعنا بعلم وحكمة الشيخ محمد المختار وأمد في عمره على ما يرضي الله
ولكن لو عدلت عنوان الموضوع إلى (مجموعة من القواعد الفقهية والأصولية التي استفدتها من الشيخ محمد المختار الشنقيطي)
وذلك حتى لا يتوهم من لا يعلم بأن تلك القواعد التي سطرتها هي من استنباط ووضع الشيخ محمد حفظه الله وهي في حقيقة الأمر ليست كذلك.
والله تعالى أعلم
---
ابو الحسن الأكاديري
05-25-2006, 02:00 PM
السلام عليكم
اينك اخي المبارك ابو الروب طال انتظاري بكم
قلت في مشاركتك : ويتبع غدا باذن الله(1/1454)
فاينك يا طالب العلم ؟؟؟؟
---
أبو ياسر
05-27-2006, 04:58 AM
ونعم بالشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي أسأل الله أن يمد عمره على طاعته ونشر العلم .
---
ابو الروب
05-29-2006, 01:52 PM
اخي في الله الذي حصل انه تم قطع حرارة الهاتف عن بيتي لمدة اكثر من اسبوع وايضا رشحت في دورة عن طريق العمل لمدة ثلاثة اسابيع ولما عدت واردت الاتمام كان الموقع معطل وهذه الاسباب وبصراحة اضعفت الهمة ولكنك اعدتها الي من جديد وسوف اواصل اليوم او غدا ان شا الله واحاول ان اكتب مجموعة كبيرة فارجوا ان تقبلوا عذري والله المستعان على التقصير
---
ابو الروب
05-29-2006, 08:08 PM
تتمة للقواعد :
8- لا اجتهاد مع النص
9- لا يجوز تاخير البيان عن وقت الحاجه
10- اذا تعارضت الحقيقة مع المجاز وجب المصير الى الحقيقة مالم تاتي القرينه على خلاف ذلك ومثاله (امسحوا برؤسكم)
11-حمل المجمل على المبين
12- ان مثل اذا وردت في النص تقتضى المشابهه من اغلب الوجوه او كلها
13- ان الجمع بين النصين اولى من العمل باحدهما وترك الاخر
14- الاصل في التشريع العموم مالم يدل الدليل على التخصيص ولا موجب للتخصيص دون مخصص
15-ان النص اذا تسلط على الحقيقة وعارض نصوصا اخرى صرف عن ظاهره مثاله (لا ايمان لمن لا امانة له )
16- اذا تعارض فعل النبي صلى الله علية وسلم مع قوله فانه يجمع بينهما بصرف القول عن ظاهره الى الرتبة الدنيا فيصرف التحريم عن ظاهره الى الكراهة
17- اذا تعارض المحرم والمبيح قدم الحاضر على المبيح
18- قال ابن دقيق العيد ان حمل المطلق على المقيد الصق بباب الاوامر من باب النواهي اى انه في باب النهي اضعف
19- الضرورات تبيح المحظورات
20-الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت او خاصة
21- ان قضايا الاعيان لا تصلح على العموم اذا خالفت الاصل وبهذا الضابط لا تشكل مع قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب(1/1455)
22- ان الحكم للغالب والنادر لا حكم له مثاله مس الذكر فالغالب الشهوة ومع هذا يحكم ببطلان الوضوء مطلقا بشهوة او بغيرها
23- ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب
24- المشقة تجلب التيسير وفي معناها الامر اذا ضاق اتسع
يتبع في وقت قريب ان شا الله واعتذر عن التاخر والله الموفق
---
ابو الروب
05-30-2006, 06:07 AM
اخي في الله محمود الشنقيطي تعقيبكم في محله ولكن من قرا السطر الاول سوف يتبين انني استفدتها من دروس الشيخ
25- الاشارة تنزل منزلة العبارة
26- المثبت مقدم على الناف ومثلها قاعدة من حفظحجة على من لا يحفظ
27-القدرة على اليقين تمنع من الشك
28-من اهم القواعد اليقين لا يزال بالشك ومنها الاصل بقاء ما كان على ما كان
29-للمجتهد ان يعمل بالنص العام حتى يطلع على مايخصصه والدليل منع الصحابه للاعرابي من البول في المسجد لعموم الحكم بحظور النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتظروا منه تخصيص فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم
30 يرتكب اخف الضررين ومنها اذا تعارضت مفسدتان روعى اعظمهما ضررا بارتكاب اخفهما ضررا ومنها يرتكب اخف الشرين مثاله تقدم مفسدة العضو على مفسدة النفس
31-يقدم الضرر الاعلى على الضرر الادنى فتقدم مفسدة الجماعة على مفسدة الفرد الا اذا امكن تدارك مفسدة الجماعة فتقدم مفسدة الجمع مثاله ترك الاعرابي يبول حافظا عليه ولان المفسدة الحاصلة على الجماعة يمكن تداركها
32-الضرر يزال
33-ان الافعال اذا كانت بيانا للواجب فهي واجبة لان بيان الواجب واجب
يتبع قريبا ان شا الله اخشى ان اقول غدا فلا يتيسر لي ذلك فيغضب على الاخوان والله الموفق
---
(1/1456)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب : (أبحاث في علوم القرآن) للدكتور غانم قدوري الحمد
---
صدر حديثاً كتاب : (أبحاث في علوم القرآن) للدكتور غانم قدوري الحمد
---
عبدالرحمن الشهري
12-10-2005, 03:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن دار عمار بالأردن الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب :
أبحاث في علوم القرآن
للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد
http://www.tafsir.net/images/abhath.jpg
ويشتمل هذا الكتاب الجديد(1) على عددٍ من الأبحاث المتخصصة التي كتبها المؤلف خلال ما يزيد على خمسة وعشرين عاماً خلت ، قضاها في تدريس مادة علوم القرآن الكريم . وقد نشرت هذه البحوث في مجلات متفرقة ، غير أن العثور عليها أو على بعضها غير متيسر لكل أحد. فرأى جمعها في هذا الكتاب الذي قسمه إلى ثلاثة فصول :
الفصل الأول : ضم أربعة أبحاث تتعلق بعلم القراءات القرآنية . وهي :
1- أصل القراءات القرآنية بين حقائق ودعاوى المبطلين.
2- الاختيار في قراءة القرآن .
3- علم القراءة بين الرواية والدراية.
4- حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل. وهذا البحث قد نشر في الملتقى هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3767) ، وكتب حوله الدكتور يحيى الشهري مناقشة علمية مطولة في الملتقى بعنوان حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد : نقاش علمي مع أ.د.غانم قدوري الحمد. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4319).
الفصل الثاني : ضم أربعة أبحاث تتعلق بالمصحف الشريف ورسمه وطباعته. وهي :
1- كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان .
2- تحزيب القرآن في المصادر والمصاحف.
3- موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة.
4- طباعة المصحف في العراق.
الفصل الثالث : ثلاثة أبحاث في إعجاز القرآن الكريم . وهي :(1/1457)
1- مناهج العلماء في دراسة إعجاز القرآن .
2- الإعجاز العددي في القرآن حقيقة أو توهم.
3- حكمة التكرار في القرآن الكريم من خلال رسائل النور للنورسي.
ويقع هذا الكتاب في 353 صفحة من القطع العادي ، وقد أحسن المؤلف بجمعه هذه الأبحاث في كتاب واحد لصعوبة الحصول عليها متفرقة . وقد وعد بإصدار عدد آخر من البحوث المشابهة في كتاب جديد بعنوان :(ظواهر لغوية في القراءات القرآنية) نرجو أن نراه قريباً. سائلين الله تعالى للمؤلف التوفيق والسداد في أعماله العلمية جميعاً ، فهو ممن أثرى المكتبة القرآنية بأبحاثه الجادة ، وروحه العلمية المتجددة.
-- الحواشي---
(1) للدكتور غانم كتاب آخر في علوم القرآن بعنوان :(محاضرات في علوم القرآن) صدر عن دار عمار عام 1423هـ . وقد سبقت الإشارة إليه في مشاركة سابقة على هذا الرابط. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=85)
---
محمد يحيى شريف
12-11-2005, 03:58 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
عندي سؤال أريد أن أوجّهه إلى فضيلة الشيخ غانم قدوري الحمد حفظه الله تعالى أو غيره لمن له جواب ونصّ السؤال هو :
كما هو معلوم أنّ العلماء المتخصصين في علم الأصوات يقولون أنّ القاف والطاء التي يُقرؤُ بهما اليوم هما حرفان مهموسان وأنّ الطاء الصحيحة هي المماثلة للضاد التي يُقرؤ بها اليوم.
بالنسبة للضاد الشبيهة بالظاء فلا إشكال فيها حيث هناك من المشايخ الذين تلقّوها بالسند المتصل(1/1458)
بخلاف القاف والطاء فلا يختلف قرّاء الأرض قاطبة في النطق بهذين الحرفين ، فيستحيل أن تجتمع الأمّة على ضلالة لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام { لا تجتمع أمّتي على ضلالة } وقال عليه الصلاة والسلام { لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم } وقال تعالى { أنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون } والآية عامّة تشمل حفظ القرءان من تحريف المعنى والكلمات والحروف والنطق والرسم ووو... فكيف تجتمع الأمّة على الخطأ ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
(1/1459)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > لمحاتٌ علميةٌ في القرآن الكريم للباحث محمد قرانيا
---
لمحاتٌ علميةٌ في القرآن الكريم للباحث محمد قرانيا
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2005, 07:43 AM
القرآن الكريم معمارٌ فريد متكامل. هو نسيجُ وحدِه، لغةً وأسلوباً وفكراً، وإيقاعاً. يتميّز برصفٍ للألفاظ يفجّر ما بداخلها من نغم، لا ينبع من حواشي الكلمات وأوزانها وفواصلها فحسب، وإنما من باطنها أيضاً، بأسلوبٍ محيّر معجزٍ، وبطريقةٍ تسلمنا إلى خشوعٍ وإدراك غامض، يضعنا في جوّ سحري آسرٍ، حتّى قبل أن ندرك كنهه "فإذا بدأنا نتأمل ونعقل ونحلل، ونعكف على الكلمات، فسوف تنفتح لنا كنوزٌ من المعاني والمعارف والأفكار، تحتاج إلى مجلداتٍ لشرحها"(1).
ونظراً لاتساع موضوع اللمحات العلمية، فإننا سنكتفي بإطلالاتٍ سريعةٍ على بعض اللمحات في الكتاب الكريم، آخذين بعين الاعتبار، أن القرآن كتابُ دينٍ وعقيدة وهداية، وليس كتابَ علمٍ أو فلسفةٍ، تكفي منه اللمحة والومضة والرمز والإشارةِ، عن الجزئيات والتفاصيل.
إن من أسرار القرآن الكريم، صلاحيتَه لكل مستويات التفكير الإنساني؛ فحوى إلى جانب الآيات المبسّطة المعاني، آياتٍ عاليةَ المستوى، يجد فيها الفقيه ما يفي ويفيض عن ثقافته الدينية، كما يجد فيها المفكّرُ العالم آياتٍ تقارب العلوم التجريبية، وتُرضي نوازعَ البحث والاستقصاء في نفسه، لأن البحث والاستيعاب، وربط الحقائق وتنظيمها في إطارٍ محدّد من النظريات والقوانين، هو من سمات رجل العلم الأصيل، "لهذا عندما يقرأ المفكّرُ القرآنَ، نجده يتوقّف عند آياتٍ معيّنةٍ لها جاذبيةٌ خاصة، ومعانٍ يرى فيها علماً قائماً بذاته"(2).(1/1460)
إن كثيراً من الآيات القرآنية تحتوي على تلميحاتٍ فيها عمومياتٌ تتيح للقارئ حريةَ التأمّل والتفكير، وهذا ما يؤكّد أن القرآن ليس كتابَ نظرياتٍ علمية، ولا يجوز ربطُ ما ورد فيه من الإشارات العلمية، بالكشوفات العلمية، كأن "نفصّل لبعض الآيات أثواباً من الاختراعات الحديثة" حتّى ندلّل فيها سعظمة القرآن، ولكن ذلك لا يمنع من الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية التي سبقت زمن الاكتشافات، والمعطيات العلمية المعاصرة.
لقد حضّ القرآن على العلم والمعرفة التي تؤدّي إلى الإيمان، الذي تتفاوت درجته بتفاوت درجة المعرفة: (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ(.(فاطر ـ 28).
وكلٌّ من الإيمان والمعرفة، لا يتأتَّيان إلا بالنظر إلى جلال الخالق من خلال مخلوقاته ـ حيةً وميتةً ـ فالذي يدقّق بإمعانٍ أكثر، هو الذي يرى ويدرك بصورةٍ أدقّ وأعمق، ومن ثمّ فهو الذي يحظى بمرتبةٍ عاليةٍ من العبادة ، لارتكازه على التفكير العلمي وليس على مجرّد الدعاء والتسبيح فحسب.
لقد ألحتِ الآيات العديدة على ضرورة التفكّر والتدبّر: (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتفكّرون في خلق السموات والأرض(.(آل عمران ـ 191) لذا كان التفكير في صنع الله ـ إضافة إلى أنه عبادة ـ دعوةً لإعمال العقل، بغية الاستفادة من بديع صنع الخالق، والاشتغالِ بالبحث العلمي الذي يُمكّن من إدراك كنهِ بعض الأسرار الرائعة، التي يتوصّل إليها رجل العلم، قبل المتفقّه في الدين "ومن هنا قد يتجلّى لرجل العلم المغزى العظيم عندما يقرأ بإمعان (ربنا ما خلقت هذا باطلاً. سبحانك(.(آل عمران ـ 191) ومعنى الباطل: هو كل شيء لا يقوم على أساسٍ، ونحن لا نعرف عن طريق العلم التجريبي شيئاً في الكون قد قام على غير أساسٍ، من أول الذرة إلى السموات.. فلكل قوانينها العظيمة المتقنة، التي تاهت في أسرارها أعظم العقول" "لو كنتم تعلمون"(3).(1/1461)
إن القرآن الكريم رسالةُ السماء الأخيرة إلى الأرض، ارتضت أن يكون الإسلام دين الحياة، لا ينفصل عنها، ولا يتصادم معها، وإنما يتفاعل بها، ويحتضن كل جديدٍ، ما دامت غايته إصلاح البشرية، وسعادتها في ظلّ المبادئ والقيم التي ارتضاها خالق الخلق لتسيير الكون.
ولقد اقتضت الحكمة الإلهية ألا تتكشّف حقائقُ الوجود للناس دفعةً واحدةً، وإنما على مراحل. ممّا يوجب على الباحث التدقيق في كتاب الله المسطور، وكتابه المنظور. لأن من يظن أنه قد وصل إلى الحقيقة، لابدّ له من عرضها على ما جاء في كتاب الله.. فأهل اللغة يعلمون جيداً مقدارَ ما تحمله اللفظة، أو العبارة من أوجهٍ، وعلى ذلك قيل: إن معظم نصوص القرآن الكريم (ظنية الدلالة) تحتمل أكثر من معنى وإن كان قطعي الثبوت.(1/1462)
إن العلوم الكونية، ومنها علوم الطب والصحة. لا تدخل ـ بصورةٍ مباشرةٍ في مهمات الرسالة السماوية ـ مع ورود إشارات لها في القرآن الكريم ـ لذا كان على الإنسان تطوير هذه العلوم، والارتقاء بها لتتماشى مع التوجيه القرآن غير المباشر، الذي يطلب من المرء الحفاظَ على جسده وصحته، ففي الآية القرآنية (وقرآن الفجر. إن قرآن الفجر كان مشهودا(.(الإسراء ـ 78) دعوةٌ للنهوض من النوم لتأدية صلاة الفجر، على الرغم ممّا في هذه الدعوة من تعكيرٍ للنوم، وحرمانٍ للجسم من أخذ كفايته من الراحة والسكينة، ولقد أثبتت الدراسات الطبية مقدار ما في النهوض المبكّر من فوائد صحية للجسم، لأن النوم المتواصل من شأنه أن يعرّض صاحبه للإصابة بأمراض القلب، وقد علّلت الدراسات ذلك بأن ثمّة مادة دهنيةً مذابةً في الدم تترسّب في جدران الشرايين التاجية القلبية، تعطّل وظيفة الشرايين في التغذية، وتُفقدها قابليات المرونة المطاطية، فلا تصلح لضخ كمياتٍ مناسبة من الدم اللازمة لتغذية أنسجة القلب العضلية، وينتج عن ذلك تضيّقٌ لمجرى الشرايين. لذلك تنبّه كثيرٌ من العلماء والمفكرين في الغرب إلى هذه المسألة التي نبّه إليها الإسلام، فحرصوا على النهوض من النوم بعد أربع ساعات، لإجراء بعض الحركات الرياضية، لمدة ربع ساعة، للحفاظ على طراوة الشرايين القلبية، ووقايتها بالحركة من الترسّبات الدهنية.(1/1463)
ولو عدنا إلى القرآن الكريم لوجدنا أنه قد "سبق الطب الحديث في اكتشاف هذه الظاهرة، والإشارة إليها، ووضع التدابير الصحية الرائعة عندما أوصى بالنهوض إلى صلاة التهجّد في الثلث الأخير من الليل ثمّ انتظار صلاة الفجر..."(4) فحقق بذلك الفائدة الصحية، مع العبادة في النهوض إلى الصلاة، التي يتوجّه فيها المؤذن بالنداء الخالد: "الصلاة خيرٌ من النوم" وكأنه يثيرنا بالرياضة، ويغرينا بالعبادة، ويذكّرنا بأن العبادة رياضة، والرياضةَ صحةٌ وحياة، وإن الإنسان المعاصر ليستشعر أهمية هذه الرياضة الصباحية التي أكّدت الحقائق الطبية الحديثة نجاعتها وجدواها، ومن ثمّ الانطلاق للعمل في البكور بعد الصلاة فقال الرسول ( [باكروا الغدوَ ـ أي الصباح ـ في طلب الرزق، فإن الغدو بركةٌ ونجاح] وقال أيضاً: "اللهم بارك لأمتي في بكورها "ورُويَ عن السيدة فاطمة رضي الله عنها أنها قالت" مرَّ بي رسول الله وأنا مضطجعة، فحرّكني، ثمّ قال: يا بُنية قومي اشهدي رزقَ ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس".
إن من ملامح الإعجاز البياني في القرآن الكريم مواكبة النصّ القرآني للمكتشفات العلمية، ومطابقته للظواهر المكتشفة، من ذلك مثلاً ما ورد في (سورة الطارق ـ 11) من قوله تعالى
(والسماء ذاتِ الرجع، والأرض ذات الصدع( إذ فسّر المفسرون الأوائل" رجعَ السماء" بأنه المطر. أمّا اليوم فقد أصبحنا نعرف للسماء صوراً أخرى كثيرةً للرجع، منها رجع الموجات الكهرومغنطيسية التي تنقل لنا موجات المذياع والتلفاز واللاسلكي وغيره، وأيضاً رجع الغلاف الجوي للأشعة الكونية، والأشعة الشمسية، لحماية الأرض والأحياء من تلك الأشعة القاتلة.(1/1464)
وأما "صدع الأرض" فقد فسّروها في القديم بتصدّع التربة عن البذرة، لتخرج منها النبتة، أمّا اليوم، فقد بتنا نعرف صدوعاً أخرى للأرض، ربما كانت أهمَّ من تلك الصدوع التي يخرج أنه المطر. أنا اليوم فقد أصبحنا نعرف للسماء صوراً أخرى كثيرةً للرجع، منهامنها النبات، ألا وهي تلك الصدوع العميقة، التي تمتدّ في قيعان المحيطات والبحار، وتتفتّق عن براكينَ وحممٍ عظيمةٍ من باطن الأرض، لتحمي الكرةَ الأرضية من انفجارٍ، لو لم تكن فيها تلك الصدوع.
وهكذا نجد أن اللفظ القرآني، لاسيما ما يتعلّق منه بالظواهر الكونية، قابلٌ لتجديد فهمه على مرّ العصور، وفقاً لما يكتشفه العلم من حقائق جديدة"(5).
ـ ولكن. كيف يتم النظر إلى اللمحة العلمية القرآنية؟
إن ما يُطلق عليه التفسير العلمي للقرآن بدعوى (العلمية) لونٌ من ألوان الاجتهاد، لتفسير القرآن بالعلم، بغية تأكيد العظمة الحقيقية للإعجاز المفحم في القرآن الكريم، إضافة إلى أنه كتاب عقيدة وتشريع محكم الآيات، متسق الصياغة، مطّرد الدلالة، لا تناقض فيه ولا اضطراب، ولا اختلاف، لأنه من عند الله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً(.(النساء ـ 82).
ولقد ظهرت النزعة (العلمية) منذ قرون. إذ أُخضعت الكثير من الآيات القرآنية لبعض معارف العلم الطبيعي المستحدثة، وقد انطلق أصحابها من فحوى الآية القرآنية: (ما فرطنا في الكتاب من شيء(.(الأنعام ـ 38) واستوحوا منها احتواء القرآن على جميع العلوم والمعارف جملةً وتفصيلاً، ولم يكتفوا باحتوائه على أصول وضوابط عامة (كليات) يعمل الناس وفق هديها، وإنما تركوا فيها الباب مفتوحاً للمجتهدين والمشتغلين بالعلوم، يدرسون تفاصيلها وفق مقتضيات الزمان الذي يعيشون فيه، والمكان الذي يسعون فوقه.(1/1465)
لقد ابتدأت نزعة التفسير العلمية منذ العصر العباسي حين ظهرت محاولات للتوفيق بين القرآن وما جدَّ في العصر من علوم، اهتمّ بها كثيرون، من بينهم "الغزالي" الذي قال في كتابه (إحياء علوم الدين) إن "القرآن يحوي سبعةً وسبعين ألف علم ومائتي علم. إذ كل كلمةٍ علمٌ ثمّ يتضاعف ذلك إلى أربعة أضعاف. إذ لكل كلمة ظاهرٌ وباطن، وحدٌّ ومطلع" ثمّ يقول: "إن كل ما أشكل فهمه على النظّار، واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات في القرآن إليه، رموزٌ ودلالات عليه، يختصّ أهل الفهم بإدراكها".
وظهرت مثل هذه المحاولات لدى "الفخر الرازي" ضمن تفسيره للقرآن، ثمّ تعدّدت بعد ذلك الكتب المستقلة التي تناولت الظواهر العلمية، التي استدلّ بها أصحابها على النصوص القرآنية، في الوقت الذي اندفع فيه أصحاب هذه النزعة باتجاه الثقافة الأجنبية التي هبّت على الأمة الإسلامية، فظهرت نزعات فلسفية صوفية في التفسير، متأثرة بالثقافتين الهندية واليونانية، منذ منتصف القرن الثاني الهجري، وعرف الناس التفسير الصوفي النظري، والتفسير الإشاري الفيضي. لكنّ عدداً من الفقهاء رأوا فيها خروجاً عن العقيدة السليمة.
إن من المسلّم به علمياً وجود فروق بين كل من الفرضية والنظرية والقانون "فالقانون علاقة محددة تربط برباط الضرورة بين الظواهر أو بين عناصرها. أمّا النظرية، فإنها صياغة (عمومية) لتفسير أسباب الظواهر، وكيفية حدوثها، في حين أن الفرضية تفسير أولي للظواهر، يقوم على التخمين والمعقولية، ولو لم يمكن إثباته. فالنظرية والفرضية كلتاهما إذن قابلةٌ للتعدّد، وقابلةٌ للتغيير أيضاً، ومن ثمّ فإن في تفسير القرآن بهما تعويضاً له هو أيضاً قابلاً للتعدّد والتبديل"(6). وهذا مستحيل!.(1/1466)
لقد وقف أحد العلماء المعاصرين عند الآية القرآنية (إن الله فالق الحب والنوى. يخرج الحيّ من الميت، ومخرج الميت من الحيّ(.(الأنعام ـ 95) وأعمل الفكر في المعنيين الظاهر والباطن اللذين أشار إليهما (الغزالي) في إحياء علوم الدين، فوجد أن المعنى الظاهر يتجلّى في هيمنة القدرة الإلهية على مصير الحبة الجافة، والنواة الساكنة، فيهب كليهما الحياة، وتنشقّ كلّ منهما عن جنين أو بادرةٍ صغيرةٍ فيها حياةٌ بعد سكون، فنراها وقد ارتفع ساقها إلى الشمس والهواء، واتجه جذرها إلى الأرض باحثاً عن عناصر الغذاء.
هذا المعنى الظاهر، مع صلاحه لإثارة مكامن الفكر عند الإنسان العادي، وتوضيح عظمة الله فيما خلق، وبيان كيف أن الحبة، أو النواة تنفلق، وتنشقّ عن شجرةٍ كبيرة، فإن المعنى الباطن الذي يراه رجل العلم في قوله تعالى: (فالق الحب والنوى( يقوم على نظرياتٍ وقوانين وعلوم فيزيائية وكيميائية وبيولوجية تملأ الصفحات الطويلة من الكتب، ويمكن لنا إيجازها بشيء من التبسيط، بالقول: "إن لكل شيءٍ في الكون مركزاً أو نواةً، ولا يقتصر هذا على نظرتنا القاصرة في نواة البلح أو نواة أي ثمرة أخرى، ولكننا نرى فيها صوراً رائعة نستطيع أن ننهل من مواردها الكثير. ثمّ إذا بنا في النهاية نرى وحدانية الخالق تتجلّى لنا في وحده خلقه، من أصغر الأشياء إلى أكبرها.(1/1467)
فللذرة نواةٌ تتوسّطها، وتسيطر على شخصيتها لأنها هي الأساس وقد تنشطر النواة، أو تنفلق ثمّ تلتحم، ومن الخطأ القول إن الإنسان هو الذي قام بشطر نواة الذرّة ليستخرج منها الطاقة الذرية، ولكن هذه العملية موجودةٌ قبل ظهور الإنسان على الأرض بملايين السنين، وهو الأساس الذي تقوم عليه حياة الشمس منذ الأزل، فحياة الشمس تعتمد على عملية الانفلاق والالتحام بنوى ذراتها، وهو ما يعبّر عنه بالطاقة النووية الشمسية، ولو توقّفت، لانتهت الحياة" ولا لزوم للدخول في التفاصيل المعقّدة، ولكن لابدّ أيضاً من التساؤل. هل "الحب والنوى" القرآني هو "النوى النووية" عند علماء الذرة؟(7).
يجيب العلم بأنه لا يمكن التأكيد والجزم، ولكن يكفي القول: إن كثيراً من الآيات القرآنية قد جاءت مكتفية بالإشارة والتلميح من دون الإسهاب والتوضيح. ذلك أن القرآن ـ كما قلنا ـ كناب عقيدةٍ سماويةٍ في المقام الأول، وليس من المعقول أن يتعرّض لجميع الأسرار العلمية.. والمثير في المسألة أن (النوى) رأى المفسّرون فيها أنها تخاطب العرب الأوائل في جزيرتهم، لأن القرآن نزل على أعراب ليس لهم معرفة أو دراية بغير ما يحيط بهم من نخل ورمل وإبلٍ ومرعى، وسوى ذلك من الموجودات الطبيعية التي عرفتها الصحراء والواحات، و"نوى التمر" تناسب تفكيرهم.
كما أن (النوى) والنواة، تناسب تفكير الإنسان في القرن العشرين وما بعده، فلقد تركت الآية دون تحديد، ومع ذلك فإن الإنسان يستطيع أن يحدّد معناها بقدر ما يحمل من فكر علمي، والآية القرآنية (فالق الحب والنوى) ستظلّ كغيرها في كتاب الله تناسب الإنسان العادي، والمزارع، والفقيه، ورجل العلم. ينهل كل منهم من أسرارها على حسب وعيه وتفكيره، لأن سرّ الإعجاز القرآني صلاحيته لكل مستويات التفكير الإنساني، في كل مكان ولكل زمان.(1/1468)
لقد توقّف أحد المفسرين المعاصرين عند الآية الكريمة (أولم يرَ الذين كفروا أن السموات والأرض، كانتا رتقاً ففتقناهما(.(الأنبياء ـ 30) ونظر إليها نظرةً علميةً، فرأى فيها "إحدى الفرضيات البشرية التي تبحث في أصل الكون، وتزعم أنه بدأ في صورة غازٍ وأتربةٍ، ودخانٍ يملأ الفضاء، وينتشر فيه، ثمّ راح يتكدس في بؤراتٍ تحت تأثير الدوامات والجاذبية، ليكوّن الأجرام السماوية في الكواكب التي نراها، وهذا يعني أن الأرض والسماء كانتا متصلتين ثمّ فصل الله بينهما"(8) وفي ذلك تمحّلٌ لا مسوغٌ له، يضع النصّ القرآني تحت رحمة الفرضية، أو يُخضع الفرضية لفحوى النصّ الكريم، وهذا من شأنه أن يوقع الإنسان في مغالطاتٍ، نجد مثلها لدى من يقف عند الآيات التي تحفل بألفاظ الشمس والقمر والنجوم والجبال والمعادن، فيقرّر أن القرآن الكريم يتحدّث عن علم الفلك والجيولوجيا، كما يقرر عندما يتعرّض لذكر السحاب والمطر والرياح أن القرآن يتحدّث عن علوم الرصد الجوي والهندسة الزراعية، وعلم الحيوان، والتغذية وأنظمة الري، وقد علّق أحد المفسرين على آيات سورة الغاشية (17 ـ 20): (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت( قائلاً: "وهذه هي علوم الأحياء والفلك والجغرافيا كما نعرفها الآن"(9).
ووجد بعضهم أن مشاهد يوم القيامة في القرآن الكريم التي تتعطّل فيها النواميس، وتبدو الجبال من شدّة الهول (تمر مرَّ السحاب(.(النمل ـ 88) هذه المشاهد هي دليل على النظرية التي تثبت كروية الأرض ودورانها، وأن قوله تعالى: (الذي رفع السمواتِ بغير عمدٍ ترونها(.(الرعد ـ 2) يفيد بأن قوى الطرد المركزي، وقوى الجاذبية، هي الأعمدة التي ترفع السماء فوقنا، وهذا تفسير للنصّ يصرفه عن الدلالة المباشرة.(1/1469)
وربط العلماء بين الحركة الفلكية، وما ورد عن (القمر) الذي ذُكر في القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرةً، واستدلّوا من المفسّرين على عناية التنزيل بهذا الكوكب الرائع، الذي خصّه الله بسورةٍ في كتابه العزيز، وقد كرّر القسم به (كلا والقمر(.(المدثر ـ 32) و(القمر إذا اتسق(.(الانشقاق ـ 18) أي أن الله تعالى ينبّه عباده دائماً بأنه يذكر في القسم أنواعَ مخلوقاته، المتضمنة للمنافع العظيمة، حتّى يتأمّل المكلّف فيها، ويشكره عليها، لأن الشيء الذي يقسم الله به يحصل له وقع في القلب، فتكون الدواعي إلى تأمّله وتدبّره أقوى.
ولم يقتصر حديث القرآن عن هذا الجرم السماوي على التذكير بنعمة الله، أو الحضّ على التفكير والتدبّر، وإنما قدّم كثيراً من الإشارات والرموز واللمحات التي تهدي إلى أضواء من العلم والمعرفة فيما يتعلّق بنظام الكون وأسراره، ففي قوله تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياءً، والقمر نوراً، وقدّره منازل، لتعلموا عدد السنين والحساب(.(يونس ـ 5) تحدّثت النظرية العلمية عن سرعة الضوء، وانتشار النور، مؤكّدة أن الضوء أقوى من النور وأبلغ منه، وأثبتت النظرية أن الآية نسبت الضياء إلى الشمس، في حين نسبت النور إلى القمر، لأن الشمس أقوى من القمر، وقال أهل التفسير: "إن الضوء ما كان بالذات كالشمس والنار، وأما النور فيكون بالعَرَض والاكتساب من غيره".(1/1470)
وقد ذكرت الآية أن الله قدّر القمر (منازل) أي مقادير معيّنة مخصوصة، فجعل له أماكن للنزول، أو قدّر سيره في فلكه، وللقمر ثمانية وعشرون منزلاً، ينزل كل ليلة في واحد منها، بنظام دائب لا يضطرب، وهو يحتجب عن الرؤية ليلةً أو ليلتين كل شهر، فيغيب ليلةً واحدةً إذا كان الشهر القمري تسعةً وعشرين يوماً، ويغيب ليلتين إذا كان الشهر ثلاثين "وثبت بالعلم أن القمر جسمٌ كرويٌ مظلمٌ، ولكن أشعة الشمس تضيء نصفه المقابل لها، ويتغيّر الجسم المستضيئ من القمر، من يومٍ لآخر في الحجم والشكل، منذ أول يوم حتّى نهاية الشهر القمري.
وتتوافق النظرية العلمية مع كلام الله الأزلي، في الحكمة في تقدير الله منازل القمر، التي تتجلّى في ضبط التوقيت الزمني لكل من اليوم والشهر والسنة والدهر، ومن وراء هذا الضبط، تكمن العبرة القرآنية، والحكمة الإلهية التي تهدف من جملة ما تهدف إلى تنظيم حياة البشر من عباداتٍ ومعاملاتٍ مدنيةٍ واقتصادية.
لقد أثبت العلم أن ضوء الشمس ذاتي، وأن نور القمر مستمدٌ منها لقوله تعالى: (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً، وجعل فيها سراجاً، وقمراً منيراً(.(الفرقان ـ 61) والمراد بالسراج هنا الشمس بدليل قوله تعالى: (وجعل القمر فيهن نوراً، وجعل الشمس سراجاً(.(نوح ـ 71) أي إنه ضوءٌ منبعثٌ من ذات الشيء، وهذا ينطبق على الطاقة الحرارية المضيئة في الشمس، وأما القمر فهو نورٌ أو منير، أي ينير بوساطة الإشعاع الشمسي المنبعث من طاقتها التي تسقط على القمر فتنيره، وكأن كلمتي السراج والنور تشيران إلى أن الشمس هي مصدر الطاقة الحرارية، وهذا ما يقرره العلم"(10).(1/1471)
ورأى علماء الفلك في الشمس والقمر أن قول الله فيهما: (كلّ يجري لأجلٍ مسمى(.(الرعد ـ 2) يتفق مع وظيفتيهما في النظرية العلمية في مدار حساب الأيام، لأن الله (يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل(.(لقمان ـ 29) وهذا يعني أن الله ينقص من زمن الليل بقدر ما يزيد من النهار، وينقص من زمن النهار بقدر ما يزيد في زمن الليل (وسخر الشمس والقمر(.(فاطر ـ 13) (العنكبوت ـ 61) لمصلحة البشر، وأخضعهما لنظام دقيق بديع، حيث يجري كل منهما في فلك معين لا يحيد عنه، ويستمرّ ذلك حتّى يرث الله الأرض ومن عليها.
واللمحات العلمية القرآنية، التي يعارض كثيرون في تحميلها خواصّ النظريات العلمية، لا تعدم وجود أناس يتبنّون رؤيتها بما يتلاءم مع معطيات العلم الحديث، ورأى بعضهم أن قوله تعالى:(1/1472)
(يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلقٍ في ظلماتٍٍ ثلاث( يخالف ما جاء في تفسير القرطبي عن الظلمات الثلاث التي حددها في ظلمة المشيمة والرحم، وبطن الأم، بينما رأوا أن النظرية العلمية الحديثة تتفق مع تفسير أبي عبيدة (معمَر بن المثنى) الذي حدّدها بظلمة بطن الأم، وظلمة الرحم، وظلمة صلب الرجل (الخصية) ورأى أحد المشتغلين بعلم الأجنّة أن في قوله تعالى (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً( دليلاً على نشأة الإنسان في بطن أمه عند التقاء البويضة الناضجة المنطلقة من مبيض الأم، بالنطفة الذكَرية المنطلقة من صلب الرجل، حيث يشكّل الاثنان مشيماً يدعى طبياً (الزيجوت) أو (البويضة الملقحة) ويتمّ هذا الالتحام في العادة في الثلث الأخير من النفير، ممثلاً بداية النشأة. تبدأ بعدها حوادث الانقسام الخلوي بقصد التكاثر والتخصّص، فتتشكّل المشيمة من هذه الخلايا وتدعى (المرحلة التويتية) التي تصل إلى جسم الرحم بعد أسبوع من التخلّق، فتجده متأهباً ببطانته لاستقبالها، وضمّها بين حناياه، فتنغرس فيه، وتتابع الانقسام الخلوي، وتخصّص هذه الخلايا في تشكيل الأعضاء والحواس للجنين، حتّى يكتمل خلقه، وحواسه وعيشه، في المرحلة التالية، بعد خروجه من الرحم، مصداقاً لقوله تعالى (قل هو الذي أنشأكم، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون(.(الملك ـ 23) وبذلك تكون الظلمة الأولى، ثمّ تتبعها ظلمة المبيض الثانية، فظلمة الصلب الثالثة، ولكل واحدة من الظلمات الثلاث شرحٌ وقف عنده علماء الطب والتشريح، وقد علّق أحد العلماء على (الظلمة) القرآنية، التي خلقها الله (البصير) معللاً الحكمة من الظلمة تعليلاً علمياً، ووجد في ذلك قدرةً إلهية، لأن الخلايا الابتدائية لا تعيش في النور.(1/1473)
ولدى الوقوف العلمي أمام الآية الكريمة (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثمّ جعلناه نطفةً في قرار مكين، ثمّ خلقنا النطفة علقةً، فخلقنا العلقة مضغةً، فخلقنا المضغة عظاماً، فكسونا العظام لحماً، ثمّ أنشأناه خلقاً آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين(.(المؤمنون 12ـ 14) رأى أحد الباحثين، أن نظرية الخلق تتجسّد كاملة في هذه الآيات الكريمة، حيث ثبت بالتحليل المخبري والمراقبة الدقيقة العلمية المتطورة، في النصف الثاني من القرن العشرين، أن أطوار تشكّل الجنين تتمَّ بدقةٍ متناهية حسب معطيات النصّ القرآني.
....
وفي عالم الحيوان...(1/1474)
عندما توقّف العلماء عند قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم(.(الأنعام ـ 38) وجدوا أن عالم الحيوان مماثل للعالم الإنساني، وأثبتت المراقبة للتجربة العلمية أن الإنسان الذي تخصّص بالعلوم العقلية، وابتكر المخترعات التي يقذف بها كل يوم إلى العالم ليجعل الحياة أكثر سعادةً، وأيسر متناولاً، قد سبقه فيها الحيوان إلى الابتكار والاختراع، فالنملة على صغر حجمها تبني مملكتها وفق أصول علميةٍ، وتقنيةٍ متطوّرة، تضاهي أكثر النظريات العلمية حداثةً وتطوّراً، فالنمل الأبيض الذي يعيش في الصحراء الأفريقية، قدّم للعلماء أفكاراً رائعة أثارت دهشتهم، ودفعتهم للبحث عن الوسائل التي تجعل المدنية المعاصرة ترفل بالرفاهية التي يرفل بها النمل في مملكته، هذه المملكة المغلقة التي كيّفها حسب متطلّبات العيش الآمن السعيد، فهي محصنة تحت الأرض بأكثر من مترٍ في العمق، وقد اخترع فيها وسائل خاصّةً تحقّق لها الرطوبة الدائمة التي لا تنقص ولا تزيد عن الدرجتين 98% ـ 99% مهما كان الجو في الخارج جافاً أو بارداً. إذ يعمد النمل إلى حفر خنادق يصنع داخلها ما يشبه الأنابيب التي تتغلغل في جوف الأرض إلى أكثر من أربعين متراً، حتّى تصل إلى مستوى الماء الجوفي، حيث تتبخّر منه الرطوبة، وتنتشر عبر الأنابيب، حتّى تصل إلى ردهات المملكة وغرفها، والشيء المثير في التمديدات أن المسالك التي أُعدّت لهذا الغرض، هي متممات أجهزة التكييف المتطوّرة التي أوجد لها النمل نظاماً فريداً لاستمرار تهوية مملكته الرطبة المغلقة، والتي تحتاج ـ على الدوام ـ إلى الأوكسجين اللازم للتنفس والعيش، فالنمل كالإنسان يأخذ الأوكسجين اللازم للتنفس والعيش، ويطرح ثاني أوكسيد الكربون، ولو أن الغاز المطروح قد اجتمع في المملكة لأدّى إلى اختناق النمل وهلاك جنسه، وقد أثبت العلم أن كل مليوني نملة، تحتاج إلى ربع مليون سنتمتر مكعب من الأوكسجين(1/1475)
النقي "لكن الذي حيّر العلماء، وأثار دهشتهم أن هذه الحشرات تحيط ممالكها بأسوار سميكةٍ ومنيعةٍ، ولهذا فمن الصعب تحطيمها بالوسائل التقليدية، لأن مواد بنائها قد اختيرت بحكمة لتصبح صلبةً متينةً ـ مقاومة ـ ولا يستطيع الإنسان أن يهدمها إلا بالديناميت"(11)، وكأن بُناة هذه المملكة قد درسوا خواصّ موادّ البناء، وميكانيكية الرتبة كما يدرسها المهندس المعماري أو المدني، وقد أثبت العلم أن النمل قد عرف شيئاً عن مبادئ الجيولوجيا، أو علم طبقات الأرض، فاستخدم لبناء مملكته طبقةً خاصةً من الطين، تُحمَل من قبل (الشغّالات) حصراً، وهي جماعةٌ من النمل متخصّصةً بجرّ الأثقال وحملها، ثمّ يأتي (البناؤون) ليقوموا بدورهم بتسليح الطين، وذلك بإحضار موادّ بنائية تالفة، يختارونها بكفاءةٍ تخصّصية نادرة، ويخلطونها باللعاب، ويمزجونها بالطين، ثمّ يصبّونها في ما يشبه القوالب الصغيرة التي تناسب عالم النمل، ويبدؤون البناء قطعةً قطعة، تغدو بعدها المملكة صالحة للسكن المريح، ولها من المقاومة صلابة الإسمنت المسلح، تعمّر مئات السنين من دون أن تؤثّر فيها عوامل المناخ. من تعريةٍ أو تمدّد، كما أنها مقاومة للزلازل.(1/1476)
ولا تزال أنظمة الرطوبة والتهوية في المملكة تحيّر العلماء وتذهلهم بتصميمها الهندسي البديع، الذي اتّبعت فيه قواعد علمية عالية، كظاهرة البروز الخارجية التي تعدّ بمنزلة (الرئة) التي يتبادل النمل عن طريقها الغازات، إذ توجد في كل بروزٍ ستة أنابيب ضيفةٍ تمتدّ من أعلى المملكة إلى أسفلها، ثمّ تتفرّع تفرعات جانبية أصغر، كما تتفرّع القصيبات الهوائية داخل رئة الإنسان، ويعمل النمل على تغطية فتحات الأنابيب العلوية الخارجية بطبقات رقية جداً. تسمح بتبادل الغازين المطروح والمستورد؛ بأسلوب يتماثل ويتشابه مع الأساليب العلمية الهندسية التي تدرس هذه الأيام في الجامعات، وهذا يعني أن مهندسي مملكة النمل قد صمّموا عماراتهم لمئات السنين بمعايير دقيقةٍ، وبمواصفاتٍ عاليةٍ. بغية الحفاظ على التوازن داخل المملكة بنسبٍ لا يعتريها الخلل أو الخطأ أو الفوضى.
والشيء الذي أثار دهشة العلماء أيضاً في تصميم بيوت المملكة، كيفية اهتداء النمل إلى حمايتها من عوامل المناخ، بحيث لا تؤثّر عليها الأمطار، فقد صمم النملُ لكل بيت سقيفةً تسيل المياه من فوقها، ولا تتسرّب إلى داخل البيت حتّى لا تختلّ موازين الرطوبة، ودرجات الحرارة، وأنظمة التهوية، ومعايير مخازن الحبوب، وقد لا نستغرب إذا علمنا أن موقع المملكة يُختار أيضاً بعنايةٍ فائقة، بحيث يكون بمنأى عن مسالك تيارات الرياح، وبعيداً عن مجاري السيول التي يمكن أن يصيب ضررُها مساكن الإنسان، ولكنه لا يستطيع التأثير على بيوت النمل.(1/1477)
وهنا لابدّ من الإشارة إلى أن قوة البيت وصلابته، ودقة تصميمه قد تجلّت في مواقف النمل من النبي سليمان عليه السلام حينما خاطبت نملةٌ قومها (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمانُ وجنودهُ(.(النمل ـ 18) هذا الموقف الذي يؤكد تحصين المملكة، وقد أدركت النملة عندما يكون قومها في الداخل فإنها تأمن معهم من بطش الجيش الجرار، وأن الجيش الجرار الذي يمرّ فوقها لا يؤثر على بيوتها، فلا تخشى من أن تهدم البيوت فوقها. لأنها تعلم جيّداً مدى إمكانية مقاومة البناء الذي تدخله بأمان، وتعيش فيه بغير خوف.
إن أبعاد هذه المملكة التي تكاد تكون مملكةً سحرية، على الرغم من واقعيتها، لا تزال تثير التساؤلات، فكيف اهتدت النملة إلى كل ذلك؟.
قد يجيب أحدنا بأنها الغريزة، لكنّ آخر قد يردّ بأن الغريزة لفظٌ بديلٌ لجهلنا الإنساني بما هو كائن، وما كان، وما سيكون، فالتكنولوجية النملية البدائية التي صممت طراز بنائها العمراني الفريد، وتكيّفت داخل مملكتها مع وسائل العيش برفاهية منقطعة النظير قياساً إلى رفاهية البشر، جديرة بأن تثير في العقل البشري حوافز التفكر والتدبّر، وتدفع صاحبه للبحث الجاد، والاستنباط المجدي للوصول إلى ابتكاراتٍ من شأنها أن تخدم البحث العلمي، ثمّ إنها حقيقةٌ علمية، فالمملكة عالم حيٌ متوازن، لا يتعطّل، ولا يفسد، ولا يحتاج إلى قطع غيار مستوردة، ولا إلى أعمال متخصّصين في الخارج، كما لا يحتاج إلى عملات صعبة، أو سوقٍ سوداء، وليس فيه وساطات ولا هدر، ولا غشٌّ ولا تزوير، ولا رشوة ولا تآمر، ولا اقتتال على منصب، أو تنافس على موقع مسؤولية.
ولكن: هل مملكة النمل هي الوحيدة المتقنة الصنع بين بيوت الحيوان؟ أم أن ثمّة بيوتاً أخرى جيدة الإتقان. محكمة النسج. يرفل فيها الحيوان بالحياة الملائمة؟.(1/1478)
أجل. هناك بيوت النحل التي جعلت الخلية مملكةً كاملة بنظامها العجيب المدهش، وهناك بيوت العنكبوت، التي مثّل لها الخالق بحال من اتخذ من دونه ولياً في الآية الكريمة (مثل الذين اتخذوا من دونه الله أولياء، كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً، وإن أوهنَ البيوت لبيتُ العنكبوت لو كانوا يعلمون(.(العنكبوت ـ 41) وقد كشف العلم الحديث متانة خيوط العنكبوت قياساً إلى مثيلها من خيوط الحرير، فأين هو الوهن ما دامت الخيوط قويةً متناسقة النسج؟.
لقد ردّت الدراسات (الوهن) في هذا البيت إلى خللٍ في نظام الأسرة العنكبوتية، وليس إلى بيت السكن، لأن العلاقات في هذا البيت متفكّكة، متقطعة الأواصر والصلات، ووقف الباحثون عند المفردة القرآنية (اتخذت) حيث أُلحقت تاء التأنيث بالفعل اتخذ، ممّا يدلّ على أن الأنثى هي التي صنعت البيت، وليس الذكر، وهذا يشير إلى قوة الأنثى وضعف ذكرها، وتلك حقيقة بيولوجية لم تكن معروفةً من قبل.. وقد أثبتت الدراسات تربّع الأنثى على عرش بيتها العنكبوتي، وإحكام سطوتها على من يدخله، حيث تعيش فيه طاغية قاتلةً لا يعرف عالمُ الحيوان مثيلاً لها في البطش والإرهاب".
فلماذا يقول جلّ شأنه: (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت(؟ ولماذا يختم بعبارة "لو كانوا يعلمون"؟ لابدّ أن هناك سراً، والواقع أن هناك سرّاً بيولوجياً كشف العلم عنه فيما كشف لنا مؤخراً، فالحقيقة أن بيت العنكبوت هو أبعد البيوت عن صفة البيت بما يلزم من أمانٍ وسكينة وطمأنينة.
فالعنكبوت الأنثى تقتل ذَكَرها بعد أن يُلقّحها ثمّ تأكله.
ولهذا ـ يتنبّه الذكر إلى مصيره ـ فيعمد ـ غالباً ـ إلى الفرار بجلده بعد أن يلقّح أنثاه، ولا يحاول أن يضع قدمه في بيتها ثانيةً.
وتغزل أنثى العنكبوت بيتها ليكون فخاً وكميناً ومقتلاً لكل حشرة صغيرة، تفكّر في الاقتراب منه.
وكل من يدخل البيت من زوار وضيوف يُقتل ويُلتهم.(1/1479)
إنه ليس بيتاً إذن، بل مسلخ، ومذبحةٌ يخيّم عليها الخوف والتربّص.
وإنه لأوهن البيوت، لمن يحاول أن يتخذ منه ملجأً، و"الوهن ـ هنا ـ كلمة عربيةٌ تعبّر عن غاية الجهد والمشقة والمعاناة، وهذا من شأن من يلجأ لغير الله ليتخذ منه ملاذاً ومعيناً"(12). وصدق الله، إذ قرر بأن (أوهن البيوت لبيت العنكبوت( بيتٌ لا يقوم على الحبّ والتعاون والتفاهم، وإنما هو بيت متفكك واهنٌ يقوم على البطش والفتك والهلاك.
....
وفي الإنسان أيضاً...
يقول الله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنه الحق(.(فصلت ـ 53) وبالإشارة إلى الأنفس، ينبّه القرآن الكريم إلى الأسرار التي يختزنها الجسم الإنساني، والتي سيكتشفها أهل العلم في المستقبل و"سين الاستقبال" في لفظ "نريهم" دليل على ذلك، كما أن لفظ "آياتنا" يشير ـ كما قال بعضهم ـ إلى "عجائب خلق الله، وجمعت كلمتا "الآفاق والأنفس" علوم الكون وعلوم الطب وفيزيولوجية الجسم البشري".(1/1480)
ومن الآيات التي وقفت عند وظائف أعضاء الجسم، والحكمة من خلقها على هذه الشاكلة، قوله تعالى: (ألم نجعل له عينين، ولساناً وشفتين(.(البلد ـ 8 و9) وقد وجد علماء العصر الحديث أن التركيز على العينين، وربطهما باللسان والشفتين، جوهر الحكمة الإلهية، "لأن النظر بعينٍ واحدةٍ يرى منها الإنسان الأشياء في صورةٍ تختلف عمّا يراها عليه في كلتا العينين، والنظر بكلتا العينين يُعطي الأشياء تجسيماً وروعةً ووضوحاً لا يحققه النظر بعين واحدةٍ. واشتراك العينين معاً في رؤية الأشياء، يشكّل جهازاً خاصاً، ومهماً في الرؤية، ويوضّح هذه الحقيقة عدم استعمال العينين في آن واحدٍ بالنظر إلى الأشياء بالناظور فإنك ستحرم من كثير من روعة النظر المجسم وهيبة المنظر، وجمال المنظورات، وتناسق أجزائها وألوانها. قال "عينين" ولم يقل "أذنين" لأن الإنسان إذا ما فقد السمع بإحدى أذنيه استطاع أن يسمع بإذنٍ واحدة من دون أن يؤثّر ذلك في عملية السمع، أو يحدث خللاً أو اضطراباً، أو تغييراً في سماع الموجات الصوتية، والنبرات والنغمات، وتحسس درجاتها، أو اتجاهاتها، أو أنواعها، أو التلذّذ والتمتع بها.(1/1481)
أمّا قوله تعالى: (ولساناً وشفتين( فإن الجهاز الذي يصنع الكلام البشري بقدرة الله ليس اللسان وحده، لأن جهاز صنع الكلام يتركّب من عضوين رئيسيين هما "اللسان والشفتان" لأن الكلام يتكوّن من كلماتٍ، والكلمة تتركّب من حروف، وإن كل حرف يصنعه بقدرة الله، إما اللسان، وإما الشفتان، فإنْ نطقَ الإنسانُ بكلمة (زارَ) تحرّك اللسان وحده، ليصنع هذه الحروف الثلاثة، ويستطيع أن ينطق بها لو كان الناطق لا يملك شفتين. أمّا إذا أراد أن ينطق لفظ (باب) فإن الشفتين وحدهما ستتحرّكان لتصنعا هذه الحروف، من دون أن يشترك اللسان في صناعتها، ويستطيع الناطق أن يتلفّظ بها ولو كان لا يملك لساناً، فجهاز صناعة أصوات الحروف لتشكيل الكلمة، وتركيب الجملة المفيدة بعد ذلك، هما اللسان والشفتان، ولكل منهما وظيفة مستقلة في تركيب أصوات الحروف الخاصة بكل منهما على انفرادٍ، ولا يشترك أحدهما في وظيفة الآخر، أو يتدخّل في واجب صاحبه، بل ولا يستطيع أحدهما أن يصنع حرفاً واحداً هو ليس من اختصاصه، فاللسان مجرّداً من الشفتين عاجزٌ عن لفظ كلمة (باب) والشفتان وحدهما من دون اللسان عاجزتان عن لفظ كلمة (زار).. وهكذا فإن الكلمة المركّبة من حروفٍ متنوعةٍ في كلمة (زُبُر) لا يمكن لفظها إلا باشتراك اللسان والشفتين في صناعتهما في آن واحد، وجنباً إلى جنب، وكل منها يؤازر الآخر، فكلام الإنسان الذي يتكوّن من آلاف الكلمات والجمل والسطور، لا يمكن له أن يتمّ إلا إذا اجتمع اللسان والشفتان معاً، وفي آنٍ واحدٍ، لصناعة أصواتِ حروفها، فيتمتع بروعة اللفظ، ويحسّ بنعمة النطق. أمّا إذا حدث أيّ خللٍ في عضلات اللسان، أو أعصاب الشفتين، فإن الإنسان يفقد نعمة النطق السليم، والكلام العذب.. كما يفقد روعة الرؤية، ويُحرم من بهجة جمال الطبيعة، لو عجزت إحدى العينين عن الرؤية، وقام الإنسان بالنظر بعين واحدة"(13).
خاتمة:(1/1482)
إن النصّ القرآني حافلٌ باللمحات العلمية التي لا تتعارض معها النظريات العلمية، لكن الحفاوة الكبيرة والمبالغة بالعلم البشري لا تقتضي افتعال صلاتٍ بين النص القرآني والنظرية العلمية، مهما كانت درجة صحة النظرية، لأن الحقائق لا تفسّر إلا بمثلها من الحقائق المماثلة والمسلّمات الثابتة، ولأن منهج القرآن، ومنطقه وأسلوبه في عرض المشاهد الكونية، هو السرد الموجّه "إلى الناس كافةً، على اختلاف ثقافاتهم أو تفاوت وعيهم، وتعدّد تخصّصاتهم، ولما كانت العبرة والعظة والتسليم بقدرة الله هي الأمور المستهدفة من العرض القرآني، فإن ما يطرحه القرآن في هذا الصدد، لا يعدو أن يكون مشاهداتٍ يوميةً يُدركها الجميع، ولا تُخفي عليهم لمحة الإبداع فيها".
لذلك لا يصحّ رفض المنطق الديني، بل يجب الالتزام به، كما أنّ فرض الرؤية الدينية على الاكتشافات العلمية، وحتى النظرية، هو عمل تلفيقي، يؤول إلى تحديد إمكانية العلم، لإخضاعه لمنطقٍ من خارج نطاق العمل المحدّد الذي يسعى إلى تطوير نتائجه، وأبحاثه من خلال التجربة، فلا مسوّغ لفرض التجربة الدينية على التجربة العلمية أو العكس، لأن أيّ فرض يقلّل من حقيقة تلك التجربة، ومعناها، كما أن القيمة الدينية تتحوّل إلى علاقةٍ لا يمكن فهمها إلا من خلال فرض مفهوم علمي عليها. وهذا غير صحيح.
أمّا "إذا سرنا في الأرض، ونظرنا في الآفاق، وتحقق لنا بعض ما نقصده من الكشوف العلمية، وتوصلنا إلى تأكيد بعض النظريات أو القوانين التي تفسّر، وتحكم مشاهد الطبيعة التي نراها، ونتعامل معها، فإننا نكون قد وصلنا إلى موضع العظة والعبرة، والتفتنا إلى قدرة الله، ودلائل وحدانيته، أمّا أن يلجأ بعضهم إلى تجاوز هذا الهدف.. ومحاولة ردّ هذه المكتشفات إلى القرآن، والادّعاء بأنها قد وردت فيه بكل خباياها وتفاصيلها، فذلك زعمٌ يستحيل القبول به، ويحرم السكوت عنه" شرعاً.(1/1483)
ومن ثمّ "فإن اكتشافنا اللاحق للقوانين التي تحكم هذه الظواهر الكونية لا يضفي شيئاً على مدلولات النص القرآني؛ ذلك لأن العظة في أيّ ظاهرةٍ تتمثّل في وجود الظاهرة ذاتها، وليس في اكتشاف القانون الذي تقوم عليه، وإذا كان ثمّة قيمةٌ وراء اكتشاف القانون العلمي الذي تطّرد على أساس منه العلاقة بين مجموعةٍ من الظواهر، أو تعمل وفقاً له ظاهرةٌ ما. فإنها تكمن في كون هذه الاكتشافات شهادةً مُحدثةً بعظمة العقل البشري وتطوّره، أمّا عظمة خالق الظواهر والقوانين التي تحكمها، فإنها عظمةٌ أزليةٌ كانت قبل وجود هذه الظواهر، وثبتت بوجودها، وقَبِلها العقل البشري، وسلّم بها منذ بدأ الإنسان يلمس هذه الظواهر، ويتعامل معها، حتّى لو لم يُدرك كنهها، أو يفهم القواعد التي تعمل وفقاً لها.
والقرآن الكريم اقتصر على توصيف الظواهر، بينما أحال ما يتعلق بتفسيرها أو تقنينها إلى التدبّر والتعقّل، وما يشبه ذلك من القدرات التي أودعها الله في خلقه البشري، وحسبُ المسلم تمسّكه بهذه القاعدة البسيطة، حتّى لا يجهد نفسه في غير نفع، في مطاولة العلم بالقرآن، أو تشويه القرآن بالعلم، أو افتعال التوفيق بين نصوص القرآن الواضحة المباشرة، وبين النظريات العلمية المعقّدة والمتغيّرة"(14).
المصادر والمراجع
1 ـ القرآن الكريم. تفسير الجلالين.
2 ـ القرآن. محاولة لفهم عصري، د. مصطفى محمود، دار الشروق ـ بيروت، بلا تاريخ.
3 ـ مجلة الهلال. القاهرة. ديسمبر 1970.
4 ـ مجلة حضارة الإسلام، العدد 6 السنة 14، دمشق، أيلول 1973.
5 ـ مجلة القافلة، العدد 10، المجلد 50، المملكة العربية السعودية. ديسمبر. يناير 2001.
6 ـ مجلة العربي، الكويت، آب 1980.
7 ـ مجلة الفيصل، العدد 197، المملكة العربية السعودية ـ الرياض. أيار 1973.
الحواشي :
(1) - القرآن. محاولة لفهم عصري. د. مصطفى محمود. ص25. بيروت دار الشرق.(1/1484)
(2) - كيف يقرؤون القرآن. فالق الحب والنوى. د. عبد المحسن صالح. مجلة الهلال ص29 ديسمبر 1970. القاهرة.
(3) - المرجع السابق.
(4) -. استشارات طبية في ضوء الإسلام. د. إبراهيم السامرائي، مجلة حضارة الإسلام. ص90 العدد 6 السنة 14. أيلول 1973 دمشق.
(5) - كيف نتعامل مع النصوص الدينية لفهم الاكتشافات العلمية المتتالية. د. أحمد محمد كنعان مجلة القافلة. ص2 العدد 10 مجلد 50 شوال 1422. ديسمبر. يناير 2001.
(6) -. بدعة تفسير القرآن بالعلم. د. محمد رضا رجب، مجلة العربي. ص103 آب 1980 وقد استفدنا في هذا الموضوع من بنية بحث الفقرة المذكورة.
(7) - للاستزادة. يرجى الرجوع إلى. كيف يقرؤون القرآن، مرجع سابق.
(8) - بدعة تفسير القرآن بالعلم. مرجع سابق. ص105.
(9) - بدعة تفسير القرآن بالعلم. مرجع سابق. ص105.
(10) - القمر في القرآن. د. أحمد الشرباصي. مجلة الهلال. ص12 القاهرة 1973.
(11) - وتلك أمم أمثالنا، د. عبد المحسن صالح.. مجلة الهلال. ص18، القاهرة 1972.
(12) - القرآن. محاولة لفهم عصري. ص273.
(13) - عينين ولساناً وشفتين، د. إبراهيم الراوي. مجلة الفيصل، ص58، العدد 197. أيار 1993.
(14) - بدعة تفسير القرآن بالعلم. مرجع سابق. ص103.
المصدر :
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 95 - السنة الرابعة والعشرون - أيلول 2004 - رجب 1425 (http://www.awu-dam.org/trath/95/turath95-015.htm)
---
(1/1485)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معالم قرآنية في التعامل مع الواقع
---
معالم قرآنية في التعامل مع الواقع
---
محمد الربيعة
04-18-2003, 12:21 AM
إن الأحداث الجارية بما فيها من مفاجئات غريبة أصابت كثيراً من الناس باليأس والقنوط ، وأصبح فيها الحليم حيراً ، ، ولقد رأيت مشاهد اليأس تدب في نفوس الكثير من الناس حتى ظهر ذلك في حديثهم في المجالس ، بل في دعائهم وقنوتهم ، ولسان حال بعضهم يقول : أين دعائنا أين قنوتنا ، أين نصر الله للمظلومين وانتقامه من الظالمين ، ولذا كان ولابد أن يكون لنا استلهام للتوجيهات القرآنية في مثل هذا الحدث من أجل تثبيت القلوب وترسيخ المبادئ الشرعية وبيان الحق و الواجب ، ومن هنا جاءت هذه المشاركة وستكون سلسلة متتابعة بإذن الله .
المعلم الأول / قوله تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )(1/1486)
هذه الآيات الكريمة نزلت في غزوة أحد حينما أصاب المسلمين قرح وجرح من أعدائهم فقتل من الصحابة مايزيد على السبعيين ، وأثخن العدو فيهم الجراح ، بعد أن كانت الدائرة لهم على الكفار ، فإذا بالتوجيه الإلهي لهم يتنزل من السماء بهذه الآيات العظيم ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) علق الأمر بالإيمان الإيمان بالله تعالى وبنصره وبمدافعته عن المؤمنين ، وليبن الله تعالى أن من وراء هذه الهزيمة حكمة من الله ليعلم الذين آمنوا ، ويتخذ منهم شهداء ، ويمحصهم ، ويمحق الكافرين، من هنا فإننا نقول يجب ألا نهون ونحزن ونيأس من روح الله ونصره ، فما أصاب المسلمين من جرح فهو بحكمة من الله ، فهل ياترى نأخذ هذا التوجيه الرباني بأن تقوى قلوبنا بالإيمان بالله واليقين بنصره وأن نستمسك بالعروة الوثقى ونعتصم بحبل الله جميعاً ونجتمع على راية الحق والجهاد ، ونلح على الله تعالى ونتضرع ونستمر على مانحن عليه من الدعاء ، ولنظن بربنا خيرا ولا نيأس من روح الله ولا نضعف ونستكين ، وتأمل أيها المسلم أيات جاءت بعد الآيات السابقة ، فقد قال الله تعالى بعدها ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ) ، فهل كان حالنا مثل حال الأولين فاستغفرنا الله تعالى من ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وصححنا ما نحن عليه من قصور ، وسألنا الله الثبات والنصر على الأعداء .
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2003, 12:37 AM
أرحب بالشيخ محمد الربيعة وفقه الله وأشكره على هذه الوقفات التي سوف تتالى كما وعدنا جزاه الله خيراً.(1/1487)
وما أحوجنا إلى التمسك بكتاب ربنا ، والعض عليه بالنواجذ ، ولا سيما في غمرة الفتن ، التي عصفت بكثير من الناس. نسأل الله أن يثبت قلوبنا على الحق حتى نلقاه.
---
عبد الله الخضيري
04-19-2003, 12:57 AM
آمل استمرار تلك المعالم
ولو بشيئٍ قليل من إحالةٍ على كلام السابقين أو المعاصرين
لتكتمل الفكرة ويتناسق المعنى
وشكراً للشخ محمد هذا اللفتة في الآيات واختيارها
ونحن بانتظار المزيد
---
محب الخير
04-20-2003, 07:19 AM
إن المتتبع لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يدرك تماما مدى الواقعية التي يعشها ، وهذه هي السمة المميزة في دعوته وتربيته صلى الله عليه وسلم ، وأحسب أن الشيخ الكريم أباعبدالله قد سار على هذا المنهج الرباني في أطروحته المباركة " معالم قرآنية في التعامل مع الواقع " ، والتي آمل أن تكون بداية الانطلاق في طريق بيان وتوضيح وتفسير المزيد من المعالم القرآنية .
---
محمد الربيعة
04-26-2003, 12:57 PM
الإشارة الثانية / في قول الله تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ويقول سبحانه ( إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويدا)(1/1488)
إننا يجب أن نرسّخ في قلوبنا في كل وقت وفي هذا الوقت خاصة ونحن نرى تسلط أعدائنا ونصرهم الظاهر ـ يجب أن نرسخ في قلوبنا ـ أن قوة الله تعالى فوق كل قوة ، وأن قهره فوق كل قهر ، وأن كيده فوق كل كيد ، وأن أخذه للظلم أليم شديد ، يجب أن نستيقن بأن مايقع لأعدائنا من التمكين إنما هو إملاء وإمهال واستدراج من الله تعالى، ( وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ، والله إننا لنظن بربنا عز وجل خيرا وهو حسبنا وناصرنا وحده ، ونعلم أن ماتفعله دولة الكفر والصليب أمريكا اليوم من تسلط وهيمنة واستكبار في الأرض إنما هو سنة الله في استدراج الأمم الكافرة الظالمة ، وأن مكرهم يقابله مكر الله ، وأن كل مايقع لهم بعلم الله تعالى وأمره . فإذا أيقنا ذلك فلماذا تعظم في نفوسنا قوة الكفر ، لماذا نرهب تلك الدولة الصاغرة الذلية عند الله ، ونحن نؤمن بقوة الله تعالى وجبروته وقهره ، لماذا نغفل عن سنة الله في الكيد والمكر والإمهال ، لماذا ننسى أخذ الله للظالمين المستكبرين في الأرض ، ( حق على الله ماارتفع شيء من الدنيا إلا وضعه )
---
خالد الباتلي
04-26-2003, 06:13 PM
جزاك الله خيرا على هذه اللفتات الطيبة في وقتها المناسب
ولدي اقتراح أسوقه لك : أن تكون هذه المعالم في حلقات مفردة بمعنى أن تفرد كل تعليق بمشاركة خاصة مستقلة وهذا أجدى في متابعتها وعلم القراء بها ، فتكون حلقات مرقمة : الحلقة الأولى مع قوله تعالى .. ثم الثانية والثالثة ..وهكذا .
والسلام عليكم
---
زهير هاشم ريالات
03-24-2007, 03:02 PM
جزاكم الله خيراً على إثارة هذا الموضوع، وأحب أن أضيف هذه المشاركة المتواضعة؛ عسى أن يكون فيها ما ينفع.
قواعد قرآنية في فقه الواقع(1/1489)
يقول المفكر الإسلامي مالك بن نبي -مشخصاً الداء الذي تعاني منه الأمة الإسلامية-: " إن مشكلتنا ليست في الاستعمار، وإنما في قابليتنا للاستعمار". وهذا الأمر ما زال يَصْدُقُ على أمتنا في هذا الزمن، رغم المدة الطويلة التي مرت على هذه الكلمات؛ فالهزيمة والتمزق والضعف الذي نعيشه ليس هو المشكلة الحقيقية... مشكلتنا ليست الهزيمة، وإنما الانهزامية.
وإن ما نسمعه اليوم على لسان كثير من الناس من دعوة إلى الذل والخنوع والخضوع سببه عدم فقههم بالقواعد والسنن التي ينبغي أن نفهمها ونعتقدها حتى يَحْسُنَ تعامُلُنا مع الواقع الذي نعيش، وحتى نكون إيجابيين في عملنا لتغيير هذا الواقع، ومن هذه القواعد:
أولاً: أن نوقن بأن الله تعالى هو الفاعل الحقيقي للأشياء ... كل شيء بقدر الله، وكل شيء بإرادة الله. وفي قصة موسى وفرعون تحدٍّ للمنطق العقلي... تأملوا معي: عَلِمَ فرعون أن هلاكه سوف يكون على يد مولود من بني إسرائيل؛ فأمر بأن يُقتل كلُّ مولود، أراد فرعون أن لا يعيش، وأراد الله أن يعيش، بل كان قَدَرُهُ سبحانه أن يعيش موسى عليه السلام في قصر فرعون، وأن يتولى فرعون بنفسه تربيته! خرج موسى غريباً مطارداً فأَمّنهُ الله وزوَّجه، عاد نبيًّا وداعياً إلى الله وهو مطلوب الدم، ويدخل على أعظم ملوك الأرض، ثم يخرج بعد ذلك منتصراً. خرج بقومه بني إسرائيل، فأتبعه فرعون بجنوده، وكل قوانين الأرض تحكم أنه هالك لا محالة؛ فخلْفه جيش مدجج بالأسلحة، وليس معه سوى مجموعة لا تملك إلا إيماناً ضعيفاً مهزوزاً، وعصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى، ولكن... كيف كان موقفه وقد أيقن أن كل شيء بقدر الله: (قال أصحاب موسى إنا لمدركون. قال كلاّ إن معي ربي سيهدين) [الشعراء: 61-62]. فكانت النجاة لموسى ومن معه، وكانت الهلكة لفرعون وجنوده.(1/1490)
ثانياً: أن نزن الأمور بحقائقها لا بظواهرها: المسلمون في غزوة حنين قاسوا الأمور بالظواهر فقالوا: لن نغلب اليوم من قلة، فأنزل الله تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً) [التوبة: 25]. وأما في بدر: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) [آل عمران: 123] فليست العبرة بالعدد هذه قلة وهذه كثرة، بل قلة معها الله، وكثرة معها الشيطان، وما ينطبق على العدد ينطبق على العُدَّة .. واللبيب من يعتبر بما حصل سابقاً ليُسْقِطَه على الواقع.
ثالثاً: أن نراعي السنن الكونية في فهم الواقع: فهناك سنن كونية لا بد من الأخذ بها، وأي تغافل عنها هو هروب من فهم الواقع وحقيقته. وهذه السنن لا تتغير ولا تحابي أحداً (ولن تجد لسنة الله تبديلاً) (الأحزاب: 62) (دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالها) (محمد: 10). وإنما الذي يكسبها هو الذي يستطيع أن يغير في حياته وواقعه.
ولعل من فقه الواقع والعمل لتغييره اصطحاب تغير الأنفس وما جبلت عليه من الوهن والضعف (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد: 11) فإذا أردنا تغيير واقعنا ينبغي علينا – أولاً – أن نغير أنفسنا.
وقد جعل الله عز وجل سنة للنصر لا تتخلف إلى يوم القيامة فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) (محمد: 7). فلما لم نراع هذه السنة أصبح حالنا كما نرى.
وجعل الله عز وجل للبركة والغنى وسعة الرزق سنة كريمة: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) (الأعراف: 96). وأمتنا اليوم تعيش أزمة الفقر والجوع والجهل والمرض رغم الثروات الهائلة التي تملكها.(1/1491)
رابعاً: أن لا نكون رهناً لظروفنا وأوضاعنا: وهذا ما ألمح إليه مالك بن بني عندما حلّل ظاهرة استعمار البلاد الإسلامية؛ فجعل من أسباب ذلك (قابلية) هذه الأمة للاستعمار. وهذا لا يعني أن نغفل مواطن الضعف في مجتمعنا، وإنما – أولاً – قراءة الواقع بـ(روح الإقدام)، ثم حسن التعامل معه والإيجابية في العمل لتغييره؛ للوصول إلى مستقبل أفضل (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) (محمد: 35)، فإذا اجتمعت معية الله مع العمل فالمستقبل لنا ولن يضيع الله أعمالنا.
أما التخاذل والانهزامية بحجة (الوضع الراهن) وقوة العدو فنتيجته الضياع والتيه حتى يأتي الجيل الذي يستحق الفتح (قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها) (المائدة: 22) فماذا كان حكم الله فيهم؟! (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض) (المائدة: 26).
خامساً: أن نقرأ الواقع قراءة شمولية لا تجزيئية، جماعية لا فردية، والابتعاد عن ظاهرة (الشخصنة)؛ فالكثير منا عندما ينظر إلى حال المسلمين يعود به الحنين إلى شخص صلاح الدين - رحمه الله، علماً بأنه كان ثمرة من ثمرات عمل جماعي متراكم، بل وأصبحت بعض الفرق ترى في ظاهرة (الشخصنة) سبيل النجاة من أوضاعنا وظروفنا الصعبة، كفكرة المهدي في الفكر الشيعي.
أما منهج القرآن فهو: (وقل اعملوا ...) (التوبة: 105) فالخطاب موجه إلى مجموع الأمة لا لفرد منها.
سادساً: أن نعلم بأنه لا تمكين إلا بعد ابتلاء: وهذه إحدى العبر المستفادة من سورة يوسف؛ فيوسف عليه السلام ابتلي بفراق الأهل وفتنة النساء والسجن وفتنة المُلك والحُكم، ولكن ماذا كانت النتيجة: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين) [يوسف: 56].(1/1492)
ولذلك -أيها الإخوة- لا تحزنوا لفرحة ظالم ولا لغلبة باطل؛ فإن للباطل جولة وللحق جولات. وكثير من الآيات ختمت بقوله تعالى: (حَبِطَت أعمالهم) في شأن الكافرين، ومعنى (حبط) في أصل وضعها اللغوي: هو أن تأكلَ الدابة نباتاً سامًّا فتنتفخ ثم تموت، فيظن قصار النظر أن انتفاخها دليلُ عافيتها وقوتها. وهذا الأمر ينطبق على اليهود والأمريكان، فإنهم يعيشون الآن في مرحلة الانتفاخ والعلو والطغيان، ولكن من آتاه الله بُعْدًا في النظر، وصدقًا في اليقين، يعلم أن الله تعالى يأبى إلا أن ينصر دينه (إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلّين. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) [المجادلة: 20-21]. النصر قادم بإذن الله، ولكن بعد أن نقوم بواجبنا (إن تنصروا الله ينصركم) [محمد: 7]، وبعد أن ندفع ضريبة النصر... (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) (البقرة: 214).
---
(1/1493)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > Sourate An Nissâ verset 34
---
Sourate An Nissâ verset 34
---
aqvayli
11-03-2004, 04:01 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
Sourate An Nissâ verset 34
السلام عليكم و رحمة الله
الاية 34 من سورة النساء كثيرا ما فيها جدال ساعدوني في تفسيرها لاقنع اخوان و اخوات يهتمون بالاسلام و يريجون الدخول فيه.
جازاكم الله خيرا .
---
مساعد الطيار
11-06-2004, 05:05 PM
هل المراد تفسير كل الآية أم جزءٍ منها ؟
ولول حددت المشكلة التي تريد حلَّها لكان أيسر من نقاش كل الآية ، خصوصًا أن تفسيرها الجملي لا يشكل ، والذي يظهر أنَّ شيئًا ما يدور حوله نقاشك معهم .
فالله سبحانه وتعالى يُخبر في هذه الآية بأمور :
1 ـ أن القوامة للرجل على المرأة ، والقوامة تشمل النفقة والرعاية وحفظها مما يسوؤها ؛ إذ القوة بيد الرجل لا المرأة الضعيفة التي لا يمكنها ان تستقلَّ عن الرجل في أي مجتمع كانت .
وهذه القوامة حق شرعي للرجل لم يفرضه لنفسه ، بل فرضه الله له ؛ لما للرجل من خصائص تناسب القوامة لم يخص بها المرأة .
2 ـ ثم ذكر الصالحات المطيعات لربهن والحافظات لحقه ولحق أزواجهن ، فهن لا يترفعن عن طاعة أزواجهن ، ولا يتضايقن منها .
3 ـ أما صنف آخر من النساء ، فإنهن يترفعن عن طاعة أزواجهن ويرفضن اتباع أزواجهن بالمعروف ، فهؤلاء اللاتي وصفهن هذا فإنه يلزمكم ان تتبعوا معهن خطوات في التأديب لكي يرجعن إلى طاعتكم .
أ ـ الوعظ ، وهو تذكريهن بأن حق الزوج من شرع الله ، وأن طاعة الزوجة لزوجها فيها أجر عظيم .
ب ـ الهجر في الفراش ، وترك مجامعتها ـ إذا لم ينفع الوعظ ـ وذلك لبيان غضبه عليها ، ولأجل أن ترجع إليه وتطيعه إن كانت تخاف ربها ، فلا تعصيه في زوجها .(1/1494)
ج ـ الضرب ، وهذا الضرب ليس من باب الإهانة والتقليل من شأن المرأة ، وهو ضرب غير مبرح ، فهو لا يؤلم إيلامًا بقدر ما يبيِّن غضب الزوج ، وأنه وصل إلى هذا الحدِّ من العقاب .
ومن يضرب زوجته ضربًا مبرحا مستندًا لهذه الآية ، فهو مخطئ مخالف لشرع الله سبحانه ، وهذا له محل آخر .
4 ـ ولما ذكر هذه المراتب الثلاث المتدرجة في عقاب من ترفعت عن زوجها ، نبَّه على أنها إذا رجعت إلى طاعته ، فليس له أن يظلمها بأن يعاقبها فوق ما تستحق ، أو أن يسيء لها بأي نوع من الإساءة ، فالبيوت إنما تقوم علة المودة والرحمة والمسامحة ، وليست على الأسلوب العسكري التسلطي .
5 ـ وختم سبحانه الآية بذكر وصفين من أوصافه ، وهما مناسبان للتنبيه للأزواج الذين يتعدون حدَّهم ، فيطلمون زوجاتهم بأن الله فوقهم مطلع عليهم ، وأن الكبير الذي يأخذ بحقهن إن أساء لهن الأزواج ، فيستطيع أن ينتقم منهم .
وأخيرًا ، أنصحك أن تنتبه إلى أن نقاش الجزئيات لا يمكن أن يوصل إلى الإقناع ، ففهم العلاقة الزوجية في الإسلام أولاً ، قبل نقاش مثل هذه الجزئيات ، والموضوع يحتاج إلى بسط آخر أسأل الله أن يوفقنا في بقية هذا الشهر الكريم لما يحب ويرضى .
---
aqvayli
11-06-2004, 06:59 PM
salamou alaykoum wa rahmatou allah wa barakatouh
baraka allaho fika akhi , jazaka allahou khayrane, just i have no arabic system, so i try to whrite or explain,the subject is about : الموضوع حول ضرب الزوجة المدكور في هده الاية.
baraka allahou fikoum
---
(1/1495)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حاشية الطيبي على الكشاف
---
حاشية الطيبي على الكشاف
---
محمود الشنقيطي
07-25-2006, 02:59 PM
إخواني ومشايخي الأماجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد فإني أسأل عن حاشية شرف الدين الطيبي التي وضعها على تفسير الزمخشري (الكشاف) هل هي مطبوعة ومتداولة أم لا؟
أرجو ممن يعلم عن تلك الحاشية شيئا ألا يبخل بطرحه ولكم جزيل الشكر والامتنان..
---
الجكني
07-25-2006, 06:53 PM
حسب علمي أنها لم تطبع بعد ،مع أن هذه الحاشية حققت رسائل علمية في قسم التفسير في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة قبل أكثر من (13)سنة 0
---
مساعد الطيار
07-25-2006, 09:39 PM
فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب دراسة وتحقيق [رسالة دكتوراة]
د. عبد العزيز بن صالح بن إسماعيل با طيور
الخطة: قسمين وخاتمة:
أهمية البحث وأسباب اختياره
القسم الأول: دراسة حياة المؤلف وكتابه، ويتكون من تمهيد وأربعة فصول.
التمهيد: ويتناول:
1- الحالة السياسية.
2- الحالة الاجتماعية.
3- الحالة العلمية.
4- معاصروه.
الفصل الأول: حياة المؤلف: وفيه مباحث.
1- اسمه ونسبته.
2- مولده ونشأته.
3- صفاته وأخلاقه.
4- عقيدته ومذهبه.
5- شيوخه وتلاميذه.
6- مكانته العلمية.
7- مؤلفاته.
8- وفاته.
الفصل الثاني: منهج الطيبي في كتابه وفيه تمهيد ومباحث التمهيد/ يتناول السمات العامة لشرحه والطريقة التي سار عليها.
المبحث الأول: اعتماده على نسخه للكشاف.
المبحث الثاني: اقتصاره على ما يحتاج إلى شرح أو تعليق.
المبحث الثالث: استخدامه أسلوب الحوار.
المبحث الرابع: عنايته بالنقل عن الآخرين ودقته في العذو إليهم.
المبحث الخامس: عنايته بالتعريف بالأعلام والمصطلحات.
المبحث السادس: عنايته بالقراءات المشهورة والشاذة.
المبحث السابع: عنايته بالتفسير بالمأثور.(1/1496)
المبحث الثامن: موقفه من آيات الأحكام.
المبحث التاسع: موقفه من الأسرائيات.
المبحث العاشر: استشهاده بالشعر.
المبحث الحادي عشر: استشهاده بأمثال العرب وأقوالهم.
المبحث الثاني عشر: عنايته بالمفردات اللغوية.
المبحث الثالث عشر: عنايته بتحصيل لطائف النحو والإعراب.
المبحث الرابع عشر: عنايته بالمسائل الصرفية.
المبحث الخامس عشر: عنايته بإبراز العلوم البلاغية وكشف النكات البيانية.
المبحث السادس عشر: عنايته بإبراز الإعجاز القرآني.
المبحث السابع عشر: مناقشته للزمخشري في آرائه الاعتزالية.
المبحث الثامن عشر: آراؤه واختياراته وترجيحاته.
الفصل الثالث:
شرح الطيبي بين التأثر والتأثير وفيه مباحث.
المبحث الأول: مصادره التي اعتمد عليها في شرحه.
المبحث الثاني: تأثر الطيبي بالزمخشري وفيه ثلاث مسائل.
المسألة الأولى: التعريف بالزمخشري.
المسألة الثانية: التعريف بالكشاف.
المسألة الثالثة: بيان تأثر الطيبي بالزمخشري وكشافيه.
المبحث الثالث: أبرز من أثر في الطيبي.
المبحث الرابع: أبرز من تأثر بالطيبي.
الفصل الرابع: الموازنة بين حاشية الطيبي وبعض الحواشي الأخرى وفيه مبحثان:
المبحث الأول: التعريف بحواشي الموازنة وبيان أوجه الاتفاق والافتراق بينها. وفيه مسائل.
المبحث الثاني: الجوانب التطبيقية في حواشي الموازنة.
القسم الثاني: التحقيق، وقدمت بين يديه الأمور الآتية.
1- توثيق نسبة الشرح إلى الطيبي.
2- سبب تسمية الشرح بفتوح الغيب.
3- زمان تأليف الشرح ومكانه.
4- الباعث على تأليف الشرح، ويشمل الأسباب والأهداف.
5- نسخ الكتاب الخطيه وأماكن وجودها.
6- وصف النسخ المعتمدة في التحقيق.
7- بيان المنهج الذي سرت عليه في التحقيق.
الخاتمة: واشتملت على أهم النتائج وهي:
1- ولد الحسين بن عبد الله الطيبي في غرب إيران بين الطيب جنوباً وتبريز شمالاً.
2- عاش الطيبي في عهد الدولة المقولية في إيران.(1/1497)
3- أجمعت مصادر ترجمته على أنه توفي في 13/ شعبان 743هـ.
4- عُرف بأنه كان قوي الرد على الفلاسفة والمبتدعة مظهراً فضائحهم مع استيلائهم لبلاد المسلمين حينئذ شديد الحب لله ولرسوله، ملازماً لإشغال الطلبة في العلوم الإنسانية.
5- عرف الطيبي بأنه عالم مبدع مشارك في العلوم (موسوعي) فلم يكن مفسراً ولا محدثاً ولا بلاغياً ولا نحوياً ولا رياضياً فحسب، وإنما جمع كل هذه العلوم بتمكن وتفوق.
6- اشتلمت كتب الطيبي على عدد من الفنون، في التفسير والحديث والبلاغة والرياضيات.
7- عني العلماء بمؤلفات الطيبي وعرفوا قدرها فرجعوا إليها وأفادوا منها كثيراً ومن هؤلاء: الحافظ بن حجر وبدر الدين الزركشي والسيوطي والألوسي وغيرهم.
8- أثار تفسيره نشاطاً علمياً كبيراً وحركة تأليف واسعة المدى فتعددت شروحه وحواشيه وملخصاته ومختصراته ومعارضاته والردود عليه، وممن عني بالبحث فيه الإمام الطيبي.
9- أثنى العلماء قديماً وحديثاً على هذا الشرح وبينوا أهميته وقيمته العلمية بل عدوه أميز شرح كتب على تفسير الكشاف ولذا فقد كثرت نسخه الخطية على أنحاء العالم الإسلامي.
10- اشتمل فتوح الغيب على علوم كثيرة، كالتفسير وعلومه والحديث وعلومه والنحو والصرف والبلاغة بعلومها وعلم الكلام والفقه والأصول فهو كتاب جامع.
المصدر
http://islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_content.cfm?Res_ID=275
..........
حاشية الطيبي على الكشاف للزمخشري، المسماة (فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب)بتحقيق: د. أحمد غريب، رسالة دكتوراه مخطوطة بكلية البنات، جامعة عين شمس، ثلاثة مجلدات، 1994م ص 345 وما بعدها.
المصدر ( http://haras.naseej.com/detail.asp?InNewsItemID=114083&InTemplateKey=print )
وانظر أيضًا :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72535
---
(1/1498)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شرح القصيدة الميمية
---
شرح القصيدة الميمية
---
أبو مهند النجدي
10-08-2006, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (17)
شرح القصيدة الميمية
الشيخ سعد المزْعِل
هذا هو الجزء الأول ويتبعه إن شاء الله الجزء الثاني
---
(1/1499)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أي القرطبيين يقصد الحافظ ابن حجر بقوله : ( قال القرطبي : ....) ؟
---
أي القرطبيين يقصد الحافظ ابن حجر بقوله : ( قال القرطبي : ....) ؟
---
د.أبو بكر خليل
01-25-2006, 11:02 PM
نعلم أن لقب " القرطبي " إذا أطلق عند الكلام في التفسير – للقرآن الكريم – فالمراد به غالبا : أبو عبد الله ، محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي ، صاحب كتاب " الجامع لأحكام القرآن ، و المبين لما تضمنه من السنة و آي الفرقان " ،
و إذا أطلق عند الكلام في الحديث و علومه ، فالمراد به غالبا : أبو العباس ، أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي ، صاحب كتاب " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ،
و هو شيخ الأول و أستاذه .
و السؤال :
إذا أطلق ابن حجر لفظ " القرطبي " ، فقال في " فتح الباري " : ( قال القرطبي : .....) : فأيهما يقصد ؟
و المشكل عندي - في عدم بيان مقصوده منهما - أن الأول يذكر في كتابه كثيرا مما يقرب من لفظ المكتوب في كتاب الثاني ، و لا عجب في ذلك ، إذ القرطبي الأول تلميذ للثاني .
---
د.أبو بكر خليل
01-27-2006, 03:37 PM
و الذي أثار ذلك السؤال ما كتب - توهما - في مشاركة في الملتقى أن ابن حجر قد نفى وجود المنسوخ حكما و تلاوة في القرآن ، إذ قيل : (( ... ومن النوع الثالث: الذي قيل بأنه نُسخ تلاوة وحكماً: ما رويَ عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان فيما نزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يُحرمن)، ثم نُسخن بخمس رضعات معلومات يُحرمن، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يُقرأ من القرآن". وغيرها من الروايات التي تحمل ذات المعنى، ولكنها كلها لا تخلو من اضطرابات واختلافات فيما بينها، وقد رد هذا الإمام ابن حجر بحجة أن الراوي ادعى أن هذا قرآناً، والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر. [راجع: كتاب النكاح من فتح الباري].]].(1/1500)
- و بالرجوع إلى " فتح الباري " - كتاب النكاح - نجده يقول قبل الكلام المذكور أعلاه : " قال القرطبي : هو أنص ما في الباب ، إلا أنه يمكن حمله على ..." ،و هذا القول المنقول موجود في كتابيّ الإمامين القرطبيين ،و لذا كان سؤالي المتقدم .
فهل من مجيب ؟
- و أما ما توهم نسبته لابن حجر من رد لذلك الحديث أو ذلك النوع من النسخ فغير صحيح ، على ما ذكر في موضعه هناك
---
سمير القدوري
01-31-2006, 04:46 PM
أخي الفاضل الدكتور أبو بكر خليل السلام عليكم ورحمة الله
لقد كنت تتبعت حوالي 190 مرة ورد فيها نقل ابن حجر عن القرطبي أبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر الأنصاري (ت.656هـ)صاحب كتاب المفهم لما أشكل من كتاب مسلم و كتاب مختصر صحيح البخاري و13 كتابا آخر. فالقرطبي إذا أطلق عند ابن حجر فالمقصود به هذا وقد ينقل عن أبي عبد الله القرطبي المفسر ويميزه عن شيخه بالإحالة على كتاب له كالتذكرة في أحوال الموتى وأمور الأخرة وكذكر كنيته.
واعلم أن المفسر اتكأ كثيرا على المفهم كتاب شيخه, فلا تستغرب ورود نفس الكلام لدى الرجلين فهذا سببه.والله أعلم
---
د.أبو بكر خليل
02-01-2006, 01:16 AM
أكرمكم الله ، و بارك لكم ،
و أشكر لكم اهتمامكم بالرد
---
(1/1501)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قرأت لكم : من بلاغة القرآن الكريم .
---
قرأت لكم : من بلاغة القرآن الكريم .
---
أبو محمد نائل
12-09-2006, 01:33 AM
نفحات من بلاغة القرآن الكريم - د. عبد الله بن سليم الرشيد
( أستاذ مشارك ، رئيس قسم الأدب في كلية اللغة العربية بالرياض )
امتاز أسلوب القرآن باجتناب سبل الإطالة، والتزام جانب الإيجاز – بقدر ما يتسع له جمال اللغة- وذلك جعله أكثر الكلام افتنانا، أي أكثره تناولا لشؤون القول
وأسرعه تنقلا بينها.(1)
وفي هذه المقالة إشارات إلى بعض مكامن البلاغة في القرآن الكريم، بعضها مما وقفت به من قراءات متعددة لبعض المعتنين بهذا الجانب في الدراسات القرآنية، وبعضها
اجتهاد في تلمس موضع البلاغة، آمل أن يكون فيه شيء من التوفيق، وأعوذ بالله أن أتكلم في كتابه بما ليس لي به علم.
وكان مما وقفت به مليّا قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ،(2) وهي في آيات يصدق عليها ما قاله محمد دراز من أن أسلوب القرآن يتنقل في المعنى الواحد على نحو من السرعة لا عهد بمثله، ولا بما يقرب منه في كلام غيره، ومع هذه التحولات السريعة التي هي مظنة الاختلاج والاضطراب، تراه لا يضطرب، بل يحتفظ بتلك الطبقة العالية من متانة النظم.(3)
هذا الانتقال السريع الموجِز لكثير من الوقائع والأحداث في تلك القصة بيِّن في قوله تعالى: {اذْهَبْ بِكِتابِيْ هذَا فَألْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاْذَا يَرْجِعُوْنَ*قالتْ يَا أَيُّها المَلَؤُ...}(4) وفي قوله: {وَإِنِّيْ مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُوْنَ *فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ...}.(5) ولا شك أن في السياق كثيراً من الحذف البليغ، ففيه إيماء إلى الوقائع، وانتقال أشبه بالإضراب عما يُستغنى عن ذكره.(1/1502)
أما قوله عز وجل:{قَالَ يَأيُّها المَلؤُا أيُّكُمْ يَأتِيْنِيْ بِعَرْشِهَا قَبْلَ أنْ يَأتُونِي مُسْلِمِينَ* قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنِّ أنَا آتيِكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وإنّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أمِينٌ*قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَبِ أنَا آتِيكَ بِهِ قبَلَ أن يَرْتَدَّ إليكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أأشْكُرُ أمْ أكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإنَّ رَبِّي غَنِيُّ كَرِيمٌ}(6)
ففيه انتقال فجائي بين قول الذي عنده علم من الكتاب وتكفله بأن يأتي بعرشها قبل أن يرتد طرف سليمان إليه، وبين وقوع ما تعهد به من إحضار العرش عند سليمان.
إن القارئ لهذه الآية يعيش فيها بشعوره وإحساسه بدقة عظيمة، إذ إنه – أي القارئ- لا يكاد يرتد إليه طرفه حتى يفاجئه سياق الآية بتحقق الأمر ووقوعه، وهذا نمط من البلاغة القرآنية مفرَد، فقد تضافر اللفظ والمعنى والسياق في تأدية القصة ونقل ذلك الجو الذي جرت فيه تلك الواقعة العجيبة.
وشبيه بهذا النمط من البلاغة في سور أخرى قوله تعالى: {فلَمَّا رَأوَهُ عَارِضًا مُسْتَقبِلََ أوْدِيَتِهِمْ قَالوْا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتمُ بِهِ رِيْحٌ فِيْها عَذَابٌ أليِمٌ، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأمْرِ رَبِّهَا فَأصْبَحُوْا لَا يُرَى إلا مَسَاكِنُهُمْ}(7)
فالانتقال المفاجئ من وصف الريح المقبلة إلى بيان أثرها المروّع (فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم) يجعل تالي القرآن يشعر بما وقع لأولئك القوم، ويعيش في الجو الذي صحب تلك الريح، بحيث إن أثرها كان لشدته وهوله مغنيا عن ذكر مبادئ هبوب الريح وما فعله القوم لاتقائها.
وضرب آخر من التعبير القرآني الفريد في قوله تعالى في قصة الأحزاب متضمنا ذكر ما لقيه المؤمنون من الشدة والجهد:(1/1503)
{إذْ جَاؤُوْكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا}(8)
إننا نجد أنفسنا تجاه مشهد عصيب قاسى المسلمون الأوائل شدائده،وقد أسهمت الصورة الفنية في نقله وتشخيصه، وفي جعل القارئ يعيش فيه بشعوره وإحساسه وإن لم يشهده، ففي (زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر) تصوير مهول لذلك الفزع والخوف الذي ألجم الأفواه، والعادة أن لسان الخائف ينعقد دهشة ورعبا،فيفقد القدرة على الكلام، فكأنما صعدت القلوب حقيقة إلى أعلى مجرى النفَس فسدته.
وفي قوله تبارك وتعالى في قصة نوح عليه السلام: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالجِبَالِ}(9) أجد أن مجيء لفظ (الجبال) لتشبيه الأمواج العظيمة بها كان ملائما لحال القوم المخاطبين بهذا القرآن حين نزوله وهم كفار قريش، فالآية مكية، ووجه الملاءمة أنهم يعيشون بين جبال شواهق، ويظهر أن (ال) في (الجبال) عهدية، أي أن المراد – والله أعلم- : موج كهذه الجبال التي أنتم قاطنون بينها. وفي ذلك من التحذير والتقريع والتخويف ما فيه.
ومما وقفت عنده مليا من أساليب التعبير القرآني أن الآية التي تتضمن دعاء أحد الصالحين يأتي فيها- غالبا- الفعل المتضمن الاستجابة الربانية معطوفا بالفاء، كقوله تعالى في قصة زكريا: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِيْ مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ، فَنَادَتْهُ الملائِكَةُ..}(10)
وكذلك في قصة نوح: {فَافْتَحْ بَيْنِيْ وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِيْ وَمَن مَّعِيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ* فَأنْجَيْنَهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ} ثم عطف ب(ثم) لما ذكر مصير الظالمين:{ثُمَّ أغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ}(11)(1/1504)
ومثل ذلك قوله تعالى في قصة لوط عليه السلام: {رَبِّّ نّجِّنِي وَأهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ* فَنَجَّيْنَهُ وَأهْلَهُ أجْمَعِينَ} ثم عطف ب(ثم) لما ذكر حال الظالمين:{ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ}(12)
والنحويون يقولون إن الفاء للمعاقبة أي أن المعطوف يجيء ملاصقا لما قبله، وأما (ثم) فهي للعطف مع التراخي،(13) وقد كان من رحمة الله وفضله على عباده الصالحين أن كانت إجابته لاستغاثتهم عاجلة، ومجيء الفاء عاطفة هو الذي دل على هذا، وأما الكاذبون المعاندون فكان من سعة فضله أن أمهلهم، ومجيء (ثم) دالّ على ذلك الإمهال.
وفي قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ* وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَلِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}(14)
نجد أن صفة الخلود جاءت بصيغة الجمع في البشارة (خالدين) وبصيغة الإفراد في الوعيد (خالدا).
وقد سئل أبو سعيد بن لبّ عن سر ذلك فقال: إن الجنة لما كان لأهلها فيها اجتماعات وليس فيها فرقة ولا توحد، جاء قوله (خالدين فيها) اعتبارا بالمعنى الحاصل في الجنة من الاجتماع، ولما كان أهل النار على الضد من هذا وكل واحد منهم في تابوت من نار، حتى يقول أحدهم إنه ليس في النار إلا هو؛ جاء قوله (خالدا فيها) اعتبارا بهذا المعنى. (15)
أقول: ووقع في حسباني أن الجمع في الأولى زيادة في البشارة للمؤمنين؛ لأن السعادة لا تتم إلا باجتماع الأضراب والأتراب، والإفراد في الأخرى زيادة في الوعيد؛ لأن خصوص العذاب زيادة فيه، والله أعلم بمراده.
-----------------
(1) ينظر: النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن، د. محمد عبدالله دراز، اعتنى به وخرج أحاديثه عبدالحميد الدخاخني، دار طيبة، ط الثانية 1421هـ: ص182.
(2) الآيات 17-44 من سورة النمل.(1/1505)
(3) ينظر: النبأ العظيم ص 182 حاشية.
(4) سورة النمل 28-29.
(5) سورة النمل 35-36.
(6) سورة النمل 38- 40.
(7) سورة الأحقاف 24-25.
(8) سورة الأحزاب 10.
(9) سورة هود 42.
(10) سورة آل عمران 38-39.
(11) سورة الشعراء 118-120.
(12) سورة الشعراء 169-171. على أن (الفاء) و(ثم) تتعاقبان في مثل هذا السياق، وذلك مدعاة لإفردها بدراسة تجلِّي مواضع البلاغة فيها.
(13) ينظر: ثمار الصناعة في علم العربية، ابن هبة الله الدينوري، تحقيق د. محمد الفاضل، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض 1411هـ/1991م: ص 481.
(14) سورة النساء 13-14.
(15) ينظر: الإفادات والإنشادات، الشاطبي ص 154.
---
(1/1506)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال... يرحمكم الله
---
سؤال... يرحمكم الله
---
الهيتي
04-17-2006, 11:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...أحمد الله تعالى أن وفقني ودلني الى هذا المنتدى المبارك ان شاء الله..أخوتي الكرام ..
أنا صيدلي وعمري 27 سنة ,وقد وفقني الله الى التوبة ,وقد أديت فريضة الحج قبل سنتين .وألقا الله في قلبي حب العلم الشرعي (وخاصة القرآن الكريم).الاّ أنّي لا زلت أتخبط في سلوك الطريق الصحيح وما زلت لا أعرف من أين أبدأ في سلوك المنهج القويم في تعلم القرآن الكريم وعلومه,ولكني بدأت ولله الحمد منذ مدة في الحفظ وقد أتممت سور البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما زلت مستمرا في الحفظ أسأل الله تعالى أن يمن علي بحفظ كتابه وأن يجلعني وأياكم من أهله وخاصته أهل القرآن الكريم.
أخوتي الكرام أرجو مساعدتي فأنتم أهل خبرة وفرسان الميدان ..وجزاكم الله خيرا...
---
أبو صفوت
04-17-2006, 04:39 PM
أخي الفاضل . وفقك الله وأعانك
ونصيحتي لك أن تجتهد في إتمام حفظك لكتاب الله فهذه أهم خطوة في طريق الطلب
ثم راجع هذا الرابط ففيه بيان لما تريد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26&highlight=%DF%CA%C8+%E3%DE%CA%D1%CD%C9
أسأل الله أن يرعاك برعايته ويمن عليك بفضله
---
الهيتي
04-18-2006, 05:48 PM
جزاك الله خيرا أخي أبا صفوت...ولكني عندما قرأت مموضوع الرابط أعلاه أزددت حيرة الى حيرتي.
فهلا دللتني على شئ أكثر تحديدا ,فأنا لا أجيد اللأختيار من بين المناهج المذكورة في رابط هذا الموضوع .
وجزاك الله ألف خير.....
---
ابو الروب
04-23-2006, 11:06 AM(1/1507)
اخي في الله احفظ كتاب الله بتفسير هعلى يد عالم او عن طريق الاشرطة والاولى هي الاصل والبركة ان شا الله ثم خذ متنا مختصا في كل فن وادرسه على الطريقه السابقه ففي العقيدة كتاب التوحيد والواسطيه والطحاوية وفي الفقه اما الزاد اوغيم من المختصرات المشهورة عندكم حسب المذهب المنتشر ثم في النحو الاجرومية وفي مصطلح الحديث نخبة الفكر وفي الاصول الورقات وهكذا وحاول ان تدرس كل فن او فنين مع بعض فذلك ادعى للضبط واعلم ان طلب العلم يحتاج الى طول زمن وصبر شديد مع الحفظ على الوقت وسال الله لك التوفيق وانا معك ان كان عندك اشكال اخر والاخوة في النتدى نفع الله بهم والسلام عليكم
---
محمد رشيد
04-23-2006, 06:20 PM
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=1965
---
(1/1508)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > باستشهاد الزعماء يطيب القتال ويحلو النصر
---
باستشهاد الزعماء يطيب القتال ويحلو النصر
---
سلسبيل
03-09-2005, 10:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم
أما بعد :
قال تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
نبارك لأمتنا الإسلامية إستشهاد الزعيم الشيشاني أصلان مسخادوف والحمد لله أن هذه الأمه لا زالت تزف الشهداء واحدا تلو الآخر وتقدم دمائها رخيصة في سبيل عقيدتها ولا تزال عصبة منهم على الدين ظاهرين ولعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم .... وكلما سقط بطل في ميادين الدفاع عن الحق حمل الراية من بعدة مجاهد آخر مكبرا ومهللا ....
فالله أكبر كبري يا أمتي ....الله أكبر هذا أوان المَقدم
الله أكبر لا لن أنثني ....... حتى أموت دون دين محمد
الله أكبر قد بعت لله دمي .... الله أكبر.. ذاك ذاك المقصد
الله أكبر جلجلت في أمتي ..... الله أكبر رغم أنف الملحد
الله أكبر صوتها يعلو.. ويعلو .... حتى تعود أمتي للمورد
---
سلسبيل
03-09-2005, 05:49 PM
كانت تلك كلمات على عجالة دون سابق ترتيب ثم رأيت إكمالها بهذه وأعتذر إن كان بها خلل في العروض في مجرد كلمات تأثرا باستشهاد المناضلين عن حق الأمة واحدا تلو الآخر
الله أكبر يا أمتي قد مضى ..... ليل طال فيه المرقد ِ
الله أكبر قد أفاق الضيغم ... بشراك عزا وسؤدد
أمتي كم فرطوا وضيعوا ... وثبطوا من عزمك المتقد
أمتي كم حطموا آمالك ... وكم انبرى غثاءهم متوعد
أمتي كم شوهو تاريخك ... وطاولوا في علاه الفرقد
وكم علت ضحكاتهم .... قد كان حسا لا يعي.. متبلد
أمتي فامضي بعزم كبري ... ودعي ذاك الغثاء المزبد(1/1509)
الله أكبر يا دنيا اسمعي .... الله أكبر يا جبال فرددي
الله أكبر يا بحار فكبري ... الله أكبر يا أمتي ..فلنقتد
الله أكبر يا مآذن فاصدحي ... الله أكبر لن يسود المعتدي
الله أكبر .. وعزنا في المسجد ... والله ينصر جنده ويُسددِ
هاتي حسامك والكتاب وكبري ... تحت ظليهما أنت تسعدِ
ذاك الظلال إن ابتغيت كرامة ... فاستظلي ....ترشدِ
---
سلسبيل
03-14-2005, 02:35 PM
موسكو – ايلاف : كشفت وسائل الإعلام الروسية أمس أن الزعيم الشيشاني الجديد سعدو اللايف عبد الحليم الذي اختير خليفة لأصلان مسخادوف يتحدر من أصول سعودية واسمه الحقيقي أحمد فيروز .
وأكدت مصادر أمنية شيشانية أن القرار العسكري والتحكم بالفصائل المسلحة في الحركة الإنفصالية الشيشانية ستظل بقبضة شامل باسييف والقيادات الميدانية النافذة الأخرى في الحركة الإنفصالية وأن عبد الحليم سيكون زعيما شكليا .
وكان بيان قد نشر على أحد مواقع الحركة الإنفصالية أعلن عن اختيار رئيس محكمة الشريعة سعدو اللايف عبد الحليم خليفة لمسخادوف تنفيذا لاتفاق سابق لقيادة الحركة يقضي بأن يتولى رئيس المحكمة مهمام الرئيس وحتى توافر الأجواء لإجراء انتخابات حرة في الشيشان .
وأكد ممثل مسخادوف في أوربا عمر خامبييف اختيار سعدو اللايف منوها بأن له من العمر 34 عاما وهو ضليع في مجال الشريعة وعمل قبل الحرب قاضيا في المحكمة العليا الشيشانية وأن مسخادوف عرف عبد الحليم جيدا وأوصى بنفسه أن يكون خليفته في حال تعرضه لحادث ما .
وقالت مصادر في وزارة الداخلية الشيشانية الموالية لموسكو أن المعطيات المتوافرة عن عبد الحليم تشير إلى أنه داعية إسلامي .
( نقلا عن السياسة الكويتية )
---
(1/1510)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآيات أكثر تثويرا......هات ما عندك..!!
---
الآيات أكثر تثويرا......هات ما عندك..!!
---
أبو عبد المعز
02-01-2005, 04:36 AM
السلام على اهل القرآن......
خطر لي ان اجمع في هذه الصفحة....الآيات أكثر تثويرا....وأقصد بالتثوير...استنباط أكبر عدد ممكن من ..الفوائد او النكت...او الوجوه البلاغية.......كل ذلك من آية واحدة...أو من جزء آية....
ولعل الامام السيوطي......قد حاز قصب السبق.....في رسالته..(فتح الجليل للعبد الذليل) وهي رسالة في تفسير قوله تعالى:"الله ولي الذين آمنوا-الآية"...استخرج منها 120 نوعا من أنواع البديع ونيفا وعشرين مسألة من علوم شتى...(فمن يستجيب للتحدي الاسيوطي!!)
أفتتح بحول الله هذه الباقات......(ولعل الاخوة لن يتركوني وحدي...آمل المشاركة منهم):
قال ضياء الدين ابن الاثير....فى مثله السائر.......عند قوله تعالى:"إنك أنت الأعلى"
وفي هذه الكلمات الثلاث وهي قوله " إنك أنت الأعلى " ست فوائد :
الأولى " إن المشددة التي من شأنها الإثبات لما يأتي بعدها كقولك : زيد قائم ، ثم تقول : إن زيدا قائم .
ففي قولك : إن زيدا قائم ، من الإثبات لقيام زيد ما ليس في قولك زيد قائم .
الثانية : تكرير الضمير في قوله : " إنك أنت " ولو اقتصر على أحد الضميرين لما كان بهذه المكانة في التقرير لغلبة موسى والإثبات لقهره .
الثالثة : لام التعريف في قوله الأعلى " ولم يقل أعلى ولا عال لأنه لو قال ذلك لكان قد نكره ، وكان صالحا لكل واحد من جنسه كقولك : رجل فإنه يصلح أن يقع على كل واحد من الرجال وإذا قلت الرجل فقد خصصته من بين الرجال بالتعريف وجعلته علما فيهم وكذلك قوله تعالى : " إنك أنت الأعلى " أي دون غيرك .
الرابعة : لفظ أفعل الذي من شأنه التفضيل ولم يقل العالي .(1/1511)
الخامسة : إثبات الغلبة له من العلو لأن الغرض من قوله " الأعلى " أي الأغلب إلا أن في الأعلى زيادة وهي الغلبة من عال .
السادسة : الاستئناف وهو قوله تعالى : " لا تخف إنك أنت الأعلى " ولم يقل لأنك أنت الأعلى لأنه لم يجعل علة انتفاء الخوف عنه كونه عاليا وإنما نفى الخوف عنه أولاً بقوله " لا تخف " ثم استأنف الكلام فقال : " إنك أنت الأعلى " فكان ذلك أبلغ في إيقان موسى عليه السلام بالغلبة
والاستعلاء وأثبت لذلك في نفسه .
---
أبو عبد المعز
02-01-2005, 05:20 AM
أما ابن القيم......فقد وقف عند قوله تعالى:( وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور- الشورى 48) واستنبط مجموعة من اللمحات البيانية.....تنصب كلها......عند الاصل العقائدي العظيم...:الرحمة الالهية..التي سبقت الغضب...قال رحمه الله:
تدبر قوله تعالى" وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور"
كيف أتى في تعليق الرحمة المحققة إصابتها من الله تعالى ب إذا وأتى في إصابة السيئة ب أن فإن ما يعفو الله تعالى عنه أكثر(اللمحة الاولى)
وأتى في الرحمة بالفعل الماضي الدال على تحقيق الوقوع وفي حصول السيئة بالمستقبل الدال على أنه غير محقق ولا بد(اللمحة الثانية)
وكيف أتى في وصول الرحمة بفعل الإذاقة الدال على مباشرة الرحمة لهم وأنها مذوقة لهم والذوق هو أخص أنواع الملابسة وأشدها(اللمحة الثالثة)
وكيف أتى في الرحمة بحرف ابتداء الغاية مضافة إليه فقال منا رحمة وأتى في السيئة بباء السببية مضافة إلى كسب أيديهم(اللمحة الرابعة)
وكيف أكد الجملة الأولى التي تضمنت إذاقة الرحمة بحرف إن دون الجملة الثانية(اللمحة الخامسة)
وختم ابن القيم بقوله:
وأسرار القرآن الكريم أكثر وأعظم من أن يحيط بها عقول البشر....
أما انا فأقول:(1/1512)
وتذوق الكلام...عند سلفنا......اشتعال.....يا ليت لنا منه قبسا....!!!
---
أبو عبد المعز
03-26-2005, 03:33 PM
أما عبد الله دراز-رحمه الله-فقد وقف عند آية : "والله يرزق من يشاء بغير حساب"فكتب ما يلي:
هل ترى كلاما ابين من هذا فى عقول الناس.ثم انظر كم فى هذه الكلمة من مرونة.فإنك لو قلت فى معناها:
1-انه سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغيرمحاسب يحاسبه ولا سائل يسأله لماذا يبسط الرزق لهؤلاء ويقدره على هؤلاء...أصبت
2-ولو قلت:انه يرزق بغير تقتير ولا محاسبة لنفسه عند الانفاق خوف النفاد..............أصبت.
3-ولو قلت انه يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر ولا يحتسب..........................أصبت.
4-ولو قلت انه يرزقه بغير معاتية ومناقشة له على عمله..............................أصبت.
5-ولو قلت: يرزقه رزقا كثيرا لا يدخل تحت حصر وحساب..........................أصبت.
فعلى الأول........يكون الكلام تقريرا لقاعدة الارزاق فى الدنيا وان نظامها لا يجري على حسب ما عند المرزوق من استحقاق بعلمه أوعمله
بل تجري وفقا لمشيئته وحكمته سبحانه فى الابتلاء..وفى ذلك ما فيه من التسلية لفقراء المؤمنين.....ومن الهضم لنفوس المغرورين من المترفين........
وعلى الثاني.......يكون تنبيها على سعة خزائن الله وبسطة يده جل شأنه.......
وعلى الثالث.......يكون تلويحا للمؤمنين بما سيفتح لهم من ابواب النصر والظفر حتى يبدل عسرهم يسرا وفقرهم غنى من حيث لا يظنون..
وعلى الرابع.......والخامس.......يكون وعدا للصالحين اما بدخولهم الجنة بغير حساب..واما بمضاعفة اجورهم اضعافا كثيرة لا يحصرها العد..
وختم رحمه الله....بقوله:ومن وقف على علم التأويل واطلع على معترك افهام العلماء فى آية رأى من ذلك العجب العجاب...
اما انا فقلت....لقد وقف رحمه الله...فى مكان قد لا يخطر ببال المتدبر ان يقف فيه....
---
(1/1513)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شروح نظم السخاوية في المتشابهات والنسخ المحققة
---
شروح نظم السخاوية في المتشابهات والنسخ المحققة
---
أبوعبدالله الشافعي
08-16-2004, 06:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل عن نظم السخاوية في المتشابهات هل هناك من نسخة مضبوطة ضبطا جيدا وسمعت أن للشيخ عبدالعزيز القارة شرحا عليها فهل هذا صحيح
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2004, 07:53 PM
أذكر أنني أجبت عن هذا السؤال قبل هذا في الملتقى ، فلو تكرمت بالبحث في الصفحات التالية لعلك تجد المطلوب وفقك الله.
وأما المنظومة فهي في المكتبة على هذا الرابط :
هداية المرتاب للسخاوي (http://tafsir.org/books/open.php?cat=86&book=852).
---
(1/1514)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من بدائع الفوائد لابن القيم
---
من بدائع الفوائد لابن القيم
---
علال بوربيق
09-26-2006, 05:07 PM
قال ابن القيم رحمه الله في تفسير قوله تعالى : " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين " آل عمران ( 42 - 43)
" قوله اركعي مع الراكعين ولم يقل اسجدي مع الساجدين فإنما عبر بالسجود عن الصلاة وأراد صلاتها في بيتها لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها مع قومها ثم قال لها اركعي مع الراكعين أي صلي مع المصلين في بيت المقدس ولم يرد أيضا الركوع وحده دون أجزاء الصلاة ولكنه عبر بالركوع عن الصلاة كما تقول ركعت ركعتين وأربع ركعات يريد الصلاة لا الركوع بمجرده فصارت الآية متضمنة لصلاتين صلاتها وحدها عبر عنها بالسجود لأن السجود أفضل حالات العبد وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد عبر عنها بالركوع لأنه في الفضل دون السجود وكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها وحدها في بيتها ومحرابها وهذا نظم بديع وفقه دقيق وهذه نبذ تسير بك إلى ما وراءها ترشدك وأنت صحيح "
بدائع الفوائد (2/63 )
.
---
(1/1515)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة ... 39
---
صفوة الأمة ... 39
---
د. محمد مشرح
12-04-2005, 01:38 PM
صفوة الأمة ... 39
الحلقة التاسعة والثلاثون
قوة إيمان وغزارة علم
( إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك)
النبي صلى الله عليه وسلم
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية
ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ] .
قوة إيمان
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا عقيل عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن قالا سمعنا أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له من لها يوم السبع ليس لها راع غيري فقال الناس سبحان الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإني أومن به وأبو بكر وعمر }وما ثم أبو بكر وعمر. 1
قد سبق شيء من شرح الحديث في ترجمة الصديق رضي الله عنه .وفي هذا لفتة إلى قوة إيمان الفاروق فإنه وإن كان الخليفة الأول قد حاز على المرتبة الأولى فإن الفاروق يأتي بعد أبي بكر ... مما يدل على مكانة الفاروق فإنه في المرتبة الثانية بعد الصديق في الفضل ومن فضائله أن الله رزقه صدق إيمان وشجاعة في دين . وفضل الله يؤتيه من يشاء ... وخير الناس من يتعدى فضله وصفاته الطيبة إلى غيره ... ومن هؤلاء الفاروق رضي الله عنه .(1/1516)
إنها شهادة من الذي لا ينطق عن الهوى ؛ شهادة النبي صلى الله عليه وسلم يشهد للعمرين من بين سائر الناس يشهد لهما بقوة الإيمان وصدقه وعمقه والتسليم الكامل لما يقوله عليه الصلاة والسلام ...
غزارة علم
وحدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب قال أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره قالوا فما أولته يا رسول الله قال الدين }2
قوله رأيت الناس عرضوا علي الحديث وفيه عرض على عمر وعليه قميص اجتره أي لطوله وفي رواية بلفظ يجره .
قوله قالوا فما أولت ؟ في التعبير أن السائل عن ذلك أبو بكر ويأتي بقية شرحه هناك إن شاء الله تعالى .
وقد استشكل هذا الحديث بأنه يلزم منه أن عمر أفضل من أبي بكر الصديق ، والجواب عنه تخصيص أبي بكر من عموم قوله عرض علي الناس فلعل الذين عرضوا إذ ذاك لم يكن فيهم أبو بكر وإن كون عمر عليه قميص يجره لا يستلزم أن لا يكون على أبي بكر قميص أطول منه وأسبغ فلعله كان كذلك إلا أن المراد كان حينئذ بيان فضيلة عمر فاقتصر عليها والله اعلم . 1
__________________
1- البخاري 3/ 1349 رقم 3487 .
2- المرجع السابق الجزء نفسه والصفحة نفسها رقم 3488 .
3- فتح الباري ، ابن حجر 7/51 . بتصرف
---
(1/1517)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موقع خير من آلاف الكتب - نحن بحاجة مثله كثيرا
---
موقع خير من آلاف الكتب - نحن بحاجة مثله كثيرا
---
عبدالرحيم
02-19-2006, 08:23 PM
http://www.islamhouse.com/ar/index.php
http://www.islamhouse.com/file/rasool/index.htm
يرجى النشر في المنتديات
__________________
---
(1/1518)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الرسول الأعظم لأحمد ديدات كتاب الكتروني رائع
---
الرسول الأعظم لأحمد ديدات كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-18-2006, 09:21 PM
الرسول الأعظم لأحمد ديدات كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الرّسولُ الأعْظمُ مُحَمّد
صلى الله عليه وسلم
أحمد ديدات
ترجمة: علي عثمان
مراجعة: محمد مختار
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج426 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/719c8faeb8.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/e729a73998.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/c29519b7d0.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Arrassoul.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=287991
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
ماجد الخير
09-18-2006, 11:43 PM
جزاك الله خيرا
---
نورة
09-19-2006, 05:26 AM
نفع الله بكم
ويسر أموركم
---
(1/1519)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب تفسير وصى بها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مع بعض التعليقات عليها
---
كتب تفسير وصى بها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مع بعض التعليقات عليها
---
أبو أحمد الشهري
07-05-2003, 05:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى
وهي منقوله من كتاب العلم للعلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
1ـ كتاب "تفسير القران العظيم" لابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو جيد بالنسبة للتفسير بالاثر ومفيد ومأمون ، ولكنه قليل العرض لأوجه الإعراب و البلاغة .
2ـ كتاب " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جيد وسهل ومأمون وأنصح بالقراءة فيه .
3ـ كتاب " مقدمة شيخ الإسلام في التفسير " وهي مقدمة مهمة وجيدة .
4ـ كتاب " أضواء البيان " للعلامة محمد الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جامع بين الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه .
انتهى كلامه رحمه الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
وائل
07-05-2003, 11:52 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو أحمد الشهري مرحبا بك بين إخوانك
وجزاك الله خير الجزاء
---
أبو أحمد الشهري
07-06-2003, 07:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكرك اخي الحبيب وائل على مرورك على الموضوع
وقرائتك له والتعليق
فجزاك الله خيرا
---
عمر المقبل
07-06-2003, 10:18 AM
أزيد : أنني سمعته ينصح للعامة بتفسير الجزائري ،لسهولة عرضه ،ولترتيبه ،وذكره الدروس ،وهذا من أهم مقاصد التفسير بالنسبة للعامة بالذات .
---
أبو أحمد الشهري
07-08-2003, 05:54 AM
الأخ الكريم : عمر المقبل ـ حفظه الله ـ
اشكرك كل الشكر اخي الحبيب على الإضافة والمرور(1/1520)
وحبذا لو ذكرت المصدر مع العلم بأنك عدل ثقة لا يسئل عن مثلك ..... لكن .....
واشكرك مرة اخري اخي في الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركااته
---
عمر المقبل
07-11-2003, 11:53 PM
مصدري في هذا أذناي اللتان سمعتا هذا الكلام ووعاه قلبي بحمد الله ،وصلتي بشيخنا رحمه الله من عام 1410هـ إلى أن مات رحمة الله عليه ،فلا أدري في أي هذه السنوات سمعته فيها ،لكنني أقطع أنها بعد عام 1414هـ .
وغفر الله على حسن ظنك بأخيك .
---
أبو أحمد الشهري
07-18-2003, 02:05 AM
الشيخ الفاضل : عمر المقبل ـ حفظه الله ـ
والله إني لما قرأت ما قرأت قلت : ماشاء الله تبارك الله ...
فهنيئا لك هذه الصحبه والرفقه ...
وأنت الأن بحق (عدل ثقة ) .....
فزادك الله علما وعملا
وتحياتي لكم وأشكر كل من مر على موضوعي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/1521)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج الأحاديث الواردة فيمن باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له
---
تخريج الأحاديث الواردة فيمن باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-30-2006, 02:18 PM
تخريج الأحاديث الواردة فيمن باع داراً أو عقاراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه
---
(1/1522)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شبهة .. مطلوب الإجابة عنها
---
شبهة .. مطلوب الإجابة عنها
---
محب
12-11-2003, 03:46 PM
بسم الله .. والحمد لله ..
الشبهة ..
يأتى النصارى بمثل سورتى الحفد والخلع ، ويقولون : هذا يكسر التحدى القرآنى ..
ـ فإن كانتا قرآناً نسخ .. فهما ليستا بقرآن الآن .. فيصح معارضة القرآن بهما ..
ـ وإن كانتا مجرد دعاء .. فقد التبس على أبىّ بن كعب ما ليس بقرآن .. وهذا يطعن على شدة تمييز العرب مؤمنهم وكافرهم لبلاغة القرآن المعجزة عن بلاغة غيره من أول وهلة عند السماع ..
أفيدونا أثابكم الله ..
نرجو عدم الاكتفاء بإيراد رد الباقلانى دون الشرح والبيان والتفهيم .
جزاكم الله خيراً ، وسدد ألسنتكم ، وثبت أقدامكم .
---
الشيخ أبو أحمد
12-11-2003, 08:39 PM
في كلا الحالتين اخفق النصارى كعادتهم...
فموضوع الخلاف "الحفد والخلع" أصلا وبكل الاحوال ليس من كلام الناس الخاص, فلا ينطبق عليه شرط التحدي... فان كانت قرآنا ونسخ, فهي بهذا ليس من كلام الناس, فلا تدخل إذن شرط التحدي...{وادعوا شهداءكم من دون الله}.
وإن كانت دعاءا للنبي, فدعاء النبي من الوحي, ولعل هذا من الوحي الملتزم باللفظ والمعنى, فيخرج مرة اخرى عن الشرط المطلوب....
ونرجع مرة اخرى للملحدين بفقأة العين أن {اتوا بسورة من مثله}... فهل هم الذين قالوا "الحفد والخلع"......؟
---
أحمد القصير
12-12-2003, 10:23 PM
ذكر القاضي عياض في إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم أن الروايات التي نقلت الآيات المنسوخة اللفظ إنما رويت بالمعنى دون لفظها ؛ لأنها ممن أنسي وذهب من الصدور ، وقد رواها الصحابة بمعناها دون لفظها ، وعليه فلا يبقى فيها إعجاز لعدم وقوفنا على اللفظ المنزل . والله تعالى أعلم .
---
محب
12-14-2003, 04:46 AM
أخى الكريم .. أحمد القصير ..(1/1523)
ما هو الدليل على أن هذه الآيات رويت بالمعنى دون اللفظ ؟
وهل هذا الكلام ينطبق أيضاً على الحفد والخلع ؟
جزاك الله خيراً .
---
أحمد القصير
12-14-2003, 09:50 PM
قال السيوطي في الديباج على مسلم ج:2 ص:391 : « قد وردت أحاديث كثيرة بأن الصحابة كانوا يحفظون آيات وسورا فيصبحون وقد محيت من قلوبهم فيأتون النبي فيخبرونه فيقول إنها مما نسخ فالهوا عنها » . أ.هـ
ومن هذه الأحاديث :
ما رواه ابن أبي حاتم قال : حدثنا أبي حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه قال بعث أبو موسى إلى قراء اهل البصرة فدخل عليه منهم ثلاثمائة رجل كلهم قد قرأ القرآن فقال أنتم قراء أهل البصرة وخيارهم وقال كنا نقرأ سورة كنا نشبهها بأحدى المسبحات فأنسيناها غير أني قد حفظت منها ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة .
ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره ج:4 ص:359
وأخرج الطبراني في المعجم الأوسط ج:5 ص:48
قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا أبي قال حدثنا العباس بن الفضل عن سليمان بن ارقم عن الزهري عن سالم عن ابيه قال قرأ رجلان من الأنصار سورة أقرأهما رسول الله فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان بها فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله فذكرا له فقال رسول الله إنها مما نسخ وأنسي فالهوا عنها فكان الزهري يقرأ ما ننسخ من آية أو ننسها
والحديث فيه ضعف فقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ج:6 ص:315 فقال : رواه الطبراني وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك
وأخرج البخارى في التاريخ الكبير (4/241) عن حذيفة قال قرأت سورة الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها .(1/1524)
وقال أبو عبيد في فضائل القرآن حدثنا ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن.
ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن - ج2/ص66
قال صاحب معتصر المختصر ( 2/163) :
النسخ على وجهين :
نسخ العمل مع بقاء التلاوة ونسخهما معا والأول كثير والثاني قد يخرج من قلوب المؤمنين كافة مثل ما حدث أبو أمامة بن سهل لابن شهاب في مجلس سعيد بن المسيب أن رجلا كانت معه سورة فقام من الليل ليقرأها فلم يقدر عليها وقام الآخر فقرأها فلم يقدر وقام آخر كذلك فأصبحوا فأتوا رسول الله فقال بعضهم قمت البارحة أقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها وقال الآخر ما جئت إلا لذلك وقال الآخر وأنا يا رسول الله فقال رسول الله أنها نسخت البارحة وهذا حديث مسند لأن أبا أمامة ولد في حياته وسماه رسول الله أسعد .
وقد يخرج من القرآن ويبقى في الصدور مثل ما روي عن أبي موسى الأشعري أنه قال نزلت سورة فرفعت وحفظ منها لو أن لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وعنه كنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيناها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في اعناقكم فلتسئلن عنها يوم القيامة وعنه أنه قال نزلت سورة براءة ثم رفعت فحفظ منها أن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين الحديث .
هذا ما تيسر لي من أدلة حول هذه المسألة وقد كتبتها على عجل والمسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق ، والله تعالى أعلم .
---
(1/1525)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون (فن الدعاء 232)
---
فنون (فن الدعاء 232)
---
د. محمد مشرح
10-10-2005, 05:46 PM
فن الدعاء 232
يا من بيده ملكوت كل شيء ، وهو قادر على كل شيء ، ورحمته وسعت كل شيء ، اقبل توبتنا ، واغسل حوبتنا ، واجمع كلمتنا ، واغفر زلتنا ، وارحم ضعفنا ، وسهل أمرنا ، وانصر ديننا ، وفقه أمتنا ، واخذل عدونا ، واجبر مصابنا فيما يعانيه أخواننا المسلمين من عدوك وعدونا ، فإنك بنا رحيم ، ولإجابتنا كريم .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
---
(1/1526)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مثلث النجاح الدراسي!
---
مثلث النجاح الدراسي!
---
hedaya
05-25-2005, 10:44 AM
أخي الطالب... أختي الطالبة:
هل تشتكي من الارتباك والتوتر في فترة الاختبارات؟ هل ينتابك الصداع وآلام المعدة أثناء تأدية الاختبارات؟ هل تناوبك اضطرابات النوم كلما اقترب موعد اختباراتك؟
أقدم لك فيما يلي باقة من الوسائل المعينة على تجاوز فترة الاختبارات براحة ويسر إن شاء الله تعالى، مع نتائج طيبة طبعًا بعد أدائها، وهي وسائل مجربة شخصيًا وقد حققت لي أفضل مردود ولله الحمد والمنّة:
1- وضع جدول زمني لكامل فترة الاختبارات: أنا أعلم أن مواعيد الاختبارات محددة مسبقًا من قبل الإدارة المدرسية أو الجامعية، ولكن ذلك لا يقلل من أهمية وضع جدول لكافة فترة الاختبارات – شهر كامل – وتحديد المواعيد عليها بدقة، ثم وضع فترات المذاكرة بينها مقسمة على 3 فترات رئيسية هي: الصباح -من 8 إلى أذان الظهر- مثلاً، والمساء -من أذان العصر وحتى أذان المغرب- مثلاً، والليل -من صلاة المغرب وحتى 10 مساءً- مثلاً .
وستجد نفسك –إن شاء الله– وقد ازددت ثقة بنفسك بمجرد كتابة هذا الجدول وتعليقه بغرفتك، لأن الأمور والأوقات أصبحت واضحة أمام عينيك ولن تضيع وقتًا في التفكير بماذا تدرس اليوم أو متى تراجع غدًا، كما أن الكتابة والتعليق يجعلانك أكثر التزامًا بإنجاز المذاكرة من حالة ترك الأمور في ذهنك فقط!
2- الاستعانة بالله تعالى والوسائل الإيمانية: فلا يعقل أن نهمل علاقتنا مع الرب سبحانه في هذه الفترة العصيبة ثم نطلب منه تعالى أن يوفقنا! علينا أن نحرص على اجتناب المحرمات وأداء الصلاة والوضوء قبل كل صلاة خلال فترة الاختبارات –وبعدها إن شاء الله– حتى ييسر لنا سبحانه المذاكرة ويشرح صدورنا وعقولنا لتحقيق أفضل النتائج.(1/1527)
كما أن دعاء الوالدين لأولادهم –بإذن الله– مستجاب؛ فيجب أن لا نغفل عن تقبيل رأسيهما كل صباح ومساء كي ننال رضاهما ونطلب منهما الدعاء لنا بالتوفيق والنجاح.
3- بذل الأسباب والاستعداد الجيد ليوم الامتحان: ويبدأ هذا الاستعداد قبله بفترة عن طريق الخطة الواضحة – بند 1 – وخلال تلك الفترة ويوم الاختبارعن اللجوء إلى الله تعالى – البند 2 – وكذلك عبر "المذاكرة الفعّالة" وأهم صفاتها ما يلي:
- القراءة السريعة لكامل المقرر المطلوب: قبل البدء بالمذاكرة.
- فهم تقسيم الموضوعات المختلفة للمقرر: عن طريق الفهرس أو غير ذلك.
- المذاكرة الجادة: بعيدًا عن الملهيات، ونضع بجانبنا أوراق وأقلام نلخص بها العناصر والتعاريف.
- الاطلاع على نماذج الاختبارات السابقة: ومحاولة الإجابة عليها ذاتيًا ثم تصويبها من المقرر.
- المراجعة الشاملة ليلة الامتحان: عبر القراءة السريعة لمرة أخيرة وحفظ الملخصات وتسميعها.
أخي الطالب ... أختي الطالبة:
متى حققنا العناصر الثلاثة السابقة لمثلث النجاح الدراسي، والتزمنا بالبنود الخمسة للمذاكرة الفعّالة، فإننا -إن شاء الله – لن نواجه أية مشكلة في النجاح... عفوًا في التفوق بإذن المولى القادر على كل شيء.
ألقاكم بعد الاختبارات لأسمع نتائجكم الطيبة.
أخوكم/طالب تخرج بتفوق :) ... والعقبى لكم.
---
(1/1528)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مراجع لتفسير آية الكرسي .
---
سؤال عن مراجع لتفسير آية الكرسي .
---
بنت السنة الطاهرة
09-30-2005, 12:16 PM
ساعدوني الله يرحم والديكم
السلام عليكم والرحمة
اخواني و اخواتي الاعزاء
طلب مني دكتور الاسلاميات ان أتي بأية قرأنية تدل على معاني كثيرة
فأخترت أية الكرسي وأريد منكم مساعدتي في تفسيرها وتحليلها
وبيانها كاملا مثلا اية السجدة ( ام يقولون افتراه) أم منقطعة بمعنى بل..الخ
وان أتي بعدة مصادر لهذا البحث من كتب ابن عاشور التحرير والتنوير والشوكاني والكثير من المفسرين التحليليين.وذكر المصدر والجزء.
علما بأن هذا البحث لا يقل عن 15صفحة
يااهل الكرم ساعدوني ولكم مني جزيل الشكر والامتنان المعذبة
---
إبراهيم الحميضي
09-30-2005, 03:09 PM
اختيارك لآية الكرسي موفق يا بنت السنة ، لكن هل تريدين أن نكتب البحث نيابةً عنك ؟ هذا لا ينبغي ، هناك كتب كثيرة في تفسير هذه الآية ، وقد تكلم عنها المفسرون بما يكفي ويشفي ، فاستعيني بالله وراجعي ماتيسر من كتب التفسير ، وإن واجهتي أي مشكلة في البحث فلن يقصر الإخوة في مساعدتك ، ومن المراجع المناسبة لك : تفسير ابن جرير ، وابن كثير ، والتفسير المنير للزحيلي ، وتفسير السعدي ، وتفسير آية الكرسي لابن عثيمين .
---
عبدالرحمن الشهري
09-30-2005, 04:22 PM
يمكنك أختي الكريمة الاستفادة من هذا البحث الجاد للدكتور أحمد الشرقاوي ، مع الإحالة إليه عند استفادتك منه وفقك الله لكل خير. ومع التأكيد على ما تفضل به أخي الكريم الدكتور إبراهيم الحميضي من ضرورة مراجعة المصادر الأصلية التي أشار إليها وفقه الله.
المنهل القدسي في فضل آية الكرسي (http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=914)
---
أبو العالية
10-02-2005, 01:59 PM(1/1529)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
وهناك أيضاً لشيخنا المفضال الدكتور خالد السبت شرح للأية في شريط ، واظنه موجود على النت في موقع طريق الاسلام من التسجيلات .
وليت أخي الكريم الحبيب الشيخ أبو معاذ البخيت يتفضل بإنزاله على الموقع لتعم الفائدة منه .
وهذا موقع جميل جداً ، فقد تجدين بغيتك :
كتب مجانية قيمة جداً (http://www.islamiyyat.com/books.htm)
---
(1/1530)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين أجد تفسير (تفهيم القرآن)؟
---
أين أجد تفسير (تفهيم القرآن)؟
---
روضة
06-30-2006, 04:07 PM
أرغب في الحصول على نسخة إلكترونية من تفسير (تفهيم القرآن) للأستاذ أبي الأعلى المودودي، المكون من ستة أجزاء.
بالإضافة إلى دراسات ناقدة حول التفسير.
أرجو ممن لديه علم إرشادي بالسرعة القصوى... وله جزيل الشكر.
---
أبو عمار المليباري
07-18-2006, 06:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم . تفسير الشيخ العلامة أبي الأعلى المودودي الموسوم بـ : "تفهيم القرآن" لم يترجم كاملاً حسب علمي إلى اللغة العربية . ويوجد عندي نسخة منه كاملة مترجمة إلى اللغة المليبارية . وقد اطلعت على هذا التفسير فوجدته قيماً وفريداً . وقد كنت كتبت بإيجاز بعض ما يتعلق بالتفسير ومؤلفه قبل سنوات . أما عن وجود التفسير إلكترونياً فلا أدري ....
---
روضة
07-18-2006, 10:26 AM
جزاك الله خيراً وهل بالإمكان إفادتنا ببعض المعلومات الموجزة عن نظرتك حول هذا التفسير ومؤلفه.
---
(1/1531)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الديباج المذهب ( طبقات المالكية ) للتحميل
---
كتاب الديباج المذهب ( طبقات المالكية ) للتحميل
---
مسك
05-31-2005, 07:44 AM
اسم الكتاب : الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب
اسم المؤلف :ابن فرحون
نبذة عن الكتاب : من أشهر الكتب المؤلفة في تراجم أعيان الفقهاء المالكية. اشتمل على أكثر من 630 ترجمة
ذكر المؤلف فيه مشاهير الرواة لمذهب الإمام مالك والمؤلفين من حفاظ الحديث. وأضرب عن ذكر غير المشاهير إيثاراً للاختصار لأن الإحاطة بهم , وذكر جماعة من المتأخرين ممن لم يبلغ درجة الأئمة المقتدى بهم قصداً للتعريف بحالهم لكونهم تصدوا للتأليف ولأن لكل زمان رجالاً. و ذكر كذلك بعض الرواة الحفاظ المتأخرين لكونهم من مشايخ أهل زمانه ولم يقع ترتيب أسماء هذا التأليف على الوجه المطلوب بل وقع فيهم تقديم وتأخير من غير قصد وذكر العذر عن ذلك في آخر الأسماء.
وبدأ كتابه بمقدمة تشتمل على ترجيح مذهب مالك والحجة في وجوب تقليده ملخصاً من كلام الإمام أبي الفضل عياض بن موسى رحمه الله .
وأتبع ذلك بذكر الإمام مالك بن أنس رضى الله عنه والتعريف بنبذة يسيرة من أحواله .
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=12&book=1842)
---
(1/1532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن (تفسير كعب الأحبار: جمعاً ودراسة) هل سبق بحثه ؟
---
سؤال عن (تفسير كعب الأحبار: جمعاً ودراسة) هل سبق بحثه ؟
---
أبو عبد الله القلموني
02-07-2007, 05:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بتسجيل أطروحة دكتوراه تحت عنوان: "تفسير كعب الأحبار: جمعاً ودراسة". وهي تهدف إلى استقصاء جميع ما روي عن كعب الأحبار، ثم عرض أسانيده على قواعد المحدثين، ومحاكمة متنه على مقررات الحقائق الإسلامية واللغوية والتاريخية، ثم بيان أثر هذه الأقوال في المفسرين من بعده.
والمساعدة التي أرجوها ممن يملك الجواب هي:
1- هل هناك من قام قبلي بتسجيل رسالة علمية تحت هذا الموضوع، حتى لا تضيع الجهود سدىً.
2- إرشادي إلى دراسات علمية لها صلة بهذا الموضوع للإفادة منها.
ولكم مني جزيل الشكر سلفاً، وأنا سأكون سعيداً وشاكراً لكل ما تقدمونه من مساعدة واقتراحات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
ابن الجزيرة
02-07-2007, 05:49 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأخ الكريم أبو عبد الله أذكر قبل مدة قال لنا أحد أساتذة جامعة أم القرى: أنه أشرف على طالب قام بدراسة مرويات كعب الأحبار، لكن هل هو بحث فصلي أم رسالة علمية، لعلي أتأكد وأخبرك قريباً بإذن الله.
---
أبو عبد الله القلموني
02-07-2007, 06:48 PM
بارك الله فيك أخي ابن الجزيرة، وأسأل الله أن يجزيك عني خير الجزاء، وأرجو منك أخي أن تسرع قدر المستطاع في التحقق مما ذكرتَه، وأنا أنتظرك على أحر من الجمر.
---
(1/1533)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مسابقة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم - لجميع الفئات العمرية
---
مسابقة في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم - لجميع الفئات العمرية
---
عبدالرحيم
02-17-2006, 12:13 PM
في موقع الألوكة
http://www.alukah.net/Page.aspx?PageID=1
---
(1/1534)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سند الإمام السيوطي - رحمه الله - في النحو والفقه
---
سند الإمام السيوطي - رحمه الله - في النحو والفقه
---
أبوخطاب العوضي
06-12-2004, 07:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر السيوطي سنده في علم النحو في ترجمة شيخه تقي الدين أحمد بن محمد الشُّمُنِّي من كتاب ( المنجم في المعجم ) , وهو كتاب في تراجم شيوخه , ترجم للشمنّي ثم ذكر سلسلة النحو , كما سماها إلى أبي الأسود الدؤلي مستنبط هذا العلم , وقد ذكرت في الحاشية الاسم الكامل لكل عَلَمٍ ومصدر ترجمته من ( بغية الوعاة في طبقات اللغوين والنحاة ) للسيوطي , ليرجع إليه من أراد الاستزادة .(1/1535)
قال السيوطي ( أخذت النحو بحثاً وتحقيقاً عن الشيخ تقي الدين الشمني( 1) , وهو اخذه عن الشمس الشَّطَّنوفي(2 ) , وهو أخذه جماعة منهم محب الدين محمد بن الشيخ جمال الدين بن هشام( 3) , وهو أخذه عن الإمام أبي حيان( 4) , وهو أخذ عن أبي الحسن بن الضَّائع(5 ) , وأبي الحسن الاُبَّذي(6 ) , وأخذا عن أبي علي الشَّلّوبِين( 7) , وأخذ الشلوبين عن أبي الحسن نَجَبة بن يحيى الرُّعيني( 8) , وأبي إسحاق بن ملكون( 9) , وأخذا عن أبي القاسم عبدالرحمن بن محمد بن الرمَّاك(10 ) , ح , وأخذ الشَّلوبين أيضاً عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبدالله بن يحيى الفهري( 11) , وقرأه ابن الرماك وأبوبكر علي أبي الحسن علي بن عبدالرحمن بن الأخضر(12 ) , وأخذ ابن الرماك أيضاً عن أبي عبدالله بن أبي العافية( 13) , وأبي الحسين بن الطراوة(14 ) , وقرأ ثلاثتهم على أبي الحجاج يوسف سليمان الأعلم(15 ) , وقرأ الأعلم على أبي القاسم إبراهيم بن محمد الإفليليّ(16 ) , وقرأ الإفليلي على محمد بن عاصم العاصمي(17 ) , وقرأ العاصمي على أبي عبدالله محمد بن يحيى بن عبدالسلام الرياحي(18 ) , والرياحي على أبي جعفر أحمد بن محمد بن النحاس(19 ) , والنحاس على أبي إسحاق الزَّجَّاج(20 ) , والزجاج على المبرد( 21) , والمبرد على أبي عمر الجَرْمي( 22) , وأبي عثمان المازني( 23) , وقرأ على أبي الحسن الأخفش(24 ) , وقرأ الأخفش على سيبويه( 25) , وأخذ سيبويه عن الخليل( 26) , والخليل عن أبي عمرو بن العلاء(27 ) , وأبو عمرو عن نصر بن عاصم الليثي(28 ) , ونصر عن أبي الأسود الدؤلي(29 ) مستنبط هذا العلم ) . ص220-224
وإسناده في الفقه كما يلي :(1/1536)
ذكر السيوطي في مشيخته ( المنجم في المعجم )(30) , سلسلة الفقه مختصرة في ترجمة شيخه شيخ الإسلام علم الدين أبي التقى صالح بن عمر الكناني البُلْقيني (-868 ) الذي تفرّد بعلو سلسلة الفقه , فإنّه كان آخر مَن بينه وبين الشافعي أربعة عشر نفساً .
قال السيوطي ( أخذتُ الفقه عن شيخنا المذكور , وهو تفقه على والده شيخ الإسلام سراج الدين , وهو تفقه على الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عدلان , وهو تفقه على الوجيه عبدالوهاب بن حسين البهنسي , وهو تفقه على البهاء أبي الحسن علي بن هبة الله بن الجميَّزي , وهو تفقه من طريق العراقيين على قاضي القضاة شرف الدين أبي سعد عبدالله بن أبي عصرون , ومن طريق الخراسانيين على الشهاب الطوسي , وتفقه ابن أبي عصرون على القاضي أبي الحسن الفارقي , وهو تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي , والشيخ أبي نصر عبدالسيد بن الضبّاع , وهما تفقها على القاضي أبي الطيب الطبري , وهو تفقه على الشيخ أبي حامد الإسفراييني , وهو تفقه على أبي القاسم الدَّازكي , وهو تفقه على أبي إسحاق المروزي , وهو تفقه على أبي العباس ابن سريج .
وتفقه الشهاب الطوسي على الإمام محمد بن يحيى النيسابوري , وهو تفقه على حجة الإسلام أبي حامد الغزالي , وهو تفقه على إمام الحرمين , وهو تفقه على والده الشيخ أبي محمد الجويني , وهو تفقه على أبي بكر القفال شيخ طريقة المراوزة , وهو تفقه على أبي زيد محمد بن أحمد المروزي , وهو تفقه على أبي إسحاق المروزي , وهو تفقه على ابن سريج , وهو تفقه على أبي القاسم الأنماطي , وهو تفقه على المزني , وهو تفقه على الإمام الشافعي رضي الله عنهم أجميعن ) ص172-174
كتاب الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي , إياد خالد الطباع , أعلام المسلمين 64
وإلى اللقاء مع شيء آخر عن الإمام السيوطي - رحمه الله - .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــ(1/1537)
1 ) تقي الدين الشمني : أحمد بن محمد بن محمد ( 801-872 ) بغية الوعاة 1/375
2 ) الشمس الشطنوفي : محمد بن إبراهيم بن عبدالله ( بعد 750-832 ) بغية الوعاة 1/10
3 ) محب الدين بن جمال بن هشام : محمد بن عبدالله بن يوسف ( 750-799 ) بغية الوعاة 1/148
4 ) أبو حيان : محمد بن يوسف الأندلسي الغرناطي ( 654-745 ) بغية الوعاة 2/204
5 ) أبو الحسن بن الضائع : علي بن محمد بن علي ( نحو 640-680 ) بغية الوعاة 2/204
6 ) أبو الحسن الأبذي : علي بن محمد بن محمد ( - 680 ) بغية الوعاة 2/199
7 ) أبو علي الشلوبين : عمر بن محمد بن عمر ( 562-645 ) و " الشلوبين " معناه بلغة الأندلس : الأبيض الأشقر , بغية الوعاة 2/224
8 ) نجبة بن يحيى الرعيني : ( 520 أو قبلها – 591 ) بغية الوعاة 2/312
9 ) أبو إسحاق بن ملكون : إبراهيم بن محمد بن منذر الإشبيلي ( - 584 ) بغية الوعاة 1/431
10 ) عبدالرحمن بن محمد بن الرمالك ( - 541 ) بغية الوعاة 2/86
11 ) محمد بن عبدالله بن يحيى الفهري , لعلّه الذي ذكره في " بغية الوعاة " 1/218 باسم " محمد بن عبداله بن الجد الفهري البلّي ( - 515 ) راجع صلة الصلة ص 544 أو الصلة .
12 ) توفي سنة ( 514 ) بغية الوعاة 2/174
13 ) أبو عبدالله بن أبي العافية : محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن خليفة بن أبي العافية الأزدي الكُتٌندِي ( 556-583 ) بغية الوعاة 1/154
14 ) أبو الحسين بن الطراوة : سليمان بن محمد بن عبدالله السَّبائي ( -528 ) بغية الوعاة 1/602
15 ) أبو الحجاج يوسُف بن سليمان بن عيسى , المعروف بالأعلم الشَّنتمرِيّ ( 410-476 ) بغية الوعاة 2/356
16 ) أبوالقاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا ( 352-441 ) بغية الوعاة 1/426
17 ) محمد بن عاصم النحوي العاصمي ال،دلسي , أبو عبدالله ( -382 ) بغية الوعاة 1/123(1/1538)
18 ) أبو عبدالله محمد بن يحيى بن عبدالسلام الرَّياحي مذا في " المنجم " وفي " البغية " الرياحي ( -353 ) , بغية الوعاة 1/362
19 ) أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن النحاس ( -338 ) بغية الوعاة1/362
20 ) أبوإسحاق الزجاج : إبراهيم بن السريّ بن سهل ( 241-311 ) بغية الوعاة 1/413
21 ) المبرّد : محمد بن يزيد بن عبدالأكبر , أبو العباس ( 210-285 ) بغية الوعاة 1/269
22 ) أبو عمر الجرمي : صالح بن إسحاق ( -225 ) بغية الوعاة 2/8
23 ) أبو عثمان المازني : بكر بن محمد بن بقيّة ( -249 ) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 1/463
24 ) أبو الحسن الأخفش : سعيد بن مسعد ( -210 ) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 1/590
25 ) سيبويه : عمرو بن عثمان بن قنبر ( -180 ) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 2/229
26 ) الخليل بن أحمد الفراهيدي
27 ) أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني , اختلف في اسمه على أحد وعشرين قولاً , رجح السيوطي " زيّان " , ( -154 ) , بغية الوعاة 2/231
28 ) نصر بن عاصم الليثي ( -89 ) , بغية الوعاة 2/313
29 ) أبو الأسود الدؤلي البصري : ظالم بن عمرو بن ظالم , وقيل : ابن سفيان ابن عمر بن حِلس , بغية الوعاة 2/22
30 ) ص 123
---
(1/1539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أصحاب الأعراف..؟
---
أصحاب الأعراف..؟
---
أحمد الأزهري
10-17-2003, 04:24 AM
قال عز وجل: "وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ"
سمعت من يقول بأن هناك من فسر أصحاب الأعراف بأنهم هم الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين.. فهل هذا صحيح؟ وجزاكم الله خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
10-17-2003, 06:09 AM
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين
للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي المقدسي المتوفى سنة 1033هـ رسالة بعنوان تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف مطبوعة بتحقيق مشهور حسن آل سلمان .
ذكر في هذه الرسالة ستة عشر قول في تعيين أصحاب الأعراف ، ومن الأقوال التي ذكرها :
أنهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجلسهم الله على ذلك السور تمييزاً لهم عن غيرهم وإظهاراً لشرفهم .
حكى هذا القول الفخر الرازي وغيره .
ومن الأقوال التي حكاها : أنهم الشهداء . حكاه غير واحد من المفسرين .
وقد ختم هذه الرسالة بذكر ترجيح القرطبي ، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم . ثم ذكر القرطبي أن الأسلم هو الوقوف عن التعيين لاضطراب الأثر .
ثم رجح صاحب الرسالة بأنه لا مانع من الجمع بين الأقوال الواردة في تعيينهم ، وذلك با، يقال : إنهم جميعاً من أصحاب الأعراف ، أجلسوا على السور المذكور ، ومنازلهم متفاوتة ، فمنهم الشريف كالأنبياء والشهداء والفقهاء ، ومنهم الوضيع كمن استوت حسناته وسيئاته .
ثم قال : فتأمل ما قلته ؛ فإنه جدير بأن يتلقى بالقبول ويكرم ، ويصغى لسماعه ويسلم .(1/1540)
قال الشيخ عبد الله بن جبرين في إجابة له عن سؤال عن أصحاب الأعراف : ( يظهر أن الأعراف أماكان مرتفعة، تطل على موقف الناس يوم القيامة، أما أصحاب الأعراف فهم الذين يقفون عليها، أو يقومون عليها وقت الحساب، وقد اختلف في المراد بهم، والظاهر أنهم من الشهداء على الناس، وأنهم لا يحرمون من دخول الجنة، لأن الله أخبر أنهم ينادون رجالا يعرفونهم بسيماهم، ويقولون لهم (ما أغني عنكم جمعكم) (الأعراف:48) الآيتين، وقيل: إنهم أناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم، وقيل إنهم أناس عصوا الوالدين فخرجوا للجهاد، فاستشهدوا في سبيل الله، والله أعلم. ) http://www.islamway.com/bindex.php?section=fatawa&fatwa_id=77
ولا بن القيم رحمه الله كلام عن هؤلاء في طريق الهجرتين ، حيث قال :(1/1541)
( فقوله تعالى: "وبينهما حجاب" أي بين أهل الجنة والنار حجاب قيل هو السور الذي يضرب بينهم له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب: باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة وظاهره الذي يلي الكفار من جهتهم العذاب والأعراف جمع عرف وهو المكان المرتفع، وهو سور عال بين الجنة والنار عليه أهل الأعراف قال حذيفة وعبد الله بن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته قال عبد الله بن المبارك أخبرنا أبو بكر الهذلي قال: كان سعيد بن جبير يحدث عن ابن مسعود قال: يحاسب الله الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر بواحدة دخل النار، ثم قرأ قوله تعالى: " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم " ثم قال: إن الميزان يخفف بمثقال حبة أو يرجح قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا: "ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين" فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطي كل عبد يومئذ نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله تعالى نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا: "ربنا أتمم لنا نورنا" وأما أصحاب الأعراف فإن النور لم ينزع من أيديهم فيقول الله: "لم يدخلوها وهم يطمعون" فكان الطمع للنور الذي في أيديهم ثم أدخلوا الجنة وكانوا آخر أهل الجنة دخولا يريد آخر أهل الجنة دخولا ممن لم يدخل النار وقيل هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم فقتلوا فأعتقوا من النار لقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة لمعصية آبائهم وهذا من جنس القول(1/1542)
الأول وقيل هم قوم رضي عنهم أحد الأبوين دون الآخر يحبسون على الأعراف حتى يقضي الله بين الناس ثم يدخلهم الجنة وهي من جنس ما قبله فلا تناقض بينهما وقيل: هم أصحاب الفترة وأطفال المشركين وقيل: هم أولوا الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل النار وأهل الجنة جميعا وقيل: هم الملائكة لا من بني آدم والثابت عن الصحابة هو القول الأول وقد رويت فيه آثار كثيرة مرفوعة لا تكاد تثبت أسانيدها. وآثار الصحابة في ذلك المعتمدة وقد اختلف في تفسير الصحابي هل له حكم المرفوع، أو الموقوف؟ على قولين: الأول: اختيار أبي عبد الله والحاكم والثاني: هو الصواب ولا نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نعلم أنه قاله وقوله تعالى: "يعرفون كلا بسيماهم " يعني يعرفون الفريقين بسيماهم " ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم " أي نادى أهل الأعراف أهل الجنة بالسلام وقوله تعالى: "لم يدخلوها وهم يطمعون" الضميران في الجملتين لأصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة بعد وهم يطمعون في دخولها قال أبو العالية: ما جعل الله ذلك الطمع فيهم إلا كرامة يريدها بهم، وقال الحسن: الذي جمع الطمع في قلوبهم يوصلهم إلى ما يطمعون وفي هذا رد على قول من قال: إنهم أفاضل المؤمنين علوا على الأعراف يطالعون أحوال الفريقين فعاد الصواب إلى تفسير الصحابة وهم أعلم الأمة بكتاب الله ومراده منه ثم قال تعالى: " وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين " هذا دليل على أنه بمكان مرتفع بين الجنة والنار، فإذا أشرفوا على أهل الجنة نادوهم بالسلام وطمعوا في الدخول إليها وإذا أشرفوا على أهل النار سألوا الله أن لا يجعلهم معهم ثم قال تعالى: " ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم " يعني من الكفار الذين في النار، فقالوا لهم: "ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون" يعني ما نفعكم جمعكم وعشيرتكم وتجرؤكم على الحق ولا استكباركم(1/1543)
وهذا إما نفي وإما استفهام وتوبيخ وهو أبلغ وأفخم ثم نظروا إلى الجنة فرأوا من الضعفاء الذين كان الكفار يسترذلونهم في الدنيا ويزعمون أن الله لا يختصهم دونهم بفضله كما لم يختصم دونهم في الدنيا فيقول لهم أهل الأعراف "أهؤلاء الذين أقسمتم" أيها المشركون أن الله تعالى لا ينالهم برحمة فها هم في الجنة يتمتعون ويتنعمون وفي رياضها يحبرون ثم يقال لأهل الأعراف: "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" وقيل: إن أصحاب الأعراف إذا عيروا الكفار وأخبروهم أنهم لم يغن عنهم جمعهم واستكبارهم عيرهم الكفار بتخلفهم عن الجنة، وأقسموا أن الله لا ينالهم برحمة، لما رأوا من تخلفهم عن الجنة وأنهم يصيرون إلى النار فتقول لهم الملائكة حنيئذ: "أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" والقولان قويان محتملان والله أعلم. فهؤلاء الطبقات هم أهل الجنة الذين لم تمسهم النار. )
---
أحمد الأزهري
10-17-2003, 03:11 PM
جزاكم الله كل خير.. وبارك الله فيكم
---
الشيخ أبو أحمد
11-10-2003, 10:53 PM
تابع هذا الموقع خلال أيام قلائل, ستجد فيه ما يشفي سؤالك؟؟
www.alassrar.com
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2003, 02:22 AM
أخي الشيخ أبا أحمد وفقه الله
أشكرك على مشاركتك ، ولكن أراك تضع رابط موقعك في كل مشاركة ، وكأنك تحيلنا على الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!
وأريد أن أهمس في أذنك بأن ما كتبه لا يعدو أن يكون وجهة نظره فقط ، لا أقل ولا أكثر. وقد خالفه الصواب في كثير مما كتب ولم يحالفه. فكف بارك الله فيك ، عن وضع هذا الرابط مرة أخرى فقد رأيناه.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-16-2005, 04:55 PM
هذا بحيث مختصر في هذه المسألة كتبته تعليقاً على كلام ابن القيم السابق / وهو مرفق في ملف وورد ، ومن له تعليق أو إضافة على البحث فليفدني بها مشكوراً
---
عيسى القرشي
03-17-2005, 11:35 AM(1/1544)
جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الطيب
---
(1/1545)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب ( سورة النورين ) والتي يزعم فريق من الشيعة انها من القرآن الكريم
---
كتاب ( سورة النورين ) والتي يزعم فريق من الشيعة انها من القرآن الكريم
---
الطيب وشنان
09-10-2006, 03:34 PM
كتاب ( سورة النورين )
والتي يزعم فريق من الشيعة انها من القرآن الكريم
د . ابراهيم عوض
http://al-maktabeh.com/a/books/A053.zip
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:27 PM
جزاكم الله خير الجزاء على هذا المجهود الذي تبذلوه في خدمة الإسلام
---
(1/1546)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجلة علمية للبحوث والدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد
---
مجلة علمية للبحوث والدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد
---
عبد العزيز الضامر
03-08-2005, 01:04 AM
مجلة علمية للبحوث والدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد
في خطوة رائدة من خطوات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لخدمة كتاب الله عز وجل، يعتزم المجمع إصدار مجلة علمية متخصصة في القرآن الكريم وعلومه باسم (مجلة البحوث والدراسات القرآنية).
صرَّح بذلك وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وأضاف معاليه أن إصدار المجلة يسهم في تنشيط البحث العلمي ونشر الدراسات والبحوث العلمية المعنية بالقرآن الكريم وعلومه مما يثري مكتبة البحوث والدراسات القرآنية.
وأشار معاليه إلى أن المجمع قد أنهى جميع الاستعدادات اللازمة لانطلاق المجلة من حيث إصدار لائحتها التنظيمية، وتكوين هيئة تحريرها، وإعداد قواعد النشر بها، ومراسلة الجامعات ومراكز البحث العلمي والباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية، ليساهموا بدرساتهم وأبحاثهم العلمية في المجلة، وتخصيص عنوان بريد إلكتروني لها، وموقع على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت).
واختتم معاليه تصريحه بقوله: إن المجلة ستنشر الدراسات الجادة المتميزة في مجال القرآن وعلومه، وسيصدر العدد الأول منها خلال شهور قلائل بمشيئة الله تعالى.
فهرست لمصنفات تفسير القرآن الكريم
صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة حديثاً كتيب بعنوان: (فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم)، شامل المصنفات تفسير القرآن الكريم.(1/1547)
وفي تقديمه للكتيب، أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع في كلمة له أن الوزارة تهتم بخدمة كتاب الله - تعالى - والمتمثل في الإشراف على أعظم صرح علمي لخدمة كتاب الله - تعالى - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فقد حرصت كل الحرص على الإيعاز إلى مركز الدراسات القرآنية التابع للمجمع بوضع (فهرست) شامل لمصنفات تفسير القرآن الكريم، يكون جامعاً لكل ما أمكن التوصل إليه بعبارة موجزة فوق الضوابط والقواعد الموضحة في مقدمة (الفهرست).
وفي كلمة الأمانة العامة للمجمع، قال الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور محمد شديد بن سالم العوفي: إنه ليسعد الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أن تضع بين أيدي الباحثين في حقل الدراسات القرآنية هذا السفر العلمي الجديد، الذي يخدم جانب الحصر الشامل لجميع مصنفات تفسير القرآن الكريم، حيث بذل الأخوة الباحثون في مركز الدراسات القرآنية جهوداً كبيرة، إذ عكفوا على جمع مادته، وتنظيمها وفق الترتيب المعجمي المشهور، وتمحيصها بإيجاز يخدم الغرض، وقد كانت الفترة الزمنية التي تصدى بها هذا (الفهرست) فترة رحبة، فهي تمتد من أول ظهور حركة التأليف والتصنيف عند السلف من القرآن الهجري الأول إلى أيامنا هذه، كما أنه استوعب المؤلفات الغزيرة التي اعتمدت على مناهج متنوعة من التفسير، مما جعل بطاقات البحث التي تدخل ضمن عنايته تربو على ستة آلاف عنوان ما بين مطبوع، ومخطوط، ومفقود أشارت إليه كتب التراجم وغيرها.(1/1548)
ويسد هذا (الفهرست) ثغرة كبيرة في صرح مكتبة الدراسات الإسلامية، ويلبي حاجة في نفوس الباحثين والمنشغلين بآي الذكر الحكيم، وذلك لأنه اعتمد على المنهج العلمي في استقراء مادته وجمعها، كما أن المكتبة القرآنية خالية من معجم يلم أشتات كتب التفسير المخطوطة والمطبوعة والمفقودة، القديمة والحديثة، على اختلاف مناهجها وتعدد مشاربها، إضافة إلى القائمين على عمله فريق من المختصين بالدراسات القرآنية.
ويرصد (الفرست) المصنفات التي كتبها أصحابها شرحاً لكتاب الله باللغة العربية دون غيرها من لغات الشعوب الإسلامية، منذ صدر الإسلام، حتى العصر الحاضر، سواء كان هذا الشرح تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم، أو مقتصراً على تفسير بعض سوره أو بعض آياته.
وتشمل مادة (الفهرست) الموضوعات التالية: التفسير بمختلف اتجاهاته وأحجامه، وكتب غريب القرآن، وكتب أحكام القرآن، وكتب الوجوه والنظائر، وكتب مناسبات الآي والسور، وكتب تعليل المتشابه اللفظي وتوجيهه، وكتب مشكل القرآن، وكتب متشابه القرآن المعنوي، وكتب تشبيهات القرآن، وكتب أمثال القرآن، وكتب أٍقسام القرآن.
كما تم جمع مادة (الفهرست) بعد جرد المصادر وتفريغ المعلومات - على بطاقات، وقد تضمن (الفهرست) ما يربو على ستة آلاف بطاقة، وحوت كل بطاقة خمسة حقول هي: عنوان الكتاب، واسم المؤلف، والبيانات عن الكتاب، والمصادر، والملاحظات، وقد راعى (الفهرست) في كل حقل من هذه الحقول عدداً من الضوابط، مثل: اسم المؤلف وترتيبه وفق نسق: الشهرة، الاسم الأول، الأب، الجد، الكنية، اللقب، النحلة، أو المذهب الفقهي، و(بعض الأوصاف الكاشفة)، الميلاد، والوفاة. كذلك اهتم (الفهرست) بتجنب الإطالة والاكتفاء بذكر الجزء والصفحة، أو عدد المجلة، ولم يذكر المصادر إلا من نص على اسم الكتاب دون من ترجم للعلم.
المصدر: صحيفة الرياض الجمعة 16محرم1426هـ
---
عبدالرحمن الشهري
03-08-2005, 03:40 PM(1/1549)
بارك الله فيك أخي عبدالعزيز على هذا الخبر السار للجميع. حيث إن تعدد المجلات العلمية المتخصصة تثري البحث العلمي ، وتساعد الباحثين على النشر بمرونة وسرعة . وقديماً كان يتأخر البحث في نشره سنوات بسبب كثرة البحوث ، وقلة المجلات المتخصصة .
الآن أصبح للدراسات القرآنية المجلات التالية :
- مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه . ويرأس تحريرها أستاذي الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع .
- مجلة الدراسات القرآنية التي يصدرها مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- إضافة لمجلات الجامعة القائمة فإنها تنشر بحوث الدراسات القرآنية أيضاً. كمجلة جامعة الإمام وأم القرى والجامعة الإسلامية والملك خالد وغيرها.
وهناك غيرها في بقية الدول الإسلامية كمصر وسوريا والإمارات والكويت وغيرها.
وهناك خطة لدى شبكة التفسير والدراسات القرآنية لإصدار مجلة علمية متخصصة محكمة الكترونية ، وموضوعها لا يزال يدرس من قبل القائمين على الشبكة ، ولعله يرى النور قريباً بإذن الله تعالى .
---
الراية
03-09-2005, 02:29 PM
خبر مفرح جداً
بانتظار صدورها بمشيئة الله تعالى
---
أبو صفوت
03-15-2006, 08:16 PM
هل أصدر المجمع أول أعداده ؟
---
أبو ذر الفاضلي
03-17-2006, 03:48 AM
لو تكرمت علينا برابط المجلة
---
أبو حسام
03-19-2006, 12:41 AM
كنت قد سألت أحد أعضاء هذه المجلة عن موعد صدورها فأفاد أنه في نهاية هذا الشهر إن شاء الله وللمعلومية فإن المجلة نصف سنوية ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
(1/1550)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل لأول مرة على الشبكةالنظرية اللسانيةعند ابن حزم الأندلسي
---
حمل لأول مرة على الشبكةالنظرية اللسانيةعند ابن حزم الأندلسي
---
أبو محمد الظاهرى
09-13-2006, 07:11 PM
حمل لأول مرة على الشبكة نسخة للموسوعة الشاملة لدراسة :
النظرية اللسانيةعند ابن حزم الأندلسي
[ قراءة نقدية في مرجعيات الخطاب اللساني وأبعاده المعرفية ]
الدراسة بقلم : د. نعمان بوقرة- الجزائر
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
دمشق - 2004
تم إرفاق نسخة وورد وأخرى للموسوعة الشاملة
الرابط.... http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1100
وجزاكم الله خيراً
---
(1/1551)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماذا عن كتاب صفوة الآثار والمفاهيم
---
ماذا عن كتاب صفوة الآثار والمفاهيم
---
أحمد الفالح
10-31-2006, 02:46 AM
الإخوة في الملتقى
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
من أي الاتجاهات يصنف كتاب الشيخ الدوسري ، وهل كتب عنه شيء ؟
أرجوا إفادتي ، ولكم جزيل الشكر ،،،،
---
عبدالرحمن الشهري
10-31-2006, 05:47 AM
أخي الكريم أحمد الفالح وفقه الله ورعاه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم كتب أخونا الكريم الدكتور محمد بن عبدالله الربيعة في منهج الشيخ الدوسري في تفسيره هذا . وقد سبق الحديث حوله في مشاركات سابقة تجدها هنا حفظك الله ..
1- صفوة القول في تفسيرالدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (1) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1309)
2- صفوة القول في تفسير الدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (2) [المميزات] مهم... (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1354)
3- تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري، ماذا تعرف عنه ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=250)
---
أحمد الفالح
10-31-2006, 04:21 PM
اشكرك جزيل الشكر أخي الدكتور عبدالرحمن على إطلالتك المفيدة ،،،
---
(1/1552)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن معنى بيت من الشعر
---
سؤال عن معنى بيت من الشعر
---
أحمد القصير
06-09-2003, 10:13 PM
أورد ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله ... } ( غافر : 7 ) الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَ أُمَيَّةَ فِي شَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ فَقَالَ :
رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ *** وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ .
قال ابن كثير : وهذا إسناد جيد ، وهو يقتضي أن حملة العرش اليوم أربعة . أ.هـ
والسؤال : كيف يدل هذا البيت على أن حملة العرش أربعة ؟
ارجو توثيق المعلومة لكل من يورد جواباً على هذا السؤال .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2003, 12:03 AM
بسم الله
أخي أحمد
علق الدكتور البنا على هذا البيت الذي أورده الحافظ ابن كثير بقوله :
(البيت في خزانة الأدب 1/248 ، ويقول البغدادي عن محمد بن حبيب : " يقال : إن حملة العرش ثمانية :رَجُل ، وثور، ونسر، وأسد ..." ثم يقول ابن حبيب : " وبلغني لكل ملك منهم أربعة وجوه : وجه رجل ، ووجه ثور ، ووجه أسد ، ووجه نسر. ) انتهى من تفسير ابن كثير بتحقيق الدكتور محمد إبراهيم البنا 7/3066 حاشية رقم 2 .
ولا بد لمعرفة الشرح الصحيح لهذا الحديث من الرجوع إلى شروح كتب السنة التي ورد فيها هذا الحديث ، وهو في المسند وغيره .(1/1553)
قال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات بعد أن أورد هذا الحديث في باب ما جاء في القدم والرجل : ( فهذا حديث يتفرد به محمد بن اسحاق بن يسار بإسناده هذا ، وإنما أريد به ما جاء في حديث آخر عن ابن عباس أن الكرسي يحماه أربعة من الملائكة ، ملك في صورة رجل ، وملك في صورة أسد ، وملك في صورة ثور ، وملك في صورة نسر . فكأنه إن صح بيّن أن الملك الذي في صورة رجل والملك الذي في صورة ثور يحملان من الكرسي موضع الرجل اليمنى ، والملك الذي في صورة النسر والذي في صورة الأسد وهو الليث يحملان من الكرسي موضع الرجل الأخرى ، أن لو كان الذي عليه ذا رجلين . ) انتهى 2/207-208 بتحقيق عبدالله الحاشدي
وقد صحح المحقق الحديث .
---
(1/1554)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل استخراج الفوائد من الآيات هو من قبيل التفسير ؟
---
هل استخراج الفوائد من الآيات هو من قبيل التفسير ؟
---
السلطان
05-11-2003, 12:15 AM
يمر كثيراً في كتب التفسير فوائد : هل هذه الفوائد من التفسير وكيف يجمع بين ذلك إن كانت تفسيراً وبين ما يعرف به التفسير أنه البيان .
---
مرهف
05-11-2003, 07:41 AM
لا تخرج هذه الفوائد عن كونها من التفسير ، لأنها تدخل في بيان المراد من كلام الله تعالى بقدر الطاقة البشرية ، وتعتبر في هذه الحالة ـ هذه الفوائد ـ ملخصاً لعملية التفسير ، وكذلك فإن المقصود من التفسير هو استخراج أحكام القرآن وحكمه وهذه الفوائد لا تخرج عن كونها إما حكماً أو حكمة ينبغي الاسترشاد والاستهداء بها والله أعلم .
---
السلطان
05-11-2003, 05:07 PM
أخي مرهف أشكرك على الجواب ولعله اشتمل على نقطتين :
1- أن الفوائد تلخيص للتفسير .
2- تعريف التفسير باستخراج الأحكام والحكم بقدر الطاقة البشرية .
أما النقطة الأولى فلا أوافق عليها لأن التفسير شيء والفوائد شيء آخر ومثال ذلك أنك تفسر قوله تعالى :( والله على كل شيء قدير ) ثم تقول مما يستفاد الخوف من الله تعالى فهل هذه الفائدة تسمى تفسيراً .
الثانية : فأظن أن هذا التعريف يحتاج إلى نطر وكثير ممن عرف بهذا التعريف نوقش ولعل أسلم التعاريف للتفسير :" بيان القرآن العظيم "
وعليه فهل هذه الفوائد بيان للقرآن . وهل استخراج الأحكام يعتبر بياناً . أرجو النظر في هذه المسألة . والله يرعاكم
---
مرهف
05-12-2003, 01:47 AM
بسم الله :(1/1555)
أما قولك أننا نستفيد من الآية الخوف من الله تعالى ، وهذه فائدة ، إنما كانت فائدة عندما تبين لك من دلالة الآية أن قدرة الله تعالى يدخل فيها العظيم الكبير والصغير الذليل ، ولا يعدوا الإنسان عن أن يكون من جملة ما يدخل في قدرة الله تعالى ، إذ التنوين في الأية ( شيء ٍ ) أفاد ذلك ـ فسر أو بين ـ فأنت عبرة عن هذا التفسير بخلاصة هي أني أخاف الله تعالى مستفيداً من هذه الآية والله أعلم
أما عدم ارتضائك لدخول الحكم والحكمة في التعريف فهذا أمر يحتاج منكم لبيان حتى يحسن الاستفادة منه وتحريره فأرجو بيان ذلك ، وأما اقتصارك على تعريف التفسير بما ذكرت ، فمن المعلوم أن التعاريف يشترط فيها أن تكون جامعة مانعة فهل تعريفك كذلك ؟ والله أعلم .
---
أبو بيان
05-15-2003, 07:16 AM
للجواب على هذا السؤال نسأل ونقول :
متى تُذكر الفوائد في كتب التفسير ؟
في الأعم الأغلب أنها تُذكر بعد التفسير , وخاصة في كتب التفسير المتأخرة . أو على الأقل أثناء التفسير بعد بيان المعنى , وهذا يعني أنها خارجة عن حد التفسير من الناحية العملية , بمعنى أنه لو لم تُذكر هذه الفوائد فإن التفسير قد حصل بالبيان الأول .
وفي تسميتها < فائدة > إشارة إلى أنها زيادة عن الأصل .
ومعرفة حد التفسير مفيد في الإجابة على هذا السؤال , كما أنه مفيد كذلك في التعامل مع كتب التفسير . وبيانه :
التفسير هو : بيان معاني كلام الله عز وجل .(1/1556)
وهذا القدر من التعريف يدل عليه الوضع اللغوي , والواقع الاصطلاحي , أما من حيث الوضع اللغوي فإن التفسير لغة : البيان , على كلا الإشتقاقين ( الفسر أو السفر ) , وأما من حيث الواقع الاصطلاحي : فإنك لو استعرضت كتب التفسير كلها وأقوال المفسرين من لدن الصحابة رضي الله عنهم وحتى عصرنا هذا ؛ لوجدت أنها تشترك في هذا القدر من التعريف وهو بيان المعنى - سواء ببيان اللفظة أو الجملة أو المعنى الإجمالي - , ثم تتفاوت بعد ذلك في ناحيتين :
1 - ظهور الجانب العلمي الأبرز في المفسر على تفسيره , فيصطبغ تفسسيره به , كتمكنه من اللغة نحواً أو بلاغة , أو الفقه , أو غير ذلك .
2 - ظهور أثر الواقع على تفسيره , وتفاعل المفسر مع مظاهر وأحداث عصره وتساؤلاته , فيربط بين واقعه وبين مواضع من الآيات يستدل بها عليه بوجه من الوجوه .
ولو تأملت أكثر لوجدت أن الفوائد في كتب التفسير من هذين الجانبين .
وهذا مثال يوضح المقصود :
قال تعالى : { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين } , لو أردت التفسير لهذه الآية فستقول :
أن رجلاً من المؤمنين جاء من أطراف المدينة مسرعاً إلى قومه , آمرأً لهم باتباع المرسلين , والإيمان بالله تعالى .
هذا الحد من البيان حصل به التفسير , فإذا قلت أن اسم هذا الرجل هو ( سمعان ) كما ذكره بعض المفسرين , فقد ذكرت فائدة خارجةً عن حد التفسير , ولا أثر لها في معنى الآية , بمعنى أنك لو لم تذكرها لما تأثر فهمك للآية في الأصل , والجهل بها لا يضر , ولو اقتصرت على ذكرها دون البيان الأول لمعنى الآية لما فسرت الآية , وهي تُذكر هنا لعلاقتها بالقرآن الكريم , وهذا يسمى علم المبهمات , وكذلك غيره من علوم القرآن التي تُذكر في كتب التفسير لعلاقتها بالقرآن الكريم , لا على أنها تفسيراً له , وإن كانت تتفاوت فوائدها في التفسير من علم إلى آخر .
هذا ما تيسر ذكره على عجل , والله الموفق .
---
مرهف(1/1557)
05-18-2003, 01:34 AM
أخي الكريم أبا البيان حفظك الله الجواب باختصار :
ـ هل التعريف الذي تذكره هو التعريف المعتمد عند أهل الاختصاص بالتفسير ؟
ـ إذا كان التتفسير هو البيان ، والبيان ضد المبهم ، وهذا الرجل الذي جاء يسعى مبهم فذكر اسمه بيان له فذخل في التفسير ولم يدخل في الفوائد ، وقد اصطلح عليه العلماء بالمبهمات في التفسير وحبذا لو اطلعتم على كتاب غرر التبيان من لم يسم في القرآن لابن جماعة تحقيق عبد الجواد خلف طبع دار قتيبة ، ثم إن إفراد المفسرين لهذه الفوائد تحت عنوان لوحدها لا لكونها ليست من التفسير بل لأنها خلاصة التفسير ، كما نفر نحن اليوم ما يستنبط من ظاهر الحديث الذي ندرسه عنواناً اسمه ( فقه الحديث ) وهو من شرح الحديث وكذلك فوائد التفسير هي من التفسير والله أعلم
---
أبو بيان
05-18-2003, 11:45 PM
الأخ الفاضل مرهف - حفظه الله - :
- ذكرتُ في التعليق السابق أن هذا التعريف هو المعتمد من حيث الوضع اللغوي ومن حيث التطبيق العملي عند المفسرين , وقد صرح به من المتأخرين الشيخ الفاضل / مساعد الطيار - حفظه الله - , في أحد كتبه , وذكر فيه من سبقه إليه من المفسرين فارجع إليه غير مأمور إذ أن فيه أمثلة تطبيقية واضحة تقرب المراد أكثر , واسم الكتاب " مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر " دار ابن الجوزي .
- قلت بارك الله فيك ( إذا كان التفسير هو البيان ، والبيان ضد المبهم ) , و بنيت على هذه المقدمة أن المبهمات من التفسير لأنها بيان عن اسم الرجل , وأنا ذكرت تعريف التفسير على أنه : بيان معاني كلام الله عز وجل , وليس بيان الأسماء المبهمة الواردة في القرآن الكريم , الذي هو علم المبهمات كما تفضلت , وتشابه التعريفين في كلمة أو كلمات لا يعني في الحقيقة أنهما شيء واحد .(1/1558)
- ثم كلمة فائدة في نفسها تنطق بأنها زائدة , ولا شك أننا تفرق بين ( معنى الحديث أو تفسير الحديث ) و بين ( فقه الحديث ) , وعليه فلا وجه للاعتراض , خاصة وأنك ذكرت أن فقه الحديث مما يُستنبط من الحديث , وهذا تماماً ما أقوله هنا أن الفوائد مما يُستنبط من الآية لا أنها هي تفسير الآية , فالإستنباط مرحلة بعد التفسير . والله أعلم .
---
مرهف
05-19-2003, 06:15 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
أخي الحبيب أبا البيان :
لا بد من تحرير موضع النزاع ، وإني أجدمحل النزاع في تعريف التفسير وما المراد بالفائدة ، إذ الخلاق هل الفوائد المستنبطة من الآيات القرآنية تدخل في التفسير؟
وعندما نقول ( في التفسير ) فالمراد من حيث مصطلحه عند المفسرين الذين هم أهل هذا الفن لا عند أهل اللغة،إذ المعلوم أن المصطلحات إما أن تكون لغوية أو عرفية ، والمصطلحات العرفية إما أن تكون عامة أو تكون خاصة ، وتعريف التفسير هو من المصطلحات الخاصة ، وهذا المصطلح الخاص له مدخل من اللغة ، بل يعتمد على اللغة من حيث المبدأ ، ثم من شروط التعريف أن يكون جامعاً مانعاً بالحد لا بالرسم، و تعريف التفسير ببيان كلام الله تعالى فقط لا يكفي ولا أعلم أحداً من المتقدمين قال به ـ من حيث الاصطلاح ـ حتى نقلتم ـ جزاكم الله خيراً أن د. مساعد حفظه الله اعتمده ، وإذا أردنا أن نطبق المثال الذي أوردته على التعريف هذا فإن ( رجل ) في الآية من كلام الله تعالى وبيان اسمه دخل في مسمى التفسير عموماً ، اللهم إلا أن تقصد نوعاً خاصاً من التفسير وهو ما كان له معنى ، فينبغي أن تضاف هذه إلى تعريف التفسير على أنها حد ، وكذلك الفوائد تدخل في مسمى البيان بشكل عام إذ هي بيان القواعد التي يسترشد بها الإنسان من الآيات القرآنية .(1/1559)
ثم إن ذكرك للفوائد على أنها الزيادة ، فهذا معنى من معان الفائدة ، قال في القاموس ( مادة : فيد ) : والفائدة ما استفدت من علم أو مال .
وقال في المصباح المنير : الفائدة : الزيادة تحصل للإنسان ، ... وأفدته مالاً أعطيته ، وأفدت منه : أخذت .( المصباح المنير 2/665 )
وفي النهاية لابن الأثير عند شرحه لحديث ابن عباس رضي الله عنه : ( يزكيه يوم يستفيده ) قال : أي يوم يملكه . النهاية في غريب الحديث 3/484 .
وعليه فالمراد بالفائدة هنا ليس الزيادة وإنما التحصيل ، فتقول : نستفيد من الآية كذا ، أي نحصل من الآية ، وهذا التحصيل إنما تأتى من بيان معاني كلام الله تعالى .
صحيح أن هناك فارقاً بين معنى الحديث وفقه الحديث وما يستنبط ويسترشد من الحديث .. ولكن كل هذه المصطلحات حصلت من خلال بيان وشرح الحديث ، وكذلك في التفسير نضع العناوين المختلفة في كتب التفسير بشكل منهجي فنقول : شرح المفردات ، ثم معنى الآية ، ثم ما يستفاد من الآية .. وهكذا وأنت لو أردت أن تأخذ كتاباً في التفسير وحاولت فرز المعلومات التي فيها تحت عناوين ستخرج بهذه العناوين والله أعلم
وأخيراً أخي أبا البيان عملاً بالسنة الشريقة فإني أحببتك في الله مع أني لا أعرفك ولكنها الأرواح المجندة أسأل الله تعالى التوفيق لك ولي وللمسلمين .وأنا بانتظار الاستفادة .
---
السلطان
05-20-2003, 12:24 AM
الإخوة الأكارم الذين أفادوا في هذا الموضوع لعل أنقل لكم كلاماً جميلاً للإمام ابن القيم يبين الفرق بين
التفسير وبين ما يستخرج من الفوائد :
قال ابن القيم رحمه الله :(1/1560)
(ومعلوم أن الاستنباط إنما هو استنباط المعاني والعلل ونسبة بعضها إلى بعض ، فيَعْتَبِرْ ما يصح منها بصحة مثله ومشبهه ونظيره ، ويلغي ما لا يصلح ، هذا الذي يعقله الناس من الاستنباط ، قال الجوهري : الاستنباط كالاستخراج ، ومعلوم أن ذلك قدر زائد على مجرد فهم اللفظ ، فإن ذلك ليس طريقة الاستنباط ، إذ موضوعات الألفاظ لا تنال بالاستنباط ، وإنما تنال به العلل والمعاني والأشباه والنظائر ومقاصد المتكلم ، والله سبحانه ذم من سمع ظاهراً مجرداً فأذاعه وأفشاه ، وحمد من استنبط من أولي العلم حقيقته ومعناه )
إعلام الموقعين : 1 / 172 .
---
مرهف
05-20-2003, 06:14 PM
بسم الله :
أخي السلطان لعلك أنزلت كلام ابن القيم في غير محله إذ أن كلامه يجري على استنباط الأحكام والعلل ، ولا يجري على التمييز بين التفسير والتأويل وإلا فليتك بينت كلامه في التفريق بين التفسير والفوائد من خلال شرحك له .جزاك الله خيراً
---
السلطان
05-21-2003, 05:03 PM
الإخوة الكرام :
نحن بحاجة إلى تحرير محل النزاع في المسألة وأرى أنه كالتالي :
1- نحن لا نتكلم في الفرق بين التفسير والتأويل وإنما نتحدث عن الفرق بين التفسير وبين استخراج الفوائد من النصوص القرآنية . وعليه فينبغي أن يعلم أن قول الأخ الفاضل مرهف في الرد الأخير: ( ولا يجري على التمييز بين التفسير والتأويل ) ليس في موضوعنا . وموضوع الفرق بين التفسير والتأويل طويل ومبحوث في كتب التفسير وعلوم القرآن .
2- الآية قد تدل على الفوائد دلالة ظاهرة كدلالة قوله تعالى : ( وآتوا الزكاة ) على وجوب الزاكاة . فهذه ينبغي ألا يكون فيها نزاع في أن استفادة وجوب الزكاة هنا من عمل المفسر .
3- وقد تدل الآية على الحكم أو الفائدة دلالة خفية كدلالة قوله تعالى : ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) على صحة صوم من أصبح مجنباً . فهذه هي محل النزاع .(1/1561)
والذي يظهر أن التفسير تام قبل ذكر هذه الفائدة .
أرجو أن يكون في هذه الحروف مزيد اقتراب من الحق والله تعالى أعلم .
---
مرهف
05-22-2003, 04:20 AM
بسم الله :
أخي الكريم السلطان أيدك الله فإني أعتذر إليك عن سبق يدي في الكتابة إذ المراد الفرق بين التفسير والفوائد ولكن سبقت يدي وانصرفت إلى ما في ذهني وكتبت ( التأويل ).
ولكن ألم تقل أنت من خلال الفقرة الثانية بجعل الفائد من التفسير .بقولك : ( الآية قد تدل على الفوائد دلالة ظاهرة ) .ولي سؤال استيضاح ما مرادك بقولك :( والذي يظهر أن التفسير تام قبل ذكر هذه الفائدة ) ز وجزاك الله خيراً .
---
عبدالله محمد العربي
05-22-2003, 09:26 AM
المواضيع المطروحو هنا جميلة ’ وأشكرهم عليها ولكني أتمنى من الإخوة بيان معنى قوله تعالى : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ) لأن العقلانيين والعصرانيين يستدلون بها على أن اليهود والنصارى مسلمون مثلنا ولا فرق بيننا وبينهم إلا بكثرة الأعمال الصالحة أو قلتها )
---
مرهف
05-24-2003, 03:12 AM
بسم الله :
أخي الكريم حبذا لو طرحت موضوعك في مشاركة مفردة وبينت تفسير الآية بحسب مراجعتك ثم يقو الأعضاء بالتعليق والإضافة حتى ينشط العمل العلمي فما رأيك ؟
---
السلطان
06-02-2003, 02:12 PM
أخي الفاضل مرهف ... حفظه الله ...
ما قلته : ( الآية قد تدل على الفوائد دلالة ظاهرة )
المقصود من هذا الكلام أن الآية قد تدل على الحكم أو الفائدة إن صحت التسمية بدلالة ظاهرة فهنا هذا الحكم لا يسمى استنباطاً وإن كان حكماً أو فائدة من الآية ،
وكلامنا في البداية حول ما يستنبط من الآيات وليس كل ما تدل عليه الآية .
فبعض ما تدل عليه الآية داخل في التفسير قطعاً .
لكن السؤال والبحث فيما يستنبط من الآية وهو الدلالات الخفية للآية والإشارات التربوية وغيرها .
هل يُعتبر ذلك تفسير .
ولك مني جزيل الشكر على هذه المناقشة الجميلة
---(1/1562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل كتاب البسيط في التفسير للواحدي مطبوع؟؟
---
هل كتاب البسيط في التفسير للواحدي مطبوع؟؟
---
يزيد الصالح
06-10-2006, 07:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
علمت من أحد الأخوة أن كتاب البسيط للواحدي مشروع لعدة رسائل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،،
فهل هو مطبوع؟؟ وأين طبع؟؟
ولكم جزيل الشكر..
---
عبدالرحمن الشهري
06-10-2006, 07:37 PM
الكتاب لم يطبع بعد ، وتقوم عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام الآن بطباعته ، ولعله يخرج قريباً إن شاء الله .
---
يزيد الصالح
06-14-2006, 02:49 AM
جزاك الله خيرا شيخ عبد الرحمن، ،
ولك مني جزيل الشكر،،
---
(1/1563)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب المختصر في أصول الحديث للجرجاني
---
كتاب المختصر في أصول الحديث للجرجاني
---
مسك
05-31-2005, 07:43 AM
اسم الكتاب : المختصر في أصول الحديث
اسم المؤلف : الشريف الجرجاني
نبذة عن الكتاب : رسالة صغيرة، في بضع صفحات، في مصطلح الحديث النبوي، نشرت بعناوين مختلفة. كتبها الشريف الجرجاني صاحب التعريفات (ت816هـ )
أضغط لتحميل الرسالة (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=9&book=1840)
---
عبدالحميد حسن بالفاس
08-27-2005, 01:55 PM
بارك الله فيك اخي مسك
---
(1/1564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عالم اشترى كتابا بحوالي 9000 ريال ، فعكف على قراءته ، واقتصر على الفرائض حتى ختمه
---
عالم اشترى كتابا بحوالي 9000 ريال ، فعكف على قراءته ، واقتصر على الفرائض حتى ختمه
---
عبدالرحمن السديس
05-29-2004, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة ، والسلام نبينا محمد، وآله ، ومن تبعه إلى يوم الدين ، أما بعد:
ففي هذه القصة التي أسوقها لك ، أريد أن نعالج معاً موضوعاً مهماً يمس أغلى ما نملك ، وهو الوقت ، وكيف نستفيد منه ، ونحاول تخيف الزخم الهائل من الصوارف والشواغل .. وليكن بعد هذه الحكاية ..
قرأتُ في كتاب الطالع السعيد الجامع أسماء علماء نجباء الصعيد لمؤلفه المؤرخ الفقيه كمال الدين أبي الفضل جعفر الأُدْفُوي الشافعي في ترجمته للإمام العلامة المجتهد ابن دقيق العيد .
قال الأُدْفُوي ص580: وأخبرني شيخنا الفقيه سراج الدين الدَّنْدري أنه لما ظهر الشرح الكبير للرافعي [فتح العزيز شرح الوجيز] اشتراه [ابنُ دقيق العيد(1)] بألف درهم(2) ، وصار يصلي الفرائض فقط ، واشتغل بالمطالعة إلى أن أنهاه مطالعة ، وذكر عنده هو[الرافعي] ، والغزالي في الفقه فقال : الرافعي في السماء . اهـ .
ومما يشبه هذا الجهد والحرص لكنه في المذاكرة ، وليس في المطالعة ما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله ، قال عبد الله بن أحمد: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي ، فكان كثيرَ المذاكرة له ، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرائض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.(1/1565)
وروى الخلال في أخلاق أحمد: أن إسحاق قال: كنا عند عبد الرزاق أنا ، وأحمد بن حنبل قال: فمضينا معه إلى المصلى يوم عيد ، قال: فلم يكبر عبد الرزاق ، ولا أنا ، ولا أحمد بن حنبل ! قال: فقال لنا: رأيت معمرا ، والثوري في هذا اليوم كبّرا ؛ فكبرتُ ، ورأيتكما لا تكبران فلم أكبر ، أو قال: ورأيتكما لا تكبران ؛ فهبت !
قال عبد الرزاق: فلمَ لَمْ تكبرا ؟ قال فقلنا: نحن نرى التكبير ، ولكن شغلنا بأي شيء نبتدئ من الكتب .اهـ من الآداب الشرعية 2/165-166 .
وأخبار العلماء في مثل هذا كثيرة ..
أقول: رحمهم الله ، أين نحن اليوم من مثل هذا ؟ !
وكيفَ يَفعلُ مثلَ هذا اليوم مَنْ ثلث يومه في وظيفة تهلك الحفظ ، والفهم ! ، وسدسه ، أو أكثر في النوم ! وقل كم يذهب من الوقت في الأكل ، وعند إشارات المرور ، والزحام في الطرقات ، ثم حاجات الأهل ، وصلة الوالدين ، والأقربين ...ونحوها !
وناهيك عن التردد على المكتبات لمتابعة الجديد ، وعن الاجتماعات مع الإخوان التي لا تنتهي ، والمناسبات ، ثم ما يقال في الترويح عن النفس ... وكأنها قد أنجزت شيئا !
وهكذا يمضي العمر ، وتنصرم الأيام ، ولم نحصل شيئا ! فما الحل إذن ؟
أقول: مع أني غيرُ سالمٍ مما ذكرتُ ..
أولا: من أهم الأمور هنا الالتجاء إلى الله ، أن يوفقك ، ويبارك في وقتك .
ثانيا : شد المئزر ومحاولة الاستفادة من كل وقت ، حتى وأنت في السيارة تستطيع سماع الدروس المسجلة ... ، وهكذا في العمل اصحب معك كتابا ، وانظر فيه كلما سنحت فرصة .. وقلل من حضور المناسبات ، ولا تحضرْ إلا ما يتعين عليك حضوره ، أو تخشى من مفسدة عند عدم الحضور .. ، واجعل معك كتابا في السيارة طالعه عند إشارات المرور ، أو استغل وقتك بأي شيء فيه نفع ، وتكون قد أنجزته وسلم لك مكانه . وهكذا ...
ومِلاك هذه الأمور كلها الشعور بقيمة الزمن ، وأنه هو العمر ، فتضييعه أعظم من تضييع الذهب والفضة ..(1/1566)
ومما يعين على ذلك مطالعة سير العلماء الأوائل المجتهدين في حفظ أوقاتهم ، وفي كتاب قيمة الزمن للشيخ أبي غدة من هذا شيء نفيس ـ .. ولو جُمِعَ ذيلٌ عليه ينشر هنا بين الأخوة فهناك حكايات ليست بقليلة توازي بعض ما في الكتاب ، بل بعضها قد تفوق .. ، وإن كان الرجل لم يقصد الاستيعاب ..لكن يذكر للفائدة ـ وكذا في سائر كتب التراجم ، والسير .
وكذا التواصي بين الإخوة .. والاستفادة من الوقت في المفيد حال الاجتماع .
ومن أكثر الأمور تضييعا للوقت كثرة الفضول بتتبع الأخبار ، والتفاصيل غير المفيدة ..
وكذا التمادي في الانترنت في دخول المواقع غير المفيدة .. ، ومتابعة ما يكتب فيها من سقط الكلام ، والقيل والقال .. فإنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهل نحن منتهون ؟
ولعلي أختم بهذه الحكاية الطريفة من ابن الجوزي رحمه الله قال في صيد الخاطر ص209
أهل الفراغ بلاء ، أعوذ بالله من صحبة الباطلين لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة ، ويسمون ذلك التردد خدمة ، ويطلبون الجلوس ، ويجرون فيه أحاديث الناس ، وما لا يعني ، و يتخلله غيبة . وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس ، وربما طلبه المَزُور وتشوق إليه ، واستوحش من الوحدة ، وخصوصاً في أيام التهاني ، والأعياد فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض ، ولا يقتصرون على الهناء ، والسلام ، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان . فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء ، والواجب انتهابه بفعل الخير كرهت ذلك وبقيت مهم بين أمرين :
إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف ، وإن تقبلته منهم ضاع الزمان .
فصرت أدافع اللقاء جهدي ، فإذا غلب قصرت في الكلام لا تعجل الفراق .
ثم أعددت أعمالا لا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغاً .(1/1567)
فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد [الورق]، وبري الأقلام ، وحزم الدفاتر فإن هذه الأشياء لا بد منها ، ولا تحتاج إلى فكر ، وحضور قلب ، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي .
نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر وأن يوفقنا لاغتنامه .
ولقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله ، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس ، وكم تمر به من آفة ، ومنكر .
ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج ، ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحوادث من السلاطين ، والغلاء والرخص إلى غير ذلك .
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك " وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم " .
...... وأرجو المشاركة من الإخوة ... حفظهم الله .
------------------------
(1) لا تظن أنه كان غنيا بل ربما مر عليه الوقت ، وليس عنده درهم ، وهو في منصب قاضي القضاة ! وقد رفع مرة للقاضي بسبب مال عليه .. فقال: هذا بسبب حبي للكتب.
(2) وزن درهم الفضة يتراوح بين 2.3 و 2.03 ، وأخبرني أحد الإخوة أن سعر الجرام قبل عشرة أيام أربعة ريالات تقريبا ، والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
08-20-2004, 10:04 PM
وهذه قصة حول شراء الكتب ، وإن لم تكن شبيهة بقصة أخي عبدالرحمن وفقه الله ، غير أنها ليست بعيدة عنها.
كنت أبحث في شاهد شعري مختلف فيه بين النحويين وهو قول الفرزدق :
وكُلُّ رَفيقي كُلِّ رَحْلٍ وإِنْ هُمَا=تَعَاطَى القَنَا قَومَاهُمَا أَخَوانِ
فوجدت ابن هشام يقول فيه :(وهذا البيت من المشكلات لفظاً ومعنى وإعراباً). مغني اللبيب 1/196 ، ثم وجدته في هذا تابعاً لأبي علي الفارسي ، حيث أشار في كتابه البغداديات 443 ، 447 إلى ما ذكره ابن هشام آنفاً.(1/1568)
ثم حرر الكلام على هذا الشاهد العلامة عبدالقادر البغدادي في خزانة الأدب 7/572 فقال :(وهذا البيت – مع وضوح معناه – قد حرفه أبو علي الفارسي في المسائل البغداديات ، بتنوين قوم ، وزعم أنه مفرد منصوب ، فاختل عليه معنى البيت وإعرابه ، فاحتاج إلى أن صححه بتعسفات وتمحلات كان غنياً عنها ، ومقامه أعلى وأجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف ، ولكن هو كما قيل:
كفى المرءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايبُه
وقد تبعه على هذا التحريف والتخريج ابن هشام في مغني اللبيب ، ولخص كلامه من غير أن يعزوه إليه...).
ومحل الشاهد من القصة كلها هو ما سأذكره الآن ، حيث ذكر الدماميني رحمه الله رأي ابن هشام هذا ، فقال :(أطال المصنف في تقرير ما يزيل الإشكال الذي ادعاه ، وكله مبني على حرف واحد ، وهو ثبوت تنوين (قوماً) من جهة الرواية ، ولعلها ليست كذلك ، وإنما هي (قَومَاهُمَا) تثنية قوم ، والمثنى مضاف إلى ضمير الرفيقين ، ولا إشكال حينئذٍ لا لفظاً ولا إعراباً ولا معنى ، إذ المعنى على هذا التقدير: إن كل رفيقين في السفر أخوان ، وإن تعادى قوماهما ، وتعاطوا المطاعنة بالقنا.
وقد رأيت في نسخة من ديوان الفرزدق هذا البيت مضبوط الميم من قوماهما بفتحة واحدة ، وملكت هذه النسخةَ في جِلدين ، وضَبْطُ هذا البيتِ هو الذي كان بَاعِثَاً عَلى شِرَائِهَا). انظر : تحفة الغريب المخطوط 75 أ ، وتعليق الفرائد للدماميني 1/284-285
فانظر كيف كان ضبط هذه اللفظة باعثاً لشراء هذه النسخة من ديوان الفرزدق مع وجود نسخة أخرى لدى الدماميني من قبل ، وهذا دليل على العناية بالعلم ، وبذل المال من أجله ، ولهذه القصة أخوات .
---
عبدالله التميمي
08-27-2004, 07:54 PM
الله المستعان .. نسأل الله ان يبارك في أعمارنا وأوقاتنا ..
---
عبدالرحمن السديس
03-21-2005, 07:43 PM(1/1569)
ومما يعين على ذلك مطالعة سير العلماء الأوائل المجتهدين في حفظ أوقاتهم ، وفي كتاب قيمة الزمن للشيخ أبي غدة من هذا شيء نفيس ـ .. ولو جُمِعَ ذيلٌ عليه ينشر هنا بين الأخوة فهناك حكايات ليست بقليلة توازي بعض ما في الكتاب ، بل بعضها قد تفوق .. ، وإن كان الرجل لم يقصد الاستيعاب ..لكن يذكر للفائدة ـ وكذا في سائر كتب التراجم ، والسير ..
مما يصلح أن يذيل به ما ذكره الإمام الخطابي في كتاب العزلة ص35:
حدثني الحسين بن إسماعيل الفقيه قال: بلغني أن محمد بن الحسن ـ رحمة الله عليه ـ لما أخذ في تصنيف "الجامع الكبير" خلا في سرداب وأمر أهله أن يراعوا وقت غدائه ، ووضوئه فيقدموا إليه حاجته منهما ، وأن يؤخذ من شعره إذا طال ، وأن ينظف ثوبه إذا اتسخ وأن لا يوردوا عليه شيئا يشتغل به خاطره ، وأَقام على ماله وكيلا ، وفوّض إليه أمره ، ثم اقبل على تصنيف الكتاب ، ولم يشعر إلا برجل ينزل إليه بشيء حتى وقف بين يديه ، فأنكره ، فقال له: من أنت ؟
قال: أنا صاحب الدار !
قال: وكيف ذاك ؟
قال: لأني قد ابتعت هذه الدار من فلان ـ يعني وكيله ـ !! ، وكان وكله إياه عن تفويض ، فاحتاج إلى الانتقال.
---
عبدالرحمن السديس
03-24-2005, 11:26 AM
في الذيل على طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب 1/441
محمد بن عبد الباقي الأنصاري البغدادي القاضي أبو بكر بن أبي طاهر ، والمعروف بقاضي المارستان.
حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين.
وتفقه في صباه على القاضي أبي يعلى ، وقرأ الفرائض ، والحساب ، والجبر ، والمقابلة ، والهندسة ، وبرع في ذلك ، وله فيه تصانيف. . وتفنن في علوم كثيرة.
قال ابن السمعاني: عارف بالعلوم متفنن ، حسن الكلام ، حُلو المنطق، مليح المحاورة ما رأيت أجمع للفنون منه نظر في كل علمٍ ، وسمعته يقول:
تبت من كل علم تعلمته إلا الحديث ، وعلمه.
قال: وكان سريع النسخ حسن القراءة للحديث سمعته يقول: ما ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.(1/1570)
قال: وسمعته يقول: أسرتني الروم، وبقيت في الأسر سنة ونصفًا ، وكان خمسة أشهر الغلّ في عنقي ، والسلاسل على يدي ، ورجلي. وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن اللّه ، حتى نفعل ونصنع في حقك ، فامتنعتُ وما قلت.
قال: وَوَقْتُ أن حبست كان ثَمَّ معلم يعلم الصبيان الخط بالرومية ، فتعلمت في الحبس الخط الرومي.
وسمعته يقول: حفظتُ القرآن ولي سبع سنين ، وما من علم في عالم الله إلا وقد نظرتُ فيه ، وحصّلت منه كله ، أو بعضه .
وقال ابن شافع: سمعتُ ابن الخشاب يقول: سمعتُ قاضي المارستان يقول: قد نظرتُ في كل علم حصلت منه بعضه ، أو كله ، إلا هذا النحو فإني قليل البضاعة فيه. اهـ بتصرف واختصار.
---
عبدالرحمن السديس
05-02-2005, 10:49 PM
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 3/258:
قال ابن ثابت: وحدثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمد الدلوي قال: لما رجع أبو عبدالله ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة ، فلم ير يوما منها في سوق ، ولا رئي مفطرا إلا في يوم الأضحى ، والفطر ، وكان أمارا بالمعروف ، ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره ، أو كما قال.
---
عبدالرحمن السديس
05-02-2005, 10:55 PM
في ترجمة على بن يوسف بن شمس الدين الفناري الرومي
.. وكان مهتما بالاشتغال بالعلم ، وكان له مكان على جبل فوق مدينة بروسه ، وكان يمكث فيه الفصول الثلاثة من السنة ، ويسكن في المدينة الفصل الرابع ، وربما ينزل هناك ثلج مرات كثيرة ، ولا يمنعه ذلك عن المكث فيه كل ذلك لمصلحة الاشتغال بالعلم ، وكان لا ينام على فراش ، وإذا غلب عليه النوم يستند على الجدار ، والكتب بين يديه ، فإذا استيقظ ينظر الكتب .. .
الشقائق النعمانية ص111، و البدر الطالع ص505، والسياق للأول
---
عبدالحميد حسن بالفاس
08-25-2005, 03:56 AM
اخي عبدالرحمن بارك الله فيك لي تساول هل يوجد هذا الكتاب في السوق الموسوم بالطالع السعيد ام انه مخطوط ام ماذا كتب الله اجرك
---
عبدالرحمن السديس(1/1571)
08-26-2005, 01:03 AM
الطالع السعيد
مطبوع بتحقيق : سعد محمد حسن .
طبعته : الهيئة المصرية العامة للكتاب .
---
عبدالرحمن السديس
08-27-2006, 10:34 PM
في كتاب السخاوي «المنهل العذب »
قال في " البدر [السافر للأدفوي]" أيضاً: وكان كثير العبادة، حكي لي البدر ابن جماعة إنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظه وانتبه، قال " أعني البدر " : وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه، انتهى.
---
ناصر
08-27-2006, 11:32 PM
أحسن الله إليكم الأستاذ عبدالرحمن السديس على تلكم الدرر.
---
عبدالرحمن السديس
08-28-2006, 12:56 PM
جزاك الله خيرا
في كتاب السخاوي «المنهل العذب »
قال في " البدر [السافر للأدفوي]" أيضاً: وكان [النووي] كثير العبادة، حكي لي البدر ابن جماعة إنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظه وانتبه، قال " أعني البدر " : وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه، انتهى.
في ترجمة لطف الباري بن أحمد الصنعاني ص 579 ط: العمري:
وكان صاحب الترجمة: ... متفردا في أمور منها :
الورع الشحيح ، والاشتغال بخاصة النفس ، والإقبال على العبادة والاستكثار من الطاعة ، وحسن الخلق ، والتواضع ، والبشاش ، والانجماع عن الناس إلا فيما لا بد منه ، وحفظ اللسان عن الهفوات ، والكبوات لاسيما بما فيه تبعة كالغيبة ، والنميمة فإنه لا يحفظ عنه في ذلك شيء بل لا ينطق لسانه إلا بذكر الله ، والتذكير ، أو بإملاء تفسير كتاب الله ، وأحاديث رسول الله ، وليس له التفات إلى شيء من أحوال بنى الدنيا ، ولم يكن له شغلة بسوى أعمال الآخرة.
ولِوَعِظِه في القلوب وقعٌ ، ولكلامه في النفوس تأثير مع فصاحة زائدة ، وحسن سمت ، ورجاحة عقل ، وجمال هيئة ، ونور شيبة ، وملاحة شكل ، وكمال خلقة .
والحاصل:(1/1572)
أنه من محاسن الدهر (!)، ولم يخلف بعده مثله في مجموعه ، وله أتم عناية ، وأكمل رغبة بالعمل بما جاءت به السنة ، والمشي على نمط السلف الصالح ، وعدم التقليد بالرأي ،
وله في حسن التعليم مسلك حسن لا يقدر عليه غيره ، وقد تخرج به جماعة من أكابر العلماء ...
وكان يبذل نفسه في قضاء حوائج من يستعين به ، ويبالغ في ذلك ، ولم يترك طريقا من طرق الخير إلا سلكها ، وفاق فيها.
ووالد صاحب الترجمة: كان من أكابر العلماء أخذ عن جماعة من أهل العلم .. : وكان يحيى الليل بدرس كتاب الله ، وإذا غلبه النوم نام متكئا قليلا ثم يعود للتلاوة .اهـ
---
مصطفى علي
08-28-2006, 10:58 PM
ومن المعاصرين
منذ ما يزيد عن 23 سنة
كان أخ يبحث عن مراجع محددة وجمعها له صاحب دار نشر وحدد له موعدًا لحضوره لاستلامها ولا بد أن يكون في الصباح الساعة التاسعة والنصف تقريبًا لأن صاحب دار النشر بعد ذلك لن يكون في منزله وسيدور على المطابع ، وليس للأخ إلا هذا الموعد .
والأخ ويبعد عن القاهرة ما يزيد عن 100 كيلو .
وعند لبس الأخ تبين أن حذاءه ليس موجوداً وأنه سرقه بعض العمال الذين يعملون في منزل والده للبناء ، فما العمل المحلات مغلقة ولا بد من السفر ، وهو شخصيًا لم يكن معه إلا مصاريف السفر ، إذا لا بد من السفر بنعل الحمام ( ما نسميه في مصر الشبشب ) ، فلبس واستأذن من والده ( ووالده ذو سعة ) فوالده رأى الشبشب فقال له : أجهز لتسافر ، فقال ما أنا مسافر كده . وأين الحذاء فقال : يبدو أن اعمال سرقوه . فقال له : إذن انتظر حتى تفتح المحلات لتشتري حذاء فقال : يا أبتي سأجلس في السيارة ولن يأخذ أحد باله في ذلك ، وفي مصر سأجد المحلات مفتوحة فأشتري الحذاء فأمام إلحاح الابن سامحه الأب في السفر للحاق بالموعد وأعطاء 15 جنيهاً لشراء حذاء من المحلات عند فتحها .(1/1573)
وسافر الأخ ووصل إلى بيته فأرشدوه إلى المخزن وقابل صاحب دار النشر ، وأخذ الكتب منه فوجده يقول له : هل عندك الموطأ الطبعة الأصلية طبعة عيسى الحلبي لقد عثرت على 3 نسخ بعت الأولى لفلان وفلان يريد الثالثة هل تريد يا أخي النسخة الباقية .
فقال : وكم سعرها فقال بـ 15 جنيهًا وكان هذا هو سعر الحذاء ، فلم يتردد الأخ رغم أنه يتصور ما سيقوله والده له عند عودته في المساء بدون حذاء .
وزار صاحب قصتنا أخاً بالقاهرة فلما وجده بالشبشب تعجب ماذا أرى فقص عليه القصة فقال له : عندي نعلاً ورجلك أكبر من رجلي إلا أن نعلي سكب عليه جاز ( كيروسين ) فاتسع ولا ألبسه . ونظفه الأخ المزار ، وعاد الأخ فجرًا لوالده بعد صلاة فجر اليوم الثاني ويدخل على أبيه بالحذاء يلمع ، فنظر والده إلى رجله فقال : أهذا الحذاء الجديد ( الوالد ينظر ويشك ) هو حذاء ولكنه لا يبدو جديدًا فقال له ابنه : نعم هو جديد بالنسبة لي فقال له : ماذا فضحتنا أأشتريته من سوق المستعمل . فقال : لا وقص القصة فقال له : منهومان لا يشبعان ...........
عفوًا أطلت
وأذكره كطرفة
---
الغني بالله
09-02-2006, 01:49 PM
قال ابن خَلكان في وفيات الأعيان - (ج 5 / ص 312) مترجما لكمال الدين ابن يونس :
وكان يدري فن الحكمة: المنطق والطبيعي والإلهي، وكذلك الطب، ويعرف فنون الرياضة من اقليدس والهيئة والمخروطات والمتوسطات والمجسطي المجسطي لفظة يونانية معناها بالعربي الترتيب، ذكر ذلك الوكري في كتابه وأنواع الحساب: المفتوح منه والجبر والمقابلة والأرثماطيقي وطريق الخطأين ، والموسيقى والمساحة، معرفة لا يشاركه فيها غيره إلا في ظواهر هذه العلوم دون دقائقها والوقوف على حقائقها، وبالجملة فلقد كان كما قال الشاعر:
وكان من العلوم بحيث يقضى ... له في كل فن بالجميع(1/1574)
واستخرج في علم الأوفاق طرقاً لم يهتد إليها أحد؛ وكان يبحث في العربية والتصريف بحثاً تاماً مستوفًى، حتى إنه كان يقرىء كتاب سيبويه والإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي، والمفصل للزمخشري، وكان له في التفسير والحديث وأسماء الرجال وما يتعلق به يدٌ جيدة؛ وكان يحفظ من التواريخ وأيام العرب ووقائعهم، والأشعار والمحاضرات، شيئاً كثيراً. وكان أهل الذمة يقرءون عليه التوراة والإنجيل، ويشرح لهما هذين الكتابين شرحاً يعترفون أنهم لا يجدون من يوضحهما لهم مثله. وكان في كل فن من هذه الفنون كأنه لا يعرف سواه لقوته فيه. وبالجملة فإن مجموع ما كان يعلمه من الفنون لم يسمع عن أحد ممن تقدمه أنه قد جمعه.أهـ.
قلت : ومثل ذلك لا يحصل إلا لمن اجتهد وتعب .
---
(1/1575)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام (5) تفسير البغوي
---
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام (5) تفسير البغوي
---
صالح الدرويش
07-11-2004, 01:32 PM
الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فصل
نوعي الاختلاف في التفسير
المستند إلى النقل ، وإلى طرق الاستدلال .
قال المصنف :
والبغوي : تفسيره مختصر عن الثلعبي لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة .
ـــــــــــــ
قال الشارح :
ثمة خلاف في كون تفسير البغوي مختصرا من تفسير الثلعبي والجمهور من المفسرين والمترجمين للبغوي يذهبون إلى أنه لم يختصر تفسير الثلعبي ففي المسألة قولان :
أما القول الأول : فقول الجمهور وهو المشهور : أن البغوي لم يختصره .
وأما القول الثاني : فما ذهب إليه شيخ الإسلام بن تيمية - يرحمه الله – في " الاتقان "
والأول هو الأشهر ، والبغوي من أئمة التفسير المعروفين ، وهو على معتقد أهل السنة والجماعة في الجملة ، لم تقع منه مخالفات معروفة ، خلافا للثلعبي والواحدي فهما ليسا على معتقد أهل السنة والأثر ، بل عندهم اعتقادات فاسدة معروفة عنهم .
في قوله (لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة)
( الأحاديث الموضوعة ) أي : لم يأت بأحاديث موضوعة ، هذا في الجملة والغالب والأكثر ، وإلا هناك أحاديث وردت موضوعة في " تفسير البغوي "
وأما قوله ( والآراء المبتدعة ) فيقصد في العقيدة ؛ لأنه على مذهب أهل السنة والأثر في الجملة كما سبق .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-11-2004, 02:31 PM(1/1576)
لعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد أخذ قوله هذا مما قرره البغوي نفسه في مقدمة تفسيره ، فقد صرح البغوي في تفسيره بأن ما نقله عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن بعده أكثره مما أخبره به الشيخ أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي الخوارزمي عن الثعلبي.
وكذلك من الشبه بين التفسيرين ، فالمتأمل لهما يلاحظ أنه يوجد تشابه كبير بينهما
انظر هذين الرابطين
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=630&highlight=%C7%E1%C8%DB%E6%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=443&highlight=%C7%E1%C8%DB%E6%ED
---
تابع الأثر
07-12-2004, 07:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي صالح :
هل شرح الشيخ صالح الأسمري كامل ؟
وأين أجده ؟
والله يرعاكم
---
صالح الدرويش
07-13-2004, 01:29 AM
الأخ الفاضل : تابع الأثر سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم الشرح كامل للشيخ
وقد أرسلت إليك يا رعاك الله رسالة في بريدك الخاص
---
عبدالله بن خميس
07-22-2004, 09:35 AM
ما ذكره صالح الأسمري في أن المسألة في تفسير الثعلبي فيها قولان وأن الجمهور على غير ذلك غير صحيح .
فمن أين أتى صالح الأسمري بأن هذا قول الجمهور وهل ذكرهم في ترجمته أنه صنف كتاب التفسير يدل على أنه غير مختصر ؟
والأمر الثاني أن صالح الأسمري لم يذكر دليلا على على أن القول الأول هو الأشهر !
والأمر الثالث فقد قارنت بين الكتابين في مواضع فوجد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله بأنه اختصر تفسيره من تفسير الثعلبي كلام صحيح خلافا لما أشهره الأسمري
ولعلي أذكر نماذج يسيرة في مشاركة لاحقة بإذن الله تعالى.
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2004, 03:09 PM(1/1577)
شكر الله لكم أخي عبدالله بن خميس مشاركتكم هذه . وأعتذر لتدخلي في تنسيق المشاركة ، غير أننا نحرص على بقاء النقاش حول فوائد مقدمة شيخ الإسلام هنا وفقك الله ، وجزاك خيراً على حرصك على الخير.
---
أبو بكر الأمريكي
07-23-2004, 03:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أريد شرحه أيضا إذا لم يكن هناك مانع من ذلك إن شاء الله
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله
---
صالح الدرويش
07-27-2004, 01:19 AM
الإخوة الفضلاء في الملتقى وقنا الله وإياهم كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أعتذر في تأخري عن الرد وبالنسبة للشرح فهو كامل ولكن لا ألأعرف كيف أدخله في الموقع فإذا تفضل أحد المشرفين الفضلاء وفقنا الله وإياهم في إدخاله من أجل أن يستفيد منه من أراد فلا ما نع لدي من ذلك
---
أبو حسن
06-15-2006, 03:23 PM
هل بالإمكان أخي صالح أن ترسله لي على البريد
kam17@hotmail.com
---
(1/1578)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع بداية الإجازة الصيفية الشيخ الخضيريلقي دروساً في المحرر
---
مع بداية الإجازة الصيفية الشيخ الخضيريلقي دروساً في المحرر
---
احمد بن حنبل
06-04-2006, 02:52 PM
-----------------------------------------------------
فرصة ذهبية لطلاب العلم في المدينة النبوية..
الشيخ عبد الكريم الخضير يلقي دروساً من الجامع من المحرر لابن عبد الهادي ضمن فعاليات الدورة الصيفية التي ينظمها جامع (البلوي) في المدينة النبوية، بعد صلاة العصر لمدة خمس أيام أبتداءً من يوم السبت 7/5/ 1427هـ.
ونبشر إخواننا طلاب العمل في كل مكان أن الدروس تبث عبر موقع البث الإسلامي..
فلا تفوتكم هذه الفرصة.. وهاهي الإجازة الصيفية قد فتحت أبوابها لطلاب العلم ليستغلوها في ما ينفعهم.. وليتزودا من العلم النافع والعمل الصالح وليتفقهوا في الدين.. فكن كيساً فطناً محافظاً على وقتك في أيام هذه الإجازة..
__________________
المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الرياض ص . ب 124938 الرمز البريدي 11771
ت / 096612355522 *** ف /096612355533
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
---
أبو يعقوب
06-05-2006, 03:02 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/1579)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيفية الصلاة على جنازتين : حاضرة وغائبة ؟
---
كيفية الصلاة على جنازتين : حاضرة وغائبة ؟
---
عبدالرحمن السديس
08-05-2005, 05:49 PM
الحمد لله البر الرحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد :
فمسألة الصلاة على الميت الغائب من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم ؛
فذهب الحنفية ، و المالكية ، ورواية عند الحنابلة من منعها .
وأجازها الشافعية ، و الحنابلة في المشهور عندهم .
واشترط جمهور الحنابلة والشافعية : أن لا تكون في نفس البلد .
وهنا فرع وهو:
أنه قد تحضر جنازة بيدي يديهم ، ويريدون الصلاة على أخرى غائبة ، فهل يصلون صلاتين : إحداهما للغائبة ، والأخرى للحاضرة ، أو تكفي صلاة واحدة ؟
وقد حدثت قبل أيام فصلى أحد الأئمة بالناس صلاتين فسألني بعض الإخوة ، فقلت : إنه لا يظهر لي داع للتكرار ، وتكفي صلاة واحدة لمن يرى جواز الصلاة على الغائب .
ثم وقفت اليوم على فتيا للجنة الدائمة فرأيت أنه من المفيد كتابتها ، و هذا نصها:
س2: حكم الصلاة على جنازتين إحداهما حاضرة والأخرى غائبة، هل يصلى عليهما صلاة واحدة؟ أم يصلى على كل جنازة صلاة مستقلة بها؟
ج2: نظراً إلى أن الصلاة على الجنازة الحاضرة لا تختلف من حيث الأقوال والأفعال عن الصلاة على الجنازة الغائبة فلا يظهر لنا بأس في الصلاة على الجنازتين؛ الحاضرة والغائبة، صلاة واحدة كالصلاة على جنازتين حاضرتين أو غائبتين.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو/عبدالله بن منيع
عضو/ عبدالله بن غديان،
نائب رئيس اللجنة/عبدالرزاق عفيفي
فتاوى اللجنة الدائمة 8/393 ، الفتوى رقم (572)
---
(1/1580)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شبهات حول الإسلام وكيفية الرد عليها .. فى كتاب من جزئين
---
شبهات حول الإسلام وكيفية الرد عليها .. فى كتاب من جزئين
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 11:06 PM
http://img237.echo.cx/img237/1007/shobhat7qk.jpg
فى زمن المحن والاختبارات , تكثر الابتلاءات وتتوالى على الأمة الإسلامية , وها نحن الآن نعيش هجمة شرسة وان لم تكن الاؤلى ولا الأخيرة , ولكنها الفريدة من نوعها , حيث يتعرض الإسلام والمسلمين لحرب دينيه مسخر لها أقوى واعتى الجهات الغربية في العالم , ومع خطورة هذه الحرب الشرسة , وسفالة الخصم واستخدامه لأبشع الألفاظ من السب والشتم , والكذب الواضح على النبي صلى الله عليه وسلم وديننا العظيم , لم يتحرك للاسف الشديد من أهل الاختصاص من يوفر ويقوم بالرد على الجميع والمستشرقين بنفس الحجم والقوه , مع أننا لا نفتقر الى إمكانيه الرد عليهم .
ولذلك فقد قام مسلمين برنامج الانترنت للمحادثة بحق الدفاع عن دينهم ونبيهم , بهذا العمل الجليل في البحث في بطون الكتب , وسؤال أهل العلم , وتجميع ما قد كتب من قبل فى الرد على أعداء الإسلام , ووضعها في هذا الكتاب وهو الجزء الاؤل وسيليه بعون الله أجزاء أخرى متتالية , لبيان كذب وافتراء خصوم الإسلام
والحمد لله الذي جعل حق الدفاع عن هذا الدين ليس حكرا على احد لذلك :
نضع بين يدي القارئ المسلم الكريم, والباحث عن الحق من الصادقين هذا الإصدار الاؤل من كتاب كشف كذب اللئيم حول الإسلام العظيم ، والله نسأله القبول والإخلاص وهو الموفق إلى كل خير .
إخوتكم على الانترنت وغرفه البالتوك يسألون عن الإسلام .
http://hyperupload.com/download/0292bf5326/kashf_kathb_alaEem.zip.html
أو
http://www.fasterupload.com/d1982c9f
---
أبو الحسن السلفي
06-05-2006, 06:02 AM
جزاكم الله خيرا
---(1/1581)
ابو الحسن الأكاديري
06-05-2006, 05:40 PM
بارك المولى فيك اخي الحبيب
---
(1/1582)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البشرى العظيمة
---
البشرى العظيمة
---
سليمان داود
07-08-2004, 07:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة المائدة :
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82 ) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83 ) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84 ) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85 )المائدة
أعزائي رواد هذا المنتدى
عند رجوعي بادء الأمرالى تفسير الطبري وجدته قد قال في تفسير هذه الآيات مايلي :
آية(82)
القول في تأويل قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}(1/1583)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {لتجدن} يا محمد {أشد الناس عداوة} للذين صدقوك واتبعوك وصدقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام، {اليهود والذين اشركوا} يعني عبدة الأوثان الذين اتخذوا الأوثان آلهة يعبدونها من دون الله. {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا} يقول: ولتجدن أقرب الناس مودة ومحبة. والمودة: المفعلة، من قول الرجل: وددت كذا أوده ودا وودا وودا ومودة: إذا أحببته. {للذين آمنوا}، يقول: للذين صدقوا الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. {الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} عن قبول الحق واتباعه والإذعان به. وقيل: إن هذه الآية والتي بعدها نزلت في نفر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من نصارى الحبشة، فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
أما السعدي فقد قال :
82 "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ
مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ
لَا يَسْتَكْبِرُونَ "
ثم قال تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً " إلى "
أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ". يقول تعالى - في بيان أقرب الطائفتين
إلى المسلمين, وإلى ولايتهم, ومحبتهم, وأبعد من ذلك: "
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ". فهؤلاء الطائفتان على
الإطلاق, أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين, وأكثرهم سعيا في
إيصال الضرر إليهم. وذلك, لشدة بغضهم لهم, بغيا, وحسدا, وعنادا,
وكفرا. " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ". وذكر تعالى لذلك
عدة أسباب. منها: أن " مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا " أي:(1/1584)
علماء متزهدين, وعبادا في الصوامع متعبدين. والعلم مع الزهد,
وكذلك العبادة - مما يلطف القلب ويرققه, ويزيل عنه ما فيه, من
الجفاء والغلظة, فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود, وشدة المشركين.
ومنها: أنهم " لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أي: ليس فيهم تكبر ولا عتو,
عن الانقياد الحق. وذلك موجب لقربهم من المسلمين, ومن محبتهم.
فإن المتواضع, أقرب إلى الخير, من المستكبر.
83 "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى
أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ
الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ
الشَّاهِدِينَ "
ومنها: أنهم إذا " سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ "
محمد صلى الله عليه وسلم أثر ذلك في قلوبهم وخشعوا له, وفاضت
أعينهم, بحسب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوه, فلذلك آمنوا, وأقروا
به فقالوا: " رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
" وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لله بالتوحيد, ولرسله
بالرسالة, وصحة ما جاءوا به, ويشهدون على الأمم السابقة,
بالتصديق والتكذيب. وهم عدول, شهادتهم مقبولة, كما قال تعالى "
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ".
فالذي لاحظته هو نفس ماتلاحظونه الآن من الاختلاف في تفسير هذه الآيات
فالطبري جعلهم مسلمين ؟؟؟؟ وقال انهم أسلموا وهذا خطأ فادح لا ينبغي له أن يقع فيه
لأن قوله بعيد جدا" عن سياق الآيات ؟؟؟؟ولو أنهم أسلموا لقالوا من الشاهدين وليس ( مع الشاهدين )
ولو كان كذلك لقال تعالى إن أصدق المؤمنين النصارى بعد إيمانهم لأن فيهم رهبانا وقسيسين ؟؟؟ أو بما معناه؟؟؟
لكن الباري حدد طائفتين أكثر عداوة وأكثر مودة للمسلمين
واستشهد باليهود للعداوة
واستشهد بالرهبان والقساوسة للمودة
أما الشيخ السعدي رحمه الله(1/1585)
فقد تجنب التعمق بالآيات واكتفى بتعريفنا بالرهبان
واكتفى بشرح المفردات فقط ؟؟
ولا أخفيكم أن هذه الآيات أخذت مني أكثر من شهرين لوحدها في التمعن وملاحظة السياق والتفكر بما ترمي إليه هذه الآيات
ولا يعني هذا أنني بمصاف الطبري أو السعدي في التفسير
ولكي تعذروني أورد لكم قصة عمر رضي الله عنه عندما وقف على المنبر وأمر الناس أن لايغالوا بالمهور
فذكرته إحدى النساء بقول تعالى
وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
فهذا يعني أن بعض النساء تستحق قنطارا
فقال عمر أصابت امرأه وأخطأ عمر
والمرأة ليست أفضل مني
والطبري والسعدي ليسوا أفضل من عمر؟؟؟؟؟؟؟
أما بعد
فان الذي رأيته في هذه الآيات
شئ آخر ورائع وبشرى لنا نحن الناطقين بالشهادة
فعندما قرأت هذه الآيات قلت بيني وبين نفسي
إذا كان هؤلاء الرهبان فقط آمنوا إيمانا" نظريا" وذرفوا الدموع
ولأنهم قساوسة دينهم فانهم حافظوا على نصرانيتهم؟؟؟؟؟
وطلبوا من الرحمن أن يكتبهم ( مع ؟؟؟؟ الشاهدين )
أي أنهم لم ينطقوا الشهادة ؟؟؟
بل طلبوا أن يكتبوا مع من نطق الشهادة؟؟؟؟
الأمر الثاني - البشرى الرائعة التي احتفظ بها الصحابي حتى توفي رسول الله
عندما أخبرنا أن من ينطق الشهادتين لن تمسه نار؟؟؟
وهنا أهم مافي هذه الآيات
فلو تلونا الآية 85
نلاحظ أن الله أثابهم الجنة بمجرد قولهم ( أكتبنا مع الشاهدين )
فكيف لو كانوا من الشاهدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فشهادتهم ضمنية ولدت فيهم الدموع؟؟؟ لكنهم لم ينطقوها
ولو نطقوها لكانوا مسلمين
فانه لمجرد إيمانهم النظري ؟؟ وطلبهم من الله أن يكتبوا مع الشاهدين أثابهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار وأكد ذلك بقوله ( بما قالوا؟؟؟ )(1/1586)
وقوله تعالى بما قالوا لها دلالات أخرى – فقد صرح الباري بأنهم قالوا فجزاهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار
ولم يقل فعلوا؟؟؟؟
بل مجرد قول بلا فعل
أي لم يقترن ذلك بصلاة أو صيام أو زكاة أو حج
ولم يجاهدوا في سبيل الله 0000 الخ مايأمر به الله عباده المؤمنين المسلمين
فتصوروا معي منزلة المسلم الذي نطق الشهادتين
وفعل ما أمره الله وترك مانهاه
وتأكيدا لكلامي فلم يورد الله تفصيلا لنوع جنتهم؟؟؟
ودرجتها لأن الجنة درجات وأنواع
فاكتفى بقوله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
لكنه عز وجل وصف لنا منزلة المقربين وأصحاب اليمين
وفوق ذلك زيادة ( وهي رؤية الرحمن ) التي لاتعادلها كل جنان الله
فكيف لو نطقوها؟؟؟ وقالوا لا اله إلا الله محمد رسول الله
وقرنوا القول بالعمل
وكذلك هذه الآيات تؤيد الحديث النبوي الذي أمر رسول الله أحد الصحابة أن لا يبلغ الناس حتى لا يتكلوا؟؟؟
لكن هذا الصحابي آثر أن يبلغ الناس بعد انتقال النبي للرفيق الأعلى فقال الحديث المشهور الذي يعتبر أعظم حديث من أحاديث الرجاء
اللهم إن كنت مصيبا فهو لوجهك الكريم
ولاعلم إلا ماعلمتنا انك أنت السميع العليم
وقل ربي زدني علما
وان أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء وتأملاتها
فأطلب المغفرة من ربي
والمعذرة منكم أخوتي
---
أبومجاهدالعبيدي
07-08-2004, 10:50 PM
الشيخ الكريم سليمان داود
تحية طيبة ، وشكر جزيل على جميل مشاركاتك ، وعمق نظراتك .
وقد سبق أن حصل بين وبين أحد الإخوة الكرام حوار ونقاش علمي في تفسير الآيات التي وقفت معها في مشاركتك هذه ، فأرجو منك أن تقرأ هذا الحوار ، وتبدي رأيك ، وتتحفنا بتعليقك مشكوراً .
حوار علمي في تفسير آية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=537&highlight=%CD%E6%C7%D1+%DA%E1%E3%ED)
---
سليمان داود
07-09-2004, 01:37 PM
أستاذنا العزيز أبو مجاهد العبيدي
لايسعني الا أن أ شكرك على هذه الكلمات(1/1587)
وأشكر مرورك الرائع
ولو كنت أعلم أن هذا الموضوع موجود في الملتقى لكانت مشاركتي ردا من الردود؟؟؟
وعلى كل حال فان أهم مافي هذه المشاركة
ليست بيان صحة أو خطأ السابقين في تفسير هذه الآيات فقط
بل أهم ما فيها تأكيد صحة حديث البشرى بواسطة هذه الآيات
وهو عندي أهم من أي أمر آخر
لأن هذه الآيات الكريمات تؤيد الحديث النبوي
فيكون صحيحا" مئة بالمئة
والله الموفق
---
الشيخ أبو أحمد
07-10-2004, 11:50 PM
أخي سليمان.......... أحمد الله إليك... وأغبطك على اهتمام "الخلوق", "الاديب" أبو مجاهد العبيدي....
ولكن..............
إذا كنت تريد أن الله أدخلهم الجنة "بغير" شهادة التوحيد, وعلى بقائهم على "شركهم" فلم تصب الحق!.
فهؤلاء النفر مؤمنون شهدوا للنبي بالرسالة ولله بالوحدانية... {وإذا سمعوا ما أنزل إلى (((((الرسول)))))) ترى أعينهم....... مما (((((((((عرفوا من)))))))) """"""""""الحق"""""""""""""!!
يقولون: ربنا (((((((((((((((((((آمنا)))))))))))))) فاكتبنا مع الشاهدين!!
ألسنا نحن الذين نقول: "ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان (((((((((فآمنا))))))))!
وهم أنفسهم الذي ذكرهم الله يا أهي في سورة القصص, {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به """""يؤمنون"""""", وإذا يتلى عليهم قالوا ((((آمنا به))))))))) إنه (((((الحق)))) من ربنا إنا كنا من قبله ((((((((((مسلمين))))))))))!!
قوى الله عزيمتك وأنار بصيرتك وألهمك رشدك!.
---
سليمان داود
07-12-2004, 04:53 PM
أخي العزيز الشيخ أبو أحمد
لقد أوضحت وجهة نظري؟؟؟؟ بما فيه الكفاية
ولا أرغم أي شخص على الاقتناع بوجهة نظري
وأشكر مرورك وتعقيبك
---
(1/1588)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ساعدوني وفقكم الله تعالى
---
ساعدوني وفقكم الله تعالى
---
مروان الحسني
08-12-2006, 07:45 AM
السلام عليكم إخواني :
هناك 3 طلبات أود منكم مساعدتي فيها , لا حرمكم الله تعالى جزيل الأجر ...
أولا : كيف أحصل على حاشية البيضاوي للحاجي خليفة مؤلف كشف الظنون ؟
ثانيا : كيف أعثر على تفسير الشيخ طاهر الجزائري و هو مخطوط في 4 مجلدات كما قال الزركلي ؟
ثالثا : أود أرقام جوال هذين العالمين للتواصل معهما :
1 - المؤلف الأستاذ سائد بكداش .
2 - الأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو .
جزاكم الله تعالى كل خير .
---
مروان الحسني
08-15-2006, 09:18 PM
أرجو المساعدة إخواني
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2006, 09:49 AM
- تفسير الشيخ طاهر الجزائري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6037) .
---
(1/1589)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رد على رسالة الأخ أحمد القصير
---
رد على رسالة الأخ أحمد القصير
---
MOHAMADFAGR
04-13-2004, 08:13 PM
جزاك الله كل خير وحياك وبارك لك في علمك وأرجو من الله تعالى أن يكثر من أمثالكم الذين يقدمون بلا منة
ولا أجر مادي ولكن الأجر عند الله يكون إن شاء الله الطريق السهل إلى الجنة
وصلت الرسالة ولله الحمد
أقول لك أخي الكريم : إنني أتمنى وأحب أن تبعث لي كل مايمكنك إيصاله لي من معلومات متوفرة بين يديك وتفيدني في بحث الماجستير فأنا مازلت في بداية الطريق وهو اختيار العنوان ووضع الفهرس والمصادر وخاصة ما ذكرته عن فصول رسالة الباحثة خديجة الباني
وأود أيضا أن أستشيرك في بحث الوظائف الدلالية للصفة والحال في القرآن الكريم وهل تراه يصلح لإعداد بحث علمي
وأسألك سؤالا آخر وهو الطريقة التي تحبذ أن أراسلك بها هل تفضل أن أراسلك على بريدك الإلكتروني أم أستمر بمراسلتك في ملتقى التفسير أرجو الرد على هذه الرسالة كما أنني أرغب بالحصول على فوائدكم الدائمة ونصائحكم التي تسهل لي بداية العمل
وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه وجمعنا عند حوض نبيه محمد عليه الصلاة والسلام
---
(1/1590)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في القراءات
---
سؤال في القراءات
---
عبد الله
12-27-2003, 12:19 AM
سؤال عن أربع قراءات :
الأولى في قوله تعالى : (( بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) [ الزمر : 59 ] . بكسر الكاف والتاء وفتحهما . ( التاء في : فَكَذَّبْتَ ، وَاسْتَكْبَرْتَ ، وَكُنْتَ .
والقراءة بالفتح قراءة الجمهور ، وبالكسر قراءة الجحدري وأبي حيوة ويحيى بن يعمر ، وهي قراءة أبي بكر وابنته عائشة وأم سلمة ، ورويت عن ابن كثير . كما في فتح القدير .
الثانية : في قوله تعالى : (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) [ الفلق : 2 ] . بتنوين (( شر )) تنوين الكسر .
وفي البحر المحيط أنه قرأ بها عمرو بن فايد .
الثالثة : في قوله تعالى : (( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ )) [ الأعراف : 156 ] . (( أساء )) بالسين .
وفي البحر المحيط أنه قرأ بها عمرو بن فايد ، وزيد بن علي .
الرابعة : في قوله تعالى : (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ )) [ الأعراف : 179 ] . (( درأنا )) بالدال .
والآيات الثلاث الأخيرة تعلق بها المعتزلة لإثبات مذاهبهم ، فهل من الأخوة القراء من يساعدني في تخريج هذه القراءات من مظانها ، مع التوثيق إن أمكن . وجزاكم الله كل خير .
عبد الله إبراهيم
---
عبد الله
12-31-2003, 12:28 PM
؟؟؟
---
المجاهد
01-08-2004, 11:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
قوله تعالى في سورة الزمر (( بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )) من طريق الشاطبية في القراءات السبع والدرة في الثلاث المتممة : ليس فيها من فرش ولا تخفى الإمالات الموجود فيها .(1/1591)
من جهة الطيبة في القراءات العشر : ليس فيها شيء متواتر في الفرش ويوجد فيها قراءات شاذة ( قد جأتك ) بإسكان التاء وفتح الكاف هكذا ( الحسن ) على أنه مقلوب من ( جَاءَتْكَ ) قدمت لام الكلمة التي هي الهمزة وأخرت العين التي هي الألف ثم حذفت للساكنين .
المرجع / القراءات العشر المتواترة للشيخ علوي بن محمد بن أحمد بن بلفقيه
2) الميسر في القراءات الأربع عشرة للشيخ محمد بن فهد خاروف ص 465
---
عبد الله
01-10-2004, 11:37 AM
شكر الله لك جهدك أخي المجاهد ، ويمكن الرجوع لهذه القراءات في القراءات الشاذة ، باعتبار أن القراءات الموضوعة تصنف ضمن مصطلح الشذوذ . وليس بين يدي مرجع للقراءات الشاذة .
جزاك الله كل خير ، وأنا بانتظار جواب آخر بارك الله فيك .
---
المجاهد
01-10-2004, 06:57 PM
وهذا إكمال ما لدي يا أخي عبد الله :
إكمالا لما سبق الإبتداء به : قول الحق سبحانه (قال عذابي أصيب به من أشاء) الأعراف آية 156.
قرأ نافع وشيخه أبو جعفر بفتح الياء وصلا ,والباقون بالإسكان وكل على أصله في المد . وأما رواية (من أساء ) بفتح السين بعدها ألف ممدوده بعدهاا همزة مفتوحة (الحسن ) من الإساءة .(ولاتخفى الأصول لكل لبيب )
قول الحق جل وعز (من شر ماخلق ) لم يثبت في سورة الفلق سوى رواية (النافثات ) بنون مشددة بعدها ألف وفاء مكسورة بعدها ثاء مفتوحه بعدها ألف ثم تاء مكسورة , وهي رواية رويس من طريق الطيبة وبخلف عنه , والباقون كحفص ومعهم رويس بوجهه الثاني .
قوله سبحانه (ولقد ذرأنا لجهنم ......) الآية . ففي هذه الآية الكريمة لم يثبت من طريقي الشاطبية والدرة سوى قوله (يلحدون )بفتح الياء والحاء معا ً, وهي قراءة الإمام حمزة , وافقه الأعمش من طريق الطيبة .
وأما من جهة الطيبة : (ولقد ذرانا ) بحذف الهمزة , قرأ الأصبهاني , وأبو عمرو بخلفه, وأبو جعفر , ووقفا حمزة , ووافق اليزيدي أبا عمرو. والباقون كحفص .(1/1592)
////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
هذا ماتيسر لنا بيانه في هذه العجالة السريعة , ولكن أحببنا أن نشارك ولو بالقليل فإعطاء القليل خير من الحرمان كماقال ذلك الإمام علي بن أبي طالب-رضي الله عنه - , والرد على من احتج بها فمن وجوه :
1- لم يثبت في ذلك شيء لامن طريق الشاطبية للقراءات السبع , ولامن جهة الدرة في الثلاث المتممة , ولامن جهة الطيبة للقراءات العشر الكبرى , وبعض ماذكر في الشواذ وبعض مختلق .
2- يقول الإمام المحقق ابن الجزري _رحمه الله _
فكل ما وافق وجه نحو ** وكان للرسم احتواء يحوي
وصح إسناد هو القران **فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت *شذوذه لو أنه في السبعة
3-قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فلم يكل الله حفظه للعلمااء والرهبان , فلذلك لن يستطع مدلس أن يدلس , ومفتري أن يفتري , وسيظهر الله أمره ,والله غالب على أمره ولو خالف الظالم أمره.
* من المراجع : في هامش القرآن الكريم القراءات العشر المتواترة ,فكرة علوي بن محمد بن أحمد بلفقيه,إعداد شيخ القراء بدمشق محمد كريم راجح.
الميسر في القراءات الأربع عشره ,تأليف محمد فهد خاروف , مراجعة الشيخ محمد كريم راجح .
,,,وحقنا لما سبق دعوة في جوف الليل من قلب صادق ,,,, ونستغفر لله من الخلل .
هذا موقع قراء القرآن لعله يفيدك أخي (http://www.qquran.com/)
---
عبد الله
01-10-2004, 11:08 PM
جزاك الله خيرا أخي المجاهد على ما تفضلتت به
عبد الله إبراهيم
---
(1/1593)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف (مجلة البحوث والدراسات القرآنية)
---
صدر حديثاً عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف (مجلة البحوث والدراسات القرآنية)
---
الجكني
08-16-2006, 01:12 PM
مجلة البحوث والدراسات القرآنية
مجلة علمية محمكة يصدرها "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف "بالمدينة المنورة"متخصصة بالقرآن الكريم وعلومه العدد الأول وفيه البحوث الآتية :
1-إقراء القرآن الكريم :شروطه وضوابطه :د/ محمد فوزان العمر
2-جهود سيبويه في التفسير :أ0د/أحمد محمد الخراط
3-أن الزائدة عند النحويين والمفسرين :مواضعها ومعناها وأحكامها :د/حسن محمود هنداوي
4-مقدمة تفسير الدر المنثور للسيوطي بين المخطوط والمطبوع:د/ حازم سعيد حيدر
5-مقدمة في الاتجاهات المعاصرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية :للبروفسور :عبد الرحيم القدوائي،ترجمة :د/ وليد بليهش العمري
والله الموفق 0
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2006, 03:20 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور على هذا الخبر . ولعلنا نظفر بها إن شاء الله من إحدى المكتبات . وهذه من صور خدمة الدراسات القرآنية والباحثين في هذا التخصص الشريف ، حيث تعددت منافذ نشر البحوث العلمية المحكمة في هذا التخصص ، وهذا يدفع الباحثين للاجتهاد والبحث ، ولعلنا نرى ما يسرنا قريباً بإذن الله في هذا الجانب العلمي الذي كان يعاني من الشح والضيق .
---
الجكني
08-16-2006, 04:27 PM
وجزاكم الله خيرأ 0
---
مساعد الطيار
08-17-2006, 02:18 AM
هذه بشرى طيبة يا دكتور السالم ، وكثرة المجلات المتخصصة ظاهرة محمودة ، ونسأل الله أن يوفق القائمين عليها إلى السداد .
---
أبو يعقوب
08-17-2006, 05:16 PM
جزاك الله خيرا
ما عندك صورة لغلاف المجلة؟
---
الجكني
08-17-2006, 06:45 PM(1/1594)
عندي العدد الأول ،لكن يا أخي لا أعرف كيف أنزل منه صورة في الملتقى 0
---
أبو يعقوب
08-18-2006, 01:53 PM
بارك الله فيك
---
غانم الغانم
08-19-2006, 07:43 PM
جزى الله د/السالم على هذا الخبر
وبحمد الله في هذا الوقت بدأ الانتشارلهذا العلم (الدراسات القرآنية) بعد توفيق الله ثم بجهود العلماء المتخصصين فيه
ولعل أن يتبع ذلك انتشار الدروس العلمية المتخصصة بهذا العلم في المساجد
---
الجكني
08-19-2006, 07:56 PM
وجزاك الله خيراً أخي غانم ويسر أمرك ووفقك حتى نراك هنا شيخاً عالماً (دكتوراً)لتفيد وتستفيد0
---
عبدالرحمن الشهري
08-26-2006, 11:55 PM
بارك الله فيكم .
http://www.tafsir.net/images/majalahmoj.jpg
وهذا كتيب تعريفي مرفق مع العدد ..
http://www.tafsir.net/images/books.jpg
---
(1/1595)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للنقاش: النصوص الإملائية والنص الإصطلاحي القياسي
---
دعوة للنقاش: النصوص الإملائية والنص الإصطلاحي القياسي
---
أيمن صالح شعبان
07-09-2005, 09:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام دعوني أطرح عليكم هذا الموضوع الذي يشغلني وأرجو من كل متخصص أن يؤيد رأيه بدليل :
المسألة :
من المعلوم أن الحاسوب يهدد جماليات اللغة العربية
وذلك من خلال الكتابة بأشكال تركيبية غير سلامية من ناحية قواعد الخط فمثلا ولو كتبت (جاء - أحد - حكم ) الواجب أن يكون للحاء مع هذه الحروف الصاعدة شكل مغلق ... وهذا لا يتوافر حاليا في إمكانية الحاسوب ..... والحمد لله قد استطعت تطوير بعض الأدوات التي من شأنها أن تجعل الحاسوب يكتب بقواعد الخط الإملائي ...
النقطة التي تشغلني أن من المعلوم أن الرسم الإصطلاحي للقرآن الكريم لا يجب أن يكتب به غير القرآن مثل (الصلوة) وذلك لخصوصية القرآن الكريم ...وهذا متفق عليه (في مبلغ علمي) ، وتبقى علامات التنوين والمسألة علامات التنوين هل تفارق هذه القاعدة فمثلا استطيع تغيير أشكال التنوين حال إقترانها بالحرف الوارد بعدها في الكلمة الأخرى إن كان من علامات الإظهار أو الإخفاء أو الإدغام وغير ذلك فهل يجوز الكتابة الإملائية بنحو هذا الاختيار ...!!!
في انتظار رد المتخصصين .
---
(1/1596)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحلول والاتحاد
---
الحلول والاتحاد
---
محمد بن إبراهيم الحمد
08-20-2006, 07:54 PM
هاتان اللفظتان تردان كثيراً في كتب العقائد، وغيرها، وهما من المصطلحات الصوفية والباطنية؛ فتردان في كتبهم، وفي كتب من يتعرضون للرد عليهم.
كما أنهما تردان في كتب الأديان الباطلة كالبرهمية، والبوذية، وغيرهما.
فما معنى هاتين اللفظتين، وما الفرق بينهما، وأيهما أشد ضلالاً؟
الجواب سيتضح من خلال ما يلي:
أولاً: معنى الحلول: الحلول في اللغة يطلق على عدة معان منها: النزول، والوجوب، والبلوغ(1).
ومعناه في الاصطلاح العام: أن يحل أحد الشيئين في الآخر.
وهو حلول سَرَياني، وحلول جواري.
يقول الجرجاني -رحمه الله-: "الحلول السرياني: عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد؛ فيُسمى الساري حالاًّ، والمسري فيه محلاًّ.
الحلول الجواري: عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفاً للآخر كحلول الماء في الكوز"(2).
هذا هو الحلول: إثبات لوجودين، وحلول أحدهما في الآخر.
ويراد منه باصطلاح القائلين به من الصوفية وغيرهم: حلول الله - عز وجل - في مخلوقاته، أو بعض مخلوقاته.
وهو على قسمين - كما سيأتي بيانه -.
ثانياً: معنى الاتحاد: معناه: كون الشيئين شيئاً واحداً.
قال الجرجاني -رحمه الله-: "الاتحاد: امتزاج الشيئين، واختلاطهما حتى يصيرا شيئاً واحداً"(3).
ومعناه باصطلاح القائلين به: اتحاد الله - عز وجل - بمخلوقاته، أو ببعض مخلوقاته.
أي اعتقاد أن وجود الكائنات أو بعضها هو عين وجود الله - تعالى -.
وهو على قسمين - كما سيأتي بيان ذلك -.
ثالثاً: الفرق بين الحلول والاتحاد: الفرق بينهما يتلخص فيما يلي:
1- أن الحلول إثبات لوجودين، بخلاف الاتحاد فهو إثبات لوجود واحد.(1/1597)
2- أن الحلول يقبل الانفصال، أما الاتحاد فلا يقبل الانفصال.
ولهذا؛ فإن القائلين بالحلول غير القائلين بالاتحاد.
رابعاً: أمثلة يتبين بها الفرق بين الحلول والاتحاد: هناك أمثلة كثيرة منها: السُّكَّر إذا وضعته في الماء دون تحريك فهو حلول؛ لأنه ثَمَّ ذاتان، أما إذا حركته، فذاب في الماء صار اتحاداً؛ لأنه لا يقبل أن ينفصل مرة أخرى.
أما لو وضعت شيئاً آخر في الماء كأن تضع حصاة فهذا يسمى حلولاً لا اتحاداً؛ لأنها أصبحت هي والماء شيئين قابلين للانفصال.
مثال آخر يجتمع فيه الأمران: ورق الشاي التي توضع في الماء المغلي؛ فبمجرد وضعها وتحريكها يتغير لون الماء ويصبح شاياً، لا ماءاً.
فهو بهذا الاعتبار اتحاد؛ لأن الماء والشاي لا يمكن أن ينفصلا.
وورقة الشاي يمكنك رفعها وفصلها؛ فالحالة - بهذا الاعتبار - حلول لا اتحاد(4).
خامساً: أقسام الحلول: ينقسم الحلول - كما مر - إلى قسمين:
1- حلول عام: هو اعتقاد أن الله - تعالى - قد حل في كل شيء.
ولكن ذلك الحلول من قبيل حلول اللاهوت -أي الإله الخالق- بالناسوت -أي المخلوق- مع وجود التباين بمعنى أنه ليس متحداً بمن حل فيه، بل هو في كل مكان مع الانفصال؛ فهو إثبات لوجودين.
وهذا قول الجهمية، ومن شاكلهم.
2- حلول خاص: وهو اعتقاد أن الله - جل وعلا - قد حل في بعض مخلوقاته.
مع اعتقاد وجود خالق ومخلوق.
وذلك كاعتقاد بعض فرق النصارى أن اللاهوت -الله- حل بالناسوت -عيسى- وأن عيسى -عليه السلام- كان له طبيعتان: لاهوتية لما كان يتكلم بالوحي، وناسوتية عندما صلب وهكذا...
وكذلك اعتقاد بعض غلاة الرافضة - كالنصيرية - أن الله - عز وجل - حل في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأنه هو الإله؛ حيث حلت فيه الألوهية.
وذلك من عقائدهم الأساسية.
ولهذا تراهم يمجدون قاتله ابن ملجم، ويحبونه، ويخطِّؤون من يلعنه، أو يذكره بسوء.(1/1598)
وهذا من المفارقات العجيبة، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب؛ فلماذا يحبون ابن ملجم مع أنه قتل علي بن أبي طالب الذي يؤلهونه ويعبدونه من دون الله؟
الجواب: أنهم يزعمون أنه خلص اللاهوت من الناسوت بقتله، وبذلك تخلص اللاهوت من ظلمة الجسد، وكدره!!(5)
وكذلك الحال بالنسبة للدروز القائلين بألوهية (الحاكم بأمر الله) فهم يعتقدون أن له حقيقةً لاهوتية لا تدرك بالحواس ولا بالأوهام، ولا تعرف بالرأي ولا بالقياس مهما حاول الإنسان أن يعرف كنهها؛ لأن هذا اللاهوت ليس له مكان، ولكن لا يخلو منه مكان، وليس بظاهر كما أنه ليس بباطن حتى إنه لا يوجد اسم من الأسماء، ولا صفة من الصفات يطلق عليه!!
ويرون أن الناسوت لا ينفصل عن اللاهوت؛ وذلك أن الحجاب هو المحجوب، والمحجوب هو الحجاب؛ فالناسوت في اللاهوت مثل الخط من المعنى(6).
وقل مثل ذلك في اعتقاد بعض طوائف الصوفية أن الله - عز وجل - قد حل في بعض مشايخهم.
سادساً: أقسام الاتحاد: الاتحاد أو وحدة الوجود - كما مر - ينقسم إلى قسمين:
1- الاتحاد العام: وهو اعتقاد كون الوجود هو عين الله - عز وجل -.
بمعنى أن الخالق متحد بالمخلوقات جميعها.
وهذا هو معنى وحدة الوجود، والقائلون به يسمون الاتحادية، أو أهل وحدة الوجود كابن الفارض، وابن عربي، وغيرهما.
يقول الشيخ عبدالرحمن الوكيل -رحمه الله- عن ابن الفارض: "يؤمن هذا الصوفي ببدعة الاتحاد، أو الوحدة سمها بما شئت، بصيرورة العبد رباً، والمخلوق خلاقاً، والعدم الذاتي الصرف وجوداً واجباً.
وإذا شئت الحق في صريح من القول، فقل: هو مؤمن ببدعة الوحدة، تلك الأسطورة التي يؤمن كَهَنَتُها بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله في صورة مادية، أو ذهنية، فكان حيواناً وجماداً وإنساً وجناً وأصناماً وأوثاناً.(1/1599)
وكان وهماً وظناً وخيالاً، وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله عينَ ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال؛ لأنها هي هو في ماهيته ووجوده المطلق، أو المقيد، وكل ما يقترفه البُغاة من خطايا، وما تنهش الضاريات من لحوم، أو تَعْرَق من عظام فهو فعل الرب الصوفي، وخطيئته وجرمه"(7).
ثم تناول -رحمه الله- قصيدة ابن الفارض التائية المليئة بما يقرر وحدة الوجود بشيء من الشرح والتحليل.
ومن ذلك قول ابن الفارض مقرراً عقيدة وحدة الوجود:
جَلَتْ في تجليها الوجودَ لناظري = ففي كل مرئيٍّ أراها برؤيةفهو يزعم أن الذات الإلهية هتكت عنه حجب الغَيْريَّة، وجلت له الحق المغيب، فرأى حقيقة الله متعينة بذاتها في كل مظاهر الوجود.
ويقول:
فوصفي إذا لم تدع باثنين وصفُها = وهيئتها - إذ واحدٌ نحن - هيئتي يزعم أن كل ما وصف به الله نفسه فالموصوف به على الحقيقة هو ابن الفارض؛ لأنه الوجود الإلهي الحق في أزليته، وأبديته، وديموميته، وسرمديته.
ويقول:
فإن دُعيَتْ كنتُ المجيبَ وإن أكن = منادى أجابت من دعاني ولبتِويقول - وبئس ما يقول -:
وكلُّ الجهات الستِّ نحوي توجهت = بما تمَّ من نسك وحجٍ وعمرةِ
لها صلواتي بالمقام أقيمها = وأشهد فيها أنها ليَ صلتِ
إلى أن يقول - قبحه الله -:
ففي النشأة الأولى تراءت لآدم = بمظهر حوَّا قبل حكم البنوةٍ
وتظهر للعشاق في كل مظهرٍ = من اللبسْ في أشكال حُسْنٍ بديعةِ
ففي مرة (لبنى) وأخرى (بثينة) = وآونة تُدعى (بعَزَّة) عَزَّتِ
يزعم أن ربه ظهر لآدم في صورة حواء، ولقيس في صورة لبنى، ولجميل في صورة بثينة، ولكثيِّر في صورة عزَّة.
فما حواء أم البشر إلا الحقيقة الإلهية، وما أولئك العشاق سَكِرت على شفافههن خطايا القبل المحرمة، وتهاوت بُنْيَةُ اللهفة الجسدية الثائرة تحت شهوات العشاق، ما أولئك جميعاً سوى رب الصوفية تجسد في صور غَوَانٍ تطيش بهُدَاهُنَّ نزوةٌ وَلْهَى، أو نشوةٌ سكرى، أو رغبة تتلظى في عين عاشق!!(8).(1/1600)
ومن أهل وحدة الوجود ابن عربي، ومن أقواله في ذلك:
العبد ربٌّ والرب عبدٌ = يا ليت شعريْ مَن المكلف
إن قلت: عبدٌ فذاك ربٌّ = أو قلت: ربٌّ أنَّى يكلف(9)وقوله: "سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها"(10).
وقوله: "إن العارف من يرى الحق - الله - في كل شيء، بل يراه عين كل شيء"([11]).
2- الاتحاد الخاص: هو اعتقاد أن الله - عز وجل - اتحد ببعض المخلوقات دون بعض.
فالقائلون بذلك نزهوه من الاتحاد بالأشياء القذرة القبيحة، فقالوا إنه اتحد بالأنبياء، أو الصالحين، أو الفلاسفة، أو غيرهم.
فصاروا هم عين وجود الله - جل وعلا -.
كقول بعض فرق النصارى: إن اللاهوت اتحد بالناسوت، فصارا شيئاً واحداً.
وهذا بخلاف القائلين بالحلول فهم يرون أن له طبيعتين لاهوتيةً وناسوتيةً.
فالاتحادية قالوا بواحد، والحلولية قالوا باثنين.
ولا ريب أن القول بالحلول أو الاتحاد أعظم الكفر والإلحاد عياذاً بالله.
ولكن الاتحاد أشد من الحلول؛ لأنه اعتقاد ذات واحدة، بخلاف الحلول -كما مر-.
ثم إن القول بأنه اتحد في كل شيء أعظم من القول بأنه اتحد في بعض مخلوقاته.
وبالجملة فإن اعتقاد الحلول والاتحاد اعتقاد ظاهر البطلان، وقد جاء الإسلام بمحوه من عقول الناس؛ لأنه اعتقاد مأخوذ من مذاهب، وفلسفات ووثنيات هندية، ويونانية، ويهودية ونصرانية، وغيرها تقوم على الدجل، والخرافة.
ــــــــــــــــــــ
[1]- انظر الكليات للكفوي ص389.
[2]- التعريفات ص92.
[3]- التعريفات ص9.
[4]- انظر شرح الشيخ صالح آل الشيخ للحموية (مصور).
[5]- انظر الحركات الباطنية د. محمد أحمد الخطيب ص356، والنصيرية ص119.
[6]- انظر الحركات الباطنية ص223-238.
[7]- هذه هي الصوفية ص24-25.
[8]- انظر هذه هي الصوفية ص24-25.
[9]- الفتوحات المكية 1/2.
[10]- الفتوحات المكية 2/604، وانظر هذه هي الصوفية ص35.
[11]- نصوص الحكم ص374، وانظر هذه هي الصوفية ص35.
---
الطبيب
08-21-2006, 03:25 PM(1/1601)
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على هذا البيان الشافي ..
---
مهند شيخ يوسف
08-21-2006, 07:10 PM
بحث طيب وفوائد جميلة !
---
بدر الجبر
08-25-2006, 02:32 PM
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل؛ فقد غمرتنا بعلمك ولطفك وتواضعك، ولا غرو فما زلنا ننهل من كتبك وموقعك المتجدد:
http://www.toislam.net/index.asp
نفع الله بك الإسلام والمسلمين.
---
(1/1602)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير على المذهب :
---
التفسير على المذهب :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-17-2006, 04:00 AM
"والتفسير على المذهب " مصطلح استعمله ابن تيمية عند تصنيفه لمناهج التفسير ، حيث بين أن هذا التصنيف ينبغي أن لا يقوم على الأساس التاريخي، أو على أساس الكتاب والسنة وأقوال السلف من صحابة وتابعين .
وقد بينا سابقا أن المنهج النقلي هو الذي له أصل في الدين إذ يرتكز على هذه المبادئ الأربعة ، وقد يتجاوزها إلى الإستدلال والإستنباط ، ولكن مع استحضارها دائما في وعي المفسر بحيث تكون عملية الإجتهاد إما قائمة على نص، أو غير تعارضة معه، كما يراعي فيها عدم التعارض مع مقاصد الشريعة.
أما التفسير على المذهب فهو التفسير الذي لا أصل له في الدين حيث ينطلق من أصول ابتدعها مشايخ الطرق الصوفية، وأصحاب المذاهب الكلامية والفلسفية ويعتبرونها هي الأصل الذي ينبغي أن يقاس عليه . وفي ذلك يقول ابن تيمية :"إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان ، فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرق والإختلاف صار أهل التقرف والإختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان ،ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم ، عليها يعتمدونفي التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسول وغير ذلك ، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به ، وما خالفها تأولوه. فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك ، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن ، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول بل أن يدفع منازعه عن الإحتجاج بها".(1/1603)
وهذا النص يوضح لنا أن الخلاف بين أهل السنة ومن عداهم من فلاسفة ، ومتكلمين ، وصوفية خلاف جوهري وليس خلافا جوهريا وليس خلافا عرضيا أو لفظيا كما يدعي البعض، إذ إن الأصول التي يعتمدها أهل السنة في التفسير ، وفي مباحثهم العقدية هي غير الأصول التي يعتمدها أهل البدع والضلالة ، كما ان المقصد من البحث يختلف تماما .
والامر لا يختلف عن هذا كثيرا في ما يتعلق بالموقف السلفي ، والموقف الصوفي من تفسير النص القرآني حيث نجد السلف -كما أسلفنا - ينطلق من القرآن ، ويعتبره هو مصدر المعرفة الوحيد ،ومعين الحقيقة الذي لا ينضب ، فمنه يغترف ،وإليه يلجأ. أما الصوفية فموقفهم مخالف تماما ، فهم يعتبرون الذوق والوجد هو مصدر المعرفة الحقة، ومعنى ذلك أن المعرفة ينبغي أن تنطلق من ذات الإنسان لا من شيء خارج عنه.وقد ترتب عن نظريتهم في المعرفة أن صاروا يعبدون
الله بالذوق والوجد، لا بالشرع والإتباع، ويفضلون الأولياء على الانبياء "وأما عرافهم الذين يعلمون حقيقة قولهم فيعلمون أنه ليس الأمر كذلك، ويقولون ما يقول ابن عربي ونحوه أن الأولياء أفضل من الأنبياء وأن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء . وأن جميع الأنبياء يستفيدون معرفة الله من مشكاة خاتم الأولياء ، وأنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يأتي خاتم الأنبياء . فإنهم متجهمة متفلسفة ، يخرجون أقوال المتفلسفة والجهمية في قالب الكشف".
فالموقف الصوفي هو نفس الموقف الكلامي أو الفلسفي، وإن بدا الإختلاف في الظاهر في الأدوات المعرفية ، حيث يعتمد الأوائل على الذوق والوجد والمكاشفة، ويعتمد الآخروه على العقل وحكمة اليونان. والهدف والمقصد واحد وهو نسخ الشرائع والتحلل منها وإفشاء الزندقة والإلحاد في الأمة . ولعل ذلك هو ما خول لنا جمع تفسيرات المتكلمة والفلاسفة والصوفية تحت عنوان : التفسير على المذهب .(1/1604)
ويمكننا أن نحدد وجوه الإختلاف بين أهل السنة وغيرهم من المتكلمة والفلاسفة والصوفية في النقط التالية :
1- أهل السنة يعتمدون الأصول الأربعة ، وهي الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وإجماع التابعين ، وهي عندهم أصل وحجة يقيسون عليها كل ما سواها، ولا تقاس على غيرها ، مع مراعاة التدرج والترتيب المذكور أثناء مباشرة عملية تفسير الخطاب القرآني . أما المتكلمون، والفلاسفة ، والصوفية فكل واحد منهم يجعل العقل أو الذوق أو أقوال المشايخ وحكماء اليونان حجة وأصلا يقيس عليه كل ما خالفه من كتاب وسنة وأقوال الصحابة والتابعين .
2- أهل السنة ينظرون في القرآن وهم مسلمو القياد له ، ويعتبرونه أميرا يتبع، ويحاولون الوصول إلى الحقيقة من خلاله . وأما تعامل المتكلمين والفلاسفة والصوفية مع القرآن فينقسم إلى قسمين :
أ- ينظرون في القرآن قصد البرهنة على أصولهم الفاسدة ، فليس هناك تجرد للحقيقة ، كما أن الموضوعية العلمية تكون غائبة تماما مما يضطرهم إلى التعسف في تأويل النصوص، وهو ما عبر عنه أهل السنة بلَي عنق النص.
ب- أما النصوص التي ليس لهم فيها حجة بل تتعارض بينا مع مقرراتهم وأصولهم ، وتعذر عليهم تأويلها وفق ما يؤمنون به، فإنهم يحاولون أن يتناولوها لا لتوافق مذهبهم ، ولكن حتى لا يجد فيها معارضهم حجة يعارضهم بها.
وهذا كله يوضح ان عملية تفسير القرأن الكريم عند هؤلاء القوم لم تكن عملية نزيهة ولا موضوعية ولا علمية، بل كانت عملية مغرضة -في اغلب الأحيان- تستهدف حمل النص على مقرراتهم وأصولهم التي يؤمنون بها.(1/1605)
3- أهل السنة يعتبرون ما جاءت به الانبياء هو الحق الذي لا حق بعده، وكل ما دونه فهو باطل ووسوسة من الشيطان أما المتكلمة والفلاسفة فإنهم -خاصة الفلاسفة- يعتقدون بأن الأنبياء لم يأتوا بالحق ، ويجوزون عليهم الكذب من أجل المصلحة. وهم بصفة عامة يرفعون من شأن العقل ويدعون بأن الحسن ما حسنه العقل والقبيح ما قبحه العقل، مما يجعل حكم العقل مقدما على حكم الشرع. وفي ذلك -لا محالة - إهدار للنص مهما ادعوا من أن المقصد ليس هو المفاضلة بين النقل والعقل، ولكن الواقع ولسان الحال ينطقان بذلك.
4- أهل السنة وهم يفسرون القرآن الكريم لا يتجاوزون ظاهر اللغة إلى ما يسمى الآن بمعنى المعنى او المعنى الثاني ، أو الباطن، بتعبير الصوفية والروافض وسائر غلاة الشيعة والزنادقة والملاحدة. أما المتكلمة والفلاسفة فهم يتركون ظاهر النص الواضح الدلالة الذي تعززه نصوص أخرى من القرآن أو من السنة النبوية ، وهو الذي يوافق مقاصد الشريعة ، ويتجاوزونه إلى المعنى الثاني او المعنى الباطن، بحيث يصرفون اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح من غير ما ضرورة تحوجهم إلى ذلك إلا التعسف ورجاء فك التعارض الحاصل بين النص القرآني وبين مقرراتهم ومعتقداتهم.
وهذا هو نفس ما توصلت إليه الدكتورة فوقية حسين ، وهي بصدد بحثها المتعلق بالإمام الأشعري ، حيث عقدت مقارنة بين المنهج السلفي والمنهج الإعتزالي في التفسير ، وفي بحث القضايا العقدية بصفة عامة ، فتبين لها أن : "أسلوب أهل الإعتزال لا يمكن أن يشترك مع وقفة السلف الصالح بحيث يتيسر استخراج موقف وسط بينهم ، فكل منهما على طرف نقيض من الأخرى ، فبينما ينطلق المعتزلة من أصول ذهنية ، لا تلتزم بالمعاني الدينية ، نجد السلف يشرعون من دلالة النص المنزل ويحرصون على استجلاء المعاني من كلمات الله تبارك وتعالى".(1/1606)
وقد أكدت ذلك في نصوص سابقة حيث أوضحت أن التأويل الصحيح لنصوص الخطاب القرآني هو الذي تمثله عملية تفسير السلف الصالح للنصوص المتشابهة ، أي النصوص المشكلة التي اشكل معناها على الخواص، أو التي تحتمل أكثر من معنى -على ما سنبين مستقبلا- حيث واجهوا هذه النصوص كما هي من غير أن يفرضوا عليها أنساقا فكرية معينة، وعقائد ومللا ونيحلا قد تتعارض مع حقائق الدين الإسلامي التي اوضحتها الآيات المحكمات من الذكرالحكيم .
فهذا الموقف يبين لنا أن السلف الصالح كانوا يستقون معارفهم من القرآن والسنة ، ويجعلون هواهم تبعا لما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم- وهو غير الموقف الإعتزالي ، أو الصوفي ،أو الفلسفي الذي يواجه النص القرآني بأنساق فكرية ، وأذواق ومواجيد ، ويحاول أن يجعل القرآن ناطقا بها ،ومعبرا عنها : "ولما كان التأويل الصحيح له أصول، فقد أبرزها رجال السلف الصالح وبينوها من خلال التطبيق ، أي من خلال تناولهم للنصوص لبيان معانيها . وينطلق جميعهم من الوقفة التالية وهي :
مواجهة النص المنزل بدون افكار مسبقة ، أي بدون أنسقة فكرية أو مذاهب في تفسير الوجود أو المعرفة ، تؤدي إلى إخراج النص عن حقيقته، وبعبارة أخرى إعطاء مكان الصدارة والأولوية للنص المنزل ليكشف عن مضمونه من واقع الفهم اللغوي للألفاظ ، وبالستعانة بالنصوص المنزلة الأخرى، وبمختلف اصول التفسير . وهذا ما كان من أحمد بن حنبل ، فقد أثبت النصوص المنزلة وفسرها على النحو الذي تؤدي إليه الألفاظ معطيا للنص الأولوية في الكشف عن مضمونه.(1/1607)
وهناك نصوص أخرى لابن تيمية توضح أن الخلاف بين أهل السنة والمتكلمين والفلاسفة والصوفية ، في ما يخص تفسير الخطاب القرآني ، خلاف جوهري . وهذا أحد تلك النصوص التي تؤكد ما قررناه سابقا : "فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعا لما جاء به الرسول ، ولا يتقدم بين يديه ، بل ينظر ما قال ، فيكون قوله تبعا لقوله،وعلمه تبعا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله ، ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول، وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول، فمنه يتعلم وبه يتكلم ، وفيه ينظر ويتفكر ، وبه يستدل، فهذا أصل أهل السنة. وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول، بل على ما رأوه أو ذاقوه ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلا لهم يبالوا بذلك، فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا أو حرفوها تأويلا".
فهذا النص يوضح أن أهل البدع -والمقصود المتكلمون والفلاسفة والصوفية - إذ ينظرون في القرآن الكريم لا يكون قصدهم من ذلك البحث عن الحقيقة بقدر ما هو تعزيز مقرراتهم ومعتقداتهم بدليل نقلي ، فإن عجزوا عن ذلك تأولوا النص أو فوضوا علمه لله تعالى.
ولما كان تحريف النص القرآني ناتجا عن سوء الفهم وحسن النية ، وسلامة المقصد مرة ، وأخرى عن معرفة ، وقصد وإصرارا على نصرة الباطل - كما هو الحال عند الجهمية والزنادقة وهم أسلاف المعتزلة وغيرهم م الفرق الكلامية - فإن حكم أهل السنة عليهم تنوع(1/1608)
حسب هذين الأمرين ، بحيث يؤثمونهم إذا أخطأوا الفهم ولم يتعمدوا التحريف ، بل إنهم يؤتمونهم حتى وإن أصابوا ، لأنهم لم يتبعوا في بحثهم طريق الرسول وهديه ، مما يجعل طريقهم غير مامون ومحفوفا بالأخطار، فلئن أصابوا هذه المرة فمن المؤكد أنهم سيخطئون في المرات القادمة . وفي ذلك يقول شارح العقيدة الطحاوية : "وكيف يتكلم في أصول الدين من لا يتلقاه من الكتاب والسنة ، وإنما يتلقاه من قول فلان ؟! وإذا زعم أنه يأخذه من كتاب الله لا يتلقى تفسير كتاب الله من أحاديث الرسول ، ولا ينظر فيها ، ولا فيما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان، والمنقول إلينا عن الثقات النقلة الذين تخيرهم النقاد ، فإنهم لم ينقلوا نظم القرآن وحده، بل نقلوا نظمه ومعناه، ولا كانوا يتعلمون القرآن كما يتعلم .....، ....يتعلمونه بمعانيه . ومن يسلك سبيلهم فإنما يتكلم برأيه، ومن يتكلم برأيه والسنة فهو مأجور وإن أخطأ ، لكن إن أصاب يضاعف أجره ".
وأما إذا حرفوا النصوص عن علم وقصد فإنهم يخرجونهم من الملة : "إن من فسر القرآن أو الحديث وتاوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه . وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد ، وهو معلوم البطلان بالاضطراب من دين الإسلام ".
وهو نفس حكم ابن أبي العز (731هـ/792هـ) وإن كان تعبيره غير قوي ولا شديد اللهجة كما هو الشأن بالنسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية (661هـ/728هـ) وهذا نص قوله : "لا يثبت إسلام من لم يسلم لنصوص الوحيين وينقاد إليها ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه ".
ويمكننا أن نقسم التفسير على المذهب إلى قسمين رئيسيين هما :
1- التفسير بالرأي أو المنهج العقلي في التفسير .
2- التفسير الصوفي والإشاري أو المنهج الكشفي في التفسير .
التفسير بالرأي أو المنهج العقلي في التفسير :(1/1609)
وينبغي أن نوضح أن سلف هذه الأمة لم يعارضوا علم الكلام في ذاته ، ولا حاربوا الإستدلال العقلي-كما يزعم البعض- إذا كان القصد منه نصرة الدين والدفاع عن حقائقه بإقامة الأدلة العقلية والنقلية على صحتها ، بل ذموا ما خاض فيه علماء الكلام والفلاسفة من أمور غيبية صادموا فيها منطوق النصوص الصريحة . وفي ذلك يقول ابن تيمية : "والسلف لم يذموا الكلام، فإن كل آدمي يتكلم ، ولا ذموا الإستدلال والنظر والجدل الذي أمر الله به رسوله ، والإستدلال بما بينه الله ورسوله ، بل ولا ذموا كلاما هو حق . بل ذموا الكلام الباطل وهو المخالف للكتاب والسنة ، وهو المخالف للعقل أيضا وهو الباطل .
فالكلام الذي ذمه السلف هو الكلام الباطل وهو المخالف للشرع والعقل.
وقد يظن البعض أن هذا القول مجاف للحقيقة ، إذ نقل عن جلة من علماء السلف تحريم الخوض في علم الكلام، ومنهم الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل ، والإمام سفيان الثوري، ولكن تحريمهم لذلك لا ينبغي أن يؤخذ على عمومه، بل لا بد من تفصيل وتخصيص . فهم لم يحرموا منه إلا الكلام الباطل وهو المخالف للعقل والنقل، أما ما كان هدفه الذب عن العقيدة ونصرة الدين بالأدلة العقلية وعلى هدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنهم لم يحرموه ولم يعارضوه بل حبذوه ، حتى إن الإمام أحمد ليعتبر من منة الله على الامة أن قيض لها علماء يدافعون عن عقيدتها وينصرون دينها بالدليل النقلي والعقلي من غير تحريف للنصوص أو تزييف للحقائق : "الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الآذى يحيون بكتاب الله الموتى ، ويصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم".(1/1610)
وتعلق الدكتورة فوقية حسين على هذا النص بقولها :"فإذا كان قد رفض الكلام فإنه لا يرفض مواقف الدفاع عن العقائد التي حمد الله من أجل أنه سبحانه قد جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يهدون الضال والتائه ، وإنه يرفض الكلام ويعني به مواقف المخالفين في العقائد . فابن حنبل يقر موقف الدفاع عن العقيدة كلما اقتضى الامر ذلك، وهو ما فعله إزاء موقف جهم عندما شرع في مواجهة النصوص المنزلة وفي رأسه فكرة مسبقة هي فكرة أن الله (روح- ، وهو مالم يذكره الله سبحانه وتعالى عن نفسه فبين له خطأ موقفه ، كما لجأ إلى الشرح والتبسيط بأمثلة لتقريب فكره" .
وقد ذهب إلى التفصيل في هذا الأمر الإمام الغزالي (ت505هـ) حيث بين في كتابه "إحياء علوم الدين " أن علم الكلام "فيه منفعة وفيه مضرة : فهو في وقت الإنتفاع حلال، أو مندوب ، أو واجب كما يقتضيه الحال ، وهو باعتبار مضرته وقت الإستضرار ومحله حرام".
وقد بين أهل السنة أن محاربة السلف الصالح لعلم الكلام ليس لأنه أمر حادث في الأمة ولم يكن فيها من قبل ، أي أنه بدعة ، ولا لأنه يدافع عن الدين والعقيدة عن طريق الإستدلال العقلي، ولكنهم ناصبوه العداء وشنوا عليه حربا شعواء لما فيه من تحريف وكذب ، وفي ذلك يقول ابن أبي العز الحنفي (731هـ/792هـ) :
"والسلف لم يكرهوه لمجرد كونه اصطلاحا جديدا على معان صحيحة ، كالإصطلاح على ألفاظ العلوم الصحيحة ، ولا كرهوا أيضا الدلالة على الحق والمحاجة لأهل الباطل، بل كرهوه لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق ، ومن ذلك : مخالفتها للكتاب والسنة وما فيه من علوم صحيحة ، فقد وعروا الطريق إلى تحصيلها وأطالوا الكلام في إثباتها مع قلة نفعها".(1/1611)
كما أنهم حاربوا علم الكلام لأن ضرره كان أعظم بكثير من نفعه فهو بما أثاره من شبهات قد فتح الباب أمام الزنادقة والملاحدة للطعن في الدين، حيث إنهم كانوا يثيرون الشبهة بأسلوب منطقي وعقلي قوي السبك، متين الإرتباط ، ويردون الشبهة ذاتها بأسلوب بارد، خال من أي حجة منطقية أو دليل عقلي يفندها ، وقد كان ذلك مدعاة لتقرير الشبهة ، وإثارة الشك والريبة في حقائق الدين ويقينياته . وقد نص على ذلك الإمام الغزالي (ت505هـ) في كتابه " الإحياء" فقال :"فأما مضرته فإثارة الشبهات ، وتحريك العقائد وإزالتها عن الجزم والتصميم ، وذلك مما يحصل بالإبتداء ، ورجوعها بالدليل المشكوك فيه، ويختلف فيه الأشخاص ، فهذا ضرره في اعتقاد الحق، وله ضرر في تأكيد اعتقاد البدعة وتثبيتها في صدورهم".
والمتكلمون قد اعتمدوا -نتيجة الجدل الدائر بينهم وبين بعض زنادقة وملاحدة الشعوب الدخيلة - على نفس الأدوات والمناهج التي يعتمدونها قصد إقناعهم من خلال ما يؤمنون به، ولكن هذه العملية قد جنت على الفكر الإسلامي جناية عظيمة ، حيث ربطت أصوله ومبادئه بفلسفات الشعوب الدخيلة ، كما أنها وضعت حقائقه ويقينياته موضع تساؤل واستفسار، كما أنها سوت بينها وبين الخرافات والأساطير الوافدة من الشرق أو الغرب، كما ان المتكلمين أقحموا عقلهم في موضوعات ومباحث هو غير مؤهل للخوض فيها، مما جعلهم يقعون في شراك الحيرة والشك والجهل والتناقض. وفي ذلك يقول ابن تيمية (661هـ/728هـ) : "وأيضا فمن اعتبر ما عند الطوائف الذين لم يعتصموا بتعليم الأنبياء وإرشادهم وإخبارهم وجدهم كلهم حائرين ، ضالين، شاكين ، مرتابين، أو جاهلين جهلا مركبا" .
وابن تيمية -رحمه الله - يفرق بين فريقين من المتكلمين ، وإن كان جميعا مبدعة :(1/1612)
1- أما الفريق الأول من المتكلمين فهم الذين اعتبروا متشابه القرآن محكما، ومحكمه متشابها، وعلى رأس هؤلاء الخوارج . وفي ذلك يقول: " وهؤلاء أضل ممن تمسك بما تشابه عليه من آيات الكتاب ، وترك المحكم النصارى والخوارج وغيرهم، إذ كان هؤلاء أخذوا بالمتشابه من كلام الله وجعلوه محكما، وجعلوا المحكم متشابها".
2- أما الفريق الثاني من المتكلمين فهم الذين وضعوا أصولا غير الكتاب والسنة، بحيث جعلوا أقوال مشايخهم البدعية محكمة يجب اتباعها والإهتداء بها، واعتبروا من خالفهم أو عارضهم فيها إما كافرا أو جاهلا. وفي ذلك يقول ابن تيمية : "وعمدة الطائفتين في الباطن غير ما جاء به الرسول، يجعلون أقوالهم البدعية محكمة يجب اتباعها واعتقاد موجبها ، والمخالف إما كافر وإما جاهل لا يعرف هذا الباب ، وليس له علم بالمعقول ولا بالأصول، ويجعلون كلام الله ورسوله الذي يخالفها من المتشابه الذي لا يعرف معناه إلا الله ، او لا يعرف معناه إلا الراسخون في العلم . والراسخون عندهم من كان موافقا لهم على ذلك القول، وهؤلاء أضل ممن تمسك بما تشابه عليه من آيات الكتاب وترك المحكم ".(1/1613)
وقد دفع هذا الموقف أهل السنة إلى مناقشة المحكم والمتشابه مناقشة مستفيضة ، حتى إننا لنجد الإمام القرطبي (ت671هـ) يحاول في تفسيره جمع كل الأقوال على طريقة السلف في رواية الخلاف، ، ثم يثبت ما يراه صحيحا ، فينفي أن يكون المتشابه مما استأثر الله تعالى بعلمه ، وذلك لأنه ينطلق من القاعدة المنهجية التي ألزم أهل السنة أنفسهم بها. ومفادها أنه لا يوجد في القرآن الكريم ما لا يدرك علمه، ومما هو من قبيل الطلسمات التي لا يستطيع الإنسان فك أسرارها. وفي ذلك يقول : "وليس هذا من معنى الآية في شيء ، فإن قوله تعالى {كتاب أحكمت آياته}، أي في النظم والرصف وأنه حق من عند الله ، ومعنى {كتابا متشابها} أي يشبه بعضه بعضا، ويصدق بعضه بعضا وليس المراد بقوله {آيات محكمات}{وأخر متشابهات} هذا المعنى ، وإنما المتشابه في هذه الآية من باب الإحتمال والإشتباه من قوله {إن البقر تشابه علينا} أي التبس علينا، أي يحتمل أنواعا كثيرة من البقر ، والمراد بالمحكم ما في مقابلة هذا، وهو ما لا التباس فيه ولا يحتمل إلا وجها وحدا وقيل: إن المتشابه ما يحتمل وجوها ثم إذا ردت الوجوه إلى وجه واحد وأبطل الباقي صار المتشابه محكما ، فالمحكم أبدا أصل ترد إليه الفروع، والمتشابه هو الفرع".(1/1614)
وابن تيمية له نفس الرأي وإن كان أكثر تفصيلا واستيعابا للموضوع، ولما لشعثه ، فهو يثبت أن المتشابه ليس هو ما لا يدرك علمه إلى الله ، لأن هذا هو مفهوم التفويض الذي يلجأ إليه أهل البدع كلما واجهتهم آية صريحة تعارض مذهبهم، وصعب أو امتنع عليهم تأويلها فيجعلونها من المتشابه الذي لا يعلمه إلى الله . وهذا نص قوله: "والمتفرقة من أهل الضلال تجعل لها دينا وأصول دين قد ابتدعوه برأيهم، ثم يعرضون على ذلك القرآن والحديث ، فإن وافقه احتجوا به اعتضادا لا اعتمادا، وإن خالفه فتارة يحرفون الكلم عن مواضعه ، ويتأولونه على غير تأويله وهذا فعل أئمتهم ، وتارة يعرضون عنه ويقولون نفوض معناه إلى الله وهذا فعل عامتهم".
وفضلا عن ذلك فإن المتشابه أمر نسبي لا يشترك فيه كل الناس، ثم هناك آيات محكمات لا تشابه فيها على الإطلاق مما يتعين معه حمل المتشابه من آي الذكر الحكيم على محكمه : "إن التشابه أمر نسبي ، فقد يتشابه عند هذا ما لا يتشابه عند غيره، ولكن ثم آيات محكمات لا تشابه فيها على أحد، وتلك المتشابهات إذا عرف معناها صارت غير متشابهة ، بل القول كله محكم" .
وقد يعترض أحد على هذا المسلك بأن بعض السلف الصالح -وهو ما حكاه عنهم القرطبي في الجزء الثاني من تفسيره- يقولون إن المتشابه هو ما لا يعلمه إلا الله . ولكن ابن تيمية يرد هذه الشبهة انطلاقا من القاعدة المنهجية التي تنص على التفريق بين تأويل الآية ومعرفة معناها ، فالتأويل الذي استأثر الله بعلمه هو إدراك الحقيقة الخارجية للقضايا الغيبية ، أي معرفتها على ما هي عليه في واقع أمرها، وليس هو معرفة معناها: "ومن قال من السلف إن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله فقد أصاب أيضا، ومراده بالتأويل ما استأثرالله بعلمه ، مثل وقت الساعة ، ومجيء أشراطها ، ومثل كيفية نفسه وما أعده في الجنة لأوليائه".(1/1615)
والواقع أن المعتزلة خاصة والفرق الكلامية والفلسفية عامة ليست أفكارهم إلا صدى للأصول التي اعتقدوها ، وحكموها في عملية تفسير النصوص الشرعية، وللقواعد المنهجية التي ابتكروها بغية الإنتصار للرأي أو للمذهب . ففي مسألة المحكم والمتشابه لم يقفوا عند المفهوم القرآني ، وإنما جعلوا كل ما تعارض مع مذهبهم أو قولهم أو رأيهم متشابها والمحكم هو ما اعتقدوه ، ومن ثم فإن ابن تيمية حاول أن يحصر جميع معاني المحكم والمتشابه فوجدها لا تخرج عن ثلاث وهي:
1- المحكم في مقابل المتشابه وفيه يقول :"وتارة يكون الإحكام في التأويل والمعنى، وهو تمييز الحقيقة المقصودة من غيرها حتى لا تشتبه بغيرها ، وفي مقابلة المحكمات الآيات المتشابهات التي تشبه هذا وتشبه هذا فتكون محتملة للمعنيين . قال احمد : المحكم الذي ليس فيه اختلاف، والمتشابه الذي يكون في موضع كذا وفي موضع كذا ".(1/1616)
ثم بين أن هذا التفريق بين الآيات المحكمات والأخر المتشابهات لا يستفاد منه أن المحكم هو ما يعلم تفسيره ، والمتشابه هو ما استأثر الله بعلمه، إذ إن أهل السنة يفرقون بين فهم الآية وإدراك معناها ، وبين تأويلها. ومفاده الوقوف على الحقيقة العينية للقضايا الغيبية ، أي إدراكها على ما هي عليه في عالم الشهادة : "ولم يقل في المتشابه لا يعلم تفسيره ومعناه إلا الله، وإنما قال : {وما يعلم تأويله إلى الله} ، وهذا هو فصل الخطاب بين المتنازعين في هذا الموضع، فإن الله أخبر أنه لا يعلم تأويله إلى هو ، والوقف هنا على ما دل عليه أدلة كثيرة ، وعليه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجمهور التابعين، وجماهير الأمة ولكن لم ينف علمهم بمعناه وتفسيره بل قال : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته }، وهذا يعم الآيات المحكمات والآيات المتشابهات ، وما لا يعقل له معنى لا يتدبر. وقال : {أفلا يتدبرون القرآن} ولم يستثن شيئا منه نهى عن تدبره ، والله ورسوله إنما ذم من اتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فأما من تدبر المحكم والمتشابه كما أمره الله وطلب فهمه ومعرفة معناه فلم يذمه الله، بل أمر بذلك ومدح عليه".
2- المحكم في مقابل نسخ ما ألقاه الشيطان : "إن الإحكام تارة يكون في التنزيل فيكون في مقابلته ما يلقيه الشيطان ، فالمحكم المنزل من عند الله أحكمه الله أي فصله من الإشتباه بغيره، وفصل منه ما ليس منه فإن الإحكام هو الفصل والتمييز، والفرق والتحديد الذي به يتحقق الشيء ويحصل إتقانه. ولهذا دخل فيه معنى المنع كما دخل في الحد، فالمنع جزء معناه لا جميع معناه" .(1/1617)
3- المحكم في مقابل النسخ مطلقا: "وتارة يكون الإحكام في إبقاء التنزيل عند من قابله بالنسخ الذي هو رفع ما شرع وهو اصطلاحي، أو يقال- وهو أشبه بقول السلف- كانوا يسمون كل رفع نسخا سواء كان رفع حكم أو رفع دلالة ظاهرة . وإلقاء الشيطان في أمنيته قد يكون في نفس لفظ المبلغ، وقد يكون في سمع المبلغ وقد يكون في فهمه، كما قال: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} ..الآية . ومعلوم أن من سمع النس الذي قد رفع حكمه أو دلالة له فإنه يلقي الشيطان في تلك التلاوة اتباع ذلك المنسوخ فيحكم الله آياته بالناسخ الذي به يحصل رفع الحكم وبيان المراد، وعلى هذا التقدير فيصح أن يقال : المتشابه المنسوخ بهذا الإعتبار".(1/1618)
ومن هذا المنطلق ناقش ابن تيمية وغيره من اهل السنة -كالإمام أحمد بن حنبل ، والإمام الطبري (224هـ/310هـ) والإمام أبي الحسن الاشعري(260هـ/324هـ) والإمام ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) والإمام ابن العز الحنفي (731هـ/792هـ) - كثيرا مما ذهبت إليه بعض الفرق الكلامية والفلسفية من إنكار بعض الحقائق الغيبية لتشبثهم بالمتشابه من القرآن الكريم ، وعدم رده إلى محكمه باعتباره أصلا ولعل السبب في فتنتهم هو تشبثهم وإيمانهم بقاعدة منهجية خاطئة عقليا وعلميا وهي قياس الغائب على الشاهد، أي قياس الأمور الغيبية على ما هو معهود في حياة في البشر اليومية، وهو ما يعرف في اصطلاحات أهل الكلام بعالم الشهادة. وفي ذلك يقول ابن تيمية : "وفي هذا رد على اليهود ، والنصارى ، والصابئين من المتفلسفة وغيرهم فإنهم ينكرون أن يكون في الجنة أكل وشرب ولباس ونكاح ، ويمنعون وجود ما اخبر به القرآن. ومن دخل في الإسلام ونافق المؤمنين تأول ذلك على أن هذه أمثال مضروبة لتفهيم النعيم الروحاني إن كان من المتفلسفة الصابئة المنكرة لحشر الأجساد ، وإن كان من منافقة الملتين المقرين بحشر الأجساد تأول ذلك على تفيهم النعيم الذي في الجنة من الروحاني والسماع الطيب والروائع العطرة . فكل ضال يحرف الكلم عن مواضعه إلى ما اعتقد ثبوته ، وكان في هذا أيضا متبعا للمتشابه ، إذ الأسماء تشبه الأسماء والمسميات تشبه المسميات ، ولكن تخالفها أكثر مما تشابهها . فهؤلاء يتبعون هذا المتشابه {ابتغاء الفتنة} بما يوردونه من الشبهات على أمتناع أن تكون في الجنة هذه الحقائق {وابتغاء تأويله} ليردوه إلى المعهود الذي يعلمونه في الدنيا ، قال الله تعالى {وما يعلم تأويله إلا الله}، فإن تلك الحقائق قال الله فيها {فلا تعلم نفس ما أخفى لهم نم قرة أعين}، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل " .(1/1619)
وقد أنكر أهل السنة عامة وابن تيمية خاصة على المتكلمين والفلاسفة أن تكون أسماء الله وصفاته من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله : " من قال : إن هذا من المتشابه ، وأنه لا يفهم معناه فنقول أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ، ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية ، ونفى أن يعلم أحد معناه".
وقد ناقش ابن تيمية المعتزلة في نفيهم للصفات بدعوى أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلى الله فبين أننا لا نفهم من جميع الصفات والأسماء معنى واحد ، بل إننا نفهم من العلم غير ما نفهمه من القدرة ، وما نفهمه من الإستواء هو غير ما نفهمه من النزول . ويمكن أن نطبق ذلك على جميع الصفات والاسماء، فليس هناك خلط بينها ، بل هناك الوضوح والتباين في معانيها جملة وتفصيلا: " فيقال لمن ادعى في هذا أنه متشابه لا يعلم معناه : أتقول هذا في جميع ما سمى الله ووصف به نفسه أم في البعض ؟ فإن قلت : هذا في الجميع ، كان هذا عناد ظاهرا وجحدا لما يعلم بالإضطرار من دين الإسلام بل كفر صريح ، فإنا نفهم من قوله : {إن الله بكل شيء عليم} معنى ، ونفهم من قوله : {إن الله على كل شيء قدير} معنى ليس هو الأول، ونفهم من قوله : {ورحمتي وسعت كل شيء } معنى ، ونفهم من قوله :{إن الله عزيز ذو انتقام } معنى ، وصبيان المسلمين بل وكل عاقل بفهم هذا".(1/1620)
ومن خلال هذه المناقشة يمكننا أن نتبين منهج أهل السنة في تفسير آيات الصفات، فهم يصفون الله بما وصف به نفسه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل، وإنما يمرون الآيات كما جاءت ، وفي ذلك يقول الإمام ابن كثير (701هـ/774هـ) : "وأما قوله تعالى {ثم استوى على العرش} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها ، وإنما نسلك في هذا المقال مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد الشافعي، وأحمد وإسحاق بن راهويه، وغيرهم، من أئمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله ، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء {وهو السميع البصير} ، بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال : من شبه الله بخلقه كفر ، ومن
حجد ما وصف الله به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله،ونفى عن الله تعالى النقائض فقد سلك سبيل الهدى".
وعلى ذلك درج أهل السنة في تفسير آيات الصفات، وهو خلاف المنهج الذي اتبعه المعتزلة وغيرهم من المتكلمين والفلاسفةالذين حاولوا تنزيه الخالق عز وجل عن المشابهة للحوادث فوقعوا في المحظور، بأن نفو الصفات أو عطلوها. بل إن ابن تيمية يوضح أن المعتزلة قد وقعوا في التناقض عندما أثبتوا الأسماء ونفوا الصفات :"وإن كان ممن يثبت الأسماء وينفي الصفات كالمعتزلة قيل له في الصفات ما يقوله هو في الأسماء. فإذا كان يثبت حيا عالما قادرا ، وهو لا يعرف من هو متصف بذلك إلا جسما كان إثبات أن له علما وقدرة كما نطق به الكتاب والسنة".(1/1621)
ثم إن هذه المصطلحات التي استعملها المتكلمون والفلاسفة ليست مصطلحات إسلامية أصيلة، فيه لم تستعمل لا في القرآن ولا في السنة بالمعنى الذي نصوا عليه بل هي غير موجودة في اللغة بالمعنى الذي استعملوها به : "ومثل هذا لفظ المركب، والجسم ، والتحيز ، والجوهر، والجهة ، والحيز ، والعرض، ونحو ذلك ، فإن هذه الألفاظ لم تأت في الكتاب والسنة بالمعنى الذي يريده أهل الإصطلاح ، بل ولا في اللغة ، بل هم يخصون بالتعبير بها عن معان لم يعبر غيرهم عنها بها ، فتفسر تلك المعاني بعبارات أخر ، وينظر مادل عليه القرآن من الأدلة العقلية والسمعية، وإذا وقع الإستفسار والتفصيل تبين الحق من الباطل".(1/1622)
كما بين ابن تيمية أن القول بالتجسيم قول مبتدع،وإن كان يقصد به تنزيه الله -سبحانه وتعالى- عن المشابهة للحوادث من جهة ، والرد على ملاحدة الشعوب الوافدة الذين لازالت فيهم بقية من شوائب دياناتهم الوثنية . ذلك أن هذا التنزيه لم يأت على هدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يسمع مقالات اليهود التي يصفون فيها الله تعالى بصفات فيها نوع من التجسيم الصريح، ورغم ذلك لم يقل لهم إنكم مجسمون . ومن تم قام الدليل النقلي على فساد وبطلان هذا المنهج الذي اتبعه المتكلمون والفلاسفة وخاصة منهم المعتزلة :"ولهذا لم لما ذكروا المقالات الباطلة في الرب جعلوا يردونها بأن ذلك تجسيم ، كما فعل القاضي ابو بكر في هداية المسترشدين وغيره، فلم يقيموا حجة على أولئك المبطلين ، وردوا كثيرا مما يقول اليهود بأنهم تجسيم . وقد كان اليهود عند النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة ، وكانوا أحيانا يذكرون له بعض الصفات، كحديث الحبر ، وقد ذم الله اليهود على أشياء كقولهم :{إن الله فقير}وإن يده مغلولة وغير ذلك، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم - قط إنهم يجسمون ، ولا إن في التوراة تجسيما ولا عابهم بذلكن ولا رد هذه الأقوال الباطلة بأن هذا تجسيم كما فعل ذلك من فعله النفاة ".
وقد لاحظ أهل السنة أن هناك فرقا بين منهج المتكلمين ومنهج الفلاسفة في تفسير الذكر الحكيم، فالمتكلمون يقوم منهجهم على الأسس التالية:
1- لا يجوزون الكذب على الأنبياء والرسل .
2- يعظمون القرآن ويهتمون بتفسيره .
3- يقرون بأن القرآن يشتمل على الأدلة العقلية .
ولولا مشاركتهم للفلاسفة ، وأخذهم عنهم في الأمور العقلية ، ومخالفتهم لمنهج الأنبياء والرسل في الأمور الغيبية التي لا سبيل لمعرفتها وإدراكها إلا عن طريق الوحي، لكانوا أقرب ما يكون لأهل السنة .
وأما الفلاسفة فمنهجهم يقوم على الأسس التالية :
1- لا يستدلون بما جاء به الرسل من وحي.(1/1623)
2- الرسول لم يأت بعلم يستفيد منه الناس، وإنما خاطبهم خطابا جمهوريا واعظا ومذكرا.
3- جوزوا الكذب على الأنبياء والرسل من أجل المصلحة.
4- القرآن لا يشتمل على أدلة عقلية .
ومن ثم وجدنا الفلاسفة لا يعتنون بعلوم القرآن وتفسيره ، ولا بالحديث وعلومه وحتى إن فعلوا ذلك فمن أجل أن يتعلق الناس بهم ، لا لأنهم اقتقدوا صحته وضرورة الإهتداء بهديه، والإقتداء بنوره، وفي ذلك يقول ابن تيمية :
" إن أولئك القوم -الفلاسفة- من أبعد الناس عن الإستدلال بما جاء به الرسول، فإن الرسول بعث بالبينات والهدى ، يبين الأدلة العقلية، ويخبر الناس بالغيب الذي لا يمكنهم معرفته بعقولهم، وهؤلاء المتفلسفة يقولون : إنه لم يفد الناس علما بخبره ولا بدلالته ،وإنما خاطب الناس خطابا جمهوريا ليصلح به العامة فيعتقدوا في الرب والمعاد اعتقادا ينفعهم ، وإن كان كذبا وباطلا. وحقيقة كلامهم أن الأنبياء تكذب فيما أخبرت به ، لكن كذبا للمصلحة ، فامتنع أن يطلبوا من خبرهم علما. وإذا لم تكن أخبارهم مطابقة للمخبر فكيف يثبتون أدلة عقلية على ثبوت ما أخبروا به ... ولهذا لا يعتنون بالقرآن ولا بتفسيره ، ولا بالحديث وكلام السلف، وإن تعلموا من ذلك شيئا فلأجل تعلق الجمهور به ليعيشوا بينهم بذكره ، لا لاعتقادهم موجبه في الباطن ".(1/1624)
ورغم هذه الفروق المنهجية بين المتكلمين والفلاسفة فإنهم أخطأوا جميعا في تفسير القرآن الكريم، ذلك أن مقصدهم من التفسير لم يكن نزيها . فهم يعتقدون معتقدات مخالفة لما في القرآن ، ثم يحاولون حمل معاني القرآن عليها . وفي ذلك تقول الدكتورة فوقية حسين : "فإذا أردنا أن نتبين حقيقة موقف الزنادقة والجهمية وهم أسلاف المعتزلة ، نجد أنهم يصدرون عن بضعة أفكار مستقاة من آراء ومعتقدات غريبة عن الإسلام ، وهذا ما يتبين من واقع عرض ابن حنبل عندما يتحدث عن (السمنية) ولقائهم مع جهم ... ثم المعتزلة الذين ورد ذكرهم عند ابن حنبل ... فهؤلاء وإن لم يتعرض لذكر أصولهم كاملة إلا أنهم في وقته كانت أصولهم الخمسة تمثل النسق الفكري الذي يصدرون عنه عند مواجهتهم للعقائد ، الأمر الذي يجعل وقفتهم تختلف في أساسها عن وقفة السلف، لأنهم لا يعطون مكان الصدارة للنص المنزل قرآنا كان أم سنة، وإنما يضعون في المقدمة نسقهم الفكري الذي يجيء النص المنزلة بعد ذلك من أجل الإستدلال به على صحته ، الأمر الذي أخرجهم عن التفسير الصحيح، فجاء تأويلهم على غير تأويله".
وخطأهم لم يكن في الدليل وحده، أو المدلول وحده،بل أخطأوا فيهما معا. وخطأهم في الدليل جاء نتيجة صرفهم الآيات عن معانيها ومدلولاتها الحقيقية وذلك عن طريق تأويل اللفظ تأويلا مجازيا، أو لغويا، أو نحويا بحيث يصير متطابقا مع ما ذهبوا إليه، ومجافيا للسياق القرآني ولأيات أخرى تضمنت نفس اللفظ وأما الخطأ في المدلول فهو نتيجة طبيعية لمصادرة النصوص القرآنية أو النصوص من الحديث النبوي الشريف ، بحيث يكون ما وصلوا إليه متعارضا تماما مع نصوص صريحة لا مجال لتأويلها.(1/1625)
وعدد ابن تيمية الفرق الكلامية التي أخطأت في الدليل والمدلول عند تفسيرها للقرآن الكريم فقال : "فالذين أخطأوا في الدليل والمدلول مثل طوائف من أهل البدع اعتقدوا مذهبا يخالف الحق الذي عليه الأمة الوسط الذين لا يجتمعون على ضلالة كسلف الأمة وأئمتها ، وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم ، تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها، وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون به الكلم عن مواضعه .
ونم هؤلاء فرق الخوارج، والروافض، الجهمية ، والمعتزلة ، والقدرية، والمرجئة ، وغيرهم" .(1/1626)
ونمثل للخطأ في الدليل والمدلول في تفسير القرآن الكريم بتفسيرهم لآيات الصفات نحو تفسير المعتزلة لقوله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}. فقد فسروها بما يوافق مقرراتهم وهي نفي الصفات -لاعتقادهم أن ذلك هو التنزيه الشامل والكامل لله تعالى - وترتب عن ذلك قولهم بنفي الرؤية وذلك بأنهم تساءلوا عن الكيفية التي تتم بها الرؤية، فلكي تتم الرؤية لابد وأن يكون هناك رائي ومرئي، ومسافة بينهما ، وشعاع ينطلق من المرئي . إذن فالرؤية ستتم في مكان وزمان ، وذلك يسقطنا في التجسيم المجافي لمفهوم التوحيد الخالص. وقد دفعهم هذا الامر إلى تأويل آية الرؤية السابقة الذكر ، فقالوا إن، "ناظرة" معناها منتظرة نعم ربها ، وراجية فضله ونواله، وراغبة في عطائه وكرمه، ومن ذلك ما جاء في تفسير "الكشاف" لجار الله الزمخشري (ت 528هـ) : "الوجه عبارة عن الجملة ، والناضرة من نظرة النعيم (لى ربها ناظرة) تنظر إلى ربها خاصة لا تنظر إلى غيره، وهذا معنى تقديم المفعول . ألا ترى إلى قوله : {إلى ربك يومئذ المستقر"، "إلى ربك يومئذ المساق"، "إلى الله تصير الأمور"، "وإلى الله المصير"، " وإليه ترجعون"، "عليه توكلت وإليه أنيب"، كيف دل فيها التقديم على معنى الإختصاص . معلوم أنهم ينظرون إلى أشياء لا يحيط بها الحصر ، ولا تدخل تحت العدد في محشر يجتمع فيه الخلائق كلهم، فإن المؤمنين نظارة ذلك اليوم، لأنهم الآمنون الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون فاختصاصه والذي يصح معه أن يكون من قول الناس أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي تريد معنى التوقع والرجاء. ومنه قول القائل :
وإذا نظرت إليك من ملك ** والبحر دونك زدتني نعما
... والمعنى أنهم لا يتوقعون النعمة والكرامة إلا من ربهم كما كانوا في الدنيا لا يخشون ولا يرجون إلا إياه".
وقد بين أهل السنة خطأ المعتزلة -وغيرهم من المتكلمة - في تفسير هذه الآية المدلول ، وذلك من جانبين :(1/1627)
1- الجانب الأول هو ما تنبه إليه ابن المنير (ت683هـ) في كتابه "الإنتصاف" - الذي تعقب فيه ما في تفسير الزمخشري من اعتزال - حيث بين أن تقديم المفعول في آية الرؤية يفيد الحصر فعلا، ولكنه لا يقوم دليلا أو حجة على انتقاء الرؤية ، وهذا نص كلامه: "قوله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}قال : الوجوه كناية عن الجملة، زقدم {إلى ربها} ليفيد الحصر إلخ . قال أحمد ما أقصر لسانه عند هذه الآية ، فكم له يدندن ويطيل في جحد الرؤية ، ويشقق القباء ، ويكثر ويتعمقه . فلما فغرت هذه الآية فاه صنع في مصادمتها بالإستدلال على أنه لو كان المراد الرؤية لما انحصرت بتقديم المفعول لأنها حينئذ غير منحصرة على تقدير رؤية الله تعالى ، وما يعلم أن المتمتع برؤية جمال وجه الله تعالى لا يصرف عنه طرفه ولا يؤثر عليه غيره، ولا يعدل به عز وعلا منظورا سواه، وحقيق له أن يحصر رؤيته إلى من ليس كمثله شيء، ونحن نشاهد العاشق في الدنيا إذا أظفرته برؤية محبوبه لم يصرف عنه لحظة ولم يؤثر عليه، فكيف بالمحب لله عز وجل إذا أحظاه النظر إلى وجهه الكريم".
2- أما الجانب الثاني فقد تكفل به ابن أبي العز الحنفي (731هـ/792هـ) وذلك في رده على المعتزلة الذين تأولوا (ناظرة) في الآية السالفة الذكر، بمعنى منتظرة، حيث استقصى المعاني اللغوية السياقية لمادة "نظر" ليثبت أن "نظر" إذا جاءت بعدها "إلى" فهي تفيد الرؤية ، ولا معنى لها غير ذلك في هذا السياق : "إن النظر له عدة استعمالات بحسب صلاته وتعديه بنفسه فإن عدى بنفسه فمعناه : التوقف والإنتصار : {انظرونا نقتبس من نوركم} الحديد : 13 . وإن عدى ب "في" فمعناه : التفكر والإعتبار، كقوله {أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض} الأعراف: 184 . وإن عدى ب "إلى" فمعناه : المعاينة بالأبصار، كقوله تعالى : {انظروا إلى ثمره إذا أثمر } الأنعام : 99 فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر؟ ".(1/1628)
وقال في نص سابق مؤكذا هذه الحقيقة :"وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله ، في هذه الآية ،وتعديته بأداة "إلى" الصريحة في
نظر العين ، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافه حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله".
أما الخطأ في المدلول فيتمثل في نفيهم للرؤية ، وهي ثابتة بنص القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وفي ذلك يقول ابن كثير : "وقال آخرون من المعتزلة بمقتضى ما فهموه من الآيات أنه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة . فخالفوا أهل السنة والجماعة في ذلك، مع ما ارتكبوه م الجهل بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله. أما الكتاب فقوله تعالى :{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }، وقال تعالى عن الكافرين :{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}. قال الإمام الشافعي فدل هذا على أن المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك وتعالى. وأما السنة فقد تواترت الأخبار عن أبي سعيد وأبي هريرة وأنس وجريج وصهيب وبلال ، وغير واحد من الصحابة عن النبي ، أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات ، وفي روضات الجنات ".(1/1629)
وقد بين ابن ابي العز أن أحاديث الرؤية قد رواها نحو ثلاثين صحابيا، وعمل ابن خزيمة (ت 311هـ) على روايتها في مصنفه "كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل "قد وزع هذه الآحاديث على خمسة أبواب أولها : (باب ذكر البيان أن الله عز وجل ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيامة، برهم وفاجرهم وإن رغمت أنوف الجهمية المعطلة المنكرة لصفات خالقنا جل ذلكره) . وأما الباب الخامس فقد خصصه للأحاديث التي تثبت رؤية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لله رب العالمين ، وعنونه ب (باب ذكر الأخبار الماثورة في إثبات رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم - خالقه). وكل هذه الأحاديث التي ذكرها ابن خزيمة (223هـ/311هـ) صريحة في أن المؤمنين سيرون الله تعالى يوم القيامة ، وقد صادرتها مقولة نفي الرؤية عند المعتزلة وأسلافهم من جهمية وزنادقة .(1/1630)
ولم يقتصر الأمر على ما تأوله المعتزلة وغيرهم من الفرق الكلامية التي تؤمن بما جاء في القرآن الكريم، وبما أخبر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإن كانت مبتدعة ، بل تطور الأمر تطورا خطيرا، بحيث أصبح تأويل القرآن يهدف إلى التحلل من الشعائر والشرائع ، وتأويلها تاويلا باطنيا على نحو فعل القرامطة وهم من غلاة الشيعة : "فإنهم يدعون أن للقرآن والإسلام باطنا يخالف الظاهر فيقولون: "الصلاة" المأمور بها ليست هذه الصلاة ، أو هذه الصلاة إنما يؤمر بها العامة. أما الخاصة فالصلاة في حقهم معرفة اسرارنا . و"الصيام" كتمان أسرارنا . و "الحج" السفر إلى زيارة شيوخنا المقدسين. ويقولون : إن "الجنة" للخاصة، هي التمتع في الدنيا باللذات ، و"النار" هي التزام الشرائع والدخول تحت أثقالها، ويقولون : إن "الدابة" التي يخرجها الله للناس هي العالم الناطق بالعلم في كل وقت، وإن "إسرافيل" الذي ينفخ في الصور هو العالم الذي ينفخ بعلمه في القلوب حتى تحيا، و "جبريل " هو العقل الفعال الذي تفيض عنه الموجودات ، و"القلم" هو العقل الأول الذي تزعم الفلاسفة أنه المبدع الأول".(1/1631)
كما أن تأويلاتهم الباطنة تهدف إلى النيل من صاحب الرسالة ، والإزراء به -عليه الصلاة والسلام- وبأصحابه وأزواجه -رضوان الله عليهم أجمعين : "ثم إنه لسبب تطرف هؤلاء ، وضلالهم دخلت الرافضة الإماءية ثم الفلاسفة ثم القرامطة وغيرهم في ما هو أبلغ نم ذلك، وتفاقم الأمر في الفلاسفة والقرامطة والرافضة ، فإنهم فسروا القرآن بأنواع لا يقضي العالم منها عجبه، فتفسير الرافضة كقولهم : {تبت يدا أبي لهب} وهما أبو بكر وعمر، و {لئن أشركت ليحبطن عملك} أي بين أبي بكر وعمر وعلي في الخلافة ، و{إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} هي عائشة . و {قاتلوا أئمة الكفر} طلحة والزبير، و {مرج البحرين} علي وفاطمة ، و {اللؤلؤ والمرجان} الحسن والحسين، {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} في علي بن أبي طالب ، و {عم يتساءلون عن النبأ العظيم} علي بن أبي طالب ، و{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}هو علي . ويذكرون الحديث الموضوع بإجماع أهل العلم، وهو تصدقه بخاتمه في الصلاة، وكذلك قوله : {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} نزلت في علي لما أصيب بحمزة " .(1/1632)
كما عاب ابت تيمية على المفسرين التعسف في تفسير بعض آي الذكر الحكيم، وصرفها عن المعنى الظاهر المراد إلى معنى باطن مجاف للسياق القرآني : " ومما يقارب هذا- من بعض الوجوه- ما يذكره كثير من المفسرين في مثل قوله {الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار}، أن الصابرين رسول الله ، والصادقين أبو بكر ، والقانتين عمر ، والمنفقين عثمان ، والمستغفرين علي ، وفي مثل قوله {محمد رسول الله والذين معه} أبو بكر ، {أشداء على الكفار} عمر {رحماء بينهم} عثمان،{تراهم ركعا سجدا} علي . وأعجب من ذلك قول بعضهم {والتين}أبو بكر، {والزيتون } عمر، {وطور سينين} عثمان {وهذا البلد الأمين} علي ، وأمثال هذه الخرافات التي تتضمن تارة تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال ، فإن هذه الألفاظ لا تدل على هؤلاء الأشخاص" .
---
(1/1633)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهجية الإمام الهبطي
---
منهجية الإمام الهبطي
---
علال بوربيق
12-21-2006, 08:48 PM
أهل التفسير :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لازالت الدراسات القرآنية تعاني في بلاد الجزائر من جفاف في الأقلام، وقلما تظهر دراسة محكمة تعالج موضوعا من موضوعات القرآن الكريم ، لا يرجع هذا قطعا إلى مسألة النبوغ ، فالنبوغ المغربي مشهود له ، ولا إلى قلة الأفكار التي تخطر بالبال، ولكنه في رأي تقاعس عن حمل القلم، والكتابة به فقد عَلَّمتْ المدرسة الجزائرية لتلميذها أن القلم الذي يكتب به دروسها يسمى : " قلم جاف "، وعلى الرغم من محاولة رجال الاصلاح تغيير هذا الاسم واستبداله بـ" السيالة "، والاسم كما تعلمون له تأثير على المسمى وقد قيل قديما :
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب *** إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
ولكن تأثيرات المدرسة كانت هي القوى ...
وعلى الرغم من هذا كله لا زالت بعض الأقلام تكتب، ولازالت قريحتها تنتج
والشيخ: ابن حنيفية زين العابدين واحد من الذين لهم اهتمام كبير بالدراسات القرآنية؛ فقد أصدرت له هذه الأيام دار الإمام مالك مؤلفا بعنوان : " منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم ." تناول هذا الكتاب مسألة الوقف الهبطي، والتي توليها بلدان المغرب العربي عناية كبيرة لدرجة أن بعض حفظت القرآن الكريم بهذه البلاد إذا لم تلتزم أمامه بهذه الأوقاف فلست في عداد الحفاظ للقرآن الكريم.
الكتاب مليء بالفوائد العلمية في باب الوقف لكنه كُتِبَ على الطريقة القديمة؛ فالكتاب لا يحمل طابع البحوث الأكاديمية
المعاصرة.
فهرس الكتاب
- مقدمة .
- الفصل الأول :
الوقف – تعريفه – أقسامه – حكمه .
- الفصل الثاني :
تجزئة القرآن - ومراعاة السياق
- الفصل الثالث :
ابن أبي جمعةالهبطي، ومنهجيته في أوقافه .(1/1634)
- الفصل الرابع :
دراسة نماذج من أوقاف الهبطي .
تنبيه : حاولت تحميل الصورة عدة مرات فلم أفلح
قال صادق الرافعي : " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحملون قوة المدافع، لا من يحملون ألواحا من خشب ."
---
د. أنمار
12-22-2006, 12:48 AM
وانظر غير مأمور ما سبقت الإشارة إليه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6155
---
(1/1635)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مسألة في الصفات للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي
---
مسألة في الصفات للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي
---
أبو مهند النجدي
08-31-2006, 04:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (3)
مسألة في الصفات
تأليف : الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي
تحقيق
عبدالله بن يوسف الجديع
نُشر هذا التحقيق في العدد الأول (ص 281)
---
أبو مهند النجدي
09-18-2006, 05:56 AM
رابط من مكتبة مشكاة
http://www.almeshkat.net/books/open....t=10&book=2658
رابط من صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2814
---
(1/1636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير : الحلقة الخامسة .
---
من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير : الحلقة الخامسة .
---
أبو زينب
08-07-2005, 12:01 AM
يقول الحق سبحانه و تعالى في سورة الأنبياء
" و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " : 107
ركز جل المفسرين في كتبهم على معنى الرحمة و على معنى العالمين . و جاءت كتاباتهم بالمعاني التالية :
1- أنه صلى الله عليه و سلم كان رحمة في الدين لأنه بُعث و الناس في جاهلية و ضلالة
2- أنه رحمة في الدنيا لأنهم تخلصوا بسببه من كثير من الحروب و ذلك مصداق قوله صلى الله عليه و سلم ( إني لم أبعث لعانا و إنما بعثت رحمة ) { رواه مسلم عن أبي هريرة}
3- أنه كان رحمة لأتباعه من المؤمنين فقد جاء بما يسعدهم إن اتبعوه .
4- أنه كان رحمة لغير المؤمنين بتأخير عقوبتهم بسببه و بأمنهم به من عذاب الاستئصال .
أما ابن عاشور فقد انفرد في تفسيره بما يلي :
1- الوصف الجامع :
جاءت هذه الآية مشتملة على وصف جامع لبعثة محمد صلى الله عليه وسلم ومزيتها على سائر الشرائع مزية تناسب عمومَها ودوامها، وذلك كونها رحمة للعالمين، فهذه الجملة عطف على جملة{ وجعلناها وابنها آية للعالمين } [الأنبياء: 91] ختاماً لمناقب الأنبياء، وما بينهما اعتراض واستطراد.
ولهذه الجملة اتصال بآية{ وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون }[الأنبياء: 3].
ووزانها في وصف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وزان آية: { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان }[الأنبياء: 48] وآية:{ ولقد آتينا إبراهيم رشده } [الأنبياء: 51] والآيات التي بعدهما في وصف ما أوتيه الرسل السابقون .
2- اثنا عشر معنى خصوصيا في أربعة و عشرين حرفا :(1/1637)
صيغت هاته الآية بأبلغ نظم إذ اشتملت - بوجازة ألفاظها - على مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ومدح مرسله تعالى، ومدح رسالته بأن كانت مظهر رحمة الله تعالى للناس كافة وبأنها رحمة الله تعالى بخلقه.
فهي تشتمل على أربعة وعشرين حرفاً بدون حرف العطف الذي عطفت به، ذكر فيه :
الرسول،
ومرسله،
والمرسَل إليهم،
والرسالة،
وأوصاف هؤلاء الأربعة،
مع إفادة عموم الأحوال،
واستغراق المرسل إليهم،
وخصوصية الحصر،
وتنكير { رحمة } للتعظيم، إذ لا مقتضى لإيثار التنكير في هذا المقام غير إرادة التعظيم وإلا لقيل: إلا لنرحم العالمين، أو إلا أنك الرحمة للعالمين. وليس التنكير للإفراد قطعاً لظهور أنّ المراد جنس الرحمة وتنكير الجنس هو الذي يعرض له قصد إرادة التعظيم.
فهذه اثنا عشر معنى خصوصياً، فقد فاقت أجمع كلمةٍ لبلغاء العرب، وهي:
قِفا نَبْككِ من ذِكرَى حبيبٍ ومنزل
إذ تلك الكلمة قصاراها كما قالوا: «أنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل» دون خصوصية أزيد من ذلك فجمَع ستة معان لا غير. وهي غير خصوصية إنما هي وفرة معان. وليس تنكير «حبيب ومنزل» إلا للوحدة لأنه أراد فرداً معيّناً من جنس الأحباب وفرداً معيناً من جنس المنازل، وهما حبيبه صاحب ذلك المنزل، ومنزلُه.
3 – اتحاد الرسول بالرحمة و انحصاره فيها :(1/1638)
... واعلم أن انتصاب { رحمة } على أنه حال من ضمير المخاطب يجعله وصفاً من أوصافه فإذا انضم إلى ذلك انحصار الموصوف في هذه الصفة صار من قصر الموصوف على الصفة. ففيه إيماء لطيف إلى أن الرسول اتحد بالرحمة وانحصر فيها، ومن المعلوم أن عنوان الرسُولية ملازم له في سائر أحواله، فصار وجوده رحمةً وسائر أكوانه رحمة. ووقوع الوصف مصدراً يفيد المبالغة في هذا الاتحاد بحيث تكون الرحمة صفة متمكنة من إرساله، ويدلّ لهذا المعنى ما أشار إلى شرحه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " إنما أنا رحمة مهداة " وتفصيل ذلك يظهر في مظهرين: الأول تخلق نفسه الزكية بخلق الرحمة، والثاني إحاطة الرحمة بتصاريف شريعته.
.... ولهذا خصّ الله محمداً صلى الله عليه وسلم في هذه السورة بوصف الرحمة ولم يصف به غيره من الأنبياء، وكذلك في القرآن كله، قال تعالى: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم }[التوبة: 128] وقال تعالى:{ فبما رحمة من الله لنت لهم }[آل عمران: 159] أي برحمة جبلَك عليها وفَطرك بها فكنت لهم لَيِّناً.
4 - العالمين ...حتى الحيوان :
والتعريف في { العالمين } لاستغراق كل ما يصدق عليه اسم العالم. والعالَم: الصنف من أصناف ذوي العلم، أي الإنسان، أو النوع من أنواع المخلوقات ذات الحياة كما تقدم من احتمال المعنيين في قوله تعالى:{ الحمد لله رب العالمين }[الفاتحة: 2](1/1639)
* فإن أريد أصناف ذوي العلم فمعنى كون الشريعة المحمدية منحصرة في الرحمة أنها أوسع الشرائع رحمة بالناس فإن الشرائع السالفة وإن كانت مملوءة برحمة إلا أن الرحمة فيها غير عامة إمّا لأنها لا تتعلق بجميع أحوال المكلفين، فالحنيفية شريعة إبراهيم عليه السلام كانت رحمة خاصة بحالة الشخص في نفسه وليس فيها تشريع عام، وشريعة عيسى عليه السلام قريبة منها في ذلك؛ وإما لأنها قد تشتمل في غير القليل من أحكامها على شدّة اقتضتها حكمة الله في سياسة الأمم المشروعة هي لها مثل شريعة التوراة فإنها أوسع الشرائع السالفة لتعلقها بأكثر أحوال الأفراد والجماعات، وهي رحمة كما وصفها الله بذلك في قوله تعالى: { ثم آتينا موسى الكتاب تماماً على الذي أحسن وتفصيلاً لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون }[الأنعام: 154]، فإن كثيراً من عقوبات أمتها جعلت في فرض أعمال شاقة على الأمة بفروض شاقة مستمرة قال تعالى: { فبظلم من الذين هادوا حرّمنا عليهم طيبات أحلّت لهم } وقال: {فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم } إلى آيات كثيرة.
لا جرم أن الله تعالى خصّ الشريعة الإسلامية بوصف الرحمة الكاملة. وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى فيما حكاه خطاباً منه لموسى عليه السلام:{ ورَحمتي وسِعت كل شيء فسأكتبها للذين يتّقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } [الأعراف: 156ـ157] الآية. ففي قوله تعالى: { وسعت كل شيء } إشارة إلى أن المراد رحمة هي عامة فامتازت شريعة الإسلام بأن الرحمة ملازمة للناس بها في سائر أحوالهم وأنها حاصلة بها لجميع الناس لا لأمة خاصة.
وأما رحمة الإسلام بالأمم غير المسلمين فإنما نعني به رحمته بالأمم الداخلة تحت سلطانه وهم أهل الذمة. ورحمته بهم عدمُ إكراههم على مفارقة أديانهم، وإجراءُ العدل بينهم في الأحكام بحيث لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم في الحقوق العامة.(1/1640)
* وإن أريد بـ { العالمين } في قوله تعالى: { إلا رحمة للعالمين } النوع من أنواع المخلوقات ذات الحياة فإن الشريعة تتعلق بأحوال الحيوان في معاملة الإنسان إياه وانتفاعه به. إذ هو مخلوق لأجل الإنسان، قال تعالى:{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً }[البقرة: 29] وقال تعالى:{ والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤف رحيم }[النحل: 5ـ7].
وقد أذنت الشريعة الإسلامية للناس في الانتفاع بما يُنتفع به من الحيوان ولم تأذن في غير ذلك. ولذلك كُره صيد اللهو وحرم تعذيب الحيوان لغير أكله، وعدّ فقهاؤنا سباقَ الخيل رخصة للحاجة في الغرو ونحوه.
ورغبت الشريعة في رحمة الحيوان ففي حديث «الموطأ» عن أبي هريرة مرفوعاً: " أن الله غفر لرجل وجد كلباً يلهثُ من العطش فنزل في بئر فملأ خفّه ماء وأمسكه بفمه حتى رقِي فسقَى الكلب فغفر الله له ". أما المؤذي والمضرّ من الحيوان فقد أُذن في قتله وطرده لترجيح رحمة الناس على رحمة البهائم. وهي تفاصيل الأحكام من هذا القبيل كثرة لا يعوز الفقيه تتبعها.
اهـ
رحم الله الشيخ ابن عاشور و جمعنا الله و إياه - برحمته الواسعة - مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين .
---
عبدالرحمن الشهري
08-09-2005, 07:39 AM
جزاك الله خيراً يا أبا زينب على مواصلة إتحافنا بهذه الفرائد العلمية التي تميز بها تفسير الطاهر بن عاشور. وفي الحق إن للطاهر بن عاشور نَفَساً علمياً مميزاً ، لإجادته وإتقانه لكثير من العلوم ، وتوفيق الله له لاستنباط كثير من المسائل والأحكام من الآيات والأحاديث ، وفوق ذلك تميزه بصفاء لغته العربية ، وجمال ديباجته وبيانه. رحمه الله رحمة واسعة ، وأعانك الله يا أبا زينب على تتبع هذه الفوائد العلمية البديعة ، في هذه الموسوعة العلمية : (التحرير والتنوير).
---(1/1641)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أبحث عن مخطوط في التفسير وعلوم القرآن
---
أبحث عن مخطوط في التفسير وعلوم القرآن
---
الياسمين
04-07-2006, 11:17 PM
الى من يرغب في المشاركة في الأجر فإني أريد تحقيق ودراسة مخطوط فى التفسير أو علوم القرآن تعم به الفائدة وأسأل الله القبول
---
(1/1642)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الخازن والإسرائيليات للدكتور عيادة الكبيسي
---
تفسير الخازن والإسرائيليات للدكتور عيادة الكبيسي
---
أبوخطاب العوضي
02-05-2005, 02:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وإمام العلماء العاملين وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأحبابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضله وكرمه آمين .
أما بعد :
فليس الغرض من هذا البحث الكتابة عن شخصية الإمام الخازن وبيان مكانته العلمية ولا عن منهجه في التفسير وإن كنت سأشير إلى شيء من ذلك باختصار وإنما الباعث على ذلك هو إماطة اللثام عن أحد الجوانب المهمة التي سلكها هذا الإمام في تفسيره " لباب التأويل " وتعريف الكثيرين بموقفه منه إذ أن هذا الجانب كان ولا يزال السبب الأكبر وربما الأوحد في إعراض كثير من الناس عن قراءة هذا التفسير أو الاعتناء به بل والإسائة إليه بالتشهير والتحذير وقد كنت أحد أولئك المعرضين وذلك : أن كلمة ألقيت في أذني منذ الصغر : أن تفسير الخازن مليىء بالاسرائيليات مشحون بالاساطير والخرافات وخال من متن العلم وتمحيص الروايات فعزفت نفسي عنه ولم أطق النظر فيه فضلاً عن القراءة والتأمل وشاء الله أن اسجل رسالتي الماجستير تحت إشراف شيخ صالح ذي فراسة - كما عهدته - وهو فضيلة الأستاذ الكبير الدكتور مصطفى أمين التازي - رحمه الله تعالى - فإذا به يقول لي ذات يوم من غير سابقمعرفة : أذهب واقرأ في تفسير الخازن مدة أسبوع !!
فقلت في نفسي : سبحان الله ! في تفسير الخازن ولم ؟! .... فقرأت على مضض ثم لم أمض طويلاً حتى بدأت نظرتي تتغير إذ بان لي عن الرجل وعن تفسيره خلاف ما سمعت كما سيتضح من خلال هذا البحث إن شاء الله تعالى .(1/1643)
ثم إني أول ما دخلت على شيخي قال لي : كيف وجدت الخازن ؟ فقلت على الفور : إنه مظلوم فقال : هذا ما أردت أن تصل إليه .
ثم إني ومن ذلك الوقت بدأت أرجع إلى تفسير الإمام الخازن - رحمه الله تعالى - وأقرأ فيه بتأن وروية متأملاً متفحصاً فتحصل لي ما أحببت أن أطلع عليه المهتمين بالدراسات التفسيرية بوجه خاص والقراء الكرام بوجه عام .
فقرات البحث :
1-تعريف مختصر بالمؤلف
2-تعريف مماثل بالتفسير
3-توضيح المراد بالإسرائيليات
4-موقف المفسر منه ويتمثل في :
أ / المزايا
ب / المآخذ
5- الخاتمة
---
أبوخطاب العوضي
02-05-2005, 02:10 AM
تعريف مختصر بالمؤلف :
هو الإمام علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحي البغدادي الصوفي المعروف بالخازن كان فقيهاًافعياً مؤرخاً عالماً بالتفسير والحديث ولد ببغداد سنة 678هـ ثم بعد أن تعلم وسمع من بعض علمائعا هاجر إلى دمشق وسمع بها أيضاً
قال ابن القاضي شهبة : كان من أهل العلم جمع وألف وحدث ببعض مصنفاته .
مصنفاته :
ألف الإمام الخازن رحمه الله في فنون مختلفة في السيرة والفقه والحديث والتفسير وأشهر مصنفاته التي ذكرها العلماء في تراجمه هي :
* الروض والحدائق في سيرة خير الخلائق صلى الله عليه وسلم وهو كتاب حافل في السيرة النبوية المباركة .
*شرح العمدة لأبي بكر الشاشي في الفروع الشافعية وسماه في الأعلام : عدة الأفهام في شرح عمدة الأحكام .
*لباب التأويل في معاني التنزيل وهو التفسير المشهور بتفسير الخازن فرغ من تأليفه يوم الأربعاء من رمضان سنة 725هـ
*مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول وهو كتاب كبير في الحديث يقع في عشر مجلدات جمع فيه بين مسندي الشافعي وأحمد والكتب الستة والموطأ وسنن الدار قطني ورتبه على الأبواب .
وكان رحمه الله كما وصفه مترجموه :(1/1644)
صوفياً ، حسن السمت ، بشوش الوحه ، كثير التودد للناس وسمي بالخازن لأنه كان خازن كتب خانقاه السميساطية بدمشق .
وفاته :
تجمع المصادر التي ترجمت له على أنه توفي بمدينة حلب سنة 741هـ رحمه الله تعالى ورضي عنه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
تعريف مختصر بالتفسير :
وتفسيره كما تقدم هو لباب التأويل في معاني التنزيل وقد اشتهر باسم تفسير الخازن ومن المهم والمفيد أن نذكر نبذة مختصرة عن بعض الجوانب المشرقة في هذا التفسير قبل الدخول في صلب الموضوع فأقول وبالله التوفيق :
من خلال ما ذكر المؤلف في مقدمته وفي ضوء ما وقفت عليه أثناء قراءتي لتفسيره أستطيع أن أجمل أبرز الجوانب التفسيرية والمزايا العلمية التي ترسم الصورة الواضحة لهذا التفسير في النقاط التالية :
1/ اهتمامه بما يتعلق بالعقيدة وانتصاره لمذهب أهل السنة ويظهر ذلك جلياً في :
أ/ تنزيهه لمقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ونفيه لكل ما يخدش عصمتهم من ذلك : توهم صدور الذنب منهم ، وعقد الفصول في إثبات عصمتهم وتوجيه ما يوهم منافاة العصمة مما حصل في قصصهم كما في قصة لوط ونوح ويوسف عليهم السلام .
ب/ رده على الفرق المبتدعة من المعتزلة والخوارج والمرجئة والرافضة وغيرهم ودحضه لمفترياتهم وتفنيد شبههم .
ج/تحريره لمذهبي السلف والخلف في آيات الصفات مع تأييده لمذهب السلف في ذلك ودعوته إلى وجوب اتباعه فيقول :
وللعلماء في آيات الصفات وأحاديث الصفات مذهبان :
أحدهما : وهو مذهب سلف هذه الأمة وأعلام أهل السنة :
الإيمان والتسليم لما جاء في آيات الصفات وأحاديث الصفات وأنه يجب علينا الإيمان بظاهرها ونؤمن به كما جاءت ونكل علمها إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى اللع عليه وسلم مع الإيمان والاعتقاد بأن الله تعالى منزه عن سمات الحدوث وعن الحركة والسكون .(1/1645)
ونقل عن الزهري والأوزاعي ومالك وابن المبارك وسفيان الثوري والليث بن سعد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية أنهم كانوا يقولون فيها أقرؤها كما جاءت بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل . ثم قال : هذا مذهب أهل السنة ومعتقد سلف الأمة .
ثم يذكر مذهب الخلف في التأويل بعد ذلك ويقول في موضع آخر : فيجب على المسلم أن يمره على ما جاء
عقد فصولاً متنوعة في بيان المعجزة وكونها دليلاً على صدق الرسل عليهم الصلاة والسلام في إثبات عذاب القبر ، في خلود الجنة والنار .... في أن الأنبياء أفضل من الملائكة والرد على من زعم خلاف ذلك ، في الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم وبيان فضلهم وغير ذلك من الفصول .
---
أبوخطاب العوضي
02-13-2005, 08:44 AM
2- اهتمامه بالتفسير بالرواية وإكثاره منه حتى ما كاد تخلو صفحة من صفحات كتابه من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أثر عن الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم .
3-عنايته بالحديث النبوي الشريف والتزامه ببيان حكمه وشرح غريبه وحل مشكلاته -إن مجدت- ودفع ما يوهم التعارض من ذلك .
وقد كان من منهجه استعمال الرموز في عزو الحديث غالباً وإنك لترى ( ق، خ، م ) ظاهرة كثيرة منورة لصفحات كتابه رحمه الله تعالى .
4- عنايته بآيات الأحكام وذكر خلاصة الحكم فيما يورده من المسائل دون التوسع غالباً في التفريعات الفقهية والخلافات المذهبية وقد يعقد الفصول لذلك .
5- اعتماده على أمهات كتب التفسير ونقله لآراء جهابذة العلماء من المفسرين والمحدثين والفقهاء وأهل اللغة وغيرهم . كمجاهد والثوري وابن عيينة والزهري وابن المبارك والخطابي والطبري والزمخشري وابن الجوزي والرازي وابن عطية والقرطبي والواحدي والأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي والزجاج والفراء والأزهري وأبي عبيد والجرجاني وغيرهم .(1/1646)
6- اعتماده أسلوب الترجيح أو التصحيح أو الجمع لكثير من الخلافات والوجوه التي يوردها وإن كان ذلك ليس مطرداً في تفسيره
7-له تحقيقات علمية نافعة مثل :
أ/ دفع توهم عزل أبي بكر بإرسال علي ببراءة رضي الله عنهما
ب/ توضيح المراد بقوله تعالى :" عفا الله عنك لم أذنت لهم " التوبة /43- والرد على من استدل بها على جواز صدور الذنوب عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
ج/تحقيق في عمر النبي صلى الله عليه وسلم عند قوله تعالى :" فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون " - يونس /16- .
د/ استنباط أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام من قوله تعالى :" فبهداهم اقتده " - الأنعام /90- .
هـ / بيان المراد من قوله تعالى : " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك " . - يونس /94- ودفع توهم حصول الشك من النبي صلى الله عليه وسلم .
و/ تحقيق في أن صلة الرحم تزيد في العمر وبيان الصحيح من أقوال العلماء في ذلك .
ز/ بيان التفسير الصحيح لقوله تعالى :" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك " - التحريم /1 - والتحقيق فيمن تظاهر على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك كثير في تفسيره - رحمه الله تعالى -
8- تتبعه لأخطاء بعض المفسرين وبيان وجه الحق في ذلك كما في مناقشته للرازي والزمخشري في قصة غرق فرعون واستبعادهما أن يدس جبريل عليه السلام الطين في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة فيقول : والجواب عن هذا الاعتراض : أن الحديث قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا اعتراض عليه لأحد ثم يقبض في الرد ودفع الإشكال في فصلين عقدهما لذلك .
وقال عن طول عوج بن عنق الذي نقله هن الإمام البغوي : فيه نظر لأن آدم عليه السلام كان طوله على ما ورد في الأحاديث الصحيحة ستين ذراعاً(1/1647)
ونقل البغوي أيضاً : أن بابل إنما سميت بذلك لأن ألسنة الناس تبلبلت من الفزع حين سقط الصرح الذي بناه نمرود بن كنعان الجبار ليصعد إلى السماء وأن لسان الناس كان قبل ذلك السريانية ثم قال :
قلت : هكذا ذكره البغوي وفي هذا نظر لأن صالحاً عليه السلام كان قبلهم وكان يتكلم العربية وكان أهل اليمن عرباً منهم : جرهم الذين نشأ إسماعيل بينهم وتعلم منهم العربية وكانت قبائل من العرب قديمة قبل إبراهيم عليه السلام مثل : طسم وجديس وكل هؤلاء عرب تكلموا في قديم الزمان بالعربية ويدل على صحة هذا : قوله تعالى :" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "
9- اهتمامه البالغ بما بهذب الأخلاق ويقوي العزائم ويزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة ويذكر بالله تعالى واليوم الآخر ولا غرو فهو الواعظ الفذ والمذكر الفطن ولذا فهو كثيراً ما يستشهد بأبيات الزهد والرقائق وينقل عن الحسن البصري وأمثاله ..... وهذا يتمشى مه جانب الهداية الذي أنزل من أجله القرآن .
10- له عناية بذكر الفصول المتنوعة فيما يرى أن له تعلقاً بالآية وكأنه يرى أن هذه الفصول ليست من باب التفسير إنما هي من باب تمام الفائدة ..... والحق أقول : إنها فصول علمية نافعة يمكن أن تستل من التفسير وتحقق تحقيقاً علمياً ثم تنشر كأبحاث مستقلة وهي كثيرة جداً ومتفاوتة بين البسط والاختصار والتوسط .
11- رده لكثير من الإسرائيليات كما سنرى بعد قليل وفي هذا يقول الشيخ الزرقاني - رحمه الله تعالى - : ومن مزاياه أنه يتبع القصة ببيان ما فيها من باطل حتى لا ينخدع بها ولا يفتن جاهل . أقول : ولو سلك - رحمه الله تعالى- هذا الخط في جميع تفسيره لكان من أحسن التفاسير وأنفعها .
12- يعنى بذكر بعض علوم القرآن كأسباب النزول لا سيما في مفتتح تفسير السور وبيان الناسخ والمنسوخ وقد يعقد لذلك فصولاً والقراءات وغير ذلك .(1/1648)
وقد عقد بعض الفصول في مقدمته مثل : جمع القرآن ، وترتيب نزوله ، وكونه نزل على سبعة أحرف وبيان معنى التفسير والتأويل وغير ذلك .
13- وضوح الأسلوب وحسن الصياغة مع مراعاة الإيجاز وحسن الترتيب بعيداً عن لغة التعقيد والغموض .
14- اختياره تفسير معالم التنزيل للإمام البغوي ت:516هـ ، وانتخابه من غرر فوائده ودرر فرائده لما له من مكانة عالية بين التفاسير وما يظنه البعض من أنه اقتصر على تلخيصه واكتفى بنقل عبارته غير صحيح بل لقد زاد عليه فوائد و فرائد في جوانب من العلم متعددة وله عليه بعض الملاحظات كما أنه حافل بالنقول الأخرى والتحقيقات وغير ذلك مما يتضح لمن يقلب صفحات التفسير ومما تجدر ملاحظته هنا أن تفسير البغوي تفسير بالرواية وتفسير الخازن تفسير بالدراية .
15- وقد جاء التفسير شاملاً لكل آيات الكتاب الكريم متوسط الحجم حيث يقع في أربع مجلدات من القطع الكبير وقد طبع عدة طبعات .
16- وبالجملة : فهذا التفسير معدود ضمن التفاسير بالدراية وأنه قد توافرت فيه الشروط التي لا بد منها لأباحة التفسير بالرأي كما قد اشتمل على جملة واسعة من الأحاديث والآثار .
هذا : وقد يقال : إن بعض ما ذكرته في هذه الجوانب هو من لوازم التفسير فلا ميزة للخازن فيها ونقول : إن الغرض من هذا العرض المختصر الدفاع عن الخازن وتفسيره في أنه لا يقل شأناً عن جل التفاسير النافعة وإنه حري بالدراسة والانتفاع به بدل التحذير منه والتنفير عنه والله اعلم
وأما الإسرائيليات : فسنجعل الكلام حولها في أربع نقاط :
الأولى : في معناها وبيان المراد منها .
الثانية : أن الخازن لم يكن بدعاً في ذكرها.
الثالثة : في مزايا تفسيره فيها .
الرابعة : في المآخذ .
---
أبوخطاب العوضي
02-15-2005, 08:29 AM
أما عن الأولى ، فنقول :(1/1649)
الإسرائيليات : جمع مفرده : إسرائلية وهي قصة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي والنسبة إلى بني إسرائيل والنسبة في مثل هذا تكون لعجز المركب الإضافي لا لصدره وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام .
وهو كمصطلح لم يتحث عنه المتقدمون وإنما تحدث عنه عدد من الباحثين المحدثين .
ولفظ الإسرائيليات وإن كان يدل بظاهره على اللون اليهودي للتفسير وما كان للثقافة اليهودية من أثر ظاهر فيه إلا أن المدققين من علماء الإسلام أطلقوه على ما هو أشمل من ذلك فهو عندهم يعم اللون اليهودي واللون النصراني وكل ما نقل عن أهل الملل والأديان الأخرى وما دسه أعداء الإسلام ممن تظاهروا بالدخول فيه على اختلاف أجناسهم وأهدافهم .
وإنما صح إطلاق لفظ الإسرائيليات على كل ذلك من باب التغليب للون اليهودي على غيره لأن غالب ما يروى من هذه الخرفات والأباطيل يرجع في أصله إلى مصدر يهودي ولأن الضرر فيه أكبر والأثر السيء منه أظهر ، غير أن هذا الإطلاق فيما أرى إنما هو من حيث إدراج تلك المدخلات تحت عنوان الإسرائيليات وأما من حيث التفاصيل فإن كل جزئية تنسب إلى مصدرها فيقال : هذه مأخوذة عن مصدر نصراني وهذه من وضع الزنادقة وهكذا .
وذلك التصريح نجد في مثل قصة زينب رضي الله عنها حيث قالوا : إنها من وضع يوحنا الدمشقي في العهد الأموي .
وفي قصة الغرانيق فقد ذكر جمع من العلماء من المفسرين والمحدثين أنها من وضع الزنادقة .
ومن وقف على أساني ابن جرير في تفسيره التي يعزو إليها الذين كتبوا في الإسرائيليات استطاع أن يحدد مصادر تلك الروايات .
ومن هذا القبيل ما وضعه الكذابون دووالأهواء المختلفة والنوايا الخبيثة .
أما الثانية :(1/1650)
فإن الإمام الخازن رحمه الله لم يكن في إيراد الإسرائيليات في تفسيره بدعاً من المفسرين في ذلك السابقين منهم واللاحقين إذ قد سبقه إلى ذلك أئمة أخيار من أمثال : ابن جرير الطبري ت 310هـ وأبي الليث السمرقندي ت373هـ وقيل 375هـ وأبي إسحاق الثعلبي ت 427هـ وقيل 428هـ والواحدي ت468هـ وأبي محمد البغوي ت510هـ أو 516هـ وجار الله الزمخشري ت538هـ وابن عطية الأندلسي ت546هـ وأبي عبدالله القرطبي ت 671هـ بل وحتى ابن أبي حاتم الرازي ت 327هـ على قلة في ذلك وغيرهم وتبعه في ذلك كبار العلماء من أمثال : أبي عبدالرحمن السيوطي ت911هـ والخطيب الشربيني ت977هـ والسيد رشيد رضا ت 1354هـ بل وحتى ابن كثير ت774هـ وأبي السعود العمادي ت 951هـ وأبي الثناء الألوسي ت 1270هـ على قلة في ذلك وغيرهم .
وفي هذا يقول الدكتور الذهبي : لا أكون مبالغاً ولا متجاوزاً حد الصدق إن قلت : إن كتب التفسير كلها قد أنزلق مؤلفوها إلى ذكر بعض الإسرائيليات وإن كان ذلك بتفاوت قلة وكثرة وتعقيباً عليها وسكوتاً عنها .
ولا تنازع في أن الخازن قد أكثر من رواية الإسرائيليات في تفسيره كما سيأتي في النقطة الرابعة غير أننا نجده وكما سيأتي أيضاً قد رد إسرائيليات باطلة متعددة لها مساس بالعقيدة قد سكت عنها جمع من المفسرين .
وإذا لا حظنا أن الإسرائيليات متفاوتة في مدى خطورتها على عقائد المسلمين وقدسية الإسلام وأنه لا يمكن المساواة بين إسرائيليات ذكرت شرحاً لبعض المجلات أو بياناً لبعض جزئيات الحوادث والأخبار أو ما شابه ذلك مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام وبين إسرائيلية تمس معاقد الإيمان وقد وضعت عن خبث ومكر لهدم أصول العقائد والتشريع اتضح لنا أن الإمام الخازن رحمه الله تعالى أسلم بهذا الاعتبار من بعض التفاسير التي ذكرت بعض تلك الطامات ولم تردها .(1/1651)
فلم يبق بعد هذا للطعن في تفسيره والتحذير منه والسكوت بل والحث على دراسة غيره من التفاسير المماثلة في هذا الباب أو التي قد تزيد عليه معنى وإن قيل : إن في تلك التفاسير من متين العلم ودقائق التفسير ما يدعو إلى الاهتمام بها ودراستها وتدريسها قلنا : وإن في تفسير الخازن من ذلك الشيء الكثير .
وأما الثالثة :
فإن للخازن في ذلك شأناً جليلاً ومسلكاً مفيداً وسأركز منه على ما يعلق بالعقائد مما له مساس بمقام النبوة أو خدش لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقد أبلى فيه الخازن بلاء حسناً وكان له في ذلك باع طويل فهو رحمه الله تعالى يتعقب الروايات الواردة في ذلك ويبطلها ويفند ويبين وجه الحق والتفسير الصحيح للآيات التي نسجت تلك الروايات حولها والأمثلة على ذلك كثيرة وسأكتفي ببعض النماذج فمن ذلك :
القصص المفترى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لاسيما داود وسليمان اللذين لقيا من اليهود أذى كثيراً وبهتاناً عظيماً ولا غرابة فاليهود قوم بهت كما وصفهم الحبر المقدم فيهم الذي أنقذه الله بالإسلام الصحابي الجليل عبدالله بن سلام رضي الله عنه .
وقد ساق الخازن في تفسيره كثيراً من الروايات الطاعنة في نبي الله داود عليه السلام والقادحة في عصمته كقصة الشيطان الذي تمثل له في صورة حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن وجناحاها من الدر والزبرجد فطارت ثم وقعت بين رجليه وألهته عن صلاته ، وقصة امرأة أوريا التي وقع بصره عليها فأعجبه جمالها فاحتال على زوجها حتى قتل رجاء أن تسلم له هذه المرأة التي فتن بها وشغف بحبها وغير ذلك من الروايات العجيبة الغريبة التي أوردها في تفسير قوله تعالى :" وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " الآيات إلى قوله تعالى :" وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب " .
وبعد أن أورد الخازن تلك الروايات التي يمكن أن تكون من باب(1/1652)
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ****** ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
عقب ذلك بفصل : في تنزيه داود عليه الصلاة والسلام عما لا يليق به وما ينسب إليه فقال رحمه الله تعالى : اعلم أن من خصه الله تعالى بنبوته وأكرمه برسالته وشرفه على كثير من خلقه وأئتمنه على وحيه وجعله واسطة بينه وبين خلقه لا يليق أن ينسب إليه مالو نسب إلى آحاد الناس لاستنكف أن يحدث به عنه فكيف يجوز أن ينسب إلى بعض أعلام الأنبياء والصفوة الأمناء ؟!
ونقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : من حدثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين جلدة وهو حد الفرية على الأنبياء .!!
وعن القاضي عياض : لا يجوز أن يلتفت إلى ما سطره الأخباريون من أهل الكتاب الذين بدلوا وغيروا ونقله بعض المفسرين ولم ينص الله تعالى على شيء من ذلك ولا ورد في حديث صحيح والذي نص عليه الله في قصة داود :" وظن داود أنما فتناه " وليس في قصة داود وأوريا خبر ثابت ولا يظن بنبي محبة قتل مسلم وهذا هو الذي ينبغي أن يعول عليه من أمر داود .
وينقل أيضاً عن الإمام الرازي والمحققين من المفسرين ما يؤيد هذا ويؤكد تنزيه نبي الله داود عليه السلام .
ولم يكتف الإمام الخازن رحمه الله تعالى بإبطال ذلك القصص وتلك الروايات فحسب بل يعمد إلى ذكر التفسير الصحيح للآية ويذكر في ذلك عدة أوجه ويختمها بقوله : وقيل : إن ذنب داود الذي استغفر منه ليس هو بسبب أوريا والمرأة وإنما هو بسبب الخصمين وكونه قضى لأحدهما قبل سماع كلام الآخر وقيل : هو قوله لأحد الخصمين :" لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه " فحكم على خصمه بكونه ظالماً بمجرد الدعوى فلما كان الحكم مخالفاً للصواب اشتغل داود بالاستغفار والتوبة .
قال الخازن : فثبت بهذه الوجوه نزاهة داود عليه الصلاة والسلام مما نسب إليه والله اعلم .(1/1653)
وهذا الوجه وإن بدت عليه مخايل الجودة وأنه موافق لسياق الآية " ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله " حيث ذكرت استفتاء الخصمين واحتكامهما إلى داود عليه السلام وسرعة جوابه فقد رده بعض المحققين .
وبهذا تبطل قصة داود وأوريا وامرأته من أساسها ويحكم عليها بأنها فرية بدون مرية وهكذا نرى أن الإمام الخازن رحمه الله تعالى يتصدى لهذه القصة بالتزييف والإبطال بينما نجد بعض المفسرين يودعونها تفاسيرهم من غير نكير مع ما فيها من بشاعة ونكارة .
وقد ساق أيضاً الروايات الواردة بشأن سليمان عليه السلام ومنها قصو صخر المارد وتشبهه به وتسلطه على ملكه ونسائه ثم يكر على ذلك بالتفنيد وينقل عن القاضي عياض وغيره من المحققين أن ذلك كله غير صحيح وأن الشيطان لا سبيل له للتشبه بأنبياء الله أو التسلط على ملكهم لأن الله تعالى قد عصمهم منه
ثم يشرع في بيان التفسير الصحيح لقوله تعالى : " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب " الذي نسجت حوله قصة صخر المارد فيقول :
والذي ذهب إليه المحققون : أن سبب فتنته ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال سليمان بن داود عليهما السلام : لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه : قل : إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال : إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون وفي رواية : لأطوفن بمائة امرأة فقال له الملك : قل إن شاء الله فلم يقل ونسي .
قال العلماء : والشق هو الجسد الذي ألقي على كرسيه وهي عقوبته ومحنته لأنه لم يستثن لما استغرقه من الحرص وغلب عليه من التمني وقيل : نسي أن يستثني كما صح في الحديث لينفذ أمر الله ومراده فيه .(1/1654)
وبينما نرى أن الإمام الخازن يسير في هذا الطريق المضيء وينكر ذلك القصص الباطل نرى غيره من أجلاء المفسرين يذكر ذلك ولا يبطله بل ربما أقره بعظهم يقول الإمام ابن عطية : اختلف الناس في الجسد الذي ألقي على كرسيه فقال الجمهور : الجني المذكور أي صخر المارد سماه جسداً لأنه قد تمثل في جسد سليمان عليه السلام ولبس به وهذا أصح الأقوال وأبينها معنى .
ويقول الإمام البغوي بعد ذكر القصة : وأشهر الأقاويل أن الجسد الذي ألقي على كرسيه هو صخر الجني . !!
---
أبوخطاب العوضي
04-26-2005, 12:18 PM
وهكذا يسلك الإمام الخازن رحمه الله تعالى هذا المنهج المنير في الدفاع عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإثبات عصمتهم بما لو تتبعناه لطال بنا الحديث ولكننا سنكتفي بالإشارة السريعة إلى بعض ذلك :
عقد فصلاً في الرد على الطاعنين في عصمة الأنبياء عند قوله تعالى :" وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم " ودحض الشبه في ذلك ثم نقل عن القاضي عياض قوله : واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه وكذا عقد فصلاً عند قوله تعالى :" ما كان النبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " وذكر في ذلك وجوهاً عدة وأجاب عنها .
وعقد فصلاً أيضاً عند قوله تعالى :" عفا الله عنك لم أذنت لهم "
وذكر كلاماً نفيساً في عصمة الأنبياء عند قوله تعالى :"فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك "
وعقد فصلاً في عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند قوله تعالى في قصة نوح عليه السلام :" إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "
وبين في قوله تعالى في قصة لوط عليه السلام :" هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " أنه أراد ببناته نساء قومه وأضافهن إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته وهو كالوالد لهم ثم قال : وهذا القول هو الصحيح وأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى ثم دلل على ذلك وبين ضعف الأقوال الأخرى(1/1655)
ونقل الأقوال في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز وما نسب في ذلك إلى السلف من الأباطيل ثم أقبت تنزيه يوسف وبيان عصمته وأن ما جاء بخلاف ذلك هو كذب بحت ونسبته إلى الصحابة أو التابعين غير صحيحة وهو بهذا يخالف ما ذهب إليه البغوي تبعاً لشيخه الثعلبي في أن ما روي في هم يوسف عليه السلام هو مذهب السلف .
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله تعالى
---
أبوخطاب العوضي
05-16-2005, 01:23 PM
وقد عقد فصلاً في قصة زينب رضي الله عنها وزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها وبين أن ما ذهب إليه بعض المفسرين من وقوع محبتها في قلبه صلى الله عليه وسلم حين رآها إقدام عظيم من قائله وقلة معرفة بحق النبي صلى الله عليه وسلم وبفضله قال : وكيف يقال رآها فأعجبته وهي بنت عمته ولم يزل يرها منذ ولدت ولا كان النساء يحتجبن منه صلى الله عليه وسلم وهوزوجها لزيد فلا يشك في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يأمر زيداً بإمساكها وهو يحب تطليقه إياها كما ذكر عن جماعة من المفسرين وهو كعادته لم يكتف برد الباطل بل يشرع بعده ببيان وجه الحق وقد فصل القول الصحيح في هذا الفصل فنقل عن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما : أن الله عز وجل أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أنها ستكون من أزواجه وأن زيداً سيطلقها فلما جاء زيد قال : إني أريد أن أطلقها قال له : أمسك عليك زوجك فعاتبه الله تعالى ثم قال : وهذا هو الأولى والأليق بحال الأنبياء وهو مطابق للتلاوة وبعد بيان وجه الدليل من ذلك قال :(1/1656)
فدل على أنه إنما عوتب على إخفاء ما أعلمه الله أنها ستكون زوجته وإنما أخفى ذلك استحياء أن يخبر زيداً أن التي تحتك وفي نكاحك ستكون زوجتي ثم قال الخازن رحمه الله تعالى وهذا قول حسن مرضي وكم من شيء يتحفظ منه الإنسان ويستحي من إطلاع الناس عليه وهو في نفسه مباح متسع وحلال مطلق لا مقال فيه ولا عيب عند الله وربما كان الدخول في ذلك المباح سلماً إلى حصول واجبات يعظم أثرها في الدين وهو إنما جعل الله طلاق زيد لها وتزويج النبي صلى الله عليه وسلم إياها لإزالة التبني وإبطال سنته كما قال الله تعالى : " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " وقال :" لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم " .
---
أبوخطاب العوضي
05-16-2005, 01:23 PM
ملاحظة :
ولكن وبعد ما تقدم نقول : إن الإمام الخازن رحمه الله تعالى لم يلتزم بمنهجه هذا في جميع تفسيره فقد كان أحياناً يذكر من القصص ما يمس جانب العقيدة ولا يتفق مع الأصول الشرعية المقررة كما يقول الدكتور الذهبي ولا يعقب عليه بما يفيد بطلانه ومثل لذلك بما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى :" وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " .
حيث قال : فقد روى عن وهب بن منبه قصة فيها نكارة ومنافاة للأصول الشرعية .
وقد قرأت القصة في تفسي الخازن وتأملتها فتعجبت من إيراده لها وسكوته عنها حيث لم يفندها ولم يبين بطلانها كعادته رحمه الله تعالى وإني وإن كنت لست مع الخازن فيما ذهب إليه من إقرار ما نسب إلى أيوب عليه السلام إلا أني أقول : قد نلتمس للإمام الخازن في ذلك عذراً إذ لعله رأى أن ما في هذه القصة لا يتعارض مع العصمة ولا يقدح في مقام النبوة ولا يمس جانب العقيدة بل ربما رأى أن في ذلك رفعة لمقام أيوب عليه السلام لما تصوره القصة من صبر عظيم استحق أن يقول الله تعالى فيه :" إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب "(1/1657)
وهو وإن كان يرى أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منزهون عن الأمراض المنفرة إلا أنه قد يرى أن ما حل بأيوب كان عرضاً فهو كالعمى الذي حل بيعقوب بسبب فراق ولده يوسف عليهم السلام .
ومما ينبغي أن يعلم : أنه لا بد أن يكون البلاء الذي حل بأيوب عليه السلام عظيماً وفوق العادة وقد يكون مقارباً لبعض ما في مفردات القصة من حيث جمع البلاء الجسدي والمعنوي من مثل تبكيت أصحاب له ولومهم وقولهم له : تب إلى الله من الذنب الذي عوقبت به فقد ورد أن اتهامهم له كان أشد عليه مما هو فيه ولذا فإن الخازن يورد سؤالاً ويجيب عنه فيقول : فإن قلت : كيف سماه الله صابراً وقد أظهر الشكوى والجزع بقوله : مسني الضر ومسني الشيطان بنصب وعذاب ؟ قلت : ليس هذا شكاية وإنما هو دعاء ثم يدلل على ذلك .
ومهما يكن فإن قصة أيوب ليست كقصة داود عليهما السلام مع زوجة أوريا ولا كقصة زينب مع تبينا صلى الله عليه وسلم التي رواها وسكت عليها من هو أقدم من الخازن وأشهر وأيضاً فليس الخازن وحده هو الذي ذكر قصة أيوب بل ذكرها أو طرفاً منها دون نكير جمع من المفسرين منهم : ابن جرير الطبري ، وابن عطية ، وابن الجوزي ، والسيوطي ، ونقلها الشيخ سليمان بن عمر الشهير بالجمل عن الخازن مختصراً .
والله اعلم
له تابع إن شاء الله تعالى
---
أبوخطاب العوضي
05-25-2005, 12:36 PM
ومن الإسرائيليات التي فندها الخازن وأنكر على من أقرها : قصة هاروت وماروت تلك القصة العجيبة الغريبة وقد عقد فصلاً في عصمة الملائكة ونقل عمن ذهب إلى عصمة جميعهم بأنه لم يصح من هذه القصة شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أخذت من اليهود ثم ساق وجوه إبطالها وقال :فبان بهذه الوجوه ركة هذه القصة والله اعلم بصحة ذلك وسقمه والأولى تنزيه الملائكة عن كل ما لا يليق بمنصبهم .(1/1658)
بينما نجد أن جمعاً من المفسرين قد أودعها تفاسيرهم من غير نكير منهم : الإمام عبدالرزاق الصنعاني ، وابن جرير الطبري وابن أبي حاتم الرازي وأبو إسحاق الثعلبي وأبو الليث السمرقندي وأبو منصور الماتريدي والإمام القشيري والإمام البغوي وغيرهم بل إن الإمام الشوكاني استبعد انكار وقوعها كما بسطنا ذلك في بحثنا : قصة هاروت وماروت في ميزان المنقول والمعقول .
ومما فنده الخازن من الإسرائيليات : قصة الغرانيق تلك الأكذوبة الشنيعة التي تخدش عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وتمس قدسية القرآن
فنرى أن الإمام الخازن رحمه الله تعالى بعد أن ينقلها يكر عليها بالرد والإبطال ويبين أن الدلائل قد قامت على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن الأمة أجمعت فيما كان طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الاختبار عن شيء منه بخلاف ما هو به لا قصداً ولا سهواً ولا غلطاً قال الله تعالى :" وما ينطق عن الهوى "
وقال الله تعالى :" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
ثم يشرع في دحض هذه الفرية بعدة وجوه ويذكر بعد ذلك التفسير الصحيح لقوله تعالى :" وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم "(1/1659)
الآية التي نسجت حولها قصة الغرانيق فيقول – رحمه الله تعالى – الجواب الراجح في تحقيق تفسير الآية وقد تقدم أن التمني يكون بمعنى حديث النفس وبمعنى التلاوة فعلى الأول : يكون معنى قوله " إلا إذا تمنى " أي خطر بباله وتمنى بقلبه بعض الأمور ولا يبعد أنه إذا قوي التمني اشتغل الخاطر فحصل السهو في الأفعال الظاهرة ، وعلى الثاني : وهو تفسير التمني بالتلاوة فيكون معنى قوله :" إلا إذا تمنى " أي تلا وهو ما يقع للنبي صلى الله عليه وسلم من السهو في إسقاط آية أو آيات أو كلمة أو نحو ذلك ولكنه لا يقر على هذا السهو بل ينبه عليه ويذكر به للوقت والحين كما صح في الحديث :" لقد اذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها من سورة كذا "
وحاصل هذا أن الغرض من هذه الآية أن الأنبياء والرسل وإن عصمهم الله عن الخطأ في العلم فلم يعصمهم من جواز السهو عليهم بل حالهم في ذلك كحال سائر البشر والله اعلم
وبذلك يعطي القارئ صورة واضحة صحيحة لا لبس فيها ولا غموض فجزاه الله تعالى عن كتابه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين خير جزاء ومن المعلوم أن بعض المحققين في القديم والحديث قد أقروا بأصل هذه القصة وقد اختلف تأويل المتأولين لذلك .
والحق أن القصة باطلة سنداً ومتناً وقد بسطنا القول في ذلك في بحثنا : المدخلات في التفسير النقلي وذكرنا فيه تفسيراً آخر للآية غير ما ذكره الخازن رحمه الله .
---
عبدالله بن بلقاسم
05-31-2005, 08:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا البحث الماتع
وبحكم اطلاعكم على هذا التفسير ومعايشتكم له، فأحب إفادتكم حول رأي الخازن رحمه الله في مسألة تحريف الإنجيل وفي أي موضع من الكتاب ذكر ذلك للحاجة الماسة إليه زادكم الله علما وتوفيقا
---
أبوخطاب العوضي
06-01-2005, 05:54 AM(1/1660)
أخي الفاضل ( عبدالله ) هذا الموضوع للدكتور عياد الكبيسي , ولست كاتبه وفقك الله , ولعلك تتصل بالدكتور ويفيدك أكثر .
---
أبوخطاب العوضي
06-25-2005, 07:49 AM
الرابعة : المأخذ على الخازن في رواية الإسرائيليات :
بدءاً أقول : ليس بوسعي ولا بوسع غيري أن ينكر إكثار الإمام الخازن عفا الله تعالى عنه من رواية الإسرائيليات في تفسيره وإيراده لقصص كثير لا حاصل منه ولا طائل تحته كمثل تفاصيل قصه أصحاب الكهف وذكر أسمائهم ودقة وصف كلبهم وذكر الاختلاف في اسمه وذكر اسم النملة التي كلمت سليمان عليه السلام والاختلاف فيه وأنها كانت عرجاء وكانت ذات جناحين وإن كان قد صدر ذلك بقيل وكتوسعه في بيان صفة الدابة التي ذكرها الله تعالى بقوله سبحانه :" وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " حيث نقل عن البغوي الذي نقل عن شيخه الثعلبي ما جاء في ذلك من الآثار العجيبة ومثل هذا ما ذكره في صفة اللوح المحفوظ الذي ذكره الله تعالى بقوله :" بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " حيث قال : وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" إن في صدر اللوح : لا إله إلا الله وحده دينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله فمن آمن بالله عز وجل وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة وقال : واللوح لوح من درة بيضاء وطوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه ....حمراء وقلمه من نور وكلامه سر معقود بالعرش وأصله في حجر ... والله تعالى اعلم بمراده .
ومع هذا فنرى أن من الإنصاف للرجل ولتفسيره أن ندعو القارئ الكريم للتأمل معنا في النقاط التالية :
1/ أن الخازن كما تقدم ليس بدعاً في هذا بل إن هناك من أجلاء المفسرين من أورد ما هو أشنع وأفظع فموقفه بوجه عام خير من موقف بعض المفسرين الذين ذكروا وسكتوا عما يمس العقيدة ويخل بمقام النبوة .(1/1661)
2/ أن كثيراً من ذلك القصص هو من النوع المسكوت عنه فهو مما لا يصدق ولا يكذب وإذا كان بعض العلماء يرى أنه لا تجوز روايته فالجمهور على جواز ذلك
3/ رأينا أن الخازن ذكر مصدر القصة التي يرويها وكأنه أراد بهذا أن يبريء عهدته جرياً على قاعدة من أسند لك فقد أحالك ولئن قيل إن هذا العزو لا قيمة له بعد حذف الإسناد قلنا: لعله إنما حذف الإسناد اعتماداً على وجودها في مصادرها فإن تلك الإسرائيليات تجدها مسندة في المراجع التي تعنى بذكر السند وقد صرح الخازن بسبب حذف تلك الأسانيد حيث قال في مقدمته : وحذفت الإسناد لأنه أقرب إلى تحصيل المراد .
وفي الختام :
إن تفسير الإمام الخازن المسمى : لباب التأويل في معاني التنزيل من التفاسير النافعة المفيدة فقد اشتمل على علم جم وفوائد متنوعة وتحقيقات قيمة ورد الكثير من الإسرائيليات الباطلة ومع هذا فهو كغيره من كثير من التفاسير ليس بخال منها .
---
نور الدين سنان
11-19-2005, 01:47 PM
الرجاء من كان عنده تفسير الخازن فليرسله إلي ؤشكراً
من اراد ان يرسله فليرسله علىaldeen75@hotmail.comأو
nour-si@scs-net.org
وشكراً
---
أبو إبراهيم الحائلي
02-12-2007, 07:34 PM
أخي الكريم العوضي أدام الله مودتك ..
هل هذا كتاب للكبيسي أم مقال؟ وأين تم نشره للعزو إليه.
---
(1/1662)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عبارات السلف في الوقف والابتداء
---
عبارات السلف في الوقف والابتداء
---
مساعد الطيار
04-03-2004, 03:28 PM
عبارات السلف في الوقف
إنَّ من يكتب في علم من العلوم الإسلامية يحرص على رفع علمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يجد في كلامه ما يدُّل عليه نزل إلى الصحابة ، فإن لم يجد نزل إلى التابعين ، ثمَّ أتباعهم .
كما أن حديثهم عن العلم قد يكون نصًّا ، وقد يكون إشارة .
والحديث هنا سيكون منصبًّا على المنثور من أقوال السلف في علم الوقف والابتداء ، ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي :
1 ـ قوله تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) ( النساء : 83 ) .
عن ابن عباس ، قال : (( قوله : (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ) : فانقطع الكلام « تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 5 : 183 ) .
2 ـ قال تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) ( آل عمران : 83 ) .
قال السيوطي : (( وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس ( أسلم من في السموات ) قال : هذه مفصولة . (ومن في الأرض طوعا وكرها ) )) . الدر المنثور ( 2 : 254 ) .(1/1663)
3 ـ قوله تعالى : ( َالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) . ( الحديد : 19 ) .
عن ابن عباس في قوله : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) قال : هذه مفصولة (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) .
وعن أبي الضحى : (أولئك هم الصديقون ) ، ثم استأنف الكلام فقال : (والشهداء عند ربهم ) .
وعن الضحاك قال : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) هذه مفصولة ، سماهم الله صديقين بأنهم آمنوا بالله وصدقوا رسوله ، ثم قال : (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) . الآثار في تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 27 : 230 ـ 231 ) .
4 ـ قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 0 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَام ) ( الرحمن : 26 ـ 27 ) .
قال السيوطي : (( وصح عن الشعبي أنه قال : إذا قرأت : (كل من عليها فان ) فلا تسكت حتى تقرأ : (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) . قلت : أخرجه ابن أبي حاتم )) الإتقان ( 1 : 222 ) .
5 ـ قوله تعالى : (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ) ( الرعد : 17 ) .(1/1664)
قال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول : (( (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) قال : ما أطاقت ملأها فاحتمل السيل زبدا رابيا ، قال : انقضى الكلام ، ثم استقبل ، فقال : ( ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ) قال : المتاع : الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه ( زبد مثله ) قال : خبث ذلك مثل زبد السيل . قال : وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء ، قال : فذلك مثل الحق والباطل )) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 13 : 135 ) .
6 ـ قوله تعالى : (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) ( الذاريات : 17 ) .
قال الطبري : (( حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله : (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) : قال الله : ( إن المتقين في جنات وعيون ) إلى (محسنين) ؛ كانوا قليلا ، يقول : المحسنون كانوا قليلا ، هذه مفصولة ، ثم استأنف فقال : ( من الليل ما يهجعون ) . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 26 : 199 ) .
7 ـ قوله تعالى : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ) ( محمد : 20 ـ 21 ) .
قال الطبري : (( حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : (فأولى لهم ) قال : هذه وعيد ، (فأولى لهم ) ، ثم انقطع الكلام ، فقال : (طاعة وقول معروف ) )) . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 26 : 55 ) .(1/1665)
8 ـ قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( الأعراف : 189 ـ 190 ) .
عن السدي قال : (( هذا من الموصول والمفصول ؛ قوله : (جعلا له شركاء فيما آتاهما ) في شأن آدم وحواء ، ثم قال الله تبارك وتعالى : (فتعالى الله عما يشركون ) ، قال : عما يشرك المشركون ، ولم يعنهما )) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 9 : 149 ) .
قال السيوطي : (( وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ( فتعالى الله عما يشركون ) هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال : هذه مفصولة ، أطاعاه في الولد . (فتعالى الله عما يشركون ) هذه لقوم محمد )) .الدر المنثور ( 3 : 626 ) .
9 ـ قوله تعالى : (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين ) ( النحل : 30 ) .
قال الداني : (( حدثنا محمد بن عبد الله المري ، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا أبو داود ، حدثنا يحيى بن سلام في قوله : ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً ) ؛ أي : أنزل خيرًا ، قال : ثمَّ انقطع الكلام ، ثم قال الله تعالى : : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ) : آمنوا )فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَة ) : الجنة )) .المكتفى ( ص : 350 ـ 351 ) .
ملاحظات على عبارات السلف الواردة في الوقوف :(1/1666)
1 ـ أن الوقف عند مفسري السلف تابع للمعنى ( أي : التفسير ) ، كما يظهر من الروايات الواردة عنهم .
والمراد أنهم نبهوا على الوقف لارتباطه بالتفسير ، فهم فهموا المعنى ، ثمَّ حكوا الوقوف بناءً على ما فهموا ، فالتفسير أوَّلاً ، والوقف ثانيًا .
ولم يظهر في آثارهم ارتباط هذه العبارات بالقراءة ، سوى ما ورد عن الشعبي ، لكن يمكن الاستفادة من هذه المرويات في تأصيل هذا العلم ، والتنبيه على وروده عن السلف ، واعتنائهم به على أنه أثر من آثار التفسير ، والله أعلم .
2 ـ أن مفسري السلف لم يتتبعوا الوقوف في القرآن كما تتبعه من جاء بعدهم .
3 ـ أنَّ مصطلحات الوقف المتعددة لم تظهر عند مفسري السلف .
4 ـ أنه يمكن أن يُذكر من عبارات السلف ما يكون عنوانًا لهذا العلم ، ومن العناوين المستنبطة من عباراتهم :
القطع والاستئناف . المقطوع والموصول . المقطوع والمفصول . الموصول والمفصول .
---
د. أنمار
04-03-2004, 09:36 PM
فضيلة الدكتور مساعد:
قال صلى الله عليه وآله وسلم لابن مسعود عند الوقف الكافي
حسبك
فكيف يستفاد منها في بحثك؟
---
مساعد الطيار
04-04-2004, 05:46 AM
د.أنمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فحياك الله في هذا الملتقى ، وأشكر لك مشاركاتك ومتابعاتك .
وما طرحته لك هو من رسالة لي بعنوان ( وقوف القرآن وآثرها في التفسير) ، وهي تحت الطبع ، يسر الله تمامها .(1/1667)
وهذا الحديث قد ذكرته حجة لمن يرى أن الوقف على رؤوس الآي أولى من وصلها إذا تعلق بها ما بعدها من جهة المعنى ، ذلك أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان يتتبع المعنى ، لما طلب من ابن مسعود أن يقف على هذه الآية ، وليس بينه وبين تمام حكاية هذه القضية سوى آيه ، فقوله تعالى : (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا ) رأس آية ، وقوله تعالى : ( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا ) رأس آية ، وهو تمام المعنى ، إذ البدء بهذه الآية يُشعر بارتباطها بما قبلها ، بدلالة لفظ ( يومئذ ) .
ثم جاء بعدها قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ... ) .والنداء مشعر بالانتقال إلى أمر مستأنف جديد لا علاقة له بما قبله من جهة اللفظ ولا المعنى .
والأمر النبوي هنا أقوى من الوقف ، لأنه قطع القراءة .
والأمر في هذه المسألة فيه خلاف معروف ، ولكل من قال برأيه وجهة نظر ، ولا تثريب في ذلك ، والله الموفق .
---
(1/1668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سورتا الإسراء و مريم مع الدعاء لعام 1427هـ للقارئ منصور الزهراني
---
سورتا الإسراء و مريم مع الدعاء لعام 1427هـ للقارئ منصور الزهراني
---
ماجد الخير
01-20-2007, 04:19 AM
]بسم الله الرحمن الرحيم
سورتا الإسراء ومريم مع الدعاء .. لعام 1427 هـ []
للقارئ منصور بن عبدالله الزهراني
للحفظ انقر على الرابط التالي
http://www.altlae3.com/saad/moqamnsor-e-m.rm
منقول
---
ماجد الخير
01-20-2007, 04:39 AM
نأسف عن عمل الرابط لكن من يريد تحميل المقطع الصوتي عليه الذهاب الى الموقع التالي
http://www.altlae3.com/vb/forumdisplay.php?f=5
ومن ثم الدخول الى الموضوع اعلاه
---
(1/1669)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح
---
اقتراح
---
ابوخبيب
04-05-2006, 01:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الاعزاء في المنتدى
نظرا لاهمية الاقراء والتلقي عن المشايخ في القراءات فانا اقترح ان يضع الشيوخ الكرام المجازون في هذا المنتدى سيرة بسيطة عن كل منهم وان يوضح الاخوة من منهم تسمح ظروفه بالاقراء للقراءات وفي اي بلد هم حتى تعم الفائدة ويستفيد من يريد التعلم اذا كان احد منهم متواجدا في بلده والامر ايضا ينطبق على الاخوة المتخصصين في علوم القران كالتفسير وخلافه فنحن نعلم ان هذه العلوم كانت بداية تؤخذ عن الشيوخ ثم تطور الامر الى المدارس والمعاهد المتخصصة ولكن كثيرا ما لا تتيسر الظروف لشخص ما ليدخل اي من هذه المعاهد فيكون الشيخ مفتاح التعلم
وجزاكم الله خيرا
---
أبو محمد نائل
04-15-2006, 08:09 AM
اقتراح ينم عن التفاعل الإيماني ، العملي ، وحسن إستغلال التطور التكنلوجي لسرعة التواصل والتعارف ، أو نشر السيرة للأشخاص ، والسلام عليكم .
---
(1/1670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبة رسالة الإسلام
---
مكتبة رسالة الإسلام
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 06:27 PM
مكتبة رسالة الإسلام
http://www.islammessage.com/booksww/index.php
---
(1/1671)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الرسالة العتابية
---
الرسالة العتابية
---
ابن الشجري
03-08-2005, 09:24 PM
الكتاب الكتاب إذا أردت العتاب
إن العتاب مسافهة إذا كان مشافهة
رضي الله عن صحب محمد صلى الله عليه وسلم ، فما أسرع أن أشرب الإيمان قلوبهم وسرى في جوارحهم ، فعاشوه واقعا في حياتهم , فقل عتابهم فيما بينهم وكملت مروءتهم , وسادوا الدنيا بعدلهم وإنصافهم وتمام أخلاقهم , فكان كل واحد منهم تاريخ من التاريخ , ووجها مشرقا يمتد نوره حتى يومنا هذا ، نتذكرهم بإعظام وإجلال ، نتذكر حياتهم وإخوانياتهم ومودتهم فيما بينهم، فينتابنا الحياء تارة لبعد الشقة فيما بين حالنا وحالهم , وتارة تنسكب العبرات لغياب تلك المثل والهمم الباسقات عن واقع حياتنا اليوم، وعن ضمائر اخوتنا وتكلف مودتنا ولاحول ولاقوة إلا بالله .
وأشهد مالذ على خاطري وملأ سمعي ولم ينبؤ عنه بصري , من وصف لهم ولعمق أخوتهم، كماوصفهم رب العالمين في كتابه العظيم في غير ماآية، قال تعالى : ْْ{والذين تبؤو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) .
ياألله ياألله ماهذه الفضائل , وماهذه المكارم ...! فتالله ماكانوا ملائكة ولارسلا ولامن عمار السماء ، بل بشر ممن خلق سبحانه، وماهو والله إلا الإيمان بكل معانيه . ومكارم الاخلاق التي بعث صلى الله عليه وسلم لإتمامها .
لولا عجائب صنع الله مانبتت*** تلك المكارم في لحم ولاعصب(1/1672)
لقد تبدل الزمان وظهر ماكان يخشاه صلى الله عليه وسلم من تنافس على الدنيا وحطامها , وموت للضمير وانتحار للمروءة, فكل يوم تفجع بأخ لك , وكل ساعة تعزى في مروءة غائبة وأخوة زائفة , وإن أنت لم تتجرع مرارة الصبر وتعتقد أنك واحد من هذا الجنس، عشت وحيدا ومت غريبا , ولا بواكي لك ، ( لقد مضى سلف لنا أهل تواصل ، أعتقدوا مننا ، واتخذوا أيادي كثيرة ذخيرة لمن بعدهم ، كان اصطناع المعروف عليهم فرض ، وإظهار البر عليهم حق واجب ، ثم جاء الزمان عن يسر فاتخذوا مننهم صناعة ، وأياديهم تجارة ، وبرهم مرابحة ، واصطناع المعروف بينهم معاوضة ، كنقد السوق ، خذ وهات ).
فلا جزى الله الشدايد أي خير لنقفها حوادث كامنه , وكشفها ستورا مسدلة على خيوط من الأخوة والتآخي هي في حقيقتها أوهى من بيت العنكبوت .
إنك لتصحب الرجل ساعة من الزمن، فتظن وتشعر أنك وإياه من رحم واحده ، وسرعان ما تتلاشا كل الحواجز بينك وبينه , وترفعان ثوب الكلفة بينكما بيد من الصدق والإخاء ، بل إن الهرة لتدخل دارك وتنام على فراشك وتطعم من طعامك وتشرب من سقائك , فترى أن لها حقا عليك من عطف ورحمة وإنتصار (نعم وانتصار على هرة الجيران ) ، فكيف بأخيك الذي ربط الله أخوتكما من فوق سبعة أرقع ، وجعلها من دعائم الدين وحث عليها في غيرما موطن من الوحيين المنزلين .
إن للأخوة حق قل من أداه ، فلقد إنتكست كثير من الفطر , فلا بهدي الإسلام اهتدت ولابمروءة الجاهلية التزمت ، بل ظن كثير من الناس ،أن حق أخيك عليك أن تحدثه ويحادثك ، وتجامله ويجاملك , وتسامره ويسامرك , وتطعمه ويطعمك ...، ثم هو وشأنه ، مساكين هؤلاء ماذاقو معنى الاخوه ولاعرفوه .(1/1673)
فلعمر الحق ماجاوزت هذه الخصال الترابط الحيواني , فقل لي بربك : أين من يهتم لهمك ويأرق لأرقك ، ويحزن لحزنك ويبكي لبكائك , ويسر لسرورك ، فإن نزلت بساحتك الهموم، نسي همه وأشتغل لذب مانزل بك ، وإن اضافتك ضائقة وجدها من منن الدهر كي يسعى بمالديه اليك مواسيا لك في محنتك , فلربما ضر نفسه لينفعك ، يأتيك مسرعا مرددا:
أخاك أخاك من يسعى معك *** ومن يضر نفسه لينفعك
فماهو إلا كالشمعة تحرق نفسها لتظئ لك الطريق , لاترقب منك حمدا ولاذما,و لاجزاءا ولاشكورا .
فلاتظنن ـ يارعاك الله ـ أن هذا ضرب من الخيال أو نسج من ألأذهان وإبداع ، بقدر ماهو متمثل في أمم ممن شرح الله صدرهم للإيمان ومكارم الأخلاق .
ودونك التاريخ , قلب صفحاته، وانظر في أعطافه ، ترى أن هذه الأمة قدأنجبت( بدورازاهرة) من الرجال، كل فرد منهم بأمة يقف التاريخ عنده ، لقد ضربوا أروع الأمثلة في الأخوة الصادقة ،حتى لربما آثر أحدهم الموت عن صاحبه .
هذان صحابيان جليلان الحارث بن هشام المخزومي وعكرمة إبن أبي جهل رضي الله عنهما ، قتلا في وقعة اليرموك وهما يتدافعان الماء كل واحد منهما يؤثربه صاحبه ، فلما أثخنت الحارث الجراح ، إستسقى الماء فأتي به اليه ، ولماتناوله نظرإلى عكرمة صريعا في مثل حاله ، فرد الإناءعلى الساقي وقال :امض إلى عكرمة ، فمضى إليه فأبى أن يشرب قبله ، فرجع إلى الحارث فوجده ميتا ، فرجع إلى عكرمة فوجده قد مات، فلم يشرب واحد منهم . أولائك آبائي فجئني بمثلهم... ، رضي الله عنهم وأرضاهم .
إن من لم يصبر مع هذه المحن الأخويه صبر الكرام , سلاسلو البهائم ، إن في الموت راحة للمؤمن من كل عناء ، تدمع له العين ويحزن له القلب ، وليس للمؤمن غاية معه إلا الصبر والاحتساب والرضى لقضاء الله وقدره ، ولكن البلاء كل البلاء، موت الوفاء , وفقد الإخاء ,ووأد الموده ، ثم لاتجد من يعزيك ،أو يفطن لحالك فيواسيك .(1/1674)
وقبل أن أختم الحديث، فالعاقل من اتهم نفسه ,وظن بإخاوانه , وعرف أهل زمانه , وعلم علم اليقين أن مايرجوه من بني جنسه ماهو الاضرب من الخيال أو طلب للمحال ، فلينعم بماقص علينا من أخبار السالفين ،وليؤد للناس الذي لهم وليسأل الله الذي هو له ، وفي الله خلف وعوض من كل شئ ، وليلم نفسه قبل لوم ألآخرين .
لست الملوم أنا الملوم لأنني ***علقت آمالي بغير الخالق
وختاما: فلاتحسبن أن كتابنا هذا عنوان هجركم ، أو أذان الأخلال بمودتكم ، فماسطرناه للشكوى أو وصف البلوى ، إذا لاحترقت أحرفه بين يديكم ، لحرارة المشاعر ، وتوارد الاحزان ،واستعظام الموقف، ولاستعرتم مع أعينكم أعينا تسعفكم الدموع ، فمازال للعتاب في ساحتكم موضع ، وللاخوة من قلبكم مرتع ، وإليها أوجه هذا الخطاب , فماهذا الكتاب إلا لهو أدبي ، نطرد به مايعتري الخاطر من هموم وأعباء .
إذا كنت في كل الامور معاتبأ***صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه *** مقارف ذنب مرة ومجانبه
وإن أنت لم تشرب مرارا على القذى*** ظمئت وأي الناس تصفومشاربه
ولعلي اذكرك بماقال أبو الفضل رحمه الله : قديوحش اللفظ وكله ود ، ويكره الشئ وليس من فعله بد , هذه العرب تقول : لاأبا لك في الامر إذا أهم , وقاتله الله ولايريدون الذم ، وويل أمه للأمر إذا تم ، ولذوي الالباب أن ينظروا في القول إلى قائله ، فأن كان وليا فهو الولاء وإن خشن وإن كان عدوا فهو البلاء وإن حسن .( بكلامه عنونت وبه ختمت)
وما أحسبني والله لك إلا وليا .
فسلا م الله عليك ورحمته وبركاته ، سلاما يتصل أمثاله بسمعك أبدا مابقيت .
---
سلسبيل
03-19-2005, 04:36 PM
ليت كل رسائل العتاب بين الأخوان تكون كهذه الرسالة العتابية إذا لاستحال العتاب عين الود وقرين المحبة ....
النص الأصلي بواسطة ابن الشجري
الكتاب الكتاب إذا أردت العتاب
إن العتاب مسافهة إذا كان مشافهة(1/1675)
فالمداد لسان فصيح لما يعجز عنه اللسان ..... يشترك مع بالتعبير ويتميز عنه بالتروي ووحسن التدبير وليس ذلك إلا لمن جعل من الحروف والكلمات رسل محبة وسلام ... وحملها على أوراق من حسن الظن وصفاء النفس ... فحري لهذه الرسل أن تكرم وفادتها وألا تُرد سفارتها ....
*****************************************
أقوال عن الأخوان من كتاب آداب العشرة وذكر والصحبة والأخوة
(أبو البركات الغزني)
قال الحريري : « تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زماناً طويلاً حتى رق الدين ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى الوفاء ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة » .
وكتب عالم إلى من هو مثله : « أن اكتب لي بشيءٍ ينفعني في عمري »
فكتب إليه : « بسم الله الرحمن الرحيم .
استوحش من لا إخوان له وفرط المقصر في طلبهم وأشد تفريطاً من ظفر بواحد منهم فضيعه ولوجد أن الكبريت الأحمر أيسر من وجدانه وإني أطلبه منذ خمسين سنة ولم أجد إلا نصف صديق » .
قال أبو زائدة : « كتب الأحنف إلى صديق له : أما بعد فإذا قدم أخ لك موافق فليكن منك بمنزلة السمع والبصر فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف . ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه» : « إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ » .
---
(1/1676)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (((كتاب أسرار الأسماء في القرآن الكريم)))
---
(((كتاب أسرار الأسماء في القرآن الكريم)))
---
مدرس تفسير
06-25-2004, 03:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب أسمه
كتاب أسرار الأسماء في القرآن الكريم
الموقع
نون للأبحاث والدراسات القرآنية (http://www.islamnoon.com)
صورة غلاف الكتاب
http://www.islamnoon.com/Derasat/photos/book1.jpg
والكتاب مرفق
أو يمكن إنزاله من الموقع
ويوجد في الموقع كتب كثيرة ...
---
(1/1677)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اليوم الأربعاء ندوة (نحو منهج ميسر لتفسير القرآن) تنظمها الجمعية العلمية للقرآن
---
اليوم الأربعاء ندوة (نحو منهج ميسر لتفسير القرآن) تنظمها الجمعية العلمية للقرآن
---
أبومجاهدالعبيدي
04-25-2004, 01:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ستعقد إن شاء الله تعالى ندوة مهمة بعنوان : نحو منهج ميسر لتفسير القرآن ، وتفصيلها هنا :http://www.alquran.org.sa/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=48
وبهذه المناسبة أرجو من الإخوة الأعضاء الكرام أن لا يبخلوا باقتراحاتهم وأفكارهم فيما له صلة بموضوع الندوة .
وفق الله الجميع لما فيه الخير .
---
عبدالرحمن الشهري
05-12-2004, 09:42 AM
للتذكير بموعد الندوة الليلة 23 - 3 -1425هجرية وسيتم نقلها مباشرة عن طريق موقع الجمعية وموقع البث الإسلامي بإذن الله.
---
(1/1678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المفسر ابن عاشور..الوجه الآخر:شهادة تلميذ...
---
المفسر ابن عاشور..الوجه الآخر:شهادة تلميذ...
---
أبو عبد المعز
04-04-2005, 04:11 PM
رأيت شدة احتفاء الاخوة -اساتذة وطلبة علم-بالمفسر المشهور الطاهر بن عاشور...وكثرة الرجوع الى تفسيره التحرير والتنوير....وهو تفسير -والحق يقال-لا يستغنى عنه... ان كنا نبحث فى القرآن الكريم عن النكت البلاغية والوجوه البيانية..لكن ابن عاشور غفر الله له....روج لمذهب المتكلمين...وحمل آيات الصفات ...على مقتضيات المذهب الاشعري....فهو أشعري جلد...يقترب احيانا من الاعتزال...وأخشى ان يخفي اشراق المظهر الاول سواد المظهر الثاني...لذلك انبه قراء التحرير والتنوير الى هذه الآفة...من باب النصيحة لكتاب الله ...
وأنا استغل هنا هذه المناسبة....لايراد مقال نفيس للعلامة السلفي المجاهد عبد الحميد بن باديس..يكشف فيه عن الوجه الآخر للعلامة ابن عاشور..ولفتة الى منهجه فى التفسير...وعبرة للدعاة...من حيث تأثير المنصب والوظيفة على المنهج.....
ملاحظة:مآخذ ابن باديس على شيخه ابن عاشور ..تتعلق بمسألة القراءة فى الجنائز..
قال ابن باديس(نقلا من كتاب ابن باديس حياته وآثاره-جمع ودراسة د.عمار الطالبي.الجزء الثالث.دار الغرب الاسلامي.بيروت.ص ص 73-74- 75
(...شيخ الاسلام يقاوم السنة-ويؤيد البدعة-ويغري (السلطة)بالمسلمين هذا -والله -عظيم..وان كان القارىء يود ان يعرف من هو هذا الذي تحلى بهذا اللقب وأتى بهذه الشنع التي لا يأتي بها من ينتمي انتماءا صادقا للاسلام من عامة المسلمين فكيف بشيخ الاسلام.ويزيد كاتب هذه السطورعجبا آخرفوق عجب كل أحد ان شيخه وأستاذه وصديقه الشيخ الطاهر بن عاشور هو الذي يأتي بهذا الباطل ويرتكب هذا الذنب....(1/1679)
انني امرؤ جبلت على حب شيوخي واساتذتي وعلى احترامهم الى حد بعيد وخصوصا بعضهم واستاذي هذا من ذلك الخصوص ...ولكن ماذا اصنع اذا ابتليت بهم فى ميدان الدفاعىعن الحق ونصرته؟ لا يسعنى وانا مسلم أدين بقول الله تعالى:
{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (24) سورة التوبة
الا مقاومتهم ورد عاديتهم عن الحق واهله....
دعوني -يا قرائي الافاضل-احدثكم عن شىء من حقيقة هذا الرجل كما عرفته وعن علا قتي به وأثره في حياتي فإن هذا وفاء لحق تلك الصحبة والاستاذية يهون على ما أجابهه به بعد.
عرفت هذا الاستاذ فى جامع الزيتونة وهو ثاني الرجلين اللذين يشار اليهما بالرسوخ فى العلم والتحقيق فى النظر والسمو والاتساع فى التفكير اولهما العلامة الاستاذ شيخنا (محمد النخلي) القيرواني -رحمه الله -وثانيهما العلامة الاستاذ شيخنا (الطاهر بن عاشور) وكانا كما يشار اليهما بالصفات التي ذكرنا يشار اليهما بالضلال والبدعة وما هو اكثر من ذلك لانهما كانا يحبذان آراء الاستاذ (محمد عبده) فى الاصلاح ويناضلان عنها ويبثانها فيمن يقرأ عليهما وكان هذا مما استطاع به الوسط الزيتوني ان يصرفني عنهما وما تخلصت من تلك البيئة الجامدة واتصلت بهما حتى حصلت على شهادة العالمية ووجدت لنفسي حرية الاختيار. فاتصلت بهما عامين كاملين كان لهما فى حياتي العلمية اعظم الاثر على ان الاستاذ ابن عاشور اتصلت به قبل نيل الشهادة بسنة فكان ذلك تمهيدا لاتصالى الوثيق بالاستاذ النخلي .(1/1680)
وان انس فلا انسى دروسا قرأتها من ديوان الحماسة على الاستاذ ابن عاشور وكانت من اول ما قرأت عليه فقد حببتني فى الادب والتفقه فى كلام العرب وبثت فى روحا جديدا فى فهم المنظوم والمنثور وأحيت منتى الشعور بعز العروبة والاعتزاز بها كما اعتز بالاسلام..
مات الاستاذ النخلي على ما عاش عليه.....وبقى الاستاذ ابن عاشور حتى دخل سلك القضاء فخبت تلك الشعلة وتبدلت تلك الروح فحدثني من حضر دروسه فى التفسيرأنه-وهو من أعرف انكاره على الطرق اللفظية وأساليبها- قد أصبح لا يخرج عن المألوف فى الجامع من المناقشات اللفظية على طريقة عبد الحكيم فى مماحكاته وطرائق أمثاله وبقي حتى تقلد خطة شيخ الاسلام ووقف هو وزميله الحنفي في مسألة التجنيس المعروفة من بضع سنين ذلك الموقف حتى اصبح اسمه لا يذكر عند الامة التونسية الا بما يذكر به مثله...وهاهو اليوم يتقدم بمقال نشره بجريدة (الزهرة) فى عدد يوم الاثنين الرابع عشر من هذا الشهر المحرم يقاوم فيه السنة-ويؤيد فيه البدعة-ويغري (السلطة)بالمسلمين ....
فهل ابن عاشور هذا الملقب بشيخ الاسلام هو ابن عاشور استاذى الذى اعرف؟
لا...ذلك شخص آخر مضى ..قضى عليه القضاء وأقبرته المشيخة...وقد اديت له حقه بما ذكرته به.وهذا مخلوق آخر ليس موقفه اليوم أول مواقفه ولا احسبه يكون آخرها..وإننى لا اود ان يكون آخرها ..فإن المسلمين اليوم بأشد الحاجة الى معرفة ما ينطوي عليه مثله ممن ينتحلون القابا مخترعة فى الاسلام ولا يفضحهم مثل مقال هذا الرجل....
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2005, 04:56 PM
أخي أبا عبدالمعز حفظه الله ورعاه ، وجزاه الله خيراً على غيرته على الحق.(1/1681)
العلامة ابن عاشور رحمه الله ليس معصوماً كما تعلم ، والمناصب التي تقلدها كثيرة ، وقد بلغ غايتها في تونس ، ولا شك أن للمنصب من الأثقال ما يصرف العالم عن علمه مهما كان حريصاً ، فإن للعلم روحاً وجواً خاصاً لا يظفر به من اشتغل بالدنيا ولو قلت ، ولا شك أن كتب ابن عاشور المتقدمة ككتابه (أليس الصبح بقريب) و (مقاصد الشريعة) و (أصول النظام الاجتماعي) و(شرحه لديوان بشار) و(تعليقاته على ديوان الحماسة ) ونحوها تعد من نفائس كتبه ، ونفسه فيها نفس عالم محقق مدقق ، وتفسيره (التحرير والتنوير) لضخامته اجتمع فيه الجانبان ، فينشط في بعض المواضع فيأتي بالدرر والنفائس ، ويختصر في بعض المواضع فلا يختلف قوله فيها عن قول من سبقه من المفسرين ، وقد مكث في تصنيف تفسيره سنوات طويلة. وما ذكره تلميذه في مقالته الآنفة لا يقدح في علم ابن عاشور إن شاء الله ، والمسألة التي ذكرها (وهي فتوى التجنس) مسألة اتهم بها ابن عاشور رحمه الله وهي غير صحيحة إطلاقاً بل الصواب أنه أفتى ومعه ثلة من علماء المالكية خاصة بأنه يجب على من تجنس بالجنسية الفرنسية أن يعلن دخوله في الإسلام ، وأن يتخلى عن الامتيازات التي أعطيت له مقابل حصوله على تلك الجنسية . ولكن لهذه القضية ملابسات خفيت على الناس حينها ، وشوهت بسبب ذلك سمعة ابن عاشور رحمه الله ، وياليتكم يا ابا عبدالمعز وفقكم الله تتكرمون علينا بإيراد تفاصيل فتوى (ردة المتجنس) ليتضح أمر هذه الفتوى للأعضاء الكرام.
والشيخ عبدالحميد بن باديس العالم الجزائري المعروف (1309-1360هـ) رحمه الله قد تتلمذ على ابن عاشور ، وأثنى عليه ، وحاوره وخالفه في بعض آرائه كشأن أهل العلم في كل زمان ، وكان بينه وبين ابن عاشور لقاءات علمية كثيرة جمع أكثر ما كتبه ابن باديس حولها في الكتاب الذي أشرتم إليه في مقالكم.(1/1682)
وأما ما ذكره الشيخ ابن باديس رحمه الله عن حال دروس ابن عاشور في مجالسه في التفسير في الجامع فهو نقل لحال بعض الدروس التي يقل فيها نشاط الشيخ ابن عاشور وهذا أمر طبعي لا حرج فيه ولا مذمة إن شاء الله ، ولا شك أنه كان يستعمل أساليب المتكلمين وأهل المنطق في بعض المواضع ، ودونك تفسيره وسائر مؤلفاته الآن فهي الحكم والفيصل ، وهي زبدة علم ابن عاشور قد بقي خالصاً لطلاب العلم ،وأما بعض المواقف الخاصة التي تعرض لها في حياته العملية والعلمية فندعها ، فقد قدم رحمه الله إلى ربه ، ونسأل الله أن يغفر له وأن يجزيه خير الجزاء على انتصابه للتعليم والإصلاح ما يزيد عن ستين سنة أو تزيد. ومن الذي سلم من الخطأ أو التقصير ؟ لا ابن عاشور ولا غيره ممن سبقه من أئمة العلم ، وقادة الفكر ، وقد كان لتلك المواقف ظروفها وملابساتها الخاصة التي تخفى على الناس والله وحده هو المطلع على ما تكن السرائر. فإذا لم يكن لمثل تلك المواقف آثار سلبية على العلم المدون في كتبه ، فلا عبرة بها ، بل تركها أولى إن شاء الله.
ولعل أخي الكريم أبا زينب وهو بلدي ابن عاشور ومن المحبين لكتبه أن يزيد هذا الأمر إيضاحاً لنستفيد ونتعلم شيئاً من سيرة ابن عاشور وطرفاً من أخباره رحمه الله ، ولكم جزيل الشكر يا أبا عبدالمعز على هذه الفائدة رعاكم الله.
---
أبو عبد المعز
04-04-2005, 05:54 PM
أخي عبد الرحمن...
لا أريد والله...الانتقاص من العلماء بل انني أكره من شأنه أن يتتبع زلات العلماء بدعوى النصيحة او الجرح والتعديل...لكنني فى المقابل اكره الافتتان بهم....وما اوردت كلام ابن باديس الا لتكملة صورة العلامة ابن عاشور...فيعامل كما ينبغي ان يعامل كل انسان....له ما له وعليه ما عليه....
وتفسير التحرير والتنوير...عندي .... وضعته قريبا من متناول يدي ... لاني كثير الرجوع اليه..ان لم يكن أول ما أرجع اليه...لكن الحق احب الينا ..(1/1683)
أما بخصوص مسألة التجنيس.....فيفهم من كلام ابن باديس الذى انقله الآن....ان ابن عاشور لم يصدر فتوى...لكنه سكت...ويرى فى سكوته نوعا من الاقرار للباطل قال:
لقد ارتفعت الشكوى فى الصحف التونسية هذه المدة الاخيرة من بلدان عديدة من القطر التونسي الشقيق بالبدع والمناكر التي يأتيها الطرقيون [يقصد الصوفية]به.والفضائح التى ارتكبها بعضهم وسيق من اجلها الى العدلية كما يساق المجرمون....ووجهت سؤالات صريحة الى العلماء فى حكم الاسلام فى ذلك كله ...وعلماء الزيتونة وشيوخ الفتوى فيه وشيخا الاسلام منهم-واجمون ساكتون كأن الامر لا يعنيهم وكأن آيات الله لم تطرق آذانهم..فأين انتم ايها الشيوخ..واين ايمانكم ؟
لقد سئلتم عن رفض الشريعة بسبب التجنس ذلك الرفض المخرج من دين الاسلام فسكتم وقال الناس انكم خفتم على مناصبكم .....وها انتم اولاء تسأ لون اليوم عن البدع.........فهل انتم اليوم ساكتون...وبالتخويف على مناصبكم معتذرون؟
انتهى كلام ابن باديس....
لا تعارض اخي عبد الرحمن..بين قولك وموقف ابن باديس....فاللوم ليس على اصدار فتوى ولكن على السكوت.....
فإن كان السكوت خوفا على المنصب......ذريعة غير مقبولة......
فإن السكوت بدون عذر إقرار...وقبول....
على العموم ..لا يخرج العلامة ابن عاشور رحمه الله...عن منطق الضعف الانساني....فغفر الله له ولتلميذه ابن باديس...وجعلهما فى الجنة اخوانا على سرر متقابلين...
---
جمال أبو حسان
04-05-2005, 08:46 AM
قد رجعت انا الى مجلة البصائر التي كانت تصدر في ذلك الوقت في الجزائر واخرجت منها ما يتعلق بالموضوع وتحدثت عن هذه الفتوى في كتابي تفسير ابن عاشور دراسة منهجية ونقدية ولعلي ان شاء الله اذكر في فسحة قادمة خلاصة ما ذكرته هناك(1/1684)
واشكر الدكتور الشهري على غيرته العلمية وارجو ان لا يستمر هذا الملتقى في ذم المتكلمين فليس كل ما عندهم مذموما والحكم الذي ذكره ابوعبد المعز تحت مسمى (سواد الثاني ) حكم جائر فهل كل ما جاء به المتكلمون في المسالة المسماة بالصفات خطا انا احسب ان القضية تحتاج الى دراسة علمية غير متعصبة نترك فيها الاشخاص ونتحاور حول ما قالوه
والله تعالى الهادي
---
أبو زينب
04-05-2005, 09:08 AM
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إليكم ما وقع فعلا في تلك الفترة حول ما يسمى بـ " مسألة التجنيس" .
كانت فرنسا ترغب في ضم تونس لها . فشجعت تجنيس التونسيين و أغرتهم بالامتيازات التي سيتمتعون بها إذا فعلوا ذلك .و تصدى التونسيون لهذه الخدعة و لكن أصحاب النفوس الضعيفة اغتروا بالفتات فتجنسوا .و بدأت تطهر أزمة في الأفق إذ أصبح الناس ينفرون من المتجنسين : لا كلام و لا معاملات و لا صلاة بجوارهم و لا دفن في مقابر المسلمين . فعمدت فرنسا إلى الحيلة , إذ أوعزت إلى أحد المترجمين لديها – يدعى بلخوجة – إلى طرح السؤال التالي على المجلس الشرعي : هل تقبل توبة المرتد ؟
لم يكن السؤال متعلقا بالتجنيس أبدا . و كان المجلس الشرعي يتألف من 10 أعضاء مناصفة بين المالكية ( و على رأسهم الشيخ ابن عاشور) و الحنفية ( و على رأسهم الشيخ ابن يوسف ) . و أصدر المجلس فتواه بالإجماع بجواز قبول توبة المرتد ( انظر رسالة ابن أبي زيد القيرواني ) .
في هذا الظرف استغل بورقيبة تلك الفتوى و كان معروفا أنه داهية و كذاب و كذوب . إذ عمد إلى صحيفة حزبه و نشر ما يشير إلى أن ابن عاشور أفتى بجواز توبة المتجنس . و هذا ما لم يحدث و من عنده نص هذه الفتوى المزعومة فليخرجه لنا .(1/1685)
و رغم ذلك شاع الخبر حتى صدقه عامة الناس بل خاصتهم . و هذا لا يستغرب من ماكر مثل بورقيبة الذي كان لا يترك أي فرصة للتخلص من أي زعيم شعبي ( خاصة من الزيتونيين مثل عبد العزيز الثعالبي , فرحات حشاد , الفاضل بن عاشور ...).
و كانت فتنة عظيمة خاصة لطلبة الزيتونة .إذ أشاع بورقيبة وأتباعه أن الطلبة الزيتونيين قد تجنسوا .مما جعل الأولياء ينزعون ثياب أبناءهم ليتأكدوا من عدم حملهم الصليب على صدورهم . بل ذهب الأمر إلى قتل الأخ أخاه .
و لم يكن ابن عاشور من علماء السلاطين الذين يلهثون وراء المناصب بل يشهد له التاريخ موقفا بطوليا حين أراد بورقيبة سنة 1961 فرض إفطار رمضان بدعوى زيادة الإنتاج . فطلب من ابن عاشور أن يذيع فتوى تبيح الإفطار . فما كان من الشيخ بعد أن تلى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ..." إلا أن أضاف " صدق الله و كذب بورقيبة " .
هذا ما ذكره لي بالأمس أحد الباقين على قيد الحياة من العلماء الزيتونيين و الذين عاصروا تلك الأحداث . و قد حز في نفسه أن يتهم العلماء الأفاضل بتهم زائفة لا دليل فيها و لا برهان إلا أقوال الصحافة وهو يتحدى أي إنسان أن يمده بنص هذه الفتوى المكذوبة .
وكما ذكرت أنت يا أخي أبا عبد المعز – حفظك الله – " الحق أحب إلينا " . و ما ذكرتُه هنا ليس دفاعا عن ابن عاشور بقدر ما هو دفاع عن الإسلام و أتباعه حتى يتبين الحق .و أشكر الأخ الكريم عبد الرحمن – رعاه الله – على تعليقه الطيب و المناسب . و أخيرا أضم صوتي إلى أخينا جمال أبو حسان – جمل الله صورته و حسن منطقه – فليس الأشاعرة من الكفار أو المنافقين حتى ينعتوا بذوي الوجهين .
وفقنا الله إلى ما فيه صلاحنا و أعاننا على اتباع هديه .
---
ابن الشجري
04-05-2005, 05:29 PM
صدق الله وكذب بورقيبه
أبورقيبه فلا امتدت له رقبه *** لأنه لم يتق الله يوما ولارقبه(1/1686)
رحمك الله يابن عاشور ورحم ابن باديس والابراهيمي ، فمازالت كتبكم بين الناس ، تسير بها الركبان ، وتسامرها أعين أهل القرآن .
وقد أجدتم يامعاشر الإخوة في كثير مما كتبتم ، وإن كان قد برق أمام ناظري دعاوى لا أحبذ ذكرها تناسيا لها ، وخوفا من إثارتها في هذا الملتقى ، فإن أردتم الوقوف عند هذا الحد بعد أن كشف لنا الكاتب الكريم ، الشبهة التي أحاطت بالأمر فهذا ما أحب ، وإن أردتم المواصلة فإني أرى خلل الرماد وميض نار ، أدعو الله أن يخمد شررها.
---
عبدالرحمن الشهري
04-06-2005, 01:22 AM
بارك الله فيكم جميعاً. والأمر الذي قصده الأستاذ الجليل أبو عبدالمعز ليس أكثر مما ذكره في رأس مشاركته ، لكي يؤكد بارك الله فيه على أن الكمال عزيز، وأن النقص ملازم للبشر ، وإلا فمقام ابن عاشور رحمه الله رفيع ، وعلمه نافع للجميع . وكل من كتب تعقيباً في هذه المشاركة - ما خلا صاحبك - صاحب عقلٍ واعٍ ، وذهنٍ حاضرٍ ، وبُعْدِ نظر فيما يأتي ويذر من مسائل ، وصدق وإخلاص إن شاء الله. فلا تخش يا ابن الشجري ضِرام النار ، كما خشي نصر بن سيار(1) ، وأتفق معك في الاكتفاء بهذا في هذه المسألة فقد وضحت ولله الحمد ، فمن زاد أو استزاد فالله يغفر له ويوفقه ، وليعذرنا.
--------
(1) هو نصر بن سيار بن رافع الكناني ، تولى خراسان عام 120هـ ، وكان من دهاة الرجال ، وأهل الشجاعة والبأس ، بدأت الدعوة العباسية في عهده تقوى ، فراسل خلفاء الأمويين يحذرهم ، ومن قوله في ذلك قصيدته السائرة التي ضمن منها الأستاذ ابن الشجري قوله (أرى خلل الرماد وميض نار) وهي قوله:
أرى خلل الرماد وميض جمرٍ= ويوشك أن يكون له ضرامُ
فإنّ النار بالعودين تذكى= وإن الحرب مبدؤهاُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا= مشمّرة يشيب لها الغلامُ
وقلت من التعجب ليت شعري= أأيقاظٌ أميّة أم نيام؟!
---
(1/1687)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المنتقى من أقوال المفسرين في ربط تفسير الآيات بالواقع المعاش
---
المنتقى من أقوال المفسرين في ربط تفسير الآيات بالواقع المعاش
---
أبومجاهدالعبيدي
01-16-2004, 07:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن الكريم كتاب هداية ، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ، ويخرج من استضاء به من الظلمات إلى النور .
ولا شك أن من أهم المهمات التي ينبغي لكل من فسر القرآن أن يوليها الاهتمام اللائق بها : دعوة الناس إلى العمل به ، وحل مشاكلهم بما تضمنه من الهدى ، وإنذارهم بما فيه من الوعيد ، والاجتهاد في ربط هداياته بواقعهم الذي يعيشونه .
ولقد كان هذا الأمر من الأمور التي اهتم بها المفسرون قديماً وحديثاً ، وذكروا في ثنايا تفسيرهم للقرآن نصائح وتوجيهات ، ونبهوا على تنبيهات مهمات ، وذكّروا بالقرآن من غفل أو نسي أو أعرض لعله يتذكر أو يخشى .
وقد لفت انتباهي وأنا أقرأ في كتب التفسير الكثيرُ من هذه النصائح والتنبيهات والإرشادات فأردت أن أذكر شيئاً منها هنا للتنبيه على أهمية هذا الأمر لمن تصدى لتفسير القرآن وتعليمه للناس .
وإلى القارئ الكريم بعض هذه النقول :
· قال العلامة الشنقيطي بعد تفسيره لقوله تعالى في سورة محمد : {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ الاٌّمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } :
( مسألة(1/1688)
اعلم أن كل مسلم، يجب عليه في هذا الزمان، تأمل هذه الآيات، من سورة محمد وتدبرها، والحذر التام مما تضمنته من الوعيد الشديد؛ لأن كثيراً ممن ينتسبون للمسلمين داخلون بلا شك فيما تضمنته من الوعيد الشديد.
لأن عامة الكفار من شرقيين وغربيين كارهون لما نزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو هذا القرآن وما يبينه به النبي صلى الله عليه وسلم من السنن.
فكل من قال لهؤلاء الكفار الكارهين لما نزله الله: سنطيعكم في بعض الأمر، فهو داخل في وعيد الآية.
وأحرى من ذلك من يقول لهم: سنطيعكم في الأمر كالذين يتبعون القوانين الوضعية مطيعين بذلك للذين كرهوا ما نزل الله، فإن هؤلاء لا شك أنهم ممن تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم.
وأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ، وأنه محبط أعمالهم.
فاحذر كل الحذر من الدخول في الذين قالوا: سنطيعكم في بعض الأمر.) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
01-16-2004, 07:52 AM
ومن ذلك أيضاً :
ما ذكره الشيخ الشنقيطي كذلك في سياق كلام طويل قيم نفيس في التنبيه على قضايا مهمة متعلقة بتفسير قوله تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) ؛ قال رحمه الله :
(والله جل وعلا يقول في سورة القمر مرات متعددة: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}. ويقول تعالى في الدخان: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}. ويقول في مريم: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلَسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً}.
فهو كتاب ميسر، بتيسير الله، لمن وفقه الله للعمل به، والله جل وعلا يقول : ( بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ}، ويقول {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.(1/1689)
فلا شك أن الذي يتباعد عن هداه ، يحاول التباعد عن هدى الله ورحمته.
ولا شك أن هذا القرآن العظيم، هو النور الذي أنزله الله إلى أرضه، ليستضاء به فيعلم في ضوئه الحق من الباطل والحسن من القبيح والنافع من الضار، والرشد من الغي.
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً}.
وقال تعالى: {قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌيَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَاكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا} وقال تعالى: {فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنّورِ الَّذِى? أَنزَلْنَا} وقال تعالى: {فَالَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِى? أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
فإذا علمت أيها المسلم أن هذا القرآن العظيم، هو النور الذي أنزله الله ليستضاء به، ويهتدى بهداه في أرضه، فكيف ترضى لبصيرتك أن تعمى عن النور.
فلا تكن خفاشي البصيرة، واحذر أن تكون ممن قيل فيهم:
خفافيش أعماها النهار بضوئه ...... ووافقها قطع من الليل مظلم
مثل النهار يزيد أبصار الورى ...... نوراً ويعمي أعين الخفاش
{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}. {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.
ولا شك أن من عميت بصيرته عن النور، تخبط في الظلام، ومن لم يجعل الله له نوراً، فما له من نور.(1/1690)
وبهذا تعلم أيها المسلم المنصف، أنه يجب عليك الجد، والاجتهاد في تعلم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالوسائل النافعة المنتجة، والعمل بكل ما علمك الله منهما، علماً صحيحاً.
ولتعلم أن تعلم كتاب الله وسنة رسوله في هذا الزمان أيسر منه بكثير في القرون الأولى، لسهولة معرفة جميع ما يتعلق بذلك، من ناسخ ومنسوخ وعام وخاص، ومطلق ومقيد، ومجمل ومبين وأحوال الرجال، من رواة الحديث، والتمييز بين الصحيح والضعيف، لأن الجميع ضبط وأتقن ودون، فالجميع سهل التناول اليوم.
فكل آية من كتاب الله قد علم ما جاء فيها من النبي صلى الله عليه وسلم ثم من الصحابة والتابعين وكبار المفسرين.
وجميع الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم حفظت ودونت، وعلمت أحوال متونها وأسانيدها وما يتطرق إليها من العلل والضعف.) انتهى .
---
عبد الله الخضيري
01-16-2004, 09:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشيخ و القلم البحَّاث / أبا مُجَاهِد العبيدي سلَّمه الله
لا شكَّ أن المفسِّرين قاموا بأدوارهم كاملة ووفَّوا و ما نقصوا ، و قد أشرتَ - حفظك الله و طيَّب قلمك –
(( ولا شك أن من أهم المهمات التي ينبغي لكل من فسر القرآن أن يوليها الاهتمام اللائق بها : دعوة الناس إلى العمل به ، وحل مشاكلهم بما تضمنه من الهدى ، وإنذارهم بما فيه من الوعيد ، والاجتهاد في ربط هداياته بواقعهم الذي يعيشونه .
ولقد كان هذا الأمر من الأمور التي اهتم بها المفسرون قديماً وحديثاً ، وذكروا في ثنايا تفسيرهم للقرآن نصائح وتوجيهات ، ونبهوا على تنبيهات مهمات ، وذكّروا بالقرآن من غفل أو نسي أو أعرض لعله يتذكر أو يخشى . ))(1/1691)
ولذا فنحن أمام مسألةٍ مُهِمَّة و هي مدى قدرة المفسِّر على إفادة أهل مجتمعه و من يفسِّر لهم كلام الله تعالى ، إذ إن تفسير القرآن لا ينبغي أن يتحول إلى تفكيك رموز دون أن يكون لها هدايات و آثارٌ في توجيه الناس و دعوتهم إلى الله تعالى ، و تقريبهم إلى جنَّة الله و رضوانه - هذا في الأصل – لكن ما نفتقده – أحياناً – هو غياب هذا الهدف عند البعض ، و لذا خرج هذا الموضوع الجميل لأنَّ ربط الواقع بكلام الله قليل و الله المستعان .(1/1692)
وكنت قد حاولت ربط الترف بالواقع من خلال فهم أسباب الترف و مظاهره و علاجه ، من خلال القرآن و ربط ذلك بالواقع فكان من أهمِّ تلك المظاهر التي ذكرتها ووجدت المفسِّرين قد أشاروا إلى كثير منها ؛ وحيث إن الترف ظاهرةٌ متمِّيزةٌ لدى الأغنياء و الفقراء فلقد صوَّرت لنا الآيات في سورة يوسف بعض مظاهر الترف غير المألوفة في الأزمان السابقة سوى العلية من القوم و الطبقة الراقية منهم كما جاء في الآيات التالية يقول الله I ] وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {30} فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ {3 } قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ {32}[ ، يتجلى في هذه الآيات الكثير من الكماليات التي يسعى إليها المترفون ؛ وقد يحصلُ بعضها لهم نظراً لطبيعة الطبقية التي يعيشونها والمجتمع الذي يتعاملون معه دون أن يبحثوا عنها ، وقد تأتي بعد إجهاد المرء نفسه للكماليات على حساب الواجبات والمستلزمات الضرورية ، لكن المجتمع لا يرحمه – في نظره - !!
فتلك القصة في ذكر امرأة العزيز توضح بعض اللمحات وتكشف النقاب عن كثيرٍ من الهنات لدى المترفين - آمالاً وأعمالاً - في القصور :(1/1693)
يقول سيد قطب رحمه الله ص 1984 – 1985 ( لقد أقامت مأدبة في قصرها . وندرك من هذا أنهن كن من نساء الطبقة الراقية . فهن اللواتي يدعين في القصور . وهن اللواتي يؤخذن بهذه الوسائل الناعمة المظهر . ويبدو أنهن يأكلن وهن متكئاتٍ على الوسائد والحشايا على عادة الشرق في ذلك الزمان . فأعدت لهن هذا المتكأ . وآتت كلَّ واحدةٍ منهن سكيناً تستعملها في الطعام – ويؤخذ من هذا أن الحضارة المادية في مصر كانت قد بلغت شأواً بعيداً ، وأن الترف في القصور كان عظيماً ؛ فإن استعمال السكاكين في الأكل قبل هذه الآلاف من السنين له قيمته في تصوير الترف والحضارة المادية – وبينما هنّ منشغلاتٍ بتقطيع اللحم أو تقشير الفاكهة ؛ فاجأتهنَّ بيوسف ....ثم قالت قولة المرأة المنتصرة ، التي لا تستحي من بنات جنسها وطبقتها ، والتي تفخر عليهن بأن هذا في متناول يدها ... ) .
وقد ندرك الترف في بعض الصور منها : أنها أرسلت غيرها بالدعوة إيغالاً في السلطة وتميزاً بين نساء الطبقة ، ولإثبات القدرة والسيطرة على الأمور ، وأنهن لا يزلن في عداد طبقتها ولم تكن شاذةً عنهن بارتكابها هذا الخطأ !!
ومنها : أن أعدت لهن المتكئات يقول الألوسي رحمه الله 7 / 342 ، ( أي ما يتكئن عليه من النمارق والوسائد كما روي عن ابن عباس وهو من الإتكاء : الميل إلى أحد الشقين ... وروي عن الحبر - أيضاً - أن المتكأ : مجلس الطعام لأنهم كانوا يتكؤن كعادة المترفين المتكبرين ) ، والتي لا توجد هذه – في الغالب - إلا في بيوت الطبقة الأرستقراطية آنذاك وبعده ، وأعطت كلّ واحدةٍ من أولاءِ النسوة سكيناً مع كثرة الأكلة ووفرة أصناف الطعام ومع ذلك فالسكاكين والمتكئات متوفرة ، واعتمدت كذلك على عنصر المفاجأة ] اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ [ مما يؤكد أن العدد كبير والفرصة مواتيةٌ لدخوله ؛ لاكتمال العدد !!(1/1694)
ومنها : التبجح في ارتكاب المنكر وإضماراً للشر وتبييتاً له ] وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ {32}[ ، يقول سيد قطب رحمه الله ص 1980 : ( فهذه البيئة التي تسمح بهذا . وذلك بيئةٌ خاصةٌ ؛ هي بيئة الطبقة المترفة دائماً ) .
ومنها : ضعف الغيرة في مواجهة الخيانات الزوجية فهنا كما يقول سيد رحمه الله ص 1983 : ( تبدو لنا صورة من " الطبقة الراقية " في الجاهلية قبل الآف السنين وكأنها هي هي اليوم شاخصةٌ : رخاوةٌ في مواجهة الفضائح الجنسية ؛ وميلٌ إلى كتمانها عن المجتمع ، وهذا هو المهم كله ) .
وأحب إلى أشيد بما ذكرته من الحاجة إلى ربط الآيات بالواقع و الحياة التي يعيشها الناس فكلام الله ليس مقصوراً
على طائفةٍ أو زمن و الله المستعان
و الله يتولى الجميع بحفظه و توفيقه
محبك عبد الله
---
أبومجاهدالعبيدي
06-01-2005, 12:03 AM
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الشنقيطي أيضاً عندما ذكر أصول الاقتصاد في الإسلام عند تفسيره لقول الله تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } (الفرقان:67) ، فقد قال بعد كلام مهم يحسن الرجوع إليه في أضواء البيان :(1/1695)
( ولا شكّ أنه يلزم المسلمين في أقطار الدنيا التعاون على اقتصاد يجيزه خالق السماوات والأرض، على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ويكون كفيلاً بمعرفة طرق تحصيل المال بالأوجه الشرعية ، وصرفه في مصارفه المنتجة الجائزة شرعًا ؛ لأن الاقتصاد الموجود الآن في أقطار الدنيا لا يبيحه الشرع الكريم، لأن الذين نظموا طرقه ليسوا بمسلمين، فمعاملات البنوك والشركات لا تجد شيئًا منها يجوز شرعًا، لأنها إما مشتملة على زيادات ربوية ، أو على غرر، لا تجوز معه المعاملة كأنواع التأمين المتعارفة عند الشركات اليوم في أقطار الدنيا، فإنك لا تكاد تجد شيئًا منها سالمًا من الغرر، وتحريم بيع الغرر ثابت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أن من يدّعي إباحة أنواع التأمين المعروفة عند الشركات، من المعاصرين أنه مخطىء في ذلك، ولأنه لا دليل معه بل الأدلّة الصحيحة على خلاف ما يقول، والعلم عند اللَّه تعالى. )
---
عبد العزيز الضامر
06-01-2005, 10:33 PM
إلى أبي مجاهد والخضيري....مع التحية:
أُحيطكم علماً بأنَّ العبد الفقير كانت رسالته في الماجستير بعنوان "تنزيل الآيات على الواقع عند المُفسرين" وقد اشتملت على قسمين:
الأول: احتوى على دراسةٍ نظريةٍ لقضية التنزيل تناولت التعريف, وعلاقة التنزيل ببعض مسائل علوم القرآن, ونشأة التنزيل وفوائده, وحُكمه, وأنواعه, ونماذج من تنزيل الآيات على الواقع عند المُفَسِّرين القُدامى, كابن العربي, والقرطبي, وابن تيمية.
وأمَّا القسم الثاني: فهوتطبيقٌ لقضية التنزيل التي تمَّت دراستها في القسم الأول, وذلك من خلال تفسير المنار لرشيد رضا, ومجالس التذكير لعبد الحميد بن باديس, وفي ظلال القرآن لسيد قطب.
وتهدف الرسالة بالدرجة الأولى إلى ربط الناس بكتاب الله تعالى, وحثهم على العمل به.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-02-2005, 09:42 AM
نفع الله بكم وبرسالتكم يا شيخ عبدالعزيز ...(1/1696)
ولعلك تحيطنا علماً بأخبار هذه الرسالة ذات الموضوع القيم ، وهل نوقشت أم لا ؟ وهل يمكنك أن تنتخب لنا منها ما ننتفع به ؟
---
عبد العزيز الضامر
06-03-2005, 11:02 PM
إلى أبي مجاهد مع التحية:
الرسالة في طور المناقشة قريباً, ونتمنى منكم الدعاء لنا بالتوفيق والنجاح.......
---
أبومجاهدالعبيدي
07-22-2005, 08:15 PM
في تفسير القرطبي لقول الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا } (القرقان : 20) ذكر مسائل متعلقة بأحكام الأسواق ، ومنها :
( الرابعة: خرّج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها». وخرّج البزّار عن سلمان الفارسيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونن إن استطعتْ أوّل من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته». أخرجه أبو بكر البرْقانيّ مسنداً عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ من رواية عاصم عن أبي عثمان النهدِيّ عن سلمان قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكن أوّل من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فبها باض الشيطان وفرّخ». ففي هذه الأحاديث ما يدلّ على كراهة دخول الأسواق، لا سيما في هذه الأزمان التي يخالط فيها الرجال النسوان. وهكذا قال علماؤنا لما كثر الباطل في الأسواق وظهرت فيها المناكر: كُره دخولها لأرباب الفضل والمقتدى بهم في الدِّين تنزيهاً لهم عن البقاع التي يُعصى الله فيها. فحق على من ابتلاَه الله بالسوق أن يخطر بباله أنه قد دخل محل الشيطان ومحل جنوده، وأنه إن أقام هناك هلك، ومن كانت هذه حاله اقتصَر منه على قدر ضرورته، وتحرز من سوء عاقبته وبليته.(1/1697)
الخامسة: تشبيه النبيّ صلى الله عليه وسلم السوق بالمعركة تشبيه حسن؛ وذلك أن المعركة موضع القتال، سمي بذلك لتعارك الأبطال فيه، ومصارعة بعضهم بعضاً. فشبّه السوق وفعل الشيطان بها ونيله منهم مما يحملهم من المكر والخديعة، والتساهل في البيوع الفاسدة والكذب والأيمان الكاذبة، واختلاَط الأصوات وغير ذلك بمعركة الحرب ومن يصرع فيها.
السادسة: قال ابن العربي: أما أكل الطعام فضرورة الخلق لا عار ولا درك فيه، وأما الأسواق فسمعت مشيخة أهل العلم يقولون: لا يدخل إلا سوق الكتب والسلاح، وعندي أنه يدخل كل سوق للحاجة إليه ولا يأكل فيها؛ لأن ذلك إسقاط للمروءة وهدم للحشمة؛ ومن الأحاديث الموضوعة: «الأكل في السوق دناءة».
قلت: ما ذكرته مشيخة أهل العلم فنعما هو؛ فإن ذلك خالٍ عن النظر إلى النسوان ومخالطتهن؛ إذ ليس بذلك من حاجتهن. وأما غيرهما من الأسواق فمشحونة منهن، وقلة الحياء قد غلبت عليهن، حتى ترى المرأة في القيسارِيات وغيرهن قاعدة متبرجة بزينتها، وهذا من المنكر الفاشي في زماننا هذا. نعوذ بالله من سخطه. ) انتهى
---
د. أنمار
07-22-2005, 08:33 PM
فماذا يقول عن أسواق زماننا
---
عبدالرحمن الشهري
10-11-2005, 06:48 PM
أخي الكريم عبدالعزيز الضامر وفقه الله
بعد أن وفقكم الله وناقشتم الرسالة ولله الحمد في (29/8/1426هـ) . أرجو أن تتكرموا علينا بعرضها بإيجاز وذكر بعض الفوائد المنتقاة على غرار ما ذكر أبو مجاهد وفقه الله.
---
(1/1698)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مع المستشرق موراني حول دعوى (تحقيق القرآن) واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب
---
مع المستشرق موراني حول دعوى (تحقيق القرآن) واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب
---
الجندى
06-25-2005, 06:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع للمستشار سالم عبد الهادى يرد فيه على دعاوى المستشرق الألمانى د. مورانى باحتمال الزيادة والنقصان فى القرآن الكريم ، ويدعوه للحوار حول ما قاله بخصوص هذه المسألة .
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=2191
---
الجندى
06-28-2005, 06:55 AM
جديد الموضوع :
إهانات د.موراني المتكررة للقرآن، وانطلاقه في كلامه عنه من أسسٍ دينيةٍ
هل يُعَدّ د.موراني مبشِّرًا نصرانيًّا؟!
المستندات
الحصاد
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=2191
---
الجندى
07-02-2005, 06:38 AM
تعقيبات د. مورانى !
http://70.84.212.52/vb/showpost.php?p=17166&postcount=18
http://70.84.212.52/vb/showpost.php?p=17467&postcount=20
http://70.84.212.52/vb/showpost.php?p=17473&postcount=24
ونذكر الإخوة بالموضوع الأصلى :
مع المستشرق موراني حول دعوى ((تحقيق القرآن)) واحتمال الزيادة والنقص وتغيُّر الترتيب (http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=2191)
والتعقيب على الموضوع :
التعقيب على موضوع ( تحقيق القرآن ) (http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=2208)
---
الجندى
07-06-2005, 04:41 PM
جديد الموضوع :
- ماذا وراء مقارنة د.موراني
بين القرآن وبين الإنجيل (الحالي)؟
- مقدَّسٌ حتى إشعار آخر!!
الإنجيل في نظر د.موراني
وماذا يريد من القرآن؟
- مَنْ يملك حق تحقيق القرآن؟!
- شهادة من ألماني
- إضافة مهمة..
- هكذا يُبْطِلُونَ المعجزةَ القرآنية ويهدمون الإسلام!!
فهل يقدرون على مثلِه؟!
- فاصلٌ قصير(1/1699)
- سَمَاعِيٌّ
مِن البدايةِ إلى النهايةِ
- طبقات القراء
- لا تأخذوا القرآنَ مِنْ مُصْحَفِيٍّ
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=2191
---
أبو صلاح الدين
07-07-2005, 01:02 PM
بارك الله فيك .
---
الجندى
07-11-2005, 08:24 PM
وفيك الله بارك
---
(1/1700)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سبحان الله : آخر آية وقف عليها الشيخ / الشنقيطي رحمه الله في تفسيره .
---
سبحان الله : آخر آية وقف عليها الشيخ / الشنقيطي رحمه الله في تفسيره .
---
المسيطير
04-19-2006, 11:04 PM
قال أكرم كساب ( المترجِم لفضيلة العلامة الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله ) :
في وسط قارة إفريقيا وفي قرية تسمى شنقيط كانت نشأته ، وبين مكة والمدينة كانت شهرته ، وبرع في العلوم كلها حتى فاق أقرانه ، أراد مكة حاجًا وزائرًا ، وأراده الله معلمًا ومفسرًا ، إن تحدث في التفسير خِلته الطبري ، وإن أنشأ في الشعر حسبته المتنبي ،وإن جال في الحديث وعلومه ظننته ابن حجر العسقلاني ،
مفسرًا ،
ومحدثًا ،
وشاعرًا ،
وأديبًا ،
إنه صاحب " أضواء البيان " العالم الولي الزاهد الورع العلامة الشنقيطي ، فمن يا ترى هذا الرجل ؟ وأين نشأ ؟ وكيف تلقى علمه ؟ وكيف كانت أخلاقه ؟ وما هو أضواء البيان هذا ؟ .
ثم قال :
على الرغم من أن الشيخ كان جوهرة ثمينة ، وقد ملئ علمًا من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه ، أو كما يقول عنه الاستاذ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ : " ثقافة موسوعية ، حتى ليخيل إليك وهو يحضر تقريراته منها أنها تخصصه الذي لا يكاد يعدوه ، شأنه في ذلك شأن الأسلاف الكبار " .
ثم قال :
كتاب : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن :
يقع هذا الكتاب في سبعة أجزاء ، وصل فيها الشيخ إلى قوله تعالى في سورة المجادلة : ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )(المجادلة/22) ووافقه المنية ، فأكمل التفسير من بعده تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ ) أ.هـ
تتمة أضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...ght=1325%E5%DC(1/1701)
رحم الله الشيخ الشنقيطي وغفر له وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى .
وللفائدة :
حمّل أضواء البيان كاملا من 1-7
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...threadid=10265
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2006, 12:31 AM
أرحب بأخي الكريم الشيخ سامي المسيطير حفظه الله ورعاه في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله أن يوفقه وأن يسدد آرائه . وأشكره على هذه الفائدة التي أتحفنا بها بخصوص تفسير الشيخ الشنقيطي رحمه الله وغفر له .
تعليق خارج الموضوع :
لي تحفظ على قول الأستاذ أكرم كساب - جزاه الله خيراً- عن الشيخ العلامة الشنقيطي : (إذا تحدث في التفسير خِلته الطبري ، وإن أنشأ في الشعر حسبته المتنبي ، وإن جال في الحديث وعلومه ظننته ابن حجر العسقلاني) . فالشيخ رحمه الله لا يوازن بواحد من هؤلاء في فنونهم ، ومهما بلغ حبنا له إلا أنه ينبغي أن نضع الكلام مواضعه دون مبالغة .
---
المسيطير
04-20-2006, 11:46 AM
الشيخ المبارك الدكتور / عبدالرحمن الشهري وفقه الله تعالى
أشكر لكم ترحيبكم ، ودعوتكم ، ودعواتكم .
وما ذلك على أهل الفضل بغريب .
أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في علمكم وعملكم وعمركم وأهلكم وذريتكم ومالكم ، وأن يرزقكم من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا تحتسبون .
---
المسيطير
04-20-2006, 11:56 AM
وآخر ما قرأ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - قوله تعالى :
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ . فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } 54 ، 55 .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية (14/135 فما بعدها) :
وقت الوفاة ومكانها واعلانها وارتباك الدولة:
قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخ وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي العقدة توفي :
الشيخ
الامام
العالم
العلم
العلامة
الفقيه
الحافظ
الزاهد
العابد
المجاهد
القدوة
شيخ الاسلام(1/1702)
تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الامام العلامة المفتي شهاب الدين ابي المحاسن عبدالحليم ابن الشيخ الامام شيخ الاسلام ابي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها .
وقد اتفق موته في سحر ليلة الاثنين المذكور فذكر ذلك مؤذن القلعة على المنارة بها وتكلم به الحراس على الابرجة فما أصبح الناس إلا وقد تسامعوا بهذا الخطب العظيم والامر الجسيم فبادر الناس على الفور إلى الاجتماع حول القلعة من كل مكان أمكنهم المجيء منه حتى من الغوطة والمرج .
وكان نائب السلطنة تنكز قد ذهب يتصيد في بعض الامكنة فحارت الدولة ماذا يصنعون وجاء الصاحب شمس الدين غبريال نائب القلعة فعزاه فيه ، وجلس عنده ، وفتح باب القلعة لمن يدخل من الخواص والاصحاب والاحباب فاجتمع عند الشيخ في قاعته خلق من أخصاء أصحابه من الدولة وغيرهم من أهل البلد والصالحية فجلسوا عنده يبكون ويثنون على مثل ليلى يقتل المرء نفسه .
وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الحافظ ابي الحجاج المزي رحمه الله وكشفت عن وجه الشيخ ونظرت إليه وقبلته وعلى رأسه عمامه بعذب مغروزة وقد علاه الشيب أكثر مما فارقناه وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن :
أنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمة وشرعا في الحادية والثمانين فانتهينا فيها إلى آخر اقتربت الساعة :
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ . فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }
فشرع عند ذلك الشيخان الصالحان الخيران عبد الله بن المحب وعبد الله الزرعي الضرير وكان الشيخ رحمه الله يحب قراءتهما فابتدآ من أول سورة الرحمن حتى ختموا القرآن وأنا حاضر أسمع وأرى .(1/1703)
وحضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليه وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرؤا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله ثم انصرفوا ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله ) أ.هـ
---
الجكني
04-20-2006, 01:09 PM
السلام عليكم:لاشك أن د/عبد الرحمن الشهرى حفظه الله قد وفق فى استدراكه ، ولى استدراك آخر وهو أن الشيخ رحمه الله لم تكن شهرته بين مكة والمدينة بل وليس فى المشرق كله ، بل رحمه الله كان مشهوراً فى بلده والأقطار التى محيطة به قبل أن يأتي للمشرق بزمن كثير 0والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2006, 02:07 PM
جزاكم الله خيراً على دعواتكم يا أبا محمد ، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ، وشكر الله للدكتور السالم استدراكه اللطيف.
وفكرة أخي الكريم أبي محمد المسيطير حفظه الله في تتبع المواضع التي نقل أن العلماء قبضوا عندها أثناء تلاوتهم للقرآن الكريم أو وقفوا عندها في تفاسيرهم فكرة طريفة ، ذكر لنا منها قصتين ، ولعله ينشط لتتبع البقية إن شاء الله ، ففيها عبر ، وفيها تذكرة بفضل الله سبحانه وتعالى على هؤلاء العلماء الأجلاء رحمهم الله ورضي عنهم ، وأحلقنا بهم غير مفرطين ولا مفتونين .
---
المسيطير
04-20-2006, 04:11 PM
الشيخ الكريم الدكتور / عبدالرحمن الشهري
جزاك الله خيرا على تنبيهك ، وسرني توجيهك ، وسأعمل بإذن الله على جمع ما تفضلتم بطلبه بإذن الله تعالى .
---
المسيطير
04-20-2006, 04:16 PM
عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى (ج4 /72) :
( روى عفان بن مسلم ، عن عثمان بن عبدالحميد ، قال : حدثنا أبي ، قال : بلغنا أن فاطمة امرأة عمر بن عبدالعزيز قالت : اشتد علَزُه ليلة ، فسهرْ وسهرنا معه ، فلما أصبحنا أمرت وصيفا له يقال له مرثد ، فقلت له : يا مرثد ، كن عند أمير المؤمنين ، فإن كانت له حاجة كنت قريبا منه .(1/1704)
ثم انطلقنا فضربنا برؤوسنا لطول سهرنا ، فلما انفتح النهار استيقظت فتوجهت إليه ، فوجدت مرثدا خارجا من البيت نائما ، فأيقظته ، فقلت : يا مرثد ، ما أخرجك ؟ ، قال : هو أخرجني ، قال : يامرثد ؛ اخرج عني ! ، فوالله إني لأرى شيئا ما هو بالإنس ولا جان ، فخرجت فسمعته يتلو هذه الآية :
( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
قال فدخلت عليه فوجدته قد وجه نفسه ، وأغمض عينيه ، وإنه لميت ، رحمه الله ) أ.هـ.
---
المسيطير
08-22-2006, 09:36 PM
نُقل أن آخر آية فسرها الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار هي قوله تعالى في سورة يوسف :
( توفني مسلما وألحقني بالصالحين )
ومات عقبها
رحمه الله .
وأكمل تفسير سورة يوسف الشيخ بهجة البيطار رحمه الله
---
(1/1705)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلَّام في نقله لقول قتادة أن المراد بدار الفاسقين مصر
---
توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلَّام في نقله لقول قتادة أن المراد بدار الفاسقين مصر
---
أبو صفوت
03-21-2007, 12:37 AM
نقل المزي في ترجمة سعبد بن أبي عروبة توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلام في روايته عن قتادة أنه قال في تفسير قوله تعالى " سأريكم دار الفاسقين " أنها مصر ، والمراد بهم آل فرعون
(... وقال سعيد بن عمرو البرذعي قلت لأبي زرعة يحيى بن سلام المغربي ؟ فقال : لا بأس به ربما وهم .
قال لي أبو زرعة حدثنا أبو سعيد الجعفي قال حدثنا يحيى بن سلام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله عز وجل " سأريكم دار الفاسقين" قال: مصر ، قال وجعل أبو زرعة يستعظم هذا ويستقبحه.
قلت له أي شيء أراد بهذا ؟
قال هو في تفسير سعيد عن قتادة : مصيرهم )
وقد رأيت هذا القول متناقلا في كثير من كتب التفسير كالطبري ، والماوردي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، وإن كان الظاهر من كلام الطبري أنه ضعفه لخروجه عن السياق
وفي هذا فوائد ، منها :
1. عدم ثبوت مثل هذا التفسير عن السلف ، وبالتالي عدم تخطئة قتادة إذ هو لم يقل به .
2. وهم الراوي في نقل كلام المفسر من السلف قد يؤدي إلى إيهام وقوع الخلاف بين السلف في موضع الوهم
3.أهمية الرجوع إلى أكثر من مصدر للتثبت من صحة القول الوارد عن السلف
والموضوع مطروح للمدارسة ، وبانتظار فوائد أساتذتنا الأفاضل حوله
وأقترح أن يفرد مضوع للتصحيفات التي لحقت كتب التفسير ، بحيث يكتب كل عضو ما يقف عليه ، ففي هذا فوائد كثيرة
---
أبو صالح التميمي
03-21-2007, 07:51 AM(1/1706)
كلام أبي زرعة هو في "الضعفاء" مع أسئلة البرذعي (2|340) ومما يضاف ما ذكره أبو حاتم في "العلل" لابنه (2|319) في تفسير ابن عباس لآية" إن أصحاب الجنة في شغل فاكهون" بقوله:افتضاض الأبكار حيث صحف فيه الراوي فقال:ضرب الأوتار.والله أعلم.
---
الجكني
03-21-2007, 08:52 AM
تفسير يحي بن سلام موجود في القطعة الموجودة من تفسيره وهي "مصر"وأيضاً نقله عنه الإمام الداني بسنده إليه في كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا"0
---
جمال أبو حسان
03-21-2007, 10:01 AM
هل يصح هذا التفسير المنقول عن ابن عباس في قوله تعالى ( شغل فاكهون) كما اورده ابو صالح التميمي اعلاه؟
---
أبو بيان
03-21-2007, 10:39 AM
- ورد القول بأن دار الفاسقين: مصر, أي قوم فرعون. عن جماعة من السلف: كابن عباس, وعلي رضي الله عنهم, وسعيد بن جبير, وعطية العوفي, ومقاتل بن سليمان. فهو وارد ثابت عن السلف.
ورجح هذا القول الزمخشري واستدل له, وغلَّبه الآلوسي, وذكر شواهده القرطبي.
- أما قول قتادة فقد صح عنه أنه قال: مصيرهم. كما روى أبو زرعة. وصح عنه أنه قال: منازلهم. كما روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة. وما أكثر ما تتعدد أقوال المفسر الواحد, وليس ذلك بغريب.
وما رواه ابن سلام عن قتادة أنها: مصر. = بمعنى القول الثاني, فربما نقله عنه معنى قوله الذي يوافق قول غيره من السلف, والله أعلم.
---
أبو صفوت
03-21-2007, 11:16 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
السياق يشير إلى كون هذا الكلام كان بعد خروج بني إسرائيل من مصر ، وبعد هلاك فرعون وجنده ، كما أن دلالة الفعل على الاستقبال ترد هذا ،
وقد أورد الطبري عدة أقوال ، ومنها القول بأن المراد سأدخلكم أرض الشام فأريكم منازل الكافرين
ويبدو أنه اختار هذا القول ، ففي هذا الموضع من تفسيره سقط ، لكن بقي جزء من ترجيحه(1/1707)
قال الطبري وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك لأن الذي قبل قوله جل ثناؤه : { سأريكم دار الفاسقين } أمر من الله لموسى وقومه بالعمل بما في التوراة فأولى الأمور بحكمة الله تعالى أن يختم ذلك بالوعيد على من ضيعه وفرط في العمل لله وحاد عن سبيله دون الخبر عما قد انقطع الخبر عنه أو عما لم يجر له ذكر
---
(1/1708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية
---
من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية
---
رفاه زيتوني
03-25-2004, 01:45 AM
من الظواهر الأسلوبية في القرآن الكريم
ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية
من الظواهر الأسلوبية الملفتة للنظر في البيان القرآني ظاهرة مجيء الفعل( أقسم ) بعد ( لا ) النافية في نحو قوله تعالى:
{ فلا أقسم بمواقع النجوم* وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* إنه لقرآن كريم* في كتاب مكنون* لا يمسه إلا المطهرون }[ الواقعة:75 – 79 ]0
وقد اختلف علماء النحو والتفسير في تفسير هذه الظاهرة الأسلوبية، والتعليل لها على أقوال أشهرها:
أن أصل الكلام: فأقسم بمواقع النجوم، وأن (لا) أدخلت زائدة بين الفاء، والفعل ( أقسم )؛ لتأكيد القسم0 ويطلق عليها بعضهم مصطلح: صلة0 وهذا يعني أن دخولها في الكلام، وخروجها منه سواء00 وعلى القولين يكون معنى الآية الكريمة على إسقاطها.
ومنهم من ذهب إلى أنها لنفي القسم.
والمستقرىء للآيات القرآنية التي جاء فيها الفعل (أقسم) مسبوقًا بـ( لا ) النافية، يجد أن الفعل فيها مسند إلى الله تعالى، لا إلى غيره ، كما هو ظاهر في الآية السابقة ، ومثلها قوله تعالى:{ لا أقسم بيوم القيامة }- { لا أقسم بهذا البلد }0 فالمتكلم في ذلك، ونحوه هو الله جل وعلا، وكلامه سبحانه منزَّهٌ من العبث والزيادة، التي ينسبها إليه جمهور المفسرين، والنحويين بحجة التأكيد0 وفي ذلك إشارة إلى أن الله تعالى، إن شاء أن يقسم على شيء، أقسم عليه بما شاء من مخلوقاته، وإن لم يشأ، لم يقسم بشيء من ذلك؛ لأنه جل وعلا ليس بحاجة إلى أن يقسم على شيء احتياج العبد إلى ذلك. هذا أولاً.(1/1709)
وأما ثانيًا: فإن تدبر معاني هذه الآيات، التي جاء فيها الفعل( أقسم ) مسبوقًا بـ( لا ) النافية، ثم تدبر معاني غيرها من الآيات التي جاء فيها القسم مثبتًا، يهدينا إلى أن المقسَم عليه في الآيات الأولى هو من الأمور الثابتة، التي لا يتطرق إليها الشك، أو الظن، خلافًا للمقسَم عليه في الآيات الثانية؛ لأنه من الأمور، التي تكون موضع شك، أو ظن من قبل المخاطب.
وهذا النوع الثاني هو الذي يكون بحاجة إلى أن يقسَم عليه، دفعًا لمظنة اتهام، أو إزاحة للشك.
ومثاله قول الله عز وجل:{ فوربك لنحشرنهم والشياطين }[مريم:68].
{ والنجم إذا هوى* ما ضل صاحبكم وما غوى }[النجم:1- 2]0 ونحو ذلك كثير، والغرض منه تأكيد المقسَم عليه، وتثبيته في النفوس؛ لأن المخاطب في شك منه.
أما النوع الأول- وهو موضوع بحثنا- فهو من الأمور اليقينية الثابتة، التي لا تحتاج إلى أن تؤكد بالقسم. فكأن الله جل جلاله يقول في آيات الواقعة: لا أقسم بمواقع النجوم- على عظمتها- على أن هذا القرآن كريمٌ؛ لأن كون القرآن العظيم كريمًا أظهر من أن يُقسَم عليه، لأن ذلك من الحقائق الثابتة، التي لا يتطرق الشك إليها أبدًا.. فالمقام- إذًأ- لا يحتاج إلى قسم، فضلاً عن أن الذي يتكلم هو الله جل وعلا.
ولهذا لمَّا سمع أعرابيٌ قول الله تعالى:{ وفي السماء رزقكم وما توعدون* فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون }[الذاريات:22- 23]، صاح قائلاً: يا سبحان الله! من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف؟ لم يصدقوه بقوله، حتى ألجئوه إلى اليمين.
فتأمل قول هذا الأعرابي، الذي أدرك بفطرته السليمة أن الأمر لا يحتاج إلى القسم؛ لأنه أظهر من أن يُقسَم عليه.
وبهذا يظهر لنا الفرق بين القسم المثبت، والقسم المسبوق بـ( لا ) النافية.(1/1710)
وفي بيان هذا الفرق قالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطىء:” وفرق بعيد أقصى البعد بين أن تكون( لا ) لنفي القسم- كما قال بعضهم- وبين أن تكون لنفي الحاجة إلى القسم، كما يهدي إليه البيان القرآني “.
وأضافت قائلة: ” ومن نفي الحاجة إلى القسم يأتي التأكيد، والتقرير؛ لأنه يجعل المقام في غنًى بالثقة واليقين عن الإقسام.. والسر البياني لهذا الأسلوب يعتمد في قوة اللفت- على ما يبدو- بين النفي، والقسم من مفارقة مثيرة لأقصى الانتباه. وما زلنا بسليقتنا اللغوية نؤكد الثقة بنفي الحاجة معها إلى القسم، فنقول لمن نثق فيه: لا تقسم. أو: من غير يمين، مقررين بذلك أنه موضع ثقتنا، فليس بحاجة إلى أن يقسم لنا “.
وقد يأتي النهي عن القسم من المتكلم لعلمه بأن المقسِم كاذب في قسمه؛ ونحو ذلك قوله تعالى:{ واقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن }[النور:53]. ولهذا أمر الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن ينهاهم عن هذا القسم، لعلمه سبحانه بنفاقهم، فقال جل شأنه:{ قل لا تقسموا }[النور:53].
وأما من ذهب إليه بعض النحاة والمفسرين من أن( لا ) هذه نفيٌ لكلام تقدم ذكره فمدفوع بإجماع القرَّاء على أن( لا ) موصولة بالفعل(أقسم). وجعلها ردًّا لكلام سبقن يقتضي القراءة على وجوب الفصل بينها، وبين الفعل، فضلاً عما يبدو فيه من غرابة.. ولو كان ما قالوه صوابًا، وجب الفصل بينهما يواو القسم، كما وجب أن يكون جواب القسم منفيًّا. يدل على ذلك قوله تعالى:{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ويسلموا تسليمًا}[النساء:65]. ونحو ذلك قول عائشة رضي الله عنها:” لا والله ما مسَّت يدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأة قطُّ “.(1/1711)
وأما ما ذهب إليه بعضهم من أن( لا ) هنا هي أداة تنبيه، وأن أصلها( ألا ) فهو قول غريب عجيب، وأغرب منه، وأعجب قول من قال: إنها لام الابتداء أُشبِعت حركتها، فتولَّدت عنها ألفٌ00 والأعجب من ذلك كله أن يتبنَّى هذا القول عالم جليل كأبي حيان الأندلسي، على أنه أولى الأقوال بالصواب. ونصُّ قوله في ذلك:” والأولى عندي أنها لام أشبعت حركتها، فتولدت منها ألف؛ كقوله: أعوذ بالله من العقراب “.
ولا يخفى ما في ذلك كله من تكلُّف على ذوي البصائر بكلام الله تعالى، وإدراك أسراره.
اللهم اجعلنا من الذين يفقهون قولك، ويدركون أسرار بيانك ، والحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان، حمدًا بعدد كلماته التي لا تنفد، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رفاه محمد علي زيتوني
الأربعاء ، 24 آذار ، 2004 مدرسة اللغة العربية في ثانوية دلما للبنات
في دولة الإمارات
رف
---
عبدالرحمن الشهري
03-25-2004, 02:34 AM
مرحباً بالأستاذة الكريمة رفاه ، وجزاك الله خيراً على بحث هذه المسألة . وبمناسبة ذكر القسم في القرآن الكريم ، أحب أن أنبه إلى أنه قد سبق أن طرق هذا الموضوع من بعض زواياه ، من خلال مدارسة كتاب من الكتب التي اعتنت بهذا اللون من الأساليب القرآنية بأسلوب جديد وهو كتاب (إمعان في أقسام القرآن) للعلامة عبدالحميد الفراهي الهندي وهو على هذا الرابط:
الحلقة الأولى : حول كتاب إمعان في أقسام القرآن للفراهي رحمه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=125) .
وأرغب منكم حفظكم الله التكرم بالتعقيب على هذا الموضوع الذي طرح للمناقشة ، فلم تكن الحلقة بالمستوى الذي كنا نطمح إليه قبل عام تقريباً. فلعل في طرحك للموضوع مرة أخرى مناسبة لإعادة فتح هذا الموضوع مرة أخرى من باب الفائدة ، ولعلنا نجد من مشاركات الإخوة ما ننتفع به جميعاً إن شاء الله.
---
محمد إسماعيل
04-06-2004, 12:23 AM(1/1712)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقال جدير بالتدبر والتأمل00 وجزى الله تعالى كاتبته خير الجزاء0
محمد إسماعيل عتوك
---
(1/1713)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > مجموعه برامج عربيه للورد
---
مجموعه برامج عربيه للورد
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:03 AM
الملف الأول: ADMAC02
( العمليات الإضافية على الوورد): يساعدك هذا البرنامج على فهرسة الكتاب وتقسيمه إلى أبواب وفصول ومسائل، والكثير الكثير من الميزات الرائعة التي أترك لكم اكتشافها وتجريبها بأنفسكم، سيندمج ضمن قوائم الوورد بنفسه كأي أيقونة أخرى.
حجمه: 998 كيلو بايت فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/ADMAC02.zip (http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/ADMAC02.zip)
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:04 AM
الملف الثاني: ALNOOR
(مصحف النور) له كلمة سر ستجدها مع ملف التحميل، وهذا البرنامج سيقوم بإنشاء أيقونة للقرآن الكريم ضمن الوورد تساعدك في البحث داخل القرآن واختيار الآية المرغوب فيها لوضعها في النص الذي تريد، والبرنامج بالرسم العثماني المشكَّل .
حجمه: 599 كيلو فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/alnoor.zip (http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/alnoor.zip)
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:05 AM
الملف الثالث: KOALEP
(قالب البحوث والرسائل) هذا البرنامج الخارق بإصداره الخامس؛ حيث أنه يضيف لبرنامج وورد xp قوائم تحتوي على أوامر مفيدة ، كما يساعدك على الفهرسة بطريقة سهلة وواضحة، وهو مفيد للباحثين والناسخين.
حجمه: 1.21 ميغا فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/KOALEP.zip (http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/KOALEP.zip)
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:05 AM
الملف الرابع: mnsq
(تنسيق قصائد الشعر) أفضل ما مر عليّ في تنسيق أبيات الشعر لصفحات الهوتميل، ينسق لك الأبيات في كود، وباستطاعتك نسخها بدون كود، لغته عربي.(1/1714)
حجمه: 6 كيلو فقط يا بلاش
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/mnsq.zip (http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/mnsq.zip)
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:06 AM
الملف الخامس: MOKTTFAT
(برنامج مقتطفات من الكتب) أكيد وأنت عالنت، أو في البيت لما تقرأ ورقة الرزنامة أو أي معلومة سريعة فيها حديث نبوي شريف أو معلومة هامة، تتمنى لو أنك تحفظها لتعود لها لاحقاً أو مستقبل..
هذا البرنامج سيحل لك المشكلة؛ لذلك أترك البقية لكم وستجدون بداخله ميزات أخرى مشروحة بالتفصيل الممل وبالعربي أيض.
حجمه: 101 كيلو بايت فقط
وإليكم رابط التحميل
http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/MOKTTFAT.zip (http://www.abunawaf.com/mix/2006/03/MOKTTFAT.zip)
---
(1/1715)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( ءاعجمي و عربي ) من قول الله تعالى أم من قول الكفار
---
( ءاعجمي و عربي ) من قول الله تعالى أم من قول الكفار
---
محمد رشيد
08-31-2003, 02:14 AM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، في قوله تعالى في سورة ( فصلت ) [[ ءاعجمي وعربي ]] في تفسير الجلالين أنه من قول الكفار فهم يقولون << لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي ؟!! >> أي كيف يكون القرآن أعجميا و الرسول الذي جاء به عربي !!
و لكن في تفسير السعدي ما يشير إلى أنه من قوله تعالى ، أي أن الله تعالى قطع السبل على الكافرون بأن أنزل إليهم قرآنا عربيا على نفس لسان من جاءهم به
فهل هذا خلاف بين المفسرين المتقدمين ؟ حيث أني لا أملك الآن مراجع في التفسير
بارك الله تعالى فيكم
---
المعتز بالإسلام
08-31-2003, 09:08 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ما ذكر في تفسير الجلالين أحد الأقوال الوادرة في تفسير هذه الآية
وقيل : لو أنزل القرآن بعضه بالعربي وبعضه بالأعجمي .
---
محمد رشيد
09-02-2003, 12:40 AM
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي المعتز ، وسأبحث في الأقوال بنفسي إن شاء الله تعالى
بارك الله فيك
---
(1/1716)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول قوله تعالى " ومن الناسِ من يقول آمنا " ...
---
سؤال حول قوله تعالى " ومن الناسِ من يقول آمنا " ...
---
** متفكرة فى خلق الله **
07-02-2006, 11:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على حبيبنا
المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ إلى يومِ الدين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هناك سؤال لم أعرف إجابته .. عن قوله تعالى " ومن الناسِ من يقول آمنا بالله وباليومِ
الآخِر وما هم بمؤمنين " .. لماذا جاء الفعل " يقول " ولم يأتِ " يقولوا " ...؟
فى انتظار الإجابة .. وجزكم الله جميعا خير الجزاء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
---
منصور مهران
07-02-2006, 02:17 PM(1/1717)
( ومِن الناس مَن يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين ) مَن هنا نكرة موصوفة في محل رفع بالابتداء والخبر ( مِن الناس ) تقدم لكون المبتدأ نكرة إذ هو في التقدير والمعنى ( فريق ) ، وجملة ( يقول ) جملة صفة بعد النكرة المدلول عليها بلفظ ( مَن ) ومعنى الآية : ومن الناس فريق يقول .... ، فجاء الفعل ( يقول ) بالإفراد لأن هؤلاء الفريق لا يعلنون الإيمان المزعوم وهم جميع وإنما يعلنه كل واحد منهم على انفراد ، فناسب إفراد الفعل (يقول) مع (فريق) وإن كان دالا على الجمع ، وجاء قولهم ( آمنا ) بضمير الجماعة لينفي القائل (آمنا) مِن هذا الصنف مِن الناس أي شك فيه وفي أمثاله وكأنه يتكلم عن نفسه وعن أشباهه في النفاق فتتكرر دعواهم بأنهم مؤمنون بتكرار القول من كل واحد واحد . وأجاز بعضهم أن يكون لفظ ( الفريق) دالا على الجمع ولكن لما اتحدت كلمتهم بإعلان الإيمان صاروا كأنهم رجل واحد فناسب إفراد الفعل لذلك ، أو باعتبار اللفظ . وجاء قولهم ( آمنا ) باعتبار إعلانهم الجماعي أولمناسبة معنى الجمع في لفظ ( فريق ) ، والله أعلم وبه التوفيق .
---
ناصر
09-03-2006, 12:28 AM
كنت أبحث عن سبب عدم تثنية الفعل حرم في قوله صلى الله عليه و سلم :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أنه سمع رسول الله يقول وهو بمكة عام الفتح : " إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام " . فقيل : يا رسول الله ارأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بهاالسفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس ؟ فقال : " لا هو حرام " .
ثم قال رسول الله عند ذلك " قاتل الله اليهود ، إن الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه " .
فوجدت هذا الرابط (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=1846) به كلام طيب للمبتدئين مثلي, و ربما به الإجابة عن سؤال الأخ.
---
(1/1718)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > من يعرف هذه الكتب يا أهل القراءات؟
---
من يعرف هذه الكتب يا أهل القراءات؟
---
العبادي
07-06-2006, 02:48 PM
هذه مجموعة من الكتب أود الاستفسار عنها :
1/ الجزء الأول من كتاب (معاني القراءات) للأزهري، حيث وجدت الجزء الثاني مطبوعا بمفرده بتحقيق عيد درويش وآخر معه. ولا أدري أين أجد الجزء الأول.
2/ (الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات) تأليف السيد أحمد عبد الرحيم، وقام بتقريضة ستة من المشائخ، أرجو ممن يعرف هذا الكتاب وطريقته ومنزلته ألا يبخل علينا.
3/ كتاب للدكتور إبراهيم الجرمي، صدر حديثا، وقد نسيت عنوانه، لكنه مؤلف في تراجم القراء المعاصرين، على غرار كتب (إمتاع الفضلاء) لإلياس البرماوي، أرجو كذلك ممن يعرف الكتابين أن يقارن بينهما، ويذكر مزايا كل كتاب وسلبياته، أو أي معلومة عنه.
---
منصور مهران
07-06-2006, 07:03 PM
أما الكتاب الأول : فهو ( معاني القر آن ) لأبي منصور الأزهري ، والمحققان هما عيد مصطفى درويش و عوض بن حمد القوزي . والكتاب في ثلاثة أجزاء صدر الجزء الأول منه سنة 1412 هج = 1991 م ، و صدرالثاني سنة 1414 = 1993 ، و صدر الثالث مع الثاني في وقت واحد ، والكتاب مطبوع - على نفقة المحققين - في مطابع دار المعارف بمصر ، وهو موجود في بعض مكتبات القاهرة ، وبالرياض في مكتبة الرشد .
قلت : ولكتاب الأزهري طبعة أخرى بتحقيق نوال بنت إبراهيم الحلوة ، صدرت في جزءين سنة 1412 هج = 1991 م وكان عملها في الكتاب لأجل دراسة علمية وجهدها ودقتها في التحقيق مما يشهد لها بالجد والفهم .
وأما الكتاب الثاني : فهو ( الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات ) ، وقد( قرظه ) ستة من المشايخ ،أصدرته الجمعية الخيرية ببيشة بالمملكة العربية السعودية ، وكان يباع في فروع مكتبة الرشد .(1/1719)
والكتاب الثالث تكلم عنه أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري في هذا الملتقى بكلام جيد وكاف ، وسماه : ( منة الرحمن في تراجم أهل القرآن ) ، فانظر قوله .
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 07:40 PM
جواب السؤال الأول :
كتاب (معاني القراءات) لأبي منصور الأزهري رحمه الله ، حقق مرتين :
- المرة الأولى بتحقيق الدكتور عيد مصطفى درويش والدكتور عوض بن حمد القوزي ، ونشرت الطبعة الأولى منه عام 1414هـ والثانية 1417هـ . وقد طبع في جزأين ، وهما متوافران في مكتبة الرشد إذ هي الدار الناشرة فيما أظن ولا أجزم . وأصل المخطوطة فيها سقط في المقدمة وفي سورة يونس .
- المرة الثانية بتحقيق الدكتورة نوال الحلوة ، أستاذة النحو المساعدة بكلية البنات بالرياض .
فالكتاب موجود أخي العزيز بجزأيه ، ولعلك قد ابتعت نسخة ناقصة من الكتاب فتأكد ممن اشتريتها منه .
جواب السؤال الثاني :
http://www.tafsir.net/images/halagat.jpg
هذا الكتاب من تأليف السيد أحمد بن عبدالرحيم . ويقع في مجلدين ، وهو عندي من أفضل الكتب التي عنيت بتراجم رجال أسانيد القراءات من العصر الحاضر حتى عصر الصحابة . وقد قسمه على ثلاث وثلاثين حلقة . ترجم في كل حلقة على أهم رجال تلك الحلقة أو الطبقة ، وكان مقياسه في تقسيم الطبقات أو الحلقات هو علو الإسناد . وقد رقم تراجمه ، وطبقاته ، ووثق كل ترجمة من تراجمه في موضعها ، مع عناية بالإخراج ، والطباعة . ولعله يكون هناك تفصيل لميزات هذا الكتاب وما عليه من استدراكات في موضع آخر ، وأذكر أن أخي العزيز الدكتور يحيى الشهري له عناية بهذا الكتاب ، وقد كتب عنه مقالات لعلي أدعوه للمشاركة بها هنا إن شاء الله .
جواب السؤال الثالث :
عرض كتاب (منَّة الرحمن في تراجم أهل القرآن) للدكتور إبراهيم بن محمد الجرمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6018)(1/1720)
وللموازنة بينه وبين كتاب إمتاع الفضلاء حديث آخر إن شاء الله مني أو من غيري من أعضاء الملتقى النبلاء .
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 08:37 PM
أعتذر من الأستاذ منصور مهران حفظه الله ، فلو علمتُ بتجشمه عناء الإجابة ما تقدمت بين يديه لعلمه وفضله وخبرته ، ولم أرَ جوابه إلا بعد نشر جوابي ، وعسى ألا يعدم القارئ الفائدة من الجوابين ، ولا أعدم الاستفادة من تصويب الأستاذ منصور لما كتبتُ.
---
العبادي
07-06-2006, 09:35 PM
جزاكما الله خيرا شيخي الكريمين، وما أجمل هذه المصادفة أن يتفق الجوابان دون قصد، مما يؤكد المعلومة في النفس، ويشعرها بالاعتزاز بوجود أمثالكما من المخلصين..وفقكما الله ونفع بكما.
كما أشكرك فضيلة الشيخ ابن مهران على تصحيح الخطأ اللغوي.
ومازلت أنتظر منك فضيلة الشيخ عبدالرحمن المزيد عن كتاب (الحلقات المضيئات) وما إذا كان يعين الشخص على تتبع الأسانيد الموجودة اليوم، والتأكد من صحتها، وصحة الأسماء الواردة فيها.
---
العبادي
07-12-2006, 10:10 AM
ومازلت أنتظر منك فضيلة الشيخ عبدالرحمن ومن الإخوة الأكارم في المنتدى المزيد عن كتاب (الحلقات المضيئات) وما إذا كان يعين الشخص على تتبع الأسانيد الموجودة اليوم، والتأكد من صحتها، وصحة الأسماء الواردة فيها.
---
السائح
07-12-2006, 02:15 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
أخي العبادي، لا ريب أن كتاب (الحلقات المضيئات) من أحسن ما يعين الباحث على تتبع الأسانيد الموجودة اليوم، والتبين من صحتها وصحة الأسماء الواردة فيها.
وانظر هنا تعريفا مختصرا بكتاب (الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات) أعده الشيخ يحيى الشهري وفقه الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?(1/1721)
وقد استفاد الشيخ يحيى الشهري من هذا الكتاب النفيس استفادة عظيمة في ترجمة شيخنا العالم الرباني عبيد الله الأفغاني حفظه الله وبارك فيه، يُنظر ص271-290 من الكتاب، وتأمل مليًّا في ص284-285، 290؛ فإنه سيفتح على الباحث المدقق آفاقًا في التبين من صحة رواية أبي بكر الأزرق عن قالون، ولعل الله ييسر الكتابة في تحرير هذه المعضلة.
والله أعلم.
--------------
اعتذار: الموضوع المُحال عليه بين يدي الآن، وقد لبثت نحو نصف ساعة من أجل تعديل الرابط، لكنني لم أفلح، ولست أدري من أين الخلل، فلعل أحد الكرام يحاول مرات أخرى.
---
عبدالرحمن الشهري
07-26-2006, 12:23 AM
أخي العزيز السائح وفقه الله .
عند الدخول للرابط الذي وضعتموه تظهر لي : (أخي الفاضل ، لقد اتبعت رابطا غير صحيح) .
فليتك تتكرم بنقل ما كتبه الدكتور يحيى إلى هنا مشكورا رضي الله عنك .
---
العبادي
07-27-2006, 12:36 AM
أوافق الشيخ عبدالرحمن على ما ذكر، فالخلل الفني ما زال عائقا دون الوصول للمعلومة..
---
السائح
07-27-2006, 11:20 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب الأستاذ أبا عبد الله ورضي عنك.
هذا مقال الأستاذ يحيى جزاه الله خيرا:
مختصر الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات
(دراسة تاريخية محققة وموثقة في ضبط وترجمة سلسلة رجال القراءات من عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى القرن الخامس عشر الهجري)
قدم له أصحاب الفضيلة:
الشيخ/ رزق خليل إبراهيم حبة
(شيخ عموم المقارئ بمصر)
الشيخ/ سعيد عبدالله الحموي
(شيخ القراءات بجامعة أم القرى سابقًا)
الشيخ/ عبدالرافع رضوان الشرقاوي
(عضو لجنة مراجعة مصحف المدينة المنورة)
دكتور/ علي بن عبدالرحمن الحذيفي
(إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف)
دكتور/ محمد سيد أحمد المسير
(أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر)
دكتور/ أحمد عيسى المعصراوي
(أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر)
تأليف السيد بن أحمد بن عبدالرحيم(1/1722)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد : فلقد وقفت على هذا الكتاب القيم بحق في هذا العلم الشريف .. الذي أعجبني فيه جدة طرحه .. وترابط معلوماته .. بل هو المصدر الأساس حسب علمي في معرفة أسانيد المتأخرين.. ولكوني لست بصاحب فن .. فلقد كنت أعاني كثيرًا في معرفة أسانيد بعض القراء المتأخرين .. حتى وقفت على هذا الكتاب فأفدت منه كثيرًا .. ولكونه غير واسع الانتشار .. أحببت اختصاره من باب التعريف به .. وليستفيد من حلقاته (وهي الأهم) .. من كان لديه أسانيد يود معرفة طرقها .. أو تراجم لم يعرفها.
. وهذه الحلقات هي التي سأركز عليها .. حيث سأذكرها بكاملها.
********************
(1) ـ حجم الكتاب .. يتكون الكتاب من مجلدين ضخمين في (1319) صفحة.. مقاس الخط (18) تقريبًا .. في الصفحات فراغات .. وعدم جوده في الترتيب والإخراج الفني .. تجليده ممتاز.
بدأ المؤلف في كتابه بالتالي:
(2) ـ شكر وتقدير: شكر فيه المؤلف كل من أعانه في هذا الجهد من شيوخه وإخوانه .. وخص بالشكر من أساتذته وشيوخه: الشيخ رزق بن خليل حبة . شيخ عموم المقارئ بالديار المصرية .. وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وفضيلة الشيخ سعيد بن عبدالله الحموي مدرس القراءات بجامعة أم القرى سابقًا.
******************
(3) ـ كلمة الجهة الناشرة .. الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة بيشة .. بقلم فضيلة الشيخ عبدالكريم بن مبارك الموسى .. القاضي بمحكمة بيشة الكبرى ورئيس الجمعية.
******************
(4) ـ كلمات أصحاب الفضيلة الشيوخ الذين قدموا لهذا الكتاب مرتبة حسب تواريخها.
*****************(1/1723)
(5) ـ كلمة فضيلة الأستاذ الدكتور / محمد سيد أحمد المُسير (أستاذ العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين جامعة الأزهر).. ذكر فيها .. (بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله) .. أنه عاصر هذا الكتاب منذ كان فكرة .. وتابع أطوار وجوده لحظة بلحظة .. وعرف الجهد الجهيد الذي بذله المؤلف في سبيل إخراجه على هذا الشكل الوضئ.. ثم ذكر أن معرفته بالمؤلف وطيدة وعميقة .. حيث كان أستاذًا له في معهد الإمام التابع للجمعية الشرعية.. وكيف أنه حفظ القرآن الكريم وهو رب أسرة .. ثم التحق بمعهد القراءات .. وثابر مثابرة المجدين حتى تخرج فيه..
(القاهرة في 20 من شوال 1421هـ ـ 15 من يناير (2001م).
****************
(6) ـ كلمة فضيلة الشيخ سعيد بن عبدالله المحمد العبدالله الحموي (مدرس القراءات بجامعة أم القرى سابقًا وشيخ الإقراء بمكة المكرمة) .. ذكر فيها .. (بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله) .. ثم ذكر أن للقراءة الصحيحة ثلاثة أركان:
1ـ موافقة اللغة العربية بوجهٍ من الوجوه
2ـ موافقة رسم أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً
3ـ صحة الإسناد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ثم ذكر اهتمام المتقدمين بأسانيد القراءات إلى قبيل القرن التاسع الهجري، ومنذ ذلك التاريخ إلى مطلع هذا القرن لم نر في هذا العلم إلا النادر اليسير.
وأن هذا الجهد الذي قام به المؤلف في أسانيد القراءات لعمل عظيم مبارك، فقد عوضنا عن ذلك الفتور، وقد امتاز العمل بأمور منها:
1 ـ جمع أسانيد القراءات من علماء هذا القرن إلى من تلقاها عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
2 ـ تحقق التواتر في جميع مراحل السند .. وخاصة مرحلة ما بعد ابن الجزري.
3 ـ إبراز قرناء ابن الجزري ... وقد كان من المفهوم لدى الكثير أن جميع أسانيد الأرض تنتهي عند ابن الجزري وتبتدئ من عنده .. وهذا يتعارض مع التواتر المطلوب في أسانيد القراءات.(1/1724)
4 ـ تصنيف شخصيات الكتاب وترتيبهم على صورة سلسلة ممتدة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. لم يرتفع تلميذ فوق شيخه في جميع هذه الحلقات .. وهذا ترتيب لم يسبق ..
ثم ذكر أن هذا العمل أثلج صدره .. ولا سيما أنه أجاب عن تساؤلات كثيرة في أسانيد القراءات .. وكشف النقاب عن الأسانيد المنقطعة .. والأسانيد التي وقع فيها خلط بينها وبين أسانيد الحديث..
(مكة المكرمة في 12 من المحرم 1422هـ ـ الموافق 6 من إبريل 2001م).
وللحديث صلة.. إن شاء الله (تعالى).
************************(1/1725)
(7) ـ كلمة فضيلة الشيخ عبدالرافع رضوان علي الشرقاوي (المدرس بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقًا .. وعضو اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية .. ولجنة الإشراف على التسجيلات القرآنية بالمجمع).. ذكر فيها بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله .. فضل القرآن وشرف حملته .. ثم ذكر أهمية الإسناد .. وعناية السابقين من العلماء الأثبات بأسانيد القراءات فألفوا في ذلك المؤلفات .. إلا أن هذا الجهد المبارك فتر في القرون الأخيرة .. ثم ذكر جهد المؤلف في اقتحام هذا الميدان .. قال : قد أطلعني فضيلته على قدر من هذا الكتاب في المراحل الأولى التي تسبق الطباعة فوجدت المؤلف قد بذل جهدًا مشكورًا في تنظيمه وتدقيقه .. والتثبت من كل إسناد على حدة.. ومما زادني إعجابًا أن المؤلف كتب عن فهم عميق ودراسة وافيه .. وأعطى المرحلة التي جاءت بعد مرحلة ابن الجزري جل عنايته وكان حريصًا في كتابته على تحقيق التواتر في جميع مراحل السند .. كما أنه اتخذ منهجًا في التصنيف لم يُسبق إليه .. فكل حلقة من حلقات هذا الكتاب تكونت من رجال توفر فيهم التواتر .. وتساووا في التحمل والأداء .. ولم يرتفع تلميذ على شيخه.. الأمر الذي بعد إضافة جديدة في هذا الجانب. (المدينة المنورة 20 من صفر 1422هـ ـ الموافق 14 من مايو 2001م).(1/1726)
(8) ـ كلمة فضيلة الأستاذ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي (إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف .. ورئيس لجنة مراجعة المصاحف بمجمع الملك فهد .. ومدرس لقراءات بالجامعة الإسلامية) .. ذكر فيه بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله .. أن الكتاب عُني بالدراسات التاريخية لرجال القراءات وأسانيدها .. وهذا عمل جليل ومقصد نبيل .. وحفاظٌ على إظهار تواتر القراءات في كل عصر .. لأن الإسناد واتصاله من خصائص هذه الأمة المحمدية يأخذه الآخر عن الأول .. واعتنى القراء برجال الإقراء بذكر ما يتصل بهم في كل عصر .. ولكن العناية بهذا الجانب ضعفت بعد عصر الإمام ابن الجزري .. وفي هذا الوقت انبرى بعض الباحثين العلماء لسد هذه الحاجة خدمة لتواتر القراءات .. فجمع شتات المعلومات .. فنظم تلك الفوائد والفرائد ومنهم مؤلف هذا الكتاب فجزاه الله خيرًا وأحسن مثوبته .. فهو كتاب نافع مفيد في بابه .. ونسأل الله أن يقتدي به آخرون في إضافة واسعة مفيدة .. فالمجال لا زال واسعًا من جوانب متعددة خدمة لقرآن الكريم (في 2/ 3/ 1422هـ).
(9) ـ كلمة فضيلة الشيخ رزق خليل إبراهيم خليل حبة (شيخ عموم المقارئ بالديار المصرية .. وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والإذاعة) .. حمد الله وصلى على رسول الله .. ثم ذكر أن المؤلف عرض عليه كتابه هذا .. وأنه وجد فيه من المميزات ما لم يكن في غيره من جميع المؤلفات سواء كانت حديثة أو من المخطوطات .. ثم ذكر أهم هذه الميزات فقال:
1 ـ نية المؤلف الصادقة في إخراج هذا الكتاب خدمة لكتاب الله.
2 ـ أثبت بالدليل العلمي القطعي الصحيح صحة ما أوضحه من أسانيد حديثه .. ومن أسانيد من عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى الآن .. وبخاصة ما ذكر بعد عصر ابن الجزر .. حيث ظهر الانقطاع نتيجة إهمال وضياع الكثير من الأسانيد والإجازات.(1/1727)
3 ـ تميز الكتاب عن غيره بالاعتناء بأخذ معلوماته من أفواه كبار بعض الشيوخ المعمرين .. بعد أن قام المؤلف بالرحلات الشاقة .. المشافهات والمراسلات بينه وبين هؤلاء.
4 ـ اختصر المؤلف على التراجم الصحيحة مع عنايته بالإشارة إلى نسبة المترجم ووفاته وشيوخه وتلاميذه بقدر الإمكان .. ولولا ذلك لاحتوى هذا الكتاب عددًا كبيرًا من الكتب والمجلدات.
5 ـ عنايته ببيان ما حدث من خلط في بعض الإجازات بين أسانيد الحديث والقراءات .. وتصحيح ذلك.
(تحريرًا في يوم الثلاثاء 26 من ربيع الآخر سنة 1423هـ ـ الموافق 17 من يوليو سنة 2001م).
(10) ـ كلمة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عيسى حسن المعصراوي (أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر .. ورئيس لجنة مراجعة المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر).. حمد الله وأثنى عليه .. ثم أردف بالصلاة والسلام على رسول الله .. ثم ذكر أن الله وفق المؤلف للاشتغال بهذا العمل الجليل الصعب .. لأنه يرى أن الاشتغال بأسانيد القرآن وقراءته ورواياته وطرقه .. أصبح أمرًا بعيدًا عن اهتمامات العلماء .. خاصة بعد عصر الإمام ابن الجزري.. لقد بذل الشيخ السيد جهدًا مشكورًا في جمع معلومات شتى من مصادر متعددة .. وبلاد متلاحقة وأخرى قاصية .. بغية الوصول إلى الحقيقة والتأكد منها.. وأرجو أن يكون هذا المؤلف دافعًا لغيره من المشتغلين بهذا الفن في الاقتداء به والسير على نهجه .. وذلك بإضافة ما يمكن إضافته مما يستجد في هذا المجال الواسع.. (القاهرة في الأربعاء 24جمادى الآخر 1422هـ ـ الموافق 12/9/ 2001م).
يتبع..
**************************
(11) ـ التقديم: حمد المؤلف الله (سبحانه وتعالى).. ثم أردف بالصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. (ثم قال):(1/1728)
أما بعد: فنقدم هذه الدراسة التي وفقنا الله (تعالى) فيها إلى جمع عدد كبير من أسانيد قراءات القرآن في غالب العالم الإسلامي، ونعتبرها بداية الطريق إلى جمع علم شرعي أُهمل عند غالب المتأخرين .. راجين بهذا العمل وجه الله (تعالى) وخدمة كتابه العزيز.
وإننا لنتمثل بقول أبي محمد سبط الخياط:
كتبت علومًا ثم أيقنت أنني ** سأبلى ويبقى ما كتبتُ من العلم
فإن كنتُ عندالله فيهنَّ مخلصًا ** فذاك لعمر الله قصدي في الحُكم
وإن كانت الأُخرى فبالله فاسألوا ** إلهي غُفرانًا من الذنب والجُرم
وقد اشتملت هذه الدراسة على الآتي:
أولاً : المقدمة وتشمل:
1 ـ أهمية الإسناد وطلب العلو فيه.
2 ـ منهج البحث في الموضوع.
3 ـ الأسباب الداعية لاختيار هذا الموضوع.
4 ـ طرق التحمل في القرآن الكريم.
ثانيًا: سلسلة الأسانيد وتشمل:
ثلاثًا وثلاثين حلقة من سلسلة أسانيد القراءات .. تبتدئ من الحلقة الثالثة والثلاثين .. وتنتهي عند الحلقة الأولى.
ثالثًا: نزول القرآن الكريم وجمعه.
رابعًا: الخاتمة وتشمل:
1 ـ أهم النتائج والتوصيات.
2 ـ الملحقات. اهـ.
وللحديث صلة.. إن شاء الله (تعالى).
**************************
(12) ـ أهمية الإسناد وطلب العلو فيه:
إن علم الرواية والإسناد من العلوم الشرعية التي اهتم بها سلف الأمة .. قدر اهتمامهم بعلوم الدراية في باقي العلوم ..
ومن فوائد هذا العلم: معرفة المتواتر والآحاد، والعالي والنازل من الأسانيد، ومعرفة الوارث والموروث لنوعية العلم المنقول إلينا من علوم هذا الدين الحنيف.
والأصل في هذا العلم الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
قال (تعالى): {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} [فطر: 32].(1/1729)
وقال (صلى الله عليه وسلم): "إنِّ العُلماء هم ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ". أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والدارمي، وابن حبان، والبغوي، والبيهقي، والبزار.
وقال (صلى الله عليه وسلم): "تسمعون ويُسمع منكم ويُسمع ممن سمع منكم". أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن حبان، والحاكم، والخطيب، والبيهقي، والبزار، والطبراني.
وقال سفيان الثوري: "الإسناد سلاح المؤمن". (المجروحين لابن حبان).
وقال ابن المبارك: "الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"(1).
وقال أيضًا: "مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم"(2).
وقال محمد بن حاتم: "إن الله أكر هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس ذلك لأمة من الأمم كلها قديمها وحديثها"(3).
وقال الحاكم: "فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بتراء". (معرفة علوم الحديث ص6).
وقال ابن تيمية: "الإسناد من خصائص هذه الأمة ، وهو من خصائص الإسلام، ثم هو في الإسلام من خصائص أهل السنة". (منهاج السنة 7/37).
وقال قائل:
من يأخذ العلم عن شيخٍ مشافهةً *** يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم
ومن يكن آخذًا للعلم من كتبٍ *** فعلمُه عند أهل العلم كالعدم
وكان السلف (رضي الله عنهم) لا يقف بهم الأمر عند طلب الإسناد، بل كانوا يرحلون ويضربون أكباد الإبل في طلب علو أسانيدهم؛ لأنهم يعلمون أن علو الإسناد قربة إلى الله (تعالى) ورسوله (صلى الله عليه وسلم).
قال الإمام أحمد: "الإسناد العلي سنة عمن سلف"(4).
وقال أيضًا: "طلب علو الإسناد من الدين"(5).
وقال الإمام ابن الجزري في (النشر)(6): "وإنما ذكرت هذه الطرق وإن كنت خرجت عن مقصود الكتاب ليُعلم مقدار علو الإسناد وأنه كما قال يحيى بن معين (رحمه الله) : "الإسناد العالي قربة إلى الله (تعالى) وإلى رسول ه(صلى الله عليه وسلم).(1/1730)
وروينا عنه أنه قيل له في مرض موته: " ما تشتهي؟ فقال: بيت خال وإسناد عال".
ثم قال أيضًا: " ولهذا قال العلماء إن الإسناد خصيصة لهذه الأمة وسنة بالغة من السنن المؤكدة، وطلب العلو فيه سنة مرغوب فيها. ولهذا لم يكن لأمة من الأمم أن تستند عن نبيها إسنادًا متصلاً غير هذه الأمة". اهـ.
فلهذا كان طلب الإسناد في القرآن الكريم أو الحديث من أهم المهمات وأسنى القربات، والعمل به مشهور بين السلف الصالحين أئمة القراءات والمحدثين ، وكانت الإجازة الموثقة من حيث التحمل والأداء بمثابة الصك من الشيخ إلى تلميذه في نصيبه من العلم الذي ورثه عن شيخه.
وقد يرى البعض أن الإسناد في الحديث من الممكن أن يتوقف عند أئمة الحديث مثل البخاري ومسلم ويُعتبر الآن من باب الوجادة، وهذا طريق من طرق التحمل في الحديث.
فنقول: إن صح هذا في الحديث فلا يصح في القرآن الكريم الذي يُشترط فيه التلقي والأخذ مشافهة عن المؤدي، فالأصل في القرآن الكريم التنقل من الصدور إلى الصدور ؛ لا من السطور إلى الصدور .
والإسناد ركن من أركان القراءات الصحيحة للقرآن الكريم.
قال الإمام ابن الجزري: " وإذا كان صحة السند من أركان القراءة تعين أن يُعرف حال رجال القراءات كما يُعرف أحوال رجال الحديث" اهـ.
لذا كان الإسناد في القرآن الكريم باقيًا إلى أن يرفعه الله (تعالى) من صدور العباد، وكانت الإجازة فيه أمرًا مطلوبًا عند أهل المعرفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مقدمة صحيح مسلم (ص6)، المجروحين (ص6).
(2) شرف أصحاب الحديث (ص42).
(3) شرف أصحاب الحديث (ص40).
(4) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص6).
(5) شرح علل الترمذي (1/360).
(6) النشر في القراءات العشر (1/197).
وللحديث صلة إن شاء الله.
**************************
(13) ـ منهج البحث في الموضوع:
ويشمل الآتي:
(أ) ـ السبب في اختيار العنوان وتفضيله على غيره:(1/1731)
لقد وصل إلينا القرآن الكريم بجميع قراءاته من خلال سلسلة متصلة من الحلقات .. وكل حلقة من هذه الحلقات مكونة من جمع من الحفاظ حملوا القرآن عن الذين من قبلهم .. ثم نقلوه لمن بعدهم.
واشتهر من بين كل حلقة من الحلقات مجموعة أراد الله (تعالى) رفع ذكرهم .. فعليهم دارت أسانيد الرقآن الكريم على مختلف العصور.
وقد اخترنا تسميتها حلقات وفضلناها على تسميتها طبقات لسببين:
الأول: الارتباط الشديد في المعنى بين الاسم والمسمى .. فمن المعروف في امتداد الأسانيد أنها سلسلة .. ولا شك في أن حلقات هذه السلسلة هم رجالها.
الثاني: أننا نعتمد في ترتيب الحلقات على علو السند ونزوله .. بصرف النظر عن تقدم السن أو تأخره .. أو تقدم الوفاة أو تأخرها.. وهذا يختلف مع المفهوم في ترتيب الطبقات .
فالطبقة هي مجموع الوفيات لزمن معين (أي من توفي خلال هذا الزمن يُعتبر من رجال طبقته).
وقد اختلفوا في تحديد زمن الطبقة:
فمنهم من جعلها عشر سنوات.. ومنهم من جعلها عشرين سنة .. ومنهم من جعلها ثلث قرن .. ومنهم من جعلها لجيل بأكمله.
هذا مفهوم الطبقة ومقدارها عند المؤرخين.
وعلى هذا فمن الوارد وفاة التلميذ قبل شيخه بمدة فيُدرج ضمن وفيات الطبقة التي فوق شيخه .. وهذا يخالف الترتيب الذي نقصده .. وهو تقديم الشيخ على التلميذ.
لهذين السببين كان الاختيار والتفضيل لهذا العنوان.
وللحديث صلة إن شاء الله (تعالى).
*************************
(ب) المنهج في تصنيف الحلقات وترتيبها:
ذكرنا فيما سبق أن المعول في ترتيبنا للحلقات هو علو السند ونزوله، بغض النظر عن السن والوفاة تقديمًا وتأخيرًا، فكثيرًا ما نجد صغارًا في السن أسانيدهم أعلى من الكبار، وكثيرًا ما نجد من وافته المنية قبل شيوخه؛ ولهذا كان تصنيفنا وترتيبنا للحلقات على النحو التالي:(1/1732)
أولاً ـ من أخذ عن شيخ واحد أو أخذ عن عدد من الشيوخ المتساوين في درجة العلو، فهذا يكون تصنيفه في الحلقة التي بعد شيوخه مباشرة، فإن كان شيخه أو شيوخه في الحلقة التاسعة مثلاً يكون هو في العاشرة وهكذا.
ثانيًا ـ من أخذ عن عدد من الشيوخ المُختلفين في درجات العلو وهذا نوضحه بالأمثلة التالية:
(أ) ـ قارئ أخذ عن شيخ في الحلقة التاسعة، وشيخ في الحلقة العاشرة، فهذا مكانه في الحادية عشرة على سنده النازل، ومن الممكن أن يُرفع درجة فيكون في العاشرة على سنده العالي، بحيث يكون تصنيفه داخل الحلقة بعد شيخه الذي هو فيها ، وبهذا يجتمع الشيخ والتلميذ في حلقة واحدة بسبب علو التلميذ.
(ب) ـ قارئ أخذ عن شيخ في الحلقة الثامنة، وشيخ في التاسعة، وشيخ في العاشرة، فهذا مكانه في الحادية عشرة على سنده النازل، ومن الممكن أن يرفع درجة فيكون في العاشرة مع أقرب شيوخه، ومن الممكن أن يرفع درجتين فيكون في التاسعة مع أوسط شيوخه.
وفي هذه الحالة يجب أولاً نقل شيخه الذي في العاشرة مع شيخه الذي في التاسعة، وبهذا يجتمع في التاسعة الشيخ الأصل الذي هو فيها والشيخ المنقول من العاشرة ـ سواء أكان هذا الشيخ المنقول من تلاميذ الشيخ الأصل أم من تلاميذ غيره من نفس الحلقة ـ والقارئ تلميذهما المرفوع من الحادية عشرة.
وفي هذه الحالة يتم تصنيفهم في نفس الحلقة على النحو التالي:
أولاً: الشيخ الأصل في الحلقة.
ثانيًا: الشيخ المنقول، ويكون بعد شيخه في الحلقة سواء أكان هذا الشيخ هو الشيخ الأصل أم غيره.
ثالثًا: التلميذ المرفوع من الحادية عشرة.
ويتم التباعد في الترتيب بين الثلاثة داخل الحلقة بقدر الإمكان، وهذه الحالة نادرة التكرار فيما رتبناه من الحلقات.
وعلى هذا يتقدم الشيوخ على تلاميذهم في الحلقة التي يجتمع فيها شيوخ وتلاميذهم.
ويبقي القارئ في حلقته على سنده النازل ولا ينظر في رفعه للأسباب التالية:(1/1733)
1 ـ إذا كان علو السند جاء من طريق الرواية بالإجازة أو السماع.
2 ـ إذا كان ارتفاعه يؤدي إلى خلل في أسانيد غيره.
3 ـ إذا كان ارتفاعه سيكون سببًا في نقل عدد كبير من شيوخه.
4 ـ إذا كان غالب شيوخه في نفس الحلقة التي سيرفع إليها.
ففي هذه الحالات غالبًا لا يرفع القارئ من حلقته، ولم نتقيد بشيء في ترتيب رجال الحلقة الواحدة غير ما سبق ذكره، وقد يستثنى بعض هذه الشروط في الحلقة الثالثة والثلاثين.
وجاء تصنيف وترتيب الحلقات على المشهور من أسانيد القراءات في العالم الإسلامي قديمًا حديثًا، وفي غالب هذا استفدنا من منهج ابن سعد، وخليفة، والذهبي في طبقاتهم.
وقد وصلنا إلى الحلقة الثالثة والثلاثين في هذا الترتيب، وجعلنا مسلسلاً عامًا لجميع شخصيات الكتاب، فأول صحابي في الحلقة الأولى رقمه (1) وآخر شيخ في الحلقة الثالثة والثلاثين رقمه (1637).
فكل حلقة مرتبطة بما قبلها وما بعدها في هذا التسلسل، فمثلاً إن كان آخر شيخ في التاسعة رقمه (600) يكون أول شيخ في العاشرة رقمه (601) وهكذا ، وآخر حلقة تم تصنيفها وهي الثالثة والثلاثين تعتبر هي أول الإسناد ، وهي أول ما يبدأ به الكتاب، وأول حلقة تم تصنيفها هي حلقة الصحابة الذين حفظوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعتبر هي منتهى السند، وهي آخر حلقة في الكتاب.
وللحديث صلة إن شاء الله (تعالى).
**********************
(ج) المنهج في جمع المادة العلمية:
تمر أسانيد القراءات من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى هذا التاريخ بمرحلتين:
المرحلة الأولى: من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى بداية القرن التاسع الهجري، وتعتبر هذه المرحلة أغنى مراحل العمر في ضبط الأسانيد والعمل بها، والمحافظة عليها بتقييدها وترجمة رجالها.(1/1734)
ونعتمد في جمع أسانيد هذه المرحلة، على ما ذكره علماء القراءات في كتبهم من الأسانيد المؤدية إلى أئمة القراءات المشهورين، ثم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث أنهم كانوا (رحمة الله عليهم) لا يُصنفون كتابًا في قراءة أو أكثر إلا ويُصدرون هذا الكتاب بذكر أسانيدهم المؤدية إلى أصل هذه القراءاة، وهذا من شدَّة حرصهم على المحافظة على الأسانيد والعمل بها، من هذه الكتب:
1 ـ (السبعة) لأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (324هـ).
2 ـ (الغاية) لأبي بكر أحمد بن الحسين الأصبهاني (381هـ).
3 ـ (التذكرة) لأبي الحسن طاهر بن غلبون الحلبي (399هـ).
4 ـ (التيسير) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (444هـ).
5 ـ (التلخيص) لأبي معشر عبدالكريم الطبري (478هـ).
6 ـ (الاختيار) لأبي محمد عبدالله بن علي سبط الخياط (541هـ).
7 ـ (غاية الاختصار) لأبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني _569هـ).
8 ـ (أسانيد) أمين الدين عبدالوهاب بن يوسف بن السلار (698هـ).
9 ـ (المعجم الكبير) لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي (748هـ).
10 ـ (برنامج الوادي آشي) لأبي عبدالله محمد الوادي آشي (749هـ).
11 ـ (تحبير التيسير) للإمام محمد بن محمد بن الجزري (833هـ).
12 ـ (النشر) له.
والذي عليه الاعتماد في أسانيد بلاد المشرق وغالب العالم الإسلامي ..
أولاً: ما ذكره الإمام أبي عمرو الداني في كتابه (التيسير) حيث ذكر في أسانيده المؤدية إلى الأئمة السبعة من طريق رواتهم الأربعة عشر المشهورين، وأسند إلى كل راوٍ من طريقين.
وذكر في كتابه الثاني أسانيده المؤدية إلى جميع كتب القراءات التي سبقته، كما ذكر فيه أيضًا أسانيده المؤدية إلى الأئمة العشرة من جميع الطرق، وتشتمل على تسعمئة وثمانين طريقًا.(1/1735)
وإلى هذين الإمامين الجليلين المنتهى في علم القراءات دراية ورواية في غالب العالم الإسلامي، فقد جعلهما الله (تعالى) سببًا في حفظ القراءات وأسانيدها، جزاهما الله خير الجزاء على ما قدما في خدمة القرآن الكريم، ورحمهما الله رحمة واسعة.
وأما غالب أسانيد بلاد المغرب فتنتهي إلى أبي العباس أحمد بن نفيس المصري، ومن عنده تتفرع إلى الأئمة السبعة، من طريق رواتهم الأربعة عشر.
وجميع ما ذكره الداني وابن الجزري من رجال أسانيدهما، وما جاء من رجال أسانيد المغرب، وغالب ما جاء من رجال أسانيد الكتب، ورجال أسانيد الأربع الشواذ، جميع هذه الأسانيد بتوفيق الله (تعالى) حققناها وترجمنا لرجالها، وذكرنا في هامش كل ترجمة مصادرها.
وللكتاب صلة إن شاء الله (تعالى).
*************************
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه .. ومن والاه .. أما بعد .. فشكر الله لأخينا المفضال وليد المنيسي متابعاته .. وتشجيعه للمواصلة.. وترحيبه بعودة هذه الحلقات وغيرها من السلاسل .. والمجالس.
وإلى صلة مختصر الكتاب .. وبالله نستعين:
المرحلة الثانية: وتبدأ هذه المرحلة من القرن التاسع الهجري حتى هذا التاريخ، وهي المرحلة التي اعتراها الإهمال في تقييد الأسانيد، وعدم الاهتمام بها، وكان هذا الإهمال سببًا في ضياع الكثير من أسانيد القراءات ورجالها، فلم نجد في هذه المرحلة من صنف كتابًا في علم القراءات وصدَّره بأسانيده كما هو نهج السلف، ولم نجد في هذه المرحلة من صنف كتابًا في رجال القراءات وذكر أحوالهم، بل لم نجد في هذه المرحلة من صنف كتابًا في تراجم علماء المسلمين على المستوى العام كما فعل السابقون.(1/1736)
وآخر كتاب في علم الرجال جمع غالب علماء المسلمين على الأرض هو كتاب (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) للسخاوي، وبعد هذا الكتاب كان الشحُّ والندرة في علم الرجال الذي هو علم الرواية والإسناد، فكل ما جاء في التراجم بعد هذا الكتاب محليًا ولم يف بالمقصود في هذا العلم.
ونعتمد في جمع أسانيد هذه المرحلة على الآتي:
(أ) ما جاء في الأسانيد المخطوطة في دور الكتب، والتي حصلنا على صور من غالبها، سواءً كانت هذه الأسانيد ملحقة بإجازة من شيخ لتلميذه أو منفصلة.
نذكر منها الآتي:
1 ـ (إجازة في لقراءات الأربع عشرة وبعض الاختيارات) من جعفر بن إبراهيم بن جعفر السنهوري (894هـ).
2 ـ (إجازة في القراءات السبع) من محمد بن عبدالغني القصاص (928هـ).
3 ـ (معجم ابن حجر الهيثمي) لشهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي (973هـ).
4 ـ (إجازة في القراءات السبع وبعض كتب القراءات) من أبي المواهب محمد بن عبدالباقي الدمشقي (1044هـ).
5 ـ (منتخب الأسانيد في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد) لأبي عبدالله محمد بن علاء الدين البابلي القاهري (1077هـ).
6 ـ (إجازة في القراءات السبع من طريق الشاطبية) من محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري (1111هـ).
7 ـ (إجازة في رواية ورش من طريق الأزرق) من أبي الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي (1118هـ).
8 ـ (إجازة في القرآن الكريم وبعض كتب القراءات) من ولي الدين علي القويلحصاري القسطنطيني (1169هـ).
9 ـ (إجازة في القراءات العشر من الشاطبية والدرة والطيبة) من محمد بن محمد الحسني البليدي المغربي (1176هـ).
10 ـ (منار الإسعاد في طرق الإسناد) لأبي عبدالله عبدالرحمن بن عبدالله البعلي (1192هـ).
11 ـ إجازة في القراءات العشر) من محمد بن حسن السمنودي الأزهري (1199هـ).
12ـ (سند الدمليجي في القراءات وغيرها) للشيخ عبدالله بن علي الأزبكي الشهير بسويدان (1234هـ).(1/1737)
13 ـ (إجازات في القراءات العشر من الشاطبية والدرة) من أحمد بن محمد سلمونة (بعد 1254هـ).
14ـ (حصر الشارد في أسانيد الشيخ محمد عابد) للشيخ محمد عابد بن أحمد السندي (1257هـ).
15 ـ (إجازات في القراءات العشر من الشاطبية والدرة والطيبة) من مصطفى بن محمد الإسلامبولي (بعد 1257هـ).
16ـ (إجازات في القراءات العشر من الشاطبية والدرة والطيبة) من أحمد محمد الدري التهامي (بعد 1257هـ). (كذا؟).
17ـ (إجازات في القراءات العشر من الشاطبية والدرة والطيبة) من محمد أمين عبدالله المغربي (بعد 1272هـ).
18ـ (إجازات في القراءات العشر من الشاطبية والدرة) من حسن بن خلف الحسيني العدوي (بعد 1303هـ).
19ـ (إجازات في القراءات السبع من طريق الشاطبية) من محمد بن مكي بن نصر الجريسي (بعد 1307هـ).
20ـ (إجازات في القراءات العشر من الشاطبية والدرة والطيبة) من عبدالحي أفندي بن محمد الإسلامبولي (بعد 1308هـ).
21ـ (إجازات في القراءات السبع) من محمد حسين بن أحمد حسين المصري (بعد 1316هـ).
22ـ (إجازات في القراءات وغيرها) من محمد عبدالله الفاسي (بعد 1320هـ).
وقد اعتمد المؤلف كثيرًا على هذه الأسانيد وما في بابها .. في جمع أسانيد هذه المرحلة المتأخرة.
وللكتاب صلة (إن شاء الله تعالى).
************************
(ب) ـ ما جاء ذكره من الأسانيد في بعض التراجم من الكتاب الآتية:
1 ـ (الضوء اللامع) لشمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (902هـ).
2 ـ (حسن المحاضرة) لجلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (911هـ).
3 ـ (درة الحجال) لأبي العباس أحمد ابن القاضي المكناسي (1025هـ).
4 ـ (الكواكب السائرة) لنجم الدين محمد بن محمد الغزي (1061هـ).
5 ـ (لطف السمر) له.
6 ـ (شذرات الذهب) لأبي الفلاح عبدالحي بن العماد الحنبلي (1089هـ).
7 ـ (خلاصة الأثر) للمحبي محمد أمين بن فضل الله الدمشقي (1111هـ).(1/1738)
8 ـ (سلك الدرر) لأبي الفضل محمد خليل بن علي بن محمد المُرادي (1206هـ).
9 ـ (النعت الأكمل) لمحمد كمال الدين الغزي العامري (1214هـ).
10 ـ (تاريخ الجبرتي) للشيخ عبدالرحمن بن حسن الجبرتي (1237هـ).
11 ـ (الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام) لمؤرخ الهند الشريف عبدالحي بن فخرالدين (1341هـ).
12 ـ (مختصر نشر النور والزهر) لأبي الخير عبدالله مرداد المكي (1341هـ).
13 ـ (شجرة النور الزكية) لمحمد بن محمد مخلوف التونسي (1360هـ).
14 ـ (الدليل المشير) لأبي بكر أحمد بن حسين الحبشي (1347هـ).
15 ـ (فهرس الفهارس) لأبي الإقبال عبدالحي الكتاني الفاسي (1382هـ).
16 ـ (تذكرة قاريان هند) لعماد القراء مرزا بسم الله بك الهندي.
17 ـ (مشاهير علماء نجد وغيرهم) للمؤرخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ (1405هـ).
18 ـ (واضح البرهان) للدنبجة بن أحمد بن أحمد محمود الموريتاني.
19 ـ (القراء والقراءات بالمغرب) لسعيد إعراب المغربي.
20 ـ (تاريخ علماء دمشق) لمحمد مطيع الحافظ و نزار أباظة.
21 ـ (أهل الحجاز بعبقهم التاريخي) لحسن عبدالحي قزاز
22 ـ (سوانح فتحية) لأبي عبدالقادر محمد طاهر رحيمي الباكستاني نزيل المدينة المنورة.
23 ـ (أعلام من أرض النبوة) للشريف أنس يعقوب الكتبي.
24 ـ (الإمام المتولي) للدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري.
فمن هذه الكتب وغيرها جمع المؤلف الكثير من شتات أسانيد القراءات في هذه المرحلة.
وللكتاب صلة إن شاء الله (تعالى).
*********************
(ج) ـ ما جاء في الإجازات المتداولة بين الشيوخ المعاصرين.
تتبع المؤلف المقرئين سواءً بمقابلتهم أم بمراسلتهم، وتحصل منهم على مصورات لبعض الإجازات .. واهتم من ذلك بجمع الإجازات المختلفة الأسانيد.(1/1739)
(د) ـ ما أخذه مشافهةً عن بعض المعمَّرين من شيوخ القراءات المعاصرين، إما بمقابلتهم .. أو بالاتصال بهم هاتفيًا.. وأفاد منهم في معرفة من كان في طبقتهم أو طبقة شيوخهم .. الذين لم يرد لهم ذكر في الأسانيد.
(14) ـ المنهج في ترجمة شخصيات الكتاب:
كان غرض المؤلف من تصنيفه تحقيق الأسانيد وترتيبها (وليته أبقى الكتاب على وضعه هذا فقد بلغني أنه سيعيده على الطبقات) ولهذا لم يأخذ من ترجمة الشخص إلا ما يحقق هذا الغرض، واكتفى بمصارد الترجمة لمن أراد الزيادة، ولم يتعرض لجوانب الجرح والتعديل؛ لأن المتقدمين من أهل العلم لم يشترطواها في رجال القراءات .. وذلك لأنه لا يستطيع أحد أن يغير أو يبدل أو يزيد أو ينقص في قراءات القرآن الكريم من شيء {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9].
وأقصى ما يرتكب من رجال القراءات هو الكذب في السند، بأن يقول الشخص : قرأت على فلان ولم يقرأ عليه شيء.
أو يقول: قرأت على فلان بجميع القراءات ، ولم يقرأ عليه إلا برواية واحدة، أو قراءاة واحدة.
وهذا الأمر محسوم عند المتقدمين فلم يذكرو في أسانيدهم إلا الصحيح، ولم يأت منه عند المتأخرين إلا نادرًا .. وأشار المؤلف إليه.
وقد كان منهجه في الترجمة وَفق الآتي:
أولاً: نسب المترجم له .. وذلك بذكر اسمه ووالده وما استطاع ذكره من أجداده، ثم كنيته، ولقبه، وشهرته. وعند الاختلاف يذكر المتفق عليه في غالب المراجع مع التنبيه.
ثانيًا: تواريخ المترجم له.. وذلك بذكر مولده ووفاته ، وتحديد اليوم والشهر إن وجد.. ولكون تحديد المولد والوفاة يترتب عليه تحديد سنه عند التحمل .. فلذا ذكر في خانة المولد والوفاة جميع ما وقف عليه من اختلاف.
وعندما لا يقف على تواريخ تحدد ذلك .. نظر في مؤلفاته وإجازاته .. وأرخ له بعد آخر تاريخ وقف عليه له .. بقوله (توفي بعد سنة كذا) ..
والمقصود أنه كان حيًا إلى هذا التاريخ.(1/1740)
وقد جعل المولد والوفاة بعد الاسم مباشرة ؛ ليسهل حساب فارق العمر بين الشيخ وتلميذه .. لمعرفة سنة التحمل.
وقد اعتمد التاريخ الهجري .. وما كان بالميلادي .. فقد تم تحويله.
وللكتاب صلة إن شاء الله (تعالى).
***********************
(15)ـ شيوخ المُترجم وتلاميذه:
قام المؤلف بحصر جميع شيوخ وتلاميذ المترجم من خلال مصادر الترجمة .. ويهتم بما جاء في الأسانيد من شيوخه وتلاميذه .. ثم ينظر فيما زاد على ذلك .. فإن كانت أسانيدهم متصلة ذكرهم ضمن شيوخه وتلاميذه ؛ تحسبًا لظهورهم في أسانيد لم تصلنا.
والمراد شيوخه وتلاميذه في القراءات ليس غير.
فمن كان من شيوخه جمع بين القراءات وغيرها من العلوم .. نظر فإن كانت القراءات ضمن ما تحمله ذكره من جملة شيوخه .
فإن لم يقف على ما يفيد نوعية تحمله ذكره أيضًا ضمن شيوخه .. إعتمادًا على أن هذا الشيخ من علماء القراءات وسنده متصل فيها .. وتحسبًا لظهور ما يفيد تحمله للقراءات عنه.
عند عرضه لشيوخ المترجم .. يعبر بقوله: (أخذ عن) .. وللتلاميذ : (أخذ عنه).
وذكر أمام كل شيخ وتلميذ رقمه ليسهل الوصول إلى أي منهم في الحلقات.
وبما أنه وحد المنهج في ترجمة شخصيات الكتاب فلم يتعرض إلى تفصيل ما نقله المترجم له عن شيخه من القراءات لعدم توفر هذا في غالب التراجم ..
قال: والذي يهمنا هنا التأكد من المقابلة والتلقي ، وفي الأسانيد توضيح ما نقله المترجم له عن شيخه. اهـ.(1/1741)
قلت: هذا أضر بالكتاب (من وجهة نظري ضررًا بالغًا .. وأفقده قيمة علمية جلَّى) .. فكيف يفرق القارئ بين من تلقى القراءات بأجمعها .. وبين من تلقى قراءة واحدة أو اثنتين .. وبين من تلقاها عرضًا .. أوسماعًا وعرضًا .. أو إجازة (فحسب) فكان عليه أن يثبت ما وجد في الترجمة من قراءات .. ومن لم يقف له على شيء في مصادر ترجمته .. نقل هذا من واقع السند الذي وقف على ذكره فيه .. وإن عذرناه في الصنف الأول .. فلا عذر له البتة في من كان من أهل الصنف الثاني .. وذلك لخفاء أسانيدهم التي اطلع عليها المؤلف (ولم نطلع عليها).. ولم يوظفها التوظيف المناسب.
وأما قوله : (وفي الأسانيد توضيح ما نقله المترجم له عن شيخه).. ففي استقصائه لهذا نظر.
ولعلنا نضرب أمثلة على هذا الخلل الكبير من واقع التراجم عند الوصول إليها.
ومما يجب التنبيه إليه أنه ترجم لأشخاص لم يقف لهم على شيوخ وتلاميذ (وهم عدد قليل جدًا) فمن وقف على شيوخه في القراءات ولم يقف على تلاميذه جعله في الحلقة التي تحت شيوخه .. وهذا يعتبر غير موصول السند نزولاً .. ومن وقف على تلاميذه ولم يقف على شيوخه جعله في الحلقة التي فوق تلاميذه .. وهذا يعتبر غير موصول السند صعودًا.
قال: والداعي لذكرنا لهم مع عدم جواز وجودهم في هذه السلسلة توقعاتنا لوجود امتداد أسانيدهم في مصادر لم نقف عليها .. أو إجازات لم تصلنا؛ لما يشير إلى هذا في تراجمهم من علو الشأن وارتفاع المنزلة في هذا العلم.
(16)ـ مؤلفات المترجم له:
اقتصر على المؤلفات في علم القراءات فقط دراية ورواية : نحو التجويد ، والقراءات، والرسم، والفواصل، وتراجم رجال القراءات وأسانيدهم، وغير ذلك.
سواءً كان ذلك بالتأليف أو التحقيق أو الشرح أو التعليق.
ويعبر عن هذا بقوله: (ومن أعماله).
وربما زاد على المنهج المذكور فيما تقدم بعض الأمور كتصحيح أو تعليق أو تصويب.. وهذه يجعلها في آخر الترجمة(1/1742)
وذكر في هامش كل ترجمة جميع المراجع التي أفاد منها.
وللكتاب صلة أن شاء الله (تعالى).
*************************
(17) ـ الأسباب الداعية لاختيار المضوع:
أولاً: في ذلك إحياء لسُنة من سنن السلف الصالح، أُهملت في العصور المُتأخرة، إذ إن أكثر المتأخرين صرفوا جهودهم إلى دراية العلوم وأهملوا روايتها.
وبهذا لم نعرف كثيرًا من رجالات القراءات، ونرجو بهذا العمل المُحافظة على البقية الباقية مما وصل إلينا من أسانيد القراءات.
ثانيًا: ظهور بعض الإجازات في القرآن الكريم، يدَّعي أصحابها علو السند، في حين أنها منقطعة في بعض مراحل سلسلتها.
أو تحمل بعض رجالها وهو دون سن التحمل .. نحو: ما جاء في إجازة علي بن عمر الميهي (1) ، عن عبدالرحمن اليمني (2) .
وفي هذا السند سقط أربعة رجال بين الميهي واليمني.
وما جاء في إجازة محمد بن محمد بن بدرالدين الغزي (3)، عن محمد بن محمد أبي الفتح الإسكندري.
أخذ عنه وهو دون السنتين .
ثالثًا: وجود الشك وفقدان المصداقية عند البعض في صحة اتصال ما بين أيديهم من أسانيد.
ولا يُرفع هذا التوهم ويزول الشك إلا بضبط الأسانيد وتحقيقها.
رابعًا: الخلط في بعض الإجازات بين أسانيد الحديث والقراءات .. نحو:
ما جاء في إجازات مصطفى بن محمد الرحمتي (4) ، عن عبدالغني بن إسماعيل النابلسي (5) ، عن محمد بن محمد نجم الدين الغزي (6) ، عن محمد بن محمد بدرالدين الغزي (7).
فهذه السلسلة على صورتها الحالية في الحديث ، وأُجيز عليها من البعض في لقرآن الكريم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[(1) ترجمته رقم: 1367].
[(2) ترجمته رقم: 1244].
[(3) ترجمته رقم: 1231].
[(4) ترجمته رقم : 1356].
[(5) ترجمته رقم: 1297].
[(6) ترجمته رقم: 1260].
[(7) ترجمته رقم: 1231].
وللكتاب صلة إن شاء الله (تعالى).
****************************
(18) ـ طرق التحمل في القرآن الكريم:(1/1743)
الذي عليه العمل في تحمل قراءات القرآن الكريم الأنواع التالية:
(أ )ـ السماع من الشيخ ثم العرض عليه: وهو أن يسمع من شيخه أحرف الخلاف وأوجه القراءات في الرواية أو القراءة ، أو القراءات التي يريدها، ثم يعرض بها القرآن على شيخه، ويسمى هذا التحمل رواية وتلاوة، أو رواية وعرضًا.
وهذا أعلى درجات التحمل.
(ب )ـ العرض على الشيخ : وهو أن يعرض القرآن على شيخه بالرواية أو القراءة أو القراءات التي يريدها، والشيخ يعي ما يسمع، ويسمى هذا التحمل عرضًا ، أو تلاوة.
(ج) ـ السماع من الشيخ: وهو أن يسمع من شيخه أحرف الخلاف وأوجه القراءات التي يريدها لما يريد تحمله، ويسمى هذا التحمل سماعًا ورواية.
(د) ـ الإجازة من الشيخ : وهو الإذن من الشيخ بعد سماع شيءٍ من القرآن ، أو عدم السماع ـ ويكون هذا في الغالب بين أهل التخصص ـ بأن يعلم الشيخ أن المُجاز عالمٌ متقن لما يُجاز فيه، ويريد بهذه الإجازة علو السند، أو تقوية السند، أو تعدد الطرق، أو يكون المُجاز قد عرض قدرًا من القرآن وتبيَّن للشيخ منه التمكن والإتقان، فأجازه فيما بقي اعتمادًا على هذا.
وفي جميع الأحوال فإن التحمل في قراءات القرآن الكريم لا يكون إلا في سن الإدراك، وما جاء في غير سن الإدراك فكان على سبيل البرك، أو الرواية، أو عموم الإجازة.
وفي النوعين الأول والثاني من الأنواع الأربعة سالفة الذكر ـ غالبًا ـ يكون السند فيهما نازلاً؛ لأن العرض على الشيخ يحتاج إلى جهد ووقت، إلى جانب أن الشيخ لا يسمع إلا من واحد فقط.
وأما النوع الثالث : فغالبًا ما يكون الإسناد فيه عاليًا ؛ لأن الجهد فيه قليل والزمن فيه يسير، وعدد المتحملين كثير.
فلا يؤثر على الشيخ عدد السامعين أثناء شرحه للخلاف في قراءة ، أو أكثر.
وأما النوع الرابع: فهو أعلى الطرق إسنادًا ؛ لأنه لا يحتاج إلى وقت وجهد.(1/1744)
ويرى بعض المتأخرين أنه لا بد من العرض على الشيخ في تحمل قراءات القرآن الكريم، لأن المقصود كيفية الأداء، ولا يتحقق هذا إلا بسماع الشيخ من المتحمل .. وليس بسماع المتحمل من الشيخ .. فليس كل من سمع لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته.
وأما بالنسبة للأنواع الأخرى من أنواع التحمل في الحديث مثل : المناولة ، والمكاتبة، والإعلام، والوصية، والوجادة، فهذه الأنواع لم يجر العمل بها في تحمل قراءات القرآن الكريم عند أهل الاختصاص.. وإن كان قد ورد التحمل بها في مؤلفات القراءات عند البعض، فهذا لا يعني التحمل في كيفية أداء ما في هذا المؤلف من قراءات ، وغنما هو تحمل في المؤلف فقط، وهذا غير الذي يعرض القرآن بمضمن ما جاء في هذا المؤلف من قراءات.
وللكتاب صلة إن شاء الله (تعالى).
**************************
إلى هنا انتهينا من عرض منهج المؤلف في كتابه .. وإلى سلاسله وحلقاته وعدتها ثلاثة وثلاثون حلقة تبدأ من الحلقة الثالثة والثلاثين وتنتهي عند الحلقة الأولى.
وسنحافظ ـ بقدر المستطاع ـ على منهجه .. ونرجي التعقبات والملحوظات .. إلى نهاية كل حلقة من الحلقات .. أو إلى نهاية الكتاب.
**********************
ومن نعم الله الجزيلة ومننه الجليلة: أنني لما انتهيت من نقل المقال، جرّبت وضع الرابط؛ فنجحت محاولتي؛ فلله الحمد والمنة.
وقد كنت حاولت وضع الرابط قبل أيام على مدار نحو نصف ساعة ولم أفلح، كما كنت أشرت في آخر مشاركتي السابقة.
وهذا هو الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6441
***************
وللمشرف الكريم الخيار في حذف ما نقلته أو إبقائه، ما دام الرابط بين أيديكم.
---
(1/1745)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات الجهاد في القرآن الكريم
---
آيات الجهاد في القرآن الكريم
---
أبو إبراهيم العراقي
03-28-2004, 03:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء :
هل يصلح هذا الموضوع ليكون رسالة ماجستير في التفسير وهو ( آيات الجهاد في القرآن الكريم عرضاً و دراسة ) .
آمل التكرم بالمشاركة و التوجيه و التقويم و الله يحفظكم ويرعاكم
---
ناصر الماجد
03-28-2004, 07:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم بخصوص الموضوع الذي ذكرته فهو من وجهة نظري قيم جدا بل يصلح رسالة دكتوراه ولا سيما في هذه الظروف التي تمر بها أمتنا ، ولكن لا أدري هل بحث بحثا تفسيريا فهو من الموضوعات المشهورة التي تتبادر الى الذهن ابتداء وأذكر أن هناك رسالة علمية في كلية اللغة في جامعة الإمام تتعلق بآيات الجهاد لكنها من ناحية لغوية على ما أظن، فأرجو أن يكون أحد الإخوة عنده اطلاع أكثر ليفيدنا
والسلام عليكم
---
يحيى الشهري
03-28-2004, 08:59 PM
أخي الفاضل الموضوع طرح في أكثر من رسالة علمية وبحوث مفردة، منها كتاب حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو عبارة عن رسالتي ماجستير ودكتوراه لأبي بدر محمد بن بكر آل عابد.. حاز بها الباحث على درجة ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من شعبة التفسير بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية .. أشرف على الأولى د. محمد سيد طنطاوي، وأشرف على الثانية د. عبدالعزيز الدردير موسى، ثم د. عبدالعزيز عبدالفتاح القارئ.. وناقش الأولى فضيلى الشيخ أبو بكر الجزائري، ود. أحمد إبراهيم مهنا. وناقش الثانية د. عبدالعزيز محمد عثمان السوداني، ود. عبدالفتاح إبراهيم سلامة.
وقد طبعتا في مجلدين .. نشر دار الغرب الإسلامي.
وقدم لها أكرم ضياء العُمري.. فمن الناس بعد هؤلاء!.(1/1746)
ولي فيها كتيب بعنوان [المعارك الإسلامية وعبرها في ضوء القرآن الكريم] كتبته سنة (1411هـ) ولم يطبع إلى هذا التاريخ.
---
أبو إبراهيم العراقي
03-29-2004, 05:38 AM
شكراً للاخوين الكريمين وأطمح بالمزيد بارك الله بالجميع
---
عبدالرحمن الشهري
03-30-2004, 04:51 PM
أخي الكريم أبا إبراهيم العراقي وفقه الله
الأمر كما تفضل الشيخان الكريمان حفظهما الله .
والرسالة التي يعنيها أخي الكريم الشيخ ناصر الماجد هي للدكتور ناصر بن عبدالرحمن الخنين ، وهي بعنوان :(النظم القرآني في آيات الجهاد) وهي دراسة بلاغية مقدمة لقسم الأدب والبلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالرياض.
وأما الكتاب الذي أشار إليه الدكتور يحيى الشهري فهي رسالة علمية أو رسالتان تتحدثان عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم من الناحية التاريخية أكثر منها من الناحية القرآنية التفسيرية. ولذلك فقد قسم الكتاب بحسب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وذكرها في القرآن الكريم ، فأفرد لكل غزوة باباً. بينما بحث موضوع الجهاد أوسع من ذلك فيما يظهر لي والله أعلم.
والأمر كما تفضلتما أنه لا يظن أن مثل هذا الموضوع لم يطرق بعدُ ، لأهميته وكثرة مادته في القرآن الكريم ، غير أنه لا يمكن منع طلاب الدراسات العليا في الجامعات المختلفة والأقطار المتباعدة من طرق الموضوع ذاته ، فإن أنظار الباحثين تختلف ، ولا يصح لأحد أنه قد قال الكلمة الأخيرة في كل مسألة ، ولا سيما مع تجدد الوقائع ، وكثرة الشبهات التي أثيرت في زمننا هذا حول الجهاد ومعانيه.
وقد كتبت رسائل كثيرة حول موضوع الجهاد بصفة عامة لا أظنها تغيب عن أخي أبي إبراهيم مثل :
* أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإسلامية والرد على الطوائف الضالة فيه للدكتور علي بن نفيع العلياني ، وهي رسالة الدكتوراه له ، وفيه علم جدير بالعناية والدرس.(1/1747)
* الجهاد والقتال في الإسلام للدكتور محمد خير هيكل في ثلاثة مجلدات ، وهي رسالة قيمة مع ما فيها من التكرار الذي ضخمها ، ولو أعاد المؤلف نظره فيها لخرجت في أقل من ذلك الحجم. غير أنها تميزت بمناقشة كثير من القضايا الراهنة من الناحية الفقهية.
أسأل الله للجميع التوفيق.
---
أبو إبراهيم العراقي
03-31-2004, 09:07 AM
شكر الله لك يا فضيلة الشيخ عبد الرحمن أضافة مفيدة ونافعة
---
الراية
06-06-2005, 11:35 PM
يرفع للفائدة
---
(1/1748)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في سورة يوسف ؟؟؟ الجميع يشارك
---
سؤال في سورة يوسف ؟؟؟ الجميع يشارك
---
المنهوم
04-13-2004, 01:34 PM
ايه الأخوة الفضلاء ......
تأملت قصة يوسف عيه السلام وما مرّ به من الأبتلاء والفتن
وحزن يعقوب عليه السلام وصبره على فقد ابنه يوسف
إلا انني لم اجد ذكرا في القصة لأم يوسف فأين موقعها من القصة
هل السبب كما قال بعض المفسرين انها غير موجودة
---
مساعد الطيار
04-13-2004, 05:06 PM
السلام عليكم
أخي الكريم
لقد كانت أم يوسف موجودة بدلالة القرآن ،فقد ذكر في أول السورة أنه رأى الشمس ، والقمر ، وهما إشارة إلى أمه وأبيه .
وفي آخر السورة ورد التصريح بقوله تعالى : ( ورفع أبويه على العرش ) ، فهل هناك أصرح من هذا في الدلالة على حياتها .
ومن زعم أن أمه ماتت ، وأن التي سجدت خالته ، وأطلق لفظ ( أبويه ) على التغليب ، فليس ذلك بصواب لأمرين :
الأول : كون هذا من الإسرائيليات التي لا سند لها .
والثاني : كونه مخالفًا لصريح كتاب الله ، في لفظ ( أبويه ) .
أما عن سبب عدم ورود خبرٍ لها في قصة يوسف ، فالله أعلم بذلك ، لكن ألا ترى أن منهج القرآن في عرض القصة يرتكز على الموعظة والعبرة ، وكان ذلك أظهر في خبر أبيه وإخوته منها .
كما أنه لم يرد كبير ذكر لأخيه بنيامين إلا في آخر الأمر ، فلم يرد أيضًا بيان حال بنيامين بعد يوسف ، فلهذا والله أعلم أُهمل ذكر خبر أمه .
---
المنهوم
04-13-2004, 05:21 PM
اثابك الله ياشيخنا ** مساعد
اجابتك واضحة واستدلالك واضح وقوي على ما تقول
ولكن الا ترى ياشيخ انه اذا كان هذا الحزن قد اصاب يعقوب الأب فمن باب اولى ان يصيب الأم اكثر واكثر
ان في نفس شي من ذلك
---
د. أنمار
04-14-2004, 06:52 PM
هذا ما حصل مع أبيه، فكيف بأمه.
فممكن أن يكون من باب التنبيه بالأقل على الأكثر.(1/1749)
كقوله تعالى فلا تقل لهما أف، فتأمل
---
أبو تيمية
04-19-2004, 10:28 PM
و القول بأن الأبوين هما والداه حقيقة ، هو قول محمد بن إسحاق ، و اختاره ابن جرير ، و أيده ابن كثير .
و حجتهم : أن الأغلب و المتعارف عليه في استعمال لفظ الأبوين هو الأب و الأم ، فيحمل عليه .
و هذا الذي يدل عليه السياق .
كذلك ليس مع الذين قالوا بموت أمه دليل يجب الرجوع إليه و الاعتماد عليه ، بل هي من أخبار بني إسرائيل و فيها ما فيها .
و القول الآخر أن الأبوين هما يعقوب و خالته التي تزوجها بعد وفاة أمه ، و هو ما ذهب إليه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم و السدي و غيرهما .
و توجيه هذا القول أن الخالة بمنزلة الأم ، و إطلاق العرب الأمومة عليها واقع في كلامهم ، كما أشار إليه ابن جرير بقوله عمن ذهب إلى أنهما أبواه حقيقة : ( لأن ذلك هو الأغلب في استعمال الناس ).
و قد استعمل العلماء نحو هذا في الرد على النصارى في ادعائهم باطلا أن الرب والد المسيح - تعالى الله وتقدس - فقد ذكروا أن الأبوة لا يلزم أن تكون بالولادة ، لا غير !!
كذلك ، يحتمل أن تكون خالته هي أمه ، لكن أمومتها من جهة الرضاع ، و هو ما احتمله ابن حزم رحمه الله .
قال ابن حزم : ( فإن قيل : فهلا قلتم الخالة كالجدة لقول الله عز وجل (و رفع أبويه على العرش ) وإنما كانت خالته وأباه ، قلنا : لم يأت قط نص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنها كانت خالته ، و إنما هي من أخبار بني إسرائيل ، و هي ظاهرة الكذب ، و لعلها كانت أمه من الرضاعة فهما أبوان على هذا ) المحلى10/325-326 و لعل مما يقوي هذا القول = كثرة الآيات التي قصرت المحادثة بين يوسف و أبيه .
وقبل أن أوردها ألفت النظر إلى أن الاعتراض على ما سوف أسوقه ممكن بل قائم ، فلا تعجل بالرد !
ففي أول السورة ( يا أبت إني رأيت ...) فلم يقصها على أمه ، مع جريان العادة في إشراك الأم في مثل هذا !(1/1750)
كذلك في قوله ( إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا ...) فقد قالوا : إن من اسباب زيادة حب يعقوب ليوسف و أخيه أن أمهما ماتت و هما صغيرين فلم يتلقيا حنان الأمومة !
و كذا الآيات التي بعدها ، في استئذان يعقوب في الخروج بيوسف للعب و التمتع دون أمه !
و أن الذي أصابه الحزن العميق على فقد يوسف و حبس أخيه = هو يعقوب حتى ذهب بصره كما قال جل و علا ( و قال يا أسفى على يوسف و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ).
كما أنهم لما اعتذروا ليوسف عن أخذ أخيهم الأصغر قالوا ( إن له أبا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه ) فلم يذكروا حال أمه مع أنه لائق بذلك الموقف ، كي يستكين لهم و يرأف لحال أبويه !
و في قول يوسف ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ) ما قد يشير إلى أن والدته لم يلحقها الذي لحق بيعقوب أو أن تكون قد ماتت قبل حصول جميع ما ذكر في القصة .
أقول هذا ، و لست قاطعا ، بل الأصل عندي إجراء الأبوة على ظاهرها المعروف ، لكن ما ذكرت قد يكون مساعدا لقول من قال بأن الأبوين هما يعقوب و خالته ، و أنا على علم بأن ما سقته ممكن الاعتراض عليه ، و أنا نفسي متمكن من الاعتراض عليه ، و يكفي إجمالا أن يعلم أن القصة في القرآن تأخذ طابع الإيجاز ، و لا تتعرض للحواشي ، و الحذف فيها كثير ، و هذه قصة يوسف جرت حوادثها في أربعين سنة سطرت في صفحات معدودة .
و قيل : بل كانت جارية ليعقوب ، قامت على تربية يوسف لما فقد أمه ، فكانت له بمثابة الأم ..
على كل ، أرى القول بما قاله السدي و ابن زيد له وجه ، و لا يعاب قائله ، لكن الأولى إجراء الآية على ظاهرها و الله الموفق .
---
المنهوم
04-20-2004, 01:45 PM
جزاك الله خيرا على هذا التعليق الجميل والرائع
وقد قرأته بتمعن واستفدت منه فبارك الله فيك
---
(1/1751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن علاقة الشعر العربي بتفسير القرآن الكريم
---
سؤال عن علاقة الشعر العربي بتفسير القرآن الكريم
---
محمد الامدي
07-18-2003, 07:46 PM
السلام عليكم يا أهل العلم وجميع الاخوة الملتقي أهل التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد......
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك وأرجو أن يطرح الله فيها الخير والبركة
يسرني أنا أكون أحد أعضاء هذا الملتقى المفيد
لدي بعض الأسئلة ارجو التكرم بالاجابة عليها:(لأننا خالفنا مع بعض اخواننا هنا في هذه المسئلة)
سؤال الأول:
1) الشعر والقرآن أو بعبارة الآخري ما موقف القرآن من الشعر ؟
سؤال الثاني :
2) هل تفسير القرآن بالشعر جائز أم لا ؟ و ما موقف العلماء في هذه المسئلة ؟ و ما أدلتهم في ذلك ؟
سؤال الثالث :
3) إذا نظرنا إلي كتب التفسير (مثل: التفسير الطبري ، كشاف للزمخشري ، والبيضاوي ، و كتاب الموافقات للإمام شاطبي ) نجد أن الصحابة رضوان الله تعالي عليهم أجمعين فسروا بعض الآيات بالشعر الجاهلي :
ما دور الشعر في تفسير القرآن في عهد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؟
ولكم من الله خير الجزاء ولكم مني أطيب الدعاء
والسلام
ملاحظة : انا لست عربا ، إذا كان الأخطاء الننحوية و الصرفية في رسالتي أرجو من أساتذي العرب السماح في هذه المسئلة .
جزاكم الله خيرا جزيلا
أخوكم في الله محمد من جنوب الأفرقية
---
خالد الشبل
07-18-2003, 08:06 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك يا أخ محمد الآمدي في هذا الملتقى المبارك .
أما ما سألت عنه فسيجيبك عنه العلماء الأفاضل هنا .
لك تحياتي.
---
حسين الخالدي
07-18-2003, 11:42 PM(1/1752)
على ضوء السؤال الثالث اوجه السؤالين الاول والثاني فيكون فحوى الاسئلة جميعها الاستفسار عن دور الشعر العربي في تفسير القران وجوابي ان الشعر العربي مخزن اللغة العربيه فبه يعرف طرق العرب في الخطاب ووجوه تفننهم ويستدل به على معاني الالفاظ وخواص التراكيب اللغوية ولذلك هو احد مصادر دراسة اللغة العربية بعامة والقران بخاصة فلا غرابة ان يستعين به الصحابة رضي الله عنهم على تفسير نصوص القران الكريم
هذا باختصار وقد تطفلت بهذا الجواب مع علمي اليقيني اني لست من الطائفة التي اشارالاخ خالد الى انتظاره الجواب منها
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد
---
أحمد البريدي
07-19-2003, 12:06 AM
حياك الله يا أخانا الفاضل وما اشرت إليه من الاسئلة متعلقة بمسألة يعنون لها بالشاهد الشعريُّ واثره في التفسير
والشاهد الشعريُّ : هو كلّ ما يُستشهدُ به من الشعر المُحْتجّ به على قضيةٍ ما .
وله في التفسير أهميّةٌ كبيرة إذ الشعرُ ديوان العرب ، قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما :" إذا خفِيَ عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعرِ ، فإنّهُ ديوان العرب " .
وكان ابن عباسٍ رضي الله عنهما يُسْألُ عن القرآن فيُنْشِدُ فيه الشعر ، قال أبو عبيد :" يعني كان يستشهدُ به على التفسير " .
وقال عمر رضي الله عنه :" أيها الناس تمسّكوا بديوان شِعْركم في جاهليتكم فإنّ فيه تفسيرَ كتابكم " .(1/1753)
ونقلَ السيوطيُّ عن أبي بكر الأنباريِّ قولَهُ :" قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيراً الاحتجاجُ على غريبِ القرآن ومُشْكله بالشعْر . وأنكرَ جماعة – لا علمَ لهم – على النحويين ذلك، وقالوا : إذا فعلْتم ذلك جعلتم الشعْر أصلاً للقرآن . وقالوا : يجوز أنْ يُحتجّ بالشعْر على القرآن ، وهو مذموم في القرآن والحديث ، قال : وليسَ الأمرُ كما زعموه من أنّا جعلنا الشعْر أصلاً للقرآن ، بلْ أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعْر ، لأنّ الله تعالى قال :{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً}(الزخرف : من الآية3) وقال : {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء:195)
هذه مقدمة يسيرة وأحيل الموضوع على الشيخ د.عبد الرحمن الشهري فهو به خبير ؛ إذ كان (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم ) موضوعاً لرسالته في الدكتوراه .
---
عبدالرحمن الشهري
07-19-2003, 02:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بأخي الكريم محمد الآمدي من جنوب أفريقيا ، وأشكره على هذه الأسئلة.
كما أشكر إخواني الذين تكرموا بالإجابة وفقهم الله.
وأما هذه الأسئلة التي سألها الأخ محمد الآمدي فقد كتبت فيها فصولاً طوالاً في رسالتي التي أشار إليها أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي . وهي تحتاج مني إلى وقت ربما لا يتيسر إلا بعد أسبوع إن شاء الله.
وأرجو أن ييسر الله الإجابة المفصلة على هذه الأسئلة قريباً.
---
محمد الامدي
07-19-2003, 05:22 PM
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزاكم الله خيراً كثيرا المشايخ الذين كتبوا متعلقا بأسئلتي مثل شيوخي خالد الشبل seen أحمد البريدي عبدالرحمن الشهري.
يا استاذ عبدالرحمن الشهري جزاكم الله خيراً انا منطظر بالاشتياق الي رسالتكم
أخوكم في الله محمد الآمدي
---
(1/1754)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لماذا يسرق الطفل؟!.. الأسباب والعلاج
---
لماذا يسرق الطفل؟!.. الأسباب والعلاج
---
ام احمد
04-12-2006, 09:57 AM
(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
د. وفاء إبراهيم العساف
يقصد بالسرقة امتلاك الطفل شيئاً ليس من حقه، بعيداً عن عيون أصحابه، وبغير إذنهم، وتنتشر السرقة البريئة بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة، وتصل إلى ذروتها ما بين 5 إلى 8 سنوات، حيث يستحوذ الطفل على أشياء لا تخصه في سنوات عمره الخمس الأولى، وإذا استمر ظهور هذه الظاهرة بعد سن 5 سنوات فنحتاج أن نعتني بها ونعالجها.
ما هي الأسباب التي تدفع الطفل للسرقة؟
في مرحلة الطفولة المبكرة فإن الطفل لا يستطيع أن يميز بين ما يملكه وما لا يملكه، كما أن نموه لا يساعده على معرفة أن الاستيلاء على أشياء غيره أمر سيحاسب عليه.
بعض الأحيان تكون السرقة تعويضاً رمزياً لغياب الحب الأبوي وقلة الإحساس بالاهتمام والاحترام والمودة، ومن المحتمل أن يكون السبب أيضاً وفاة أحد الوالدين أو غيابه لفترة طويلة.
وقد تكون السرقة بسبب الحاجة والفقر والعوز والحرمان، فالطفل يسرق كي يسد الرمق أو يدفع غائلة الجوع.
وقد تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي، مثل الشعور بالاكتئاب أو الغيرة من ولادة طفل جديد داخل الأسرة.
وقد يسرق الطفل الذي يعيش في جو أسري متقلب ومضطرب، تنعدم فيه الرقابة الأسرية، ويفتقر إلى دعائم الأمن والعطف والحنان، أو في أسرة متصدعة اجتماعياً، مهتزة القيم، ومستواها الاقتصادي منخفض.(1/1755)
أحياناً يكون الدافع للسرقة المبالغة من قبل الوالدين في الاحتياطات الآمنة في حفظ الأشياء الغالية والرخيصة، فيود الطفل كشف السر مدفوعاً بحب الاستطلاع والرغبة في الاستكشاف، فإذا عوقب على ذلك عاد إلى السرقة بدافع الانتقام والتشفي.
وقد يسرق الطفل تقليداً لنموذج سيئ اقتدى به، كأحد الأبوين أو الأصدقاء أو الإخوة.
من الأسباب التي تعمق مشكلة السرقة لدى الأطفال، الإسراف في العقوبة دون النظر إلى الحالة النفسية والظروف التي دفعت الطفل للسرقة.
كذلك فضيحة الطفل أمام الآخرين بأنه لص وسارق تجعله أحياناً عنيداً، فيستمر في السرقة رغبة في التحدي.
ما هو العلاج؟
أولاً: تربية الطفل وتعليمه القيم الأخلاقية والدينية وغرسها في نفسه، ليفرق بين الحلال وبين الحرام، ويشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة ميسرة خطورة جريمة السرقة، فيشيروا إلى حدّ السرقة، وهو قطع اليد الخائنة التي تتعدى على حقوق الآخرين بشروط معلومة.
(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ونحدثه عن فضيلة الأمانة وآداب الاستئذان.. ونقدم له من الحياة قصصاً نرويها للطفل لأولئك الأشخاص الفقراء الذين يجدون مبالغ طائلة ولا تحدثهم أنفسهم بسرقتها.
ونشرح لهم أن هؤلاء الذين يتمتعون بضمير حي ويعلمون أن الله سبحانه وتعالى رقيب عليهم في كل حين، هم الذين يجازيهم الله تعالى أحسن جزاء.
أيضاً من الوسائل المهمة إشباع حاجات الطفل المتعددة عن طريق مصروف منتظم يُعطى له، مع الإشراف المباشر عليه؛ من يصادق، فيم أنفق ما معه، وكيف، ولا يكون ذلك بأسلوب تسلطي شرطي، بل من خلال علاقة حميمة مع الطفل لا بد من إقامتها معه ومعاملته بها.
الأب القدوة الأمين والأم كذلك التي تحترم ممتلكات الغير وتحافظ عليها تعليم أولادها الأمانة.(1/1756)
نعلم الطفل كيف يحفظ للآخرين حرمة ممتلكاتهم، وذلك بأن تخصص له أشياؤه وممتلكاته ونساعده في المحافظة عليها.
ـبث الثقة في نفس الطفل عن طريق الحديث إليه وإزالة الحواجز بينه وبين والديه، فيبوح بأسراره لهما وينصتان إليه باهتمام.
ينبغي مواجهة الطفل وتبصيره بمشكلته ومخاطر هذا السلوك، وأن يفسر الوالدان للطفل لماذا يعتبر هذا السلوك غير مناسب، وأنهما لن يقبلا منه هذا العمل.
ينبغي في المدارس ورياض الأطفال دراسة كل حالة على حدة للتعرف على الأسباب وطرق العلاج الناجحة.
ينبغي غرس قيمة الأمانة في نفوس الأطفال ومكافأة الأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة.
في المجتمع بصفة عامة
يجب ان لا تركز وسائل الإعلام على وصف السرقات وحوادث النصب والاحتيال، والتركيز على نشر قصص الفضيلة والأمانة والخلق القويم.
---
(1/1757)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (7)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (7)
---
عادل محمد
09-24-2006, 08:29 AM
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزء السابع)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم أكثر من ثمانين كتابا الكترونيا إسلاميا
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=288844
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
61- القول الأقوم
في معجزات النبي الأكرم
للقاضي عياض رحمه الله
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/MOEGEZAT.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
62- الوَابِِِِلُُُ الصَّّيِِِّبُ
مِنََ الكََلِِِِِمِ الطَََّيِِِّبِِ
محمد بن أبي بكرالزرعي الدمشقي
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/Alwapel.rar
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
63- مختصر الشمائل المحمدية
للترمذي واختصره الألباني
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/ALSHAMAEL.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
64- فضل الصلاة على النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
لإسماعيل بن إسحاق وتحقيق الألباني(1/1758)
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/Assalato%20Alannapy.rar
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
65- الصَّارمُ المَسْلول
في شاتم الرّسُول صَلّى الله عَليْه وَسَلّم
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/ASSAREM.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
66- كَيْفَ نرَبّي أبْناءَنا
تَرْبيَة صَالحَة
حمد حسن رقيط
www.gr8.cc/2/Tarbiah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=284651
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
67- تُحْفة الذاكرين
بعدّة الحصْن الحَصين
مَُحَمّد بْن عَلي بن مُحمّد الشوْكاني
www.gr8.cc/2/Tohfatozzakereen.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=284648
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
68- المُدْهش
أبي الفرَج جَمال الدين بْن علي بْن محمّد بن جَعْفر
الجَوزي
www.gr8.cc/2/Ajmodhesh.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=286613
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
69- تربيَة الطفل في الإسْلام
سيما رَاتب عَدْنان أبو رموز
ماجستير دراسات إسْلامية
www.gr8.cc/2/Tarpeiatottefl.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=286621
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
70- مَفاتح تدَبّر القرْآن
وَالنّجاح في الحَياة
د.خالد بن عبْد الكريم اللاحم
أستاذ القرآن وعلومه المساعد
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
www.gr8.cc/2/Tadappor.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=285644
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---(1/1759)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
---
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
---
خالد الشبل
11-14-2004, 01:11 PM
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (http://www.55a.net/)
---
(1/1760)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > معرض الشارقة الدولي للكتاب
---
معرض الشارقة الدولي للكتاب
---
مساعد الطيار
12-05-2006, 04:49 PM
معرض الكتاب في الشارقة على أرض المعارض في مركز ( اكسبو )
يوم الإثنين ( 13 ـ 23 ذو القعدة 1427 ) الموافق ( 5 ـ 15 ديسمبر 2006 )
النظام العام
تنظم دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة منذ يناير عام 1982 معرض الشارقة الدولي للكتاب في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويهدف المعرض ضمن تدابير متعددة ومتكاملة إلى توفير الكتاب للجميع بقصد بناء مجتمع قارئ·
يشتمل المعرض على اجنحة للكتب العربية واجنحة للكتب الأجنبية وقسم لكتب الاطفال وقسم للكتب الإلكترونية، ويتم تصنيف الكتب وفق نظام ديوي·
مواعيد المعرض:
الفترة الصباحية: (9:00 - 13:00)
الفترة المسائية: (16:30 - 22:00)
الجمعة (16:30 - 22:30)
السيدات: الأحد 10 والأربعاء 13 ديسمبر (16:30 - 19:00)
مدارس البنين: الاثنين - الأربعاء - الفترات الصباحية (9:00 - 13:00)
مدارس البنات: الأحد - الثلاثاء - الفترات الصباحية (9:00 - 13:00)
الجمهور العام: يومياً (16:30 - 22:30)
السبت: (9:00 - 13:00) و (16:30 - 22:00)
الأنشطة الثقافية المصاحبة: يومياً (17:00 - 19:00)
المشتركون:
ـ دور النشر أو وكلاؤها المعتمدون·
ـ المؤسسات الثقافية ومراكز البحوث والجمعيات والجامعات·
ـ مراكز إنتاج الكتاب الإلكتروني·
ـ مؤسسات إنتاج الوسائل التعليمية والتربوية والخرائط·
دليل المعرض الإعلامي:
يحتوي على معلومات وإحصاءات المعرض منذ تأسيسه مع وقفات مع أنشطته المصاحبة·
فهارس المعرض:(1/1761)
تحتوي فهارس المعرض (باللغة العربية وباللغة الانجليزية) على معلومات عن تصنيف الكتب الجديدة والمنتجات السمعبصرية وكتب الأطفال وإعدادها وأنواعها وبلدانها ومؤلفيها وتواريخ إصدارها وأسعارها، كما توفر اللجنة المنظمة اسطوانة مدمجة ( CD ) بالكتب المشاركة بالمعرض·
العنوان:
اللجنة العليا المنظمة، معرض الشارقة الدولي للكتاب، دائرة الثقافة والاعلام
ص.ب: 5119 الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة
برقياً: ثقافة، الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة
هاتف: 5673139 ، 5671116 ( 009716 )
براق: 5660535 ، 5662126 (009716 )
بريد إلكتروني: shjbookfair@sdci.gov.ae
المرجع : http://www.swbf.gov.ae/
---
عبدالله العلي
12-05-2006, 04:59 PM
شكر الله لك
وسؤالي :
هل هذا المعرض ( عادة ) أكبر من معرض الرياض ؟
لأن المسالة فيها سفر وتكاليف لمن هم خارج الشارقة
---
أبو فهر السلفي
12-05-2006, 05:20 PM
معرض الرياض أهم منه....ويغني عنهما معرض القاهرة.........
---
أبوخطاب العوضي
12-06-2006, 05:54 PM
لا أنصح أي أخ بأن يسافر لمعرض الشارقة ...
---
الجكني
12-06-2006, 06:04 PM
لماذا يا ترى؟؟؟
---
مروان الظفيري
12-06-2006, 06:20 PM
يا أخوتي وأحبابي
معارض الكتاب دوليّة دوريّة
وكلها تشبه بعضها ، وكلما رأيت معرضا ، أعجبت به
أجد الآخر يشبهه ، ولا يختلف عنه
(حذوك القذّة للقذّة )
وكلما انتهى معرض ، انتقل العارضون إلى معارض أخرى
وقد رأيتهم ينتقلون من معرض دوليّ ، إلى معرض دوليّ آخر
تغيّر المكان ليس غير
وأحيانا تلعب سياسة الدولة بمنع كتب لاتتبع سياستها
ولا توافق هواها !!!
وعندنا مثل ديرزوريّ ، يقول :
( كلاب حلب ؛ بس مصبّغة )
ولذلك أنا لاأنصح بالذهاب إلى أيّ معرض ،
إذا كان في بلدك معرض للكتاب دوليّ
---
السلامي
12-07-2006, 01:04 PM
معرض الشارقة للكتاب يعتبر أفضل معرض في الوطن العربي بعد معرض القاهرة ...................
---(1/1762)
البيهقي
12-09-2006, 08:26 PM
متى سيقام معرض القاهرة ؟
---
إبراهيم الحميضي
12-09-2006, 09:55 PM
أصبح حضور معارض الكتاب في هذا العصر قليل الفائدة، وأما إذا احتاج الإنسان إلى سفر وتكاليف فلا ينصح بذلك إلى في حدود ضيقة كمن يريد تأسيس مكتبة جديدة أو البحث عن كتب نادرة ونحو ذلك.
ومما يزهد الإنسان في المعارض في هذا الزمن سهولة انتشار الكتب الجديدة وشحنها ومعرفة مضامينها بوسائل مختلفة، وأما الأسعار فلا تكاد تختلف عن أسعار السوق.
---
عبدالرحمن الشهري
12-11-2006, 08:59 PM
سألتُ الدكتور العزيز فهد الرومي حفظه الله ورعاه وهو من أخبر الناس بهذا المعرض وغيره عن المعرض فأثنى عليه ، ولعله يتكرم بالتعقيب على هذا الموضوع ويفيدنا بما اصطحبه في رحلة العودة من نفائس الكتب والنوادر . وفقه الله وأحسن إليه وزاده من فضله .
---
أبوخطاب العوضي
12-12-2006, 04:05 PM
الشيء الوحيد الذي يستحق الزيارة مكتبة دار الغرب الإسلامي لوجود الخصومات , ومكتبات السعودية يستطيع أهل السعودية زيارتها وهم هناك
والذي شوه المعرض دور النشر الرافضية التجارية التي ملأت رفوفوها بالتطبيل لحسن نصر الشيطان
ودور النشر الصوفية
والحمد لله على كل حال
---
(1/1763)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات
---
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات
---
أبو مقبل
08-28-2003, 08:54 PM
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات
فضيلة الشيخ/ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:فإنا نريد أن نوضح لكم معتقد السلف والطريق الذي هو المنجى نحو آيات الصفات: أولا: اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف.
اعلموا أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم، وأصحابه والسلف الصالح، ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل.
وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم.
أحد هذه الأسس الثلاثة هو تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيثا من صفات المخلوقين. وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: ( ليس كمثله شئ)، (ولم يكن له كفؤا أحد)، (فلا تضربوا لله الأمثال).(1/1764)
الثاني: من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف الله به نفسه، لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله (أأنتم أعلم أم الله). والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حقه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، فيلزم كل مكلف أن يؤمن بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وينزه الله جل وعلا عن أن تشبه صفته صفة الخلق. وحيث أخل بأحد هذين الأصلين وقع في هوة ضلال، لأن من تنطع بين يدى رب السموات والأرض وتجرأ على الله بهذه الجرأة العظيمة ونفي عن ربه وصفا أثبته لنفسه فهذا مجنون فالله جل وعلا يثبت لنفسه صفات كمال وجلال فكيف يليق لمسكين جاهل أن يتقدم بين يدي رب السموات والأرض ويقول هذا الذي وصفت به نفسك لا يليق بك ويلزمه من النقص كذا وكذا، فأنا أؤوله وألغيه وآتى ببدله من تلقاء نفسي من غير استناد إلى كتاب أو سنة. سبحانك هذا بهتان عظيم! ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل، ملحد ضال، ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل. وهذا التحقيق هو مضمون: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهده الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع. ذلك لأن الله قال: (وهو السميع البصير) بعد قوله (ليس كمثله: شئ). ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات، فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس (ليس كمثله شىء). فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه.(1/1765)
إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأكل من أن تشبه صفات المخلوقين، فمن نفي عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم؟ دثه بن الله سبحانك هذا بهتان عظيم،. من ظن أن صفة ربه تشبه شيثا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين). ومن يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون.
ثم اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا في الكلام بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها في أقيسة منطقية، قسموا صفات الله جل وعلا إلى ستة أقسام. قالوا: هناك صفة نفسية وصفة معنى. وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية وصفة جامعة. أما الصفات الإضافية فقد جعلوها أمورا إعتبارية لا وجود لها في الخارج وسببوا بذلك إشكالات عظيمة وضلالا مبينا.
ثم إنا نبين لكم على تقسيم المتكلمين ما جاء في القران العظيم من وصف الخالق جل وعلا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات وبيان القران العظيم لأن صفة خالق السموات والأرض حق وأن صفة المخلوقين حق، وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وافتقاره وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما ببن الذات والذات.
أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين فإن أغلب الذين يدرسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط وينكرون سواها من المعاني ويؤولونها، وصفة المعنى عندهم في الاصطلاح ضابطها أنها ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، والذي اعترفوا به منها سبع صفات، هي: القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام.
ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله. وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة وأثبتوا أحكامها فقالوا:(1/1766)
هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته، ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا، فرارا منهم من تعدد القديم وهو مذهبٌ كلُ العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه " وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول. فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:
1- وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه: (إن الله على كل شيء قدير) ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله. وكذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهم ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق- وحسبك بونا بذلك.
2، 3- ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كنابه قال: (إن الله سميع بصير، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.(1/1767)
4- ووصف نفسه بالحياة قال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (هو الحي لا إله إلا هو)، الآية. ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وببن صفة الخالق والمخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق. وذلك بون شاسع ين الخالق وخلقه.
5- ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال: (فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدنيا)، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله) ولاشك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
6- وصف نفسه جل وعلا بالعلم قال: (والله بكل شيء عليم)، (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين). ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (وبشرناه بغلام عليم) (وإنه لذو علم لما علمناه). ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء، كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.(1/1768)
7- ووصف نفسه جل وعلا بالكلام. قال: (وكلم الله موسى تكليما)، (فأجره حتى يسمع كلام الله). ووصف بعض المخلوقين بالكلام، قال: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) (وتكلمنا أيديهم). ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وببن كلام الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
هذه صفات المعاني سمعتم ما في القران من وصف الخالق بها ووصف المخلوق، ولايخفى على عاقل أن صفات الخالق حق، وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله، وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين الصفة والصفة كما بين الذات والذات.
وسنبين مثل ذلك في الصفات التي يسمونها سلبية.(1/1769)
وضابط الصفة السلبية عند المتكلمين. نقول: هذا قياس عدم محض، والمراد بها أن تدل على سلب مالا يليق بالله عن الله من غير أن تدل على معنى وجودى قائم بالذات. والذين قالوا هذا جعلوا الصفات السلبية خمسا لا سادس لها. وهى عندهم القدم والبقاء والمخالفة للخلق والوحدانية والغنى المطلق الذي يسمونه القيام بالنفس الذي يعنون به الاستغناء عن المخصص والمحل. فإذا عرفتم هذا فاعلموا أن القدم والبقاء اللذين وصف المتكلمون بهما الله جل وعلا زاعمين أنه وصف بهما نفسه في قوله هو الأول والآخر قد وصف بهما المخلوق والقدم في الاصطلاح عندهم عبارة عن سلب العدم السابق إلا أنه عندهم أخص من ا لأزل لأن الأزل عبارة عما لا افتتاح له سواء كان وجوديا كذات الله وصفاته أو عدميا كإعدام ما سوى الله لأن العدم السابق على العالم قبل وجوده لا أول له فهو أزلي ولا يقال فيه قديم والقدم عندهم عبارة عما لا أول له بشرط أن يكون وجوديا كذات الله متصفة بصفات الكمال والجلال ونحن الآن نتكلم على ما وصفوا به الله جل وعلا من القدم والبقاء وإن كانبعض العلماء كره وصفه جل وعلا بالقدم كما يأتي.فالله عز وجل وصف بعض المخلوقين بالقدم قال: (كالعرجون القديم) إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وأباؤكم الأقدمون) ووصف بعضهم بالبقاء قال: (وجعلنا ذريته هم الباقين)2 ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) ولاشك أن ما وصفوا به الله من هذه الصفات مخالف لما وصف به الخلق نحو ما تقدم.(1/1770)
أما الله عز وعلا فلم يصف في كتابه نفسه بالقدم وبعض السلف كره وصفه بالقدم لأنه قد يطلق مع سبق العدم نحو: (كالعرجون القديم) (إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وآباؤكم الأقدمون) وقد جاء فيه حديث قال فيه بعض العلماء هو يدل على وصفه بهذا وبعضهم يقول لم يثبت وقد ذكر الحاكم في المستدرك في بعض الروايات القديم في أسمائه تعالى وفي حديث دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهما في قوله: (هو الأول والآخر) فقد وصف بعض المخلوقين أيضا بالأولية والآخرية قال: (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) ولا شك أن ما وصف الله به نفسه من ذلك لائق بجلاله وكماله كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.
ووصف نفسه بأنه واحد قال: (وإلهكم إله واحد) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال: (يسقى بماء واحد) ووصف نفسه بالغنى قال: (فإن الله هو الغنى الحميد)، (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله هوالغنى الحميد،، فكفروا وتولوا واستغى الله والله غنى حميد) ووصف بعض المخلوقين بالغنى قال: (ومن كان غنيا فليستعفف) (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ).(1/1771)
فهذه صفات السلب جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها ولاشك أن ما وصف به الخالق منها لائق بكماله وجلاله وما وصف به المخلوق مناسب لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره. ثم نذهب إلى الصفات السبع التي يسمونها المعنوية والتحقيق: أن عد الصفات السبع المعنوية التي هي كونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما لا وجه له لأنها في الحقيقة 0إانما هي كيفية الاتصاف بالمعاني السبع التي ذكرنا ومن عدها من المتكلمين عدوها بناء على ثبوت ما يسهونه الحال المعنوية التي يزعمون أنها واسطة ثبوتية لا معدومة ولا موجودة. والتحقيق إن هذه خرافة وخيال. وإن العقل الصحيح لا يجعل بين الشيء ونقيضه واسطة البتة فكل ما ليس بموجود فهو معدوم قطعا وكل ما ليس بمعدوم فهو موجود قطعا ولا واسطة البتة كما هو معروف عند العقلاء. فإذا كنا قد مثلنا لكونه قادرا وحيا ومريدا وسميعا وبصيرا ومتكلما لما جاء في القرآن من وصف الخالق بذلك وما جاء في القران من وصف المخلوق بذلك وبينا أن صفة الخالق لائقة بكماله وجلاله وان صفة المخلوق مناسبة لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره، فل داعي لأن ننفي وصف رب السموات والأرض لئلا نشبهها بصفات المخلوقين، بل يلزم أن نقر بوصف الله ونؤمن به في حال كوننا منزهين له عن مشابهة صفة المخلوق وهذه صفات الأفعال جاء في القرآن بكثرة وصف الخالق بها ووصف المخلوق ولاشك أن ما وصف به الخالق منها مخالف لما وصف به المخلوق كالمخالفة التي بين ذات الخالق وذات المخلوق، ومن ذلك أنه وصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل التي هي أنه يرزق خلقه قال جل وعلا: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين). ووصف بعض المخلوقين بصفة الرزق قال: (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما وارزقوهم(1/1772)
فيها. (وعلى المولود له رزقهن). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه المخلوق كمخالفة ذات الله لذات المخلوق. ووصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل الذي هو العمل قال: (أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون). ووصف المخلوقبن بصفة الفعل التي هي العمل قال: (إنما تجزون ما كنتم تعملون). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مناف لما وصف به المخلوق مخالف له كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه بأنه يعلم خلقه: (الرحمن علم القرآن. خلق الإنسان علمه البيان) (إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما). ووصف بعض خلقه بصفة الفعل التي هي التعليم أيضا قال: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب). وجمع المثالين في قوله: (تعلمونهن مما علمكم الله). ووصف نفسه جل وعلا بأنه ينبئ ووصف المخلوق بأنه ينبئ وجمع بين الفعل في الأمرين في قوله جل وعلا: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه العبد كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق. ووصف نفسه بصفة الفعل الذي هو الإيتاء فال جل وعلا: (يؤتى الحكمة من يشاء) (ويؤت كل ذي فضل فضله). ووصف المخلوق بالفعل الذي هو الإيتاء قال: (وآتيتم إحداهن قنطارا) ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة).
ولاشك أن ما وصف الله به من هذا الفعل نحالف لما وص ف به العبد من هذا الفعل كمخالفة ذاته لذاته.(1/1773)
ثم نتكلم على الصفات الجامعة كالعلو والعظم والكبر والملك والتكبر والجبروت والعزة والقوة وما جرى مجرى ذلك من الصفات الجامعة فنجد الله وصف نفسه بالعلو والكبر والعظم قال في وصف نفسه بالعلو والعظم: (ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم). وقال في وصف نفسه بالعلو والكبر: (إن الله كان عليا كبيرا) (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال).
ووصف بعض المخلوقين بالعظم قال: (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) (إنكم لتقولون قولا عظيما) (ولها عرش عظيم). ووصف بعض المخلوقين بالعلو قال: (ورفعناه مكانا عليا. وجعلنا لهم لسان صدق عليا).
ولأشك أن ما وصف الله به من هذه الصفات الجامعة كالعلو والكبر والعظم مناف لما وصف به المخلوق منها كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق فلا مناسبة بين ذات الخالق والمخلوق كما لا مناسبة بين صفة الخالق وصفة المخلوق.
ووصف نفسه بالملك قال: (يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس) (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) (في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
ووصف بعض المخلوقين بالملك قال: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان) (وقال الملك إئتوني به) (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) (تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء).
ولاشك أن الله جل وعلا ملكا حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين ملكأ مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.
ووصف نفسه بأنه جبار متكبر قال: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)، إلى قوله: (الجبار المتكبر). ووصف بعض المخلوقين بأنه جبار متكبر قال: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد).
ولاشك أن ما وصف به الخالق من هذه الصفات مناف لما وصف به المخلوق كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق.(1/1774)
ووصف نفسه جل وعلا بالعزة قال: (إن الله عزيز ح~م) (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب). ووصف بعض المخلوقين بالعزة قال: (وقالت امرأة العزيز) (وعزني في الخطاب). وجمع المثالين في قوله: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
ولا شك أن ما وصف به الخالق من هذا الوصف مناف لما وصف به المخلوق كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.
ووصف نفسه جل وعلا بالقوة قال: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز).
ووصف بعض المخلوقين بالقوة قال: (ويزدكم قوة إلى قوتكم).
وقال جل وعلا: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة). وجمع بين المثالين في قوله: (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون).
ثم إننا نتكلم على الصفات التي اختلف فيها المتكلمون. هل هي صفات فعل أو صفات معنى والتحقيق: أنها صفات معان قائمة بذات الله جل وعلا. كالرأفة والرحمة والحلم. فنجده جل وعلا وصف نفسه بأنه رؤوف رحيم قال: (إن ربكم لرؤوف رحيم) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال في وصف نبينا صلوات الله وسلامه عليه: (قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
ووصف نفسه بالحلم قال: (ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم) (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم) (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم) ووصف بعض المخلوقين بالحلم قال: (فبشرناه بغلام حليم) (إن إبراهيم لأواه حليم).
ووصف نفسه بالمغفرة قال: (إن الله غفور رحيم) (فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء). ووصف بعض المخلوقين بالمغفرة قال: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) (قول معروف ومغفرة) الآية. ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله).(1/1775)
ولاشك أن ما وصف به خالق السموات والأرض من هذه الصفات أنه حق لائق بكماله وجلاله لا يجوز أن ينفى خوفا من التشبيه بالخلق. وان ما وصف به الخلق من هذه الصفات حق مناسب لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقار هم.
وعلى كل حال فلا يجوز للإنسان أن يتنطع إلى وصف أثبته الله جل وعلا لنفسه فينفي هذا الوصف عن الله متهجما على رب السموات والأرض مدعيا عليه أن هذا الوصف الذي تمدح به أنه لا يليق به وأنه هو ينفيه عنه ويأتيه بالكمال من كيسه الخاص فهذا جنون وهوس ولا يذهب إليه إلا من طمس الله بصائرهم.
وسنضرب لكم لهذا مثلا يتبين به الكل، لأن مثلا واحدا من آيات الصفات ينسحب على الجميع إذ لا فرق بين الصفات لأن الموصوف بها واحد. وهو جل وعلا لا يشبهه شيء من خلقه في شيء من صفاته البتة. فهذه صفة الاستواء التي كثر فيها الخوض ونفاها كثير من الناس بفلسفة
منطقية وأدلة جدلية سنتكلم فيآخر البحث على وجوه إبطالها كلاما يخص الذين درسوا المنطق والجدل ليتبين كيف استدل أولئك بالباطل وأبطلوا به الحق وأحقوا به الباطل. فهذه صفة الاستواء تجرأ الآلاف ممن يدعون الإسلام ونفوها عن رب السموات والأرض بأدلة منطقية يركبون فبها قياسا استثنائيا مركبا من شرطية متصلة لزومية واستثنائية يستثنون فيه نقيض التالي ينتجون في زعمهم الباطل نقيض المقدم بناء على أن نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم. فيقولون مثلا لو كان مستويا على عرشه لكان مشابها للخلق لكنه لم يكن مشابها للخلق فينتجون، ليس مستويا على العرش، وعظم هذا الافتراء كما ترى.(1/1776)
1- اعلموا أن هذه الصفة التي هي صفة الاستواء صفة كمال وجلال تمدح بها رب السموات والأرض، والقرينة على أنها صفة كمال وجلال أن الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلا مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها. وسنضرب مثلا لذلك بذكر الآيات: فأول سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين). فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
2- الموضع الثاني في سورة يونس قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيا ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون. هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون. إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون).
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.(1/1777)
3- الموضع الثالث في سورة الرعد في قوله جل وعلا: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون).
وفي القراءة الأخرى (وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان. تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
4- الموضع الرابع في سورة طه: (طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. ءالا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى).
فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
5- الموضع الخامس في سورة الفرقان في قوله: (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا) (الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا، فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.(1/1778)
6- الموضع السادس في سورة السجدة في قوله تعالى: (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون. الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون. يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فئ يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز ا لرحيم. الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الجلال والكمال.
7- الموضح السابع في سورة الحديد في قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير).
فالشاهد أن هذه الصفة التي يظن الجاهلون أنها صفة نقص ويتهجمون على رب السموات والأرض بأنه وصف نفسه صفة نقص ثم يسببون عن هذا أن ينفوها ويؤولوها مع أن الله جل وعلا تمدح بها وجعلها من صفات الجلال والكمال مقرونة بما يبهر العقول من صفات الجلال والكمال. هدا يدل على جهل وهوس من ينفي بعض صفات الله جل وعلا بالتأويل.
ثم اعلموا أن هذا الشيء الذي يقال له التأويل ـ الذي فتن به الخلق وضل به آلآف من هذه الأمة ـ يطلق مشتركا بين ثلاثة معان:
1- يطلق على ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال وهذا هو معناه في القرآن نحو (ذلك خير وأحسن تأويلا). (ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم)، الآية، (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل). ومعنى التأويل في الآيات المذكورة ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال.(1/1779)
2- ويطلق التأويل بمعنى التفسير وهذا قول معروف كقول ابن جرير: القول في تأويل قوله تعالى كذا، أي تفسيره.
3- أما في اصطلاح الأصوليين فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح لدليل.
وصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه له عند علماء الأصول ثلاث حالات.
ا) إما أن يصرفه عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب أو سنة وهذا النوع من التأويل صحيح مقبول لا نزاع فيه ومثال هذا النوع ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الجار أحق بصقبه) . فظاهر هذا الحديث ثبوت الشفعة للجار وحمل هذا الحديث على الشريك المقاسم حمل اللفظ على محتمل مرجوح غير ظاهر متبادر إلا أن حديث جابر الصحيح (فإذا ضربت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة)، دل على أن المراء بالجار الذي هو أحق بصقبه خصوص الشريك المقاسم. فهذا النوع من صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل واضح يجب الرجوع إليه من كتاب وسنة وهذا التأويل يسمى تأويلا صحيحا وتأويلا قريبا ولا مانع منه إذا دل عليه النص.
ب) الثاني هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لشيء يعتقده المجتهد دليلا وهو في نفس الأمر ليس بدليل فهذا يسمى تأويلا بعيدا ويقال له فاسد ومثل له بعض العلماء بتأويل الإمام أبي حنيفة رحمه الله لفظ امرأة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل) قالوا حمل هذا على خصوص المكاتبة تأويل بعيد لأنه صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لأن (أي) في قوله (أي امرأة) صيغة عموم وأكدت صيغة العموم بما المزيدة للتوكيد فحمل هذا على صورة نادرة هي المكاتبة حمل، للفظ على غير ظاهره لغير دليل جازم يجب الرجوع إليه.(1/1780)
(ج) أما حمل اللفظ على غير ظاهره لا لدليل: فهذا لا يسمى تأويلا في الاصطلاح بل يسمى لعبا لأنه تلاعب بكتاب الله وسنة في نبيه صلى الله عليه وسلم ومن هذا تفسير غلاة الروافض قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)، قالوا عائشة. ومن هذا النوع صرف آيات الصفات عن ظواهرها إلى محتملات ما أنزل الله بها من سلطان كقولهم استوى بمعنى استولى فهذا لا يدخل في اسم التأويل لأنه لا دليل عليه البتة وإنما يسمى في اصطلاح أهل الأصول لعبا. لأنه تلاعب بكتاب الله جل وعلا من غير دليل ولا مستند فهذا النوع لا يجوز لأنه تهجم على كلام رب العالمين. والقاعدة المعروفة عند علماء السلف أنه لا يجوز صرف شيء من كتاب الله ولا سنة رسوله عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
وكل هذا الشر- فاسمعوا أيها الإخوان نصيحة مشفق- إنما جاء من مسألة وهى نجس القلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التشبيه فإذا سمع ذ و القلب المتنجس بأقذار التشبيه صفة من صفات الكمال أثنى الله بها على نفسه كنزوله إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير وكاستوائه على عرشه وكمجيئه يوم القيامة وغير ذلك من صفات الجلال والكمال أول ما يخطر في ذهن المسكين أن هذه الصفة تشبه صفة الخلق فيكون قلبه متنجسا بأقذار التشبيه(1/1781)
لا يقدر الله حق قدره ولا يعظم الله حق عظمته حيث يسبق إلى ذهنه أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيكون فيها أولا نجس القلب متقذره بأقذار التشبيه فيدعو شؤم هذا التشبيه إلى أن ينفي صفة الخالق جل وعلا عنه بادعاء أنها تشبه صفات المخلوق فيكون فيها أولا مشبها وثانيا معطلا ضالا ابتداء وانتهاء متهجما على رب العالمين ينفي صفاته عنه بادعاء أن تلك الصفة لا تليق. واعلموا أن هنا قاعدة أصولية أطبق عليها من يعتد به من أهل العلم وهى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولاسيما في العقائد ولاسيما لو مشينا على فرضهم الباطل "أن ظاهر آيات الصفات الكفر" فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤول الاستواء (بالاستيلاء) ولم يؤول شيئا من هذه التأويلات ولو كان المراد بها هذه التأويلات لبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيانها لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة فالحاصل أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد هذا الاعتقاد الذي يحل جميع الشبه ويجيب عن جميع الأسئلة وهو: أن الإنسان إذا سمع وصفا وصف به خالق السموات والأرض نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم امتلأ صدره من التعظيم فيجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة، بينه وبين صفات المخلوقين فيكون القلب منزها معظما له جل وعلا غير متنجس بأقذار التشبيه فتكون أرض قلبه قابلة للإيمان والتصديق بصفات الله التي تمدح بها أو أثنى عليه بها نبيه صلى الله عليه وسلم على غرار (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). والشر كل الشر في عدم تعظيم الله وأن يسبق في ذهن الإنسان أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيضطر المسكين أن ينفي صفة الخالق بهذه الدعوى الكاذبة.
ولأبد في هذا المقام من نقط يتنبه إليها طالب العلم:
أولا: أن يعلم طالب العلم أن جميع الصفات من باب واحد إذ لا فرق بينها البتة لان الموصوف(1/1782)
بها واحد وهو جل وعلا لا يشبه الخلق في شيء من صفاتهم البتة، فكما أنكم أثبتم له سمعا وبصرا لائقين بجلاله لا يشبهان شيئا من أسماع الحوادث وأبصارهم فكذلك يلزم أن تجروا هذا بعينه في صفة الاستواء والنزول والمجيء إلى غير ذلك من صفات الجلال والكمال التي أثنى الله بها كل نفسه.
واعلموا أن رب السموات والأرض يستحيل عقلا أن يصف نفسه بما يلزمه محذور أو يلزمه محال أو يؤدى إلى نقص. كل ذلك مستحيل عقلا. فإن الله لا يصف نفسه إلا بوصف بالغ من الشرف والعلو والكمال ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين على حد قوله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
الثاني: أن يعلموا أن الصفات والذات من باب واحد فكما أننا نثبت ذات الله جل وعلا إثبات وجود وإيمان لا إثبات كيفية مكيفة فكذلك نثبت لهذه الذات الكريمة المقدسة صفات إثبات إيمان ووجود لا إثبات كيفية وتحديد.
واعلموا أن آيات الصفات كثير من الناس يطلق عليها اسم المتشابه
وهذا من جهة غلط ومن جهة قد يسوغ كما يثبته الإمام مالك في أنس. أما المعاني فهي معروفة عند العرب كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة.
كذلك يقال في النزول: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة. واطرده في جميع الصفات لأن هذه الصفات معروفة عند العرب، إلا أن ما وصف به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجل وأعظم من أن يشبه شيئا من صفات المخلوقين كما أن ذات الخالق جل وعلا حق والمخلوقون لهم ذوات وذات الخالق جل وعلا أكمل وأنزه وأجل من أن تشبه شيئا من ذوات المخلوقين.(1/1783)
فعلى كل حال. الشر كل الشر في تشبيه الخالق بالمخلوق وتنجيس القلب بقذر التشبيه فالإنسان المسلم إذا سمع صفة وصف بها الله أول ما يجب عليه أن يعتقد أن تلك الصفة بالغة من الجلال والكمال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينها وبين صفات المخلوقين فيكون أرض قلبه طيبة طاهرة قابلة للإيمان بالصفات على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وهنا سؤال لابد من تحقيقه لطالب العلم أولا: اعلموا أن المقرر في الأصول أن الكلام إن دل على معنى لا يحتمل غيره فهو المسمى نصا كقوله مثلا (تلك عشرة كاملة). فإذا كان يحتمل معنيين أو أكثر فلا يخلو من حالتين: إما أن يكون أظهر في أحد الاحتمالين من الآخر وإما أن يتساوى بينهما فإن كان الاحتمال يتساوى بينهما فهذا الذي يسمى في الاصطلاح المجمل كما لو قلت (عدا اللصوص البارحة على عين زيد) فإنه يحتمل أن تكون عينه الباصرة عوروها أو عينه الجارية غوروها أو عين ذهبه وفضته سرقوها. فهذا مجمل. وحكم المجمل أن يتوقف عنه إلا بدليل على التفصيل. أما إذا كان نصا صريحا فالنص يعمل به ولا يعدل عنه إلا بثبوت النسخ.
فإذا كان أظهر في أحد الاحتمالين فهو المسمى بالظاهر. ومقابله يسمى (محتملا مرجوحا) والظاهر يجب الحمل عليه إلا لدليل صارف عنه، كما لو قلت: رأيت أسدا فهذا مثلا ظاهر في الحيوان المفترس. محتمل في الرجل الشجاع. وإذا فنقول: فالظاهر المتبادر من آيات الصفات من نحو قوله (يد الله فوق أيديهم) وما جرى مجرى ذلك، هل نقول الظاهر المتبادر من هذه الصفة هو مشابهة الخلق حتى يجب علينا أن نقول ونصرف اللفظ عن ظاهره أو ظاهرها المتبادر منها تنزيه رب السموات والأرض حتى يجب علينا أن نقره على الظاهر من التنزيه؟(1/1784)
الجواب أن كل وصف أسند إلى رب السموات والأرض فظاهره المتبادر منه عند كل مسلم هو التنزيه الكامل عن مشابهة الخلق فإقراره على ظاهره هو الحق وهو تنزيه رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق في شيء من صفاته فهل ينكر عاقل أن المتبادر للأذهان السليمة أن الخالق ينافي المخلوق في ذاته وسائر صفاته؟ لا والله لا يعارض في هذا إلا مكابر.
ثم بعد هذا البحث الذي ذكرنا نحب أن نذكر كلمة قصيرة لجماعة قرءوا في المنطق والكلام وظنوا نفي بعض الصفات من أدلة كلامية كالذي يقول مثلا: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث لكنه غير مشابه للحوادث ينتج فهو غير مستو على العرش هذه النتيجة الباطلة تضاد سبع آيات من المحكم المنزل ولكننا الآن نقول في مثل هذا على طريق المناظرة والجدل المعروف عند المتكلمين. نقول: هذا قياس استثني فيه نقيض التالي فأنتج منه نقيض المقدم حسب ما يراه مقيم هذا الدليل. ونحن نقول: انه تقرر عند عامة النظار أن القياس الاستثنائي المركب من شرطية متصلة لزومية يتوجه عليه القدح من ثلاث جهات:
1- يتوجه عليه من جهة استثنائيته
2- ويتوجه عليه من جهة شرطيته- إذا كان الربط بين المقدم والتالي ليس بصحيح.
3- ويتوجه عليه القدح من جهتهما معا.
وهذه القضية كاذبة الشرطية فالربط بين مقدمها وتاليها كاذب كذبا بحتا ولذا جاءت نتيجتها مخالفة لسبع آيات.
وإيضاحه أن نقول: قولكم: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث هذا الربط بين (لو) و(اللام) كاذب، كاذب، كاذب. بل هو مستو على عرشه كما قال من غير مشابهة للحوادث كما أن سائر صفاته واقعة كما قال من غير مشابهة للخلق ولا يلزم من استوائه على عرشه كما قال أن يشبه شيئا من المخلوقين في صفاتهم البتة بل استواؤه صفة من صفاته وجميع صفاته منزهة عن مشابهة الخلق كما أن ذاته منزهة عن مشابهة ذوات الخلق ويطرد هذا في مثل هذا. وعلى كل حال فالجواب عن شيء واحد من هذا يطرد في الكل.(1/1785)
وآخر ما نختم به هذه المقالة أنا نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تلتزموا بثلاث آيات في كتاب الله.
الأولى: (ليس كمثله شيء). فتنزهوا رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق.
الثانية: (وهو السميع البصير). فتؤمنوا بصفات الجلال والكمال الثابتة بالكتاب والسنة عك أساس التنزيه كما جاء (وهو السميع البصير) بعد قوله: (ليس كمثله شيء).
الثالثة: أن تقطعوا أطماعكم عن إدراك حقيقة الكيفية لأن إدراك حقيقة الكيفية مستحيل وهذا نص الله عليه في سورة (طه) حيث قال: ( يعلم مما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما). فقوله: يحيطون به فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن كما قال ابن مالك في الخلاصة:
المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل كأمن من أمن(1/1786)
وقد حرر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن مصدر وزمن ونسبة، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعا. فـ(يحيطون) في مفهومها (الإحاطة) فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون كالنكرة المبنية على الفتح، فيصبر المعنى لا إحاطة للعلم البشرى برب السموات والأرض، فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها. فالإحاطة المسندة للعلم منفية عن رب العالمين. فلا يشكل عليكم بعد هدا صفة نزول ولا مجيء ولا صفة يد و لا أصابع ولا عجب ولا ضحك. لان هذه الصفات كلها من باب واحد فما وصف الله به نفسه منها فهو حق وهو لائق بكماله وجلاله لا يشبه شيئا من صفات المخلوقين وما وصف به المخلوقون منها فهو حق مناسب لعجزهم وفنائهم وافتقارهم وهذا الكلام الكثير أوضحه الله في كلمتين (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (ليس كمثله شيء) تنزيه بلا تعطيل. (وهو السميع البصير) إيمان بلا تمثيل. فيجب من أول الآية (ليس كمثله شيء) التنزيه الكامل الذي ليس فيه تعطيل ويلزم من قوله (وهو السميع البصير) الأيمان بجميع الصفات التي ليس فيها تمثيل. فأول الآية تنزيه وآخرها إيمان، ومن عمل بالتنزيه الذي في (ليس كمثله شيء) والإيمان الذي في (وهو السميع البصير) وقطع النظر عن إدراك الكنه والكيفية المنصوص في قوله (ولا يحيطون به علما) خرج سالما.
وقد ذكرت لكم مرارا أني أقول: هذه الأسس الثلاثة التي ركزنا عليها البحث وهى:
1- تنزيه الله عن مشابهة الخلق.
2- والإيمان بالصفات الثابتة بالكتاب والسنة وعدم التعرض لنفيها : عدم التهجم على الله بنفي ما أثبته لنفسه.
3- وقطع الطمع عن إدراك الكيفية. لو (متم يا إخوان) وأنتم على هذا المعتقد. أترون الله يوم القيامة يقول لكم لم نزهتموني عن مشابهة الخلق ويلومكم على ذلك؟ لا، وكلا والله لا يلومكم على ذلك.(1/1787)
أترون أنه يلومكم على أنكم آمنتم بصفاته وصدقتموه فيما أثنى به على نفسه ويقول لكم لم أثبتم لي ما أثبته لنفسي أو أثبته لي رسولي؟ لا والله لا يلومكم على ذلك ولا تأتيكم عاقبة سيئة من ذلك. كذلك لا يلومكم الله يوم القيامة ويقول لكم: لم قطعتم الطمع عن إدراك الكيفية ولم تحددوني بكيفية مدركة. ثم، إنا نقول: لو تنطع متنطع. وقال: نحن لا ندرك كيفية (نزول) منزهة عن نزول الخلق ولا ندرك كيفية (يد) منزهة عن أيدي الخلق ولا ندرك كيفية (استواء) منزهة عن استواءات الخلق، فبينوا لنا كيفية معقولة منزهة تدركها عقولنا فنقول أولا: هذا السؤال الذي قال فيه مالك بن أنس: والسؤال عن هذا بدعة، ولكن نجيب ونقول: اتعرف أيها المتنطع السائل الضال كيفية الذات المقدسة الكريمة المتصفة بصفة النزول وصفة اليد وصفة الاستواء وصفة السمع والبصر والقدرة والإرادة والعلم فلابد أن نقول: لا، فنقول: معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، إذ الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها ونضرب مثلا ولله المثل الأعلى. فان الأمثال لا تضرب لله ولكن الأخرويات لا مانع منها كما جاء بها القرآن فنقول مثلا كما فال العلامة ابن القيم رحمه الله لفظة (رأس) الراء والهمزة والسين، رأس. هذه الكلمة أضفها إلى المال وأضفها إلى الوادي وأضفها إلى الجبل قل رأس المال. رأس الجبل فانظر ما صار من الاختلاف بين هذه المعاني بحسب هذه الإضافات وهذا مخلوق ضعيف مسكين، فما بالك بالبون الشاسع الذي بين صفة الخالق جل وعلا وصفة المخلوق.
وختاما يا إخواني نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تتمسكوا بهذه الكلمات الثلاث:
1- أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق.
2- أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، إيمانا مبنيا على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
3- وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية لأن الله يقول: (ولا يحيطون به علما).(1/1788)
ونريد أن نختم هذه المقالة بنقطتين:
إحداهما أنه ينبغي للمؤولين أن ينظروا في وقوله تعالى لليهود: (وقولوا حطة) فإنهم زادوا في هذا اللفظ المنزل نونا فقالوا: حنطة فسمى الله هذه الزيادة تبديلا فقال في البقرة: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)، وقال في الأعراف: (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون)، وكذلك المؤولون للصفات قيل لهم استوى. فزادوا لاما، فقالوا: استولى. فانظر ما أشبه (لامهم) هذه التي زادوها بـ(نون) اليهود التي زادوها. ذكر هذا ابن القيم.
الثانية: أنه ينبغي للمؤولين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان وهى قوله تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا). ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: (ولا ينبئك مثل خبير). فإن قوله في الفرقان: (فاسأل به خبيرا) بعد قوله: (ثم استوى على العرش الرحمن) يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالاستواء خبير بما يصف به نفسه لا تخفي علبه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الاستواء ليس بخبير، نعم هو والله ليس بخبير. وصلى الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
تم الكتاب بحمد الله،،،
--------------------------------------------------------------------------------
---
(1/1789)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصاحف قديمة (مصورات)
---
مصاحف قديمة (مصورات)
---
موراني
10-14-2004, 12:00 PM
أتظر هذا الرابط :
http://faculty.washington.edu/wheelerb/quran/quran_index.html
---
(1/1790)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل التاء حرف قلقلة ؟
---
هل التاء حرف قلقلة ؟
---
الكشاف
04-05-2007, 02:10 PM
السلام عليكم
هل التاء حرف قلقلة عند أحد من القراء ولو قراء الشواذ ؟
---
شريف بن أحمد مجدي
04-06-2007, 08:49 AM
السلام عليكم
قال ابن الجزري في التمهيد : " وأما التاء:
فتقدم الكلام على أنها تخرج من المخرج الثامن من مخارج الفم، وهي من فوق الثنايا العليا، مصعد إلى جهة الحنك
يسيراً مما يقابل طرف اللسان، وهي مهموسة شديدة منفتحة مستفلة.وقيل إنها من حروف القلقلة، وهذا في غاية ما
يكون من البعد، لأن كل حروف القلقلة مجهورة شديدة، ولو لزم ذلك في التاء للزم في الكاف. فلولا الهمس الذي في التاء
لكانت دالاً، ولولا الجهر الذي في الدال لكانت تاء، إذ المخرج واحد، وقد اشتركا في الصفات. فإذا نطقت بها وبعدها
ألف غير المحالة فاحذر تغليظها وأن تنحو بها إلى الكسر، وكلاهما محذوران، بل تنطق بها مرققة، وذلك نحو تائبون و تأكلون .))ا.هـ
وعلي ما أذكره أن سيبويه ذهب إلي أن التاء مقلقلة .
وذهب المبرد إلي قلقلة الكاف ... أظن ذكره المرعشي في " جهد المقل "
والسلام عليكم
---
القندهاري
04-06-2007, 09:50 AM
جزاكما الله خير على الإفادة
---
د. أنمار
04-06-2007, 03:18 PM
إن اجتماع صفة الشدة مع الهمس في التاء والكاف الساكنتين يظهر له صويت متميز خاصة على طريقة قراء الشام بدون استثناء، ويندر جدا عند قراء مصر، اللهم إلا ما نسب للشيخ السيد عامر عثمان ومن نحى منحاه كما أخبرني بعض من قرا عليه من أهل مصر. أما عند المعظم فبالكاد تسمع ذلك الصويت لا كبرائهم ولا مرتليهم الذين وصلتنا تسجيلاتهم غير مستثن منهم ولا الشيخ الحصري المتقن البارع رحمه الله تعالى، إلا في حالات نادرة جدا ليست هي الغالبة الظاهرة.(1/1791)
ويظهر لي أن وصف هذا الصويت كان مدعاة عند بعض المتقدمين لتصنيفه تحت باب القلقلة. وفي مرحلة التدوين الأولى لا أراهم ملامين فيما قد يتبادر لهم للوهلة الأولى. لأنها في بعض جوانبها تظل محاولات مبدئية لم تتبلور بعد. ولا اخالهم يعنون بذلك حقيقة القلقلة. وقل مثل ذلك في الهمزة الساكنة وما فيها من نبر. وقد توهم بعضهم هذا النبر قلقلة كما أشار مكي نصر في القول المفيد ص 55 ورده بأن الجمهور على عدم اعتباره قلقلة.
وبذلك شمل التصنيف جميع حروف الشدة (أجد قط بكت) والتي هي( قطب جد) إن أضفت عليها الهمزة والتاء والكاف والتي وقع فيها الوهم.
فالعبرة بالتلقي، والتدوين إنما هو محاولة لوصف تلك الهيئات في النطق، وإن اختلفت العبارة. لكن اختلافهم في العبارة يرجح عندك طريقة أداء بعض القراء على بعض. وفي كل خير.
وترجيح طريقة الهمس المسموعة بلطف عند التأمل، إنما لما مع ذلك من زيادة علم تؤيدها النصوص، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وفي نظري أن ذلك إنما يدخل تحت التحبير، والقراءة بدون تحبير جائزة بإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليست من اللحن ولا الخطأ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقر في حضرته ما ياثم به صاحبه.
والله أعلم
---
شريف بن أحمد مجدي
04-06-2007, 04:23 PM
. ولا اخالهم يعنون بذلك حقيقة القلقلة. ......
والله أعلم
السلام عليكم
هذا الكلام غير صحيح ، بل كانوا يعنون حقيقة القلقلة ، ولكن الخلاف في أي درجة نبر يصلح أن نطلق "قلقلة"
قال أبو شامة :" ...قال الشيخ أبو الحسن قالوا أصل القلقلة للقاف لأن ما يحس به من شدة الصوت المتصعد من الصدر مع الضغط والحقر فيه أكثر من غيره قال وعد المبرد منها الكاف إلا أنه جعلها دون القاف لأن حصر القاف أشد قال المبرد وهذه القلقلة بعضها أشد من بعض فإذا وصلت ذهبت تلك النبرة لأنك أخرجت لسانك عنها إلى صوت آخر فحال بينه وبين الاستقرار.)) ا.هـ755(1/1792)
وهذا الكلام يدل علي أنهم يعنون القلقلة بفهومها المعروف ولكن القضية عندهم في تفاوت المراتب . والمبرد كما هو واضح يقصد الصوت . لأن الكاف في نحو : استكبر " مثلا له صوت ، وإن لم يخرج الصوت لصارت قريبة من الجيم القاهرية .
وهذا واضح . والله أعلم
والسلام عليكم
---
د. أنمار
04-06-2007, 07:55 PM
كلامي في القلقلة المعروفة أداء اليوم، أقصد درجتها المعهودة. ووسم الهمس الصادر بُعَيْد الشدة بالقلقلة ذات المرتبة الدنيا يرجعها للخلاف اللفظي.
---
شريف بن أحمد مجدي
04-08-2007, 10:39 PM
السلام عليكم
قلتم : " كلامي في القلقلة المعروفة أداء اليوم، أقصد درجتها المعهودة. ووسم الهمس الصادر بُعَيْد الشدة بالقلقلة ذات المرتبة الدنيا يرجعها للخلاف اللفظي ))
قد يكون الكلام محتملا ..
ولكن لماذا رد القراء هذا الكلام ما دام الخلاف لفظيا ؟؟
يا أخي الكريم : الصوت الصادر من الكاف لا يرتقي لأصوات القلقلة ـ أي لأدني مرتبة ـ
ولو قالوا بقلقلتها لبالغ الناس في إتيانها ولخرج اللفظ إلي غير المعهود ..
ولذلك أخرجوها من حروف القلقلة .
وفضيلتكم ترون في زماننا قد كثر من يأخذون بظاهر النصوص ـ دون تجميع النصوص ـ وجاء أيضا من يطلب توثيق القراءات وجمع الناس علي طريقة واحدة في الأداء ، وهذا لم يحدث في القرون الماضية قط . بل الخلاف الموجود يخطئ بعضهم فيه البعض ، مع استحالة الجمع بين الآراء .
فالقارئ أثناء الطلب لا يستطيع أن يسأل شيخه عن كل شئ ، إما لضيق الوقت ، وإما لعدم ورود بعض الأسئلة عليه أثناء القراءة .وإما ..........
أما لو تصدر للإقراء فإنه يكاد يُسأل عن كل شئ .
فلذلك تجد الذين يريدون تجديد النصوص لم يتصدروا للإقراء ولو تصدروا ما قالوا بقضية التوثيق أو غيرها ، ولأخذوا بما قررناه سابقا بالمقروء اليوم .
والسلام عليكم
---
ابن غامد
04-08-2007, 10:48 PM(1/1793)
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء وشكر الله سعيكم لطلب العلم في هذا الملتقى العريق ، كما أشكر كل الشكر الإدارة لتفعيل حسابي ، وأخص بالذكر أستاذي د . مساعد الطيار بارك الله فيه .
ابن غامد .
---
الكشاف
04-08-2007, 11:31 PM
شكراً جزيلاً للجميع وأخص المشايخ شريف و د.أنمار على هذه الأجوبة والتفاعل .
جزاكم الله خيرا
وعلي ما أذكره أن سيبويه ذهب إلي أن التاء مقلقلة .
وذهب المبرد إلي قلقلة الكاف ... أظن ذكره المرعشي في " جهد المقل "
هل يمكن التحقق من ذلك بوركتم لتكتمل المسألة ؟
---
منصور مهران
04-09-2007, 12:18 AM
لم يذكر سيبويه القلقلة إلا في موضع واحد ، وذكر حرف القلقلة الخمسة المعروفة :
القاف ، والجيم ، والطاء ، والدال ، والباء .
( كتاب سيبويه ) ج 4 ص 174 - هارون .
ولم يذكر التاء في شيء من هذا .
---
شريف بن أحمد مجدي
04-09-2007, 02:09 AM
السلام عليكم
فضيلة الشيخ معذرة ما ذكرته بالفعل ذكره المرعشي في جهد المقل صـ 42 طبعة دار الصحابة
أما ما ذكرته عن سيبويه فقد ذكره ابن الجزري في النشر .
قال ابن الجزري في النشر:" وذكر سيبويه معها التاء مع أنها المهموسة وذكر لها نفخاً وهو قوى في الاختبار، وذكر المبرد منها الكاف إلا أنه جعلها دون القاف.)) ا.هـ 1/203طبعة دار الفكر
والسلام عليكم
---
منصور مهران
04-09-2007, 04:01 AM
حقا إنها مسألة محيرة :
أن ينسب ابن الجزري - وهو العالم الثبت - إلى سيبويه أن ( التاء ) من حروف القلقلة ( النشر 1 / 203 )
وليس ذلك في كتاب سيبويه ( الأميرية ، وهارون ) ؟ ؟
---
أبو عمر الشامي
04-09-2007, 05:15 AM
التاء حرف تأتأة وليس من حروف القلقلة
---
ابن غامد
04-09-2007, 06:20 AM
وأنا مع الشيخ الكريم أبو عمر الشامي في أن حرف التاء ليس من حروف القلقة .
يقول :
صفاتها جهر ورخو مستفل ** منفتح مصمتتة والضد قل
مهموسها فحثه شخص سكت ** شديدها لفظ أجد قط بكت(1/1794)
فالتاء من حروف الهمس والتي يجري النفس عند النطق بها .
جزاكم الله خيرا !!
---
عبد الحكيم عبد الرازق
04-09-2007, 06:25 AM
السلام عليكم
أخي الفاضل : أبو عمر الشامي ـ بارك الله فيكم ـ
كان السؤال هكذا :" هل التاء حرف قلقلة عند أحد من القراء ولو قراء الشواذ ؟
وأصبح محل النزاع الآن ، هل ما نقله ابن الجزري عن سيبويه صحيح ؟؟
ولا نختلف معكم في أن التاء ليست من حروف القلقلة .
وجزاكم الله خيرا .
والسلام عليكم
---
منصور مهران
04-09-2007, 12:11 PM
اجتهاد في المسألة :
_______________
أما قول المبرد بأن الكاف من حروف القلقلة إلا أنها دون القاف - كما نقله ابن الجزري -
فثابت في كتابه المقتضب ج 1 ص 332 ، تحقيق عضيمة ، الطبعة الثانية ، 1399 هج ، القاهرة .
وأما ما نقله ابن الجزري عن التاء في كلام سيبويه فقد تراءى لي فيه وجه أرجو أن أصيب به مُرَادَه ؛
ذلك أن سيويه لمّا عرض للحروف الشديدة قال :
(( ومن الحروفِ : الشديدُ ، وهو الذي يمنع الصوتَ أن يجريَ فيه ،
وهو : الهمزة ، والقاف ، والكاف ، و الجيم ، و الطاء ، و التاء ، و الدال ، و الباء ؛
وذلك أنك لو قلت : أَلْحَجَ ، ثم مددت صوتك لم يَجْرِ ذلك . )) 4 / 434 - هارون ، 2 / 406 - أميرية .
قلت : والشدة هذه هي علة القلقلة ،
وقد ذكر ابن الجزري أن بعضهم أضاف الهمزة إلى حروف القلقلة لأنها مجهورة شديدة ،
النشر 1 / 203
ثم ذكر أن سيبويه ذكر معها - أي : حروف القلقلة - التاء ،
قلت : نعم ذكر التاء ولكن ضمن الحروف الشديدة
فكأن ابن الجزري فسّر إيراد سيبويه التاءَ مع الحروف الشديدة التي منها حروف القلقلة :
بأنها حرف قلقلة أيضا ، كما أن الكاف عند المبرد حرف قلقلة .
فالزوائد الثلاثة : الهمزة ، والكاف ، والتاء :
جاءت عند ابن الجزري دخيلة على حروف القلقلة ؛
لذلك ردها بعد أن أسندها إلى قائليها ،
غير أنه أخذ بعضها نصّا ، وبعضها فهما ؛(1/1795)
فأما النص فعلى الهمزة من قول بعضهم ، والكاف من قول المبرد .
وأما الفهم فمن فحوى كلام سيبويه لما ذكر التاء ضمن الحروف الشديدة .
وبهذا الاجتهاد يمكن تفسير المسألة المُحَيّرة التي ذكرتها من قبل .
هذا ، وبالله التوفيق .
---
عبد الحكيم عبد الرازق
04-10-2007, 11:52 PM
السلام عليكم
فقد بحثت في هذا الأمر ولم أصل لشئ يبدوا أنكم أصبتم في هذا الجمع
وفقكم الله لكل خير
والسلام عليكم
---
(1/1796)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > زيارة إلى
---
زيارة إلى
---
ماجد الخير
01-15-2007, 09:09 PM
قم بزيارة هذا الموقع فقط
http://www.zzrz.com/mlion.htm
وشكرا
---
خالد البكري
01-16-2007, 12:09 PM
جزاك الله خير أخي ماجد على هذا الرابط
وأسال الله أن لا يحرمك من الاجر
---
(1/1797)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الزمخشري
---
تفسير الزمخشري
---
ربيع أبوعليتن
04-09-2006, 05:52 PM
عاجل سؤال عن تفسير الزمخشري ،أريد معرفة منهجيته وخصائصه
---
جمال حسني الشرباتي
04-09-2006, 09:31 PM
السلام عليكم
لا أظن مقالة أو مقالتين تكفي لما طلبت---عند ي كتاب مطبوع هو"البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري"
للدكتور محمد محمد أبو موسى
مكتبة وهبة
القاهرة ت 3917470
وهو كتاب جيد جدا
وإن لم تحصل عليه راسلني على الخاص --فهو موجود في مكتبات القدس
---
أبو حذيفة
04-10-2006, 02:14 AM
الجواب عن سؤالك يحتاج إلى أن تراجع الكتب التي تناولت منهج الزمخشري وذلك لأنك سألت عن المنهج وهذا باب واسع ولو حددت السؤال لربما خففت على إخوتك ، وعلى كل يمكن أن أفيدك بما يلى
1 - الزمخشري إمام من أئمة المعتزلة وقد أودع في كشافه مقالات المعتزلة وصاغها باسلوب أدبي وبلاغة رائعة حتى أصبح اكتشافها عسيراً على كثير من طلبة العلم .وقد تتبعة في ذلك ابن المنير ، والطيبي وبينا كثيراً من تلك الإعتزاليات ، وفاتهما بعض الشيء
2 - الزمخشري عفا الله عنه بدأ كتابه بقوله ( الحمد لله الذي خلق القرآن ) فنبهه بعض المقربين منه إلى أن هذا المطلع مدعاة إلى النفور من الكتاب فغيره ، ذكر ذلك الطيبي في فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب .
3 - يلحظ القاريء للكشاف قلة الآثار ، وكثرة الآراء الكلامية والعبارات الموحشة .
4 -الزمخشري زهد بالأحاديث النبوية فلم يورد منها إلا القليل وقد يورد قطعة من الحديث دون إشارة إلى أنه حديث ، وكثير من تلك الأحاديث موضوعة أو ضعيفة ، وقد تتبعه فيها ابن حجر في كتابه الشاف الكافي .
5 -عرض في تفسيره لكثير من القراءات ولم يقتصر على الثابت منها بل شحنه بالقراءات الشاذة
6 - اعتني بالبلاغة عناية فائقة ، واهتم باللغة والإعراب .(1/1798)
7 - لم يتوسع في ذكر الروايات الإسرائيلية .
8 - في كشاف الزمخشري فوائد لا توجد في غيره ، و طوام لا توجد إلا فيه .
---
جمال حسني الشرباتي
04-10-2006, 06:25 AM
السلام عليكم
قد يكون من نافلة القول أن أقول أنّ الإمام البيضاوي من أئمة أهل السنة نقّى كتاب الكشّاف من اعتزالياته وضمّن اختياراته البلاغية في تفسيره--أي من أراد قراءة الكشّاف فليقرأه في كتاب البيضاوي
---
أبو حذيفة
04-11-2006, 01:29 AM
البيضاوي عفا الله عنا وعنه أشعري كابن المنير والطيبي رحمهما الله جميعاً وقد بينوا بعض الإعتزاليات ولكنهم لم يقرروا أقوال أهل السنة بل هم أشاعرة ، والأسلم لطالب علم التفسير مالم يكن على دراية تامة بمعتقد أهل السنة ان لا يقرأ في الكشاف وعليه بتفسير ابن كثير والطبري وأمثالها .
---
جمال حسني الشرباتي
04-11-2006, 05:03 AM
السلام عليكم
قد يكون من المناسب أن لا نقصي غالبية علماء الأمّة الأشاعرة والماتريدية كفريق من دائرة أهل السنة---وأظنّ أنّه من الأولى ونحن نتعرض لهجمة شرسة من الكفّار أن نقول أنّ الفريقين أهل السنة
---
أبو عبد المعز
04-11-2006, 06:34 AM
نصيحة الأستاذ أبي حذيفة-زاده الله علما-غالية جدا خاصة في هذا المقام:
فما لم يعلق عليه متتبعو الكشاف من الأشاعرة - موافقة منهم له- يصبح ذا خطورة قصوى.....فقد يعتقد الناشيء أن كل السموم قد أزيلت وأن كل الألغام قد عطلت فيسقط في حالة استرخاء وأمن ولا ينتبه إلى ما تبقى من خطر....ولعل كثرة الاحتراس مع كثرة الأخطار أسلم من قلته مع قلتها.....
فائدة:
سؤال:كيف يستطيع الناشيء أن يميز التفسير السني-بحق-عن التفاسير الأخرى؟
الجواب:حسبه أن يقرأ من تلك التفاسير ما قالوه عن استواء الرحمن.فإن أثبت المفسر الاستواء فهو سني .....لأن السني هو المفسر الوحيد الذي لا يؤول هنا.....وغيره يؤولون ولا فرق بين الشيعي والاباضي والمعتزلي والفيلسوف والأشعري والصوفي.....(1/1799)
فإن اختلفوا فعلى المؤول لا على منهج التاويل.
في هذه المواضع لا أحد-ولا حول ولا قوة إلا بالله- يتعقب الزمخشري
وهذه ثلاثة أمثلة من صنيع ابن المنير الاسكندري -رحمه الله وعفا عنه-
قال الزمخشري في تفسير آية الامتحان في سورة طه:
لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك، جعلوه كناية عن الملك فقالوا: استوى فلان على العرش يريدون ملك وإن لم يقعد على السرير البتة، وقالوه أيضاً لشهرته في ذلك المعنى ومساواته ملك في مؤدّاه وإن كان أشرح وأبسط وأدل على صورة الأمر. ونحوه قولك: يد فلان مبسوطة، ويد فلان مغلولة، بمعنى أنه جواد أو بخيل، لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت. حتى أنّ من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم تكن له يد رأساً قيل فيه يده مبسوطة لمساواته عندهم قولهم: هو جواد. ومنه قول الله عز وجل:
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
[المائدة: 64] أي هو بخيل،
{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان }
[المائدة: 64] أي هو جواد، من غير تصوّر يد ولا غل ولا بسط، والتفسير بالنعمة والتمحل للتثنية من ضيق الطعن والمسافرة عن علم البيان مسيرة أعوام.
ماذا قال ابن المنير؟
سكت ولم يعقب....والأعجب في المسألة أن الزمخشري أنهى كلامه بلمز قبيح لخصومه الأشاعرة واتهمهم بجهل علم البيان وأنهم مسافرون عنه مسيرة أعوام!!!!
ومع ذلك لم يتحرك ابن المنير لنصرة الأصحاب....
المثال الثاني:(1/1800)
عند تفسير آية : { وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }دشن الزمخشري-رحمه الله- منهجا خطيرا في التعطيل.....فقد ابتدع في البيان وجها من الاستعارة هي الإستعارة المبنية على الكناية وسماها التخييل.....ومقتضاها أنه لا يجوز فهم المفردات على حقائقها ولا أخذها على المعاني المجازية بل حسب المتلقي أن يفهم زبدة الكلام ومقصوده ثم لا يلتفت بعد ذلك إلى شيء من أجزاء الكلام فقد أصبحت في حكم ما يلقى من النفايات بعد استخلاص رحيقها أو عصيرها.....
قال:
لما كان العظيم من الأشياء إذا عرفه الإنسان حق معرفته وقدره في نفسه حقّ تقديره وعظمه حق تعظيمه قيل { وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } وقرىء بالتشديد على معنى: وما عظموه كنه تعظيمه، ثم نبههم على عظمته وجلالة شأنه على طريقة التخييل فقال: { وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } والغرض من هذا الكلام إذا أخذته كما هو بجملته ومجموعه تصوير عظمته والتوقيف على كنه جلاله لا غير، من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز، وكذلك حكم ما يروى:(1/1801)
(973) أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا القاسم، إن الله يمسك السماوات يوم القيامة على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والشجر على أصبع و الثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع، ثم يهزهن فيقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً مما قال ثم قرأ تصديقاً له { وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }... الآية، وإنما ضحك: أفصح العرب صلى الله عليه وسلم وتعجب لأنه لم يفهم منه إلاّ ما يفهمه علماء البيان من غير تصوّر إمساك ولا أصبع ولا هزّ ولا شيء من ذلك، ولكن فهمه وقع أوّل شيء وآخره على الزبدة والخلاصة التي هي الدلالة على القدرة الباهرة، وأن الأفعال العظام التي تتحير فيها الأفهام والأذهان ولا تكتنهها الأوهام هينة عليه هواناً لا يوصل السامع إلى الوقوف عليه، إلا إجراء العبارة في مثل هذه الطريقة من التخييل، ولا ترى باباً في علم البيان أدقّ ولا أرقّ ولا ألطف من هذا الباب، ولا أنفع وأعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله تعالى في القرآن وسائر الكتب السماوية وكلام الأنبياء، فإنّ أكثره وعليته تخييلات قد زلت فيها الأقدام قديماً .
كيف رد ابن المنير على هذه الهجمة؟
قال أحمد:إنما عنى بما أجراه هاهنا من لفظ التخييل التمثيل،وإنما العبارة موهمة منكرة في هذا المقام لا تليق به بوجه من الوجوه والله أعلم.....
سبحان الله....لم يأخذ عليه إلا المصطلح والعبارة الموهمة..... فكأنه وافقه على الفكرة فلو تحاشى الزمخشري كلمة تخييل الشنيعة وجعل بدلها كلمة تمثيل اللطيفة لما وقع بأس...
ثم اعجب لابن المنير وهو معدود من الحفاظ والمحدثين الذين اشتغلوا بصحيح البخاري وله كشف المتواري عن تراجم البخاري حلق به عاليا-نرجو من الله ان يضاعف له الجزاء على ما كتبه-(1/1802)
لكنه في تعقبه على الزمخشري هنا لم يكن في حاجة إلى المنقاش ليدرك كيف أساء الزمخشري فهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لدرجة أن المرء ليشم رائحة الطعن في أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه:
فاليهودي الذي وصف ربه مجسم قبيح عند الزمخشري وجاء بتجديف سيء في حق الرب عز وجل.....فهل كان المقام يستدعي أن يضحك النبي أم يغضب؟
أين غابت بلاغة الزمخشري؟
وأين غاب فقه ابن المنير؟
أفيكون الإمام مالك الذي عرته الرحضاء عندما سئل كيف استوى؟
أورع من النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضحك لمن وصف الرحمن بأدهى من الاستواء؟؟؟
سلاما على أهل السنة....هم أهل البلاغة والعقيدة معا.....
المثال الثالث:
آية الامتحان في سورة الملك: { أَأَمِنتُمْ مَّن فِي السَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }
قال الزمخشري-غفر الله له-
{ مَّن فِى السَّمَآءِ } فيه وجهان: أحدهما من ملكوته في السماء؛ لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه. والثاني: أنهم كانوا يعتقدون التشبيه، وأنه في السماء، وأنّ الرحمة والعذاب ينزلان منه، وكانوا يدعونه من جهتها، فقيل لهم على حسب اعتقادهم: أأمنتم من تزعمون أنه في السماء، وهو متعال عن المكان أن يعذبكم بخسف أو بحاصب، كما تقول لبعض المشبهة: أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل، إذا رأيته يركب بعض المعاصي.
لكي ينصر بدعته جاء بوجهين وكل وجه طامة:
-زعم المعتزلي أن الله تعالى ينكر على عباده عدم الخوف من مخلوقاته ويأمرهم بالخوف من الملائكة وغيرهم الموجودين في السماء.....ومعروف أن الخوف بالغيب من غير الله شرك كما قرته آيات كثيرة منها ما ورد في سورة الجن......
ومقتضى التوحيد الخوف من الملك-بكسر اللام- لا من الملكوت....(1/1803)
-الطامة الثانية أقبح من أختها....فبموجب تأويل الزمخشري يكون الله قد أقر الكفار على كونه في السماء-أقرهم على باطل حسب الزمخشري-....وعلى أقل تقدير يكون الله تعالى ضرب لنفسه المثل الأسوء.....-تعالى الله-
أين غابت بلاغة الزمخشري مرة أخرى.....؟؟؟
ومالي لا أسمع ابن المنير أم كان من الغائبين؟؟؟
---
ربيع أبوعليتن
05-02-2006, 04:58 PM
بارك الله فيك ياأبو حذيفة على تلك المعلومات القيمة ، فقط أريد منك معرفة طبعة الكتاب الذي نقلت منه قول الزمخشري " الحمد لله الذي خلق القرآن" إذا كان ممكنا.
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"
---
سلسبيل
02-15-2007, 12:08 AM
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"
قال الزمخشري ( الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاما مؤلفا منظم )
قال الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام أن الزمخشري الآن لما قال ذلك كأنه أشار إلى بدعة خلق القرآن والمعتزلي عندما يقول أنزل فإنه لا يعني بها الإنزال الذي نعرفه لأنهم ينكرون الإنزال ويتأولونه والمؤلف والمنظم عندهم من صفات المحدثات فهنا كأنه يشير بطريقه غير مباشره لبدعة خلق القرآن
---
(1/1804)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن منهج ابن جرير في تفسيره
---
سؤال عن منهج ابن جرير في تفسيره
---
متعلم
10-09-2003, 12:57 AM
كنت ابحث في المكتبات عن أي كتاب عن ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير فلم أجد !!
ولعله قصور مني في البحث
فهل يعرف احد كتابا بهذا الموضوع ؟ أو رسالة جامعية ؟
---
متعلم
10-12-2003, 02:05 PM
لم ينجح أحد ..!!!!
---
عبدالرحمن الشهري
10-12-2003, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
معذرة أخي الكريم متعلم على التأخر في الإجابة ، فكل واحد منا ينتظر الإجابة من الآخر ، فلم يجب أحد!
بالنسبة لتفسير الطبري فقد كتبت فيه أبحاث لا يأتي عليها الحصر لتناثرها في الكتب والمجلات والدوريات. ولم أقرأ إلى الآن كتاباً يليق بتفسير الطبري في دراسة منهجه في التفسير. وأظن أنه قد كتب فيه ولكن لم يطبع وخاصة في الجامعات العراقية فقد كتب في منهجه في التأريخ كتب نفيسة ، ولا أظن منهجه في التفسير يغفل من دراسة أصيلة. وأما المطبوع من الكتب والبحوث حوله فمنها :
- الطبري المفسر للدكتور أحمد خليل ، وهو كتاب جيد.
- ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير ، لمحمد بكر إسماعيل.
- التفسير والمفسرون للذهبي فقد أطال في بيان منهج الطبري في التفسير.
- مذاهب التفسير الإسلامي لجولد زيهر المستشرق فقد أطال في الحديث عنه أيضاً.(1/1805)
- كتاب (الإمام الطبري - فقيهاً ومؤرخاً ومفسراً وعالماً بالقراءات) الذي صدر ضمن سلسلة الدراسات الإسلامية عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في مجلدين. وقد خصص منهجه في التفسير بالباب الثالث وفيه بحث بعنوان (الطبري المفسر) للدكتور عمر الأسعد ، الطبري المفسر الناقد مع موازنة بمفسرين معاصرين له للدكتور كاصد ياسر حسين الزيدي ، وبحث ثالث بعنوان ( الطبري المفسر - مذهبه في التفسير مقارنة بين تفسيره وأعمال الآخرين للدكتور محمد عبدالسلام أبو النيل ، وبحث رابع للأستاذة ليلى توفيق). وهذا الكتاب ثمين يستحق القراءة عن جوانب شخصية الإمام الطبري العلمية رحمه الله.
- الإمام الطبري لأحمد الحوفي رحمه الله فقد تعرض لمنهجه في التفسير.
- ترجمة الطبري للدكتور عبدالله المصلح وهو بحث صغير طبعته جامعة الإمام قديماً. ومثله بحث آخر للدكتور علي الشبل صغير الحجم كذلك.
- وهناك رسائل جامعية في قسم القرآن وعلومه بالرياض بعنوان (ترجيحات الإمام الطبري في التفسير) لعدة باحثين منهم الدكتور حسين بن علي الحربي وفقه الله. وقد درسوا منهج ابن جرير الطبري في رسائلهم دراسة جيدة.
وهذه الكتب هي التي خطرت لي الآن ولو استقصيت لظهر لي الكثير فإن أردت فعلت إن شاء الله.
وأرجو أن تعذرنا على التأخر في الإجابة وفقك الله.
---
متعلم
10-13-2003, 08:26 PM
الأخ عبد الرحمن الشهري
جزاك الله خيرا على هذه الإضافة المفيدة . وإني مقدر انشغالك أنت والإخوة ، نفع الله بجهودكم .
ولقد بحثت في كثير من المكتبات مثل الرشد وغيرها ولم اجد شيء عن الطبري مما ذكر سوى كتاب على الشبل بعنوان إمام المفسرين ...
فهل هناك مكان ما هو مظنة وجود ما ذكرت من كتب ؟
واشكرك على اهتمامك .
---
عبدالرحمن الشهري
10-16-2003, 10:39 AM
أخي الكريم وفقك الله(1/1806)
تجد إن شاء الله كتاب (الإمام الطبري - فقيهاً ومؤرخاً ومفسراً وعالماً بالقراءات) الذي صدر ضمن سلسلة الدراسات الإسلامية عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في مجلدين - في مكتبة العبيكان ، وإن كان غالي الثمن!! ولكنه يستحق ذلك ففيه بحوث قيمة عن الطبري رحمه الله. وأما بقية الكتب فلا أعلم له مظنة إلا المكتبات العامة كمكتبة الملك عبدالعزيز أو مكتبة جامعة الملك سعود وغيرها.
---
متعلم
10-16-2003, 01:05 PM
جزاك الله خيرا
أشكرك أخي العزيز على هذا الاهتمام ، وفقك الله ، وزاد هذا المنتدى توفيق وسداد في خدمة كتاب الله العزيز .
---
متعلم
10-24-2003, 02:12 PM
لكن السؤال يا شيخ عبد الرحمن وبقية الاخوة :
ألم يؤخذ منهج ابن جرير في التفسير كرسالة علمية ؟؟
---
(1/1807)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > حل مشكلة ظهور المواقع العربية بغير اللغة العربية
---
حل مشكلة ظهور المواقع العربية بغير اللغة العربية
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 05:28 PM
http://absba6.absba.org/teamwork5/A454A1.gif
---
(1/1808)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف قرآنية من قصة موسى في سورة القصص (1)
---
لطائف قرآنية من قصة موسى في سورة القصص (1)
---
مساعد الطيار
10-19-2005, 04:20 PM
قوله تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )
1 ـ إن من فطنة العدو أو الحاكم الظالم الجائر أن يجعل أهل الدولة التي يتسلط عليها شيعًا ، يستعين بإحداهن على الأخرى ، وذلك الديدن تجده اليوم في تسلط العدو على العراق ، وكيف استفاد من جعل أهلها شيعًا ، فاستضعفوا طائفة على حساب قوة طوائف أخرى .
2 ـ عبَّر عن الذبح بالفعل المضارع المضعَّف ، وفي ذلك فائدتان :
الأولى : أن المضارع يفيد حدوث هذا الذبح وتجدده مرة بعد مرة ، كلما جاء موجبه ، وهو ولادة المولود الذكر من بني إسرائيل .
الثانية : أن في التضعيف إفادة التكثير ، أو المبالغة في هذا الفعل .
3 ـ قابل الأبناء بالنساء ، وفي ذلك سرٌّ لطيف ، فإنه إنما يستفاد من إبقاء البنات إلى أن يكبرن ، ويصرن نساءً يستطعن الخدمة عند فرعون وقومه ، أما في حال صغرهن فلا يُستفاد منهن ، وقد تنبَّه إلى هذا المعنى ابن جريج المكي ( ت : 150 ) ففسَّر هذا المعنى فقال : ((قوله : { ويستحيون نساءكم } قال : يسترقون نساءكم )) ، فذهب إلى لازم إبقائهن احياء كما أشار إليه قوله تعالى ( نساءكم )
3 ـ إن الفساد في فرعون متأصل ومستمرٌّ ؛ لذا جاء التعبير عن إفساده بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستقرار ( إنه كان من المفسدين ) ، وأكِّدت هذه الجملة بحرف التأكيد ( إنَّ ) .(1/1809)
قوله تعالى ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون )
1 ـ جاءت الأفعال : ( نريد ، نمن ، نجعلهم ، نمكن لهم ) على صيغة واحدة ، وهي الفعل المضارع المبدوء بنون العظمة ، والدال على الاستقبال ، وفيها إشارة إلى الاختيار الإلهي المحض لهؤلاء القوم في أن ينصرهم الله ويمكنهم ممن اضطهدهم وآذاهم ، لكن متى حصل لهم ؟
لقد عاشوا أول أمرهم مضطهدين من فرعون وقومه ، ثمَّ أنقذهم الله بموسى وهارون ، ولكن ذلك الجيل الذي عاش حياة الذل لمَّا يتأدب بأدب النبوة ، ويتربَّى بترتبية الرسالة الموسوية ؛ إذ لما طُلِب منهم ـ بعد خروجهم من مصر ـ أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم ترددوا ، وراجعوا موسى في ذلك ، حتى انتهى بهم الأمر إلى أن يقولوا : ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ) . يا للخزي والعار لقوم يقولون لنبيهم هذا القول .
إن هذا الجيل المهزوم لم يكن له شرف حمل الرسالة ، والحصول على الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم فترة من الزمن ، فضرب الله عليهم عقوبته بالتيه في صحراء سيناء أربعين سنة ، عاشوا فيها ، فمات من مات من جيل الهزيمة ، ووُلِد جيل عاش شظف العيش ، ومارس شدائد الحياة الصحراوية ، فكان الفتح على يديه بعد أن انتقل موسى وهارون إلى الرفيق الأعلى في زمن التيه ، فانظر ؛ كم الفرق بين الوعد وتحقيقه ؟ ولكن الناس يستعجلون النصر .(1/1810)
وإذا تأملت واقعنا اليوم وجدتنا نعيش شيئًا من واقع تلك الأمة المخذولة التي ضُرب عليها التيه ، واستكانت للراحة والدعة ، وكرهت معالي الأمور التي لا تأتي إلا بعد الكدِّ والجدِّ والتعب ، فلا ترانا نزاحم على القوة العظمى ، ونقنع بالدون والهوان ، فأخشى أن نكون ـ ونحن بهذا الحال ـ لسنا جيل النصر ، والله غالب على أمره ، والأمر كما قال تعالى: ( وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ، ولن يأتي ذلك إلا بالتغيير ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، فإذا حصل ذلك جاء الجيل الذي أشار اله إليه بقوله تعالى ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ، فأسأل الله العظيم أن لا يحرمنا فضله ، وأن يجعلنا ممن يُؤتاه .
2 ـ في الفعل ( نُري ) من قوله تعالى ( ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) قراءتان : ( نُري ) ( يَرى ) ، ومؤدى المعنيين في القراءتين واحد ، فهو سبحانه يريهم فيرون ، فالفعل من الله ابتداء تقدير ، ومنهم تحقق وحدوث .(1/1811)
3 ـ في قضاء الله لطف وخفاء عجيب لا يمكن إدراكه إلا بعد وقوعه ، فانظر كيف توعَّد فرعون وهامان وجنودهما ، فقال : ( ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) ، فقدَّر الله ـ من حيث لا يشعرون ، ولا يستطيعون ردَّ قضائه مهما بلغوا من قوة أو علم ـ أن يكون بيت فرعون حاضنًا لعدوِّه الذي سينهي أمره ، فبالله عليك ، أترى قوة في الأرض تستطيع إدراك هذا القدر قبل وقوعه ، فتتقيه ، وتأمل ما يقال ـ بغض النظر عن دقته وصحته ـ من مساعدة أمريكا للأفغان في حربهم على الروس ، وكيف انتهى الأمر بأولئك أن حاربوا أمريكا التي كانت تمدهم بالسلاح ، ولله فيما يقدر أسرار ولطائف .
ولو قرأت في التاريخ ، ونظرت في قصص من حولك ، لوجدت مثل تلك الصورة ، فكم من امرئ أنعم على عبد من عباد الله ، وكان ذلك العبد سببًا في هلاكه وزوال أمره وموته ؟
قوله تعالى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )
1 ـ لقد جاء الولد المختار من بني إسرائيل الذي سيكون هلاك فرعون وقومه على يديه ، جاء وهم يقتلون الأبناء ، فانظر لطف الله ، ورعايته ، ودقيق قدره في تخليص موسى عليه السلام من القتل ؟
2 ـ أرأيت لو كنت متجرِّدًا من معرفة ذا الخبر ، وقيل لك : إن امرأة وضعت ابنها في تابوت ، وألقته في النهر ، تريد له الأمان ، أفكنت ترى ذلك من العقل والحكمة في شيء ؟!
إن هذا الموضوع لو كان عُرِض عليَّ وعليك ، لقلنا : إنه مجانب للعقل والحكمة .
لكن الذي أمر بذلك هو من يعلم السرَّ وأخفى ، ألقته في اليمِّ ، وسار التابوت برعاية الله له ، فهو الذي أمر ، فأنَّى لمخلوق أن يؤذي هذا الرضيع ، وتابوته يتهادى بين مياه النهر ؟!(1/1812)
3 ـ إن في إرضاعها لموسى أول الأمر سرٌّ لطيف ، وهو أن هذا الطفل سيتذكر ذلك الثدي الذي أرضعه الحليب أول مرة ، فإذا عُرض على المراضع لم يأنس بها ، وانتظر ما بقي في ذاكرته الطفولية من ذلك الثدي الأول ؛ إنه إلهام الله ، وتقديره الخفي الذي لَطُف فدقَّ ، ولَطَفَ فرفق .
4 ـ اشتملت الآية على لطائف من تنويع الخطاب ، ففيها أمران ( أرضعيه ، فألقيه ) ، وفيها نهيان ( لا تخافي ، ولا تحزني ) ، وفيها بشارتان ( رادُّه ، وجاعلوه ) .
5 ـ اشتمل النهيان على الماضي والمستقبل ، فقوله : ( لا تخافي ) أي عليه فيما يستقبله من قدر ، وقوله ( ولا تحزني ) على فقده .
6 ـ تأمَّل البشارتين كيف جاءتا مؤكَّدتين تأكيدًا بليغًا يتناسبان مع موقف تلك الأم المفطورة في ولدها ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) فإن للتوكيد ، ومجيء (رادوه ، وجاعلوه ) على اسم الفاعل بدلاً من الفعل لتكون الجملة اسمية ، فتدل على الثبوت .
يالَ قلب تلك الأم المسكينة ، ألقت ابنها في اليم ، وأصبح قلبها خاليًا من كل شيء سوى ذكر موسى ، فكادت ـ ولم تفعل ـ أن تخبر بأنه ابنها ، وليكن ما يكن ، لكنَّ لله أمرًا لابدَّ أن يمضي على تقديره ، فربط على قلب الأم ؛ ثبَّتها وصبَّرها حين لات صبر ، ثم بدأت تفعل الأسباب ، فقالت لأخته : اتبعي أثره ، وانظري أمره ، فكان ما كان من رجوعه ، وتحقق وعد الله لها ، فيالها من فرحة عاشتها أم موسى ، وهنيئًا لها البشارة الثانية بالرسالة .
---
عبدالرحمن الشهري
10-21-2005, 04:24 PM
بارك الله فيكم أبا عبدالملك على هذه اللطائف والفوائد. ومما ظهر لي أيضاً في هذه الآيات.(1/1813)
1- في قوله تعالى :(يستضعف طائفة منهم ..) إشارة إلى أن هناك من لم يقع عليه الاستضعاف ، ولم ينله تأثير هذا الإرهاب الذي مارسه فرعون على بني إسرائيل ، إما لقوة يقينهم وصبرهم ، وإما لأسباب أخرى ، وهؤلاء هم الذين يحفظ الله بهم توازن المجتمع من الانهيار ، والهزيمة النفسية. وهذا من رحمة الله بالمؤمنين ، وحفظه لهم ، فلو تمكن العدو والظالم من هزيمة الجميع نفسياً لما كان هناك بقية للقيام والنهوض والمقاومة ، ولله الحكمة البالغة ، ولعل تربية موسى عليه الصلاة والسلام في بيت فرعون قد أبعدت عنه ذلك الشعور بالضعف والهزيمة النفسية ، مما مهد لقيامه بأمر الله سبحانه وتعالى بعد ذلك.
2- في قوله تعالى :(ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) دلالة على أن نصر الله للمؤمنين ، ومكره بالكافرين ، لا يمنعه ما يدعيه الأعداء من اتخاذ التدابير اللازمة لردع العدوان ، والحذر الشديد ، وسد كل الثغرات التي قد ينفذ منها المؤمنون . فهم يتوقعون ويحذرون ويدرسون ويضعون الخطط المستقبلية لمنع وقوع أي اختراقات لصفوفهم ، ولكن الله يريهم فوق هذا كله من أوليائه المؤمنين ما كانوا يحذرونه منهم ، ويظنون أنهم لا يصلون إليه ، وقد وقع بالفعل ما كان يحذره فرعون ، فهلك ومن معه على يد من كانوا يتوقعون منه ذلك وهم بنو إسرائيل ، ونصر الله موسى ومن معه ، وكذلك ينصر الله أوليائه في كل زمان ومكان.(1/1814)
3- في قوله تعالى :(ونري فرعون وهامان وجنودهما...) دلالة على أن الظالم الطاغية لا يصنع شيئاً بمفرده ، وأنه لا يصل إلى ظلم الناس ، والتسلط عليهم إلا بمعونة ومظاهرة من بطانة تعينه على الظلم ، وتزين له الباطل ، كما فعل هامان وزيره ، وجنوده الذين يستجيبون له في ظلم الناس وقهرهم ، والتسلط عليهم. وهذا حال الطغاة في كل زمان ومكان ، فلو وجد الظالم من يمتنع عن الاستجابة لأمره بالباطل ، ومن ينصحه ويرده للصواب ، لما وصل لكثير مما يحصل له . وقديماً قالت العامة في أمثالها : قيل لفرعون : ما الذي فرعنك ؟ قال : لم أجد من يردعني !
---
صالح صواب
10-25-2005, 05:23 AM
جزاكما الله خير الجزاء وأثابكما على ذلك ونفعنا بعلمكما .. ولكن ..
أولا : ألا ترى يا شيخ / عبدالرحمن – حفظك الله – أن الطائفة المشار إليها، هم بنو إسرائيل، فإن الله سبحانه قد قال: (علا في الأرض وجعل أهلها شيعا)، فقد مايز فرعون بين أهل الأرض، فاستضعف بعضهم فقتّل أبناءهم، واستحيا نساءهم، وهم بنو إسرائيل، وطائفة أخرى – وهم قومه – لم يستضعفهم، ولم يصنع بهم مثل ما صنع بغيرهم، فلم يكن ذلك لقوتهم أو إيمانهم، وإنما نتيجة للسياسة التي اتخذها.
وتقسيم الحكام للشعوب إلى شيع وطوائف حاصل اليوم لدى كثير من الطغاة المعاصرين، فطائفة يرجى منها خدمة الطاغية، سواء كانوا من قرابته أو معاونيه، وهؤلاء لهم عناية ورعاية خاصة، وهم ممكنون مخدومون.. وطائفة أخرى يخشى منها على الطاغية فيلجأ الطاغية لاستضعافهم وجعلهم في الخدمة.
ثانيا : بدا لي بعض الفوائد من خلال النظر في الآيات :(1/1815)
1 - أن الطغاة يبذلون كل ما في وسعهم للحفاظ على كراسيهم، فلا يتورعون عن أي فعل، ولا يتحرجون من أي جريمة في سبيل ذلك، حتى ولو أدى ذلك إلى سفك دماء الأبرياء دون أي ذنب ارتكبوه، بل دون أي شبهة، ولا يوجد في قاموس الطغاة (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، بل إنهم يعاملون الإنسان على الظن، وإن كان هذا الظن بنسبة ضئيلة جدا، وهذا ما صنعه فرعون: (يقتل أبناءهم)، فهاهو فرعون يقتل الصبيان، خشية أن يكون في بني إسرائيل من يكون زوال ملكه على يديه، دون أن يميز بين شخص وآخر، فقتل أعدادا كبيرة، لخشيته من شخص واحد.
كما أنه لا يوجد في قاموس الحكم الذي لا يلتزم بالمنهج الإسلامي، لا يوجد في قاموسه أمور محرمة، فكل الوسائل مباحة ما دامت لحماية الحاكم، وقد قال فرعون: (ذروني أقتل موسى).
2 - إذا كان في مقابلة الأبناء بالنساء سر لطيف، ذكره الدكتور/ مساعد حفظه الله، فلعل في ذلك سر آخر، في ذكر لفظ الأبناء، ففرعون لم يقتّل ذكورهم، ولم يقتّل رجالهم، وإنما قتل وذبح أبناءهم، وفي ذلك زيادة تشنيع عليه، وتأكيد للجرم الذي ارتكبه بحق أبناء صغار مواليد، وليس بحق بني إسرائيل عموما.
3 - قوله سبحانه: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) لم يذكر الله سبحانه مَن سيمن عليهم ويمكنهم في الأرض بأسمائهم، وإنما ذكرهم بوصفهم (الذين استضعفوا)، وفي هذا سر لطيف، فإنه من الطبيعي أن ينتقل الملك من قبيلة إلى أخرى، ومن شخص إلى شخص، ولكن أن ينتقل الملك إلى الطبقة المستضعفة المغلوب على أمرها فذلك أمر لا يتوقعه البشر بعلمهم القاصر، فالتمكين سيكون للمستضعفين في الأرض.
وفي هذا بيان حكمة الله سبحانه في نزع الملك من طائفة إلى طائفة، وعبرة في تحول الملك وزواله من قوم إلى قوم، ويشهد لذلك قوله سبحانه: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء)، وقوله سبحانه: (وتلك الأيام نداولها بين الناس).(1/1816)
4 - قوله سبحانه: (ونري فرعون وهامان وجنودهما) فيه دليل على أن الذل الذي يلحق بالحاكم الظالم، لا يسلم منه أعوانه وجنوده، فكل من كان عونا للظالم فهو زائل بزوال الظالم.
وجزاكم الله خيرا..
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 02:21 PM
أصبت في استدراكك يا دكتور صالح ، ووفقت للصواب ، فالضمير في قوله :(يستضعف طائفة منهم) يعود على سكان مصر جميعاً ، والاستنباط بني على أنه يعود على بني إسرائيل فقط ، فأحسن الله إليك ، ووفقك لكل خير على حسن تعليمك. وظهر لي ..
- في قوله تعالى :(ونري فرعون وهامان...) إشارة إلى أن من الإهانة للطاغية الظالم وأعوانه ، أن يبقيهم الله حتى يروا بأعينهم نهايتهم وذلهم ، وتمكن أهل الحق من الأمر ، واستخلافهم في الأرض. وهذا أبلغ في إهانتهم وعذابهم من إهلاكهم قبل تمكين جنود الله من زمام الأمور ، وليس الخَبَرُ كالمعاينة.
---
د.أبو بكر خليل
10-25-2005, 04:57 PM
و قد أجاد صاحب " في ظلال القرآن " الشهيد سيد قطب – رحمه الله و جزاه خير الجزاء - تنزيل آي الذكر الحكيم على واقع الأمة الإسلامية المعيش ، و استخلاص الدروس و العبر منها ، و يعد تفسيره هذا من أفضل ما كتنب في هذا الشأن ، و إلحاقا لما تقدم بيانه من الأكارم الأفاضل – أكرمهم الله – أنقل بعض ما كنت اقتطفته من تفسير " الظلال " مما له تعلق بالموضوع ، قال رحمه الله – بعد أن ذكر أن الله عز و جل قد حكى في القرآن الكريم عن بني إسرائيل - و ما وقع لهم و كذا ما وقع منهم - أكثر مما حكى عن غيرهم من الأمم الماضية - :(1/1817)
• ( ليحذر الأمة المسلمة من الوقوع في مثله ، حتى لا تسلب منهم الخلافة في الأرض ، و الأمانة التي ناطها بهم ، فلما فعلوا ما وقع فيه بنو إسرائيل ، و طرحوا منهج الله و شريعته ، و حكَموا أهواءهم و شهواتهم : ضربهم الله بما ضرب به بني إسرائيل من قبل من الفرقة و الضعف و الذلة و الهوان ، و الشقاء و التعاسة – إلا أن يستجيبوا لله و رسوله ، و إلا أن يخضعوا لشريعته و كتابه ، و إلا أن يفوا بعهد الله و يذكروا ما فيه لعلهم يهتدون ) .
• .
• و معذرة على الخلو من رقم الصفحة و الجزء ، فقد سهوت عن إثباته في حينه ، و لعلي أرجع إليه و أثبته ،
• و هذا الذي ذكره هو حال أمتنا اليوم في مشارق الأرض و مغاربها : فرقة و ضعف ، و ذلة و هوان ، حتي استبيحت أرضنا و بلادنا – و ما فلسطين و البوسنة و العراق و الشيشان و كشمير و غيرهم منا ببعيد – كما اسبيحت مقدساتنا ، بل أحد أعز مقدساتنا – المسجد الأقصى المبارك ، و غيره مما لايعد و لايحصى ، و كذا استبيحت و انتهكت أعراض نسائنا و أخواتنا و بناتنا ، بل و أمهاتنا بل جداتنا في البوسنة و في العراق وكشمير و غيرهم – و أصبح اليهود أذل خلق الله سادة علينا و يحتلون أرضنا و يغزون بلادنا متى شاءوا ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و في مثل ذلك قال رحمه الله :
** ( حتى إذا انتفعت الأمة بالبلاء ، و جازت الابتلاء ، و خافت فطلبت الأمن، و ذلت فطلبت العزة ، و تخلفت فطلبت الاستخلاف - كل ذلك بالوسائل التي أرادها الله و بشروطه التي قررها - تحقق وعد الله الذي لا يتخلف ، و لا تقف في طريقه قوة من قوى الأرض جميعا ) . انتهى
- { و لينصرن الله من ينصره }
ألا إن الوعد قائم ، و الشرط واضح و قائم كذلك ،
فلنف بالشرط ليتحقق الوعد ، و إلا فلا
---
محمد الأمين
11-08-2005, 09:24 AM
جزاكم الله خيرا
---
أبو إبراهيم الحائلي
02-20-2007, 07:35 PM(1/1818)
2 - إذا كان في مقابلة الأبناء بالنساء سر لطيف، ذكره الدكتور/ مساعد حفظه الله، فلعل في ذلك سر آخر، في ذكر لفظ الأبناء، ففرعون لم يقتّل ذكورهم، ولم يقتّل رجالهم، وإنما قتل وذبح أبناءهم، وفي ذلك زيادة تشنيع عليه، وتأكيد للجرم الذي ارتكبه بحق أبناء صغار مواليد، وليس بحق بني إسرائيل عموما.
ذكر السُّدِّي عن أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس وعن مُرَّةَ عن ابنِ مسعودٍ وعن أُناسٍ من الصحابة: أنَّ فرعونَ رأى في منامهِ كأنَّ نارًا قد أقبلتْ من نحو بيتِ المقدس، فأحرقت دورَ مِصْرَ وجَميع القبط، ولم تَضُر بني إسرائيل، فلما استيقظ هالَهُ ذلك فجمعَ الكهنةَ والحذَقَة والسحرةَ, وسألَهُم عن ذلك, فقالوا: هذا غلامٌ يُولَدُ من هؤلاء يكونُ سببُ هلاكِ أهلِ مصر على يديْه، فلهذا أمرَ بقتلِ الغلمانِ وتركِ النساءِ ..
---
جمال أبو حسان
02-21-2007, 10:18 AM
بمثل هذه التقارير المتآلفة نرتقي بالعلم الحاضر
جزاكم الله خيرا اجمعين
---
(1/1819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > انتحار رجل دين مسيحي ألماني احتجاجا على انتشار الاسلام في اوروبا
---
انتحار رجل دين مسيحي ألماني احتجاجا على انتشار الاسلام في اوروبا
---
روضة
11-04-2006, 07:08 PM
خبر لطيف طريف نشرته جريدة الدستور الأردنية حول انتحار رجل دين مسيحي بسبب انتشار الإسلام.... إليكم الرابط
انتحار رجل دين مسيحي (http://www.addustour.com/search/result.asp?file=../archive/internationalnews/2006/11/internationalnews_issue15245_day3_id202842.htm&dat=3/11/2006&iss=15245)
{ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } آل عمران119
---
ابن آدم
11-04-2006, 11:23 PM
(من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ)
---
ابن الجزيرة
11-05-2006, 02:54 PM
الحمد لله .
---
عدنان البحيصي
11-07-2006, 03:41 PM
فقد عجل الله بروحه إلى النار وبئس القرار
حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق
---
البتول
11-07-2006, 07:23 PM
حينما رأيت الحشود الكبيرة التي اجتمعت في جنازة بولس الثاني قلت في قرارة نفسي ألن يكون لواحد منهم حجة علي و علينا يوم القيامة لجهلهم بالإسلام ...... فماذا قدمنا لهذا الدين؟؟
فهل هذا التسائل وجيه ؟
{عاد ليطرح نفسه بعدمطالعتي للمقال.}
---
(1/1820)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > القول بتوحيد رؤية الهلال عند تباعد الأقطار مخالف للنص و الإجماع
---
القول بتوحيد رؤية الهلال عند تباعد الأقطار مخالف للنص و الإجماع
---
د.أبو بكر خليل
10-02-2006, 10:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة و هداية للعالمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
( أما بعد ) :
فالقول ب " توحيد رؤية الهلال " - و بخاصة هلال شهر رمضان - قول غير مشروع ، لمخالفته النص الصحيح و الإجماع الصريح ،
و المقصود ب " توحيد رؤية الأهلة " هو : أن تكون رؤية أهل بلد الهلال رؤية معتبرة شرعا لغيره من البلاد و الأقطار الأخرى المشتركة معه في جزء من الليل ، و هو ما تجتمع فيه معظم الدول الإسلامية ،
و بناء على هذه الدعوى : تتوحد البلاد الإسلامية في وقت بدء صيام شهر رمضان و نحوه . و هذا غير صحيح ، و مخالف للنص و الإجماع :
*********************
أما النص : فهو ما أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " في :
( باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم ، و أنهم إذا رؤا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم ) :(1/1821)
[ حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وبن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن محمد وهو بن أبي حرملة عن كريب : ( أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر الهلال ، فقال : متى رأيتم الهلال ؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة . فقال : أنت رأيته ؟ فقلت : نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية . فقال : لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه . فقلت : أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال : لا . هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .وشك يحيى بن يحيى في : نكتفي أو تكتفي ] .
والإجماع منعقد على عدم اعتبار رؤية أهل بلد الهلال رؤية لغيره مما تباعد عنه من البلاد كما بين بلاد الأندلس و خراسان مثلا ( كما حكاه الإمام ابن عبد البر في كتابه " الاستذكار " ، قال : (( قد أجمعوا أنه لا تراعى الرؤية فيما أخر من البلدان كالأندلس من خراسان وكذلك كل بلد له رؤيته إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلاد المسلمين والله أعلم )) .) ،
و يؤيده عدم اعتبارها بين بلاد الشام و الحجاز في عصر الصحابة ( كما يدل عليه حديث كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما في " صحيح مسلم " ) .
- و هذا النص الصحيح و ذاك الإجماع الصريح : أدل دليل و أوضح سبيل على عدم اعتبار الشرع ما سمي ب " الاشتراك في جزء من الليل " في العمل بوحدة رؤية الهلال فيما تباعد من البلاد على ما ذكرنا و نحوه .
و قول ابن عباس في آخر الحديث : " لا ، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم " : كلمة بتصريح رفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم - كما ذكر القرطبي و ابن حجر - و ليس اجتهادا منه رضي الله عنه كما يدعي بعض المتأخرين .(1/1822)
و محل قول ابن عباس هذا : هو سؤال كريب له : ( أو لا تكتفي برؤية معاوية و صيامه [ بالشام ] .
و لا يرد ذلك الإجماع المذكور بدعوى ضعف إجماعات ابن عبد البر - مما اعتل به بعض المتأخرين - فقد ذكره الإمام القرطبي و ابن حجر و غيرهما و لم يضعّفاه ، و قبلاه و أفراه .
- و أما نفي الشوكاني انعقاد ذلك الإجماع بدعوى الخلاف المنقول بين العلماء - في اعتبار رؤية أهل بلد الهلال رؤية لغيره من البلاد و عدمه - فغير صحيح ، لتغاير محل الخلاف و الإجماع :
إذ محل الإجماع : ما تباعد من البلاد ، على نحو ما ذكرنا
و محل الخلاف : بلاد المصر ( القطر الكبير ) و ما تقارب من البلدان ، على ما ذكره الإمام أبو العباس القرطبي في كتابه " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " .
و المحلان متغايران ، فلا تعارض
** و عليه : فلا يصح و لا يجوز شرعا صوم قوم من بلد كمصر برؤية بلد كالسعودية مثلا
و المماري محجوج بالنص الصحيح و الإجماع الصريح
هذا ، و الله تعالى أعلم .
***************************************
- هذا البحث نشرته في " منتدى شبكة الشريعة الإسلامية " و غيره ، و أحببت نشره في هذا الموقع لما كان لي فيه من مشاركات و صلات بإخوة أحبة . و تهنئة طيبة بحلول شهر رمضان المبارك ، تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و سائر أفعال الخير .
---
عدنان البحيصي
10-02-2006, 05:49 PM
صدقت يا أخي وبارك الله فيك
إن البعض يدعي أن عدم الإتفاق في الصوم يعني أن المسلمين غير متحدين
وكم حاولت ان اقنع الناس برأي غير هذا
سبحان الله
شكرا لك
---
محمد سعيد الأبرش
10-04-2006, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخ الجليل قراءة هذا الكتيب وإبداء الرأي فيه مشفوعاً بالدليل
ودمتم سالمين
حذف الرابط لأنه خاطئ المشرف
---
د.أبو بكر خليل
10-05-2006, 03:39 PM
و عليكم السلام يا أخي
أرجو تحديد ما تود إبداء الرأي فيه من هذا الكتيب
---
سيف الدين(1/1823)
10-06-2006, 01:59 AM
الاخ الكريم الدكتور ابو بكر خليل:
ان التمعن في الدليل الذي اوردته يفيد ان لكل مدينة في السعودية لها رؤيتها, فلا اعلم لم اعتبرت ان للسعودية كلها رؤية واحدة؟
---
د.أبو بكر خليل
10-06-2006, 11:27 PM
سلام الله عليكم أخي الكريم
إنما مثّلت للتباعد بالسعودية عن مصر ، لمقاربة بعد إحداهما عن الأخرى من بعد الشام عن الحجاز - كما في الحديث المذكور
و اعتبرت أن للسعودية كلها رؤية واحدة : لأن هذا هو الحاصل و الواقع الآن .
و حكم رؤية بلاد القطر الواحد لم يأت ذكرها إلا عرضا و تبعا ،
و قد قال الإمام أبو العباس القرطبي في " المفهم " : ( و هذا الإجماع الذي حكاه أبو عمر : يدل على أن الخلاف الواقع في هذه المسألة : إنما هو فيما تقارب من البلاد ، و لم يكن في حكم القطر الواحد ) .
---
د.أبو بكر خليل
10-07-2006, 08:43 AM
سلام الله عليكم أخي الكريم
إنما مثّلت للتباعد بالسعودية عن مصر ، لمقاربة بعد إحداهما عن الأخرى من بعد الشام عن الحجاز - كما في الحديث المذكور
) .
و هذا على اعتبار ذلك البعد وقت التشريع ، و هو المعوّل عليه
و ذلك بصرف النظر عما استجد من وسائل مواصلات و اتصالات .
---
محمد سعيد الأبرش
10-07-2006, 06:32 PM
أود إبداء الرأي في رده على الأدلة التي سقتها
كما أرجو أن تبين لي مصطلح الأقطار الإسلامية على أي تقسيم هو؟؟؟
فالمعروف أن بلاد الشام كانت إقليماً واحداً أما الآن فهي أربعة وكل منها يصوم على حدة والحال كذلك في معظم البلدان الإسلامية فأين دليلهم على ذلك؟؟
---
د.أبو بكر خليل
10-08-2006, 07:48 AM
الأخ العزيز
لم أجد كتيبا في الرابط الذي ذكرته لأرد على ما جاء فيه ؛ لذا طالبتك بتحديد ردوده المعارضة لما ذكر
---
محمد سعيد الأبرش
10-18-2006, 04:04 AM
جزاك الله خيراً وأرجو المعذرة للتأخير
هذا هو الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...D+%DF%D1%ED%C8
---(1/1824)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أي وجه يصح إدخال الإسرائيليات في كتب التفسير ؟
---
من أي وجه يصح إدخال الإسرائيليات في كتب التفسير ؟
---
مهند شيخ يوسف
03-08-2007, 03:24 AM
الحمد لله تعالى العظيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله المطهرين.
رأينا من كثير من أساتذتنا هجرًا للإسرائيليات وحثًّا على هجرها بالكلية. وكان لا يستطاع السكوت على ذلك وأكثر المفسرين قد اغترفوا منها فمن مكثر ومن مقل. وإذا كان رواية شيء من الإسرائيليات في كتب التفسير من السفه أوالجهل أو الاغترار فأكثر المفسرين سفهاء أو جهلة أو مغترون.
وإن المشتغل بالتفسير ليعي أن التاريخ من الأدوات التي يستعان بها على بيان بعض معاني القرآن كبيان المتقدم من الحوادث المذكورة فيه من المتأخر.
وإن المشتغل بالتفسير ليفقه أن لكل لفظ في القرآن فائدته. وإن ذكر مثل (قوم تبع) و (أصحاب الرس) من غير إتباعها بالبيان ليس إلا من باب استحثاث النظر في التاريخ والحوادث الغابرة والاعتبار بها، إذ إنه لا معنى لذكرها مجردة عن القصة إلا إيقاظ الهمة للبحث عن قصتها، فإن الفائدة بها تحصل لا بالذكر المجرد.
فإذا كان التاريخ مما يستعان به على بيان بعض ألفاظ الكتاب العزيز أو آيه فهل يجوز الاستعانة بالإسرائيليات من هذا الوجه ؟
أقول: ثلاثة أمور ليس لها إسناد: المغازي والملاحم والسير، وأكثر تفاصيل التواريخ في كتب المؤرخين مظنونة أو أقل رتبة، ثم إنها مع ذلك تذكر للاعتبار. وكذلك الإسرائليات، أكثرها مظنون أو أقل رتبة، فلا فرق بينها وبين التواريخ إلا من جهة المصدر، وذلك غير مؤثر في تفضيل التاريخ عليها، فإنك إن قلت: أخبار أهل الكتاب محرفة قلنا: ليست كلها كما أن كثيرًا من أخبار التواريخ محرفة أو مزيد عليها أو منقوص منها وليست كلها كذلك.(1/1825)
ولست داعية إلى مصاحبة الإسرائيليات، ولكني امرؤ يكره الغلو في الأمور. والذي يبطل رواية الإسرائيليات فليخبرني كيف عرفت المرأة من صفات موسى أنه أمين حين قالت : ((قوي أمين)) ؟؟ وما سبب قول الله تعالى ((وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث)) ؟
ولا يفهمن من كلامي أني أصف القرآن بالنقص، إذ الكفاية والفائدة بما في القرآن، ولكن جعلت لنا أدوات بها يستبين المراد أو يزداد بيانًا، وليس المراد أن القرآن ناقص مفتقر إلى ما يكمله.
هذا رأيي فإن كان صوابًا فبفضل الله تعالى وإلا فبما كسبت يداي.
---
أبو صفوت
03-08-2007, 07:07 AM
أخي الكريم راجع الروابط التالية تجد بغيتك بإذن الله
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6892&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=143&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=150&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4714&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=209&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=249&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=249&highlight=%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C6%ED%E1%ED%C7%CA
---
(1/1826)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يساعدني في الحصول على هذه الرسالة؟
---
من يساعدني في الحصول على هذه الرسالة؟
---
أم معاذ
06-29-2006, 05:23 PM
الأخوة في هذا المنتدى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يستطيع مساعدتي في الحصول على هذه الرساله العلمية وهي بعنوان: دفاع القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم في العهد المكي ، عبدالعزيز السيد الخرخيسي ، ماجستير ، جامعة الأزهر - أصول الدين عام 1979
على الأقل خطة هذه الرسالة, وله مني الدعاء.
---
(1/1827)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية - سنة عدم الشرب قائما
---
برنامج إحياء السنة النبوية - سنة عدم الشرب قائما
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
05-26-2006, 04:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع 8 - بتاريخ 28/4/1427
قم بالعمل بالسنة الآتية:
عن أنس رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه
نهى أن يشرب الرجل قائما ، قال قتادة : فقلنا فالأكل ؟
فقال أنس : أشر أو أخبث
( صحيح مسلم ـ كتاب الأشربة : 4202 )
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" زجر عن الشرب قائما "
( صحيح مسلم ـ كتاب الأشربة : 4202 )
المصدر:
http://www.enashir.com/blogs/eman/4787/
ثم قم بالتصويت إن كنت نفذتها
---
أبو ياسر
05-27-2006, 03:21 AM
نسمع كثيرا عن هذه السنة بل إن بعض العلماء قال بوجوبها ولكن عندما يُنصح بعض الناس يقول قد فعلها الرسول فكيف العمل .
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
05-31-2006, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم ومعذرة للخطأ ، وهذا تصحيح من ملتقى أهل الأثر
الأخ يسري
جزاك الله خيراً وغفر الله لك بقدر حرصك على السنة .
ولكن أخي الحبيب مسألة " الشرب قائماً " حديثه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وإليك بيان علته .
عن قتادة ، عن أنس ؛
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب الرجل قائما.
قال : فقلنا لأنس : فالطعام ؟ قال : ذلك أشد ، أو أنتن.
قال ابن بكر : أو أخبث.
- وفي رواية : أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما.
قال : فقيل لأنس : فالأكل ؟ قال : ذاك أشد ، أوأشر.
وفي رواية : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائما ، والأكل قائما(1/1828)
أخرجه أحمد قال : حدثنا وكيع ، حدثنا الدستوائي . وفي موضع آخر قال: حدثنا محمد بن جعفر ، ومحمد بن بكر , قالا : حدثنا سعيد . وفي موضع ثالث قال : حدثنا أزهر بن القاسم الراسبي ، حدثنا هشام . وفي موضع رابع قال: حدثنا يحيى ، عن شعبة . وفي موضع خامس قال : حدثنا عبد الواحد ، حدثنا همام . وفي موضع سادس قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، حدثنا هشام . وفي سابع قال: حدثنا عفان ، حدثنا همام . وفي موضع ثامن قال : حدثنا بهز ، حدثنا همام .
وأخرجه "الدارمي" قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا همام .
و"مسلم" قال: حدثنا هداب بن خالد ، حدثنا همام . وفي موضع ثاني قال : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا سعيد . وفي موضع ثالث قال : وحدثناه قتيبة بن سعيد ، وأبو بكر بن أبي شيبة, قالا : حدثنا وكيع ، عن هشام .
و"أبو داود" قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام .
و"ابن ماجة" قال : حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا سعيد.
والترمذي" قال : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد بن أبي عروبة .
ثلاثتهم (هشام ، وسعيد ، وشعبة) عن قتادة ، فذكره.
قلت : فمدار هذا الحديث على قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه .
قال الترمذي رحمه الله .
حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا خالد بن الحارث عن سعيد عن قتادة عن أبي مسلم الجذمي عن الجارود بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائما
وهذا الحديث أيضاً من روايه قتادة عن أبي مسلم .
وأبو مسلم : لم يوثقه سوى ابن حبان .(1/1829)
قال عياض : لم يخرج مالك ولا البخاري أحاديث النهي ، وأخرجها مسلم من رواية قتادة عن أنس ومن روايته عن أبي عيسى عن أبي سعيد وهو معنعن ، وكان شعبة يتقي من حديث قتادة ما لا يصرح فيه بالتحديث ، وأبو عيسى غير مشهور ، واضطراب قتادة فيه مما يعله مع مخالفة الأحاديث الأخرى والأئمة له . وأما حديث أبي هريرة ففي سنده عمر بن حمزة ولا يحتمل منه مثل هذا لمخالفة غيره له ، والصحيح أنه موقوف . انتهى ملخصا . انظر فتح الباري .
قال عياض : وكان شعبة يتقي من حديث قتادة ما لا يصرح فيه بالتحديث .
قال عياض : والصحيح أنه موقوف
قلت : هذا لما رواه عبد الرزاق عن معمر ، عن قتادة ، قال : سألت أنسا عن الشرب قائما فكرهه قلت فالأكل قال هو أشد منه
وقال عياض : واضطراب قتادة فيه مما يعله
قال ابن حجر: ودعواه اضطرابه مردودة لأن لقتادة فيه إسنادين وهو حافظ .
قلت : أوجه اضطراب هذا الحديث .
في رواية قال عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما.
وفي رواية : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائما ، والأكل قائما
وفي رواية أخرى : قال : سألت أنسا عن الشرب قائما فكرهه قلت فالأكل قال هو أشد منه .
وفي رواية جعل بينه وبين الجارود بن المعلى
" أبو مسلم الجذمي " وهو الراجح فيه الجهاله .
وفي رواية روى الحديث عن أبى عيسى الأسوارى عن أبى سعيد الخدرى .
فهذا يشعر ويشير بأن الأمر كما ذكر عياض رحمه الله .
وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذه الأحاديث عندما قال :
قال رحمه الله .
باب الشرب قائما
قيل بأنه أشار بهذه الترجمة إلى أنه لم يصح عنده الأحاديث الواردة في كراهة الشرب قائما.
ثم أورد رحمه الله أحاديث تبطل أحاديث قتادة .
عن النزال قال أتى علي رضي الله عنه
على باب الرحبة فشرب قائما فقال إن ناسا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم وإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت
عن ابن عباس قال(1/1830)
شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما من زمزم
الحديث الثاني :
عن أبى عيسى الأسوارى عن أبى سعيد الخدرى ,
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائما.
أخرجه أحمد قال : حدثنا وكيع ، حدثنا همام. وفي موضع ثاني قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وروح. قالا : حدثنا سعيد (ح) وعبد الوهاب ، عن سعيد. وفي موضع ثالث قال : حدثنا وكيع ، وعفان ، وعبد الصمد. قالوا : حدثنا همام. وفي موضع رابع قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة.
و"مسلم" قال : حدثنا هداب بن خالد ، حدثنا همام. وفي موضع ثاني قال : وحدثنا زهير بن حرب ، ومحمد بن المثنى ، وابن بشار. قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا شعبة.
ثلاثتهم (همام ، وسعيد بن أبي عروبة ، وشعبة) عن قتادة ، عن أبي عيسى الأسواري ، فذكره.
قلت : وهذا الحديث مداره على قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
أبو عيسى الأسواري : قال عنه علي بن المديني " مجهول "
ووثقه الذهبي , وقال عنه ابن حجر " مقبول "
وقال عياض : وأبو عيسى غير مشهور .
هذا والله أعلم .
---
ابن الشجري
06-01-2006, 01:44 PM
.
في الحقيقة أن هذه من مسائل الآداب التي حصل فيها نزاع قديم وطويل مازال حتى يومنا هذا ، وذلك لصحة المستند وتساوي المرجحات عند الطرفين ، وأذكر أن آخر من كتب في هذه المسألة بحث مستقل هو الشيخ د / سعد الحميد المحدث المعروف .
وكما قال شيخ الإسلام رحمه الله فأدلة القائلين بالجواز والقائلين بالمنع من الشرب قائما في الصحيحين ، فالقائل بحرمة الشرب واقفا لايساعده الدليل لقوة دليل المعارض ، لكن يمكن أن يقال بجواز الشرب قائما كما هو جائز أن يشرب المرء جالسا ويبقى الخلاف في ما يتعلق بالأفضلية .
وبناء عليه أقول للأخ الكريم السائل بأن النهي عن الشرب قائما لمن تراه يفعل ذلك غير متجه ، فلاينبغي التثريب عليه وإنما قد يتوجه إرشاده إلى أن الشرب جالسا هو الأفضل والأسلم .(1/1831)
ولابن حجر رحمه الله في هذه المسألة بيتين من النظم شردا عن ذهني الساعة ، فلعل مبتغ للأجر يوردهما .
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-08-2006, 02:39 PM
شكرا لكم وهناك رد على أخى " أبو رحمة" من منتدي طريق الإيمان
وهو كالآتي:
الشرب قائما
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوتي في الله أولاً عذرا للتأخر عن الإجابة !!
أما السؤال الذي طرح عموماً : وهو هل كل ما في الصحيحين البخاري ومسلم صحيح مائة بالمائة !
أقول هذا قد نص عليه ابن الصلاح في مقدمته والنووي في الإرشاد تبعاً لأئمة العلم المتقدمين والمتأخرين !
ولكن هذا فيما لم ينتقده أهل العلم بالحديث متناً أو سنداً !! أو جاء به الإمامان البخاري ومسلم على سبيل المتابعة أو الشاهد إذ يغتفر في المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول كما قالوا ! وهذا أصل وليس من باب المتابعة أو الشاهد ! وعدم إخراج البخاري له لا يعد طعناً في سنده وإن أختار البخاري عدم الأخذ به للأحاديث الأخرى في الباب ،
ثم اختلفوا بعد اتفاقهم على وجوب العمل بما فيهما هل يقطع بكل ما فيهما سوى المنتقد وهل يفيد كل حديث فيهما سوى المنتقد اليقين والقطع النظري الاستدلالي كما ذهب إليه ابن الصلاح وتبعه ابن تيمية وابن كثير وابن حجر وغيرهم أم يفيد وجوب العمل به فقط دون اليقين به أو إفادة العلم كما ذهب إليه النووي ورجحه جماعة ؟ مذهبان للعلماء .
وهذ البحث طويل اختصرته بهذه العجالة !!
على كلٍ أقول هذا لم يطعن به أحد من الأئمة وسنتكلم عليه ضمن الطرق الموجودة بين أيدينا بما يقر به المخالف !(1/1832)
ولكن هذا من باب مختلف الحديث ومشكل الآثار ويوجد من الأحاديث الصحيحة والآثار الثابتة التي يختلف فيها أهل العلم من هذا الباب الشيء الكثير حتى ألفت في ذلك أسفار ومجلدات كـ اختلاف الحديث للشافعي وبيان مشكل الآثار وشرح معاني الآثار للطحاوي وتهذيب الآثار للطبري وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة
بل إن كتاب الصحيح للبخاري ومسلم والكتب الستة وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان وكتاب السنن الكبرى للبيهقي كتب حافلة بمثل هذا فقد صنفت لتذب التعارض والفهم الخاطئ عن السنن والآثار
وقال ابن الصلاح: وإنما يكمل للقيام به الأئمة الجامعون بين صناعتي الحديث والفقه الغواصون على المعاني الدقيقة
وقد أنكر الإمام ابن خزيمة أن يكون أي تعارض في الأحاديث فقال: لا أعرف أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثان بإسنادين صحيحين متضادين فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما
وبما أن الأخ المنتقد يتكلم بكلام علمي فهذا يدل على أنه منصف وباحث جزاه الله خيراً فنقول: أما تخريجه للأحاديث فصحيح لا غبار عليه !
وأما نقله عن القاضي عياض رحمه الله: بأن أبا عيسى غير مشهور ، واضطراب قتادة فيه مما يعله مع مخالفة الأحاديث الأخرى والأئمة له . وأن في سند حديث أبي هريرة عمر بن حمزة ولا يحتمل منه مثل هذا لمخالفة غيره له ، والصحيح أنه موقوف
أقول: ما هكذا يا سعد تورد الإبل فالاضطراب يزول بمثل هذا فالرواة أنفسهم يروون عن قتادة الطريقين معاً وقد جمع بينهما في إسناد واحد الطحاوي وغيره
ثم لم يعل أحد من الأئمة هذا الحديث بالاضطراب بل إذا روى الراوي الحديث على الوجهين عن شيخ كقتادة هنا ، وكان قد روى عنه بعض الرواة وجها وبعضهم وجها مغايرا كما هو الحال هنا لزال الاضطراب بمجيئه عن أحد الرواة من الوجهين فكيف وأئمة الحفظ عن قتادة شعبة وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وهمام كل هؤلاء اتفقوا على ذلك ؟!(1/1833)
فليراجع الأخ كلام الإمام البرديجي في ترتيب الرواة عن قتادة في شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي في الجزء الثاني في الرواة عن قتادة .
فذكره لطريق الأسواري تبعاً لرواية قتادة للطريقين لا للاحتجاج بها منفردة ! وما يمنع قتادة على غزارة علمه وروايته أن يكون الحديث عنده على الوجهين جميعاً ؟! وهذا كثير عند الأئمة كالزهري وقتادة والأعمش ومالك والسفيانين وشعبة وغيرهم رحمهم الله ..
وأما حديث أبي هريرة فقد اختلف على أبي هريرة في هذا الحديث وقد تحاشا مسلم إخراج الطرق التي قد تشكل عنه وإن أخرجها ابن حبان وصححها ! وكأن أصح طريق عند مسلم عن أبي هريرة هذا الحديث على ضعفها فإن عمر بن حمزة ضعيف عند أهل العلم لكنه ذكره استشهادا لا أصلا ، وهذا قد نص عليه مسلم في مقدمة صحيحه وأنه يذكر أولا أقوى الطرق في الباب ثم يتبعها من باب الاستشهاد والمتابعة بما دونها راجع مقدمته في صحيحه !!
هذا وقد قال النووي في "شرح صحيح مسلم"
هذه الأحاديث أشكل معناها على بعض العلماء حتى قال فيها أقوالا باطلة وزاد حتى تجاسر ورام أن يضعف بعضها وادعى فيها دعاوى باطلة لا غرض لنا في ذكرها ولا وجه لإشاعة الأباطيل والغلطات في تفسير السنن بل نذكر الصواب ويشار إلى التحذير من الاغترار بما خالفه وليس فى هذه الأحاديث بحمد الله تعالى أشكال ولا فيها ضعف بل كلها صحيحة
والصواب فيها أن النهى فيها محمول على كراهة التنزيه
وأما شربه قائما فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه وأما من زعم نسخا أو غيره فقد غلط غلطا فاحشا وكيف يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بين الأحاديث لو ثبت التاريخ وأنى له بذلك والله أعلم فان قيل كيف يكون الشرب قائما مكروها(1/1834)
وقد فعله النبى فالجواب أن فعله اذا كان بيانا للجواز لا يكون مكروها بل البيان واجب عليه فكيف يكون مكروها وقد ثبت عنه أنه توضأ مرة مرة وطاف على بعير مع أن الاجماع على أن الوضوء ثلاثا والطواف ماشيا أكمل ونظائر هذا غير منحصرة فكان ينبه على جواز الشئ مرة أو مرات ويواظب على الأفضل منه وهكذا كان أكثر وضوئه ثلاثا ثلاثا وأكثر طوافه ماشيا وأكثر شربه جالسا وهذا واضح لايتشكك فيه من له أدنى نسبة إلى علم والله أعلم وأما قوله ( فمن نسى فليستقىء ) فمحمول على الاستحباب والندب فيستحب لمن شرب قائما أن يتقايأه لهذا الحديث الصحيح الصريح فان الأمر اذا تعذر حمله على الوجوب حمل على الاستحباب
وأما قول القاضي عياض لا خلاف بين أهل العلم أن من شرب ناسيا ليس عليه ان يتقيأه فأشار بذلك إلى تضعيف الحديث فلا يلتفت إلى إشارته وكون أهل العلم لم يوجبوا الاستقاءة لا يمنع كونها مستحبة فان ادعى مدع منع الاستحباب فهو مجازف لا يلتفت إليه فمن أين له الإجماع على منع الاستحباب وكيف تترك هذه السنة الصحيحة الصريحة بالتوهمات والدعاوى والترهات
وأما قوله:
وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذه الأحاديث عندما قال رحمه الله: باب الشرب قائما
قيل بأنه أشار بهذه الترجمة إلى أنه لم يصح عنده الأحاديث الواردة في كراهة الشرب قائما.
ثم أورد رحمه الله أحاديث تبطل أحاديث قتادة .
فقال ابن حجر في "فتح الباري" 10/81: قال ابن بطال أشار بهذه الترجمة إلى أنه لم يصح عنده الأحاديث الواردة في كراهة الشرب قائما كذا قال وليس بجيد بل الذي يشبه صنيعه أنه إذا تعارضت عنده الأحاديث لا يثبت الحكم
إذاً فلم يبطل البخاري رحمه الله أحاديث قتادة ولم ينتقدها بالاضطراب كما فعل الباحث تبعا للقاضي عياض رحمه الله وغيره بل كل ما فعله أنه رجح أحاديث الإباحة على النهي(1/1835)
وقال الطحاوي: ففي هذه الآثار إباحة الشرب قائما وأولى الأشياء بنا إذا روى حديثان عن رسول الله فاحتملا الاتفاق واحتملا التضاد أن نحملهما على الاتفاق لا على التضاد وكان ما روينا في هذا الفصل عن رسول الله إباحة الشرب قائما وفيما روينا عنه في الفصل الذي قبله النهي عن ذلك فاحتمل أن يكون ذلك النهي لم يرد به هذه الإباحة ولكن أريد به معنى آخر فنظرنا في ذلك
فإذا فهد قد حدثنا قال ثنا أبو غسان قال ثنا خالد عن بيان عن الشعبي قال إنما أكره الشرب قائما لأنه داء
فأخبر الشعبي في هذا المعنى الذي من أجله كان النهي وأنه لما يخاف منه من الضرر وحدوث الداء لا غير ذلك فأراد رسول الله بذلك النهي الإشفاق على أمته وأمره إياهم بما فيه صلاحهم في دينهم ودنياهم كما قد قال لهم أما أنا فلا آكل متكئا
إلى أن قال: قال مجاهد: كان يكره الشرب من ثلمة القدح وعروة الكوز وقال هما مقعدا الشيطان
فلم يكن هذا النهي من رسول الله على طريق التحريم بل كان على طريق الإشفاق منه على أمته والرأفة بهم والنظر لهم، وقد قال قوم إنما نهى عن ذلك لأنه الموضع الذي يقصده الهوام فنهى عن ذلك خوف أذاها
فكذلك ما ذكرنا عنه في صدر هذا الباب من نهيه عن الشرب قائما ليس على التحريم الذي يكون فاعله عاصيا ولكن للمعنى الذي ذكرناه في ذلك
وقد روينا عن رسول الله فيما تقدم من هذا الباب أنه أتى بيت أم سليم فشرب من قربة وهو قائم من فيها فدل ذلك على أن نهيه الذي روى عنه في ذلك ليس على النهي الذي يجب على منتهكه أن يكون عاصيا ولكنه على النهي من أجل الخوف فإذا ذهب الخوف ارتفع النهي فهذا عندنا معنى هذه الآثار والله أعلم
---
(1/1836)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب اللمع في اللغة لابن جني
---
حمل كتاب اللمع في اللغة لابن جني
---
مسك
07-14-2005, 07:21 AM
اسم الكتاب : اللمع في اللغة
اسم المؤلف : عثمان ابن جني الموصلي
نبذة عن الكتاب :
" اللمع في اللغة العربية " لأبي الفتح عثمان بن جني العالم الألمعي أحد شيوخ العربية الذين زودوا مكتبتنا بزاد لا ينفذ من التصانيف ذائعة الشهرة في مختلف علومها .
أضغط لتحميل " اللمع في اللغة لابن جني " (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=1908)
---
(1/1837)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بمناسبة موسم الحج ، هذه مقاصد سورة الحج
---
بمناسبة موسم الحج ، هذه مقاصد سورة الحج
---
عمر المقبل
12-16-2006, 10:23 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 15/266 :
فيها مكي ومدني ،
وليلي ونهاري ،
وسفري وحضري ،
وشتائي وصيفي ،
وتضمنت :
1 ـ منازل المسير إلى الله ، بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها.
2 ـ ويوجد فيها ذكر القلوب الأربعة : الأعمى ، والمريض ، والقاسى ، والمخبت الحى ـ المطمئن إلى الله ـ .
3 ـ وفيها من التوحيد والحكم والمواعظ ـ على إختصارها ـ ما هو بين لمن تدبره .
4 ـ وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها : توحيدا ، وصلاة ، وزكاة ، وحجا ، وصياما ، قد تضمن ذلك كله قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اركعوا وإسجدوا وإعبدوا ربكم وإفعلوا الخير لعلكم تفلحون) .
فيدخل فى قوله : (وافعلوا الخير) كل واجب ومستحب ، فخصص فى هذه الآية وعمم .
ثم قال : (وجاهدوا فى الله حق جهاده) ، فهذه الآية وما بعدها لم تترك خيراً إلا جمعته ولا شراً إلا نفته.
انتهى كلامه رحمه الله وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء
---
(1/1838)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هنا تعريف موجز بالشيخ: خالد السبت حفظه الله.
---
هنا تعريف موجز بالشيخ: خالد السبت حفظه الله.
---
أبو عبد الرحمن المدني
04-21-2004, 12:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه لمحة موجزة جداً عن المسيرة العلمية لفضيلة شيخنا / الشيخ : خالد السبت ـ حفظه الله ـ كتبتها تلبية لطلب كثير من الأخوة في الملتقى وغيره، ممن لا يعرف فضيلته وأحب أن يتعرف عليه ، وقد اجتهدت ما استطعت في كبح جماح القلم عن كثير مما أعرف؛ احتراماً لما أعلمه عن شيخنا من عدم رضاه بالمدح، والإطراء ، بل وغضبه من ذلك ، سائلاً الله أن يبارك في هذه الكلمات وأن يمد في عمر شيخنا على طاعته ورضاه.. آمين . فأقول :(1/1839)
هو شيخنا الشيخ/ خالد بن عثمان بن علي السبت، من مواليد منطقة الزلفي، عام 1384 هـ ، ثم انتقل مع والديه إلى منطقة الدمام، ودرس بها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد تخرجه من الثانوية العامة توجه للرياض وهو في شوق شديد لتحصيل العلم، خاصة على سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فالتحق بقسم السنة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وممن درسه من المشايخ المشهورين؛ فضيلة الشيخ/ عبد الكريم الخضير حقظه الله ، ولكن لم يطل مكث الشيخ بالرياض نظراً لبعض الظروف ، فانتقل إلى الأحساء، وكان جل وقته يقضيه في القراءة والتحصيل الشخصي ، واعتنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله عناية بالغة، بالإضافة إلى عنايته بسماع الأشرطة العلمية المتيسرة في ذلك الوقت، ثم عاد بعد تخرجه إلى الدمام؛ فدرَّس سنتين في ثانوية الشاطئ ، واستمر على طريقته في تكوين نفسه علمياً ـ نظراً لفقر المنطقة في ذلك الوقت من العلماء البارزين ـ وكانت عنايته في هذه الفترة منصبة على شروح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، كما أنه درَّسَ عدداً من المتون العلمية كعمدة الأحكام، وغيرها من متون العقيدة لمجموعة من الطلبة في ذلك الوقت ، حتى أذن الله بانتقاله إلى المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، فكانت هذه النقلة مرحلة جديدة ومكثفة في تحصيل شيخنا ودراسته على المشايخ، فاعتنى بدراسة علم أصول الفقه فقرأ على الشيخ/ أحمد عبد الوهاب عددا من المتون في أصول الفقه كمتن الورقات، ومتن المراقي ، ثم قرأ شرح البنود على المراقي كاملاً ، ثم نثر الورود كاملاً، والمواضع الناقصة منه استكملها من شرح الولاتي ، وقرأ عليه الموافقات للشاطبي حتى أنهاه، ،وقرأ أيضا على الشيخ/ عمر عبدالعزيز في الأصول، وفي مناهج الأصوليين وطريقتهم في التأليف، كما اعتنى الشيخ بعلم اللغة والنحو فقرأ على الشيخ/ عبد الرحمن(1/1840)
أبو عوف الآجرومية، وشذور الذهب، وقطر الندى، وشرح ابن عقيل، وشرح عبد العزيز فاخر على الألفية ، كما قرأ الألفية كاملة مفرقة على أكثر من شيخ ، ومنهم الشيخ غالي الشنقيطي، والشيخ / محمد الأغاثة الشنقيطي، كما قرأ في الأدب كتاب روضة العقلاء ، وكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة كاملاً على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف أيضاً، وقرأ على الشيخ/ أحمد الخراط عددا من الكتب، بالإضافة إلى قراءات في كتاب الكامل للمبرد، وكان الشيخ يعجبه في هذا المجلس جمعه لعدد من العلوم كالنحو ، والقواعد الإملائية والإعرابية ، والأدب وغيرها ، وقرأ على الشيخ / حمدو الشنقيطي؛ ومما قرأ عليه شرح قصيدة بانت سعاد، كماقرأ ـ شيخنا ـ في الفقه أشياء على الشيخ/ علي بن سعيد الغامدي ، والشيخ/ فيحان المطيري ، وقرأ في المصطلح على الشيخ / محمد مطر الزهراني في نزهة النظر، ومن المشايخ الذين يجلهم الشيخ كثيراًَ ويكثر من ذكر أخبارهم، ويذكر أن مجالسه وأحاديثه كانت عامرة بالفوائد والفرائد في العلم والأدب؛ فضيلة الشيخ/ عبد العزيز قارئ وهو الذي أشرف على رسالتي الشيخ في الماجستير والدكتوراه، وقد قرأ عليه مواضع من الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن للزركشي، كما قرأ على الشيخ/ علي عباس الحكمي، بالإضافة على عدد آخر من الشيوخ ، وكانت قراءته عليهم لا تنقطع طوال الأسبوع حتى في يوم الجمعة، حتى إن زملاءه في الدراسات العليا كانوا يتعجبون من جمعه بين هذا الكم من الدروس ، واعتنائه برسالته العلمية ، وسائر أعماله الأخرى، وكان الشيخ يستغل الإجازات ليرحل إلى فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ليقرأ عليه ، فقرأ من مختصر التحرير في الأصول ، ومواضع من صحيح البخاري، وأشياء من قواعد ابن رجب رحمه الله، إضافة إلى ذلك فقد كان معتنياً عناية شخصية فائقة بعلم التوحيد والعقيدة وأصول الدين ،وقد استمر الشيخ على هذه الحال من العناية البالغة بالتحصيل(1/1841)
مع نهم الشديد في القراءة والطلب، وقد وهبه الله جلداً عظيماً قل نظيره، حتى عرفه علماء المدينة ومشايخها وطلبة العلم فيها؛ سواء من أهل البلد أو غيرهم من الوافدين من طلاب الجامعة، فلم ألق أحداً من فضلاء المشايخ في المدينة؛ أو غيرها ممن عرف الشيخ وجالسه؛ إلا وهو يثني على الشيخ ويجله ويحفظ له قدره، وقد جمع الشيخ ـ رفع الله درجته ـ بالإضافة إلى عنايته البالغة بالعلم تحصيلاً وتدريساً، اهتماماً بالدعوة إلى الله في المدينة وخارجها من مناطق المملكة ،وبلدان العالم الإسلامي فقد رحل الشيخ إلى أندونيسيا مراراً وإلى غيرها من البلدان ليقيم الدورات العلمية هناك .(1/1842)
وقد بدأ الشيخ حفظه الله دروسه الرسمية المعلنة في منطقة الدمام عام 1413 هـ فدرَّس متن الورقات ، ونظمه ، وقواعد الأصول ومعاقد الفصول، وأشياء من روضة الناظر في أصول الفقه ، وشَرَح الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات ، والواسطية وغيرها ، كما شَرَح كتاب التوحيد على مدى ثلاث سنوات في الإجازات الصيفية فقط. ثم توقفت الدروس فترة لبعض الأسباب؛ حتى يسر الله عودة الشيخ إلى الدمام أستاذاً في كلية المعلمين ثم عميداً لكلية الدراسات القرآنية في عام 1418هـ ، وبدأ نشاط الشيخ العلمي يظهر في المنطقة بشكل ملحوظ؛ فأقام عدداً من الدروس العامة في مسجده ـ مسجد القاضي بحي المريكبات ـ ومن تلك الدروس : شرح مراقي السعود ، وشرح صحيح الإمام مسلم ، وشرح عمدة الفقه ، والتعليق على التفسير الميسر ، بالإضافة لدرس التفسير العام الذي ابتدأ فيه الشيخ من أول القرآن ، وهو يسير فيه على نفس الإمام الشنقيطي رحمه الله ـ وللشيخ عناية خاصة بعلم هذا الحبر العلامة رحمه الله ـ ، كما شرح الشيخ مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلق على فتح المجيد كاملا، وكذلك اقتضاء الصراط المستقيم ،وشَرَح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين، إضافة لعدد من الدورات العلمية التي أقامها؛ كالمهمات في علوم القرآن ، وشرح رسالة الشيخ ابن سعدي في القواعد الفقهية، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات العامة التي يلقيها في منطقة الدمام وما حولها ومن أبرزها محاضرات في أعمال القلوب أنصح جميع الأخوة بالحرص عليها.
وأما نتاج الشيخ العلمي فمن أبرزه ما يلي :
رسالة كبيرة بعنوان: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
و (كتب مناهل العرفان دراسة وتقويم) ـ وهي رسالة الماجستير ـ
و (قواعد التفسير ) ـ وهي رسالة الدكتوراه ـ
وتحقيق كتاب ( القواعد الحسان )لابن سعدي رحمه الله.
وتحقيق كتاب (نور البصائر )، وهو متن صغير في الفقه؛ لمبتدئي الطلبة ألفه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.(1/1843)
و كتاب ( العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير )، وقد بذل فيه الشيخ جهدا مضنياً جداً ؛ أسأل الله أن يدخر له أجره يوم يلقاه،وأن يجمعنا وإياه والإمام الشنقيطي في أعلى الدرجات عنده مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. آمين
والشيخ حفظه الله ميزه الله بهمة وقادة ، ونفس طموحة ، مع ورع نادر ،وأخذ للنفس بالعزيمة والجد، يحلي ذلك كله دماثة في الخلق ، وطيب في المعشر، مع صلة قوية بالله يظهر أثرها في سمته وسيماه ، ولكلامه صولة على قلب مستمعه بحيث لا يكاد يشك سامعه في صدقه ونصحه، مع هضم عظيم للنفس ، واحتقار للعمل ، وكم من مرة سألته عن اختياره ، فقال لي : "مثلي لا يكون له اختيار"، هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً ، ومثلي أقل من أن يزكي الشيخ ،وإنما هو اعتراف ببعض فضله، وشيء من القيام بحقه، والله يتولانا ويتولاه في الدنيا والآخرة .. إنه سميع قريب.
تنبيهات:
كثير من هذه المعلومات عن الشيخ؛ استفدتها من الأخ الشيخ/ محمد النعيمي وهو من أخص تلاميذ الشيخ؛ فجزاه الله خيراً على ما أمدني به من معلومات.
كما اقتصرت في هذه الترجمة الموجزة على الخطوط العريضة في المسيرة العلمية لشيخنا حفظه الله، وكبحت جماح القلم عن كثير مما أعرف مراعاة لما أعلمه من عدم رغبة الشيخ في ذكر ذلك.. سائلاً الله تعالى أن يمن على شيخنا بالزيادة في العلم والعمل والقبول وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ، وإيانا وسائر العلماء وطلبة العلم الربانيين إنه خير مسؤول وهو مولانا ونعم النصير . والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
* ملا حظة: هذه الترجمة منقولة من موضوع / مقدمة المشاركات العلمية لفضيلة الشيخ / خالد السبت حفظه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1273) أحببت إفرادها هنا ليعم النفع
---
محب القراءات
04-21-2004, 08:23 AM(1/1844)
أخي الكريم / أبو عبد الرحمن المدني .
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الرائعة , وأسأل الله تعالى أن يمن عليك بالعلم النافع والعمل الصالح , وأن نراك مثل الشيخ في القريب العاجل إن شاء الله .
---
أبو معاذ البخيت
04-21-2004, 07:46 PM
أشكرك أخي ـ أبا عبد الرحمن المدني ـ على إفرادك التعريف بالشيخ خالد في زاوية مستقلة ، ومما يجدر ذكره أنني وقفت اليوم على إعلان لدروس فضيلة الشيخ عبدالله ابن غديان ـ عضو هيئة كبار العلماء، والأصولي النحرير ـ ، فإذا من ضمن دروسه التعليق على كتاب ( قواعد التفسير ) لفضيلة شيخنا الشيخ خالد السبت ، وهذا لا شك يدل على قيمة هذا الكتاب النافع ؛ حتى يختاره فضيلة الشيخ ابن غديان للتعليق عليه ، كما يدل دلالة ظاهرة على سمو في الشيخ ابن غديان ؛ حيث عمد إلى كتاب شيخ معاصر يصغره في السن، ليعلق عليه ويشرحه ليعطي الطلبة درساً في التواضع، وأن العلم رحم بين أهله ، وأن في المتأخرين والمعاصرين من رُزِق التحقيق والتدقيق، فلا ينبغي إهمال ما كتبوه وحرروه ، وقبل ذلك كان فضيلة العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قد شرح كتاب ( حلية طالب العلم ) لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد عافاه الله ووفقه.. فنسأله سبحانه أن يمن علينا بالعلم النافع الذي يورث خشيته ويقرب إليه .. والحمد لله رب العالمين
---
(1/1845)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال للمتخصصين في القراءات
---
سؤال للمتخصصين في القراءات
---
أ.عبود
08-22-2005, 12:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأحبة ، أرجوا أت تتقبلوني ضيفا جديدا عليكم وتجيبوا عن سؤالي
لقد درست الشاطبية في القراءات السبع دراسة نظامية ، وسأتم القراءات العشر في هذه السنة بإذن الله تعالى
وسؤالي هو :
ماهو أفضل شرح لمتني الشاطبية والدرة يكون ملما بأصول العلم ومفردات الأبيات ليكون مرجعا وحيدا لي بحيث أتقنه مع المتنين ، ولا يكون شرحا مطولا جدا
وجزيتم خيرا
---
أبو عمار المليباري
08-22-2005, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم . أنصحك بأن تكتفي بشرح الشيخ العلامة عبدالفتاح القاضي للشاطبية (الوافي شرح الشاطبية في القراءات السبع) .
وأما بالنسبة لمتن الدرة فلعلك تكتفي إن شاء الله بشرح الشيخ العلامة علي الضباع للدرة بعنوان (البهجة المرضية شرح الدرة المضية) .
وبارك الله فيك ، ووفقك للعلم والعمل الصالح .
---
المعظم لربه
08-25-2005, 03:21 PM
هل الطيبة تغني عن الشاطبية, وكم بيتا هي؟.
---
معاذ صفوت محمود
08-27-2005, 11:20 PM
من أجمل ما رأيت من شروح الدرة المضية كتاب الشيخ عبد الفتاح القاضي: الإيضاح لمتن الدرة،
وأما عن عدد أبيات الطيبة في ألف وخمسة عشر بيتا.
وأما عن كونها جامعة لما في الشاطبية والدرة فهي جامعة لما فيهما مع زيادات كثيرة جدا. (moaz85@maktoob.com)
---
(1/1846)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طارق بالباب
---
طارق بالباب
---
عبد الله العمري
02-13-2006, 05:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فإني أبدأ بالشكر لمشرف المنتدى وأعضاءه الأجلاء ، والمشاركين البررة .. وأهنئ كل مسلم بهذا الموقع البائن الذكر والسالب الفكر ، وأسأل الله أن يجعله شامة لكل ذي هامة .
وقد تمنيت أن أكون من قبل ذي اشتراك مع السمار على الكواغد ، أهل الأقلام والسواعد ، إلا أن النظر إلى الحال رماني في شَرَكِ المحال ، لعلمي بمزجية البضاعة ونفوق الباعة ، عدى أنّ من لا يسعني له المخالفة ، ألح بلسان المحب الرضيّ أن أضرب بسهمي مع السهام وغرة أصيلي مع العوادي الدهام ، فانصعت كالطفل الراجف ، وأسرعت كالبرق الخاطف ، فعسى أن ألقى عند باب ولوجي مرحبا ، أو عند أريكت جلوسي مؤنسا ، وسأومض ببعض المشاركات في أوان نشطة النفس وزوال الحبس بذهاب اللبس .
وكلي أمل أن أجد من يشجع يراعتي ، ويذكي نار براعتي .
أخوكم ...
---
أبو بيان
02-13-2006, 09:34 PM
حياك الله أخي الكريم, فادخل ولا تقف بالباب, إلا إذا وجدت عنده ما وجد القائل:
لم أزل بالباب واقف ** فأدم ربي وقوفي
فلك ذلك. غير أن المجلس رحب, والفناء واسع, والصدر منشرح, والقلب فرحان, فمرحباً بك وأهلاً, و:
لا تُخفِ ما صنعت بك الأشواق ** واشرح هواك فكُلُّنا عُشَّاقُ .
---
عبدالرحمن الشهري
02-16-2006, 11:50 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياكم الله أخا بني عمرو ، وحيا الله هذا الأدب والنثر ، فكأن هذه الدرر ، من نسيم جبال ذي المضر ، فقد اتخذوا الإجادة منهاجا ، وأوقدوا للعلم سراجا ، ولن تعدم في هذا الملتقى مرحباً عند الباب ، ومؤنساً عند وضع الركاب ، وكلنا في هذا الملتقى من جملة الطلاب، كثَّر الله أوقات نشاطك ، ووقانا لَذْعَ سياطك .
---(1/1847)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك كتاب طبع باسم تفسير مجاهد
---
هل هناك كتاب طبع باسم تفسير مجاهد
---
أحمد الماليزي
11-07-2006, 06:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أسأل الأعضاء الكرام،
هل هناك كتاب طبع يحمل عنوان "تفسير مجاهد"، إن كان، هل هو لمجاهد التابعي؟ أم مجرد الجمع كما فعل الفيروزآبادي في تنوير المقباس في تفسير ابن عباس؟
نزجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا
---
جمال أبو حسان
11-07-2006, 09:26 AM
نعم طبع الكتاب عدة طبعات منها طبعة على نفقة أمير قطر السابق بتحقيق عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورتي عضو مجمع البحوث الاسلامية بباكستان والتفسير هو لمجاهد التابعي رضي الله عنه ويمكنكم الافادة التفصيلية حول الموضوع من رسالة الدكتوراة التي قدمها الدكتور احمد نوفل من الاردن بجامعة الازهر وعنوانها تفسير مجاهد وقد طبعت هذه الرسالة بدار الفرقان بالاردن
---
(1/1848)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير واستفسار
---
تفسير واستفسار
---
أبوأحمدعبدالمقصود
12-13-2005, 09:53 PM
قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
الأسئلة الأول والثاني والثالث من الفتوى رقم (2229):
س 1: تفسير قوله تعالى: ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن الآية.
ج 1: تفسير قوله تعالى: ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن نهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتزوجوا المشركات غير الكتابيات: يهوديات، أو نصرانيات، بدليل قوله تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخدي أخدان الآية، فأحل جل شأنه بآية المائدة للمؤمنين أن يتزوجوا الكتابيات المحصنات: وهن العفيفات الحرائر يهوديات أو نصرانيات، فدل ذلك على أنهن لم يدخلن في عموم المشركات في آية البقرة، كما لم يدخل أهل الكتاب في المشركين في آية: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ولا في آية: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة أو يقال: إنهن دخلن في عموم المشركات في آية البقرة، غير أن آية المائدة دلت على استثناء الكتابيات من عموم آية البقرة.(1/1849)
وعلى كلا الاحتمالين أو القولين لا تعارض بين الآيتين، فإن آية النهي محمولة على نوع من الكفار، وآية الحل محمولة على نوع آخر منهم، وبهذا قال جمهور الصحابة رضي الله عنهم إن لم يكونوا أجمعوا عليه، فقد ذكر ابن جرير في تفسيره إجماعهم على الجواز، وحكم بضعف إنكار عمر رضي الله عنه على طلحة بن عبيد الله تزوجه يهودية، وعلى حذيفة بن اليمان تزوجه نصرانية من جهة سنده ومن معارضة الأقوى منه له. وذكر أن كراهيته وكراهية ابنه عبد الله رضي الله عنهما ذلك قد تكون خشية أن يتمادى المسلمون في نكاح الكتابيات ويتتابعوا في ذلك; اقتداء بمثل حذيفة وطلحة وعثمان رضي الله عنهم، ويعرضوا عن الزواج بالمسلمات، وفي ذلك مخالفة لنصح النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يتخيروا من النساء ذوات الدين ولا شك أن المسلمة خير من الكتابية دينا.
س 2: هل الشرك المذكور في الآية الكريمة يشمل هؤلاء المسلمين الذين يتبعون بعض الطرق كالتيجانية والقادرية والذين يعلقون على أجسامهم تمائم من القرآن وغير القرآن والذين يتبعون الإسلام ولهم عادات وثنية؟
ج 2: الشرك المذكور في الآية يشمل من يستغيث بغير الله من الجن والأموات والغائبين عنه، كما يشمل من لهم عادات وثنية كعادات أهل الجاهلية الأولى من التقرب إلى غير الله بالنذر لهم وتقديم الذبائح وسائر القرابين لهم، والضراعة لهم والتمسح بهم والطواف حول قبورهم رجاء نفع أو كشف ضر، فمن فعل ذلك فهو داخل في عموم المشركين والمشركات في الآية لا يحل أن ننكحهم المؤمنات حتى يؤمنوا إيمانا خالصا ويتوبوا مما ذكر من البدع الشركية وأمثالها من نواقض الإيمان، ولا يجوز للمؤمن أن يتزوج نساءهم المبتدعات البدع الشركية حتى يتبن منها ويقلعن عنها.
---
أبوأحمدعبدالمقصود
12-13-2005, 10:08 PM
ثانيا الاستفسار(1/1850)
لقد قال تعالى (لقد كفرالذين قالوا ان الله هوالمسيح ابن مريم) وقال جل شأنه( لقد كفر الذين قالو ان الله ثالث ثلاثة) فكيف ابيح الزواج من أهل الكتاب بنص أية المائدة مع أن الله نعتهم بالكفر وحرم في ايات البقرة والممتحنة (ولاتمسكو بعصم الكوافر) أرجو أن تنفسح صدوركم لى
---
خالد الشبل
12-13-2005, 11:14 PM
الأخ أبا أحمد:
لك أن تنظر في هذا الحوار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=810).
---
(1/1851)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التدبر والنظر في الآيات والسور...دعوة للمشاركة
---
التدبر والنظر في الآيات والسور...دعوة للمشاركة
---
الغني بالله
03-24-2007, 09:39 AM
هذا ليس عنوانا لكتاب مطبوع لكنه عنوان لعلم سينفع الله به إذا أذن أهل هذا الملتقى المبارك وشاركوا في رقم مايفتح الله تعالى به عليهم من فتوحات بعد تدبرهم لكتاب الله عزوجل . والكل منا يظهر له فهما لآية أو معنى لسياق أو يقف من خلال قراءته لكتب التفسير على قول بديع واستنباط عجيب لبعض المفسرين لكننا نكتفي بحفظه في الذاكرة فإن جاء من يذاكرنا به وإلا تاه في ظلمات محيط مايسمى باللاشعور ...وقد أحببت أن أجعل هذا العنوان مأرزا تحفظ فيه تلك الفوائد وتقيد فيه تيك الشوارد ... وأعيذ مشايخي وأحبتي الكرام أن يتسلل إليهم داء البخل وقد صح عند البخاري في الأدب المفرد قوله صلى الله عليه وسلم ( وأي داء أدوى من البخل ) وسوف أحرص على تقييد ماوقفت عليه وما سأقف عليه ولكن لاغنى عما يختاره الإخوة من محفوظاتهم أو ماسطروه في كناشة نوادرهم ... فلنجتهد إخوتي الكرام ولنحتسب الأجر بارك الله في الجميع
---
أبو مجاهد الشهري
03-24-2007, 10:43 AM
جزاك الله خير الجزاء ... على هذا الموضوع الرائع ... والفكرة السامية ...
ولعلي أكون أول من يساهم في هذا الموضوع ...
فلقد وقفت على تفسير الشهيد / سيد قطب -رحمه الله- ، في قوله تعالى : { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن . إن الشيطان ينزغ بينهم ، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا } ...
ولقد وقف وقفات راائعة ، حول هذه الأية ... ولعلي أنقل لكم ماذا قال رحمه الله في تفسير هذه الأية ، ولي بعدها وقفة يسيرة .
قال رحمه الله :
{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن . إن الشيطان ينزغ بينهم ، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا } .(1/1852)
{ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } على وجه الإطلاق وفي كل مجال . فيختاروا أحسن ما يقال ليقولوه : بذلك يتقون أن يفسد الشيطان ما بينهم من مودة . فالشيطان ينزغ بين الإخوة بالكلمة الخشنة تفلت ، وبالرد السيئ يتلوها فإذا جو الود والمحبة والوفاق مشوب بالخلاف ثم بالجفوة ثم بالعداء . والكلمة الطيبة تأسو جراح القلوب ، تندّي جفافها ، وتجمعها على الود الكريم .
{ إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا } . .
يتلمس سقطات فمه وعثرات لسانه ، فيغري بها العداوة والبغضاء بين المرء وأخيه . والكلمة الطيبة تسد عليه الثغرات ، وتقطع عليه الطريق ، وتحفظ حرم الأخوة آمناً من نزغاته ونفثاته . ا.هـ رحمه الله
وعندما تتمعن هذه الوقفة التربوية من هذا المفسر الرائد ... تجد أنك تقف على كنز عظيم..
فالناظر إلى المراحل التى ذكرها حول الفرقة بين الإخوة ... تجد بدايتها كلمة خشنة تفلت ثم يعقبها رد سيء ، ثم بعد ذلك ذكر -رحمه الله- ثلاث مراحل تؤدي بما بين الأخوة إلى العداء -ولا حول ولا قوة إلا بالله-. فقال (... فإذا جو المحبة والوفاق مشوب بـ 1 - الخلاف ، ثم بـ2 الجفوة ، ثم بـ3 العداء).
فهذه ثلاث مراحل يتدرج الشيطان فيها لإفساد ذات البين ، ليصل بعد ذلك إلى مراده ، وهو العداء بين المؤمنين.
ثم يذكر رحمه الله ، ماللكلمة الطيبة من أثر طيب على علاقة الإخوة ، حيث قال -رحمه الله - : ( والكلمة الطيبة 1- تأسو جراح القلوب ، 2-تندّي جفافها ، 3- وتجمعها على الود الكريم) فهذه ثلاث فوائد للكلمة الطيبة ، فما أقل كلفتها على اللسان ، وما أعظم وقعها في قلب أخيك ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) رواه مسلم .
ثم ذكر رحمه الله مراحل للكلمة الطيبة فقال رحمه الله : ( ... والكلمة الطيبة 1-تسد عليه (أي الشيطان) الثغرات ، 2- وتقطع عليه الطريق ، 3- وتحفظ حرم الأخوة آمناً من نزغاته ونفثاته ).(1/1853)
فهذه ثلاث فوائد للكلمة الطيبة ، وثلاث مراحل لها أيضاً.
فكما أن للشيطان مراحل يتدرج بها إلى الإفساد ، فكذلك للكلمة الطيبة مراحل تتدرج بها إلى الإصلاح.
وكأن مجموع فضائل الكلمة الطيبة فيما سبق 6 ، بفوائدها ومراحلها ، وللشيطان 3 مراحل فقط ، فأقول : الخير هنا أقوى عدد وعدة من الشر ، فالخير أقوى من الشر ... وإن طال ليل الشر..
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
قلت ما قلت فإن صواب فمن الله وحده ، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ، والله ورسوله منه بريئان.
---
الغني بالله
03-24-2007, 12:09 PM
شكر الله لك مبادرتك
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/1119:
فائدة
تأمل سر ( الم ) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة ، وهي أول المخارج من أقصى الصدر ، واللام من وسط مخارج الرحوف ، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان ، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم ، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين ، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا ، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
وهو :
أن الألف البداية ، واللام التوسط ، والميم النهاية ، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما ، وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة ، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه ، فمشتملة على تخليق العالم وغايته ، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر ، فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.(1/1854)
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن ، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي : الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق ، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف ، وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف ،
فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن ، وذكر الخلق ، وتكرير القول، ومراجعته مرارا ، والقرب من ابن آدم ، وتلقي الملكين ، وقول العبد ، وذكر الرقيب ، وذكر السائق ، والقرين ، والإلقاء في جهنم ، والتقدم بالوعيد ، وذكر المتقين ، وذكر القلب، والقرون ، والتنقيب في البلاد، وذكر القبل مرتين ، وتشقق الأرض ، وإلقاء الرواسي فيها ، وبسوق النخل ، والرزق ، وذكر القوم ، وحقوق الوعيد ، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة ،
وسر آخر وهو : أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح .
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة ، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم : أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم ، ثم اختصام الخصمين عند داود ، ثم تخاصم أهل النار ، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم ، وهو: الدرجات والكفارات ، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم ، فليتأمل اللبيب الفطن : هل يليق بهذه السورة غير ص ؟ وسورة ق غير حرفها ؟
وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف ، والله أعلم .
نقلتها من ملتقى أهل الحديث والفضل بعد الله لراقمها الشيخ عبد الرحمن السديس
---
الغني بالله
03-29-2007, 04:23 PM
في قوله ( فاخلع نعليك )
أضواء البيان - (ج 3 / ص 491)(1/1855)
وفيه أقوال أخر للعلماء غير ذلك . وأظهرها عندي والله تعالى أعلم : أن الله امره بخلع نعليه أي نزعهما من قدميه ليعلمه التواضع لربه حين ناده ، فإن نداء الله لعبده أمر عظيم ، يستوجب من العبد كمال التواضع والخضوع .
---
(1/1856)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن آيتين في كتاب الله عزوجل
---
سؤال عن آيتين في كتاب الله عزوجل
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-01-2004, 12:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم :والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم :
قال الله عزوجل في القرآن الكريم ((وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير ))
{سورة سبأ آية:44}
ثم جاء في مكان آخر ((انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امة الا خلا فيها نذير ))
{سورة فاطر آية:24}
الايتين قوله عزوجل((وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير***وان من امة الا خلا فيها نذير))
فكيف التوفيق بين هاتين الايتين الكريمتين ؟؟؟؟
آمنا به كل من عند ربنا ..وجزى الله من اعان على تدبر كتاب الله عزوجل
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-01-2004, 06:24 AM
أخي عمار اكرم مصطفى العكيلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجمع بين الآيتين
1- (وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ) (سبأ : 44 )
2- (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر : 24 )
ذكر بن الجوزي رحمه الله في تفسيره زاد المسير
قال قتادة: ما أنزل الله على العرب كتابا قبل القرآن، ولا بعث إليهم نبيا قبل محمد، وهذا محمول على الذين أنذرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد كان إسماعيل نذيرا للعرب (1)
وقال ابن كثير رحمه في تفسيره
أي ما أنزل الله على العرب من كتاب قبل القرآن وما أرسل إليهم نبياً قبل محمد صلى الله عليه وسلم وقد كانوا يودون ذلك ويقولون: لو جاءنا نذير أو أنزل علينا كتاب لكنا أهدى من غيرنا, فلما منّ الله عليهم بذلك كذبوه وجحدوه وعاندوه.(1/1857)
وأما قوله (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر : 24 ) أي وما من أمة خلت من بني آدم إلا وقد بعث الله تعالى إليهم النذر, وأزاح عنهم العلل, وكما قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة}
وقال البغوي رحمه في تفسيره معالم النزيل وإن من أمة"، ما من أمة فيما مضى "إلا خلا"، سلف، "فيها نذير"، نبي منذر.
---
(1/1858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة في سورة النحل
---
فائدة في سورة النحل
---
المعتصم بالله
01-26-2006, 01:00 AM
بسم الله, والحمد لله .... أما بعد :
أهدى إليَّ أحد الأخوة هذه الفائدة فرغبت أن تعم الجميع ..
في الوجه الثاني من سورة النحل وبالتحديد آية (11)
قال الله تعالى في نهاية الآية ..( .. إن في ذلك لأية قوم يتفكرون )
وفي الآية التي تليها قال تعالى ( .. إن في ذلك لآيت لقوم يعقلون ) ..
وفي التي تليها قال جل وعلا ( .. إن في ذلك لأية لقوم يذكرون )..
إذا أردت أخي الحافظ لكتاب الله أن تضبط بينها بالترتيب فتذكر كلمة ( يُعذر ) فسوف تعينك على ضبطها بإذن الله ..
ي= يتفكرون , ع= يعقلون , ذ = يذكرون ..
والله تعالى أعلم ,,
---
عمار
01-26-2006, 07:06 PM
بارك الله فيك أخي الكريم...وجزاك خيرا.
---
سعودالعكوز
01-28-2006, 02:05 AM
.. جميل ..
إلا أن التكرار والمداومة
.. أجمل ..
---
(1/1859)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب نسخة من كتاب ابن خالويه في شواذ القرآن,,,
---
طلب نسخة من كتاب ابن خالويه في شواذ القرآن,,,
---
أبو صهيب
02-13-2004, 08:40 PM
أين أجد كتاب مختصر شواذ القرآن لابن خالويه ؟؟
وذلك لحاجتي الماسة إليه ,,
وجزاكم الله عني خيرا ,,
---
أبو صهيب
02-15-2004, 03:33 PM
هل من مجيب ؟؟
---
لاجئ فلسطيني
02-16-2004, 01:30 AM
الاخوة الافاضل في منتدى التفسير
السلام عليكم ورحمة الله
من فترة وانا اتابع منتداكم الرائع واستفيد منه وانا ادعو الله لكم دائما وكم تعلمت من مشاركاتكم وتعقيباتكم وانا لست من طلبة العلم بل انا من العوام ولهذا لم اسجل بالمنتدى لكن لما قرأت سؤال الاخ الفاضل ابو صهيب اضطررت للتسجيل فلعلكم لن تجدوا اي مشاركات لي الا هذه لاني لست صاحب علم فأشارك بعلمي لكن حسبي اني معكم اكثر سوادكم وجزاكم الله كل خير
اخوكم في الله لاجئ فلسطيني
ابو جهاد
اما بالنسبة لك اخي الفاضل ابو صهيب فالكتاب الذي تبحث عنه مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع، الطبعة رقم 1، ابن خالويه (غلاف عادي)
منشورات المعهد الألماني للأبحاث
قد طبع في لبنان وطبعه المعهد الالماني وهو فرع لمركز استشراقي مركزه برلين وانا زرت مركزهم الرئيسي قبل عدة سنوات وفوجئت بالكتب العربية التي يطبعونها واشتريت منهم كتابين واسعارهم معقولة وتستطيع الحصول على الكتاب عبر النت من مكتبة النيل والفرات رغم ان اسعارهم مرتفعة ولا انصح بهذا الا لو كنت ممن يعيش بعيدا عن لبنان ولا تعرف احدا هناك واليك عنوان المكتبة على النتhttp://www.neelwafurat.com/
وارجوا اخي الفاضل اني افدتك وافدت الاخوة وجزاك الله خيرا(1/1860)
وهناك اقتراح للاخوة ان يقيموا مكتبة تبيع الكتب عبر النت لان نصارى لبنان من يملكون مثل هذه الامكانية ولعل اي مكتبة في السعودية تستطيع عمل هذا و سيكون مفيدا لمن هم مثلي حيث اني اعيش في اخر قطعة يابسة قبل القطب الجنوبي
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أبو صهيب
02-16-2004, 08:04 AM
جزاك الله خيرا ما جزى إنسان
أخي أبا جهاد ,,
وأثابك المولى من عنده أحسن الثواب ,,
وردك الله إلى أرضك عزيزا كريما رافع الرأس ,,
فلقد ذهبت إلى الموقع وطلبت بعض المعلومات وباتظار ردهم ,,
وفقت للخير أخي العزيز
أخوك أبو صهيب
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2004, 06:03 AM
جزاكما الله خيراً. وأرحب بأخي الكريم أبي جهاد وأسأل الله له التوفيق والسداد.
---
(1/1861)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب تقييم لاختصار التجيبي لتفسير الطبري رحمهم الله
---
طلب تقييم لاختصار التجيبي لتفسير الطبري رحمهم الله
---
محمد رشيد
04-30-2003, 02:57 PM
السلام عليكم و رحمة الله بركاته ، أرجو من مشايخي الكرام تقييم لمختصر الطبري المطبوع على هامش بعض المصاحف المتداولة ، و هو لأحد المتقدمين ـ لا أذكر اسمه الان ـ و لعله ( الجيبي ) أو ما يشبه هذا الرسم ، و أذكر أن تاريخ وفاته هو 417 من الهجرة
و بارك الله فيكم
---
المشارك7
04-30-2003, 07:26 PM
وكذا مارايكم في تهذيب تفسير الطبري لصلاح الخالدي .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-02-2003, 06:13 PM
بسم الله
أولاً - اختصار التجيبي[ أو نحو هذا الاسم ] الذي سأل عنه محمد يوسف اطلعت عليه مراراً ، ولم أقتنع به كاختصار لتفسير الطبري ، فما هو إلا اختيارات للمختصر من تفسير الطبري ، وفيه ضعف ظاهر ، وفائدته قليلة ، ولا أدري ما سبب اختياره ليكون تفسيراً مطبوعاً على هامش المصحف الشريف .
ثانياً - اختصار الخالدي لتفسير ابن جرير الطبري فرحت به كثيراً لما رأيته ، فسارعت إلى اشترائه ؛ ولما اطلعت عليه وقلبت صفحاته ، وتأملت بعض مواضعه قلت : يا ليتني لم أكلف نفسي شراءه ، فقد كان اختصاراً مسيئاً إلى تفسير الإمام ابن جرير ، فضعف عبارة المختصر ، وعدم مراعاة ضوابط وشروط الاختصار ، وتصرف المختصر في كلام ابن جرير بشكل واضح ، إلى غير ذلك من الملحوظات التي لا يتسع مقامي هذا لذكرها
والذي تبين لي بعد الاطلاع أيضاً على كتاب الخالدي : تعريف الدارسين بمناهج المفسرين أنه لم يستوعب منهج الطبري على الوجه الصحيح ، ولم تتبين له طريقة هذا الإمام في تفسيره .(1/1862)
وقد أفادني الشيخ مساعد الطيار بقريب من هذا الكلام لما تذاكرنا كناب الخالدي الأخير .حيث أخبرني بأن كلام الخالدي عن تفسير الطبري في كتابه المذكور فيه تناقضات تدل على سرعة حكمه على هذا التفسير الكبير .
وأخيراً : ليعلم القارئ أن لم أرد بكلامي هذا بخس أحد حقه ، ولا أقصد التقليل من الجهد الذي بذله في اختصاره ، غير أني أجزم بأنه لم يعط هذا التفسير حقه من الاهتمام ، ولم يتقن تهذيبه له . فعفا الله عنا وعنه .
---
محمد رشيد
05-03-2003, 04:34 PM
بارك الله فيك شيخنا العبيدي و زادك اخلاصا و جهدا
---
أبومجاهدالعبيدي
03-28-2005, 11:25 AM
( مختصر ابن صمادح ، وهو أبو يحيى محمد بن صمادح التجيبي الأندلسي المتوفى سنة 484هـ ، وكان متداولاً بين طلبة العلم بالأندلس حتى القرن الثامن الهجري ، ويعرف بـ " تلخيص الطبري "
وهو مجرد تفسير لغريب القرآن الكريم مأخوذ من تفسير الطبري ، ولم يتناول تفسير الآيات ، ولم يعرض لآراء المفسرين في الآية ....
وقام السيد محمد أبو العزم الزفيتي بتحقيقه وطبعه في مجلدين ، ثم طبعته دار الشروق على هامش المصحف ، وأسمته "مصحف الشروق المفسر الميسر " عام 1397هـ ، ويقع في 724 صفحة من القطع الكبير . ) انتهى باختصار يسير من كتاب : الإمام الطبري للدكتور محمد الزحيلي ضمن سلسلة أعلام المسلمين رقم 33 .
---
(1/1863)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
02-06-2005, 12:07 PM
فن الدعاء 218
يا رب ؛ يا من نعمك لا تعد ، ولا يحصيها عاد ولا تدخل تحت عدد،،، نسألك إعانتنا على شكرك عليها ، وأن تبارك لنا فيها ، وتزيدنا –من فضلك – منها وخيرا منها ، ولا تحرمناها بسوء فعالنا ، وكفراننا بعدم شكرك عليها منا ، يا من هو حليم وكريم وعظيم ، ويحب لعباده الخير ، ويكره لهم الشر ،،،سبحانك ما أحلمك علينا ، وما أجرأنا على مخالفة أوامرك ونواهيك نسألك لطفك يا خفي الألطاف .
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 154
(مع أعظم إنسان ( مع النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الحج )
(دراسة للمعايير العملية للعلاقات العامة )
حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله e كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس وأن رسول الله e كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي وبات حتى يصبح .[1]
الفقه الشرعي :
يكره أن يطرق المسافر أهله ليلا ... ولا يخلو من هذا زمان ولا مكان فإن وسائل المواصلات في هذا الزمن تجعل المسافر يتواصل مع أهله عن وقت وصوله إليهم ... لكن العنت يبقى قائما وهو أن يجعلهم مستنفرين ينغص عليهم نومهم ، ويدخل عليهم هموما بخوفهم عليه وبخاصة إذا تأخر عن الوصول قليلا... ويظهر أن النهي منصب على الوقت المتأخر من الليل وهو يختلف من مكان إلى آخر فإن بعض الأماكن ينام فيها الناس مبكرين وبعضها يتأخرون في نومهم ويبقى تقدير الوقت المتأخر من الليل راجع إلى العرف ...
المعيار العملي للعلاقات العامة .(1/1864)
الشفافية في التعامل مع القريب والبعيد ومراعاة حقوق الآخرين يورث الحب والتقدير لمن هذا شأنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع هذا التعامل إحسانا إلى القريب والبعيد في جميع الأماكن والأزمنة ، ولا ريب أن هذا الإحسان يجعل الحب متبادلا وشديد الانتشار وبخاصة إذا كان الجمع كبيرا كالحج وزمن التطبيق مستمرا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؛ فإن روافد الحب يسقيه نهر متدفق لا ينضب إلا بتقصير المسلمين عن تطبيقه فهل نبدأ بأنفسنا ونوصل هذه الرسالة نظريا وعمليا ؟ وبخاصة في ظل الحملات المغرضة ضد منهج الإسلام فيما يتعلق بكثير من الجوانب ومنها جانب الحقوق المتعلاقة بالمرأة ...
نستعين بالله على توضيح الحق للقريب والبعيد .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - البخاري ، الصحيح 2/556. رقم (1460) والشجرة أي التي عند مسجد ذي الحليفة . والمعرس بالمهملات والراء مشددة مفتوحة نزول المسافر آخر الليل أو مطلقا وهو أسفل من مسجد ذي الحليفة فهو أقرب إلى المدينة . أنظر : الحاشية على التجريد الصريح للزبيدي من شرحي الشيخ الشرقاوي والإمام ابن قاسم الغزي 1/ 105.
فن الترويح على النفس 164
هل أبكي أم لا؟
وأصله أن شابا في العشرينات كان يمشي على شرفة جزيرة إثر مطر هلّ على المكان الذي يرعى فيه غنمه فانزلقت رجله فسقط إلى الجزيرة التالية وبينهما ما يقرب من أربعة أمتار فنادى زميلا له وقال له : ما رأيك هل أبكى أو لا ؟
قال له صاحبه: عملك على طيبة النفس أي إذا كانت نفسك ترغب البكاء بكيت ! وهذا التعبير معناه هنا السخرية الضاحكة فإن الكلام الذي صدر من الموجَع عجيب والذي اعتاد الناس على فعله في مثل هذه المواقف والأحوال هو البكاء من شدة الألم في الحال ؛ أما أن يوالي غيره في البكاء فقل أن يحصل ...(1/1865)
ولكنه يمكن أن نفسر هذا بأن الشخص يتمتع بصفة جيدة حيث إنه يستطيع أن يتماسك في المواقف الصعبة وأن يكون تصرفه حينئذ بعد تريث ومشاورة ! وهذا رأيي ولا ألزم به أحدا ...
---
(1/1866)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب الإستعداد للموت وسؤال القبر للمليباري
---
حمّل كتاب الإستعداد للموت وسؤال القبر للمليباري
---
مسك
10-25-2004, 07:46 AM
قال الله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلهِكُم أَموَلُكُم وَلاَ أَولاَدُكُم عَن ذِكْرِ الله وَمَن يَفعَلْ ذَلِكَ فَأْوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ. وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقنَكُم مِّن قَبلِ أَن يَأْتِي أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَو لاَ أَخَّرتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصَّالِحِينَ. وَلَن يُؤَخِّرَ الله نَفساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَالله خَبِيرُ بِمَا تَعْمَلُونَ).
وفي سنن الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هازم اللذات الموت".
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده" وفي رواية مسلم: "يبيت ثلاث ليال" قال ابن عمر رضي الله عنهما ما مرت عليَّ ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي.
أضغط هنا لتحميل كتاب الإستعداد للموت وسؤال القبر للمليباري (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31565)
---
(1/1867)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > شكر و تقدير لتغيير خلفية الكتابة ، و حسن الاستجابة
---
شكر و تقدير لتغيير خلفية الكتابة ، و حسن الاستجابة
---
د.أبو بكر خليل
11-05-2005, 12:54 PM
جزى الله أخي الشيخ د . عبد الرحمن الشهري - المشرف العام - و كذا الإخوة من الطاقم الفني خيرا على سرعة و حسن الاستجابة لما اقترحته - في رسالة خاصة - بتغاير لون خلفية الكتابة عن تلك التي يتم النشر بها ، فجاء الاختيار موفقا بحمد الله .
و إلى مزيد من الاقتراحات النافعة أيها الإخوة الكرام ليكون الملتقى في أجمل حلة و في أفضل حال إن شاء الله
---
(1/1868)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي؟
---
ما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي؟
---
طالبة دراسات عليا
04-16-2003, 05:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام, يسعدني اليوم أن أنضم إلى منتداكم الزاهر هذا , لما رأيت فيه من فوائد طيبة , طيبة العلم الذي تخدمونه حفظكم الله ورعاكم.
وباعتباري طالبة ماجستير , تخصص كتاب وسنة , ومهتمة بعلم التفسير جملة وتفصيلا ,فقد أحببت ان أطرح عليكم مسألة في علم التفسيررأيتها حساسة , فأردت توضيحا منكم , وهي تتمثل فيما يلي: نحن نعلم حسب دراستنا جميعا لتاريخ التفسير أنه قد قسم إلى تفسير بالمأثور وتفسير بالرأي , لكن الإشكال عندي هو أني أثناء دراستي وبحثي لم أجد فرقا بينهما , وهنا وجدتموني إخوتي الكرام أتساءل ما هي المقاييس التي تحكم الفرق بينهما, ولعلمكم أنا لا أقصد حين أقول التفسير بالرأي التفسير المذموم , فذاك ملغى دون نقاش لكني أقصد التفسير بالرأي الذي اعتمده العلماء , وشكرا مسبقا والسلام
---
خالد الباتلي
04-16-2003, 08:56 PM
الأخت الكريمة / سلسبيل
السلام عليكم وبعد
يقسم أهل العلم التفسير إلى أقسام متعددة باعتبارات متنوعة ، فمن ذلك أن التفسير ينقسم باعتبار طريق وصوله إلينا إلى قسمين:
الأول: ما يكون طريق الوصول إليه عن طريق الأثر، وهو التفسير بالمأثور.
الثاني: ما يكون طريق الوصول إليه عن طريق الاجتهاد، وهو التفسير بالرأي.
وهذا مكمن الفرق بينهما
وإليك شيئاً من التعريف بهذين النوعين:
1. التفسير بالمأثور:
وهو تفسير القرآن بالقرآن نفسه، وبالسنة وبالآثار عن الصحابة والتابعين.(1/1869)
وقيل في تعريفه: "التفسير الذي يعتمد على صحيح المنقول والآثار الواردة في الآية فيذكرها، ولا يجتهد في بيان معنى من غير دليل، ويتوقف عما لا طائل تحته، ولا فائدة في معرفته ما لم يرد فيه نقل صحيح"( ).
وهو أفضل مناهج التفسير وأعلاها، ومراعاته علامة الصواب، وقاعدة لضبط التجديد في فهم القرآن( ).
والتفسير بالمأثور يجب الأخذ به، ولا يجوز العدول عنه إذا صح( ).
2. التفسير بالرأي( ):
وهو التفسير بالاستنباط والاجتهاد.
"والرأي في الأصل مصدر "رأى الشيء يراه رأياً" ثم غلب استعماله على المرئي نفسه، من باب استعمال المصدر في المفعول، كالهوى في الأصل مصدر هويه يهواه هوى، ثم استعمل في الشيء الذي يُهوى؛ فيقال: هذا هَوَى فلان، والعرب تفرق بين مصادر فعل الرؤية بحسب محالها فتقول: رأى كذا في النوم رؤيا، ورآه في اليقظة رؤية، ورأى كذا لا يعلم بالقلب ولا يرى بالعين رأياً، ولكنهم خصوه بما يراه القلب بعد فِكْرٍ وتأمل وطلب لمعرفة وجه الصواب مما تتعارض فيه الأمارات؛ فلا يقال لمن رأى بقلبه أمراً غائباً عنه مما يحس به إنه رأيه، ولا يقال أيضاً للأمر المعقول الذي لا تختلف فيه العقول ولا تتعارض في الأمارات إنه رأى، وإن احتاج إلى فكر وتأمل كدقائق الحساب ونحوها"( ).
ويقسمه أهل العلم إلى قسمين:
أ. الرأي المحمود:
وهو ما كان مبناه على علم أو غلبة ظن، بحيث إنه يجري على موافقة معهود العرب في لسانها وأساليبها في الخطاب، مع مراعاة الكتاب والسنة وما أثر عن السلف. فالمفسر هنا من يبذل جهده ووسعه في فهم النص القرآني، وأصول الشريعة في الفهم والاستنباط، مع الاطلاع على المأثور في تفسير الآية.
وقد قال أبو بكر t: "إني قد رايت في الكلالة رأياً، فإن كان صواباً فمن الله وحده لا شريك له، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان والله منه بريء"( ).
وقال ابن المبارك: "ليكن الذي تعتمد عليه هذا الأثر، وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث"( ).(1/1870)
وسلوك هذا السبيل جائز لا حرج فيه لمن اجتمعت عنده أدواته، وساق بعضهم أدلة تقرر هذا الحكم يضيق عنها المقام هنا( ).
ب. الرأي المذموم:
وهو التفسير بالجهل والهوى( ).
وهذا النوع حرام لا يجوز الإقدام عليه كما قال شيخ الإسلام: "فأما التفسير بمجرد الرأي فحرام"( ).
والأدلة والآثار في تحريمه وذمه كثيرة جداً( ).
فالمتكلم في هذا النوع متقحم متكلف ما لا علم له به، لم يراع في تفسير القرآن قوانين اللغة ولا نصوص الشريعة وأصول الاستنباط، قد جعل هواه رائده ومذهبه قائده.
والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2003, 09:38 PM
أشكر الأخت السائلة وأرجو لها التوفيق والنفع إن شاء الله ، وهذا الملتقى في أمس الحاجة إلى تعاون المتخصصين من طلاب العلم فحياكم الله.
وأشكر الشيخ الكريم خالد الباتلي على تكرمه بالإجابة ، وفقه الله وبارك في علمه.
وكنت كتبت جواباً حول هذا الموضوع ، ولو علمت بتصدي الشيخ خالد للإجابة لأمسكت ، أما وقد كتبت الجواب فأحببت أن أضعه لعل الشيخ خالد يرى فيه رأياً فيصوبه إن كان صواباً ، أو يصلحه إن لم يكن ،و الفائدة مقصد الجميع.
وأما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي فالجواب عليه في نقاط :
الأولى : أن مصطلح التفسير بالمأثور مصطلح حادث ، والمصطلحات يجب أن يدقق فيها أثناء وضعها وأثناء فهمها ، وعندما يدخل الخلل في وضع المصطلح أو فهمه يحدث الاضطراب في الفهم وفي التطبيق ولا تنضبط المسائل كما سيأتي.
الثانية : التفسير بالمأثور: هو ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم- وعن صحابته وعن التابعين وعن تابعيهم ممن عُرفوا بالتفسير ، وكانت لهم آراء مستقلة مبنية على اجتهادهم.(1/1871)
ولا شك أن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن صح السند إليه هو المقدم ، ثم ما صح عن صحابته رضي الله عنهم. وقد حرص السيوطي رحمه الله على جمع ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة فقط دون أن يكون فيه شيء من أقوال التابعين في كتابه المفقود (ترجمان القرآن) وقد تم كتابه ذاك في خمسة مجلدات.
قال السيوطي في مقدمة كتابه قطف الأزهار:(وبعد فإن الله سبحانه ، وله الحمد قد منَّ عليَّ بالنظر في علوم القرآن وحقائقه ، وتتبع أسراره ودقائقه ، حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى ، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن) وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل وسمعوا منه التفسير والتأويل ، وقد تم –ولله الحمد- في خمس مجلدات ، وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين ، ولا من بعدهم.
وهذا لعمري هو التفسير – ولا زال الكلام للسيوطي – فإن الكلام في معاني القرآن ممن لم ينزل عليه ولا سمع من المنزل إليه ، إنما هو رأي محض ، فإن كان موافقاً للقواعد فهو التأويل ، وإن كان خرج عنها ، وأخطأ المراد ، فتحريف وتبديل... فإذن الواجب الاقتصار في التفسير على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فإن في ذلك كفاية ومقنعاً.
ومن زعم أنه يأتي بأحسن مما أتوا به ، فإنه متهم في دينه ، مخدوع في عقله ، نعم يبقى النظر في الترجيح إذا اختلفت الرواية عن الصحابة ، وذلك غير ممتنع عن المتأهل لذلك ، أما إحداث قول زائد على ما ورد عنهم فلا ، ولا كرامة.
ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضاً ، ليس فيه إعراب ، ولا سر بياني ، ولا نكتة بديعية ، ولا استنباط حكم ، إلا نادراً ، أردفته بكتب في ذلك..)أهـ.(1/1872)
ثم أشار بعد ذلك إلى كتبه : الإتقان ، ولباب النقول في أسباب النزول ، والإكليل في استنباط التنزيل ، وغيرها. ولم يشر إلى كتابه (الدر المنثور) وهذا يدل على أنه لم يؤلفه بعدُ حين كتب ذلك الكتاب ، أو أنه لم يرد الاستقصاء عندما ذكر كتبه بدليل قوله:(حتى صنفتُ في تعليقاته كتباً شتى ، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن) ).
وقد حدثني أحد الإخوة أنه عثر على نسخة كاملة من هذا التفسير (ترجمان القرآن) ، في تركيا قبل مدة يسيرة ، ولكنه حدث له حادث حرمه منها ، ولا زلت متحسراً على ذلك ، إن كان صادقاً فيما ذكر ولا أحسبه إلا كذلك !!
ثم يأتي بعد ذلك ما روي عن التابعين ، وعن أتباعهم رحمهم الله جميعاً ، والسبب في قبول رواياتهم معروف ، ومذكور في كتب أهل العلم ، وقد درس الدكتور محمد الخضيري تفسير التابعين دراسة جيدة فلتراجع وهي بعنوان (تفسير التابعين- عرض ودراسة مقارنة).
ولكنه لا يرتبط بالتفسير بالمأثور حكم من حيث القبول والرد ، بل يعتمد ذلك على صحة النقل ، فما صح قبل ، وما لم يصح لم يقبل.
وهنا ينتهي الحديث عن التفسير بالماثور. ولا يتعدى الحديث فيه إلى جعله قسيماً للتفسير بالرأي ، فهنا مكمن الخلل!!
الثالثة : أما التفسير بالرأي هو أن يفسر المفسر القرآن باجتهاده ورأيه ، بناء على ضوابط وقواعد معروفة ذكرها أهل العلم ، وقد ذكرتِ في سؤالك أن التفسير بالرأي المذموم غير مقصود في سؤالك وفقك الله ، فلا داعي للتنصيص على إن المقصود بالحديث هنا هو الرأي المقبول.
فيدخل فيه تفسير الصحابي ، وتفسير التابعي ، ومن بعدهم إلى زمننا هذا.
فإذاً التفسير بالمأثور قد يكون بالرأي ، وينسب إلى من فسره ، سواء كان من الصحابة أو من التابعين ، أو من بعدهم.(1/1873)
فالمسألة اصطلاحية فحسب ، أراد العلماء أن ييسروا التقسيمات على طلاب العلم ، لدراسة تاريخ التفسير ، وكيف تطور ، ولكن حدث هذا الخلط غير المقصود ، فالله المستعان. فأصبح الخطأ شائعاً عند المتأخرين ، ينقله بعضهم عن بعض دون تمحيص ، وهو أن يقسم التفسير إلى قسمين:
- تفسير بالمأثور.
- وتفسير بالرأي.
وقسموا كتب التفسير إلى:
- كتب التفسير بالأثر.
- وكتب التفسير بالرأي.
وممن يفهم من كلامه مثل هذا التقسيم الطاهر بن عاشور رحمه الله ، حيث يقول في التحرير والتنوير 1/32-33: (أما الذين جمدوا على القول بأن تفسير القرآن يجب ألا يعدو ما هو مأثور ، فهم رموا هذه الكلمة على عواهنها ، ولم يضبطوا مرادهم من المأثور عمن يؤثر.
- فإن أرادوا به ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير بعض آيات إن كان مروياً بسند مقبول من صحيح أو حسن ، فإذا التزموا هذا الظن بهم فقد ضيقوا سعة معاني القرآن ، وينابيع ما يستنبط من علومه ، وناقضوا أنفسهم فيما دونوه من التفاسير ، وغلطوا سلفهم فيما تأولوه ، إذ لا ملجأ لهم من الاعتراف بأن أئمة المسلمين من الصحابة فمن بعدهم لم يقصروا أنفسهم على أن يرووا ما بلغهم من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي وعن الصحابة خاصة وهو ما يظهر من صنيع السيوطي في تفسيره الدر المنثور لم يتسع ذلك المضيق إلا قليلاً ، ولم يغن عن أهل التفسير فتيلاً ، لأن أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل سوى ما يروى عن علي بن أبي طالب على ما فيه من صحيح وضعيف وموضوع ...(1/1874)
- وإن ارادوا بالمأثور ما كان مروياً قبل تدوين التفاسير الأُوَل مثل ما يروى عن أصحاب ابن عباس وأصحاب ابن مسعود ، فقد أخذوا يفتحون الباب من شَقِّه ، ويقربون ما بعد من الشُّقَّة ، إذ لا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالاً في معاني القرآن لم يسندوها ولا ادعوا أنها محذوفة الأسانيد ، وقد اختلفت أقوالهم في معاني آيات كثيرة اختلافاً ينبئ إنباء واضحاً ، بأنهم إنما تأولوا تلك الآيات من أفهامهم ، كما يعلمه من له علم بأقوالهم ، وهي ثابتة في تفسير الطبري ونظرائه.
وقد التزم الطبري في تفسيره أن يقتصر على ما هو مروي عن الصحابة والتابعين ، لكنه لا يلبث في كل آية أن يتخطى ذلك إلى اختياره منها ، وترجيح بعضها على بعض بشواهد من كلام العرب ، وحسبه بذلك تجاوزاً لما حدده من الاقتصار على التفسير بالمأثور ، وذلك طريق ليس بنهج ، وقد سبقه إليه بقيُّ بن مَخْلَد ، ولم نقف على تفسيره، وشاكل الطبري فيه معاصروه ، مثل ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم، فلله درّ الذين لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور،مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين ، والزجاج والرماني ممن بعدهم ، ثم من سلكوا طريقهم، مثل الزمخشري وابن عطية).
ومن الخطأ في هذا التقسيم أنهم يعدون تفسير جامع البيان - مثلاً – من كتب التفسير بالمأثور ، وهو قد جمع بين الآثار ، وبين النقد والترجيح ، أي الرأي على رأي من وضع المصطلح . فيخرجون من هذا بقولهم (وممن جمع بين التفسير بالأثر والتفسير بالرأي الإمام محمد بن جرير الطبري ...). ولو تبينوا الوجه ، لعلموا أن النوعين لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر ، وأن التفسير بالماثور ليس قسيماً للتفسير بالرأي. ولي وقفة إن شاء الله حول مسألة (تحرير المصطلحات) وخاصة في الدراسات القرآنية بإذن الله في مشاركة قادمة.
وقد قسموا التفسير بالمأثور إلى أربعة أقسام هي :
1- تفسير القرآن بالقرآن.(1/1875)
2- تفسير القرآن بالسنة.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين.
ولو دققوا النظر لتبين لهم أن تفسير القرآن بالقرآن ينسب إلى من فسر به. فهو إن كان من الصحابي فهو من قبيل تفسيره بالرأي المنسوب للصحابي وكذلك للتابعي وهكذا. ولو محص النظر أكثر لكان كل تفسير بالرأي يعتبر بالنسبة لمن بعده تفسيراً بالمأثور. فكل محدث يعتبر قديماً ومأثوراً لمن بعده وهكذا. ولكنهم قصروه على هذه الأنواع الأربعة ، مع اختلافهم في كون تفسير التابعي حجة ، وليس في كونه مأثوراً أم غير مأثور ، إذ لم يكن مصطلح (المأثور) معروفاً ولا شائعاً عند المتقدمين.
وختاماً : فأنا أعجب من مؤلفين متخصصين معاصرين سارا على هذه الطريقة ، ولم يتنبها لهذه النقطة تنبهاً يدل على اتضاح الأمر لهما ، مع إن عنواني كتابيهما تدلان على أنهما دققا وحللا المصطلحات وهما :
1- فضيلة الشيخ الكريم الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه (في علوم القرآن – عرض ونقد وتحقيق). حيث يقول ص 251:( من خلال ما قدمناه يتبين لنا أن التفسير ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما : التفسير بالمأثور ، والتفسير بالرأي. فالتفسير بالمأثور هو التفسير بالرواية ، وهو يشمل تفسير القرآن بالقرآن - وتفسير القرآن بالسنة النبوية - وتفسير القرآن بقول الصحابي - وتفسير القرآن بقول التابعي...)
2- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي في كتابه (مصطلحات علوم القرآن – عرض وتحليل واستدراك). حيث قال ص 264:( يقسم العلماء التفسير إلى نوعين رئيسين وهما : التفسير المأثور ، والتفسير بالرأي أو الدراية ، ومنهم من يضيف إليه التفسير الإشاري كنوع ثالث والذي يخرجه الكثير عن حيز التفسير كما سنرى فيما بعد).(1/1876)
فهما بالرغم من أنهما كتبا هذين الكتابين خلال العامين المنصرمين ، إلا أنهما لم يتعرضا لنقد هذا المصطلح ، وهذا التقسيم غير الدقيق. فأين النقد ، والتحليل ، والاستدراك إذاً ؟
وقد نقد الدكتور مساعد الطيار مصطلح التفسير بالمأثور في كتابه (فصول في أصول التفسير) ، وكتب بعد ذلك مقالة مفيدة في نقد مصطلح التفسير بالمأثور في مجلة البيان العدد (76) في شهر ذي الحجة عام 1414هـ. إن أردتِ وضعتها في الملتقى.
---
المشارك7
04-17-2003, 12:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاكم الله خيرا على هذا المنتدى المبارك باذن الله ووفقكم الله وسددكم وبارك فيكم ونفع بمنتداكم .
هذه مقالة للشيخ مساعد الطيار نافعة في هذه المسالة :
(التفسير بين الأثر والرأي:
لقد ظهر ـ من خلال الأمثلة الدالة على جواز الرأي ـ أن الرأي قد برز في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان قليلاً، ثم اتسع وانتشر أكثر في عهد الصحابة ومَنْ بعدهم.
كما ظهر أن مِن الصحابة والتابعين وأتباعهم مَنْ فسروا القرآن برأيهم، فهل نُسمِّي ما ورد عنهم تفسيراً بالمأثور، وما ورد عن غيرهم تفسيراً بالرأي؟
إن تقسيم التفسير على هذا النحو فيه قصورٌ ظاهرٌ(26)، وذلك لأمرين:
الأول: أن أغلب من قسّم هذا التقسيم جعل حكم المأثور وجوب الأخذ به على إطلاقه، مع أن بعضهم يحكي خلاف العلماء في قبول أقوال التابعين، كما ينسى حكم ما اختلفوا فيه: كيف يجب الأخذ به مع وجود الاختلاف بينهم؟
الثاني: أن في ذلك تناسياً للجهد التفسيري الذي قام به السلف، وتجاهلاً لرأيهم في التفسير الذي يُعَدّون أول من بذره وأنتجه.
إن هؤلاء السلف قالوا في القرآن بآرائهم، كما قال المتأخرون بآرائهم، ولكن شتان بين الرأيين؛ فرأي السلف هو المقدّم بلا إشكال.(1/1877)
إن المقابلة بين التفسير بالمأثور (على أنه تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة، ثم بأقوال التابعين) والتفسير بالرأي (على أنه ما عدا ذلك) خطأ محضٌ لا دليل عليه من قول السلف أو من العقل.
إن تسمية تفسير السلف تفسيراً بالمأثور باعتبار أن طريق الوصول إليه هو الأثر تسميةٌ لا غبار عليها، وهو بهذا لا يقابل التفسير بالرأي، بل التفسير بالرأي ممتزج فيه؛ لأن من تفسيرهم ما هو نقلٌ لا يصح تركه أو إنكاره؛ كأسباب النزول، ومنه ما هو استدلال وقولٌ بالرأي، وكلا هذين عنهما؛ إنما طريقنا إليه هو الأثر.
كتب التفسير بين الرأي والأثر:
بناءً على ما وقع من مقابلة التفسير المأثور بالتفسير بالرأي، وقع تقسيم التفاسير إلى تفاسير بالمأثور وتفاسير بالرأي، وقد نشأ بسبب ذلك قصورٌ آخر، وذلك في أمرين:
الأول: أنه قَلّ أن تترك التفاسير المعتبرة أقوال السلف، بل تحرص على حكايتها، ومع ذلك تجد أن بعض هذه التفاسير حُكِمَ عليه بأنه من التفسير بالمأثور والآخر من التفسير بالرأي(27).
والصواب أن يقال: إن المفسر الفلاني مكثر من الرواية عن السلف مكثر من الاعتماد على أقوالهم، والآخر مقلّ من الرواية عنهم أو الاعتماد عليهم.
الثاني: أن من حُكِمَ على تفسيره بأنه من التفسير بالمأثور قد حِيفَ عليه وتُنُوسي جهده الخاص في الموازنة والترجيح بين الأقوال التي يذكرها عن السلف، وأشهر مثالٍ لذلك إمام المفسرين ابن جرير الطبري، حيث يعدّه من يقابل بين التفاسير بالمأثور والتفسير بالرأي من المفسرين بالأثر، وهذا فيه حكم قاصرٌ على تفسير الإمام ابن جرير، وتعامٍ أو تجاهلٌ لأقواله الترجيحية المنثورة في كتابه.
هل التفسير منسوب إليه أم إلى من يذكرهم من المفسرين؟!
فإذا كان تفسيره هو؛ فأين أقواله وترجيحاته في التفسير؟!
أليست رأياً له؟
أليست تملأ ثنايا كتابه الكبير؟!
بل أليست من أعظم ما يميّز تفسيره بعد نقولاته عن السلف؟!(1/1878)
إن تفسير ابن جرير من أكبر كتب التفسير بالرأي، غير أنه رأي محمود؛ لاعتماده على تفسير السلف وعدم خروجه عن أقوالهم، مع اعتماده على المصادر الأخرى في التفسير.
كما أن تفسيره من أكبر مصادر التفسير المأثور عن السلف، وفَرْقٌ بين أن نقول: فيه تفسير مأثور، أو أن نقول: هو تفسير بالمأثور؛ لأن هذه العبارة تدل على أنه لا يذكر غير المأثور عن السلف، وتفسير ابن جرير بخلاف ذلك؛ إذ هو مع ذكر أقوالهم يرجِّح ويعلِّل لترجيحه، ويعتمد على مصادر التفسير في الترجيح.
ولكي يَبِين لك الفرق في هذه المسألة: وازن بين تفسيره وتفسير عَصْرِيّهِ ابنِ أبي حاتم (ت: 327) الذي لا يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقوالهم فلا يرجح ولا يعلق عليها، أليس بين العالمين فرق؟
وأخيراً.. هذه بعض قضايا في التفسير بالرأي، والموضوع يحتاج إلى بحث أعمق وأطول، والله الموفق.
الهوامش:
(26) قد فصلت القول في مصطلح التفسير بالمأثور، انظر مجلة البيان عدد 76.
(27) انظر على سبيل المثال محمد حسين الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) وتقسيمه التفاسير بين المأثور والرأي من غير أن يورد ضابطاً يمكن التعويل عليه في هذا التقسيم، وقد قلّده آخرون في هذا من غير استدراك ولا تعقيب.)
وللشيخ مساعد مجموعة رسائل منها ماذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري جزاه الله خيرا في نقد مصطلح التفسير بالماثور ومنها ماذكرته في التفسير بالراي وغيرها ومن هذه الرسائل فهي في هذا الرابط :
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6945&pagenumber=2
ولكن يلزم لفتحها برنامج WinRAR .
---
مساعد الطيار
04-17-2003, 09:47 AM
الإخوة الكرام : لقد كتبت حول هذا الموضوع في كتابي ( مفهوم التفسير والتأويل والتدبر والاستنباط والمفسر ) بحثًا فيه طول ، وأستميحكم في المشاركة به .(1/1879)
إنَّ مصطلح التفسير بالمأثور معروف عند العلماء السابقين ، لكنَّ تعريفه بأنه : تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنة ، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة ، وتفسير القرآن بأقوال التابعين = مصطلحٌ معاصر .
وقد جُعِلَ مصطلحِ التفسير بالمأثور هذا مقابلاً للتفسير بالرأي ؛ أي أنَّ ما لم يكن من التفسير بهذه الأنواع الأربعة ، فهو من التفسير بالرأي .
ومما بُنِيَ على هذين المصطلحين من نتائج : تقسيم كتب التفسير على هذين المصطلحين .
وهناك غير ذلك مما ذكره من كتب في هذا المصطلح سيأتي ذكر بعضها أثناء الحديث عنه .
مناقشة هذا المصطلح :
أولاً : في تحديد التفسير بالمأثور في هذه الأنواع الأربعة :
1 ـ إنَّ من جعل التفسيرَ بالمأثور يشمل هذه الأنواع الأربعة ، لم يبين سبب تحديد المأثورِ بها . وهذا التحديد اجتهادٌ ، وهو قابل للأخذ والردِّ ، كما هو الحال في غيره من المصطلحات العلميَّةِ غير الشرعيَّةِ .
وأقدم من رأيته نص على كون هذه الأربعة هي التفسير بالمأثور الشيخ محمد بن عبد العظيم الزرقاني ( ت : ) ، حيث ذكر تحت موضوع (التفسير بالمأثور) ما يأتي : » هو ما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة تبياناً لمراد الله من كتابه « ( ) .
ثم جاء بعده الشيخ محمد حسين الذهبي ( ت : 1397) ، فذكر هذه الأنواع الأربعة تحت مصطلح (التفسير المأثور) ، فقال : » يشمل التفسير المأثور : ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته ، وما نُقلَ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وما نُقلَ عن الصحابة رضوان الله عليهم ، وما نُقِلَ عن التابعين ، من كل ما هو بيان وتوضيح لمراد الله تعالى من نصوص كتابه الكريم « ( ) .(1/1880)
ثمَّ تتابع بعض المعاصرين على هذا المصطلحِ بتقسيماته الأربعة . لذا فإنَّ كثرة وجوده في كتب علوم القرآن المعاصرة ، أو غيرها من كتب مناهج المفسرين ، أو مقدمات بعض المحققين لبعضِ التفاسير( ) = لا يعني صحَّته على الإطلاق ، بل هؤلاء نقلوه عن كتاب (( التفسير والمفسرون )) بلا تحرير ولا تأمُّلٍ فيه ، إلا القليل منهم .
2 ـ أن المعروف من لفظة مأثور : ما أُثرَ عن السابقين ، وتحديد زمنٍ معيَّنٍ إنما هو اصطلاحٌ . وإذا كان ذلك كذلك ؛ فكيف يكون تفسير القرآن بالقرآن مأثورًا ، وأنت ترى الله يَمُنُّ عليك بتفسير آيةٍ بآيةٍ ، فعن من أثرته ؟!
عن من أَثَرَ ابن كثيرٍ ( ت : 774 ) تفسيراتِه القرآنيةِ للقرآنِ ؟! وكذا محمد الأمين الشنقيطيُّ ( ت : 1393 ) في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، عمَّن أَثَرَ تفسيراتِه القرآنيةِ للقرآنِ ؟!
وإذا كان ذلك واضحًا لك ، فكيف يكون اجتهاد المتأخرين والمعاصرين وأهل البدع الذين يحملون بعض الآي على بعضٍ و يفسِّرونها بها ، كيف يدخل كلُّ هذا في المأثورِ عن الصحابة والتابعين ؟!
لا شكَّ أن حمل معنى آية على آية هو من اجتهاد المفسِّر ، سواءً أكان المفسر من الصحابة ، أم كان من التابعين ، أم كان ممن جاء بعدهم ، والاجتهاد عرضة للخطأ ، ويوزن بميزانٍ علميٍّ معروفٍ ، ولا يقبل إلاَّ إذا حَفَّتْ به شرائطُ القبولِ ، كأيِّ اجتهادٍ علميٍّ آخر ( ).
ومن هنا يجب أن تُفَرِّقَ بين كون القرآن مصدرًا من مصادر التفسير ، أو أنه أحسن طرق التفسير ، وبين كون التفسير به يُعدُّ من التفسير بالمأثور ، والفرق بين هذين واضحٌ .
3 ـ أين يقع تفسير أتباع التَّابعين في هذين المصطلحين ، وما علَّةُ جعلِه مأثورًا أو غير مأثورٍ عند هؤلاء ؟(1/1881)
لقد عَلَّلَ محمد حسين الذهبي ( ت : 1397 ) لسبب إدخال تفسير التَّابعين في المأثور ، فقال : » وإنما أدرجنا في التفسير المأثور ما رُوي عن التابعين ـ وإن كان فيه خلاف : هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرَّأي؟ ( ) ـ لأننا وجدنا كتب التفسير المأثور ـ كتفسير ابن جرير وغيره ـ لم تقتصر على ما ذكر مما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما روي عن الصحابة ، بل ضمَّنت ذلك ما نقل عن التابعين في التفسير« ( ) .
وإذا تأمَّلت هذه العلَّة التي ذكرها ، وجدتها أنها تندرج على مفسِّري أتباع التابعين الذين ترى أقوالهم منثورةً في كتب التفسير التي تُعنى بنقل أقوال مفسري السلف ـ كتفسير الطبري وابن أبي حاتم وغيرهما ـ بل قد لا يوجدُ في مقطع من مقاطع الآية إلا تفسيرُهم ، فَلِمَ لمْ يعُدَّها من التفسيرِ بالمأثورِ ؟!.
4ـ أن بيان أصل الخلطِ في هذا المصطلحِ يدلُّ على عدمِ تحريره وصحَّته ، فقد كان أصل النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت : 728 ) في حديثه عن أحسن طرق التفسير ، وهي تفسير القرآن بالقرآن ، ثم بالسنة ، ثم بأقوال الصحابة ، ثم بأقوال التابعين ( ) .
ومما يبيِّنُ أنهم اعتمدوا على ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّةَ ( ت : 728 ) وغيَّرُوا المصطلحَ من طرق التفسيرِ إلى التفسيرِ بالمأثور أنهم حكوا الخلاف في كونِ تفسير التابعين يُعَدُّ من التفسيرِ بالمأثورِ أو لا يُعدُّ ، قال الزرقانيُّ ( ت : ) :» وأمَّا ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء : منهم من اعتبره من المأثور ؛ لأنهم تلقوه من الصحابة غالبا ، ومنهم من قال : إنه من التفسير بالرأي «( ).(1/1882)
وقال محمد حسين الذهبي ( ت : 1397 ) : » وإنما أدرجنا في التفسير المأثور ما رُوي عن التابعين ـ وإن كان فيه خلاف : هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرَّأي؟( )ـ لأننا وجدنا كتب التفسير المأثور ـ كتفسير ابن جرير وغيره ـ لم تقتصر على ما ذكر مما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وما روي عن الصحابة ، بل ضمنت ذلك ما نقل عن التابعين في التفسير« ( ).
والأصلُ الذي نقلا منه ـ وهو رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت : 728 ) ـ جاء فيه ما يأتي : » وقال شعبة بن الحجاج وغيره : أقوال التابعين في الفروع ليست حجة ، فكيف تكون حجة في التفسير ؟ يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم . وهذا صحيح . أمَّا إذا اجتمعوا علي الشَّيء فلا يُرتابُ في كونه حُجَّةً ، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ، ولا على من بعدهم ، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن والسُّنَّةِ ، أو عموم لغة العربِ ، أو أقوال الصحابةِ في ذلك « ( ).
وإذا وازنت بين هذه النُّقولِ تبيَّنَ لك أنَّهم تركوا مصطلحَ » طرق التفسير « إلى مصطلحٍ أحدثوه بدلاً عنه ، وهو مصطلح » التفسير بالمأثور « ، ونزَّلوا ما ذكرَه شيخ الإسلام في حديثه عن» طرق التفسيرِ « على هذا المصطلحِ الذي اصطلحوا عليه .
ثانيًا : علاقة المأثور بالرأي :
يُفهم ممن جعل التفسير بالرأي قسيمًا للتفسير بالمأثور ، أنَّ التفسير بالرأي ما عدا الأربعة المذكورة في التفسير بالمأثور ، وهذا فيه عدم تحرير ، وقد ظهر من ذلك نتائج ؛ منها : أنَّ التفسير المأثور أصح من التفسير بالرأي ، وأنه يجب الاعتمادُ عليه .
وهذا الكلام من حيث الجملة صحيحٌ ، إلا أنه لم يقع فيه تحديد مصطلح الرأي ، ومعرفة مستندات الرأي لكلِّ جيلٍ من العلماءِ ، وإذا تبينت هذه الأمور بانت العلاقة بينهما ،وإليك بيانُ ذلك باختصار .
أولاً : ألم يقع الاجتهاد في التفسير عن السلف ؟(1/1883)
إنَّ تسمية هذه الأربعة بأنها مأثور جعل بعض الباحثين الذين اعتمدوا هذا المصطلح يغفل عن وقوع الاجتهاد في التفسير عند السلف ، فإذا كان لهم اجتهاد ، فهل هو تفسير بالرأي ، أو يُعدُّ بالنسبة لهم مأثورًا ؟
فإذا كان المفسِّر المجتهد من الصحابة ، فهل يُعدُّ تفسيرُه مأثورًا بالنسبة لغيره من الصحابة ؟
وإذا كان المفسر المجتهد من التابعين ، فهل يُعدُّ تفسيرُه بالنسبة للصحابة مأثورًا ؟
لا شكَّ أنَّ الجواب : لا ، لا يُعدُّ مأثورًا .
لكنَّ تفسير الصحابةِ بالنسبة للتابعين وأتباعهم مأثورٌ .
وتفسير التابعين بالنسبة لأتباع التابعين مأثورٌ .
والمراد بالمأثور هنا مطلق المعنى اللغوي أو الاصطلاحي عند علماء مصطلح الحديث . ولا يعني وصفه بأنه مأثور مطلق القبول ، وتقديمه على غيره ؛ لأنَّ في الأمر تفصيل ليس هذا محلُّه .
ولا يُخرجُ من هذه الإشكالات إلا إن قال من اصطلح على هذا المصطلح : أنا أريد بالرأي : الرأيَ المذمومَ ، وهذا ما لم يشر إليه من درج على هذين المصطلحين .
ولبيان المسألة أكثر ، أقول : بعد أن تشكَّل تفسيرُ السلفِ ، وتحدَّد في طبقاتِه الثلاثِ ( الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ) كما هو ظاهرٌ من نقولِ المعتنين بكتابة علم التفسيرِ من علماء أهل السُّنة ، الذين اعتمدوا النقل أو الترجيح بين الأقوالِ ، صار التفسير المأثور عن السلف مصدرًا يجب الرجوع إليه ، والاعتماد عليه ، وهذا ظاهر لا مشكلة فيه .
لكن هل يعني وصفه بأنه مأثور أنه لم يقع فيه تفسير بالرأي ؟
إنَّ التفسيرَ بالرأي كان منذ عهد الصحابةِ الكرام ، وكان لهم مستندهم في الرأي ، من القرآن والسنة واللغة وأسباب النُّزول وشيءٍ من مرويات بني إسرائيل ، وأحوال من نزل فيهم القرآن ... الخ .(1/1884)
وجاء التابعون ، وكان جملةٌ كبيرةٌ من تفسيرِهم بالرأي ، وكان لهم اختيارٌ في التفسيرِ قد يخالفُ اختيارَ أفراد الصحابةِ ، وكانت مستندات الرأي عندهم ما كان عند الصحابةِ ، وزاد في مصادرهم تفسيرُ الصحابةِ ؛ لأنهم جاءوا بعدهم .
ثمَّ جاء أتباع التابعين ، وكان الحالُ كما كان في عهد التابعين ، وعليهم وقف النقلُ في التفسير ، كما هو ظاهر من كتب التفسير التي نقلت أقوال السلف .
وكان تفسيرُ كل طبقة بالنسبة لمن جاء بعدهم مأثورًا ، لكنه لا يحملُ صفة القبولِ المطلقِ لأنه مأثورٌ فقط ؛ لأنَّ فيه جملة من الاختلاف التي تحتاج إلى ترجيح القول الأولى = بل له أسباب أخرى مع كونه مأثورًا .
إذا تبين ما سبق ، فإنَّ التفسيرَ المأثورَ عن السلف على قسمين :
القسم الأول : المنقول المحض الذي لا يمكن أن يرد فيه اجتهاد ، ويشمل تفسيرات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسباب النُّزول وقصص الآي والغيبيات .
والقسم الثاني : ما كان لهم فيه اجتهاد ، ويظهر فيما يرد عليه الاحتمال من التفسير .
وما دام في تفسيرهم رأي ، فما نوع الرأي الذي عندهم ، وما نوع الرأي الذي جاء بعدهم ؟
أما الرأي الوارد عنهم ، فهو من قبيل الرأي المحمود ؛ لأنهم لم يكونا يقولون في القرآن بغير علم ، كما لم يكن عندهم هوى مذهبي يجعلهم يحرفون معاني الآيات إلى ما يعتقدونه ، فلما سلِموا من هذين السببين اللذين هما من أكبر أسباب الوقوع في التحريف في التفسير ، وكانوا يفسرون كلام الله على علمٍ ، كان رأيهم محمودًا في التفسير .
ووجود قول ضعيف في تفسيرهم لا يعني أنه من الرأي المذموم ، وما ورد من تفسيرات غريبة عن بعضهم ؛ أعني بعض تفسيرات مجاهد ( ت : 104 ) لمسخ بني إسرائيل قردة وخنازير ، والميزان ، والنظر إلى وجه الله إنما هي أفراد في تفاسيرهم ، وهي نادرة لا تكاد تذكر .
وأما الرأي الذي جاء بعد تفسير السلف فهو على قسمين:(1/1885)
القسم الأول : رأيٌ محمودٌ ، وهو المبني على علم ، وهو نوعان :
النوع الأول : الاختيار من أقوالهم بالترجيح بينها إذا دعى إلى ذلك داعٍ ، بشرط أن يكون المرجِّح ذا علم ، ولا يختار من أقوالهم حسب هواه وميوله . ولا بدَّ أن يكون المرجِّح على علم بأنواع ما يقع من الاختلاف عنهم ، وهو قسمان :
القسم الأول : أن يكون الخلاف راجعا إلى معنى واحدٍ ، ويكون الخلاف بينهم خلاف عبارة ، ويدخل الرأي هنا في توجيه أقوالهم على كونها على قول واحد ولا خلاف حقيقي ولا معتبر فيها .
القسم الثاني : أن يكون الخلاف بينهم راجعا إلى أكثر من معنى ، فاختيار أحد هذه المعاني من المفسرين الذين جاءوا بعدهم إنما يكون برأي واجتهادٍ ، كما فعل الطبري ( ت : 310 ) .
ثانيًا : الإتيان بمعنى جديد صحيح لا يناقض تفسيرهم ، ولا يقصر معنى الآية عليه :
لا شكَّ في أن المعاني تنتهي ، ولكن هذا لا يعني أن تفسير القرآن قد توقَّف على جيل أتباع التابعين ، وأنه لا يجوز لغيرهم أن يفسِّر القرآن .
نعم لا يعني هذا ، ولكن لابدَّ من ضوابط في هذا ، وهو ما يشير إليه عنوان الفقرة من أن يكون المعنى صحيحًا واردًا في اللغة ، وأن يكون غير مناقض لقول السلف ، وأن لا يعتقد المفسر بطلان قولهم وصحة قوله فقط . فإذا حصلت هذه الضوابط = صحَّ ـ والله أعلم ـ التفسير الجديد ، وصار من التفسير بالرأي المحمود المعتمد على علمٍ ، والله أعلم .
---
مساعد الطيار
04-17-2003, 09:52 AM
القسم الثاني : رأي مذموم ، وله عدة صور ، ويغلب عليه أن يكون تفسيرًا عن جهل أو عن هوى ، وعلى هذا أغلب تفاسير المبتدعة من المعتزلة والرافضة والصوفية وغيرهم .
وبعد هذا يتبين ما يأتي :
1 ـ أنَّ جعل التفسير بالمأثور مقابلا للتفسير بالرأي لا يصح .
2 ـ أنَّ تسمية الوارد عن السلف بأنه مأثور لا إشكال فيه ، لكن لا يقابله غيره على أنه تفسير بالرأي ؛ لأنَّ في هذا نسيان للرأي الواردِ عن السلفِ .(1/1886)
3 ـ أنَّ الحكم على التفسير المأثور بالقبول ، يصحُّ من حيث الجملة ، لكنه لا يتلاءم مع الاختلاف المحقق الوارد عنهم ؛ وفي هذه الحال لابدَّ من معرفة القول الأولى أو القول الصحيح في الآية ، وهذا يحتاج إلى رأي جديد ، فهل تقف عند الاختلاف بزعم قبول المأثور ، أم ترجِّح ما تراه صوابًا ، فتكون ممن قال برأيه ؟
4 ـ إنَّ ما ورد عن الصحابة أو التابعين أو أتباعهم ، فإنه مأثورٌ ، ولكنه لا يقبل لأجل هذه العلةِ ، وإنما لعلل أخرى ؛ كأن يكون إجماعًا منهم ، أو قول جمهورهم ، أو غيرها من الأسباب .
هذا ، ولقد تتبَّعتُ مصطلحَ» مأثور « و» المأثور « ، فلم أظفر على هذا التَّقسيمِ الرُّباعيِّ الذي ذكرهُ هؤلاءِ ، بل يطلقُه العلماءُ على ما أثرَ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو عن السلفِ ، أو الصحابةِ ، أو عن التابعينَ( ) ، وأحسبُ أنَّ هذه القضيَّةَ ليست بحاجةٍ إلى نقلٍ لتدعيمِها ؛ لكثرةِ ما تردُ في كتب اللغة ، ومصطلح الحديث ، وغيرها ، فتجد المأثور في اللغةِ : ما نقله الخلف عن السلفِ ، وقد يكون اصطلاحًا عند بعضهم على ما أُثِرَ عن الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - ، أو عن أصحابِه أو عن التَّابعينَ ، وهو في كلِّ هذه الاصطلاحاتِ لم يخرج عن المعنى العامِّ للفظةِ .
وقد يُسمَّى المأثورُ عنهم بالتفسيرِ المنقولِ ، ويقسمونَ التفسيرَ إلى نقليٍّ واجتهاديٍّ ، ولكن لا يعنون أنَّ ما نُقِلَ عنهم لا يقعُ فيه اجتهادٌ ، بل مرادهم اجتهادُ المفسِّر في أيِّ عصرٍ كان( ).
أو يُسمَّى المنقولُ عنهم بالرِّوايةِ ، والمأخوذُ من طريقِ الاجتهادِ بالدِّرايةِ( ) ، ولكن يجب أن تنتبه إلى أنَّ لهم في تفسيرِهم درايةٌ ، ثمَّ صار لمن بعدهم روايةً .(1/1887)
وأيًّا ما اصطلحتَ على المنقولِ عن السَّلفِ ، فإنه يجبُ أن تتنبَّه إلى ورودِ الاجتهادِ عنهم ، وأنَّهم صاروا بعد ذلك مصدرًا لمن جاء بعدهم ، يعتمدُ عليهم ، ويتخيَّرُ من أقوالِهم ، أو يضيفُ ما صحَّ من المعنى ولم يناقض أقوالَهم .
ويمكنُ تلخيصُ هذا الموضوعِ فيما يأتي :
1 ـ أنَّ إطلاقَ المأثور على المرويِّ عن الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - والسَّلفِ من الصحابة والتَّابعين وأتباعهم إطلاقٌ صحيحٌ .
2 ـ أنَّ هذا المأثورَ عنهم هو أهمُّ المراجع التي يجبُ أن يرجعَ إليها المفسِّرون الذي جاءوا بعدهم .
3 ـ أنَّ الصَّحيحَ المرويَّ من تفسيرِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - المباشرِ حجَّةٌ في تفسيرِ الآيةِ بلا خلافٍ .
4 ـ أنَّ جملةً من التفسيرِ المرويِّ عن السلفِ معتمدُه النَّقل ، وهو كسائر المنقولاتِ من حيثُ اعتمادُ الصحيحِ منها ، ويدخل في ذلك أسباب النُّزول وقصص الآي ، وغيرها من المغيَّباتِ التي تفتقرُ إلى النَّقلِ .
وهذه المنقولات تردُ عن الصحابةِ وعن التابعين وأتباعهم ويختلفُ قبولها بين هذه الطبقاتِ ، فالمرويُّ عن صحابيٍّ ليس كالمرويِّ عن تابعيٍّ ، ولا عن تابع تابعيٍّ .
والمرويُّ عن جماعةٍ منهم ، ليس كالمرويِّ عن فردٍ منهم ، وهكذا غيرها من القرائن التي تحفُّ بقبولِ الأخبارِ .
5 ـ أنَّ جملةً من تفسير السَّلفِ تفسيرٌ بالرأي المحمودِ ، ولهم في ذلك معتمدَاتٌ ؛ كالقرآنِ واللغةِ ، والعلمِ بأحوال من نزل فيهم الخطابُ ، والعلمُ بأحوالِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، وغيرها .(1/1888)
6 ـ أنَّ القرآن مصدرٌ مهمٌّ من مصادرِ التَّفسيرِ ، ولا يُقبلُ التَّفسيرُ به لمجرَّدِ كونِه تفسيرَ قرآنٍ بقرآنٍ ، بل لاعتبارٍ آخر ؛ كأن يكونَ من تفسيرِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، أو مما لا يمكنُ الاختلافُ في كونه مفسَّرًا بقرآنٍ ، أو مما يكونُ مجمعًا عليه ، أو بالنَّظرِ إلى عُلُوِّ مرتبةِ مفسِّرِه ، أو غيرها من القرائنِ التي تدلُّ على صحَّةِ التفسيرِ به .
وإذا كان التفسيرُ بالقرآن ممن هو دون النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فهو من اجتهادِ المفسِّرِ به ، لذا قد يختلفُ مفسرٌّ وغيرُه في حمل آيةٍ على آيةٍ ، وإنما كان ذلك بسبب الاجتهادِ .
7 ـ أنَّ التَّعاملَ مع تفسيرِهم يختلفُ من مثالٍ إلى غيرِه ، فقد يكونُ في موطنٍ لا يصحُّ أن يُتعدَّى ما قالوا ، وفي بعضِ المواطنِ قد يجتهدُ المفسِّرُ ويختارُ من أقوالِهم ما يراه الأصوبَ ، وقد يجوزُ له في موطن غيره أن يزيدَ على ما قالوا من المعاني الصحيحةِ التي تحتملها الآيةُ ولا تناقضُ ما قالوا .
ثالثًا : ما ترتب على مصطلح التفسير بالمأثور
لقد ترتَّبت نتائج على مصطلح التفسير بالماثور فيها خلل علمي ، وسأذكر بعض هذه النتائج .
الأولى : الحكم عبى التفسير بالمأثور بأنه يجب الأخذ به .
قال مناع القطان :» التفسير بالمأثور هو الذي يجب الأخذ به ؛ لأنه طريق المعرفة الصحيحة ، وهو آمن سبيل للحفظ من الزلل والزيغ في كتاب الله « ( ) .
.وهذا كلام ينقصه التحرير ، من جانبين :
الأول : أن أغلب تفسير القرآن بالقرآن من قبيل الاجتهاد ، وهو يدخل في التفسير بالرأي ، وقبوله إنما تكون من جهة أخرى لا من جهة كونه مأثورًا فقط ، كما سبق بيانه .
الثاني : كيف يجب الأخذ بالتفسير الذي يقع فيه الاختلاف بين السلف ؟
هل يقبل الاختلاف على إطلاقه ، أم في الأمر تفصيل ؟
أما قبول الاختلاف على إطلاقه ، فلا يُتصوَّر القول به .(1/1889)
وأما إذا رجع الأمر إلى اختيار القول الأَولى أو الصحيح ، فقد دخلت في التفسير بالرأي والاجتهاد ؛ لأنك ترى أن هذا القول أولى من غيره .
وبهذا تكون قد خرجت عن التفسير بالمأثور على هذا الاصطلاح المذكور .
الثانية : افتراض وقوع الاختلاف بين المأثور والرأي :
جاء في كلام بعضهم فيه فرضيات عقلية لا تثبت أمام العمل التفسيري ، ولم يُعملْ بها من قبل ، ولا أُخِذَ بها من بعد .
وسأذكر لك من كلام من أصلَّ هذا التقسيم وانتشر من بعده ما يدلُّ على ما قلت لك .
عقد عبد العظيم الزرقاني ( ت : ) في كتابه مناهل العرفان مبحثًا بعنوان (التعارض بين التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور وما يتبع في الترجيح بينهما ) ، وقال فيه :» ينبغي أن يعلم أن التفسير بالرأي المذموم ليس مرادا هنا لأنه ساقط من أول الأمر فلا يقوى على معارضة المأثور .
ثم ينبغي أن يعلم أن التعارض بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود معناه : التنافي بينهما ، بأن يدل أحدهما على إثبات والآخر على نفي ؛ كأن كلا من المتنافيين وقف في عرض الطريق فمنع الآخر من السير فيه .
وأما إذا لم يكن هناك تناف ، فلا تعارض ، وإن تغايرا ؛ كتفسيرهم الصراط المستقيم بالقرآن أو بالسنة أو بطريق العبودية أو طاعة الله ورسوله ، فهذه المعاني غير متنافية وإن تغايرت ...
إذا تقرر هذا ، فإن التفسير بالمأثور الثابت بالنص القطعي لا يمكن أن يعارض بالتفسير بالرأي ؛ لأن الرأي : إما ظني ، وإما قطعي ؛ أي مستند إلى دليل قطعي : من عقل أو نقل ، فإن كان قطعيا ، فلا تعارض بين قطعيين ، بل يؤول المأثور ؛ ليرجع إلى الرأي المستند إلى القطعي إن أمكن تأويله ، جمعا بين الدليلين .
وإن لم يكن تأويله ، حُمِلَ اللفظ الكريم على ما يقتضيه الرأي والاجتهاد ، تقديما للأرجح على المرجوح .(1/1890)
أما إذا كان الرأي ظنيا ، بأن خلا من الدليل القاطع ، واستند إلى الأمارات والقرائن الظاهرة فقط ، فإن المأثور القطعي يقدم على الرأي الظني ضرورة أن اليقين أقوى من الظن . هذا كله فيما إذا كان المأثور قطعيا ، أما إذا كان المأثور غير قطعي في دلالته ؛ لكونه ليس نصا ، أو في متنه ؛ لكونه خبر آحاد ، ثم عارضه التفسير بالرأي فلا يخلو الحال : إما أن يكون ما حصل فيه التعارض مما لا مجال للرأي فيه ، وحينئذ فالمعوَّل عليه المأثور فقط ، ولا يقبل الرأي .
وإن كان للرأي فيه مجال ، فإن أمكن الجمع فبها ونعمت ، وإن لم يكن قدِّمَ المأثور عن النبي أو عن الصحابة ؛ لأنهم شاهدوا الوحي ، وبعيد عليهم أن يتكلموا في القرآن بمجرد الهوى والشهوة .
أما المأثورعن التابعين ، فإذا كان منقولا عن أهل الكتاب ، قدم التفسير بالرأي عليه . وأما إذا لم ينقل عنهم ، رجعنا به إلى السمع ، فما أيده السمع ، حُمِلَ النظم الكريم عليه ، فإن لم يترجح أحدهما بسمع ولا بغيره من المرجحات ، فإننا لا نقطع بأن أحدهما هو المراد ، بل نُنَزل اللفظ الكريم منْزلة المجمل قبل تفصيله والمشتبه أو المبهم قبل بيانه « ( ).
إنك في هذا النَّصِّ أمام فَرَضيات مبنية على أن التفسير بالمأثور ليس فيه رأي ، وأنه يمكن أن يناقضه التفسير بالرأي ، ويظهر لي أن ههنا معركة دائرة بين أشياء متوهَّمة ؛ لذا لم يذكر الزرقاني أمثلة لهذه الفرضيات التي استنتجها ، وقد جاء بمصطلحات لا تستخدم إلا عند المتكلمين ممن كتب في علم الكلام أو في علم الأصول ، وذهب يعمل بطريقة السبر والتقسيم في المحتملات التي يمكن أن ترد في التعارض المزعوم بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي .(1/1891)
ولعلك تلحظ فيه روح أحد علماء الكلام الذين يقدمون العقل على النقل في قوله :» إذا تقرر هذا ، فإن التفسير بالمأثور الثابت بالنص القطعي لا يمكن أن يعارض بالتفسير بالرأي ؛ لأن الرأي : إما ظني ، وإما قطعي ؛ أي : مستند إلى دليل قطعي من عقل أو نقل ، فإن كان قطعيا فلا تعارض بين قطعيين بل يؤول المأثور ليرجع إلى الرأي المستند إلى القطعي إن أمكن تأويله جمعا بين الدليلين « .
وبهذا صار حظُّ التفسير بالمأثور أن يكون عرضةً للعقول تؤوِّله على ما تراه مناسبًا لها ، وليس مقدَّمًا عليها .
وأعيد فأقول : إن هذا الكلام لو خرج ممن لم يقرأ في التفسير ، ولا كتب في علوم القرآن لما كان مستغربًا ، لكن أن يكون في كتاب من أهم كتب علوم القرآن المعاصرة ، فهذا ما يُعجبُ منه !
وإني أظنُّ أنَّ قارئًا لو أراد أن يطبق هذه الفرضيات التي ذكرها لظهر له زيفُها وبُعْدُها عن التحقيق ، مع ما تتَّسمُ به ـ من أول وهلة ـ بالنظر والتحرير والتقسيم والتحبير ، لكنها في الواقع بعيدة كل البعد عن طريقة التفسير ومهيعه المعروف عند العلماء ( ).
الثالثة : تقسيم كتب التفسير بين المأثور الرأي :
كان من أكبر نتائج مصطلحي المأثور والرأي أن قُسِّمت كتب التفسير بين هذين النوعين ، وليس هناك حجة واضحة في هذا التوزيع ، ولا تكاد تجد حدًّا فاصلاً في عَدِّ تفسير من التفاسير بأنه من المأثور او من الرأي ، ومن ذلك تقسيم محمد حسين الذهبي ( ت : 1397 ) ، فقد جعل كتب التفسير المأثور ما يأتي :(1/1892)
جامع البيان ، لابن جرير الطبري ( ت : 310 ) ، وبحر العلوم ، لأبي الليث السمرقندي ( ت : 375 ) ، والكشف والبيان عن تفسير القرآن ، لأبي إسحاق الثعلبي ( ت : 427 ) ، ومعالم التنْزيل ، لأبي محمد الحسين البغوي ( ت : 516 ) ، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، لابن عطية الأندلسي ( ت : 542 ) ، والجواهر الحسان في تفسير القرآن ، لعبد الرحمن الثعالبي ( ت : 876 ) ، والدر المنثور في التفسير المأثور ، للسيوطي ( ت : 911 ) ( ).
وجعل من كتب التفسير بالرأي المحمود :
مفاتح الغيب ، للفخر الرازي ( ت : 606 ) ، وأنوار التنْزيل وأسرار التأويل ، للبيضاوي ( ت : 685 ) ، ومدارك التنْزيل وحقائق التاويل ، للنسفي ( ت : 701 ) ، ولباب التاوي في معاني التنْزيل ، للخازن ( ت : 741 ) ، والبحر المحيط ، لأبي حيان ( ت : 745 ) ، وغرائب التنْزيل ورغائب التأويل ، للنيسابوري ( ت : 728 ) ، وتفسير الجلالين ، والسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الخبير ، للشربيني ( ت : 977 ) ، وإرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ، لأبي السعود ( ت : 982 ) ، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، للآلوسي ( ت : 1270 ) ( ).
ثم ذكر التفسير بالرأي المذموم ، وذكر ضمنه بعض كتبه ؛ ككتاب تنْزيه القرآن عن المطاعن ، للقاضي عبد الجبار ( ت : 415 ) ، وأمالي الشريف المرتضى ( ت : 436 ) ، والكشاف ، للزمخشري ( ت : 538 ) .
وإليك بعض الملحوظات على توزيعاتهم :
1 ـ يعدون تفسير الطبري ( ت : 310 ) من كتب التفسير بالمأثور ، ويغفلون عن ذكر تعرضه لتوجيه الأقوال والترجيح بينها ، وإذا كانت هذه طريقته ، فلم لا يكون من التفسير بالرأي ، وما الحدُّ الفاصل في جعله من كتب التفسير بالمأثور لا من كتب التفسير بالرأي ؟!(1/1893)
فالتفسير ينسب إليه ، وفيه آراؤه في التفسير ، وفيه مصادره التي من أعظمها التفسير المأثور عن السلف ، ومنها اللغة ، ولو سلك من يكتب عن تفسيره الأسلوب الذي انتهجه هؤلاء في عدِّهم لتفسيره أنه من التفسير بالمأثور بسبب أسانيده ورواياته لتفسير السلف ، لو عدَّه من كتب التفسير اللغوي بسبب كثرة اعتماده عليها ، لما أبعد في ذلك .
لكن النظر هنا إلى تحريراته في التفسير ، لا إلى مصادره ، وإذا كان النظر من هذه الزاوية ، وهي الصحيحة لا غير ، فهو من أعظم كتب التفسير بالرأي المحمود .
2 ـ يعدُّون تفسير الخازن المسمى ( لباب التأويل في معاني التَّنْزيل ) من التفسير بالرأي( ) ، مع أن مؤلفه نصَّ في المقدمة على أنه ليس له في هذا التفسير سوى النقل ، قال : » ... ولما كان هذا الكتاب كما وصفت ] يعني كتاب معالم التنْزيل للبغوي [ أحببت أن أنتخب من غرر فوائده ، ودرر فرائده ، وزواهر نصوصه ، وجواهر فصوصه = مختصرًا جامعًا لمعاني التفسير ، ولباب التنْزيل والتعبير ، حاويًا لخلاصة منقوله ، متضمنًا لنكته وأصوله ، مع فوائد نقلتها ، وفرائد لخصتها من كتب التفاسير المصنفة في سائر علومه المؤلفة ، ولم أجعل لنفسي تصرفًا سوى النقل والانتخاب ، وحذفت منه الإسناد ؛ لأنه أقرب إلى تحصيل المراد ... « ( ).
يظهر من هذا النص أن الخازن ( ت : 741 ) قد اختصر تفسير البغوي ( ت :516 ) ، وأنه قد انتخب من غيره من التفاسير ، وأنه ليس له فيها سوى النقل والانتخاب . وتراهم قد عدَّوا تفسير البغوي ( ت : 516 ) من كتب التفسير بالمأثور ( )، فلِمَ لم يجعلوا المختصر الخازنيَّ من كتب التفسير بالمأثورِ تبعًا لأصله البغويِّ ؟!
تصحيح المسار في مصطلح التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي(1/1894)
ليكن قد خرج من ذهنك المقابلة المفتعلة بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي ، فإذا كان ، فإني سأرشدك إلى نظرٍ آخر يبين لك ما يقع فيه الرأي وما لا يقع فيه بناءً على ما ورد في كتب التفسير من المصادر التي اعتمدوها من تفسير للقرآن بالقرآن ، وتفسير له بالسنة أو بتفسيرات النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو تفسير بسبب نزول ، أو تفسير لصحابي ، أو التابعي أو لتابع تابعي ، أو لمن جاء بعدهم إلى أن تقوم الساعة ، فما حركة التفسير التي نشأت ولا زالت حتى هذا اليوم ؟
أولاً : التفسير الذي لا يدخله الرأي :
يشمل التفسير الذي لا يدخله رأي نوعين :
الأول : ما لا يحتمل إلا معنى واحدًا من التفسير ، لأنه لو احتمل أكثر من معنى لكان اختيار أحد المعاني دون غيرها يعتمد على الرأي والاجتهاد .
الثاني : جملة من التفسير المنقول الذي ليس للمفسر فيه إلاَّ النقل ، كائنًا من كان هذا المفسر ، ويشمل هذا القسم :
1 ـ التفسير النبوي الصريح .
2 ـ أسباب النُّزول .
3 ـ الأخبار الغيبية الواردة في الآيات من قصص وأوصاف للأشياء ، وأسماء للمبهمات وغيرها .
والمقام هنا مقام وصفٍ لا مقام ترجيح ، فلو ورد سبب نزول صريح ضعيف ، فإنَّ الحكم من حيث الوصف عليه أنه مما لا يمكن أخذه إلا من طريق الرواية ، لكن لا يلزم كونه كذلك أن يكون تفسيرًا للآية ، وهكذا غيره من المنقولات ؛ لأنه يشترط فيها الصحة .
ثانيًا : التفسير الذي يدخله الرأي :
يشمل هذا القسم كل التفسيرات التي فيها أكثر من احتمال في المراد من الآية ؛ لأن الاحتمال عرضة للاختلاف والاجتهاد في معرفة أيها المراد .
وهذا يشترك فيه كل المفسرين من عهد الصحابة إلى يوم الدين ، ولهم مصادر معروفة ، وهي : التفسير المنقول الذي سبق ذكره ، والقرآن ، والسنة ، واللغة ، وهم يجتهدون على حسب ما عندهم من العلم .(1/1895)
والتابعون يزيد عندهم مصدر ، وهو تفسير الصحابة ، وكذا أتباع التابعين يزيد عندهم مصدر ، وهو تفسير التابعين ، وكذا من جاء بعدهم يكون تفسير السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم مصدرًا لهم .
وبعد هذا ، فإن كل ما يُنقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو عن السلف من تفسير القرآن ، فإنه يصحُّ أن يُطلق عليه» تفسير مأثور « ( )، وهذا يعني كيفية الوصول إليه ، فأنت لا تدرك هذه المنقولات عنهم بعقلك ، بل لابدَّ من أن تأخذها عن طريق الأثر ؛ لذا تذهب إلى من اعتنى بالمنقول عنهم ؛ كعبد الرزاق ( ت : 211 ) ، والطبري ( ت : 310 ) ، وابن أبي حاتم ( ت : 327 ) ، وغيرهم ، ثمَّ تقرأ ما رَوَوه عن السلف ، وتعتبر ما جاء عنهم ـ من حيث الجملة ـ من أهم مصادر التفسير .
والحديث هنا ـ كما قلت لك ـ وصف للتفسير باعتبار مصادره ، وليس حديثًا عما يقبل وما لا يقبل من التفسير ، فهذا له مجال آخر من الحديث .
---
طالبة دراسات عليا
04-17-2003, 12:33 PM(1/1896)
شكرا لكم إخوتي الكرام على الرد المفصل الدي تفضلتم بإفادتي به , والدي أزال الغموض الدي كان في دهني حول هدا الموضوع, فقد توصلت من خلال اطلاعي للعديد من كتب التفسيرأن هدا التقسيم فيه خلل لأن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم قد فسروا القرآن باجتهاداتاهم, واستعمالهم التأويل , فتساءلت أيعتبر تفسيرهم هدا من قبيل التفسير بالمأثور أو التفسير بالرأي , كما اندهشت لصنيع بعض المؤلفين من تصنيفهم كتاب الجامع للطبري بأنه تفسير بالمأثور مع أنه ويكفي تصفحه لندرك أنه ليس تفسيرا بالمأثور بالمصطلح المتداول لأنه استعمل التأويل واجتهاده خاصة في الاتجاه اللغوي , وهدا ما يؤكد أن التقسيم الوارد غير منضبط ويحتاج إلى تصحيح, لكن شككت في الأمرو أن يصل فهمي - مع قلة باعي - إلى استنتاج أن هناك خللا في التقسيم , لكنكم أساتدتي الكرام قد أزلتم مشكورين هدا الاتباس عن دهني , وأوضحتم لي ما كان غامضا,و أكدتم لي ما توصلت إليه, فشكرا لكم وبارك والله فيكم وجازاكم عني وعن طلبة العلم خير الجزاء.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-30-2005, 04:06 AM
موضوع جدير بالرفع للقراءة والإفادة ، مع الشكر لمن شارك وأفاد
---
سلسبيل
03-26-2006, 04:03 PM
جزاكم الله خيرا
ما هي طريقه اهل التصوف في التفسير ؟؟
وما هي أبرز مؤلفاتهم ؟؟
---
العبادي
03-05-2007, 05:02 PM
للرفع وتجديد الإفادة
والعجيب حقا أن هذه القضية (نقد مفهوم المأثور والرأي في التفسير) لم تجد ما تستحقه من النشر والتنويه خصوصا ممن يتصدى لتدريس علوم القرآن
مع أنها من أولى ما ينبغي أن يشغل الطلاب وقبلهم المعلمين!
---
مروان الظفيري
03-05-2007, 08:51 PM
التفسير الصوفي الإشاري :
أما الاتجاه الإشاري أو الفيضي، فللقوم فيه جولات وشطحات، وهو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة.(1/1897)
والفرق بينه وبين التفسير الصوفي النظري؛ أن النظري ينبني على مقدمات علمية تنقدح في ذهن الصوفي أولاً ثم ينزل القرآن عليها بعد ذلك، أما الإشاري فلا يرتكز على مقدمات علمية، بل يرتكز على رياضة روحية يأخذ بها الصوفي نفسه حتى تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه الإشارات القدسية. كما أن التفسير الصوفي النظري يرى صاحبه أنه كل ما تحتمله الآية من معان وليس وراءها معنى آخر، أما الإشاري فيرى أن هناك معنى آخر تحتمله الآية ويراد منها أولاً وقبل كل شيء وهو المعنى الظاهر.
ويقول الدكتور محمد حسين الصغير في :
المنهج الصوفي أو الباطني للتفسير :ولايراد به تفسير تلك الطبقة التي بلغت من النقاء والصفاء ما امتزجت به، بالحب الالهي المطلق أو الجمال الروحي المحض، وإنما المراد به تلك الآراء الغريبة التي تفسر القرآن تفسيراً باطنياً بعيداً عن ظواهر الكتاب، ودلالة السنة، وسيرة المتشرعة، ففسروا القرآن بأهوائهم حتى حملوا الشريعة - والقرآن مصدرها الأول - على أفكار اتسمت بالحلول تارة. وقالت بالتجسيد تارة أخرى معتمدين على فيوضات والهامات تخيلوها عين الصواب، وهي مجانبة للرشد ومنحرفة عن الصراط المستقيم.
ويعدل في أغلب هذا المنهج عن الظواهر العربية وينتقل به من الماديات الى المعنويات ويفسر الحسي بالعقلي، والملموس بالذهني.(1/1898)
وإمام هذا الفن هو الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي (ت: 638 هجري) في تفسيره للقرآن، وبه يذهب الى التفسير تفسيراً عرفانياً تارة، وباطنياً صوفياً تارة أخرى، ويومي إلى الاشارات أحياناً، مما خالفه به كثير من الباحثين، ونحن لانحمل أقواله إلا على المحمل الحسن. ففي قوله تعالى: (ولاتأكُلُوا أمْوالَكُمْ بَيْنَكُم بِالباطِلِ وَتُدْلُوا بِها الى الْحُكّامِ) يقولون: لا تأكلوا معارفكم ومعلوماتكم بباطل شهوات النفس ولذاتها، بتحصيل مآربها، واكتساب مقاصدها الحسية والخيالية باستعمالها وترسلوا الى حكام النفوس الامارة بالسوء.
وللعلم فإن تفسير القرآن الكريم أي بيان معانيه هو تفسير إسلامي بغير صفة أخرى، معتمدا على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى معرفة اللغة العربية ومدلولاتها، وعلى أقوال الصحابة الموثوقين المعروفين بالتفسير والتأويل.
وأما ما استجد من صفات تُطلق على التفسير، كالتفسير الصوفي والتفسير الفلسفي وتفسير المتكلمين، فهذه أمور لا تُعتمد في تفسير القرآن الكريم، والإنسان الذي يرى في نفسه توجها لتفسير الآيات تفسيرا معينا يتعلق بالقلب وبالإحساس يبقي هذا لنفسه، ولا يترتب على هذا أية أحكام.
وأهم كتب التفسير الإشاري:
(تفسير القرآن العظيم) لأبي محمد سهل بن عبد الله التستري المتوفى سنة 273 هـ، وقد طعن بعض العلماء في هذا التفسير، فقد صنفه السيوطي ضمن مَن صنف في التفسير من المبتدعة، وقال:
"إنما أوردته في هذا القسم لأن تفسيره غير محمود" (انظر طبقات المفسرين ص 31)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وما ينقل في حقائق السلمي عن جعفر الصادق عامته كذب على جعفر كما
قد كذب عليه في غير ذلك" (منهاج السنة، ج 4، ص 155).
وتفسير (حقائق التفسير) لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، المتوفى سن 412هـ،
وتفسير (عرائس البيان في حقائق القرآن) ؛
لأبي محمد روزبهان بن أبي النصر الشيرازي الصوفي، المتوفى سنة 666هـ.(1/1899)
ولعل لطائف الإشارات لأبي القاسم عبد الكريم القشيري (ت. 465/1072) والذي يمكن اعتباره أول تفسير صوفي كامل وصلنا. طُبع هذا التفسير الإشاري في مصر سنة 1969 بتحقيق الدكتور إبراهيم بسيوني وطبع بعد ذلك عدة مرات. التفسير يتكون من ثلاثة مجلدات (أكثر من 2000 صفحة).
---
أحمد بزوي الضاوي
03-09-2007, 12:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الطالبة الفاضلة ، الإخوة الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد فقد سبق لي أن تطرقت لهذا الموضوع في هذا الموقع المبارك و غيره من المواقع المناظرة ، وقد حاولت من خلال بحثي في المسألة أن أبين منهج أهل السنة و الجماعة في تصنيف مناهج التفسير ، و قد و جدتهم لا يخرجون عن الأمرين التاليين :
1- التفسير المأثور و هو الذي له أصل في الشرع .
2- التفسير على المذهب و هو الذي لا أصل له في الشرع .
و ابتعدوا بذلك عن تقسيم التفاسير بناء على الأدوات المعرفية الموظفة فيه : العقل أو النقل ، لما لذلك من خطورة على الشخصية المسلمة ، حيث يعمل ذلك على تقسيمها إلى قسمين ، إما أن تكون مع العقل أو مع النقل ، في حين موقف الإسلام من القضية هو أن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح ، و من ثم لا مجافاة بينهما .
ولمزيد بيان أحيلكم على الروابط التالية :
1- تصنيف أهل السنة لمناهج التفسير : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6248
2- التفسير و التأويل لغة : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6152
3- التفسير و التأويل اصطلاحا : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6153
4- الفرق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة و الجماعة : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6159
5- مرتكزات التفريق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة و الجماعة : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6160(1/1900)
6- التأويل المقبول و التأويل المردود : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6162
7- حكم التأويل : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6163
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/1901)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > حمل كتباً جليلة في علم القراءات وغيرها
---
حمل كتباً جليلة في علم القراءات وغيرها
---
راجي رحمة ربه
03-26-2004, 12:06 AM
نظرا لأن كثيرا من الإخوة لا يعرجون على خزانة الكتب، لذا كتبت هذا العنوان
فتفضلوا غير مأمورين بزيارة الرابط التالي
جديد مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://tafsir.org/books/menu.php?action=new&PHPSESSID=e9e0886eddaa0f26e4bf775fbaed3b14).
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2004, 02:27 PM
أخي الكريم الشيخ (راجي رحمة ربه) وفقه الله وجزاه خيراً.
لقد تم نقل الكتب التي تفضلتم بوضعها في ملتقى الكتب والبحوث إلى مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، من باب ترتيب العمل وتنظيمه ، مع الإشارة إلى جهدكم وفقكم الله.
ولي سؤال لعلكم تتكرمون بالجواب عنه ، وهو أن كتاب (الحجة في القراءات السبع) المنسوب لابن خالويه قد طعن في نسبته لابن خالويه الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين وفقه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه 1/86-89 فلذلك كتبت (المنسوب). وقد أبدى أدلة ذكرها هناك . فما تعليقكم على ذلك وفقكم الله ؟
مع تقديري وشكري الجزيل لجهودكم الكريمة في ملتقى أهل التفسير ، زادكم الله علماً وبصيرة بكتابه الكريم.
---
ابن آدم
10-03-2006, 01:19 AM
السلام عليكم
الإخوة الكرام
هل من توضيح للفرق بين كتاب البديع في القراءات السبع لابن خالوية وبين كتابه إعراب القراءات السبع وعللها
هل هما كتاب واحد؟
أو أن البديع مختصر من الإعراب؟
وجزيتم خيرا
---
(1/1902)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أجوبة أسئلة موقع التراث
---
أجوبة أسئلة موقع التراث
---
ماهر الفحل
12-24-2006, 01:26 PM
أما عن أسئلة الأخ مسترشد 1- ما هي الكتب التي تنصحون طالب العلم المبتدئ بدراستها في علم مصطلح الحديث ، وما هي الطريقة المثلى للدراسة في حالة عدم توفر شيخ في بلدنا . ج . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أولاً : أشكر الأخوة الذين يحسنون الظن بنا ، وأسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون ، وأن يغفر لنا ما لا يعلمون . وأقول : فيما يتعلق بعلم المصطلح فأنصح بالكتب التي حققتها ، مثل : معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح وشرح التبصرة والتذكرة للعراقي ، وفتح الباقي لزكريا الأنصاري ، وهذه الكتب طبعت في دار الكتب العلمية 2002 وهي من أهم الكتب وتنماز بالمقدمات الحافلة والتعليقات الغنية والفهارس المتنوعة . أما عن كيفية الدراسة فتكون بإدمان الطلب وكثرة المذاكرة وسؤال أهل الفن مع محاولة تطبيق ذلك بقراءة الكتب المحققة تحقيقاً رصيناً . 2- ما هو أفضل المتون التي تنصحون طالب العلم بحفظه ، وما هو أفضل شرح له . ج : أول ما يبدأ طالب العلم بحفظ كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، ثم يبدأ بحفظ أهم متون السنة ويمكنه أن يبدأ بحفظ (الأربعين النووية) وما ألحقه ابن رجب بها لتمام خمسين حديثاً، ثم ينتقل إلى (عمدة الأحكام) لعبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، ثم إلى (بلوغ المرام) لابن حجر، ثم رياض الصالحين ثم مختصر صحيح البخاري ومن بعده مختصر صحيح مسلم . 3- وهل من نصيحة عامة لطلاب العلم عموما وطلاب علم الحديث خصوصاً ، متى ينشغل طالب العلم بالتحقيق والتخريج . ج : فنصيحتي هي نصيحة الإمام الذهبي إذ قال : : (( فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن(1/1903)
يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب ، والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل : فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ قال الله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن ، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب ، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، فقد نصحتك فعلم الحديث صلفٌ فأين علم الحديث ؟ وأين أهله ؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب )) . ( تذكرة الحفاظ 1 / 4 ) . وأما سؤال الأخ طالب علم : 1- ما هو أهم ملامح الفروق بين المتقدمين والمتأخرين ؟ ج : أقول : قد ألفت في ذلك بحثاً مستقلاً بعنوان : تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل ، وهو موجود في موقع صيد الفوائد . 1- وهل يمكن الاستدراك من المتأخر على المتقدم أم أنه لا عبرة بكلام المتأخر بالمقارنة لسعة علم وإطلاع المتقدم ؟ ج : لا ، فقد حفظ الله علم السنة في صدور وكتب المتقدمين . 2- هل يتقوى الحديث الضعيف بالمتابعات والشواهد ، ما هي شروط التقوي من وجهة نظركم ؟ ج : الضعيف ضعفاً يسيراً هو الذي يتقوى مع النظر إلى متن الحديث وبابه ، وهذه أمور تدرك بالمباشرة . 3- ما رأيكم في كتاب الإرشادات للشيخ طارق عوض الله وكتاب الحسن بمجموع الطرق للشيخ عمرو عبدالمنعم سليم ، وكتب الشيخ المليباري عموماً وخصوصاً نظرات جديدة . ج الحقيقة أني لم أقرأ الكتاب ( الإشارات ) لأن الكتب لا تصل إلى بلدنا الجريح إلا بعسر ، لكن عموماً فتأليفات الشيخ طارق(1/1904)
وتحقيقاته جيدة ، وقد ظهر في بعضها مؤخراً جانب السرعة ، مع نفخ الكتب مثلما صنع للتدريب وغيره ؛ أما كتاب الحسن بمجموع طرقه ففيه مجازفات ، وكتب الشيخ المليباري جيدة ، وقد تقع له بعض الهنات ، وكتابه النظرات نافع جداً ، لكنا نريد من الشيخ أن يحقق ويؤلف في التطبيق العملي ، لا أن يكتفي بالتنظير . أما أسئلة الأخ المجاهد 1- ما المنهج الأمثل لدراسة العلل ، وأي الكتب ترشح للمبتدأ ؟ فأقول : إن علم الْحَدِيْث النبوي الشريف من أشرف العلوم الشرعية ، بَلْ هُوَ أشرفها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بكتاب الله تَعَالَى الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم ؛ لذا نجد الْمُحَدِّثِيْنَ قَدْ أفنوا أعمارهم في تتبع طرق الْحَدِيْث ونقدها ودراستها ، حَتَّى بالغوا أيما مبالغة في التفتيش والنقد والتمحيص عَنْ اختلاف الروايات وطرقها وعللها فأمسى علم مَعْرِفَة علل الْحَدِيْث رأس هَذَا العلم وميدانه الَّذِيْ تظهر فِيْهِ مهارات الْمُحَدِّثِيْنَ ، ومقدراتهم عَلَى النقد . ثُمَّ إن لعلم الْحَدِيْث ارتباطاً وثيقاً بالفقه الإسلامي ؛ إِذْ إنا نجد جزءاً كبيراً من الفقه هُوَ في الأصل ثمرة للحديث ، فعلى هَذَا فإن الْحَدِيْث أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي . ومعلوم أنَّهُ قَدْ حصلت اختلافات كثيرة في الْحَدِيْث ، وهذه الاختلافات مِنْهَا ما هُوَ في السند ، ومنها ما هُوَ في الْمَتْن ، ومنها ما هُوَ مشترك بَيْنَ الْمَتْن والسند . وَقَدْ كَانَ لهذه الاختلافات دورٌ كبيرٌ في اختلاف الفقهاء . فكان لزاماً على كل طالب علم أن يجد في هذا العلم . ومن ذلك قراءة كتب العلل وكتب التخريج ومن أهم الأمور التي ترفع رصيد طالب العلم بذلك هي أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد ، فهو إمام في العلل إمام في الجرح والتعديل . ومعلوم أن من أعظم مرتكزات علم العلل علم الجرح والتعديل ، فينبغي لمن أراد الدراسة المثلى لعلم العلل أن يجد في(1/1905)
النظر في كتب الجرح والتعديل وعليه أن يتعرف على قواعده ومعاني مصطلحات أهله ، مع ضرورة معرفة منهج كل عالم من علماء الجرح والتعديل ، ثم التعرف على طبقات الرواة ومعرفة شيوخ الرواة وتلاميذهم ؛ لمعرفة متى يكون هذا الراوي قوياً في هذا الشيخ ، ومتى يكون ضعيفاً في ذاك الشيخ ، ويلزم حفظ كمية كبيرة من الأحاديث الصحيحة مع معرفة السيرة والتأريخ والتظلع بعموم علوم الشريعة عامة وبعلم الحديث خاصة . 2- ما القول الراجح في العمل بأخبار الآحاد في العقيدة .. يعمل بها مطلقاً أم بما احتف منها بالقرائن ؟ ج : أخبار الآحاد إذا صحت يعمل بها . 3- هل هناك من توجيه لأقوال الأئمة الذين قالوا بإعلال التفرد مطلقاً ولو كان من ثقة ؟ ج : أجاب الحافظ ابن حجر على هذا بأن الأئمة إنما يطلقون ذلك على من لا يحتمل تفرده . 4- هل يمكن أن تلخص لنا فضيلتكم القول في منهج الإمام البخاري في مسألة ترتيب الأحاديث في الباب الواحد والفرق بين ما صدر به الباب وما بعد ذلك ؟؟ . ج : الإمام البخاري ليس له منهجاً مطرداً في هذا ، وله دقائق عظيمة في هذا الباب لو أردنا أن نبينها لكتبنا في ذلك مجلدات . - 5روى الإمام البخاري رحمه الله حديثاً ورواه غيره عن ثقة بزيادة .. فهل إخراج البخاري رحمه الله للرواية دون الزيادة قرينة على ضعف الزيادة عنده ؟؟ - ج : لا ، وليس ذلك على إطلاقه ؛ ولأن الإمام البخاري أحياناً يترك الرواية لمجرد الاختلاف بها كما يبين مثل ذلك ابن رجب في شرحه النفيس فتح الباري . أما عن سؤال الأخ أحمد حسام الدين عبد الرحمن أحمد فأقول : أشكرك على هذا الاهتمام في محاولة إصلاح الآخرين ، وأسأل الله أن ينفع على يديك وأن يزيدك من فضله ، وأقول لهؤلاء : احذر أخي المسلم من الغيبة ، قال النووي في رياض الصالحين باب تحريم الغيبة : (( ينبغي لكل مكلف أنْ يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة ، ومتى استوى الكلام وتركه في(1/1906)
المصلحة ، فالسنة الإمساك عنه ؛ لأنَّه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه ، وذلك كثير في العادة ، والسلامة لا يعدلها شيء )) . والغيبة خصلة ذميمة لا تصدر إلا عن نفس دنيئة ، وهي كما عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (( ذِكركَ أخاك بما يكرهُ )) ، وهي محرمة بل هي كبيرة من الكبائر وقد ذمها الله سبحانه وتعالى بالقرآن العظيم فقال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )) ، ولا تقتصر على الكلام باللسان ، وإنما كل حركة أو إشارة أو إيماءة أو تمثيل أو كتابة في الصحف أو على الإنترنت ، أو أي شيءٍ يفهم منه تنقص الطرف الآخر ؛ فكل ذلك حرام داخل في معنى الغيبة ، والإثم يزداد بحسب الملأ وكثرتهم الذين يذكر فيهم المغتاب . واعلم أخي المسلم : أنَّ الغيبة خسارة كبيرة في حسنات العبد ؛ فالمغتاب يخسر حسناته ويعطيها رغماً عنه إلى من يغتابه ، وهي في نفس الوقت ربح للطرف الآخر ؛ حيث يحصل على حسنات تثقل كفته جاءته من حيث لا يدري ؛ لذا قال عبد الله بن المبارك - وهو أحد أمراء المؤمنين في الحديث - : (( لو كنت مغتاباً لاغتبت أمي فإنها أحق بحسناتي )) . تأمل أخي المسلم في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما رواه عبد الرحمان بن أبي بكرة ، عن أبيه : أنه ذكر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره ، وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه ، قال : (( أي يوم هذا ؟ )) فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال : (( أليس يوم النحر ؟ )) قلنا : بلى ، قال : (( فأيُّ شهر هذا ؟ )) فسكتنا حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه فقال : (( أليس بذي الحجة ؟ )) قلنا : بلى ، قال : (((1/1907)
فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ليبلغ الشاهد الغائب فإنَّ الشاهد عسى أنْ يبلغ مَن هو أوعى له منه )) . والذي يتأمل هذا الحديث يعلم حرمة الغيبة ، وأنَّها كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة في الحرم المكي . ولنتدبر جميعاً قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( لما عُرِجَ بي ، مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : مَن هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم )) فالمسلم الذي يحرص على نفسه يتأمل في هذا الحديث ليعلم أنَّ المغتابين يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس ، وهي أظفار فاقت أظفار الوحوش الضارية ليزدادوا عذاباً جزاءً وفاقاً على أفعالهم القبيحة ، وأعمالهم السيئة . ومن الغيبة أنْ تذكر أخاك المسلم بأي شيء يكرهه حتى وإنْ لم تكن تقصد ذلك فقد صحّ أنَّ عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : حَسْبُكَ من صفية كذا وكذا - قال غير مسدد تعني قصيرة - فقال : (( لقد قُلْتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته )) قالت : وحكيتُ له إنساناً فقال : (( ما أحب أني حكيتُ إنساناً وأن لي كذا وكذا )) . والغيبة داءٌ فتّاكٌ ومِعْوَلٌ هدّام يفتك في بنيان المجتمع ، وهو أسرع إفساداً في المجتمع من الآكلة في الجسد ، والغيبة تُعرِّض العلاقات للانهيار وتزعزع الثقة بين الناس وتغيّر الموازين وتقلع المحبة والألفة والنصرة من بين المؤمنين ، وتثبت جذور الشر والفساد بين الناس ، وقد بيّن الحسن البصري رحمه الله أجناس الغيبة وحدودها فقال : (( الغيبة ثلاثة أوجه ، كلها في كتاب الله تعالى : الغيبة ، والإفك ، والبهتان ، فأما الغيبة : فهو أنْ تقول في أخيك ما هو فيه ، وأما الإفك فأنْ تقول فيه ما بلغك عنه ، وأما البهتان : فأنْ تقول فيه ما ليس فيه )) . ومن أعظم ما ورد في الزجر عن الغيبة(1/1908)
قوله تعالى : (( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (( قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : (( وقد ورد فيها ( يعني : الغيبة ) الزجر الأكبر ، ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال عز وجل : (( أيحب أحدكم أنْ يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )) ، أي : كما تكرهون هذا طبعاً فاكرهوا ذاك شرعاً ؛ فإنَّ عقوبته أشد من هذا )) . أخي المسلم الكريم لقد صوّرَ اللهُ الإنسانَ الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة فمثّله بمن يأكل لحم أخيه ميتاً ، ويكفي قبحاً أنْ يجلس الإنسان على جيفة أخيه المسلم يقطع من لحمه ويأكل . والغيبة من كبائر الذنوب ، وهي محرمة بالإجماع قال القرطبي : (( لا خلاف أنَّ الغيبة من الكبائر ، وأنَّ من اغتاب أحداً عليه أنْ يتوب إلى الله عز وجل )) . والغيبة مرض خطير ، وشر مستطير يفتك الأمة ويبث العداوة والبغضاء بين أفرادها ، وهذا المرض لا يكاد يسلم منه أحد إلا من رحم الله . ومرض الغيبة عضال ، كم أحدث من فتنة ، وكم أثار من ضغينة ، وكم فرّق بين أحبة وشتت بيوتاً . والغيبة فاكهة أهل المجالس الخبيثة ، وغيبة أهل العلم والصلاح أشد قبحاً وأعظم ظلماً ؛ فلحومهم مسمومة ، وسنة الله في عقوبة منتقصيهم معلومة . ولعل من أسباب الغيبة الحسد ، الذي يحصل لكثير من الذين ابتعدوا عن مراقبة الله ، فتجد الكثيرين يغتابون آخرين حسداً من عند أنفسهم ؛ لأنَّ أخاهم حصل على ما لم يحصلوا عليه . ومن أسباب الغيبة المجاملة والمداهنة على حساب الدين ؛ فتجد الرجل يغتاب أخاه المسلم ؛ موافقة لجلسائه وأصحابه . ومن أسباب الغيبة الكبر واستحقار الآخرين ؛ لأنَّه يثقل عليه أنْ يرتفع عليه غيره فيقدح بهم في المجالس ؛ لإلصاق العيب بهم ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( الكبر بطر(1/1909)
الحق وغمط الناس )) . ومن أسباب الغيبة السخرية والتنقص من الآخرين ، فإنَّ بعض الناس يغتاب إخوانه المسلمين عن طريق السخرية ، وغيرها من الأسباب والدسائس التي يوحيها الشيطان في صاحب الغيبة في قوالب شتى . وللغيبة أضرار عظيمة على الفرد والمجتمع ، ومن أضرارها أنَّها تُعرِّض صاحبها للافتضاح ، فكلما فضحَ الإنسانُ غيرَه فإنَّ الله يفضحه ؛ إذ الجزاء من جنس العمل ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر مَن آمن بلسانه ، ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمينَ ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنَّه من يتَّبع عوراتهم يتبع اللهُ عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته )) . ومن أضرار الغيبة أنها أذيةٌ لعباد الله تعالى ، ومن آذى عباد الله فقد توعده الله تعالى بعذاب شديد ، قال تعالى : (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً )) ومن أضرار الغيبة أيضاً أنها من الظلم والاعتداء على الآخرين ، ومعلوم أنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأنَّ أثر الظلم سيءٌ ، وعاقبته عاقبةٌ وخيمةٌ قال تعالى : (( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )) . وفي الحديث القدسي : (( يا عبادي ، إني حرّمتُ الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا )) . ومن أضرار الغيبة أنها توجب العذاب يوم القيامة ، فهي من المعاصي العظيمة ، ومقترفها يقع في حقين: حق الله ، وحق العبد ، وهو محاسَب على تقصيره بحق الله . فأما حق العبد فهو إما أنْ يتحلله في الدنيا ، أو يعطيه من حسناته أو يحمل من سيئاته إنْ لم يكن له حسنات يعطيه منها ، وهذا هو المفلس كما ورد في الحديث. ومن أضرار الغيبة أنها سبب في تفكيك المجتمع ، وإثارة الفتن وجلب العداوة والبغضاء بين الناس .(1/1910)
وعلى المسلم إذا سمع غيبة المسلم أنْ يتقي الله ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويذب عن عرض أخيه المسلم ويمنع المغتاب من الغيبة ؛ فإنَّ المغتاب والسامع شريكان قال تعالى : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )) وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة )) . تدبر أخي المسلم ، أنا لو رأينا أحداً قائماً على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه ألسنا نقوم جميعاً ، وننكر عليه ؟! بلى فلماذا لا ننكر على من يغتاب إخواننا المسلمين ، ونذب عن أعراضهم ؟ على كل مسلم أنْ يخاف الله تعالى ، وأنْ يعلم أنَّ الغيبة معصيةٌ لله وظلم على المغتاب فعلى كل مسلم أنْ يتجنب الكلام في أعراض الناس ، وأنْ يعرف أنه إن وجد عيباً في أخيه المسلم فإنَّ فيه عيوباً كثيرة . فعليك أخي المسلم أنْ تراقب لسانك لتعرف هل أنت واقع في هذا الداء ، فإنْ كنت كذلك فاعلم أنَّ من أهم أسباب التخلص من الغيبة أنْ يحفظ الإنسان لسانه ، فمن أعظم أسباب السلامة حفظ اللسان ، ومن أعظم أبواب الوقاية الصمت في وقته . ومن أهم أسباب التخلص من الغيبة أن يستشعر العبد أنَّه بهذه الغيبة يتعرض لسخط الله ومقته ، وأنَّ قوله وفعله مسجلٌ عليه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وعلى المرء أنْ يستحضر دائماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال تعالى : (( مَا يَلفِظُ مِنْ قَولٍ إلاَّ لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ )) . ومن أسباب الخلاص من الغيبة أنّ يستحضر المغتاب دائماً أنه يهدي غيره من حسناته ؛ لأنَّ الغيبة ظلم ، والظلم يقتص به يوم القيامة للمظلوم من الظالم وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم ، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا ، أُذن لهم بدخول الجنة ، فوالذي(1/1911)
نفس محمد بيده ، لأحدهم بمسكنه في الجنة ، أدل بمنزله كان في الدنيا )) . فعلى المرء المسلم أنْ يشتغل بإصلاح عيوب نفسه دون الكلام في عيوب الآخرين . أما سؤال الأخ عمر يحيى : هل الأموات في القبور يفتنون بفتنة المسيح الدجال ويختبرون فيها . ج : فتنة الدجال للأحياء وليست للأموات ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة الممات أن يأتي الشيطان لابن آدم عند النزع ليفتنه عن دينه قبل أن يموت ، نسأل الله السلامة . أما سؤال الأخ مسلم : 1- ما رأيكم في تحرير التقريب ، وهل التزم مؤلفه بمحاكمة ابن حجر إلى اصطلاحه ؟ ج : لي كتاب في تعقب هذا الكتاب ومما كتبت في مقدمته : ((كتاب " الكمال في أسماء الرجال " للحافظ عبد الغني المقدسي أحد حلقات تطورعلم الجرح والتعديل ، والذي نال من الاهتمام ما لا ينكره متعقل ، ومن ثم تكاثرت فروعه ، فكان أحد تلك الفروع كتاب : " تقريب التهذيب " لحافظ عصره بلا مدافع ، وإمام وقته بلا منازع أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى - . ولقد برزت في هذا الكتاب – كما في غيره من كتبه – شخصية الحافظ الناقد الخبير البصير بمواضع الكلام ، ومراتب الرواة ، وعلل أحاديثهم ، فكان خير تعبير عن علم جمٍّ وافر ، وذوق ناقد ماهر ، فلقي من القبول ما لم يكد يلقه كتاب آخر في موضوعه ، ولم يجرأ أحد من الناس على رد أحكام الحافظ – بل : غاية ما كان استدراكات لا يخلو عمل بشري من العوز لها – منذ تأليفه في النصف الأول من القرن التاسع الهجري حتى وقت قريب . وبينما المسلمون اليوم يعيشون بين صفعة حاقد ، وزمجرة جامد ، وتسلط كاسد ، ظهر في أسواقهم كتاب أسماه مؤلفاه الدكتور بشار عواد معروف والشيخ شعيب الأرنؤوط : " تحرير تقريب التهذيب " ، ادعيا فيه تعقب الحافظ في أحكامه ، وأنه أخطأ في خمس الكتاب ، ولم يكن صاحب منهج و … و … و … ، مما وصفا الحافظ من أوصاف(1/1912)
ننزه ألسنتنا هنا من القول بها وندع أمرها إلى الحافظ ، فهو لا شك خصمهما يوم القيامة . ومن هنا أخذنا على عاتقنا التصدي لهذا الكتاب ، وبيان ما فيه من زيف وزلل وخطأ ووهم ، وليس تجمعنا والمؤلفَينِ كراهةٌ ، لكن مقالة الحق لا تبقي لصاحبٍ صاحباً ، وتدخلك مع من لست تعرف في غير صحبة ودٍّ ، ولكن كثرةُ الدعاء لهما بالسداد وحسن الخاتمة كان ديدننا طوال صحبتنا لهما في كتابة هذا العمل ، وكلٌ يؤخذ منه ويردُّ عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وربما كتب القلم غاضباً ، فقال حينا – في الحقِّ – ما ليس كلُّ الناس ترضى عنه وتقبلُ ، فهذا مما نستغفر الله منه – على اعتقادنا بصوابه - ، ونعتذر للمحررين عنه – وإن كان مما جنته أيديهم – ونقول لمن قد لا يرتضي : أَمْرَانِ كَمْ قَضَّا مَضَاجِعَ عَالِمٍ الحَقُّ مُرٌّ والسُّكُوتُ مَرَارُ فَلَئِنْ سَكَتَّ فَأَنْتَ تَخْذُلُ حَافِظاً وَلَئِنْ كَتَبْتَ فَضَجَّةٌ سَتُثَارُ عَتَبٌ عَلَى قَلَمِ الحَقِيْقَةِ أَخْرَسٌ فَمَتَى وَقَدْ هُدِمَتْ رُؤَاكَ تَغَارُ ؟ وَمَتَى سَتَكْتُبُ أَنْتَ أَوَّلُ صَارِخٍ يُرْجَى إِذَا قَتَلَ الهَوَاءَ غُبَارُ فَكَتَبْتُ مَوْجُوعَ الفُؤَادِ ، مَرَارَةٌ أَلاَّ يُرَى غَيْرَ السُّكُوتِ خَيَارُ يَا دَوْلَةَ " التَّحْرِيْرِ" لَسْتِ بِدَوْلَةٍ قَدْ آنَ يَقْتُلُ لَيْلَتَيْكِ نَهَارُ فجاء هذا الكتابُ غضبةً في الله لابن حجر ، وما علينا من شيءٍ بعد هذا سوى طلب السداد من الله عز وجل في زمنٍ قليلاً ما رأينا فيه غضبة لله ، ولعلماء الأمة الذين أحرقوا أعمارهم شموعاً أنارت دروب حياتنا المظلمة ، فلم نَرَ قلماً تعقب المحررين في كتابهما هذا غير قلم شيخنا العلامة المحقق الدكتور هاشم جميل – حفظه الله – على كثرةٍ لهذه الأقلام لكن في غير ما غضبةٍ . ورحم الله القائل : ما أكثر الناسَ بل ما أقلهُمُ والله شهد أنَّي لم أقلْ فندا و : إنّي لأفتح عيني حين أفتحها(1/1913)
على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا و : ما أكثر (( الأقلام )) حينَ (( تَعُدُّها )) لكنها في النائباتِ قليلُ وكان دافعنا الرئيس الذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والدفاع عن علم الجرح والتعديل الذي هو أصعب العلوم ، والدفاع عن الصحيحين لما رأينا من تجني المحررين عليهما وعلى رواتهما . ثم ليس أمر الكلام في الرواة شيئاً يسيراً أو هيناً ، لذا اشترطت في المجرح والمعدل: العدالة ، والدين المتين ، والورع ، لذا قال الإمام السبكي –رحمه الله– وهو يتحدث عن صنوف العلماء : (( ومنهم المؤرخون وهم على شفا جرفٍ هارٍ ، لأنهم يتسلطون على أعراض الناس ، وربما نقلوا مجرد ما يبلغهم من صادقٍ أو كاذبٍ ، فلابد أن يكون المؤرخ عالماً عادلاً ، عارفاً بحال من يترجمه ليس بينه وبينه من الصداقة ما قد يحمل على التعصب ولا من العداوة ما قد يحمله على الغض منه )) . فشمرنا عن ساعد الجد ، لنقد هذا الكتاب وبيان فحواه ، والله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم . واقتضت طبيعة هذا الكتاب أن نقسمه بعد هذه المقدمة إلى قسمين : القسم الأول : في المقدمات ، واحتوى على خمسة فصول : الفصل الأول : الحافظ ابن حجر ، وكتابه التقريب . الفصل الثاني : أنظار في تحرير التقريب . الفصل الثالث : فرائد الفوائد . الفصل الرابع : طبعات التقريب . الفصل الخامس : نقد مقدمة التحرير . أما القسم الثاني : وهو الأهم ، فقد ذكرنا فيه أوهام المحررين وأخطاءهما ، وقد سرنا فيه على النهج الآتي : نذكر الترجمة من نص التحرير ( وقد حرصنا على ذكر نصهما بحروفه ) ونصدر الترجمة برقم متسلسل لتراجم الكتاب ، ثم نضع رقم الترجمة من التحرير بين هلالين ، ثم نسوق تعقب المعترضين ، ثم بعد ذلك نناقشهما في ذلك . وقد تتبعنا المحررين – الدكتور بشار عواد معروف والشيخ شعيب الأرنؤوط – في نصهما الذي أثبتاه للتقريب وفي أحكامهما وفي نقولاتهما فكانت دراسة استقرائية تامة شاملة – إن(1/1914)
شاء الله - . ولقد وجدنا عدد الأخطاء والأوهام وغير ذلك التي وقع فيها المحرران كثيراً جداً ، وأن مسألة ذكرها بجملتها في صلب الكتاب ، ربما يجعل الكتاب ذا مجلدات عدة ، فارتأينا أن نضع تلك الأخطاء في جداول طلباً للاختصار وألحقناها في نهاية الكتاب . وقد أجملنا بعضها في القسم الأول خشية التكرار والإطالة ، ولقد تم تعقب المحررين في أكثر من ألفي موضع ، توزعت على ( 1420 ) موضعاً في مقدمة الكتاب ، و ( 585 ) موضعاً في القسم الثاني ، و ( 399 ) موضعاً في ملاحق الكتاب . وكان من منهج عملنا في كتابنا هذا : أننا قابلنا النص على المطبوعات واستعنا في مواطن الاختلاف بالنسخ الخطية وما أعزها علينا في بلدنا الذي يأن تحت وطئة الاحتلال منذ سنين ، وتتبعنا المحررين الفاضلين في تخريجاتهما وأحكامهما في غير هذا الكتاب ليصبح بيان منهجهما في باقي كتبهما أوضح ، وليكون إيراد تناقض أبلغ ، واستفدنا في مواضع من تخريجات وتنبيهات المُحْدَثين بعد سبرها وتمحيصها . وسيجد القارئ الكريم أننا أغلظنا القول في بعض المواطن للمحررين غضبة لله ولرسوله ، وإننا موقنون أن هناك كثيراً ممن يشاركنا ذلك ، والله من وراء القصد ، وهو يتولى السرائر . وقد بذلنا جهدنا وما وسعتنا طاقتنا في هذا الكتاب ، ولم نألُ بتعب أو وقت عليه ، راجين الله تعالى أن يجعله نوراً لنا إنه سميع عليم . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. )) . 2- وما هو الراحج في المرتبة التي يقول عليها ابن حجر : صدوق - مقبول . ج : الصدوق في الغالب هو حسن الحديث ، أما المقبول فهو حيث يتابع وإلا فلين كما نص عليه الحافظ نفسه في مقدمة التقريب ، وهذا مصطلح خاص به . أما عن سؤال الأخ حارث : أولاً نود أن نتعرف منكم على دار الحديث في العراق وجهودها في خدمة السنة وطلاب علم الحديث والرسائل(1/1915)
العلمية التي قمتم بالإشراف عليها وما طبع منها . ج : دار الحديث في العراق: هو دار متخصص بالنشاط الإسلامي العلمي تأسس في 24/5/2003 عقب الحرب الصليبية على العراق . يقع هذا الدار في محافظة الأنبار – الرمادي – الشارع العام – غربي جامع الشيخ عبد الجليل بجوار مستشفى المصطفى الأهلي – فوق مطعم النخيل . وقد ضرب من قبل الصليبيين سبع مرات ، ثم نقل إلى داخل السوق . وكان الدار من تأسيسي بفضل الله تعالى . وللدار أنشطة دعوية علمية فكان هناك : درس كل يوم سبت يدرس فيه. ( صحيح البخاري ومعرفة أنواع علم الحديث والهداية للكلواذاني وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، ومناهج التحقيق ) . وبالتنسيق مع مكتبة الجامع الكبير في الرمادي هناك دروس كل يوم اثنين وخميس بعد صلاة العصر . يدرس يوم الاثنين ( صحيح البخاري والهداية للكلواذاني ) . ويدرس يوم الخميس ( معرفة أنواع علم الحديث وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي ) . والدار لا يزال في بداياته ، وقد كانت له أنشطة دعوية كبيرة من خلال النشرات والكتيبات والتصدي للعقائد الزائغة ، والعمل على نشر عقيدة التوحيد ، ومحاولة خدمة التراث الإسلامي بالوجه اللائق مع الحرص الشديد على تخريج نخب من طلبة العلم يلتزمون بالمنهج الإسلامي الصحيح مع تعلم تحقيق النصوص والتخريج وإفادة طلبة العلم . أما عن السؤال الآخر : ثانياً : قرأت كثير ا عن مقالات تتبنى القول بأن صيغ الأداء من تصرف الرواة وأنه لا يوثق بها ، فما تعليقكم ؟ ج : الرواة لا يتصرفون بصيغ الأداء لغيرهم ، وليس ذلك من حقهم ، بل العكس نجده في كتب الحديث فهم يتورعون في ألفاظ الرواة لما يرون عن مقرونين ويبينون الإختلاف لألفاظ التحديث إن كانت موجودة .
---
ماهر الفحل
12-24-2006, 01:35 PM
المعذرة عن خلل التنسيق .
والمقال مرتب على ملف وورد في المرفق
---
الجكني
12-24-2006, 04:17 PM(1/1916)
جزاك الله خيراً أخي د/ماهر على "دفاعك " و"نصرتك لإمام أئمة الجرح والتعديل الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله ،وأدعو الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ،فقد كتبت في شيء نحن اليوم في أمس الحاجة إليه وهو "الانتصار" لعلمائنا " من كل من يعتدي عليهم حساً ومعنى وما أكثر "المعتدين " حتى شبه علينا أن كل من يحمل "د/" يحق له أن يقول ما يقول ،ولكن سنة الله أنه لم ولن يترك علماء الأمة هملاً ،فما من عالم "اعتدي " عليه إلا ويقيض الله تعالى له من عباده من "يأخذ " له حقه 0
والعجب : أننا أصبحنا نرى أقزاماً تناطح الجبال ،وياليتها إذ ناطحتها تأدبت معها -مع أنه هي السبب بعد الله تعالى في الرزق الذي تقتات به وعليه 0
وليعلم أني والله على ما أقول شهيد لا أقصد الشخصين المذكورين اللذين رد عليهما د/ماهر ،وإنما أتكلم كلاماً عاماً مليئة الساحة من أهله 0
---
(1/1917)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : ( الأقول الشاذة في التفسير ) نفيسة .
---
حمل : ( الأقول الشاذة في التفسير ) نفيسة .
---
أبو العالية
02-07-2007, 09:44 AM
الحمد لله ، وبعد ..
الأقوال الشاذة في التفسير ( رسالة دكتوراه للدهش ) (http://ia310931.us.archive.org/1/items/aqwal_shaza_tfseer_bdfbook_ara/ashazat.pdf)
ودمتم على الخير أعواناً
---
شعلة
02-09-2007, 11:18 PM
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم على هذا الكتاب النفيس حقيقة وقد كنت أبحث عنه كثيرا ولم يتسن لي العثور عليه ، فأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر
---
جمال أبو حسان
02-11-2007, 11:05 AM
جزاك الله خيرا ابا العالية فما هذه باول بركاتكم
---
أبو العالية
02-11-2007, 11:37 AM
الحمد لله ، وبعد ..
العفو يا أستاذ ؛ فمنكم استفدنا أكرمكم الله بكل خير وعافية ونفع للمسلمين
---
نياف
02-16-2007, 02:22 PM
بارك الله فيك وجزاك االله خيرا
---
(1/1918)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ممكن عناوين المكتبات التالية...
---
ممكن عناوين المكتبات التالية...
---
أبو يعقوب
01-25-2006, 02:51 PM
السلام عليكم
ممكن عناوين المكتبات التالية
الرشد
العبيكان
أطلس
دار الوطن
دار القاسم
دار العاصمة
في الرياض
وأرجو من الإخوة كتابة اسم الحي الذي فيه المكتبات
جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
01-25-2006, 03:00 PM
العبيكان + الرشد (فرع طريق الملك فهد) + القاسم كلها تقع على طريق الملك فهد غرباً. أولها الرشد مقابل وزارة الشؤون البلدية والقروية من الغرب . والعبيكان مقابل عمارة المملكة من الغرب أيضاً ، وبعدها القاسم قريبة من برج التلفزيون .
وفي آخر طريق الملك فهد من الجنوب على شارع السويدي العام تقع مكتبة أطلس وطيبة وغيرها من المكتبات (الثبات - ابن حزم - زمزم - بلنسية )
ومكتبة الرشد - المركز الرئيسي فهي على طريق الحجاز بحي عتيقة وسط الرياض .
دار الوطن مقرهم على شارع صلاح الدين - شرق الأستاد الرياضي بالملز .
دار العاصمة - في شارع الإمام أحمد بن حنبل شمال مستشفى التأمينات الاجتماعية .
وهواتف المكتبات سبق نشرها في الملتقى على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2172
---
أبو يعقوب
01-26-2006, 01:55 PM
جزاك الله خيرا
وأجزل لك المثوبة
ونفع بك وبعلمك
---
(1/1919)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من مُخبرٍ عن كتاب (التحرير في أخبار ابن جرير) للقفطي ؟
---
هل من مُخبرٍ عن كتاب (التحرير في أخبار ابن جرير) للقفطي ؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2004, 07:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الوزير جمال الدين القفطي (ت624هـ) في كتابه (المحمدون من الشعراء) في ترجمة العلامة محمد بن جرير الطبري 263 - 264 أن أخبار ابن جرير كثيرة ، وأنه قد أفرد لترجمة ابن جرير وأخباره كتاباً . حيث يقول :(وأخباره كثيرة قد استوفيتها في تصنيفي الذي سميته (التحرير لأخبار ابن جرير) وهو كتاب ممتع في نوعه)أهـ . وكرر كلامه هذا في كتابه (إنباه الرواة) 3/90 فقال بعد أن ذكر شيئاً من مصنفاته :(وما منعني من استيفاء خبره إلا ما صنعته في ذلك مفرداً ، وسميته (التحرير في أخبار محمد بن جرير) وهو كتاب ممتع).أهـ.
فهل من خبر أيها الفضلاء عن هذا الكتاب الذي صنعه القفطي في ترجمة ابن جرير رحمه الله ، ولا سيما أن كتب القفطي لها شهرة وذيوع ؟
وهناك كتابان مفردان في ترجمة ابن جرير ، وهما سابقان لكتاب القفطي ، وأظنه قد استوعبهما في كتابه ، وهما :
- كتاب محمد بن عبدالعزيز الطبري في سيرة ابن جرير وأخباره.
- كتاب أبي بكر بن كامل في ترجمة الطبري كذلك.
وقد ذكر هذين الكتابين ياقوت الحموي في ترجمته لابن جرير الطبري ، ونقل منهما كثيراً ، وترجمة ياقوت الحموي لابن جرير في معجم الأدباء 5/242-275 أوفى التراجم المتوفرة لابن جرير رحمهم الله جميعاً.
---
عبدالرحمن الشهري
02-05-2005, 02:50 PM
لتذكير أهل العناية بالمخطوطات وفقهم الله.
---
عبدالرحمن الشهري
07-04-2006, 04:34 PM
مع التحية لأخي الكريم الأستاذ منصور مهران وفقه الله .
هل مرَّ عليكم هذا الكتاب ، أو سمعتم به مخطوطاً هنا أو هناك ؟ فأنت خبير بالكتب والمخطوطات وفقك الله .
---(1/1920)
منصور مهران
07-04-2006, 10:05 PM
كان شيخنا الراحل محمود محمد شاكر - رحمه الله - يتطلب هذا الكتاب حتى آخر عمره ولا يكاد يصدق قول خبراء المخطوطات بأنه مفقود ، ويعلل لظنه بأن زمن القفطي وبلدته بمأمنٍ من الجوائح التي أذهبت كثيرا من كتب الأمة ، ويظن ظنا أشبه باليقين بأن الكتاب سيظهر إن شاء الله يوماً ما ، وكلما افتقد ذكر هذا الكتاب في كتب الأزمان التي بعد زمن القفطي أحس باليأس ولم يبده ، ولقي ربه وفي نفسه غصة من ضياع هذا الكتاب ؛ فقد كان يتمنى أن ينشره ضمن اهتماماته بمحمد بن جرير الطبري ومؤلفاته ، وعلم الله ما رأت عيناي حرصا على كتابٍ كحرص شيخنا - رحمه الله رحمة سابغة -على هذا الكتاب ؛ فليس للكتاب ذِكر في غيركتابي القفطي - كما نبه أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري - هذا ، وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
07-05-2006, 12:34 AM
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة ، فقد أهمني أمر هذا الكتاب أيضاً كأبي فهر رحمه الله وغفر له . فهذه موافقة تسعدني جزاك الله خيراً ، وما يدريك لعله يُعثَرُ عليه إن شاء الله .
---
(1/1921)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات 98
---
مختارات 98
---
د. محمد مشرح
09-30-2005, 01:10 AM
مختارات 98 تهيئة لشهر رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإليك - أخي الكريم ،أختي الكريمة : هذه الجملة من المقترحات المختصرة والتي تساعد
على تهيئة النفس والبيت والمسجد في استقبال شهر رمضان المبارك والذي نسأل الله أن
يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إنه على كل شيء قدير:-
أولا: النفس :-
1- إخلاص العمل لله عز وجل .
2- استشعار نعمة الله علينا بهذه المواسم .
3- العلم بأنه ميدان منافسة على العتق من النار .
4- تهيئة المصحف والانقطاع عن الشواغل .
5- اختيار كتاب من كتب التفسير ككتاب السعدي رحمه الله للرجوع إليه عند الحاجة .
6- أن يخصص الإنسان لنفسه تلاوتين الأولى / تلاوة تدبر بقراءة جزء واحد في كل يوم
بتدبره ويقف عند عجائبه وآياته . الثانية / تلاوة أجر وهي التي يكثر فيها الختمات
ابتغاء الأجر .
7- إعداد جدول للقراءة يوفق فيه الإنسان بين قدراته وأعماله .
8- تعويد النفس على الدعاء ورفع اليدين .
9- تعويد النفس على الجلوس في المسجد أدبار الصلوات وخاصة صلاتي الفجر والعصر .
10- تعويد النفس على الصدقة والبذل والعطاء.
11- الحرص على تحفيز النفس ومضاعفة دورها في العمل الصالح مثل قراءة حياة السلف
وحالهم في رمضان .
12- الاستماع إلى الأشرطة وقراءة المطويات الخاصة بذلك .
13- تعويد النفس على القيام وذلك بالزيادة في الوتر والتهجد .
ثانيا: البيت :-
1- شراء مصاحف وحاملات مصاحف لجميع أعضاء الأسرة .
2- تخصيص مصلى في المنزل .
3- شراء الأشرطة و المطويات وعمل مسابقات عائلية خاصة برمضان .
4- عقد جلسة مع أفراد الأسرة والتحدث عن رمضان وفضله وأحكامه .
5- تجهيز المنزل بما يتطلبه من مأكولات مشروبات بشرط عدم الإسراف .(1/1922)
6- اتخاذ قرار مجمع عليه تجاه وسائل الإعلام وما تبثه في رمضان .
7- تنسيق وتوزيع الأدوار بين أهل البيت في الخدمة حتى تجد المرأة حظها في برامج
العبادة .
8- تنسيق برامج الزيارات والاستضافات الرمضانية مع الأهل والجيران والأصدقاء .
9- إعداد برنامج للعمرة والاعتكاف لجميع أعضاء الأسرة .
10- المشاركة في إعداد الطبق اليومي ولو كان شيئاً يسيراً يهدى لوجبة تفطير
الصائمين في المسجد.
11- مسابقة في حفظ أحاديث كتاب الصيام مثل كتاب بلوغ المرام أو رياض الصالحين .
ثالثا: المسجد :-
1- أن يتهيأ الإمام في المواظبة بالقيام بجميع الفروض في مسجده طيلة أيام الشهر .
2- إعداد إنارة المسجد وتنظيم أثاثه ، والعناية بالإذاعة والصوتيات .
3- الاهتمام بدورات المياه والقيام على تجهيزها وتنظيفها .
4- العمل على حث جماعة المسجد في جمع تبرعات للمسجد وما يحتاجه من الماء والمناديل
الورقية والطيب .
5- استضافة بعض العلماء وطلبة العلم في المسجد لإلقاء الكلمات والمواعظ قبل رمضان
وأثناءه .
6- اختيار الإمام للكتاب المناسب وقراءته على جماعة المسجد بعد إحدى الصلوات .
7- إعداد المسابقات اليومية والأسبوعية لجماعة المسجد .
8- تخصيص لجنة تقوم بإعداد وجبة إفطار الصائم والإشراف عليها .
9- توزيع الأشرطة على أهل الحي .
10- إعداد برامج للجاليات من مطويات وأشرطة .
11- تخصيص ليلتين أو ثلاث من الشهر يجتمع فيها جماعة المسجد لإفطار جماعي يأتي كل
واحد منهم باليسير من زاده ويجتمعون عليه في المسجد تحت إشراف الإمام وتنسيقه .
12- إعداد برنامج ترفيهي لشباب الحي .
13- الحرص على أن يختم الإمام ولو ختمة واحدة في صلاة التراويح .
14- إقامة دورية للحي .
15- الحرص على أن تقدم برامج تكون بدائل ومزاحمات إعلامية .
16- إعداد برنامج لجمع الزكاة وتوزيعها على فقراء الحي .
17- إعداد برنامج لعيد رمضان مثل اجتماع الجيران بعد صلاة العيد في المسجد .(1/1923)
وبالله التوفيق , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول
---
(1/1924)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأويل الإمام الشوكاني آيات الصفات في تفسيره فتح القدير
---
تأويل الإمام الشوكاني آيات الصفات في تفسيره فتح القدير
---
المنذر
12-01-2003, 01:07 AM
إخوتي الكرام ..
من المعلوم أن الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ قد أوّل بعض الصفات الإلهية في تفسيره : فتح القدير تأويلا أشعريا . منها الوجه ، والعين ، واليد ، والعلو ، والمجيء وغيرها ... وهو مخالف لمذهب السلف رضوان الله عليهم في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل .
فهل من العلماء الأجلاء من استقصى هذه الآيات التي أول فيها الشوكاني الصفات ، وجمعها في مؤلف خاص ، أو تحدث عنها بالتفصيل ..
ارجو من الاساتذة الأفاضل والإخوة الاعزاء أن يفيدوني بذلك ..
بارك الله فيكم ونفع بكم ... آمين .
---
عبدالرحمن الشهري
12-01-2003, 01:35 AM
أخي الحبيب المنذر وفقه الله لكل خير.
الإمام محمد بن علي الشوكاني (ت1250هـ) من علماء السنة الكبار ، ومؤلفاته من أنفع المؤلفات ، وقد وقع في التأويل كما تفضلت في بعض الصفات ، لكن منهجه هو منهج أهل السنة ، وقد رجع عن التأويل لبعض الصفات في كتابه (التحف في مذاهب السلف) وهذا ظننا به رحمه الله.
وقد ناقش هذه المسألة بتفصيل كل من :
- منهج الإمام الشوكاني في العقيدة . وقد لخص رأيه في عقيدة الشوكاني بقوله :(من خلال دراستي لمنهج الشوكاني في العقيدة تبين لي أنه وافق السلف أهل السنة في جميع أركان الإيمان الستة... ولم يخالفهم إلا في مسائل قليلة ، وكان رأيه في بعضها مضطربا بين كتاب وآخر ، كما في بعض الصفات) ثم ذكر تلك الصفات فلعلك تراجعه. وأنا هنا أنقل من الموسوعة الميسرة 3/2290 لا من الكتاب نفسه ، وهذا الكتاب قد رأيته في المكتبات ولم أبتعه فلا أدري من هو مؤلفه.(1/1925)
- الدكتور محمد بن حسن الغماري وفقه الله في كتابه (الإمام الشوكاني مفسراً) من ص 180 - 206 فيمكنك مراجعته للفائدة والتفصيل.
- الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي في كتابه (المفسرون بين التأويل والإثبات) 2/223-237
- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة 3/2289
---
المنذر
12-01-2003, 08:09 PM
مشكور أخي الفاضل عبدالرحمن .. على ما قدمته من فائدة ..
لكن لو تفضلت هل كتاب د. محمد بن حسن الغماري ـ الإمام الشوكاني مفسراً ـ قد تعرض لتلك الآيات بالتفصيل والحصر ؟
وأيضا منهج الإمام الشوكاني في العقيدة ( و هو للدكتور عبدالله نومسوك ) هل على حد علمك قد ضرب أمثلة كثيرة لآيات الصفات في تفسيره ؟
والذي أريده باختصار هو أن أحيل المبتدئين من طلبة العلم ( والذين يدرسون كتاب فتح القدير ) على كتاب يبين فيه تلك الآيات التي وقع في تأويلها الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ .
أسعدك الله في الدارين .
---
عبدالرحمن الشهري
12-02-2003, 06:20 AM
نعم أخي المنذر . كتاب الغماري تعرض لهذه الآيات بالتفصيل والحصر فيمكنك إحالة طلابك عليه. ومثله كتاب المغراوي فقد تتبعها وحصرها وناقشها.
وأما كتاب الدكتور عبدالله نومسوك فلم أطلع عليه ، ولا أظنه إلا قد توسع في ذلك باعتبار أنه تخصص في جانب العقيدة لدى الشوكاني رحمه الله.
---
عبدالله بن بلقاسم
12-02-2003, 05:34 PM
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كتاب منهج الإمام الشوكاني في العقيدة
تأليف الدكتور: عبدالله نومسوك
وهو عبارة عن رسالة دكتوراة في العقيدة حاز معدها مرتبة الشرف الأولى من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
وقد طبعت الرسالة مكتبة دار القلم والكتاب
الطبعة الأولى عام 1414هـ
وقد لخص فضيلة الشيخ عبدالرحمن بنقله المفيد ما في الكتاب حيث وقع على أهم فقرة فيه
وبعدها
قال المؤلف:
في صفات الله:(1/1926)
أ.1-ول يعني (الشوكاني) بعض الصفات الإلهية في تفسيره فتح القدير تأويلا أشعريا، والصفات التي أولها هي : الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجئ، والإتيان، والمحبة، والغضب على التفصيل الذي ذكرته في الرسالة
ثم قال:
وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غيرتحريف ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم
2- نهج منهج أهل التفويض في صفات المعية في رسالته التحف، فلم يفسرها بمعية العلم، بل زعم أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف، وهذا مخالف لماذهب إليه في تفسيره وفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم، وفسرها هنا تفسيرالسلف
3- ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق،اهـ بحروفه ص 856،857
قلت:
وفي النقطة الثانية مناقشة ، من جهة كون عدم التفسير بمعية العلم مخالف لهدي السلف.
وعلى كل حال إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
رحم الله الإمام الشوكاني
---
المنذر
12-03-2003, 01:05 AM
أخواي الكريمان .. عبدالرحمن .. عبدالله بن بلقاسم ..
جزاكما الله خيرا بما أتحفتموني به من فائدة ..
ووفقكما للخير دائما ...
---
(1/1927)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هدية للإخوة الكرام .. ( أبيات قصر المنفصل لحفص )
---
هدية للإخوة الكرام .. ( أبيات قصر المنفصل لحفص )
---
أبو معاذ القيسي
09-09-2004, 02:59 PM
إخوتي الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لقد سعدت جدا بهذا الملتقى وأنا أفيد منه منذ فترة ولله الحمد .. فجزاكم الله خيرا الجزاء ..
ولقد رأيت من حقكم علي بعد ذلك أن أشارككم بما أظنه نافعا مفيدا ..
وها هي أول مشاركاتي معكم ..
آملاً الإفادة من الإخوة الكرام والسادة القراء بخصوصها شرحا وتوضيحا ، ولا سيما أن كثيرا من أئمة المساجد يعتمدون قصر المنفصل ، دون التزام بشروط الرواية ..
ورمضان ليس ببعيد .. نسأل الله عز وجل أن يبلغناه ويوفقنا فيه لما يرضيه عنا بمنه وإحسانه :
أبيات قصر المنفصل لحفص من طريق الطيبة
لفضيلة الشيخ /
إبراهيم شحاته السَّمَنُّوْدِي
رحمه الله
لك الحمدُ يا مولاي في السِّرِّ والجَهْرِ = على نِعْمةِ القُرآنِ يَسَّرْتَ لِلذِّكْرِ
وظَلَّ هُدَىً للنَّاسِ مِن كُلِّ ظُلْمَةٍ = دَلائِلُهُ غُرٌّ وسَامِيَةُ القَدْرِ
وصَلَّيْتُ تَعْظِيْمَاً وسلَّمتُ سَرْمَدَاً = على المصطفى وَالْآلِ مَعْ صَحْبِه الزُّهْرِ
وبعد فهذا مَا رواه مُعَدِّلٌ = بروضَتِهِ الفَيْحَاءَ من طَيِّب النَّشْر
بإسنادِه عن حفصٍٍ الحَبْرِ مَنْ تَلا = على عاصمٍ وهو المُكَنَّى أبَا بَكْرِ
فَفِي البَدْءِ بالأجزاءِ ليس مُخَيَّراً = لِبَسْمَلةٍ بَلْ للتَّبَرٌّك مُسْتَقْرِي
ومُتَّصِلاً وِسِّطْ وما انْفَصَلَ اقْصُرَنْ = ولا سَكْتَ قبلَ الهَمْزِ مِن طُرُقِ القَصْر
ومَا مَدّ لِتَّعْظيم مِنْها ولم يجيءْ = بها وجْهُ تَكْبِيْرٍ ولا غُنَّة تَسْرِي
وفي مَوْضِعَيْ ءالآن الذَّكَرِيْنِ مَعْ = ءَأللهُ أَبْدِلْها معَ المَدِّ ذِي الْوَفْرِ(1/1928)
وأَشْمِمْ بِتَأْمَنَّا ويَلْهَثْ فأَدْغِمَنْ = معَ ارْكَب ونَخْلُقكُمْ أَتِّمَّ ولا تُزْرِي
و بِل رَّان مَن رَّاقٍ ومِرْقَدِنَا كذا = لَهُ عِوَجَاً لا سكْتَ في الأربعِ الغُرِّ
وبِالْقَصْرِ قُلْ في عَيْنِ شُوْرَى ومريَمٍ = وفَخِّم بِفِرْقٍ وهو في آيةِ البَحْرِ
وآتانِ نَمْلٍ فاحْذِف الياءَ واقِفَاً = كذا الْأَلِفَ احْذِفْ مِنْ سَلاسِلَ في الدَّهْرِ
وبالسِّين لا بالصَّادِ قُلْ أَمْ هُمُ المُصَيْـ = طِرُونَ وبِالْوجهَيْنِ في فَرْدِهِ النُّكْرُ
وفي يَبْصُطُ الأُولى وفي الخَلْقِ بَصْطَةً = ويَس نُوْنٍ ضَعْفَ رُوْمٍ كَذَا أَجْرِ
ولكن مع الإظهار صادُ مُصَيْطِرٍ = وفي بَصْطَةً سِينٌ كَذا يَبْصُطُ البِكْرِ
وفَتْحٌ لَدَى ضُعْفٍ عن الفيلِ واردٌ = وباِلْعَكْسِ عن زَرْعَانَ والكُلُّ عن عَمْرِو
وأُهْدِى صلاتي في الختامِ مُسلِّمَاً = على خاتَمِ الرُّسْلِ الْهُدَاةِ إلى البِرِّ
وآلٍ وصحبٍ كُلَّما قالَ قائل = ٌلكَ الحَمْدُ يا موْلايَ في السِّرِّ والجَهْرِ
أخوكم /
أبو معاذ القيسي
أرجوكم ..
لا تنسوني من صالح دعائكم ..
---
(1/1929)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جهود الازهرفى محاربة التصوف(3)الشيخ على محفوظ ينقل اجماع علماء الازهرعلى بدعية المولد
---
جهود الازهرفى محاربة التصوف(3)الشيخ على محفوظ ينقل اجماع علماء الازهرعلى بدعية المولد
---
حنبل
07-06-2004, 10:20 AM
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&postid=3874#post3874
---
(1/1930)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البقاعي--وتناسب الآي والسور
---
البقاعي--وتناسب الآي والسور
---
جمال حسني الشرباتي
02-17-2005, 07:47 AM
برهان الدين البقاعي "ت 885 هـ" له كتاب في التفسير غير مطروق من قبل الجمهور هو"نظم الدرر في تناسب الآي والسور
قال ((فعلم مناسبات القرآن علمٌ تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال، وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها". ))
وهذا نموذج لأسلوبه في إجراء التناسب --أو ما نسميه في لغة العصر الوحدة الموضوعية
قال في تفسير آية 10 من سورة فاطر((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه))
((ولما رغب في اقتناص العزة بعد أن أخبر أنه لا شيء فيها لغيره، دل على اختصاصه بها بشمول علمه وقدرته، وبين أنها إنما تنال بالحكمة فقال: { إليه } أي لا إلى غيره { يصعد الكلم الطيب } أي الجاري على قوانين الشرع عن نية حسنة وعقيدة صحيحة سواء كان سراً علناً لأنه عين الحكمة، فيعز صاحبه ويثيبه.
ولما أعلى رتبة القول الحكيم، بين أن الفعل أعلى منه لأنه المقصود بالذات، والقول وسيلة إليه، فقال دالاًّ على علوه بتغيير السياق: { والعمل الصالح يرفعه } هو سبحانه يتولى رفعه ولصاحبه عنده عز منيع ونعيم مقيم، وعمله يفوز،))
وكان قد ربطها مع قوله تعالى((من كان يريد العزة فلله العزة جميعا))---فكما نلاحظ يسير رابطا الآي برباطات لطيفة--وانظر كيف أشار إلى عظم أمر العمل بكون السياق قد تغير (
: { والعمل الصالح يرفعه }(1/1931)
وكنت قد قرأت في موقعكم رأي الشوكاني فيه : «ومن أمعن النظر في كتاب له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علميّ المعقول والمنقول، وكثيراً ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز وأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي غليلي، وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد» [ البدر الطالع 1/20 ـ 22 ] .
أنا حقيقة أرغب بتقييم لكتاب البقاعي في التفسير فمن يزود الفقير إلى الله بالمزيد حوله؟
---
علال بوربيق
03-18-2006, 10:30 PM
لإحدى الأخوات بمعهد الحضارة الإسلامية بوهران اهتمام كبير بهذا الموضوع , وبكتاب البقاعي خصوصا وهي الآن تقوم ببحث سيقدم كرسالة ماجستير نسأل الله لها التوفيق والنجاح في الدارين
---
(1/1932)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد كلام شيخ الإسلام حول تمنيه لو صرف وقته في تدبر القرآن ؟
---
أين أجد كلام شيخ الإسلام حول تمنيه لو صرف وقته في تدبر القرآن ؟
---
عبدالله العلي
10-16-2006, 10:37 PM
أريد موضع كلام شيخ الإسلام عن تمنيه لو كان وقته مشغولا بكتاب الله تفسيرا وتدبرا ؟
---
السائح
10-16-2006, 11:09 PM
نقل أبو عبد الله بن رشيّق المغربي - أخص أصحاب شيخ الإسلام وأكثرهم كتابة لكلامه وحرصًا على جمعه - قول شيخ الإسلام أبي العباس:
قد فتح الله علي في هذا الحصن في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء مات كثير من العلماء يتمنّونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن.
نقله الحافظ ابن عبد الهادي في الكتاب الذي أفرده لترجمة شيخ الإسلام ص25.
---
عبدالله العلي
10-17-2006, 12:27 PM
جزاك الله خيرا أخي السائح
مما علق بالذهن أن في كلام ابن تيمية قوله : أنه أمضى أوقاتا في صغار العلم أو فضوله ، وتمنى أن لو كانت في تدبر القرآن .
فهل هناك لفظ آخر غير مانقلته .
---
السائح
10-17-2006, 03:22 PM
وجزاك خيرا أخي عبد الله.
لم أره باللفظ الذي ذكرته، ثم إن شيخ الإسلام لم يضيع وقته بالاشتغال بصغار العلم وفضوله.
---
عبدالله العلي
10-17-2006, 04:48 PM
بارك الله فيك
ومارآه شيخ الإسلام من صغار العلم هو بجانب تدبر القرآن ،
وقد أكون واهما .
جمعنا الله بشيخ الإسلام في جنات النعيم
---
السائح
10-17-2006, 07:07 PM
وفيك بارك الله أخي الفاضل.
لكن لا يخفى عليك أن التأويل فرع الثبوت، ولم أجد عن شيخ الإسلام إلا ما قدّمت ذكره، فإن صح عنه لفظ آخر يوجَّه توجيها وجيها بلا تكلف ولا تعسف.
---
الإسلام ديني
10-18-2006, 01:33 PM
===================
أقول:
===================(1/1933)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الظاهر يا أخوان
أن الشيخ رحمه الله كان يقصد
إنشغاله بالرد على أهل البدع
/////////////////////////////////////////////////
---
عبدالله العلي
10-28-2006, 03:53 PM
لعل أحد الإخوة ممن مر به كلام شيخ الإسلام سابقا
أن يذكر لنا مصدرا آخر إن وجد ، وهل له لفظ آخر
---
عبدالرحمن السديس
10-28-2006, 04:22 PM
هذه العبارة استخدمها الصفدي فقال : وضيع الزمان في رده على النصارى والرافضة ومن عاند الدين أو ناقضه ولو تصدى لشرح البخاري أو لتفسير القرآن العظيم لقلد أعناق أهل العلوم بدر كلامه النظيم ..
وانتقدت عليه ...
وانظر موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام لأبي الفضل القونوي ..
---
عبدالله العلي
10-28-2006, 04:42 PM
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن
ولكن لشيخ الإسلام مقولة في ذلك، وقد تكرم الأخ السائح بذكرها ، وظني انه ورد في عبارة أخرى له قول : ( صغار العلم أو فضوله ) والله أعلم
---
أبو عبد الرحمن الشهري
10-28-2006, 04:57 PM
ذكر ذلك في كتاب العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لمؤلفه محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي أبو عبد الله
حيث قال : قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن
وتجد الكتاب الكتروني على هذا الرابط http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=12&book=1847
---
منصور مهران
10-28-2006, 06:49 PM(1/1934)
منذ أن استفسر الأستاذ عبد الله العلي عن مقولة تنسب إلى ابن تيمية - رحمه الله - ولم يذكر نصها بل جاء بفحواها والإخوان يدلون بأقوالهم دون جدوى ، وكنت - علم الله - أواصل البحث عن هذه الكلمة فقد قرأتها ذات يوم وضاع عني مكانها ، فأحجمت عن التعليق إلى أن يمن الله على أحدنا فيذكرنا ما نسينا أو يعلمنا بما جهلنا .
واليوم أثلج صدري ما أتى به الأخ الأستاذ أبو عبد الرحمن الشهري من الدلالة على صحيح عبارة الشيخ الإمام وموضع القول ، فقلت : الحمد لله أن هدانا لصحبة هؤلاء النخبة ، فقد أراحني من عناء البحث أخ كريم لا عدمنا فضلكم جميعا ، والله يرعاكم .
---
عبدالله العلي
10-28-2006, 07:56 PM
شكر الله للجميع
---
عبدالله العلي
10-28-2006, 08:00 PM
الأخ منصور
سبق أن ذكر الأخ السائح العبارة وموضعها في أول الموضوع
---
(1/1935)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة : مشكل التفسير(1)
---
سلسلة : مشكل التفسير(1)
---
أحمد البريدي
04-15-2003, 12:48 AM
هذه سلسلة بعنوان : مشكل التفسير وسأتناول فيها ان شاء الله ما أشكل من هذا العلم سواء فيما يتعلق بمسائله ومتعلقاته أومشكل الأيات مع الأنتباه غلى ان الإشكالُ والاختلافُ فيما يتعلق في الآيات إنّما هو في نظرِ المجتهد وليس في الواقعِ ، ويجبُ على المُفسِّر أنْ يُطيلَ النظر في الآيات ، ويتعرّف على المواضع التي أشْكل فهْمُها على الناس ، وعلى ما قد يُظنّ أنّ فيها إشْكالاً أو تعارضاً ويجيبَ عليها.
وأطلب من الأخوة المشاركة واثراء الموضوع لننتفع به جميعا.
فأقول مستعينا بالله :
المرادُ بِالمُشْكل ما غَمُضَ معناه وأشْكَلَ فهْمُه ، وسُمِّيَ بذلك لأنّهُ دَخَلَ شَكْلَ غيرِه فأشْبَهَهُ وشَاكَلَه ، فهو أعمُّ من مُوهِمِ التعارُضِ ،فإذا أُطْلِقَ المُشْكل دَخَلَ فيه مُوهِمِ التعارُضِ ، ولا عكْسَ فالتعارُضُ أَخَصُّ ولِذا فكُلُّ مُتعارضٍ مُشْكِلٌ وليس كلُّ مُشْكِلٍ مُتعارِض .
الحلقة الأولى :
ورد عن ابن عباس رضي الله عنه في البخاري قوله "كيف تسألون أهلَ الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أُنزلَ على رسول الله أحدث " وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله "لا تسألوا أهلَ الكتاب عن شيء ، فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلّوا "رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم
هذه اقوالهم إإلا أنه قد ذكر شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنّ ابن عباس رضي الله عنهما مِمّنْ نقلَ عن أهل الكتاب وكذا ابن مسعود نص على ذلك في المقدمة(1/1936)
والواقع أنّه لا يُمكن إنكارُ أنّ ابن عباس رضي الله عنهما مِمّنْ روى الإسرائيليات إذْ يوجد له ما يزيد على ( 352 ) رواية وابن مسعود روى ايضا عنهما ولذا فلا بُدَّ من توجيه كلام ابن عبّاس وابن مسعود رضي الله عنهما إذْ لا يُمكن أنْ يخالفَ فِعْلُهما قولَهُما، ولذا فلعلّهما كانا يُحذِّرُان ، لئلا يُسأل من ليس بأهل فيقع في شكٍّ أو حيرةٍ ، في حين أنّ العالِم المتمكِّنَ الذي لا يُخشى عليه منْ ذلك له أنْ يسأل مستفيداً منَ الرخصة .
أو نقول : يُحمَلُ فِعْلُهُ على أنّها من باب القسم الذي أباحه رسول الله ، حيث قال : [ بلّغوا عني ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج ، ويُحْمَلُ النهيُ عن سؤالهم فيما جاء في القرآن والسنّة ما يُكَذِّبُه . ولذا عندما قال سعيد بن جبير لابن عباس رضي الله عنهما : إنّ نوفاً البكالي يَزْعُمُ أنّ موسى صاحب بني إسرائيل ، ليسَ هو موسى صاحب الخَضِر ، فقال : كذَبَ عدوّ الله ، سَمِعْتُ أبيّ بن كعبٍ يقول :
سَمِعْتُ رسول الله e يقولُ :[ قامَ موسى u خَطِيباً في بني إسرائيل ... الحديث
هذا ما ظهر لي وأرجو من الأخوة المشاركة لمن عنده مزيد علم .
---
المنصور
04-16-2003, 01:57 AM
لعل المراد من النهي أن تستخدم الإسرائيليات في بيان كتاب الله تعالى
أما روايتهما للإسرائيليات فهي في غير التفسير، بل لبيان بعض المبهمات أو ذكر بعض القصص أو تدعيم التفسير الصحيح برواية عن بني اسرائيل
تأمل ماذكرته فلعلك تجد فيه الجواب
---
أحمد البريدي
04-19-2003, 06:04 PM
بعد التأمل تبين لي وجه ثالث بل لعله أقواهما :
وهو ان نهيهما وارد في السؤال لأهل الكتاب ابتداء اما الرواية فلم يتعرضا لهما وفرق بين السؤال والرواية ولذا فليس هناك مخالفة بين القول والفعل والله اعلم .(1/1937)
اما ما ذكره اخي المنصور فان لا يمكن الجزم بما تقول الا بعد الاستقراء لمروياتهما حتى نعلم انهما لم يبينا كتاب الله بالاسرائيليات فما رايك .
---
الإداوة
05-04-2003, 02:53 AM
جزيت خير الجزاء ..
وإن كنت رايت التوجيه الثالث أقواها وهوحمل النهي على السؤال ، فقد روي أن ابن عباس سال أبالجلد .. فهل الرواية ضعيفة ؟ أم أن التوجيه غير متأت هنا ؟
---
المشارك7
05-08-2003, 12:35 AM
قال الشيخ محمد بن عبد الله الخضيري بعد ان ذكر حديث البخاري المذكور هنا:
(ومع هذا فقد كان ابن عباس يكثر من سؤال كعب الاحبار فعن عبد الرحمن بن الاعرج قال :كان ابن عباس يقرأ"في عين حمئة "ثم فسرها ذات حمأة قال لنافع: واسال عنها كعب الاحبار.....)تفسيرالتابعين2/885
وبناء عليه رجح الشيخ الراي الاول الذي ذكرتموه .وهو راي قوي لااشكال فيه بخلاف الاقوال الاخرى .
---
أبو حسن الشامي
07-17-2003, 09:05 AM
الشيخ الفاضل البريدي،
* أولا :
هل لي بمثال صحيح عن رواية ابن مسعود للإسرائيليات ؟؟
فإنني لم أقف له، مع قلة اطلاعي وعلمي، على رواية ينقل بها عن أهل الكتاب ..
* ثانيا :
بالنسبة للوجهين الأول والثاني الذين ذكرتهما، يبدو أنهما وجهين ضعيفين، فلقد روي عن ابن عباس آثار منكرة لا يمكن كونها من القسم الذي أبيح لنا روايته عن أهل الكتاب، كالأثر الذي فيه تمثل الشيطان بصورة سليمان وإتيانه أزواجه أثناء فترة حيضهن .. وغيره من الآثار، ولم يثبت عنه أنه كان يرويها من باب التحذير ..
بقي لنا الوجه الثالث، وإن كان هو تبرير أكثر منه تعليل ..
بانتظار مشاركات الأخوة ..
---
أحمد البريدي
07-21-2003, 06:06 AM
شكر الله لكم جميعا :
الأخ الفاضل : أبو حسن الشامي كلامك جيد وما زلت اطلب من الأخوة المشاركة حتى نصل لتخريج صحيح سالم من القوادح يسر الله لنا ذلك .(1/1938)
أما ابن مسعود فلقد نص شيخ الاسلام على روايته للاسرائيليات في مقدمة التفسير وقد اشرت إلى ذلك لكن هل يوجد له مرويات فهذا يحتاج إلى بحث واستقراء .
ولقد وجدت تخريجا يضاف إلى ما تقدم للشيخ ابن عثيمين ذكره في كتابه اصول في التفسير انقله بنصه قال الشيخ :
"وأما سؤال أهل الكتاب عن شيء من أمور الدين، فإنه حرام لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء؛ فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، وإنه لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني"(5).
وروى البخاري(6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم أحدث الأخبار بالله مَحضاً، لم يُشَبْ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله، وغيروا، فكتبوا بأيديهم، قالوا: هو من عند الله؛ ليشتروا بذلك ثمناً قليلاً، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم".
فهو قد جعل النهي عن سؤالهم في أمور الدين وهذا مما يقوي ما ذكرت في الاحتمال الثالث والله اعلم
---
(1/1939)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
---
منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
---
مصطفى علي
03-28-2007, 07:14 AM
منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
http://www.alyaseer.net/vb/forum.php
---
خالد البكري
03-28-2007, 10:39 PM
جزاك الله خير أخي مصطفى على هذا الموقع ونفع الله بك وبعلمك
---
(1/1940)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو مساعدتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير
---
أرجو مساعدتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير
---
أريج
04-05-2007, 06:02 PM
الأساتذة الفضلاء والإخوة الكرام في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم التكرم بمساعدتي في اختيار موضوع مناسب لرسالة الماجستير في مناهج المفسرين أو في التفسير الموضوعي
ولكم مني الشكر والتقدير.
---
أحمد القصير
04-05-2007, 07:43 PM
لعلك تستفيدين من الرابط الآتي:
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155&highlight=%E3%DE%CA%D1%CD%C9)
---
أحمد القصير
04-05-2007, 07:45 PM
وهذا رابط آخر:
مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=873&highlight=%E3%DE%CA%D1%CD%C9)
---
أحمد بزوي الضاوي
04-07-2007, 12:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الفاضلة أريج ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1941)
أما بعد فإني أحمد الله إليك أن و فقك للاشتغال بالعلم ، و البحث في التفسير و علوم القرآن ، نسأل الله تعالى لك التوفيق و السداد . أما عن اختيار موضوع البحث فإن أحسن طريقة هي أن يكتشف الباحث موضوع بحثه انطلاقا من قراءته في مجال التخصص . و تجميع كل الموضوعات التي تعن له دون الحكم عليها ، ثم يقوم بعملية السبر و التقسيم لانتقاء المواصيع الصالحة للبحث ، ليعمل بعد ذلك على استشارة أهل الاختصاص و كل الناس الذين يثق في علمهم و قدرتهم . لاختيار موضوع أو مواضيع تصلح للبحث . و بذلك يكون الباحث صاحب مشروع علمي ، كما يكون له حافز ذاتي للقيام بأعباء البحث بهمة و نشاط .هذا نقوله لكل الطلبة الباحثين حتى لا يجدوا أنفسهم في مثل هذا الموقف عند إرادة تسجيل بحث الماجستير أو الدكتوراه .
أما عن المواضيع الصالحة للبحث فهي كثيرة و متعددة ، تحتاج القدرة و الإرادة ، و إليك بعضا مما أرى أنه يصلح لتسجيله كرسالة علمية :
1- القضايا اللغوية في التفسير : يختار الطالب الباحث تفسيرا معينا .
2- الثابت و المتطور في التفسير : يختار الطالب الباحث تفسيرا معينا .
3- التفسير المعجمي للقرآن الكريم : يختار الطالب الباحث تفسيرا معينا .
4- مرويات المقلين من الصحابة .
5- مرويات المقلين من التابعين .
6- مرويات المقلين من أتباع التابعين .
7- تفسير المعجميين للقرآن الكريم : جمع و دراسة : يختار الطالب الباحث معجما معينا .(1/1942)
آمل أن تجدين ضالتك في ما أشرت إليه ، علما أن مجال البحث في الدراسات القرآنية مجال فسيح و خصب ، و يحتاج إلى جيوش من الباحثين للقيام به ، و لكن للأسف الشديد يعتقد البعض ، و يروج آخرون مقولة : قتل بحثا ، و درس حتى احترق . و الواقع يكذب ذلك . كما أن كثيرا منا ينفر من البحوث ذات الطابع اللغوي ، و الأبحاث التطبيقية ، ليولي وجهه نحو أعمال هي أقرب للإنشاء منها للبحث العلمي ، لأنها لا تحل مشكلة ، و لا تنير طريقا .و من ثم يتعين علينا أن نولي اهتماما خاصا للبحوث الهادفة .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أريج
04-07-2007, 01:34 PM
جزا الله الشيخين أحمد القصير وأحمد بزوي الضاوي على تفضلهما بالمساعدة خيرا
علما أن مجال البحث في الدراسات القرآنية مجال فسيح و خصب ، و يحتاج إلى جيوش من الباحثين للقيام به ، و لكن للأسف الشديد يعتقد البعض ، و يروج آخرون مقولة : قتل بحثا ، و درس حتى احترق .
صدقت ياشيخ لكن للأسف أن نجد هذا من القسم فقد قدمت بأكثر من موضوع وكلها رفضت بحجة سبق بحثه وأحيانا لا يذكرون سببا
وأخيرا أكرر شكري لكم وفقكم الله لكل خير
---
أحمد بزوي الضاوي
04-07-2007, 01:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الفاضلة أريج ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فإن ما قلته هو من باب التحفيز و التشجيع ، كما يتعين تفهم موقف القسم و المشرف . و عموما فإن من أهم صفات الباحث الصبر و القدرة على التحمل ، و تكرار المحاولات ، فتلكم الحياة . كما أنني لن أتوان عن تقديم الدعم و النصح و التوجيه . فلا تقلقي إنها مرحلة عابرة . و المهم هو أن يكون لك مشروعك العلمي . و إن في ما اقترحته من مواضيع مبتغاك ـ إن شاء الله ـ فتأملي فيها مليا ، و استشيري أساتذة القسم و كل من تثقين في علمهم و قدرتهم .(1/1943)
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أبو حذيفة
04-08-2007, 12:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الموضوعات المناسبة للبحث فيها وتسجيلها لبحوث الترقية أو الدراسات العليا .
1 - الفتح والاغلاق في القرآن الكريم .
2 - الأم في القرآن الكريم
3 - الرياح والسحاب كما ذكرها القرآن .
4 - جوالب الرزق في القرآن الكريم
5 - آثار الذنوب كما عرضها القرآن .
هذا الجزء الأول من الموضوعات والأجزاء الأخرى سأذكرها قريباً بحول الله .
---
أريج
04-08-2007, 12:11 PM
جزاكم الله خيرا شيخي الكريم وأسأله سبحانه أن يبارك في علمكم وعملكم وأن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
كما أشكر فضيلة الشيخ أبو حذيفة على تفضله بالمساعدة فجزاكم الله خيرا.
---
الجكني
04-08-2007, 08:21 PM
عفواً عن الحديث بين يدي المشايخ المختصين ،لكن ما رأيكم في بحث بعنوان :
التأثر والتأثير بين كتب التفسير "
وتكون الدراسة ترتكز على ذلك من خلال المدارس التفسيرية المختلفة و"تأثر " و"تأثير " بعضها في بعض من جميع نواحي التفسير 0
---
علال بوربيق
04-09-2007, 10:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين .أما بعد :
أقترح هذا الموضوع للبحث بعد أن تستخيري وتستشيري :
" جهود الشيخ محمد الغزالي في الدراسات القرآنية وعلوم القرآن الكريم. "
---
الويسي
04-12-2007, 07:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاخت العزيزة اريج حفظك الله اقترح عليك البحث في الموضوع التالي
(المناسبات بين سور القران في تفسير الرازي)فعلم المناسباتعلم دقيق جدايستحق صرف الجهد فيه
ينفعكي في هذا الموضوع الرجوع الى كتب علوم القران لوضع خطه لهذا الموضوع
---
(1/1944)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اليوم محاضرة بعنوان (تفسير آيات الحج ) للشيخ ...
---
اليوم محاضرة بعنوان (تفسير آيات الحج ) للشيخ ...
---
احمد بن حنبل
12-14-2006, 05:21 AM
....................................... تفسير آيات الحج .......................................
محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
اليوم : الخميس 23/11/1427 هـ الموافق 14-12-2006 م
الوقت : المغرب .
المكان : جامع الأميرة نورة بنت عبدالله بحي النخيل ( شمال غرب مستشفى دلة ) والذي يؤمه د . عبدالمحسن العسكر وفقه الله .
ستنقل المحاضرة باذن الله تعالى في موقع البث الاسلامي : www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك .
---
احمد بن حنبل
12-14-2006, 03:59 PM
كروكي جامع نورة بنت عبدالله بالنخيل :
http://www.heartsactions.com/kroki/na.gif
---
(1/1945)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > ماذا سيفعل الهكرز بالكمبيوتر ! ، وبك شخصياً ، وبالأخرين الذين تتعامل معهم !
---
ماذا سيفعل الهكرز بالكمبيوتر ! ، وبك شخصياً ، وبالأخرين الذين تتعامل معهم !
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:10 AM
أي شئ يمكنك أنت القيام به لكن أخطر مافي الأمر أنهم يستطيعون سرقة معلومات وملفات هامة وسرية مخزنه على كمبيوترك تلك المعلومات تشمل العناوين الإلكترونية التي تخص أصدقاءك أو أي شخص مسجل على بريدك الإلكتروني حيث يمكنهم بعد ذلك أستخدام تلك العناوين بأساليب شتى ... ويكن للهاكرز أيضا معرفة كلمات المرور السرية الخاصة بك وذلك عن طريق تثبيت برنامج ينقل أليهم كل ما تطبعه على كمبيوترك بما في ذلك أسم المستخدم وكلمة السر الخاصان بك في كل برنامج مثل البريد الإلكتروني ... وإذا كنت ممن يتعاملون بالتجارة الإلكترونية عبر الإنترنت ( تشتري كتبا مثلا من أحد المواقع ) ورقم بطاقتك اللإلكترونية مخزن ضمن هذا الموقع فبإمكانهم إذا حصلوا على كلمة السر الخاصة بك أن يقوموا بعمليات شراء لا نهائية بأسمك أنت ودون أن تدري .
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:11 AM
كما يستطيع الهاكرز إرسال رسائل إلكترونية إلى أناس أخرين بأسمك أنت ومن بريدك الخاص بحيث يعتقد المرسل إليهم أن البريد قادم أليهم منك أنت ولك أن تتخيل مايمكن لتلك الرسائل أن تحتوي وبالإضافة إلى كل هذا فبإمكان الهاكرز أن يقوموا بالتسلل إلى جهاز أخر عبر جهازك ( العملية تسمى Spoofing ) وبحيث تتعرض أنت للملاحقة القانونية في حال كشف العملي
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:12 AM
وممكن تخسر إيميلك بعد أن غير الهاكرز كلمة السر الخاصة بك
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:12 AM(1/1946)
وممكن يقوم الهاكر بمكالمة دولية من جهازك، والمكالمات الدولية غالية الثمن ، وتدفع أنت مع الفاتورة تجدها في خانة المكالمات الدولية ، ولو قدرت تتعقب الهاكر وتعرف مكانه تستطيع رفع قضية عليه وطلب تعويض
---
ابو عبد الله السلفي
05-26-2006, 10:28 AM
ولكن ما هو الحل قد عرفنا هذا هؤلاء الشياطين نقول لهم والله خير حافظا.
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 10:58 AM
استخدم جدار ناري قوي مثل zone alarm واستخدام مضاد فيروسات قوي مثل kaspersky واستخدام برامج مكافحة التجسس وإليك هذة النصائح
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5639
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:15 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1947)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب (رياض القرآن - تفسير في النظم القرآني ...) تأليف أ.د.سمير شريف استيتيَّة
---
عرض كتاب (رياض القرآن - تفسير في النظم القرآني ...) تأليف أ.د.سمير شريف استيتيَّة
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2006, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قابلتُ الأستاذ الدكتور سَمير شريف استيتية(1) في مؤتَمر إعجاز القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3795) الذي عقدته جامعة الزرقاء في الأردن وسبق الحديث عنه على صفحات هذا الملتقى في حينه . ولفت نظري ما يتميز به الدكتورُ سَمير من خُلُقٍ رفيعٍ ، وأَدبٍ جمٍّ ، وعُمقٍ عِلميٍّ من خلال إدارته لإحدى جلسات المؤتمر ، وتعقيباته على بعض المشاركات ، والأحاديث التي دارت بيننا في أوقات الاستراحة بين جلسات المؤتمر.
ولمست ذلك أيضاً من تقديم الدكتور خلدون أبو الهيجاء وهو أحد تلاميذه في تقديمه لكتابه (فيزياء الصوت اللغوي) حيث قال:(وبعدُ فإذا كان الشكر لأولي الفضل تحدثاً بأنعُم الله ، وادكاراً لبواعث الأمل في النفس ، فإن شكري موصول – ما حييت – لأستاذي الفاضل الدكتور سمير شريف ستيتية ، ميمون النقيبة ، مستفيض النبل ، الذي هو آية من آيات العلم والخلق ، والذي علمني – بحق- كيف أن الرجل لا يولد عالماً ، وإنما العلم بالتعلم).
وقد شكرت الدكتور سمير على كل ذلك في أوقات الاستراحة بين الجلسات ، وسألته عن مؤلفاته ، فأشار إلى كتابٍ أزرقٍ في يده ، وقال : هذا الكتاب من آخر الكتب التي طبعت لي ، غير أني أتيت به لبعض الإخوة الذين طلبوه مني ، والنسخ التي أملكها منه قليلة ، فمعذرةً. فأخذت الكتاب فقرأت مقدمته ، ودونت عنوانه عندي حتى يتيسر لي أمر شرائه فيما بعد.(1/1948)
وقد ابتعت الكتاب فيما بعد ، وأعدت قراءته ، فأعجبت بما فيه من المباحث ، والمنهج العلمي الدقيق الذي يأخذ المؤلف به نفسه في بحوثه ، ولا سيما في الجانب الذي يجيده ، وهو الجانب الصوتي والدراسات الصوتية الحديثة ، مع مزج ذلك بالدراسة البلاغية والنفسية الجادة.
وقد ابتعت مؤلفات الأستاذ الدكتور سمير شريف وقرأت معظمها(2) ، فلمست فيها الجانب العلمي الجاد في البحث ، مع إخلاص أرجو له به التوفيق والأجر عند الله سبحانه وتعالى ، ولم أر أنفع لطالب العلم من الجِدِّ والاستمرار في الطلبِ ، والإخلاص في القصدِ ، فإن الله سبحانه وتعالى بيده الأمور ، وهو الموفق والمسدد سبحانه.
أعود لأعرض عليكم هذا الكتاب ، وأهم محاوره ، دعوةً مني للإخوة الفضلاء أعضاء الملتقى ورواده أن يطلعوا على هذا الكتاب ، ويضعوه في مكانه اللائق به ، وبموضوعه الشريف ، وبمؤلفه الكريم .
عنوان الكتاب :
رياض القرآن
تفسير
في النظم القرآني ونهجه النفسي والتربوي
تأليف
الدكتور سمير شريف استيتية
http://www.tafsir.net/images/riyadalquran.jpg
ويشتمل الجزء المطبوع وهو الجزء الأول على تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة ، ويقع في مجلد كبير من القطع العادي ، يشتمل على 839 صفحة . وقد صدر عن مؤسسة دار الكتاب العالمي بعمَّان ، وعالم الكتب الحديث بإربد بالأردن. وصدرت طبعته الأولى عام 1426هـ .(1/1949)
يقول المؤلف مبيناً مدى رغبته في تصنيف هذا التفسير :( وقد عقدتُ العزم منذ عقود ، على أن أكون من أهل التفسير ، وسألت الله عز وجل أن يهيئني لذلك ، وأن يجعل أمره ميسوراً ، وقد توجهت هذا المُتوَجَّه ، وأعددت له نفسي ، وقد حاولت أن أباشر هذا العمل قبل ثلاثين سنة ، ثم أقدمت عليه ، ولكنني تهيبت هذا العلم ، فأحرقت أوراقي واستغفرت الله عز وجل . ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أنه لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، من بينهن علمه ماذا صنع فيه ، أيقنت أني مسؤول عما علمني الله تعالى إياه ، وأن السؤال ثقيل ثقيل ، فشرعت في كتابة هذا التفسير وسميته (رياض القرآن – تفسير في النظم القرآني ، ونهجه النفسي والتربوي) . أسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله حجةً لي ولأهل القرآن ، وأن ينفع به المسلمين ، وأن يحشرني تحت لواء القرآن ، بصحبة النبي العربي الأمين الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، جزاه الله عنا وعن كتاب الله خير ما يجزي نبياً عن قومه ، ورسولاً عن أمته).
وقد أشار المؤلف وفقه الله إلى الغرض الذي يرمي إليه ، والغاية التي يرجو بلوغها من تصنيفه لهذا التفسير فقال :
(يركز هذا التفسير – كما هو في عنوانه الفرعي – على الأمور الآتية :
أولاً : النظم القرآني .
النظم القرآني باب عظيم من أبواب إعجازه ، والمقصود بالنظم ارتباط الكلم ، وتعلق بعضه ببعض ، كما يقول عبدالقاهر الجرجاني في الدلائل ، وهذا الارتباط هو الذي ينشئ العلاقات التي تجعل الكلام متضاماً بعضه إلى بعض ، دلالة وتركيباً. وهو الذي يفسر اختيار ألفاظ التراكيب لأداء المعاني المختلفة ، وهو أول وجه من وجوه الإعجاز القرآني ، وأولاها بالنظر في رأي العرب الذين كان نظم الكلام يأخذ بمجامع ألبابهم ، ويستولي على عقولهم ، فساق لهم القرآن دروباً من النظم لم يعهدوا بدقتها كلاماً ، ولم يعرفوا في مثل انتظام نسقها انتظاماً.(1/1950)
والنظم القرآني له وجوه يظهر بها إعجازه كما قلنا ، منها : اختيار الألفاظ المناسبة للمعنى المراد توصيله ، وتبلغ دقة الاختيار مبلغاً عظيماً ينبئك أن هذا القرآن هو كلام الله ، وهو الكتاب الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن وجوه النظم القرآني ترتيب الكلمات ، وإقامة نسق تركيبها على نحو معين.
ثانياً : التوجيهات النفسية والتربوية .
القرآن هو دستور النفس الإنسانية وهو منهج تربيتها ، وسبيل استقامتها ، وطريق نقائها ، وخير علاج لأدوائها ، ولا تخلوا آية واحدة في كتاب الله من توجيه نفسي ، وهذا الذي يميز القرآن عن سائر الكتب السماوية .وعلى الرغم من أهمية هذا الجانب في القرآن الكريم ، فإن التفاسير لم تنتبه إليه ، ولم توجه إليه لفتة ولا عناية ، وقد كان القرآن حريصاً على تربية النفس الإنسانية بما يصلح شأنها ، ويحفظها من الزلل ، فتكون سعادة الإنسان في نفسه ، وكان للمنهج القرآني في تربية هذه النفس تميز لا يدانيه تميز.
وإن حرصنا على استخراج التوجيهات النفسية والتربوية لآيات القرآن ، لا يعني أننا سنأخذ شيئاً من الدراسات النفسية والتربوية المعاصرة نزين به كتاب الله ، بل يعني أننا سنأخذ من كتاب الله ما لم يعرفه أحد حتى الآن ، من دواخل الإنسان ، وبنيته النفسية ، ومداخل هذه البنية ، وقد أَلَمَّ خادمُ القرآن – يعني المؤلف نفسه – بقسط من الدراسات النفسية والتربوية ، قسط يجعله أهلاً للحكم بما لهذه الدراسات وما عليها ، وما يجعله قادراً على أن يستخرج إطاراً نفسياً شاملاً من القرآن الكريم ، يصلح للنفس البشرية في كل زمانٍ ومكان.
ثالثاً : التفسير الصوتي والتركيبي للقراءات القرآنية .(1/1951)
ليس الاهتمام بالقراءات القرآنية جديداً في علم التفسير ، فمعظم التفاسير القديمة تورد القراءات المختلفة لآيات الكتاب الحكيم . ولكن هذه التفاسير أو معظمها كانت تنزلق في منزلقات خطيرة ، فقد كانت ترد بعض القراءات السبعية أو العشرية ، وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد ألفوا كتباً في توجيه القراءات القرآنية والاحتجاج لها من كلام العرب ، فإن هؤلاء العلماء لم يتمكنوا من تفسير القراءات القرآنية تفسيراً صوتياً.
وسنركز إن شاء الله على تفسير القراءات تفسيراً صوتياً أو تركيبياً ، بما يكفي لبيان أن هذه القراءات ما هي إلا وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم ، ولن نتناول كل ما قرئ به كتاب الله ، بل نختار من القراءات ما يكفي لإثبات ما قلناه ، وإلا فإن هذا التفسير لا يتسع لكل القراءات ، فيكفي منها اختيارات نذكرها في هذا التفسير. لقد بلغ علم الأصوات من الدقة بحيث إن الأجهزة الصوتية المتطورة تدلنا على أدق الظواهر الصوتية وأشدها خفاء في اللغة ، ومن شأن معطيات هذا العلم أن تبين الظواهر الصوتية المختلفة وأسرارها في القرآن الكريم.
رابعاً : التفسير بالاستقراء .
لا بد عند تفسير القرآن من استقراء السياقات ، واستقراء الدلالات المختلفة للتعبير الواحد ، واستقراء كل ما يتصل به من أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، وتاريخ النزول . ومن صور الاستقراء تفسير القرآن بالقرآن ، وهو باب عظيم من أبواب التفسير بالاستقراء ، وفيه ألفت تفاسير عظيمة ، منها (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشنقيطي(3)) ، و (التفسير القرآني للقرآن) لعبدالكريم الخطيب). أ.هـ مقدمة الكتاب بقلم المؤلف.(1/1952)
وقد سار المؤلف في تفسيره ، على المنهج الذي ارتضاه لكتابه ، معتمداً على علمه وخبرته مع الرجوع للمصادر والإشارة إلى بعضها في متن الكتاب ، وقد أجاد في الاختيار للقول الراجح في رأيه من أقوال المفسرين في كثير من الآيات التي اختلف المفسرون في تفسيرها في سورة البقرة ، ووفق لتعليل اختياره ذاك. ولذلك فإن هذا التفسير ليس مجرد نقل وجمع لأقوال المفسرين السابقين ، بل معظمه من إضافة المؤف واستنباطه ، وهو جدير بالقراءة والتدبر ، ولعلي أعرض أو يعرض غيري في مشاركات قادمة تضاف إلى هذه المشاركة بعض النماذج من هذا التفسير إن شاء الله ، والله الموفق سبحانه ، لا إله إلا هو .
ـــ الحواشي ـــــــ
(1) الأستاذ الدكتور سمير شريف استيتية ، مدير مركز النطق والسمع بجامعة اليرموك بالأردن ، وكان عميداً لعدد من الكليات ، منها كلية الآداب بجامعة اليرموك ، وكليتي الآداب والحقوق بجامعة فيلادلفيا.
(2) قائمة مؤلفات الأستاذ الدكتور سمير شريف استيتية التي اطلعتُ عليها:
- رياض القرآن – تفسير في النظم القرآني ونهجه النفسي والتربوي.
- الأصوات اللغوية – رؤية عضوية ونطقية وفيزيائية.
- القراءات القرآنية بين العربية والأصوات اللغوية – منهج لساني معاصر.
- الشرط والاستفهام في الأساليب العربية .
- اللسانيات – المجال ، والوظيفة ، والمنهج.
- وله عدد من البحوث المنشورة في الدوريات والمجلات العلمية اطلعتُ على بعضها.
(3) سمَّاه المؤلف (مواهب المنَّان في تفسير القرآن بالقرآن) .
---
روضة
03-18-2006, 06:21 PM
الدكتور عبد الرحمن حفظه الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيراً على هذه المعلومات القيمة، هل يمكن أن تذكر لنا بقية مؤلفات د.سمير شريف؟
مع الشكر الجزيل
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2006, 06:51 PM
ذكرت من المؤلفات ما حضرني عنوانه وما اطلعتُ عليه ، وفاتني منها وبعضها لم أطلع عليه :(1/1953)
- في الأصول البلاغية للقرآن الكريم . طبعته دار القلم بالإمارات .
- روافد البلاغة ، بحث في أصول التفكير البلاغي . وهو بحث قيم اطلعتُ عليه منشوراً في كتاب (دراسات إسلامية وعربية) الذي حرره الدكتور جمال أبو حسان وفقه الله بمناسبة بلوغ الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس سبعين عاماً. من ص 311- 334
- اللغة وسيكلوجية الخطاب بين البلاغة والرسم الساخر ، من إصدارات اللجنة الوطنية العليا، لإعلان عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002م .
- المدخل الى علم اللغة . نشرته دار المسيرة ، ولم أطلع عليه.
وهو يتعامل مع مكتبة (عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع) في إربد ، وربما يفيدون أكثر في مؤلفاته .وعنوانهم :
الأردن - إربد
شارع الجامعة - بجانب البنك الإسلامي
تلفون: 7272272-2-00962
وموقعهم على الانترنت هو
www.almalktob.com
---
روضة
03-18-2006, 07:57 PM
شكر الله لكم ونفع بعلمكم
---
الكشاف
03-19-2006, 03:30 PM
شكراً جزيلاً على هذه المعلومات القيمة ، والدكتور سمير شريف من المتخصصين البارزين في الدراسات الصوتية الحديثة في الأردن وله جهود مشكورة بارك الله فيه وفيكم ، ولعل الله ييسر لنا الاطلاع على كتابه رياض القرآن .
---
ش.م
09-09-2006, 09:19 PM
جزاكم الله خيرا
الكتاب مهم جدا لتنوعه
ليتكم تخبرونا باسم دار نشره إذ لم يتبين من الغلاف اسم من أصدره
---
أبو صفوت
09-10-2006, 12:23 AM
الكتاب من منشورات : عالم الكتب الحديث - الأردن - إربد - شارع الجامعة بجانب البنك الإسلامي
هاتف 0795264363
ص. ب : 3469 - الرمز البريدي : 21110
---
(1/1954)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال تعالى (يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في
---
قال تعالى (يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في
---
سامي العتيبي
07-11-2006, 03:19 PM
قال تعالى (يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا, وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) "الأحزاب 32,33"
أرجو افادتي فيما يختص بالآية الكريمة..أليست تخص نساء النبي عليه الصلاة والسلام, وهل ما ينطبق على نساء الرسول ليس بالضرورة أن يكون واجبا على نساء المؤمنين؟
وجزاكم الله خبرا.
---
محمود الشنقيطي
07-16-2006, 05:21 PM
قال الإمام القرطبي رحمه الله في الإجابة على سؤالك ما نصه:
(الثانية: معنى هذه الآية الأمرُ بلزوم البيت وإن كان الخطابُ لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل فيه غيرهن بالمعنى , هذا لو لم يرد دليلٌ يخص جميع النساء , كيف والشريعة طافحةٌ بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة على ما تقدم في غير موضع ....)14/157
---
(1/1955)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من أحد يصف لي نسخ مخطوطات تفسير الثعلبى من أول المائدة إلى آخر التوبة ؟
---
هل من أحد يصف لي نسخ مخطوطات تفسير الثعلبى من أول المائدة إلى آخر التوبة ؟
---
أبو صفوت
03-18-2004, 03:18 PM
السلام عليكم
هل من أحد يصف لي نسخ مخطوطات تفسير الثعلبى من أول المائدة إلى آخر التوبة وهل هذه النسخ خطها واضح ؟
جزاكم الله خيرا
---
أبو صفوت
03-18-2004, 08:31 PM
للرفع
---
أحمد البريدي
03-19-2004, 08:27 PM
حياك الله ابا صفوت , وأحب إخبارك بأن تفسير الثعلبي تم تحقيقه كاملاً في جامعة أم القرى .
---
(1/1956)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءة المرتلة والقراءة المجودة...ما الفرق ؟
---
القراءة المرتلة والقراءة المجودة...ما الفرق ؟
---
الراية
09-19-2004, 04:27 PM
من يتابع تلاوات القراء الكبار المعاصرين وخصوصا المنشاوي وعبد الباسط والحصري - عليهم رحمة الله ورضوانه ومغفرته -
يرى ان هناك تلاوات لهم تسمى مرتلة وأخرى مجودة ؟
فما الفرق بين هذه وتلك
اذكر اني سمعت فرقاً بينها في أحد دروس الشيخ ابراهيم الدوسري المسجلة ولكني نسيته
وهل هناك روابط لأجمل القراءات المرتلة والمجودة لهؤلاء القراء...
شكر الله من أفادني بشيء في هذا ...
والله الموفق
---
أبو الزبير
09-20-2004, 01:46 PM
[size=7]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الترتيل والتجويد أخي الكريم هو أن التجويد فيه مبالغة في إخراج الحروف من مخارجها وتحقيق صفاتها والتأني في القراءة وكلمة مبالغة ليس فيها ذم لهذا النوع من القراءة
أما الترتيل فهو تخفيف لهذه الشروط التي ذكرناها ويكون في قراءة الصلوات
ويشترط فيهما المحافظة على القواعد
---
الراية
09-20-2004, 09:57 PM
أبو الزبير
شكرا لك
---
(1/1957)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب : الإمام أبو بكر الرازي الجصاص ومنهجه في التفسير
---
كتاب : الإمام أبو بكر الرازي الجصاص ومنهجه في التفسير
---
المحرر
07-06-2003, 06:36 PM
تأليف : صفوت مصطفى خليلوفيتش
تقديم : محمد السيد راضي جبريل
الناشر : دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة - القاهرة
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 29/11/2001
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مدور
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 638
حجم الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 35.0 ريال سعودي ($9.33)
التصنيف : / علوم القرآن / تفسير / تراجم المفسرين / تراجم مفردة
الجامعة : قسم التفسير وعلوم القرآن - كلية أصول الدين - جامعة الأزهر
تاريخ الحصول على الدرجة : 25/03/2001
نوع الدرجة : دكتوراه
نبذة عن الكتاب : هذا الكتاب دراسة وافية عن الإمام الجصاص ومصنفه [أحكام القرآن], أظهر فيها المؤلف حياة هذا الإمام الكبير والعصر الذي عاش فيه ملقيًا الضوء على منهج الإمام الجصاص في كتابه والأسس التي بنى عليها تفسيره مشيرًا إلى بعض المآخذ على تفسير الجصاص من بينها تأثره بمذهب المعتزلة في بعض المسائل, دون أن يغفل القيمة العلمية لهذا الكتاب ومدى تأثيره على من جاء بعده من المفسرين والفقهاء والأصوليين موضحًا ذلك بنماذج من بعض الكتب التي ألفت بعد عصر الجصاص كل ذلك في ثنايا هذه الرسالة.
الخلاصة : بدأ بمقدمة بين فيها الدافع الذي دفعه لاختيار هذا الموضوع والخطة التي سار عليها في بحثه الذي جعله في بابين:
الباب الأول
تناول فيه تعريف الإمام وقسمه إلى خمسة فصول:
في الفصل الأول تكلم عن عصره.
وفي الفصل الثاني عن حياته وسيرته.
وفي الفصل الثالث تكلم عن مكانته العلمية وطبقته عند الحنفية.
وفي الفصل الرابع تكلم عن شيوخه وتلامذته.(1/1958)
وأما الفصل الخامس فقد تناول فيه مصنفاته وآثاره العلمية ملقيًا الضوء على كتابه في أصول الفقه, على أساس أن كتابه هذا يعتبر مقدمة أصولية لتفسيره, كما بذل الباحث جهدًا طيبًا متنقلاً ومتجولاً بين البلدان التي بها مصنفات ومخطوطات من آثار الإمام؛ من أجل الوصول إلى صورة وملامح شخصية هذا الإمام الكبير.
الباب الثاني
تناول فيه الباحث منهج الإمام الجصاص في التفسير مستعرضًا ذلك في خمسة فصول:
في الفصل الأول وفيه تعريف عام بتفسيره, ثم إبراز لموضوع كتاب أحكام القرآن, ووقت تأليفه, وأبرز أسمائه, وكذلك إلقاء الضوء على الكتاب لبيان هل هو مجرد كتاب فقهي أم لا.
وفي الفصل الثاني تعرض فيه الباحث للمصادر التي استقى منها الإمام مادة الكتاب, فتحدث عن مصادره في التفسير والحديث واللغة والنحو والفقه والأصول والتاريخ وغير ذلك.
وأما الفصل الثالث فقد تكلم فيه الباحث عن منهج الإمام الجصاص في التفسير مفصلاً ذلك تحت تسعة أسس كما يلي:
1- شدة حرصه على تفسير القرآن بالقرآن.
2- جمعه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي.
3- إفادته من اللغة وعلومها.
4- عنايته الفائقة بالفقه والأحكام.
5- استعراضه لأهم مسائل العقيدة.
6- تعرضه لكثير من مباحث أصول الفقه وعلوم القرآن.
7- استعانته بأسباب النزول.
8- اهتمامه بالقراءات وتوجيهها.
9- ابتعاده عن الإسرائيليات والموضوعات.
وفي الفصل الرابع كان الباحث موضوعيًا في حرصه على إبراز المآخذ والملاحظات على منهج الإمام في التفسير مجملا ًإياها كالآتي:
1- تأثره بمذهب المعتزلة في بعض المسائل.
2- شدة تمسكه بالمذهب الحنفي.
3- موقفه من بعض الشخصيات الإسلامية.
4- كثرة استطراداته في مجال التفسير.
5- انتقاده لبعض الرواة من غير وجه.
6- ذكره لبعض الطرق الضعيفة في مجال التفسير بالمأثور دون التنبيه على ضعفها.(1/1959)
وفي الفصل الخامس على الرغم من المآخذ التي سجلها الباحث على منهج الإمام في تفسيره سابقًا فقد تحدث في هذا الفصل عن القيمة العلمية لهذا التفسير وما أحدثه فيمن جاء من بعده من المفسرين والفقهاء والأصوليين وغيرهم, مشيرًا إلى نماذج من بعض الكتب التي ألفت بعد عصر الإمام, وقد صرح فيها مؤلفوها بإفادتهم من تفسير الإمام أبي بكر الجصاص.
التقويم : يعد هذا الكتاب دراسة جادة متأنية واعية لكتاب أحكام القرآن للإمام العلامة الجصاص.
الملاحظات : هذه رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراه.
المصدر : ثمرات المطابع .
---
(1/1960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية
---
بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية
---
الخطيب
06-29-2003, 02:56 PM
بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية
أ0د/ أحمد سعد الخطيب
القرآن الكريم هو الكلام العربى ، الذى لا عوج فيه ولا التواء ، أعجز الله به البلغاء ، وأبكم به الفصحاء ، فنهل الكل من معينه ، وخضع الجميع لعظمته وسموه.
وقد جاء هذا الكتاب خطاباً عاماً للأمم كافة فى كل زمان وفى أى مكان ، لذلك راعى اختلاف عقول الناس ، وما تستوعبه منه ، فشمل ما يلبى رغبات الخواص فألمح أشار ، ونوَّه ، وعرّض ، ونوّع ، فى أوجه الإعراب ، فاشتمل على الدقائق التى لا يطلع عليها إلا بصير حصيف.
وشمل أيضاً ما يلبى رغبات العوام فأفصح وأبان ، وأرهب ورغب ، وعلل ووجه ، فاشتمل على صنوف من القول ، وفنون من البلاغة ، وذلك لأنه الكتاب الخاتم الذى لا كتاب بعده ، المنزل على الرسول الخاتم الذى لا رسول بعده. ومع ذلك فقد اعترض بعض أهل النحو على بعض قراءاته الثابتة ، زاعمين أنها خالفت قواعد النحو.
وقد أخطأوا فى قياس آيات القرآن الكريم على قواعد النحو أيما خطأ ، بل أجرموا أيما إجرام ؛ لأن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز لأساطين البيان والبلاغة ، وأنه أصل اللغة ، ومنه تستنبط قواعدها ، وعلى ضوء آياته تضبط اللغة ، وتصحح هيئاتها.
وإنى إذ أؤكد هذه الحقيقة آتى إلى بعض تلك القراءات التى ادعوا أنها خالفت قواعد العربية ، لأبين أنها لم تخالفها بل لها فى وجوه العربية ما يؤيدها ، ليتقرر من خلال ذلك أن هذه الدعوى تنبئ عن قصور قائليها وعدم درايتهم بكل أوجه العربية.
ومما أوردوه فى هذا المقام ما يلى:
المثال الأول:(1/1961)
قال تعالى: ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ))[1]
حيث قرأ حمزة - وهو أحد القراء السبعة - (والأرحامِ) بالخفض. وفى هذا يقول صاحب الشاطبية: وحمزة والأرحامِ بالخفض جملا[2]
عارض النحاة هذه القراءة بحجة أنه لا يجوز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور إلا بإعادة حرف الجر - كما هو مقرر فى قواعد النحو وهو اتجاه البصريين - ومنه قوله تعالى: ((فخسفنا به وبداره الأرض))[3]
الرد على هؤلاء النحاة وتوجيه القراءة:
والرد على هؤلاء النحاة ومن وافقهم من المفسرين هو من خلال الآتى:
1- القرآن الكريم هو الكتاب الخالد الذى أنزله الله - عز وجل - لهداية البشرية ، وهو بجانب ذلك كتاب معجز فى فصاحته وبلاغته ، حيث نزل فأعيا الله به الفصحاء ، وألجم به البلغاء ، فشهد الأعداء ببلاغته وأقر الحاقدون ببراعته ، واعترف الجميع بسيادته.
والمعروف أن للقراءة المقبولة ضوابط ذكرها السيوطى فى الإتقان[4] نقلاً عن ابن الجرزى وقد سبق ذكرها. وأذكر بأنها صحة السند ، وموافقة اللغة العربية ولو بوجه ، وموافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً ، وهذه القراءة التى معنا هى قراءة حمزة أحد القراء السبعة ، والمقرر لدى العلماء أن القراءات السبع متواترة لاستيفائها شروط التواتر ، ومن هنا تلقتها الأمة بالقبول.
وبذلك يكون شرط صحة السند قد تحقق ما هو أعلى منه ، وهو التواتر ، الذى يكفى وحده فى القطع بقرآنيتها.
يقول القرطبى فى معرض رده على من ردوا قراءة حمزة:(1/1962)
مثل هذا الكلام محذور عند أئمة الدين ؛ لأن القراءات التى قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبى -صلى الله عليه وسلم - تواتراً يعرفه أهل الصنعة ، وإذا ثبت شئ عن النبى - صلى الله عليه وسلم - فمن رد ذلك ، فقد رد على النبى -صلى الله عليه وسلم - ، واستقبح ما قرأ به ، وهذا مقام محذور لا يقلد فيه أئمة اللغة والنحو ، فإن العربية تتلقى من النبى -صلى الله عليه وسلم ، ولا يشك أحد فى فصاحته.ا.هـ[5]
وأما بالنسبة لشرط موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً فهو متوفر أيضاً لأن رسم القراءة بحركة الإعراب نصباً أو خفضاً لم يغير من رسمها ولا من هيئتها شيئاً مع التذكير بأن المصاحف العثمانية كانت خالية من النقط والشكل.
وأما بالنسبة للشرط الثالث وهو موافقة اللغة العربية ولو بوجه فسوف يبين لنا فيما هو آت أنه متحقق أيضاً بوجوه عديدة وليس بوجه واحد ، وسوف يبين لك أيضاً ضعف قاعدة البصريين التى اعتمدوا عليها فى رد القراءة.
2- وقد قيل فى توجيه قراءة الخفض بعيداً عن كونها معطوفة على الضمير المجرور بدون إعادة الجار أقوال منها:
أ- ما قيل : إن الواو فى (والأرحامِ) هى واو القسم والمقسم هو الله تعالى ، ومعلوم أن لله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه وذلك كما أقسم سبحانه بالضحى والليل والفجر والشمس وغيرها من المخلوقات.
ب- وقيل: هو قسم أيضاً لكن على تقدير مضاف محذوف أى ورب الأرحام.[6]
ج- وقيل: هو على تقدير إضمار الخافض ، قال ابن خالويه: واستدلوا له بأن الحجاج كان إذا قيل له: كيف تجدك؟ يقول: خيرٍ عافاك الله. يريد بخير.
أو أنه على تقدير: واتقوه فى الأرحام أن تقطعوها ، ثم قال ابن خالويه: وإذا كان البصريون لم يسمعوا الخفض فى مثل هذا ولا عرفوا إضمار الخافض ، فقد عرفه غيرهم ومنه قول القائل:
رسمِ دارٍ وقفت فى طلله*** كدت أقضى الحياة من خلله
3- وقيل فى توجيه الخفض كذلك: إن (الأرحامِ) معطوف على الضمير المجرور فى قوله (به)(1/1963)
وهذا التوجيه هو الذى عارضه البصريون وعارضوا القراءة وردوها لأجله ؛ لأنها تخالف ما هو مقرر عندهم من عدم جواز عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور بدون إعادة حرف الجر ، وحجتهم فى ذلك أن الضمير فى الكلمة جزء منها ، فكيف يعطف على جزء من الكلمة ؟ وشبهوه بالتنوين وقالوا: كما لا يعطف على التنوين فإنه لا يعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار.
مناقشة هذا الرأى:
هذا الذى ذهب إليه البصريون فى رد قراءة حمزة (والأرحامِ) ردوا به أيضاً تخريج عطف (المسجدِ) على الضمير المجرور فى قوله (به) وذلك فى قوله سبحانه: ((وكفر به والمسجدِ الحرام))[7]
هنا ناقش السمين الحلبى هذه القاعدة مناقشة علمية متأنية أنقل هنا أكثر ما قاله لتتم الفائدة ، قال السمين: اختلف النحاة فى العطف على الضمير المجرور على ثلاثة مذاهب:
أحدهما: وهو مذهب الجمهور من البصريين: وجوب إعادة الجار إلا فى ضرورة.
الثانى: أنه يجوز ذلك فى السعة مطلقاً وهو مذهب الكوفيين وتبعهم أبو الحسن ويونس والشلوبيون.
والثالث: التفصيل ، وهو إن أكد الضمير جاز العطف من غير إعادة الخافض نحو: "مررت بك نفسك وزيد" وإلا فلا يجوز إلا لضرورة. وهو قول الجَرْمى.
وبعد أن ذكر السمين هذه الآراء حول العطف على الضمير المجرور علق بعد ذلك بقوله:
والذى ينبغى أنه يجوز مطلقاً - للأسباب الآتية:
أ- كثرة السماع الوارد به. ب- ضعف دليل المانعين.
ج- اعتضاد ذلك القياس.
قال: أم السماع: ففى النثر كقولهم: "ما فيه غيره وفرسِه" بجر "فرسه" عطفاً على الهاء فى غيره. ومنه قوله تعالى:(ومن لستم له برازقين))[8] و "من" عطف على "لكم" فى قوله تعالى فى الآية نفسها: ((لكم فيها معايش)).(1/1964)
ومنه قوله تعالى: ((وما يتلى عليكم))[9] حيث عطف "ما" على "فيهن" أى على الضمير المجرور فيها ، وهو يعنى قوله تعالى: ((قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم ……)) ثم قال: وفى النظم منه الكثير ، ونقل شواهد عديدة اكتفى بذكر بعضها.
فمن ذلك قول القائل:
أكر على الكتيبة لا أبالى*** أفيها كان حتفى أم سواها
حيث عطف "سواها" على الضمير المجرور فى "فيها" ولم يعد الجار ، ومنه أيضاً قول القائل:
إذا أوقدوا ناراً لحرب عدوهم*** فقد خاب من يصلى بها وسعيرها
حيث عطف "سعيرها" على الضمير المجرور فى "بها" ولم يعد الجار ، ومنه أيضاً قول القائل:
فاليوم قد بت تهجونا وتشتمنا*** فاذهب فما بك والأيام من عجب
حيث عطف " الأيام " على الضمير المجرور فى "بك" ولم يعد الجار.
وقد ذكر السمين من ذلك الكثير ثم قال:
فكثرة ورود هذا وتصرفهم فى حروف العطف ………. دليل على جوازه
وأما ضعف الدليل: فهو أنهم - أى البصريين - منعوا ذلك لأن الضمير كالتنوين ، فكما لا يعطف على التنوين ، لا يعطف عليه إلا بإعادة الجار.
ووجه ضعفه أنه كان بمقتضى هذه العلة ألا يعطف على الضمير مطلقاً ، أعنى سواء كان مرفوع الموضع ، أو منصوبه ، أو مجروره ، وسواء أعيد معه الخافض أم لا كالتنوين. وهذا كلام وجيه جداً من السمين الحلبى.
وأما القياس: فلأنه تابع من التوابع الخمسة فكما يؤكد الضمير المجرور ، ويبدل منه ، فكذلك يعطف عليه.[10](1/1965)
ومن خلال ذلك يتضح لنا أن قراءة حمزة (والأرحامِ) عطفاً على الضمير المجرور قبله قد تأيد بأكثر من دليل فتحقق بذلك ما وعدت به سلفاً من إظهار ضعف رأى البصريين فى رد هذه القراءة ، وضعف قاعدتهم التى اعتمدوا عليها ، وقد أسهبت فى ذلك وفى توجيه القراءة وتخريجها على أقوال وتخريجات أخرى بعيدة عن التخريج المعترض عليه ، حتى يكون ما ذكرته فى هذا المثال أساساً أعتمد عليه فى الحكم على أراء النحاة فى رد بعض القراءات الثابتة الأخرى لأبين أنهم لم يستوعبوا فى ردهم لهذه القراءات كل الأوجه النحوية المحتملة فى تخريج القراءة - حيث إن وجهاً واحداً من وجوه العربية تحتمله القراءة يكفى لقبولها مع توافر الشرطين الآخرين - فعلى ذلك قس اعتراضاتهم على القراءات التالية فى الأمثلة التى سوف أسوقها الآن.
المثال الثانى:
قال تعالى:((وكذلك زُيِّن لكثير من المشركين قتلُ أولادهم شركائهم))[11] بجعل (زين ) ماضياً للمجهول ، ورفع (قتلُ) على أنه نائب فاعل ، ونصب ( أولادهم ) على المفعولية ، وجر (شركائهم ) بالإضافة إلى (قتل ) وهو من إضافة المصدر إلى فاعله.
وهذه قراءة ابن عامر أحد القراء السبعة.
وقد عارض بعض النحاة هذه القراءة بحجة أنه قد فصل فيها بين المضاف والمضاف إليه بغير الظرف فى غير الشعر ، فإن ذلك وإن كان سمجا فى الشعر أيضا إلا أنه يتسامح فيه للضرورة الشعرية.
ومن المفسرين الذين ردوا هذه القراءة الزمخشرى حيث قال فى الكشاف - متابعاً النحاة_:(1/1966)
وأما قراءة ابن عامر ((قتلُ أولادهم شركائهم )) برفع القتل ونصب الأولاد وجر الشركاء على إضافة القتل إلى الشركاء ، والفصل بينهما بغير الظرف ، فشئ لو كان فى الضرورات وهو الشعر ، لكان سمجاً مردوداً ، فكيف به فى الكلام المنثور؟ فكيف به فى القرآن الكريم المعجز بحسن نظمه وجزالته والذى حمله – أى ابن عامر – على ذلك أن رأى فى بعض المصاحف شركائهم مكتوباً بالياء ، ولو قرئ بجر الأولاد والشركاء ، لكان الأولاد شركاءهم فى أموالهم ولوجد فى ذلك مندوحة عن هذا الانكباب.[12]
وعجبت لمفسر جليل له فى قلبى مكان لبراعته فى النقد والتمحيص هو الفخر الرازى[13] ، كيف يتعرض لهذه القراءة ولموقف الزمخشرى منها ثم يمضى دون أن ينقده ويرد عليه ولست أدرى هل ارتضى ذلك من الزمخشرى ، أم أنه رأى أن تهافت رأيه من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى تنبيه.
وأيّاً ما كان السبب ، فالحق أحب إلينا من كل حبيب ، فقراءة ابن عامر قراءة متواترة ، وكان الأولى بالزمخشرى ومن لف لفه فى رد هذه القراءة ، أن يصححوا القاعدة النحوية لتمضى مع القراءة ، لا أن يردوا قرآناً متواتراً لمخالفته لقاعدة نحوية.
وكلام الزمخشرى فى رده قراءة ابن عامر يشير إلى معتقده فى القراءات وأنها اجتهادية وليست منقولة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - هذا ما ينبئ عنه قوله: ولو قرئ بجر الأولاد والشركاء لكان الأولاد شركاءهم فى أموالهم ……….
يقصد الزمخشرى أنه كان بمقدور ابن عامر أن يعدل عن نصب الأولاد إلى جره بالإضافة إلى "قتل" وإبدال الشركاء منه فيكون المعنى: إن الشيطان زين لكثير من المشركين قتل أولادهم وهم شركاؤهم فى أموالهم.
أرأيت ذلك السخف الذى يرمى إليه كلام الزمخشرى ، ولست أدرى هل نبا من علمه أن القراءات نقلية ، لا اجتهادية ؟ وكيف يغيب ذلك عن مفسر كالزمخشرى له باعه الطويل فى إظهار بلاغة القرآن الكريم ؟(1/1967)
إن القراءات سمعية نقلية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست اجتهادية ، وقد اتفق العلماء واعتقد أهل الحق أن القراءات السبع - ومنها قراءة ابن عامر - متواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إجمالاً وتفصيلاً. بل قال صاحب المناهل: إن الرأى المحقق هو أن القراءات العشر متواترة ، وليس السبع فقط.[14] إذا ثبت ذلك فلا اعتبار لما قاله الزمخشرى أو غيره فى تضعيف قراءة ابن عامر وردها.
ولقد شدد ابن المنير - فى الانتصاف - النكير على الزمخشرى فقال: إن المنكر على ابن عامر إنما أنكر عليه ما ثبت أنه براء منه قطعاً وضرورة ؛ لأن هذه القراءة مما علم ضرورة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قرأ بها ، ولولا عذر أن المنكر ليس من أهل الشأنين ، أعنى علم القراءة وعلم الأصول ، ولا يعد من ذوى الفنين المذكورين ، لخيف عليه الخروج من ربقة الدين ، وإنه على هذا العذر لفى عهدة خطرة ، وزلة منكرة.[15]
وقال أبو حيان فى رده عليه: وأعجب لعجمى ضعيف فى النحو يرد على عربى صريح محض قراءة متواترة ، وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذين تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله شرقاً وغرباً.[16]
ومع ذلك فإذا نزلنا مع الزمخشرى ومن تابعه فى رد هذه القراءة ، إذا نزلنا معهم إلى القياس النحوى ، فإننا نرى أن القراءة ماضية مع القواعد النحوية ، فلقد قال الكوفيون: يجوز الفصل بين المتضايفين فى النثر وفى الشعر إذا كان المضاف مصدراً ، والمضاف إليه فاعله ، والفاصل بينهما مفعوله كقراءة ابن عامر التى نحن بصددها ، ومنه قول القائل:
عتوا إذ أجبناهم إلى السلم رأفة*** فسقناهم سوق البغاث الأجادل
فسوق ، مصدر مضاف ، والأجادل مضاف إليه ، من إضافة المصدر إلى فاعله ، والبغاث مفعوله ، وفصل به بين المضاف والمضاف إليه ، والأصل سوق الأجادل البغاث.[17](1/1968)
ولست أهدف من ذلك تصحيح القراءة بقواعد العربية ، بل هدفى الرد على بعض المخالفين ، ودعوتهم إلى تصحيح ما استقروا عليه من أوجه الإعراب المخالفة لاستعمال القرآن الكريم ، وتصحيحها لتمضى مع قواعد القرآن الكريم.
المثال الثالث
قال تعالى:(( وكذلك نُجِّى المؤمنين))[18]
وهذه قراءة ابن عامر ببناء الفعل "نجى" للمجهول مع تضعيف الجيم وكسرها وتسكين الياء ثم نصب "المؤمنين"[19]
وقد خطأ هذه القراءة أبو حاتم والزجاج وقالا: فيها لحن ظاهر حيث نصب اسم ما لم يسم فاعله ، وإنما يقال: نُجِّى المؤمنون وكُرم الصالحون.[20]
ودافع عن القراءة من النحاة الفراء وأبو عبيد وثعلب وقالوا: نائب الفاعل هو المصدر المحذوف والتقدير: وكذلك نجى النجاء المؤمنين ، كما تقول ضُرب زيدا بمعنى ضُرب الضربُ زيداً. ومنه قول القائل:
ولو ولدت قفيرة جرو كلب*** لسب بذلك الجرو الكلابا
أى لسب السب بذلك الجرو الكلابا.
وفى الإتحاف : أن الأصل ننجى حذفت إحدى النونين استثقالاً لتوالى المثلين.[21]
وقد اعترض على هذه القراءة أيضاً بأن الفعل "نجى" وهو ماض جاء ساكن الآخر والأصل أن يأتى مفتوحاً.
وأجيب عن ذلك بأن تسكين ياء الماضى جاء على لغة من يقول : بقى ورضى دون تحريك الياء استثقالاً لتحريك ياء قبلها كسرة ، ومنه قول القائل:
خمر الشيب لمتى تخميرا*** وحدا بى إلى القبور البعيرا
ليت شعرى إذا القيامة قامت*** ودُعِى بالحساب أين المصيرا
حيث سكنت ياء دُعى استثقالاً لتحريكها وقبلها كسرة.
المثال الرابع:
قال تعالى: ((لِيُجزى قوماً بما كانوا يكسبون))[22]
ببناء الفعل (يُجزى) للمفعول ونصب (قوماً) وهذه قراءة أبى جعفر وهو من الثلاثة تتمة العشرة ، وقد مضى بنا قول الزرقانى فى التحقيق: إن العشر متواترات.(1/1969)
وقد عاب بعضهم هذه القراءة وقالوا: هى لحن ظاهر[23] ووجهتهم أن نائب الفاعل فيها جاء منصوباً وحقه الرفع. وهؤلاء ظنوا أن (قوماً) هو نائب الفاعل ، والواقع أنه محذوف وفى تقديره وجهان:
الأول: ليجزى الخير والشر قوما ، ورجحه العكبرى[24] والبيضاوى[25]
الثانى: أن يكون القائم مقام الفاعل هو المصدر ، والتقدير: ليجزى الجزاء قوما.
والجزاء هنا هو ما يجزى به ، وهو فى الأصل مفعول ثان ليجزى ، قال زاده: المفعول الثانى للأفعال التى تتعدى إلى اثنين يجوز إقامته مقام الفاعل فنقول: أعطى درهمُ زيداً ، وجزى تتعدى إلى اثنين تقول جزيت فلاناً الخير ، فإذا بنيته للمفعول أقمت أيها شئت مقام الفاعل.[26]
وحاصل الرد على من يخطئون قراءة (نجى المؤمنين) وقراءة (ليجزى قوما) أن القراءتين متواترتان ، فلا يصح القدح فيها ، ولئن ادعى البصريون - إلا الأخفش - أنهما تخالفان قاعدة نحوية تقول بتعيين إقامة المفعول مقام الفاعل إذا وجد بعد الفعل المبنى لما لم يُسمَّ فاعله ، أو تقديمه على سواه من مصدر أو ظرف أو جار ومجرور ، فإننا نقول لهم:
كان الواجب عليكم أيها البصريون أن تصححوا قاعدتكم لتمضى مع هذا القرآن المتواتر ، وأن تمضوا مع الكوفيين فى هذا الشأن الذين مضوا مع ما قعده القرآن ولم يخالفوه ولم يجترؤا على ما اجترأتم عليه ، وقالوا: إذا وجد بعد الفعل الذى لم يسم فاعله مفعول وغيره جاز أن يقوم مقام الفاعل غير المفعول من مصدر أو غيره ، واستدلوا بهذه القراءة (ليجزى قوما).
وجاء فى الشعر العربى ما يؤيد ذلك كقول القائل:
لم يُعن بالعلياء إلا سيداً*** ولا شفى ذا الغى إلا ذو هدى
حيث ناب الجار والمجرور ، وهو قوله بالعلياء عن الفاعل مع وجود المفعول وهو: سيداً.
ومثله قول القائل:
وإنما يرضى المنيب ربه*** ما دام معنياً بذكر قَلْبَه(1/1970)
والشاهد: معنياً بذكر قَلْبَه ، حيث ناب الجار والمجرور ، وهو بذكر عن الفاعل ، مع وجود المفعول به فى الكلام وهو: قلبه ، بدليل أنه أتى به منصوباً[27]
وبناءً على ما نقلناه من حاشية زاده قريباً ، تكون إقامة المصدر إقامة نائب الفاعل - فى القراءتين - ليس لاعتبار كونه مصدراً وإنما لكونه مفعولاً ثانياً ، ويكون قد تحقق ما عارض البصريون القراءتين لأجله ، يبين بذلك القصور الشديد الذى استحوذ على البصريين فى معارضة قراءتين متواترتين.
القاعدة الحاسمة للخلاف فى ذلك
نص القاعدة:
"القرآن الكريم هو الأصل الذى ينبغى أن تقعّد عليه اللغة ، وبه تضبط قواعد النحو ، فإذا ثبتت القراءة القرآنية لزم قبولها والمصير إليها ، ولا ترد بقياس عربية ولا فشو لغة"[28]
توضيح القاعدة:(1/1971)
هذه قاعدة هامة جداً تحمى حمى القراءات القرآنية الثابتة من طعن بعض المعربين من المفسرين وغيرهم ، إذ تقرر أن القرآن الكريم هو الصل الذى ينبغى أن يصار إليه ، وأن تقعّد عليه اللغة ، وتضبط به قواعد النحو ؛ لأن هذا القرآن هو المعجزة الكبرى لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نزل هذا القرآن عليه - صلى الله عليه وسلم - بقراءته الثابتة ، وهو فى مجابهة قوم هم أبلغ البلغاء ، وأفصح الفصحاء ، وهم قريش ومن أيدهم من العرب ، ومع ذلك لم يطعنوا فى القرآن من هذه الناحية التى اجترأ عليها من بُعد من خَدَمة القرآن والمدافعين عنه ، ظناً منهم أن هذه القراءات منشؤها اجتهاد القراء ، حيث غاب عنهم أن النقل مرجعها ، هذا سبب من أسباب جرأة المعترضين على هذه القراءات من جهة اللغة والإعراب ، وهناك سبب آخر أوقعهم أيضاً فى الخطأ الذى لا يغتفر ، وهو عدم إلمامهم الكامل بجميع أوجه العربية ، وقد لاحظت ذلك حين معالجة هذا الموضوع ، حيث بان لى أن كل ما اعترضوا عليه له فى العربية وجوه متعددة فى أكثر الأحيان وليس وجهاً واحداً مع أن المعروف أنه يكفى لإثبات القراءة وقبولها موافقتها للعربية ولو بوجه واحد مع توفر الشرطين الآخرين الذين سبق ذكرهما غير مرة.
ومن ثم فإنه لا يجوز مطلقاً الطعن فى قراءة ثابتة لأنها قرآن منزل من عند الله تعالى ، يحتج به ولا يحتج عليه ببيت من الشعر ، ولا بقاعدة نحوية هى من وضع البشر ، هناك ما يخالفها أيضاً من كلام البشر.
قال أبو عمرو الدانى:
أئمة القراء لا تعمل فى شئ من حروف القرآن على الأفشى فى اللغة ، والأقيس فى العربية ، بل على الأثبت فى الأثر ، والأصح فى النقل ، والرواية إذا ثبتت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة ؛ لأن القرآن سنة متبعة ، يلزم قبولها والمصير إليها.[29]
شبهة واردة على ما قررته القاعدة(1/1972)
قد بان لنا من خلال ما قررته القاعدة أن القراءة المتواترة لا يقدح فى قرآنيتها مخالفتها لقواعد النحو ، إذ الأصل أن تمضى القاعدة مع ما قعّده القرآن.
ومع ذلك فقد بان لنا من خلال الأمثلة والنماذج المطروحة أن ما زعموه من مخالفة هذه القراءات لقواعد نحوية ليس كذلك ، إذ لهذه القراءات وجوه فى العربية ، وأصول ترجع إليها ، وقد دعمنا هذه النتيجة بكلام العرب فى كل ما وجهنا به هذه القراءات المفترى عليها. والفضل فى ذلك يرجع إلى علمائنا الأفذاذ المخلصين لربهم ودينهم الذين ذادوا عن حياض القرآن كل فرية ودفعوا عنه كل شبهة.
لكن وردت بعض روايات مسندة إلى السيدة عائشة - رضى الله عنها - والى عثمان - رضى الله عنه - ، والى سعيد بن جبير ، تفيد هذه الروايات أن فى القرآن المتواتر الذى نتعبد الله به لحناً هو من تصرف كتاب الوحى ، ومع ذلك فقد تلقته الأمة بالقبول على ما فيه من لحن ظاهر باعتراف أفاضل الصحابة ، وهذه هى الآثار التى وردت فى ذلك:
1- أخرج أبو عبيد فى فضائل القرآن عن أبى معاوية عن هشام بن عروة عن ابيه قال: سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالى ((إنّ هذان لساحران))[30] وعن قوله تعالى: ((والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة))[31] وعن قوله تعالى: ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون))[32] فقالت: يا ابن أختى ، هذا عمل الكتاب أخطأوا فى الكتاب ا.هـ[33]
أى أن هذا الخطأ هو من عمل كتاب الوحى أثناء كتابة هذه الآيات ، جاء فى الإتقان للسيوطى: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.[34]
2- وأخرج أبو عبيد أيضاً عن عثمان - رضى الله عنه - أنه لما كتبت المصاحف عرضت عليه ، فوجد فيها حروفاً من اللحن فقال: لا تغيروها ، فإن العرب ستغيرها - أو قال - ستعربها بألسنتها.
3- وعن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ (والمقيمين الصلاة) ويقول: هو من لحن الكتاب.
الرد على الشبهة
نحن هنا أمام شبهة من وجهين:(1/1973)
أحدهما: آثار يجب نقدها والرد عليها وتوجيهها على فرض صحتها.
وثانيهما: كلمات من القرآن الكريم فى جمل ادعى أنها خالفت قواعد العربية فما وجهها؟
أولاً : فيما يتعلق بالآثار:
أ- بالنسبة للإسناد الأول الذى نقل عن طريق عائشة -رضى الله عنها -جاء فى الإتقان: إنه إسناد صحيح على شرط الشيخين. وفى هذا الحكم نظر حيث إن أبا عبيد رواه عن أبى معاوية الضرير ، واسمه: محمد بن خازم التميمي.
وثق العلماء حديثه عن الأعمش ، فقال وكيع: ما أدركنا أحداً كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبى معاوية. وكذا قال ابن معين وغيره.
لكنهم عابوا أحاديثه عن غير الأعمش وقالوا: إنها مضطربة ، فقال ابن خراش: هو فى الأعمش ثقة وفى عيره فيه اضطراب.
وصرح الإمام أحمد بأن أحاديثه عن هشام بن عروة بالذات فيها اضطراب.
وقد اعتمد البخارى روايته عن الأعمش واحتج بها وأما روايته عن هشام بن عروة ، فلم يذكرها إلا فى المتابعات لا فى الأصول.[35]
وهذا يسقط الرواية من أساسها ، ويجعلها غير صالحة للاحتجاج ، فكيف القول بأنها على شرط الشيخين ؟!!
ب- وأما بالنسبة للأثرين الآخرين فقد قال السيوطى: هى مشكلة جداً. ثم أضاف : كيف يظن بالصحابة أولاً أنهم يلحنون فى الكلام فضلاً عن القرآن وهم الفصحاء اللُّد؟ ثم كيف يظن بهم ثانياً فى القرآن الذى تلقوه من النبى -صلى الله عليه وسلم - كما أنزل وحفظوه وضبطوه وأتقنوه ؟
ثم كيف يظن بهم ثالثاً اجتماعهم كلهم على الخطأ وكتابته ؟
ثم كيف يظن بهم رابعاً عدم تنبههم ورجوعهم عنه ؟
ثم كيف يظن بعثمان - رضى الله عنه - أنه ينهى عن تغييره ؟
ثم كيف يظن أن القراءة استمرت على مقتضى ذلك الخطأ ، وهو مروى بالتواتر خلفاً عن سلف؟
هذا ما يستحيل عقلاً وشرعاً وعادةً.(1/1974)
ثم علق - أى السيوطى - على الرواية المنقولة عن عثمان -رضى الله عنه - بقوله: إن ذلك لا يصح عن عثمان ، فإن إسناده ضعيف مضطرب منقطع ، ولأن عثمان جعل - المصحف الذى جمعه - إماماً للناس يقتدون به ، فكيف يرى فيه لحناً ويتركه لتقيمه العرب بألسنتها؟
فإذا كان الذين تولوا جمعه وكتابته لم يقيموا ذلك وهم الخيار فكيف يقيمه غيرهم؟ ثم إن عثمان لم يكتب مصحفاً واحداً ، ولكن كتب عدة مصاحف ، فإن قيل: إن اللحن وقع فيها جميعاً فبعيد اتفاقها على ذلك ، أو فى بعضها ، فهو اعتراف بصحة البعض. ولم يذكر أحد من الناس أن اللحن كان فى مصحف دون مصحف ، ولم تأت المصاحف مختلفة قط إلا فيما هو من وجوه القراءة وليس ذلك بلحن.[36]
ج- هذه الروايات تخالف المتواتر عن عثمان -رضى الله عنه - فى نسخ المصاحف ، وجمع القرآن من الدقة والتحرى ونهاية التثبت ، بل يردها ما أخرجه أبو عبيد نفسه عن عبدالله بن هانئ البربرى مولى عثمان قال: كنت عند عثمان وهم يعرضون المصاحف ، فأرسلنى بكتف شاه إلى أبى بن كعب فيها (لم يتسن) وفيها (لا تبديل للخلق) وفيها (فأمهل الكافرين) قال: فدعا بالدواء فمحى أحد اللامين فكتب (لخلق الله)[37] ومحا فأمهل وكتب (فمهّل)[38] وكتب (لم يتسنه)[39] ألحق فيها الهاء.[40]
كيف يتفق ما جاء فى الرواية التى نقدناها ، مع هذه الرواية الثانية التى تصف عثمان - رضى الله عنه - بالدقة فى مراجعة ما كان يكتبه النساخ وتصحيح ما كانوا يخطئون فيه وأنه لم يترك هذه الأخطاء لتقيمها العرب كما تقول الرواية الواهية.
د - وعلى فرض صحة هذه الآثار ، فكلمة "لحن" فيها لا يقصد بها المعنى المعروف للحن وهو الخروج على قواعد النحو ، وإنما يعنى بها كما يقول العلماء: القراءة واللغة والوجه ، كما ورد عن عمر قوله: أبى اقرؤنا وإنا لندع بعض لحنه - أى قراءته.[41](1/1975)
ويذكر السيوطى أن قول عثمان - إن صح - فإنما ينصرف إلى كلمات كتبت على هيئة مخصوصة ، ورسم معين يخالف النطق مثل (لا اذبحنه) فى سورة النمل (آية:21) ، ومثل (بأييد) فى سورة الذاريات (آية:47) فإنها كتبت بياءين.
يقول السيوطى: فلو قرئ ذلك بظاهر الخط لكان لحناً.[42] فهذا معنى قول عثمان - رضى الله عنه - إن به لحناً ستقيمه العرب بألسنتها ، فهو أشبه بالتنبيه إلى ضرورة أن يؤخذ القرآن الكريم عن طريق التلقين والمشافهة ، بواسطة شيخ ، وألا يكون الاعتماد فقط على كتابة المصحف ، فإنه كتب على هيئة مخصوصة تخالف النطق فى أكثر الأحيان.
ثانياً: ما يتعلق بالآيات التى وردت فى الروايات وتوجيهها
الآية الأولى:
قال تعالى: ((إنّ هذان لساحران)) بتشديد نون "إنّ" وهى قراءة أهل المدينة والكوفة ، وهى قراءة سبعية متواترة عن الأئمة.[43]
وقال الطبرى: هى قراءة عامة الأمصار[44]
قال بعض النحاة فى - جراءة -: هذه القراءة خالفت القاعدة فى نصب "إن" ولا شك أن هذا من اللحن.
الرد عليهم:
يرد على القائلين بذلك بأن القراءة متواترة فلا يجوز ردها ولا تضعيفها بوجه من وجوه النحو لها فى غيره محمل ، فمن المقرر أن من ضوابط قبول القراءة موافقة اللغة العربية ولو بوجه ، ولا يشترط الموافقة من جميع الوجوه. وقد سبق تقرير ذلك.
وفيما يتعلق بهذه القراءة التى معنا وجهت بما يلى:
1- قيل: إنها وافقت لغة بنى الحرث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد ، فإن الألف عندهم تلزم المثنى رفعاً ، ونصباً وجراً ، فيقولون : جاء الزيدان ، ورأيت الزيدان ، ومررت بالزيدان.
وجاء فى الشعر:
وأن أباها وأبا أباها*** قد بلغا فى المجد غايتاها
وعلى القاعدة المعروفة : أبا أبيها ، وغايتيها.
وجاء أيضاً:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى*** مساقا لناباه الشجاع لصمما[45]
وهذا الوجه من أقوى الوجوه التى تحمل عليها القراءة.(1/1976)
2- وقيل: إن "إن" حرف جواب بمعنى نعم ، وعليه فما بعدها مبتدأ وخبر.[46]
وقد جاء فى الشعر العربى ما يفيد مجيئها بمعنى نعم. ومنه قول القائل:
بكر العواذل فى الصبو*** ح يلمننى وألومهنه
ويقلن شيب قد علا*** ك وقد كبرت فقلت إنه
أى : قلت : نعم.
وقد تناقل المفسرون وجوهاً أخرى يمكن أن تحمل عليها هذه القراءة غير أنهم فى النهاية ، رجحوا حملها على الوجه الأول الذى سلف ذكره.
الآية الثانية:
قال تعالى: ((والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)) وهو جزء آية من سورة النساء وهى قوله تعالى: ((لكن الراسخون فى العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً))[47]
والشاهد فى هذه الآية قوله : (والمقيمين الصلاة) حيث جاء منصوباً بين مرفوعين هما قوله (والمؤمنون) وقوله (والمؤتون الزكاة)
هكذا اعترض على هذه الآية فادعى أن فيها لحناً وخطأً نحوياً ، وإلا لتلقف المشركون هذا الخطأ لأنهم عرب خلص ، وهم يومئذٍ يتربصون بالقرآن بغية أن يجدوا فيه مغمزاً أو مطعناً ، ولكن ذلك لم يحدث فدل على أنه لا لحن فيه.
هذا وقد وجّه النصب فى (المقيمين الصلاة) بما يلى:
1- قيل: إن النصب فيه على المدح ، والناصب فعل مضمر تقديره أمدح ، أو أخص المقيمين الصلاة. والعلة بيان فضل الصلاة ومزيتها.
يقول أحد الباحثين: النصب على المدح أو العناية لا يأتى فى الكلام البليغ إلا لنكتة ، والنكتة هنا هى إظهار مزية الصلاة ، كما أن تغيير الإعراب فى كلمة بين أمثالها ، ينبه الذهن إلى وجوب التأمل فيها ويهدى إلى التفكير لاستخراج مزيتها وهو من أركان البلاغة …… ونظيره فى النطق أن يغير المتكلم جرس صوته ، وكيفية أدائه للكلمة التى يريد تنبيه المخاطب لها كرفع الصوت أو خفضه أو مده بها.[48](1/1977)
2- وقيل: إن الياء فى (المقيمين) للخفض ، لا للنصب عطفاً على الضمير المجرور فى (منهم) أى لكن الراسخون فى العلم منهم ومن المقيمين. وقيل: بل عطفاً على الضمير المجرور فى (إليك) أى يؤمنون بما أنزل إليك والى المقيمين الصلاة وهم الأنبياء.[49] أو عطفاً على الكاف فى (قبلك) أى من قبلك ومن قبل المقيمين الصلاة وهم الأنبياء.[50]
والأرجح الأول ، وهو الذى اعتمده سيبويه حيث قال فى كتابه: هذا باب ما ينتصب على التعظيم ومن ذلك "والمقيمين الصلاة" وأنشد شاهداً.
وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم*** إلا نميراً أطاعت أمر غاويها
الطاعنين ولما يطعنوا أحداً*** والقائلون لمن دار تخليها
الآية الثالثة:
قال تعالى: ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً …………))[51]
الشاهد قوله ( والصابئون ) حيث رفع فى مقام نصب لعطفه على اسم "إن" وهذا خطأ فى النحو عند من لم يفقهوا إلا أنه معطوف على اسم "إن" فكان ينبغى أن يأتى منصوباً ليواكب ما عطف عليه.
ونقول: اللفظ لا لحن فيه كما ادعوا ، ولكنهم عجزوا عن توجيه الرفع ، وتوجيهه سهل إذ له عدة أوجه هى:
1- أن يكون قوله ( الصابئون ) مرفوعاً بالابتداء ، والواو قبله للاستئناف ، والخبر محذوفاً ، والنية به التأخير عما فى حيّز (إن) من اسمها وخبرها.
كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكهم كذا والصابئون كذلك. وقد رجح ذلك سيبويه وأنشد له شاهداً:
ألا فاعلموا أنا وأنتم*** بغاة ما بقينا على شقاق
أى : فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك.(1/1978)
وإذا كان (الصابئون ) النية به التأخير ، فلابد من حكمة تعلل تقديمه فى الذكر ، والعلة هنا التنبيه إلى أن الصابئين أشد إيغالاً فى الضلالة ، وعمقاً فى الغواية ، حيث لا عقيدة لهم ثابتة كالذين آمنوا وكأهل الكتاب ، ولكنهم - كما يذكر ابن القيم - يتخيرون من سائر ديانات العالم بعض شعائرها ، ويتركون البعض ولم يقيدوا أنفسهم بجملة دين معين وتفصيله.[52]
وهذا الوجه أقوى الوجوه ، وأرجح ما تحمل عليه الآية الشريفة.
2- وقيل: إن الواو عاطفة والصابئون معطوف على موضع اسم (إن) لأنه قبل دخول (إن) كان فى موضع رفع وهذا مذهب الكسائى والفراء.
3- وروى عن الكسائى أيضاً أنه مرفوع عطفاً على الضمير المرفوع فى قوله (هادوا).
4- وقيل: (إن) هنا بمعنى نعم ، أى حرف جواب وما بعده مرفوع بالابتداء ، وعليه فالصابئون معطوف على ما قبله.[53] والأرجح الأول كما سبق القول بذلك.
وبعد ، فهذه هى الآيات الثلاث التى وردت فى رواية عائشة - رضى الله عنه - ، وقد بان توجيهها وظهر لنا أن لها أكثر من وجه فى العربية ، فكيف يدعى بعد ذلك أن فيها أخطاء نحوية؟ وأختم هذا المبحث بكلام نفيس لابن الحاجب حول اجتراء النحاة على بعض القراءات وادعاء أن الصورة التى جاءت عليها غير جائزة من جهة العربية.
قال ابن الحاجب: والأولى الرد على النحويين فى منع الجواز ، فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع ، ومن القراء جماعة من أكابر النحويين ، فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم ، ثم ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوى ، فإنهم ناقلون لهذه اللغة وهم مشاركون للنحويين فى نقل اللغة ، فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم ، وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى ؛ لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته من الغلط فى مثله ؛ ولأن القراءة ثبتت متواترة ، وما نقله النحويون آحاد ، ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر ، فالقراء أعدل وأكثر فكان الرجوع إليهم أولى. ا.هـ والله أعلم.[54](1/1979)
الحواشي السفلية :
ـــــــــــ
1- سورة النساء : 1
2- الوافى فى شرح الشاطبية - ص 167
3- سورة القصص : 81
4- الإتقان - 1/77.
5- تفسير القرطبى - ص1574.
6- أنظر: الدر المصون للسمين الحلبى - 2/297.
7- سورة البقرة : 217.
8- سورة الحجر: 20
9- سورة النساء: 127
10- الدر المصون - 1/529: 531 بتصرف يسير.
11- سورة الأنعام : 137
12- الكشاف - 2/54.
13- تفسير الفخر الرازى - 6/594
14- مضت الإشارة إليه مراراً.
15- الانتصاف لابن المنير - 2/53 بذيل الكشاف للزمخشرى.
16- تفسير البحر المحيط - 4/230.
17- أنظر: إعراب القرآن - 3/240
18- سورة الأنبياء : 88
19- إتحاف فضلاء البشر - ص394 ، وقد أخطأ ابن خالويه فى الحجة - ص152 فظنها قراءة عاصم.
20- تفسير القرطبى - ص 4375.
21- إتحاف فضلاء البشر - ص394 ، وقال عن هذا الجواب هو أحسن الأجوبة.
22- سورة الجاثية : 14
23- نقله القرطبى - ص5982.
24- إملاء ما من به الرحمن بهامش حاشية الجمل - 4/315.
25- حاشية زاده على البيضاوى - 4/323 ومعها تفسير البيضاوى.
26- المصدر السابق.
27- أنظر: شرح ابن عقيل بتحقيق محمد محيى الدين عبدالحميد - 2/121 وما بعدها.
28- راجع فى استخلاص هذه القاعدة النشر - 1/10 ، الإتقان - 1/77 ، قواعد التفسير - 1/94.
29- الإتقان - 1/77 ، قواعد التفسير - 1/95.
30- سورة طه: 63
31- سورة النساء : 162
32- سورة المائدة : 69
33- الإتقان - 1/183
34- نفس المرجع.
35- تهذيب التهذيب لابن حجر - 9/137 وما بعدها ، هدى السارى - 2/192.
36- الإتقان - 1/184 نقلاً عن أبى عبيد.
37- سورة الروم : 30
38- سورة الطارق: 17
39- سورة البقرة : 259
40- الإتقان -1/184
41- مناهل العرفان - 1/387 ، رسم المصحف - 135.
42- الإتقان - 1/184.
43- القرطبى - ص 4256.
44- تفسير الطبرى - 16/136.
45- تفسير القرطبى - ص 4256 ، الطبرى - 16/136.
46- إملاء ما من به الرحمن بهامش حاشية الجمل - 3/585.(1/1980)
47- سورة النساء : 162.
48- إعراب القرآن وبيانه -2/378 ، تفسير المنار - 6/53.
49- حاشية الجمل - 1/446.
50- تأويل مشكل القرآن - ص53.
51- سورة المائدة : 69
52- إغاثة اللهفان لابن القيم - 2/198.
53- إعراب القرآن - 2/527.
54- نقله الدمياطى فى إتحاف فضلاء البشر - ص39.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-10-2005, 01:29 PM
يرفع لإعادة النظر ، وطلباً للفائدة
مع الشكر الجزيل لكاتب الموضوع
---
أبومجاهدالعبيدي
06-29-2006, 08:08 AM
د. ياسر الشمالي : القواعد النحوية والقراءات (http://www.itimagine.com/hoffaz/forqan/f28/furqan28-15.htm)
---
الجكني
06-29-2006, 09:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت ما سطرته يد الأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب جزاه الله خيراً ،وقبل أن أذكر مداخلتي معه أري من الواجب علي محافظة علي عرضي من أن أ ُتَهم جزافاً بأني أطعن في القراءات أو أردها كما هوحال كثير ممن ينتسب إلى هذا العلم الشريف أن أذكر نقطتين مهمتين ؛حيث لاحظت أن كل من حاول أن يدافع عن النحويين - مع تأكيده على أنهم لم يصيبوا في ما ذهبوا إليه في هذه الجزئية- يتهم باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان ،وهاتان النقطتان هما :
1- القراءات العشر متواترة لايحل لمسلم ردها ولاإنكارها .
2- النحويون لم يصيبوا في ردهم لبعض القراءات المتواترة .
هذا ما أدين الله تعالى به وأحاسب عليه يوم العرض عليه .
أما المداخلة فهي نقاط أحب التنبيه عليها لأهميتها لكل من يدافع عن القراءات ويهاجم ويخطيء النحويين في رأيهم فيها ،وهي كالتالي :
1- يتغافل - عن قصد اوعن غير قصد - كثير من أهل القراءات المعاصرين عن المبدأ الذي بني عليه النحويون رأيهم ،ولم يدر في خلدهم - أهل القراءات - أن للنحويين ضوابط وأصولاً في الدفاع عن القرآن حاولوا فيها تنزيه كلام الله تعالى عن الأوجه النحوية الضعيفة وغيرها .(1/1981)
2- التدليس عند أهل القراءات المعاصرين في محاولتهم تبيين أن الذين يطعنون في القراءات إنما هم النحويون فقط ،مع أن الواقع أثبت أن بعض كبار أئمة القراءات طعن في بعضها ،أستحضر منهم الآن :
أ- ابن مجاهد :وقد كتب العبد الضعيف بحثاً بعنوان " القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالغلط والخطأ في كتابه السبعة " وهو بحث محكم سينشر قريبا في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
ب- مكي بن أبي طالب في كتابه الكشف .
ج- الهذلي في الكامل .
د- السخاوي وتلميذه أبو شامة في شرح كل منهما على الشاطبية .
وربما لو تتبع باحث غيرها لوجد شيئا كثيراً .
فهؤلاء أئمة القراءات (أنكروا ) و(غلّطوا ) و( لحّنوا ) ولم نجد أحداً قال كلمة ولم يتهمهم ؛فإما أن ذلك عن علم -ولاأظن ذلك - فيكون غشاً وتدليساً ،وإما عن عدم علم - وهو ما أظنه - فيكون نقصاً في استقراء البحث .
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .
---
(1/1982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من الصواب نقل تفسير الصحابي وغيره ، دون معرفة أصل قراءته ؟
---
هل من الصواب نقل تفسير الصحابي وغيره ، دون معرفة أصل قراءته ؟
---
أحمد القصير
08-28-2003, 11:13 PM
من المعلوم أن المعنى يتغير بتغير القراءة في الآية - وهذا في بعض القراءات - وعند النظر في تفسير أحد الصحابة ينبغي أن نعرف القراءة التي فسر بها الآية ، حتى لا يقع تعارض بين أقواله إن كان له رأيان في الآية ، و حتى لا تحمل أقوال الصحابة في التفسير على أنها متعارضة ؛ لأنه قد يكون أحدهم فسر الآية على قراءة والآخر فسرها على قراءة أخرى ، فيكون في الحقيقة هناك آيتان مفسرتان وليست آية واحدة ؛ لأن تعدد القراءات في الآية يعني أن كل قراءة بمنزلة آية مستقلة وذلك في حال تغاير المعنى بين القراءتين .
وهذه المسألة لم تحرر حسب علمي وهي من المسائل المهمة التي ينبغي أن تأخذ نصيبها من الدراسة والتحقيق .
فهل من الصواب أن تنقل أقوال الصحابة في التفسير دون بيان أصل القراءة التي اعتمد كل واحد منهم عليها ؟
وكذا بقية المفسرين حينما تنقل تفاسيرهم لا بد من معرفة أصل القراءة التي اعتمد عليها المفسر، والله الموفق .
---
أبو القاسم الشاطبي
08-29-2003, 01:05 AM
بارك الله فيكم ولكن مقترحكم الكريم دون تحقيقه كاملاً عقبة كؤود من جهة أن القراءات المشهورة ترجع أسانيدها إلى قراء الصحابة لكن لا يمكن القطع بأن هذا الصحابي لايعرف غير هذه القراءة أضف إلى ذلك ان كثيراًمن قراءاتهم لم تثبت لدينا الآن بأسانيد صحيحة بعد تسبيع السبع واقتصار الناس في القراءة رواية عليها مع الثلاث المتممة للعشر مع أن القراءات فوق ذلك بكثير كما هو معلوم وقصدي بهذا من أراد السبر والاستقصاء ولكن العمل مبارك والفكرة رائدة والقاعدة المشهورة أن مالايدرك كله لايترك جله
---(1/1983)
أحمد القصير
10-30-2003, 10:51 PM
للرفع والفائدة . آمل من المشايخ والأساتذة إبداء مرئياتهم حول هذا الموضوع
---
أبو معاذ الكناني
11-01-2003, 01:47 AM
الحمد لله وحده وبعد :
الأخ الفاضل أحمد وفقه الله وسدده ....سلام الله عليك ورحمته وبركاته
والحق أن كلامك جد قيم وهو ما كان يجول في خاطري وأنا أقرأ في كثير من التفاسير وعندما يورد المؤلف قراءة أخرى ترى الناشر أو المحقق يورد القراءة كالتي قبلها على ضبط حفص بن سليمان رحمه الله مثلا مع أن المؤلف أراد قراءة أخرى ومن أراد المثال ليطالع تفسير ابن كثير مثلا فهو رحمه الله يفسر على قراءة الشامي عبد الله بن عامر اليحصبي رحمه الله ويشير إلى القراءات الأخرى أحيانا ولكنك تجد في المطبوع قراءة حفص في الموضعين المفسر والمشار إليه (والحق أن هذا غالبا يكون في اختلاف الضبط أي الحركات)وهذه توقع القارئ في اشكال فكيف يعرف القراءة المرادة إن لم يكن من أهل القراءات أسأل الله أن يوفق لحلها طلاب العلم أمثالك .
وأعتقد (إعتقاد شخصي) أن هذا الإشكال لا يرجع لعصر الصحابة لأن السلف أخذوا القرآن والتفسير عن الصحابة فهذا ابن مجاهد رحمه الله يقول: عرضت القرآن على ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث مرات أستوقفه عند كل آية أسأله عنها وأنت تجد في كتب اتفسير رواياتهم الشاذة (تصنيفا) مدونة كـ(متتابعات)لابن مسعود رضي الله عنه وغيرها .
والله الموفق للصواب
---
(1/1984)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل معاني القرآن للأخفش ( ورد + نسخة للشاملة 2 )
---
للتحميل معاني القرآن للأخفش ( ورد + نسخة للشاملة 2 )
---
مسك
03-24-2006, 05:31 PM
اسم الكتاب : معاني القرآن
اسم المؤلف : الأخفش
نبذة عن الكتاب :
كتاب مهم جداً في تفسير ما يشكل على القرّاء من الفاظ وتراكيب ومعاني القرآن الكريم، فقد شرح عدداً كبيراً من المعاني الغامضة التي يصعب فهمها على اكثر الناس. ويعدّ هذا الكتاب اضافة الى كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة وكتاب معاني القرآن للفراء من الكتب الأولى التي كانت السباقة في خوض هذا النوع من التفاسير، وقد ألفه الأخفش بعد اتصاله بالكسائي ببغداد.يمتاز اسلوب الكتاب بالدقة والتحرّي والسهولة والوضوح، واعتمد على اقوال العرب واشعارهم في توضيح المعاني .
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=2355)
ولتحميل نسخة للشاملة 2 افتح الرابط التالي :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=257017#post257017
---
القاضي الأثري
03-26-2006, 11:56 PM
جزاكم الله خيرا
---
القاضي الأثري
03-26-2006, 11:58 PM
للأسف الرابط يبدو انه محتاج إصلاح منك أخي بارك الله فيك
---
مسك
03-27-2006, 01:51 PM
الرابط يعمل اخي الكريم ..
---
القاضي الأثري
03-28-2006, 04:00 PM
شكرا أخي كنت تائه عن الطريقة
ولك الخير إن شاء الله
---
(1/1985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر على الانترنت !!
---
تفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر على الانترنت !!
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2003, 01:25 PM
أصبحت طبعة جامع البيان للطبري التي قام على تحقيقها العالمان الأخوان الجليلان أحمد بن محمد شاكر ومحمود محمد شاكر نادرة حتى لا تكاد تظفر بها مع كثرة البحث والسؤال. وقد أصبحت الآن متوفرة على الانترنت بطريقة رائعة وتصميم متقن وذلك على موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على هذا الرابط:
http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?l=arb&t=TABARY&nSora=1&nAya=1
مع إمكانية العزو للجزء والصفحة من خلال الموقع وإن كانت غير دقيقة تماماً في هذا الأمر.
أرجو للجميع الفائدة مع ملاحظة :
- أن المحقق محمود شاكر توقف عند تفسير الآية 27 من سورة إبراهيم في الجزء السادس عشر.
- توقف ترقيم الآثار عند الأثر رقم 20787 ولم يتم القائمون على الموقع الترقيم وليتهم فعلوا.
---
الغزالي
04-16-2003, 04:06 PM
جزيت خيراً
---
أم عمر
04-24-2003, 07:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..وبعد
بارك الله فيك شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري على هذه الهدية الرائعة..وثق بأن كثيرا من طلاب العلم كانوا يتعطشون لمثل هذا الرابط للإفادة منه...
ولكن يبقى لتقليب صفحات الكتب، وقع خاص لا يغني عنه غيره..
أسأل الله عز وجل أن يبارك جهودكم ..وأن يهدينا سبل الرشاد..وأن ييسر علينا وعليكم طلب العلم الذي يرضيه عنا وعنكم...
طالبة علم
---
عبدالرحمن الشهري
04-24-2003, 11:57 AM
آمين
---
السهيلي
09-27-2003, 07:41 PM
جزيت عن طلاب العلم وعن البحثين وعن المسلمين كل خير
وجعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك وغفر الله لنا ولك
---
عبد الرحمن السحيم(1/1986)
09-27-2004, 09:12 PM
ونفع الله بكم
وأثقل به موازين حسناتكم
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2006, 10:18 PM
الحمد لله . والآن زادت النعمة بإضافة نسخة الطبري المحققة هذه ضمن المكتبة الشاملة (2) ، بطريقة أجمل وأسهل منها على موقع المجمع على الانترنت . فجزى الله من قام على هذه المكتبة الشاملة الالكترونية وبرمجتها خيراً.
---
مسك
03-06-2006, 12:12 PM
وهذه نسخة الإمام الطبري على ملفات ورد تم نسخها من موقع مجمع الملك فهد :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=416
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2006, 12:18 PM
جزاك الله خيراً ونفع بك ، فجهودك ظاهرة مشكورة وفقكم الله.
---
علال بوربيق
03-07-2006, 05:27 PM
بارك الله فيكم على هذه النسخة القيمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
قال صادق الرافعي رحمه الله :" إن لم تزد شيئا على الحياة فأنت زيادة عليها "
---
(1/1987)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عاجل : هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر؟
---
سؤال عاجل : هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر؟
---
الحضار
12-10-2006, 05:07 AM
هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر ؟
ومن قال به إن كان الجواب بنعم ؟
---
محمود الشنقيطي
12-10-2006, 06:17 AM
الكفر الأصغر هو ما استوجب فاعله الوعيد مع عدم الخلود في جهنّم - باعد الله بيننا وبينها - كقول الله تعالى{ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} (بشرط عدم جحوده لحكم الله واعتقاده أن غيره أصلح منه وأعدل) وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} وقوله {من اتى امراة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد}..
بل جعل بعض العلماء كلّ المعاصي من جنس الكفر الصغر لأنها تنافي الشكر الذي هو الطاعة..
أما الشرك الأصغرفهو المنافي للكمال الواجب في التوحيد,عرّفه النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عنه بالرّياء,كما يضاف إليه قول القائل (ماشاءالله وشئت) حيث استنكرها النبي صلى الله عليه وسلم على قائلهاوقال له {أجعلتني لله نداً} فالند هنا لا يراد به المعبود مع الله,بل هي إشارة إلى الشرك الأصغر في هذا اللفظ , ومنه الحلف بغير الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم {من حلف بغير الله فقد كفرأوأشرك}فالمراد بالكفر الأصغر وبالشرك كذلك الأصغر..
فمن خلص قلبه من الشرك الأكبر والأصغر وجبت له الجنة وحرم عليه دخول النار, ومن خلص قلبه من الأكبر دون الأصغر حرم عليه الخلود في النار...
والله تعالى أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
12-10-2006, 06:34 AM
الكفر الأصغر هو ما استوجب فاعله الوعيد مع عدم الخلود في جهنّم - باعد الله بيننا وبينها - كقول الله تعالى{ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} (بشرط عدم جحوده لحكم الله واعتقاده أن غيره أصلح منه وأعدل)(1/1988)
جعل قول الله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } من الكفر الأصغر يُشكل عليه أن الله تعالى قال : ? فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? فحكم الله بالكفر المطلق على من لم يحكم بما أنزل الله ، والكفر المطلق لا يكون إلا في الكفر الأكبر . ويدل على ذلك أن الله تعالى أكد هذا الحكم بعدة مؤكدات :
أحدها : إتيانه بلفظ الاسم الدال على ثبوت الكفر .
الثاني : تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم ، فإنك إذا قلت : زيد العالم الصالح ، أفاد ذلك إثبات كمال ذلك له ، بخلاف قولك : عالم صالح .
الثالث : إتيانه سبحانه بالمبتدأ والخبر معرفتين ، وذلك من علامات انحصار الخبر في المبتدأ كما في قوله تعالى : ? وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? (البقرة: من الآية5) ، وقوله تعالى : ? وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? (البقرة: من الآية254) ، وقوله : ? أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً ? (الأنفال: من الآية4) ، ونظائره .(1/1989)
الرابع : إدخال ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر ، وهو يفيد مع الفصل فائدتين أخريين : قوة الإسناد ، واختصاص المسند إليه بالمسند كقوله : ? وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ? ( الحج: من الآية64) ، وقوله : ? وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ? (المائدة: من الآية76) ، وقوله : ? إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ? (الشورى: من الآية5) ، ونظائر ذلك . [ ذكر هذه المؤكدات ابن القيم عند تعليقه على قول الله تعالى : ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ? (المنافقون:9) وأنها تدل على كفر تارك الصلاة لأن الخسران المطلق لا يكون إلا للكفار . انظر كتاب الصلاة له ص42-43 . مع التنبيه أن كلامه هنا جاء تعليقاً على آية خوطب بها المؤمنون ؛ فكيف بآية المائدة التي نزلت في اليهود ؟!. ]
والحاصل أن الكفر إذا أطلق ، وعرف باللام فهو الكفر الأكبر المخرج من الملة ، إلا إذا قيِّد ، أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك .
ويضاف إلى ذلك أن لفظ "الكافرون" جاء بصيغة اسم الفاعل ، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه إذا أطلق لفظ "الكفر" جاز دخول جميع أنواع الكفر فيه ، وإذا أطلق اسم الفاعل "الكافر" لم يكن إلا للكفر الناقل عن الملة ؛ لأن اسم الفاعل لا يشتق إلا من الفعل الكامل.
وتفصيل ذلك هنا : تفسير قول الله تعالى:{وَمَن لَم يَحكم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِك هُمُ الكافرون}
(http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=13377&postcount=1)
---
جمال حسني الشرباتي
12-10-2006, 07:08 AM
السلام عليكم
وسؤالي هو
هل قسّم أحد من سلفنا الأعلام الكفر إلى أصغر وأكبر؟؟
---
محمود الشنقيطي
12-10-2006, 11:31 AM
أحسن الله إليكم أبا مجاهد..(1/1990)
فقد أفدتم بهذا التعقيب والتقعيد الطيب,ولكنّ المشكلَ عندي هو ورود ذلك التفسير عن ثلّة من مفسري السلف والخلف - رحمهم الله -مع عدم التطرق لهذه النواحي في الحصر مع أهميتها كقول ابن عباس " ليس بالكفر الذي تذهبون إليه" وقول طاوس " ليس بكفر ينقل عن الملّة " وقول عطاء في الآيات الثلاث " كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق",وغير ذلك مما تناقلته كتب التفسير عن جمع من السلف !!
كما أن تعلّق آية {فاولئك هم الكافرون} بالمسلمين ظاهرٌ ونصّ عليه بعض أهل العلم,ولو كان سبب نزولها اليهود, ألا ترى يا شيخ بارك الله فيك أن الحكم بالكفر على من حكم بغير ماأنزل الله, دون تمييز بين المستحل لذلك الجاحد بالحق المعتقد أن حكمه أكثر عدالة وسداداً من حكم الله,وبين من حكم بغير ماأنزل الله مع يقينه أنه مرتكب لكبيرة من الكبائر وأن شريعة الله أحق وأصدق مما حكم به هواهُ, أمرٌ فيه نظر,لأن الأوّل مستحلٌّ لخطيئته كافرٌ بغيرها,والثاني مقرٌّ بذنبه موقنٌ بكمال شريعة الله ووجوب تطبيقها ولكن غلبته شهوته وهواه,وعلى هذا مذهب أهل السنة في التفريق بين المذنب المستحل الذنبَ ومرتكبه الغير مستحل..
والله تعالى أعلم
---
محمود الشنقيطي
12-10-2006, 01:25 PM
هناك مسألةٌ أخرى طرأت عليّ وهيأداة الشرط (مَنْ) فإنّ ورودها لا يلزم منه استغراق وصف الكفر لجميع الموصوفين بعدم الحكم بغير ما أنزل الله, لأنّ الجزمَ بذلك يلزم منه تحقق مضاعفة الأجر والأمنِ يوم القيامة لكل من جاء بلا إله إلا الله, لقوله تعالى {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون},وهذا يتنافى مع نصوص الوحيين المتظافرة على تعذيب المسلم الموحد بقدر ما عصى الله ثم يكون مآله للجنة عقب تطهيره..
وإلى مثل ذلك أشار الباقلاني رحمه الله في (التمهيد)..
---
الحضار
12-11-2006, 02:23 AM
أشكر للإخوة مرورهم على الموضوع
وللأسف لم أجد جوابا إلى الآن(1/1991)
وسؤال الأخ جمال حسني الشرباتي : " هل قسّم أحد من سلفنا الأعلام الكفر إلى أصغر وأكبر ؟ "
نعم ، ومن أولهم فيما أعلم محمد بن نصر المروزي في كتابه تعظيم قدر الصلاة وكذلك الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد وغيرهم كثير .
ولكن سؤالي لم يجب عليه بارك الله في علمكم وأعيده مرة أخرى
هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر ، ومن قال به ؟
انتظركم
---
أبومجاهدالعبيدي
12-11-2006, 07:58 AM
يمكن القول في التفريق بين الشرك والكفر عموماً : إن أفرد ذكر أحدهما وأطلق في نص فإنه يُراد به الكفر والشرك وإن قرنا في نص واحد، كأن يُقال: كفر وشرك أو كافر ومشرك .. فإنهما في هذه الحالة يتفقان من حيث الدلالات الشرعية وما يترتب عليهما من تبعات، ويتغايران من حيث المعنى اللغوي، فيكون المراد: كافر من جهة الجحود والنكران .. وتغطية وستر ما يجب إظهاره .. ويكون مشرك: من جهة وقوعه في الشرك من جهة الإقرار بتعدد الآلهة .. وصرف العبادة لها.
الشرك الأصغر: هو الشرك الخفي، وهو دون الشرك الأكبر، وهو رديف الكفر الأصغر؛ من حيث أنه لا يخرج صاحبه من الملة، ولا ينفي عنه الإيمان مطلقاً، وفي الآخرة يترك لمشيئة الله -عز وجل- إن شاء عذبه وحاسبه وإن شاء عفا عنه، ولو عذب فهو ممن تنالهم شفاعة الشافعين، بإذن الله تعالى.
انظر هنا : قواعد في التكفير (http://www.altartosi.com/book/book20/sec06.html)
---
الحضار
12-11-2006, 06:23 PM
يا أبا مجاهد بارك الله في علمك
الشرك الأصغر والكفر الأصغر مترادفان من حيث أنهما لا يخرجان من الملة
يعني (الكفر الأصغر ليس هو الشرك الأصغر ) بالعموم لأنهما مترادفان فقط في كونهما لا يخرجان من الملة
هل هذا الاستنتاج صحيح ؟ ومن قال به من العلماء بارك الله فيك
أخوك
---
الحضار
12-13-2006, 02:44 PM
أخي أبو مجاهد
أين ذهبت ألا تريد أن تفيد أخوك
---
أبومجاهدالعبيدي
12-13-2006, 02:54 PM
أخي أبو مجاهد(1/1992)
أين ذهبت ألا تريد أن تفيد أخوك
لعلك أخي تطرح هذا السؤال على إخوة متخصصين في العقيدة هنا :
الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة (http://www.alagidah.com/vb/index.php)
---
الحضار
12-19-2006, 11:26 PM
للرفع
الحضار
---
أبومجاهدالعبيدي
12-21-2006, 07:59 AM
انظر هنا وفقك الله (http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=353)
---
الحضار
12-24-2006, 03:06 AM
أخي أبو مجاهد
لقد أحلتني على غير مليء
فيومهم شهر ، وشهرهم سنة
---
(1/1993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > متن فتح الكريم كامل و مشكول
---
متن فتح الكريم كامل و مشكول
---
أبو الجود
05-17-2004, 09:08 PM
هذا متن فتح الكريم للمتولي نفع الله به
---
سمير محمد
01-09-2007, 12:55 AM
السلام عليكم الكتاب لا يظهر عندي فما السبب
---
د.خضر
01-09-2007, 09:55 AM
أين المراد وفقك الله فلا وجود للمتن فتح الله لك.
---
طه محمد عبدالرحمن
01-09-2007, 02:15 PM
ها هو فى المرفقات ، و أيضا هذا رابط للمتن مسموع
http://www.khayma.com/tajweed/taha/fathalkarem.mp3
نفع الله بكم .....
---
(1/1994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- صيام يوم عاشوراء
---
برنامج إحياء السنة النبوية- صيام يوم عاشوراء
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
01-25-2007, 02:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع(43) بتاريخ 8/1/1428- صيام يوم عاشوراء
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : "ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال : فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه" . [ رواه البخاري 1865 ] .
فضل صيام عاشوراء
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان " [ رواه البخاري 1867]. ومعنى "يتحرى" أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
نواف الحارثي
01-25-2007, 03:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فإن من صفات المؤمنين في كتاب الله (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ومن صفاتهم كذلك (و المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. ..) ولا شك أن من التواصي بالحق أن يوصي بعضنا بعضا بصيام يوم عاشوراء ، فإن فضله عظيم فقد جاء في الحديث الصحيح أنه يكفر السنة الماضية . ومما جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر ) ومن صام يوما قبله ويوما بعده فلا حرج في ذلك كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى .
نسأل الله أن يتقبل منا وممنكم ومن جميع المسلمين
---
قصي علي الدليمي
02-05-2007, 08:17 AM(1/1995)
هل صحيح ان صيام اليو م التاسع فيه حديث ضعيف
---
(1/1996)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > برنامج تأصيلي لطلب العلم
---
برنامج تأصيلي لطلب العلم
---
البلقيني
06-15-2006, 09:51 PM
هذا برنامج تأصيلي لطلب العلم قد وضعته بعد طول تدبر وفكر ولم أضع فيه غالبا إلا متنا أو كتابا هو المهم إن لم يكن الأهم في بابه ومع ذلك كله يعوزه أيضا الكثير من التدقيق
علما أن وجهات النظر تختلف من شخص لآخر والغرض هو الفائدة فمن رأى فيه خللا أو استدراكا فليتفضل مشكورا
---
أبومجاهدالعبيدي
06-15-2006, 10:02 PM
وفقك الله أخي الكريم
اطلعت على ما ذكرته من كتب ومتون في التفسير وأصوله فتبادر إلى ذهني أنك غير متخصص في هذا الفن - والله أعلم - .
فهل أنا مصيب في ظني؟
وكتاب الاعتبار في الناسخ والمنسوخ للحازمي ليس في القرآن ، وإنما في السنة والآثار.
وما دخل كتاب النقاية للسيوطي في برنامج أصول التفسير؟
كتاب النقاية اشتمل على أربع عشرة مقدمة لأربعة عشر علماً ، ومن ضمنها مقدمة أصول التفسير التي نظمها الزمزمي.
وعلى كل حال ؛ تشكر على اجتهادك ، فجزاك الله خيراً ، إلا أن ما ذكرته في التفسير وأصوله ليس مناسباً .
---
البلقيني
06-15-2006, 11:28 PM
جزاك الله خيرا وظنك في محله وقد التبس الأمر علي من منظومة الزمزمي فظننتها نظم النقاية بكامله لأني لم أطلع عليه
وجزاك الله خيرا
---
(1/1997)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > تحديث المكتبة الشاملة 2.11
---
تحديث المكتبة الشاملة 2.11
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2007, 09:39 PM
وصلني من الأخ الكريم نافع وفقه الله :
الشيخ الكريم / عبد الرحمن الشهري
كنتَ سابقا طلبتَ أن أعلم فضيلتكم عندما يظهر تحديث جديد للمكتبة الشاملة .
فقد ظهر اليوم تحديث 2.11
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93817
http://www.shamela.ws/updates.php
جزى الله الأخ نافع خيراً ووفقه لكل خير.
---
نورة
03-13-2007, 07:30 AM
ماشاء الله, جهد مبارك
نفع الله بهذه المكتبة الشاملة, وبارك في جهود الأخ نافع
---
(1/1998)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أبحث ‘ن أخ من مدينة الرياض عاجل و ضروري
---
أبحث ‘ن أخ من مدينة الرياض عاجل و ضروري
---
أبو الفضل
06-18-2006, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ..و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
أما بعد
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أبحث عن أخ من مدينة الرياض ليساعدني
في أمر علمي من مكتبة الملك فهد الوطنية
و الأمر ظروري و عاجل جدا و يراسلني على الخاص
بارك الله فيكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
(1/1999)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ظاهرة الوضع في التفسير
---
ظاهرة الوضع في التفسير
---
أبو صلاح الدين
06-22-2005, 03:43 PM
ظاهرة الوضع في التفسير
المقصود بالوضع في الاصطلاح هو تلك المرويات التي اختلقها الوضَّاعون، ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لبعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وقد نشأت ظاهرة الوضع أولاً في الحديث النبوي، ثم ظهرت تبعاً لذلك في التفسير، نتيجة لتوسع الدولة الإسلامية، وظهور الخلافات السياسية والمذهبية في إطار الأمة الإسلامية.
والواقع، فإن ظاهرة الوضع عموماً ظهرت نتيجة لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها هنا، بيد أننا نستطيع أن نُجمل تلك الأسباب في ثلاث نقاط رئيسة هي:
الأولى التعصب المذهبي، فقد كان التعصب المذهبي الذي ابتليت به هذه الأمة نتيجة حتمية لانقسامها إلى فرق مختلفة ومذاهب متعددة.
أما النقطة الثانية وراء تلك الظاهرة فكانت التقسيم السياسي للدولة الإسلامية، واختلاف الولاء السياسي فيها؛ فبعد أن انقضى عهد الخلافة الراشدة بدأ عهد الملوك والذي تمثل في الخلافة الأموية ثم العباسية، وقد اختلفت ولاءات الناس باختلاف توجهات هاتين الخلافتين، فكان لهذا التقسيم واختلاف التوجهات والولاءات دوراً في ظهور هذه الظاهرة وامتدادها .
ثم إن أصحاب الأغراض والأهواء - وهذه النقطة الثالثة - أسهموا كذلك في بروز هذه الظاهرة، وسعوا ما استطاعوا لاستغلالها؛ لتحقيق أغراضهم وأهدافهم العدائية لهذا الدين... وهكذا وجد أعداء الإسلام في ظاهرة الوضع ضالتهم، للنيل من هذا الدين وأهله فأخذوا يضعون من الأحاديث، ويختلقون من الأقوال ما يلبي أغراضهم، ويحقق طموحاتهم ومخططاتهم .(1/2000)
لقد كان لنشوء ظاهرة الوضع وانتشارها أثر سلبي على التراث العلمي لهذه الأمة عمومًا، والتفسير خصوصًا، فهي من ناحية أفقدت البعض الثقة بمخزونها الثقافي، وأورثت البعض الآخر التشكيك فيه أو الاستخفاف به .
وهكذا فقد لعبت هذه الظاهرة دوراً سلبياً في اختلاط كثير من الأقوال التي لم يصح سندها بما كان قد صح سنده وثبت نقله، فضلاًَ عن أن هذه الظاهرة كانت المدخل الذي دخل منه المستشرقون، والباب الذي ولج منه المغرضون للنيل من هذا الدين وتراثه وعلمائه، فعملوا على نزع الثقة من الأمة في تراثها، بدعوى عدم ثبوت كثير من الأسانيد فيه، أو بدعوى وجود التناقض، أو بدعاوى أخرى لا تخفى على المتابع لكتابات وأعمال أولئك القوم.
لكن ما لا بد من التنبيه إليه، والتركيز عليه، أن ظاهرة الوضع قد مثَّلت جانبًا من علم التفسير فحسب، وليست هي التفسير في مبتداه ومنتهاه؛ وبيان ذلك أن الله سبحانه قد قيضَّ لعلم التفسير من العلماء الذين شمروا عن ساعد الجد، وصرفوا جُلَّ أوقاتهم، فتتبعوا أحوال الرواة، ووضعوا قوانين الرد والقبول، ورحلوا في البلاد؛ ليبينوا الطيب من الخبيث، ويعلموا الصالح من الفاسد، ويقيموا الصحيح من السقيم؛ فذادوا بعملهم هذا عن حِمَى علم التفسير، ودفعوا عنه وضع الواضعين، وتحريف المحرِّفين، ومغالاة الغالين، بحيث لم يبق في هذا العلم من الدخيل إلا القليل، وهو معروف عند أهل ذلك الشأن، وعند من رزقه الله علمًا وفهمًا في دينه. وبذلك تحقق وعد الله في حفظ هذه الشريعة، وحمايتها من كل ما أصاب غيرها من الشرائع، من عوامل التحريف والبطلان .
وبناءً على ما سبق، فليس الهدف فيما جاء في هذا المقال، التقليل من أهمية ومصداقية ما جاء في التفاسير من أقوال وآراء لأهل العلم، فليس هذا ما أردنا وليس هذا ما نريد، بل المرام من ذلك التنبيه على ظاهرة تاريخية وقعت، فاقتضى المقام التعرض إليها بإيجاز واختصار.(1/2001)
ثم إننا نلفت الانتباه أخيرًا إلى أن الحديث عن هذه الظاهرة وتفصيل القول فيها عادة ما يَرِد عند الحديث عن تاريخ تدوين الحديث النبوي، وما رافق ذلك من تطورات ومظاهر. ونحن بدورنا نُحيل من أراد التوسع في معرفة هذه الظاهرة وما يتعلق بها، إلى كتب تدوين الحديث النبوي وعلومه، ففيها فَضْل قول لمن أراد الاستزادة. والله الموفق والهادي إلى السبيل المبين، والحمد لله رب العالمين .
---
(1/2002)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعليقات لغوية على مقتطفات علمية من أجوبة الدكتور غانم قدوري الحمد
---
تعليقات لغوية على مقتطفات علمية من أجوبة الدكتور غانم قدوري الحمد
---
عبدالله الشهري
02-21-2006, 01:20 PM
كنت قد سمعت قديماً بالأستاذ الدكتور غانم عن طريق أحد الإخوة المتخرجين من قسم اللغات بجامعة الإمام محمد بن سعود ، ولكني لم أطلع على شيء من أعماله حتى فاجأنا الإخوة في ملتقى أهل التفسير بثروة علمية وبحوث مؤصلة لهذا العالم ، ورأيت في أجوبته بعض النقولات والفوائد التي لا أملك مراجعها وأصولها ، وأردت التعليق على بعضها ، لمجرد الفائدة وطرح الخواطر العلمية ، على حسب ما يسنح به الخاطر وتجود به الذاكرة ، بعيداً عن التعمق ،ورغبة في التيسير والإفادة العامة.
************************************
أقول وبالله أستعين: : جميل أن نرى الإشارات اللطيفات من علماءنا الأوائل لبعض المباحث اللغوية التي لم تتنبه لها الدارسات الغربية إلا في عصور متأخرة. ومن هذه الإشارات كلام أبي شامة – الذي نقله الأستاذ الدكتور غانم وفقه الله – وفيه أنه قال "الواضح من ذلك يكون أن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرؤوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب ، ولم يكلفهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم ، ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك فتأخذه العزة ، فجعلهم يقرؤون على عاداتهم وطباعهم ولغاتهم مَنّاً منه – عزّ وجلّ – لئلا يكلفهم ما يشق عليهم ، فيتباعدوا عن الإذعان" أ.هـ.(1/2003)
والشاهد هنا هو قوله " ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك فتأخذه العزة ، فجعلهم يقرؤون على عاداتهم وطباعهم ولغاتهم مَنّاً منه – عزّ وجلّ – لئلا يكلفهم ما يشق عليهم ، فيتباعدوا عن الإذعان".
وهذا صحيح ، ومسألة الحمية اللغوية – إن صح التعبير – ظاهرة لغوية أفردت لها الدراسات الغربية أبحاثاً كثيرة ، ويسمى التخصص الذي يدرسها "علم اللغة الاجتماعي " (sociolinguistics) ، والظاهرة المذكورة تتعلق بنوعين من التفاعل اللغوي الاجتماعي ، وهو موجود في لهجات كل اللغات تقريباً ، النوع الأول: الامتياز الظاهر (overt prestige) والنوع الثاني : الامتياز الخفي (covert prestige). ففي النوع الأول يقف المتحدث بلهجته الأصلية موقفاً يتمسك فيه بخصائص لهجته وتراكيبها ، حتى ولو كان يعيش بين أصحاب لهجة غريبة عليه ، مختلفة عنه ، وهذه رسالة لا واعية للطرف "بأني أيها المستمع ، صاحب اللهجة الأخرى ، معتز بأصلي ، مفتخر بلهجة قومي لا أحيد عنها ! " . ويمكن ملاحظة أمارات هذه الحمية اللغوية والاعتداد باللهجة المحلية في قول أبي عمرو بن العلاء "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم عربيتنا".(1/2004)
وأما في النوع الثاني – الامتياز الخفي – فالمتحدث بلهجة ما ينساق لمجاراة لهجة المستمع ، وخاصة إذا كان يمثل الشريحة الاجتماعية الغالبة آنذاك ، فيقوم المتحدث بتقمص خصائص اللهجة المقابلة ويتنازل عن بعض خصائص لهجته الأصلية. وهذه الأخيرة لا تعني الاستسلام والخضوع – وإن احتمله - بقدر ما تعني حصافة لغوية لكسب ألفة أصحاب اللهجة الأخرى ، وفطنة لسانية يزيل بها الوحشة اللاواعية بينه وبين أصحاب ا للهجة المقابلة، ويتخلل هذه ظواهر لغوية متعددة، من الأمثلة عليها ظاهرة "الاستبدال" ، كأن يستعمل الآتي من منطقة بني شهر (بجنوب المملكة) إلى مدينة الرياض كلمة "قطه هناك" بدلاً من "إزق به هناك " و "إزق به" في اللهجة الشهرية تعني "إرمه" أو "ألق به".
وبناء عليه يمكن أن نقرر فائدة وهي أنه نظراً لما يغلب على طبع الإنسان العربي في عهد التنزيل من الأنفة والحمية (الامتياز الظاهر) ، وضعف قوة (الامتياز الخفي) لديه ، كان من المناسب الترخيص في تعدد أوجه القراءات (لا القراءات) على أحرف مختلفة ، استيعابا لأمرين:
1-طبيعة وسحنة الإنسان العربي آنذاك (ولابن خلدون كلامٌ حسنٌ في هذا ، وإن كان لا يوافق على بعضه).
2-اختلاف اللهجات الموزعة في أرض الجزيرة العربية ، الأمر الذي يقلل مشقة تعلم القرآن.
وللحديث بقية إن شاء الله.
---
الكشاف
02-23-2006, 12:41 AM
ملاحظات قيمة أشكرك عليها .
ولم يتبين لي وجه الحمية اللغوية في قولكم : ( ويمكن ملاحظة أمارات هذه الحمية اللغوية والاعتداد باللهجة المحلية في قول أبي عمرو بن العلاء "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم عربيتنا").
فالذي أفهمه من قول أبي عمرو أن الصلة منقطعة بين اللغتين ، والاختلاف كبير. فكيف نلحظ هذه الحمية اللغوية التي تفضلتم بالإشارة إليها. ودمتم موفقين.
---
عبدالله الشهري
02-24-2006, 12:45 AM(1/2005)
جزاك الله خيرا ، وقد فهمت ما أردت ، وكلامك صحيح وكذلك كلام عمرو ، وكما ذكرت فالاختلاف بين اللغتين كبير ولكن الصلة ليست منقطعة تماماً ، إذا لانقول لما ليس بينهما علاقة البتة أن الاختلاف بينهما كبير كما لا يخفى عليك ، ولذلك فحمية عمرو نفت أي اتصال وأي اشتراك بين اللغتين ، مع أنه بينهما نوع علاقة في الخصائص ، بل سماها - أي لغة حمير - عمرو بن العلاء "عربية". والحمية اللغوية في عبارة عمرو السابقة لم تترك مجالاً للإلتقاء كما ترى. وهو فرق دقيق لطيف يظهر لك من تأمل عبارته. والله يرعاك.
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2006, 06:55 AM
شكراً جزيلاً يا أبا سعيد على هذه اللفتات العلمية الدقيقة الرائعة ، وقد استفدت من إشارتك الثمينة إلى مسألة الحمية اللغوية ، وكنت تنبهت يوماً تنبهاً عفوياً لها ، لكنني لم أستحضر تسميتها بالحمية اللغوية ، ولم أدر أنها تدرس دراسة علمية هكذا ، وليتك تتكرم بدلالتي على مرجع أتوسع من خلاله في أمثلتها وأبعادها أحسن الله إليك . وليتك تواصل الوقوف مع أجوبة الأستاذ الدكتور غانم الحمد على هذا الوجه ، ففي أجوبته نفائس علمية لم نتوقف عندها كما ينبغي بعدُ. وعبارة أبي عمرو بن العلاء مشهورة نحفظها من سنوات ، ولم أتنبه لهذا الاستنباط إلا من هذه المشاركة ، وقد اتضح لي وجه استنباطها بعد جوابك للأخ الكشاف بارك الله فيكما .
اللهم علمنا ما ينفعنا ، واشكر سعي من علمنا حرفاً ننتفع به .
---
الجنيدالله
03-28-2006, 04:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك ادلة كثيرة من اقوال الصحابة وافعالهم تدل على الحمية اللغوية التي ذكرها الدكتور عبدالله متعنا الله به ونفعنا بعلمه وهو أمر تطرق إليه بعض من صنف في القراءات وتوجيهها(1/2006)
لكن يشكل كثيرا - على نظرية اختلاف القراءات لتعدد اللهجات - حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع هشام بن حكيم وأثر تكليف زيد بن ثابت لجمع المصحف وكتابته وهو كما هو معلوم أنصاري وليس بقرشي ومن ثمَّ شكلت معه لجنة علمية للتصحيح.
---
فهد الناصر
03-30-2006, 07:53 AM
موضوع قيم ، وموضوع الحمية اللغوية موضوع طريف ، يستحق التتبع في كتب اللغة العربية عموماً ، والمعاجم على وجه الخصوص . وليت الإخوة يدلوننا على مصادر توسعت في هذا الموضوع من كتب القراءات أو اللغة .
---
عبدالله الشهري
03-31-2006, 11:37 PM
لا أملك إلا أن أشكر الله تعالى ثم الإخوة الفضلاء هنا على حسن ظنهم بي ، ولم أر هذه الردود إلا الساعة نظرا لبعدي وانقطاعي بسبب كثرة العلائق أعانني على التخفف منها للوفاء بما أستطيع. وكان قد سئل الإمام أبي حنيفة بم يجمع الهم فقال بقطع العلائق ، ونسأله تعالى ألا يجعل الدنيا أكبرهمنا.
---
(1/2007)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أسباب اختلاف الرواة ( الذي هو رأس صناعة الحديث )
---
أسباب اختلاف الرواة ( الذي هو رأس صناعة الحديث )
---
ماهر الفحل
12-24-2006, 10:19 PM
أسباب الاختلاف
فطر الله تَعَالَى الناس عَلَى أن يختلفوا في مواهبهم وقدراتهم وتنوع قابلياتهم في الدقة والضبط والإتقان والحرص عَلَى الشيء ، كَمَا أن الناس يختلفون في أحوالهم الأخرى قَالَ تَعَالَى : (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات) (1) ، وهذه المواهب والمنح من الله يعطي من شاء ما شاء . والناس كذلك يختلفون في حرصهم واجتهادهم لِذَلِكَ عَدَّ الإمام الشَّافِعِيّ (2) الحرص من لوازم العلم فَقَالَ :
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عَنْ تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان(3)
فالحرص إذن من أساسيات العلم ، وإن قَلَّ حفظ الرَّاوِي أو كلّت ذاكرته ، فإن بوسعه الحِفاظ على مروياته بالمذاكرة والمتابعة والتعاهد لمحفوظه ومراجعة أصوله ، حفظاً للسنة النبوية من الخطأ فِيْهَا – بزيادة أَوْ نقص أو تغيير – .
ومع هَذَا كله فإننا لَمْ نعدم في تاريخنا الحديثي بعض الرُّوَاة الَّذِيْنَ لَمْ يبالوا بمروياتهم، وَلَمْ يولوها الاهتمام الكافي ، سواء أهمل الرَّاوِي نفسه تعاهد محفوظاته أَوْ مراجعته كتابه ، أو تدخل عنصر بالعبث بمروياته (4) ، أو غَيْر ذَلِكَ مِمَّا تكون نتيجته وقوع الوهم في حَدِيْث ذَلِكَ الرَّاوِي ، ويؤول بالنهاية إلى حدوث الاختلاف مع روايات غيره ، عَلَى أن الخطأ والوهم لَمْ يسلم مِنْهُ كبار الحفاظ مع شدة حرصهم وتوقيهم ، لذا قَالَ ابن(1/2008)
معين (5) : (( لست أعجب ممن يحدّث فيخطئ ، إنما أعجب ممن يحدث فيصيب ))(6). غَيْر أنّ الأحاديث الَّتِيْ حصل فِيْهَا الوهم تعد قليلة مغمورة في بحر ما رووه عَلَى الصواب .
وبإمكاننا أن نفصل أسباب الاختلاف بما يأتي :
أولاً . الوهم والخطأ :
الخطأ والوهم أمران حاصلان وواقعان في أحاديث الثقات فضلاً عَنْ وقوعه في أحاديث الضعفاء، ونحن وإن نذكر في حد الصَّحِيْح كون راويه تام الضبط إلا أن ذَلِكَ أمر نسبيٌّ(7) ، وإلا فكيف اشترطنا في الصَّحِيْح (8) أن لا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً مع كون راويه ثقة فيتخرج عَلَى هَذَا أن الوهم والخطأ يدخل في أحاديث الثقات؛لأن كلاً من الشذوذ والعلة داخل بمعنى الوهم والخطأ . ثُمَّ إن الوهم والخطأ من الأسباب الرئيسة للاختلاف بَيْنَ الأحاديث . وبالسبر والنظر إلى كتب السنة النبوية نجد عدداً كبيراً من الرُّوَاة الثقات قَدْ أخطؤوا في بعض ما رووا ، وَهُوَ أمر متفاوت بَيْنَ الرُّوَاة حسب مروياتهم قلة وكثرة وربما كَانَ حظ من أكثر من الرِّوَايَة أكبر خطأً من المقلين ؛ لذا نجد غلطات عُدَّتْ عَلَى الأئمة العلماء الحفاظ لكنها لَمْ تؤثر عليهم في سعة ما رووه (9) ، قَالَ الإمام أحمد بن حَنْبَل(10) : (( ومن يعرى من الخطأ والتصحيف )) (11) . وَقَالَ الإمام مُسْلِم بن الحجاج : (( فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا – وإن كَانَ من أحفظ الناس وأشدهم توقياً وإتقاناً لما يحفظ وينقل – إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله )) (12).(1/2009)
وَقَالَ الإمام الترمذي (13) : (( لَمْ يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم ))(14)، ثُمَّ ساق الترمذي عدداً وافراً من الروايات تدلل عَلَى تفاوت أهل العلم بالحفظ وتفاضلهم بالضبط وقلة الخطأ ، ثُمَّ قَالَ : (( والكلام في هَذَا والرواية عَنْ أهل العلم تكثر، وإنما بيّنا شيئاً مِنْهُ عَلَى الاختصار ليُستدل بِهِ عَلَى منازل أهل العلم وتفاضل بعضهم عَلَى بعض في الحفظ والإتقان ، ومن تُكلمَ فِيْهِ من أهل العلم لأي شيء تُكلمَ
فِيْهِ )) (15).
ولما كَانَ الخطأ في الرِّوَايَة أمرٌ بدهيٌّ ، وأنه لا يسلم إنسان مِنْهُ نجد الأكابر قَدْ وهمّوا الأكابر، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قَدْ وهّمت عدداً من الصَّحَابَة في عدد من الأحاديث ، وَقَدْ جمع ذَلِكَ الزركشي (16) في جزءٍ (17) ، لذا قَالَ الإمام عَبْد الله بن المبارك (18) : (( ومن يسلم من الوهم، وَقَدْ وهّمت عائشة جَمَاعَة من الصَّحَابَة في رواياتهم للحديث ))(19).
وفيما نقلنا عَنْ الأئمة الأعلام كفاية ودليل عَلَى أن دخول الخطأ والوهم أمرٌ نسبيٌّ ممكن في أحاديث الرُّوَاة ثقاتً كانوا أو غَيْر ذَلِكَ ، فالخطأ والوهم والنسيان سجية البشر ، وَقَدْ قَالَ الشاعر :
نَسِيتُ وَعْدَكَ والنِّسْيَانُ مُغْتَفَرٌ فَاغْفِرْ فَأوَّلُ نَاسٍ أوَّلُ النَّاسِ(20)
ثانياً . ظروف طارئة (21):(1/2010)
قَدْ يطرأ عَلَى الرَّاوِي حين تحمله (22) الْحَدِيْث أَوْ أدائه (23) ظروف تدخل الوهم في حديثه أو أحاديثه . وهذه الظروف ليست عامة بَلْ هِيَ خاصة تطرأ عَلَى بعض الرُّوَاة في بعض الأحيان دون بعضٍ ، تبعاً لاختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ ؛ إِذْ قَدْ يطرأ الخلل في كَيْفِيَّة تلقّي الأحاديث كَمَا حصل لهشيم بن بشير(24)؛ إِذْ إنَّهُ دخل عَلَى الزهري فأخذ عَنْهُ عشرين حديثاً ، فلقيه صاحبٌ لَهُ وَهُوَ راجع ، فسأله رؤيتها ، وَكَانَ ثمة ريح شديدة ، فذهبت بالأوراق من يد الرجل ، فصار هشيم يحدّث بِمَا علق مِنْهَا بذهنه ، وَلَمْ يَكُنْ أتقن حفظها ، فوهم في أشياء مِنْهَا ،ضعف حديثه بسببها (25) خاصة في الزهري (26). فهذا أمر طارئ عَلَى هشيم وَهُوَ ثقةٌ من الثقات الكبار النبلاء أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة(27) لكنه ضُعِّفَ خاصةً في الزهري لهذا الطارئ الَّذِيْ طرأ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ الحافظ ابن حجر (28) : (( أما روايته عَنْ الزهري فليس في الصحيحين مِنْهَا شيءٌ )) (29) .
وكذلك يختلف حال ضبط الرَّاوِي باختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ لعدم توفر الوسائل الَّتِيْ تمكنه من ضبط ما سمعه من بعض شيوخه ، أو بسبب حدوث ضياعٍ في بعضِ ما كتبه عَنْ بعض شيوخه حَتَّى وَلَوْ كَانَ من أثبت الناس في هَذَا الشيخ خاصة .
ومما يذكر في الظروف الطارئة ما حصل لمؤمل بن إسماعيل (30) إِذْ كَانَ قَدْ دفن كتبه، ثُمَّ حدث من حفظه فدخل الوهم والاختلاف في حديثه (31) .
ثالثاً . الاختلاط :
الاختلاط لغة: يقال خلطت الشيء بغيره خَلْطاً فاختلط ، وخالطهُ مخالطةً وخِلاطاً، واختلط فلانٌ ، أي : فسد عقلُهُ ، والتخليط في الأمر : الإفساد فِيْهِ والمختلط من الاختلاط ، واختلط عقله إذا تغير ، فهو مختلط ، واختلط عقله : فسد (32) .(1/2011)
أما في اصطلاح المحدثين : فَقَدْ قَالَ السخاوي (33) : (( وحقيقته فساد العقل وعدم انتظام الأقوال والأفعال، إما بخرف، أو ضرر، أو مرض، أو عرضٍ من موت ابن وسرقة مالٍ كالمسعودي (34)، أو ذهاب كتب كابن لهيعة (35)، أَو احتراقها كابن الملقن (36) )) (37).
إذن الاختلاط : آفة عقلية تورث فساداً في الإدراك ، وتصيب الإنسان في آخر عمره ، أو تعرض لَهُ بسبب حادث لفقد عزيز أو ضياع مالٍ ؛ ومن تصبه هَذِهِ الآفة لكبر سِنّهِ يقال فِيْهِ : اختلط بأخرة ، ويقال : بآخره (38) .(1/2012)
فالاختلاط قَدْ يطرأ عَلَى كثير من رواة الْحَدِيْث النبوي مِمَّا يؤثر عَلَى روايته أحياناً فيدخل في رِوَايَته الوهم والخطأ مِمَّا يؤدي ذَلِكَ بالمحصلة النهائية إلى وجود الاختلاف بَيْنَ الروايات . ثُمَّ من كَانَ مختلطاً فدخل الوهم في حديثه لا تضر روايتُه رِوَايَةَ الثقات الأثبات ؛ إِذْ إنّ الرِّوَايَة الصَّحِيْحَة لا تُعلُّ بالرواية الضعيفة ، فرواية المختلط ضعيفة لا تقاوم رِوَايَة الثقات ، ولا تصلح للحجية إلا إذا توبع المختلط في روايته أَوْ كَانَتْ روايته مِمَّا حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط . وعلماؤنا الأجلاء أحرقوا أعمارهم شموعاً تضيء لنا الطريق من أجل بَيَان كُلّ ما يدخل الْحَدِيْث من خطأ ووهم واختلاف ، إِذْ إنّ مَعْرِفَة المختلطين لَيْسَ بالأمر السهل بَلْ هُوَ أمرٌ شاقٌ عَلَى الْمُحَدِّثِيْنَ للغاية ، بَلْ كَانَ الْمُحَدِّثُوْنَ أحياناً يعيدون سَمَاع الأحاديث نفسها الَّتِيْ سمعوها من ذَلِكَ الشَّيْخ من أجل أن يعرفوا ويحددوا الاختلاط من عدمه ، ويحددوا وقت الاختلاط ؛ لِذَلِكَ قَالَ حماد بن زيد (39) : (( شعبة كَانَ لا يرضى أن يَسْمَع الْحَدِيْث مرة يعاود صاحبه مراراً )) (40). ومما يذكر في هَذِهِ الباب ما قَالَهُ حماد ابن زيد : قَالَ : حَدَّثَنِي عمرو بن عبيد الأنصاري ، قَالَ : حَدَّثَنِي أبو الزعيزعة (41) -كاتب مروان (42)- أن مروان أرسل إلى أبي هُرَيْرَة، فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب، حَتَّى إذا كَانَ رأس الحول، دعا بِهِ فأقعده من وراء الحجاب ، فجعل يسأله من ذَلِكَ الكتاب ، فما زاد ولا نقص ، ولا قدّم ولا أخّر (43) .(1/2013)
وروى الحافظ أبو خيثمة زهير (44)بن حرب في " كتاب العلم " (45) قَالَ : حَدَّثَنَا جرير(46)، عَنْ عمارة بن القعقاع (47)، قَالَ : قَالَ لي إبراهيم (48) : حَدِّثنِي عَنْ أبي زرعة (49) فإني سألته عَنْ حَدِيْث ، ثُمَّ سألته عَنْهُ بَعْدَ سنتين فما أخرم (50) مِنْهُ حرفاً )) .
وهذا نوع من أنواع الكشف عَنْ الخلل المتوقع طرؤه عَلَى المحدّث عِنْدَ تقدم السَّمَاع لَهُ ، وكانت ثمة طرق أخرى للمحدّثين يستطيعون من خلالها الكشف عَنْ حال المحدّث ، وهل طرأ لَهُ اختلاط في ما يرويه أَوْ بعض ما يرويه أم أنه حافظ ومتقن لما يروي ويحدّث ؟(1/2014)
ومن طرق الْمُحَدِّثِيْنَ في مَعْرِفَة اختلاط الرُّوَاة : أن الناقد مِنْهُمْ كَانَ يدخل عَلَى الرَّاوِي ليختبره فيقلب عَلَيْهِ الأسانيد والمتون ، ويلقنه ما ليس من روايته ، فإن لَمْ ينتبه الشيخ لما يراد بِهِ فإنه يعد مختلطاً ويعزف الناس عَنْ الرِّوَايَة عَنْهُ ، ومما يذكر في هَذِهِ البابة ما أسند إلى يحيى بن سعيد قَالَ : (( قدمت الكوفة وبها ابن عجلان (51) وبها ممن يطلب الْحَدِيْث : مليح بن وكيع (52) وحفص بن غياث (53) وعبد الله بن إدريس (54) ويوسف بن خالد السمتي (55) ، فقلنا : نأتي ابن عجلان ، فَقَالَ يوسف بن خالد : نقلب عَلَى هَذَا الشيخ حديثه ، ننظر تفهُّمه ، قَالَ : فقلبوا فجعلوا ما كَانَ عَنْ سعيد عَنْ أبيه ، وما كَانَ عَنْ أبيه عَنْ سعيد ، ثُمَّ جئنا إِلَيْهِ ، لَكِنْ ابن إدريس تورّع وجلس بالبابِ وَقَالَ : لا استحلُّ وجلست مَعَهُ . ودخل حفص ، ويوسف بن خالد ، ومليح فسألوه فمرّ فِيْهَا ، فلما كَانَ عِنْدَ آخر الكتاب انتبه الشيخ فَقَالَ : أعد العرض (56) ، فعرض عَلَيْهِ فَقَالَ : ما سألتموني عَنْ أبي فَقَدْ حَدَّثَنِي سعيد بِهِ ، وما سألتموني عَنْ سعيد فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أبي ، ثُمَّ أقبل عَلَى يوسف بن خالد فَقَالَ : إن كُنْتَ أردت شيني وعيبِي فسلبك الله الإسلام ، وأقبل عَلَى حفص فَقَالَ : ابتلاك الله في دينك ودنياك ، وأقبل عَلَى مليح فَقَالَ : لا نفع الله بعلمك . قَالَ يحيى : فمات مليح وَلَمْ ينتفع بِهِ ، وابتلي حفص في بدنه بالفالج (57) وبالقضاء في دينه ، وَلَمْ يمت يوسف حَتَّى اتُّهمَ بالزندقة (58) .(1/2015)
وعلى الرغم من اختلاف العلماء في جواز ذَلِكَ وعدمه (59) ، إلاّ أنهم استطاعوا أن يحددوا في كثير من الأحيان الفترة الزمنية الَّتِيْ دخل فِيْهَا الاختلاط عَلَى هَذَا الرَّاوِي ، كَمَا حددوا اختلاط إسحاق بن راهويه (60) بخمسة أشهر ، فَقَالَ أبو داود (61) : (( تغيّر قَبْلَ أن يموت بخمسة أشهر ، وسمعتُ مِنْهُ في تِلْكَ الأيام فرميت )) (62) . وكذلك حددوا وقت اختلاط جرير بن حازم (63) ، قَالَ أبو حاتم (64) : (( تغيّر قَبْلَ موته بسنة )) (65) . وحددوا وقت اختلاط سعيد بن أبي سعيد المقبري (66) ، قَالَ ابن سعد (67) : (( ثقة ، إلا أنه اختلط قَبْلَ موته بأربع سنين )) (68) .
وعلى الرغم من احتياطات الْمُحَدِّثِيْنَ وإمعانهم في تحديد وقت الاختلاط ، فإنهم لَمْ يتمكنوا من تحديد الساعات الأولى لبدء الاختلاط ، فالاختلاط – كَمَا سبق – آفة عقلية تبدأ بسيطة ثُمَّ تكبر شَيْئاً فشيئاً ، ويتعاظم أمرها بالتدريج ، وفي هَذِهِ الفترة الواقعة بَيْنَ بداية الاختلاط وظهوره وتفشيه ، يَكُوْن المختلط قَدْ رَوَى أحاديث تناقلها الرُّوَاة عَنْهُ ، من غَيْر أن يعرفوا اختلاطه حين أخذهم عَنْهُ ، ولربما كَانَ هَذَا الأمر سبباً في دخول الاختلاف والاضطراب في بعض أحاديث الثقات .
غَيْر أن علماء الْحَدِيْث – رحمهم الله – لَمْ يتركوا قضية الاختلاط والمختلطين عَلَى عواهنها ، بَلْ إنهم نقبوا وفتشوا أحوال الرُّوَاة جيداً ، وقسموا الرُّوَاة عَنْ المختلطين عَلَى أربعة أقسام :
الأول : الَّذِيْنَ رووا عَنْ المختلط قَبْلَ اختلاطه .
الثاني : الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ بَعْدَ اختلاطه .
الثالث : الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده ، وَلَمْ يميزوا هَذَا من هَذَا .
الرابع : الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ اختلاطه وبعده وميزوا هَذَا من هَذَا .(1/2016)
ووضعوا حكماً لكل قسم من هَذِهِ الأقسام : فمن رَوَى عَنْ المختلط قَبْلَ الاختلاط قبلت روايته عَنْهُ، ومن رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده ، وميز ما سَمِعَ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ، وَلَمْ يُقبل ما سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط ، ومن لَمْ يميز حديثه أو سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط لَمْ تقبل روايته (69) .
ولعل الحافظ العراقي كَانَ أشمل في بيان الحكم من غيره ، إِذْ قَالَ : (( ثُمَّ الحكم فيمن اختلط أنه لا يقبل من حديثه ما حدّث بِهِ في حال الاختلاط ، وكذا ما أبهم أمره وأشكل ، فَلَمْ ندرِ أحدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط أو بعده ؟ وما حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ ، وإنما يتميز ذَلِكَ باعتبار الرُّوَاة عَنْهُمْ ، فمنهم من سَمِعَ مِنْهُمْ قَبْلَ الاختلاط فَقَطْ ، ومنهم من سَمِعَ بعده فَقَطْ ، ومنهم من سَمِعَ في الحالين ، وَلَمْ يتميز )) (70).
وَقَدْ قسّم الْمُحَدِّثُوْنَ المختلطين من حَيْثُ تأثير الاختلاط في قبول مروياتهم عَلَى ثلاثة أقسام قَالَ العلائي (71) : (( أما الرُّوَاة الَّذِيْنَ حصل لَهُمْ الاختلاط في آخر عمرهم فهم عَلَى ثلاثة أقسام :
أحدها : من لَمْ يوجب ذَلِكَ لَهُ ضعفاً أصلاً ، وَلَمْ يحط من مرتبته ؛ إما لقصر مدة الاختلاط وقلَّتِهِ كسفيان بن عيينة (72) ، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، وهما من أئمة الإسلام المتفق عليهم ؛ وإما لأنه لَمْ يروِ شيئاً حال اختلاطه ، فسلم حديثه من الوهم كجرير بن حازم ، وعفان بن مُسْلِم (73) ، ونحوهما .
ثانيها : من كَانَ مُتَكلَّماً فِيْهِ قَبْلَ الاختلاط، فَلَمْ يحصل من الاختلاط إلا زيادة في ضعفه؛ كابن لهيعة (74) ، ومحمد بن جابر السُّحيمي (75) ، ونحوهما .(1/2017)
ثالثها : من كَانَ محتجاً بِهِ ، ثُمَّ اختلط ، أو عُمِّر في آخر عمره ، فحصل الاضطراب فِيْمَا رَوَى بَعْدَ ذَلِكَ ، فيتوقف الاحتجاج بِهِ عَلَى التمييز بَيْنَ ما حدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط عما رَوَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ )) (76) .
رابعاً . ذهاب البصر :
من المعروف في بَدَائِهِ علم الْحَدِيْث أنّ الضبط شرط أساسي في صحة الْحَدِيْث النبوي الشريف (77) ، والضبط : هُوَ إتقان ما يرويه الرَّاوِي بأن يَكُوْن متيقظاً لما يروي غَيْر مغفل ، حافظاً لروايته إن رَوَى من حفظه ، ضابطاً لكتابه إن رَوَى من الكتاب ، عالماً بمعنى ما يرويه ، وبما يحيل المعنى عَنْ المراد إن روى بالمعنى (78) ، حَتَّى يثق المطّلع عَلَى روايته والمتتبع لأحواله بأنه أدى الأمانة كَمَا تحملها ، لَمْ يغير مِنْهَا شَيْئاً ، وهذا مناط التفاضل بَيْنَ الرُّوَاة الثقات ، فإذا كَانَ الرَّاوِي عدلاً ضابطاً سمي ثقةً (79) . ويعرف ضبطه بموافقة الثقات الضابطين المتقنين إذا اعتبر حديثه بحديثهم ، ولا تضر مخالفته النادرة لَهُمْ ، فإن كثرت مخالفته لَهُمْ ، وندرت الموافقة ، اختل ضبطه وَلَمْ يحتج بحديثه (80) .
والضبط نوعان : ظاهر وباطن .
فالظاهر من حَيْثُ اللغة . والباطن : ضبط معناه من حَيْثُ تعلق الحكم الشرعي بِهِ، وَهُوَ الفقه . ومطلق الضبط الَّذِيْ هُوَ شرط الرَّاوِي ، هُوَ الضبط ظاهراً عِنْدَ الأكثر ؛ لأنه يجوز نقل الْحَدِيْث بالمعنى عِنْدَ الكثير (81) من العلماء (82) .(1/2018)
فمما تقدم نستخلص أن الضبط قسمان : ضبط صدر ، وضبط كتاب . وضابط الكتاب يحتاج أن يقرأ كتابه من أجل الرِّوَايَة والمقابلة ، وضابط الصدر يحتاج إلى أن يعاود حفظه وكتابه من أجل ضبط مروياته ، وربما يمكن أن يحصل هَذَا لبعض الرُّوَاة بمفردهم ، وقسم مِنْهُمْ يستعين بمن يثق بِهِ ليعاونه عَلَى ذَلِكَ . إذن فالبصر مهم في ذَلِكَ وله دور كبير في المحافظة على الحفظ ؛ لذا فإنّ زوال البصر وذهابه قَدْ يؤدي بالمحصلة النهائية إلى دخول الوهم في بعض روايات الْمُحَدِّثِيْنَ مِمَّا يؤدي إلى حصول اختلاف بَيْنَ الروايات .
ومن الَّذِيْنَ ذهب بصرهم : عَبْد الرزاق بن همام الصنعاني (83) صاحب المصنف قَالَ الحافظ ابن حجر العسقلاني : (( عمي في آخر عمره فتغير )) (84) . وكذا علي بن مسهر (85) قَالَ العجلي (86): (( صاحب سنة ثقة في الْحَدِيْث صالح الكتاب كثير الرِّوَايَة عَنْ الكوفيين ))(86) ، وَقَالَ أبو عَبْد الله أحمد بن حَنْبَل لما سئل عَنْهُ : (( لا أدري كيف أقول كَانَ قَدْ ذهب بصره فكان يحدّثهم من حفظه ))(87) .
خامساً . ذهاب الكتب :
قَدْ علمنا مِمَّا سبق أن ضبط الكتاب (88) هُوَ أحد قسمي الضبط ، والعمدة في هَذَا القسم عَلَى كتاب الرَّاوِي ، وتطرق الخلل إلى كتابه أمر مضر بالثقة في مرويات ذَلِكَ الرَّاوِي ، وَقَدْ يصل الأمر إلى أن يدع الرَّاوِي روايته جملة بسبب فقد كتابه .
إلاّ أن بعض الرُّوَاة قَدْ يعلق في أذهانهم شيء من تِلْكَ المرويات الَّتِيْ دونوها في كتبهم المفقودة ، فيحدّثون بِهَا ، ولما كَانَ معتمدهم أصلاً في الرِّوَايَة عَلَى كتبهم لا عَلَى حفظهم فإن وجود الخطأ والوهم في تِلْكَ الروايات وارد .(1/2019)
ومن رواة الأحاديث الَّذِيْنَ ذهبت كتبهم مع اعتمادهم عَلَى تِلْكَ الكتب في حفظهم : عَبْد الله بن لهيعة ، أبو عَبْد الرحمان الحضرمي ، الفقيه قاضي مصر ، كَانَ متقناً لكتابه ، قَالَ الإمام أحمد : (( ابن لهيعة أجود قِرَاءة لكتبه من ابن وهب (89) )) (90) .
وَقَدْ كَانَ جل اعتماده في روايته عَلَى كتبه ، فلما احترقت ضُعِّف في الرِّوَايَة لكثرة ما وجد من الوهم والخطأ في روايته بَعْدَ ذهاب كتبه . قَالَ إسحاق بن عيسى الطباع(91): (( احترقت كتب ابن لهيعة سنة تسع وستين ))(92). وَقَالَ البخاري (93) عَنْ يحيى بن بكير(94): (( احترق منْزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومئة )) (95) .
وربما يَكُوْن لغياب الكتب نَفْسُ أثرِ فَقْدِ الكتب ويكون مدعاة للوهم والخلاف ، فإذا حدّث الرَّاوِي – الَّذِيْ يعتمد في الأداء عَلَى كتابه – في حالة غياب كتبه عَنْهُ ، وقع الوهم والخطأ في حديثه ، وتحديثه في غَيْر بلده – أَيْضاً – مظنة (96) لوقوع ذَلِكَ كَمَا حصل لمعمر بن راشد (97) قَالَ ابن رجب (98) : (( حديثه بالبصرة فِيْهِ اضطراب كثير ، وحديثه باليمن جيد )) (99) ، وَقَالَ الإمام أحمد في رِوَايَة الأثرم (100) : (( حَدِيْث عَبْد الرزاق عَنْ معمر أحب إليّ من حَدِيْث هؤلاء البصريين ، كَانَ يتعاهد كتبه وينظر ، يعني باليمن ، وَكَانَ يحدّثهم بخطأٍ بالبصرة )) (101) . وَقَالَ يعقوب بن شيبة (102) : (( سَمَاع أهل البصرة من معمر ، حين قدم عليهم فِيْهِ اضطراب ؛ لأن كتبه لَمْ تَكُنْ مَعَهُ )) (103).
ومن هَؤُلاَءِ أَيْضاً : إسماعيل بن عياش (104) قَالَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة (105) :
(( سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ يَقُوْل : إسماعيل بن عياش ثقة فِيْمَا رَوَى عَنْ الشاميين ، وأما روايته عَنْ أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عَنْهُمْ )) (106) .
سادساً . عدم الضبط :(1/2020)
سبق الكلام أن الضبط من شروط صحة الْحَدِيْث الأساسية ؛ ولكن بعض الرُّوَاة
-وإن كانوا ضابطين – إلا أنهم في بعض الأحايين يخف ضبطهم لبعض الأحاديث خاصة، وَهُوَ أمرٌ اعتيادي يحصل لبني الإنسان ؛ لأن الضبط كَمَا سبق أمرٌ نسبيٌّ . وهذا الباب الَّذِيْ يمكن من خلاله دخول الوهم في بَعْض أحاديث الثقات يعدُّ سبباً من أسباب اختلاف الروايات متناً وإسناداً مِمَّا يؤدي بالمحصلة النهائية إِلَى حصول بَعْض الاختلافات في بَعْض الأحاديث . وهذا الأمر نراه جلياً في أحاديث الثقات الَّتِيْ أخطؤوا فِيْهَا . وما يأتي في كَثِيْر من الأمثلة اللاحقة دليل لما أصّلناه في أن الضبط أمرٌ نسبيٌّ ينفك عَنْ بعض الثقات أحياناً في بعض الأحاديث .
وَكَانَ هناك رواة ، لَهُمْ كتب صحيحة متقنة وفي حفظهم شيء وهؤلاء كانوا أحياناً إِذا حدثوا من حفظهم غلطوا وإذا حدثوا من كتابهم أصابوا ، وهذا أمر أولاه العلماء عناية ؛ لأن فِيْهِ مزيد ضبط في رِوَايَة هَذَا الرَّاوِي خاصة ، ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ شريك القاضي وَهُوَ شريك بن عَبْد الله النخعي ، الكوفي ، القاضي بواسط ، ثُمَّ الكوفة ، أبو عَبْد الله : صدوق يخطئ كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة (107) .
قَالَ فِيْهِ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار الموصلي(108) : (( شريك كتبه صحاح فمن سَمِعَ مِنْهُ من كتبه فهو صَحِيْح،قَالَ:وَلَمْ يَسْمَع من شريك من كتابه إلا إسحاق الأزرق (109)))(110). وَقَالَ فِيْهِ يعقوب بن شيبة : (( كتبه صحاح )) (111) . وفي رِوَايَة الْخَطِيْب البغدادي (112) عَنْ يعقوب في شريك : (( ثقة صدوق ، صَحِيْح الكتاب ، رديء الحفظ مضطربه )) (113) .(1/2021)
ومن الأمور الَّتِيْ يدخل الاختلاف بسببها لعدم الضبط ، هُوَ عدم الضبط في بلد معين ، وَهُوَ أن يَكُوْن الرَّاوِي ضابطاً إلا أنه في سماعه لحديث أهل بلدٍ معين لا يَكُوْن ضابطاً لحديثهم لعدم تأهبه لِذَلِكَ ؛ لأن الضبط كَمَا يَكُوْن في الأداء يَكُوْن في التحمل فإن لَمْ يتحمل جيداً –لاختلال في السَّمَاع ، أو عدم جودةٍ في تقييد الكتاب– لَمْ يؤد جيداً ، ومثل هَذَا قَدْ حصل لعدد من الرُّوَاة ، فتجد أحاديثهم جياداً في روايتهم عَنْ أهل بلد معين، وتجدها دون ذَلِكَ عِنْدَ أهل بلد آخر لخلل طرأ في السَّمَاع والتحمل .
ومن أولئك الرُّوَاة الَّذِيْنَ تضعّف روايتهم في بلد دون آخر إسماعيل بن عياش ، وَهُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العَنْسيُّ - بالنون - أبو عتبة الحمصي : صدوق في روايته عَنْ أهل بلده مُخَلِّط في غيرهم (114) . قَالَ يعقوب بن سفيان (115): (( تكلَّم قومٌ في إسماعيل ، وإسماعيل ثقة عدلٌ ، أعلم الناس بحديث الشام ، ولا يدفعه دافع ، وأكثر ما تكلموا قالوا: يُغرِبُ عَنْ ثقات المدنيين والمكيين )) (116) . وَقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة : سُئِلَ يحيى بن معين عَنْ إسماعيل بن عياش ، فَقَالَ : (( ليس بِهِ بأس في أهل الشام . والعراقيون يكرهون حديثه ))(117). وَقَالَ مضر بن مُحَمَّد الأسدي(118)، عَنْ يَحْيَى: (( إذا حدَّث عَنْ الشاميين وذكر الخبر، فحديثه مستقيم، وإذا حدّث عَنْ الحجازيين والعراقيين، خلّط ما شئت )) (120). وَقَالَ أبو داود : سألت أحمدَ عَنْ إسماعيلَ بنِ عياش فَقَالَ : (( ما حدّث عَنْ مشايخهم . قلت : الشاميين ؟ قَالَ : نعم . فأما ما حدث عَنْ غيرهم ، فعنده مناكير )) (121) . وَقَالَ أبو طَالِب أحمد بن حميد (122) : سَمِعْتُ أحمد بن حَنْبَل يَقُوْل : (( إسماعيل بن عيّاش ما رَوَى عَن الشاميين صَحِيْح ، وما رَوَى عَنْ أهل الحجاز فليس بصحيح )) (123) .
سابعاً . التدليس (124):(1/2022)
هُوَ أحد الأسباب الرئيسة الَّتِيْ تدخل الاختلاف في المتون والأسانيد ؛ لأن التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً فيكون لهذا الساقط دور في اختلاف الأسانيد والمتون ولما كَانَ الأمر عَلَى هَذِهِ الشاكلة ، فلابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس :
فالتدليس لغة : من الدَّلَسِ – بالتحريك – وَهُوَ اختلاط الظلام ، والتدليس : إخفاء العيب وكتمانه (125) .
أما في الاصطلاح ، فإن التدليس عندهم يتنوع إلى عدة أنواع :
الأول : تدليس الإسناد :
وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة (126) .
والمراد من الصيغة المحتملة : أن لا يصرح بالسماع أَوْ الإخبار مثل : حَدَّثَنَا ، وأخبرنا (127) وأنبأنا ، وسمعت ، وَقَالَ لنا ، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه ، مثل : إن ، وعن ، وَقَالَ ، وحدّث ، وروى ، وذكر ، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْنَ حَدِيْث المدلس ما لَمْ يصرِّح بالسماع (128) .
الثاني: تدليس الشيوخ :
وَهُوَ أن يأتي باسم شيخه أَوْ كنيته عَلَى خلاف المشهور بِهِ تعمية لأمره وتوعيراً للوقوف عَلَى حاله (129). وهذا النوع حكمه أخف من السابق ، وفي هَذَا النوع تضييع للمروي عَنْهُ وللمروي وتوعير لطريق مَعْرِفَة حالهما . ثُمَّ إن الحال في كراهيته يختلف بحسب الغرض الحامل عَلَيْهِ، إِذْ إن من يدلس هَذَا التدليس قَدْ يحمله كون شيخه الَّذِيْ غيّر سمته غَيْر ثقة، أو أصغر من الرَّاوِي عَنْهُ،أو متأخر الوفاة قَدْ شاركه في السَّمَاع مِنْهُ جَمَاعَة دونه،أو كونه كثير الرِّوَايَة عَنْهُ فلا يحب تكرار شخص عَلَى صورة واحدة(130).
الثالث: تدليس التسوية (131):(1/2023)
وَهُوَ أن يروي عَنْ شيخه ، ثُمَّ يسقط ضعيفاً بَيْنَ ثقتين قَدْ سَمِعَ أحدهما من الآخر أو لقيه ، ويرويه بصيغة محتملة بَيْنَ الثقتين (132) . وممن اشتهر بهذا النوع : الوليد بن مُسْلِم (133) ، وبقية بن الوليد (134) . وهذا النوع من التدليس يشترط فِيْهِ التحديث والإخبار من المدلس إلى آخره (135) .
الرابع: تدليس العطف :
وَهُوَ مثل أن يقول الرَّاوِي : حَدَّثَنَا فُلاَن وفلان ، وَهُوَ لَمْ يَسْمَع من الثاني (136) الخامس: تدليس السكوت :
وَهُوَ كأن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ، ثُمَّ يسكت برهة ، ثُمَّ يقول: هشام بن عروة (137) أو الأعمش (138) موهماً أنه سَمِعَ منهما ، وليس كذلك (139) .
السادس: تدليس القطع :
وَهُوَ أن يحذف الصيغة ويقتصر عَلَى قوله مثلاً : الزهري عَنْ أنس (140) .
السابع: تدليس صيغ الأداء :
وَهُوَ ما يقع من الْمُحَدِّثِيْنَ من التعبير بالتحديث أَوْ الإخبار عَنْ الإجازة موهماً للسماع ، وَلَمْ يَكُنْ تحمله لِذَلِكَ المروي عَنْ طريق السَّمَاع (141) .
وهذه الأنواع السبعة ليست كلها مشتهرة إنما المشتهر مِنْهَا والشائع الأول والثاني وعند الإطلاق يراد الأول . وهذا القسم هُوَ الَّذِيْ لَهُ دورٌ في الاختلافات الحديثية متوناً وأسانيد ، إِذْ قَدْ يكشف خلال البحث بَعْدَ التنقير والتفتيش عَنْ سقوط رجل من الإسناد وربما كَانَ هَذَا الساقط ضعيفاً أَوْ في حفظه شيءٌ ، أو لَمْ يضبط حديثه هَذَا .
ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ ما رَوَاهُ ابن حبان (142) من طريق ابن جريج (143) ، عَنْ
نافع(144)، عَنْ ابن عمر ، قَالَ : قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تَبُلْ قائماً )) (145) .(1/2024)
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنَّ ابن جريج مدلسٌ (146) وَقَدْ عنعن هنا وَلَمْ يصرح بسماعه من نافع ، وَهُوَ قَدْ سَمِعَ من نافع أحاديث كثيرة ، فهُوَ معروف بالرواية عَنْهُ ، وروايته عَنْهُ في الكتب الستة (147). ولكن النقاد ببصيرتهم الناقدة ونظرهم الثاقب كشفوا أنَّ في هَذَا السند واسطة بَيْنَ ابن جريج ونافع ، وأن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع مباشرة، بَلْ سمعه من عَبْد الكريم بن أبي المخارق الضعيف(148)، وَقَدْ صرّح ابن جريج في بعض طرق الْحَدِيْث بهذا الساقط ، فبان تدليسه ؛ فَقَدْ رَوَى عَبْد الرزاق(149)، ومِنْ طريقه ابن ماجه(150)، وأبو عوانة (151)، وابن عدي (152)، وتمام الرازي (153)، والحاكم(154)، والبيهقي (155)، عَنْ ابن جريج ، عَنْ عَبْد الكريم بن أبي المخارق ، عَنْ نافع ، بِهِ .(1/2025)
ومن بدائه علم الْحَدِيْث أن حَدِيْث الثقة ليس كله صحيحاً (156) ، كَمَا أنّ حَدِيْث الضعيف ليس كله ضعيفاً (157) ، ومعرفة كلا النوعين من أحاديث الفريقين ليس بالأمر اليسير إنما يطلع عَلَى ذَلِكَ الأئمة النقاد الغواصون في أعماق ما يكمن في الروايات من صحة أو خطأ ، لذا فتّش العلماء في حَدِيْث ابن أبي المخارق هل توبع عَلَيْهِ ، أم أخطأ فِيْهِ؟ وخالف الثقات الأثبات أم انفرد ؟ فنجدهُمْ قَدْ صرّحوا بخطأ ابن أبي المخارق لمخالفته الثقات الأثبات في ذَلِكَ ، قَالَ البوصيري (158) في مصباح الزجاجة – بَعْدَ أن ضعّف حَدِيْث ابن أبي المخارق - : (( عارضه خبر عبيد الله بن عمر العمري (159) الثقة المأمون المجمع عَلَى ثقته ، ولا يُغتر بتصحيح ابن حِبّان هَذَا الخبر من طريق هشام بن يوسف (160) ، عَنْ ابن جريج عَنْ نافع ، عَنْ ابن عمر . فإنه قَالَ بعده : أخاف أن يَكُوْن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع ، وَقَدْ صحّ ظنُّه ، فإنّ ابن جريج إمّا سمعه من ابن أبي المخارق كَمَا ثبت في رِوَايَة ابن ماجه هَذِهِ والحاكم في المستدرك واعتذر عَنْ تخريجه أنه إنّما أخرجه في المتابعات )) (161) .
وَقَالَ الترمذي : (( إنما رفع هَذَا الْحَدِيْث عَبْد الكريم بن أبي المخارق ، وَهُوَ ضعيف عِنْدَ أهل الْحَدِيْث ، ضعّفه أيوب السختياني (162) وتكلم فِيْهِ . وروى عبيد الله ، عَنْ نافع عَنْ ابن عمر قَالَ : قَالَ عمر رضي الله عنه : ما بلتُ قائِماً منذُ أسلَمْتُ . وهذا أصح من حَدِيْث عَبْد الكريم )) (163).
أقول: رِوَايَة عبيد الله الموقوفة أخرجها ابن أبي شيبة (164)، والبزار (165) في مسنده(166) من طريق عبيد الله بن عمر، عَنْ نافع ، عَنْ ابن عمر ، عَنْ عمر موقوفاً، وَهُوَ الصواب.
ومما يدل عَلَى عدم صحة حَدِيْث ابن أبي المخارق أن الحافظ ابن حجر قَالَ : (( وَلَمْ يثبت عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عَنْه شيء )) (167).(1/2026)
بَعْدَ هَذَا العرض السريع بان لنا واتضح أن التدليس سبب من أسباب الاختلاف لدى الْمُحَدِّثِيْنَ ؛ إِذْ إنه قَدْ يسفر عَنْ سقوط رجلٍ من الإسناد فيخالف الرَّاوِي غيره من الرُّوَاة .
ثامناً. الانشغال عَنْ الْحَدِيْث :
الْحَدِيْث النبوي الشريف أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي ، لذا كَانَ علم الْحَدِيْث رِوَايَة ودراية من أشرف العلوم وأجلها ، بَلْ هُوَ أجلها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بالقرآن الكريم الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم ، فالحديث هُوَ المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ، بعضه يستقل بالتشريع ، وكثيرٌ مِنْهُ شارح لكتاب الله تَعَالَى مبينٌ لما جاء فِيْهِ . قَالَ تعالى ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) (168) من هَذَا أدرك المسلمون أهمية الْحَدِيْث النبوي الشريف فعانوا ما عانوا من أجل حفظ الْحَدِيْث النبوي الشريف، فتخلوا عَنْ كُلّ شيء أمام هَذَا الهدف العزيز الغالي، وَهُوَ حَدِيْث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تَعَالَى: ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) (169). وللحرص الشديد عَلَى حفظ السنة، اهتمَّ المسلمون بمذاكرة الْحَدِيْث ومدارسته من أجل حفظه وضبطه وإتقانه ، فكان الْمُحَدِّثُوْنَ يكتبون بالنهار ويعارضون(170) بالليل ويحفظون بالنهار ويتذاكرون بالليل. وهكذا شأن الْمُحَدِّثِيْنَ ، ومن لَمْ يَكُنْ كذلك فلا يسمى من أهل الْحَدِيْث ، وأسند الإمام مُسْلِم في مقدمة صحيحه (171) عَنْ أبي الزناد (172) قَالَ : (( أدركت بالمدينة مئة ، كلهم مأمونون ما يؤخذ عَنْهُمْ الْحَدِيْث يقال : ليس من أهله )) (173) .
وَقَالَ مالك بن أنس (174) : (( أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عَنْهُمْ ، ويقدم ابن شهاب وَهُوَ دونهم في السن فتزدحم الناس عَلَيْهِ )) (175) .(1/2027)
وهناك أمور جعلت عدداً من جهابذة الْمُحَدِّثِيْنَ لا يأخذون عَنْ عدد كبير من الرُّوَاة هي أن هؤلاء الرُّوَاة كانوا يتشاغلون عَنْ الْحَدِيْث . والتشاغل عَنْ الْحَدِيْث مدعاة لعدم ضبط الْحَدِيْث وعدم إتقانه وربما كَانَ مآل ذَلِكَ إلى دخول بعض الوهم والعلل والاختلافات ؛ لأن المذاكرة والمراجعة يعينان عَلَى ضبط الْحَدِيْث وإتقانه . والانشغال في بعض الأمور ربما يحول دون المذاكرة والمراجعة مِمَّا يؤدي إلى عدم ضبط الروايات. ومن تِلْكَ الأمور :
أ. ولاية القضاء :
إنّ ولاية القضاء من الأمور الدينية المهمة، والمجتمع الإسلامي بحاجة لازمة إلى هَذَا المنصب قَالَ تَعَالَى : ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ ) (176) . ولمكانة هَذِهِ الوظيفة في الإسلام وأهميتها البالغة فالأمر يستدعي من القاضي توفيراً واسعاً لمزيدٍ من الوقت ، وتهيئة جوٍّ ملائم للقضاء ؛ لأن القضاء مسؤولية دينية ودنيوية ، وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ وُلِّيَ القَضَاءَ ، أو جُعِلَ قاضِياً بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيرِ سِكِّين )) (177) . إذن فهذه المسؤولية تستدعي تفرغاً وتفكُّراً ومراجعة ، والحديث النبوي يحتاج كَذَلِكَ إِلَى تفرُّغٍ نِسبِيٍّ للمراجعة والمذاكرة من أجل الحِفَاظ عَلَى الضبط . وَقَدْ وجدنا حِيْنَ استقرأنا حال كَثِيْر من الرُّوَاة الَّذِيْنَ ولوا القضاء أنهم قَدْ خفّ ضبطهم لانشغالهم بهذا المنصب الوظيفي ، ومن أولئك : شريك بن عَبْد الله النخعي الْقَاضِي ، حدّد ابن حِبّان تَخليطه بَعْدَ عام خمسين ومئة حِيْنَ تولى قضاء الكُوفَةِ (178) . وكذلك مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن أبي ليلى (179) قَالَ أبو حاتم الرازي : (( شغل بالقضاء فساء حفظه )) (180) .
ب. الاشتغال بالفقه :(1/2028)
الفقه الإسلامي يمثل الشريعة الإسلامية الغراء وذلك لما احتواه من الأصول العظيمة الَّتِيْ تصلح لكل زمان ومكان ، والفقه الإسلامي واسع في أصوله وفروعه . ومن يشتغل بهذا العلم العظيم يحتاج إلى خلفيات بعدة علوم . وهذا يستدعي وقتاً واسعاً وتفرغاً كبيراً، ومن كَانَ الفقه أكبر همه ربما قصَّر في ضبط بعض أحاديثه ؛ لأن ذَلِكَ ربما شغله عَنْ مراجعة حديثه. وكثير من الَّذِيْنَ يشتغلون بعلم من العلوم ويستفرغون العمر في تخصصهم يَكُوْن ذَلِكَ مدعاة للتقصير بالعلوم الأخرى .
وَقَدْ وجدنا بعض جهابذة الْحَدِيْث تَكَلَّمَ في بعض الرُّوَاة لِقَصْرِ تهممهم (181) عَلَى الفقه ، ومن أولئك حماد بن أبي سليمان (182) من كبار الفقهاء وشيخ أبي حَنِيْفَة النعمان (183) قَالَ عَنْهُ أبو إسحاق الشيباني(184): (( ما رأيت أحداً أفقه من حماد )) (185). ومع هَذَا فَقَدْ نقل عَبْد الرحمان بن أبي حاتم (186) عَنْ أمير المؤمنين في الْحَدِيْث شعبة بن الحجاج قوله: (( كَانَ حماد – يعني : ابن أبي سليمان – لا يحفظ )) . ثُمَّ عقّب ابن أَبِي حاتم عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ:
(( يعني : إن الغالب عَلَيْهِ الفقه وإنه لَمْ يرزق حفظ الآثار )) (187) . وَقَالَ أبو حاتم : (( هُوَ صدوق ولا يحتج بحديثه ، هُوَ مستقيم في الفقه ، وإذا جاء الآثار شوّش )) (188)(1/2029)
ومن هنا وضع علماء الجرح والتعديل قواعد في أنّ الفقهاء غَيْر الْمُحَدِّثِيْنَ يغلب عليهم الفقه دون حفظ المتون ، قَالَ ابن رجب الحنبلي : (( الفقهاء المعتنون بالرأي حَتَّى يغلب عليهم الاشتغال بِهِ ، لا يكادون يحفظون الْحَدِيْث كَمَا ينبغي ، ولا يقيمون أسانيده ولا متونه ، ويخطئون في حفظ الأسانيد كثيراً ، ويروون المتون بالمعنى ، ويخالفون الحفاظ في ألفاظه )) (189) . وابن رجب مسبوق بهذا التنظير فَقَدْ قَالَ ابن حِبّان : (( الفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء الْمُحَدِّثِيْنَ، فإذا رفع محدث خبراً ، وَكَانَ الغالب عَلَيْهِ الفقه ، لَمْ أقبل رفعه إلا من كتابه ؛ لأنه لا يعلم المسند من المرسل ، ولا الموقوف من المنقطع ، وإنما همته إحكام الْمَتْن فَقَطْ )) (190) .
ج. الاشتغال بالعبادة :
سبق لنا أن ذكرنا مراراً أن الْحَدِيْث النبوي يحتاج إلى متابعة ومذاكرةٍ وتكرارٍ من أجل حفظ الروايات وصونها من الخطأ والزيادة والنقص ، وأن ترك ذَلِكَ يؤول في نهاية المطاف إلى عدم ضبط الأحاديث ودخول الوهم والاختلاف فِيْهَا فِيْمَا بعد . ومن الأمور الَّتِيْ حَدَتْ ببعض الْمُحَدِّثِيْنَ للتقصير في ضبط مروياتهم انشغال بعضهم بالعبادة وصرف غالب أوقاتهم بِذَلِكَ دون متابعة ضبط رواياتهم . وَقَدْ أصل ابن رجب في ذَلِكَ قاعدة فَقَالَ : (( الصالحون غَيْر العلماء يغلب عَلَى حديثهم الوهم والغلط )) (191).(1/2030)
والحافظ ابن رجب إنما أخذ ذَلِكَ من أقوال أئمة هَذَا الشأن العارفين بعلله الغواصين في معانيه وأسراره قَالَ نجم العلماء (192) مالك بن أنس : (( أدركت بهذا البلد – يعني الْمَدِيْنَة – مشيخة لَهُمْ فضلٌ وصلاحٌ وعبادة يحدِّثون، ما سَمِعْتُ من واحد مِنْهُمْ حديثاً قطُّ، فقيل لَهُ: وَلِمَ يا أبا عَبْد الله ؟ قَالَ: لَمْ يكونوا يعرفون ما يحدِّثون )) (193). وَقَالَ أَيْضاً : (( لا يؤخذ العلم من أربعة ، ويؤخذ ممن سوى ذَلِكَ ، لا يؤخذ من سفيه مُعلن بالسَفه وإن كَانَ أروى الناس، ولا يؤخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس، إذا جرب ذَلِكَ عَلَيْهِ ، وإن كَانَ لا يُتَّهَمُ أن يكذب عَلَى رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم ، ولا من صاحب هوىً يدعو الناس إلى هواه، ولا من شيخٍ لَهُ فضلٌ وعبادة إذا كَانَ لا يعرف ما يحدّث بِهِ )) (194) .
وَقَالَ ابن منده (195) : (( إذا رأيت في حَدِيْث ( فُلاَن الزاهد ) فاغسل يدك مِنْهُ ))(196).
وممن كانت حاله عَلَى ما قدمنا : أبان بن أبي عياش : فيروز البصري ، أبو إسماعيل العبدي ، قَالَ فِيْهِ الإمام المبجل أحمد بن حَنْبَل : (( متروك )) (197) .
قَالَ ابن رجب الحنبلي : (( ذكر الترمذي من أهل العبادة المتروكين رجلين : أحدهما أبان بن أبي عياش )) (198) .
وقَالَ الإمام الترمذي : (( رَوَى عَنْ أبان بن أبي عياش غَيْر واحد من الأئمة (199) ، وإن كَانَ فِيْهِ من الضعف والغفلة ما وصفه أبو عوانة (200) وغيره (201) فلا يغتر برواية الثقات عَنْ الناس ؛ لأنه يروي عَنْ ابن سيرين أنه قَالَ : إن الرجل ليحدِّثني ، فما أتهمه ، ولكن أتهم من فوقه .(1/2031)
وَقَدْ رَوَى غَيْر واحد (202) عَنْ إبراهيم النخعي عَنْ علقمة عَنْ عَبْد الله بن مسعود : أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنتُ في وتره قَبْلَ الركوع . وروى أبان بن أبي عياش ، إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عَبْد الله بن مسعود : (( إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنت في وتره قَبْلَ الركوع )) . هكذا رَوَى سفيان الثوري عَنْ أبان بن أبي عياش (203) ، وروى بعضهم (204) عَنْ أبان بن أبي عياش بهذا الإسناد نحو هَذَا ، وزاد فِيْهِ : قَالَ عَبْد الله بن مسعود :
(( أخبرتني أمي أنها باتت عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرأت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قنت في وتره قَبْلَ الركوع )) .
وأبان بن أبي عياش وإن كَانَ قَدْ وصف بالعبادة والاجتهاد ، فهذا حاله في الْحَدِيْث والقوم كانوا أصحاب حفظ ، فرب رجل وإن كَانَ صالحاً لا يقيم الشهادة ولا يحفظها … )) (205) .
.........................................
---
ماهر الفحل
12-24-2006, 10:21 PM
(1) سورة فاطر : 32 .
(2) هُوَ مُحَمَّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي ، فقيه العصر ، صاحب المذهب ، لَهُ : " الأم " و " اختلاف الْحَدِيْث " وغيرهما ، ولد بغزة سنة (150 ه ) عَلَى الأصح ، وتوفي بمصر سنة ( 204 ه ) . مرآة الجنان 2/11 و 12 ، ووفيات الأعيان 4/163 و165.
(3) ديوان الشَّافِعِيّ : 164 .
(4) كَمَا حصل لسفيان بن وكيع . انظر : ميزان الاعتدال 2/173 ( 3334 ) .
(5) يحيى بن معين بن عون الغطفاني ، مولاهم ، أبو زكريا البغدادي ، ثقة حافظ مشهور إمام الجرح
والتعديل ، لَهُ : " التاريخ " و " السؤالات " وغيرهما ، ولد سنة ( 158 ه ) وتوفي سنة ( 233 ه ) .
تهذيب الكمال 8/89 و 95 ( 7521 ) ، وميزان الاعتدال 4/410 ، والتقريب ( 7651 ) .
(6) تاريخ ابن معين ( رِوَايَة الدوري ) 3/13 ( 52 ) .(1/2032)
(7) انظر : مقدمة شرح علل الترمذي ، لابن رجب : 7 .
(8) هُوَ الَّذِيْ يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عَنْ العدل الضابط إلى منتهاه ولا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً . مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث طبعة نور الدين : 10 ، وفي طبعتنا :79 .
(9) وهكذا فإنا نجد أن الإمام علي بن المديني قَدْ خرّج علل حَدِيْث سفيان بن عيينة في ثلاثة عشر جزءاً . مع أن سفيان بن عيينة من أساطين هَذَا الفن وجهابذته وفحوله ؛ لَكِنْ هَذَا الكم الكبير لَمْ يؤثر عَلَيْهِ لسعة ما رَوَى فهو كحبة القمح من البيدر . وانظر : مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث ، للحاكم : 71 .
(10) هُوَ أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثُمَّ البغدادي ، أبو عَبْد الله ، أحد الأعلام ، صاحب المذهب ، لَهُ : " المسند " و " الزهد " و " العلل " وغيرها ، ولد سنة ( 164 ه )، وتوفي سنة (241 ه ) .
حلية الأولياء 9/161 و 162 ، وطبقات الحنابلة 1/10 ، والعبر 1/435 .
(11) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث ، لابن الصَّلاَحِ :: 252 طبعة نور الدين ، و 448 طبعتنا .
(12) التمييز : 124 .
(13) هُوَ مُحَمَّد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك التِّرْمِذِيّ ، أبو عيسى الضرير الحافظ ، صاحب " الجامع " وغيره من المصنفات ، وَهُوَ تلميذ البخاري ، وشاركه في بعض شيوخه، توفي سنة (279 ه). تهذيب الكمال 6/468 و 469 ( 6122 ) ، ومرآة الجنان 2/144 ، والتقريب ( 6206 ) .
(14) علل الترمذي الصغير 6/240 آخر الجامع .
(15) علل الترمذي الصغير 6/244 آخر الجامع .
(16) هُوَ مُحَمَّد بن بهادر بن عَبْد الله الزركشي ، أبو عَبْد الله الشَّافِعِيّ ، بدر الدين : عالم بالفقه والأصول ، مشارك في الْحَدِيْث والعربية ، من مصنفاته " البحر المحيط " و " البرهان في علوم القرآن " ، ولد سنة (745 ه) ، وتوفي سنة (794 ه) .
الدرر الكامنة 3/397 ، وشذرات الذهب 6/335 ، والأعلام 6/60 .(1/2033)
(17) أسماه : الإجابة لما استدركته عائشة عَلَى الصَّحَابَة ، طبع مراراً بتحقيق سعيد الأفغاني .
(18) هُوَ عَبْد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي ، مولاهم ، أبو عَبْد الرحمان المروزي ، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد ، ولد سنة (118 ه) ، وتوفي سنة (181 ه) .
تهذيب الكمال 4/258 (3508)، ومرآة الجنان 1/294 ، والتقريب ( 3570 ) .
(19) شرح علل الترمذي 1/436 .
(20) قائله: أبو الفتح البُستي. انظر : الغيث المسجم في شرح لامية العجم ، للصفدي 2/208 ، وانظر : نكت الزركشي 3/565، وفتح المغيث 2/148،وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث،لابن الصَّلاَحِ: 294 .
(21) أعني بالظروف الطارئة ما يحصل عَنْ غَيْر اعتياد وتماثل ، ولا يَكُوْن سنة خلقية تقع لعدد كبير من الناس .
(22) التحمل : هُوَ أخذ الْحَدِيْث عَنْ الشيخ بطريق من طرق التحمل . الاقتراح : 238 .
(23) الأداء : هُوَ تبليغ الْحَدِيْث وأدائه لِمَنْ يسمعه . أصول الْحَدِيْث : 227 .
(24) هُوَ هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي ، أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي ، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي ، ولد سنة (104 ه) ، وتوفي سنة (183 ه) .
الْمَعْرِفَة والتاريخ 1/47 ، والجرح والتعديل 9/115 ، والتقريب ( 7312 ) .
(25) هَذِهِ القصة ساقها الْخَطِيْب في تاريخ بغداد 14/87 ، والذهبي في الميزان 4/308 ، ونقلها السيوطي في تدريب الرَّاوِي 1/129 .
(26) لذا قَالَ الذهبي في " الميزان " 4/306 : (( هُوَ ليّن في الزهري )) .
(27) تهذيب الكمال 7/418 .
(28) هُوَ أحمد بن علي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكناني العسقلاني الأصل ، المصري المولد والمنشأ ، علم الأعلام ، حافظ العصر، لَهُ: " فتح الباري " و" تهذيب التهذيب " و " تقريبه " وغيرها ، ولد سنة (773 ه)، وتوفي سنة (852 ه). طبقات الحفاظ: 552 (1190) ، ونظم العقيان: 45 و 51 ، وشذرات الذهب 7/270 .(1/2034)
(29) هدي الساري : 449 .
(30) هُوَ مؤمل بن إسماعيل ، أبو عَبْد الرحمان البصري ، مولى آل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، حافظ عالم يخطئ ، قَالَ عَنْهُ أبو حاتم : صدوق ، شديد في السنة ، كثير الخطأ ، توفي سنة ( 206 ه ) .
التاريخ الكبير 8/49 ، وميزان الاعتدال 4/228 ، وسير أعلام النبلاء 10/110 و 111 .
(31) تهذيب الكمال 7/284 ، والكاشف 2/309 ، وسيأتي الْحَدِيْث تفصيلاً عن أحد أوهامه .
(32) انظر : الصحاح 3/1124،وأساس البلاغة:172،واللسان 7/295، وتاج العروس 19/267(خلط ) .
(33) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن مُحمد السخاوي ، المحدث المؤرخ ، حضر إملاء الحافظ ابن حجر ، أصله من " سخا " من قرى مصر ، ولد سنة ( 831 ه ) ، وتوفي سنة ( 902 ه ) .
نظم العقيان : 152 ، وشذرات الذهب 8/15 ، والأعلام 6/194 .
(34) هُوَ عَبْد الرحمان بن عَبْد الله بن عتبة بن عَبْد الله بن مسعود المسعودي الهذلي ، أحد الأئمة الكبار : سيء الحفظ، توفي سنة (160ه). التاريخ الكبير5/314، وتاريخ بغداد 10/218، وميزان الاعتدال 2/574.
(35) هُوَ عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي ، أبو عَبْد الرحمن المصري ، القاضي : صدوق ، خلط بَعْدَ احتراق كتبه . توفي سنة (174 ه) . طبقات ابن سعد 7/516 و 517 ، والضعفاء الكبير ، للعقيلي 2/293 ، والتقريب ( 3563 ) .
(36) هُوَ عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي ، ثُمَّ المصري ، ولد سنة ( 723 ه )، كَانَ أكثر أهل زمانه تصنيفاً ، من مصنفاته " طبقات الْمُحَدِّثِيْنَ " و " البدر المنير " وغيرهما ، توفي سنة ( 804 ه ) . طبقات الحفاظ : 542 ( 1173 ) ، وشذرات الذهب 7/44و45 ، والأعلام 5/57 .
(37) فتح المغيث 3/277 .(1/2035)
(38) يقال : (( تغير بآخرهِ )) بمد الهمزة وكسر الخاء والراء ، بعدها هاء . و (( تغيّر بآخِرَة )) بمد الهمزة أَيْضاً وكسر الخاء وفتح الراء ، بعدها تاء مربوطة . و (( تغير بأخرة )) بفتح الهمزة والخاء والراء ، بعدها تاء مربوطة . أي : اختل ضبطه وحفظه في آخر عمره وآخر أمره . إفادة من تعليق الشيخ عَبْد الفتاح أبو غدة – رحمه الله – عَلَى كتاب قواعد في علوم الْحَدِيْث : 249 . وانظر : لسان العرب 4/14 ، وتاج العروس 10/36 ، والتعليق عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 494.
(39) هُوَ حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي ، أبو إسماعيل البصري : ثقة ثبت فقيه ، مولى آل جرير بن حازم ، ولد سنة ( 98 ه ) وتوفي سنة ( 179 ه ) .
تهذيب الكمال 2/274 ( 1465 ) ، وسير أعلام النبلاء 7/456 ، والتقريب ( 1498 ) .
(40) الجرح والتعديل 1/168 .
(41) هُوَ سالم أبو الزعيزعة مولى مروان بن الحكم ، وكاتبه وكاتب ابنه عَبْد الملك بن مروان ، وَكَانَ عَلَى الرسائل لعبد الملك وولاه الحرس . تاريخ دمشق 20/88 . وورد في تاريخ البخاري 9/33 ( 289 ) ، والجرح والتعديل 9/375 (1734) أبو الزعزعة .
(42) هُوَ مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي ، ولد بَعْدَ الهجرة بسنتين وَقِيْلَ بأربع ، وَلَمْ يصح لَهُ سَمَاع عَنْ النَّبِيّصلى الله عليه وسلم، توفي سنة ( 65 ه ) .
تهذيب الكمال 7/71 ( 6462 ) ، والبداية والنهاية 8/206 ، والتقريب ( 6567 ) .
(43) أخرج هَذِهِ القصة الْحَاكِم في المستدرك 3/510 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 20/89 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 2/598 .(1/2036)
(44) هُوَ أبو بكر ، أحمد بن أبي خيثمة ، زهير بن حرب النسائي الأصل ، كَانَ ثقة عالماً متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس ، راوية للأدب ، من مصنفاته كتاب " التاريخ " الَّذِي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته ، توفي سنة (279 ه) . انظر : تاريخ بغداد 4/162 ، ومعجم الأدباء 3/35-36 ، وسير أعلام النبلاء 11/493 .
(45) العلم : 16 ( 56 ) ، ونقله عَنْهُ الترمذي في علله الصغير 6/240 آخر الجامع .
(46) هُوَ جرير بن عَبْد الحميد بن قرط الضبي الكوفي،نزيل الري:ثقة صَحِيْح الكِتَاب، توفي سنة (188 ه). تهذيب الكمال 1/447 و 450 ( 901 ) ، وسير أعلام النبلاء 9/9، والتقريب ( 916 ) .
(47) هُوَ عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي : ثقة .
سير أعلام النبلاء 6/140 ، وتهذيب الكمال 5/329 (4785) ، والتقريب ( 4859 ) .
(48) هُوَ الإمام الحافظ إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمران الكوفي : ثقة ، توفي ( 196 ه ) .
طبقات ابن سعد 6/270 وسير أعلام النبلاء 4/520 ، والتقريب ( 270 ) .
(49) هُوَ أَبُو زرعة بن عمرو بن جرير بن عَبْد الله البجلي الكوفي قِيْلَ اسمه كنيته ، وَقِيْلَ : اسمه هرم ، وَقِيْلَ : عَمْرو : ثقة .
طبقات ابن سعد 6/297 ، وسير أعلام النبلاء 5/8 ، والتقريب ( 8103 ) .
(50) أي : ما نقص وما غير ، قَالَ في الصحاح 5/1910 : (( ما خرمت مِنْهُ شَيْئاً ، أي : ما نقصت وما قطعت )) ، وفي المعجم الوسيط 1/230 : (( ويقال : ما خرم من الْحَدِيْث حرفاً : ما نقص ، وفي حَدِيْث سعد : ما خرمت من صلاة رَسُوْل الله شَيْئاً )) . وانظر : النهاية 2/27 .
(51) هُوَ مُحَمَّد بن عجلان ، أبو عَبْد الله القرشي : صدوق إلا أنه اختلطت عَلَيْهِ أحاديث أبي هُرَيْرَة ، توفي سنة ( 148 ه ) .
طبقات خليفة : 270 ، والتاريخ الكبير 1/196 ، والجرح والتعديل 8/49 ، والتقريب ( 6136 ) .(1/2037)
(52) هُوَ مليح بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي أخو وكيع بن الجراح . التاريخ الكبير 8/10 ، والثقات 9/194 ..
(53) هُوَ حفص بن غياث بن طلق ، أبو عمر النخعي : ثقة مأمون ، توفي سنة ( 194 ه ) . التاريخ ليحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/121 ، وطبقات ابن سعد 6/389 ، والجرح والتعديل 3/185 .
(54) هُوَ أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن إدريس الأودي : ثقة فقيه عابد ، توفي سنة ( 192 ه ) . تاريخ يحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/295 ، وطبقات ابن سعد 6/389 ، والتاريخ الكبير 5/47 .
(55) هُوَ يوسف بن خالد السمتي ، أبو خالد البصري ، مولى صخر بن سهل ، قَالَ النسائي : بصري متروك الْحَدِيْث ، وكذّبه ابن معين ، توفي سنة (189 ه ).
الكامل 8/490 ، وتهذيب الكمال 8/190 ( 7729 ) ، والتقريب ( 7862 ) .
(56) العرض:هُوَ القراءة عَلَى المحدث. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث:طبعة نور الدين: 122، و294 طبعتنا.
(57) قَالَ في المعجم الوسيط 2/699 : (( شلل يصيب أحد شقي الجسم طولاً )) ، وانظر : اللسان 2/155 ، وتاج العروس 6/159 ( فلج ) .
(58) أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل : 398-399 ( 408 ) .
(59) قَالَ المعلمي في التنكيل 1/236 : (( والتلقين : هُوَ أن يوقع الشيخ في الكذب ولا يبين ، فإن كَانَ إنما فعل ذَلِكَ امتحاناً للشيخ وبيّن ذَلِكَ في المجلس لَمْ يضره ))
وسيأتي الْحَدِيْث عَنْ هَذَا في الفصل مبحث القلب ، الصفحة .
(60) إسحاق بن إبراهيم بن مُحَمَّد الحنظلي ، المروزي ، أَبُو يعقوب المعروف بابن راهويه ، الإِمَام الحَافِظ الكبير ، محدث خراسان سكن نيسابور ، قرين أحمد بن حنبل ، ولد سنة ( 161 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 166 ه ) ، ومات سنة ( 238 ه ) ، لَهُ " المسند " . انظر : حلية الأولياء 9/234 ، وسير أعلام النبلاء 11/358 ، وطبقات الفقهاء : 108 .(1/2038)
(61) هُوَ سليمان بن الأشعث بن شداد الأزدي السجستاني صاحب السنن ، وَقَالَ إبراهيم الحربي : ألين لأبي داود الْحَدِيْث كَمَا ألين لداود الحديد ، ولد سنة ( 202 ه ) ، وتوفي سنة ( 275 ه ) .
وفيات الأعيان 2/404 ، وسير أعلام النبلاء 13/203 ، والعبر 2/60 .
(62) تاريخ بغداد 6/355 . وانظر : تهذيب الكمال 6/353 ، وميزان الاعتدال 1/183 ، والمختلطين : 9 (6) ، والاغتباط : 3 ( 8 ) ، والكواكب النيرات : 89 ( 4 ) .
(63) هُوَ جرير بن حازم بن زيد الأزدي ، أبو النضر البصري : ثقة لَكِنْ في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إِذَا حدّث من حفظه . الجرح والتعديل 2/504 ، وسير أعلام النبلاء 7/98 ، والتقريب ( 911 ) .
(64) هُوَ الإمام البارع مُحَمَّد بن إدريس ، أبو حاتم الرازي الحنظلي صاحب العلل ولد سنة ( 195 ه ) ، وتوفي سنة ( 277 ه ) .
تاريخ بغداد 2/73 ، وسير أعلام النبلاء 13/247 ، والعبر 2/64 .
(65) الجرح والتعديل 2/505 الترجمة ( 2079 ) ، وانظر : المختلطين: 16 ( 8 )، والاغتباط: 46 ( 17 ) ، والكواكب النيرات : 111 ( 11 ) .
(66) الإِمَام المحدّث الثقة : أبو سعد سعيد بن أبي سعيد كيسان الليثي ، مولاهم ، المدني المقبري ، كَانَ يسكن بمقبرة البقيع ونسب إِلَيْهَا . توفي سنة ( 225 ه ) وَقِيْلَ سنة ( 223 ه ) وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ وَكَانَ من أبناء التسعين .
انظر : تهذيب الكمال 3/166 ، وسير أعلام النبلاء 5/216 ، وميزان الاعتدال 2/139 .
(67) مُحَمَّد بن سعد بن منيع ، الحَافِظ ، أبو عَبْد الله وَقِيْلَ : أبو سعد ، البصري ، كاتب الواقدي ، سكن بغداد وظهرت فضائله ، وَكَانَ كَثِيْر الْحَدِيْث والرواية كَثِيْر الكتب صنف كتاباً كبيراً في طبقات الصَّحَابَة والتابعين والخالفين إِلَى وقته ، توفي سنة ( 230 ه ) .
تاريخ بغداد 5/321، وتهذيب الكمال 6/320 (5828)، وتاريخ الاسلام : 355 وفيات (230 ه).(1/2039)
(68) الطبقات الكبرى ( القسم المتمم ) : 147 . وانظر : سير أعلام النبلاء 5/217 ، والمختلطين : 39(17)، والاغتباط : 61 ( 44 ) .
(69) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 354 ، وفي طبعتنا: 494 ، والإرشاد ، للنووي 2/788 ، والتقريب ، لَهُ : 198 ، وطبعتنا : 275 ، والمنهل الروي : 137 ، واختصار علوم الْحَدِيْث : 244 ، والشذا الفياح 2/744 ، والمقنع 2/663 ، والعواصم 3/101-103 ، وفتح المغيث 3/277 ، وفتح الباقي 3/264 الطبعة العلمية و 2/323 طبعتنا ، وتدريب الراوي 2/372 ، وتوضيح الأفكار 2/502 .
(70) شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 3/264 ، وفي طبعتنا 2/329.
(71) هُوَ خليل بن كيكلدي بن عَبْد الله العلائي الدمشقي ، محدث فاضل ، ولد في دمشق سنة (694 ه)، وتوفي في القدس سنة ( 761 ه ) ، من مصنفاته " جامع التحصيل " و " نظم الفرائد " وغيرهما . شذرات الذهب 6/190 ، والأعلام 2/321-322 .
(72) ينظر في هَذَا مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 497 ، مع التعليق عَلَيْهِ .
(73) هُوَ أبو عثمان ، عفان بن مُسْلِم بن عَبْد الله الصفار البصري سكن بغداد : ثقة ، توفي سنة (219 ه) ، وَقِيْلَ: (220 ه). الثقات 8/522 ، وتهذيب الكمال 5/187 (4553) ، وتهذيب التهذيب 7/230 .
(74) هُوَ أَبُو عَبْد الرحمان المصري ، عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الفقيه ، قاضي مصر : صدوق ، احترقت كتبه فحدّث من حفظه فأخطأ ، توفي سنة (174 ه) . تهذيب الكمال 4/252 ( 3501 ) ، والعبر 1/264 ، والتقريب ( 3563 ) .
(75) هُوَ مُحَمَّد بن جابر بن سيار السحيمي الحنفي ، أَبُو عَبْد الله اليمامي ، أصله كوفيٌّ ، وَكَانَ أعمى، قَالَ عَنْهُ البخاري : ليس بالقوي ، يتكلمون فِيْهِ ، رَوَى مناكير ، توفي سنة بضع وسبعين ومئة .
تهذيب الكمال 6/259-260 ( 5699 ) ، وسير أعلام النبلاء 8/238 ، والتقريب ( 5777 ) .
(76) كتاب المختلطين : 3 .(1/2040)
(77) انظر : شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 1/12 ، وفي طبعتنا 1/103، وفتح المغيث 1/68 .
(78) انظر : تدريب الرَّاوِي 1/301 .
(79) فتح المغيث 1/28 ، وتدريب الرَّاوِي 1/63 ، وتوجيه النظر 1/181 .
(80) هامش جامع الأصول 1/72 .
(81) انظر: في حكم رِوَايَة الْحَدِيْث بالمعنى: الإلماع : 178، والتقريب : 134وطبعتنا : 183، وشرح التبصرة الطبعة العلمية : 2/168، وفي طبعتنا 1/506-507، وفتح المغيث 2/258، وتدريب الرَّاوِي 2/112 .
(82) جامع الأصول 1/72-73 .
(83) هُوَ عَبْد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني أبو بكر الحميري ، مولاهم صاحب المصنف : ثقة ، حافظ ، عمي في آخر عمره فتغير ، توفي سنة ( 211 ه).
طبقات ابن سعد 5/548 ، والتاريخ الكبير 6/130 ، والتقريب ( 4064 ) .
(84) التقريب ( 4064 ) .
(85) هُوَ أبو الحسن علي بن مسهر القرشي الكوفي ، قاضي الموصل : ثقة لَهُ غرائب بَعْدَ أن أضر ، مات سنة (189 ه) .
طبقات ابن سعد 6/388 ، وتهذيب الكمال 5/301 و 302 ( 4726 ) ، والتقريب ( 4800 ) .
(86) هُوَ أحمد بن عَبْد الله بن صالح بن مُسْلِم ، العجلي الكوفي ، ولد بالكوفة سنة ( 182 ه )، ونزل مدينة طرابلس المغرب ، قَالَ يحيى : ثقة ابن ثقة . من تصانيفه: " مَعْرِفَة الثقات " وغيرها، توفي سنة (261 ه). سير أعلام النبلاء 12/505 ، وتذكرة الحفاظ 2/560 ، والبداية والنهاية 11/28 ..
(87) تهذيب التهذيب 7/384 .
(88) المصدر السابق .
(89) هُوَ اعتماد الرَّاوِي عَلَى كتابه حال تأدية الْحَدِيْث .
(90) عَبْد الله بن وهب بن مُسْلِم القرشي ، الفهري أبو مُحَمَّد المصري ، الإمام الحَافِظ ولد سنة ( 125 ه ) ومات سنة ( 196 ه ) أو ( 197 ه ) ، لَهُ مصنفات كثيرة مِنْهَا : " الجامع " و " المغازي " .
انظر : طبقات خليفة : 297 ، وتهذيب الكمال 4/317 ، وسير أعلام النبلاء 9/223 .
(91) تهذيب الكمال 4/254 .(1/2041)
(92) إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي ، أبو يعقوب المعروف بابن الطباع ، ولد سنة ( 140 ه ) ، وتوفي سنة ( 214 ه ) وَقِيْلَ : ( 215 ه ) ، لَهُ " التاريخ " وغيره . انظر : تاريخ بغداد 6/332 ، وتهذيب الكمال 1/195-196 (368)، وتاريخ الإسلام وفيات ( 215 ه ) : 65-66 .
(93) تهذيب الكمال 4/253 .
(94) الإِمَام حبر الإسلام إمام الْمُحَدِّثِيْنَ ، أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم البُخَارِيّ مولى الجحفيين ، ولد سنة(194ه)، صاحب"الجامع الصَّحِيْح" و"التاريخ" و"الأدب المفرد" و"الضعفاء"، توفي سنة (256ه) انظر : تاريخ بغداد 2/4 ، وسير أعلام النبلاء 12/390 ، وشذرات الذهب 2/134-135 .
(95) الإِمَام الحَافِظ الثقة أبو زكريا يَحْيَى بن عَبْد الله بن بكير القرشي المخزومي ، مولاهم ، المصري ، ولد سنة ( 154 ه ) وَقِيْلَ بَعْدَ الثلاثين ، وتوفي سُنَّةُ (231ه) .
انظر : تهذيب الكمال 8/56 (7453)،وسير أعلام النبلاء 10/162-164، وتذكرة الحفاظ 2/420 .
(96) تهذيب الكمال 4/254 . ويرى بعض العلماء أن كتبه لَمْ تحترق ، انظر تفصيل هَذَا في المصدر السابق .
(97) مَظِنَّة – بكسر الظاء عَلَى وزن مَفْعِلَة – الشيء الموضع الَّذِيْ يظن كونه فِيْهِ وَهِيَ معدنه ، من الظن بمعنى: العلم ، قَالَ ابن الأثير : (( وَكَانَ القياس فتح الظاء ، وإنما كسرت لأجل الهاء )) . انظر : الصحاح 6/2160 ، والنهاية 3/164 ، ولسان العرب 13/273 (ظنن)، وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 105.
(98) هُوَ معمر بن راشد ، أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي ، مولاهم البصري : ثقة ثبت فاضل أحد الأعلام الثقات، توفي سنة (153ه). طبقات ابن سعد 5/546 ، تاريخ البخاري 7/378 ، والتقريب (6809).(1/2042)
(99) هُوَ عَبْد الرحمان بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي ، ثُمَّ الدمشقي ، ولد سنة ( 736 ه ) ، من حفاظ الْحَدِيْث ، من مصنفاته " فضائل الشام" و " شرح جامع الترمذي "، توفي سنة ( 795 ه ) . الدرر الكامنة 2/321 ، والمنهج الأحمد 3/263 ، والأعلام 3/295 .
(100) شرح علل الترمذي 2/767 .
(101) هُوَ الإمام أبو بكر ، أحمد بن مُحَمَّد بن هانئ الإسكافي الأثرم ، أحد الأعلام ، ومصنف " السنن " ، توفي بَعْدَ سنة ( 271 ه ) .
الجرح والتعديل 2/72 ، ، وسير أعلام النبلاء 12/623 ، والمنهج الأحمد 1/131 .
(102) شرح علل الترمذي 2/767 .
(103) هُوَ يعقوب بن شيبة بن الصلت ، أبو يوسف السدودسي : ثقة حافظ ، صنف " المسند الكبير " ، ولد في حدود سنة ( 180 ه ) ، وتوفي سنة ( 262 ه ) .
تاريخ بغداد 14/281 ، وتذكرة الحفاظ 2/577 ، والنجوم الزاهرة 3/47 .
(104) شرح علل الترمذي 2/767 .
(105) هُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي ، أبو عتبة الحمصي : صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم ، مات سنة ( 181 ه ) .
تهذيب الكمال 1/247 (465) ، والكاشف 1/248- 249 (400) ، والتقريب ( 473 ) .
(106) هُوَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة ، أبو جعفر العبسي الكوفي ، كَانَ كثير الْحَدِيْث واسع الرِّوَايَة ، توفي سنة ( 297 ه ) . تاريخ بغداد 3/42 ، والأنساب 4/116 ، وتذكرة الحفاظ 2/661 .
(107) تهذيب الكمال 1/250 ، وانظر : الكواكب النيرات : 98 .
(108) التقريب ( 2787 ) .
(109) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار ، أبو جعفر الموصلي ، محدث الموصل، ولد بَعْدَ الستين ومئة : ثقة صاحب حَدِيْث ، توفي سنة اثنتين وأربعين ومئتين . سير أعلام النبلاء 11/469 – 470 .
(110) هُوَ أبو مُحَمَّد إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي الواسطي المخزومي المعروف بالأزرق : ثقة ، ولد سنة ( 117 ه ) ، وتوفي سنة ( 195 ه ) .(1/2043)
تهذيب الكمال 1/203 ( 389 ) ، وسير أعلام النبلاء 9/171 ، والتقريب ( 396 ) .
(111) شرح علل الترمذي 2/759 .
(112) شرح علل الترمذي 2/759 .
(113) أبو بكر أحمد بن عَلِيّ بن ثابت البغدادي ، ( الحَافِظ الناقد ) ، ولد سنة ( 392 ه ) ، رحل إِلَى البصرة ونيسابور وأصبهان ومكة ودمشق والكوفة والري وصنف قريباً من مئة مصنف مِنْهَا : " تاريخ بغداد " و " الجامع لأخلاق الرَّاوِي " ، توفي سنة ( 463 ه ) .
انظر : سير أعلام النبلاء 18/270 ، ومرآة الجنان 3/67 ، والبداية والنهاية 12/91 .
(114) تاريخ بغداد 9/284 .
(115) التقريب ( 473 ) .
(116) هُوَ أبو يوسف ، يعقوب بن سُفْيَان بن جوان الفارسي ، الفسوي ، من أهل مدينة فسا ، ويقال لَهُ : يعقوب بن أبي معاوية : ثقة حافظ ، ولد في حدود سنة ( 190 ه ) ، وتوفي سنة ( 277 ه ) .
الثقات 9/287 ، وسير أعلام النبلاء 13/180 ، والتقريب ( 7817 ) .
(117) الْمَعْرِفَة والتاريخ 2/423 ، ونقله المزي في تهذيب الكمال 1/249 .
(118) تهذيب الكمال 1/250 .
(119) هُوَ مضر بن مُحَمَّد بن خالد بن الوليد بن مضر ، أبو مُحَمَّد الأسدي ، القاضي ولي قضاء واسط ، توفي سنة ( 277 ه ) . طبقات الحنابلة 1/339 .
(120) تهذيب الكمال 1/250 .
(121) سؤالات أبي داود للإمام أحمد : 264 ( 300 ) ، وتهذيب الكمال 1/250 .
(122) هُوَ أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني ، المتخصص بصحبة الإمام أحمد ، توفي سنة ( 244 ه ) .
تاريخ بغداد 4/122 ، وطبقات الحنابلة 1/40 ، والمنهج الأحمد 1/100 .
(123) الكامل ، لابن عدي 1/472 .
(124) انظر في التدليس :(1/2044)
مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 103 ، والمدخل إلى الإكليل : 39 ، والكفاية ( 508 ت ، 355 ه ) ، والتمهيد 1/15 ، وجامع الأصول 1/167 ، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث : 66 طبعة نور الدين ، 156 طبعتنا ، والإرشاد 1/205 ، والتقريب : 63 ، وطبعتنا : 109 ، والاقتراح : 209 ، والمنهل الروي : 72 ، والخلاصة : 74 ، والموقظة : 47 ، وجامع التحصيل : 97 ، والتذكرة : 16 ، ومحاسن الاصطلاح : 165 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/179 الطبعة العلمية ، و1/224 طبعتنا ، والتقييد والإيضاح : 95 ، ونزهة النظر : 113 ، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/614 ، ومقدمة طبقات المدلسين : 13 ، والمختصر : 132 ، وفتح المغيث 1/196 ، وألفية السيوطي : 33 ، وتوضيح الأفكار 1/346 ، وظفر الأماني : 373 ، وقواعد التحديث : 132 .
(125) الصحاح 3/930 ، ولسان العرب 6/86 ، وتاج العروس 16/84 مادة ( دلس ) .
(126) انظر : مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 103 ، وجامع الأصول : 167 ، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث : 66 طبعة نور الدين و 157 طبعتنا ، وإرشاد طلاب الحقائق 1/205 ، وجامع التحصيل : 97 ، وشرح ألفية العراقي : 33 للسيوطي ، وتوضيح الأفكار 1/347 ، وظفر الأماني : 374 .
(127) ثُمَّ شاع تخصيص " أخبرنا " في العصور المتأخرة بالإجازة . انظر : مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 66 طبعة نور الدين ، و 159 طبعتنا .
(128) انظر : مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 67 طبعة نور الدين و 159 طبعتنا ، وإرشاد طلاب الحقائق 1/210 ، والتقريب : 65 ، والمقنع 1/157 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/184 الطبعة العلمية ، و1/232 طبعتنا ، والعواصم والقواصم 3/60 ، وطبقات المدلسين : 16 .(1/2045)
(129) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 66 طبعة نور الدين و 158 طبعتنا ، وانظر في هَذَا النَّوْع من التدليس : الكفاية: (520 ت ، 365 ه) ، وجامع الأصول 1/170 ، والإرشاد 1/207 ، والتقريب: 63-64 ، والاقتراح: 211–212 ، والمنهل الروي: 73، وجامع التحصيل: 100، واختصار علوم الْحَدِيْث: 55، والمقنع 1/155 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/187 الطبعة العلمية و 1/240 طبعتنا ، وشرح ألفية العراقي للسيوطي : 37 ، وتوضيح الأفكار 1/350 ، وظفر الأماني : 380 .
(130) الإرشاد ، للنووي 1/212 .
(131) وَقَدْ سماه القدماء تجويداً . فتح المغيث 1/199 ،وتدريب الرَّاوِي 1/226 ،وشرح ألفية السيوطي: 36 . وسماه صاحب ظفر الأماني : 377 بـ : " التحسين " .
(132) الكفاية ( 519 ت ، 364 ه ) ، والإرشاد ، للنووي 1/206 ، والمقنع 1/163 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/190 الطبعة العلمية و 1/242 طبعتنا ، وتعريف أهل التقديس : 16 ، وفتح المغيث 1/213، وشرح ألفية السيوطي : 36 ، وظفر الأماني : 377 .
(133) الوليد بن مُسْلِم القرشي مولاهم ، أبو العباس الدمشقي: ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية ، مولى بني أمية، ولد سنة ( 119 ه )، وتوفي سنة ( 195 ه ) .
انظر : طبقات ابن سعد 7/470-471 ، وسير أعلام النبلاء 9/211-220 ، والتقريب ( 7456 ) .
(134) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي الحمصي ، أبو يحمد : صدوق كثير التدليس عَنْ الضعفاء ، ولد سنة ( 110 ه ) ، وتوفي سنة ( 197 ه ) .
انظر : الجرح والتعديل 2/434-435 ، وسير أعلام النبلاء 8/518 و 519 ، والتقريب ( 734 ) .
وانظر الكلام عَنْ تدليس هذين الراويين : الموقظة : 46 .
(135) النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 1/293 .
(136) تعريف أهل التقديس : 16 ، وفتح المغيث 1/202 ، وألفية السيوطي : 33 ، وتدريب الرَّاوِي 1/226، وظفر الأماني : 379 ، والباعث الحثيث : 55-56 .(1/2046)
(137) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، يكنى أبا المنذر: ثقة فقيه ربما دلس ، توفي سنة ( 146 ه ). انظر : طبقات خليفة : 267 ، وتهذيب الكمال 7/409-411 ( 7180 ) ، والتقريب ( 7302 ) .
(138) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي ، أبو مُحَمَّد الكوفي الأعمش : ثقة حافظ لكنه يدلس ، قَالَ الذهبي : ما نقموا عَلَيْهِ إلا التدليس ، ولد سنة ( 61 ه ) ، وتوفي سنة ( 147 ه ) أَوْ ( 148 ه ) .
انظر : تهذيب الكمال 3/300-303 ( 2555 ) ، وميزان الاعتدال 2/224 ، والتقريب ( 2615 ) .
(139) الباعث الحثيث : 55-56 .
(140) تعريف أهل التقديس : 16 ، وفتح المغيث 1/201-202 ، وظفر الأماني 379 .
(141) الباعث الحثيث : 55-56 .
(142) مُحَمَّد بن حبان بن أحمد البستي ، أَبُو حاتم التميمي بن حبان ، ولد سنة بضع وسبعين ومئتين وله مصنفات شهيرة مِنْهَا : " الثقات " و " الصَّحِيْح " ، توفي سنة ( 354 ه ).
انظر : الأنساب 1/363 ، وسير أعلام النبلاء 16/92-104 ، وشذرات الذهب 3/16 .
(143) عَبْد الملك بن عَبْد العزيز بن جريج ، أبو خالد القرشي الأموي المكي صاحب التصانيف : ثقة فقيه فاضل وَكَانَ يدلس ويرسل ، توفي سنة ( 150 ه ) أو بعدها .
انظر : تاريخ بغداد 10/400 ، وسير أعلام النبلاء 6/325 ، والتقريب ( 4193 ) .
(144) هُوَ أَبُو عَبْد الله نافع المدني ، مولى ابن عمر القرشي العدوي ، ثقة ثبت فقيه ، توفي سنة ( 117 ه ). انظر : تهذيب الكمال 7/313 ، وسير أعلام النبلاء 5/95 ، والتقريب ( 7086 ) .
(145) صَحِيْح ابن حبان ( 1420 ) ، وطبعة الرسالة ( 1423 ) .
(146) طبقات المدلسين : 41 ، ونقل فِيْهِ عَنْ الدَّارَقُطْنِيّ : (( شر التدليس تدليس ابن جريج ؛ فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا فِيْمَا سمعه من مجروح )) .
(147) تهذيب الكمال 4/560 .(1/2047)
(148) قَالَ عَبْد الله بن أحمد بن حَنْبَل : سألت أبي عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية ، فَقَالَ : بصريٌّ نزل مكة ، وَكَانَ معلماً ، وَهُوَ ابن أبي المخارق ، وَكَانَ ابن عيينة يستضعفه قلت لَهُ : ضعيف ؟ ، قَالَ : نعم ، وَقَالَ عباس الدوري ، عَنْ يحيى بن معين : حَدَّثَنَا هشام بن يوسف ، عَنْ معمر ، قَالَ : قَالَ أيوب : لا تأخذوا عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية ، فإنه ليس بثقة . انظر : تهذيب الكمال 4/543 .
(149) مصنفه (15924 ) .
(150) هُوَ مُحَمَّد بن يزيد الرَّبعي ، مولاهم أبو عَبْد الله القزويني الحافظ ، من مصنفاته : " السنن " و "التاريخ" و " التفسير " ، ولد سنة ( 209 ه ) ، وتوفي سنة ( 273 ه ) وَقِيْلَ سنة ( 275 ه ) .
تهذيب الكمال 6/568 ( 6302 ) ، وسير أعلام النبلاء 13/277 ، وشذرات الذهب 2/164 .
والحديث في سننه ( 308 ) .
(151) في مسنده 4/25 .
(152) هُوَ عَبْد الله بن عدي بن عَبْد الله الجرجاني ، أبو أحمد الحافظ ، صاحب كتاب " الكامل في الضعفاء " ، ولد سنة ( 277 ه ) ، وتوفي سنة ( 365 ه ) .
سير أعلام النبلاء 16/154، وتاريخ الإسلام: 339-341 وفيات (365ه)، والرسالة المستطرفة: 145.
والحديث في : الكامل 7/40 .
(153) هُوَ الإِمَام تمام بن مُحَمَّد بن عَبْد الله البجلي ، أبو القاسم الرازي ، صاحب كتاب " الفوائد " ، ولد سنة (330 ه ) ، وتوفي سنة (414 ه ). انظر : سير أعلام النبلاء 17/289-292 ، وتذكرة الحفاظ 2/1056 و 1058 ، وشذرات الذهب 3/200 .
والحديث في : الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام 1/203 ( 148 ) .
(154) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد النيسابوري أبو عَبْد الله ، ولد سنة ( 321 ه ) ، وله تصانيف مِنْهَا : " المستدرك عَلَى الصحيحين " و " مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث " ، توفي سنة ( 405 ه ) .
انظر : تاريخ بغداد 5/473 ، وسير أعلام النبلاء 17/162-177 ، وشذرات الذهب 3/176 .(1/2048)
والحديث في : المستدرك 1/158 .
(155) هُوَ أحمد بن الحسين بن علي الخراساني ، أَبُو بكر ، ولد سنة ( 384 ه ) ، وله عدة تصانيف مِنْهَا: " السنن الكبرى " و " شعب الإيمان " ، توفي سنة ( 458 ه ) .
انظر : سير أعلام النبلاء 18/163-170 ، والعبر 3/242 ، وشذرات الذهب 3/304-305 .
والحديث في السنن الكبرى 1/102 .
(156) لذا نجد في حَدِيْث الثقات الشذوذ والعلة ، وكثير من مباحث هَذِهِ الرسالة شاهدة عَلَى ذَلِكَ .
(157) لذا نجد كثيراً من الأحاديث يتابعون عَلَيْهَا من طريق الثقات .
(158) هُوَ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري الشَّافِعِيّ ، لَهُ كتاب " زوائد ابن ماجه عَلَى الكتب الخمسة " وغيره ، ولد سنة ( 762 ه ) ، سكن القاهرة ولازم العراقي عَلَى كبر فسمع مِنْهُ الكثير ، ولازم ابن حجر فكتب عَنْهُ " لسان الميزان " وغيره ، توفي سنة ( 840 ه ) .
طبقات الحفاظ : 551 ، وشذرات الذهب 7/233 ، والأعلام 1/104 .
(159) هُوَ عبيد الله بن عمر بن حفص القرشي العدوي العمري ، أبو عثمان المدني ينتهي نسبه إِلَى عمر بن الخطاب ، ثقة ثبت ، توفي سنة بضع وأربعين ومئة .
انظر : الثقات 7/149 ، وتهذيب الكمال 5/54 ترجمة ( 4257 ) ، والتقريب ( 4324 ) .
(160) هُوَ هشام بن يوسف الصنعاني ، أبو عَبْد الرحمان الأبناوي ، قاضي صنعاء : ثقة ، توفي سنة (197 ه ).
انظر : التاريخ الكبير 8/194 ، وتهذيب الكمال 7/417 ترجمة ( 7187 ) ، والتقريب ( 7309 ) .
(161) مصباح الزجاجة 1/45 ووقع تصحيف في هَذَا النص من المطبوع .
(162) هُوَ الإمام أيوب السختياني ، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنَزي : ثقة ثبت حجة ، ولد سنة (68 ه ) وتوفي سنة (131 ه) . طبقات ابن سعد 7/246 ، والأنساب 3/255 ، وسير أعلام النبلاء 6/15 .
(163) الجامع الكبير للترمذي 1/61-62 عقيب ( 12 ) .(1/2049)
(164) هُوَ عَبْد الله بن مُحَمَّد بن إبراهيم العبسي مولاهم ، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي : ثقة حافظ صاحب التصانيف مِنْهَا : " المصنف " و " المسند " ، توفي سنة (235 ه). انظر : تهذيب الكمال 4/264-266 (3514) ، وسير أعلام النبلاء 11/122-127 ، والتقريب (3575) . والرواية في مصنفه (1324) .
(165) هُوَ الإِمَام الحَافِظ أحمد بن عمرو بن عَبْد الخالق ، البصري البزار ، قَالَ الدارقطني : ثقة ، يخطئ ويتكل عَلَى حفظه ، ولد سنة نيف عشرة ومئتين ، لَهُ مصنفات منها : "المسند" ، توفي سنة ( 292 ه ) .
تاريخ بغداد 4/334-335 ، سير أعلام النبلاء 13/554-557 ، وشذرات الذهب 2/209 .
(166) وَهُوَ المسمى بـ : البحر الزخار ( 149 ) ، والحديث أيضاً في كشف الأستار ( 244 ) .
(167) فتح الباري 1/330 .
(168) النحل : 44 .
(169) الأحزاب : 6 .
(170) المعارضة:هِيَ مقابلة الطالب كتابه بكتاب شيخه الَّذِيْ يروي عَنْهُ،سماعاً أَوْ إجازةً ، أو بأصل شيخه المقابل بِهِ أصل شيخه. وَقَدْ سأل عروة ابنه هشاماً فَقَالَ: عرضت كتابك؟ قَالَ:لا. قَالَ:لَمْ تكتب. انظر : الكفاية (350 ت ، 237 ه )، وجامع بَيَان العِلْم 1/77، والإلماع: 160،ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث 122 طبعة نور الدين و254 طبعتنا، وشرح التبصرة 2/133 طبعة دار الكتب العلمية ، وطبعتنا 1/478 ، وفتح المغيث 2/164 .
(171) الصَّحِيْح 1/11 طبعة إستانبول ، و1/15 طبعة مُحَمَّد فؤاد .
(172) هُوَ عَبْد الله بن ذكوان القرشي ، أبو عَبْد الرحمان المدني ، المعروف بأبي الزناد : ثقة فقيه ، توفي سنة (130 ه ) وَقِيْلَ : ( 131 ه ) .
انظر : الثقات 7/6 ، وتهذيب الكمال 4/125 ( 3241 ) ، والتقريب ( 3302 ) .
(173) وكذلك أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل : 407 ( 425 ) ، والخطيب في الكفاية ( 159 ه ، 247 ت ) جميعهم من طريق الأصمعي ، عَنْ ابن أبي الزناد ، عَنْ أبيه ، بِهِ .(1/2050)
(174) هُوَ مالك بن أنس بن مالك الأصبحي ، أبو عَبْد الله المدني، نجم السنن وإمام دار الهجرة صاحب الموطأ والمذهب المعروف ، توفي سنة ( 179 ه ) .
انظر: حلية الأولياء 6/316، وتهذيب الكمال 7/6 ( 6320 ) ، والتقريب (6425).
(175) الكفاية ( 159 ه ، 248 ت ) .
(176) البقرة : 179 .
(177) أخرجه ابن أبي شيبة ( 22977 ) ، وأحمد 2/230 و 365 ، وأبو داود ( 3571 ) ، وابن ماجه (2308) ، والترمذي ( 1325 ) ، والنسائي في الكبرى ( 5925 ) ، والطبراني في الأوسط ( 2699 ) و ( 3669 ) ، وفي الصغير ( 491 ) ، وابن عدي في الكامل 1/361 ، والدارقطني 4/204 ، والحاكم 4/91 ، والبيهقي 10/96 من حَدِيْث أبي هُرَيْرَة . قَالَ الترمذي : (( حسن غريب )) .
(178) ثقات ابن حبان 6/444 ، وانظر التعليق عَلَى الكاشف 1/485 .
(179) هُوَ أبو عَبْد الرحمان مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَان بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الْقَاضِي ، ولد سُنَّة نيف وسبعين ، وتوفي سنة ( 148 ه ) : صدوق سيء الحفظ جداً .
وفيات الأعيان 4/179-181 ، وسير أعلام النبلاء 6/310 و 315 ، والتقريب (6081) .
(180) الجرح والتعديل 7/323 الترجمة ( 1739 ) .
(181) التهمم : الطلب ، يقال : ذهبت اتهممه ، أي : أطلبه ، وتهمّم الشيء : طلبه ، أَوْ الاهتمام والعناية ، يقال : اهتم الرجل بالأمر : عني بالقيام بِهِ . انظر : لسان العرب 12/622 ، والمعجم الوسيط : 995 ، وحاشية محاسن الاصطلاح : 578 .
(182) هُوَ الإمام حماد بن أبي سليمان ، فقيه العراق ، أبو إسماعيل بن مُسْلِم الكوفي مولى الأشعريين : صدوق لَهُ أوهام ، توفي سنة ( 120 ه ) .
انظر : طبقات ابن سعد 6/332 ، والتاريخ الكبير 3/18 ، وسير أعلام النبلاء 5/231 .(1/2051)
(183) هُوَ الإمام فقيه الملة ، عالم العراق ، النعمان بن ثابت التيمي الكوفي مولى بني تيم الله بن ثعلبة ، قَالَ يحيى ابن معين : كَانَ أبو حَنِيْفَة ثقة في الْحَدِيْث ، ولد سنة ( 80 ه ) ، وتوفي سنة ( 150 ه ) .
تاريخ بغداد 13/323 ، وتهذيب الكمال 7/339 ( 7034 ) ، وسير أعلام النبلاء 6/390 .
(184) هُوَ سليمان بن أبي سليمان ، فيروز ، ويقال خاقان ، أبو إسحاق ، مولى بني شيبان ، قَالَ أبو حاتم : هُوَ شيخ ضعيف ، واختلف في سنة وفاته فقيل : ( 129 ه ) وَقِيْلَ : ( 138 ه ) وَقِيْلَ : ( 139 ه ) .
الجرح والتعديل 4/122 ، وتذكرة الحفاظ 1/153 ، وشذرات الذهب 1/207 .
(185) الجرح والتعديل 3/149 الترجمة ( 642 ) .
(186) هُوَ العلامة الحافظ عَبْد الرحمان بن أبي حاتم ، أبو مُحَمَّد ، لَهُ مصنفات مِنْهَا : " المسند " و " العلل " ، ولد سنة ( 240 ه ) ، وتوفي سنة ( 327 ه ) .
تذكرة الحفاظ 3/829 ، وميزان الاعتدال 2/587 ، وسير أعلام النبلاء 13/263،وشذرات الذهب 2/308.
(187) الجرح والتعديل 3/147 .
(188) الجرح والتعديل 3/147-148 .
(189) شرح علل الترمذي 2/833-834 .
(190) الإحسان 1/64 .
(191) شرح علل الترمذي 2/833 .
(192) أطلق عَلَيْهِ ذَلِكَ الإمام الشَّافِعِيّ قَالَ المزي في تهذيب الكمال 7/13 : (( وَقَالَ يونس بن عَبْد الأعلى : سَمِعْتُ الشَّافِعِيّ يقول : إذا جاء الأثر فمالك النجم )) .
(193) العلل للإمام أحمد رِوَايَة المروذي : 186 ( 328 ) .
(194) المحدث الفاصل : 403 ( 418 ) .
(195) هُوَ الحافظ الجوال أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسحاق بن مُحَمَّد بن يحيى بن منده ، واسم منده : إبراهيم بن الوليد ، قَالَ الباطرقاني : حَدَّثَنَا ابن منده إمام الأئمة في الْحَدِيْث ، ولد سنة ( 311 ه ) ، وَقِيْلَ سنة :
( 310 ) ، وتوفي سنة ( 395 ه ) .
سير أعلام النبلاء 17/28، وميزان الاعتدال 3/479 ، وتذكرة الحفاظ 3/1031 .(1/2052)
(196) شرح علل الترمذي 2/833 .
(197) الكاشف 1/207 ( 110 ) ، وانظر : التقريب ( 142 ) .
(198) شرح علل الترمذي 1/390 .
(199) ساق المزي في تهذيب الكمال 1/95 من رَوَى عَنْهُ فبلغ بِهِمْ ثلاثة وثلاثين راوياً .
(200) هُوَ الوضاح بن عَبْد الله اليشكري ، أبو عوانة ، الواسطي البزار مولى يزيد بن عطاء محدّث البصرة : ثقة ثبت ، صاحب " المسند " ، توفي سنة ( 176 ه ) . التاريخ الكبير 8/181 ، وسير أعلام النبلاء 8/217 و 221 ، والتقريب ( 7407 ) .
وحكايته نقلها المزي في تهذيب الكمال 1/96 ونصها : (( لما مات الحسن ، اشتهيت كلامه فجمعته من أصحاب الحسن ، فأتيت أبان بن أبي عياش ، فقرأه عليّ عَنْ الحسن ، فما أستحِلُّ أن أرويَ عَنْهُ شَيْئاً )) .
(201) انظر : تهذيب الكمال 1/95-96 .
(202) مِنْهُمْ : حماد بن زيد عِنْدَ ابن أبي شيبة ( 6911 ) .
(203) عِنْدَ ابن أبي شيبة في المصنف ( 6913 ) ، والدارقطني 2/32 .
(204) مِنْهُمْ : يزيد بن هارون عِنْدَ ابن أبي شيبة ( 6912 ) ، والدارقطني 2/32 .
(205) العلل آخر الجامع 6/235 .
---
محمدغراب
12-26-2006, 01:52 AM
ان الذى ألان الحديد لداود هو الذى ألان لك البيان فياواهب هذا العلم سبحانك استاذى الفاضل جزاك الله خيرا وزادك الله علما وفضلا
---
(1/2053)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى قول ابن عباس لأبي الأسود الدؤلي:(واستعن بسورة يوسف) ؟
---
ما معنى قول ابن عباس لأبي الأسود الدؤلي:(واستعن بسورة يوسف) ؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2006, 03:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر القفطي في (إنباه الرواة) 1/51 عند ترجمته المطولة لأبي الأسود الدؤلي رحمه الله(ت69هـ) أن أبا الأسود أتى عبدَالله بن عباس ، فقال : إني أرى ألسنة العرب قد فسدت ، فأردت أن أضع شيئاً لهم يُقَوِّمونَ به ألسنتَهم.
قال : لعلك تريد النحو ، أما إنه حق ، واستعن بسورة يوسف. أ.هـ .
وعلى افتراض صحة نسبة هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما ، ما الحكمة في قوله :(واستعن بسورة يوسف) ؟
في انتظار أرائكم وفقكم الله .
---
أبو عبد المعز
03-19-2006, 05:56 PM
أخي الدكتور عبد الرحمن-زادك الله توفيقا-:
على افتراض صحة النسبة ظهر لي احتمالان :
1-ابن عباس رضي الله عنهما قصد أن يرشد أبا الأسود إلى ضرورة اعتماد القرآن متنا أوليا لاستخلاص القواعد فعبر رضي الله عنه بسورة يوسف على عادة العرب في إطلاق الجزء وإرادة الكل....ويكون اختيار هذه السورة لما ورد في مطلعها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) فحصل التناسب.
قد يقال وهل يخفى على أبي الأسود رحمه الله مثل هذا حتى يرشده إليه حبر هذه الأمة.
الجواب أن تقعيد اللغة العربية يمر من استقراء لغات العرب ولهجاتها، والقرآن نزل بلغة قريش فقط-أو إجمالا- وهي اللغة التي اعتمدت في المصحف العثماني...فيكون تنبيه الحبر له محل.(1/2054)
2-ابن عباس الذي أوتي التأويل يعرف أكثر من غيره أن سورة يوسف اشتملت على شواهد لوجوه عديدة من لغة العرب وليس يوجد في غيرها..فأرشد الباحث في اللغة إلى هذا المصدر الغني الكريم......ولعل خلو السورة من الأحكام وتمحضها للبيان المشعر به مفتتحها: الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) وسردها غير المنقطع يرشحها للبحث اللغوي...فميزة الصفة الأولى أن تكون فيها الكلمات غالبا محافظة على دلالاتها العربية لأن الأحكام تستدعي اصطلاحات شرعية وهي جديدة أو محورة كما هو مقرر في علم الأصول.
والتمحض للبيان يفي بمقصود التلوين البياني وهذا مفيد لمعرفة الأساليب.أما السرد غير المنقطع فمفيد جدا من جهة رصد الأفعال وأنواعها لأن السرد يتبع الزمن والزمن من شأن الفعل والفعل من أهم مقولات اللغة..
وقد لاحظت أن من مظاهر سورة يوسف ظاهرة الحذف على كل المستويات بما قد لا يوجد في سورة أخرى.....فمن أدرانا بما لاحظه الحبر القرشي رضي الله عنه .....وهوالذى دعا له النبي بفهم القرآن...ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم مستجابة.
والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2006, 10:07 PM
جزاك الله خيراً أبا عبدالمعز ، وبارك الله في علمكم .
أحسنت التعليل ، وما زلت أرجو من الإخوة إعمال أذهانهم طلباً لأوجه أخرى لهذا القول.
---
جمال حسني الشرباتي
03-20-2006, 07:28 AM
السلام عليكم
قد يكون أشار عليه بسورة يوسف من حيث الإعتبار بدلالاتها المعنوية كالصبر والتحمل فيوسف تحمل وصبر كثيرا حتّى نال مراده --- من المحتمل أنّ إبن عباس رضي الله عنه يحث أبا الأسود على الإقتداء بالعبر التي تضمنتها السورة
---
عبدالله بن بلقاسم
03-20-2006, 10:00 PM
بسم الله
الحمد لله
اللهم صل على محمد:
ربما أراد ابن عباس رضي الله عنهما الإلماع إلى قوله تعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف(1/2055)
فأراد التذكير باعتماد القرآن عند الالتباس في لسان العرب
والله أعلم
---
د.أبو بكر خليل
03-21-2006, 12:10 AM
قول ابن عباس رضي الله عنهما يفيد أن " سورة يوسف " لها خصوصية في تقعيد النحو ، أو أنها أكثر شواهد له ،
و هو ما لا تنفرد به عن كثير من السور غيرها ،
و لعل آخر الكلام المذكور ليس من قوله ،
و " المواقع " على شبكة المعلومات العالمية جاء فيها نقل القفطي خاليا من تلك الزيادة - أي : ( و استعن بسورة يوسف ) ؟
و الله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2006, 06:39 AM
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الإضافات العلمية القيمة ، وما تفضلتم به جميعاً توجيه وجيهٌ له حظ من النظر والاعتبار وفقكم الله وسدد آرائكم .
وأما خلو النسخ الالكترونية ومواقع الانترنت من هذه الزيادة يا أبا بكر فهذا من عيوب النسخ الالكترونية ، وقد نقلت النص من الكتاب المحقق مباشرة .
---
مجدي ابو عيشة
03-27-2006, 09:53 PM
شيخنا عبد الرحمن أجد في سورة يوسف امرا مميزا من ذكر خطاب الناس بعضهم البعض في امور دينهم و دنياهم في شتى مجالات الحياة ففيها من الايات ما يصلح لتقويم كلام الناس فيما يتداولونه من حديث كلام العوام فيما بينهم أكثر من اي سورة أخرى .لان فساد اللسان يظهر من تعامل الناس في البيع والشراء والخطاب وامور معايشهم اليومية التي يتداولونها .فسورة يوسف فيها اساليب الخطاب والنداء : يوسف لابيه وكلامه مع الملك وحديثه مع أخوته وحديثه مع السجناء وحديثه مع فتيانه ونداء فتيانه لاخوته.
وفيها البيع والكيال والصدق وذكر فيها الفساد والسرقة والقتل و الخبز والسنابل وتأويل الرؤيا والسجن والسقاية والصلب والكيد والصبر والعمى والابصار بعده والزراعة والحصاد والادخار والأكل والسكين والقطع والشكر والاستغفار ......الى أخر ما يفعله اي انسان في يومه. وكأن سورة يوسف فيها عمل كل اليوم فلا يمر يوم الا ويتكلم الناس بهذه الامور .
---(1/2056)
إبراهيم الحميضي
03-29-2006, 05:23 PM
أرى أن نبحث في صحة هذا الأثر قبل أن نشتغل بتوجيهه ، وما ذكره الإخوة من توجيهات ليست بظاهرة عندي ، وعلى كل حال هذه فائدة نفيسة من فضيلة مشرفنا العام ؛ فإن المشهور أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الذي أمره به .
---
إبراهيم الحميضي
03-30-2006, 01:42 PM
اطلعت على كتاب جديد بعنوان : الأحاديث والآثار الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن ، روايةً ودراية .للدكتور: أحمد بن عبد الله الباتلي . نشر دار كنوز أشبيليا . لكن لم يذكر هذا الأثر ، وذكر الاتفاق على أن واضع علم النحو أبو الأسود ، وذكر الخلاف فيمن أمره بذلك وخرج الآثارفي هذه المسألة ولم يحكم عليها .
---
الغني بالله
04-04-2006, 12:10 PM
من المصادر التي ذكرت هذا الأثر نور القبس - (ج 1 / ص 3) وأورده بصيغة التمريض التي تدل على الضعف فقال :
وقيل: إن أبا الأسود أتى ابن عباس فقال: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت، فأردت أن أضع لهم شيئاً يقيمون به ألسنتهم. قال: لعلك تريد النحو، أما إنه حق، وأستعين بسورة يوسف عليه السلام.
ولكن إن أراد الباحث أن يتلمس بعض الأسباب فلعل فيما وقفت عليه مايعين على ذلك .
ذكر الخطيب في تاريخه (ج 4 / ص 13) :(1/2057)
أخبرنا بشري بن عبد الله الرومي حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي حدثنا عبيد الله بن محمد بن جعفر الرازي وأخبرنا الحسن بن أبي طالب حدثني عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرىء حدثنا أبو علي بن الرازي صاحب الحسين بن فهم قال حدثنا حسين بن محمد بن فهم حدثني خلف بن هشام قال أتيت سليم بن عيسى لأقرأ عليه قال وكان بين يديه قوم فأظنهم سبقوني فلما جلست قال لي من أنت قلت خلف فقال لي بلغني أنك تريد الترفع في القراءة فلست آخذ عليك شيئاً قال فكنت أحضر المجلس ولا يأخذ علي شيئاً قال فبكرت يوماً في الغلس وخرج فقال من ههنا يتقدم يقرأ فتقدمت فجلست بين يديه قال فاستفتحت سورة يوسف وهي من أشد القرآن إعراباً فقال لي من أنت فما سمعت أقرأ منك فقلت أنا خلف فقال لي فعلتها ما يحل لي أن أمنعك اقرأ قال فكنت أقرأ عليه حتى قرأت يوماً حم المؤمن فلما بلغت إلى قوله " ويستغفرون للذين آمنوا " غافر 7 بكى بكاء شديداً ثم قال لي يا خلف أما ترى ما أعظم حق المؤمن تراه نائماً على فراشه والملائكة يستغفرون له.
وقد يستأنس بما ذكره أبونعيم في تاريخ أصبهان - (ج 1 / ص 56)
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ثنا هدبة ثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير قال بلغني أن القرآن يرفع يوم القيامة غير سورة يوسف وسورة مريم يتكلم بها أهل الجنة.
ولأبي العباس ابن تيمية رحمه الله قواعد سورة يوسف في مجلد كبيرذكر ذلك الصفدي في أعيان العصر وأعوان النصر - (ج 1 / ص 60)
وفي تفسير البغوي - (ج 4 / ص 209)
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ } يعني: الكتاب، { قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي: أنزلناه بلغتكم، لكي تعلموا معانيه، وتفهموا ما فيه
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ } أي: نقرأ عليك { أَحْسَنَ الْقَصَصِ } والقاصُّ هو الذي يتبع (2) الآثار ويأتي بالخبر على وجهه.(1/2058)
معناه: نبّين لك أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية أحسن البيان.
وقيل: المراد منه: قصة يوسف عليه السلام خاصة، سماها أحسن القصص لِمَا فيها من العِبَر والحِكَم والنُّكَتِ والفوائد التي تصلح للدين والدنيا، من سِيَرِ الملوك والمماليك، والعلماء، ومكر النساء، والصبر على أذى الأعداء، وحسن التجاوز عنهم بعد الالتقاء، وغير ذلك من الفوائد.
قال خالد بن معدان: سورة يوسف وسورة مريم يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة.
وقال ابن عطاء: لا يسمع (1) سورة يوسف محزون الا استراح إليها.
ومن قرأ تفسير سورة يوسف في التحرير والتنوير أدرك ذلك.
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2006, 07:16 PM
الأخ الكريم الغني بالله : أشكرك على هذه المعلومات القيمة نفع الله بعلمكم .
---
الجكني
04-09-2006, 08:55 PM
زيادة على ماذكره الغني بالله أحيل على ما ذكره جار الله الزمخشري وهو قوله :تلك الآيات التى أنزلت إليك فى هذه السورة الظاهر أمرها فى إعجاز العرب وتبكيتهم ....التى لاتشتبه على العرب معانيها لنزولها بلسانهم
---
عبدالرحمن الشهري
10-29-2006, 01:18 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، فقد استفدت فوائد كثيرة من مداخلاتكم وتعقيباتكم حول هذا الموضوع .
---
(1/2059)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الكتاب الأوسط في علم القراءات ؛ لأبي محمد ، الحسن بن علي بن سعيد المقرئ العمانيّ
---
الكتاب الأوسط في علم القراءات ؛ لأبي محمد ، الحسن بن علي بن سعيد المقرئ العمانيّ
---
مروان الظفيري
03-08-2007, 10:56 PM
الكتاب الأوسط في علم القراءات ؛ لأبي محمد ، الحسن بن علي بن سعيد ، المقرئ العمانيّ ـ تحقيق الدكتور عزة حسن ـ رحمة الله عليه .
طبع دار الفكر بدمشق ـ الطبعة الأولى : سنة: 2006 م ،وعدد الصفحات: 632 صفحة
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f930554dd16.jpg
ويبحث الكتاب في علم القراءات ووجوهها عند الأئمة
وتصدرالكتاب بمقدمة المحقق، ذكر فيها تاريخ تدوين القرآن في الصحف،
وتحدث عن الأحرف السبعة ومعناها، وعن أئمة القراءات، ترجم لهم وعرف بمؤلف الكتاب، الإمام العُماني،
وبيَّن أهمية كتابه هذا وتفرده وميزته من كتب القراءات الأخرى.
يحتوي هذا الكتاب على القراءات الثماني عن الأئمة الثمانية الذين روى المؤلف قراءاتهم، وهم :
ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعبد الله بن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب بن إسحاق
إمام أهل البصرة، وأورد أسانيدهم.
وكما تحدث المؤلف عن فضل التجويد، وعن الحروف ومدارجها وألقابها ومخارجها، وعن الاستعاذة والبسملة.
ثم قسم كتابه إلى أبواب، وهي :
أبواب الإدغام، وأبواب الهمزة، وأبواب الإمالة، وأبواب الياءات، وختم بأبواب عامة، تتعلق بثواب تلاوة القرآن، وبعدد سوره وآياته وحروفه وكلماته، وأوائل السور، والسبب الموجب لتقديم فاتحة الكتاب
على سوره، وأشباه ذلك ..
وفي الكتاب تفصيلات واسعة لوجوه القراءات وتوجيهها ولآراء القراء واللغويين فيها .
هذا والمخطوط نسخة فريدة لم يقع المحقق على غيرها.(1/2060)
والمحقق ـ رحمة الله عليه ـ لم يترجم للمؤلف ، إلا بما ورد من كتابنا : جمال القراء ، وكمال الإقراء ؛ لعلم الدين السخاويّ ، المتوفى سنة 643 هـ ، حيث ذكره السخاوي عدة مرات في كتابه هذا .
( انظر من الجزء الثاني : 697 حيث ورد الاسم كاملا ،،،
وورد العماني في الصفحات : 698 ـ 709 ـ 711 ـ 719 ـ 751 ـ 752 ـ 755 ـ 766 ـ 767 ).
و السخاوي ، وهو من معاصري العماني، فقدأورد في كتابه "جمال القراء وكمال الاقراء" نماذج من آرائه في الوقوف ثم عقب عليها محللا ومناقشا (14)، هما يوحي بقوة أن العماني عاش في مصر، وأن مؤلفاته كانت مشهورة متداولة في حينها.
وقد شغلت بذلك عدة سنين ، ولم أجد له ترجمة وافية ، إلا ماذكره ابن الجزري ، وشكرا لشمس الدين أبي الخير محمد بن الجزري (المتوفى سنة 833هـ) الذي خصه بترجمة نافعة على قصرها، يقول فيها :
"الحسن بن علي بن سعيد، أبو محمد، العماني المقريء، صاحب الوقف والابتداء، امام فاضل، محقق. له في الوقوف كتابان أحدهما (....) ؛ ( بياض في الأصل، ولعله كان يريد الاشارة الى كتابه: المغني إذ هو والمرشد متلازمان ) والآخر المرشد، وهو أتم منه وأبسط، أحسن فيه وأفاد..." ( غاية النهاية في طبقات القراء: ج1 ص 233 ترجمة: 1013 )
ولعل كل الذين ترجموا له من بعده استندوا عليه، ورجعوا اليه (انظر على سبيل المثال ترجمته في: معجم المؤلفين: 1/569 ).
والظاهر من خلال النعوت التي خلعها عليه ابن الجزري:
(مقريء، امام، فاضل، محقق) أننا أمام عالم مرموق، متضلع بعلوم القراءات حتى نسب اليها واختص بها، ثقة، أمين. واذا عززنا بصفة الحافظ ( حاجي خليفة: كشف الظنون ج2 ص1654 (دار الفكر بيروت-1990) وثقنا في تفوقه وبروزه وسعة اطلاعه. وما أظن أن في هذه الصفات الدالة مبالغة أو غلوا، إذ لم نسمع عن ابن الجزري إلا كل خير ...
أما الزركشي فقد عده من أشهر المؤلفين في وقوف القرآن ( البرهان في علوم القرآن: ج1 ص 342 ) .(1/2061)
ووجدت أنه نزل مصر بعد الخمسمائة وكان ابن الجزري أكثر تحديدا بقوله :
"وقد كان نزل مصر، وذلك بعيد الخمسمائة.. .
وذكر صاحب كشف الظنون أنه توفي في حدود (400هـ) ،
ونقرأ في مكان آخر انه توفي نحو (669هـ) .
وهو يقول في كتابه الأوسط هذا : أنه حلّ في عُمان سنة 404 هـ ، وبدأ بتاليف كتابه هذا سنة 413 هـ ،
ويذكر شيخه أبا الحسن علي بن زيد بن طلحة !!!؟
ويذكر من شيوخه الكريزي عن أبي بكر أحمد بن نصر الشذاني (المتوفى سنة 373 هـ) ،
(والشذَا : قرية بالبصرة عن السمعاني. ينسب إليها أبو الطيب محمد بن أحمد بن الكاتب الشذائي كتب عنه عبد الغني. وأبو بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد المخزومي المقري الشذاني يروي عن أبي بكر محمد بن موسى الزينبي وأبي بكر بن مجاهد وغيرهما روى عنه محمد بن أحمد بن عبد الله اللابكي ) ، وقد ذكره السيوطي ، في بغية الوعاة ، وقال : ( أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد الشذاني البصري أبو بكر
قال الداني: مشهور بالضبط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربية. اخذ عن أبي بكر ابن مجاهد، وأبي الحسين بن المنادي، وأبي الحسن ابن شنبوذ ونفطويه وغيرهم. مات بالبصرة بعد سنة سبعين وثلاثمائة ) ،
وأما الكريزي ؛ فهو أبو الحسن محمد بن محمد الكريزي البصري !!!
وقد حقق الدكتور عزة حسن الكتاب عن نسخة الرباط ، وهو الجزء الأول من الكتاب ، أما الجزء الثاني ، فقد
ذكر أنه مفقود !!!
وبانتظار آراء الأخوة الباحثين ، وبانتظار أخي المحقق الباحث منصور مهران
وجزاكم الله خيرا
---
منصور مهران
03-09-2007, 01:22 AM
أخي الحبيب الدكتور مروان الظفيري
جملك الله بالمحاسن التي رجاها لك أهل العلم الصالحون ، وبعد ،
فقد تلقيت ( الكتاب الأوسط ) بأَخَرَة في معرض الرياض للكتاب ،
وهاأنذا أتحين زمن القراءة حسب أوليات وصول الكتب ،
وأسأل الله التوفيق .
---
مروان الظفيري
03-09-2007, 07:58 AM(1/2062)
الكارزي: بفتح الكاف وكسر الراء والزاي، وقال ابن ماكولا: بفتح الراء.
هذه النسبة إلى كارز، وهي قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها؛ والمشهور بالانتساب إليها: أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي. كان بنيسابور، يروي عن أبي الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، كتب أبي عبيد القاسم بن سلام. روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو القاسم السراج، وأبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم البيع النيسابوريون، وقد ذكرته في الميم، في المكاتب.
وفي تاريخ الإسلام للذهبي ، في وفيات سنة ستٍّ وأربعين وثلاثمائة :
محمد بن محمد بن الحسن الكارزي: أبو الحسن المعدل. سمع كتابي"الأموال"، و"غريب الحديث" لأبي عبيد، من علي بن عبد العزيز. محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل: أبو جعفر البغدادي الجمال المحدث. سكن سمرقند، وحدث عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الكريم الديرعاقولي. ورحل فسمع: عبيد بن محمد الكشوري، وأبا علاثة محمد بن عمرو، ويحيى بن عثمان المصري، وأبا زرعة الدمشقي، وخير بن عرفة، وطبقتهم بالحجاز، واليمن، والشام، وبغداد. وعنه: ابن مندة، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو سعد الإدريسي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني. وانتخب عليه أبو علي الحافظ. وكان تاجراً سفاراً فحدث بأماكن. قال الحاكم: هو محدث عصره بخراسان، وأكثر رحلةً وأثبتهم أصولاً. واتجر إلى الري وسكنها مدة، فقيل له: الرازي. وكان صاحب جمال، فقيل له الجمّال. انتقى عليه أبو علي النيسابوري أربعين جزءاً. وتوفي في ذي الحجة بسمرقند.
وفي غاية النهاية في طبقات القراء ؛ لابن الجزري :
محمد بن محمد بن الحسن أبو الحسن الكارزي، روى القراآت من كتاب أبي عبيد عن علي بن عبد العزيز المكي عنه، رواها عنه محمد بن عبد الله الحافظ الحاكم.
---
مروان الظفيري
03-10-2007, 12:09 AM(1/2063)
وجاء في الكتاب صفحة 556 :
حدثني أبو هلال الحسن بن عبدالله بن سهل ، بعسكر مكرم ...
وفيه أيضا صفحة 61 :
قرأت على أبي عبد الله اللالكائي سنة 392 هـ ...
فهذان نصان عزيزان يثبتان زمنه ..
وأبو هِلاَل العَسْكَري :
(00- بعد 395ه، 00- بعد 1005م)
وهو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري،
أبو هلال: عالم بالأدب، له شعر. نسبته إلى (عسكر مُكرَم) من كور الأهواز.
واللالكائي : هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله ، أبو علي ، وأبو عبد الله
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2007, 02:56 PM
أحسن الله إليكم يا دكتور مروان وبارك فيكم على ما تبادرون به من العلم في هذا الملتقى العلمي الرائد بكم وبأمثالكم من أهل التحقيق والحرص من أمثال الصديق العزيز الأستاذ مروان مهران وفقه الله .
وهذا الكتاب هو أول كتاب اشتريته من معرض الكتاب الأخير في 9/2/1428هـ من دار الفكر ، وقرأت مقدماته وتصفحته فأعجبت به كثيراً ، لتقدم مؤلفه ، وأصالته في بابه .
ويتميز هذا الكتاب بميزتين ذكرهما المحقق هما :
أولاً : كونه من الكتب الأمهات المحكمات الأولى في علم قراءات القرآن الكريم ، لتقدم وفاة مؤلفه .
ثانياً : كونه أول كتاب في القراءات عمل فيه صاحبه أبواب أصول القراءات قبل فرش الحروف من آي القرآن التي اختلف في قراءتها أئمة القراء.
وأفرد هذه الأصول ، وجعلها مجموعة وحدها في جزء واحد مستقل وقائم بذاته أيضاً ، وبذلك التفريق صار هذا الكتاب كأنه كتابان اثنان ، أحدهما في أصول القراءات ، والآخر يتضمن فرش حروف الاختلاف .(1/2064)
وكان العلماء قبل الإمام العماني يوردون أصول القراءات خلال فرش الحروف كلما عرضت مسألة من مسائل الأصول ، أو دعت الحال لبيان قاعدة من قواعدها . وهكذا تأتي الأصول والحروف متداخلة بعضها ببعض ، ويؤدي ذلك إلى انقطاع التسلسل الطبيعي في محتوى الكتاب ، واضطراب الترتيب فيه ... ونج مثل هذا التداخل في السبعة لابن مجاهد ، والمبسوط لابن مهران وغيرها .
وقد اقتدى الإمام ابن الجزري رحمه الله بالإمام العماني ، وسار على نهجه في كتابه النشر في القراءات العشر ، فقدم فيه أبواب أصول القراءات بأجمعها على فرش حروف الاختلاف .
وكان العماني مدركاً لأهمية هذه الميزة التي حققها في ترتيب كتابه ، ولسبقه في إزالة العسر منه ، فأشار في مقدمة الكتاب ، وقال مشيداً بصنيعه :
(وهو كتاب يشتمل على علم القراءات ، ومعرفة وجوه الروايات ، وقد رتبته ترتيباً لم أسبق إليه ، ورصعته ترصيعاً لا مزيد عليه) .
والكتاب اشتمل على القراءات الثمان الذين روى العماني قراءاتهم ، وهم السبعة الذين اختارهم قبله ابن مجاهد ، إضافة إلى قراءة يعقوب الحضرمي رحمهم الله جميعاً.
---
د. أنمار
03-15-2007, 09:37 PM
كونه أول كتاب في القراءات عمل فيه صاحبه أبواب أصول القراءات قبل فرش الحروف من آي القرآن التي اختلف في قراءتها أئمة القراء.
وأفرد هذه الأصول ، وجعلها مجموعة وحدها في جزء واحد مستقل وقائم بذاته أيضاً ، وبذلك التفريق صار هذا الكتاب كأنه كتابان اثنان ، أحدهما في أصول القراءات ، والآخر يتضمن فرش حروف الاختلاف .
وقد اقتدى الإمام ابن الجزري رحمه الله بالإمام العماني ، وسار على نهجه في كتابه النشر في القراءات العشر ، فقدم فيه أبواب أصول القراءات بأجمعها على فرش حروف الاختلاف .
ً.(1/2065)
لم أتمعن بعد في منهج العماني، لكن الداني (ت 444 ) وهو معاصر للعماني، سار على نهج ذكر الأصول قبل الفرش، وتبعه الشاطبي. ولم أره يذكر في آخر التيسير وجامع البيان تاريخ انتهائه لكنه صرح بأنه مكث بالقيروان 4 أشهر يكتب -أي يولف- سنة 397 هـ (من معرفة القراء) فهل كان منها التيسير والجامع، العلم عند الله.
لكن سبقهم جميعا ابن غلبون (ت 399 هـ) في تذكرته بالسير على نفس المنهج، والعماني متأخر عن ابن غلبون.
ولم أتتبع كل من ألف قبل زمن العماني لكن ممكن أن يوجد سوى ابن غلبون من هو أسبق مخالفا لابني مجاهد ومهران.
ولعل الشيخ عبد الرحمن الشهري يقصد خلاف منهج ذكر الاستعاذة ثم البسملة ثم الفاتحة ثم بقية الأصول قبل العودة لسورة البقرة والفرش من بعدها.
لكن للمعلومية هذا هو عين مذهب ابن الجزري الذي سار عليه في النشر والطيبة وكذا في تحبير التيسير والدرة المضية.
فكأن ما عليه العمل اليوم هو منهج متوسط بين طريقة ابن مجاهد وطريقة العماني.
---
مروان الظفيري
03-16-2007, 12:00 AM
شكرا للمشرف العام لما تفضل به محمودا مأجورا
وأثابه الله خيرا
وجعله الله دائما في طليعة أهل الخير والفضل
وفقكم الله ... ودمتم من أهل الخير والعطاء والجود
---
(1/2066)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > دعوة لجائزة للأخوات من نسمع سورة البقرة بالعشر قراءات
---
دعوة لجائزة للأخوات من نسمع سورة البقرة بالعشر قراءات
---
مصطفى علي
07-17-2006, 09:34 AM
دعوة لجائزة للأخوات من نسمع سورة البقرة بالعشر قراءات
----
هذه دعوة لجائزة لمن تفوز من الأخوات بتسميع سورة البقرة بالعشر قراءات الصغرى
وقلنا الأخوات للتشجيع ولأن من الرجال مفروض كثير
ويكون لجنة التحكيم بإشراف الشيخ الدكتور يحيى الغوثاني أو من ينيبه عنه
وكذا تقدير مقدار الجائزة
فما رأيكم
مصطفى علي جعفر
منتدى أهل التحقيق والتصنيف (http://www.ahlaltahkek.com)
منقول للفائدة
---
(1/2067)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إيقاف الثقات على ما صححه الشيخ (محمد عمرو) من أذكار الصباح والمساء وما بعد الصلاة
---
إيقاف الثقات على ما صححه الشيخ (محمد عمرو) من أذكار الصباح والمساء وما بعد الصلاة
---
محمد بن يوسف
02-18-2004, 04:57 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
فيسرني أن أتحف إخواني في المُلتقى بأذكار الصباح والمساء وأذكار ما بعد الصلاة، التي صححها العلامة (محمد عمرو بن عبد اللطيف) -أمتعنا الله بطول بقائه-، وقد كتبها الشيخ في ورقة مطبوعة (من وجهين)، عسى الله أن ييسر ونصورها على الماسح الضوئي ونلحقها بهذا الموضوع.
وقد حان الآن الشروع في المقصود:
أذكار الصباح
1- اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
2- سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته. (ثلاث مرات).
3- أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص (ثلاث مرات) ودين نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين.
4- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير. (مرة أو مائة مرة).
5- اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
6- أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر.(1/2068)
7- اللهمَّ فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيبِ والشهادة، ربَّ كل شىء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشَِركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مُسلِم.
8- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسالك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استُر عوراتي وآمِن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي.
9- سبحان الله وبحمده. (مائة مرة).
الاستغفار (من سبعين إلى مائة مرة). ووقته: ممتد من أول اليوم إلى آخره، بأي صيغة واردة؛ مثل: "رب -أو اللهم- اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم -أو التواب الغفور-"، أو "أستغفر الله واتوب إليه"، ونحو ذلك.
ملحوظة: ليس الاستغفار من أذكار الصباح؛ ولكن وقته ممدود من بعد الفجر إلى قُبيل الغُروب.
أذكار المساء
1- اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير.
2- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير.
3- اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
4- أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر.
5- اللهمَّ فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيبِ والشهادة، ربَّ كل شىء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشَِركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مُسلِم.(1/2069)
6- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. (ثلاث مرات).
7- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسالك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استُر عوراتي وآمِن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي.
8- سبحان الله وبحمده. (مائة مرة).
ملحوظة: وقت أذكار المساء من بعد غروب الشمس؛ لأدلة كثيرة في ذلك. أما الاستدلال بآيات التسبيح؛ فقد أطبق عامة أهل التفسير أن المُراد به الصلاة، والمقام لا يتسع لأكثر من ذلك.
أذكار ما بعد الصلاة
1- أستغفر الله (ثلاث مرات).
2- اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
3- الله أكبر (ثلاث مرات).
4- لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
5- لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
6- اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
7- رب قني عذابك يوم تجمع (أو تبعث) عبادك.
8- اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر.
9- سبحان الله والحمد لله والله أكبر (ثلاثة وثلاثين).
أو: سبحان الله (ثلاثة وثلاثين) والحمد لله (ثلاثة وثلاثين) والله أكبر (ثلاثة وثلاثين)، ثم يختم المائة بـ "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير".
أو: سبحان الله (خمس وعشرين) والحمد لله (خمس وعشرين) ولا إله إلا الله (خمس وعشرين) والله أكبر (خمس وعشرين).(1/2070)
أو: سبحان الله (عشر مرات) والحمد لله (عشر مرات) والله أكبر (عشر مرات).
انتهى ما كتبه فضيلة الشيخ (محمد) -حفظه الله وشفاه- بحروفه، ولم أتصرف فيه بشىء.
وفقنا الله لمرضاته، وأوصلنا بفضله أعلى المدارج.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
ابن الشجري
03-03-2004, 02:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك وجعل ذلك في موازين حسناتك
وقد أحسنت التذكير فلربماظن بعض طلاب العلم أن اشتغالهم بالطلب يبيح لهم تخطي مثل هذه الفضائل ، وماعلموا أنها من الغنائم الباردة ، و أعظم معين على طلب العلم لطرد ابالسة الانس والجن ، حتى تحفظ عليهم أوقاتهم فيستثمروها في الطلب .
وهذا الموضوع قد خصه غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بالتأليف ، استقلالا كان أو تبعا ، فقل أن يخلو كتاب مسند من مثل هذا الموضوع ، بل اسندت فيه كتب مستقله ، كعمل اليوم والليلة للنسائي أو تلميذه ابن السني رحمهما لله ، مرورا بما كتبه النووي وابن الامام فالسيوطي فالشوكاني الى عصرنا هذا ، فليس بخاف ماكتبه العلامه شيخنا الباز رحمه الله أو العلامه بكر ابو زيد ، في خلق سواهم ـ رحم الله ميتهم ، وختم لحيهم بخير.
ومازال الكثير من الاحاديث الواردة ضمن اذكار طرفي النهار محل بحث ، فبعضهم لم يصحح منها الا سبعة عشر حديثا كما فعل الثلاثه الباز والالباني وبكر ابوزيد ، وبعضهم يزيد .
على كل حال أحببت أن أمر على مكتوبك ، تأدية لبعض حقه .
---
محمد الجابري
03-05-2004, 05:34 PM
كان ابن تيمية - الذي لا أكثر منه شغلا و هما بالأمة - يجلس بعد الفجر فيذكر الله ، ثم يقول : ( هذه غدوة لو لم أخذها لخارت قوايي ) رحمه الله رحمة واسعة
فأين من تمر عليه الأيام و هو لم يحافظ على أذكار يوم واحد .
بل هناك من لا يعرف إلا ذكرا أو ذكرين فقط .
فاللهم ارحم حالنا .
---
(1/2071)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط
---
حمّل كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط
---
مسك
03-12-2005, 06:05 AM
كتاب رائع في الأدب العربي , صنفه مؤلفه لما رأى تغير في معاني الأخلاق جامعاً فيه كلاماً في المحامد والمذام المتخلقة بها نفوس الخواص والعوام , فعمد إلى الكتب المجموعة في ضروب الأدب فتصفحها وجمع في هذا الكتاب من زواهر أسدافها وجواهر أصدافها ملح فكاهات جلت عرائس المعاني في حلل موشاة وأظهر نفائس المحاسن في أنواع من البراعة مغشاة وأزاهر بيان يغدو المتلفظ بها غايات ويروح المتحفظ بها صاحب آيات وجعله شاملاً لمصايد شواردها ناهلاً من الفضائل أعذب مواردها.
لتحميل الكتاب :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=17&book=1644
---
(1/2072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > م\ع وقوله تعالى " آلْآن " في سورة يونس
---
م\ع وقوله تعالى " آلْآن " في سورة يونس
---
سلسبيل
01-08-2006, 11:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة :
العروض الرقمي أو تقطيع المقاطع رقميا فتح آفاقا للتأمل وكشف عن أوجه بيانية رائعة للغتنا العربية ومنها نظرية م\ع التي سأقف عندها عن طريق الربط بينها وبين آية من كتاب الله عز وجل أو بالأدق كلمة من كتاب الله عز وجل وهي كلمة " آلآن " الواردة في سوورة يونس ووقفات حول المد اللازم في هذه الكلمة وما يحمل من ايحاءات بتطبيق قاعدة م\ع
الحرف في اللغة العربية إما ساكن أو متحرك نرمز للساكن بالرمز ه ونرمز للتحرك بالرمز 1
عند تقطيع الكلمات في اللغة تكون المقاطع غالبا متكونه من حركة سكون مثال : لَمْ = ( متحرك + ساكن )
عَلَمْ= 1 1 ه = 3
ما هي م\ع ؟؟؟
هي تطبيق من تطبيقات الرقمي او لنقل نظرية تقوم على الموازنه بين المقاطع الساكنه والممدودة لقياس الإنفعال المصاحب للكلمات
م ترمز إلى المقاطع المنتهية بسكون مثال لَم ْ =2* عَلَمْ = 3*
ع ترمز إلى مقاطع السكون المنتهية بحرف عله أو مد مثال ما = 2 سما 3
( المنتهية بسكون نضع علامة * فوق الرقم لتميزه عن الساكن نتيجة حرف العلة أو المد )
وباستخراج قيمة م\ع نستطيع قياس الإنفعال المصاحب للكلمات وما شابه
فانخفاض مؤشر م\ع يوحي بالهدوء ويعبر عن الحزن أو قلة الحركة وذلك بزيادة ع ( أحرف المد )
أما ارتفاع مؤشر م\ع فيوحي بالحركة والسرعة وذلك بزيادة م (المسكن )
مثال عليه : ( من موقع العروض الرقمي )
(مكرٍّ مفرٍّ مقبل مدبرٍ معاً ........ كجلمود صخرٍ حطّه السيلُ من علِ
3* 2* 3* 2 * 2* 3* 2* 3* 3*..........3* 2 3* 2* 2* 3* 2* 3* 3
م* = 16
ع=2
م/ع = 16/2 = 8
و قيمة م/ع في الصدر = 9/صفر = عالية جدا(1/2073)
وهي في العجز = 7/ 2 = = 3.5
وهذا الفارق راجع إلى الحديث المباشر في الصدر عن الموصوف، فلما انتقل إلى تشبيهه لم يكن تفاعل النفس مع المشبه به – على قوة التشبيه - كتفاعلها مع سرعة الحصان ذاته.)
ولزيادة الإطلاع على موضوع م\ع
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=61
كل ذلك كان مقدمة لما سيأتي الآن :
يقول الله تعالى على لسان فرعون في كتابه الكريم " قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين . آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " سورة يونس
"قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين "
قا 2 لآ3 من 2* تأن3* نهو 3 لا 2 إلا 3 هإل3* لل 2* لذي 3 آ 2 منت 3* بهي 3 بنو 3 اس 2* را 2 ئي 2 لَ 1 و1 أناْ 3* منل 3* مس 2* لمي 3 ن ه
م\ع = 10\ 12 = 8 ، 0
انخفاض قيمة م\ع هنا مؤشر على تلكؤ فرعون في اقراره بالتوحيد وتباطؤه في ذلك ومماطلته الشديدة لذا جاءت الآية التي بعدها مباشرة بقوله تعالى
آلآن
آ ( مد لا زم يمد 6 حركات لزوما 2+2+2 ) آ 2 آ 2 آ2 لْ= ه آ =2 نَ=1
م\ع = 1 \ 4 = 2و 0
وانخفاض مؤشر م\ع لكلمة آلآن بعد مقولة فرعون مباشرة لتدل على طول المهلة الزمنية والفرصة الفائتة التي كانت متاحة له وفواتها
وهذه الكلمة لم تأتي في القرآن الكريم إلا مرتان كلاهما في هذه السورة والموضع الآخر في قوله تعالى
" أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون "
وهي أيضا تدل على عدم جدوى ايمانهم بعد معاينتهم للعذاب كأنها توبخهم على ضياع الفرصة منهم وفواتها
والله أعلم
---
سلسبيل
02-20-2006, 07:52 PM
للرفع
هل يمكن تطبيق م\ ع على سواها من الآيات ؟؟؟
---
إيمان البحر
02-21-2006, 07:57 AM
الأخ سلسبيل(1/2074)
الإنسان العربي يفهم مراد الله من سياق الآيات ، وكل كلمة في القرآن الكريم تأخذ موضعها الصحيح الرائع الذي لا يمكن لغيرها من الكلمات أن تعطي مثلما أعطت من معنى . والفهم للآيات يتضح من معاني هذه الكلمات والجمل المركبة ولا يحتاج لمثل هذه الطريقة المعقدة(في نظري) .
وأما ما ذكرت عن الآية فالواضح من سياقها أن فرعون كان جازماً عندما أقر بالتوحيد وذلك لأنه كان في وضع يستلزم ذلك فكيف لمن في مثله من العصيان مع ما يمتلكه من المعرفة بالحق كما قال الله عنه وعن قومه(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)النمل. أن يتباطئ أو يماطل ؟! أليس من الأجدر له أن يظهر الإيمان ؟! فقد رأى الموت بعينه !!
ولكن ممكن أن نقول لأن فرعون قالها خوفاً من الموت ومن عقاب الله ولم يقلها إقراراً من داخل قلبه لم يوفق لاختيار الألفاظ فاللسان يخرج ما في القلب فقال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ! وكان الأجدر والأسرع لمن في مثل حاله أن يقول آمنت أنه لا إله إلاالله!! ففرعون لم يعرف ربه في حياته فكيف يعرفه عند مماته . وقول فرعون هذا يشعرنا ويؤكد لنا أنه كان في حال قريب من الموت (سكرات الموت) لأن من لفظه يتبين شدة التوتر التي كان عليها .أما كلمت آلآن فهي غنية عن البيان وقد سُبقت باستفهام يدل على الاستنكار مما يعطي الكلمة معناها المراد. والله أعلم
---
خشان خشان
07-07-2006, 05:20 AM
السلام عليكم
الأخت سلسبيل من أنجب من درس الرقمي وحلق فيه.
آلآنَ = 2 2 2 ه 2 1 ..............م/ع – 1/4 = 0.25 أو 0.3 تقريبا
للأخت الكريمة فضل احتساب مقاطع الألف ( في موضوع م/ع ) حسب تلاوتها .(1/2075)
أود أن أشير أولا أن موضوع م/ع هو مظنة صواب، وليس صوابه محسوما. والتطرق إلى القرآن الكريم وخاصة ما ذكره تعالى من مقول قول الخلائق فيه هو اختبار لمدى صحة دلالة هذا المؤشر. وذلك كرجوعنا في موضوع نحوي إلى القرآن الكريم لمعرفة الصواب من الخطأ في النحو. فالقرآن في الحالين مرجِعٌ لتقييم الصواب والخطأ.
وهنا فرصة لبيان دور الرقمي في توضيح التلاوة
فالأخت الكريمة بينت مقاطع قوله تعالى :" وأنا من المسلمين " كالتالي :
و1 أناْ 3* منل 3* مس 2* لمي 3 ن ه = 1 3* 3 * 2* 3 ه
وهنا أشير إلى أننا لو تلونا ( أنا ) بمد الألف لكان رمزها 3 لأن الألف حرف مد ،
أنأ ْ = 3* وهذا لفظ لا يقول به أحد.
وعليه فالصواب أن مقاطع الآية في حال لفظ ( أنا ) بالألف هو
1 3 3* 2* 3 ه وليس 1 3* 3 * 2* 3 ه
وأنا أتلو الآية على النحو التالي
و1- أَ 1 – نَ 1 - منل 3* - مس 2* - لمي 3 - ن ه = 1 1 1 3* 2* 3 ه
م/ع = 3/ 1 = 3.0
وهذا يبين ارتفاع مؤشر هذا الجزء من الآية مقارنة لبقية الآية وكأنه يستعجل النطق بكلمة التوحيد بعد أن تلكأ في أول الآية .
لنقارن مؤشري جزئي مقول القول في الآية الكريمة
الجزء الأول : " آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيلَ"
ءا 2 – منْ 2* - تبلْ 3* - لذي 3 – ءا 2 – منتْ 3* - بهي 3 – بنو 3 – إسْ 2* - را 2 – ئي 2 – لَ 1
م/ع = 4/7= 0.6
والجزء الثاني : " وأنا من المسلمين " مؤشره = 3.0
فهل في اختلاف مؤشري الجزئين الأول =0.6 والثاني = 3.0 ما يشير إلى استعجاله نطق كلمة التوحيد مع تزايد الإيقان بالموت بعد تلكؤه في الإقرار بها؟
الله أعلم.
---
(1/2076)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير والتأويل اصطلاحا :
---
التفسير والتأويل اصطلاحا :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 04:52 AM
بسط العلماء القول في تعريف التفسير اصطلاحا، ولعل أجمع أقوالهم ما أثبته الزرقاني في كتابه "مناهل العرفان في علوم القرآن " حيث قال : " والتفسير في الاصطلاح : علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية ".
ويستعان في التفسير ببعض العلوم المساعدة كعلم اللغة والقراءات، والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول، والفقه وأصول الفقه، مع الإلمام بأصول الدين وقواعده. ويؤكد هذا المعنى قول الزركشي عند تعريفه لمصطلح التفسير فهو " علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومحكمها ومفسرها.
وزاد فيها قوم فقالوا : علم حلالها وحرامها . ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها ".
وأما مصطلح التأويل فمصطلح مشكل، ذلك أن استعمالاته تختلف من قرن لآخر، ومن قوم إلى آخرين، ومن بيئة ثقافية إلى أخرى، ومن ثم تعددت وتنوعت تعريفاته. فمنها ما يفتقر إلى الدقة العلمية، ومنها ما يتسم بالتدقيق والتحديد التام الذي يصبح معه دلالة المصطلح واضحة جلية .
والتأويل كما يوضح ابن تيمية ينبغي في تحديد دلالته الإصطلاحية بالتفريق بين جيلين :
1- السلف الصالح .
2- متأخري المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة ونحوهم .
فعند الأوائل نجد له معنيين :
1- تفسير الكلام وبيان معناه، سواء أكان موافقا لظاهره أم مخالفا له، ومن ثم يكون التأويل والتفسير شيئا واحدا، أي مترادفين .(1/2077)
وهذا هو المعنى نفسه الذي استعمله محمد بن جرير الطبري (ت310هـ) حيث يقول عند تفسيره لآي الذكر الحكيم : القول في تأويل قوله كذا وكذا . واختلف أهل التأويل في هذه الآية ونحو ذلك . وكله محمول -كما أسلفنا - على التفسير والبيان .
2- هو نفس المراد بالكلام، فإذا كان الكلام عن طلوع الشمس فالتاويل هو نفس طلوعها، أي هو نفس الحقيقة الموجودة في الواقع الخارجي، وهذا في نظر ابن تيمية -رحمه الله- هو لغة القرآن التي نزل بها.
أما عند متأخري المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة : فالتأويل هو صرف اللغظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به. وهذا التأويل هو الذي نجد المتكلمين قد استعملوه في معظم كتبهم، ويتجلى ذلك في موقفهم من آيات الصفات. ومن ثم يتضح لنا أن القول بالباطن هو الأساس الذي جعلهم يقصرون دلالة التأويل على هذا المعنى.
واستغلت الباطنية المعنى الأخير للتأويل ـ بعد أن استندوا على حديث ينسب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - " للقرآن ظهر وبطن " أو " للقرآن باطن " ـ فراحوا يفسرون القرآن الكريم وفق هواهم، وتبعا لأذواقهم ومواجيدهم الباطلة شرعا، وقد رد ابن تيمية ـ رحمه لله ـ هذا الحديث فقال : " أما الحديث المذكور فمن الأحاديث المختلفة التي لم يروها أحد من أهل العلم، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث " .
والتأويل بهذا المعنى ينقسم إلى قسمين: أحدهما يوافق العلم الظاهر، وهو إما صحيح مقبول أو باطل مردود أو ملتبس فيتوقف عنه.
أما إذا كان التأويل مخالفا للعلم الظاهر فهو باطل شرعا، والقائل به إما ملحد زنديق أو جاهل ضال.
والمتأول بالمعنى الأخير مطالب بأمرين :
1- أن يبين احتمال اللفظ للمعنى الذي حمله عليه وادعى أنه المراد منه.
2- أن يبين الدليل الذي أوجب صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معناه المرجوح.(1/2078)
وبدون ذكر ذلك يكون التأويل فاسدا وضربا من التلاعب بالنصوص، وحملها على الهوى وصرفها عن معناها الحقيقي المستفاذ من ظاهرها، وتعطيل لشرائع الله. وكل ذلك ملاحظ في تفاسير الفرق الضالة .
وقد دأب العلماء على التفريق بين التفسير والتأويل، ولهم في ذلك أقوال متعددة، فمنهم من قال: " التفسير هو تحقيق المعنى وذلك لا يكون إلا من قبل الله تعالى، والتأويل هو على احتمال اللغات، فلكل واحد من أهل اللغة أن يتأول بلغته.
" ومنهم من قال التفسير هو ذكر القصص وما أنزل فيه، والتأويل هو ما يحتمله معنى الكلام ".
ويشير الزركشي إلى السبب العلمي والمنهجي في التفريق بين التفسير والتأويل وجعل كل منهما ذا دلالة محددة وواضحة، ومتميزة ومخالفة لدلالة الآخر، وذلك حيث يقول : " والحق أن علم التفسير منه ما يتوقف على النقل كسبب النزول والنسخ وتعيين المبهم، وتبيين المجمل، ومنه ما لا يتوقف ويكفي في تحصيله التفقه على الوجه المعتبر، وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل، التمييز بين المنقول والمستنبط، ليحمل على الإعتماد في المنقول، وعلى النظر في المستنبط، تجويزا له وازديادا، وهذا من الفروع في الدين.
ويفهم من هذا الكلام ومن الذي قبله أن التفسير يتعلق بالرواية، وأما التأويل فمرتبط بالدراية وإعمال النظر، ولكل منهما شروط صحة وقبول.(1/2079)
وخلاصة القول أنه يتعين علينا التفريق بين جيلين من المفسرين، فالاول منهما كان يستعمل اللفظين بمعنى واحد، وعلى أساس أنهما مترادفان، أما الجيل الثاني منهما فقد فرق بينهما، فعين التفسير للمنقول، والتأويل للمعقول ولهذا دلالة واضحة على طبيعة التفسير ذاته. ذلك أن السلف الصالح كانوا يعتمدون في تفسيرهم النقل والعقل معا دون التفريق بينهما، وكان شعارهم في ذلك أن صريح المعقول يوافق صحيح المنقول، وهذا الاتجاه واضح في تفسير الإمام الطبري، والإمام ابن تيمية وابن كثير وغيرهم من مفسري أهل السنة .
أما الخلف فقد أصبحت تفاسيرهم للذكر الحكيم ـ في الأعم والأغلب ـ تشكل ثنائية ضدية حادة. فهناك تفاسير بنيتها الأساسية النقل، وأخرى تعتمد أساسا العقل، فكان تفريقهم بين اصطلاحي التفسير والتأويل تقريرا لواقع التفسير وطبيعته في عصرهم .
وعلماء التفسير غالبا يقسمونه إلى منهجين أساسين هما:
1- التفسير بالمأثور .
2- التفسير بالمعقول أو الرأي .
ويرجعون إليهما كل ضروب وأنواع التفاسير التي ألفها العلماء، إلا أن هذا التقسيم يتسم بالخطورة والخلط. فخطورته تتجلى في مساهمته في إحداث انشطار شخصية وعقلية الإنسان المسلم إلى ثنائية ضدية حادة وصارمة: العقل والنقل. وكأن الأمرين لا يمكن الجمع بينهما، في حين يثبت واقع ديننا الإسلامي الحنيف أن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح، وهذا المبدأ المنهجي العظيم يخلصنا من الوقوع في مطب الإنشطار الذي جنى على أمتنا ولا زال. ويمكننا من تجاوز ثنائية العقل والنقل إلى حلول وإمكانات أخرى متاحة.(1/2080)
أما الخلط فيتبين لنا في تجاهل أنواع التفسير الأخرى والتي لها مميزاتها وصفاتها التي تجعلها متميزة عن التفسير المأثور أو المعقول، كالتفسير الإشاري أو الصوفي، والتفسير الموضوعي، والتفسير الأدبي/الإجتماعي، والتفسير العلمي وغيرها من أنواع التفسير الكثيرة التي يعبر تجاهلها عن خلط في تصور طبيعة المناهج التفسيرية .
ونشير هنا إلى أن الغالبية العظمى من تفاسير القرآن الكريم لا يمكن تصنيفها ضمن اتجاه أو منهج معين إلا بالتغليب والترجيح، وذلك أننا نجدها تستفيد من كل المناهج والمعارف والعلوم المتاحة، مما يجعلها تسمو وترتفع فوق التصنيف المقرر لتعبر عن شمولية الدين الإسلامي الحنيف، ولتبرهن عن تآزر النقل والعقل من أجل إبراز الحقيقة وتجليتها.
وقد تنبه أهل السنة عند كتابتهم عن مناهج واتجاهات التفسير إلى أن اتجاهات التفسير ثلاث وهي :
1- التفسير النقلي .
2- التفسير العقلي .
3- التفسير الصوفي .
وهذا يتمشى وينطبق مع مبدئهم الأساسي، ألا وهو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، فتجاوزوا بذلك الوقوع في مطلب ثنائية الرواية والدراية، أو العقل والنقل .
والمناهج التفسيرية ـ حسب ما يتضح لنا من استعراض المراحل التاريخية للتفسير ـ تختلف باختلاف ما يستعين به المفسر من أدوات علمية مساعدة، وهي التي يسميها العلماء بعلوم الآلة. كما أنها تختلف باختلاف مصادر التفسير، وباختلاف الاتجاه الفكري والسياسي، واختلاف الواقع المعيشي لمفسر الذكر الحكيم، وهذا هو ما سنحاول الكشف عنه عند تحليلنا لأهم تفاسير الذكر الحكيم الحديثة .
---
(1/2081)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > Flash File Recovery 1.8 لإستعادة ملفات الفلاش والصور المحذوفة
---
Flash File Recovery 1.8 لإستعادة ملفات الفلاش والصور المحذوفة
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 12:12 AM
الحجم 981 كيلو بايت
http://www.panterasoft.com/file-recovery/ffrsetup.exe
الكراك
http://www.easy-sharing.com/370037/flashfilerecoverycrack.zip.html
---
(1/2082)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن الدراسات الخاصة بالإعجاز القرآني
---
سؤال عن الدراسات الخاصة بالإعجاز القرآني
---
أبو ذر الفاضلي
04-16-2006, 12:07 PM
سؤال أتوجه به إلى أعضاء المنتدى الكرام :
أيعرف أحد منهم ثبت بالدراسات الخاصة بالإعجاز القرآني ، من دلنا على ذلك فلها منا الدعاء ، والمثوبة من الله العلي القدير .
---
د.عبد الله الجيوسي
04-18-2006, 05:25 PM
لي دراسة احصائية بكل ما كتب حول الاعجاز القرآني، وقد قدمته ورقة في احدى المؤتمرات
ولي ورقة جديدة حول الدراسات في الاعجاز العلمي قدمتها لمؤتمر هيئة الاعجاز المنوي عقده بعد 5 أشهر تقريبا ان شاء الله تعالى
فما الذي تستفسر عنه تحديدا؟
---
أبو ذر الفاضلي
04-18-2006, 06:33 PM
يا أستاذي العزيز : نسخة من دراستك الإحصائية ، وهذا بيت القصيد ، وإن أمكن الدراسة الثانية ، فهذا خير مأمول ، جزاك الله خيرا
---
أبو ذر الفاضلي
05-01-2006, 06:04 AM
الأخ الدكتور عبد الله
السلام عليكم
هل من أمل في الحصول على نسخة من هذا البحث أم لا ، رجاء للحاجة ؟
---
د.عبد الله الجيوسي
05-28-2006, 11:20 AM
الاخ الفاضل ابو ذر
السلام عليكم ورحمة الله
بداية اعتذر عن التأخر في الرد حيث لم افتح هذه الصفحة منذ زمن
ثم فيما يخص القائمة فهل تقصد ما يخص الإعجاز العلمي
ام الإعجاز بشكل عام
وأي القوائم تقصد: قوائم الكتب ام الرسائل أم المقالات
ارجو التحديد لان الحجم كبير وهي مقسمة كالذي ذكر
---
أبو ذر الفاضلي
05-28-2006, 10:34 PM
الأخ العزيز الدكتور عبد الله المحترم
ابتداء إني آسف لإلحاحي بسبب ظروفي الخاصة ، وأقدر ظرفك وأكبر فيك تعاونك .(1/2083)
المسألة باختصار : نحن بصدد تقديم دراسة موسعة تحمل عنوان ( الدراسات التي تناولت الإعجاز القرآني في النصف الثاني من القرن الماضي ) . وهي دراسة تتطلب الوقوف على ببلوغرافيا الدراسات السابقة ، وهذا يعني حاجتي لكل ما ذكرت ، فالرجاء إرسال ما لديك بعد ضغطها على العنوان الآتي ، وأنا لك من الشاكرين ، واسأل الله تعالى أن يجعل هذا في ميزان حسناتك خدمة للقرآن الكريم . وعسى الله أن يقدر لي خدمتك .
ALMUSSTAQBEL@YAHOO.COM
---
أبو طلال العنزي
06-06-2006, 02:25 AM
يوجد عندنا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أحد الدكاترة الفضلاء يجمع المؤلفات البلاغية حتى نهاية القرن الثامن الهجري ، وقد دخلت عنده الكتب التي ألفت حول إعجازالقرآن ، فلعل الرجل يفيدكم في هذا الموضوع
---
أبو ذر الفاضلي
06-06-2006, 12:58 PM
أخي العزيز أبو طلال ، جزاك الله خيرا على متابعتك ، لكن الدراسة التي نحن نزمع إنجازها كرست للنصف الثاني من القرن الهجري الأخير ، وهي شاملة لأوجه الإعجاز القرآني كافة ومنها البلاغي ، بارك الله فيك وأحسن إليك .
---
أبو فاطمة
06-12-2006, 07:58 PM
الدكتور عبدالله الجيوسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما طلبه منك الأخ أبو ذرالفاضلي كثير من الدارسين في حاجة إليه فكم سنسعد لو أنك عملت على تنزيل الببليوجرافيا على هذا الموقع فتعم الفائدة وتؤجر إن شاء الله تعالى ، علما بأني حاليا بصدد إعداد أطروحة الدكتوراه وهي حول الإعجا ز البلاغي للقرآن الكريم في القرنين الرابع الخامس الهجريين.
ولك خالص الشكر والتقدير
---
د.عبد الله الجيوسي
06-13-2006, 02:36 PM
أخي أبا فاطمة
نحن نعمل منذ زمن على تنزيل البيلوجرافيا على الموقع
بالتنسيق مع المشرف العام، ونرجو الفراغ قريبا وهو ما نهدف إليه إن شاء الله تعالى، لكن على ما يبدو توجد مشكلة في مسالة تحويل الداتا(1/2084)
وفيما يخض أخي أبا الفاضل سأرسل له ما طلب لكن ليعذرني هذين اليومين فنحن في فترة امتحانات نهاية الفصل، وتعلم توابعه
---
(1/2085)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك كتاب تعقب الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال.
---
هل هناك كتاب تعقب الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال.
---
أبو أنس الغامدي
01-06-2007, 05:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله
هل هناك كتاب تعقب الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب في كتابه الظلال ؟ وهل إذا وجد هذا الكتاب فهل هو منشور أم لا ؟
سلمكم الله
---
القندهاري
01-06-2007, 07:30 PM
أخي أبو أنس الغامدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم هناك بعض الكتب التي تعقبت أخطاء سيد قطيب عفى الله عنه مثل العلامة المحدث الدويش في كتابه المورد العذب الزلال في أخطاء الظلال أو قريبا من هذا العنوان لكنه ذكرها بشكل مختصر بارك الله فيك
---
عادل الكلباني
01-06-2007, 09:10 PM
الحمد لله وبعد ،،،
فقد يسر الله لي وقمت بتعقب أخطاء سيد رحمه الله ، في مقالات متتابعة في الساحة الإسلامية ، منذ أكثر من ثلاث أو أربع سنوات لا أذكر الآن ، وأسميتها { بسط المقال في تعقب أخطاء صاحب الظلال } ، لكني لم أكمل إلا المجلد الأول لعاصفة من الاعتراضات من أتباعه ، ولهذا فإني قد عزمت على أن تكون في كتاب ، يصدر قريبا إن شاء الله تعالى .
مع ملاحظة أني تقريبا لم أذكر ما ذكره الشيخ الدويش في كتابه ، وما حملني على ذلك إلا أن الكتاب ، أعني الظلال ، فيه فوائد جمة ، وكلمات تسطر بماء الذهب ، وفيه شعور ومشاعر إيمانية عظيمة ، ولا يسلم أحد من النقد .(1/2086)
ثم إني بعدقراءة كتاب الشيخ الدويش رحمه الله لحظت أنه كان يحاكم سيدا رحمه الله إلى ما ذكره ابن كثير في تفسيره ، ولا شك أن مجرد قول ابن كثير ليس دليلا ، كما أن نسبة القول إلى السلف عموما ليس دليلا ، والدليل هو الكتاب والسنة ، ولا ينبغي الاعتراض على أحد لمجرد عدم الموافقة على رأيه ، وهذا رأي لي في الردود التي امتلأت بها المكتبات ، فهي في معظمها ردود فقهية كل قول له أنصاره ومن قال به من السلف والخلف ، فتكرار الرود فيها تكرار للخلاف ليس أكثر ، والله أعلم .
---
إبراهيم الحميضي
01-06-2007, 10:37 PM
أفضل من كتب في هذا الموضوع - حسب علمي- الدكتور صلاح الخالدي في كتابه ( في ظلال القرآن في الميزان ) وهو مطبوع في 424 ص وعليه ملحوظات يسيرة، وله كتاب آخر بعنوان: ( سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد ) فيه إضافات جديدة ومفيدة، والدكتور صلاح من أعلم الناس بتفسير الظلال فقد كانت رسالتاه في الماجستير والدكتوراه حوله.
---
أبو جواد
01-07-2007, 10:19 AM
إخواني ! لو أنصفتم ؛ فإن الظلال لا يقوم مقامه كتاب .. ولا تعني مخالفة بعضنا لبعض آراء سيد رحمه الله تعالى أن نبحث عن تأليف انفرد بذكر ( أخطائه ! ) أي فائدة في هذا ، بل أي عقل وراءه ؟!
وفق الله الجميع
---
أبو أنس الغامدي
01-07-2007, 03:23 PM
أشكر مشايخنا الفضلاء على إجابتهم
كما أود أن أشير إلى أن كتاب سيد قطب كتاب يندر مثله في هذا الوقت وطلبي هذا هو عون لنا على قراءة هذا الكتاب مع تجنب الأخطاء ، وكل كتاب به نقص عدا كتاب الله جل وعلا
فليس كل من يقرأ كتاب الظلال على علم كبير ، بل كنت أود أن أشاهد كتاب سيد قطب محققًا تحقيقًا علميا يبرز إيجابياته وسلبياته بإنصاف.....
وفقكم الله لكل خير
---
أحمد بزوي الضاوي
01-07-2007, 11:32 PM
سم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل أبو أنس الغامدي ـ حفظه الله ـ(1/2087)
أما بعد ، فإني أشكر لكم تقديركم للعلماء العاملين ، والحرص على الإفادة من علمهم ، وتجاوز ما يمكن اعتبارها عثرات لا يسلم منها إلا من عصم الله ، وليظل باب البحث مفتوحا ، وتظل الألسنة تلهج بأن الكمال لله تعالى .
أما عن تفسير الظلال فإني أعددت دراسة مستفيضة عنه عنونتها بسيد قطب ومنهجه في التفسير ، نشرت بعض مباحثه على صفحات هذا الموقع ، وهي جزء من دراسة علمية قدمتها لنيل الماجستير بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة1407 هـ / 1997م ، بعنوان : أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة ، بينت فيها تأثر سيد قطب ـ رحمه الله ـ في تفسيره بالواقع المعيش ، وأن ذلك الواقع خلف آثارا إيجابية ، وأخرى سلبية . وقد انتهت الدراسة إلى أن تفسير الظلال تفسير في غاية الأهمية ، ولا يمكن لطلبة العلم الاستغناء عنه ، خاصة ما يتعلق بربط التفسير بالواقع المعيش .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو أنس الغامدي
01-08-2007, 07:46 AM
بارك الله فيكم
هل من الممكن وضع روابط تحيلنا إلى أماكن هذه الكتب والمقالات حتى يعم النفع بها
سلمكم الله وجزاكم خير الجزاء
---
محمد الزغول
01-08-2007, 02:11 PM
يا أخي الحبييب من تتبع عورة امرىء تتبع الله عورته ونصيحتي بتغيير السؤال إلى البحث عن إيجابيات سيد قطب وأمثاله الذين قدموا أموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل الله ..... النظر إلى الأمام أفضل من النظر إلى الوراء والله أعلم .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-09-2007, 01:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
روابط عن سيد قطب ومنهجه في التفسير
منهج سيد قطب في التفسير : الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6398(1/2088)
منهج سيد قطب في التفسير : الدراسة الإجمالية للسورة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6397
الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6233
الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6232
شبهات حول تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6231
التراث التفسيري لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6230
تعريف بسيد قطب وآثاره العلمية :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6229
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
ابن أحمد
01-30-2007, 10:43 PM
الشيخ الفاضل أحمد الضاوي
هل رسالتكم هذه مطبوعة و أين؟
و إذا لم تكن مطبوعة فهل سترى النور و متى؟
---
أحمد بزوي الضاوي
01-31-2007, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد فإني أشكر لكم تواصلكم واهتمامكم . آملا أن نعمل جميعا على الحرص على المعرفة و العلم ، واحترام العماء ، وتقدير جهودهم . علما أن الكمال لله تعالى .
بخصوص رسالتي فهي بعنوان : أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة ، حاولت من خلالها أن أبين الأثر الإيجابي و السلبي لهذا الواقع في أهم التفاسير الحديثة :
1- تفسير المنار لمحمد رشيد رضا .
2- التفسير الحديث لمحمد عزت دروزة .
3 في ظلال القرآن لسيد قطب .
وقد تبين لي من خلال هذه الدراسة أنها جميعا نتيجة تفاعلها مع واقعها بها آثار سلبية قليلة ، لكنها لا تبخسها قيمتها العلمية والدعوية . كما أنها عبارة عن مشاريع حضارية اجتهدت في تنزيل النص القرآني على الواقع بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين .(1/2089)
نوقشت هذه الرسالة بكلية دار العلوم ، جامعة القاهرة 1407 هـ / 1987 م ، تقدير ممتاز " ماجستير علوم شرعية تخصص تفسير ".
نسأل الله التوفيق و الرشد و الرشاد ، وأن يلهمنا الصواب ، و يجعل أعمالنتا خالصة لوجهه الكريم .
وتفضلوا أيها الإخوة الأعزاء خالص تحياتي و تقديري و مودتي .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أبو فاطمة الأزهري
01-31-2007, 06:18 PM
أما عن تفسير الظلال فإني أعددت دراسة مستفيضة عنه عنونتها بسيد قطب ومنهجه في التفسير ، نشرت بعض مباحثه على صفحات هذا الموقع ، وهي جزء من دراسة علمية قدمتها لنيل الماجستير بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة1407 هـ / 1997م ، بعنوان : أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة ، بينت فيها تأثر سيد قطب ـ رحمه الله ـ في تفسيره بالواقع المعيش ، وأن ذلك الواقع خلف آثارا إيجابية ، وأخرى سلبية . .
الدكتور أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
هل لكم بارك الله فيكم أن تذكروا هنا بعض هذه الآثار السلبية التي عرضتموها في بحثكم ولو بالإشارة للإفادة ولمناسبة سؤال الأخ ؟
---
أبو فاطمة الأزهري
01-31-2007, 06:30 PM
يا أخي الحبييب من تتبع عورة امرىء تتبع الله عورته ونصيحتي بتغيير السؤال إلى البحث عن إيجابيات سيد قطب وأمثاله الذين قدموا أموالهم وأرواحهم رخيصة في سبيل الله ..... النظر إلى الأمام أفضل من النظر إلى الوراء والله أعلم .
بارك الله فيك أخي الكريم
كل كتاب لبني الإنسان لا يخلو من تقصير ، وعليه فإذا كان ثم كتاب مشهور متداول ظهرت عليه مؤاخذات فتوضيحها للقراء ـ مع الاعتراف بفضل الكاتب وجهده ـ ليس من باب تتبع العورات ولا من النظر للوراء وإنما هو من باب النصيحة للإسلام والمسلمين وحتى يتجنبها القراء فيما بعد فلا يقعوا في أمثالها وما زال العلماء قديماً وحديثاً يتتبع بعضهم بعضاً ويبين بعضهم ما خالف فيه غيرهم الصواب .
وفقنا الله جميعاً لما فيه صلاحنا .(1/2090)
---
ابواحمد
02-01-2007, 12:02 AM
وهذا كتاب من أفضل ما قرأت في هذا الباب بتقديم الامام الالباني رحمه الله:
بعنوان :
(( العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم . ))
للإستاذ الدكتور :
ربيع بن هادي المدخلي .
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2007, 03:11 PM
الأخ الكريم أبا أحمد أشكرك ، وأعتذر لاستبعاد ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي ، لعدم موضوعيته في رأيي على الأقل . وسيخرج الموضوع من سياقه العلمي إلى سياق آخر لا نرتضيه بارك الله فيك .
---
عبدالعزيز الجهني
02-01-2007, 03:14 PM
أخي أبا أحمد سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد ,أسأل الله أن يريني وإياك وجميع المسلمين الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه . وعليك بالجادة وإياك وبنيات الطريق . واللبيب بالإشارة يفهم. ولك مني الدعاء بالتوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح.
---
أبو فاطمة الأزهري
02-04-2007, 08:54 AM
حبذا النقد المنصف والنظر المعتدل الذي يبين ما للكتاب من قيمة ولا يغفل الحديث عن أوجه القصور والضعف ، وسبحان الله فهذا عزيز ـ بالنسبة لهذا الكتاب خصوصاً إن لم يكن عموماً ـ ففي الوقت الذي نرى فيه كتابات لا ترى للظلال أي قيمة نرى بعض الباحثين لا يعرج على بيان شيء مما فيه من أوجه النقد بل حتى لا يرضى بذكرها .
---
أبو فاطمة الأزهري
02-08-2007, 08:10 AM
يرفع للتذكير ( خاصة الدكتور أحمد وفقه الله للخير )
---
أبو فاطمة الأزهري
02-14-2007, 11:02 PM
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=50371&perpage=15&highlight=قطب&pagenumber=1
---
أبو فاطمة الأزهري
02-22-2007, 10:47 AM
من الرابط المذكور سابقاً :
دحض - شبهات حول "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بزوي الضاوي
أ- الشبهة الأولى :(1/2091)
إن الشبهة الأولى لا تقوم على أي أساس علمي، بل هي فرية يطلقها أعداء الشهيد سيد قطب رحمه الله ، ومناهضة فكره الإسلامي الحركي، وهي فضلا عن ذلك دعاية مغرضة ضد تفسيره "في ظلال القرآن" الذي يعتبر بحق أهم تراثه الفكري، والذي لا زالت الأجيال تربى على موائده، ولا زالت له قيمته العلمية والأدبية.
ولعلنا إذا رجعنا إلى ترجمة سيد قطب، سنجد أنه حفظ القرآن ولم يبلغ العاشرة من عمره، كما أن أخواله كانوا على نصيب غير يسير من العلم، وفضلا عن ذلك فسيد من خريجي كليه دار العلوم، وهي معقل لعلوم اللغة العربية، والدراسات الإسلامية فكيف يقال عنه إنه لا تتوفر فيه شروط المفسر؟.
ثم إذا دققنا النظر في شخصية سيد قطب العلمية، وجدناه متوفرا على أهم الشروط العلمية والأدبية والأخلاقية، التي تؤهله لأن يكون مفسرا للقرآن الكريم. ويمكننا أن نحددها في النقط التالية :
1. كان سيد قطب رحمه الله على معرفة تكاد تكون تامة باللغة العربية كما أنه خبر الأساليب العربية، واطلع على خفاياها البلاغية، ويتضح لنا ذلك من خلال كتاباته الأدبية والنقدية.
2. يملك سيد قطب رحمه الله موهبة أدبية ، وطاقة فكرية، مكنته من أن يبدع في مختلف الأجناس الأدبية، كالقصة، والشعر، والنقد، كما صنف كتابات فكرية نالت إعجاب كل متتبعي الحركة الفكرية الإسلامية المعاصرة، بل هناك من الباحثين من يعد سيد قطب رائد الحركة والنهضة الفركية الإسلامية المعاصرة.
3. كان سيد قطب على اطلاع واسع على الفكر الغربي، ووعي شامل بمشكلات العصر وأزماته، مما جعله يضع يده على مكمن الداء في الأمة الإسلامية، ويعالج قضاياها ومشكلاتها من وجهة نظر إسلامية خالصة، فكما قدم لها فكرا إسلاميا نابعا من الكتاب والسنة، يشكل في جملته مناعة وحصانة ضد أي غزو ثقافي يستهدق عقيدتها وكيانها.(1/2092)
4. ومن أهم آداب المفسر التي كان يتمتع بها سيد قطب رحمه الله الإخلاص وصدق التوجه إلى الله تعالى، وقد زادت الابتلاءات المتوالية عليه تأكيد إخلاصه، وسعيه إلى مرضاة الله، وزهده في الدنيا وإصراره على قول كلمة الحق، ولو كان ذلك يساوي حبل المشنقة، وقد حصل!..
--------------------------------------------------------------------------------
قلت : ( أبا فاطمة )
ألا تلاحظ أنك لم تذكر ـ ما هو من أهم خصائص المفسر ـ معرفة العلوم الشرعية معرفة جيدة والتي لا غنى للمفسر عنها بل من فقدها فلا ينبغي عداده من المفسرين .
إذ كيف تفسر الآيات بما تشتمل عليه من أحكام وأسباب نزول ونسخ وتقييد لمطلق وتخصيص لعام في آيات أخر ونسخ آيات أخرى ...إلخ بدون معرفة لهذه العلوم .
ثم أين المعرفة بالتوحيد و السنة والأصول والفقه وأصول التفسير وقواعد
الترجيح ...إلخ
ألا يشترط الإلمام بذلك في المفسر ؟؟؟
لا أزعم أنه كان عرياً من ذلك تماماً ومع ذلك لا أظن أن أحداً يجرؤ على ادعاء أنه كان على معرفة بهذه العلوم معرفة تؤهله لأن تضعه في مصاف المفسرين المجيدين .
ثم ما الداعي لذكر العلوم الغربية وحال هؤلاء القوم؟؟؟؟ من حق غيرك أن يقول إن ذلك من المثالب وليس من المناقب وإلا فرجل عاش كثيراً على هذه الثقافة وتربى عليها كيف نأمن من ثأثره بها في كتاباته عن الإسلام ؟؟؟
..............
---
(1/2093)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أحكام المرأة الحامل
---
أحكام المرأة الحامل
---
أبو مهند النجدي
11-10-2006, 05:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (24)
أحكام المرأة الحامل
بقلم
يحيى بن عبد الرحمن الخطيب
---
(1/2094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل كتاب أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطي
---
للتحميل كتاب أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطي
---
مسك
07-31-2005, 10:32 PM
اسم الكتاب : أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب
اسم المؤلف : الإمام السيوطي
نبذة عن الكتاب :
أنموذج لطيف، وعنوان شريف، لخصه السيوطي من كتابه الكبير الذي جمع فيه المعجزات والخصائص النبوية بدلائلها، وتتبع فيه الأحاديث الواردة في منصب النبوة وعظيم فضائلها، قصره على إيراد الخصائص سرداً وجيزاً، وميز فيه كل نوع من أنواعها تمييزاً، وسماه:
أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
::::: أضغط هنا لتحميل أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=12&book=1940)
---
عبدالحميد حسن بالفاس
08-27-2005, 01:46 PM
جاري التحميل جزاك الله خير وبارك فيك
---
(1/2095)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أدخل بسرعة وسجل قبل إنتهاء المدة !!!
---
أدخل بسرعة وسجل قبل إنتهاء المدة !!!
---
ابن الجزيرة
08-01-2006, 06:16 PM
بواجه أخونا حميدان التركي كما يعلم الجميع ظروفاً صعبة جداً يجب على كل مسلم الوقوف معه في محنته ولا يسع أحداً يتمتع بشرب الشاي والقهوة أمام شاشة الكمبيوتر ولا يدخل موقعه ليسجل كلمات بسيطة قد تساهم في رفع ما وقع بأخينا حميدان فهم بحاجة لعشرة آلاف صوت لرفعها لجهات مختصة فهلم أخي وبادر فإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول {مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطَنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ , وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ , إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ } عليك التواصل عبر موقع الأخ حميدان على الشبكة وهذا هو الموقع :http://www.homaidanalturki.com/index...&contentid=117
---
ناصر
08-01-2006, 09:42 PM
معذرة الرابط الصحيح هو http://www.homaidanalturki.com/index.cfm?method=home.con&contentid=117
---
ابن الجزيرة
08-02-2006, 01:12 PM
أحسنت وبارك الله فيك .
---
(1/2096)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بلاغة الإشارة بين النظرية والتطبيق
---
بلاغة الإشارة بين النظرية والتطبيق
---
د/ سعيد جمعة
10-15-2005, 11:18 PM
بلاغة الإشارة
بين النظرية والتطبيق
للدكتور
سعيد أحمد جمعة
أستاذ البلاغة والنقد المساعد في كلية اللغة العربية
فرع جامعة الأزهر بالمنوفية
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي وهب إبراهيم "علي الكبر" إسماعيل وإسحاق ، إن ربي لسميع الدعاء ,وأصلي
وأسلم علي المبعوث بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره الكافرون .
أما بعد
فإن الأصل المعتمد في البيان عن المراد هو اللفظ , والبلاغة العربية ما قامت إلا علي الكلام ، وآلة ذلك اللسان ؛ ولذا كان كل نبي مبلغاً رسالة ربه – في المقام الأول – بلسانه ،
ليتم البيان ، ويكتمل الإفهام ؛ فلا يكون عذر لمعتذر ...
يقول الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) (إبراهيم:4)
[ فمدار الأمر على البيان والتبيين,وعلى الإفهام والتفهيم,وكلما كان اللسان أبين كان أحمد ](1)
ولما كان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ذا عقدة في لسانه فصار لا يكاد يبين عن مراد الله – سبحانه – دعا ربه قائلاً : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طه:28,27)
فكانت الإجابة من رب العالمين : ( قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) (طه:36) .
وإذا كان اللفظ المنطوق قد حاز هذا القدر من الأهمية في البيان , فمما لا شك فيه أن هناك وسائل بيانية أخرى يعمد إليه البلغاء ، ولها من القدر والأهمية ما يقارب قدر اللفظ، أو تساويه
وذلك كالبيان بالإشارة ، والبيان بالخط ، وبالعقد ، وبالحال .
والذي يقلب في البيان العربي كله , نثره وشعره ، يلحظ ذلك جيدا ً، وعلي رأس هذا البيان حديث النبي – صلي الله عليه وسلم –(1/2097)
حيث يلحظ حرص الرواة علي نقل ألفاظه وإشاراته وأحواله ..
تري الراوي مثلاً يقول :
قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم – كذا – وأشار بإصبعيه ، أو أشار إلي الأرض ، أو وأشار إلي جهة كذا...... إلخ .
وهذه النصوص التي حرص الرواة علي نقلها ليست من العبث , كما أنها ليست من النوافل في عالم البيان ، بل إن لها دوراً فاعلاً في الدلالة وبلاغتها قد لا يقل عن دور الكلمة ، لذلك نقلها الرواة كما هي .
ولأجل كل هذا :
يحاول هذا البحث الكشف عن بلاغة الإشارة في اللغة وبخاصة في بيان النبي – صلي الله عليه وسلم - .......
وهل يمكن الاكتفاء بها في البيان أو أنها تحتاج إلي وقوف اللفظ بجوارها ؟
وفي أي الأساليب تكثر ؟ وفي أي الأغراض تبرز ؟
وهل من الممكن اصطناع بلاغة للإشارة , خاصة بها ؟
هذا – وقد اختط البحث لنفسه منهجاً ذا شقين :
الأول : منهج نظري نقدي يقف عل الإشارة عند علماء البلاغة وكيفية تناولهم لها .
والآخر : منهج تحليلي موجز يصطفي من حديث – النبي صلي الله عليه وسلم – بعضاً منها
ليبين فيها قدرة الإشارة علي حمل المعاني البلاغية كالتشبيه والحذف والتعريف والطباق وغير ذلك .
ومن خلال المنهجين يحاول البحث الخلوص إلى هذه الدلالة – دلالة الإشارة – وأثرها في البلاغة العربية .
ولعلها تكون لبنة في بنيانها الشامخ .
أما خطة البحث :
فتبدأ بمقدمة تكشف عن موضوع البحث , ومنهجه ،وخطته .
ثم تمهيد أعرض فيه لمعني الإشارة في اللغة العربية ، ثم في القرآن الكريم .
من خلال عدة آيات قرآنية .
ثم فصلين ........ في الفصل الأول الإشارة في تراث العلماء وفيه مبحثان .
المبحث الأول : دلالة الإشارة عند الجاحظ – وفيها :
1- مصادر الدلالة عند الجاحظ .
2- توافق اللفظ والإِشارة .
3- موقف الجاحظ من هذه الدلالة .
4- الإشارة أبعد بلاغاً من الصوت .
5- هل الإشارة عيٌ ؟
أما المبحث الثاني في الفصل الأول فهو : الإشارة بعد الجاحظ وفيها :(1/2098)
1- الإشارة عند قدامة بن جعفر .
2- الإشارة عند ابن رشيق وأبي هلال.
3- الإشارة عند ابن حجة الحموي .
4- الإشارة عند ابن أبي الإصبع .
5- ثم وقفة علي ما سبق .
الفصل الثاني : بلاغة الإشارة في بيان النبي صلي الله عليه وسلم – في حديث مسلم وفيه :
1- التوكيد بالإشارة.
2- التعريف بالإشارة .
3- دلالة الإشارة علي المحذوف .
4- الاختصاص بالإشارة .
5- دلالة الإشارة علي التشبيه .
6- إخراج المعنوي في صورة المحسوس من خلال الإشارة .
7- الطباق بالإشارة .
ثم خاتمة – أوضح فيها بعضا مما كشف عنه البحث وبعضا من الوصايا , ثم الهوامش .
والله الهادي إلي سواء الصراط .
التمهيد
مفهوم الإشارة في اللغة العربية:
أصل الإشارة من قولهم : شار العسل يشوره شورا وشيارا وشيارة ومشارا ومشارة :
استخرجه من الوقبة واجتناه .
قال أبو عبيد : شرت العسل واشترته : اجتنته ، وأخذته من موضعه ( 2 ) .
وقالوا : شار الدابة يشورها شورا : إذا عرضها لتباع ( 3 ) .
والشارة عند العرب والشورة : الهيئة واللباس ( 4 ) .
ومنه الحديث " أن رجلا أتاه وعليه شارة حسنة " ( 5 ) .
واستنادا إلي استعمال العرب يلاحظ أن أصول مادة " شار " تدل علي عدة معان منها :
[ عرض الشيء , وإظهاره , والإيماء إليه ]
ولهذا قالوا : رجل حسن الشارة حلو الإشارة ,وفلان صير شير : حسن الصورة والشارة( 6)
ولما كان اللباس والهيئة عرَضَين يعرف الإنسان بهما.
قالوا : الشوار والشارة : اللباس والهيئة . قال زهير : من البسيط :
مقورة تتبارى لا شوار لها إلا القطوع علي الأكوار والورك ( 7 ) .
وتتطور مادة " شور " التي تحمل في ثناياها معني إبداء الشيء وإظهاره وعرضه , من دلالة ظاهرية سطحية ، تستند إلي هيئة الشيء إلي دلالة باطنه عميقة تعتمد علي ما في غور النفس ؛ فتعبر عنها ، وتحكي مضامينها عن طريق الإشارة .(1/2099)
جاء في حديث إسلام عمرو بن العاص : " فدخل أبو هريرة فتشايره الناس " أي : اشتهروه بأبصارهم , كأنه من الشارة وهي الهيئة " اللباس ( 8 ) .
وترتقي الإشارة من البصر إلي الإصبع التي تحكي بإشارتها , وتعبر بحركتها فأسموها :
" المشيرة " قالوا :. وأومأ إليه بالمشيرة أي : بالإصبع السبابة ( 9 ) .
-------
وتكتسب الإشارة آلية الكلام منذ عهود الإنسانية الأولي ، أو ربما كانت مصاحبة له , وبناء عليه يظهر مصطلح الإشارة الذي يدل علي الكلام , قالت العرب : أشار الرجل يشير إشارة إذا أومأ بيديه ( 10 ) .
والإيماءة تدل علي معني من أمر ونهي أو سواهما مما يقتضيه المقام .
وفي الحديث:" أنه – صلي الله عليه وسلم – كان يشير في الصلاة " أي: يوميء باليد والرأس ,
يعني : يأمر وينهي بالإشارة ( 11) .
-------
ثم تتطور دلالة الإشارة حيث تقترن بالكلام ، ويطلق علي الكلام إشارة , ولذلك سمّت العرب الخطبة( مشوارا ) ولقد جاء عنهم " إياك والخطب فإنها مشوار كثير العثار " (12) .
وتلتصق كثير من الدلالات بالأصابع فالعرب تقول : " ما فارقتك شبرا ولا فترا ولا عتبا ولا رتبا ولا بصما ، - والبصم ما بين الخنصر والبنصر , والعامة تستخدمه الآن في إقرار الأمي علي العقد .
أما العتب والرتب فما بين الوسط والسبابة .
والفتر ما بين السبابة والإبهام .
والشبر ما بين الإبهام والخنصر .
والفوت بين كل إصبعين طولا ( 13) .
وفي حديث النبي – صلي الله عليه وسلم – للرجل الذي كان يشير في الدعاء : أحّد أحّد .... أراد أن إشارته كلها مختلفة فما كان منها في ذكر التوحيد والتشهد فإنه كان يشير بالمسبحة وحدها , وما كان في غير ذلك كان يشير بكفة كلها ليكون بين الإشارتين فرق .
ومنه : إذا تحدث اتصل بها أي : وصل حديثه بإشارته تؤكده ) (14) .
وهذا الالتصاق بين الإشارة والمعاني له أصول قديمة يذكرها ابن جني فيقول في حديثة عن أصل اللغة وأن منها ما نشأ من المواضعة :(1/2100)
" فكأنهم جاءوا إلي واحد من بني آدم فأومئوا إليه ، وقالوا : إنسان , إنسان , إنسان ، فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد به هذا الضرب من المخلوق .
وإن أرادوا سمة عينة ، أو يده ، أشاروا إلي ذلك , فقالوا : يد ، عين ، رأس ..... " ( 15 )
وهذا يعني أن للإشارة صلة بالفطرة الإنسانية .
ولا يكاد الإنسان يستغني عنها ، لأنها إن لم تكن وسيلة بيان فهي معينة عليه ، ومنبهة إليه ، يقول شمس الحق العظيم أبادي [ دأب الوعاظ ، والقصاصون أنهم يحركون أيديهم يميناً وشمالاً ينبهون السامعين علي الاستماع ..... ] ( 16 ).
وقد لحظ شراح الحديث النبوي هذا الأمر فجعلوا له باباً خاصاً فتراهم يقولون مثلاً " باب الإشارة في الخطبة ... وباب الرجل يشير بيده ... وباب رفع اليدين علي المنبر ...الخ .
كل ذلك دليل ساطع علي مكانة الإشارة في البيان العربي .
------------------------
الإشارة في بيان القرآن الكريم
لم يرد ذكر للفظ الإشارة في القرآن الكريم إلا في موضع واحد ،في سورة مريم .
وذلك قوله تعالي : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً) (مريم:29)
وكان الداعي إلي الإشارة هو التزام الأمر الصادر إليها من قبل ، وذلك قوله تعالي (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً) (مريم:26) .
وقد ظن أهلها أنها تستهزئ بهم .
يقول القرطبي : " التزمت مريم عليها السلام –ما أمرت به من ترك الكلام ، ولم يرد في هذه الآية أنها نطقت بـ (إني نذرت للرحمن صوما ) وإنما ورد أنها أشارت .
فيقوي بهذا القول من قال : إن أمرها بـ " قولي " إنما أريد به الإشارة ، ويروي أنها لما أشارت إلي الطفل قالوا : استخفافها بنا أشد علينا من زناها ، ثم قالوا لها علي جهة التقرير : ( كيف نكلم من كان في المهد صبيا ) " ( 17 ) .(1/2101)
ففهمهم الاستهزاء من إشارتها دليل علي أن للإشارة دلالات تفهم منها ، ولذلك يضيف القرطبي رحمه الله ويقول : " الإشارة بمنزلة الكلام ؛ وُتفهم ما يُفهم القول ، وكيف لا ، وقد أخبر الله تعالي عن مريم فقال : " فأشارت إليه " ؟ وفهم منها القوم مقصودها وغرضها ، فقالوا : " كيف نكلم ....إلخ "( 18) .
وقد ورد ذكر للإشارة في سورة آل عمران ,لكنها جاءت في صوره الرمز وذلك قوله تعالى
لزكريا عليه السلام : ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) (آل عمران:41)
فقوله " إلا رمزا " أي : " إلا إشارة بيد أو رأس أو غيرهما "( 19) .
وأصل الرمز الحركة . يقال : ارتمز إذا تحرك .
ومنه قيل للبحر : الراموز ثم اختلفوا في المراد بالرمز ههنا علي أقوال :
الأول : أنه عبارة عن الإشارة كيف كانت ؛ باليد , أو الرأس , أو الحاجب , أو العين , أو الشفة .
والثاني : أنه عبارة عن تحريك الشفتين باللفظ من غير نطق , وصوت .
قالوا : وحمل الرمز على هذا المعنى أولى ؛ لأن الإشارة بالشفتين يمكن وقوعها بحيث تكون حركات الشفتين وقت الرمز مطابقة لحركاتها عند النطق فيكون الاستدلال بتلك الحركات على المعاني الذهنية أسهل .
الثالث : وهو انه كان يمكنه أن يتكلم بالكلام , وأما رفع الصوت بالكلام فكان ممنوعاً منه .
فإن قيل : الرمز ليس من جنس الكلام , فكيف استثني منه ؟
قلنا : لما أدى ما هو مقصود من الكلام سمي كلاماً, ويجوز أيضاً أن يكون استثناءً منقطعاً , فاما إن حملنا الرمز على الكلام الخفي فإن الإشكال زائل ] ( 20)(1/2102)
وقد ذهب القرطبي – رحمه الله –على أن الإشارة تنزل منزلة الكلام حيث يقول : [ في هذه الآية دليل على أن الإشارة تنزل منزلة الكلام , وذلك موجود في كثير من نصوص السنة , وآكد الإشارات ما حكم به النبي – صلى الله عليه وسلم – في أمر السوداء حين قال لها : وأين الله ؟
فأشارت برأسها إلى السماء .
فقال : إعتقها ؛ فإنها مؤمنة .
فأجاز الإسلام بالإشارة الذي هو أصل الديانة , الذي يحرز الدم والمال , وتُستحق به الجنة , وينجى به من النار , وحكم بإيمانها كما يحكم بنطق من يقول ذلك , فيجب أن تكون الإشالاة عاملة في سائر الديانة , وهو قول عامة الفقهاء ] (21)
ولقد تحدث القرآم الكريم عن الإشارة , وذكرها بلفظ الوحي , وذلك كما جاء في قوله تعالى : ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11) .
يقول الزمخشري – رحمه الله – [ أوحى : أشار , ويشهد له : إلا رمزا ](22) .
[ ولا يجوز أن يكون المراد من قوله " أوحى إليهم " الكلام ؛ لأن الكلام كان ممتنعاً عليه , فكان المراد غير الكلام , وهو أن يعرّفهم ذلك إما بالإشارة , أو برمز مخصوص , أو بكتابة ؛ لأن كل ذلك يفهم منه المراد ....
واعلم أن الأشبه بالآية هو الإشارة لقوله تعالى: ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ) (آل عمران:41) . والرمز لا يكون كناية للكلام ]( 23) .
وعليه , فإن الإشارة في القرآن الكريم قد وردت تحت عدة أسماء :
الأول :لفظها الصريح , كما في : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً)
الثاني : الرمز , كما في قوله تعالى : ( قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)(1/2103)
الثالث : الوحي , كما في قوله تعالى:( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن ْسَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11) .
وهذا الأخير هو ما نبه عليه قدامة بن جعفر في الكتاب المنسوب إليه – نقد النثر -, حيث عقد باباً بعنوان : باب من الوحي , وقال فيه : [ وأما الوحي فإنه الإبانة عما في النفس بغير المشافهة , على أي معنى وقعت : من إيماء , ورسالة , وإشارة , ومكاتبة .
ولذلك قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) .
وهو على وجوه كثيرة , فمنه الإشارة باليد , والغمز بالحاجب , والإيماض بالعين , كما قال الشاعر :
وتوحي إليك باللحاظ سلامها ***** مخافة واش حاضر ورقيب (24) .
فالوحي هنا هو الإشارة بالعين , وهذا يفتح الباب أمام الإشارة فلا يجعلها مقصورة على حركة اليد بل يندرج تحتها ألوان كثيرة من التعابير بأي جزء من أجزاء الجسد .
وهذا ينقلنا إلى البحث في تراث علمائنا عن هذه الدلالة , وكيف عبروا عنها , وهل لفظ [ الإشارة ] عندهم يحمل دلالة الحركة ؟ لنر .
الفصل الأول
الإشارة في تراث العلماء
----------------------------
المبحث الأول : دلالة الإشارة عند الجاحظ ت/ 255 هـ
يُعد الجاحظ أول من لفت الأنظار إلى هذا النوع من البيان , وحدّ حدوده , وفصل أنواعه , وقال فيه ما لم يُسبق إليه .(1/2104)
والعجيب في الأمر أن علماء البيان بعد الجاحظ أعرضوا عن هذه الدلالة , وانحرفوا بها عن طريقها الذي رسمه , والأعجب منه أن بعضهم عاب على المتكلم أن يستصحب مع اللفظ إشارة باليد , أو بغيرها , وظنوا أن في ذلك عجزاً وعياً عن البيان , وتقصيراً عن امتلاك اللفظ الحامل للمراد , مع أنه شيء مركوز في الفطرة , ولذلك يقول الجاحظ : [ زعمت الأوائل أن الإنسان إنما قيل له : العالم الصغير , سليل العالم الكبير ؛ لأنه يصور بيده كل صورة , ويحكي بفمه كل حكاية ] (25 ) .
فتصوير المعاني باليد فطرة فطر الله الناس عليها , عند إرادة التعبير عما في النفس , ولا يمكن أن تكون الفطرة عجزاً , بل هي عون للفظ , وموافقة له , بل لا بد من صحبتها حتى لا يلتبس الأمر عند المتلقي .
توافق اللفظ والإشارة :
يرى الجاحظ أن الإشارة منها الصواب , ومنها الخطأ , وأن ذلك مرجعه إلى توافق الإشارة مع اللفظ , أو تعارضها معه .
فإذا وافقت الإشارة اللفظ صارت صحيحة , وتم للمراد أركانه , وصار المعنى بليغاً , ووصل إلى القلب في صورة بهية .
أما إذا خالفت الإشارة اللفظ , فإن المعنى يكتنفه الغموض , ويلتبس على المتلقي المراد , ويأتيه المتكلم من الباب الخطأ , فيقع في اضطراب , ويظل المعنى مطموراً ؛ لأن صاحبه لم يحسن إخراجه , والإعراب عنه ؛ لما بين اللفظ والإشارة من تنافر , وذاك عيب أي عيب ؟!
والجاحظ يقول : [ إن المعاني مستورة خفية , وبعيدة وحشية , ومحجوبة مكنونة , وإنما تحيا تلك المعاني في ذكرهم لها , وإخبارهم عنها , واستعمالهم إياها .
وهذه الخصال هي التي تقربها من الفهم , وتجليها للعقل , وتجعل الخفي منها ظاهراً , والغائب شاهداً , والبعيد قريباً ....
وعلى قدر وضوح الدلالة , وصواب الإشارة – الحظ هذا – وحسن الاختصار , ودقة المدخل يكون إظهار المعنى .... ] ( 26 ) .(1/2105)
ولقد نقل الجاحظ – رحمه الله – عن [ اسحق بن حسان بن قومة أنه قال : لم يفسر البلاغة تفسير ابن المقفع أحد قط .
سئل : ما البلاغة ؟
قال : اسم جامع لمعانٍ تجري في وجوه كثيرة , فمنها ما يكون في السكوت , ومنها ما يكون في الاستماع , ومنها ما يكون في الإشارة , ومنها ما يكون في الحديث ] ( 27 ) .
وهذا نص صريح في أن البلاغة تكون في الإشارة كما هي في الكلام .
وهذا البحث لا ينكر أن الأصل في البيان هو اللفظ , ولكنه ينبه على الوسائل الأخرى , ومن أعلاها الإشارة , فهي وإن لم تكن تستقل - غالباً - بالدلالة , فهي عون للفظ في البيان , وإذا توارى اللفظ لسبب أو لآخر برزت هي لتنوب عنه ,لأنها رديفته ,وتالية له في تصوير المراد .
يقول الجاحظ : [ والإشارة واللفظ شريكان , ونعم العون هي له , ونعم الترجمان هي عنه , وما أكثر ما تنوب عن اللفظ , وما تُغني عن الخط .....ولولا الإشارة لم يتفاهم الناس معنى خاص الخاص , ولجهلوا هذا الباب ألبتة] ( 28).
أعضاء الإشارة :
يقول الجاحظ : [ فأما الإشارة فباليد , وبالرأس , وبالعين , وبالحاجب , والمنكب ..
وإذا تباعد الشخصان فبالثوب , وبالسيف ] ( 29) .
لكن التراث حمل لنا أمثلة كثيرة كانت العناية فيها بإشارة العين , ولعل السر في ذلك أن العين هي أسرع الأعضاء حركة , والأكثر دلالة , حتى نقل ابن حزم "رحمه الله " في كتابه ( طوق الحمامة ) ما تعارف عليه الناس في بيئة من إشارات العين , وعقد لذلك باباً اسمه :
باب الإشارة بالعين .
قال فيه : ثم يتلو التعريض بالقبول - إذا وقع القبول والموافقة - الإشارة بلحظ العين , وإنه ليقوم في هذا المعنى المقام المحمود , ويبلغ المبلغ العجيب , ويقطع به ويتواصل , ويوعد ويهدد, ويقبض ويبسط , ويؤمر وينهى , وتضرب به الوعود , وينبه على الرقيب , ويضحك ويحزن , ويسأل ويجاب , ويمنع ويعطى .(1/2106)
ولكل واحد من هذه المعاني ضرب من هيئة اللحظ, لا يوقف على تحديده إلا بالرؤية ..وأنا واصف ما تيسر من هذه المعاني :
فالإشارة بمؤخر العين الواحدة : نهي عن الأمر .
وتفتيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة نظرها : دليل على التوجع والأسف .
وكسر نظرها : آية الفرح .
والإشارة إلى إطباقها : دليل على التهديد .
وقلب الحدقة إلى جهة ما , ثم صرفها بسرعة : تنبيه على مشار إليه .
والإشارة الخلفية بمؤخر العين : سؤال .
وقلب الحدقة من وسط العين إلى المؤق بسرعة : شاهد المنع .
وترعيد الحدقتين من وسط العينين : نهي عام .
وسائر ذلك لايدرك إلا بالمشاهدة .
ثم يقول : والحواس الأربع أبواب إلى القلب ...والعين أبلغها ] ( 30)
ونيابة العين عن اللفظ أمر ثابت لاشك فيه , ولعل السبب في تواري اللفظ, وبروز الإشارة هو الخوف من النطق , أو عجز المبين عن الكلام , أو غير ذلك من الأسباب , وانظر مثلاً إلى قول الشاعر :
أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
وقال آخر :
العين تبدي الذي في نفس صاحبها وتعرف عيني ما به الوحي يرجع
وقال ثالث :
العين تبدي الذي في نفس صاحبها من المحبة أو بغضاً إذا كانا
والعين تنطق والأفواه صامتة حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
إن كل هذه الشواهد دامغة على أن هناك للحواس لغة معروفة بين الناس , ولذلك تسمع من يقول " لغة العيون , ولغة الأيدي , ولغة الحواجب , ولغة الشفاه .... إلخ
وهذه اللغات تعارف عليها الناس , وإن لم يكن لها قواعد , أو مفردات , ولكن يبقى الأهم وهو أنها لغة مفهومة .
الإشارة أبعد بلاغا ً من الصوت:
لا شك أن مدى الصوت - مهما كانت قوة صاحبه – مدى محدود , ولو أن رجلا وقف ليحدث آخر عن بعد لما فهم منه شيئاً, وهنا يبرز دور الإشارة ؛ لأنها تصل حيث لا يصل الصوت , وتحمل المراد حيث يعجز اللفظ عن حمله .(1/2107)
ولقد جاء في الأمثال العربية قولهم : " رفع عقيرته " وهو مثل يضرب لمن صاح صياحاً شديداً حتى أسمع القاصي والداني , وهذا المثل لا صوت فيه , لكن فيه الحركة .
ومورد هذا المثل : أن رجلاً قطعت رجله فبلغ به الألم مبلغة فرفعها على يديه , وأخذ يصيح حتى أسمع الجميع .
والعرب حين أرادت أن تعبر عن هذا الأمر تركت الصوت الذي صاح به الرجل ؛ لأنه مهما علا فلن يصل إلى تصوير شدة الألم الذي أحاط به , ولكنهم التقطوا هذه الحركة التي فعلها الرجل , وهي رفع القدم المقطوع , وجعلوها مضرباً للمثل في شدة رفع الصوت .
وحكمة العرب جعلتها تفطن إلى أن رفع العقيرة أبلغ في تصوير علو الصوت من غيره , فكان التعبير هنا بالإشارة بدلاً من اللفظ , ولذلك يقول الجاحظ :
[ ومبلغ الإشارة أبعد من مبلغ الصوت , فهذا أيضاً باب تتقدم فيه الإشارة الصوت , والصوت هو آلة اللفظ , وهو الجوهر الذي يقوم به , وبه يوجد التأليف , ولن تكون حركات اللسان لفظاً ولا كلاماً موزوناً, ولا منثوراً إلا بظهور الصوت , ولا تكون الحروف كلاماً إلا بالتقطيع والتأليف ]( 32) .
لكن مع هذا يقرر الجاحظ أن الإشارة من تمام اللفظ حيث يقول : [ وحسن الإشارة باليد والرأس من تمام حسن البيان باللسان مع الذي يكون مع الإشارة من الدل والشكل , والتفتل والتثني , واستدعاء الشهوة , وغير ذلك من الأمور ] (33)
ولعل ذلك كان سبباً في عدم وصف الإشارة بالبلاغة عند العلماء ؛ لأنها لا تستقل بالبيان لمن يستطيع الكلام , أو أن يكون في لغة غير لغة العرب [كما قيل للهندي : ما البلاغة ؟
قال : وضوح الدلالة , وانتهاز الفرصة , وحسن الإشارة ] ( 34) .
هل الإشارة عند الكلام عيّ :(1/2108)
يرى البعض أن الإشارة مع الكلام دليل العي , والعجز عن امتلاك اللفظ المعبر , وأن البليغ هو الذي يمتلك ناصية البيان , فإذا حرك يده , أو التفت بوجهه, أو غمز بعينه , أو نحو ذلك فإنما عجز عن اللفظ فاستدعى غيره ليفصح به عن مكنون صدره , وكان بعضهم يفاخر بأنه عند بيانه لا يحرك من جسده ساكناً , ولا يشغل سامعه بغير لفظه , ولذلك عدوا الإشارة عيباً وخروجاً عن دائرة البيان العالي .
أما البلاغة التامة عندهم فهي أنْ تحمّل اللفظ كل ما تريد , وأنت ساكن الجوارح ...[ قال أبو الأشعث : لقيت صحيفة هندية فإذا فيها : أول البلاغة اجتماع آلة البلاغة , وذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش , ساكن الجوارح , قليل اللحظ متخيراًً اللفظ ...
وكان أبو شمر إذا نازع لم يحرك يديه , ولا منكبيه , ولم يقلب عينيه , ولم يحرك رأسه حتى كأن كلامه إنما يخرج من صدع صخرة .
وكان يقضي على صاحب الإشارة بالافتقار إلى ذلك , وبالعجز عن بلوغ إرادته , وكان يقول : ليس من المنطق أن نستعين عليه بغيره ....حتى كلّمه إبراهيم بن سيار النظام عند أيوب بن جعفر , فاضطره بالحجة , وبالزيادة في المسألة حتى حرك يديه , وحل حبوته , وحبا إليه حتى أخذ بيديه ] ( 35 )
وهكذا دلل الجاحظ على خطأ من ظن أن الإشارة عيّ , وأنها عجز عن الكلام , كما بين بعد ذلك أن من أكابر البلغاء من كان يُشير عند بيانه .. قال ثمامة بن الأشرس : كان جعفر بن يحيى أنطق الناس , قد جمع الهدوء والتمهل , والجزالة والحلاوة , وإفهاماً يغنيه عن الإعادة , ولو كان في الأرض ناطق يستغني بمنطقه عن الإشارة لاستغنى جعفر عن الإشارة , كما استغنى عن الإعادة ]( 36)
ويقول الجاحظ أيضاً عن ثمامة بن الأشرس(1/2109)
[ وما علمت أنه كان في زمانه قروي , ولا بلدي كان بلغ من حسن الإفهام مع قلة الحروف ’ ولا من سهولة المخرج مع السلامة عن التكلف ما كان بلغه , وكان لفظه في وزن إشارته , ومعناه في طبقة لفظه , ولم يكن لفظه إلى سمعك بأسرع من معناه إلى قلبك ]( 37) .
ولعل كل هذا تبيان على أن الإشارة ليست عياً, ولا نقصاً في المبين , بل هي من أدواته التي لا يستغني عنها , وإذا كان هؤلاء الذين استشهد بهم الجاحظ قد أشاروا عند بيانهم , فحسبنا أ ن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " كثيراً ما أشار عند بيانه , وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا.ً
ومع أن الجاحظ قد فصل هذا التفصيل , وأعطى الإشارة حقها في عالم البيان , وجعلها إحدى وسائله , بل هي النائبة عن اللفظ , والكاشفة عن مقداره , والمؤكدة له , والمعربة عن المعاني الخاصة , أو خاصة الخاصة ...
أقول : على الرغم من هذا كله إلا أن اغلب من جاء بعده من علماء البيان وضعوا عنها هذا القدر , وجردوها من هذه المكانة , وأعادوها إلى اللفظ لتدور في فلكه , وصار مستقى دلالة الإشارة مأخوذاً من اللفظ , فتاهت الدلالة وانمحت معالمها , ولم نعد نفرق بينها وبين غيرها من الدلالات .
وأول من يلقانا على هذا الدرب صاحب أول أثر نقدي علمي مشهور : قدامة بن جعفر .
المبحث الثاني : الإشارة بعد الجاحظ :
أولاً : الإشارة عند قدامة بن جعفر ت 327 هـ :
لقد تحدث قدامه عن ائتلاف اللفظ والمعني ,وجعل من هذه الأنواع الإشارة ، ثم عرفها فقال :
[ الإشارة : أن يكون اللفظ القليل مشتملاً علي معاني كثيرة بإيماء إليها ، أو لمحة تدل عليها ,
كما قال بعضهم ، وقد وصف البلاغة فقال : [ هي لمحة دالة ] ( 38 ) وهذا التعريف يحوي ما يلي :
أولاً : أن مصدر الدلالة اللفظ وليس الإشارة - كما يري -.
ثانياً : أن دلالة هذا اللفظ القليل على المعنى دلالة اشتمال , أعني : أنها دلالة مفهومة, وليست منطوقة .(1/2110)
ثالثاً أن الإشارة تقوم بمساعدة اللفظ في تكوين الدلالة , لكنه عند استشهاده عمد إلى اللفظ ليأخذ منه دلالة الإشارة , وابتعد عن الحركة والإيحاء , ويقول مستشهداً على الإشارة :
فإن تهلك شنوءة أو تبدل فسيري إن في غسان خالا
لعزهم عززت وإن يذلوا فذلهم أنالك ما أنالا
ثم قال : [ فينبه هذا الشعر على أن ألفاظه مع قصرها قد أشير بها إلى معان طوال , فمن ذلك : " تهلك أو تبدل "... ومنه قوله : " إن في غسان خالا " ..... ومنه ما تحته معان كثيرة , وشرح , وهو قوله " أنالك ما أنالا " . ] (39)
وقدامة بهذا التعليق يبعد عن دور الإشارة الحقيقية في تكوين المعنى , بل إن الشعر الذي استشهد به لا إشارة فيه , ولا ما يدل عليها من قريب أو بعيد , اللهم إلا إذا عددنا الكناية والرمز من قبيل الإشارة .
وظل قدامة -رحمه الله -يتابع شواهده , وجميعها تدور في فلك الإيجاز , أو الكناية , أو التمثيل , ولعل الذي دفع به إلى هذا العدول أنه معني ببيان دروب المعاني الشعرية , من حيث مساواتها مع اللفظ أو زيادتها عليه .
فلقد جعل الإشارة نوعاً من أنواع ائتلاف اللفظ مع المعنى ,وهذا الائتلاف قد يكون اللفظ فيه مساويا , أو زائداً عليه , كما هو الحال في باب الإشارة , وهذا يعني أنها عنده قسيم للمساواة .
ًومع أنه عند التعريف جعل مصدر ومستقى هذه الزيادة من الإشارة والإيماء واللمحة الدالة , إلا أنه عند الشرح , والتفصيل أعرض عن هذه اللمحة , وذاك الإيماء , وحصر شواهده في اللفظ, مما أحدث بعده لبساً ففُهمت الإشارة مرة على أنها نتاج الحركة , ومرة أخرى على أنها نتاج اللفظ .
*******
دلالة الإشارة عند ابن رشيق : ت 456 هـ
عقد ابن رشيق القيرواني في كتابة العمدة بابا كبيرا للإشارة بدأ بإبراز جمال هذه الدلالة فقال :
[ والإشارة من غرائب الشعر وملحه، وبلاغة عجيبة، تدل علي بعد المرمي , وفرط المقدرة ،(1/2111)
وليس يأتي بها إلا الشاعر المبرز ، والحاذق الماهر ، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة ، واختصار وتلويح يعرف مجملا ، ومعناه بعيد من ظاهر لفظه فمن ذلك قول زهير
فإني لو لقيتك واتجهنا لكان لكل منكرة كفاء
فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه , وهذا عند قدامة أفضل بيت في الإشارة ] ( 40 ).
ولا يخفى عليك ما في هذا الكلام من إغراب وبعد عن دلالة الإشارة الحقيقية , حتى بيت الشعر الذي استشهد به .
وكأن دلالة الإشارة هي كل ما يحمله الكلام من معان , سواء جاء في صورة كناية , أو تشبيه , أو استعارة ....
وهذا بلا شك عجيب , لأن كل دلالة في علم البلاغة لها مصطلح متفق عليه , أما أن أجعل هذه الدلالات كلها دلالات إشارية فهذا بعيد .
والأصل : أن دلالة الإشارة تستقى من حركة اليد , أو العين , أو الرأس , أو سائر الجسد سواء صاحبت اللفظ , أم جاءت وحدها , وأنا هنا أتحث عن دلالة الإشارة في علم البلاغة , لأن هناك في علم أصول الفقه مفهوماً آخر لدلالة الإشارة .
وأعود إلى ابن رشيق حيث يقول عن البيت السابق : [ فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه ]
ثم حكم على هذا البيت بأنه أفضل بيت في الإشارة , مع أن ابن قدامة لم يعلق على هذا البيت بقليل , ولا بكثير .
وفي بيت آخر يقول الشاعر فيه :
جعلت يدي وشاحاً له وبعض الفوارس لا يعتنق
يقول ابن رشيق : [ وهذا النوع من الشعر هو الوحي عندهم ...] (41)
لقد جعل ابن رشيق كل ما يستعذبه من الشعر , وكل ما لطف , ودق في المعنى , جعله من باب الإشارة ؛ ولأجل هذا فتح الباب لكل ألوان البيان .
فهذه إشارة على معنى التشبيه , ويمثل لها بقول الشاعر :
جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط
وهذه إشارة على معنى الاستفهام ,ويمثل لها بقول الله تعالى( الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ)(القارعة ا:2)
وهذه إشارة على معنى التعريض كقوله تعالى: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان:49).,(1/2112)
وإشارة على معنى الكناية , وإشارة على معنى التمثيل , وإشارة على معنى الرمز , وأخرى على معنى اللحن .....إلخ
وغير ذلك كثير مما يعني أن دلالة الإشارة قد تاهت , وأصبح كل معنى مفهوم معنىً إشارياً!!
ثم يعود ابن رشيق لينتصر للدلالة الحقيقية للإشارة فيعرض رأي من يزعم أن الإشارة حشو , ويستدلون على ذلك بقول أبي نواس :
قال إبراهيم بالما ل كذا غرباً وشرقاً
فزعموا أن قوله [ كذا ] حشو, وعجز عن اللفظ الدال على الإشارة .
ثم ينتصر لأبي نواس , ولدلالة الإشارة , فيقول : [ ولم يأت بها أبو نواس حشواً , ولكن شطارة , وإن شئت قلت : بياناً وتثقيفاً , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : " وكيف بك إذا بقيت في حثالة الناس , قد مرجت عهودهم وأماناتهم , واختلفوا ...وكانوا هكذا .. ؟ وشبك بين أصابع يديه " .
ولا أحد أفصح من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولا أبعد كلاماً منه من الحشو , والتكلف ]( 42 ) .
وهذا الكلام يناقض كلامه السابق , فهو هنا يحدد مستقى الدلالة , ويبرز أهمية الحركة في تكوين المعنى , بل إنه بعد ذلك ذكر من لطائف هذه الدلالة ما لا يكاد اللفظ يقوم به , ومن ذلك : [ أن معاوية - رضي الله عنه - أقام الخطباء لبيعة ولده يزيد , فقام رجل من ذي الكلاع فقال :
هذا أمير المؤمنين ...............وأشار بيده إلى معاوية .
فإن مات فهذا ...................وأشار إلى يزيد .
فمن أبى فهذا ....................وأشار إلى السيف .
ثم قال :
معاوية الخليفة لا نماري +++ فإن يهلك فسائسنا يزيد
فمن غلب الشقاء عليه جهلاً +++ تحكم في مفارقه الحديد (43)
فابن رشيق بهذا لا يترك مجالاً لأحد أن يتهمه بالانتقاص من دلالة الإشارة , أو تغييبها داخل الدلالات الأخرى .
لكن ... أين هذا مما قاله أولاً ؟ أليس هذا عجيباً ؟(1/2113)
ولو أنك أردت أن تبرز ما في الإشارة من دلالات في البيتين السابقين لوجدت اللفظ منك يطول ؛ لأن الشاعر أراد أن يبرهن على أحقية سيدنا معاوية , وولده يزيد بالخلافة , وكان لزاماً عليه أن يذكر صفات كل واحد منهما التي تؤهله لهذا المنصب , ولما كان هذا يطول دعاك أن تنظر بإشارته بيده إلى معاوية ليتحقق لديك بما لا يدع مجالاً للشك في أحقيتهما للخلافة .
ألا ترى أن إشارته بيده جمعت من المعاني ما لا حد له ؟
فإن اقتنعت بذلك فاعلم أن هذا هو سر الجمال , ولب الإبداع وموطن الفن في هذه الإشارة , فهي لا تذكر لك المعنى , بل تضع عينك عليه لتراه , وفرق بين الأمرين كبير .
ثم يتابع ابن رشيق كلامه في هذه الدلالة , وكأنه يريد منك ألا تلتفت إلى كلامه الأول ؛ لأن الإشارة عنده لها قدرة فائقة على تصوير المعنى , بل وتستطيع أن تستقل بالدلالة , ومن ذلك ما حكاه عن أبي نواس , حيث يقول :
[ وقد جاء أبو نواس بإشارات أخر لم تجر العادة بمثلها , وذلك أن الأمير بن زبيدة قال له مرة : هل تصنع شعراً لا قافية له ؟ قال : نعم , وصنع من فوره ارتجالاً :
ولقد قلت للمليحة قولي من بعيد لمن يحبك ....." إشارة : قبلة "
فأشارت بمعصم ثم قالت من بعيد خلاف قولي ..... " إشارة : لا , لا "
فتنفست ساعة ثم إني قلت للبغل عند ذلك ......." إشارة : امش "
فتعجب جميع من حضر المجلس من اهتدائه,وحسن تأتيه, وأعطاه الأمين صلة شريفة ]( 44)
فلا شك أن صنيع أبي نواس في غاية الإبداع والبيان , حتى أكاد أزعم أن اللفظ لا يقوم مقام الإشارة هنا , من أين لنا بلفظ يعبر عن صوت القبلة , وكم من أصوات لا بيان لها ؟
ومن كل ما سبق عند ابن رشيق يتبين لنا أنه في بداية كلامه خلط بين دلالة الإشارة , ودلالة الصور البيانية , حتى التبس الأمر على القارئ .. , ثم في آخر كلامه حرر الدلالة , واستشهد عليها بشواهد تبرهن على أثر الحركة المشاهدة في المعنى .
********(1/2114)
الإشارة عند عبد القاهر ت 471
الناظر في كتابي عبد القاهر لا يلحظ عناية بهذا النوع من البيان : لأنه - رحمه الله -كان مشغولاً بقضية الإعجاز القرآني ،وأنها في نظم الكلام ، وهذا الهم شغله عن التعريج علي
وسائل البيان الأخرى ، إلا بعض اللفتات القصيرة , وذلك مثل تعليقه علي ما لحق البيان من الضيم : لأن البعض [ لا يري معني أكثر مما يري للإشارة بالرأس والعين . وما يجده للخط والعقد ] .(45)
وكذا قوله لمن أعرض عن الشعر بسبب وزنه أن ينظر إلي ما فيه من [ حسن تمثيل ، واستعارة ، وإلي التلويح والإشارة ، وإلي صنعة تعمد إلي معني الخسيس فتشرفه ... ] (46 ) وكذا كلامه عن المزية ، وأنها من حيز المعاني حيث يقول : [ وينبغي أن تأخذ الآن في تفصيل أمر المزية وبيان الجهات التي منها تعرض ، وأنه لمرام صعب ، ومطلب عسير ، ولولا أنه علي ذلك لما وجدت الناس بين منكر من أصله , متخيل له علي غير وجهه ومعتقد أنه باب لا تقوي عليه العبارة.ولا يملك فيه إلا الإشارة ] ( 47 ) .
ولقد سار الإمام - رحمه الله - علي هذا الضرب . يبين دقائق البيان ، ووجوه الإعجاز في نظم الكلام ، وهذه الغاية جعلته لايعتني إلا بها .
وهذا يعني إن الإمام , مع أنه أقر ، وذكر الإشارة في كلامه ، لكنه شغل عنها بغايته التي عقد كتابيه - الدلائل والإسرار - عليها , وهي بيان وجه الإعجاز في القرآن الكريم .
الإشارة عند ابن أبي الإصبع ( تـ 654 هـ )
عقد ابن أبي الإصبع بابا للإشارة ونقل نقلا عن غيره ، ولكنه زاد في هذه الدلالة زيادات جليلة جعلته يمثل مرحلة من مراحل تطور دلالة الإشارة .
فلقد نقل عن [ هند بن أبي هالة في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه" كان يشير بكفه كلها , وإذا تعجب قلبها , وإذا حدث اتصل بها فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى " .(1/2115)
فوصفه ببلاغة اليد , كما وصفه ببلاغة اللسان , يعني أنه يشير بيده في الموضع الذي تكون فيه الإشارة أولى من العبارة , وهذا حذق لمواضع المخاطبات ] ( 48 ) .
ثم راح ابن أبي الإصبع يشرح هذا , فقال : [ يشير بكفه كلها . أي : يُفهم بها المخاطب كل ما أراده بسهولة , فإن الإشارة ببعض الكف تصعب , وبكل الكف تسهل .
فأعلمنا هذا الوصف أنه صلى الله عليه وسلم كان سهل الإشارة كما كان سهل العبارة .
" فإذا تعجب بها قلبها"
يعني : أنه أتى بها على وجهها إذا كان المعنى الذي يشير إليه على وجهه ليس فيه ما يستغرب فيعجب منه , فإن الشيء المعجب إنما يكون معجباً لكونه غير معهود .
فكأن الأمر فيه قد قُلب لمخالفته المعهود ، فلذلك يجعل قلب يده في وقت الإشارة إشارة إلى أن هذا الأمر قد جاء على خلاف المعهود , ولذلك تعجب منه .
وقوله : " وإذا تحدث اتصل بها "
يعني : اتصل حديثه بها , فيكون المعنى متصلاً , والمفهوم بالعبارة والإشارة متلاحماً , آخذ بعضه بحجز بعض .
وقوله : " فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى "
يعني : أنه عند انتهاء إشارته يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى , مشيراً إلى أنه ختم إشارته , ومعناه , ولذلك عطف هذه الجملة بالفاء , ولم يأت بها معطوفةً بالواو , كما أتى بما قبلها من الجمل , لكونها آخر إشارته .
والواو لكونها غير مقتضية للترتيب يجوز أن يكون المتأخر بها متقدماً ولا كذلك الفاء , إذ لا بد أن يكون المعطوف بها متأخراً ؛ لكونها موضوعة للتعقيب .
وأما اقتصاره على باطن الإبهام دون ظاهرها "
فمعناه : أنه جعل آخر الإشارة متصلاً بأول العبارة اتصالاً متلائماً كملاءمة باطن الكف التي ضرب بها باطن الإبهام التي ضرب عليها , وهذا أيضاً من بلاغة الواصف . ( 49)(1/2116)
وهذا الكلام كلام نفيس لأنه يضع أصولاً لقواعد هذه الدلالة وهذه الأصول لابد من تعليمها حتى يستطيع كل مبين أن يخرج مراده ويختار له ما يناسبه من ألوان البيان لفظا كان أو إشارة ...
ومع أن هذا الكلام صريح في قدره الإشارة علي حمل المعاني ، وتكوين الدلالات ، إلا أن العجيب أن ابن أبي الإصبع حين اسشهد أعرض عن كلامه ، وأتي بشواهد بعيدة عما قال ...
شواهد كل ما فيها أن اللفظ القليل يحمل المعاني الكثير ، وهذا أشبه بالانفصام بين القاعدة والمثال ، وهو ما وقع فيه الكثيرون.
ولعل السبب في ذلك ، أن علماء البلاغة حين يكتبون في العلم يأتون في كلامهم وقواعدهم الجديد ، وحاول كل منهم أن يضيف إلي كلام السابقين شيئا فإذا جاءوا إلي التمثيل أخذوا من السابقين شواهدهم وسطورها، ولذلك تجد أغلب الشعر المستشهد به في دلالة الإشارات واحدا ، إلا ما نذر .
الإشارة عند ابن حجة الحموي:
لقد إضاف ابن حجة الحموي إلى هذه الدلالة إضافة ينبغي ذكرها هنا , حيث قال : [ هذا النوع " أعني الإشارة " مما فرعه قدامة من ائتلاف اللفظ مع المعنى , وشرح ذلك فقال : هو أن يكون اللفظ القليل مشتملاً على المعنى الكثير , بإيحاء ولمحة تدل عليه , كما قيل في صفة البلاغة : هي لمحة دالة .
وتلخيص ذلك : أنه إشارة المتكلم إلى المعاني الكثيرة بلفظ يشبه لقلته واختصاره إشارة اليد , فإن المشير بيده يشير دفعة واحدة إلى أشياء لو عبر عنها بلفظ لاحتاج إلى ألفاظ كثيرة .
ولابد في الإشارة من اعتبار صحة الدلالة , وحسن البيان مع الاختصار ؛ لأن المشير بيده إن لم يفهم المتلقي معنى إشارته فإشارته معدودة من العبث , وكان النبي صلى الله عليه وسلم سهل الإشارة كما كان سهل العبارة , وهذا ضرب من البلاغة يمتدح به ] ( 50)
وفي كلام ابن حجة تنبيهات ينبغي الوقوف عليها , فهي مرحلة من مراحل تطور هذه الدلالة , ومنها :(1/2117)
أولاً : أن دلالة الإشارة مع كونها من اللفظ لكنها سميت كذلك تشبيهاً بحركة اليد التي تفهم منها معان كثيرة دفعة واحدة , فكذلك اللفظ إذا فهم منه معان كثيرة دفعة واحدة كان فيه دلالة إشارة كما يقول .
ثانياً : يشترط ابن حجة صحة هذه الدلالات حتى لا يدعي كل أحد أن في اللفظ دلالة كذا , واللفظ لا يحتملها .
يقول :[ فلابد في الإشارة من اعتبار الصحة , وحسن البيان مع الاختصار ] ( 51) .
ثالثاً : أن من الإشارة ما يوصف بالسهولة , ومنها ما يوصف بالتعقيد , وسهولة الإشارة تعني : وصول المراد إلى القلب دون وسائط .
ومع كل هذا إلا أنك تراه يقول : [ والإشارة قسمان : قسم للسان , وقسم لليد ] (51) لكنك إن بحثت عن القسم الذي لليد فلن تجد له شاهداً في كتابه,فجميع شواهده في دلالة اللفظ القليل على المعنى الكثير,وهذا بلا شك دلالة إيجاز وليست دلالة إشارة باليد كما نص هو" رحمه الله " .
الإشارة عند الفقهاء:
حظيت دلالة الإشارة لدى الفقهاء بعناية فائقة , وبنوا عليها أحكاماً, حتى وإن وردت وحدها دون مصاحبة اللفظ , مما يعني إمكانية استقلالها بالدلالة , ومن ذلك ما جاء في كثير من أبواب الفقه ,يقول المهلب : [ قد تكون الإشارة في كثير من أبواب الفقه أقوى من الكلام , مثل قوله " صلى الله عليه وسلم ": بعثت أنا والساعة كهاتين ( 52) فعرّف قرب ما بينهما بمقدار زيادة الوسطى على السبابة .
وفي اجتماع العقول على أن العِيان أقوى من الخبر دليل على أن الإشارة قد تكون في بعض المواضع أقوى من الكلام ] ( 53) .
ومن الأفكار التي بنيت على الإشارة عند الفقهاء :
أنهم [ كرهوا للرجل التكلم والإمام يخطب , وإن تكلم غيره فلا ينكر عليه إلا بالإشارة ](54)
[ واشترطوا لحل الذبيحة شروطا , منهاً :(1/2118)
أن يقول باسم الله عند حركة يده بالذبح......فإن كان الذابح أخرس أومأ برأسه إلى السماء , وأشار إشارة تدل على التسمية , بحيث يفهم منها أنه أراد التسمية , وهذا كاف في حل ذبيحة الأخرس .
وفي حكم البدء بالسلام قالوا :
وإذا قال : السلام عليك , وأشار على محمد بدون تسميته فرد أحد الحاضرين , فإن الفرض يسقط ؛ لأن الإشارة تحتمل أن تكون لهم جميعاً , وكذا إذا قال : السلام عليك , بدون إشارة , فإنه إذا رد واحد سقط عن الباقين ؛ لأنه يصح أن يخاطب الجماعة بخطاب الواحد.....
وفي مبحث اليمين قالوا :
وإذا حلف ألا يأكل هذا وأشار إلى قمح بدون أن يذكره , فإنه يحنث إذا أكل منه على هيئته, أو أكل من دقيقه , أو خبزه , أو أي شيء يتولد منه ...
وفي كتاب النكاح قالوا :
وإذا تزوجها على ( هذا الفرس ,أو هذا الفرس ) وأشار لها إلى فرسين , وكان أحدهما أقل من الآخر حكم بمهر المثل .
وفي باب القذف قالوا :
إن القذف لا يصح إلا بالتصريح ....
قال ابن القصار : وهذا باطل , وقد نص مالك على أن شهادة الأخرس مقبولة , إذا فهمت
إشارته , وأنها تقوم مقام اللفظ بالشهادة ...] ( 55)
أما علماء الأصول , فإنهم ذكروا من أنواع الدلالات : دلالة الإشارة ؛ لكنهم لم يخرجوا بها عن التركيب ونظمه , وجعلوها ثمرة للفظ وإيماءاته , فقالوا عنها : إنها [ دلالة النظم على معنى لم يسق لأجله , لعدم قصد المتكلم له في نفسه , لكن السامع يعلمه بالتأمل في معنى النظم من غير زيادة عليه ولا نقصان ] (56)
[ وجوهر هذه الدلالة عندهم ماثل في أمرين :
أنها دلالة نظمية , وأنها دلالة غير مقصودة للمتكلم بهذا النظم .
ووجه تسمية هذه الدلالة إشارة عندهم أن المتكلم قد يفهم بإشارته , وحركته في أثناء كلامه ما لا يدل عليه نفس اللفظ فيسمى إشارة ]( 57)(1/2119)
وكل ذلك كما ترى متولد عن اللفظ , ولا علاقة له بدلالة الحركة , وإن كان الأصل في اصطلاح لفظ الإشارة هو الحركة , لكنهم عند تحديد الدلالة نظروا إلى اللفظ , وأغفلوا الحركة المصاحبة له .
ولذلك يرى بعضهم أنها دلالة التزاميه تستقى من اللفظ غير الصريح , ويرى آخرون أنها تفهم من اللفظ , ولا يدل اللفظ عليها , ومن ذلك مثلاً ما يقوله الجصاص في أحكام القرآن حول قول الله تعالى : " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " يقول : [ يؤخذ منه بطريق الإشارة : أن الفقير قد يملك بعض ما يغنيه , وليس هو الذي لا يملك البتة, فإنه لا يحسبه الجاهل به غنياً من أجل تعففه إلا إذا كان ظاهر حاله ساتراً حقيقته , وذلك لا يكون مع العدم المحض ] ( 58 ) .
[ ويؤخذ منه أيضاً بطريق الإشارة أن على الفقير ألا يظهر حاله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً , فقد جاءت الآية في معرض المدح .
ويؤخذ منه أيضاً : أن على أهل الفضل أن ينقبوا عن أولئك المتعففين , ويعينوهم على استتارهم ببذل ما يحفظ ماء الحياء في وجوههم ] ( 59) .
وكل هذه المعانى مرتشفه من اللفظ وسياقه ،لكن لا يوجد ذكر هنا لحركه أو إشارة ، مما يعني أن الأصوليين ـ أيضاً عدلوا بالإشارة عن حقيقتها ، وعمدوا إلى اللفظ وإشارته أي : دلالته .
ولم تقف أهمية هذه الدلالة عند الفقهاء والبلاغيين فقط ، بل إن الناس كانوا يتعارفون علي إشارات فيما بينهم ومن ذلك ما ذكره شمس الدين العظيم أبادي في شرحه لسنن أبي داود .
يقول : [ جاء عن ابن سيرين أنه قال :
كانوا يستأذنون الإمام - وهو علي المنبر - فلما كان زياد , وكثر ذلك بينهم ، قال : من وضع يده علي أنفه فهو إذنه ]( 60 ) .
وهذا اصطلاح بين هؤلاء فقط ، مما يعني أن الجميع كان يأوي إلي الإشارة , إن صرفه صارف عن اللفظ .
وقفه علي ما سبق.
هذا مما سطّرهُ علماؤنا عن الإشارة ، ولقد تبين لي بعض الأمور أوجزها فيما يلي :(1/2120)
أولاً : اتفق الجميع على أن الأصل في البيان هو اللفظ , ولم يختلفوا حول الإشارة , وكونها ضرباً من البيان أيضاً .
ثانياً : أن أول من كشف اللثام عن هذه الدلالة , وفصل غوامضها الجاحظ , ومع ذلك لم يسر خلفه الباقون بل حارت الدلالة عندهم وضوحاً وغموضاً,وإن كان لهم إضافات لا تنكر .
ثالثاً : أن للإشارة دلائل واضحة وناطقة في بيان الوحي , كما أن لها دلائل في بيان العرب قديماً شعراً ونثراً .
رابعاً : أنهم اختلفوا في وصف الإشارة بالبلاغة , فمنهم من وصفها بالبلاغة كابن المقفع , وابن حجة الحموي , وابن أبي الإصبع , ومنهم من قصر البلاغة على اللفظ.
خامساً : أن دلالة الإشارة مركوزة في فطرة الإنسان , وعليه لا يجوز وصف البليغ إذا أشار بالقصور , أو العيب , أو العي .
سادساً : لابد في الإشارة من موافقة اللفظ حتى يسهل المعنى على المتلقي , أما إذا كان اللفظ في جانب , والإشارة في جانب مغاير أدى الأمر إلى التعقيد المذموم .
سابعاً : إن حقل البيان ما زال في حاجة ماسة إلى الكشف عن وسائل البيان الأخرى غير اللفظ
ثامناً : للإشارة مقامات لا يستطيع اللفظ القيام بها , كالبيان للبعيد , وبيان الخائف , والبيان عن أمور لا لفظ لها في العربية , كما في بعض الأصوات .
تاسعاً : أن لكل حركة دلالة ينبغي تمييزها عن غيرها , وتحديد دورها في تكوين المراد .
ووددت لو تم اصطناع معجم لدلالة الإشارات في بيان السابقين , وعلى رأس ذلك بيان الوحي , ثم بيان العرب القديم .
ولقد ألمح على مثل ذلك ابن حزم حيث قال : :
الإشارة بمؤخرة العين الواحدة , تعني : النهي .
وتقصيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة نظرها : دليل على التوجع .
وقبض اليد يعني : القوة .
وغير ذلك كثير في التراث , ومن الممكن جمعه , ووضعه في معجم يستعين به كل مبين .
الفصل الثاني
دلالة الإشارة في بيان النبي
" صلى الله عليه وسلم "
دراسة في صحيح مسلم(1/2121)
---------------------------------------------------------
تقديم
لا شك أن كل بيان يحمل صفات قائله , فالبيان القرآني يحمل كل كمال , وكل تنزيه وإحاطة , وكل ما يليق بالله تعالى من صفات .
وإذا كان الحكماء من البشر يملكون ناصية البيان أعلاه ، وأصفاه ، وأحلاه ، وأتقنه ، وأرقاه ، فما أبان أحد كبيان النبي- عليه السلام - ، فالبيان النبوي يقف على قمة البيان البشري , ولم لا وهو قبس من بيان القرآن الكريم ، بل هو الوجه الآخر لهذا البيان .
وللإشارة في بيان المعصوم صلي الله عليه وسلم مقام رفيع لا يقل عن مقام اللفظ ولقد حرص الرواة جميعاً حين سمعوا رسول الله عليه السلام يقول : " بلغوا عني " حرصوا علي نقل هذا البيان كاملاً غير منقوص ، بما فيه من لفظ وخط ، وإشارة ، وعقد وحال ،لأنهم يعلمون أن هذه الوسائل ليست حشوا ، أو كمّا مهملا ، بل لها دور في بناء المعني , وتكوين الدلالات , وعسى أن يكون خلف الإشارة حكم , أو تكليف , أو وصية , أو نحو ذلك من تعاليم الدين , فيغيب عن الناس فيتحملوا وزره ؛ لأجل ذلك نقلوا إلينا كل شيء .
تسمعهم يقولون : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " كذا وأشار بالسبابة والوسطى , أو قال كذا وجمع بين أصابعه , أو شبك بين أصابعه .
وتراهم يقولون : خط رسول الله خطوطاً في الأرض ... ثم قال كذا ...
وهذا كله دليل قاطع , وبرهان ساطع على منزلة هذه الوسائل البيانية في حمل المراد إلى
المتلقي .
بل إنهم أطلقوا على الإشارة لفظ ( القول ) : تسمعهم يقولون : قال بأصبعه كذا ....
والأوراق القادمة تكشف بعضاً من علاقة البيان بالإشارة , وكيف تحمل حركة الجسد تشبيهاً أو توكيداً , أو غير ذلك من ألوان البلاغة , وكأن الإشارة فيها من علم المعاني والبيان والبديع .....وهذه نماذج تبين كل نوع .
التوكيد بالإشارة(1/2122)
لا شك أن توكيد المسند , أو المسند إليه إنما هو تقرير لكل منهما , وتحقيق لمفهومهما ؛ رغبة في [ جعله مستقراً محققاً ثابتاً بحيث لا يظن به غيره ] ( 61 ) والإشارة تقوم بهذا الدور خير قيام .
ولقد جاءت أحاديث كثيرة ترى فيها الإشارة مؤكدة للفظ , ومدعمة له , وكأن وصول المعنى إلى القلب عن طريق السمع لا يكفي , فأريد استصحاب طريق إضافي , فإذا وجد القلب أن المعنى قد وصله من طريقين مختلفين , وكل منهما يؤكد الآخر، فتح للمعنى الباب ليستقر فيه .
ولا شك أن العلماء كانوا يستعينون علي المعني الواحد بعدة طرق لفظية مثل التوكيد اللفظي والمعنوي ، وغير ذلك - لأنهم كانوا يرون في المعني فخامة تحتاج إلي هذا الحشد .
فما المانع أن تؤازر الإشارة اللفظ في المعاني الشريفة ، والمقامات العالية التي تحتاج إلي ألوان أخرى من المؤكدات سوي المؤكدات اللفظية،حتى تستقر النفوس ، ويزول ما فيها من ريب .
ومن هذا الباب ما جاء في فتح خيبر من حديث سلمة بن الأكوع .
أنه قال : لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا ً شديداً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله ، فقال أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك ، وشكّوا فيه : رجل مات في سلاحه ، وشكوا في بعض أمره .
قال سلمة : فقفل رسول الله صلي الله عليه وسلم من خيبر ، فقلت : يا رسول الله ائذن لي أن أرجز لك، فأذن له رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب أعلم ما تقول ، قال ، فقلت :
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " صدقت "
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
قال : قلما قضيت رَجَزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال هذا " ؟
قلت : قاله أخي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحمه الله "
فقلت : يارسول الله ! إن ناساً ليهابون الصلاة عليه , يقولون رجل مات بسلاحه .(1/2123)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مات جاهداً مجاهداً " , وفي رواية " كذبوا , مات جاهداً مجاهداً فله أجره مرتين , وأشار بأصبعيه " ( 62 )
فقوله : مرتين , ثم يشير بإصبعيه إنما هي توكيد لفظي لأن المقام في حاجة إلى ذلك , وانظر إلى ما أصاب سيدنا سلمة بن الأكوع من غم حين رأى إعراض الصحابة عن الصلاة على
أخيه , حتى ارتاب في الأمر , ودخله ما دخله من الشك في عاقبة أخيه , ومن هنا كان من الأولى إزالة هذا الشك من عنده , ومن عند جميع الصحابة , فأكد النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بالإشارة , لتكون الإشارة توكيداً لا يبقى معه لبس , ولا غموض في فوز أخي سلمة بالجنة , والشهادة في سبيل الله تعالى .
فالآذان ستظل تذكر كلام النبي , والعيون كذلك ستظل ترى هذه الإشارة المصاحبة للفظ لتكون بياناً توكيدياً لها .
ومن هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم :
[ تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق , حتى تكون منهم بمقدار ميل, قال سليم بن عامر : فوالله ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض , أم الميل الذي تكتحل به العين ؟
قال : " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق , فمنهم من يكون إلى كعبيه , ومنهم من يكون إلى ركبتيه , ومنهم من يكون إلى حقويه , ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً "
قال : وأشار رسول الله بيده إلى فيه . ( 63 )
فقوله صلى الله عليه وسلم " ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً, يفهم منه أن العرق قد وصل إلى الفم , هذا منطوق العبارة , والذهن يتصور ذلك , لا شك , .
إذن , ما الإضافة التي أضافها رسول الله إلى المعنى بإشارته ؟ وهل قصّر اللفظ عن أداء المراد حتى تأتي الإشارة ؟(1/2124)
إن الإضافة التي أتت بها الإشارة , كما أفهم , هي استحضار الصورة لتشاهدها العيون , فوضعُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يده على فيه نقل المعنى من عالم الغيب إلى عالم الشهادة , وهذا من أرفع صور التوكيد فالناس الآن لا يسمعون الكلام , بل يرون صورة هذا الرجل الذي ألجمه عرقه , يرونه الآن أمام عيونهم , وهو يحاول النجاة , أو التخلص من هذا العرق بعد أن وصل إلى فيه , وأخذ بخناقه , ويكاد يسد أنفاسه , هكذا ينظر السامع إلى المعنى بعد إشارة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما اصطفاء هذا الصنف , أعني : الذي يلجمه العرق , لتصويره دون غيره ممن وصل العرق إلى كعبيه , أو ركبتيه ...الخ , فلأنه الأشد كرباً , والمقام مقام ترهيب من يوم القيامة , والسياق سياق زجر , فالشمس تدنو من الرؤوس , والكل في ضيق ووجل , فكان الأبلغ استخلاص أشد الصور نفوراً فكان من يلجمه العرق إلجاماً هو الأليق بالمقام فوقع التصوير بالإشارة عليه , لأن من رأى ليس كمن سمع .
التعريف بالإشارة
تحدث البلاغيون عن التعريف باسم الإشارة , وجعلوا لذلك أغراضاً كثيرة , منها : تمييز المشار إليه أكمل تمييز , ومنها المدح , أو الذم , أو لبيان حاله في القرب أو البعد , أو التوسط , وقد يكون التعريف باسم الإشارة غرضه التنبيه على ما سبق ذكره في الكلام ..وغير ذلك .
ولقد بين العلماء أن التعريف بالإشارة يرقى إلى مرتبة عالية في مجال وسائل التعريف , وذلك بسبب مصاحبة الإشارة الحسية للفظ المسموع .
يقول السبكي في عروس الأفراح : [ يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة لأحد أمور :
الأول : أن يقصد تميزه لإحضاره في ذهن السامع حساً ...فالإشارة أكمل ما يكون من التمييز كقول ابن الرومي :
هذا أبو الصقر فرداً في محاسنه من نسل شيبان بين الضال والعلم (64 )
انظر إلى قوله : " لإحضاره في ذهن السامع حساً " فهذا يعني مصاحبة الحركة للفظ .(1/2125)
ويقول الدسوقي في حاشيته على السعد : [ والتمييز الأكمل هو ما كان بالعين والقلب , فإنه لا تمييز أكمل منه , ولا يحصل ذلك التمييز إلا باسم الإشارة ....
ودلالة اسم الإشارة على أكملية التمييز لأن معه إشارة حسية , ولا يتأتى معه اشتباه ..
واسم الإشارة إذا كان المشار إليه حاضراً محسوساً للسامع بحاسة البصر كان أقوي .]( 65 )
وكل هذا يدل على قدرة الإشارة الحسية على حمل المعاني , بل إن أسماء الإشارة لا تتخيل إلا إذا صاحبتها حركات حسية , يلفت بها المتكلم نظر السامع إلى ما يريد .
ومن هذا الباب ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : [ كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ...
قال : قلت : من هم يا رسول الله ؟
فلم يراجعه حتى سأل ثلاثاً , وفينا سلمان الفارسي , فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان , ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا
لناله رجال من هؤلاء " ] ( 66 )
فقوله " لناله رجال من هؤلاء " صاحبه وضع يده على سلمان الفارسي , حتى يكون التمييز في أكمل صورة , وبخاصة أن السائل صار في شوق إلى معرفة هذه الطائفة التي تلحق بالسابقين الأولين .
ووضع اليد على سيدنا سلمان قصد به رجال من أهل فارس , وهذا يفسره رواية أبي هريرة في صحيح مسلم : " لو كان الدين عند الثريا لذهب رجال من فارس حتى يتناولوه "
وليس المقصود اختصاص أهل فارس بسبب فارسيتهم , وإنما المقصود ما يتحلون به من طاعة والتزام .
ولقد نقل ابن حجر بعضاً مما جاء في أسباب نيل هؤلاء هذه الدرجة , ومنها :
ما جاء زيادةً في إحدى الروايات " برقة قلوبهم " ,
وفي أخرى " يتبعون سنتي , ويكثرون الصلاة علي " ( 67).
وعلى هذا فالإشارة الحسية تلفت انتباه الناس إلى صفات هذه الطائفة , التي تتحلى بالإيمان , ولو كان عند الثريا .(1/2126)
ووضع اليد على سيدنا سلمان يعني أنه كان متحلياً بهذه الصفات فجاءت الإشارة الحسية لينظر الجميع إليه , وإلى صفاته فيكون ذلك دافعاً إلى التشبه به .
*****
دلالة الإشارة على المحذوف
قد تأتي الإشارة لتدل على لفظ محذوف لكنه مراد في المعنى , وعدم التصريح بهذا اللفظ له أسباب كثيرة : مثل : الاختصار , والاحتراز عن العبث بناءً على الظاهر , أو ضيق المقام ...الخ ( 68 ) .
ولا شك أن للحذف مكانة عالية في البلاغة .
ويكفي هنا ما ذكره الإمام عبد القهر من أن الحذف [ باب رقيق المسلك لطيف المأخذ ،عجيب الأمر شبيه بالسحر , فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر , والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة ، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق ، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن ] ( 69 ) .
وقد يعمد المبين إلي الإيماء , وإلي المحذوف بإشارته ، وعندها تكون هذه الإشارة هي الدليل علي المحذوف فتكسبه وضوحا وبيانا قد لا يتوفران في ذكره .
ومن ذلك ما رواه سيدنا عبد الله بن عباس ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " أمرت أن أسجد علي سبعة أعظم . الجبهة وأشار بيده علي أنفه واليدين ، والرجلين ، وأطراف القدمين ، ولا تكفت الثياب ولا الشعر( 70 ) .
والحديث حذف منه لفظ " الأنف وإن كان أشير إليه باليد , ذلك لأن الأصل في الرأس الجبهة ، فالسجود عليها هو الفرض ويتبع ذلك الأنف .(1/2127)
وكان التصريح بالجبهة ، وحذف الأنف يعني أن كلا منهما ليسا علي درجة واحدة في السجود. [ قال القرطبي : هذا يدل علي أن الجبهة الأصل في السجود والأنف تبع ....وقال ابن دقيق العيد : قيل : معناه أنهما جعلا كعضو واحد ، وإلا لكانت الأعضاء ثمانية ، وقال : وفيه نظر : لأنه يلزم منه أن يكتفي بالسجود علي الأنف ، كما يكتفي بالسجود علي بعض الجبهة ..... والحق : أن مثل هذا لا يعارض التصريح بذكر الجبهة ، وإن أمكن أن يعتقد أنهما كعضو واحد فذاك في التسمية والعبارة ، لا في الحكم الذي دل عليه الأمر ] ( 71 ) .
وقد تفيد الإشارة أن الجبهة والأنف ملتصقين فهما عضو واحد كما جاء عند النسائي :
"ووضع يده علي جبهته وأمرها علي الأنف,قال : هذا واحد ]( 72 ) .
وأري أن حذف لفظ " الأنف " هنا لا يعني أنها تالية للجبهة وتابعة لها في الأهمية ، بل إن الإشارة إلي الأنف يعني كما أري أهمية السجود عليها لدرجة قد تفوق غيرها ، ولذلك وضع البخاري ( رحمه الله ) هذا الحديث تحت عنوان " باب السجود علي الأنف والطين " .
ذلك لأن السجود علي الأنف أقرب إلي الذل والانكسار والخشوع من غيره ، ويعلق ابن حجر رحمه الله علي عنوان البخاري فيقول :
" كأن البخاري يشير إلي تأكد أمر السجود علي الأنف , بأنه لم يترك مع وجود عذر الطين الذي أثر فبه ، ولا حجة فيه لمن استدل به علي جواز الاكتفاء بالأنف ، لأنه في سياقه أنه سجد علي جبهته وأرنبته، فوضح انه إنما قصد بالترجمة ما قدمناه،وهو دال علي وجوب السجود عليهما ، ولولا ذلك لصانهما عن لوث الطين " ( 73 ) .
وعليه فإن الحذف هنا لا يقل درجة عن الذكر لأن الإشارة نبهت على المحذوف ، وزادته إيضاحاً فوق اللفظ .(1/2128)
ومن هذا الباب أيضاً ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال " اشتكي سعد ابن عبادة شكوي له ، فأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم يعوده ، مع عبد الرحمن بن عوف ، وسعد ابن أبي وقاص ، وعبد الله ابن مسعود ، فلما دخل عليه وجده في غشيه .
فقال: أقد قضي ؟ قالوا : لا يا رسول الله : فبكي ، فلما رأي القوم بكاء رسول الله صلي الله عليه وسلم بكوا ، فقال : ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا " وأشار إلي لسانه " أو يرحم ( 74 ) .
وأول ما يلحظ هنا : البداية بـ " ألا تسمعون " وهذا تمهيد لما سيقوله لأهميته حتى لا يتحرج أحد من البكاء ، أو يظن أن فيه معصية .
ولكن ما الفرق بين ( أن الله يعذب بهذا أو يرحم ) وبين ( إن الله يعذب باللسان أو يرحم ) ؟
الفرق أن في أحد الخبرين إشارة وفي الأخر تصريح باللفظ ، ولا شك أن في حذف اللفظ والاكتفاء بالإشارة التي تراها العين توكيداً للمعني ، وبخاصة أن في الكلام تشريعاً يترتب عليه حرام وحلال ،كما أن في حذف لفظ [ اللسان ] تهويلاً وترهيبا ًمن عواقبه , لأنه إما أن يرفع صاحبه إلى عليين , أو يهوي به إلى أسفل سافلين , وهنا ترى كلام الإمام عبد القاهر قد تمثل أمامك , وذلك قوله : " وترى ترك الذكر أفصح من الذكر ..."
******
الاختصاص بالإشارة
الاختصاص في البلاغة العربية له أدواته المعروفة مثل( إلا,وإنما,والعطف بلا وبل ولكن )...
ويمكن أن يضاف إلى ذلك الإشارة ؛ لأنها تصحب اللفظ فتخصص جزءه , أو نوعه , أو أفضله , أو أدناه .
ومن هذا الباب ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال :
أشار النبي صلى الله عليه وسلم نحو اليمن فقال :
" ألا إن الإيمان ههنا , وأن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر (75)(1/2129)
فالحديث يختص أهل اليمن بعلو القدر في الإيمان وسبقهم في ذلك غيرهم , ولقد كان الاختصاص بأداة بيانية واضحة تراها العيون , وهي الإشارة باليد , يقول ابن حجر : [ قوله أشار رسول الله بيده نحو اليمن فيه تعقب على من زعم أن المراد بقوله " يمان " الأنصار ,
لكون أصلهم من أهل اليمن ؛ لأن في إشارته إلى جهة اليمن ما يدل على المراد به أهلها حينئذٍ, لا الذين كان أصلهم منها ,وسبب الثناء على أهل اليمن هو إسراعهم إلى الإيمان ](76)
وهذا يعني أن الإشارة أفادت خصوصية في المراد , وهو أن الفضل الإيماني في أهل اليمن الذين كانوا في عهد رسول الله خاصة , وليس الأمر متعلقاً بمن سبقوا منهم , أو من جاءوا من بعدهم , ولذلك جاء في رواية " جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة , الإيمان يمان , والفقه يمان , والحكمة يمانية " (77)
فالإشارة في الحديث خصصت الوقت , وليس الأمر على إطلاقه , فالفضل إذن للأنصار الذين آووا ونصروا , فهم أرق أفئدة , وأهل فقه وإيمان , ولذلك كان الاعتراض على من ظن أن اللفظ على إطلاقه فقيل [ أما ما ذكر من نسبة الإيمان إلى أهل اليمن فقد صرفوه عن ظاهره من حيث إن مبدأ الإيمان من مكة ثم من المدينة ]( 78)
بل غالى البعض فقال إنه أراد بذلك مكة , ومكة من تهامة , وتهامة من أرض اليمن , أو أراد مكة والمدينة معاً...حيث جاءت الرواية بأنه صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وهو في تبوك , ومكة والمدينة حينئذٍ بينه وبين اليمن , فأشار إلى ناحية اليمن , وهو يريد مكة والمدينة , فقال الإيمان يمان ونسبهما إلى اليمن لكونهما حينئذٍ من ناحية اليمن , كما قالوا الركن اليماني , وهو بمكة لكونه إلى ناحية اليمن .
لكن الأحسن - كما قال أبو عبيدة : أن المراد بذلك الأنصار لأنهم يمانيون في الأصل , فنسب الإيمان إليهم لكونهم أنصاره ] ( 79 )
ولعل هذا القول هو الذي يفسر الجمع بين الإشارة واللفظ في رواية البخاري حيث جاء فيها :(1/2130)
[ الإيمان يمان ههنا ]
فقوله : " يمان " إشارة إلى أهل اليمن .
وقوله : " ههنا" أراد بها الأنصار .
وذلك لأن اسم الإشارة " هنا " يدل على القرب كما قال ابن مالك :
وبهنا أو ههنا أشر إلى داني المكان وبه الكاف صلا
أي : يشار إلى المكان القريب بـ " هنا " ويتقدمها هاء التنبيه فيقال : " ههنا " ( 80 )
وعلى هذا فالحديث مدح للأوس والخزرج , فهم الأرض التي اشتد فيها عود الإسلام , واستوى على سوقه , وبيعتي العقبة دليل ذلك .
أما ما قاله بعضهم من صرف المعنى عن ظاهره , وأنه صلى الله عليه وسلم أراد مكة فإنه يخالف الروايات الكثيرة والصريحة في أنهم أهل اليمن , نحو : أتاكم أهل اليمن , وجاءكم أهل اليمن , ثم جاءت الإشارة في روايات أخرى لتؤكد هذه الأمور , وقد اختار النووي هذا الرأي , وحسنه أبو عبيدة .
ومن هذا الباب ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة , فقال : " فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه "
وزاد قتيبة في روايته : وأشار بيده يقللها.
وفي رواية أخرى : " وقال بيده يقللها يزهدها " (81)
وهذه الإشارة استنبط منها الصحابة معنى القلة , كما نص على ذلك الراوي , مما يعني أنهم مصطلحون ضمناً على إشارات يفهمون منها معاني خاصة , ولذلك [ جاء في رواية سلمة بن علقمة ....ووضع أنمله على بطن الوسطى , أو الخنصر يزهدها .
وبين أبو مسلم الكجي أن الذي وضع أنمله هو بشر بن المفضل رواية عن سلمة بن علقمة , وكأنه فسر الإشارة بذلك , وأنها ساعة لطيفة تنتقل بين وسط النهار إلى قرب آخره , وبهذا يحصل الجمع بينه وبين قوله " يزهدها " أي : يقللها .
ولمسلم من رواية محمد بن زياد عن أبي هريرة [ وهي ساعة خفيفة ] .
وللطبراني في الأوسط من حديث أنس [ وهي قدر هذا ] يعني : قبضة .(1/2131)
قال الزبير بن المنير : الإشارة لتقليلها هو للترغيب فيها , والحض عليها ليسارة وقتها , وغزارة فضلها ...
و فائدة الإبهام لهذه الساعة , ولليلة القدر , بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء , ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك , وتركوا ما عداها , فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلب تحديدها ] ( 82 )
ولا شك أن الاختصاص بالإشارة هنا لا يراد منه ساعة دون أخرى , ولكن يراد منه التنبيه على قلة وقت الإجابة كما فسر العلماء , حيث قالوا : أن هذه الإشارة تعني أنها يسيرة , أو تعني أنها ساعة خفيفة .
وقيل إنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة .
وقيل : عند الشروق .
وقيل قبل الغروب ...
وكل ذلك تفسير للإشارة بالقلة ؛ حتى يجتهد المسلم في كل وقت , لعله يدركها .
دلالة الإشارة على التشبيه
للتشبيه في البيان العربي منزلة عالية , قال عنها الإمام عبد القاهر : [ وهل تشك في أنه يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين , حتى يختصر ما بين المشرق والمغرب , ويجمع ما بين المشئم والمعرق , وهو يريك للمعاني الممثلة بالأوهام شبهاً في الأشخاص الماثلة ,والأشباح القائمة , ويُنطق لك الأخرص , ويعطيك البيان من الأعجم , ويريك الحياة في الجماد , ويريك التئام عين الأضاد , فيأتيك بالحياة والموت مجموعين , والماء والنار مجتمعين ...] ( 83)
وظهور الإشارة في دائرة البيان , وولوجها في تصاويره الكثيرة دليل على قدرة الإشارة على حمل المعاني , وأدائها على أتم وجه , ولذا يستعان بالإشارة في الصورة التشبيهية , لأن بينهما علاقة وصلة رحم فالغرض الأول من التشبيه هو البيان والإيضاح , وليس هناك أقوى من الإشارة في إبراز المعاني في صور مشاهدة محسوسة تراها العيون , وتتلمسها الأيادي .(1/2132)
ومن هذا ما رواه سيدنا عمار بن ياسر قال : " بعثني رسول الله في حاجة فأجنبت , فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة , ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له , فقال : " إنما كان يكفيك أن تقول بيدك هكذا " ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة , ثم مسح الشمال باليمين وظاهر كفيه ووجهه " (84 )
ولا شك أن صنيع سيدنا عمار إنما كان بعد سماعه قول الله تعالى : " (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) (المائدة:6) لأنه لن يفعل شيئاً دون دليل , لكن الآية لم تبين كيفية التطهر , ولا مقداره .., لذلك بالغ سيدنا عمار فعم الجسد بالتراب .
وكان تعليمه من الصورة الإشارية التشبيهية , فقام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمه عملياً , وهو ينظر , ولو افترضنا لفظاً يقوم مقام الإشارة , لما وفى بالبيان العملي لكيفية الضرب للأرض , وعدد المرات وما الذي يبدأ به من الأعضاء ؟ , وإلى أي مدى يكون المسح ؟
وغير ذلك كثير , ولقد كانت الإشارة وافية بجميع هذه الأسئلة , فما تركت في النفس شيئاً , فالتعليم هنا تعليم بالمشاهدة , فالرسول صلى الله عليه وسلم أمره أن يتشبه بأفعاله , وعليه ففي الكلام تشبيه .
ولكن كيف نكوّن هذه الصورة التشبيهية ؟
المشبه هنا سيكون تيمم سيدنا عمار .
والمشبه به هو تيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ووجه الشبه هو الإتيان بأركان التيمم على الوجه الصحيح .
ولقد تم كل ذلك من خلال الإشارة التي دلت على المعاني الكثيرة بحركات يسيرة , ولذلك سكت اللسان , وقامت اليدان لتقول بحركاتها , وتقلباتها ليرى الجميع فيحصل المراد .
ومن باب دلالة الإشارة على التشبيه ما رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة
" وأشار مالك بالسبابة والوسطى . (85)(1/2133)
وهنا أيضاً قامت الإشارة بدور المشبه به ؛ لأنها أكمل في البيان من المشبه , ولو أردنا أن ندلل باللفظ عن هذه الصورة لقلنا : رسول الله وكافل اليتيم متجاورين في الجنة كثيراً .
فهل ترى لهذه العبارة من الرونق والبهاء والأريحية ماتجده في قوله : " أنا وهو كهاتين " ؟.
إن الإشارة جعلت الجميع ينظر إلى هذين الأصبعين ويفكر فيما فيهما من معان , كالالتصاق , ودوام الصحبة , ووحدة الدرجة , وشمول النعيم , وحسن الجوار , .... الخ .
فالإشارة هنا زادت من عمق التشبيه , ووضعت له كثيرا من الأضواء البيانية , وفتحت له الباب ليجمع كل معاني الود , والألفة والاقتران , والوحدة وغير ذلك .
ولا يخفى عليك أن الغاية من وراء كل هذا هو حث المؤمنين على كفالة الأيتام , والإحسان إليهم , واستنهاض الهمم حتى لا يبقى في الأمة يتيم غير مكفول .
وقد تحمل الإشارة معنى التمثيل الذي يأتي في أعقاب المعاني , فتزيد الصورة أنساً وألفة , بالإضافة إلى قيام الإشارة مقام الدليل على صحة التشبيه , وهذا ما يفعله التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني , ومن ذلك :
ما رواه المسور بن شداد , قال : قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم :
" والله مالدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه , وأشار بالسبابة , في اليم فلينظر بم يرجع ؟ ( 86)
إن الصورة التشبيهية قد كملت عند قوله : ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم .
ثم جاءت الحركة , حركة وضع السبابة في اليم ؛ لينظر الجميع , ويستحضر اليم وأنه جالس على شاطئه , ثم هاهو يضع أصبعه في اليم , ثم ينظر فلا يجد فيه من الماء إلا البلل .
إن هذه الإشارة أعطت التشبيه قوة , لأنها قامت بدور الدليل , والبرهان على صدق الصورة , وأن من يفعل ذلك يرجع فارغ اليد إلا من الحسرة .
أرأيت كيف تدعم الإشارة التشبيه ؟ , وكيف توضح المراد منه ؟ وكيف أكسبته الأنس والألفة كما قال الإمام عبد القاهر ( 86 ) .(1/2134)
_________
إخراج المعنوي في صورة المحسوس
تحدث البلاغيون عن إخراج المعنوي في صورة المحسوس , وذلك في باب البيان عن طريق التشبيه , أو الاستعارة , أو التعبير بالمضارع , وغير ذلك .
لكن الإشارة كما أرى أقوى أثراً من كل ذلك لأن الإشارة لا تكتفي بإخراج المعنوي في صورة المحسوس , وإنما تقوم بتصويره وتجسيده , فيتحول الأمر إلى صور حية مشاهدة تراها العيون , ومن ثم يتفاعل معها المتلقي ؛ فيرسخ المعنى في القلب رسوخاً لا مزيد عليه .
وأول ما يلقانا من هذا ما رواه عبد الله بن عمر , قال : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه , وهو يمسح الدم عن وجهه, ويقول : " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " ( 88 )
فجملة " يمسح الدم عن وجهه " فهم منها المراد , لكن قيام النبي صلى الله عليه وسلم بتجسيد هذه الحركة زادت المعنى شخوصاً ؛ لأنها عمدت إلى المتلقي , ونبهت عينه إلى أن ينظر إلى المعنى وهو يتحرك أمامه .
كما أن في هذه الإشارة بعضاً من التخفيف والترويح عن الصحابة الذين ضاقوا بتعذيب الكفار لهم , فكان في هذه الصورة التي حكاها النبي تأنيساً وترويحاً عنهم من شدة ما لاقوه . فالأمر كما قال ابن حجر كان [ تطييباً لقلوب الصحابة ] ( 89)
ومن هذا الباب أيضاً ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها , قال حما : فذكر من طيب ريحها , وذكر المسك , قال , ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض , صلى الله عليك , وعلى جسد كنت تعمرينه , فينطلق به إلى ربه عز وجل , ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل ....
قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه , ذكر حماد , وذكر من نتنها , وذكر لعناً , ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض , قال فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل ...(1/2135)
قال أبو هريرة : فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه ...( 90 )
فهذا تجسيد لهيئة من شم رائحة كريهة منتنة , حتى اضطرته إلى وضع ردائه على أنفه , مما يعني أنه استشعر هذه الرائحة , وأحس بنتنها , فأراد أن يشرك الصحابة معه في هذا الشعور , فغطى أنفه بالملاءة ليستشعروا هم الآخرون نفس الرائحة , فيكون التنفير من هذا النموذج قد وصل إلى منتهاه .
ومن هذا الباب ما رواه أبو رافع عن أبي هريرة قال : كان جريج يتعبد في صومعة , فجاءت أمه ... قال حميد : فوصف لنا أبو رافع صفة أبي هريرة لصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه حين دعته كيف جعلت كفها فوق حاجبها , ثم رفعت رأسها إليه تدعوه , فقالت ياجريج , أنا أمك كلمني , فصادفته يصلى , فقال اللهم أمي وصلاتي , فاختار صلاته , فرجعت ثم عادت في الثانية , فقالت : ياجريج أنا أمك فكلمني , قال : اللهم أمي وصلاتي , فاختار صلاته , فقالت اللهم إن هذا جريج , وهو ابني , وإني كلمته فأبى أن يكلمني , اللهم لاتمته حتى تريه وجوه المومسات .
قال : ولو دعت عليه أن يفتن لفتن ..(91)
والإشارة هنا أنها جعلت كفها فوق حاجبها , ثم رفعت رأسها إليه , وهذا التصوير يبين عدة معان :
الأول : أنها وقت طلوع الشمس , واشتداد الحر .
الثاني : أنها امرأة عجوز ضعيفة .
الثالث: أنها جاءت من بعيد , لأن هؤلاء كانوا يتخذون صوامعهم في الصحاري بعيداً عن الحضر رغبة في الخلوة .
رابعاً : أن الدافع لمجيئها دافع قوي , فلقد جاءته مرة ومرتين وكل ذلك ولم تظفر منه بالإجابة , إلا أنه لم يقدر هذه الأحوال ؛ولا شك أن هذه الدلالات مستقاة من إشارتها التي تناقلها الرواة , واحدا بعد الآخر ..وتلك لفتة لا ينبغي أن تمر دون تدبر .(1/2136)
أعني أن الرواة , بداية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلوا إلينا حركة أم جريج , وهي تضع يدها على حاجبها , وترفع رأسها , وكأن هذه الحركة جزء من الدلالة , ولا يمكن نقل جزء من البيان , وترك جزء آخر , فلم يكن المقصود من النقل الإخبار عن أم دعت على ولدها , وإنما المقصود الإخبار عن أم هذا حالها , وتلك ظروفها , ولذلك دعت على ولدها . والفرق واضح بين الأمرين .
ووصول المعنى إلى المتلقي لابد أن يكون بالجمع بين إشارتها ولفظها , ولو أن راويا حكى كلامها , ولم يحك إشارتها وفعلها فقد قصر في النقل , وأساء في التبليغ , ولذلك انظر :
حكى النبي صلى الله عليه وسلم اللفظ والحركة .
ثم حكى أبو هريرة اللفظ والحركة .
ثم حكى أبو رافع اللفظ والحركة .
وهكذا ينبغي على كل ناقل وحاك .
ولا أبالغ إذا قلت إن كثيراً من الشعر قد ضاعت معانيه لا لشيء إلا لأن الرواة نقلوا لنا اللفظ فقط .
إن شعراءنا لم يقولوا الشعر وهم ساكنون سكون الحجارة , بل قالوه وهم يشيرون بأيديهم , أو بغيرها في مواضع كثيرة , فأين هي هذه الإشارات ؟
لقد ضاعت , كما ضاع أغلب الشعر .
وهنا يمكن القول بأن هناك تقصيراً كبيراً من رواة الشعر في نقل الحركات والإشارات, والالتفاتات التي صاحبت اللفظ فهي ذات دلالات لا ينبغي التغافل عنها .
وأرى أن هناك بلاغة غائبة عن البيان العربي , وهي تلك البلاغة الكامنة في إشارات الفصحاء , وحركات المتكلمين الذين علكنا ألفاظهم وتركنا إشاراتهم لتضيع في الهواء .
الطباق بالإشارة
الطباق عند العلماء هو [ الجمع بين المتضادين , أي بين معنيين متقابلين في الجملة ...ولو في بعض الصور , سواء كان التقابل حقيقياً , أو اعتبارياً ] ( 92)(1/2137)
وعلى هذا يمكن اعتبار بعض مقامات الإشارة دالة على هذا الطباق , ومثال ذلك ما ورد في حجة الوداع عن سيدنا جابر بن عبد الله , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أنه قال : ...وأنتم تسألون عني , فما أنتم قائلون ؟
قالوا نشهد أنك قد بلغت , وأديت , ونصحت , فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء , وينكتها إلى الناس : " اللهم اشهد اللهم اشهد .. ثلاثاً "(93)
فرفع اليد إلى السماء , ثم نكتها إلى الناس صورة تقابلية لها دلالة ولا شك .
وهذه الإشارة المتقابلة جاءت في أعقاب قولهم : نشهد أنك قد بلغت وأديت , ونصحت .
فهل تفيد الإشارة أن السماء تشهد كذلك كما تشهدون ؟
أم أن المقصود الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يسجل عليهم شهاداتهم ؟
أم أن الإشارة تعني أن الملائكة في السماء , وسكان الأرض , والجميع يشهد , فاللهم فاشهد ؟
إن هذه المعاني كلها قد تكون مرادة , لكن الشاهد هو هذه الحركة باليد أو بالأصبع , مرة إلى السماء , وأخرى إلى الناس , وأن الغرض منها تأكيد الشهادة , أو الإلحاح على الله تعالى بالشهادة عليهم .
ومن هذا الباب أيضاً ما روته السيدة عائشة رضى الله عنها , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه , أو كانت به قرحة أو جرح , قال : بإصبعه هكذا ..ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها , : " باسم الله تربة أرضنا , بريقة بعضنا , يشفي به سقيمنا , بإذن ربنا" ( 94)
وهذه الحركة عكس حركة الحديث السابق , فهنا وضع أصبعه على الأرض ثم رفعه إلى السماء , وهناك أشار أولاً إلى السماء ثم أشار إلى الناس .
وكلا الحديثين فيه دعاء :
الأول : دعاء بأن يشهد الله تعالى عليهم لاعترافهم أنه بلغ الرسالة .
والآخر : دعاء بأن يشفي الله تعالى المريض .
وهنا أتساءل : هل هناك علاقة بين الإشارات إلى السماء والأرض وبين الدعاء ؟ ربما ...(1/2138)
يقول القرطبي : [ وأما وضع الأصبع بالأرض فلعله لخاصية في ذلك , أو لحكمة إخفاء آثار القدرة بمباشرة الأسباب المعتادة ....
وقيل : كأنه تضرع بلسان الحال : إنك اخترعت الأصل الأول من التراب , ثم أبدعته منه من ماء مهين , فهين عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته ] ( 95)
وقد يفهم من هذه الإشارة المتقابلة معنى التوسل , أعني : توسل العبد الذي خلق من تراب الأرض إلى الله تعالى بقبول دعائه .
لكن اللافت للنظر هو أنه أسند فعل القول إلى اليد .
واسمعه وهو يقول : " فقال بيده "
فالدعاء هنا ليس من اللسان وإنما من اليدين , فالأيدي تدعو , وتتوسل , وتطلب , كما أن اللسان يدعو , ويتوسل , ويطلب .
وأنا هنا لا أجزم بهذه الدلالات , وإنما أحاول فهم الإشارة , وعلاقتها باللفظ .
الخاتمة
وبعد :
فلقد تناولت في هذا البحث أثر الإشارة في البلاغة العربية , ودورها في حمل المراد إلى الناس , وذلك من خلال دراسة نظرية ثم تطبيق على بعض الأحاديث الصحيحة .
وفي الشق النظري تعرضت لما أثبته علماؤنا من دور الإشارة , وعلى رأسهم الجاحظ , الذي جعلها رديفة للفظ ونائبة عنه .
ثم من جاء من بعده كقدامة بن جعفر , وابن أبي الأصبع , وابن حجة الحموي , وقد ظهر من خلال كلامهم عنايتهم بالإشارة ودلالتها , لكنهم خالفوا عند التطبيق , فنحوا بالإشارة عند التطبيق إلى ما يفهم من اللفظ .
وقد ثبت بعد هذا عن مقصود كلام الجاحظ , وعن مقصود هذا البحث , فالبحث يحاول الكشف عن دلالة الحركة المصاحبة للفظ , وأثرها في بناء المعنى .
وقد بينت أن القرآن الكريم أثبت هذه الإشارات ودلالاتها .
أما الشق التطبيقي فلقد بينت فيه إمكانية إدراج الإشارة في جميع أبواب البلاغة , وعلومها , وألقيت الضوء من خلال بعض الأحاديث على دلالة الحذف , والتوكيد , والتعريف , من خلال الإشارة .
وكذلك دلالة الإشارة على التشبيه .
ودلالة الإشارة على الطباق .(1/2139)
وما أردت هنا الاستقصاء , وإنما أردت فتح الباب لدراسة تراثنا العربي , وهو زاخر , شعراً ونثراً من خلال الإشارات المصاحبة له ؛ لأن ذلك سيعيد إلينا دلالات ومعاني وقعت منا في الطريق ؛ لقلة اهتمامنا بهذه الدلالة .
كما تبين من البحث أن الإشارة لا تقوى على حمل المعنى وحدها غالباً فالأصل أن تكون في صحبة اللفظ , ورديفة له .
أما إذا عجز اللسان فهي النائبة عنه .
كما تبين أن للإشارة سياقات تكثر فيها , ومنها الأساليب الخبرية .
كما ظهر من خلال البحث إمكانية الدلالة بالإشارة على علوم البلاغة المتنوعة , المعاني والبيان والبديع , وأنها لا تقتصر على لون دون لون .
وإني بعد ذلك أوصي كل من سار على الدرب أن يلتفت إلى هذه الدلالة في تراثنا العربي , ويستخرج ما وراءها من أغراض ؛ فإن في ذلك فتحاً جديداً للبلاغة العربية .
هذا , وصلى الله على سيدنا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه
الراجي عفو ربه
سعيد جمعه
الرابع من شهر رمضان 1426 هـ
الهوامش
1 - البيان والتبيين للجاحظ 1/7 طبعة دار الكتب العلمية بيروت .
2- كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي . تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السمرائي ط1 ج5 منشورات مؤسسة
ا الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1408 هـ ص 280 باب الشين والراء والواو .
وانظر لسان العرب لابن منظور طبعة دار المعارف مصر والقاموس المحيط للفيروزبادي
2 / 434 شور دار الفكر بيروت 1398 هـ .
3 - النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين ابن الأثير , تحقيق طه الزاوي ومحمود الطناحي 2/ 508 ( شور)
المكتبة العلمية بيروت .
4 - اللسان ( شور) .
5 - النهاية في غريب الحديث والأثر 2 / 508 .
6 - أساس البلاغة للزمخشري ( شور) دار صادر بيروت 1399 هـ ص 340 .
7 - زهير بن ابي سلمي الديوان شرح الإمام ثعلب الدار القومية للطباعة والنشر مصر ص 168 1384 هـ .
8 - النهاية في غريب الحديث والأثر 2 / 508 لابن الأثير(1/2140)
9- العين للخليل بن أحمد 6 / 281 باب الشين والراء والواو .
10- لسان العرب مادة ( شور )
11 - النهاية في غريب الحديث والثر 2/518
12 - أساس البلاغة ص 340 .
13 - لسان العرب مادة ( بصم ) .
14 - السابق ( شور )
51 - الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني 1/ 45 الهيئة العامة للكتاب .
16 - عون المعبود شرح سنن أبي داوود 3 / 318 شمس الحق العظيم ابادي دار الكتب العلمية بيروت
17 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6 / 4273 دار الغد العربي .
18 - السابق 6 / 4276 .
19 - الكشاف 1/ 361 دار التراث العربي .
20 - مفاتيح الغيب للفخر الرازي 7 / 204 دار الفكر العربي القاهرة .
21 - القرطبي 2/ 143 دار الغد العربي القاهرة .
22 - الكشاف 3 / 7 , والقرطبي 6 / 4257 .
23 - الفخر الرازي 2 / 413 دار الغد العربي القاهرة .
24 - نقد النثر المنسوب لقدامة بن جعفر ص 54 ت / طه حسين و عبد الحميد العبادي دار الكتب المصرية القاهرة 1351 هـ 1933م
25 - البيان والتبيين للجاحظ 1/ 39 دار الكتب العلمية بيروت .
26 - السابق 1 / 42
27 - السابق 1 / 64
28 - السابق 1 / 64 .
29 - السابق 1/ 43
30 - طوق الحمامة في الألفة والآلاف ت / فاروق سعد ص 105 منشورات دار مكتبة الحياة بيروت لبنان .
31 - لسان العرب ( عقر ) ط / دار الشعب .
32 - البيان والتبيين 1 / 48
33 - السابق 1/ 43- 45
34 - السابق 1/ 49 .
35 - السابق 1 / 52 .
36 - السابق 1/ 58 .
37 - السابق 1/ 61 .
38 - نقد الشعر المنسوب لقدامة بن جعفر ص 155 .
ا 39 - السابق ص 155 .
40 - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لابن رشيق القيرواني 1/ 302 دار الجيل .
41 - العمدة لابن رشيق ص 307 .
42 - السابق ص 309 .
43 - السابق ص 310
44 - السابق ص 310
45 - دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ص6 أبو فهر محمود شاكر مكتبة الخاجي القاهرة .
46 - السابق ص 24 .
47 - السابق ص 65 .(1/2141)
48 - تحرير التحبير لابن أبي الأصبع ص 200 ت / حفني شرف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .
49 - السابق ص 200 - 202
50 - خزانة الأدب لابن حجة الحموي 2/ 258 شرح عصام شعيتو دار مكتبة الهلال بيروت .
51 - السابق 2/ 258 .
52 - أخرجه البخاري في كتاب الرقائق رقم 29 , ومسلم في كتاب الجمعة رقم 43 .
53 - الجامع لأحكام القرآن 6 / 4276 .
54 - الدين الخالص لمحمود خطاب السبكي 4 / 139
55 - الفقه على المذاهب الأربعة 1/ 4 دار الكتب العلمية .
56 - أصول الفقه للرضي 1/ 236 ت / أبو الوفا الأفغاني ط / دار الكتاب العربي 1372 هـ
57 - سبل الاستنباط من الكتاب والسنة لمحمود توفيق سعد ط / الأمانة 1413 هـ ص 182 .
58 - أحكام القرآن للجصاص 4 / 323 ت / محمد صادق القمحاوي دار إحياء التراث بيروت .
59 - سبل الاستنباط ص 184
60 - عون المعبود شرح سنن أبي داوود لشمس الدين العظيم أبادي 3 / 220 ط / دار الكتب العلمي بيروت .
61 - مختصر السعد على تلخيص المفتاح شروح التلخيص 1/ 368 ط / دار السرور بيروت .
62 - رواه مسلم 4588 وأبو داوود 2538 .
63 - رواه مسلم 7066 والترمذي 2421 .
64 - شروح التلخيص عروس الأفراح للسبكي 1 / 313 .
65 - حاشية الدسوقي علي شرح السعد 1/ 313 .
66 - البخاري رقم 4897 والترمذي 3310 والنسائي 9 / 460 .
67 - فتح الباري 8 / 511 .
68 - شروح التلخيص 1/ 273 , 277 .
69 - دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ص 146 .
70 - رواه مسلم 1077 والبخاري 809 وأبو داوود والترمذي 273
71 - فتح الباري 2 / 348
72 - السابق 2/ 348
73 - السابق 2 / 348
74 - رواه البخاري 1304 , ومسلم 2102
75 - رواه البخاري 2/ 33 ومسلم 178
76 - فتح البري 6 / 406
77 - رواه مسلم 179
78 0- شرح النووي لصحيح مسلم 1/ 570 ط / دار الغد العربي.
79 - السابق1/ 570.
80 - شرح ابن عقيل ص 48 .
81 - رواه مسلم 1936 والبخاري 935
82 - فتح الباري 2/ 481 , 489(1/2142)
83 - رواه البخاري 345 و مسلم 796 وأبو داوود 321
84 - رواه الخاري 345 ومسلم 796 وأبو داوود 321
85 - رواه مسلم 2983
86 - رواه مسلم 2858
87 - أسرار البلاغة لعبد القاهر 101 , 102
88 - رواه البخاري 3477 ومسلم 4565
89 - فتح الباري 6 / 206
90 - رواه مسلم 7081
91 - رواه مسلم 7081
92 - شروح التلخيص , مختصر السعد 4 / 286
93 شروح التلخيص مختصر السعد 4 / 286
94 - فتح الباري 10 / 219
**************************************
---
(1/2143)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الأحاديث الواردة في تسمية المدينة يثرب وأقوال العلماء في ذلك
---
الأحاديث الواردة في تسمية المدينة يثرب وأقوال العلماء في ذلك
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 12:08 PM
الأحاديث الواردة في تسمية المدينة يثرب وأقوال العلماء في ذلك
---
القعقاع محمد
07-11-2006, 12:34 PM
بارك الله فيكم
---
(1/2144)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 27
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 27
---
د. محمد مشرح
08-23-2005, 06:27 PM
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ]
الحلقة السابعة والعشرون
شخصية فذة
عندما يقرر الباحث نتيجة ما فإنه يقترب من الواقع والحقيقة لكن غير الباحث وهو يقرر نتيجة ما فإنه غالبا ما يجانب الواقع والحقيقة وقوة الشخصية وضعف الشخصية من المصطلحات التي تزل فيها ألسنة وتتقول فيها بغير علم .
فما هي الشخصية القوية كما حددها النبي صلى الله عليه وسلم ومدى مطابقتها في الصديق ؟
لقد كان الصديق حييا ، هادئا ، بكاء حين يتلو كتاب الله تعالى ، رحيما ، لكنه في المواقف الحرجة والصعبة قويا ، شجاعا ، فولاذا من الحديد ، وقف تلك المواقف العظيمة عندما تردد أناس وهو يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ويصدقه في أحلك الظروف وأقساها ،كليلة الإسرى والمعراج ... لم يتخلف في غزوة واحدة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان يفتديه بنفسه ... وكان مما قاله : إن هلكنا نحن فإن الأمر يهون لكن إذا هلكت أنت يا رسول الله فمن يسد مكانك !(1/2145)
وبعد أن لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وقف الصديق تلك المواقف العظيمة إزاء الردة ، وذهول الناس لموت النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنفاذ جيش أسامة ، و... فهل الصديق رضي الله عنه ذا شخصية قوية ؟ !! هذه صفاته التي تجلت عمليا وتطبيقا ميدانيا ، فماذا عن تحديد الشخصية القوية من خلال النصوص الشرعية ولا شك أنها كثيرة وسأسوق أوضحها وأشدها اختصارا ؛
قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما حدثنا يحيى بن يحيى وعبد الأعلى بن حماد قالا كلاهما قرأت على مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
وفيما حدثنا قتيبة بن سعيد وعثمان بن أبي شيبة واللفظ لقتيبة قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما تعدون الرقوب فيكم قال قلنا الذي لا يولد له قال ليس ذاك بالرقوب ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا قال فما تعدون الصرعة فيكم قال قلنا الذي لا يصرعه الرجال قال ليس بذلك ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب)
قال النووي في شرح الحديث (وكذلك تعتقدون أن الصرعة الممدوح القوي الفاضل هو القوي الذي لا يصرعه الرجال بل يصرعهم وليس هو كذلك شرعا بل هو من يملك نفسه عند الغضب فهذا هو الفاضل الممدوح الذي قل من يقدر على التخلق بخلقه ومشاركته في فضيلته بخلاف الاول )(1/2146)
فهذا الحديث حدد صفة الشخصية القوية وهي التي تتماسك وقت الغضب . والصفة السلبية التي نفاها النص الكريم من الشخصية القوية وهي القوة الجسمية التي بها يصرع الناس ... ووردت نصوص كثيرة تدل على هذا المعنى . وبهذا نستطيع القول أن أقوى شخصية بعد الأنبياء من الناس هي شخصية الصديق رضي الله عنه وأرضاها وثمرة هذه المعرفة أن يتمثلها المؤمن في شخصيته بعد أن تكون شخصية النبي صلى الله عليه وسلم هي التي يبتغيها المؤمن ليتمثلها في حياته ، وباختصار شديد الشخصية القوية هي شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ثم شخصية أبي بكر رضي الله عنه ، ومن أرد أن يقف على معالم تلك الشخصيتين فليتتبع السير ة النبوية والشمائل المحمدية ،وسيرة الصديق .
ومن البدهي أن الجسم القوي في الشخصية القوية ذات المواصفات في المنهج الإسلامي صفة مدح ولكن المحضور أن تكون مقوما للشحصية القوية وتنسى المقومات الأساسية ، أو أن يكون هذا الشديد لا يملك إلا هذه الصفة وهو قدرته على صرع الآخرين ...
---
(1/2147)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات ووقفات (الحلقة السابعة)
---
آيات ووقفات (الحلقة السابعة)
---
سعيد الشهري
08-13-2004, 05:32 AM
آيات ووقفات ( الحلقة السابعة)
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
بعدما بين الله لنا صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وعرفنا أن لا نجاة لنا إلا بإتباع منهجهم ، وسلوك مسلكهم، جاءت هذه الآية بالصفة الأخرى والجانب الثاني ، النقيض تماماً لأهل الهدى والحق، فالمغضوب عليهم هم اليهود ، فلم يتعظوا بالمواعظ، ولم يقروا بنعم الله عليهم، ولم يحترموا أنبيائهم ، بل ظاهروهم بالعداء ، وبارزوهم بالحرب، وجزوا رأسي نبي الله زكريا، وأبنه يحيى عليهما السلام، ولما نجا الله موسى من البحر ورأوا أناس يعبدون أصناماً لهم ، سألوا موسى أن يجعل لهم آلهة مثلهم، وأرادوا قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسحره لبيد بن الأعصم بأثر من شعره ورماه بمشطه في بئر ذروان، وسممته اليهودية في ذراع الشاة الذي ظلت تلك الغدرة تضايقه عليه الصلاة والسلام حتى مات، وذلك ليموت عليه الصلاة والسلام شهيداً ، ويكون قدوة لنا في الشهادة، تلك الأعمال وتلك السبل كانت سبباً في غضب الله على اليهود ، وحل بهم ذلك الغضب لأسباب كثيرة سنجدها إن شاء الله في بقية السور، أما (الضالين) فهم النصارى الذين ضلوا عن دينهم ، واتبعوا أهوائهم، فالكثير منهم يعرف أن دين الإسلام هو دين الحق ، وأن محمد خاتم النبيين خصوصاً في زماننا هذا الذي كثرت فيه الكتب ، والمعارف ، واختلطت الشعوب ببعضها، وانتشر العلم في مجالات كثيرة، وأصبح الذي في المشرق يعرف ماذا يحدث في المغرب ، عن طريق وسائل الإعلام ، والكتب والاتصالات، ولكنهم أعرضوا عن كل ذلك تعصباً لتأريخهم الأسود ، الذي جاء بالكوارث، والمصائب على المسلمين ، فهم لا يرون أن يدخلوا دين(1/2148)
الإسلام فهو يحرمهم من كبريائهم، وزعاماتهم ، وشهواتهم، فالإسلام في نظر الكثير منهم عائقاً أمام الكثير من الشهوات التي يريدون أن يفصلوا بين دين الله وبين شئون الحياة فصلاً تاماً ، فالربا يؤيدونه، والزنا لا حكم ولا حد على من فعله، واللواط حرية شخصية ، وهناك المنظمات واللجان ، والمحاكم التي تعقد الزواج للوطيين ، نعوذ بالله من الضلال.
قال ابن كثير في معنى الآية : أي غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.
الوقفات
1- تقرير غضب الله على اليهود لتمردهم على أوامر الله وقتل أنبياءه.
2- التحذير من سلوك أو إتباع نهج اليهود والنصارى، ولقد جاء في آيات عدة حرصهم على إضلالنا كقوله تعالى (وودوا لو تكفرون) وقال سبحانه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) وقال سبحانه (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فهذه الآيات تكشف لنا مكائدهم وإراداتهم الحثيثة على إفساد عقيدتنا النقية الصحيحة.
3- تقرير ضلال النصارى فاليهود عرفوا الحق وعدلوا عنه، والنصارى ضلوا الطريق وجهلوه لكنهم لا يعذرون الآن مع الانفتاح العالمي ، وثورة الاتصالات ، وتواصل الشعوب، وانتشار وسائل الإعلام، فأصبحت تلك الوسائل كلها حجة عليهم ، لأن فيها إشارات وبرامج ، ومواقع دينية بلغات مختلفة تنشر دين الإسلام.
4- الحق هو ما جاء به الأنبياء كلهم ، ولكن اليهود هم من تسبب في إلحاق التحريف في التوراة والإنجيل ، ففسدت عقائدهم ، وحفظ الله القرآن الكريم.
---
(1/2149)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم المناسبة
---
علم المناسبة
---
أحمد بزوي الضاوي
03-24-2007, 12:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم . و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد فإن التناسب أو علم المناسبة هو علم يعنى بالكشف عن الترابط اللفظي و المعنوي بين آي و سور الذكر الحكيم . مما يبين أن أن القرآن الكريم يشكل وحدة نسقية ، فهو بناء فكري و لغوي متكامل و شامل و مستقل بذاته . وقد انتبه المفسرون و علماء القرآن إلى ذلك ، وعملوا على إعمال هذه الأداة التفسيرية لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني. وما المصدر الأول من مصادر التفسير المتمثل في تفسير القرآن بالقرآن إلا دليل على إدراكهم لهذه الوحدة النسقية ، ذلك أن القرآن الكريم لا يمكن فهمه باجتزاء النص القرآني عن سياقه اللغوي ، بل لا بد من استحضار ما قبل النص و ما بعده إذا أردنا أن ندرك مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بطريقة علمية و موضوعية . فالقرآن الكريم لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الكلي .
وقد اهتم المسلمون بعلم المناسبة تدريسا و تأليفا ، و لعل أول من عمل على نشر هذا العلم وإذاعته بين الناس أبو بكر النيسابوري ( ت 324 ) . أما في مجال التأليف فيمكننا أن نذكر فيه الكتب التالية :
1- البرهان في ترتيب سور القرآن : ابن الزبير الغرناطي ( ت 807 هـ .
2- نظم الدرر في تناسب الآيات و السور : برهان الدين البقاعي ( ت 885 هـ ) .
3- أسرار التنزيل للسيوطي ( ت 911 هـ ) .
4- تناسق الدرر في تناسب السور : للسيوطي ، دراسة و تحقيق أحمد عطا . بيروت 1986 م .
5- مراصد المطالع في تناسب المقاطع و المطالع ، و هو يتناول بالدرس فواتح السور مع خواتمها .(1/2150)
6- جواهر البيان في تناسب سور القرآن : عبد الله الغماري ، طبع بالقاهرة .
7- التناسب البياني في القرآن " دراسة في النظم المعنوي و الصوتي " : الدكتور أحمد أبو زيد، أطروحة دكتوراه الدولة ، نوقشت سنة 1990 م . وطبعتها كلية الآداب و العلوم الإنانية بالرباط ، المغرب 1992 م .
8- لسانيات الخطاب القرآني " مظاهر الانسجام و الاتساق " : الأستاذة خديجة إيكر العربي ، أطروحة دكتوراه دولة ، على أبواب المناقشة ـ إن شاء الله ـ مع متمنياتنا للأستاذة الفاضلة بالتوفيق و النجاح.
ومما له صلة بعلم المناسبة علم توجيه متشابهات القرآن ، ومما ألف فيه :
1- درة التنزيل و غرة التأويل : الخطيب الإسكافي ( ت 420 هـ ) .
2- ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد و التعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل : لأبي جعفر ابن الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ ).
3- بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز : مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ( ت 817 هـ ).
4- قطف الأزهار من كشف الأسرار للسيوطي .
ومما له صلة بالموضوع علم الفواصل و رؤوس الآي :
1- الفاصلة في القرآن : محمد الحسناوي .
2- الفواصل : الدكتور حسين نصار .
3- فواتح السور : للدكتور حسين نصار .
5- أهداف كل سورة و مقاصدها في القرآن الكريم : الدكتور عبد الله محمود شحاتة .
ومن التفاسير التي اعتنت بعلم المناسبة :
البحر المحيط لأبي حيان .
التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور .
في ظلال القرآن : سيد قطب .
ومن كتب الإعجاز التي أولت عناية خاصة لعلم المناسبة :
تحرير التحبير لابن أبي الإصبع .
معترك الأقران للسيوطي . إعجاز القرآن للرافعي .
الإعجاز البياني و مسائل ابن الأزرق : الدكتورة عائشة عبد الرحمن . ثلاث رسائل في إعجاز القرآن : الرماني و الخطابي و الجرجاني .
دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني .
من بلاغة القرآن : أحمد أحمد بدوي .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---(1/2151)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
---
تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 10:11 AM
تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:16 AM
جزاك ربي خير الجزاء
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-23-2006, 12:38 AM
جزاك الله خيراً .
---
عمر بن رحال
07-03-2006, 06:55 AM
يُنظر : بحث فضيلة الشيخ/العلامة: أبو محمد أحمد شحاتة الألفي السكندري - حفظه الله - (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18170&highlight=%C7%E1%CA%D3%C7%C8%ED%CD)
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-03-2006, 07:57 AM(1/2152)
حديث صلاة التسابيح صححه جمع كبير من العلماء وطرقه كثيرة يقوي بعضها يعضاً قال الخافظ ابن حجر في كتابه معرفة الخصال المكفرة للذنوب :باب حديث آخر في فضل صلاة التسبيح ) قال أبو داوود حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب( يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه وخطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة ) هكذا أورده أبو داوود وأشار إليه الترمذي بقوله وفي الباب ، وأورده ابن خزيمة في صحيحه قال باب صلاة التسبيح ، إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيئاً ،حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم إملاء بالكوفة ثنا موسى بن عبد العزيز أبو شعيب العدني وهو الذي يقال له القنباري سمعته يقول أصلي فارسي حدثني الحكم بن أبان حدثني عكرمة عن ابن عباس فذكر مثله ،قال ابن خزيمة رواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة مرسلاً لم يقل فيه عن ابن عباس حدثنا محمد بن رافع ثنا إبراهيم بهذا قلت إبراهيم فيه مقال ، وموسى بن عبد العزيز أوثق منه ورجال(1/2153)
هذا الإسناد الموصول لا بأس بهم ، عكرمة احتج به البخاري ، والحكم بن أبان صدوق ، وموسى بن عبد العزيز قال يحيى بن معين لا أرى به بأساً قال النسائي نحو ذلك ، وقال ابن المديني : ضعيف ، فهذا الإسناد من شرط الحسن فإن له شواهد تقويه وقد أساء ابن الجوزي بذكره إياه في الموضوعات ، فأورده من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بهذا الإسناد وقال إن موسى بن عبد العزيز مجهول فلم يصب في ذلك لأن من يوثقه ابن معين والنسائي لا يضره إن جهل حاله من جاء بعدهما ، وشاهده ما رواه الدارقطني في الأفراد من طريق أبي رجاء الخراساني عن صدقة عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي عن العباس بن عبد المطلب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أهب لك ألا أعطيك …) ؟ الحديث وقد رواه الترمذي وابن ماجة من حديث أبي رافع بإسناد ضعيف وأخرجه أبو داوود من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد لابأس به إلا أنه اختلف على راويه في وقفه ورفعه ، وأورده أبو داو ود أيضا من طريق عروة بن رويم قال حدثني الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبي طالب قال فذكر نحوه ورواه الحاكم من حديث ابن عمر نحوه ، وأقوى طرقه من حديث ابن عباس الذي ذكرته، وقال أحمد في علل الخلال ما يصح عندي في صلاة التسبيح شيء قلت ولا يلزم من نفي الصحة ثبوت الضعف لاحتمال الواسطة وهو الحسن وقد قال أحمد : بعد ذلك لما قيل له إن المستمر بن الريان رواه فقال :هو شيخ ثقة وكأنه أعجبه وفي رواية ( من صلاهما غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وما أسر وما أعلن ) طريق أخرى روى الطبراني في الأوسط من طريق عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ( يا غلام ألا أحبوك… ) فذكر نحوه وزاد في آخره دعاءً طويلاً وفي حديثه ( غفر الله لك ذنوبك كلها صغيرها وكبيرها وقديمها وحديثها وسرها وعلانيتها وعمدها وخطأها ) وعبد القدوس متروك ، ورواه من وجه آخر عن(1/2154)
ابن عباس بلفظ ( غفر له كل ذنب كان أو هو كائن) وفي إسناده يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو متروك أيضا والله أعلم .
وقال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب 1 / 528 : وقد صححه جماعة ، منهم الحافظ أبو بكر الآجري ، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري ، وشيخنا أبو الحسن المقدسي ، وقال أبو بكر بن أبي داوود : سمعت أبي يقول : ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا ، وقال مسلم بن الحجاج : لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا ، وذكر ذلك أيضاً ابن ناصر الدين الدمشقي ، في كتابه الترجيح لحديث صلاة التسابيح ، ص 41 وممن صححه أيضاً سراج الدين البلقيني ، والحافظ العلائي ، وبدر الدين الزركشي . ذكر ذلك ابن عراق في كتابه تنزيه الشريعة 2 / 109 والسيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2 / 44 ، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 53 ـ 54 وممن صححه أو حسنه : ابن منده ، والآجري ، والخطيب ، وأبو سعد السمعاني ، وأبو موسى المديني ، وأبو الحسن ابن المفضل ، والمنذري ، وابن الصلاح ، والنووي ، والسبكي ، وآخرون ، وذكر من تقدم ذكرهم ممن صححوه ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم ( 1152 ـ 1153 ) 1 / 240 – 241 ، وقد اعتنى جماعة من العلماء بالتصنيف في حديث صلاة التسبيح ، وذلك مما يدل على اعتناء العلماء به قديماً وحديثاً ، منهم الحافظ الدارقطني ، المتوفى سنة 385 هـ ألف فيه جزءاً ، والحافظ الخطيب البغدادي ، المتوفى سنة 463 هـ والحافظ عبد الكريم السمعاني ، المتوفى سنة 562 هـ والحافظ أبو موسى الأصبهاني ، المتوفى سنة 581 هـ وسماه : تصحيح صلاة التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصيح ، والإمام تاج الدين السبكي ، المتوفى سنة 771 هـ والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ، المتوفى سنة 842 هـ وسماه : الترجيح لحديث صلاة التسبيح ، طبع بيروت ، دار البشائر 1409 هـ والحافظ جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة 911 هـ(1/2155)
وسماه : تصحيح حديث صلاة التسبيح ، والعلامة شمس الدين محمد بن طولون ، المتوفى سنة 953 هـ ، وسماه : التو شيح لبيان صلاة التسبيح ، والشيخ محمد بن عبد الرسول البر زنجي المتوفى سنة 1103 هـ والشيخ أحمد الصديق الغماري المتوفى سنة 1380 هـ وسماه الترجيح لقول من صحح صلاة التسبيح ، والشيخ علوي بن أحمد السقاف المتوفى سنة 1335 هـ : وسماه القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسبيح ، والشيخ جاسم الفهيد الدوسري حفظه الله : وسماه التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح .
---
(1/2156)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة حول الاستدلال بهذه الآية في المحافل
---
مدارسة حول الاستدلال بهذه الآية في المحافل
---
عمر المقبل
03-16-2007, 11:58 PM
هذا سؤال حول الاستدلال بقوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [التوبة/105]) في المحافل ،حيث يكثر هذا ،وقد سمعت بعض طلبة العلم يستدل بها في محفل خيري ،ورأيتها تكتب في واجهة بعض المداخل .
وفي النفس من هذا شيء ، فإن الآية لا يصح تنزيلها على مثل هذه الأحوال ، لأنها في شأن المنافقين ،وهو ـ كما هو ظاهر والله أعلم ـ متضمن معنى التهديد .
والسؤال : أين رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا العمل ؟!
فإن كان هذا في الدنيا ،فلا يصح الاستدلال بها إلا في حياته .
وإن قيل : إن الأعمال تعرض عليه ! فيقال : إن العرض إنما هو ـ والله أعلم ـ لمجمل أعمال الأمة من الأحداث الكبار ، لا لتفاصيل الأمور .
وإن قيل هذا يوم القيامة : فيقال : إن هذا لا يساعده السياق ؛ لأن الله تعالى قال بعد ذلك : (وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
هذا ما بدا لي ـ بعد تأمل ومذاكرة مع بعض الأفاضل ـ .
وقد سمعت شيخنا العثيمين يبدي رأيه في هذه المسألة ،ولكن لا أحب أن أذكره إلا بعد أن أرى بعض المداخلات .
فماذا لدى الإخوة الأفاضل ؟!
---
الجكني
03-17-2007, 12:17 AM(1/2157)
يظهر - والله أعلم - أن الآية هي من باب الحض والترغيب للمؤمنين والترهيب للمنافقين والكافرين ،وهو ما أشار إليه الشيخ ابن عاشور رحمه الله بقوله عند الآية الأولى :"وسيرى الله عملكم ورسوله " قال : فالإخبار برؤية الله ورسوله عملهم في المستقبل مستعمل في "الكناية" عن الترغيب في العمل الصالح والترهيب من الدوام على حالهم ،والمراد تمكنهم من إصلاح ظاهرأعمالهم " ثم قال عند الآية المسئول عنها :"وتفريع "فسيرى الله عملكم " زيادة في التحضيض ،وفيه تحذير من التقصير أو من ارتكاب المعاصي لأن كون عملهم بمرأى من الله مما يبعث على جعله يرضي الله تعالى ،قال :وعطف (ورسوله ) على اسم الجلالة لأنه عليه الصلاة والسلام هو المبلغ عن الله وهو الذي يتولى معاملتهم على حسب أعمالهم،وعطف(المؤمنون) أيضاً لأنهم شهداء الله في أرضه 0اهـ والله أعلم
---
عمر المقبل
03-17-2007, 04:51 PM
شكر الله لكم ..
ثم وجدت ما يؤيد القول بالجواز ، وذلك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ فيما علقه البخاري ،ووصله عبدالرزاق بسند صحيح ـ قالت : إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل { اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } ،ولا يستخفنك أحد .
هكذا رواه البخاري مختصراً ،وهو عند عبدالرزاق 11/447 ح (20967) مطولاً من حديث عروة بن الزبير ـ رحمه الله ـ قال :
قال دخلت علي عائشة أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار ، فذكرت عثمان :
فقالت : يا ليتني كنت نسيا منسيا !!
والله ما انتهكت من عثمان شيئا الا قد انتهك مني مثله ! حتى لو أحببت قتله لقتلت !
ثم قالت : يا عبيد الله بن عدي ! لا يغرنك أحدٌ بعد النفر الذين تعلم ، فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم القراء الذين طعنوا في ى عثمان !
فقرأوا قراءة لا يُقرأ مثلها !
وصلوا صلاة لا يُصلى مثلها !
وصاموا صياما لايصام مثله !
وقالوا قولا لا نحسن أن نقول مثله !(1/2158)
فلما تدبرت الصنع إذاهم ـ والله ـ ما يقاربون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فإذا سمعت حسن قول امرئ فقل : (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ولا يستخفنك أحد.
تنبيه : وقع في المطبوع أغلاط صوبتها من عدة مصادر ،ولم أشأ التنبيه عليها حتى لا يطول الكلام.
والشاهد من هذا أن كلام عائشة رضي الله عنها صريح في جواز الاستدلال بها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
وعليه : فيمكن أن يقال : إن الرؤية هنا بمعنى العلم ،وليست رؤية البصر ،وأن النبي صلى الله عليه وسلّم سيرى هذه الأعمال يوم القيامة ـ أما في البرزخ فسبق الكلام فيه ـ كما أن طائفة من المؤمنين سيرونها في الدنيا والآخرة ،والله أعلم.
وبعد هذا .. وبما أن الصديقة فهمت الجواز ،فأنا أرجع عن الاستظهار الذي سبب طرح هذا الموضوع ،وعندي أن البحث ما زال قائماً ،والله المستعان.
أما رأي شيخنا العثيمين ـ رحمه الله ـ فهو لا يرى جواز الاستدلال بهذه الآية للسبب الذي أشرت إلى جزء منه في الموضوع الأصلي.
---
الغني بالله
03-19-2007, 11:42 AM
لكن يا شيخ عمر هل يشرع قراءة القرآن في المحافل .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=33619#post33619
---
جمال أبو حسان
03-19-2007, 11:51 AM
يحسن في هذا المقام الرجوع الى الكتاب القيم الذي الفه الثعالبي بعنوان الاستشهاد بالقران
---
أبومجاهدالعبيدي
03-19-2007, 12:14 PM
قال الرازي في تفسيره لهذه الآية : ( اعلم أن هذا الكلام جامع للترغيب والترهيب، وذلك لأن المعبود إذا كان لا يعلم أفعال العباد لم ينتفع العبد بفعله ....(1/2159)
فقوله: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} ترغيب عظيم للمطيعين، وترهيب عظيم / للمذنبين، فكأنه تعالى قال: اجتهدوا في المستقبل، فإن لعملكم في الدنيا حكماً وفي الآخرة حكماً. أما حكمه في الدنيا فهو أنه يراه الله ويراه الرسول ويراه المسلمون، فإن كان طاعة حصل منه الثناء العظيم والثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وإن كان معصية حصل منه الذم العظيم في الدنيا والعقاب الشديد في الآخرة. فثبت أن هذه اللفظة الواحدة جامعة لجميع ما يحتاج المرء إليه في دينه ودنياه ومعاشه ومعاده. )
وسياق الآية لا يظهر منه أنها نزلت في المنافقين ، وهذا هو سياقها :(1/2160)
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106) }
والآية التي تخبر عن حال المنافقين هي قوله تعالى : { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) }(1/2161)
وقد ذكر ابن العربي في أحكامه في التفريق بين الآيتين ما خلاصته : قوله سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [التوبة:105] هذه الآية نزلَتْ بعد ذكر المؤمنين ، ومعناها: الأمر، أي: اعملوا بما يُرْضِي اللَّه سبحانه، وأمَّا الآية المتقدِّمة، وهي قوله تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [التوبة:94] و{وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} ؛ فإنها نزلت بعد ذكْر المنافقين، ومعناها: التهديد؛ وذلك لأن النفاق موضِعُ ترهيبٍ، والإيمانُ موضعُ ترغيبٍ، فقوبل أهْلُ كلِّ محلٍّ من الخطاب بما يليقُ بهم. انتهى بتصرف .
وجاء في تفسير ابن عاشور : التحرير والتنوير ما نصه : ( عطف على جملة: {أَلَمْ يَعْلَمُو?اْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ} (التوبة: 104) الذي هو في قوة إخبارهم بأن الله يقبل التوبة وقل لهم اعملوا، أي بعد قبول التوبة، فإن التوبة إنما ترفع المؤاخذة بما مضى فوجب على المؤمن الراغب في الكمال بعد توبته أن يزيد من الأعمال الصالحة ليجبر ما فاته من الأوقات التي كانت حقيقة بأن يعمرها بالحسنات فعمرها بالسيئات فإذا وردت عليها التوبة زالت السيئات وأصبحت تلك المدة فارغة من العمل الصالح، فلذلك أمروا بالعمل عقب الإعلام بقبول توبتهم لأنهم لما قُبلت توبتهم كان حقاً عليهم أن يدلوا على صدق توبتهم وفرط رغبتهم في الارتقاء إلى مراتب الكمال حتى يَلحقوا بالذين سبقوهم، فهذا هو المقصود، ولذلك كان حذف مفعول {اعْمَلُواْ} لأجل التعويل على القرينة، ولأن الأمر من الله لا يكون بعمل غير صالح. والمراد بالعمل ما يشمل العمل النفساني من الاعتقاد والنية. وإطلاق العمل على ما يشمل ذلك تغليب.(1/2162)
وتفريع {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} زيادة في التحْضيض. وفيه تحذير من التقصير أو من ارتكاب المعاصي لأن كون عملهم بمرأى من الله مما يبعث على جعله يرضي الله تعالى. وذلك تذكير لهم باطلاع الله تعالى بعلمه على جميع الكائنات. وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الإحسان: «هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». )
وهو صريح في ارتباط الآية بما قبلها من الدعوة إلى التوبة ، وأنها في شأن المؤمنين .
وعليه ؛ فالقول بأن الآية المسؤول عنها نزلت في المنافقين فيه نظر . والله أعلم
---
عمر المقبل
03-19-2007, 04:34 PM
أثابكم الله جميعاً ..
أعجبني قول الشيخ عبدالرزاق ـ رحمه الله ـ في الرابط الذي وضعه أخونا (الغني بالله) : ( فلا يتخذ عادة ، ويجوز فعله أحيانا ).
وهذا الذي كنت أزوره في نفسي ،فلما قرأت جواب الشيخ اطمأننت.
ولي عودة ـ بإذن الله ـ .
---
المسيطير
03-21-2007, 05:10 PM
الشيخ الكريم / عمر المقبل
جزاك الله خيرا ، وأجزله ، وأوفاه .
وهذا رابط قد يثري الموضوع :
آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير !!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5297
---
عمر المقبل
03-22-2007, 12:11 AM
أثابكم الله ..
أخي العزيز أبا محمد المسيطير : اطلعت على الرابط ، فجزاك الله خيراً.
لكن ـ مع أن ما ذكره مشايخنا رحمهم الله هو المتبادر للذهن بسبب نزولها في المنافقين ـ إلا أنه لا يمكن إهمال فهم عائشة رضي الله عنها لهذه الآية ،وهي أعلم من كل من ذكر في الرابط بملابسات نزولها ،والسند إليها صحيح كالشمس .
---
الغني بالله
03-24-2007, 09:06 AM
[QUOTE=
ثم وجدت ما يؤيد القول بالجواز ، وذلك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ـ فيما علقه البخاري ،ووصله عبدالرزاق بسند صحيح ـ قالت : إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل { اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون } ،ولا يستخفنك أحد .(1/2163)
هكذا رواه البخاري مختصراً ،وهو عند عبدالرزاق 11/447 ح (20967) مطولاً من حديث عروة بن الزبير ـ رحمه الله ـ قال :
قال دخلت علي عائشة أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار ، فذكرت عثمان :
فقالت : يا ليتني كنت نسيا منسيا !!
والله ما انتهكت من عثمان شيئا الا قد انتهك مني مثله ! حتى لو أحببت قتله لقتلت !
ثم قالت : يا عبيد الله بن عدي ! لا يغرنك أحدٌ بعد النفر الذين تعلم ، فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم القراء الذين طعنوا في ى عثمان !
فقرأوا قراءة لا يُقرأ مثلها !
وصلوا صلاة لا يُصلى مثلها !
وصاموا صياما لايصام مثله !
وقالوا قولا لا نحسن أن نقول مثله !
فلما تدبرت الصنع إذاهم ـ والله ـ ما يقاربون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فإذا سمعت حسن قول امرئ فقل : (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ولا يستخفنك أحد.
جزاك الله خيرا ياشيخ عمر هذه فائدة قيمة ولاشك أن فهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم مقدم .
---
(1/2164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة التعريف بكتب التفسير للشيخ مساعد الطيار
---
سلسلة التعريف بكتب التفسير للشيخ مساعد الطيار
---
الراية
08-30-2003, 04:46 PM
أقيمت هذه السلسلة من الدروس ضمن دروس الدورة العلمية الثانية عشرة في مدينة الدمام بالسعودية عام 1423 هـ
وهي على النحو التالي:
1) مقدمة والتفسير والإعراب
2)تفسير ابن عباس و يحيى بن يمان ومقاتل والثوري
3)تفسير ابن مسعود وعائشة رضي الله عنهم
4)الطبري و ابن أبي حاتم
5)الماتريدي وقراءة من كتب التفسير
6)السمرقندي وهود بن محكم ويحي بن سلام والطحاوي
7)النحاس و الثعلبي والماوردي والنيسابوري
8)السمعاني والبغوي و الزمخشري
والدروس موجودة على هذا الرابط...واهيب بالاخوة الاستفادة منها فهي حقاً ممتعه
http://www.islamway.com/bindex.php?section=series&scholar_id=424&series_id=730
---
(1/2165)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الطريق إلى السعادة بالهموم
---
الطريق إلى السعادة بالهموم
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
03-01-2005, 08:34 AM
الطريق إلى السعادة بالهموم
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من مشاكل هذا الزمان، ويبحث الناس عن علاجها، هي الهموم.
الهموم أمرها مزعج إذا حلت بقلب الإنسان.
الهموم من أثقل الأنكاد.
الهموم نار تستعر في القلوب.
الهموم حرقة تضطرم بها الأكباد.
أيها القارئ الكريم:
الدنيا طبيعتها المعاناة والمقاساة، فالإنسان حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال، كما دل عليه قول الحق تعالى : ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)).
أليست الدنيا دار هموم؟
ولكن نقول لكل مسلمٍ ومسلمة:
((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)).
لا تكره المكروه عند حلوله ****** إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمة لا يستهان بشكرها ***** لله في طي المكاره كامنة
لماذا الحزن والضيق بسبب الهموم ؟
لماذا لا نكون سعداء بهذه الهموم والغموم والمصائب؟
ولكن كيف نكون سعداء بهذه الهموم ؟
تعال معي أيها القارئ الكريم لأدلك على طريق السعادة وأنت مصاب بالهموم:
الطريق الأول إلى السعادة بالهموم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه البخاري.
سبحان الله !!
كيف لا نسعد بالهموم وهي كفارة لذنوبنا ؟
كيف لا نسعد بالهموم وهي تكثير لحسناتنا ؟
تأمل معي، وتفكر .
أليس همك أن يكفر الله عنك الخطايا، وتزيد حسناتك ؟
الجواب: بلا شك نعم.(1/2166)
إذاً وداعاً للحزن بسبب الهموم، بل نقول: الحمد لله على هذه الهموم التي تكفر عن ذنوبنا، وتكثر من حسناتنا.
الطريق الثاني إلى السعادة بالهموم
هو ذكر الله تعالى، قال الله تعالى في شأن الذكر: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))، وقال سبحانه : ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ))، وقال : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))، وقال: ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)).
يشكوا الكثير من تسلط الهموم، ولكن ينسون ذكر الله، كم من شخص ابتلي بالهموم، فما أن يذكر الله، إلا وذهبت هذه الهموم، واطمئن قلبه، وارتاح باله.
فيا أيها القارئ الكريم هذه نصيحة مني، ما أن يتسلط عليك الهم، فاللجأ إلى ذكر الله، وقراءة القرآن، فهي تنسيك ما أصابك من هموم، فإذا نسيت همومك تحصل السعادة والراحة.
الطريق الثالث إلى السعادة بالهموم
هو المحافظة على الصلاة، قال تعالى: ((إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ)، وقال : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، أي: إذا نزل به أمر مهم أو أصابه غم.
فالصلاة راحة القلب ، وقرة العين ، وعلاج الهموم والأحزان .
الطريق الرابع إلى السعادة بالهموم(1/2167)
أن تكون الأخرة هي همك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ» رواه الترمذي وصححه الألباني.
الله أكبر !!
يجعل الله الغنى في قلوبنا، ويجمع شملنا، وتأتينا الدنيا وهي راغمة، إذا كانت الأخرة هي همنا، ولما لا تكون الأخرة هي همنا وهي معادنا؟
في الأخرة سنسأل عن أعمالنا، هل أعمالنا صالحة تقربنا إلى الله، أم أعمال نحاسب عليها، وتبعدنا عن الله؟
وسنسأل عن أقوالنا، هل أقوالنا صالحة تقربنا إلى الله، أما أقوال نحاسب عليها وتعبدنا عن الله؟
بل ماذا سيكون حالنا في القبر ونحن نسأل ؟
هل أدينا الحقوق ؟ هل قمنا بالواجبات ؟
قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد: «إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره.. فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى : ((وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)) » أ.هـ
الطريق الخامس إلى السعادة بالهموم
هو دعاء الله سبحانه وتعالى، فالمسلم يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه متضرعاً إليه بأن يعيذه من الهموم ويباعد بينه وبينها، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.(1/2168)
وإليك أيها القارئ الكريم بعض الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوبها ويعلمها لبعض أصحابه:
• «يا حي ياقيوم برحتمك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين».
• «اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا شئت».
• «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
• «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».
• ومن أعظم الأدعية التي تذهب الهموم والغموم والأحزان، هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا. قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا».
الطريق السادس إلى السعادة بالهموم(1/2169)
هو كثرة الاستغفار، قال تعالى: ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ))، وقال نوح لقومه: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً)).
لعلنا أصبنا ذنباً، فسلط الله علينا هذه الهموم، أو قصرنا في حقٍّ من حقوق الله، أو حقوق الناس، فبالاستغفار تنفرج الأمور، ويرزقنا الله من حيث لا نحتسب، قال تعالى: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)).
الطريق السابع إلى السعادة بالهموم
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن ... فعجباً لأمره.
الطريق السابع هو الصبر، الصبر ترياق للهموم، قال تعالى: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ))، فالصبر عند الملمات من إمارات السعادة.
إذا بُليت فثق بالله وارض به *** إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته *** ما لامرئ حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه *** لا تيأسن فإن الصانع الله
فهذه سبعة طرق أهديها إليك من كتاب ربنا عز وجل، ومن مشكاة النبوة حتى تكون سعيداً بهمومك وغمومك، وأحزانك، فلا تحزن بعد اليوم، وتذكر أن الله تعالى قال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)) الطلاق: 4.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المراجع:
1- علاج الهموم، موقع إسلام سؤال وجواب.
2- محمد بن سرار اليامي، ترياق الهموم، موقع صيد الفوائد.
3- د. منقذ بن محمود السقار، حياتنا بين الهموم والأخرة، موقع صيد الفوائد.
4- فتوى رقم 49676 من موقع الشبكة الإسلامية.(1/2170)
5- فتوى رقم 21515 من موقع إسلام سؤال وجواب.
http://www.sahab.ws/3431/news/4605.html
---
علي جاسم
03-01-2005, 05:57 PM
جزاك اله خيرا أخي العزيز على هذه النصائح القيمة ...... ولكن لنا أن نسأل قبل كل شيء ما هي السعادة .. وهل السعادة هي انتفاء نقسيضها .. معظم الناس اليوم لا يعرف ما هي السعادة أو فلنقل السعادة بمفهومها العام والخاص أيضا قد لا تتجاوز حدود إشباع رغبات جامحة أو نزوات مضطربة وأهواء مزجاة متناسين جانب الروح فماذا كانت النتيجة .. مفسدسة للذوق وبلادة في الحس الإنساني وضمور في الشعور لا بل ومسخ لفطرة الإنسان البسسيطة فراح يجد ابتغاء السعادة كالذي يتخبطه الشيطان من المس .. ولا زال ذاك ديدنه ما إن ينجو من حوت من حيتان النفس حتى يهوي لغيابة جب الدنيا وليس له بعد هذا وذاك إلا الصلة بالله تعالى وليس له إلا يقضة الروح المؤمنة وإلا فما دون ذلك هو الخسر الذي قال تعالى فيه { إن الإنسان لفي خسر }
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
03-01-2005, 06:37 PM
وإياك أخي علي جاسم .
وقد أصبت في كلامك حول توضيح معنى السعادة وحقيقتها.
وهناك محاضرة للشيخ سليمان الرحيلي بعنوان: ((كيف نسعد بالإسلام؟)) بين فيها حقيقة السعادة، وكيف نحققها بالإسلام، وهي محاضرة من أروع المحاضرات التي سمعتها في حياتها.
أنصحك بسمعها وعلى ما أظن أنها موجوده في موقع العلم الصحيح
---
(1/2171)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد جواباً!!
---
أريد جواباً!!
---
صالح الغامدي
04-12-2004, 11:42 AM
هل البسملة أية من سورة الفاتحة؟ أرجو الرد سريعاً
---
المعتز بالإسلام
04-12-2004, 01:13 PM
للعلماء في هذه المسألة قولان و المشهور من مذهب الإمام أحمد أنها ليست من الفاتحة واختارها الشيخ محمد العثيمين للحديث القدسي الذي فيه " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... " و لم يذكر البسملة فدل على أنها ليست منها ... وراجع في ذلك كتب الفقه في كتاب الصلاة .
---
المنهوم
04-12-2004, 01:32 PM
الصحيح كما قال اخي المعتز
وايضا هي ليست آية من القران إلا في سورة النمل فهي جزء من آية
---
أبومجاهدالعبيدي
04-12-2004, 01:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المسألة من المسائل التي فيها خلاف كبير بين القراء والفقهاء ، وليس من السهولة بمكان أن تصدر فيها أحكام سريعة كما ذكر الأخوان في إجابتيهما السابقة .
وقول أخي المنهوم : ( وايضا هي ليست آية من القران إلا في سورة النمل فهي آية ) ليس صواباً بإطلاق ، بل هي آية قرآنية عند من أثبتها من القراء . ولكن هل هي من السورة أم هي آية مستقلة ؟ في المسألة خلاف .
والمسألة فيها تفصيل ، ويمكن الاستفادة من هذا الارتباط :حكم قراءة البسملة (http://saaid.net/bahoth/4.htm)
---
mohammad
04-12-2004, 04:44 PM
Assalaam aleikom
If you look in the Quran, you will notice that the only Sura with Bassmala as a part is Al Fatihah.
Bessm Allah al rahman al raheem (1) Alhamdlellah rabb al alameen (2) al rahman al raheem (3) ... and so on
Wa Allah AAlam
assalaam aleikom
---
(1/2172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أقيم في الكويت
---
أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أقيم في الكويت
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 12:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_297444583192558255.jpg
هذه الأبحاث التي قدمت في المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أقيم في الكويت في شهر ذي القعدة من عام 1427هـ . وهي كلها بصيغة PDF . فيلزمك لقراءتها برنامج Acrobat Reader (http://www.absba.com/modules.php?name=Downloads&d_op=viewdownloaddetails&lid=4187&ttitle=Acrobat_Reader_5.0_ME)
[line]
أولاً : ملخصات الأبحاث . .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_17134458314f14d9d7.jpg
لتنزيل ملخصات الأبحاث اضغط هنا (http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Researches_Summarize.pdf)
[line]
ثانياً: أبحاث العلوم الطبية - الجزء الأول . وفيها :
- أثر بحوث الإعجاز العلمي في بعض القضايا الفقهية ، للدكتور عبدالله المصلح والدكتور عبدالجواد الصاوي.
- إشكالية النوم الحالم بمنظور الإعجاز العلمي القرآني ، لحسن مظفر الرزو - العراق.
- الإعجاز العلمي في الإهلاك بالصيحة ، للدكتور محمود محمد الشورى (مكة المكرمة).
- وجه الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف عليكم بقيام الليل ، للدكتور عطية فتحي البقري .
- الإعجاز العلمي لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الماء الراكد والماء الدائم ، للدكتور مجدي إبراهيم السيد .
- الإعجاز العلمي للسنة النبوية في أسرار مسواك عود الأراك وتأثيره على صحة الفم ومناعة الخلايا البشرية ، للدكتور مشاري بن فرج العتيبي .(1/2173)
- إعجاز القرآن الكريم في مدة الرضاعة ونوعيتها ، للدكتور فهمي مصطفى محمود ، الأردن.
- التغيرات الحيوية والفسيولوجية خلال الصيام في شهر رمضان ، إعداد معز الإسلام عزت فارس (الأردن).
- صور من الإعجاز العلمي لاستخدام المسك كمضاد حيوي ، إعداد آمنة علي ناصر صديق (جدة) .
- العلاج النبوي لالتهابات الجيوب الأنفية ، للدكتور هشام المشد .
- الفرق بين الرجل والمرأة ، إعداد نورهانا إبراهيم عبدالله .
- الإعجاز العلمي في قوله تعالى :(فكسونا العظام لحما) للدكتور محمد الديب ، والدكتور وائل الشيمي .
- لمحة من الإعجاز العلمي في الحديث النبوي والاستشفاء بالخل ، للدكتور عبدالله نصرت .
- المسؤلية المشتركة للرجل والمرأة في تحديد نوع الجنين ، للدكتور جمال حامد السيد حسانين .
- المساواة بين الرجل والمرأة أكذوبة بيولوجية ، للدكتورة عنايات عزت عثمان .
- دراسة البيولوجيا الجزيئية للحجامة في مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن (سي) ، للدكتور سعد بن عبدالله الصاعدي .
- سرابيل تقيكم الحر ، للدكتورة سميحة بنت علي مراد .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1746645831559935f5.jpg
لتنزيل أبحاث العلوم الطبية - الجزء الأول اضغط هنا (http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_1a.pdf)
[line]
ثالثاً : أبحاث العلوم الطبية - الجزء الثاني . وفيها :
- الإعجاز العلمي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة طهارة بول الطفل الرضيع الذكر ، للدكتور صلاح الدين جمال الدين بدر .
- تركيب الجلد بينة علمية ، للدكتور محمد دودح .
- نسبة التواجد البكتيري في بول الغلام والجارية الرضع ، للباحثين : أصيل محمد علي زكر ، وأحمد محمد صالح.
- (وجعلنا من الماء كل شيء حي) الماء القلوي ، للدكتورة هند أحمدوه .
- الإعجاز العلمي في أسرار الخلية وتطورات نشأة الأجنة ، للدكتور حسين رضوان اللبيدي .(1/2174)
- إشارات التباين البشري في القرآن الكريم ، للدكتور مبارك محمد علي المجذوب .
- مضاد حيوي ببتيدي فريد يكشف النقاب عن سر التداوي بأبوال الإبل ، للدكتور محمد محمود شهيب ، والدكتورة إيمان محمد حلواني .
- آية الحدائق وعلاج الاكتئاب ، للدكتور زهير رابح القرامي .
- إعجاز الشفاء في الريق والتراب ، للدكتورة أروى عبدالرحمن أحمد .
- مختلف ألوانه ، للدكتور السيد عبدالستار المليجي .
- والحب ذو العصف معجزة قرآنية ، للدكتور محمود يوسف عبده .
- وفي العكبر أسرار وإعجاز ، للدكتور حسان شمسي باشا .
- الخلق والتصوير حديث القرآن عن الحامض النووي ، للدكتور محمود عبدالله إبراهيم أبو النجا .
- دقائق مبهرة في قصة الخلق ، للدكتور مصطفى عبدالمنعم .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_183314583165278db5.jpg
لتنزيل أبحاث العلوم الطبية - الجزء الثاني اضغط هنا (http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_1b.pdf)
[line]
رابعاً: أبحاث حكم تشريعية وبشارات . وفيها :
- الإعجاز التاريخي والأدبي والتربوي في سورة يوسف ، للدكتور عبدالحليم عويس .
- الإعجاز التشريعي في قوله تعالى :(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها...) ، للدكتور محمد نبيل غنايم .
- الإعجاز التشريعي في الزكاة (أوجهه ومعاييره ودلالاته الاجتماعية) ، للدكتور رفعت السيد العوضي .
- الإعجاز التشريعي لنظام الميراث في القرآن الكريم وأثره الاقتصادي والاجتماعي ، للدكتور أحمد يوسف سليمان .
- الإعجاز السنني في القرآن الكريم ، للدكتور محمد أمحزون .
- الإعجاز التشريعي من فريضة الزكاة وشروط أصناف أموالها ومقاديرها وأنصبتها ، للدكتور نجيب بوحنيك ، وسلاف القيقط .
- القيم الأخلاقية في السياسة المالية الإسلامية ، للدكتور السيد عطية عبدالواحد .
- الهداية إلى الصراط المستقيم ، للدكتور بركات عبدالفتاح دويدار .(1/2175)
- إعجاز تشريع الزكاة في قواعد قياس الطاقة المالية وفي النصاب النقدي ، للدكتورة كوثر الأبجي .
- الإعجاز العلمي في قول الله تعالى :(وعلم آدم الأسماء كلها) ، للأستاذ الدكتور ظافر بن علي القرني .
- البشارة بالقرآن الكريم وهيمنته على كتب السابقين ، لهشام محمد طلبة .
- الإعجاز القرآني في القانون الدولي الإنساني ، للدكتور عبدالرحمن جميل قصاص .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_18980458316879ad7b.jpg
لتنزيل أبحاث حكم تشريعية وبشارات اضغط هنا (http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_2.pdf)
[line]
خامساً : أبحاث علوم الأرض والبحار . وفيها :
- أسرار حركة الجبال بين إخبار الوحي وكشوفات العلم الحديث ، لعبدالإله محمد مصباح .
- إنزال الماء ، ليسري أحمد الدقشي .
- تقطيع الأرض ووصف الجبال وظواهر الأرض في القرآن وعلم الجيولوجيا ، للدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة .
- جوانب من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجالي التطهير والتعدين ، لعبدالهادي محمد الشيخ .
- سيلان المياه وتكون المعادن في القشرة الخارجية للأرض انطلاقاً من قوله تعالى :(وأ/ا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) ، للدكتور مصطفى موكينا .
- فسالت أودية بقدرها ، للدكتور المهندس أحمد عامر الدليمي .
- مروج وأنهار أرض العرب في الماضي والمستقبل ، للدكتور علي صادق .
- الكائنات البحرية العجيبة ودور البكتريا في التمثيل الكيميائي ، للدكتور أمين مصطفى غيث وزميله .
- الخشوع والتصدع في الجبال معاني علمية وإيحائات قرآنية ، لخلاف الغالبي .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_231244583175e13c0e.jpg
لتنزيل أبحاث علوم الأرض والبحار اضغط هنا (http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_3.pdf)
[line]
سادساً : أبحاث علوم الحياة . وفيها :
- الإعجاز العلمي في تميز الإبل في خلقها عن باقي الحيوانات ، للدكتور حامد عطية محمد .(1/2176)
- أولم يرو إلى الطير فوقهم صافات ، للدكتور منير مصطفى خلوف البشعان .
- الخطر في تغيير الفطر ... بين جنون البقر وجنون البشر ، للدكتور حنفي محمود مدبولي .
- الداء والدواء في جناحي الذبابة ، للدكتور مصطفى إبراهيم حسن .
- فذروه في سنبله ، الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بلعابد .
- الإعجاز العلمي في قوله تعالى :(والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) ، للدكتور أحمد عبدالعزيز مليجي .
- الحبة السوداء ، للدكتور عبدالله عمر باموسى .
- الحطام والهشيم إعجاز علمي في عالم النبات ، للدكتور محمد طاهر موسى .
- الإعجاز العلمي في قوله تعالى :(وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) للدكتورة منال جلال محمد عبدالوهاب .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_229504583170991d41.jpg
لتنزيل أبحاث علوم الحياة اضغط هنا (http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_4.pdf)
[line]
سابعاً : أبحاث علوم الفلك والفيزياء والأرصاد . وفيها :
- إعجاز القرآن الكريم في وصف حركة الظلال (الظل الساكن) دكتور مهندس يحيى وزيري (مصر) .
- قوله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر) للدكتور زكريا طاحون .
- دلالة الإعجاز العلمي في إثبات حقيقة تنفس الصبح والتغيرات المناخية المصاحبة ، للدكتورة هدى عبدالله عيسى العباد (كلية الآداب بالرياض) .
- النسيج الكوني رؤية علمية قرآنية ، للمهندس عبدالدائم الكحيل.
- من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (الزمكانات) للدكتور سامي بن محمد صالح الدلال (الكويت) .
- معجزة إنزال الحديث وبأسه الشديد في القرآن الكريم والفيزياء الفلكية والنووية ، للدكتور عبدالله محمد البلتاجي .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_28098458317ffb2899.jpg
لتنزيل أبحاث علوم الفلك والفيزياء والأرصاد اضغط هنا (http://www.islam.gov.kw/books/eajaz/Book_5.pdf)
---
أحمد بزوي الضاوي
12-16-2006, 10:51 AM(1/2177)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد أخي الفاضل فإني أحمد الله إليكم أن سخركم لخدمة كتابه ، و النهوض بالبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية . ومن باب من لم يشكر الناس لم يشكر الله ، فإني أقول لكم جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص مودتي وتقديري .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 12:37 PM
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد ، ونسأل الله أن يعيننا جميعاً لأداء جزء من الواجب علينا تجاه هذا العلم الشريف الذي نتطفل على موائده ، وشكر الله لكم دعائكم وتشجيعكم الصادق .
---
معروفي
12-17-2006, 06:17 AM
جزاكم الله خيراً .
---
محمد سعيد الأبرش
12-17-2006, 08:25 AM
جزاك الله كل خير
---
(1/2178)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رسالة ... إلى المسلمين فقط!
---
رسالة ... إلى المسلمين فقط!
---
hedaya
06-08-2005, 05:07 AM
رسالة ... إلى المسلمين فقط!
بسم الله الرحيم الرحمن، والحمد لله منزل القرآن، هدى للناس وتبيان، والصلاة والسلام الأتمان، على سيدنا محمدٍ العدنان، وعلى آله وأصحابه والإخوان، وبعد:
هذه رسالة نبعثها إلى كل مسلم ينبض قلبه بالإسلام، إلى كل من تبقى فى شريانه دمٌ مسلم ينبض، إلى كل من وضع في خانة "الديانة" في هويته كلمة "مسلم".
تدنيس قرآننا في غوانتانامو!
نبدؤها بالخبر التالى: "أكد عدة معتقلين بريطانيين كانوا محتجزين في قاعدة غوانتانامو أن الجنود الأمريكيين دنسوا القرآن مرارا سواء كان ذلك في سجون أفغانستان أو في قاعدة غوانتانامو الكوبية، وأكد "معظم بك" الذي أفرج عنه من غوانتانامو أن الجميع يعلم أن جنديا أمريكيا ألقى بنسخة من القرآن الكريم في دلو كان يستخدم مرحاضا في سجن قندهار الأفغاني".
ها نحن ننتظر ... مازلنا ننتظر ... طال الانتظار! أين المسلمون وردة فعلهم بل أين ردة فعلك أنت يا من تقرأ هذه الرسالة؟ ترى ماذا كان الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم - سيفعلون لو أهين كتاب الله عز وجل في وقتهم؟ إنهم بلاشك سيثورون غضبًا لله تعالى وكلماته، وللإسلام الحنيف وحرماته، أما نحن ... فقد اكتفينا بما وجهته "بعض" رئاساتنا من كلمات استنكار خجولة هنا وهناك! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عذرا رسول الله ما منّا عمر ،،، عذرا رسول الله ذنبنا لا يغتفر!
فلنتخيل أن الإنجيل - كتاب النصاري المقدس - قد دنِّس، فماذا نتخيل ردود الأفعال؟ ستقوم الدنيا ولا تقعد وستعقد المؤتمرات وتتخذ القرارات وتنَّفذ، من أجل معاقبة الفاعلين أولاُ ولضمان عدم تكرار هذا الفعل ثانيًا وثالثًا.
هان القوم فهان دينهم!(1/2179)
ولكن لكوننا - حاليًا - أمةٌ متخلفةٌ علميًا وثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا و ... الخ، بفعل ابتعادنا عن سر نهضتنا واكسير تقدمنا ألا وهو "الإسلام"، فإننا اليوم نتفرق على عشرات الدول التي لا يؤبه لها وليس لها اعتبار، فهذا زمان القوة ونحن ضعفاء فيه وهو زمان الوحدة ونحن متشرذمون به، ومثلما كقول الشاعر:
ومن يهن يسهل الهوان عليه ،،، ما لجرحٍ بميتٍ إيلام
فضل القرآن الكريم علينا:
إن للقرآن الكريم وظيفةً رئيسة للمسلم والمسلمة في هذا الوقت وفي كل وقت، مصداقًا لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (القرآن هدى من الضلال وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار).
وهو بجانب الإرشاد إلى طريق النجاح في الآخرة، فإنه - أي كتاب الله تعالى - فيه الاستدلال على سبيل الصلاح في الدنيا، وقد قال في وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام: (فيه نبأ من كان قبلكم، ونبأ من كان بعدكم، وحكم ما كان بينكم، وهو الفصل وليس بالهزل، ما تركه جبار إلاّ قصم الله ظهره، ومن طلب الهداية بغير القرآن ضل، وهو الحبل المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، وهو الذي لا تلبس على الألسن، ولا يخلق من كثرة القراءة، ولا تشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم؛ وها هو الشاعر العربي يلخص فوائده ويجمع فرائده بقوله فيه:
كالشمس من حيث التفت رأيتها ،،، تهدي إلى عينك نورًا ثاقبا
رسالتنا ... للمسلمين فقط!(1/2180)
إن عز علينا معاقبة الجناة الآثمين ومحاسبة الأنظمة التي تؤويهم، فإن لن يعز علينا أن نذكِّر المسلمين في بيوتنا ومدارسنا ووظائفنا بأن القرآن العظيم هو دستورنا، وهو السبيل الوحيد لننتقل من الضعف إلى القوة ومن التفرق إلى الوحدة، ولننال عن طريق الاستمساك به خيرات الدنيا والآخرة.
وعلينا - بالطبع - قبل تذكير الآخرين وحثهم أن نلتزم في تصرفاتنا كلها بكتاب الله عز وجل، حتى نكون قدوةً عملية يتحقق فيها وصف أمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما للنبي صلى الله عليه وسلم، حينما قالت: (كان خلقه القرآن) ... فلتكن هكذا أخلاقنا ولنطبِّق تعاليم قرآننا، والحمد لله رب العالمين.
من مسلمٍ غيور على كتاب ربه
إلى إخوانه المسلمين ... فقط!
---
(1/2181)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير غريب ما في الصحيحين للإمام محمد بن أبي نصر الحميدى
---
حمل تفسير غريب ما في الصحيحين للإمام محمد بن أبي نصر الحميدى
---
أبو محمد الظاهرى
10-09-2006, 11:36 PM
حمل تفسير غريب ما في الصحيحين للإمام محمد بن أبي نصر الحميدى ... تلميذ الإمام الجليل ابن حزم الظاهرى الأندلسي .. رحمهما الله وأنار قبورهما..
والكتاب المذكور مهم شرح فيه المؤلف وفسر الالفاظ الغريبة والمبهمة في الصحيحين مما يجعل القارىء لا يتوقف للبحث عن تفسير اي كلمة ولفظة فيكون تناول المادة واستيعابها اسهل عليه واسرع.
** ومن الجدير بالذكر أن شيخنا الحبيب ابن تميم الظاهرى يعمل فى تحقيق الكتاب لوجود أخطاء كثيرة فى تحقيقه.
والملف المرفق للكتاب نسخة وورد وأخرى للشاملة 2
حمل من الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1241
أو
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/gareb%20alshehen.zip
وجزاكم الله خيراً
---
مروان الظفيري
10-10-2006, 12:55 AM
أثابك الله خيرا ياأخانا الحبيب أبا محمد الظاهري
على هذه الخدمة الجليلة للصحيحين
وإن شاء الله نرى قريبا العمل المحقق
---
أبو محمد الظاهرى
10-10-2006, 03:06 AM
أثابك الله خيرا ياأخانا الحبيب أبا محمد الظاهري
على هذه الخدمة الجليلة للصحيحين
وإن شاء الله نرى قريبا العمل المحقق
جزاكم الله خيراً سيدى الدكتور مروان الظفيري على ثنائك الكريم ..
وإن شاء الله نرى قريبا العمل المحقق ..
---
(1/2182)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يجيبني فأدعو له
---
من يجيبني فأدعو له
---
محمد البويسفي
05-29-2006, 01:58 PM
أيها الإخوة الكرام عندي إشكال حول متى نحمل المجمل على المبين أسأل عن القاعدة التي تحكم دلك و لكم مني خالص الدعاء
---
(1/2183)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن حال وطبعات هذه الكتب
---
سؤال عن حال وطبعات هذه الكتب
---
أبو إبراهيم الحائلي
11-04-2006, 06:59 PM
1- مع الأنبياء لعفيف طبارة
2- وقصص الأنبياء لمحمد جاد المولى
3- وقصص الأنبياء لعبدالوهاب النجار
4- اليهود في القرآن لعفيف طبارة
5- أحسن القصص لعلي فكري
---
أبو إبراهيم الحائلي
11-05-2006, 05:19 PM
يسر الله لي أخًا مجيبًا
---
أبو إبراهيم الحائلي
12-21-2006, 01:55 PM
يسر الله لي أخًا مجيبًا
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2006, 01:21 PM
هذه الكتب لدي في المكتبة منذ مدة طويلة ، فأما طبعاتها فوحيدة تقريباً ، ولا فرق كبيراً بين طبعاتها إلا من حيث جودة الورق فحسب .
وأما قيمتها العلمية فلستُ على يقين منها لبعد العهد بمضمونها ، وقد أردتُ مراجعتها بعد سؤالك فلم يتيسر لي ذلك ، غير أني أذكر لك أن كتاب (قصص الأنبياء) لجاد المولى ، ومثله كتاب النجار من أقدم الكتب التي جمعت قصص الأنبياء ، وقد أجاد المؤلفان في عرضها غير أنهما وقعا في بعض الأخطاء بذكرهما لتفاصيل قصص الأنبياء من كتب أهل الكتاب ، فوقع الزلل في حق بعضهم عليهم الصلاة والسلام ، وقد تعقبهما الدكتور فضل حسن عباس في كتابه قصص القرآن في طبعته الأخيرة فأجاد . فلو تيسر لك مراجعة كتاب الدكتور فضل عباس لكان حسناً.
وأما كتاب الأستاذ الأديب علي فكري (أحسن القصص) فهو من أحسن ما قرأتُ للناشئة ، وأنصح به دوماً الصغار ، للارتقاء بذوقهم وفهمهم . ومؤلفه له كتب متعددة تخاطب فئة الصغار من الطلاب لتحبيب القراءة إليهم .
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-25-2007, 11:46 AM
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن وجزاكم خير الجزاء وأحسنه ..
---
(1/2184)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التكرار في القصص
---
التكرار في القصص
---
ش.م
05-28-2004, 01:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أخيرا .. بعد وقت طويل استجمعت أطراف شجاعتي الذاهبة وجئت إليكم أحث الخطا نحو هذا الملتقى المبارك بعد أن عنيت بزيارته بين حين وآخر وإن لم أقدر أن أقرأ الدرر التي تتجدد فيه باستمرار، لكني وضعت رابطا لملتقاكم في موقعي والحمد لله على فضله أن أعانني على أن أكون بينكم وأطلب منكم قراءة ما كتبت وتوجيهي بملحوظاتكم وإرشاداتكم الصائبة معبيان أوجه النقص أو الخطأ
هذا موضوع عن التكرار في القصص القرآني، لم أبد فيه رأيي فلست أنا من تضع نفسها وضعا ليس لها، ولكني اهتممت بقراءة بعض ما قاله العلماء عن قضية التكرار، ثم لخصت ذلك فيما سترونه الآن، وسميته
رحلة في الأسفار تتبعا لقضية التكرار
مقدمة:
ما زالت سهام أعداء هذا الدين مشرعة نحو النور الذي يعمي أبصارهم ويثير غيظ قلوبهم، وما زالت شبهاتهم تتناثر هنا وهناك،على الرغم من كثرة الردود عليها وإبطالها بالأدلة البراهين، ولعل اتساع أرجاء هذه الشبكة كان عونا لهم و مرتعا خصبا لافتراءاتهم
وكثيرا ما يثار سؤال عن التكرار في القرآن الكريم وهدفه، وقد يأخذونه مطعنا على بعض ض عاف النفوس ليمدوا في أنفسهم حبائل الشكوك، ويغرسوا في عقولهم ضلالات الأوهام، ولا تخلو القضية من أصابع المستشرقين العاملة في نشر تلك الشبهات للنيل من كتاب الله عبر هذه القضية، وخاصة في القصص القرآني
الموضوع:(1/2185)
أبتدئ بتوفيق من الله : إن جماعة من المستشرقين وغيرهم قد اشتط بهم الغلو وطغت عليهم روح التحيز والحيف فجاؤوا بشبهات كثيرة، ولكن من يتأمل فيها يرى أن كثيرا منها لاأساس له، وبعضها ينم عن الجهل إن افترضنا حسن النية، ولا نظنهم من الجهال، أو هو يكشف عن روح حقد تتعمد الإضلال بإيراد شبهات يعلمون أنها باطلة، وأنها قد تجد رواجا لضعف النفوس وضعف العلم الحقيقي، خاصة فيما يتعلق باللغة، حيث فسدت السلائق، واضمحلت الذائقة اللغوية، واختفى التمرس بأساليب العرب في كلامهم، وطرائق تصريف الحديث، فاستغل المغرضون ذلك ليحوكوا شبهات واهية كبيت العنكبوت لا تصمد بإذن الله أمام الحق المبين، وكل ما علينا أن نتسلح باليقين الذي يعصمنا من الشك والريب، وبالعلم الذي ينفعنا بإذن الله في رد ادعاءات المغرضين، ثم نتسلح بالتفكر والتدبر الذين أمرنا الله عز وجل بهما على بينة من أساس علمي، والله عز وجل يقول في فضل أهل العلم في مثل هذه المواقف:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ــ آل عمران:7
أما قضية التكرار فالتأمل فيها أدى إلى قولين:
الأول: أن التكرار ليس ذما أو قدحا إلا إن كان مما يمكن الاستغناء عنه، وكان الذي نكرره خاليا من أي معنى جديد يضاف إلى الأول، فهو حينئذ يكون لغوا لا فائدة منه، وهذا ليس منه في القرآن شيء(1/2186)
أما ما عدا ذلك فهو علىالعكس، إنه أمر مطلوب مرغوب، وإن فُقِد في الكلام كان ذما أحيانا، والتكرير من الأساليب المعروفة عند العرب، ويكثر وروده في كلامهم وفي أشعارهم خاصة، وتصفحوا دواوين الشعراء كالمهلهل بن ربيعة وعمرو بن كلثوم وستجدون مصداق ذلك
بل إن التكرير واحد من الأغراض البلاغية، ودونكم الكتب البلاغية التي تتحدث عن علم المعاني، وستجدون عنوانا عريضا هو واحد من أسس هذا العلم البلاغي واسمه الإطناب، فإن بحثتم في فروعه وجدتم أفانين من القول تتشابه مع التكرار، وواحد منها يحمل هذا الاسم نفسه: ( التكرير ) والبقية تعتمد على زيادة في الكلام أو تكرير له أو تفصيل كذكر العام بعد الخاص وعكسه، وكالاحتراس والتتميم
والتكرير له أغراض بلاغية كثيرة كالتأكيد والاستلذاذ بالكلام، وتعظيم الأمر وتهويله، وزيادة التنبيه، وطول الكلام الذي قد يسبب نسيانه، وتعدد المتعلق، كأن نكرر عبارة ما ولكن نحدث في كل مرة كلاما جديدا، ونرى مثل هذا في سورة الرحمن التي تكررت فيها آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان واحدا وثلاثين مرة، لأنه في كل مرة يذكر نعمة من النعم، ويريد لفت النظر إلى أهمية كل واحدة على حدة
فهذا التكرار وجه من وجوه البلاغة القرآنية، فإن من خصائص البلاغة إبراز المعنى الواحد في صور مختلفة، والقصة المتكررة ترد في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر، وتصاغ في قالب غير القالب، ولا يمل الإنسان من تكرارها بل تتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها في المواضع الأخرى(1/2187)
وإن من تنوع طرق عرض الموضوعات في القرآن أنه يعرض القصة ملخصة حينا ثم يفصلها من البداية، وحينا يبين العاقبة والمغزى من مضمونها ثم يبدأ التفصيل، ونراه حينا يبدأ بها مباشرة بلا مقدمات، وحينا يقدمها كمشاهد حية نابضة تحدث أمامنا، وهو يتميز ببراعة الانتقال من موقف لآخر وتجاوز ما لا حاجة إليه وترك الذهن يستوحي منها الأحداث التي جرت بينما نتابع مع الآيات الأحداث المهمة وتفصيلاتها
ومن أغراض التكرير تجزئة الأفكار المراد بيانها حول موضوع واحد لتتكامل النصوص فيما بينها مؤدية غرض التأكيد لأصل الفكرة مع إضافات جديدة
ومن أغراض القرآن الدعوة إلى الله والتربية، وهما مما لا ينتهي المرء منهما بكلمة يلقيها ، ولكنهما بحاجة إلى التذكير الدائم كما قال عز وجل: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فقد تستدعي الحكمة التربوية تكرير التذكير بالتقوى، أو الترغيب والترهيب أو غير ذلك حسب المقتضيات الدعوية والتربوية
يقول الأستاذ صلاح عبد التواب : كانت أهمية التكرار أنه يعاود النفوس الغافلة المرة بعد المرة يزيل عنها غفلتها، كما يعاود النفوس المؤمنة المطمئنة بما يثبت فيها دعائم اليقين… فالتكرار إذن ظاهرة بلاغية لا يفطن إليها إلا كل من له بصر بفنون القول، وهو في القرآن أروع وأجمل من أن تتطاول إليه ألسنة المتقولين
هذا هو الرأي الأول للعلماء في موضوع التكرار في القرآن، وخلاصته أن ذلك من أساليب العربية التي جاء القرآن بها، التي تحقق بهذا التكرار أهدافا معينة تثري المعنى، وهذا أدعى لبيان إعجاز القرآن الذي يأتي لهم بالمعنى الواحد مقدما في عدة صور، ويتحداهم أن يأتوا بمثله، أو بشيء من مثله، ثم يعجزون عن الإتيان بأي صورة من الصور التي يظهر فيها الكلام(1/2188)
الثاني: وهو رأي ينفي التكرار تماما، لأنه يرى أن التكرار هو تكرار اللفظ نفسه في السياق نفسه للمعنى نفسه بغير فائدة ، أما ما يأتي في سياق آخر ومناسبة أخرى غير التي جاء فيها أولا فإنه لا يعد تكرارا ، وهذا ما يمكن أن نسميه بالتكامل أو يسميه بعض العلماء التنويع
هذا الأستاذ محمد قطب يقول: الظاهرة الحقيقية ليست هي التكرار، وإنما هي التنويع… لا يوجد نصان متماثلان في القرآن كله، إنما يوجد تشابه فقط دون تماثل، تشابه كذلك الذي قد يوجد بين الإخوة والأقارب، لكنه ليس تكرارا بحال من الأحوال، إنه مثل ثمار الجنة: " كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها"… وإن التنويع ذاته لجمال فوق أنه يذهب عن النفس الملال
ويقول الشيخ عبدالرحمن الميداني : على متدبر كلام الله أن يبحث في كل نص يبدو له أنه من النصوص المكررة في القرآن ليكتشف غرض التكرير إذا كان النص مكررا حرفيا، وليكتشف فوارق المعاني إذا كان النص المكرر مختلفا ولو بعض الشيء، ولو بكلمة أو حرف في كلمة، فكثير من النصوص التي يتوهم فيها التكرار هي ليست في الحقيقة مكررة، ولكنها متكاملة يؤدي بعضها من المعاني المرادة ما لا يؤديه البعض الآخر
فقصص القرآن ـ كمثال للتكرار أو التنويع ـ تأتي في كل مرة في سياق مختلف عن غيره، وله هدف خاص يسوق القصة من أجله لتظهر منها الأجزاء التي تناسب هذا الهدف المحدد، وكل سياق تأتي فيه القصة لا تتشابه ألفاظها وأجزاؤها مع القصة الثانية في السياق الثاني، بل لا يد من تقديم لكلمة وتأخير لأخرى، أو ذكر لشيء في موقف وعدم ذكره في المرة الثانية، وهكذا حسب مقتضيات المعنى والسياق ، ووفق أغراض بلاغية أصيلة(1/2189)
والشهيد سيد قطب رحمه الله يقول في كتابه الشهير في ظلال القرآن: يرد القصص في القرآن في مواضع ومناسبات، وهذه المناسبات التي يساق القصص من أجلها هي التي تحدد مساق القصة والحلقة التي تعرض منها، والصورة التي تأتي عليها، والطريقة التي تؤدى بها تنسيقا للجو … وأنه حيثما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ينفي حقيقة التكرار
والأستاذ فاضل السامرائي يقول: فأنت ترى أن القصة في القرآن كأنها تتكرر في أكثر من موطن،والحقيقة أنها لا تتكرر، ولكن يعرض في كل موطن جانب منها بحسب ما يقتضيه السياق، وبحسب ما يراد من موطن العبرة والاستشهاد
والشيخ محمد سعيد البوطي يقول : وقد يحدث أن يتكرر عرض القصة نفسها، أو عرض الجانب الواحد منها بحسب الظاهر؛ ولكن تلك القصة أو ذلك الجانب منها ينطوي على عبر وعظات متعددة، فيقتضي الغرض الديني أن يعاد ذكرها عندما تأتي مناسبة كل عبرة من عبرها، فتلبس القصة في كل مرة من الأسلوب والإخراج التصويري ما يناسب المعنى الذي سيقت بصدده حتى لكأنك منها أمام قصة جديدة لم تتكرر على مسامعك، ولم تعرض أحداثها على خاطرك من قبل
وهذا مثال لشرح الشيخ البوطي وهو قصة موسى عليه السلام فإنها تحوي عبرا كثيرا وأهدافا متعددة، فإن كان غرض السياق تطمين قلب المصطفى وأصحابه جاء جانب النبي المنتصر على فرعون وجنوده بتأييد الله، ولبيان استعلاء الناس واستكبارهم في الأرض يأتي جانب المواجهة بين موسى وفرعون، وما جرى بينهم من محاورات .. وهكذا
وإن قصة موسى عليه السلام بحاجة لوقفة خاصة لعلنا نتمكن منها قريبا بإذن الله(1/2190)
والخلاصة أنه مع اختلاف العلماء في إطلاق اسم التكرار على ذلك الأسلوب القرآني أو عدمه فإن النظر في أقوالهم يوضح لنا أنهم لا يختلفون في أن كل موقف يختص بحالة أخرى غير التي جاء بها الأول، وله موقف خاص، وجو خاص، وأهداف خاصة، ويعطينا معاني جديدة إما تكون واضحة من إضافات نراها في الكلام، أو من خلال ما نستنتجه من فروق بين نصوص متشابهة، وذلك كله يصب في محيط إعجاز القرآن
المراجع:
دراسات قرآنية: محمد قطب ــ التصوير الفني في القرآن: سيد قطب ــ إعجاز القرآن الكريم: فضل عباس وسناء فضل ــ التعبير القرآني: فاضل السامرائي ــ قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل: عبدالرحمن الميداني ــ النقد الأدبي ونظرية الإعجاز : صلاح الدين محمد عبدالتواب ــ مباحث في علوم القرآن : مناع القطان ــ البلاغة العربية ( علم المعاني ) : وليد قصاب
نشر في : مجلة الفتح
---
أبومجاهدالعبيدي
05-28-2004, 01:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله يا أختي الكريمة بين إخوانك ، ونفع الله بك
زرت موقعك الخاص ، فكانت المفاجأة أني الزائر رقم واحد كما في عداد عدد الزائرين
وقد أعجبني تصميمكِ له ، أعانكِ الله على مواصلة الإعداد .
---
ش.م
05-28-2004, 01:50 AM
جزاك الله خيرا يا أيها المشرف الفاضل
عداد زوار موقعي فيه خلل ما لم أستطع إصلاحه إلى الآن. أرجوك الدعاء لأنجز منه ما يستحق، علما بأن قسم أنوار البيان فيه وصلة لموقع تجريبي أنشأته منذ رمضان الأخير و أنوي ضمه إلى الأصل بإذن الله بعد أن استشرت من نسبته إليه.
http://www.alanwaar.net/an-bayaan.htm
وأثق أنك لن تقصر في توجيهاتك ومساعدتك ونقدك لما تقرأ هنا أو في الموقع
أختكم في الله: ش . م
---
د. هشام عزمي
05-28-2004, 02:58 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
مقال رائع أختاه ، و يا ليتك لا تبخلي علينا بنشره في المواقع المتخصصة في الرد على النصارى و كذلك ترجمته إلى الإنجليزية . :)(1/2191)
---
ش.م
06-14-2004, 12:23 AM
الأستاذ الفاضل الدكتور هشام
الموضوع بين يديك
يمكنك أن تترجمه إن رأيته مفيدا
وأن تنشره إن رأيت حاجة إليه في أي مكان
السادة الأفاضل أعضاء المنتدى
لقد عرضت المقال عليكم رغبة في توجيهكم
لا شك أن فيه خللا وعيبا ونقصا
فهلا سددتم نقصه وجبرتم كسره؟
مثلا: هل ما جاء فيه من حصر لرأيين في قضية التكرار صحيح؟
من من العلماء كان ينبغي أن أبحث عن آرائهم في المسألة لكني لمأفعل؟
وهناك الكثير مما يمكن قوله إلا إن رأيتموني أصغر حجما من أن تتفضلوا علي بلحظات من وقتكم وعلمكم فلكم الحق في هذا
ولكن كيف يكبر الصغير إن لم يجد نصحا وتوجيها؟
تحياتي للجميع،،،
---
عبدالرحمن الشهري
06-15-2004, 12:46 AM
الأخت الكريمة ش.م وفقه الله
شكر الله لك هذا البحث ، ونفع بك . ومنذ قرأته أول مرة ، أعجبت بجمعك وترتيبك للأقوال ، وتقسيمك صحيح من حيث العموم ؛ لأن هذين القولين هما القولان المشهوران للعلماء في هذه المسألة ، وتتبع جميع الأراء فيه مشقة ، ولا سيما في مثل هذا البحث المختصر ، ومحل التفصيل المؤلفات التي عنيت بمثل هذه المسألة بعينها.
وليس هناك من إضافة سوى أن للدكتور عبدالعظيم المطعني كلاماً جيداً في هذه المسألة في كتابه (خصائص التعبير القرآني) تستحق المراجعة إن اتسع وقتكم لذلك.
وأيضاً رأيت باحثاً كتب في هذه القضية رسالة للدكتوراه طبعت في مجلدين ، وقد دعا فيها إلى عدم استعمال مصطلح التكرار كما ذكرت في بحثك ، والاستعاضة عن هذا باستعمال مصطلح (تصريف القول في القرآن الكريم) أخذاً من قوله تعالى :(وكذلك نصرف الآيات) وغيرها من أمثالها. ولرأيه وجه من باب التأدب - كما يرى - مع القرآن الكريم ، لأن مصطلح التكرار - برأيه - يتضمن نوعاً من التنقص.(1/2192)
أسأل الله لك التوفيق والسداد ، ونحن مثلك لم نصل بعد إلى مرتبة تؤهلنا للحكم على مثلك وفقك الله ، وإنما الأمر من باب المذاكرة بين طلاب العلم ، الذين أدعي أنني منهم ، وهم لا يقرون لي بذاك ! ولكننا نتشبه على حد قول السهروردي :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * إن التشبه بالكرام فلاحُ
---
ش.م
06-21-2004, 11:40 PM
الأستاذ المشرف الأستاذ عبدالرحمن
شكر لا ينقله قلم أو لسان على تفضلك بالرد علي
وهو شرف لي ولبحثي الصغير أن تعلق عليه جزاك الله خيرا وزادك من فضله
وأنت أهل للحكم علي وكلكم كذلك فما أنا إلا أصغر طالب في أفناء دوحتكم
ملحوظات قيمة تلقيتها منك أثابك الله عليها، وقد سمعت عن الدكتور عبدالعظيم المطعني وأحببت قراءة كتبه إلا أنني لم أحصل عليها ، ولكن بعد نصيحتك فسأجتهد في طلبها بإذن الرحمن
وتغيير اللفظ من التكرار إلى تصريف القول لأن التكرار يحمل معنى التنقص فإن هذا قائم على أحد الرأيين ولكن الرأي الثاني لا يراه بهذا المعنى بل هو عندهم من أوجه البلاغة
ولكنها ملحوظة جديرة بالاهتمام وتذكر بتسمية حروف الزيادة بحرف صلة
أكرر شكري القاصر ودعائي الذي أسأل الله أن يتقبله
فهو فضل منكم ومن كل من يحب أن يشارك بإبداء رأي أو نقد بناء
وفقنا الله لمحبته ورضاه
---
(1/2193)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أول طلب فأرجو تلبيته ما أفضل الطبعات لهذه الكتب؟؟؟
---
أول طلب فأرجو تلبيته ما أفضل الطبعات لهذه الكتب؟؟؟
---
همام العدناني
08-03-2003, 08:10 PM
السلام عليكم :
ما هي أفضل طبعة لهذه الكتب:
الكشف والبيان للثعلبي ( وقد رأيته في 10 مجلدات - دار إحياء التراث العربي )
تفسير النسفي ( وقد رأيته في 2 أو 3 مجلدات - وأظن أن الدار دار ابن كثير )
تفسير أبي المظفر السمعاني ( وقد رأيته في 4 أو 5 مجلدات - الدار لا تحضرني )
تفسير مقاتل بن سليمان ( وقد رأيت في 5 مجلدات - الدار لا تحضرني )
فأرجو منكم الإفادة عن الأفضل مع بيان سبب الأفضلية ، ولكم منا الدعاء
---
أبومجاهدالعبيدي
08-03-2003, 10:51 PM
بسم الله
حياك الله أخي همام
أولاً - تفسير النسفي ( مدارك التنزيل وحقائق التأويل ) أفضل طبعاته فيما أعلم طبعة دار النفائس في أربعة مجلدات بتحقيق الشيخ مروان محمد الشعار .
وأما الكشف والبيان للثعلبي فلم يطبع إلا الطبعة التي أشرت إليها ، وهي طبعة رديئة مليئة بالأخطاء والتحصيفات .
مع العلم أن الكتاب قد حقق في رسائل كثيرة في جامعة أم القرى إلا أنها لم تطبع ، وأظنها لن تطبع .
وأما تفسير أبي المظفر السمعاني فأفضل طبعاته الكاملة ( وأظنها الوحيدة ) طبعة دار الوطن بالسعودية في ستة مجلدات بتحقيق أبي تميم ياسر بن إبراهيم وأبي بلال غنيم بن عباس بن غنيم .
وطبع منه جزءان الفاتحة والبقرة ، وكان في الأصل رسالة علمية للدكتوره أو الماجستير .
وأما تفسير مقاتل بن سليمان فليس له إلا طبعة واحدة بتحقيق الدكتور عبدالله شحاته في خمسة مجلدات عن دار إحياء التراث العربي .
---
همام العدناني
08-04-2003, 05:30 PM
أثابك الله أبا مجاهد ورفع قدرك
---
(1/2194)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدموع الغالية
---
الدموع الغالية
---
رشا عصر
04-09-2006, 12:07 PM
هل تعرف ماهى الدموع الغاليه
[إنها صافية اللون، لؤلؤية البريق، تتحدر على الوجنات، وتمتزج بشهيق العبرات، إنها قطرات الدموع، مبدؤها قلوب مشفقة، وعقول متدبرة، وألسن تالية، وشفاه مسبحة، ومن بعد عيون دامعة، إنه بكاء الخشية والخوف، بكاء الرجاء والشوق، بكاء التوبة والندم، بكاء الإدكار والاعتبار، بكاء تغسل به الدموعُ الذنوبَ، وتمحو به العبراتُ السيئاتِ، لله ذلك البكاء، ما أجلاه للقلوب، وما أزكاه للنفوس !
أين بكاء الخلوة من بكاء الجلوة ؟ وأين بكاء العُبَّاد الخاشعين من بكاء العشاق المحبين ؟ أين الثرى من الثريا ؟ مع تلاوة كل آية دمعة، ومع كل دعوة دمعة، ومع كل سجدة دمعة، دموع غزيرة لكنها عزيزة .
إنه بكاء التلاوات، وبكاء الصلوات { إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [ الإسراء:107-109] ، ومثل هذا البكاء بكاء قوة لا ضعف، وبكاء عز لا ذل، إنه نعمة من الله، وقربة إلى الله، وسمة لصفوة خلق الله { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } [ مريم:58 ] .(1/2195)
إنه بكاء التعلّق بطاعة الله ، والشوق إلى لقاء الله، والحب العارم لنصر دين الله { وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ } [ التوبة:92 ]، عجباً للقوم، ما السبب في أن عيونهم تفيض دمعاً ؟ إنهم يبكون لأنهم حرموا فرصة الموت في سبيل الله، الله أكبر ! " بمثل هذا الروح انتصر الإسلام، وبمثل هذا الروح عزت كلمته، فلننظر أين نحن من هؤلاء " [ الظلال3/1686] .
إنه بكاء العظة والعبرة تلامس القلوب فتذرف العيون ، صورة رسمتها رواية العرباض بن سارية رضي الله عنه حين قال: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب ) ما أعظم الواعظ وما أرق السامعين !
إنه بكاء الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجلى عندما قال : ( ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ ... فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً ) [ رواه أحمد ] وعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فبكى أبو بكر رضي الله عنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ رواه أحمد ] لله أنت يا رقيق القلب يا سريع الدمع يا عظيم الحب ، يا أبا بكر الصديق !(1/2196)
إنه بكاء التذكر والتفكر في الموت والقبر، والبعث والنشر، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ( بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال : عَلامَ اجتمع هؤلاء ؟ قيل: على قبر يحفرونه، قال: ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم : فبدر بين أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه، قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع، فبكى حتى بلّ الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا وقال: أي إخواني لمثل اليوم فأعدّوا ) [ رواه أحمد ] أي موعظة بليغة حية مثل موعظتك يا رسول الله
نه بكاء الندم على التقصير في دقيق الأمور قبل جليلها، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فكان فيما قال: ( ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بالحق إذا علمه ) قال: فبكى أبو سعيد وقال: قد والله رأينا أشياء فهبنا . [ رواه الترمذي وابن ماجه ] فليسمع وليقرأ العلماء والدعاة ليتعلموا السمت ويعرفوا التبعة .
اقتربوا أكثر فأكثر لتروا الدموع وتسمعوا البكاء، فهذا عبدالله بن الشخير رضي الله عنه يقول : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء ) [ رواه أبو داود والنسائي ] ، وهذا ابن مسعود يتلو على الرسول صلى الله عليه وسلم من سورة النساء، حتى قوله { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً } ، قال: فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل ) [ متفق عليه ] .(1/2197)
فلنعش مع الأصحاب رضوان الله عليهم .. فهذا أبو أمامة رضي الله عنه يخبر فيقول : ( خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا فبكى سعد فأكثر البكاء ) [ رواه أحمد ]، وارقبوا صحب محمد وهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ } بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول صلى الله عليه وسلم بكاءهم بكى معهم فبكينا ببكائه ) [ رواه البيهقي في شعب الإيمان ] .
واستمعوا معي إلى راوية الإسلام وعلم أصحاب الصفة أبو هريرة رضي الله عنه فقد بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال: " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود إلى جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي " [ شرح السنة للبغوي 14/373 ] ، الله أكبر يا أبا هريرة لقد أتعبت من بعدك، وما عسى أن يقول أمثالنا إن كان هذا قول مثلك ؟!(1/2198)
ولنمض مع أجيال الإيمان في عصور التابعين ومن بعدهم، فإن لغة البكاء وحديث الدموع مأثورة عندهم ومعروفة بينهم، أما سمعتم عن محمد بن واسع رحمه الله وأنه كان يبكي حتى يرحمه الناس، وسئل عن بكائه فقال : " يا أحبائي كيف لا يبكي من لا يدري ما أثبت في كتابه، ولا يدري ما يختم به كتابه " ، ولله در سفيان بن عيينة حين أتاه سائل فسأله شيئاً ولم يكن عنده ما يعطيه، فبكى رحمه الله ، ولما سئل قال: " أي مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيراً فلا يصيبه " ، بكاء على فوات الطاعة والخير، وبكاء آخر من الخشية روته فاطمة بنت عبدالملك عن زوجها أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز : " ما رأيت أحداً قط كان أشد فَرَقاً من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه " [ شعب الإيمان للبيهقي 3/209 ] ، وأبو سهل الصعلوكي يسمع الحمامة قرب الفجر فيعاتب نفسه قائلاً :
أنام على سهو وتبكي الحمائم *** وليس لها جرم ومني الجرائم
كذبتُ لعمر الله، لو كنت صادقاً *** لما سبقتني بالبكاء الحمائم
ولنطو صفحات التاريخ لننتقل إلى أبي البقاء الرندي وهو يبكي ضياع الأندلس ، ويحزن لحال المسلمين ويقطع القلوب بشعره حين قال :
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف *** كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية *** قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس *** ما فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة *** حتى المنابر ترثي وهي عيدان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان
واليوم ما حال بلاد الإسلام، وما حال المسلمين ؟ وأين بكاؤهم ودموعهم من لهوهم وضحكهم ؟
معاشر المؤمنين يا دعاة الإسلام :(1/2199)
الحال يرثى له، فالقلوب - إلا ما رحم الله – قاسية، والعيون جامدة، استمعوا إلى عبد الأعلى التميمي وهو يقول: " من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علماً ينفع، لأن الله تعالى نعت العلماء فقال : { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [ التخويف من النار لابن رجب ص23 ] ، واستمعوا إلى وصية ابن مسعود : " ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، وكف لسانك " [ الزهد لابن المبارك ، ص42 ] .
أين دموعكم والقرآن يتلى، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تروى، والموتى تترى، والمواعظ شتى، والتقصير يطغى ؟
خذوا عن الربانيين أوصاف الخائفين في مثل مقالة السري السقطي : " للخائف مقامات منها الحزن اللازم، والهم الغالب، والخشية المقلقة، وكثرة البكاء، والتضرع في الليل والنهار، والهرب من مواطن الراحة، ووجل القلب " [ الزهد لهناد ابن السري ، ص267-268 ] ، فتشوا عن هذه الصفات، وابحثوا عن تلك الخلال، وابكوا على تلك الحال، وما صار إليه المآل، فالقلوب لاهية، والألسن لاغية، والخشية ذاهبة، فراجعوا أنفسكم، وتفقدوا قلوبكم ، واجتهدوا في البكاء فإن لم يكن فليكن التباكي " فقد قال بعض السلف : ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا " [ زادالمعاد1/185] ، " وإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه " [ إحياء علوم الدين 1/277 ] .(1/2200)
خذوا هذه الوصفة لعلها تقود إلى البكاء: " طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء ... ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه - أي القرآن الكريم - من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن والبكاء فإن ذلك أعظم المصائب "
]والله أسأل أن يهدنى واياكم الى مافيه الخير انه ولى ذلك والقادر عليه]
---
السيد محمد على
04-14-2006, 01:44 AM
بارك الله فيكى
وجزاكى الله خيرا
---
ام احمد
04-17-2006, 03:04 PM
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
جزاك الله خير الجزاء اخيتي الغاليه رشا عصر
وجعلة الله في موازين اعمالك الصالحه
اللهم اجعلنا ممن يستمع الى القول فيتبع احسنه اللهم امين
بارك الله فيك
---
(1/2201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استفسار عن االدكتور :عبدالعزيز الزير
---
استفسار عن االدكتور :عبدالعزيز الزير
---
أحمد الفالح
06-11-2006, 05:22 AM
الأخوة في الملتقى / سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
فأرجوا ممن كان عنده رقم الجوال أو البريد الإلكتروني الخاص بالدكتور / عبدالعزيز الزير ، أن يكتبه لي هنا أو يرسله على الخاص ،،،،
شاكراً ومقدراً تعاونكم
---
أبو طلال العنزي
06-12-2006, 09:20 AM
أين يعمل هذا الدكتور ؟
---
أحمد الفالح
06-13-2006, 03:28 AM
أظنه بالكلية الحربية بالرياض ،
هو الذي حقق كتاب الشيخ فيصل بن مبارك في التفسير .
---
أريام
06-20-2006, 02:50 AM
الذي أعرفه أنه انتقل إلى أمارة الرياض
فهو مدير مكتب الأمير سلمان
ولكم تحياتي
---
عبدالرحمن الشهري
06-20-2006, 01:41 PM
سألت عنه أحد الزملاء في الكلية الحربية فلم يعرفه .
---
(1/2202)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالفرق بين المشكل والمتشابه ؟؟؟؟؟
---
مالفرق بين المشكل والمتشابه ؟؟؟؟؟
---
طالب المعالي
07-28-2005, 06:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله
هل هناك فرق بين المتشابه والمشكل ؟؟؟؟ وماهو الفرق بينهما ؟؟؟
---
طالب المعالي
07-29-2005, 07:30 PM
ارجو من المشرفين افادتي في هذا السؤال ، وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
07-30-2005, 12:42 AM
ذكر السيوطي في كتابه التحبير في علم التفسير في النوع السادس والأربعين - وهو : المشكل - ما نصه : ( والفرق بينه وبين المتشابه : أن المتشابه لا يفهم معناه ، والمراد منه .
وهذا يفهم بالجمع ؛ إذ المراد منه الآيات التي ظاهرها التعارض المنزّه عنه كلام الله .)
وعندي أن فيما ذكره السيوطي نظراً ...
ولعل الأقرب : أن المشكل هو ما التبس على المتأمل معناه لذاته أو لأمر خارج عنه .
وأما المتشابه فله عدة إطلاقات ، وأشهرها المتشابه المقابل للمحكم كما في آية آل عمران . والمحكم هو على الأرجح : هو ما ظهر معناه ، وانكشف انكشافاً يرفع الاحتمال .
فالمحكم من القرآن هو ما كان واضح المعنى ، ليس فيه خفاء ولا إشكال ، ولاتختلف في تأويله أقوال العلماء ، بل ليس فيه إلاَّ قول واحد ، لايحتمل غيره ، وهذا هو معنى قول ابن عبدالبر : ( المحكم : المجتمع على تأويله ) وقوله : ( محكم القرآن الذي لم يختلف العلماء في تأويله ) والله أعلم .
وعلى هذا فالمتشابه : هو ما احتمل أكثر من معنى ، أو ما طرأ عليه خفاء في المعنى المراد منه ، فتشعبت فيه الآراء واختلفت فيه الأقوال .
ولعل فيما ذكرت كفاية ، والمسألة تحتاج إلى بسط أكثر ، ووقتي الآن ضيق .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-30-2005, 09:04 AM(1/2203)
تتمة : جاء في كتاب التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي ص 187 ما نصه : ( وأما المتشابه فهو ما تكون عبارته مشتبهة محتملة ، يندرج فيه الخفي والمشكل ، والمجمل والمتشابه - على ما هو مصطلح أهل الأصول أيضاً - )
فمفهوم كلامه أن المشكل جزء من المتشابه بالمعنى العام .
ويمكنك الرجوع إلى كتاب : معجم علوم القرآن - تأليف : إبرهيم محمد الجرمي ؛ فقد فصل القول في التعريف بالمصطلحين .
---
طالب المعالي
07-30-2005, 08:39 PM
جزاك الله خيرا اخي المبارك
---
أحمد البريدي
07-31-2005, 12:35 AM
المرادُ بِالمُشْكل ما غَمُضَ معناه وأشْكَلَ فهْمُه ، وسُمِّيَ بذلك لأنّهُ دَخَلَ شَكْلَ غيرِه فأشْبَهَهُ وشَاكَلَه ، فهو أعمُّ من مُوهِمِ التعارُضِ ،فإذا أُطْلِقَ المُشْكل دَخَلَ فيه مُوهِمِ التعارُضِ ، ولا عكْسَ فالتعارُضُ أَخَصُّ ولِذا فكُلُّ مُتعارضٍ مُشْكِلٌ وليس كلُّ مُشْكِلٍ مُتعارِض , أما الفرق بين المشكل والمتشابه فالمشكل داخل في المتشابه النسبي وهو الذي يخفى على أحد دون أحد دون المتشابه المطلق , ولذا فترتيبها من جهة الأعم : المتشابه النسبي ثم المشكل ثم موهم التعارض , فتبين أنه لا بد من تحرير المراد بالمتشابه عند الحديث عن الفرق بينه وبين المشكل والله أعلم .
---
(1/2204)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تقرير عن كتاب (غريب القرآن)لابن عزيز السجستاني
---
تقرير عن كتاب (غريب القرآن)لابن عزيز السجستاني
---
أبو معاذ البلقاوي
04-10-2005, 11:14 AM
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية
منهجية الماجستير في قسم التفسير
تقرير عن كتاب:
غريب القرآن المسمَّى نزهة القلوب
للإمام أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني رحمه الله
بتوجيه الأستاذ فضيلة الدكتور/
حكمت بشير ياسين حفظه الله
تقديم الطالب /
عبده ديق حسن
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:ـ
فإنني سأكتب إن شاء الله تعالى في هذه السطور بحثا أوبحيثا عن كتاب غريب القرآن لابن عزيز رحمه الله تعالى وسيكون بحثه عن الجوانب التالية:
أ ـ ترجمة موجزة عن المؤلف رحمه الله تعالى .
ب ـ منهج المؤلف في كتابه مع التمثيل لذلك.
ج ـ مصادر المؤلف مع ملحوظات أخذت عليه.
أولا: ترجمة موجزة عن المؤلف رحمه الله تعالى :(1/2205)
هو أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني العزيزي , كان أديبا فاضلا متواضعا, أخذ عن أبي بكر بن الأنباري رحمه الله , وصنف غريب القرآن المشهور فجوده, ويقال إنه صنفه فسي خمس عشرة سنة, وكان يقرأ على شيخه ابن الأنباري,ويصلح فيه مواضع, ورواه عنه ابن حسنون وغيره , مات سنة (330هـ) وقال ابن النجار في ترجمته : كان عبدا صالحا , روى عنه غريب القرآن أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان المعروف بابن بطة العكبري, وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الوزان, وأبو أحمد عبد الله بن حسنون المقرئ وغيرهم. قال : والصحيح في اسم أبيه عزير آخره راء هكذا بخط ابن ناصر الحافظ, وبخط غير واحد من الذين كتبوا كتابه عنه وكانوا متقنين, قال : وذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنه نسخه لغريب القرآن بخط مصنفه وفي آخرها وكتب محمد بن عزير بالراء المهملة. انتهى كلامه .
ثانيا : منهج المؤلف في كتابه مع التمثيل لذلك:
ولقد كان ممن سبق ابن عزيز في تفسير غريب القرآن يتتبع ألفاظ كل سورة من القرآن على ترتيب المصحف, أما ابن عزيز فيتمثل منهجه فيما يأتي :
1ـ أنه رتب كتابه على حروف المعجم ألف بائيا, ويعتبر أول من فع لذلك من كتب غريب القرآن لأن غالب من سبقه يرتبه على ترتيب سور القرآن, ويذكر تحت كل سورة الألفاظ التي سيفسرها حسب ترتيبها في السورة, وهذا منهج مبتكر.
2ـ أنه جعل كل حرف ثلاثة أقسام, فبدأ بالمفتوح ثم المضموم ثم المكسور.
3ـ أنه أدخل حروف الزوائد في مواد الكلمات دون إرجاعها إلى أصل اشتقاقها. فمثلا كلمة (أدبار) نجدها في باب الهمزة المفتوحة ولو كان يسير على الأصل الاشتقاقي لكانت تحت مادة (دبر ) من حرف الدال.(1/2206)
4ـ توجيهه للقراءات: كان لتوجيه القراءات التي لها أثر في المعنى نصيب لا بأس به ومن ذلك قال في قوله تعالى (( فصرهن إليك)) أي ضمهن إليك ويقال أمهلهن إليك, و (( فصِرهن )) بكسر الصاد قطعهن والمعنى : فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن أي قطعهن.
5ـ استشهاده بالشعر: كان استشهاد ابن عزيز بالشعر في بيان الألفاظ القرآنية يعتبر قليلا بالنسبة لمن سبقه, واعتمد عليه كأبي عبيدة الذي تميز بكثرة الشواهد الشعرية وغيره , ومن الأمثلة في استخدامه للشواهد الشعرية ما يلي: عند تفسيره لقوله تعالى (( أرسله معنا غدا نرتع ونلعب )) قال: ويقال نرتع: نأكل ومنه قول الشاعر:
ويحيي إذا لاقيته وإذا يخلو له الحمى رتع
6ـ استشهاده بمنثور كلام العرب من حديث للنبي صلى اله عليه وسلم أو كلام للجاهليين الأقدمين أو كلام للمسلمين قليلا أيضا, ومن أمثلة استشهاده لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه عند تفسيره لقوله تعالى (( ثجاجا )) قال أي متدفقا, ويقال : ثجاجا : سيالا ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم " أحب العمل إلى الله تعالى العج والثج" فالعج التلبية والثج إسالة الدماء من الذبح والنحر. ومن أمثلة استشهاده لكلام العرب قوله (... والأماني : الأكاذيب ومنه قول عثمان رضي الله عنه : ما تمنيت منذ أسلمت. أي ما كذبت.وقول بعض العرب لابن دأب: وهو يحدث أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته. أي افتعلته , والأماني أيضا: ما يتمناه الإنسان ويشتهيه, وقال في قوله تعالى (( نرتع ونلعب )) أي ننعم ونلهوا ومنه القيد والرتعة تضرب مثلا في الخصب والجدب.
7ـ اهتمامه بالوجوه والنظائر: كان ابن عزيز يهتم بالوجوه والنظائر في بعض الألفاظ القرآنية وكان نفسه طويلا بالقياس مع مصنفي الوجوه والنظائر
ومن ذلك قال ابن عزيز: أمة على ثمانية وجوه:
1/ أمة: جماعة كقوله عز وجل(( أمة من الناس يسقون )) .
2/ أمة: أتباع الأنبياء عليهم السلام كما تقول: نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.(1/2207)
3/ وأمة: رجل جامع للخير يقتدى به كقوله (( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله)) .
4/ وأمة دين وملة كقوله عز وجل (( إنا وجدنا آبائنا على أمة))
5/ وأمة: حين وزمان كقوله عز وجل (( إلى أمة معدودة )) وقوله (( وادكر بعد أمة)) .
6/ وأمة أي قامة يقال فلان حسن الأمة أي القامة.
7/ وأمة : رجل منفرد بدين لا يشركه فيه أحد قال النبي صلى الله عليه وسلم يبعث زيد بن عمرو بن نفيل وحده.
8/ وأمة : أم يقال هذه أمة زيد أي أمه.
ثالثا: مصادر المؤلف رحمه الله مع ملحوظات أخذت عليه:
ولما كان ابن عزيز قد سبق في التأليف في غريب القرآن فإنه قد استفاد من سابقيه وخاصة أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن حيث كان معتمده الأول وهذا ظاهر بالموازنة بين أقوال أبي عبيدة وأقوال ابن عزيز ولا يصرح بذكره في كل موضع وإنما صرح باسمه ثلاثة عشرة مرة وهو أكثر من صرح باسمه ثم يليه الفراء في كتابه معاني القرآن وقد ورد ذكره تسع مرات ثم ابن عباس حيث ورد ذكره خمس مرات.
ملحوظات أخذت على ابن عزيز منها:
1/ يلاحظ عليه أنه في نقله أقوال هؤلاء العلماء وغيرهم لا يعترض عليهم ولا يرجح بين أقوالهم عند الاختلاف بل يكتفي بحكاية الخلاف عنهم.
2/ أنه مع كونه إخترع مسلكا جديدا في كتابه غريب القرآن وهو ترتيبه على حروف المعجم إلا أنه لم يتقن هذا العمل وهذا طبيعة أكثر المبتكرين مما أدى أن يستفيد ممن كتب من بعده غريب القرآن مرتبا على حروف المعجم حسب أصل الكلمة كما هو معروف في كتب المعاجم اللغوية ومن أمثلة من كتب على هذه الطريقة الراغب الأصفهاني حيث يعتبر كتابه المفردات في غريب القرآن من أوسع كتب غريب القرآن وأحسنها , ولابن عزيز ميزة جيدة ذكرناها ونكررها وهي ترتيبه في كتابه على حروف المعجم من دون أن يسبقه أحد من مصنفي غريب القرآن على هذه الطريقة.(1/2208)
وبعد : فهذا ما تيسر لي من أمر هذا البحث وأسأل الله العلي العظيم أن ينفعني به ولغيري وأخيرا أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الأستاذ الدكتور/ حكمت بشير ياسين حفظه الله.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين
---
أحمد البريدي
04-10-2005, 02:43 PM
شكر الله لك ابا معاذ هذا العمل , والذي كنت انادي به منذ فترة عندما كتبت موضوعاً بعنوان " التعريف بكتب التخصص " والذي تجده على هذا الرابط هنا (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1566&highlight=%C7%E1%CA%DA%D1%ED%DD+%C8%DF%CA%C8)
والذي اقترحه عليك مواصلة ما بدأت به , وأن تنقل ما كتبته تحت العنوان المتقدم ,فهو أفضل من تفريقه في عناوين منفصلة , وسأقوم بتثبيته ان شاء الله , وعندما يجتمع عدداً لا بأس به يتم وضعه في قسم مستقل بمشيئة الله تعالى , كما أدعو الأخوة جميعاً لإتحافنا بما عندهم في هذا الموضوع , وسنرى أثره الطيب مستقبلاً بمشيئة الله تعالى فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .
---
أبو معاذ البلقاوي
04-11-2005, 01:45 PM
شكر الله لك - يا شيخنا الفاضل- اهتمامك ومتابعتك وتشجيعك
ونسأل الله أن ييسر لنا المتابعة والسير في خدمة العلم وطلابه
---
محب شيخ الإسلام
09-29-2006, 01:19 PM
ألا يوجد الكتاب مطبوعاً مع المصحف ؟
---
مساعد الطيار
09-29-2006, 02:05 PM
الكتاب مطبوع عدة طبعات على حاشية المصحف .
---
العبادي
11-26-2006, 07:31 AM
هل حقق الكتاب تحقيقا علميا؟
---
أبومجاهدالعبيدي
11-26-2006, 10:11 AM
نعم هو محقق ، وانظر تفصيل ذلك هنا (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5864)
---
(1/2209)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل كتاب لضبط المتشابه في القرآن؟
---
ما أفضل كتاب لضبط المتشابه في القرآن؟
---
أحمد الفالح
07-17-2006, 03:01 AM
الأخوة في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأيكم في أفضل كتاب يمكن أن نرشد حفظة كتاب الله لقراءته ؛
كي يستفيدوا منه في ضبط المتشابه ؟
لكم خالص الشكر
---
أبو عمار المليباري
07-17-2006, 07:36 AM
أنصحك بكتاب : دليل الآيات متشابهة الألفاظ في كتاب الله العزيز للأستاذ الدكتور / سراج صالح ملائكة .
---
عبدالرحمن الشهري
07-17-2006, 11:31 AM
أفضل كتاب في متشابه القرءان للحفاظ ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=10387#post10387)
تقويم كتاب (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ). (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=327)
---
محمود الشنقيطي
07-17-2006, 05:08 PM
يوجد كتاب نافع في هذا الباب لا يحضرني اسمه وهو من تأليف الوالد الإمام المقرئ المحدث العلامة : محمد طاهر الرحيمي حفظه الله وأطال عمره على الطاعة وقد تصفحته في مكتبة الحرم النبوي الشريف بباب عمر بن الخطاب ضمن كتب التجويد والقراءات..
والجدير بالذكر أن هذا العلم الشامخ آية من آيات الله تعالى في قوة الحفظ وضبط القرآن لا يملك من يشاهد ذلك منه سوى تسبيح الله تعالى الذي آتى هذا العبد من عباده تلك الملكة الفريدة في الحفظ..
ولولا علمي القاطع أن الحديث عنه بهذه الحقائق يؤذيه لأطلت في ذلك ولكن حسبي من ذلك ما يبرز جدارة اقتناء كتاب في المتشابه وضعه رجلٌ كهذا..
---
محمود الشنقيطي
07-18-2006, 05:19 PM
الكتاب السابق الذي أشرتُ إليه يسمى (الجامع والتركيزلحفظة الكتاب العزيز , لأبي عبد القادر محمد طاهر الرحيمي , دار القرآن الكريم المدينة المنورة , 1422هـ)..
---
الكشاف
07-18-2006, 09:01 PM(1/2210)
كيف نجد كتاب (الجامع والتركيزلحفظة الكتاب العزيز , لأبي عبد القادر محمد طاهر الرحيمي ) في جدة وما حولها ؟ وما هي دار النشر ؟
---
(1/2211)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تاملات في قصص الانبياء في العهد القديم
---
تاملات في قصص الانبياء في العهد القديم
---
د.يسري خضر
02-25-2007, 02:22 AM
تأملات في قصص الأنبياء في العهد القديم
تتلخص معالم القصة في العهد القديم في سمات كثيرة أبرزها
• العناية بالجانب التاريخي أكثر من الجانب الدعوي فالاهتمام بالأنساب وتاريخ المولد والوفاة والزوجات والأولاد والأحفاد والممتلكات الأطعمة والاشربةوالحفلات الخ
• نسبت إلي الأنبياء جميعا مالا يليق بهم مما يستحي منه
• التركيز علي خلافات الأنبياء مع أقوامهم من اجل عرض الدنيا
• إهمال الصفات الطيبة من معظم الأنبياء
• ا لعلاقة بين الأنبياء والمرسلين تقوم علي الصراع بل التكفير والقتال أحيانا
• المبالغة والخيال في تصوير القوة الشخصية والعسكرية لبعض الأنبياء
• التعارض والاختلاف بين بعض النصوص بسبب الغفلة أو النسيان من الكتاب
• الغفلة التامة عن ذكر قصة هود وصالح عليهما السلام
• مفهوم النبوة واسع ليشمل النساء وذوي العاهات والأمراض المعدية بل المرتدين وقد ترتفع النبوة ثم تعود ثانية
• يتضمن القصص مبدأ الغاية تبرر الوسيلة
وفيما يلي ذكر لبعض المقارنات بين قصص الأنبياء في القران الكريم والعهد القديم
---
أحمد الماليزي
02-25-2007, 09:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فضيلة الدكتور يسري،
على أي نسخة من الكتاب المقدس، خصوصًا العهد القديم، يمكن الاعتماد عليها في المقارنة بين الروايات الإسرائيليات الموجودة في كتب التفسير وبين أصلها؟
وإذا كان بعض المفسرين نقلوا عن العهد القديم، فهذا يدل على أن العهد القديم قد تم ترجمته إلى اللغة العربية؟ فما هي النسخة المترجمة التي اعتمدوا عليها في نقلهم؟
هل العهد القديم الذي يعتمد عليه اليهود هو نفسه الذي يعتمد عليه النصارى؟(1/2212)
علمًا بأنني قرأت في نظم الدرر للبقاعي بعض المنقولات عن العهد القديم، وإذا ما قارنت بينها وبين الكتاب المقدس الموجود حاليًا في السوق (ترجمة سميت وان دايك) وجدت بعض الفروق كما وجدت بعض التساوي.
السؤال الغير متعلق بالموضوع:
هل حضرتك كنت مدرسًا بقسم الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا؟
---
د.يسري خضر
02-26-2007, 07:40 PM
الأخ العزيز احمد لقد أرسلت لك رسالتين وسؤالك يدل علي وفائك ومرحبا بك في جامعة الأزهر بين اهلك وإخوانك
و لعل في هذه المعلومات ما يجيب عما تسال عنه
1- أول ترجمة للعهد القديم هي السبعينية المنقولة من العبرانية إلي اليونانية سنة 282 ,283 قبل الميلاد
وقد قام بها اثنان وسبعون من يهود مصر 0
2- الترجمة السريانية : حدثت في آخر القرن الأول أو أول القرن الثاني للميلاد 0
3- الترجمة المصرية : ( أي باللغة القبطية ) والظن أنها ترجمت من السبعينية في القرن الثاني أو الثالث 0
4- الترجمة الحبشية : كانت في القرن الرابع الميلادي وهي منقولة من السبعينية 0
5- الترجمة اللاتينية : حدثت في منتصف القرن الثاني الميلادي كما صدرت أخري في القرن الخامس
الميلادي 0 وهي المعتمدة في الكنيسة الرومانية الآن 0
6 - الترجمة إلي العربية : وذلك عندما بسط المسلمون نفوذهم علي الأندلس واحتاج النصاري إلي
ترجمة العهد القديم إلي العربية 0فكانت أول ترجمة للعهد القديم سنة 750م 0كما ترجم سعيد الفيومي سنة
892 - 942 العهد القديم من العبرانية إلي العربية 0كما ترجمه ابن العسال من القبطية إلي العربية
سنة 01250 وفي أوا ئل القرن السابع عشر طبع العد القديم كاملا بلغة عربية مضبوطة 0
7- أما الترجمة العربية الحديثة فقد تمت في بيروت حيث تبين أن جميع الترجمات المذكورة سلفا غير
مضبوطة وناقصة 0 فاستقر الرأي علي ترجمة العهد القديم والجديد من لغته الأصلية 0 وكان ذلك سنة
1837 0 وقد عاون(1/2213)
في ذلك المعلم بطرس البستاني 0 وفي سنة 1865 ظهرت الطبعة كاملة 0 هذا والجدير بالذكر أن
جمعيات الكتاب المقدس في الشرق الأد ني تقوم بإعداد ترجمة تتمشي أو تتوافق مع التقدم العلمي 0
فهذا قليل من كثير من الترجمات الموجودة 0
ويجب التنبه هنا أن نصوص العهدين القديم والجديد كالرمال المتحركة تتغير وتتبدل تبعا للأهواء
والأمزجة أو لتغطية أمر لا يمكن تغطيته 0 فمحاولة توثيق النصوص المذكورة عند الأئمة ابن حزم أو
القرافي أو ابن تيمية أو رحمة الله الهندي وغيرهم توضح أن النصوص التي كانت بين أيديهم تختلف عما هي
عليه الآن ومن الجدير بالذكر أن النصارى واليهود يؤمنون
بالعهد القديم ويضيف النصارى إليه العهد الجديد بينما يكفربه اليهود هذا وقد اختلف النصارى في عدد أسفار العهد القديم إلي مذاهب شتي
وأنقل هنا من درر وجواهر ما جاء في ملتقى التفسير ما له علاقة وثيقة بما نحن بصدده من اختلاف نسخ توراة اليهود
فائدة من كتاب
________________________________________
روي أن يهودياً تكلم في مجلس المتوكل فأحسن الكلام وناظر فعلم أنه من جملة الأعلام ،وناضل فتحققوا أنه مسدد السهام ، فدعاه المتوكل إلى الإسلام ،فأبى وأقام لفرط الإباء على مذهب الآباء بعد أن بذل له المتوكل ضروباً من الإنعام ، وصنوفاً من الرفعة والإكرام وراجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذلك إلا طغياناً وكفراً ، فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه وهو يعلن الإسلام ويدين بدينه 0
فقال له المتوكل : أسلمت ؟
قال: نعم 0
قال : ما سبب إسلامك ؟(1/2214)
فقال : لما قطعت من عنقي قلادة التقليد ،وصرت من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان وطلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها ، وتدبرت معانيها وكتبتها بخطي وزدت فيها ونقصت ودخلت بها السوق وبعتها ولم ينكر أحد من اليهود منها شيئاً ،وأخذت الإنجيل وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته ،فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً ،وأخذت القرآن وقرأته وتأملته فإذا "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فكتبت وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها ونقصت ،وردوا كل كلمة إلى موضعها ،وكل حرف إلى مكانه ،فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "،فآمنت به وصدقت ما جاء به 0انتهى
من كتاب:مقدمة تفسير ابن النقيب :ص:517-518
تحقيق د/ زكريا سعيد علي
التوقيعد/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالمدينة المنورة
---
أحمد الماليزي
02-27-2007, 12:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
وأضيف على ذلك أنه قد تم ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية أيضًا في العهد الإخشيدي, ووجدتُ هذه الترجمة قد تم طبعها في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذه السنة, وقد قام بتحقيقها الأستاذ الدكتور سهيل زكار. وقامت بنشرها دار قتيبة بدمشق تحت عنوان: التوراة ترجمة عربية عمرها أكثر من ألف عام.
---
(1/2215)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > المرندي وكتابه (قرة عين القراء)
---
المرندي وكتابه (قرة عين القراء)
---
الجكني
12-21-2006, 12:40 AM
تعريف بالمرندي وكتابه "قرة عين القراء"
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أسطر في "التعريف " بكتاب "قرة عين القراء في القراءات " لإبراهيم المرندي رحمه الله،سطرتها جواباً لطلب أستاذنا وحبيبنا الشيخ الفاضل د/ مساعد الطيار حفظه الله ،وأعتذر عن التأخير،وما ذاك إلا بسبب تعرّض جهازي –الكمبيوتر – لوعكة "فنية" ألزمته الدخول ل"الصيانة" ثلاثة أيام متتابعات أجريت له فيها "عمليات" عدة من "فرمتة" واستبدال قطع مكان قطع حتى تأكدت لحظتها أن من اعتاد على "النت " يجب أن يكون له "جهازان " وهذا يذكرنا بقول الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه :صاحب الواحدة إن حاضت حاض معها ،وكذا صاحب الجهاز الواحد إن تعطل تعطل معه إلا أنه بحمد الله "لا يُفرْمَتْ " 0
بعد هذا العذر أقول وبالله تعالى التوفيق:
اسم الكتاب :" قرة عين القراء في القراءات"
المؤلف : إبراهيم بن محمد بن علي القواسي المرندي 0
التعريف به :
1- مع الأسف الشديد لم أعثر على ترجمة لهذا الشيخ حتى الآن ،لكن بفضل الله تعالى سيعرف القارئ لهذا الكتاب أنه كان حياً سنة(588)0
وهنا ملاحظة مهمة وهي:جاء في النسخة العربية المترجمة من "تاريخ الأدب العربي "لبروكلمان (8/183) ذكر أن وفاة المرندي سنة(569) وهذا خطأ فهذا تاريخ إجازة أحد شيوخه له كما هو مذكور في الكتاب والدليل على هذا الخطأ هو أن المؤلف نفسه صرح بأن الفراغ من تأليف كتابه كان سنة(588) 0(1/2216)
2- شيوخه:لم يذكر المؤلف إلا شيخاً واحداً من شيوخه وهو :أبو يعقوب يوسف بن موسى الحنفي المرندي 0(وكذلك لم أجد إلى الآن ترجمة له بعد البحث ) وهذا الشيخ كما هو في أسانيده يروي مباشرة عن الإمام أبي العلاء الهمداني صاحب "غاية الاختصار" وعن الشيخ أبي الأزهر المظفر بن أبي القاسم بن عبد الله الصيدلاني ،(وأيضاً لم أجد له ترجمة إلى الآن بعد بحث قليل ) ،وعن الشيخ : أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي النحوي البغدادي ،وهذا شيخ مشهور معروف لكن لم أجد التلميذ المذكور ضمن تلاميذه فهذا يعتبر "استدراكاً " في هذا الموضوع 0
والمرندي رحمه الله (يروي) كل المعلومات في كتابه هذا بالسند عن هذا الشيخ عن المشايخ الثلاثة المذكورين سواء المرويات المتعلقة بالقراءات أو المتعلقة بالآثار 0
وهناك مواضع قليلة في الكتاب يقول "قال الأستاذ " ولم يصرح باسمه ،فهل هو شيخه الحنفي أم غيره ؟الله أعلم 0
3-ليس للكتاب حسب علمي إلا نسخة واحدة "فريدة" وهي نسخة "الاسكوريال "بأسبانيا " (cod.1337):3/24(225ورقة،كل ورقة وجهان ،كل وجه 26-27 وجه)،وما جاء في "الفهرس الشامل "لآل البيت أن له نسخة أخرى في مكتبة ولي الدين /إستانبول 228(34) فقد أخبرتني إحدى الأخوات الباحثات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض –بعد أن أرسلت لها النسخة الأسبانية – أنها طلبت النسخة التركية بالبيانات المذكورة فأرسلوها إليها لكن اتضح لها أن المعلومة خطأ ولا يوجد كتاب بهذا العنوان ،بل الكتاب هو نسخة من كتاب آخر 0والله أعلم
ويسعدني أن أنقل ما جاء على الغلاف والديباجة والخاتمة :
الغلاف : "كتاب قرة عين القراء في القراءات "مما صنفه الشيخ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي القواسي المرندي رحمه الله تعالى وغفر له 0(1/2217)
الديباجة :بعد البسملة وذكر سبب تأليف الكتاب وأنه ألفه نصيحة لابنه ،قال :يقول الفقير المحتاج إلى رحمة الله تعالى :إبراهيم بن محمد بن علي القواسي المرندي غفر الله له 0
الخاتمة :تم الكتاب بحمد الله ومنّه ،وفرغ يوم الثلاثاء من آخر ربيع الأول سنة(588) كتب :المذنب :إبراهيم بن محمد بن علي القواسي المرندي0
تنبيه: ذكر هذا المخطوط أيضاً المستشرق الألماني (نولدكه ) في كتابه "تاريخ القرآن " ثم نقل عنه أيضاً د/ عبد الصبور شاهين في كتابه أيضاً (تاريخ القرآن )0
- مكتوب على غلاف النسخة :"وهذه النسخة بخط مصنفها رضي الله عنه 0"
- قدَّم المؤلف مقدمة ذكر فيها بعض الآثار والأحاديث في فضل القرآن وتعلمه وكذلك التحذير من أخذ القرآن عن (المصحفيين ) وهذا كله بإسناده المتصل عن طريق أبي العلاء الهمداني ،وقد قابلت هذه الروايات فوجدتها بنصها في كتاب أبي العلاء :"التمهيد في التجويد "
- يصرح بالنقل عن ابن مهران
-يصرح بالنقل عن الأهوازي
-يصرح بالنقل كثيراً عن شخص لم يسمه وإنما يقول :"قال الأستاذ رحمه الله " وقد يكون مراده شيخه (وهذه حلها سهل إن شاء الله عن طريق توثيق النصوص عند التحقيق
-المؤلف حنفي ،لكنه في مسألة البسملة وهل هي آية أم لا ؟رجح مذهب الشافعي حيث بعد أن ذكر خلاف العلماء بمن فيهم أبو حنيفة قال :"والأولى قول الشافعي رضي الله عنه
- الكتاب ضم بين دفتيه (كثيراً ) من كتاب "الكامل للهذلي ، فهو لا شك أنه (شبه ) (نسخة ثانية ) خاصة قسم الأسانيد ،وقد قابلت بينهما فوجدت التالي :
1- المطابقة التامة بينهما ،لكن هناك اختلاف بسيط كالتقديم والتأخير في بعض المعلومات 0
2- جلُّ ما يذكره الهذلي في "الكامل " هو بنصه موجود في "القرة " وزيادة 0
من "مميزات " هذا الكتاب :
1- ذكره لجميع "طرق الكتب التي استقى منها "مادة "كتابه ،وهي كتب "أصيلة" في عصره ,هي :(1/2218)
أ-الإيضاح والاتضاح في القراءات السبعة ،كلاهما للإمام الأهوازي رحمه الله 0
ب-الإقناع في الشواذ والاختيارات :من تصنيف الأهوازي 0
ج-الكامل للهذلي0
د-المنتهى :لأبي العز القلانسي،وسماه في موضع آخر"تذكرة المنتهى وكفاية المبتدى"
هـ - الكافي : لأبي الحسن علي بن الحسين الطريثيثي (وهذا الرجل هو من طرق النشر،ومع ذلك لم يذكر ابن الجزري أن له كتاباً في القراءات ) وهذه المعلومة مهمة تبين أهمية هذا الكتاب 0
و- غاية الاختصار : لأبي العلاء
ز- المنهاج: للإمام أبي حفص عمر بن ظفر البغدادي ،وهذا الكتاب لي معه قصة لا بد من ذكرها هنا "لله ثم للتاريخ" :
عرفت هذا الكتاب سنة (1412هـ) وحصلت على نسخة مصورة منه من مكتبة مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وعكفت عليه ما يقارب (5سنوات ) أدرس طرقه وأعلق على حواشيه ما يناسب لأني كنت أفكر فيه للدكتوراة ،إلا أن قسم القراءات في كلية القرآن رفض ذلك بحجتين :
1- عدم وجود نسخة ثانية للكتاب 0
2- عدم وجود ما يؤكد نسبة الكتاب لمؤلفه حيث إن كل من ترجم له لم يذكر له هذا الكتاب 0(1/2219)
ويعلم الله لم يثنيني ذلك عن الاهتمام بهذا الكتاب وذلك بسبب "علو " سنده ،فهو من طبقة شيوخ أبي العلاء الهمداني ومن طبقة أبي الكرم صاحب "المصباح" ثم شاء الله ما كان في الأزل أن أنتقل من الجامعة الاسلامية إلى "كلية المعلمين بالمدينة المنورة وأبتعد قليلاً عن الجو العلمي الجامعي ،حتي قدر الله أن أطالع رسالة شيخي د/إبراهيم الدوسري حفظه الله "تحقيق المصباح" فوجدته ذكر أن هناك "نسخة " من المصباح منسوبة لأبي الكرم لكنها ناقصة من البداية ،ثم ذكر بدايتها ونهايتها ،وفجأة لا حظت أن هذا الكلام قد مرّ علي وقرأته فلما رجعت إلى البيت طابقته بنسخة "المنهاج " ففرحت فرحاً شديداً ،واتصلت بالدكتور إبراهيم ،وساعتها والله لا يعرفني ولا أعرفه وذلك عن طريق إرسال جواب خطي بينت له فيه أني أرجح أن النسخة المنسوبة لأبي الكرم إنما هي نسخة من "المنهاج " وطلبت منه تصويرها ،ووالله ما هي إلا بضعة أيام والنسخة بين يدي وتأكد لي أنه نسخة ثانية من "المنهاج " وأن ما رآه شيخنا حفظه الله أنها نسخة لشيخ آخر من طبقة أبي الكرم صواب كل الصواب0
فعاودت الكرة هذه المرة بنفس متفائل ونشاط يساعد على إتمام تحقيقه 0
ولكن : جاءني شخص من "طلاب الجامعة –وهو الان يحمل الدكتوراة- وطلب مني المساعدة للحصول على بحث للماجستير ،وقمت معه –لوجه الله تعالى – أحسن قيام ،ولكني لم أذكر له كتاب "المنهاج" لأني كنت قد قطعت فيه مرحلة كبيرة من الدراسة والتحقيق ،وفجأة وإذا هو يقول لي :ما رأيك يا شيخ بكتاب "المنهاج لابن ظفر؟؟(1/2220)
ويعلم الله –وهو على ما أقول شهيد قلت له : هو من أحسن الكتب في رأيي ،وذكرت له رفض القسم له بالحجتين المذكورتين سابقاً ،أما الآن فقد بقيت علة واحدة وهذه كفيل بالزمن أن يحلها إن شاء الله ،وأطلعته على "كل "جهدي " الذي عملته في الكتاب ومنه بيان "مميزات الكتاب وغير ذلك وإذا به يطلب مني "التنازل " له عنه ،وفعلاً قلت له لك ا لحرية في أن تسجله ،وطلب مني "المصورة" التي عندي وعليها جميع أو جل "التعليقات " على أن يصورها ويردها لي خلال "أسبوعين " وبقدرة قادر: أن هذين الأسبوعين صارا "سنتين ونصف" تخللهما كثير من "نكران "الجميل " ،وباليت ذلك وحده ،وإنما الاساءة الوقحة التي ولله الحمد نترفع عنها "طبيعة لا تطبعاً ، وإني أقول لمن يقرأ هذا الكلام ويعرف كل الحيثيات فيه :والله لو مكث هذا الطالب هو وشيخه الذي قال لي بعد أن طلبت منه أن يأمره برد المخطوط والأوراق التي معه ،قال لي هذا الشيخ : الموضوع الآن أصبح موضوعه ،ولا دخل لك به ؟ فأجبته :إذا كان الموضوع موضوعه فالأوراق التي عنده لست أوراقه والنسخة الخطية التي يشتغل عليها ليست له ووو؟؟؟ فسكت ،أقول لو مكثا ما مكثا لما عرفا عن الكتاب شيئاً ،وهذا ليس غروراً أو تعدياً على أحد وإنما هي الحقيقة ،بدليل أنه "لم "يضف أي شيئ يذكر على ما وجده عندي غير "التنميق" وتغيير العبارة ، ،وقد وقفت ولله الحمد على "معلومات " عن هذا الكتاب لو كان جد هو أو غيره في البحث لجاء بها ،ولكن :0000
المهم :انتهى هذا الطالب من "تحقيق الكتاب "- وصادف أني اطلعت على الرسالة قبل "المناقشة "وإذا هي "خلوة " من الشكر والتقدير لشيخنا د/إبراهيم الذي تفضل ووفر النسخة الثانية ،بل وليس فيه ذكر ألبتة للطريقة التي حصل عليها على النسختين الخطية ،ثم قيل لي إن الطالب ذكر ذلك في المناقشة ؟؟؟(1/2221)
أرى أن رفع القلم هنا أصبح واجباً ،وعذراً على هذا الاستطراد ،ولكن شيئ يذكر شيئاً ، وتنبيه للمخلصين الذين يساعدون الطلاب في البحوث والموضوعات أن ينتبهوا من بعض من 0000
عود للمرندي:
كتاب "المنهاج " اسمه كاملاً :"المنهاج لبغية المحتاج " لعمر بن ظفر المغازلي ،وهو من شيوخ ابن الجوزي وابن عساكر رحم الله الجميع 0
ح- "الموضح في الشواذ" لأبي علي الأهوازي
هذه هي الكتب التي ذكرها المرندي وذكر "أسانيدها منه إلى مؤلفيها إلى أصحاب القراءات فيها 0
أما "منهجه ومشتملات الكتاب :
1- بدأ المؤلف بمقدمة ذكر فيها سبب تأليفه للكتاب فقال بعد البسملة :" أما بعد فقد جمعت هذا الكتاب لأجل ابني وقرة عيني وثمرة فؤادي ليعلم فائدة زائدة على القراءات السبع ويفتخر به على الكل والجمع ويدعو لأبيه فإنه جمعه لنصحته وشفقته لا لطمع0
2- ثم ذكر بعض الآثار الدالة على فضل القرآن وتعلمه وكل ذلك بسنده عن شيخه بسنده 0
3- عاد بعد ذلك وذكر سبباً آخر لتأليفه فقال : "ثم إنه قد اختلف إلي أحبابي واقترح علي بعض أصحابي ممن قد اقتضى صفاء حالتهم الاصغا إلى مقالتهم 00أن أجمع لهم كتاباً وأضيف فيه أبواباً مشتملة على أحرف القراءات وأنواع الروايات من الشاذ والمشهور والنادر المذكور مما قد (اتبتتتب :كذا وهي غير واضحة عندي) من نور الله الساطع وذكائه اللامع ،واغترفت من البحر الصافي ماؤه ،والحبر الشافي 000وهو الإمام البارع الأورع التقي والهمام والمتقن التقي ناشر رايات علوم القرآن 000والأقران الذي لا يشق غباره في فضله ولا يدرك آثاره من جده حافظ الأسامي والرواة من القراء والنحاة توحد في علمه ودرايته وتفرد في فضله وروايته :مخلص الدين أفضل أفراد العالم :أبو يعقوب يوسف بن موسى الحنفي المرندي أطال الله بقاءه ،ثم استخرت الله تعالى في جمعه وتصنيفه وترصيصه وتأليفه ليكون للمنتهى نزهة للناظر وللمبتدى 000للخاطروسمّيت : "قرة عين القراء "0(1/2222)
قال : وجمعته من كتب شتى مما قد قرأت بعضها على الإمام المذكور وسمعت عليه بعضها في المشهور 0
ثم ذكر الكتب السابقة الذكر وأعقب ذلك بذكر "جميع الطرق " في تلك الكتب المذكورة مما يجعل المطلع عليه يجزم بشيئين:
1- أن هذا الكتاب يعتبر "نسخة ثانية " على الأقل في قسم "الطرق " للكتب المذكورة خاصة كتاب "الكامل " للهذلي 0
2- أن هذا الكتاب في مبحث "الطرق " حافظ لنا على معرفة "طرق " بعض الكتب التي هي الآن "مفقودة" ككتاب "الإقناع " للأهوازي وكتاب " الكافي " للطريثيثي 0
وبهذا تنتهى "المقدمة وهي بابان ،وأعقبها بالباب الثالث وهو : الإدغام والإظهار وقسمه إلى "فصول " ولم يترك حسب رأيي واردة ولا شاردة إلا وذكرها سواء "متواترة " أم "شاذة" كل ذلك ينسب القراءة والوجه لصاحبه وهكذا حتى نهاية "الفرش" 0
جاء في خاتمة الكتاب :"تم الكتاب بحمد الله ومنّه ،وفرغ يوم الثلثا (كذا) من آخر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الطيبين وعلى آله وأصحابه 000أجمعين
كتبه المذنب الحائر (كذا) الفقير المحتاج إلى رحمة الله تعالى
إبراهيم بن محمد بن علي القواسي ثم الشهير بالمرندي
تاب الله عليه 0"
هذا ما استطعت في هذه العجالة توضيحه عن هذا الكتاب القيم 0
تنبيه : كاتب هذه الحروف يقوم ب"تحقيق " قسم الأسانيد من هذا الكتاب ،مع "دراسة " مفصلة لمنهجه " ويرجو من الله التوفيق والإعانة 0
السالم محمد محمود الجكني الشنقيطي
---
نورة
12-21-2006, 03:46 AM
الشيخ الفاضل السالم
جزاك الله خيراً على ما تقدم
وأسأل الله لك التوفيق والإعانة
---
أبو الجود
12-21-2006, 09:15 PM
بل نرجو من سماحتكم تحقيق الكتاب كله ليخرج كتاب كما تفضلتم من أهم كتب القراءات أسأل الله أن يجعلك دائما من الذين يعطون ولا يطلبون أجرا إلا من الله سبحانه بارك الله في علمك ويسر لك العلم والتعلم والتعليم
---
د. أنمار
12-22-2006, 10:41 PM(1/2223)
المرندي: بفتحتين وسكون النون ومهملة إلى مرند بلد بأذربيجان.
كذا في لب اللباب في تحرير الأنساب للسيوطي
وفي الأنساب للسمعاني:
المرندي: بفتح الميم، والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مرند، وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة معروفة وسميت مرند بمرند الأكبر بن رواند الأصغر بن الضحاك بيوراسف، هو بناها، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديماً وحديثاً
---
الجنيدالله
01-11-2007, 02:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي السالم
الصيدلاني له ترجمة في المختصر المحتاج اليه من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي.
---
د. أنمار
01-12-2007, 10:33 AM
(cod.1337):3/24(225ورقة،كل ورقة وجهان ،كل وجه 26-27 وجه)
فالكتاب إذن 450 صفحة. أي أن حجمه يقارب كامل للهذلي
وهل تبين لكم مولانا الدكتور كم عدد القراء الذين جمع قراءتهم؟
وكم راو وطريق تحصل معه ؟
وجزاكم الله خيرا.
---
السائح
01-12-2007, 12:40 PM
- قدَّم المؤلف مقدمة ذكر فيها بعض الآثار والأحاديث في فضل القرآن وتعلمه وكذلك التحذير من أخذ القرآن عن (المصحفيين ) وهذا كله بإسناده المتصل عن طريق أبي العلاء الهمداني ،وقد قابلت هذه الروايات فوجدتها بنصها في كتاب أبي العلاء :"التمهيد في التجويد "
جزاك الله خيرا على هذه الدرر التي خطّها يراعك، وأسأل الله أن يوفقك لإتمام العمل على هذا الكتاب النفيس.
هل روى المرندي في كتابه هذا أخبار المصحّفين التي أسندها أبو العلاء الهمذاني العطار في " التمهيد " ، وفيها قصص غريبة جدا، نُقل فيها عن بعض الأعلام التصحيف في القرآن العظيم.(1/2224)
والظاهر مما توفر من معلومات عن المرندي أنه لم يكن صاحب رحلة ولا توسّع في الأخذ عن الشيوخ، ولذلك نزل سنده؛ فروى عن شيخه يوسف المرندي عن أبي العلاء الهمذاني، مع أنه كان معاصرا للهمذاني، وهمذان من أشهر بلدان خراسان، يمرّ عليها كثير من الرحالين الجوّالين في الطلب القادمين من نواحي أذربيجان.
---
(1/2225)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "" رمضان القر آآآآآآآآن .. ""
---
"" رمضان القر آآآآآآآآن .. ""
---
hedaya
10-06-2005, 08:12 AM
http://img182.imageshack.us/img182/6992/1r6jw.jpg
---
(1/2226)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سوال عن جمع القران
---
سوال عن جمع القران
---
زينب
05-01-2004, 05:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أنا أدرس في جامعة العلوم القرانية في قم في إيران. كان عندي أسئلة عن جمع القرآن وهو :
- عندما جمع القران في زمن عثمان ، هل الكُتَّاب الذي انتخبهم عثمان أخطأوا في كتابته ؟
- وهل كان يعلم عثمان الخطأ وما تكلم ؟
و نموذج للخطأ أنَّ لماذا كلمة إبراهيم في القران كله مكتوبة بهذه الصورة (ابراهيم) ولكن في سورة البقرة مكتوبة (ابراهم).
---
أحمد البريدي
05-01-2004, 11:12 PM
وعليكم السلام
لم يكن هناك أي خطأ وإنما هذا الأمر متعلق بخاصية الرسم الذي رسم عليه المصحف وله أحكام متعددة وهو يخالف الرسم الإملائي , كما ارجو منك ان تذهبي لخاصية البحث في الملتقى وتكتبي كلمة رسم المصحف في الخانة وذلك لتكوني على مزيد من الإطلاع في هذا الموضوع .
---
مساعد الطيار
05-02-2004, 12:11 AM
هذه المسألة من المسائل الكبار التي تحتاج إلى تجلية وتوضيح ، وقد تحدث عنها كثيرون ، ومن أفضل من كتب فيها الدكتور غانم قدوري في كتابه ( رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية ) وهذه المسألة تحتاج إلى مقدمات لكشف حلِّها ، فأقول :
أولاً : هل الأصل القراءة أو الرسم ؟
لا شكَّ أن الأصل هي القراءة ، وإذا تعارضت القراءة والرسم قُدِّمت القراءة .
ثانيًا : هل يلزم أن يكون كل ملفوظٍ مرسومًا ؟
لاشك أنه لا يوجد للغة من لغات العالم كلها رسمًا يوافق جميع ملفوظها ، بل فيها حروفٌ مرسومة لا تنطق ، وحروف محذوفة في الرسم تُنطق .
وهذه لا تختصُّ بلغة دون لغة ، بل هي في سائر اللغات التي لها رسم .
ثالثًا : هل كان هذا الرسم المكتوب به المصحف حادثًا للصحابة ، أو هو مما تعلموه من غيرهم ، ثم تعلمه بعضهم من بعضٍ ؟(1/2227)
الصحيح أن هذا الرسم هو ما كان معروفًا في عصرهم ، ولم يخترعوا رسمًا خاصًّا للقرآن ، ويظهر ذلك بموازنة الأثريات الخطية المكتشفة التي كان زمنها زمن كتابة المصاحف أو بعدها بقليل ، وقد قام الدكتور غانم قدوري بدراسة موازنة بعنوان ( موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة ) مجلة المورد ( مجلد15 / عدد 4 / 1986م ) ، وهذا البحث نواة لفكرة الموازنة ، وهو بحاجة من الباحثين إلى تكميل .
وإذا كان هذا الرسم مما تعلموه من معاصريهم ، وكتبوا به المصحف ، فإن ذلك ينقلنا إلى :
رابعًا : هل يوجد تنوع في رسم الكلمات عند الصحابة ؟
الجواب : نعم ، وذلك ظاهرٌ جدًّا ، ومن أمثلته المشهورة ما يُذكر أنهم اختلفوا في رسم ( التابوت ) هل يكتبونها بالتاء المفتوحة على لغة قريش ، أو بالتاء المربوطة على لغة الأنصار ؟
وكان حكم عثمان أن تُكتب بالتاء المفتوحة اتباعًا للغة قريش .
وقد يسأل سائل ، فيقول : إذا صحَّ في القراءة نطق يخالف المرسوم في المصحف على لغة قريش ، فهل يقرأ به ؟
الجواب : نعم يقرأ به ؛ لأن القراءة قاضية على الرسم ، كما سبق .
وإذا عُلِمت هذه المقدمات ، أقول :
إن الاختلاف الكائن في رسم بعض الكلمات مما لا يمكن تعليله ، فإنه يدخل في باب تنوع الرسم ، أي أنهم يكتبون هذه الكلمة بصور مختلفة ، فكتبوها مرة برسم ، ومرة أخرى برسم آخر .
وتنوع الرسم لا يزال موجودًا في إملائنا المعاصر ، فبعض الكاتِنين يكتب : ( شئون ) ، وبعضهم يكتب ( شؤون ) ، وبعضهم يكتب ( إنشاء الله ) وآخرون يكتبون ( إن شاء الله ) ، وبعضهم يكتب ( الرحمن ) ، وآخرون يكتبون ( الرحمان ) ، وهكذا دواليك .
ومن هذا الباب كتابة لفظ إبراهيم وإبراهام ، فإني أحمله أولاً على تنوع الرسم ، ثم إن وجدت له علة غير ذلك حكمة بها مع تنوع الرسم .(1/2228)
كما أحمل عليه ما ذُكر من أن الكاتب أخطا ، فأقول ، إنما حكم من خطَّأ الكاتب بما بلغه من الرسم ، ولم يكن يعلم الرسم الآخر ، فلذلك حكم بذلك ، وهذا النوع من التخطئة معروف بين أهل العلم ، فقد يقع من بعضهم تخطئة ما هو صواب عند غيرهم لعدم معرفتهم بصوابه ، وهذا باب من أبواب العلم يحتاج إلى مقالة لعل الله ييسر لها من يكتبها ، وهو التخطئة في اختلاف التنوع أسبابه وآثاره .
كما يمكن أن يُحمل على ما حمله عليه بعضهم ، وهو أن القارئ لو قرأ الرسم كما هو لوقع من الخطأ ، فإنه سيقرأ ( الصلاة ) بالواو كما هو مرسوم ( الصلواه ) ، وهذا النوع هو الذي قال فيه عثمان : إني أرى فيه لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها ، ذلك أنهم يعتمدون المنطوق لا المرسوم ، لكن من جاء بعدهم قد يقع في الخطأ لو لم يكن يعرف القراءة من القراء ، وأخذها عن المصاحف ، لذا نهوا عن القراءة على مصحفي ؛ لأنه سيقرأ ما رُسِم بحذافيره دون معرفة بأصول نطق الكلمة .
ويبقى هنا نقط مهمة ، وهي أن من درس رسم المصحف ممن تأخر عن جيل السلف زعم وجود الحطأ ، واعتمد على بعض الآثار التي مضى طريقة تخريجها ، على ما في بعضها من الضعف ، أقول إن هؤلاء المتأخرين يزعمون خطأ الكاتب ، أو سوء هجائه ورسمه ، وهذا مزلق خطير ، وهو غير صحيح البتة ، لماذا ؟
ما الأصل الذي يقيس عليه المتأخرون خطأ رسم الصحابة للمصحف ؟
إنه الإملاء المتعارَف عليه في عصرهم ، فالفراء يقول في لفظ (ولأوضعوا خلالكم ) : (( وكتبت بلام ألف ، وألف بعد ذلك ، ولم يكتب في القرآن لها نظير ، وذلك أنهم لا يستمرون في الكتاب على جهة واحدة ، ألا ترى أنهم كتبوا ( فما تعن النذر ) بغير ياء ، ( وما تغني الآيات والنذر ) بالياء ، وهو من سوء هجاء الأولين ) ( معاني القرآن 1 : 439 ) .
فالفراء يجعل ذلك من سوء هجاء الأولين ، فما المقياس الذي قاس به خطأهم ؟
إنه هجاء عصره ، وطريقة رسمهم للألفاظ .(1/2229)
وأنت لو قرأت مخطوطة معاني القرآن لرأيت فيها سوء هجاء عصر الفراء ؛ لأنك تقيس على هجاء عصرك ، وهذا ظاهر لمن عايش المخطوطات وحقرأ فيها أو حققها ، لذا لا تكاد تجد مخطوطًا سابقًا لعصرك إلا والمحقق ينبه على تعديل رسم المخطوط إلى ما يوافق الرسم المتعارف عليه اليوم ، وهذا يدلك على أن الرسم يتطور ، وأن ما كان في عهد الصحابة ، فهو متطور عن سابق له ، وما كان في عهد الفراء ، فهو متطور عما كان عليه السم في عهد الصحابة والتابعين ، وماكان في عصر ابن خلدون فهو متطور عن سابقه ، وهكذا حتى وصل إلى عصرنا .
ولا تزال ترى في عصرنا أو قريب منه نقاشات واختلافات في الرسم ، وكأن الاختلاف في الرسم سنة من سننه ، فتدبر ذلك ، وأجل فيه فكرة ، وأعد فيه النظر ، يظهر لك الصواب ، وتسلم من نقد من جعل الله على يديهم رفع دينه ، وحفظ كتابه .
---
د. أنمار
05-02-2004, 05:05 PM
الإجابات:
1- لا لم يخطئوا
2- الإجابة تعود للسؤال الأول، ثم كيف يراه خطأ ولا يغيره ، وهو الخليفة الأول بإمكانه أن يعيد كتابة المصحف من أوله لآخره. وأمره نافذ مطاع.
3- وتنوع كتابة الكلمة هنا، وهو أمر توقيفي في قناعتي، ويفيد هنا كونه يشير إلى اللقراءة المتواترة الثانية للكلمة وسأعود لتفصيل ذلك فيما بعد.
---
(1/2230)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم تعدد الحكام وتعدد الدول الإسلامية ( دراسة فقهية مقارنة )
---
حكم تعدد الحكام وتعدد الدول الإسلامية ( دراسة فقهية مقارنة )
---
الصبر الجميل
02-22-2007, 05:12 AM
حكم تعدد الحكام وتعدد الدول الإسلامية ( دراسة فقهية مقارنة )
عبد الفتاح بن صالح قُدَيش اليافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
فقد ابتليت الأمة الإسلامية في هذا الأيام بالتشتت والتشرذم والتفرق والاختلاف في كافة المجالات والأصعدة , مما أدى بها إلى الضعف والوهن والتأخر , فتسلط عليها الأعداء وتكالبت الأمم وتداعت عليها كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها , فصارت في حال لا تحسد عليه , يندى له الجبين ويدمي له القلب , فحق لنا أن نتمثل بقول الرندي :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
ومن تلك الاختلافات تفرق دولة الإسلام إلى أكثر من خمسين دولة لكل دولة حاكم وأمير , وزاد الطين بلة عقد الولاء والبراء على تلك المسميات وعلى تلك الحدود السياسية فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما وصل إليه حال الأمة .
وهذا مقال في حكم تعدد الحكام وتفرق المسلمين إلى دول , ذكرنا فيه حكم هذا الأمر عند الأئمة الفقهاء عليهم رضوان الله وقد جعلناه على مباحث :
المبحث الأول : في حكم تعدد الحكام والدول في المسلمين
والمبحث الثاني : في ذكر أدلة المانعين وأدلة المجيزين
والمبحث الثالث : في العمل إذا تعدد الحكام والدول
المبحث الأول :
حكم تعدد الحكام والدول في المسلمين
تعدد الحكام والدول في المسلمين له حالتان :
الحالة الأولى :(1/2231)
أن يكون التعدد تحت ظل الدولة الإسلامية الواحدة , بمعنى أن يكون للمسلمين دولة واحدة وخليفة واحد لكنه ينصب على كل إقليم حاكما ويفوض إليه شؤون تلك الناحية لكن ذلك الحاكم في النهاية يكون تحت إمرته وسلطانه يعزله متى شاء , فهذه الحالة لا خلاف في جوازها بل هي الحالة السوية التي كانت في زمن الخلافة الراشدة
والحالة الثانية :
أن تكون كل دولة مستقلة عن الأخرى وكل حاكم مستقل عن الآخر وهذه الحالة لها حالتان :
الأولى :
ألا تتباعد الأقاليم عن مركز الخلافة بحيث يستطيع الخليفة متابعة شؤون الأقاليم ويستطيع أن ينيب من يقوم بالأمر عنه ففي هذه الحالة لا يجوز التعدد بلا خلاف , وقد حكى الماوردي الإجماع على ذلك لكن قد خالف في ذلك الكرامية وبعض الزيدية كما سيأتي
والثانية :
أن تتباعد الأقاليم بحيث يصعب على الخليفة أن يتابع شؤون الأقاليم البعيدة عن مركز الخلافة ولا يستطيع أن ينيب عنه من يقيم بالأمر , وهنا وقع الخلاف بين أهل العلم :
- فالجماهير من أهل العلم على عدم جواز التعدد في هذه الحالة وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة وهو قول في مذهب المالكية
- وقد تقدم أن الكرامية وبعض الزيدية ذهبوا إلى جواز ذلك بلا حاجة فالجواز عندهم للحاجة من باب أولى
- وذهب المالكية - وهو اختيار لبعض الشافعية - إلى جواز التعدد في هذه الحالة بقدر الحاجة
قال الإمام الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين ص136 : ( فأما إقامة إمامين أو ثلاثة في عصر واحد وبلد واحد فلا يجوز إجماعا . فأما في بلدان شتى وأمصار متباعدة فقد ذهبت طائفة شاذة إلى جواز ذلك ) اه
وقال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان 1/30 : ( هل يجوز نصب خليفتين كلاهما مستقل دون الآخر ؟ في ذلك ثلاثة أقوال :
- القول الأول : قول الكرامية بجواز ذلك مطلقا ...(1/2232)
- القول الثاني : قول جماهير العلماء من المسلمين أنه لا يجوز تعدد الإمام الأعظم بل يجب كونه واحدا وأن لا يتولى على قطر من الأقطار إلا أمراؤه المولون من قبله ...
- القول الثالث : التفصيل فيمنع نصب إمامين في البلد الواحد والبلاد المتقاربة ويجوز في الأقطار المتنائية كالأندلس وخراسان , قال القرطبي : لكن إن تباعدت الأقطار وتباينت كالأندلس وخراسان جاز ذلك ... وممن قال بجواز ذلك الأستاذ أبو إسحاق كما نقله عنه إمام الحرمين ونقله عنه ابن كثير والقرطبي , قال ابن كثير قلت : وهذا يشبه حال الخلفاء بني العباس بالعراق والفاطميين بمصر والأمويين بالمغرب ) اه
لكن إذا تأملنا أقوال المالكية الآتية فإننا نجد بعضهم أطلق الجواز وبعضهم أطلق المنع وبعضهم قيد الجواز بعدم إمكان النيابة مع التباعد فعلى هذا القول لا يكاد يكون هناك خلاف فلا أظن أحدا من الجمهور يمنع من التعدد عند التباعد وعدم إمكان النيابة ولذا قال العدوي في حاشية على شرح الخرشي 7 /144 : ( أشعر فرض المصنف جواز تعدد القاضي بمنع تعدد الإمام الأعظم وهو كذلك ولو تناءت الأقطار جدا لإمكان النيابة وقيل إلا أن لا تمكن النيابة واقتصر عليه ابن عرفة ونحوه للأصوليين . ( أقول ) ولا ينبغي أن يكون ذلك محل خلاف .) اه
وهذا بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة :
من أقوال الحنفية :
في الأشباه والنظائر لابن نجيم 4/ 111 مع شرح الحموي : ( مما افترق فيه الإمامة العظمى والقضاء - يشترط في الإمام أن يكون قرشيا بخلاف القاضي
- ولا يجوز تعدده في عصر واحد وجاز تعدد القاضي , ولو في مصر واحد .
- ولا ينعزل الإمام بالفسق بخلاف القاضي على قول .) اه
وفي شرح الحموي عليه المسمى بغمز عيون البصائر 4/ 111 : ( فإذا اجتمع عدد من الموصوفين فالإمام من انعقد له البيعة من أكثر الخلق , والمخالف لأكثر الخلق باغ يجب رده إلى انقياد المحق ) اه
من أقوال المالكية :(1/2233)
في حاشية الدسوقي 4/134 : ( تنبيه ) أشعر ما ذكره المصنف من جواز تعدد القاضي بمنع تعدد الإمام الأعظم وهو كذلك ولو تباعدت الأقطار جدا لإمكان النيابة , وقيل بالجواز إذا كان لا يمكن النيابة لتباعد الأقطار جدا واقتصر عليه ابن عرفة . ) اه
وفي شرح الدردير على اقرب المسالك 4/190 : ( ولا يجوز تعدد الخليفة إلا إذا اتسعت وبعدت الأقطار ) اه
وفي حاشية الصاوي عليه :قوله : [ إلا إذا اتسعت وبعدت الأقطار ] : أي كما في زماننا . ) ا ه
وتقدم معنا ما في حاشية العدوي على شرح الخرشي 7/144 : ( أشعر فرض المصنف جواز تعدد القاضي بمنع تعدد الإمام الأعظم وهو كذلك ولو تناءت الأقطار جدا لإمكان النيابة وقيل إلا أن لا تمكن النيابة واقتصر عليه ابن عرفة ونحوه للأصوليين . ( أقول ) ولا ينبغي أن يكون ذلك محل خلاف .) اه
وفي تفسير القرطبي 1/273 : ( وهذا أدل دليل على منع إقامة إمامين ولأن ذلك يؤدي إلى النفاق والمخالفة والشقاق وحدوث الفتن وزوال النعم لكن إن تباعدت الأقطار وتباينت كالأندلس وخراسان جاز ذلك ) اه
من أقوال الشافعية :
قال الماوردي في الأحكام السلطانية ص9 : ( وإذا عقدت الإمامة لإمامين في بلدين لم تنعقد إمامتهما , لأنه لا يجوز أن يكون للأمة إمامان في وقت واحد وإن شذ قوم فجوزوه . ) اه
وتقدم معنا قوله في أدب الدنيا والدين ص136 : ( فأما إقامة إمامين أو ثلاثة في عصر واحد , وبلد واحد فلا يجوز إجماعا . فأما في بلدان شتى وأمصار متباعدة فقد ذهبت طائفة شاذة إلى جواز ذلك ) اه
وقال ابن حجر في تحفة المحتاج 9/78 : ( فرع ) لا يجوز عقدها لاثنين في وقت واحد ثم إن ترتبا يقينا تعين الأول وإلا بطلا ... ) اه
وفي حاشية العبادي عليه : ( ( قوله : لا يجوز عقدها لاثنين إلخ ) أي فأكثر ولو بأقاليم ولو تباعدت . مغني وروض مع شرحه ) اه .(1/2234)
وقال الشربيني في مغني المحتاج 5/425 : ( ولا يجوز عقدها لإمامين فأكثر ولو بأقاليم ولو تباعدت لما في ذلك من اختلال الرأي وتفرق الشمل ,) اه
وفي قواعد العز بن عبد السلام 1/74 : ( إذا شغر الزمان عن من له الولاية العظمى , وحضر اثنان يصلحان للولاية , لم يجز الجمع بينهما , لما يؤدي إليه من الفساد باختلاف الآراء : فتتعطل المصالح بسبب ذلك , لأن أحدهما يرى ما لا يرى الآخر من جلب المصالح ودرء المفاسد , فيختل أمر الأمة فيما يتعلق بالمصالح والمفاسد , وإنما تنصب الولاة في كل ولاية عامة أو خاصة للقيام بجلب مصالح المولى عليهم , وبدرء المفاسد عنه , بدليل قول موسى لأخيه هارون عليه السلام : { اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } .) اه
وفي أسنى المطالب 4/ 111 : ( ولا يجوز عقدها لإمامين ) فأكثر , ولو بأقاليم ( ولو تباعدت الأقاليم ) لما في ذلك من اختلاف الرأي , وتفرق الشمل ) اه
من أقوال الحنابلة :
في مطالب أولي النهى 3/263 : ( ويتجه ) أنه ( لا يجوز تعدد الإمام ) لما قد يترتب عليه من التنافر المفضي إلى التنازع والشقاق ووقوع الاختلاف في بعض الأطراف , وهو مناف لاستقامة الحال , يؤيد هذا قولهم : " وإن تنازع في الإمامة كفؤان أقرع بينهما إذ لو جاز التعدد لما احتيج إلى القرعة .) اه
وفي دقائق أولى النهى 3/389 : ( ( و ) إن بويعا ( معا أو جهل السابق ) منهما ( بطل العقد ) لامتناع تعدد الإمام وعدم المرجح لأحدهما ) اه
وفي منار السبيل 2/252 : ( قال أحمد في رواية العطار : ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله أن يبيت ولا يراه إماما برا كان أو فاجرا
وقال في الغاية ويتجه لا يجوز تعدد الإمام وأنه لو تغلب كل سلطان على ناحية كزماننا فحكمة كالإمام !!! ) اه
من أقوال الزيدية(1/2235)
مذهب الزيدية في ذلك كالجمهور , وقال بعض الزيدية بقول الكرامية ففي البحر الزخار 1/93 : ( وأكثر الزيدية : لا يصح إمامان في زمان . الكرامية وبعض الزيدية : يصح . لنا : إجماع الصحابة بعد قول الأنصار " منا أمير ومنكم أمير " .) اه
وفي البحر الزخار أيضا 6/384 : ( مسألة : ولا يصح إمامان للإجماع يوم السقيفة حين قال [ عمر ] : " سيفان في غمد إذن لا يصلحان " ) اه
وفي التاج المذهب 4/411 : ( ولا يصح ) أن يقوم بها ( إمامان ) في وقت واحد وإن تباعدت الديار بل يجب على المتأخر التسليم للمتقدم وإن كان أفضل مهما كان الأول كامل الشروط . ) اه
من أقوال الظاهرية
رأى الإمام ابن حزم في ذلك كرأي الجمهور ففي المحلى 1/66 : ( مسألة : ولا يجوز الأمر لغير بالغ ولا لمجنون ولا امرأة , ولا يجوز أن يكون في الدنيا إلا إمام واحد فقط ) اه
وفي المحلى أيضا 8/422 : ( مسألة : ولا يحل أن يكون في الدنيا إلا إمام واحد , والأمر للأول بيعة ) اه
المبحث الثاني
الأدلة :
أولا : أدلة المانعين :
1-الآيات والأحاديث التي تنهى عن التفرق والاختلاف بين المسلمين :
وهي كثيرة مشهورة ووجه الدلالة في تلك الآيات والأحاديث أن الله سبحانه وتعالى حرم على المسلمين التفرق والتنازع , وإذا كان للأمة إمامان فقد حصل التفرق المحرم ووجد التنازع
2-حديث أبي سعيد رضي الله عنه :
في صحيح مسلم 3/1480 : (عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) اه
قال الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين ص136 : ( وذهب الجمهور إلى أن إقامة إمامين في عصر واحد لا يجوز شرعا لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا بويع أميران فاقتلوا أحدهما } . ) اه
3-حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :(1/2236)
في صحيح مسلم 3/1472 : ( من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) اه
4-حديث عرفجة رضي الله عنه :
في صحيح مسلم 3/1480 : ( عن عرفجة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) اه
وفي لفظ عند مسلم 3/1479 : ( إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ) اه
5-حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
في صحيح البخاري 3/1273 ومسلم 2/1471 : ( عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) اه
في شرح النووي على مسلم 12/242 : ( وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... واتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين في عصر واحد سواء اتسعت دار الإسلام أم لا وقال إمام الحرمين في كتابه الإرشاد : قال أصحابنا : لا يجوز عقدها شخصين , قال : وعندي أنه لا يجوز عقدها لاثنين في صقع واحد وهذا مجمع عليه , قال : فإن بعد ما بين الإمامين وتخللت بينهما شسوع فللاحتمال فيه مجال , قال : وهو خارج من القواطع
وحكى المازري هذا القول عن بعض المتأخرين من أهل الأصول وأراد به إمام الحرمين وهو قول فاسد مخالف لما عليه السلف والخلف ولظواهر إطلاق الأحاديث والله أعلم ) اه
6-حديث علي رضي الله عنه :(1/2237)
في مسند أحمد 1/108 والحاكم 3/73 وقال صحيح الإسناد : ( عن على رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله من يؤمر بعدك قال : إن تؤمروا أبا بكر رضي الله عنه تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة , وان تؤمروا عمر رضي الله عنه تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومه لائم , وان تؤمروا عليا رضي الله عنه ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم ) اه
وللحديث شاهد عن حذيفة رواه الحاكم 3/74
قال الماوردي في أدب الدنيا والدين ص136 في وجه الدلالة من هذا الحديث: ( فبين بظاهر هذا الكلام أن إقامة جميعهم في عصر واحد لا يصح , ولو صح لأشار إليه , ولنبه عليه .) اه
7-قصة سقيفة بني ساعدة :
حيث قال الأنصار : منا أمير ومنكم أمير فرفض عمر ذلك وأقره الجميع ففي البحر الزخار 1/93 : ( لنا : إجماع الصحابة بعد قول الأنصار " منا أمير ومنكم أمير " .) اه
وفي البحر الزخار أيضا 6/384 : ( مسألة : ولا يصح إمامان للإجماع يوم السقيفة حين قال [ عمر ] " سيفان في غمد إذن لا يصلحان " ) اه
8-ما يترتب على ذلك من مفاسد على المسلمين من ضعف وتفرق وما شابه ذلك
ثانيا : أدلة المجيزين :
1- أن الإمام إنما ينصب للمصلحة والأصلح في تلك الحالة هو التعدد لأن كل واحد أقوم بما في يديه , وأضبط لما يليه
2-أنه جاز أن يبعث الله نبيين أو أكثر في وقت واحد ولم يؤد ذلك إلى إبطال النبوة فالإمامة من باب أولى
3-أن عليا ومعاوية كانا إمامين واجبي الطاعة كلاهما على من معه
قال الإمام الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين (ص136 وهو يذكر استلال من أجاز : ( ذهبت طائفة شاذة إلى جواز ذلك :
- لأن الإمام مندوب للمصالح وإذا كان اثنين في بلدين أو ناحيتين كان كل واحد منهما أقوم بما في يديه , وأضبط لما يليه .
- ولأنه لما جاز بعثة نبيين في عصر واحد ولم يؤد ذلك إلى إبطال النبوة , كانت الإمامة أولى ولا يؤدي ذلك إلى إبطال الإمامة .) اه(1/2238)
وقال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان 1/30 : قول الكرامية بجواز ذلك مطلقا محتجين :
- بأن عليا ومعاوية كانا إمامين واجبي الطاعة كلاهما على من معه
- وبأن ذلك يؤدي إلى كون كل واحد منهما أقوم بما لديه وأضبط لما يليه
- وبأنه لما جاز بعث نبيين في عصر واحد ولم يؤد ذلك إلى إبطال النبوة كانت الإمامة أولى ) اه
وأجيب عن ذلك بما قال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان 1/30 : ( وأبطلوا احتجاج الكرامية :
- بأن معاوية أيام نزاعه مع علي لم يدع الإمامة لنفسه وإنما ادعى ولاية الشام بتولية من قبله من الأئمة ويدل لذلك إجماع الأمة في عصرهما على أن الإمام أحدهما فقط لا كل منهما
- وأن الاستدلال بكون كل منهما أقوم بما لديه وأضبط لما يليه وبجواز بعث نبيين في وقت واحد يرده قوله صلى الله عليه وسلم : فاقتلوا الآخر منهما , ولأن نصب خليفتين يؤدي إلى الشقاق وحدوث الفتن ) اه
- ويجاب أيضا عن بعث نبيين في وقت واحد بأن تعدد الأنبياء كتعدد العلماء لا كتعدد الحكام , ثم لا بد من معرفة هل كان يحصل أن كل نبي يحكم ما تحت يده مستقلا عن الآخر , ثم لو فرض فإن شرعنا ناسخ لشرح من قبلنا قال الرملي في حاشيته على أسنى المطالب 4/111 : ( ( قوله : فإن عقدتا معا بطلتا ) ; لأن أصلها النبوة فكما لا يجوز التمسك بشريعتين لا يطاع إمامان ) اه
المبحث الثالث :
ما هو العمل إذا حصل التعدد كما هو الحال في عصرنا ؟
لأهل العلم في العمل عندئذ أقوال :
1- أن الإمام هو الأسبق والآخر باغي للأحاديث الواردة في ضرب عنق الآخر وهذا هو قول الجماهير من أهل العلم
2- الإمام من انعقدت له البيعة من أكثر المسلمين والآخر باغي
3- الإمام من كان في البلد التي كان فيها الخليفة ومن كان في بلد آخر فهو الباغي
4- يقرع بينهم فمن خرجت له القرعة فهو الإمام والآخر باغي
5- يدفعها كل منهما عن نفسه للآخر ثم يختار المسلمون من شاءوا(1/2239)
ففي الأحكام السلطانية ص9 : ( واختلف الفقهاء في الإمام منهما :
1- فقالت طائفة : هو الذي عقدت له الإمامة في البلد الذي مات فيه من تقدمه لأنهم بعقدها أخص وبالقيام بها أحق وعلى كافة الأمة في الأمصار كلها أن يفوضوا عقدها إليهم ويسلموها لمن بايعوه لئلا ينتشر الأمر باختلاف الآراء وتباين الأهواء .
2- وقال آخرون : بل على كل واحد منهما أن يدفع الإمامة عن نفسه ويسلمها إلى صاحبه طلبا للسلامة وحسما للفتنة ليختار أهل العقد أحدهما أو غيرهما
3- وقال آخرون : بل يقرع بينهما دفعا للتنازع وقطعا للتخاصم فأيهما قرع كان بالإمامة أحق .
4- والصحيح في ذلك وما عليه الفقهاء المحققون : أن الإمامة لأسبقهما بيعة وعقدا كالوليين في نكاح المرأة إذا زوجاها باثنين كان النكاح لأسبقهما عقدا . ) اه
وهذه أقوال أهل العلم في ذلك من المذاهب الأربعة :
من أقوال الحنفية :
ظاهر كلام بعض الحنفية أن الإمام من انعقدت له البيعة من أكثر المسلمين والآخر باغي ففي شرح الحموي علي الأشباه والنظائر المسمى بغمز عيون البصائر 4/ 111 : ( فإذا اجتمع عدد من الموصوفين فالإمام من انعقد له البيعة من أكثر الخلق , والمخالف لأكثر الخلق باغ يجب رده إلى انقياد المحق ) اه
لكن يمكن أن يقال إن كلام الحموي السابق إنما هو فيما إذا وجد الموصوفون بشروط الإمامة قبل أن تعقد البيعة لأحد منهم
من أقوال المالكية :
تقدم أن المالكية إنما يجيزون التعدد في حالة تباعد الأقطار وقال بعضهم بحيث لا تمكن النيابة , وعليه فهم كالجمهور فيما عدا ذلك فإذا تعدد الإمام فالعبرة بالأول وإمامة الثاني باطلة ويجب عزله قال القرطبي في تفسيره 1/272 : ( وإذا بويع لخليفتين فالخليفة الأول وقتل الآخر , وأختلف في قتله هل هو محسوس أو معنى فيكون عزله قتله وموته والأول أظهر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) رواه أبو سعيد الخدري أخرجه مسلم ) اه(1/2240)
من أقوال الشافعية :
العبرة عندهم بالسابق وإمامة الثاني باطلة ويجب عزل الآخر وتعزيره وقتله عندهم عدم اعتبار إمامته فإن اتحدا في الوقت لم تنعقد لأحد منهما ويختار المسلمون من يرونه وإن جهل الأسبق فكحم الجمعة ولهم في ذلك تفصيل سيأتي ذكره إن شاء الله
ففي غريب الحديث للخطابي 2/129 : ( فاقتلوه يريد والله أعلم اجعلوه كمن قتل أو مات بأن لا تقبلوا له قولا ولا تقيموا له دعوة وعلى مثل ذلك يتأول حديثه المرفوع أنه قال إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) اه
وفي الأحكام السلطانية أيضا ص10 :
- ( فإذا تعين السابق منهما استقرت له الإمامة وعلى المسبوق تسليم الأمر إليه والدخول في بيعته , وإن عقدت الإمامة لهما في حال واحد لم يسبق بها أحدهما فسد العقدان واستؤنف العقد لأحدهما أو لغيرهما
- وإن تقدمت بيعة أحدهما وأشكل المتقدم منهما وقف أمرهما على الكشف , فإن نازعاها وادعى كل واحد منهما أنه الأسبق لم تسمع دعواه ولم يحلف عليها , لأنه لا يختص بالحق فيها وإنما هو حق المسلمين جميعا فلا حكم ليمينه فيه ولا لنكوله عنه وهكذا لو قطع التنازع فيها وسلمها أحدهما إلى الآخر لم تستقر إمامته إلا ببينة تشهد بتقدمه , ولو أقر له بالتقدم خرج منها المقر ولم تستقر للآخر لأنه مقر في حق المسلمين , فإن شهد له المقر بتقدمه فيها مع شاهد آخر سمعت شهادته إن ذكر اشتباه الأمر عليه عند التنازع ولم يسمع منه إن لم يذكر الاشتباه لما في القولين من التكاذب .(1/2241)
- ( فصل ) وإذا دام الاشتباه بينهما بعد الكشف ولم تقم بينة لأحدهما بالتقدم لم يقرع بينهما لأمرين : أحدهما : أن الإمامة عقد والقرعة لا مدخل لها في العقود . والثاني : أن الإمامة لا يجوز الاشتراك فيها والقرعة لا مدخل لها فيما لا يصح الاشتراك فيه كالمناكح , وتدخل فيما يصح فيه الاشتراك كالأموال ويكون دوام هذا الاشتباه مبطلا لعقدي الإمامة فيهما ويستأنف أهل الاختيار عقدها لأحدهما , فلو أرادوا العدول بها عنهما إلى غيرهما , فقد قيل بجوازه لخروجهما عنها , وقيل لا يجوز لأن البيعة لهما قد صرفت الإمامة عمن عداهما ولأن الاشتباه لا يمنع ثبوتها في أحدهما .) اه
وفي شرح النووي على مسلم 12/242 : ( إذا بويع لخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها وبيعة الثاني باطلة يحرم الوفاء بها ويحرم عليه طلبها , وسواء عقدوا للثاني عالمين بعقد الأول جاهلين وسواء كانا في بلدين أو بلد أو أحدهما في بلد الإمام المنفصل والآخر في غيره
هذا هو الصواب الذي عليه أصحابنا وجماهير العلماء وقيل تكون لمن عقدت له في بلد الإمام وقيل يقرع بينهم وهذان فاسدان ) اه
وفي أسنى المطالب 4/ 111 : ( فإن عقدتا ) أي الإمامتان لاثنين ( معا بطلتا أو مرتبا انعقدت للسابق ) كما في النكاح على امرأة ( ويعزر الآخرون ) أي الثاني ومبايعوه ( إن علموا ) بيعة السابق لارتكابهم محرما . وأما خبر مسلم { إذا بويع للخليفتين فاقتلوا الآخر منهما } فمعناه لا تطيعوه فيكون كمن قتل , وقيل معناه أنه إن أصر فهو باغ يقاتل(1/2242)
( فإن جهل سبق أو ) علم لكن جهل ( سابق فكما ) مر ( في ) نظيره من ( الجمعة ) والنكاح فيبطل العقدان ( وإن علم السابق ثم نسي وقف ) الأمر رجاء الانكشاف ( فإن أضر الوقف ) بالمسلمين ( عقد لأحدهما لا غيرهما ) ; لأن عقدها لهما أوجب صرفها عن غيرهما , وإن بطل عقداهما بالإضرار وهذا ما صححه في الروضة , وقال البلقيني بل الأصح جواز عقدها لغيرهما إذ هو مقتضى بطلان عقدهما , وما قاله حسن
( والحق ) في الإمامة ( للمسلمين ) لا لهما ( فلا تسمع ) ( دعواهما ) أي دعوى أحدهما ( السبق , وإن أقر به ) أحدهما ( للآخر بطل حقه , ولا يثبت ) الحق ( للآخر إلا ببينة ) تشهد له بسبقه , وقول البلقيني إن الصواب ثبوته له بالإقرار لانحصار الحق فيه حينئذ مردود بأن الحق إنما هو للمسلمين لا لهما كما عرف
( وتقبل شهادة المقر ) بالسبق ( له ) أي للآخر ( مع آخر إن لم يسبق مناقض ) لها بأن كان يدعي اشتباه الأمر قبل إقراره فإن سبق مناقض بأن كان يدعي السبق لم تقبل شهادته .) اه
وفي حاشية الرملي عليه : ( ( قوله : فإن عقدتا معا بطلتا ) ; لأن أصلها النبوة فكما لا يجوز التمسك بشريعتين لا يطاع إمامان ولئلا تختلف الكلمة لاختلاف الرأيين ويخالف قاضيين في البلد على الشيوع فإنه يجوز في الأصح فإن الإمام وراءهما يفصل ما تنازعا فيه قوله : وهذا ما صححه في الروضة ) أشار إلى تصحيحه ) اه
وفي مغني المحتاج 5/425 : ( فإن عقدت لاثنين معا بطلتا أو مرتبا انعقدت للسابق كما في النكاح على امرأة , ويعزر الثاني ومبايعوه إن علموا ببيعة السابق لارتكابهم محرما .
فإن قيل ورد : في مسلم { إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما } فكيف يقال بالتعزير فقط ؟ . أجيب بأن معنى الحديث لا تطيعوه فيكون كمن قتل , وقيل : معناه أنه إن أصر فهو باغ يقاتل(1/2243)
فإن علم سبق وجهل بطل العقدان كما مر نظيره من الجمعة والنكاح , وإن علم السابق ثم نسي وقف الأمر رجاء الانكشاف , فإن أضر الوقف بالمسلمين عقد لأحدهما لا لغيرهما ; لأن عقدها لهما أوجب صرفها عن غيرهما وإن بطل عقداهما بالإضرار وخالف البلقيني الشيخين في ذلك وقال بجواز عقدها لغيرهما
والحق في الإمامة للمسلمين لا لهما , فلا تسمع دعوى أحدهما السبق وإن أقر به أحدهما للآخر بطل حقه ولا يثبت الحق للآخر إلا ببينة ) اه
من أقوال الحنابلة :
الإمام عندهم هو الأسبق فإن جهل فهناك رواية ببطلان العقدين ورواية أخرى بالقرعة
ففي قواعد ابن رجب 362 :( ومنها ) لو عقدت الإمامة لاثنين في عقدين مترتبين وجهل السابق منهما فقال القاضي : يخرج على روايتين . إحداهما بطلان العقد فيهما . والثانية : استعمال القرعة بناء على ما إذا زوج الوليان وجهل السابق منهما , فإنه على روايتين كذلك هنا انتهى . ولكن المشهور في حكاية الرواية الأولى في كتاب القاضي وأصحابه أنه يفسخ النكاحان وقياس هذا أنه يفسخ العقدان لأنهما يبطلان من غير فسخ .) اه
وفي دقائق أولى النهى 3/389 ومثله في مطالب أولي النهى 6/265: ( وإن تنازعها ) أي الإمامة ( متكافئان ) ابتدءوا ودواما ( أقرع ) بينهما فيبايع من خرجت له القرعة ( وإن بويعا ) واحدا بعد واحد ( فالإمام ) هو ( الأول ) منهما ( و ) إن بويعا ( معا أو جهل السابق ) منهما ( بطل العقد ) لامتناع تعدد الإمام وعدم المرجح لأحدهما ) اه
من أقوال الزيدية :
عندهم أن الإمام عندهم هو الأسبق فإن اتحدا بطلا ويختار المسلمون إماما وقيل بقدم الأفضل وقيل يقرع ففي التاج المذهب 4/411 : ( ولا يصح ) أن يقوم بها ( إمامان ) في وقت واحد وإن تباعدت الديار بل يجب على المتأخر التسليم للمتقدم وإن كان أفضل مهما كان الأول كامل الشروط .(1/2244)
فإن اتفقا في وقت واحد سلم المفضول للأفضل . والمراد بالأفضل هو المتوفرة فيه كمال الشروط لا الأكثر ثوابا فذلك لا يعلم , فإن استويا في ذلك فكما مر .) اه
وفي البحر الزخار 1/93 : ( مسألة ) :
- ( م ) وإذا عقد لاثنين في وقت واحد بطلا ويستأنف كنكاح وليين
- ( ع ) : يقرع بينهما : قلنا : القرعة غير مشروعة
- ( كم ) : فإن لم يعلم أحدهما بقيام الآخر نفذت أحكامه حتى يعلم فيتوقف حينئذ ) اه
وفي البحر الزخار أيضا 6/384 : ( فإن اتفقت دعوتان من صالحين :
- عمل بالأولى منهما , فإن اتفقا فالأفضل , فإن استويا سلم أحدهما للآخر
- ( الجبائي ش ) بل يقرع بينهما .
- قلنا : القرعة غير معتمدة في شيء من الشرع , فإن تنازعا بطلا جميعا وصار الحكم لغيرهما في الاختيار , والقاعد إمام علم , والقائم إمام سيف ) اه
من أقوال الظاهرية :
عندهم أن الإمام هو السابق والآخر باغي قال ابن حزم في المحلى 8/422 : ( مسألة : ولا يحل أن يكون في الدنيا إلا إمام واحد , والأمر للأول بيعة ) اه
تنبيه ومناشدة:
ما سبق ذكره هي حلول نظرية فقهية , وهي ما يجب على حكامنا ومحكومينا فعله , لكن الواقع بعيد عن ذلك , والسبب هو تمسك كل حاكم بملكه وسلطانه , فإذا لم تطب النفوس بالاتحاد فلا أقل من وجود التقارب والتعاون والتناصر بين الدول الإسلامية حكاما ومحكومين .
فالوحدة الإسلامية حلم كل مسلم ولا بد من تحقيقها عاجلا أم آجلا , ووحدة المسلمين مشروع جبار يحتاج إلى جهود عظيمة وأول ذلك عقد القمم والمؤتمرات لوضع الخطط لتحقيقه , ولكن العمود الفقري في تحقيقه هم حكام المسلمين بالدرجة الأولى ثم علماء الأمة ثم المفكرون والمثقفون من الأمة ثم عامة الأمة(1/2245)
وهذا المقال ليس موضوعا لهذا فالأمر عظيم والخطر جسيم , بل هو موضوع لبيان الحكم الفقهي فحسب ولكننا نستغل الفرصة فندعو ونناشد الحكام والعلماء والمفكرين والمثقفين وكل المسلمين إلى البدء في ذلك , فالمشاريع تبدأ بأفكار والألف ميل تبدأ بخطوة والأحلام تصير حقائق , وما ذلك على الله بعزيز , وليس ذلك ببعيد فهناك أمثله للوحدة من الواقع كألمانيا في الغرب واليمن في الشرق , وما الاتحاد الأوربي عنا ببعيد , فلا أقل من ذلك , فمتى يا ترى نرى الإتحاد الإسلامي ( قل عسى أن يكون قريبا ) ( أليس الصبح بقريب ) ؟!
نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين وأن يفرج عن المسلمين وأن يوحد صفوفهم وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يصلح أحوالهم وأن يجعلنا من أسباب ذلك , ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بنيهم )
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قُدَيش اليافعي
اليمن – صنعاء
منصرم محرم / 1428 هـ
تلفون سيار : 711456608/00967
بريد إلكتروني : afattah31@hotmail.com
منقول
---
الصبر الجميل
02-26-2007, 12:23 AM
تتمة مهمة لموضوع تعدد الحكام والدول
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
لا يعني الحكم على الحاكم المتأخر بالبغي عدم نفاذ أحكامه وعدم لزوم الطاعة له ممن تحت حكمه فقد نص الفقهاء وجوب طاعة من تغلب بالسيف وعلى نفاذ أحكام البغاة فيمن تحت حكمهم على تفاصيل لهم في ذلك ولنأخذ هاتين المسألة بشيء من التفصيل :
المسألة الأولى
لزوم طاعة من تغلب بالسيف
اتفقت المذاهب الأربعة على أن من تغلب بالسيف فإن طاعته واجبة ولو كان فاسقا وذلك من باب الضرورة خلافا للزيدية وهذه بعض أقوال أهل العلم في المسألة :
المذهب الحنفي
في شرح الحصكفي 1/549 : ( يكره تقليد الفاسق ويعزل به إلا لفتنة . ويجب أن يدعى له بالصلاح وتصح سلطنة متغلب للضرورة ) اه
المذهب المالكي :(1/2246)
في منح الجليل 9/195 : (تثبت الإمامة بأحد أمور ثلاثة إما ببيعة أهل الحل والعقد وإما بعهد الإمام الذي قبله له بها , وإما بتغلبه على الناس وحينئذ لا يشترط فيه شرط لأن من اشتدت وطأته وجبت طاعته ) اه
المذهب الشافعي :
في أسنى المطالب4/110 : (( الطريق الثالث أن يغلب عليها ذو شوكة , ولو ) كان ( غير أهل ) لها كأن كان فاسقا أو جاهلا ( فتنعقد للمصلحة ) , وإن كان عاصيا بفعله
( وكذا ) تنعقد ( لمن قهره ) عليها فينعزل هو بخلاف ما لو قهر عليها من انعقدت إمامته ببيعة أو عهد فلا تنعقد له , ولا ينعزل المقهور ( ولا يصير أحد إماما بمجرد ) حصول ( الأهلية ) أي أهليته للإمامة ( بل لا بد من إحدى الطرق ) السابقة . ) اه
المذهب الحنبلي :
في مطالب أولى النهى 6/263 : (( و ) يتجه ( أنه لو تغلب كل سلطان على ناحية ) من نواحي الأرض , واستولى عليها ( ك ) ما هو الواقع في ( زماننا فحكمه ) ; أي : المتغلب ( فيها ) ; أي : الناحية التي استولى عليها ( ك ) حكم ( الإمام ) من وجوب طاعته في غير المعصية والصلاة خلفه وتولية القضاة والأمراء ونفوذ أحكامهم وعدم الخروج عليه بعد استقرار حاله ; لما في ذلك من شق العصا وهو متجه . )اه
وفي منار السبيل 2/252 : ( قال أحمد في رواية العطار : ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله أن يبيت ولا يراه إماما برا كان أو فاجرا
وقال في الغاية : ويتجه لا يجوز تعدد الإمام وأنه لو تغلب كل سلطان على ناحية كزماننا فحكمة كالإمام !!! ) اه
وفي الإنصاف للمرداوي 10/310 : ( كذا لو قهر الناس بسيفه . حتى أذعنوا له ودعوه إماما . قاله في الكافي وغيره . وذكره في الرعاية رواية , وقدم أنه لا يكون إماما بذلك . وقدم روايتين في الأحكام السلطانية .) اه
المذهب الزيدي(1/2247)
يرى الزيدية أن من تغلب بالسيف فإن الإمامة لا تنعقد له ففي البحر الزخار 1/92 : (( مسألة ) الأكثر : ولا تنعقد بالغلبة خلاف الحشوية "!!! قلت : " وبعض الفقهاء .
لنا : إجماع الصحابة على تحري الأفضل لقول عمر لأبي بكر . أتقول هذا وأنت حاضر ؟ الخبر , وجعلها شورى بين ستة اعتقد أنهم أفضل ) ا ه
الصنعاني والشوكاني :
يرى الصنعاني والشوكاني ما يرى الجمهور من أن من تغلب على بلد بالسيف فإن الطاعة واجبة لهف ففي سبل السلام 1/182 في شرح حديث " مَنْ خَرَجَ عَنِ الطّاعَةِ وفارَقَ الْجَمَاعَةَ ومَاتَ فَمِيْتَتُهُ مِيتَةٌ ) قال الصنعاني : ( قوله عن الطاعة : أي طاعة الخليفة الذي وقع الاجتماع عليه , وكأن المراد خليفة أيَّ قطر من الأقطار إذ لم يجمع الناس على خليفة في جميع البلاد الإسلامية من أثناء الدولة العباسية بل استقل أهل كل إقليم بقائم بأمورهم إذ لو حمل الحديث على خليفة اجتمع عليه أهل الإسلام لقلت فائدته
وقوله : " وفارق الجماعة " أي خرج عن الجماعة الذين اتفقوا على طاعة إمام انتظم به شملهم واجتمعت به كلمتهم وحاطهم عن عدوّه ) اه
وقال الشوكاني في السيل الجرار 4/512 : ( أقول إذا كانت الإمامة الإسلامية مختصة بواحد والأمور راجعة إليه مربوطة به كما كان في أيام الصحابة والتابعين وتابعيهم فحكم الشرع في الثاني الذي جاء بعد ثبوت ولاية الأول أن يقتل إذا لم يتب عن المنازعة ...
وأما بعد انتشار الإسلام واتساع رقعته وتباعد أطرافه فمعلوم أنه قد صار في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان وفي القطر الآخر أو الأقطار كذلك ولا ينفذ لبعضهم أمر ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ونواهيه وكذلك صاحب القطر الآخر ...(1/2248)
فاعرف هذا فإنه المناسب للقواعد الشرعية والمطابق لما تدل عليه الأدلة ودع عنك ما يقال في مخالفته فإن الفرق بين ما كانت عليه الولاية الإسلامية في أول الإسلام وما هي عليه الآن أوضح من شمس النهار ومن أنكر هذا فهو مباهت لا يستحق أن يخاطب بالحجة لأنه لا يعقله ) اه
المسألة الثانية
نفاذ أحكام أهل البغي فيما تحت أيديهم
اتفقت المذاهب الأربعة على نفاذ أحكام أهل البغي فيما تحت أيديهم فيما تنفذ فيه أحكام أهل العدل وذلك للضرورة على تفاصيل لهم في ذلك خلافا لابن حزم وهذه بعض أقوال أهل العلم في ذلك :
المذهب الحنفي
في الفتاوى الهندية 3/307 : ( ويجوز تقلد القضاء من أهل البغي فإنه ذكر في باب الخوارج من سير الأصل : إذا غلب أهل البغي على مدينة واستعملوا عليها قاضيا فقضى بأشياء , ثم ظهر أهل العدل على تلك المدينة فرفعت قضاياه إلى قاضي أهل العدل فإنه ينفذ منها ما كان عدلا وكذلك لو قضى بشيء مما رآه الفقهاء يمضيه إذا كان مختلفا فيه كما في سائر القضاة . ) اه
وقال السرخسي في المبسوط 10/135 : ( وإذا غلب أهل البغي على مدينة فاستعملوا عليها قاضيا فقضى بأشياء , ثم ظهر أهل العدل على تلك المدينة فرفعت قضاياه إلى قاضي أهل العدل , فإنه ينفذ منها ما كان عدلا ; لأنه لو نقضها احتاج إلى إعادة مثلها , والقاضي لا يشتغل بما لا يفيد , ولا ينقض شيئا ليعيده , وكذلك إن قضى بما رآه بعض الفقهاء ; لأن قضاء القاضي في المجتهدات نافذ فلا ينقض ذلك قاضي أهل العدل من قضايا من تقلد من أهل البغي , وإن كان مخالفا لرأيه . ) اه
وفي شرح الحصكفي 4/268 : ( وفي الفتح : ينفذ حكم قاضيهم لو عادلا وإلا لا , ولو كتب قاضيهم إلى قاضينا كتابا , فإن علم أنه قضى بشهادة عدلين نفذه وإلا لا .) اه
وفي حاشية ابن عابدين عليه 4/268 : ( قوله : ينفذ ) بالتشديد مبنيا للمجهول ( قوله : لو عادلا ) أي لو كان حكم قاضيهم عادلا : أي على مذهب أهل العدل . ) اه(1/2249)
وما ذكره الحصكفي عن ابن الهمام هو في الفتح 6/109 ونصه : ( وإذا ولى البغاة قاضيا في مكان غلبوا عليه فقضى ما شاء ثم ظهر أهل العدل فرفعت أقضيته إلى قاضي أهل العدل نفذ منها ما هو عدل , وكذا ما قضاه برأي بعض المجتهدين ; لأن قضاء القاضي في المجتهدات نافذ وإن كان مخالفا لرأي قاضي العدل .) اه
وظاهر ذلك أن أحكامهم تنفذ ولو كان القاضي منهم لكنه قد قيد ذلك في الفتح بكون القاضي ليس منهم حيث قال قبل ذلك 6/108 : ( ولو ظهر أهل البغي على بلد فولوا فيه قاضيا من أهله ليس من أهل البغي صح , وعليه أن يقيم الحدود والحكم بين الناس بالعدل , ) اه
ومثل ذلك ما قاله الكاساني في بدائع الصنائع 7/142 حيث قال عن حكم البغاة : ( لا يخلو من أحد وجهين : إما أن يولوا رجلا من أهل البغي , وإما أن يولوا رجلا من أهل العدل
فإن ولوا رجلا من أهل البغي فقضى بقضايا ثم رفعت قضاياه إلى قاضي أهل العدل لا ينفذها ; لأنه لا يعلم كونها حقا ; لأنهم يستحلون دماءنا وأموالنا , فاحتمل أنه قضى بما هو باطل على رأي الجماعة , فلا يجوز له تنفيذه مع الاحتمال ) اه
المذهب المالكي :
في التمهيد لابن عبد البر 1/222 : ( ولو تغلبوا على بلد فأخذوا الصدقات وأقاموا الحدود وحكموا فيهم بالأحكام لم تنقض عليهم الصدقات ولا الحدود ولا ينقض من أحكامهم إلا ما كان خلافا لكتاب أو السنة أو الإجماع كما ينقض من أحكام أهل العدل والسنة ) اه
وفي شرح الخرشي على خليل 8/61 : ( ص ) ومضى حكم قاضيه , وحد أقامه ورد ذمي معه لذمته , وضمن المعاند النفس والمال , والذمي معه ناقض(1/2250)
( ش ) الضمير في قاضيه يرجع للباغي المتأول , والمعنى أن الباغي المتأول إذا أقام قاضيا فحكم بشيء فإنه ينفذ , ولا فرق في ذلك بين الحكم التام وبين ما يحتاج إلى التمام , ويكمله من ولي بعده من غير قضاة البغي وكذلك إذا أقام قاضيه حدا من الحدود , فإنه يمضي للضرورة ولشبهة التأويل ولئلا يزهد الناس في الولايات , فتضيع الحقوق , ولا مفهوم لحكم , بل الثبوت ونحوه كالحكم , وهذا إذا كان صوابا , وإلا فلا يمضي , لأنه ليس بحكم ) اه
المذهب الشافعي
في الوسيط للغزلي 7/291 : ( والوجه القطع بتنفيذ قضاء من ولاه السلطان ذو الشوكة كيلا تتعطل مصالح الخلق فإنا ننفذ قضاء أهل البغي للحاجة فكيف يجوز تعطيل القضاء الآن نعم يعصي السلطان بتفويضه إلى الفاسق والجاهل ولكن بعد أن ولاه فلا بد من تنفيذ أحكامه للضرورة ) اه
-وفي شرح الأنصاري على المنهج 4/201 : ( و ) يقبل ( قضاؤهم فيما يقبل ) فيه ( قضاؤنا ) لذلك ( إن علمنا أنهم لا يستحلون دماءنا وأموالنا ) وإلا فلا تقبل شهادتهم ولا قضاؤهم لانتفاء العدالة المشترطة في الشاهد والقاضي ) اه
وفي نهاية المحتاج 7/404 : ( ( و ) يقبل أيضا ( قضاء قاضيهم ) لذلك لكن ( فيما يقبل فيه قضاء قاضينا ) لا في غيره كمخالف النص أو الإجماع أو القياس الجلي , والمتجه وجوب قبول ذلك كما هو ظاهر كلامهم , ولا ينافيه ما يأتي في التنفيذ لشدة الضرر بترك عدم قبول الحكم بخلاف التنفيذ ( إلا ) راجع للأمرين قبله ( أن يستحل دماءنا ) وأموالنا واحتمل ذلك فلا يقبل لانتفاء العدالة , ومحل ذلك إذا استحلوه بالباطل عدوانا ليتوصلوا به إلى إراقة دمائنا وإتلاف أموالنا ويؤخذ من العلة أن المراد الاستحلال خارج الحرب وإلا فكل البغاة يستحلونها حالة الحرب ) اه
المذهب الحنبلي :(1/2251)
في المغني لابن قدامة 9/13: ( إذا نصب أهل البغي قاضيا يصلح للقضاء فحكمه حكم أهل العدل ينفذ من أحكامه ما ينفذ من أحكام أهل العدل ويرد منه ما يرد فإن كان ممن يستحل دماء أهل العدل وأموالهم لم يجز قضاؤه لأنه ليس بعدل وهذا قول الشافعي
وقال أبو حنيفة : لا يجوز قضاؤه بحال لأن أهل البغي يفسقون ببغيهم والفسق ينافي القضاء ) اه
وما حكاه ابن قدامة عن أبي حنيفة ليس على إطلاقه تعرف ذلك مما تقدم نقله عن الحنفية
وفي الإنصاف للمرداوي 10/319 في أهل البغي : (قوله ( وتجوز شهادتهم , ولا ينقض من حكم حاكمهم إلا ما ينقض من حكم غيره ) . هذا المذهب فيهما . وعليه جماهير الأصحاب ) اه
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية 34/175 : ( ولهذا قال العلماء : إن أهل البغي ينفذ من أحكامهم ما ينفذ من أحكام أهل العدل وكذلك لو شاركوا الإمارة وصاروا أحزابا لوجب على كل حزب فعل ذلك في أهل طاعتهم فهذا عند تفرق الأمراء وتعددهم ) اه
المذهب الظاهري
يرى ابن حزم أن أحكام أهل البغي لا تنفذ ففي المحلى 11/353 : ( مسألة : أحكام أهل البغي ؟
اختلف الناس في أحكام أهل البغي :
فقال أبو حنيفة , وأصحابه - حاشا الطحاوي - أنه ما حكم به قاضي أهل البغي فلا يجوز لقاضي أهل العدل أن يجيز ذلك , ولا أن يقبل كتابه ...
وقال الشافعي : ينفذ كل قضية قضوها إذا وافقت الحق , ويجزي ما أخذوه من الزكاة , وما أقاموا من الحدود - وهو قول مالك ...
قال أبو محمد رحمه الله : ... فصح أن أهل البغي عصاة في منازعتهم الإمام الواجب الطاعة , وإذ هم فيه عصاة , فكل حكم حكموه - مما هو إلى إمام , وكل زكاة قبضوها مما قبضها إلى الإمام , وكل حد أقاموه مما إقامته إلى الإمام - فكل ذلك منهم ظلم وعدوان .
ومن الباطل أن تنوب معصية الله تعالى عن طاعته , وأن يجزي الظلم عن العدل , وأن يقوم الباطل مقام الحق , وأن يغني العدوان عن الإنصاف . فصح ما قلنا نصا ووجب رد كل ما عملوا من ذلك ... ) اه(1/2252)
وفي نسبة أبي محمد لأبي حنيفة القول ببطلان أحكامهم لا يصح على إطلاقه ولعل ابن قدامة قد أخذ ذلك عن أبي محمد
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
---
(1/2253)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كذب عبد الله بن عمرو بن العاص
---
هل كذب عبد الله بن عمرو بن العاص
---
ابو يزيد
10-05-2006, 07:47 AM
الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل التفسير ، أعلم يقينا أنني تجاوزت تعليمات الملتقى بطرح سؤالي هذا هنا والصواب طرحه في ملتقى أهل الحديث ولكن لثقتي ومعرفتي بالقائمين على هذا الموقع وسعة اطلاعهم وعلمهم رأيت طرح سؤالي هنا للفائدة ولأهمية ذلك بالنسبة لي ولكثير من طلبة العلم الذين تناقشت معهم في هذه المسألة وسؤالي هو:(1/2254)
هل استعمل عبد الله بن عمرو بن العاص الكذب مع الرجل الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة والذي رواه أنس بن مالك قال كنا يوما جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة قال فاطلع رجل من أهل الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت ابي فأقسمت ألا ادخل عليه ثلاثا فإن رأيت ان تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت قال نعم قال أنس كان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار انقلب على فراشه و ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي هجرة ولا غضب ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات يطلع الآن علكيم رجل من أهل الجنة فاطلعت ثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هو إلا ما رأيت قال فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق )
آمل ممن لديه اطلاع واسع إفادتي عاجلا حيث إن اطلعت على العديد من البحوث في الحديث المذكور وأرغب المزيد
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضى
---
منصور مهران
10-05-2006, 02:48 PM(1/2255)
في البدء نعرف من دلالات اللغة أن ( الملاحاة ) تدور مع المنازعة أو الملاومة أو المباغضة أو الممانعة أو المدافعة وأشباه ذلك : وكل ذلك صحيح ثم يتحدد المعنى الدقيق بحسب حالة المخاصمة .
والثابت في التاريخ أن عبد الله بن عمرو أسلم قبل أبيه ، وحسبك بها من خصومة ، فحين يقول عبد الله بن عمرو : ( إني لاحيت أبي ) فقد صدق إذ إنه لاحاه حقا بإسلامه وأبوه باق على الكفر - كان ذلك في زمن مضى فعرض به عبد الله ليستغني عن الكذب - .
وأما عن قسم عبد الله أن لا يدخل على أبيه ثلاثا ، فقد يكون عنى بها الأيام التي عزم على ملازمة هذا الرجل في بيته خلالها وعقد على ذلك نيته ، والقسم على عدم الدخول على أبيه لا يمنع أن يلقى أباه في الطريق أو في المسجد ؛ لأن الدخول في العرف يختص بدخول بيت الرجل أو مجلسه الذي يجلس فيه عادة ، فكل كلام عبد الله جاء من باب المعاريض ، والله أعلم .
والحديث جاء أيضا في مسند أحمد ج 20 ص 124 - 125 ، وقال محققه : إسناده صحيح على شرط الشيخين .
---
أبو صفوت
10-05-2006, 06:26 PM
الحديث من رواية الزهري عن أنس
قال المزي في تحفة الأشراف بعد إيراده طرف الحديث " قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ : لم يسمعه الزهري من أنس ، رواه عن رجل عن أنس ، كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهري وهو الصواب " تحفة الأشراف 1/395
وقال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف " قلت : وذكره البيهقي في الشعب : أن شعيبا رواه عن الزهري : حدثني من لا أتهم عن أنس . ورواه معمر عن الزهري أخبرني أنس ، كذلك أخرجه أحمد في المسند عنه ، ورويناه في مكارم الأخلاق ، وفي عدة أمكنة عن عبد الرزاق ، وقد ظهر أنه معلول النكت الظراف بحاشية التحفة 1/395 .
---
عمر المقبل
10-10-2006, 12:58 AM(1/2256)
وقد سبق ابنَ حجر الإمامُ الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في العلل ،فأعله بهذه العلة التي تفضل بذكرها أخونا أبو صفوت ـ جزاه الله خيراً ـ وأنا أكتب من الذاكرة ،فلا أذكر رقم الجزء والصفحة.
---
المسيطير
10-10-2006, 11:06 PM
رابط قد يفيد :
هل كذب عبد الله بن عمرو!! وإلا ما حكم هذا الحديث (افتوني)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74&highlight=20559
---
ابو يزيد
10-15-2006, 07:39 AM
شكر الله لكم جميعا إفادتكم . وبارك الله في علمكم . وكلمة أقولها : ليس هناك شيء أحلى من الجلوس مع كتاب الله تعالى ثم الجلوس مع أهل العلم أمثالكم
---
أبو حذيفة
10-17-2006, 11:41 PM
للصحابة رضوان الله محبة ومهابة في النفوس ، فحبذا لو غير العنوان الذي جعل للموضوع بعبارة ألطف مما ذكر وفق الله الجميع لكل خير .
---
ابواحمد
10-18-2006, 06:39 AM
وهناك أمر آخر وهو قوله (هذه التي لا نطيق ) بعد قول الرجل (غير اني لا ابيت ليلة وفي قلبي حقد او غش على احد من المسلمين )....
فهل يعني هذا انهم يبيتون و قلوبهم قد اصابها الغش والحقد على المسلمين ؟؟؟ معاذ الله
وهناك ايضا اشكال آخر وهو ان في بعض الطرق جاء قوله (دخل علينا رجل من الانصار) وفي الطريق الاخر من روايات الحديث (دخل علينا سعد بن ابي وقاص )ومعلوم ان سعدا من المهاجرين وليس من الانصار بل هو اخر المهاجرين موتا
والاشكال الاهم عندي هو : لماذا عبد الله بن عمرو لم يبشر الرجل بأنه من أهل الجنة بدل ان يجلس وياكل ويبيت عند الرجل ثلاثة ايام بلياليها ليعرف عمله بينما كان بالامكان ان يسأله دون ان يشق عليه فهذا خبر وبشرى عظيمة فالرسول عليه الصلاة والسلام جاء الى بلال رضي الله عنه وسأله أخبرني عن ارجى عمل عملته فقد سمعت خشخشة نعليك في الجنة ؟؟..... الحديث
---
عماد الدين
10-23-2006, 01:06 PM(1/2257)
العتب على من يذكر هذه الحادثة من الدعاة والخطباء ... بدون توضيح المقصود من الصحابي الجليل
من يسمع هذه الواقعة .. يظن أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ... يقعون في الكذب عن قصد !!!
---
(1/2258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > معرفة الاختلاف ودخوله في علم العلل وهو رأس صناعة الحديث
---
معرفة الاختلاف ودخوله في علم العلل وهو رأس صناعة الحديث
---
ماهر الفحل
12-18-2006, 08:01 PM
علم العلل : هُوَ العلم الَّذِيْ ينقد أحاديث الثقات ، وَهُوَ علم برأسه غَيْر الصَّحِيْح والضعيف (1) ، لذا لَمْ يتكلم فِيْهِ إلا جهابذة العلماء وفحولتهم ، وفي مَعْرِفَة هَذَا العلم أهمية كبيرة ولما كَانَ كُلّ علم يشرف بمدى نفعه ، فإن علم علل الْحَدِيْث من أجلِّ أنواع علم الْحَدِيْث وفن من أهم فنونه ، وَقَدْ أجاد الإمام النووي (2) وأحسن إِذْ قَالَ : (( ومن أهم أنواع العلوم تحقيق الأحاديث النبويات ، أعني : مَعْرِفَة متونها صحيحها وحسنها وضعيفها، متصلها ومرسلها ومنقطعها ومعضلها ومقلوبها ومشهورها وغريبها وعزيزها ومتواترها وآحادها وأفرادها ، معروفها وشاذها ومنكرها ومعللها وموضوعها ومدرجها وناسخها ومنسوخها )) (3) .
واهتمام الْمُحَدِّثِيْنَ بمعرفة علم علل الْحَدِيْث من اهتمامهم بالحديث النبوي الشريف ؛ لأنَّهُ المصدر التشريعي الثاني بَعْدَ القرآن الكريم . ومبالغة الْمُحَدِّثِيْنَ بالاهتمام ببيان علل الأحاديث النبوية إنما ذَلِكَ ؛ لأن بمعرفة العلل يعرف كلام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من غيره ، وصحيح الْحَدِيْث من ضعيفه وصوابه من خطئه . وعلم العلل ممتد من مرحلة النقد الحديثي الَّذِيْ ابتدأت بواكيره عَلَى أيادي كبار الصَّحَابَة – رضوان الله عليهم أجمعين – إِذْ كانوا يحتاطون في قبول الأخبار (4) ، ومنهم من كَانَ يستحلف الرَّاوِي (5) وذلك من أجل تمييز الخطأ والوهم في الْحَدِيْث النبوي ، ثُمَّ اهتم العلماء بِهِ من بَعْدُ لئلا ينسب خطأ أو وهم أَوْ اختلاف إلى السنة المطهرة .(1/2259)
ولعلم العلل مزية خاصة فهو كالميزان لبيان الخطأ والصواب وَالصَّحِيْح من المعوجِّ. وَقَد اعتنى بِهِ العلماء وطلبة العلم قديماً وحديثاً . ولأهمية هَذَا العلم نجد بعض جهابذة العلماء يصرِّحُ بأنّ مَعْرِفَة العلل عنده مقدَّمٌ عَلَى مجرد الرِّوَايَة ، قَالَ الإمام الجهبذ عَبْد الرحمان بن مهدي: (( لأنْ أعرف علة حَدِيْث واحد أحَبُّ إليَّ من أن أستفيد عشرة أحاديث )) (6).
ومما يدلنا عَلَى أهمية هَذَا العلم وصعوبته أنه من أشد العلوم غموضاً ، فلا يدركه إلا من رزق سعة الرِّوَايَة،وَكَانَ مع ذَلِكَ حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر واسع المران.
ومعرفة علل الْحَدِيْث من الأمور الَّتِيْ لا تُنَالُ إلا بِممارسةٍ كبيرةٍ في الإعْلالِ والتضعيف ومعرفة السند الصَّحِيْح من الضعيف والمتصل من المنقطع، فمن أكثر الاشتغال بعلم الْحَدِيْث وحفظ جملة مستكثرة من المتون حَتَّى اختلطت بلحمه ودمه وعرف خفايا المتون والأسانيد ومشكلاتها ؛ استطاع أن يميّز الْحَدِيْث الصَّحِيْح من الْحَدِيْث المعل . وطريقة الباحث في نقده وحكمه عَلَى الأحاديث أن يجمع طرق الْحَدِيْث ويستقصيها من الجوامع والمسانيد والأجزاء ، ويَسْبُرَ (7) أحوال الرُّوَاة فينظر في اختلافها وفي مقدار حفظهم ومكانتهم من الضبط والإتقان ، وعند ذَلِكَ وبعد النظر في القرائن يقع في نفس الباحث الناقد البصير أنّ الْحَدِيْث معل بإرسال في الموصول أو وصل في المرسل أَوْ المنقطع، أو سقوط رجل بسبب التدليس أو وقف في المرفوع ، أو معارضة بما هُوَ أقوى لا تحتمل التوفيق ، أو دخول حَدِيْث في حَدِيْث أو وهم أو ما أشبه ذَلِكَ من العلل القادحة ، ثُمَّ يغلب عَلَى ظنه ذَلِكَ فيحكم بعدم صحة الْحَدِيْث أَوْ يتردد فِيْهِ فيتوقف عَنْ الحكم .(1/2260)
من هَذَا العرض يتبين لنا أن رأس علم العلل هُوَ الاختلافات الواقعة في الأسانيد والمتون الَّتِيْ تحيل الْحَدِيْث من حيز الصحة والقبول إلى دائرة الضعف والترك . ودراسة الاختلافات الحديثية داخلة في دراسة علم علل الْحَدِيْث الَّذِيْ هُوَ علم برأسه .
............................................
(1) انظر : مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 112 .
(2) هُوَ الحافظ شيخ الإِسْلاَم يحيى بن شرف بن مري أبو زكريا النواوي ثُمَّ الدمشقي، ولد سنة (631ه)، من مصنفاته: "الإرشاد" و"التقريب" و"شرح صَحِيْح مُسْلِم" وغيرها ، وتوفي سنة (676 ه).
تاريخ الإِسْلاَم وفيات (676 ه) : 246 ، وتذكرة الحفاظ 4/1470 ، والعبر 5/312 .
(3) مقدمة شرح صَحِيْح مُسْلِم 1/2 .
(4) انظر : السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي : 75 .
(5) مسند الإمام أحمد 1/2 ( 2 ) .
(6) نقله عَنْهُ ابن أبي حاتم في علله 1/9 ، والحاكم في مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 112 ، وابن رجب في شرح علل الترمذي 1/470 .
(7) السبر : بفتح فسكون ، امتحان غور الجرح ، يقال: سبر الجرح يسبِرُهُ ، ويَسبُرُهُ سَبْراً أي : نظر مقداره وقاسه ليعرف غوره ، وَهُوَ الحزر والتجربة والاختبار ، واستخراج كنه الأمر . يقال : سبر فلاناً أي : خبره ليعرف ما عنده .تاج العروس 11/487،ومعجم متن اللغة 3/93 ،والمعجم الوسيط : 413 (سبر).
---
(1/2261)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استخلاص الأحكام للقانع برواية قالون من الدرر للشيخ أحمد بن عثمان الشنقيطي
---
استخلاص الأحكام للقانع برواية قالون من الدرر للشيخ أحمد بن عثمان الشنقيطي
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-19-2006, 01:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
استخلاص الأحكام للقانع برواية قالون من الدرر للشيخ أحمد بن عثمان الشنقيطي
أقول بعد الحمد للرحمن *** منزلِ القرآن للتبيان
مع صلاته على الأمين ****من كان للقرآن ذا تبيين
وآله وصحبه الأبرار*** وكل تال بعدهم وقار
وبعد ذا فهاك لابن مينا *** قالون ما أرجوه أن يعينا
من وقتُه لمَّا يكنْ بواسع تحصيل ما في الدرر اللوامع
لكنه عند زوال الضرر لا بد من تجمل بالدرر
إذ قل من يكون ذا إحكام لما روى ورش من الأحكام
وربما مِلْتُ إلى ابن بري مكتفيا بنظمه في النزر
ولم أبيِّنْ آمن التباس لأنه مشتهر في الناس
وقد أزيد قاصد الإفادهْ في موضع يحتاج للزيادهْ
باب البسملة
عيسى بلا خلْف مع استثناء براءة بسمَل في الأثناء
واتفقت في الابتدا بالبسملهْ لغير توبة وجوه النقلهْ
باب ميم الجمع
وهو الذي من بعد همز القطع لم يك واصلا لميم الجمع
باب قصر هاء الضمير
وقَصَرَ الهاء لرعْي أصلهِ من نؤته، نولِّه ونُصله
يؤده وأرجه، يتقه ويأته بالخلف مع فألقه
باب المد
واقْصرْ له منفصلا بخلْف كقوله سبحانه ما أخفي
ولم يوسط غيرَ نحوِ سوفا ورَيْبَ وقفا معَ خلف يُلفى
باب الهمزتين من كلمة أو كلمتين وألف الإدخال عنه أخذا
في نحو ءاانتم ونحو أايذا
ونحو أالقي ولن يؤمه لدى ثلاثة وفي أئمه
وما إلى المفتوحتين قد أوى له "سنعْقِرُ شِمِلَّةً" حوى
وفي ها أنتم قد أتى بالمد وهمزه مسهل من بعد
وهاؤه من همز الاستفهام مبدلة على المقال السامي
وأسْقَط الأول من همزين منفتحين بين كِلمتين
وسهَّل الأولى من اثنتين بكسرتين أو بضمتين(1/2262)
كجاء أمرنا وهؤلاء إن وأولياء مع أولئك قُرِنْ
وأدْغَمَ النبي بالاحزاب وفي بالسوء إلا خلفهم بيوسف
باب تخفيف الهمز المبدل لورش
وخفف الفاء الذي قد أبدلا ورش كفأت وكذا مؤجلا
ونحو يوفون ويوقنونا موصدة بالهمز لن يكونا
وعين بئر بيس والذيب وما يبدلها إلا لدى بيس ما
وفي النسيء جا بأصل اللام وريًّا أبدل مع الإدغام
وهو في التخفيف لأهبا والئ أيضا ولئلا ذهبا
وأريت عنه ذو تسهيل مكان ما كان من التبديل
وما كإيت حال الابتداء يبدله كسائر القراء
لأنهم قد يبدلون الفاء إن سكنت من بعد همز جاء
باب النقل
ونقله لساكن لن يردا إلا بآلان معا أو في ردا
وهَمَزَ الواو بعادا الأولى من بعد ما نقله والأوْلى
لديه إن يبدأه بالأصل أي ترك نقله الذي في الوصل
والاسم لم يهمز له وأهمله لأن همز الوصل ليس في الصله
واحذر إذا ما جمعت حكمين كلمة جمع روايتين
كتوثرون وكما في الأعلى وما في الآخرة أيضا يتلى
باب الإظهار والإدغام
قد تتجلى للضاد أو للظاء والتاء للأخير ذو انجلاء
ونون ياسين ونون نونا مظهرتان للفتى قالونا
وبا يعذب دون خلف أَدْغَمَا واركب ويلهث في الذي قد اعتمى
باب الإمالة
أما الإمالة فقد يراها في جرف هار وذي كبراها
وقد حكى قوم من الرواة تقليل ها يا عنه والتوراة
باب الراء
والراءَ فخم فتحه وضمه وغير هذين فسو حكمه
والوقف بالترقيق فيه يجري من بعد ياء وممال كسر
وذو انكسار منه باتفاق في الوصل معدود من الرفاق
باب اللام
ورقق اللام سوى اللهمه واللهِ بعد فتحه أوضمه
باب ياء الإضافة
ياء الإضافة له مسكنه في تسعة وهاكها مبينه
وليؤمنوا بي، تؤمنوا لي، إخوتي ولي فيها من معي في الظلة
محياي، أوزعني معا وفي إلى ربي بفصلت خلاف فصلا
والأخذ بالفتح وبالإسكان قد أخذوا محياي عن عثمان
باب زوائد الياءات
والمحتوى الجامع للزوائد مفصل فلا تكن بحائد
فذا لقالون وذا مشترك وذا لورش وهنا قد يترك
وقف بحذفها سوى آتاني فعنده فيها روايتان
باب الفرش(1/2263)
وهْو وهْي مسكنين قد روى لعاطف واللام نحو لهوا
وقرية سكن راءه وفي باء البيوت الكسر عنه قد يفي
ثم لِيقطع ولِيقضوا سكَّنا ولْيتمتعوا وأوْ آباؤنا
والاختلاس وهو أن لا تُشبَعَا حركة الحرف لدى من قد وعى
في أربع وهي نعما وتعد وا ويهدي ويخصمون قد
وهاهنا وفيت بالمرام بحمد ذي الجلال والإكرام
عونا على تحصيل ذي الروايه مسهل الأخذ لذي البدايه
وأرتجي النفع به لناظر بعيني الرضا سليم الخاطر
إذا استفاد كان ذا دعاء وهو عن العيوب ذو إغضاء
وأن يكون خالصا لوجه من كان علي ذا تفضل ومن
صلى إلهنا على من تمما مكارم الأخلاق ثم سلما
وآله وصحبه ذو النهى ما أكمل العبد امتثال وانتها
تم بحمد الله
---
الجكني
06-19-2006, 05:26 PM
جزاك الله خيراً أخي أبو عبد الله ، وإن كان لي طلب فهو تعريف موجز بالمؤلف ، حيث لي اهتمام ببحث أسميه (بحث العمر )أحاول فيه بيان (تراث الشناقطة ) في علوم (القراءات )
والله من وراء القصد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-19-2006, 06:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إليك هذا الرابط http://www.chadarat.com/OlomQoran.htm
ففيه الكتاب المذكور وغيره من تراث الشناقطة لأنه موقع مختص بهم إسمه ( شذرا ت شنقيطية )
ورابطه : http://www.chadarat.com/ وفيه مجموعة أيضاً من أنواع العلوم كل فن منه تحت عنوان وتحته مجموعة عناوين من نفس الفن جزاهم الله خيراً على تلك الفهرسة الممتازة .
---
(1/2264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هذا ما كتبه فأرونا رأيكم..
---
هذا ما كتبه فأرونا رأيكم..
---
اسم المستخدم
07-17-2006, 12:35 AM
السلام عليكم ..
بعد إذن مشرفنا الغالي/
في أحد المنتديات الأخرى قام أحد الإخوة بطرح بموضوع عنوانه:
ومضات تربوية في آيات قرآنية
وأحببت أن أنقله هنا، لكي تعم الفائدة.. وحتى ننقل آراءكم لتصويب ما كتب إن أخطأ ..........
وللعلم فالموضوع منقول كما ذكرت ولا حاجة لتكرار ذلك في كل رد..
---
اسم المستخدم
07-17-2006, 12:37 AM
مقدمة لا بد منها ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كم يسعدني أن أكون بين إخوة نحبهم في الله ، فلعمري أن هذا ما يبقى وغيره هباء ..
لا أدعي العلم حينما أخوض في بحر لا أحسن خوضه ...
ولا أرفع من قدر نفسي حين أخوض في أمر لست له بأهل ..
بيد أن أحد إخوتنا أحسن الظن بي، فدعاني ..
اعتذرت، واعتذرت بما لا يجهله عني..
إلا أنه أصر ..
وساند طلبه بأن المنتدى يحتاج لتعاون حتى يثريه، وهو بعد ناشيء جديد، لم يشب عوده، ولم يصلب عموده، حتى يزوره العمالقة، فليس إلا نحن، ذوو البضاعة المزجاة..
وأخبرني أن من الأعضاء من لديه القدرة والكفاية، ولكن العدد بحاجة إلى زيادة، وأنكم إن أخطأت قوتموتني..
فشكر الله لكم سعيكم..
أتكلم في كتاب الله عزوجل!!
وأنى لي أن أتكلم فيه ..
لا.
فكتاب الله عز وجل له معان سابغة، ومقاصد متعددة، يسره لمن رام فهمه، وحاول تدبره..
فالعامي يفهم منه بقدره، ومن هم فوق ذلك كل بحسبه،، وأما الراسخون في العلم فيعون منه ما لا نعيه..
حسبي أن أطرح لكم ما تبدّى لي أثناء قراءتي لبعض الآيات، علها تكون شرارة تقدح زنادكم، وتوري ناركم.... فتسبغون علينا من فيض آراءكم ما تتم به الفائدة..
ربما يكون فهمي خاطئا فتقوموني، أو صائباً فتشاركوني..
الله الله في ذلك،،
سهل الله دربكم....(1/2265)
بعد أيام سأبدأ بإذن الله... فانتظروني إن كتب الله في العمر فسحة
وبعد فأنا أكتب هذه الكليمات هنا ...
وحبذا لمن أراد نقلها لمكان آخر أن ينقل معها ما أضافه الإخوة مسندا لكل صاحب قول قوله مشيرا إلى هذا المنتدى لمن أراد أن يتثبت أو يتابع بنفسه..
أخوكم / طويل الصمت
mqal@islamway.net
منتديات المداد
.
---
اسم المستخدم
07-17-2006, 12:41 AM
الومضة الأولى
ماذا أختار؟؟ وبم أبدأ؟؟
وبين يدي آلاف الآيات؟
إنه لأمر محير غاية الحيرة!!
بعد تفكير وتأمل..
قررت أن أبدأ بآية اخترتها،
رأيت أنها مناسبة للبدء بها
وهذا رأي شخصي....
دعونا من التطويل والتفصيل .. ولنبدأ:
يقول الله جل وعلا:
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
تبدوا الآية واضحة، فلم أتكلم فيها؟؟
إننا نحتاج لربط هذه الآية بواقعنا في مجال التربية خاصة -والمجالات الاحتسابية
عامة- حيث نرى التوجيه الرباني في هذه الآية مربوطا بالعمل المجرد ...
اقرأ الآية وتأمل
وكما في الحديث "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، نجد
الشارع الحكيم يربطنا بالعمل.....
أحسن عملك قدر ما تستطيع فهو ما ستحاسب عليه...
إن طريق التربية طريق طويل.. بطيء التأثير.. ربما لا ترى نتيجة عملك
لكن ..
ليس مطلوبا أن ترى النتيجة،،
بل المطلوب أن تعمل..
أن تعمل فحسب..
لا يعني هذا أن يكون العمل بمستوى متدنٍ، وإنما أننا لا نحاسب عن النتيجة..
إنك حينما تبذر بذرة، أو تزرع حبا.. فإنه يحتاج لمدة حتى يستوي عوده
ويشب..
لكن تذكر أن ما ينمو بسرعة يموت بسرعة..
إبدأ بغرس القيم، والتوجيه، والتعليم، ولا تنتظر النتيجة بعد سنة أو سنتين...
فربما لا ترى النتيجة إلا بعد خمس سنوات أو عشر أو عشرين..
وربما لا ترى نتيجة أبداً.
"والنبي وليس معه أحد"(1/2266)
المهم هو عملك ..
ضع نصب عينيك ما تصبو إليه،
وابذل جهدك فيه،
وسواء رأيت ثمرة عملك، أم لم ترها..
فـ {سيرى الله عملكم
ورسوله
والمؤمنون}
هل هذا فحسب؟؟
لا..
إنه لا يكفي،
بل:
{وستردون إلى عالم الغيب والشهادة
فينبئكم بما كنتم تعملون}
وهذا لعمري هو ما نريده..
ولاحظ هنا أيضا أنه ربطه هنا كذلك بالعمل..
فحتى لو لم يكن لعملك نتيجة..
ما دمت قد عملته وفق الضوابط الشرعية.
فستجده يوم القيامة..
حينما تكون بأمس الحاجة..
فلا تنتظر أن يكبر هذا،،
ثم يرد لك الجميل..
احذر
ثم احذر
ثم احذر..
بل اجعل هدفك الأسمى
أن تجد ذلك في صحيفتك يوم القيامة..
.
أخوكم/ طويل الصمت
mqal@islamway.net
منتديات المداد
---
اسم المستخدم
07-17-2006, 12:44 AM
الموضوعات الموجودة حتى الآن ثلاثة...
سآتي بالمقالين المتبقيين إن شاء الله بعد أن أرى رأيكم في هذا .....
---
اسم المستخدم
07-19-2006, 12:34 AM
مضى يومان....
ولم أر أي رد لا بالتصويب ولا التخطئة....
أنا لا أعجب حينما لا أردى التقويم في المنتدى الذي نقلت منه فهم ليسوا متخصصين...
لكن أعجب
من عدم الرد هنا
في هذا المنتدى المتخصص...
---
عبدالرحمن الشهري
07-19-2006, 01:46 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على حرصكم .
قرأتُ ما تفضلتم بنقله مشكورين ، وقد أجاد الكاتب في توضيحه لأهمية العمل في حياة المسلم ، انطلاقاً من الآية الخامسة بعد المائة في سورة التوبة ، والتي جاءت عطفاً على الآية كانت عن قبول التوبة من التائب ، وهي قوله تعالى :{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} .
فكأن هذه الآية حث على العمل بعد التوبة ؛ لأن التوبة ترفع المؤاخذة على ما مضى ، فوجب على المؤمن بعد توبته أن يزيد من الأعمال الصالحة ليجبر ما فاته .(1/2267)
والمقصود بالعمل الذي حث الله على عليه هنا هو العمل الصالح ، لأن الله لا يأمر إلا به ، وقد حذف المفعول من أجل ذلك .
ولا شك أن استحضار هذه الآية وهذا المعنى يدفع المؤمن للعمل وابتغاء الثواب من الله وحده دون انتظار الجزاء من غيره سبحانه وتعالى ، وهذا يفتح باباً للحديث عن الإخلاص في العمل ، نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
---
اسم المستخدم
07-20-2006, 12:23 AM
أشكرك جدا أخي د.عبد الرحمن الشهري على إضافتك القيمة ولعلي أن أقوم بنقلها إلى هناك قريبا...
يليه الومضة الثانية:
---
اسم المستخدم
07-20-2006, 12:25 AM
الومضة الثانية ...
يقول الله جل وعلا :
{ يا حسرة على العباد، ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون)
إني سألمح إلى طرف من معاني الآية.. وله علاقة بالآية السابقة..
لكنني حبذت فصلهما لأن كل منهما ترد على معنى مستقل....
أيها الداعية..
أيها المربي..
أيها الموجه..
لا تغضب.. ولا تحزن.. ولا يضق صدرك أبدا..
إذا رأيت نفسك تبذل جهدا وترى الصدود والإعراض..
إذا أرهقت نفسك، وبذلت وسعك، ثم قوبلت بالاستهزاء والتهكم..
فهذه سنة الله في خلقه..
{ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون}
وكما أشرنا سابقا: فإنما عليك العمل..
... الأنبياء قبلنا : {وما آمن معه إلا قليل} ، "والنبي ومعه الرجل، والرجلان، والنبي وليس معه أحد" ..
من هذا كله يظهر لنا أنك تبذل جهدك..
ولا تستكين..
حتى وإن أوذيت فعليك بالصبر -وهو موضوع آخر له أهميته- ..
ولا يزدك الإيذاء إلا ثباتا..
أولم يؤذ خير خلق الله على الإطلاق أشد الأذى؟؟ّ
أولم يوضع على ظهره سلا الجزور؟
أولم يقدح في عرضه ويسب بأشنع السب؟؟
{ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}
فإذا كان هذا حال كل من ادعى الإيمان من صادق وكاذب..
فللمؤمن حقا أحرى بالابتلاء..
وللداعية إلى دينه أحرى وأحرى....
إن عدم إجابة الدعوة نوع من الابتلاء..(1/2268)
وإيذاء الداعية باللسان نوع آخر..
والاعتداء باليد عليه كذلك..
ولي هذا فحسب..
بل حتى الأذى النفسي والمعنوي...
لكن ما دامت هذه سنة الله في خلقه...
في استهزائهم برسلهم وإيذائهم..
فعلينا أن نقتفي أثرهم ونصبر ونحتسب ..
وأن نحرص على
الثبات
فالثبات
مطلب عزيز ....
لعله أن يتيسر عنه حديث في وقت لاحق..
نسأل الله عز وجل أن يلهمنا الصبر والثبات..
وأن يسددنا ويصوب أقوالنا وأعمالنا وأفعالنا..
إنه ولي ذلك والقادر عليه..
اللهم صل وسلم على عبدك وسولك نبينا محمد.
أخوكم/ طويل الصمت
mqal@islamway.net
منتديات المداد
---
اسم المستخدم
07-20-2006, 12:33 AM
الومضة الثالثة..
يقول جل وعلا:
{ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا {18} أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ
اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا {19} يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا }
آيات عظيمة ....
هي كالبحر، بل لا يقاس البحر بها...
فهي أكثر منه معنى..
وأحلى طعما..
يكفيني أن نشرب منها غرفة واحدة..
ولكم أن تنظروا فيما سوى ذلك..
مما يشعرك بالأسى أن تجد من يعمل لهذا الدين بجد ودأب وإخلاص
وتجد
رغم ذلك
العاطل الكسول
الذي لا يعمل شيئا سوى أن يقول: لا تعمل فعملك غير مجدي..
همته في التثبيط
كأنه عون للشيطان،، أو هو عون له..(1/2269)
إن رأيت منكرا.. قال: لا تنكر.
وإن أنكرت.. أنكر عليك!!!
وإن أردت أن تقوم بعمل خيري
أو مشروع دعوي....
كان من جملة (المعوِّقات)
لا يساعدك..
بل يثبط من يعينك!!
{قد يعلم الله المعوقين منكم}
ثم إن عملت تنقص عملك..
فيه .. وفيه!!!!
ولا تسلم من لسانه
إن في وجهك،، أو من وراء ظهرك!!
يقول سبحانه: {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد}
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم **** من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
إن كان صادقاً، فلم لم يقم بهذا العمل هو؟؟
أو يساعد في قيامه؟!!!
أو على الأقل في تصحيح الخطأ بالأسلوب الأمثل؟؟
*** لا يفعل شيئا سوى التثبيط قبل العمل..
وبعد العمل التثبيط عن الاستمرار..
والتنقص، وتوضيح الأخطاء...........
ثم بعد ذلك كله...
ماذا يعمل هو لهذا الدين؟؟؟
لا شيء البته!!
{ولا يأتون البأس إلا قليلا}
فهو كما يقال...
لا في العير ولا في النفير
{يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا}
وإن اضطر بسبب أو آخر وعمل..
فليس لله..
وعمل غير متقن..
ولا يمنعه ذلك مما اعتاد عليه من التثبيط.......
إخوتي/
هذه من صفات المنافقين
ونراها في بعضهم
من عصر النبي صلى الله عليه وسلم حتى هذا العصر!!
لكن للأسف
أن من إخواننا من تجد فيه هذه الصفات أو بعضها....
إن الواجب
علينا
أن نعمل لهذا الدين
أن نجعله كل همنا
أن نعين من يعمل لأجله
بكل ما نستطيع
من رأي،، ونصح،، ومشورة،،
بل وتشجيع مادي ومعنوي..
حتى لا نكون من هؤلاء..................
أخوكم/ طويل الصمت
mqal@islamway.net
منتديات المداد
---
اسم المستخدم
08-01-2006, 07:48 PM
الومضة الرابعة .. الهلاك
--------------------------------------------------------------------------------
يقول سبحانه وتعالى:
{وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
ويقول:(1/2270)
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}
ويقول:
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}
ما لي وللحديث...
الآيات تتحدث عن نفسها..
ماذا أكتب؟وكيف أقول؟؟
يرسم الله عز وجل لنا قاعدة عامة..
أن كل من خالف أمره
لا محالة
مصيره للهلاك
أو العذاب الشديد في الدنيا..
ثم ماذا؟؟
هل يخصهم ذلك؟
كلا..
فالعذاب إذا نزل عم أهل البلد كلهم..
صالحهم وطالحهم..
ولكن..
"إذا كثر الخبث"
كما قال عليه الصلاة والسلام لعائشة..
فإذا رأينا كثرة الخبث وانتشار المعاصي
{أمرنا مترفيها ففسقوا فيها}
هنا..
{فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}
{أو معذبوها عذابا شديدا}
فما الحل إذن؟؟
هل يعض كل منا يده..
ويندب حظه العاثر!!
ها يكون شخصا سلبيا ينتظر أن يساق لحتفه
كما يفعل ببهيمة الأنعام؟!!
لا..
بل وألف لا..
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}
إن العاقل الحصيف
يعلم أنه ما من أمر سيء
إلا ويمكن الحد منه
وتلافي ما يمكن تلافيه..
{وأهلها مصلحون}
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..
يصلحون أنفسهم، ويسعون لإصلاح من حولهم..
يبذلون ما في وسعم من أجل إصلاح المجتمع..
بالكلمة..
بالكتاب والشريط..
بالخطاب والرسالة..
يرى ما لا يسر المؤمن..
"فيتمعر وجهه"
يحمل الهم..
فيبدع حلولا
مثمر.. أينما كان..
منتج.. حيثما حل..
إذا دخل مكان، خرج منه وقد تحسن وعلا وأصلح بقدر...
وقطرات الماء تكون البحر الزاخر...
ألم يقل الله جل وعلا:
{ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}؟؟
فلندفع بكل ما نستيع.....
ومن كان الإسلام همه:
لم يكن لثمراته حدود......
أخوكم/
طويل الصمت
mqal@isalmway.net
منتديات المداد
---
(1/2271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تستطيع انزال الطبري وابن كثير وكتب اخرى من هنا .........
---
تستطيع انزال الطبري وابن كثير وكتب اخرى من هنا .........
---
أبو حاتم
05-02-2003, 11:02 AM
تستطيع انزال هذه الكتب مجلد مجلد ، وحتى تختار كتب اخرى اضغط زر انتقل إلى.....
تفضل ** انقر هنا ** (http://www.makuielys.info/arabic/download/pafiledb.php?action=category&id=15)
---
(1/2272)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رائية الخاقاني لأبي الفتح موسى بن عبيد الله الخاقاني المتوفى سنة 325هـ
---
رائية الخاقاني لأبي الفتح موسى بن عبيد الله الخاقاني المتوفى سنة 325هـ
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-19-2006, 06:39 PM
رائية الخاقاني لأبي الفتح موسى بن عبيد الله الخاقاني المتوفى سنة 325هـ
1
-أقول مقالا معجِبا لأولي الحجر
ولا فخرَ إنّ الفخر يدعوا إلى الكبرِ
2-أُعَلِّمُ في القول التلاوة عائذا
بمولاي من شرِّ المباهاة والفخر
3-وأسأله عوني على ما نويته
وحِْفظيَ في ديني إلى منتهى عُمري
4-وأسأله عَنِّي التجاوزَ في غد
فما زال ذاعفو جميل وذا غَفْر
5-أيا قارئ القرآن أحسن أداءه
يضاعف لك الله الجزيل من الأجر
6-فما كل من يتلوا الكتاب يُقيمُه
وما كل مَن في الناس يُقرئهم مُقري
7-وإن لنا أخذ القراءة سنة
عن الأولين المقرئين ذوي الستر
8-فللسبعة القُراء حقّ ٌعلى الورى
لإقرائهم قرآن ربهم الوتر
9-فبالحرمين ابن الكثير ونافع
وبالبصرةِ ابن العلاء أبي عمرو
10-وبالشام عبد الله وهوا بن عامر
وعاصمٌ الكوفُّّّّي وهو أبوبكر
11-وحمزة أيضا والكسائي بعده
أخو الحذق بالقرآن والنحو والشعر
12-فذو الحذق مُعْطٍ للحروف حُقوقها
إذا رتل القرآن أو كان ذا حَدْرِ
13-وترتيلنا القرآنَ أفضل للذي
أمرنا به من مكثنا فيه والفكر
14-وإما حدرنا درسنا فمرخص
لنا فيه إذ دين العباد على اليُسر
15-ألا فاحفظوا درسي لكم ما اختصرته اختصر
ليدري به من لم يكن منكم يدري
16-ففي شربةٍ لو كان علمي سقيتكم
ولم أُخفِ عنكم ذلك العلم بالذَّخر
17-فقد قلت في حُسن الأداء قصيدة
رجوت إلهي أن أن يحط بها وزري
18-وأبياتها خمسون بيتا وواحد
تُنظَّم بيتا بعد بيت على الإثر
19-وبالله توفيقي وأجري عليه في
إقامتنا أبياتَ إعرابه الزهر
20-ومن يُقم القرآن كالقدح فليكن(1/2273)
مطيعا لأمر الله في السر والجهر
21-ألا اعلم أخي أن الفصاحة زينت
تلاوة تال أدمن الدرس للذكر
22-إذا ما تلا التالي أرقَّ لسانه
وأذهب بالإدمان عنه أذى الصدر
23-فأول علم الذكر إتقان حفظه
ومعرفة في اللحن فيه إذا يجري
24-فكن عارفا باللحن كيما تزيله
وما للذي لا يعرف اللحن من عذر
25-وإن أنت حققت القراءة فاحذر الز
يادةَ فيها واسأل العون ذا القهر
ر
26-زن الحرف لا تخرجه عن حد وزنه
فوزن حروف الذكر من أفضل البر
27-وحكمك بالتحقيق إن كنت آخذا
على أحد ألاَّ تزيد علىعشر
28-فبيِّن إذن ما ينبغي أن تُبيِنَهُ
وأدغم وأخف الحرف في غير ما عُسر
29-وإن الذي تخفيه ليس بمدغم
وبينهما فرق فعرفه باليسر
30-وقل إن تسكين الحروف لجزمها
وتحريكها للرفع والنصب والجر
31-فحرك وسكن واقطعن تارة وصل
ومَكِّنْ وميز بين مدك والقصر
32-وما المد إلا في ثلاثة أحرف
تُسمَّى حروف اللين ضاق بها ذِكري
33-هي الألف المعروف فيها سكونها
وياء وواو يسكنان معا فادر
34-وخفف وثقل واشدد الفك عامدا
ولاتفرطن في فتحك الحرف والكسر
35-وما كان مهموزا فكن هامزا له
ولا تهمزن ما كان يخفى لدى النبر
36-وإن تك قبل الياء والواو فتحةٌ
وبعدهما همزٌ همزت على قدْر
37-ورقق بيان الراء واللام ينذرب
لسانك حتى تنظم القول كالدُّر
38-وأنعم بيان العين والهاء كلَّما
درستَ وكن في الدرس معتدل الأمر
39- وقف عند إتمام الكلام موافقا
لمصحفنا المتلو في البر والبحر
40-ولا تدغمن الميم إن جئت بعدها
بحرف سواها واقبل العلم بالشكر
41-وضمك قبل الواو كن مشبعا له
كما أشبعوا إياك نعبد في المر
42- وإن حرف لين كان من قبل مدغما
كآخر مافي الحمد فامدده واستَجْرِ
43-مددت لأن الساكنين تلاقيا
فصار كتحريك كذا قال ذو الخُبْر ِ
44-وأُسْمِي حروفا ستة لتخصها
بإظهار نون قبلها أبد الدهر
45- فحاء وخاء ثم هاء وهمزة
وعين وغين ليس قولي بالنكر
46- فهذي حروف الحلق يخفى بيانها(1/2274)
فدونك بينها ولا تعصين أمري
47- ولا تَشْدُدِ النُّونَ التي يظهرونها
كقولك من خيل لدى سورة الحشر
48- وإظهارُك التنوين فهو قياسها
فقِسُْها عليها فُزْت َبالكاعِبِ البِكْر
49- وقد بقيت أشياء بعدُ لطيفة
يُلَقَّنهَا باغِي التعلم بالصَّبرِ
50-فلابن عبيد الله موسى على الذي
يعلمه الخيرَ الدعاءَ لدى الفَجْرِ
51-أجابَكَ فينا ربنا وأجابنا
أخي فيك بالغفران منه وبالنصر
المصدر
http://www.chadarat.com/OlomQoran.htm
---
أريام
06-25-2006, 03:51 AM
جزيت خيرا وبارك الله فيك
---
(1/2275)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > السـ عليكم ورحمة الله ـــلام
---
السـ عليكم ورحمة الله ـــلام
---
ام احمد
03-29-2006, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد وآله ومن تبعه وأهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم امين
اخواني واخواتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استفدت كثيرا من ملتقاكم جزاكم الله خيرالجزاء وجعله الله في موازين اعمالكم الصالحة انه سميع مجيب
فأحببت ان افيدكم بما لدي من خبره في مجالي الا وهو مجال التغذية العلاجية اسأل الله ان انال مما اصبو اليه الاجر والمثوبة
فهلا شملتموني بترحيب لأبداء مشواري معكم
اختكم في الله
ام احمد
---
سلسبيل
03-29-2006, 08:56 AM
حياك الله أختي الكريمة أم أحمد ونحن بانتظار بدايه مشاورك المبارك بإذن الله تعالى
وجزى الله القائمين على هذا الملتقى خير الجزاء فقد أفاد الكثير ونفع الله به
---
الكشاف
03-29-2006, 09:06 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بك بين إخوانك في هذا الملتقى العلمي .
---
ابن الجزيرة
03-30-2006, 03:52 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بأم أحمد في هذا الملتقى المبارك ؛ علماً أني لم أعرف هذا المجال فلو أعطيتينا نبذة بارك الله فيك نكون لك من الشاكرين .
---
ام احمد
03-31-2006, 12:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله اسعدني ترحيبكم بي جزاكم الله خير الجزاء
الله اسأل ان يعينني لبذل ما بوسعي لافادتكم بما في جعبتي
وصلى الله على خير البشر سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه واهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم امين
بارك الله فيكم
ام احمد
---
ضياء الإسلام
03-31-2006, 08:06 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركانه
حللت أهلا ونزلت سهلا وبارك الله فيك ونفع بعلمك(1/2276)
أنا أحب هذا المجال وأتشوق لمعرفة المزيد عنه لا حرمنا الله من ثمار العلم
أزيدي واستزيدي وفقك الله
---
حمدي
03-31-2006, 10:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد/ أنا حمدي باه طالب في الجامعة الإسلامية بالنيجر غرب إفريقيا سنة الرابعة كلية اللغة العربية وأدابهاإنتسبت إلى هذا المنتدى الشريف للإستفادة من المشاييخ وزملائى الأعزاء وأنا مستعد لإستقبال أية رسالة أو معاومة جديد نفيسة وأشكرخاصة الشيخ فرغلى على ماقدمه من معلومات حول نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة لقد استفدت كثرا من هذا الموضوع في بحثي التخرج الذي هو بعنوان : الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات. فجزاه الله خير الجزاء وجعله في ميزان حساته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم هذا والسلام عليكم ورحمة الله
---
ابن الجزيرة
04-01-2006, 03:45 AM
حياك الله أخي حمدي وياليتك وضعت هذه المشاركة في موضوع مستقل , ومرة أخرى مرحباً بك وبإخواننا من أهل النيجر العزيزة .
---
ضياء الإسلام
04-02-2006, 01:22 AM
أهلا بك يا أخي حمدي أضم صوتي إلى صوت أخي ابن الجزيرة في الترحيب بك وبكل طلاب العلم من أهل النيجر وأتمنى من الله أن تستفيد وتفيد فقد حللت أهلا ونزلت سهلا .....نفع الله بعلمك
---
(1/2277)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء تتمة 28و29
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء تتمة 28و29
---
د. محمد مشرح
09-13-2005, 08:23 AM
صفوة الأمة بعد الأنبياء تتمة 28 والحلقة29
25- إشادة النبي صلى الله عليه وسلم بإيمان الصديق والفاروق ؛ ومما يدل على ذلك النص الآتي :
( بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب الحديث لم اقف على اسم هذا الراعي وقد اورد المصنف الحديث في ذكر بني إسرائيل وهو مشعر بأنه عنده ممن كان قبل الإسلام وقد وقع كلام الذئب لبعض الصحابة في نحو هذه القصة فروى أبو نعيم في الدلائل من طريق ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن اهبان بن أوس قال كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها فصحت عليه فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال من لها يوم تشتغل عنها تمنعني رزقا رزقنيه الله تعالى فصفقت بيدي وقلت والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا فقال أعجب من هذا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات يدعو إلى الله قال فأتى اهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره واسلم فيحتمل ان يكون اهبان لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كان أبو بكر وعمر حاضرين ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأبو بكر وعمر غائبين فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فاني أومن بذلك وأبو بكر وعمر وقد تقدمت هذه الزيادة في هذه القصة من وجه آخر عن أبي سلمة في المزارعة وفيه قال أبو سلمة وما هما يومئذ في القوم أي عند حكاية النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم قال ذلك لما اطلع عليه من غلبة صدق إيمانهما وقوة يقينهما وهذا أليق بدخوله في مناقبهما قوله يوم السبع قال عياض يجوز ضم الموحدة وسكونها ألا أن الرواية بالضم وقال الحربي هو بالضم والسكون وجزم بان المراد به الحيوان المعروف وقال بن العربي هو بالإسكان والضم تصحيف كذا(1/2278)
قال وقال بن الجوزي هو بالسكون والمحدثون يروونه بالضم وعلى هذا أي الضم فالمعنى إذا اخذها السبع لم يقدر على خلاصها منه فلا يرعاها حينئذ غيري أي انك تهرب منه وأكون أنا قريبا منه أرعى ما يفضل لي منها وقال الداودي معناه من لها يوم يطرقها السبع أي الأسد فتفر أنت منه فيأخذ منها حاجته وأتخلف إنا لا راعي لها حينئذ غيري وقيل إنما يكون ذلك عند الاشتغال بالفتن فتصير الغنم هملا فتنهبها السباع فيصير الذئب كالراعي لها لانفراده بها وأما بالسكون فاختلف في المراد به فقيل هو اسم الموضع الذي يقع فيه الحشر يوم القيامة وهذا نقله الأزهري في تهذيب اللغة عن بن الأعرابي ويؤيده انه وقع في بعض طرقه عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة يوم القيامة وقد تعقب هذا بان الذئب حينئذ لا يكون راعيا للغنم ولا تعلق له بها وقيل هو اسم يوم عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون فيه باللهو واللعب فيغفل الراعي عن غنمه فيتمكن الذئب من الغنم وانما قال ليس لها راع غيري مبالغة في تمكنه منها وهذا نقله الإسماعيلي عن أبي عبيدة وقيل هو من سبعت الرجل إذا ذعرته أي من لها يوم الفزع أو من اسبعته إذا اهملته أي من لها يوم الاهمال قال الأصمعي السبع الهمل واسبع الرجل اغنامه إذا تركها تصنع ما تشاء ورجح هذا القول النووي وقيل يوم الأكل يقال سبع الذئب الشاة إذا اكلها وحكى صاحب المطالع انه روي بسكون التحتانية اخر الحروف وفسره بيوم الضياع يقال اسبعت وأضيعت بمعنى وهذا نقله بن دحية عن إسماعيل القاضي عن علي بن المديني عن معمر بن المثنى وقيل المراد بيوم السبع يوم الشدة كما روي عن بن عباس انه سئل عن مسألة فقال اجرأ من سبع يريد انها من المسائل الشداد التي يشتد فيها الخطب على المفتي والله اعلم قوله وبينما رجل يسوق بقرة تقدم الكلام عليه في المزارعة ووقع عند بن حبان من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة في اخره في القصتين فقال الناس(1/2279)
امنا بما امن به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الحديث جواز التعجب من خوارق العادات وتفاوت الناس في المعارف .
هذه شهادة من لا ينطق عن الهوى شهادة للعمرين لا تزنها مثاقيل الجبال من الذهب والفظة بل لا نزنها الدنيا بما تتضمنه من متاع الحياة ؛ شهادة يفخر بها العمران وأهل الحق الذين ينظرون إلى الأمور بمنظار الحق الواضح الذي لا يقف أمام رؤيته هوى ولا جهل ، ولا حسد ولا ولا ... ولا شيء من معكرات الرؤية فالحمد لله على نعمته نسأل الله ألا يسلبنا هذه النعمة ...
26- سابقة الإنسان المشرقة ينبغي أن تحسب له ، وهو مبدأ إسلامي ثابت في كتاب الله تعالى ، وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام . والنصوص في هذا معلومة . والصحابة رضوان الله عليهم سابقتهم معلومة أشاد بها الله تعالى في كتابه وأشاد بها نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته . والقرآن الكريم لم يمدح أحدا ثم انتكس ، أو بدل أو غير ، والذي علم الله أنه سيهلك على مجانبة الصواب ذكره بالاسم ... وهي[فضل السبق] سنة معمول بها حتى في القوانين التي لا تستند إلى وحي في تقدير صاحب السابقة ؛ وإن حدث له شيء ؛ فليس هناك أحد معصوم من الخطأ . أفيليق بالمسلم أن يعترض على الله تعالى أو على رسوله صلى الله عليه وسلم فيما قد قُرر في الكتاب المعصوم ، والسنة المطهرة ، والسيرة العطرة ، وينقض قواعد ومبادئ أعظم ثبوتا من الجبال الرواسي ...! ويتجهم بوجهه تجاه كل الأعراف والمسلمات ...
ومن الأدلة على اعتبار السابقة مبدأ وقاعدة ثابتة قول الله تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )
وهي شهادة من الله للصحابة الكرام والبشارة لهم بالجنة والذين اتبعوهم من صغار الصحابة ومن سار على النهج إلى يوم الدين .(1/2280)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام البخاري في عدد من الروايات حيث قال رحمه الله تعالى :
(حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال أخبرني حسن بن محمد قال أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )(1/2281)
وحدثني محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن وكان عثمانيا فقال لابن عطية وكان علويا إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول بعثني النبي صلى الله عليه وسلم والزبير فقال ائتوا روضة كذا وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا فأتينا الروضة فقلنا الكتاب قالت لم يعطني فقلنا لتخرجن أو لأجردنك فأخرجت من حجزتها فأرسل إلى حاطب فقال لا تعجل والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله ولم يكن لي أحد فأحببت أن اتخذ عندهم يدا فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق فقال ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فهذا الذي جرأه )(1/2282)
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمد أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب قال فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش يقول كنت حليفا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقكم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله السورة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق } إلى قوله { فقد ضل سواء السبيل )(1/2283)
و حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال حدثني الحسن بن محمد بن علي أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فذهبنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هذا يا حاطب قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت امرأ من قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قد صدقكم فقال عمر دعني يا رسول الله فأضرب عنقه فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال عمرو ونزلت فيه { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } )(1/2284)
27-ومن مزايا الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قوة إيمانه التي ترجح في الميزان على إيمان الأمة ، وهي مسألة كالمشاهدة في الحياة العملية التطبيقية للصديق ؛ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن لحق بالرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم .والأمثلة الواضحة الصحيحة تشهد على صحة قوة إيمان الصديق أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأما في حياته عليه الصلاة والسلام فقد صدقه وآمن به من أول لحظة ، لم يتلكأ عليه رضوان الله تعالى؛ في أي موقف من المواقف ، وصبيحة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم صدقه وآمن بما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله : إن قال ذلك فقد صدق ! فلما قيل له في ذلك ؟ قال : إني لأصدقه بأكبر من ذلك ؛ إني لأصدقه بخبر السماء ، وكذلك في صلح الحديبية رأينا كيف كان موقفه إزاء ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأيه يتوافق مع رأي النبي صلى الله عليه وسلم ، وسواها من المواقف ؛ فلم تسجل لنا النصوص أي موقف يناقض هذا ... وأما بعد أن لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى فإن مواقف الصديق الصلبة في المدلهمات العظام تجلت بقوة إيمانه ، وفهمه الصحيح والدقيق للإسلام والإيمان ومتطلباتهما فوقف تلك المواقف المشرفة وواجه الفتن حتى خرج بالأمة –بفضل من الله تعالى إلى بر الآمان وقاد السفينة والأمواج هوج فخرج بها سالمة معافاه تدق أبواب فارس والروم بل وصلت إليها وبدأت الدولتان تتهاوي قواها تباعا حيث واصل من حيث وانتهى الفاروق وكذا ذو النورين وأبو السبطين رضي الله عن الجميع . وبنى للأمة أسسا على ضوء بناء النبي صلى الله عليه وسلم كانت منطلقا لها تسير في في مشارق الأرض ومغاربها على ضوئها . فمن ذا الذي يفعل كأبي بكر الصديق صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورفيقه في الغار ، وملازمه في جميع غزواته وجهاده وفي الحرب والسلم ، وحامل دفة الدولة(1/2285)
الإسلامية بعده عليه الصلاة والسلام في وقت حرج إلى الغاية ...
أولائك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع .
28- كفته راجحة بعد النبي صلى الله عليه وسلم والنصان الآتيان يشيران إلى ذلك كما يشيران إلى عقد الخلفاء وسير الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتحددان الخلافة الراشدة بثلاثين عاما . قال الحاكم في المستدرك :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا حميد بن عياش الرملي ثنا المؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة مولى أم سلمة رضي الله عنها قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح ثم أقبل على أصحابه فقال أيكم رأى الليلة رؤيا قال فصلى ذات يوم فقال أيكم رأى رؤيا فقال رجل أنا رأيت يا رسول الله كأن ميزانا دلي به من السماء فوضعت في كفة ووضع أبو بكر من كفة أخرى فرجحت بأبي بكر فرفعت وترك أبو بكر مكانه فجيىء بعمر بن الخطاب فوضع في الكفة الأخرى فرجح به أبو بكر فرفع أبو بكر وجيىء بعثمان فوضع في الكفة الأخرى فرجح عمر بعثمان ثم رفع عمر وعثمان ورفع الميزان قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال خلافة النبوة ثلاثون عاما ثم تكون ملك قال سعيد بن جمهان فقال لي سفينة أمسك سنتي أبي بكر وعشر عمر واثنتي عشرة عثمان وست علي رضي الله عنهم أجمعين وقد أسندت هذه الروايات بإسناد صحيح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم(1/2286)
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهدي بن رستم ثنا موسى بن هارون البردي ثنا محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان بن عفان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر رضي الله عنه نيط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر قال جابر فلما قمنا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا الرجل الصالح النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعضا فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولعاقبة هذا الحديث إسناد صحيح عن أبي هريرة ولم يخرجاه .
29-أمانته وخوفه من الله تعالى فيما ولي عليه حيث دعى إلى مراقبة سيره في قيادة الأمة دعوة صادقة بفقه وفهم ؛ في تسديده فيما أصاب ، وتقويمه فيما أخطأ فإن ذلك أساس كل حكم صالح نافع للراعي والرعية ...
30- وثمة ملحظ في الخطبة في ورعه من أخذ الأجرة على انشغاله بالخلافة عن كفاية بيته وولده فقد أوصى بردها إلى بيت المال . رضي الله عنه وعن جميع الصحابه الكرام ...
فمن مثل أبي بكر الصديق بعد الأنبياء يوم أن كان مسئولا عليه ، ويوم أن أصبح مسئولا وخليفة ورضي الله عنه في الأولين والآخرين .
لقد كان ذا عقل راجح ، وأعتذر من قصور تعبيري عن أعظم شخصية بعد الأنبياء سائلا الله تعالى أن يعفو عني فيما قصرت وأن يحفظ مكانة هذا القائد العظيم في نفوس المسلمين ، وأن يخرس ألسنا تنال منه ، وقلوبا مريضة تحمل الحقد عليه ... وأختم بأبيات ذكرت الصديق في ثناياها
للأديب موسى بن بهيج الأندلسي على لسان أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهم حيث قال :
مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي""ومُحَمَّدٌ في حِجْره رَبَّاني؟
وأذختُ عن أبوي دينَ محمدٍ""وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانيِ(1/2287)
وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمدٍ""فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني
والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي""حَسبي بهذا مَفْخَراً وكَفاني
وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ""وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله""وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطانِ
ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى""بِردائهِ أكرِم بِهِ منْ ثانِ
وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعبا""زُهداُ وأذعن أيَّما إذعانِ
وتخللتْ مَعَهُ ملائكةُ السما""وأتتهُ بُشرى الهِ بالرضوانِ
وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائمٍ""في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ
قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهم"" وأذل أهلَ الكُفر والطُّغيانِ
سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى""هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ
واللهِ ما استبَقُوا لنيلِ فضيلةٍ""مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رهانِ
إلا وطارَ أبي إلي عليائِها""فمكانُه منها أجلُّ مكانِ
ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ"" بعَداوةِ الأزواجِ والأختانِ
طُُوبى لمن والى جماعةَ صحبهِ""ويكون مِن أحبابه الحسنانِ
بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ"" لا تستحيلُ بنزغَةِ الشيطانِ
هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلاً""هل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟
حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي""وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البتولِ وبعلها لم يختلِفْ""مِن مِلَّة الإسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ أئمةِ شرعنا""فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ
نُسجتْ مودتهم سدىٍ في لُحمةٍ""فبناؤها من أثبتِ البُنيانِ
اللهُ ألفَ بين وُدِّ قلوبهم""ليغيظَ كُلَّ مُنافق طعانِ
رُحماء بينهمُ صفت أخلاقُهُمْ""وخلت قُلُوبهمُ من الشنآن
فدُخولهم بين الأحبة كُلفةٌ""وسبابهم سببٌ إلي الحرمان
جمع الإلهُ المسلمين على أبي""واستُبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبده""من ذا يُطيقُ لهُ على خذلانِ
من حبني فليجتنب من سبني""إن كانَ صان محبتي ورعاني(1/2288)
وإذا محبي قد ألظَّ بمُبغضي""فكلاهما في البُغض مُستويانِ
إني لطيبةُ خُلقتُ لطيب""ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان
إني لأمُ المؤمنين فمن أبى""حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران
اللهُ حببني لِقلبِ نبيه""وإلي الصراطِ المستقيمِ هداني
واللهُ يُكرمُ من أراد كرامتي""ويُهين ربي من أراد هواني
والله أسألُهُ زيادة فضله""وحَمِدْتُهُ شمراً لِما أولاني
يا من يلوذُ بأهل بيت مُحمد"" يرجو بذلك رحمةَ الرحمان
صل أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُدْ""عنَّا فتُسلب حُلت الإيمان
إني لصادقة المقالِ كريمةٌ""أي والذي ذلتْ له الثقلانِ
خُذها إليكَ فإنما هي روضةٌ""محفوفة بالروح والريحان
صلَّى الإلهُ على النبي وآله""فبهمْ تُشمُّ أزهرُ البُستانِ
في الحلقة الآتية –إن شاء الله – بداية الحديث عن الفاروق رضي الله عنه .
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات إلى الكم الذي تستطيع عليه ؛ لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ]
(ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غيره )
( إن يكن من أمتي محدث –ملهم-فعمر )
الحلقة التاسعة والعشرون
هنيئا قصرالجنة أبا حفص(1/2289)
المقصود من الكتابة هنا إبراز مكانة الصحابة الكرام في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ؛ عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ ولهذا فلن أعرض للناحية التاريخية السردية فليعذرني القارئ في هذا فهذا له مكانه المخصص له ... وفي هذه الحلقة التي تعتبر الأولى فيما يتعلق بأمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه أبدأها من الجنة حيث القصر المنيف المعد له ، وهي بشارة له من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه القصة مروية في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى فما ذا عسى أن يقال عن مبشر بالجنة من أصدق من وطئ الثرى ، وأفضل من أظلته السماء ؛ من النبي صلى الله عليه وسلم ، ألا يجزيه الله بالجنة وهو الكريم سبحانه ... هذا الرجل الذي أعجز الكتبة أن يحيطوا بسيرته وأعماله العظيمة ، لقد كتب الكثير عن أمير المؤمنين عمر ومن الكتابات رسائل ماجستير ودكتوراه فلم يغطوا إلا جوانب من سيرته العملية رضي الله عنه ... كُتب عنه في المجالات السياسية ، والاقتصادية ، وفي المجالات العسكرية و... فلم يُوفى حقه رضي الله عنه ... إنني أشبه الذي يحاول التطاول على جانب الفاروق كالقزم الذي لا يتجاوز طوله بضع سنتيمترات وهو يريد أن يمسك الشمس ويحجبها بيده المكسحة المشلولة ! عليك أن تتملى هذا المشهد في المشبه والمشبه به ليظهر لك الأمر . ولله الأمر من قبل ومن بعد (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) .
يقول الإمام البخاري في صحيحة رحمه الله تعالى :
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد العزيز بن الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت من هذا فقال هذا بلال ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا فقالوا لعمر فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار )(1/2290)
جمع هذا الحديث العظيم ثلاثة من الصحابة الكرام المبشرين بالجنة ، وكلهم من كبار الصحابة الذين لهم سابقة وفضل ، ومواقف عظيمة ليست بخافية على المطلع بل على أي من المسلمين سابقا ولاحقا ، ومن لا يعرف بلالا مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب المواقف التي تدل على ثبات كالجبال الرواسي . ومن لا يعرف أم سليم أم أنس ابن مالك صاحبة الموقف العظيمة أليست من جعلت الإسلام مهر زواجها بأبي طلحة ؛ فأسلم وتزوجها ... أما الفاروق فهو أعظم من أن يخفى على أحد من المسلمين ومن غيرهم ...(1/2291)
يقول ابن حجر في الفتح : (قوله حدثنا عبد العزيز بن الماجشون كذا لأبي ذر وسقط لفظ بن من رواية غيره وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة المدني والماجشون لقب جده وتلقب به أولاده قوله: حدثنا محمد بن المنكدر هكذا رواه الأكثر عن بن الماجشون ورواه صالح بن مالك عنه عن حميد عن أنس أخرجه البغوي في فوائده فلعل لعبد العزيز فيه شيخين ؛ ويؤيده اقتصاره في حديث حميد على قصة القصر فقط وقد أخرجه الترمذي والنسائي وبن حبان من وجه آخر عن حميد كذلك . قوله رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة هي أم سليم ؛ والرميصاء بالتصغير صفة لها لرمص كان بعينها . واسمها سهلة وقيل رميلة وقيل غير ذلك وقيل هو اسمها ويقال فيه بالغين المعجمة بدل الراء وقيل هو اسم أختها أم حرام . وقال أبو داود هو اسم أخت أم سليم من الرضاعة .وجوز بن التين أن يكون المراد امرأة أخرى لأبي طلحة . وقوله رأيتني بضم المثناة والضمير من المتكلم ؛ وهو من خصائص افعال القلوب . قوله وسمعت خشفة بفتح المعجمتين والفاء أي حركة وزنا ومعنى . ووقع لأحمد : سمعت خشفا يعني صوتا . قال أبو عبيد الخشفة الصوت ليس بالشديد . قيل وأصله صوت دبيب الحية . ومعنى الحديث هنا ما يسمع من حس وقع القدم . قوله فقلت من هذا فقال هذا بلال . وهذا قد تقدم في صلاة الليل من حديث أبي هريرة مطولا .وتقدم من شرحه هناك ما يتعلق به، وتقدم بعض الكلام عليه في صفة الجنة ؛ حيث أورد هناك من حديث أبي هريرة قوله ورأيت قصرا بفنائه جارية في حديث أبي هريرة الذي بعده تتوضأ إلى جانب قصر ، وفي حديث أنس عند الترمذي قصر من ذهب والفناء بكسر الفاء وتخفيف النون مع المد جانب الدار . قوله فقلت لمن هذا فقال في رواية الكشميهني فقالوا والظاهر أن المخاطب له بذلك جبريل أو غيره من الملائكة ، وقد افرد هذه القصة في النكاح وفي التعبير من وجه آخر عن بن المنكدر . قوله فذكرت غيرتك في الرواية التي في(1/2292)
النكاح فأردت أن أدخله فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك . ووقع في رواية بن عيينة عن بن المنكدر وعمرو بن دينار جميعا عن جابر في هذه القصة الأخيرة دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا يسمع فيه ضوضاء فقلت لمن هذا فقيل لعمر ، والضوضاء بمعجمتين مفتوحتين بينهما واو وبالمد ، ووقع في حديث أبي هريرة أن عمر بكى . ويأتي في النكاح بلفظ فبكى عمر وهو في المجلس . وقوله بابي وأمي أي أفديك بهما . وقوله أعليك أغار معدود من القلب ؛ والأصل أعليها أغار منك قال ابن بطال فيه الحكم لكل رجل بما يعلم من خلقه ، قال وبكاء عمر يحتمل أن يكون سرورا ، ويحتمل أن يكون تشوقا أو خشوعا ، ووقع في رواية أبي بكر بن عياش عن حميد من الزيادة فقال عمر وهل رفعني الله إلا بك ؟ وهل هداني الله الا بك ؟ رويناه في فوائد عبد العزيز الحربي من هذا الوجه . وهي زيادة غريبة . الحديث الثاني حديث أبي هريرة في المعنى ذكره مقتصرا على قصة رؤيا المرأة إلى جانب القصر وزاد فيه قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا وفيه ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من مراعاة الصحبة . وفيه فضيلة ظاهرة لعمر وقوله فيه تتوضأ يحتمل أن يكون على ظاهره ولا ينكر كونها تتوضأ حقيقة لأن الرؤيا وقعت في زمن التكليف والجنة وان كان لا تكليف فيها فذاك في زمن الاستقرار بل ظاهر.(1/2293)
قوله تتوضأ إلى جانب قصر إنها تتوضأ خارجة منه ، أو هو على غير الحقيقة ، ورؤيا المنام لا تحمل دائما على الحقيقة. بل تحتمل التأويل؛ فيكون معنى كونها تتوضأ أنها تحافظ في الدنيا على العبادة ، أو المراد بقوله تتوضأ أي تستعمل الماء لأجل الوضاءة على مدلوله اللغوي ، وفيه بعد . وأغرب بن قتيبة وتبعه الخطابي فزعم أن قوله تتوضأ تصحيف وتغيير من الناسخ وإنما الصواب امرأة شوهاء ولم يستند في هذه الدعوى إلا إلى استبعاد أن يقع في الجنة وضوء ؛ لأنه لا عمل فيها وعدم الاطلاع على المراد من الخبر لا يقتضي تغليط الحفاظ ثم اخذ الخطابي في نقل كلام أهل اللغة في تفسير الشوهاء فقيل هي الحسناء ، ونقله عن أبي عبيدة وإنما تكون حسناء إذا وصفت بها الفرس قال الجوهري فرس شوهاء صفة محمودة والشوهاء الواسعة الفم وهو مستحسن في الخيل والشوهاء من النساء القبيحة كما جزم به بن الأعرابي وغيره ، وقد تعقب القرطبي كلام الخطابي لكن نسبه إلى بن قتيبة فقط قال بن قتيبة بدل تتوضأ شوهاء ثم نقل إن الشوهاء تطلق على القبيحة والحسناء قال القرطبي والوضوء هنا لطلب زيادة الحسن لا للنظافة لان الجنة منزهة عن الأوساخ والأقذار وقد ترجم عليه البخاري في كتاب التعبير باب الوضوء في المنام فبطل ما تخيله الخطابي وفي الحديث فضيلة الرميصاء ... وبلال رضي الله عن الجميع ...
___________
- الفتح 7/27-28
- سورة التوبة الآية 100 .
- أنظر : زبدة التفسير مختصر فتح القدير للإمام الشوكاني 285-286 .
- صحيح البخاري 3/1095 رقم 2845 .
- المرجع السابق 3/ 1120 رقم 2915 .
- المرجع السابق 4/ 1557 رقم 4025
- المرجع السابق : 4/ 1855. 4608 .
- المستدرك على الصحيحين 3/75 . رقم 4438 .
- المرجع السابق الصفحة نفسها . رقم 4439
- هذه الأبيات منقولة من أحد المواقع ذهب عني اسمه .
- صحيح البخاري 3/1346. رقم 3476 .
- الفتح 7/ 44- 46 بتصرف يسير .
---(1/2294)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال
---
سؤال
---
نايف
05-14-2004, 07:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو
في قوله تعالى ( قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا)
لماذ مريم عليها السلام استعاذت بالله ان كان الشخص تقي
ارجوا التوضيح
---
سليمان العجلان
05-15-2004, 09:33 PM
لم تكن استعاذة مريم من الملك لكونه تقيا كما تبادر الى ذهنك،وانماهي تذكره بالله ان كان يخافه من أن يمسها بشيء لايرضاه الله والتذكير بالله لمن يخشاه هو من أقوى الزواجر المانعه من الاعتداء، قال ابن جرير في تفسير هذه الآيه:تقول: أستجيربالرحمن منك أن تنال مني ما حرمه عليك ان كنت ذا تقوى له تتقي محارمه،وتجتنب معاصيه،لأن من كان لله تقيا، فانه يجتنب ذلك.
ولو وجه ذلك الى انها عنت:اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تتقي الله في استجارتي واستعاذتي به منك كان وجها.
وقيل غير ذلك لم اذكرها لبعدها عن المعنى الصحيح، والله تعالى أعلم
---
سليمان العجلان
05-15-2004, 09:55 PM
الذي يظهر لي من قولك(الشخص)في سؤالك انك تظن ان الذي أتى الى مريم هو آدمي والصواب أنه ليس آدميا وانما هو ملك واقرأ قوله تعالى((قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا#قال انما انا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا))وقبلها قوله تعالى((فأرسلنا اليها روحنا))والذي عليه أهل التفسير أنه جبريل عليه السلام.
---
نايف
05-16-2004, 07:24 PM
بارك الله فيك
---
(1/2295)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) فكيف نهتدي به ؟
---
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) فكيف نهتدي به ؟
---
الباحث7
10-03-2003, 07:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أستمتع كثيراً وأنا أتصفح هذا الموقع الحافل الماتع ، وأجد فيه من الدرر والنفائس ما جعلني أجعله الموقع الافتراضي الذي أبدأ به تصفحي لما في هذه الشبكة من المواقع .
وقد لاحظت أن النسبة الكبيرة من موضوعات هذا الملتقى موضوعات علمية بحته ، والمواضيع التربوية قليلة - وإن كانت موجودة - .
ولا يخفى على الجميع أن أهم أهداف هذا الكتاب العظيم - القرآن الكريم - هداية الناس وإصلاحهم حتى يسعدوا في دنياهم وأخراهم ، ولذلك كان من المهم أن نخرج هدايات القرآن للناس ، وأن نتدبر آياته لننتفع بها في حياتنا ، ونزكي بها أرواحنا .
ومن هنا رأيت أن أجمع في هذا الموضوع متفرقات نافعة تتعلق بما في القرآن من الموضوعات التربوية والإيمانية التي نحتاجها أكثر من حاجتنا إلى الطعام والشراب .
وغالب هذه الموضوعات منتقاة مختارة من هنا وهناك جمعتها لكم لأني قد تخصصت في هذا المجال ، وصار اسمي الذي تشاهدونه مع موضوعاتي : الباحث .
فاقبلوا هديتي ، وادعوا لي بالسداد والتوفيق .
وأول هذه الموضوعات التي انتقيتها لكم في هذا المجال موضوع بعنوان :الملامح التربوية في مواعظ لقمان
وإليكم نص هذا الموضوع :
بسم الله الرحمن الرحيم
الملامح التربوية في مواعظ لقمان
الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه وبعد :
لقمان من الشخصيات القرآنية التي سكت القرآن عن بيان نسبه ، وزمنه ، وتوصيف معالم شخصيته ، كما أغفل القرآن أيضاً ذكر اسم ابنه الذي وعظه .(1/2296)
والذي ذكره المفسرون ـ في أرجح الأقوال ـ أن لقمان كان عبداً صالحاً ولم يكن نبياً ، ولكن الله آتاه الحكمة ، فقال تعالى : { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد } 12 / لقمان .
والحكمة التي آتاها الله لقمان هي : الإصابة في القول ، والسداد في الرأي ، والنطق بما يوافق الحق .. وليس المقصود بها النبوة .
وقد أشاد الله في كتابه الكريم بفضل من يؤتى الحكمة فقال الله تعالى :
{ يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب } آية 269 / البقرة .
وقد أشاد الله في كتابه الكريم بفضل من يؤتى الحكمة فقال الله تعالى :
{ يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب } آية 269 / البقرة .
وقد ذكر الله تعالى على لسان لقمان من حكمه وصاياه لابنه ، وهي :
وصايا ومواعظ جامعة تفيض بالحكمة ، تتعلق بالعقيدة والعبادة والسلوك والأخلاق والذي يعنينا من تلك الوصايا ـ بعد دراستها ـ هو تبصر ملامح التربية الإيمانية والسلوكية فيها ، لأنه الغرض من سياق القصة القرآنية عموماً ، وهو الوقوف على مواطن العبرة والعظة فيها لتكون هداية للناس ومنهاجاً يحذوه الآباء والمربون في تربية أبنائهم . قال الله تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } 111 / يوسف .
مقدمات بين يدي المواعظ :
أولاً : هذه الوصايا هي في واقع الأمر [ مواعظ ] كما جاء التعبير القرآني عنها قال الله تعالى : { وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه } 13 / لقمان .
والوعظ هو : ( الزجر المقترن بالتخويف ) .
والتخويف والترهيب يعتبران من مقومات التربية السليمة للأبناء ، إذ التربية تقوم على أصلين هما : [ الترغيب ، والترهيب ] .(1/2297)
فتخويف الأبناء ـ وعظاً ـ من عواقب الأمور ونتائج الأعمال السيئة يعتبر تربية سليمة . فقد خوف الله عباده من عقابه وسوء أعمالهم ليحملهم على الإيمان والعمل الصالح . والآيات التي تشير إلى هذا كثيرة في القرآن الكريم .
وخوف الأبناء من العواقب والمصائر يعد ظاهرة صحية ودلالة وعي عندهم تحفز دافعيتهم ، وتسدد أعمالهم وتقوم اعوجاج شخصياتهم ، وترفع من مستوى أدائهم وانضباطهم ، والذي يجب أن يحذر منه إنما هو الخوف السلبي عند الأبناء كخوفهم من ظلام الليل وبعض الهوام والأصوات ونحوها ، لما يتركه من أثر نفسي في الشخصية .
ثانياً : وفي هذه المواعظ نرى لقمان الأب يقوم بواجب التربية نحو ابنه ويضطلع بمسؤوليته نحوه ـ شفقة ورحمة به ـ لتنشئته على الخير والصلاح ، ويضع أمام الآباء نموذجاً صالحاً لما يجب أن تكون عليه علاقة الأب بابنه .
وهو الواجب الذي أغفله بل أسقطه كثير من الآباء من حساباتهم اليوم تجاه أولادهم يقول الحق سبحانه وتعالى مؤكداً هذا الواجب : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة … } 6 / التحريم .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )متفق عليه
ولا يخفى على ذي لب أن منشأ البر هو قيام هذه الرابطة بين الآباء والأبناء والتي لحمتها حرص الآباء على رعاية أبنائهم وتوجيههم ونصحهم .
وكذلك نجد لقمان ـ من خلال مواعظه ـ يضع ابنه أمام واجباته ، ومسؤولياته ، ويعرفه بها ، ويحفزه ـ وعظاً ـ على الاهتمام بها ، والقيام بشأنها وذلك لينمي فيه حس المسؤولية والاضطلاع بها .
وغير خافٍ على الآباء أهمية تربية حس المسؤولية لدى الأبناء ، إذا أردنا لهم تسجيل نجاحات في حياتهم .(1/2298)
ثالثاً : وإذا كان الله وهب لقمان الحكمة وهي : ( الإصابة في الأمور ) فإن مجموع المواعظ التي اختارها لقمان في وعظ ابنه هي من فيض الحكمة لأنها قول الحكيم وأثر حكمته . وإذا كانت من الحكمة فيجب الأخذ بها وتنشئة الأبناء عليها .
ومن جانب آخر يجب على الداعية والمربي سلوك مسالك الحكمة في دعوته وتوجيهه ونصحه وإرشاده باختيار الموعظة المناسبة في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب ليحمل المتلقي على الاستجابة .
قال الله تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } 125 / النحل .
دلالات المواعظ :
1 ـ كان أول جانب ركز عليه لقمان في وصيته لابنه هو ( قضية التوحيد ) حفاظاً على فطرته الإيمانية التي فطره الله عليها { فطرة الله التي فطر الناس عليها }3 / الروم.
فحذره أن يلوث هذه الفطرة النقية بالشرك مع الله فقال له:{ يا بني لا تشرك بالله }
وبين له خطورة الشرك وعاقبته { إن الشرك لظلم عظيم } لما فيه من التعدي ومجانبة الحق . وهكذا نجد لقمان بحكمته قرن النهي بعلته وحكمته ليكون أدعى إلى الاستجابة في نفس ابنه فيبتعد عن الشرك وعمله لما يدرك خطورته وعواقبه.
كما أن أسلوب التحذير من الفعل قبل الوقوع هو من أرقى الأساليب التربوية إذ التربية ربط وتحذير والتحذير من الشيء قبل الوقوع فيه والابتعاد عنه أسهل من قلعه وإزالته بعد الوقوع فيه .
كما أن الحفاظ على طهرة النفس ونقاء الفطرة وصفاء العقيدة عامل قوي في تشكل الشخصية تشكلاً سوياً بعيدة عن المؤثرات والرواسب السابقة ، إذ لايخفى عليك ما تتركه الانطباعات السابقة من آثار نفسيةٍ في الشخصية يصعب محوها وإزالتها .
ولعله لم يفتك التنبه إلى أسلوب التلطف والتودد من لقمان لابنه وهو يخاطبه [ يا بني ] شفقة به ومحبة له وهو ما يحفز الابن على الاستجابة .(1/2299)
كما في هذا الأسلوب من الخطاب استمالة للابن لاستماع ما يلقى إليه على أنه يخصه ويعينه وفيه إشعار الابن بالاهتمام به .
وكذلك فإن النصيحة حيث جاءت من الأب لابنه فهي نصيحة غير متهمة مبرأة من كل شائبة لا يقصد بها إلا الخير ومصلحة الابن وهذا مؤثر نفسي كبير يحمل الابن على قبول النصيحة والعناية بها .
2 ـ ثم جاء الأسلوب القرآني بعد ذلك ليوجه الاهتمام نحو أمر عظيم وهو من أوجب الواجبات علينا بعد توحيد الله تعالى وطاعته وهو شكر الوالدين والإحسان إليهما قال الله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه } .
ولفت الأسلوب القرآني نظر الأبناء إلى ما تعانيه وتقاسيه الأم أثناء الحمل والولادة { حملته أمه وهناً على وهن } أي ضعفاً على ضعف إذ الأم تبقى متعبة ضعيفة طيلة مدة الحمل إلى الولادة .
وقد لفت الأسلوب القرآني نظر الأبناء إلى ما تقاسيه الأم أثناء الحمل ليستدر عطفهم نحو أمهاتهم .
ولا يخفى ما في هذا الأسلوب من إيجابية في إثارة العاطفة وتوجيه السلوك وما أروع الأسلوب القرآني بعد هذا وهو يعلمنا قيمة أخلاقية راقية وهي :
الشكر على النعمة والوفاء بالجميل قال الله تعالى موجهاً { أن اشكر لي ولوالديك } فأوجب علينا شكر الله على نعمه وشكر الوالدين على الرعاية والتربية .
ثم بين الله لنا بعد ذلك منزلة الوالدين ووجوب الإحسان إليهما ـ وإن كانا كافرين جزاء وفاقاً لأيام الرعاية في الطفولة ـ بشرط عدم الاستجابة إلى مطالبهما وإن أجهدا نفسيهما ليحملا الابن على الإشراك بالله تعالى ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق على أن طاعة الوالدين تأتي بعد تحقيق طاعة الله تعالى .
لكن عدم الاستجابة لمطلبهما لا يلزم عنه ترك صحبتهما بالمعروف بالبر والإحسان والصلة ويصور الله لنا هذا الخط الفارق بين الحالتين في قوله تعالى :{وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبها في الدنيا معروفاً} .(1/2300)
وفي هذا الأسلوب تقرير لمبدأ الطاعة بالمعروف لا لمطلق الطاعة العمياء ، وفيه تعليم للأبناء الموازنة بين الأمور وترجيح المصلحة العليا منها .
3 ـ ثم وجه الأسلوب القرآني نظرنا بعد ذلك إلى التزام الصحبة الطيبة واتباع سبيل المؤمنين الذين رجعوا إلى الله تعالى بالتوبة والعمل الصالح قال الله تعالى : { واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } ولا يخفى أثر الصحبة الطيبة في شخصية الأبناء إذ الطبع يسرق من الطبع ، والمرء على دين خليله ، يقلد تصرفاته ، ويسلك مسالكه .
وفي الأمر باتباع سبيل المؤمنين نهي وتحذير عن تقليد الكافرين والفاسقين وسلوك طريقتهم إذ هناك فرق بين الاتباع والتقليد ، فالاتباع يكون على بصيرة ونور بدليل أن الله بصر المتبع سبيل الاتباع فقال الله تعالى : { واتبع سبيل من أناب إلي } .
أما التقليد فغالباً ما يكون أعمى على غير هدى وتبصر . والتقليد الأعمى لآبائية أو قومية أو جماعة .. هو من أخطر الإصابات العقلية التي تصيب الشخصية وتعطل آلية التفكير فيها ، وهو ما يجب الانتباه إليه وتحذير الأبناء منه .
هذا وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه التوجيهات من قوله تعالى { ووصينا الإنسان بوالديه إلى قوله تعالى بما كنتم تعملون } هي ليست من وصية لقمان وإنما هي من الله تعالى أحكم الحاكمين جاءت لمناسبة لعلها لتكمل الصورة أمام الآباء في تربية أبنائهم .
4 ـ رأى لقمان أن السبيل الأوحد ليحافظ ابنه على تلك المواعظ ويعمل بها هو أن يغرس في نفسه مراقبة الله تعالى لتبقى هذه الرقابة الحية في ذاته حارساً لإيمانه ورقيباً على أعماله ، توقظه عند الغفلة ، وتحميه من الزلة .
ولكن كيف ربى لقمان في ابنه هذا الوازع الديني ؟ لنستمع إلى لقمان وهو يعظ ابنه { يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير } .(1/2301)
ومن خلال هذا التمثيل الرائع وجه لقمان ابنه إلى أن الله مطلع عليك يراك ويعلم كل أحوالك وما يجرى منك من صغيرة أو كبيرة لا تخفى عليه خافية في السموات والأرض ، فالله يعلم حبة الخردل الصغيرة ـ وهي من أصغر الحبوب ـ سواء كانت مخبوءة داخل صخرة أو في أيِّ موضع من السموات والأرض يعلم الله مكانها ويقدر على الإتيان بها .
وعن طريق هذا التمثيل البلاغي من خلال هذه الصورة المادية المحسوسة التي صورها الأب لابنه استطاع لقمان أن يغرس في ابنه الشعور برقابة الله تعالى ويربي في نفسه وازعاً قوياً يبقى الرقيب الدائم والواعظ المصاحب في ذاته .
فما أروع هذا الأسلوب التعليمي التربوي ـ في مخاطبة الوجدان ـ حيث استطاع لقمان الحكيم غرس المعاني عن طريق عرض المادي المحسوس ، لينمي عند ابنه حسَّ الرقابة الذاتية .
5 ـ وإدراكاً من لقمان لأهمية الصلاة ومكانتها فقد وجه ابنه بتلطف إلى أداء الصلاة والمحافظة عليها فقال له : [ يا بني أقم الصلاة ] فالصلاة هي الرابطة بين العبد وربه يستمد منها قوة الإيمان ويتزود بها من التقوى والعمل الصالح .
وهذا من لقمان انتقال بابنه من أسلوب التحذير إلى أسلوب الربط .. وفي ربط الأبناء بأداء الصلاة مع الحضور والخشوع فيها إشباع لحظ الروح من الخواء الروحي الذي أصاب الجيل اليوم .
6 ـ ثم أمر لقمان ابنه أن يقوم بواجب النصح والدعوة إلى الله تعالى نحو أبناء مجتمعه عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ حصن الدين وسياجه ـ فقال له : [ وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ] والغرض تعريف ابنه ببعض واجباته الدينية تجاه مجتمعه ليبني عنده الاتجاه الإيجابي ويعلمه تحمل المسؤولية والقيام بشأنها .
فالمجتمع الإسلامي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .(1/2302)
ولا يخفى ما في هذا التوجيه من تربية لحس المسؤولية عند ابنه تجاه الجماعة التي ينتمي إليها وبناء روح المشاركة الإيجابية مع الجماعة .
هذا وقد جاء طلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منه لابنه متوسطاً بين الصلاة والصبر ، لأن الصلاة هي الباعث المحرض للمؤمن على القيام بواجب النصح للغير أما الصبر فهو لازم للاستمرار والثبات على هذا الواجب .
ولا شك أن من يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلحقه مضرة توجب عليه توطين نفسه على الصبر وتحمل الأذى ليضمن استمرارية الثبات على الحق والدوام عليه . ومن هنا جاءت وصية لقمان لابنه [ واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ] بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تربية للإرادة على ضبط النفس والانفعال وتحمل أذى الغير .
ولا تخفى الجوانب التربوية في توجيه الأبناء نحو الصبر إذ الصبر من لزوميات الحياة يستمد منه المسلم قوته ومقومات ثباته ليستمر في تحقيق أهدافه ويصمد مع مبادئه .
كما في الوصية بالصبر حث على التعامل مع المواقف والأحداث والمصائب بإيجابية وقوة إرادة .
فلنحرص على تربية أولادنا على الصبر وضبط النفس والتعامل مع المواقف بإيجابية إذا أردنا لهم تحقيق أهدافهم إذ الهيجان والانفعال يحرق الأهداف ويخرج الشخصية عن اتزانها وصوابها .
هذا ولما كانت الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصبر على المصائب ، تكاليف شاقة لايقدر عليها إلا أصحاب العزائم ، والإرادة القوية ، جاء ختم هذه الوصايا بأنها : ( من عزم الأمور ) أي من الأمور الواجبة التي لارخصة للمسلم في تركها ، ويجب بذل الجهد ، ومجاهدة النفس ، وتحمل المشاق للقيام بشأنها .
7 ـ ثم حذر لقمان ابنه من خصلة مذمومة عند الله والناس فقال وهو(1/2303)
يعظه : [ ولا تصعر خدك للناس ] أي لا تمل وجهك وتعرض عن الناس تكبراً ، [ ولا تمش في الأرض مرحاً ] أي خيلاء إعجاباً بنفسك [ إن الله لا يحب كل مختال فخور ] متكبر متعاظم .
والنهي عن الشيء أمر بضده فحيث نهى لقمان ابنه عن التكبر فقد أراد بذلك أن يغرس في نفس ابنه قيمة أخلاقية ممدوحة وهي : [ خلق التواضع ] .
وليس بخاف على أحد رذيلة التكبر وفضيلة التواضع عند الله والناس ، فإن أول سقوط وإصابة للنفس كانت بسبب التكبر والاستعلاء من الشيطان الرجيم حيث أمره الله تعالى بالسجود لآدم تكريماً فأبى تكبراً وقال غروراً [ أنا خير منه ] 12/الأعراف فطرد من رحمة الله .
وبذلك كان التكبر أكبر ذنب يقترفه الإنسان ويحجبه عن دخول الجنة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ] رواه مسلم .
وإنما جاء التأكيد من لقمان لابنه على ذم التكبر والتحذير منه دون غيره لما يجره بعده من الشرور والآثام إذ هو أصل كل شر ورذيلة .
8 ـ ثم لفت لقمان بعد ذلك نظر ابنه إلى أمور سلوكية تتعلق باتزان الشخصية وكمالها وهي : ( أدبه في السير والحديث ) .(1/2304)
فوجهه إلى التوسط في مشيته والاعتدال في سيره بين الإسراع والبطء فقال له : [ واقصد في مشيك ] إذ الإسراع في السير يذهب بهاء الإنسان ، والبطء يشعر بالضعف ، كما في الوصية إشارة مؤكدة لما سبق من نبذ التكبر والتحلي بالتواضع أي لا تمشِ مشية المتكبر كما قال الله تعالى { ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً {} كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً }38 / الإسراء . ثم وجه لقمان ابنه إلى أدب الحديث والخطاب فقال له واعظاً [ واغضض من صوتك ] أي اخفض منه أثناء الحديث والخطاب فلا ترفعه عالياً فإنه لا يجمل بالعاقل ، لأن من رفع صوته عالياً شابه الحمار في صوته المنكر [ إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ] . وفي غض الصوت أدب راق ، وثقة بالنفس ، وامتلاك لناصية الكلمة ، واطمئنان من الغير إلى صدق حديثه واعتدال مزاجه .
هذا ولا يخفى ما لهاتين الموعظتين من أثر تربوي في بناء الشخصية المتزنة . فيحسن بالأبناء التحلي بهما والاهتمام بشأنهما ، وعلى الآباء ملاحظتهما في شخصية أبنائهم .
الأبعاد التربوية في مواعظ لقمان لابنه :
نلمح من مواعظ لقمان لابنه عدة أبعاد تربوية نجملها بالتالي :
1 ـ استخدامه أسلوب الوعظ القائم على التحذير وتخويف عواقب الأمور مما يثير دافعية الابن نحو ترك المنهي وفعل المأمور .
2 ـ استخدامه أسلوب التودد والتحبب في توجيه المواعظ لابنه حيث ابتدأ خطابه له بقوله : [ يا بني ] ، لاستمالته وإشعاره بالاهتمام به ، والشفقة عليه .
3 ـ التنويع في المواعظ بما يقيم الشخصية السوية المتكاملة من كل جانب ، فلا تفريط بجانب على حساب جانب آخر .
4 ـ استخدامه أسلوب [ التحذير والربط ] فقد حذره من الشرك والتكبر وربطه بالصلاة والصحبة الطيبة .
5 ـ استخدامه أسلوب التعليل وبيان الحكمة للأوامر والنواهي ليكون أدعى للاستجابة عند ابنه وشحذاً للتفكير المنطقي عنده .(1/2305)
6 ـ إثارة الجانب العاطفي ومخاطبة الوجدان ليحمله على تقدير أمه والإحسان إليها حيث ذكره الأسلوب القرآني بما تقاسيه الأم طيلة مدة الحمل إلى الولادة .
7 ـ الاهتمام بتربية الوازع الديني ـ الشعور برقابة الله تعالى ـ ليبقى رقيباً على أعماله ويقوم اعوجاجها وهو ما ينمي عند الأبناء حسَّ الرقابة الذاتية ومحاسبة النفس .
8 ـ تقريب المعاني عن طريق التمثيل بالمحسوس وذلك من خلال الصورة المحسوسة التي عرضها لقمان لابنه والتي تدل على سعة علم الله وقدرته بغرض حمل ابنه على مراقبة الله تعالى .
9 ـ تربية الإرادة وتوطين النفس على تحمل المكاره حيث أوصاه [ بالصبر ] .
10 ـ غرس القيم الأخلاقية النبيلة في شخصية ابنه كالشكر على النعمة والإحسان واحترام الوالدين وبرهما ، والتحلي بالتواضع .
11 ـ تكوين اتجاهات إيجابية عند ابنه من خلال دعوته للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه أبناء مجتمعه .
12ـ تنمية حس المسؤولية ، والشعور بالواجب لدى ابنه ، وذلك من خلال تعريفه بواجباته ومسؤولياته الدينية والاجتماعية .
13ـ الاهتمام بالجوانب السلوكية حيث أرشده إلى آداب تتعلق باتزان الشخصية
[ كأدب السير والحديث ] .
14ـ تعليم الأبناء الموازنة بين الأمور وتقديم المصلحة الراجحة منها وذلك من خلال الموازنة بين الاستجابة لطاعة الوالدين في المعصية أوالاستجابة لطاعة الله تعالى .
تلك هي بعض الأبعاد التربوية التي مرت معنا في ثنايا الكلام والتي وفقنا الله تعالى للوقوف عليها من خلال مواعظ لقمان لابنه .
نسأل الله أن يوفقنا والقارئ الكريم للاستفادة منها والأخذ بها في تنشئة أجيالنا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل والحمد لله رب العالمين .
أتى هذا المقال من الكلم الطيب
http://www.islamword.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.islamword.com/modules.php?name=News&file=article&sid=124
---
الباحث7
10-05-2003, 08:53 AM(1/2306)
حقاً: ما مقاصد القرآن وأهدافه؟
وماذا يريد منا؟
إن قراءة سريعة لآيات القرآن لا يمكن أن نفهم بها أهدافه. وإن قراءة عجولة لبينات الكتاب لا يمكن أن ندرك بها مقاصده.
قليلون أولئك الذين يقرؤون القرآن ويعون آياته، ويفهمون بصائره، ويدركون مقاصده.. وكثيرون أولئك الذين يمرون على بيناته مروراً خاطفاً دون أن يفهموا أهدافه أو يستوعبوا ما يريده منهم، وإذا فهموا لا يأخذون ذلك مأخذ الجد، كأنّ الأمر على غيرهم كتب، وعلى سواهم وجب، ومن دونهم طلب!
حقاً: ما مقاصد القرآن وأهدافه؟ وماذا يريد منا؟.
إن قراءة طيارة سريعة لآيات القرآن لا يمكن أن تفهم بها أهدافه. وإن قراءة عجولة لبينات الكتاب لا يمكن أن ندرك بها مقاصده.
وإن قراءة ساهية لسور الذكر الحكيم لا يمكن أن نتنور ونتبصر بها، أو نستوعب معاني الآيات المقصودة وحقائق البينات المنشودة.
أهداف القرآن الأساسية أربعة:
أولاً: القرآن يريد منا معرفة الخالق، ومن ثم عبادته.
ثانياً: القرآن يريد منا أن نزكي أنفسنا ونطهرها.
ثالثاً: القرآن يريد منا أن نترك الجرائم والخطيئات فردية كانت أو اجتماعية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية القرآن يريد منا أن نعمل الصالحات، ونفعل الخيرات ونرحم بعضنا البعض، ونبني المجتمع بناء صالحاً طيباً.
رابعاً : القرآن يدعونا لنشر الخير والصلاح ،ودعوة الناس إليه ، ورد من وقف في وجهه حتى يعم هذا الخير جميع الأرض ، ويحصل التمكين لأهله .
هذه هي المقاصد الكبرى التي هي بحاجة إلى استيعاب ووعي وإدراك.
المقصد الأول في القرآن الكريم هو أن الكتاب المجيد يريد منا معرفة الرب العظيم، وهذه المعرفة أساس كل خير وصلاح، وإذا عرف الإنسان ربه أطاع أوامره ورسله وأوليائه.
كم في القرآن من آيات تتحدث عن الطبيعة، بما فيها من إنسان وحيوان وجبال وأرض وسماء وأنهار وبحار؟ إنها آيات كثيرة جمة، وكلها تهدينا إلى ربنا وتعرّفنا بعظمة خالقها وخالقنا.(1/2307)
اقرأ آيات الطبيعة، وانظر كيف يذكرنا الله بذاته لنعرفها حق المعرفة.
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا(47)وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا(48)... وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا(53)وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا(54)... تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا(61) } (سورة: الفرقان).
ما عليك أيها المؤمن إلا أن تقرأ آيات الطبيعة المفصلة في كتاب ربك، وتنظر إليها ماثلة أمامك في الحياة، ومن ثم تلاحظ عظمة الله.. وها هنا تكمن المعرفة بالله التي تدفع إلى تحقيق أهداف القرآن.
وحتى تستقر بذرة المعرفة في قلوبنا وتنبت بسلام وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ينبغي أن نطهر ساحة قلوبنا ونزكي أرواحنا وننظفها من أدران الحياة وأوساخ الدنيا. وهذا هو المقصد الآخر الهام للقرآن، فهو يريد أن تكون قلوبنا زكيه نظيفة طاهرة لا وسخة تحتوي وتنطوي على النية الخبيثة.
ولا وسيلة نزكي بها نفوسنا أفضل من القرآن .
وإذا زكى القلب وطهر، ونمت فيه شجرة الفهم والمعرفة، يكون صاحب هذا القلب رشيداً في حياته، فينتهي عن المحرمات المحظورة، ويأتي بالأعمال الطيبة والأفعال الجميلة.. وهذا مقصد آخر من مقاصد القرآن، فلا تكفي المعرفة والعلم وزكاة القلب، بل لا بد وأن يكون ذلك مشفوعاً بالعمل الطيب ومتبوعاً بالفعل الحسن.
وإن الإنسان إذا كان عارفاً نقي القلب، فهو ليس بحاجة إلى أن يدعى للعمل الطيب، لأنه وبشكل طبيعي سيصدر منه كل ما هو طيب وحسن وجميل.(1/2308)
ونتساءل: كيف تحقق هذه المقاصد والأهداف على الصعيدين الشخصي والاجتماعي؟
هنالك طريقان لابد من سلوكهما لنتقرب من القرآن، ونتمكن من تحقيق أهدافه في أنفسنا ومجتمعنا.
الأول.. القرآن نفسه طريق سريع يوصلنا إلى أهداف القرآن، ولذا ينبغي أن تطرق آياته النافدة وبيناته المؤثرة أسماعنا وأسماع جميع أفراد المجتمع.
في كل بيت ومنزل ينبغي أن تسمع العوائل آيات القرآن، الكبار منهم والصغار، وحتى الوليد الرضيع في مهده، وفي المدارس، وفي الأسواق والمحال التجارية، وفي السيارات ووسائل النقل، وفي كل مكان، بدل أن يسمع الناس الغناء والموسيقى واللغو الذي يزيدهم غفلة وبعداً وفساداً.
وإن مجرد سماع آيات القرآن له نفع جميل الناس، لأنه كلام الخالق إلى خلقه ذوي الفطرة الطبية والوجدان والضمير.
إن الرحمة هي نصيب المجتمع الذي يصغي إلى آيات الرحمن، يقول تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (آل عمران: 204), فلا ترى في مثل هذا المجتمع انتشار الجريمة والفساد والضلال والظلم الذي يسبب الشقاء والعذاب والتعاسة.
ولكن.. حتى تنتج التلاوة القرآنية ثمارها الجميلة ينبغي أن تراعى معها أربعة أمور:
الأول: التلاوة المرتلة ، فهذه هي التي تنفذ إلى أعماق القلب وتؤثر في السلوك، وقد قال الله U لنبيه الأكرم r : ? ورتل القرآن ترتيلاً ?
الثاني: ينبغي أن تكون التلاوة واعية ذات تأمل وتفكر وتدبر وتفهم، وقد قال ربنا جل وعلا : ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ? (محمد:24)
الثالث: لابد وأن تكون التلاوة مستمرة كي لا يبتعد عن القرآن وننسى أهدافه ،(1/2309)
إن التلاوة والتدبر والمصاحبة المستمرة هي التي تحصّن الإنسان وتهديه، وتجعله ثابتاً، لا يتأثر بالأضاليل ولا تجرفه التيارات المنحرفة. ? وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ?(آل عمران:101)
الرابع: ينبغي أن تكون التلاوة عملية، فيبذل القارئ وسعه في العمل بما مر عليه من إرشاد وأمر أو نهى.
وأخيراً ؛ الأمر الذي لا بد من سلوكه لنقترب من القرآن ونحقق أهدافه هو تواصي أهل الخير فيما بينهم، وتعاونهم مع بعضهم البعض التواصي قولاً، والتعاون فعلاً ، ودعوة الناس إلى هذا القرآن
ولو عمل أي مجتمع بهاتين القيمتين فإنه لا يضل عن هدى القرآن، يقول الله تعالى منبهاً إلى ضرورة التواصي والتعاون {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} (العصر: 3).. ويقول جل شأنه: {وتعاونوا على البر والتقوى} (المائدة: 2).
ينبغي أن يكون أبناء المجتمع يدا واحدة متكاتفين، يهدي الراشد منهم الضال، ويعلم البصير الجاهل، ويصلح الواحد منهم الآخر، ويدفع بعضهم بعضاً إلى الحق والهدى والخير، ويرشد القريب قريبه، والوالد ولده، والجار جاره، والصديق صديقه...
والخلاصة: إن بين أيدينا كتاباً مجيداً عظيماً، علينا أن نتخذه وسيلة لمعرفة الله، وتطهير أنفسنا، ودفعها نحو الخير والعمل الصالح، ولا يتم ذلك إلا بالإقبال على القرآن، وتلاوته الواعية المستمرة.
وبالتواصي القولي والتعاون الفعلي نقترب أكثر فأكثر من هدى القرآن ونور الرحمن.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-10-2003, 08:59 PM
بسم الله
أخي الكريم الباحث7
الفكرة رائعة ، والموضوع من أهم ما ينبغي الاعتناء به
فنرجو منك المواصلة في عرض الموضوعات التي تبين طريقة الاهتداء بالقرآن .(1/2310)
ولعلك تنتقي لنا روائع ما سطره العلامة الشنقيطي في أضواء البيان حول آية الإسراء التي صدرت بها موضوعك ، وتقوم باختصاره بطريقة مناسبة .
وفقك الله وسدد خطاك ، ونسأل الله الكريم أن يهدينا بالقرآن العظيم .
ومن باب المشاركة أبدأ بذكر مقدمته رحمه الله حول تفسير آية الإسراء :
قال رحمه الله : . قوله تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}. ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية، وأجمعها لجميع العلوم، وآخرها عهداً برب العالمين جلَّ وعلا ـ يهدي للتي هي أقوم. أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب.....
وهذه الآية الكريمة أجمل الله جلَّ وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم. لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة. ولكنَّنا إن شاء الله تعالى سنذكر جملاً وافرة في جهات مختلفة كثيرة مِن هدى القرآن للطريق التي هي أقوم بياناً لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة، تنبيهاً ببعضه على كله من المسائل العظام، والمسائل التي أنكرها الملحدون من الكفَّار، وطعنوا بسببها في دين الإسلام، لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة.
ثم بدأ رحمه الله يذكر كيفية هداية القرآن لأقوم الطرق وأهدى السبل في كل جانب من جوانب هذا الدين العظيم ، فقال مبتدئاً بجانب العقيدة والتوحيد :
فمن ذلك توحيد الله جلَّ وعلا: فقد هدى القرآن فيه للطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها، وهي توحيده جلَّ وعلا في ربوبيته، وفي عبادته، وفي أسمائه وصفاته. وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:(1/2311)
الأول ـ توحيده في ربوبيته، وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء، قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}، وقال: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالاٌّرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والاٌّبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ الاٌّمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} تجاهل من عارف أنه عبد مربوب. بدليل قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هؤلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّرْضِ بَصَآئِرَ}، وقوله: {وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله. كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ}، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جداً.
الثاني ـ توحيده جلَّ وعلا في عبادته. وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى «لا اله إلاَّ الله» وهي متركبة من نفي وإثبات. فمعنى النفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت. ومعنى الإثبات منها: إفراد الله جلَّ وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام. وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم {أَجَعَلَ الاٌّلِهَةَ الهاً وَاحِداً إِنَّ هَاذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ}.(1/2312)
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ اله إِلأ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ}، وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ}، وقوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى? إِلَيْهِ أَنَّهُ لا? اله إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}، وقوله: {وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَانِ ءَالِهَةً يُعْبَدُونَ}، وقوله: {قُلْ إِنَّمَآ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ الهكُمْ اله وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ} فقد أمَر في هذه الآية الكريمة أن يقول: إنما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد. لشمول كلمة «لا إله إلاَّ الله» لجميع ما جاء في الكُتب. لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده. فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي، وما يتْبع ذلك من ثواب وعقاب، والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة.
النوع الثالث ـ توحيده جلَّ وعلا في أسمائه وصفاته. وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين:
الأول ـ تنزيه الله جلَّ وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم. كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ}.
والثاني ـ الإيمان بما وصفه الله به نفسه. أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله. كما قال بعد قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف، قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} وقد قدمنا هذا المبحث مستوفًى موضحاً بالآيات القرآنية «في سورة الأعراف».(1/2313)
ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار باعترافهم بربوبيته جلَّ وعلا ـ على وجوب توحيده في عبادته. ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير. فإذا أقروا بربوبيته احتج بها عليهم على أنه هو المستحق لأن يعبد وحده. ووبَّخهم منكراً عليهم شركهم به غيره، مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده. لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده لزمه الاعتراف بأنه هو المستحق لأن يعبد وحده.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالاٌّرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والاٌّبْصَارَ} إلى قوله {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}. فلَّما أقروا بربوبيته وبخهم منكراً عليهم شركهم به غيره بقوله: {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}.
ومنها قوله تعالى: {قُل لِّمَنِ الاٌّرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَسَيَقُولُونَ لِلَّهِ} فلمَّا اعترفوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}، ثم قال: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِسَيَقُولُونَ لِلَّهِ} فلما أقرُّوا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}، ثم قال: {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَسَيَقُولُونَ لِلَّهِ} فلما أقروا وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}.
ومنها قوله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّرْضِ قُلِ اللَّهُ} فلما صح الاعتراف وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله: {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا}.
ومنها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.(1/2314)
ومنها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} فلما صح اعترافهم وبخهم منكراً عليهم شركهم بقوله:{فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ الاٌّرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} فلما صح إقرارهم وبخهم منكراً عليهم شِركهم بقوله: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}، وقوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} فلما صح اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، وقوله تعالى: {ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا} ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم البتة غيره: هو أن القادر على خلق السَّماوات والأرض وما ذكر معها، خير من جماد لا يقدر على شيء. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله. {أَاله مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}، ثم قال تعالى: {أَمَّن جَعَلَ الاٌّرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً} ولا شك أن الجواب الذي لا جواب غيره كما قبله. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلاهٌ مَّعَ الله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، ثم قال جلَّ وعلا: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّو?ءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ الاٌّرْضِ أَءِلَاهٌ} ولا شك أن الجواب كما قبله. فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَاهٌ مَّعَ(1/2315)
اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}، ثم قال تعالى: {أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِى ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًى بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِ} ولا شك أن الجواب كما قبله. فلما تعين إقرارهم بذلك وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَاهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ثم قال جلَّ وعلا: {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ والاٌّرْضِ} ولا شك أن الجواب كما قبله. فلما تعين الاعتراف وبخهم منكراً عليهم بقوله: {أَءِلَاهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}،وقوله: {اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَىْءٍ} ولا شك أن الجواب الذي لا جواب لهم غيره هو: لاا أي ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئاً من ذلك المذكور من الخلق والرزق والإماتة والإحياء. فلما تعين اعترافهم وبخهم منكراً عليهم بقوله: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
والآيات بنحو هذا كثيرة جداً. ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع: أن كل الاسئلة المتعلِّقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار. لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة. نحو قوله تعالى: {أَفِى اللَّهِ شَكٌّ}، وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِى رَبًّا} وإن زعم بعض العلماء أن هذا استفهام إنكار. لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلِّق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار، لأنهم لا ينكرون الربوبية، كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه.(1/2316)
والكلام على أقسام التوحيد ستجِده إن شاء الله في مواضع كثيرة مِن هذا الكتاب المبارك، بحسب المناسبات في الآيات التي نتكلم على بيانها بآيات أخر.
---
عبدالرحمن الشهري
02-20-2005, 01:14 AM
بارك الله فيكما ، هذه نظرات تستحق التأمل والتدبر . ويا حبذا المواصلة وفقكم الله.
---
المحب الكبير
02-20-2005, 01:22 AM
جهد مبارك ، أسأل الله الكريم ألا يحرمك أجره .
---
سلسبيل
03-08-2005, 12:46 PM
إنما العلم الخشية وليس العلم بكثرة الرواية كما قال بذلك أحد العلماء
والقرآن كتاب هداية للعقول الحائرة والأفهام الضالة وليس للمناظرة وكثرة الجدل وما ضل قوم بعد هدى إلا وأوتوا الجدل .
وحبذا لو أقتصرنا هذه الزاوية المباركة من هذا الملتقى في ما صدرة الأخ الكريم الباحث 7 بقوله تعالى :
](إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) فكيف نهتدي به ؟[/color]
ولا يزال السؤال قائما ... كيف نهتدي به ؟ وكيف نكون قرآنا يمشي على الأرض ؟ ذلكم السؤال الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا ولا نحد عنه يمنه أو يسره فإن الصراط واحد والسبل كثيرة متفرقة .
وهذه مقالة بعنوان من روائع التعبير القرآني عن رابطة الأخوة
للدكتور أحمد شرشال من كلية الشريعة بجامعة الكويت وقد نشرتها الوعي الإسلامي أضعها باختصار لما حوته من فائدة في هذا المجال
1- فهو تطرق أولا إلى أهمية فهم الأسلوب القرآني
2- سنن القرآن أن يعبر بالنفس عن الآخرين وفائدة ذلك
3- ثم ساق أمثلة لتلك التعبيرات القرآنية( التي خاطب بها الأمة الإسلامية خصوصا )
4- تأثير ذلك الأسلوب لو تدبرناه وعملنا به على وحدة الأمة والعلاقات بين أفرادها
---------------------------------------------------------------------------------------
من روائع التعبير القرآني عن رابطة الأخوة(1/2317)
مما لا شك فيه أن القرآن الكريم تضمن علوما ومعارف يعجز البشر عن الإتيان بمثلها وتضمن حكما وأحكاما وأسرارا بها بها يحقق الإنسان سعادته في الدنيا والآخرة ولا سبيل إلى معرفة هذه العلوم إلا بفهم القرآن الكريم وتفسيره وتدبره لأن ملكة الفهم عند كثير من الناس دخلها الفساد فصاروا لا يفهمون القرآن ولا يفقهون فيه .
ومن دون فهم القرآن وتفسيره لايمكن الوصول إلى كنوزه مهما رددننا تلاوته وأقمنا حروفه لذلك قال ابن القيم " ولم يكن للصحابة كتاب يدرسونه وكلام محفوظ يتفقهون فيه إلا القرآن وما سمعوه من نبيهم ولم يكونوا إذا جلسوا يتذاكرون إلا في ذلك " الإشتغال بفهم القرآن وتفسيره والتفقه فيه يرقق إحساس المسلم ويقوي شعوره وينمي فيه حب الآخرين بحيث يتألم لآلامهم ويفرح لفرحهم ويسعد لسعادتهم فيبني في نفوس الناس معالم الوحدة في الشعور والفكر .
ومن الأساليب القرآنية العجيبه في التعبير عن هذا الإحساس التي تدعو للتفكر والتأمل أن جعل قتل الرجل لغيره من بني جنسه قتلا لنفسه وجعل إخراج الرجل من داره إخراجا لنفسه وجعل الظن السوء بالغير ظنا بنفسه وجعل لمز الرجل لغيره لمزا لنفسه وجعل السلام على غيره سلاما على نفسه .
وهذا مَعلم بارز في أسلوب القرآن العجيب أرساه في نفوس اتباعه وهو من سنن القرآن أن يعبر بالنفس عن الآخرين لأنهم من نفس واحدة وفائدة هذا التعبير التنبيه إلى أن الأمه المتواصلة بالدين يجب أن يكون شعورها بالوحدة قويا وعميقا ومؤثرا
- قال تعالى في سورة النساء " ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) أي لا يقتل بعضكم بعضا فجعل قتل الرجل لغيره قتلا لنفسه قال القرطبي " أجمع أهل على أن المراد بهذه الآيه النهي أن يقتل بعض الناس بعضا , ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه " قال الحافظ ابن كثير " وهو الأشبه بالصواب " وقال إن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة "(1/2318)
- ومن أساليب القرآن الكريم في التعبير بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " حكى الفخر الرازي مقالة لعبد الله بن المبارك أنه قال " وهذه أوكد آية في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه سبحانه قال " عليكم أنفسكم " يعني عليكم أهل دينكم ولا يضركم من ضل من الكفار بأن يعظ بعضكم بعضا ويرغب بعضكم بعضا في الخيرات وينفره عن القبائح والسيئات " وبهذا التوجيه سقط قول من فهم من هذه الآية ( الأنانية ) فإن استعمال القرآن للأنفس يريد به معنى أشمل وأعم من النفس التي بين جنبي الإنسان .
- ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الغير قوله تعالى " فإذا دخلتم بيوتا فسلوا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة " والمعنى فليسلم بعضكم على بعض وهم أهل البيوت التي يدخلونها لأنهم بمنزلة أنفسهم في شدة المودة والمحبة ولأنهم منهم في الدين فكأنهم حين يسلمون عليهم يسلمون على أنفسهم ونحن وإياهم بمنزلة النفس الواحدة ، وقد جاء هذا المقصود صريحا في قوله تعالى " تخافونهم كخيفتكم أنفسكم " والإنسان حتما لا يخاف نفسه إنما يخاف غيره أي كما يخاف بعضكم بعضا .
- ومن التعبيرات قوله تعالى " ولا تلمزوا أنفسكم " وفي هذا إشارة إلى أن من عاب أخاه المسلم فكأنما عاب نفسه فنزل البعض الملموز منزلة نفس الإنسان لتقرير معنى الإحساس بالأخوة وتقوية الشعور بها(1/2319)
- ومن استعمالات القرآن للنفس وإرادة الغير قوله تعالى ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ) والمقصود بأنفسهم هنا إخوانهم في الدين والعقيدة ووصف الإيمان ( هنا ) يحملهم على إحسان الظن بالغير ويكفهم عن إساءتهم بأنفسهم " أي بأبناء جنسهم النازلين منزلة أنفسهم " فتشبيه الغير بالنفس لشدة اتصال الغير بالنفس في في الأصل والدين وفي هذا التعبير عن إخوانهم وأخواتهم في العقيدة بأنفسهم أسمى ألوان الدعوة إلى غرس روح المحبة والمودة والإخاء والإحساس الصادق حتى لكأن الذي يظن السوء بغيره إنما يظنه بنفسه .
فهذا الأسلوب القرآني وهذا الخطاب الرباني يؤكد معنى وحدة الأمة ويحدث في نفوس أفرادها أثرا وإحساسا يبعثها على الإمتثال ، فالمسلم الذي يربى على هذه المعاني وهذه الدقائق القرآنية لاشك أنها تؤثر فيه وتغرس في أعماقه هذا الشعور .
ومن تدبر هذا الأسلوب العجيب علم أنه لا قوام لهذه الأمة إلا بمثل هذا الإحساس وشعور كل فرد من أفرادها بأن نفسه التي بين جنبيه هي نفس الآخرين ودمه هو دم الآخرين ولا فرق في المحافظة على الروح التي تجول في بدنه والدم الذي يجري في عروقه وبين الأرواح والأبدان التي يحيا بها إخوانه ..... وليزن طلاب علم هذا الزمان تعليمهم بهذا الأسلوب العجيب في التربية والتعليم ولينظروا أين مكانهم من فهم القرآن وما حظهم من هدايته ؟ [/color]
د. احمد شرشال
كلية الشريعة جامعة الكويت
---
(1/2320)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مرحباً بكم
---
مرحباً بكم
---
الدكتور محمد المديفر
05-26-2006, 08:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم على هذا الموقع المتميز , وستجدون مني مشاركات تسركم إن شاء الله , وبالله التوفيق .
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2006, 08:58 PM
مرحباً بالدكتور الفاضل محمد المديفر - الأستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم - في ملتقى أهل التفسير ، ونحن سعداء بانضمامه إلى الملتقى ، وفقه الله وبارك فيه ، وإِنَّا بوعدك مُغتبطون ، وله منتظرون .
---
أبو بيان
05-26-2006, 09:08 PM
حياك الله دكتور محمد, وأتحفنا بالمفيد.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-26-2006, 09:57 PM
حياكم الله يا دكتور محمد
وسعداء بانضمامكم إلى الملتقى
ومنتظرون لبشارتكم بشركم الله بما تحبون في الدنيا والآخرة.
---
غانم الغانم
05-27-2006, 04:47 AM
نحمد الله على انضمام شيخنا د/ محمد المديفر وأسأل الله أن يبارك بوقته ويتحفنا بكتاباته وبحوثه فكم استفدنا منه الشيء الكثير في القسم ..
وفقكم الله
---
مساعد الطيار
05-27-2006, 07:52 AM
حياك الله أبا جعفر في ملتقى أهل التفسير .
---
ابن الجزيرة
05-27-2006, 09:12 AM
مرحباً بالشيخ الدكتورمحمد المديفر ونحن ننتظر بشوق إلى مشاركاته النافعة بإذن الله .
---
أحمد البريدي
05-27-2006, 11:01 AM
مرحباً بالشيخ بين إخوانه , ونحن ننتظر مشاركاته .
---
مجدي ابو عيشة
05-27-2006, 04:36 PM
أهلا بالشيخ محمد.
نرجوا الله ان يكون وجودك بركة على المنتدى وأهله
---
أبو ياسر
05-27-2006, 07:27 PM
مرحبا بالشيخ د. محمد المديفر ، وإن شاء الله نكون على يد واحدة .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-12-2006, 11:46 PM
في انتظار ما وعدتنا به شيخنا الكريم
---
أحمد الفالح
06-13-2006, 03:41 AM
حياك الله يادكتور محمد(1/2321)
سعداء بانضمامك لملتقى أهل التفسير
---
(1/2322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أريد ترجمة للشيخ صالح المغامسي المفسر المعروف
---
أريد ترجمة للشيخ صالح المغامسي المفسر المعروف
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
03-10-2006, 02:07 PM
الأخوة في المنتدى السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود منكم ذكر ترجمة للشيخ صالح المغامسي المفسر المعروف ، و جزاكم الله خيرا .
---
نياف
03-10-2006, 10:25 PM
* الاسم : صالح بن عواد بن صالح المغامسي
* الوظيفة الحالية : عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين وخطيب جامع الملك عبدالعزيز وأمين لجنة الأئمة بالمدينة المنورة.
* الدراسة : ثانوية المعهد العلمي بالمدينة 1400هـ , بكالوريوس اللغة العربية 1405هـ , الدراسات العليا جامعة الملك سعود .
* احالة الأجتماعية : متزوج وله أربعة أبناء .
* المشاركات والدروس العلمية : للشيخ درس أسبوعي في التفسير بمسجد السلام بالمدينة تولت تسجيلات الفالحين إخراجه بعنوان : تأملات قرآنية (صدر منه إلبومان 1و2)وللشيخ دروس شهرية في جدة , حائل , ينبع .
ودرس تفسير شهري ثابت في جامع البواردي بالرياض (بدأ في شهر شعبان الماضي)
وللشيخ برنامج أسبوعي في التفسير في قناة المجدالعلمية بعنوان (محاسن التأويل ) ولقاء شهري ثالث أربعاء من كل شهر بعنوان ( قطوف دانية ) في المجد العامة , وسبق أن عرض للشيخ برنامج (مجمع البحرين ) في القناة العلمية عرض منه ثلاث عشرة حلقة مدة كل حلقة نصف ساعة تقريبا أنهى الشيخ تسجيلها في ثلاثة أيام , وقد عرض للشيخ من قبل شرح (الدرة المضيئة) في السيرة النبوية شرحه الشيخ العام الماضي في دورة ابن باز الكبرى في مدينة جدة .
* طلب العلم وعلى يد من من المشيخ :(1/2323)
(الكلام للشيخ) أما عن مراحل الدراسة فقد تلقيت الأبتدائية في المدرسة الناصرية ومن ثم المتوسطة والثانوية وجميعها كانت في المدينة النبوية ، وأما المرحلة الجامعية فكانت في جامعة الملك عبدالعزيز فرع المدينة قسم اللغة العربية والدراسلت الإسلامية ، وإن كان التخصص الدراسي هو اللغة العربية .
أما العلم في المساجد وعلى العلماء فقد كان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي جاراُ لي ولم أطلب على يديه وإنما عوضت ذلك بالعكوف على كتبه فقد توفي وأنالم يتجاوز عمري احد عشر عاماُ وتتلمذت على يد الشيخ عطية محمد سالم ، والشيخ أبو بكر الجزائري ثم كان انتهاز الفرص واللقلءات مع الشيخ ابن عثيمين ولقاءات معدودة مع الشيخ ابن باز - رحمهما الله - وحفظ الباقين .
* ولمن لا يعرف الشيخ فهو أديب وشاعر وصاحب حرف وكلمة .
* أقتبست هذه السيرة (بتصرف بسيط) من لقاء مجلة روائع مع الشيخ (العدد الثاني - شعبان 1426)
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=1183
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
03-11-2006, 06:06 PM
جزاك الله خيرا أخي نياف .
---
وحي القلم
03-14-2006, 10:10 PM
بارك الله فيكما وفي شيخنا المفضال !
---
محمود الشنقيطي
03-16-2006, 10:01 AM
أما ما لم يذكره أخي المترجم وما أعرفه من حاله شخصيا وعن قرب منه,هو أنه غاية في التواضع والانبساط والأدب مع الصغير والكبير وشديد التجافي عن الوقيعة في أعراض الناس عامة وعلماء الأمة خاصة فلا يقع فيهم ولا يرضى الوقيعة أمامه,
والشيخ صاحب خشية لله وعين دامعة- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- وليس العجب من شدة خشيته بأعظم من العجب من تواضعه الذي يغمر به كل مسلم
وحديثه ومواعظه مؤثرة جدا ولها وقعها العميق في نفس السامع واسمعوا له إن شئتم هذه الأشرطة:
1-الحبيب صلى الله عليه وسلم وساعات الرحيل
2- الغمام الماطر في شرح حديث جابر
3-محبة النبي صلى الله عليه وسلم
4-تأملات قرآنية
5-فاجعة الفجر(1/2324)
6-(الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)
وكم في النفس مما لا أريده أن يظهر لعلمي أنه يؤذي الشيخ حفظه الله
ثبتنا الله وشيخَنا صالح على الحق والهدى,ونفعنا وإياه بما علمنا وزادنا علما, وعصمنا من فتن الدنيا والآخرة ومكارههما..
---
ابن الجزيرة
03-16-2006, 05:06 PM
بارك الله فيك على هذه الإضافة الطيبة, وكثر الله من أمثال الشيخ صالح, وثبتنا الله وأياه على الحق .
---
الجكني
12-15-2006, 08:33 PM
أخي الشيخ صالح حفظه الله حبيبي وزميلي وصدقيني أعرف فيه تقوى الله والورع وحب العلم ،ولا أزكيه ولا نفسي على الله ،لكن وصفه ب"المفسر"كما في العنوان قد لا يقبل به الشيخ نفسه ،ولا اشك في أنه يتفق مع كاتب هذه الحروف أن هذا اللقب" المفسر" دونه فيافي ومفاوز ليست بالسهولة بمكان 0
---
أبو الحسن الأثري
12-15-2006, 10:42 PM
حفظه الله ونفع به
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 04:15 AM
بارك الله فيكم وفي شيخنا المفضال !
---
أبو المقداد
01-02-2007, 02:07 PM
أما عن علم الشيخ بالأدب والشعر ... فذاك العجب العجاب.
وللفائدة ، فالشيخ يحفظ اثني عشر ألف بيت (12000) زاده الله علما وتقى ....
---
(1/2325)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > أقترح أن توضع الأسئلة التي يتقدم بها الأعضاء في قسم خاص
---
أقترح أن توضع الأسئلة التي يتقدم بها الأعضاء في قسم خاص
---
أبو فاطمة الأزهري
05-01-2006, 06:15 AM
لي رأي أرجو أن ينال القبول والتنفيذ وهو أن تجعل الأسئلة العلمية التي يتقدم بها الأعضاء في قسم خاص وليكن مثلاً تحت عنوان : الأسئلة العلمية وذلك تمييزاً لها عن المشاركات الأخرى التي يتقدم فيها الأعضاء بموضوعات .
وفقنا الله للخير
---
(1/2326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يعرض على ما بين القرآن الكريم واللغة العربية من العلاقة ؟
---
من يعرض على ما بين القرآن الكريم واللغة العربية من العلاقة ؟
---
السبط
07-20-2004, 04:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأخوة في الله ورحمة الله وبركاته...
أود أن أشكر لكم هذا الجهد الذي يعنى بأهم كتاب ومنهج على وجه الأرض والذي به يثبت الحق ويزهق الباطل ولو كره الكافرون،
وأرجو أن تتقبلوا تحياتي وأنا أزوركم للمرة الأولى ككاتب بعد أن زرت الموقع ككقارئ منذ حين...
أود أن أطرح سؤالا مفصلا بدلا من كتابة رأي
والسؤال هو:
أيها يهيمن على الآخر القرآن أم اللغة العربية؟
أيها يجب أن يعرض على الآخر القرآن أم اللغة العربية؟
هل القرآن مستغن بذاته ومنزله عن أي شيء آخر أم هو مفتقر لغيره؟
هل القرآن يصلح بمفرده لقيادة الأمة أفرادا وجماعات، أم أنه لا يصلح إلا بغيره؟
والسلام
---
عبدالرحمن الشهري
07-21-2004, 03:42 PM
مرحباً بكم أخي الكريم السبط بين محبيك في هذا الملتقى العلمي قارئاً وكاتباً ، وشكر الله لك دعائك وحسن ظنك.
أما الأسئلة التي تفضلتم بها وفقكم الله حول علاقة اللفة العربية بتفسير القرآن الكريم ، فهو موضوع قديم حديث ، كتب فيه العلماء قديماً وحديثاً ، كتابات ما بين مختصر ومطول. وممن كتب في ذلك الدكتور مساعد الطيار وفقه الله في رسالته للدكتوراه بعنوان :(التفسير اللغوي للقرآن الكريم). وقد طبع هذا الكتاب في دار ابن الجوزي ، ولدى الموقع نسخة الكترونية مهداة من المؤلف لعلنا نضعها قريباً في مكتبة شبكة التفسير إن شاء الله.
وسؤالك عن أيهما يهيمن على الآخر : القرآن الكريم ، أم اللغة العربية ؟ وبقية الأسئلة . تحتاج إلى أجوبة فيها شيء من البسط أخي السبط . وفي ظني أن الاختصار مدعاة إلى الإخلال.(1/2327)
غير أنه يمكن أن يقال : إن اللغة العربية كأي لغة أخرى ، بنيت قواعدها بعد أن تم جمع تراث هذه اللغة من كلام أهلها الذين يتكلمونها. فهي سماعية في الدرجة الأولى . ولذلك يعد دليل :(هكذا قالت العرب) من أوثق أدلة النحويين. لأن اللغة أخذت عنهم ، وبعض العلل لم تظهر للعلماء فبقيت سماعية.
غير أن اللغة العربية دون سائر اللغات قد حظيت بخصوصية نزول القرآن الكريم بها ، وكون النبي صلى الله عليه وسلم من العرب ، فكان الحفاظ على القرآن الكريم وما دار حوله حافزاً للعلماء لوضع قواعد النحو والعربية. وكان القرآن الكريم هو أقوى أدلة هؤلاء العلماء. غير أن القرآن الكريم ليس هو كل كلام العرب ، بل هناك ما تكلمت به العرب مما ليس في القرآن الكريم ، فرجع فيه العلماء إلى كلام العرب شعراً ونثراً ، وبنوا عليه قواعدهم ومذاهبهم في اللغة والنحو ، وقد كان للشعر النصيب الأوفر في ذلك ، حتى كثرت الشواهد الشعرية عند النحويين والمفسرين كثرة ملحوظة ، لكثرة التراث الشعري المحفوظ عن العرب.
هذا كل ما في الأمر أخي السبط .
فالقرآن له التقدمة ولا شك ، ولكن إذا لم يكن فيه الشاهد المراد ، فلا بد من الانتقال لغيره. وهذا في مسائل اللغة كما هو عنوان الموضوع. وأما الحاجة إلى غير القرآن في فهمه فهذا هو الواقع ، فتأمل كتب التفسير لترى الأدوات التي استعان بها المفسرون من اللغة وغيرها كأسباب النزول والتاريخ وغيرها لتوضيح المقصود بالآيات القرآنية ، التي لا يفهم المراد منها دون الاستعانة بالتفسير الصحيح لفهمها.
ولا شك أن للموضوع تفصيلات لعل الدكتور مساعد الطيار يتفضل بإبرازها والحديث عنها ، أو الدلالة على مظانها.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
---
السبط
07-25-2004, 10:38 AM
ولك جزيل الشكر والامتنان على هذه الأريحية البادية بين ثنايا ردكم البليغ...(1/2328)
وحيث أن الموضوع كما ذكرت كثير التشعب فلن أعلق على كل النقاط الوادرة رعاية للاختصار وبحثا عن الفائدة،
اقتباس(فرجع فيه العلماء إلى كلام العرب شعراً ونثراً ، وبنوا عليه قواعدهم ومذاهبهم في اللغة والنحو ، وقد كان للشعر النصيب الأوفر في ذلك ، حتى كثرت الشواهد الشعرية عند النحويين والمفسرين كثرة ملحوظة ، لكثرة التراث الشعري المحفوظ عن العرب.)
فالحاجة التي دعت العلماء إلى إيراد الشواهد الشعرية أو النثرية لإثبات ما ذهبوا إليه أدل دليل على عدم وجود الاتفاق المطلق عليه وإلا لما احتاج أحدهم إلى ذكر شواهد وأدلة، (فإذا وصل بنا الزمان أن نذكر دليلا على أن نبينا المصطفى اسمه محمد علمنا أن من أهل الزمان من يعتد به وله رأي آخر) أما نحن الآن فلا نطلب الدليل على اسم النبي لعدم وجود مشكك معتد به في هذه الحقيقة، فإذا كان الحال كذلك فمن الجائز أن يقع بين أيدينا الخطأ والصواب فيما أثر عن علماء اللغة والتفسير، وعندما ننظر تلك النظرة الرسالية للقرآن فهو الغاية من كل هذا البحث وأن فهمه والعمل بتوجيهاته للنجاة من العذاب والفوز بالجنة هي ما يطمح إليه المتقون، جاز لنا أن نقف على مثل هذا الإشكال الذي يفضي إلى لبس الباطل بلباس الحق ولبس الحق بلباس الباطل نتيجة لاختلاف الفهم المبني على اختلاف علماء اللغة في فهم اللغة في الزمان الغابر.
(ما نصحك من أمَّنك) فالتخويف من الوقوع في الخطأ أولى من التأمين من الوقوع فيه، الخوف من الفشل أولى من الثقة في النجاح.
إن غايتي ليست للجدل المحض وإنما للفت النظر وطلب النجاة(1/2329)
(وقد كان للشعر النصيب الأوفر في ذلك) لو عرضت هذه المقولة على القرآن لوجدنا قول الله العزيز (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) فهل تحذرني هذه الآيات أم ترغبني، وعلى سبيل التحذير أسير فهل في أنا مخطئ؟
(وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا) أشكل العرب على هذه النص الشريف عند نزوله حتى قال امرؤ القيس إني رجل كبارا، فلو لم يقل ذلك لبقيت العرب على إنكارها، أما المسلم فسيقول الحق بأن ما جاء به الله هو الحق وإن لم تعلم العرب به فهو العالم المطلق وهم القاصرون على ما يعلمون وفوق كل ذي علم عليم، وهناك مثل قرآني على ذلك: علم نوح (ع) بما لا يدع مجال للشك عنده بأن ابنه من أهله، وعلم الله العليم بأن ذلك الابن ليس من أهله، فليس لنوح أن يحاجَّ الله في علمه وهو العليم المطلق بل عليه أن يذعن ويرمي ما علمه وتيقن منه وراء ظهره ثقة بعلم الله واطلاعه (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، والنتيجة هي أنه إذا قال الله وأنكر العرب فصدق الله وكذب العرب.
فهل يعرض الصدق الصرف على ما يحتمل خطؤه، وهل من الكمال في القرآن وهو كتاب الهدى أن يحتاج إلى من يهدي لهداه أو أن يعتمد في فهمه على وجود غيره؟ وإذا كان غيره ضروري لفهمه فقد وجب حفظه لألا تنتقض الحجة الربانية بإنزاله هدى للعالمين.(1/2330)
أرجو الله أن يهدينا لعلم الكتاب الذي (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) وكلنا يعلم بأن ما كتب وقيل في علم القرآن لا يستنفذ من المداد المزعوم شيئاً فأين ذلك العلم وأين تلك الكلمات التامات وهل يكفينا جهد العلماء السابقين ومن تبعهم من المعاصرين فنقف عند ذلك والله يدعي وهو الحق بأن كلماته في هذا القرآن لو كتبت بماء البحار مضاعفة لاستنفذت البحار قبل أن تستنفذ تلك الكلمات، وبهذا علمنا أن ما جاء به العلماء أثابهم الله لا يعد نقطة في ذلك البحر، فعلينا أن نمخر عبابه بحثاً عن لبابه وعلومه فنحن خير أمة أخرجت للناس.
وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين
---
عبدالرحمن الشهري
07-26-2004, 09:50 PM
أخي الحبيب السبط وفقه الله.
سارت مشرقةً وسرت مغرباً * شتان بين مشرق ومغربِ !
هناك - فيما يبدو لي - خلل في الفهم ، فلعلك تراجع معنى الآيات التي ذكرتها ، ووجه الاستدلال الذي ذهبت بها إليه وفقك الله. فنفي الشاعرية عن الرسول وذم الشعر القبيح لا يعني أكثر من ذلك ، وليس دليلاً على ذم الشعر مطلقاً والأمر في هذا يطول .
---
د. هشام عزمي
07-26-2004, 11:20 PM
قل السيوطي في الإتقان 2/55 :
قال أبو بكر الأنباري : قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيراً الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر وأنكر جماعة لا علم لهم على النحويين ذلك .
وقالوا : إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلاً للقرآن .
قالوا : وكيف يجوز أن يحتج بالشعر على القرآن وهومذموم في القرآن والحديث .
قال : وليس الأمر كما زعموه من أنا جعلنا الشعر أصلاً للقرآن بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر لأن الله تعالى قال إنا جعلناه قرآناً عربياً وقال بلسان عربي مبين(1/2331)
وقال ابن عباس : الشعر ديوان العرب فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فلتمسنا معرفة ذلك منه .
ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : إذا سألتموني عن غريب القرآن فالمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب
وقال أبو عبيد في فضائله : حدثنا هشيم عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عتبة عن ابن عباس أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر .
قال أبو عبيد : يعني كان يستشهد به على التفسير
---
موراني
07-26-2004, 11:58 PM
رأى المستشرق الانجليزي Wansbrough (ودراسته حول القرآن لم تزل موضوع الحوار والنقاش الحد الى يومنا هذا) عدم وجود الشعر لتفسير ألفاظ معينة في كتب التفسير . طبعا في هذا القول نظر !
ان الشواهد بالشعر في تفسير الطبري (مثلا) كثيرة جدا فلم ير المفسرون في ذلك بأسا أو عيبا . فأقدم المصادر بين يدينا هو تفسير ابن وهب الذي يذكر الشعر لتوضيح ألفاظ القرآن مثل :
عزين
فومها
ردءا
بالساهرة
ويرى المستشرق المذكور أن الأخذ بأبيات الشعر من أجل توضيح بعض الألفاظ القرآنية وتفسيرها غير وارد الا في بداية القرن الثالث الهجري . وفي هذا الكلام نظر في طبيعة الحال . انّ القدماء لم يروا بأسا في تفسير غرائب القرآن بالشعر .
وفي كتاب الشعر والغناء من الجامع لابن وهب حديث عن عائشة :
الشعر كلام فمنه حسن ومنه قبيح . فخذ بالحسن وضع القبيح .
(أنظر أيضا : فتح الباري , ج 10 , ص 539 والسنن الكبرى للبيهقي ( طبعة الهند) , ج 10 , ص 239 و240 وغيرها ) .
على حد علمي ليست هناك دراسة مفصلة وشاملة تتناول هذه الظواهر في كتب التفسير : استخراج أبيات الشعر من التفاسير وتوثيقها في كتب الشعراء لفظا ومعنى من أجل تفسير غرائب القرآن .
موراني
---
السبط
07-27-2004, 01:57 PM
الأخ الدكتور عبدالرحمن وفقك الله وشكر لك التفاتتك الطيبة(1/2332)
أتفق معك على ما أوردت وإن ما أردتُ من إيراد تلك الآيات هو ما ذكرتَ في مشاركتك فقلتَ (وليس دليلا على ذم الشعر مطلقاً) ما يعني أن في الشعر مذموماً ومحموداً وقلتُ (فهل يعرض الصدق الصرف على ما يحتمل خطؤه)...
كما أننا ونحن نفسر شعر الشعراء نعقب عليه بقولنا والمعنى في قلب الشاعر وذلك أننا برغم اتباعنا للغتنا العربية والتي هو يكتب على أسسها وبكلماتها لا نستطيع الجزم بمراده في بيت من الأبيات أو حتى في كامل القصيدة، وقد نفسر قوله على غير ما أراد، فلو كان الشاعر موجوداً لكفانا عناء التفسير، ونحن نقول عند تفسير القرآن والله أعلم ولكن الله حاضر (وهو معكم أينما كنتم) فسؤال الله عن مراد الآيات والاجتهاد لتحصيل ذلك أدعى لنيل العلم بها.
أسأل الله لي ولك وللمؤمنين التوفيق والسداد.
الأخ د. هشام عزمي وفقك الله وسددك إلى صراطه المستقيم
صدقت فيما نقلته، وأؤكد على ما قلت ونقلت ولكن ما أردته من طرحي يكمن في الإجابة بأمانة على مثل هذه الأسئلة:
1- هل من المحتمل أن يستطيع أحد أو أكثر أن يمحو كتاب الله العزيز من الوجود؟ والإجابة لا بالمطلق لوعد الله تعالى بحفظه.
2- هل من المحتمل أن يستطيع أحد أو أكثر أن يمحو كل كتب التاريخ والحديث واللغة والتفسير من الوجود؟ فما هي الإجابة برأيك؟ أما أنا فأرى ذلك ممكناً ولو بنسبة ضئيلة.
3- فإذا احتملنا ذلك، فهل سيبقى القرآن حجة في ذاته على الناس بدون وجود تلك الكتب والمصادر؟
فإن قلنا لا وقعنا في محذور.
وإن قلنا نعم ثبت لنا استقلال القرآن العظيم عن الحاجة لما يوضِّحه من غيره من الكتب مهما كانت درجة الثقة بها وبصاحبها، فإن عجزنا عن علمه فليس لأنه يحتاج إلى شرح معاني كلماته وإنما لقصور في إيماننا الذي منع أن نفقه كتاب ربنا (لا يمسه إلا المطهرون)
علينا بصدق أن نطهر قلوبنا من آفاتها حتى نكون أهلا لفقه كتاب الله العزيز (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا)(1/2333)
ولك جزيل الشكر على ما أوردت
الأخ أهل القيروان وفقك الله وزاد في علمك وفهمك
أشكر لك مشاركتك وأرجو أن أصل بهذه الكلمات التاليات إلى أوضح فهم للفكرة، فإن القرآن كما أنزل الله (فيه تبيان لكل شيء) (وكل شيء فصلناه تفصيلا) في الكتاب وليس في غيره (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) وقد مضى من القرون ما يكفي لنعلم أن الطريقة التي تناول بها الأولون القرآن ليست الأنجع فأين العلم الذي يَعِدُ به القرآن وأين العلم الذي أخرجناه منذ بدأنا في التدوين، فأيهما أولى بأن يلفت أنظارنا إليه أما يدعيه القرآن من غزارة العلم المكنون فيه؟ أم ما جاء به الأولون مشكورين وليس إلا نقطة في ذلك البحر الخضم؟
أما أنا فآخذ بالأولى وأسترشد بالثانية ولسان حالي (رب زدني علماً) رب علمني من لدنك علماً وفقهني في كتابك واجعلني ممن يقبل الحق كيف ما كان وأينما وجد حتى وإن خالف بعض ما تعلمت.
والله أعلم وعليكم مني السلام
---
(1/2334)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ، ت: د /عدنان زرزور أين أجدها في المكتبات
---
مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ، ت: د /عدنان زرزور أين أجدها في المكتبات
---
أبو صفوت
02-22-2007, 07:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ، ت: د /عدنان زرزور أين أجدها في المكتبات؟
---
أبو حسن
02-22-2007, 05:50 PM
الكتاب موجود بإذن الله في مكتبة الكوثر بالرياض
---
أبو صفوت
02-24-2007, 10:09 PM
ما هو عنوان مكتبة الكوثر بالضبط
---
مساعد الطيار
02-25-2007, 08:27 AM
أفضل طبعات هذه المقدمة التي حققها الدكتور عدنان زرزور طبعة دار القرآن الكريم ، فهل هي الموجودة في مكتبة الكوثر ، أو هي من النسخ المأخوذة عنها بعد تغيير صفها ؟
---
أبو حسن
03-01-2007, 01:24 PM
عنوان المكتبة أمام بوابة ثلاثة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الرياض
ط : دار الرسالة
---
أبو حسن
03-04-2007, 10:53 PM
وأبشركم نزل شرح المقدمة في طبعته الثانية لصاحب الفضيلة الشيخ مساعد الطيار
وأتمنى من شيخنا الكريم تهذيب هذا الشرح كي يستفيد منه طالب العلم المبتدىء لأهمية هذه المقدمة النفيسة
وأعتماد تدريسها في كثير من الدورات
---
(1/2335)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير جديد للعلامة البلاغي عبدالقاهر الجرجاني (471هـ)(درج الدرر في تفسير الآي والسور)
---
تفسير جديد للعلامة البلاغي عبدالقاهر الجرجاني (471هـ)(درج الدرر في تفسير الآي والسور)
---
عبدالرحمن الشهري
03-06-2005, 06:31 AM
اطلعت في العدد الأخير من مجلة الحكمة - رقم 30 بتاريخ محرم 1426هـ على خبر سرني كثيراً ، كنت سمعته من بعض الإخوة قديماً ، ولم يتبين لي مصدره . ونص الخبر في آخر صفحات المجلة :
من مشاريعنا العلمية :شرع رئيس تحرير مجلة الحكمة الشيخ وليد بن أحمد الحسين منذ بضعة أشهر في تحقيق كتاب (درج الدرر في تفسير الآي والسور - لإمام البلاغيين وشيخ العربية عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471هـ ) ويحقق الكتاب على أربع نسخ مخطوطة ، والكتاب كامل من سورة الفاتحة إلى سورة الناس ، ويغلب على الكتاب الطابع البلاغي والنحوي والتفسير الموضوعي ، كما يتميز بطابع الاختصار.
ولعل الكتاب بعد التحقيق يصل إلى خمسة مجلدات . ولم يسبق - حسب علمنا واستقصائنا - أن طبع الكتاب ، وله مكانة وأهمية في جانب تخصصه ، ولذا حرصنا أن يخرج إلى حيز الوجود)أهـ .
ولا شك أن الإمام عبدالقاهر الجرجاني إمام البلاغيين ، وسيكون لكلامه في بلاغة الآيات قيمة علمية كبيرة تفوق كلام الزمخشري إن طبع الكتاب إن شاء الله. بل إني رأيت من درس منهج الزمخشري البلاغي في تفسيره يرد تميزه في هذا الجانب إلى تبنيه منهج الجرجاني في دراسته البلاغية ، وخاصة ما سماه نظرية النظم ، مع إني لم أجد في تفسير الزمخشري أي إشارة للجرجاني ولا لكتبه .
وأرجو ممن لديه مزيد تفصيل حول خبر طباعة هذا التفسير للجرجاني أن يفيدنا مشكوراً .
---
مساعد الطيار
03-06-2005, 09:59 PM(1/2336)
أخي عبد الرحمن أرجو ان تراجع قوله تعالى ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ، فقد قال الزمخشري : ( ... وقد ملَّح الإمام عبد القاهر في قوله لبعض من يأخذ عنه :
ما شئت من زهزهة والفتى * * * * بمصقلاباذ لسقي الزروع
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2005, 08:11 AM
راجعته جزاك الله خيراً فوجدته ، وقد كنت بحثت قبل عن أي ذكر للجرجاني عند الزمخشري فلم أظفر به. لا حرمنا فوائدكم.
---
لؤي الطيبي
03-08-2005, 03:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن على هذا الخبر الذي أثلج الصدور في زمن نحن فيه في أمس الحاجة إلى العودة إلى بيان القرآن الكريم ..
ونرجو ان تطلعونا حين إصداره بإذن الله
---
جمال حسني الشرباتي
03-09-2005, 05:48 PM
السلام عليكم
أهمية هذا الكتاب تكمن في تركيزه على بلاغة وإعجاز القرآن الكريم-في زمن ضعف فيه تذوق البلاغة--ولا بد أن بعضا من النفحات التي كانت في دلائل الإعجاز موجودة في تفسيره
وأود أن أنقل لكم هذه النفحة
قال في الدلائل ((قوله تعالى : " ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم " .
وذلك أنهم قد ذهبوا في رفع ثلاثة إلى أنها خبر مبتدأ محذوف وقالوا : إن التقدير ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة وليس ذلك بمستقيم .
وذلك أنا إذا قلنا : ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة ذلك والعياذ بالله شبه الإثبات أن هاهنا آلهة من حيث إنك إذا نفيت فإنما تنفي المستفاد من الخبر عن المبتدأ ولا تنفي معنى المبتدأ .
فإذا قلت : ما زيد منطلقاً نفيت الانطلاق الذي هو معنى الخبر عن زيد ولم تنف معنى زيد ولم توجب عدمه .(1/2337)
كان ذلك كذلك فإذا قلنا : ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة كنا قد نفينا أن تكون عدة الآلهة ولم ننف أن تكون آلهة جل الله تعالى عن الشريك والنظير كما أنك إذا قلت : أمراؤنا ثلاثة كنت قد نفيت أن تكون عدة الأمراء ثلاثة ولم تنف أن يكون لكم أمراء ما لا شبهة فيه .
وإذا أدى هذا التقدير إلى هذا الفساد وجب أن يعدل عنه إلى غيره .
والوجه والله أعلم أن تكون ثلاثة صفة مبتدأ لا خبر مبتدأ ويكون التقدير : ولا تقولوا لنا ثلاثة أو في الوجود آلهة ثلاثة ثم حذف الخبر الذي هو لنا أو في الوجود كما حذف من " لا إله إلا الله " و " ما من إله إلا الله " فبقي : ولا تقولوا : آلهة ثلاثة ثم حذف الموصوف الذي هو آلهة فبقي ولا تقولوا ثلاثة .
---
لؤي الطيبي
03-09-2005, 09:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الكريم جمال على هذه الإثارة المباركة .. وزادك علماً وعملاً نافعين بإذنه ..
وقد جاء في باب "كلام في النكرة إذا قدمت على فعل" من كتاب الدلائل :
وإن أردت أن تزداد تبييناً لهذا الأصل - يعني وجوب أن تسقط المفعول لتتوفر العناية على إثبات الفعل لفاعله ولا يدخلها شوب - فانظر إلى قوله تعالى : " ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم أمرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير . فسقى لهما ثم تولى إلى الظل " ففيها حذف مفعول في أربعة مواضع إذ المعنى : وجد عليه أمة من الناس يسقون أغنامهم أو مواشيهم وامرأتين تذودان غنمهما وقالتا : لا نسقي غنمنا فسقى لهما غنمهما .(1/2338)
ثم إنه لا يخفى على ذي بصر أنه ليس في ذلك كله إلا أن يترك ذكره ويؤتى بالفعل مطلقاً . وما ذاك إلا أن الغرض في أن يعلم أنه كان من الناس في تلك الحال سقي ومن المرأتين ذود وأنهما قالتا : لا يكون منا سقي حتى يصدر الرعاء وأنه كان من موسى عليه السلام من بعد ذلك سقي . فأما ما كان المسقي غنماً أم إبلاً أم غير ذلك فخارج عن الغرض وموهم خلافه . وذاك أنه لو قيل . وجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما جاز أن يكون لم ينكر الذود من حيث هو ذود بل من حيث هو ذود غنم حتى لو كان مكان الغنم إبل لم ينكر الذود كما أنك إذا قلت : ما لك تمنع أخاك كنت منكراً المنع لا من حيث هو منع بل من حيث هو منع أخ فاعرفه تعلم أنك لم تجد لحذف المفعول في هذا النحو من الروعة والحسن ما وجدت إلا لأن في حذفه وترك ذكره فائدة جليلة وأن الغرض لا يصح إلا على تركه .
ومما هو كأنه نوع آخر غير ما مضى قول البحتري من الطويل : إذا بعدت أبلت وإن قربت شفت فهجرانها يبلي ولقيانها يشفي قد علم أن المعنى : إذا بعدت عني أبلتني وإن قربت مني شفتني إلا أنك تجد الشعر يأبى ذكر ذلك ويوجب اطراحه . وذاك لأنه أراد أن يجعل البلى كأنه واجب في بعادها أن يوجبه ويجلبه وكأنه كالطبيعة فيه .
وكذلك حال الشفاء مع القرب حتى كأنه قال : أتدري ما بعادها هو الداء المضني وما قربها هو الشفاء والبرء من كل داء .
ولا سبيل لك إلى هذه اللطيفة وهذه النكتة إلا بحذف المفعول البتة فاعرفه .
وليس لنتائج هذا الحذف أعني حذف المفعول نهاية فإنه طريق إلى ضروب من الصنعة وإلى لطائف لا تحصى .
---
جمال أبو حسان
03-13-2005, 09:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله
اشكركم على اثارة موضوع كتاب الجرجاني في التفسير والذي اعلمه بان الكتاب يحقق في رسالة دكتوراة في التفسير في جامعة بغداد حيث يقوم على تحقيقة التلميذ النجيب محمود محمد شكور مرير واقبلوا خالص تحياتي
---
الراية
03-14-2005, 01:15 PM(1/2339)
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
03-14-2005, 03:22 PM
يا ترى هل يعلم الأخ الكريم وليد الحسين عن رسالة الدكتوراه في تحقيق الكتاب في جامعة بغداد التي ذكرها الدكتور جمال حسان وفقه الله. وهل رسالة الدكتوراه تستوعب التفسير كاملاً ؟
---
جمال أبو حسان
03-15-2005, 09:47 AM
الذي اعلمه ان هذا الكتاب يحقق في رسالة لكن هل هي بالاشتراك ام ان الطالب وحده يقوم بهذا الفعل يمكن مساءلة الدكتور محمد شكور مرير استاذ الحديث المساعد بجامعة العلوم التطبيقية بالاردن فهو والد الطالب المعني واقبلوا خالص التحيات
---
عبدالرحمن الشهري
10-19-2005, 05:10 PM
وجدت معلومات عن لجنة المناقشة التي ناقشت الباحث الأستاذ وليد الحسين وهي كالآتي :
عنوان البحث: "درج الدرر في تفسير الآي والسور (دراسة وتحقيق سورتي الفاتحة والبقرة) تأليف عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفى سنة 471هـ "
اسم الطالب: وليد بن أحمد بن صالح الحسين
الدرجة: الماجستير في اللغة العربية وآدابها بدرجة "ممتاز" على المناقشة.
المناقشون:
الدكتورة هدى حداد رئيساً
الأستاذ الدكتور عبد المنعم بشناتي مشرفاً
الدكتور يوسف مرعشلي مناقشاً
الدكتور غسان عبد الرحمن مناقشاً
تاريخ المناقشة: 23/6/2005م.
---
أبو طلال العنزي
05-23-2006, 12:15 AM
أين نوقشت الرسالة ، وفي أي جامعة ؟؟؟؟؟؟؟
مهم
---
فهد الرومي
05-23-2006, 12:50 AM
احب أن أضيف أن التفسير ليس لعبدالقاهر الجرجاني وانما هو لعلي الجرجاني وحقق احد الاخوة الاردنيين جزءا منه في احدى جامعات المانيا أو لندن الى سورة النساء ومن الفاتحة الى اخر البقرة حققته احدى الاخوات في الاردن ولدي نسخة من هذه الرسالة وقام الاستاذ وليد بتحقيق الفاتحة والبقرة في لبنان فيما اظن وتقوم عدد من الطالبات في كليات البنات بتحقيق باقيه ولتأخر الوقت الان سأوضح أكثر لاحقا ان شاءالله
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2006, 10:38 AM(1/2340)
أين نوقشت الرسالة : أتوقع أنها نوقشت في جامعة الجنان بلبنان والله أعلم . ولعل أحد الإخوة يؤكد هذا أو ينفيه .
فضيلة الشيخ الدكتور فهد الرومي حفظه الله : في انتظار تفاصيلكم حول نسبة الكتاب لغير عبدالقاهر الجرجاني وفقكم الله وجزاكم خيراً.
---
جمال أبو حسان
05-23-2006, 11:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله
ان من نعم الله على هذا الملتقى مشاركة الاستاذ الدكتور فهد الرومي فيه
ولكن نحن الفقراء نحتاج الى كثير من المسائل فما ذكره الفاضل اكرمه الله من ان الكتاب لعلي الجرجاني يحتاج الى بيان فانا التقيت الطالب الذي يحقق الكتاب في العراق وسالته فزعم انه حقق نسبة الكتاب الى الجرجاني عبد القاهر والمامول من الاستاذ الرومي ان يتكرم بافادتنا بما عنده وفقه الله تعالى
---
فهد الرومي
05-23-2006, 02:36 PM
البحث عن صحة نسبة الكتاب الى المؤلف تحتاج إلى تجردٍ ، وبعض الباحثين تحت وطأة الخوف من أن تقل قيمة بحثه العلمية إذا لم تصح نسبة الكتاب لمؤلفة يتغاضى عن قوة الدليل. ليس هذا التفسيرأعني ، وإنما أتحدث عن عاملٍ نفسي غالبٍ مما يدعو لمزيد دراسة وتحقيق ، وعدم الاكتفاء بما يميل إليه بعض المحققين.
وكتاب (درج الدرر) قام الدكتور الفاضل عبدالله الخطيب من الأردن ، ويعمل عضو هيئة تدريس في كلية الشريعة في جامعة الشارقة بتحقيقه من أوله إلى آخر سورة النساء في مانشسترببريطانيا .
وقامت الأستاذة حنان ذياب بتحقيقه من أوله إلى آخرالآيه 141 من سورة البقرة بإشراف د. أحمد أبو هزيم ، وأعضاء اللجنة د.فريد سلمان رحمه الله ، ود. أحمد شكري ، و د. عبدالرحيم الزقة في 16/1/2003 كلية الدراسات العليا الجامعة الأردنية ، وللدكتور عبدالرحمن نسخة مني لنشر معلومات أكثر.(1/2341)
وذكر حاجي خليفة في كشفه1/570 ، والبغدادي في الهدية 5/606 أََنَّ (درج الدرر) مختصرٌ للشيخ عبد القاهر ظناً ، وقال بروكلمان : وينسبُ أيضاً إلى علي الجرجاني السيد الشريف ت 816 ، وصحة النسبة غير محسومة ، وهي بحاجة لمزيد تحقيق.
وتم توزيع بقية التفسير على خمس طالبات تقريباً في كليات البنات ، وسواء كان لهذا أو ذاك فإنه لايقللُ من قيمته ؛ لأنه إن كان لعبدالقاهر فهو غير قائمٍ على أساس نظرية النظم التي قعَّدها عبدالقاهر كما تقول الأستاذة الفاضلة حنان ذياب .
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 11:08 AM
جزى الله الدكتور فهد الرومي خيراً على هذا البيان والتوضيح ، وأشكرك على النسخة التي ستهديها لي أحسن الله إليك يا أبا خالد ، وليست هذه بأول بركاتكم وأفضالكم علينا .
وليت الأخت الكريمة حنان ذياب تتفضل بما لديها في هذا الموضوع فهي من أعضاء هذا الملتقى العلمي .
---
منصور مهران
05-24-2006, 10:56 PM
بين أيدينا نص صريح النسبة إلى عبد القاهر الجرجاني أورده الزمخشري في الكشاف عند القول في تفسير آية ( ذلك لمن كان له قلب ......) من سورة ق - كما نبه عليه أحد الإخوة الأجلاء تعليقا على هذا الموضوع ، ووجدته في موضعه كما قال - فلو أن أحد الفضلاء الذين يملكون صورة من إحدى مخطوطات الكتاب تأمل هذا النص فيها فإن وجده كما أورده الزمخشري فهذه مظنة لصحة نسبة الكتاب إلى عبد القاهر ، ثم يكون البحث عن قرائن أخرى حتى نبلغ اليقين في أمر الكتاب ومؤلفه ، وبالله التوفيق .
---
فهد الرومي
05-24-2006, 11:48 PM
لعل الأخت الفاضلة حنان ما دامت أحد أعضاء الملتقى أن تضيف ما جَدَّ عندها في هذا الموضوع . وقد قرأتُ ما ذكرَتهُ - وفقها الله - من أدلةٍ على صحة نسبة التفسير لعبدالقاهرالجرجاني ، لكني أرى أنَّ ما ذكرته في رسالتها القيمة لا يكفي. ولعلي أرجع للموضع الذي نقله الزمخشري ، للتأكد إن لم يكن المخطوط عندها كاملاً.
---
حنان(1/2342)
06-10-2006, 12:02 PM
أتابع عن كثب ما أثاره الموقع حول تفسير"درج الدرر" من بداياته ، وأشكر جميع المشاركين وتعقيباتهم حول الموضوع ، لا سيما الدكتور فهد الرومي - حفظه الله -، وكذلك الأستاذ الشهري ، وما أدلى به الدكتور جمال أبو حسان من معلومات قيمة ، نفعنا الله تعالى بعلمهم جميعاً ، وسيكون لي توضيح مفصل لاحقاً إن شاء الله تعالى لضيق الوقت الآن...حنان
---
أبو طلال العنزي
06-11-2006, 04:31 AM
بالنسبة لما أورده الأستاذ منصور مهران حول النص الذي أورده صاحب الكشاف نقلا عن عبد القاهر الجرجاني ، فإني ألفت الانتباه إلى أن عبد القاهر الجرجاني تحدث عن هذه الآية المذكورة في كتابه (( دلائل الإعجاز )) بتحقيق محمود شاكر ، فليراجعه الأستاذ منصور مهران ، حتى يخبرنا عن مدى توافق النصين .
وشكرا
---
منصور مهران
06-11-2006, 05:10 AM
أرجو من الأستاذ ( أبو طلال العنزي ) تأمل قولي عما أورده الزمخشري فقد قلت عنه : ( صريح النسبة إلى عبد القاهر) ولم أقل : ( مقطوعٌ بنسبته إلى عبد القاهر) ؛ لأن معنى ( صريح النسبة ) أن الراوي - وهو الزمخشري - صرح باسم عبد القاهر وأنه قائل القول الذي دار حوله النقاش فالعهدة عليه ، والنقاش دائر حول محاولة التحقق من صحة نسبة التفسير إلى عبد القاهر أو إلى غيره ، لذلك قلت فيما بعد : ( ثم يكون البحث عن قرائن أخرى ... ) لأني لا أزعم أننا فرغنا من أمر جليل كهذا . هذه واحدة ، والأخرى وهي ورود قولٍ لعبد القاهر حول هذه الآية في كتابه ( دلائل الإعجاز) بتحقيق شاكر ص 304 و 305 لا يمنع أن يكون الرجل تكلم عنها هنا في مقام بلاغي ، وتكلم عنها مرة أخرى في مقام التفسير - إذا صحت نسبة التفسير إليه - وهذا هو الأمر الذي يحاول الإخوان الوصول إليه فلم يقطع مشارك منا بقول حاسم حتى الآن ، وبالله التوفيق .
---
حنان
06-11-2006, 02:16 PM(1/2343)
أستميح القراء الكرام عذراً في نقل ما كتبته حول نسبة المخطوط لعبد القاهر الجرجاني باختصار وتصرف ، لا سيما للدكتور فهد الرومي طالما رسالتي بين يديه الكريمتين :
إذ قلت:(مما لا شك فيه أن هذه القضية - نسبة كتاب لمؤلفه - من أهم القضايا التي يجب على المحقق بيانها وتحقيقها ، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بنسبة كتاب لعبد القاهر الجرجاني وهو مَن هو مكانة وعلماً ، ولا يعلم به كثير من الدراسين والباحثين .
وقلت : إن أول ذكر للتفسير كان عند حاجي خليفة في كشف الظنون ، والبغدادي في هدية العارفين ، إذ ذكر الأول :"درج الدرر في التفسير، مختصر للشيخ عبدالقاهر الجرجاني ظنا" ، وأدرج الثاني الكتاب ضمن كتب الجرجاني ومؤلفاته. وعبارة حاجي خليفة مشكلة من ناحية قوله:"ظنا" ، فكأنما يشك في هذه النسبة .... ثم أيدت كلامي هذا بما تحصل لدي من معلومات ، كانت كالآتي :
أ- إن تأخر ذكر الكتاب في المصادر وعدم اشتهاره غير قادح في هذه النسبة ؛ إذ إن كثيراً من مؤلفات الجرجاني لم تذكر إلا متأخراً ولم يرد لها ذكر في المصادر المتقدمة ، بل إن دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة أشهر وأهم كتب الجرجاني لم يحظيا بأي ذكر في المصادر المتقدمة .
ب- يتوقع القارئ عندما يسمع بتفسير للجرجاني أن تكون نظرية النظم قد استحوذت على الحيز الأكبر منه ، لكن الدارس للتفسيرلا يجد ذلك ، لذا قلت:" إن اعترض معترض بأن الكتاب غير قائم على أسس نظرية النظم التي قعدها عبد القاهر ، لعله ألف التفسير في بداية حياته العلمية قبل أن تستوي في ذهنه فكرة النظم وتتبلور ، ثم أودعها كتابيه الدلائل والأسرار ، لا سيما أنه أشار في المخطوط عند قوله تعالى:{وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا}سورة البقرة:(... وإنما وقع التحدي ها هنا بنظم عجيب بديع ، تضمن معنى صحيحا غير متناقض ولا هزل).(1/2344)
ثم أشرت إلى بعض القضايا البلاغية الواردة في المخطوط كالحذف ، والمجاز ونحوها ، والتي لعلها شكلت بذوراً نشأت عنها نظرية النظم بعد ذلك.
ج- كما أنني أشرت إلى الآراء الكلامية على مذهب الأشاعرة التي ضمنها الجرجاني تفسيره عند تناوله لبعض الآيات ، ومعلوم أنه متكلم أشعري.
د- واستأنست بعبارة ذكرها الادنه وي في طبقات المفسرين إذ يقول عند تعداده لمؤلفات عبدالقاهر:" وصنف التفسير".
هـ- كما أن الكتاب نسب للجرجاني في فهرس مؤسسة آل البيت 1/114.
و-صفحات غلاف المخطوط في نسخه الأربع التي اعتمدت عليها أشارت إلى ذلك، وإن كانت هذه الوسيلة من أضعف وسائل إثبات نسبة كتاب لمؤلفه.
ز- كما أنني درست لغة الجرجاني في مخطوطه وسائر كتبه -عدا الدلائل والأسرار-، فوجد انها جميعها موجزة العبارة، سهلة المأخذ، وهذا شأن المخطوط.
ثم قلت بعد ذلك:(من خلال هذه القرائن يبدو لي أن التفسير لعبد القاهر الجرجاني ، ولعله ألفه في بداية حياته العلمية ، سلك فيه طريقة مبسطة موجزة فهو مختصر كما ذكر حاجي خليفة).
ثم أشرت إلى كلام بروكلمان الذي قال:(درج الدرر وهو تفسير القرآن وينسب خطأ للشريف).وقلت : إن عبارته وإن حملت في طياتها ادعاء أحدهم نسبة المخطوط لغير عبدالقاهر ، فإنها في نفس الوقت نفت ذلك وخطأته ، وقد رجعت إلى مظان ترجمة الشريف فلم أعثر على ذكر لهذه النسبة له ، ولم يدرج التفسير ضمن مؤلفاته).
وبناء على ما تقدم:
1- حاولت أثناء دراستي لنسبة المخطوط - ما استطعت - أن أتعامل مع ما وقع بين يدي من حقائق ومعلومات ، وسعيت إلى استنطاق النصوص المتوافرة بين يدي لشح المعلومات حول شخصية مثل عبد القاهر الجرجاني.(1/2345)
2-ثم حاولت افتراض فرضيات أو تساؤلات قد تدورفي الذهن حول وجود تفسير لعبدالقاهر،من حيث لغته، نظريته في النظم...ولم أدع أنه قائم على أساسها البتة وإنما حاولت ايجاد قاسم مشترك بين المخطوط بين جهود الجرجاني البلاغية، وأظن أنني لم اتعسف في ذلك أو أقحمه فيها اقحاما.
3-ثم إنني أشرت في خاتمة رسالتي إلى ضرورة التحقق من هذه المسألة فقلت:" حاولت -ما أمكن- توثيق نسبة الكتاب لعبدالقاهر في حدود ما اطلعت عليه من معلومات،ومثل هذه المسألة في غاية الأهمية،تبقى مدارا للبحث ومجالا مفتوحا للتأمل حسب ما يتيسر من معلومات".... وعليه فقد تركت الباب مشرعا لما يستجد من حقائق في هذا الجانب ولم أجزم جزما بهذه النسبة,
لذا يحق لي الآن أن أتساءل عن "قوة الدليل" الذي تحدث عنه الدكتور فهد الرومي،وعله يتكرم ويتحفني بما عنده -حفظه الله-، وانتظر ذلك أيضا من الدكتور عبد الرحمن الشهري.
ثم إن صحت هذه النسبة أو لم تصح فإنها غير قادحة في قيمة المخطوط ولا من الجهد المبذول في تحقيقه كما ذكر الدكتور الفاضل....حنان
---
فهد الرومي
06-15-2006, 10:37 AM
شكرَ الله للأستاذة الفاضلة حنان بيانها وتوضيحها ، وأملي أن لا يُفهم قولي على أني أُقلل من جهدها - حاشا والله - فهو جهدٌ لا يُنكر ، ويُذكرني عملُها هذا ببعض أبحاث الدكتورة هند شلبي في كتابها (القراءات بأفريقية) أو في أحد أبحاثها المخطوطة التي أهدتني إياها لا أذكر، حيث تُشبع المسألة إستدلالاً ، ثم تقول بتواضعٍ ، وتجردٍ علميٍ نادرٍ : إنَّ هذا لايكفي .
وإنما أردت ماذكرَته الأستاذةُ حنان في آخر كلامها حفظها الله : أنَّ الباب لايزالُ مشرعاً وأنها لاتجزمُ بالنسبة ، وهذا هو عين ما أردته بقولي : إنَّ ماذكرَتْه لايكفي .
---
حنان
06-17-2006, 01:16 PM(1/2346)
اشكر للدكتور فهد الرومي تفضله وتكرمه بما عقب به حول مخطوط الجرجاني، إلا أنه ما زال لي التماس أن تطلعني إن استجد عنده شئ حول النسبة.لا يضيرني ان ظهر امر خلاف ما كتبت،،
جعلنا الله جميعا خداما للعلم والعلماء.....
---
علال بوربيق
06-17-2006, 11:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا يمكن أن نجعل من طريقة المقارنة منهجا لإثبات الكتاب أو نفيه ؛ وذلك بجمع جميع الآيات التي فسرها عبد القاهرالجرجاني في كتابيه " الدلائل " و " الأسرار " ومقارنتها بما ورد في المخطوط فلعل الكثير من الجمل والعبارات تضل عالقة بأسلوب المؤلف سواء عبد القاهر أو الشريف؛ ثم إن أعوزتنا العبارات لجأنا إلى القرائن التي تقربنا من الحقيقة؛ وحينها نهرع إلى طريقة أهل الأصول في استعمال " قياس الشبه " لنلحقه بصاحبه الذي خطه بيمينه، أنا سأقوم إن شاء الله بتتبع الآيات التي ذكرها عبد القاهر في كتابه " دلائل الإعجاز " لأنني أملك منه النسخة التي علق عليها الشيخ محمد عبده، وليقم غيري بتتبع " أسرار البلاغة " ثم لتقم الأخت الفاضلة حنان بمقارنتها بمخطوط التفسير الذي لديها . والله الموفق للصواب.
---
حنان
06-28-2006, 06:12 PM
اشكر للاستاذ علال اقتراحه القيم وأود الاشارة إلى انني لم أغفل هذه القضية أثناء دراستي للمخطوط ووجد تباينا واضحا بينه وبين سائر كتب الجرجاني،إلا أن هذا لايقدح في نسبته اليه لا سيما ان كتب الجرجاني الاخرى اتسمت بالايجاز والاختصار.
إلا انني اود الاشارة إلى انني اطلعت على رسالة الدكتور محمد اديب شكور التي أشار اليها الدكتور جمال ابو حسان،والتي نوقشت في جامعة بغداد، وبرهن خلالها الدكتور ان المخطوط منسوب لعبدالقاهر الجرجاني واستدل على ذلك... وحبذا لو يتحفنا بما توصل اليه...
والله ولي التوفيق
---
حنان
07-03-2006, 10:55 AM(1/2347)
أشكر للافاضل جميعا اهتمامهم بالمخطوط واقتراحاتهم القيمة للوقوف على صحة النسبة لعبد القاهر الجرجاني... إلا أنني أود الإشارة -تأدية للأمانة إلى أهلها- أن يتم توثيق أية معلومة تؤخذ من رسالتي، لاسيما أن لي السبق بالكشف عنه وتحقيقه، وكل الرسائل التي تناولته سواء في لبنان أو العراق جاءت بعد دراستي...." أن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها".
اللهم لا تجعل للهوى على عقلي سبيلا ولا للباطل على عملي دليلا...
---
منصور مهران
07-03-2006, 11:57 AM
لا يسعنا إلا أن نزجي الشكر العميم إلى كل من تفضل بالإبانة عن الكتاب المنسوب إلى عبد القاهر الجرجاني بدءا بالدكتورة حنان صاحبة الريادة في الكشف عن مخطوطة الكتاب وتحقيقه مع الاحتفاظ بحقها في توثيق أي نص أو فكرة أو نتيجة مما ورد في رسالتها ، ونشكرهم كذلك على جمال المناقشة والترفع عن القول الهابط ، ونأمل أن نستبقي بقية من العوارف تتم إن شاء الله عند صدور الكتاب مطبوعا في القريب العاجل ، والله ولي التوفيق .
---
فهد الرومي
07-04-2006, 02:03 PM
لاشك أنَّ للسابق فضلاً على اللاحق كما قال ابنُ مالك عن ألفية ابن معطي
وهو بسبق حائز التفضيلا * مستوجبٌ ثنائي الجميلا
وللأخت الفاضلة الدكتورة حنان الحق كل الحق في توثيق أي معلومة تؤخذ من رسالتها وهذا مايؤكد ما أدعو إليه من نشر الرسائل العلمية بين الباحثين والمختصين لتعم فائدتها أولا ولقطع الطريق على ضعاف النفوس والقيم وكشف كل نقل أو اقتباس أو نقل غير موثق ثانيا ولعل الدكتورة الفاضلة تبادر لطبع رسالتها لتعم فائدتها .
---
فهد الرومي
07-05-2006, 02:47 PM(1/2348)
نشرالدكتورسليمان أوغلوفي العدد 51 من مجلة آفاق الثقافة والتراث التي يصدرها مركز جمعة الماجد بحثا عن التفسير المنسوب لإبن أبي شيبة ت ( 235 ) بين فيه خطأ النسبة وأثبت أنه لأحد المفسرين في القرن الخامس الهجري من زملاء الثعلبي وأنهما من تلاميذ أبي القاسم الحسن بن محمد بن الحبيب النيسابوري فهل الجرجاني من تلاميذه وهل تكون هذه النسخة ل ( درج الدرر ) لعل الدكتورة الفاضلة حنان تبين ذلك
---
منصور مهران
07-06-2006, 02:03 AM
إذا كان الرجل الذي أورد اسمه وعناه أخي الدكتور فهد الرومي ؛ وهو ( أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحبيب النيسابوري ) : هو عين الرجل الذي ورد اسمه وكنيته في بعض دفاتر العلم - مثل الوافي بالوفيات 12 / 239 ، الإتقان في أول صفحة منه ، العبر 3 / 93 ، بغية الوعاة 1 / 515 ، شذرات الذهب 5 / 41 طبعة دار ابن كثير - بأنه ( أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري المفسر) المتوفى سنة 406 فيبعد أن يكون شيخا لعبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة471 أو 474 ، لو افترضنا وفاة الجرجاني عن 75 سنة حيث لم تذكر كتب التراجم سنة ولادته تكون سِنه عند وفاة أبي القاسم الحسن النيسابوري سبع سنوات أوعشر سنوات - حسب التاريخين المذكورين - وهذه السن لا تؤهل لطلب العلم على شيخ كبير كهذا الرجل ، وقصارى ما يكون في سن السابعة أو العاشرة أن يخرج الطفل لحفظ القرآن الكريم وبعض مبادئ العلوم .
قلت : وإن لم يكنه فقد باءت تقديراتي بالفشل ، وعندها أسأل الله الهداية للصواب والرشاد ، ثم هذا اعتذاري إليكم عن ضياع بعض الوقت في المتابعة ، والله يرعاكم .
---
حنان
07-12-2006, 10:33 AM(1/2349)
لعل الله تعالى ييسر لي نشر الرسالة واستئناف العمل فيها في قابل الايام ان شاء الله... ولك استاذي الفاضل فهد الرومي كل الشكر والعرفان على ما أسديت وقدمت.... وعلنا نلتقي في الأردن في القريب العاجل ببركة هذا المخطوط... وببركة العلم الذي نخدم...
---
حنان
07-12-2006, 10:49 AM
ما أشار اليه الاستاذ منصور مهران منطقي جدا.... وقد أشرت في رسالتي إلى ان عبد القاهر الجرجاني لم يتتلمذ إلا على يدي ابي الحسين الفارسي... وقد ذكرت كتب التراجم انه تتلمذ على يدي القاضي الجرجاني، والصاحب بن عباد وغيرهم.. وقد نفيت ذلك استنادا إلى الفارق الزمني بين الجرجاني وبينهم بحيث يمتنع امكانية اللقاء بينهم واخذ العلم عنهم... وخرجت بانه تتلمذ على كتبهم لا على اشخاصهم.
اما بالنسبة للنيسابوري فلم تشر كتب تراجم الجرجاني انه كان تلميذا له... وقد استقصيت اثناء دراستي كل الكتب التي ترجمت للجرجاني وكلها أجمعت على ان استاذه الوحيد هو الفارسي...
ولعلي اعود الى ترجمت النيسابوري لاقف ان كان هناك ذكر لهذه القضية..
والله ولي التوفيق
---
محمد على بيومى
07-30-2006, 02:25 PM
السلام عليكم يا دكتور عبد الرحمن نحن فى مصر عندنا نسختين من المخطوط ولكن بدون مقدمه فلو لدي حضرتك نسخه او اكثر بها مقدمه ارجو ان ترسلها لى على البريد الالكترونى اذا كانت ليديك على ملف ورد والاميل MUSLEM_FOR_EVER_@HOTMAIL.COMوجزاك الله خيرا
---
محمد على بيومى
07-30-2006, 02:35 PM(1/2350)
السلام عليكم دكتور فهد نحن فى مصر نقوم بتحقيق هذا المخطوط ايضا فان كان لدى حضرتكم نسخه او جزء محقق او مخطوط ارجو ارساله فلى اقرب فرصه ليعيننى على ذلك حيث انى سابدا فى تحقييقه من قوله تعالى تلك الرسل فى البقره الى لايحب الله الجهر بالسوء فى النساء واذا ارسلتم الى الدكتور عبد الرحمن نسخه فارجو ان ترسلو لى نسخ وان تنشروها فى المنتدى لتعم الفائده حيث ان النسخ الموجوده فى مصر ليس بها مقدمه مما يجعل التحقيق صعبا ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا
---
محمد على بيومى
07-30-2006, 02:42 PM
السلام عليكم ارجو من الاخوه الفضلاء ان كان احدهم لديه نسخه او اكثر من المخطوط او اى جزء محقق ان يرسله لى او اى معلومات عنه اما عن طريق البريد الدولى وانا مستعد لتحمل التكاليف الماديه او على البريد الاليكترونى MUSLEM_FOR_EVR@hotmail.comاوMUSLEM_FOR_EVR@yahoo.c om
ولكم جزيل الشكر
---
محمد على بيومى
07-30-2006, 02:48 PM
السلام عليكم يا دكتوره حنان لو ممكن تدلينى على الكتب التى اعتمد عليها الامام عبد القاهر الجرجانى فى تفسيره لانى احترت فى ذلك ولكم جزيل الشكر والجزاء من الله
---
حنان
08-07-2006, 12:11 PM
اخي الفاضل محمد بيومي قرأت طلبكم للتو بعد انقطاع لي عن دخول الموقع ... ولعلني ان شاء الله تعالى البي طلبكم خلال يومين باذنه تعالى لانشغالي الكبير الان.
---
حنان
08-12-2006, 12:40 PM
اخي الكريم محمد بيومي
ارسلتم لكم رسالة على بريدك الخاص وانتظر ردكم
ودمت
---
(1/2351)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن (تفسير الحدَّاد)
---
استفسار عن (تفسير الحدَّاد)
---
العبادي
03-05-2007, 06:28 PM
في زيارة خاطفة لمعرض الرياض وجدت كتاب (تفسير الحدَّاد) في ستة مجلدات تقريبا، وفي الدار نفسها (الكتاب الجديد المتحد) وجدت رسالة عنوانها على ما أظن: (مدخل إلى تفسير القرآن) وهي لمحقق هذا التفسير، وقد خصص نصفها الثاني تقريبا للتعريف بالحداد وكتابه.
ولم أجد -بعد البحث- من عرّف بهذا الكتاب ولا بمؤلفه في هذا الملتقى المبارك سوى إشارة سريعة ضمن ما طبع من كتب التفسير
أرجو من الإخوة الأكارم ممن يعرف هذا التفسير أن يفيدنا بقيمته العلمية ومكانة مؤلفه أداءً لواجب التناصح وحقِّ العلم وأهله ...
وجزاكم الله خيرا
---
د. أنمار
03-05-2007, 07:52 PM
وما هو اسم المؤلف بالكامل؟
---
مروان الظفيري
03-05-2007, 08:04 PM
إليك ياأخي الفاضل هذه المعلومات ؛ لعلها تفيدك :
العنوان كشف التنزيل في تحقيق التأويل = تفسير الحدَّاد .
اسم المؤلف الحدّاد: أبو بكر بن علي بن محمد، رضي الدين الحَنَفي (؟ - 800ه).
بيانات الكتاب : مخطوط.
المصادر :
كشف الظنون 1/446 ، 2/1488 ، البدر الطالع 1/166 ، هدية العارفين 1/236 ، معجم المفسرين 1/109 ، الفهرس الشامل (التفسير وعلومه) 432-433 ، دليل الرسائل العلمية بالجامعة الإسلامية 249 .
الملاحظات :
ذكر مرة ثانية في الفهرس الشامل ( 902 ) ، ضمن المؤلفين المجهولي الوفاة ، بعنوان :
« تفسير القرآن العظيم » ، وحقق جزء منه في
رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .
---
أبو بيان
03-05-2007, 09:00 PM
من خلال رجوع مكثف إلى تفسير الحداد في دراسة تفسيرية موسعة = لم أجد له تميزاً يشهر به, فمن أراده كمتخصص فسيفيده كونه من تخصصه, أما غيره فغيره أولى به.
---
العبادي(1/2352)
03-05-2007, 09:18 PM
أشكر الإخوة جميعا على تفضلهم بالرد والمشاركة فجزاهم الله خيرا ...
ولو استقدمت من أمري أمري ما استأخرت ما نشرت هذه المشاركة، حيث وجدت للتوّ مشاركة لمشرفنا الكريم ذكر فيها معلومات قيمة عن هذا الكتاب وذلك على هذا الرابط: صدور كتب جديدة في التفسير والدراسات القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2979)
وللمشرف أن يحذف هذه المشاركة أو يفعل ما يراه مناسبا ...
---
(1/2353)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ألغاز ولطائف ومسائل علمية
---
ألغاز ولطائف ومسائل علمية
---
إبراهيم الدوسري
05-22-2003, 01:22 PM
ما سورتان اتفق الكل على،،، أن يثبتوا بينهما البسملة
وأجمعوا أيضا على أنهم ،،، لم يثبتوا بينهما بسملة
---
أحمد القصير
05-22-2003, 02:32 PM
بارك الله فيكم يا شيخ ونفع بعلمكم
واما جواب اللغز فلعلهما سورتا الناس والفاتحة
---
أبومجاهدالعبيدي
05-22-2003, 04:29 PM
بسم الله
بمناسبة اللغز الذي ذكره شيخنا الشيخ إبراهيم الدوسري ؛ أذكر نفسي وإخواني بأن للألغاز العلمية فوائد معروفة عند أهل العلم عندما تكون جادة ولها غرض نافع .
ولعلنا نذكر هنا بعض اللألغار العلمية المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن والقراءات ، مع الرجاء لمن أورد لغزاً أن يذكر بعد الجواب عليه المرجع الذي نقله منه ، أو العالم الذي أورده .
وهذا لغز لطيف : أيّ شيء إذا عددته زاد على المائة ، وإذا عددت نصفه كان دون العشرين ؟
وهذا سؤال آخر : ما الآية التي دلت دلالة صريحة على أن الله تعالى يعجب ؟
---
إبراهيم الدوسري
05-22-2003, 07:42 PM
الحمد لله
أولاـ أهنئ الأخ الشيخ أحمد القصير على إصابته الجواب ، وقد أجاب على ذلك نظما بعضهم بقوله :
سألتنا عن مبهم واضح ،،،،، هما هديت الناس والفاتحة .
ثانيا ـ أثنّي على ماذكره أخي الشيخ محمد من أن الألغاز كانت محل عناية العلماء ، وهي منهج تربوي أسلامي رصين عمل به المسلمون تأسيا بنبينا عليه الصلاة والسلام .
ثالثا ـ أوافق على ما ذكره أخي الشيخ محمد من ضرورة ذكر المصدر ، وقد كان هذا مأخوذا به في عين الاعتبار عند طرح هذا اللغز ، ولكني أنسأت ذكره لحين ورود الإجابة ، أما وقد وردت فإن المرجع هو شرح الشاطبية لملا علي القارئ ، حيث ذكر اللغز وإجابته في شرح باب البسملة .(1/2354)
رابعا ـ الجواب على صفة العجب قوله تعالى : ( بل عجبتُ ) بضم التاء على قراءة الأخوين .
والله ولي التوفيق .
---
أمين نورشريف
05-22-2003, 08:40 PM
بارك الله فيكم و زادكم الله علما
---
عبدالرحمن السديس
05-23-2003, 10:29 PM
ويدل على صفة العجب غير ماذكر الشيخ إبراهيم قول الحق تبارك وتعالى:
{وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } (5) سورة الرعد
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2003, 11:09 PM
أخي حفيد ابن رجب وفقك الله
وأيّ دلالة صريحة في الآية التي ذكرت على صفة العجب لله تعالى ؟!
.....
والجواب هو ما ذكره الشيخ إبراهيم نفع الله بعلمه .
ويبقى اللغز الأول الذي أورته سابقاً ، فهل من مجيب ؟ علماً أن جوابه متعلق بالقرآن الكريم تعلقاً قوياً .
---
عبدالرحمن السديس
05-23-2003, 11:31 PM
يا أبا مجاهد
الدلالة واضحة، وهي قوله تعالى ( فعجب قولهم) .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2003, 11:44 PM
ولكن يا أخي الكريم : لست معك في هذا الفهم .
ثم ؛ هل ذكر أحد من المفسرين أن العجب في قوله ( فعجب قولهم ) مسند إلى الله ؟
لقد قرأت تفسير الآية في كثير من التفاسير ، فلم أرَ أحداً منهم ذكر ما ذهبت إليه وفقك الله . فلعلك تراجع تفسير الآية وتفيدنا بما توصلت إليه من نتيجة ، وأنا لك من الشاكرين .
---
عبدالرحمن السديس
05-24-2003, 12:11 AM
إلى أخي أبي مجاهد
اولا: أرجو منك أن تكتب اسمي: عبدالرحمن بن صالح السديس، مكان حفيد...
ثانيا: أنا وفقك الله لم آت بها من كيسي، وإنما استفتدتها من شيخنا عبدالرحمن البراك حفظه الله، ولعلي أنقل لك بعض النقول فمنها:
قال ابن القيم في بدائع الفوائد4/814:(1/2355)
فائدة دلالات التعجب: التعجب كما يدل على محبة الله لفعل نحو (عجب ربك من شاب ليست له صبوة ) و(يعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة)، ونحو ذلك، وقد يدل على بغض الفعل نحو قوله (وإن تعجب فعجب قولهم)، وقوله (بل عجبت ويسخرون)( كيف تكفرون بالله) ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1 /126
قال تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم ) الآية
وفي الآية قولان: أحدهما: إن تعجب من قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد، فعجب قولهم كيف ينكرون هذا وقد خلقوا من تراب ولم يكونوا شيئا ، والثاني: إن تعجب من شركهم مع الله غيره وعدم انقيادهم لتوحيده وعبادته وحده لا شريك له فإنكارهم للبعث وقولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أعجب، وعلى التقديرين فإنكار المعاد عجب من الإنسان وهو محض إنكار الرب والكفر به والجحد لإلهيته وقدرته وحكمته وعدله وسلطانه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى 16 /290
قوله: فما يكذبك ليس نفيا للتكذيب، فقد و قع، بل قد يقال: إنه تعجب منه كما، قال (و إن تعجب فعجب قولهم) الآية
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2003, 10:15 AM
جزاكم الله خيراً.
أخي الكريم : أبا مجاهد وفقه الله.
بالنسبة للآية التي تدل على تعجب الله سبحانه وتعالى دلالة صريحة فهي (بل عجبتُ ويسخرون).
والتي تدل على تعجب الله كذلك دلالة شبه صريحة (فعجب قولهم) كما ذكر الأخ الكريم عبدالرحمن السديس. ويبدو أنك لم توافقه لكونك اشترطت الدلالة الصريحة ، والأمر فيه سعة ، وقد ذكر كثير من العلماء ما ذكره الأخ السديس غير من نقل عنهم. وفقكم الله جميعاً.
---
إبراهيم الدوسري
05-24-2003, 05:03 PM
جواب اللغز الذي لم يجب عليه بعد ، هو ـ والله أعلم ـ عدد سور القرآن الكريم .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-24-2003, 05:38 PM
قال الزركشي في كتابه البرهان :
النوع السابع :في أسرار الفواتح في السور وضابطها(1/2356)
اعلم أن سور القرآن العظيم مائة وأربع عشرة سورة ؛ وفيها يلغز فيقال : أيّ شيء إذا عددته زاد على المائة ، وإذا عددت نصفه كان دون العشرين ؟
بارك الله في علمك يا شيخنا الكريم .
---
إبراهيم الدوسري
05-24-2003, 09:47 PM
شكر الله لفضيلتك ، ولك بمثل .
ونرجو أن تكثر مثل هذه المشاركات الخفيفة في إيجازمفرداتها ورشاقة مقصدها .
---
عبدالرحمن السديس
05-24-2003, 10:31 PM
شكرا للشيخ عبدالرحمن الشهري على محاولته تقريب وجهات النظر، وإزالة الخلاف في المسألة، وذلك في قوله:
ويبدو أنك لم توافقه لكونك اشترطت الدلالة الصريحة .
وليس هذا هو السبب لقول أبي مجاهد:وأيّ دلالة في الآية التي ذكرت على صفة العجب لله تعالى ؟!
أقول : الآية لا تدل على أن الله يعجب ، فضلاً عن كونها صريحة في ذلك .
وأظن أن قصد الجميع الوصول إلى الحق، ولا يضر النقاش، ولا التخطئة.
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2003, 12:41 AM
بسم الله
أولاً _ أشكر أخي عبد الرحمن بن صالح السديس على حواره الجاد ، ومناقشته المثمرة التي أفدت منها ، والأمر كما قال وفقه الله :وأظن أن قصد الجميع الوصول إلى الحق، ولا يضر النقاش، ولا التخطئة.
وثانياً - ها أنا أعلن تراجعي عن معارضتي السابقة ، وأقول : إن الأمر كما ذكرت أخي عبدالرحمن ، وقد وجدت نقلاً صريحاً يدل على ما نبهتَ عليه ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى ، وهو ما أخرجه بسنده عن قتادة ، قال ابن جرير : ( حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَإنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} إن عجبت يا محمد فعجب {قَوْلُهُمْ أئِذَاكُنَّا تُرَاباً أئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت .)
ورحم الله من أعاننا على أنفسنا ، وكان سبباً في البحث عن الحقيقة ، وصدق من قال : حياة العلم بالمذاكرة .(1/2357)
وهذا سؤال يحتاج إلى تأمل وجواب : يقال : إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفا بالحلم ؛ فمن أين أخذوا ذلك من كتاب الله تعالى ؟
فهل من مجيب ؟
---
وائل
05-25-2003, 02:07 PM
الجواب والله أعلم
الآيتين 100 و 101 من سورة الصافات
رب هب لي من الصالحين
فبشرناه بغلام حليم
تحياتي
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2003, 04:47 PM
بسم الله
وفقك الله أخي وائل ، والجواب كما ذكرت ، وهذا هو نص الكلام الذي أخذته منه :
-(يقال :لم يصف الله سبحانه أحداً من خلقه بصفة أعزّ من الحلم ، وذلك حين وصف اسماعيل به . ويقال : إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفاً بالحلم ؛ وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)(الصافات:100) فأجيب بقوله :(فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ) (الصافات:101) فدلّ على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح ، والله أعلم .)
[ من كتاب : شأن الدعاء للخطابي ص64 بتحقيق أحمد يوسف الدقاق ] .
وهذا سؤال آخر : أين في كتاب الله أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟
---
وائل
05-25-2003, 05:10 PM
هذا المعنى كثير في آي القرآن الكريم
ولكن أكثرها التصاقا بهذا المعنى
الآية 31 من سورة آل عمران
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}
فالمغفرة والرحمة ضد العذاب
والله أعلم
تحياتي
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2003, 06:07 PM
هناك آية صريحة في هذا المعنى غير ما ذكرت أخي وائل ، فتأمل السؤال . وفقك الله
---
أبو خالد السلمي
05-26-2003, 01:03 AM
هو في هذه الآية :(1/2358)
وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة
جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية الكريمة :
وَقَدْ قَالَ بَعْض شُيُوخ الصُّوفِيَّة لِبَعْضِ الْفُقَهَاء : أَيْنَ تَجِد فِي الْقُرْآن أَنَّ الْحَبِيب لَا يُعَذِّب حَبِيبه ؟ فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ فَتَلَا عَلَيْهِ الصُّوفِيّ هَذِهِ الْآيَة " قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبكُمْ بِذُنُوبِكُمْ " وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ حَسَن وَلَهُ شَاهِد فِي الْمُسْنَد لِلْإِمَامِ أَحْمَد حَيْثُ قَالَ : حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس قَالَ : مَرَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَر مِنْ أَصْحَابه وَصَبِيّ فِي الطَّرِيق فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الْقَوْمَ خَشِيَتْ عَلَى وَلَدِهَا أَنْ يُوطَأَ فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَتَقُول اِبْنِي اِبْنِي وَسَعَتْ فَأَخَذَتْهُ فَقَالَ الْقَوْم : يَا رَسُول اللَّه مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ وَلَدهَا فِي النَّار قَالَ فَخَفَّضَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " لَا وَاَللَّه مَا يُلْقِي حَبِيبه فِي النَّار "اهـ
---
أبومجاهدالعبيدي
06-02-2003, 12:45 AM
بسم الله
يقول المفسرون في قوله تعالى : ( ومن الناس من يقول ...) ونظائرها : إن (مَن ) هنا إمّا موصولة أو موصوفة.
ومعنى كونها موصولة واضح ؛ فما معنى كونها موصوفة ؟ وكيف يكون التقدير في الآية على هذا المعنى ؟ مع العلم بأن القول بأنها موصوفة أقوى من القول بأنها موصولة .
---
وائل
06-02-2003, 01:07 PM
تفسير أبي السعود:(1/2359)
ومن في قوله تعالى [من الناس] موصولة أو موصوفة ومحلها الرفع على الخبرية والمعنى وبعض الناس أو وبعض من الناس الذي يقول كقوله تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي الآية أو فريق يقول كقوله تعالى من المؤمنين رجال الخ
فتح القدير للشوكاني:
ومن تبعضية أي بعض الناس ومن موصوفة أي ومن الناس ناس يقول
تفسير النسفي:
ومن موصوفة ويقول صفة لها كأنه قيل ومن الناس ناس يقولون كذا
التبيان في إعراب القرآن:
قوله [من يقول] من في موضع رفع بالابتداء وما قبله الخبر أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم ومن هنا نكرة موصوفة ويقول صفة لها ويضعف أن تكون بمعنى الذي لأن الذي يتنأول قوما بأعيانهم والمعنى ها هنا على الايهام والتقدير ومن الناس فريق يقول ومن موحدة للفظ وتستعمل في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد والضمير الراجع إليها يجوز أن يفرد حملا على لفظها وأن يثني ويجمع ويؤنث حملا على معناها وقد جاء في هذه الاية على الوجهين فالضمير في يقول مفرد وفي آمنا وما هم جمع
روح المعاني للألوسي:
عن سلمة بن عاصم أنه جزم بأن كلا من ناس وأناس مادة مستقلة واللام فيه إما للجنس أو للعهد الخارجي فإن كان الأول فمن نكرة موصوفة وإن كان الثاني فهي موصولة مرادا بها عبدالله بن أبي وأشياعه وجوز ابن هشام وجماعة أن تكون موصولة على تقدير الجنس وموصوفة على تقدير العهد لأن بعض الجنس قد يتعين بوجه ما وبعض المعينين قد يجهل باعتبار حال من أحواله كأهل محلة محصورين فيهم قاتل لم يعرف بعينه كونه قاتلا وإن عرف شخصه فلا وجه للتخصيص عند هؤلاء وقيل إن التخصيص هو الأنسب لأن المعرف بلام الجنس لعدم التوقيت فيه قريب من النكرة وبعض النكرة نكرة فناسب من الموصوفة للطباق والأمر بخلافه في العهد
تفسير الكشاف للزمخشري:
ومن في " مَن يَقُول " موصوفة كأنه قيل : ومن الناس ناس يقولون كذا كقوله : " من المؤمنين رجال " الفتح : إن جعلت اللام للجنس .(1/2360)
وإن جعلتها للعهد فموصولة كقوله : " ومنهم الذين يؤذون النبي " التوبة : فإن قلت : كيف يجعلون بعض أولئك والمنافقون غير المختوم على قلوبهم قلت : الكفر جمع الفريقين معأ وصيرهم جنسأ واحداً .
وكون المنافقين نوعاً من نوعي هذا الجنس - مغايرأ للنوع الاخر بزيادة زادوها على الكفر الجامع بينهما من الخديعة والاستهزاء - لا يخرجهم من أن يكونوا بعضاَ من الجنس فإن الأجناس إنما تنوعت لمغايرات وقعت بين بعضها وبعض .
وتلك المغايرات إنما تأتي بالنوعية ولا تأبى الدخول تحت الجنسية
---
طلال العولقي
06-02-2003, 01:29 PM
الأخ إبراهيم الدوسري أرجو شرح الجواب على اللغز الأول الذي جوابه سورة الفاتحةوالناس
---
أبومجاهدالعبيدي
06-02-2003, 02:10 PM
بسم الله
أخي وائل وفقك الله
ليس المقصد من السؤال هو ذكر النقول التي أوردتها ؛ فهي معلومة .
ولكن المقصد : ماذا يفهم السائل من تعبير المفسرين عن (مَن ) بأنها موصوفة ؟ أي : شرح عبارة المفسرين الذين نقلت عن بعضهم .
---
وائل
06-02-2003, 02:21 PM
أخي الفاضل
النقول التي ذكرتها لا تحتاج إلى شرح
وان كان عندك إضافة أرجو ذكرها لتعم الفائدة
تحياتي
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2003, 04:09 PM
أخي الكريم أبا مجاهد وفقه الله
بناء على أنك تقصد (مَنْ) الثانية التي بعد كلمة الناس وليست التي قبلها كما قد يظن بعض الإخوة.
(ومِن الناس مَنْ يقول ..) ، أقول :
أولاً : معنى كون (مَنْ) نكرة موصوفة ، أن يكون ما بعدها صفة لها ، والتقدير على هذا : ومن الناس فريقٌ أو ناسٌ يقولون .(1/2361)
وذلك بأن تفيد معنى مبهماً غير معين ، وهذا من خصائص (مَن) من بين حروف المعاني ، فهي تطلق على المفرد والمثنى والجمع المذكر والمؤنث. فتعود على المفرد المذكر باعتبار لفظها ، وعلى المؤنث باعتبار معناها. ومن علامات كونها نكرة موصوفة ، جواز دخول (رُبَّ) عليها ، ومن أشهر شواهد النحويين والمفسرين على ذلك بيت سائر لسويد بن أبي كاهل اليشكري في قصيدته اليتيمة:
رُبَّ مَنْ أنضجت حقداً قلبه *** قد تمنى لي موتاً لم يُطَعْ
والشاهد في البيت دخول (رُبَّ) على (مَنْ) ؛ لأن (مَنْ) نكرة موصوفة بجملة (أنضجتُ) بعدها ، أي : رُبَّ رجلٍ أنضجتُ ..
ثانياً : أن هناك عدداً من كبار النحويين استبعدوا كونها موصوفة هنا في مثل هذه الآية.
فمن النحويين الذين استبعدوا كونها موصوفة الإمام الكسائي رحمه الله ، وهو إمام الكوفيين في القراءة والنحو ، وقال بأن هذا الموضع ليس من المواضع التي تختص بها النكرات ، ويمكنك مراجعة قوله في همع الهوامع للسيوطي وشرحه 1/316-317
ومن النحويين الكبار الذين استبعدوا كونها موصوفة كذلك ابن هشام الأنصاري رحمه الله في كتابه العجيب (مغني اللبيب) ، حيث قال :(وقال تعالى :(ومن الناس من يقول آمنا بالله) فجزم جماعة بأنها موصوفة ، وهو بعيد ، لقلة استعمالها) 1/359 طبعة محي الدين عبدالحميد رحمه الله. ويقصد بمن جزم بكونها موصوفة العكبري وغيره.
ومن النحويين الكبار والمفسرين الكبار أيضاً السمين الحلبي رحمه الله ، حيث تعقب قول العكبري عندما قال بأنها موصوفة ، وقال إن ( المعنى ههنا على الإيهام ) قال الحلبي : إن هذا غير مُسلَّم – بتشديد اللام وفتحها - ، لأن المنقول أن الآية نزلت في قوم بأعيانهم كعبدالله بن أبي ورهطه. الدر المصون للسمين 1/110
ثالثاً : أن قول الزمخشري أن الأمر فيه تفصيل :
- فإن قدرت (أل) في الناس للعهد فـ (من) موصولة ، مثل :(ومنهم الذين يؤذون النبي).(1/2362)
- وإن قدرت (أل) في الناس للجنس ، فـ(من) موصوفة ، مثل :(من المؤمنين رجال صدقوا).
فهذا أمر (يحتاج إلى تأمل) كما قال ابن هشام رحمه الله.
والذي يبدو لي أن معنى قول الزمخشري هذا أنه يرى أن اللام إذا كانت للجنس في كلمة (الناس) ناسب أن تكون (مَنْ) موصوفة ؛ لكون الجنس شائع في الأفراد فيناسبه القول بأنها نكرة موصوفة لأن النكرة شائعة كذلك في أفرادها.
وإن كانت (أل) في (الناس) للعهد ، ناسب القول بأن (مَنْ) موصولة لكون العهد أقل شيوعاً من الجنس.
ولكن الذي يبدو أنه نوع من التكلف في تعليل الحكم ،وهذا مهيع معروف عند أهل النحو رحمهم الله ، والعرب قد ورد عنها عدد كبير من الشواهد الشعرية جاءت فيها لام الجنس وبعدها الموصول لا النكرة الموصوفة.
فهذا رأي مستحسن ، وقد وافقه عليه كما في النقول السابقة الألوسي ، ولكنه لا يصلح أن يكون قاعدة نحوية في رأيي لورود لغة العرب بخلافه كثيراً ، ولا أظن أبا حيان يترك التعقيب على كلام الزمخشري ، فلعلي أراجع تفسير البحر المحيط ، وأرى قول أبي حيان إن شاء الله في مشاركة قادمة.
وجزاك الله خيراً أخي أبا مجاهد على مثل هذه المشاركات.
---
إبراهيم الدوسري
06-02-2003, 04:22 PM
معنى اللغز : أن القراء اتفقوا على الإتيان بالبسملة بين سورتي الناس والفاتحة، مع أنهم اتفقوا أيضا على عدم كتابتها فيما بينهما ، فهي مثبتة لفظا محذوفة رسما
وشكرا
---
وائل
06-02-2003, 04:30 PM
الأخ عبدالرحمن جزاك الله خير الجزاء
---
سابر الأغوار
06-04-2003, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سررت جدًا عند دخولي في هذا المنتدى ؛ لما رأيت فيه من الكلام الجميل وصدق العبارة ؛ وإظهار روح المحاورة البريئة الرائعة .
بخلاف المنتديات الأخرى التي تشم بمجرد دخولك نتن المعاصي والبعد عن الكلام الطيب ؛ ناهيك عن الكلام المفيد والنافع .(1/2363)
وبما أن المجال مفتوح للألغاز فإليكم إخواني هذا اللغز الفقهي والذي يتعلق بالمواريث:
( ما تقول في هالك هلك وترك :
خال ابن عمته ولا خال لإبن العمة غيره .
وعمة ابن خاله ولا عمة له غيرها أيضا .
فما يكونان من هذا الميت ؟؟
ــــــــــــــــ:
ملاحظة : سوف أذكر المصدر ان شاء الله تعالى بعد ورود الحلول ؛ حتى نجعل مساحة واسعة للتفكير
وجزاكم الله خير الجزاء
...........................................
أخوكم / عبد الله علي القحطاني ................ معلم تربية إسلامية .
---
عبدالرحمن الشهري
06-04-2003, 06:50 PM
أخي الكريم عبدالله القحطاني وفقه الله ورزقنا وإياه العلم النافع والعمل الصالح
اشكرك على حسن ظنك بإخوانك ، واشكرك على مشاركتك الجميلة.
وأما جواب سؤالك وفقك الله فهو حسب ما يبدو لي بادي الرأي أن المقصود بخال ابن العمة هو أب الميت ، وعمة ابن خاله هي أمه. نسأل أن يرحم آباءنا وأمهاتنا أجمعين وأن يغفر لنا ولهم.
وأرجو يا أستاذي الكريم أن يكون اللغز في المرة القادمة في التفسير والدراسات القرآنية إن أمكن ، وإن كنت قد أسعدتني كثيراً بأخذنا إلى علم المواريث. وفقك الله.
---
وائل
06-05-2003, 10:32 AM
الأخ الكريم سابر الأغوار
في البداية أرحب بك ونفعنا الله جميعا بهذا المنتدى المبارك
ثانيا بالنسبة لحل اللغز الفقهي الذي أوردته فالحل هو:
خال ابن عمته ولا خال لإبن العمة غيره: هو أب الميت وله الثلثان
وعمة ابن خاله ولا عمة له غيرها: هي أم الميت ولها الثلث
ولك تحياتي
---
أبومجاهدالعبيدي
06-05-2003, 10:45 AM
بسم الله
هذا سؤال في التفسير ، وله صلة بتفسير القرآن بالقرآن :(1/2364)
أورد البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب التفسير -سورة الكافرون - ما ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن : ((لا أعبد ما تعبدون ) الآن ، ولا أجيبكم فيما بقي من عمري . (ولا أنتم عابدون ما أعبد ) ) انتهى كلام أبي عبيدة الذي أورده البخاري ، ثم علق عليه بقوله : (وهم الذين قال : ( وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً ) ) .
فما مقصد البخاري بتعليقه هذا ، وما وجه الربط بين الآية التي ذكرها وكلام أبي عبيدة ؟؟
---
سابر الأغوار
06-05-2003, 11:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر كلا من المشرف العام / عبد الرحمن الشهري / والعضو : وائل ؛ على الترحيب بنا ؛ وأيضا على الإجابة الصحيحة والموفقة على الإجابة على اللغز الفقهي الذي طرحناه .
نعم إن إجابة اللغز: ( أنهما أب وام الميت ) .
وأما المصدر كما وعدت عند إعداد اللغز ومن باب الأمانة العلمية للنقل هو كتاب :
{{ الدرر البهية في الألغاز الفقهية }}
جمع وصياغة وترتيب فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الرحمن العريفي .
وتقديم الشيخ العلامة الدكتور : عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله .
والسلام عليكم .
---
الظافر
06-05-2003, 03:00 PM
الأخ الفاضل وائل كيف أعطيت الأب الثلثان ؟
علما أن الأب ليس من ميراثه الثلثين وله ثلاث حالات في الإرث :
1- إما بالفرض فقط مع الفرع الوارث الذكر وإرثه السدس .
2- إما بالفرض والتعصيب معا مع الفرع الوارث الأنثى ويرث السدس والباقي لأنه أولى رجل ذكر .
3- وإما بالتعصيب فقط مع عدم الفرع الوارث ويرث الباقي عصبة .
أما حل المسألة السابقة فإن مات الميت عن أب وأم، فيكون الميراث كالتالي: الأم تأخذ الثلث، والأب يأخذ الباقي عصبة، لعدم وجود الفرع الوارث .والله ـ تعالى ـ أعلم.
---
وائل
06-05-2003, 05:16 PM
الأخ الفاضل عبدالله القحطاني
جزاك الله خيرا على هذا الإيضاح
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه
---
وائل(1/2365)
06-05-2003, 05:47 PM
الأخ الفاضل أبو مجاهد
أظن أن مقصد البخاري من ذكره هذه الآية هو التأكيد على المعنى الذي أورده أبوعبيدة بمعنى أن المراد لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد في الماضي ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما أعبد في المستقبل.
ووجه الربط في الآية أن الكفار وما شابههم من يهود ومنافقين سيظلوا على عنادهم وكفرهم في المستقبل ، والله أعلم.
وقد أورد ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات من سورة الكافرون أن لها أربعة أوجه كما يلي:
"فقال لا أعبد ما تعبدون يعني من الأصنام والأنداد ، ولا أنتم عابدون ما أعبد وهو الله وحده لاشريك له فـ(ما) ههنا بمعنى من قال ولا انا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما اعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه.
ولهذا قال ولا أنتم عابدون ما أعبد أي لا تقتدرون بأوامر الله وشرعه في عبادته بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم كما قال إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى فتبرأ منهم في جميع ماهم فيه فإن العابد لابد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه ولهذا كان كلمة الإسلام لاإله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم لكم دينكم ولي دين كما قال تعالى وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون وقال لنا أعمالنا ولكم أعمالكم(1/2366)
وقال البخاري بعد4966 يقال لكم دينكم الكفر ولي دين الإسلام ولم يقل ديني لأن الآيات بالنون فحذف الياء كما قال فهو يهدين و يشفين . وقال غيره لا أعبد ما تعبدون الآن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قالوا وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا انتهى ما ذكره.
ونقل ابن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد كقوله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا وكقوله لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين وحكاه بعضهم كابن الجوزي وغيره عن ابن قتيبة فالله أعلم .
فهذه ثلاثة أقوال:
- أولها: ما ذكرناه أولاَ.
- الثاني : ما حكاه البخاري وغيره من المفسرين أن المراد لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد في الماضي ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما أعبد في المستقبل.
- الثالث: أن ذلك تاكيد محض.
- وثم قول رابع نصره أبو العباس ابن تيمية في بعض كتبه ، وهو أن المراد بقوله لا أعبد ما تعبدون نفي الفعل لآنها جملة فعلية ، ولا أنا عابد ما عبدتم نفى قبوله لذلك بالكلية ؛ لأن النفي بالجملة الإسمية آكد فكأنه نفى الفعل وكونه قابلا لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضا وهو قول حسن أيضا والله أعلم" انتهى كلامه رحمه الله.
---
سابر الأغوار
06-06-2003, 10:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم إخوتي فائدة جديدة .
( نعلم ان المسح على الخفين إنما وردت به السنة المطهرة في الأحاديث الصحيحة الثابتة ؛ كما في غزوة تبوك ونحوها كثير جدا ؛ ونعلم الخلاف بين أهل السنة ومخالفيهم حول هذا الأمر ؛ وكذلك السر في إيراد هذا الباب بالذات في كتب العقيدة دون غيره من أبواب الفقه الأخرى ) .
ولكن البعض يرى أن القرآن الكريم : أشار الى المسح على الخفين في آية من كتاب الله عز وجل ؟؟
س/ فما هي تلك الآية ؟ ومن أيّ سورة ؟
من يعرف الحل يجيب على السؤال ؟ والجائزة ندعو له بالجنة !!(1/2367)
والسلام عليكم ؛؛؛؛؛؛
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2003, 02:21 PM
الذي يبدو لي أن البخاري يميل إلى عدم التكرار في الآية فحمل الآية الأولى على الحال ، والثانية على الاستقبال. وهذا وجه الربط بين الآية التي ذكرها والكلام الذي ذكره أبو عبيدة. إضافة إلى ما ذكره الأخ وائل أعلاه. حيث يفهم من كلام أبي عبيدة حمله الآية الأولى على الحال والاستقبال معاً. والقول بعدم التكرار في الآيات هنا ، وأنها شملت جميع أقسام النفي في الماضي والحال والمستقبل قول وجيه ، أشار إليه عدد من المفسرين.
وأنتظر تصويبك يا أبا مجاهد وفقك الله.
---
أحمد البريدي
06-06-2003, 04:15 PM
الأخ سابر الأغوار : دليل المسح على الخفين من القرآن
آية الطهارة من سورة المائدة على قراءة الجر في قوله : وأرجلكم " وهي قراءة متواترة فيكون للرجل حالتان :
ان تكون مكشوفة فالواجب فيها الغسل على قراءة الفتح .
ان تكون مغطاة فالواجب فيها المسح على قراءة الجر.
وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام
وهو من أمثلة حمل القراءتين على بعض في تفسير القرآن بالقرآن
وفقك الله لكل خير.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-06-2003, 04:35 PM
بسم الله
أشكر الأخوين وائل وأباخالد على مشاركتهما في الجواب عن السؤال المتعلق بما ذكره البخاري رحمه الله تعليقاً على كلام أبي عبيدة .
وقد كانت إجابة الأخ وائل جيدة إلا أنها تحتاج إلى إيضاح .
وبيان ذلك : أن أباعبيدة يرى أن الآيتين الأوليين ( لا أعبد ما تعبدون . ولا أنتم عابدون ما أعبد ) في الحال ، والآيتين الأخيرتين (ولا أنا عابد ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد ) في المستقبل .(1/2368)
ولما كان يرد على هذا القول إشكال ، وهو أن بعض المخاطبين من الكفار أسلم أو قد يسلم في المستقبل = أراد البخاري أن يبين أن المراد بالكافرين هنا من كان مكتوباً عليه الاستمرار على الكفر ، وهم الذين أخبر الله عنهم وعن أمثالهم بأنه لا يزيدهم ما أنزل الله على رسوله إلا طغياناً وكفراً كما في آية المائدة التي أوردها البخاري رحمه الله . وهذا من دقيق فهمه .
وللفائدة : لم أرَ ابن حجر رحمه الله شرح مقصد البخاري هذا في الفتح .
ثم إني أحول السؤال لأخي الكريم أبي خالد البريدي : ماذا يمكن أن نعتبر هذا الوجه من تفسير القرآن بالقرآن ؟
---
سابر الأغوار
06-06-2003, 05:22 PM
بسم الله
لقد أجاد وأفاد الأخ / البريدي وفقه الله وزاده من العلم .
نعم هو كذلك ولا مزيد .
والسلام عليكم .
---
أحمد البريدي
06-06-2003, 10:45 PM
الأخ الفاضل : ابا مجاهد وفقه الله
لقد اعتبر النحاس وابن عطية هذه الآية من علامات النبوة ، لأن كل من خوطب بهذه الآية لم يسلم منهم أ حد , وزاد النحاس : وكذا الذين خاطبهم بقوله " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "
وقال الثعلبي في تفسيره : وهذا خطاب لمن سبق في علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون
وما ذكره النحاس مشابه لما ذكره البخاري وهو داخل في وجه : جمع الآيات التي تتحدث عن موضوع واحد
---
أبومجاهدالعبيدي
06-17-2003, 08:17 PM
بسم الله
هذه سؤال عن استنباط لطيف :
آية كريمة يؤخذ منها أهمية معرفة التأريخ في معرفة الصواب من الأقوال ، ورد الباطل منها ؛ فما هذه الآية ؟
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2003, 10:58 PM
كأنك تشير إلى قوله تعالى في سورة آل عمران :(يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون).
فهي تحاكمهم إلى التأريخ.
وقد ذكر ذلك السعدي عند تفسيره للآية كما أفاد ذلك أخي أبو مجاهد وفقه الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-19-2003, 06:31 PM
بسم الله(1/2369)
هذا سؤال يحتاج إلى مجيب لبيب ، له قدرة على الربط بين الآيات والسور ، فخذوه وتأملوه :
ذكر الله تعالى في سورة الأنعام أنه قد فصل على الناس ما حرّم عليهم فقال : ( وما لكم ألا ئأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ...) الآية رقم 119
والسؤال : أين جاء هذا التفصيل ؟
---
barsoom
06-20-2003, 08:49 AM
السلام عليكم
الجواب في الآية الخامسة من سورة المائدة في قوله تعالى :
( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )
ولقد وضح الإمام الطبري هذا في التفسير بقوله :
( وذلك أن الله تعالى ذكره تقدم إلى المؤمنين بتحليل ما ذكر اسم الله عليه وإباحة أكل ما ذبح بدينه أو دين من كان يدين ببعض شرائع كتبه المعروفة , وتحريم ما أهل به لغيره من الحيوان , وزجرهم عن الإصغاء لما يوحي الشياطين بعضهم إلى بعض من زخرف القول في الميتة , والمنخنقة , والمتردية , وسائر ما حرم الله من المطاعم . ثم قال : وما يمنعكم من أكل ما ذبح بديني الذي ارتضيته , وقد فصلت لكم الحلال من الحرام فيما تطعمون , وبينته لكم بقوله : { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به } . . . إلى قوله : { فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم } 5 3 فلا لبس عليكم في حرام ذلك من حلاله , فتمتنعوا من أكل حلاله حذرا من مواقعة حرامه )
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2003, 12:55 PM
بسم الله(1/2370)
هذا الجواب - وإن ذكره بعض المفسرين - يشكل عليه أن سورة الأنعام مكية ، وسورة المائدة مدنية ، بل هي من آخر ما نزل ، فكيف يكون التفصيل الذي ذكر الله أنه قد وقع ، والسورة لم تنزل بعد .
إذن ؛ نحتاج إلى جواب آخر ، وشكراً للأخ برسوم على محاولته .
---
عبدالرحمن الشهري
06-20-2003, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر بعض العلماء أن التفصيل المذكور ورد في الآية التي في آخر سورة الأنعام وهي قوله تعالى :(قل لا أجد فيما أوحي إليَّ محرماً...) الآية. ولا يصح ذلك لأن سورة الأنعام نزلت جملة واحدة على الصحيح ، ويستبعد نزول المتأخر تلاوة قبل المتقدم. وإن كان القاسمي رحمه الله في تفسيره يميل إلى هذا القول ويرى أن الفاصل اليسير بين الآيتين لا يؤثر ، ولا يمنع أن يكون هو المراد.
وبعضهم ذكر الآية التي ذكرها الأخ برسوم في سورة المائدة ، ويشكل على ذلك ما ذكره الأخ أبو مجاهد من كون سورة المائدة مدنية بالاتفاق ، والأنعام مكية بالاتفاق.
فلم يبق إلا القول بأن التفصيل المذكور قد نزل بوحي آخر غير القرآن ، والله أعلم.
وقد ذكر هذا الطاهر بن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير عند تفسيره للآية. والقاسمي كذلك .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2003, 03:02 PM
ويبقى السؤال : هل يمكن ان يقال : إن هذا التفصيل هو ما ورد في آية النحل 115 : ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ...) الآية .
وأما ما ذكره أخي عبدالرحمن من كون ما ورد في نفس السورة [الأنعام] لا يصح أن يكون هو المراد فله توجيه ، ويحتاج إلى تعليق بعد مناقشة السؤال السابق .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2003, 04:52 AM
بسم الله
هل من مجيب ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
06-27-2003, 02:20 AM
سيكون الجواب غداً الجمعة - إن شاء الله -
فهل من محاولة أخيرة للجواب عن هذه المسألة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2003, 02:57 PM(1/2371)
إذا أمكن التحقق من أن سورة النحل قد نزلت قبل سورة الأنعام فالجواب الذي ذكرته صحيح إن شاء الله. وننتظر إجابتك وفقك الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-27-2003, 07:47 PM
بسم الله
سبق أن تقرر بأن الآيات الواردة في البقرة والمائدة لا يصح أن تكون هي المفصلة لما حرم الله تعالى المشار إليه في آية الأنعام المسؤول عنها لأن السورتين مدنيتان ، والأنعام مكية .
وإذا كان الأمر كذلك ؛ فيبقى آيتان ذكر الله فيهما تفصيل ما حرم ، وهما :
آية الأنعام : ( قل لا أجد فيما أوحي إلى محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة ...) الآية 145
وآية النحل 115 : ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ...) الآية .
وآية النحل لا يصح كونها مرادة إلا إذا علم نزولها قبل سورة الأنعام ، وقد دلت قرينتان على أنها نزلت بعد الأنعام لا قبلها :
القرينة الأولى : قوله تعالى في الآية 118 سورة النحل : ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) وهذا الذي قصه الله من قبل مذكور في الأنعام في الآية رقم 146 فدل ذلك على أن الأنعام نزلت قبل النحل .
القرينة الثانية : قال الله تعالى في سورة الأنعام : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ...) الآية 148 ، فأخبر أنهم سيقولون ذلك في المستقبل ، وقد ذكر في النحل أنهم قالوه في قوله : ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ...) الآية 35(1/2372)
وعليه فإن الآية المبينة لقوله : ( وما لكم ألا ئأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ..) هي آية الأنعام نفسها رقم 145 ، ولا يؤثر كون الآية المفسِّرة متأخرة عن الآية المفسَّرة ؛ لأن السورة نزلت دفعة واحدة .
هذا هو تفصيل هذه المسألة ، وهو مقتبس من شرح الإمام الشنقيطي لهذه الآية من أشرطة التفسير لسورة الأنعام .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2003, 07:11 AM
بسم الله
ما الموضع الوحيد الذي خالف فيه حفص شيخه عاصم ؟ وما سبب مخالفته له ؟
---
خالد الباتلي
07-10-2003, 11:45 PM
س1 . ماهي المشقشقتان والمقشقشتان من سور القرآن ؟
س2 . ورد في سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى ، فلم خصت باسم هود وحده ، مع أن قصة نوح فيها أوعب وأطول ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-13-2003, 05:51 AM
بسم الله
جواب السؤال الثاني ذكره الزركشي في البرهان بقوله : ( فإن قيل قد ورد فى سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام فلم تختص باسم هود وحده وما وجه تسميتها به وقصة نوح فيها أطول وأوعب ؟
قيل تكررت هذه القصص فى سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت فى غيرها ولم يتكرر فى واحدة من هذه السور الثلاث اسم هود عليه السلام كتكرره فى هذه السورة فإنه تكرر فيها عند ذكر قصته فى أربعة مواضع والتكرار من أقوى الأسباب التى ذكرنا .
وإن قيل فقد تكرر اسم نوح فى هذه السورة فى ستة مواضع فيها وذلك أكثر من تكرار اسم هود قيل لما جردت لذكر نوح وقصته مع قومه سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك كانت أولى بأن تسمى باسمه عليه السلام من سورة تضمنت قصته وقصة غيره وأن تكرر اسمه فيها أما هود فكانت أولى السور بأن تسمى باسمه عليه السلام .) 1/368 بتحقيق المرعشلي(1/2373)
وذكر الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير أنها سميت بذلك لتكرر اسم هود فيها خمس مرات ، ولأنه جاءت مبسوطة في هذه السورة أكثر من غيرها من السور التي وردت فيها .
وأما السؤال الأول فقد يكون جوابه : هما سورتا التوبة والمنافقون .
ويبقى السؤال الذي قبله في انتظار مجيب :
ما الموضع الوحيد الذي خالف فيه حفص شيخه عاصم ؟ وما سبب مخالفته له ؟
---
عبدالله بن بلقاسم
07-15-2003, 01:52 AM
كتاب السبعة في القراءات ج: 1 ص: 309
وخالف حفص عاصما فقرأ عن نفسه لا عن عاصم فى الروم من ضعف ضعفا بالضم جميعا اهـ
السبب : قراءته عن نفسه لا عن شيخه، والمقصود عن نفسه عن شيخ آخر
---
أبومجاهدالعبيدي
07-15-2003, 02:15 PM
بسم الله
نعم ؛ الجواب كما ذكر الأخ الكريم عبدالله بلقاسم .
وإتماماً للفائدة أنقل نصاً حول هذه المسألة :
( روي عن حفص قوله : ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف لما روي عن عطية العوفي أنه قال : قرأت على ابن عمر رضي الله عنه : {الذي خلقكم من ضُعف ثم جعل من بعد ضٌعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضُعف وشيبة } فقرأها ابن عمر {خلقكم من ضُعف } و {من بعد ضٌعف} بالضم فيها . ثم قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قرأت عليّ فأخذها عليّ كما أخذتها عليك . ) انتهى من المبسوط في القراءات العشر 191 نقلاً عن تعليق لمحققي معاني القراءات للأزهري 2/267 .
قال الأزهري في الموضع المشار إليه : هما لغتان : ضُعف ، وضَعف . والضم أحب إلى أهل الآثار لما روي فيه عن النبي _ صلى الله عليه _ . انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
08-02-2003, 08:32 AM(1/2374)
قال تعالى في سورة آل عمران : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134 وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 135 أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ 136 )
والسؤال : دلت هذه الآيات على أن الأعمال تدخل في الإيمان .
فما وجه دلالتها على ذلك ؟
---
عبدالله بن بلقاسم
08-02-2003, 02:17 PM
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي ( رحمه الله برحمته الواسعة) :
وهذه الآيات الكريمات من أدلة أهل السنة والجماعة، على أن الأعمال تدخل في الإيمان، خلافا للمرجئة. وجه الدلالة إنما يتم بذكر الآية التي في سورة الحديد نظير هذه الآيات وهي قوله :
( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) فلم يذكر فيها إلا لفظ الإيمان بالله ورسله، وهناك قال : ( أعدت للمتقين) ثم وصف المتقين، بهذه الأعمال المالية والبدنية. فدل على أن هولاء المتقين الموصفين بهذه الصفات، هم إولئك المؤمنون. اهـ
( تيسير الكريم الرحمن، مجـ 1 ص 273)
---
أبو عبد الرحمن المدني
08-04-2003, 03:15 AM
إجابة على السؤال :
قال تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين }
وقال في سورة الحديد { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله }(1/2375)
* وجه الدلالة : أن الله جل وعلا في سورة الحديد لم يذكر إلا لفظ الإيمان بالله ورسله ، وفي سورة آل عمران قال : " أعدت للمتقين " ثم وصفهم بالأعمال المالية والبدنية ، فدل على أن المتقين الموصوفين بهذه الصفات هم أولئك المؤمنون .
والعلم عند الله . - ابن سعدي -
---
أبو عبد الرحمن المدني
08-04-2003, 05:19 PM
قال تعالى ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها )
وقال عن أهل الجنة ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها "و" فتحت أبوبها )
# فما سر الإتيان بالواو في هذه الآية ؟ وجزيتم خيرا .
---
أخوكم
08-15-2003, 10:46 PM
معذرة إن لم أسند القول لقائليه ، لعدم وجود المصادر بقربي الآن وإن كنت أذكر أن من ضمن القائلين بذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
إن زيد في اللفظ زيد في المعنى .
فالواو لم تأت في الكلام عن أهل النار لأنهم سيدخلوها مباشرة ( اللهم أجرنا من عذابك )
بينما جاءت في الكلام عن أهل الجنة لتشير إلى أنهم لن يدخلوها مباشرة إلا بعد أن حصول أمور .
ومن ضمن تلك الأمور القصاص من بعضهم ( القنطرة ) ، ومن ضمن تلك الأمور شفاعة الرسول صلىالله عليه وآله وسلم عند الله لأهل الجنة في دخولها
والله أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
05-26-2004, 04:34 PM
دلت آية في كتاب الله محكمة غير منسوخة التلاوة على حكم الرجم ؛ فما هي ؟ مع ذكر المرجع .
---
وائل
05-27-2004, 03:36 PM
الآية هي:
{ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين} [النور: 8]
وهذه الآية لها دلالة مجملة على أنه بدون هذه الشهادات يوجد عذاب ونوع هذا العذاب مفصل في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالرجم
وللمزيد يرجع إلى البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 129
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2004, 04:37 PM
شكراً للأخ وائل على مشاركته
وهذا جواب آخر :(1/2376)
قال الشنقيطي في أضواء البيان عند تفسيره لقول الله تعالى : { وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (النساء:15) :
( وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن حكم الرجم مأخوذ أيضا من آية أخرى محكمة غير منسوخة التلاوة وهي قوله تعالى :{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون } فإنها نزلت في اليهودي واليهودية اللذين زنيا وهما محصنان ورجمهما النبي صلى الله عليه وسلم .
فذمُه تعالى في هذا الكتاب للمعرض عما في التوراة من رجم الزاني المحصن دليل قرءاني واضح على بقاء حكم الرجم . ) انتهى كلامه
---
المنهوم
05-28-2004, 03:12 PM
س : ما هي السورة التي في كل آياتها ورد اسم ((الله ))
---
المعتز بالإسلام
05-29-2004, 10:06 AM
- يشكل على أن المراد بإجابة الآية المحكمة التي دلت على الرجم وهي قول الله ( ويدرؤا عنها العذاب ) أنه قد يقول قائل المقصود بالعذاب هو الجلد . فما الإجابة ؟
- إجابة السؤال الأخير هي سورة المجادلة .
- السؤال : تقول الحكمة ( ما لايدرك جله لا يترك كله ) . ما الآية التي فيها معنى هذه الحكمة ؟
---
المنهوم
05-29-2004, 01:48 PM
لقد اصبت يا أخي المعتز بالاسلام وفقك الله للصواب
[line]
وهذا سؤال اخر [ ما هي الآية التي جمعت حروف الهجاء ]
---
المعتز بالإسلام
05-29-2004, 02:03 PM
- الفتح ( 29 ) ، آل عمران ( 154 ) .
- ما الآية التي فيها معنى الحكمة التالية ( ما لا يدرك جله لا يترك كله ) ؟
---
وائل
05-30-2004, 12:29 PM
الأخ الكريم المعتز بالإسلام(1/2377)
ذكرتُ في مشاركتي أن الآية مجملة وتفصيلها في السنة وحيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالرجم فليس هناك مجال أن يقول قائل أن هذا العذاب له أن يكون الجلد مثلا فالدين توقيفي وليس مرتعا لكل قائل
وتحياتي لك
---
عبدالرحمن الشهري
06-04-2004, 01:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إتماماً للفائدة حول سؤال : إسناد التعجب إلى الله في سؤال سابق هنا ، هذه مقالة محررة للأستاذ محمد إسماعيل عتوك وفقه الله بعث بها إلي مشكوراً .
إسناد التعجب إلى الله جل جلاله ووصفه بأنه متعجب
قال الله جل جلاله مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم:{ فإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابًا أإنا لفي خلق جديد}[ الرعد:5 ]0 وقوله تعالى:{ بل عجبتُ ويسخرون } [الصافات:12 ]، على قراءة من قرأ بضم التاء.
ولسائل أن يسال- هنا-: هل يجوز إسناد العجب إلى الله جل جلاله، ووصفه بأنه متعجب، كما يدل على ذلك قوله تعالى في الآيتين الكريمتين السابقتين؟
وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من الوقوف على معنى التعجب، أو العجب عند علماء اللغة والتفسير، ومعرفة أساليبه في النحو والبلاغة، والقرآن الكريم0 ولهذا نقول وبالله المستعان:
أولاً- التعجب- في اللغة والقرآن- مصدر: تعجَّب0 يقال: تعجب من الأمر تعجبًا، فهو متعجِّب، والأمر متعجَّب منه00 ويقال: عجب عجبًا، وعجَّب غيره تعجيبًا0 ويقال: أعجبني الشيء، بمعنى: راقني، وعظم في نفسي وقلبي00 ومنه قوله تعالى: { ومن الناس من يعجبك قوله }[البقرة:204]0 أي: يروقك، ويعظم في قلبك.
ويوصف الأمر المتعجَّب منه بأنه: عجَبٌ، وعجيبٌ، وعُجَابٌ، وعُجَّابٌ0 والمراد من ذلك كله المبالغة في الصفة0 وبينها فروق دقيقة في المعنى00 قال الفخر الرازي:"العجَب أبلغ من العجيب "0 وقال الفيروز آبادي:" العُجَاب ما جاوز حدَّ العجَب ".(1/2378)
ومن( العجَب ) قوله تعالى:{ قل أوحي أنه استمع إلي نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا }[ الجن:1 ]0 أي: بديعًا مباينًا لسائر الكتب في حسن نظمه، وصحة معانيه، ودلائل إعجازه0
ومن ذلك قوله تعالى:{ أكان للناس عجبًا أن أوحينا إلى رجل منهم }[ يونس:2 ]0 أي:جعلوا ذلك أعجوبة لهم، يتعجبون منها، ونصبوه علمًا لهم، يوجهون نحوه استهزاءهم، وإنكارهم0 ولهذا أنكر الله تعالى عليهم ذلك، فجاء بصيغة الاستفهام الإنكاري، التي تفيد التقرير:{ أكان للناس عجبًا؟!}.
ومن( العجيب ) قوله تعالى حكاية عن سارة امرأة إبراهيم- عليه السلام-:{ قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا إن هذا لشيء عجيب }[ هود:72 ]0 أي: أن يولد ولد من شيخين هرمين خلافًا للعادة، التي أجراها الله تعالى في العباد؛ فهذا شيء يدعو إلى العجب والدهشة0 ولهذا تعجبت سارة مستبعدة حدوث ذلك0
ومن( العُجاب ) قوله تعالى:{ وعجبوا أن جاءهم منذر وقال الكافرون هذا ساحر كذاب* أ جعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب }[ ص:4- 5 ]0 أي: بليغٌ في العجب0 وقرأالسُّلَمِيُّ:{ لشيءٌ عُجَّاب }، بالتشديد؛ وهو- كما قال الزمخشري- أبلغ من المخفف.
وقال قتادة: هي لغة لأزد شنوءة00 والعرب تقول: هذا رجل كريم، وكرَّام، وكُرَام0
ويعرف علماء البلاغة التعجب بأنه تعبير عن شعور داخلي، تنفعل به النفس حين تستعظم أمرًا نادر الحدوث0 أو: لا مثيل له0 أو: خارقًا للعادة، خفيُّ السبب، مجهول الحقيقة0 فهو( استعظام الشيء مع خفاء السبب )0 وما لم يجتمع هذان الشرطان، لا يكون تعجبًا عندهم0
ثانيًا- وللتعجب أساليب كثيرة: منها ما يقتصر معناه على التعجب0 ومنها ما يتضمن مع التعجب معنى آخر؛ كالتنزيه، والمدح، والذم00 وغير ذلك من المعاني التي تفهم من السياق0 وتنحصر هذه الأساليب في نوعين: أحدهما سماعي0 والآخر قياسي0 والقياسي له صيغتان: ما أفعله0 وأفعل به0(1/2379)
ومن الصيغة الأولى قولهم: ما أحسن زيدًا، وأكرمه00 وجعل بعضهم من ذلك قوله تعالى:{فما أصبرهم على النار }[ البقرة:175 ]، وقوله تعالى:{ قتل الإنسان ما أكفره }[عبس:17 ]0
ومن الصيغة الثانية قولهم: أحسن بزيد، وأكرم به0 وجعل بعضهم من ذلك قوله تعالى:{أبصر به وأسمع }[ الكهف:26 ]، وقوله تعالى:{ أسمع بهم وأبصر } [ مريم:38 ]0
واختلف النحاة والمفسرون في تأويل هاتين الصيغتين على أقوال؛ أشهرها: قول جمهور البصريين0 وهو أن معنى: ما أحسن زيدًا، وأكرمه: شيء جعل زيدًا حسنًا، وكريمًا. وهذا الشيء الذي جعله حسنًا، وكريمًا موجود فيه، لا يمكن تحديده، أو تخصيصه؛ لأنه مجهول الحقيقة0 ولهذا تعُجِّب منه0 هذا رأي الخليل وسيبويه، وقد علَّل له ابن
السراج بقوله:" لأنك، لو خصصت شيئًا، لزال التعجب؛ لأنه إنما يراد به أن شيئًا قد فعل فيه هذا، وخالطه، لا يمكن تحديده، ولا يعلم تلخيصه0 والتعجب كله؛ إنما هو مما لا يعرف سببه0 فأما ما عرف سببه فليس من شأن الناس أن يتعجبوا منه0 فكلما أبهم السبب، كان أفخم، وفي النفوس أعظم "0
وأما- أحسن بزيد، وأكرم به- فأصله عندهم: حسُن زيد0 ثم أدخلت عليه همزة الصيرورة، فصار: أحسنَ زيدٌ0 ثم نقلت صيغة الماضي إلى الأمر لإنشاء التعجب، فصار: أحسنْ زيدٌ0 ثم أدخلت الباء زائدة في الفاعل إصلاحًا للفظ، فصار: أحسنْ بزيد0 ولزمت الباء الفاعل لمعنى التعجب0
فإذا قلت: ما أحسن زيدًا، وأحسن بزيد، فأنت تتعجب من شيء، جعل زيدًا حسنًا0 وهذا الشيء مجهول السبب0 ولهذا ذهب أكثر العلماء إلى أنه لا يجوز إسناد العجب إلى الله تعالى، ووصفه سبحانه بأنه يعجب0 وكان هذا سببًا في اختلافهم في تأويل ما ورد في القرآن الكريم، والحديث الشريف من أقوال ظاهرها إسناد التعجب إلى الله تعالى، ووصفه سبحانه بأنه متعجب0(1/2380)
فمن ذلك قوله تعالى:{ فإن تعجب فعجب قولهم }0 قيل في تفسيره:" إن تعجب يا محمد من قولهم فهو أيضًا عجب عندي "0 وقال الزمخشري:" إن تعجب يا محمد من قولهم في إنكار البعث، فقولهم عجيب حقيق بأن يتعجب منه "0 ثم وصف قولهم بأنه أعجوبة من الأعاجيب. وحكى الرازي عن المتكلمين قولهم:" العجب هو الذي لا يعرف سببه؛ وذلك في حق الله محال0 فكأن المراد: إن تعجب يا محمد فعجب عندك "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ بل عجبتُ ويسخرون }، في قراءة من قرأ بضم التاء0 أي: عجب ربنا0 قال الزمخشري:" فإن قلت: كيف يجوز العجب على الله تعالى؛ وإنما هو روْعة تعتري الإنسان عند استعظام الشيء0 والله تعالى لا يجوز عليه الروعة؟ قلت: فيه وجهان: أحدهما: أن يجرَّد العجب لمجرَّد الاستعظام0 والثاني: أن يتخيَّل، فيفرض ".
وقال الرازي:" معناه: أنه صدر من الله تعالى فعل، لو صدر مثله عن الخلق، لدلَّ على حصول التعجب في قلوبهم0 وبهذا التأويل يضاف المكر، والاستهزاء إلى الله تعالى "0
وقال أبو حيَّان:" الظاهر أن ضمير المتكلم لله تعالى0 والعجب لا يجوز على الله تعالى؛ لأته روعة تعتري المتعجب من الشيء0 وقد جاء في الحديث إسناد العجب إلى الله تعالى، وتؤوِّل على أنه صفة فعل، يظهرها الله تعالى في صفة المتعجب منه من تعظيم، أو تحقير، حتى يصير الناس متعجبين منه "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ فما أصبرهم على النار }0 أي: ما أجرأهم على عذاب النار! فهذا تعجب من شدة صبرهم على النار0 ومثله ما روي عن الكسائي من أنه قال: " قال لي قاضي اليمن بمكة: اختصم إليَّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله0 أي: ما أجرأك على عذاب الله0 وأصبر بمعنى: أجرأ لغة يمانية0(1/2381)
ومع هذا فقد ذهب أبو حيان في تأويل الآية الكريمة إلى القول:" إذا قلنا: إن الكلام هو تعجب، فالتعجب هو استعظام الشيء، وخفاء حصول السبب0 وهذا مستحيل في حق الله تعالى؛ فهو راجع لمن يصح ذلك منه0 أي: هم ممن يقول فيهم من رآهم: ما أصبرهم على النار! "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ قتل الإنسان ما أكفره }0 قال الزمخشري:" تعجَّبَ من إفراطه في كفران نعمة الله "0 وقال أبو حيان:" الظاهر أنه تعجب من إفراط كفره0 ثم قال: والتعجب بالنسبة للمخلوقين؛ إذ هو مستحيل في حق الله تعالى0 أي: هم ممن يقال فيه: ما أكفره! "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ أسمع بهم وأبصر }0 قال الزجاج:" هو تعجب من قوة إبصارهم، وشدة سماعهم يوم القيامة، بعدما كانوا في الدنيا صمًّا لا يسمعون، وعميًا لا يبصرون "0
وخالفه في ذلك المبرد، والزمخشري0 أما المبرد فقال:" لا يقال لله عز وجل متعجب؛ ولكنه خرج على كلام العباد0 أي: هؤلاء ممن يجب أن يقال فيهم: ما أسمعهم، وأبصرهم في ذلك الوقت "0 وأما الزمخشري فقال:" لا يوصف الله تعالى بالتعجب؛ وإنما المراد أن أسماعهم، وأبصارهم يومئذ جدير بأن يتعجب منهما بعدما كانوا صمًّا، وعميًا في الدنيا "0
وليت شعري ما الذي يمكن أن يقولوا في تأويل قوله تعالى:{ أبصر به وأسمع }، وقد أجمعوا على أن الضمير في( به ) يعود على الله تعالى "؟
أيمكن أن يقال فيه: إنه خرج على كلام العباد؟ أم أنه ممن يصح أن يقال فيه: كذا وكذا؟ سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا! وقد قال الفخر الرازي في تفسيره:" هي كلمة تذكر في التعجب0 أي: ما أبصره، وما أسمعه "0(1/2382)
ثم ما الذي يمكن أن يقال في قوله تعالى:{ سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون }[ يس:36 ]0 وفي قوله تعالى:{ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }[البقرة:28 ]؟ أليس هذا تعجب من الله تعالى، وفي حقه سبحانه، ومثله كثير في كتاب الله تعالى، وفي حديث رسوله صلى الله عليه وسلم؟
وأما قوله تعالى:{ بل عجبتُ ويسخرون } فكان شريح يقرأ:( عجبتّ ) بالفتح، ويقول:" إن الله لا يعجب من شيء؛ وإنما يعجب من لا يعلم "0 فقال إبراهيم النخعي:" إن شريحًا شاعر يعجبه علمه، وعبد الله أعلم "0 يريد: عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- وكان يقرأ بضم التاء0
وكان الفراء يقول:" العجب، وإن أسند إلى الله تعالى، فليس معناه من الله كمعناه من العباد "0 وكان يجيز في ( عجبت ) قراءة الرفع، و قراءة النصب، وكان يقول:" والرفع أحب إليَّ؛ لأنها قراءة علي، وابن مسعود، وعبد الله بن عباس "0
أما الطبري فقد حكى قراءة الرفع عن عامة قراء الكوفة، وقراءة النصب عن عامة قراء المدينة والبصرة، وبعض قراء الكوفة، وكان يقول فيهما:" إنهما قراءتان مشهورتان، فبأيهما قرأ القارىء فمصيب "0
نخلص من ذلك كله إلى أن إسناد التعجب إلى الله تعالى جائز، وأن وصفه سبحانه بالمتعجب ثابت في القرآن، والسنة، ولكن على أن يحمل على مجرد الاستعظام، وأن معناه من الله تعالى ليس كمعناه من العباد؛ كما نصَّ على ذلك الفراء0
وخلاصة القول في معنى التعجب ما ذكره الفخر الرازي بعد قوله:" قالوا: التعجب هو استعظام الشيء مع الجهل بسبب عظمه " ، قال:" ثم يجوز استعمال التعجب عند مجرد الاستعظام من غير خفاء السبب0 أو من غير أن يكون للعظم سبب حصول"0(1/2383)
فالتعجب- على هذا- ليس كله مما خفي سببه0 بل أكثره مما علم سببه، بدليل أن سبب العظم لا يخفى إلا على الكافر0 أما المؤمن فسبب ذلك عنده معروف0 فإن تعجَّب- في كثير من الأمور- فإنما يتعجَّب لمجرد الاستعظام0 ومن هنا قيل: التعجُّب من قدرة الله تعالى يوجب الكفر؛ لأنه دليل على الجهل0 ولا يجهل قدرة الله تعالى إلا الكافر0
ولهذا حمل تعجب سارة امرأة إبراهيم عليه السلام على أنه تعجب بحسب العرف والعادة، التي أجراها الله تعالى في عباده، لا بحسب قدرته سبحانه على الخلق والإبداع.
وإنما أنكرت الملائكة عليها تعجبها في قولهم:{ أتعجبين من أمر الله }؛ لأنها كانت في بيت الآيات، ومهبط المعجزات، والأمور الخارقة للعادات0 فكان عليها أن تتوقَّر، ولا يزدهيها ما يزدهي سائر النساء الناشئات في غير بيوت النبوة، وأن تسبح الله، وتمجده مكان التعجب0 وإلى ذلك أشار الملائكة صلوات الله تعالى عليهم بقولهم:{ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت }0 وهو كلام مستأنف لتعليل إنكار تعجبها0 كأنه قيل لها: إياك والتعجب!
فعلى مجرد الاستعظام ينبغي أن يحمل التعجب، إذا صدر من العبد المؤمن، وعليه ينبغي أن يحمل إذا صدر من الله تعالى؛ لأن تأويله على الوجه الذي ذكره المفسرون- كما قدمنا- يصرف الكلام عن وجهه الصحيح، ويخرجه عن حدِّ الفصاحة، والبلاغة التي يمتاز بها أسلوب القرآن الكريم0 والحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان!!
محمد إسماعيل عتوك
---
سليمان داود
06-10-2004, 12:53 PM
تأكيدًا على ما جاء في مقال الأستاذ محمد إسماعيل عتوك، من جواز إضافة التعجب
إلى الله تعالى، ووصفه بأنه تعالى متعجب، أذكر قول الله تعالى في سورة
الانفطار:{ يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم }( الانفطار/6 )0
قرأ الجمهور:( ما غرَّك؟ ) على الاستفهام، وقرأ سعيد ابن جبير، والأعمش:( ما
أغرَّك!؟ )0 وخرجَّت قراءتهما على التعجب، والاستفهام0(1/2384)
وعلى التعجب يكون المعنى: أيُّ شيء غرَّك! وعلى الاستفهام يكون المعنى: ما
أدخلك في الغَرَّة؟ من الغرور0 وهو استفهام يتضمَّن معنى التعجب0(عن البحر
المحيط لأبي حيان: 8/436)0
وعلى المعنيين يكون التعجب مسندًا إلى الله سبحانه وتعالى0
وأريد هنا أن أضيف لغزا جديدا
من هو؟؟
أعظم واحد دينه الاسلام؟؟؟؟؟
---
سليمان داود
06-11-2004, 01:04 PM
صحيح اللغز صعب شوي
بس ما في مشكله
رح أعطيكم مهلة يومين كمان
وبعدها أضع لكم الجواب
مع تحياتي
أخوكم
سليمان داود
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2004, 12:48 AM
أولاً : أين جواب سؤال : ما الآية التي فيها معنى الحكمة التالية ( ما لا يدرك جله لا يترك كله ) ؟
ثانياً : الأخ سليمان بن داود وفقك الله !!
لقد صارت اليومان أسبوعين !!!
أين جواب سؤالك مع الرجاء أن تكون الألغاز حول تخصص الموقع متعلقة بالدراسات القرآنية .
---
وائل
06-25-2004, 01:55 AM
================
من هو؟؟
أعظم واحد دينه الاسلام؟؟؟؟؟
================
بسم الله الرحمن الرحيم
{إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران: 19]
---
سليمان داود
06-25-2004, 12:09 PM
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18آل عمران)
هذا يدلنا أن الله سبحانه وتعالى أعظم الشاهدين بدين الاسلام
وأضيف الآية التالية
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ
وأشكرك أخي وائل على الاجابة الصحيحة
أما سؤالك أستاذنا العبيدي فامهلني يومين لأفكر فيه
فان لم أهتدي على الاجابة
فليس لنا غيرك أستاذنا العزيز
فما نحن الا تلاميذك
مع تحياتي
---
سليمان داود
06-25-2004, 03:54 PM(1/2385)
الآية الكريمة التي فيها معنى الحكمة الآتية:( ما لا يدرك جله، لا يترك كله )
هي قوله تعالى:
( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ
فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن
تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً )(النساء :
129 )
قال البيضاوي:" وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء؛ لأن
العدل أن لا يقع ميل البتة، وهو متعذر. فلذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقسم بين نسائه، فيعدل، ويقول:( هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك،
ولا أملك ).
ولو حرصتم- أي: على تحري ذلك، وبالغتم فيه، فلا تميلوا كل الميل بترك المستطاع،
والجور على المرغوب عنها؛( فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله )، فتذروها
كالمعلقة، التي ليست ذات بعل، ولا مطلقة.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم:( من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما، جاء يوم
القيامة وأحد شقيه مائل ).
تفسير البيضاوي
---
أبومجاهدالعبيدي
06-29-2004, 01:41 PM
قال أحد العلماء : (هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ أيضًا غير متلو ولا أعلم له نظيرًا .)
من القائل ؟ وما هو المثال الذي يريده ؟ مع ذكر المرجع .
---
سليمان داود
06-30-2004, 10:03 AM
قال أحد العلماء ):هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ أيضًا غير متلو ولا أعلم له نظيرًا :
من القائل ؟ وما هو المثال الذي يريده ؟ مع ذكر المرجع .
القائل: مكي بن أبي طالب القيسي رحمه الله.
والمثال هو: قالت عائشة:( كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول
الله وهن مما يقرأ من القرآن رواه الشيخان).
والمرجع هو كتاب:( الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي
( قال مكي هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ أيضا غير متلو ولا أعلم له نظيرا)، ويعني المثال السابق؛ وهو قول عائشة رضي الله عنها
مع تحياتي
---(1/2386)
أبومجاهدالعبيدي
06-30-2004, 02:14 PM
وفقك الله أخي سليمان ؛ فقد وفقت في الجواب .
وأنبهك على طريقة تتخلص بها من الوجوه التي تأتي بدلاً من الأقواس في كثير من مشاركاتك ، التي أقوم بتحريرها لك .
فإذا كتبت القوس فاضغط على مفتاح المسافة حتى يكتب القوس كما هو هكذا : ( ..
أو اختر خيار : تعطيل الابتسامات في هذه المشاركة من ضمن الخيارات الموجودة أسفل مربع الكتابة .
[line]
-تحويل اوتوماتيكي لعنوان المواقع: إحاطة عنوان الموقع بالرموز و لتحويلها لعناوين انترنت..
- إعلام بريدي : ستصلك رسالة بريدية عندما يقوم أي عضو بالرد عليك .
-تعطيل الإبتسامات في هذه المشاركة
-عرض التوقيع : إضافة توقيعك بنهاية الرسالة .
---
عبدالرحمن السديس
08-11-2004, 05:29 PM
" واو" في كتاب الله قال فيها بعض العلماء حُق لها أن تكتب بماء العينين ؟
والمقصود بـ " واو" الحرف: و .
---
صالح الفويه
08-12-2004, 01:23 AM
هي الواو في يدخلونها الواردة في قول الله تعالى قوله تعالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )
ذكر ذلك الشنقيطي في أضواء البيان عند تفسيره لقوله تعالى : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُو?اْ أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُو?اْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(1/2387)
حيث قال خلال استطراد له عن أرجى آية في كتاب الله : ( والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق. ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الاية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أحد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أحد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين .)
---
عبدالرحمن السديس
08-12-2004, 04:30 PM
أحسنت بارك الله فيك ،
وذكر هذا أيضا في أضواء البيان عند تفسير آية فاطر
قال: من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: { {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه { خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } (102) سورة التوبة }.
والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.(1/2388)
والثالث: السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة، وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم، ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف الميعاد في قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق. ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أخد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين ولذا قال بعدها متصلاً بها {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}.
وذكره في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/64 و 4/1635
---
أبومجاهدالعبيدي
08-12-2004, 04:38 PM
تنبيه : ما ذكره الشيخ عبدالرحمن السديس بقوله : ( وذكر هذا أيضا في أضواء البيان عند تفسير آية فاطر ) ليس كذلك ، فليس في أضواء البيان ما نقلته ، وإنما هو في المرجع الأخير الذي أشرت إليه ، وهو العذب النمير
وهو يذكر ما ليس في أضواء البيان مما فسره في دروسه المسجلة .
---
عبدالرحمن السديس
08-14-2004, 05:03 PM
صدقت ـ بارك الله فيك ـ ليس في الأضواء في سورة فاطر ، لكنه في موضع آخر من الأضواء وهذا سبب الخطأ :(1/2389)
كنت قد سمعت شرح الشيخ قبل مدة قبل طبعه ، ثم وقفت عليه لما طبع في: العذب النمير .. وأشار جامعه الشيخ خالد السبت في الحاشية بأنه في الأضواء .. ففرحت لأنه عندي على صيغة وورد ؛ فنسلم من تعب الكتابة فنقلته لكي يكون جاهز للجواب.
وكان التفسير (الوورد) قد قسم سبعة أقسام :
1- الفاتحة – النساء 2- المائدة- يونس 3- هود - بني إسرائيل 4- الكهف- الأنبياء 5- الحج والمؤمنون 6- النور – الصافات 7- ص – المجادلة.
فتبادر لذهني أنه يورده في موضعه من سورة فاطر ففتحت الملف (6) الذي هو من: النور – الصافات ، فأعطيته بحث فخرج لي الموضع فنقلته منه ظنا مني أنه في فاطر ، وحين وجدت تنبيهك تبين أن النقل المذكور من سورة النور في الموضع الذي أشار إليه الأخ صالح .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-19-2004, 01:55 PM
سورة سماها أحد العلماء بسورة المواهب ؛ فما هي ؟ ولم سميت بهذا الاسم ؟ مع ذكر المرجع .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-26-2004, 09:10 AM
مضى أسبوع ، ولم يجب أحد !!
عسى أن يكون خيراً .
الجواب تجدونه في هذا النص لشيخ الإسلام ابن تيمية :
( ( سورة مريم ) مضمونها : تحقيق عبادة الله وحده، وأن خواص الخلق هم عباده، فكل كرامة ودرجة رفيعة في هذه الإضافة، وتضمنت الرد علي الغالين الذين زادوا في النسبة إلي الله حتي نسبوا إليه عيسي بطريق الولادة، والرد علي المفرطين في تحقيق العبادة وما فيها من الكرامة، وجحدوا نعم الله التي أنعم بها علي عباده المصطفين .(1/2390)
افتتحها بقوله : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا } [ مريم : 2 ] ،وندائه ربه نداء خفيا، وموهبته له يحيي، ثم قصة مريم وابنها، وقوله : { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } . . . إلخ [ مريم : 30 ] ، بين فيها الرد علي الغلاة في المسيح، وعلي الجفاة النافين عنه ما أنعم الله به عليه، ثم أمر نبيه بذكر إبراهيم وما دعا إليه من عبادة الله وحده، ونهيه أباه عن عبادة الشيطان، وموهبته / له إسحاق ويعقوب، وأنه جعل له لسان صدق عليا، وهو الثناء الحسن، وأخبر عن يحيي وعيسي وإبراهيم ببر الوالدين مع التوحيد، وذكر موسي ومن هبته له أخاه هارون نبيا، كما وهب يحيي لزكريا وعيسي لمريم وإسحاق لإبراهيم .
فهذه السورة ( سورة المواهب ) ، وهي ما وهبه الله لأنبيائه من الذرية الطيبة، والعمل الصالح، والعلم النافع، ثم ذكر ذرية آدم لأجل إدريس، { وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } [ مريم : 58 ] وهو إبراهيم، ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل إلي آخر القصة .)
المرجع : هنا (http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=302)
وهذا سؤال قريب : آية سماها ابن القيم آية الفصل ؛ فما هي ؟
---
الأمين
08-26-2004, 09:05 PM
الآية هي قوله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )(الحج : 17 ).
قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره الأديان ستة: واحد للرحمن، وخمسة للشيطان. قال ابن قيم الجوزية: وهذه الأديان الستة مذكورة في آية الفصل في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )(الحج : 17 )(1/2391)
هداية الحيارى: 1/12
---
عبدالرحمن الشهري
08-29-2004, 11:00 AM
سؤال : في القرآن ثلاث آيات جمعت بين عذرين ونسخين وأمرين ونهيين ورخصتين وكرامتين . فما هي هذه الآيات الثلاث ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 09:10 AM
جواب السؤال الذي أورده الأخ عبدالرحمن هو :
الآيات التي جمعت ما ذُكر في السؤال هي : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة : 183-185 .
قال ابن العربي في كتابه قانون التأويل ص664-665 : ( وقد قال أهل الإشارة : في القرآن ثلاث آيات جمعت بين عذرين ونسخين وأمرين ونهيين ورخصتين وكرامتين :
فأما العذران فقوله : { كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ } ...
وأما النسخان : فنسخ قوله تعالى : { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } ، ونسخ تحريم الوطء بعد النوم في أثناء الليل .
وأما الأمران : فالتكبير ، وإكمال العدة ...
وأما النهيان : فالأكل والجماع ، وهو حقيقة الصوم .(1/2392)
وأما الرخصتان : فالفدية للشيخ ، والفطر في السفر .
وأما الكرامتان : فإنزال القرآن ، وليلة القدر . ) انتهى باختصار .
أقول : وبي بعض ما ذكر ابن العربي نظر ، والله أعلم .
سؤال آخر : في القرآن إشارة إلى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغناء عن المال والدنيا بالقرآن ؛ فأين توجد هذه الإشارة ؟
ولا ننس شرط الإجابة ، وهو ذكر المرجع .
---
سلسبيل
02-02-2005, 11:00 PM
أعتذر عن إجابتي السابقة لأنها كانت دون الرجوع لمصدر كما هو مشروط في هذا الموضوع ولذا حاولت حذفها -ولكن بعد فوا ت الأوان فلم أجد بدا من البحث عن مصدر أدعم به إجابتي
وعند البحث تبينت خطأ الإجابة السابقة و عثرت على هذه الإجابة وستكون هذه الإجابة الثانية لي والأخيرة
واعذروني على " تطفلي " عليكم
الآية هي " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم . لا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين " سورة الحجر
قال ابن أبي حاتم : ذكر وكيع بن الجراح , حدثنا موسى بن عبيدة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي رافع صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال : ضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيف ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم شئ يصلحه فأرسل إلى رجل من اليهود " يقول لك محمد رسول الله : أسلفني دقيقا إلى هلال رجب " قال :لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " أما إني لأمين من في السماء وأمين من في الأرض ، ولئن أسلفني أو باعني لأؤدين إليه " فلما خرجت من عنده نزلت " لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا " إلى آخر الآية ، كأنه يعزيه عن الدنيا
تفسير ابن كثير الجزء الثالث ص 735
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 11:16 PM
نعم ؛ لقد أحسنت الجواب يا سلسبيل2
وهذه تتمة له :(1/2393)
قال ابن جرير في تفسيره لقول الله تعالى : { لا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين } :
( وذُكر عن ابن عيينة أنه كان يتأوّل هذه الآية قولَ النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرآنِ»: أي من لم يستغن به، ويقول: ألا تَرَاهُ يَقُولُ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآنَ العَظِيمَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا بِهِ أزْوَاجا مِنْهُمْ؟ فأمره بالاستغناء بالقرآن عن المال. قال: ومنه قول الآخر: من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظَّم صغيرا وصغَّر عظيما. )
وأما سؤالك فإجابته يسيرة ، وسأترك مجالاً للأعضاء الآخرين حتى يشاركوا في الإجابة ....
---
سلسبيل
02-05-2005, 03:55 PM
أمر الله تعالى نبيه بالحلف في ثلاثة مواضع من كتابه الكريم وهي
1- " ويستنبئونك أحق هو قل أي وربي " سورة يونس
2- " وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم " سورة سبأ
3- " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن " سورة التغابن
وهذا سؤال آخر :-
قال تعالى " فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما انزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لاحجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير "
اشتملت هذه الآية الكريمة على عشر كلمات مستقلات كل منها منفصلة عن التي قبلها حكم برأسها كالتالي :-
1- فلذلك فادع
2- واستقم كما أمرت
3- ولا تتبع أهواءهم
4-وقل آمنت بما انزل الله من كتاب
5-وأمرت لأعدل بينكم
6- الله ربنا وربكم
7-لنا أعمالنا ولكم أعمالكم
8-لاحجة بيننا وبينكم
9-الله يجمع بيننا
10- وإليه المصير
ولا نظير لهذه الآية إلا آية واحدة في القرآن الكريم ( بها أيضا عشرة فصول كهذه )
والسؤال : ما هي الآية الأخرى ؟ ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-05-2005, 09:15 PM(1/2394)
هي آية الكرسي كما في تفسير ابن كثير
---
سلسبيل
02-08-2005, 10:30 PM
ربا يعتبر حلالا رغم كراهته ... فأي ربا هو ؟ وما هي الآية الدالة عليه في كتاب الله تعالى ؟
---
نصرمنصور
03-21-2005, 10:42 PM
هو الربا المذكور في قول الله تعالى : {وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}.
لأن المراد بالربا هنا : الهدية والعطية التي يراد منه جزاء عاجل في الدنيا
جاء في تفسير الطبري : ( حُدثت عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، قال: قال ابن عباس، قوله وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ قال: هي الهبة، يهب الشيء يريد أن يُثاب عليه أفضل منه، فذلك الذي لا يربو عند الله، لا يؤجر فيه صاحبه، ولا إثم عليه وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ قال: هي الصدقة تريدون وجه الله فَأُولَئِكَ هُمُ المُضْعِفونَ.
قال معمر، قال ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثل ذلك. )
---
أبومجاهدالعبيدي
03-22-2005, 03:35 AM
آية في كتاب الله عز وجل جمعت أنواع التوحيد الثلاثة : الربوبية ، والألوهية ، والأسماء والصمات . فما هي ؟
---
سلسبيل
07-09-2005, 03:32 PM
هي قوله تعالى في سورة مريم
" رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا "
رب السماوات والأرض وما بينهما ............. توحيد ربوبيه
فاعبده واصطبر لعبادته ....................... توحيد الوهية
هل تعلم له سميا .............................. توحيد أسماء وصفات
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2005, 06:02 PM
جواب موفق .
وهذا سؤال آخر ؛ ذكرت المساجد الثلاثة : المسجد الحرام ، والنبوي ، والأقصى في آية واحدة . فما هي ؟ علماً بأن أحده دلت عليه الآية من باب الإشارة .
---
حامل القرآن(1/2395)
02-19-2006, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الآية هي؟
(وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا)؟؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-19-2006, 01:42 PM
الآية هي قول الله تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
قال الطاهر ابن عاشور في تفسيره لهذه الآية : ( والأقصى، أي الأبعد. والمراد بعده عن مكة، بقرينة جعله نهاية الإسراء من المسجد الحرام، وهو وصف كاشف اقتضاه هنا زيادة التنبيه على معجزة هذا الإسراء وكونه خارقاً للعادة لكونه قطْعَ مسافة طويلة في بعض ليلة.
وبهذا الوصف الوارد له في القرآن صار مجموع الوصف والموصوف علماً بالغلبة على مسجد بيت المقدس كما كان المسجد الحرام علماً بالغلبة على مسجد مكة. وأحسب أن هذا العلم له من مبتكرات القرآن فلم يكن العرب يصفونه بهذا الوصف ولكنهم لما سمعوا هذه الآية فهموا المراد منه أنه مسجد إيلياء. ولم يكن مسجد لدين إلهي غيرهما يومئذٍ.
وفي هذا الوصف بصيغة التفضيل باعتبار أصل وضعها معجزةٌ خفية من معجزات القرآن إيماء إلى أنه سيكون بين المسجدين مسجد عظيم هو مسجد طيبة الذي هو قَصِيٌ عن المسجد الحرام، فيكون مسجد بيت المقدس أقصى منه حينئذٍ.
فتكون الآية مشيرة إلى جميع المساجد الثلاثة المفضلة في الإسلام على جميع المساجد الإسلامية، والتي بينها قول النبي:» " لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي " )
---
حامل القرآن
02-19-2006, 02:07 PM
سؤال:
ذكر في القرآن الكريم اسمين لنبيين ليس بينهما أي حرف أو كلمة؟
---
الباحث7
02-20-2006, 08:59 AM
{ وامراته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } هود - 71
---
عبدالرحيم
02-22-2006, 05:21 PM(1/2396)
في سورة الأحزاب آيات كثيرة اشتملت على الإعجاز بالغيب بوجوهه، ولكن هل تستطيع اكتشاف الإعجاز بالغيب في قوله تعالى: " وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا(37) " ؟
---
عبدالرحيم
03-04-2006, 11:11 AM
المَوضع:
في قوله تعالى: " وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا(37) "
وجه الدلالة:
" فأما المعجزة فهي من باب إخباره بالغيوب، فتقع كما أخبر عنها؛ وذلك أن الإنعام ـ هاهنا ـ إنما هو في أنْ وَهَبَه الله تعالى إيماناً لا يُفارقه إلى الممات، إذ لو كان في معلوم الله تعالى أن يسلبه إياه عند الوفاة، لم يسمِّه نعمة؛ فإن ثمرة الإيمان إنما تُجتنى في الآخرة، وإيمانٌ زائلٌ لا ثمرة له في الآخرة، ولا يُسمى نعمة.. فخرج من فحوى ذِكر هذه النعمة، أن زيداً يموت مؤمناً، فكان ذلك وزيادة: إنه مات أميراً شهيداً ".
انظر: تنزيه الأنبياء، أبو الحسن السبتي، ص 54.
---
عبدالرحيم
03-06-2006, 03:53 PM
قال الله تعالى: " وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ الله ".
ثم قال الإمام الشافعي:(1/2397)
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ### فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ ### وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
اذكر آية كريمة بيَّنت أن علاج سوء الحفظ: ترك المعاصي
---
عبدالرحمن السديس
03-07-2006, 09:51 PM
لم أقرأ جميع ما كتب = فعذرا إن كانت طرحت من قبل .
سؤال:
آية اشتملت على معجزة ، وتسلية ، وتطمين قلوب المؤمنين ، واعتراض وجوابه ، من ثلاثة أوجه ، وصفة المعترض ، وصفة المسلّم لحكم الله ودينه .
---
عبدالرحمن السديس
03-07-2006, 09:56 PM
آية في كتاب الله عز وجل جمعت أنواع التوحيد الثلاثة : الربوبية ، والألوهية ، والأسماء والصمات . فما هي ؟
في تفسير السعدي ـ رحمه الله ـ عند قوله تعالى {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (136) سورة البقرة.
قال بعد تفسيرها :
فقد اشتملت هذه الآية الكريمة - على إيجازها واختصارها - على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، واشتملت على الإيمان بجميع الرسل ، وجميع الكتب ، وعلى التخصيص الدال على الفضل بعد التعميم ، وعلى التصديق بالقلب واللسان والجوارح والإخلاص لله في ذلك ، وعلى الفرق بين الرسل الصادقين ، ومن ادعى النبوة من الكاذبين ، وعلى تعليم الباري عباده كيف يقولون، ورحمته وإحسانه عليهم بالنعم الدينية المتصلة بسعادة الدنيا والآخرة، فسبحان من جعل كتابه تبيانا لكل شيء، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون.
---
عبدالرحيم
03-11-2006, 08:54 PM
قال الله تعالى: " وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ الله ".
ثم قال الإمام الشافعي:(1/2398)
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ### فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ ### وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
اذكر آية كريمة بيَّنت أن علاج سوء الحفظ: ترك المعاصي
للتيسير..
الآية الكريمة في النصف الأول من سورة المائدة.
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
03-11-2006, 10:41 PM
آية في كتاب الله تعالى تسمّى آية العز . ما هي هذه الآية ؟
---
عبدالرحيم
03-17-2006, 09:28 PM
قال الله تعالى: " وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ الله ".
ثم قال الإمام الشافعي:
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ### فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ ### وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
اذكر آية كريمة بيَّنت أن علاج سوء الحفظ: ترك المعاصي
الجواب:
قال تعالى: " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) ".
قال أبو السعود في تفسيره:
" " وَنَسُواْ حَظَّاً " أي تركوا نصيباً وافراً .. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: " قد ينسى المرءُ بعضَ العلم بالمعصية " وتلا هذه الآية ".
---
سلطان الفقيه
03-18-2006, 09:03 PM(1/2399)
الأخ/أبو عبد الرحمن المدني سؤالك عن (الواو)في قوله تعالى:((وسيق........وفتحت أبوابها)) الجواب: قيل :انها واو الثمانية .فأبواب الجنة ثمانية،وكذلك في سورة الكهف:((...ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم))فجاء بالواو في الثمانية ،ولم يأت بها في الأربعة ،أو الخمسة في هذه السورة ، وكذلك في سورة المائدة:((التائبون...والناهون عن المنكر)) فجاء بها في الكلمة الثامنة. هذا ما ذكره شيخنا الدكتور:ياسين الجاسم ــ حفظه الله ــ في كتابه :(دراسات في القرءان الكريم) الاأني اطلعت أخيراَ على كلام لابن هشام في كتابه :(مغني اللبيب) يتطرق لهذا الكلام ويرجح غيره فمن أراد معرفة ذلك فليرجع اليه.لان لي من هذا الكلام مدة ليست بالهينة.
---
سيف الدين
03-21-2006, 07:31 PM
اقتباس
------------------
اذكر آية كريمة بيَّنت أن علاج سوء الحفظ: ترك المعاصي
الجواب:
قال تعالى: " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) ".
------------------------
اعتقد , والله اعلم, ان النسيان في هذه الاية محمول على الترك العمد لما انزله الله كقوله تعالى:
{قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (126) سورة طه
لذا لست متأكدا ما اذا كان الاستشهاد هنا صحيحا ...
---
مجدي ابو عيشة
03-21-2006, 07:50 PM(1/2400)
نعم أخي سيف معنى النسيان هو الترك في هذه الاية .
---
(1/2401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقولة للباقلاني عن أسماء السور ..
---
مقولة للباقلاني عن أسماء السور ..
---
المنذر
01-11-2004, 06:04 PM
قال المازري في شرح البرهان عن القاضي أبي بكر الباقلاني : ( إن أسماء السور لما كتبت في المصاحف كتبت بخط آخر لتميّز عن القرآن )
هذه العبارة نقلتها من تفسير التحرير التنوير لابن عاشور .. فهل يدلني أحد الأخوة الأفاضل على توثيق لها من كتب الباقلاني .. أو شرح البرهان إن كان موجودا ؟
أيضا كتاب " ترتيب التنزيل " للباقلاني هل هو موجود ؟ وإن كان موجودا هل أطلع عليه أحد ؟
أسأل الله لي ولكم التوفيق ...
---
ابن الشجري
01-12-2004, 02:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ منذر الكتاب مطبوع طبع عام1422 . ط/ دار الغرب الاسلامي في طبعته الاولى بعد أن كان يظن أنه مفقودا عزيز الوجود حتى عثر عليه الاستاذ عمار الطالبي في مكتبة العلامة محمد الطاهربن عاشور رحمه الله
فأخرجه في حلة بهيه . باسم ( الايضاح المحصول من برهان الاصول ) وهو من كتب أصول الفقه ويحتل مؤلفه ـ رحمه الله ـ مكانة عالية خاصة عند علماء الغرب الاسلامي والذين لهم اهتمام بالمذهب المالكي ، وهو صاحب كتاب المعلم شرح مسلم(1/2402)
ولقد حاولت عبثا مساعدتك في الحصول على هذه العبارة فأعياني تطلبها، ذلك أن الكتاب فيه سقط شديد مما يمنع من مطالعته او مراجعته أوالنقل منه فلربما كان في الصفحة الواحدة قرابة العشرين موضعا تركت فراغا هذا في المطبوع ولربما كان في المخطوط الفراغ الواحد عبارة عن صفحة أو أكثر !. ومحاولتي كانت بالبحث عن طريق الفهرس في مضان هذه العبارة . وكذلك عن طريق الاحصاء للننقولات التي في الكتاب عن علماء سابقين، وقد احصى المحقق (53) موصعا ورد فيه ذكر للباقلاني في الكتاب وقد تتبعت نحوا من عشرين موضعا فلم اظفر بشئ ( ولا أخفيك تعبت ، والوقت لا يساعد) وأظن انها قد تكون ساقطة فيما سقط وانخرم من المخطوط .ثم حاولت البحث عنها في الانتصار والإعجاز للباقلاني رحمه الله عن طريق الفهرس الا أن هذا أمر صعب، والفهارس في الكتابين لا تساعد ، فلعلك تعيد البحث في كتاب المازري فلربما ظفرت بها إن كانت تهمك ، خاصة أنك قد ذكرت بأنك وجدتها في التحرير لابن عاشور رحمه الله فالكتاب كان بين يديه وهو المخطوط الذي حققه الطالبي .
أما كتاب ترتيب التنزيل . فلم اطلع عليه .فلعل أحد الأخوه يفيدك ويفيدنا بمالم أتمكن منه .
والله ولي التوفيق
---
المنذر
01-12-2004, 09:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أشكرك أخي ابن الشجري كثير الشكر على حرص واهتمامك ..
وسأعيد البحث في الكتاب الذي أشرت إليه .فجزاك الله خيرا ..
أما بالنسبة لكتاب ترتيب التنزيل فقد أشار إليه القاسمي في تفسيره .. وأنا في انتظار الإخوة الأفاضل إفادتي عنه ولهم خالص الدعاء ..
---
(1/2403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير القرآن الكريم للشيخ بن باديس ..طبعة جزائرية جديدة
---
تفسير القرآن الكريم للشيخ بن باديس ..طبعة جزائرية جديدة
---
أحمد البريدي
11-16-2006, 11:37 AM
يعتزم المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر إعادة الاعتبار لمؤسس النهضة بالجزائر، العلامة عبد الحميد بن باديس، عبر طبع كتابه الشهير تفسير القرآن الكريم، وذلك في مسعاه الرامي لإعادة إحياء التراث والتذكير بمناقب الأمة من الأعلام والشخصيات الهامة. وقال الشيخ بوعمران، رئيس المجلس، لدى كشفه النقاب عن منشورات الهيئة، إن الكتاب الذي سيقع في جزءين وتولى الشيخ محمد الصالح رمضان أحد تلامذة الشيخ إعداده، والذي يعيد الاعتبار لرائد الإصلاح بالجزائر، هو الأول من نوعه على مستوى الجزائر. مضيفا أن المؤلف سيرى النور في يونيه القادم على أقصى تقدير. ويشكل كتاب الشيخ بن باديس أحد أهم الكتب التي يستعد المجلس الإسلامي الأعلى لنشرها قريبا، ويوجد بينها، حسب رئيسه، متن بن عاشر ودراسة حول أسس النهضة عند بن باديس لصاحبها بن سمينة، ومدخل إلى معرفة الإسلامي الذي كان ألفه الشيخ بن حفاف في العام 1921 دفاعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وردا على دعاوى المسيحيين واليهود اعتمادا على كتب دينية وفكرية وكتاب التوراة حسب الدكتور بوعمران.
المصدر (http://www.almokhtsar.com/html/news/1365/18/62987.php)
---
عبد العلي
11-16-2006, 04:18 PM
جزاك الله خيرا
وهل سيطبع تفسير الشيخ عبد الحميد كاملا.
لأنه يوجد تفسيره لبعض الآيات بتقديم تلميذه الشيخ بشير الابراهيمي
---
ابن الجزيرة
11-17-2006, 04:00 AM
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم، وحفظك، وأبعد عنك كل مكروه، وأبقاك ذخراً لدينك وأهلك .
---
مساعد الطيار
11-17-2006, 06:02 PM(1/2404)
شكر الله لك أخي أحمد ، لكن هل هذا الاسم كذا ( ومدخل إلى معرفة الإسلامي ) ، أو لا ؟
---
أحمد البريدي
11-17-2006, 06:55 PM
الأخ الفاضل عبد العلي : وهل سيطبع تفسير الشيخ عبد الحميد كاملا.
لعل أحد الأخوة يفيدنا بذلك ممن يملك المعلومة .
الأخ مساعد : هل هذا الاسم كذا ( ومدخل إلى معرفة الإسلامي ) ، أو لا
هكذا هي في المصدر المنقول منه المختصر وربما يكون هناك تصحيف فمن يملك معلومة فليفدنا جزاه الله خيراً .
---
السائح
11-18-2006, 12:17 AM
وهل سيطبع تفسير الشيخ عبد الحميد كاملا.
قد فسر الشيخ ابن باديس (رحمه الله) القرآن كاملا في دروسه، وقد تمّ له ذلك بتوفيق الله إياه في خمس وعشرين سنة، لكن لم يقدّر الله تعالى كتابة ذاك التفسير الجليل، لكن الله ألهم الشيخ؛ فكتب تفسيرا لبعض السور والآيات أثبته في افتتاحيات مجلته " الشهاب "، ثم تولى الشيخ صالح بن رمضان (حفظه الله) جمع ما في الشهاب وتوفر على نشره بمساعدة عبد الصبور شاهين سدده الله، وتم طبعه في مجلد بتقريظ صاحبه الأديب الأريب البشير الإبراهيمي رحمه الله.
هذا الواقع الذي ليس له من دافع.
وأحسن الله عزاءنا على ما ضاع من علوم ذاك المفسر الجهبذ.
أما كتاب ابن الحفاف، فالظاهر أنه مترجم بالمدخل إلى معرفة الإسلام.
والله أعلم.
---
(1/2405)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية وحديث (2) - الدعاء بسني يوسف - للحوار
---
آية وحديث (2) - الدعاء بسني يوسف - للحوار
---
سيف الدين
03-10-2006, 12:42 AM
الدعاء بسني يوسف
نتناول في هذا المحور الاحاديث التي تتمحور حول دعاء الرسول على قريش بقوله: "اللهم أعني عليهم بسنين كسني يوسف...."
نبدأ المحور باستعراض الاحاديث الواردة في صحيح البخاري ثم في صحيح مسلم ثم نعقب ذلك بتعليق وتحليل:
اولا: ما جاء في صحيح البخاري:
1- حدثنا قتيبة حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله قال ابن أبي الزناد عن أبيه هذا كله في الصبح (البخاري)
2- حدثنا محمد بن كثير عن سفيان حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال أتيت ابن مسعود فقال إن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون يوم بدر قال أبو عبد الله وزاد أسباط عن منصور فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا وشكا الناس كثرة المطر قال اللهم حوالينا ولا علينا فانحدرت السحابة عن رأسه فسقوا الناس حولهم (البخاري)(1/2406)
3- حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في القنوت اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم سنين كسني يوسف (البخاري)
4- حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف (البخاري)
5- حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب حتى أنزل الله ليس لك من الأمر شيء الآية (البخاري)
6- حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل أن يسجد اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج الوليد بن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف (البخاري)(1/2407)
7- حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه أن قريشا لما أبطئوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام قال اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان قال الله فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين قال الله إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة وقد مضى الدخان ومضت البطشة (البخاري)
8- حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان حدثنا منصور والأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في كندة فقال يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب فجلس فقال من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله عائدون أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر و لزاما يوم بدر الم غلبت الروم إلى سيغلبون والروم قد مضى (البخاري)(1/2408)
9- حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلنا على عبد الله بن مسعود قال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين وسأحدثكم عن الدخان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا إلى الإسلام فأبطئوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم قال فدعوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون أفيكشف العذاب يوم القيامة قال فكشف ثم عادوا في كفرهم فأخذهم الله يوم بدر قال الله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون (البخاري)
10- حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبد الله إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت قال لمضر إنك لجريء فاستسقى لهم فسقوا فنزلت إنكم عائدون فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية فأنزل الله عز وجل يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون قال يعني يوم بدر (البخاري)(1/2409)
11- حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله فقال إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون فقيل له إن كشفنا عنهم عادوا فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر فذلك قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى قوله جل ذكره إنا منتقمون (البخاري)
12- حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابتهم سنة حصت يعني كل شيء حتى كانوا يأكلون الميتة فكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع ثم قرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم حتى بلغ إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون قال عبد الله أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة قال والبطشة الكبرى يوم بدر(البخاري)(1/2410)
13- حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال قال عبد الله إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال أي محمد إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم فدعا ثم قال تعودون بعد هذا في حديث منصور ثم قرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى عائدون أنكشف عنهم عذاب الآخرة فقد مضى الدخان والبطشة واللزام وقال أحدهم القمر وقال الآخر والروم (البخاري)
14- حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال سمع الله لمن حمده في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف (البخاري)
15- حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن هلال بن أسامة أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف (البخاري)(1/2411)
16- قالا وقال أبو هريرة رضي الله عنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم فيقول اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له (البخاري)
17- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَنُحِرَتْ جَزُورٌ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ فَأَرْسَلُوا فَجَاءُوا مِنْ سَلَاهَا وَطَرَحُوهُ عَلَيْهِ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ لِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ فِي قَلِيبِ بَدْرٍ قَتْلَى قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَنَسِيتُ السَّابِعَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَقَالَ شُعْبَةُ أُمَيَّةُ أَوْ أُبَيٌّ وَالصَّحِيحُ أُمَيَّةُ (البخاري) (رجوع الى رقم 18)
ثانيا: ما جاء في صحيح مسلم:(1/2412)
1- حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنهما سمعا أبا هريرة يقولا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقول وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون و حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد قالا حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي إلى قوله واجعلها عليهم كسني يوسف ولم يذكر ما بعده (مسلم)
2- حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركعة في صلاة شهرا إذا قال سمع الله لمن حمده يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد فقلت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الدعاء لهم قال فقيل وما تراهم قد قدموا و حدثني زهير بن حرب حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل أن يسجد اللهم نج عياش بن أبي ربيعة ثم ذكر بمثل حديث الأوزاعي إلى قوله كسني يوسف ولم يذكر ما بعده (مسلم)(1/2413)
3- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقولا والله لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو هريرة يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح ويدعو للمؤمنين ويلعن الكفار (مسلم)
4- حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال كنا عند عبد الله جلوسا وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبد الله وجلس وهو غضبان يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارا فقال اللهم سبع كسبع يوسف قال فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم إلى قوله إنكم عائدون قال أفيكشف عذاب الآخرة يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدخان والبطشة واللزام وآية الروم (مسلم)(1/2414)
5- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح و حدثني أبو سعيد الأشج أخبرنا وكيع ح و حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير كلهم عن الأعمش ح و حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب واللفظ ليحيى قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين قال يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام فقال عبد الله من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به الله أعلم إنما كان هذا أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد وحتى أكلوا العظام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا فقال لمضر إنك لجريء قال فدعا الله لهم فأنزل الله عز وجل إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه قال فأنزل الله عز وجل فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون قال يعني يوم بدر(مسلم)
دراسة وتحليل:
كمدخل لمعالجة هذا المحور, سنضع نقاطا عامة للافكار الواردة في الاحاديث اعلاه :
1- الرسول يدعو ربه ان ينجي عياش بن ابي ربيعة, سلمة بن هشام, والوليد بن الوليد اضافة ثم يعمّم الرسول فيدعو لجميع المستضعفين من المؤمنين بالنجاة, وواضح انه يدعو لهم النجاة من فتنة قريش.
2- الرسول يدعو على مضر ان يصيبها سنين كسني يوسف
3- الرسول كان يدعو لغفار واسلم
4- دعاء الرسول كان اثناء الصلاة(1/2415)
5- الرسول كان يلعن في صلاته احياء من العرب حتى نزل قوله تعالى: {ليس لك من الامر من شيء}. ذكر في صحيح مسلم اسماء هذه الاحياء وهي: ذكوان ورعل ولحيان وعصية. وجاء في صحيح مسلم انه ترك الدعاء وعندما سأله ابو هريرة عن ذلك أجابه الرسول: و ما تراهم قد قدموا؟
6- جاء في صحيح مسلم ان الرسول دعا على الذين قتلوا اصحاب بئر معونة يدعو على ذكوان ورعل ولحيان وعصية.
7- جاء في صحيح مسلم انه نزل قرآنا في الذين قتلوا في بئر معونة ثم نسخ.
8- ابن مسعود يعلّل دعاء الرسول على قريش بسبب ابطائهم عليه في الاسلام.
9- ان قريش اصابها قحط لمدة سنة حتى اكلت العظام وكانت ترى في السماء كأنه دخان ثم كشف الله عنهم العذاب فعادوا الى كفرهم
10- في صحيح مسلم ان حديث ابن مسعود جاء تعقيبا على تفسير آية قرآنية: {يوم تأتي السماء بدخان مبين}
11- ان ابا سفيان جاء الى الرسول مستشفعا لقومه كي يدعو الرسول ربه فيكشف عنهم العذاب. وفي رواية انهم طلبوا منه الاستسقاء لمضر, فيتعجب الرسول من ذلك لسبب او لآخر!
وسنبدأ بتحليل ما تقدّم خطوة خطوة معتمدين بشكل رئيسي على ما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم ثم نتقدم من بقية الصحاح والسنن بحسب ما تمليه وضوح الرؤية واتساع الافق:(1/2416)
اولا: لقد فصل البخاري في روايته بين دعاء الرسول على مضر (اي قريش) ودعائه على رعل وذكوان ولحيان وعصية, بينما نرى ان مسلم قد مزج بين الدعاءين في الحديث الاول الوارد في صحيح مسلم, وفي نفس الرواية الموجودة في صحيح مسلم نقرأ ما نصه: و حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد قالا حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي إلى قوله واجعلها عليهم كسني يوسف ولم يذكر ما بعده فيبدو ان السند الاول في هذا الحديث في صحيح مسلم قد خلط بين المسألتين, فأشار مسلم الى ان هناك سند آخر للحديث لم يضف دعاء الرسول على رعل وذكوان ولحيان وعصية على دعائه على قريش او مضر. ان الروايات التي جاء في صحيح البخاري تفصل بين الامرين وحقيقة لا يوجد سوى الحديث الرابع الوارد في البخاري اعلاه يشير ولكن دون ان يبيّن الى ان الرسول دعا على قريش ودعا على احياء من العرب مما يوحي ان هذه الاحياء قد تكون هي الاحياء الاربعة المذكورة (رعل وذكوان ولحيان وعصية) غير انه لا يوجد تصريح بذلك. ونقرأ في صحيح البخاري جميع الروايات التي أتت على ذكر هذه الاحياء الاربعة مجتمعة:(1/2417)
1- حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا همام عن إسحاق عن أنس رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنتم مني قريبا فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أومئوا إلى رجل منهم فطعنه فأنفذه فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل قال همام فأراه آخر معه فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم (البخاري 2591 – كتاب الجهاد والسير – باب من ينكب في سبيل الله)
2- حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله قال أنس أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه (البخاري 2603 كتاب الجهاد والسير باب فضل قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا...)(1/2418)
3- حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدوه على قومهم فأمدهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين من الأنصار قال أنس كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان قال قتادة وحدثنا أنس أنهم قرءوا بهم قرآنا ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم رفع ذلك بعد (البخاري 2836 كتاب الجهاد والسير باب العون بالمدد)
4- حدثني محمد بن غرير الزهري حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح حدثنا نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المنبر غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله (البخاري 3251 كتاب المناقب باب ذكر اسلم وغفار ومزيدة وجهينة واشجع)(1/2419)
5- حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم القراء في زمانهم كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقنت شهرا يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان قال أنس فقرأنا فيهم قرآنا ثم إن ذلك رفع بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا وعن قتادة عن أنس بن مالك حدثه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا في صلاة الصبح يدعو على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان زاد خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس أن أولئك السبعين من الأنصار قتلوا ببئر معونة قرآنا كتابا نحوه (البخاري 3781 كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ...)(1/2420)
6- حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خاله أخ لأم سليم في سبعين راكبا وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصال فقال يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر أو أكون خليفتك أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف فطعن عامر في بيت أم فلان فقال غدة كغدة البكر في بيت امرأة من آل فلان ائتوني بفرسي فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم وهو رجل أعرج ورجل من بني فلان قال كونا قريبا حتى آتيهم فإن آمنوني كنتم وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فقال أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم وأومئوا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه قال همام أحسبه حتى أنفذه بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج كان في رأس جبل فأنزل الله علينا ثم كان من المنسوخ إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين عصوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم (البخاري 3782 – كتاب المغازي – باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة....)
7- حدثنا محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس رضي الله عنه قال قنت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو على رعل وذكوان ويقول عصية عصت الله ورسوله (البخاري 3785 كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ...)(1/2421)
8- حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا يعني أصحابه ببئر معونة ثلاثين صباحا حين يدعو على رعل ولحيان وعصية عصت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال أنس فأنزل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الذين قتلوا أصحاب بئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه (البخاري 3786 كتاب المغازي باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة...)
9- حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن عاصم عن أنس رضي الله عنه بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية يقال لهم القراء فأصيبوا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وجد على شيء ما وجد عليهم فقنت شهرا في صلاة الفجر ويقول إن عصية عصوا الله ورسوله (البخاري 5915 كتاب الدعوات باب الدعاء على المشركين)
نخلص من هذه النقطة الاولى الى ان دعاء الرسول على قريش او مضر كان مختلفا وله مناسبة اخرى غير دعائه على ذكوان ورعل ولحيان وعصية... وسنركّر في هذا المحور على دعاء الرسول على قريش وسيكون لدعائه على الاحياء الاربعة محور لاحق. انّ التأكيد على الفصل هنا هو فقط من باب توضيح الامور لكي يسهل دراستها والوقوف عليها.(1/2422)
ثانيا: ان بنى بعض الاحاديث الواردة اعلاه بحاجة الى امعان النظر حيث انها تحوي حقيقة على شقّين: احدهما متعلّق بوجهة نظر الراوي والاخر متعلق بالنص المنقول حرفيا عن الرسول عليه السلام. فلو اخذنا مثلا الاحاديث: (البخاري 2- 7- 8- 9- 10- 11 – 12 -13) و(مسلم 4- 5) نجد ان راوي الحديث يدخل وجهة نظره من حيث الاسباب التي حدت بالرسول صلى الله عليه وسلم الى الدعاء على قريش وحقيقة ان الراوي هو عبد الله بن مسعود كما نقلوا وهو يرد سبب الدعاء الى ان قريش ابطؤوا على الرسول صلى الله عليه وسلم. وان مناقشة هذه النقطة بالذات لا تعد مناقشة للفظ النبوي وانما هي مناقشة للراوي ووجهة نظره. وهنا نسأل: هل حقا استبطأ الرسول عليه الصلاة والسلام اسلام قريش فدعا عليهم؟ وهل يتوافق هذا مع سنته صلى الله عليه وسلم؟ نكتفي هنا بذكر الحديث التالي الذي ورد في صحيح البخاري: عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" (البخاري 3343 كتاب المناقب باب علامات النبوة في الاسلام) يضاف الى هذا الحديث عشرات الاحاديث التي توصي بالصبر, ويضاف الى ذلك الكثير من الايات التي تدعو الرسول صلى الله عليه وسلم الى الصبر, ومنها الايات التي تذكر صبر الانبياء على اقوامهم: فنوح لبث في قومه الفا الا خمسين عاما فلا ييأس حتى يوحي اليه الله انه لن يؤمن الا من كان قد آمن, ويونس عليه السلام يذهب مغاضبا بعد ان يعيل صبره من قومه فينبّه القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه(1/2423)
وسلم ان يحذو حذو يونس في هذا الامر فيقول القرآن الكريم :{ فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم (48) لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم (49) فاجتباه ربه فجعله من الصالحين (50)} (سورة القلم) يضاف الى ذلك ايضا قوله تعالى: {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}
ومما يتعلق ايضا بالراوي تعلقا مباشرا قوله: " ثم عادوا إلى كفرهم", " قال فكشف ثم عادوا في كفرهم", "فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية", " فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر", " قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه". ان هذه الاضافات من قبل الراوي توحي بأن قريش آمنت ثم كفرت غير ان هذا الاحتمال مستبعد جدا فلو كان حصل ذلك لاشتهر في كتب الحديث والسير والتاريخ؛ ثم ان الالفاظ المنقولة قد تحمل على وجه اكثر منطقية اذا رأينا الامور من وجهة نظر اخرى غير تلك التي نظر فيها الراوي الى الرواية. ونشير هنا الى ان الراوي هنا لا يقصد به عبد الله بن مسعود فحسب بل جميع رجال سلسلة السند حيث قد يعدّل فيها كل راوي من السند بحسب ما يرى ملائما من المعنى الذي فهمه لذا نرى ان هناك اكثر من صيغة وردت عن ابن مسعود في صحيح البخاري ومسلم.(1/2424)
ويبقى هناك جزء ثالث في الرواية والذي يعود للراوي ايضا وهو ما جاء في الحديث من ذكر للعذاب والقحط الذي اصاب قريش: " فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام", " فأصابتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا العظام حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان", " فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان", " فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع", "فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد", " فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع", " فأصابتهم سنة حصت يعني كل شيء حتى كانوا يأكلون الميتة فكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع", " فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان", " فأخذتهم سنة حصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان".
ففي هذا الجزء وصف لما اصاب قريش بجريرة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش بسنين كسني يوسف عليه السلام.
ثالثا: بالانتقال الى ما نقل رواية عن الراوي وليس عن الرسول فان الراوي يخبر – كما جاء في النقطة الثانية – ان قريش اصابها قحط شديد لمدة سنة الامر الذي حدا بهم الى اكل العظام واكل الجلود. ان هذا الكلام ايضا بحاجة الى امعان نظر. فنسأل اولا: من اين كانت مكة تحصل على كفايتها الزراعية؟ هل كانت مكة ارضا زراعيا بحيث لو تعطّل المطر يكون مصيرهم ان تهلك مزروعاتهم؟(1/2425)
حقيقة ان هذه الرواية التي نقلت عن ابن مسعود لا تتوافق مع طبيعة ارض مكة التي لم تكن ارضا زراعية, قال تعالى: {بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم}, يضاف الى ذلك ان الله سبحانه وتعالى اخبر عن عصب حياة قريش ومقوّماتها الاقتصادية فقال: {لايلاف قريش (1) ايلافهم رحلة الشتاء والصيف(2)} لقد كانت قريش تعتمد على رحلاتها كمورد اقتصادي كما انها كانت تعتمد على الاراضي الزراعية التي حولها في الحصول على قوتها كأرض اليمامة وغيرها. (نصوص عن زراعة العرب)
رابعا: قال تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (32) سورة الأنفال جاء في تفسير الطبري والقرطبي ان الله عذّبهم يوم بدر بأيدي المسلمين(1/2426)
خامسا: قال تعالى: {وما كان الله ليعذّبهم وانت فيهم} وقد ذكرت بعض الاحاديث ان القحط اصاب قريش والرسول كان بين اظهرهم, فكيف يستقيم ذلك؟ جاء في تفسير الامام الطبري: عن عكرمة والحسن البصري, قالا: قال في الانفال: {وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} فنسختها الاية التي تليها: {وما لهم الا يعذبهم الله} الى قوله: {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} فقوتلوا بمكة, واصابهم فيها الجوع والحصر. وأولى هذه الأقوال عندي في ذلك بالصواب قول من قال: تأويله: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم يا محمد وبين أظهرهم مقيم، حتى أخرجك من بين أظهرهم؛ لأني لا أهلك قرية وفيها نبيها. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون من ذنوبهم وكفرهم، ولكنهم لا يستغفرون من ذلك، بل هم مصرون عليه، فهم للعذاب مستحقون، كما يقال: ما كنت لأحسن إليك وأنت تسيء إلي، يراد بذلك: لا أحسن إليك إذا أسأت إلي ولو أسأت إلي لم أحسن إليك، ولكن أحسن إليك لأنك لا تسيء إلي؛ وكذلك ذلك. ثم قيل: {ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام} بمعنى: وما شأنهم وما يمنعهم أن يعذبهم الله وهم لا يستغفرون الله من كفرهم فيؤمنوا به، وهم يصدون المؤمنين بالله ورسوله عن المسجد الحرام.(1/2427)
وإنما قلنا هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لأن القوم - أعني مشركي مكة - كانوا استعجلوا العذاب، فقالوا: اللهم إن كان ما جاء به محمد هو الحق، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فقال الله لنبيه: ما كنت لأعذبهم وأنت فيهم وما كنت لأعذبهم لو استغفروا، وكيف لا أعذبهم بعد إخراجك منهم وهم يصدون عن المسجد الحرام! فأعلمه جل ثناؤه أن الذين استعجلوا العذاب حائق بهم ونازل، وأعلمهم حال نزوله بهم، وذلك بعد إخراجه إياه من بين أظهرهم. ولا وجه لإيعادهم العذاب في الآخرة، وهم مستعجلوه في العاجل، ولا شك أنهم في الآخرة إلى العذاب صائرون، بل في تعجيل الله لهم ذلك يوم بدر الدليل الواضح على أن القول في ذلك ما قلنا. وكذلك لا وجه لقول من وجه قوله: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} إلى أنه عنى به المؤمنين، وهو في سياق الخبر عنهم وعما الله فاعل بهم، ولا دليل على أن الخبر عنهم قد تقضى، وعلى أن ذلك به عنوا، ولا خلاف في تأويله من أهله موجود. وكذلك أيضا لا وجه لقول من قال: ذلك منسوخ بقوله: {وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام}... الآية، لأن قوله جل ثناؤه: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} خبر، والخبر لا يجوز أن يكون فيه نسخ، وإنما يكون النسخ للأمر والنهي. أ.هـ.
جاء في صحيح البخاري: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وما لهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام الآية (البخاري 4281 كتاب تفسير القرآن باب قوله واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك...)(1/2428)
سادسا: لنقم بعملية استعراض جديدة للأحاديث الواردة نأخذ فيها الاحداث الرئيسية دون وجه الترتيب والسببية التي ذكرها الرواة, اي ان نفكّك بنيتها ثم نعيد صياغتها من جديد لنكوّن صورة. فواضح ان الاحاديث بما هي عليه كما رويت لا تساعد في رسم صورة واضحة.
هناك ثلاث محاور رئيسية في هذه الاحاديث:
1- ان الرسول دعا على اهل مكة.
2- ان قريش اصابها الجوع.
3- ان قريش طلبت من الرسول ان يعينها في تجاوز محنتها.
اعتقد ان الدخيل في هذا الموضوع برمته هو دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم حيث رتبّت الاحداث بناء على دعائه فكان ما اصاب قريش هو بسبب دعائه كما ان قريش ونتيجة لدعائه جاءت تطلب من الرسول ان يدعو الله ليكشف عنها ما اصابها من الجوع.
اذا استعرضنا اولا نكبات الجوع التي اصابت قريش, نجد ان قريش – كما جاء في كتب السير والحديث – قد اجمعت بشكل تقريبي على حادثتين:
الاولى: المجاعة التي اصابت قريش عقب اسلام ثمامة بن اثال سيد بني حنيفة والذي هدّد قريش بأن لا ينالها حبة من قمح حتى يأذن به الرسول صلى الله عليه وسلم, ونفّذ ثمامة تهديده, فجاءت قريش الرسول تسأله صلة الرحم: جاء في صحيح مسلم:(1/2429)
عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا عندك يا ثمامة فقال عندي يا محمد خير إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد فقال ماذا عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل أصبوت فقال لا ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (مسلم)(1/2430)
ونقرأ في السيرة الحلبية ما نصّه: فلما قدم بطن مكة لبى فكان أول من دخل مكة ملبيا فأخذته قريش فقالوا لقد اجترأت علينا أنت صبوت يا ثمامة قال أسلمت وتبعت خير دين محمد والله لا يصل اليكم حبة من حنطة أي من اليمامة من أرض اليمن وكانت ريفا لأهل مكة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموه ليضربوا عنقه فقال قائل منهم دعوه فإنكم تحتاجون الى اليمامة فخلوا سبيله فخرج ثمامة الى اليمامة فمنعهم أن يحملوا الى مكة شيئا حتى أضربهم الجوع وأكلت قريش العلهز وهو الدم يخلط بأوبار الإبل فيشوى على النار كما تقدم فكتبت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع إنك تأمر بصلة الرحم وإنك قطعت أرحامنا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة رضي الله تعالى عنه أن يخلي بينهم وبين الجمل وفي لفظ خل بين قومي وبين ميرتهم ففعل فأنزل الله تعالى ولقد أخذناهم بالعذاب الآية هذا والذي في الاستيعاب أن ثمامة لما دخل مكة وقد سمع المشركون خبره فقالوا يا ثمامة صبوت وتركت دين أبائك قال لا أدري ما تقولون إلا أني أقسمت برب هذه البنية يعني الكعبة لا يصل إليكم من اليمامة شيء مما تنتفعون به حتى تتبعوا محمدا من آخركم وكانت ميرة قريش ومنافعهم من اليمامة ثم خرج رضي الله تعالى عنه فمنع عنهم ما كان يأتي منها فلما أضرّ بهم ذلك كتبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم وتحث عليها وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا فإن رأيت أن تكتب اليه أن يخلي بيننا وبين ميترنا فافعل فكتب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خل بين قومي وبين ميرتهم (السيرة الحلبية 3/172-173)(1/2431)
وجاء في زاد المعاد: فلما قدم على قريش قالوا صبرت يا ثمامة قال لا والله ولكني أسلمت مع محمد ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله وكانت اليمامة ريف مكة فانصرف إلى بلاده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش فكتبوا إلى رسول الله يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلى إليهم حمل الطعام ففعل رسول الله (زاد المعاد 3/277)
وجاء في السيرة النبوية لابن هشام: ثم خرج معتمرا فلما قدم مكة قالوا أصبوت يا ثمام فقال لا ولكنى اتبعت خير الدين دين محمد ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج الى اليمامة فمنعهم ان يحملوا الى مكة شيئا فكتبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك تأمر بصلة الرحم وإنك قد قطعت أرحامنا وقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه أن يخلي بينهم وبين الحمل (السيرة النبوية ج6/ص52)
وجاء في صحيح البخاري: فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم
والثانية: هو ما حدث لقريش بعد توقيع صلح الحديبية حيث ان قريش عانت الجوع بسبب الغارات التي كان يشنّها ابو بصير ومن هرب معه من مكة على قوافل قريش.(1/2432)
جاء في صحيح البخاري: لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشأم إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم (البخاري 2529)(1/2433)
وجاء في تاريخ الطبري: فقال رسول الله يا أبا بصير إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت ولا يصلح لنا في ديننا الغدر وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا قال فانطلق معهما حتى إذا كان بذي الحليفة جلس إلى جدار وجلس معه صاحباه فقال أبو بصير أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر قال نعم قال انظر إليه قال إن شئت فاستله أبو بصير ثم علاه به حتى قتله وخرج المولى سريعا حتى أتى رسول الله وهو جالس في المسجد فلما رآه رسول الله طالعا قال إن هذا رجل قد رأى فزعا فلما انتهى إلى رسول الله قال ويلك مالك قال قتل صاحبكم صاحبي فوالله ما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف حتى وقف على رسول الله فقال يا رسول الله وفت ذمتك وأدي عنك أسلمتني ورددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي ويل أمه مسعر حرب وقال ابن إسحاق في حديثه محش حرب لو كان معه رجال فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم قال فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص من ناحية ذي المروة على ساحل البحر بطريق قريش الذي كانوا يأخذون إلى الشام وبلغ المسلمين الذين كانوا احتبسوا بمكة قول رسول الله لأبي بصير ويل أمه محش حرب لو كان معه رجال فخرجوا إلى أبي بصير بالعيص وينفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير فاجتمع إليه قريب من سبعين رجلا منهم فكانوا قد ضيقوا على قريش فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلىالشأم إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلىالنبي ينشادونه بالله وبالرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فآواهم رسول الله فقدموا عليه المدينة (الطبري ج2 ص 125)(1/2434)
اذا استقرأنا هاتين الحادثتين – اسلام ثمامة بن أثال وعصابة ابي بصير – وقارناهما مع الاحاديث التي وردت ان الرسول دعا على قريش بسنين كسني يوسف, لوجدنا ان الظن يتجه الى ان هناك لبس حدث من الرواة حيث جعلوا دعاء الرسول على اهل مكة مرتبطا بما حصل لقريش في هاتين الحادثتين, ونستطيع ان نؤكد ذلك بما يلي:
1- ان أبا سفيان وكبار زعماء قريش قد عادوا الرسول عداء مرة, وورد في السير ان قريش فرضت مقاطعة اقتصادية على المسلمين الاوائل قبل الهجرة, فبأي شيء نستطيع ان نبرّر لأبي سفيان طلبه من الرسول بأن يدعو لمضر – اي قريش – كما ورد في الاحاديث؟ اما اذا وضعنا هذا الطلب – اي طلب ابي سفيان من الرسول – بعد صلح الحديبية ونتيجة لما فعله ابو بصير من اعتراضه لقوافل قريش, لوجدنا ان الطلب مقبول جدا ومنطقي جدا حيث ان ما يربحه الرسول بالمقابل هو تنازل قريش عن شرط من شروط الحديبية لصالح المسلمين.
2- ان الرسول صلى الله عليه وسلم – وكما ورد في الاحاديث – استبطأ اسلام قريش فدعا عليهم فأصيبوا بالقحط فجاءه ابو سفيان يطلب منه كشف العذاب. والسؤال هنا: اذا كان الرسول قد استبطأ اسلام قريش فدعا عليهم, فلم لم يشترط على ابي سفيان الاسلام كشرط لكشف العذاب الالهي؟
3- متى سأل ابو سفيان الرسول ان يكشف عنهم العذاب؟ بالطبع لا يمكن القول بأن ابا سفيان جاء الى المدينة وان ذلك حصل بعد الهجرة لأن كتب التاريخ والسير والاحاديث تجمع ان ابا سفيان لم يقدم المدينة الا غازيا. فلا يمكن حمل ذلك اذا الا على ما كان قبل الهجرة. وهنا نسأل: اذا كان الرسول قد دعا على قريش قبل الهجرة فان ذلك يعني ان الجوع قد اصاب المسلمين كما اصاب غيرهم من كفار مكة! وهل يجوز ان يدعو الرسول بدعاء يكون فيه هلاك من آمن معه؟ ثم الا يكفي المؤمنين ما اصابهم من جوع على ايدي كفار قريش والذي تقول فيه الروايات انه بقي ثلاث سنوات حتى يزيده الرسول سنة اخرى على يدي السماء؟(1/2435)
وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري مشكل قدوم ابي سفيان الى الرسول وسؤاله ان يدعو الله ليستسقي لهم: "قوله : ( فجاءه أبو سفيان ) يعني الأموي والد معاوية , والظاهر أن مجيئه كان قبل الهجرة لقول ابن مسعود " ثم عادوا , فذلك قوله : ( يوم نبطش البطشة الكبرى ) يوم بدر " ولم ينقل أن أبا سفيان قدم المدينة قبل بدر , وعلى هذا فيحتمل أن يكون أبو طالب كان حاضرا ذلك فلذلك قال " وأبيض يستسقى الغمام بوجهه " البيت , لكن سيأتي بعد هذا بقليل ما يدل على أن القصة المذكورة وقعت بالمدينة , فإن لم يحمل على التعدد وإلا فهو مشكل جدا والله المستعان ." (فتح الباري) وهكذا يقرّ ابن حجر العسقلاني بأن مجيء ابي سفيان الى الرسول عليه الصلاة والسلام هو مشكل جدا الاّ اذا حمل على التعدّد ومعنى ذلك ان يكون اصاب قريش قحط مرتين: مرة والرسول في مكة وأخرى والرسول في المدينة، وان ابا سفيان قد جاء الى الرسول وهو في مكة ولم يأت اليه وهو في المدينة. والحقيقة ان التعدّد هو مخرج لجأ اليه المحدّثين كي يقوموا بالتوفيق بين الاحاديث, غير ان هذه الطريقة في التوفيق ....
4- ان القضية – وكما اسلفنا - لم تتعلق بأي شكل من الاشكال بانقطاع المطر لسببين: الاول, ان قريش لم تكن ارض زرع وهذا لا يتناسب مع ما ذهبت اليه الروايات ان قريش اصابها قحط, وثانيا, لم يرد في السير وكتب التاريخ ان زمزم قد جفّت خلال الفترة التي عاشها الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة والمدينة. ان ما اصاب قريش من جوع يتناسب اكثر مع ما ذكر من الاغارة على قوافل قريش التي كانت هي مصدر معيشة قريش (رحلة الشتاء والصيف) مما يتناسب بالتالي مع قصة ثمامة بن أثال او قصة ابي بصير التي اسلفنا ذكرهما.
اذا اردنا ان نلخص الامر اذا نقول:(1/2436)
ان ما تعرضت له قريش من مجاعة كان بسبب الضرر الذي لحق بتجاراتها وقوافلها التي كانت تنقل له الغذاء, وقد قام بعض الرواة بجعل ما حدث نتيجة لدعوة الرسول على قريش, وحقيقة الامر ان ابن مسعود في الروايات كان في مقام المفسّر بالدرجة الاولى لذا كان يلجأ الى تبريرات منطقية اثناء حديثه... ثم اننا نلاحظ ملاحظة مهمة في هذا الحديث، فاننا اذا اعتبرنا ان هذا الامر قد حدث في مكة كما يوحي بذلك الحديث فمعنى ذلك ان الضرر قد اصاب الكفار والمسلمين على حد سواء مما يعني ان ابا سفيان بدا كانسان مسالم جدا حريص على الضرر الذي اصاب قريش بمن فيهم المسلمين, كما ان الرسول بدى بمظهر المغلوب على الصعيد الحواري: جاء في ( صحيح مسلم - الحديث الرابع )"فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم" ان ابا سفيان يذكر الرسول بطاعة الله وكأن ما حدث لا يتناسب مع طاعة الله, والحديث لا يذكر ردّ الرسول الا بأنه دعا الله اي كأن الرسول قد أقرّ بالذنب الذي قام به. نعود فنقول بأن السياق يقبل اكثر اذا وضع في سياق ما ورد في قصة ثمامة بن أثال او قصة ابي بصير.
ولنزيد الامر وضوحا وتأكيدا نقول:
ان الرسول دعا في الاحاديث لبعض المسلمين الذين حبستهم – كما تقول الروايات – قريش في مكة ومنعتهم من أن يأتوا. وقرن الرواة هذا الدعاء بدعائه على قريش بالقحط, وفي احد الروايات : " قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء بعد فقلت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك الدعاء لهم قال فقيل وما تراهم قد قدموا" (صحيح مسلم – الحديث الثاني) وهنا يسأل ابو هريرة عن سبب ترك الرسول الدعاء لهؤلاء المسلمين فيجاب: وما تراهم قد قدموا.(1/2437)
لكي تصبح هذه الصورة اكثر وضوحا نضيف ما حدث مع ابي بصير والنتائج التي ترتبت على ثورة ابي بصير من تنازل قريش عن احد شروطها المتعلق بمن يقدم من مكة مؤمنا فللرسول ان يحتفظ به وليس لقريش ان تردّه, اننا اذا اضفنا ذلك تصبح الصورة على الشكل التالي:
الرسول يدعو للمستضعفين من المؤمنين في مكة بعد ان عقد الصلح وبعد ان ردّ ابا جندل مع ابيه الى مكة وبعد ان ردّ ابا بصير ايضا... كل ذلك حدا بالرسول الى الدعاء للمستضعفين... بعد ذلك يقوم ابو بصير بثورته المشهورة والاغارة على قوافل قريش الغذائية والتجارية فيصيب قريش ضررا فادحا, غير ان قريش تصبر في بداية الامر اكراما لكبريائها حتى يصيبها من الجوع اشدّه, وتزداد قوة ابي بصير حتى يبلغ ما يقارب سبعين رجلا, عندها تبعث قريش الى الرسول راجية منه ان يقبل هو بأن تتنازل قريش عن احد شروط صلح الحديبية الذي يتعلق بمن يقدم من مكة الى المدينة مؤمنا فان قريش تعاهد الا تطالب به على ان يكفّ الرسول بأس ابي بصير وعصابته عن قوافل قريش. ويحتمل في مثل هذه الحالة ان يكون الذين كان الرسول يدعو لهم قد قدموا المدينة مع قوات ابي بصير او لاحقا. وبذلك يتضح قول الرسول: وما تراهم قد قدموا؟
ان عدم فهم الامر على هذا المنوال أدى بالبعض الى اقوال منكرة ..(1/2438)
لنقرأ ما ورد في كتاب تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فقال اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف فتتابعت عليهم الجدوبة والقحط سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام والعلهز فنال ذلك الجدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبدعائه عوقبوا حتى شد وشد المسلمون على بطونهم الحجارة من الجوع قال أبو محمد وقد رأينا بعيوننا ما أغنى عن الأخبار فكم من بلد فيه الصالحون والأبرار والأطفال والصغار أصابته الرجفة فهلك به البر والفاجر والمسيء والمحسن والطفل والكبير ص250 – 251 وفاة المؤلف: 213 – 276
ان قراءة الاحاديث على النحو الذي قرأها ابن قتيبة ادّت الى تبرئة ساحة قريش من الحصار الغذائي الذي فرضته على مسلمي مكة في الشعب, وجعلت المسؤول عمّا اصاب المسلمين من المجاعة هو الرسول الذي دعا على قريش فأصاب المسلمين من الجوع ما اصابهم بجريرة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام..
هذا الموضوع قد يفهم بصورة اوضح اذا تذكرنا ما تعنيه قريش قبل الاسلام وبعد الاسلام .. غير اني لا احبذ الخوض في هذا الموضوع على هذا الصعيد ...
ولننتقل الان الى سؤال مهم قد يطرح:
كيف غفل الرواة عن ان مكة لم تكن بأرض زرع؟
المثير حقا, هو ان هذا الامر قد غفل ايضا عنه شرّاح الحديث وتجاوزوه ولم يقفوا عنده فقد ورد في فتح الباري: قوله : ( فقيل : يا رسول الله استسق الله لمضر فإنها قد هلكت ) إنما قال " لمضر " لأن غالبهم كان بالقرب من مياه الحجاز , وكان الدعاء بالقحط على قريش وهم سكان مكة فسرى القحط إلى من حولهم فحسن أن يطلب الدعاء لهم أ.هـ.(1/2439)
وقد طلبنا الجواب عن هذا التساؤل فوجدناه في كتاب "اخبار مكة" حيث نقرأ: " ذكر ما أجري من العيون بمكة وحولها في الحرم سمعت بعض أشياخنا يذكر أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان أجرى بمكة عيونا واتخذ لها أخيافا وكانت فيها النخيل والزروع فمنها حائط عوف وموضعه من زقاق خشبة دار مبارك التركي ودار جعفر ودار مال الله وموضع الماجلين ماجل أمير المؤمنين هارون اللاحق بالحجون فهذا موضع حائط عوف إلى الجبل ويقال لهذا الموضع حوض الحمر وعوف كان قيما لمعاوية رضي الله عنه على ذلك الحائط فنسب إليه وكانت لهذا الحائط عين تسقيه وكان فيه النخيل وكان له مشرعة يردها الناس 2452 فحدثني أبو جبير محمد بن جبير النوفلي قال ثنا أبو أمية بن أبي الدهم النحوي المكي عن أبيه قال كانت لي سقيفة في السد الذي يطل على المجزرة اليوم في حائط عوف وحائط عوف فيه النخيل لا يتخلص طائره فسمعت خارفا في نخلة يخرفها ويتغنى قل لأسماء أنجزي الميعادا وانظري أن تزودي منك زادا وإذا ما حللت أرضا من الشام وجاورت حميراومرادا وإذا ما سمعت من نحو أرضي بمحب قد مات أو قيل كادا فارتجي أن أكون منك قريبا وسلي الصادرين والورادا ومنها حائط يقال له الصفي موضعه بين دار زينب بنت سليمان التي صارت لعمرو بن مسعدة والدار التي فوقها إلى دار العباس بن محمد التي بأصل نزاعة الشوي وكان له عين وكان فيه النخل وكان له مشرعة يردها الناس وفيه يقول الشاعر سكنوا الجزع جزع بيت أبي موسى الى النخل من صفي السباب ومنها حائط مقيصرة وكان موضعه نحو بركتي سليمان بن جعفر إلى نحو قصر أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر يقال موضعه موضع دار لبابة بنت علي ومحمد بن سليمان بن علي إلى القرن الذي عليه بيوت المطبقي وكانت له عين ومشرعة وكان فيه النخل ومقيصرة قيم كان لمعاوية رضي الله عنه فنسب إليه ويقال عن العتبي قال دخل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حائطا له بمكة ومعه إبن صفوان(1/2440)
فقال كيف ترى هذا الحائط قال أراه على غير ما وصف الله تعالى به البلد فقال قال الله عز وجل بواد غير ذي زرع وأراك قد جعلت زرعا قال معاوية رضي الله عنه متى تعلمت هذه الآية فقال أما أنا فقد أوجعتك فقل ما شئت (أخبار مكة ج: 4 ص: 121 - 122)
ان هذه الروايات تفيد ان هناك تغيّرا حدث في مكة على الصعيد الزراعي, سواء كان على يد معاوية او غيره, ولمّا كان الحديث ينقل بالمعنى فان الرواة قد يكون التبس عليهم الامر حيث انهم كانوا يرون ما في مكة من النخيل والبساتين حين روايتهم للحديث الامر الذي حدا بهم الى القول بأن هناك قحطا حدث في مكة من جراء دعاء الرسول, فان اضافة لفظ القحط كان على سبيل نقل الحديث بالمعنى وقد نقل هذا المعنى بحسب ما كان يرى الراوي من واقع الزراعة في مكة.
وقد آنسني حين انتهيت من هذا البحث ما قرأته في كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج: 21 ص: 151-154(1/2441)
- وقد ثبت في الصحيحين ايضا عن أبي هريرة أن النبي قنت بعد الركوع في صلاة الصبح شهرا إذا قال سمع الله لمن حمده يقولون في قنوته اللهم نج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة ثم رأيت رسول الله قد ترك الدعاء لهم بعد فقلت أرى رسول الله قد ترك الدعاء لهم قال فقيل أو ما تراهم قد قدموا وهذا الحديث فيه أنواع من الفقه فان أبا هريرة لم يصل خلف النبي الا بعد خيبر وخيبر بعد الحديبية وكانت الهدنة التي بينه وبين المشركين في الحديبية على أن لا يدع أحدا منهم يهاجر إليه ولا يرد إليه من ذهب مرتدا منه إليهم فهؤلاء وأمثالهم كانوا من المستضعفين بمكة الذين قهرهم أهلوهم والمسلمون كلهم من بني مخزوم وهم بنو عبد مناف أشرف قبائل قريش وبنو مخزوم كانوا هم الذين ينادون عبد مناف والمحاسدة التي بينهم هي احدى ما منعت أشرافهم كالوليد وأبي جهل وغيرهما من الاسلام فلما قدم بعد الحديبية من قدم من المهاجرين ولحقوا بسيف البحر على الساحل كابي بصير وابي جندل بن سهيل بن عمرو فان النبي لم يجرهم بالشرط فصاروا بأيدي أنفسهم بالساحل يقطعون على اهل مكة حتى أرسل اهل مكة حينئذ الى النبي يسألونه أن يأذن لهم في المقام عنده ليأمنوا قطعهم فقدموا حينئذ أولئك المستضعفون فترك النبي القنوت وهذا القنوت بعد القنوت الذي رواه أنس أن النبي قنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وعصية ثم تركه فان ذلك القنوت كان في أوائل الأمر لما ارسل القراء السبعين أصحاب بئر معونة وذلك متقدم قبل الخندق التي هي قبل الحديبية كما ثبت ذلك في الصحيح فتبين ان تركه للقنوت لم يكن ترك نسخ إذ قد ثبت أنه قنت بعد ذلك وإنما قنت لسبب فلما زال السبب ترك القنوت كما بين في هذا الحديث أنه ترك الدعاء لهم لما قدموا وليس ايضا قوله في حديث أنس المتفق(1/2442)
عليه أن رسول الله قنت شهرا بعد الركوع يدعو على احياء من أحياء العرب ثم تركه أنه ترك الدعاء فقط كما يظنه من ظن أن النبي كان مداوما على القنوت في الفجر بعد الركوع أو قبلة بل ثبت في أحاديث يروي التي في الصحيحين أنه لم يقنت بعد الركوع إلا شهرا وغير ذلك مما يبين ان المتروك كان القنوت وقد بسطنا هذا هذا الموضع وبينا ان من تأمل الأحاديث علم علما يقينا ان النبي لم يداوم على القنوت في شيء من الصلوات لا الفجر ولا غيرها ولهذا لم ينقل هذا أحد من الصحابة بل انكروه ولم ينقل احد عن النبي حرفا واحدا مما يظن انه كان يدعو به في القنوت الراتب وانما المنقول عنه ما يدعو به في العارض كالدعاء لقوم وعلى قوم فاما ما يدعو به من يستحب المداومة على قنوت الفجر من قول اللهم اهدنا فيمن هديت فهذا انما في السنن انه علمه للحسن يدعو به في قنوت الوتر
---
سيف الدين
03-14-2006, 08:55 PM
الموضوع القادم:
احكام التصوير - رؤية جديدة
---
(1/2443)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > انظر على ماذا تحسر ابن القيم يا طالب العلم ؟
---
انظر على ماذا تحسر ابن القيم يا طالب العلم ؟
---
عمر المقبل
12-08-2003, 10:23 PM
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
"فما أشدها حسرة ،....
وأعظمها غبنة ، ....
على من أفنى أوقاته في طلب العلم !!
ثم يخرج من هذه الدنيا ....
وما فهم حقائق القرآن ....
ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه ...
فالله المستعان "
بدائع الفوائد 1/218
---
الراية
12-09-2003, 05:58 PM
بارك الله فيك اخي عمر على هذه الفائدة...
ولقد قرأتها قبل أيام في مقال لـ د.عبد العزيز آل عبد اللطيف في مجلة البيان وقد ختم بها المقال..
وحقاً انها مؤثرة....
والله المستعان
---
أبومجاهدالعبيدي
12-09-2003, 11:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى اللهُ خيراً الأخ عمر المقبل على هذا التنبيه .
وما ذكره ابن القيم جدير بالتأمل ، وحري بالاهتمام .
ومن باب التفاعل مع هذا الموضوع المهم ، والمشاركة فيه أنقل بعض حقائق القرآن وأسراره ودرره من كلام ابن القيم نفسه ، عسى الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم .
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهو يتكلم عن شرف العلم بالله :
( فالعلم بذاته سبحانه وصفاته وأفعاله يستلزم العلم بما سواه ؛ فهو في ذاته رب كل شيء ومليكه ، والعلم به أصل كل علم ومنشؤه فمن عرف الله عرف ما سواه ، ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل .
قال تعالى: "ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم"
فتأمل هذه الآية تجد تحتها معنىً شريفاً عظيماً وهو أن من نسي ربه أنساه ذاته ونفسه فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه بل نسي ما به صلاحه وفلاحه ومعاشه ومعاده ؛ فصار معطلاً مهملاً بمنزلة الأنعام السائبة ، بل ربما كانت الأنعام أخبر بمصالحها منه لبقائها على هداها الذي أعطاها إياها خالقها.(1/2444)
وأما هذا فخرج عن فطرته التي خلق عليها فنسي ربه فأنساه نفسه وصفاتها وما تكمل به وتزكو به وتسعد في معاشها ومعادها .
قال الله تعالى " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ". فغفل عن ذكر ربه فانفرط عليه أمره وقلبه ؛ فلا التفات له إلى مصالحه وكماله وما تزكو به نفسه وقلبه ، بل هو مشتت القلب مضيعه مفرط الأمر حيران لا يهتدي سبيلاً. ) 1/312
---
أبومجاهدالعبيدي
12-10-2003, 05:05 PM
ومما قاله ابن القيم رحمه الله حول حقائق القرآن ، وكيفية الوصول إلى العلم بها :
( ولهذا ندب الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن.
فإن كل من تدبره أوجب له تدبره علماً ضرورياً ويقيناً جازماً: أنه حق وصدق. بل أحق كل الحق، وأصدق كل صدق. وأن الذي جاء به أصدق خلق الله، وأبرهم، وأكملهم علماً وعملاً، ومعرفة، كما قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" وقال تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فلو رفعت الأقفال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن، واستنارت فيها مصابيح الإيمان. وعلمت علماً ضرورياً يكون عندها كسائر الأمور الوجدانية -من الفرح، والألم، والحب، والخوف- أنه من عند الله. تكلم به حقاً. وبلغه رسوله جبريل عنه إلى رسوله محمد.(1/2445)
فهذا الشاهد في القلب من أعظم الشواهد. وبه احتج هرقل على أبي سفيان حيث قال له: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه، بعد أن يدخل فيه ؟ فقال: لا. فقال له: وكذلك الإيمان إذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب لا يسخطه أحد . وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" وقوله: " وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به " وقوله "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك: هو الحق" وقوله : "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ؟" وقوله :"ويقول الذين كفروا: لولا أنزل عليه آية من ربه، قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب" يعني: أن الآية التي يقترحونها لا توجب هداية. بل الله هو الذي يهدي ويضل. ثم نبههم على أعظم آية وأجلها، وهي: طمأنينة قلوب المؤمنين بذكره الذي أنزله. فقال: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله " أي بكتابه وكلامه : "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فطمأنينة القلوب الصحيحة، والفطر السليمة به، وسكونها إليه: من أعظم الآيات. إذ يستحيل في العادة: أن تطمئن القلوب وتسكن إلى الكذب والافتراء والباطل.) من مدارج السالكين : فصل شهادة الله للقرآن بجعله موافقاً للعقل والفطرة .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-30-2003, 06:49 PM
·
ارتباط الخير والشر بالعمل
قال ابن القيم رحمه الله وهو يتكلم عن الدعاء في كتابه الداء والدواء :
( وقد رتب الله سبحانه حصول الخيرات في الدنيا والآخرة وحصول الشرور في الدنيا والآخرة في كتابه على الأعمال، ترتب الجزاء على الشرط، والمعلوم على العلة، والمسبب على السبب. وهذا في القرآن يزيد على ألف موضع.
فتارة يرتب الحكم الخيري الكوني والأمر الشرعي على الوصف المناسب له، كقوله تعالى: "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين".
وقوله" فلما آسفونا انتقمنا منهم".
وقوله" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا".(1/2446)
وقوله" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما".
وهذا كثير جداً.
وتارة يرتبه عليه بصيغة الشرط والجزاء كقوله تعالى "إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم".
وقوله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين".
وقوله تعالى " وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا".
ونظائره.
وتارة يأتي بلام التعليل كقوله" ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب".
وقوله تعالى" لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً".
وتارة يأتي بأداة كي التي للتعليل كقوله تعالى : " كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ".
وتارة يأتي بباء السببية، كقوله تعالى " ذلك بما قدمت أيديكم". وقوله "بما كنتم تعملون ".وقوله "بما كنتم تكسبون"، وقوله" ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله".
وتارة يأتي بالمفعول لأجله ظاهراً أو محذوفاً. كقوله تعالى" فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى".
وكقوله تعالى" أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين".
وقوله" أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا".
أي كراهة أن تقولوا.
وتارة يأتي بفاء السببية، كقوله" فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها".
وقوله "فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية".
وقوله " فكذبوهما فكانوا من المهلكين".
وتارة يأتي بأداة لما الدالة على الجزاء كقوله" فلما آسفونا انتقمنا منهم".
ونظائره.
وتارة يأتي بإن وما عملت فيه، كقوله" إنهم كانوا يسارعون في الخيرات".
وقوله في ضوء هؤلاء" إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين".(1/2447)
وتارة يأتي بأداة لولا الدالة على ارتباط ما قبلها بما بعدها كقوله" فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".
وتارة يأتي بلو الدالة على الشرط، كقوله "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم".
وبالجملة: فالقرآن من أوله إلى آخره صريح في ترتيب الجزاء بالخير والشر والأحكام الكونية والأمرية على الأسباب. بل ترتيب أحكام الدنيا والآخرة ومصالحهما ومفاسدهما على الأسباب والأعمال.
ومن تفقه في هذه المسألة وتأملها حق التأمل انتفع بها غاية النفع، ولم يتكل على القدر جهلاً منه، وعجزاً وتفريطاً وإضاعة، فيكون توكله عجزاً وعجزه توكلاً. بل الفقيه كل الفقه الذي يرد القدر بالقدر، ويدفع القدر بالقدر، ويعارض القدر بالقدر، بل لا يمكن الإنسان أن يعيش إلا بذلك، فإن الجوع والعطش والبرد وأنواع المخاوف والمحاذير هي من القدر.
والخلق كلهم ساهون في دفع هذا القدر بالقدر.
وهكذا من وفقه الله وألهمه رشده يدفع قدر العقوبة الأخروية بقدر التوبة والإيمان والأعمال الصالحة، فهذا وزان القدر المخوف في الدنيا وما يضاده سواء، فرب الدراين واحد، وحكمته واحده، لا يناقض بعضها بعضاً، ولا يبطل بعضها بعضاً، فهذه المسألة من أشرف المسائل لمن عرف قدرها، ورعاها حق رعايتها، والله المستعان.
لكن يبقى عليه أمران بهما تتم سعادته وفلاحه:
أحدهما: يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير، وتكون له بصيرة في ذلك بما يشاهده في العالم، وما جربه في نفسه وغيره، وما سمعه في أخبار الأمم قديماً وحديثاً.(1/2448)
ومن أنفع ما في ذلك تدبر القرآن، فإنه كفيل بذلك على أكمل الوجوه. وفيه أسباب الخير والشر جميعاً مفصلة مبينة. ثم السنة، فإنها شقيقة القرآن، وهي الوحي الثاني. ومن صرف إليهما عنايته اكتفى بهما عن غيرهما. وهما يريانك الخير والشر وأسبابهما، حتى كأنك تعاين ذلك عياناً. وبعد ذلك إذا تأملت أخبار الأمم وأيام الله في أهل طاعته وأهل معصيته طابق ذلك ما علمته من القرآن والسنة، ورأيته بتفاصيل ما أخبر الله به ووعد به، وعلمت من آياته في الآفاق ما يدلك على أن القرآن حق، وأن الرسول حق، وأن الله ينجز وعده لا محالة، فالتاريخ تفصيل لجزيئات ما عرفنا الله ورسوله به من الأسباب الكلية للخير والشر.
الأمر الثاني: أن يحذر مغالطة نفسه على هذه الأسباب. وهذا من أهم الأمور، فإن العبد يعرف أن المعصية والغفلة من الأسباب المضرة له في دنياه وآخرته ولا بد، ولكن تغالطه نفسه بالإتكال على عفو ربه ومغفرته تارة، وبالتسويف بالتوبة والإستغفار باللسان تارة، وبفعل المندوبات تارة، وبالعلم تارة، وبالإحتجاج بالقدر تارة، وبالإحتجاج بالأشباه والنظراء تارة، وبالإقتداء بالأكابر تارة أخرى.) انتهى .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-30-2003, 06:51 PM(1/2449)
قال : ( قوله تعالى " وكان الكافر على ربه ظهيراً " هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه وأن المؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه فهو مع الله على عدوه الداخل فيه والخارج عنه يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه . كما يكون خواص الملك معه على حرب أعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك ، غير مهتمين به والكافر مع شيطانه وهواه على ربه ، وعبارات السلف على هذا تدور. ذكر ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: عوناً للشيطان على ربه بالعداوة والشرك . وقال ليث بن مجاهد : يظاهر الشيطان على معصية الله : يعينه عليها . وقال زيد بن أسلم : ظهيراً أي موالياً . والمعنى أنه يوالي عدوه على معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معيناً له على مساخط ربه .
فالمعية الخاصة التي للمؤمن مع ربه وإلهه قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه ولهذا صدر الآية بقوله " ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم " وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه ، بخلاف وليه سبحانه فإنه معه على نفسه وشيطانه وهواه
وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله وبالله التوفيق .)
---
عمر المقبل
03-15-2006, 12:38 AM
ومما قاله رحمه الله في هذا الشأن ـ في الجواب الكافي ص (10) :
(لكن يبقى عليه أمران ـ بهما تتم سعادته وفلاحه ـ :(1/2450)
أحدهما أن يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير ،ويكون له بصيرة في ذلك بما شهده في العالم ،وما جربه في نفسه وغيره ،وما سمعه من أخبار الأمم ، قديماً وحديثاً ،ومن أنفع ما في ذلك تدبر القرآن ؛ فإنه كفيل بذلك على أكمل الوجوه ،وفيه أسباب الخير والشر جميعاً مفصلة مبينة ،ثم السنة فإنها شقيقة القرآن ،وهي الوحي الثاني ،ومن صرف إليهما عنايته اكتفى بهما عن غيرهما ،وهما يريانك الخير والشر ،وأسبابهما حتى كأنك تعاين ذلك عياناً ... الخ ).
---
عمر المقبل
03-15-2006, 12:45 AM
قال ابن القيم ـ في "الحادي" (48) ـ
"وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوبٍ مفتاحاً يفتح به ، فجعل مفتاح الصلاة : الطهور ، ...
ومفتاح الحج الإحرام ،...
ومفتاح حياة القلب تدبرالقرآن ،والتضرع بالأسحار وترك الذنوب ،...
وهذا باب عظيم من انفع أبواب العلم ،وهو معرفة مفاتيح الخير والشر ،لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه ،فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابا يدخل منه إليه كما جعل".
---
أبوعبيدة
03-15-2006, 11:16 AM
بارك الله فيكم على هذه الإلماعات من درر الإمام ابن القيم رحمه الله،
ووالله إن في تدبراته واستنباطاته لآيات القرآن ما يزيد الإيمان عند الإنسان بما يظهره من عظمة هذا القرآن، وبما يكشفه لنا من معاني تخفى على الكثير منا، وأتمنى من الإخوة المشرفين على هذا الملتقى المبارك لو أنهم يقومون بعمل صفحة خاصة لدرر الإمام ابن القيم رحمه الله، ففيها عظيم فائدة إن شاء الله تعالى.
---
عدنان البحيصي
03-15-2006, 03:41 PM
أخي عمر حفظه الله
مقولة رائعة تنبهنا إلى ضرورة الإستفادة من دراستنا للقرآن الكريم
وإلا فويل من قرآه بلا إعتبار
شكراً لك وجازاك الله عنا خير الجزاء
---
(1/2451)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جواز الخلط بين القراءات بشرط ...
---
جواز الخلط بين القراءات بشرط ...
---
عبدالرحمن السديس
01-02-2004, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل يصلى بقوم ، وهو يقرأ بقراءة الشيخ أبى عمرو ، فهل إذا قرأ لورش ، أو لنافع باختلاف الروايات مع حملة قراءته لأبى عمرو يأثم ؟ أو تنقص صلاته ؟ أو ترد ؟
فأجاب :
يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبى عمرو وبعضه بحرف نافع ، وسواء كان ذلك في ركعة أو ركعتين ، وسواء كان خارج الصلاة أو داخلها ، والله أعلم.
مجموع الفتاوي 22/445 والفتاوي الكبرى 1/220
وقال ابن الجزري في النشر 1/22 :
بعد أن نقل أن البعض منع من ذلك ، قال :
والصواب عندنا التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول:
1- إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم ،
كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات ) بالرفع فيهما ، أو بالنصب آخذا رفع (آدم) من قراءة غير ابن كثير ، ورفع (كلمات) من قراءة ابن كثير .... وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية ، ولا يصح في اللغة .
2- وأما مالم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية ، وغيرها
(أ) _ فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث أنه كذب في الرواية ، وتخليط على أهل الدراية .(1/2452)
(ب)- وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة ، والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر ، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرويات من وجه تساوي العلماء بالعوام ، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفا عن الأمة ، وتهوينا على أهل هذه الملة ...إلخ
(راجعه فإنه نفيس).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه اله في الفتح 9/38 :
واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم :"فاقرءوا ما تيسر منه "
على جواز القراءة بكل ما ثبت من القرآن بالشروط المتقدمة (1) وهي شروط لابد من اعتبارها فمتى اختل شرط منها لم تكن تلك القراءة معتمدة .
وقد قرر ذلك أبو شامة في الوجيز تقريرا بليغا ، وقال:
لا يقطع بالقراءة بأنها منزلة من عند الله إلا إذا اتفقت الطرق عن ذلك الإمام الذي قام بإمامة المصر بالقراءة ، وأجمع أهل عصره ومن بعدهم على إمامته في ذلك .
قال: أما إذا اختلفت الطرق عنه فلا فلو اشتملت الآية الواحدة على قراءات مختلفة مع وجود الشرط المذكور جازت القراءة بها بشرط أن لا يختل المعنى ولا يتغير الإعراب.
وذكر أبو شامة في الوجيز أن فتوى وردت من العجم لدمشق سألوا عن قارئ يقرأ عشرا من القرآن فيخلط القراءات ؟
فأجاب ابن الحاجب وابن الصلاح وغير واحد من أئمة ذلك العصر:
بالجواز بالشروط التي ذكرناها كمن يقرأ مثلا (فتلقى آدم من ربه كلمات) فلا يقرأ لابن كثير بنصب (آدمَ) ولأبي عمرو بنصب (كلماتٍ) ، وكمن يقرأ (نغفر لكم) بالنون (خطيئاتُكم) بالرفع ، قال أبو شامة: لا شك في منع مثل هذا وما عداه فجائز ،والله أعلم.
(قال ابن حجر ): وقد شاع في زماننا من طائفة من القراء إنكار ذلك حتى صرح بعضهم بتحريمه فظن كثير من الفقهاء أن لهم في ذلك معتمدا فتابعوهم ،(1/2453)
وقالوا: أهل كل فن أدري بفنهم ، وهذا ذهول ممن قاله ، فإن علم الحلال والحرام إنما يتلقى من الفقهاء ، والذي منع ذلك من القراء إنما هو محمول على ما إذا قرأ برواية خاصة فإنه متى خلطها كان كاذبا على ذلك القارئ الخاص الذي شرع في إقراء روايته فمن أقرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنها إلى رواية أخرى كما قاله الشيخ محي الدين ، وذلك من الأولوية لا على الحتم أما المنع على الإطلاق فلا ، والله أعلم.
-------------------
(1) ذكرها في 9/32 .. والأصل المعتمد عليه عند الأئمة في ذلك أنه الذي يصح سنده في السماع ، ويستقيم وجهه في العربية ، ويوافق خط المصحف ..
---
الشيخ أبو أحمد
01-02-2004, 06:08 PM
قهل لنا أن نقول إن التزام الناس بالقراءات على وجهها التي هي بيننا اليوم, والتي لم تكن بهذا التصنيف على عهد الصحابة (السلف), إنما هو بدعة أحدثت بعد العهد الخيري الأول, وفي أخص خصوصيات الدين, وهو القرآن.
فكيف نصنف في القرآن ما لم يصنفه الصحابة العدول؟.
وكيف نجرؤ أن نجيز القراء بشروط (موضوعة) لو شرطت على الصحابة التي ينتهي الاسناد اليهم, لم يجازوا بهذه الشروط, ولو كانوا بيننا لما التزموا ما نتلزمه نحن اليوم, فأينا أهدى سبيلا؟.
والصواب أن لكل عبد الحق بقراءة كل وجه أو ما نسميه (الفرش) متى يشاء, بغض النظر عن (الاصول) التي يقرأ عليها, فله أن يقرأ بأصول نافع بتقليل الراءات ونقل الهمزات, ولكن (بفرش) عاصم او ابن كثير مثلا.
فمن الذي يقول إننا لا نستطيع أن نقرأ {هل تستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة}, بدل {هل يستطيع ربك}, إلا إذا تعلمنا أصول وفروش قراء الكسائي مثلا, أو أنك لا تستطيع أن تقرأها إلا بأصل الكسائي بإدغام اللام في التاء؟؟
أرى أننا على (بدعة) في إلزام الناس بما لم يلزمه به صاحب القرآن...
وأرى أن الإمام ابن عبد الوهاب لو فرغ لها لما ترك الناس على ما هم عليه!.(1/2454)
فلم نتهاون بهذه البدعة ونلاحق الناس على ما هو دونها بكثير؟؟
ولم لا نتشدد ونحمل الناس على الحق كما هو منهج السلف؟
اللهم اهدنا فيمن هديت..
---
خالدعبدالرحمن
01-04-2004, 08:30 AM
سبحان الله !
ما أجمل فهم العلماء الأكابر ،
أهل الأصول والعقول ، لا اهل الاتباع والنقول !
ولنا عود لما ذكر ، وتوظيفه في سياق الحديث عن القراءة الأكمل للقرآن ( قراءة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام )
---
عبدالرحمن السديس
01-04-2004, 10:12 PM
يا عزيزي ....
تقول: أهل الأصول والعقول .....
أقول : أهل الأصول والعقول هم من اتبع النقول .
لا من اتبع بدع المتكلمين وتقعيدات الفلاسفة ....
ولذلك كان كبار الأئمة العلماء من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام هم من جمع بين الأمرين....
---
أمين الشنقيطي
01-04-2004, 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فى بحث أخينا السابق خلط فى مسائل القراءات،
فهو لم يفرق بين الصلاة وغيرها،والتعليم للقراءة وشروطه،
فالصلاة حقيقة متعلقة بالفقهاء والقراء لاشك تبع لهم فى هذا،
أما مسألة التعليم للقراءات المتواترة ،وحفظها،ونقلها فهى تعتمد على شروط ليس منها هذا التخليط ،المذكور آنفا.
وإذا أجاز هؤلاء الخلط المذكور فى التعليم فسيقال على العلم السلام، بل وسيأتيننا الطم والرم من كل صوب،وحتما سيضيع العلم القرآني بهذا. أسأل الله السلامة.
أرجوا من الإخوة التحرى ومداومة النظر فى طرحهم وما توفيقى إلابالله.
---
الشيخ أبو أحمد
01-05-2004, 01:50 AM
ناشدتك الله يا دكتور أمين...
ها انت تفرق بين الصلاة والتعليم, فهل كان الصحابة يتعلمون "القراءات" من النبي, أو يعلمونها بعضهم بعضا كما نفعل نحن ونلزم به أنفسنا؟!.
وأينا أحرص على القرآن, نحن أم هم؟.
وهل كان أبي بن كعب رضي الله عنه, يعرف ما تعرف أنت من "الالتزام" بالفروش والاصول لكل قارئ على حدة؟؟
ناشدتك الله!.
---
راجي رحمة ربه
01-05-2004, 03:15 AM(1/2455)
مجرد ضرب مثال للتقريب لمن أشكل عليه الفرش وتحريرات الأصول ونحوها:
ألا ترى كيف أن الحديث الشريف له روايات وزيادات في طرق وتجد طرق لثقات وأخرى لصدوقين وغير ذلك،
فهل كان الصحابي راوي الحديث يعرف كل هذه التفصيلات والأسانيد والمصطلحات الأصولية للحديث كالأكابر عن الأصاغر والمدبج والمقطوع والمنقطع والمعلق والمعنعن والمرسل والمسلسل ورواية البخاري وزيادة الإسماعلي وحديث ابن أبي شيبة وزيادة الطبراني
أم أنه روى الحديث مباشرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وجوابك عن هذا هو جوابنا عن تلك.
وأخشى أن يكون الأصل في هذا الاعتراض هو ما يقال أن: الإنسان عدو ما جهل
---
أبو خالد السلمي
01-05-2004, 03:25 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
رب يسر وأعن ياكريم
أولاً :
لا يعجبني في الأخوين أبي أحمد وخالد عبد الرحمن تناولهما القضايا الخطيرة في القرآن وعلومه بسطحية عجيبة ، يجلس أحدهما متكئاً على أريكته فيفكر ويقدر ثم يخرج علينا باقتراح إلغاء القراءات المتواترة بل والشواذ أيضاً وابتداع قراءة جديدة نسميها ( قراءة محمد بن عبد الله ) ماشاء الله ! والثاني يتوقع أن الإمام ابن عبد الوهاب لو سمع باقتراح الشيخ أبو أحمد لألغى القراءات ! الحمد لله أن الشيخ أبا أحمد لم يدرك الإمام ابن عبد الوهاب ويقترح عليه هذا الاقتراح الخطير !
والمصيبة أنهما يصفان هذا الفهم الذي لم يفهمه أحد قبلهما من الأولين ولا من الآخرين بأنه فهم العلماء الكبار أهل العقول والنقول والفروع والأصول ... إلى آخره .
ليعذرني الأخوان فليس من عادتي القسوة في الرد ، ولكني مستاء جدا من الطريقة التي يتناولان بها القضايا العلمية في هذا الملتقى ، وإني أنصحهما نصيحة مخلص أن يثنيا الركب في حلق العلماء الراسخين ، وألا يقولا بقول ليس لهما فيه إمام ، وألا يتكلما في مسألة حتى يوفياها حظها من القراءة والاطلاع على ما قاله فيها أهل العلم والاتباع .(1/2456)
ثانياً :
قال الخطابي : إن أصحاب القراءات من أهل الحجاز والشام والعراق كل منهم عزا قراءته التي اختارها إلى رجل من الصحابة قرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستثن من جملة القرآن شيئا فأسند عاصم قراءته إلى أبي ، وكذلك أبو عمرو بن العلاء أسند قراءته إلى أبي ، وأما عبد الله بن عامر فإنه أسند قراءته إلى عثمان ، وهؤلاء كلهم يقولون قرأنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأسانيد هذه القراءات متصلة ورجالها ثقات ( نقله عنه القرطبي في تفسيره 1/59 )
ثالثاً :
جرت العادة بنسبة القراءات إلى رواتها من أئمة المسلمين ، فيقال قراءة نافع أو قراءة عاصم ، وهكذا ، وهذا معناه أنه كان أكثر ملازمة لهذه القراءة التي تلقاها عن شيوخه، وأكثر ضبطا لها، وأكثر قراءة وإقراء بها ، وليس المعنى أنه اخترعها أو أحدثها باجتهاده ، فالمراد أن ذلك الإمام اختار القراءة بهذا الوجه من اللغة حسبما قرأ به ، فآثره على غيره وداوم عليه ولازمه حتى اشتهر به ، وعرف ، وقصد فيه ، وأخذ عنه، فلذلك أضيفت إليه دون غيره من القراء ، فهي إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد (انظر النشر 1/25 ) ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد [مسند أحمد 1 / 7 ، 1 / 454 ، وسنن ابن ماجه برقم (138) ، من حديث أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ( 5961) ]، أي على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه التي تعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم ورواها عنه ، ولم يوافق العلماء إبراهيم النخعي في كراهته أن يقال قراءة فلان ، بل حكى النووي إجماع السلف والخلف على جواز ذلك ( التبيان 266 ) والحديث المذكور دليل على الجواز .
رابعاً :(1/2457)
الطرح الذي يطرحه الأخوان أبو أحمد وخالد فيه تناقض شنيع ، فهما يدعوان إلى إبطال القراءات ، وفي نفس الوقت إلى الخلط بين القراءات في قراءة جديدة ، حسناً ! إذا ألغينا القراءات وتوقف العلماء عن إقرائها وتعليمها التصنيف فيها ، فمن أين إذن سنأتي بالقراءة الجديدة المطلوبة ؟ هل سيتاح المجال لتأليف قراءة جديدة ؟ ثم ما الذي يلزم الناس باتباع قراءة الشيخ أبي أحمد التي سيقول لنا إنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ولماذا ستكون قراءة أبي أحمد أفضل من قراءة حمزة والكسائي والأعمش ؟ وما الذي يمنع أن تتعدد الاجتهادات ويفتتح المجال للرجوع لبقايا الكتب التي نجت من المذبحة ثم يجتهد كل إنسان في كيفية التطبيق العملي لما في الكتب بمعرفته ، فتكون النتيجة أنه بدلا من عشر قراءات سيصبح عندنا عشرة آلاف قراءة ويختلط الحابل بالنابل ؟
خامسا :
يقول أبو أحمد : (هل كان الصحابة يتعلمون "القراءات" من النبي, أو يعلمونها بعضهم بعضا كما نفعل نحن ونلزم به أنفسنا؟!.) اهـ
الجواب : نعم ، كانوا يتعلمونها من النبي صلى الله عليه وسلم أصولا وفرشا ، ويعلمونها تابعيهم ، لما يلي :
1) في زمن الصحابة كانت هناك قراءة ابن أم عبد (أي ابن مسعود ) التي تعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعلمها أصحابه والتي قال فيها صلى الله عليه وسلم ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا فليقرأه بقراءة ابن أم عبد ) ، وكانت هناك قراءة أبي وقراءة أبي الدرداء وغيرهم(1/2458)
2) المصاحف التي كتبها الصحابة وأرسلوها إلى الأمصار ، كاننوا يراعون أن يكتبوها برسم يحتمل القراءات الواردة ، وإن لم يمكن جمع القراءات في رسم واحد رسموا بعضها بقراءة وبعضها بقراءة ، وهذا يدل على أن القراءات كانت موجودة وكان أهل كل مصر يقرؤون بما يوافق مصحفهم ، وكان هناك قراءة لأهل الشام وقراءة لأهل مكة وقراءات أخرى لأهل المدينة والكوفة والبصرة في زمن الصحابة ، وهذا معلوم بالضرورة وبالتواتر ، ولا أدري القراءة الجديدة المقترحة ستكون أي قراءة من هذه ؟ وعلى أي أساس سيتم إلغاء بقية المصاحف العثمانية وما يتعلق بها من قراءات ؟
3) في الأحاديث الصحيحة ما يفيد أن النبي صلى الله عيه وسلم كان يعلم أصحابه التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن وكان يعلمهم الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن ، وهذا يفيد أنه كان يعلمهم سور القرآن وهذا التعليم كان لكل طائفة منهم بقراءة مختلفة عن التي يعلمها للآخرين ، وهذا منشأ القراءات .(1/2459)
4) من الأدلة على تعدد القراءات وأن الصحابة كانوا يتعلمون القراءات المتعددة ويعلمونها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة ، فتربصت حتى سلم ، فلببته بردائه ، فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها ؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ يا هشام ، فقرأ عليه القراءة التي كنت سمعته يقرأ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا أنزلت ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا أنزلت ، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منه . رواه البخاري برقم (4992) ، و مسلم برقم (818)
5) القراءات التي نقرأ بها اليوم هي عينها التي كان يقرأ بها التابعون في زمن الصحابة بإقرار منهم ، فابن عامر مثلا تعلم قراءته من أبي الدرداء ، وكان ابن عامر يؤم الناس ويقرأ بقراءته تلك في المسجد الأموي وخلفه عمر بن عبد العزيز وغيره من علماء التابعين ، وكانوا يتعلمون قراءته فرشا وأصولا ويقرؤون بها ولا يخلطونها بغيرها ، ونفس الشيء عن قراءة أبي جعفر فإنها القراءة التي تعلمها من ابن عباس وأبي هريرة وهما تعلماها من أبي بن كعب ، وهكذا ، فجميع القراءات متلقاة أصولا وفرشا عن الصحابة وكانت متميزة ومتعددة ومنسوبة إلى القارئين بها من أيام الصحابة ، فهل سنكون أحرص على القرآن منهم ؟
سادسا :(1/2460)
يقول الأخ أبو أحمد : ( ... أرى أننا على بدعة في إلزام الناس بما لم يلزمه به صاحب القرآن... ) اهـ
وهذا دليل على أنه لم يستوعب ما نقله المشايخ الكرام عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن شيخ القراء الإمام ابن الجزري
ونحوه أيضا كلام الإمام النووي في التبيان ، وكلام هؤلاء الأئمة كله يدور على ما ذكره ابن الجزري وهذه عبارته مرة أخرى لتتأملها جيداً [ إن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية ، وتخليط على أهل الدراية ، وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة ، والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر ، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرويات من وجه تساوي العلماء بالعوام ، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام ]
فأين الإلزام بما لم يلزم به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
نحن لم نلزم الناس بالتقيد بالقراءات إلا في مجالس العلم والتحمل والأداء ، وكذلك عندما يدعي أحد أنه يقرأ برواية حفص ثم يصلي بالناس ويأتي بحروف لم يقرأ بها حفص فهذا كذب في الرواية ، وحتى الخلط أو التركيب بين القراءات الذي أباحه العلماء في غير مقام الرواية يحتاج من فاعله إلى أن يتعلم القراءات أولا كلا على حدة ، ثم بعد ذلك يخلط على سبيل التلاوة لا الرواية ، وهذا يستلزم بقاء القراءات منسوبة إلى أصحابها وبقاء تعليمها كما علمها السلف ، وهذا هو المطلوب إثباته .
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علمنا .
---
عبدالرحمن السديس
01-05-2004, 12:55 PM
فضيلة الشيخ أبي خالد السلمي
جزاك الله خيرا على هذا الرد والبيان البديع .....
والله إني لما قرأت تعقيب الشيخ أبي أحمد تفاجأت ! وتمنيت أني لم أكتب هذا الموضوع !(1/2461)
الدكتور أمين : إذا كان الكلام في التعليق موجه إليّ ، فأنا ناقل ، والمنقول محرر في غاية البيان قد ذكر فيه الصلاة وغير الصلاة ، والتعليم .... ولعلك تعيد قراءته مرة أخرى ....
وإن الكلام موجه لغيري ....فشأنه هو ..
---
ساري عرابي
01-05-2004, 07:01 PM
فضيلة الشيخ (أبو خالد) وفقك الله ورضي عنك :
وهذا المأمول منك ...
لكن يبدو لي أن المقصود من كلام أبي احمد ما يلي :
إذا كانت هذه القراءات التي وصلتنا عبارة عن اختيارات من مجموعة قراءات ، فقراءة الكسائي -مثلا- اختارها من قراءة حمزة وغيره كما نص على ذلك ابن مجاهد في السبعة ...
فلماذا لا يجوز لنا أن نختار من هذه القراءات التي وصلتنا لنشكل قراءة مؤلفة منها جميعاً أو من بعضها ؟
أظن مسألة الاختيارات هي التي أشكلت على الأخ الفاضل أبو أحمد ...
وأنا هنا أنقل فهمي لكلامه فقط ليس أكثر ...
---
الشيخ أبو أحمد
01-07-2004, 12:56 AM
الاخ ساري عرابي, والاخوة الإحبة...
ليس هذا ما أردت, ولا يكون لي أن أقول بإبطال القراءات, ولكن أريد أن أكون "سلفيا" خالصا, فعهد الصحابة العدول, كان خاليا من التصنيف والمسبعات والمعشرات, وليس عندهم إلا قراْة واحدة للنبي -بإصوله هو- وبأكثر من وجه, يختارون ويقرأون بأيها شاؤا متى شاءؤا, فمن قال إني لا استطيع أن أقرأ ما تفرد به حمزة, إلا بعد أن أتقن أصول حمزة وفروشه؟؟؟؟؟؟؟ وأريد الجواب من كلام النبي...
وأقول باختصار: أنني أفهم جيدا فتوى الامام ابن تيمية, ولي كل الحق أن أقرأ بأصول عاصم مثلا, وأتخير من حروف النبي -لا حروف القراء- ما أشاء, متى أشاء.... فهذا هو قول الامام ابن تيمية, ومن يخالف فعليه البينة من الكتاب والحديث...
فليس عدلا أن نكون سلفيين في "القميص", مبتدعين في "القرآن"!!!!!!!!!!!!!
---
راجي رحمة ربه
01-07-2004, 03:39 AM
أغرب عبارة في النقاش:
وأتخير من حروف النبي -لا حروف القراء- ما أشاء(1/2462)
وهي تدل على مدى ضحالة بعض من يظنون أنهم طلبة علم شرعي.
وكأن حروف القراء ليست هي حروف النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ما شاء الله على سعة الاطلاع.!!!
لا أقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله.
---
الشيخ أبو أحمد
01-08-2004, 01:07 AM
كأني بالاخ راجي الرحمة يقصد بأهل الضحالة, الامام ابراهيم النخعي, فهو الذي كان يكره أن يقال حرف فلان او قراءة فلان....
فعلى رسلك...
وما زلت عند سؤالي, أين الصحابة من هذه الالزامات, ولو كانت عين ما هم عليه, فلم انتظرت الامة قرنا, لتسمي القراءة باسم الكسائي مثلا؟.
أما كان ابي ابن كعب اولى بها؟.
ولماذا تلومني على غيرتي على النبي؟؟
ألو كان النبي بيننا أكنت تجرؤ أن تقول بين يديه: هذه قراءة حمزة, أو هذا حرف نافع, وهو بين ظهرانينا؟؟؟
قل ما شئت, أما أنا فتمنعني "ضحالتي" من الإساءة للنبي!.
واعلم أن "السلف" الصحابي, لا يعرف من هذه الاسماء شيئا, غير أنك فقتهم بعلمك و"عمق" اطلاعك!.
واعذرني..
---
راجي رحمة ربه
01-08-2004, 03:50 AM
نفس الشيء سيقال لك: لماذا ستسمي القراءة قراءة أبي أو ابن مسعود وتترك تسميتها قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مع أنه هو صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سمى قراءة ابن مسعود (ابن أم عبد)
وسيدنا عمر رضي الله عنه سماها قراءة أبي
ثم إن قراءة حفص ما هي إلا قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وما قراءة شعبة ما هي إلا قراءة ابن مسعود رضي الله عنه
أما قول النخعي إن صح عنه فمردود ولا كرامة وقد رده كثير من العلماء كالنووي في التبيان وغيره ثم إن سبيل المؤمنين في أمة الإسلام على جواز هذه الإضافات والتسمية بلا مخالف يعتد به على مر مئات السنين إلى أن جئت أنت لمخالفة هذا الذي عليه السواد الأعظم بعد عدة قرون باجتهادك الخطير (وتكمن خطورته في تبعاته التي تهدم الدين)
أما الرد على حظر استعمال هذه المصطلحات فمثلها نقول:(1/2463)
هل الصحابي كان سيعرف معنى قولك حديث في الصحيحين أو متفق عليه أو رواية الستة أو حديث بإسناد سلسلة الذهب
أو حسن صحيح غريب
أو حسن بالشواهد.
أو حديث النيات أو حديث الجساسة
إلخ
وما دريت أن هذه الإضافات ليست إلا بيانية وإنما هي قراءة الصحابة وقراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ما أحد جاب شيء من بيت أبيه وها هي الأسانيد خير دليل : ما تنتهي إلا لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ولو جاءنا أحد وقال بل تنتهي لشعبة أو نافع ولا تسند للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، لرفضها العلماء بل والأمة جميعا ولا كرامة
ففق من غفلتك ولا تتمسك بعنادك ، فقد أوضح لك الإخوة خير إيضاح فاحذر من أن يسيطر عليك الشيطان والجهل واستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإني لك من الناصحين.
عموما نصيحتي لك أن تقرأ عدة كتب في القراءات القرآنية وتاريخها، أو تأخذ لك مادة أو مادتين في الجامعة إن كنت طالب جامعي. أو تذهب لشيخ عنده القراءات السبع تجلس معه جلستين أو حتى عشرة لعل الله يفتح عليك مما فتح عليه لكثير من أهل الله.
---
الشيخ أبو أحمد
01-09-2004, 12:49 AM
يا اخ راجي
لا يعجبني التعالي باسم النصيحة...
وأنا لم أقل ما قلته إلا من كثرة ما قرأت, فلا تظن ان الله يفتح عليك ويمسك عن الناس!.
وما زلت اسأل..
إذا خرج الصحابة فينا فسيجدوننا على أمر في القرآن أحدثناه لم يكن فيهم....
وليست اصطلاحات الحديث من هذا بشيء, فالصحابة العدول يعرفون الحديث خير منك ومن علماء الحديث, سواء صنفته او لم تصنفه, أما ما أنتم عليه من "التسبيع والتعشير" وتعقيدها بغيه حفظها, فلن تجد في الصحابة من يعلم ما تعلم...
فكن "سلفيا" صادقا حقا, ولا تتعال!.
واعلم أن عمر ابن الخطاب لو خرج فينا, فسيجلس بين يديك, لتشرح له "السبعة" والشاطبية!.
---
راجي رحمة ربه
01-09-2004, 12:55 AM
أولا الفقير إلى الله لا يحب ابتذال اسماء الصحابة لضرب أمثلة كالتي فعلت(1/2464)
لكن نفس الشيء سيقال عن رواه الخمسة والستة والتسعة والشيخان والمتفق عليه
وكذا المسند والمعلق والمنقطع والمسلسل
هل سيعرف هذه المصطلحات الصحابة؟
هذا كله عناد لا حاجة لك به.
فليست هذه الاصطلاحات بأسهل من قرأها السبع أو العشر
أو أحد من القراء الذي يقرؤون بقراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بعض الأحرف السبعة التي أجازها النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ولا تحاول الهرب مما يلزمك لا محالة.
---
الشيخ أبو أحمد
01-10-2004, 12:00 AM
انقطع الجدال عندي..
وأنا على رأي الشيخ "السلفي" الحق ابن تيمية, بأن لي أن أقرأ بأي الفروش شئت.
ولولا أن ابن تيمية "ضحل في العلم مثلي" ويعلم أن هذه الحروف "تخيرات" لما اجاز التخير فيها.
فكل ما "شرحته" لي, كان مثله لابن تيمية رضي الله عنه.
وانقطع الجدال عندي إلى ها هنا.
---
راجي رحمة ربه
01-10-2004, 12:42 AM
هي هكذا وانتهينا، سبحان الله كيف تصير حجة عند بعض الخلق !!
---
خالدعبدالرحمن
01-10-2004, 08:38 AM
لا حول ولا قوة الا بالله ..
أحبتي في الله ...
قلنا مرة عن أهل الأصول والعقول ، فقالوا هم اتباع النقول ، وضربوا لنا مثلا بأهل الكلام والفلاسفة !
ولو كان علماؤنا الأكابر أهل اتباع النقول وكفى ، لما عارض الطالب أستاذه ، ولما تعددت الآراء ، وتشعبت المسائل ! واما الفلاسفة -يا شيخي - فهم قوم اتبعوا العقول بلا اصول ، فضلوا مع جنوحات العقل في لا مجال لأدراكه الا بنص ! وأما علماؤنا الأكابر فقد أعملوا بصائرهم في أطار ما اخذوا عن ربهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحق هو المنهج الذي نتكئ عليه ونعتمده في نظرنا في كتاب الله ، ومحاولتنا للفهم والتدبر !
و ليست السطحية ، بل هي العودة للأساسيات التي غطاها تشابك المسائل من فوقها ، وما ندري هل على بنيان قوي ام على جرف هار بنينا ؟!والوقوف امام النص و أمام الأساسيات بتجرد طالب العلم ، لا للمحاكمة بناء على معطيات سابقة .(1/2465)
والامام في ذلك هو عين المنهج ، وما تخلفنا عن حلقات العلم ، لكن العلماء تخلفوا عن دورهم بالبحث والدراسة ، وانصرفوا للنقل والمجادلة !
و الحديث ليس عن اختراع قراءة ، أو الغاء ارث عظيم و جهد أعظم من المكتبة الأسلامية ، فهذا محال عقلا ، وليس هدفا لطالب علم يبغي اعلاء البناء ، لكنه الفهم والغربلة ، و تمتين الأساس و نفض الغبار عنه فالقراءة على قراءة محمد صلى الله عليه وسلم ، ليست جديدة بل هي الأصل ، ولك ان تستخرج الأصل ... بل يجب عليك ان تسأل عنه ، وتتعلمه ، لأن الأصل اذا عاد الى محمد صلى الله عليه وسلم صار دينا لا غبار عليه ...
وأما تشبيه القراءات بالحديث لغو !
فنحن لا نقول فال البخاري (.....) بل نقول قال الرسول ، ونسند صحة الحديث الى جهد البخاري رحمه الله !
والصحابة و تابعيهم في سلسلة السند والتي يجب ان تحفظ لصاحب الأختصاص والأهتمام فقط هم الوسيلة الناقلة والحافظة ( ولا بد له من حفظة) لهذا الحديث ... ولسنا نتعبد الله بنص الحديثـ،ولا يضير المسلم البسيط عدم حفظ السند ، وجاز لنا ان نسيناه ذكر معناه !
أما القرآن !!! فهو محفوظ من الله ولا يحتاج الى واسطة ، وجهد جمعه وتعليمه هو من تدبير الله لحفظه ، ونحن نتعبد الله بنصه ، ولا يجوز لأحدنا ذكر الآية بمعناها ! ونقول فيه قراءة فلان، وما هم الا من جمع القراءة وبثها في الناس ، ولقد كانت قبله ! اللهم الا اذا كان فيها من جهده شيء !!!
---
أمين الشنقيطي
01-11-2004, 08:51 PM
السلام عليكم إخواني أهل الملتقى
وبخاصة الأخوين السديس ،وراجى عفو ربه
أريد منكما أن تأخذا فى النقاش قى أي مسألة فى القراءات وغيرها بالكتب القريبة العهد بالمسألة فإذا اختلفنا يمكنا الرجوع إلى المصادر القديمة
وأحيلكما على مصدرين عجيبين فى بحث ماتطرقتما إليه(1/2466)
أولهما كتاب غيث النفع للصافقسي،وهو مرجع لطلبة كلية القرآن بالمدينة وكذلك كتاب البدور الزاهرة للقاضى على مافيه من أخطاء مطبعية بسيطة.
فإذا ما أختل فهم مسألة ما أرجوا الرجوع إلى متخصص والطلب لأهل الملقى استشارته
وفقكم الله جميعا
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2006, 09:53 AM
قال الشيخ عبدالعزيز القارئ في كتابه " سنن القراء ومناهج المجودين" ص 40: ( وجمع القراءات لا أرى مانعاً شرعياً من الأخذ به عند القراؤة مطلقاً ، في الصلاة وخارج الصلاة ، وللقارئ أن يفعل ذلك بشرط صحة النية ، وسلامة القصد ، وأمن المفسدة ؛ لأنه داخل في الرخصة الثابتة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم : { فاقرأوا ما تيسر منه } أي : اقرأوا من هذه الحروف المنزلة ما تيسر لكم ؛ فهذا مما تيسر ، بل هو اليوم أيسر من الإفراد .)
---
د.أبو بكر خليل
02-12-2006, 11:25 PM
أرجو من الإخوة الكرام البعد عن الإساءة و التجاوز في القول ، مهما كان الحال ، ما دام في حدود عرض الرأي
فهذا هو المأمول من أهل ملتقانا ، و ليكن رد الرأي بالرأي ، مع ذكر دليل الطرفين
و لتكن المراجعة بطريقة أهل العلم و طلابه مع بعضهم البعض ،
فالعلم العلم ، و الحلم الحلم
أكرمكم الله
---
خالدعبدالرحمن
02-22-2006, 11:41 AM
قال الشيخ عبدالعزيز القارئ في كتابه " سنن القراء ومناهج المجودين" ص 40:
( وجمع القراءات لا أرى مانعاً شرعياً من الأخذ به عند القراؤة مطلقاً ، في الصلاة وخارج الصلاة ، وللقارئ أن يفعل ذلك بشرط صحة النية ، وسلامة القصد ، وأمن المفسدة ؛ لأنه داخل في الرخصة الثابتة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم : { فاقرأوا ما تيسر منه } أي : اقرأوا من هذه الحروف المنزلة ما تيسر لكم ؛ فهذا مما تيسر ، بل هو اليوم أيسر من الإفراد .)
شكراً..
---
الجنيدالله
03-08-2006, 12:47 AM
السلام عليكم
إخواني أليس نقاشكم الحامي الوطيس هو في تحليل إصطلاحات فقط فلم كل هذا؟(1/2467)
فمثلا الإخوان من المؤيدين للخلط يقولون لانريد إلغاء القراءات لكن ليس تسبيعا ولا تعشيرا بل لكلٍ أن يفرد ما أراد لنفسه من هذه القراءات قراءة المهم انها مما تواتر .
فلا يريدون أن ُتنسب لعاصم أو نافع يريدون أنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وكفى مادام لم يبتدع في القراءة أو يركب معنى ولم ينسبها لأحد فله ذلك
والرادون عليهم يقولون فرقوا بين الدراسة والرواية والمصطلح الخاص بالقراء وبين القراءة لأحد الناس صلاة أو خارج صلاة
وكلكم لو تمعن لرأى ان كلامه ظل كلام صاحبه
فالأخوان من الذين يقولون نحن سلفيون ودعونا من مسبعات الشاطبي ومعشرات ابن الجزري إنما ارادوا الاصطلاح بالتسمية فقط
وإلا لو ردوا كل العلم بالقراءات فمن أين لهم أصلا بأن يقرؤا بأي قراءة ؟
هؤلاء القراء هم النقلة وهم يدركون ذلك جيدا وهذا الظن بهم وكما في الأثر ( القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول )
وكذلك الطرف الاخر يدرك صحة فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن حجر
وللمعلومية أخي راجي رحمة ربه وأخي خالد عبدالرحمن أنقل لكم كلاما للإمام أحمد وأنتم إن شاء الله أعلم مني به ولكن للتذكير
قال إسحاق النيسابوري سألت أباعبدالله أيهما أعجب إليك من القراءات ؟ قال : قراءة نافع أو كما قرأ نافع ثم قال كما قرأ عاصم ( المسائل ج1/102)
وقال عبدالله قيل لأبي : فأي القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة فإن لم يكن فعاصم ( المسائل ص 82)
---
(1/2468)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يا باغي الخير
---
يا باغي الخير
---
ماجد الخير
09-20-2006, 09:22 AM
يا باغي الخير
اختار الله من الأزمان مواسمَ للطاعات، واصطفى فيها أياماً ولياليَ وساعات، فضلاً منه وإحساناً، وكلَّما لاح هلالُ رمضان أعاد إلى المسلمين أيامَ دهرهم المباركات، وما يكون فيها من النفحات، شهرٌ ينطلق فيه الصائمون إلى آفاقِ النقاء، ويمسحون فيه عن جبينهم وعثاءَ الحياة، يستقبله المسلمون وله في نفوس الصالحين منهم بهجة، وفي قلوب المتقين فرحة، فرُبَّ ساعة قبولٍ فيه أدركت عبداً فبلغ بها درجاتِ الرضا والرضوان.
الصيام سرّ بين الخالق والمخلوق، يُفعَل خالصاً، ويتلذَّذ العبد جائعاً، ويتضوّر خالياً، {كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به}[أخرجه البخاري]. يحقِّق العبد فيه درس الإخلاص لينطلق به إلى سائر العبادات بعيداً عن الرياء.
الصيام يُصلح النفوسَ، ويدفع إلى اكتساب المحامد والبعد عن المفاسد، به تُغفر الذنوب وتكفَّر السيئات وتزداد الحسنات، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} متفق عليه.
شهر الطاعة والقربى والبر والإحسان، والمغفرة والرحمة والرضوان، يقول عليه الصلاة والسلام: {إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسُلسِلت الشياطين} متفق عليه... لياليه مباركة، فيه ليلةٌ مضاعفة، هي أمُّ الليالي، ليلة القدر والشرف، خيرٌمن ألف شهر، من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.(1/2469)
أيها المسلمون، الأيامُ صحائف الأعمار، والسعيد من يخلِّدها بأحسن الأعمال، ومن نقله الله من ذلِّ المعاصي إلى عزِّ الطاعة أغناه بلا مال، وآنسه بلا أنيس، وراحة النفس في قلة الآثام، ومن عرف ربَّه اشتغل به عن هوى نفسه، وفي هذا الشهر المبارك المنزَّلِ فيه القرآن العظيم فيه طلب أنواع المغفرة المتعددةِ من التوسّع في المعروف والبذل والدعاء وتفريج الكربات والإكثار من العبادات، إلا أنه لكلّ موسم خاصب، وبعض الناس أرخص لياليَه الغرر، أرهق فيها بصرَه مع الفضائيات، يعيش معها في أوهام، ويسرح فكره حولها في خيال، ويتطلَّع لها لعلّ له فيها سعادةَ السراب، فإذا انقضى شهر الصيام لا لما فيه جمع، ولا للآخرة ارتفع، ربِح الناسُ وهو الخاسر.
---
الطبيب
09-20-2006, 10:56 AM
روابط للفائدة:
1- رمضان. (http://ramadan.ws/)
2- مختارات رمضانية من صيد الفوائد (http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/index.htm).
ودمتم ،،،
---
(1/2470)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يقول أنا لها ؟
---
من يقول أنا لها ؟
---
أحمد الفالح
11-16-2006, 02:40 PM
الإخوة في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من الممكن أن نستفيد من بعض الإخوة المختصين في هذا الملتقى
بعقد دورات للمشرفين أو المعلمين في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالجوف ؟
علماً أن الجمعية تتكفل بالسكن والتذاكر ...
---
منصور مهران
11-16-2006, 02:52 PM
بل قل : ( من يقولُ أنا لها ؟ )
لأنك وجهت سؤالا فلفظ ( من ) هنا للاستفهام ، فلا يجزم ، وأنت جئت بالفعل بعده مجزوما ( يقل ) والصواب : يقول
فلزمالتنبيه ولكم الشكر سلفا
---
أبومجاهدالعبيدي
11-16-2006, 06:10 PM
متى ؟ كم المدة ؟ وما الموضوعات المطلوب طرحها ؟
---
أحمد الفالح
11-17-2006, 03:07 AM
أما عن الوقت والمدة فهذا يحدد مع من أراد المشاركة بحسب الوقت والمدة التي يرغبها ،
وأما ما يخص الموضوعات المطلوب طرحها ، فكل ما يهم الإشراف والمعلمين في جمعيات التحفيظ
( من أساليب الإشراف ، وكيفية التعامل مع المعلمين ، وكيفية تعامل المعلم مع طلاب الحلقات ، وغير ذلك مما لا يخفى )
---
أمين الشنقيطي
11-18-2006, 02:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم أحمد وضعتم مشروعا طيبا مباركا إن شاء الله، وأرجوا أن تحددوا له وقتا في الإجازة الصيفية، وأن تكون مدة الدورة أسبوعين،
مع إيجاد السكن والمكان المخصص،وتحت رعاية مسؤولة،
أرجوا أن أتمكن إن شاء الله أن أكون من بين المتعاونين معكم.وفقكم الله.
---
أحمد البريدي
11-18-2006, 02:49 PM
الشيخ أحمد وفقه الله :(1/2471)
حبذا لو طرح كمشروع متكامل يتضمن المواد العلمية , والوقت , والمدة المقترحة , ومستوى المتلقين , ولا بأس من وضع خيارات متعددة , وأظنك لن تعدم إن شاء الله من يشارك في مشروعك , وبعد الطرح سأحاول المشاركة إن شاء الله .
---
أم معاذ
11-18-2006, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم:
هل هذا المشروع خاص بالرجال أم للنساء نصيب لأني كنت قد دُعيت في الصيف لإعداد دورة في الجوف لكني اعتذرت لهم لعدم مناسبة الوقت.
وفقكم الله.
---
أحمد الفالح
11-19-2006, 12:53 AM
أخي الدكتور / أمين الشنقيطي ، أشكر لك مرورك وحرصك ،
أما عن الإجازة الصيفية فلا شك بأننا سنجعل لها مشروعاً آخر ، ولكننا نطمع بأن نقيم دورة هذه الأيام ، فالمنطقة بحاجة لدورات عديدة ....
أخي الدكتور / أحمد البريدي ، أقدر تواصك وشعورك معنا ، وبالنسبة لما يخص المواد العلمية ، والمدة ، والوقت ، فأرى أن يكتب كل واحد من الإخوة
ما يستطيع أن يقدمه لنا ، والوقت الذي يناسبه ، ومن ثم يكون بيني وبينه تنسيق أكثر عبر الهاتف ،،،
الأخت الفاضلة / أم معاذ ، أسأل الله أن ينفع بك ،
هذا المشروع ليس خاصاً بالرجال ، بل إن الدور النسائية بحاجة أيضاً لكثير من الدورات ،
وليس لي علم بالدعوة التي قدمت لكم من قبل ، فالقسم أوكلت مهامه إلي قريباً ......
انتظر مشاركاتكم ،،، وإن شئتم تركتم أرقام الهواتف على الخاص ، أو البريد الإلكتروني ، حتى نتمكن من التواصل معكم .
أكرر الشكر والتقدير للجميع ،،،، وأطلب المزيد المزيد من التفاعل
---
جمال أبو حسان
11-19-2006, 10:21 AM
هل هذه الدعوة خاصة بمن يعيشون في السعودية ؟
---
أمين الشنقيطي
11-20-2006, 12:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد(1/2472)
فضيلة الشيخ أحمد الفالح حفظه الله،تعلمون أنّ معلمي القرآن الكريم،يحتاجون إلى التزود من المادة العلمية،من طرق تدريس التجويد برواية،أو بروايتين ، ودروس تفسير، ودروس تربوية، ودروس تثقيفية.
فدروس التجويد يمكن التعرف بها على طريقة القراءة برواية ثانية،غير المعروفة، ويمكن هنا إقرار إحدى المنظومات مع شرحها.
ودروس التفسير يمكن التزود بها من هدايات القرآن المكية والمدنية،أقصد هدايات علوم تفسير القرآن الكريم إلى خير الدنيا والآخرة،من خلال كتاب من كتب التفسير المعروفة .
ودروس التربية لصقل موهبة المعلمين والمشرفين بإضافة بعض العلوم التربوية كبعض طرق التدريس الحديثة، مع التدرب على ممارسة التدريس في الحقلين الحلقات وصالات التعليم، ويمكن إقرار كتاب يعالج مهارات التدريس في الحلقات ونحوها.
أخيراً هناك آداب وشذرات من تاريخ علماء الإسلام،تتحدث عن أولئك الأعلام ،وتبرز إبداعاتهم في مجالات كثيرة، اشتملت عليها كتب القراء والمفسرين، ككتاب طبقات القراء لابن الجزري، وطبقات المفسرين للسيوطي.
هذه الدروس بعد جدولتها ووضعها في إطار مدرسي، يمكن أن تكون إن شاء الله دروسا ناجحة إن شاء الله.
تنبيه : أعلم فضيلتكم أنني لاأستطيع القيام بالعمل في هذه الأيام لظروف العمل، والامتحانات القريبة، لكن إن تيسر وقت في الإجازة الصيفية فلكم ذلك .والله الموفق
---
أحمد الفالح
11-26-2006, 01:29 AM
بارك الله فيك ياشيخ أمين على هذه الإشراقات الجميلة .
أخي الدكتور / حسان ، لعلنا في وقت من الأوقات نستطيع أن نجعلها عامة
بعدما نستنفذ قوى الإخوة بالداخل . أشكر لك حرصك وشعورك معنا ..
---
أحمد الفالح
02-24-2007, 01:27 PM
للرفع
---
إبراهيم الحميضي
02-24-2007, 02:41 PM(1/2473)
عندي دورة تدريبية بعنوان ( جمال القراء) قدمتها لبعض الجمعيات، وسأقدمها في هذا الفصل-إن شاء الله- لجمعيات أخرى ، وقد طلبها مني مدير جمعيتكم الشيخ عبدالله الخالدي قبل رمضان فاعتذرت ووعدته بها بعد رمضان ولم يتصل بي بعد ذلك.
كما صصمت دورة تدريبة أخرى بعنوان ( مهارات تعليم القرآن) بناءً على طلب الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه، وسيتم تقديمها لعدد من الجهات التعليمية بعد اعتمادها من مجلس إدارة الجمعية العلمية إن شاء الله.
وعلى كل حال جمعيات تحفيظ القرآن بحاجة ماسة إلى المتخصصين في القرآن وعلومه،فليت الطرفين يتعاونان في خدمة الكتاب العزيز الذي يشرف كل مسلم بالانتساب إليه.
وأشكر الشيخ أحمد الفالح على مبادرته في الاستفادة من الإخوة المتخصصين في هذا الملتقى وجلهم- ولله الحمد - أكفاء لتقديم دورات ومحاضرات وبرامج علمية للمهتمين بالقرآن وعلومه وفق رؤية واضحة وخطة مدروسة.
---
أحمد الفالح
03-15-2007, 02:00 AM
للرفع وأتمنى مشاركة أوسع من الإخوة في الملتقى ...
---
(1/2474)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > وصلتني هذه الرسالة على بريدي الإلكتروني عن اكتشاف مزعوم...للإطلاع والإفادة
---
وصلتني هذه الرسالة على بريدي الإلكتروني عن اكتشاف مزعوم...للإطلاع والإفادة
---
عبدالله الشهري
01-07-2007, 08:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا نص الرسالة وآمل التعليق والإفادة.
((بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،.. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على ما تقومون به من عمل يحبه الله ويرضى عنه ، أسأل الله أن يرزقنا الكثير من أمثالكم .
بتوفيق من الله تبارك وتعالى اكتشفت بأن القرآن الكريم منه آيات هي لوحات عليها الاسمان
( الله )(محمد) ، وقد أعددت بهذا الاكتشاف كتاباً ً وأنشأت له موقعاً هو : www.almojeza.jeeran.com
بفضل هذا الاكتشاف قد تبين وانكشف الكثير من الأمور، منها : فقد تبين بأن كل القرآن لوحات على أساس التجريد من النقط كما سترى ذلك بالكتاب ، وانكشف اسم(الله)الأعظم ، وانكشف تأويل الكثير من آيات القرآن الكريم ،.....
( ملاحظة ) : الاكتشاف مؤيد بأدلة كثيرة مذكورة بكتاب الاكتشاف الذي هو كتاب صغير جداً وهو موجود على الصفحة الرئيسية من موقع الاكتشاف ويمكن تحميله الآن بكل سرعة وسهولة ، وعندما تطلع عليه سوف تدرك أهمية وعظمة هذا الاكتشاف كما أدرك ذلك العلماء الكبار أمثالك الذين تشاهدهم الآن على الصفحة الرئيسية من الموقع .
لنبقى دائماً على تواصل ))
---
خالد البكري
01-15-2007, 04:18 PM
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
---
جمال أبو حسان
01-16-2007, 10:36 AM
ارجو ان ينزه القران عن مثل هذا التكلف
ان فيما كتب الكاتب وذكر من الاحاديث الباطلة والضعيفة والتاويلات غير المقبولة شيئا كثيرا ولو عرض ما كتب على متخصص لما فرح بما كان والله من وراء القصد
---
أحمد البريدي
01-16-2007, 02:05 PM(1/2475)
لقد أرسل لي الكاتب ما يراه اكتشافاً منذ مدة ونظراً لعدم وضوحه عندي فلم أعلق عليه , فالكتاب لم أستطع فتحه بعد تحميله , كما أن الموقع المشار إليه رابط النموذج فيه لا يعمل , وليت من اطلع عليه يفيدنا , وكم يتمنى الانسان أن ينزه القرآن عن التكلف .
---
مرهف
01-16-2007, 06:47 PM
قال تعالى : ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 )) سورة الكهف.
---
أبو بيان
01-16-2007, 07:17 PM
في القدر الذي اطلعت عليه من الكتاب تكلف وتمحل لا تحتمله عقول الناظرين, وما أغنى كتاب الله تعالى عن هذا العبث, وكيف هان على الكاتب هداه الله أن ينثر كلمات القرآن على مربعات ويقِّطع كلماته من آخر السطر إلى أوله, وهل فيما كتب ما يستحق وصف: (أعظم معجزة في القرآن الكريم) ؟!!
ما أسهل الاستخفاف بعقول الناس في هذا الزمن الذي لا رادع فيه, وما أسهل أن يقول أي ناطق أنه عمل عملاً (انكشف به تأويل الكثير من آيات القرآن الكريم) أستغفر الله من ذلك.
أما من اطلع على هذا العمل وأثنى على صاحبه فليس واحد منهم من أهل التفسير, وأخشى أنه قد صار من عادة من أظهر له عقله معجزة في القرآن في هذا الزمان ألاَّ يعرضها على عالم بالتفسير متخصص فيه مشهور به؛ لأن أكثر ذلك ممَّا لا سوق له عند أهل القرآن والعالمين بتأويله. والله المستعان.
---
عبدالله الشهري
01-17-2007, 09:45 PM
جزاكم الله خيرا. وآمل من المتخصصين مراسلة أهل التزكية لهذا الاكتشاف المزعوم للوقوف على حيثيات التزكية أو مناصحتهم لينصحوا الجموع المغترة بتزكيتهم.
---
جمال أبو حسان
01-27-2007, 09:45 AM(1/2476)
[/[SIZE="5"]SIZE]قد اطلعت على هذه المعجزة المزعومة وقرات اسماء الذين اثنوا عليها كما ذكرهم صاحب الفكرة ووجدت من بينهم صديقي الدكتور محمد دودح الباحث في هيئة الاعجاز العلمي فارسلت له رسالة استخبره عن الخبر فاتصل بي مشكورا ونفى اي علم له بهذه المعجزة المزعومة وانه لا علاقة له بها او بصاحبها ولم يقرظ الكتاب ولا سمع به.
ايها الاخوة لعل هذا يدل على ما بعده
والسلام عليكم ورحمة الله
---
(1/2477)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
الزبير الزياني
02-25-2006, 06:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والله اني عندما رايت هدا المنتدي سارعت الي الدخول والتسجيل فيه ودلك لحرصي علي طلب العلم والتعلم والاستفادة وتوسعا في ما عندي من هدا العلم ارجو ان اكون عند حسن الظن وان نكون اكتر نقاشا
اخوكم الزبير
وقل رب زدني علما
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2006, 12:22 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياكم الله بين إخوانكم في الملتقى ، ونسأل الله لك النفع والفائدة.
---
(1/2478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عودة الحجاب كتاب الكتروني رائع
---
عودة الحجاب كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-31-2006, 06:39 AM
عودة الحجاب كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
عَوْدَة الحجاب
القسم الأول
مَعْرَكة الحجاب وَالسّفور
جمع وترتيب محمد أحمد اسماعيل المقدم
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 721 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/10062/5385b9565e.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/10062/bb8c46b455.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/10062/88cc8663ca.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Alhegap.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=292509
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2479)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل توجد ترجمة للوليد بن حسان غير التي في غاية النهاية
---
هل توجد ترجمة للوليد بن حسان غير التي في غاية النهاية
---
أبو الجود
08-24-2006, 02:36 PM
الوليد بن حسان الراوي عن يعقوب لم أجد أحد ترجم له أكثر مما ترجم له ابن الجزري في الغاية وفي سطرين فقط هل نجد له ترجمة أخرى جزاكم الله خيرا
---
د.عبدالرحمن اليوسف
08-30-2006, 01:50 AM
ذُكر له ترجمة في الكامل للهذلي,فانظرها بارك الله فيك.
---
د. أنمار
08-31-2006, 01:24 PM
أقول ليس في الكامل إلا ذكره في الإسانيد ورقة 63
وابن الجزري قال عنه
الوليد بن حسان التوزي البصري، روى القراءة عرضاً عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي (ت 205 هـ) ، روى القراءة عنه عرضاً محمد بن الجهم (ت 208 هـ).
والوليد ذكره البيهقي في سننه الكبرى ج1/ص71 واحتج بروايته وقوله عن يعقوب الحضرمي أنه كان عالما بوجوه القراءات
واحتج بروايته أبو حيان في غير موطن من تفسيره كما في الجزء الثاني ص377 ، والسابع ص456
وروايته التي أفادنا بها ابن الجزري في غاية النهاية تجدها في أسانيد ابن سوار كما في المستنير الجزء الأول ص 400 والقلانسي كما في كفايته ص 66 والهذلي في كامله ورقة 63
وليس هو من رجال الدرة والتحبير ولا من طرق النشر والطيبة، فليس هو من طرق العشر التي وصلتنا لا الصغرى ولا الكبرى إذ عمدة ابن الجزري روح ورويس كما لا يخفى.
وهو من المستورين المقبولين وروايته متابعة وموافقة في معظمها لجمهور الرواة عن يعقوب
ويستكمل البحث عنه والحكم على شدة إتقانه بتتبع بقية ما في المستنير والكفاية، فإن لم يذكرا له شذوذا عن بقية رواة يعقوب فهو ثقة في القراءة كما سبق.
تنبيه:(1/2480)
ليس الوليد بن حسان التوزي البصري هو الراوي عن الحسن البصري المذكور في تفسير ابن أبي حاتم الجزء التاسع ص2816 لأن الرواي عنه هو نوح بن قيس ووفاته سنة 184 هـ
بل ذاك البكري وهو متقدم جدا وترجمته في ثقات ابن حبان ج5/ص491 والتاريخ الكبير ج8/ص142 والجرح والتعديل ج9/ص3
والله تعالى أعلم
---
د.عبدالرحمن اليوسف
08-31-2006, 05:11 PM
أحسنتم وبارك الله فيكم.
---
الجكني
08-31-2006, 06:05 PM
هكذا التحقيق وإلا فلا ، حفظكم الله ووفقكم فضيلة الشيخ الدكتور أنمار 0
---
د.عبدالرحمن اليوسف
08-31-2006, 06:57 PM
أحسنتم وبارك الله فيكم أيها المحقق البليغ.
---
أبو الجود
08-31-2006, 07:09 PM
سماحة الدكتور عبد الرحمن اليوسف ، أخي الجكني ، أخي الحبيب الغالي د/ أنمار لكم الشكر على اهتمامكم بارك الله لكم في علمكم ، والحمد لله على ما قدمتم ، ومفردة يعقوب للفحام تشتمل على رواية روح ورويس والوليد بن مسلم ، وكنت أريد ترجمة مفصلة له تبين حياته ، والواضح أن كتب التراجم لم تهتم به كثيرا ، والحمد لله رب العالمين .
---
(1/2481)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع مزامير آل داود
---
موقع مزامير آل داود
---
مصطفى علي
08-11-2006, 09:54 AM
موقع مزامير آل داود (http://www.mazameer.com/vb/)
واستمع لقارئ يقلد عدة مشائخ
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=3842 (http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=3842)
---
خادمة القرآن
08-13-2006, 08:15 PM
جزاكم الله خيرا
لكن أستاذنا الفاضل (المشايخ) لا يهمزون .
---
مصطفى علي
08-13-2006, 09:35 PM
جزاكم الله خيراً
السرعة
فقد دخلت على نفس المشاركة بأهل التحقيق فوجدتني كتبتها هكذا :
واستمع فيه لقارئ يقرأ يقلد عدة مشايح
وسبحان الله
وطبغًا هي بالخاء فالعملية تكون من السرعة في الكتابة
وأكرر آسفي
---
(1/2482)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة الى مؤتمر حول القرآن
---
دعوة الى مؤتمر حول القرآن
---
موراني
03-04-2005, 03:28 PM
أنظر هذا الرابط باللغة الانجليزية
حول الدعوة الى المؤتمر :
http://www.soas.ac.uk/centres/centreinfo.cfm?navid=612
القرآن نصا وتفسيرا وترجمة
في جامعة لندن .
---
د. هشام عزمي
03-05-2005, 04:11 PM
في أكتوبر 1997 ، استضاف المركز ندوة حول الإجراءات القضائية الجنائية في الشريعة جذبت متكلمين من جميع أنحاء العالم . افتتح اللورد جوفري هوي الندوة و غطت الأبحاث المقدمة كامل العملية القضائية . و ركزت المناقشات على العديد من جوانب من القانون الجنائي الإسلامي كانت مهملة في السابق . و تم نشر جلسات الندوة عام 2003 في مجلد بعنوان " العدالة الجنائية في الإسلام ".
أقيم مؤتمر لثلاثة أيام حول " الحديث نصًا و تاريخًا " في مارس 1998 ضم تجمعًا عالميًا لعلماء في جميع جوانب علوم الحديث . أكثر من 200 ممثل حضروا المؤتمر و الأبحاث المقدمة تراوحت بين المنهجية التقليدية في التوثيق و النقد و بين تطبيق النظريات الأدبية (اللغوية) الحديثة على لغة الحديث و دور الحديث في صياغة التشريع المعاصر .
و في عام 1999 شهد المركز أول مؤتمر يقام كل سنتين حول " القرآن نصًا و تفسيرًا و ترجمةً " . تسعى هذه السلسة من المؤتمرات إلى عمل منتدى يبحث الطرق التي نقرأ و نفهم و نفسر و نترجم و نناظر و نعبر عن القرآن ، و كذلك يناقش السؤال الجوهري : كيف تكون قراءة القرآن و ترجمته و تفسيره ؟ يتم تقديم الأبحاث باللغتين الإنجليزية و العربية . و سيتم نشر الجلسات المختارة فيما بعد في جريدة الدراسات القرآنية ااخاصة بالمركز .
سيعقد مؤتمر عام 2005 في 10-12 نوفمبر ، و الموعد النهائي لتقديم الملخصات هو 10 يونية 2005 .
---
عبدالرحمن الشهري(1/2483)
03-05-2005, 06:00 PM
شكراً لكم يا دكتور هشام وفقك الله ترجمتكم للرابط. ولعلنا ننظر جريدة الدراسات القرآنية التي ينشرها هذا المركز.
---
(1/2484)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم المداومة على قرأة القرآن فى بداية الإجتماعات و الأفراح وما شابه
---
حكم المداومة على قرأة القرآن فى بداية الإجتماعات و الأفراح وما شابه
---
أبو حفص السكندري
02-17-2006, 04:29 PM
حكم المداومة على قراءة القرآن فى بداية الاجتماعات
والمناسبات المختلفة كالأفراح و غيرها
بسم الله والحمد لله الذى لا إله سواه والصلاة والسلام على مصطفاه و مجتباه محمد و على آله و صحبه والتابعين المهديين الهداة ...ثم أما بعد اخوتى فى الله
اعتاد المسلمون فى مشارق الأرض و مغاربها أن يفتتحوا اجتماعاتهم و مناسباتهم الرسمية وغير الرسمية بقراءة القرآن الكريم تبركا به ، درج على ذلك العامة والخاصة وأهل الديانة والتقوى وحتى غيرهم من أهل الغفلة والعياذ بالله ، الكل يفعل ذلك تبركا بالقرآن ، حتى نحن أهل المنهج السلفي نداوم على ذلك فى أفراحنا التى نقيمها فى المساجد وقد اعتدنا هذا حتى أنه لو بدء أحدنا فرحه من غير قراءة القرآن لأنكر عليه الحاضرون أو بعضهم و تهجنوا فعله.
وهذا فيه من الخير ما فيه فهو يعكس صورة من صور تمسك الناس بكتاب الله وارتباطهم به .
إلا أنه لا يخفى عليكم أن فعل ذلك بهذه الرتابة والمداومة عليه يفتقر إلى دليل شرعى ينص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدء مجالسه بقراءة القرآن .
ولابد لنا من دليل فهذه و لاشك عبادة و القاعدة عند العلماء والتى نعرفها جميعا أن العبادات توقيفية لا تشرع إلا بدليل من الكتاب أومن السنة و ما لم يشرع فهو بدعة مردودة على صاحبها كائنا من كان قال الله تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) .(1/2485)
وقد طرحت هذه المسألة فى (ملتقى أهل الحديث ) فجاءتني الردود من مشايخنا و إخواننا الأفاضل تحتوى على أقوال لكبار علماء الأمة فى هذه المسألة تؤكد ما قررت أنفا .
فجاء رد الشيخ الفاضل أبا خالد وليد بن إدريس السلمي حفظه الله قال :
حدثني شيخنا العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله أن هيئة كبار العلماء بالمملكة في بداية تأسيسها كانت تفتتح اجتماعاتها بتلاوة القرآن الكريم على حسب العادة المتعارف عليها وكان الشيخ عبد الرزاق يرى بدعية ذلك وأشار عليهم بتركه فوافقوه ومنعوا هذه العادة .
وجاء الرد من أحد الاخوة بما نصه : سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله
هل يجوز افتتاح الحفلات والندوات والمحاضرات بالقران الكريم؟
الجواب : لا أعلم في هذا سنة عن رسول الله صلى الله عليه سلم ، أما اتخاذ افتتاح الندوات المحاضرات بآيات من القران الكريم دائما كأنها سنة مشروعة فهذا لا ينبغي . البدع والمحدثات ص 540 .
وقال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله:
ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات والمجالس والمحاضرات والندوات بآيات من القرآن الكريم ،ولا أعلم
حدوث هذه في تاريخ المسلمين إلا بعد عام 1342 هـ . تصحيح الدعاء ص 98.
هذا ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا العزيمة على الرشد وهو المستعان وعليه التكلان
وكل خير فى اتباع من سلف ****** وكل شر فى ابتداع من خلف
كتبه : أبوحفص أحمد بن عبد السلام
---
أبو الهيثم
02-18-2006, 03:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد ،
و إنه لجميل ما ذكرت ، و قد أحسن من انتهي إلي ما سمع(1/2486)
و لكن هو فيما يبدوا أنك في البداية كنت مترددا بعض الشيء في وضع ضوابط لهذه المسألة ، حتى أخبرك الإخوة الأفاضل بفتاوى علمائنا الكرام ، بارك الله في الجميع ، وإن كنا لا نختلف على أن المسألة موضع اجتهاد و تفصيل و تحتاج إلى بحث دقيق يلتزمه أهل العلم و التحقيق :
و لذلك أعرض عليك بعض النقاط الهامة :
1) أن مسألة التبديع لا تعتمد فقط عن كون غياب النص ، ولكن لابد من تحقيق المناط ، و النظر في العلل
لاسيما بأوجه الأقيسة و النظر و الإستدلال .
2) و في هذا الصدد لابد من النظر هل مسألة الإجتماع تختلف من حالة إلى أخرى أم لا ؟؟
فهل هناك فرق بين إجتماع الناس (قبل صلاة الجمعة ، أو أجتماعهم عند أهل الميت) ، و إجتماعهم على( حفل زواج ، أو على أمر مباح) ؟؟؟، و المعني بذلك يتضح بقول الشاطبي في الإعتصام (الإبتداع : هل يدخل في الأمور العادية أم يختص بالأمور العبادية ) و كذلك قوله فرق بين البدع و المصالح المرسلة و الإستحسان
3) في الأفراح التي تقام في المساجد على سبيل المثال ، فإن أغلبها تكون مليئة بالكلمات الوعظية و النصائح من المشايخ الأفاضل ، فهي أشبه بحلق العلم أو الخطب العامة ، بل تتخذ فرصة لنصح ذي الغفلة من العوام ،
ثم إنه أليس كلام الملك ، ملك الكلام ، و قوله صلى الله عليه و سلم ( فإن خير الحديث كتاب الله ) و كان أحيانا يصدر خطبته كلها صلى الله عليه و سلم بقراءة سورة (قّ ) فهل سنعتبر قراءة القرآن في هذه المواضع على سبيل( بلغوا عني و لو أية ) ، أي من باب هداية الخلق و استرقاق قلوبهم ، و صرف هموم الدنيا عن شواغلهم ، و إصلاحهم مع الله تبارك و تعالى ، أم المسألة على سبيل التزيين الأعمي أو المجرد أو أنها عادة مثلا أم هي على سبيل التبرك ، فالمسألة تختلف .(1/2487)
4) وقد ذكر ابن تيمية كما في الفتاوي الكبرى في كتاب الذكر و الدعاء في مسألة( الرجل ينكر علي من يجهر بالذكر) فقال رحمه الله " كان الصحابة رضي الله عنهم يجتمعون أحيانا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون"
و "خرج صلى الله عليه و سلم على الصحابة من أهل الصفة و فيهم قارئ يقرأ فجلس معهم يستمع"
فأنا لا أجزم القول في المسألة "سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا " و لكن هذا من قبيل النقاش و البحث العلمي الجميل و المفيد وايضا كان هذا من هدي السلف الصالح في مذاكرتهم للمسائل .
وفقك الله لكل خير ، و بارك الله في الإسكندرية عروس البحر الأبيض السلفي التي جمعتنا على أرضها .
أخوك أبوالهيثم
abulhaitham@gmail.com
---
د.أبو بكر خليل
02-18-2006, 09:19 PM
لا يقال فيه بدعة إلا إذا قيل بالوجوب ، و إلا فلا .
و أليس ذكر الله مستحب في كل الأحوال ؟
و أليس القرآن الكريم من أجلّ الذكر ؟
و إنما يصان عن مجالس و مجامع اللهو ، " فمن حرمته ألا يقرأ في الأسواق و لا في مواطن اللغط و اللغو و مجمع السفهاء ، ألا ترى أن الله تعالى ذكر عباد الرحمن و أأثنى عليهم بأنهم إذا مروا باللغو مروا كراما ، فكيف إذا مرّ بالقرآن الكريم تلاوة بين ظهراني أهل اللغو و مجمع السفهاء " ، ذكره الإمام القرطبي في ( باب ما يلزم قارئ القرآن و حامله من تعظيم القرآن و حرمته ) من تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " .
* و هل الأصل في تلاوة القرآن الكريم : الاستحباب ، أم الإباحة ، أم الحظر حتى يأتي الدليل المغيّر ؟
و في جواب هذا جواب المسألة المعروضة
---
أبو الهيثم
02-19-2006, 11:32 AM
أخي الفاضل
من أين جئت بقولك " لا يقال فيه بدعة إلا إذا قيل بالوجوب ، و إلا فلا "
ثم إن المسألة المطروحة الأن للمناقشة ليست عن التلاوة بشكل عام ولكن عن مواضعها(1/2488)
وإنما أذكر ذلك حتى لا نخرج عن حيثيات المسألة موضوع البحث ألا و هي "هل يجوز افتتاح الحفلات والندوات والمحاضرات بتلاوة القرآن على وجه الإعتياد ، و كأن التلاوة على الوجوب أو الإستحباب أم لا ؟؟؟
إذا المقصود في البحث : هل هو واجب أم مستحب أم مشروع أم بدعة (أي افتتاح المجالس بتلاوة القرآن) ؟؟؟ و ليس بالطبع هل تلاوة القرآن مستحبة أم لا ؟
لماذا هذا المقصود ؟؟؟؟
البدعة نوعان : بدعة أصلية(ليس لها دليل من شرعي) وبدعة إضافية( أي لها أصل مشروع و لكن تتخذ بطريقة غير مشروعة )
و مناقشتنا تدور حول النوع الثاني هل تدخل فيه أم لا ؟؟؟
على سبيل المثال و التوضيح :
معلوم أن قراءة القرآن مستحبة (دون الفاتحة في الصلاة و فيها تفصيل )
و لما كانت مستحبة فهل يجوز قراءة القرآن في مواضع السجود أو الركوع ؟؟
فإن قلنا لا
نقول فهل يجوز قراءة القرآن جهرا قبل الجمعة أو قبل صلاة العصرأو الفجر كما هو حادث في بعض مساجد الأوقاف في مصر
وهل يجوز في السرادقات ؟؟
و كذلك هل يلزم إفتتاح كل إجتماع أو ندوة أو حفلة بالتلاوة أم لا؟؟
هذا موضوع البحث و المناقشة
---
د.أبو بكر خليل
02-19-2006, 04:56 PM
أما عن سؤالك الأول : فأقرب ما يجاب عنه ما نقله - هنا - الأخ أبو حفص : ( وقال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله:
ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات والمجالس والمحاضرات والندوات بآيات من القرآن الكريم ،ولا أعلم
حدوث هذه في تاريخ المسلمين إلا بعد عام 1342 هـ . تصحيح الدعاء ص 98.) .انتهى الاقتباس .
- فهو تكلم عن " الالتزام " ، و قيّد القول بالبدعة - ضمنا و تلويحا ، لا تصريحا - ب " التزام " ( افتتاح المؤتمرات والاجتماعات والمجالس والمحاضرات والندوات بآيات من القرآن الكريم ) ،(1/2489)
- و أما عن سؤالك الثاني : فأقرب ما يجاب عنه ما نقلته - هنا - عن الإمام القرطبي : ( " فمن حرمته ألا يقرأ في الأسواق و لا في مواطن اللغط و اللغو و مجمع السفهاء ...) ،
فقيد الحرمة بقراءته في مواطن اللهو و اللغو ،
و يفهم من القولين إطلاق إباحة ما عداهما و مشروعيته في غير ما ذكر.
و اعذرني في ذلك التبسيط في الرد ، فمن المسلمات ما لا يحتاج إلى بسط الأدلة ،
ذلك رأيي و فهمي
---
أبو حفص السكندري
02-19-2006, 06:44 PM
الأخ الكريم أبى الهيثم
أحب اولا أن أوضح أن الأمر كان مستقرا عندى من قبل أن أعرضه على أحد و ذلك لوضوحه و لكنى كنت أتحرد من الفتيا به لأننى لست أهلا لها أما و قد و جدت لى فيها سلف ـ و أى سلف ـ الشيخ عبد الرزاق عفيفي و الشيخ بن العثيمين و الشيخ بكر أبو زيد فقد زال ذلك الحرج وأصبحت ناقلا لا مفتيا .
و أما عن نقاش المسألة علميا فنقول بحمد الله و توفيقه :
أنت ذكرت أربع نقاط تحتج بها كما فهمت على إبطال دعوى التبديع و هذه الحجج الأربع على الإجمال :
1ـ فضل القرآن و أنه أحسن الكلام.
2ـ ما نقلته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله " كان الصحابة رضي الله عنهم يجتمعون أحيانا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون"و "خرج صلى الله عليه و سلم على الصحابة من أهل الصفة و فيهم قارئ يقرأ فجلس معهم يستمع" .
3ـ أن مسألة التبديع لا تعتمد فقط عن كون غياب النص...إلخ
4ـ التفريق بين اجتماع الناس لأمور عادية و أمور عبادية.
و للرد عليها نحتكم أولا لتعريف البدعة كما عرفه الإمام الشاطبي رحمه الله و الذى أرتضيت أنت تأصيله عن البدع
قال رحمه الله ( البدعة طريقة فى الدين مخترعة تضاهى الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة فى التعبد لله تعالى )
فهى فى الدين
مخترعة
لها مثال شرعى تضاهى أو يحاول المبتدع أن يجد لها ذلك المثال
يتعبد بها لله
فهل هذه القيود التى ذكرت فى التعريف موجودة فيما حكمنا ببدعيته أم لا؟(1/2490)
الجواب عمليا ( و نحن نتكلم عن المداومة)
أولا :هل كان يفتتح النبى صلى الله عليه وسلم و أصحابه كل مجلس ذى شأن بتلاوة القرآن
و مجلس ذى شأن كما هو مفهوم كمجالس عقود الزواج مثلا أو مجالس يبحث فيها أمر الأمة ( كالمؤتمرات حاليا) أو إفتتاح لشىء مثلا ..
الجواب: لم يثبت ذلك و لم يرد.
إذا ففعل ذلك هو طريقة فى الدين مخترعة و إن كان له أصل فى تلاوتة القرآن عامة و مشروعيته و لكن كما تعلم لو إستدللنا بالنصوص العامة على مشروعية عبادات خاصة بهيئات و ترتيبات خاصة صار لكل مبتدع فى الدين دليل معتبر
فالذى يصلى على النبى خلف الأذان يستدل بقوله تعالى ( صلوا عليه و سلموا تسليما )
و الذى يتمسح بالقبور يستدل بقوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون)
وفى موضوعنا هذا ـ إذا كنت من مصر ـ فأنت تعلم من يقرأ سورة الإخلاص بين ركعات التروايح و يستدل بأنها ثلث القرآن و أن قرأة القرآن مشروعة فى كل وقت و أنه أنزل من أجل الذكر و كل هذه العمومات
لذك فهذه البدع تدخل فى باب البدع الإضافية كما تفضلت و ذكرت أنت
فهى بدع من حيث إلتزام هيئة أو وقت أو عدد معين لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم
ثانيا: هل قرأة القرآن فى بدايات الإجتماعات و المناسبات و المداومة على ذلك يقصد به التعبد لله أم لا؟
لو قال أحد لا يقصد به التعبد و إنما نحن نقرأ القرآن على سبيل العادة لكان مستهزئا بكتاب رب العالمين إذ أن القرآن لم ينزل إلا للتعبد به بتلاوته و تدبر أياته و العمل بما فيه و ليس لتكون تلاوته عادة بين الناس
ولا يمكن أن يتصور أن أحدا يقرأ القرآن على سبيل غير التعبد
إما للتعبد بمجرد التلاوة و إما للتعبد بتدبره و إما لتعلمه وحفظه و إما لتعليمه و إما للإسترقاء به و إما للتبرك به و كل هذه عبادات و لا توجد صورة لتلاوة القرآن على سبيل العادة فهذا عبث بالدين أن نجعل العبادات عادات
أرأيت رجلا يقول أنا أصلى على سبيل العادة(1/2491)
أو رجلا يطوف على سبيل العادة
غير متصور
إذا هذه التلاوة فى بداية مثل هذه الإجتماعات يقصد بها التعبد لله حتما
فهى تدخل فى التعريف السابق بلا ريب
فنحن أمام عمل لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم و يقصد به العبادة فما حكمه؟
و أما عن قولكم : فهل هناك فرق بين إجتماع الناس (قبل صلاة الجمعة ، أو أجتماعهم عند أهل الميت) ، و إجتماعهم على( حفل زواج ، أو على أمر مباح) ؟؟؟
فالعبرة ليس فى نية الإجتماع و الحكم لا يتعلق بها بل يتعلق بنوع الإجتماع هل كان هذا النوع من الإجتماعات يفتتح بالقرآن على الدوام أم لا ؟
هذا هو ما يهمنا هنا .
و على هذا فلا فرق بين الإجتماع للعزاء و الإجتماع للفرح
فإن قلت أن الإول ليس عليه دليل بل هو من النياحة و أما الثانى فهو مباح
قلنا فالإجتماع لصلاة الجمعة ليس من المباح فقط بل من الواجب ومع ذلك لم يؤثر هذا فى حكم قرأة القرآن فيه
إذ أن العبرة بذات القرأة فى مثل هذا المجلس لا بمشروعية المجلس
فإن كان المجلس مشروعا نظرنا فى هيئته على عهد الرسول صلى الله عليه و سلم.
و إن كان المجلس فى الأصل غير مشروع فالأمر منتهى.
و أما ما ذكرتم من كلا شيخ الإسلام فلا يغيب عنكم أنه لا يستدل به هنا إذا أن الكلام على من ينكر على من يجهر بالذكر و نحن ننكر على من رتب الذكر على هيئة معينة لا على من جهر بالقرآن
أيضا سماع النبى صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه لا يشغب به علينا هنا لأننا نتحدث عن الرتابة و الإنتظام و المداومة وبدء المجالس به ذلك كله الذى حول القرآة من مباحة إلى بدعة إضافية
و أما عن قول الأخ الكريم أبى بكر " لا يقال فيه بدعة إلا إذا قيل بالوجوب ، و إلا فلا "
فلا أعلم من أين أتى به و عن إحتجاجه عليه بقول الشيخ بكر أبو زيد : ( ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات )(1/2492)
فكلمة الإلتزام هنا تعنى المداومة كما بينا لا الإلزام و هناك فرق واضح و أحسب أن هناك لبث حدث عند شيخنا الجليل بكر خليل
و أما عن الإستدلال بعموم فضل القرآن و قوله (و أليس ذكر الله مستحب في كل الأحوال ؟
و أليس القرآن الكريم من أجلّ الذكر ؟)
فالجواب عليه فى التفريق بين البدعة الأصلية و الإضافية
و جواب ذلك بإختصار :
إستحباب قرأة القرآن عمل بها النبى صلى الله عليه و سلم أم لم يعمل ؟
الجواب : عمل بها بالتأكيد
فهل عمل بها على هذا النحو
الجواب : لا
إذا لا خير فيها و لو كانت خيرا لفعلها النبى صلى لله عليه و سلم و للو كانت خيرا لسبقونا إليه
و النبى صلى الله عليه و سلم يقول ( ما تركت شيئا يقربكم من الله و يبعدكم عن النار إلا و أمرتكم به و ما تركت شيئا يبعدكم عن الله و يقربكم من النار إلا و نهيتكم عنه ) ( و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ) (و كل بدعة ضلالة ) و لاحظ أخى أن ـ كل ـ هنا تفيد العموم فليس هناك بدعة حسنة أو بدعة مستثناة.
و بارك الله فيكما
---
د.أبو بكر خليل
02-20-2006, 02:09 AM
.................................................. ..................و أما عن قول الأخ الكريم أبى بكر " لا يقال فيه بدعة إلا إذا قيل بالوجوب ، و إلا فلا "
فلا أعلم من أين أتى به و عن إحتجاجه عليه بقول الشيخ بكر أبو زيد : ( ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات )
فكلمة الإلتزام هنا تعنى المداومة كما بينا لا الإلزام و هناك فرق واضح و أحسب أن هناك لبث حدث عند شيخنا الجليل بكر خليل
.................................................. ............
____________________________________________(1/2493)
لو تريثت قليلا أخي الكريم ، و رجعت إلى أحد معاجم اللغة ، لعلمت أنني لم يلتبس عليّ اللفظ ، فقد جاء في " المعجم الوسيط " – الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة – ما يلي :
( التزم ) الشئ أو الأمر : أوجبه على نفسه .
و عليه ، فالالتزام : الإيجاب ( الوجوب ) . أليس كذلك ؟
- و عليه فقولك :( كلمة الإلتزام هنا تعنى المداومة كما بينا ) غير صحيح . أليس كذلك ؟
* بينما : الإلزام هو الذي يحتمل المعنيين ، حسب ما جاء في المعجم المذكور :
( ألزم ) الشئ : أثبته و أدامه . و – فلانا الشئ : أوجبه عليه .
( " الوسيط " ، 2 / 856 ) .
• و معذرة على كتابة الأرقام بهذا الشكل الإفرنجي ، إذ لم تعد لوحة المفاتيح عندي تكتب إلا بذلك الشكل ؟؟
و عليه ، فكلام الشيخ بكر بن زيد عن البدعة فيمن " أوجبه " ، إن كان قاصدا المعنى اللغوي الصحيح لكلمة الالتزام .
هذا من ناحية ،
و من ناحية أخرى : فقولك : ( و أحسب أن هناك لبث حدث عند ...) فيه لبس ، حيث خلطت بين اللبس و بين اللبث . أليس كذلك ؟
و كلنا أو جلنا يقع منه ذلك ، و جلَ من لا يسهو ، سبحانه جلَ شأنه ،
و لكن لا تسارع في تلمس الأخطاء لإخوانك إلا عن تبصر و تحقق .
* * * * * *
أما عن أصل مسألتك :
فأولا : ذكر الله تعالى مستحب في كل الأحوال ، و على سبيل العموم ، إلا ما خصه دليل بالنهي ، لمفهوم قوله تعالى : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }. [ آل عمران : 191 ] .
و الذكر هنا يشمل تلاوة القرآن ، قال ابن جريج، قوله: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً }... الآية، قال: هو ذكر الله في الصلاة وفي غير الصلاة، وقراءة القرآن.(1/2494)
1 - حكاه الإمام الطبري (ت 310 ) في كتابه " جامع البيان في تفسير القران " ، قال :
( وقوله: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً } من نعت «أولي الألباب»، و«الذين» في موضع خفض ردّاً على قوله: «لأولي الألباب».
ومعنى الآية: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذاكرين الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، يعني بذلك: قياماً في صلاتهم وقعوداً في تشهدهم وفي غير صلاتهم وعلى جنوبهم نياماً. كما:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً }... الآية، قال: هو ذكر الله في الصلاة وفي غير الصلاة، وقراءة القرآن ) .
2 - و جاء في " تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل" ،للبيضاوي (ت 685 هـ) :
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } أي يذكرونه دائماً على الحالات كلها قائمين وقاعدين ومضطجعين، وعنه عليه الصلاة والسلام " من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله ". وقيل معناه يصلون على الهيئات الثلاث حسب طاقتهم لقوله عليه الصلاة والسلام لعمران بن حصين: " صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب تومىء إيماء ". فهو حجة للشافعي رضي الله عنه في أن المريض يصلي مضطجعاً على جنبه الأيمن مستقبلاً بمقاديم بدنه ) .
3 - و جاء في " تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير" للرازي (ت 606 هـ) :
(و نقول في الآية مسائل:
المسألة الأولى: للمفسرين في هذه الآية قولان: الأول: أن يكون المراد منه كون الانسان دائم الذكر لربه، فإن الأحوال ليست إلا هذه الثلاثة، ثم لما وصفهم بكونهم ذاكرين فيها كان ذلك دليلا على كونهم مواظبين على الذكر غير فاترين عنه ألبتة.(1/2495)
والقول الثاني: أن المراد من الذكر الصلاة، والمعنى أنهم يصلون في حال القيام، فإن عجزوا ففي حال القعود، فإن عجزوا ففي حال الاضطجاع، والمعنى أنهم لا يتركون الصلاة في شيء من الأحوال،
والحمل على الأول أولى لأن الآيات الكثيرة ناطقة بفضيلة الذكر، وقال عليه الصلاة والسلام: " من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله " ) .
و ثانيا : حكم المداومة على أعمال الدين مندوب إليها شرعا ، و في ذلك وردت الأحاديث ، منها ما جاء في :
صَحِيحُ مُسْلِمٍ >> كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا >> بَابُ فَضِيلَةِ الْعَمَلِ الدَّائِمِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَغَيْرِهِ >>
عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ :
1354 وحدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي ، حدثنا عبيد الله ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، أنها قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير ، وكان يحجره من الليل فيصلي فيه ، فجعل الناس يصلون بصلاته ، ويبسطه بالنهار ، فثابوا ذات ليلة ، فقال : " يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه ، وإن قل " . وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه .
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ >> الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ >> حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا >>
أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : " أَدْوَمُهُ وَإِنْ قلَ
24870 حدثنا محمد بن جعفر ، وبهز ، قالا : حدثنا شعبة ، قال بهز : أخبرني سعد بن إبراهيم ، أنه سمع أبا سلمة ، يحدث : عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : " أدومه وإن قل " قال بهز : " ما دووم عليه " وقال : " اكلفوا من الأعمال ما تطيقون " .(1/2496)
مُسْتَخْرَجُ أَبِي عَوَانَةَ >> مُبْتَدَأُ كِتَابِ الصِّيَامِ >> بَابُ بَيَانِ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِهِ بِاللَّيْلِ >>
عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ :
2462 حدثنا علي بن عثمان ، حدثنا بكر بن خلف ، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، عن عبد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي سلمة ، ، عن عائشة أنها قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير ، فكان محتجره في الليل ، فيصلي فيه ، ويبسطه بالنهار ، فجعل الناس يصلون بصلاته ، فباتوا ذات ليلة فقال : " يا أيها الناس ، عليكم من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل " فكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا أثبتوه .
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْأَنْصَارِ >> الْمُلْحَقُ الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ >> حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا >>
أَحَبَّ الدِّينِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ :
23644 حدثنا أبو معاوية ، حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كانت امرأة تدخل عليها تذكر من اجتهادها قال : فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إن أحب الدين إلى الله عز وجل ما دووم عليه ، وإن قل " .
*** و قد ترجم الإمام البخاري ( باب أحب الدين إلى الله أدومه ) ، من كتاب الإيمان من " صحيحه " ،
قال الإمام ابن حجر في " فتح الباري " : المراد بالدين هنا العمل .
_ فالمداومة على الأعمال الدينية مستحبة و مندوب إليها ، بنص الحديث الصحيح ،
و قد تقدم بيان استحباب الذكر في كل الأحوال - إلا ما خصَه الدليل - و كذا تقدم بيان أن قراءة القرآن داخلة فيه ،(1/2497)
* فبان أن المداومة على تلاوة القرآن الكريم مندوب إليها في افتتاح المؤتمرات و الندوات و نحوهما ، و الاستفتاح بذكر الله خير في كل أمر ،
و المماري عليه الدليل
هذا و الله تعالى أعلم و أحكم
*************
هذا تفصيل ما ذكرته مجملا في ردي الأول ، و كنت أحسبه كافيا ، و أكتفي بهذا ، و أعتذر عن الاسترسال في الجدال ، إذ ليس لدي مزيد بيان .
و الله وليّ التوفيق
---
أبو الهيثم
02-20-2006, 07:43 AM
أخي الحبيب الدكتور أبوبكر ، لم اعتبرت هذا جدال ، واعتذرت منه ، سبحان الله ، نحن نتناقش و نتذاكر المسألة ،، وفي هذا خيرات و بركات و تثبيت للعلم ومراجعته ، فلا حرج ،، بل زد واعرض من أقولك والكل إن شاء مستفيد
ثانيا : جزى الله أخانا أبا حفص ، على تفصيله و توضيحه
وإن كانت المسألة لم تنتهي و تحتاج وقت للبحث
بارك الله في الجميع
---
أبو حفص السكندري
02-20-2006, 07:54 PM
أخى الدكتور أبو بكر خليل
أولا: يؤسفنى أن بدا من كلامى تصيدا للأخطاء و أنا أعتذر عن ذلك
ثانيا :رغم ما ذكرت عن الإلتزام إلا أن القول بأن العمل لا يكون بدعة إلا إذا أوجب مازال قول غريب لا أعرف عليه دليلا و لا أعلم لك فيه سلف فأرجوا أن تذكر الدليل عليه .
ثالثا : مسألة الإستدلال بإستحباب المداومة على العمل لا يستدل به هنا يا رجل إذ أن العمل الذى يستحب المداومة عليه هو العمل المشروع و نحن لم نحدد بعد هل هذا العمل شرعه الله و علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
رابعا : يؤسفنى جدا أن إعتبرت هذه المدارسة الرائقة جدالا و هى فى نظرى و كما قال الأخ الكريم أبى الهيثم فرصة لتثبيت العلم ومراجعته و الإستفادة
و يكفى مثلا إستفادتى منكم بتصحيح كتابة كلمة ( لبس ) ـ إبتسامة عريضة ـ
خامسا : عن الأدلة التى ذكرتها فى فضل القرآن أرجوا أولا أن تجيبنى عن هذا السؤال :(1/2498)
ماذا تقول فى قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات بصوت جماعى بعد كل أربع ركعات فى صلاة التراويح ( و هى منتشرة عندنا فى مصر )؟
أو ماذا تقول فى صلاة المؤذن بعد الأذان معلنا ذلك فى الميكرفون ؟
أدعوك للمدارسة و أرجوا أن لا تردنى .
---
(1/2499)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كُتب ورسائل فضيلة الشيخ علي بن عبدالله الصيَّاح للتحميل
---
كُتب ورسائل فضيلة الشيخ علي بن عبدالله الصيَّاح للتحميل
---
مسك
03-19-2006, 07:00 PM
اسم الكتاب : كُتب ورسائل فضيلة الشيخ علي بن عبدالله الصيَّاح
اسم المؤلف : الشيخ علي بن عبدالله الصيَّاح
حجم الملف :2,71 ميغا
نبذة عن الكتاب :
مجموعة من الكتب والرسائل العلمية للشيخ علي الصياح حفظه الله وهي كالتالي :
1- مِنْ سِيَرِ عُلَماءِ السلفِ عِنْدَ الفتنِ
2- علل الدار قطني من -مسند أمِّ الفضل بنتِ حمزة
3- جهود المحدثين في بيان علل الأحاديث
4- تحقيق جزء من علل ابن أبي حاتم
5- من قَصص أئمة الحديث المتقدمين
6- المنهج العلمي في دراسة الحديث المعل
7- إشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=28&book=2336)
---
(1/2500)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ندوة عن (اجازات القراء) بالرياض ، وذكر محاورها الرئيسة
---
ندوة عن (اجازات القراء) بالرياض ، وذكر محاورها الرئيسة
---
الراية
12-14-2003, 01:22 PM
تعقد الجمعية العلمية السعودية للقران وعلومه
الندوة العلمية الأولى
بعنوان( إجازات القراء) بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
في يوم الثلاثاء القادم الموافق للثاني والعشرين من شهر شوال سنة 1424هـ بعد صلاة المغرب
يشارك في هذه الندوة الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين الأستاذ بكلية القرآن
الكريم بالجامعة الإسلامية ، وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
ويشاركه الدكتور محمد بن فوزان العمر الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض وعضو
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
ويتولى تقديم هذه الندوة فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ، رئيس
قسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض ، والأستاذ المشارك بالقسم ، ونائب رئيس
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
والجمعية تدعو الجميع للحضور والاستفادة من هذه الندوة لمن استطاع ، أو
المتابعة عبر الانترنت ، ويمكن استقبال الأسئلة الموجهة لأصحاب الفضيلة عبر موقع
الجمعية إن شاء الله
http://www.alquran.org.sa/
والمبث المباشر
http://www.alquran.org.sa/pages.php?id=21
---
إبراهيم الدوسري
12-14-2003, 06:01 PM
شكر الله لكم تنويهكم بهذه الندوة .
وأجدها فرصة مناسبة لدعوة أعضاء الملتقى للحضور والمشاركة ، فهم أولى الناس بهذه الندوة .
---
عبدالرحمن الشهري
12-15-2003, 10:35 AM
المحاور الرئيسة للندوة.
أولاً : إجازات القراء :
- المقدمة .
- التمهيد
- المبحث الأول : تعريف الإجازة القرآنية.(1/2501)
- المبحث الثاني : الهدف من الإجازة القرآنية.
- المبحث الثالث : شروط الإجازة القرآنية.
- المبحث الرابع : الإشهاد على الإجازة القرآنية.
- المبحث الخامس : عدم وجود إجازة عند الشيخ ليس دليلاً على عدم الأهلية. (هل الإجازة شرط في القراء ؟).
- المبحث السادس : أخذ المال على الإجازة.
- المبحث السابع : الإجازة في أحد أوجه الرواية .
- المبحث الثامن : الإجازة في القرآن ، القرآن كله ، مع عرض القارئ لبعضه .
- المبحث التاسع : الإجازة بالسماع.
- المبحث الحادي عشر : التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية .
- المبحث الثاني عشر : إجازة صغير السن.
- المبحث الرابع عشر : قواعد عامة في الإجازات القرآنية.
- الخاتمة. وفيها أهم النتائج والتوصيات والصعوبات.
ثانياً : الأخذ والتحمل عند القراء :
طرق الأخذ والتحمل عند القراء.
1- العرض على الشيخ :
- الصحابة الذين عرضوا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- نماذج ممن أخذ بهذه الطريقة من القراء.
2- السماع من لفظ الشيخ.
- الصحابة الذين تم لهم السماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- نماذج ممن أخذ بهذه الطريقة من القراء.
3- الإجازة من الشيخ :
- شروط الاكتفاء بهذه الطريقة.
- آراء العلماء فيها.
4- الوجادة :
- حكم الأخذ بها في القراءة.
منقول من موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (http://www.alquran.org.sa/news.php?id=13)
---
أحمد البريدي
12-15-2003, 06:34 PM
شكر الله لك اخانا الراية , والشكر موصول للقائمين على هذه الجمعية لهذا التميز مع باكورة نشاطاتها العلمية , والتي نأمل منهم المواصلة خاصة وأنها تضم مجموعة من المتخصصين المتميزين في القرآن وعلومه .
---
أبو معاذ الكناني
12-15-2003, 07:46 PM
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لانبي بعده وبعد :(1/2502)
الموضوع جد رائع وأرجو من المشايخ الفضلاء وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم الدوسري مدير الندوة أن يضع ضمن اهتماماته أن يخرج الموضوع كبحث تكامل في كتاب يطبع وينتفع به سيما وأن المشتغلين بالإقراء كثر ولكن يخفى عنهم كثير من أحكامه .
لاحرمكم الله أجر هذا العمل القيم والسلام .
---
إبراهيم الدوسري
12-16-2003, 07:49 AM
شكرا .
ستكون الاقتراحات جميعها محل الرعاية والعناية بعون الله وتوفيقه .
نسأل الله جلا وعلا أن أن يرزقنا حسن القصد والعمل .
والله ولي التوفيق في كل منهج وطريق
---
أمين الشنقيطي
12-20-2003, 08:23 PM
هل أجد ملخصا لندوة إجازات القراء هنا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فى البداية أقدم عبر هذا الملتقى لفضيلة الدكتور المقرئ المفسر، الأديب، الأستاذ إبراهيم الدوسري ،التهنئة على نجاح ندوة الجمعية الأولى، وأقدم له الشكرعلى مايبذله من إجل الجمعية العلمية السعودية،
فهو أهل لهذه الجهود والموهبة الجبارة ، التى ظهرت فى شخصه خلال مالمسناه من أعمال الجمعية ومن قبلها، فرأينا ملامح رفيعة إبداعية وجديدة للتقدم بعلم القراءة والإقراء،وعلوم القرآن وغيرها ،ومن ثم السير بالجميع نحو مستقبل رحب واسع الأرجاء تشتعل فيه جذوة المنافسة الشريفة بين محبي هذه العلوم الشريفة والمشتغلين بها،
فله منا نحن طلبة العلم كل التقدير والامتنان نسأل الله تعالى أن يجزيه هو وإخوانه فى الجمعية كل الجزاء.
ولى أمل فى وضع ملخصات لندوة الجمعية السابقة، ومايلى ذلك من ندوات ومشاركات حتى يتواصل الجميع،من خلال موقع الجمعية أو موقعنا هذا المبارك (أهل التفسير) فهو بكل جدارة ملتقى أهل التفسير.
---
عبدالرحمن الشهري
12-21-2003, 12:56 PM(1/2503)
أخي الكريم الدكتور أمين الشنقيطي وفقه الله لكل خير. لقد وعد مدير الندوة الدكتور إبراهيم الدوسري بذلك إن شاء الله في نهاية الندوة ، وذكر بأنه سيتم مواصلة النقاش حول محاور الندوة التي لم يسعف الوقت للإتيان عليها بشيء من التفصيل. وفي رأيي الشخصي أن الندوة قد نجحت في إثارة الأسئلة حول هذا الموضوع الطريف ، أكثر من نجاحها في تقديم التفاصيل حول كثير من المحاور ، وذلك لطبيعة الندوة ، وضيق الوقت المتاح لكل مشارك. وباعتبار هذه الندوة هي باكورة نشاطات الجمعية العلمية ، فإنني أرى تصميماً من القائمين على الجمعية للسير بهذه الجمعية خطوات واسعة للأمام ، رغبة في خدمة القرآن الكريم وطلاب العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية ، وأرجو بإذن الله أن ترى قريباً كامل نصوص الندوة على موقع الجمعية العلمية أو ملخصات لها على الأقل أوسع من السرد الذي ذكر هناك لعناوين المحاور. ولعلك رأيت رابط الندوة الصوتي في موقع الجمعية. على هذا الرابط. (http://www.alquran.org.sa/news.php?id=13) .
وفقك الله وجزاك خيراً على عنايتك.
---
(1/2504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (4)
---
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (4)
---
د. أبو عائشة
06-07-2006, 02:22 AM
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (4)
ب - التماثل :
تكتسب الألفاظ المشاكلة من المجاورة ، تمازجاً في الدلالة يخرجها عن النمط المألوف ويعدل بها عن دلالة المطابقة إلى الناحية الإبداعية ، وهذا التمازج لا يتمثل في التكرار المجسم في العبارة ، بل أنه يتحقق ذهنياً من خلال تقدير المجاورة في الدلالة وما يستتبع ذلك من تمازجها (1) . قال تعالى : ( إنهم يكيدون كيداً وأكيدُ كيداً ، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا )(الطارق : 15-17 ) إن هذه المماثلة أعطت للنص دلالات أخرى مضافة لدلالة المفردة المستخدمة أصلاً في التماثل ، وهو أسلوب شائع في القرآن يضفي دلالة القدرة على المجازاة المُستَحَقةُ لفعلهم الأول لذلك مُثِل بين الأفعال لأن العقاب غالباً ما يكون من جنس العمل كما يقال ، رغم أن مثل هذه الصفة ( الكيد ) التي وردت في الآية مما لا يصح أن يُنسب إلى الله تعالى غير أن المقابلة عن طريق التماثل جعلت اللفظ يخرج عن معنى الكيدية إلى معنى المجازاة على الكيد لذلك يقول ابن عثيمين:إن الصفة (صفة الله عز وجل ) إذا كانت كمالاً في حالٍ ونقصاً في حالٍ لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق فلا تُثبَتْ له إثباتاً مطلقاً ولا تُنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل فتجوز في الحال التي تكون كمالاً وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر والكيد والخداع ونحوها ، فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها لأنها حينئذٍ تدلّ على أنّ فاعلها قادرٌ على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشدّ ، وتكون نقصاً في غير هذه الحال ، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من(1/2505)
صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها كقوله تعالى : ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )( الأنفال : 30 ) وقوله تعالى : ( إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيدا )(الطارق :15 - 16) وقوله تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )( النساء : 142 ) وغيرها كثير ولهذا لم يذكر الله تعالى أنه خان من خانوه فقال تعالى : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم )( الأنفال : 71 ) ، فقال فأمكن منهم ولم يقل ( فخانهم ) لأن الخيانة خدعة في مقام الإئتمان وهي صفة ذمٍّ مطلقاً (2) وهذا ما يسمى عند البلاغيين بالمشاكلة ، والمشاكلة عند الشعراوي أن تأتي بلفظٍ هذا اللفظ يدل على معنى ، وهذا المعنى ليس هو عطاء اللفظ لغةً ولكنه جاء بهذا لوقوعه في صحبة غيره فعندما يقول الله عز وجلّ : ( والله خيرالماكرين ) هل نقول والعياذ بالله ربنا ماكر أم ماذا ؟ فإذا قال الله عن نفسه فعلاً فيجب أن نقف عندما يقول ولا نشتق منه اسماً فلا نقول الله الكائد ولا الماكر بل نقف بالحديث عندما قال الله به ، لأنه جاء به على طريق المشاكلة ، لأن الكيد والمكر تَبييتَ أمورٍ يَظنُّ أنها خافية على من بَيتَ له (3).(1/2506)
والتأمل بالتماثل يفضي بالمتأمل إلى القول بأن التماثل عبارة عن مقابلة من نوعٍ معين ، فهو مقابلة قد تتشاكل فيها الألفاظ إلا أن السياق وعن طريق التقابل يعين علاقة التضاد ، الأمر الذي يؤكد القصدية في تحقيق المشاكلة في بعض السياقات لفظياً لأقامة تقابل مبني في علاقاته على التضاد كما في قوله تعالى : ( ولدينا مزيد ) و ( هل من مزيد ) في سورة (ق : 30،35) فقد اشتركت الجملتان بلفظة ( مزيد ) مع أن سياقيهما مختلفان تماماً مما يجعل الصورة أشد بروزاً وكأنها ( لفظة مزيد ) دالةٌ تشير إلى هذه العلاقة التي هي عبارة عن جزء في مقابلة أكبر وعلى الشكل الآتي : قوله تعالى : ( ألقيا في جهنم كل كفّارٍ عنيد ) ( ق : 24 ) يقابله ( وأزلفت الجنة للمتقين غيرَ بعيد ) ( ق : 31 ) فكل في سياق الأمر( ألقيا ) دلّت على الاستهانة بهم فكل من كفر كائناً من كان سيلقى في جهنم ، وجيء بـ ( في ) لتعني الظرفية ، فكأن الإلقاء يكون في وسط جهنم وهذا سرّ التعدية بـ ( في ) دون ( إلى ) مع أن (ألقى) قد يُعدى بـ (إلى) كما في قوله تعالى : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمناً ) ( النساء : 94 ) ، يقابل كل هذا ( أزلفت ) الفعل الماضي الدّال على الاهتمام والتهيئة ، تهيئة الجنة للمتقين قبل دخولها ، واللام هنا تقابل ( في ) وهي توحي بالملكية ، وكأنهم أي المتقين قد تملكوا الجنة التي هيئت لهم غير بعيد . وقُوبل قوله تعالى : ( فألقياه في العذاب الشديد ) ( ق : 26) بقوله تعالى :(أدخلوها بسلام ) ( ق : 34 ) ليصور الفرق بين الحالين ، فالفرق كبير بين الأمر بإلقاء الشخص في العذاب الشديد وبين دعوة المتقين للدخول إلى الجنة بسلام ، وهذا الأمر بإلقاء الكافر في النار لن يُبدل مما يعني خلوده في النار قال تعالى : ( ما يُبدل القول لديَّ .. ) (ق : 29 ) لذلك قُبل بقوله تعالى : ( ذلك يوم الخلود ) ( ق : 34 ) ، هذه الصور المتقابلة كانت واضحة جداً في قوله(1/2507)
تعالى : ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) (ق:30) وقوله تعالى : ( لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد ) ( ق : 35 ) فالتقابل بين ( هل من مزيد ) وبين ( ولدينا مزيد ) جعل صورة التضاد بين الصورتين واضحة جداً عن طريق اللفظة المشتركة بينهما ( مزيد ) ، فجهنم تبحث عن أي زيادة كما يفهم من ( من ) التبعيضية في السؤال في حين تأتي الصورة المقابلة ( ولدينا مزيد ) بعد أن أبيح لهم كل ما يشاؤونه ليتكفل الله بعد ذلك بالزيادة في حين طلبت جهنم الزيادة بعد امتلائها
د.عامر مهدي صالح
استاذ البلاغة والنقد في جامعة الأنبار
(1) ينظر : البلاغة والأسلوبية 225 .
(2) ينظر : القواعد المثلى 20 .
(3) ينظر : المختار 2 / 197 – 200 .
---
الكشاف
06-07-2006, 10:03 PM
جزاك الله خيراً .
---
(1/2508)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير الفخر الرازي
---
حمل تفسير الفخر الرازي
---
أبو عبده السلفي
04-27-2004, 03:36 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
أخوتي الكرام هذه أول مشاركة لي في منتداكم المبارك وأول هدية مني لكم
تفسير الفخر الرلزي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو عبده السلفي
04-27-2004, 01:56 PM
تفسير الفخر الرازي
---
(1/2509)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > معاني القرآن للفراء للتحميل ( ملف ورد + نسخة للشاملة )
---
معاني القرآن للفراء للتحميل ( ملف ورد + نسخة للشاملة )
---
مسك
03-24-2006, 07:30 AM
اسم الكتاب : معانى القرآن
اسم المؤلف : محمد بن الحسين الفراء
حجم الكتاب : 937 ك ب
نبذة عن الكتاب :
معاني القرآن طريقة من طرق التصنيف قد تلحق بالتفسير، فهو تبيين معنى المفردات المشكلة الغامضة، أو حل ما يظن تعارضه مع غيره، كما يقال في معاني الحديث، ومعاني الشعر وقد أملى الفراء كتابه هذا بطلب من أحد أصحابه إملاء على جمع غفير يقال كان فيهم ثمانون قاضيا . فجاء كتابا عظيم القدر بعيدا عن التطويل، مليئا بالفوائد اللغوية وبيان اللغات واختلاف اللهجات، كما بين وجوه إعراب كثير من كلمات القرآن وذلك بحسب ترتيبها وورودها في الآيات القرآنية
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2350)
ولتحميل نسخة الكتاب للشاملة 2 تجدها في هذا الرابط :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=44761
---
(1/2510)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكِتَابِ
---
لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكِتَابِ
---
جمال حسني الشرباتي
02-08-2005, 05:56 PM
السلام عليكم
قال تعالى
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 78 ال عمران
هذه الآية قال الراغب الأصفهاني فيها قولا فريدافحواه هو--الكتاب الأول في الآية هو الذي كتبته أيديهم والكتاب الثاني ذكرا هو التوراة والكتاب المذكور أخيرا هو جنس كتب الله
وملووا الألسنة بالكتاب هم اليهود--ومن المحتمل أن الكتاب الثاني ذكرا هو القرآن---فهم يلوون ألسنتهم تقليدا لآيات القرآن لنحسب ما قالوه قرآنا
على هذا فأن الآية قد تشمل الملحدين العرب المعاصرين الذين يسعون لتقليد القرآن بطريقة لي آيات القرآن نفسها--وأنا لا أميل لمقارنة محاولاتهم بآيات القرآن فأين الثرى من الثريا---أقصد أن يمتنع ناقدوا تلك المحاولات عن المقارنة مع آيات القرآن فمجرد وجود فقرة من فقراتهم إلى جانب آية رفع لها لمنزلة لا تستحقها
---
(1/2511)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > (يرجون تجارةً لن تبور). رحمك الله يا عليّ.
---
(يرجون تجارةً لن تبور). رحمك الله يا عليّ.
---
خالد الشبل
12-07-2005, 07:45 PM
http://www2.alrwaq.net/up12/05120511162575767.ra
أصل الموضوع (http://alsaha2.fares.net/sahat?128@156.YKCauyZQwMd.0@.1dd876b0).
---
ابن الجزيرة
12-07-2005, 08:10 PM
رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته , وجزاك الله خيراً
---
خالد الشبل
12-08-2005, 09:06 PM
آمين.
---
(1/2512)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تحقيق الآثار في مراهنة الصديق رضي الله عنه للمشركين في غلبتِ الروم
---
سؤال عن تحقيق الآثار في مراهنة الصديق رضي الله عنه للمشركين في غلبتِ الروم
---
مؤمل
08-31-2004, 09:54 AM
هل من تحقيق بارك الله فيكم في هذه الآثار المروية في مراهنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والمسلمين للمشركين عند نزول قوله تعالى "غلبتِ الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) سورة الروم ؟
ما الذي صحّ منها ؟ وما الذي هو دون ذلك ؟
والله يجزيكم خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2004, 08:23 PM
ذكر الدكتور حكمت بشير ياسين في كتابه (الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور) عند هذا الموضع حديثاً واحداً وهو حديث ابن عباس .
قال الترمذي : حدثنا الحسين بن حريث ، حدثنا معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي عَمْرة عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله تعالى :( الم غلبت الروم في أدنى الأرض ) ، قال : غَلَبَتْ وغُلِبَت ، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم ؛ لأنهم وإياهم أهل الأوثان ، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس ؛ لأنهم أهل الكتاب فذكروه لأبي بكر ، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أما إنهم سيَغلبون) ، فذكره أبو بكر لهم ، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً ، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ، فجعل أجلاً خمس سنين ، فلم يظهروا ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :(ألا جعلته إلى دونٍ) قالَ : أراه العشر. قال أبو سعيد: والبِضْعُ ما دون العشرِ ، قال ثم ظهرت الروم بعدُ. قال فذلك قوله تعالى :( الم غلبت الروم إلى قوله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ).(1/2513)
قال سفيانُ: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وإنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب ابن أبي عمرة. السنن 5/343-345 ك التفسير. ب سورة الروم ح 3193 ، وصححها الألباني في صحيح سنن الترمذي ح 2551
وأخرجه أحمد في المسند 1/276 ، والنسائي (التفسير 2/149 ح 409) ، والطبري في تفسيره 21/16 ، والطبراني في الكبير 12/29 ح 12377 ، والحاكم في المستدرك 2/410 ، كلهم من طريق أبي إسحاق الفزاري به ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في حاشية المسند ح 2495
هذا ما ذكره الدكتور حكمت بشير ياسين ، ولعل الإخوة الفضلاء من أهل الحديث يزيدون الأمر بياناً وفقهم الله .
---
مؤمل
09-04-2004, 07:28 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن الشهري ، وربنا يبارك في علمك وسعيك ..
---
(1/2514)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم كتاب الكتروني رائع
---
المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-13-2006, 09:03 PM
المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
المُختصَر القويم
في
دَلائل نبُوّة الرّسول الكَريم
اعداد وليد عبد الجابر أحمد نور الله
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج650 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/f8d2f3792e.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/62355266d5.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/87a73b5b93.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Dalaelalnopowwah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=290652
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
نورة
10-26-2006, 01:39 AM
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على ما بذلت من جهد طيب في هذا الكتاب .
---
(1/2515)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان :(أسباب النزول من خلال الكتب التسعة )...
---
دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان :(أسباب النزول من خلال الكتب التسعة )...
---
عبدالرحمن الشهري
01-05-2004, 09:23 PM
يسر عميد كلية أصول الدين بالرياض دعوتكم لحضور مناقشة رسالة : الدكتوراه المقدمة من الطالب : خالد بن سليمان المزيني.
وعنوانها : أسباب النزول من خلال الكتب التسعة . جمعاً ودراسة .
والتي ستناقش بمشيئة الله تعالى يوم الأربعاء - الموافق 29/11/ 1424هـ في قاعة المحاضرات الكبرى بالكلية بالمدينة الجامعية , وذلك في تمام الساعة : الثامنة والنصف صباحاً.
وتتكون لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من كل من :
الدكتور : علي بن سليمان العبيد مقرر
وكيل الرئيس العام لشؤن المسجد الحرام , والمشرف على الرسالة
الدكتور : فالح بن محمد الصغير عضو
الأستاذ بالكلية
الدكتور : بدر بن ناصر البدر عضو
الأستاذ المشارك بالكلية
منقول من موقع الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه. (http://www.alquran.org.sa/news.php?id=22)
---
متعلم
01-06-2004, 09:18 PM
جزاك الله خيرا يا أخ عبد الرحمن
ولدي اقتراح في هذا الموضوع : وهو لو يوضع مقال مثبت عن مناقشة الرسائل في المملكة وغيرها في التفسير وعلوم القرآن حتى يتنسنى لمن اراد الحضور معرفة الرسائل الجديدة ؟
---
محمد الحوري
04-16-2006, 02:59 PM
اقترح لو تعرض ملخصات الرسائل الجامعية المناقشة حتى بنتفع بها الباحثون جزيتم خيرا
---
المسيطير
04-20-2006, 01:58 PM
صدر الكتاب في مجلدين عن دار ابن الجوزي (محرم 1427هـ):
المحرر في أسباب نزول القرآن
من خلال الكتب التسعة
دراسة الأسباب روايةً ودرايةً
وتجد على هذا الرابط ملخصا يسيرا عن الرسالة كتبها أخونا المبارك / الراية :(1/2516)
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=19819#post19819
---
(1/2517)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > منطق الواقع ومنطق الحياة الصحيح
---
منطق الواقع ومنطق الحياة الصحيح
---
علي جاسم
03-04-2005, 07:50 PM
بين منطق الواقع ومنطق الحياة
في مجتمعاتنا الشرقية ، لو رأى أحدنا شيخا كبيرا يرتدي ملابس رياضة يتمرن في متنزه أو يعدو بين الناس أو يقفز وفق تمرين معين .. ماذا يمكن أن يشعر تجاه هذا الشيخ ؟؟ المسألة تكاد تكون بديهية –شيخ خرف – بينما لو رأى أحدنا هذا الشيخ يحتقب كيس تبغ ودفتر لفاف ليستعرض في المجالس مهاراته في التدخين ابتداء من اقتطاع الورقة مرورا بالتفنن بالأصابع وهي تمسك الكيس وتمسك الورقة الرقيقة وتضع التبغ بميزان كميزان الزارع وهو يضع البذور في حفرها وانتهاء برمي المتبقي من الدخينة ..ماذا سنشعر حينها تجاهه ..لربما اختلف الشعور من شخص لآخر واختلفت الرؤية بل التقييم من شخص لآخر .. فقد يعتبرها البعض رمز الوقار والحكمة ويعتبرها الآخر أنيس المجالس وثالث يعتبرها مجلبة للضرر والأمراض ..لكن مما لا شك فيه ولا مشاحة فيه ،أنه لا يوجد من يشك بقدرة هذا الشيخ العقلية وهو يورد نفسه مورد الهلكة بهذه الدخينة بقدر ما هم كثير أولئك الذين يشكون بقدرته العقلية وهو يرتدي ملابس رياضية يتمرن في حديقة أو مكان عام على أعين الناس..والمسألة مع النساء أدهى وأمر والألسنة الحداد معهن ليست حدادا فقط بل بواتر لا تبقي ولا تذر..على أن الرؤية و التقييم تنقلبان رأسا على عقب في بلدان العالم فسلامة العقل واعتدال الأمزجة وأريحية الطبيعة هي عند ذاك الشيخ الواثب كالفتيان وعند تلك العجوز المتحركة بخفة الغلمان ..والجهل إن لم نقل التخريف عند ذاك الغارق في سحابة الدخان المنبعث من لفافته هذا بغض النضر عن اشمئزازهم من منظره ..فلماذا كانت اللفافة ضربا من ضروب الوقار والدراية هنا وكانت شعبة من شعب التخريف والجهالة هناك ..؟؟؟(1/2518)
هذا هو الفرق بين منطق الواقع ومنطق الحياة ..فمنطق الواقع هو ما تعارف عليه المجتمع من تقاليد وسلوكيات وعادات فهي تنبع من موروث الأمة الاجتماعي صوابا كانت أم خطئا..أما منطق الحياة فهو ينبع من فطرة الإنسان البسيطة وسنة الحياة ، وهو بذلك أقرب لسلامة الذوق الإنساني واعتدال الأمزجة النفسية ..
سلامة المجتمع مقرونة بحركة الحياة التي يقوم بها..مقرونة بطبيعة روح المجتمع..مقرونة باقتراب الإنسان من منطق الحياة السوي المعتدل..مقرونة بقدرته على التخلص من أوهاق التقليد أو العرف .. وهي بعد هذا وذاك دليل قوة الإنسان وقدرته على قولبة المجتمع بدل أن يتقولب هو للمجتمع وهذه العقبة الكئود ما انفكت تقيد الإنسان وتسلبه الخيرة بالمضي بما يناسب قناعاته الشخصية .. ولربما فعل الفعل ونفسه تعافه بل ويعافه منطق الحياة السليم .. ويترك الآخر ونفسه تتوق إليه لاعتبارات العرف والتقليد .. وهذه من أمهات العقبات التي كانت تعترض منهج الله تعالى عند كل أمة { قالوا وجدنا آبائنا كذلك يفعلون }{ قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبائنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد}وحتى مع قوم لوط فمنطق الواقع هو ما كانوا يفعلون بينما يأبى منطق الحياة السوية هذا السلوك{وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات}هذا منطق واقعهم بينما منطق الحياة والفطرة الإنسانية{قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم}لكنهم أبوا إلا أن تجري الأحداث بما يمليه عليهم واقعهم{قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد}ويأبى منطق السماء إلا أن تكون سنة الله في خلقه وفطرة الله التي فطر الوجود عليها هي العليا{فجعلنا عاليها سافلها} وهذا هو حال كل أمة تأخذ الأعراف والتقاليد فيها لباب الحياة .. يعيش الإنسان فيها ازدواجية شعور وتناقضات تبقى معه ويبقى فيها ما بقي أسير العرف الغث والتقاليد العجاف التي قد لا توافق(1/2519)
منهج الله كما لا توافق منطق الحياة الصحيح ..والسؤال الذي نختم به الكلمة " هل يتفق الإسلام كمنهج مع منطق الحياة .. والجواب قطعا (نعم )ذلك لأن الإسلام دين الفطرة الإنسانية البسيطة فالإسلام هو منطق الحياة السوي المعتدل ..وقد أخبر تعالى ذلك بقوله { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } ..
---
الجندى
03-04-2005, 09:43 PM
موضوع طيب اخى ، بارك الله فيك
---
(1/2520)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (الروايات التفسيرية في فتح الباري : جمعاً ودراسة) لـ د.عبدالمجيد الشيخ
---
صدر حديثاً (الروايات التفسيرية في فتح الباري : جمعاً ودراسة) لـ د.عبدالمجيد الشيخ
---
عبدالرحمن الشهري
08-12-2006, 12:10 AM
صدر حديثاً - ضمن سلسلة الإصدارات العلمية لوقف السلام الخيري بالرياض - الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
الروايات التفسيرية في فتح الباري : جمعاً ودراسة
للدكتور عبدالمجيد الشيخ عبدالباري
http://www.tafsir.net/images/hajar.jpg
وقد صدر الكتاب في ثلاثة مجلدات من القطع العادي ، وأصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة . وقد أشرف على البحث الدكتور محمد عمر حوية ، وقد نوقشت الرسالة في 25/7/1429هـ وأجيزت بمرتبة الشرف الأولى .
وقد قام الباحث بجمع الروايات التي نقلها ابن حجر في فتح الباري عن تفاسير متقدمة للقرآن تعد في عداد المفقود كتفسير الفريابي ، وتفسير عبد بن حميد ، وغيرها ، ورتبها وخرجها وبين درجة كل رواية من تلك الروايات .
علماً أنه قد جمع تفسير ابن حجرفي فتح الباري في ثلاث رسائل ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ، سجلت عام 1416هـ وهي :
1- تفسير ابن حجر في الفتح (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنفال . جمعاً ودراسة ، للطالب فيصل بن علي أحمد عبده البعداني .
2- تفسير ابن حجر في الفتح (2) من أول سورة براءة إلى آخر سورة القصص . جمعا ودراسة ، للطالب سلطان بن عبد الله الجربوع .
3- تفسير ابن حجر في الفتح .(3) من أول سورة العنكبوت إلى آخر سورة الناس . جمعا ودراسة ، للطالب شريف بن علي حسن أبو بكر.(1/2521)
انظر هنا (http://www.tafsir.net/dbs.php?rslj=yes&do=title&u=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%C8%E4+%CD%CC%D1+%DD%ED+%C7%E 1%DD%CA%CD+&submit.x=12&submit.y=12) .
---
(1/2522)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > "الذهاب إلى آخر مشاركة" لا تعمل.
---
"الذهاب إلى آخر مشاركة" لا تعمل.
---
ناصر
03-06-2007, 07:38 AM
http://islam.moved.in/untitled.JPG
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2007, 02:15 PM
جزاك الله خيراً ، وقد أحلته للمصمم وفقك الله .
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2007, 07:27 PM
قام المصمم وفقه الله بإصلاح الخلل . فشكر الله لكم أخي الكريم ناصر تنبيهكم وحرصكم .
---
ناصر
03-11-2007, 09:36 AM
أحسن الله إليكم فضيلة الدكتور الشهري, حبذا لو نظرتم في هذه أيضا.
قبل تسجيل الدخول.http://islam.moved.in/1.JPGبعد تسجيل الدخول.
http://islam.moved.in/2.JPG
---
مروان الظفيري
03-11-2007, 09:20 PM
http://www.gshaam.com/vb/uploaded/4918_1154803259.gif
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2007, 12:41 PM
لم يظهر عندي الخلل الذي أشرتم إليه في المرة الثانية أخي ناصر ، ولما بحثت وجدت أنني أتصفح بدقة للشاشة 1024×768 فلا تظهر المشكلة . لكنها تظهر عندما تتصفح بدقة 800 ×600 فتتزاحم العبارات في ذلك الصف فتبرز جهة اليسار !
---
ناصر
03-14-2007, 11:19 PM
نعم, أحسن الله إليكم.
---
(1/2523)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > باحث تونسي يزعم: الاسم الحقيقي لمحمد.. "قثم"!
---
باحث تونسي يزعم: الاسم الحقيقي لمحمد.. "قثم"!
---
محمد بن جماعة
03-04-2007, 12:05 AM
باحث تونسي يزعم: الاسم الحقيقي لمحمد.. "قثم"!
إسلام أون لاين.نت - محمد الحمروني
رابط المقال هنا (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1172571527684&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
تونس– لم يستبعد الباحث والمفكر التونسي الدكتور هشام جعيط في كتابه الأخير "تاريخية الدعوة المحمدية في مكة" أن تكون بعض العبارات والآيات زيدت في النص القرآني عند تدوينه.
واعتبر أن التأثيرات المسيحية على القرآن لا يمكن إنكارها. وعن محمد -صلى الله عليه وسلم- قال إنه ولد في حدود سنة 580م، وإنه كان يدعى "قثم" قبل بعثته، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبعث في الثلاثين، وإنه لم يكن أبدا أميّا....
وفي ندوة عقدت في تونس نهاية الأسبوع الماضي وعرض فيها لكتابه، شدد الكاتب على أن ما توصل إليه من نتائج هو ثمرة "عشرات السنوات من البحث والدراسة وفق مناهج علمية صارمة" وأنه إذ ينشرها فلأنه على يقين بأن ما يورده من "حقائق ينشر لأول مرة".
غير أن باحثا تونسيا أشار في معرض تعقيبه على الكتاب إلى أن الرؤى التي يطرحها سبق أن طرح معظمها مستشرق ألماني في القرن الـ19 الميلادي.
* الكتاب كما يقدمه صاحبه:
يقول جعيط مقدما كتابه "تاريخية الدعوة المحمدية" إنه "عنوان يشير إلى وضع الدعوة في تاريخيتها الخاصة، في وسطها الداخلي والخارجي وبين البشر".(1/2524)
وهو الجزء الثاني من مشروع للباحث يتناول فيه السيرة النبوية، وصدر الجزء الأول منه تحت عنوان" الوحي والقرآن". وحسب الكاتب فان مبحثه في هذا الكتاب يتناول مسار -محمد صلى الله عليه وسلم- في مكة من ولادته إلى الهجرة بما في ذلك المناخ المحلي والعالمي اللذين ظهر فيهما الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- ودعا فيهما إلى دعوته.
وهي دراسة تاريخية وضعية بحتة، التزم خلالها أن يضع بين قوسين قناعاته العقائدية؛ فهو "يتناول الحقائق الدينية بالوصف والتحليل بالبحث في التأثيرات والتطورات، ويضعها في لحظتها التاريخية من دون الالتزام بالمعطى الإيماني".
* المنهج المعتمد:
اعتمد الدكتور –كما قال- في كتابه على علم التاريخ الذي يرى أنه بلغ درجة من المصداقية قربته كثيرا من العلوم الصحيحة، وهو يستعمل علم التاريخ بتداخل مع مجموعة أخرى من العلوم والمعارف مثل الأنثروبولوجيا (علم الأجناس) والفيلولوجيا (علم اللغة).
ويلخص جعيط -كما جاء في الجزء الأخير من مقدمة الكتاب- منهجه في التعامل مع هذا الموضوع بقوله: "إنه استقراء الماضي متسلحا بمعرفة دقيقة بالمصادر والمراجع وبالتعاطف اللازم مع موضوعه وبرحابة صدر وثقابة الفكر.." وأضاف: "ما سنحاوله هنا هو إعطاء نظرة أنثروبولوجية للثقافة العربية قبل الإسلام أولا، واستقراء للنص القرآني وتتبع التأثيرات الخارجية والنظر النقدي في المصادر التاريخية والبيوجرافية".
* غرض الكتاب:
وعن غرض الكتاب يقول جعيط إنه إنما ألف كتابه عن السيرة؛ لأنه "أراد أن يوثق خلاصة بحوثه التي توصل إليها خلال مرحلة تدريسه بالجامعة التونسية". كما شدد على لو أنه "لم يكن فيما توصل إليه جديد ما كان لينشر هذا الكتاب".(1/2525)
وشدد المؤلف في ندوة جمعته نهاية الأسبوع الماضي بثلة من الباحثين والأساتذة الجامعيين وهو يشرح دواعي تناوله لهذا الموضوع على أنه "ليس هناك أفضل من الرسول محمدا -محمد صلى الله عليه وسلم- لتسليط الأضواء على حياته وسيرته بشكل علمي"؛ لأن ما غلب على دراسات السيرة هي الرؤية الدينية الصرف. وهذا ما لا يطمئن إليه الباحث الذي عليه أن "يضع اعتقاداته بين قوسين"، كما قال.
وفيمايخص ما كتب عن حياة الرسول اعتبر أن المصادر التاريخية مثل سيرة ابن إسحاق أو ابن هشام أو غيرهما "لا تعطي إجابات علمية دقيقة؛ نظرا لتأخر تدوين هذه السير ولغلبة النزعة الوعظية عليها".
أماالكتابات الحديثة فقد أعتبر أن "أغلبها لا يرقى حتى إلى ما كتبه القدامى من حيث القيمة العلمية"، واستثنى من هذا الحكم كتاب "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل والذي اعتبره "آخر الكتابات المحترمة".
وأكد على أن غرض الباحث دائما هو "مناقشة المسلّمات" وأن "المعرفة التاريخية تبقى نسبية ومتغيرة بتغير المصادر والوثائق"، كما أشار إلى أن هناك نقاط استفهام عديدة تطرح حول معرفتنا عن تلك الحقبة؛ لأن هناك نقصا في هذه الوثائق، وهو نقص أدركه كل من اشتغل على الشأن الديني أيا كان هذا الدين. إلا أن وجود هذه الصعوبات لا ينفي إمكانية إنشاء معرفة تاريخية عن الدين مستقلة ومختلفة عن الأبحاث الفقهية.
* نتائج البحث:
وينتهي البحث إلى جملة من النتائج تتعلق بالقرآن والنبي محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- والصحابة والدعوة بصفة عامة.
بالنسبة للقرآن، يشدد الكاتب في بداية الجزء المخصص للقرآن أن الباحث في الإسلاميات محظوظ؛ لأن "النص المتضمن على محتوى الرسالة، أي القرآن، طويل ومديد قياسا بما احتفظ به لنا من قبل، مثل ما يتعلق بزرادشت وبوذا والمسيح".(1/2526)
وشدد على أن القرآن "منغمس في تاريخية الدعوة؛ لأن النبي أفصح به إلى محيطه في مكة في فترة معينة من الزمان؛ لذلك فالقرآن يتخذ طابعا موضوعيا تاريخيا، وهذا بغض النظر عن كون القرآن كلاما منزلا على النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- أو هو مجرد كلام النبي معتقدا أنه وحي"، ويخلص بالتالي إلى أن "اللجوء إلى القرآن كمصدر تاريخي مهم جدا لأنه يعطي تفاصيل عن الأحداث التي يثبتها فيجعلنا نتحقق من وجودها".
ويثبتالكاتب بالنسبة للقرآن أنه جمع في عهد النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- وأنه سهر شخصيا على جمعه وكتابته. غير أن هذا لم يمنعه من إيراد احتمال أن تكون هناك آيات أو كلمات سقطت من القرآن وأخرى زيدت فيه. ويضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم" ويرى جعيط أن هذه الآية لا تنسجم مع نسق الآية التي وضعت فيها، إضافة إلى أن "أمرهم" أي حكم المسلمين لأنفسهم في زمن النبي عن طريق الشورى غير مقبول، "فاعتماد مبدأ الشورى يكون مقبولا بعد النبي، أما في حياته فلا؛ لأنه هو ولي الأمر حينها". كما استغرب الكاتب أن يرد الخطاب بصيغة الغائب في حين أن الرسول كان بينهم.
* محمد.. قثم!
وبالنسبة لشخص الرسول محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- يقول الكاتب إنه ولد سنة 580م وإن كل حديث عن ميلاده -محمد صلى الله عليه وسلم- سنة 570 أو 571م "لا يصمد أمام الفحص".
وهو يرى أن ربط تاريخ ميلاد النبي بهجمة أبرهة على العرب، "زيادة على أنه مخالف لما وجد في بعض النقوش والذي يجعل تاريخ الهجمة في حدود سنة 547م؛ فهو لا يعدو أن يكون علامة زمنية، ذلك أن عام الفيل أصبح أداة للتأريخ وليس له بعد غيبي يعطي لتاريخ ميلاده أي رمزية دينية".(1/2527)
وحسب جعيط، فإن الرسول بعث وهو في الثلاثين من عمره باعتبار أن تاريخ الميلاد هو سنة 580 وليس 570 ولأن سن الأربعين سن الشيخوخة؛ لذلك فهو يستغرب كيف يقرر القران أنها – أي الأربعين- هي السن التي يبلغ فيها الإنسان أشده. ويخلص مبحثه في هذه المسألة بالقول: "رأيي أن محمدا بعث في الثلاثين أو حتى قبل ذلك ولم يولد إلا حوالي سنة 580 ميلاديا ولم يعش إلا خمسين سنة".
وقال عن والده -محمد صلى الله عليه وسلم- إن اسمه لم يكن عبد الله، والأرجح حسب رأيه هو أن النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- هو من أطلق عليه هذا الاسم. أما عن اسمه -محمد صلى الله عليه وسلم- فقال الكاتب إنه لم يكن محمدا منذ الولادة مستشهدا في ذلك بأن القرآن لم يسمه باسم محمد إلا في السور المدنية "محمد رسول الله والذين آمنوا معه" (الفتح)، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران)، واعتبر الكاتب أن اسم محمد هو واحد من التأثيرات المسيحية وأنه نقل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد" وأن صيغتها الأولى كانت "محمدان".
أما الاسم الحقيقي للرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- فهو "قثم"، وسمي بهذا الاسم لأن أحد أبناء عبد المطلب كان اسمه "قثم" ومات على صغرٍ فسمي النبي على اسم عمه المفقود، بحسب رؤية الكاتب.
ويضيف الكاتب جملة أخرى من الاستنتاجات التي توصل إليها بخصوص النبي محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- منها أن والده توفي بعد ولادته وأن زواجه -محمد صلى الله عليه وسلم-من خديجة رضي الله عنها كان في سن 23 وأن عمرها حين تزوجها النبي كان 28 سنة.
* التأثيرات المسيحية:(1/2528)
ويرى الكاتب في هذا الخصوص أن خروج محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- للتجارة في اليمن والشام فتح له المجال واسعا للاطلاع بدقة على التراثين المسيحي واليهودي؛ وهو ما تعكسه التوافقات الكبيرة بين الكتاب المقدس بعهديه والكتب المنحولة وبين القرآن، وأن "كل ما قيل عن ثقافة محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- القائمة على السماع أو بالاطلاع المتدرج غير صحيحة، كما نفى قصة تشجيع ورقة ابن نوفل للنبي -محمد صلى الله عليه وسلم- لأن "ما قاله ورقة لا معنى له". ويضيف "قصة ورقة ابتدعت لإضفاء صبغة الحقيقة لما أتى به النبي في الأول".
وأشار إلى أن الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- لا بد أن يكون قد تلقى بعض التأثيرات المسيحية قبل حتى أن يبدأ رحلاته للشام حيث تعمقت تلك المعارف، وما ساعده على ذلك هو أنه كان يعرف السريانية؛ وهو ما ينفي -حسب رأيه- فكرة أن النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- كان أميا. وأما "الله" عند محمد -محمد صلى الله عليه وسلم- "فهو اسم الإله الواحد عند مسيحيي الشام كما أن "رحمنان" هي تسمية الإله الأب عند مسيحيي اليمن.
ويخلص الكاتب بعد أن أمعن في محاولة تبيان مواطن التشابه بين القرآن وعدد من الكتب المقدسة التي سبقته إلى القول: "كمؤرخين يجب أن نقر بتأثير المسيحية السورية على إسكاتولوجيا (العلم الأخروي) القرآن وعلى قسط وافر من الأفكار والتعبيرات، وأن القرآن كنص من القرن السابع الميلادي ووثيقة من هذه الفترة قد أخذ من موروثها ببراعة فائقة".
ويضيف: "فالإسلام ملأ ثغرة لمن كان يتوق التنصر... ومعنى ذلك أن الإسلام الأولي في منبعه متأصل جدا في المسيحية"، وهو ما يؤكده تشابه بعض التعبيرات القرآنية واللغة السريانية، فسبحانك تقابلها في السريانية شبحالك، وتباركت تقابلها بريك أت.(1/2529)
إلى جانب هذه النتائج التي يقول الكاتب إنه توصل لها، يعرض جملة أخرى من الاستنتاجات، منها مثلا أن معنى الكفر لم يتبلور في معناه العقائدي إلا في المرحلة المدنية، أما في المرحلة المكية فلم يكن هناك تفريق بين المؤمنين والكافرين بهذا التوصيف، ومنها تشكيك في بعض الروايات عن تاريخ إسلام عمر رضي الله عنه بالنسبة لتاريخ الدعوة المحمدية.
* على نهج المستشرقين:
ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت" إنه رغم أهمية وخطورة ما جاء في الكتاب، فلم يسجل له صدى يذكر لا في الشارع التونسي ولا بين النخبة التونسية، كما أن وسائل الإعلام لم تهتم به إلا فيما ندر.
الدكتور سامي براهم وهو من القلائل الذين ردوا على الكتاب، شدد في مقالة صحفية بعنوان "العقل الوضعي دارسا للإسلام" على أن "الكتاب الأخير للدكتور جعيط امتداد للأفق النظري الذي يتحرك فيه الاستشراق المعاصر عموما رغم نقده الشديد والصريح لترهات الكثير من المستشرقين، لكن تبقى -حسب رأيه- المقاربة الوضعية قاسما مشتركا بين أعمال الدكتور جعيط وأعمال المستشرقين".
وأكد براهم على "أن الصدور عن مسلّمات العقل الوضعي في مبحث تاريخ الأديان الكتابية ولا سيما الإسلام يوهم أن الانطلاق من الإقرار بألوهية النص المؤسس يستحيل معه إنتاج معرفة علمية موضوعية عن الدين، وهو حكم تفنّده الحركة العلمية التي نشأت حول النص تستكشف بنيته اللغوية والحجاجية والمفهومية وتستفهم معانيه ودلالاته لتنتهي -بعيدا عن سياق الحجاج الدّيني العقائدي- إلى فرادته وانسجامه الداخلي.
واعتبر براهم أن ما ذهب إليه الدكتور جعيط لا يخرج عما جاء في كتابات المستشرقين فقال: "ولا نجد فيما ورد في كتاب الدكتور جعيط خروجا عن هذا السياق النظري والمفهومي والمنهجي لما جاء في بحوث المستشرق الألماني تويودور نولدكه (1836/ 1930م)".(1/2530)
وضربأمثلة عما قاله المستشرق الألماني في مؤلفه الضخم "تاريخ القرآن" الذي أصدره سنة 1860م حيث قال: "الإسلام في جوهره دين يقتفي آثار المسيحية، أو بعبارة أخرى أن الإسلام هو الصيغة التي دخلت بها المسيحية إلى بلاد العرب كلها".
اعتبر هذا المستشرق أن أفضل ما في الإسلام أنه نشأ على منوال التعاليم اليهودية والمسيحية وقال: "إن محمدا حمل طويلا في وحدته ما تسلّمه من الغرباء وجعله يتفاعل وتفكيرَه ثم أعاد صياغته بحسب فكره حتى أجبره أخيرا الصوت الداخلي الحازم على أن يبرز لبني قومه...".
وذهب براهم إلى أن الكثير من الاستنتاجات بنيت على معلومات ناقصة؛ لأن "مبحث النص يتطلّب معرفة لغوية تعصمه من الوقوع في زلات وهنات بدأت مع دراسات المستشرقين والتقطها الباحثون المعاصرون على اعتبار أن المقاربة الوضعية بنسختها الاستشراقية هي الصراط المستقيم لإنتاج المعارف العلمية".
* تناقضات.. جعيط:
من جانبه، اعتبر الباحث في الحضارة العربية سمير ساسي أن "ما يلفت الانتباه في بحث الدكتور جعيط هو إقراره بأن المؤرخ الموضوعي عليه أن يتوقف عن كل بحث إذا لم يقر بتأثير المسيحية على القرآن أي إذا اقر بألوهية القرآن".
وأكد أن استغراب الكاتب من اعتبار القرآن سن الأربعين سن الرشد أو "الأشُدّ" ليس له أي سند علمي أو موضوعي، واعتبر ما جاء في البحث عن معدل الأعمار زمن النبي واعتبار أن سن الأربعين سن الشيخوخة لا يصمد أمام أدنى بحث أو تدقيق، واستشهد بالبيت الشهير لزهير ابن أبي سلمى الذي قال فيه: "ومن يعش ثمانين حولا لا أبالك يسأم".
وأضاف لـ"إسلام أون لاين.نت": "ناهيك عما ذكره الباحث عن وقوع جعيط في تناقضات أخرى صارخة وغير مقبولة مثل إقراره في بداية الكتاب بأن القرآن هو الذي أوجد التجريد المفاهيمي في اللغة العربية ليعود ويقول في مواطن أخرى أن اللغة العربية لا تعرف إلا الحسي".(1/2531)
جملة أخرى من الأسئلة طرحها الباحث ساسي، وهي هل فعلا هناك جديد في كتاب الدكتور؟ وهل كان وفيا لمنهجه وإلى مبدأ الصرامة العلمية اللذين قال إنه سيعتمدهما؟.
ويجيب الباحث بأن "ما ورد في الكتاب ليس جديدا بالمرة بل هو منتشر في كتب المستشرقين وحتى في مواقع الإنترنت التابعة لبعض الأقليات المسيحية في العالم الإسلامي. كما أنه لم يلتزم الصرامة العلمية التي وعد بها في بداية كتابه، فأغلب استنتاجاته لم تكن مدعومة أو مبرهنا عليها لا بالوثائق كما قال ولا بالبرهنة العقلية السليمة".
ويقع الكتاب في 352 صفحة من الحجم المتوسط، طبعة أولى لدار الطليعة.
والدكتور هشام جعيط: باحث ومفكر تونسي، تخرج في فرنسا في بدايات استقلال تونس، كتب في الشأن التاريخي أطروحته "الكوفة ونشأة المدينة الإسلامية" و"تأسيس المغرب الإسلامي" وكتابه الأشهر "الفتنة: جدلية الديني والسياسي في الإسلام المبكر". كما كتب في الشأن الفكري والفلسفي "الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي" و"أوروبا والإسلام"، إضافة إلى الكثير من المؤلفات باللغة الفرنسية.
---
الحضار
03-04-2007, 01:26 AM
أعوذ بالله من شر هذا الشخص
---
الجندى
03-04-2007, 03:29 AM
أخى الحضار لا تستعذ بالله منه ، وانما ادعو الله ان يشفيه !
---
مروان الظفيري
03-04-2007, 07:59 AM
وأنا أجد بناء على معطيات هذا الدعي
(مسيلمة الكذاب الجديد)
واستنتاجاته ـ بما فيها من هبل وخبل ـ
أن اسم هذا الدعي ، هو :
(حمار الحمروني)
والدلائل والبراهين التي أوردها
وتربى عليها في مدارس التبشيريين والتنصيريين
تثبت ذلك
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
---
محمد بن جماعة
03-04-2007, 09:45 PM
يبدو أن الدكتور مروان أخطأ في الشخص، فمحمد الحمروني صحفي جاد وماتزم معروف في شبكة (إسلام أون لاين)، وهو أحد مراسلي الشبكة من تونس. أما الكاتب صاحب الأفكار المعروضة في المقال المعني فهو د. هشام جعيط.(1/2532)
وكنت أرغب في عدم كتابة مثل هذه الردود، فمرادي هو عرض مجموعة جدبدة من الشبهات لعل بعض الباحثين الأفاضل يهتمون بالرد عليها ..
---
أحمد الطعان
03-07-2007, 12:15 AM
إذا كان عدد من المستشرقين قديماً وحديثاً قد اعتبر الوحي الذي يتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم حالة مرضية بعضهم وصفها بالهستريا ، وبعضهم وصفها بالصرع ([1]) ثم بدأوا يتخلون عن ذلك منذ بداية القرن العشرين أمام الانتقادات التي وُجِّهت إليهم من داخل مدرستهم ([2]) فإن بعض الباحثين العرب لا بد وأن يُعبروا عن استلابهم للآخر حتى وإن كانت أفكاره تعتبر من نفايات الفكر وحثالاته .
ومن هؤلاء هشام جعيط الذي يحلو له أن يردد مقولات فرويد ([3]) وماكس فيبر ([4]) حول النبوة فيعتبر الأنبياء مطبوعين بشيء من العصاب ( [5]) ، ويعتبر حالة النبي صلى الله عليه وسلم التي يعيشها أثناء الوحي من النمط الاستلابي أو الاستحواذي أو الامتلاكي ([6]) . وهي حالة مرضية تُصنَّف في الأمراض النفسية ، ولكنه يرى أن حالة الرسول صلى الله عليه وسلم المرضية هذه حالة متحضرة إذا ما قورنت بأنبياء بني إسرائيل في نوباتهم العصبية ، لأن ما كان يمس محمداً صلى الله عليه وسلم كان يجري - بنظر جعيط - في داخل الضمير فلا يُبرهَن عليه بأي اضطراب خارجي ( [7]) .
ثم يجعل - جعيط - الجنون أصلاً للوحي ، والجنون في القرآن – بنظره - لا يعني الاختلاط العقلي وذهاب العقل والتمييز، وإنما يعني أن محمداً صلى الله عليه وسلم مسكون من الجن !! ( [8]).
والأنبياء اقتربوا من الجنون دون الوقوع فيه ([9]) .
والوحي هجوم مباغت داخل الضمير ([10]) .
والاستلاب والامتلاك والاستحواذ مفردات غريبة يصف بها حالة النبيصلى الله عليه وسلم أثناء تَنزُّل الوحي عليه ([11]) . والهلس والهلوسة - بنظره - تفسير صحيح للوحي في الغرب نادى به ماكس فيبر وهذا التفسير سينتشر يوماً بين المسلمين فيسبب لهم تشنجاً ( [12]) .(1/2533)
نحن في عصر العجائب ..
عجايب يازمن والله عجايب علايم صارو الكانو خوايب
---حواشي ----------
([1]) انظر : ما يعرضه د. عبد الرحمن بدوي من آراء للاستشراق في هذا الصدد في كتابه " دفاع عن محمد r ص 57 فما بعد : ترجمة : كمال جاد الله ، الدار العالمية للكتاب والنشر – القاهرة 1999 د ، ط وانظر : غوستاف لوبون " حضارة العرب " ص 141
([2]) انظر : بدوي " دفاع عن محمد r " ص 59 ، 63
([3]) يرى فرويد أن الدين " عصاب البشرية الاستحواذي وثمرة معتقدات وهمية يمكن أن تُفسر بكونها تثبيتاً طفولياً لعلاقات الولي بالطفل في سني ما قبل البلوغ " انظر " أبعاد الدين الاجتماعية " ص 22 مجموعة مقالات مقال فيه لـ " سيد حسن الأطاسي " ماليزي " بعنوان " صعوبات تحديد الدين " تعريب المقال " صالح البكاري – الدار التونسية للنشر – سلسلة موافقات د ، ت العدد 12 ويحيل سيد حسن الأطاسي إلى بعض مؤلفات فرويد .
([4]) في تحليلات فيبر يبدو محمد r كالمثال الصافي للنبوة في السلوك الانخطافي الاستلابي انظر : جعيط " الوحي و القرآن و النبوة " ص 74 ويعتبر فيبر سلوكات الأنبياء جميعاً من النوع المرضي ، ويسميه الهلس أو المرض النفسي انظر : جعيط السابق ص 76
([5]) انظر : هشام جعيط " الوحي والقرآن والنبوة " ص 81
([6]) انظر : السابق ص 78 ، 92
([7]) انظر : السابق ص 78 وهو غير صحيح فلقد كان شديد الثقل على رسول الله r حتى تشتد عرقه في اليوم الشاتي ويثقل جسمه الشريف r على من يتكئ عليه
([8]) السابق ص 85
([9]) السابق ص 28
([10]) السابق ص 69
([11]) انظر : السابق ص 92
([12]) انظر : السابق ص 96
---
محمد بن جماعة
03-30-2007, 06:18 PM
د. طه جابر العلواني يرد على د. هشام جعيط
======
رابط المقال هنا (http://www.alarabiya.net/Articles/2007/03/30/33020.htm)
دبي- حيان نيوف(1/2534)
فند المفكر الاسلامي البارز د. طه جابر العلواني ادعاءات أوردها كتاب جديد للكاتب التونسي هشام جعيط زعم فيه "أن اسم الرسول(صلى الله عليه وسلم) كان "قثم" وأن اسم "محمد" جاء فيما بعد تحت التأثيرات المسيحية".
وقال العلواني إن هذا الكلام هو ما تقوله الدراسات اللاهوتية القديمة التي استهدفت الرسول ويبدو أنها أثّرت على الكاتب جعيط. وأكد المفكر الإسلامي أن ما أثاره جعيط حول اسم رسول الله إنما هو كلام ورد في بعض الدراسات اللاهوتية".
وأضاف أن هذه الدراسات اللاهوتية "كانت ترى برسول الله أنه لم يكن أكثر من قسيس مسيحي يحمل اسم قثم، وأنه أراد أن يجعل نفسه كاردينالا كبيرا لكنيسة خاصة يؤسسها بنفسه في الجزيرة العربية، وأنه حينما لم توافق له الكنيسة على هذا، قرر أن ينشق عنها، ويعلن عن أنه صاحب رسالة خاصة جديدة لها موقف مغاير فكان الإسلام" .
وتابع "هذه الدراسات اللاهوتية كانت تقول أيضا ان جميع العبادات الإسلامية، والصلاة بصفة خاصة، أخذت عن اليهودية، ويعقدون مقارنة بين كلمة عبادة وكلمة (هابودا) باللغة العبرية ومعناها العبادة، ويقولون إن صلاة الإسلام أخذت ذات الأشكال التي كانت معروفة باليهودية".
وقال العلواني "كانوا يقولون إن اسم الرسول كان (مذمما) بينما أطلق على نفسه (محمدا)، وكان عليه الصلاة والسلام يبتسم لهذا الهراء، ويقول "هم يسمونني مذمما وأنا عند الله محمدا".
وتابع "كنت أتمنى على جعيط أن يحترم علمه وقلمه ولا يتأثر بالاسرائيليات القديمة أو الجديدة، ولا ينقل الكلام الفارغ الموجود في اللاهوت المسيحي الذي اتهم المسيح نفسه، وهذا التراث يجب أن نكون حذرين جدا عندما نتعامل معه".(1/2535)
وحول ما زعمه جعيط في كتابه أن "سنة ولادة الرسول هي 580م وأن الرسول لم يكن أميا" قال العلواني: هذا هراء وتخريف في الدراسات اللاهوتية اليهودية والمسيحية وكنت أتمنى ألا يمر على الدكتور هشام جعيط، الذي يبدو أنه اطلع عليها، ولم يتحقق منها، وظن أنها مراجع علمية، وأحبّ أن يلفت الأنظار إليه لأنه منذ فترة لم يكتب شيئا ذا بال فأحب أن يهجم على التراث اللاهوتي بشقيه اليهودي والنصراني ويقدمه على أنه كشف.
وكان الكاتب التونسي د. هشام جعيط قد صدر له الجزء الثاني من السيرة النبوية الشريفة عن دار الطليعة في بيروت، والذى حمل عنوان "تاريخ الدعوة في مكة". وكان قد أصدر الجزء الأول من هذا الكتاب عن نفس الدار، وكان بعنوان "الوحى والقرآن والنبوّة".
ويتناول الجزء الثانى من الكتاب، مسار النبى محمدً (ص) فى مكة المکرمة من ولادته إلى الهجرة. ويقول جعيط إن كلمة "مسار" لا تعنى فقط الدراسة البيوغرافية مهما اتسعت، بل وأيضا المناخ المحلى الذى ظهر فيه الرسول ودعا فيه إلى دعوته، وكذلك المناخ العالمى فى هذه الرقعة من الأرض.
وأبرز ما ورد في الكتاب من ادعاءات أن الرسول محمد "ولد في حدود سنة 580م، وانه كان يدعى "قثم" قبل بعثته، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبعث في الثلاثين، وانه لم يكن أبدا أميّا".
وحسب ادعاءات جعيط، فإن "الرسول بعث وهو في الثلاثين من عمره باعتبار أن تاريخ الميلاد هو سنة 580 وليس 570 ولأن سن الأربعين سن الشيخوخة؛ لذلك فهو يستغرب كيف يقرر القرآن أنها – أي الأربعين- هي السن التي يبلغ فيها الإنسان أشده". ويزعم الكاتب التونسي: "رأيي أن محمدا بعث في الثلاثين أو حتى قبل ذلك ولم يولد إلا حوالي سنة 580 ميلاديا ولم يعش إلا خمسين سنة".
وإدعى جعيط عن والد الرسول أن اسمه لم يكن عبد الله، والأرجح حسب رأيه هو أن النبي هو من أطلق عليه هذا الاسم.(1/2536)
أما عن اسم الرسول، فزعم الكاتب "انه لم يكن اسمه محمدا منذ الولادة مشيرا إلى أن القرآن لم يسمه باسم محمد إلا في السور المدنية "محمد رسول الله والذين آمنوا معه" (الفتح)، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"( آل عمران)، واعتبر الكاتب أن "اسم محمد هو واحد من التأثيرات المسيحية وأنه نقل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد" وأن صيغتها الأولى كانت "محمدان".
وزعم جعيط أيضا أن "الأسم الحقيقي للرسول هو "قثم"، وسمي بذلك لأن أحد أبناء عبد المطلب كان يدعى "قثم" مات وهو صغير، فسمي النبي على اسم عمه المفقود" .
---
(1/2537)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هو الذي قتلته هذة الاية
---
من هو الذي قتلته هذة الاية
---
ابو الاء
01-28-2004, 12:15 AM
اخواني في الله من هو الرجل الذي من سلف الامة قتلتة هذة الاية
ولوترا اذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المومنين ؟
---
(1/2538)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن التأمين في آخر سورة البقرة
---
سؤال عن التأمين في آخر سورة البقرة
---
ناصر الصائغ
11-06-2006, 11:10 PM
قال السيوطي رحمه الله:قد ورد في الحديث التأمين في آخر سورة البقرة كما هو مشروع في آخر الفاتحة "
آمل من المشايخ الفضلاء الذين مرت بهم مسألة التأمين في سورة البقرة إفادتنا عنها .
---
د. أنمار
11-08-2006, 01:22 AM
قال الإمام السيوطي في الدر المنثور :
أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : لما نزلت هذه الآيات { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : آمين رب العالمين .
..
وأخرج أبو عبيد عن أبي ميسرة " إن جبريل لقن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خاتمة البقرة : آمين " .
وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن معاذ بن جبل . أنه كان إذا فرغ من قراءة هذه السورة { وانصرنا على القوم الكافرين } قال : آمين .
وأخرج أبو عبيد عن جبير بن نغير ( بالغين المعجمة في بعض النسخ المطبوعة وهو خطأ وصوابه كما في نسخة التركي نفير بالفاء وهو من المخضرمين وأبوه صحابي اسمه نفير من مالك من عامر الحضرمي). أنه كان إذا قرأ خاتمة البقرة يقول : آمين، آمين .
اهـ
تجده في آخر تفسير سورة البقرة
ولم يزد محققوا نسخة التركي أن ذكروا أرقام صفحات التخريج ولم يحكموا على أي من الآثار السابقة.
أما محقق فضائل القرآن لأبي عبيد فقال عن أثر أبي ميسرة أنه مرسل أقول وفيه ابن لهيعة
وأثر معاذ لم يحكم عليه لكن نقل قول ابن عطية: هذا يظن به أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن كان ذلك فكمال. وإن كان بقياس على سورة الحمد من حيث هنالك دعاء وهنا دعاء فحسن.
أقول وفي إسناده رجل مبهم لم يسم
وأثر جبير مقطوع (أي من قول التابعي )(1/2539)
وأثر عطاء مرسل ولا يخفاكم مراسيل عطاء، لكنه يعضد مرسل أبي ميسرة.
ومجموع ما سبق يدل على أن للتأمين أصل عند السلف من صحابة أو تابعين.
---
البلاغية
11-08-2006, 03:31 PM
^
^
^
جزاك الله خيرا على التوضيح
---
(1/2540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل "برنامج علوم القرآن الكريم" من موقع الازهر
---
حمل "برنامج علوم القرآن الكريم" من موقع الازهر
---
طويلب علم صغير
06-30-2003, 06:00 PM
الحجم: 15.6MB
http://www.alazhr.com/programs/qencyc.zip
http://www.alazhr.com/aDownload.htm
---
(1/2541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قاعدة في كتابة ( ابن )
---
قاعدة في كتابة ( ابن )
---
علال بوربيق
10-07-2006, 02:41 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد :
فقد رأيت الكثير ممن يتصدى لكتابة الأبحاث العلمية يغلط في هذا الموضع فأحببت التنبيه عليه فنجدهم يحرصون على حذف الألف من " ابن " في كل موضع يقع بعد اسم أو كنية أو لقب . - وليس ذلك مطردا، إنما تحذف الألف من " ابن " إذا وقع صفة بين علمين من أعلام الأسماء أو الكنى أو الألقاب فيقال :" علي بن محمد " فما عدا هذا الموطن وجب إثبات الألف فيه وذلك في خمسة مواطن:
إحداها : إذا أضيف " ابن " مضمر كقولك: " هذا زيد ابنك "
ثانيها : إذا أضيف إلى غير أبيه كقولك: " المعتضد بالله ابن أخي المعتمد على الله "
ثالثها : إذا نسب إلى الأب الأعلى كقولك : " أبو الحسن ابن المهتدي بالله. "
رابعها :إذا عدل به عن الصفة إلى الخبر كقولك: " إن كعبا ابن لؤي."
خامسها: إذا عدل به عن الصفة أيضا إلى الاستفهام كقولك: " هل تميم ابن مرّ "
وذلك أن ابنا في الخبر والاستفهام بمنزلة المنفصل عن الاسم الأول إذ تقدير الكلام : "أن كعبا هو ابن لؤي " و" وهل تميم هو ابن مر" فأثبتت الألف فيه كما أثبتت في حالة الاستئناف به
تقبل الله منا ومنكم الصيام، والقيام، وصالح الأعمال
---
أبو فاطمة الأزهري
10-09-2006, 06:25 PM
للإفادة فقط لا لشيء آخر .
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2373
---
علال بوربيق
10-09-2006, 11:52 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد :
فأنا أيضا نقلت هذا الكلام من درة الغواص للحريري ، هو كتاب نافع ماتع لكل من يحب هذه اللغة .
قال الفيروزآبادي في مقدمة القاموس : " و لايشنأُ هذه اللغةَ الشريفةَ إلا مَن اهتاف به ريحُ الشقاء. "
---
ابو يزيد
10-11-2006, 01:46 AM(1/2542)
ومنه قوله تعالى : ( وقالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله ) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
ومنه إذا أضيف الابن لأمه مثل ( عيسى ابن مريم )
---
(1/2543)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مسألة : هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟
---
مسألة : هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟
---
أبو المنذر المصري
07-20-2004, 02:18 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد
فهذه نبذة مختصرة عن تفاضل آي القرآن ، أسأل الله أن ينفع بها
أفرد الإمام الزركشي رحمه الله ، هذه المسألة ببحث مستقل في كتابه "البرهان في علوم القرآن" ، وذكر الآراء التي قيلت في هذه المسألة :
أولا : قال البعض بأنه ، لا فضل لبعض القرآن على بعض ، لأن الكل كلام الله ، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينها ، واحتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول ، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه ، وهذا رأي ابن كلاب رحمه الله ، ومن تبعه كأبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر الباقلاني رحمهما الله ، وكان هذا الرأي بمثابة رد فعل لقول المعتزلة بخلق القرآن ، حيث ظنوا أن الرد عليه ، يستلزم القول بأن كلام الله معنى واحد قائم بذاته ، مجرد عن الصيغة (وهو ما عبره عنه بالكلام النفسي) ، لا فضل لبعضه على بعض ، بل وذهبوا إلى أن هذا المعنى المجرد عن الصيغة مسموع دون أن يكون هناك كلام ، وهذا من الإفتراضات المستحيلة ، إذ أنهم يعلقون إدراك الشيء بالحواس على وجوده ، فكل وجود عندهم ، يصح تعلق الإدراكات كلها به ، وهذا بطبيعة الحال ، مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة ، الذين يقولون بأن القرآن كلام الله ، تكلم به سبحانه وتعالى بصوت وحرف ، وأنه سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء وقتما شاء ، فهو بإعتبار أصله ، صفة ذات ، وبإعتبار آحاده ، صفة فعل تتعلق بمشيئة الله عز وجل ، كما قرر ذلك ابن عثيمين رحمه الله ، ويقولون أيضا ، بتفاضل كلام الله عز وجل ، وأن بعضه أفضل من بعض ، كما سيأتي إن شاء الله .(1/2544)
وممن نقل الزركشي رحمه الله ، قوله بهذا الرأي ، من أهل السنة والجماعة ، مالك رحمه الله ، حيث قال : وروي معناه عن مالك ، قال يحيى بن يحيى : تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها ، وهذا ما أنقله ، والعهدة على راويه (وهو الزركشي رحمه الله ، في البرهان (1/438) طبعة مكتبة دار التراث) ، ولا أدري هل هذا يعني أن مالك رحمه الله ، قد خالف أهل السنة في هذه المسألة ، أم أنه يمكن تخريج كلامه على أصول أهل السنة ، والله أعلم .
ونقل أيضا ، قول ابن حبان رحمه الله ، وهو من أئمة أهل السنة والجماعة المعتبرين ، حيث قال في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه : (ما أنزل الله في التوارة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن ، إن الله لا يعطي لقاريء التوارة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي لقاريء أم القرآن إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم ، وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه) ، قال : وقوله : أعظم سورة ، أراد به في الأجر ، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض .
ثانيا : وقال قوم بالتفضيل لظواهر الأحاديث ، ثم اختلفوا :
فقال البعض بأن الفضل راجع إلى عظم الأجر ومضاعفة الثواب بحسب إنفعالات النفس وخشيتها وتدبرها وتفكرها عند ورود أوصاف العلا ، وهذا قول ، على ما يبدوا مشابه لقول ابن حبان رحمه الله .
وقال البعض ، بأن الفضل يرجع لذات اللفظ ، فما تضمنه قوله تعالى : (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) ، وآية الكرسي وآخر سورة الحشر ، وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ، ليس موجودا مثلا في قوله تعالى : (تبت يدا أبي لهب وتب) ، وما كان مثلها ، فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها ، لا من حيث الصفة ، ويرجح الزركشي رحمه الله هذا الرأي بقوله : وهذا هو الحق .(1/2545)
ومضمون هذا الكلام مماثل لرأي شيخ الإسلام رحمه الله ، في هذه المسألة ، حيث قال ، في جواب أهل العلم والإيمان ، بأن الكلام له نسبتان : نسبة إلى المتكلم به ، ونسبة إلى المتكلم فيه ، فهو يتفاضل بإعتبار النسبتين وبإعتبار نفسه أيضا ، فإن (قل هو الله أحد) و (تبت يدا أبي لهب) كلاهما كلام الله تعالى ، وهما مشتركان من هذه الجهة ، لكنهما متفاضلان من جهة المتكلم فيه ، المخبر عنه ، فالآيات الأولى كلام الله وخبره الذي يخبر به عن نفسه ، وصفته التي يصف بها نفسه ، وكلامه الذي يتكلم به عن نفسه تعالى ، والآيات الثانية كلام الله الذي يتكلم به عن بعض خلقه ، ويخبر به ويصف به حاله ، وهما في هذه الجهة متفاضلان ، بحسب تفاضل المعنى المقصود بالكلامين . اهـ ، وكلام الشيخ عز الدين (الذي نقله الزركشي رحمه الله) ، يؤيد كلام ابن تيمية السابق ، حيث قال : كلام الله في الله أفضل من كلام الله في غيره ، فـ (قل هو الله أحد) ، أفضل من (تبت يدا أبي لهب) ، وعلى ذلك بنى الغزالي كتابه المسمى "جواهر القرآن" ، وقد اختار القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله ، هذا الرأي ، واستدل بحديث : (إني لأعلمك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قال : (الحمد لله رب العالمين) ، وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : يا أبي ، أتدري أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال : قلت : (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ، قال : فضرب في صدري وقال : ليهنك العلم أبا المنذر ، ومن مجموع هذه الآراء يتبين رجحان هذا القول ، والله أعلم .(1/2546)
ولكني ، للأمانة العلمية ، أنقل رد أحد المخالفين ، وهو القاضي شمس الدين الخويي ، كما ذكره الزركشي رحمه الله ، حيث قال : كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين ، وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض ؟ ، جوزه بعضهم لقصور نظرهم ، وينبغي أن يعلم أن معنى قول القائل : هذا الكلام أبلغ من هذا الكلام ، أن هذا في موضعه له حسن ولطف ، وذاك في موضعه له حسن ولطف ، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه ، فإن من قال : إن (قل هو الله أحد) أبلغ من (تبت يدا أبي لهب وتب) يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب ، وبين التوحيد والدعاء على الكافرين ، وذلك غير صحيح ، بل ينبغي أن يقال : (تبت يدا أبي لهب وتب) دعاء عليه بالخسران ، فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه ! وكذلك في (قل هو الله أحد) ، لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها ، فالعالم إذا نظر إلى (تبت يدا أبي لهب وتب) في باب الدعاء بالخسران ، ونظر إلى (قل هو الله أحد) ، في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول : أحدهما أبلغ من الآخر ، وهذا القيد يغفل عنه بعض من لا يكون عنده علم البيان .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-20-2004, 01:40 PM
أخي أبا المنذر وفقك الله
أرجو أن تقارن ما نقلتَه في موضوعك هذا بما سبق أن كتبتُه بنفس العنوان هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=978)
---
د. هشام عزمي
07-20-2004, 10:19 PM
عجبت لهذا الاختلاف و قد تضافرت الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية على كون آيات القرآن تتفاضل و بعضها أحسن من بعض .
و من شهور قليلة اعترض علينا أحد النصارى بقول الله تعالى : { و ما ننسخ من آية أو ننساها نأت بخير منها أو مثلها } لأنه يدل - من وجهة نظره - أن بعض كلام الله ليس حسنًا و أن هناك ما هو أحسن منه و كان ردي هو الآتي:(1/2547)
ثانياً . . كون الله ينسخ آية بأحسن منها لا إشكال فيه ؛ فنحن نؤمن بأن كل كلام الله حسن و أحسن من كلام البشر و لكن بعض كلامه أحسن من بعض : فلدينا أن التوراة و القرآن أحسن من سائر كتب الله و القرآن أحسن من سائر الكتب بما فيها التوراة و حتى في القرآن لدينا أن السور تتفاضل فسورة تعادل ربع القرآن و أخرى تعادل ثلثه و هكذا ... و سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن فهي أفضل و أحسن كلام الله .
و كل هذا في إطار أن كلام الله كله حسن و أحسن من كلام البشر .
---
(1/2548)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة إبراهيم العبيدي مجمع أسانيد مصر والشام
---
ترجمة إبراهيم العبيدي مجمع أسانيد مصر والشام
---
د. أنمار
06-08-2004, 09:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شغلني في اليومين السابقين ما رأيته من قلة معرفة بفحول القراء ، خاصة من عليهم مدار الأسانيد اليوم فنقبت وبحثت، وها أنا أضع بين أيديكم ما عليه وقفت. مترجما للإمام العبيدي وعليه مدار أسانيد أهل مصر والشام والذي هو أعلى إسناد لقراءة القرآن الكريم من طريق العشر الصغرى لأهل الشام والكبرى لأهل مصر. آملا أن أرى من الإخوة زيادة معلومة، وإلا فدعوة صالحة. أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان
=====================
الإمام إبراهيم العبيدي
العُبيدي بضم العين وفتحها
وهو إبراهيم بن بدوي العُبيدي بن أحمد الحسني المقرئ المالكي الأزهري الأحمدي الأشعري
ورجح الدكتور الدوسري أن اسمه هو إبراهيم بن عامر بن علي العبيدي لا إبراهيم بن بدوي بن أحمد ( هامش ص 108 من كتابه الإمام المتولي في رسالة الماجستير له)
ويظهر أنه وهم من الدكتور الدوسري فإبراهيم بن عامر العبيدي رجل آخر متوفى سنة 1091 هـ (وانظر مزيد تفصيل في آخر الهامش)
وعودا إلى القارئ إبراهيم العبيدي أقول وبالله التوفيق
هو سيد شريف حسني من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فهو بهذا جمع شرف الاتصال النسبي والمعنوي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فهو شيخ القراء بالديار المصرية في زمانه.(1/2549)
ومن ذرية السيد الشريف عبد السلام بن مشيش المغربي موطنا والمتقدم في الأجيال السابقة ومن العلماء العارفين بالله في القرن السابع الهجري*
حياته:
والشيخ العبيدي من أهل مصر مولدا وموطنا، ومن علماء القرن الثاني عشر.
وكان حيا عام 1237 هـ حين لقيه الشيخ عبد الرحمن بن حسن صاحب مجموعة الرسائل النجدية (ت 1285هـ عن عمر يناهز الـ 90) بعد أن نقله إبراهيم باشا فيمن نقل من آل الشيخ إلى مصر بعد استيلائه على الدرعية وفي مصر رتبت لهم رواتب وأكرموا حتى تقلدوا رئاسة رواق الحنابلة في الأزهر ( وانظر مجموعة الرسائل والأعلام للزركلي).
وللعبيدي تنتهي غالب أسانيد قراء مصر والشام المتأخرين، وجميع الأسانيد التي تتميز بالعلو، في هذا العصر من طريقه. أما أسانيد ليبيا والسودان والباكستان وتركيا، فمنهم من رحل لمصر والشام لأخذ العلو ومنهم من لديه أسانيد من غير طريق العبيدي.
واشتهر المترجم رحمه الله تعالى بمحرر الطيبة
من شيوخه الذين أخذ عنهم القراءات:
الشيخ محمد بن حسن بن محمد المنير السمنودي
والشيخ علي بن حسن البدري
والشيخ عبد الرحمن الأجهوري
والشيخ مصطفى العزيزي
تلاميذه :
كان الشيخ مقصودا من طلبة العلم ومحط أنظار من حوله، ولا غرو فهو سليل بيت النبوة وشيخ القراء في زمنه، واشتهر بمحرر الطيبة كما سيأتي.
أخذ عنه القراءات العشر الشيخ أحمد بن رمضان المرزوقي الحسني شيخ قراء مصر ثم مكة، وهو مستند أهل الشام في القراءة
والشيخ أحمد المعروف بسلمونة وهو مستند أهل مصر في القراءات العشر الكبرى
والشيخ علي الحداد**
وقرأ عليه عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب سنة 1233 و بعدها.
وذكره ضمن شيوخه من أهل مصر ممن قرأ عليهم القرآن.
مؤلفاته:
التحارير المنتخبة على متن الطيبة وهو مخطوط يعمل الشيخ أبو الجود على تحقيقه، يسر الله له إتمامه(1/2550)
وعنوانه ينم عن علو كعبه في العلم، فهو لم يكتف بمجرد النقل للقراءات العشر الكبرى وهو عمل جليل، بل عمل على التأليف في تحريراتها ولا يجرؤ على ذلك إلا الراسخون في العلم.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى آمين
=============
*
( وابن مشيش هو صاحب الصيغة المشهورة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. استشهد سنة 622 هـ بأيدي مدعي النبوة ابن أبي الطواجين الكتامي بسبب ما أوتي ابن مشيش من شرف التقوى والاستقامة المؤيد بشرف النسب الصميم والعنصر الكريم والتفاف الناس حوله مطيعين متبعين شريعة الله عز وجل فقتله غلية بعد خروجه من خلوته وصلاته عند جبل العلم من جبال غمارة ليخلو الجو له لينشر باطله بين الناس فأنزل الله على قاتليه ضباب شتتهم فسقطوا من شاهق الجبل وتمزقت أشلاؤهم
ونسبه هو: عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سلام بتشديد اللام بن مزوار بفتح الميم وبالراء المهملة أخيرا ابن حيدرة واسمه علي بن محمد بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نقلا من كتاب الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج: 1 ص: 263)
المراجع:
إمتاع الفضلاء بتراجم القراء تأليف : إلياس بن محمد بن أحمد حسين سليمان البرماوي ج 2 ص 72 طبعة دار الندوة العالمية الطبعة الأولى 1421هـ
مقدمة للبسط في القراءات العشر ص 122 وهناك خطأ مطبعي ظهر فيه المرجع أعلاه كمؤلف للعبيدي!!.
** كتاب تكملة العشر بما زاده النشر مخطوط ص 9 (إمتاع)
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 2/ 23
وإجازة المتولي للبنا بالقراءات العشر ص 3 مخطوط (المتولي)
وفهرس المكتبة الأزهرية 1/65 (متولي)
وإجازة الشيخ السمنودي للشيخ أيمن سويد ص 5 مخطوط (متولي)
ص 108 الإمام المتولي للدكتور الدوسري
================(1/2551)
ورجح الدكتور الدوسري في هامش المصدر أعلاه أن اسمه هو إبراهيم بن عامر بن علي العبيدي لا إبراهيم بن بدوي
ويظهر أنه وهم من الدكتور الدوسري فإبراهيم بن عامر العبيدي رجل آخر متوفى سنة 1091 هـ
قال إبراهيم باشا في هدية العارفين:
العبيدي: إبراهيم بن عامر بن علي العبيدي المصري المالكي توفي سنة 1091 إحدى وتسعين وألف. له أدلة التسليم في فضل البحيرة على سائر الأقاليم. الجر المنضد في الاسم الشريف أحمد. رياض العارفين في مراسلات الأستاذ محمد زين العابدين. عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق.
ومؤلفاته تدل على أنه غيره ومثل ذلك في معجم المؤلفين رقم 236 بالرغم أنه مالكي مصري واشترك مع القارئ في اسمه ولقبه.
فهل وقف الدكتور على هذا الاسم هكذا في كل الإجازات أم كيف تم الترجيح؟====================
ولو كان بيننا من الطلبة الأزهريين أحد لكان لزاما عليه أداء لحق هذا العالم أن يذهب إلى مستندات مشيخة القراء هناك ويستخرج لنا أسماء من تولى المشيخة وتواريخهم لو وجدت.
---
(1/2552)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هذه الجنه
---
هذه الجنه
---
المدمر
08-16-2004, 02:57 PM
السلااام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخي .. يا من يرنو قلبك للجنان ^^^ ويشتد شوقك في حنان ^^^ هذه هي الجنة : لؤلؤ منثور &&& وحسان وحور &&& وحدائق وقصور &&& ونور يتلالا &&& وريحانة تهتز &&& وانهار تجري &&& وفاكهة كثيرة &&& لا مقطوعة ولا ممنوعة &&& وفرش مرفوعة &&& فيها ما لا عين رأت &&& ولا أذن سمعت &&& ولا خطر على قلب بشر &&& فأنى للأقلام أن تشمل وصفها &&& واني للمداد أن يوفيها نعتها &&&
هي جنة طابت وطاب نعيمها *** فنعيمها باق وليس بفان
فواااسعد من سكن حب الجنة غلاف قلبه ،،، فتيمه وحطمه ،،، واشغله فاكلمه ،،، حتى تراءى للناظرين مكسورا بين يدي من يملكها " وهو رب العالمين " ... يطلب وده في مرضاته ... ويرجو قربه في طاعته ... ويمشي إليه بكل ما شرعه واستحبه ... يسأله دخول الجنة ليهدا قلبه ويستكين قلقه وفزعه ^-^
وشكر الله لكم
---
(1/2553)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير ؟؟؟
---
القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير ؟؟؟
---
سلطان الفقيه
08-16-2006, 10:44 PM
الأخوة الكرام : ـ حفظكم الله ـ
من يعرف عن هذا البحث شيئاً (( القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير لسامي محمد عبد الشكور )) وهي رسالة ماجستير قدمها الباحث في الجامعة الاسلامية .
فمن يعرف عنها شيئاً ، أو من توجد عنده فليخبرنا عن ذلك فإن أخوكم محتاج لها.
بارك الله فيكم وفي علمكم .
---
(1/2554)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبة التفسير وعلوم القرآن المصورة التي رفعها الأخ الجليس الصالح بروابط مباشرة
---
مكتبة التفسير وعلوم القرآن المصورة التي رفعها الأخ الجليس الصالح بروابط مباشرة
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:51 PM
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - محمد الأمين بن عبد الله الأرمي العلوي الهرري الشافعي - 33 مجلد - الحجم الإجمالي : 333 ميجا
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/hdaik_rawh_rehan
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:51 PM
تفسير القرآن الحكيم : الشهير بـ "تفسير المنار" - محمد رشيد رضا - طبعة نادرة - الطبعة الثانية - 1366 هـ - 1947 م - 12 جزء - الحجم الإجمالي : 126 ميجا - ومن المعلوم أن الشيخ قد توفي قبل إتمام التفسير
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/tfseer_manar
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:52 PM
تفسير المراغي - أحمد مصطفى المراغي - 30 جزء - طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر - الطبعة الأولى 1365 هـ - 1946 م (طبعة نادرة) - الحجم الأجمالي : 87 ميجا
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/tafseer_mraghi
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:52 PM
التفسير القيم للإمام ابن القيم
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية أبو عبد الله - جمعه : محمد أويس الندوي - حققه محمد حامد الفقي - 651 صفحة
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/tafser_kaim
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:54 PM
التسهيل لتأويل التنزيل - التفسير في سؤال وجواب
مصطفى بن العدوي
أولاً : تفسير سورتي الفاتحة والبقرة
3 مجلدات
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/tsheel_taweel_bakraa
المجلد الثالث من تفسير سورة البقرة
وتم رفعه هنا :
http://www.archive.org/details/ttbaqarah_vol3
---(1/2555)
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:55 PM
أصول التفسير وقواعده - خالد عبد الرحمن العك - 496 صفحة - الطبعة الثانية - 1406 - 1986 - 7 ميجا
http://www.archive.org/details/usol_tfseer_qwaedh_pdfbook_ara
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:55 PM
التسهيل لتأويل التنزيل - التفسير في سؤال وجواب
مصطفى بن العدوي
ثانياً : تفسير سورة آل عمران
مجلد واحد
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/ttAl-imran
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:56 PM
التسهيل لتأويل التنزيل - التفسير في سؤال وجواب
مصطفى بن العدوي
ثالثاً : تفسير سورة النسآء
2 مجلد
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/ttnisa
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:56 PM
التسهيل لتأويل التنزيل - التفسير في سؤال وجواب
مصطفى بن العدوي
تفسير سورة الحجرات
مجلد واحد
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/ttAl-Hujurat
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:57 PM
تفسير الربانيين لعموم المؤمنين
مصطفى بن العدوي
تفسير جزء عم
مجلد واحد
352 صفحة
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/trAmma
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:58 PM
المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات - محمد بن عبد الرحمن المغراوي - 4 أجزاء - 1925 صفحة - تم جمع جميع الأجزاء في ملف واحد - مؤسسة الرسالة - دار القرآن - الطبعة الأولى - 1420 - 2000 - 32 ميجا
http://www.archive.org/details/almfsron_pdf_book
أو رابط مباشر
http://ia311516.us.archive.org/0/items/almfsron_pdf_book/almfsron.pdf
اختر حفظ باسم
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 03:59 PM
بحث في قوله تعالى : ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة وسآء سبيلا
مصطفى بن العدوي
http://ia340912.us.archive.org/2/items/estikhfar/wtz.pdf
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 04:00 PM(1/2556)
الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير - رمزي نعناعة - رسالة دكتوراة من الأزهر - الطبعة الأولى - 1390 - 1970 - 494ص صفحة - الحجم 10 ميجا
الصفحة هنا
http://www.archive.org/details/israilat_tfseer_pdfbook_ara
أو حمل مباشرة من هنا
http://ia311527.us.archive.org/2/items/israilat_tfseer_pdfbook_ara/israiliatt.pdf
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 04:01 PM
الأقوال الشاذة في التفسير : نشأتها وأسبابها وآثارها - عبد الرحمن بن صالح بن سليمان الدهش - رسالة دكتوراة من جامعة الإمام محمد بن سعود - الطبعة الأولى - 1425 - 2004 - 416 صفحة - 8 ميجا
صفحة الكتاب من هنا
http://www.archive.org/details/aqwal_shaza_tfseer_bdfbook_ara
أو حمل من هنا مباشرة
http://ia310931.us.archive.org/1/items/aqwal_shaza_tfseer_bdfbook_ara/ashazat.pdf
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 04:02 PM
أسباب الخطأ في التفسير : دراسة تأصيلية - أسباب الخطأ في التفسير - رسالة دكتوراة من الجامعة الإسلامية - 2 مجلد في ملف واحد - 1425 - 1146 صفحة - 20 ميجا
صفحة الكتاب هنا
http://www.archive.org/details/asbab_al-khataa_tfseer_pdfbook_ara
أو من هنا مباشرة
http://ia310913.us.archive.org/2/items/asbab_al-khataa_tfseer_pdfbook_ara
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 04:04 PM
التفسير الكبير
ابن تيمية
7 مجلدات
تحقيق عبد الرحمن عميرة
الواجهة
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer0.pdf
المجلد الأول
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer1.pdf
الثاني
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer2.pdf
الثالث
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer3.pdf
الرابع
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer4.pdf
الخامس
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer5.pdf
السادس(1/2557)
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer6.pdf
السابع
http://ia340919.us.archive.org/2/items/tkbeer/tkbeer7.pdf
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 04:05 PM
دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية
6 أجزاء في 3 مجلدات
جمع وتقديم وتحقيق : محمد السيد الجليند
الحجم الإجمالي : 33 ميجا
الواجهة
http://ia340916.us.archive.org/2/items/datf6/datf0.pdf
المجلد الأول
http://ia340916.us.archive.org/2/items/datf6/datf1-2.pdf
ملحق بالمجلد الأول (صور المخطوطات)
http://ia340916.us.archive.org/2/items/datf6/datf1-2p.pdf
المجلد الثاني
http://ia340916.us.archive.org/2/items/datf6/datf3-4.pdf
المجلد الثالث
http://ia340916.us.archive.org/2/items/datf6/datf5-6.pdf
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 04:10 PM
اللباب في علوم الكتاب
عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي أبو حفص
20 مجلد
الحجم الأجمالي : 213 ميجا
أدخل على هذه الصفحة ،
http://ia340937.us.archive.org/3/items/lutakt/
ستجد الروابط مرقمة هكذا :
lok00.pdf 25-Mar-2007 03:45 109K
[ ] lok01.pdf 25-Mar-2007 03:50 10M
[ ] lok02.pdf 25-Mar-2007 03:54 9.2M
[ ] lok03.pdf 25-Mar-2007 03:58 9.6M
[ ] lok04.pdf 25-Mar-2007 04:08 9.9M
[ ] lok05.pdf 25-Mar-2007 04:16 16M
[ ] lok06.pdf 25-Mar-2007 04:22 11M
[ ] lok07.pdf 25-Mar-2007 04:27 12M
[ ] lok08.pdf 25-Mar-2007 04:32 9.9M
[ ] lok09.pdf 25-Mar-2007 04:38 11M
[ ] lok10.pdf 25-Mar-2007 04:43 12M
[ ] lok11.pdf 25-Mar-2007 04:47 8.8M
[ ] lok12.pdf 25-Mar-2007 06:14 10M
[ ] lok13.pdf 25-Mar-2007 05:19 11M
[ ] lok14.pdf 25-Mar-2007 05:25 11M
[ ] lok15.pdf 25-Mar-2007 05:35 12M
[ ] lok16.pdf 25-Mar-2007 05:43 10M
[ ] lok17.pdf 25-Mar-2007 05:49 10M
[ ] lok18.pdf 25-Mar-2007 05:56 10M(1/2558)
[ ] lok19.pdf 25-Mar-2007 06:02 9.6M
[ ] lok20.pdf 25-Mar-2007 06:07 9.5M
قم بوضع الفأرة على الروابط الزرقاء المرقمة من lok00.pdf الى lok20.pdf
ثم اضغط على الزر الأيمن و اختر حفظ باسم ، كرر العملية للروابط كلها و عددها 21 رابطا
ملحوظة الرابط الأول رابط الواجهة التجميعية للكتاب.
---
طه محمد عبدالرحمن
03-26-2007, 09:35 PM
بارك الله فيك و رحم الله والديك .
---
الطيب وشنان
03-26-2007, 10:03 PM
بارك الله فيك و رحم الله والديك .
و فيك بارك ...أخي الفاضل
يافخر ليبيا...
جزاك الله خيرا على جهدك في إنشاد ألفية السيرة و تسجيلك لها ، و منظومة ذات الشفا...
---
أم عبدالرحمن
04-13-2007, 12:01 AM
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - محمد الأمين بن عبد الله الأرمي العلوي الهرري الشافعي - 33 مجلد - الحجم الإجمالي : 333 ميجا
صفحة الكتاب :
http://www.archive.org/details/hdaik_rawh_rehan
هل هذا الهررري هو نفسه مؤسس فرقة الاحباش الصوفية القبورية ؟؟
---
(1/2559)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هدية القران الكريم كاملا بالرسم العثماني (ملف وورد)
---
هدية القران الكريم كاملا بالرسم العثماني (ملف وورد)
---
ابو حنيفة
11-13-2004, 01:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أقدم هذه الهدية لرواد المنتدى من طلاب العلم والزائرين
وهي عبارة عن القران الكريم كاملا بالرسم العثماني على ملف (وورد) ليستفيد الاخوة من خاصية البحث عن الكلمات والايات ومعرفة أرقامها ونسخ الايات في كتابة البحوث والمواضيع.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والفلاح انه على كل شئ قدير
·لاتنسونا من دعائكم*
---
صخر
11-15-2004, 01:53 AM
وجعله عملا صالحا متقبلا في ميزان حسناتك
---
(1/2560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير آية نساؤكم حرث لكم 00
---
حمل تفسير آية نساؤكم حرث لكم 00
---
abohamzahashhame
07-08-2004, 08:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد على المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا شرح مفصل لقوله تعالى :
( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة:223)
وهو مستقى من كتب المحدثين والمفسرين والفقهاء المعول عليهم عبر التاريخ الإسلامي
ففي الصحيحين واللفظ لمسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ يَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ إِذَا أُتِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ دُبُرِهَا فِى قُبُلِهَا ثُمَّ حَمَلَتْ كَانَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ. قَالَ فَأُنْزِلَتْ (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)
أي أنها تبيح للرجل أن يأتي زوجته على أي كيفية شاء ما دام ذلك في صمام واحد وهو موضع الحرث والنسل إلا في حالتي الحيض والنفاس فلا يجوز له ذلك
وقد ظن قوم أنه يجوز للرجل (( من خلال هذه الآية )) أن يأتي زوجته في دبرها (حشها ) وهذا الظن غير صحيح لأن الله تعالى سمى الموضع موضع الحرث والنسل ((أي القبل ))(1/2561)
وقد اتفقت كلمة الأمة على تحريم إتيان النساء في أدبارهن ففي مسند أحمد رحمه الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ « وَمَا الَّذِى أَهْلَكَكَ ». قَالَ حَوَّلْتُ رَحْلِىَ الْبَارِحَةَ. قَالَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئاً - قَالَ - فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الآيَةَ (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قَالَ « أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ وَاتَّقُوا الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ ».
وفي صحيح ابن حبان [ 4204 ] عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأته في دبرها (( صحيح ))
وهناك أحاديث كثيرة تذم من فعل هذه الفعلة الشنعاء تجدها في ثنايا هذا البحث بلغت بمجموعها مبلغ التواتر المعنوي
ففي نظم المتناثر للكتاني
159- النهي عن وطء النساء في أدبارهن
- عن ( 1 ) خزيمة بن ثابت ( 2 ) وأبي هريرة ( 3 ) وابن عباس ( 4 ) وعلي بن طلق ( 5 ) وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ( 6 ) وأنس ( 7 ) وأبي بن كعب ( 8 ) وابن مسعود ( 9 ) وعقبة بن عامر ( 10 ) وعمر ( 11 ) وجابر بن عبد اللّه وغيرهم وقد قال الطحاوي في شرح معاني الآثار ما نصه جاءت الآثار متواترة بالنهي عن إتيان النساء في أدبارهن ثم ساق بعضاً منها ثم قال فلما تواترت هذه الآثار عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالنهي عن وطء المرأة في دبرها ثم جاء عن أصحابه وعن تابعيهم ما يوافق ذلك وجب القول به وترك ما يخالفه وهذا أيضاً قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمة اللّه عليهم أجمعين اهـ منه واللّه سبحانه وتعالى أعلم .
***************
ومع هذه النصوص القاطعة فما زال الرافضة إلى اليوم يبيحون نكاح الزوجة في دبرها ويستندون إلى أدلة أوهى من بيت العنكبوت(1/2562)
ولما غزا الغرب في بلاد المسلمين أخذ ينشر بين ظهرانيهم هذه الموبقات التي يرتكبونها باسم الحرية المزيفة ومنها الشذوذ الجنسي فتأثر بهم قوم من أبناء جلدتنا وراحوا يرتكبون هذه الفاحشة لظنهم أن هذه الآية تبيح لهم ذلك أو لتأثرهم بمذهب الرافضة الذي ينتشر كثيرا بيننا ونحن نيام
ونسي أولئك أن الله تعالى ما عاقب قوم لوط (( عليه السلام )) إلا لارتكابهم هذه الفاحشة قال تعالى :
وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ( 77) وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ( 78) قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ( 79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ( 80) قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ( 81) فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ( 82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83) هود
ولذا يقال لهؤلاء :
إن الله تعالى قد حرم إتيان المرأة أثناء الحيض ( وكذلك النفاس) بقوله تعالى :(1/2563)
( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222) فكيف بعد ذلك يبيحه في موضع العذرة والأوساخ ؟؟ !!!
لقد فات أولئك أن من خصائص هذه الرسالة الخاتمة حل الطيبات وتحريم الخبائث قال تعالى :
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (لأعراف:157) وإتيان الدبر من أشد الفواحش
وفاتهم قول الله تعالى :
( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33)
************
وقال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :
وسئل ـ رحمه الله تعالى ـ عما يجب على من وطئ زوجته في دبرها ؟ وهل أباحه أحد من العلماء ؟
فأجاب :(1/2564)
الحمد لله رب العالمين، [ الوطء في الدبر ] حرام في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك عامة أئمة المسلمين، من الصحابة، والتابعين، وغيرهم ـ فإن الله قال في كتابه : { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } ، وقد ثبت في الصحيح : إن اليهود كانوا يقولون : إذا أتى الرجل امرأته في قبلها من دبرها جاء الولد أحول، فسأل المسلمون عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الآية : { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } . والحرث : موضع الزرع، والولد إنما يزرع في الفرج؛ لا في الدبر { فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ } ـ وهو موضع الولد ـ { أَنَّى شِئْتُمْ } أي : من أين شئتم : من قبلها، ومن دبرها، وعن يمينها، وعن شمالها . فالله تعالى سمى النساء حرثًا، وإنما رخص في إتيان الحروث، والحرث إنما يكون /في الفرج . وقد جاء في غير أثر : أن الوطء في الدبر هو اللوطية الصغرى، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء في حشوشهن ) والحش هو الدبر، وهو موضع القذر والله ـ سبحانه ـ حرم إتيان الحائض، مع أن النجاسة عارضة في فرجها، فكيف بالموضع الذي تكون فيه النجاسة المغلظة ؟ !
وأيضًا، فهذا من جنس اللواط، ومذهب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي وأحمد وأصحابه أن ذلك حرام لا نزاع بينهم، وهذا هو الظاهر من مذهب مالك وأصحابه، لكن حكى بعض الناس عنهم رواية أخرى بخلاف ذلك، ومنهم من أنكر هذه الرواية وطعن فيها .(1/2565)
وأصل ذلك ما نقل عن نافع أنه نقله عن ابن عمر، وقد كان سالم بن عبد الله يكذب نافعًا في ذلك . فأما أن يكون نافع غلط، أو غلط من هو فوقه . فإذا غلط بعض الناس غلطة لم يكن هذا مما يسوغ خلاف الكتاب والسنة كما أن طائفة غلطوا في إباحة الدرهم بالدرهمين، واتفق الأئمة على تحريم ذلك لما جاء في ذلك من الأحاديث الصحيحة، وكذلك طائفة غلطوا في أنواع من الأشربة . ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل مسكر خمر، وكل خمر حرام ) ، وأنه
سئل عن أنواع من الأنبذة، فقال : ( كل مسكر حرام ) ، ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) ، وجب اتباع هذه السنن الثابتة، ولهذا نظائر في الشريعة . ومن وطئ امرأته في دبرها وجب أن يعاقبا على ذلك عقوبة تزجرهما، فإن علم أنهما لا ينزجران، فإنه يجب التفريق بينهما . والله أعلم .
**************
فإلى الجميع أقدم هذا التفسير المفصل حتى يفيئوا إلى أمر الله تعالى :
قال تعالى :
( 000 فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63) الباحث في القرآن والسنة
أبو حمزة الشامي
في 20 جمادى الأولى 1425 هـ الموافق 8/7/2004 م
---
(1/2566)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأصل القرآني للبدء بالحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المكاتبات
---
الأصل القرآني للبدء بالحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المكاتبات
---
عمر المقبل
04-13-2007, 10:15 PM
الأدلة العملية والنقلية على بداءته صلى الله عليه وسلم بكتابة البسملة ،أو البدء بالحمدلة في الخطب ،والكتابات = كثيرة ،وما جرى عليه الأئمة من بعده أشهر من أن يذكر .
لكن الذي أعجبني ، هو انتزاع ذلك من القرآن في كلام ذكره القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى ـ في سورة النمل ـ : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى [النمل/59]) ، حيث يقول :
(وفيه تعليم حسن، وتوقيف على أدب جميل، وبعث على التيمن بالذكرين والتبرك بهما، والاستظهار بمكانهما على قبول ما يلقى إلى السامعين وإصغائهم إليه، وإنزاله من قلوبهم المنزلة التى يبغيها المستمع.
ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابراً عن كابر هذا الأدب ، فحمدوا الله ، وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام كل علم مفاد، وقبل كل عظة ، وفي مفتتح كل خطبة، وتبعهم المترسلون ، فأجروا عليه أوائل كتبهم في الفتوح والتهانى، وغير ذلك من الحوادث التى لها شأن)انتهى .
وهذا ـ في نظري ـ انتزاع بديع ، جعلني أردد : كم في القرآن من علوم وكنوز مخبوءة ؟! وكم ترك الأول للآخر ؟!
فنسأل الله تعالى الكريم من فضله .
---
(1/2567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منْ منَ التابعين لم تحمع أقواله في التفسير بعدُ ؟؟
---
منْ منَ التابعين لم تحمع أقواله في التفسير بعدُ ؟؟
---
محمود الشنقيطي
11-29-2006, 06:09 AM
الحمد لله والصلاة والسلام علىرسول الله وآله وصحبه ومن والاه..
وبعد/
فالسؤال السابق طرحه عليّ أحد الزملاء وأحلته على الملتقى لجلهلي بجوابه فلم يكن لديه معرف يدخل به وها أنا أطرحه على من يعلم من مشايخنا ليفيدنا بأسماء من لم تتمّ بعدُ دراسة وجمع أقوالهم من التابعين أو تابعي التابعين رحم الله الجميع ...
---
أحمد البريدي
11-30-2006, 04:13 PM
يا شيخ محمود : أخشى أن لا تجد جواباً فلو كان الطلب : حصر ما تم بحثه فربما كل صاحب معلومة يدلي بدلوه , وفقك الباري .
---
د. أنمار
11-30-2006, 06:03 PM
كلام الدكتور البريدي وجيه، فممكن أن يقال أويس القرني لم تجمع أقواله في التفسير، أو حفصة بنت سيرين، أو ...
فلابد أنه يقصد مجموعة معينة من المشهورين بالتفسير كمجاهد وعكرمة وطاووس وأبي العالية و...
---
محمود الشنقيطي
11-30-2006, 06:29 PM
جزاك الله خيراً شيخنا المبارك/أحمد على تنبيهك ولكني سرت على ما يتبادر إلى الذهن غالبا وهم المكثرون ,فالأمر كما ذكر الدكتور / انمار حفظه الله
لأن المقلين في التفسير كاكثرالتابعين يصعب حصر رواياتهم وجمعها - فيما أحسِب - خلافا لمن كثر كلامهم في تفسير القرآن, وإيضاحا للمراد فالمقصود/
منْ منَ التابعين المكثرين من الكلام في التفسيرلم تجمع رواياته وتحصرفي رسالة علمية ؟؟
---
أحمد بزوي الضاوي
12-03-2006, 01:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : محمود الشنقيطي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/2568)
قمت مع طلبتي ـ منذ سنوات خلت ـ بجمع مرويات السلف في التفسير ، وفهرستها ، مما مكننا من معرفة ما فسره كل واحد من الصحابة و التابعين وأتباع التابعين على وجه الدقة . وقد مكننا ذلك من إعداد " موسوعة مرويات السلف في التفسير " لا زلنا ننقحها ونحسنها إلى أن ييسر الله تعالى نشرها ، لتعم الفائدة .
وسنعمل ـ إن شاء الله تعالى ـ على التعريف بهذا العمل العلمي ، ونشر بعضه ، خاصة ما يتعلق بالفهرسة ، و الإحصاء .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/2569)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أرجو منكم الإعانة للتسجيل في قسم الماجستير كتاب وسنة في دولة المملكة العربية
---
أرجو منكم الإعانة للتسجيل في قسم الماجستير كتاب وسنة في دولة المملكة العربية
---
طالب العلم1
02-21-2006, 06:26 PM
أرجو منكم الإعانة للتسجيل في قسم الماجستير كتاب وسنة في دولة المملكة العربية السعودية ... علما أنني متحصل على شهادة الليسانس فقه وأصوله ولله الحمد والمنة, كما أتممت حفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق و شرعت في حفظ صحيح البخاري بإذن الله وفضله ولله الحمد كما انني متحصل على شهادة تقني سامي في الإعلام الآلي :برمجة vb , برمجة المواقع html .php. M flash
أرجو أن يحضى طلبي بالرد السريع من قبلكم وبارك الله فيكم لأنني في عجلة من أمري
---
ابن الجزيرة
02-21-2006, 06:51 PM
حياك الله وإليك هذا الرابط لموقع جامعة أم القرى في مكة المكرمة لعله يفيدك , وعليك بالإتصال على هواتف الجامعات , نسأل الله أن ييسر أمرك وأمر كل مسلم .
---
ابن الجزيرة
02-21-2006, 11:07 PM
عفواً نسيت أن أضع الرابط لك , وهذا هو الرابط http://www.uqu.edu.sa/
---
طالب العلم1
02-21-2006, 11:56 PM
شكرا أخي
---
(1/2570)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لقاء مع طالبة في دورة لحفظ القرآن تجاوز عمرها 80 سنة !!
---
لقاء مع طالبة في دورة لحفظ القرآن تجاوز عمرها 80 سنة !!
---
خالد الباتلي
06-22-2006, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد ورد إلي على البريد هدا اللقاء ، وأحببت نقله إليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
احبتنا في الله ومهاجرينا الكرام في مشروع الهجرة إلى القرآن فيما يلي لقاء مع مهاجرتنا الفاضلة والقدوة الطيبة صاحبة الهمة العالية الاخت/ محبة المسجد .. من اسرة أختنا الحبيبة أمة الله
في مشروع الهجرة الى القرآن الذي تشرف عليه أكاديمية حفاظ الوحيين العالمية www.alwhyyn.net/vb كنا اخبرنا عنها ( هنا ) جزاها الله خيراً على اجراء هذا اللقاء الطيب مع الاخت الكريمة محبة المسجد ونقلها لنا وكي لا نطيل عليكم نترككم مع اللقاء المشرف والممتع مع أكبر طالبة في حفاظ الوحيين ( 81 سنة ) :
س: نود ان نتعرف على الاسم الكريم..؟
ج اسمي عبوش اخوان من مواليد 1925م جنسيتي مغربية ولدي 11 ولدا وكلهم متزوجون
س: ما السبب الذي جعلك تقبلين على حفظ القراًن بعد هذا العمر ؟
ج السبب هو انه كانت لدي ندامة كبرى لانني لم تتح لي الفرصة لولوج عالم الدراسة وتزوجت وانا ابنة 14 سنة وانجبت ابنائي وانشغلت في تربيتهم حتى بلغوا المراد والحمد كلهم متفوقون واريد ان ازيدكم علما انني لم اكن اخرج خارج البيت حتى كبر ابنائي وتزوجوا وبدات ازورهم لقد كان زوجي متشددا جدا معي رحمة الله عليه
س:كم تحفظين من القرآن؟
ج احفظ ولله الحمد سورة الدخان - الكهف - الملك- ياسين- الواقعة-وجزء عم وانا على وشك انهاء سورة البقرة ان شاء الله
س: متى التحقت في حلقة تحفيظ القرآن الكريم؟(1/2571)
ج بدات بالحفظ مند وفاة زوجي رحمه الله وكنت استعمل الاشرطة اما عن التحاقي بحلقة التحفيظ مع الاخت امة الله فكان بعد رجوعي من العمرة وكانت دائما تشجعني على حفظ سورة البقرة .
س: ما الطريقة التي قمت باتباعها في عملية الحفظ؟
ج احفظ في كل صلاة ايتين واررددهما طيلة الوقت حتى دخول الصلاة الموالية وازيد آيتين وفي صلاة العشاء اصلي بعشر آيات هدا ادا كانت آيات قصار اما ادا كن طوال فاقسمهن حسب مقدورتي
س: ما هي أمنياتك التي تتمنين تحقيقها في حياتك ؟
ج مما لا شك فيه ان امنية كل مؤمن هي حفظ كتاب الله والموت على كلمة التوحيد والشهادة .
س: ما هي نظرتك لمحفظتك وكيف ستردين لها هذا الفضل؟
ج انها تعمل كل ما في وسعها معي ومع الاخوات جميعا صراحة كل ما املك هو الدعاء لها ولابنائها واتمنى من العلي القدير ان يؤتيها سؤلها وان يرزقها حسن الخاتمة وان يجازيها على عملها
س *كيف كانت طريقتك في الحفظ؟
ج - قبل ان التقي بالاخت كنت احفظ سطرا سطرا بواسطة الشريط
س *ما الصعوبات التي واجهتك أثناء الحفظ؟
ج - في الحقيقة واجهت صعوبات كثيرة لانني لم اكن اتقن القراءة ابدا ولكن تجاوزت قليلا منها بفضل دروس محو الامية
س *ما أفضل أوقات الحفظ في رأيك ؟
ج - اوقات الحفظ المفضلة لدي هي ما بين العشائين وبعد صلاة الفجر ولا انسى ما بعد كل صلاة
س *توصيات للمبتدئة في الحفظ؟
ج - اوصي الجميع بتحدي كل الصعوبات والمعيقات التي قد تواجهه عند رغبته في الحفظ وخاصة الشيطان اللعين
س - نصيحة توجهينها لمن يريد الحفظ ؟
ج - اوصي كل من اراد الحفظ بشرح الآيات قبل حفظها لان دلك يسهله
س - ومادا تقولين لمن هي في سن الشباب ؟
ج - اوصي الشباب بالتقرب الى الله وحفظ كتابه لان في دلك منفعة لهم في الدنيا والآخرة.
البقية
http://www.alwhyyn.net/vb/showthread.php?p=67518#post67518
نتمنى وجودكم معنا في منتديات حفاظ الوحيين
والله الموفق
---
أريام(1/2572)
06-27-2006, 06:11 AM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الذي نشعر من خلاله اهمية نشر المصاحف والاشرطه القرانية في كل الامصار
فكم من هو حريص وذو همة عالية لحفظ القران لكن لا يجد وسائله
ولقد كان من بين الفائزات في مسابقة الامير سلمان في احدى السنوات فتاة امية من جنوب المملكة حفظت القران كاملا من سماعها للاشرطة وهي ترعى الغنم
فسبحان من وفقها لهذا الخير
---
(1/2573)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيفية ازالة برنامج من الكمبيوتر بالصور
---
كيفية ازالة برنامج من الكمبيوتر بالصور
---
سامي عبدالعزيز
05-30-2006, 04:38 PM
http://absba4.absba.org/pics/xpsp/remove1.gif
http://absba4.absba.org/pics/xpsp/remove2.gif
http://absba4.absba.org/pics/xpsp/remove3.gif
http://absba4.absba.org/pics/xpsp/remove4.gif
---
(1/2574)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طرق تدريس مادة التفسير في المرحلة الجامعية.
---
طرق تدريس مادة التفسير في المرحلة الجامعية.
---
أضواء البيان
08-12-2003, 04:54 PM
من أكثر الأمور التي تستحق الطرح والمناقشة ـ أيضا ـ هي طرق تدريس مادة التفسير في المرحلة الجامعية، والتي غالبا مايُقتصر فيها على القراءة والتعليق أو الإملاء؟؟؟؟
لاننكر أن هذا المنهج هو منهج السلف الصالح والخير كل الخير فيما اختاروه وكانوا عليه.. ولكن..
هناك الكثير من الأمور التي تؤثر على عطاء المدرس وتحصيله وتحصيل الطلبة وتفاعلهم باعتماده على هاتين الطريقتين..
نرجو من كل من كانت له تجربة ناجحة في هذا المجال أن يطرحها هنا مع كتابة النتائج التي توصل إليها من خلال هذه التجربة ، سواء كانت على مدرس المادة من الناحية العلمية والعملية أو على الطلبة..
---
(1/2575)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (3)
---
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (3)
---
د. أبو عائشة
06-06-2006, 10:55 PM
3. التقابل والتماثل :
أ- التقابل :
كان للتقابل في القرآن الكريم دور كبير وحضور بارز في تكثيف الصور وإظهارها من خلال مقابلها وكما يقال ( وبضدها تتميز الأشياء ) ، فحين نأخذ التقابل الموجود في سورة الضحى مثلاً نجده يأتي لافتاً إلى صورة مادية مدركة وواقع مشهود توطئة ً بيانية لصورة أخرى معنوية مماثلة غير مشهودة ولا مدّركة ، فالقرآن الكريم في قَسَمِهِ بالصبح إذا أسفر وإذا تنفس والنهار إذا تجلى والليل إذا عسعس وإذا يغشى وإذا أدبر ، يجلو معاني من الهدى والحق أو الضلال والباطل بماديات من النور والظلمة ، وهذا هو البيان للمعنوي بالحسي كما تقول بنت الشاطئ (( 1 )) ، وقد تنبه الرازي قديماً إلى مثل هذا حين قال متحدثاً عن قوله تعالى : ( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى )( الضحى : 1 - 3 ) : كأنه تعالى يقول : انظر إلى جوار الليل مع النهار لا يسلم أحدهما عن الآخر بل الليل تارةً يَغلب وتارةً يُغلب ، فكيف تسلم عن الخلق ، فمرةً تزداد ساعات الليل ومرةً تزداد ساعات النهار ، ومرةً بالعكس . فلا تكون الزيادة ولا النقصان لقلى بل لحكمة وكذا الرسالة وإنزال الوحي بحسب المصالح ، فمرةً إنزال ومرةً حبس فلا كان الإنزال عن هوى ولا كان الحبس عن قلى (( 2 )) وكذلك تنبه ابن القيم إلى مثل هذا حين قال ( فتأمل مطابقة هذا القسم وهو نور الضحى الذي يوافي بعد ظلام الليل للمقسم عليه وهو نور الوحي الذي وافاه بعد احتباسة ) (( 3 )) ، وذهب محمد عبده إلى قريب هذا إذ ذهب إلى أن في القسم إشارة إلى أنَ ما كان من سطوع الوحي على قلبه أوّل مرة بمنزلة الضحى تقوى به الحياة وتنمو الناميات وما(1/2576)
عرض بعد ذلك فهو بمنزلة الليل إذا سكن لتستريح فيه القوى ولتستعد فيه النفوس لما يستقبلها من العمل (( 4 )) ، فهناك إذن تقابل بين صورٍ حسية كل منها يقابل صوراً معنوية ، فالتقابل في سورة الضحى صورة مادية وواقع حسي يشهد به الناس في كل يومٍ تألق الضوء في ضحوة النهار ، ثم فتور الليل إذا سجا وسكن دون أن يختل نظام الكون أو يكون في توارد الحالين عليه ما يبعث على إنكارٍ بل دون أن يخطر على بال أحدٍ أن السماء قد تخلت عن الأرض أو أسلمتها إلى الظلمة والوحشة بعد تألق الضوء في ضحى النهار ، فأيّ عجبٍ في أن يجيء بعد أنس الوحي وتجلي نوره على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مدّة سكونٍ يفتر فيها الوحي على نحو ما نشهد من الليل الساجي يوافي بعد الضحى المتألق (( 5 )) . هذه العلاقات في التقابل هي ما وضحه أحد الباحثين لما ذهب إلى أن الدلالات الناتجة من التقابل تمر بمرحلتين متصلتين : الأولى هي الدلالة الناتجة من أطراف التقابلات والتخالفات والتماثلات ، وهي دلالة محصورة في مفرداتها ، ويمكننا كما يقول أن نطلق عليها الدلالة الاستدعائية ، أما المرحلة الثانية فهي الدلالة الناتجة عن علاقة وحداتها بالسياق الكلي الذي وقعت فيه ، ويمكننا أن نسمي هذه المرحلة بالدلالة السياقية ، ومن خلال هاتين المرحلتين نستطيع أن نخرج بدلالات حقيقية لها في النص المدروس ، فالوحدات التعبيرية إذن هي الأساس الذي يمكننا أن ننطلق منه لتحديد الدلالات الاستدعائية ومن ثم نتجه إلى السياق للكشف عن شبكة العلاقات التي يفرضها السياق بالتواصل مع الوحدات التعبيرية لينتج بالتالي الدلالات السياقية (( 6 )) ، قال تعالى : ( هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيءٍ قدير .. )( الحديد : 3 ) فهنا نوعٌ من المقابلة يرد في القرآن ، ظاهرعلاقة بناه التضاد غير أن هذا التضاد ليس علاقة تبرز بها صفة أحد المتقابلين ، وإنما ظاهر التضاد هنا يشكل كمالاً في الصفة(1/2577)
، فكأنه هنا من باب ( جمع النقيضين ) فهذه صفات تكمل إحداهما الأخرى ، فـ ( الظاهر خلاف الباطن ، فالله ظاهر باطن ، هو باطن لأنه غير مشاهد كما تشاهد الأشياء المخلوقة عزّ عن ذلك وعلا ، وهو ظاهر بالدلائل الدالة عليه وأفعاله المؤدية إلى العلم به ومعرفته فهو ظاهر مدرك بالعقول والدلائل ، وباطن غير مشاهد كسائر الأشياء المشاهدة في الدنيا عزَ وجلّ عن ذلك) (( 7 )) ، وفي تقابل هذه الأسماء الأربعة تكامل من حيث علاقاتها الضدية فيما بينها ، إذ إن مدارها ( على الإحاطة ، وهي تنقسم إلى قسمين زمانية ومكانية ، فأحاطت أوليتهِ بالقبل وأحاطت آخريته بالبعد وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكلِ ظاهرٍ وباطن فما من ظاهرٍ إلا والله فوقه وما من باطنٍ إلا والله دونه فالأول قِدمُهُ والآخر بقاؤه ودوامه ، والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه .... ) (( 8 )) ، ولأجل إرادة هذه المعاني على التقابل في ذاتٍ واحدةٍ عُطِفَتْ ، لأن الظاهر في الصفات ألا يعطف بعضها على بعض لاتحاد محلها ، وأن الصفة تجري مجرى الموصوف ، لذلك قلما تعطف صفات الله تعالى بعضها على بعض كما يقول ابن الزملكاني وذكر: أما الآية في سورة الحديد فلأن الأسماء فيها متضادة المعاني في أصل موضوعها ، فعُطفت لرفع التوهم عمن يستبعد ذلك في ذاتٍ واحدة لأن الشيء الواحد لا يكون ظاهراً وباطناً من وجهٍ واحدٍ ، فكان العطف هنا أحسن ، فإذا قُصدَ التناقض في الأحوال قيل ( هذا قائمٌ قاعدٌ ) بغير واو بخلاف ما تقدم لأن تلك الصفات في حكم الصفة الواحدة لانتفاء المضادة بينها (( 9 )) ، وأغلب سورة الحديد بُني على المقابلة كما في قوله تعالى : ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها )( الحديد : 4 ) وعلى الشكل الآتي :
دخول ـــــــــــــــ يعلمُ ما يلج ---- تماثل ---- وما ينزل ـــــــ نزول
دخول ــــــــــــــــ في ---- تضاد --- من ـــــــــــــــــــــ نزول(1/2578)
دخول ـــــــــــ الأرض ---- تضاد ---- السماء ـــــ نزول
خروج ـــــــــــ وما يخرج ---- تماثل ---- وما يعرج ــــــــ صعود
خروج ـــــــــــ منها ---- تضاد ---- فيها ـــــــــــ صعود
ومن ذلك قوله تعالى في السورة نفسها : ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) ( الحديد : 6 ) وفي هذا تصوير في غاية الدقة ؛ إذ لا يصح أي تعبير غير التقابل في رسم هذه الصورة إذ إن النهار والليل موجودان على الأرض دائماً في الوقت نفسه ، وغروب الشمس على جزءٍ منها لا يعني غير شروقها على جزءٍ آخر ، فدخول الليل في النهار يقابله قطعاً دخول النهار في الليل في الجزء المقابل ولولا هذه المقابلة لانعدمت هذه الدقة في الوصف ، يؤكد هذا قوله تعالى : ( وكم من قريةٍ أهلكناها فجاءها بأسنا بياتاً أو هم قائلون )( الأعراف : 4 ) ، وقوله تعالى : ( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون )(الأعراف 97 – 98) ذلك أن العذاب حين يأتي على الناس جميعاً يكون بعضهم في جزء من الأرض والبعض في الجزء الآخر ؛ فيكون بعضهم في نهارٍ وبعضهم في ليلٍ .
ولعل من أهم الميزات اللغوية في المقابلة أن البنيتين المتقابلتين غالباً ما تستخدم النمط البنائي ذاته لحمل القارئ على التنبه لها كما في المقابلة الآتية من سورة الحديد نفسها( 7 – 11 ) :
آمنوا بالله فالذين آمنوا ... وما لكم لا تؤمنون ....
وأنفقوا .... وأنفقوا ...... وما لكم ألا تنفقوا ......
وقد يؤتى في التقابل بمغايرة أسلوبية لإحداث نوعٍ من المفارقة تُنبه إلى اختلاف بين المشهدين المصورين كما في المقابلة الآتية في سورة الحديد 10 :
لا يستوي منكم ـــــــــــــــــــــ تماثل ـــــــــــــــــــــ أولئك أعظم درجة
من أنفق ـــــــــــــــــــــ تماثل ـــــــــــــــــــــ من الذين أنفقوا
من قبل الفتح ـــــــــــــــــــــ تضاد ـــــــــــــــــــــ من بَعدُ(1/2579)
وقاتل.. ـــــــــــــــــــــ تماثل ـــــــــــــــــــــ وقاتلوا
(( إفراد )) ........................................... (( جمع ))
فيُلاحظ أن الحديث عمن أنفق بعد الفتح وقاتل تحوَّل إلى الإخبار عن الجماعة في حين كان الحديث عنهم قبل الفتح بصيغة الإفراد في الوقت الذي كانت الأفضلية والخيرية لمن فعل ذلك قبل الفتح والسبب في ذلك - والله أعلم - أن الحاجة إلى مثل هؤلاء كانت شديدة قبل الفتح لأن الاختبار كان أكبر ولأن المسلمين كانوا قلةً ، فناسب ذلك أن يؤتى بالإفراد في الإخبار عنهم وعكسه فيما بعد حين قويَ الإسلام ودخله الناس أفواجاً ، بل لعل هذه المغايرة الأسلوبية كانت إشارةً إلى ذلك .
والمقابلة قد تصبح موجهاً إلى الدلالات الهامشية للفظة على وجه الاستدعاء كما في قوله تعالى : ( ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزّل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ، إعلموا أنّ الله يحيي الأرض بعد موتها ، قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) ( الحديد : 16 - 17 ) فالتقابل هنا على الشكل الآتي :
تخشع قلوبهم ـــــــــــــــــــــ يحيي الأرض ــــــــــــــــــــ الإيمان = الحياة
فقست قلوبهم ـــــــــــــــــــــ موتها ـــــــــــــــــــــ الكفر = الموت(1/2580)
إن المقابلة هنا تمثل موجهاً لاستدعاء دلالات المفردة الهامشية ، ويعين المطلب السياقي الذي وضعت له هذه المفردة ، والنظر إلى المفردة من غير فهمٍ لعلاقتها التقابلية سيبتر المعنى الدقيق لها والذي اكتسبته من التقابل ، ويضعها وعلى السواء مع أي مفردةٍ أخرى مرادفة لها ، فقد فسِّرت ( تخشع ) بـ ( تذلّ وتلين ) (( 10 )) ، وكيف يمكن أن يقابل الذل معنى الحياة ليكون مشيراً إلى الإيمان على وجه الاستدعاء من التقابل ، فهذه المعاني التي ذكرها القرطبي لا تصلح أن تكون بديلاً لهذه اللفظة لأنها ببساطة غير صالحة لأن تأخذ موضعها التقابلي الذي جعل من ( تخشع ) متضمنة لمعنى الحياة المعاكسة للموت والله أعلم .
د.عامر مهدي صالح
استاذ البلاغة والنقد في جامعة الأنبار
(1) ينظر : التفسير البياني 1 / 25 – 26 .
(2) ينظر : تفسير الرازي 30 / 420 .
(3) التبيان في أقسام القرآن 72 .
(4) ينظر : الأعمال الكاملة لمحمد عبده 5 / 95 .
(5) ينظر : التفسير البياني 1 / 26 .
(6) ينظر : التقابل والتماثل في القرآن الكريم 286 .
(7) اشتقاق أسماء الله الحسنى 232 .
(8) مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية 40 ، وينظر : شرح العقيدة الواسطية 29 .
(9) ينظر : التبيان في علم البيان 129 – 130 .
(10) تفسير القرطبي 17 / 248 .
---
(1/2581)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن منهجية كتابة بحث (استدراكات مفسرٍ ما على من سبقه من المفسرين ؟
---
سؤال عن منهجية كتابة بحث (استدراكات مفسرٍ ما على من سبقه من المفسرين ؟
---
زكرياء توناني
12-15-2006, 11:22 AM
عند عمل بحث معين حول مفسر من المفسرين ...... في استدراكاته على غيره ............... جمع ودراسة
ما هي الخطوات المنتهجة في هذه الدراسة ؟؟ أو : ما هي الخطوات المتعبة في الدراسة ؟؟
---
مساعد الطيار
12-15-2006, 01:04 PM
أخي الكريم زكريا
لعلي أبحث لك عن خطة بحث في استدراكات مفسر لتستفيد منها .
وإذا كان عند أحد الإخوة خطة بحث على هذا المنهج ، فلعله أن يفيد بها أيضًا .
---
روضة
12-15-2006, 01:46 PM
ليس عندي خطة بحث، ولكن خطوات أرجو أن تكون فيها فائدة:
أرى أنه لا بد أولاً من إعطاء فكرة عامة عن كلا المفسرَين ـ المستدرِك والمستدرَك عليه ـ، وبيان منهجيهما بشكل موجز، والاتجاه البارز في تفسيريهما.
ثم جمع المسائل المتشابهة التي تم استدراكها وتصنيفها في مجموعات، مثلاً: استدراكات عقدية، لغوية، ...
وعرض رأي كلا المفسرين في المسألة، ومناقشة الرأيين، مع الاستشهاد والاستعانة بآراء المفسرين الآخرين.
ويمكن ختم البحث ببيان أسباب الاستدراك والاختلاف كما يراها الباحث، هل هو اختلاف في المنهج والأسلوب، أم اختلاف ثقافة وفكر، أم اختلاف عقدي، أم فقهي . . . إلخ.
---
زكرياء توناني
12-15-2006, 05:14 PM
جزاكما الله خيرا ........
بالنسبة لجواب الأخت روضة ، فإني أريد أن أحدد السؤال أكثر : و هو استدراكات مفسر معين على من قبله ، وليس واحدا بعينه ، بل هم كثير فما المنهجية المتبعة .....
والبحث الذي أقصده : استدراكات الثعالبي على المفسرين - جمع ودراسة ، فهل هذا الموضوع طُرق من قبل ؟؟(1/2582)
والشكر موصول للأستاذ الدكتور مساعد الطيار على اهتمامه ......
---
زكرياء توناني
12-16-2006, 11:14 AM
للرفع
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 01:08 PM
هاتان خطتان لموضوعين في استدراكات مفسرٍ على مفسرٍ سابق :
كتب الباحث الفاضل الأستاذ الدكتور شايع بن عبده الأسمري ، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد رسالته للدكتوراه بعنوان : استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره . وقد نوقشت هذه الرسالة عام 1417هـ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة . وهذه خطة بحثه .
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة ، وقسمين ، وخاتمة.
القسم الأوّل: تكلم فيه عن الإمامين الطبري وابن عطية وكتابيهما في التفسير ، وفيه ثلاثة فصول:
- ترجمة موجزة للإمام الطبري .
- ترجمة موجزة للقاضي ابن عطية.
-عقد مقارنة بين جامع البيان والمحرر الوجيز.
القسم الثاني : خصصه لاستدراكات ابن عطية ، عرضها مرتبة على نسق ترتيب السور والآيات في المصحف.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها ، ملخصها :
أن عدد استدراكات ابن عطية على الطبري بلغت (208) استدراكاً أكثرها وارد على الإمام الطبري، ويترجح فيه قول ابن عطية، وغالبها في مسائل خلافية بين العلماء، وقد جاءت متنوعة في التفسير واللغة والفقه والعقيدة والحديث وتوجيه القراءات ، وأوردها ابن عطية بأدب وابتعد عن عبارات التجريح غالباً، وشارك ابن عطية في طائفة من استدراكاته غيره من العلماء.
[line]
وكتب الباحث الغاني أحمد عمر عبدالله رسالته للدكتوراه بعنوان : استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره ، ونوقشت هذه الرسالة في نفس الجامعة عام 1405هـ . وهذه خطة البحث :
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وثلاثة أبواب، وخاتمة.
الباب الأوّل: ترجمة ابن جرير الطبري –رحمه الله ، تفسير ابن جريرومنهجه فيه.(1/2583)
الباب الثاني: ترجمة ابن كثير –رحمه الله- ، تفسير ابن كثير ومنهجه فيه، المقارنة بين التفسيرن.
الباب الثالث:عرض استدراكات ابن كثير على ابن جرير مرتبة على نسق ترتيب السور والآيات في المصحف ومناقشتها مع ذكر الأدلة والترجيح.
وفي الخاتمة ذكر الباحث ملخصاً لرسالته ، وبين أن استدراكات ابن كثير على ابن جرير تنقسم قسمين:
القسم الأوّل: استدراكات على متن الأحاديث والآثار وأسانيدها.
القسم الثاني: استدراكات تتعلق بمعاني الايات وتفسيرها.
ولاحظ أن ابن كثير اعتمد كثيراً على ابن جرير، وأثنى عليه واستشهد باختياراته وأقواله في التفسير ، وذلك ثقة منه بعلمه وأمامته.
[line]
وأما الثعالبي فلستُ أدري عن حجم استدراكاته على من سبقه من المفسرين ، فتفسيره ليس من عمد كتب التفسير ، ونظري في هذا الكتاب ليس كثيراً يؤهلني للقطع بالحكم عليه الآن ، إلا إنه قد كتب في دراسة منهجه في التفسير ولا أظن الباحث الذي درسه من قبل أو الباحثين يغفلون مثل هذه الاستدراكات فلا يدرسونها ، فلعلك تتأكد من المادة العلمية لديه أولاً ، ثم من عدم طرقها وبحثها ثانياً حتى لا يذهب عليكم الجهد وفقك الله ونفع بكم .
ولأحد الزملاء في قسم العقيدة بحث عن الجانب العقدي في تفسير الثعالبي .
---
زكرياء توناني
12-16-2006, 02:09 PM
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري ، بقي عندي أسئلة :
1 - الذي نقلتموه هو استدراك مفسر على مفسر ، فإذا أراد الباحث عن يبحث عن استدراكات مفسر على عدة مفسرين ، فهل يسلك نفس الطريق ، بحيث إنه يجمع هؤلاء المستدرَك عليهم ويبين مناهجهم جميعا ؟ أو هناك طريقة أخرى ؟
2 - تفسير الثعالبي مختصر ، وأغلبه ينقله من تفسير ابن عطية كما نص عليه ، وإذا قال ( ت ) فيعني : قلت ، و هو غالبا ما إذا قال ( ت ) فهي استدراكات ، ولما بدأت في قراءته ظهرت لي استدراكات كثيرة منه على من قبله سواء كان ابن عطية أو غيره .....(1/2584)
فما رأيكم في عمل هذا البحث ؟؟
3 - بينتم حفظكم الله المنهجية العامة للبحث ككل ، وانا أريد أن أتعرف عن طريقة الدراسة بخصوصها ، بحيث أن الطالب إذا جمع هذه الاستدراكات ، ثم كيف يدرس كل استدراك ؟؟
ومعذرة على عدم التوضيح في السؤال الأصلي ...
ملاحظة : يوجد من بين منهج الثعالبي في التفسير في رسالة ماجيستير أو دكتوراة باليمن لكن لا أدري هل جمع الاستدراكات ودرسها أولا .
ثم هل يوجد من تقترحون جمع استدراكاته ودراستها ، فإن هذه الفكرة أخذتها من أحد أعضاء الملتقى ، حيث طرح موضوع ( استدراكات الطاهر بن عاشور على المفسرين ) .....
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 02:39 PM
وفقك الله وأحيل سؤالكم هذا لأخي الكريم نايف الزهراني فليتفضل مشكوراً بالجواب بارك الله فيه فهو حديث عهد بدراسة استدراكات السلف في التفسير .
---
أبو بيان
12-16-2006, 10:07 PM
أخي زكريا وفقك الله
حدد أولا مرادك بالاستدراك, ثم احصر استدراكات الثعالبي بناء على تعريفك, فإذا وجدت مادة جديرة بالبحث وذات قيمة علمية فَصَّلنا سويَّاً خطة بحث تستفيد منها إن شاء الله تعالى.
ولعلك تسمو بطرفك إلى ما فوق تفسير الثعالبي ممن تقدمه من أئمة التفسير؛ فهناك تجد مبتغاك بلا عناء, فانظر مثلاً: تفسير الثعلبي والسمعاني وأبي حيان ونحوهم من المتقدمين.
---
زكرياء توناني
12-17-2006, 10:27 AM
جزاكم الله خيرا ولعلكم تراجعون الخاص
---
(1/2585)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة متفرقة في فهم بعض الآيات ؟
---
أسئلة متفرقة في فهم بعض الآيات ؟
---
محمد المطيري
02-04-2007, 02:06 PM
هذه مجموعة من الأسئلة والإشكالات التي امتلأت بها صفحات نفسي واحببت ان اعرضها على اخوتي لعلي اجد لها جوابا
1)ماذا يسمى ما نسخ من القرآن كقوله تعالى(والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم),وهل فيه إعجاز؟
2
)قال الله عزوجل بعد ان ذكر إهلاك قوم لوط في سورة العنكبوت {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }العنكبوت35
فهل يلزم من هذا ان تكون تلك الآية محسوسة وموجودة في عصرنا؟وهل يصح ان يستدل بها على ان ديار قوم لوط هي مكان البحر الميت كما هو مشهور؟
3)قال تعالى {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257 ما النور والظلمات للمؤمنين وما النور والظلمات للكفار؟
4)دعا زكريا ربه مرارا وتكرارا وحين استجاب الله دعائه {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً }مريم8 فما هذا من زكريا ؟ولم طلب ان يجعل الله له آية بعد هذا؟
5)حين تولى يوسف عليه السلام وزارة المال وصار عزيزا لماذا لم يأمر صبيانه بأن يحضروا اباه بدل ان يأخذ اخيه فبفعله هذا زاد هم ابيه حتى ابيضت عيناه وحزن وتألم؟
ارجو ان يحاول الجميع التماس المعاني والله الموفق والهادي
و للحديث بقية...
---
محمد المطيري
02-07-2007, 03:31 PM(1/2586)
حين كتبت هذا فانه قد قرأ الاسئلة 53 قارئ ولم يضع واحد منهم اي اجابة والله المستعان!!
---
محمد المطيري
02-08-2007, 03:30 PM
وما زلت انتظر محاولاتكم فلا تبخلوا
---
العبادي
02-08-2007, 06:14 PM
أخي الحبيب محمد..
لا أظن أن إحجام الإخوة صادر عن بخل أو تهاون..
إنما هم بين اثنين:
* جاهل بما يجيبك به
* أو معتقد أن بإمكانك أن تجد الإجابة بنفسك لو بحثت
وأظن الثاني هو الأكثر
فما أحسن أن يبحث الإنسان عن المسألة بنفسه، وينقب عنها، حتى إذا وجدها جمع بين الفرحة أولاً بما ظفر به، ثم بتثبيتها في نفسه، فكم من المسائل التي يسأل عنها الشخص ثم ينسى إجابتها، أما ما وصل إليه بنفسه فقلّما يُنسى!
وكتب علوم القرآن والتفسير زاخرة بما سألت عنه وغيره، والتمثيل عليها لا يسعه المقام.
وفقك الله لكل خير، وجمعنا بك على الخير دائما
---
سلسبيل
02-09-2007, 03:41 PM
1)ماذا يسمى ما نسخ من القرآن كقوله تعالى(والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم),وهل فيه إعجاز؟2
هذا نسخ التلاوه مع بقاء الحكم
انظر الرابط التالي :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=25&highlight=%C7%E1%E3%CC%E1%D3+%C7%E1%CE%C7%E3%D3
---
عبدالرحمن الشهري
02-09-2007, 09:01 PM
الأخ الكريم محمد المطيري وفقه الله
قد طبعت أسئلتك منذ قرأتها أول مرة ، وكتبت أجوبة عن بعضها بخط يدي في أوراق على مكتبي ، على أمل أن أحررها ثم أضعها بين يديك ، لكن كثرة الصوارف أخرتني قليلاً فلعلك تقرأ ما أعتبره مدارسة لا أجوبة حول هذه الخواطر التي طرحتموها بارك الله فيكم . فاصبر رعاك الله ونفعنا جميعاً بالعلم ، وما أحسبك إلا طالبَ علمٍ نابهاً حريصاً متدبراً لكلام الله .
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 10:05 AM
1- ماذا يسمى ما نسخ من القرآن كقوله تعالى(والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم), وهل فيه إعجاز ؟(1/2587)
يسمى هذا النوع : نسخ التلاوة مع بقاء الحكم .
فحكم رجم الزاني المحصن باقٍ ، وليس مقيداً بوصف الشيخوخة وإنما يرجم الزاني المحصن سواء كان شيخاً أو شاباً ، وإنما ذكر وصف الشيخوخة لاستبشاعه منه ، وقلة الداعي إليه .
وأما سؤالك عن : هل في هذا النوع من القرآن الكريم إعجاز فالجواب : نعم ؛ لأنه كسائر القرآن الكريم من حيث اللفظ ، إلا أن معرفة وتتبع وجه الإعجاز في نظمه لم تستوقف العلماء - فيما أعلم - لأسباب :
1- أن العبرة في هذا النوع بمعناه الباقي ، لا بلفظه المنسوخ .
2- أن أمثلته قليلة لم تزد على الآية الواحدة كهذه الآية ، وأعني أنه لم يحفظ نسخ تلاوة عدد من الآيات المتتالية مع بقاء حكمها . مما يدفع الباحثين إلى البحث في وجه الإعجاز في نظمها لأن التحدي وقع بسورة من القرآن ، وأقل آيات أقصر السور هو ثلاث آيات . والله أعلم .
قال الله عزوجل بعد ان ذكر إهلاك قوم لوط في سورة العنكبوت {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }العنكبوت35 فهل يلزم من هذا ان تكون تلك الآية محسوسة وموجودة في عصرنا؟وهل يصح ان يستدل بها على ان ديار قوم لوط هي مكان البحر الميت كما هو مشهور؟
بعض المفسرين يذهب إلى أن هذه الآية البينة التي تركها الله هي (عُفُوُّ آثارهم، ودروس معالمهم) كما ذهب إلى ذلك الطبري ، فيكون إهلاكهم وتدميرهم وذهاب أي أثر لهم هو تلك الآية التي عناها الله في الآية .
في حين ذهب بعض المفسرين إلى أن هذه الآية البينة التي تركها الله علامة على إهلاك قوم لوط هي بقايا الحجارة التي أهلكهم الله بها ، ولهذا قال : { وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً } أي: واضحة . ومما يدل على بقاء وظهور هذه الآية أن الناس يرونها كلما مروا عليها كَمَا قَالَ تعالى { وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ } [الصافات: 137، 138] .(1/2588)
ويشير إلى هذا ابن عاشور بقوله :(ويجوز أن تكون ( من ) للابتداء ، أي تركنا آية صادرة من آثارها ومعرفة خبرها ، وهي آية واضحة دائمة على طول الزمان إلى الآن ولذلك وصفت ب { بينة } ، ولم توصف آية السفينة ب { بينة } في قوله { وجعلناها ءاية للعالمين } [ العنكبوت : 15 ] ، لأن السفينة قد بليت ألواحها وحديدها أو بقي منها ما لا يظهر إلا بعد تفتيش إن كان .
ويجوز جعل ( من ) اسماً بمعنى بعض على رأي من رأى ذلك من المحققين ، فتكون ( من ) مفعولاً مضافاً إلى ضمير ( قرية ) . .. والمعنى : ولقد تركنا من القرية آثاراً دالة لقوم يستعملون عقولهم في الاستدلال بالآثار على أحوال أهلها ، وهذه العلامة هي بقايا قريتهم مغمورة بماء بحيرة لوط تلوح من تحت المياه شواهد القرية ، وبقايا لون الكبريت والمعادن التي رجمت بها قريتهم وفي ذلك عدة أدلة باختلاف مدارك المستدلين )
وأما الاستدلال بالآية على أن ديار قوم لوط هي مكان البحر الميت فهذه الآية وغيرها من الآيات الواردة في القرآن عن قوم لوط عليه السلام لا تدل على مكان قوم لوط ، ولم يذكر الله مكانهم في أي موضع من القرآن ، وإنما يأتي تحديد مواطنهم في بعض الروايات التاريخية وبعض الإسرائيليات ، ولذلك فلا يمكن الاستدلال بالآية على تحديد موطنهم .
قال تعالى {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257 ما النور والظلمات للمؤمنين وما النور والظلمات للكفار؟(1/2589)
معنى هذه الآية الكريمة أن الله متولى شؤون المؤمنين وناصرهم ، يخرجهم من ظلمات الشكِّ والحيرة إلى نور الحق والاطمئنان ، والكافرون بالله تستولى عليهم الشياطين ودعاة الشر والضلال ، فهم يخرجونهم من نور الإيمان الذى فطروا عليه والذى وضح بالأدلة والآيات إلى ظلمات الكفر والفساد .
دعا زكريا ربه مرارا وتكرارا وحين استجاب الله دعائه {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً }مريم8 فما هذا من زكريا ؟ولم طلب ان يجعل الله له آية بعد هذا؟
الذي يبدو لي من سؤال زكريا أنه سؤال تعجب ممزوج بالفرح والسرور باستجابة الله سبحانه وتعالى لدعائه ، وهي حالة بشرية تتملك الإنسان إذا رأى أمنيته تتحقق أمام عينيه ، وليس هذا السؤال من زكريا عليه الصلاة والسلام من باب الإنكار ، وهو الموقن باستجابة دعائه . ألم تسمع قوله :(ولم أكن بدعائك رب شقيا) . أي أنك يا رب عودتني منك على الرحمة واستجابة الدعاء فاستجب دعائي هذا . وقصته معروفة وتفاصيلها في سورة آل عمران وسورة مريم لا تخفى عليكم وفقكم الله .
وأما طلبه الآية فهي من باب قوله تعالى :(ولكن ليطمئن قلبي) كما حدث مع إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، والمقصود بالآية هنا العلامة بين زكريا وبين ربه ، يعرف بها زكريا عليه السلام بدء حمل زوجته ، وعلوق الجنين في رحمها ، لأن ظهور علامات الحمل على ظاهرها تتأخر عن ذلك ، وقد جعل الله له علامة في قوله (ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا) أي : علامة بدء حمل زوجتك بيحيى هي أنك لا تقدر على الكلام ثلاثة أيام متتالية دون أن يكون ذلك لمرض أو عاهة تصيبك ، وإنما علامة من الله لك .
حين تولى يوسف عليه السلام وزارة المال وصار عزيزا لماذا لم يأمر صبيانه بأن يحضروا أباه بدل أن يأخذ أخاه فبفعله هذا زاد هم أبيه حتى ابيضت عيناه وحزن وتألم ؟(1/2590)
هذه خاطرة تتبادر إلى أذهان كثيرين ، وقد سئلتُ عنها مراراً ، ووقعت في نفسي من قبلُ مراراً ، لكنني لم أجد جواباً ، فالله أعلم بسبب فعل يوسف عليه السلام هذا ، هل كان هو أفضل الحيل للوصول إلى أبيه بعد ذلك ، أم أن في القصة تفاصيل لم تذكر يكون فيها الجواب عن هذا التساؤل ، ولعل في تأملات الإخوة ما يدل على الجواب .
---
محمد المطيري
02-11-2007, 12:10 PM
اخي العبادي الحبيب
اشكرك على حرصك ونصحك لكن لا يخفى على مثلكم حفظكم الله انه ليس كل من سأل سؤالا فانه يجهل جوابه او (لم يبحث له عن إجابة)خصوصا ان اكثر اسئلتي الخمس الماضية واللاحقة باذن الله انما هي التماسات وخواطر قل ما يجدها باحث وقد تقول لي عن سؤال القرآن المنسوخ فاجيبك قبل ان تسأل باني في هذا السؤال بالذات قد خانني تعبيري وسأعيد صياغته واطرحه في وقت لاحق باذن الله
شيخي عبدالرحمن
بارك الله فيك ونفع الله بعلمك واعدك في المرات القادمة باذن الله اني سأهتم بتعميق السؤال اكثر ليناسب ان تجاوب عليه وبالتأكيد اني لن انسى صياغته بلغة افضل وافصح واصح والله المعين
---
جمال أبو حسان
02-11-2007, 12:56 PM
فيما يتعلق بالنسخ المسمى نسخ التلاوة لعل احسن من كتب فيه فيما اعلم اثنان الاول مصطفى زيد في كتابه النسخ في القران والثاني علي حسن العريض في كتابه فتح المنان في نسخ القران وانا لا ارى ان هذا من القران المنسوخ وليس فيه اي شيء من الاعجاز وذلك بعد ان يسمح لنا شيخنا الكبير الشيخ عبد الرحمن الشهري بمخالفته والا فلا
واما البحر الميت فليس هو مكان قوم لوط ويحسن ان يراجع كتاب اطلس القران فان فيه فوائد كثيرة تخص هذا الموضع وغيره
واما قصة يوسف فالذي يبدو لي ان هذا الترتيب انما هو من وحي الله تعالى والا فهل تليق الغفلة عن الوالد كل هذه السنين حتى يذهب بصره لولا ان في الامر شيئا خفيا اراده الله ولم يطلعنا عليه
هذا ما خطر بالبال ولعل الايام تسمح بالمزيد(1/2591)
واقبلوا تحياتي
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2007, 11:57 PM
وذلك بعد ان يسمح لنا الشيخ عبد الرحمن الشهري بمخالفته والا فلا
حياكم الله يا أبا محمد وحيا الله تعقيباتكم العلمية النافعة ، وما لي لا آذن وأنا أول المستفيدين وفقكم الله ؟ سأنتظر بشوق ما تكتبونه حول هذا الموضوع فما نحن إلا طلاب علم.
وأما أخي الكريم محمد المطيري فما لمستُ من أسئلتكم إلا الأدب والبحث عن الحق والعلم ، وإنما اعتذرنا بكثرة الصوارف لا بعدم مناسبة الأسئلة بارك الله فيكم .
---
(1/2592)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات في علوم القرآن (1) العموم والخصوص
---
نظرات في علوم القرآن (1) العموم والخصوص
---
مساعد الطيار
05-18-2003, 01:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
علوم القرآن من العلوم التي لم تنضج بعد ، ولا زالت بحاجة إلى إعادة نظر ، وإضافة ونقد وتحرير . وسأذكر في هذه السلسلة المباركة إن شاء الله طروحات تتعلق بهذا الموضوع ، وستكون موضوعات متفرقة غير مرتبة ، وسأطرح منها حسب ما يتيسر لي من الوقت في الكتابة فيه ، وقد كنت أتمنى لو أسير على تصنيف السيوطي في الإتقان ، وأذكر تحت كل موضوع يطرحه تلخيصًا لما يطرحه ، ثم أطرح ما في جعبتي من تتميم واستدراك ونقد ، لكن هذا يتطلَّب وقتًا لا أراه بين يدي الآن ، وعسى الله أن ييسِّر لي ذلك مستقبًلا ، إنه سميع مجيب .
وقبل الحديث عن هذه الموضوعات أذكر أنَّ من أبرز ما يحتاج إلى تجديد في هذا العلم :
[line]
الأولى : تحرير تأثر الكتابة في هذا العلم بما تحررت كتابته في العلوم الأخرى .
الثانية : حاجة هذا العلم إلى التجديد من جهة تحرير مصطلحاته بناءً على استقراء أمثلة الموضوعات في كلام السلف وتفاسيرهم .
الثالثة : وضع كشاف للنصوص الواردة عن السلف يكون مفهرسًا فهرسة موضوعية ، بحيث يورد فيه كل الجزئيات المذكورة في كلام السلف حسب الموضوعات الدقيقة الجزئية الواردة في نصوصهم ، وهذا العمل ـ لو تَمَّ ـ فإنه نفيسٌ جدًّا ، وهو مما يفيد الباحثين في موضوعات علوم القرآن .
[line]
وسأطرح أمثلة تتعلق بالنقطة الأولى والثانية في الموضوعات التي ألقيها في هذه السلسلة ، أما المسألة الثالثة ، فأطرح فكرتها هنا ؛ لأنها لن تمرَّ في هذه الموضوعات المطروحة :مثال :(1/2593)
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : » لما نزلت : (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) قلنا : يا رسول الله ، أينا لا يظلم نفسه ؟.
قال : ليس كما تقولون : (لم يلبسوا إيمانهم بظلم ) : بشرك ، أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه : (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) « .
يمكن فهرسة الموضوعات الموجودة في هذا الأثر على شكل الفوائد الآتية :
1 ـ أن الصحابة إذا أشكل عليهم شيء من القرآن سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم . ( مشكل التفسير عند الصحابة ) .
2 ـ أن الصحابة كانوا يجتهدون في فهم المعنى ، فإذا أشكل عليهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهاهم عن سلوك هذا السبيل ، بل أرشدهم إلى معنى الآية . ( اجتهاد الصحابة في التفسير في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ) .
3 ـ أن الصحابة كانوا يرجعون إلى المعروف من لغتهم العربية ، ففسروا الظلم بما يعرفون . ( الأخذ بلغة العرب عند الصحابة )
4 ـ أنهم أخذوا بعموم الظلم ، وهذا دليل على أنهم يرون أن ألفاظ القرآن علة العموم . ( الأخذ بعموم اللفظ عند الصحابة )
5 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المرجع في بيان القرآن . ( التفسير النبوي للقرآن )
6 ـ أن تفسير القرآن بالقرآن منهج صحيح لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم . ( تفسير القرآن بالقرآن ) .
[line]
أولاً : موضوع العموم والخصوص .
لم يخرج من كَتَبَ في موضوع العموم والخصوص في الدراسات القرآنية من ربقة علم أصول الفقه ، فصار الحديث في هذا الموضوع نسخة مكررة عما هو موجود في كتب أصول الفقه إلا في القليل النادر .
ويلاحظ على موضوع العموم والخصوص المطروح في علوم القرآن :
1 ـ أنه ـ في الغالب ـ يتعلق بعلم الأحكام الشرعية ، وهذا في حقيقته جزء من مسألة العموم ، وليس كل ما يتعلق بالعموم في القرآن .(1/2594)
2 ـ أنه لا يبعد أن يكون الموضوع المتعلق بالعموم والخصوص من جهة تعلقه بالأحكام الشرعية = أقلَّ من غيره مما ستراه منسيًا في بحث هذا الموضوع في علوم القرآن .
* ملخص مبحث العموم والخصوص في كتاب الإتقان :
طرق السيوطي هذا الموضوع في النوع الخامس والأربعين من أنوع علوم القرآن ( 3 : 43 ـ 51 ) ، وبيَّن فيه تعريف العام ، وألفاظ العموم وصيغه ، وأقسام العام ( العام الباقي على عمومه ، والعام المراد به الخصوص ، والعام المخصوص ) وقد ذكر ستة فروق بين القسمين الأخيرين ، ثم أورد مخصص العام المتصل ومخصص العام المنفصل ، ثم ذكر تخصيص القرآن بالسنة في فصل ، ثم ذكر خمسة مسائل منثورة فيه تتعلق بالعموم والخصوص .
وجُلُّ ما ذكره في هذا النوع مأخوذ من كتب أصول الفقه ، وقد أشار إلى هذه المسألة الدكتور حازم سعيد حيدر في كتابه النافع ( علوم القرآن بين البرهان والإتقان ) ، قال : » وهذا النوع له ارتباط وثيق بأصول الفقه ، لذلك قلَّ كتاب من كتب الأصول يخلو منه ، لذا نقل السيوطي فيه عن البرهان في أصول الفقه لإمام الحرمين ، وعن المستصفى للغزالي ، والإبهاج في شرح المنهاج للسبكي ، دون أن يسمِّيَها ، ولكن سمَّى أصحابها ... « . ( ص : 428 ـ 429 ) .
[line]
ومن المباحث المرتبطة بالعموم ـ وهي غير موجودة في كتب علوم القرآن التي كتبت في هذا الموضوع ـ ما يأتي :
المسألة الأولى : الأصل في الأحكام الشرعية المذكورة في القرآن أنها على العموم ، ويلحق بها الأخبار .(1/2595)
أما الأحكام الشرعية ، فقد نصَّ الطبري ( ت : 310 ) على أن السلف كانوا يرون أن حكم الله فيما أمر ونهى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم على العموم الظاهر دون الخصوص الباطن ، قال ف تعليقه على قصة البقرة من سورة البقرة : » وهذه الأقوال التي ذكرناها عمن ذكرناها عنه من الصحابة والتابعين والخالفين بعدهم من قولهم إن بني إسرائيل لو كانوا أخذوا أدنى بقرة فذبحوها أجزأت عنهم ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم من أوضح الدلالة على أن القوم كانوا يرون أن حكم الله فيما أمر ونهى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم على العموم الظاهر دون الخصوص الباطن إلا أن يخص بعض ما عمه ظاهر التنزيل كتاب من الله أو رسول الله وأن التنزيل أو الرسول إن خص بعض ما عمه ظاهر التنزيل بحكم خلاف ما دل عليه الظاهر فالمخصوص من ذلك خارج من حكم الآية التي عمت ذلك الجنس خاصة وسائر حكم الآية على العموم على نحو ما قد بيناه في كتابنا كتاب الرسالة من لطيف القول في البيان عن أصول الأحكام في قولنا في العموم والخصوص وموافقة قولهم في ذلك قولنا ومذهبهم مذهبنا وتخطئتهم قول القائلين بالخصوص في الأحكام وشهادتهم على فساد قول من قال : حكم الآية الجائية مجيء العموم على العموم ما لم يختص منها بعض ما عمته الآية فإن خص منها بعض فحكم الآية حينئذ على الخصوص فيما خص منها وسائر ذلك على العموم(1/2596)
وذلك أن جميع من ذكرنا قوله آنفا ممن عاب على بني إسرائيل مسألتهم نبيهم صلى الله عليه وسلم عن صفة البقرة التي أمروا بذبحها وسنها وحليتها رأوا أنهم كانوا في مسألتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى ذلك مخطئين ، وأنهم لو كانوا استعرضوا أدنى بقرة من البقر إذ أمروا بذبحها بقوله :{أن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} فذبحوها كانوا للواجب عليهم من أمر الله في ذلك مؤدين وللحق مطيعين إذ لم يكن القوم حصروا على نوع من البقر دون نوع وسن دون سن ورأوا مع ذلك أنهم إذا سألوا موسى عن سنها فأخبرهم عنها وحصرهم منها على سن دون سن ونوع دون نوع وخص من جميع أنواع البقر نوعا منها كانوا في مسألتهم إياه في المسألة الثانية بعد الذي خص لهم من أنواع البقر من الخطأ على مثل الذي كانوا عليه من الخطأ في مسألتهم إياه المسألة الأولى وكذلك رأوا أنهم في المسألة الثالثة على مثل الذي كانوا عليه من ذلك في الأولى والثانية وأن اللازم كان لهم في الحالة الأولى استعمال ظاهر الأمر وذبح أي بهيمة شاءوا مما وقع عليها اسم بقرة وكذلك رأوا أن اللازم كان لهم في الحال الثانية استعمال ظاهر الأمر وذبح أي بهيمة شاءوا مما وقع عليها اسم بقرة عوان لا فارض ولا بكر ولم يروا أن حكمهم إذ خص لهم بعض البقر دون البعض في الحالة الثانية انتقل عن اللازم الذي كان لهم في الحالة الأولى من استعمال ظاهر الأمر إلى الخصوص ففي إجماع جميعهم على ما روينا عنهم من ذلك مع الرواية التي رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموافقة لقولهم دليل واضح على صحة قولنا في العموم والخصوص وأن أحكام الله جل ثناؤه في آي كتابه فيما أمر ونهى على العموم ما لم يخص ذلك ما يجب التسليم له وأنه إذا خص منه شيء فالمخصوص منه خارج حكمه من حكم الآية العامة الظاهر وسائر حكم الآية على ظاهرها العام ويؤيد حقيقة ما قلنا في ذلك وشاهد عدل على فساد قول من خالف قولنا فيه وقد زعم بعض من عظمت(1/2597)
جهالته واشتدت حيرته أن القوم إنما سألوا موسى ما سألوا بعد أمر الله إياهم بذبح بقرة من البقر لأنهم ظنوا أنهم أمروا بذبح بقرة بعينها خصت بذلك كما خصت عصا موسى في معناها فسألوه أن يحليها لهم ليعرفوها ولو كان الجاهل تدبر قوله هذا لسهل عليه ما استصعب من القول وذلك أنه استعظم من القوم مسألتهم نبيهم ما سألوه تشددا منهم في دينهم ثم أضاف إليهم من الأمر ما هو أعظم مما استنكره أن يكون كان منهم فزعم أنهم كانوا يرون أنه جائز أن يفرض الله عليهم فرضا ويتعبدهم بعبادة ثم لا يبين لهم ما يفرض عليهم ويتعبدهم به حتى يسألوا بيان ذلك لهم فأضاف إلى الله تعالى ذكره ما لا يجوز إضافته إليه ونسب القوم من الجهل إلى ما لا ينسب المجانين إليه فزعم أنهم كانوا يسألون ربهم أن يفرض عليهم الفرائض فتعوذ بالله من الحيرة ونسأله التوفيق والهداية « .
وأما الأخبار ، فالظاهر أنها كالأحكام في العموم ، لذا نشأ عند ابن جرير الطبري ( ت : 310 ) قاعدة : الخبر على عمومه حتى يأتي ما يخصصه ، وهذه القاعدة من أكثر القواعد التي اعتمدها الطبري ( ت : 310 ) في ترجيحاته بين الأقوال .
ومن أمثلة ترجيحاته المعتمدة على العموم :
في قوله تعالى :{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}] الذاريات : 22 [ .
ذكر في معنى » وما توعدون « قولين عن السلف :
الأول : الخير والشر .
والثاني : الجنة والنار .
ثمَّ قال : » وأولى القولين بالصواب في ذلك عندي القول الذي قاله مجاهد لأن الله عَمَّ الخَبَرَ بقوله :{وما توعدون} عن كل ما وعدنا من خير أو شر ، ولم يخصص بذلك بعضا دون بعض ، فهو على عمومه كما عمَّه الله جل ثناؤه « . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 26 : 206 ) .
ومبحث العموم في أخبار الله ، وترجيحات الطبري ( ت : 310 ) من المباحث التي تصلح للترقية ، وفيه فوائد لطيفة ، منها :
- معرفة الكمية التي حكم الطبري ( ت : 310 ) فيها بالعموم .(1/2598)
- معرفة العلل الموجبة للخصوص عند الطبري ( ت : 310 ) .
- تطبيقات بعض العلل التي توجب التخصيص عند الطبري ( ت : 310 ) . إلى غير ذلك .
[line]
فائدة : لم يرد عن السلف مصطلح العموم والإطلاق المقابلان للتخصيص والتقييد ، وهذان المصطلحان من تقييدات المتأخرين ، بل كانت عباراتهم على عادتهم مؤدية للمعنى المراد دون التحديد بهذه المصطلحات ، ولذا ورد عنهم في تفسير قصة البقرة عبارات متقاربة في أنهم لو أخذوا بقرة ما كانت لأجزأت عنهم .
[line]
المسألة الثانية : أن الأسباب لا تُخصِّص الألفاظ العامة ، بل العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
وهذه مسألة مشهورة مذكورة عند الأصوليين وغيرهم ، لكن تطبيقاتها الكثيرة متناثرة في كتب التفسير ، وهي صالحة بمفردها لأن تكون بحثًا مستقلاً ، يُحرَّر فيها ما يتعلق بهذه القاعدة وما فيها من تطبيقات ، ويناقش فيها ـ كذلك ـ القول القائل : العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ ، والبحث في من قال به من العلماء ، وثمرة الخلاف وأثره على التفسير ، كل ذلك يكون من خلال التطبيقات الموجودة في التفسير .
ومن المفسرين الذين نصَّوا على قاعدة ( العبرة بعموم اللفظ ) الطبري ( ت : 310 ) : ، قال : » ... مع أن الآية تنْزل في معنى فَتَعُمُّ ما نزلت به فيه وغيره فيلزم حكمها جميع ما عمته لما قد بينا من القول في العموم والخصوص في كتابنا كتاب البيان عن أصول الأحكام « . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 5 : 9 ) .
ويدخل في هذا المعنى ما يشمل المراد بالمعنى الذي قد يعبر عنه بعض السلف بالنُّزول ، كالوارد في تفسير قوله تعالى :{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} ] الزمر : 30 ـ 31 [ .
فقد ورد أنها في اختصام المؤمنين والكافرين والمظلوم والظالم .(1/2599)
وورد عن ابن عمر قال : نزلت علينا هذه الآية وما ندري ما تفسيرها حتى وقعت الفتنة فقلنا هذا الذي وعدنا ربنا أن نختصم فيه .
قال الطبري ( ت : 310 ) : » وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : عني بذلك : إنك يا محمد ستموت ، وإنكم أيها الناس ستموتون ، ثم إن جميعكم أيها الناس تختصمون عند ربكم : مؤمنكم وكافركم ، ومحقوكم ومبطلوكم ، وظالموكم ومظلوموكم حتى يؤخذ لكل منكم ممن لصاحبه قبله حق حقه .
وإنما قلنا : هذا القول أولى بالصواب ؛ لأن الله عَمَّ بقوله :{ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} خطاب جميع عباده ، فلم يخصص بذلك منهم بعضا دون بعض ، فذلك على عمومه على ما عمَّه الله به .
وقد تنْزل الآية في معنًى ثم يكون داخلا في حكمها كل ما كان في معنى ما نزلت به « . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 24 : 2 ) .
ويدخل في هذا ما يحكونه من نزول بعض الآيات في عدد من الأشخاص ، فإنه لا يلزم أن تكون نزلت فيهم ، ولا أن تكون نزلت في أحدهم ، والنظر ـ من جهة التفسير ـ في هذا الحال إلى صحة انطباق المذكورين على معنى الآية ، ومن ذلك ما ورد في تفسير قوله تعالى :{إن شانئك هو الأبتر} ] الكوثر : 3 [ .
فقد ورد أن الأبتر : العاص بن وائل ، وقيل : عقبة بن أبي معيط .
وقد يكون أحدهما هو المعنيُّ بنُزول الآية ، وقد يكونان معًا ، وقد لا يكونان المعنيين قصدًا بنُزولها .
وفي جميع هذه الأحوال ، فإنَّ هذان الشخصان ممن ينطبق عليهم وصف الشانئ للرسول صلى الله عليه وسلم ، فهم ممن أبغضه ، فجعله الله منقطعًا عن كل خير ، والله أعلم .
ولأجل هذا ، فإن الآية تعمُّ كل من كان مبغضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن أعدائه الأُوَلِ من قريش والعرب إلى يوم الدين .(1/2600)
قال الطبري ( ت : 310 ) : » وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن الله ـ تعالى ذكره ـ أخبر أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقل الأذل المنقطع عقبه ، فذلك صفة كل من أبغضه من الناس ، وإن كانت الآية نزلت في شخص بعينه « . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 30 : 330 ) .
ملاحظة : في تحقيق السبب الذي نزلت الآية من أجله فائدة لا تدخل في مجال التفسير ، بل في مجالات علمية أخرى ، ولعلي أطرح هذه الفكرة في مقالة مستقلة ، أذكر فيها متى تقع الحاجة إلى تحرير أسباب النُّزول ، والله الموفق .
[line]
المسألة الثالثة : أنه يكثر في تفسير السلف للعمومات التمثيل لها.
وهذا الأسلوب التفسيري عندهم يعتبر من أكثر تفسيراتهم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت : 728 ) في رسالته في أصول التفسير ، حيث قال في نوعي اختلاف التنوع : » ... وهذان الصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير ـ تارة لتنوع الأسماء والصفات ، وتارة لذكر بعض أنواع المسمى وأقسامه ؛ كالتمثيلات ـ هما الغالب في تفسير سلف الأمة ، الذي يُظنُّ أنه مختلف « . مقدمة في أصول التفسير ، تحقيق عدنان زرزور ( ص : 49 ) .
وإذا كان التمثيل للعموم كثير في تفسير سلف الأمة فأين هو في مباحث العموم التي تُدرس في علوم القرآن ؟!
إنَّ هذا الموضوع مما لا تكاد تجده في من بحث في العموم والخصوص ؛ لأنَّ البحث فيه منتخب مما كُتِبَ في علم أصول الفقه ، فغاب هذا المبحث المهم عن من كتب العموم والخصوص في علوم القرآن .
وفي هذا الموضوع بحثان مهمَّان :
الأول : كيف حُكِمَ على تفسيرات السلف للعموم بالتمثيلات أنها من قبيل المثال لا التخصيص ؟
الثاني : إذا ثبت أنَّ تفسير السلف للعموم بالتمثيلات إنما هو على سبيل المثال لا على سبيل التخصيص ، فهل يخالف ذلك قاعدة : الخبر على عمومه حتى يأتي ما يخصصه ؟(1/2601)
أما الجواب عن الأول ، فإن ذلك ظاهر بالاستقراء في تفاسيرهم ، وبتنوع عبارة المفسر عن المعنى العام أحيانًا ، فترد عنه عبارة على سبيل المثال ، وترد عنه عبارة أخرى على سبيل المثال للعامِّ .
ومن أمثلة ما ورد من تنوع عبارة المفسر عن المعنى العام ما ورد عن ابن عباس (ت : 68 ) في تفسير قوله تعالى :{وشاهد ومشهود} ] البروج : 3 [ ، فقد ورد عنه العبارات الآتية :
1 ـ من طريق عطية العوفي : الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة .
2 ـ من طريق يوسف المكي عنه : الشاهد : محمد ، والمشهود : يوم القيامة ، وقرأ :{ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} .
3 ـ من طريق على بن أبي طلحة : الشاهد : الله ، والمشهود : يوم القيامة .
4 ـ من طريق مجاهد : الشاهد : يوم عرفة ، والمشهود : يوم القيامة .
وإنما تنوعت العبارات عن ابن عباس ( ت : 68 ) رضي الله عنهما ؛ لأنه نحى إلى التمثيل لذلك الاسم العام ، وهو الشاهد والمشهود ، وإذا تأملت أقواله التفسيرية في الشاهد وجدتها مما ينطبق عليه وصف الشاهد وكذا أقواله في المشهود ينطبق عليها وصف المشهود .
ولو حملت عبارته على التخصيص لذهبت إلى تناقض الرواية عنه ، كما يظن من جَهِلَ طريقة السلف في التفسير فحكم على هذا التنوع وأمثاله بالتناقض ، وهو في الحقيقة ليس كذلك .
كما أنه قد ورد عن بعضهم الإشارة إلى هذا ، قال الطبري : » حدثني يعقوب قال ثني هشيم قال أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في الكوثر : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه .
قال أبو بشر : فقلت لسعيد بن جبير فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة قال فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه « . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 30 : 321 ) .(1/2602)
وأما الجواب عن الثاني ، فإنه يقال : لا اختلاف بين الترجيح بقاعدة العموم والقول بالتمثيل ، وإنما تُذكر القاعدة لئلا يُفهم أن هذه التمثيلات على سبيل التخصيص ، وهذا يعني أن عباراتهم في التمثيل ليست حجة في تخصيص العامِّ إلا أن يَرِدَ في سياق العبارة ما يدلُّ على إرادة المفسر من السلف التخصيصَ .
وإذا ورد التخصيص للَّفظ العامِّ ، وظهر ضعف التخصيص ، فإنَّ القاعدة تكون من باب ردِّ التخصيص .
أما إذا حملتَ الأقوال على التمثيل ، فإنَّ القول بالقاعدة يكون للتنبيه على العموم ، والله أعلم .
[line]
المسألة الرابعة : تعميم اللفظ على عمومه الأعم دون تقييده بسياق الآية .
إن هذه المسألة من المسائل المهمة في هذا الموضوع ، وهي مما يدخل ضمن موضوع الاستنباط ؛ لأنَّ فيها العبور عما سيق اللفظ أو الجملة فيه إلى معانٍ تدخل فيهما بتجريدهما عن سياقهما الذي هما فيه .
ويظهر أن القياس هو الذي يمثِّل هذه المسألة ؛ لأنَّ الخروج باللفظ أو الجملة عن سياقهما إدخالٌ لصور لم يدل عليها ظاهر اللفظة أو الجملة في السياق .
ويدخل في هذا المهيع من الصور :
1 ـ إدخال ما ليس في حكم الآية بها .
2 ـ الاستشهاد بالآية على ما لم تنْزل فيه .
3 ـ تنْزيل الآية على واقعة حدثت بعد نزول القرآن .
ومن أمثلة إدخال ما ليس في حكم الآية بها : ما ورد في تفسير قوله تعالى :{الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} ] البقرة : 3 [ ، قال الراغب الأصفهاني ( ت : بعد : 400 ) : » فالإنفاق من الرزق ـ بالنظر العامي ـ : من المال ؛ كما تقدَّم .
وأما بالنظر الخاصي : فقد يكون الإنفاق من جميع المعاون التي آتانا الله ـ عز وجل ـ من النعم الباطنة والظاهرة ؛ كالعلم والقوة والجاه والمال . ألا ترى إلى قوله عليه السلام : إن علمًا لا يقال به ، ككنْز لا يُنفق منه .
وبهذا النظر عدَّ الشجاعة وبذل الجاه وبذل العلم من الجود حتى قال الشاعر :(1/2603)
....................... والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وقال آخر :
بحر يجود بماله وبجاهه * والجود كل الجود بذل الجاه
وقال حكيم : الجود التامُّ : بذل العلم .
فمتاع الدنيا عرض زائل ينقصه الإنفاق . وإذا تزاحم عليه قوم ثَلَمَ بعضهم حال بعضٍ ، والعلم بالضدِّ ، فهو باق دائم ، ويزكو على النفقة ، ولا يثلم تناول البعض حال الباقين .
وإلى هذا ذهب بعض المحققين ، فقال :{ومما رزقناهم ينفقون} ؛ أي : مما خصصناهم من أنوار المعرفة يفيضون . فعلى هذا [ هو ] عام في كل ذلك « . مقدمة جامع التفاسير ، تحقيق أحمد حسن فرحات ( ص : 158 ـ 159 ) .
وهذا المثال ظاهر جدًّا ، فسياق الآية كما هو ظاهر في الإنفاق المالي ، بدلالة قرن النفقة بالصلاة ، والذي يقرن بها غالبًا هو الزكاة ، وبدلالة أن مصطلح النفقة في القرآن يغلب على النفقة المالية .
وعلى هذا جاء تفسير السلف مع اختلافهم في نوع النفقة المالية ، هل هي النفقة الواجبة ؛ أي الزكاة وما يجب من النفقة على الأهل ، أم هي ما دون ذلك من النفقة المستحبة ؟ وأقوالهم لم تخرج عن أن المراد بها الإنفاق المالي ، وعلى هذا فالصواب أنَّ الآية في الإنفاق المالي قطعًا ، لكن ما ذكره الراغب ( ت : بعد :400 ) من أنه يدخل فيها جميع أنواع الإنفاق التي يبذلها المسلم من العلم والجاه والقوة وغيرها = غير مرادٍ إرادة أولية ، وإدخاله إنما هو من باب تعميم اللفظ على عمومه الأعمِّ ، وإخراجه من مدلول سياقه المالي ، إلى غيره ، فجعل الرزق يشمل جميع ما يعطيه الله العبد من النعم المعنوية والحسية ، وتكون النفقة من هذه النعم كل بحسبها ، والله أعلم .(1/2604)
ومن أمثلة الاستشهاد بالآية على ما لم تنْزل فيه ، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) ] الكهف : 54 [ ، فقد روى البخاري ( ت : 256 ) في صحيحه ، عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، فقال : ألا تُصليان ؟
فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا .
فأنصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مُوَلٍّ يضرب فخذه ، ويقول : {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً }« .
وهذه الآية نازلة في سياق الكفار ، واستشهد بها الرسول صلى الله عليه وسلم على حالِ علي رضي الله عنه ، لصدق هذا المقطع على حاله ، والله أعلم .
ومن أمثلة تنْزيل الآية على واقعة حدثت بعد نزول القرآن ، ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى :{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}] الكهف : 103 ـ 104 [ . فقد سأله عبد الله بن الكواء ، فقال: » أنتم يا أهل حروراء « . وقال في رواية أخرى : » أنت وأصحابك منهم « . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 16 : 34 ) .
وتنْزيل السلف بعض الآيات على أهل البدع الذي حدثوا في عصرهم شهير ومتوافر ، ويظهر التعميم في هذا الجملة في أنها تدلُّ على قوم يعملون ، ويحسبون أنهم بهذا العمل من الصالحين المرضين لربهم ، وهم في حقيقة الأمر من أهل الضلال الذين خسروا سعيهم ، والخوارج مثال من أمثلة هؤلاء القوم ، والله أعلم .
ملاحظة : قد سبق طرح موضوع الاستشهاد بالآيات التي نزلت في الكفار وتنْزيلها على المؤمنين في مقالة سابقة في هذا الملتقى . هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=46)
---
أبو حاتم
05-19-2003, 10:54 PM(1/2605)
فضيلة الشيخ شكر الله سعيك وجهدك فيما تبذله في تحرير وتنقية هذا العلم الشريف .
وبهذه المناسبة أجدها فرصة لطرح سؤال كان يدور في خلدي من زمن لذلك أستميحك عذرا في طرحه وهو:
هل هناك ما يمنع من اشتراك الموضوع الواحد بين علمين أو أكثر إذا تعددت فيه الحيثيات بتعدد العلوم ؟
بمعنى أن العموم والخصوص مثلا في هذا العلم يبحث فيه كذا وفي علم آخر يكون موضوعه كذا .
لكن ألا تلاحظ أن هذا قد يعسر في بعض الموضوعات كالنسخ مثلا بين علمي الأصول وعلوم القران فلا بد عندئذ من النقل المحض لكثير من المسائل من علم إلى علم والفرق حينها يعود إلى العالم في تحريره لمسائل العلم لا إلى الموضوعات وكونها متداخلة في بعض العلوم .
شيخنا الفاضل هل مر بك ما يمكن أن يكون ضوابط في هذه المسألة ؟
دمت بخير وعافية
والسؤال عام لجميع المشايخ والفضلاء في هذا الموقع العامر.......
تحياتي للجميع ..
---
الكشاف
02-17-2006, 02:32 PM(1/2606)
هذا الموضوع من أطرف الموضوعات في هذا الملتقى العلمي الدقيق . وقد انتفعت به أيما انتفاع ، فجزى الله كاتبه الدكتور مساعد الطيار خيراً ، ولقَّاه براً وفتحاً من لدنه. وقد أثار فيه الباحث الكريم عدداً من المسائل العلمية البحثية الدقيقة ، التي تستوجب الوقوف من الباحثين والقراء. وفيه لمن رام البحث العلمي آفاق جديدة جادة. وأؤكد على تتبع مسائل علوم القرآن بهذه الطريقة العلمية التي أوصل الباحثَ إلى نتائجها كثرةُ اطلاعه على كتب التفسير وعلوم القرآن ، وتقييدُ الأمثلة وأساليب التفسير عند السلف ، من خلال تفسير الطبري على وجه الخصوص ، وبقية كتب الدراسات القرآنية عموماً. وهذا الاستقراء الواسع للكتب شرطٌ لا بد منه للخروج بمثل هذه النتائج في هذه المسائل ، فإنه لا يمكن لباحث لا يقرأ أن يعرف ثغرةً تحتاج إلى سِداد ، ولا مسألة فيها قصور ، ففاقد الشيء لا يعطيه. وإني لأعجب أشد العجب من طلاب الدراسات العليا الذين يتكففون موضوعات بحوثهم تكففاً ، وتراهم في غمرة البحث عن موضوع للبحث ، لا يفكرون في قراءة كتاب من كتب التفسير المطولة حتى يجدوا بعد قراءته موضوعاً أو موضوعات تكون مدخلاً للانطلاق إلى موضوع ، أو فكرة بحثية جديرة بالبحث والنقاش. وإننا لنؤمل إن شاء الله في الباحثين في الدراسات القرآنية بفروعها الشريفة أن يكونوا قدوة صالحة للباحثين في الجدية والدقة والمسئولية العلمية أمام الأمة ، فإنهم يمثلون - شاؤوا ذلك أم أبوا - هذا التخصص بكل ما يتبادر إلى ذهن السامع من جلالة القرآن الكريم ، وسعة علومه ، وبركة الاشتغال به. فليكونوا قدوات صالحة رحمهم الله .(1/2607)
وأما مسألة المسائل العلمية المشتركة بين العلوم التي أثارها الدكتور مساعد الطيار والأخ أبو حاتم في تعقيبه فهي مسألة مهمة لا تخلو منها ثقافة ، ولا يسلم منها علم من العلوم ، وإنما يبني بعض الباحثين على بناء بعض ، ومن الذي يفترع العلوم افتراعاً ثم لا يترك لغيره موضعاً للاستدراك ؟ الجواب : لا أحد . ولا تقل : فعلمُ العروض ؟ لأنني سأقول : حتى علم العروض فيه مجال للاستدراك وقد كان .
لكن دعنا في المسائل المشتركة بين الأصول وعلوم القرآن .
هذه المسألة مهمة ، وينبغي النظر إلى الأمر نظرة أوسع ، وذلك من خلال اعتبار النقاط التالية :
- أن علم أصول الفقه ليس خاصاً بالأحكام الفقهية الشرعية فحسب ، وإنما هو قواعد نافعة لضبط العلوم والفهوم. وبالتالي لا يقصر اعتبار أصول الفقه على الفقه ، ويعد دخولها في علوم القرآن مقبولا سائغاً وهذا ما صنعه العلماء قديماً وحديثاً ، وتأمل مصادر الباحثين المعاصرين في علوم القرآن في مباحث (العموم والخصوص) والمطلق والمقيد ، والأمر والنهي وغيرها تجدها كلها كتب أصول الفقه. وهذا ما فصله الدكتور مساعد في مقاله البديع أعلاه.
- أن هناك دوائر تقاطع واسعة بين العلوم الشرعية لا يمكن إغفالها ، ولا ادعاء أن هذا العلم أولى بها من ذاك ، فميدان البحث الشرعي واللغوي مشترك .
- أن التخصص بمعناه الضيق المعاصر لم يظهر إلا متأخراً ، وبالتالي فإن الحديث عن مناهج الأصوليين ، ومناهج المفسرين في كثير من مواضعه ، حديث عن شخص واحد كتب في التفسير وفي الأصول وفي غيرها من العلوم ، وثقافته واحدة لا تتجزأ ، فقد كان يوظف علومه في كل مصنف يكتبه.(1/2608)
وبالتالي فإن الجانب المهم الذي أشار إليه العالم الجليل الدكتور مساعد الطيار في بحثه السابق عن الجوانب التي أغفلها الباحثون في مبحث العموم والخصوص في القرآن الكريم وهي جديرة بالبحث والتأمل لوفرتها وغزارتها هي التي ينبغي إن ينبه عليها ، ويتجه الباحثون إلى إبرازها وإظهارها ، ولم يمنع الدكتور مساعد الطيار الاستفادة مما كتبه الأصوليون ، وإنما نبه إلى أنهم لم يتعرضوا لبعض المسائل المهمة التي ينبغي إن تذكر في كتب علوم القرآن ، ولانشغال المؤلفين في علوم القرآن بنقل هذه المسائل من كتب الأصوليين ، وربما لثقتهم في عقول أهل الأصول ودقتها- كما يشيعون عنهم دائماً ، وهذا صحيح في بعضهم دون بعض - لم يتعقبوهم في شيء مما ذكروه في هذه المباحث. وقد تنبه الدكتور محمد العروسي عبدالقادر في كتابه (المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين) إلى طرف من هذا ، غير أنه لم يزد في كتابه على تتبع العناوين المشتركة بين العلمين ، ثم أعاد تكرار ما قالوه فيها ، ولم ينبه على ما نبه إليه الدكتور مساعد الطيار في بحثه هذا ، ولو فعل لأتى بجديد مفيد.
أتوقف عند هذا لضيق الوقت الآن ، وأدعو بقية الإخوة الباحثين في الملتقى العلمي إلى العناية بهذه المقالة ، وإعطائها حقها وحظها من التدبر والدرس ، فهي مليئة بالفوائد أحسن الله إلى كاتبها ، كما أحسن إلينا معشر القراء الصغار (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 08:21 AM
هذا بحث ممتع ليت أحد الباحثين يتجرد لبيانه وتتبع مسائله بطريقة تحليلية دقيقة. وأحب أن أشير إلى أن العلوم الشرعية وعلوم الآلة متداخلة في كثير من مباحثها ، ولذلك يقول الزكشي في مقدمته لكتابه البحر المحيط في أصول الفقه :(1/2609)
(فإن قيل : هل أصول الفقه إلا نبذ جمعت من علوم متفرقة ؟ نبذة من النحو كالكلام على معاني الحروف التي يحتاج الفقيه إليها ، والكلام في الاستثناء ، وعود الضمير للبعض ، وعطف الخاص على العام ونحوه ، ونبذة من علم الكلام كالكلام في الحسن والقبح ، وكون الحكم قديماً ، والكلام على إثبات النسخ ، وعلى الأفعال ونحوه ، ونبذة من اللغة كالكلام في موضوع الأمر والنهي ، وصيغ العموم والمجمل والمبين ، والمطلق والمقيد ، ونبذة من علم الحديث كالكلام في الأخبار.
فالعارف بهذه العلوم لا يحتاج إلى أصول الفقه في شيء من ذلك ، وغير العارف بها لا يغنيه أصول الفقه في الإحاطة بها ، فلم يبق من أصول الفقه إلا الكلام في الإجماع والقياس والتعارض والاجتهاد ، وبعض الكلام في الإجماع من أصول الدين أيضاً ، وبعض الكلام في القياس والتعارض مما يستقل به الفقيه ، ففائدة أصول الفقه بالذات حينئذٍ قليلة.
فالجواب : منع ذلك ، فإن الأصوليين دققوا النظر في فهم أشياء من كلام العرب لم تصل إليها النحاة ولا اللغويون ، فإن كلام العرب متسع والنظر فيه متشعب ، فكتب اللغة تضبط الألفاظ ومعانيها الظاهرة دون المعاني الدقيقة التي تحتاج إلى نظر الأصولي باستقراء زائد على استقراء اللغوي.
مثاله : دلالة صيغة (افعل) على الوجوب ، و (لا تفعل) على التحريم ، وكون (كل) وأخواتها للعموم ، ونحوه مما نص هذا السؤال على كونه من اللغة لو فتشت لم تجد فيها شيئاً من ذلك غالباً ، وكذلك في كتب النحاة في الاستثناء من أن الإخراج قبل الحكم أوبعده ، وغير ذلك من الدقائق التي تعرَّضَ لها الأصوليون وأخذوها ، من كلام العرب باستقراء خاص ، وأدلة خاصة لا تقتضيها صناعة النحو ، وسيمر بك منه في هذا الكتاب العجب العجاب).[ البحر المحيط للزركشي 1/13-14](1/2610)
والإمام الزركشي له كتابان مهمان ، أحدهما (البحر المحيط) في أصول الفقه ، والثاني (البرهان في علوم القرآن) ، وقد تعرض في كتابيه لموضوعات مشتركة بين العلمين. والزركشي في أصول الفقه أمكن منه في علوم القرآن ، وقد صنف كتابه البرهان بعد تصنيف كتبه الثلاثة في أصول الفقه وأوسعها البحر المحيط. ولذلك ظهر تميزه في المباحث ذات الصلة الأقوى بأصول الفقه منها بعلوم القرآن كأنواع الخطاب في القرآن الكريم. [انظر: علوم القرآن بين البرهان والإتقان 305 ]
وكلام الزركشي في كون الأصوليين لهم عناية زائدة ببعض مسائل اللغة والنحو ، لم يحتج إليها اللغويون والنحويون فلم يلتفتوا إليها بخلاف أهل الأصول لحاجتهم إلى الاستنباط ، فزاد الأصوليون عليهم في هذا . وهنا يجب على أهل الأصول إبراز هذا الجانب الزائد الذي زاوا به على النحويين . وكلام الدكتور مساعد الطيار من هذا الباب ، فلعلماء القرآن حاجة خاصة في المسائل المشتركة لم يتعرض لها الأصوليون ، فيجب على الباحثين في الدراسات القرآنية إبرازها كما صنع الدكتور مساعد وفقه الله .
---
(1/2611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير اية سورة هود
---
تفسير اية سورة هود
---
ابو عبد الله 1
06-13-2003, 05:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشائخ الفضلاء
ما معنى قوله تعالى في سورة هود (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شا ربك )
أثابكم الله ؟
---
ابو عبد الله 1
06-14-2003, 10:28 PM
؟؟؟
---
فرحان العطار
06-15-2003, 03:41 AM
ذكر ابن القيم رحمه الله في حادي الارواح تفسير العلماء لهذه الآية منها :
1- ان هذا الاستثناء إنما هو مدة احتباسهم عن الجنة ما بين الموت و البعث و هو البرزخ ، ثم يصيروا الى الجنة ، ثم هو خلود الأبد
2- قالت طاهو استثناء استثناه الرب تعالى ولا يفعله ، كما تقول : والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك ، و انت لا تراه بل بضربه .
3- و قالت طائفة : أن المقصود بأنهم مع خلودهم فيها فهم في مشيئته ، و هذا كما قال لنبيه ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا اليك )
4- و قالت فرقة بأن " ما " بمعنى من ، كقوله ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) و المعنى إلا من شاء ربك أن يدخله الله النار بذنوبه من السعداء
5- و قالت طائفة المراد بالسماوات و الأرض سماء الجنة و ارضها ، و هما باقيتان ابدا .
هذه بعض الأقوال التي ذكرها بن القيم رحمه الله ، نقلتها مختصرة ، ثم علق بعد ذلك فقال رحمه الله :
" أخبر سبحانه عن خلودهم في الجنة كل و قت إلا وقتا يشاء ان لا يكونوا فيها ، و ذلك يتناول و قت كونهم في الدنيا و في البرزخ و في موقف القيامة و على الصراط و كون بعضهم في النار مدة ،
و على كل تقدير فهذه الآية من المتشابه ، و قوله فيها ( عطاء غير مجذوذ ) محكم ، و كذلك قوله ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) و قوله ( أُ كلها دائم و ظلها ) و قوله ( و ما هم منها بمخرجين )(1/2612)
و قد اكد الله سبحانه خلود اهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع ، وا خبر أنهم ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) و هذا الاستثناء منقطع ، وإذا ضممته الى الاستثناء في قوله ( إلا ما شاء ربك ) تبين لك المراد من الآيتين ، وا ستثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود ، كاستثناء الموتة الأولى من جملة الموت ، فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية ، و ذاك مفارقة للجنة تقدم على خلودهم فيها ، و بالله التوفيق " ا.هـ
---
ابو عبد الله 1
06-15-2003, 05:23 AM
أثابك الله يا شيخ فرحان
---
ابو عبد الله 1
06-15-2003, 05:57 PM
هل من توضيح أكثر للمسألة ؟
---
ابو عبد الله 1
06-18-2003, 04:52 AM
يرفع لزيادة التوضيح
---
(1/2613)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > أروع برامج تصيفة الصوت في ريل بلاير او ويندوز ميديا
---
أروع برامج تصيفة الصوت في ريل بلاير او ويندوز ميديا
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 01:25 AM
طبعا الكثير لايعرف ماهو برنامج DFX
يعتبر هذا البرنامج أحد أروع برامج تصفية
صوت في ريل بلاير او ويندوز ميديا بلاير او جكي بوكس او وين امبك
تقريبا يدعم 5 برامج شهيرة لتشغيل ملتيميديا
يقوم البرنامج بتنقية الصوت بطريقة رائعة جداً سوف تدهشك
ويجعل من صوت الذي تسمعه كأنك في احد عروص دور سينما
حيث يقدم لك صوت ثلاثي ابعاد مع تأثيرات الأخرى الرائعة جداً
وليس هذا فقط ولكن له الكثير من مميزات الرائعة التي سوف تدهشك
عندما تقوم بتجربته وأستمع الى الصوت السينمائي الرائع ..
يدعم البرنامج المشغلات التالية
RealPlayer10, RealOne / Windows Media Player 9
Winamp 2 and 5 / J. River Media Jukebox, Media Center
Sonique Player
طبعا تقوم بتحميل كل البرنامج الذي
يتوافق مع نظام تشغيل موسيقى ريل بلاير او ويندوز ...ألخ
http://www.fxsound.com/dfx/graphics/logoreal004.gif
اضغط هنا للتحميل (http://downloads.fxsound.com/dfx/dfxInstall-Real.exe)
http://www.fxsound.com/dfx/graphics/logowmp005.gif
تحميل أضغط هنا (http://downloads.fxsound.com/dfx/dfxInstall-WMP.exe)
http://www.fxsound.com/dfx/graphics/logowa001.gif
تحميل أضغط هنا (http://downloads.fxsound.com/dfx/dfxInstall-Winamp.exe)
http://www.fxsound.com/dfx/graphics/logommjb002.gif
تحميل أضغط هنا (http://downloads.fxsound.com/dfx/dfxInstall-Musicmatch.exe)
http://www.fxsound.com/dfx/graphics/logosonq002.gif
تحميل أضغط هنا (http://downloads.fxsound.com/dfx/dfxInstall-Sonique.exe)(1/2614)
تحميل الكرك لجميع أصدارت البرنامج
[ هنا (http://www.ojqji.net/group/download/DFX7Players.zip) ]
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:01 PM
للرفع ...ع
---
(1/2615)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب مخطوط يصلح كموضوع لأطروحة دكتوراه
---
طلب مخطوط يصلح كموضوع لأطروحة دكتوراه
---
bour15
07-30-2006, 02:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تتفضلوا على بطرح عنوان مخطوط في القراءات يصلح كموضوع للتسجيل لمرحلة الدكتوراه
كما أرجوا أن تدلوني عن مكان النسخ
وجزاكم الله خير الجزاء
الرجاء الإتصال عبر الرسائل الخاصة
---
(1/2616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ماذا قال امرؤ القيس عن القرآن العظيم؟
---
ماذا قال امرؤ القيس عن القرآن العظيم؟
---
أبو عبد المعز
03-09-2006, 04:02 PM
عندما يهاجم دخيل غير مرغوب فيه جسم الإنسان فإن الخلايا اللمفاوية بإلهام من خالقها تعمد إلى تخليص الجسم من هذا المهاجم الغريب....ثم يزدوج أسلوب المواجهة:
-فإما إتلاف الغريم وتفتيته نهائيا.
-فإن استعصى الأمر كأن يكون الدخيل مثلا قطعة من رصاص أو حديد يكون اللجوء إلى حل آخر لا يقل نجاعة عن الأول وهو نسج أحزمة وإقامة غلاف متين لعزل القطعة الصلبة عن المحيط حجرا محجورا.
شأن المضادات الحيوية في برنامجها الإلهامي.
شأن اضداد الحياة في برنامجها الإجرامي.
هكذا سلوكهم مع القرآن:
-إما التخلص نهائيا منه وهذا مستحيل قدريا بفضل حفظ الله.
-وإما عزله عن محيطه وهذا ممكن فالقوم قد يتخذون القرآن مهجورا.
هذان الأسلوبان ابتكرهما خصوم القرآن الأوائل وما زالا ينتقلان في اصلاب خصوم الذكر العزيز جيلا بعد جيل....وقد بين القرآن بإيجاز إعجازي الأسلوبين في موضع واحد: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)فصلت.
-لا تسمعوا القرآن:إزاحة الناس عن القرآن.
-الغوا فيه: إزاحة القرآن عن الناس.
وإذا كان أسلوب اللغو مفتضح لا ينطلي إلا على الأغبياء أو المتغابين فإن الأسلوب الثاني فيه مكر شديد ....قد لا ينتبه إليه حتى الأذكياء والنبهاء.
فقد تشعل حرب هامشية لا علاقة لها ظاهريا بالقرآن لا من قريب ولا من بعيد لكن عند التأمل وتتبع الآثار يكتشف أن المعركة هي حول القرآن لا غير...ولا يستهدف إلا هو ....
هذا هو موضوع حديثي.
معركة الشعر الجاهلي:(1/2617)
يعتبر الأستاذ الكبير أبو فهر محمود محمد شاكر أذكى من عجم عود هذه المعركة وكشف عن سراديبها الخفية التي تنطلق من الشعر الجاهلي لتصل إلى القرآن وهو مقصودهم لا الأشعار.....وقد عرض الأديب الكبير –رحمه الله-بجلاء خطة أعداء القرآن في مقدمته الفذة لكتاب مالك بن نبي-رحمه الله-"الظاهرة القرآنية".
لكن ما الرابط بين الشعر الجاهلي والتنزيل؟
أي ضرر في إنكار الشعر الجاهلي؟
ما مصلحة القرآن في امريء القيس؟
"الشعر الجاهلي هو أساس مشكلة إعجاز القرآن" هذا مفتاح اللغز.
لقد انتبه المستشرقون إلى ما لم ينتبه إليه الباقلاني .....أدركوا منزلة الشعر الجاهلي في شأن إعجاز القرآن فحشدوا كل باطلهم لإتلاف الشعر الجاهلي.....والنية هي الاجهاز على شاهد الإثبات المقر بإعجاز القرآن....فما كانت معركة الشعر الجاهلي في واقع الأمرإلا معركة القرآن......ولعل الحقد على القرآن كان من القوة بحيث أعمى أبصارهم واستعانوا بالسفسطة والغش والتزوير بدرجة مكشوفة فضحها مستشرقون آخرون...غير أن أبناء جلدتنا –غباء أو تواطؤا- اعتبروا السفسطة منهجا علميا فادخلوها إلى الجامعات وروجوا لها فكانت النكسة الفكرية التي ما زلنا نعاني منها إلى الآن...
ولتوضيح أكثر أقوم بترصيف التسلسل المنطقي للحلقات مبتدئا بالقرآن منتهيا بالشعر الجاهلي:
-القرآن الكريم هو الدليل على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس العكس.وإن كان العكس ممكنا: فقد نثبت النبوة من جهة ما فنستدل بها على صدق القرآن..لكن هذا النهج مرجوح جدا لأنه لا يصح لتلك الجهة التي يستدل بها أن تكون أنصع وأقوى من القرآن...
-إذن القرآن دليل على النبوة....لكن ما الدليل على الدليل؟
لا يمكن للسلسلة أن تستمر إلى ما لا نهاية.....فوجب أن يكون القرآن دليلا على نفسه إنه: الاعجاز والتحدي . .
- التحدي يستلزم متحدى...
فلا مناص من وجود مجموعة تستجيب أو لا تستجيب ..(1/2618)
لكن ينبغي للفئة المستهدفة أن تكون أهلا للتحدي ....لذلك اختار الله العرب ليقيم عليهم الحجة وبالتالي على الناس جميعا.....فالعرب وحدهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان ذوقا وانتاجا:
أعني ب"ذوقا " قدرتهم على التميز بين مستويات القول وترتيب الأقوال على درجات البيان وسلم البلاغة.(انظر تحليلي لموقف الوليد ابن المغيرة ولقولته النقدية للأسلوب القرآني في معرض الرد على موقع أسرار القرآن في هذا المنتدى نفسه)
وأعني ب"انتاجا" النظم الفعلي للكلام بحيث يظهر ذلك النظم قدرة عالية جدا على التعبير والإمتاع.
-لكن دعوى فصاحة العرب وبلاغتهم مجرد دعوى ...فكل أمة تدعي أنها أفصح من أختها فكيف السيل إلى إثبات ذلك؟
السبيل هو "ما ترى لا ما تسمع":
هذا شعرهم فأرجع فيه النظر مرات ومرات...قارنه بمن عاصروهم من الأمم...وتأمل في بيانهم العالي واستواء نسائهم ورجالهم فيه.ثم تأمل كيف غسل فحول الشعراء العرب أنفسهم من بعدهم أيديهم من طموح محاذاة مستوى شعر اجدادهم فضلا عن أن تسول لهم نفوسهم طمع التسامي والتفوق....
ثم انظر بعد ذلك إلى حكمة الباري عز وجل:
كيف حفظ هذا الشعر في الوجود.....بينما اختفى من إبداع العرب أنواع وأنماط أخرى: غاب الانتاج النثري أو كاد......لأن المقصود أن نكون فكرة عن سليقة العرب وبلاغتهم العليا فحفظ الله الكلام الذي اتخذه العرب أنفسهم معرضا لبلاغتهم وهو الشعر الجاهلي.
ومن هنا أيضا تفهم سر تكالب أعداء القرآن على الشعر الجاهلي دون غيره من شعر العصور.
والآن , نعود على الأعقاب:
-طمس الشعر الجاهلي والتشكيك فيه وتزييفه يؤول إلى طمس بلاغة العرب والتشكيك فيها و تزييفها.......بعبارة :سقط شاهد إثبات بلاغة العرب.
-سقوط شاهد إثبات بلاغة العرب يؤول إلى نزع أهلية التحدي عنهم...فتحدي من لا يعرف البلاغة بالبلاغة لا معنى له...
-إذن لا يمكن رصد إعجاز القرآن.
-إذن لا دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم..(1/2619)
هذا البند الأخير هو بيت القصيد عند المستشرقين وأذنابهم الأغبياء والمتواطئين....لكنهم لم يصرحوا به..بل نقلوا المعركة إلى وجود أو عدم وجود امريء القيس ....لكنهم كانوا واعين بخبثهم أن نتيجة المعركة ستصل لا محالة إلى ما لم يفصحوا عنه.
يتبع........
---
أبو حسن الشامي
05-22-2006, 04:27 PM
الفاضل أبو عبد المعز،
كثرت المواضيع التي مازلنا ننتظر بلهفة تتماتها ... فلا تزيدن من لهفتنا يرحمك الله ...
---
(1/2620)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشروع لتسهيل الزواج يرجى من اهل الخير الدخول للضرورة
---
مشروع لتسهيل الزواج يرجى من اهل الخير الدخول للضرورة
---
سبيل الله
02-08-2005, 10:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية تحية طيبة لكل القائمين على هذا الصرح المعطاء ، والبناء الرائع الذي يستند على اسس اسلامية وقواعد ايمانية وشباب قادرة على النهوض بحضارة اسلامية شامخة
اخوتي اعضاء ومشرفين في هذا المنتدى الشامخ لقد اتيت وكلي امل ان القى لديكم الترحيب والمساندة لما احمل من موضوع يخدم شبابنا المسلم الذي يحلم بغد ومستقبل مشرق مبني على ترسيخ للاخلاق الايمانية الصحيحة
وموضوعي هو اننا مجموعة من الشباب نقوم بادارة برنامج لدعم الشباب الفلسطيني للزواج(زفاف) احد مشاريع الجمعية الوطنية الفلسطينية للشباب (بناء) قطاع غزة-فلسطين
والبرنامج تأسس للمساهمة في تخفيف أعباء وتكاليف الزواج للشباب الغير قادر على تخطي هذه المرحلة كما يسعى البرنامج لتشجيع حركة الزواج في المجتمع الفلسطيني وتحقيق زيادة النمو السكاني وحماية الشباب من الانحراف الأخلاقي وحمايتهم من الانزلاق والسقوط ويعمل على تشجيع مبدأ التكافل الاجتماعي بالمساعدة بتزويج الشباب المحتاجين.
كما يشدد القائمين على البرنامج بأهمية تشجيع الناس ودعوتهم لتيسير سبل الزواج وتخفيف تكاليفه وترشيد نفقاته والدعوة إلى تقليل المهور منوهين إلى أهمية إبراز المفاهيم الصحيحة لقيم الزواج وتكوين الأسرة وإحياء القيم الوطنية والإسلامية المتعلقة بها.
ويسعى برنامج الزواج والقائمين عليه لتنظيم المزيد من حفلات الزفاف الجماعي لتخفيف تكاليف الزفاف وزيادة الترابط والتواصل الاجتماعي وتقديم المنح والمساعدات النقدية والعينية للمحتاجين من المقبلين على الزواج والقيام بمشاريع استثمارية لتنمية موارد البرنامج.(1/2621)
اذا اخوتي ادعوكم بعدما قراتم هذا الموضوع المهم جدا والحساس والذي هو حلم كل شاب وفتاة بان يعيشوا في بيت الزوجية وتكوين اسرة اسلامية معطاءة.
ادعوكم بان كل من يريد المساعدة وتقديم العون لتفعيل هذا البرنامج ودعمه ماديا ومعنويا عن طريقه او ايصال الفكرة والبرنامج الى الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الخيرية والأهلية ورجال الخير وكل من يستطيع ان يدعم في بلده مثل هذه البرامج الخيرية ، وان يساهم في تقديم الخير لكل من هو راغب في الزواج ولا يستطيع .
ويرجى من الاخوة من لايستطيعو توصيل الفكرة داخل بلده والراغبين في المساعدة وتقديم يد العون كتابة جمعيات او مؤسسات او منظمات نستطيع ان نتوجه لها كي تقوم بمساندتنا في هذا البرنامج الخيري
يرجى منكم تثبيت الموضوع لاهميته البالغة
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخوتي على تحملكم لموضوعي الطويل
ولكم جزيل الشكر
والشكر لمن دخل وقرا ولم يستطع المساعدة
ودمتم بخير اخوتي
ادارة البرنامج
للاستفسار
تليفاكس/0097082853388 او
0097059322394
ملاحظة/هناك مفتاحين للدولة 00970 او 00972
بريد الكتروني : Pnay_zafaf@hotmail.com (pnay_zafaf@hotmail.com)
Kh_m2004@hotmail.com
Pnay_zafaf@yahoo.com
---
(1/2622)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفهوم الجهاد في سبيل الله عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
---
مفهوم الجهاد في سبيل الله عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
---
abohamzahashhame
09-27-2004, 09:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإن الجهاد في سبيل الله تعالى هو ذروة سنام هذا الدين كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هو من الناس القلائل في التاريخ الإسلامي الذين كتب لهم شرف الاشتراك في الجهاد في كل أشكاله وأنواعه
فقد جاهد شيخ الإسلام رحمه الله نفسه هواها في ذات الله تعالى قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت
وجاهد بلسانه المبطلين والمبتدعين والمنحرفين عن منهج أهل السنة والجماعة استنادا لقوله صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». أخرجه مسلم
ولقوله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ». أخرجه مسلم
وكذلك جاهد المشركين والمارقين والمنافقين استنادا لقول النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ ». أخرجه النسائي
وجاهد بسنانه الكفار والمنافقين قال تعالى :(1/2623)
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (73) سورة التوبة
فقد قاتل التتار والمغول وكذلك الباطنية وقاد المعارك بنفسه كما في معركتي شقحب وكسروان
والذي دفعه إلى ذلك قول الله تعالى :
{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) سورة التوبة
وطمعا بقوله صلى الله عليه وسلم
« مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِى أَرْضِهِ الَّتِى وُلِدَ فِيهَا ». فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ. قَالَ « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ». أخرجه البخاري
*************
وهو من الفقهاء القلائل الذين غاصوا إلى أعماق الشريعة واستخرجوا كنوزها ودررها ومن ثم فإننا نجد لكتابته عن الجهاد (( في سبيل الله )) طعما خاصا لكونه كما قلت قد مارسه ((نظريا وعمليا )) ومن ثم فإننا نجد أنفسنا أمام مجاهد كبير وقائد فذ وإمام مجتهد(1/2624)
ولذا فقد أسهم إسهاما عظيما في فهم الجهاد في سبيل الله تعالى وممارسته وتطبيقه على أرض الواقع
وتظهر عزة الإسلام وشموخه في هذا الجانب بعكس الكثيرين ممن يكتب عن الجهاد في سبيل الله اليوم
فتجد تلك الكتابات الهزيلة التي تفوح منها رائحة الذل والهوان والهزيمة الداخلية والتبريرات التي ما أنزل الله بها من سلطان بالإضافة إلى كون هؤلاء لم يمارسوا الجهاد في سبيل الله بتاتا لا بلسانهم ولا بسنانهم
ولكنهم مارسوه وهم يعيشون على الفرش الأثيرة والناعمة والوظائف الكبيرة والأموال الوفيرة
ومن ثم لا تجد هؤلاء يحسنون سوى فلسفة التبرير والهزيمة وأن الإسلام هو دين السماحة والسلام استنادا لمثل قوله تعالى :
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256) سورة البقرة
وليس هو الدين الذي يقوله الله تعالى عنه :
{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } (29) سورة التوبة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (123) سورة التوبة
وليس هو الدين الذي يقول الله تعالى عنه :
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورة التوبة
وليس هو الدين الذي يقول الله تعالى عنه :(1/2625)
{ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء
{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} (193) سورة البقرة
لقد جاءت هذه العقيدة في صورتها الأخيرة التي جاء بها الإسلام ; لتكون قاعدة للحياة البشرية في الأرض من بعدها , ولتكون منهجا عاما للبشرية جميعها ; ولتقوم الأمة المسلمة بقيادة البشرية في طريق الله وفق هذا المنهج , المنبثق من التصور الكامل الشامل لغاية الوجود كله ولغاية الوجود الإنساني , كما أوضحهما القرآن الكريم , المنزل من عند الله . قيادتها إلى هذا الخير الذي لا خير غيره في مناهج الجاهلية جميعا , ورفعها إلى هذا المستوى الذي لا تبلغه إلا في ظل هذا المنهج , وتمتيعها بهذه النعمة التي لا تعدلها نعمة , والتي تفقد البشرية كل نجاح وكل فلاح حين تحرم منها , ولا يعتدي عليها معتد بأكثر من حرمانها من هذا الخير , والحيلولة بينها وبين ما أراده لها خالقها من الرفعة والنظافة والسعادة والكمال .
ومن ثم كان من حق البشرية أن تبلغ إليها الدعوة إلى هذا المنهج الإلهي الشامل , وألا تقف عقبة أو سلطة في وجه التبليغ بأي حال من الأحوال .
ثم كان من حق البشرية كذلك أن يترك الناس بعد وصول الدعوة إليهم أحرارا في اعتناق هذا الدين ; لا تصدهم عن اعتناقه عقبة أو سلطة . فإذا أبى فريق منهم أن يعتنقه بعد البيان , لم يكن له أن يصد الدعوة عن المضي في طريقها . وكان عليه أن يعطي من العهود ما يكفل لها الحرية والاطمئنان ; وما يضمن للجماعة المسلمة المضي في طريق التبليغ بلا عدوان . .(1/2626)
فإذا اعتنقها من هداهم الله إليها كان من حقهم ألا يفتنوا عنها بأي وسيلة من وسائل الفتنة . لا بالأذى ولا بالإغراء . ولا بإقامة أوضاع من شأنها صد الناس عن الهدى وتعويقهم عن الاستجابة . وكان من واجب الجماعة المسلمة أن تدفع عنهم بالقوة من يتعرض لهم بالأذى والفتنة . ضمانا لحرية العقيدة , وكفالة لأمن الذين هداهم الله , وإقرارا لمنهج الله في الحياة , وحماية للبشرية من الحرمان من ذلك الخير العام .
وينشأ عن تلك الحقوق الثلاثة واجب آخر على الجماعة المسلمة ; وهو أن تحطم كل قوة تعترض طريق الدعوة وإبلاغها للناس في حرية , أو تهدد حرية اعتناق العقيدة وتفتن الناس عنها . وأن تظل تجاهد حتى تصبح الفتنة للمؤمنين بالله غير ممكنة لقوة في الأرض , ويكون الدين (كله ) لله . .
لا بمعنى إكراه الناس على الإيمان . ولكن بمعنى استعلاء دين الله في الأرض , بحيث لا يخشى أن يدخل فيه من يريد الدخول ; ولا يخاف قوة في الأرض تصده عن دين الله أن يبلغه , وأن يستجيب له , وأن يبقى عليه . وبحيث لا يكون في الأرض وضع أو نظام يحجب نور الله وهداه عن أهله ويضلهم عن سبيل الله . بأية وسيلة وبأية أداة .(1/2627)
إن هذا الدين ليس إعلاناً لتحرير الإنسان العربي ! وليس رسالة خاصة بالعرب ! .. إن موضوعه هو " الإنسان " .. نوع " الإنسان " .. ومجاله هو " الأرض " .. كل " الأرض " . إن الله - سبحانه - ليس رباً للعرب وحدهم ولا حتى لمن يعتنقون العقيدة الإسلامية وحدهم .. إن الله هو " رب العالمين " .. وهذا الدين يريد أن يرد " العالمين " إلى ربهم ، وأن ينتزعهم من العبودية لغيره . والعبودية الكبرى - في نظر الإسلام - هي خضوع البشر لأحكام يشرعها لهم ناس من البشر .. وهذه هي " العبادة " التي يقرر أنها لا تكون إلا لله ، وأن من يتوجه بها لغير الله يخرج من دين الله مهما ادعى أنه في هذا الدين . ولقد نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن " الاتِّباع " في الشريعة والحكم هو " العبادة " التي صار بها اليهود والنصارى " مشركين " مخالفين لما أمروا به من " عبادة " الله وحده ..
إن المعسكرات المعادية للإسلام قد يجيء عليها زمان تؤثر فيه ألا تهاجم الإسلام ، إذا تركها الإسلام تزاول عبودية البشر للبشر داخل حدودها الإقليمية ، ورضى أن يدعها وشأنها ولم يمد إليها دعوته وإعلانه التحريري العام !
ولكن الإسلام لا يهادنها ، إلا أن تعلن استسلامها لسلطانه في صورة أداء الجزية ، ضماناً لفتح أبوابها لدعوته بلا عوائق مادية من السلطات القائمة فيها .
هذه طبيعة هذا الدين ، وهذه وظيفته ، بحكم أنه إعلان عام لربوبية الله للعالمين ، وتحرير الإنسان من كل عبودية لغير الله في الناس أجمعين !
وفرق بين تصور الإسلام على هذه الطبيعة ، وتصوره قابعاً داخل حدود إقليمية أو عنصرية ، لا يحركه إلا خوف الاعتداء !
إنه في هذه الصورة الأخيرة يفقد مبرراته الذاتية في الانطلاق !
إن مبررات الانطلاق الإسلامي تبرز بوضوح وعمق عند تذكر أن هذا الدين هو منهج الله للحياة البشرية ، وليس منهج إنسان ، ولا مذهب شيعة من الناس ، ولا نظام جنس من الأجناس ! ..(1/2628)
ونحن لا نبحث عن مبررات خارجية إلا حين تفتر في حسنا هذه الحقيقة الهائلة ..
حين ننسى أن القضية هي قضية ألوهية الله وعبودية العباد ..
إنه لا يمكن أن يستحضر إنسان ما هذه الحقيقة الهائلة ثم يبحث عن مبرر آخر للجهاد الإسلامي !
والمسافة قد لا تبدو كبيرة عند مفرق الطريق ، بين تصور أن الإسلام كان مضطراً لخوض معركة لا اختيار له فيها ، بحكم وجوده الذاتي ووجود المجتمعات الجاهلية الأخرى التي لا بد أن تهاجمه ، وتصور أنه هو بذاته لا بد أن يتحرك ابتداء ، فيدخل في هذه المعركة ..
المسافة عند مفرق الطريق قد لا تبدو كبيرة ، فهو في كلتا الحالتين سيدخل المعركة حتماً ، ولكنها في نهاية الطريق تبدو هائلة شاسعة ، تغير المشاعر والمفهومات الإسلامية تغييراً كبيراً .. خطيراً .
إن هناك مسافة هائلة بين اعتبار الإسلام منهجاً إلهياً ، جاء ليقرر ألوهية الله في الأرض ، وعبودية البشر جميعاً لإله واحد ، ويصب هذا التقرير في قالب واقعي ، هو المجتمع الإنساني الذي يتحرر فيه الناس من العبودية للعباد ، بالعبودية لرب العباد ، فلا تحكمهم إلا شريعة الله ، التي يتمثل فيها سلطان الله ، أو بتعبير آخر تتمثل فيها ألوهيته .. فمن حقه إذن أن يزيل العقبات كلها من طريقه ، ليخاطب وجدان الأفراد وعقولهم دون حواجز ولا موانع مصطنعة من نظام الدولة السياسي ، أو أوضاع الناس الاجتماعية ..
إن هناك مسافة هائلة بين اعتبار الإسلام على هذا النحو ، واعتباره نظاماً محلياً في وطن بعينه فمن حقه فقط أن يدفع الهجوم عليه في داخل حدوده الإقليمية !
هذا تصور .. وذاك تصور ..
ولو أن الإسلام في كلتا الحالتين سيجاهد ..
ولكن التصور الكلي لبواعث هذا الجهاد وأهدافه ونتائجه ، يختلف اختلافاً بعيداً ، يدخل في صميم الاعتقاد كما يدخل في صميم الخطة والاتجاه .
من حق الإسلام أن يُخرج " الناس "من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ..(1/2629)
ليحقق إعلانه العام بربوبية الله للعالمين ، وتحرير الناس أجمعين ..
وعبادة الله وحده لا تتحقق - في التصور الإسلامي وفي الواقع العملي - إلا في ظل النظام الإسلامي ، فهو وحده النظام الذي يشرع الله فيه للعباد كلهم ، حاكمهم ومحكومهم ، أسودهم وأبيضهم ، قاصيهم ودانيهم ، فقيرهم وغنيهم ، تشريعاً واحداً يخضع له الجميع على السواء ..
أما في سائر الأنظمة ، فيعبد الناس العباد ، لأنهم يتلقون التشريع لحياتهم من العباد . وهو من خصائص الألوهية ، فأيما بشر ادعى لنفسه سلطان التشريع للناس من عند نفسه ، فقد ادّعى الألوهية اختصاصاً وعملاً ، سواء ادَّعاها قولاً أم لم يعلن هذا الادعاء . وأيما بشر آخر اعترف لذلك البشر بذلك الحق فقد اعترف له بحق الألوهية ، سواء سماها باسمها أم لم يسمها !
والإسلام ليس مجرد عقيدة ، حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان . إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس ، والتجمعات الأخرى لا تمكِّنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو ، ومن ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرير العام ، وهذا - كما قلنا من قبل - معنى أن يكون الدين كله لله ، فلا تكون هناك دينونة ولا طاعة لعبد من العباد لذاته . كما هو الشأن في سائر الأنظمة التي تقوم على عبودية العباد للعباد !
******************
وقد لخص الإمام ابن القيم مراحل الجِهَادُ في سَبِيْل الله في زاد المعاد فقال :
" فصل في ترتيب هديه مع الكفار والمنافقين من حين بعث إلى حين لقي الله عزَّ وجلَّ " :(1/2630)
( أول ما أوحى به تبارك وتعالى ، أن يقرأ باسم ربه الذي خلق ، وذلك أولى نبوته ، فأمره أن يقرأ في نفسه " فأنذر " فنبأه بقوله : " اقرأ " وأرسله بـ : " يا أيها المدثر " ، ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين ، ثم أنذر قومه ، ثم أنذر من حولهم من العرب ، ثم أنذر العرب قاطبة ، ثم أنذر العالمين . فأقام بضع عشرة سنة بعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ولا جزية ، ويؤمر بالكف والصبر والصفح . ثم أذن له في الهجرة وأذن له في القتال . ثم أمره أن يقاتل من قاتله ، ويكف عمن اعتزله ولم يقاتله ، ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله لله .. ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام : أهل صلح وهدنة ، وأهل حرب ، وأهل ذمة .. فأمر بأن يتم لأهل العهد والصلح عهدهم ، وأن يوفى لهم به ما استقاموا على العهد ، فإن خاف منهم خيانة نبذ إليهم عهدهم ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد ، وأمر أن يقاتل من نقض عهده .. ولما نزلت سورة براءة نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها : فأمر أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية ، أو يدخلوا في الإسلام ، وأمره فيها بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم فجاهد الكفار بالسيف والسنان . والمنافقين بالحجة واللسان ، وأمره فيها بالبراءة من عهود الكفار ونبذ عهودهم إليهم .. وجعل أهل العهد في ذلك ثلاثة أقسام : قسماً أمره بقتالهم ، وهم الذين نقضوا عهده ، ولم يستقيموا له ، فحاربهم وظهر عليهم . وقسماً لهم عهد مؤقت لم ينقضوه ولم يظاهروا عليه ، فأمره أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم . وقسماً لم يكن لهم عهد ولم يحاربوه ، أو كان لهم عهد مطلق ، فأمر أن يؤجلهم أربعة أشهر ، فإذا انسلخت قاتلهم .. فقتل الناقض لعهده ، وأجل من لا عهد له أو له عهد مطلق ، أربعة أشهر ، وأمره أن يتم للموفي بعهده عهده إلى مدته ، فأسلم هؤلاء كلهم ولم يقيموا على كفرهم إلى مدتهم . وضرب على أهل الذمة الجزية .. فاستقر أمر الكفار(1/2631)
معه بعد نزول براءة على ثلاثة أقسام : محاربين له ، وأهل عهد ، وأهل ذمة .. ثم آلت حال أهل العهد والصلح إلى الإسلام فصاروا معه قسمين : محاربين ، وأهل ذمة . والمحاربون له خائفون منه ، فصار أهل الأرض معه ثلاثة أقسام : مسلم مؤمن به ، ومسالم له آمن ، وخائف محارب .. وأما سيرته في المنافقين فإنه أمر أن يقبل منهم علانيتهم ، ويكل سرائرهم إلى الله ، وأن يجاهدهم بالعلم والحجة ، وأمر أن يعرض عنهم ، ويغلظ عليهم ، وأن يبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم ، ونهى أن يصلى عليهم ، وأن يقوم على قبورهم ، وأخبر أنه إن استغفر لهم فلن يغفر الله لهم .. فهذه سيرته في أعدائه من الكفار والمنافقين ) ..
* * *
********************
وهذا الكتاب الذي بين يدينا اليوم فيه تفصيل لأنواع الجهاد في سبيل الله وأهدافه وأحكامه وهو من خير ما خطته يد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وقد جمعته من مجموع الفتاوى (( 35 )) مجلدا وقد تكررت لفظة الجهاد فيها أكثر من ((600)) مرة فتأمل يا رعاك الله !!!
ولذا فإني أقدم هذا الكتاب
أولا للمجاهدين في سبيل الله في كل مكان ليكون زادا لهم ومعينا لا ينضب
وأقدمه لمحبي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لكي يقتدوا به إن كانوا صادقين في محبتهم
وأقدمه لمبغضي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فأقول لهم :
لقد أمضى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حياته مجاهدا المبطلين والمنافقين والباطنيين واليهود والنصارى والمشركين والمبتدعين ومات دون ذلك مسجونا وهو ثابت الجنان مرفوع الجبين
وأما أنتم فليس لكم من عمل يذكر سوى الوقوع في هؤلاء الأئمة الأبرار الأخيار الذين بهم حمى الله الإسلام وبهم رفع رايته خفاقة عالية فإن كنتم مسلمين (( حقا )) فارعووا وازدجروا عن غيكم وبهتانكم
وإلا فإن الله تعالى قد تكفل بالدفاع عن المؤمنين قال تعالى :(1/2632)
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (38) سورة الحج
وأقدمه للمنهزمين الذين هان عليهم دينهم فهانوا على الله ليكون حجة عليهم في الدنيا قبل الآخرة قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} (38) سورة التوبة
وأقدمه للمتفرجين الذين يرون انتهاك حرمات المسلمين في كل مكان في هذه الأرض ثم لا يفعلون شيئا وكأن الأمر لا يعينهم
وفاتهم قول الله تعالى :
{ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء
وقال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (24) سورة التوبة
***************
قال تعالى :
{ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (74) سورة النساء
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله قولا وعملا آمين(1/2633)
13 شعبان 1425 هـ الموافق 26/9/2004 م
حمله من هنا :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31288
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2004, 01:31 AM
جزاك الله خيراً.
---
abohamzahashhame
10-13-2004, 05:01 AM
وأنت كذلك أخي الفاضل
كذلك الله خيرا
وبما أن منتديات مشكاة مغلقة بسبب عطل فني فسننزله هنا
---
abohamzahashhame
10-13-2004, 05:03 AM
تابع الملف الثاني
---
abohamzahashhame
10-13-2004, 05:04 AM
تابع الملف الثالث
---
(1/2634)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تحديث الشاملة 2.11
---
تحديث الشاملة 2.11
---
نافع
03-13-2007, 08:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تحديث الشاملة 2.11
تحميل التحديث وطريقة تركيبه من هنا (http://www.shamela.ws/update.php?update=1)
جديد الإصدار :
تم إصلاح العديد من الشوائب وإدخال كثير من التحسينات ، منها تحسينات صغيرة ستلاحظونها من خلال استخدام البرنامج من أمثلتها
1- في غرفة التحكم ، تجد عدد الكتب المعروضة في شريط العنوان الأزرق
2- في شاشة المؤلفين ، تجد عدد المؤلفين في شريط العنوان الأزرق وعدد كتب كل مؤلف فوق قائمة كتبه
3- في شاشة البحث : يتم سرد مجالات البحث المحفوظة في نفس الشاشة لسهولة اختيار مجال أو أكثر منها
هذه أمثلة فقط .. وباقي هذه التحسينات الصغيرة وإصلاح الأخطاء لن أذكرها ولكن أشير إلى أهم الإضافات إن شاء الله
1- تم زيادة مستويات تصنيفات الكتب، فيمكن مثلاً إنشاء قسم رئيسي (الفقه وأصوله) وبداخله مجلد (أصول الفقه) وآخر (الفقه)، وبداخل الفقه: الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ... إلخ ، ويمكن تفريع المستويات حتى 255 مستوى فرعي
2- تم زيادة مستويات شجرة عناوين كل كتاب حتى يمكن أن تصل إلى 255 مستوى فرعي
3- البحث بالفهارس أو بدونها أصبح أسرع من الإصدار السابق
4- إضافة خيار تجاهل الأرقام للبحث ، وهذا هام لوجود الحواشي في بعض الكتب ، فلو بحثت عن "لم يتغن بالقرآن" وكانت في الكتاب "لم يتغن (2) بالقرآن" فالإصدار السابق لن يجدها ، أما هذا الإصدار فيتجاهل الأرقام ويجدها إن شاء الله تعالى
5- خيارات البحث والاستبدال في شاشة تحرير كتاب أصبحت متقدمة تشبه خيارات الوورد
6 - يمكنك تحديد خط مختلف لكل من العرض والواجهة والبطاقات و نحو ذلك .. مع اختلافات أخرى في خيارات البرنامج(1/2635)
7 - خدمة صيانة قواعد البيانات وضغطها وهذه لها وظائف عديدة تراجع في ملف المساعدة
8 - بعض الأخوة يريد حذف التشكيل من شجرة عناوين الكتب .. يمكنه ذلك من قائمة خدمات
9 - اختلفت شاشة تصدير الكتب ، يمكنك تصدير ما شئت من الكتب إلكترونيا أو وورد أو ويب بضغطة واحدة
10 - تصفية عرض الكتب في غرفة التحكم ، يمكنك تصفية العرض ، لتعرض فقط الكتب التي يحتوي اسمها على كلمة معينة أو تحتوي بطاقتها على جملة معينة ، وشرح طريقة ذلك وفوائده في ملف المساعدة - غرفة التحكم
11 - ملف المساعدة أصبح حساسا للسياق context-sensetive بمعنى لو كنت في أي شاشة وضغطت مفتاح F1 يأتيك ملف المساعدة مضبوطا على شرح هذه الشاشة ، غرفة التحكم مثلا أو شاشة المؤلفين أو ...
12 - تغيرت مفاتيح الاختصارات كالتالي
F1 : لعرض ملف المساعدة
F2 : لفتح غرفة التحكم
F3 : لفتح شاشة البحث العامة
F4 : لفتح شاشة البحث في القرآن الكريم / أو في الكتاب الحالي
F5 : للانتقال للصفحة التالية
F6 : للانتقال للصفحة السابقة
F7 : لجعل العنوان المحدد عنوانا أساسيا ( تعمل فقط في شاشة تحرير كتاب )
F8 : لجعل العنوان المحدد عنوانا أساسيا ( تعمل فقط في شاشة تحرير كتاب )
F9 : لجعل العنوان المحدد عنوانا مناسبا ( تعمل فقط في شاشة تحرير كتاب ) .. عنوانا مناسبا ، أي من نفس مستوى الذي قبله
F10 : لفتح شاشة اختيار كتاب
وهناك تغيرات متعددة خاصة بشاشة المؤلفين ، وغرفة التحكم ليتم ترتيب المؤلفين أبجديا أو على الوفيات ، وربطهم بسهولة بمؤلفاتهم من غرفة التحكم وترتيب الكتب نفسها حسب وفاة مؤلفيها ، تجد شرح هذا كله في ملف المساعدة المرفق
وأيضا بعض إخواننا ترجم لأكثر من 700 مؤلف من الأعلام للزركلي وغيره ، ويمكنك إضافة جميع المؤلفين ووفياتهم وتراجمهم لموسوعتك بضغطة زر عن طريق تحديث المؤلفين من هنا (http://www.shamela.ws/update.php?update=2)(1/2636)
وقد كان لبعض الأخوة الأحباب اقتراحات أخرى لم أستطع تنفيذها في هذا الإصدار ، فلتتسع صدورهم حيث ضاق وقت أخيهم
---
نورة
03-13-2007, 09:52 PM
حياكم الله الأخ النافع نافع
وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك
---
أبو محمد الظاهرى
03-16-2007, 01:04 AM
حياكم الله الأخ النافع نافع
وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك
اللهم آمين...
---
عبدالعزيز اليحيى
03-17-2007, 01:30 PM
جزاك الله خيرا كثيرا
---
العنزي
04-02-2007, 03:33 PM
جزاك الله خيرا
---
ابو مريم الجزائري
04-13-2007, 01:13 AM
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا يانافع و نفع بك ، جعل الله شاملتك في ميزان حسناتك آمين
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 04:05 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب نافع ونفع بعلمك ومجهودك وتقبل منا ومنك صالح العمل
---
(1/2637)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المياه في القرآن الكريم
---
المياه في القرآن الكريم
---
محمد كالو
02-05-2007, 04:17 PM
دراسات قرآنية
محمد محمود كالو
الماء أصل الحياة( ) ، ومادة كل خلق ، وهو أول المخلوقات بدليل قوله تعالى : { وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين } ( ) .
قال الإمام القرطبي في تفسيره : { وكان عرشه على الماء } ( ): بين أن خلق العرش والماء قبل خلق الأرض والسماء.
فلا عجب إذن ، أن يضع الله تعالى في هذا المخلوق المبارك أسراراً تميزه عن باقي المخلوقات، فقد جعله الله تعالى أساس تكوين الخلية ، وقد أثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات و التحولات التي تتم داخل أجسام الكائنات الحية وبضمنها الإنسان ، فإن أكثر من 70 % من وزنه ماء ، وقد يوجد بين الأحياء كائنات تحيا دون هواء ، ولكن ليس بين الكائنات الحية ( حيوانية ونباتية ، وأحياء مجهرية دقيقة ) كائن واحد يستطيع العيش دون ماء ، والماء ضروري لقيام كل عضو من الأعضاء بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها ، قال الله تعالى : { والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير } ( ) .
والماء أصل الإنسان ومنه خلق ، قال الله تعالى : { فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب } ( ) .(1/2638)
والماء أصل النبات أيضاً ، قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ . يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون } ( ) .
والماء هو المادة الرئيسة في أصل كل شيء ، وفي صنع كل شيء ، قال الله تعالى :
{ وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون } ( ) .
ومن خواص الماء :
1 ـ يوجد الماء في الحالات الثلاث : الصلبة والسائلة والغازية .
2 ـ تقل كثافته عند تجمده ، وهو بهذه الصفة يشذ عن جميع مواد الأرض ، لذلك يبقى طافياً على سطح الماء السائل ، وفي هذه الخاصية رحمة عظيمة لمخلوقات الأرض كلها ، فلو كان الجليد أكثر كثافة من الماء السائل لغطست كتل الجليد إلى أعماق البحار والبحيرات ولتجمدت كل الأجسام المائية في المناطق الباردة ولانعدمت الحياة في هذه البحار ، ولكن الجليد الطافي يحمي الماء تحته من التجمد.
3 ـ إن للماء القابلية على إذابة العناصر والمعادن ، وأكبر دليل على قابليته هذه ، هو أن نصف المعادن المعروفة موجودة بشكل ذائب في ماء البحر ، وبدون خاصية الإذابة هذه فإن تغذية جميع الكائنات سوف تتوقف .
4 ـ المط السطحي (أو الشد السطحي ): جزيئة الماء آصرة الهيدروجين تعطي تماسكاً لجزيئات الماء ، والتي تعطي الماء خصائص هامة منها ظاهرة الشد السطحي ، فبهذه الخاصية تصعد الرطوبة في التربة من أعماق الأرض ، وكذلك بهذه الخاصية يصعد الماء إلى ارتفاعات خيالية في الأشجار ( ) .(1/2639)
ويمكن فهم هذا المط السطحي ( أو الشد السطحي ) بمثال بسيط ، وهو أنك لو ملأت كوباً بالماء فإنه لن يفيض إلا إذا ارتفع عن سطح الكوب قدراً معيناً ، والسبب في ذلك أن جزيئات السوائل عندما لا تجد شيئاً تتصل به فوق سطح الكوب تتحول إلى ما هو تحتها ، وعندئذ توجد ( غشاوة مرنة ( على سطح الماء ، وهذه الغشاوة هي التي تمنع الماء من الخروج عن الكوب لمسافة معينة ، وهي غشاوة قوية لدرجة أنك لو وضعت عليها إبرة من حديد ، فإنها لن تغوص !! وهذه الظاهرة هي ما تسمى بالمط السطحي ، الذي يحول دون اختلاط الماء بالزيت والذي يفصل بين الماء العذب والمَلِح ( ) .
5 ـ أظهرت الفيزياء النووية ، مزايا إضافية خارقة للماء تفسر سلوكية الماء الغريبة ، أول هذه المزايا هي الطاقة الهائلة التي يحتاجها فصل ذرات جزيئة الماء ، وينطلق نفس المقدار من الطاقة عند اتحاد هذه الذرات ( ) .
النظام المائي للكرة الأرضية :
يقول الله تعالى : { وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون } ( ) .
ففي قوله تعالى ( بِقَدَر ) إشارة لطيفة ، ودقيقة علمية ، وهي أن الماء ينزل من السماء بقدر ثابت ، وأن هناك توازناً بين طرفي المعادلة ، أي بين ما يسقط من السماء من مطر وثلج وبرد ، وما يصعد إليها من أبخرة ، وذلك لتتم الميزانية المائية على الكرة الأرضية ، التي لو حصل فيها أي خلل ،لأدت إلى وقوع كارثة محتومة ، إما إلى جفاف يأكل بعضه بعضاً ، وإما إلى طوفان يغرق بعضه بعضاً ، فهو نازل بنظام تام ، وبقدر ما تقتضيه المصلحة وتستدعي الحكمة ، فلا أكثر فيغرق ، ولا أقل فيكون الجدب.
العلاقة بين الجبال والأنهار :
النهر وليد الجبل ، قال الله تعالى : { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } ( ) .
وقال تعالى : { وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً } ( ) .
وقال أيضاً : { وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتاً } ( ) .(1/2640)
في هذه الآيات مشاهد تشد الأذهان إلى التأمل والتفكر في مخلوقات الله تعالى ، فمنذ أن خلق الله تعالى الأرض ، جعل الجبال والأنهار في فلك واحد ، وهذا الترابط قائم إلى أن يرث الله الأرض ، فالجبال خزانات عظيمة للمياه التي تتجمع من الأمطار ، ثم تخرج ينابيع وعيوناً تجري أنهاراً .
ونلاحظ في الآية الثالثة ، التي تذكر إسقاء الماء الفرات ، قد وصف الله تعالى فيها الرواسي بصفة جديدة ، هي قوله ( شامخات ) ، أما الآيات الأخرى فلم توصف الجبال الرواسي بشيء ، وفي ذلك سر دفين ، فلقد قرر علماء المناخ : أن أغزر الأمطار تنزل على أكثر الجبال شموخاً ، وكلما انخفض الجبل كلما قلت أمطاره ( ) .
الخزن وراء السدود :
السد : حاجز يبنى عبر جدول أو نهر فيحجز سيل الماء ( ) ، ويكوّن بحيرة صناعية أمام السد، يمكن استخدامه لتخزين ماء الشرب ، أو نقل مياهه عبر قنوات إلى المزارع المجاورة، وكما يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية ، وفي أو قات الفيضانات يمكن أن يقي السد المدن والتجمعات السكنية من النكبات والكوارث.
وفكرة بناء السدود اقتبسها المهندسون من بعض مخلوقات الله تعالى، ألا وهي القنادس( )، وهي بطبيعة الحال أول بناة للسدود بالفطرة ، وهي التي أوحت للإنسان ببعض أمجاده الهندسية الرائعة ، ولاحظ الإنسان أن القنادس أحياناً تحطم سدودها بمحض إرادتها بغية إغراق عدوّها.
قال الله تعالى : { وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين } ( ) .(1/2641)
ذهب بعض المفسرين في تفسير هذه الآية { وأرسلنا الرياح لواقح } إلى أن الرياح تحمل اللقاح من شجرة إلى أخرى ، إلا أن سياق الآية لا يشير إلى ذلك ، ولا يذكر الإنبات أبداً ، بل المراد هنا تلقيح السحاب وإلى ذلك ذهب الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حينما قال : ( يرسل الله الرياح لتلقيح السحاب فتحمل الماء فتمجه في السحاب ، ثم تمر به فتدر كما تدر الملقحة ( ( ) .
قوله تعالى { فأسقيناكموه } تميزت هذه الكلمة عن سائر كلمات القرآن الكريم ، بأنها أطول كلمة في القرآن ، فهي تتكون من أحد عشر حرفاً من حروف الهجاء ، منها عشرة حروف غير مكررة من مجموع حروف اللغة العربية التي هي ثمانية وعشرون حرفاً ، وكما أنها تتكون من تسعة حروف من الحروف المقطعة الواردة في فواتح السور ، ومنها ثمانية حروف غير مكررة من مجموع الحروف المقطعة التي هي ( أربعة عشر حرفاً ( .
ولفظ ( فأسقيناكموه ) لا يقصد به شرب الماء وحده ، بل كل حاجات الناس للماء من ري المزروعات وسقي الأنعام والدواب ، والاستخدامات اليومية الضرورية للإنسان في منزله أو مصنعه أو غير ذلك .
واختلف المفسرون في شرح قوله تعالى : { وما أنتم له بخازنين } ،قال القرطبي في تفسيره : أي ليست خزائنه عندكم؛ أي نحن الخازنون لهذا الماء ، ننزله إذا شئنا ، ونمسكه إذا شئنا.
وقال ابن كثير في تفسيره : يحتمل أن المراد: وما أنتم له بحافظين، بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ، ونجعله معيناً وينابيع في الأرض، ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به، ولكن من رحمته أنزله ، وجعله عذباً ، وحفظه في العيون والآبار والأنهار، ليبقى لهم في طول السنة ، يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم.(1/2642)
ولعل ما قاله القرطبي وابن كثير في التفسيريْن أقرب المراد من الآية الكريمة والله تعالى أعلم، وليس في سياق الآية ما يعطي معنى التحدي ، بل يظهر نعم الله تعالى على الإنسان، ولكن هذا الكلام كله يتعلق بالخزن تحت سطح الأرض ، أو بحفظه في خزائن الله سبحانه وتعالى ، فما القول في الخزن وراء السدود فوق الأرض ؟؟
إن إحصائية عام 1990 م تقول بأن في العالم / 38000 / سد من السدود الكبيرة ، ولكن المياه المستخدمة بالفعل لا تزيد عن 15% فقط .
وتقول مديرة مشروع السياسات المائية العالمي ( ساندرا بوستل ( في لقاء أجرته معها إذاعة لندن في تقرير مفصل حول المياه :
( في واقع الأمر أننا نستفاد من 30% فقط من كل المياه التي تتدفق من اليابسة إلى البحر كل عام ، أي تلك التي تتدفق من الأنهار والمجاري والطبقات الصخرية المائية ، والطريقة التي نحصل بها على هذا الماء هي :
1 ـ إما أن نحفر بئراً لاستخراج المياه الجوفية.
2 ـ أو نبني سداً لنتحكم في ماء النهر .
ومن نسبة 30% المتاحة أمامنا نجد أننا نستخدم بالفعل أكثر من نصف هذه النسبة ( أي 15% فقط ) ، ومن ثَمَّ فإن ما يتبقى لنا من موارد مائية محدودة للغاية ).
ثم قالت : ( ومن دواعي الأسف أن الإكثار من تحويل مجرى الأنهار يمكن أن يسبب مشاكل غير متوقعة ، ومن الصعب عادة إدراك مثل هذه المشاكل إلا بعد أن تحدث ) .(1/2643)
واستشهدت بما حدث في الاتحاد السوفييتي السابق في الخمسينات ، حينما حول المخططون السوفييت مجرى نهرَيْن كبيرين يغذيان ( بحر أورال ) من أجل زراعة القطن في بعض الدول الواقعة في آسيا الوسطى ، ونتيجة ذلك لم تعد البحيرة ـ التي كانت رابع أكبر بحيرة في العالم ـ تمتلئ ثانية بالماء وبدأت تنكمش ، ففقدت البحيرة نصف مساحتها وثلاثة أرباع حجمها ، ومن النتائج السيئة التي حلت بتلك البحيرة ، اختفاء عشرين فصيلة من فصائل الأسماك الأربعة والعشرين التي كانت موجودة ، وأدى ذلك إلى اختفاء صناعة الأسماك التي كان يعيش عليها نحو 60 ألف شخص ، ونقصت الأراضي الخصبة في الدلتا( ) بنسبة 85% مما يعني أيضاً اختفاء الطيور والحياة البرية ، إضافة إلى ذلك فإن عدم تدفق الماء جعل مياه البحيرة أكثر ملوحة ، كما أن الملوثات التي تحملها الأسمدة أصبحت مركزة إلى حد السمومية ، ويسبب ذلك كله مشكل صحية شديدة وخطيرة .
ومن أكبر وأهم مشاكل السدود ، مشكلة رواسب الطين المجتمعة خلف السدود ، فهذه الخزانات الفسيحة ستمتلئ يوماً من الأيام بالطين والرسوبيات ، وما بحيرة ( ميد ) الذي يقع أمام سد ( هوفر ) إلا مثال واقعي على تجمع الوحل والرسوبيات ، وتأتي هذه الرواسب بفعل جرف المياه لحبيبات التربة من قاع وضفاف النهر.
وهناك مشكلات أخرى تتعرض لها السدود ، فلربما تنهار في بعض الأحيان وتؤدي إلى كوارث ، كما حدث لسد ( فيجاري تيرا ) في عام 1959م والمقام على نهر ( تيرا ) الإسباني ، وما كارثة سد ( زيزون ( في سوريا عنا ببعيد ، ففي يوم الثلاثاء 4 حزيران 2002م ، تصدع سد زيزون وانهار ، وأدى إلى خسائر جسيمة.
كما يمكن أن ينهار سد بشكل لا يمكن أن يتنبأ به المهندس ، وذلك بتعرضه إلى زلزال أرضي ، مع أن بناة السدود يتحرون الابتعاد عن خطوط الزلازل ، كما حدث لسد
( هبجين ) على نهر ( ماديسون ( في مونتانا عام 1959م .(1/2644)
وفي عام 1959م أيضاً انهار سد ( ملباسيت ( على نهر ( ريوان ) واقتحم السيل مدينة ( فريجوس ( وقضى على / 421 / شخصاً ( ).
ومن مشكلات السدود الحروب والمعارك ، ففي الحرب العالمية الثانية ، نسف سلاح الطيران البريطاني ثلاثة سدود ألمانية ، محدثاً نكبة رهيبة ، ودمرت جزءاً كبيراً من المنطقة الصناعية في حوض ( الروهر ( ، وكذلك حطم سلاح الطيران الأمريكي سداً في إيطاليا سنة 1944م ، فغمر الجيوش الألمانية بالماء ، وعمد الروس إلى نسف سد
( دنيبر ستروي (( ) الروسي سنة 1941م حتى لا يسقط في أيدي الجيوش النازية.
البرزخ والحاجز والحجر المحجور :
قال الله تعالى : { وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً } ( ) .
ويقول أيضاً : { مرج البحرين يلتقيان . بينهما برزخ لا يبغيان . فبأي آلاء ربكما تكذبان . يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } ( ) .
ويقول جل جلاله : { أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } ( ) .
هذه الآيات تتحدث عن حقائق علمية في عالم البحار ، اكتشفت باستخدام تقنيات هذا العصر من أجهزة متطورة وجهود متضافرة لعلماء ومتخصصين وتوجت باستخدام الأقمار الصناعية مما زاد الصورة وضوحاً .
نلاحظ من خلال الآيات السابقة ، أنها جميعاً تناولت ظاهرة البرزخ الناشئ بين المائَيْن ، فالآية الأولى تشرح البرزخ الناشئ بين ماء النهر العذب وماء البحر المالح ، ووصف الله تعالى البرزخ بينهما بأنه حجر محجور ، ثم جاءت الآيات من سورة الرحمن ، توضح البرزخ الناشئ بين البحرين المالحين ، لأن المرجان لا يكون إلا في البحار المالحة ،(1/2645)
أما الشاهد الثالث من سورة النحل ، فإن الآية لم تحدد نوعية البحرين ، بل جاءت بوصف عام ، ولم تحدد نوعية الحاجز أيضاً ، ولا بد من شرح لغوي لهذه الأوصاف
( البرزخ والحاجز والحجر المحجور ) قبل الحديث عنها.
البرزخ : الذي بين شيئين اثنين ،قال في لسان العرب : البَرْزَخُ: ما بين كل شيئين، وفي الصحاح: الحاجز بين الشيئين.
والحاجز : المانع ، قال في لسان العرب : الحَجْز: الفصل بين الشيئين، حَجَز بينهما يَحْجُِزُ حَجْزاً وحِجازَةً فاحْتَجَز؛ واسم ما فصل بينهما: الحاجِزُ. الأَزهري: الحَجْز أَن يَحْجِز بين مقاتلين، والحِجَاز الاسم، وكذلك الحاجِزُ. قال الله تعالى: وجَعَل بين البحرين حاجِزاً؛ أَي حِجازاً بين ماءٍ مِلْح وماءٍ عَذْبٍ لا يختلطان، وذلك الحجاز قدرة الله. وحَجَزَه يَحْجُِزُه حَجْزاً: منعه.
والحجر المحجور : هو المكان الممنوع ، قال الأصفهاني في مفرداته لألفاظ القرآن : والحجر: الممنوع منه بتحريمه،قال تعالى: { وقالوا: هذه أنعام وحرث حجر } ( )، { ويقولون حجراً محجوراً } ( ) ،كان الرجل إذا لقي من يخاف يقول ذلك .....، قال تعالى: { وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً } ( )، أي: منعاً لا سبيل إلى رفعه ودفعه، وفلان في حجر فلان، أي: في منع منه عن التصرف في ماله وكثير من أحواله، وجمعه: حجور.
قال القرطبي في تفسيره : ( وحجراً محجوراً ) : أي ستراً مستوراً يمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر. فالبرزخ الحاجز، والحجر المانع.
الحاجز بين النهر العذب والبحر المالح :
قال الله تعالى : { وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً } ( ) .
فالعذب الفرات : هو ماء النهر ، ووصفه بذلك أي أنه سائغ شرابه .
والملح الأجاج : هو ماء البحر ، ووصفه بأنه أجاج أي شديد الملوحة لا يستساغ شرابه.(1/2646)
والبرزخ : هو الحاجز المائي الفاصل بين العذب الفرات والملح الأجاج ، وهو عبارة عن منطقة انتقالية فيها خليط من المائيْن العذب والمالح ، فهو أقل كثافة من ماء البحر وأكثر كثافة من ماء النهر ، وهذا ما يجعله يستقر بين البحرين العذب والمالح ، فهو حاجز يمنع طغيان بحر على آخر ويمنع الخصائص والميزات الموجودة في بحر بأن تطغى على البحر الآخر.
والحجر المحجور : هو المكان الممنوع ، يمنع الكائنات الحية التي تعيش ضمن هذا الشريط الضيق من الخروج منه ، وبنفس الوقت فإن هذا الشريط المائي ممنوع على معظم الأحياء الأخرى من أن تدخل إليه ، فهي منطقة ممنوع الدخول إليها أو الخروج منها فهي حجر محجور .
أما الحاجز بين البحرين المالحين :
قال الله تعالى : { مرج البحرين يلتقيان . بينهما برزخ لا يبغيان . فبأي آلاء ربكما تكذبان . يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } ( ) .
المقصود هنا بالبحرين بحران مالحان، بدليل قوله تعالى: { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان }
فالمرجان( ) لا يوجد إلا في البحار المالحة ، فالآية تتحدث عن بحرين مالحين غير أنهما متباينين في درجة تركيز ملوحتهما وخواصهما الأخرى ، والآية لم تتحدث عن الحجر المحجور ، فالبحران مالحان وقد يكون الفرق في درجة ملوحتهما قليلاً ، لذلك ربما لا تشكل منطقة البرزخ حجراً على الكائنات الحية من دخوله واختراقها والانتقال بينهما دون أي عائق أو عرقلة .
وكلمة ( مرج ) تعطينا معنى القلق والاضطراب ، وكأن هذه الكلمة تشير إلى ظاهرَتَيْ المد والجزر ( ) اللتين تحدثان في كل يوم وليلة ، فينتج عنهما أيضاً دفع الحاجز بينهما إلى الأمام أو الخلف ، ويتحقق معنى القلق والاضطراب في معنى ( مرج ( .
الأرض الهامدة والأرض الخاشعة :(1/2647)
} ـ قال الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج } ( ) .
} ـ وقال سبحانه وتعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ( ) .
الأرض الهامدة :
في الآية الأولى يخاطب الله تبارك وتعالى الناس جميعاً ، إن كانوا في شك من البعث بعد الموت ، فهاهو الدليل الذي لا مراء فيه ، فإن الله تعالى خلق الإنسان من تراب ، ثم من نطفة ماء ، ثم من علقة وهي قطرة الدم ، ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ، ثم تحولت الآية لتصور مشهداً آخر عن مقدرة الله تبارك وتعالى ، فهذه الأرض الهامدة :
قال في لسان العرب : الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر.(1/2648)
فالأرض الهامدة التي لا حياة فيها ، يابسة مجدبة قاحلة ، وقد أخذ الشح منها كل مأخذ ، فبدت صفراء شاحبة ، فتدركها رحمة الله تبارك وتعالى لتعيد رسم الصورة من جديد بألوان زاهية ، تعطي للحياة روحها ، وللأشكال ألوانها : { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج } ، حقاً إنها عظمة الخالق سبحانه وتعالى ليس بعدها عظمة .
قارن الله تعالى بين خلق الإنسان وخلق النبات ، لأنهما يشتركان في أمرين اثنين :
1 ـ خلق الإنسان من تراب ، قال الله تبارك وتعالى: { فإنَّا خلقناكم من تراب } ، وكذلك خلق النبات من تراب ، فقال تبارك وتعالى : { وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ } ، فالإنسان والنبات من أصل واحد وهو التراب.
وفي القرآن آيات تذكر بأن الإنسان خلق من طين فقال تبارك وتعالى : { وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ } ( ) ، فهذه الآية أعطت تصنيف التربة التي خلق منها الإنسان وهي مادة الطين ، ونستنتج من خلال الترابط والمقارنة بين بدء خلق الإنسان وبدء خلق النبات ، أن الأرض المقصودة في الآية الكريمة والتي أنزل الله تعالى عليها الماء فاهتزَّت وربت وأنبتت ، إنما هي أرض طينية كالتي خلق منها الإنسان .
2 ـ حياة الإنسان بدأت بوجود الماء فقال تعال : { ثم من نطفة } ، وكذلك حياة النبات بدأت بوجود الماء فقال تعالى : { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزَّت وربت وأنبتت } .(1/2649)
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ما بين النفختين أربعون. قال أربعون يوماً ؟ قال ( أي أبو هريرة ) : أبيتُ ، قال أربعون شهراً ؟ قال : أبيتُ ، قال أربعون سنة ؟ قال : أبيتُ ( أي أبى أبو هريرة أن يحدد الأربعين أهي يوماً أو شهراً أو سنة ) ، قال ( أي النبي- صلى الله عليه وسلم - ) : ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجبُ الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ))( ) .
ما أشبه خلق الإنسان بالنبات ، عجب الذنب مثل حبة خردل منه ينشأ الإنسان تماماً كالنبات ، فسبحان الله !!
الأرض الخاشعة :
وقال سبحانه وتعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ( ) .
الأرض الخاشعة : هي الأرض الذليلة ، قال في لسان العرب : والخاشِعُ من الأَرض: الذي تُثِيره الرّياح لسُهولته فتمحو آثارَه. وقال الزجاج: وقوله تعالى: ومن آياته أَنك ترى الأَرض خاشعة، قال: الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة، وأَراد المُتهشِّمةَ النبات.
فالأرض الخاشعة هي الأرض التي فيها حياة ونبات ولكنها تلفظ أنفاسها الأخيرة ، تترنح على شفا جرف هار ، تستغيث بخشوع وتذلل وانكسار وذبول لما أصابها من جفاف وقلة ماء ، ومن مظاهر الأرض الخاشعة أنك ترى الأرض مليئة بالنباتات المختلفة في أنواعها وأشكالها ،ولكنها جميعاً مشتركة في صفة واحدة ، أنها جميعاً متهدلة الأغصان ، مصفرة الأوراق أو تكاد ، فأكدت الآية أن هذه الأرض الخاشعة بأمسِّ الحاجة إلى قطرات الماء لتستأنف نشاطها الحيوي الذي توقف أو كاد ( ).
وأثبت العلم الحديث في علم النبات : أن النبات يمر بمرحلتَيْ ذبول :
1ـ مرحلة الذبول المؤقت.(1/2650)
2 ـ مرحلة الذبول الدائمي.
وبين هاتين المرحلتين يكون النبات على قيد الحياة المهددة بالموت ، ففي حالة الذبول المؤقت تكون الأرض خاشعة ، فإذا زوِّد بالماء استأنف حياته الطبيعية ، أما إذا تجاوز مرحلة الذبول الدائمي ، فإنه لا رجعة له بعد ذلك إلى الحياة ، ويكون قد مات .
ولو أمعنا النظر في نص الآية ، لوجدناها تضع الهالات حول موضوع النشأة وإعادة الخلق، فما هذه الأرض الخاشعة إلا ساحة نشرت فيها القبور ( قبور النباتات وهي كقبور بني آدم ) إن الذي أحياها لمحي الموتى ، وهذا شأن الباري جل جلاله يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت.
وقوله تبارك وتعالى : { اهتزت وربت } يشير الله تبارك وتعالى بهذين اللفظين إلى عملية انتفاخ التربة ( )، حيث تملأ الفراغات الموجودة بين حبيبات التربة ، ( اهتزت ) أي تحركت حبيبة التربة بشكل منفرد وبمعزل عن بقية الحبيبات المجاورة لها ، حركة خطية باتجاه واحد ، وتمثل هذه الكلمة (اهتَزَّتْ) الهزات الأرضية الناتجة عن انتفاخ التربة ،
أما إذا تحركت الحبيبات بصورة مجتمعة ، فسوف تتحرك التربة وتنتفخ بجميع الاتجاهات، وهذه العملية تعطي معنى كلمة (ورَبَتْ) أي نمت وزادت.
وظاهرة انتفاخ التربة تعد من أعقد المشاكل أمام المهندس المدني ، لما لها من أضرار تؤثر على المنشآت المشيدة وعلى نطاق عالمي ، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الأضرار الناتجة عن مشكلة الانتفاخ تساوي ضعف الأضرار الناتجة عن تأثيرات الهزات الأرضية والأعاصير والفيضانات تقريباً .
وحرف العطف ( و ) يفيد الجمع أي أن العمليتين تحدثان في وقت واحد ، حيث إن عملية ( اهتَزَّتْ ) تعدُّ جزءاً من عملية ( رَبَتْ ) ، فهناك تداخل وتلاحم بين الحركتين ، ولا يمكن حدوث إحداهما دون الأخرى.(1/2651)
ونلاحظ أيضاً أن الآية من سورة الحج ذكرت كلمة ( وأنبتت ) إشارة إلى أن الأرض قاحلة جرداء لا نبات فيها ، وبعد نزول الماء أنبتت من كل زوج بهيج ، بينما في سورة فصلت لم تذكر كلمة ( أنبتت ) إشارة إلى أن النبات موجود ، ولكنه بحاجة إلى الماء ليستأنف النشاط الحيوي من جديد ( ) .
وهكذا نجد أن إرادة الله تبارك وتعالى شاءت أن تجعل من هذه الآيات القرآنية ، آيات كونية يتطرق إليها العلماء والباحثون ، كل حسب تخصصه في وقت معين وحتى قيام الساعة ، ليكون الجميع على يقين لا تشوبه شائبة ، أن هذا الكتاب هو كتاب
خالق الكون ومدبره ، والعالم بأسراره ونواميسه ، ينثر مفردات قليلة ، فتأتي بأمره متناسقة في ترتيب معجز ، إنه كتاب الله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع :(1/2652)
ـ الماء : سائل عديم الرائحة والمذاق واللون, إلا إذا كان الجسم المائي كبيراً أو عميقاً فعندئذ يبدو أزرق، يتركب جزيؤه من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين واحدة، ويزن السنتيمتر المكعب الواحد من الماء, حين تكون درجة حرارته 4 مئوية, غراماً واحداً. وثقل الماء النوعي هذا يتخذ مقياساً لتحديد الأوزان النوعية لجميع السوائل والجوامد; ومن أجل ذلك نقول إنه (أي ثقل الماء النوعي) يساوي 1، يتمدد الماء إذا ما رفعت حرارته إلى ما فوق 4 مئوية أو خفضت إلى ما تحتها، وحرارة الماء النوعية هي 1 أيضاً، وهذا يعني أننا نحتاج إلى سعرة واحدة من الحرارة لرفع حرارة غرام واحد من الماء درجة مئوية واحدة، وإنما يتحول الماء إلى بخار إذا رفعت حرارته إلى درجة مائة مئوية (أو إلى درجة 212 فارنهايتية), ويتحول إلى جليد إذا خفضت حرارته إلى درجة صفر مئوية (أو إلى درجة 32 فارنهايتية)، وبخار الماء أخف من الهواء, ومن هنا كان الهواء الرطب أقل كثافة من الهواء الجاف عند تساوي الحرارة، والماء موصل للكهرباء, وإن لم يكن موصلاً جيداً، وهو أكثر المذيبات شيوعاً وأعظمها شأناً, باعتباره قادراً - إلى حد ما - على إذابة جميع المواد المعروفة تقريباً، والماء هو أكثر المركبات الكيميائية وفرة وأعظمها أهمية أيضاً، فالجسم البشري يتألف ثلثاه, أو أكثر من ثلثيه, من الماء; وأكثر من ثلثي سطح الأرض مغمور بالماء، والماء ضروري لجميع الكائنات الحية. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الواقعة فقال تعالى في الآية الثلاثين من سورة الأنبياء:
{ وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون } ، وهو إلى ذلك أساسي في عملية التخليق الضوئي .
ـ هود : 7 .
ـ ولقد ذهب كثير من المفسرين الذين فاتتهم الفكرة القرآنية ، إلى تفسير الاسم المعين ( الماء ) بمعنى الاسم غير المعين ( ماء ) الذي يساوي ( سائل منوي ( .
ـ النور : 45 .
ـ الطارق : 5 ـ 6 .
ـ النحل : 10 ـ 11 .
ـ الأنبياء : 30 .(1/2653)
ـ علم تكنولوجيا البيئة : د . طارق أحمد محمود .
ـ الإسلام يتحدى ، وحيد الدين خان : 125 .
ـ انظر ( علم تكنولوجيا البيئة ( : د . طارق أحمد محمود ، و ( المياه في القرآن ، منهاج لتفسير الإشارات العلمية في الآيات القرآنية (، المهندس أحمد عامر الدليمي : 18.
ـ المؤمنون : 18 .
ـ النحل : 15 .
ـ الرعد : 3 .
ـ المرسلات : 28 .
ـ انظر الإسلام والحقائق العلمية ، محمود القاسم : 39 .
ـ السد : حاجز يقام في مجرى مياه لخزنها أو توليد الكهرباء بواسطتها. يبنى من التراب ومن ركام الصخر, وكثيراً ما يبنى من خرسانة مسلحة أيضاً. وإنما تقام السدود لغرضين اثنين:
الأول : خزن المياه ثم جرها في أنابيب إلى المدن والقرى النائية.
والغرض الثاني : احتجاز المياه على مستوى عال بحيث يستخدم الضغط الهائل الذي تحدثه, عند انحدارها إلى مستوى أدنى, في توليد الطاقة الكهربائية. من أعظم سدود العالم السد العالي على نهر النيل في مصر ، وسد هوفر على نهر ( كولورادو ( بالولايات المتحدة الأميركية.
ـ القندس أو السمور: حيوان نصف مائي من رتبة القوارض أو القواضم ، ذو ذيل عريض مسطح عديم الشعر, وقائمتين خلفيتين كفيتين (كأقدام الإوز) وأذنين صغيرتين مدورتين, وفرو ناعم ثمين، والقندس في سبيله إلى الانقراض، وهو يحيا في مستعمرات صغيرة يقيمها في الغدران حيث ينشئ سدوداً من القضبان والصخور والطين، ويقتات بلحاء الشجر في المقام الأول.
ـ الحجر : 22 .
ـ انظر تفسير الخازن : 3 / 93 .(1/2654)
ـ الدلتا : سهل عند مصب نهر تترسب فيه مقادير كبيرة من الطمي، والدلتات لا تتشكل إلا عندما تكون المياه الساحلية التي يصب فيها النهر غير منخفضة انخفاضاً حاداً عن مستوى ماء النهر, وإلا عندما تعجز تيارات المد عن اجتراف الطمي المترسب, وهي تعتبر من أخصب الأراضي في العالم، ومن أشهر الدلتات في العالم دلتا النيل, ودلتا الميسيسيبي, ودلتا الدانوب, ودلتا الفولغا, ودلتا الراين, ودلتا النهر الأصفر.
ـ انظر السدود والأنهار ، آلان كالين ، تعريب : عبد المعطي علي باشا ، 1965م ، مكتبة مصر.
ـ نهر دنيبر : نهر في الاتحاد السوفيتي، يعتبر أطول أنهار أوروبا بعد نهر الفولغا ونهر الدانوب، يصب في البحر الأسود، طوله 2,255 كيلومتراً.
ـ الفرقان : 53 .
ـ الرحمن : 19 ـ 20 ـ 21 ـ 22 .
ـ النمل : 61 .
ـ الأنعام: 138.
ـ الفرقان:22 .
ـ الفرقان : 53 .
ـ الفرقان : 53 .
ـ الرحمن : 19 ـ 20 ـ 21 ـ 22 .
ـ اللؤلؤ : أجسام كروية أو إجاصية الشكل, ملساء, لامعة, تتكون في أصداف بعض القشريات ،وتعتبر جواهر نفيسة، تتكون اللؤلؤة عندما يدخل جسم غريب, هو عادة حبة رمل أو دودة صغيرة, صدفة الحيوان القشري فيعمد هذا الحيوان إلى إفراز مادة قوامها كربونات الكلسيوم تتراكم على الجسم الغريب حتى يتحول ذلك الجسم إلى كرة صغيرة بيضاء كريمية أو رمادية, أو زرقاء, أو وردية, أو خضراء, أو سوداء, أو غير ذلك، وإنما يكثر اللؤلؤ في مياه الخليج العربي, وبخاصة في البحرين, وفي سواحل أستراليا والهند والصين وولاية كاليفورنيا الأميركية, حيث يقوم الغواصون بصيده، ومن اللؤلؤ نوع صنعي زائف يعد بطلي الخرز الزجاجي بمادة مصنوعة من حراشف السمك ، والمرجان : صغار اللؤلؤ.(1/2655)
ـ المد والجزر : تعاقب ارتفاع مياه البحار والمحيطات (وهذا هو المد) وانخفاضها وهو رد فعل طبيعي لحركة المد فارتفاع مستوى الماء في بعض جهات الأرض يتبعه بالضرورة انحسارها عن مناطق أخرى (وهذا هو الجزر). وإنما تحدث هذه الظاهرة مرتين في اليوم ، بسبب من جاذبية القمر والشمس التي تجعل المياه ترتفع حين يكون الجذب على أشده لتعود فتنحسر نتيجة لدوران الأرض حول محورها، ولما كان القمر أقرب إلى الأرض من الشمس، فإن أثر جذب القمر لمياه البحار والمحيطات يبلغ ضعفي أثر جذب الشمس لها أو أكثر قليلاً ، وحين يجذب القمر والشمس المياه من جهة واحدة أو من جهتين متقابلتين (أي حين يقع القمر والشمس على خط مستقيم وهو ما يحدث حين يكون القمر هلالاً وحين يكون بدراً ) فإن الجذب الإضافي الذي تحدثه الشمس يجعل المد أعلى من المعتاد والجزر أدنى من المعتاد، وحين يكون جذب الشمس على زاوية قائمة بالنسبة إلى جذب القمر ، فعندئذ تكون فاعلية الجذب أقل ويكون المد محدوداً, وكذلك الجزر.
ـ الحج : 5 .
ـ فصلت : 39 .
ـ السجدة : 7 .
ـ رواه البخاري في كتاب الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال برقم : / 21 / ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة باب ما بين النفختين برقم : / 5253 / والنسائي في كتاب الجنائز باب أرواح المؤمنين برقم : / 2050 / وأبو داود في كتاب السنة باب في ذكر البعث والصور برقم : / 4118 / وابن ماجه في كتاب الزهد باب ذكر القبر والبلى برقم : / 4256 / وأحمد في مسند باقي المكثرين برقم : / 7833 / ومالك في كتاب الجنائز برقم : / 503 / .
ـ فصلت : 39 .
ـ انظر ( المياه في القرآن ، منهاج لتفسير الإشارات العلمية في الآيات القرآنية (، المهندس أحمد عامر الدليمي ، دار النفائس ، بيروت الطبعة الأولى عام 1423 هـ 2002 م : 147 .(1/2656)
ـ التربة : ذلك الجزء من سطح الأرض الذي تنمو فيه النباتات، يتفاوت عمق التربة فلا يعدو بضعة سنتيمترات في بعض المواطن, ويصل إلى ثلاثة أمتار في بعض المواطن, ويتفاوت خصبها تبعا لتركيبها الكيميائي، ويتفاوت لونها فتكون سوداء, وتكون حمراء, وتكون غير ذلك، وتتفاوت طبيعتها فتكون حمضية أو تكون قاعدية (أو قلوية) وتكون متعادلة، وتتحكم في تكوين التربة عوامل كثيرة منها المناخ, والمواد العضوية المتحللة, والزمان, والطبيعة الجيولوجية للصخور، وإنما تتألف التربة, في المقام الأول, من رمل وطفل وفلذ صخرية، وهي تشتمل على جمهرة من الفلزات, كالألومنيوم والحديد والكلسيوم والمغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور والكبريت والزنك والكوبلت والنحاس, وعلى مواد عضوية من مثل الكربون والهيدروجين والأكسجين.
ـ انظر ( دراسة بعض الخصائص الانتفاخية لتربة مدينة الموصل ( رسالة ماجستير ، عثمان عبد الكريم ناصر ، كلية الهندسة ، جامعة الموصل عام 1997 م
---
(1/2657)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أدعية القرآن الكريم بالصوت
---
أدعية القرآن الكريم بالصوت
---
ساعي خير
03-28-2006, 05:49 AM
لا يخفى على احد اهمية وفضل الدعاء, وخاصة اذا كان الدعاء من القرآن الكريم.
وتم تسجيل الآيات التي تحتوي على الأدعية من القرآن الكريم في ملف صوتي واحد.
أدناه روابط لتحميل ادعية القرآن الكريم بالصوت
بصوت الشيخ عبدالباسط عبد الصمد رحمه الله وجزاه كل خيرا
جودة عالية 25 ميغا
http://www.4shared.com/file/967281/dacd378d/abdulbaset.html
http://s1.ultrashare.net/hosting/fs/5ff7abb683db8368/
http://1.blurg.com/dl/032611100lbaset.wma
جودة منخفضة 6 ميغا
http://www.4shared.com/file/967293/2dd867e0/abdulbaset-1.html
http://s1.ultrashare.net/hosting/fs/224316a363f47376/
http://1.blurg.com/dl/045189500baset1.wma
بصوت الشيخ محمد المنشاوي رحمه الله وجزاه كل خيرا
جودة عالية 12 ميغا
http://www.4shared.com/file/967206/8c702826/almenshawi.html
http://s1.ultrashare.net/hosting/fs/83b79817ccb89876/
http://1.blurg.com/dl/080599700nshawi.wma
جودة منخفضة 3 ميغا
http://www.4shared.com/file/967207/fb7718b0/almenshawi-1.html
http://s1.ultrashare.net/hosting/fs/e26d71377e83151a/
http://1.blurg.com/dl/022033700shawi1.wma
بصوت الشيخ سعد الغامدي جزاه الله خيرا واطال الله في عمره
جودة عالية 11 ميغا
http://www.4shared.com/file/967337/d1982144/alghamdi.html
http://s1.ultrashare.net/hosting/fs/dd09d78a409059da/
http://1.blurg.com/dl/060578200ghamdi.wma
جودة منخفضة 3 ميغا
http://www.4shared.com/file/967347/9ed9b783/alghamdi-1.html
http://s1.ultrashare.net/hosting/fs/d658addb88b7f578/(1/2658)
http://1.blurg.com/dl/043139000hamdi1.wma
ادعية القرآن الكريم ملف وورد
http://www.4shared.com/file/967355/69cce7ee/Quraan_Doaa1.html
http://s1.ultrashare.net/hosting/fs/bb15e0c50ce7c2fc/
http://1.blurg.com/dl/083773600nDoaa1.doc
في حالة عدم صلاحية الروابط, اطلبها من
muntadiat@yahoo.com
جزى الله خيرا من قام بنشرها
---
(1/2659)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المراد بـ( النفاثات )بين شيخي الإسلام: ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله و رضي عنهما
---
المراد بـ( النفاثات )بين شيخي الإسلام: ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله و رضي عنهما
---
أبو تيمية
03-21-2005, 12:01 PM
المراد بالنفاثات بين شيخي الإسلام : ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله و رضي عنهما
قال شيخ الإسلام التقيّ أحمد : ( الثالث : شر النفاثات في العقد ، و هنَّ السواحر اللواتي يتصورن بأفعال في أجسام ..) المجموع 17/536
و قال في تفسير سورة الفلق 17/507 : " ثم خص بالذكر السحر و الحسد ، فالسحر يكون من الأنفس الخبيثة ؛ لكن بالإستعانة بالأشياء ، كالنفث في العقد ، و الحسد يكون من الأنفس الخبيثة أيضا ؛ إما بالعين و إما بالظلم باللسان و اليد .
و خص من السحر النفاثات في العقد ، و هن النساء ، و الحاسد الرجال في العادة ، و يكون من الرجال و من النساء ".
و أما ابن القيم فقال : " الشر الثالث : شر النفاثات في العقد ، و هذا الشر هو شر السحر ، فإن النفاثات في العقد هن السواحر اللاتي يعقدن الخيوط و ينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر ، ....
فإن قيل : فالسحر يكون من الذكور والإناث ، فلِم خص الاستعاذة من الإناث دون الذكور ؟
قيل في جوابه : إن هذا خرج على السبب الواقع ، و هو أن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي صلى الله عليه و سلم، هذا جواب أبي عبيدة وغيره ، و ليس هذا بسديد ؛ فإن الذي سحر النبي صلى الله عليه و سلم هو لبيد بن الأعصم كما جاء في الصحيح .(1/2660)
و الجواب المحقَّق : أن النفاثات هنا = هنَّ الأرواح و الأنفس النفاثات ،لا النساء النفاثات ؛ لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة و الأرواح الشريرة ، وسلطانه إنما يظهر منها ، فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث دون التذكير ، والله أعلم) البدائع 2/221-222.
قلت : و ما ذهب إليه ابن القيم : سبقه إليه إشارة القاضي البيضاوي في تفسيره فقال : " ومن شر النفوس أو النساء السواحر .." ثم ساق حديث لبيد في الإشارة لترجيح الأول .
قال الشهاب الخفاجي في حاشيته عليه 9/604:" (ومن شر النفوس ) جعله صفة للنفوس ليصح تأنيثه ، و قوله (أو النساء ) أخره إشارة لترجيح الأول ، و أنه أولى ليشمل الرجال و يطابق سبب النزول - كما سيأتي - و السواحر صفة لكل من النفوس و السواحر على البدل ....)
ثم ساق كلام أبي عبيدة المشار إليه في كلام ابن القيم ، و قال : " و رد بأن الصحيح رواية غيره ، فالحق أنه أنث ؛ لأنه صفة للأنفس ؛ لأن تأثير السحر .." .
وساق كلام ابن القيم المتقدم في التعليل ، من غير إشارة إليه .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=143592#post143592
---
(1/2661)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > 17 دليلا متواترا تواترا يقينيا على إفادة أخبار الاحاد العلم اليقيني والعمل
---
17 دليلا متواترا تواترا يقينيا على إفادة أخبار الاحاد العلم اليقيني والعمل
---
أبو صلاح الدين
07-08-2005, 10:09 PM
هذا المقال هو جزء من كتابي: إثبات إفادة خبر الواحد العلم اليقيني والعمل, ولم يطبع بعد.
وكافة حقوق التأليف والطبع والنشر والتوزيع محفوظة.
17 دليلا متواترا تواترا يقينيا على إفادة أخبار الاحاد العلم اليقيني والعمل
(والمقصود بهذه الأدلة المتواترة تواترا يقينيا هي ايات القران الكريم)؛ لأنه متواتر بإجماع أهل القبلة.
1- قول الله جل في علاه: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)(البقرة:143). فوصفهم بأنهم وسط أي عدول خيار، وبأنهم يشهدون على الناس، أي بأن الله أمرهم بكذا، وفرض كذا، ويشهدون بكونها من دينه، وقد قرأوا قوله تعالى: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)(الزخرف:86). فشهادتهم بهذه الأخبار عن نبيهم توجب ليقين بما قالوه؛ بسبب حفظ الله لهذا الدين, ولعدالة الرواة وقوة حفظهم.
فالمخبر بخبر عن رسول الله(ص) شاهد على الناس بأنه(ص) قد قال كذا وكذا, ولا يجوز أن يجعله الله شاهدا على الناس إلا ويتعبد بالرجوع إلى خبره, وإلا كانت الشهادة على الناس كعدمها, وهذا باطل.. فتأمل.
2- وقوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) الأحزاب 36. إن لفظة(أمرا) تشمل -بعمومها وإطلاقها- العقائد والأحكام, والمتواتر والآحاد..., فمن أين جاء المخالف بتفريقه المبتدَع.(1/2662)
3- وقوله (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون) التوبة 122 . والطائفة في اللغة تقع على الواحد فما فوقه...[ البخاري في صحيحه 9: 155 فقد استدل بهذه الآية بما يدل عنده على ما ذكرت أنا, الإمام ابن العربي المالكي في المحصول من علم الأصول2: 173 وأحكام القران 2: 1031, والقرطبي في تفسيره 8: 294, والشعراوي في تفسيره 5576, وأبو الحسين البصري في " المعتمد في الأصول" 2: 588, ود. وهبة الزحيلي في أصول الفقه الإسلامي 1: 469 ... إلخ, وانظر معاجم وقواميس اللغة ]. والإنذار: الإعلام والإخبار بما يفيد العلم, فـ(أنذر): أعلم بالشيء وخوّف منه...[ انظر المعجم الوسيط:2: 949, ومعجم ألفاظ القران الكريم 2: 1085 ]
لقد حض الله المؤمنين على أن ينفر منهم إلى النبي(ص) طائفة ليتعلموا ويفهموا الدين (وكلمة الدين عامة, فهي تشمل العقائد والأحكام, والمعاملات والحدود. ولا شك أن أهم وأول ما يتعلمه طالب العلم هو العقائد؛ لأنها أساس الأمر كله في جميع الرسالات والديانات). ثم حضهم الله على إنذار إعلام وإخبار قومهم بكل ما تعلموه إذا رجعوا إليهم.
فلولا أن الحجة تقوم بحديث الآحاد الصحيح عقيدة وأحكاما لما حض الله الطائفة على التبليغ والإنذار حضا عاما, فكيف يحض-جل وعلا- على شيء لا قيمة له, ولا فائدة ترجى منه.., تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ولقد علل الله الحض على التبليغ بقوله
" لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون", وهذا صريح في أن العلم يحصل بإنذار الطائفة(التي هي الواحد فما فوقه).., أي لينذروا قومهم حتى يحذروا من ما يجب اجتنابه من كفر وشرك وعصيان لأوامر الله, وفعل لما حرمه ونهى عنه, وحتى يحذروا عذاب الله وعقابه.(1/2663)
4- قوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا) الإسراء 36. أي لا تتبعه ولا تعمل به. و من المعلوم والمقطوع به أنه لم يزل المسلمون من عهد الصحابة والتابعين يقفون أخبار الآحاد ويعملون بها ويثبتون بها بها العقائد والغيبيات والصفات الإلهية. فلو كانت أخبار الآحاد الصحيحة لا تفيد علما, ولا تثبت عقيدة لكان الصحابة والتابعون وتابعوهم وأئمة الإسلام كلهم قد قفوا ما ليس لهم به علم, وهذا لا يقوله مسلم. [ انظر الصواعق المرسلة 2: 396 ]
5- قوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون) الأنبياء 7. فأمر الله بسؤال أهل الذكر, والأمر للوجوب مطلقا, ويؤكد ذلك كون السائل لا يعلم, ويحرم عليه العمل بالجهل أو بغير تثبت, ولو لم يكن القبول واجبا لما كان السؤال واجبا, فوجب العمل (ووجوب العمل يقتضي وجوب العلم كما أوضحنا سابقا) بخبر المخبر الثقة, وإلا كان وجوب السؤال كعدمه, وذلك باطل. فلولا أن أخبارهم تفيد العلم لم يأمر بسؤال من لا يفيد خبره علماً، وهو سبحانه لم يقل سلوا عدد التواتر بل أمر بسؤال أهل الذكر مطلقاً فلو كان واحداً لكان سؤاله وجوابه كافيا.(1/2664)
6- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه) المائدة 67. وقوله تعالى: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِين) ومعلوم أن البلاغ هو الذي تقوم به الحجة على المبلغ، ويحصل به العلم فلو كان خبر الواحد لا يحصل به العلم لم يقع به التبليغ الذي تقوم به حجة الله على العبد فإن الحجة إنما تقوم بما يحصل به العلم، وقد كان الرسول(ص) يرسل الواحد من أصحابه يبلغ عنه، فتقوم الحجة على من بلغه وكذلك قامت حجته علينا بما بلغنا العدول الثقات من أقواله وأفعاله وسنته, ولو لم يفد ذلك العلم لم تقم علينا بذلك حجة ولا على من بلغه واحد أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو دون عدد التواتر، وهذا من أبطل الباطل فيلزم من قال أن أخبار رسول الله(ص) لا تفيد العلم أحد أمرين :
أ- إما أن يقول أن الرسول لم يبلغ غير القرآن وما رواه عنه عدد التواتر وما سوى ذلك لم تقم به حجة ولا تبليغ .
ب- وإما أن يقول أن الحجة والبلاغ حاصلان بما لا يوجب ولا يقتضي علما.
وهذان الأمران هما عين الباطل, فلزم المراد.
وزيادة في البيان والتوضيح أقول: إن الله أمر رسوله بتبليغ ما أنزل إليه للناس كافة(من عاصره ومن يأتي بعده إلى يوم القيامة), فوجب التبليغ عنه(ص) على من سمع من فمه الشريف, ووجب كذلك على من بعدهم ممن سمعهم.., وهكذا. وإلا كان وجوب التبليغ على النبي(ص) كعدمه, وهذا باطل. والتبليغ عنه(ص) قد تقوم به جماعة أو واحد أو اثنان, ولا يؤمر أحد بالتبليغ غلا وقد وجب قبول خبره, ووجب العمل به على كل من سمعه, وغلا كان وجوب التبليغ على الفرد أو الجماعة كعدمه, وهذا باطل ممتنع. ومعلوم أن البلاغ هو الذي تقوم به الحجة على المبلغ, ويحصل به العلم(كما أوضحنا سابقا).(1/2665)
7- قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا) البقرة 143. وقوله تعالى: (وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ). فالمخبر بخبر عن النبي(ص) شاهد على الناس بأن الرسول(ص) قد قال كذا وكذا, ولا يجوز أن يجعله الله شاهدا على الناس, إلا ويتعبد بالرجوع إلى خبره عنه(ص), وإلا كانت الشهادة على الناس كعدمها. وهذا كله باطل, فلزم المراد.
وزيادة في البيان أقول: أنه تعالى أخبر أن جعل هذه الأمة عدولاً خياراً ليشهدوا على الناس بأن رسلهم قد بلغوهم عن الله رسالته وأدوا عليهم ذلك، وهذا يتناول شهادتهم على الأمم الماضية وشهادتهم على أهل عصرهم ومن بعدهم أن رسول الله(ص) أمرهم بكذا ونهاهم عن كذا, فهم حجة الله على من خالف رسول الله وزعم أنه لم يأتهم من الله ما تقوم به عليه الحجة, وتشهد هذه الأمة الوسط عليه بأن حجة الله بالرسل قامت عليه, ويشهد كل واحد بانفراده بما وصل إليه من العلم الذي كان به من أهل الشهادة, فلو كانت أحاديث رسول الله(ص) التي يرويها الآحاد لا تفيد العلم, لم يشهد به الشاهد ولم تقم به الحجة على المشهود عليه. وانظر الآتي :
8- قوله تعالى: (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُون). وهذه الأخبار التي رواها الثقات الحفاظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إما أن تكون حقاً أو باطلاً أو مشكوكاً فيها لا يدري هل هي حق أو باطل .
فإن كانت باطلاً أو مشكوكاً فيها وجب طرحها وعدم الالتفات إليها, وهذا انسلاخ من الإسلام بالكلية. وإن كانت حقاً فيجب الشهادة على القطع بأنها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الشاهد بذلك شاهداً بالحق وهو يعلم صحة المشهود به. [ ذكره ابن القيم في الصواعق المرسلة ](1/2666)
9- قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله..) النساء 135. فأوجب –جل في علاه- الشهادة لله, والقيام بالقسط.., والأمر للوجوب, ولا يوجب ذلك إلا وقد ألزم قبول شهادة الشاهد. ومن أخبر عن النبي(ص) بما سمعه منه فقد قام بالقسم المأمور به, وشهد لله, فليزم على السامع قبول الخبر, وإلا كان وجوب الشهادة كعدمها, وهذا باطل ممتنع. [ ذكره القاضي برهون في خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته 2: 66 ]
10- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم) ووجه الاستدلال أن هذا أمر لكل مؤمن بلغته دعوة الرسول- صلى الله عليه وسلم- إلى يوم القيامة. ودعوته نوعان.. نوع: مواجهة, ونوع: بواسطة مبلغ. وهو مأمور بإجابة الدعوتين في الحالتين, وقد علم أن حياته في تلك الدعوة والاستجابة لها، ومن الممتنع أن يأمره الله تعالى بالإجابة لما لا يفيد علماً أو يحييه بما لا يفيد علماً أو يتوعده على ترك الاستجابة لما لا يفيد علماً بأنه إن لم يفعل عاقبه وحال بينه وبين قلبه.
11- قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم). وهذا يعم كل مخالف بلغه أمره(ص) إلى يوم القيامة. ولو كان ما بلغه لم يفده علماً لما كان متعرضاً بمخالفة ما لا يفيد علماً للفتنة والعذاب الأليم, فإن هذا إنما يكون بعد قيام الحجة القاطعة التي لا يبقى معها لمخالف أمره عذرا. وكلمة(أمره) تشمل -بعمومها وإطلاقها- العقائد والأحكام, والمتواتر والآحاد, والعبادات والحدود والمعاملات..., فتأمل منصفا.
12- قول الله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) النساء59.(1/2667)
فإذا رجعوا إلى سنة الرسول(ص) بعد وفاته - والآية مطلقة وعامة, تشمل حياته ووفاته(ص), وتشمل العقيدة والأحكام, وتشمل المتواتر والآحاد الذي وصل إلينا عنه(ص) – فماذا تفيدهم؟ فإن قالوا: ظنا, فهل يأمر الله المتنازعين أن يردوا المتنازع فيه إلى ما يفيدهم ظنا, فيستمر النزاع ؟!! لولا أن المردود إليه يفيد العلم القطعي والعمل, وينهي النزاع, لم يكن في الرد إليه أي فائدة, وهذا هو عين الباطل.. فثبت المراد والحمد لله, فتأمل منصفا.
13- قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه..) الحشر7. إن لفظة(ما) من ألفاظ العموم والشمول, وأنت أخي القارئ لو سألت المخالفين لنا عن دليلهم في وجوب الأخذ بخبر الواحد في الأحكام, لاحتجوا بهذه الآية. فلا أدري, ما الذي حملهم على استثناء العقيدة من وجوب الأخذ بها, وهي داخلة في عموم الآية دخولا يقينيا, يعرف ذلك كل من شم رائحة الفقه واللغة.., فكلامهم تخصيص بلا مخصص, وذلك كله باطل عاطل.
14- قوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتان, أؤلئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة 159.
فلقد توعد الله على كتمان البينات والهدى, فدل ذلك على وجوب إظهار الهدى - ولا شك أن أقوال النبي(ص) وأفعاله من البينات والهدى " وما ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى" – وما يسمعه الواحد من النبي(ص) يجب عليه إذا إظهاره. فلو لم يجب على من بلغه قبوله, لكان الإظهار كعدمه, فلا يجب. وهذا باطل بنص الآية, فلزم المراد والحمد لله.
وقد يعترض معترض فيقول: لا يسلم لك هذا الدليل؛ لأن الآية خاصة باليهود والنصارى بدليل سبب نزولها الصحيح الثابت.
أقول:
أ- إن العبرة بعموم اللفظ, لا بخصوص السبب كما هو معلوم للمبتدئ.(1/2668)
ب- اللعن لا يشمل اليهود والنصارى لمجرد أنهم يهود ونصارى, بل لأنهم كتموا البينات والهدى, فاستحقوا لعن الله ولعن اللاعنين. فعلة اللعن هي الكتمان, وهذا يشمل كل من كتم آية أو حديثا أو علما.
وهذا هو ما فهمه علماء المسلمين. روى البخاري(188) عن أبي هريرة(رض) أنه قال: "إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة -يعني في رواية الأحاديث عن النبي(ص)-, ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا, ثم تلى البقرة 159: 163 ...". وروى البخاري(128) عن أنس(رض): "أن معاذ بن جبل أخبر بحديث عند موته تأثما".(أي حتى لا يحمل إثم كتمان حديث النبي"ص"). وهذا أيضا هو قول كبار المفسرين: ابن كثير 1: 618, والشوكاني في تفسيره 1: 115, ود. محمد محمود حجازي في التفسير الواضح 1-2-14, والشعراوي ص687, وغيرهم من كبار المفسرين.
15- قوله تعالى: (واذكرن ما يتلوا في بيوتكن من آيات الله والحكمة..) الأحزاب 34.
أمر الله أزواج رسوله(ص) بأن يخبرن بما أنزل الله من القران في بيوتهن, وما يرين من أفعال النبي(ص) وما يسمعن من أقواله؛ حتى يصل ذلك إلى الناس, فيعملوا بما فيه ويقتدوا به. وما أمرن بذلك إلا والحجة قائمة بالأخبار التي يبلغنها, ولو كانت الحجة لا تقوم بما تبلغ الواحدة منهن عنه(ص) لكان وجوب التبليغ عليهن كعدمه, لا فائدة له ولا قيمة. وهذا باطل.., فلزم المراد, فإن وجوب العمل مترتب على وجوب العلم كما أوضحنا سابقا.
16- قوله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب, هذا حلال وهذا حرام, لتفتروا على الله الكذب, إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) النحل 116.(1/2669)
أفادت الآية أن التحليل والتحريم بدون إذن من الله كذب على الله وبهتان عظيم. فإذا كنا والخالفين متفقين على إيجاب التحليل والتحريم بخبر الواحد الصحيح, وأننا به ننجو من التقول على الله, لأن هذا الخبر إذن من الله لنا بالتحليل والتحريم. فيلزمهم من هذا المنطلق إيجاب الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة ولا فرق, لأنها إذن من الله لنا بالتحدث في أمور العقيدة المذكورة في هذه الأحاديث. فمن ادعى التفريق فعليه الدليل والبرهان, ودون ذلك خرط القتاد وخيوط القمر.
17- قوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا..) الحجرات 6. وقرأ حمزة والكسائي وخلف: (فتثبتوا) [ البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة 2: 315, لشيخ القراء سراج الدين النشار(ت: 938هـ) ].
وقبل أن أبين دلالة هذه الآية على المطلوب, أحب أن أبين أننا احتججنا بهذه الآية فيما نحن فيه بسبب أن الله قد تكفل بحفظ الله للشريعة والقران والسنة. فلا يصح الاحتجاج بها على إفادة شهادة الشاهد العدل العلم؛ لأن الشهادة المعينة على شيء معين لم يتكفل الله بحفظها… فافهم هذا جيدا وتأمله منصفا.(1/2670)
وجه الاستدلال بهذه الآية: الآية تدل على أنه إذا جاء من ليس بثقة ولا عدل بخبر, وجب علينا أن نتثبت ونتبين من صحة هذا الخبر. والآية تدل جزما وقطعا –في ضوء ما نبهنا عليه قبل هذا الشرح- على قبول خبر كل من انتفت عنه الصفات الموجبة لرد روايته وعدم الاعتداد بها كالفسق وضعف الحفظ وقبول التلقين, فالوصف بالفسق جاء في هيئة الشرط في الآية. فلزم –بمفهوم الآية والشرط المذكور فيها- أن خبر الواحد الصحيح مفيد للعلم, ولو كان لا يفيد علما لأمر الله تعالى بالتثبت حتى يحصل العلم. ومما يؤكد ما ذكرت عمل الصحابة, فمما هو معلوم بيقين عند كل علماء الحديث أن بعض الصحابة يقول: قال رسول الله(ص) كذا وكذا. في حين أن هذا الصحابي يكون قد سمعه من صحابي آخر سمعه من النبي(ص). وهذا القول "قال رسول الله" شهادة من القائل وجزم بأن النبي(ص) قد قال هذا. ولو كان خبر الواحد لا يفيد العلم القطعي لكان الصحابي شاهدا على رسول الله(ص) بغير علم. وهذا لا يقوله مسلم. [ وانظر بعضا من هذا الكلام في إعلام الموقعين 2: 394 ]
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2005, 12:48 AM
جهد مشكور أخي الكريم ، فجزاك الله خيراً
وحقيقة أني أتعجب ممن يقول بعدم إفادة خبر الواحد اليقين ؛ لكثرة الأدلة التي تبطل هذا الحكم .
وما قولكم شيخنا الحيب وفقكم الله في قول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله - تعليقاً على نخبة الفكر للحافظ ابن حجر - : ( وهذا الذي ذكره الحافظ رحمه الله موافق لما نقلناه عن الإمام ابن عبد البر والعلامة النووي رحمة الله عليهما في بيان أن الخلاف إنما هو في إفادة أخبار الآحاد العلم والقطع ، أما الاحتجاج بها ووجوب العمل بها إذا صحت أسانيدها فأمر مجمع عليه بين أهل العلم .)
المصدر (http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=kb00004)
---
أبو صلاح الدين
07-09-2005, 04:22 PM(1/2671)
قولك "وما قولكم شيخنا الحبيب "..... أنا لست بشيخك أخي الحبيب, إنما أنا مازلت أحبوا في رحاب الشريعة السمحة, فهي بحر لا يدرك غوره, ولا تنفد درره, ولا تنقضي عجائبه.
أما ما ذكرته فسوف أجيب عنه لاحقا؛ لانشغالي ببعض الأمور. وأؤكد على أنه يفيد العلم ((اليقيني والفطعي)) والعمل.
---
أبو صلاح الدين
07-10-2005, 05:57 PM
أين تعليقاتكم أيها الإخوة الأحباب....؟؟!!
---
أبو صلاح الدين
07-11-2005, 12:15 PM
أدلة منطقية عقلية تناقش دعوى المخالف من أساسها, وتنقض مذهبه:
1- كما أن القول بأن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة ، هو قول في حد ذاته عقيدة ، فما هو الدليل على صحته ؟! فإما أن يأتوا بالدليل القاطع المتواتر على صحة هذا القول ، وإلا فهم متناقضون .
2- إن دعوى احتمال الشبهة(كل أخبار الآحاد تفيد الظن ، لوجود احتمال انقطاعها بأي نوع من أنواع الانقطاع ككذب الراوي أو نسيانه أو خطئه في روايته ...الخ) في صحة اتصال أخبار الآحاد إلى رسول الله هي كدعوى من يدعي أن هذا العام مخصوص ولا مخصص ، أو أن هذا الدليل المطلق مقيد ولا مقيد ، أو أن هذا الحكم منسوخ ولا وجود لناسخه ونحو ذلك ، فما أسهل الدعاوى !!!(1/2672)
3- الذين يجعلونه مظنوناً -ولو مع القرائن- يجوزون أن يكون في نفس الأمر كذباً أو خطأ ثم هم مع ذلك يوجبون العمل به مع ما يخالج نفوسهم من احتمال كونه باطلاً، والعمل به عندهم مكابرة وعناد لا يجوز..!!! ثم أضيف فأقول: إن القائلين بأنها ظنية ويجب العمل بها، يلزمهم القول بأن الله أمر بما نهى عنه، وما ذمه في هذه الآيات، حيث أوجب أن نحكم في دينه وشرعه بأدلة متوهمة، وقد نهانا عن التخرص في الدين، وأخبر أنه خلاف الهدى الذي جاءهم من ربهم، وإذاً فلا فرق بين أهل الظن وبين أولئك المشركين الذين قال الله فيهم: (إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون)(الأنعام:148). وقد نهى الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقفوا ما ليس له به علم، بل جعل القول عليه بلا علم في منزلة فوق الشرك، كما في آية المحرمات في سورة الأعراف، حيث ترقى من الأسهل إلى الأشد، فبدأ بالفواحش، ثم بالإثم وهو أشد، ثم بالبغي وهو أعظم من الإثم، وبعده الشرك أشد منه، ثم القول على الله بلا علم، فأي ذم أبلغ من هذا.
وتكلف بعض المتكلمين الجواب عن هذا الدليل بحمل هذه الآيات على ذم الظن والتخرص في أمور الاعتقاد، وما لا بد فيه من اليقين. والجواب: أنا نمنع التفريق بين الأصول والفروع, فالنهي عن الظن على عمومه في الجميع، ويراد به ما لم يكن مبنياً على دلائل وبراهين وأمارات قاطعة حاسمة، بل هو مجرد وهم وتخمين.
4- إن أخبار الآحاد المضافة إلى الشارع ليست كسائر الأخبار المضافة إلى غيره؛ لأن أخبار الشارع محفوظة عن الضياع أو الاشتباه بالأخبار المكذوبة عليه ، بخلاف أخبار الآحاد عن غيره فإنها قد تضيع وقد تشتبه بالمكذوبة ولا تعلم إلى قيام الساعة . قال ابن حزم [الإحكام (1/117-118) ]: قال تعالى :) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( (الحجر 9) .
وقال تعالى : ) وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ( (النحل 44) .(1/2673)
فصح أن كلام رسول الله r كله في الدين وحي من عند الله عز وجل لا شك في ذلك ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن كل وحي نزل من عند الله تعالى فهو ذكر منزل . فالوحي كله محفوظ بحفظ الله تعالى له بيقين وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون ألا يضيع منه وألا يُحَرَّف منه شيء أبداً تحريفاً لا يأتي البيان ببطلانه إذ لو جاز غير ذلك لكان كلام الله تعالى كذباً وضمانه خائساً وهذا لا يخطر ببال ذي مسكة عقل ، فوجب أن الذي أتانا به محمد r محفوظ بتولي الله تعالى حفظه ، مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه مما يأتي أبداً إلى انقضاء الدنيا. قال تعالى :) قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ( (الأنعام 19) .
فإذ ذلك كذلك فبالضرورة نعلم أنه لا سبيل البتة إلى ضياع شيء مما قاله رسول الله r في الدين ولا سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موضوع اختلاطاً لا يتميز لأحد من الناس بيقين إذ لو جاز ذلك لكان الذكر غير محفوظ ولكان قول الله تعالى : ) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( (الحجر 9) كذباً ووعداً مخلفاً وهذا لا يقوله مسلم ).(1/2674)
ومما يؤكد ما أقول ويزيده بيانا قوله تعالى: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ... أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. ووجه الاستدلال أن كل ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو مما أنزل الله وهو ذكر من الله أنزله على رسوله وقد تكفل سبحانه بحفظه فلو جاز على حكمه الكذب والغلط والسهو من الرواة ولم يقم دليل على غلطه وسهو ناقله لسقط حكم ضمان الله وكفالته لحفظه وهذا من أعظم الباطل ونحن لا ندعي عصمة الرواة بل نقول إن الراوي إذا كذب أو غلط أو سها فلا بد أن يقوم دليل على ذلك ولا بد أن يكون في الأمة من يعرف كذبه وغلطه ليتم حفظه لحججه وأدلته ولا تلتبس بما ليس منها فإنه من حكم الجاهلية بخلاف من زعم أنه يجوز أن تكون كل هذه الأخبار والأحكام المنقولة إلينا آحاداً كذباً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وغايتها أن تكون كما قاله من لا علم عنده إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين .فتأمل منصفا.(1/2675)
5- ومما يزيد الأمر وضوحاً في أن الله سبحانه وتعالى حافظ لوحيه إلى قيام الساعة أنه جل وعلا نصب أئمةً أعلاماً جهابذةً حفاظاً أثباتاً نقاداً للحديث يَمِيزُون الطيب من الخبيث ، والصحيح من السقيم ، والحق من الباطل . قيل لابن المبارك : هذه الأحاديث المصنوعة . قال : يعيش لها الجهابذة. [انظر : هذا الكلام والذي بعده في : كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم(1/3 ، 10)]. فمن هؤلاء الجهابذة :- عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي (ت157هـ) ، وشعبه بن الحجاج (ت 160هـ)، وسفيان الثوري(ت161هـ)، ومالك بن أنس (ت179 هـ)، وحماد بن زيد (ت179هـ )، وعبدالله بن المبارك (ت181هـ) ، و وكيع بن الجراح ( ت196هـ) ، وسفيان بن عيينة (ت 198هـ ) ، ويحيى بن سعيد القطان (ت198هـ) ، وعبدالرحمن بن مهدي (ت198هـ) ، ويحيى بن معين (ت233هـ) ، وعلي بن المديني (ت234هـ) ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه (ت238هـ) ، وأحمد بن حنبل (ت241هـ) ، وأبو محمد عبدالله الدارمي (ت255هـ) ، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ) ، ومسلم بن الحجاج القشيري (ت261هـ) ، وعبيد الله بن عبدالكريم أبو زرعة الرازي ( ت264هـ) ، وأبو داود السجستاني (ت275هـ) ، وأبو حاتم الرازي محمد بن إدريس الحنظلي (ت277هـ ) .(1/2676)
فهؤلاء الذين لا يختلف فيهم ويعتمد على جرحهم وتعديلهم ويحتج بحديثهم وكلامهم في الرجال والحديث قبولاً أو رداً؛ لاتفاق أهل العلم على الشهادة لهم بذلك . كما أن الله لم ينزلهم هذه المنزلة إذ انطق ألسنة أهل العلم لهم بذلك إلا وقد جعلهم أعلاماً لدينه ، ومناراً لاستقامة طريقه وألبسهم لباس أعمالهم . فما أجمع عليه هؤلاء فهو المقبول, وما ردوه فهو المردود؛ سيما وقد قال رسول الله(ص) في حديث عبادة بن الصامت في مبايعتهم الرسول r : بايعنا رسول الله صلى عليه وسلم على السمع والطاعة ، في العسر واليسر …وعلى أن لا ننازع الأمر أهله. رواه مسلم في صحيحه (3/1470) . وقد أجمعوا على إثبات إفادة العلم والعمل بخبر الواحد الصحيح كما بينا بحمد الله.
6- القول بأن أخبار الآحاد لا تفيد العلم قول أتفه من أن يعبأ بردّه. الذي لا يفيد علماً لا شك أن الاشتغال به يعدّ إضاعة للوقت. وهل يعقل أن يمضي الآلاف من علماء هذه الأمة أوقاتهم في جمع وتبويب ودراسة وشرح ما لا يفيد؟!
7- يعتبر المخالفون أن خبر الواحد مسألة من المسائل الشرعية التي يبحث فيها.., أقول لهم: منذ متى وهي "مسألة" يشتغل بها أصلاً؟ هل اعتبرها أهل الحديث المتقدمون "مسألة"؟ أم أنها كذلك عند المتكلمين ومن حذا حذوهم. ونحن لم نعتبرها مسألة إلا للرد على زيغهم وضلالهم فحسب.., فتأمل.(1/2677)
8- أن هؤلاء المنكرين لإفادة أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم- العلم يشهدون شهادة جازمة قاطعة على أئمتهم بمذاهبهم وأقوالهم أنهم قالوا ولو قيل لهم أنها لم تصح عنهم لأنكروا ذلك غاية الإنكار وتعجبوا من جهل قائله ومعلوم أن تلك المذاهب لم يروها عنهم إلا الواحد والاثنان والثلاثة ونحوهم لم يروها عنهم عدد التواتر وهذا معلوم يقيناً فكيف حصل لهم العلم الضروري والمقارب للضروري بأن أئمتهم ومن قلدوهم دينهم أفتوا بكذا وذهبوا إلى كذا ولم يحصل لهم العلم بما أخبر به أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وسائر الصحابة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا بما رواه عنهم التابعون وشاع في الأمة وذاع وتعددت طرقه وتنوعت وكان حرصه عليه أعظم بكثير من حرص أولئك على أقوال متبوعيهم إن هذا لهو العجب العجاب وهذا وإن لم يكن نفسه دليلاً يلزمهم أحد أمرين : إما أن يقولوا أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفتاواه وأقضيته تفيد العلم . وإما أن يقولوا أنهم لا علم لهم بصحة شيء مما نقل عن أئمتهم وأن النقول عنهم لا تفيد علماً . وإما أن يكون ذلك مفيد للعلم بصحته عن أئمتهم دون المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو من أبين الباطل .
9- قولهم إن خبر الواحد لا يوجب العلم, يلزم منه الآتي: إن النبي صلى الله عليه وسلم أدَّى هذا الدين إلى الواحد فالواحد من أصحابه –وهذا لا يجادل فيه كافر- ليؤدوه إلى الأمة ، ونقلوا عنه ، فإذا لم يقبل قول الراوي لأنه واحد رجع هذا العيب إلى المؤدي –أي النبي(ص)- نعوذ بالله من هذا القول الشنيع والاعتقاد القبيح.
10- إذا قلنا : أن خبر الواحد لا يجوز أن يوجب العلم, حملنا أمر الأمة في نقل الأخبار على الخطأ ، وجعلناهم لاغين مشتغلين بما لا يفيد أحداً شيئاً، ولا ينفع ، ويصير كأنهم قد دونوا في أمور مالا يجوز الرجوع إليه والاعتماد عليه. وهذا هو رأس الباطل بعينه.
---(1/2678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > استيراد الرسائل الالكترونية من بريد ال hotmail إلى برنامج Outlook Express .
---
استيراد الرسائل الالكترونية من بريد ال hotmail إلى برنامج Outlook Express .
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:05 PM
1) افتح أوتلوك اكسبرس ثم اضغط على Tools في القائمة العلوية ثم على Accounts
2) ثم اضغط على Add ثم على Mail
3) اكتب اسمك في خانة Display Name ثم اضغط على Next
4) اكتب عنوان ايميلك لدي الهوتميل في خانة E-mail Address ثم اضغط على Next
5) اختر HTTP في خانة My Incoming mail server is. (ملاحظة: اذا لم تجد HTTP في تلك الخانة، فهذا معناه انك تستعمل نسخة قديمة من الأتلوك اكسبرس. الرجاء القيام بعملية تحديث للاكسبرس.)
6) اختر Hotmail في خانة My HTTP mail service provider is
7) تأكد من وجود العنوان التالي http://services.msn.com/svcs/hotmail/httpmail.asp في خانة Incoming mail (POP3), IMAP or HTTP server ثم اضغط على Next
8) اكتب رمزك البريدي الالكتروني في خانة Account name
9) اكتب كلمة السر في خانة Password ثم اضغط على Next ثم Finish والآن فإن حسابك الجديد سيظهر على علامة Mail في قائمة Internet Accounts
10) اضغط على Close. ثم اضغط على Yes عندما يتم سؤالك اذا أردت تنزيل الملفات من مزود البريد الذي اضفته بالتو.
---
(1/2679)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع الشيخ عبدالله بدر
---
موقع الشيخ عبدالله بدر
---
underash86
12-31-2006, 08:34 PM
http://www.abdallahbadr.net/index.htm
سلسلة كيف تقرأ وتتعلم علوم التفسير
http://abdallahbadr.s140.com/how_read.htm
سلسلة قواعد التفسير
http://abdallahbadr.s140.com/kawa3ed.htm
سلسلة ابن عساكر
http://abdallahbadr.s140.com/ibnasaker.htm
---
(1/2680)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء يجوز إظهارها
---
الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء يجوز إظهارها
---
عبدالرحمن السديس
12-23-2003, 09:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد اشتهر في معظم كتب التجويد ، خاصةً المختصر منها ـ وهي المتدوالة بكثرة بين طلبة العلم غير المختصين ـ أن الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء ؛ فحكمها الإخفاء الشفوي ، ولا يعرفون غير هذا ، مع أنه يجوز فيها الإظهار وهو وجه صحيح معمول به .
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في النشر 1/175 :
أما إذا كان ساكنا (حرف الميم) فله أحكام ثلاث :
الأول: ...
الثاني :الإخفاء عند الباء على ما اختاره الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين ، وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره ، وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية ....(ثم ذكر أمثلة)
وقد ذهب جماعة كأبي الحسن بن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهارا تاما ، وهو اختيار مكي القيسي وغيره ، وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية ، وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه .
قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب ، وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام نحو أعلم بالشاكرين.اهـ
وانظر: فن الترتيل وعلومه للشيخ أحمد الطويل 2/767 .
---
راجي رحمة ربه
12-24-2003, 06:31 AM
قولك معمول به فيه إيهام
لأنه لا يوجد اليوم إسناد متصل بهذا الوجه،
وإن زعمت خلاف ذلك فهل لك بنقل سند المشافهة فيه لابن الجزري أو غيره.(1/2681)
فحكمه إن غاب السند هو الشذوذ ولا يجوز القراءة به بدون اتصال السند.
---
عبدالرحمن السديس
12-28-2003, 06:30 AM
تقول : فحكمه إن غاب السند هو الشذوذ ولا يجوز القراءة به بدون اتصال السند. !
أقول : من سبقك لهذا التحرير النفيس ــ ممن يعتمد قوله ــ ؟ !
وأعيد ما قلت ثانية : قال ابن الجزري : وقد ذهب جماعة كأبي الحسن بن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهارا تاما ، وهو اختيار مكي القيسي وغيره ، وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية ، وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه .
قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما ... انتهى.
---
إبراهيم الدوسري
12-28-2003, 04:09 PM
ليس كل ما في الكتب يقرأ به ويعمل به ، بل القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول ، ولا يعرف الآن من يشافه بهذا الوجه من أئمة الإقراء ، وهو الإظهار، فهو منقطع من جهة المشافهة ، فلهذا لايعول عليه في مقام الإقراء ، والله أعلم .
---
المنهوم
12-28-2003, 05:10 PM
اقول للاخوة // الخلاف لا يفسد للود قضية
ولكن ينبغي قبول قول المخالف بسعة صدر وبحث المسألة بصدق نية
وما دام المسألة فيها وجهان فلا يثرب على احد ولكن بحث الأشياء غير المعمول بها لا ينبغي
والعمل على اخفاء الميم
---
عبدالرحمن السديس
12-28-2003, 09:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض النقول المفيدة في المسألة المطروحة من عدة كتب معظمها لمعاصرين فليست كتبا قديمة ولا مهجورة لعل الله أن يرينا الصواب فيها :
في شرح المقدمة الجزرية لطاش كبرى زادة ت 968هـ ـ نشر مجمع المدينة لطباعة المصحف ـ ص195 :
نقل جواز الأمرين بنحو من كلام صاحب النشر .
وفي كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي الجريسي ت 1322هـ
نقل كلام صاحب النشر وأقره . ص 126
وقال الشيخ سعيد العنبتاوي في منظومته حلية القراء (مع شرحها لمحمود أحمد ص 81)
فالأول الإخفاء عند الباء *** وسمه الشفوي للقراء(1/2682)
مع غنة والجزري أخبرا *** إخفاؤها خلف فكن مخيرا .
وقال الشيخ المقرئ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم في كتابه الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية ص143 :
والإخفاء مع الغنة هو المختار وعليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس ، وغيرها ، واختاره أكثر المحققين كالحافظ أبي عمرو الداني وابن الجزري وابن مجاهد ، وغيرهم ،
وذهب جماعة إلى الإظهار ،
والمعمول به هو الإخفاء لعدم العمل بالإظهار من عصر الجزري إلى الآن ..
وصحح الوجهين كذلك لكل القراء ولم يرجح أحدهما على الآخر الصفاقسي في غيث النفع ..
وصححهما كذلك شارحوا الجزرية وغيرهم ،
وعليه فلا وجه لمن منع وجه الإظهار من غير غنة أو خطّأ من يقول به حيث إنه صحيح ، وثابت لكل القراء وهذا معنى قوله [ابن الجزري في المقدمة] :
الميم إن تسكن بغنة لدى *** باء على المختار من أهل الأداء . اهـ.
قال الشيخ المقرئ عبدالله بن صالح العبيد في كتابه الإتقان في تجويد القرآن ص 36:
ولا فرق في ذلك بين "الإخفاء الشفوي" و"القلب" ـ المتقدم في باب النون الساكنة والتنوين ـ غير أن الإخفاء فيه وجه صحيح وهو:
الإظهار بخلاف القلب فلا إظهار فيه إجماعا.
ثم قال في الحاشية: لكن العمل الآن على وجه الإخفاء ، وأما من أنكر من المتأخرين وجه الإظهار فقد أتي من قلة اطلاعه على كلام السلف في هذا العلم.اهـ.
وفي كتاب فن الترتيل للشيخ أحمد الطويل 2/767 :
قال : للعلماء في إخفاء الميم الساكنة عند الباء ثلاثة مذاهب ..
الثاني : إسكان الميم وإظهارها من غير غنة وعليه أهل الأداء بالعراق ، وهو خلاف الأولى ، والوجهان صحيحان معمول بهما.اهـ.
وفي البرهان للشيخ محمد صادق قمحاوي ص23 :
... وقيل حكمها الإظهار والإخفاء أولى ...
وقال الشيخ عطية قابل نصر في كتابه غاية المريد ص75 :
وذهب جماعة إلى الإظهار ولكنه خلاف الأولى..
وفي كتاب المفيد للشيخ المقرئ محمد بن عبدالحكيم العبد الله ص71:
نقل لجواز الوجهين . اهـ.(1/2683)
وقد قدم للكتاب جمع من العلماء منهم المقرئ الشيخ محمد نبهان مصري .
كل هؤلاء من القراء والمقرئين ، وغيرهم بعد ابن الجزري ذكروا وجه الإظهار ، ورجحوا الإخفاء لكن لم يقل أحد منهم أن وجه الإظهار شاذ ، ولا يجوز أن يقرأ به ، وكيف يصح وصفه بالشذوذ وقد حكي الإجماع على صحته ؟! ومازال العلماء يتناقلونه في كتبهم إلى اليوم !
ثم مَن ذا الذي أحاط بجميع المقرئين في العالم ، وتحصل له أن المشافهة بوجه الإظهار قد انقطعت ، ولا يوجد على وجه الأرض من يقرأ بها ولا من تلقاها ، خصوصا أن الإظهار حكي عن أهل العراق ، والمشرق وهؤلاء ـ أهل المشرق ـ لا يزال الاتصال بهم ضعيفا مقارنة بأهل المغرب ، وعدم العلم ليس علما بالعدم .
والله أعلم.
---
عبدالرحمن السديس
12-29-2003, 05:18 PM
وينظر الطيبة وشرحها :
....................... ***......................وأخفين
ألميم إن تسكن بغنة لدى *** باء على المختار من أهل الأداء
وقد أشار الشارح إلى الخلاف .
البيت رقم 91
وهو في المقدمة كذلك.
---
الراية
01-01-2004, 11:15 AM
وكيف الاجابة من الاخ عبد الرحمن السديس
على ما ذكر د.ابراهيم الدوسري
((ولا يعرف الآن من يشافه بهذا الوجه من أئمة الإقراء ، وهو الإظهار، فهو منقطع من جهة المشافهة ))
مع ان الله قد تكفل بحفظ القرآن...وقد نقل بالاسناد والمشافهة حتى القراءة الشاذة!!
---
راجي رحمة ربه
01-02-2004, 02:06 AM
إلى من طلب الدليل من قول إمام معتبر نقول:
قال الإمام خاتمة القراء المحققين ابن الجزري رحمه الله تعالى في الطيبة:
فَكُلِ مَا وَافَق وَجْه نَحْوِ ***وَكَانَ ِللرّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِى
وَصَحَّ إسْناداً هُوَ الْقُرآنُ ***فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَْركَانُ
َوحَيثُماَ يَخْتَلُ رُكْنٌ أثبِتِ ***شُذُوَذهُ لَوْ أنَّهُ فِى السَّبعَةِ
َفكُنْ عَلى نَهْجِ سَبِيلِ السَّلفِ ***ِفى مُجْمَعٍ عَليْهِ أوْ مُخْتَلفِ(1/2684)
اهـ وتأمل قوله لو أنه في السبعة
فنحن لا ننكر كونها كانت قراءة معلومة وجدت في عصر ما لكننا نؤكد أنها اليوم لا يعرف لها سند، ونرجو من صاحب المقال أن يثبت لنا العكس ويدلنا على من له سند متصل بسيدنا رسول الله لنتلقاها عنه ممنونين.
أما الخطب العصماء فليس لها محل في البحث العلمي الصرف.
وكل النقول لا تفيد لأننا في المقابل نأتي له بما هو في الصحيحين لكن مع جلالة المنقول عنهم نقول لقد اختل ركن من الثلاثة
فلم نجد السنة المتبعة التي أمرنا باتباعها بأخذ الخلف عن السلف، مع احترام بقاء بحثها في الكتب لأن لها فوائد كثيرة لا تخفى على المشتغلين بعلوم القرآن
والله تعالى أعلم.
---
عبدالرحمن السديس
01-02-2004, 04:47 PM
قلتَ :أما الخطب العصماء فليس لها محل في البحث العلمي الصرف.
ثم قلتَ: لكننا نؤكد أنها اليوم لا يعرف لها سند.
قلتُ: لم تأت بشيء.
وليتك تقلل من استخدام نون العظمة ..؟ لكننا ...نؤكد !!
---
راجي رحمة ربه
01-03-2004, 12:46 AM
أستغفر الله أن أكون معظما لنفسي الحقيرة في عين صاحبها المقصرة في جنب الله المذنبة في حق المولى الكريم.
لكن النون هنا تحدثا باسم القائلين برأي انقطاع السند وجماعة العلماء الذين أروى عنهم وغيرهم ممن لا يحصيهم ديوان
والدليل على عدم التعظيم هو ما قلته بعد العبارة التي اقتطعتها من بين ما حولها فتأمل ما بعدها:
لكننا نؤكد أنها اليوم لا يعرف لها سند، ونرجو من صاحب المقال
فقولي نرجو ينفي التعظيم الذي نسب إلي
وعموما شكرا على النصيحة
وما زلنا (أنا الفقير إلى رحمة الله وأعضاء المنتدى والمشاركون في هذا النقاش) أن تسوق لنا سندا متصلا بهذه القراءة أقصد إظهار الميم الساكنة دون غنة مع الباء
والقول هذا المنقول من بطون الكتب الأصل فيه في عصرنا هذا عدم الوجود ومن يدعي فعليه البينة كما هو معلوم.
وأقولها لك بصراحة لو وجد هذا السند لرحلنا (أقصد الفقير وغيري من طلبة العلم) إليه
---(1/2685)
أبو معاذ الكناني
01-06-2004, 10:34 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :
أخي الكريم صاحب المقال رد اللدكتور الدوسري عليك كان كافياً ولكن غلب على ظني أنك لم تفهمه وأقول لك :
فرق بين حكاية الأوجه في الشروح والمطولات والمنظومات وبين وجوه الأداء وقد يكون وجه من وجوه الأداء وانقطع ولم يتصل سنده وهذا لا يعد نقصا في القرءان والمشافهة اليوم بوجه الإظهار ليست موجودة ولكن هذا يروى على سبيل الإخبار بما كان والله أعلم.
---
عبدالرحمن السديس
01-07-2004, 09:19 PM
أخي وائل
أنا فهمت ما كتب ، لكن لم يكن مقنعا ، وأظنك لم تدقق (لا أريد أن أقول لم تفهم) فيما كتبت بعد .
أنا لم أقل أن هناك نقصا ...فأنت خلطت كلامي بغيره ...راجعه .
والله أعلم.
---
(1/2686)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل على هذا الكتاب ملحوظات ؟؟ فإنه يوزع بكثرة في شهر رمضان ؟؟
---
هل على هذا الكتاب ملحوظات ؟؟ فإنه يوزع بكثرة في شهر رمضان ؟؟
---
أبو رغد
11-03-2003, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فإني أسأل عن كتاب [ تفسير وبيان كلمات القرآن الكريم ] لمؤلفه مخلوف هل على هذا الكتاب ملحوظات شرعيه ؟؟ فإنه يوزع بكثرة في شهر رمضان ؟؟
---
سامي الباتلي
11-04-2003, 01:55 AM
إن لم تخني الذاكرة و أنا أكتب على عجالة .....
أن للدكتور محمد الخميس بعض التنبيهات على هذا الكتاب لعلي أذكرها في أقرب فرصة بإذن الله ...
---
(1/2687)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال تعالى ( أن بورك من في النار) آية أشكل علي فهمها !!!
---
قال تعالى ( أن بورك من في النار) آية أشكل علي فهمها !!!
---
ابوبنان
12-07-2005, 01:56 PM
وجدت أكثر كلام المفسرين على أن المقصود بالنار هنا هو حجاب الله النور
وسمعت توجيه آخر من أحد طلبة العلم أن معنى الآية بورك المكان الذي فيه النار
أحبتي الكرام الإشكال مازال موجودا أفيضوا علينا مما وهبكم الله من العلم والفهم لكتابه
محبكم أبو بنان
---
خالد الشبل
12-07-2005, 03:04 PM
أخي الكريم أبا بنان
قال ابن جُزَي في التسهيل 3/201:
" مَن في النار: يعني مَن في مكان النار، ومَن حولها: مَن حول مكانها، يريد الملائكة الحاضرين وموسى، عليه السلام.
قال الزمخشري: والظاهر أنه عام في كلِّ مَن كان في تلك الأرض وفي ذلك الوادي وما حوله من أرض الشام".
وفي الآية أقوال ذكرها ابن جرير والبغوي والقرطبي وغيرهم.
---
(1/2688)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > (التفرّد والاتّفاق بين الحجازيّين والشاميّين وأهل العراق في القراءات) للإمام الأهوازي
---
(التفرّد والاتّفاق بين الحجازيّين والشاميّين وأهل العراق في القراءات) للإمام الأهوازي
---
د. عمر حمدان
02-18-2007, 04:50 PM
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته !
لقد ربطتني علاقة علميّة وطيدة مع الإمام الأهوازيّ منذ سنين ، وقد قمتُ بتحقيق بعض أعماله في القراءات ، مفردة الحسن البصريّ ومفردة ابن محيصن المكّيّ ، وأنا ما زلتُ عاكفًا على تحقيق ما لم يُحقَّق بعدُ منها .
لذا يطيب لي أن أتوجّه إلى أهل العلم العاملين في علوم القراءات سائلهم عمّا توافر من نسخ هذا الكتاب المخطوطة ومكان وجودها وسُبل الحصول عليها ، إذ أودّ الشروع في تحقيقه ونشره ، إن شاء اللّه تعالى .
جزاكم الله عنّي خير جزاء
---
محب القراءات
02-19-2007, 12:26 AM
أخي الدكتور / عمر حمدان حفظه الله
ذكرت حفظك الله أنك حققت مفردة الحسن البصري ومفردة ابن محيصن للأهوازي , فأين نجد هذين الكتابين وهل طبعا؟
مع العلم أننا اطلعنا على مفردة الحسن البصري بتحقيق الدكتور عمار أمين الددو في العدد الثاني من مجلة البحوث والدراسات القرآنية التي تصدر من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة النبوية ؟
فهل هناك فرق بين التحقيقين ؟
وجزاك الله خيرا
---
د. أنمار
02-19-2007, 01:22 AM
د حمدان
السلام عليكم
وأنا كذلك حصلت على مفردة الحسن البصري من مكتبات الحجاز أما مفردة ابن محيصن فلم أظفر بها وسمعت بها في مكتبة في الرياض، وحين اتصلت بهم، نفذت النسخ.(1/2689)
ثم إن مفردة الحسن البصري وما بذل فيها من مجهود تشكرون عليه وتخريج قراءته أمر ليس بالهين خاصة تتبعكم لما في الكتب المسندة كالكامل، وكم كنت أتمنى ظهور أمثال كتاب ابن كراية الذي يعد نادرة تاريخية في عالم المخطوطات.
وبظهوره في يوم من الأيام إما يجاب به على ما يذكرونه من تفرد الأهوازي أو العكس.
فلا يخفى عليكم ما اشتد به عليه الشيخ يوسف أفندي زاده في تحقيقكم لرسالته حكم القراءة بالقراءات الشاذة.
والله يرعاكم
---
د. عمر حمدان
02-19-2007, 10:37 AM
عزيزي الفاضل محبّ القراءات !
السلام عليكم !
المفردتان مطبوعتان . المزيد من التفاصيل :
مفردة الحسن البصريّ
تأليف شيخ القرّاء
أبي عليّ الحسن بن عليّ بن إبراهيم الأهوازيّ (362-446هـ/972-1055م)
دراسة وتحقيق : الدكتور عمر يوسف عبد الغنيّ حمدان
مراجعة وتدقيق : تغريد محمّد عبد الرحمن حمدان
عمّان : دار ابن كثير للنشر ، ط1 ، 1427/2006 ، 617ص .
الموزّع المسؤول : المكتب الإسلاميّ بعمّان ، وسط البلد - ساحة المسجد الحسينيّ - سوق البتراء ، ص.ب. 182065 ، تلفاكس 4656605 6 00962 .
هي عبارة عن قسمين أساسيَّيْن :
الأوّل : مقدّمة التحقيق المكوّنة من ثلاثة فصول : 1. ترجمة الأهوازيّ (صاحب المفردة ، ص9-104) 2. ترجمة الحسن البصريّ (صاحب القراءة ، ص105-180) 3. مخطوطة المفردة (ص181-194) .
الثاني النصّ المحقّق (مفردة الحسن البصريّ للأهوازيّ ، ص195-573) .
يليهما فهارس فنّيّة (ص575) : فهرس الأعلام الواردين في متن المفردة (ص577-578) ، فهرس المواضع المتّفق عليها في القراءة بين الحسن البصريّ وأبي عمرو (ص 579-580) ، فهرس المصادر والمراجع العربيّة (ص 581-607) ، فهرس المراجع الأجنبيّة (ص 608) ، فهرس المحتويات (ص 609-617) .
بشأن الإعلان عن صدورها في موقع ملتقى أهل التفسير يُنظَر الرابط التالي :
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=6131
مفردة ابن محيصن المكّيّ(1/2690)
تأليف شيخ القرّاء
أبي عليّ الحسن بن عليّ بن إبراهيم الأهوازيّ (362-446هـ/972-1055م)
دراسة وتحقيق : الدكتور عمر يوسف عبد الغنيّ حمدان
تقريظ : الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري
مراجعة وتدقيق : تغريد محمّد عبد الرحمن حمدان
عمّان : دار ابن كثير للنشر ، ط1 ، 1428/2007 ، 447ص .
الموزّع المسؤول : المكتب الإسلاميّ ببيروت وعمّان .
هي عبارة عن قسمين أساسيَّيْن :
الأوّل : مقدّمة التحقيق المكوّنة من ثلاثة فصول : 1. ترجمة الأهوازيّ (صاحب المفردة ، ص9-100) 2. ترجمة ابن محيصن المكّيّ (صاحب القراءة ، ص101-178) 3. مخطوطة المفردة (ص179-190) .
الثاني النصّ المحقّق (مفردة ابن محيصن المكّيّ للأهوازيّ ، ص191-405) .
يليهما فهارس فنّيّة (ص407) : فهرس الأعلام الواردين في متن المفردة (ص 409-410) ، فهرس المواضع المتّفق عليها في القراءة بين ابن محيصن وأبي عمرو (ص 411-412) ، فهرس المصادر والمراجع العربيّة (ص 413-437) ، فهرس المصادر والمراجع الأجنبيّة (ص 438) ، فهرس المحتويات (ص 439-447) .
بشأن الإعلان عن صدورها في هذا الموقع يُنظَر الرابط التالي :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6981
يسّر اللّه لكم الحصول عليهما ، والسلام عليكم .
---
د. عمر حمدان
02-19-2007, 10:50 AM
عزيزي الدكتور أنمار !
السلام عليكم !
أشكركم على مداخلتكم اللطيفة .
هلا أعلمتموني باسم المكتبة التي سألتم فيها عن مفردة ابن محيصن المكّيّ وعنوانها في الرياض ؟ لأُعلِمَ بدوري الموزّعَ المسؤولَ غرض تزويدهم بالمزيد من النسخ .
بارك اللّه فيكم ويسّر لكم الحصول عليها ، والسلام عليكم .
---
د. أنمار
02-19-2007, 07:54 PM
سيدي الفاضل، هي مكتبة التدمرية، وحين سؤالهم قالوا بأنهم جاءوا بها بشكل خاص، فالله أعلم إن كانوا سيأتون بالمزيد.
---
محب القراءات
02-20-2007, 01:15 AM
أخي الدكتور / عمر حمدان .(1/2691)
جزاك الله خيرا على هذا الإيضاح وأسأل الله تعالى أن ينفع بعلمك ويجعلك مباركا أينما كنت
---
د. أنمار
02-20-2007, 03:19 PM
نفذت النسخ.
صوابها بالدال المهملة
---
د.أحمد شكري
02-21-2007, 07:11 AM
أخي الدكتور عمر حمدان
السلام عليكم
وبارك الله في جهودك الموصولة في خدمة التراث ومؤلفات الأهوازي تحديدا، وأود أن أسجل هنا بمناسبة ذكر المفردتين أنك أحسنت الظن بي وعرضتهما علي قبل طباعتهما وكم سرني ما وجدته فيهما من حسن التحقيق ودقة التوثيق وجودة التتبع والحرص على ذكر كل معلومة يمكن أن تنفع في بابها والترجمة الموسعة للأهوازي وللإمامين الكبيرين الحسن البصري وابن محيصن، وقد انتفعت فعلا من هذه المادة القيمة ووجدت فيها الجديد والمفيد، وفقك الله وسدد على درب الحق خطاك وبارك فيك وفي جهودك الطيبة
ولعل من المفيد الإشارة إلى أنك أنجزت تحقيق الكامل لابن جبارة وكان البحث جاريا عمن ينشره خدمة للعلم وأهله فهل من جديد؟
---
د. عمر حمدان
02-22-2007, 05:14 PM
أخي الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري !
حفظه الله ورعاه !
بارك الله فيكم على تعاونكم السديد في خدمة التراث ودعمكم المديد لأهله .
كما أعلمتكم في حينه ، فإنّ كتاب الكامل في القراءات الخمسين للأمام الهذليّ (ت465ه) قد حقّقته كاملاً بفضل الله وعونه في أربعة مجلّدات ، يليها مجلّد خامس للفهارس الفنّيّة .
إنّ تأخّر صدوره متعلّق بالعثور على دار نشر ، تتبنّى نشره ، كما أشرتم إلى ذلك في مداخلتكم الطيّبة . في الوقت الراهن تُراجَع أجزاء منه من قبل دار نشر معتبرة غرض التحكيم والتقييم .
يسّر الله صدوره قريبًا .
---
د. أنمار
02-23-2007, 08:13 PM
سعادة الدكتور عمر حمدان، وعلى كم نسخة مخطوطة حققتموه؟
---
د.محمد إبراهيم
02-23-2007, 08:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور عمر حمدان المحترم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/2692)
كم أفرحتنا أخي الكريم بإكمالك لتحقيق كتاب الكامل لابن جبارة الهذلي،وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
وكنت أظنك د.عمر حمدان الكبيسيّ فاتصلت به فقال:أنا لا علاقة لي بتحقيق الكامل.
ثم أراد د.عمر حمدان الكبيسيّ أن يتعرّف عليك،بارك الله فيك،وعنوانه: omar1953@maktoob.com
وجزاك الله خيرا.
أخوك
د.محمد إبراهيم
محقق كنز المعاني شرح حرز الأماني للإمام شعلة(ت656هـ).
وعنواني هو:mhmd7272@islamway.net
---
د. عمر حمدان
02-24-2007, 05:06 PM
عزيزي الفاضل الدكتور أنمار !
السلام عليكم !
اعتمدت في تحقيق كتاب الكامل في القراءات الخمسين للإمام الهذليّ (ت465ه) على نسخة يتيمة ، هي نسخة المكتبة الأزهريّة (رواق المغاربة) ، مبتورة البداية ببعض الأوراق ، عدد أوراقها 250 ورقة ، رقمها 369 .
يُراجَع بهذا الصدد مقالة محمّد عميرة عليّ بعنوان "من نوادر المخطوطات في مكتبة الأزهر : الكامل في القراءات" [مجلة الأزهر 22 (1404/1984) 2142-2146] .
قد وقع الفراغ من نسخها عصر يوم الأحد الموافق الحادي عشر من صفر سنة 524 ه على يد كاتبه عليّ بن محمّد الفرغانيّ المَرْغُينانيّ .
كتاب الكامل مجزّأ تجزئة داخليّة ، جملتها أربعة عشر جزءًا كالتالي :
[الجزء الأوّل من كتاب الكامل]
الجزء الثاني من كتاب الكامل [نهاية 8أ]
الجزء الثالث من كتاب الكامل [نهاية 24أ]
الجزء الرابع من كتاب الكامل [نهاية 41أ]
الجزء الخامس من كتاب الكامل [نهاية 59أ]
الجزء السادس من كتاب الكامل [نهاية 83أ]
الجزء السابع من كتاب الكامل [نهاية 105أ]
الجزء الثامن من كتاب الكامل [نهاية 126أ]
الجزء التاسع من كتاب الكامل [146أ]
الجزء العاشر من كتاب الكامل [نهاية 165أ]
الجزء الحادي عشر من كتاب الكامل [186أ]
الجزء الثاني عشر من كتاب الكامل [203أ]
الجزء الثالث عشر من كتاب الكامل [220أ]
الجزء الرابع عشر من كتاب الكامل [237أ]
هو عبارة عن اثني عشر كتابًا كالتالي :(1/2693)
1. [كتاب فضائل القرآن والقرّاء] [عنوان مولّد]
2. كتاب التجويد 19أ
3. كتاب العدد 23ب
4. كتاب الوقف 33أ
5. كتاب الأسانيد 38أ
6. كتاب الإمالة 81أ
7. كتاب الإدغام [= الادّغام] وما يتعلّق به 96أ
8. كتاب الهمزة 110ب
9. كتاب الياءات 140أ
10. كتاب الهاءات 151أ
11. كتاب التعوّذ والتسمية والتهليل والتكبير 154ب
12. كتاب الفرش 156ب-250أ
والله ، تعالى ، هو الموفّق ، والسلام عليكم .
---
د. أنمار
03-29-2007, 01:14 AM
أماكن وجود التفرد والاتفاق وجدتها مشار إليها في:
المكتبه المركزيه بمكه المكرمه
رقم الحفظ682/6
ومكتبه المخطوطات في الكويت
رقم الحفظ544 عن الظاهريه 73/3809
ورقم الحفظ631 م ك مج 7 عن الظاهريه 73/3809
فعليك بالظاهرية
هذا ما وجدته في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل عام 1427هـ
---
د. عمر حمدان
03-29-2007, 05:56 PM
سعادة الدكتور أنمار !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
جزاكم الله عنّي الجزاء الأوفى على ما قدّمتموه من معلومات مفيدة .
---
د. عمر حمدان
03-29-2007, 06:12 PM
أخي الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري !
حفظه الله ورعاه !
بارك الله فيكم على تعاونكم السديد في خدمة التراث ودعمكم المديد لأهله .
كما أعلمتكم في حينه ، فإنّ كتاب الكامل في القراءات الخمسين للأمام الهذليّ (ت465ه) قد حقّقته كاملاً بفضل الله وعونه في أربعة مجلّدات ، يليها مجلّد خامس للفهارس الفنّيّة .
إنّ تأخّر صدوره متعلّق بالعثور على دار نشر ، تتبنّى نشره ، كما أشرتم إلى ذلك في مداخلتكم الطيّبة . في الوقت الراهن تُراجَع أجزاء منه من قبل دار نشر معتبرة غرض التحكيم والتقييم .
يسّر الله صدوره قريبًا .
لقد تلقّيت قبل مدّة اعتذارًا علميًّا من قبل دار النشر التي توجّهت إليها مؤخّرًا بهذا الصدد مع الشكر لأصحابها الأفاضل .
أسأل الله أن يوفّقنا لما يحبّه ويرضاه وأن يسّخرنا لخدمة التراث وأهله .
---
د. أنمار(1/2694)
03-30-2007, 10:52 AM
وهذه تفاصيل المخطوط في المجاميع العمرية بالظاهرية، ويظهر منها أنها للجزء الثالث فقط
---
د. عمر حمدان
03-30-2007, 12:31 PM
سعادة الدكتور أنمار !
بوركت على هذه المتابعة الحثيثة وعلى هذا الجهد السديد .
سدّد الله خطاكم وجعلكم ذخرًا لهذه الأمّة .
---
د. أنمار
04-01-2007, 03:44 PM
ونسخة مكة عبارة عن 22 وجه صورة عن نسخة الظاهرية
فعادت كلها إلى نسخة واحدة
---
د. عمر حمدان
04-02-2007, 01:23 PM
عزيزي الدكتور أنمار !
السلام عليكم !
كما يبدو أنّ النسخ المتوافرة من هذا الكتاب في المكتبة المركزيّة بمكّة المكرّمة (رقم 682/6) والمكتبة المركزيّة بالرياض (رقم 82/2) ) ومكتبة المخطوطات بالكويت (رقم 544 ورقم 631) ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي (رقم 2348) هي مصوّرة عن الأصل المخطوط المحفوظ في الظاهريّة (رقم 3809) والمتبقّي منه الجزء الثالث (24 ورقة) .
يمكن القول : إنّه لا تتوافر بعدُ معلومات عن وجود مخطوط كامل لهذا الكتاب من جهة وإنّ مخطوطة الجزء المتبقي منه هي مخطوطة يتيمة حسب ما توافر من معلومات بهذا الخصوص من جهة أخرى .
---
(1/2695)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة : كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم ؟.
---
لطيفة : كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم ؟.
---
المسيطير
10-20-2006, 02:34 PM
مشايخي الفضلاء /
فائدة لطيفة أحببت نقلها إليكم :
كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرآن الكريم ؟.
لو سألنا أحد الإخوة :
ما رقم الصفحة التي يبدأ فيها الجزء التاسع مثلاً ؟.
نقوم بعملية بسيطة :
الجزء التاسع أي : رقم تسعة .
( 9 ) - ( 1 ) = 8
( 8 )* ( 2 ) = 16
ثم نضيف الرقم اثنين إلى يمين الرقم 16 فيصبح 162
هذا هو رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء التاسع
مثال آخر :
الجزء الواحد والعشرون :
( 21 ) - ( 1) = 20
( 20 ) * ( 2 ) = 40
نضيف الرقم ( 2 ) إلى يمين الرقم 40
يصبح 402
الجزء الواحد والعشرون يبدأ في الصفحة رقم 402
مثال أخير :
الجزء الخامس عشر .:
( 15 ) - ( 1 ) = 14
( 14 ) * ( 2 ) = 28
نضيف ( 2 ) إلى يمين الرقم 28
فيصبح 282 وهو بداية الجزء الخامس عشر
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ...........لكنها لطيفة .
---
نضال دويكات
10-20-2006, 03:07 PM
بارك الله فيك اخي المسيطر على المعلومة لكن هذا على ما أظن ينطبق فقط على نسخة المدينة المنورة وما وافقها من النسخ اما الطبعات الاخرى إن صح التعبير فلا تنطبق عليها هذه المعادلة
هناك ملاحظة أخرى وهي ان بعض الاجزاء بدايتها لا تكون في رأس الصفحة حسب نسخة المدينة مثل بداية الجزء السابع
عند قوله لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ..... فهو يكون في الصفحة رقم 121
وحسب المعادلة 7-1 = 6
و6×2= 12
وعندما نضع الرقم 2 على اليمين يصبح 122 بدل 121
وحياك الله وتقبل الله طاعتك ولا شك انك من اصحاب اللطائف هنا وفي ملتقى اهل الحديث ادام الله لطفك
---
فهد الوهبي
10-20-2006, 10:12 PM(1/2696)
هذه لطيفة أكثر من رائعة أخي المسيطر ... وبارك الله فيك وليتك تزدنا من أمثالها ..
---
ابو يزيد
10-22-2006, 07:46 AM
قد لا يكون في هذه المعلومة كبير فائدة ...........لكنها لطيفة
هذا تواضع منك أخي المسيطير
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة القيمة ، وكل عام أنت وجميع أعضاء المنتدى بخير وإلى الله أقرب
---
أبو محمد الظاهرى
10-23-2006, 01:03 AM
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة القيمة ، وكل عام أنت وجميع أعضاء المنتدى بخير وإلى الله أقرب
---
أبو يعقوب
10-23-2006, 02:17 PM
شكرا لك على هذه الفائدة
وجعلها الله في ميزان حسناتك
---
أبو أنس الغامدي
10-23-2006, 09:49 PM
فائدة جميلة بارك الله فيك
---
ناصر الغامدي
10-23-2006, 11:01 PM
غريبة جداً الله يعطيك العافية
---
(1/2697)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قواعد في التفسير ....الإظهار في موضع الإضمار
---
قواعد في التفسير ....الإظهار في موضع الإضمار
---
همس
06-20-2003, 10:19 PM
الحمد لله وكفى والصلاة على من اصطفى
متابعة لما نقلنا سابقاً من قواعد في التفسير من شرح الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -نكمل هنا قاعدة مهمة وهي :أن الإظهار في موضع الإضمار في القرآن له فوائد منها :
أاولاً :تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف. .
ثانياً :التنبيه -تبيه المخاطب - ، لأنه إذا جاء الكلام على خلاف السياق انتبه المخاطب .
ثالثاً :عموم الحكم لمن يشارك في الصفة .
ولنضرب لذلك مثالاً حتى يتضح لنا الأمر قال تعالى :(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (البقرة:59)
هذه الآية جاءت في سياق الحديث عن بني إسرائيل عندما خالفوا امر الله فبدلوا القول والفعل ثم جاء في سياق الأيات إضمار في موضع إظهار فقال الله تعالى "فأنزلنا على الذين ظلموا "يدل ذلك على :
أولاً تحقيق اتصاف بني إسرائيل بوصف الظلم .
ثانياً : التنبيه للقارئ حتى يكون عند القرأة يدرك ما يقرأ .
ثالثاً : عموم الحكم لكل من اتصف بالوصف فكل من بدل أمر الله وكلمات الله دخل تحت هذا الوصف .
والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
06-21-2003, 05:01 AM
الأخت الكريمة همس وفقها الله
أشكرك على مشاركاتك القيمة ، وأدعوك للمواصلة مع ملاحظة الحرص على بيان القواعد بياناً كافياً شافياً ، والتأكد من كونها قاعدة لها أمثلة كثيرة تؤهلها أن تصبح قاعدة ، وليست كبعض القواعد التي لا يوجد لها إلا مثال واحد يتيم ويسميها بعضهم قاعدة !(1/2698)
كما أرجو التكرم بالعودة إلى كتب قواعد التفسير التي تخصصت في هذا مثل كتاب الدكتور الفاضل خالد بن عثمان السبت (قواعد التفسير) وهو رسالة دكتوراه جمع فيها الباحث العديد من قواعد التفسير. كما يمكن الرجوع لكتاب الزركشي (البرهان في علوم القرآن) في هذا الأمر. أما كتاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي ترجعين إليه فهو ليس مختصاً بقواعد التفسير كما تعلمين ، ولكنه يذكرها عرضاً عند الحاجة إليها ، وبالتالي لا يوفيها حقها من التمحيص والتدقيق والحديث لضيق المقام بالشيخ رحمه الله. وأنا أقول ذلك رغبة في الاستفادة مما تكتبينه ، وحرصاً على مستوى الطرح العلمي في ملتقى أهل التفسير.
وأما بخصوص مشاركتك هذه فلي أسئلة أرجو التكرم بإيضاحها وفقك الله:
الأول : ما معنى (تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف) . هل يمكن زيادة شرح هذه الفائدة؟
الثاني :قلتِ في شرح المثال (ثم جاء في سياق الأيات إضمار في موضع إظهار). والذي يبدو لي أن هناك تقديماً وتأخيراً وأنك تقصدين (إظهار في موضع إضمار) كما بينت قبل.
أشكرك لتصديك لهذا الموضوع ، وأرجو أن أرى مزيداً من التحرير والتدقيق ، ونحن هنا لنتعلم جميعاً ونستفيد وفقك الله.
---
همس
06-21-2003, 06:34 PM
أخي أشكر لك حسن ردك . أما ما ذكرتَ من وجوب الرجوع للكتب المتخصصة في قواعد التفسير فهذا يسير وسهل وقد سبق لي وقرات كتاب الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله -القواعد الحسان ، ولكن لعلك أخي فهمت ما قصدته في اول قاعدة على خلاف ما أردتُ حيث ذكرت أننا كأخوان نجتمع في هذه الرياض كلٌ منا له قراءاته الخاصة ، وقد يمر خلال قراءته بفوائد فياحبذا يلخصها لنا ومن هذا المنطلق طلبت من إخواني الكرام أن من مرّبقاعدة أثناء بحثه في الآيات يتحفنا بها ويختصر الطريق علينا ، ولم أكن أقصد تلخيص كتب القواعد .
أما ماذكرت من خطأي في التقديم والتأااخير فأحسنت وبارك الله فيك .(1/2699)
أما ما استفسرت عنه من قول فضيلة الشيخ ، عليه رحمة الله : " تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف " ، فقد ذكرالشيخ في الجزء الأول ص 202 أن معنى ذلك : الحكم على هؤلاء بالظلم.
وهذا ذكره الزمخشري في الكشاف قال :" وفي تكرير( الذين ظلموا ) زيادة في تقبيح أمرهم وإيذان بأنّ إنزال الرجز عليهم لظلمهم . والله أعلم
---
مساعد الطيار
06-22-2003, 02:21 PM
إن قاعدة الإظهار في مقام الإضمار من القواعد التي ترجع إلى أساليب العرب في خطابها ، وهي منتشرة بكثرة في القرآن ، لذا ستجد أن من يعنى ببيان بلاغة القرآن من المفسرين ـ كشرَّاح تفسير البيضاوي وغيرهم ـ يكثر = عندهم ذكر هذه القاعدة .
وهي تصلح لبحث مستقلٍّ لكثرة أمثلتها ، ولتنوع أغراضها بحسب السياق الذي سيق فيه هذا الأسلوب العربي .
وقد كنت لاحظت عناية المفسِّر أبي السعود في تفسيره إرشاد العقل السليم بهذه القاعدة ، وقد تتبعت ما استطعت منها ، ويمكن لمن قرأ هذه المواطن أن يخرج بأغراض الإظهار مقام الإضمار عند أبي السعود .
ودونك ما جمعته من هذا التفسير .
الجزء الأول : (61 / 62 / 129 / 132 / 238 / 262 / 270 / 275 ) .
الجزء الثاني : ( 23 / 25 / 43 / 63 / 91 / 49 / 96 / 104 / 109 / 117 / 120 / 127 / 130 / 131 / 153 / 154 / 156 / 182 / 178 / 195 / 207 ) .
الجزء الثالث : ( 36 / 66 / 78 / 93 / 94 / 96 / 155 / 158 / 169 / 191 / 225 / 230 / 215 ) .
الجزء الرابع : ( 3 / 11 / 41 / 49 / 61 / 65 / 73 / 80 / 83 / 103 / 117 / 152 / 157 / 165 / 239 / 242 / 286 ) .
الجزء الخامس : ( 7 / 19 / 56 / 112 / 144 / 171 / 189 / 192 / 194 / 206 / 251 / 267 / 274 ) .
الجزء السادس : ( 19 / 21 / 62 / 76 / 113 / 125 / 128 / 144 / 163 / 177 / 184 / 186 / 218 / 295 ) .
الجزء الثامن : ( 76 / 148 / 160 / 190 / 206 / 241 / 243 / 253 / 258 / 260 ) .(1/2700)
الجزء التاسع ( 94 / 123 / 188 / 198 ) .
تفسير أبو السعود / طبعة دار إحياء التراث العربي .
---
عبدالرحمن الشهري
06-22-2003, 02:44 PM
أشكر الأخت همس على التوضيح جزاها الله خيراً.
كما أشكر أخي الكريم مساعد الطيار على التعقيب ، وأرجو الاستمرار على هذا النهج من الجميع.
وفقكم الله
---
(1/2701)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المنهج الإسلامي لتفسير الرؤيا
---
المنهج الإسلامي لتفسير الرؤيا
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
07-14-2006, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الرؤيا لها دور هام فى مجال الدراسات المستقبلية ، ويلفت نظرنا القرآن لذلك من خلال قصة يوسف عليه السلام، وتعبيره لرؤيا الملك والتي أنقذت البلاد بسبب تفسير لرؤيا ,الإعداد لها.
ومن ثم كان هذا بحث يهدف للتوصل إلى منهج لتفسير الرؤيا من القرآن الكريم
تم إستخدام فيه خطوات المنهج الإسلامي العلمي الموضح هنا:
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2091
والبحث مرفق كملف مضغوط ،
أو يمكنك تحميله بالضغط على الرابط الآتي:
http://www.geocities.com/estratigy/islamicIntroduction/islammanhg/roia.zip
وإليكم نتائجه فى التالي
المنهج الإسلامي لتعبير الرؤيا:
1- معرفة الرؤية ومعرفة حال رائيها
2- تحليل الرؤيا إلى عناصرها الأساسية التي بتفسيرها يتم تفسير الرؤيا.
3- جمع الأصول الإسلامية المفسرة لعناصر الرؤية التي تم تحليلها
4- تفسير عناصر الرؤيا الأساسية
5- استنتاج تفسير الرؤيا كليا بناء على تفسير عناصر الرؤيا الأساسية.
6- الإعداد لوقوع الرؤيا
والبحث محل نقاش ، وأرجو مراجعته
وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/2702)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفة في تفسير ابن سعدي
---
وقفة في تفسير ابن سعدي
---
ابو العز السليم
01-22-2006, 11:17 PM
قال ابن سعدي - رحمه الله - في تفسير الآية (42) من سورة الزمر : " وأن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى في البرزخ ، فتجتمع فتتحادث ، فيرسل الله أرواح الأحياء ويمسك أرواح الأموات " ا.هـ .
أرغب من الإخوة الفضلاء إفادتي عن كلام الشيخ وهل له دليل في ذلك ؟ أو هناك من سبقه من المفسرين تكلم عن ذلك ؟
ولكم جزيل الشكر..
---
مرهف
01-23-2006, 12:50 AM
أخي أبا العز حبذا لو راجعت كتاب الروح لابن القيم رحمه الله فستجد فيه ما تريد إن شاء الله والله أعلم
---
ابو العز السليم
01-28-2006, 05:33 PM
الإخوة والمشائخ الفضلاء .. حتى الآن لم يصلني رد شافي لما سألت ..
مع الشكر والتقدير للأخ ( مرهف ) ..
---
مجدي ابو عيشة
01-28-2006, 06:26 PM
قال ابن جرير :(1/2703)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { اللَّه يُتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا وَاَلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامهَا فَيُمْسِك الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت وَيُرْسِل الْأُخْرَى إِلَى أَجَل مُسَمًّى } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ الدَّلَالَة عَلَى أَنَّ الْأُلُوهَة لِلَّهِ الْوَاحِد الْقَهَّار خَالِصَة دُون كُلّ مَا سِوَاهُ , أَنَّهُ يُمِيت وَيُحْيِي , وَيَفْعَل مَا يَشَاء , وَلَا يَقْدِر عَلَى ذَلِكَ شَيْء سِوَاهُ ; فَجَعَلَ ذَلِكَ خَبَرًا نَبَّهَهُمْ بِهِ عَلَى عَظِيم قُدْرَته , فَقَالَ : { اللَّه يُتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا } فَيَقْبِضهَا عِنْد فَنَاء أَجَلهَا , وَانْقِضَاء مُدَّة حَيَاتهَا , وَيُتَوَفَّى أَيْضًا الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامهَا , كَمَا الَّتِي مَاتَتْ عِنْد مَمَاتهَا { فَيُمْسِك الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت }ذُكِرَ أَنَّ أَرْوَاح الْأَحْيَاء وَالْأَمْوَات تَلْتَقِي فِي الْمَنَام , فَيَتَعَارَف مَا شَاءَ اللَّه مِنْهَا , فَإِذَا أَرَادَ جَمِيعهَا الرُّجُوع إِلَى أَجْسَادهَا أَمْسَكَ اللَّه أَرْوَاح الْأَمْوَات عِنْده وَحَبَسَهَا , وَأَرْسَلَ أَرْوَاح الْأَحْيَاء حَتَّى تَرْجِع إِلَى أَجْسَادهَا إِلَى أَجَل مُسَمًّى وَذَلِكَ إِلَى اِنْقِضَاء مُدَّة حَيَاتهَا . (http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=39&nAya=42)(1/2704)
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 23230- اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا يَعْقُوب , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , فِي قَوْله : { اللَّه يَتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا } الْآيَة . قَالَ : يَجْمَع بَيْن أَرْوَاح الْأَحْيَاء , وَأَرْوَاح الْأَمْوَات , فَيَتَعَارَف مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يَتَعَارَف , فَيُمْسِك الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت , وَيُرْسِل الْأُخْرَى إِلَى أَجْسَادهَا. 23231 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , فِي قَوْله : { اللَّه يَتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا } قَالَ : تَقْبِض الْأَرْوَاح عِنْد نِيَام النَّائِم , فَتَقْبِض رُوحه فِي مَنَامه , فَتَلْقَى الْأَرْوَاح بَعْضهَا بَعْضًا : أَرْوَاح الْمَوْتَى وَأَرْوَاح النِّيَام , فَتَلْتَقِي فَتُسَاءَل , قَالَ : فَيُخَلِّي عَنْ أَرْوَاح الْأَحْيَاء , فَتَرْجِع إِلَى أَجْسَادهَا , وَتُرِيد الْأُخْرَى أَنْ تَرْجِع , فَيَحْبِس الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت , وَيُرْسِل الْأُخْرَى إِلَى أَجَل مُسَمًّى , قَالَ : إِلَى بَقِيَّة آجَالهَا . 23232 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { اللَّه يَتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا وَاَلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامهَا } قَالَ : فَالنَّوْم وَفَاة { فَيُمْسِك الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت وَيُرْسِل الْأُخْرَى } الَّتِي لَمْ يَقْبِضهَا { إِلَى أَجَل مُسَمًّى }
وذكر لها دلالتها هنا .
---
طالب المعالي
01-30-2006, 09:35 PM
اخي الكريم
انصحك بسماع شريط ( ماذا يحدث تحت الأرض ) للشيخ محمد المنجد
فقد اورد هذه المسألة وأدلتها بشكل موسع ورائع
وفقك الله لكل خير
---(1/2705)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دروس تفسير القرآن للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة حفظه الله
---
دروس تفسير القرآن للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة حفظه الله
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2006, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من فضل الله وتوفيقه لبعض العلماء أن رزقهم القبول عند الناس ، فنفع الله بكلامهم وعلمهم ، ومن هؤلاء العلماء الذين رزقهم الله القبول الحسن عند الناس الشيخ الجليل الدكتور سلمان بن فهد العودة ، ولكلامه وكتبه ذيوع وانتشار بين طلاب العلم وعامة الناس ، ولذلك فإن استغلالهم الأمثل لهذا القبول بنشر العلم والخير من أنفع ما يؤجرون عليه إن شاء الله ، ففي إقبال الناس على سماعهم نشر للخير والعلم الصحيح ، ومنهج السلف الأولين في أخذ العلم ، وفهمه وتعليمه .
وقد لفت نظري إلى هذا ما رأيته في صفحة الصوتيات من موقع الإسلام اليوم ، من دروس علمية في التفسير للشيخ سلمان العودة وفقه الله ، فأحببت لفت نظر إخواني إلى ما فيها من فوائد ونفائس علمية واستنباطات تستحق العناية والاهتمام ، سائلاً الله تعالى أن يوفق الشيخ سلمان لكل خير ، وأن ينفع به العلم وطلابه .
دروس في تفسير قصار السور للشيخ سلمان بن فهد العودة (http://radio.islamtoday.net/arshef2.cfm?st=6)
---
(1/2706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المنهج القويم للتفسير العلمي في القرآن الكريم
---
المنهج القويم للتفسير العلمي في القرآن الكريم
---
أحمد عطا عمر
04-11-2007, 01:25 AM
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن مصطلح "التفسير العلمي للقرآن الكريم " من المصطلحات الحديثة في الأوساط العلمية، وهو يشير إلى تأويل بعض الآيات القرآنية أو تفسيرها بما يتفق وبعض النظريات العلمية أو الاكتشافات الحديثة، ولذلك اختلفت وجهات أنظار العلماء وأبناء المسلمين فيه.
فمنهم من يرى فيه فتحاً جديداً وتجديدا في طريق الدعوة إلى الله وهداية الناس، ومنهم من يرى أن هذا اللون من التفسير يخرج بالقرآن الكريم عن الهدف الذي أنزل من أجله، أو أن فيه إقحاما للتفسير في مجال متروك العقل البشري أن يجرب فيه فيخطئ ويصيب وقد أدلى كل فريق برأيه وحجته، فالواجب أن نقف موقف المنصفين.
وخلاصة التحقيق توصلنا إلى أن التفسير العلمي كغيره من العلوم لا يجوز إلا إذا توفرت شروط التفسير الصحيحة فيه، وهذا ما أحاول تبينه في هذا البحث.
وقد اجتهدت في تبسيط الموضوع وتقريب وجهات النظر، فقسمت بحثي إلى ثلاثة أقسام:
جعلت المبحث الأول للتعريف بالتفسير العلمي وما يتعلق به فذكرت فيه: معنى التفسير لغة واصطلاحا، ومعنى العلم، والمقصود بالتفسير العلمي، ومعنى الإعجاز العلمي والفرق بينه وبين التفسير العلمي، والعلاقة بين معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتفسير العلمي.
والمبحث الثاني جعلته في مآخذ العلماء على التفسير العلمي، أو أسباب الوقوع في بعض الأخطاء.
وأما المبحث الثالث فقد جعلته في قواعد وأسس التفسير العلمي الصحيح.
ثم أتبعت بحثي بقائمة المصادر والمراجع.(1/2707)
أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه هو السميع العليم، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المبحث الأول
التعريف بالتفسير العلمي وما يتعلق به
لتحديد معنى التفسير العلمي يجدر بنا أن نبين معنى التفسير، ومعنى العلم، ثم تعريف التفسير العلمي باعتباره لقبا، وبيان الفرق بينه وبين الإعجاز العلمي، أو علاقته به، والإشارة إلى دوافعه.
تعريف التفسير:
التفسير في اللغة: من الفسر، وهو البيان والكشف، قال في لسان العرب: الفسر البيان وفسره أبانه، والتفسير مثله، وقال ابن الأعرابي: الفسر كشف المغطى والتفسير كشف المراد عن المعنى المشكل، والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر([1])
وهو في الاصطلاح: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته عن مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة البشرية. وقد ورد في تحديده مجموعة من التعريفات نقتصر على بعض منها.
قال بن جزي: معنى التفسير: شرح القرآن وبيان معناه والإفصاح عما يقتضيه نصه أو أشارته أو فحواه([2])
وعرفه أبو حيان بأنه " علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وغير ذلك كمعرفة النسخ وأسباب النزول وما به توضيح المقام([3]).
وقد اختلف العلماء في التفريق بين التفسير وبين التأويل، فقيل: أنهما بمعنى واحد، وقيل: التفسير للفظ والتأويل للمعنى، وقيل: أن التفسير هو الشرح، والتأويل هو حمل الكلام على معنى غير المعنى الذي يقتضيه الظاهر بموجب اقتضى أن يحمل على ذلك ويخرج عن ظاهره وهذا ما رجحه ابن جزي([4])
وقيل غير ذلك .
تعريف العلم:
وصف التفسير بأنه علمي نسبة إلى العلم. والعلم في اللغة: مصدر يرادف الفهم والمعرفة ويرادف الجزم في رأي، وقال علماء اللغة: علم الشيء عرفه، والعلم نقيض الجهل([5])(1/2708)
وأما في الاصطلاح فليس من اليسر تحديده بسهوله، لأن كلمة (علم) لفظة شاملة تفيد الاعتقاد الجازم المطابق للواقع([6]) وبذلك فهي تشمل جميع المعارف البشرية دون أن تقتصر على واحدة منها ومن هنا فقد تجاذبت هذا المصطلح أيدي العلماء فكل يطلقه على ما تدور أبحاثه عليه، فتعريف الحكماء يختلف عن تعريف المتكلمين، وهكذا الأمر عند غيرهم.
والمقصود بالعلم في هذا المقام العلم التجريبي وما يتعلق به من علوم الطبيعة الموجودة في الكون مثل الفيزياء والكيمياء وطبقات الأرض وعلم الأحياء وعلم البحار وعلم الفلك وغير ذلك.
فكلمة علم مع تطور الزمن صارت ذات مدلولين عند المسلمين، المدلول الأول: العلم القائم على العلوم الدينية وما يتفرع عنها. والمدلول الثاني: يختلف عن المعنى القديم المشار إليه سابقا، إذ ظهر جماعة من الناس تقول عن عصرنا الحاضر أنه عصر العلم ويقصدون بذلك العلم الطبيعي القائم على دراسة ما في الكون من مواد وعناصر وكائنات لها خصائصها الذاتية ونواميسها التي تحكمها من كيمياء وميكانيكا أو علوم طب أو رياضة وفلك أو غير ذلك.
فهذا هو المقصود بالعلم في هذا المقام، وهذا ما تناولوه في الحديث عن التفسير العلمي في هذه الأيام ولا مشاحة في الاصطلاح.
وعليه فيعرف التفسير العلمي بما يلي:
قال الشيح محمد حسين الذهبي: " نريد بالتفسير العلمي التفسير الذي يحكم الاصطلاحات العلمية في عبارات القرآن الكريم ويجتهد في استخراج العلوم والآراء الفلسفية منها"([7]).
وهذا هو تعريف الشيخ أمين الخولي في دائرة المعارف الإسلامية([8]).
وعرفه بنحوه ومعناه أيضا كل من الدكتور مصطفى شاهين، والأستاذ محمد الصباغ، والدكتور عبد المجيد المحتسب([9])، ولكن قال بعضهم في تعريفه: (إخضاع ) بدل (تحكيم ).(1/2709)
فجميع هذه التعريفات تصف هذا اللون من بأنه إخضاع أو تحكيم للمصطلحات العلمية في عبارة القرآن، ولكن مع البحث نجد أن هذه التعبيرات على إطلاقها قاصرة وغير دقيقة لأنها توحي بأن الآية المراد تفسيرها لها معنى بعيد عن المعنى العلمي الذي تفسر به، وهذا وإن صدق على بعض التفسيرات العلمية التي فيها شطحات إلا أنه لا ينطبق على جميعها.
وقد سبقني إلى الإشارة إلى قصر هذه التعريفات مجموعة من العلماء والباحثين([10]).
والذي يظهر لي هنا أن التعريف الأقرب إلى الصواب أن يقال:
التفسير العلمي هو اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن المتعلقة بالكون وما فيه ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إعجاز القرآن ليدل على مصدره الإلهي وصلاحيته لكل زمان ومكان.
وقد عرفه بنحو هذا التعريف كل من: الشيخ عبد المجيد الزنداني في بحثه (المعجزة العلمية في القرآن والسنة )، والدكتور عبد القهار العاني في بحثه ( التفسير العلمي معالمه وضوابطه )، والدكتور صلاح الخالدي في كتابه ( البيان في إعجاز القرآن ).
فقال الزنداني: " التفسير العلمي هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية "([11]).
وقال العاني:" التفسير العلمي هو بيان معنى الآيات القرآنية مرتبطا بحقائق العلوم الكونية وما يشابهها وفق القواعد المشهورة في تفسير القرآن الكريم ".
وقال أيضا في موضع آخر: "هو بسط الحقائق العلمية الثابتة للعلوم الكونية والطبيعية المختلفة بمعاني الآيات القرآنية بدلالة الألفاظ اللغوية على المعاني في المشهور من المأثور والمعهود في اللغة "([12]).
وقال الخالدي: "هو النظر في الآيات ذات المضامين العلمية من الزاوية العلمية وتفسيرها تفسيراً علمياً، وذلك بالاستعانة بالعلوم والمعارف والمكتشفات الجديدة في توسيع مدلولها وتقديم معناها "([13]).
تعريف الإعجاز:(1/2710)
الإعجاز مشتق من العجز، والعجز الضعف وعدم القدرة، ومعنى الإعجاز الفوت والسبق، يقال أعجزني فلان أي فاتني([14]).
والمعجزة: الأمر الخارق للعادة - وزاد بعضهم المقرون ـ بالتحدي، السالم من المعارضة، وتسمى معجزة لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها([15]).
وإعجاز القرآن يقصد به: إعجاز الناس أن يأتوا بمثله، أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم عن الإتيان بمثله.
ووصف الإعجاز بأنه علمي كوصف التفسير بأنه علمي نسبة إلى العلم التجريبي، وعلى هذا فالإعجاز العلمي: هو إظهار صدق الرسول صلى الله عليه وسلم بما حمله الوحي إليه من علم إلهي ثبت تحققه ويعجز البشر عن نسبته إلى محمد صلى الله عليه وسلم أو أي مصدر بشري في عصره.
وقد عرفه بنحو هذا مجموعة من العلماء منهم:
الزنداني فقال: " الإعجاز العلمي هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .([16])
والدكتور علي محمد نصر فقال:"هو سبق القرآن الكريم العلماء فيما وصلوا إليه من علوم كونية باشاراته إلى ما وقفوا في بحوثهم عنده خاضعين لعظمته معترفين بسبقه وتبريزه "([17]).
الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي:
من خلال التعريفات السابقة نجد أن هناك فرقا بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي من جهة ، وتوافقا واتصالا من جهة أخرى.
أما الفرق فهو أن التفسير العلمي: هو كشف عن معاني الآية الكريمة أو الآيات أو بعضها في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية "
والإعجاز العلمي " هو إخبار القرآن الكريم بحقيقة علمية أثبتها العلم أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
وأما العلاقة والاتصال فهي " أن التفسير العلمي طريق إلى الإعجاز العلمي وبدون التفسير العلمي لا يمكن الوصول إلى الإعجاز العلمي([18]).(1/2711)
العلاقة بين معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم والتفسير العلمي:
لكل نبي من الأنبياء آية أو معجزة تدل على صدق نبوته قال تعالى: (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب )[ إبراهيم: 9].
ولكل رسول معجزة تناسب قومه ومدة رسالته، فلما كان الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون إلى أقوامهم خاصة ولأزمنة محددة فقد أيدهم الله ببينات حسية مثل عصا موسى عليه السلام، وإحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى عليه السلام وتستمر هذه البينات الحسية معهم محتفظة بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول فإذا حرف الناس دين الله بعث الله رسولا آخر بالدين الذي يرضاه وبمعجزة جديدة وبينة مشاهدة.
ولما ختم الله تعالى النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وضمن له حفظ دينه أيده بالمعجزة الكبرى القرآن الكريم التي تبقى إلى يوم الدين.
قال تعالى: ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ..) [الأنعام: 19] ومن ذلك ما يتصل بالإعجاز العلمي فمعنى الآية: أوحي إلي هذا القرآن لأنذر به المخاطبين وهم أهل مكة وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم إلى يوم القيامة([19]).
وقال رسول الله صله الله عليه وسلم :
"ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة "([20]). ومن معاني هذا الحديث: أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقرض أعصارهم ومعجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مستمرة إلى يوم القيامة([21]).
وقال تعالى: ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد )[فصلت: 53](1/2712)
وقال تعالى: (إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين )[ص: 87-88].
قال الفراء في الحين الذي ذكرته الآية: إنه بعد الموت وقبله، أي لتظهر لكم حقيقة ما أقول لكم (بعد حين ) يعني في المستأنف.
وقال تعالى: ( لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ) [الأنعام:67] والمعنى: لكل خبر في القرآن حقيقة وسوف تعلمون صحة ذلك عاجلا أم آجلا.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية وغير العرب لا يفهمون القرآن الكريم والإنسانية كلها بجميع شعوبها على اختلاف ألوانهم ولغاتهم مخاطبون بالقرآن.
والقرآن حجة على العباد ولا تثبت لهم الحجة إلا إذا ثبت لهم إعجازه ولذلك لابد أن يكون لإعجاز القرآن الكريم نواح أخرى غير النواحي اللغوية والبلاغية.
ويعتبر هذا الأمر من أهم وأبرز دوافع الإعجاز العلمي في هذه الأيام.
وعلى الرغم من وضوح هذا الأمر وأهميته في الدعوة نجد اختلافا واضحا بين علماء المسلمين تجاه جواز هذا اللون من التفسير، فمنهم من يرى فيه فتحا جديدا وتجديدا في أساليب الدعوة وهداية الناس، ومنهم من يرى عكس ذلك تماما فيرى أن هذا اللون من التفسير يضر بالقرآن لأنه يخرج به عن الغاية التي أنزل من أجلها، وقد كان لكل فريق حجته ودليله وبالتحقيق يظهر جواز التفسير العلمي ولكن بشروطه، ولهذا السبب علينا أن نتعرف مآخذ العلماء على التفسير العلمي حتى نصل إلى القواعد والضوابط.
المبحث الثاني
مآخذ العلماء على التفسير العلمي
أو
( أسباب الوقوع في بعض الأخطاء)
رغم اتفاق جميع المسلمين على حقيقة واحدة وهي: (أن حقائق الكون لا تتعارض مع حقائق القرآن) نجد من علمائنا المسلمين من يمنع التفسير العلمي، والسبب في ذلك هو أخطاء بعض المفسرين بسبب التكلف أو الاعتساف في الفهم أو التأويل أو غير ذلك من العوامل المفضية إلى الوقوع في بعض الأخطاء.(1/2713)
والتحقيق أن منع التفسير العلمي وإنكاره إنكارا تاما لوجود بعض الأخطاء غير مسلم ولا صحيح، والخطأ واقع في كل المذاهب البشرية وحتى في بعض الأحكام الدينية الاجتهادية، وهو أمر لابد منه ولا حيلة فيه([22])، لان البشر مهما سمت مكانتهم في العلم والفهم لم تضمن لهم العصمة سوى من خصهم الله تعالى بالوحي، ومع هذا فإننا لم نجد من علماء المسلمين من منع الاجتهاد والفقه والتفسير لجميع المسلمين.
والتفسير العلمي كغيره من العلوم لا يجب منعه إذا توفرت شروط المفسر فيمن يقوم به وهذا ما سنوضحه بعد بياننا لأهم الأخطاء التي وقعت من بعض من اشتغلوا بالتفسير العلمي.
وبالاطلاع على ما كتبه كثير من علمائنا الأفاضل عن التفسير العلمي وتمحيصهم وتقويمهم لما يكتب في ذلك المجال أستطيع أن أدون أبرز الأخطاء في النقاط التالية:
1) كثرة الإسهاب:
كما فعل الشيخ طنطاوي جوهري في كتابه الجواهر، حيث نجده يفسر الآية القرآنية تفسيراً لفظياً مختصراً، وبعدها ينطلق لذكر الأبحاث العلمية المستفيضة التي يسميها لطائف أو جواهر، وتلك الأبحاث المستفيضة بطبيعة الحال أفكار علماء الشرق والغرب في عصره وعصر من سبقه.
ولا شك أن هذه الطريقة جعلت تفسيره يخرج عن موضوعه الأساسي ألا وهو إظهار معاني القرآن الكريم بالطريقة الشرعية حتى قال بعض نقاده فيه كل شيء إلا التفسير.
2) إخضاع بعضهم نصوص القرآن الكريم لنظريات علمية غير مستقرة. و لا شك أن ربط القرآن الكريم بنظريات غير مستقرة عمل خطير نبه إليه عدد كبير من العلماء لأنه يجعل المفسر في حرج عندما يثبت خطا النظرية.(1/2714)
وهذا لا يعني منع الانتفاع بما كشفه العلم من نظريات وحقائق عن الكون والحياة والإنسان في فهم الآيات وتوسيع معنى الآيات التي تشير إلى الحقائق والنظريات، وإنما يعني ألا نتجاوز ألفاظ القرآن. وقد ضرب كثير من العلماء أمثلة لهذا المنهج المأمون في الانتفاع بالكشوف العلمية في هذا المجال وحتى من المعارضين له في نظر الناس كأمثال سيد قطب في الظلال المجلد الأول الصفحة ( 183 وما بعدها ) وعباس محمد العقاد في بحث " القرآن والنظريات العلمية " المنشور في كتابه الإسلام دعوة عالمية([23]).
3) التوسع في التفسيرات العلمية: بحجة أن القرآن الكريم يشمل على جميع العلوم والمخترعات والمستحدثات من الطائرات والغواصات والصواريخ وغير ذلك وما جد من أمور الكون وما لم يجد إلى قيام الساعة..... لقوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) [الأنعام: 38].
4) إقحام بعض الآيات القرآنية في موضوعات لا تناسبها:
وقد ضرب الشيخ مصطفى الحديدي الطير أمثلة لذلك متعددة، ومنها استشهاد عبدالرزاق نوفل بقوله تعالى: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا) [الحج:5] لإثبات الإعجاز العلمي للقرآن في موضوع (شيخوخة الجسم والعقل) مع أن ما جاء فيها من مشاهدات الناس، فكل إنسان يرى بعينه أن الناس حين يشيخون يذبلون جسميا ويضعفون عقلياً منذ بدأ خلق الإنسان حتى اليوم، فحديث القرآن عن هذه المشاهد لا يعتبر من الإعجاز العلمي للقران وإنما هو تذكير للناس بتطورات خلق الإنسان ليستدلوا بذلك على أن الله تعالى يبعث من في القبور، وأنه هو الحق وأنه على كل شيء قدير، ولهذا بدأت الآية بقوله سبحانه: ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ) وجيء بعدها بقوله: ( ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ) [الحج:5] ([24]).(1/2715)
5) حمل العبارة القرآنية على ما وصلت إليه علوم العصر:
وهذا رغم عدم وجوده عند جميع المهتمين بالتفسير العلمي إلا أنه من أبرز الأخطاء والأخطار. يقول الدكتور عفت الشرقاوي: والمفسر الذي يتناول النص القرآني بهذا الإحساس قد يضطر إلى مجاوزة الحدود التي تحتملها ألفاظ النص الكريم، لأنه يحس بضرورة متابعة العلم في المجالات المختلفة مع أن كثيرا من حقائق العلم مؤقتة قابلة للتغيير وتتكشف يوما بعد يوم وحينئذ يكون التعجل في تلمس المطابقة بين القرآن والعلم تعجلا غير مشروع([25]).
6) الإسراف أحيانا في التأويل البعيد رغبة في تلمس المطابقة بين القرآن والعلم للدفاع عن القرآن والإسلام:
وقد مثلوا لذلك بأمثلة ومنها: تفسير الشيخ محمد عبده وبعض المفسرين في العصر الحديث ( الطير الأبابيل) في سورة الفيل بالميكروبات والحجارة بجراثيم الأمراض وانتقادهم للتفسيرات القديمة متعللين بالعلل التالية:
أ?) أن كثيرا من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر.
ب?) مما تعظم به القدرة أن يؤخذ من استعز بالفيل – وهو أضخم حيوان من ذوات الأربع جسما ـ ويهلك بحيوان صغير لا يظهر للنظر ولا يدرك بالبصر. ([26])
وهذا التفسير رغم مكانة صاحبه العلمية في التفسير لا نقر عليه ولا نرى في العلل التي قدمها ما ينهض بالاحتجاج وذلك لأن تفسيرها يتعلق ـ كما يقول كثير من علماء العصر الحديث بمبهمات القرآن ـ وتخالف جميع التفسيرات القديمة المأثور منها والمعقول([27])، التي تقول أن الطيور مثل الحمام والحجارة عادية، ولأن الجراثيم التي اكتشفها العلم الحديث لم يكن للعرب علم وقت نزول القرآن بها. والعربي إذا سمع لفظ الحجارة لا ينصرف ذهنه إلى تلك الجراثيم بحال من الأحوال، وقد جاء القرآن بلغة العرب وخاطبهم بما يعهدون ويألفون، ولو كانت الحجارة جراثيم لا ترى لكذب العرب القرآن الذي يتحدث عن قصة شاهدوها بأم أعينهم([28]).(1/2716)
7) عدم التخصص في التفسير أو التمكن من اللغة العربية عند كثير من المثقفين الذين تعلموا العلوم الحديثة وأخذوا يفسرون آيات القرآن على مقتضى ثقافتهم الحديثة.
ولا شك أن الذي لا يمتلك شروط المفسر ولا يتقيد بما تدل عليه اللغة لا يقبل تفسيره مهما بلغ من الذكاء والتبحر في العلوم الطبيعية، لأن القرآن الكريم عربي وتفسيره بدون التبحر في اللغة العربية لا يمكن([29]).
8) إيداع بعض المفسرين كتب التفسير صور الأفلاك والكواكب والمياه والأشجار والحيوانات والحشرات والأسماك والنباتات، وغير ذلك كما فعل طنطاوي جوهري مما لم يعهده المسلمون قبل ذلك في كتب التفسير.
9) استخراج بعض المفسرين علوما مزعومة بواسطة حساب الجمل الذي لا يوصل إلى حقيقة ثابتة، وقد أخذت هذه الطريقة عن اليهود([30]).
10) أو اعتماد بعض المفسرين ـ كطنطاوي جوهري ـ وهو مضرب المثل في التفسير العلمي ـ على بعض الأوهام التي يقول بها الخراصون، ومن أمثلة ذلك ما نجده في كتابه الجواهر عند تفسيره لقوله تعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) إلى قوله: ( فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ) [البقرة: 67ـ73] حيث نجده يذكر فيما يذكر من العجائب (علم تحضير الأرواح ) فيقول:
" وأما علم تحضير الأرواح فإنه من هذه الآية استخراجه، إن هذه الآية تتلى والمسلمون يؤمنون بها حتى ظهر علم الأرواح بأمريكيا أولا ثم بسائر أوروبا ثانيا.. " ثم يذكر قصة هذا العلم وتطوره بإسهاب ثم يقول:
" ولما كانت السورة التي نحن بصددها قد جاء فيها حياة العزيز بعد موته وكذلك حماره، ومسألة الطير وإبراهيم الخليل، ومسألة الذين أخرجوا من ديارهم فرارا من الطاعون فماتوا ثم أحياهم الله وعلم الله أننا نعجز عن ذلك، جعل قبل ذكر تلك الثلاثة في السورة ما يرمز إلى استحضار الأرواح في مسألة البقرة([31]).(1/2717)
وليس هناك من شك أن مثل هذا التفسير وصرف معاني الأيات عن معانيها إلى علم تحضير الأرواح ينزل بتفسير القرآن الكريم من عليائه ويثنيه عن قصده وأهدافه حتى قال الشيح مصطفى الحديدي الطير عن هذا التفسير " هو أغرب ما يقال في تفسير القرآن الكريم، فهو أبعد ما يكون عن معناه وعن أهدافه وقصده، كما أن تحضير الأرواح علم كاذب فلا يوافق الدين على الإيمان به، ولا يعترف بأخبار الأرواح التي تحضر عن طريقه فهي أرواح جن تكذب بدعاء أنها الأرواح المطلوب إحضاره.... "([32])
هذه هي أبرز الأخطاء والانحرافات التي وقعت في التفسير العلمي للقرآن، وبسببها اهتم المحققون والمخلصون بوضع الضوابط والشروط التي تحكم التفسير العلمي للقرآن، وهذا ما سنتحدث عنه في المبحث التالي إن شاء الله.
المبحث الثالث
قواعد وأساس التفسير العلمي الصحيحة:
والآن وبعد أن عرفنا جواز التفسير العلمي كما ذكر المحققون ووقفنا على بعض الأخطاء التي ظهرت فيه كان لازماً علينا أن نوضح شروط هذا التفسير وضوابطه حتى نتفادى الأخطاء التي ذكرت ولا نتقول على الله تعالى بغير علم في تفسير كلامه العزيز.
وقد وضع علمائنا الأفاضل قواعد لا بد من مراعاتها عند تفسير القرآن الكريم وملخصها:
أن نفسر القرآن بالقرآن ، فإن لم نجد فبما ثبت من السنة المطهرة ، فإن لم نجد فمن أقوال الصحابة، مع الابتعاد عن الضعيف والموضوع والإسرائيليات ، فإن لم نجد فمن أقوال التابعين فإن اتفقوا على شيء كان ذلك إمارةً قوية على تلقيه من الصحابة وإن اختلفوا تخيرنا من أقوالهم ورجحنا ما يشهد له الدليل فإن لم نجد في أقوالهم ما يصلح تفسيراً للآية لكونه ضعيفاً أو موضوعاً أو من الإسرائيليات التي حملوها عن أهل الكتاب اجتهد المفسر إذا كان مستكملاً لأدوات الاجتهاد([33]).(1/2718)
وبما أن التفسير العلمي لا يخرج عن مفهوم التفسير بالاجتهاد لشرح القرآن وبيان معناه والإفصاح عما يقتضيه نصه أو إشارته أو فحواه فإن التفسير العلمي لا يعتبر مقبولاً ما لم تراعى فيه القواعد الآتية وهي قسمان:
1. قواعد للتفسير بالرأي بشكل عام.
2. قواعد للتفسير العلمي بشكل خاص.
فأما قواعد التفسير بالرأي فهي:
1. معرفة اللغة العربية وقواعدها (النحو والصرف والاشتقاق).
معرفة اللغة العربية لأن باللغة يعرف شرح المفردات ومدلولات الألفاظ قال الآلوسي: ولا يكفي اليسير إذ قد يكون اللفظ مشتركاً ولا يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر فمن لم يكن عالماً بلغات العرب لا يصح له التفسير([34]) قال مجاهد (لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله تعالى إذا لم يكن عالماً بلغات العرب) ([35]) وعن الإمام مالك أنه قال: (لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً) ([36]) ومعرفة النحو: لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب.
ومعرفة الصرف: لأن به تعرف الأبنية والصيغ.
ومعرفة الاشتقاق: لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما المسيح هل هو من السياحة أو المسح([37]).
2. معرفة علوم البلاغة: (المعاني والبيان والبديع) لتذوق معاني القرآن الكريم قال السيوطي (وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة وهي من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز وإنما يدرك بهذه العلوم) ([38]).
3. معرفة أصول الفقه:
قال ابن جزي: أما أصول الفقه فإنها من أدوات تفسير القرآن على أن كثيراً من المفسرين لم يشتغلوا بها وإنها لنعم العون على فهم المعاني وترجيح الأقوال وما أحوج المفسر إلى معرفة النص والظاهر والمجمل والمبين والعام والخاص والمطلق والمقيد وفحوى الخطاب ولحن الخطاب ودليل الخطاب وشروط النسخ ووجود التعارض وأسباب الخلاف وغير ذلك من علوم الأصول ([39]).(1/2719)
4. الاهتمام بأسباب النزول قال ابن تيميه: (ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب) ([40]).
5. البدء بما يتعلق بالألفاظ المفردة من اللغة والصرف والاشتقاق مع ملاحظة المعاني التي كانت مستعملة زمن النزول قال الإمام الزركشي: (الذي يجب على المرء البداءة به العلوم اللفظية وأول ما يجب البداءة به منها تحقيق الألفاظ المفردة فتحصيل معاني المفردات من ألفاظ القرآن من أوائل المعادن لمن يريد أن يدرك معانيه وهو كتحصيل اللبن من أوائل المعادن في بناء ما يريد أن يبنيه([41]).
وقد اشترط كل من الإمام محمد عبده والسيد رشيد رضا في تحقيق المفسر للألفاظ أن يتتبع الألفاظ في الملة ليفرق بينهما وبين ما ورد في كتاب الله العزيز لأن كثيراً ما يفسر المفسرون كلمات القرآن بالإصلاحات الحادثة في الملة ولذلك كان على المدقق أن يفسر القرن بحسب المعاني التي كانت مستعملة في عصر تنزله([42]).
6. تقديم المعنى الحقيقي على المعنى المجازي بحيث لا يصار إلى المجاز إلا إذا تعذرت الحقيقة.
قال الإمام الغزالي: "إذا دار اللفظ بين الحقيقة والمجاز فاللفظ للحقيقة إلى أن يدل الدليل على أنه أراد المجاز"([43]).
وقال ابن جزي: "الحقيقة أولى أن يحمل عليها اللفظ عند الأصوليين وقد يترجح المجاز إذا كثر استعماله حتى يكون اغلب استعمالاً من الحقيقة ويسمى مجازاً راجحاً والحقيقة مرجوحة"([44]).
7. يجب مطابقة التفسير للمفسر من غير زيادة ولا نقص ومراعاة التأليف بين المعاني والغرض الذي سيق له الكلام([45]).
8. يجب مراعاة التناسب بين السابق واللاحق بين فقرات الآية الواحدة وبين بعضها بعضاً.
9. يجب بيان المعنى المراد والأحكام المستنبطة من القرآن في حدود قوانين اللغة والشريعة والعلوم الكونية.(1/2720)
10. يجب مطابقة التفسير لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسيرته لأنه صلى الله عليه وسلم هو الشارح المعصوم للقرآن بسنته الجامعة بأقواله وأفعاله وشمائله وتقريراته([46]).
11. يجب على المفسر أن يراعي قانون الترجيح عند الاحتمال وهو ما بينه السيوطي في الإتقان بقوله: (كل لفظ احتمل معنيين فصاعداً فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الاجتهاد فيه وعليهم اعتماد الشواهد والدلائل دون مجرد الرأي فإن كان أحد المعنيين أظهر وجب الحمل عليه إلا أن يقوم دليل على أن المراد هو الخفي وإن استويا والاستعمال فيهما حقيقة ، لكن في أحدهما حقيقة لغوية أو عرفية وفي الآخر شرعية فالحمل على الشرعية أولى إلى أن يدل دليل على إرادته اللغوية كما في قوله تعالى (وصلِ عليهم إن صلاتك سكنٌ لهم) [التوبة:103] ولو كان في أحدهما عرفية والآخر لغوية فالحمل على العرفية أولى ، وإن اتفقا في ذلك أيضا ،ً فإن تنافى اجتماعهما ولم يمكن إرادتهما باللفظ الواحد كالقرء للحيض والطهر اجتهد في المراد منهما بالإمارات الدالة عليه) ([47]).
12. يجب الابتعاد عن تفسير القرآن الكريم بمجرد الرأي:
قال العلماء: تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار"([48]).
وقد نقل الإمام السيوطي عن ابن النقيب خلاصة ما جاء في معنى هذا الحديث فقال: جملة ما تحصل في معنى حديث التفسير بالرأي خمسة أقوال:
أحدها: التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير.
الثاني: تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلاً والتفسير تابعاً.
الرابع: التفسير أن مراد الله كذا على قطع من غير دليل.
الخامس: التفسير بالاستحسان والهوى([49]).
هذه هي أهم شروط التفسير بالرأي بشكل عام وأما الآن فمع شروط التفسير العلمي بشكل خاص، وهي:(1/2721)
1- أن يجمع المفسر إلى الآية التي يريد تفسيرها جميع الآيات التي وردت متعلقة بموضوعها، لأن جمع الآيات يعين على التفسير الصحيح والوصول إلى الحقيقة.
2- أن يجمع إلى الآية ما يتعلق بموضوعها من الأحاديث الصحيحة، لأنها قد تقيد مطلقها أو تبين مجملها أو تحدد معنى اللفظ بمعنى جديد استحدثه الإسلام ، ومثل هذا إنما يعرف من صاحب الشرع. قال الدكتور محمد الزفزاف: (يجب ألا نخوض في الآية قبل أن نجمع إليها من الأحاديث أو الآيات ما يتعلق بموضوعها حتى تتحقق الوحدة التي على ضوئها ينتظم الفهم ويتبين الحكم) ([50]).
3- الوقوف عند الإطار العام لمعنى الآية وترك ذكر التفاصيل والاستطرادات حتى لا نخرج عن دائرة التفسير. مثاله ما فعله السيد علي فكري عند تفسيره لقوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) [البقرة:228] قال: والمعنى: والمطلقات يصبرن عن الزواج ثلاثة قروء أي حيضات، فإذا أحسسن بحمل فلا يحل لهن كتمانه إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر.
ويقول عبد العزيز باشا إسماعيل رحمه الله: معنى الآية صريح وهو: أنه في مدة ثلاثة أشهر تكون علامات الحمل قد ظهرت من عدم وجود الطمث (الحيض) ومن الاضطرابات المعدية، ومن كبر في الجزء الأسفل من البطن، وميعاد ثلاثة أشهر هو ميعاد موضوع بحكمة فائقة لأنه قبل ذلك يصعب جداً التثبت من الحمل بواسطة الأطباء الأخصائيين بل الكيميائيين، وبعد هذا التاريخ تكون أعراض الحمل ظاهرة للعيان. نعم قد تجد حالات يصعب الجزم فيها بالحمل أو عدمه، حتى بعد مضي أربعة أشهر أو خمسة أو أكثر من ذلك خصوصاً عند العوام، ولكن هذه الأحوال نادرة حتى أنها لا يجوز أن تكون محل تشريع خاص. ([51]) انتهى.(1/2722)
4- معرفة الحقيقة الثابتة بأن القرآن الكريم كتاب هداية وإعجاز، وأنه لم ينزل ليكون كتاباً في علم من العلوم كالطب أو الفلك أو غير ذلك، وأنه أسمى من ذلك وأكبر، غير أنه يتضمن الكثير من حقائق ومعارف هذه العلوم التي تذهل العلماء، والمتخصصين ليثبت لهم صدقه وإعجازه ويعرفوا أنه الكتاب الحق الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [فصلت/ 42].
ولأجل هذه القاعدة المتينة فقد نبه العلماء في العصر الحديث إلى أمرين مهمين:
الأول: أنه لا ينبغي من المسلمين التسرع في طلب الموافقة بين العلوم والقرآن، بل الواجب أن ندرس ما في القرآن على أنه حقائق ثابتة فما وافقه من العلوم قبلناه. والثاني: أن لا نفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالنظريات والفرضيات لأن الظنيات عرضة للتصحيح والتعديل([52]).
5- أن لا يفسر القرآن الكريم إلا بالحقائق العلمية والابتعاد عن إقحام النظريات والاحتمالات العلمية في تفسير آياته، والفرق بين الحقيقة العلمية والنظرية العلمية هي: أن الحقيقة العلمية: أمر متعارف على وقوعه وتم التوصل إليها بالتجربة العلمية والملاحظة، والنظرية العلمية: توضيح لحالة معينة غالباً ما تكون قابلة للنقاش بمقارنتها باقتراحات ثانية لأنها مجرد افتراض أو تخمين أو ظن([53]).
6- استنباط القضايا العلمية المقررة إما من صريح النص الكريم، وإما من إشارات واضحة فيه.
ومن النوع الأول نجد الأستاذ حنفي أحمد يضرب لنا ثلاثة أمثلة ومنها هذا المثال.
قال تعالى: (الله الذي خلق سبع سموآت ومن الأرض مثلهن) [الطلاق:12] ومعناه أنه تعالى خلق سبع سموآت وخلق من نوع الأرض عدة مثلها أي شبهها في بعض الصفات فجاء قوله تعالى: (ومن الأرض مثلهن) موضحاً أنه تعالى جعل مجموع الخلق من سبع سماوات غير أرضية ومن أراضين عدة تشبهها في بعض الصفات(1/2723)
ومن النوع الثاني يضرب عدة أمثلة تنقل منها المثل الآتي: قال تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) [فصلت/11] ولم يقل وهي سحاب أو بخار مثلاً.
فيكون تخصيص تشبهها بالدخان إشارة قوية محددة إلى أهل العلم يستدلون بها على خصائص هذه المادة وهي أنها كانت مثل الدخان مادة مفككة وخفيفة ومنتشرة في الفضاء، كانتشار الدخان.
وأنها كانت مظلمة وساخنة إلى حد ما وأنها كانت تحوي دقائق أنواع المادة المختلفة([54]).
7- معرفة التعارض بين التفسير العلمي الحديث والتفسير القديم، والتعارض بينهما معناه التقابل والتنافي بحيث إذا دل أحدهما على أمر مثلاً دل الآخر على نفيه حتى لا يمكن الجمع بينهما بحال من الأحوال.
وأما إذا وجدت المغايرة بينما بدون منافاة وأمكن الجمع بينهما فلا يسمى ذلك تعارضاً ، وذلك كتفسير العلماء (الصراط المستقيم) بالقرآن وبالإسلام وبطريق العبودية وبطاعة الله ورسوله ، فهذه المعاني كما قال العلماء: وإن تغايرت غير متنافية ولا متناقضة، لأن طريق الإسلام هو طريق القرآن وهو طريق العبودية وهو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم([55]).
هذا وإن الصور العقلية التي يحصل فيها التعارض بين التفسير العلمي والتفسير النقلي هي:
الأولى: أن يكون النقلي قطعياً والعلمي قطعياً كذلك.
الثانية: أن يكون أحدهما ظنياً والآخر كذلك.
الثالثة: أن يكون أحدهما قطعياًً والآخر ظنياً.
أما الصورة الأولى: ففرضية لأنه لا يعقل تعارض بين قطعي وقطعي، ومن المحال أن يتناقض الشرع مع العلم، لأن الشرع دين الله والكون وما فيه من خلق الله، وقد عالج هذه المسألة بتوسع وإحاطة شيخ الإسلام أحمد بن تيميه في كتابه ( درء تعارض العقل والنقل) فإن وقع في الظاهر فلا بد أن هناك خللاً في اعتبار قطعية أحدهما.(1/2724)
وأما الصورة الثانية: فإن أمكن الجمع بينهما وجب حمل النظم الكريم عليهما، وإن تعذر الجمع قدم التفسير المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، إن ثبت من طريق صحيح، وكذا يقدم ما صح عن الصحابة ؛ لأن ما صح نسبته إلى الصحابي في التفسير فالنفس إليه أميل، لاحتمال سماعه من المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولما امتاز به من الفهم الصحيح والعمل الصالح.
وأما الصورة الثالثة: فالقطعي منهما مقدم على الظني إذا تعذر الجمع ولم يمكن التوفيق أخذاً بالأرجح وعملاً بالأقوى([56]).
8- الابتعاد عن بقية الأخطاء التي وقعت في بعض كتب التفسير العلمي، كإيداع طنطاوي جوهري الكثير من صور الحيوانات والمناظر الطبيعية في تفسيره، واعتماده على ما جاء عن أفلاطون في جمهوريته أو عن إخوان الصفا. أو غير ذلك من الأخطاء التي وقعت وأشرنا إليها في المبحث السابق.
هذه هي أهم الشروط التي يجب مراعاتها عن تفسير الآيات القرآنية تفسيراً علمياً.
وكلمة الختام لهذه الشروط أن التفسير العلمي حتى مع استيفائه جميع الشروط التي تجعله محموداً ، لا مسوغ له إذا عارضه التفسير المأثور الذي ثبت بالنص القطعي؛ لأن التفسير العلمي رأي، والرأي اجتهاد ولا مجال للاجتهاد في مورد النص ـ كما قرر علماء الأصول ـ أما إذا لم يكن تعارض بين التفسير العلمي والتفسير المأثور فكل منهما يؤيد الآخر ويثبته وهذا أكثر ما نجده في تفسير أهل الاعتدال في هذا المجال.
والحمد لله رب العالمين الموفق الهادي إلى الصراط المستقيم
---الحواشي ----------------------
([1] ) لسان العرب (5/3412) طبعة دار المعارف الجديدة المحققة القاهرة.
([2] ) التسهيل لعلوم التنزيل (1/6) محمد بن أحمد بن جزي الكلبي، دار الفكر.
([3] ) البحر المحيط (1/13، 14) للشيخ محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان، دار الفكر.
([4] ) التسهيل (1/7).
([5] ) لسان العرب (مادة علم) (4/3083) ومختار الصحاح (ص189).(1/2725)
([6] ) انظر كتاب التعريفات للجرجاني (ص199) دار الكتاب العربي.
([7] ) التفسير والمفسرون (2/474) محمد حسين الذهبي.
([8] ) دائرة المعارف الإسلامية (5/357) طبعة إيران.
([9] ) انظر اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (2/548) للدكتور فهد الرومي، الطبعة الأولى، 1986م. ولمحات في علوم القرآن للشيخ محمد الصباغ (ص203) نشر المكتب الإسلامي، بيروت، 1394هـ، واتجاهات التفسير في العصر الراهن (ص247) للدكتور عبدالمجيد المحتسب، الطبعة الثالثة، 1982م، مكتبة النهضة الإسلامية، عمان.
([10] ) انظر الدكتور فهد الرومي في اتجاهات التفسير (5/449) والدكتور عبدالقاهر العاني في بحث التفسير العلمي للقرآن معالمه وضوابطه (ص 214، 219) المنشور في كتاب الدراسات الإسلامية، الندوة الأولى للدراسات الإسلامية للجامعات العربية، جامعة أم درمان، المنعقدة بتاريخ 11- 18 شباط 1987م.
([11]) المعجزة العلمية للقرآن والسنة (ص25) نشر رابطة العالم الإسلامي.
([12]) بحث اتفسير العلمي معالمه وضوابطه (ص214، 229).
([13]) البيان في إعجاز القرآن (ص266) للدكتور صلاح الخالدي، دار عمار عمان.
([14]) انظر لسان العرب مادة (عجز) صفحة (2817).
([15]) انظر معنى ذلك في تفسير القرطبي (1/69) وفتح الباري (6/581).
([16]) المعجزة العلمية في القرآن والسنة صفحة (14).
([17]) ملخص بحث الإعجاز العلمي في القرآن المسمى (القول القويم في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم) صفحة (47) للدكتور علي محمد نصر، مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إسلام آباد.
([18]) انظر المعجزة العلمية في القرآن والسنة صفحة (25) ومناهل العرفان (1/567).
([19]) التسهيل (2/5).
([20]) رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالسنة، باب (1) حديث (7274).
ورواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان باب (70) حديث (239) عن أبي هريرة رضي الله عنه.(1/2726)
([21]) انظر شرح النووي على صحيح مسلم (2/188) الطبعة الثانية، دار الفكر، بيروت، لبنان، وفتح الباري (19/7) للإمام ابن حجر العسقلاني، شركة الطباعة الفنية المتحدة.
([22]) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، رواه الترمذي في كتاب الفتن باب (49) حديث (2499) وابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، حديث (4251) قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي ابن مسعودة عن قتادة، ولكن أشار السيوطي إلى صحته في الجامع الصغير (2/92) والشيخ الألباني أشار إلى حسنه في صحيح الجامع الصغير وزياداته (2/831).
([23]) انظر في ظلال القرآن (1/183-184) والإسلام دعوة عالمية صفحة ( 204-207) لعباس محمود العقاد.
([24]) اتجاه التفسير في العصر الحديث صفحة (299، 301).
([25]) اتجاهات التفسير في مصر في العصر الحديث (390).
([26]) تفسير جزء عم صفحة (158) للشيخ محمد عبده. وانظر تفسير المراغي (10/243، 244) الطبعة الثالثة، دار الفكر، 1974.
([27]) انظر القرطبي (2/193) والجلالين (622) وابن كثيير (4/551) وروح المعاني (3/238) البحر المحيط (8/514) معاني القرآن للفراء (3/292). وابن جزي (4/218) وصفوة التفاسير (3/650) ومعالم التنزيل للبغوي (4/105) وغيرها من الكتب الكثيرة.
([28]) انظر التفسير والمفسرون (2/569) وفي ظلال القرآن (3/3976) اتجاهات التفسير في العصر الراهن صفحة 266.
([29]) انظر الإتقان في علوم القرآن (2/231) وروح المعاني (1/5) تفسير القرآن الكريم صفحة 11 للشيخ محمود شلتوت.
([30]) انظر التفسير والمفسرون 2/ 569, للدكتور الذهبي, وأصول التفسير وقواعده، ص 253، للشيخ خالد عبدالرحمن العك.
([31]) الجواهر، 1/84-89.
([32]) اتجاه التفسير في العصر الحديث ص5.
([33]) انظر مقدمة في أصول التفسير 9/ 31،ابن تيمية المكتبة العلمية، ومناهل العرفان 1/ 366.
([34]) روح المعاني1/5.(1/2727)
([35]) الإتقان في علوم القرآن 2/231.
([36]) المرجع السابق 2/ 229.
([37]) المرجع السابق 2/ 231, روح المعاني 1/5.
([38]) المرجع السابق 2/ 231.
([39]) التسهيل 1/8.
([40]) مقدمة في أصول التفسير ص 9.
([41]) البرهان في علوم القرآن 2/172, الإمام الزركشي, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, الناشر عيسى الحلبي وشركاه.
([42]) انظر المنارص21-22.
([43]) المستصفى في علم الأصول1/359 للإمام الغزالي مطبوع مع كتاب فواتح الرحموت- دار الفكر للطباعة والنشر بيروت.
([44]) التسهيل لعلوم التنزيل 1/9.
([45]) البرهان في علوم القرآن 2/179.
([46]) مناهل العرفان 1/528.
([47]) الإتقان2/233.
([48]) رواه ابن جرير بسند عن ابن عباس في جامع البيان, 1/34, ورواه الترمذي بلفظ (ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) في كتاب تفسير القرآن, باب الذي يفسر القرآن برأيه, 2951, وقال هذا حديث حسن.
([49]) الإتقان 2/234.
([50]) التعريف بالقرآن والحديث ص191, للشيخ محمد الزفزاف .
([51]) القرآن ينبوع العلوم والعرفان للسيد على فكري, الطبعة الثانية، 1951م
([52]) انظر المعجزة الكبرى القرآن ص523, الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر, ومناهل العرفان 1/17, وضوابط الكتابة في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ص10، للدكتور رزق الطويل.
([53]) انظر بحث التفسير العلمي للقرآن معالمه وضوابطه ص215, للدكتور عبد القهار العاني, والبيان في إعجاز القرآن ص264-266, للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي.
([54]) التفسير العلمي للآيات الكونية ص43-44.
([55]) مقدمة في أصول التفسير6, لابن تيمية.
([56]) انظر مناهل العرفان1/532, وأصول التفسير وقواعده, للشيخ خالد العك, ص190- 191, وبحث المعجزة العلمية في القرآن والسنة ص 26-27، للشيخ عبد المجيد الزنداني.
---
عبدالرحمن الشهري
04-11-2007, 06:20 AM(1/2728)
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على هذه المشاركة ، وحياكم الله في ملتقى أهل التفسير .
---
(1/2729)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤالان حول تفسير الصحابي (من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)
---
سؤالان حول تفسير الصحابي (من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 01:49 PM
قال السائل : تفسير الصحابي للآية ، هل يعتبر حجة يجب الأخذ بها ؟ خصوصاً إذا لم يتابعه عليه أحد .
أجاب الشيخ مساعد الطيار وفقه الله :
إن هذا افتراض عقلي ، فهل يوجد له مثال كي يُتكلَّم عنه ، وإلا فلو أُجيب عن كل افتراض لكثر الكلام ، وطال المقام ، والنتيجة المحصَّلة ليست بشيء ، فأرجو منك أيها الأخ الكريم أن تذكر مثالاً لذلك ليناقش عبر المثال .
وقولك :(ولم يتابعه عليه أحد )ماذا يعني ؟
هل يعني أنه عُرِفَ التفسير عنه ، ولم يؤخذ به ، فإن كان ذلك كذلك ، فأين مثاله .
أو أنه لم يُعرف ، وهو قول غير مشهورٍ ، وهو قول مطمور وُجِدَ بعد زمن من الأقوال المنقولة .
وكل هذا مما يحتاج إلى مثال ، لكن مما يجب أن يُعلم أن قول الصحابي ـ من حيث الجملة ـ معتبر في التفسير ، والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 01:51 PM
السؤال : إذا اختلف في التفسير اثنان من الصحابة ، أحدهما ابن عباس ؛ هل يجب الأخذ بقول الحبر ؟ أم ينظر في ذلك إلى القرائن ، كمطابقة ظاهر اللغة ، والمعلوم من خطاب الشارع ، ونحو هذا ؟
أجاب الشيخ مساعد الطيار وفقه الله :
لا يلزم الأخذ بقول الحبر مطلقًا ، لأنَّ في ذلك إدعاءٌ العصمة له من الخطأ ، وذلك ما لا يقال به ، لكن إذا وقع الاختلاف في التفسير بينهم ، عُمِدَ إلى المرجِّحات عن كان الاختلاف يحتاج إلى ترجيح ، لكن إذا كان الاختلاف من باب التنوع ، والآية تحتمل هذه الأقوال ، فليس أحدها متروكًا ، بل كلها معتبرة ، والله أعلم .
---
(1/2730)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > الى الأخ المشرف الكريم ...
---
الى الأخ المشرف الكريم ...
---
الطيب وشنان
09-21-2006, 05:48 AM
الى الأخ المشرف الكريم :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل تعطلت خاصية ارسال المرفقات ، حيث اختفى زرها مع بقاء انواع الامتدادات المسموح بها
علما ان الخاصية مفعلة عندي ..
---
(1/2731)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات 83 فقه التغيير
---
مختارات 83 فقه التغيير
---
د. محمد مشرح
06-26-2005, 05:27 PM
تحت عنوان ( اصنعوا التاريخ من مواقعكم المختلفة وتصدروا موكب الشهود الحضاري ) يكتب الأستاذ أحمد القمميري * فيقول :
لندرك جميعا أن لحظات السقوط هي بداية الإقلاع وبداية الارتفاع وبداية التغيير الحقيقي وأن في رحم مرحلة السقوط ينشأ جنين الانبعاث الجديد .
لقد واجهت الأمة تحديات استهدفت كيانها من الأساس وبنيانها من القواعد ، عاشت صراعا مريرا وعنيفا مع المستعمر ثم مع فئة التغريب ، الفئة التي تغربت واستسلمت للغازي وقد جاءت دول ما بعد الاستقلال فكرست الوجود الاستعماري وكرست الظلم والاستبداد والفرقة .
خرجنا بدول تبحث عن مشاريع تجزئة الدولة القطرية والدعوى إلى إنشاء كيانات شبيهة بالكنتونات التي كانت موجودة في لبنان ، كل مجموعة تعمل لها دولة ، دولة الدولة تجزئة التجرئة .
هذا جانب وبالمقابل هناك جانب آخر مشرق ، فقد خرجت الأمة من هذا الصراع الذي عانت منه بمسألة جوهرية وهي إثبات هويتها العقائدية والثقافية ، الأمة اليوم أعلنت بطريقة وبأخرى ، بتكتلاتها المختلفة ولافتاتها المتعددة بأنه لا يمكن لهذه الأمة أن يكون لها مقوماتها وكينونتها وشخصيتها المستقلة ولها القدرة على الظهور في الألفية الثالثة ومواجهة الثقافات العالمية التي تجاوزت الحدود والجغرافية إلا أن تكون الهوية الإسلامية محور الأمة العربية والإسلامية محور الأمة العربية والإسلامية وقطب رحاها ، وبالتالي فإن مسألة إثبات أن الإسلام هو عنصر الحياة والحيوية لهذه الأمة صارت قضية محسومة وإنجاز يحسب لكل الذين ساهموا في تحقيقه من داخل الحركة الإسلامية أو من خارجها على حد سواء .(1/2732)
وليس مطلوبا منا أن نظل ندندن بأن الإسلام هو الحل وبأن الإسلام هو الذي يحافظ على هذه الأمة ... طبعا لا يعني بحال أن هذا الكلام سهل وبسيط هذه حقائق على مستوى العقيدة أن نقول أن الإسلام هو الحل ، فالأمة اليوم سلمت قيادها الفعلي لهذا الدين ، لهذا الهدى المنزل من عند الله .
ولكن ماذا بعد وقد سلمنا بهذه المقولة وهذه الفكرة ؟
ما هو المطلوب منا وما هو المنتظر ؟
هل نظل نمدح هذه الفكرة ونثني عليها ؟ هل نظل نقدح في الآخر وندينه ونحاكمه ؟
هل نظل نقلب في صفحات الماضي القريب والبعيد لنثبت للأمة أحقية هذا المنهج ؟
صحيح أنه ينبغي أن تضل ذاكرة الأمة حية في تجاربها المريرة حتى لا تنسى وحتى لا يلعب بهذه الذاكرة مرة أخرى ينبغي أن نحافظ عليها ولكن لا نقف عندها طويلا .
جيل التمكين لا جيل إثبات الهوية
إذا ما هو المطلوب منا اليوم ونحن نلج إلى قرن جديد وإلى مرحلة جديدة وإلى تحولات كونية هائلة ؟ وهي تحولات لسنا في مكان قصي عنها وليست منا ببعيد ، إننا نعيش في مركز التأثير والتأثر ، في عصر القرية الكونية التي أصبحت بدهيه من بدهيات هذا العصر وحقيقة من حقائقه ، والتي لا يمكن أن نغفل عنها أو أن نتجاوزها أو نقفز عليها .
وهو أمر يتطلب منا أن ننظر إلى تحت أقدامنا وأن نتحسس مواقعنا ثم نستشرف مستقبلنا .
ولكن ما هي الفئة العمرية التي يمكن أن ترسم من الراهن ومن اللحظة التي نحن فيها مستقبل ومصير هذه الأمة ؟ إذا لم يكن الشباب فمن سيكون ؟
هل تلك العناصر التي قد شاخت وعاشت التجارب المحبطة والمنكسة ؟
هل تلك العناصر المسكونة بروح التجارب الفاشلة من جهة واستصغار نفسها وقدراتها أمام هذه التحديات الجديدة من جهة أخرى ؟(1/2733)
لا .. لا يمكن أن تواجه التحدي الجديد إلا نفسيات جديدة خرجت من الارتهان لهذا الواقع المؤلم والحالك والبائس ... لا يمكن أن يواجه هذا المستقبل إلا نفسيات تحررت من موروثات الماضي والعيش فيه والتحاكم إليه والدندنة حول قضاياه .
ولن يكون هناك مثل الشباب أقدر وأجدر على القيام بهذا الدور المنتظر .
وإذا وعوا وأدركوا هذا الدور فسيكونون نقطة تحول فارقة في حياة أمتهم .
وأقصد بالشباب هنا الطالب والعامل والطبيب والمهندس كل فئات المجتمع مستقبلا هي التي ستحمل الدور القادم – وهو في تقديري الشخصي – دور عظيم لأنكم جيل فيما يبدو ويظهر لي تحرير من كثير من العقد والقيود التي عاشتها الأجيال السابقة ، لأن الأجيال السابقة كانت وليدة أوضاع ظلم وقهر واستبداد محلي وخارجي ، وعاشت في أجواء تشر ذم وتشتت وتمزق ، كل هذا الأوضاع والأجواء سيكون محصلتها أدعى أنه تحرر .
أنظر لتلك الأجيال التي عاشت تلك الأوضاع كيف انتكست ، سرعان ما رفعت شعارات ضخمة كالحرية والديمقراطية لكنها حينما وصلت إلى مقاليد السلطة مارست أبشع أنواع القهر والاستبداد لأنها كانت مسكونة بالقهر والاستبداد باعتبارها وليدته ومحصلة بيئته .
أقول هذا الجيل سيكون جيل التغيير إن شاء الله ، جيل التمكين لهذا الدين ، جيل تحقيق المشروع الإسلامي الحضاري بأبعادة وجوانبه وفروعه وتشعباته المختلفة وليس جيل إثبات الهوية .
الجيل السابق والذي لا يزال بعضه يعيش حتى الساعة كانت مهمته إثبات الهوية والحفاظ على مقومات الأمة وكينونيتها من أن تتلاشى وتنتهي وتبيد حافظ على هذا الكيان ووصل إلى القدر الذي شكل إجماعا على مستوى العالم الإسلامي كله بأنه هوية الأمة لم تكن ولن تكن إلا بالإسلام وبالإسلام وحدة ، هذه قضية الجيل السابق ناضل وجاهد وكافح من أجلها ووصل إلى الغاية المنشودة فيها .(1/2734)
الأمل فيكم أن تقدموا النموذج العملي والبديل المشاهد ، وأن تصنعوا الحدث ولا تكونوا صدى أو رجع صدى لحدث أخر .
ليس المطلوب منكم أن تقرءوا التاريخ بل أن تصنعوا التاريخ من مواقعكم المختلفة وأن تدخلوه من أوسع أبوابه ولا تستصغروا أنفسكم ولا تتقزموا أمام هذه القيم العالية فالأمور قابلة لمن عزم وصمم وكانت له إرادة قوية .
مطلوب منكم اليوم دور ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي ، مطلوب وفي مختلف جوانب الحياة .
تواصل وتفاهم وحوار
وإذا كان من الصعب الحديث عن كل هذه الأدوار فقد ركزت على ثلاثة أدوار رئيسية :-
الدور الأول :- دور دعوى ثقافي :
وهذا الدور مشروع دولة ، مشروع أمة بكاملها ، وليس مشروع فئة معينة أو حزب بعينه ، لأن الثقافة لا يمكن أن تتحملها فئة أو يحتكرها فرد ، وأتصور أن أول منطلق في هذا الجانب هو أن يكون المشروع خلافيا – ولا نتخوف من هذا الجانب هو أن يكون المشروع الخلافي يعني اجتهاد ، ولهذا يسمى مشروعا أي أنه قابل للخطأ و الصواب ، لا أقول مشروعنا الكتاب والسنة لأنهما معصومان ، ولكن أقول مشروعنا الإسلامي من الكتاب والسنة ، يعني اجتهادنا وفهمنا للإسلام ولكيفية التمكين له في الأرض ، إذا أول نقطة مطلوبة هي استيعاب المشروع الإسلامي استيعابا حقيقيا وليس فقط الإيمان والإعجاب به .
النقطة الثانية :(1/2735)
ضرورة فهم الواقع الثقافي الحالي والتعامل معه بندية وكفاءة واقتدار ، إذ لا بد لشباب التغيير أن يفهموا طبيعة المعركة الحالية ، المعركة الثقافية من أقوى وأعنف المعارك فالمدخل للاستعمار اليوم لن يكون إلا عبر الثقافات وصراع الحضارات وهي ثقافة لا تغزونا إلى داخل البيوت بل تقتحم علينا أسرة نومنا ، تهاجمنا ليل نهار وفي كل لحظة وتأتينا بوسائل عصرية حديثة ومثيرة مستخدمة كل التقنيات والعلوم الحديثة في إيصال فكرتها إنها معركة تحتاج أن نستوعبها وأن نفقة مفرداتها وأن نفهم مصطلحاتها ومرتكزاتها وأن ندرك آثارها النفسية والفكرية والخلقية حاضرا ومستقبلا .
إن حل المشكل الثقافي يحتاج إلى جهد كبير وعقول كبيرة وثقة عالية بما عندكم فلا مجال اليوم للخوف ولا مجال للتواري ولانزواء ، إن مرحلة نصب الأسوار الحديدية على العقول انتهت ولا يمكن ولا ينبغي أن يخطر ولو في عالم الخيال أن يتخوف المسلم من الاحتكاك بغيره ، وأن يجادل ويحاور ويتعامل مع الآخر .
إن الإسلام في أصله وجوهره ، في هدفه وغاياته يبحث عن التفاعل ويبحث عن الاتصال وحرية التواصل والمسلم الواثق من مسيرته الواعي لفكرته المستوعب لحضارته ، لا يهرب من هذه المعارك والمعتركات بل يرحب بها ويسعى إليها وهو مستيقن في النهاية بأن الغلبة له ، لأنه يملك الحجة والمنطق ويحب الحق والعدل والجمال ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .(1/2736)
إن الواقع الثقافي اليوم واقع خطير ، وقد تحدثت في أكثر من مناسبة – بأن الثقافة صارت مشاعة لا تعرف عائقا ولا تصدها حواجز ، فحتى الأمية لم تعد عائقا فيمكن لامرأة أمية أو لراعي غنم أمي في أقاصي الصحراء أو في أعالي الجبال أن يكون مثقفا من خلال الفضائيات التي تستدر من كل مكان ومن خلال الصوت الصورة يمكن أن يستوعب الكثير والكثير ويحدث له تحولات نفسية وفكرية وأنت لا تدري وتتصور أنه أميته يحمي نفسه أو أنه في حصن حصين من التغير والتحول والتبدل وهذا نوع من الجهالة .
النقطة الثالثة :
أن يتقن الشباب تخصصاته المختلفة فمعركة العالم اليوم ، معركة علم ، معركة معلومات ، معارف ، تقنيات والصراع صراع معرفي حضاري وليس صراع طائرات وصواريخ ودبابات فقط .
إن إتقان التخصص عبادة وجهاد ، معناه التغير إلى الأحسن ولهذا لا بد لنا من متخصصون في كافة العلوم الإنسانية والتقنية والهروب من التخصص تحت ذرائع مختلفة يدل على عدم وعي وأدارك لحقيقة الدور المطلوب من المسلم الذي يريد أن يعيش عصره ويتعامل مع خصومه .
النقطة الرابعة :(1/2737)
ينبغي أن نقوم بنشر الفكر والعلوم والثقافة في أواسط الأمة لأن تحصين الأمة ليس بضرب أسوار من الممنوعات أو من الأحوطيات ، لا مجال اليوم لأن نقول هذا ممنوع وذاك مرفوض ، إذا أردنا فعلا أن نكون أندادا وأكفاء في هذا العصر الذي لا يحترم الضعفاء ولا يقدر المهازل علينا أن ننشر الثقافة الحية والفكر الصحيح والعلم الصائب ، العلم الذي يجعل الإنسان ينبذ الخلافات التي مزقت الأمة وفرقت شملها ، العلم الذي يجعل الناس يتعاملون مع النبع الصافي في القرآن الكريم والسنة النبوية ثم التعامل مع قضايا العصر وفهمها وإنزال النصوص المناسبة في الحوادث والأحوال المختلفة لهذا الظرف ولهذا العصر الذي نعيش فيه ، والثقافة التي تقنع الناس بأهلية ومشروعية المشروع الإسلامي، الثقافية التي تحميهم وتحصنهم من كافة الاختراقات الثقافية التي تعني احترام تجارب الأمة المسلمة وما أنتجه العلماء السابقون ، الثقافة التي لا تجعلنا فعلا نواكب المعرفة ونستفيد من الخطأ رفضا له وإنهاء لآثاره ، ونستفيد من الصواب تعميقا له وتجذيرا لمدلولاته لحقائقه .
الدور الثاني :-
دور اجتماعي :
على الشباب أن يقوموا بهذا الدور الاجتماعي لأن المطلوب اليوم تغيير في بنية المجتمع وإعادة صياغته صياغة جديدة حتى يصبح مجتمعا حقيقيا متماسكا ومتآخيا ومتحابا ، الحزبية فيه مزيد من الحوار والتآلف والعطاء وليست طريقا لتصفية الحسابات الشخصية أو الأسرية أو العنصرية أو الطبقية أو السياسية ، الحزبية عنده طريق ووسيلة من وسائل التواصل والتفاهم والحوار ، الحزبية معناها دين للاعتراف بالآخر وإنصافه ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على لا تعدلوا ) .
نحن بحاجة لأن نقوم بهذا الدور الاجتماعي لأننا نعيش كثير من مظاهر الظلم والاستبداد لأن مجتمعنا بنيانه متفكك شبكة العلاقات الاجتماعية فيه كما قال أحد المفكرين :(1/2738)
إما مقطعة أو واهية لا تقوى على المواجهة الجماعية لكل مظاهر الظلم والقهر والاستبداد.
نحن بحاجة لأن نقوم بهذا الدور الاجتماعي عبر قياس لأنشطتنا المختلفة في المدارس والجامعات ، عن طريق الاتحادات والنقابات والجمعيات ، نقدم النموذج الذي يتجاوز الحساسيات العنصرية والمناطقية والحزبية ، نعلم بعضنا بعضا كيف نتحاور وكيف نتنافس تنافسا مسئولا ، وكيف نقدم الأكفاء وإن كان لا ينتمي لحزبنا أو جماعتنا ، كيف نقدم الصالح العام على الصالح الخاص والصالح الوطني على الصالح الحزبي .
ينبغي أن نقوم بهذا الدور سواء في الوسط الطلابي أو الشبابي أو في أوساط الطلابي أو الشبابي أو في أوساط المجتمع المختلفة هذا إذا أردنا فعلا تغييرا حقيقيا في واقع يبشر بهذا المجتمع ، حينما يربي هذا الإنسان على ألا يأخذ حق غيره بل يتنازل عن بعض حقه لغيره حينما نعلم آباءنا وإخواننا وأبناءنا أننا نكره الظلم ولو صدر منا ، ونكره الاستبداد ولو صدر من أصحابنا ، نقوم بالقسط والعدل ولو ضد أحبابنا أو أقرباءنا .
إن البعض بعقليتهم الجاهلة والمتخلفة يتصورون أنهم يوم يأخذون حقوق الآخرين ، يكسبون حقوقهم ولا يدرون أنهم بهذا السلوك يكونون قد أعطوا المشروعية لغيرهم لأخذ حقوقهم سواء كانت هذه الحقوق مادية أو معنوية .
في موكب الشهود :
الدور الثالث :دور سياسي :
ولا بد من القيام بهذا الدور كشباب لأن المشكل السياسي أهم ، مشكل في الأمة وأهم مشكل في العمل السياسي في عالمنا العربي والإسلامي أن الصراع فوقي ، المجتمعات لا تتصارع كثيرا إلا على السلطة ولهذا ينبغي أن يكون لنا دور في حل المشكل السياسي من خلال إيمان حقيقي بالشورى ، تمارسها ممارسة حقيقية في اجتماعاتنا المصغرة والكبيرة ، نمارسها في اتحاد ونقابة وجمعية ، نمارسها في المجتمع العام كالانتخابات مثلا ، ونقدم فيه النموذج .(1/2739)
وخلاصة هذه الأدوار يختزلها قوله سبحانه وتعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ).
المطلوب منكم اليوم الشهود الحضاري على العالم في الألفية الثالثة ، وهذا يقودنا للحديث عن مظاهر الشهادة وأعتقد أن الوعي أهم مظهر من مظاهر الشهادة وذلك حتى تكون شاهدا على بينه .
إن الشهادة ينبغي أن تكون حقائق نقدمها يمكن أن تكون بالفعل قبل القول ، يقول الله عز وجل ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر ) أي بفعلهم هذا شهادة على قولهم .
إذا تكون الشهادة بالقول والفعل والوعي الصحيح بالحوار الهادف والمعارضة البناءة بإنصاف الآخر و الاعتراف به والتعامل معه والشهادة بالعدل عليه .
*عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح
---
(1/2740)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير سورة الناس للشيخ محمد بن صالح العثيمين
---
تفسير سورة الناس للشيخ محمد بن صالح العثيمين
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-06-2004, 10:18 PM
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.(1/2741)
{قل أعوذ برب الناس} وهو الله عز وجل، وهو رب الناس وغيرهم، رب الناس، ورب الملائكة، ورب الجن، ورب السموات، ورب الأرض، ورب الشمس، ورب القمر، ورب كل شيء، لكن للمناسبة خص الناس. {ملك الناس} أي الملك الذي له السلطة العليا في الناس، والتصرف الكامل هو الله عز وجل. {إله الناس} أي مألوههم ومعبودهم، فالمعبود حقًّا الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل. {من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس} {الوسواس} قال العلماء: إنها مصدر يراد به اسم الفاعل أي: الموسوس. والوسوسة هي: ما يلقى في القلب من الأفكار والأوهام والتخيلات التي لا حقيقة لها. {الخناس} الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل وهو الشيطان. ولهذا إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى. ولهذا جاء في الأثر: «إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان»، والغيلان هي الشياطين التي تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء مهولة، أو عدو أو ما أشبه ذلك فإذا كبر الإنسان انصرفت. وقوله: {من الجنة والناس} أي أن الوساوس تكون من الجن، وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجن فظاهر لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون إلى الإنسان يوحون إليه بالشر، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلبه وينصرف إليه.
هذه السور الثلاث: الإخلاص، والفلق، والناس كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفه ومسح بذلك وجهه، وما استطاع من بدنه، وربما قرأها خلف الصلوات الخمس. فينبغي للإنسان أن يتحرى السنة في تلاوتها في مواضعها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
---(1/2742)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أصول القراءة التي ستترتب عليها القراءات العشر
---
أصول القراءة التي ستترتب عليها القراءات العشر
---
د. أنمار
05-03-2004, 10:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تنبيه:
ما بين [ ] من زياداتي، وكذلك معظم الترقيمات.
وللاطلاع على روابط ما سبق أنقر على
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1802
ولفهم مرادي من العنوان ، الرجاء اطلع على آخر ثلاثة أسطر هنا.
=================
قال العلامة الضباع في الإضاءة:
الخاتمة في بيان مذهب القراء العشرة في الأصول المذكورة ( أو يقال ) في بيان مذهب كل قارئ من العشرة في أصول القراءة علي انفراده
--------------------------------
أصول قراءة عاصم
إنما ابتدأتُ به لشهرة قراءته بين الناس في جل الأقطار المشرقية و لإجماع العامة عليها في مصر في هذا الزمان.
( وكانت قراءة عامة المصريين علي ما ظهر لي من تتبع سير القراء وتآليفهم منذ الفتح الإسلامي إلي أواخر القرن الخامس الهجري علي طريقة أهل المدنية سيما التي رواها ورش المصري عن نافع القارئ المدني.
( ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
( ثم حلت محلها قراءة عاصم بين أبي النجود.
وعاصم هذا هو أول قراء الكوفة الأربعة أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله، عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم.
وله روايين أخذا عنه القراءة من غير واسطة أحدهما شعبة بن عياش الكوفي و الثاني حفص بن سليمان الغاضري الكوفي. وقدم الشاطبي وأكثر المؤلفين شعبة لكونه عارفا بالقراءات والحديث وقدم صاحب التيسير حفصا لكونه كان أتقن لقراءة عاصم.(1/2743)
وقد مشيت هنا علي تقديمه لذلك ولاقتصار جلة المصريين عليها الآن وللاقتصار عليها في ضبط المصاحف المصرية والمشرقية غالبا في هذا الزمان.
فقلت:-
[أصول رواية حفص عن عاصم]
[باب الاستعاذة والبسملة ]
روى حفص: إثبات البسملة بين كل سورتين سوي بين الأنفال وبراءة لما تقدم.
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
وروى: عليهم وإليهم ولديهم وفيهم وعليهما وفيهما وعليهن وفيهن .. وما أشبه ذلك من كل هاء ضمير لجمع أو تثنية مسبوقة بياء ساكنة بكسر الهاء في الوصل و الوقف.
وكذلك روى: وإن يأتهم و فاستفهم وهما مما حذفت ياؤه لعارض جزم أو بناء.
وروى: إسكان ميم الجمع. وهي الميم الزائدة الدالة علي جمع المذكرين حقيقة أو تنزيلا إذا وقعت قبل محرك.
نحو: "عليهم غير" ، "عليكم أنفسكم" وصلا ووقفا ضمها وصلا وسكونها وقفا إذا وقعت قبل ساكن.
وإذا كان قبلها هاء مسبوقة بياء ساكنة أو كسره فله في هذه الهاء الكسر.
نحو: "عليهم الذلة" و "في قلوبهم العجل".
وإذا كان قبلها غير ذلك فله فيه الضم كبقية القراء.
نحو: "عليكم القتال"، "منهم الذين".
[باب الإدغام الكبير]
وإذا التقى في الخط حرفان متحركان متماثلان أو متقاربان أو متجانسان فله في ذلك الإظهار قولا واحدا،
إلا أنه روى: "قال ما مكني" في الكهف بنون واحدة مشددة على الإدغام.
وكذلك روي مالك لا تأمنا بيوسف لكنه مع الإشارة بالروم أو الإشمام.
[باب هاء الكناية]
وروى هاء الضمير المسبوقة بساكن وبعدها متحرك.
نحو: فيه هدى، وعقلوه وهم. بالقصر، أي ترك الصلة، إلا في قوله تعالى فيه مهانا، فبالصلة، وإذا وقعت بين متحركين فله فيها الصلة إلا "أرجه" في موضعيه، و"فألقه إليهم" في النمل فرواهما بالإسكان. وإلا "يتقه" في النور. و"يرضه لكم" في الزمر، فرواهما بالقصر.
[باب المد](1/2744)
وروى المد المنفصل والمد المتصل بمدهما قدر أربع حركات، وهو مختار الإمام الشاطبي أو خمس وهو المذكور في التيسير. وليس له في مد البدل إلا القصر.
[باب الهمز]
وروى تحقيق الهمز المفرد والمزدوج في جميع القرآن ، إلا "أعجمي" المرفوع بفصلت، فإنه رواه بتسهيل الثانية، وإلا "آلذكرين" وأختيها، فإنه رواها بتسهيل الثانية في المواضع الستة على وجهين
أحدهما جعلها بين الهمزة والألف.
والثاني: إبدالها ألفا خالصة مع المد بقدر ثلاث ألفات للساكنين.
وإليه ذهب أكثر أهل الأداء وبه الأخذ غالبا.
وإلا إذا كانت الأولى لغير الاستفهام، والثانية ساكنة فإنه يبدلها كالباقين.
ولم يدخل ألفا بين الهمزتين مطلقا.
وروى "ضيزى" في النجم، بإبدال الهمزة ياء، وكذلك "بادئ" بهود، و"ضياء" حيث وقع و"البرية" في موضعيه.
وأبدل همز "كفوا" في الإخلاص، و"هزوا" حيث وقع، واوا.
وروى "النبي" وبابه، و"النبوة" بالإبدال والإدغام.
[باب النقل]
ولم ينقل شيئا (مما صح فيه النقل عن غيره من القراء).
[باب السكت]
ولم يسكت من هذه الطرق على الساكن قبل الهمز.
وجاء عنه السكت لغير الهمز في أربعة مواضع:
1 . عوجا قيما، أول الكهف.
2 . ومرقدنا هذا، بـ يس.
3 . ومن راق ، بالقيامة.
4 . وبل ران، بالتطفيف.
[باب الإظهار والإدغام]
وأظهر
( ذال إذ عند التاء والجيم والدال والزاي والسين والصاد.
نحو: إذ تبرأ، إذ جاؤكم، إذ دخلوا، إذ زين، إذ سمعتموه، وإذ صرفنا.
( ودال قد عند الجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والظاء
نحو: قد جعل، ولقد ذرأنا، ولقد زينا، قد سمع، قد شغفها، لقد صدق، فقد ضل، فقد ظلم.
( وكل تاء تأنيث اتصلت بالفعل عند التاء والجيم والزاي والسين والصاد والظاء
نحو: كذبت ثمود، نضجت جلودهم، خبت زدناهم، حصرت صدورهم، أنزلت سورة، كانت ظالمة.
( ولام بل عند التاء والثاء والنون
نحو: بل تأتيهم، بل زين، بل سولت، بل ضلوا ، بل طبع، بل ظننتم، بل نتبع.(1/2745)
( والباء المجزومة عند الفاء
نحو: أو يغلب فسوف،
( واللام عند الذل
من يفعل ذلك ، حيث وقع
( والفاء عند الباء
في : نخسف بهم.
( والذال عند التاء
في عذت ، وفنبذتها، واتخذتم، وأخذتم، وما تصرف منهما
( والثاء عند التاء
في أورثتموها، ولبتث ، كيف جاء
( والدال عند الذال
في : كهيعص ذكر،
( وعند الثاء
في : ومن يرد ثواب
( والراء المجزومة عند اللام
نحو : نغفر لكم، واصبر لحكم
( والنون عند الواو
من : يس والقرآن، و ن والقلم
وأدغم:
( الثاء في الذال
في يلهث ذلك في الأعراف
( والباء في الميم
في: اركب معنا، بهود
( والنون في الميم
من : طسم
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
وأظهر النون الساكنة عند حروف الحلق الستة المجموعة في أوائل كلم قول الإمام الشاطبي
أَلاَ هاَجَ حُكْمٌ عَمَّ خاَليهِ غُفَّلاَ
وأدغمها بلا غنة في اللام والراء، وبغنة في الأحرف الأربعة التي يجمعها قولك (يومن) إلا إذا اجتمعت النون مع الياء أو الواو في كلمة: كدنيا، وصنوان، فإنها تظهر اتفاقا، وقلبهما ميما بغنة مع الإخفاء عند الباء، أخفاهما بغنة عند الباقي. وقد بسط العلماء الكلام عليهما في كتب التجويد فاطلبه إن شئت.
[باب الفتح والإمالة]
وروى الفتح قولا واحدا في جميع ما أماله غيره، لكنه أمال الراء في قوله تعالى: "مجريها" بهود.
[باب الراءات]
وحاصل مذهبه في الراءات
أنه يفخم الراء وصلا إذا كانت:
( مفتوحة، نحو: ربنا
( أو مضمومة، نحو: رزقنا
( أو ساكنة بعد فتح، نحو: الأرض
( أو ضم، نحو: قرآن
( أو بعد كسرة أصلية وبعدها حرف استعلاء، نحو: فرقة
لكن اختلف عنه في فرق بالشعراء من أجل كسر القاف وصح عنه في الوجهان.
وكذلك يفخمها إذا سكنت بعد كسرة:
( عارضة متصلة كانت، نحو: "ارجعوا"، في الابتداء
( أو منفصلة، نحو: إن ارتبتم
( أو لازمة منفصلة، نحو: الذي ارتضى
ويرققها في حالتين:
1 - إذا كسرت، نحو: فرجالا ورثاء(1/2746)
2 - إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة، وليس بعدها حرف استعلاء، نحو: مرية.
هذا حكمها في الوصل.
وأما حكمها في الوقف فإنه:
أ- يفخمها
( إذا وقعت بعد ضم أو فتح سواء كانت في الوصل مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة ، نحو: الدبر، النذر، بالنذر.
( وكذلك يفخمها إذا وقعت بعد ساكن مسبوق بضم أو فتح ، نحو: العسر، الفجر
ب - ويرققها
( إذا وقعت بعد ياء ساكنة، نحو: السير ، ويسير
أو بعد كسرة متصلة ، نحو: تستكثر، وقَدِّر
( أو منفصلة بساكن نحو: الشعر، والسحر
إلا أن أهل الأداء عنه اختلفوا فيما إذا كان الحاجز بين الكسرة والراء صادا أو طاء ، نحو: مصر وعين القطر،
( فبعضهم رققها طردا للقاعدة،
( وبعضهم فخمها نظرا لحرف الاستعلاء،
واختار ابن الجزري التفخيم في مصر والترقيق في عين القطر، نظرا لحالة الوصل فيهما.
[باب اللامات]
وحكم اللامات عنده الترقيق، إلا لام لفظ الجلالة إن ضم ما قبلها، أو فتح نحو : من الله، ورسل الله، للإجماع على تفخيمها حينئذ.
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف بالتاء وقفا اختباريا اتباعا لخط المصحف العثماني على هاء التأنيث المرسومة بالتاء المجرورة، ووقعت في ثلاث عشرة كلامة
1 - رحمت في سبعة: في البقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معا
2 - نعمت في أحد عشر موضعا: ثاني البقرة وفي آل عمران والمائدة وثاني إبراهيم وثالثها ورابع النحل وخامسها وسادسها وفي لقمان وفاطر والطور
3 - سنت، في خمسة : في الأنفال وغافر وثلاثة بفاطر
4 - لعنت، في موضعين: الأول بآل عمران وحرف النور
5 - امرأت في سبعة: في آل عمران واحد واثنان في يوسف وواحد في القصص وثلاثة في التحريم
6 - بقيت الله في هود
7 - قرت عين، في القصص
8 - قطرت الله، في الروم
9 - شجرت الزقوم ، في الدخان
10 - جنت نعيم، في الواقعة
11 - ابنت عمران، في التحريم
12 - معصيت، موضعي المجادلة
13 - كلمت ربك الحسنى بالأعراف(1/2747)
وكذلك حكم ما اختلف القراء في إفراده وجمعه وهو اثنا عشر موضعا:
( كلمت ربك، بالأنعام، وحرفي يونس، وموضع بغافر
( وغيبت، حرفي يوسف
( وآيت للسائلين،
( وآيت من ربه، بالعنكوبت
( والغرفت، في سبأ
( وعلى بينت، بفاطر
( ومن ثمرت، بفصلت
( وجمالت، بالمرسلات
وكذا [وقف بالتاء على]
( يا أبت، بيوسف ومريم والقصص والصافات
( ومرضات، موضعي البقرة وفي النساء والتحريم
( وهيهات، موضعي المؤمنون
( ولات حي،ن بـ ص
( وذات بهجة، بالنمل
( واللات، في النجم
ووقف بلا ياء على:
هاد وواق ووال وباق
ووقف على الهاء بدون ألف بعدها كالرسم في:
أيه، بالنور، والرحمن والزخرف.
وإذا وصل فتح الهاء فيهن.
ووقف على النون من: ويكأن، وعلى الهاء من: ويكأنه، وهما في القصص
وعلى النون في: ويكأن، حيث وقع
وعلى أيا، وعلى ما، في:" أياما تدعوا" بالإسراء
وعلى ما، وعلى اللام أيضا، في "مال هؤلاء" بالنساء، و"مال هذا" بالكهف والفرقان، و"فمال الذين"، في المعارج.
[باب ياءات الإضافة]
وحاصل مذهبه في ياآت الإضافة المختلف فيهن بين القراء العشرة أنه
( أسكن كل ياء وقع بعدها همز قطع نحو: إني أعلم، ومني إنك، وإني أعيذها.
لكنه استثنى من ذلك ثلاث عشرة ياء، ففتحهن وهن: يدي إليك، وأمي إلهين، كلاهما بالمائدة، ومعي أبدا، في التوبة، ومعي أو رحمنا في الملك، وأجري إلا في تسعة مواضع: موضع بيونس، وموضعين بهود وخمسة بالشعراء، وموضع بسبأ،
( وفتح كل ياء وقع بعدها لام تعريف نحو: ربي الذي.
لكنه استثنى من ذلك عهدي الظالمين، في البقرة، فسكنها ويلزم من تسكينها حذفها وصلا
( وأسكن كل ياء وقع بعدها همز وصل نحو: لنفسي اذهب(1/2748)
( وأما الياآت اللواتي لم يصحبهن همز أو لام تعريف ففتح منهن: وجهي بآل عمران والأنعام، وبيتي بالبقرة والحج ونوح، ومحياي بالأنعام، ومعي بني إسرائيل بالأعراف، ومعي عدوا بالتوبة، ومعي صبرا ثلاثة بالكهف، وذكر من معي بالأنبياء، ومعي ربي، وذكر من معي كلاهما بالشعراء، ومعي ردءا بالقصص، وما كان لي بإبراهيم وص، ولي فيها بـ طه، وما لي لا أرى في النمل، وما لي لا أعبد بـ يس، ولي نعجة بـ ص ، ولي دين بالكافرين.
( وأسكن:
وليؤمنوا بي بالبقرة ، وصراطي مستقيما، ومماتي لله كلاهما بالأنعام، وورائي بمريم، وأرضي واسعة بالعنكبوت، وشركائي قالوا بفصلت، وإن لم تؤمنوا لي بالدخان.
وروى يا عباد لا خوف بالزخرف بحذف الياء في الحالين قولا واحدا.
[باب الياءات الزوائد]
ومذهبه في الياآت الزوائد: حذفهن في الحالين، إلا أنه استثنى قوله تعالى "فما آتان الله"، في النمل، فرواه بإثبات الياء مفتوحة وصلا، واختلف أهل الأداء عنه في حذفها وقفا .
وهنا تمت أصول روايته ولله الحمد
واعلم أني جعلتها أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة ، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار. وإذا كان الخلف بين راويي قارئ يسيرا عزوت إلى القارئ دون راوييه، والله الموفق.
---
(1/2749)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسلوب الاستقصاء في القرآن الكريم
---
أسلوب الاستقصاء في القرآن الكريم
---
الخطيب
11-15-2003, 01:11 AM
أسلوب الاستقصاء في القرآن الكريم
الاستقصاء من أنواع إطناب الزيادة ، وعرف بأنه: تناول المتكلم معنى يستقصيه ، فيأتي بجميع عوارضه ولوازمه ، بعد أن يستقصي جميع أوصافه الذاتية ، بحيث لم يترك بعده فيه مقالا0 ومثاله في القرآن الكريم قوله تعالى : { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ } (البقرة: 266 ) فإنه لو اقتصر على قوله: { جَنَّةٌ } لكان الخبر كافيا ، لكنه لم يقف عند ذلك واستقصى فقال: { مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } ثم زاد { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } ثم زاد { لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ } استقصاء لجميع أوصافها ، حتى يكون الأسف على فقدانها شديدا والمصاب فيها عظيما ، ولم يقف عند هذا الحد بل أضاف وصف صاحبها بقوله: { وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ } ثم أضاف { وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء} ثم ذكر استئصال الجنة بالهلاك في أسرع وقت { فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ } فالتعبير بقوله: { فَاحْتَرَقَتْ } أفاد قوة هذه النار وعدم ضعفها على سبيل الاحتراس من توهم كونها ضعيفة0 قال السيوطى: هذا أحسن استقصاء في كلام وأتمه0
ويقترب من معنى الاستقصاء كل من:(1/2750)
1- البسط وهو نوع من الإطناب خاص بتكثير الجمل ويرى بعض البلاغيين أنه نوع غير الإطناب وإن كان يتفق معه في كونه نقيض الإيجاز0 وقد عرفه السيوطي بأنه الإطناب الذي يكون بتكثير الجمل ، كقوله تعالى : { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ } ( غافر: 7 ) فقوله: { يؤمنون به } إطناب ، لأن إيمان حملة العرش معلوم وحسنه إظهار شرف الإيمان ترغيبا فيه0
* والفرق بينه وبين الاستقصاء أن الاستقصاء فيه حصر لكل ما يتفرع عن المعنى ، وأما البسط فهو مجرد نقل المعنى من الإيجاز إلى الإطناب ، وإن لم يستقص كل ما يتفرع عنه ، ويكون من لوازمه0
2- التتميم
وهو من أنواع إطناب الزيادة ، وقد عرفه السيوطي بقوله: هو أن يؤتي في كلام لا يوهم غير المراد بفضلة تفيد نكتة كالمبالغة في قوله تعالى : { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن } ( النساء: 124) فقوله: { وهو مؤمن } تتميم في غاية الحسن 0
وكقوله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه } ( الإنسان:8) فقوله: { على حبه } تتميم ، فبذل الإنسان من الشئ الذي يحبه أدعى لزيادة الأجر0
3- التكميل وهو ( الاحتراس )
وقد عرفه السيوطي بقوله: هو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الوهم0 ومثاله قوله تعالى:" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } ( المائدة: 54 ) فإنه لو اقتصر على قوله: { أذلة } لتوهم أنه بسبب ضعف ووهن وجبن ، ولذا رفع هذا التوهم بقوله: { أعزة على الكافرين } على سبيل الاحتراس0
* قال ابن أبي الإصبع: الفرق بين الاستقصاء وكل من التتميم والتكميل أن التتميم يرد على المعنى الناقص ، والتكميل على التام ، والاستقصاء على التام الكامل0(1/2751)
* والفرق بين الاحتراس والتتميم واضح كذلك ، لأن الاحتراس يجب أن يكون لرفع إيهام خلاف المقصود ، وأما التتميم فإنه يكون في كلام لا يوهم خلاف المقصود ، فالنسبة بينهما إذن هي التباين0
هذا وقد ادعي صاحب " عروس الأفراح " أن الاحتراس لا يعد إطنابا لأنه أفاد معنى جديدا وكل ما يفيد ذلك لا يعد إطنابا 0 وأجيب عن ذلك بأنه إطناب لما قبله ، من حيث إنه رفع توهم غيره ، وإن كان له معنى في نفسه0
---
(1/2752)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير الإصلاحي عند الإمام ابن باديس رحمه الله
---
التفسير الإصلاحي عند الإمام ابن باديس رحمه الله
---
يوسف العليوي
09-02-2006, 10:17 AM
لمعرفة الشيخ عبد الحميد ابن باديس ينظرالملف المرفق، أو موقع عبد الحميد بن باديس
================================
يعلم الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله علم اليقين أنه لا هداية لأمة، ولا نجاة لها، ولا صلاح لحالها، إلا بالأخذ بأسباب العزة والقوة، التي أخذ بها السلف الصالح رضي الله عنهم من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فكانوا خير جيل وأصلحه، وما كان لهم ذلك إلا بالتمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والاهتداء بهديهما، والرجوع إليهما في العلم والعمل، ولم يغيب عن الشيخ وهو العالم القرآني قول الله عز وجل: ? إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ? [الإسراء: 9]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة» [رواه مسلم (867)]، وقوله: «عَليكُمْ بِسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المَهْديينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكُمْ ومُحْدَثاتِ الأُمُورِ، فإنَّ كُلَّ بِدْعةٍ ضَلالَة» [رواه أحمد (4/126) وأبو داود (4607) والترمذي (2676)، وصححه، وصححه أيضًا الهروي، والبزار، وابن عبد البر، والحاكم، والضياء المقدسي، والألباني، وينظر: إراواء الغليل8/107].
قال رحمه الله: (وليكن دليلنا في ذلك وإمامنا كتاب ربنا وسنة نبينا وسيرة صالح سلفنا، ففي ذلك كله ما يعرفنا بالحق، ويبصرنا في العلم، ويفهمنا في الدين، ويهدينا إلى الأخذ بأسباب القوة والعزة والسيادة العادلة في الدنيا، ونيل السعادة الكبرى في الآخرة).(1/2753)
وقال: (لا نجاة لنا من هذا التيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوع الذي نذوقه ونقاسيه إلا بالرجوع إلى القرآن؛ إلى علمه وهديه، وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه، والتفقه فيه، وفي السنة النبوية؛ شرحه وبيانه، والاستعانة على ذلك بإخلاص القصد، وصحة الفهم، والاعتضاد بأنظار العلماء الراسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن رب العالمين).
إن المجتمع إذا رسخ فيه أن القرآن والسنة هما مصدرا التلقي، وأنهما المرجع لكل مسلم، وأنهما المعيار في صلاح الأمور وفسادها، وأن التعلق بهما لا بحامليها، وأن الهداية بهما لا بغيرهما، وأن خير من فهمها واهتدى بهديهما السلف الصالح، وأنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، سهل بعد ذلك على المصلح أن يقنع الناس بما يريد مما هو في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لذا عني الشيخ رحمه بكتاب الله عناية فائقة تعليمًا وتفسيرًا، وكان أول ما بدأ به دعوته وتعليمه بعد عودته من الحج عام 1332هـ=1914م هو تفسير القرآن، واستمر ربع قرن من الزمان حتى ختمه في عام 1357هـ=1938م، وأقيم احتفال كبير بهذه المناسبة في الجامع الأخضر بقسنطينة من بلاد الجزائر.(1/2754)
ولم يكن الشيخ يهدف أن يضيف تفسيرًا جديدًا إلى المكتبة الإسلامية الزاخرة بالتفاسير، وإنما كان يهدف إلى إعادة الشعب المسلم إلى القرآن بعدما أبعد عنه، فكان القرآن الكريم هو محور التربية التي يتلقاها النشء على يدي الشيخ، كما كان هو منهاج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم، فكانوا جيلاً قرآنيًا فريدًا، قال :(إننا والحمد لله نربي تلاميذنا على القرآن من أول يوم، ونوجه نفوسهم إلى القرآن في كل يوم، وغايتنا التي ستتحقق أن يُكوِّن منهم القرآن رجالاً كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال القرآنيين تعلق الأمة آمالها، وفي سبيل تكوينهم تلتقي جهودها). وقد سبق قوله: (وأن القرآن الذي كَوَّن رجال السلف لا يكثر عليه أن يُكَوِّن رجالاً في الخلف، لو أُحسن فهمه وتدبره، وحملت الأنفس على منهاجه).
ولأجل هذا الهدف جاء تفسير الشيخ واضحًا سهلاً بأسلوب رشيق ممتع، تحس فيه بصدق اليقين ووهج الإيمان وحرارة القلب، فيبعث على الهداية ويحث إلى العمل.
وقد عُدَّ الشيخ إمامًا في التفسير، كما قال البشير الإبراهيمي رحمه الله بعدما بين طرق فهم القرآن عند العلماء ومدحه لطريق محمد عبده عفا الله عنه: (فانتهت إمامة التفسير بعده في العالم الإسلامي كله إلى أخينا وصديقنا ومنشئ النهضة الإصلاحية العلمية بالجزائر، بل بالشمال الإفريقي عبد الحميد بن باديس).
وقد ساعده في ذلك توفيق من الله عز وجل، واهتمام عظيم بالقرآن وعلومه، وذوق خاص في فهم القرآن كأنه حاسة زائدة خص بها، وذلك لأنه يعيش القرآن بكيانه كله، وبيان ناصع، وذكاء مشرق، وقريحة وقادة، وبصيرة نافذة، وشجاعة في الرأي والقول، وتمكن في العلوم الشرعية، واطلاع واسع على علوم أخرى نفسية واجتماعية وتاريخية وغيرها، كما كان لشيخه محمد النخلي تأثير عميق فيه. [ينظر: ابن باديس مفسرًا - مقال في موقع الإمام عبد الحميد بن باديس].(1/2755)
ومن المؤسف أن الشيخ لم يكن يدون تفسيره، إلا مقالات يسيرة كان ينشرها في افتتاحيات مجلة "الشهاب" التي أصدرها، وكانت بعنوان " مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير"، ولم يكن تلاميذه يدونون أثناء الدرس، وبذلك ضاع (كنز علم لا يقوم بمال ولا يعوض بحال) كما قال البشير الإبراهيمي، وقال أيضًا: (إن من دواعي الأسف أنه لم ينتدب من مستمعي هذه الدروس من يقيدها بالكتابة، ولو وجد من يفعل ذلك لربحت هذه الأمة ذخرًا لا يقوم بمال، ولاضطلع هذا الجيل بعمل يباهي به جميع الأجيال، ولتمخض لنا ربع قرن عن تفسير يكون حجة هذا القرن على القرون الآتية، ومن قرأ تلك النماذج القليلة المنشورة في "الشهاب" باسم "مجلس التذكير" علم أي علم ضاع وأي كنز غطى عليه الإهمال).
وقد قال الشيخ: (شغلنا بتأليف الرجال عن تأليف الكتب).
جمع ما وجد من تفسير الشيخ ونشر في كتاب سمي: تفسير ابن باديس، من إعدد: محمد الصالح رمضان وتوفيق محمد شاهين، ونشره أيضًا عمار الطالبي في كتابه: ابن باديس: حياته وآثاره.
ولعل هذا العرض الموجز يكون دافعًا للمتخصصين لمراجعة تفسير الشيخ المصلح وتقديم عرض عن منهجه التفسيري وأثره في الإصلاح.
والله ولي التوفيق.
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 08:20 AM
جزاكم الله خيراً .
ورحم الله الله الشيخ عبدالحميد بن باديس ، ونعمُ المنهجُ الذي سلكه في رد الناس والطلبة إلى كتاب الله ، وتربيتهم عليه وعلى معانيه السامية ، وقد وقع التقصير في الأمة في هذا الجانب ، غير أنني أرى معالم عودة رشيدة لكتاب الله تحوطه من جميع جوانبه حفظاً وعملاً وتمثلاً له في واقع المسلمين ، وهذا سر النصر والتمكين بإذن الله .
---
(1/2756)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يعرف شيئا على هذه التفاسير؟
---
من يعرف شيئا على هذه التفاسير؟
---
أبو عبيدة الهاني
04-04-2007, 12:05 PM
الحمد لله
- 1: كشف التنزيل في تحقيق التأويل. لأبي بكر بن علي الحدادي العبادي.
- 2: ينبوع الحياة في تفسير القرآن الحكيم. لمحمد بم محمد بن ظفر.
- 3: عرائس البيان في حقائق القرآن. لروزبهان بن أبي نصر البقلي الشيرازي.
---
منصور مهران
04-04-2007, 10:43 PM
( كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل ) لأبي بكر بن علي الحداد اليمني ، مطبوع باسم :
تفسير الحداد
بتحقيق الدكتور محمد إبراهيم يحيى
صدر عن دار المدار الإسلامي - بيروت - ط 1 2001 م في سبعة مجلدات
ومجلد خاص بالدراسة .
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2007, 11:00 PM
تفسير ينبوع الحياة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4726)
---
أبو عبيدة الهاني
04-04-2007, 11:31 PM
ما شاء الله...
جزاكم الله خيرا
---
مروان الظفيري
04-05-2007, 12:55 AM
عرائس البيان في حقائق القرآن لابي محمد الشيرازيّ :
هو أبومحمد روزبهان بن أبي نصر البقلي الشيرازي المتوفى سنة (666 هـ).
وهو تفسير إشاري رمزي على الطريقة الصوفية العرفانية , جمع فيه آراء
من تقدمه من أقطاب الصوفية و أهل العرفان , فكان تفسيرا عرفانيا موجزا ,
وفي نفس الوقت جامعا و كاملا في حد ذاته ..
قال في المقدمة :
((و لما وجدت أن كلامه الأزلي لانهاية له في الظاهر و الباطن , و لم يبلغ أحد
إلى كماله و غاية معانيه , لأن تحت كل حرف من حروفه بحرا من بحار الاسرار,و نهرا
من أنهار الأنوار, فتعرضت ان أغرف من هذه البحور الأزلية غرفات من حكم الأزليات ,
و الإشارات و الأبديات , ثم أردفت بعد قولي اقوال مشايخي
مما عباراتها الطف , و إشاراتها أظرف ببركاتهم ,
و سميته :
عرائس البيان في حقائق القرآن )).(1/2757)
و هو يجري في تفسيره مع الذوق العرفاني المجرد, حتى نهاية القرآن ,
و طبع في جزئين يضمهما مجلد واحد كبير.
---
أحمد الأشتر
04-09-2007, 11:54 PM
أخي الكريم
عرائس البيان للبقلي موجود على هذا الرابط:
http://www.daraleman.org/qaemah.htm#2
أحمد الأشتر
---
أبو عبيدة الهاني
04-13-2007, 08:45 PM
وماذا عن تفسير شيخ الأزهر سابقا الشيخ أحمد عبد المنعم الدمنهوري الذي ابتدأه من سورة الضحى إلى الناس؟؟
---
(1/2758)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملتقى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
---
ملتقى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
---
أبومجاهدالعبيدي
07-23-2005, 11:08 AM
ملتقى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم - مجموعة بحوث متنوعة (http://www.marwakf-dz.org/MouhadaratsQ/resumouhadarat.php?nousbouq=5)
---
(1/2759)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن البقاعي المفسر وكتابه (نظم الدرر) ؟
---
سؤال عن البقاعي المفسر وكتابه (نظم الدرر) ؟
---
عبدالله الحضرمي
01-14-2006, 07:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني : ما هي عقيدة الامام البقاعي صاحب نظم الدرر ؟ وما أحسن طبعة للكتاب؟ وماأحسن تحقيق ؟ وهل وقع في تأويل في كتابه نظم الدرر ؟
---
عبدالله الحضرمي
01-17-2006, 06:52 AM
ومازلت انتتظر
---
جمال أبو حسان
01-17-2006, 12:38 PM
عقيدته انه رضي بالله تعالى ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وبالاسلام دينا
والسلام عليكم ورحمة الله
---
ابن رشد
01-17-2006, 03:47 PM
و هذا هو الرابط الجامع لأمة الإسلام ، و ليس مطلوبا من المسلم بعد ذلك إلا الالتزام بأحكام الشرع من الحلال و الحرام
---
عبدالله الحضرمي
01-31-2006, 12:28 PM
لماذا لم تجيبان على بقية الاسئلة؟
---
(1/2760)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتوس السادس عشر
---
خطاب مفتوح إلى البابا بنديكتوس السادس عشر
---
عبدالرحمن الشهري
10-01-2006, 04:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا خطاب مفتوح بعثته الأستاذة الدكتورة زينب عبدالعزيز ، المتخصصة في دراسة اللغة الفرنسية ، ولها ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية تعد من أوفى الترجمات وقد سبقت الإشارة إليها في هذا الملتقى ، ولعلنا نوفق لإجراء حوار حول هذه الترجمة مع الدكتورة زينب بإذن الله ، ولعل أخي الكريم الدكتور أحمد البريدي يسعى لهذا . والدكتورة زينب عبدالعزيز من الباحثات المتميزات بالعلم الواسع في مجال تخصصها ، ولها عناية متميزة بما يكتب عن الإسلام والقرآن في الغرب ، ولها عدد من المؤلفات التي تدل على عمقها العلمي ، وتدينها الصادق .
وهذا خطاب مفتوح بعثته للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي تكلم بكلام قبيح حول الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم . وهو كلام متهافت لا يستحق الوقوف ، لولا ما يدل عليه من نية سوء ، ولما قد يترتب عليه من مواقف سياسية وغيرها . وقد آثرت نقل هذا الخطاب لما فيه من الفوائد ...
[line]
حضرة المحترم / أسقف روما ، ومندوب يسوع المسيح ، وخليفة أمير الرسل ، و الحبر الأعظم للكنيسة العالمية ، وكبير أساقفة إيطاليا ، والمطران الأسقفى للمقاطعة الرومية ، ورئيس دولة مدينة الفاتيكان ، وخادم خدّام الله ، ـ ولم أذكر" باتريارك الغرب" لأنكم تنازلتم عنه .. كما لايجوز لى إغفال لقب : رئيس مكتب عقيدة الإيمان ( محاكم التفتيش سابقا ) ، و الأستاذ المتفرغ بالجامعات الألمانية ، البابا بندكتوس السادس عشر .(1/2761)
أبدأ بهمسة عتاب كزميلة فى اللقب الجامعى ـ وهو المستوى الذى يدور فى نطاقه هذا الخطاب ـ وكإنسانة مسلمة ، نالها من الإهانة والمرارة والألم ما نال المسلمين فى العالم أجمع مما ورد فى المحاضرة التى القيتموها ، فى جامعة راتيسبون بألمانيا ، تحت عنوان :
" العنف يتعارض مع طبيعة الله ومع طبيعة الروح"
فمن يحمل على كاهله أمانة و مسؤلية كل هذه الألقاب ، عار عليه أن يتدنى إلى مستوى السب العلنى لدين يتمسك به و يتّبعه أكثر من خمس سكان العالم .. وعار عليه أن يختار موقف التحدى الإستفزازى للنيل من الإسلام و المسلمين.. وهو موقف يندرج بلا شك ضمن مسلسل الإساءة و المحاصرة الذى بدأ منذ بداية انتشار الإسلام و يتواصل حتى يومنا هذا . أنه موقف وضعكم على أرض احتقار الآخر ، و الكذب ، و الجهل ، باختياركم ، وكلها تشبيهات لا تليق بمن فى مثل منصبكم . فهو موقف يكشف عن مدى جهلكم بدينكم وبدين الآخرين من جهة ، و من جهة أخرى، هو موقف أشبه ما يكون بإطلاق العنان لحملات صليبية جديدة ما أغنانا جميعا عنها ..
وتؤكد جريدة "لاكروا " المسيحية الصادرة فى 17 / 9 / 2006 ، أن المحاضرة قد تم الإعداد لها طويلا ، وقرأها العديد من المحيطين بكم ، مثلما يحدث مع كافة النصوص العامة على الأقل. كما تؤكد الجريدة أنه منذ يوم الأثنين 11 / 9 و " بينما لم يكن البابا قد نطق محاضرته بعد ، صدرت الصحف الإيطالية بعناوين حول بنديكت السادس عشر و الإسلام " ! الأمر الذى يؤكد ربط هذه المحاضرة فى هذا التوقيت بمسرحية الحادى عشر من سبتمبر !.. فما أصبح معروف يقينا رغم التمويه الشديد ، أن الأيادى المدبرة أمريكية رفيعة المستوى . وكان هدف المحاضرة واضحا فى ربطه بين الإسلام والإرهاب والشر .. أى أنه موقف متعمّد.(1/2762)
ولقد جاء ردكم وتعبيركم عن " الحزن " الذى انتابكم من ردود الأفعال التى أثارتها محاضرتكم كعذر أقبح من ذنب ، فالباحث الأكاديمى حينما يستشهد فى بحثه ، يكون ذلك لأحد أمرين : إما لتأييد موقفه ، وإما لنقد ذلك الإستشهاد ـ ولا يوجد هناك ما يسمى باستشهاد لا يعبر عن رأى كاتبه بالمعنى الذى حاولتم التبرير به : فالكاتب هو الذى يستشهد . وقولكم أن هذه العبارات لا تعبر عن رأيكم الشخصى، فى الوقت الذى يؤكد صلب المحاضرة وسابق كتاباتكم وخاصة خطابكم الرسولى كلها كتابات تؤكد أنكم تعنونه ، وذلك يضعكم فى مصاف أولئك الباحثين الذين يضعون أفكارهم على لسان غيرهم حتى لا تحسب عليهم خشية عواقبها .. وهو موقف علمى يوصف بالجبن ولا يليق بمن فى مكانتكم .
وحتى التصريح الصادر عن المكتب الإعلامى للفاتيكان يوم السبت 16/ 9/ 2006 والذى استشهد فيه المتحدث الرسمى بقرار وثيقة " فى زماننا هذا " الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثانى سنة 1965 ، فهو أيضا بمثابة عذر أقبح من ذنب ، ويكشف عن الموقف غير الكريم والملتوى ـ لكى لا أقول ذوالوجهين للفاتيكان. فمن يطّلع على محاضر صياغة هذا النص تحديدا يصاب بالغثيان من كثرة ما جاهد كاتبوه لإستبعاد أن العرب من سلالة إسماعيل ، الإبن البكر لسيدنا إبراهيم، ولا ينتمون اليه ، وإنما يتخذونه مثلا !. واستبعاد حتى أن الله قد خاطب المسلمين عن طريق الوحى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والمرجع صادر عن الفاتيكان بعنوان " الكنيسة والديانات غير المسيحية" ، وبه محاضر الجلسات المخجلة . الأمر الذى يوضح مدى تمسككم باستمرار ذلك الموقف غير الأمين تجاه الإسلام و المسلمين ، لعدم الإعتراف به كديانة توحيدية. وسواء إعترفتم أو لا تعترفم به فالإسلام موجود ومعترف به من الجميع على أنه الرسالة التوحيدية الثالثة المرسلة للبشر، ورفضه أو إنكاره لا يدين إلا شخصكم.(1/2763)
ولا يسع المجال هنا لتناول مختلف النقاط التى طرحتموها في تلك المحاضرة والتى تزيد عن العشرين موضوعا ، وسأكتفى بالرد على ما يخص الإسلام ، وهما نقطتان اساسيتان : ما وصفتم به الله عز وجل فى " المذهب الإسلامى " من ان التصعيد المطلق لله عبارة عن مفهوم لا يتفق ولا يتمشى مع العقل والمنطق ، ولا يمكن فهمه ، وأن إرادته لا ترتبط بأى واحدة من فئاتكم المنطقية ، ولا حتى فئة المعقول ؛ وأن سيدنا محمد عليه صلوات الله ، لم يأت إلا بكل ما هو شر ولا إنسانى ، مثل أمره بنشر العقيدة التى يبشر بها بالسيف ! .
وأول ما يجب توضيحه هنا هو ان الإسلام ليس بمذهب ، كما وصفتمونه ، وإنما دين توحيدى متكامل ، شامل الأركان ، ثابت وراسخ ، وخاصة شديد المنطق والوضوح وهو ما يجذب الناس إليه. و مجرد إغفال مثل هذه الحقيقة يوصم موقفكم ويكشف عن مدى عدم الأمانة العلمية والموضوعية التى تتمسكون بها !
ولن أحدثكم هنا عن الإسلام الذى يمكنكم دراسته إن شئتم ، لكننى سأسألكم عن الكتاب المقدس بعهديه ، والذى ترون أنه بقسميه يتفق مع العقل والمنطق دونا عن القرآن ، مشيرين فى موضع آخر " أن العنف يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح ، وان الله لا يحب الدم و التصرف بمنافاة العقل يعد ضد طبيعة الله ". وهنا لا يسعنى إلا أن أسألكم عن كل ما هو وارد بالعهد القديم من أمر الإله يهوة لأتباعه بإبادة كل القرى وحرقها وذبح الرجال والنساء والأطفال بحد السيف و أخذ الذهب والفضة ... وفى مكان آخر يطلب تعذيبهم و تقطيعهم وحرقهم فى افران الطوب ... هل تتمشى مثل هذه الآيات مع العقل والمنطق فى نظركم ؟ وخاصة هل ترونها تخلو من الشر واللا إنسانية ؟! أم هذا هو التسامح الذى تقرونه !(1/2764)
وما هو وارد فى سفر حذقيال حين يأمره الرب أن يأكل خبزا وعليه "خراء الإنسان " وحينما اشتكى النبى حزقيال أمره أن يضيف عليه روث البقر! هل يتمشى هذا مع العقل والمنطق فى نظركم ؟! وأخجل حقا من ذكر بعض الإباحيات الواردة بهذا النص وغيره رغم محاولة درئها بتغييرها أو تعديلها من طبعة لأخرى .. والنصوص والطبعات موجودة .
أما فى المسيحية التى تترأسون أعلى المناصب فيها ، فأبدأ بسؤالكم عن تأليه السيد المسيح فى مجمع نيقية الأول سنة 325 ، رغم وجود العديد من الآيات التى يقول فيها السيد المسيح ان "الرب إلهنا واحد " (مرقس 12:29) ، "ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله" (متى 16:19 ) ، "إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى و إلهكم " (يوحنا 20:17) ، " للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (متى 4:10) ، وما أكثر الآيات التى يوضح فيها أنه إنسان :" أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله " (يوحنا 8:40) ، كما أن هناك آيات تقول :" هذا يسوع النبى الذى من ناصرة الجليل " (21:11) ، و"قد قام فينا نبى عظيم " (لوقا 7:16) .. ورغم كل هذه التأكيدات التى لا تزال موجودة ولم تمحى بعد ، قامت المؤسسة الكنسية بإعلان أن يسوع "إله حقيقى من إله حقيقى ، مولود وليس مخلوق ، ومشارك للآب فى الجوهر" ..وبعد ذلك جعلته الله شخصيا ، فهل تتمشى كل هذه المغالطات مع العقل والمنطق ـ رغم أنها أدت إلى تقسيم المسيحية وإلى مذابح بين أتباعها ؟!
وفى مجمع القسطنطينية الأول تمت إضافة أن " الروح القدس مشارك للآب فى الجوهر" ، مما أدى إلى إنفصال آخر للكنائس. وفى مجمع أفسوس سنة 431 أقر المجمع بدعة " أن مريم أم الله " ، مما أدى إلى معارك وانفصالات اخرى .. وفى مجمع خلقيدونيا سنة 451 أقر "الطبيعة الثنائية ليسوع " .. وكلها عقائد وقرارات لا يذكر ولا يعرف عنها يسوع أى شىء ، فهل هذا يتمشى مع العقل والمنطق ؟!(1/2765)
والمعروف من إصداراتكم أنه لم يتم تقبل عقيدة التثليث لقرون طويلة بين الكنائس ، بحيث نطالع فى قرار مجمع فلورنسا المنعقد سنة 1439 ، الذى راح يحدد لليعاقبة معنى الثالوث لفرضه بلا رجعة ، وينص القرار على ما يلى : " إن العلاقة وحدها هى التى تفرق بين الأشخاص ، لكن الأشخاص الثلاثة يكوّنون إله واحد وليس ثلاثة آلهة ، لأنهم من جوهر واحد ، و طبيعة واحدة ، والوهية واحدة ، وضخامة واحدة ، وخلود واحد ، وان ثلاثتهم واحد حيث لا تمثل العلاقة أى تعارض " ، وعلى الذين لا يروقهم هذا الوضوح تجيب الكنيسة : أنه سرّ ! فهل مثل هذا المنطق هو الذى ترونه يتمشى مع العقل السليم ؟!..
تعتبرون سيادتكم أن نصوص الكتاب المقدس بعهده القديم ، القائم على الترجمة السبعينية، واناجيله الأربعة وباقى الكتب المرفقة ، هو الكتاب الذى يعتد به فهو يحتوى على الإيمان الإنجيلى وتستعينون بفكره طوال محاضرتكم بعد استبعاد القرآن. والمعروف تاريخيا ان القديس جيروم هو الذى صاغه بأمر من البابا داماز، بعد توليفه من اكثر من خمسين إنجيلا كانت منتشرة ومستخدمة حتى القرن الرابع. وعند الفراغ من مهمته كتب مقدمة للعهد الجديد موجها إياها للبابا داماز يقول فيها :
" إلى قداسة البابا داماز ، من جيروم(1/2766)
تحثنى على أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد ، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة فى العالم ، وأن أختار منها وأقرر ما هى تلك التى حادت أو تلك التى هى أقرب حقا من النص اليونانى . أنها مهمة ورعة ، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم القديم و أعيده إلى الطفولة. و أن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى فى نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه على عملى . فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء ، حينما سيمسك بكتابى بين يديه ويلحظ التغيير الذى وقع فيه ، بالنسبة للنص الذى إعتاد قراءته ، ولن يصيح بالشتائم ضدى ويتهمنى بأننى مزوّر و مدنس للمقدسات ، لأننى تجرأت وأضفت ، وغيّرت ، و صححت فى هذه الكتب القديمة ؟
" وحيال هذه الفضيحة ، هناك شيئان يخففان من روعى ، الأمر الاول : أنك أنت الذى أمرتنى بذلك ؛ و الأمر الثانى : ان ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقا . وهو ما تقره أقذع الألسنة شراسة . وإذا كان علينا أن نضفى بعض المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية ، ليقل لنا أعداؤنا أيها أصوب ، لأن هناك من الأناجيل بعدد الإختلاف بين نصوصها. ولماذا لا يروقهم أن أقوم بالتصويب اعتمادا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التى أساء فهمها المترجمون الجهلاء ، أو بدّلوها بسوء نيّة ، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها.(1/2767)
"وإذا كان علينا دمج المخطوطات ، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء ، أو الإضافات التى ادخلها الكتبة النعسانين ؟ أننى لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التى لم تصلنا إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من العبرية إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية . ولا أود أن أبحث هنا ما الذى سيقوله أكويلا أو سيماّك ، أو لماذا آثر تيودوسيان الوسط بين المترجمين القدامى و الحداث . لذلك سأعتمد على الترجمة التى يمكن أن يكون قد عرفها الحواريون .
" وأتحدث الآن عن العهد الجديد ، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متّى الذى كان قد استعان أولا بالعبرية لنشره فى منطقة اليهودية. إن هذا الإنجيل يختلف يقينا عن الذى بلغتنا نظرا لتعدد المصادر التى استعانوا بها لتكوينه . وقد آثرت أن أرجع إلى نص أساسى، فلا أود الإستعانة بترجمات المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التى يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق ، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعينية ، ولا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة . فالنصوص الإنجيلية التى وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء و الإضافات التى بها . وإذا كنت قد قمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأننى لم استفد منها شيئا ."(1/2768)
ذلك هو حال الكتاب الذى تعتبرونه مقدسا ! وأكتفى بهذا القدر من الإستشهاد لأن باقى النص متعلق بترتيب الأناجل و تبويبها . وكان ذلك فى القرن الرابع الميلادى . أى أنه حتى ذلك التاريخ لم تكن الأناجيل المعروفة حاليا قد استتب أمرها . واندلعت الخلافات بين الكنائس لمدة قرون طويلة ، حتى قامت المؤسسة الكنسية الكبرى بفرض هذا الكتاب المقدس على الأتباع على أنه نصا منزلا و " أن مؤلفه هو الله " ، وذلك فى المجمع التريدنتى سنة 1547 . ثم قام مجمع الفاتيكان الاول المنعقد فى عامى1869 و1870 بإعلان أن الكتاب المقدس بعهديه " كتب بالهام من الروح القدس ، وان مؤلفه هو الله ، وأنها قد أُعطيت هكذا للكنيسة " .. أما مجمع الفاتيكان الثانى المنعقد بعد ذلك بحوالى تسعين عاما ، ظهرت خلالها من الدراسات والأبحاث التى أطاحت بمصداقية الكتاب المقدس ، ما جعله يعلن عن إصحاحات هذا الكتاب المقدس قائلا : " أن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقص و الباطل ، فهى مع ذلك شهادات لعلم تربية إلهى حقيقى" !.. ترى يا سيادة البابا هل هذا هو المنطق الذى ترونه حقا ومفهوما ؟!..
ولا تفوتنا هنا الإشارة إلى " ندوة عيسى " التى انعقدت فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1992 ، وان أهم ما خرج به فريق العلماء المساهمين فيها وهم حوالى 200 باحثا لاهوتيا وأكاديميا ، أن 82 % من الأقوال المنسوبة إلى يسوع لم يتفوه بها وإنما صاغها كتبة الأناجيل، وان موت يسوع وبعثه حدث فى المكان و بالكيفية التى أرادها كتبة الأناجيل .. (صفحة 24 من مقدمة الكتاب الصادر عن الندوة) .. وما يأسف له هؤلاء العلماء هو الجهل الشديد لدى عامة المسيحيين بكتابهم المقدس وخاصة بالعهد الجديد ، وهو مستوى يرون أنه يصل إلى درجة الأمية ! واللهم لا تعليق على ما تعتبرونه مصدرا للعقل و المنطق والإلهام!!(1/2769)
تقولون فى خطبتكم الموقرة أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لم يأت إلا بأشياء شريرة ولاإنسانية ، من قبيل أمره ان يتم نشر ما يبشر به بالسيف ... لعلكم لا تجهلون أن البابا أوربان الثانى هو الذى أعلن قيام الحروب الصليبية باسم الرب فى مجمع كليرمونت ، قائلا : " إن الله يريدها " ، و أنه اطلق على المساهمين فيها لقب "جند يسوع " وأمرهم بوضع علامة الصليب على ثيابهم وعتادهم ، و وعد بغفران ذنوبهم وإعفائهم من الضرائب و أغدق عليهم العطايا .. ويصف المؤرخ المرافق للحملة و المعروف باسم " لانونيم " قائلا : " تم طرد المدافعين عن المدينة (القدس) بقتلهم وبترهم بالسيوف أحياء ، حتى معبد سليمان . وقد وقعت مجزرة لا مثيل لها بحيث أن جنودنا كانوا يغوصون باقدامهم فى الدماء حتى عراقيبهم " ، ثم يضيف بعد ذلك قائلا : " لعل ما أدى إلى نجاح ذلك الهجوم وغيره الإنقسام الذى كان سائدا آنذاك بين المسلمين " . وعندما سادت المجاعة ايام حصار عكا كان الصليبيون يسلقون أطفال المسلمين ويأكلونهم .. أذلك هو ما يندرج تحت مسمى العقل والأعمال الإنسانية وعدم الإنتشار بالسيف؟!(1/2770)
كما تم إنشاء محاكم التفتيش لتواكب أعمالها ولتواصل ما أُطلق عليه عصر الظلمات الذى امتد حوالى ألف عام ، بمنع الأتباع من قراءة إنجيلهم ومنع التعليم إلا على رجال الدين .. و المعروف ان الحروب الصليبية لم توجه ضد المسلمين وحدهم فى الأراضى المقدسة ، وإنما إمتدت إلى إسبانيا لتعاون فى اقتلاع الإسلام ، كما امتدت الى أوروبا وجنوب شرق فرنسا لاقتلاع شعوب الكاتار والبوجوميل والفودوَا لأنهم حتى ذلك الوقت كانوا رافضين لبدعة تأليه السيد المسيح .. وما تذكره المراجع التاريخية والعلمية عن عمليات التعذيب التى تفننت فيها محاكم التفتيش من حرقها الناس أحياء أو خزء عيونهم أو إنتزاع لسانهم وهم أحياء أو دهن أرجلهم بالزيت ووضعها فوق النار بعد ربطهم حتى لا يتحركون من أماكنهم ليصيب القارىء بالغثيان .. وما كتبه القس بارتولوميه دى لاس كازاس عن وحشية أعمال المبشرين ورجال الكنيسة وجنودها عند غزوهم شعوب امريكا الجنوبية يفوق الخيال فى بشاعته .. ولم يُسمح بنشر مذكراته الا فى اواخر القرن العشرين . ولا يسع المجال هنا للتحدث عن الحروب الدينية بين المسيحيين كحرب الخمسين عاما، والمائة عاما ، والمجازر المميزة كمجزرة البروتستانت المعروفة باسم سانت بارتليمى .. ولا عن سرد كيفية تم فرض المسيحية بالسيف على أوروبا وضواحيها أو على باقى بعض شعوب العالم .
وإذا ما تم حصر أعداد كل الذين تم قتلهم بأمر من الكنيسة الكاتوليكية الرومية الرسولية لوصل إلى مئات الملايين من الأبرياء ، وهو ما تذخر به المراجع .. فمثل هذه الأعمال تندرج تحت أى منطق فى نظر سيادتكم ، أم لعلكم تباركونها لبراءتها و تسامحها المسيحى !
سيادة الأستاذ والباحث المبجل ، إن كل ما تقدم وأكثر منه بكثير هو ثابت علميا وتاريخيا ووثائقيا ، بل أكثر منه جد كثير ولا يسع المجال هنا لذكره .. إنها مجرد شذرات.(1/2771)
تقولون فى الفقرة الثالثة من محاضرتكم أن الله لا يحب الدم ، ومع ذلك تصرّون على استمرار العقيدة التى تفرض على الأتباع شرب دمه وأكل لحمه عند تناول الإفخارستيا . ومن لا يؤمن بذلك إيمانا قاطعا بأنه يشرب دمه فعلا ويأكل لحمه فعلا يكون كافرا وملعونا .. ومن الواضح ان هناك العديد من الأتباع الذين ينفرون من مجرد هذه الفكرة ، وتفاوتت حدة الصراعات الرافضة للإفخارستيا بالمعنى الكنسى ، وكان من أشهر هؤلاء جان فيكليف الذى ادانه مجمع كونستانس 1418 لأنه نادى بأن الخبز والنبيذ لا يتبدلان فى القربان ولا يتحولان ، وان المسيح لا يتواجد فعلا بلحمه ودمه فى القربان. فأدان المجمع كل مؤلفاته واتهمه بالهرطقة ، وبعد موته أمر المجمع بنبش قبره لإلقاء عظامه بعيدا عن المدافن الكنسية ( المجمع المسكونية ، ج2 صفحة 859 ) . ثم قام مجمع لاتران بادخال هذا الطقس الدموى ضمن عقيدة الإيمان !
وكانت آخر محاولة مبذولة لدراسة كيفية فرض فكرة أكل لحم المسيح و شرب دمه فعليا و حقيقيا ، ذلك العام الذى كرسه البابا يوحنا بولس الثانى فى أكتوبر 2004 والذى انتهى بانعقاد السينودس الذى أقيم من 2 إلى 23 أكتوبر 2005 ، وحضره 256 أسقفا من 118 بلدا حول موضوع : " الإفخارستيا فى الحياة و الرسالة الحالية للكنيسة " ، وقد قمتم بترأسه لوفاة البابا السابق. و تم أختيار هذا التاريخ ، 23 أكتوبر لإنهاء أعمال المؤتمر ، ليتفق مع " اليوم العالمى للتبشير " ... وهو ما يكشف عن أن عقيدة الإفخارستيا تقف عقبة فى عمليات التبشير التى تخوضونها وتجاهدون لتدارس كيفية فرضها !(1/2772)
ومن الواضح أن الإصرار على فرض هذه العقيدة بمثل هذا التشبث ، هى عملية تبرير لإستمرار ضرورة وجود طبقة القساوسة التى هى وحدها تمتلك سر تحويل الخبز و النبيذ " بقدرتهم السرّية " إلى لحم ودم المسيح الذى يتعيّن على الأتباع أكله شربه و إلا لا يحصلون على الخلاص!.. ولا نملك إلا أن نتعجّب لما تعتبرونه معقولا ومنطقيا و يتفهمه العقل والمنطق.. ولعل ذلك هو ما دفع الكاتب الفرنسى إميل زولا أن يقول فى إحدى رواياته : "إن الحضارة الإنسانية لن تتقدم إلا أذا سقط آخر حجر من آخر كنيسة على رأس آخر قسيس "!
أنتقل بعد ذلك إلى مجمع الفاتيكان الثانى وقرارته سنة 1965 التى تمثل خروجا سافرا على نصوص و تعاليم العهد الجديد ، والتى تمثل جزءا كبيرا من المشكلات التى تواجه العالم حاليا . فعلى الرغم من اتهامكم اليهود فى قداس كل يوم أحد بأنهم قتلة الرب ، وعلى الرغم من وجود أكثر من مائة آية صريحة الوضوح فى اتهامها بالعهد الجديد ، نص ذلك المجمع من ضمن ما نص عليه فى نصوصه المتعددة ، على :
* تبرأة اليهود من دم المسيح
* إقتلاع اليسار فى عقد الثمانينات ( من القرن العشرين )
* إقتلاع الإسلام فى عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة و قد تم تنصير العالم ، وإن كانت هذه التوصية بدأت بعبارة مضغمة هى "توصيل الإنجيل لكل البشر"..
* إعادة تنصير العالم
* توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما
* فرض المساهمة فى عملية التبشير على كافة المسيحيين الكنسيين منهم و المدنيين ، وهى أول سابقة من نوعها وتوصم أمانة الأقليات المسيحية فى كل مكان .
* إستخدام الكنائس المحلية فى عمليات التبشير ، الأمر الذى يضع الأقليات المسيحية فى البلدان التى يعيشون فيها فى موقف عدم الأمانة أو الخيانة الوطنية لصالح التعصب الكنسى
* فرض بدعة الحوار ، كوسيلة لكسب الوقت حتى تتم عملية التنصير بلا مقاومة تذكر
* إنشاء لجنة الحوار
* إنشاء لجنة خاصة بتنصير العالم(1/2773)
ولن أطلب من سيادتكم تقييم قرارات هذا المجمع من حيث العقل والمنطق ، أو من حيث الشرور واللاإنسانية التى تمخض عنها ، فهى ليست بحاجة إلى تقييم ، إنها تجأر بنفسها ، لكننى سأضيف ان البابا يوحنا بولس الثانى كان قد وعد بتبديل و تغيير سبعين آية من آيات الأناجيل لتتمشى مع مسلسل التنازلات التى تقدمونها للصهاينة . وللحق لا أعرف إن كان قد تمكن من إتمام ذلك قبل وفاته أم سيقع عليكم الوفاء بهذا الوعد .
ومن بين كل القرارات السابقة لن أعلق إلا على نقطة بدعة الحوار بين الأديان ، لأستشهد ببعض النماذج الكاشفة من الوثائق الفاتيكانية :
* أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار : أن يكتشف من نحاوره نيتنا فى تنصيره.
* من أهم عقبات الحوار ما قمنا به فى الماضى ضد الإسلام والمسلمين ، وهذه المرارات عادت للصحوة حاليا ، فقد أضيفت الآن قضية إسرائيل و موقف الغرب منها ، و نحن كمسيحيين نعرف ما هى مسؤليتنا حيال هذه القضية..
* ضرورة القيام بفصل المسيحية فى حد ذاتها عن العالم الغربى ومواقفه المعادية والإستعمارية فالمسلم لم ينس ذلك بعد .
* ان الحوار الصحيح يرمى إلى تجديد كل فرد بالإرتداد الباطنى والتوبة ، إعتمادا على الصبر والتأنى والتقدم خطوة خطوة وفقا لما تقتضيه أحوال الناس فى عصرنا .
* يتعيّن على المسيحيين أن يساعدوا مؤمنى العقائد الأخرى على التطهر من تراثهم الديني لتقبل عملية الإرتداد .
* إن أعضاء الديانات الأخرى مأمورون بالدخول فى الكنيسة من أجل الخلاص
* الحوار يعنى فرض الإرتداد والدخول فى سر المسيح ..
* إن الكرسى الرسولى يسعى إلى التدخل لدى حكام الشعوب و المسؤلين عن مختلف المحافل الدولية ، أو الإنضمام إليهم بإجراء الحوار أو حضهم على الحوار لمصلحة المصالحة وسط صراعات عديدة ..
واكتفى بهذا القدر القليل من غثاء جد كثير لأسأل سيادتكم : هل مثل هذا التعامل غير الأمين واللاإنسانى هو ما تعتبرونه مقبولا من العقل والمنطق ؟!(1/2774)
وهنا تجدر الإشارة إلى خطابكم الرسولى الأول " الله محبة " ، ولا يسع المجال لتناوله بالتفصيل ، فقد أفردت له مقالا آنذاك بعنوان " تنازلات على نغمة المحبة " ! ومن أهم ما يجب الإشارة إليه إعتباركم ان اليهود و المسيحيين وحدهم هم الذين يعبدون الله الحقيقى ، ثم قيامكم بالربط بين الإسلام و الإنتقام و الكراهية و العنف باسم الله ، وان الكنيسة الكاثوليكية وحدها هى التى عليها ان تسود العالم ، وكمٌ من التنازلات الممجوجة التى قدمتمونها للصهاينة . وهو ما يؤكد أن استشهادكم فى المحاضرة لم يكن من قبيل المصادفة وإنما تقصدونه لأنه يمثل رأيكم الدائم.
ولا يسعنى عند نهاية خطابى المفتوح هذا إلا أن أسألكم : يصر الفاتيكان على ان رسالته هى تنصير العالم ، وهو يبذل قصارى جهده وبكافة الوسائل الصريحة والملتوية لتحقيق ذلك ، بل لا يكف عن حث الكنائس الأخرى و توحيدها لاستخدامها فى عملية التبشير و التنصير ، و لقد تم فرض هذا الموقف على الأتباع و على الكنائس المحلية فى كل مكان بزعم انها الوسيلة الوحيدة للتصدى للمد الإسلامى ، كما تم استصدار القوانين الأمريكية الترويعية لتنفيذ ذلك .. غير آخذين فى الإعتبار ان ذلك تحديدا هو ما يشعل الفتن و يولد العنف دفاعا عن الذات و عن الدين وعن الهوية، فما عساكم فاعلين بتلك الدويلة الدينية العنصرية التى ساعد الفاتيكان على تثبيتها ظلما وعدوانا وانتزاع الأرض من أصحابها لقوم لا حق لهم فيها وفقا للنصوص ؟ بل ما عساه فاعلا بهذه الدويلة العنصرية التى يعد إنشاؤها خروجا سافرا على دينه وتعاليمه ـ وهناك من الأبحاث اللاهوتية ما تؤكد انه لا حق لهم شرعا فى هذه الأرض ، وذلك من قبيل رسالة الأب لاندوزى ؟ ولا نسخر حين نتساءل بكل مرارة و ألم :
ترى ، هل سيقوم سيادة البابا بتنصير اليهود ، أم إن الفاتيكان هو الذى سيتهوّد ؟! أليست دعوتكم الظالمة هى تنصير العالم ؟!(1/2775)
إن من يحمل على كاهله مثل هذا التاريخ المدرج بالدماء ، ومثل هذا التراث القائم على التزوير والتحريف ، ويقوم بمثل هذه السقطة الإستفزازية وسب الإسلام والمسلمين عن عمد ، فلا يجب عليه الإعتذار الواضح فحسب وإنما يجب عليه التنحى عن مثل هذا المنصب . وهو أقل ما يجب عليه أن يفعله إن كانت هناك ثمة أمانة علمية أو دينية .
والسلام على من اتبع الهدى .
المصدر (http://islamicnews.net/Document/ShowDoc08.asp?Job=&TabIndex=2&DocID=82557&TypeID=8&SubjectID=0&ParentID=0&TabbedItemID=&TabbedItemSellected=)
---
أبو المعتز القرشي
10-01-2006, 05:54 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن ، وبارك الله في الدكتورة زينب
---
أحمد البريدي
10-01-2006, 09:28 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن ، وبارك الله في الدكتورة زينب , واقتراح عقد لقاء معها اقتراح جيد , فليت أحد الأخوة ممن يعرف عنوان نتمكن به مراسلتها , وعرض الموضوع نكن له شاكرين .
---
(1/2776)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أهم الكشافات العربية عن البحوث
---
أهم الكشافات العربية عن البحوث
---
الميموني
02-26-2004, 03:32 PM
بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم الله
الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله رأيت موضوع الكشاف عن البحوث في المجلات العربية .
جزاكم الله خيرا على جهودكم.
هل أفدتم من كشاف الدوريات العربية ؟
من أهم الكشافات و أوسعها : كشاف الدوريات العربية : إعداد عبد الجبار عبد الرحمن في أربع مجلدات شمل قريبا من 250 دورية عربية
و ابتدأ من سنة 1876 – 1984م أكثر من قرن.
وهو مفيد جدا لكنه شحيح جدا في السواق لم نحصل عليه إلا بصعوبة.
ولا شك أن كل الكشافات لا تغني اليوم عن البحث في أعماق الانترنت.
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2004, 05:13 PM
أخي الكريم الشيخ عبدالله الميموني وفقه الله أشكرك على اهتمامك وعنايتك ، وشكر الله لك دلالتك على هذا الكشاف الثمين ، وقد سألنا عنه ، فوجدناه عند أحد الوراقين ، وهو نادر الوجود كما تفضلت وفقك الله. وسنقوم باستخلاص ما يهمنا منه ، إلا إن كنتم حفظكم الله قد قمتم بشيء من ذلك ، فهو أحب إلينا. جعلنا الله وإياك مفاتيح للخير دائماً.
أرجو أن أرى ردكم قريباً إن شاء الله.
---
الميموني
02-27-2004, 03:54 PM
أخي الكريم الشيخ : عبد الرحمن الشهري
لم أستخرجها و قد سرني عثوركم عليه .
---
(1/2777)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (قُلْ يَا أهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كلمة سواء.) لا تصح قراءتها في سنة الفجر
---
(قُلْ يَا أهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كلمة سواء.) لا تصح قراءتها في سنة الفجر
---
عبدالرحمن السديس
02-15-2004, 10:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] . (1)
هذا الحديث لم يروه عن ابن عباس ـ حسب اطلاعي ـ إلا سعيد بن يسار ولا عن سعيد إلا عثمان بن حكيم الأنصاري ثم رواه عن عثمان جماعة وهم :
1- مروان بن معاوية الفزاري وهذا نص حديثه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) [آل عمران 52] .
أخرجه مسلم في صحيحه رقم (727) والنسائي في الصغرى 2/155 والكبرى (1016) و(11158) (2) والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/298 وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/322 والبيهقي في السنن الكبرى 3/42 : كلهم من عدة طرق عن مروان عن عثمان به.
2- عيسى بن يونس :
أخرجه مسلم في صحيحه (727) قال حدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثل حديث مروان الفزاري.
3- زهير بن معاوية :
أخرجه أبو داود (1259) قال حدثنا أحمد بن يونس . ومن طريق أبي داود ابن عبد البر في التمهيد 24/43 .
وعبد بن حميد (706) قال حدثنا أبو نعيم .(1/2778)
وأبو عوانة في مسنده (2162) من طريق أحمد وأبي نعيم عن زهير عن عثمان بمثله .
4- عبد الله بن نمير :
أخرجه أحمد 1/230 ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 عن عثمان بمثله .
5- يعلى بن عبيد :
أخرجه أحمد 1/231 ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 عن عثمان بمثله .
6- أبو خالد الأحمر (سليمان بن حيان):
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 2/50 ومن طريقه مسلم (727) ، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/322 والبيهقي في الكبرى 3/42 .
وابن خزيمة في صحيحه (1115) قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني .
والحاكم في المستدرك 1/307 من طريق عثمان بن أبي شيبة. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ! (وهو في مسلم).
ثلاثتهم (أبو بكر وهارون وعثمان)عن أبي خالد الأحمر عن عثمان به.
وهذا نص رواية أبي خالد الأحمر :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) [البقرة 136] ، والتي في آل عمران (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) [ آل عمران 64] هذا لفظ مسلم .
ولفظ ابن خزيمة: ... وفي الأخرى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (اشهدوا بأنا مسلمون) [ آل عمران 64].
ولفظ الحاكم: وفي الركعة الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون ).
فبجمع الطرق والنظر في تراجمهم تبين ما يلي :
1_ أن الرواة عن عثمان بن حكيم كلهم ثقات ، وبعضهم أوثق من بعض .
2- أن الرواة عن عثمان بن حكيم اتفقوا على ما يقرا في الركعة الأولى.
3- أن الرواة عن عثمان بن حكيم غير أبي خالد الأحمر اتفقوا في روايتهم أنه يقرأ في الركعة الثانية :
قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) ، واقتصروا على ذكر هذا الجزء من آخر الآية .(1/2779)
ونص الآية كاملة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران.
4- أن أبا خالد الأحمر خالفهم فقال : في روايته أنه يقرأ قوله تعالى :
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران.
فبهذا يظهر أن رواية أبي خالد شاذة مخالفة لما رواه الثقات عن عثمان بن حكيم ، وكأنه ـ والله أعلم ـ اشتبه عليه ختام الآية 52 من آل عمران وهي قوله تعالى : (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) ، وهي التي ذكرها كل أصحاب عثمان بن حكيم بختام الآية 64 من آل عمران وهي قوله تعالى : (فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) !
ومما يُغلِّب الظن في هذا المأخذ رواية عثمان بن أبي شيبة عنه عند الحاكم 1/307 أنه يقرأ في الثانية :
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون ) فقد ذكر بداية الآية رقم 64 (قل يا أهل الكتاب..) وختامها ختام الآية رقم 52 آل عمران التي ذكرها بقية الرواة عن عثمان (واشهد بأنا مسلمون ).
هذا ما تبين لي فإن كان صوابا فمن الله فله الحمد ، وإن خطأ فمن نفسي والشيطان ، وقد كنت كتبت هذا الكلام في عام 1418هـ ، وجمعت كذلك تخريجا مطولا عن جميع روايات القراءة في سنة الفجر ، وحفظت ذلك في (فلوبي ) لكنه لم يعمل ولم أنشط لكتابته من جديد إلا الآن فكتبته ، وغيرت في صياغته قليلا.(1/2780)
ومما ينبه له أن كثيرا من العلماء في كتب الأحكام ، والفقه ، والفضائل ... اقتصروا على ذكر الرواية الشاذة ، ولم يعرجوا على الرواية الصحيحة وقد وقفت على سبعة وأربعين كتابا اقتصروا على رواية أبي خالد الشاذة ، وتركوا رواية الجماعة الصحيحة فلذا عظم الخطب ووجب التنبيه .
ثم لا تظن أخي الكريم أن هذا الكلام انتقاص من صحيح مسلم أو طعن فيه .... معاذ الله بل هو أعظم كتاب بعد كتاب الله ، وصحيح البخاري لكن أرجو أن يكون فعلي داخل في النصيحة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد روي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: أبى الله أن تكون العصمة إلا لكتابه.
والله تعالى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
-------------------------------
(1) قال ابن معين : إسناده جيد . يحيى بن معين وكتابه التاريخ 3/521 رقم (2549)، وقال محقق الكتاب: لم أقف عليه ! وخرج حديث القراءة بـ(قل يا أيها الكافرون ..) قبله خطأ !! .فليصحح هناك.
(2) لفظ النسائي هنا في التفسير( 11158): وفي الأخرى (آمنا واشهد بأننا مسلمون) آية المائدة رقم 111 ، وهذا مخالف للموضع الأول (1016) ولفظه :وفي الأخرى (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) آية آل عمران رقم52 ، مع العلم أنه أخرجه بنفس الإسناد في الموضعين !
---
(1/2781)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب معجم ما استعجم على ملفات ورد
---
كتاب معجم ما استعجم على ملفات ورد
---
مسك
09-24-2005, 06:30 PM
اسم الكتاب : معجم ما استعجم
اسم المؤلف : البكري الأندلسي
نبذة عن الكتاب :
ذكر المؤلف في هذا الكتاب ، جملة ما ورد في الحديث والأخبار، والتواريخ والأشعار، من المنازل والديار، والقرى والأمصار، والجبال والآثار، والمياه والآبار، والدارات والحرار، منسوبة محددة، ومبوبة على حروف المعجم .
أضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=2034)
---
(1/2782)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > فهرس موضوعات القراءات ( فهرس متجدد)
---
فهرس موضوعات القراءات ( فهرس متجدد)
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 04:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام حفظهم الله تعالى بدى لي النشاط بجمع كل الموضوعات التي تناولت علم القراءات في المنتدى الكريم لتوفير الجهد وعدم التكرار والله الموفق وفي ظني وضع الفهرس على عدة مراحل المرحلة الأولى الجمع وفيها الكر من أخر صفحة حتى تاريخه على عدة حلقات ثم بعدها مرحلة التبويب والله المستعان من آخرصفحة في المنتدى حتى صـ 86 .
فهرس الموضوعات لمسائل القراءات والتحريرات في المنتدى
------
اللحون الملاحظة التي تقع في قراءة الفاتحة
رابط : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=288
هل هناك كتاب درس قراءة ابن عامر رحمه الله ؟
رابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=275
حول إسقاط البسملة أول التوبة ـ جواب السؤال
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=192
من يدلني على القرآن الكريم بالنص العثماني جزاه الله خيراً
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=419
أركان القراءة المقبولة(4)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=355
وقفات مع الوقوف
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=318
أركان القرآءة المقبولة (3) : موافقة خط المصحف
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=305
ما حكم التجويد تعلماً وتعليماً ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=279
الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=309
نبذة وتقويم تحقيق كتاب (الوسيلة إلى كشف العقيلة) .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=328
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى(1/2783)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=563
أفتونا بسرعة يا أهل القراءات مأجورين !!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=522
أريد كتاباً جامعاً في القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=513
وقوف المصاحف (من إجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=492
القراءة بالالحان
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=426
أخطاء خفية في تجويد الآيات القرآنية!!!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=414
اثنتا عشرة قاعدة في الأحرف السبعة، والقراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=589
القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=502
سؤال في القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=738
سؤال لأهل القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=772
سؤال: ما ضابط توزيع الأجزاء في القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=640
بشرى ( المتحف في أحكام المصحف ) للشيخ صالح الرشيد .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=879
سؤال في القراءات؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=837
ولنا عودة إن شاء الله تعالى
---
الجكني
04-13-2007, 05:07 PM
فتح الله عليك أخي أيمن وجعله في ميزان حسناتك يارب 0
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 05:36 PM
جزاكم الله خيراً أخي العزيز أيمن على هذه المبادرة وليتك تكرماً تنحو هذا النحو في الفهرسة ليكون أجمل في العرض
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7447
وسأعيد تحرير ما وضعته أعلاه ليكون على نفس النمط والجمال ، وسأنقل ما تضيفه فيما بعدُ في أول مشاركة هنا ليكون فهرساً متجدداً كاملاً لموضوعات القراءات في الملتقى .(1/2784)
ولعل أحد الزملاء الفضلاء يبدأ في فهرسة موضوعات التجويد أيضاً هنا على نفس المنهج فيتكامل العمل سريعاً رعاكم الله .
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 05:41 PM
السلام عليكم مولانا الجنكي حفظه الله وفتح الله عليك فتوح العارفين
حبيبنا الغالي الدكتور عبد الرحمن الشهري تقبل الله منا ومنك سأنظر في الرابط والله المستعان
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 05:44 PM
نظرت لكني لم أرزق بما رزق به سليمان صلى الله عليه وسلم لذا سأستمر في الجمع وربنا معاك واطمئن لست بحاطب ليل
الموضوعات ذات الصلة حتى صـ 80
أركان القراءة المقبولة (1)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=186
تعدد قراءات القرآن الكريم
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=654
سؤال للكل وخاصة مهرة القراء:اللام في قوله(وليقولوا)مرة مكسورة ومرة ساكنة فكيف نحفظها
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=609
سؤال عن تعريف القرآن اصطلاحاً
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=734
سؤال عن صفة الترجيع في القراءة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=576
حول المصاحف التي كانت عند الصحابة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=833
طلب مساعدة من أهل القراءات والتجويد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=952
مسألة حول ضابط القراءة المتواترة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=913
هل قراءة ورد يومي من القرآن واجبة ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=857
هل يصح تعليل كراهة القراءة بقراءة متواترة بإنكار الثبوت ؟!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1015
شبهة في القراءات السبع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=992
( مثالان ) هل يصح التمثيل بهما في اختلاف الفقهاء بسبب اختلاف القراءات ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=987
القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري ..والرد عليه(1/2785)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=786
سؤال عن احتواء جمع أبي بكر للأحرف السبعة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=962
صدر حديثاً : الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=898
للمدارسة " معنى بلسان عربي مبين على ماذا تعود ؟ دعوة للمشاركة .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1019
هل يصح تعليل كراهة القراءة بقراءة متواترة بإنكار الثبوت ؟!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1015
الحروف المقطعة في أوائل السور
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1084
حول أنواع تنزلات القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1080
حول مسألة لزوم الرسم العثماني
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1041
حول المصحف المحفوظ بالخزانة الحسينية بالقاهرة بمصر
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1050
بما أن في الملتقى بحاثة في علم التجويد،على اطلاع واسع بما طبع من كتب قديمة في التجويد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1034
هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=991
لغات القبائل الواردة في القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1118
هل صحت قراءة ابن عامر عن أبي الدرداء ومعاوية؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1136
(3) الوقف اللازم على قوله تعالى ( ويسخرون من الذين آمنوا)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1123
طلب مصحف
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1117
ندوة عن (اجازات القراء) بالرياض ، وذكر محاورها الرئيسة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1177
كتاب لغات القبائل الواردة في القرآن.. ليس لأبي عبيد القاسم بن سلام
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1194
---
أيمن صالح شعبان(1/2786)
04-13-2007, 08:18 PM
الموضوعات ذات الصلة حتى صـ 70
هل الوقف على رءوس الآي عام في كل الآيات ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1131
قراءة الإمام حمزة الزيات رحمه الله. لماذا كره القراءة بها بعض أهل العلم ؟!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=981
ملف جمع القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1245
الصابئون .. الصابئين ؟!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1223
ملخص توصيات ندوة (إجازات القراء) التي عقدتها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1214
هل الأحرف السبعة هي القراءات السبع؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1328
هل يعد أبابكر وعمر وعثمان وعلي ممن يحفظون
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1299
أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1264
مخطوط ( الأحرف السبعة ( مسند ) لأحمد الرازي. هل من أحد يعرفني بمعلوماته عنه ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1361
هل القراءات السبعه هي الاحرف السبعه؟؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1397
من يدلتي على مصحف باللمس
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1386
اين اجد طبعة الشمرلي للمصحف الشريف؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1380
دعاء ختم القرآن الكريم من الكتب والتسجيلات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1334
القراءات وبعض ثمارها .....
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1496
بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1471
العقيدة الصحيحة في نزول القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1480
سؤال عن القراءات الثلاث المتممة للعشر وأقوال العلماء فيها
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1418(1/2787)
الإفادات والإنشادات للشاطبي ، وتأويل آيتين كريمتين منه.
الشرح الصوتي لمتن الجزرية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1467
دور القراءات في تفسير الآيات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1461
من لطائف تأثير الوقوف على المعاني
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1453
كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1438
حكم تعلم التجويد ....الشيخ/ د.مساعد الطيار
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=840
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهاء الحلقية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1575
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الجوف
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1563
سبعة أشياء يحتاجها من أراد علم القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1547
قراءة حفص بقصر المنفصل .. للشيخ د.مساعد بن سليمان الطيار
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1486
خاطرتان في لغة القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1531
المصحف كاملٌ في ملف وورد (word)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1112
الوقف على رؤوس الآيات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1427
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الحلق
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1617
سؤال حول الميم المخفاة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1501
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت العين الحلقية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1582
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1594
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1593
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الحاء الحلقية(1/2788)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1583
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1702
التحذير من قراءة القرآن بصوت هذه الأحرف( Q U R Z ) الإنجليزية الجزء الثاني
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1687
التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1664
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1659
ماذا تعرف عن الياءات في أواخر الكلمات في كتاب الله العزيز؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1812
دم الخليفة عثمان رضي الله عنه على مصحفه حين قتل
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1807
ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1806
درس الضباع اليوم: عن الترقيق والتفخيم والتغليظ ومصطلحات أخرى ضرورية لتعلم القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1784
تعلم أصول الإمالة عند القراء العشرة من العلامة الضباع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1778
درس العلامة الضباع اليوم: مقدمة عن أحكام المدود وأنواعها في القراءات العشر الصغرى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1760
كيفية الوقوف
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1737
هل خطر لك أن تتعلم أصول القراءات العشر الصغرى على يد أستاذ متمكن مثل الضباع تفضل إذن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1749
ما له علاقة بعلم الوقف والابتداء من كتب التفسير .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1730
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 09:25 PM
الموضوعات ذات الصلة حتى صـ60
استفسار عن ياء إبراهيم(1/2789)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1735
حرف الضاد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1860
حول كتاب ( أثر القراءات في تفسير و الأحكام )لعمر بازمول
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1169
تفصيل أصول رواية شعبة التي خالف فيها حفصا، للعلامة الضباع رحمه الله تعالى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1835
طلب من كل من يتابع دروس أصول القراءات العشر للعلامة الضباع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1802
أصول القراءة التي ستترتب عليها القراءات العشر
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1828
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الشين العربية اللسانية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1825
ضع هنا قواعد القراء فى القراءة باختصار
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1304
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1819
مصحف حرف
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1905
أصول قراءة خلف العاشر في اختياره، آخر قراء الكوفة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1927
أركان القراءة المقبولة (2)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=224
تعريف القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=292
الأبحاث الصوتية ........... (في تَرْتِيبِ الأَصْوَاتِ الخَفِيَّةِ وتَفْصِيلِهَا)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1913
عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1888
تعلم أصول قراءة الإمام الكسائي رضي الله عنه ثالث قراء الكوفة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1885
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْوَاتِ مِنَ الأعْضَاءِ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2002(1/2790)
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1999
الأبحاث الصوتية... (في حِكَايَةِ أصْوَاتِ المَكْرُوبِينَ والمَكْدُودِينَ والمَرْضَى)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1997
الأبحاث الصوتية ....( في حِكَايَةِ أقْوَال مُتَدَاوَلَةٍ عَلَى الألْسِنَةِ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1987
تعلم أصول قراءة إمام أهل البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1980
الأبحاث الصوتية..... (في حِكَايَاتِ أصْوَاتِ النَّاسِ في أقوالِهِمْ وأحْوَالِهِمْ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1985
دورة التجويد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1982
حكم قراءة البسملة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1971
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1970
سؤال عن شرح قصيدة أبى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز القارئ ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1965
الأبجاث الصوتية......... (في الأَصْوَاتِ الّتي لا تُفْهَمُ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1954
الأبحاث الصوتية.... (في تَفْصِيلِ الأصْواتِ الشّدِيدَةِ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1943
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1659
مخرج صوت الضاد العربية اللسانية الفصيحة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2016
استفسار مهم عن عنوان د.أحمد شرشال وفقه الله ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1967
هل يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني وما رأيكم في هذا ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1932
كيف كان يقرأ الرسول القرآن؟(1/2791)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2089
سؤال ما حكم الإجازة عن طريق البالتوك أو التليفون ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2087
عصر ابن مجاهد أول من سبع السبعة وتدوين القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2082
مسألة خلافية بين الشيخين أيمن سويد ويحيي الغوثاني حفظهما الله
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2081
حمل.. صفات الحروف لتلميذ الجريسي الكبير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2080
حمل الشرح الصوتي لكتاب التحديد في الإتقان لأبي عمرو الداني
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2074
حمل ... إحالات الشاطبية للأستاذة أم نور الدين
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2070
الرد على الأستاذ أحمد عامر قوله بالفرجة في الإخفاء الشفوي والقلب
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2065
حمل... نونية السخاوي في التجويد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2054
سؤال عن قائل : لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2039
ترجمة إبراهيم العبيدي مجمع أسانيد مصر والشام
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2053
أرجو مشاركة الجميع للفائدة.. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2041
الأبحاث الصوتية.. (في أصْوَاتِ المَاءِ ومَا يُنَاسِبُهُ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2042
الشيخ المحقق أحمد شرشال و بحوثه القيمة في القرآن و علومه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=423
الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2029
الأبحاث الصوتية ... (في الأَصْوَاتِ المُشْتَرَكَةِ)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2028(1/2792)
سؤال من باحث بريطاني : ماذا تعرف عن مخطوط القرآن العثماني بمسجد الحسين ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2022
مصحف مخطوط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2139
حمل تسجيلات نادرة للشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2136
أصول قراءة الإمام أبي جعفر المدني أحد القراء العشرة رحمه الله تعالى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2131
حول قراءات الآحاد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2241
مفهوم الأحرف السبعة التى نزل عليها القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=549
ألفاظ الحمد لله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم؟ هل يجوز...؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2215
حمل مجموعة من كتب القراءات للشيخ فائز شيخ الزور
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2155
ما حكم هذه الهمزات ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2331
مامعنى القراءة الآحادية وهل هي من القرآن؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2309
الأحرف السبعة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2228
سؤال في علم عد آيات القرآن الكريم
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2391
أصوات القلقلة بين المتقدمين والمتأخرين
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2390
دليل الرسائل العلمية في التفسير والقراءات في الجامعة الاسلامية على الانترنت.مفيد جدا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2367
هل لأوراق القرآن حرمة بعد حرقها ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=315
سؤال عن قصيدة الشاطبي الرائية ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2388
ولنا عودة إن شاء الله تعالى
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 09:50 PM
الموضوعات ذات الصلة حتى صـ 50 والله المستعان
شروح لطيبة النشر(1/2793)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2584
هل يوجد للقرآن اكثر من 70 قراءة !! هذا ماكتبه الشيخ / عبد العزيزقارئ..!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2550
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة بأكثر من قراءة في نفس السورة؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2525
سؤالٌ عن دراسة علم القراءات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2659
إشكال في إدغام كبير لرويس
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2600
صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2562
القراءة المرتلة والقراءة المجودة...ما الفرق ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2614
ما اسم كتاب الشيخ طاهر الجزائري في التجويد ؟؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2609
ما الفرق بين (رب شقيا) وبين (ربي شقيا) لفظا ومعنى ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2737
هل يكون الوقف والابتداء هذا صحيحاً ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2713
سؤال هل هناك شرح علي منظومة المفيد في علم التجويد لامام الطيبي
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2721
سؤال في قراءة عاصم!.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2646
قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2707
مصاحف قديمة (مصورات)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2692
قراءة ابن مسعود
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2690
علم التجويد وعلم الأصوات الحديث
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2864
أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2838
استفسار مهم عن المصاحف وكتابتها
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2907
سؤال حول المصحف على الوورد ، أرجو المساعدة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3032(1/2794)
إشكال في التجويد ، المرجو الإفادة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3010
لماذا ضمة الهاء في قوله تعالى { بما عاهد عليهُ الله } ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2983
ما هي فتاوى العلماء في المقامات؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3029
بيان بالأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للرسم العثماني
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3184
الاستقراء في لحون القراء .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3132
كتاب "الكامل" للهذلي من عنده علم به ؟!
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3229
من يساعدني في البحث عن مصحف ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3189
تعلم أصول ثاني أئمة قراء البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2115
علوم القرآن في كتب القراءات / كتاب الروضة أنموذجًا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3194
أحكام التلاوة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2932
الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً للشيخ بن غانم المقدسي والشيخ المرعشي رحمهما الله
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3308
كتابان آخران في التجويد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3351
دراسة فنية لمصحف مبكِّر يعود إلى القرن الثالث
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3332
طلب ثاني، لعنوان الدكتور شرشال
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3328
مشاهدات أبي عبيد القاسم بن سلام في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3335
من عنده علم عن كتاب غوث الأركاني في رسم المصاحف
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3329
(المصحف العثماني) توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟-هل هو موجود الآن؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=558(1/2795)
تعرف على أحد أعلام القراء السابقين العلامة ناصر الدين الطبلاوي رحمه الله تعالى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2132
ما منهج أبي بكر الصديق في تدوين القراءات؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3293
مسألة متعلّقة بالمدّ المتصل العارض للسكون
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3318
التحقيق في مسألة اجتماع البدل مع { آلذكرين } في رواية ورش عن نافع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3301
التحقيق في مسألة اجتماع مد البدل بالمد العارض للسكون في رواية ورش عن نافع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3289
ولنا عودة إن شاء الله تعالى
---
أم قتادة
04-13-2007, 10:56 PM
قال الوزير الصالح يحيى بن هُبيرة رحمه الله تعالى:
" والوقت أنفَسُ ما عُنيت بحفظِه وأراه أسهَلَ ما عليكَ يضيعُ "
جزى الله سبحانه كل من يساهم في حفظ وقت إخوانه، بما فيهم صاحب هذه الفهرسة.......
---
(1/2796)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللحون الملاحظة التي تقع في قراءة الفاتحة
---
اللحون الملاحظة التي تقع في قراءة الفاتحة
---
الظافر
05-27-2003, 12:15 AM
هذا ما يسر المولى سبحانه جمعه من اللحون المتوقع وقوعها في الاستعاذة وسورة الفاتحة ، وهذه اللحون جمعت من خلال سماع قراءات كثير من الناس لسورة الفاتحة ، وهناك بعض اللحون الأخرى لكن لعل فيما ذكر كفاية إن شاء الله تعالى .
ولا تنسوا أخاكم من الدعاء
هذه اللحون على ملف في المشاركة التالية.
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 11:04 AM
خذ ملف أخي الظافر من هنا ، مع الاعتذار لأخي الظافر.
---
الظافر
05-28-2003, 12:50 AM
جزاك الله خيرا يا أخي عبد الرحمن ، فالمسلم للمسلم ، لكن مالسبب في نقل الملف ؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2003, 12:59 AM
السبب خطأ فني ، فأعدته في مشاركة مستقلة.
---
(1/2797)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الإخوة في دمشق : كيف الحصول على هذا الكتاب : أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص
---
الإخوة في دمشق : كيف الحصول على هذا الكتاب : أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص
---
أبو صفوت
04-15-2006, 11:59 PM
هل من دال على هذا الكتاب :(أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص) دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه. للدكتور عماد الدين محمد الرشيد. وقد طبع الكتاب بدار الشهاب عام 1420هـ . وهو في الأصل رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة دمشق في 15/11/1419هـ.
كيف يمكنني الحصول عليه
---
أبو صفوت
04-17-2006, 09:11 AM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
أبو صفوت
04-22-2006, 11:34 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
أم البراء
05-26-2006, 09:55 PM
إن كنت من السعودية ، فالكتاب موجود في مكتبة الرشد ..
---
أحمد الطعان
05-28-2006, 09:14 PM
الأخ الفاضل أبو صفوت بارك الله فيك ومعذرة لتأخر الرد فأنا لم أره إلا هذه اللحظة ...
لقد حولت الرابط الذي فتحته هنا إلى الأخ الدكتور عماد الدين الرشيد ... أرجو أن تجد عنده جواباً لسؤالك ...وهذا إميله : drachi0@lycos.com
فالحقيقة الرسالة مطبوعة كما أشرتم ولكن لا أدري إذا كان يوجد منها نسخ إلكترونية أم لا ؟
وعندي منها نسخة مخطوطة ...
والسلام عليكم ورحمة الله
---
(1/2798)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع مفيد وفتاوى مهمة ...
---
موقع مفيد وفتاوى مهمة ...
---
مشارك
05-07-2004, 02:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا رابط لفتاوى صوتية في مواضيع مهمة ..
http://www.sohari.com/nawader_v/fatawe/fatawe.htm
وهذا رابط الموقع الأصلي ..
www.sohari.com
أرجو أن يستفيد الجميع من هذا الموقع .
وشكراً لكم .
---
(1/2799)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > شرح اسطورة استرجاع كل انواع الملفات المحذوفة Recover My Files
---
شرح اسطورة استرجاع كل انواع الملفات المحذوفة Recover My Files
---
سامي عبدالعزيز
05-23-2006, 06:59 PM
من اروع ميزات البرنامج , انه يمكنك مشاهدة الملفات قبل الاستعادة
مثلا , ملفات صوتية , يمكنك سماعها بعد البحث , وتقرر اتستعيدها ام لا
http://absba4.absba.org/teamwork7/Recover My Files/absba01.png
http://absba4.absba.org/teamwork7/Recover My Files/absba02.png
http://absba4.absba.org/teamwork7/Recover My Files/absba03.png
http://absba4.absba.org/teamwork7/Recover My Files/absba04.png
http://absba4.absba.org/teamwork7/Recover My Files/absba05.png
http://absba4.absba.org/teamwork7/Recover My Files/absba06.png
http://absba4.absba.org/teamwork7/Recover My Files/absba07.png
---
(1/2800)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الاستشراق الألماني ودوره في نقل الثقافة العربية
---
الاستشراق الألماني ودوره في نقل الثقافة العربية
---
أبو حسن الشامي
05-17-2005, 03:08 PM
الاستشراق الألماني ودوره في نقل الثقافة العربية
د. محمد أبوالفضل بدران *
في تناول ادوارد سعيد للاستشراق أغفل- عن عمد- الاستشراق الألماني، وربما كان عامل اللغة حائلاً بينه وبين تناول المستشرقين الألمان، وقد جاءت بعض الدراسات التي تناولت الاستشراق الألماني أبحاثاً جادة ومفيدة، ألقت بعض الضوء على بعضهم إلا أننا نفتقد دراسة جادة تتناول الاستشراق الألماني ككل لما يحتله هذا الاتجاه من أهمية بالنسبة لنا نحن إذ إننا- نحن- موضوع الاستشراق تراثاً وتاريخاً وواقعاً واستشرافاً، وسواء أوافقنا على نتائجهم أم اختلفنا حيالها فلن يقلل من أهميتها، ومن ثم دراستها ونقدها.
وقبيل أن أتناول الاستشراق الألماني المعاصر، أود أن أذكر هنا عدة أمور تساعدنا في فهم واقع الاستشراق الألماني:
أولاً: لم تستعمر “تستخرب” ألمانيا أية دولة عربية، ومن هنا ينتفي الغرض الاستعماري “الاستخرابي” عنها، وقد يقول قائل: ربما لو استطاعت لفعلت، ولكن هذا الحكي غير مقبول منهجياً فالباحث عليه أن يحلل التاريخ الذي حدث وليس الذي من المفترض حدوثه في الماضي.
وربما كان هذا البعد ذا أهمية في نقد المستشرقين الألمان، إذ انهم لم يكونوا- أعني غالبيتهم- أدوات استعمارية.(1/2801)
ثانياً: لا نغفل التوسعات الطموحة لهتلر نحو السيطرة على العالم، ولكننا لا ننسى أن بعض الدول العربية الإسلامية كانت واقفة الى جواره وقوفاً حقيقياً أو معنوياً لا حباً فيه بل كراهية للاستعمار البريطاني الذي كان يجثم على أرضها، وقد كان كتاب هتلر “كفاحي” من العوامل التي ساعدت على الاهتمام باللغة العربية في ألمانيا، وربما نعجب إذا عرفنا أن أهم قاموس عربي في اللغة الألمانية قد وضع لاهتمام سياسي بترجمة كتاب كفاحي لهتلر.
ثالثا: ان الموقف الألماني في عهد هتلر كان ضد اليهود، ولعل قراءة في كتاب هتلر سالف الذكر توضح إلى أي مدى كانت الكراهية في صدره ضد اليهود، ولم يكن فرداً في ذلك التوجه بل كان يعبر عن رأي قطاع من الشعب. وربما كان ذلك من العوامل المساعدة التي حدت ببعض المستشرقين الى أن يسيروا في فلكه فألفوا آنذاك العرب والمسلمين أعداء لليهود فأخذوهم مادة للدرس والاستشراق.
رابعاً: من السذاجة القول إن الاستشراق الألماني المعاصر محايد أو مع العرب والمسلمين في قضاياهم وليس ذلك لمصلحة العرب ولا المسلمين لأننا في حاجة إلى من ينقدنا بمنهج علمي قد نتفق معه أو نختلف لكننا في حاجة إليه، وحتى نرى كيف يرانا الآخر لا كما نرى ذواتنا من منظار تضخيم الذات وإعلائها، أو التقليل من شأنها، ومن هنا فإن بعض المستشرقين الألمان ضد العرب وضد المسلمين وضد المنطق أحياناً إلا أننا في حاجة إلى هؤلاء وإلى أولئك حتى نعرف موطئ أقدامنا في عالم معاصر متغير يسبح فوق بحار الكونية والعولمة وتختفي فيه المساحات والرؤى الأحادية، وحتى نكشف هؤلاء الذين يسيئون إلينا وإلى تراثنا وديننا ينبغي علينا قراءتهم ومن ثم نقد ما يكتبون بغية الوصول إلى الحقيقة.
أود هنا أن أوضح دور المستشرقين الألمان حيال اللغة العربية والعرب، وذلك من خلال نقاط هي:(1/2802)
أولاً: حفظ المخطوطات العربية إذ من المؤسف ومن المفرح في آن واحد أن آلاف المخطوطات العربية والإسلامية قد وجدت طريقها نحو المكتبات الألمانية فربما لو ظلت قابعة في بيوتنا لقضي عليها وقد آلت إلى المكتبات الألمانية في الجامعات والبلديات من خلال الشراء والاستيلاء عليها من الأقطار العربية لكنها- وبحق- وجدت من يسعى إلى حفظها وتصنيفها وفهرستها والعمل على تحقيقها، وإن نظرة في أعداد هذه المخطوطات لتوضح لنا أهميتها كذخائر تراثية لا تقدر بثمن.
وقد احتلت مكتبة برلين الوطنية نصيب الأسد من هذه المخطوطات إذ إن عددها يربو على عشرة آلاف مخطوط، فهرست في عشرة مجلدات، وفي مكتبة جامعة جوتنجن حوالي ثلاثة آلاف مخطوط من نفائس التراث العربي، وفي مكتبة جامعة توبنجن في جنوب المانيا العديد من المخطوطات والذخائر ناهيك عما فيها من كل اصدارات العالم العربي والإسلامي من كتب ودوريات منذ اختراع المطبعة، جاوز عمر بعضها المائة عام واختفت من المكتبات العربية وصار الحصول على بعضها ضرباً من المستحيل، كل ذلك محفوظ في مكتبة جامعة توبنجن مما يجعل دورها دوراً ثنائياً في خدمة المخطوط والمطبوع من الفكر العربي، ولقد عثرت في إحدى زياراتي على مخطوط فريد في العروض العربي وهو مخطوط “كتاب العروض” لعلي بن عيسى الربعي المتوفى سنة 420 ه وقمت بتحقيقه وعلى الرغم من مضي أكثر من ألف عام على المخطوط إلا أن حالته جيدة، وقد اغتظت ذات مرة من المبالغة في حفظ المخطوطات، وكانت إحدى موظفات المكتبة ترمقني وأنا أقلب المخطوط، وودت أن تقلب لي المخطوط بدلاً مني فصحت بها في لطف ممازحاً: ربما يكون هذا المخطوط بخط جدي.
فأردفت على التو: لكن لم يحافظ عليه أبوك. وربما كانت على حق في ذلك، حتى لو قلنا إنهم قد سرقوا هذه المخطوطات.(1/2803)
ثانيا: تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية. ولم يقتصر دور المستشرقين الألمان على حفظ هذه المخطوطات فحسب بل عمدوا الى تحقيقها تحقيقاً علمياً ذا فهارس متعددة واستوجب تحقيقهم وضع مؤلفات تعد عمدا في موضوعاتها كالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم الذي وضعه المستشرق الألماني فلوجيل Flugel والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، ومعجم شواهد العربية، وهي بحق مؤلفات رائدة يعتمد عليها المحققون العرب، وقد قام بعض العرب بالسطو عليها وكتبوا اسماءهم كمؤلفين لها وربما تواضعوا وذكروا اسم المستشرق الألماني في سطر في مقدماتهم الطويلة.
وقد حقق المستشرقون الألمان عدداً كبيراً من أمهات التراث العربي “الكامل” للمبرد و”تاريخ الطبري” الذي استغرق تسعة عشر عاماً من العمل المتواصل، ومؤلفات البيروني و”بدائع الزهور” لابن اياس و”طبقات المعتزلة” لابن المرتضى و”مقالات الإسلاميين” لأبي الحسن الأشعري، و”الفهرست” لابن النديم ومؤلفات ابن جني وعدداً كبيراً من دواوين الشعراء القدامى، وقد عكف ايفالدفاجنر على ديوان “أبي نواس” قرابة عشرين عاماً حتى أكمله تحقيقاً.
وهو دور يجب أن يحمدوا عليه، وقد يقال: إن بعض ما حققوه كان اختياراً متعمداً لبعض الكتب التي تعنى بالفرق الإسلامية واللهجات، وهي مقولة صحيحة لكن جل تحقيقهم كان بعيداً عن ذلك، فما علاقة تحقيق المعلقات وترجمتها بحالة العرب الآن وتشرذمهم وتخاذلهم؟(1/2804)
كما أن أخطاء كثيرة وقعت في تحقيقاتهم وهذا أمر منتظر، فسر العربية عصي على أبنائها، فكيف على غير ابنائها، وقد جاءت بعض الأخطاء مضحكة، فقد قرأت لأحد المستشرقين تحقيقاً لكتاب ورد فيه مقولة “أشهر من قفا نبك” وجاءت في المخطوط “أشهر من قفا نبك” وقام المستشرق الألماني بالبحث في المعاجم والقواميس عن شخصية “قفان بك” ومن عجب أنه قد وجد أن قائداً تركياً قديماً كان يدعى بهذا الاسم فعزا إليه الشهرة، ولم يهتد إلى معلقة امرئ القيس المبدوءة بقوله:
“قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل”.
لكن ذلك الأمر لا يخلو منه المحققون العرب الذين يخطئون في أشياء مضحكة أيضاً.
وأود هنا أن أنوه بجهود مركزين هما: معهد الدراسات الشرقية في اسطنبول بتركيا، ومعهد الآثار والدراسات الشرقية في بيروت، اذ يعملان على تحقيق المخطوطات العربية والاسلامية ونشرها في سلسلتين هما: المكتبة الاسلامية، وسلسلة بيروت، وقد أسهمتا في نشر الكثير من النصوص الأدبية المخطوطة وتحقيقها كالوافي بالوفيات للصفدي على سبيل المثال.
ثالثاً: تأليف الكتب والدراسات حول الفكر العربي والاسلامي، ولا يمكن لأي دارس في الأدب والنقد العربيين أن يتجاهل اعمال مستشرقين ألمان كبار مثل كارل بروكلمان Carl Brockelmann وكتابه تاريخ الأدب العربي، على الرغم مما ورد فيه من بعض الاخطاء التي حاول دارسون عرب ان يتداركوها عليه كما فعل عبدالله بن محمد الحبشي، لكن يبقى لكتاب بروكلمان فضل السبق في التعريف بالتراث العربي والاسلامي المخطوط في جميع مكتبات العالم وهو جهد فردي لم نستطع نحن للأسف فرادى وجماعات ان نقوم به، وقد احسن الدكتور محمود فهمي حجازي وجمع من المهتمين باللغة الالمانية في ترجمته لهذا الكتاب ترجمة وافية أفادت المتلقي العربي.(1/2805)
كما ان المعاجم التي وضعت في الالمانية كمعجم هانزفير Hans Wehr العربي/ الالماني يعد معجماً رائداً، كما يعد كتاب “العربية” ليوهان فك Johan Fuck من المصادر التي لا يستغنى عنها، وقد تحدث نجيب العقيقي في كتابه “المستشرقون” عن بعض المستشرقين الالمان وعن اسهاماتهم الفكرية ويعد هذا الكتاب مرجعاً في بابه حتى زمن نشره.
وقد وجه بعض الباحثين نقداً لهذه المؤلفات تركز معظمه على النحو التالي: ان معظم هذه المؤلفات قد اتجه الى اللهجات وان هذه الدعوة لتعميم اللهجات ورعايتها لم تكن لمصلحة البحث العلمي بل هي لإشعال الفتن المحلية والقوميات غير العربية ولا أبرىء نفراً منهم قصدوا الى ذلك قصداً لكن ذلك لا يجعلنا نلقي الاتهام على الآخرين وبيننا نفر قد نحوا هذا المنحى، واضافة الى ذلك يجب ألا نرى كل الابحاث حول اللهجات المحلية أو العامية بعين الريبة فقد تكون من أجل البحث العلمي الداعم للفصحى.
اتجه بعض الدارسين الى وضع مؤلفات عدة في التراث الروحي في الاسلام وألقوا باللائمة عليهم اذ انهم قد اهتموا بالتصوف مثلاً الداعي الى الزهد والى الخلوة، وهذه نظرة حقيقية، فالتراث الصوفي من تراثنا وهو فرع من تاريخ الآداب العالمية وأظن ان تجاهله او التعالي عليه يفقد الأدب العربي والاسلامي رافداً كبيراً من روافده المتجددة.
ولقد جاءت جهود بعض المستشرقين الالمان في دائرة التصوف من أفضل ما كتب، اذ ان معظمهم أجاد عدة لغات بجانب العربية كالفارسية والأردية وبعض لغات الهنود والتركية ولغات بعض الاقليات الاسلامية في ربوع الارض مع اجادتهم للغات القديمة ومعظم اللغات الحديثة الحية مما جعل نظرتهم في الآداب المقارنة تبدو اشمل وأكثر عمقاً.(1/2806)
ورأى البعض ان جل كتابات المستشرقين الالمان مجدت الفرق الاسلامية المناوئة ورأت من واضعيها أبطالاً وأضفت على المرتدين والمنافقين هالة من البحث والضوء، فمنهم من عني بابن الراوندي وغيره من الزنادقة، ومنهم من أعلى من دور الشعراء الفاسقين كأبي نواس وابن ابي حكيمة وبشار وغيرهم من شعراء المجون، وربما كان لهم في مقولة القاضي عبدالعزيز الجرجاني “ان الدين بمعزل عن الشعر” حجة، بيد انهم لن يجدوا حجة في اذكاء روح التعصب والطعن ضد الاسلام والمسلمين في بعض كتاباتهم.
رابعاً: نشر اللغة العربية في ربوع ألمانيا، بجانب دورهم ذاك انصب اهتمامهم على تعلم اللغة العربية وتعليمها، ولقد كان للمعاهد الاستشراقية في الالمانيتين قبل الوحدة وفي الدول الناطقة بالالمانية كالنمسا وسويسرا وجانب كبير من هولندا او بلجيكا ولوكسمبورج وغيرها دور كبير في نشر اللغة العربية، وقل ان نجد مدينة كبرى في المانيا دون ان نرى مركزاً لتعليم اللغة العربية وبغض النظر عن المقاصد فإن ذلك اتجاه محمود.(1/2807)
خامساً: ترجمة الأدب العربي الى الالمانية، ففي ظل وجود حوالي مائة وخمسين مليوناً ينطقون بالالمانية او يجيدون قراءتها فإن ترجمة ادبنا العربي الى الالمانية تبدو مهمة، وقد قام بعض المستشرقين بهذا الدور الرائد وقد وصل الأدب العربي الى القارىء الالماني من خلالهم، وغدا نجيب محفوظ والغيطاني وجبران خليل جبران ومحمد شكري وغيرهم اسماء مشهورة في الاوساط الثقافية الالمانية، وربما يعيب هذا الاتجاه عدم وجود خطة للترجمة التي تخضع للانتقاء الشخصي والمزاج الشخصي ايضاً، بل ان بعضها لا يخلو من سوء القصد كترجمة الأدب الذي يتحدث عن اضطهاد المرأة بحيث تغدو أليفة رفعت، أديبة كجونتر جراس في المانيا، وتغدو كتابات الختان والأقليات والطعن في الاسلام هي الكتابات التي يتلقفها بعضهم للترجمة لا من الأدب العربي بل من غير العرب كما فعلوا بتسليمة نسرين التي ودوا ان يجعلوا منها سلمان رشدي الجديد لكنهم فشلوا وعادت الى ادراجها كسيرة.
* باحث وأكاديمي في جامعة الإمارات
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=165801
---
محمد الشعراوي
05-17-2005, 04:55 PM
شكرا لكم على هذه المعلومات القيمة.
وهنا لدي سؤال فقد لاحظت من أسماء المخطوطات التي حققها المستشرقون الألمان أن الغالب منها يصنف تحت قسم اللغة وحتى تناولهم للحديث فكان من نفس المنطلق حيث المعاجم معنية باللغة والألفاظ. وقد حققوا تاريخ بن جرير ولكن ما ذكرتم في رسالتكم فالغالب على تحقيقاتهم هي كتب اللغة فلماذا؟
---
أبو حسن الشامي
05-17-2005, 05:27 PM
أخي الفاضل ...
أنا مجرد ناقل للموضوع ...
---
(1/2808)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفروع في الفقه الحنبلي " للتحميل "
---
الفروع في الفقه الحنبلي " للتحميل "
---
مسك
11-02-2005, 08:24 AM
اسم الكتاب : الفروع في الفقه الحنبلي
اسم المؤلف : ابن مفلح الحنبلي
نبذة عن الكتاب :
يعد كتاب الفروع لابن مفلح من أفضل الكتب التي دونت أقوال العلماء في كثير من المسائل التي يتعرض لها الناس . والإمام يسرد المسائل على حسب الكتب والأبواب الفقهية بأسلوب سهل ورصين، ويتميز كتابه بأنه لم يهمل أقوال المذاهب الأخرى وخلافهم مع المذهب الحنبلي لأنه حنبلي المذهب، وهو يتعرض لها بنزاهة وأدب عال .
***** اضغط لتحميل الكتاب ***** (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=11&book=2137)
---
(1/2809)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل كتاب لطائف الإشارات فى فنون القراءات للقسطلانى مطبوع
---
هل كتاب لطائف الإشارات فى فنون القراءات للقسطلانى مطبوع
---
طه محمد عبدالرحمن
07-23-2006, 02:05 AM
السلام عليكم و رحمة الله .
إخوتى الكرام ..
هل كتاب لطائف الإشارات فى فنون القراءات للقسطلانى مطبوع كاملا ؟؟ و إذا كان كذلك فكيف يمكن الحصول عليه و هل يمكن شراؤه عبر النت ؟؟
أرجو الاجابة سريعا بارك الله فيكم .
---
مساعد الطيار
07-23-2006, 02:52 AM
الذي أعرفه انه لم يطبع كاملاً ، بل طبع منه جزء ، وهو تحت التحقيق في مجمع الملك فهد رحمه الله ، ويمكنك مراسلتهم للتعرف على ما وصلوا إليه بشأن الكتاب .
---
طه محمد عبدالرحمن
08-01-2006, 08:30 PM
جزاك الله خيرا و عذرا على التاخير .
كيف يمكن مراسلة المجمع بارك الله فيك .
---
خادمة القرآن
08-01-2006, 08:51 PM
هناك طبعة أخرى مصرية بتحقيق الشيخين : الشيخ عامر السيد عثمان ، و الدكتور عبد الصبور شاهين " المجلس العلى للشؤون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث الإسلام ، القاهرة 1392هـ . وصدر منه الجزء الأول فقط "
---
طه محمد عبدالرحمن
02-18-2007, 01:07 AM
بارك الله فيك الاخت خادمة القرءان ..
شيخ مساعد حفظكم الله هل من هواتف للمجمع أو ويب سايت أو إيميل ؟؟
---
نواف الحارثي
02-19-2007, 03:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذا هاتف المجمع :
048615600
وهذه تحويلة مدير إدارة العلاقات العامة 2999-1150 واسمه : صالح الحسين فلعله يفيدك .
---
نورة
02-23-2007, 05:04 AM
شكر الله سعيك أخي نواف
---
(1/2810)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل: (روضة التقرير في اختلاف القراءات بين الإرشاد والتيسير)، للديواني
---
حمل: (روضة التقرير في اختلاف القراءات بين الإرشاد والتيسير)، للديواني
---
نورة
03-21-2007, 03:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بيانات المخطوط:
عنوان المخطوط: روضة التقرير في اختلاف القراءات بين الإرشاد والتيسير
اسم المصنف: الديواني, علي بن محمد بن أبي سعد, أبو الحسن الواسطي
بداية النسخة:
نهاية النسخة:
عدد الأوراق: 17
عدد أسطر الورقة:
مصدر المخطوط: إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية بوزارة الأوقاف الكويتية: 282-2
ملاحظات: بخط مؤلفه
لتحميل المخطوط: اضغط هنا (http://wadod.com/open.php?cat=5&book=423)
---
طه محمد عبدالرحمن
03-21-2007, 03:23 PM
جزاك الله خيرا أختى الفاضلة ..
أظن أن هناك خطأ فى العنوان فابن الجزرى ذكره فى النشر باسم (روضة القرير) بدون التاء فليعلم هذا
و بارك الله فيك .
---
الجكني
03-21-2007, 05:24 PM
اللهم أعط أختي "نورة " سؤلها ،وحقق لها بغيتها ،ويسر لها أمرها ،وأسعدها في الدنيا والآخرة سعادة "حسية ومعنوية " كما أسعدت هي أهل "القراءات 0
أما أخي طه فاقول له :كذا جاء اسم المخطوط -التقرير - كما ذكرته الأخت "نورة " وقد وقفت على ذلك بنفسي على النسخة الخطية بالجامعة الإسلامية بالمدينة0
---
(1/2811)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مِنْ ؛ لبيان الجنس ، في نحو قوله تعالى : {مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا}
---
مِنْ ؛ لبيان الجنس ، في نحو قوله تعالى : {مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا}
---
مروان الظفيري
03-08-2007, 01:24 PM
مِنْ ؛ لبيان الجنس ، في نحو قوله تعالى : {مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا} :
في قوله تعالى :
{فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا }[البقرة: 61 ] .
مفعول ( يخرج ) ، محذوف ، و (من) : تبعيضية ، أي : (مأكولا مما تنبت) ، وهذا على مذهب سيبويه .
وقال الأخفش :
(من) : زائدة ، والتقدير : (ما تنبت) ، ومن : (بقلها) ، بدل من قوله :
(مما تنبت الأرض) ، على إعادة حرف الجر ، فمن على هذا التقدير ، تبعيضية ، مثل هي ، في : (مما تنبت) .
وأجاز المهدوي أيضا ، وابن عطية ، أن تكون :
(من) ، في قوله : (من بقلها) ؛ لبيان الجنس ، وعبر عنها المهدوب بأهل للتخصيص .
ثم اختلفوا ، فقال أبو البقاء :
موضعها نصب على الحال ، من الضمير المحذوف ، وتقديره : (مما تنبته الأرض ، كائنا من بقلها) ، وقدم ذكر هذا الوجه .
قال : ويجوز أن تكون بدلا من ( ما ) الأولى ، وذلك بإعادة حرف الجر ،
(انظر البحر المحيط ، لأبي حيان النحوي الأندلسي ).
ومن شواهد (من) هذه ، قول الأقيشر الأسدي :
أَفنى تِلادي وَما جَمَّعتُ مِن نَشَبٍ=قَرعُ القَواقيزِ أَفواهَ الأَباريقِ
(من نشب) هنا : متعلق بمحذوف حال من (ما) الموصولة .
---
منصور مهران
03-08-2007, 03:16 PM
نقل أخي الدكتور مروان عن البحر : قول الأخفش إن ( من) في الآية زائدة ،
ومذهب الأخفش جواز زيادة (من) في الإيجاب - كما في الآية -(1/2812)
وسيبويه لا يجيز زيادتها مطلقا ، فشرط زيادة (من) عنده بعد النفي خاصة ؛
وذلك بقصد التأكيد وإفادة العموم . والاستفهام كالنفي كما في آية ق :
( هل من مزيد )
وجمهور النحاة يشترطون ذلك وزيادة :
بأن تكون (من) مسبوقة بنفي أو نهي أو استفهام ب( هل ) خاصة .
وأن يكون مجرورها نكرة .
والشرط الأخير أن يكون مجرورها :
فاعلا : ( ما جاء من أحدٍ )
أو مفعولا : ( ما رأيت من رجلٍ )
أو مبتدأ : كما في قوله تعالى : ( وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها ) الأنعام / 59
هذا وبالله التوفيق .
---
عمار
03-08-2007, 08:51 PM
الأستاذ الفاضل / منصور مهران...
لعلكم أردتم أنّ مجرور "من" أتى فاعلا في قوله تعالى : " وما تسقط من ورقة إلا يعلمها "
ولعلكم أردتم - كمثالٍ على المبتدأ- قوله تعالى : " وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أممٌ أمثالكم " سورة الأنعام/ آية رقم :38
وفق الله الجميع ،،،
---
منصور مهران
03-09-2007, 01:12 AM
أخي عمار
أثابك الله
فقد أصبتَ التوجيه
ولك مني تحيتي وتقديري .
---
(1/2813)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رمي الجمار قبل الزوال بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة
---
رمي الجمار قبل الزوال بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة
---
الصبر الجميل
12-21-2006, 10:11 PM
رمي الجمار قبل الزوال بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي – اليمن – صنعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه إلى يوم الدين
وبعد :
فخلال عمل الفقير في إفتاء الحجيج وإرشادهم ( من خلال بعثة الحجة القطرية ) كان لا بد في كل عام من أن تواجهنا مشكلة الاختلاف في الرمي قبل الزوال , فيحتدم الخلاف بين العلماء وبين طلبة العلم بل وبين أصحاب حملات الحج والحجيج فذاك يجيز وذاك يمنع وقد وصل الحال في بعض الأحيان إلى التشنيع والتبديع
وهذا مقال موجز حول هذه المسألة كتبته بين يدي حج السنة الماضية وأحببت أن يكون بين يدي موسم حج هذا العام فأقول وبالله التوفيق : الرمي قبل الزوال له حالات :
الحالة الأولى : الرمي قبل الزوال في يوم العيد :
وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم حيث أجمعوا على جواز الرمي يوم العيد قبل الزوال بل أجمعوا على أن ذلك هو الأفضل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم
والحالة الثانية : الرمي قبل الزوال في اليوم الحادي عشر :
وقد اختلف أهل العلم في ذلك على قولين :
القول الأول : أن ذلك لا يجوز ولا يجزئ وعلى من رمى قبل الزوال أن يرمي بعده :
وهذا هو مذهب جمهور العلماء ( ) بل حكاه الماوردي إجماعا حيث قال : ( لا يجوز تقديم رمي يوم على زواله إجماعا ) ( ) .
ولكن هذا الإجماع لا يصح كما سيأتي , بل هذا القول هو ما عليه الجماهير وهو ما عليه المذاهب الأربعة : من حنفية ( ) ومالكية ( ) وشافعية ( ) وحنابلة ( )(1/2814)
القول الثاني : أن الرمي قبل الزوال جائز ومجزئ :
وهو رواية عن الإمام أبي حنيفة ( ) ورواية عن أبي يوسف ( ) وهو مذهب ابن عباس ( ) وابن الزبير ( ) وعكرمة ( ) وعطاء ( ) وطاووس ( ) وابن طاووس ( ) ومحمد الباقر ( )
وهو وجه في مذهب الشافعية قال به بعض الشافعية كإمام الحرمين والرافعي والإسنوي ( ) بل عده الشرواني مقابل الأصح في المذهب ( )
وهو قول لبعض الحنابلة كابن الجوزي ( ) وابن الزاغوني ( )
وأفتى به طائفة من المعاصرين ومنهم : الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود ( ) والدكتور يوسف القرضاوي ( ) والشيخ مصطفى الزرقا ( )
ووقت بدء الجواز عند أكثر القائلين بجوازه قبل الزوال هو من طلوع الشمس ، ومنهم من قال بجوازه من طلوع الفجر كالحنفية ومن قال بالجواز من الشافعية
الأدلة :
أولا أدلة الجمهور :
دليلهم الأحاديث الكثيرة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال وقد قال صلى الله عليه وسلم ( خذوا عني مناسككم ) ( )
قال النووي : دليلنا أنه صلى الله عليه وسلم رمى كما ذكرنا وقال صلى الله عليه وسلم لتأخذوا عني مناسككم ) ( )
ومن الأحاديث التي فيها أنه صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال :
- حديث جابر بن عبد الله عند مسلم( )
- وحديث ابن عباس عند الترمذي وابن ماجه ( )
- وحديث عائشة عند أبي داود ( )
- وحديث ابن عمر عند البخاري ( )
ثانيا : أدلة الآخرين : لهم أدلة منها :
1- قياس الأولى: فإن المشروع يوم العيد رمي جمرة واحدة ومع ذلك ترمى قبل الزوال , والمشروع في بقية الأيام رمي الجمار الثلاث فمن باب أولى ترمى قبل الزوال لأنه ينبغي توسيع وقت الرمي فيها لا تضييقه
2- قياس اليوم الحادي والثاني والثالث عشر على يوم العيد بجامع أن الكل أيام نحر وتشريق(1/2815)
3- قياس جواز الرمي قبل الزوال بجواز الرمي ليلا للرعاة والسقاة وذوي الحاجات بجامع الحاجة في كلٍ , والحاجة في هذه الأيام أشد للزحام الشديد الذي قد يؤدي إلى إزهاق الأنفس كما لا يخفى
4- قياس تقديم الرمي على التأخير حيث يجوز تأخير الرمي إلى اليوم التالي وإلى آخر التشريق , وأجيب عن الأقيسة السابقة بأن الأصل في هذا الباب التوقيف لا القياس قال الكاساني : ( وهذا باب لا يعرف بالقياس بل بالتوقيف ) ( ) ومع ذلك فالقياس مع الفارق فإن يوم العيد فيه أعمال كثيرة بخلاف أيام التشريق كما أن القياس إنما يكون عند عدم النص أما مع وجود النص فهو فاسد الاعتبار كما هو معلوم
5- حديث ابن عباس قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أيام منى فيقول لا حرج فسأله رجل فقال رميت بعدما أمسيت قال لا حرج ) ( ) فدل على أن وقت رمي الجمار مبني على العفو والمسامحة ورفع الحرج , وأجيب بأن ذلك في الرمي في المساء لا في الرمي قبل الزوال
6- حديث وبرة بن عبد الرحمن السلمي قال : سألت بن عمر رضي الله عنهما متى أرمي الجمار ؟ قال : إذا رمى إمامك فارمه ، فأعدت عليه المسألة ، قال : كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا ( ) وأجيب بأنه اجتهاد من ابن عمر رضي الله عنه كما اجتهد في ذلك ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم
7- أن في ذلك مصلحة للحجيج فهو من المصالح المطلقة والمرسلة في الشرع فيلحق بالمصالح المعتبرة , وأجيب بأن المصلحة المطلقة المرسلة إذا خالفت النص فهي من المصالح الملغاة لا المعتبرة
وأجيب عن أدلة الجمهور :
1- بأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم إنما يدل على الأفضلية لا الوجوب كما هو معلوم , وأجيب بأن الفعل هنا مقرون بقوله ( لتأخذوا عني مناسككم )(1/2816)
2- من استدل على المنع بفعله صلى الله عليه وسلم يلزمه أن يقول بمنع تأخير طواف الإفاضة عن يوم العيد لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم العيد وقد قال ( لتأخذوا عني مناسككم ) , وأجيب بأنه قد قام الدليل على جواز تأخير طواف الإفاضة عن يوم العيد ، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : حاضت صفية بنت حُيي بعدما أفاضت ، قالت : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحابستنا هي ؟ قلت : يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة ، قال : فلتنفر إذا ) كما أن الإجماع قائم على جواز تأخير الإفاضة عن يوم العيد والإجماع حجة قاطعة
3- أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم الرمي قبل الزوال لا يدل المنع فهو كترك الوقوف بعرفة بعد العشاء إلي طلوع الفجر مع أنه وقت للوقوف , وأجيب بأن الدليل قد دل على أن ما بعد العشاء إلى الفجر وقت للوقوف كما في حديث عروة بن مضرس مرفوعا ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع ، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً ، فقد تم حجة وقضى تفثه ) ( )
الحالة الثالثة : الرمي قبل الزوال في اليوم الثاني عشر يوم النفر الأول :
وقد اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال :
القول الأول : أن ذلك لا يجوز ولا يجزئ
وهو مذهب جمهور العلماء وعليه المذاهب الأربعة من حنفية ومالكية وشافعية وحنابلة كما تقدم النقل عنهم في الحالة الأولى
والقول الثاني : أن ذلك جائز ومجزئ :
وهو قول من سبق ذكرهم ممن يقولون بجواز ذلك في اليوم الحادي عشر , وهناك أيضا رواية عن الإمام أحمد بجواز الرمي والنفر في هذا اليوم قبل الزوال ( )
والقول الثالث : يجوز بشرط أن ينفر في نفس اليوم بعد الزوال :
وهو رواية عن الإمام أحمد ( ) وهو قول إسحاق وعكرمة ( )
والأدلة في هذه المسألة هي الأدلة نفسها في المسألة السابقة ودليل رواية أحمد هو الحاجة للنفر في ذلك اليوم دون اليوم السابق(1/2817)
الحالة الرابعة : الرمي قبل الزوال في اليوم الثالث عشر يوم النفر الثاني :
وقد اختلف أهل العلم في ذلك على أقوال :
القول الأول : أن ذلك لا يجوز ولا يجزئ :
وهو مذهب المالكية ( )والشافعية ( ) والحنابلة ( )وهو قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن وهو المعتمد في مذهب الحنفية ( )
والقول الثاني : أن ذلك جائز ومجزئ :
هو قول من سبق ذكرهم ممن يقولون بالجواز في اليوم الحادي عشر والثاني عشر , لكن يشار إلى أن للإمام أبي حنيفة هنا قولا واحدا فقط وهو الجواز ( ) بخلاف الأيام السابقة فهي رواية فقط
والقول الثالث :أن ذلك جائز لكن لا ينفر إلا بعد الزوال :
وهو رواية عن الإمام أحمد وهو قول إسحاق وعكرمة ( )
والأدلة في هذه المسألة هي الأدلة نفسها في المسائل السابقة , ودليل أبي حنيفة هو أنه عندما جاز إسقاط مبيت ليلة هذا اليوم ورميه تخفيفا فيجوز الرمي والنفر فيه قبل الزوال كذلك تخفيفا ( )
تتمة :
مذهب الشافعية أن أيام التشريق كاليوم الواحد في الرمي فيجوز تدارك رمي اليوم الأول في اليوم الثاني ورمي اليوم الأول والثاني في اليوم الثالث , وإذا رمى على سبيل التدارك جاز له الرمي قبل الزوال قال النووي في المجموع ( ) ( ويجوز تقديم رمي يوم التدارك على الزوال ) اه
وقد طُرحت هذه المسألة في عدة مؤلفات فمنها :
- رمي الجمرات وما يتعلق به من أحكام للدكتور شرف بن علي الشريف
- بحث اللجنة الدائمة المنشور في مجلة البحوث الإسلامية ، العدد الخامس
- رسالة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود ضمن مجموع رسائله
- رد ا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ضمن مجموع رسائله
- لكن أحسن وأشمل من تطرق لهذه المسألة فيما وقفت عليه هو أخونا وزميلنا الشيخ علي محمد ونيس في رسالته تحقيق المقال في رمي الجمار قبل الزوال وقد استفدت منها في مقالي هذا كثيرا
وعلى العموم :(1/2818)
فالمسألة مما يسوغ فيه الخلاف فلا ينكر فيها على المخالف خصوصا إذا دعت إلى الأخذ بقوله الحاجة والمشقة , فمن كان أهلا للاجتهاد والترجيح فليأخذ بما ترجح عنده ومن لم يكن أهلا لذلك فإن كان له مذهب فليأخذ بمذهبه وإن لم يكن له مذهب فليسأل من يثق بدينه وعلمه ويأخذ بفتواه كما قال تعالى ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
لكن الأحوط قطعا هو الأخذ بمذهب الجمهور , وإذا تحرى الحاج الوقت المناسب فلن يجد الزحام إن شاء الله
كما ننصح الحجيج بتنظيم أنفسهم واتباع إرشادات الجهات المختصة , كما ننصح الجهات المختصة بالاهتمام بتطوير منى والجمرات وما من شأنه تسهيل الرمي والمناسك على الحجيج , وقد سمعنا عن مشاريع طوابق الجمرات وقطارات الأنفاق سهل الله تنفيذها , ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن - صنعاء
Email : afattah31@hotmail.com
وهذه هي الهوامش ما أدري لماذا لم تظهر في الصفحة السابقة
1- الاستذكار لابن عبد البر 13 / 214
2- مرقاة المفاتيح لملا علي القاري 5 / 513
3- بدائع الصنائع للكاساني 2/ 324
4- شرح الدردير بحاشية الدسوقي 2 / 275
5- المجموع للنووي 7 / 211 ومغني المحتاج للشربيني 2 / 276
6- المغني لابن قدامة 5 / 328 والفروع لابن مفلح 3 / 382 والإنصاف للمرداوي 4 / 45
7- بدائع الصنائع للكاساني 2/ 324 وفتح القدير 2 / 185 ومجمع الأنهر 1/ 281
8-إرشاد الساري 161
9- مصنف ابن أبي شيبة 3/ 319 ونصب الراية 3 / 175
11- أخبار مكة للفاكهي 4 / 298
12- الحاوي للماوردي 4 / 194(1/2819)
13- لكن في القرى لقاصد أم القرى 524 : ( وقال عطاء : رمي الجمار بعد الزوال ، فإن رمى قبل الزوال بجهالة أجزأه ) اه فهو عنده للجاهل , وروى ابن أبي شيبة 3/319 : عن ابن جريج ، قال سمعت عطاء يقول : ( لا ترمي الجمرة حتى تزول الشمس ، فعاودته في ذلك ، فقال ذلك ) اه فهذا قول منه بالمنع ولا نعلم أي أقواله هو الأخير حتى ننسبه إليه , وهنا تظهر ميزة المذاهب الأربعة حيث إن الأصحاب في كل مذهب تتبعوا المتعارض من أقوال الإمام وعلموا المتأخر من المتقدم بخلاف غير الأربعة حيث ليس لهم أصحاب يهتمون بذلك
14- فتح الباري 3 / 678
15- مصنف ابن أبي شيبة / 3 / 319
16- الاستذكار لأبن عبد البر 13 / 215 وبداية المجتهد 3 / 352
17- تحفة المحتاج 4 / 138
18- حاشية الشرواني على تحفة المحتاج 4 / 138
19-الفروع لابن مفلح 3 / 382 والإنصاف للمرداوي 4 / 45
20- ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1 / 182 والإنصاف للمردودي 4 / 45
21-مجموع رسائل الشيخ عبد الله آل محمود 3 / 186 و 1 / 11
22- راجع مائة سؤال عن الحج والعمرة /92 / ، وكتاب فتاوى معاصرة / ج 3 / .
23ـ فتاوى الشيخ مصطفى الزرقا 196
24-صحيح مسلم 2/943
25-شرح النووي على مسلم 9 / 41
26- صحيح مسلم 3 / 677
27-سنن الترمذي 3/243 وسنن ابن ماجه 2/1014
28-سنن أبي داود 2/201
29-البخاري مع الفتح 3 / 677
30- بدائع الصنائع 2 / 324
31-رواه النسائي في الكبرى 2/438 وهو في البخاري2/615 دون ( أيام منى )
32-رواه البخاري 3 / 677 مع الفتح
33-رواه الترمذي 3/238
34-الفروع لابن مفلح 3 /519 والإنصاف للمرداوي 4 / 45
35-الفروع لابن مفلح 3 / 382
36-المغني لابن قدامة 5 / 328
37-حاشية الدسوقي على شرح الدردير 2/275
38- المجموع للنووي 7 / 211
39-المغني لابن قدامة 5/ 328
40-الهداية للمرغناني1 / 149
41-العناية على الهداية للبابرتي 2 / 499
42-المغني لابن قدامة 5 / 328 وشرح الزركشي على الخرقي 3 /279(1/2820)
43-الهداية للميرغيناني 1 / 149 المبسوط للسرخسي 4/69
44-المجموع 8/170
منقول
---
المنهوم
12-22-2006, 02:38 PM
بارك الله في الشيخ على هذا البحث الجميل ونفع بعلمه
---
الصبر الجميل
12-22-2006, 02:48 PM
آمين بارك الله به وبنا وبكم
---
محمدغراب
12-23-2006, 11:55 PM
احسنت اخى بحث قيم جزاك الله خيرا ونفع بك وجعله فى صحيفة حسناتك آمين
---
الصبر الجميل
12-25-2006, 01:07 PM
وإياكم اخي الكريم
---
(1/2821)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > {وأنا أول المسلمين}.. لم لا نفهما على ظاهرها؟؟
---
{وأنا أول المسلمين}.. لم لا نفهما على ظاهرها؟؟
---
الشيخ أبو أحمد
02-06-2004, 11:54 PM
نعم.. لم لا نفهمها على ظاهرها....
فالمفسرون جزاهم الله خيرا على تأويلها أنه الاول في أمته.... فما الجديد إذا, فغالب النبيين كذلك, فلم تخصص الآية لمحمد عليه الصلاة والسلام بلا منازع؟؟؟
حتى أن آية يونس في حق نوح {وأمرت أن أكون (من) المسلمين}, فكان مقبولا أو متوقعا أن تكون هذه الصفة في حق نوح إن لم تكن لآدم.... فأن تخصص للنبي فأمر فيه نظر.....
ولو جاءنا من يقول: إن النبي عليه الصلاة والسلام هو أول من أسلم (إطلاقا) لكان دليله معه, وللزمنا نحن البدل!.
خاصة وأن النبيين كلهم على "لا إله إلا الله محمد رسول الله"... فهو بالظاهر في أول الاسلام, وفي ظاهر النص أول من أسلم!!...
فما يقول أحبتنا وكبراؤنا؟؟
---
داود عيسى
02-20-2004, 12:01 AM
بارك الله فيك يا شيخ أبوأحمد على هذا التدبر.....
وأقول أين ذهب رأي أحبتنا في هذا الموضوع وأخص بالذكر ألعبيدى
وأسأل أخي ألعبيدى
هل هذا الموضوع تصنفه أيضا تحت عنوان (ما لا فائدة فيه)؟
مع إحترامي للجميع في هذا المنتدى أظن بأن هذا الموضوع من أقوى المواضيع التي طرحت علينا
ولكن للأسف فإن أعضاء هذا المنتدى نبذوه وراء ظهورهم.
---
أخوكم
02-21-2004, 09:32 PM
الأخ الجديد " داود عيسى " حفظه الله
قلت عن الموضوع : " ...أعضاء هذا المنتدى نبذوه وراء ظهورهم ... "
أخي الكريم عفا الله عنك لم يكن لهذا الكلام كبير داع ، بل تركه أولى لأنه سيفرق أكثر مما يجمع
وإن كنا فعلا نريد تدبر كلام الله فلنتدبر المحكم مثل قوله سبحانه :
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم
عسى الله أن يغفر لي ولك ولكل الأعضاء(1/2822)
الأخ " الشيخ أبو أحمد " حفظه الله
ما رأيك بقول موسى عليه السلام : وأنا أول المؤمنين
؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-21-2004, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الطحاوي رحمه الله في مشكل الآثار : في شرحه لحديث الاستفتاح في صحيح مسلم الذي فيه ( ..وأنا أول المسلمين ) : ( قال أبو جعفر فقال قائل كيف تقبلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أضيف إليه من قوله في هذا الحديث وأنا أول المسلمين وقد كان قبله صلى الله عليه وسلم مسلمون من الأنبياء صلوات الله عليهم الذين كانوا من قبله وممن سواهم . فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه ، أن قوله وأنا أول المسلمين يريد به أنه أول المسلمين من القرن الذي بعث فيهم ، وبذلك أمره ربه عز وجل بقوله { إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } ومثل ذلك قول موسى صلى الله عليه وسلم لما أفاق من صعقته حين سأل ربه عز وجل أن يريه أن ينظر إليه من قوله { فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } يعني بذلك المؤمنين الذين آمنوا به وقد كان قبله صلى الله عليه وسلم أنبياء مؤمنون صلوات الله عليهم وغير أنبياء ممن كان آمن بما جاءتهم به الأنبياء ، والله نسأله التوفيق . )
وللطاهر ابن عاشور كلام جيد حول معنى الأولية ذكره في عدة مواضع ، ومنها قوله عند تفسيره لآية الأنعام : ( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ..) رقم 14 : ( ويجوز أن يكون الأول كناية عن الأقوى والأمكن في الإسلام، لأنّ الأول في كلّ عمل هو الأحرص عليه والأعلق به،فالأوليّة تستلزم الحرص والقوة في العمل، كما حكى الله تعالى عن موسى قوله:{ وأنا أول المؤمنين }(الأعراف: 143). فإنّ كونه أوّلهم معلوم وإنّما أراد: أنّي الآن بعد الصعقة أقوى الناس إيماناً. وفي الحديث: نحن الآخرون الأولون يوم القيامة . وقد تقدّم شيءمن هذا عند قوله تعالى:{ ولا تكونوا أول كافر به })(1/2823)
وقال عند تفسيره للآية المسؤول عنها في آخر الأنعام : ( وقوله: {وأنا أول المسلمين} مثل قوله: {وبذلك أمرت} خبر مستعمل في معناه الكنائي، وهو لازم معناه، يعني قبول الإسلام والثّبات عليه والاغتباط به، لأنّ من أحبّ شيئاً أسرع إليه فجاءه أوّل النّاس، وهذا بمنزلة فعل السبق إذ يطلق في كلامهم على التمكّن والترجّح، كما قال النّابغة
سَبَقْتَ الرّجالَ الباهشين إلى العلا كسَبْق الجواد اصطادَ قبل الطوارد
لا يريد أنّه كان في المعالي أقدم من غيره لأنّ في أهل المعالي من هوأكبر منه سِنّاً، ومن نال العلا قبل أن يولد الممدوح، ولكنّه أراد أنّه تمكّن من نوال العلا وأصبح الحائز له والثّابت عليه. وفي الحديث: نحن الآخِرون السّابقون يوم القيامة .
وهذا المعنى تأييس للمشركين من الطّمع في التّنازل لهم في دينهم ولو أقَلّ تنازلٍ. ومن استعمال (أوّل) في مثل هذا قوله تعالى:{ ولا تكونوا أول كافر به } كما تقدّم في سورة البقرة(41).
وليس المراد معناه الصّريحَ لقلّة جدوى الخبر بذلك، لأنّ كلّ داع إلى شيء فهوأوّل أصحابه لا محالة، فماذا يفيد ذلك الأعداء والأتباعَ ، فإن أريد بالمسلمين الذين اتَّبعوا حقيقة الإسلام بمعنى إسلام الوجه إلىالله تعالى لم يستقم، لأنّ إبراهيم عليه السّلام كان مسلماً وكان بنوه مسلمين، كما حكى الله عنهم إذ قال إبراهيمعليه السّلام:
{ فلا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون } (البقرة: 132) وكذلك أبناء يعقوب كانوا مسلمين إذ قالوا: { ونحن له مسلمون } (البقرة: 136). )
تذييل
أقول : كلام الطاهر ابن عاشور وجيه ، ولعله يجد قبولاً عند الشيخ أبي أحمد وفقه الله .(1/2824)
وأما قوله : ( وليس المراد معناه الصّريحَ لقلّة جدوى الخبر بذلك، لأنّ كلّ داع إلى شيء فهوأوّل أصحابه لا محالة ) فليس على إطلاقه ؛ فقد يكون من فائدة ذلك حث من سلك طريق الأنبياء في الدعوة إلى الله أن يكون أول المعتقدين لما يدعو إليه ، وأول الممتثلين لما يأمر به حتى تلقى دعوته القبول ، ويكون صادقاً في دعوته ، وحتى لا يكون من الذين يقولون ما لا يفعلون .
فما تعليق الشيخ أبي أحمد على ذلك ؟ وما تعليقه كذلك على تعليق الأخ داود عيسى ؟!
---
داود عيسى
02-22-2004, 01:45 AM
حياك الله يا أخونا في الله وأسأل الله أن يجمعنا عند حوض نبيه محمد صلى الله عليه وسلم....
والله يا أخي ما قصدت إلا أن أقول أن هكذا موضوع لا ينبغي لنا أن نتركه هكذا دون معرفة إن كان ما يقوله
الشيخ أيوأحمد في هذه الاية (وأنا أول المسلمين )عن رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
هل هو قول صحيح أم هو فهم خاطئ ؟
هذا توضيح لردي السابق في هذا الموضوع .
أخوكم في الله ألعضو الجديد داود عيسى.
---
الشيخ أبو أحمد
02-27-2004, 09:43 PM
الاخ ابو مجاهد..
شهد الله اني احبك فيه..
وابتداءا.. وبخصوص اخينا داود عيسى, فأنا قد صدقتك فيه, بأني لا أعرفه, ولو أني أقدر له وفاقه وألفته...
أما ما ذكرته من رأي السادة العلماء, فأوجهه الذي "استوجهته" أنت, ولو أني على "إحساس" أن القول بالظاهر له وجاهته أيضا, ولا يردّه إلا "الظن" بأنه لا يستقيم ولا يستوي, قياسا على منطق الناس وقدراتهم, فيما لو قيس المراد والفهم إلى قدرة الله وأمره, في خلق الزمان والمكان, والابتدا والانتهاء, لانتفى المانع كله... {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}..(1/2825)
وأما استدلال من استدل بآية موسى في الاعراف, ففرق بينها وبين التي نريدها, إذ التي في حق النبي محمد عليه الصلاة والسلام, فهي (قول) من الله و(أمر) الى رسوله, فالنبي لم يقلها من تلقاء نفسه, بل هو "مأمور" بها, استفرادا وحصرا, فيما كان قول موسى (قوله هو) عن نفسه, لم يتول الله القول به ولا الامر, وشتان بين قول موسى وقول الله وأمره, فقول الله حجة ودين, وقول موسى قول نبي عن نفسه..
ما زلت أرى للآية موقعا عظيما يرجع إلى (أول) تقرير الحكمة التي يبني الله عليها سماءه وأرضه, ويخلق المؤمن والكافر....
ومازال "استفراد" النبي الخاتم بها, وحصرها عليه نصا, دون أن تذكر لغيره... لمدعاة للوقوف عندها اكثر!.
ولعل الله يأذن لنا بالقول بما ينفعنا وينفع الناس, فنحن بلا شك لم نبلغ فهم (الحكمة) التي بدأها الله الحكيم..
---
أخوكم
02-29-2004, 02:06 PM
الأخ " الشيخ أبو أحمد " حفظه الله وجنبه كل سوء
قلت ما نصه : ( ... فيما كان قول موسى (قوله هو) عن نفسه, لم يتول الله القول به ولا الامر, وشتان بين قول موسى وقول الله وأمره, فقول الله حجة ودين, وقول موسى قول نبي عن نفسه ... ) اهـ
إذن ... هل نعد قول موسى عليه السلام خطئا عندما قال " وأنا أول المؤمنين "
لأنه سيتعارض مع " ما فهمتَه " من قول الله لنبيه عليه السلام " وأنا أول المسلمين "
؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-29-2004, 05:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً - وجدت في تفسير الرازي ما يؤيد ما ذكرته من فوائد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكون أول المسلمين فقد ذكر أن من فوائد ذلك :
( الفائدة الأولى كأنه يقول إني لست من الملوك الجبابرة الذين يأمرون الناس بأشياء وهم لا يفعلون ذلك بل كل ما أمرتكم به فأنا أول الناس شروعا فيه وأكثرهم مداومة عليه) إلى أن قال :(1/2826)
(الفائدة الثالثة في قوله وأمرت لان أكون أول المسلمين التنبيه على كونه رسولا من عند الله واجب الطاعة لأن أول المسلمين في شرائع الله لا يمكن أن يكون إلا رسول الله لأن أول من يعرف تلك الشرائع والتكاليف هو الرسول المبلغ ) .
وفي تفسير أبي السعود : ( وقوله تعالى ( وأنا أول المسلمين ) لبيان مسارعته عليه السلام إلى الامتثال بما أمر به وأن ما أمر به ليس من خصائصه عليه السلام بل الكل مأمورون به ويقتدي به عليه السلام من أسلم منهم ) .
وفي مفردات الراغب ما نصه : ( وقوله تعالى ( وأنا أول المسلمين ) (وأنا أول المؤمنين ) فمعناه أنا المقتدى بي في الإسلام والإيمان ،وقال تعالى ( ولا تكونوا أول كافر به ) أي لا تكونوا ممن يقتدى بكم في الكفر ).
ثانياً : في كلام الشيخ أبي أحمد شيء من الغموض ، فإن كان يقصد أنه أول من أسلم من الخلق ؛ فهذا قد أشار إليه بعض المفسرين ، وهذا يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون ذلك عند أخذ الميثاق على الخلق . ذكره السمرقندي في تفسيره .
الثاني : أن يكون هو أول الخلق ، أي أنه أول من خلق الله ، وقد ذكر هذا القول الشوكاني في تفسيره بقوله :( أي أول مسلمي أمته وقيل أول المسلمين أجمعين لأنه وإن كان متأخرا فى الرسالة فهو أولهم فى الخلق ومنه قوله تعالى ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) الآية والأول أولى .)
والاحتمال الثاني يدل عليه حديث غير ثابت ذكره بعض أهل العلم وهو : (أنا أول النبيين خلقاً وآخرهم بعثاً). وفي لفظ : (إن الله خلقني قبل النبيين وبعثني بعدهم فبدأ بي قبلهم)، ذكره بعض أهل العلم بمعنى قريب منه (انظر تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير 3/470) .
وهذه دراسة موسعة عن هذا الحديث وما يدل عليه على هذا الرابط (http://new.meshkat.net/contents.php?catid=5&artid=5019)(1/2827)
ومما ذكره صاحب هذا البحث : ( ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مخلوقاً بجسده وروحه, موجوداً قبل ولادته فضلاً عن خلق الخلائق، ولو قاله لرد ولعازه الدليل الصحيح، بل الأدلة على خلاف هذا، وليس في ذلك نقص من مقامه-صلى الله عليه وسلم- كما أنه ليس لمن خلق أولاً فضل على من بعده لمجرد هذا. ) .
---
الشيخ أبو أحمد
02-29-2004, 10:24 PM
الاخ ابو مجاهد... رفعه الله.. ونفع به... وشكر له..
لم أزد على إحسان الظن بالله ورسوله, ولم آت بجديد, فالآية لها ظاهر قوي محتمل, ومن حمله على اقتدار الله في الزمان والمكان, فقد بلغ المقصد, فإن الله لا يعجزه شيء, فلله -إن شاء- أن يسلم محمد أول من أسلم... فهذا نص لمليك مقتدر...
اللهم اغفر لي زلتي...
---
(1/2828)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > من أسباب تعليق وتهنيق الحاسوب
---
من أسباب تعليق وتهنيق الحاسوب
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 02:42 PM
من اهم الاسباب المتعلقة بالهاردوير هي مروحة المعالج - البروسيسور - , فالمروحة ذات اهمية كبيرة جدا جدا و عملها من دونه يؤثر سلبا على الجهازو عادة عند تلف المروحة او عدم عملها بالشكل المطلوب ترتفع درجة حرارة المعالج و تصل الى حد يفصل فيها المعالج اوتوماتيكيا و لا يعمل اي لا يستقبل اي شيء و لا يعالج المعلومات لذا يعلق الجهاز و لن تستطيع تحريك حتى الماوس , عندها افتح الغطاء و كن حذراً من الكهرباء و ينصح بفتح الغطاء قبل التشغيل و انظر لمروحة المعالج اتعمل بالشكل المطلوب .؟ اهي طبيعية؟اذا شككت في امرها ,تستطيع استبدالها
سبب سوفت واير : البرامج الضعيفة, فهناك برامج تم برمجتها بطريقة ضعيفة تسبب تعارضا مع ملفات الويندوز فمثلا عند تشغيلها تأخذ مساحة في الرام - الذاكرة- , و عند القيام باغلاق البرنامج المساحة المأخوذة من الذاكرة لا تتحرر بل تظل محجوزة و عند القيام بتشغيل غيرها من البرامج تضعف موارد الويندوز و تسبب شل و تعليق الجهاز, هناك برامج مخصصة منتشرة عبر الانترنت لقياس الذاكرة مباشرة و التأكد من هذا الاحتمال
---
(1/2829)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) أي : في الآخرة لا في الدنيا .
---
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) أي : في الآخرة لا في الدنيا .
---
المسيطير
06-23-2006, 02:36 PM
كنتُ أقرأ في تفسير سورة الغاشية من جزء ( عم ) للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى ، فوقعت على هذه الفائدة - وكنت أجهلُها - ، حيث كنت إذا نظرت إلى بعض أهل الكفر من اليهود والنصارى وأهل البدع المكفرة تذكرتُ هذه الآية ، فعندما قرأت تفسيرها أحببت نقلها لكم :
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسير جزء ( عم ) ص176 ما نصه :
( ثم قسم الله سبحانه وتعالى الناس في هذا اليوم إلى قسمين فقال :
{وجوه يومئذ خاشعة} {خاشعة} أي ذليلة كما قال الله تعالى : {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي} [الشورى: 45]. فمعنى خاشعة يعني ذليلة .
{عاملة ناصبة} عاملة عملاً يكون به النصب وهو التعب .
قال العلماء : وذلك أنهم يكلفون يوم القيامة بجر السلاسل والأغلال ، والخوض في نار جهنم ، كما يخوض الرجل في الوحل ، فهي عاملة تعبة من العمل الذي تكلف به يوم القيامة ؛ لأنه عمل عذاب وعقاب ، وليس المعنى كما قال بعضهم أن المراد بها : الكفار الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، وذلك لأن الله قيد هذا بقوله : {وجوه يومئذ} أي يومئذ تأتي الغاشية ، وهذا لا يكون إلا يوم القيامة . إذن فهي عاملة ناصبة بما تكلف به من جر السلاسل والأغلال ، والخوض في نار جهنم أعاذنا الله منها .
ثم اطلعتُ على ما ذكره الإمام الطبري رحمه الله تعالى فوجدته يقول بهذا القول :
وقوله : { وجوه يومئذ خاشعة } يقول تعالى ذكره : وجوه يومئذ , وهي وجوه أهل الكفر به . خاشعة : يقول : ذليلة .(1/2830)
ذكر من قال ذلك :
28668 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وجوه يومئذ خاشعة } : أي ذليلة .
28669 -حدثنا ابن عبد الأعلى , قال : ثنا ابن ثور , عن معمر , عن قتادة , في قوله : { خاشعة } قال : خاشعة في النار .
( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ )
وقوله : { عاملة } يعني : عاملة في النار .
وقوله : { ناصبة } يقول : ناصبة فيها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
28670- حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس { عاملة ناصبة } فإنها تعمل وتنصب في النار .
28671 - حدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , عن أبي رجاء , قال : سمعت الحسن , قرأ : { عاملة ناصبة } قال : لم تعمل لله في الدنيا , فأعملها في النار .
28672 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { عاملة ناصبة } تكبرت في الدنيا عن طاعة الله , فأعملها وأنصبها في النار .
*- حدثنا ابن عبد الأعلى , قال : ثنا ابن ثور , عن معمر , عن قتادة , في قوله : { عاملة ناصبة } قال : عاملة ناصبة في النار .28673 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد , في قوله : { عاملة ناصبة } قال : لا أحد أنصب ولا أشد من أهل النار ) أ.هـ.
وقد يكون هناك من المفسرين من يرى خلاف ذلك ، لكن أحببتُ نقل رأي الإمام الطبري والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله للفائدة .
---
محمود الشنقيطي
06-23-2006, 06:35 PM
أحسن الله إليك يا أخي فالأمر كما توقعت فهناك من المفسرين من يرى خلاف نقلك عن الشيخين رحمهما الله كابن كثير والقرطبي والبغوي وغيرهم من المفسرين رحم الله الجميع
قال ابن كثير رحمه الله تعالى عند هذه الآية:
(قوله تعالى{عاملةٌ ناصبةٌ}أي: قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه ,وصليت يوم القيامة ناراً حاميةً.(1/2831)
قال الحافظ أبو بكر البرقاني:حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا هارون بن عبدالله حدثنا سيار حدثنا جعفر قال:سمعت أبا عمران الجوني يقول: مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدير راهب, قال: فناداه ياراهب فأشرفَ قال: فجعل عمر ينظر إليه ويبكي ,فقيل له : يا أمير المؤمنين ما يبكيكمن هذا؟ قال:ذكرت قول الله عزوجل في كتابه(عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية)فذاك الذي أبكاني.)
ويقول القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى{ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون}:فبعض الآية في الآخرة وبعضها في الدنيا , ونظيرها {وجوه يومئذ خاشعة} فهذا في الآخرة ,{عاملة ناصبة} في الدنيا).
ويقول -رحمه الله -في الغاشية:ثم قال:{عاملة ناصبة} فهذا في الدنيا لأن الآخرة ليست دارَ عمل , فالمعنى:عاملة ناصبة في الدنيا , خاشعة في الآخرة.)
---
المسيطير
06-23-2006, 10:14 PM
جزاك الله خيرا .
نقل الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله تعالى في مللتقى أهل الحديث هذا النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من مجموع الفتاوى ( 16 / 217- 220) :
قال شيخ الإسلام :
قوله ( هل أتاك حديث الغاشية . و جوه يومئذ خاشعة . عاملة ناصبة . تصلى نارا حامية . تسقى من عين آنية ) فيها قولان :
أحدهما :
أن المعنى : و جوه في الدنيا خاشعة ، عاملة ناصبة ، تصلى يوم القيامة نارا حامية ، و يعنى بها :
عبَّاد الكفار كالرهبان و عباد البدود ، و ربما تؤولت في أهل البدع كالخوارج .
القول الثاني :
أن المعنى : أنها يوم القيامة تخشع أي : تذل و تعمل و تنصب .
قلت : هذا هو الحق ، لوجوه :
أحدها :(1/2832)
أنه على هذا التقدير يتعلق الظرف بما يليه أي و جوه يوم الغاشية خاشعة عاملة ناصبة صالية و على الأول لا يتعلق إلا بقوله ( تصلى ) و يكون قوله ( خاشعة ) صفة للوجوه قد فصل بين الصفة و الموصوف بأجنبى متعلق بصفة أخرى متأخرة ، و التقدير : و جوه خاشعة ، عاملة ناصبة ، يومئذ تصلى نارا حامية ، و التقديم و التأخير على خلاف الأصل ، فالأصل : إقرار الكلام على نظمه و ترتيبه لا تغيير ترتيبه .
ثم إنما يجوز فيه التقديم و التأخير مع القرينة أما مع اللبس فلا يجوز لأنه يلتبس على المخاطب و معلوم أنه ليس هنا قرينة تدل على التقديم و التأخير بل القرينة تدل على خلاف ذلك فإرادة التقديم و التأخير بمثل هذا الخطاب خلاف البيان و أمر المخاطب بفهمه تكليف لما لا يطاق .
الوجه الثاني :
أن الله قد ذكر و جوه الأشقياء و وجوه السعداء فى السورة فقال بعد ذلك و جوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية و معلوم أنه إنما و صفها بالنعمة يوم القيامة لا فى الدنيا إذ هذا ليس بمدح فالواجب تشابه الكلام و تناظر القسمين لا إختلافهما و حينئذ فيكون الأشقياء و صفت و جوههم بحالها فى الآخرة .
الثالث :
أن نظير هذا التقسيم قوله ( و جوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة . و وجوه يومئذ باسرة . تظن أن يفعل بها فاقرة ) و قوله ( و جوه يومئذ مسفرة . ضاحكة مستبشرة . و وجوه يومئذ عليها غبرة . ترهقها قترة . أولئك هم الكفرة الفجرة )
و هذا كله و صف للوجوه لحالها فى الآخرة لا فى الدنيا .
الرابع :
أن و صف الوجوه بالأعمال ليس فى القرآن و إنما فى القرآن ذكر العلامة كقوله ( سيماهم فى وجوههم ) و قوله ( و لو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) و قوله ( تعرف في و جوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا )
و ذلك لأن العمل و النصب ليس قائما بالوجوه فقط بخلاف السيما و العلامة .
الخامس :(1/2833)
أن قوله ( خاشعة . عاملة ناصبة ) لو جعل صفة لهم فىالدنيا لم يكن فى هذا اللفظ ذم فإن هذا إلى المدح أقرب و غايته أنه و صف مشترك بين عباد المؤمنين و عباد الكفار و الذم لا يكون بالوصف المشترك و لو أريد المختص لقيل خاشعة للأوثان مثلا عاملة لغير الله ناصبة فى طاعة الشيطان و ليس فى الكلام ما يقتضي كون هذا الوصف مختصا بالكفار و لا كونه مذموما و ليس فى القرآن ذم لهذا الوصف مطلقا و لا و عيد عليه فحمله على هذا المعنى خروج عن الخطاب المعروف فى القرآن .
السادس :
أن هذا الوصف مختص ببعض الكفار و لا موجب للتخصيص فإن الذين لا يتعبدون من الكفار أكثر وعقوبة فساقهم فى دينهم أشد فىالدنيا و الآخرة فإن من كف منهم عن المحرمات المتفق عليها و أدى الواجبات المتفق عليها لم تكن عقوبته كعقوبة الذين يدعون مع الله إلها آخر و يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق و يزنون فإذا كان الكفر و العذاب على هذا التقدير فىالقسم المتروك أكثر و أكبر كان هذا التخصيص عكس الواجب .
السابع :
أن هذا الخطاب فيه تنفير عن العبادة و النسك إبتداء ثم إذا قيد ذلك بعبادة الكفار و المبتدعة و ليس فى الخطاب تقييد كان هذا سعيا فى إصلاح الخطاب بما لم يذكر فيه )أ.هـ .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2006, 06:12 AM
ورجح السعدي أن ذلك في الآخرة فقال : ( { عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.(1/2834)
ويحتمل أن المراد [بقوله:] { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، فلا يدل عليه سياق الكلام، بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه قيده بالظرف، وهو يوم القيامة، ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها ؛ ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا.)
---
المسيطير
10-09-2006, 01:35 AM
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء .
---
(1/2835)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط 2
---
موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط 2
---
موراني
06-25-2004, 03:05 PM
لكي أعود الى الموضوع الأصلي
أود أن الخّص قول الشكوكيين بين المستشرقين المعاصرين حول تحديد الزمني لنشأة
كتب التفسير لابن وهب التي بين يدينا في المكتبة العتيقة بخط يد عبد الله بن مسرور التجيبي ( ت 346 بالقيروان) .
يقول هؤلاء الشكوكيين ان هذه الأجزاء للتفسير ترجع الى أواخر القرن الثالث الهجري وذلك لأن ناسخ قد نسخه لنفسه في عام 290 الهجري في حلقة شيخه عيسى بن مسكين . أما نسبة الكتاب الى ابن وهب فهي موضوع الشك لديهم فسيأتي بيان ذلك فيما بعد .
مما لا شك فيه أن الناسخ قد اعتمد على نسختين للتفسير ابن وهب وذلك ليس عند مقابلته لهما فقط بل عند نسخ الأجزاء في آن واحد .
النسخة الأولى : نسخة سحنون بن سعيد ( ت 240 ) أخذها من ابن وهب مباشرة أثناء رحلته الى المشرق وأثناْ اقامته في فسطاط قبل عودته الى القيروان عام 191 تقريبا .
النسخة الثانية : نسخة عيسى بن مسكين ( ت 295 ) أخذها من أصحاب ابن وهب بمصر بروايتهم وبالاجازة كما يتبين ذلك من ترجمته .
أما الناسخ فانه يحيل على هاتين النسختين في كل من الهامش في المخطوط وفي أخره بقوله : قابلته بكتاب سحنون ....
قابلت بكتاب سحنون هذه النصف ......
وفي كتاب عيسى......... الخ .
الشكوكيين لا يلتفتون انظارهم الى هذه الملحوظات الهامة ولا الى المقابلة في آخر الكتاب بل يعتبرونها أسانيد لرواية الكتاب ومن هنا يشكون في صحتها!
أو بأخرى : هذه الطائفة من الشكوكيين تتجاهل الاحالات على النسختين المذكورتين كما تتجاهل المقابلة أيضا تجاهلا تاما لم أقف على السبب لذلك حتى اليوم ....(1/2836)
وفي الرد على رأي هؤلاء المشتسرقين وزملاء الكرام أبرزت بعضا من الظواهر الهامة في هذه الأجزاء التي كتبها عبد الله بن مسرور لنفسه (يذكر التملك بخط يده على وجه الورقة الأولى قائلا : لعبد الله بن مسرور ) .
وليست هذه الظواهر ألا مجرد أخطاء وقع فيها الناسخ أثناء نسخه هذه الأجزاء التي بين يدينا اليوم . وهذا الخطأ قد يكون معروفا لدى الجميع ( ما عدا تلك الطائفة من الشكوكيين !) وهو يسمى أحيانا بانتقال النظر في القراءة من كلمة أو جملة كاملة الى أخرى تحتها أو فوقها .
وقد عرف القدماء هذه الظاهرة أيضا , منهم ابن خلكان عندما تحدث عن (العبور من سطر الى سطر ) : أنظر : وفيات الأعيان , ج 4 , ص 183 (تحقيق احسان عباس). وأنظر أيضا الشرح اللطيف لهذه الظاهرة : المرشد الوثيق الى أمهات المذهب المالكي وقواعد التحقيق للدكتور حميد لحمر ( أستاذ في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس , المغرب ) , ص 82 و 83 . فاس 2002 .
ان هذه الظاهرة لا تسفر الا من مقارنة النص بنسخة أو نسخ أخرى التي يعتمد عليها الناسخ في مجرى نسخه كتابه في حلقة شيخه .
واليكم بعض من هذه الظاهرة عثرت عليها أثناء قراءتي للنص في نسخة عبد الله بن مسرور . وضعت الخطأ بين قوسين في النص :
وحدثني سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي (الجاهلون) نجيح عن مجاهد في قول الله :
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا , قال : بالوقار والسكينة .
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا , قالوا سدادا من القول .
الخطأ بيّن ! العبارة ( الجاهلون ) تأتي بعد سطر , وانتقل نظر الناسخ اليها عند كتابة اسم ابن أبي نجيح .
وأخبرني الحارث بن غالب بن عبيد الله عن مجاهد في قول الله :
وأيدناه بروح القدس ,
قال : القدس هو الله .
وأخبرني الحارث عن غالب عن مجاهد في قول الله : (وأيدناه بروح القدس , قال القدس )
وما كانوا يعرشون ,
قال يبنون المساكن .(1/2837)
الخطأ بين ! كتب الناسخ نفس الفقرة مرتين , بما في ذلك الآية والكلمة الأولى من التفسير . ربما يرجع السبب لذلك الى أن كلتي الفقرتين تأتيان في نفس الرواية . وانتقل نظر الناسخ الى سطر ما فوق السطر الذي هو بصدده وتم التكرار .
وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال : أخبرني عبيد الله بن الصلت أن ابن اكواء سأل علي بن أبي طالب عن
فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ,
قال : هي الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره .
قال : وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ( فَالْمُدَبِّرَاتِ ) المنذر بن قيس أخبره....
هنا أيضا تكرار لما جاء ذكره من قبل وهو العبارة ( فَالْمُدَبِّرَاتِ ) التي في السطر قبل السطر الذي الناسخ بصدده عند كتابة الاسناد الجديد في الفقرة الجدبدة .
أخبرني ابن مهدي عن الثوري عن عاصم بن بهدلة عن وائل بن ربيعة قال : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : شهادة الزور تعدل بالشرك بالله , ثم قرأ ابن مسعود هذه الآية :
( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ )
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ .
قال : وأخبرني ابن مهدي عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية :
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ,
قال : هو اسماعيل , والعظيم المتقبل .
الخطأ بين ! لقد انتقل نظر الناسخ الى السط الذي تحت السطر الذي هو بصدده عند كتابة التفسير عن ابن مسعود .
هذا وهناك أمثال أخرى لهذه الظاهرة .
ومن الملاحظ أنّ الناسخ لم يصحح هذه المواضيع في الهامش بل صححها في السطر نفسه , أي شطب العبارة أو الكلمات في السطر وواصل في كتابة النص الصحيح في نفس الموضع . ومعناه أنه لاحظ أثناء الكتابة مما وقع فيه من الخطأ ومحى الكلمة أو الكلمات على الفور .
ان هذه الأخطاء لا يمكن تفسيرها الا اذا اعتمد الناسخ على نسخة أخرى أو أكثر من نسخة , وهما في هذه الحالة: نسخة سحنون ونسخة عيسى بن مسكين .(1/2838)
ومن هنا : فانه من المسلم به أن النسختين المذكورتين كانتا متوفرتين في منتصف القرن الثالث الهجري وعليهما اعتمد عبد الله بن مسرور عند نسخ أجزاءه هو من التفسير لابن وهب . وذلك بعد مائة عام تقريبا بعد وفاة مؤلف الكتاب .
وترى هذه الطائفة من الشكوكيين أن الكتاب لا يمكن أن ننسبه الى عبد الله بن وهب باعتباره مؤلفا . بل , هذا التفسير يمكن أن نرى فيه ثمرة من ثمرات علوم التفسير في القرن الثالث الهجري ولا قبل هذه التأريخ .
أما الرد على هذا القول فسيأتي في الحلقة القادمة وهي الأخيرة فيما بعد .
موراني
---
(1/2839)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال
---
سؤال
---
نوراليقين
04-30-2006, 02:52 PM
أقصد بمرونة الجملة في العربية أي التقديم والتأخير مثال تقديم الفعل على الفاعل أو المبتدأ والخبر وذلك في القرآن الكريم ومثال ذلك:
"انه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر"
أي : الاية الكريمة فيها خلاف ذلك ان الظرف يوم يحتمل ان يكون العامل فيه رجعه والمعنى انه على رجعه يوم تبلى السرائر لقادر او ان يكون قادر انه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر هو العامل ولعل هذا الوجه باطل .
وهذا يؤدي الى تعدد المعنى من خلال مرونة الجملة
وجزاكم الله كل خير
---
أبومجاهدالعبيدي
04-30-2006, 03:00 PM
المقصود غير واضح ، ولا أدري هل هذا سؤال أم تنبيه ؟
---
(1/2840)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ممذاهب العلماء في حكم نقض الوتر
---
ممذاهب العلماء في حكم نقض الوتر
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
10-02-2006, 01:25 PM
ممذاهب العلماء في حكم نقض الوتر
---
(1/2841)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نعمة الإيمان لمحمد فاضل ابن الطاهر
---
نعمة الإيمان لمحمد فاضل ابن الطاهر
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-07-2006, 10:18 AM
نعمة الإيمان لمحمد فاضل ابن الطاهر
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز وجل (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ، وقال تعالى ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين .
وقال الحكيم: ما أنعم الله على الإنسان – بنعمة أعلى من الإيمان
إن نعمة الإيمان هي أكبر المنن.
إنها أكبر من نعمة الوجود، ومن نعمة الرزق، والصحة، والحياة، والمتاع
ذلك أن الإيمان يعطيك سعة التصور لهذا الوجود ،وسعة التصور للقيم والأشياء 0
ويعطيك الطمأنينة طوال الرحلة القصيرة على هذا الكوكب
وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إنه أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .
قال ابن القيم رحمه الله: " في القلب شعث لا يلمُّه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأُنس بالله ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه ، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ، والإنابة إليه ودوام ذكره
وصدق الإخلاص له ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة وقال أيضاً:- القلب يمرض كما يمرض البدن ، وشفاؤه في التوبة والحِمْية ، ويصدأ كما تصدأ المرآة ، وجلاؤه بالذكر .(1/2842)
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى { ولباس التقوى ذلك خير } ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة ، وأسباب شرح الصدر هي :-
1- التوحيد
2- العلم
3- محبة الله بكل القلب
4- الإحسان إلى الخلق بالأنواع الستة:-
أ- بالعلم ب- بالمال ج- بالدعاء د- بالجاه هـ- بالتوجع و- باليد
5- الشجاعة { إن الأبرار لفي نعيم } في دورهم الثلاثة بعكس الفجار .
6- إخراج ما في القلب من الصفات الذميمة ، من عجب وكبر وحقد وغل ونحوها .
7- دوام الذكر على كل حال.
8- ترك فضول النظر و الكلام ، والاستماع والمخالطة ، والأكل ، والنوم ، وكثرة الضحك .
9- الدعاء وحسن الظن بالله والتفاؤل والرضى بقضاء الله وقدره .
وعلى المسلم أن يلاحظ في المقدور المكروه هذه المشاهد :-
1- مشهد التوحيد وأن الله هو الذي قدره
2- مشهد العدل وأنه عدل فيه قضاؤه
3- مشهد الرحمة وأن رحمته غالبة لغضبه
4- مشهد الحكمة وأنه لم يقدره سدى
5- مشهد الحمد وأنه محمود على ذلك
6- مشهد العبودية وأنه عبدٌ تجري عليه أحكام سيده.
وقال بعضهم في ذلك:-
كل بلاء نازل بالمسلم..... فيه بحمد الله خمس نعمٍ
عدوله عن دينه وعن أجلْ...... مما به حل وتكفير الزلل
يجْزَى به خيراً وكل ما نزل .... فقد أراده الإله في الأزل
لا بد من وقوعه ولا مفر.... عنه ولا مَحيد عنه لبشر
وأنعم الله بالاستراحة ..... من بعض أو جميع ذي البليّة
إن الإيمان يعطيك الإحساس بأنك تملك أن تقوم بدور مرموق يرضى عنه الله ، ويحقق الخير لهذا الوجود ، ويريك نفسك إنك قدر من أقدار الله يحقق فيك وبك ما يشاء .وتعلم من خلاله أن الدنيا مزرعة الآخرة ، وأنك مجزيٌّ على الصغيرة والكبيرة ، وإنك لم تخلق عبثاً أفحسبتم أن ما خلقناكم عبثاً ...الآية ولن ترك سدى أيحسب الإنسان أن يترك سدى ومن هذه المعرفة تختفي مشاعر القلق والشك والحيْرة ، ويعرف لماذا جاء وأين المستقر.(1/2843)
ويعرف أن القدرة التي ألبسته ثوب العمر أرحم به منه فلا ضرورة لاستشارته في الإيجاد ولا في الموت، ولا في الصحة، ولا في المرض، ولا في الفقر، ولا في الغنى . ويعرف أن كل تعب مثمر فمُرَّةُ الدنيا حلوة الآخرة ، وأن المصير مُرْضٍ لأنه بين يدي عادل رحيم ، وهو يعيش في أنس مع الكون لأن الكون كله يسبِّح بحمد الله تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم . وهذا كسب ضخم في عالم الشعور ، وعالم التفكير ، كما أنه كسب ضخم في عالم الجسد والأعصاب ، فوق ما هو كسب ضخم في جمال العمل والنشاط والتأثر والتأثير والإيمان كذلك قوة دافعة وطاقة مؤثرة ، فما تكاد حقيقته تستقرُّ في القلب حتى تتحرك لتعمل ولتحقق ذاتها في الواقع ولتوائم بين صورتها المُضْمَرة وصورتها الظاهرة . قل لا تمنوا عليّ إسلامكم بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين فهي المنة الكبرى التي لا يملكها ولا يهبها إلا الله الكريم لمن يعلم منه أنه يستحق هذا الفضل العظيم ، وصدق الله العظيم.
فماذا فقد من وجد الأُنس بتلك الحقائق والمدركات وتلك المعاني والمشاعر وعاش بها ومعها ، وقطع رحلته على هذا الكوكب الصغير في ظلالها وعلى هُداها ، وماذا وجد من فقدها ولو تقلب في أعطاف النعيم وهو يتمتع ويأكل كما تأكل الأنعام ، والأنعام أهدى لأنها تعرف بفطرتها الإيمان وتهتدي به إلى بارئها الكريم ، وصدق الله العظيم حيث قال والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وآله وصحبه أجمعين
كتبه/ محمد فاضل ابن الطاهر
---
(1/2844)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إنشئ مكتبك الإلكترونية الشخصية وقل وداعاً لملفات الوورد
---
إنشئ مكتبك الإلكترونية الشخصية وقل وداعاً لملفات الوورد
---
ابو صطيف
02-01-2005, 02:45 AM
الإخوة الكرام تجدون على هذا الرابط طريقة رائعة وسهلة لبناء المكتبات الإلكترونية وخطوة أولى في تجميع ملفات الوورد وال هتمل والنصوص في قاعدة بيانات واحدة وهذكا نتخلص من ملفات أصبحت أو سوف تصبح عبئاً على أجهزة الكمبيوتر ويصبح من السهل علينا البحث في العناويين والنصوص
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=26306
---
سعيد بن متعب
02-07-2005, 12:38 AM
أثابك الله اطلعنا على ما كتبت فلم يكن لنا بد من الشكر والدعاء بأن يجزل الله لك الأجر
---
إمداد
02-16-2005, 01:18 AM
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة وإلى المزيد
---
(1/2845)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > :: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - للشيخ د/ عبد الله بن محمد القرني
---
:: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - للشيخ د/ عبد الله بن محمد القرني
---
أبو بيان
11-03-2006, 04:50 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: -
فإن الدراسات المتعلقة بالإعجاز وإن تعددت ترجع إلى أساسين متكاملين، يتعلق أحدهما بالتأصيل لحقيقة الإعجاز، وبيان مفهومه، وأوجهه، ومجالاته، وبيان جهود العلماء المحققين في تقريره. بينما يتعلق الأساس الثاني بنقد الآراء المخالفة حول الإعجاز والمعجزة، سواء كانت تلك الآراء قديمة أو حديثة، وبيان خطر تلك الآراء على حقيقة الإعجاز، وما يترتّب عليه من الخلل في الدلالة على النبوة.
ولا بدّ من التكامل بين هذين الأساسين بحيث لا يكتفى بأحدهما دون الآخر، لأن التأصيل المطلوب لا يتحقق مقتضاه إلا مع نقد ما يخالفه، والنقد الصحيح لا يتم إلا وفق منهج منضبط له أصول وقواعد علمية محررة.
وإذا نظرنا إلى التراث الفلسفي والكلامي في هذه المسألة وجدنا أثر الأصول التي قامت عليها تلك الاتجاهات واضحًا في تفاصيل هذه المسألة، مع خطورة ذلك لتعلقه بدلائل النبوة ووجه الدلالة في الإعجاز، وما إلى ذلك.
وإن من أكثر الاتجاهات الكلامية تأثيرًا في هذا الجانب الاتجاه الأشعري، نظرًا لتأثر كثير من علماء التفسير والحديث وعلوم الحديث و اللغة بالمذهب الأشعري، حتى أصبح تعريفهم للمعجزة، والكلام عن حقيقتها وشروطها، وما يترتّب على ذلك من الكلام في دلائل النبوة هو المشهور في كثير من المراجع العلمية، والتبس الأمر على كثير من الباحثين في هذا الباب.(1/2846)
وقد كان لموقف الأشاعرة من مسألة السببية، وإنكارهم للسنن الكونية وخصائص الأشياء الأثر البالغ في نظرتهم إلى حقيقة الإعجاز، وما يلزم عن ذلك من اللوازم، كقولهم في معنى العادة، وأن ذلك لا يرجع إلى حقيقة مطردة، وما التزموه من أن السحر من جملة الخوارق، وأنه لا فرق بين المعجزة والسحر بالنظر إلى حقيقة كل منهما، وأنه لابدّ للتفريق بينهما من تحدي النبي صلى الله عليه وسلم بالمعجزة، وأن الساحر إذا ادعى النّبوة أو عارض نبيًا فلا بدّ أن يسلب القدرة على السحر، ونحو ذلك من اللوازم التي ترجع في جملتها إلى حقيقة واحدة وهي إنكارهم للسببية، مع أنه الأصل الذي يتميز به المعجز من غير المعجز.
ومع أن العلماء المحققين كابن حزم وابن تيمية وغيرهما قد نبّهوا على هذه الأخطاء، وحذروا منها، إلا أنه لا يوجد فيما أعلم دراسة علمية تفصل القول في الأصل الكلامي لهذه الأخطاء، ووجه التلازم بين أصل القول ولوازمه، وبيان جهود العلماء المحققين في نقد هذه الأخطاء، والأصل الذي بنيت عليه.
وتحقيقًا لهذه الغاية فقد اشتمل هذا البحث على ثلاثة مباحث، كان أولها عن مكانة دلالة المعجزة على النبوة عند الأشاعرة، وبيان خطأ ما ذهب إليه أكثرهم من القول بحصر دلالة النبوة في المعجزة، وبيان ما ذهب إليه بعضهم من اعتبار دلالات أخرى، وأن ذلك وإن كان صوابًا إلا أنهم قصروا حيث عدوا تلك الدلالات مكملة ومتمّمة لدلالة الإعجاز، مما يلزم منه التوهين لتلك الدلالات.
وأما المبحث الثاني فكان في بيان الأصل الكلامي الذي استند إليه الأشاعرة في موقفهم من دلالة المعجزة على النبوة، وهو إنكارهم للسببية وخصائص الأشياء، وما ترتّب على ذلك من الأخطاء في مفهوم العادة والخارق، وما تتميز به المعجزة، ووجه تميز الإعجاز، وما إلى ذلك.(1/2847)
وأما المبحث الثالث فكان في بيان منهج الأشاعرة في الاستدلال بالمعجزة واللوازم التي التزموا بها نتيجة خطئهم في مسألة السببية، وبيان أن كل ما اشترطوه للمعجزة فإنما يرجع إلى ذلك.
وبذا يتكامل تصور منهجهم، والأساس الذي قام عليه، واللوازم التي التزموا بها بناء على ذلك، والموقف الشرعي من هذه الأخطاء، وما قرره العلماء المحققون في ذلك كله.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
---------------------------
هذه مقدمة بحث: (حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - دراسة نقدية) للشيخ الدكتور/ عبد الله بن محمد القرني وفقه الله, ويعد هذا البحث من أهم البحوث المتعلقة بمسألة الإعجاز تأصيلاً وتفصيلاً, ولا يخفى علاقة ذلك بإعجاز القرآن الكريم, وقد أهداه الشيخ الفاضل لملتقى أهل التفسير لمكانته لديه, فشكر الله للشيخ الكريم جزيل كرمه, وعظيم إحسانه.
وهذا هو البحث كاملاً في المرفقات.
---
فهد الوهبي
11-03-2006, 08:58 AM
جزاك الله خيراً
---
جمال أبو حسان
11-04-2006, 09:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله
ينبغي الاشارة الى ان هذا البحث من ضمن البحوث التي قدمت لمؤتمر الاعجاز القراني الذي عقد في جامعة الزرقاء الاهلية بالاردن واقبلوا خالص التحيات
---
أبو بيان
11-04-2006, 08:55 PM
نعم كما ذكرت أخي جمال, وهذا مذكور في صفحة العنوان من البحث, ولك سلامي وتحياتي.
---
(1/2848)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفهرس العلمي لإتقان السيوطي
---
الفهرس العلمي لإتقان السيوطي
---
محمد رشيد
06-26-2004, 12:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،
فكيف حال مشايخي الكرام على هذا الملتقى المبارك
أسأل الله تعالى أن تكونوا بخير حال ،، لا سيما في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المملكة الآن ، و أسأله تعالى أن يحفظكم من كل سوء و من ظلم الظالمين و عدوان المعتدين و أعوان المخنثين ... اللهم آمين
أعتذر لكم عن هذه الغيبة الطويلة عن هذا الملتقى المبارك ؛ و ذلك لتوقفي خلال هذه الفترة عن الدراسة في علوم القرآن بسبب عدة اضطرابات أدخلت عليّ كالعمل و محاولة التوفيق بينه و بين الدراسة النظامية و الدراسة الحرة مما أدى حتما إلى التقصير في بعض جوانب الدراسة الحرة كانت هي ضحية هذه الاضطرابات ...
و لكن بفضل من الله تعالى و نعمة تم ضبط التوازن و استعدت منهجي ووردي مرة أخرى في هذا السفر العظيم (( الإتقان في علوم القرآن )) للإمام العظيم جلال الدين السيوطي ــ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ــ
فرجعت إلى النصائح التي نصحني بها مشايخي و إخواني الكرام لأخلص إلى الغاية المجنية بعد دراسة هذا السفر العظيم ،، فوجدت الكتاب يحوي فوائد أصولية و فقهية و لغوية و نحوية و تفسيرية كما يحوي أحكاما على الأحاديث و الآثار و يحوي الكثير من الإجماعات ،، فرأيت أن كل هذه المواد العلمية لو جمعت بعد تفرق لتكون من كل منها سبيكة رائعة ، لا سيما لو تم جعل كل منها فهرسا لجنس هذه المادة يلحق بآخر الكتاب بعد ذلك ، فرأيت أن هذا أفضل ما يمكن أن أخدم به هذا الكتاب بعد أن خدمه كثير من الناس قبلي بالاختصارات و الفهرسة وغيرها ..(1/2849)
ثم بعد ذلك فالكتاب يحوي من اللطائف والفوائد و النكات ما لا يندرج تحت أي مما سبق ذكره و لا يمكن إهمالها ، فجعلت لها موضوعا خاصا على الملتقى بعنوان (( الإحسان بفوائد و نكات الإتقان )) ... و أردت بقولي ( الإحسان ) المعنى اللغوي أي فعل ما هو حسن فقط دون المعنى الاصطلاحي أو العرفي ... لما يراه المطلع عليها إن شاء الله تعالى من الحسن و الخفة مع ثقل الفائدة ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أما بالنسبة للفهرس .. فنظرا لصعوبة جعل موضوع خاص لكل مادة من مواد هذا الفهرس على هذا الملتقى فقد رأيت جمعها كلها متتالية حسب ورودها في الكتاب دون ترتيب و ضم كل فرع إلى مادته ،،
و لكن رمزت إلى كل فرع برمز يرمز لمادته بحيث يسهل بعد ذلك جمع و ضم الفروع كل إلى مادته المذكورة سابقا ، و يقوم السادة المشرفون بهذه المهمة ، حيث يضمون النظير إلى نظيره أولا بأول ، ليكتمل لنا الفهرس حين توفيق الله تعالى بالإتمام
و هاك الرموز //
أصول التفسير / صت
أصول الفقه / صف
الفقه / ف
النحو / ن
اللغة / غ الأحكام على الأحاديث و الآثار / ح
مواضع الإجماع / إجماع
الحكم و التعليلات / حكمة
مع العلم أني أؤجل ذكر مسائل الإجماع حتى يجتمع منها عندي عدد لا بأس به فأضعها جملة واحدة
وأسأل الله تعالى أن يعينني على إتمام الكتاب على هذه النهج و أن يرزقني البركة في الوقت و العمل .. آمين
تنبيه // أنا أدرس الكتاب ببطء لشغله حيزا قليلا من جدولي فصبرا إن شاء الله تعالى ،، و مهما طالت المدة فأنا مستمر إن شاء الله تعالى
أخوكم المحب // محمد رشيد
كلية الشريعة الإسلامية
جامعة الأزهر
*************************************(1/2850)
1 ـ ف : قال القاضي أبو بكر في الانتصار : إنما يرجع في معرفة المكي و المدني لحفظ الصحابة و التابعين ، و لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك قول لأنه لم يؤمر به ، و لم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة ، و عن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ و المنسوخ فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول . 1 / 12
أقول ـ محمد رشيد ـ : هذا كلام من السيوطي رحمه الله تعالى و رضي عنه عن الحكم لمعرفة سبب النزول
&&&&&&&&&&&&&&&&&
2 ـ ح : حول حديث عمرو بن العلاء يقول : سألت مجاهدا عن تلخيص آي القرآن المدني من المكي فقال : سألت ابن عباس عن ذلك فقال : سورة الأنعام نزلت بمكة جملة .... الحديث
قال السيوطي // هكذا أخرجه بطوله و إسناده جيد رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين . 1 / 13
&&&&&&&&&&&&&&&&&
3 ـ صت: قال السيوطي // و كذا قال ابن الحصار // كل نوع من المكي و المدني منه آيات مستثناة . 1 / 19
&&&&&&&&&&&&&&&&&
4 ـ ح : حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال ( ما كان ياأيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة ، و ما كان يا أيها الناس فبمكة . )
قال السيوطي // و أخرجه أبو عبيد في الفضائل عن علقمة مرسلا
و قال أيضا // و قال ابن الحصار : و قد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث و اعتمدوه على ضعفه . 1 / 22
&&&&&&&&&&&&&&&&&
5 ـ صف : هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب ؟ 1 / 39
&&&&&&&&&&&&&&&&&
6 ـ صت : يقول السيوطي نقلا عن الحاكم في علوم الحديث // إذا أخبر الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا فإنه حديث مسند ، و مشى على هذا ابن الصلاح و غيره . 1 / 41
&&&&&&&&&&&&&&&&&(1/2851)
7 ـ صت : قال السيوطي // قلت : و الذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في تفسيره في سورة الفيل من أن سببها قصد قدوم الحبشة به ، فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية . 1 / 42
&&&&&&&&&&&&&&&&&
8 ـ صت : قال السيوطي // ما تقدم أنه من قبيل المسند من الصحابي إذا وقع من تابعي فهو مرفوع أيضا لكنه مرسل ، فقد يقبل إذا صح المسند إليه و كان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد و عكرمة و سعيد بن جبير ، أو اعتضد بمرسل آخر و نحو ذلك . 1 / 42
&&&&&&&&&&&&&&&&&
9 ـ ح : يقول السيوطي // و قال ابن حجر في شرح البخاري : قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة و لكن كونها سبب نزول الآية غريب ، و في إسناده من لا يعرف . 1 / 43
&&&&&&&&&&&&&&&&&
10 ـ ح : قال السيوطي // و أخرج الترمذي و ضعفه من حديث عامر بن ربيعة قال : كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة ، فصلى كل رجل منا على حياله ، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت . ــ يريد قوله تعالى (( فأينما تولوا فثم وجه الله )) ــ
ثم قال السيوطي عقبه مباشرة // و أخرج الدارقطني نحوه من حديث جابر بسند ضعيف أيضا . 1 / 43
&&&&&&&&&&&&&&&&&
11 ـ ح : قال السيوطي // وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال : لما نزلت ــ ادعوني أستجب لكم ــ قالوا : إلى أين ؟ فنزلت . ــ يريد قوله تعالى (( فأينما تولوا فثم وجه الله ))
قال السيوطي : مرسل . 1 / 43
&&&&&&&&&&&&&&&&&
12 ـ ح : قال السيوطي // و أخرج ـ يريد ابن جرير ـ عن قتادة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال " إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه ، فقالوا : إنه كان لا يصلي إلى القبلة ، فنزلت ــ يعني الآية المذكورة سابقا ــ "
قال السيوطي // معضل غريب جدا . 1 / 43
&&&&&&&&&&&&&&&&&(1/2852)
13 ـ ح : قال السيوطي // و أخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس " أن ثقيفا قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم : أجلنا سنة حتى يهدى لآلهتنا ، فإذا قبضنا الذي يهدى لها أحرزناه ثم أسلمنا ، فهم أن يؤجلها فنزلت ــ يعني قوله تعالى (( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك )) ــ " هذا يقتضي نزولها بالمدينة ، و إسناده ضعيف . 1 / 43
&&&&&&&&&&&&&&&&&
14 ـ حكمة : قال السيوطي نقلا عن الزركشي // و الحكمة في ذلك كله ــ أي في تكرار نزول الآية الواحدة ــ أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية و قد نزل قبل ذلك ما يتضمنها ، فيوحى إلى النبي صلى الله عليه و سلم تلك الآية بعينها تذكيرا لهم بها و بأنها تتضمن هذه . 1 / 47
&&&&&&&&&&&&&&&&&
15 ـ صت : قال السيوطي نقلا عن البغوي بالمعنى // يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم .
ثم قال // كما قال ــ لا أقسم بهذا البلد و أنت حل بهذا البلد ــ فالسورة مكية و قد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة . 1 / 48
&&&&&&&&&&&&&&&&&
16 ـ حكمة : قال السيوطي // و الحكمة في نزول آية الوضوء مع تقدم العمل به ليكون فرضه متلو بالتنزيل . 1 / 49
&&&&&&&&&&&&&&&&&
17 ـ صت : غالب القرآن نزل مفرقا . 1 / 49
&&&&&&&&&&&&&&&&&
---
محمد رشيد
06-27-2004, 12:05 AM
يتبع إن شاء الله تعالى
---
محمد رشيد
07-02-2004, 12:26 PM
18 ـ ح : حول حديث ابن عمر مرفوعا في نزول سورة الأنعام جملة يشيعها سبعون ألف ملك .. يقول السيوطي : و أخرج الطبراني من طريق يوسف بن عطية الصفار و هو متروك ..
ثم قال : و أخرج عن عطاء قال : أنزلت الأنعام جميعا و معها سبعون ألف ملم . فهذه شواهد يقوي بعضها يعضا(1/2853)
ثم نقل عن ابن الصلاح قوله في فتاويه : الحديث الوارد في أنها نزلت جملة رويناه من طريق أبي بن كعب ، و في إسناده ضعف ، و لم نر له إسنادا صحيحا ، و قد روي ما يخالفه ، فروي أنها لم تنزل جملة واحدة ، بل نزلت آيات منها بالمدينة اختلفوا في عددها ...
ثم ضعف السيوطي أيضا طريق البيهقي في الشعب و الطبراني عن أنس
و كذلك ما أخرج الحاكم و البيهقي من طريق جابر ، قال الذهبي : فيه انقطاع و أظنه موضوعا
1 / 50
&&&&&&&&&&&&&&&&&
19 ـ ح : يقول السيوطي حول نزول القرآن أولا إلى بيت العزة بالسماء الدنيا / أسانيدها كلها صحيحة
و يقول في الحديث الذي أخرجه الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس في نفس المعنى / إسناده لا بأس به ... 1 / 53
&&&&&&&&&&&&&&&&&
20 ـ حكمة : السر في إنزال القرآن جملة إلى السماء / تفخيم أمره و أمر من نزل عليه 1 / 54
&&&&&&&&&&&&&&&&&
21 ـ حكمة : السر في إنزال القرآن منجما هو تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه و سلم
و يكون أدعى للقبول لما في من التدريج 1 / 55 ـ 57
&&&&&&&&&&&&&&&&&
22 ـ صف : سكوته تعالى في موضع البيان دليل على الإقرار 1 / 56
&&&&&&&&&&&&&&&&&
23 ـ ح : ضعف السيوطي طريق حديث علي ( أنزل القرآن خمسا خمسا إلا سورة الأنعام ، و من حفظ خمسا خمسا لم ينسه ) 1 / 57
&&&&&&&&&&&&&&&&&
24 ـ ح : حول حديث ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا ( إذا تكلم الله بالوحي أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان ، فيفزعون و يرون أنه من أمر الساعة )
قال السيوطي : وأصل الحديث في الصحيح 1 / 58
&&&&&&&&&&&&&&&&&
25 ـ صف : تجوز رواية السنة بالمعنى لأن جبريل أداها بالمعنى 1 / 59
&&&&&&&&&&&&&&&&&
26 ـ حكمة : السر في المنع من قراءة القرآن بالمعنى أن المقصود منه التعبد بلفظه و الإعجاز به 1 / 59
&&&&&&&&&&&&&&&&&(1/2854)
27 ـ حكمة : الحكمة في تقدم صوت صلصلة الجرس على الوحي أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكانا لغيره 1 / 59
&&&&&&&&&&&&&&&&&
28 ـ ح : حول ما أخرجه الحاكم و البيهقي عن زيد بن ثابت مرفوعا ( أنزل القرآن بالتفخيم ) كهيئته ـ عذرا ـ نذرا ـ الصدفين ـ ألا له الخلق و الأمر .. نقل السيوطي عن ابن الأنباري في الوقف و الابتداء أن المرفوع منه ( أنزل القرآن بالتفخيم ) ، و الباقي مدرج من كلام عمار بن عبد الملك و هو أحد الرواة
&&&&&&&&&&&&&&&&&
29 ـ ح : يقول السيوطي حول حديث نزول القرآن على سبعة أحرف : و قد نص أبو عبيدة على تواتره 1 / 61
&&&&&&&&&&&&&&&&&
30 ـ ح : أورد السيوطي حديث الطبراني و أحمد من حديث أبي بكرة في استزادة النبي صلى الله عليه و سلم لجبريل حتى بلغ سبعة أحرف .. ثن قال السيوطي : هذا اللفظ رواية أحمد و إسناده جيد 1 / 62
&&&&&&&&&&&&&&&&&
31 ـ غ : يقول السيوطي : أمهات الهجاء الألف والباء والجيم والدال والراء والسين والعين لأنها تدور عليها جوامع كلام العرب 1 / 66
&&&&&&&&&&&&&&&&&
32 ـ غ : الكتاب لغة : الجمع 1/ 67
&&&&&&&&&&&&&&&&&
33 : غ : لفظة ( القرآن ) اختلف فيها بين الاشتقاق فلا يكون مهموزا
و قال بعضهم هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء
و قال الفراء هو مشتق من القرائن
&&&&&&&&&&&&&&&&&
34 ـ غ : إطلاق المصدر على الفاعل يدل على المبالغة 1 / 68
&&&&&&&&&&&&&&&&&
35 ـ غ : ( الذكر ) / الشرف
قال تعالى { و إنه لذكر لك و لقومك } 1 / 68
&&&&&&&&&&&&&&&&&
36 ـ غ : ( الحبل ) / السبب 1 / 68
&&&&&&&&&&&&&&&&&
37 ـ ف : لا يجوز الآن أن يطلق على القرآن توراة أو إنجيلا ، و إن سمي في التوراة و الألواح توراة و إنجيلا 1 / 69
&&&&&&&&&&&&&&&&&
38 ـ غ : ( السورة ) قال العتبي : تهمز و لا تهمز ... فمن همزها جعلها من أسأرت أي أفضلت ، من السؤر و هو ما بقي من الشراب في الإناء(1/2855)
و منهم من يشبهها بـ ( سورة البناء ) أي القطعة منه
و قيل / من سور المدينة .. لإحاطتها بآياتها و اجتماعها كاجتماع البيوت بالسور
و قيل / لارتفاعها لأنها كلام الله ، و السورة : المنزلة الرفيعة
&&&&&&&&&&&&&&&&&
39 ـ صت : في حد ( السورة ) قال الجعبري / قرآن يشتمل على آي ذي فاتحة و خاتمة ، و أقلها ثلاث آيات .
و قال غيره / السورة الطائفة المترجمة توقيفا ، أي المسماة باسم خاص بتوقيف من النبي صلى الله عليه و سلم
&&&&&&&&&&&&&&&&&
40 ـ ح : حول ما رواه الطبراني و البيهقي عن أنس مرفوعا في النهي عن قول سورة البقرة و سورة آل عمرن و سورة النساء و إنما نقول / السورة التي يذكر فيها كذا ...
يقول السيوطي / و إسناده ضعيف ، بل ادعى ابن الجوزي أنه موضوع . و قال البيهقي : إنما يعرف موقوفا على ابن عمر ، ثم أخرجه ـ أي البيهقي ـ عنه بسند صحيح 1 / 69
&&&&&&&&&&&&&&&&&
41 ـ ف : لم يكره الجمهور أن يقال / سورة البقرة و سورة النساء و سورة كذا 1 / 70
&&&&&&&&&&&&&&&&&
42 ـ صت : كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى 1 / 70
&&&&&&&&&&&&&&&&&
43 ـ ف : كره ابن سيرين أن تسمى الفاتحة أم الكتاب ، وكره الحسن أن تسمى أم القرآن ووافقهما تقي الدين بن مخلد ، لأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ ، و روى فيه حديث لا يصح ( لا يقولن أحدكم أم الكتاب و ليقل أم القرآن ) ، و قد صح من حديث أبي هريرة مرفوعا كما في الدارقطني و صححه تسميتها بأم القرآن و أم الكتاب 1 / 70
&&&&&&&&&&&&&&&&&
44 ـ ح : يقول السيوطي حول حديث ( لا يقولن أحدكم أم الكتاب و ليقل فاتحة الكتاب ) : هذا لا أصل له في شيء من كتب الحديث ، و إنما أخرجه ابن الضريس بهذا اللفظ عن ابن سيرين فالتبس على المرسي 1 / 70
&&&&&&&&&&&&&&&&&(1/2856)
45 ـ ح : في سنن الدارقطني و صححه من حديث أبي هريرة مرفوعا ( إذا قرأتم الحمد فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم ، إنها أم القرآن و أم الكتاب والسبع المثاني ) 1 / 70
&&&&&&&&&&&&&&&&&
46 ـ ح : أخرج ابن جرير عن عمر قال ( السبع المثاني فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة ) و سنده حسن 1 / 71
&&&&&&&&&&&&&&&&&
47 ـ غ : ( سنام ) كل شيء ( أعلاه ) 1 / 71
&&&&&&&&&&&&&&&&&
48 ـ غ : ( المقشقشة ) أي / المبرئة من النفاق 1 / 72
&&&&&&&&&&&&&&&&&
49 ـ ح : روى البيهقي عن ابن عباس مرفوعا أن الكهف تدعى في التوراة ( الحائلة ) و قال ـ أي البيهقي ـ : إنه منكر . 1 / 72
&&&&&&&&&&&&&&&&&
50 ـ ح : روى البيهقي عن أبي بكر مرفوعا : سورة يس تدعى في التوراة المعممة .. و المدافعة و القاضية .. الحديث
و قال ـ أي البيهقي ـ : إنه حديث منكر 1 / 72
&&&&&&&&&&&&&&&&&
51 ـ ح : روى البيهقي عن ابن عباس أن ( ق ) تدعى في التوراة المبيضة
و قال ـ أي البيهقي ـ : إنه منكر 1 / 73
&&&&&&&&&&&&&&&&&
52 ـ ح : تسمى سورة النساء القصرى ، و كذا سماها ابن مسعود ، أخرجه البخاري و غيره ، و قد أنكره الداودي : لا أرى قوله القصرى محفوظا .. قال ابن حجر : و هو رد للأخبار الثابتة بلا مستند 1 / 73
&&&&&&&&&&&&&&&&&
53 ـ غ : العرب تراعي في كثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب ، يكون الشيء في خلق أو صفة ، أو تكون معه أحكم أو كثر أو أسبق لإدراك الرائي للمسمى ، و يسمون الجملة من الكلام و القصيدة الطويلة بما هو اشهر فيها ، و على ذلك جرت أسما سور القرآن 1 / 74
---
محمد رشيد
07-22-2004, 10:27 PM
54 ـ ح : حول حديث علي ( لما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم آليت ألا آخذ عليّ ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته )
قال السيوطي : قال ابن حجر : هذا الأثر ضعيف لانقطاعه . 1 / 77
&&&&&&&&&&&&&&&&&(1/2857)
55 ـ ح : قال السيوطي فيما أخرجه أبو داوود في أن عمر أول من جمع القرآن في المصحف : إسناده منقطع . 1 / 77
&&&&&&&&&&&&&&&&&
56 ـ ح : قال فيما أخرجه ابن أشتة في كتاب المصاحف في أن أول من جمع المصحف سالم مولى أبي حذيفة : إسناده منقطع أيضا . 1 / 77
&&&&&&&&&&&&&&&&&
57 ـ ح : قال فيما أخرجه أبو داوود أن أبا بكر قال لعمر و لزيد : اقعد على باب المسجد ، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه : رجاله ثقات مع انقطاعه . 1 / 77
&&&&&&&&&&&&&&&&&
58 ـ ف : قال الحارث المحاسبي في كتاب فهم السنن : كتابة القرآن ليست بمحدثة . 1 / 78
&&&&&&&&&&&&&&&&&
59 ـ ف : يقول السيوطي في معرض كلامه على ترتيب آي القرآن : ما كان الصحابة ليرتبوا ترتيبا سمعوا النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ على خلافه ، فبلغ ذلك مبلغ التواتر . 1 / 81
&&&&&&&&&&&&&&&&&
60 ـ صت : يقول : ترتيب النزول غير ترتيب التلاوة . 1 / 82
&&&&&&&&&&&&&&&&&
61 ـ صت : يقول : فكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جوابا لمستخبر . 1 / 82
&&&&&&&&&&&&&&&&&
62 ـ ف : يقول السيوطي : ترتيب السور في القراءة ليس بواجب . 1 / 84
&&&&&&&&&&&&&&&&&
63 ـ ف : حكى السيوطي القول الثاني عشر في تحديد المفصل من سور القرآن بأنه من الضحى إلى آخر القرآن ، ثم قال : حكاه الخطابي ، ووجهه بأن القارئ يفصل بين هذه السور بالتكبير . 1 / 85
&&&&&&&&&&&&&&&&&
64 ـ ف : يقول السيوطي : أخرج ابن أبي داوود في كتاب المصاحف عن ابن عمر أنه ذكر عنده المفصل فقال : و آي القرآن ليس بمفصل ، و لكن قولوا قصار السور و صغار السور . و قد استدل بهذا على جواز أن يقال سورة قصيرة و صغيرة ، و قد كره ذلك ، و رخّص فيه آخرون ، ذكره ابن أبي داوود ، و أخرج عن ابن سيرين و أبي العالية قالا : لا تقل سورة خفيفة ، فإنه تعالى يقول ــ إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ــ و لكن سورة يسيرة . 1 / 85(1/2858)
&&&&&&&&&&&&&&&&&
65 ـ حكمة : الحكمة في تسوير القرآن :
تحقيق كون السورة بمجردها معجزة و آية من آيات الله . 1 / 87
&&&&&&&&&&&&&&&&&
66 ـ حكمة : يقول السيوطي في الحكمة في جعل السور طوالا و قصارا :
تنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز ، فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات و هي معجزة إعجاز سورة البقرة ، ثم ظهرت لذلك حكمة في التعليم و تدريج الأطفال . 1 / 87
&&&&&&&&&&&&&&&&&
67 ـ ف : يقول السيوطي : القراءة في الصلاة بسورة أفضل . 1 / 88
---
محمد رشيد
07-22-2004, 10:38 PM
أرجو من السادة المشرفين ترتيب هذا الفهرس و ضم متفرقاته
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
---
أبومجاهدالعبيدي
07-23-2004, 12:13 AM
أخي محمد وفقك الله وزادك علماً وفقهاً .آمين
جهد مشكور ، فواصل وصلك الله بفضله
واعلم أن من الإحسان : إتمام الإحسان ..
وقد أحسنت بوضع هذا الفهرس لفوائد الإتقان ، فأتم إحسانك بترتيبه حسب الموضوعات والفنون لتتم الفائدة ، ويسهل الانتفاع به .
وفقك الله
---
(1/2859)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سعيدة بالانضمام
---
سعيدة بالانضمام
---
شهد الإيمان
08-10-2005, 03:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من ترحيب؟؟؟
انا سعيدة جدا بالانضمام الى هذا الملتقى عسى ان يكون فاتحة خير لي...
وانا اتامل الكثير الجيد والحسن من جميع الاعضاء...
وبالمقابل ارجو ان اكون عند حسن ظنكم بي...
فهل من مرحب
اختكم في الله
شهد الايمان
---
عبدالرحمن الشهري
08-11-2005, 09:14 AM
ونحن سعداء كذلك بما يسعدك ، ونسأل الله لك التوفيق والفائدة في هذا الملتقى العلمي . فمرحباً بك.
---
(1/2860)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن موقع يمكن منه تنزيل تفسير الألوسي وتفسير المراغي رحمهما الله
---
سؤال عن موقع يمكن منه تنزيل تفسير الألوسي وتفسير المراغي رحمهما الله
---
عبد الحكيم
11-01-2003, 07:57 AM
السلام عليكم
هل من احد يعلم موقعا استطيع من خلاله تحميل تفسير روح المعاني و تفسير الشيخ المراغي
---
(1/2861)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير المرتضى اليماني هل هو موجود ؟
---
ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير المرتضى اليماني هل هو موجود ؟
---
أبو صفوت
12-26-2005, 10:08 AM
ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير المرتضى اليماني هل هو موجود
أرجو دلالتي عليه مطبوع أو مخطوطا إن كان متوفرا
---
عبدالرحمن الشهري
12-26-2005, 06:53 PM
الكتاب مطبوع ويباع في المكتبات .
---
أبو صفوت
12-27-2005, 08:27 AM
جزاك الله خيرا لكن ما هي دار النشر التي طبعته وأين يباع عندكم
---
أبو صفوت
12-27-2005, 12:42 PM
عرفت صباحا أن الكتاب من منشورات دار الكتب العلمية .
جزاك الله خيرا ، وآسف لإزعاجكم
---
القاضي الأثري
03-22-2006, 04:49 AM
الكتاب من مطبوعات دار الكتب العلمية ويباع في مكتبة الباز بمكه رأيته هناك
وفي مصر يباع في مكتبة المختار ودار الكتاب المصري اللبناني وهي في تقاطع ش قصر النيل مع ش شريف .
---
(1/2862)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل فضائل القرآن وآداب حملته للشيخ العدوي
---
حمل فضائل القرآن وآداب حملته للشيخ العدوي
---
أويس القرني
07-17-2004, 03:13 PM
حمل فضائل القرآن وآداب حملته للشيخ العدوي
---
(1/2863)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل الجموع المذكرة في القران تدخل فيها الإناث أم لا ؟ أرجو الإجابة عاجلا
---
هل الجموع المذكرة في القران تدخل فيها الإناث أم لا ؟ أرجو الإجابة عاجلا
---
طموح
08-05-2005, 03:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم ..
وجدت أن العلماء اختلفوا في ( هل ما في القرآن العظيم و السنة من الجموع الصحيحة المذكرة و نحوها مما يختص بجماعة الذكور تدخل فيه الإناث أو لا يدخلن إلا بدليل منفصل ) ذكر ذلك الشنقيطي في كتابه الأضواء عند قوله تعالى { فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر }
ثم رحج أنهن لا يدخلن إلا بدليل منفصل ....... السؤال من هم القائلون بالقول الأول و من هم القائلون بالقول الثاني و أين أجد هذا الإختلاف بالتفصيل ؟
أرجو الإجابة عاجلا .. و كذلك أرجو أن تدلوني على مراجع لهذا الموضوع .. خصوصًا كتب الأقدمين ...
و بارك الله فيكم و نفع الله بكم ..
---
جمال حسني الشرباتي
08-05-2005, 05:28 PM
السلام عليكم
------------------------------------
ورد في كتاب " الإحكام في أصول الأحكام" لإبن حزم ما يلي(1/2864)
(اتفق العلماء على أن كل واحد من المذكر والمؤنث لا يدخل في الجمع الخاص بالآخر كالرجال والنساء وعلى دخولهما في الجمع الذي لم تظهر فيه علامة تذكير ولا تأنيث كالناس وإنما وقع الخلاف بينهم في الجمع الذي ظهرت فيه علامة التذكير كالمسلمين والمؤمنين هل هو ظاهر في دخول الإناث فيه أو لا؟ فذهبت الشافعية والأشاعرة والجمع الكثير من الحنفية والمعتزلة إلى نفيه وذهبت الحنابلة وابن داود وشذوذ من الناس إلى إثباته احتج النافون بالكتاب والسنة والمعقول: أما الكتاب فقوله تعالى: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات" "الأحزاب 35" عطف جمع التأنيث على جمع المسلمين والمؤمنين ولو كان داخلاً فيه لما حسن عطفه عليه لعدم فائدته.
وأما السنة فما روي عن أم سلمة أنها قالت: يا رسول الله إن النساء قلن: ما نرى الله ذكر إلا الرجال فأنزل الله: "إن المسلمين والمسلمات" الآية ولو كن قد دخلن في جمع التذكير لكن مذكورات وامتنعت صحة السؤال والتقرير عليه وأيضاً ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" "ويل للذين يمسون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضؤون" فقالت عائشة: هذا للرجال فما للنساء؟ ولولا خروجهن من جمع الذكور لما صح السؤال ولا التقرير من النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما المعقول فهو أن الجمع تضعيف الواحد فقولنا: قام لا يتناول المؤنث بالإجماع فالجمع الذي هو تضعيفه كقولنا: قاموا لا يكون متناولاً له.
فإن قيل: أما الآية فالعطف فيها لا يدل على عدم دخول الإناث في جمع التذكير قولكم: لا فائدة فيه ليس كذلك إذ المقصود منه إنما هو الإتيان بلفظ يخصهن تأكيداً فلا يكون عرياً عن الفائدة.
وأما سؤال أم سلمة وعائشة فلم يكن لعدم دخول النساء في جمع الذكور بل لعدم تخصيصهن بلفظ صريح فيهن كما ورد في المذكر.(1/2865)
وأما قولكم إن الجمع تضعيف الواحد فمسلم ولكن لم قلتم بامتناع دخول المؤنث فيه مع أنه محل النزاع والذي يدل على دخول المؤنث في جمع التذكير ثلاثة أمور:
الأول: أن المألوف من عادة العرب أنه إذا اجتمع التذكير والتأنيث غلبوا جانب التذكير ولهذا فإنه يقال للنساء إذا تمحضن: أدخلن وإن كان معهن رجل قيل: ادخلوا قال الله تعالى لآدم وحواء وإبليس: "قلنا اهبطوا منها جميعاً" "البقرة 38" كما ألف منهم تغليب جمع من يعقل إذا كان معه من لا يعقل ومنه قوله تعالى: "والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه" "النور 45" بل أبلغ من ذلك أنهم إذا وصفوا ما لا يعقل بصفة من يعقل غلبوا فيه من يعقل ومنه قوله تعالى: "أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين" "يوسف 4" جمعهم جمع من يعقل لوصفهم بالسجود الذي هو صفة من يعقل وكتغليبهم الكثرة على القلة حتى إنهم يصفون بالكرم والبخل جمعاً أكثرهم متصف بالكرم أو البخل وكتغليبهم في التثنية أحد الاسمين على الآخر كقولهم: الأسودان للتمر والماء والعمران لأبي بكر وعمر والقمران للشمس والقمر.
الثاني: أنه يستهجن من العربي أن يقول لأهل حلة أو قرية أنتم آمنون ونساؤكم آمنات لحصول الأمن للنساء بقوله أنتم آمنون ولولا دخولهن في قوله أنتم آمنون لما كان كذلك وكذلك لا يحسن منه أن يقول لجماعة فيهم رجال ونساء قوموا وقمن بل لو قال قوموا كان ذلك كافياً في الأمر للنساء بالقيام ولولا دخولهن في جمع التذكير لما كان كذلك.
الثالث: أن أكثر أوامر الشرع بخطاب المذكر مع انعقاد الإجماع على أن النساء يشاركن الرجال في أحكام تلك الأوامر ولو لم يدخلن في ذلك الخطاب لما كان كذلك.
والجواب: قولهم في الآية فائدة التخصيص بلفظ يخصهن التأكيد قلنا: لو اعتقدنا عدم دخولهن في جمع التذكير كانت فائدة تخصيصهن بالذكر التأسيس ولا يخفى أن فائدة التأسيس أولى في كلام الشارع.(1/2866)
قولهم: سؤال أم سلمة وعائشة إنما كان لعدم تخصيص النساء بلفظ يخصهن لا لعدم دخول النساء في جمع التذكير ليس كذلك أما سؤال أم سلمة فهو صريح في عدم الذكر مطلقاً لا في عدم ذكر ما يخصهن بحيث قالت: ما نرى الله ذكر إلا الرجال ولو ذكر النساء ولو بطريق الضمن لما صح هذا الإخبار على إطلاقه وأما حديث عائشة فلأنها قالت هذا للرجال ولو كان الحكم عاماً لما صح منها تخصيص ذلك بالرجال.
قولهم: المألوف من عادة العرب تغليب جانب التذكير مسلم ونحن لا ننازع في أن العربي إذا أراد أن يعبر عن جمع فيهم ذكور وإناث أنه يغلب جانب التذكير ويعبر بلفظ التذكير ويكون ذلك من باب التجوز وإنما النزاع في أن جمع التذكير إذا أطلق هل يكون ظاهراً في دخول المؤنث ومستلزماً له أو لا؟ وليس فيما قيل ما يدل على ذلك وهذا كما أنه يصح التجوز بلفظ الأسد عن الإنسان ولا يلزم أن يكون ظاهرا فيه مهما أطلق.
فإن قيل: إذا صح دخول المؤنث في جمع المذكر فالأصل أن يكون مشعراً به حقيقة لا تجوزاً.
قلنا: ولو كان جمع التذكير حقيقة للذكور والإناث مع انعقاد الإجماع على أنه حقيقة في تمحض الذكور كان اللفظ مشتركاً وهو خلاف الأصل.
فإن قيل: ولو كان مجازاً لزم الجمع بين الحقيقة والمجاز في لفظ واحد لدخول المسمى الحقيقي فيه وهم الذكور وهو ممتنع.
قلنا: ليس كذلك فإنه لا يكون حقيقة في الذكور إلا مع الاقتصار وأما إذا كان جزءاً من المذكور لا مع الاقتصار فلا كيف وإنا لا نسلم امتناع الجمع بين الحقيقة والمجاز كما سبق تقريره.
وأما الوجه الثاني: فإنما استهجن من العربي أن يقول: أنتم آمنون ونساؤكم آمنات لأن تأمين الرجال يستلزم الأمن من جميع المخاوف المتعلقة بأنفسهم وأموالهم ونسائهم فلو لم تكن النساء آمنات لما حصل أمن الرجال مطلقاً وهو تناقض أما أن ذلك يدل على ظهور دخول النساء في الخطاب فلا وبه يظهر لزوم أمن النساء من الاقتصار على قوله للرجال: أنتم آمنون.(1/2867)
وأما الوجه الثالث: فغير لازم وذلك أن النساء وإن شاركن الرجال في كثير من أحكام التذكير فيفارقن للرجال في كثير من الأحكام الثابتة بخطاب التذكير كأحكام الجهاد في قوله تعالى: "وجاهدوا في الله حق جهاده" "الحج 78" وأحكام الجمعة في قوله تعالى: "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع" "الجمعة 9" إلى غير ذلك من الأحكام ولو كان جمع التذكير مقتضياً لدخول الإناث فيه لكان خروجهن عن هذه الأوامر على خلاف الدليل وهو ممتنع فحيث وقع الاشتراك تارة والافتراق تارة علم أن ذلك إنما هو مستند إلى دليل خارج لا إلى نفس اقتضاء اللفظ لذلك.
) صفحة 213 من الكتاب المنشور في موقع الوراق تحت إسم "الإحكام في أصول القرآن" وهذا خطأ واضح
أمّا في كتابه المطبوع فتجد في الجزء الثالث صفحة 80 فصلا حول الموضوع
---
طموح
08-06-2005, 12:41 PM
بارك الله فيكم أخ جمال و نفع الله بعلمكم
---
جمال حسني الشرباتي
08-06-2005, 01:19 PM
قال القاضي أبي بكر بن العربي الأندلسي المالكي في "المحصول في علم الأصول"
(النساء يندرجن تحت خطاب الرجال بحكم العموم
خلافا لمن قال أنهن لا يدخلن تحته إلا بدليل لأنه إذا ثبت القول بالعموم وثبت صلاح اللفظ للذكور والإناث لم يكن لامتناع تناول اللفظ لهم وجه وكذلك)
وقال (فالمختار عندنا أن جمع الإناث مختص بهن لا يدخل فيه الذكور بحال وجمع الذكور تدخل فيه الإناث وبينا ذلك إذا كان الخطاب صالحا لهن وهذا أمر ثابت في اللغة والشريعة قطعاً في أمثلة الجهتين جميعاً قطعا ويقينا )
---
ديم
08-06-2005, 08:49 PM
مراجع المسالة 00ينظر
قواعد التفسير د0خالد السبت 2-571
معالم اصول الفقه عند اهل السنة والجماعةد0الجيزاني424
ويستفاد من مراجعهم التي احالوا عليها وهي مراجع متقدمة0
وينظر00
البحر المحيط للزركشي
ارشاد الفحول للشوكاني
الاتقان للسيوطي
جميعهم عند مبحث العام والخاص0
وفق الله الجميع0
---(1/2868)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث عن أفضل الطبعات لهذه الكتب..
---
أبحث عن أفضل الطبعات لهذه الكتب..
---
أحمد الأزهري
07-01-2003, 05:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حياكم الله جميعاً إخواني الأعزاء.. أبحث عن أفضل الطبعات لهذه الكتب..
تفسير القرطبي
تفسير الجلالين
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
تفسير ابن جرير الطبري
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
أيسر التفاسير
زبدة التفاسير
أسباب النزول الإمام أبو الحسن النيسابوري
أسرار ترتيب القرآن لجلال الدين السيوطي
إعراب القرآن لجلال الدين السيوطي
الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي
الكشاف للزمخشري
مفحمات الأقران في مبهمات القرآن جلال الدين السيوطي
أحكام القرآن لابن العربي
إعجاز القرآن للباقلاني
وجزاكم الله خيراً، أعرف أني أطلب الكثير يا إخوان، فأرجو المعذرة
---
عبدالرحمن الشهري
07-01-2003, 03:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم أحمد الأزهري هذا بعض من الجواب المتيسر الآن.
*تفسير القرطبي - طبعته دار الكتب المصرية قديماً(1351هـ ) ، وهي الطبعة الجيدة المعتمدة ولا سيما الطبعة الثانية والثالثة لما فيها من عناية بإحالات المؤلف للمواضع السابقة من التفسير.
* تفسير الجلالين - له طبعات كثيرة جيدة ، من أفضلها عندي الطبعة التي أخرجها الشيخ محمد كنعان وعلق عليها تعليقات جيدة وسماها (قرة العينين على تفسير الجلالين). وطبعت في دار البشائر الإسلامية الطبعة السادسة عام 1418هـ. وهي طبعة في مجلد واحد ، في غاية الجودة.
* تفسير القرآن العظيم لابن كثير - له طبعات كثيرة سبق الحديث عنها على هذا الرابط هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=103) .(1/2869)
*تفسير ابن جرير الطبري - أفضل طبعاته سبق الحديث عنها على هذين الرابطين :
تحقيق محمود شاكر للطبري - أهم طبعات الكتاب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70)
تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير الطبري بالتعاون مع دار هجر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=159)
وهي باختصار الجمع بين طبعة محمود محمد شاكر والطبعة التي أخرجتها دار هجر بالتعاون مع الدكتور التركي.
* تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - الطبعة التي حققها الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق وقدم لها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. وطبعة في أكثر من مؤسسة في الرياض ولبنان.
* أسباب النزول الإمام أبو الحسن النيسابوري - الطبعة التي حققها السيد أحمد صقر رحمه الله هي أفضل طبعات الكتاب. وقد طبعتها دار القبلة بجدة.
*الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي - الطبعة التي حققها الدكتور مصطفى ديب البغا جيدة وهي عندي ، وهناك طبعة جديدة أرجو أن تكون أفضل منها قام عليها مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة كما سبق الإشارة إلى ذلك في الملتقى.
* الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي - ليس هناك طبعة جيدة محققة إلى الآن حسب علمي ، وأرجو أن يكون في الطبعة التي ستخرجها دار هجر سد لهذا النقص إن شاء الله.
*الكشاف للزمخشري - الطبعة المفردة التي أخرجتها مكتبة العبيكان في 7 أو 8 مجلدات جيدة.
* إعجاز القرآن للباقلاني - أفضل طبعاته الطبعة التي طبعتها دار المعارف بالقاهرة وحققها السيد أحمد صقر رحمه الله.
هذا ما تيسر الآن ، وأترك البقية للإخوة الكرام وفقهم الله.
* أسرار ترتيب القرآن لجلال الدين السيوطي - ؟
* إعراب القرآن لجلال الدين السيوطي - ؟
*مفحمات الأقران في مبهمات القرآن جلال الدين السيوطي - ؟
* أحكام القرآن لابن العربي - ؟
أيسر التفاسير - ؟
زبدة التفاسير - ؟
---
أحمد الأزهري(1/2870)
07-01-2003, 04:57 PM
جزاكم الله خيراً شيخنا عبد الرحمن، والله أجبتم على أهم ما سألت عنه. فأنا في صدد بناء مكتبة شرعية منزلية، ولذا أسأل عن هذه الأمور. فبارك الله فيكم وشكرالله لكم
---
أبو أحمد الشهري
07-08-2003, 06:06 AM
الأخ الكريم أحمد الأزهري ـ حفظه الله ـ
الشيخ عبد الرحمن بن معاضة قد كفى ووفى فيما ذكر من الطبعات ،،،،،،
وسأذكر هنا افضل طبعة لكتاب أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري ـحفظه الله ـ
ألا وهي الطبعة التي كان ناشرها ـ مكتبة العلوم والحكم ـ بالمدينة المنورة
وهي طبعة مزيدة ومصححه و منقحه
وبهامشها نهر االخير على أيسر التفاسير
وأسأل الله يزيدك علما وعملا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو أحمد الشهري
07-18-2003, 02:12 AM
أخي الكريم
هذا استدراك لردي الذي ذكرت
فهناك كتاب زبدة التفاسير للدكتور عمر الأشقر
فخذ قاعدة في كل كتب الدكتور عمر :
أن أي كتاب للدكتور عمر من غير دار النفائس فهو ليس بعلم واطلاع الشيخ .
فليعلم هذا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أحمد الأزهري
07-18-2003, 08:21 PM
أخونا الكريم، أبو أحمد الشهري حفظك الله ورعاك
جزاك الله عني خير الجزاء، وأعزك الله بين العالمين
---
محمد العبدالهادي
07-19-2003, 06:10 AM
أفضل طبعة لتفسير احكام القرآن لابن العربي طبعة دار الجيل بتحقيق علي البجاوي وأذكر أني رايتها مصورة عند دار أخرى
---
الغرباء الأولون
08-10-2003, 09:52 AM
الأخ أبو أحمد الشهري :
حفظه الله ورعاه وبعد :
فأحببت أن أذكرك أن كتاب "زبدة التفسير" هو من تأليف الشيخ : محمد سليمان الأشقر وهو شقيق الشيخ :عمر الأشقر حفظهما الله .
وجزاك الله خيراً.
---
محب السنة
08-11-2003, 02:43 PM
أخي الكريم / أحمد الأزهري .(1/2871)
يَحسُنُ أن تضُمّ لتفسير الجلالين تعقيبات الدكتور : الخميس على التفسير المذكور وهي بعنوان : ( أنوار الهلالين على تفسير الجلالين ) أو نحو هذا العنوان .
---
متعلم
08-11-2003, 11:07 PM
توجد طبعة لتفسير القرطبي بدار الكتاب العربي بتحقيق عبد الرزاق المهدي في عشر مجلدات .
---
عبدالقادر
03-30-2006, 01:29 AM
هل وجد على الإنترنت تفسيير القرطبي محققا
---
(1/2872)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تسمية تفسير الفخر الرازي بين: (مفاتيح الغيب) و(التفسير الكبير)
---
تسمية تفسير الفخر الرازي بين: (مفاتيح الغيب) و(التفسير الكبير)
---
صالح صواب
06-19-2006, 08:37 AM
الإمام محمد بن عمر الرازي، الملقب بالفخر الرازي، المتوفى سنة 606هـ، علم من أعلام التفسير، له كتابه المتميز في تفسير القرآن الكريم، ذلك الكتاب الذي هو غني عن التعريف، ولا يستغني عنه طالب العلم.
إلا أننا نجد اختلافا في تسمية هذا الكتاب، فمن العلماء من يسميه: (مفاتيح الغيب)، ومنهم من يسميه: (التفسير الكبير).
وقد تساءلت كثيرا، هل سمى كتابه بهذين الاسمين، أم أنه سماه بأحدهما، وما الاسم الصحيح لهذا الكتاب؟
أولا : حاولت البحث في كتاب المؤلف؛ فلم أجد إشارة إلى تسمية الكتاب، فلم يذكر في مقدمته أنه سماه باسم معين، ولو ذكر لنا ذلك لكان فاصلا في تسمية الكتاب.
ثانيا : عدت إلى عدد من كتب التراجم فوجدت في بعضها ما يلي:
قال الداوودي في طبقات المفسرين: "صنف التفسير الكبير في اثني عشر مجلدا سماه فتوح الغيب أو مفاتيح الغيب".
وقال حاجي خليفة في كشف الظنون: "مفاتيح الغيب هو المعروف بالتفسير الكبير للامام فخر الدين محمد بن عمر الرازي المتوفى سنه 606 ست وستمائة".
وفي "أبجد العلوم" للقنوجي : "والفخر الرازي أكثر كلاما من هؤلاء في علوم التفسير، ولكن قال أهل التحقيق في حق كتابه مفاتيح الغيب: فيه كل شيء إلا التفسير وقد بحث في تفسيره هذا عن كل شيء لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها".
وقال السيوطي في طبقات المفسرين: "وله التفسير الكبير، والمحصول في أصول الفقه .....".
وخلاصة الأقوال السابقة:
1 - نص الداودي على أن الفخر الرازي سمى كتابه: (فتوح الغيب أو مفاتيح الغيب).
2 - ذكر حاجي خليفة أن (مفاتيح الغيب) هو المعروف بالتفسير الكبير.(1/2873)
3 - ذكر القنوجي أن اسم الكتاب (مفاتيح الغيب).
4 – أما السيوطي فقد قال: (له التفسير الكبير).
ويمكن القول بناء على ما سبق..
إن اسم كتاب الفخر الرازي هو (مفاتيح الغيب).
أما (التفسير الكبير) فهو – في رأيي – وصف للكتاب بكونه تفسيرا كبيرا، وهو شبيه بما يقال في حق كثير من المفسرين: (له: تفسير القرآن)، أو (تفسير القرآن العظيم)، أو (تفسير القرآن الكريم)، وكل هذه لا تعتبر أسماء للكتاب المشار إليه.
وبخاصة أن كتاب الفخر الرازي تفسير كبير حقا، ولا أعلم من كتب قبله تفسيرا بالرأي بمثل هذا الحجم الكبير، فلعل من أشار إليه بهذا الاسم أراد الوصف، دون الاسم.
وأمر آخر جال في خاطري، ولا أدري إن كان هناك ما يثبته أو ينفيه .. وهو:
هل يمكن القول إن بعض العلماء والباحثين قد تحرجوا من اسم (مفاتيح الغيب)، لأن مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا الله تعالى فاختاروا (التفسير الكبير) – وإن كان وصفا – لكون أسلم وأبعد عن هذا الإشكال؟ هذا احتمال أراه قويا، ولكن لم أقف عليه.
وخلاصة الأمر – فيما أراه – أن اسم كتاب الفخر الرازي: (مفاتيح الغيب)، وإنما سمي (التفسير الكبير) باعتباره وصفا له، أو تحرجا من تسميته بمفاتيح الغيب.
وآمل من إخواني ومشايخي الكرام أن يطرحوا ما يفيدني ويفيد غيري في هذا، لإثراء الموضوع وكمال الفائدة..
---
عبدالرحمن الشهري
10-23-2006, 04:30 AM
جزاكم الله خيراً يا دكتور صالح على هذه اللفتة العلمية حول تفسير الرازي . وما تفضلتم به وجيه ، وتعدد عناوين الكتاب الواحد ظاهرة معروفة في التراث الإسلامي كما تعلم . وتعليلكم تحرج بعض العلماء من تسميته بمفاتيح الغيب فيه طرافة فجزاكم الله خيراً .
---
الجكني
10-23-2006, 06:52 AM
جزاكم الله خيراً د/صالح على هذا البحث الممتع ،لكن أتطفل وأطلب منكم بحثاً مثله في الدقة والاختصار حول :
1- هل الكتاب كله للرازي ؟(1/2874)
2-إن صح القول -وأراه صحيحاً- بأنه لم يكمله ؛فأين المقدار الذي وقف عنده الإمام رحمه الله .
وكل عام وأنتم بخير .
---
السائح
10-23-2006, 10:50 AM
جزاكم الله خيرا، وكل العام وأنتم بخير وهناء.
أخي الجكني، هل اطلعت على بحث الشيخ عبد الرحمان المعلمي - رحمه الله تعالى - حول تفسير الرازي، فقد وفّى المقام حقه، وهو مطبوع ضمن مجموع تولّت نشره المكتبة المكية سنة 1417، وجاء بحثه النفيس في 34 صحيفة.
---
الكشاف
10-23-2006, 11:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك جميعاً .
هذا هو البحث الذي يعنيه الأخ السائح للمعلمي رحمه الله أرفقته لكم إن لم تطلعوا عليه من قبل .
---
الكشاف
10-23-2006, 11:22 AM
وهذا موضوع فيه فوائد حول الموضوع أيضاً وجدته في الملتقى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1584
---
علال بوربيق
10-23-2006, 12:27 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله .
قالوا عن تفسير الإمام الرازي -رحمه الله -
من الرازي كتاب الله فافهم **** ومنه النور خذ فالليل أظلم
ولكن لي كلام فيه فانظر **** أنحيا بالفؤاد و ما تضرم
---
د.عبدالرحمن الصالح
10-23-2006, 09:41 PM
بحث الشيخ المعلمي بحث رائع انتهى منه الى أن شيخين قد أكملا تفسير الرازي هما الخويي معاصره ورجل آخر متأخر عنه هو القمولي، وقد حقق الكثير من الفوائد مما يجعل بحثه لا يستغنى عنه، وخلاصته:(1/2875)
أن القسم الأول وهو من أول التفسير إلى أخر سورة القصص جرت فيه الطريقة الأولى، وأن القسم الثاني وهو من أول تفسير العنكبوت إلى آخر تفسير يس جرت فيه الطريقة الثانية، ثم عادت الطريقة الأولى من أول تفسير الصفات إلى آخر تفسير الأحقاف، فهذا قسم ثالث، ثم رجعت الطريقة الثانية من أول سورة القتال إلى آخر تفسير الواقعة فهذا قسم رابع، ثم عادت الطريقة الأولى في تفسير الحديد والمجادلة والحشر فقط، فهذا قسم خامس، ثم رجعت الطريقة الثانية من أول تفسير سورة الممتحنة إلى آخر تفسير سورة التحريم، إلا أنه يتبين فيه الاستعجال وترك التدقيق، ويكاد يقتصر فيه على الأخذ من تفسير الواحدي والكشاف، فهذا قسم سادس، ثم عادت الطريقة الأولى من أول تفسير الملك إلى آخر القرآن ، فهذا قسم سابع.
ولا ريب أن القسم الأول من تصنيف الفخر والطريقة الأولى طريقته إذن فالقسم الثالث والخامس والسابع من تصنيفه، وهذا مطابق للنصوص المتقدمة تحت قولي : "ثانياً .." فإن تلك النصوص كلها في هذه الأقسام.
أي أن الأصل من هذا الكتاب وهو القدر الذي هو من تصنيف الفخر الرازي وهو من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة القصص، ثم من أول تفسير الصافات إلى آخر تفسير سورة الأحقاف، ثم تفسير سورة الحديد والمجادلة والحشر، ثم من أول تفسير سورة الملك إلى آخر الكتاب، وما عدا ذلك فهو من تصنيف أحمد بن خليل الخويي، وهو من التكملة المنسوبة إليه ، فإن تكملته تشمل زيادة على ما ذكر تعليقاً على الاصل ، هذا ما ظهر لي . والله أعلم.
---
ناصر الغامدي
10-23-2006, 11:10 PM
بارك الله في الجميع على الفوائد الجمة وهو لا شك يعد من الكتب المهمة
لكن ينبغي التنبيه على مسألة ليست هي ما تتكلمون عنه لكن من الظروري برأيي الحديث عنها وهي منهج مؤلفه في الصفات فهو على طريقة المتكلمين المخالفة لأصول اعتقاد السلف الصالح
ولمعرفة منهج المؤلف انظر بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام بن تيمية(1/2876)
والله يرعاكم
---
د.عبدالرحمن الصالح
10-24-2006, 02:37 PM
بارك الله في الجميع على الفوائد الجمة وهو لا شك يعد من الكتب المهمة
لكن ينبغي التنبيه على مسألة ليست هي ما تتكلمون عنه لكن من الظروري برأيي الحديث عنها وهي منهج مؤلفه في الصفات فهو على طريقة المتكلمين المخالفة لأصول اعتقاد السلف الصالح
ولمعرفة منهج المؤلف انظر بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام بن تيمية
والله يرعاكم
أخي الكريم
عيدك مبارك وكل علم وأنت بخير
أخي الطيب أنا أحب الغوامد كثيرا
ولكن ثمة شيء أحب أن أخاطب إخواني في المنتدى من خلالك
نريد أن لا نتدخل في قضية العقيدة ومسألة الصفات
وبعبارة أخرى أكثر وضوحاً
توجد منتديات متخصصة للرد على الناس فيما يخص مسألة الصفات والسلف والطحاوي وابن تيمية وابن عبدالوهاب
ونحن هنا في المنتدى لمناقشة علوم التفسير وليس لتصنيف الناس من حيث موافقة أحد هؤلاء أو مخالفته
ستقول لي لماذا؟
فأجيبك بأننا إذا لم نقيد أنفسنا بما أدعو إليه هنا فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة
وسنختلف فيما بيننا بناء على إساءات فهوم
وسنحجب الثقة عن خير كثير لدى علماء أعلام خدموا القرآن وتفسيره بأعمارهم
إن علم التفسير أخي الكريم هو جزء من علم الدلالة العام لأنه محاولة لفهم معاني كتاب الله تعالى
ومراتب المعنى تدخل فيها علوم لغوية وهي أمس العلوم بها وتاريخية تتناول إطار السياق اللغوي وما جاوره وهو علم أسباب النزول
لكن إذا أخضعنا منتدانا المبارك لوجهة نظر معينة في فهم آيات الصفات ولم نعد مخالفيها مجتهدين فإننا نحكم على منتدانا بالموت ونطرد من هم أولى منا بخدمة الدين من حظيرة المقبولين
لذلك أيها الإخوة الكرام
أرجوكم بمحبة أن ننأى بأنفسنا عن إقحام قضية الصفات والخلاف فيها في المنتدى لأن لها منتدياتها الخاصة
ودمتم سالمين
---
محمد سعيد الأبرش
10-24-2006, 05:12 PM
الأخ الكريم صالح صواب(1/2877)
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع، وإن كنت لا أسلم لك قولك (( ولا أعلم من كتب قبله تفسيرا بالرأي بمثل هذا الحجم الكبير ))
فقد قيل إن الرازي في تفسيره قد استفاد كثيراً من تفسير أبي الحسن الأشعري الذي سمي بالمختزن وقيل إنه في ثمانين مجلداً، وهناك غيره الكثير ممن سبق الرازي ولكن تفاسيرهم لم تصل إلينا أو في حكم المفقودة
والله أعلم
---
ناصر الغامدي
10-24-2006, 07:00 PM
بداية تقبل الله منا ومنك
ثم قولك نريد أن لا نتدخل في قضية العقيدة ومسألة الصفات
فهذا غير مقبول برأيي وذلك لكون مسألة العقيدة والصفات لها ارتباط وثيق بعلم التفسير وعلوم القران
يمكن أن نقول : أن التفصيل الطويل والردود والمخالفات هي التي ليس هذا القسم من المنتدى موضعها نعم
أما التنبيه باختصار بالشكل الذي ذكرته أنا فهو من الواجبات ، والتي لا يحق للمسلم السكوت عنها .
لماذا التنبيهات في العقيدة لا ينبغي الكلام فيها والتنبيهات الأخرى لابأس ، أليس الخطأ العقدي أعظم خطراً
أذكر ونحن في الجامعة كان الدكتور الذي يعلمنا التفسير وعلوم القران ينبهنا دائماً لعقيدة السلف في الصفات وينبهنا إلى بعض الأخطاء الواقعة في بعض الكتب ، ككتاب السيوطي الإتقان ولم يحجب عن ذلك الكتاب القيم أو غيرها
فالتنبيه الخارج عن المراد الخاص ولو كان خارجاً عن المراد الخاص فلا بأس بذكره ، كيف وهو جزء لا يتجزأ منه
والذين يتعلمون الأدب والبلاغة من كتب الجاحظ ، لا بد أن يتنبهوا إلى طريقة المذكور في العقيدة حتى لا تزل أقدامهم والله المستعان
مع أن علومهم أدب وبلاغة وليست صفات وعقيدة
ووالله إني أذكر أحد الأساتذة الذين كانوا يدرسوننا علم البلاغة في دروس المحسنات البديعية وفي درس المشاكلة أنه حذرنا من خلل عقدي دخل من ذلك الباب البلاغي
فهذا من الواجبات والتي لا تبرأ ذمة أهل العلم بالسكوت عنها(1/2878)
وقد روي عن البربهاري أنه قال : " أهل البدع كالعقارب التي تدفن نفسها في الرمال وتخرج شوكتها " أو نحوه
" ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة "
فالسني لا يغفل عن أعظم أسلحته وهي عقيدة السلف الصالح
ثم النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء فيجيب عنه وعن غيره كما في ماء البحر لما سئل عن طهارته فقال : " هو الطهور ماؤه الحل ميتته "
فلا ضير من التنبيه عن أمر له علاقة من قريب أو بعيد
وقولك :
وسنحجب الثقة عن خير كثير لدى علماء أعلام خدموا القرآن وتفسيره بأعمارهم
ليس لازماً حجب الثقة عن الخير الذي عند العلماء فهذا الشيخ بن باز رحمه الله تعالى ينبه على الأخطاء في العقيدة والصفات في فتح الباري ولم يكن ذلك حجب لما في الفتح ففيه من العلوم التي لا يمكن لطالب العلم أن يغفل عنها وبقية جلالة وفضل المصنف وصاحبه . وما نحن ببعيدين عن تنبيهات الشيخ البراك وهي منقولة في هذا المنتدى
لكن التنبيه مهماً ، فالعقيدة وسلامتها أولى من أي شيء ، ولو افترضنا افتراض غير وارد حجب ثقة عن كتاباً مهماً ككتاب الفخر الرازي فهو أقل ضرر من خطأ البعض في العقيدة السليمة
وأما قولك :
إن علم التفسير أخي الكريم هو جزء من علم الدلالة العام لأنه محاولة لفهم معاني كتاب الله تعالى
ومراتب المعنى تدخل فيها علوم لغوية وهي أمس العلوم بها وتاريخية تتناول إطار السياق اللغوي وما جاوره وهو علم أسباب النزول
لكن إذا أخضعنا منتدانا المبارك لوجهة نظر معينة في فهم آيات الصفات ولم نعد مخالفيها مجتهدين فإننا نحكم على منتدانا بالموت ونطرد من هم أولى منا بخدمة الدين من حظيرة المقبولين
فهذا الكلام جيد ، وربما يفهمه جيداً مشايخنا في هذا المنتدى أكثر منّي ، لكن يجب أن تفهم أن الصفات ومعانيها جزء من علوم التفسير فكتاب الله مليء بصفاته وأسماءه(1/2879)
ولا شك أن علوم اللغة من أمس العلوم بالتفسير ، لكن قد تقدم الحقيقة الشرعية على الدلالة اللغوية
( وإخضاع منتدانا المبارك لوجهة معينة في فهم الصفات ، وعدم الاعتداد بالمخالفين وجعلهم مجتهدين )
لم أقل هذا ، ولم أريده أصلحك الله
ولو أراده أحد فلن يحكم إن شاء الله بالموت على منتدانا المبارك
كل هذه الحمله عليّ لأجل التنبيه الذي ذكرته ، يا أخي آسف إذا زعلتك في شيء
وأما موضوع تصنيف الناس فأنا أعتقد أن التصنيف أحياناً مهم ، وانظر كتب :
الذين يردون على الناس الطحاوي وابن عبدالوهاب وابن تيمية ففيها تصنيف في موضعه
ونصيحتي لإخواني لا تنأوا بأنفسكم عن بيان عقيدة السلف فلربما كانت نجاتكم بين يدي ربكم بالذب عنها
وتقبل الله منا ومنكم
---
عبدالرحمن السديس
10-27-2006, 02:55 PM
التفسير بيان معنى كلام الباري سبحانه وتعالى ، ومعظم آيات القرآن متعلقة بالأسماء والصفات ؛ فإن أهمل هذا أو هون من شأنه ، أو ترك أهل الكلام وما هم فيه من غير بيان لغلطهم = فهذا قبل كونه دمارا وجناية على عقيدة السلف الصالح = يعتبرا قتلا لعلم التفسير أيضا .
---
الجكني
10-27-2006, 05:08 PM
أرى إعادة النظر في عبارة "ومعظم آيات القرآن متعلقة بالأسماء والصفات"؟؟
---
عبدالرحمن السديس
10-27-2006, 05:20 PM
أرى إعادة النظر في عبارة "ومعظم آيات القرآن متعلقة بالأسماء والصفات"؟؟
قد يكون في العبارة مبالغة ، لكن يبقى موضوع الأسماء والصفات في القرآن هو الأكثر ، وعليه فلا تأثير على أصل الاعتراض على كلام الدكتور الفاضل الصالح .
---
ناصر الغامدي
10-27-2006, 07:41 PM
بارك الله في الجميع
ولعل كلمة " متعلقة " من الشيخ عبدالرحمن السديس تجعل المراد صحيح
الاسم الرحمن والصفة الرحمه والمقتضى رحمة الخلق في تشريع الأحكام وغفران الذنوب
---
الجكني
10-27-2006, 07:58 PM
أحكام الشريعةوخاصة مسائل "الإيمان" لا يقال فيها "لعل"
---
صالح صواب(1/2880)
11-01-2006, 06:53 AM
شكر الله للجميع ...
وجزاكم الله خير الجزاء
ونفع بعلمكم ...
وأرى الموضوع قد خرج عن العنوان، وإنما أردت الاستفادة من إخواني ومشايخي في تحقيق اسم الكتاب، بما يفيد الباحث والمحقق والمدرس عند ذكر اسمه... وأحسن الله إليكم جميعا.
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2006, 08:30 AM
ليته يتنبه إلى عدم إخراج النقاش عن الموضوع المطروح كما تفضل أخي ناصر الغامدي وفقه الله ، فقد ذكر أمراً معروفاً للجميع ، ولا علاقة له بالموضوع المطروح ، وهذا أدب ينبغي التنبه له في الموضوعات الحوارية دوماً . لا تذكر نقطة لا علاقة لها بالموضوع المطروح ولو كانت مهمة في ذاتها كما هنا .
---
ناصر الغامدي
11-02-2006, 01:35 AM
الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري حفظه الله تعالى
أنا هنا اختلف معكم في كون الخروج من أصل الموضوع المطروح من أدبيات الحوار
ولكن جزاكم الله خيراً ، وسوف إن شاء الله تعالى نجتنب إخراجكم في المرات القادمة عن الموضوع المطروح ونضع روابط صفحات أخرى إن شاء الله تعالى
والله يحفظ الجميع
---
(1/2881)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حسن المقال في أنَّ دية النساء على النصف من دية الرجال
---
حسن المقال في أنَّ دية النساء على النصف من دية الرجال
---
سيف بن علي العصري
11-29-2006, 01:15 PM
حسن المقال في أنَّ دية النساء على النصف من دية الرجال
بقلم
سيف بن علي العصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلة وصحبه ومن والاه ... أما بعد
فإن من رحمة الله تعالى أن أنزل كتابه وبعث رسوله صلى الله عليه وسلم وشرع من الأحكام ما فيه مصلحة العباد عاجلاً وآجلاً ، والمسلم مُسَلِّم لأمر الله تعالى شعاره (سمعنا وأطعنا) لأنه يعلم أن الله تعالى هو الخالق العليم بمصالح عباده قال تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
ومسائل الشرع على قسمين :
القسم الأول: ما هو محل اتفاق بين علماء المسلمين، فهذا القسم ليس مسْرَحاً للاجتهاد، ومحلاً للقيل والقال.
القسم الثاني: ما هو محل خلاف بينهم، فيعرضُ كلٌ حجته بأدب وسعة صدر وفق المنهج الإسلامي، والأدب النبوي.
وإن من المسائل المتفق عليها، والتي لا ينبغي الخلاف فيها مسألة دية المرأة، وأنها على النصف من دية الرجل، ولمَّا أن ظهر من ينادي بالمساواة بين دية الرجل والمرأة ندبني شيخنا العلامة عبد المجيد الزنداني حفظه الله ورعاه إلى كتابة بحث في المسألة، يُجَلِّي غامضها، ويبين حجتها، فما كان لي أن أتأخر بعد توجيه فضيلته، فكان هذا الجزء الموسوم بـ(حسن المقال في أن دية النساء على النصف من دية الرجال)، كتبته في جلستين، أرجو الله تعالى أن يكون عملي هذا لوجه الله خالصاً، وللحق مبيِّناً.
كتبه / سيف بن علي العصري
صنعاء 1/جمادى الآخرة/ 1426هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وآله وصحبه والتابعين.(1/2882)
أما بعد.. فإن دية المرأة على النصف من دية الرجل وقد دلّ على ذلك دلالتان:
الدلالة الأولى: الأثر.
والدلالة الثانية: الإجماع .
أما الأثر: فما رواه الإمام البيهقي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دية المرأة على النصف من دية الرجل) .
إلا أن هذا الحديث ضعفه جمع من المحدثين ومنهم الإمام البيهقي فقال : وروى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت مثله.
وقال : وروى ذلك من وجه آخر عن عبادة بن نسي وفيه ضعف .اهـ
وقد وردت في ذلك آثارٌ عن الصحابة والتابعين ومثل هذا الأمر ليس مجالاً للاجتهاد فلتلك الآثار حكم الرفع ومن ذلك الآثار التالية :
• أثر عمر رضي الله عنه.
أخرجه ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن شريح قال أتاني عروة البارقي من عند عمر أن جراحات الرجال والنساء تستوي في السن والموضحة وما فوق ذلك فدية المرأة على النصف من دية الرجل.
• أثر علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى قال أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأنا أبو الفضل بن خميرويه أنبأنا أحمد بن نجدة حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم عن الشيباني وبن أبي ليلى وزكريا عن الشعبي أن عليا رضي الله عنه كان يقول جراحات النساء على النصف من دية الرجل فيما قل وكثر.
• أثر ابن مسعود وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.
أخرجهما ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن الشعبي عن شريح أن هشام بن هبيرة كتب إليه يسأله فكتب إليه أن دية المرأة على النصف من دية الرجل فيما دق وجل، وكان بن مسعود يقول في دية المرأة في الخطأ على النصف من دية الرجل إلا السن والموضحة فهما فيه سواء، وكان زيد بن ثابت يقول دية المرأة في الخطأ مثل دية الرجل، حتى تبلغ ثلث الدية فما زاد فهو على النصف.
• أثر الحسن البصري رحمه الله.(1/2883)
أخرجه ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا معتمر عن ابن عون عن الحسن قال يستوي جراحات الرجال والنساء على النصف، فإذا بلغت النصف فهي على النصف.
• أثر شريح رحمه الله.
أخرجه ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا معتمر عن أبن عون عن الحسن قال يستوي جراحات الرجال والنساء على النصف فإذا بلغت النصف فهي على النصف
وأما الإجماع فحكاه جماعات من الأئمة ومن أولئك:
1- الإمام الشافعي رحمه الله.
قال في الأم 6/115 :لم أعلم مخالفا من أهل العلم قديماً ولا حديثاً في أن دية المرأة نصف دية الرجل، وذلك خمسون من الإبل فإذا قضى في المرأة بدية فهي خمسون من الإبل، وإذا قتلت عمداً فاختار أهلها ديتها فديتها خمسون من الإبل، أسنانها أسنان دية عمد وسواء قتلها رجل أو نفر أو امرأة لا يزاد في ديتها على خمسين من الإبل، وجراح المرأة في ديتها كجراح الرجل في ديته لا تختلف، ففي موضحتها نصف ما في موضحة الرجل وفي جميع جراحها بهذا الحساب، فإن قال قائل فهل في دية المرأة سوى ما وصفت من الإجماع أمر متقدم ؟
فنعم أخبرنا مسلم بن خالد عن عبد الله بن عمر عن أيوب بن موسى عن ابن شهاب وعن مكحول وعطاء قالوا أدركنا الناس على أن (دية الحر المسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل) فقوَّم عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الدية على أهل القرى ألف دينار أو اثني عشر ألف درهم، ودية الحرة المسلمة إذا كانت من أهل القرى خمسمائة دينار أو ستة آلاف درهم، فإذا كان الذي أصابها من الأعراب فديتها خمسون من الإبل، ودية الأعرابية إذا أصابها الأعرابي خمسون من الإبل، وأخبرنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه أن رجلا أوطأ امرأة بمكة فقضى فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه بثمانمائة ألف درهم وثلث.اهـ
2- الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله.(1/2884)
قال في تفسيره 5/209: لأن دية المؤمنة لا خلاف بين الجميع إلا من لا يُعَد خلافاً أنها على النصف من دية المؤمن. اهـ
3- الإمام ابن المنذر رحمه الله ( 242-318هـ )
قال الإجماع ص116: وأجمعوا على أن دية المرأة نصفَ دية الرجل.اهـ
4- الإمام أبو بكر الجصاص رحمه الله.
قال في الفصول في الأصول 3/280: وأجمعوا أيضا على تأجيل امرأة العنين، وليس فيه توقيف، والأغلب من أمره: أنه عن اجتهاد، وكذلك اتفاقهم : على أن عدة الأمة على نصف من عدة الحرة، ... وأن دية المرأة على النصف من دية الرجل.اهـ
5- أبو عمر بن عبد البر رحمه الله.
قال في التمهيد 17/358 : وقد أجمع العلماء على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل.اهـ
6- الإمام الكاساني رحمه الله.
قال في دائع الصنائع 7/255 : وإن كان أنثى فدية المرأة على النصف من دية الرجل لإجماع الصحابة رضي الله عنهم فإنه روي عن سيدنا عمر ، وسيدنا علي ، وابن مسعود، وزيد بن ثابت رضوان الله تعالى عليهم أنهم قالوا في دية المرأة : إنها على النصف من دية الرجل ، ولم ينقل أنه أنكر عليهم أحد فيكون إجماعا ، ولأن المرأة في ميراثها، وشهادتها على النصف من الرجل فكذلك في ديتها.اهـ
7- الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله.
قال في المغني 8/315 : ( ودية الحرة المسلمة ، نصف دية الحر المسلم ) قال ابن المنذر، وابن عبد البر: أجمع أهل العلم على أن دية المرأة نصف دية الرجل. وحكى غيرهما عن ابن علية، والأصم، أنهما قالا: ديتها كدية الرجل، لقوله عليه السلام : (في نفس المؤمنة مائة من الإبل). وهذا قولٌ شاذٌ ، يخالف إجماع الصحابة ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإن في كتاب عمرو بن حزم : (دية المرأة على النصف من دية الرجل). وهي أخص مما ذكروه، وهما في كتاب واحد، فيكون ما ذكرنا مفسراً لما ذكروه، مخصصاً له، ودية نساء كل أهل دين على النصف من دية رجالهم، على ما قدمناه في موضعه.اهـ(1/2885)
8- الإمام القرطبي رحمه الله.
قال في تفسيره جامع أحكام القرآن 5/325 : وأجمع العلماء على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل قال أبو عمر إنما صارت ديتها والله أعلم على النصف من دية الرجل من أجل أن لها نصف ميراث الرجل وشهادة امرأتين بشهادة رجل وهذا إنما هو في دية الخطأ، وأما العمد ففيه القصاص بين الرجال والنساء.اهـ
9- الإمام علاء الدين السمرقندي المتوفى سنة ( 539هـ)
قال في تحفة الفقهاء 3/113 : وأما حكم النساء فنقول إن دية المرأة على النصف من دية الرجل بإجماع الصحابة مثل عمر.اهـ
10- ابن رشد الحفيد رحمه الله.
قال في بداية المجتهد ونهاية المقتصد 2/310 : وأما دية المرأة فإنهم اتفقوا على أنها على النصف من دية الرجل في النفس فقط، واختلفوا فيما دون النفس من الشجاج والأعضاء.اهـ
11- إبراهيم بن مفلح الحنبلي رحمه الله.
قال في المبدع 8/350 : ( ودية المرأة نصف دية الرجل ) إجماعاً حكاه ابن المنذر وابن عبد البر لما روى عمرو بن حزم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في كتابه دية المرأة نصف دية الرجل، لكن حكي عن ابن علية والأصم أن ديتها كدية الرجل لقوله عليه السلام في النفس المؤمنة مائة من الإبل وهو قول شاذ يخالف إجماع الصحابة مع أنهما في كتاب واحد فيكون الأول مفسراً ومخصصا له.اهـ
12- الإمام تقي الدين الحصني الشافعي رحمه الله.
قال في كفاية الأخيار ص463 : ( ودية المرأة على النصف من دية الرجل) لما روى عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دية المرأة نصف دية الرجل. ويروى ذلك عن عمر وعثمان وعلي وعن العبادلة رضي الله عنهم ولم يخالفهم أحد مع اشتهاره فصار إجماعاً.اهـ
13- الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله.
قال في التلخيص الحبير 4/ 66 : اشتهر عن عمر وعثمان وعلي والعبادلة : ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس: أن دية المرأة على النصف من دية الرجل، ولم يخالفوا. فصار إجماعاً.اهـ(1/2886)
14- شمس الدين الرملي رحمه الله.
قال في نهاية المحتاج 7/320 : ( والمرأة ) الحرة ( والخنثى ) المشكل ( كنصف رجل نفساً وجرحاً) وأطرافاً إجماعاً في نفس المرأة وقياسا في غيرها. اهـ
15- محمد بن الأمير الصنعاني رحمه الله.
قال سبل السلام 2/367: دية المرأة على النصف من دية الرجل لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ { دية المرأة على النصف من دية الرجل }، وهو إجماع .اهـ
المخالفون للإجماع
وقد خالف هذا الإجماع رجلان عرفا بالمخالفة والشذوذ وهما الأصم وابن علية.
وقد نص على كثرة مخالفتهما للعلماء الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال في فتح الباري 2/217: إبراهيم بن علية وأبي بكر الأصم ومخالفتهما للجمهور كثيرة.اهـ
ونعرف بهما فنقول:
أما الأصم فهو عبد الرحمن الأصم قال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات 2/572: ابن كيسان الذي ذكره في أول كتاب الإجارة من الوسيط عنه أنه أبطل الإجارة، اسمه عبد الرحمن الأصم ذكره الرافعي وكنيته أبو بكر وقوله – أي الغزالي - في الوسيط: لا مبالاة بالقاشاني وابن كيسان معناه لا يعتد بهما في الإجماع، ولا يجرحه خلافهما، وهذا موافق لقول ابن الباقلاني وإمام الحرمين فإنهما قالا لا يعتد بالأصم في الإجماع والخلاف.اهـ
وقال الإمام بدر الدين الزركشي في البحر المحيط 7/303: وقال الأستاذ أبو منصور : ذهب قوم من أهل البدع إلى اعتبار المشابهة في الصورة، وهو قول الأصم، ولهذا زعم أن ترك الجلسة الأخيرة من الصلاة لا يضر، كالجلسة الأولى . ولا يعتد بخلافه .اهـ
وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 9/402 : الأصم شيخ المعتزلة أبو بكر الأصم كان ثمامة بن أشرس يتغالى فيه ويطنب في وصفه، وكان ديناً وقوراً صبوراً على الفقر منقبضاً عن الدولة، إلا أنه كان فيه ميل عن الإمام علي رضي الله عنه، مات سنة إحدى ومئتين.اهـ(1/2887)
وقال عنه إمام الحرمين الجويني في غياث الأمم : وهذا الرجل هَجُومٌ على شق العصا ومقابلة الحقوق بالعقوق لا يَهَابُ.اهـ أي: لا يهاب شق الإجماع.
وأما ابن علية فهو إبراهيم بن إسماعيل بن علية.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 9/352: قال النووي شذ بعض أهل الظاهر فقال إذا طلق الحائض لم يقع الطلاق لأنه غير مأذون فيه فأشبه طلاق الأجنبية وحكاه الخطابي عن الخوارج والروافض، وقال بن عبد البر: لا يخالف في ذلك إلا أهل البدع والضلال، يعني الآن، قال وروى مثله عن بعض التابعين وهو شذوذ، وحكاه بن العربي وغيره عن بن علية يعني إبراهيم بن إسماعيل بن علية، الذي قال الشافعي في حقه: إبراهيم ضالٌ جلس في باب الضوال، يُضلُّ الناس، وكان بمصر وله مسائل ينفرد بها وكان من فقهاء المعتزلة، وقد غلط فيه من ظن أن المنقول عنه المسائل الشاذة أبوه وحاشاه فإنه من كبار أهل السنة.اهـ
وقال الإمام البيهقي في الاعتقاد ص96: ذكر الشافعي إبراهيم بن إسماعيل بن علية فقال: أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله لا إله إلا الله، لست أقول كما يقول أنا أقول لا إله إلا الله الذي كلم موسى من وراء حجاب، وذاك يقول لا إله إلا الله الذي خلق كلاماً أسمعه موسى من وراء حجاب .اهـ
تنبيه : حيث ثبت الإجماع وجب قبوله ولو خالف نصا صحيحا فكيف لو وافق نصا ولو ضعيفا
قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله تعالى في البحر المحيط 6/409: مسألة [إذا أجمعوا على خلاف الخبر] إذا ذكر واحد من المجمعين خبرا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يشهد بضد الحكم الذي انعقد عليه الإجماع، قال ابن برهان في الوجيز: يجب عليه ترك العمل بالحديث، والإصرار على الإجماع.
وقال قوم من الأصوليين: بل يجب عليه الرجوع إلى موجب الحديث.(1/2888)
وقال قوم : إن ذلك يستحيل، وهو الأصح من المذاهب. فإن الله تعالى عصم الأمة عن نسيان حديث في الحادثة، ولولا ذلك خرج الإجماع عن أن يكون قطعيا …والجمهور على الأول، لأنه يتطرق إلى الحديث احتمالات من النسخ والتخصيص ما لا يتطرق إلى الإجماع، بل لو قطعنا بالإجماع في صورة، ثم وجدنا على خلافه نصاً قاطعا من كتاب أو سنة متواترة، لكان الإجماع أولى، لأنه لا يقبل النسخ بخلاف النص، فإنه يقبله.
وفي مثل هذه الصورة يستدل بالإجماع على ناسخ بلغهم، أو موجب لتركه.
ولهذا قدم الشافعي الإجماع على النص لمَّا رتب الأدلة.
قلت: وقال في موضع آخر: الإجماع أكثر من الخبر المنفرد، وعلى هذا، فيجب على الراوي للخبر أن يترك العمل بمقتضى خبره، ويتمسك بالإجماع، وكذا قال الإمام في باب التراجيح من البرهان : إذا أجمعوا على خلاف الخبر تطرق الوهن إلى رواية الخبر، لأنه إن كان آحادا فذاك ، وإن كان متواتراً فالتعلق بالإجماع لأنه معصوم، وأما الخبر فيتطرق إليه إمكان النسخ، فيحمل الإجماع على القطع لأنه لا ينعقد إلا على قطع، ويحمل الخبر على مقتضى النسخ استنادا وتبيانا، لا على طريق البناء.اهـ
الحكمة من كون دية المرأة على النصف دية الرجل
الواجب على المسلم التسليم والقبول لحكم الله عز وجل سواء عرف حكمته أو لم يعرفها، لقول الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}(الأحزاب:36).
وقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء:65).(1/2889)
ولا بأس أن يبحث المؤمن عن الحكمة لأن معرفتها تزيده يقينا واطمئناناً، ولكن إذا لم يعرفها فليعلم أن الله تعالى يبتلي عباده بعدم معرفة ذلك ليختبرهم ويمحصهم هل يسلمون لحكمه ويذعنون له لمجرد أمره؟ أم لا يستسلمون إلا لِمَا أدركوا حكمته، وقد ذكر بعض العلماء الحكمة من جعل دية المرأة على النصف من دية الرجل، ومن أولئك الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين قال في إعلام الموقعين 2/168: وأما الدية فلما كانت المرأة أنقص من الرجل، والرجل أنفع منها، ويسد ما لا تسده المرأة من المناصب الدينية والولايات وحفظ الثغور والجهاد وعمارة الأرض وعمل الصنائع التي لا تتم مصالح العالم إلا بها، والذب عن الدنيا والدين لم تكن قيمتهما مع ذلك متساوية وهي الدية، فإن دية الحر جارية مجرى قيمة العبد وغيره من الأموال، فاقتضت حكمة الشارع أن يجعل قيمتها على النصف من قيمته لتفاوت ما بينهما. ا.هـ والله أعلم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
---
(1/2890)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > المعده بيت الداء والحميه رأس الدواء
---
المعده بيت الداء والحميه رأس الدواء
---
ام احمد
03-28-2006, 09:41 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ـــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
اسعد الله كل اوقاتكم بالخير والفائده
اول مشاركه لاختكم بالله ام احمد ارجو من الله ان افيد كما استفدت من ملتقاكم
بارك الله فيكم
ام احمد اخصائية تغذية علاجية ومثقفة مرضى السكري
سأقوم بعون الله بتقديم كل مفيد في هذا المجال
اقتراحي الاتي
اضافة قسم صحي مفيد للجميع من الناحيه الغذائيه
باسم ( كلو واشربو ولا تسرفو ان الله لا يحب المسرفين)
يناقش الطعام من الناحيه الصحيه والمرضيه اي فوائد الطعام وتخصيص حميه خاصة لكل مرض وبالله التوفيق
تحياتي للجميع وفي انتضار اقتراحاتكم
ام احمد
---
أبو حذيفة
04-02-2006, 12:47 AM
أسأل الله أن ينفعنا وإياك وشكر الله لك حرصك وثناءك على رواد هذا الملتقى المبارك
---
ايمان راضى
04-02-2006, 03:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا والله يوفقك ويكرمك
اردت اضافة بسيطة وهى ان مقولة (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء) ليست بحديث بل لا اصل له
وانا اعلم انك لم تقولى انه حديث ولكن احبتت ان اورد تلك المعلومة للإفادة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو محمد نائل
04-15-2006, 08:05 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، رائع جداً ، وهنا ك إمكانية لإضافة روابط سريعة لمواقع صحية راقية ، إن لبدنك عليك حقاً، وصحة الأبدان لها إهتمام واسع بالإسلام ، وأقل معدل توضيح أضرار المشروبات السائدة الإنتشار ولفت النظر لطب الأعشاب وتلخيص نصائح ، والسلام عليكم .
---
د.حسن خطاف
04-19-2006, 02:56 PM(1/2891)
بارك الله بك أخي إيمان على التبيه على التبيه على أن هذا ليس حديثا ، فمقولة < المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء > هي مقولة من كلام طبيب العرب الحارث بن كلَدة ، وما أكثر ما تنسب هذه المقولة للنبي صلى الله عليه وسلم
---
(1/2892)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جواب في حل الإشكال الوارد عن ابن عباس في الإسرائيليات
---
جواب في حل الإشكال الوارد عن ابن عباس في الإسرائيليات
---
خالد الباتلي
07-24-2006, 06:41 PM
جواب في حل الإشكال الوارد عن ابن عباس في الإسرائيليات
من الإشكالات الواردة في موضوع الإسرائيليات ما عرف عن ابن عباس رضي الله عنهما من الأخذ عن بعض أهل الكتاب، مع ما جاء عنه أنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرءونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله { ليشتروا به ثمنا قليلا } أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم.رواه البخاري.
واذكر أن الشيخ/أحمد البريدي طرح هذه المسألة في الملتقى من قديم، وقد وقفت على رأي أشار إليه الشيخ الجديع في (المقدمات الأساسية) ، وحاصله أنه أخذ عن مسلمة أهل الكتاب مثل كعب الأحبار، وليس هذا كمن يتلقى عن أهل الكتاب – من الأحبار والرهبان- وهم على دينهم.
أقول: وبه ينحل الإشكال فيحمل نهيه عن الأخذ عن أهل الكتاب وهم على دينهم، وأخذه لمن أسلم منهم، وهذا الجواب مشروط بعدم أخذه عنهم في حال الكفر.
فائدة في ضمنها سؤال:
ورد أن ابن عباس كان يسأل أبا الجلد جيلان بن فروة، وجاء في ترجمته: أنه صاحب كتب التوراة، وقد وثقه أحمد، كما في (الجرح والتعديل) 2/547 فهل كان هذا كتابيا؟
---
مساعد الطيار
07-25-2006, 05:24 AM
حياكم الله يا شيخ خالد
في موقف ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ الذي رواه عنه البخاري ؛ هل يُفهم منه أن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل مطلقًا ؟(1/2893)
فإن كان ذاك كذلك ، فإنه مخالف لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) رواه اللبخاري .
وليس الظن به هذا ، وقد ثبت عنه الأخذ من بني إسرائيل ، فحسُن معرفة السبب الموجب لقيل ابن عباس هذا .
والنوجيه الذي ذكرتموه عن الدكتور عبد الله الجديع ـ في قولكم : ( وقد وقفت على رأي أشار إليه الشيخ الجديع في (المقدمات الأساسية) ، وحاصله أنه أخذ عن مسلمة أهل الكتاب مثل كعب الأحبار، وليس هذا كمن يتلقى عن أهل الكتاب – من الأحبار والرهبان- وهم على دينهم.
أقول: وبه ينحل الإشكال فيحمل نهيه عن الأخذ عن أهل الكتاب وهم على دينهم، وأخذه لمن أسلم منهم، وهذا الجواب مشروط بعدم أخذه عنهم في حال الكفر) ـ تخصيص لا دليل عليه لا من أثر ابن عباس رضي الله عنه ، ولا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أجاز التحديث عن بني إسرائيل ، ورفع الحرج عن أمته ، وإن كنت ترى اليوم من يضع هذا الحرج عليها ، وقد رفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فترى بعض المعاصرين يوجهون النقد لكبار المفسرين المتقدمين لكونهم يذكرون الإسرائيليات ولا يعلقون عليها .
---
خالد الباتلي
07-25-2006, 05:43 PM
أشكر أخي فضيلة الدكتور مساعد على هذا التعليق المفيد في هذه المسألة، وطمعا في مزيد الفائدة أقول:
لعله يفرق بين مسألتين هنا:
1. حكم الرواية والتحديث عن بني إسرائيل، وهذه ورد فيها نص نبوي (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) كما ذكرتم، ولا كلام فيها.
2. موقف ابن عباس رضي الله عنهما من الرواية عن بني إسرائيل، وهذه محل البحث، فقد وجدناه أخذ عنهم، ووجدناه ينهى عن الأخذ عنهم، فلا بد من توجيه ذلك.
والجمع المذكور يعود إلى السبر والنظر في روايات ابن عباس في ذلك، فحيث وجد أنه لا يروي إلا عمن أسلم –وهذا بعد ثبوت عدم أخذه عن غير المسلمين، لأنني لم أتتبع ذلك- فهو دليل هذا الجمع.(1/2894)
ويؤيده أنه كان تقدم منه صلى الله عليه وسلم الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم، ثم جاءت الرخصة في الحديث عنهم، فلعله فهم أن النهي المتقدم لمن كان كافرا، ثم جاءت الرخصة في الحديث بعد أن دخل بعضهم في الإسلام.
بل وجدت في المرفوع نهي صريح عن سؤالهم، وهو ما رواه جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، فإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني".رواه أحمد بسند حسن
وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى، وقوله (شيء) نكرة في سياق النهي فتفيد العموم.
ويؤيده أيضا –وأذكر أن البحث في المسألة الثانية دون الأولى-: أن الكافر ساقط العدالة وأهل الكتاب قوم حرفوا وبدلوا في كتب الله تعالى، كما قال رضي الله عنه: "يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرءونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا..".
وهم يقرؤون مثل قوله تعالى:" أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".
وهذا لا يوجد في المسلم العدل.
ويؤيده أيضا: ما يشمه القارئ في أثر ابن عباس الذي يجد المقابلة بين المسلمين والكفار، وانظر مثلا قوله: "أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم".
وبهذا يبدو أن هذا الجمع حسن –والله أعلم-، ولا يعني أن ما عداه من الوجوه الملتمسة باطل أو غير معتبر.
وأما هل يفهم مما ورد عن ابن عباس أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل مطلقا؟
فأقول: لا، وإنما نهيه مقيد بغير المسلمين، وليس في هذا مخالفة للحديث.
---
خالد الباتلي
07-25-2006, 05:46 PM(1/2895)
ما أشرت إليه -حفظك الله- من صنيع بعض المتأخرين في التحجير في باب الإسرائيليات، فمع مافيه من الملاحظة عليهم، لكن قد يعتذر عنهم بأن هناك فرقا بين عصرنا وعصر من تقدم، وذلك بأن الكتب في السابق لا يحصلها إلا أهل العلم في الغالب لصعوبة ذلك، فلا مطابع ولا آلات تصوير – فضلا عن السكنر والأنترنت- فلذا كانوا يكتبون وهم مطمئنون أن القراء من العلماء أو من طلبة العلم، أضف إلى ذلك أن كتب السلف كتفسير الطبري مثلا عميقة من الناحية العلمية لا يقدم عليها إلا من كان له قدم في العلم، وهذا بخلاف الزمن المعاصر الذي انتشر وتيسر فيه الكتاب جدا، وكتبت التفاسير للمثقفين وللعوام، فمثل هؤلاء إذا قرأ في سياق تفسير الآية: الحديث النبوي، وقول الصحابي، والإسرائيليات؛ اعتقد الجميع حقا واعتمده تفسيرا للآية، وهنا يقع المحذور، لاسيما وشيخه كتابه.
فلذا ربما يوافق المعاصرون في التحذير من الإسرائيليات في التفاسير المعاصرة التي يقرأها غير المتخصصين، والله أعلم.
ثم إن توقي ذلك في التفسير قديم فقد جاء في (سير أعلام النبلاء) 4/451 :" قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما بالهم يتقون تفسير مجاهد؟! قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب".
---
مساعد الطيار
07-25-2006, 09:31 PM
أخي خالد
على عادتك في إتحاف المناقشات بفوائد علمية ، فحياك ربي ، ثم حياك .
اخي الكريم
المعاصرون الذين ذكرتُ لك مذهبهم قوم كانوا قبل ظهور الأنترنت وما يتعلق به من تقنيات .
وأما جواز التحديث عن بني إسرائيل فجاء بعد النهي الذي ذكرتم .
وإذا كنا سنتحاشى القول الصحيح المبني على المنهج النبوي الذي لم يفرق بين عامي وعالم في جواز التحديث ، فإننا سنترك بعض العلم من اجل هذه العلة .(1/2896)
ولست أدعو في قولي هذا أن ننشط في رواية الإسرائيليات ، بل أنا أرى أن من اتقاها من المعاصلاين ، فإنه يُحمد على منهجه هذا ، لكني أكره ما يكون من نقد علمائنا السابقين لأنهم رووا الإسرائيليات في كتبهم .
وأما ما ذكرتم عن الأعمش في حق مجاهد ، فهذا ـ عندي ـ يدلُّ على وجود مذهبين للسلف في التعامل مع مرويات بني إسرائيل ، ولا غبار في ذلك ، فمن حدَّث فله سلف ، ومن ترك التحديث فله سلف ، لكن يبقى أن المنهج النبوي هو الأولى بالاتباع .
وأظنه لا يخفى على مثلكم تصديق النبي صلى الله عليه وسلم للحبر، فقد جاءه حبر من اليهود فقال : إنه إذا كان يوم القيامة ، جعل الله السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، والخلائق على إصبع ، ثم يهزهن ، ثم يقول : أنا الملك أنا الملك ، فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه ، تعجبا وتصديقا لقوله ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وما قدروا الله حق قدره - إلى قوله - يشركون } رواه البخاري.
ولأجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم في مقام التشريع ، ويأتيه الوحي بالتصديق لمثل هذا الأمر ، فإننا نقبل قول هذا الحبر ؛ لتصديق رسولنا صلى الله عليه وسلم له .
أما غيره من الأخبار ، فقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد روى احمد وأبو داود وغيرهام عن أبي نملة الأنصاري أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل من اليهود مر بجنازة فقال : يا محمد ، هل تتكلم الجنازة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الله أعلم ) .
فقال اليهودي : إنها تتكلم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلا لم تصدقوهم ، وإن كان حقا لم تكذبوهم ) .
وهذا منهج تطبيقي من الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع مرويات بني إسرائيل .(1/2897)
والموضوع ذو شجون ، وقد أشرت إلى طرف منه في شرحي لمقدمة في أصول التفسير ( كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ) ، وبينت بعض الأمور المتعلقة بالإسرائيليات .
ولا زلت أدعو إلى أن يُقرأ هذا الموضوع من جديد ، وأن نزيل الخوف والرهبة العلمية المظنونة في مثل هذا الموضوع ، سواء بالنظر إلى العامة أو بالنظر إلى الطاعنين من الملحدين والمستشرقين وغيرهم ، فنحن أصحاب حق أبلج لا نخاف فيه من غيرنا ، فالحق معنا ولله الحمد .
وما يتوهمه بعض الباحثين في الإسرائيليات من وجود أثر سيء لها ، أو من وجود مطاعن للمستشرقين في تفاسير سلف الأمة، وأنهم اخذوا من أهل الكتاب = لا يلزم منه عدم بيان المنهج الحق في هذه المسألة .
والحديث فيها يطول ، وهي بحاجة إلى حديث مفصل في غير هذا الموضع ، خصوصًا ما يقع من الطعن من قبل اليهود والمستشرقين والتوراتيين وغيرهم من الملاحدة الطاعنين ، فهؤلاء يطعنون في الواضح البين ، فما بالك في غيره ، ولعل الله ييسر الكتابة في هذا الموضوع مرة أخرى .
وأقول :
إن هذا الموضوع بحاجة إلى الانطلاق من الآثار ، والنظر فيها على النحو الآتي :
1 ـ الأحاديث النبوية المتعلقة بأخبار بني إسرائيل ، وكيفية تعامله صلى الله عليه وسلم معها .
2 ـ النظر في منهج الصحابة في التعامل مع مرويات بني إسرائيل قولاً أو فعلاً بذكر هذه المرويات ، للخروج بالمنهج السليم في التعامل مع هذا الموضوع .
3 ـ النظر في عمل التابعين ومن بعدهم من علماء الأمة المقبولين الذين اتفق الناس على جلالتهم ؛ كالطبري والبغوي وابن عطية والقرطبي وابن كثير وغيرهم .
أما الدخول إلى الموضوع بمقررات سابقة ، وهي رفض ما هو من المرويات الإسرائيلية ، فلن يجدي في البحث العلمي .
---
خالد الباتلي
07-27-2006, 12:47 AM(1/2898)
أشكرك أخي أبا عبد الملك على هذه التحف الطيبة، ولا أخفيك أنني مسرور بهذا النقاش رغم انشغالي لما أجده من فوائد، لا سيما إذا كان النقاش مع أمثالكم وفقكم الله.
ويبدو أننا خرجنا عن تخريج موقف ابن عباس إلى تخريج موقف المعاصرين لكن لابأس فالموضوعان يشتركان في رواية أخبار بني إسرائيل.
وموضوع الإسرائيليات يكتنفه جانبان: جانب تأصيلي، وجانب تطبيقي.
فأما التأصيلي فكما ذكرت في النقاط الأخيرة، ولعلي أراجع ما أحلت إليه في شرحكم لمقدمة شيخ الإسلام قريبا إن شاء الله، ولا أدري هل خلت أقسام التفسير في جامعاتنا من مثل هذه الدراسات؟!
وأما الجانب التطبيقي – وهو الذي أعنيه هنا- فلا بد من التفريق بين مسألتين:
1. نقد المتقدمين بذكرهم الإسرائيليات في كتبهم، وهذا ما لا يوافق عليه بل قد بلغني عن أحدهم أنه خرج في إحدى القنوات الفضائية وقدح في الطبري لأجل ذلك وقال فيه كلام قاسيا عفا الله عنه.
2. ذكر الإسرائيليات في التفاسير في هذا العصر سواء التفاسير الكتابية أو الشفهية للعموم، وهذا بيت القصيد، وما أشرت إليه من المنهج النبوي في التعامل معها غير داخل هنا لأنه صار سنة نبوية تقريرية في مثل حديث الحبر، ولاننظر إليه على أنه من أخبار بني إسرائيل.
ولعلي أزيد الأمر إيضاحا فأقول: هب أن جهة ما أرادت أن تعمل تفسيرا لعموم المسلمين وكان منهجها الذي رسمته: أن تذكر المقطع من الآيات ثم تذكر المعنى العام للآيات ثم تذكر ما يتعلق بها من الإسرائيليات اقتداء بأئمتنا السالفين كالطبري وغيره، ولما فيها من التشويق والجذب للقراءة، فما رأيكم في هذا؟(1/2899)
ومن هنا يأتي الاعتذار عن موقف بعض المعاصرين في هذه النقطة بالذات، لأن مكمن الرهبة والخوف في أن تساق الإسرائيليات مع الحديث النبوي وأقوال الصحابة والتابعين في مساق واحد لمن لا يميز، لاسيما وحالها كما قال ابن كثير في تفسيره 6/ 284 :"ثم ليعلم أن أكثر ما يُحدّثون به غالبُه كذب وبهتان؛ لأنه قد دخله تحريف وتبديل وتغيير وتأويل، وما أقل الصدق فيه، ثم ما أقل فائدة كثير منه لو كان صحيحا"
أخي الحبيب..أظن أننا متفقين إلى حد كبير في هذه المسألة، لكن أجدني متشجعا لطرقها لما لمسته من غبش في تصور المسألة أو في تطبيقها، ولا أزال أنتظر المزيد من المفيد.
وفقنا الله وإياكم للهدى والصواب
? حاشية:
ليتك تسمي بعض المعاصرين الذين يتبنون هذا الرأي لتعم الفائدة، ولم أفهم كيف عددتهم معاصرين وقد وجدوا قبل تقنيات الطباعة والتصوير؟
---
مساعد الطيار
07-27-2006, 04:59 PM
أخي خالد :
لم أرد أنهم قبل الطباعة والتصوير ، ، وإنما نصصت على الأنترنت ويدخل معه البرامج المدمجة ، وظهورهذه وانتشارها ـ كما تعلم ـ قريب .
وضابط المعاصرة فيه مطاطية كما تعلم ، لكن أذكر لك كتابين سارا على منهج الرفض للإسرائيليات ، ونقد المفسرين الذين ذكروها ، وهما مشهوران في هذا الباب :
الأول : الإسرائيليات في التفسير والحديث للكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله .
الثاني : الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير للدكتور محمد بن محمد أبو شهبة رحمه الله .
وهناك مشروعات طُرحت باسم ( الدخيل في كتب التفسير ) ، وأغلبها قائم على نقد الإسرائيليات ونقد المفسرين الذين نقلوها .
وقد طالب بعضهم بإعادة طباعة تفسير ابن كثير وغيره بعد حذف هذه الإسرائيليات منه .
وللحديث بقية .
---
الجكني
07-27-2006, 05:29 PM
أتمنى تسليط الضوء على هذه النقطة الأخيرة وهي مطالبة "بعضهم "حذف الإسرائيليات من تفسير ابن كثير وغيره ،أهذا من الأمانة العلمية؟ ومن له الحق في ذلك أصلاً ؟(1/2900)
كتب العلماء تبقى كما هي وكما كتبوها ،وهم ما كتبوها إلا ابتغاء الأجر من الله تعالى ،وباب النقد والتصحيح مفتوح لمن هو أهل 0
---
خالد الباتلي
09-05-2006, 10:40 PM
فائدة:
أفاد فضيلة الدكتور محمد الخضيري في دراسته المتميزة (تفسير التابعين) - 2/883 - أن روايات ابن عباس رضي الله عنهما عن بني إسرائيل قاربت 350 رواية.
أقول: وهذا رقم كبير.
تنبيه:
بمناسبة ذكر الكتاب فقد وقفت فيه على وهم لطيف للشيخ وقد قعت فيه أيضا في جمع التفسير المرفوع لكن وفق الله فتداركته، وذلك أن الدكتور الخضيري وفقه الله ذكر في تقرير منزلة السنة في كونها مصدرا للتفسير عند التابعين حديث ابن عباس قال:{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ }حَالًا بَعْدَ حَال،ٍ قَالَ هَذَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه البخاري (4940)
وقد قال الشيخ: "ولما وردت الرواية عنه صلى الله عليه وسلم عند تفسير قوله تعالى..." فذكر الآية والحديث.
ففهم أن التفسير من مقول النبي صلى الله عليه وسلم من رواية ابن عباس، وهكذا فهمت وحينما رجعت إلى الدر وجدته عزاه إلى البخاري فقط، فتعجبت من حديث مرفوع خرجه البخاري ولم يشاركه غيره، فرجعت إلى الشرح فوجدت ابن حجر قال في الفتح: "هو على قراءة فتح الموحدة وبها قرأ ابن كثير والأعمش والأخوان . وقد أخرج الطبري الحديث المذكور عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم بلفظ " إن ابن عباس كان يقرأ ( لتركبن طبقا عن طبق ) يعني نبيكم حالا بعد حال ".
فاتضح الأمر وتكون (نبيكم) في الرواية خبرا وليست فاعلا، والمبتدأ اسم الإشارة، والله أعلم.
---
(1/2901)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء
---
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء
---
خالد الباتلي
02-06-2004, 06:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه:
أيها المسلمون الموحدون الذين رضوا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فأجدني أقف عاجزا واجما ، تخونني الكلمات والعبارات في الحديث عن فضل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فماذا أقول ؟ وكيف أبدأ ؟ وبماذا أنتهي ؟.
أيها الإخوة :
قال ربنا تبارك وتعالى : ( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الفتح:9)
لعله لاتخفاكم الهجمة التي تشن على ديننا الحنيف ، والتي تجاوزت ذلك إلى شخص محمد صلى الله عليه وسلم ، فما فعلنا ، وماذا صنعنا – إن كنا نزعم حبه، ونفديه بآبائنا وأمهاتنا -؟
محمد بشرٌ وليس كالبشرِ *** محمد ياقوتةٌ والناس كالحجرِ
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها :
لقد انبرت طائفة من إخوانكم في الغرب بتكوين لجنة لهذا الغرض تحت مسمى : ( اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء ) ، وكان من أعمالهم الجليلة إنشاء موقع على الشبكة بمختلف اللغات على الرابط : http://www.icsfp.com/AR/ (http://www.icsfp.com/AR/)
ولكنهم قلة في مواجهة طوفان الشر وأهله ، والمطلوب منا جميعا :
إضافة الموقع إلى المفضلة ، وتكرار زيارته .
2. المشاركة في أركان الموقع بما تيسر ولاسيما المنتدى بالمقالات والردود والبحوث .
3. تشجيع القائمين عليه بالشكر والثناء ، وعرض تقديم المساعدة والعون بما يرونه ونقدر عليه .
4. دعوة المتخصصين من أهل العلم إلى المشاركة في هذا الموقع .(1/2902)
5. نشر هذا الموقع والتعريف به في المنتديات ووسائل الإعلام .
أسأل الله أن يوفق الجميع ، ويكلل الجهود بالنجاح .
ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد .
ملحوظتان :
1- إن رأى الإخوة المشرفون أهمية في تثبيت الموضوع ، فلعل الأمر يكون خيرا .
2. أرجو من الإخوة نشر الموضوع في مختلف المنتديات .وجزاكم الله خيرا ،،
---
أحمد البريدي
02-06-2004, 10:53 PM
شكر الله لك يا شيخ خالد , وإن تثبيت الموضوع هو أقل الواجب , وقد قمت بتثبيته , اسأل الله أن يوفق القائمين عليه لكل خير .
---
فاطمة
02-10-2004, 02:53 AM
بسم الله الرحمن الرجيم
والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين وخاتم النبيين سيدنا محمد وبعد:
أحبتي في الله حير عمل يمكن أن يقوم به مؤمن بلله محب لرسوله هو الدفاع عنه ونشر فضائله عليه الصلاة والسلام فجزاكم الله خبر الجزاء وأريد أن أعرف منكم ما الشئ الذي يمكننا فعله لنساهم في هذا العمل الجليل
أختكم في الله fatema@al-sham.every1.net
---
خالد الباتلي
02-10-2004, 01:54 PM
أشكر لك أخي الكريم / أحمد البريدي سرعة تجاوبك ، وتثبيت الموضوع .
وهذا مقال من الموقع للشيخ حاتم بن عارف العوني أشار فيه إلى ماصدر عن الرئيس كلينتون في مؤتمر جدة الإقتصادي :
http://www.icsfp.com/AR/Contents.aspx?AID=2114
كما أشكر للأخت الكريمة / فاطمة حرصها وغيرتها ، زادها الله من فضله ، وأحيلها إلى أصل الموضوع أعلاه وزيارة الموقع ، ولعلها تجد ماتريده .
والسلام عليكم
---
أحمد البريدي
01-21-2006, 04:58 PM
وما زال الهجوم على نبينا صلى الله عليه وسلم , وآخره الهجوم في دولة الدنمارك , وأهيب إخواني بزيارة هذا الرابط , والمشاركة في النصرة .أرسل خطابك لنصرة نبيك صلى الله عليه وسلم (http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=2267)
---
مرهف
01-21-2006, 06:16 PM(1/2903)
لقد سبق وأشرت إلى ما يحصل في الدنمارك من التعرض للنبي صلى الله عليه وسلم من زمن انظر هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4103
فأسأل الله أن يوقظ المسلمين من رقدتهم ويعيد الغيرة إلى قلوبهم وإيمانهم فينبغي أن تكثر المقالات في فضح الأخلاق الغربية والنصرانية مع الأديان الأخرى في الوقت الذي ينادون فيه المسلمين بحرية الأديان والتسامح
---
المسلم الحاضر
01-28-2006, 11:24 AM
جزاكم الله خيرا
---
فاروق
01-28-2006, 12:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
جزاكم الله خيرا..
و من خلال هذا الموقع يمكن أن نفعل أضعف الإيمان..
http://www.no4denmark.com
_________________
حسبنا الله ونعم الوكيل
---
روضة
01-28-2006, 01:08 PM
بارك الله فيكم على هذه الجهود الطيبة المباركة.
---
فاروق
01-28-2006, 07:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
وهذا فلاش جميل جدا حول جريمة سب الرسول صلى الله عليه وسلم
http://www.anashed.net/flash/rasool.swf
---
مرهف
01-28-2006, 07:40 PM
وهذه مواقع فيها ما يساعد على فعل أدنى ما يمكن :
http://www.forsonna.com/forum/forumdisplay.php?f= 6
http://www.forsonna.com/forum/showthread.php?p=22178#post22178
أقول :(1/2904)
يقول الغرب مستغرباً : لماذا تكرهنا الشعوب الإسلامية ولماذا تتنامى مشاعر الحقد والكراهية اتجاهنا ، وبعد البحث والمداولة وإرسال البعوث خرجوا بنتيجة أن المناهج التعليمية في البلاد الإسلامية تحرض على الكراهية وعلى اللا تسامح الديني وينبغي على هذه الدول أن تنشر التسامح وفكر المعايشة والسلام بين أبنائها ، ولكنهم لم ينظروا إلى تصرفاتهم الهمجية المتعجرفة اتجاه شعائر الإسلام وأن ثقافة الكراهية لا يعرفها المسلمون إلا في أخلاقهم ومعاملتهم الحاقدة ، يقتلون الشعوب ثم يقولون لهم : نحن ننشر الديمقراطية ، وإن موتكم على أيدينا هو بسبب الإرهابيين الذين يدافعون عنكم فانتقموا منهم ، يستهزئون بديننا ويقولون : هذه حرية الرأي والتعبير ، ونحن لا نتدخل في هذه الحرية ، وأتساءل : لماذا لم يعتبروا المناهج التدريسية التي وصفوها بالمناهج التي تنشر ثقافة الكراهية بمقاييسهم الوثنية والسياسية ، لماذا لم يعتبروها من أنواع حرية الرأي والتعبير ؟ ومن أخطر من الآخر : الصحف التي يقرؤها الكبير والصغير والتي تنتشر أكثر من كتب المدارس ، أم الكتب المدرسية التي يمتحن الطالب فيها ثم لا يلبث أن ينسى ما فيها بعد زمن ؟ .
ثم لا بد من القول لمن حمل راية حوار الأديان : أين هي جهودكم التي كنتم تخدعوننا فيها وأن اليهود والنصارى يتسامحون معنا وأن أكبرهم (البابا ) حريص على نشر التسامح و .. و ... من هذا الكلام الذي مللنا منه ، هاهي ذي الأشهر الثلاثة مرت والصحف والإعلام يقوم ما يقوم به ولم يظهر أبوهم أي استنكار أو تنديد اتجاه ما تقوم به هذه الدولة الحاقدة .
وسؤال آخر : ما الذي حرض هذه الصحيفة في الدنمارك على هذه الجريمة التي لا يحتملها قلب الغيور من المسلمين ، ولم هذا الوقت بالذات يتلاعبون فيه على وتر حساس لا يمكن التساهل به بأي حال ، ومن وراء هذه الجريمة التي لا تغتفر ؟!(1/2905)
يا مسلمي العالم استيقظوا .... يا مسلمي العالم استيقظوا ..... يا مسلمي العالم استيقظوا
---
سيف الدين
01-28-2006, 08:53 PM
بوركت الافواه التي تدافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام ...
---
فاروق
01-29-2006, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
إنها حملة منظمة ..
قال رئيس الوزراء الدنماركي الخنزير اليوم ان الدنمارك لن تتنازل عن رأيها وأنه لا تهمه المقاطعة للألبان والأجبان لأن العرب لم يقاطعوا الأشياء الأهم والأكبر مثل شركة nova المصدرة للانسولين المسحوب من الخنازير المعدة للذبح . و شدد هنا أن المسلمين لا يحبون الخنزير الا عندما يقتربون من الموت , فلا يهمهم اسلامهم الا عند حرية التعبير الدنماركية... وقال أيضآ ان الخسارة القليلة التي تكبدتها البلاد ستعوض من عقود البناء مع العرب...
_________________
---
فاروق
01-29-2006, 04:23 PM
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
على الرغم من الحملة الشرسة على الاسلام الا ان الاسلام يتخطى كل الغوغائيين والحاقدين والملحدين والقائمة تطول واليكم هذا الخبر.
Muhammad Legacy of A Prophet
His father died before he was born, and his mother died when he was only six. But sheltered by a powerful uncle, he made a good start in life, established himself in a profitable business and married well. And then, at the age of 40, he was transformed.
A man who could not read or write, he announced that he was the prophet of God.
His name was Muhammad (S.A.W), and in the next 23 years he would bring peace to the warring pagan tribes of Arabia and establish the new religion of Islam, which today has 1.2 billion followers.(1/2906)
عرض في امريكا فيلم على قناة PBCعن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من اخراج رجلين كانا يهوديين ثم اسلما , وكل من تابع هذا الفيلم سواء من المسلمين ام من الكفار بهر بهذا الفيلم والذي كان مؤثرا حتى ان بعض من شاهده بكى من قوة تاثير هذا الفيلم , ويتوقع المتابعون والعارفون بطبيعة الشعب الامريكي ان يؤدي الى اسلام مئات الآف من النصارى ان لم يكن الملايين فلله الحمد والمنة , والقناة لها موقع فلعل كل مسلم يكتب لهذه القناة شكرا على هذا الفلم الرائع , ولعله كذلك ان يترجم الى العربية وسائر اللغات الاخرى , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ليبلغن هذا الدين مابلغ الليل والنهار بعز عزيز اوذل ذليل وقوله صلى الله عليه وسلم ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر , فالله اكبر ولله الحمد , وهذا هو رابط القناة
http://www.pbs.org/muhammad/
ورابط الفلم
http://www.fileforwarding.com/file.php?id=5439
---
مرهف
01-30-2006, 07:21 PM
لقد انتجت أفلام أمريكية عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها أفلام كرتون ولكن ... كانوا ينتقون من سيرته ما يريدون فيتخطون عند ذكر الجهاد ويركزون على نواحي تخدم مصالحهم ، وأرجوالله تعالى أن يكون هذا الفلم مختلفاً .
وأريد أن أقول أن كتاباً في الدنمارك نشر الخميس الماضي يتحدث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بمئتي صفحة تقريباً وسينشر في المكتبات العامة أيضاً ، وفيه من الإساءة أكثر مما هو في الصحف ، من هذه الإساءات رسم أمنا السيدة عائشة أم المؤمنين وهي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت سبع سنوات والرسول يحرك شعرها ويقول : أنت مثل ابنتي ، وصورة أخرة مع تعليقها تصور الصحابة وهم يقتلون أناساً أمام النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يسلموا ويشمون رائحة دمائهم مع تبريكات من النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما يصورون ذلك بالرسم .(1/2907)
ما موقف الدنمارك لو تكلم أحد المسلمين تحت شعار حرية الرأي عن ما يسمونه السامية أو أنكر المحرقة المزعومة على يد هتلر في ألمانيا ؟ ولماذا يسكت بابا الفتيكان إلى الآن إن كان هذا العمل بدون مباركته ، وما هو موقف الحكومات من الدنمارك هل سيقاطعونهم سياسياً كما يقاطع المسلمون الدنمارك اقتصادياً ؟
فالله الله فيهم : اللهم إن محمداً نبيك وأنت الذي أرسلته وأنت أخبرتنا في كتابك أنك قد رفعت ذكره ، وقلت أيضاً (( إن شانئك هو الأبتر)) فأرينا اللهم ذلهم وصغارهم وبترهم واشف صدورنا ، اللهم انتقم لنبيك وحبيبك وأعنا على مناصرته يا رب العالمين.
---
فاروق
01-31-2006, 12:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
--------------------------------------------------------------------------------
الدانمارك تريد حرق المصحف الشريف يوم السبت في الساحة الكبراا في كوبنهاجن....
بدأت الدنمارك حملة بواسطة رسائل الجوال و الايمايل للمجيئ الى الساحة الكبرا في العاصمة كوبنهاجن للمشاركة في حرق الصحف الشريف ردآ على المقاطعة الاسلامية ول التضامن مع الرسامين و الجريدة..........
الله أكبر يا مسلمين ,,الله أكبر يا مسلمين,, الله أكبر يا مسلمين
افرحي معي يا امة محمد (ص)
افرحي معي يا امة محمد (ص)
افرحي معي يا امة محمد (ص)
حانت لي الفرصة لأدافع عن كلام الله و نبيه الأعظم معآ في وقت واحد..
دمعت عيني ....ان الله قرب مني الجهاد بدلآ من ان يقربني منه..
والله ..والله.. والله الذي رفع السماء بلا عمد, لن اتوقف عن الدفاع الا في احدا ثلاث.
اما ان ينعمنا الله بالشهادة او ان تصل دماؤهم كاحلي او ان لا ياتوا الى هناك...
والله يا امتي ان شباب الامة مستعدون و فرحون,,,
و سنحاول منع نساء المسلمين حتى لا يصابوا بأذآ... الا أنهن كما عهدتهن عنيدات يابسي الرأس..ابتسامة..
تسطيعوا ان تنصرونا,,,
بدعاء ليوفق الله .
و بآية تردنا الى دينه
الله أكبر الله أكبر(1/2908)
ولتحيا امتي
الشباب مرابطون للدفاع عن كلام الله.
فلا تنسونا من صالح دعائكم..
اخوانكم في السويد و الدنمارك
_________________
حسبنا الله ونعم الوكيل
منقول
---
روضة
01-31-2006, 04:05 PM
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ
فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ
وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
---
مساعد الطيار
01-31-2006, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع ، لكن عندي ملاحظة أرجو ان تتسع لها صدورنا : المقالات لا تخرج عن أن تكون خبرًا أو عاطفة مسلم جياشة ضد هذا الاعتداء ، ولم أر ـ في أغلبها ـ من يقترح المقترحات الإيجابية لاستغلال مثل هذا الحدث ، ولا شكَّ أننا ـ أعضاء الملتقى ـ قد سَبَقَنَا غيرُنا إلى مقترحات متعددة ، لكن لا بأس بجمع هذه المقترحات والزيادة عليها .
ونحن إذ نكره هذا الحدث ، لكننا نظنُّ بربنا خيرًا ، ونتوقع أن تسفر عن خير ، خصوصًا أن المسلمين ـ ولله الحمد ـ قد تفاعلوا مع هذا الحدث ، وأسأل الله أن نرى ثمار أعمالهم قريبًا جدًّا .
ولئن كنا على يقين أن من أهان خليل الله محمدًا صلى الله عليه وسلم فإنه سيلفى جزاءه ؛ إلا أننا يجب أن نزيد في العمل الدؤوب في نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم في كل حين .
وكم أحب أن ننتقل إلى العمل الإيجابي لاستغلال هذا الحدث ، بدلاً من النياحة عليه ، فانظر كم أثمر هذا الحدث في استنكار من لا تظن منهم فعل ذلك ، أفلا نستطيع أن ننشء عملاً بين المسلمين قبل الكافرين لنعيد الناس إلى سيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ألا ترون أن من المناسب إعادة النظر في مناهجنا العملية في تربية أنفسنا وأبنائنا ومجتمعاتنا على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ألا ترون أنه يمكن أن نُحْدِث دروسًا للمسلمين كلهم في الأمور الآتية :(1/2909)
1 ـ آداب النبي صلى الله عليه وسلم .
2 ـ شمائل النبي صلى الله عليه وسلم .
3 ـ معجزات النبي صلى الله عليه وسلم .
4 ـ خصائص النبي صلى الله عليه وسلم .
5 ـ 6 ـ 7 .... الخ مما يمكن أن نفيد فيه أنفسنا وإخواننا من المسلمين .
كم أتمنى أن نأخذ بوضع المقترحات في الاستفادة من هذا الحدث لنا ولدعوة غيرنا من الكفار الذين يستعملون الحرية في نقد ديننا ونبينا ، ولا توجد هذه الحرية في مدح هتلر أو نقد المحرقة النازية المزعومة ، او نقد اليهود أو نقد أي شيء يمت لسامية اليهود بصلة ، فعند هذه الأمور تنعدم الحرية ، ويأتي المنع ، والله المستعان .
---
(1/2910)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طريقك السهل للحصول على المخطوطات من تركيا
---
طريقك السهل للحصول على المخطوطات من تركيا
---
الرقيب سعيد
05-21-2003, 07:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فلا يخفى على الإخوة الكرام ممن لهم اهتمام بالمخطوطات صعوبة الحصول عليها من تركيا ، وقد يسر الله لي منذ أكثر من عشر سنوات التعرف على الأستاذ / مصطفى قره الهلالي ، وقد أنشأ مكتباً يقوم فيه بخدمة جيدة لمن يرغب في الحصول على مخطوطات من تركيا – طبعاً في مقابل مادي - وقد اتصلت به اليوم وأبدى موافقته لنشر عناوين المركز في هذا المنتدى المبارك ، وهو مركز موثوق به وقد جربت التعامل معه ، وكذلك بعض الإخوة .
وأسأل الله أن يوفقني وجميع الإخوة للعلم النافع والعمل الصالح.
سعيد الرقيب الغامدي.
والمعلومات عن المركز هنا ووضعتها في ملف مضغوط حتى يمكن الاحتفاظ به في المستندات
**************************************************
مركز الفرقان
للأبحاث العلمية والوثائق العثمانية والمخطوطات والترجمة
مؤسسة محدودة - إستانبول
تأسيسها:
تم تأسيس مركز الفرقان في عام : 1996 بإستانبول.
لقد قام بإنجاز عديد من المشاريع العلمية بما فيها ترجمة آلاف من الوثائق العثمانية إلى العربية واللغات الحية. وتصوير مئات من المخطوطات وتحقيق بعض منها. كما قدمت خدمات لا يستهان بها في المجالات المذكورة للباحثين والمراكز العلمية والجامعات المحلية والعالمية.
أبحاث علمية:
1- تصوير المخطوطات على الميكروفيلم أو CDوتحقيقها وترجمتها وطبعها وتبادلها عند الحاجة وإرسالها إلى المستفيدين.(1/2911)
2- استخراج الوثائق العثمانية من أرشيفها، والحوليات (سالنامات) والروزنامات (دوريات) والفرمانات والبراءات والوثائق التاريخية القديمة الأخرى والمتون الأدبية وقيود السجلات الشرعية وسندات الشهر العقاري (طابو – كوشان) والمطبوعات العثمانية التي لم تسبق ترجمتها وذلك، من دور الوثائق العثمانية ومن المكتبات الموجودة في تركيا ومن دور الوثائق والمكتبات في البلدان الأخرى واستنساخها وتصويرها وترجمتها إلى اللغة المطلوبة (في حالة الطلب) وإرسالها إلى عنوان المستفيد أو الجهة الطالبة.
3- ترجمة الأبحاث العلمية والاجتماعية والتجارية والأطروحات الأكاديمية ونشرها.
4- تنظيم دورات في اللغة العثمانية لتعليم الباحثين قراءة الوثائق العثمانية وترجمتها.
وفي حالة نيل العرض المذكور لفتة اهتمامكم العالي وفلتة خاطركم العلمي، فإننا مستعدون أن نبذل ما في وسعنا لتقديم الخدمات المذكورة لسموكم الكريم محاولين ابتغاء مرضاتكم فيما ترغبونه . ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنكم، ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ونحن في رهن إشارتكم الحكيمة، منتظرين أوامركم السامية بخصوص المجالات المذكورة .
5- تحقيق الطلبات، يتم بعد الاتفاق عليها بين الطرفين على أن يتم تسديد نصف المبلغ المتفق عليه سلفا أو على شكل دفعات ... ومقدما، في مجال تصوير المخطوطات أو البحث عنها في شتى المكتبات ودور الوثائق . ومن المؤكد أن هذه الأعمال ستتم وفق القواعد المرعية في المكتبات ودور الوثائق .
العنوان:
E-mail: furkankara@ttnet.net.tr
Tel: 0090 212 635 44 36
Fax: 0090 212 532 63 88
---
عبدالرحمن الشهري
05-21-2003, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بأخي الكريم الشيخ سعيد الرقيب ، وأشكره على الانضمام لملتقى أهل التفسير ، والمشاركة في طرح ومناقشة الموضوعات ذات العلاقة بعلم السنة وهي كثيرة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---(1/2912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ماذا تعرف عن أئمة الحرم المكي 1
---
ماذا تعرف عن أئمة الحرم المكي 1
---
إمداد
07-28-2004, 02:09 AM
الشيخ/سعود الشريم
هو سعود بن إبراهيم بن محمد آل شريم من الحراقيص من بني زيد من قضاعة قحطان وهي قبيلة مقرها مدينة شقراء بنجد ..
• ولد بمدينة الرياض عام 1386 هـ ..
• درس المرحلة الإبتدائية بمدرسة عرين .. ثم المتوسطة في المدرسة النموذجية .. ثم الثانوية في اليرموك الشاملة والتي تخرج منها عام 1404 هـ .. ثم إلتحق بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة .. تخرج منها عام 1409 هـ .. ثم إلتحق عام 1410 هـ بالمعهد العالي للقضاء ونال درجة الماجستير فيها عام 1413 هـ ..
-*-*-*-*-(1/2913)
• تلقى العلم مشافهة عن عدد من المشائخ الأجلاء من خلال حضور حلقات دروسهم ما بين مقل له ومكثر .. منهم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى – في عدة متون خلال دروس الفجر بالجامع الكبير بالرياض .. والشيخ العلامة عبد الله بن الجبرين في منار السبيل في الفقه وكذا الاعتصام للشاطبي ولمعة الاعتقاد لابن قدامة وكتاب التوحيد للشيخ محمد ابن عبد الوهاب وفقه الأحوال بالمعهد العالمي للقضاء أثناء الدراسة .. والشيخ الفقيه عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل عضو المجلس الأعلى للقضاء سابقاً حيث قرأ عليه في حاشية الروض المربع في الفقه الحنبلي وكذا تفسير ابن كثير .. كما تلقى العلم عن الشيخ عبد الرحمن البراك في الطحاوية والتدمرية .. والشيخ عبد العزيز الراجحي في شرح الطحاوية .. والشيخ فهد الحمين في شرح الطحاوية .. والشيخ عبد الله الغديان عضو هيئة كبار العلماء في القواعد الفقهية وكتاب الفروق للقرافي أثناء الدراسة في المعهد العالي للقضاء .. والشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في فقه البيوع أثناء الدراسة بالمعهد العالي للقضاء عام 1410 هـ ..
-*-*-*-*-
• في عام 1412 هـ صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام ..
• وفي عام 1413 هـ عين بأمر ملكي قاضياً بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة ..
• وفي عام 1416 هـ تفرغ لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى .. وقد نال الشهادة بتقدير ( امتياز ) وكانت بعنوان ( المسالك في المناسك ) مخطوط في الفقه المقارن للكرماني .. وكان المشرف على رسالته الشيخ / عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ..
• في عام 1414 هـ صدرت الموافقة السامية بتكليفة بالتدريس في المسجد الحرام ..
-*-*-*-*-
? وقفات من حياة الشيخ سعود الشريم :(1/2914)
1) يعتبر الشيخ سعود من القراء المتقنين للقرآن الكريم .. ويلحظ هذا كل من صلى خلفه – حفظه الله تعالى - ويروي عن نفسه :
أنه كلن يستغل وقته في مرحلة شبابه في حفظ القرآن الكريم حتى أنه حفظ سورة النساء عند إشارات السيارات في فترة الانتظار !! ..
2) يقعد الشيخ بعد صلاة الظهر في غرفته المباركة في الحرم المكي حيث يجيب على أسئلة المستفتين .. وهذه الطريقة من أيسر الطرق للوصول للشيخ والدخول عليه وطلب أي شيء منه ..
-*-*-*-*-
? من مؤلفاته :
- كيفية ثبوت النسب ( مخطوط ) ..
- كلاامات الأولياء ( مخطوط ) ..
- المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة ( مخطوط ) ..
- المنهاج للمعتمر والحاج ..
- وميض من الحرم ( مجموعة خطب ) ..
- خالص الجمان تهذيب مناسك الحج من أضواء البيان ..
- أصول الفقه سؤال وجواب ( مخطوط ) ..
- التحفة المكية شرح حائية ابن أبي داود العقدية ( مجلد مخطوط ) ..
- حاشية علا لامية ابن القيم ( مخطوط ) ..
-*-*-*-*-
? خطب ودروس ومحاضرات للشيخ :
http://www.islamway.com/bindex.php?...&scholar_id=101
هم الفراغ وفقه الترويح ..
http://www.islamway.net/bindex.php?...&scholar_id=216
القرآن كاملاً بصوت الشيخ سعود الشريم
http://www.islamweb.net/pls/iweb/au...ree=6&vqerraa=1
-*-*-*-*-
? وقفات مع خطب الشيخ :
القسوة نقص في طبيعة المرء .. وارتكاس بالفطرة إلى منزلة السبُع البهيم .. بل إلى منزلة الجماد الأصم الذي لا يعي ولا يهتز .. فخليق بالمرء أن يتصون عنها .. ويأخذ حذره منها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ) ..
أما اللين والدعة فهما كمال في طبيعة المرء .. وتمام يرقى به .. ويكون حياً نابضاً بالحب والرأفة .. التي عزّت وأوعزت في غير ما مجتمع ..
ولم يُرَ عيوب الناس عيبٌ ... كنقص القادرين على التمام(1/2915)
المرء القاسي القلب هو الذي تستعبده الفظاظة الغائلة .. والغظاظة الغالبة .. ويتحكم في أعماله وتوجهاته .. عت صلد .. به يخبو قبسه .. ويكبو فرسه .. فيجر معه متاعب الدنيا والآخرة .. إذ لا يقسو على الناس إلا من هو معجب بنفسه وطبعه .. حتى ليُرى منه ما يخشى ويتقى .. وما لا يرى مما هو خفي أطم وأدهى ..
ألا فليت شعري ما الذي يحمل المرء على أن يقسو قلبه .. ؟!!
أهو فطرة يفطر عليها القاسي فيدعي جبيلتها .. ؟! كلا .. فالله جل شأنه يقول : ( خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين ) ..
أم هي نقيصة يجدها المرء في نفسه .. ثم يسدها بغلظة وعنف يحتال بهما على نفسه .. ؟!! .. ربما
أم هو الحسد والتشفي وحب الذات .. ؟؟! .. ليس ببعيد ..
-*- من خطبة نحن والقسوة -*-
-*-*-*-*-
والقلم هو خطيب الناس وفصيحهم .. وواعظهم وطبيبهم .. بالأقلام تدبر الأقاليم .. وتساس المماليك .. القلم نظام الأفهام .. يخطها خطاً فتعود أنظر من الوشي المرقوم .. وكما أن اللسيان بريد القلب .. فإن القلم بريد اللسان الصامت .. وإذا كان الأمر كذلك فقلمك يا أخي لا تذكري به عورة إمرئ .. إذ كلك عورات وللناس أقلام ..
-*- من خطبة أمانة القلم -*-
-*-*-*-*-
العري سمة حيوانية بهيمية .. ولا يميل إليه إلا من هو أدنى من الإنسان .. ومتى رؤي العري والتعري جمالاً وذوقاً وتقدماً ومسايرة لركب الغافلين فقولوا على الفطرة السلام ..
ولتبدأ الآذان مصغية في سماع ما يبكي ويحزن من مآسي التفنن والتنويع في الانسلاخ والتجرد عن قيم الإسلام .. ناهيكم عن سوء العواقب الموخزة .. وحينئذ واقعون لا محالة فيما حذرنا منه الباري بقوله : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا ) ..
-*- من خطبة اللباس بين الستر والتعري -*-
-*-*-*-*-(1/2916)
السعادة ليست في وفرة المال .. ولا سطوة الجاه .. ولا كثرة الولد .. ولاحسن السياسة .. السعادة أمر لا يقاس بالكم .. ولا يشترى بالدنانير .. لا يملك بشر أن يعطيها .. كما أنه لا يملك أن ينتزعها ممن أوتيها ..
السعادة دين يتبعه عمل .. ويصحبه حمل النفس على المكاره .. وجبلها على تحمل المشاق والمتاعب .. وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر .. والشدائد بالجلد .. والسعيد من آثر الباقي على الفاني .. ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ) .. ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ..
-*- من خطبة السعادة المنشودة -*-
-*- المصادر-*-
كتاب / أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه لـ عبد الله الزهراني ..
كتاب / وميض من الحرم / المجموعة الثالثة ..
كتاب / وميض من الحرم / المجموعة الرابعة ..
مجلة الفتيان / العدد ( 46 ) شوال - ذو القعدة 1423 هـ ..===============================
منقول من موقع
منتديات طريق الهدايةhttp://www.hedayaway.net/vb
---
موراني
07-28-2004, 07:59 PM
لمجرد استفادة , أنظر :
المختصر من كتاب نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر الى القرن الرابع عشر
تأليف الشيخ عبد الله مرداد أبو الخير
مطبوعات نادي الطائف الأدبي . 1398
موراني
---
إمداد
07-29-2004, 06:30 PM
الشيخ/عبد الرحمن السديس
هو أبو عبد العزيز عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله ( الملقب بـ السديس ) ..
يرجع نسبه إلى عِنِزَة القبيلة المشهورة ..
من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم ..
-*-*-*-*-*-(1/2917)
- حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة .. حيث يرجع الفضل في ذلك بعد الله لوالديه .. فقد ألحقه والده في جماعه تحفيظ القرآن الكريم بالرياض .. بإشراف فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان .. ومتابعة الشيخ المقرئ محمد عبد الماجد ذاكر .. حتى منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان ..
-*-*-*-*-*-
- نشأ في الرياض والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الإبتدائية .. ثم بمعهد الرياض العلمي .. وكان من أشهر مشايخه عبد الله المنيف والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن التويجري وغيرهما ..
- تخرج من المعهد عام 1399 هـ بتقدير ممتاز ..
- ثم إلتحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1403 هـ .. وكان من أشهر مشائخه في الكلية ..
الشيخ / صالح العلي الناصر - رحمه الله تعالى -
الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ..
الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ..
الشيخ / د . صالح بن غانم السدلان ..
الشيخ / د . عبد الرحمن بن عبد الله الدرويش ..
الشيخ / د . عبد الله بن علي الركبان ..
الشيخ / د . عبد الرحمن السدحان ..
-*-*-*-*-*-
- عين معيداً في كلية الشريعة بعد تخرجه منها في قسم - أصول الفقه - واجتاز المرحلة التمهيدية ( المنهجية ) بتقدير ممتاز ..
- وكان من أشهر مشائخه فيه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان ..
- عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد مدينة الرياض .. كان آخرها مسجد الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي - رحمه الله تعالى - ..
إلى جانب تحصيله العلمي النظامي في الكلية قرأ على عدد من المشائخ في المساجد واستفاد منهم يأتي في مقدمتهم :
العلامة الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - ..
الشيخ العلامة / عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله تعالى - ..
الشيخ / د . صالح الفوزان ..
الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك ..(1/2918)
الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله الراجحي .. وغيرهم جزاهم الله خير الجزاء ..
-*-*-*-*-*-
- في عام 1404 هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه إمامً وخطيباً في المسجد الحرام .. وقد باشر عمله في شهر شعبان من نفس العام يوم الأحد الموافق 22/8 في صلاة العصر .. وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه بتاريخ 15/9 ..
-*-*-*-*-*-
- وفي عام 1408 هـ حصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - قسم أصول الفقه - عن رسالته ( المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي .. ) .. وقد حظيت أولاً بإشراف فضيلة الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي عليها .. ونظراً لظروفه الصحية فقد أتم الإشراف فضيلة الشيخ د . عبد الرحمن الدرويش ..
-*-*-*-*-*-
- انتقل للعمل بعد ذلك محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ..
- حصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة ( الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي دراسة وتحقيق .. ) وكان ذلك في 1416 هـ .. وقد أشرف على الرسالة الأستاذ د . أحمد فهمي أبو سنة .. وناقشها معالي الشيخ د . عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .. والدكتور علي بن عباس الحكمي رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ..
-*-*-*-*-*-
عين بعدها أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى ..
يقوم مع عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام .. حيث صدر توجيه كريم بذلك عام 1416 هـ .. ووقت التدريس بعد صلاة المغرب في العقيدة والفقه والتفسير والحديث مع المشاركة في الفتوى في موسم الحج وغيره ..(1/2919)
- قام بكثير من الرحلات الدعوية في داخل المملكة وخارجها .. شملت كثيراً من الدول العربية والأجنبية .. وشارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات ..
- له عضوية في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية ..
- رشحه الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها ..
- له نشاط دعوي عن طريق المشاركة في المحاضرات والندوات في الداخل والخارج ..
- له اهتمامات علمية عن طريق التدريس والتصنيف يشمل بعض الأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل المتنوعة ..
- المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي ..
- الواضح في أصول الفقه دراسة وتحقيق ..
- كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة ..
- إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبد الرزاق ..
- أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات ..
دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية ..
رسالة إلى المرأة المسلمة ..
- التعليق المأمول على ثلاثة أصول ..
- الإيضاحات الجلية على القواعد الخمس الكلية ..
وعنده عدد من الأبحاث والمشروعات العلمية فيما يتعلق بتخصصه في أصول الفقه ..
- الشيخ عبد الرزاق العفيفي ومنهجه الأصولي ..
- كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين ..
- معجم المفردات الأصولية تعريف وتوثيق وهو نواة موسوعة أصولية متكاملة إن شاء الله ..
- الفرق الأصولية استقراء وتوضيح وتوثيق ..
- تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف رحمهم الله ..
- العناية بإبراز أصول الحنابلة رحمهم الله وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك ..
-*-*-*-*-*-
-*- اخترت لكم -*-
القرآن كاملاً بصوت الشيخ / عبد الرحمن السديس
خطب ومحاضرات ودروس للشيخ عبد الرحمن
-*-*-*-*-*-
-*- وقفات مع خطب الشيخ -*-(1/2920)
- إنَّ دروبَ الإحسان والتفانيَ فيها آفاقٌ واسعة خلاّبة .. تنعَم فيها النفوس المسلمة الرضيّة بجمال السّعَة وبُعد المدى وجلال العاقِبة .. وإنّ العمل الخيريَّ والإغاثيّ إيمانٌ مُسعِد وخُلق كريم لأَلَقِ اليقين مُصعِد .. كيفَ وهو تدرّجٌ في سُلّم النّجاح .. وصعود إلى مراقي الفلاح .. فالله عزّ وجل يقول : ( وَ?فْعَلُواْ ?لْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .. كما أنّه يرفع المسلمَ إلى أعلى الكمالاتِ في براءةِ النفوس من الشّحّ والإمحال .. وبسط الرّاحة بالبذل والنّوال .. وهو مِن الأدلة على كمالِ الإيمان وحسنِ الظّنّ بالله سبحانه ..
إنّ الإحسانَ والبرَّ والحنوَّ على الفقراء والمنكوبين والمشرَّدين واللاجئين والثكالى واليتامى مِن جرّاء الحروب والكوارثِ وآثار الخطوب والحوادث ليمثِّل أنقى وأبقى وأغلى وأعلى مثالٍ للبريّة .. يتصوّره قلبٌ برّ رحيم وضمير يقِظ كريم .. وليت شِعري كم هي مضيئة مُشرقةٌ .. ومِن أغلال الشحِّ والأنانيّة معتَقَة .. تلك الصّورة الخلاّبة خصوصًا إذا قورِنت بصورةِ الحِقد الدّفين الذميم والهدم والتّشريد اللئيم ..
-*- من خطبة / هُبّوا للعمل الإغاثي -*-
-*-*-*-*-*-
---
إمداد
08-04-2004, 02:45 AM
الشيخ الدكتور عمر السبيل
باديء ذي بدء أقول إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على هذه البلاد بنعم كثيرة، فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة، وفي أراضيها «الحرمان الشريفان» مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وقد نبع في هذين الحرمين وعلى مرَّ العصور الكثير من العلماء الفضلاء، ومنهم الأئمة الذين يؤمون المسلمين في صلواتهم، وهم يعلمون علوم الشرع في حلقاتهم .(1/2921)
ولأن حياتهم تعد قدوة لجيل عصر العولمة، فإن هذه المجلة قد أولت اهتمامااً خاصاً وبحب عميق ومتابعة من رئيس تحريرها الموقر بأئمة الحرمين الشريفين أحياءً وأمواتاً، فبدت منذ أكثر من سنة وهي تنشر تراجم وسير أصحاب الفضيلة أمثال: الشيخ عبدالله الخياط، والشيخ عبدالله الخليفي، والدكتور عبدالرحمن السديس، والدكتور صالح بن حميد، والدكتور علي الحذيفي، والدكتور سعود الشريم، وهاهي تواصل حلقاتها وتختار في هذه الحلقة أحد أئمة الحرم المكي الشريف ألا وهو فضيلة الشيخ الدكتور عمر السبيل رحمه الله تعالى.
لقد كان الدكتور عمر السبيل إنساناً خلوقاً، عالماً حافظاً لكتاب الله عز وجل كان فقيهاً مؤدباً، متواضعاً مع نفسه ومع الآخرين، حفظ بعض القرآن الكريم لديّ والبعض الآخر حفظه على يد بعض الأساتذة في الحرم المكي الشريف، وفي جامعة أم القرى الفيتة أتقن روايتي حفص وشعبة عن عاصم الكوفي ونال سنده.
لقد كانت له ـ رحمه الله ـ مواقف حية وجوانب مضيئة أشير إلى بعض منها:
1- ترك عمادة كلية الشريعة، وتفرغه للتدريس خدمة للعلم وطلابه.
2- كان صاحب الفضل في إحياء حلقة خاصة عن علم القراءات في الحرم المكي الشريف.
3- تواصله مع محبيه ومشايخه الذين كانوا يخجلون من دماثة خلقه وأدبه وقد زارني أكثر من مرة وكان يقول لي في كل مرة: «اجلس ياشيخ أنا أصب القهوة وأنت شيخنا»، وكانت الزيارات متبادلة بيننا، وكان وفياً لجيرانه ولأساتذته ولزملائه ولأحبائه، وهذه الصفات مأخوذة من السلف الصالح الذين كانوا يؤثرون بعضهم بعضاً حباً ووداً ودعاء.
4- ومن تواضعه الجم أنه رفض بشدة أن يكتب عنه وعن ترجمته في زاوية أئمة الحرمين، وكان يردد دائماً أنه طالب علم لا يستحق ذلك.
5- كلما هاتفني أو هاتفته يسأل أول ما يسأل: هل حلقة القراءات مستمرة؟ وكنت أطمئنه أنها مستمرة بحمد الله وتوفيقه سبحانه وتعالى.(1/2922)
6- حبه للحرم ولدروسه الأسبوعية وحضوره مبكراً بعد صلاة المغرب استعداداً لصلاة التراويح وذلك في شهر رمضان المبارك.
وبعد:
فهذه بعض المواقف والجوانب التي ذكرتها في هذه العجالة عن الشيخ عمر السبيل رحمه الله تعالى.
لمحات من حياته
ــ ولد الدكتور عمر في عام 1377هـ/1958م.
ــ درس الابتدائية بمكة المكرمة.
ــ أكمل المرحلة الثانوية في معهد الحرم المكي وحفظ القرآن خلال هذه الفترة.
ــ تخرج في معهد الأرقم بن الأرقم لتحفيظ القرآن.
ــ تخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وحصل منها على درجة البكالوريوس في الشريعة.
ــ حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة أم القرى بمكة.
ــ عمل فيها رئيساً لقسم الشريعة ووكيلاً لكلية الشريعة ثم عميداً لها بجامعة أم القرى بمكة.
ــ عيّن إماماً وخطيباً للحرم المكي سنة 1413هـ.
ــ توفي الشيخ بمستشفى الهدا في يوم الجمعة 1/1/1423هـ وصلي عليه بالمسجد الحرام 2/1/1423هـ وصلى عليه والده فضيلة الشيخ محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام ودفن في مقابر العدل.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته.. آمين.
المعلومات عن الشيخ مأخوذة من المجلة العربية على الإنترنت
---
إمداد
08-05-2004, 03:42 AM
فضيلة الشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله
إمام وخطيب المسجد الحرام سابقاً
هو الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي.
الولادة: ولد في منطقة القصيم بمدينة البكيرية عام 1333هـ تقريباً.
المنشأ: نشأ وترعرع في مدينة البكيرية في بيئة دينية صالحة محافظة على تعاليم الإسلام، حيث كان والده شيخاً جليلاً وإماماً لأحد مساجد البكيرية وكان جده الشيخ عبدالله شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً وقاضياً بمدينة البكيرية.(1/2923)
هذه البيئة الدينية والعلمية أثرت تأثيراً كبيراً على نشأة فضيلة الشيخ عبدالله فقد كان والده حريصاً كل الحرص على تربيته تربية دينية.
حفظ الشيخ عبدالله القرآن الكريم على يد والده الجليل الشيخ محمد الخليفي وله من العمر حوالي سبعة عشر عاماً.
طلب العلم في بداية نشأته على يد والده الشيخ محمد الخليفي.
وممن طلب العلم على أيديهم أيضاً الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبدالعزيز بن سبيّل وسماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد.
وفضيلة شيخنا المحبوب عبدالله الخليفي ـ رحمه الله ـ جمع بين الدراسة الحديثة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة إضافة إلى حلقات العلم على أيدي المشائخ السالف ذكرهم.
أعماله :
عمل في بداية حياته إماماً لأحد مساجد مدينة البكيرية إحدى مدن القصيم، وبعد ذلك بفترة طلبه الملك فيصل ـ رحمه الله ـ ليكون إماماً عنده، بعد ذلك أشار الملك فيصل ـ رحمه الله ـ بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وذلك عام 1365هـ. فباشر فضيلته وظيفته الجديدة ومهمته الكبيرة إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وظل كذلك حتى وافاه الأجل وهو قائم بعمله خير قيام.
ومن زملائه في الإمامة في أول تعيينه كل من الشيخ عبدالمهيمن أبوالسمح والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة.
وفضيلة الشيخ عبدالله من كبار المربين، فلقد اشتغل بالتدريس والإدارة منذ عام 1373هـ وكان آخرها مدير مدرسة حراء الابتدائية بمكة المكرمة. وفضيلة شيخنا المحبوب الشيخ عبدالله الخليفي شيخ وقور عليه سمة الصالحين تعلوه المهابة وتحفه السكينة متواضعاً محبوباً، دمث الأخلاق، جميل الألفاظ، رقيق الإحساس، بكاء بالقرآن تغلبه العبرة، شديد التأثير. يَبكي ويُبكي، تشهد له جناب المسجد الحرام كم بكى وكم أبكى فيها من أنفس مؤمنة وأرواح طاهرة.(1/2924)
ولفضيلة شيخنا المحبوب مشاركات كثيرة في مجال الإرشاد والتوعية العامة والتأليف وذلك من خلال أحاديثه المذاعة أسبوعياً تحت عنوان دروس من الفقه الإسلامي.
أنشد فيه العديد من الشعراء ...... ومنهم الشيخ سعود الشريم ومنها:
فالله نسأل أن يثيب إمامنا ** بحبوحة في جنة الرضوان
وكذا زواج الحور في جناته ** بل نظرة في الواحد الديّان
وصلاة ربي وسلامه ** للمصطفى الطيب الأردان
ومما يجدر ذكره ولا يحق لنا أن نتجاهله ونغفله أن فضيلة الشيخ عبدالله ابن محمد الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام ـ رحمه الله ـ هو أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام فبدأها ـ رحمه الله ـ بعدد يسير من المصلين في حصوة باب السلام جهة بئر زمزم فتزايد العدد يوماً بعد يوم وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة، وهكذا بدأ يتزايد عدد المصلين ويكثر توافدهم للصلاة خلف فضيلته وازداد عددهم عاماً بعد عام وظل كذلك ـ رحمه الله ـ حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف ثم شاركه فيها باقي الأئمة واستمرت تقام هذه الصلاة في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر يصليها مئات الألوف من المقيمين والوافدين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل الله ذلك في موازين حسناته.
مؤلفاته ووفاته :
وكتاباته في الصحف منها مقال أسبوعي ينشر في جريدة عكاظ الغراء، ومن مؤلفاته المباركة:
1ـ إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.
2ـ القول المبين في رد بدع المبتدعين.
3ـ المسائل النافعة.
4ـ فضل الإسلام.
5ـ الثقافة العامة.
6ـ خطب الجُمع في المسجد الحرام.
7ـ أدب الإسلام.
8ـ التربية الإسلامية.
9ـ دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.
10ـ المعاملات الربوية.
11ـ مناسك الحج.(1/2925)
هذه بعض مؤلفاته نفع الله بها .. ثمرة جهده .. وبعد حياة حافلة بمزيد من بذل العلوم ونشر التعليم الدعوة والإرشاد وعموم الفائدة التي كان يبثها للمسلمين من خلال خطبه ومواعظه أو بين دفتي كتبه ودروسه الإذاعية، حان لهذا القمر المضيء ونوره الساري أن يتوارى عن الأنظار ويوسد الثرى فاستجاب لنداء ربه وودع الدنيا بأسرها ولحق بالرفيق الأعلى بتاريخ 28/2/1414هـ وذلك في مدينة الطائف، ودفن بمكة المكرمة ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ جزاء ما قدم من قراءة كتابه الكريم الذي طالما أبكى المصلين وأشجن العابدين ولما بذله ـ رحمه الله ـ من علم نافع وعمل صالح نرجو أن يكون ذخراً له في يوم المعاد
---
إمداد
08-05-2004, 11:00 PM
.
هو من شيوخنا الأفاضل ـ رحمه الله تعالى ـ شيخ الأمراء والوزراء والعلماء، الذي أوتي علماً نافعاً وصوتاً حسناً عذباً جميلاً، لا تكلف في قراءته ولا تقليد في خطبه ، التزم المسجد الحرام مدة من الزمن إماماً وخطيباً، متع المصلين بجمال صوته وبلاغة خطبه، إنه حقاً وحقيقة الإمام والخطيب المثالي، خفيف في صلاته يلدغ في خطبه، محبوب عند الناس.
هو الباكي والخاشع إذا قرأ وصلى، فأبكى الناس وأشجاهم خشوعاً .. هذا هو شيخنا صاحب مزايا متعددة قارىء معروف وخطيب مفوه وكاتب اجتماعي سهل ممتع، إمام أكبر بقعة على وجه الأرض .. فمن هو الشيخ عبدالله خياط رحمه الله تعالى؟
نسبه
هو أبوعبدالرحمن عبدالله بن عبدالغني بن محمد بن عبدالغني خياط، ينتهي نسبه إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري.
ولادته
ولد في مكة المكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفاً ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.
تعليمه(1/2926)
ــ تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية.
ــ درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية.
ــ التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج فيه عام 1360هـ.
مشايخه
ــ سماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز (وقد لازمه قرابة عشر سنوات).
ــ فضيلة الشيخ عبدالظاهر محمد أبوالسمح إمام وخطيب المسجد الحرام والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة إمام وخطيب المسجد النبوي والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ أبوبكر خوقير المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ عبيدالله السندي المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ سليمان الحمدان المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ المحدث مظهر حسين المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ إبراهيم الشوري مدير المعهد العلمي السعودي والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ محمد عثمان الشاوي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ محمد بن علي البيز المدرس بالمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ بهجت البيطار المدرس في المعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ تقي الدين الهلالي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ حسن عرب المدرس بالمدرسة الفخرية.
ــ فضيلة الشيخ محمد إسحاق القاري مدير المدرسة الفخرية والمدرس بها.
أهم أعماله
ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه إماماً في المسجد الحرام عام 1346هـ وكان يساعد الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل.
ــ عين عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب الأمر الملكي الصادر في 18/1/1347هـ.
ــ عين مدرساً بالمدرسة الفيصلية بمكة بموجب خطاب مدير المعارف في 12/2/1352هـ.(1/2927)
ــ اختاره الملك عبدالعزيز ليكون معلماً لأنجاله وعينه مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض عام 1356هـ واستمر في هذا العمل حتى وفاة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عام 1373هـ.
ــ انتقل إلى الحجاز وعين مستشاراً للتعليم في مكة بموجب الأمر الملكي رقم 20/3/1001 في 7/4/1373هـ.
ــ وفي عام 1375هـ أسندت إليه إدارة كلية الشريعة بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار واستمر في هذا العمل حتى عام 1377هـ.
ــ وفي عام 1376هـ كلف بالإشراف على إدارة التعليم بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار.
ــ عين إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بموجب الأمر السامي عام 1373هـ واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ حيث طلب من جلالة الملك إعفائه لظروفه الصحية.
ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بناء على ترشيح من سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ وذلك عام 1380هـ ولكنه اعتذر عن ذلك وطلب الإعفاء لظروف خاصة.
ــ تم اختياره عضواً في مجلس إدارة كليتي الشريعة والتربية بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/3/5/4095 في 27/11/1383هـ.
ــ عمل رئيساً لمجلس إدارة دار الحديث المكية وعضواً في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي.
ــ تم اختياره عضواً في اللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة بموجب خطاب سمو رئيس مجلس الوزراء رقم 1343 في 27/5/1384هـ.
ــ تم اختياره مندوباً عن وزارة المعارف في اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/2/3/1510 في 13/10/1384هـ.
ــ صدر الأمر الملكي باختياره عضواً في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها في 8/7/1391هـ.
ــ تم ترشيحه عضواً في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في 28//1393هـ.
ــ صدر الأمر الملكي في 18/6/1391هـ باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة.
مؤلفاته(1/2928)
(1) التفسير الميسّر (ثلاثة أجزاء).
(2) الخطب في المسجد الحرام (ستة أجزاء).
(3) دليل المسلم في الاعتقاد، على ضوء الكتاب والسنة.
(4) اعتقاد السلف.
(5) ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه.
(6) حِكم وأحكام من السيرة النبوية.
(7) تأملات في دروب الحق والباطل.
(8) صحائف مطوية.
(9) لمحات من الماضي.
(10) الفضائل الثلاث.
(11) الرواد الثلاث.
(12) على درب الخير.
(13) الربا في ضوء الكتاب والسنة.
(14) الحدود في الإسلام على ضوء الكتاب والسنة.
(15) تحفة المسافر ( أحكام الصلاة والصيام والإحرام في الطائرة).
(16) البراءة من المشركين.
(17) قصة الإيمان.
(18) شخصيات إسلامية.
(19) المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.
(20) عندما ينعكس الوضع.
(21) قال لي محدثي.
(22) التربية الاجتماعية في الإسلام.
(23) الخليفة الموهوب.
(24) مبادىء السيرة النبوية.
(25) دروس من التربية الإسلامية.
(26) حركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر.
هذا بالإضافة إلى مشاركات علمية ودعوية متعددة في مختلف وسائل الإعلام.
وفاته
انتقل إلى رحمة الله تعالى في مكة المكرمة صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والثقافة والتربية والتعليم ... رحم الله فضيلته وأسكنه فسيح جناته.
المعلومات عن الشيخ مأخوذة من المجلة العربية على الإنترنت
---
إمداد
08-05-2004, 11:09 PM
- هو محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز آل عثمان الملقب السبيل
- من قبيلة بني زيد في نجد , وبنو زيد من قضاعة القبيلة القحطانية المشهورة
- ولد بمدينة البكيرية إحدى مدن منطقة القصيم في عام 1345هـ(1/2929)
- حفظ القرآن الكريم على والده , وعلى الشيخ عبدالرحمن الكريديس , كما قرأه في مكة العلامة السلفي الشيخ سعدي ياسين اللبناني عضو رابطة العالم الإسلامي ولديه منه إجازة في القراءة
- دَرَسَ العلوم الشرعية والعربية على الطريقة التقليدية في الحلقات العلمية في المساجد على علماء بلده , ومنهم قاضي البكيرية فضيلة الشيخ محمد بن مقبل , وشقيقه فضيلة الشيخ عبدالعزيز ابن سبيل قاضي البكيرية ثم المدرس بالمسجد الحرام , ثم انتقل إلى بريدة وأخذ العلم عن سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد حينما كان رئيساً لمحاكم القصيم , كما قرأ في مكة المكرمة على المحدثين الشيخ عبدالحق الهاشمي , والشيخ أبي سعيد عبدالله الهندي , ولديه منهما إجازة في الحديث .
- دَرسَ في وزارة المعارف والمعاهد العلمية ما يقارب عشرين عاماً
- عُينَ إماماً وخطيباً في المسجد الحرام ورئيساً للمدرسين والمراقبين فيه عام 1385هـ , ثم عُينَ نائباً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام 1390هـ , واستمر في تشكيلها الجديد باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي , حتى عُينَ رئيساً لها عام 1411هـ .
- عضو في المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي منذ إنشائه ولا يزال
- عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية
- يقوم بتدريس بعض العلوم الشرعية والعربية بالمسجد الحرام منذ عين إماماً فيه وحتى الآن
- قام بجولات دعوية وإرشادية في كثير من دول العالم الإسلامي وغيرها
- شارك في عدة مؤتمرات في الداخل والخارج
- له من المؤلفات ديوان خطب صدر منه جزآن وتحت الطبع جزآن , ورسالة في حد السرقة , ورسالة بعنوان الأدلة الشرعية في بيان حق الراعي والرعية , ورسالة في القاديانية , وهذا المؤَّلف , وديوان شعر . وكلها مطبوع
كتب هذه الترجمة واشرف على طبع هذا الكتاب وتصحيحه عبدالمجيد بن محمد بن عبدالله السبيل كان الله في عونه(1/2930)
منقول من كتاب بحث حول : الخط المشير إلى الحجر الأسود في صحن المطاف ومدى مشروعيته .للشيخ محمد السبيل حفظه الله
---
إمداد
08-05-2004, 11:21 PM
ويمكنكم تحميل الكتاب المشار إليه
---
إمداد
04-14-2005, 12:12 PM
الشيخ/علي عبدالله جابر
ولد الشيخ علي جابر في مدينة جدة عام 1373هـ وبالتحديد في شهر ذي الحجة, الا انه عند بلوغه الخامسة من عمره انتقل الى المدينة المنورة مع والديه لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر اقامته برفقة والديه.
يقول الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة: (بعد انتقالي الى المدينة النبوية التحقت بمدرسة دار الحديث فأكملت بها المرحلة الابتدائية والاعدادية, ثم انتقلت الى المعهد الثانوي التابع للجامعة الاسلامية وبعدها دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها عام 95/1396هـ بدرجة امتياز, فالتحقت بالمعهد العالي للقضاء عام 96/1397هـ وأكملت به السنة المنهجية للماجستير, ثم اعددت الاطروحة وكانت عن (فقه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة), ونوقشت الرسالة عام 1400هـ وحصلت على درجة الماجستير). التدريس لكن الشيخ علي جابر, بعد حصوله على الماجستير اعتذر عن القضاء, بعد ان تم تعيينه قاضيا في منطقة (ميسان), بالقرب من الطائف,(1/2931)
ثم صدر أمر ملكي كريم من جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- باخلاء طرفه من وزارة العدل, وتعيينه محاضرا في كلية التربية بالمدينة المنورة فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة وبالتحديد في قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية, وباشر التدريس بها في العام الجامعي 1401هـ, الا ان طموح الشيخ علي جابر لم يكن قاصرا عند هذا الحد, وقد انتابته في ذلك الحين, اعراض عدة, هل يواصل دراسته? أم يتوظف? هذه الارادة القوية, وحب العلم وطلبه, جعلت الشيخ يقرر بعد تخرجه من الجامعة, اكمال الدراسات العليا, ويتحدث عن ذلك قائلا: (الارادة الربّانية شاءت ان اواصل الدراسة الجامعية في مراحلها العليا حتى يتسنى لي الحصول على أكبر قسط من العلم, وحتى يتسنى لي الالتقاء بعدد آخر من العلماء في غير المنطقة التي عشت فيها, وبحمد الله تم لي ذلك, فقد انتقلت الى الرياض وظفرت بمشايخ أجلاء). كان حلم الشيخ علي جابر ان يحصل على الدكتوراه, بعد انقطاع دام سنوات عديدة, لكنه استطاع ان يتقدم بأطروحته في الفقه المقارن لنيل درجة الدكتوراه في رسالته بعنوان (فقه القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق) التي نوقشت في الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1407هـ وحصل بموجبها على مرتبة الشرف الأولى. حصل على الدكتوراه وفي الوقت نفسه كان إماما لصلاة التراويح في المسجد الحرام. ويوضح أحد المقربين منه تلك المرحلة بالقول (في اليوم الذي حصل فيه الشيخ جابر على الدكتوراه كان دوره في الامامه, حيث كانت مقسّمة على ثلاثة أئمة فيؤم أحد المشايخ يوما ويرتاح يومين, وصادف ان ذلك اليوم كان نصيبه, ورغم ذلك لم يغب عن الامامة فجاء من المطار مباشرة الى المحراب ليقوم بواجبه). هذا الرجل استطاع بحبه واخلاصه للعلم والعمل, ان يجني ثمرة والده -رحمه الله- الذي تمنى ان يصبح أحد ابنائه صاحب علم شرعي, فاستطاع الشيخ بصبره ومثابرته على طلب العلم, ان يحقق أمنية(1/2932)
والده حتى بعد وفاته. وعن ذلك يقول الشيخ علي جابر: (كان والدي -يرحمه الله- لايسمح لنا بالخروج للعب في الشارع والاحتكاك بالآخرين, حتى توفاه الله, كنت لا أعرف الا الاتجاه الى المسجد النبوي ومن ثم الدراسة وأخيرا العودة الى البيت, لقد كان لوالدي -رحمه الله- دور كبير في تربيتي وتنشئتي وانتقل الى جوار ربه في نهاية عام 1384هـ وعمري آنذاك لايتجاوز الاحد عشر عاما ثم تولى رعايتي, من بعده, خالي -رحمه الله- بالمشاركة مع والدتي).(1/2933)
وفاة والد الشيخ علي جابر وهو في هذه السن المبكرة لم تجعله يتجه في الاتجاه المعاكس, فحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ, وأتقن الحفظ, فلم يكن يخطئ فيه الا نادرا, وفي فترات متباعدة وقد قال لي ذات مرة في جلسة جانبية انه يراجع يوميا جزءين من القرآن غيباً, وزاد ذلك بحرصه على طلب العلم منذ صغره حتى انه تخرج في الجامعة ومن قبلها وبعدها في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الاولى, يقول الشيخ علي جابر عن ذلك: إن وجودي في المدينة المنورة ودراستي في دار الحديث والجامعة الاسلامية كان له أكبر الاثر في توجيهي الوجهة السليمة وختمت تلك الوجهة بانضمامي الى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية التي عشت فيها فترة هي من أحسن فترات حياتي. ورغم مثابرة الشيخ علي جابر وجده واخلاصه في طلب العلم وبُعده عن الراحة والتقاعس, الا انه يعتبر نفسه لم يفعل شيئا ولم يكن له دور فيه سوى المتابعة, ويتحدث فضيلته عن ذلك بقوله: لا استطيع ان أدّعي لنفسي انني كنت بنفسي مجردا اقوم بهذا الدور ولكن اقول ان توفيق الله عز وجل هو الذي شجعني وحباني ومنحني هذه المسيرة التعليمية التي اختتمت بالحصول على الدكتوراه وان كانت لم تنته من حيث العلم وانما انتهت من حيث الناحية الرسمية في الدراسات العليا, ولمشايخنا الذين تتلمذنا عليهم في كلية الشريعة دور كبير في ان يتوجه الانسان بعد التخرج صوب الدراسات العليا, لان النفس اذا ألفت الراحة وتقاعست بعد الحصول على الاجازة العالية يصعب عليها بعد ذلك مواصلة الدراسات العليا ما لم يكن الطريق موصولا بعضه ببعض, وهذه نصيحة مشايخنا وقد قمنا بها حسب الاستطاعة وقدر الامكان.(1/2934)
علاقة خاصة مع العلاقة التي كانت تربط الشيخ علي جابر بجلالة الملك خالد -يرحمه الله- حيث كان اماماً خاصاً لمسجده في قصره بالطائف الا ان فضيلته اراد الاحتفاظ بهذه العلاقة عندما قال: (أما عن علاقتي بالملك الراحل خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته- فهي علاقة خاصة احتفظ بها لنفسي سائلاً المولى جل وعلا لخلفه الصالح خادم الحرمين الشريفين ن-حفظه الله- التوفيق والسداد لما فيه صلاح الاسلام والمسلمين). المغريات وعندما نعود الى النشأة التي عاش فيها الشيخ علي جابر طفلاً ثم شاباً التي لم يتأثر فيها بالمغريات التي واجهت أقرانه يتحدث الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة بقوله: (بالنسبة للظرف الذي عشته فانا ما شعرت -بحمد الله- بفارق كبير بين مجتمع النشأة الذي عشته في الصغر وبين المجتمع الآخر الذي يأتي بعد ان يبلغ الانسان مرحلة مبكرة من العمر تأتيه ما يسمى بالمغريات والتحديات, فكما قلت ان من نعمة الله عليّ وتوفيقه لي أن أحاطني بنخبة من الاخوان الصالحين الذين يكبرونني قليلاً في السن من الذين عاشوا في المدينة المنورة ودرسوا في الجامعة الاسلامية, وكما قلت أن الانسان يمكن أن يتكيف مع المجتمع من خلال ما درس وتعلم اذ يستطيع تطبيقه في واقع حياته ويضيف قائلاً: (بحمد الله الظرف الذي عشته في المدينة النبوية والالتقاء بهؤلاء الاخوة الذين وفقهم الله عز وجل لكي يحيطوا بي في تلك السن التي تمر على كل شاب من الشباب وهي ما تسمى فترة المراهقة وقد تتغير به هذه المرحلة احياناً اذا لم يوفق الى اناس يدلونه على الخير ويرشدونه اليه, ولكن بحمد الله وفقني الله عز وجل في تخطي هذه المرحلة على أحسن ما يكون).(1/2935)
نصيحة ولم ينس الشيخ علي جابر وصيته للشباب بحفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه فكان ينصح ويجتهد في النصيحة سواء لمن حوله أو طلابه في الجامعة فيقول لهم: (ما من شك أن حفظ كتاب الله تعالى هو نعمة من الله عز وجل, وهذه النعمة اختص الله بها عز وجل من شاء من عباده, وان الشاب المسلم متى وجد في نفسه قدرة على حفظ كتاب الله تعالى فإن عليه التوجه الى أحد المساجد التي تعنى بتدريس القرآن الكريم ونشره لأن ذلك سوف يعينه مستقبلاً في حياته العلمية والعملية). لكن الشيخ علي جابر يطالب العلماء والمفكرين الى أن يقوموا باحتضان الشباب والتغلغل في أعماق نفوسهم حتى يعرفوا ما عندهم من مشكلات فيعالجونها على ضوء ما رسمته الشريعة الاسلامية حيث يقول فضيلته: (الصحوة الاسلامية الآن تمر بمرحلة طيبة لكنها في حاجة من العلماء والمفكرين الى احتضان هؤلاء الشباب ولا يبتعدون عنهم يحجزون أنفسهم فيما هم موكلون فيه من أعمال فإنهم ان لم يقوموا بهذه المهمة الجليلة فيخشى أن تكون العاقبة وخيمة والعياذ بالله), وفي المقابل فإن الشيخ علي جابر يوجه حديثه للشباب بقوله: (يحسن بالشاب المسلم أن يذهب الى حلق العلماء في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من المساجد وعليه أن يسأل العلماء الذين منحهم الله عز وجل الفقه والبصيرة في هذا الدين حتى يعيش عيشه منضبطة ومتمشية مع ما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام). القضاء بعد حصول الشيخ على جابر على الماجستير رشح للقضاء في منطقة (ميسان) قرب الطائف الا انه اعتذر عن هذا المنصب ويوضح الشيخ علي جابر أسباب اعتذاره عن تولي منصب القضاء بقوله: ورد في حديث نبوي صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة), والذي يتتبع أخبار القضاة في عصور الاسلام المزدهرة يجد ان اغلبهم كانوا يعينون من قبل ولاتهم بعد أن علم الوالي سعة علمه وكمال فقهه واحاطة(1/2936)
ادراكه بالمسائل الشرعية وأهليته لتولي منصب القضاء, ومع ذلك فإن بعضاً من الأئمة والاعلام رفض تولي هذا المنصب لا لعجزه عن ممارسته وانما لما يعلمه علم اليقين ان حسابه عند الله عظيم.
المصدر . جريدة عكاظ . (الجمعة - 3/8/1425هـ
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/ali_jaber_seerah.html
صفحة تلاوات الشيخ علي جابر
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/ali_jaber.html
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2005, 01:16 PM
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد.
---
إمداد
04-18-2005, 09:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراعلى كلماتك التشجيعية
واسأل الله ان يجعلنا من المتحابين بجلاله
وان ينفع بنا
---
أثرية
05-04-2005, 12:31 AM
جزاكم الله خيرا وثقل الله موازينكم
هل تعرفون من يلقي الدروس الآن في الحرم المكي ؟
وكيف يمكن الحصول على هذه الدروس ؟
---
إمداد
05-06-2005, 10:01 PM
هناك مجموعة من العلماء يلقون الدروس بالمسجد الحرام منهم أئمة المسجد الحرام
ومن الدروس المستمرة يوميا بعد صلاة المغرب درس للشيخ عبد الرحمن العجلان وفقه الله وبارك في عمره تحت مكبرية المؤذنين
وتسجل جميع هذه الدروس ويمكن الحصول عليها مجانا عندما تحضر معك اشرطة فارغة للتسجيل عند زيارتك لمكتبة الحرم المكي الشريف بشارع المنصور بعد جسر مؤسسة النقد
---
إمداد
05-06-2005, 10:16 PM
عبدالظاهر أبو السمح (1300 - 1370 هجري)
هو الشيخ عبدالظاهر بن محمد أبو السمح امام وخطيب المسجد الحرام.ولد في بلدة تلين بمصر في عام 1300هـ وهو من عائلة اشتهرت برعايتها لشؤون تحفيظ القران الكريم حقبة من الزمن حفظ القران الكريم على يد والده وهو في التاسعة من عمره التحق بالأزهر فقرأ الروايات السبع وحفظ مجموعة في الحديث والتفسير والفقة واللغة وغيرها وعرضها على مشايخ الازهر ,وكان يحضر مجلس الشيخ محمد عبده وهو صغير السن(1/2937)
ثم اتصل بالشيخ امين الشنقيطي فأنار له سبيل العقيدة السلفية فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن الجوزي ثم عمل بمدرسة ابتدائية بالسويس ثم عاد الى القاهرة وطلب العلم بمدرسة دار الدعوه عين مدرساً بمدرسة الاسكندرية وهناك اسس جماعة انصار السنة فاعتدي عليه وهو يؤم الناس في المسجد بسبب دعوته الى توحيد الله ثم طلبه الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله فقدم الى مكة فشمله برعايته وعينه اماما وخطيبا للمسجد الحرام ثم اسس مدرسة دار الحديث بمكة المكرمة وقد كان الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة رحمهما الله سنده الاكبربعد الله في بث الدعوة ونشر العقيدة بهذه الدار التى تخرج منها الكثير من طلبة العلم ,ودعاة التوحيد ومازال اماما وداعيا الى الله جل و علا والى ان توفى رحمه الله بمصر عام 1370هـ
ومن مؤلفاته::حياة القلوب بدعاء علام الغيوب ,الكرامات,الرسالة المكية
للاستماع لنموذج من تلاوته
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/listen/abo-sam7-fate7a-a3la-1374.ram
للحفظ
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/abo-sam7-fate7a-a3la-1374.ram
---
إمداد
06-03-2005, 01:42 AM
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين (1347 - 1421 هجري)
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية .. تعلم القران الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه.(1/2938)
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله- فانضم إليه فضيلة شيخنا .. ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه ، وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته.
وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ .. ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
وقد ام المصلين رحمه الله في صلاة التراويح عام 1403 ه ويوما واحدا في صلاة التهجد ليلة التاسع والعشرين مع الوتر
توفي الشيخ - رحمه الله - يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ .. و صلى عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصرالآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة و في خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة ..
للاستماع لتلاوة الشيخ من المسجد الحرام ودعاء القنوت من موقع شبكة النوادر الاسلامية(1/2939)
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/3uthaimeen.html
---
إمداد
08-22-2005, 12:27 AM
السيرة الذاتية للشيخ أسامة خياط .إمام الحرم المكي
--------------------------------------------------------------------------------
الاسم و النسب :
أسامة بن عبد الله بن عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن إبراهيم خياط . ينتهي نسبه إلى قبيلة " بَلي" من قُضَاعة .
المولد و النشأة :
ولد في "حي حارة الباب" المجاور للجبل المعروف "بجبل الكعبة" ببلد الله الحرام مكة المكرمة في اليوم الأول من شهر رجب من عام خمسة و سبعين و ثلاثمائة و ألف من الهجرة .
و نشأ بها و تلقى بها علومه الأولية و الابتدائية و المتوسطة و الثانوية و الجامعية ، و نشأ في كنف والده فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط ، إمام و خطيب المسجد الحرام ، عضو هيئة كبار العلماء ، المولود في مكة المكرمة عام 1326ه ، المتوفى بها في السابع من شهر شعبان عام 1415ه .
المؤهلات العلمية :
1/ شهادة البكالوريس في الشريعة الإسلامية من قسم الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1397ه .
2/ شهادة " الماجستير في الشريعة الإسلامية " شعبة الكتاب و السنة من كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1402ه .
3/ شهادة " الدكتوراة في الشريعة الإسلامية " شعبة الكتاب و السنة من كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1408ه .
4/ إجازات في الإسناد :
*حصل على إجازات إسنادية لرواية الكتب الستة و الموطأ و مسند الإمام أحمد و سائر أمهات السنة الأخرى من جماعة من المُسْنِدِيْن من أهل الحديث بعد أن قرأ عليهم ، ومن هؤلاء المُسْنِدِيْن :
أ - فضيلة العلامة المُحدِث المُسْنِد الشيخ /عبيد الله المباركفوري . رحمه الله(1/2940)
ب - فضيلة العلامة المُحَدِّث المُسْنِد المعمَّر / أبو الفيض علم الدين ياسين بن محمد الفاداني المكي رحمه الله أعلى أهل عصره إسناداً.
ج-فضيلة العلامة المُحدث المُسْنِد الشيخ/ محمد حياة السنبهلي شيخ دار الحديث في سهارنفور.
* كما حصل على إجازة في التجويد من فضيلة الشيخ محمود عبد الرحمن اليحيى بقصر المنفصل .
5/ إجازات علمية من والده :
1- حصل على إجازة من والده فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط المكي بعد أن حفظ عليه القرآن مجوداً برواية حفص عن عاصم .
2- حصل على إجازة علمية من والده بعد أن لازمه ملازمة علمية امتدت زهاء عشر سنوات قرأ عليه فيها طائفة من كتب أهل العلم في مختلف العلوم الشرعية :
- فقرأ عليه كتاب " الترغيب و الترهيب من الحديث الشريف " كاملاً للحافظ المنذري رحمه الله.
- و قرأ عليه كتاب " الجامع " لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي رحمه الله من أوله إلى نهاية كتاب الأحكام .
- و قرأ عليه كتاب " المنار المنيف في الصحيح و الضعيف " للإمام ابن القيم رحمه الله 0
- و قرأ عليه كتاب " اختصار علوم الحديث " للإمام الحافظ ابن كثير القرشي رحمه الله.
- و قرأ عليه كتاب " الفصول في اختصار سيرة الرسول " للإمام الحافظ ابن كثير أيضاً .
- و قرأ عليه مجموعة من كتب العقيدة منها : " العقيدة الواسطية " و " الحموية الكبرى " و " التدمرية " و" الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان" و كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و" الطحاوية " للإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله0
- و قرأ عليه كتاب " أصول الفقه " للعلامة الشيخ عبد الوهاب خَلاَّف رحمه الله و بعضاً من " روضة الناظر " للإمام الموفق ابن قدامه رحمه الله .
- و قرأ عليه بعضاً من كتاب " تفسير القرطبي " و بعضاً من كتاب " الإتقان في علوم القرآن " للإمام السيوطي رحمه الله .
شيوخه :
أولاً : في العقيدة :(1/2941)
1/ والده الشيخ عبد الله عبد الغني خياط رحمه الله كما تقدم .
2/ سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله (حيث حضر دروسه في العقيدة التي كان يلقيها في المسجد الحرام حين يقدم مكة كل عام ).
3/ فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح بركة حفظه الله .
ثانياً : في التفسير و علوم القرآن :
4/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الصادق عرجون رحمه الله .
5/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو شهبه رحمه الله .
6/ فضيلة الأستاذ الشيخ السيد سابق رحمه الله .
7/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بن عبد المنعم القيعي رحمه الله
8/فضيلة الأستاذ الدكتور يوسف بن عبد الرحمن الضبع حفظه الله
9/ فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله .
ثالثاً : في التجويد :
10/ فضيلة الأستاذ الشيخ سليمان إمام الصغير عضو لجنة مصحف الأزهر الشريف .
11/ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد صديق إمام الخولي أستاذ علم التجويد و القراءات بجامعة الأزهر0
رابعاً : في الحديث و علومه :
12/ فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد نور سيف هلال حفظه الله
13/ فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد المجيد محمود حفظه الله
14/ فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى التازي رحمه الله
15/ فضيلة الأستاذ الدكتور عبد العظيم الغباشي رحمه الله
16/ فضيلة الأستاذ الدكتور العجمي دمنهوري الحويج حفظه الله
خامساً : في الفقه و أصوله :
17/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد مندور حفظه الله
18/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد العروسي عبد القادر حفظه الله
19/ فضيلة الشيخ العلامة عبد الله البسام رحمه الله (حيث حضر دروسه التي كان يلقيها بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام )
20/ فضيلة الأستاذ الدكتور نزيه بن كمال حماد حفظه الله
21/ فضيلة الأستاذ الدكتور حامد شمروخ حفظه الله
22/ فضيلة الشيخ عبد الكريم طربية حفظه الله
سادساً : في النحو و الصرف و البلاغة :(1/2942)
23/ سعادة الأستاذ الدكتور أحمد مكي الأنصاري حفظه الله
24/ سعادة الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد الدائم رحمه الله
سابعاً : في منهج البحث و التحقيق :
25/ فضيلة الأستاذ الشيخ السيد أحمد صقر المحقق البحَّاثة المشهور رحمه الله
الأعمال التي أسندت إليه :
1/ عين معيداً في قسم الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى عام 1399ه
2/ عين محاضراً في قسم الشريعة الإسلامية في الكلية نفسها عام 1403ه .
3/ عين أستاذاً مساعداً في قسم الكتاب و السنة بكلية الدعوة و أصول الدين بجامعة أم القرى عام 1409ه
4/ انتخب رئيساً لقسم الكتاب و السنة بكلية الدعوة لثلاث فترات متتالية .
5/ عين مدرساً في المسجد الحرام بموجب الأمر السامي الكريم ذي الرقم (6600) في 29/4/1410 وقام بتدريس الصحيحين و علوم الحديث ، و العقيدة الواسطية و موطأ الإمام مالك و المنتقى للإمام ابن الجارود، و تفسير الإمام البغوي ، و ما يزال مستمراً بحمد الله .
6/ اختير عضواً في مجلس الشورى في دورته الأولى عام 1414ه بموجب الأمر الملكي ذي الرقم
أ/16 بتاريخ 3/3 /1414ه .
7/ عين إماماً و خطيباً لأحد المساجد بمكة المكرمة بموجب قرار معالي وزير الحج و الأوقاف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد عبد الواسع .
8/ عين إماماً و خطيباً للمسجد الحرام بموجب الأمر السامي ذي الرقم 7/ب/1599 في 3/2/1418ه .
9/ عين عضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1418ه بناء على ترشيح سماحة رئيس المجلس الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز و معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي آنذاك الدكتور عبد الله بن صالح العبيد .
10/ عمل أميناً عاماً مساعداً لهيئة الإعجاز العلمي في القرآ ن و السنة برابطة العالم الإسلامي مدة تقارب العامين .
المؤلفات والبحوث :(1/2943)
(1) كتاب " مختلف الحديث بين المحدثين و الأصوليين و الفقهاء " دراسة حديثيه أصولية فقهية تحليلية .
(2) كتاب " التقييد و الإيضاح لما أطلق و أغلق من كتاب ابن الصلاح " للحافظ العراقي رحمه الله . " دراسة و تحقيق و شرح "
(3) كتاب " التفسير النبوي للقرآن "
(4) كتاب " شهر الرحمة و المغفرة " ثلاثون لقاءاً رمضانياً .
(5) كتاب " بناء الشخصية المسلمة تحت أضواء الكتاب و السنة " .
(6) كتاب " المدخل إلى دراسة الصحيحين "
(7) كتاب " المدخل إلى دراسة الموطّأ " .
(8) كتاب " السراب الأكبر " في بيان تهافت الفكر الماركسي .
(9) كتاب " دليل المسلم في الاعتقاد على ضوء الكتاب و السنة " ( تحقيق و تخريج ) .
(10) كتاب " اعتقاد السلف " ( تحقيق و تخريج ) .
(11) مجموعة مقالات نشرت في ( مجلات : المنهل ، التضامن الإسلامي ، الرابطة ، الحج ) و( الصحف : عكاظ ، المدينة ، الندوة )و أحاديث إذاعية أذيعت عبر موجات إذاعات : (القرآن الكريم ، نداء الإسلام ، البرنامج الثاني )
المؤتمرات و الرحلات :
حضر طائفة من المؤتمرات و الندوات التي أقيمت في ربوع المملكة العربية السعودية .
كما سافر في رحلات عمل و رحلات علمية و دعوية إلى مصر ، و تونس ، و تركيا ، و ماليزيا ، و هولندا وبريطانيا .
منقول من موقع مكاوي
و هذه قراءة مرتلة من المصحف الكريم للشيخ الفاضل..
لبعض السور ( الفاتحة و البقرة و الإسراء )
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraaview&qid=620&tid=7
سورة النبأ
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/osamah-5aya6-esha-7-8-1424.ram
---
أبو محمد الظاهرى
03-18-2006, 05:45 PM
هذه أبيات قليلة قلتها فى الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكى حفظه الله ورعاه ولم أحظ بشرف اللقاء به والسلام عليه فأرجو ممن يعرفه أن يقرأه سلامى ويقرأها عليه وله الشكر الجزيل والدعاء(1/2944)
أنصت للسديس يتلو كلام ربنا*****بأناةٍِِ وبعزةٍٍ ووضوح معانى
أنصت لرجل بقية سلف أمةٍٍ*****عبدت إلها واحداً ما له ثانى
فكأنك تسمع رجلاً من صحابة محمدٍٍ*****فقيهاً موحداً عالماً بالأركانٍ
إذا تلا آية فيها رحمة*****حلقت أرواحنا فى الفردوس والجنانٍ
وإذا قرأ آية بها وعيد وشدة*****إرتعدت فرائسنا خوفاً من الرحمنٍ
فهنيئاً لكم دولة توحيدٍٍ وسنةٍٍ*****بداعية مؤمن طاهر الجنان
ودامت بلادكم تحيا بقرآنٍٍ وسنةٍٍ*****تكفل بحفظهما الواحد الديان
أعلم أنك تكره الثناء ولكن *****فاض قلبي محبةً فنطق لساني
****************************************
خوك الذى يحبك فى الله : أبو محمد الظاهرى المصرى
---
أبو حذيفة
03-22-2006, 12:31 AM
من الأفضل عدم نشر مثل هذه الموضوعات في هذا الملتقى فهو متخصص في التفسير ولك مني ألف حب وتقدير
---
أبو محمد الظاهرى
03-24-2006, 12:05 AM
جزاكم الله خيرا أخى أبي حذيفة وأعتذر.....
رزقكم الله حب الصالحين....
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
04-12-2006, 09:30 PM
شكر الله لكم أخي الغالي جهد مبارك نفع الله بك
ولكن ننتظر جديدك عن الشيخ صالح آل طالب نفع الله بك
---
إمداد
05-02-2006, 05:42 AM
أخي أبو حذيفة بارك الله فيك الملتقى المفتوح فيه مواضيع كثيرة غير متعلقة بالتفسير ولكنها مفيدة ولو قرأت العناوين فقط لعرفت ذلك
---
(1/2945)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 15
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 15
---
د. محمد مشرح
05-29-2005, 11:49 PM
الحلقة الخامسة عشرة
البقرة والذئب المتكلمان ومدلولهما
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ]
هذه الحلقة تشير إلى منقبة عظيمة للصديق والفاروق ؛ قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى :
حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي e قال بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر قال أبو سلمة وما هما يومئذ في القوم [1]
[و]حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث قال الناس سبحان الله قال النبي صلى الله عليه وسلم فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.[2](1/2946)
(قوله e آمنت بذلك وهو حيث تعجب الناس من ذلك ويأتي هناك أيضا الكلام على اختلافهم في قوله يوم السبع وهل هي بضم الموحدة أو إسكانها وما معناها قال بن بطال في هذا الحديث حجة على من منع أكل الخيل مستدلا بقوله تعالى لتركبوها فإنه لو كان ذلك دالا على منع أكلها لدل هذا الخبر على منع أكل البقر لقوله في هذا الحديث إنما خلقت للحرث وقد اتفقوا على جواز أكلها فدل على أن المراد بالعموم المستفاد من جهة الامتنان في قوله لتركبوها والمستفاد من صيغة إنما في قوله إنما خلقت للحرث عموم مخصوص [3](1/2947)
[و]قوله بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب الحديث لم اقف على اسم هذا الراعي وقد اورد المصنف الحديث في ذكر بني إسرائيل وهو مشعر بأنه عنده ممن كان قبل الإسلام وقد وقع كلام الذئب لبعض الصحابة في نحو هذه القصة فروى أبو نعيم في الدلائل من طريق ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن اهبان بن أوس قال كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها فصحت عليه فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال من لها يوم تشتغل عنها تمنعني رزقا رزقنيه الله تعالى فصفقت بيدي وقلت والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا فقال أعجب من هذا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات يدعو إلى الله قال فأتى اهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره واسلم فيحتمل ان يكون اهبان لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كان أبو بكر وعمر حاضرين ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأبو بكر وعمر غائبين فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فاني أومن بذلك وأبو بكر وعمر وقد تقدمت هذه الزيادة في هذه القصة من وجه آخر عن أبي سلمة في المزارعة وفيه قال أبو سلمة وما هما يومئذ في القوم أي عند حكاية النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم قال ذلك لما اطلع عليه من غلبة صدق إيمانهما وقوة يقينهما وهذا أليق بدخوله في مناقبهما قوله يوم السبع قال عياض يجوز ضم الموحدة وسكونها ألا أن الرواية بالضم وقال الحربي هو بالضم والسكون وجزم بان المراد به الحيوان المعروف وقال بن العربي هو بالإسكان والضم تصحيف كذا قال وقال بن الجوزي هو بالسكون والمحدثون يروونه بالضم وعلى هذا أي الضم فالمعنى إذا اخذها السبع لم يقدر على خلاصها منه فلا يرعاها حينئذ غيري أي انك تهرب منه وأكون أنا قريبا منه أرعى ما يفضل لي منها وقال الداودي معناه من لها يوم يطرقها السبع أي الأسد فتفر أنت منه فيأخذ منها حاجته وأتخلف إنا لا راعي لها حينئذ غيري وقيل إنما يكون ذلك عند(1/2948)
الاشتغال بالفتن فتصير الغنم هملا فتنهبها السباع فيصير الذئب كالراعي لها لانفراده بها وأما بالسكون فاختلف في المراد به فقيل هو اسم الموضع الذي يقع فيه الحشر يوم القيامة وهذا نقله الأزهري في تهذيب اللغة عن بن الأعرابي ويؤيده انه وقع في بعض طرقه عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة يوم القيامة وقد تعقب هذا بان الذئب حينئذ لا يكون راعيا للغنم ولا تعلق له بها وقيل هو اسم يوم عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون فيه باللهو واللعب فيغفل الراعي عن غنمه فيتمكن الذئب من الغنم وانما قال ليس لها راع غيري مبالغة في تمكنه منها وهذا نقله الإسماعيلي عن أبي عبيدة وقيل هو من سبعت الرجل إذا ذعرته أي من لها يوم الفزع أو من اسبعته إذا اهملته أي من لها يوم الاهمال قال الأصمعي السبع الهمل واسبع الرجل اغنامه إذا تركها تصنع ما تشاء ورجح هذا القول النووي وقيل يوم الأكل يقال سبع الذئب الشاة إذا اكلها وحكى صاحب المطالع انه روي بسكون التحتانية اخر الحروف وفسره بيوم الضياع يقال اسبعت وأضيعت بمعنى وهذا نقله بن دحية عن إسماعيل القاضي عن علي بن المديني عن معمر بن المثنى وقيل المراد بيوم السبع يوم الشدة كما روي عن بن عباس انه سئل عن مسألة فقال اجرأ من سبع يريد انها من المسائل الشداد التي يشتد فيها الخطب على المفتي والله اعلم قوله وبينما رجل يسوق بقرة تقدم الكلام عليه في المزارعة ووقع عند بن حبان من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة في اخره في القصتين فقال الناس امنا بما امن به رسول الله e وفي الحديث جواز التعجب من خوارق العادات وتفاوت الناس في المعارف .[4](1/2949)
هذه شهادة من لا ينطق عن الهوى شهادة للعمرين لا تزنها مثاقيل الجبال من الذهب والفظة بل لا نزنها الدنيا بما تتضمنه من متاع الحياة ؛ شهادة يفخر بها العمران وأهل الحق الذين ينظرون إلى الأمور بمنظار الحق الواضح الذي لا يقف أمام رؤيته هوى ولا جهل ، ولا حسد ولا ولا ... ولا شيء من معكرات الرؤية فالحمد لله على نعمته نسأل الله ألا يسلبنا هذه النعمة ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 2/818رقم 2199
[2] - المرجع نفسه رقم الحديث 3464.
[3] - الفتح 5/8 .
[4] - الفتح 7/27-28
---
(1/2950)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى) هل يدل على أفضلية التأخر لليوم الثالث عشر؟.
---
(ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى) هل يدل على أفضلية التأخر لليوم الثالث عشر؟.
---
المسيطير
01-01-2007, 01:54 PM
المشايخ الفضلاء /
في قوله تعالى : " فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى " .
أشكل عليّ قوله تعالى : ( لمن اتقى ) .
هل القيد للأخير ؟.
فيكون المتأخر اتقى لله من المتعجل ؟.
أم أن الحاج متى اتقى الله تعالى في حجه فلم يرفث ولم يفسق فقد حاز على الأجر الذي وُعد به ؟.
بداية أنقل لكم - مشايخي الأفاضل - ما ذكره الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى : ( لمن اتقى ) ثم أنقل ما تيسر مما خطته أيدي العلماء في تفسيرها ، منتظرا توجيهاتكم وإضافاتكم .
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى بعد ذكره لجملة من الأقوال في الآية :
( وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال :
تأويل ذلك : فمن تعجل في يومين من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه , لحط الله ذنوبه , إن كان قد اتقى الله في حجه فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه ، وفعل فيه ما أمره الله بفعله وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدوده .
ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول , فلا إثم عليه لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه , وإن كان اتقى الله في حجه بأدائه بحدوده .
وإنما قلنا أن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ومن حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق , خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " .(1/2951)
وأنه قال صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة , فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة "
3136 - حدثني عبد الله بن سعيد الكندي , قال : ثنا أبو خالد الأحمر , قال : ثنا عمرو بن قيس , عن عاصم , عن شقيق , عن عبد الله , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة , وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة " .
* حدثنا ابن حميد , قال : ثنا الحكم بن بشير , عن عمرو بن قيس , عن عاصم , عن زر , عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
3137 - حدثنا الفضل بن الصباح , قال : . ثنا ابن عيينة , عن عاصم بن عبيد الله , عن عبد الله بن عامر بن ربيعة , عن أبيه , عن عمر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تابعوا بين الحج والعمرة , فإن متابعة ما بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث , أو خبث الحديد " .
3138 - حدثنا إبراهيم بن سعد , قال : ثنا سعيد بن عبد الحميد , قال : ثنا ابن أبي الزناد , عن موسى بن عقبة , عن صالح مولى التوأمة , عن ابن عباس , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قضيت حجك فأنت مثل ما ولدتك أمك " .
وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول بذكر جميعها الكتاب , مما ينبئ عنه أن من حج فقضاه بحدوده على ما أمره الله , فهو خارج من ذنوبه , كما قال جل ثناؤه : { فلا إثم عليه لمن اتقى } الله في حجه .
فكان في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوضع عن أن معنى قوله جل وعز : { فلا إثم عليه } أنه خارج من ذنوبه , محطوطة عنه آثامه , مغفورة له أجرامه .(1/2952)
وأنه لا معنى لقول من تأول قوله : { فلا إثم عليه } فلا حرج عليه في نفره في اليوم الثاني , ولا حرج عليه في مقامه إلى اليوم الثالث ; لأن الحرج إنما يوضع عن العامل فيما كان عليه ترك عمله فيرخص له في عمله بوضع الحرج عنه في عمله , أو فيما كان عليه عمله , فيرخص له في تركه بوضع الحرج عنه في تركه .
فأما ما على العامل عمله فلا وجه لوضع الحرج عنه فيه إن هو عمله , وفرضه عمله , لأنه محال أن يكون المؤدي فرضا عليه حرجا بأدائه , فيجوز أن يقال : قد وضعنا عنك فيه الحرج .
وإذ كان ذلك كذلك , وكان الحاج لا يخلو عند من تأول قوله : { فلا إثم عليه } فلا حرج عليه , أو فلا جناح عليه من أن يكون فرضه النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق , فوضع عنه الحرج في المقام , أو أن يكون فرضه المقام إلى اليوم الثالث , فوضع عنه الحرج في النفر في اليوم الثاني , فإن يكن فرضه في اليوم الثاني من أيام التشريق المقام إلى اليوم الثالث منها , فوضع عنه الحرج في نفره في اليوم الثاني منها , وذلك هو التعجيل الذي قيل : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } فلا معنى لقوله على تأويل من تأول ذلك : { فلا إثم عليه } فلا جناح عليه , { ومن تأخر فلا إثم عليه } لأن المتأخر إلى اليوم الثالث إنما هو متأخر عن أداء فرض عليه تارك قبول رخصة النفر , فلا وجه لأن يقال : لا حرج عليك في مقامك على أداء الواجب عليك , لما وصفنا قبل , أو يكون فرضه في اليوم الثاني النفر , فرخص له في المقام إلى اليوم الثالث ; فلا معنى أن يقال : لا حرج عليك في تعجلك النفر الذي هو فرضك وعليك فعله للذي قدمنا من العلة .(1/2953)
وكذلك لا معنى لقول من قال : معناه : { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } ولا حرج عليه في نفره ذلك , إن اتقى قتل الصيد إلى انقضاء اليوم الثالث ; لأن ذلك لو كان تأويلا مسلما لقائله لكان في قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } ما يبطل دعواه , لأنه لا خلاف بين الأمة في أن الصيد للحاج بعد نفره من منى في اليوم الثالث حلال , فما الذي من أجله وضع عنه الحرج في قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } إذا هو تأخر إلى اليوم الثالث ثم نفر ؟ هذا مع إجماع الحجة على أن المحرم إذا رمى وذبح وحلق وطاف بالبيت فقد حل له كل شيء , وتصريح الرواية المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك , التي : 3139 - حدثنا بها هناد بن السري الحنظلي , قال : ثنا عبد الرحيم بن سليمان , عن حجاج , عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم , عن عمرة قالت : سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها متى يحل المحرم ؟ فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رميتم وذبحتم وحلقتم حل لكم كل شيء إلا النساء " . قال : وذكر الزهري عن عمرة , عن عائشة , عن النبي صلى الله عليه وسلم , مثله .
وأما الذي تأول ذلك أنه بمعنى : لا إثم عليه إلى عام قابل فلا وجه لتحديد ذلك بوقت , وإسقاطه الإثم عن الحاج سنة مستقبلة , دون آثامه السالفة , لأن الله جل ثناؤه لم يحصر ذلك على نفي إثم وقت مستقبل بظاهر التنزيل , ولا على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام , بل دلالة ظاهر التنزيل تبين عن أن المتعجل في اليومين والمتأخر لا إثم على كل واحد منهما في حاله التي هو بها دون غيرها من الأحوال , والخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم يصرح بأنه بانقضاء حجه على ما أمر به خارج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
ففي ذلك من دلالة ظاهر التنزيل , وصريح قول الرسول صلى الله عليه وسلم دلالة واضحة على فساد قول من قال : معنى قوله : { فلا إثم عليه } فلا إثم عليه من وقت انقضاء حجه إلى عام قابل .(1/2954)
فإن قال لنا قائل : ما الجالب اللام في قوله : { لمن اتقى } وما معناها ؟ قيل : الجالب لها معنى قوله . { فلا إثم عليه } لأن في قوله : { فلا إثم عليه } معنى حططنا ذنوبه وكفرنا آثامه , فكان في ذلك معنى : جعلنا تكفير الذنوب لمن اتقى الله في حجه , فترك ذكر جعلنا تكفير الذنوب اكتفاء بدلالة قوله : { فلا إثم عليه } .
وقد زعم بعض نحويي البصرة أنه كأنه إذا ذكر هذه الرخصة فقد أخبر عن أمر , فقال : { لمن اتقى } أي هذا لمن اتقى .
وأنكر بعضهم ذلك من قوله , وزعم أن الصفة لا بد لها من شيء تتعلق به , لأنها لا تقوم بنفسها , ولكنها فيما زعم من صلة " قول " متروك , فكان معنى الكلام عنده " قلنا " : ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى , وقام قوله : { ومن تأخر فلا إثم عليه } مقام القول .
وزعم بعض أهل العربية أن موضع طرح الإثم في المتعجل , فجعل في المتأخر , وهو الذي أدى ولم يقصر , مثل ما جعل على المقصر , كما يقال في الكلام : إن تصدقت سرا فحسن , وإن أظهرت فحسن . وهما مختلفان , لأن المتصدق علانية إذا لم يقصد الرياء فحسن , وإن كان الإسرار أحسن وليس في وصف حالتي المتصدقين بالحسن وصف إحداهما بالإثم ; وقد أخبر الله عز وجل عن النافرين بنفي الإثم عنهما , ومحال أن ينفي عنهما إلا ما كان في تركه الإثم على ما تأوله قائلو هذه المقالة .
وفي إجماع الجميع على أنهما جميعا لو تركا النفر وأقاما بمنى لم يكونا آثمين ما يدل على فساد التأويل الذي تأوله من حكينا عنه هذا القول .
وقال أيضا : فيه وجه آخر , وهو معنى نهي الفريقين عن أن يؤثم أحد الفريقين الآخر , كأنه أراد بقوله : { فلا إثم عليه } لا يقل المتعجل للمتأخر : أنت آثم , ولا المتأخر للمتعجل أنت آثم بمعنى : فلا يؤثمن أحدهما الآخر .
وهذا أيضا تأويل لقول جميع أهل التأويل مخالف , وكفى بذلك شاهدا على خطئه .
) أ.هـ.
---
روضة
01-01-2007, 07:00 PM(1/2955)
جاء في البحر المحيط والدر المصون: بين الجملتين مقابلة لفظية (مشاكلة)؛ إذ المتأخر أتى بزيادة في العبادة، فله زيادة في الأجر، ورفع الإثم إنما يقال في حقّ المقصر ولا يقال في حقّ من أتى بتمام العمل، فجاء هنا للموافقة اللفظية، فهي في مقابل قوله: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه)(1). وقال في الكشاف: " فإنْ قلتَ: كيف قال: (فلا إثم عليه) عند التعجّل والتأخر جميعاً ؟ قلتُ: دلالة على أن التعجّل والتأخر مخيّر فيهما، كأنه قيل: فتعجلوا أو تأخروا، فإنْ قلتَ: أليس التأخر بأفضل؟ قلتُ: بلى، ويجوز أن يقع التخيير بين الفاضل والأفضل، كما خيّر المسافر بين الصوم والإفطار، وإن كان الصوم أفضل"(2).
وتخصيص (التقوى) بالذكر؛ "لأن مدار الأعمال البدنيات على النيات، أي أن نفي الإثم لمن أدار أفعاله على ما يرضي الله"(3)، ولئلا يتخالج في قلب الحاج المتقي شيء من التعجل أو التأخر، فيحسب أن أحدهما يرهق صاحبه آثام في الإقدام عليه؛ لأن ذا التقوى حذر متحرز من كل ما يريبه، ولأنه هو الحاج على الحقيقة عند الله(4) .
[line]
(1) ينظر: أبو حيان، البحر المحيط، (323:2)، والسمين الحلبي، الدر المصون، (502:1) .
(2) الزمخشري، الكشاف، (247:1)، وهذا ما ذهب إليه أيو السعود، إرشاد العقل السليم، (210:1)، والشهاب، عناية القاضي وكفاية الراضي، (500:2)، والألوسي، روح المعاني، (489:1) .
(3) باختصار: البقاعي، نظم الدرر، (383:1) .
(4) ينظر: الزمخشري، الكشاف، (247:1) .
---
المسيطير
01-02-2007, 06:28 PM
سُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى :
عن قوله تعالى : ( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى [البقرة:203] ما معنى : ( لمن اتقى ) ؟ .
الجواب :(1/2956)
أي أن هذا الحكم إنما هو لمن اتقى الله عز وجل ، بحيث أتى بالحج كاملاً قبل التعجل ، أوتأخر للتقرب إلى الله عز وجل ، لا لغرض دنيوي ، أو حيلة ، أو ما أشبه ذلك ، فيكون هذا القيد راجعاً لمسألتين :
- للتعجل .
- والتأخر .
وقيل : إن القيد للأخير فقط : ( وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ) [البقرة:203] يعني : أن التأخر أَتْقَى لله عز وجل ؛ لأنه خير من التعجل ؛ حيث إن الرسول عليه الصلاة والسلام تأخر ، وحيث إن المتأخر يحصل له عبادتان : الرمي والمبيت .
لكن الأظهر والله أعلم أن هذا القيد للتعجل والتأخر بحيث يحمل الإنسان تقوى الله عز وجل على التعجل أو التأخر .
---
أبو المنذر
01-04-2007, 02:40 PM
جزاك الله خيرا
وسمعت لخطيب المسجدـ ( مسجد الكويتات ) كما فهمت من بعض المرشدين ـ في منى تفسيرا يقول فيه :
لمن اتقى ترجع للمتعجل اذ يجب عليه ان يكون تعجله من أجل مصلحة دينية أودنيويه وليس مجرد الرغبة في العودة أو
الشعور بالملل وليعلم أنها رخصة أي التعجل والمولى سبحانه مطلع على السرائرفليتقي الله في تعجله
---
محمود الشنقيطي
01-04-2007, 02:54 PM
تعرض الإمام الشاطبي رحمنا الله وإياه في الموافقات إلى ماجاء من أدلة الشرع برفع الجناح أو الإثم عن فاعل الشيئ,وقرر أنه لا يلزم من تلك التعابير برفع الإثم والجناح الإباحةُ فحسب , بل قد يتعداها لازمُ التعبير بهما إلى الندب أو الوجوب, ومثل للندب بآيتنا هذه وذكر أن التأخر مطلوبٌ طلب ندب وأنه أفضل من التعجل لاستمرار المتأخر في عبادة فرغ منها المتعجل,ومثل أيضا لانصراف رفع الحرج من الإباحة للوجوب بآية لصفا والمروة..
ويقول الإمام الكاساني عليه رحمةالله في بدائع الصنائع:
و في ظاهر هذه الآية الشريفة إشكال من وجهين :(1/2957)
أحدهما : أنه ذكر قوله تعالى : { لا إثم عليه } في المتعجل و المتأخر جميعا و هذا إن كان يستقيم في حق المتعجل لأنه يترخص لا يستقيم في حق المتاخر لأنه أخذ بالعزيمة و الأفضل..!!
و الثاني : أنه قال تعالى في المتأخر : { فلا إثم عليه لمن اتقى } قيده بالتقوى و هذا التقييد بالمتعجل أليق لأنه أخذ بالرخصة و لم يذكر فيه هذا التقييد..!!
و الجواب عن الإشكال الأول: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية فمن تعجل في يومين غفر له و من تأخر غفر له و كذا روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى { فلا إثم عليه } : رجع مغفورا له و
أما قوله تعالى : { لمن اتقى } فهو بيان أن ما سبق من وعد المغفرة للمعتجل و المتأخر بشرط التقوى.
ثم من أهل التأويل من صرف التقوى إلى الاتقاء عن قتل الصيد في الإحرام أي لمن اتقى قتل الصيد في حال الإحرام و صرف أيضا قوله تعالى : { و اتقوا الله } أي فاتقوا الله و لا تستحلوا قتل الصيد في الحرام و منهم من صرف التقوى إلى الاتقاء عن المعاضي كلها في الحج و فيما بقي من عمره و يحتمل أن يكون المراد منه التقوى عما حظر عليه الإحرام من الرفث و الفسوق و الجدال و غيرها الله تعالى أعلم
لطيفة في الوقف:
وأذكر أن فضيلة شيخ قراء المسجد النبوي الشيخ: إبراهيم الأخضر يختار الوقف على قوله تعالى (فلا إثم عليه ) , ثمَّ يستأنف بقول الله (لمن اتقى) وهذه إشارة إلى عود المعنى على المتعجل والمتأخر..
---
عبدالله المعيدي
01-08-2007, 12:18 AM
شكر الله لك اخي الفاضل المسيطير ..
ووالله إن كنت في حج هذا العام أتامل في هذه الآية وكنت عازماً على البحث فيها حين العودة فشكر الله لك وللإخوة الفضلاء ..
---
(1/2958)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال سماحة الوالد العلامة ابن باز رحمه الله
---
قال سماحة الوالد العلامة ابن باز رحمه الله
---
حسين الخالدي
08-01-2003, 09:05 PM
قال سماحة الوالد العلامة ابن باز رحمه الله
وفي سورة براءة ذكر سبحانه أيضا جملة من أخلاقهم وذلك في قوله سبحانه وتعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ هذه من أخلاق أهل الإيمان الرجال والنساء بعضهم أولياء بعض ، والأولياء فيما بينهم من أخلاقهم : المحبة والتواصي بالخير ، والتعاون على البر والتقوى ، فلا يغتاب بعضهم بعضا ، ولا ينم عليه ، ولا يشهد عليه بالزور ، ولا يظلمه ، هكذا المؤمنون والمؤمنات أولياء ليسوا متباغضين ، ولا متحاسدين ، ولا متشاحنين ، ولا يكذب بعضهم على بعض ، ولا يغتابه ، ولا ينم عليه ، ولا يشهد عليه بالزور ، ولا يظلمه في قول ولا عمل ولا دم ولا مال ، ولا يغشه في معاملة ، ولا يخونه في جميع الأحوال .(1/2959)
ثم قال سبحانه : يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ هكذا أينما كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالأسلوب الحسن وبالطريقة الحميدة وبالعلم والبصيرة كما قال تعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فهم يأمرون عن بصيرة وينهون عن بصيرة ، والمعروف ما أمر الله به ورسوله ، والمنكر ما أنكره الله ورسوله ونهى عنه ، هكذا المؤمنون والمؤمنات إذا رأوا من بعض إخوانهم تقصيرا في طاعة الله أمروهم بمعروف ، وإن رأوهم يتخلفون عن الصلاة في الجماعة قالوا لهم : اتقوا الله وحافظوا على الجماعة فهي مفروضة عليكم ولا تتشبهوا بالمنافقين ، وهكذا لو رأيته يتعاطى الربا نصحته لله ، أو رأيته يجالس من ليس من الطيبين تنصحه وتذكره بالله فالمؤمن مرآة أخيه المؤمن ، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم مثلا .(1/2960)
هذه من صفات المؤمنين وأخلاقهم دعاة إلى الله ناصحون لله ولعباده يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لكن بالأساليب الطيبة ، لا بالعنف والشدة حتى يقبل منهم الحق وحتى يستفيدوا ويستفاد منهم قال الله تعالى في كتابه العظيم : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وقال سبحانه في دعوة الكفار : وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وهم اليهود والنصارى إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فمن ظلم يعامل بما يستحق ، وقال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ هكذا المؤمن من أخلاقه العظيمة الدعوة بالتي هي أحسن ويجادل بالتي هي أحسن يرفق بالناس يقول النبي : إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ويقول عليه الصلاة والسلام : إن الرفق لا يكون في الشيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام : من يحرم الرفق يحرم الخير كله فلابد من صبر ولا بد من حلم ولابد من رفق في أمرك ونهيك ودعوتك ،
--------------------------------------------------------------------------------
"من أخلاق أهل الإيمان أنهم أولياء بعض "، موقع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله http://www.ibnbaz.com
---
(1/2961)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كان هذا في عصر السلف
---
كان هذا في عصر السلف
---
أبو عبد الرحمن المدني
08-08-2003, 11:02 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبياء والمرسلين .... أما بعد :
فبين يديكم أضع رواية أوردها الحافظ الذهبي رحمه الله ، في معرفة القراء ( 1 / 41 )
تبين كيف كان السلف الصالح يعلمون القرآن ويتعلمونه ، وكيف كان يؤخذ بالتلقي علماً وعملا ، مشافهة وتطبيقا ومعايشة .
يقول الذهبي رحمه الله في ترجمة أبي الدرداء رضي الله عنه : ( قال سويد بن عبدالعزيز كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كل عشرة عريفا ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك وكان ابن عامر عريفا على عشرة كذا قال سويد فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر ) .
فما أحوجنا في هذه الأيام لمثل هذه الحلق المتميزة .
فما أعظمه من جيل ، وما أروعه من فعل جليل .
وجزاكم الله خيرا ،،،
---
أبو العالية
08-09-2003, 05:36 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الأخ الفاضل الشيخ / أبوعبد الرحمن المدني وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة الطيبة .
نعم والله فحليٌّ بنا أن نُكَرِّس الجهد على فقه كتاب الله تعالى وتعلمه ومدارسته وتقديمه على غيره من العلوم ، فوالله من العجيب أن تلقى عالم أو قل طالب علم متخصص في التفسير ولم يكمل قراءة كتاب تفسير واحد !! فكيف بالتفاسير الباقية .
وما أجمل قول الإمام الصنعاني رحمه الله في نونيته حين قال في الحث على تدبر كتاب الله والبحث في علومه :
مَنَّ الإله علينا بالكتابِ فَقلْ **** يا مِنَّةً قصُرت من دونها المننُ(1/2962)
فَصّرِف الفِكْر في الذكرِ الحكيم تجد **** فيه العلومَ التي لم يحْوِها الفِطَنُ
كان سلفنا الصالح رحمه الله يبتدرون كتاب الله تعالى ويتفقهون فيه، ويعملون بمقتضاه حتى إذا علموه وفقهوه وعملوا به ، انتقلوا إلى غيره من العلوم .
" كان هذا في عصر السلف " فما أحوجنا والله لفقهٍ كفقههم ، وعمل كعملهم ، وهمة كهمتهم .
ولا أرَ هذا إلا من قلة التوفيق ، نسأل الله السلامة والعافية .
ذكر الذهبي رحمه الله في ترجمة شعبة بن الحجاج رحمه الله في السير ( 7 / 202 ) :
" قال سلم بن قتيبة : ربما سمعتُ شعبة يقول لأصحاب الحديث:
يا قوم ، إنكم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن "
فقلي بربك يا أخي ، وأين فقهنا اليوم وفقه أولئك .
فجزاك الله خيراً أخي الحبيب على هذه الإشارة المضيئة نحو كتاب الله تعالى .
محبكم
أبو العالية
---
(1/2963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف اعرف موعد معرض الكتاب بداية السنة القادمة في معارض الرياض
---
كيف اعرف موعد معرض الكتاب بداية السنة القادمة في معارض الرياض
---
زيد العنزي
10-24-2005, 11:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاحبة
كيف اعرف موعد معرض الكتاب بداية السنة القادمة في معارض الرياض بالتحديد؟
---
الزهري للبرمجيات
10-25-2005, 02:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موعد معرض الكتاب هو 23 محرم حتى 2 صفر 1427 ه الموافق 22 فبراير حنى 3 مارس 2006 بمركز معارض الرياض
شركة الزهري للبرمجيات
www.elzohry.net
---
(1/2964)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أريد معلومات عن كتاب مجمع الأصول لابن عبد الهادي .
---
أريد معلومات عن كتاب مجمع الأصول لابن عبد الهادي .
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
06-17-2006, 06:18 PM
أيها الأخوة أعضاء المنتدى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أريد أن أسأل عن كتاب مجمع الأصول لابن عبد الهادي رحمه الله تعالى ، هل هو مطبوع أم
لا ، و ما أجود طبعاته المحققة ،وجزاكم الله خيرا .
---
أبو عدنان
01-29-2007, 06:37 AM
قال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرحه : إنه مقدمة كتابه(مغني ذوي الأفهام).
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=55083&scholar_id=423&series_id=2993
---
(1/2965)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عيسى عليه السلام؟؟؟؟؟؟؟؟
---
عيسى عليه السلام؟؟؟؟؟؟؟؟
---
الغرنوق
04-21-2004, 02:04 PM
من المعلوم ومما نؤمن به ان عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ولكن رفعه الله ولكن اشكلت علي الايه في سورة مريم(والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)وجهوني بارك الله فيكم؟
---
المنهوم
04-21-2004, 08:05 PM
السلام عليكم
وبعد هذه الآية لا اشكال فيها وتفسيرها واضح
فعيسى عليه السلام يقول ( يوم ولدت ) هذه واضحه
وبعدها ( ويوم اموت ) تعرف بارك الله فيك انه ثبت انه سوف ينزل في اخر الزمان فيحكم المسلمين ويقتل المسيح الدجال ويتبع رسولنا محمد صلى الله عيه وسلم ويبقى فترة ثم يموت عليه السلام
ويجب ان تعرف ما من مخلوق إلا سيموت
وبعدها ( ويوم ابعث حيا ) هذه يوم البعث
---
الغرنوق
04-24-2004, 10:53 PM
جزاك الله خيرا اخي المنهوم وزادك من فضله
ارجوا اثراء الموضوع من طلبة العلم
---
أبو علي
04-26-2004, 09:46 AM
السلام عليكم
لي ملاحظة أخرى حول هذه الآية : والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)،
لم يصرح القرآن بإسم إنسان يولد وعليه السلام ويموت وعليه السلام
ويبعث وعليه السلام إلا في حق عيسى ويحيى عليهما السلام.
لماذا بخص القرآن عيسى ويحيى بالذكر في هذه المسألة؟
المؤرخون قالوا : إن يحيى عليه السلام قتل شهيدا.
كون يحيى يموت مقتولا هل يتناقض ذلك مع قول الله (وسلام عليه يوم يموت) ؟
هذا هو الإشكال فلنعيد البحث مرة أخرى عن المعنى المقصود من كلمة السلام.
السلام هو الأمن وهو ضد الخوف.
وأما تخصيص هؤلاء النبيين بصفة (السلام عليهما) لأنهما عصمهما الله من الذنوب ، لم يقترفا ذنبا قط ، كل ابن آدم يلقى الله بذنب أو ذنوب فمن شاء غفر له ومن شاء عذبه إلا هؤلاء عليها السلام.(1/2966)
ولقد وصف الله عيسى بقوله (غلاما زكيا) أي زكاه الله وعصمه من الذنوب، ووصف يحيى بقوله (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا) فإذا كان بهذا الوصف فهو في سلام في حياته الدنيا ويوم يموت ويوم يبعث، لأن الذنوب هي التي تجعل الإنسان يعيش في خوف واضطراب،
فمن يقترف ذنبا يندم على فعله ويوبخه ضميره فيعيش في عذاب نفسي ، فهل الذي يعيش في عذاب ذهني يقال عنه إنه يعيش حياة سلام وأمن ؟ كلا. أما الذي لم يقترف ذنبا فضميره مرتاح ينام قرير العين يحيى حياة سلام وأمن مع نفسه ومع مجتمعه والأهم من ذلك مع الله ، فإذا جاءه الموت وهو لم يذنب قط ذنبا يندم عليه فإنه سيموت بضمير مرتاح راض عن نفسه أما الذي أذنب فإن المعصية ستفزعه عند الموت ويندم أشد الندم على ما اقترفت يداه فيواجه الموت وهو في عذاب نفسي، فمثل هذا لا يقال عنه (سلام عليه يوم يموت).
والمؤمن الذي لم يذنب قط يوم يبعث فإنه سيكون في سلام وطمأنينة مع نفسه لا يجد معصية تقلق باله وتفزعه من لقاء الله فهذا يصح أن يقال عنه (السلام عليه يوم يبعث حيا ) أما الكافر فسيقول يا ليتني كنت ترابا.
هذا ما فهمته من تفسير لقوله تعالى : يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) فهي آية جاءت كنيجة للآية التي قبلها التي تقول (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا ) أي أن نتيجة (التزكية والتقوى) هي الأمن والسلام).
من يقترف الذنوب يحيى حياة كلها نكد وندامة وعذاب للضمير ، فأية حياة هذه !؟ أما الحياة التي لا تنغيص فيها ولا تكدير فتلك هي حياة السلام والطمأنينة، فهذه هي الأجدر أن تسمى حياة، ولذلك سمى الله نبيه ابن زكريا ب (يحيى) لأن الذي يعيش في سلام هو الأجدر أن يقال عنه (يحيى) حياة طيبة.
---
(1/2967)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من لطائف استنباطات ابن عقيل
---
من لطائف استنباطات ابن عقيل
---
عمر المقبل
01-03-2004, 04:51 PM
قال ابن عقيل يوماً في وعظه :
قال ابن عقيل يوماً في وعظه : يا من يجد قسوة في قلبه ، احذر أن تكون نقضت لله عهداً ، فإن الله تعالى يقول : [ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ
وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ
قَاسِيَةً
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:13) ]
المصدر : ذم قسوة القلب لابن رجب (ص : 19)
ينظر : ذم قسوة القلب لابن رجب (ص : 19)
---
عمر المقبل
03-15-2006, 12:35 AM
وهنا ـ وأنا أقرأ في الآداب الشرعية لابن مفلح ـ لفت نظري عنايته الكبيرة بنقل كلمات ابن عقيل ،وهي تنبئ عن عقل كبير ،وفهم ثاقب ،وليس بالمعصوم ..
والسؤال ـ إلى أهل التخصص ـ : هل جمعت أقوال ابن عقيل في التفسير ؟!
فإن لم تجمع فإني أتوقع ـ لو نشط لها باحث جاد ـ فسيخرج من كلامه ما يستحق البحث (على الأقل بحث ترقية).
---
أبو مهند القصيمي
03-16-2006, 05:56 PM
يا شيخ عمر هل تقصد ابن عقيل الحنبلي صاحب كتاب الفنون ..
---
(1/2968)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أتشرف بالانتساب إلى ملتقاكم المبارك
---
أتشرف بالانتساب إلى ملتقاكم المبارك
---
أبو خالد السلمي
05-26-2003, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
فيشرفني الانتساب إلى ملتقاكم المبارك ، والاستفادة من علمكم وفضلكم ، وقد أعجبت بالمستوى العلمي الراقي الذي عليه أبحاث الملتقى ومناقشاته ، وسررت بالأدب الجم الذي حباكم الله تعالى إياه ، فشجعني ذلك على الانضمام إليكم ، ومما شجعني كذلك على الالتحاق بركبكم وجود زمرة طيبة من زملائنا المشاركين مع العبد الفقير في ملتقى أهل الحديث ، أسأل الله تعالى أن يزيدكم من فضله ، وأن يكتب لكم التوفيق والسداد .
أخوكم :
أبو خالد وليد بن إدريس المنيسي السُلمي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الأمريكية المفتوحة ، وعضو الإفتاء بالتجمع الإسلامي لأمريكا الشمالية ( أيانا ) ، والخبير بمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا.
---
أحمد البريدي
05-26-2003, 12:24 AM
حياك الله يا شيخ وليد ويشرف الملتقى بانتساب أمثالكم له ونحن بانتظار مشاركاتكم
---
أبومجاهدالعبيدي
05-26-2003, 12:55 AM
بسم الله
حياك الله ، ومرحباً بك ضيفاً عزيزاً ، وعضواً متميزاً ، وأخاً حبيباً .
كم سرني خبر انضمامك إلى الملتقى ؛ لأني أعرف عنك ما لا أريد أن أبوح به لعلمي أنك تكره المدح - أحسبك كذلك والله حسيبك ، ولا أزكي على الله أحداً - .
ومن باب تعريف إخواني أعضاء ملتقى أهل التفسير بالشيخ أبي خالد السلمي ، أرجو منهم التفضل بقراءة هذا التعريف له وفقه الله :هنا (http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4668)
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2003, 09:11 AM
مرحباً بكم يا أبا خالد ، ونحن نسعد كثيراً بانضمامكم إلينا وفقكم الله مع علمي بكثرة مشاغلكم وفقكم الله.
---(1/2969)
محمد رشيد
05-27-2003, 12:53 PM
الله أكبر ، ملتقى أهل التفسير يجمع النخبة والصفوة من الملتقيات الأخرى
---
(1/2970)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فأي الفريقين أحق بالسراط
---
فأي الفريقين أحق بالسراط
---
صالح الفويه
05-03-2005, 05:15 PM
قالا بن القيم في مدارج السالكين ....ان الله سبحانه وتعالى قسم الناس الى ثلاثة اقسام : منعم عليهم: وهم اهل الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق واتبعوه
ومغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق ورفضوه
وضالون وهم الذين جهلوه فأخطأوه
فكل من كان أعرف للحق وأتبع له :كان اولى بالسراط
ولا ريب ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم اولى بهذه الصفه من الروافض فأنه من المحال أن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جهلوا الحق وعرفه الروافض او رفضوه وتمسك به الروافض
ثم انا رئينا اثار الفريقين تدل على اهل الحق منهما . فرأينا اصحاب محمد فتحوا بلاد الكفار وقلبوها بلاد اسلام وفتحوا القلوب بالعلم والهدى .فآثرهم تدل على انهم هم اهل السراط المستقيم ورأينا الرافضه بالعكس في كل زمان ومكان فأنه قط ما قام للمسلمين عدو من غيرهم الا كانوا اعوانهم على الاسلام وكم جروا على الاسلام وهله من بليه وهل عاثت سيوف المشركين .......من التتار الا من تحت رؤوسهم وهل عطلت المساجد وحرقت المصاحف ...الا باسبابهم
فأي الفريقين أحق بالصراط المستقيم وأيهم احق بالغضب والضلال ، ان كنتم تعلمون . انتها كلامه
وقد ذهبت الى سوق من اسواقهم وأذا ببعض الكتب المعروضة وعندما قلبت هذه الكتب وأ ذا بها لاتشتمل على اية واحد ولو أنك رأيت هذه الموئلفات في غير بلد اسلامي لقلت أن مؤلف هذه الكتب كافر لا ينتمي الى الاسلام ولم يحسب عليه
فنعوذ بالله من الضلال ونعوذ بالله من الخذلان
---
(1/2971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث في اختلاف القراء وانفراداتهم
---
بحث في اختلاف القراء وانفراداتهم
---
د. أنمار
10-07-2006, 02:25 PM
لم أجد في محرك البحث هذه الدراسة لدينا في الملتقى فأحببت إطلاعكم عليه:
وهو دراسة قيمة للشيخ كوليبالي سيكو من جمهورية ساحل العاج (كوت ديفوار)
بعنوان :
طبيعة الاختلاف بين القراء العشرة
وبيان ما انفرد بقراءته كل منهم
" من خلال إعراب القرآن وتفسيره"
وهو رسالة جامعية من درجة التخصص العالي ( ماجستير )
وبحثه هذا مبني على تتبع اختلافات القراء والاحتجاج لها، والرد على زلات بعض القدامى
كما تطرق لمعنى الأحرف السبعة من واقع ما هو بين أيدينا اليوم وليس مما نسخ تأييدا لتعريف ابن الجزري
كما أنه جمع الانفرادات واحتج لها.
وأورد معظم ما أورده في بحثه ضمن جداول متقنة.
ولا أريد الإطالة عليكم فمن اطلع على الكتاب شكر سعي الباحث، ودعى له بالمزيد من العطاء والفتح من رب الأرض والسماء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
الجكني
10-07-2006, 03:15 PM
جزيت خيراً فضيلة الكتور ،لكن كيف الحصول على ولو نسخة منه0وفي أي المكتبات يبحث عنه 0
---
د. أنمار
10-07-2006, 03:25 PM
سيدي الدكتور الجكني
ممكن تحميله كملف مرفق
ولم أره في أي المكتبات وكما تعلم مصير معظم رسائل الماجستير،
وقد وقعت عيني عليه في موقع الزاوية التاغية على الرابط التالي
http://www.zawiah.com/ikhtilaf_qurra.htm
وفيها
انقر على:
نص الدراسة
---
(1/2972)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول التفسير الإشاري
---
حول التفسير الإشاري
---
محمد رشيد
05-20-2003, 10:27 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، ما هو قولكم في التفسير الاشاري الذي تتبناه الصوفية ؟ فقد ذكر الزرقاني ـ رحمه الله ـ أنه يختلف عن التفسير الباطني الذي تبناه الشيعة بأن أهل التصوف لا ينكرون ظاهر القرآن وأنه هو الذي يفسر به القرآن أولا و لابد من اعتقاده ، و لكن هناك تفسير أيضا ـ على قولهم ـ مبني على هذا الظاهر ولكنه أكثر تعمقا و لا يناله إلا أصحاب الولاية والقرب من الله ، أما الشيعة فمذهبهم الباطل أن للقرآن ظاهر وباطن وأن المراد منه هو باطنه لا ظاهره ، ولا يعرف هذا الباطن الا خواصهم .
هذا الكلام أفهم من ظاهره إقرار الزرقاني للتفسير الاشاري أو دفاعه عنه ، إلا أنه قال في موضع آخر ما نصه (( والأدهى من ذلك أنهم يتخيّلون ويخيلون الى الناس ، أنهم هم أهل الحقيقة الذين أدركوا الغاية ، واتصلوا بالله اتصالا أسقط عنهم التكاليف ، وسمل بهم عن حضيض الأخذ بالأسباب ))
فكيف الجمع بين الكلامين ؟
---
أحمد القصير
05-21-2003, 05:31 PM
شروط قبول التفسير الإشاري
ذكر العلماء رحمهم الله تعالى عدة شروط لقبول التفسير الإشاري وهي :(1/2973)
1-« أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان العرب ويجري على المقاصد العربية ، وهذا ظاهر من قاعدة كون القرآن عربيا ؛ فإنه لو كان له فهم لا يقتضيه كلام العرب لم يوصف بكونه عربيا بإطلاق ؛ ولأنه مفهوم يلصق بالقرآن ليس في ألفاظه ولا في معانيه ما يدل عليه وما كان كذلك فلا يصح أن ينسب إليه أصلا إذ ليست نسبته إليه على أن مدلوله أولى من نسبة ضده إليه ولا مرجح يدل على أحدهما فإثبات أحدهما تحكم وتقول على القرآن ظاهر وعند ذلك يدخل قائله تحت إثم من قال في كتاب الله بغير علم » . [ الموافقات ( 3 /394 ) .و انظر : التبيان في أقسام القرآن ( 1 / 50 ) ]
2- « أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض ؛ لأنه إن لم يكن له شاهد في محل آخر أو كان له معارض صار من جملة الدعاوى التي تدعى على القرآن والدعوى المجردة غير مقبولة باتفاق العلماء » . [ الموافقات ( 3 / 394 ) .و انظر : التبيان في أقسام القرآن ( 1 / 50 ) . مناهل العرفان ( 1 / 549 ) ]
3- أن لا يكون تأويلاً سخيفاً بعيداً عن معنى الآية ، كتفسير بعضهم قوله تعالى : } وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ { [ العنكبوت : 69 ] حيث فسر ( لمع ) على أنها فعلاً ماضياً بمعنى أضاء ، وكلمة
( المحسنين ) مفعولاً له . [انظر : مناهل العرفان ( 1 / 549 ) ، ومباحث في علوم القرآن ، للقطان ( 309 )]
4- أن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم . [التبيان في أقسام القرآن ( 1 / 50 )]
5- أن لا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر ؛ لكي يتميز عن التفسير الباطني الملحد الذي يمنع إرادة المعنى الظاهر ، ويتمسك بالمعنى الباطن وحده . [مناهل العرفان ( 1 / 549 )]
تلك هي الشروط التي ذكرها العلماء لقبول التفسير الإشاري ، وقد أجملها ابن القيم فقال :
« وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول :
تفسير على اللفظ : وهو الذي ينحو إليه المتأخر ون .(1/2974)
وتفسير على المعنى : وهو الذي يذكره السلف .
وتفسير على الإشارة والقياس : وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم .
وهذا لا بأس به بأربعة شرائط :
1- أن لا يناقض معنى الآية .
2- وأن يكون معنى صحيحا في نفسه .
3- وأن يكون في اللفظ إشعار به .
4- وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم .
فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا » . [التبيان في أقسام القرآن ( 1 / 50 ) ]
( راجع : التفسير الإشاري ، دراسة وتقويماً ، لعمر سالم الخطيب ، رسالة ماجستير ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) .
---
محمد رشيد
05-25-2003, 03:37 PM
شيخنا ( القصير )
أولا : بارك الله فيك على ما أفدتني به ، مما يمكن أن يطلق عليه ( بحث مختصر ) ومفيد حول ما سألتك عنه .
ثانيا : ما هو موقف الزرقاني ـ الشخصي ـ من تفسير الصوفية ، حيث نقلت لكم ما قد يوهم التعارض .
ثالثا : أين أجد دراسة / عمر سالم الخطيب ، أي أين طبعت ، وهل لها ـ أي الدار ـ فرعا في مصر ؟
بارك الله في علمكم وحرصكم ، وزادكم منهما
---
أحمد القصير
05-27-2003, 02:36 PM
أخي الكريم محمد يوسف :
أولا : كلام الزرقاني في هذه المسألة ليس فيه تعارض فهو يذكر أن التفسير الإشاري عند الصوفية فيه ما هو حق يجوز قبوله وهو ما تحققت فيه الشروط التي ذكرتها سابقا ، وفيه ماهو باطل يجب رده وعدم قبوله .
ويجب التفريق بين تفسير الصوفية والباطنية ، فالصوفية يعتقدون بالظاهر ويؤمنون به ، بخلاف الباطنية فإنهم لا يؤمنون بالظاهر ، ولذا أجمع العلماء على بطلان تفسير الباطنية وعدوه من الزندقة والتحريف لكلام الله تعالى بخلاف تفسير الصوفيه .
علماً بأن هذه المسألة أعني قبول التفسير الإشاري من عدمة للعلماء فيها أقوال ليس هذا موضع بسطه ، لكن الذي عليه الجمهور أنه يقبل بالشروط السابق ذكرها .(1/2975)
ثانيا : دراسة عمر سالم الخطيب لم تنشر ، وإنما هي عبارة عن رسالة مطبوعة في جامعة الإمام فقط ومحفوظة في مكتبة الملك فهد الوطنية ويمكن تصويرها .
---
العبيدي
05-28-2003, 02:23 PM
بارك الله فيكم على هذا الموضوع
لكن ثمة إشكال وهو ما ذكرته من الشرط الثاني لقبول التفسير الإشاري
« أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض ؛ لأنه إن لم يكن له شاهد في محل آخر أو كان له معارض صار من جملة الدعاوى التي تدعى على القرآن والدعوى المجردة غير مقبولة باتفاق العلماء »
و الإشكال هو : إذا كان التفسير الإشاري لا بد له من أن يكون له شاهد ، نصاً أو ظاهراً لم يعط معنى بذاته و إذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن يؤخذ منه معنى جديد ، إلا إذا كان له شاهد.
و جزاكم الله خيرا.
---
العبيدي
05-30-2003, 01:45 PM
وبناء على هذا الإشكال لا يكون التفسير الإشاري حجة وجزاكم الله خيرا
---
العبيدي
05-31-2003, 02:26 PM
جزى الله خيرا من يجيب عن هذا الإشكال
---
(1/2976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ماحكم قول لعمري ؟
---
ماحكم قول لعمري ؟
---
عبدالله الحضرمي
03-02-2006, 03:28 AM
الجواب جائز والدليل قالت عائشة رضي الله عنها لعمري مااعتمر في رجب اي النبي صلى الله عليه وسلم وقال النووي في شرح مسلم هذا دليل على جواز قول الانسان لعمري
قلت : لعمري كتاب النووي على مسلم من اجمل الشروح على صحيح مسلم
---
(1/2977)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات جمعت شرطي قبول العمل الصالح ..
---
آيات جمعت شرطي قبول العمل الصالح ..
---
كادح
11-03-2003, 09:52 PM
دائما ما أرى العلماء والمؤلفين يذكرون آية الكهف الأخيرة استدلالا لشرطي قبول العمل الصالح .. الإخلاص والمتابعة ..
قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) ..
ثم رأيت الشيخ بكر أبا زيد - أسبل الله عليه ثوب العافية - ذكر آية أخرى من سورة الإسراء وهي: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) ثم قال: وفي الآية لطيفة أنها جمعت بين شرطي قبول العمل الصالح؛ الإخلاص في قوله (ومن أراد الآخرة)، والمتابعة في قوله (وسعى لها سعيها) ..
ثم وجدت في تفسير ابن كثير آية ثالثة في سورة ص وهي: (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار) قال ابن كثير: يعني بذلك العمل الصالح والعلم النافع والقوة في العبادة والبصيرة النافذة، قال ابن عباس (أولي الأيدي): أولي القوة، (والأبصار): الفقه في الدين، وقال مجاهد: (أولي الأيدي) يعني القوة في طاعة اللّه تعالى، (والأبصار) يعني البصر في الحق، وقال قتادة والسدي: أعطوا قوة في العبادة وبصراً في الدين. ا.هـ.
والله تعالى أعلم ..
---
الباحث7
11-04-2003, 01:56 AM
الآيات في ذلك كثيرة
ومنها - وهي من أوضح الأدلة - قوله تعالى : ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة : 112
ومنها قوله تعالى : (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) لقمان : 22(1/2978)
فإسلام الوجه في الآيتين هو الإخلاص ، والإحسان هو الإتقان بمتابعة الرسول عليه الصلاة والسلام .
ومثل الآيتين السابقتين قوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) النساء : 125
---
كادح
11-08-2003, 04:16 PM
جزاك الله خيرا يا باحث ..
---
(1/2979)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أبحث عن تفسير
---
أبحث عن تفسير
---
د. نصير خضر سليمان
01-29-2005, 02:43 PM
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته
ابحث عن كتاب بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز * للفيرو أبادي *
أين أجده على الشبكة ويفضل أن يكون قابلاً للتحميل على أي صيغة من صيغ التحميل
ولكم جزيل الشكر والعرفان
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو إسحاق
03-27-2006, 11:17 PM
السلام عليكم
أخي العزيز عسى أن ينفعك هذا الرابط:
http://www.altafsir.com/MiscellaneousBooks.asp
---
عبدالرحمن الشهري
03-28-2006, 12:55 AM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4962
---
أبو ذر الفاضلي
03-28-2006, 08:25 AM
يا دكتور نصير لو سألتني قبل هذا لأجبتك .
---
(1/2980)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً (الخصائص الصوتية لقراءة عبدالله بن مسعود) للدكتور رجب عثمان
---
صدر حديثاً (الخصائص الصوتية لقراءة عبدالله بن مسعود) للدكتور رجب عثمان
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2006, 02:13 PM
صدر عن دار الرضا للنشر والتوزيع الطبعة الأولى 1426هـ من كتاب (الخصائص الصوتية لقراءة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه) للدكتور رجب عثمان محمد عيسى ، الأستاذ المساعد بآداب بني سويف.
http://load.66g.com/pic/get-1157191583.jpg (http://load.66g.com)
ويقع الكتاب في 136 صفحة من القطع العادي .
ويجمع هذا الكتاب بين دفتيه ثلاثة فروع مهمة في الدرس اللغوي وهي الأصوات ، واللهجات ، والقراءات . وقد كان مجمل الخصائص الصوتية التي رصدها البحث في قراءة ابن مسعود تسع عشرة ظاهرة صوتية ، منها الإبدال بين الثاء والفاء ، وبين القاف والكاف ، وبين الظاء والضاد ، والإمالة ، والإدغام والإظهار وغيرها .
---
دمعة الأقصى
09-02-2006, 02:21 PM
جزاكم الله خيراً د.عبدالرحمن ووفقكم لما يحبه ويرضاه على هذه الفائدة
---
أبو يعقوب
09-05-2006, 12:04 AM
بارك الله فيكم
---
(1/2981)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال - يا أهل التخصص - في (مقدمة شيخ الإسلام) ؟
---
إشكال - يا أهل التخصص - في (مقدمة شيخ الإسلام) ؟
---
أبو حاتم
05-06-2003, 12:13 PM
يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ :
يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القران كما بين لهم ألفاظه!! فقوله عز وجل [ لتبين للناس ما نزل إليهم ] يتناول هذا وهذا.
المرجع: أول فصل في مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه .
بماذا نوجه العبارة المعلم عليها بالاحمر....
---
أبومجاهدالعبيدي
05-06-2003, 06:03 PM
بسم الله
أخي الكريم وفقك الله :
ما سألت عنه من كلام شيخ الإسلام في مقدمة التفسير سبق لي أن درسته بالتفصيل ، وكتبت حوله بحثاً قبل سنوات .
والذي توصلت إليه أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحمل على تبيين ما لا بد من بيانه من معاني القرآن ؛ إذ من المعلوم أن كثيراً من آي القرآن يمكن فهمه لمن كان من أهل اللسان العربي ، فهذا لا يحتاج إلى بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم .
وأما الذي يجب عليه صلى الله عليه وسلم بيانه فهو ما أشكل ، ولا يمكن فهمه إلا ببيانه صلى الله عليه وسلم .
وهذا الجواب هو الذي يتوافق مع الواقع ، ومع النصوص والأدلة في هذه المسألة . والله أعلم ، وهو الموفق للصواب .
---
مساعد الطيار
05-07-2003, 02:25 PM
الأخ الفاضل (الشافعي) حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ، فقد اطلعت على إيرادكم العبارة المشكلة في رسالة شيخ الإسلام ، وهي ليست الموضع الوحيد الذي ذكر فيه مثل هذه العبارة ، بل ذكرها في مواطن أخرى سترد الإشارة إلى بعضها .
كما اطلعت على ردِّ الأخ الفاضل الشيخ أبي مجاهد العَبيدي ( بفتح العين ) ، وكنت أتمنى لو كتب ما توصل إليه في هذه العبارة مفصلاً لتقع الفائدة للجميع .(1/2982)
وسأكتب لك ما وقع لي من شرح هذه العبارة أثناء شرحي لرسالة شيخ الإسلام ، وهو شرحٌّ لمَّا ينقَّح ، فأقول :
موضوع البيان النبويِّ للقرآن :
ذكر شيخ الإسلام في هذا المبحث أن النبي قد بيَّن للصحابة معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه ، واستدلَّ لذلك بأربعة أدلة :
الأول : قوله تعالى : ]لتبين للناس ما نزل إليهم[ ، وهو يشمل بيان الألفاظ وبيان المعاني .
الثاني : الآثار الواردة في تعلُّم الصحابة لمعاني القرآن .
الثالث : الآيات الحاثَّة على عقلِ القرآن وتدبره .
الرابع : العادة الجارية بين الناس فيمن أراد أن يتعلم علمًا ، فإنه يستشرح كتابًا في هذا العلم .
ويُعبِّر بعض المعاصرين عن هذه المسألة بسؤال ، وهو : هل فسَّر النبي r القرآن كله ، أم فسَّر بعضَه ؟
والذي يُفهم من كلام شيخ الإسلام هنا أنه فسَّره كلَّه ، وقد طرق هذا الموضوع في غير هذا الموضع ، وأورد فيه مثل ما أورده هنا ، وهذا يعني أنَّ هذه القضية قضية محسومة عنده .
ومن أمثلة ما ورد عنه في هذه القضية :
قال ـ في معرض حديثه عن المتشابه ، وبيان أن السلف تكلموا في جميع معاني القرآن ـ : » ... ثمَّ إنَّ الصحابة نقلوا عن النبي r أنهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة ، ولم يذكر أحد منهم قط أنه امتنع عن تفسير آية .
قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا : عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي r عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ... « (دقائق التفسير 1 : 142 ) .(1/2983)
وقال في بغية المرتاد ( ص : 330 ـ 332 ) في معرض ردِّه على أبي حامد الغزالي في قوله في كتب جواهر القرآن عن التفسير الباطن : » إن كنت لا تقوى على احتمال ما يقرع سمعك من هذا النمط مالم تُسند التفسير للصحابة ، فإنَّ التقليد غالب عليك « ، قال شيخ الإسلام :» ... وأما التفسير الثابت عن الصحابة والتابعين ، فذلك إنما قبلوه لأنهم قد علموا أن الصحابة بلغوا عن النبي لفظ القرآن ومعانيه جميعا كما ثبت ذلك عنهم ، مع أن هذا مما يعلم بالضرورة عن عادتهم ، فإن الرجل لو صنف / كتابَ علمٍ في طبٍ أو حسابٍ أو غيرِ ذلك وحفظه تلامذته = لكان يُعْلَمُ بالاضطرارِ أنَّ هِمَمَهم تشوَّق إلى فهم كلامه ومعرفة مراده ، وإن بمجرد حفظ الحروف لا تكتفي به القلوب ، فكيف بكتاب الله الذي أمر ببيانه لهم ، وهو عصمتهم ، وهداهم ، وبه فَرَقَ الله بين الحق والباطل والهدى والضلال والرشاد والغي ، وقد أمرهم بالإيمان بما أخبر به فيه والعمل بما فيه ، وهم يتلقونه شيئا بعد شيء ؛ كما قال تعالى : ]وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا[ الآية ، وقال تعالى : ]وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا[ ، وهل يتوهم عاقل أنهم كانوا إنما يأخذون منه مجرد حروفه ، وهم لا يفقهون ما يتلوه عليهم ، ولا ما يقرؤونه ، ولا تشتاق نفوسهم إلى فهم هذا القول ، ولا يسألونه عن ذلك ، ولا يبتدىء هو بيانه لهم هذا مما يعلم بطلانه أعظم مما يعلم بطلان كتمانهم ما تتوفر الهمم والدواعي على نقله ، ومن زعم أنه لم يبين لهم معاني القرآن ، أو أنه بيَّنها ، وكتموها عن التابعين ، فهو بمنْزلة من زعم أنه بين لهم النص على عليِّ وشيئًا آخر من الشرائع والواجبات ، وأنهم كتموا ذلك ، أو أنه لم يبين لهم معنى الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك مما يزعم القرامطة أنَّ له باطنا يخالف الظاهر ؛ كما يقولون إن الصلاة معرفة أسرارهم(1/2984)
والصيام كتمان أسرارهم والحج زيارة شيوخهم وهو نظير قولهم أن أبا بكر وعمر كانا منافقين / قصدهما إهلاك الرسول وأن أبا لهب أقامهما لذلك وأنهما يدا أبي لهب وهو المراد في زعمهم بقوله تبت يدا أبي لهب وتب وقولهم إن الإشراك الذي قال الله لئن أشركت ليحبطن عملك هو إشراك أبي بكر وعلي في الولاية وأن الله أمره بإخلاص الولاية لعلي دون أبي بكر وقال لئن أشركت بينهما ليحبطن عملك ونحو ذلك من تفسير القرامطة .
فقولنا بتفسير الصحابة والتابعين لعلمنا بأنهم بلغوا عن الرسول ما لم يصل إلينا إلا بطريقهم ، وأنهم علموا معنى ما أنزل الله على رسوله تلقيا عن الرسول ، فيمتنع أن نكون نحن مصيبين في فهم القرآن ، وهم مخطئون ، وهذا يعلم بطلانه ضرورة عادة وشرعا « .
وقال : » أحدها : أن العادة المطردة التى جبل الله عليها بنى آدم توجب اعتناءهم بالقرآن المنَزل عليهم لفظا ومعنى ، بل أن يكون اعتناءهم بالمعنى أوكد ، فانه قد علم أنه من قرأ كتابا فى الطب أو الحساب أو النحو أو الفقه أو غير ذلك فانه لابد أن يكون راغبا فى فهمه وتصور معانيه فكيف بمن قرؤا كتاب الله تعالى المنَزل اليهم الذى به هداهم الله وبه عرفهم الحق والباطل والخير والشر والهدى والضلال والرشاد والغى ، فمن المعلوم أن رغبتهم فى فهمه وتصور معانيه أعظم الرغبات ، بل اذا سمع المتعلم من العالم حديثا فانه يرغب فى فهمه فكيف بمن يسمعون كلام الله من المبلغ عنه بل ، ومن المعلوم أن رغبة الرسول فى تعريفهم معانى القرآن أعظم من رغبته فى تعريفهم حروفه ، فان معرفة الحروف بدون المعانى لا تحصل المقصود إذا اللفظ إنما يراد للمعنى « ( الفتاوى 5 : 175 ) .(1/2985)
والملاحظ هنا أنَّ شيخ الإسلام رحمه الله تعالى يناقش أقوال أقوامٍ لا يرون تفسير الصحابة والتابعين ، ويذهبون إلى تفسيرات شيوخهم من أهل البدع ، فقد ذكر هذه الأفكار في كتبٍ يناقش فيها هؤلاء ، ككتاب بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية وأهل الإلحاد القائلين بالحلول والاتحاد ، وفي كلامه على المحكم والمتشابه .
ولما كان الأمر هنا في مناقشة أهل البدع الذين ضلوا الطريق جاء هذا التبيين منه رحمه الله على هذا الوجه ، لكن ما في المقدمة تبيين لأناس لم يُشابوا بهذه العقائد الفاسد .
والذي يريده شيخ الإسلام ( ت : 728 ) التنبيه على أنَّ التفسير قد عُلِمَ من جهة الصحابة والتابعين ، وهو يريد أن يحتجَّ على أولئك المبتدعة الذين يأتون بأقوال باطلة تناقض أقوال السلف ، ولا تصححها الشريعة . وينتج من ذلك:
% أنه لا يوجد في القرآن ما لا يُعلم معناه ، فلا يقع متشابه كلي في هذا القسم الذي يتعلق بالمعنى ، إذ كله معلوم مفسَّرٌ ، ومنه معاني الأسماء والصفات التي كان النِّزاع فيها مشهورًا بين المتأخرين ، وأحسنهم حالاً من يزعم أنَّ مذهب السلف فيها التفويض ، وهذا من جهل تفسير السلف .
ولا شكَّ أنَّ عدم ورود تفسيرات جزئية لهذه المسائل التي بحثها المتأخرون لا يعني أنَّ السلف كانوا يفوضونها ؛ لأنَّ هذا لم يرد عنهم البتة ، كما لم يرد عنهم إنكار معنى صفة من الصفات ولا اسم من الأسماء ، ولهذا لا مدخل لهم في كون النبي r لم يفسر جميع القرآن ، فهم يُلزمون بأن يثبتوا بالنقل أنَّ السلف فوَّضوا المعاني أو أنكروا معانيها كما يفعل المتأخرون ، والموضوع في هذا طويل ، والمراد التنبيه على أنَّه لا حجة لهؤلاء في تفسيراتهم المبتدعة بكون الرسول r لم يفسر جميع القرآن ، والله أعلم .(1/2986)
% أنه لا يوجد في القرآن ما خفِيَ علمه على الصحابة ، وظهر لمن بعدهم بلا علمٍ ولا دليل ولا حجة يقوم عليها ذلك التفسير ؛ كتفسيرات الرافضة والقرامطة وغيرهم من الغلاة الذين يزعمون أنَّ عندهم من تفسيره ما لا يُعلَم إلا من جهتهم .
وليس ردُّ هذه التفسير لكونه لما ترد عن السلف فقط ، بل لأنها باطلة في ذاتها ، قال شيخ الإسلام ( ت : 728 ) : » وقوله ] يعني : الغزالي [ : إن كنت لا تقوى على احتمال ما يقرع سمعك من هذا النمط ما لم تسند التفسير للصحابة ، فإن التقليد غالب عليك .
يقال له : إنما لم أحتمل هذا النمط لأني أعلم بالاضطرار أنه باطل ، وأن الله لم يُرِدْهُ فَرَدِّي للقَرْمَطَةِ في السمعيات كَرَدِّي للسفسطة في العقليات ، وذلك كَرَدِّي لكل قول أعلم بالاضطرار أنه كذب وباطل . ولو نقل مثل هذا النمط عن أحد من الصحابة والتابعين ، لعلمت أنه كذب عليهم ، ولهذا تجد القرامطة ينقلون هذا عن علي u ، ويدَّعون أنَّ هذا العلم الباطن / المخالف لما علم من الظاهر مأخوذ عنه ، ثم لم يستفيدوا بهذا النقل عن علي u عند المسلمين إلا زيادة كذب وخزي ، فإن المسلمين يعلمون بالاضطرار أن عليًّا لا يقول مثل هذا ، وأهل العلم منهم قد علموا بالنقول الصحيحة الثابتة عن علي ما يبين كذب هذا ، ويبين أن من ادعى على علي أنه كان عنده عن النبي r علم خصه به فقد كذب ، كما هو مبسوط في غير هذا الموضع « ().
% أنه لا يوجد في تفسير القرآن ما أخفاه الرسول r عن الصحابة t ، ولا ما أخفاه على بعضهم وعلَّمه غيرهم عن قصدٍ ، ولا ما علَّمه بعض الصحابة واستأثروا بعلمه فلم يُعلِّموه ، ولا ما خصُّوا به بعض التابعين عن قصدٍ ، حتى يصل إلى بعض الناس دون غيرهم ، فكلُّ هذا مما يخالف ما هو معلوم من نقل الآثار بالضرورة ، ويعرف كل من قرأ في آثار السلف عمومًا أنه لا يوجد مثل هذه العلوم الخاصة التي يزعمها بعض الرافضة أو الصوفية أو الباطنية .(1/2987)
ولا شكَّ أن كلام شيخ الإسلام من حيث وجود بيان لجميع القرآن عن رسول الله r بجميع ألفاظه وجُمَلِهِ فيه إشكالٌ ، ويلزم منه أنَّ الصحابة الذين فسروا القرآن كانوا يفسرونه بتفسير النبي r ولا ينسبونه إليه ، أو أن يكون شيء كثير منه لم يصل إلينا ، وهذا من المسائل المشكلة ، لو ثبتت .
والذي تدلُّ عليه الآثارُ ما يأتي :
% أنَّ النبي r كان له تفسيرات مباشرة لبعض آيات القرآن .
% أنَّ عموم سنته r شارحة للقرآن .
% أنَّ أصول الدين من المعاملات والشرعيات والاعتقادات قد بيَّنها الرسول r للصحابة بيانًا واضحًا لا لبس فيه ، واختلافهم في بعض أفرادها لا يدلُّ على أنه لم يبينها لهم .
وهذا يسدُّ المدخل على المبتدعة الذين ناقشهم شيخ الإسلام ، وعليه يُحمل كلامه في بيان الرسول r ، والله أعلم .
% أنَّ الصحابة كان لهم اجتهاد في بيان القرآن وتفسيره ، ولم يقع خلافهم في أصول المسائل السابقة ، وإنما وقع في جزئيات ، بل ما وقع الخلاف فيه من جهة الاعتقاد نادرٌ جدًّا ، وهو يرجع إلى صحَّةِ دلالة الآية على المسألة العقدية ، لا على ثبوت المسألة العقدية عندهم ؛ كالاختلاف في قوله تعالى : ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ ] القلم : 42 [ ، فقد ورد عن ابن عباس وأصحابه أنه تكشف القيامة عن هول وكرب عظيم ، وقد حمل بعض المفسرين الآية على ما ورد عن أبي سعيد الخدري وغيره من حديث الساق ، وهو قول الرسول r :» يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة ، فيذهب ليسجد ، فيعود ظهره طَبَقًا واحدًا « () .(1/2988)
ومما يجب أن يعلم ويعتقد أنه لا يوجد في تفسيرات الصحابة ولا التابعين وأتباعهم قول بالرأي المذموم الذي يكون عن جهل أو هوى ، كما حصل فيمن جاء بعدهم من المتأخرين ، بل كانوا يجتهدون على علمٍ ، ولا يعني هذا أن يكون كل اجتهادهم صحيحًا ، بل حالها حال الاجتهادات في الفرعيات ، لكن قولهم مقدم ، وهو أولى من قول غيرهم من المتأخرين ، وهذا لا يُنازع فيه ، وعموم اختلافهم في التفسير يرجع إلى اختلاف التنوع كما أشار إليه شيخ الإسلام في أكثر من موطن ، والله أعلم .
% إذا أوردت أثر أبي عبد الرحمن السلمي الذي ذكره شيخ الإسلام ، وفيه دلالة على أنَّ الصحابة كانوا يتدارسون القرآن ؛ ، قال : » حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن ـ كعثمان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ـ : أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي r عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا « .
وأضفت إليه أثر ابن عمر ، وهو قوله : » لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنْزل السورة على محمد ، فنتعلم حلالها وحرامها ، وما ينبغي أن يوقف عنده منها ؛ كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ، ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه « .
واستحضرت أثر ابن مسعود ( ت : 35 ) ، الذي يدُّل على أنهم كانوا إذا أشكل عليهم شيء من القرآن سألوا رسول الله r ، قال ابن مسعود ( ت : 35 ) :» لما نزلت هذه الآية ]الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم[ شق ذلك على أصحاب رسول الله ، وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ، فقال رسول الله : إنه ليس بذاك ، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه : ]إن الشرك لظلم عظيم[ « .(1/2989)
واستحضرت أثر ابن عباس ( ت : 68 ) في أقسام التفسير ، الذي استشهد به شيخ الإسلام في أكثر من موطن ، قال ابن عباس ( ت : 68 ) : » تفسير القرآن على أربعة وجوه : تفسير يعلمه العلماء ، وجهٌ تعرفه العرب من كلامها ، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير لا يعلم إلا الله تعالى ذكره « () .
وإذا علمت أنَّ النبي r كان يبتدئ أصحابه بالتعليم في أحيان كثيرة = ظهر لك أنَّ المدارسة التي بينهم في العلم قد تكون مع الرسول r ، وقد تكون فيما بينهم ، فإذا أشكل عليهم شيء من العلم سألوا رسول الله r ، وإن كان كثير من العلم يبتدئهم به الرسول r دون سؤال منهم .
فإنَّ النتيجة التي يمكن أن تخلص إليها من جملة هذه الآثار : أنَّ النبي r بين لهم من المعاني ما احتاجوا إليه ، بدلالة قوله r :» تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك كتاب الله وسنتي « .
وكان من أعظم ما يدخل في البيان أصول الدين والشرائع والمعاملات ، وأنَّ الخلاف الوارد في التفسيرِ كان في أمورٍ قابلة للاجتهاد ، والأمر فيها واسع ، وهي ترجع إلى احتمال الآية للمعنى المذكور من عدمه .
أما الأقوال الباطلة التي ظهرت بعد جيل السلف فإنه يردُّها أمورٌ سترد الإشارة إليها في التعليق على هذه المقدمة إن شاء الله .
---
ناصر الماجد
05-13-2003, 08:02 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
: فأود المشاركة في هذا الموضوع بعدد من النقاط أرجو أن تسهم في توضيح هذه المسألة ، وأرجو أن لا أثقل عليكم :
من أول ما يجب عند البحث في هذه المسألة أن يستحضر الباحث أن ألفاظ القرآن الكريم وآياته تنقسم من جهة فهم المخاطبين لها إلى قسمين:(1/2990)
الأول: قسم من آيات القرآن الكريم وألفاظه، لا يحتاج إلى بيان وتفسير، وإنما يفهمه المخاطب بلغته وسليقته؛ نحو: تعال وأقبل، وذهب، وعاد، وما كان في معنى هذه الألفاظ، فمثل هذا لا يحتاج إلى تفسير وبيان ؛ لأن العربي يفهمه بمقتضى كونه ناطقا بلغة العرب متكلما بها، ومن أمثلة ذلك من آيات القرآن قوله تعالى: ( محمد رسول الله) وقوله: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) وقوله(( وهو الذي أحياكم ثم يميتكم)) فمثل هذا لا تدعو الحاجة إلى أن يفسر المعنى لمن يتكلم لغة العرب؛ لأن مقتضى كونه متكلما بلغة العرب أن يفهم مثل هذه الألفاظ والتراكيب، وعلى هذا النوع جاءت كثير من آيات القرآن، ويحتمل إن يقال: إن أكثر القرآن الكريم ورد على هذا النحو، وهذا القسم من آيات القرآن الكريم وألفاظه لم ينقل عن النبي e تفسيره وبيانه، بل ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، لأن الاشتغال بهذا من العي والسفه الذي يجل عنه العقلاء فضلا عن مقام النبوة. وقد أشار فضيلة د. مساعد إلى هذا فيما نقله عن ابن عباس t في الوجه الأول من أوجه تفسير القرآن الكريم. ومن نافلة القول أن يشار إلى أن أهل العلم ممن تكلم في هذه المسألة كابن تيمية وغيره رحمهم الله قطعا لم يقصدوا في بحثهم أن النبي فسر هذا النوع من الألفاظ والتراكيب، وإذا سلمنا بهذا خرج من محل البحث كثير من آيات القرآن الكريم. وهنا لا بد من التنبيه على أنه لا يشكل على هذا ظهور العجمة في الناس بعد هذا، لما تفرق الصحابة في الأمصار ودخل كثير من العجم في الإسلام، مما أثر في السليقة العربية، فهذا أمر طرأ بعد أن لم يكن في زمن النبي e، بل حتى نحن اليوم يشكل علينا ألفاظ من القرآن الكريم كان عامة الناس حتى العوام منهم في القرون المتقدمة لا يجهلون المراد بها.(1/2991)
الثاني: وقسم آخر من القرآن الكريم، لا يفهمه العربي بلغته وسليقته اللغوية، وبعبارة أكثر دقة: لا يفهم المراد منه، وإن أمكن فهم لفظه مجردا، فلفظ الصلاة والزكاة ـ مثلا ـ من الألفاظ التي لا يشكل على العربي فهم معاني ألفظها، وإنما يشكل عليه فهم مراد الشارع منها، فهو وإن فهم أن الصلاة بمعنى الدعاء، والزكاة بمعنى النماء والتطهير، فهو لا يدري المراد بهما في اصطلاح الشريعة، والعربي يفهم أيضا بسليقته العربية المراد بالجنة والنار والصراط المنصوب على متن جهنم والميزان، لكنه لا يدرك حقائق تلك الألفاظ، وهذا القسم يمكن أن يقسم باعتبارات عديدة، أهمها؛ أنه ينقسم باعتبار أن المكلف يحتاج فهمه حتى يمتثل ما كلف به أو لا يحتاج، إلى نوعين:(1/2992)
الأول: نوع يتعلق بما لزم المكلف من تكاليف الشريعة وواجباتها كالحلال والحرام، فالمكلف يحتاج إلى فهم مراد الشارع فيها حتى يمكنه أن يمتثل ما أمر به نحو ما سبق من معنى الصلاة والزكاة، ومثل هذا النوع قد بينه النبي e كله أتم بيان وأبلغه، وهو مقتضى كونه رسولا؛ لأن من لازم الرسالة البيان والبلاغ التام، ولهذا يقول تعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)) ويقول تعالى(( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)) وهذا القنوع لا يختلف أهل الإسلام في أن الرسول eبلغة أتم وأكمل بلاغ، لكن أود هنا التنبيه على كيفية التفسير النبوي لها، لأنه ربما وقع الظن بأن البيان لا بد أن يكون لفظيا، والصحيح أن سنة النبي e بمفهومها الشامل لأقواله وأفعاله وتقريراته كلها من جملة ما يحصل به بيان القرآن الكريم، فمثلا مما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام مما يندرج ضمن البيان اللفظي ما رواه مسلم وغيره عن أنس بن مالك أن النبي e قال لما قرأ سورة الكوثر، قال: (أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا الله ورسوله أعلم قال فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك) هذا مثال على التفسير النبوي اللفظي، ومن أمثلة التفسير العملي أو الفعلي ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام في بيان المراد بالصلاة والحج وغيرهما، إذ نجد في القرآن الكريم في مواضع كثيرة أمر بالصلاة والحج، وقد ثبت عن النبي e فيما رواه البخاري وغيره عن مالك أنه قال (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقال في الحديث الذي أخرجه الترمذي وأصحاب السنن عن جابر ـ في الحج ـ قال: (خذوا عني مناسككم)، فكل ما ثبت عن النبي u في صفة الصلاة والحج قولا وفعلا هو من جملة التفسير والبيان لتلك الآيات الآمرة بالصلاة والحج، وهذا(1/2993)
النوع من التفسير أعني به التفسير العملي باب واسع، وفي ظني أنه لم يلق العناية به وقد كنت أرجو أن يبحث في رسالة علمية كما عزم على ذلك أخي الشيخ إبراهيم الحميضي، لكن حال دون ذلك بعض الأمور، والحمد لله على كل حال.
الثاني: نوع لا يحتاج المكلف فهمه حتى يمتثل ما أمر به، وأمثلة هذا النوع كثيرة من ذلك: كثير من الأمور الغيبية التي ذكرت في القرآن، مثل بعض ما يقع في الآخرة كصفة الصراط والميزان، ومثل بعض الحوادث والوقائع التي أشار إليها القرآن الكريم، كأسماء أصحاب الكهف وعددهم واسم كلبهم، ومما يندرج في هذا النوع بعض الحقائق العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم ، فإن علم المكلف بها وإن كان يزيد في إيمانه ويقينه بأن القرآن من عند الله تعالى، لكنه مما لا يلزم المكلف فهمه على هذا المعنى الخاص، ولذا لم ينقل عن النبي e تفسيره بل ترك لفهم واستنباط أهل العلم الراسخين فيه، وهذا من جملة الأوجه التي جعلت القرآن الكريم آية معجزة إلى قيام الساعة، وأحسب أننا إذا تتبعنا كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتبه ومؤلفاته لم يشق علينا أن نراه يقرر أن النبي e سكت عن بيان بعض هذه الغيبيات.
وبعد، فأرجو أن يكون ما ذكرته هنا مما يساعد على تصور المسألة ويلقي عليها مزيدا من الضوء، والله أعلم.
---
أبو حاتم
05-15-2003, 03:35 PM
شكرالله لك الشيخ / مساعد . هذا التحقيق وهذا الجهد في خدمة العلم والعلماء .
وطلبة العلم بحاجة ماسة لشرح هذه المقدمة شرحا وافيا يحل غوامضها ويفك رموزها
وانتم اهل باذن الله لهذه المهمة . وفقكم الله واعانكم لاتمام هذا الشرح عاجلا غير اجل.
دمت بخير وعافية..
---
أبومجاهدالعبيدي
05-16-2003, 05:53 AM
بسم الله
لعل الإشكال قد زال بما ذكره المشايخ الكرام أعلاه ، وتتميماً للفائدة أنقل هنا شرح الشيخ صالح الأسمري وفقه الله لهذا المقطع من مقدمة التفسير ، قال الشيخ صالح :(1/2994)
( عقد المصنف ـ يرحمه الله ـ هذا الفصل ؛ لِيُبَيِّنَ أن النبي r بيَّن لأَصحابه معاني القرآن ، واستدل على ذلك بثلاث دلائل :
ـ أولها : دلالة الخبر . وذلك قول الله عز وجل : )لِتُبيِّن للناس ما نزل إِليهم( . حيث إن الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل البيانين :
أولهما : البيان اللفظي بتلاوة كتاب الله و تبليغه .
والثاني:البيان الإِيضاحي المتعلق لما في كتاب الله عز وجل ومعانيه.
ومعلومٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُخالف أمْرَ ربه ، وهو معصوم من المخالفة في الشرع ، وهذا منعقدٌ الإجماع عليه ، وقد حكى الإجماع جماعة ، و من أولئك: شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ في : "دلائل النبوة" ومن ثَمَّ يصح الاستدلال به، فَيُؤخذ أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن معاني القرآن، كما أنه بيَّن ألفاظه .
ـ ثانيها : دلالة النظر ، وذلك من جهاتٍ :
l منها : قول المصنف ـ يرحمه الله ـ : (وذلك أن الله تعالى قال : (كتاب أنزلناه إِليك مباركٌ ليدبَّرُوا آياته) ، وقال :(أفلا يتدبرون القرآن) ، وقال : (أفلم يدَّبروا القول) وتدبر الكلام دون فهم معانيه لا يُمكن…الخ) . وفيه استدلالٌ بدلالة اللزوم على إثبات المقصود ، فإَذا كان القرآن قد أُمِرَ بتدبره، ولا يُستطاع فهم جميع القرآن من قِبَلِ الناس جميعاً ، فتعين أن النبي صلى الله عليه وسلم أَفهم أُمته هذا القرآن.
l ومن النظر أيضاً : ما أشار إليه المصنف ـ يرحمه الله ـ بقوله : (ومن المعلوم أَن كل كلامٍ فالمقصود منه : فهم معانيه دون مجرد ألفاظه؛ فالقرآن أولى بذلك) وهذا ما يُسمى بدلالة الأَولوية ، وفيه أن القرآن قد بَيَّنَهُ النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المقصود فهمه وتدبره ، ولا يقع إِلا كما سبق .
ـ وثالثها : دلالة العادة . وبيَّنها المصنف ـ يرحمه الله ـ بقوله : (والعادة تمنع أن يقرأ قومٌ كتاباً في فنٍ من العلم كالطب والحساب …) .(1/2995)
وعليه : فإن الصحابة استشرحوا كتاب الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فبيَّن لهم معانِيَهُ ، وأفهمهم إِياه .
فهذه ثلاث دلائل ، تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن القرآن الكريم معنىً وفحوى.
واختلف في المقصود بالتبيان السابق على قولين :
الأَول : أَنه بيَّن صلى الله عليه وسلم جميع آي الكتاب ، ويدخل في ذلك : كلماته وجُمله وما إليه .
وأما الثاني : فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن شيئين :
أولهما : المجمل ؛ ففسره .
وأما الثاني : فالمستشكل ؛ فبينه .
والقول الثاني هو الذي قطع به الجمهور والأكثر ، كما قاله السيوطي في: "الإتقان" ، وكذلك البقاعي في مواضع من تفسيره : "نظم الدرر في تناسب الآي والسُّوَر" ، وجماعة .
وفيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اقتصر على بيان ما يَرِدُهُ السؤال عنه، والعادة أنه يُسأل عن المجملات ؛ لِتُفَصَّل ، وعن المستشكلات ، لِتُبيَّن .
وهذا القول يدل عليه دلالتان :
أما الأولى : فقول الله عز وجل : (لتُبين للناس ما نُزِّلَ إِليهم) ، حيث فسره مجاهد كما جاء عند : "الطبري" وغيره بأنه : (بيانٌ لما أُجمل واستشكل) ، فرجع البيان حينئذٍ إلى شيئين : إِلى المستشكل ، وإِلى المجمل .
وأما الثانية : فاتفاق الفقهاء والمفسرين على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبيِّن أحرف القرآن وكلماته ، وقد حكى الاتفاق في ذلك جماعة ، ومن أولئك : بدر الدين الزركشي في : "البرهان" ، وكذلك القرطبي في : "تفسيره" ، في آخرين .
وعليه فإِطلاق شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لأَصحابه معاني القرآن ؛ إِنما عنى به المعنى السابق ، من مجملٍ يُفَسَّر ويُفَصَّل ، ومن مُسْتَشْكَلٍ يُبيَّن ويُحَل .
ويدل على أنه عنى ذلك الإطلاق دلالتان :
أما الأولى : فالاتفاق المحكي . وسبق ، والعادة عدم مخالفة الإِمام للاتفاقات والإجماعات المحكية .(1/2996)
وأما الثانية : فهو أن شيخ الإسلام ـ يرحمه الله ـ قد بيَّن في آخر هذه المقدمة أن الرأي في كتاب الله سبحانه وتعالى نوعان :
رأي مذموم ، ورأي محمود ، فدلَّ على أن كتاب الله ليس مبيناً في كل كلماته وجُملِهِ ؛ وإِلا لما كان ثمةَ مكان للرأي المحمود.
وعليه فإن تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ لتبيين النبي r لمعاني القرآن ، محمولٌ على هذا المحمل ، لا غير .) انتهى شرح الشيخ صالح .
---
أبو حسن
10-20-2005, 07:06 AM
نود من شيخنا الفاضل مساعد الطيار أن يؤلف شرحا لهذه المقدمة النفيسة
---
مساعد الطيار
10-20-2005, 09:58 AM
الحمد لله ، لقد انتهيت من هذا الشرح ، وسيطبع قريبًا في دار ابن الجوزي بالدمام ، وأتمنى من الله أن يكون هذا الشرح معينًا في فهم القضايا المتعلقة بالتفسير التي طرحها شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولم أسلك فيه أسلوب الشرح المعتاد ، بل نظرت إلى المسائل التي تكلم فيها شيخ الإسلام ، ثم درستها مبيِّنًا رأي شيخ الإسلام ، ومستعينًا بما كتبه من الأفكار نفسها في غير المقدمة ، ومضيفًا بعض الفوائد المتعلقة بنقاش االموضوع ، وقد ألحقت عددًا من النصوص التي لها علاقة بموضوعات المقدمة ، وجعلتها آخر الكتاب باسم ملاحق علمية من كلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن قيم الجوزية .
ولله الحمد أولاً وآخر ، وظاهرًا وباطنا .
---
أبو حسن
10-21-2005, 12:59 AM
جزاكم الله وأسأل الله ألايحرمكم الأجر والمثوبة
---
(1/2997)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > إثبات الإعجاز أم دفع الشبهات.
---
إثبات الإعجاز أم دفع الشبهات.
---
أبو عبد المعز
04-07-2006, 01:15 AM
إثبات الإعجاز أم دفع الشبهات.
دفع الشبهات:يقتضي التصدي لكل مايصدر عن الطاعنين من شبهات قوية أحيانا ومهلهلة في الغالب...الضرب الأول يأخذمن التأمل والتفكير والضرب الثاني يأخذ من الوقت...
لكن الشبهات لا تنتهي....
إثبات الأعجاز:هذا هو المطلوب....فلو تمكن المسلمون من إثبات إعجاز آية واحدة لم يحتاجوا بعدئذ إلى تتبع الشبهات لأنها ستتلاشى تلقائيا كما لو أسقطت شجرة بضربة فأس قوية على جذعها.....كل فروعها وأوراقها ستذهب أدراج الرياح بدون أي مجهود ...
أن تثبت إعجاز آية يعني أن تثبت أنها من عندالله.....ولن تنفع المجادل في القرآن ملايين الشبهات المتعلقة بالآيات الأخرى.... سنقول :سلمت معنا أن الآية معجزة وأنها من عند الله.....وتلك الآيات شقيقات لهذه ....وليس لك إلا أن ترفع شبهاتك أو تقع في التناقض : كيف يعقل أن يكون القرآن من عند الله وليس من عنده في وقت واحد.
أيها المسلمون: بلغوا عن نبيكم ولو آية..وانتصروا لقرآنكم ولو ببيان إعجاز آية ...
---
عدنان البحيصي
04-07-2006, 01:23 AM
رائع أخي أبا عبد المعز
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
---
أحمد الطعان
04-07-2006, 12:38 PM
أخي أبا عبد المعز بارك الله فيك وسدد رميتك
ولكن أظن أنه لا تناقض بين الأمرين إثبات الإعجاز ودفع الشبهات لأن رد الشبهات يتوجه إلى من يتأثر بها ، وإثبات الإعجاز أيضاً يحتاج إلى دفع الشبهات عنه أعني عن هذا الإعجاز
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أحمد البريدي
04-07-2006, 12:51 PM(1/2998)
شكر الله للأخ أبي عبد المعز هذه اللفتة الكريمة , والأمر كما ذكر د. أحمد فلا تعارض بين الأمرين فكلاهما يكمل الآخر , ونتمنى أن نراهما جميعاً على صفحات الملتقى .
---
مرهف
04-08-2006, 12:32 PM
أخي الحبيب أبا عبد المعز:قلتم :(فلو تمكن المسلمون من إثبات إعجاز آية واحدة لم يحتاجوا بعدئذ إلى تتبع الشبهات لأنها ستتلاشى تلقائيا كما لو أسقطت شجرة بضربة فأس قوية على جذعها.....كل فروعها وأوراقها ستذهب أدراج الرياح بدون أي مجهود ..) أليس في هذا الكلام تهمة لعلماء المسلمين على مدى التاريخ ،فأين ذهب كتاب دلائل الإعجاز مإعجاز القرآن وما ألف حديثاً وقديماً غير ذلك ، هلا ترويت أخي الحبيب ، أليست الشبه ألقيت على القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين ، ومهما أثبت من إعجاز القرآن فلن تنقطع الشبه، فالصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة، بل أقول كلما زادت الشبه كلما كان ذلك أدعى لظهور الحق قال تعالى :(( والذين كفروا قلوبهم منكرة وهم مستكبرون..))
---
جمال حسني الشرباتي
04-08-2006, 07:55 PM
إثبات الإعجاز أم دفع الشبهات.
إثبات الأعجاز:هذا هو المطلوب....فلو تمكن المسلمون من إثبات إعجاز آية واحدة لم يحتاجوا بعدئذ إلى تتبع الشبهات لأنها ستتلاشى تلقائيا كما لو أسقطت شجرة بضربة فأس قوية على جذعها...
السلام عليكم
لا أدري كيف يمكن لك أن تثبت إعجاز آية مكونة من كلمة واحدة مثلا---مثل قوله تعالى "الحاقة" ؟
أليس كلامك فيه بعض الخروج عمّا عرفناه وتعلمناه عن المقدار الأقل المعجز في كتاب الله عز وجل؟؟
---
مصطفى عثمان محمود
06-04-2006, 04:31 AM
ضرب الكلاب اهم من هش الخنازير فلكلاب تهجمك من الخلف وتنهش فى سنة الرسول
ونباحها تجلب عليك الخنازير لان كل منهما نجسا فبعضهم من بعض واننى قد ظلمت الكلب
هناك شيخ ياتى باحديث ضعيفه ودخيله وينسخها على شراءط ليجمع المال(1/2999)
وهناك امراه تدعى انها تفسر احسن من الشعراوى فهل تستطيع ان تفسر لنا هذه المقوله
اللذين وصلو الى القمر طلعوله ام نزلوله؟ وهل هى من القران ام لا؟
وهناك مدعى على رسول الله يقول ان النساء نقصات عقل ودين ان الرسول يضحك
وهنك ايه فى القران تثبت كلام الرسول فهل الاله يضحك؟
---
(1/3000)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإمام الطَّبري ومنهجه العلمي في التفسير ـــ د.فتحي الدريني
---
الإمام الطَّبري ومنهجه العلمي في التفسير ـــ د.فتحي الدريني
---
أبو حاتم
02-12-2004, 02:48 PM
المرجع : مجلة التراث العربي . العدد: ( 13 و 14 )
مقدمة:
من أجلِّ مقومات تراثنا التالد، موسوعة تفسير القرآن العظيم، للإمام "محمد بن جرير الطبري"(1) التي تقع في ثلاثين جزءاً من القطع الكبير، بعنوان: "جامع البيان عن تأويل أي القرآن"(2).(1/3001)
هذا، ويحمل على الظن – بادئ الرأي – أنه في جملته، نوع من التفسير بالمأثور المحضّ، بما يبدو لمطالع هذا التفسير الجليل، من ظاهرة كثرة الروايات التي يستند إليها الإمام، مصدراً علمياً تقوم به الحجة، في معرض تفسيره، وإظهاره لمعاني التنزيل، والإفصاح عن حقائقه، إنَّ في تحقيق مدلول اللفظ المفرد، أو تحديد ما يصل بين أجزاء النظم القرآني من علاقات، وما ينبغي أن يتم بينها وبين المعنى العام المراد من الآية الكريمة كمَلا من الاتساق، أقول، إن ما يحمل على الظن – بما يبدو من ظاهرة كثرة الروايات – من أن تفسير الإمام الطبري لا يعدو أن يكون من التفسير بالمأثور، هو ما قرره فريق من المُحدثين وبعض المستشرقين في دائرة المعارف الإسلامية(3)، ومن قبلهم العلامة ابن خلدون(4) حتى عَدَّ الإمام الطبري من مدوني التفسير بالمأثور، وهذا النظر – في اعتقادنا – مُبتَسر لا يعدو هذه الظاهرة إلى ما وراءها من "المنهج العلمي" الذي التزمه الإمام في تفسيره، استناداً إلى قواعد محررة، فرضتها طبيعة النظم القرآني نفسه، وخصائصه في البيان، فضلاً عمَّا اقتضته ظروف تنزيله، خلال ثلاثة وعشرين عاماً تقريباً، مما يطلق عليه "أسباب النزول" بما يساعد على تحديد "الأوضاع" التي كانت مناسبات ودواعي لنزول ما يتعلق بها من تشريعات بدلتها، أو أزالت معالمها، باعتبارها معالم جاهلية فاسدة، مما يمكن معه الوقوف على اتجاهات التشريع الجديد، وغاياته من الإصلاح الاجتماعي، وتحقيق الخير الإنساني العام، على ما سيأتي بحثه مفصلاً، وهو ما اضطلع به الإمام الطبري، الأمر الذي لا يصح معه القول، بأنه من "مدونيّ التفسير بالمأثور" الذين أخلصوا أنفسهم له، مما يستلزم إمِّحاء "الشخصية العلمية" للإمام، إذ غدا – على أساس هذا الظن الواهم – مجرّد ناقل، وجامع، ثم مدون لهذه النقول، وهو ما ينقضه واقع صنيع الإمام في تصرفاته في وجوه المعارف التفسيرية المأثورة، من السنة،(1/3002)
متناً وسنداً، أو في "مواقفه" من الآراء الاجتهادية المأثورة عن علماء الصحابة، ومن تتلمذ لهم من أئمة التابعين(5) وعلماء الأمة من بعدهم(6).
هذا، وبإمعان النظر فيما يعرض الإمام من "كثرة الروايات" يُرى أنه إنما يقصد من وراء ذلك إلى "استقصاء" ما ورد في مدلول اللفظ المفرد، أو الجملة، أو الآية الكريمة، من معان متحدة، أو متغايرة –توقيفية كانت أو لغوية- أو ما صدر عن أئمة التفسير الثقات من آراء هي ثمرة الاجتهاد بالرأي، أقول: إنما يفعل الإمام ذلك، جمعاً واستقصاء، وتدويناً –فيما نرى- بغية نقدها، وتمحيصها، وترجيح ما هو أقوى دليلاً، أو رفضها جملة، إذا لم تعتمد أصلاً شرعياً ثابتاً، ثم تراه يقيم الدليل على ما يذهب إليه، ويرجحه، أو يرفضه، جازماً غير متردد، حتى لم يسلم من نقده الثقات من تلاميذ ابن عباس، من مثل "مجاهد"(7) من التابعين المشهود لهم بالإمامة في التفسير، ومن أولي الرأي فيه.
هذا، والواقع، أنه لا يمكن على المنهج المتخذ في بحث مادة ما، ووزنه علمياً، ومنطقياً، إلا من خلال طبيعة تلك المادة، وخصائصها التي تفرضها على الباحث، ولعل من أبرز خصائص النص القرآني، أنه يخاطب النفس الإنسانية، حيثما وجدت، تجد هذا بيناً في ظواهر نصوصه، وفيما حدده الأصوليون من مدلول الحكم الشرعيّ الذي تعبر عنه النداءات الإلهية – فيما تعبر عنه من تعاليم، ومبادئ عامة، وتوجيهات، وتكاليف- نصاً أو دلالة، من أنه: "خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين(8) مما يدل على أن القرآن الكريم، قد أولى الجانب العملي للحياة الإنسانية عناية "بالغة"، واتخذ من الأصول العامة التشريعية – فضلاً عن العقائد والعبادات والآداب- ما يرقى بالجانب الروحي أيضاً، تحقيقاً للتوازن بينهما، وتوجيهاً إلى الغاية المثلى من الوجود الإنساني على وجه هذه الأرض، مما ينبغي أن يُعتدَّ به أصلاً جوهرياً في المنهج العلمي للتفسير، لا يخالف عن مقتضاه.(1/3003)
هذا، والقرآن الكريم لا يفتأ يصوّر للنفس الإنسانية رؤى مثيرة تغريها بتحقيقها، ابتغاء الارتقاء بها إلى مستوى يحقق معنى إنسانيتها في مواقع الوجود، مما تطمح هي إليه، وتستشرفه من القيم، بحكم فطرتها، إذا سلمت مما تلتاث به من مخلفات البيئة الموروثة، والتقاليد المصطنعة، والأعراف البالية المتحكمة، أو الأهواء الفاسدة المتبعة، أو التفكير الضَّال.
هذا، ويستغرق الخطاب الإلهي كافة وجوه النشاط الإنساني، توجيهاً وهيمنة، بما يستقيم به أمر هذه الحياة في جانبها العملي بوجه خاص-عقائد وعبادات، وآداباً، وتشريعاً عملياً يتغيَّا تحقيق كافة المصالح الحيوية الحقيقية الجديّة المعقولة المتنوعة-وبما يوجب اللفت إلى مواطن العبَر، يستخلصها من تجارب الماضين، وقصصهم، منذ بدء الخليقة، نتيجة حتمية لسنن اجتماعية، وكونية ثابتة، لا تجد لها تبديلاً، مما يؤذن بضرورة دراسة هذه السنن وتفهم مقتضياتها، إذ الإيمان بسنن الله في كونه، كالإيمان بأحكام الله في شرعه، سواء بسواء، مما يختلف مدى العلم به، والتعمق فيه، باختلاف ثقافة المفسر، وسعة مداركه التي يحددها مبلغ ما وصل إليه التقدم العلمي في عصره، وهذا يستلزم اختلاف التفسير والفهم باختلاف التقدم العلمي وتطوره، في كل عصر، أقول ذلك الخطاب الذي يتوجه إلى النفس الإنسانية – نصاً أو دلالة- يحمل في دلالاته- اللغوية والعقلية –معاني شتى تتعلق بشؤون الحياة الإنسانية، وتتضافر شِعابه على قيادة المجتمع البشري، في كل عصر، بما يدبر الأمر في الاعتقاد أولاً، باعتباره المنطلق الأساسي للسعي المسؤول، حتى يكون السلوك اعتقادياً، بمعنى، أن يسلك الإنسان ما يعتقد، أيَّاً كان مركزه الاجتماعي، لقوله تعالى: (من عمل صالحاً، من ذكر أو أنثى، وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة((9). فكان الاعتقاد سلوكياً في المقام الأول، وليس مجرد فكرة ميتافيزيقية مجردة لا صلة لها بالواقع المعاش، فضلاً عمّا يرسي ذلك الخطاب(1/3004)
الإلهي من أصول تنهض بالحرية المسؤولة، والمساواة الواقعية بين الشعوب في معدن الكرامة الإنسانية التي هي منشأ حقوق الإنسان، والعدلِ المطلق، باعتباره حقاً خالصاً مشتركاً بين الآدميين، وبحكم جبلتهم الآدمية، مما لا يعبث بميزاته، اختلاف دين، أو عنصر، أو لون، أو عصبية، أو طائفية، أو مذهبية، أو مودة، أو قرابة بل ولا عداء، لقوله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى((10) وفي هذا إشارة بالغة إلى "إطلاق مفهوم العدل" في القرآن العظيم، ومبلغ الحرص على إقامته وتحقيقه بربطه بالتقوى الدينية المتورعة التي جعل القرآن من مفهومها، معنى عملياً منوطاً بإقامة العدل واقعاً بين البشر، تمكيناً للجانب العملي للحياة الإنسانية، واتخذ من "التقوى" تعبيراً واقعياً له، حتى يكون العدل مظهراً عملياً ملموساً للتقوى، ربطاً للمعنى الاعتقادي بالواقع العملي الحيوي، في أرقى صوره، وأسمى معارضه، وهذا يؤكد المعنى الذي أسلفنا –خصيصة تفردت بها العقيدة الإسلامية- من كونها عقيدة سلوكية، وإن السلوك اعتقادي بما تنبع بواعثه منها، مما يجعل "العقائد" في القرآن الكريم، أمراً غير مقصور على "الغيب" فحسب، بل هو متصل –كما ترى- أوثق اتصال، بالواقع المعاش، اتصال الروح بالجسد، تأثيراً أو حكماً، أو على حد تعبير الأصوليين، اتصال الباطن بالظاهر، بحيث لا يتصور انفصام بينهما في مواقع الوجود، نظرياً، ولا ينبغي أن يكون ذلك بينهما عملياً، ومن هنا، كانت الأفعال من العقود وسائر التصرفات معتبرة بالنيات والقصود، صحة وفساداً(11)، لقوله(: [إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى] ترتيباً للنتائج والثمرات على بواعث "التقوى" دنيوياً وقضائياً، فضلاً عن الحكم الدياني، وتوجيهاً للطاقات الروحية والنفسية في الإنسان، وتنقية لها مما عسى أن يشوبها عادة من أوضار، وتزكية لها، أن يلابسها من منازع الشر، والهوى، أو يخالجها(1/3005)
أحياناً من ضلال الفكر، واشتباه الحق والتباسه بالباطل(12).
وأما فيما يتعلق بالحكم الدياني، توجيهاً للطاقات الروحية، فقد أشار الإمام الطبري في تفسيره إلى قوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، وتدلوا بها إلى الحكّام، لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم، وأنتم تعلمون( أشار إلى هذه التفرقة بين الحكم القضائي والدياني مأثوراً عن التابعين، حيث يقول: "حدثنا الحسن بن يحيى.. عن قتادة في قوله: "(وتدلوا بها إلى الحكام( قال: (لا تدلِ بمال أخيك إلى الحاكم، وأنت تعلم أنك ظالم، فإن قضاءه لا يحل لك شيئاً، كان حراماً عليك)(13). ثم إن القرآن الكريم يستثمر هذه الطاقات بعد تنقيتها –بالعقيدة والتشريع معاً- في الخير الإنساني العام، لما للروح النقية الصافية من طاقات هائلة تمكِّن الإنسان من الارتقاء إلى عليا درجات الكمال، ولما لها من أثر في السلوك الحيوي أي أثر!(1/3006)
هذا، ولا ريب أنك وقفت – من خلال ما قدمنا – على الملحظ الإنساني العميق من اعتبار القرآن العظيم، العدل المطلق قيمة كبرى في المجتمع الإنساني، تعلو على اختلاف الدين، والعنصريات، والطائفيات، والانفعالات من المودة، والبغض، والقرابة، وما إلى ذلك، إزالة للعقبة الكؤود التي تحول دون تحقيق "رسالته" من الإصلاح الاجتماعي، وإقامة أسس الحضارة الإنسانية الموضوعية المطلقة التي لا تقبل التجزئة – زماناً، ومكاناً، وأناسيَّ – ولتنهض بالتعاون الحيوي الضروري المشترك في ميدان البر الإنساني العام الذي ينهض بالتواصل الحضاري حتماً، بما يتم في ظله من تبادل المنافع المادية والمعنوية، تبادلاً عادلاً يسد افتقار بعض الدول بما هو متوافر عند بعضها الآخر، بحكم تنوع الثروات في البيئات المنتشرة على وجه البسيطة، مما يخضع لاختلاف العوامل الجغرافية، أو التقدم والتخلف في المضمار العلمي والثقافي، فكان هذا، تكاملاً تقتضيه ظروف "الحياة الإنسانية" نفسها في أصل نشأتها، وتباين البيئات أو الظروف الكونية، وهو المشار إليه في النداء الإلهي للناس كافة، لا بوصف إيمانهم، بل بوصف إنسانيتهم، بما يلفت إلى أصل تكوينها من ذكر وأنثى، في مثل قوله تعالى: (يا أيها الناس، إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا( والتعارف مقصود به التعاون على الصعيد الإنساني والعالمي اتفاقاً، وليس عسيراً على التعقل النافذ الواعي أن يشتق من هذه التعاليم، ما يستهدفه القرآن العظيم، من اعتباره الحياة الإنسانية، وحدة متسقة كاملة في شتى بقاع الأرض، فضلاً عما جاء به مما يسندها، ويوطد دعائمها، ويُحكم ترابطها، من "أصول الأخلاق" التي يرتد إلى "الحاسة الفطرية"(14) في الإنسان، تقديرها، واعتبارها: من الرحمة، والتكافل، والإيثار، والإحسان يفوق العدل الدقيق –قضاء واقتضاء- في التعامل، والصدق، والإخلاص، والإتقان في العمل وتجويده، والوفاء بكل التزام(1/3007)
ينشأ عن عقد أو تصرف في الميدان الداخلي، أو عن معاهدة تبرم على صعيد العلاقات الدولية، على أساس من المساواة في الاعتبار، مبرأة من أسباب الدَّخَل، والمراوغة، والخداع، والحيف، والشطط، أو التسلط، والإكراه، والتعجيز، بشروط تمليها الغلبة والقوة الغاشمة، لعموم قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود( أضف إلى ذلك كفالة تلك المبادئ، والقيم الموضوعية المطلقة – ذاتاً ومكاناً وزماناً وأناسيَّ حال تنفيذها – بما يحقق للأمة السيادة والعزة والمنعة، إن في كيانها الداخلي، أو في وجودها الدولي، إلى الزمن المقدر لبقاء هذا العالم.
هذا، ولعل من أبرز خصائص النص القرآن في بينات هداه أيضاً، هذا "التسامح الديني" تجاه المخالفين، بما يوجب البر والإقساط إليهم، ما لم يكونوا محاربين، فقضى بذلك على التعصب الديني، والمذهبي، وعلى الأزمات الطائفية التي بات يعاني من ويلاتها وشرورها وآثامها اليوم كثير من شعوب الأرض، أثراً من آثار الاستعمار، بما انتهج من سياسة التفريق المعروفة، للإضعاف والاستضعاف، توصلاً إلى الاحتلال، والاستلاب، والهيمنة، وإشاعة الظلم والفساد، مما يفضي إلى تسافك الدماء والتقتيل والتشريد، وتخريب معالم الحضارة، وهو ما يطلق عليه القرآن الكريم: العدوان، والبغي والفساد في الأرض(15)، عنوة وبقوة السلاح، تطبيقاً لشريعة الغاب واللامعقولية، وهو المعني بما يطلق عليه القرآن الكريم "حكم الجاهلية"(16).(1/3008)
هذا، والقرآن الكريم، إذ يمكِّن – بتعاليمه، وبيناته، وأصول تشريعه، ومقاصده الأساسية – أقول إذ يمكِّن بهذا كله للجانب العملي من الحياة الإنسانية، يستجيب في الوقت نفسه – لرغائب الروح في استشرافها للقيم والمثل العليا – كما قدمنا – تحقيقاً "للتوازن" بين مطالب الجسد والروح معاً، أو قل بين مطالب الحياة المادية، ومطامح الحياة الروحية، من القيم الإنسانية الخالدة، دون أن يتيح لإحداهما الحيف على الأخرى، ذلك، لأنه لا يرى في المطالب المادية مشكلة يتعثر بها سير الحياة بالناس، بما يورثها من التخلف أو الضعف أو الحرمان، لأنه –سبحانه- خلق للناس ما في الأرض جميعاً، مباحاً للانتفاع والتصرف، فكان هذا أصل الحل العام، وما عداه من المحرمات قد جاء على سبيل الاستثناء، مفصلاً محصوراً في عدد يحصى قلة، ترى هذا مدلولاً عليه، بقوله سبحانه: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً((17) وقوله تعالى: (وقد فصَّل لكم ما حرم عليكم، إلا ما اضطررتم إليه((18).(1/3009)
هذا، وأورد القرآن الكريم النص الذي يتعلق بأصل الحل العام: (خلق لكم ما في الأرض جميعاً( مورد الامتنان، ولا امتنان في غير إسباغ النعم- المادية والمعنوية- على السواء، ووصفها بأنها ظاهرة وباطنة لإفادة العموم من حيث أنواعها وطبائعها: (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة((19) فضلاً عن تسخير ما في السموات والأرض للإنسان: (وسخر لكم ما في السموات والأرض((20) تذليلاً واقعياً بيَّنا، يقصد به أن يكون مادة للانتفاع، والتصرف، وللبحث العلمي الذي يتبين به ما تحكم به الموجودات في الكون وأجواز الفضاء، من سنن ثابتة مطردة، فضلاً عما ينبغي أن يتخذ من المنجزات العلمية المتطورة، بفعل التقدم العلمي، من دلائل عقلية باهرة على عظمته سبحانه، وجلاله، في قدرته وبديع صنعه، ولعل في قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء((21). إشارة إلى هذا المعنى، الأمر الذي يجعل للتقدم العلمي وتطوره في شتى مناحيه، وفي كل عصر، أثراً بالغاً في ترسيخ عقائده، من جهة، وفي تمكين العقل من تفهم النص القرآني، وتوسيع مفاده، وتعمق مداركه، واستبطان دلالته، ومعانيه، وبعيد مراميه، من جهة أخرى.(1/3010)
وعلى هذا، تبين أن القرآن الكريم، يرى أن "المشكلة الإنسانية الكبرى" كامنة في فقدان هذا "التوازن" بين مقتضيات المثل العليا، والقيم الإنسانية الموضوعية من جهة، وبين مطالب الحياة المادية واحتياجاتها، من جهة أخرى، ومن هنا، تراه – في تعاليمه – لا يجيز مطلقاً الإفراط أو الغلو في إحداهما، على حساب الأخرى –كما أشرنا- إغراقاً في المادة، وعبادة لها، أو رفعاً لها فوق القيم العليا، كما لا يجيز غلواً في الجانب الروحي، وإسرافاً فيه(22)، بحيث يفضي به إلى اعتزال الحياة الدنيا، أو ازدرائها، وما ينبغي لامرئ أن يحتقر دنياه وقد خلقت من أجله، ولا يتوهمن أحد أنه باعتزاله إياها، وانصرافه عنها أو زهده فيها، يتقرب إلى الله زلفى، بل هو – في واقع الأمر – عصيان، ومخالفة عن أمر ربه، بما يتخلى عن "رسالته" في الحياة التي تبرر استخلافه فيها، بما هي "أمانة" قد حُمِّلها، بصريح النص القرآني، وعهد إليه أداؤها، تكليفاً، فكانت مادة ابتلائه في صدق العبودية لربه طوال عمره، وهي –في الوقت نفسه- وسيلة عملية، لتحقيق عزته وسيادته فيها، صلاحاً وإصلاحاً للكون، تعميراً أو إشادة، لقوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان( بل تفسر الوجود الإنساني كله على وجه الأرض، بما تنهض بمعقوليته، وتقصي الإنسان العَقول عن فكرة الفناء الأبدي الرهيب.(1/3011)
ولا جرم أنه بتحقيق "التوازن" في تعاليم هذا الكتاب العزيز، حُلَّت أعظم مشكلة تواجه المجتمع البشري منذ نشوئه، بما جمع فيه مما تقتضيه الفطرة الإنسانية ذاتها، ظاهراً وباطناً، جسداً وروحاً، جمعاً عملياً محكماً، لا إعنات فيه، ولا حرج، ولا استعصاء على التنفيذ، بما يقوم على خبرة عميقة بأسرار النفس الإنسانية، ومنازعها، لقوله تعالى: (ألا يعلم من خلق، وهو اللطيف الخبير((23)، وقوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد((24)، وقوله جل ثناؤه (كتاب أحكمت آياته، ثم فصِّلت من لدن حكيم خبير((25) ذلك، لأن الذي فطر الفطرة، هو الذي أنزل الشرع على قدرها: (فأقم وجهك للدين حنيفاً، فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم((26) وتلك آية من آيات الإعجاز البيان الذي لا يتسع المقام لتفصيله، وإنما وكدنا أن نلفت الذهن إلى وجوب اتخاذه أصلاً مكيناً يرتد إليه التفسير العلمي، ولا يخالف عن مقتضاه، وإلا خرج عن مفهوم الحق القرآني، وما تقضي الدلالة فيه.(1/3012)
على أنك لو أمعنت النظر العلمي في "قوام هذا الجمع" لتبدى لك أنه جمع بين "مثالية المبدأ، وواقعية الحياة الإنسانية" على نحو محكم، غير مستكره، لانتفاء الحرج والإعنات في الدين كما قلنا، لقوله تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج((27) ولقوله جل ثناؤه (ولو شاء الله، لأعنتكم((28) لكنه سبحانه لم يشأ هذا الإعنات لخلقه، وفي هذا دلالة بينة على أنه لا ينبغي للناس أن يوقعوا أنفسهم في عنت الحياة(29) الذي لم يرد الله تعالى إيقاعهم فيه، في أحوالهم العادية، إلا أن يكون جهاداً في سبيل الله، حيث تفرض التضحيات الجسام، بكرائم الأنفس والأموال، حفاظاً على القيم والمثل، والكيان، والعزة والسيادة في الأوطان، واتقاء من سوء المصير في الدنيا والآخرة، مما يقيم الدليل البين أيضاً، على أن مهمة القرآن الكريم هو توفير أسباب تحقيق وجوده عملاً، وإمكانية تنفيذ تعاليمه، ومقاصده، في الحياة الإنسانية، واستمرار تنفيذها من خلال السعة(30) والطاقة البشرية الموكول إليها هذا التنفيذ، كيلا ينقطع بهم "العنت" عن مواصلته، وحينئذ "لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له"(31) ولهذا كان مبدأ دفع الحرج في التكليف، والترخيص في مواقع الضرورة، أو المشقة البالغة غير المعتادة، مبدأ أصيلاً قاضياً على التشريع كله، استثناء من عموم قواعده، وعلى هذا ينزَّل تفسير النص القرآني الذي تعلق حكمه بالمعاملات وغيرها من شؤون الحياة.
هذا، وضماناً لهذا التنفيذ، قد أعدَّ الله تعالى الإنسان إعداداً فطرياً خاصاً، وعلى أحسن تقويم، تمكيناً له من الأداء، في يسر، وقطعاً لما عسى أن يتشبث به من حبائل المعاذير، وإقامة للحجة البالغة عليه، لقوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم((32) وقوله عز وجل: (بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره((33) ولقوله جل شأنه: (فلله الحجة البالغة((34).(1/3013)
من خصائص النص القرآني، في تعاليمه، ودلالاته – اللغوية والعقلية – أنه لم يجتزئ بمجرد الهداية والتوجيه، بل أضاف إلى ذلك "الحكم" والهيمنة، ليتبوأ مركز "القيادة في الحياة الإنسانية" واقعاً، بما يرتب من "النتائج العملية" على الأداء، وسائر وجوه النشاط الإنساني.
ذلك، تحقيقاً لثمرات تعاليمه، بحيث تصبح أوضاعاً قائمة في المجتمع – اجتماعياً، وسياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، ولكافة ما تقتضيه الحياة الإنسان المثلى، من مرافق – لما قدمنا، من أن "الحكم" في المفاد القرآني مستغرق لوجوه النشاط الإنساني كله، وهذا وصل عام ينبغي أن يكون مرعياً في التفسير، ويعتمد بالضرورة على سعة ثقافة المفسر، في كل عصر، بما يوجب عليه أن يرتفع إلى المستوى الذي رسمته خيوط التقدم الثقافي والحضاري في عصره، أبان تفسيره، ليستجيب لحاجاته كمَلاً.
وهكذا ترى، أن النص القرآني في نظمه البياني المعجز، قد جاء على نحو يحتفظ لمعناه "الموضوعية" و"ديمومة الحكم" و"استمرارية الأثر" فضلاً عمَّا أحكم من الصلة بين الروح والجسد، والحياة والدين، والدنيا والآخرة، وحدة كاملة لا تقبل الفصل في أي منها، وما يوفر لها من عناصر القناعة بمنطقية تلك التعاليم، ويفسر معقولية الغاية القصوى من الوجود الإنساني على وجه هذه الأرض، بما ينفي عنها السُّدويَّة، والعبث، واللامعقولية التي تتجلى في فكرة الفناء الأبديّ الرهيب، مصداقاً لقول تعالى: (أيحسب الإنسان أن يُترك سدى( ولقوله عز وجل: (وما خلقنا السموات والأرض، وما بينهما لاعبين، ما خلقناهما إلا بالحق(، ولقوله عزَّ شأنه: (تبارك الذي بيده الملك، وهو على كلِّ شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة، ليبلوكم أيكم أحسن عملاً(.(1/3014)
هذا، والبدء المنطقي المعقول الذي انطلق منه النص القرآني في رسالته للصلاح الإنساني، والإصلاح العالمي، هو نقطة إصلاح النفس البشرية، بما يتعاورها من نوازع وأهواء، لأن إصلاح العالم، لا يتم إلا بصلاح المهيمن عليه المستخلف فيه واقعاً، وهو "الإنسان" ومن هنا تجد آيات كثيرة لا تحصى تعالج النفس الإنسانية، بعد تبصيرها بطريقي الخير والشر. لقوله تعالى: (وهديناه النجدين( رشداً وغياً، وتجعل تزكية النفس الإنسانية، أو تَدسسيتها، رهناً بالإرادة الذاتية لصاحبها (قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها( فوضعه بذلك على مفترق الطرق، وحذره أن تتفرق به السبل، لقوله تعالى: (ولا تتبعوا السبل، فتفرق بكم عن سبيله((36) ولا شيء يفرق الأمة، طرائق قدداً، أشد من تعدد الاتجاهات وتضارب الغايات، وفساد الاعتقاد، ولا شيء يكسب الأمة منعة وقوة ووحدة، من وحدة الغاية، وصحة الاعتقاد: (واعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا((37) (وإن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون((38).
أقول، آيات كثيرة لا تحصى تعالج النفس الإنسانية، بتغليب منازع الخير فيها، لتسلك سبيله، بدليل جعله "مادة الابتلاء" في السعي الدنيوي المسؤول:
(ونبلوكم بالشر والخير فتنة((39) وتتخذ تلك الآيات – في سبيل الوصول إلى غايتها، والنجح في هدايتها وتوجيهها وحكمها – أسلوب الترجية والترهيب، أو البشارة والنذارة(40).(1/3015)
هذا، ويشير القرآن الكريم إلى أساس هذه المعالجة، ومنشَئِها، في كثير من آيهِ وبأسلوبه المزدوج من البشارة والنذارة، من أن في النفس الإنسانية، قوتين متصارعتين أبداً: قوة تدميرية طاغية، رابضة في أعماق النفس البشرية، وقوة أخرى تنتزع إلى الخير نزوعاً قوياً أيضاً، فتراها تتشوق إلى الحق والعدل، وتتشوف إلى القيم الموضوعية الإنسانية، والمثل العليا الخالدة، استشرافاً نابعاً من الفطرة السليمة ذاتها، حين لا تنازعها مخلفات البيئة أثرها – أو عوامل الشر تطلعاتها، مما يفسد عليها صفاءها، ويعكر نقاوتها – كما أسلفنا – ثم يسلمها آخر الأمر إلى الطغيان العاتي والعدوان الظالم، بل والإمعان فيهما، على النحو الذي يُرى على الصعيد الدولي، مما هو واقع ومشهود، فكان لا بدَّ لإصلاح النفس الإنسانية من سند روحي، يغلِّب عوامل الخير على منازع الشرّ فيها، ولا نعلم غير الدين من العلم أو الضمير، يقوم مقامه في التأثير في ميدان النفس الإنسانية، ذلك لأنه ثبت قطعاً أن الإنسان إذا خُلِّي وأمر نفسه، تغلبت عوامل الشر فيها، فطغت على حكمة العقل، وحيوية الضمير، أقول قد أشار القرآن الكريم إلى هاتين القوتين المتصارعتين أبداً في ميدان النفس الإنسانية، بقوله سبحانه: (إنَّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه، فجعلناه سميعاً بصيراً، إنَّا هديناه السبيل، إما شاكراً وإما كفوراً((41) وقوله تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء، إلا ما رحم ربي((42) وقوله عز وجل في المحاورة التي حكاها القرآن الكريم: (إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، نحن نسبح بحمدك، ونقدس لكَ، قال: إني أعلم مالا تعلمون((43) مما يتضمن تقريراً لأصالة هذه "النزعة الشريرة في الفطرة الإنسانية" غير أنه تعالى قد أشار إلى ما استقر فيها أيضاً من قوة منازع الخير، وهو سبحانه أعلم بها، وبآثارها، فكان هذا الاستخلاف الإنساني في الأرض، دليلاً على جدارة(1/3016)
الإنسان به على الرغم من تأصُّل منازع الشر فيه.
ويترتب على هذا، أنه كلما ازداد المفسر خبرة بدقائق النفس الإنسانية، كان تفسيره أقرب إلى الحق القرآني، وأكثر مطابقة "لسمو معانيه" بما يتهدى سمت الحق الذي نصب الشارع الدلالة عليه، وأنه بتطور معارفه، وثقافته، عمقاً وسعة ودقة، يتطور فهم المفسر في تحديده لمفاد النص القرآني، عمقاً وسعة، تبعاً لذلك، بما هو جم المدارك، عميق الدلالات، لقوله عزّ شأنه: (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي، لنفد البحر، قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مدداً((44).
هذا، والواقع أن الفهم الإنساني للقرآن الكريم –فيما للرأي فيه مجال- يتطور، تبعاً لتطور أسباب كسب المعرفة ومصادرها في كل عصر، ولا سيما في ميدان النفس الإنسانية.
فتبين أن من مهمة القرآن الكريم في رسالته، توجيه هاتين القوتين المتصارعتين عبر الزمن، إلى ما فيه خير الإنسانية، لأن الإنسان هو الإنسان، وتسديد نزوعهما بما يكفل له صلاحه وعزته وسعادته، أفراداً وشعوباً، وأمماً.(1/3017)
نخلص من هذه "المقدمة" إلى أن للتفسير وظيفة كبرى عليه أداؤها في كل عصر بما يرتقي إلى مستواه، لأن النص القرآني، وبينات هداه "جم المدارك عميق الدلالات" – كما ذكرنا – يبلغ العقل الإنساني المتفهم منها، ما تسعفه طاقته العلمية والثقافية التي بلغها عصره، بما يدبر أمر الأمة في شتى مناحي حياتها، وبما يمسك عليها كيانها، ويمهد أمامها سبيل التقدم والازدهار، ويفصح عن هذا المعنى قوله(: [القرآن ذلول ذو وجوه، فاحملوه على أحسن وجوهه] وقد جرى على لسان السلف، قولهم: "إنك لن تفقه كل الفقه حتى ترى القرآن وجوهاً"(45) ليحمل النص القرآني اجتهاداً بالرأي إبان تطبيقه – على الوجه الذي يحقق للأمة مصالحها الجدية الحقيقية المعتبرة، مما يكون للخبرة العلمية مكان في تقويمها، شريطة ألا يكون ذلك الوجه قد استُكره النص القرآني على حمله عليه، لما أشار إليه النبي( في صدد بيان ما يخشى على مصير أمته من أمور ثلاثة أحدها: "ظهور رجال يؤوِّلون القرآن على غير تأويله"(46) وهو ما حذر منه أيضاً، عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- في قولته المشهورة: "أخاف عليكم أحد رجلين: رجل يتأول القرآن على غير تأويله"(47) أي تأويلاً مغرضاً مفتعلاً على غير الوجه العلمي الصحيح، أو على غير ما أنزل الله(48) مما يشير إلى أن للتفسير أثراً بالغاً على مصير الأمة، بما يتخذ هذا القرآن من مكانة القداسة والقيادة في حياة المسلمين.
يرشد إلى هذا أيضاً، قوله تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر، فاتبعها، ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون((49) ويقول الإمام الشافعي في الرسالة، استدلالاً بهذه الآية الكريمة: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله، أن يقول إلا بالاستدلال"(50) أي المستند إلى أصل ثابت في الشرع.(1/3018)
وعلى هذا، يبدو لنا، أن التفسير يفقد وظيفته، بل ويصبح غير جدير بهذا الاسم، إذا لم يجاوز حدود التحليل اللفظي للمفردات، أو الوجه الإعرابي النحوي، أو بيان النكات البلاغية، بل عليه النفاذ إلى ما تضمنه النص القرآني من وجوه الهداية الإلهية، وتعاليم الوحي، واستشراف مراميه البعيدة التي تمثل حِكَم التشريع التي هي بطبيعتها "عناصر عقلية" لا يمكن استخلاصها، أو تبنيها إلا بالفكر النفاذ، والبصيرة النيرة، والعقل المدرك، بالنظر إلى طبيعة هذا النص، من حيث تصرفه في وجه البيان، على نحو معجز، وبما يزخر به من المعاني العقلية والوجدانية، والحكم الغالية الرفيعة، في بينات هداه، لذا كان الرأي العلمي من أهله –وفي مجاله- مما يتوقف عليه الإفصاح الموضوعي الأمين، عن معاني القرآن الكريم، توقفاً بعيد المدى، الأمر الذي يجعل قيمة التفسير منوطة بهذا المعنى، وبهذا الأداء على نحو يقرب الهداية الإلهية إلى النفوس، ويهيمن بسمو معانيها على الأرواح، بما ثبت حقاً أنه هدى ورحمة للعالمين.
على أن هذا الوجه من التفسير بالرأي من أهله القائم على الدليل، يتعلق بقسم كبير من القرآن الكريم، وهو ما أشار إليه الإمام الزركشي في كتابه البرهان، وجعله مختصاً بالعلماء، حيث يقول ما نصه: "وكل لفظ احتمل معنيين فصاعداً – أي غير قاطع الدلالة – فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الاجتهاد فيه، وعلى العلماء اعتماد الشواهد والدلائل، وليس لهم أن يعتمدوا مجرد رأيهم فيه"(51) ومعظم آي القرآن الكريم ذلول ذو وجوه من المعاني، بمنطوق الحديث الذي تلونا.
وهذا يشير إلى أن التفسير بالرأي المجرد وعن غير علم، أو "التأويل المستكره" لهوى أو غرض معين، من الكبائر التي حذر الرسول( منه بقوله: [من تكلم في القرآن، بغير علم، فليتبوأ مقعده من النار](52) وهذا المصير يستلزم أن يكون التأويل المستكره القائم على الهوى والغرض أو الرأي المحض من الكبائر.(1/3019)
ونتناول فيما يلي بحث المنهج العلمي الذي التزمه الإمام الطبريّ في موسوعته التفسيرية، ولما كان المقام لا يتسع للتفصيل، فقد اقتصرنا على بيان المعالم.
منهج البحث
-المقدمة:
-معالم المنهج العلمي الذي التزمه الإمام الطبري في تفسيره للقرآن العظيم:
أولاً-المأثور من السنة الثابتة، مما اعتمده الإمام أصلاً جوهرياً في منهجه، ومصدراً علمياً لتفسيره، ووجه تأصيله.
أ-بيان وجه حاجة القرآن الكريم الماسة، إلى المأثور.
ب-فطرة البيان القرآني نفسه، ومنهجه في بيان الأحكام.
ثانياً-مأثور السلف، ركناً مكيناً في منهج تفسير الإمام، وتقويمه أصولياً.
ثالثاً-معاقد الإجماع.
رابعاً-المنطق اللغوي، باعتبار أن دلالة القرآن على معانيه –في الأصل- ذاتية، وذلك حين يعوز الأثر، والإجماع، واستجابة لخصائص النص القرآني في كافة دلالاته اللغوية والعقلية.
خامساً-موقف الإمام الطبري من مبدأ أعمال الرأي القائم على العلم في منهج تفسيره، وأن رفضه تقديم الرأي المجرد على ما اختص الله تعالى نبيه ببيانه، لا يستلزم منع التفسير بالرأي بإطلاق.
سادساً-مقارنة بين موقف الإمام من الاجتهاد بالرأي في التفسير، وبين موقف المحققين من أئمة التفسير، والأصوليين والفقهاء، وأئمة علوم القرآن، مشتقاً من واقع نصوصهم في مصنفاتهم.
سابعاً-موقف الإمام الطبري من "التأويل" بوجه خاص، منهجاً عقلياً في التصرف في المعاني دون الألفاظ، بما يشمل:
أ-مفهوم التأويل في اللغة.
ب-مفهوم التأويل في استعمال القرآن الكريم.
جـ-مفهوم "التأويل" في البيئة الأصولية.
د-ما استقر في تفسير الإمام الطبري، من "التأويل" مفهوماً واستعمالاً.
هـ-ما يستند إليه "التأويل" من أصول السنة، وما انتهجه الصحابة في اجتهاداتهم مما يتصل بالتأويل، استنباطاً وتطبيقاً.
7
7
7
7
يتبع >>>
---
أبو حاتم
02-14-2004, 12:47 AM
أحبائي في الله ..
هذا هو البحث قد أدرجته كاملاً في ملف وورد ..
وشكراً .
---(1/3020)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ابن برجان وتفسيره " تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام"
---
ابن برجان وتفسيره " تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام"
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2005, 06:41 PM
تزخر الخزائن المغربية بكم هائل من المخطوطات ،وللأسف لم تحض هذه المخطوطات بالعناية الكاملة من قبل المهتمين والباحثين ،وقد أردت نفض الغبار عن واحد من هذه المخطوطات وأعرف بها وبصاحبها .
فاما صاحب المخطوطة فهو أبو الحكم ابن برجان عالم له مشاركة في فنون مختلفة وهو أحد العارفين الأقطاب الذي شغل الناس في أواخر القرن السادس ، وقد حاولت تتبع أخبار هذا الرجل من مختلف المصادر للتعريف به .
أما كتابه الموسوم ب"تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام " .فهو من أهم المؤلفات التي تركها لنا هذا العالم ، وقد وقفت عليه مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط في المملكة المغربية ، وقد حاولت التعريف بهذا المخطوط واصفا إياه من حيث خطه وحجمه واسمه ، وقد أفاد بعض الباحثين بوجود نسخة أخرى منه في ألمانيا . أما المجال المعرفي للمخطوط ، فهو من أهم التفاسير التي أنتجها علماء الغرب الإسلامي ، وقد تتبعت منهج المؤلف في تفسيره هذا وتعرضت للأدوات التي وظفها وكذا القضايا التي تناولها وأهمها اهتمامه بالمناسبة بين السور والآيات القرآنية .
يعتبر تفسير ابن برجان من أهم التفاسير التي أنتجها الغرب الإسلامي ، ومؤلفه شغل الساحة الفكرية والسياسية مدة طويلة ، ورغم الأهمية العلمية والتاريخية لهذا التفسير فإنه لم يدرس بعد ،بل إنه لم يطبع حتى الآن ، والأحرى أن يحقق ،وقد ارتأى البحث أن يلقي نظرة عن هذا التفسير ويعر بصاحبه :
المبحث الأول :التعريف بالإمام ابن برجان :(1/3021)
لقد لحق هذا الرجل عدة ظلامات في حياته وحتى بعد وفاته :فقد تضاربت آراء المترجمين له في اسمه ، فمن سماه عبد الرحمان ، ومن سماه عبد السلام ، ومنهم من جعل الاسمين لشخصين منفردين ، ومنهم من اعتبره اسما لشخص واحد ،وأغلب المترجمين له يطلقون عليه أبا الحك عبد السلام بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان .ويجعلون وفاته سنة ستة وثلاثين وخمسمائة ، وطائفة منهم يطلقون عليه عبد السلام بن عبد الرحمان بن عبد السلام بن عبد الرحمان بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمان ويجعلون وفاته سنة سبع وعشرين وستمائة ،وطائفة تترجم لشخصي وتنعتهما بأوصاف متقاربة ، فميزت بين عبد الرحمان وعبد السلام .
والمصدر الأصيل الذي يمكن أن يفزع إليه لرفع الإشكال وهو ابن الأبار سماه عبد الرحمان بن أبي رجال ، وأبو الرجال هذا هو : محمد بن عبد الرحمان ،وجعل وفاته بعد سنة ثلاثين وخمسمائة ، ويكاد جمهور المترجمين له يتفقون مع ابن الأبار في سنة الوفاة ، إلا أنهم يختلفون معه في الاسم1 ، رغم أن بعضهم صرح بالنقل عنه كالذهبي في السير ، واليافعي في مرآة الجنان ....ويظهر أنهما شخصان متميزان خلط بينهما بعض المترجمين ، ويزكي هذا الاحتمال السيوطي فقد ترجم للمفسر في الطبقات ، وترجم للغوي في البغية وجعلهما مختلفين في الاسم وسنة الوفاة ، بينما طابق بينهما في اللقب فقط (ابن برجان ) معتبرا أن هذا اللقب مخفف من أبي الرجال ،وقد ضبطه ابن خلكان قبله فقال :برجان بفتح الياء الموحدة وتشديد الراء بعدها جيم وبعد الألف نون .(1/3022)
وذهب الباحثون المعاصرون مع الجمهور ، معتبرين أن أبا الحكم عبد السلام بن عبد الرحمان بن برجان هو الذي شغل المغرب والأندلس في الثلث الأول من القرن السادس ،ومعهم كذلك الدكتور إبراهيم الوافي الذي نسب إليه هذا التفسير الذي سنقدمه هنا لكنه ذكر من بين المؤلفين في التفسير في القرن السابع الهجري عبد السلام بن عبد الرحمان بن عبد السلام بن برجان وقال :أنه حفيد المترجم ونسب إليه تفسيرا للقرآن (تفسير الفاتحة) وذكر أنه موجود بالخزانة التيمورية ،و اتفق المترجمون أنه من أهل إشبيلية ويرجعون أصله إلى إفريقية ، أما تكوينه العلمي والثقافي فقد ذكر ابن الأبار انه كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث والتحقق بعلم الكلام والتصوف مع الزهد والاجتهاد في العبادة .
أما عن شيوخه فلم يذكرو إلا أن ابن منظور الذي سمع الحديث منه ، وذكروا له من التلاميذ أبا القاسم القنطري وأبا محمد عبد الحق الإشبيلي ، الذي اشتهر في علم الحديث والرجال ، وأبا محمد عبد الغفور بن إسماعيل ابن خلف السكواني اللبي وأبا عبد الله بن خليل القيسي وهو آخر من روي عنه حسب ابن الزبير .
وهكذا فقد جمع ابن برجان بين الحديث ، وعلم الكلام ،والتصوف ،ووصفه ابن الزبير بأنه :«أخذ من كل علم بأوفر حظ،مؤثر لطريقة التصوف وعلم الباطن ، متصرفا في ذلك ، عارفا بمذاهب الناس ، متقيدا في نظره بظواهره الكتاب والسنة ،بريئا من مردى تعمق الباطنية ، بعيدا عن قحية الظاهرية شديد التمسك بالكتاب والسنة » .
أما مؤلفاته فإن المترجمين ينسبون له ثلاثة مؤلفات وهي :
- كتاب في التفسير قال ابن الأبار عنه :لم يكلمه ،وصفه ابن الزبير بانه :« جرى فيه على طريقة لم يسبق إليها واستقرأ من آيات عجائب وكرائن من الغيوب إلا انه أغمض في التعبير ، فلا يصل إلى مقصوده إلا من فهم كلامه وألف إشارته وإلهامه » .(1/3023)
ونقل ابن خلكان بعد ذكر تنبؤ ابن برجان بفتح بيت المقدس سنة 598هـ،أنه لم يزل يطلب هذا التفسير حتى وجده ، غير أن القصة مذكورة في الحاشية بخط غير الأول ، ونقل محققه إحسان عباس في الأسفل قال:"بهامش المختار قلت أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به وقفت في القاهرة ودمشق على ثلاثة نسخ من التفسير المذكور ،وهذا الفصل المشار إليه ، لكنه مكتوب على الجميع على الحاشية بعد خط الأصل "قال : واخبرني الشيخ تقي الدين محمد بن زين الدين الشافعي قاضي القضاة بالديار المصرية رحمه الله تعالى أنه رأى هذا الفصل في نسختين على صورة ما ذكرناه والله أعلم » .وهذا يدل على اعتناء المشارقة بهذا التفسير ، وأنه قد دخل إلى المشرق في وقت مبكر وتعددت نسخه هناك .
- وله كتاب في تفسير الأسماء الحسنى وصفه ابن الزبير بالشهير وقد ذكره المفسر الألمعي ابن عاشور ونقل منه ، وذكر أبو العلا عفيفي أن المخطوطين :"شرح معاني أسماء الله الحسنى "و "ترجمان لسان الحق المبثوث في الأمر والخلق " الموجودين بألمانيا وفرنسا كتاب واحد .وقد أشار ابن برجان إلى هذا الكتاب في عدة مناسبات في تفسره ،وبذلك يظهر أنه هذا الكتاب قبل التفسير .
- وله كتاب آخر وهو" الإرشاد " قيل عنه :«أنه قصد فيه على استخراج أحاديث صحيح مسلم بن الحجاج من كتاب الله تعالى فتارة يريك الحديث من نص آية ، وتارة من محتواها ومفهومها ،وتارة من إشارتها أو من مجموع آيتين مؤتلفتين أو مفترقتين ، ومن عدة آيات إلى أشباه هذه المآخذ»
هذه بعض المؤلفات التي نسبت لابن برجان وليس من المستبعد أن تكون له تأليف أخرى ضاعت في أيام فتنة المريدين .(1/3024)
لقد عاش ابن برجان في أيام دولة المرابطين وهي الدولة التي بوأت الفقهاء مكانة عليا وأحرقت كتب أبي حامد الغزالي وعرفت في نهايتها ثورة المريدين يتزعمهم ابن قسي في الأندلس لكن يصعب أن تجد حلقة وصل بين أقطاب التصوف في تلك الفترة خاصة بين ابن برجان وابن العريف وابن قسي ، وقد حقق الباحثون الرسائل التي تبادلها هؤلاء الأقطاب وكشفوا لنا خلالها خلالها أن ابن برجان يمثل الاتجاه الوسط بينما يميل ابن العريف إلى المهادنة وينحو ابن قسي إلى الثورة وهو الذي تزعمها فيما بعد هذا وقد وصف ابن العريف الإمام ابن برجان في رسائله"بالشيخ الفاضل الإمام "والامام أبي الحكم شيخي وكبيري " .
وإذا كان بعض الباحثين قد أشار إلى الجفوة الحاصلة بين ابن العريف وابن برجان ، فإن الدكتور عبد السلام الغرميني استشف من الرسائل التي وجهها ابن العريف لابن برجان،أن أبا الحكم بن برجان أرفع مكانة حتى وصف بأنه (غزالي الأندلس ) ، ومن المدرسة البرجانية انبثقت المدرسة العريفية .
هذا النشاط الفكري وهذه العلاقات التي تجمع بين أقطاب الصوفية بالأندلس والخطورة التي شكلتها ثورة المريدين دفعت بالدولة المرابطية إلى استقدام ابن العريف وابن برجان وغيرهم إلى مراكش «وعقدت لابن برجان مناظرة أورد عليه الفقهاء مسائل ينكرونها فأجاب وخرجها مخارج محتملة فلم يرضوا منه بذلك لكونهم لم يفهموا مقاصده وقرروا عند السلطان انه مبتدع ، فاتفق أنه مرض بعد أيام ومات في المحرم » سنة 536هـ،ويظهر أنه لم يقتل حسبما وصلنا من الأخبار عنه ، إذ لم يصرح المؤرخون بسبب وفاته .(1/3025)
تلكم بعض أخبار الإمام ابن برجان ، جمعت الزبدة منها وطرحت الزبد ، ويتراءى لنا أن المترجمين لم يظهروا حرصا كبيرا على تتبع أخباره وتدوينها فكانت إحدى الظلامات التي لحقت هذا الرجل فمعاصره ابن بشكوال لم يترجم له ، ولم يترجم له إلا من تأخر عنه كابن الزبير وابن الابار وأضاف الباحثون المعاصرون ظلامة إليه أخرى فلم يعتنوا بتراثه ومؤلفاته وبقيت في الرفوف تآكلها الأرضة والله المستعان .
المبحث الثاني :التعريف بتفسير الإمام ابن برجان:
سأحاول أن أقف على أهم المضامين والقضايا التي تميز هذا التفسير والتي تهيمن عليه بشكل واضح ما استطعت إلى ذلك سبيلا :
1-وصف النسخة :
توجد نسخة من هذا التفسير في الخزانة العامة بالرباط تحث رقم (242ك )تبدأ بسورة الأعراف وتنتهي عند تفسير قوله تعالى :« لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ» من سورة النور وقد كتب فوق الصفحة الأولى بخط غير الناسخ تفسير ابن بلجان (هكذا ) كما كتب فوقها صك الراء يتضمن اسم المشتري مشطوبا عليه وتاريخ الشراء وهو :1270هـ، ومكان الشراء :الذي هو تونس واسم الدلاء أيضا ، كما يوجد فوق هذه الصفحة ختم محمد عبد الحي الكتاني.
وتقع هذه النسخة في 388صفحة من الحجم المتوسط في كل صفحة 27سطرا وفي كل سطر مابين 12و13 كلمة ، كتبت بخط مشرقي مقروء ، ميزت فيه بعض العناوين باللون الأحمر ونجد طرر وحواشي بعض الصفحة تعليقات بخط غير خط الناسخ ، والنسخة سليمة على العموم إلا ماكان فيها من بتر في الورقة الأولى وكذا في سورة التوبة عند قوله تعالى :« إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ » ففيه بتر إذ يبدأ التفسير بعدها بقوله تعالى :« إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» وكذلك في سورة الحج فلا نعثر على بداية السورة وإنما يبدأ التفسير بقوله تعالى :« إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا» .
2-تسمية الكتاب :(1/3026)
أغلب المترجمين لابن برجان ينسبون له التفسير بالإطلاق بدون وصفه باسم يميزه ، وسماه حاجي خليفة :"الإرشاد في تفسير القرآن " وكذلك فعل إسماعيل باشا البغدادي ويعكر على هذا ما ذكر ابن الزبير من أن له كتاب "الإرشاد"قصد فيه إلى استخراج أحاديث صحيح مسلم بن الحجاج من كتاب الله تعالى والذي يظهر إن اسمه هو :"تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب والتعرف على الآيات والأنباء العظام "تبعا للباحثين الذين وقفوا على نسخة من هذا التفسير في ألمانيا .
والمخطوط الذي بين أيدينا إنما يبدأ كما قلنا في سورة الأعراف وينتهي قبل إتمام سورة النور، فلم يذكر فيهما يفيد اسما بعينيه بل إن النسخة التي بين أيدينا –أعني نسخة الخزانة العامة بالرباط –لم يقم دليل علمي على أنها تفسير لابن برجان وإنما عولنا على المفهرسين للخزانة وما كتب على ظهر الصفحة الأولى :"تفسير ابن بلجان " حملناه على أنه تصحيف للاسم .
3- منهج الإمام ابن برجان في تفسيره :(1/3027)
يبدأ الإمام بان برجان في تفسيره هذا بذكر البسملة فاسم السورة ثم يشير إلى مكية أو مدنية السورة وعدد المنسوخ فيها ،ثم بعد يبدأ بتفسيرها ، ففي سورة مريم مثلا نجد البداية كالتالي :«بسم الله الرحمن الرحيم ، سورة مريم فيها من المنسوخ أربع آيات » ؛ثم يبدأ بتفسير الآيات في السورة مقسما إياها إلى جمل يقدم معناها دون استطراد ،ففي سورة الإسراء قال :«قوله تعالى :« سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا»إلى قوله :« إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»» ، ثم شرع يفسر التسبيح وبعده فسر قوله تعالى :« أَسْرَى بِعَبْدِهِ» لينتقل إلى ما بعده «لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» وفي كل يقدم المعني الدقيقة بدون نزوع نحو إيراد القراءات واوجه اللغة وأسباب النزول فهو وإن كان يعتمدها إلا أنه لا يتوسع في إيرادها كثيرا كما سنرى فيما بعدكما أن تفسيره هذا خال من الحشو حتى الأحاديث فإنه غالبا يشير إلى معناها ، كما في حديث الإسراء مثلا .لكن أهم ما يمتاز به هذا التفسير بشكل لافت للنظر ،اهتمام ابن برجان فيه بالمناسبة بين السور والآيات واهتمامه بالمعاني الدقيقة فهو يشد القارئ في بعض الأحيان إلى معنى ربما يكون هذا المفسر هو الذي سبق إليه وتميز به فمثلا في سورة الإسراء عند الحديث عن بركة المسجد الأقصى قال :«ربما سميت تلك الأرض مقدسة لتجلي المبارك القدوس عزوجل فيها لموسى عليه السلام وتكليمه إياه فيما هنالك ، قال عزوجل :"نودي أن بورك من في النار ومن حولها "وقال :"إنك بالواد المقدس طوى " فليس يبعد مع هذا أن يكون الله عزوجل ذكره أبقى بركة تجليه فيما هنالك إلى يوم القيامة » .(1/3028)
وفي قصة موسى رد ما أورده المفسرون من سبب عقدة لسان موسى وإرجاعهم ذلك السبب إلى الجمرة قائلا :«والصحيح والله اعلم بما ينزل أنه كان رجلا عبرانيا في مجاورة القبط في جحورهم فكان ظاهر لسانه لغة القبط ثم تغرب إلى أرض مدين وجاور العرب فتعرب من أجل مدة سنين كان فيها هنالك قال عز وجل :«فلبتث سنين في أهل مدين »فكانت من أجل ذلك لكنة لسانه فلم يكن فصيحا في لسانهم كأخيه هارون عليها السلام » .
وفي ثنايا هذا التفسير نجد الاهتمام بالأمثال والعبر فعند قوله تعالى :« لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ» نجده يفصل في العبرة وأنواع الاعتبار ويستعمل مصطلحات :فصل ، تنبيه ، إما ليأتي بآية أو حديث يستدل به على ما سبق أو ينبه على فكرة دقيقة ؛وأنظر إلى ذلك ف سورة الإسراء حيث قال فيه :«فصل :قرن جل جلاله بين ذكر الإسراء بعبده بذكر الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقى وذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتصال الإسراء بالعروج إلى العلا ولم يصف بالإسراء إلا مابين المسجدين أراد بذلك والله اعلم لعد الليل في السماوات العلا فوصف بالإسراء مايسكن فيه الليل والنهار » وتأمل كيف اول قوله تعالى :«ولايزالون مختلفين إلامارحم ربك ولذلك خلقهم »قال :«مختلفين أي في التوحيد والنبوة فمنهم من كذب بها ومنهم من صدق بعضا إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم أي للرحمة والتوحيد والتصديق » .هذه بعض معالم المنهج الذي سلكه ابن برجان في تفسيره وسنتعرف عليه أكثر عند وقوفنا على الأدوات التي وظفها في تفسيره وعلى القضايا التي تميز بها تفسيره عن غيره من التفاسير .
4-بعض الأدوات والقضايا التي تميز تفسير الإمام ابن برجان :
أ-الاهتمام بتفسير القرآن بالقرآن :(1/3029)
يهتم ابن برجان بتفسير القرآن بالقرآن اهتماما واضحا فقد يأتي ليؤيد بها معنى محتمل من آية أخرى حيث قال في سورة الإسراء بعد الحديث هل كان الإسراء بعبده صلى الله عليه وسلم أم بروحه قال:«فصل ، قال الله عز وجل :«ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى » فأخبر جل جلاله نصا غير محتمل أنها كانت منه رؤية بصر »
وأحيانا يقارن معاني الآيات ليقدم المعني الأوضح على الواضح قال :«قوله تعالى :" من كان يريد العاجلة " ففي هذه الآية والتي في سورة الشورى سواء ، قوله: «من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه» الآية غير أن التي في هذه السورة أجلى و أبين ، وجاءت آية سورة هود وفيه بعض الإشكال قوله :"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " وهي أخبار لا يجوز عليها النسخ ، والتوفية في هذه الآية والله أعلم بما ينزل هو : أن يطعم بعمله ويسقى فيحس عليه الفوافي ، ونعم السمع والبصر والحواس فتكون ذلك توفية لعمله ،ويعطيه ربه من الدنيا ما شاء ولربما زاده على مراده ثم يحتسب له من ذلك فيما ذكرناه ، دل على هذا التأويل قوله تعالى :«من يعمل سوء يجزيه» » فأنظر كيف سوى بين الآيتين في معنييهما وأشار على ورود الإشكال في الأخرى مبينا تأويل ذلك كله وقوى تأويله بآية أخرى ،إن الإمام ابن برجان يكثر من إيراد الأدلة حول المعنى الذي يسوقه في بعض الأحيان حتى تظن أنه يحاول أن يقنع شخصا آخر حول مدلول النص القرآني ، وفي بعض الأحيان يستعين بفهم الصحابة ويستدل له بآية أخرى كما في تفسيره "للرقيم " قال:«كثر الاختلاف فيه من علماء السلف رحمة الله عليهم ما هو ، فمن قائل يقول :الرقيم الكهف ومن قائل يقول : الرقيم القرية التي خرجوا منها حتى آووا إلى الكهف ، قال ابن عباس :لا أدري أهو كتاب أم بيان وروي عنه انه هو الكتاب ،وهذا أولى الوجوه إن شاء الله(1/3030)
والله يقول الحق ويهدي السبيل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :اللهم حفظه الكتاب وعلمه التأويل، الرقيم هو المكتوب فيه الأعمال قال الله عز وجل :«إن كتب الأبرار لفي عليين وما أدرك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون » وقال :«إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم » وسمي بذلك الغار الذي ذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الرقيم لحكمة جل ذكره الثلاثة نفر الذين آووا إليه بأعمالهم المكتوبة لهم فيها هنالك»
فابن برجان في هذه الآية استعان بتفسير الصحابة وتفسير القرآن بالقرآن لبين دلالة الرقيم ثم بين وجه تسمية الغار به.
اعتماد التفسير النبوي وأقوال الصحابة والتابعين :
يستعين الإمام ابن برجان بالتفسير النبوي للوقوف على مراد الله في كتابه ويتضح ذلك في عدة مواضع من تفسيره ولكن نقتصر على بعض الأمثلة ، فعند قوله تعالى :« ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر » الآيات قال :«قرأ النبي- صلى الله عليه وسلم - الآيتين فقال :يدعي أحدهم فيعطي كتابه بيمينه(1/3031)
ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ فينظر إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم آتينا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول : ابشروا لكل رجل منكم مثل هذا ثم ذكر حال الكفار ...» وقد يستعمل عبارة أوضح مثل :"فكان ذلك ما فسره قوله عليه السلام ". ومن مميزاته التي يمتاز بها تدخله لتصحيح الأحاديث واعتبار ذلك في تفسيره كما عند قوله تعالى :«حصب جهنم أنتم له واردون» "روي عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الورود الدخول حتى لا يبقى بر ولا فالجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم ثم ينجي الله الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا وروي نحو ذلك عن ابن عباس وروي عن ابن مسعود أن قال:وإن منكم إلا واردها يعني الصراط ،وروي أنه قال يردونها ويصدرونها بأعمالهم وقال قتادة ورودها الممر عليها ؛أما روي عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -فإنه لو ثبت لكان الحجة البالغة ، وطريق هذا العلم ،ولا يصح العلم ولا يتحصل بطريق الآحاد كيف وقد ضعفت نقلة هذا الحديث ،فانهم مجهولون ،وللقائلين بمقتضى هذا الحديث ثمن ظاهر العموم قوله عز وجل :« ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة (...) أجمعين » ونظيرتها في سورة السجدة قوله تعالى :«ولنرى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم (000) أجمعين» فعم بذكر الجنة والناس و أما القائلون بان الورود هنا بمعنى المرور والجواز فلهم حجة التخصيص قال الله عز وجل لإبليس لما قال له:«فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين(000) أجمعين» وقال في موضع آخر :«اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءا موفورا » هذا النص من تفسير ابن برجان يستفاد منه عدة إفادات :فابن برجان استدل بالحديث النبوي واتبعه بأقوال الصحابة ،ثم أقوال التابعين ، وهو منهج السلف في التفسير ،لكن رد الحديث بأنه غير ثابت ، مردفا بان هذا العلم لا يتحصل(1/3032)
بطريق الآحاد مخالفا الجمهور ،وربما شعر بعدم اقتناع المحاور فأضاف بان رجال السند موصوفون بالضعف ، لم يقتنع بعد، فأتى باحتمالين اللذين يستفاد من النص القرآني ،مستدلا لهما بالقرآن مع أنه رجح القول الثاني متمسكا بالتخصيص تاركا العموم .
لقد وظف ابن برجان ثلاثة علوم لتفسير هذا النص :علم التفسير وعلم الحديث وعلم الأصول ،مما يبين قيمة الرجل وعلو كعبه في العلم ويمكن أن نضيف إلى ذلك علم الفقه ؛وإن كان تفسيره هذا يكاد يكون خاليا من الأحكام الفقهية، ففي حم داود وسليمان في الحرث قال :«وهذا ان صح الحكم فيه عن رسول الله بسند يقطع العذر فهو الحجة ،وإنما الحديث المروي في ذلك عن النبي- صلى الله عليه وسلم -غير ثابت ،ولوكان ذلك كذلك فقد نسخه بقوله عليه السلام :«من استهلك شيئا فعليه قيمته »فهذا هو الحكم الحق وهو الذي صحبه العمل ،وه والذي ألهمه سليما عليه السلام والله أعلم » والشيء الجديد الذي جاء به في هذا النص هو توظيفه لعلم الناسخ والمنسوخ مع مصطلح "صحبه العمل "وهو أصل من أصول مذهب مالك ،وهو السائد في الأندلس في وقته .
لقد مر معنا كيف يولي الأمام ابن برجان الأهمية لتفسير القرآن بالقرآن، وللتفسير النبوي مع إيراد أقوال الصحابة والتابعين .
الاهتمام القراءات :
يلاحظ أن ابن برجان يهتم بالقراءات بل إنه من أهل المعرفة بالقراءات كما سبق وذكره ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء ،وطبيعي أن يوظف هذا الإمام علومه ومعارفه في التفسير خاصة تلك العلوم التي لها علاقة وطيدة بالتفسير والقراءات ،فلا غرابة إذن أن نجد ذكرا لقراءات الصحابة والتابعين :كابن عباس وابن مسعود ومجاهد وعكرمة والشعبي وغيرهم ،والقراء السبع وغير السبع ،لكن اهتمامه بقراء الصحابة والتابعين اكثر وضوحا كما في الأمثلة التالية :(1/3033)
- قال تعالى :« وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ » قال ابن برجان :«قرأها ابن كثير في الكتب على الجمع » وفي لتفسدن قال :قرأها ابن عباس لتفسدن بتاء مضمومة وفتح السين ،وفي قوله :«يخرج له كتابا منشورا » قال :قرأها مجاهد والحسن ويعقوي ويخرج بفتح الياء » وفي قوله تعالى :« وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ » قال قرأها أبو حيوة ووصى وكذلك ابن عباس قال كانت ووصى فارتقت الواو الثانية فقرؤوها وقضى ،وابن مسعود قراها كذلك ووصى .
-وفي قوله تعالى « وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ » قال :«قرأها ابن عباس وقتادة وعكرمة وابن محيصن والشعبي فرقناه بالتشديد أي فرقنا تنزيله قال:من خفف معناه بيناه وفي قراءة أبي وابن مسعود فرقناه لتقرأه على الناس قال :فإن كان فيه عليك فهو بالتشديد ،ثم جمع بين القراءتين فقال :والجمع بينها وبين قراءة التخفيف أن إنزاله إلى بيت العزة جملة فيما فيه من القراءة ثم فرق إنزاله بعد على نجومه ومنازله ليقراه على الناس على مكث » وهكذا حمل قراءة التشديد على التنزل الأول وقراءة على التخفيف على التنزل الثاني وهكذا يجمع الإمام ابن برجان بين القراءات ويوظفها ليستدل بها على المعاني ، كما يأتي بالقراءات الشاذة كما في قوله تعالى :«أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى » قال :قرأطلحة :أيا من تدعون كأنه قال :من دعوت بهذين الاسمين فهو الله جل ذكره » وأتى :بقراءة ابن عباس وأبي ،«واما الغلام فكان كافرا وكان ابواه مومنين »قال ابن برجان :قرأ الخدري وأما الغلام فكان فاجرا وكان أبواه مومنبن» إن المتأمل في تفسير ابن برجان يجد أنه يعتمد على قراءة الصحابة والتابعين فلا تجد عنده ذكر للقراء السبع وغيرهم إلا قليلا .
قضايا في تفسير الإمام ابن برجان :(1/3034)
إن أم القضايا التي اشتغل عليه الإمام ابن برجان في تفسيره هذا هو الاهتمام بالمناسبة بين السور والآيات .
- المناسبة بين السور:
لم يبين الإمام ابن برجان المناسبة بين جميع السور بل أشار إليها في بعض السور فقط ومن السور التي ذكر مناسبتها لما سبق ففي سورة النحل قال :« أول هذه السورة منظم بالسورة التي تقدمت في أنهما معا للتذكار و الذكر وخص جل هذه أي التذكير بالنعم على أن قال :ولما انقسم الإعلام باسم اليقين في أخذ الحي إلى الموت وإلى ما هو وعد الله بالنصر والتأييد وإظهار الدين وكل ذلك يشمله اسم الأمر قال جل وعز في مفتتح هذه «أتى أمر الله فلا تستعجلوه » فأنت ترى الإمام ابن برجان يبين المناسبة بين السورتين من حيث موضوعها ومن حيث نهاية هذه السورة ببداية التي بعدها وقد يقتصر على بيان المناسبة بين بداية ونهاية السورتين فقط كما فعل في سورة الإسراء قال :«انتظم اول هذه السورة بمعنى آخر سورة النحل من ذكر إبراهيم وذكر أصحاب السبت وذكر نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمره إياه بأن يدعوا إلى سبيل ربه عز وجل يمدح نفسه بعد وإتيانه موسى الكتاب وجعله هدى لبني إسرائيل ثم قال :لا تتخذوا من دوني وكيلا من معنى التوحيد وخالص التعبد الذي حاله التوكل ثم قال :ذرية ممن حملنا مع نوح ذكر بسننه القديمة إذ لم يجعله من الهالكين بالكفر وعرض باقتضاء الشكر بقوله:إنه كان عبدا شكورا » .
فهو لم يكتف ببيان المناسبة بين نهاية وبداية السورتين فأضاف بعض الأغراض التي جاءت سورة الإسراء بها ولم يأتي هذا الكلام إلا بعد أن أتم الغرض الأول الذي جاءت به السورة وهو المدح بالإسراء بالعبد .
- المناسبة بين الآيات :
إن الإمام ابن برجان في بيانه للمناسبة بين الآيات إما أن يذكر مناسبة الآية لما فبلها وما بعدها أو يبين مناسبة لآية أخرى بعيدة عنها في الموضع وقد تكون في سورة أخرى كما في الأمثلة التالية :(1/3035)
«والأنعام خلقها ، عطف هذا الخطاب على ما تقدم لاتصال ذكر الخلق بالأمر وتقارب معنييهما لصدورهما في الأمر وتقارب معنييهما لصدورهما في الأمر الخالق جل وعلى » وقال بعد قوله تعالى :« إن ربك هو الخلاق العليم» «هذا منتظم لذكر الحق الخلق والسماوات والأرض » وفي قوله تعالى :«ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها » قال :«انتظام هذه الآية بالتي تقدمتها معنى أنه ليس بشيء كائن ما كان مؤمن أو كافر أو حيوان أو نبات بخارج عن التعبد لله عز وجل والقنوت لعظمته» وعند قوله تعالى :"ولقد أتيناك سبع من المثاني "قال:«هذا منتظم بما في صدر السورة من قولهم يا أيها الناس الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون إلى قوله :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فذكر انواع التذكار ومايقع عليه اسم الذكر ثم عطف على ذلك قولهم:ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم » فهو يلاحظ العلاقة بين الآيات ويوضح المناسبة بينها بشكل دقيق قد لا ينتبه إليه القارئ في بادئ الأمر فيحتاج معه إى مزيد تأمل وكل هذه الآيات في سورة واحدة ،وقد تكون الآيات في سور مختلفة كما في المثال التالي :قال عند قوله تعالى :«وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه » :«انتظم هذا الخطاب بقوله في سورة النحل وغيرها :«وتجعلون لله البنات سبحانه » بقوله جل من قائل :ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا ، أي الحق الكائن في قلوبهم الحاصل من آثاره الفطرة فما يزيدهم تنويع التصريف وتكرير التبيان إلا نفورا عن حقيقة ما يراد بهم من الهداية، نظم ذلك قوله :«لوكان معه آلهة » كما تقولون فسلم لهم جل وتعالى تجويز ظلالهم تسليم جدل وهذا من فرض ما لا يجوز كونه لتيبين ما لا يجوز سواه يقول وهو اعلم :لو كان معه آلهة كما زعمتم لم يكونوا إلا مخلوقين ولا خالق إلا الله» .(1/3036)
بالإضافة إلى ما سبق من اهتمام ابن برجان بالمناسبة بين السور والآيات يعتني كذلك بذكر أغراض السورة ومحاورها العامة يقول في سورة الحجر :« الغرض المقصود الأول في هذه السورة والله أعلم الذكر والتذكير فابتدأ بقوله :"الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين على قوله وما يستاخرون "فسرد على ذلك: وقال يآيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة عن كنت من الصادقين "ثم نظم بهذا جميع فصول السورة أو جلها ..» هكذا يسترسل في بيان المحاور التي جاءت بها السورة فهو يرى أن السورة القرآنية وحدة متكاملة ينطلق بناؤها من المحور العام لذلك قال :الغرض المقصود الأول فعبر بالأول ليعشب هذا المحور إلى المواضيع الأخرى ،بل إنه يرى أن القرآن كله وحدة متكاملة ،قال بعد حديثه عن السبع المثاني :«فهذا يؤيد ما تقدم ذكره من العبرة والقول بان القرآن كله واحد فرد لم يتفصل بعد على كل شيء » فالقرآن عند ابن برجان إن فصل نستطيع أن نستخرج منه كل شيء،وأعطانا مثال لذلك في فاتحة الكتاب قال بعد كلامه السابق:«عبر عن ذلك قوله في مفتتح أم القرآن وأم الكتاب :الحمد لله فجاء بالحمد الذي هو جامع الثناء والمدائح والذكر أجمعه وأضافه إلى اسمه جل وذكره ،والذي جميع الأسماء له شارحة ثم تفصلت عنه الأسماء جميعا كما تفصلت عن الحمد الأذكار كلها أتبع ذلك رب العامين ،فذكر الوجود كله الواقع اسم العالمين ، وهو كل مخلوق وكل مذكور وموجود سوى الله عز وجل فظهر بذلك ما فصله إيجادا كما أظهر بتغاير الأسماء ما فصله عن اسمه الواحد الأحد » فانظر إلى هذه الكليات التي عبر بها هذا المفسر ،وكيف يفصلها ويشير إلى ما يندرج تحتها وبهذه الطريقة يفسر القرآن ،إلا أنه أودع في تفسيره إشارات وإيماءات واغمض في التعبير عنها في بعض الأحيان وبذلك يستعصي فهمه وإن صرح أن حمل اللفظ على ظاهره أولى .
الإشارة في تفسير ابن برجان :(1/3037)
يصدر الإمام ابن برجان في بعض تلاحيان إشارات فلا يكاد يعرف مراده كما في قوله تعالى :«قال الله عز وجل : إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً » فإن الذي أنشأه من كونه نطفة مهينة وجمع خلقته من أمشاج آثاره [لفتح والفتحتين ]في طبقات الخلقة في خزائن السماوات والأرض إلى أن جعله سميعا بصيرا قادرا على أن ينشئه نشأة أخرى إنما هو النوم التي يصير إليها الموت ،وفي الموت والحياة وينشأ ذلك منها الرؤيا ،والرؤيا ينشأ إلى الإسراء كما الحياة حياتان حياة الأجسام تنشأ إلى الحياة الكبرى في الدار الآخرة ،والحياة حال الموت شبيه باليقظة (...)وفيما أومأنا إليه من تدبره أعظم دليل على أن الأمر يسير غير عسير » .وكأن الإمام ابن برجان يستشعر من يستغلق عبارته فنصحه بالتأمل والتدبر،وقد يستعمل عبارة "فافهم "قال عن الفرقان :«لذلك سماهم فرقانا لما جعل فيه من معنى الفرقان الموجود في الروح الموحى به مع الملك إلى قلب الرسول - صلى الله عليه وسلم -،ولما جعل في قلوب أهل العلم والإيمان من القرآن المذكور بقوله :"إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا " وهو تمييز صور المعني في الباطن كتصوير الصور في الظاهر فافهم »
بعض مصادر الإمام ابن برجان :
أشرنا فيما سبق إلى بعض العلوم التي يوظفها الإمام ابن برجان ،ونذكر هنا بعض المصادر التي صرح بها في تفسيره وناذرا ما يصرح بها ومنها :
- أشار إلى كتابه "شرح أسماء الله الحسنى "في عدة مواضع يقول :واما كونه ساجدا من حيث هو حيونا فقد تقدم في غير هذا الكتاب في شرح اسمه الجبار".
- ونقل عن الترمذي حديث أبي هريرة في حفر ياجوج وماجوج السد.
- ونقل عن الإمام أحمد في مسنده تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - الرقيم
- ونقل عن أبي عبد الله بن أبي مسرة في "تخريجه "حديث الدجال
- ونقل نصوصا طويلة من التوراة والإنجيل(1/3038)
تلك بعض المصادر التي ينقل منها وأغلبها يتعلق بالحديث النبوي ،ويلاحظ في نقوله عن التوراة والإنجيل استعمل صيغة تفيد الاحتياط فقد استعمل فعل يذكر على البناء للمجهول
خاتمة:
رغم الاتجاه الإشاري لذي سلكه ابن برجان فان تفسيره يعتبر مفتاحا للوقوف على المعاني الدقيقة للقرآن يقول :«فكلام الله عز وجل لا يدركه بالكيف البشر ،وإنما يدرك أمره ونهيه بالمثالات والأمثال والأسماء والحروف ،وبذلك استبان لهم كلامه كما تقدم (...)وبها أي بالحروف والأمثال والأسماء يستدل على كلامه تعالى وأمره ونهيه »
بل إننا نستطيع أن نقول إنه وضع منهجا لفهم وتدبر القرآن العظيم يقول :«لمعرفة الأسماء والبحث عن سلوكها مسالكها من العالم يوقف على تفصيل جمل ما أنبأنا به في الكتاب العزيز وأن ذلك لامطمع فيه إلا بلزوم التقوى وتقديم صحيح الإيمان واطراح الحول والقوة ونبذ الحرص على حسن الثناء ،بل ملازمة الخمول [...]اذ هو نوع من العلم لا تسومه النفوس من ذاتها ولا تشعر به ولا يتعرفه إلا بهداية وتوفيق واشعار وإلهام إلى ماهو الصواب »
لائحة المصادر والمراجع :
1- القرآن برواية ورش
2- تفسير الإمام ابن برجان الموسوم :"تنبيه الأفهام إلى تدبر القرآن الكتاب والتعرف على الآيات العظام "مخطوطة الخزانة العامة بالمملكة المغربية بالرباط تحث رقم :242ك
3- التحرير والتنوير :الإمام الطاهر بن عاشور
4- الاعلام :خيرالدين الزركلي ،دار العلم للملايين ، الطبعة الرابعة ،لبنان سنة 1979م
5- الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام :العباس بن إبراهيم ، تحقيق عبد الوهاب بن منصور ،ط
6- الاستقصا لإخبار المغرب الأقصى :أبو العباس أحمد بن خالد ،تحقيق وتعليق :الأستاذ جعفر والأستاذ محمد الناصري ،طبع بدار الكتاب بالدا رالبيضاء بالمملكة المغربية سنة 1959م(1/3039)
7- بغية الوعاة في طبقة اللغويين والنحاة :جلال الدين السيوطي :تحقيق الدكتور محمد أبوالفضل دار الفكر ،الطبعة الثانية 1399هـ-1979م
8- التكملة لكتابالصلة :ابو عبدالله محمد بن الأبار طبعة روخس1987م
9- الحلة السيراء :أبو عبد محمدبن الأبار ،تحقيق :حسين مؤنس طبعة أولى بالقاهرة 1963
10- سيرأعلام النبلاء :شمس الدين الذهبي ،تحقيق :شعيب الأرناؤط ومحمد نعيم العرقسوسي ،مؤسسة الرسالة الطبعةالحادي عشر 1416هـ-1996م
11- شذرات الذهب في اخبار من ذهب لعبد الحي بن العماد الحنبلي ،متشورات دار الآفاق الجديدة بيروت دون تاريخ
12- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية :ابن مخلوف طبعة دارالفكر ،دون تاريخ
13- صلة الصلة :أبو الجعفر أحمد بن الزبير الغرناطي ، تحقيق الدكتور عبد السلام الهراس ،والأستاذ سعيد أعراب
14- طبقات المفسرين :جلال الدين السيوطي ،دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى بيروت 1403هـ-1983م
15- طبقات المفسرين :الداودي ،دار الكتب العلمية الطبعة الأولى بيروت 1403هـ-1983
16- غاية النهاية في طبقات القراء:ابن الجزري ،دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثالثة تشره براجستر 1402هـ-1982م
17- فوات الوفيات والذيل عليها :محمد بن شاكر الكتبي ،تحقيق الدكتور إحسان عباس ،دار صادر بيروت دون تاريخ
18- كشف الظنون عن أسامي تب الفنون:حاجي خليفة ،دار الفكر1402هـ-1982م
19- الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية ،والمعروف بطبقات المناوي الكبرى تحقيقالدكتور:عبد الحميد صالح حمدان المكتبة الازهرية للتراث ،د-ت
20- مرآة الجنان وعبرة اليقضان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان :عبدالله بن أسعد بن علي اليافعي ،دار الكتا ب الإسلامي الطبعة الثانية 1413هـ-1993م
21- المدارس الصوفية المغربية والأندلسية في القرن السادس الهجري :الدكتور عبد السلام الغرميني ،دار الرشاد الحديثة بالدار البيضاء1420هـ-2000م(1/3040)
22- مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم :أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زاده ،دار الكتب العلمية ،بيروت 1405هـ-1985م
23- معلمة المغرب :إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر نشر مطابع سلا،1411هـ-1991م
24- مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية :مراكش العدد2سنة 1995م
25- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة :يوسف بن تغري بردي ،دار الكتب العلمية بيروت ،1413هـ-1992م
26- هدية العارفين على أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون :إسماعيل باشا البغدادي ،دار الفكر 1402هـ-1982م
27- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان :ابن خلكان ،تحقيق الدكتور:إحسان عباس ،دار صادر،بيروت دون تاريخ
إعداد الباحث : أحمد صليح
منقول من أحد المواقع على الشبكة العالمية .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-13-2006, 06:16 PM
هل يعلم أحدٌ شيئاً عن هذا التفسير؟ هل حقق أو لا زال مخطوطاً؟
---
محمود الشنقيطي
06-13-2006, 07:56 PM
شكر الله سعيك أبا مجاهد وجزاك خيراً
لقد طرحت قبل أيام سؤالاً عن هذا المخطوط وغيره (أرجو أن تطلع عليه علك أن تفيدني) واجابني الأخ/ إبراهيم الحميضي بأن لديه قطعة منه وأنه اشترى منه نسختين خطيتين من تركيا ولم تصله ...
وفي مركز الملك فيصل بالرياض نسخة منه (لم أطلع عليها)..
ولا زلنا نتطلع إلى معرفة حاله هل تمت دراسته وتحقيقه أم لا؟؟
---
منصور مهران
06-13-2006, 08:19 PM(1/3041)
كثيرا ما يرد في كلامنا ( لا زال ) بقصد إفادة الاستمرار ؛ مثل : لا زال الكتاب مخطوطا ، وذلك مما يخالف نهج العربية ؛ لأن الفعل ( زال ) بصيغة الماضي إذا استعمل ناقصاً وسبقته (لا) ينصرف إلى الدعاء ، كقولنا : لا زلت ممتعا بالصحة والعافية ؛ فهذا دعاء لا غير ، والصواب في المثال الأول : لا يزال الكتاب مخطوطا ، أو ما زال الكتاب مخطوطا . فإذا جاء الفعل بصيغة المضارع صح دخول النفي بما أو لا لإفادة معنى الاستمرار بلا حرج ، وبالله التوفيق .
---
المنصور
06-14-2006, 11:24 AM
يرد تفسيره في فهارس المخطوطات باسم : الإرشاد
---
منصور مهران
06-14-2006, 05:14 PM
ما تفضل به أخي الأستاذ عبد الله المنصور ، هو ما درجت على نقله كتب الفهارس نقلا عن حاجي خليفة في ( كشف الظنون ) 1 / 69 - 70 ، وتبقى هنالك مشكلة التحقق من أن ( الإرشاد) يقصد به التفسير ، أو هو كتابه الآخر الذي جعله لاستخراج أحاديث صحيح مسلم من كتاب الله ، فكلا الكتابين يحمل اسم ( الإرشاد ) ، وقد يرى قوم أنهما كتاب واحد ، والمسألة تقتضي تأملا وتثبتا وهذان لن يكونا إلا بوجود المخطوطات بين أيدي الدارسين ، والله الموفق .
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:43 AM
أكرمكم الله
من أشهر القضايا التي تتداول عن ابن برجان استعماله لـ"علم الحرف"
وينسبون إليه "التنبؤ" بفتح القدس ، وأنه استخرج ذلك من قوله تعالى {الم* غلبت الروم....}
فهل هذا موجود حقيقة في تفسير ابن برجان؟؟؟
أم هو أمر ألصق به وهو منه بريء؟؟؟
أرجو أن يسعفنا أحد الإخوة الكرام في هذه المسألة بما يشفي الغليل
وبارك الله في الجميع
---
(1/3042)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري
---
استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري
---
المنصور
06-03-2003, 08:06 PM
استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري
هل تعرفون أحداً يعمل على تحقيقه ؟
وللفائدة : وكثير من العلماء لهم اجابات لهذه الأربعين
---
أبومجاهدالعبيدي
07-15-2004, 06:26 PM
يرفع بحثاً عن إجابة ، وخاصة من الدكتور أنمار
---
أمين الشنقيطي
11-18-2006, 03:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد هذا المخطوط الذي سأل عنه السائل
عنوانه أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات وأجوبتها،لأبي عبد الله محمد بن محمد بن الجزري، يوجد في
1- الظاهرية برقم/5987 .
2- نسخة ثانية في نفس المكتبة برقم5465. راجع فهرس الظاهرية1/301.
والله أعلم.
تنبيه:
أرجوا رجاء خاصا ممن له علاقة بهذه المكتبة أن يساعد الباحث في الحصول على النسختين لأهميتهما.
وأخيرا أرجوا أن يطلعنا الباحث على آخر ماجد لديه والله اعلم.
---
أمين الشنقيطي
11-18-2006, 03:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فموضوع الإجابة على الأسئلةفي المسائل المشكلات من الموضوعات الهامة في علم القراءات، نظرا لما يتعلق بهذه المسائل من تحرير لكثير من القراءات المتواترة،
ومن استخراج لمالايقرأ به من طرق الرواة المعروفين عن القراء العشرة خاصة،
وقد سعدت بحديث الباحث السابق وبحثه عن مخطوطة ابن الجزري،
وأحبّ أن أعلمه بأنني إن شاء الله بصدد تحقيق مخطوطة في نفس الأسئلة، وهي أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات للأسقاطي،أحمد بن عمر،ت 1159هـ،وهو مقرئ مصري من تلاميذ الشيخ سلطان المزاحي،الذي ألف في هذه الأسئلة أيضا،وكتابه مطبوع طبعتان، إحداهما تجارية،(1/3043)
كما أرجوا ممن له اطلاع على الكتب الاكترونية إطلاعي على فهرس به كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري . وله من الدعاء الخالص.
وفق الله الجميع.
---
الجكني
11-18-2006, 05:15 PM
آمل التأكد من "نقطة" مهمة وهي: من هو :أبو عبد الله محمد بن محمد بن الجزري هذا؟ هل هو المقريء المشهور ؟فإن كان فأي مصدر سماه بهذه الكنية؟؟
---
د. أنمار
11-19-2006, 12:17 AM
كما أرجوا ممن له اطلاع على الكتب الاكترونية إطلاعي على فهرس به كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري . وله من الدعاء الخالص.
وفق الله الجميع.
أخي الكريم إن كنت تقصد وجود نسخة غاية النهاية مفهرسة على الحاسب أو البحث فيها فالكتاب بكامله في مكتبة الوراق على الشبكة
http://www.alwaraq.net/
والاشتراك مجاني ثم تجده على الرابط
http://www.alwaraq.net/index2.htm?i=256&page=1
فإن دخلت في الكتاب فانقر على البحث أعلى الصفحة على اليمين
أو تحميل الكتاب من أحد الرابطين والبحث في ملف ورد
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/tbkat%20algra.zip
http://www.saaid.net/book/62.zip
---
د. أنمار
11-19-2006, 02:22 AM
يرفع بحثاً عن إجابة ، وخاصة من الدكتور أنمار
لم أتنبه لطلب الشيخ، ولعل الله ييسر ما فيه النفع
---
عمار
11-19-2006, 09:01 AM
ويوجد في :
3 - الأكاديمية الأوزبكية / طشقند
راجع " الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط " ، مؤسسة آل البيت ، علوم القرآن = مخطوطات القراءات :
ص 16
---
أمين الشنقيطي
11-19-2006, 10:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :وبعد:
فملاحظة الدكتور السالم وفقه الله لكل خير،في محلها والكتاب كما في فهرس الظاهرية لابن المقرئ الجزري،وليس لابن الجزري رأسا.
وفق الله الجميع،وجزى الله خيرا صاحب الرابط فقد وصلت إلى غاية النهاية ولله الحمد.
---
د. أنمار
11-20-2006, 12:35 AM(1/3044)
يرفع بحثاً عن إجابة ، وخاصة من الدكتور أنمار
هذه هي المنظومة المسماة بالألغاز الجزرية لشمس الملة والدين محمد بن محمد بن محمد المشهور بابن الجزري رضي الله عنه وما بين الأقواس مجرد محاولة لتصحيح ما بدا لي مشكلا
قال الإمام ابن الجزري في أولها بعد الحمدلة والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبعد فهذه أربعون مسألة من المسائل المشكلة نظمتها سؤالا لمشايخ البلاد ...إلى أن بدأ نظمه بقوله:
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها * حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
وبحرفها من كان للحرف راويا * ولكن إذا كان الدراية حصلا
ويفهم بالتيسير حل رموزها * وهذا هو الراقي إلى الرتب العلا
ومن مهد الطرق الصعاب بذيله * فأضحى له التمهيد في الدهر مكملا
وإن لاح في الألغاز أدني إشارة * أضاع بها عرفا ذكيا ومندلا
ونكرها من ليس في النقل كافيا وليس له تلخيص فكر فيعقلا
وليس له في الفن أدنى كفاية * وليس له إرشاد فهم فينقلا
ولي له في الفن تبصرة ولا*** لديه اقتصاد في المقال فيقبلا
ولم يدر في الإقراء إلا نعم كذا*** كما أنه في البحث لم يدر غير لا
وإذ قد أطلنا القول في غير قصدنا*** فنشرع في المقصود كي يتمثلا
لورش أتت را يفخمها بلا ***خلاف كذا الترقيق عن غيره اعتلا
وعنهم أتى قصر وبالمد كلهم ***وبالعكس قالون فكن متأملا
وثاني همزي كلمة كان ورشهم ***يحقق والبزي كان مسهلا
وعن قنبل تسهيلها في أماكن ***وقالون للتحقيق كان موصلا
وبالعكس تتلى عنهم في مواضع ***وحمزة في بعض المواضع سهلا
ولابن كثير حرف أدغمه وعن *** سواه أتى الإظهار فيه مكملا
وتسهيل ثاني الهمزتين بكلمة ***لشعبة والتحقيق لها الغير وصلا
وأين أتى حرف فأظهره أبو ***شعيب وباقيهم بالادغام نقلا
وأين ابن ذكوان يفارق ورشهم ***على المد بعد الهمز فيما تأصلا
وأين أتى مد رواه ابن عامر ***فقط وأبو عمرو يمد مطولا
ودونهما باقيهم لاق لعاصم ***فإدغام حرف قد تحرك وانجلا(1/3045)
وكم جاء عن حفص إمالة أحرف*** بخلف وليث كم أمال مقللا
وعن حمزة سكت بحرف لفارس*** ولم يك في وقف عليه لينقلا
وكذاك ابن غلبون ليس ساكتا ***
(كذاك ابن غلبون وليس بساكت) لدى لام تعريف يلي الهمز فاقبلا
وأين أتى سكت بحرف مسكن ***وما بعده همز لحمزة فاسألا
وأين أتى حرف صحيح مسكن ***وما بعده همز ولا سكت اقبلا
وأين أتى همز لمال لحمزة*** فقط لا على لكن العكس مجتلا (وللعكس مجتلا)
وأين أتى فتح الكسائي وحمزة*** لدى ألفات أصلها ياء انجلا
وأين أتى إثبات ياء زوائد ***بوقف لشخص وهو يحذف موصلا
وأين أتى حرف وفي الوسط ساكن*** يجوز به فتح وكسر لمن تلا
وللكل جاء السكت فيه كحمزة ***ومن بعده همز لبعض وقيل لا
وأين روى المكي مدا مطولا ***بمنفصل والقصر عن غيره جلا
وأين أتى خاءن أعجميا (؟) وقد ***تلاها بالادغام الذي عنه أصلا
وأين أتى إدغام حرف محرك*** لدى الوقف أو وصل عن السبعة الملا
كذاك لهم أظهار حرف مسكن*** لدى مثله من غير خلف قد انجلا
وأين أتى إجماعهم واختلافهم ***بحرف لدى وقف ووصل تكملا
فدونكم العقد الثمين منظما ***يصير به قعد اللآلي مفصلا
ومن بعده صلوا على أشرف الورى*** محمد الهادي إلى الخلق أرسلا
اهـ الرسالة ومحتواها مقدمة قصيرة جدا و 40 بيتا
ثم أجاب عنها كلها الإمام البقاعي وأنهى كتابه بنظم الأجوبة في 38 بيتا
===============================
وهذه القصيدة مع إجابات الشيخ البقاعي نثرا وشعرا طبعت عام 2005 بتحقيق جمال بن السيد بن رفاعي الشايب
وتقديم أ.د عبدالكريم إبراهيم صالح
طبعت في كتاب لطيف من 48 صفحة
من مطبوعات مكتبة أولاد الشيخ للتراث في مصر
واسم شرح البقاعي
"الأجوبة السرية عن الألغاز الجزرية"
---
د. أنمار
11-20-2006, 11:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3046)
ظهرت لي بعض الأخطاء الطباعية وأخرى في الوزن كأنها من النساخ، وبفضل الله أتممتها كلها مستعينا في بعضها بشيخنا الشيخ عبد الرحمن عيون السود الشاعر والمقرئ صاحب منظومة التغريد في علم التجويد ومنظومة أوجه حفص من طريق النشر بارك الله فيه، ولم أقرأ معه إلا مواضع الإشكال
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها = حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
ويعرفها من كان للحرف راويا = ولكن إذا كان الدراية حصلا
ويفهم بالتيسير حل رموزها = وهذا هو الراقي إلى الرتب العلا
ومن مهد الطرق الصعاب بذيله = فأضحى له التمهيد في الدهر مكملا
وإن لاح في الألغاز أدنى إشارة = أضاع بها عرفا ذكيا ومندلا
ونكرها من ليس في النقل كافيا= وليس له تلخيص فكر فيعقلا
وليس له في الفن أدنى كفاية = وليس له إرشاد فهم فينقلا
وليس له في الفن تبصرة ولا= لديه اقتصاد في المقال فيقبلا
ولم يدر في الإقراء إلا نعم كذا= كما أنه في البحث لم يدر غير لا
وإذ قد أطلنا القول في غير قصدنا= فنشرع في المقصود كي يتمثلا
لورش أتت راء يفخمها بلا =خلاف كذا الترقيق عن غيره اعتلا
وعنهم أتى قصر وبالمد كلهم =وبالعكس قالون فكن متأملا
وثاني همزي كلمة كان ورشهم =يحقق والبزي كان مسهلا
وعن قنبل تسهيلها في أماكن =وقالون للتحقيق كان موصلا
وبالعكس تتلى عنهم في مواضع =وحمزة في بعض المواضع سهلا
ولابن كثير حرف أدغمه وعن = سواه أتى الإظهار فيه مكملا
وتسهيل ثاني الهمزتين بكلمة =لشعبة والتحقيق (تحقيق أو حققها) لها الغير وصلا
وأين أتى حرف فأظهره أبو =شعيب وباقيهم بالادغام نقلا
وأين ابن ذكوان يفارق ورشهم =على المد بعد الهمز فيما تأصلا
وأين أتى مد رواه ابن عامر =فقط وأبو عمرو يمد مطولا
ودونهما باقيهم لاق لعاصم =فإدغام حرف قد تحرك وانجلا
وكم جاء عن حفص إمالة أحرف= بخلف وليث كم أمال مقللا
وعن حمزة سكت بحرف لفارس= ولم يك في وقف عليه لينقلا
وكذاك ابن غلبون ليس ساكتا(1/3047)
(كذاك ابن غلبون وليس بساكت)= لدى لام تعريف يلي الهمز فاقبلا
وأين أتى سكت بحرف مسكن =وما بعده همز لحمزة فاسألا
وأين أتى حرف صحيح مسكن =وما بعده همز ولا سكت اقبلا
وأين أتى همز لمال لحمزة= فقط لا على لكن العكس (وللعكس أو وبالعكس ) مجتلا
وأين أتى فتح الكسائي وحمزة= لدى ألفات أصلها ياء انجلا
وأين أتى إثبات ياء زوائد =بوقف لشخص وهو يحذف موصلا
وأين أتى حرف وفي الوسط ساكن= يجوز به فتح وكسر لمن تلا
وللكل جاء السكت فيه كحمزة =ومن بعده همز لبعض وقيل لا
وأين روى المكي مدا مطولا =بمنفصل والقصر عن غيره جلا
وأين أتى خاءن أعجميا وقد(معجمتان قد) =تلاها بالادغام الذي عنه أصلا
وأين أتى إدغام حرف محرك= لدى الوقف أو وصل عن السبعة الملا
كذاك لهم أظهار حرف مسكن= لدى مثله من غير خلف قد انجلا
وأين أتى إجماعهم واختلافهم =بحرف لدى وقف ووصل تكملا
فدونكم العقد الثمين منظما =يصير به عقد اللآلي مفصلا
ومن بعده صلوا على أشرف الورى= محمد الهادي إلى الخلق أرسلا
---
أمين الشنقيطي
11-21-2006, 01:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:وبعد:
أخي الدكتور أنمار : أرجوا الإفادة عن الفرق بين هذه المنظومة أعلاه ، وبين المنظومة التي ذكر الدكتور السالم بأنه وقف عليها في مكتبة الملك فهد،ووجد أنها الأسئلة التبريزية الواردة إلى ابن الجزري.
وجزاكم الله خيراً على جهدكم الرائع.
وفق الله الجميع.
---
المنصور
11-21-2006, 09:07 AM
الحمد لله تعالى .
وجزى الله الدكتور أنمار خير الجزاء ووفقه لكل خير ،،
---
د. أنمار
11-22-2006, 02:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:وبعد:
أخي الدكتور أنمار : أرجوا الإفادة عن الفرق بين هذه المنظومة أعلاه ، وبين المنظومة التي ذكر الدكتور السالم بأنه وقف عليها في مكتبة الملك فهد،ووجد أنها الأسئلة التبريزية الواردة إلى ابن الجزري.
وجزاكم الله خيراً على جهدكم الرائع.
وفق الله الجميع.
سيدي الدكتور أمين:(1/3048)
أشكر لكم حسن ظنكم بالفقير إلى الله تعالى،
الفرق بين المنظومة أعلاه وبين المسائل التبريزية
أن الأولى أسئلة والثانية أجوبة.
فالألغاز الجزرية كما صرح في مقدمة المنظومة (نثرا) أنها عبارة عن 40 مسألة من الألغاز امتحن فيها ابن الجزري مشايخ البلاد من شرقها إلى غربها، متأسيا بالشيخ الحصري أبي الحسن حين سأل مشايخ المغرب
فقال
سألتكم يا مقرئ الغرب كله
فقام ابن الجزري بسؤال أهل المغرب والمشرق، فظهر عجز الكثيرين من الأدعياء، حتى تصدى لها الإمام البقاعي فأجاب عن الأسئلة في 7 أيام كما ذكر في شرحه المسمى الأجوبة السرية.
أما المسائل التبريزية فلعلها أوّل تدوين في التحريرات على وجه التقريب ، بشكل مستقل ،فجلّها في التحريرات - كما ذكر الشيخ الجكني- فقد ردّ فيها عن بعض مسائل التحريرات وغيرها، ومن نظمه في اجتماع البدل وذات الياء قال رحمه الله تعالى :
كآتي لورش افتح بمدّ وقصره..........وقلّل مع التوسيط والمدِّ مُكمّلاَ
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسّطن.....وقصْرٌ مع التقليل لم يكُ للملاَ
اهـ
وقال الشيخ الضباع في الجوهر المكنون في رواية قالون وهو شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا من طريق حرز الأماني (الشاطبية) ما نصه:
( فائدة ) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
اهـ(1/3049)
فها أنت ترى أنها في الدرجة الأولى أجوبة وإيضاحات متعلقة بالتحريرات، بينما الألغاز مسائل صعبة تركها بدون إجابات، حتى ادعى بعضهم أن الناظم قال عنها : (إنه ليس لهذه الأسئلة حقيقة وإنما نظمتها لغرض من الأغراض) وليس هذا بصحيح بدليل إجابة الإمام البقاعي عنها كلها مسألة مسألة.
وقد وعدني بعض من أفضاله علي لا تحصى أن يمدني بنسخة من المسائل التبريزية، فإن فعل نقلتها أو ما تيسر منها.
======================================
تنبيه:
وقع الشيخ أحمد مفلح القضاة في وهم بقوله: أن ألغاز ابن الجزري همزية في القراءة مع أنه ذكر البيت الأول :
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها * حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
ص 48 من مقدمته في تحقيق تحبير التيسير
فأنت ترى أنها لامية لا همزية،
وقد تقدم عنده ص 47 في سرد مؤلفات ابن الجزري رقم 2
"الأربعون مسألة في القراءات وهي لامية في واحد وأربعين بيتا تحتوي على أربعين مسألة في معضلات القراءات. يوجد منها عدة نسخ في دار الكتب الظاهرية بدمشق
ر: فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم القرآن الكريم) 1/105 ، 139 ، 171
ر: دائرة المعارف الإسلامية 1/119
اهـ
==================================================
تتمة
لإكمال نص رسالة ابن الجزري نقلا عن البقاعي، أضف قبلها ما يلي:
ورد في شهر صفر من سنة تسع وستين وثماني مائة على قراء القاهرة سؤال عن ألغاز رمزها شيخنا علامة القراءة في زمانه شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري الدمشقي الشافعي نزيل بلاد الروم ثم العجم وهي أنه قال:
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وحسبنا الله وكفى وبعد
فهذه أربعون مسألة من المسائل المشكلة نظمتها سؤالا لمشايخ البلاد من العناد، سلكت بها أحسن المسالك لموجب دعائي إلى ذلك، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان، وفي الميدان تظهر الفرسان. شعر
إذا اشتبكت دموع في خدوده *** تبين من بكى ممن تباكى(1/3050)
ولله در الخاقاني حيث قال:
فما كل من يتلو الكتاب يقيمه *** ولا كل من في الناس يقريهم مقري
ونحن لنا أسوة بالإمام أبي الحسن الحصري حيث قال من نحو ثلاثمائة سنة:
سألتكم يا مقرئ الغرب كله
وبين السؤالين من الفرق كما بين القدم والعزق فلذلك قلنا:
سألتكم يا مقرئ الأرض كلها *** حروفا أتت في الذكر للسبعة الملا
وبحرفها (ويعرفها) من كان للحرف راويا *** ولكن إذا كان الدراية حصلا
ويفهم بالتيسير حل رموزها *** وهذا هو الراقي إلى الرتب العلا
ومن مهد الطرق الصعاب بذيله *** فأضحى له التمهيد في الدهر مكملا
وإن لاح في الألغاز أدنى إشارة *** أضاع بها عرفا ذكيا ومندلا
ونكرها من ليس في النقل كافيا*** وليس له تلخيص فكر فيعقلا
وليس له في الفن أدنى كفاية *** وليس له إرشاد فهم فينقلا
وليس له في الفن تبصرة ولا*** لديه اقتصاد في المقال فيقبلا
ولم يدر في الإقراء إلا نعم كذا*** كما أنه في البحث لم يدر غير لا
وإذ قد أطلنا القول في غير قصدنا*** فنشرع في المقصود كي يتمثلا
لورش أتت راء يفخمها بلا ***خلاف كذا الترقيق عن غيره اعتلا
وعنهم أتى قصر وبالمد كلهم ***وبالعكس قالون فكن متأملا
وثاني همزي كلمة كان ورشهم ***يحقق والبزي كان مسهلا
وعن قنبل تسهيلها في أماكن ***وقالون للتحقيق كان موصلا
وبالعكس تتلى عنهم في مواضع ***وحمزة في بعض المواضع سهلا
ولابن كثير حرف أدغمه وعن *** سواه أتى الإظهار فيه مكملا
وتسهيل ثاني الهمزتين بكلمة ***لشعبة والتحقيق يروي فتى العلا
وقد أجمعوا في الفصل بينهما لدى اتـ***فاق وأيضا في اختلاف توصلا
وتسهيل ثان فيهما لهشامهم *** فقط وبتحقيق لها الغير وصلا
وأين أتى حرف فأظهره أبو ***شعيب وباقيهم بالادغام نقلا
وأين ابن ذكوان يفارق ورشهم ***على المد بعد الهمز فيما تأصلا
وأين أتى مد رواه ابن عامر ***فقط وأبو عمرو يمد مطولا
ودونهما باقيهم لاق لعاصم ***فإدغام حرف قد تحرك وانجلا(1/3051)
وكم جاء عن حفص إمالة أحرف*** بخلف وليث كم أمال مقللا
وعن حمزة سكت بحرف لفارس*** ولم يك في وقف عليه لينقلا
وكذاك ابن غلبون ليس ساكتا
(كذاك ابن غلبون وليس بساكت)*** لدى لام تعريف يلي الهمز فاقبلا
وأين أتى سكت بحرف مسكن ***وما بعده همز لحمزة فاسألا
وأين أتى حرف صحيح مسكن ***وما بعده همز ولا سكت اقبلا
وأين أتى همز لمال لحمزة*** فقط لا على لكن العكس (وللعكس أو وبالعكس ) مجتلا
وأين أتى فتح الكسائي وحمزة*** لدى ألفات أصلها ياء انجلا
وأين أتى إثبات ياء زوائد ***بوقف لشخص وهو يحذف موصلا
وأين أتى حرف وفي الوسط ساكن*** يجوز به فتح وكسر لمن تلا
وللكل جاء السكت فيه كحمزة ***ومن بعده همز لبعض وقيل لا
وأين روى المكي مدا مطولا ***بمنفصل والقصر عن غيره جلا
وأين أتى خاءن أعجميا وقد(معجمتان قد) ***تلاها بالادغام الذي عنه أصلا
وأين أتى إدغام حرف محرك*** لدى الوقف أو وصل عن السبعة الملا
كذاك لهم أظهار حرف مسكن*** لدى مثله من غير خلف قد انجلا
وأين أتى إجماعهم واختلافهم ***بحرف لدى وقف ووصل تكملا
فدونكم العقد الثمين منظما ***يصير به عقد اللآلي مفصلا
ومن بعده صلوا على أشرف الورى*** محمد الهادي إلى الخلق أرسلا
----------------------------
ملاحظة كان قد سقط البيت السادس عشر والسابع عشر فيما سبق ولم أستطع استدراك ذلك أو حذف النسخة الخطأ
---
أمين الشنقيطي
11-23-2006, 09:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
أريد من شخصكم الكريم إبداء الرأي في الفرق بين المسائل التبريزية،وكتاب مسائل في القراءات، كلاهما لابن الجزري،
فعندي إشكال هو:
أنّ من نسب مخطوطة (( ألغاز وأربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات،التي أولها سألتكم يامقرئي...)، نسبها وهماً لـ(ابن الجزري صاحب النشر) وهو وهم، كما قررنا أعلاه من أن النسبة هي لابنه محمد وليست له رأسا،(1/3052)
وهذا قد وهم فيه كذلك مؤلف كتاب (( فهرس مؤلفات ابن الجزري، ومن ترجم له)،
وعليه فالسؤال هو أين؟ وماهي هذه (الأجوبة المسائل التبريزية) التي ذكرتم أنّ المتولي نقل عن الشيخ سلطان منها؟
علماً بأنّ فهرس مؤلفات ابن الجزري ذكر له ص /33، كتابا في (( مسائل القراءات)،فهل هو أجوبة المسائل التبريزية أم لا؟
وفق الله الجميع
---
د. أنمار
11-24-2006, 01:58 AM
أما هذه القصيدة التي أولها سألتكم والتي سقتها بكاملها فقطعا هي الألغاز التي امتحن بها ابن الجزري علماء القراءات في عصره، وهي للعلامة شيخ القراء في عصره ابن الجزري نفسه لا ابنه.
والأدلة على ذلك كثيرة وواضحة، من أهمها محتواها فلا يصدر مثلها إلا عن ابن الجزري
ثانيا: قول البقاعي في أجوبته ص 19 ...سؤال عن ألغاز رمزها شيخنا علامة القراء في زمانه شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري الدمشقي الشافعي نزيل بلاد الروم ثم العجم .
ثالثا: قول البقاعي ص 28 ... وأكثر استعماله في طيبته. وذلك عند شرحه لقول الناظم (أضاع بها) في عجز البيت الخامس.
=========================
أما الأجوبة التبريزية المنظومة فهي كما أسلفنا غير الألغاز قولا واحدا، وعزاها إليه المزاحي، ولابد من النظر إلى مضمونها قبل الحكم النهائي عليها. وبالنسبة لقولكم أنها لأبي عبد الله محمد بن محمد بن الجزري
فليس في ذلك نفي ولا إثبات.
فمحمد بن محمد ....
ابن من؟
وممكن أن يكون نسبه لجده الأشهر مباشرة
وقولك هو ابن العلامة لأنه قال (لأبي عبد الله) فما بين يدي الآن يشير إلى أن لابن الجزري ولدين باسم محمد لم أر في كنية أي منهما (أبا عبد الله)
أحدهما يكنى بأبي الفتح ومات سنة 814 في حياة أبيه بالطاعون (غاية النهاية2/ 251 )
والثاني يكنى بأبي الخير وقد وصحب أبيه إلى شيراز وغيرها وأخذ علما جما عن أبيه (غاية النهاية 2/252)(1/3053)
وبقية أبنائه الذكور: أبو بكر أحمد ، و أبو البقاء إسماعيل، وأبو الفضل إسحق
وأبو بكر أحمد هو صاحب التآليف كشرح الطيبة والمقدمة ومقدمة علوم الحديث ولم تذكر تآليف للآخرين في هذه المواطن(غاية 1/129)
=======================
فلعلها إضافة من المفهرسين، أو النساخ فأي محمد يلقب بأبي عبد الله، كأي علي يلقب بأبي الحسن ...إلخ
---
الجكني
11-24-2006, 07:41 AM
أخي د/أنمار وأخي د/أمين حفظكما الله تعالى :
لكاتب هذه الحروف مشاركة في بحثكم هذا ،أمل التكرم بقراءتها وهي بعنوان :"هذا ليس من النشر" في هذا الملتقى 0
---
أمين الشنقيطي
11-25-2006, 08:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبعد قراءة في البحث الماتع الذي وجده الدكتور السالم جزاه الله خيراً،ملحقاً مع أحد نسخ النشر الثمانية،
وجدت أنه بحث لايخرج عن أن يكون لأحد تلاميذ ابن الجزري، وقد كُتِب هذا الملحق ونسخة النشر بعيدة من الناسخ، أو أنّ شيخه ابن الجزري قد توفي،فقد كان يفتش فلايجد مراجع يوثق منها يقول مثلا: وقد قرأنا به .. ولم نظفر به لأن أكثر الكتب لم يكن عندنا حاضرا،وقال أيضا ولم يكن الكتابان عندي حتى أفتش،/9ويقول عن الإعلان ولم يكن عندي فأكشفه،/9،
وعليه فأقول: الكتاب يمتاز بكونه في تحريرات ورش من طريق الأزرق في أكثر مسائله،وأضيف إليه في آخره طريق الأصبهاني،خاصة وكان ينبغي أن يكون اسم الكتاب(( رسالة لبعض المتقدمين في تحرير رواية ورش من طريقيه))، يمتاز الملحق بكونه يسير على نهج ابن الجزري،وهو النهج الذي ساد بعد ذلك فيما يسمى بمؤلفات التحريرات المعروفة في قائمة المطبوعات والمخطوطات.
لكن السؤال حقيقة يظل قائما في أمور:
1- من هو هذا المؤلف الذي هو دون شك تلميذ ابن الجزري؟هل هو ناسخ النشر أم غيره؟(1/3054)
2- هل عثر الباحث الدكتور السالم عليه ملحقا مع النشر، وكان ذلك من صنيع الناسخ ،أم ألحق مع النشر بعد ذلك، وسبب هذا السؤال أن كتاب ((فهرس مؤلفات ابن الجزري)) لم يذكر نسخة في مكتبة الحرم المكي فلعله بعد حصول المكتبة على هذه النسخة أضافته كملحق إلى النشر؟
بعد هذه الإحالة القيمة من الدكتور السالم، أطرح على الدكتور أنمار وفقه الله مسألة (الألغاز)،و(الأجوبة)،وأرجوا أن يمتعنا بمطالعات جديدةفيهما وعن مكان وجود (المسائل التبريزية)؟، ولعل الدكتور السالم يفيدنا عن الكتاب الذي وقف عليه في مكتبة الملك فهد رحمه الله، فهو بذلك خبير.
وفق الله الجميع.
---
أمين الشنقيطي
11-26-2006, 10:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
فأرجوامن أخوي الكريمين الدكتور أنمار والدكتور السالم، مطالعة ملاحظات حول ملحق الذي النشر الذي وجده الدكتور السالم، وقد وضعتها في قائمة الملتقى، وآسف على هذا الانتقال ،لكن وجدت من باب التنبيه وضعها في القائمة، ثمّ الإحالة عليها،من هنا.
والله الموفق
---
أمين الشنقيطي
12-03-2006, 10:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد ثبت من خلال مطالعة في عدد من معاجم المصنفات والفهارس،
أن ابن الجزري المقرئ الأب هو صاحب الأربعين مسألة ،وليس كما علقت المكتبة الظاهرية في فهرسها بأنه لابن المقرئ،
فقد شرح هذه الأربعين البقاعي ،
والطيبي . كما في فهرس القراءات - الجامعة الإسلامية. 22،22
وذكر الفهرس الشامل : أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات وأجوبتها له وله ثلاث نسخ./1/328،1/331
وذكر لها ردا للطيبي.
وفرق بين الأجوبة والألغاز ، فهذه شرحها البقاعي بعنوان الأجوبة السرية.والطيبي بعنوان الألغاز الجزرية والأجوبة عليها وللرملي كذلك رد عليها،المصدر السابق.
وفي معجم الدراسات القرآنية :
أرجوزة تشتمل على أربعين سؤالا في مشكلات القرآن ،
وأرجوزة في الرد على ألغاز ابن الجزري للرملي /493(1/3055)
بعد هذا كله لايمكن القول بأن الأجوبة لابن الجزري (ابن المقرئ).
أخيراً : هناك سؤال محير جداً؟ اين فهرس يذكر عنوانا لهذه الأربعين،أو الألغاز ويسميها (المسائل التبريزية)؟
هناك تعليقات في بعض كتب القراءات تذكر هذا الاسم ولكن أين هو في الفهارس؟ الله أعلم.
---
(1/3056)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للتحميل
---
بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للتحميل
---
مسك
03-02-2006, 07:05 AM
اسم الكتاب : بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار
اسم المؤلف : محمد بن إبراهيم الكلاباذي
نبذة عن الكتاب :
أورد المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب أحاديث متعددة تتعلق بالقلوب والرقاق، وكان من طريقته في الكتاب:
1- أنه كان يورد الحديث بسنده ثم يتبعه بالتعليق والشرح والبيان.
2- لم يلتزم الصحة في الأحاديث التي يوردها؛ بل أورد الصحيح والحسن والضعيف.
3- لم يتعقب الأحاديث التي أوردها بالكلام على الأحاديث تصحيحا وتضعيفا؛ بل أوردها وسكت عنها.
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=2315)
---
(1/3057)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > القرآن وأميّة بن أبى الصلت: أيهما أخذ من الآخر؟
---
القرآن وأميّة بن أبى الصلت: أيهما أخذ من الآخر؟
---
د.إبراهيم عوض
05-05-2005, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أمية بن أبى الصلت شاعر مخضرم من قبيلة ثقيف، التى كانت تسكن الطائف. وكان أبوه أيضا شاعرا، كما كانت له أخت تُسَمَّى: "الفارعة"، وبنتان وعدة أبناء بعضهم شعراء، وأخٌ اسمه "هذيل" أُسِر وقُتِل مشركا فى حصار الطائف. وهو من الحنفاء الذين ثاروا على عبادة الأصنام وآمنوا بالله الواحد واليوم الآخر، وأزعجهم التردِّى الخلقى الذى كان شائعا فى الجزيرة العربية، وتطلعوا إلى نبى يُبْعَث من بين العرب، بل إنه هو بالذات كان يرجو أن يكون ذلك النبى. وكان أمية يخالط رجال الدين ويقرأ كتبهم ويقتبس منها فى أشعاره. وكان رجل أسفار وتجارة، كما كان يمدح بعض كبار القوم كعبد الله بن جدعان وينال عطاياهم وينادمهم على الخمر، وإن قيل إنه قد حرَّمها بعد ذلك على نفسه. وتُجْمِع المصادر على أنه مات كافرا حَسَدًا منه وبَغْيًا، إذ ما إن بلغه مبعث النبى محمد حتى ترك الطائف فارًّا إلى اليمن ومعه بنتاه اللتان تركهما هناك، وأخذ يجول فى أرجاء الجزيرة ما بين اليمن والبحرين ومكة والشام والمدينة والطائف. وتذكر لنا الروايات مع ذلك أنه وفد على النبى ذات مرة وهو لا يزال فى أم القرى واستمع منه إلى سورة "يس" وأبدى تصديقه به مؤكدا لمن سأله من المشركين أنه على الحق. بَيْدَ أن حقده الدفين منعه من أن يعلن دخوله فى الإسلام رسميا وبصورة نهائية رغم أنه، كما جاء فى إحدى الروايات، كان قد اعتزم أن يذهب إلى المدينة للقاء الرسول مرة أخرى وإعلان دخوله فى الدين الجديد، لكن الكفار خذّلوه وأثاروا نار حقده على محمد من خلال تذكيره بأنه قتل أقاربه فى بدر ورماهم فى القليب، فما كان منه إلا أن(1/3058)
عاد أدراجه بعد أن شقّ هدومه وبكى وعقر ناقته مثلما يصنع الجاهليون. ثم لم يكتف بهذا، بل رثى هؤلاء القتلى وأخذ يحرض المشركين على الثأر لهم منضمًّا بذلك إلى جبهة الشرك والوثنية ضد الإسلام، وظل هكذا حتى لقى حتفه على خلاف فى السنة التى مات فيها ما بين الثانية للهجرة إلى التاسعة منها قبل فتح النبى الطائف بقليل، وهو الأرجح (شعراء النصرانية قبل الإسلام/ ط2/ دار المشرق/ بيروت/219 وما بعدها، ود. جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ ط2/ دار العلم للملايين/ 1978م/ 6/ 478- 500، وبهجة عبد الغفور الحديثى/ أمية بن أبى الصلت- حياته وشعره/ مطبوعات وزارة الإعلام/ بغداد/ 1975م/ 46 فصاعدا. وله تراجم فى "طبقات الشعراء"، و"الشعر والشعراء"، و"الأغانى" وغيرها).
ولأمية ديوان شعر يختلط فيه الشعر الصحيح النسبة له بالشعر المنسوب له ولغيره بالشعر الذى لا يبعث على الاطمئنان إلى أنه من نظمه، وهذا القسم الأخير هو الغالب. وأكثر شعر الديوان فى المسائل الدينية: تأمّلاً فى الكون ودلالته على ربوبية الله، ووصفًا للملائكة وعكوفهم على تسبيح ربهم والعمل على مرضاته، وإخبارًا عن اليوم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب، وحكايةً لقصص الأنبياء مع أقوامهم، إلى جانب أشعاره فى مدح عبد الله بن جدعان والفخر بنفسه وقبيلته وما إلى ذلك. ومن الشعر الدينى المنسو ب إليه ما يقترب اقترابا شديدا من القرآن الكريم معنًى ولفظًا وكأننا بإزاء شاعرٍ وَضَع القرآنَ بين يديه وجَهَدَ فى نظم آياته شعرا. ومن هذه الأشعار الشواهد التالية:
لك الحمد والنعماء والمُلْك ربنا= فلا شىء أعلى منك جَدًّا وأَمْجَدُ
مليكٌ على عرش السماء مهيمنٌ = لعزّته تَعْنُو الجباه وتسجدُ
مليك السماوات الشِّدَاد وأرضها = وليس بشىء فوقنا يتأودُ
تسبِّحه الطير الكوامن فى الخفا = وإذ هى فى جو السماء تَصَعَّدُ
ومن خوف ربى سبّح الرعدُ حمده= وسبّحه الأشجار والوحش أُبَّدُ(1/3059)
من الحقد نيران العداوة بيننا = لأن قال ربى للملائكة: اسجدوا
لآدم لمّا كمّل الله خلقه = فخَرُّوا له طوعًا سجودا وكدّدوا
وقال عَدُوُّ الله للكِبْر والشَّقا: =لطينٍ على نار السموم فسوَّدوا
فأَخْرَجَه العصيان من خير منزلٍ = فذاك الذى فى سالف الدهر يحقدُ
* * *
ويوم موعدهم أن يُحْشَروا زُمَرًا = يوم التغابن إذ لاينفع الحَذَرُ
مستوسقين مع الداعى كأنهمو = رِجْل الجراد زفتْه الريح تنتشرُ
وأُبْرِزوا بصعيدٍ مستوٍ جُرُزٍ = وأُنْزِل العرش والميزان والزُّبُرُ
وحوسبوا بالذى لم يُحْصِه أحدٌ = منهم، وفى مثل ذاك اليوم مُعْتبَرُ
فمنهمو فَرِحُ راضٍ بمبعثه = وآخرون عَصَوْا، مأواهم السَّقَرُ
يقول خُزّانها: ما كان عندكمو؟ = ألم يكن جاءكم من ربكم نُذُرُ؟
قالوا: بلى، فأطعنا سادةً بَطِروا = وغرَّنا طولُ هذا العيشِ والعُمُرُ
قالوا: امكثوا فى عذاب الله، ما لكمو= إلا السلاسل والأغلال والسُّعُرُ
فذاك محبسهم لا يبرحون به = طول المقام، وإن ضجّوا وإن صبروا
وآخرون على الأعراف قد طمعوا = بجنةٍ حفّها الرُّمّان والخُضَرُ
يُسْقَوْن فيها بكأسٍ لذةٍ أُنُفٍ = صفراء لا ثرقبٌ فيها ولا سَكَرُ
مِزاجها سلسبيلُ ماؤها غَدِقٌ = عذب المذاقة لا مِلْحٌ ولا كدرُ
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها = ولا البصير كأعمى ما له بَصَرُ
فاسْتَخْبِرِ الناسَ عما أنت جاهلهُ = إذا عَمِيتَ، فقد يجلو العمى الخبرُ
كأَيِّنْ خلتْ فيهمو من أمّةٍ ظَلَمَتْ = قد كان جاءهمو من قبلهم نُذُرُ
فصدِّقوا بلقاء الله ربِّكمو = ولا يصُدَّنَّكم عن ذكره البَطَرُ
* * *
قال: ربى، إنى دعوتك فى ا لفـ=ــجر، فاصْلِحْ علىَّ اعتمالى
إننى زاردُ الحديد على النـ=ــاس دروعًا سوابغ الأذيالِ
لا أرى من يُعِينُنِى فى حياتى = غير نفسى إلا بنى إسْرالِ(1/3060)
وقد ظنت طوائف المبشرين ممن فقدوا رشدهم وحياءهم أن بمستطاعهم الإجلاب على الإسلام ورسوله وكتابه بالباطل فأخذوا يزعمون أن القرآن مسروق من شعر أمية بن أبى الصلت لهذه المشابهات. والواقع أن عددا من كبار دارسى الأدب الجاهلى، من المستشرقين قبل العرب والمسلمين، قد رَأَوْا عكس هذا الذى يزعمه المبشرون، إذ قالوا بأن هذه الأشعار التى تُنْسَب لأمية مما يتشابه مع ما ورد فى القرآن عن خلق الكون والسماوات والأرض، وعن العالم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب وجنة ونار، وعن الأنبياء السابقين وأقوامهم وما إلى ذلك، هى أشعار منحولة عليه. قال ذلك على سبيل المثال تور أندريه وبروكلمان وبراو من المستشرقين، ود. طه حسين والشيخ محمد عرفة ود.عمر فروخ ود.شوقى ضيف ود. جواد على وبهجة الحديثى من العلماء العرب، وإن كان من المستشرقين مع ذلك من يدعى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أخذ بعض قرآنه من شعر هذا المتحنّف كالمستشرق الفرنسى كليمان هوار، ومنهم من قال إن الرسول وورقة قد استمدا كلاهما من مصدر واحد.(1/3061)
وإلى القارئ تفصيلا بهذا: فالمستشرق الألمانى كارل بروكلمان يؤكد أن أكثر ما يُرْوَى من شعر أمية هو فى الواقع منحول عليه، ماعدا مرثيته فى قتلى المشركين ببدر، وأنه إذا كان كليمن هوار المستشرق الفرنسى قد زعم أن شعره كان مصدرا من مصادر القرآن، فإن الحق ما قال تور أندريه من أن الأشعار التى نظر إليها هوار فى اتهامه هذا إنما هى نَظْمٌ جَمَع القُصَّاصُ فيه ما استخرجه المفسرون من مواد القصص القرآنى، وأن هذه الأشعار لا بد أن تكون قد نُحِلَتْ لأمية منذ عهد مبكر لا يتجاوز القرن الأول للهجرة، فقد سماه الأصمعى: "شاعر الآخرة"، كما أراد محمد بن داود الأنطاكى أن يفتتح القسم الثانى فى الدِّينِيّات من كتابه "الزهرة" بأشعار أمية (كارل بروكلمان/ تاريخ الأدب العربى/ ترجمة د. عبد الحليم النجار/ ط4/ دار المعارف/ 1/ 113). يريد بروكلمان أن يقول: لولا أنه كان هناك شعر يدور حول الموضوعات الدينية التى ذكرناها قبلا منسوب لأمية منذ ذلك الوقت المبكر لما أطلق عليه الأصمعى هذه التسمية ولما فكر الأنطاكى أن يورد له أشعارا دينية فى كتابه المذكور. ويقول المستشرق براو كاتب مادة "أمية بن أبى الصلت" بالطبعة الأولى من "دائرة المعارف الإسلامية"، تعليقا على اتهام هوار للقرآن بأنه قد استمد بعض مواده من أشعار أمية، إن صحة القصائد المنسوبة لهذا الشاعر أمر مشكوك فيه، شأنها شأن أشعار الجاهليين بوجه عام، وإن القول بأن محمدا قد اقتبس شيئا من قصائد أمية هو زعم بعيد الاحتمال لسبب بسيط، هو أن أمية كان على معرفة أوسع بالأساطير التى نحن بصددها، كما كانت أساطيره تختلف فى تفصيلاتها عما ورد فى القرآن. ثم أضاف أنه، وإن استبعد أن يكون أمية قد اقتبس شيئا من القرآن، لا يرى ذلك أمرا مستحيلا. وهو يعلل التشابه بين أشعار أمية وما جاء فى القرآن الكريم بالقول بأنه قد انتشرت فى أيام البعثة وقبلها بقليل نزعات فكرية شبيهة بآراء الحنفاء استهوت(1/3062)
الكثيرين من أهل المدن كمكّة والطائف، وغذّتها ونشّطتها كلٌّ من تفاسير اليهود للتوراة وأساطير المسلمين. ثم يخبرنا براو بما توصَّل إليه تور أندريه من أنه ليس فى قصائد أمية الدينية ما هو صحيح النسبة إليه، وأن هذا اللون من شعره هو من انتحال المفسرين (دائرة المعارف الإسلامية/ الترجمة العربية/ 4/ 463- 464).
وعند طه حسين أن "هذا الشعر الذى يضاف إلى أمية بن أبى الصلت وإلى غيره من المتحنفين الذين عاصروا النبى (صلى الله عليه وسلم) وجاؤوا قبله إنما نُحِلَ نَحْلاً. نحله المسلمون ليثبتوا أن للإسلام قُدْمَةً وسابقةً فى البلاد" (فى الأدب الجاهلى/ دار المعارف/ 1958م/ 145). ويرى الشيخ محمد عرفة أنه لو كانت هناك مشابهةٌ فعلا بين شعر أمية والقرآن الكريم لقال المشركون، الذين تحداهم الرسول بأن يأتوا بآية من مثله، إن أمية قد سبق أن قال فى شعره ما أورده هو فى القرآن زاعمًا أنه من لدن الله. لكنهم لم يقولوا هذا، بل اتهموه بأنه إنما يعلّمه عبد أعجمى فى مكة. كذلك يؤكد أن شعر أمية لا يشبه فى نسيجه شعر الجاهلية القوى المحكم، إذ هو شعر بيِّن الصنعة والضعف على غرار شعر المولَّدين. ومن هنا كان هذا الشعر المنسوب لذلك المتحنف الطائفى هو شعر منحول عليه ومنسوب زورا إليه (من تعليق الشيخ محمد عرفة على مادة "أمية بن أبى الصلت" فى "دائرة المعارف الإسلامية"/ 4/ 465).(1/3063)
أما د. عمر فروخ فيؤكد أن القسم الأوفر من شعر أمية قد ضاع، وأنه لم يثبت له على سبيل القطع سوى قصيدته فى رثاء قتلى بدر من المشركين. وبالمثل نراه يؤكد أن كثيرا من الشعر الدينى المنسوب لذلك الشاعر هو شعر ضعيف النسج لا رونق له (د.عمر فروخ/ تاريخ الأدب العربى/ ط5/ دار العلم للملايين/ 1948م/ 1/ 217- 218). ويرى د. شوقى ضيف أن المعانى التى يتضمنها شعر أمية مستمدة من القرآن بصورة واضحة، إلا أنه لا يرتب على ذلك أن يكون أمية قد تأثر بالقرآن، بل يؤكد أن الشعر الذى يحمل اسمه هو شعر ركيك مصنوعٌ نَظَمَه بعضُ القُصّاص والوُعّاظ فى عصور متأخرة عن الجاهلية. وردًّا على دعوى هوار بأن القرآن قد استمد بعض مادته من أشعار أمية يقول الأستاذ الدكتور إن ذلك المستشرق لا علم له بالعربية وأساليب الجاهليين، وإلا لتبين له أنها أشعار منحولةٌ بيِّنة النحل، ولما وقع فى هذا الحكم الخاطئ (د. شوقى ضيف/ العصر الجاهلى/ ط10/ دار المعارف/ 395- 396).(1/3064)
ويؤكد د. جواد على فى كتابه "المفصل فى تاريخ العرب" أن بعض أشعار أمية الدينية مدسوسة عليه، ومن ثَمّ لا يمكن أن يكون أميّة قد اقتبس شيئا من القرآن، وإلا لقام النبى عليه الصلاة والسلام والمسلمون بفضحه. وعلى هذا فهو أيضا يرى أن شعره الذى يوافق فيه القرآنَ إنما صُنِع بعد الإسلام صنعا لأنه ليس موجودا فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا غيرهما من الكتب الدينية، اللهم إلا القرآن الكريم، وأن أكثره قد وُضِع فى عهد الحجاج تقربا إليه، وبخاصة أن شعره الدينى يختلف عن شعره المَدْحِىّ والرثائى وغيره، إذ يقترب من أسلوب الفقهاء والمتصوفة ونُسّاك النصارى، كما تكررت إشارات الرواة إلى أن هذا الشعر أو ذاك مما يُعْزَى له قد نُسِب لغيره من الشعراء. ثم إنه قد مدح الرسول عليه السلام، كما أن فى الشعر المنسوب له ما يدل على أنه قد آمن به، فكيف يتسق هذا مع رثائه لقتلى بدر من المشركين؟ (المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 491- 496). أما بهجة عبد الغفور الحديثى فإنه يقسم شعر أمية الدينى إلى قسمين: قسم يظهر عليه أثر الحنيفية وكتب اليهود والنصارى، وقسم يظهر عليه أثر القرآن. وهو يميل إلى أن يكون القسم الأول له كما يظهر من أسلوبه ومعانيه، أما الثانى فمنحول عليه بدليل ما يبدو عليه من ركاكة لغته وضعف صياغته، ومن أسلوبه المستمد من القرآن (أمية بن أبى الصلت- حياته وشعره/ 127).
وقد بحثت عن طريق المشباك (النِّتّ) فى كتب الأحاديث النبوية الشريفة عن روايات تذكر شيئا من شعر أمية فلم أجد إلا ثلاثة أبيات له فى مُسْنَد أحمد يتحدث فيها عن الشمس وعرش الله بما لم يأت شىء منه فى القرآن، وأن الرسول عليه السلام قد صدّقه فيها، وهذا نصها:
رجلٌ وثورٌ تحت رجْل يمينه = والنسر لليسرى، وليثٌ مُرْصَدُ
والشمس تطلع كل آخر ليلة = حمراءَ يصبح لونها يتورّدُ
تأبَى فلا تبدو لنا فى رِسْلها = إلا مُعَذَّبَةً وإلا تُجْلَدُ(1/3065)
كما جاء أيضا فى مُسْنَدَىْ ابن ماجة وأحمد أن الشريد بن الصامت قد أنشد النبىَّ ذات مرة مائة بيت من شعر أمية، وكان كلما انتهى من إنشاد بيتٍ قال النبى عليه الصلاة والسلام: "هِيهْ"، يستحثه على الاستمرار فى الإنشاد، ثم عقّب صلى الله عليه وسلم فى النهاية قائلا: "كاد أن يُسْلِم"، وفى رواية أخرى فى مسند أحمد أن النبى لم يعلّق فى نهاية الإنشاد بشىء، بل سكت فسكت الشريد بدوره. وهذا كل ماهنالك، فلم نعرف من الحديث ما هى الأبيات التى أنشدها الصحابى الكريم على مسامع رسول الله، ولا مدى مشابهتها للقرآن. على أن هاهنا نقطة لا بد من تجليتها قبل الانتقال إلى شىء آخر، إذ لا أظن الصحابى الجليل قد قصد عدد المائة تحديدا، فليس من المعقول أنه كان يعدّ الأبيات التى كان ينشدها على مسامع النبى أوّلاً بأوّل وهو يتلوها. ذلك أمر غير متخيَّل، والأرجح بل الصواب الذى لا أستطيع أن أفكر فى غيره أنه أراد الإشارة إلى أنه قد أنشد سيّدَ الأنبياء عددا غير قليل من الأبيات.(1/3066)
كذلك رجعتُ إلى تخريجات القصائد المشابهة للقرآن الكريم التى قام بها بهجة الحديثى فى رسالته عن أمية، فلفت انتباهى أن هذه القصائد، أو على الأقل الأبيات التى يوجد فيها ذلك التشابه، لم تَرِدْ فى أىٍّ من كتب الأدب واللغة والتاريخ والتفسير المعتبرة ككتاب "جمهرة أشعار العرب" لأبى زيد القرشى، أو "طبقات الشعراء" لابن سلام، أو "الشعر والشعراء" لابن قتيبة، أو "الأغانى" للأصفهانى، أو "تاريخ الرسل والملوك" أو "جامع البيان فى تفسير القرآن" للطبرى مثلا. بل إن كثيرا من هذه الأشعار لم تَرِدْ فى طبعة الديوان الأولى، فضلا عن أن بعضها قد نُسِب فى ذات الوقت إلى غيره من الشعراء. ونقطة أخرى مهمة جدا: لماذا لم يُثِرْ علماؤنا المتقدمون قضية التشابه بين شعر أمية والقرآن الكريم باستثناء محمد بن داود الأنطاكى، الذى كان يردّ، فيما يبدو، على من اتهم القرآن بالأخذ عن أمية بأن ذلك غير صحيح لأنه عليه السلام لا يمكن أن يستعين فى كتابه بشعر رجل أقر بنبوته وصدّق بدعوته، وأنه لو كان صحيحا رغم ذلك لسارع أمية إلى اتهام الرسول بالسرقة من شعره، وبذلك تسقط دعوته صلى الله عليه وسلم بأيسر مجهود وأقلّه؟ (الزهرة/ تحقيق د. إبراهيم السامرائى ود. نور حمود القيسى/ ط2/ مكتبة المنار/ الزرقاء/ 1406هـ- 1985م/ 2/ 503). لقد كان ابن داود الأنطاكى من أهل القرن الثالث الهجرى، فى حين أن صاحب "الأغانى" قد جاء بعده بقرن، فكيف اطمأن المتقدم وشكّ المتأخر، أو فلنقل: كيف أورد المتقدمُ الشعرَ المنسوب لأمية، بينما لم يورده الأصفهانى، الذى جاء بعده بقرن كما قلنا؟ والأحرى أن يكون الوضع بالعكس حيث يكون المتقدم أقرب زمنا إلى صاحب الشعر فيستطيع من ثم أن يحسم الحكم فى مسألة نسبة الشعر إليه، على الأقل قبل تراكم الروايات وازدياد صعوبة غربلتها وإصدار حكم بشأنها. بَيْدَ أن مثل هذا الوضع لا غرابة فيه، فعندنا مثلا ابن إسحاق وابن هشام اللذان اشتركا فى(1/3067)
كتابة "سيرة رسول الله": تأليفًا بالنسبة لابن إسحاق، ومراجعةً وتعليقًا وتنقيةً بالنسبة لابن هشام، وجاء الأول قبل الثانى بزمن غير قصير كما هو معروف، ومع هذا لم يمنع ابنَ هشام تأخُّرُ زمنه عن النظر فى السيرة التى كتبها سَلَفُه وإجالة قلمه فيما يرى أنه لا بد من تغييره أو تصحيحه أو التعليق عليه بما يرى أنه الصواب أو الأقرب للحق، مثلما فعل عندما أنكر على ابن إسحاق مثلا إيراد أشعار لآدم وثمود والجن، بل لأفراد من قريش ذاتها ممن قال إن أهل العلم لا يعرفون لهم شعرًا أصلا أو ينكرون ما ينسب إليهم من شعر. والمسألة بَعْدُ هى مسألة اختلاف فى شخصية الباحث ما بين مطمئنٍ يقبل ما يُرْوَى له ومدقِّقٍ لا يقبل إلا بعد تمحيص وتقليب...وهكذا. ومعروف أن ابن سلام وابن قتيبة وأبا الفرج الأصفهانى هم من النقاد ومؤرخى الأدب القدماء المشهود لهم بالتمحيص والتنقيب وعدم قبول أى شىء على علاته، بينما لا يزيد ما فعله ابن داود الأنطاكى فى كتابه "الزهرة" عن جمع الأشعار وتنسيقها، إلا حين يعلّق بكلمة هنا أو هناك تدور عادةً على شرح لفظة صعبة أو تحليل جانب من جوانب عاطفة الحب التى ألف كتابه عنها. إن هذا كله من شأنه أن يعضّد القول الذى سمعنا كبار دارسى الأدب العربى من مستشرقين وعرب يرددونه من أن القصائد التى تتشابه مع القرآن من الشعر المنسوب لأمية هى فى الواقع قصائد منحولة. ولقد نبهنى هذا الاكتشاف إلى ما أحسست به عند مراجعتى لديوان أمية مؤخرا من أنى لا أستطيع أن أتذكر قراءتى لأىٍّ من هذه الأشعار فى الكتب التى أومأتُ إليها لِتَوِّى. وهذا هو السبب فى أننى قد استبدّ بى الاستغراب أثناء مطالعتى لذلك النوع من قصائد أمية حين فكرت فى الكتابة عن هذه القضية بالرغم من كثرة ما قرأت عن الرجل من قبل فى "الأغانى" و"طبقات الشعراء" و"الشعر والشعراء" مثلا، وكذلك فى كتب تاريخ الأدب العربى التى ألفها باحثون معاصرون ممن تكلموا فى هذه(1/3068)
القضية، لكنهم لم يوردوا شيئا من الأشعار محل الخلاف والمناقشة مكتفين بالكلام النظرى فيها. وبالمثل كان الانطباع الذى شعرتُ به بمجرد قراءة تلك الأشعار هو أنها أقرب إلى النظم الذى وضع صاحبُه أمام عينيه آياتِ القرآن الكريم وأخذ يجتهد فى تضمينها ما ينظم من أبيات: فالكلام مهلهل وغير مستوٍ، وفيه فجوات يملؤها الناظم بما يكمّل البيت بأى طريقة والسلام، على عكس شعر أمية فى رثاء قتلى المشركين ببدر مثلا أو مدائحه لعبد الله بن جدعان. وغنى عن القول ألاّ وجه لمقارنة هذا الشعر بأسلوب القرآن وما يتسم به من فحولة وجلال وشدة أسر وسحر ينفذ إلى القلوب نفوذا غلابا قاهرا، وهو ما يجعل القول بتأثر شعر أمية بالقرآن لا العكس هو ما يمليه المنطق وتَهَشّ له العقول والضمائر إذا صحَّت نسبة هذه الأشعار له. ومع ذلك كله فلسوف أسلك الطريق الصعب فأفترض أن تلك الأشعار محلَّ الخلاف هى أشعار صحيحة قالها أمية فعلا، وأن الأحداث التى رافقت نظم هذه القصائد هى بالتالى أحداث صحيحة وقعت هى أيضا.(1/3069)
والآن لو تتبعنا أهم الأحداث فى حياة المصطفى وأمية مما يتصل بهذه القضية فماذا نجد؟ أول كل شىء أن شاعرنا كان، كما جاء فى الروايات التى تحدثت عنه، يتوقع أن يكون هو النبى المنتظر، وأنه حين علم أن النبوة تجاوزته لم يستطع صبرا على المُقام بالطائف على مقربة من الرجل الذى كان حُكْم القدر أن ينزل عليه وحى السماء، فأخذ ابنتيه وهرب إلى اليمن. ومعنى ذلك أنه هو الذى كان مشغولا بمحمد لا العكس. وهذا أحرى أن يجعله متنبها لكل ما يتعلق بمحمد، وعلى رأسه القرآن، الذى كان يتمنى بخلع الضرس بل بِفَقْءِ العين أن يكون هو النبى الذى يتلقاه ويبلغه للناس، حرصا منه على الشهرة والسمعة والمكانة بين قومه، جاهلا فى غمرة حماقته وحسده الأسود العقيم أنه سبحانه وتعالى "أعلم حيث يجعل رسالته". ومن المنطقى جدا، كما أومأنا، القول بأنه لم يستطع أن يتجاهل الرسول رغم غيظه، بل قل: بسبب غيظه من عدم اختياره هو نبيا للعرب، وأنه كان يتصيد الآيات والسُّوَر التى تنزل على الرسول ويضعها نصب عينيه وهو يَنْظِم شعره، جَرْيًا على المثل الشعبى القائل: "إن فاتك المِيرِىّ تمرَّغْ فى ترابه". إنه "عبده مشتاق" الجاهلى، الذى يمكن أن نرى فيه رائدا لنظيره فى كاريكاتير جريدة "الأخبار" القاهرية، مع بعض التلوينات المختلفة هنا وهناك تبعا لاختلاف طبيعة الدور الذى يريد كل من هذين العبدين أن يؤديه والظروف التى يتحرك فى نطاقها! ولقد فاتته النبوة، فليضمّن نصوصَ وحيها إذن شعره، فهذا أفضل من أن "يخرج من المولد بلا حمّص"! وهو حين يصنع هذا إنما كان يجرى على عادته قبل سطوع بدر الإسلام من العكوف على الكتب الدينية السابقة والاقتباس منها فيما يَنْظِم من أشعار. فهو إذن لا يفترع طريقا جديدا حين يقتبس من القرآن، بل يستمر فى سبيله القديم. والطبع غلاب كما يقولون! ولا أدرى فى الواقع لماذا، بدلا من هذا الهروب غير المجدى من الطائف، لم يواجه محمدا ويقول له فى(1/3070)
وجهه إنه قد سبقه فى شعره إلى ما يقوله هو فى قرآنه، وإن هذا دليل على أنه ليس نبيا حقيقيا، ومن ثم فهو أفضل منه، على الأقل من ناحية العلم والحكمة. ألم يكن هذا هو ما يقتضيه المنطق لو كان عند أمية ذلك الدليل القاهر الذى يلوّح به بعض المستشرقين ويتابعهم عليه، فى غباءٍ لا يليق بمن عنده مسكة من عقل، مبشّرو آخر الزمان، ومن خلفهم ذيول المسلمين الذين فقدوا كل معنى من معانى الكرامة والرجولة؟ ومن الواضح أن الرجل كان يحب الظهور بمظهر العالم الحكيم، هذا الوصف الذى وصفه به خطأً بعض من ترجموا له من القدماء، إذ لو كانت الحكمة من صفاته حقا لما ترك الحسدَ يطوّحه ويقلقله فى بلاد العرب جنوبا وشمالا وشرقا وغربا كراهيةَ أن يكون على مقربة من الرجل الذى آثرته السماء عليه فى مسألة النبوة (وإن ذكرتْ بعضُ الروايات، حسبما رأينا، أنه وفد عليه فى مكة واستمع إلى ما تلاه عليه من قرآن وقال كلاما طيبا فى حقه)، ولأَقْبَلَ بدلا من ذلك عليه بجْمْع قلبه وإخلاصه ما دام يرى أنه على الحق كما يشير إلى ذلك الشعر الذى يتحدث فيه، قبل البعثة النبوية، عن حاجة البلاد لنبى يأخذ بيدها فى طريق الهداية، وكذلك القصيدة التى قالها فى مدحه عليه الصلاة والسلام والدين الذى أتى به. بَيْدَ أنه، لحَِظّه التعيس، لم يحزم أمره، وظل مترددا يقترب بقلبه حينًا بعد حينٍ من الدين الجديد، لكنه سرعان ما تثور به عقارب الحقد فيبتعد عنه...إلى أن أقبل أخيرا فى نوبة قوية بعض الشىء من نوبات يقظته الخلقية والروحية ليعلن إسلامه رسميا، فوقفت قريش فى طريقه وأخبرته بأن المسلمين قتلوا عُتْبة وشَيْبة ابنى ربيعة وغيرهما من رجالات الطائف ممن كانوا يمتّون إليه بواشجة القرابة، فما كان منه إلا أن لوى عِنَان فرسه مبتعدا عن طريق النور والسعادة حاكما بذلك على نفسه ببؤس المصير إلى الأبد، وهو ما يدل بأجلى بيان على أنه لم يحزم أمره يوما، وهذه هى مشكلته المزمنة مع نفسه،(1/3071)
فأين الحكمة هنا إذن؟ أما العلم فإن نصيبه منه لا يخرج، فيما هو واضح، عن نقل النصوص والقصص من كتب الأمم السابقة إلى شعره دون الانتفاع الحق بها، فهو إذن كالحمار يحمل أسفارا، وإلا فلماذا لم يستفد بها فى اتّباع الحق الذى كان يؤمن به فى أعماق قلبه، وفضّل عليه الانحياز إلى الوثنية ممثلةً فى أقاربه الذين رثاهم ومجَّدهم حين سقطوا وهم يحاربون تحت رايتها ضد التوحيد، وزاد فشقّ جيوبه عليهم وبكى وجدع أنف ناقته كما كان يفعل أهل الجاهلية الجهلاء حسبما ذكرت كتب السيرة وتاريخ الأدب (د.جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 479)، وهو الذى طالما صدّع أدمغتنا من قبل بالحديث عن الحنيفية؟ ولْنقارن بين موقفه هذا وموقف النبى عليه السلام حين أسلم وَحْشِىّ قاتل عمه الغالى وأخيه من الرضاع حمزة بن عبد المطلب، وكذلك هندٌ آكلة الأكباد ومدبّرة مقتله المأساوى رضى الله عنه. لقد قَبِلهما النبى فى دينه، وكأن شيئا لم يكن، رغم الجرح الغائر الذى خلّفه موت سيد الشهداء فى قلبه، وذلك نزولا على مبدئه العظيم القائل بأن "الإسلام يَجُبّ ما قبله". أو لماذا لم يقم هو بالدعوة إلى ما كان يؤمن به (حسبما نقرأ فى الشعر المنسوب إليه)، ولو فى أضيق نطاق بين قومه فى الطائف فقط ما دام ادعاء النبوة سهلا إلى هذا الحد كما فعل محمد، الذى لم يكن قارئا كاتبا مثله؟ فانظر وقارن يتبين لك الفرق بين النبوة والحسد الذى يأكل قلب صاحبه أكلاً فلا يتركه يهنأ بحياته أبدا!(1/3072)
أما المحطة الثانية التى نحب أن نقف عندها فهى ذهاب رسول الله إلى الطائف حين شعر أن مكة تستعصى على دعوته بغباء غريب ما عدا القليلين الذين دخلوا فى دعوته رغم التضييق والعنت الشديد والأذى المتواصل، فحَسِبَ أن الطائف قد تكون أحسن استقبالا للدين الجديد، لكن أهلها للأسف لم يكونوا أفضل حالا من قومه فى مكة. ترى لو كان أمية قد سبق القرآن إلى تناول الموضوعات التى نقرؤها فى ذلك الكتاب بنفس الألفاظ والعبارات فى كثير من الأحيان، ومن ثم أخذ محمد بعض قرآنه من شعره، أكان يفكر مجرد تفكير فى السفر إلى بلد ذلك الشاعر معرضا نفسه للسخرية والاتهام من جانب أهلها بدلا من إقبالهم عليه ودخولهم فى دينه؟ إنه إذن لـ"كالمستجير من الرمضاء بالنار" كما جاء فى أمثال العرب، أو كمن "جاء يُكَحِّلها فأعماها" كما يقول المثل الشعبى! ولم يكن الرسول يوما بالشخص الذى يمكن أن يقع فى مثل هذا التصرف الأخرق العجيب، بل لم يتهمه أحد من أَعْدَى أعدائه بشىء من ذلك قط! ثم فلنفترض بعد هذا أنه قد ارتكب هذا التصرف الأحمق (وأستغفر الله العظيم على هذا التعبير الذى اقترفتُه لأكون فى غاية السماحة مع "الأنعام" الذين لهم قلوب لكن لا يعقلون بها، ولهم أعين لكن لا يبصرون بها، ولهم آذان لكن لا يسمعون بها!)، فكيف فات الطائفيين الأمرُ فلم يجابهوه ويجبهوه بهذه السرقة التى كانت كفيلة بقصم ظهر الدعوة التى أتى بها بدلا من إغرائهم صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم بمطاردته بالحجارة فى شوارع المدينة حتى أخرجوه منها منتهكين بتصرفهم الوحشىّ هذا ما توجبه التقاليد العربية الراسخة القاضية بإكرام الضيف الوافد، واضطروه إلى اللجوء إلى بستانٍ لعُتْبة وشَيْبة ابنى ربيعة حيث قابل هناك خادمهما عداس، الذى قدّم له قِطْفا من العنب يتقوّت به ويزيل عن نفسه التعب، ثم أقبل عليه فى حب وإجلال حين رآه يسمّى الله قبل الطعام وعرف شيئا من دينه على ما هو معروف لقارئى السيرة(1/3073)
النبوية؟
ثم هناك قدوم أمية على النبى ومدحه إياه بقصيدة يقرّه فيها على دعوته ويثنى عليه ويصدّق به. ويبدو أن ذلك كان بتأثير الأسئلة التى من المؤكد أنها كانت توجَّه له ممن حوله، إذ لا بد أن يثور فى أذهانهم التساؤل عن السبب، يا ترى، الذى يمنعه من الإيمان بمحمد ما دام يردد ما يقوله تقريبا ويضمّن شعره بعض ما جاء فى قرآنه! أقول هذا رغم أن فى نفسى من صحة هذه القصيدة شيئا للأسباب التى سأذكرها من فورى، لكننى قلتُه على الشرط الذى وضعتُه حين بينتُ أنه لكى نقبل أشعار أمية التى تشابه القرآن الكريم لا بد أن نقبل معها الأحداث التى صاحبتها حسبما أوردتها الروايات. على أية حال هأنذا أورد جُلّ أبيات القصيدة أولا، ثم ننظر فيها بعد ذلك:
لك الحمد والمنّ رب العبا = د. أنت المليك وأنت الحَكَمْ
ودِنْ دين ربك حتى التُّقَى = واجتنبنّ الهوى والضَّجَمْ
محمدًا ارْسَلَه بالهدى = فعاش غنيا ولم يُهْتَضَمْ
عطاءً من الله أُعْطِيتَه = وخصَّ به الله أهل الحرمْ
وقد علموا أنه خيرهم = وفى بيتهم ذى الندى والكرمْ
نبىُّ هدًى صادقٌ طيبٌ = رحيمٌ رءوف بوصل الرَّحِمْ
به ختم الله من قبله = ومن بعده من نبىٍّ ختمْ
يموت كما مات من قد مضى= يُرَدّ إلى الله بارى النَّسَمْ
مع الأنبيا فى جِنَان الخلو = دِ، هُمُو أهلها غير حلّ القَسَمْ
وقدّس فينا بحب الصلاة = جميعا، وعلّم خطّ القلمْ
كتابًا من الله نقرا به = فمن يعتريه فقدْمًا أَثِمْ
(أمية بن أبى الصلت- حياته وشعره" لبهجة عبد الغفور الحديثى/ 260- 264)(1/3074)
وقد رفض د. جواد على هذه القصيدة على أساس أن ما فيها من إيمان قوى بالنبى ودينه يتناقض مع ما نعرفه من تردد أمية بالنسبة للإسلام وافتقار قلبه إلى الإيمان العميق، وأنه يشير فيها إلى وفاة الرسول التى لم تقع إلا بعد موت أمية أوّلا (المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 497- 498). لكن بهجة الحديثى لا يشك فى القصيدة، بل يرى أنها تمثل خطرة من الخطرات التى كانت تنتاب أمية، فالمعروف أنه لم يكفر بالرسول تكذيبا بل حسدا، إذ كان فى دخيلة نفسه مصدِّقا بما جاء به، بل همّ أن يعلن إسلامه فعلا. كما أن الأنطاكى، الذى كان يعيش فى القرن الثالث الهجرى، قد أكد أنها موجودة فى شعره ومفهومة عند أهل الخبرة به (أمية بن أبى الصلت/ 78- 79). والحق أن الحجة الأخيرة تكاد تكون العقبة الوحيدة التى تمنعنى من القطع بزيف هذه القصيدة رغم ما فيها مما يدابر المنطق: فهى تتحدث عن اختتام النبوة بمحمد عليه السلام، وهى قضية لم تكن قد طُرِحَت بعد، لأن القصيدة لا بد أن تكون قد سبقت غزوة بدر على آخر تقدير حيث حسم أمية أمره بعد تلك الغزوة وشقَّ جيوبه وعقر ناقته وتراجع نهائيا عن الدخول فى الإسلام، على حين أن الإشارة إلى أن نبوة محمد هى خاتمة النبوات قد وردت فى سورة "الأحزاب"، التى نزلت بعد ذلك بزمن طويل على ما هو معروف. أما ما جاء فى القصيدة من ذكر موت النبى فلا يعنى بالضرورة أنه قد مات فعلا، إذ الكلام يحتمل هذا، كما يحتمل أنه سيموت كسائر البشر حسبما جاء فى قوله تعالى: "إنك ميتٌ، وإنهم ميتون" (الزُّمَر/ 30)، إذ أتى الفعلُ الدالّ على الموت فى القصيدة فى صيغة المضارع لا الماضى كما لا بد أن يكون القارئ قد لاحظ، رغم أن فى ذكر الموت فى حد ذاته فى هذا السياق كثيرا من الغرابة والخروج على مقتضيات المديح. كذلك فوصف الرسول بأنه "رحيم رءوف" هو صَدًى لوصفه فى القرآن فى الآية قبل الأخيرة من سورة "التوبة" بهاتين الصفتين، وإن جاءتا فى(1/3075)
القصيدتين بعكس ترتيبهما فى السورة، والآية المذكورة تنتمى لمرحلة زمنية متأخرة عن تاريخ نظم القصيدة. كذلك ففى القصيدة صَدًى لقول رسول الله فى حديث أبى هريرة: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيَلِج النار إلا تحلَّة القسم"، والمقصود الإشارة إلى قوله تعالى فى الآية 71 من سورة "مريم": "وإنْ منكم إلا وارِدُها.كان على ربك حتما مقضيًّا"، ومعروف أن أبا هريرة إنما أسلم فى المدينة فى السنة السابعة للهجرة، أى بعد نظم أمية قصيدته بأعوام، فكيف يمكن أن يتأثر أمية بحديث كهذا لم يكن قد قيل إلا بعد ذلك ببضع سنوات؟ وأنا هنا، كما يلاحظ القارئ، أنطلق من أن القصيدة هى التى تأثرت بالقرآن لا العكس ما دام أمية قالها فى مدح النبى والتصديق بدعوته، إذ معنى هذا أنه لم يكن يرى فى القرآن أى أثر لشعره، وإلا ما فكر فى مدحه عليه السلام بتاتًا، بل فى هجائه وفَضْحه. ثم إن فى النظم هَنَاتٍ لا يقع فيها جاهلىٌّ عادة: فقد جاءت كل من كلمتى "أرسله" و"الأنبياء" فى القصيدة بهمزة، وهو ما يحدث اضطرابا فى موسيقى البيتين اللذين وردت الكلمتان فيهما، إلا إذا حذفنا الهمزتين كما فعلت أنا هنا، فعندئذ نشعر على الفور أننا بإزاء شعر إسلامى صوفى مما يصعب انتماؤه للعصر الأموى أو حتى بدايات العباسى. لكن هل يمكن أن يكون هذا قد فات ابن داود الأنطاكى؟ تلك هى المعضلة. إلا أننا لو استحضرنا فى المقابل أن كبار مؤرخى الأدب ونقاده فى تلك الفترة، وهم العلماء الذين شغلتهم قضية الانتحال فى الشعر الجاهلى والمخضرم كابن سلام وابن قتيبة والجاحظ وأبى الفرج وابن هشام، لم يَرْوُوا شيئا من هذا الشعر لأمية، لوجدنا أنها ليست بالمعضلة التى تستعصى على الحل. وأيا ما يكن الأمر فكما قلت: إن من يريد منا أن نقبل نسبة الأشعار محل الدراسة لأمية فلا بد أن يقبل معها الأحداث المصاحبة لها فى الروايات التى أوردتْها لنا.(1/3076)
ومما تقوله الروايات عن النبى وأمية أيضا ذلك اللقاء الذى تم بينه صلى الله عليه وسلم وفارعة أخت الشاعر حينما جاءته عند دخوله الطائف فى السنة التاسعة للهجرة وحكت له قصة أخيها وأنشدته من شعره بناءً على طلبه، وما عقَّب به عليه السلام قائلا: "يا فارعة، إن مَثَل أخيك كمَثَل من آتاه الله آياته فانسلخ منها" (ابن حجر/ الإصابة فى معرفة الصحابة/ مطبعة مصطفى محمد/ القاهرة/ 1939م/ 4/ 363، والاستيعاب فى معرفة الأصحاب/ مطبعة مصطفى محمد/ القاهرة/ 1939م/ 4/ 379). هل يعقل أنه صلى الله عليه وسلم يسعى إلى فتح ملفّ أمية ويقول فيه هذه الكلمة القارصة، وعلى مسمع من أخته، وفى أشد اللحظات على أهل الطائف وطأةً لأنها لحظة انكسار وانهزام، لو كان قد استمد شيئا من قرآنه من شعر الرجل؟ إنه فى هذه الحالة كمن يمد يده فى جحر الثعابين والعقارب معرِّضا نفسه لخطر الهلاك الوَحِىّ دونما أدنى داع، ومعاذَ الذكاء المحمدى أن يفوته عليه السلام ما ينتظره من الخطر فيقدم على التصرف بمثل هذا التهور! ونفس الشىء نقوله عن موقفه من الشريد بن الصامت، إذ لماذا يشجعه صلى الله علي وسلم على الاستمرار فى إنشاد الشعر الذى من شأنه أن يفضح دعواه لو كان أمية قد قاله فعلا قبل القرآن، واستمد هو قرآنه منه؟ بل لماذا ينشد سويد أمامه شعر أمية أصلا لو كان متطابقا مع القرآن هذا التطابق الذى يدل على استمداده منه؟ بل كيف لم يتنبه لهذا التشابه ولم يختلج على الأقل ضميره بالشكوك والوساوس؟ ولنفترض بعد ذلك كله أنه صلى الله عليه وسلم قد أقدم على هذا التصرف الخاطئ فى الحالين، فكيف لم يصدر عن الطرف الآخر أى شىء يُلْمِح إلى أسبقية شعر أمية على القرآن أو حتى إلى مجرد المشابهة بين النصين ولو على سبيل فلتات اللسان؟(1/3077)
وعندنا من الثقفيين، غير فارعة أخت شاعرنا، كنانة بن عبد ياليل، وكان رئيس ثقيف فى زمانه، واشترك مع أبى عامر الراهب العدو اللدود للإسلام فى التآمر على الدين الجديد وصاحبه، ولم يتركا سبيلا إلا وسلكاه لبلوغ هذه الغاية حتى إنهما ذهبا إلى قيصر للاستعانة به ضد الإسلام. ولما فشلا بقى أبو عامر فى الشام، وعاد ابن عبد ياليل بعد تطواف هنا وهناك وأعلن إسلامه. ويقال إنه كان من بين المرتدين، ثم رجع إلى الإسلام مرة أخرى. والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن لو كان الرسول قد أخذ شيئا من شعر أمية هو: كيف سكت مِثْلُ كنانة فلم يتخذ من هذا الأمر سلاحا يوجهه إلى قلب الإسلام فى مقتل فيريح نفسه وقومه والعرب جميعا من هذا البلاء الذى أرَّقهم وأزعجهم بدلا من الضرب فى الآفاق والاستعانة بمن يساوى ومن لا يساوى؟ أليس هذا هو ما كان ينبغى أن يمليه المنطق على مثل ذلك الزعيم القبلى؟ لكنه لم يفعل، فعلام يدل هذا؟ أيعقل أن يكون بيده ذلك السلاح الحاسم ولا يفكر فى استخدامه على طول ما حارب الإسلام وكثرة ما تآمر ضده؟ (ابن حجر/ الإصابة فى معرفة الصحابة/ 2/ 496، و3/ 305).(1/3078)
وكان عروة بن مسعود الثقفى قد بكَّر بالدخول فى الإسلام قبل قومه بزمن، فأراد من حبه لهم أن يهديهم الله على يديه، فاستأذن الرسولَ عليه السلام أن يأتيهم فيدعوهم إلى الدخول فى دين التوحيد، لكنه صلى الله عليه وسلم حذره من أنهم سيقتلونه. إلا أنه لم يكن يتصور أنهم يمكن أن يعادوه ويتأبَّوْا عليه اعتقادا منه أنهم يحبونه ويكرمونه أشد الإكرام، فعاود الاستئذان، والرسول يحذره، ثم أذن له فى الثالثة ليذهب إليهم ويلقى المصير الذى حاول الرسول أن يجنبه إياه، إذ ما إن بدأ يدعوهم إلى الإسلام حتى اجتمعوا إليه من كل جانب ورَمَوْه بالنبل فقتلوه، رضى الله عنه (أبو نعيم الأصفهانى/ دلائل النبوة/ ط2/ حيدر أباد الدكن/ 1950م/ 467). أولو كان الرسول قد أخذ قرآنه من أمية ابن الطائف التى طال استعصاؤها على الإسلام إلى وقت متأخر، أكان عروة يدخل فى دينه مخالفا قومه بهذه البساطة؟ بل أكان الرسول يرضى أن يذهب إليهم هذا المندفع الذى لا يفكر فى العواقب، ومعروف أن أول ماسيجيبونه به هو: أوقد نسيت أن الرسول الذى تدعونا إلى الإيمان بدينه ليس سوى سارق لشعر شاعرنا، أخذه وزعم أنه قرآن يُوحَى إليه من السماء؟ وحتى لو لم يفكر أى منهما فى تلك النتيجة التى لا يمكن أن يتجه الذهن إلى أى شىء غيرها، أكانت ثقيف تدع تلك الفرصة السانحة دون أن تتهكم بعروة على غفلته وتحمسه لدين يقوم على هَبْش النصوص الشعرية من الشعراء الآخرين والزعم بأنه وحى من عند رب العالين؟(1/3079)
وهناك أيضا من مشاهير الثقفيين الشاعر أبو محجن، الذى كان مدمنا للشراب، وكان يتأرجح بين عشقه المتوله للخمر وتحرجه الدينى، وإن كان للعشق الغلبة فى بداية أمره حتى لقد حُدَّ فيها مرارا، ونفاه عمر إلى إحدى الجزر...إلى أن جاءت حرب القادسية، وقصته فيها معروفة، إذ كان ساعتها فى القيد فى بيت سعد بن أبى وقاص (قائد المسلمين فى تلك المعركة) بسبب الخمر انتظارا لإيقاع الحدّ عليه، فأخذ يلحّ على امرأة سعد من وراء زوجها أن تحل وثاقه كى يستطيع المشاركة فى الجهاد فى سبيل الله، ولها عليه عهد الله أن يعود من تلقاء نفسه بعد المعركة فيضع رجليه فى القيد كرة ثانية، حتى نجح فى إقناعها فأطلقته فحارب وأبلى فى الحرب بلاء حسنا وانتصر المسلمون، فكان عند كلمته وعاد فوضع رجليه فى القيد، ثم أعلن توبته النهائية عن أم الخبائث بعد أن أبدى سعد إعجابه به ووعده أنه لن يحده أبدا، إذ صرَّح قائلا إنه يستطيع الآن أن يقلع عنها دون الخوف من أن يقول أحد عنه إنه تركها خشية العقاب. ولا يزال ديوانه يمتلئ بالأشعار التى يتغزل فيها فى بنت الكَرْم متمردا على تحريمها فى دين محمد. بل إنه كان أحد الذين دافعوا عن الطائف أثناء حصار المسلمين لها عقب فتح مكة، وأصاب سهمه فيها ابنًا لأبى بكر (الزركلى/ الأعلام/ ط3/ 5/ 243، ودائرة المعارف الإسلامية/ الترجمة العربية/ 2/ 597- 598، وديوان الشاعر، وبهجة عبد الغفور الحديثى/ أمية بن أبى الصلت/ 42- 43). والسؤال هنا أيضا: كيف لم يتحدث مثل هذا الشاعر عن استعانة الرسول بشعر ابن قبيلته ولو فى نوبة من نوبات تهتكه وتمرده على تحريم الإسلام الصارم لأم الخبائث، أو فى شعره قبل دخوله فى الإسلام؟(1/3080)
ثم لدينا من الثقفيين أيضا الحجاج بن يوسف، الذى كان معلما للقرآن فى بداية حياته كأبيه لا يبتغى بذلك مالا، بل احتسابًا عند الله، ثم أصبح فيما بعد أحد عمال بنى أمية الكبار. وهو الذى أدخل على نظام الكتابة العربية المزيد من الإتقان والضبط، إذ عهد إلى نصر بن عاصم بإعجام الخط، أى وَضْع النقاط للتمييز بين الأحرف المتشابهة كالباء والتاء والثاء، والجيم والحاء والخاء...طلبًا لمزيد من الدقة والتسهيل فى قراءة القرآن، الذى يدَّعى بعض الرُّقَعاء أنه مقتبَس فى بعض مواضعه من شعر أمية. كما كان، رغم كل ما قيل عن قسوته أيام ولايته على العراق، من المداومين على قراءة القرآن. وكذلك كان يشجع بكل وسيلة على حِفْظه، ويُدْنِى منه حُفّاظه (أحمد صدقى العَمَد/ الحجاج بن يوسف الثقفى- حياته وآراؤه السياسية/ دار الثقافة/ بيروت/ 1975م/ 86- 87، 96، 474، 477- 478، وهزاع بن عيد الشّمّرى/ الحجاج بن يوسف الثقفى- وجه حضارى فى تاريخ الإسلام/ دار أمية/ الرياض/ 44). والآن ألا يحق لنا أن نتساءل: ما الذى جعل الحجاج يتحمس لدين محمد كل هذا التحمس لو كان هناك ولو ذرة واحدة من الشك تحوم حول مصدر هذا الكتاب، وبخاصة أن المصدر فى هذه الحالة لن يكون شيئا آخر غير شعر ابن القبيلة التى يعتزى هو إليها؟ لا ليس ابن قبيلته فقط، بل هو ابن خالة جده الرابع لأمه: معتب بن مالك (انظر فى نَسَبه "الحجاج بن يوسف الثقفى- وجه حضارى فى تاريخ الإسلام" لهزاع بن عيد الشّمّرى/ 15). ولا يظنَّنّ أحد أن شعر أمية لم يكن يهم الحجاج لانشغاله بالسياسة وما يتصل بها، فقد رُوِىَ عنه قوله: "ذهب قوم يعرفون شعر أمية، وكذلك اندراس الكلام" (د. جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 483 )، أى أن نصوص الشعر والأدب إنما تضيع بذهاب من يحفظونها. وههنا نقطة مهمة جدا، ألا وهى أن شعر أمية قد ضاع، على أقلّ تقدير،ٍ جانبٌ كبير منه قبل الحجاج، فكيف وصلنا إذن كل(1/3081)
هذا الشعر الذى يشابه القرآن إذا كان واحد من أقرب من تصله به رابطة الدم يشكو من ضياعه على هذا النحو؟
وأهم من ذلك كله دلالةً على ما نريد من أن القضية التى يثيرها الفارغون الجهّال من المبشرين ومَنْ لَفَّ لفَّهم من أبناء المسلمين الذين ختم الله على قلوبهم وعقولهم وأعينهم، فهم لا يفكرون ولا يستمعون إلا لكل مغرض ممن يريد أن يقضى عليهم وعلى أمتهم، إنما هى زوبعة فى كستبان لا أكثر، أن الفارعة أخت أمية، وأبناءه القاسم وأمية وربيعة ووَهْبًا، قد دخلوا مع ثقيف كلها فى الإسلام، وكان القاسم وأمية وربيعة يقولون الشعر، ولم يُؤْثَر عن أى منهم ولا من غيرهم ممن كان يمتّ بصلة نسب إلى أميّة أية كلمة تومئ مجرد إيماء إلى أن الرسول يمكن (يمكن فقط) أن يكون قد استفاد من شعر ذلك الشاعر على أى نحو من الأنحاء، ودعك من أن مجرد اعتناقهم الإسلام هو فى حد ذاته برهان على تكذيبهم بأبيهم وانحيازهم إلى محمد، وهو ما ينقض ما يهرف به الأغبياء المحترقون حقدًا على دين محمد من أن القرآن هو فى بعض جوانبه اقتباس من شعر متحنّف الطائف. كما أن كثيرا من العرب قد ارتدّ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكان لكل قبيلة تعلاتها السخيفة التى تحاول أن تسوّغ بها هذه الردة، لكننا لم نسمع قطّ أن أحدا ممن ارتدّ قد فتح هذا الموضوع. بل إن قبيلة ثقيف قد هَمَّتْ بالارتداد، لولا أن عثمان بن العاص كرّه إليهم الإقدام على مثل ذلك التصرف الذى لا يليق، فما كان منهم إلا أن فاؤوا إلى رشدهم ولم يعودوا إليها، بل كان منهم كثيرون حاربوا المرتدّين بكل إخلاص. وهنا أيضا لم نسمع أية نأمة حول الاستفادة المحمدية المزعومة من شعر أمية! ليس ذلك فحسب، فهناك، كما أشار د. جواد على (فى كتابه: "المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام"/ 6/ 493)، يوحنا الدمشقى مثلا، وهو من أوائل من كتب من النصارى مهاجما الإسلام، وكان معاصرا لدولة بنى أمية. أفلو كان لهذه الشبهة أىّ ظل من(1/3082)
الحقيقة مهما ضَؤُل، أكان هذا الراهب المتعصب على الإسلام، والذى يريد أن يهدمه على رؤوس أصحابه ويثبت بكل وسيلة أن محمدا لم يكن نبيًّا صادقًا، يُفْلِت تلك السانحة الغالية ويسكت فلا يستخدم هذه الورقة الجاهزة والرابحة بكل يقين؟
بهذا تكون القضية قد ظهرت على وجهها الحقيقى: فلا أمية ولا أى واحد من أبنائه أو أقاربه أو قبيلته أو حتى من العرب، بل ولا من النصارى واليهود الذين عاصروا النبى أو جاؤوا بعده بقليل، قد أثار هذا الأمر على أى وضع. أليس لنا الحق بعدئذ فى أن نصف من يفتح هذا الموضوع الآن بالرقاعة والوقاحة؟ إن ذلك بمثابة رفع دعوى من غير ذى صفة، بل من شخص لا يستند إلى أى توكيل من أىٍّ من أصحاب الشأن رغم أن الظروف كلها من شأنها أن تدفع أصحاب الشأن هؤلاء إلى الكلام لو كان لتلك المزاعم أساسٌ أىّ أساس! خلاصة القول إنه ليس أمامنا فى هذه المسالة إلا أمران: فإما قلنا بزيف نسبة هذه الأشعار إلى أمية، وإما قلنا إنه قد نظمها تقليدا لما جاء فى القرآن. لكن د. جواد على يرفض الاحتمال الثانى ولا يرى إلا احتمالا واحدا هو زيف الأشعار المعزوّة إلى أمية. ومن بين ما اعتمد عليه فى هذا الرأى أن النبى عليه السلام لم يتهم أمية بالأخذ منه (المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/491). وأنا، وإن كنت أميل إلى رأى الأستاذ الدكتور، لا أستطيع أن أنبذ الرأى الآخر مائة فى المائة لعدم توفر دليل قاطع على صحته، ولكيلا أترك فرصة لأى جَعْجَاع يريد أن يُجْلِب على القرآن والرسول، فكان لا بد أن أسدّ هذه الثغرة. ومن هنا فإنى أجيب على الحجة التى ساقها د. جواد بالقول إن النبى عليه السلام أكبر من أن يقف عند هذه الأشياء، وبخاصة أنه قد نزل عليه القرآن كى يفيد منه الناسُ أيا كان نوع تلك الإفادة لا ليشمخ به عليهم. ثم إن القرآن ليس ملكا للرسول بل هو كتاب الله، فماذا كان يمكن للرسول أن يقول لأمية فى هذه الحالة، وبالذات إذا علمنا أن(1/3083)
أمية لم يواجهه بل اكتفى بالازورار؟ وحتى هذا الازورار لم يكن كاملا، فقد جاء فى بعض الروايات أنه وفد عليه ذات مرة واستمع منه إلى سورة "يس"، وشهد له بالحق، وأنه، عند عودته من الشام، قد أخذ طريقه إلى المدينة ليعلن الدخول فى دين محمد لولا تحريض المشركين له بإثارة نقمته على الرسول جرّاء مقتل بعض أقاربه على يد المسلمين فى بدر حسبما جاء فى "الإصابة" لابن حجر و"مجمع البيان" للطَّبَرْسِىّ وغيرهما (د. جواد على/ المفصَّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ 6/ 486). أما إذا كان لا بد من أن يردّ عليه النبى رغم ذلك كله، أفلا يكفينا ما رُوِىَ عنه صلى الله عليه وسلم من قوله فيه: "آمن شعره، وكفر قلبه" أو "آمن لسانه، وكفر قلبه" (صحيح مسلم من كتاب "الشعر". وقد أورده الدكتور جواد نفسه فى "المفصّل فى تاريخ العرب قبل الإسلام "/ 485)؟ إذ معنى "آمن شعره أو لسانه" أنه كان يأخذ ما جاء فى القرآن ويردّده فى شعره ترديد المؤمن به، لكن حسده له عليه السلام قد منعه أن يعلن ذلك بصفة رسمية ونهائية، وهذا معنى كفران قلبه. أما الاحتمال الثالث الذى طرحه بعض المستشرقين، كالمستشرق الألمانى شولتس ناشر ديوان أمية، من أن النبى وأمية قد استقيا كلاهما من مصدر ثالث مشترك فهو احتمال ليس له رِجْلان يمشى عليهما، إذ أين ذلك المصدر المشترك؟ ولِمَ لَمْ يظهر طوال كل هاتيك القرون؟ وكيف وقع كل منهما عليه، وبينهما كل هذا البعد المكانى والنفسى؟ ثم لماذا هما وحدهما بالذات من دون العرب كلهم بل من دون العالم أجمع؟
---
موراني
05-06-2005, 04:54 PM
د. ابراهيم عوض المحترم وفقكم الله ,
في ختام مشاركتكم القيّمة تتساءلون :(1/3084)
أما الاحتمال الثالث الذى طرحه بعض المستشرقين، كالمستشرق الألمانى شولتس ناشر ديوان أمية، من أن النبى وأمية قد استقيا كلاهما من مصدر ثالث مشترك فهو احتمال ليس له رِجْلان يمشى عليهما، إذ أين ذلك المصدر المشترك؟ ولِمَ لَمْ يظهر طوال كل هاتيك القرون؟ وكيف وقع كل منهما عليه، وبينهما كل هذا البعد المكانى والنفسى؟
اسمحوا لي أن أوضّح في هذا الموضوع امرا قد تكون له أهمية في سياق البحث الذي يفرض نفسه في هذه القضية :
لم يقصد المستشرق Schulthess ناشر ديوان أمية بن أبي الصلت عام 1911 مصدرا ثالثا مشتركا بالمعنى أنه كان كتابا أو مصدرا مكتوبا على شكل من الأشكال , بل طرح هذا الاحتمال أنّ هذا (المصدر) هو مصدر فكري مشترك وهو فكرة التوحيد وما يتعلق به عند كلاهما النبي في وحيه والشاعر في شعره .
لا يشك أحد في وجود الحنيفية في جزيرة العرب في فجر الاسلام بل هو يعتبر من الوقائع التاريخية جاء ذكره في القرآن أيضا .
أما أمية فقال فيه النبي : آمن شعره وكفر قبله .
فقال أمية في النبي : أنا أعلم أنّ الحنيفية حق ولكن الشك يداخلني في محمد .
( فتح الباري , 7 , 153 الى 154 ).
ليس السؤال في محله عندما تقولون : أيهما أخذ من الآخر , بل يجوز أن نتأمل في هذا الشعر الذي منه الكثير في السيرة النبوية مثل شعر أبي عامر وشعر أبي قيس بن أسلت وزيد بن عمرو بن نفيل وغيرهم لكي نبرز منه طبيعة الحنيفية ومفهومها لدي كل منهم حتى ولو لم يدخلوا في الاسلام .
هذا هو (المصدر الثالث ) ما يقصده شولتس : الاتجاهات الروحية في فجر الاسلام فلم يقصد بكلامه نقل مفردات من الشعر الى الوحي أو من الوحي الى الشعر لدى من اتبع الحنيفية على جزيرة العرب .
فعندما لا يشك اثنان في صحة النص القرآني فلنا أيضا ألا نشك في صحة هذه الأبيات لهؤلاء الشعراء .
---
موراني
05-06-2005, 07:10 PM
تصحيح مع اعتذار :
آمن شعره وكفر قلبه .
(بدلا من : قبله )
---
الباجي(1/3085)
05-12-2005, 05:44 PM
جزى الله الدكتور إبراهيم على بحثه العلمي خير الجزاء، ونفع به.
_____________________________
د: موراني يقول( هذا هو (المصدر الثالث ) ما يقصده شولتس : الاتجاهات الروحية في فجر الاسلام فلميقصد بكلامه نقل مفردات من الشعر الى الوحي أو من الوحي الى الشعر لدى من اتبعالحنيفية على جزيرة العرب) .
سواء قصد شولتس هذا، أم قصد ما ذكره د: إبراهيم: فكلا قصديه باطل لا محالة، لأن القرآن مصدره الوحي الإلهي ليس غير، فهو من عند الله لفظا ومعنى، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
وشولتس إذا لم يقصد ما ذكره الدكتور إبراهيم؛ فقد قصده غيره، و قد ذكر الدكتور إبراهيم مثالا لمن ذهب لهذا من المستشرقين وهو كليمان هوار Huoar الذي نشر بحثه متباهيا أنه اكتشف مصدرا جديدا للقرآن في شعر أمية، نشره في المجلة الآسيوية 1904م، وهناك غيره كثير ممن يحمل هذه الفكرة، ويقول بالمصادر اليهودية والنصرانية والجاهلية للقرآن، وقد فند الكثير من شبههم بعض المستشرقين قبل المسلمين، وأتى علماء المسلمين على ما تبقى منها منذ زمن معرفة أهل العلم بكتابة نولدكه وجفري، ورينان وبلاشير، وجولدزيهر وبروكلمان... وما كتب عن القرآن – اعتمادا على بحوث المستشرقين – في دائرة المعارف البريطانية وغيرها.(1/3086)
ثم الحديث عن الحنفاء، والاتجاهات الروحية في صدر الإسلام، وفكرة التوحيد عند الجاهليين أثناء البعثة وقبلها = فما أظنك دكتور تصدق هذه الصورة الرائعة التي حاول ( إرنست رينان) أن يظهر بها العرب في القرن السادس الميلادي، فهو يتحدث عن شعب آخر غير الذي عرفه العلماء والباحثون، ثم هذه القلة القليلة من الحنفاء الذين اعتمد عليهم في الحكم على شعب كامل، ومن خلال بعض الأفكار المشوشة التي انفردوا بها عن قومهم من المشركين - أهل الجهل والعادات القاسية والإباحية – فهذه الفئة - التي اعترف كبيرهم زيد بن نفيل: أنه كان يجهل كيف عبادة الله - لا تصلح قطعا للحكم الذي توصل إليه رينان، إلا إذا جوّزنا الحكم على أوربا كلها بالدقة العلمية في المعرفة بأحوال الشرق لمجرد وجود د: موراني وأفراد غيره قلائل لهم معرفة بهذا الأمر.
والسيرة النبوية عند جماعة من المستشرقين = طائفة من الأخبار والأحاديث تحتاج إلى التحقيق والبحث العلمي الدقيق، وبالتالي لا تصلح – عندهم – مصدرا تاريخيا صحيحا، فما بالها الآن أصبحت مصدرا مهما لشعر بعض أهل الجاهلية الذي تحنفوا؟
ثم – يا سبحان الله – يطبق الكثير من المستشرقين منهج ديكارت في الشك على شعر الجاهلية قاطبة وبذا يردونه، ثم إذا وصل الأمر إلى شعر أمية بن الصلت ومن على شاكلته = يطمئنون إليه غاية الطمأنينة، ويثقون به غاية الثقة. فما السر في ذلك يا ترى؟ هل أصابهم داء التعصب الذي يرمون به غيرهم من أتباع الديانات الأخرى أم ماذا؟
ويقول الدكتور موراني: ( فعندما لا يشك اثنان في صحة النص القرآني فلنا أيضا ألا نشك في صحة هذه الأبياتلهؤلاء الشعراء ).
سبحان الله د: موراني لو كنتُ القائل لقلتَ لي: أتقارن تمرا بزبيب. والأمر هنا أشد...(1/3087)
وأنا هنا أتجاوز مسألة الصحة – مع أن هناك فارقا كبيرا وكبيرا جدا بين توثيق النص القرآني وبين الشعر الجاهلي جملة فضلا عن شعر من ذكرتَ – وأتحدث عن مضامين كل منهما، فهل تسوي دكتور بين بعض الأحاديث التي وردت في شعر من ذكرت، من ذكر ألفاظ: التوحيد والدين والأنبياء والجنة... والتي لم يكن لها أي فكرة واضحة متميزة عندهم = وبين ما جاء من منهج متكامل عقيدة وشريعة، موثقا بالدلائل العقلية، والوقائع التاريخية للأمم السابقة مع أنبيائهم... وغير ذلك مما لم يخطر لما يسمون بالحنفاء على بال، ولا كان منهم على ذُكر... هل فعلا البحث العلمي المجرد يسوي بين كل هذا؟ أو تقول د: إن تلك الكلمات والمعاني السادجة في أنفسهم، وأظهروها غفلا في أشعارهم = كانت مصدرا للقرآن أو بعض مصادره؟
ألا تشك دكتور في صحة ما أشرتَ إليه من شعر، وتشك في صحة نسبة القرآن الكريم، الذي نزل به الروح الأمين على قلب أفضل الرسل الكرام – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - ؟
---
موراني
05-12-2005, 09:49 PM
الباجي المحترم يقول :
فكلا قصديه باطل لا محالة، لأن القرآن مصدره الوحي الإلهي ليس غير، فهو من عند الله لفظا ومعنى، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
حسن ! يتبين من خلال هذا القول ان صاحبه ينطلق من ايمانه المطلق بالوحي . وليس لي أن أمسّ شيئا في هذا الايمان بل عليه أيضا أن أحترمه . فهذا هو ما أفعله دائما في الحوار العلمي مع غيري , مع المسلم المؤمن .
الي جانب هذا الاحترام هناك شيء آخر لا بد من ذكره (بدلا من مهاجمته) , فهو :
انّ القرآن نصّ ( الى جانب أنه وحي لمن يؤمن به)
والأبيات لهؤلاء الشعراء أيضا نص ( ولا أقول انّ هذا النص مزيّف )
ومن هنا لا أقول انّ النص القرآني أدخل فيه شيء من الشعر
كما لا أقول أن الشعر قد أخذ شيئا من نص القرآن .(1/3088)
عندما نجتنب القضايا التي تتعلق بالايمان فقط نجد أننا نواجه نصّين : القرآن من ناحية والأبيات في شعر هؤلاء الشعراء من ناحية أخرى .
فمن هنا لا نقول : القرآن جزء من الشعر المعاصر في عصر النبوة , كما لا نقول انّ النص القرآني ( الوحي ) له تأثير على هذا الشعر .
لا شك في أن المجتمعات في جزيرة العرب تأثرت بالأفكار الحنيفيين , أي بفكرة التوحيد .
وقد بلغت هذه الحركة التأريخية ذروتها في النبوة : .....(ورضيت لكم الاسلام دينا ) , كما ذكرت ذلك في اللقاء مع هذا الملتقى المفيد من قبل .
الباجي المحترم : عندما تترك مسألة الايمان الى الجانب وتحاول اجراء الحوار وفق البحث الوضعي سترى اننا سنصل في النهاية الى خلاصة في البحث لا يشك فيها أحد : هذا يرضى بايمانه بالنص , وذلك يرضى برأيه العلمي المعتمد على النص أيضا .
---
جمال حسني الشرباتي
05-13-2005, 07:15 PM
هل يجوز من ناحية شرعية عقدية إستخدام مثل هذا العنوان
((القرآن وأميّة بن أبى الصلت: أيهما أخذ من الآخر؟ ))؟؟
أنا لاأظن ذلك
ما رأيكم أنتم؟؟
---
موراني
05-13-2005, 10:04 PM
جمال حسني الشرباتي , وفقك الله ,
اذا قلنا انّ هذه الصيغة للعنوان غير جائزة من الناحية الشرعية العقدية
لأخضعنا البحث بصورة عامة الأحكام الشرعية العقدية ولقيودها .
السؤال المطروح في عنوان هذه المشاركة في غير محله كما قلت أعلاه من الناحية العلمية .
الغريب أنّ صاحب هذه المشاركة الطويلة والجيدة لا ينوي , كما يبدو لي , الحوار حول ما طرحه من القضايا
لها أهميتها منذ أكثر من القرن .
---
الباجي
05-13-2005, 10:05 PM
د: موراني شكرا لتقديرك.
حتى لا نتوه في زخم الحوار الذي لا تحبه ولا أحبه؛ الكلام محدد هذا الشعر الذي تراه صحيح النسبة لمن نسب إليه؛ هل كان له تأثير مباشر أو غير مباشر على صياغة القرآن الكريم، لفظا أو معنىً ؟ بعض المستشرقين يذهب إلى ذلك، هل تؤيدهم؟(1/3089)
بعد ذلك نتحدث عن المنهج العلمي أو العقلي، الذي أثبتَ به صحة هذا الشعر، ولم تستطع أن تثبت به سلامة القرآن من كل ما يقال عن الأصول العبرانية أو السريانية، أو الأصول الشعرية أو معاني الحنيفية التي كانت في الجاهلية... التي استقى منها، والتي عرفها بعض الحنفاء العرب من الشرق أو الشمال أو غيرها من الجهات، وعن طريقهم وصلت للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - فصاغها ببراعته قرآنا يتلوه المسلمون على أنه من عند الله، وذلك بسبب إيمانهم المطلق بصدقه، وهذا الإيمان حقيقة = سذاجتهم وجهلهم بطرق البحث العلمي. هذه هي الحقيقة التي يقولها بعض المستشرقين، ويخفيها بعضهم وراء كلمات جوفاء، إما احتراما لشعور المسلمين، وإما لأغراض أخرى.
والدكتور موراني يقول: ( عندما تترك مسألة الإيمان إلى الجانب وتحاول إجراء الحوار وفق البحث الوضعي سترى أننا سنصل في النهاية إلى خلاصة في البحث لا يشك فيها أحد : هذا يرضى بايمانه بالنص , وذلك يرضى برأيه العلمي المعتمد على النص أيضا ).
فانظر دكتور كيف تقابل الإيمان المطلق بالبحث العلمي، فتنسب لنا الإيمان - ونعما هو - وتنفرد عنا بالعلم، فهل تجد في ديننا الحنيف مصداق ما تقول؟ هل قرأت القرآن دكتور جيدا فعلمت إلى أي منهج عقلي يدعو؟ الإيمان دكتور عندنا لا يكون إيمانا إلا إذا كان نابعا من علم ومعرفة صحيحتين، وإيمان المقلد عند علمائنا مختلف فيه. فيحتاج الواحد منا أن يقيم دلائل على ما يؤمن به، ولو كانت مجملة بسيطة في نظر كبار أهل العقل والحكمة.
د: أجدني في غنى أن أحدثك عن ديننا الذي أنشأ المناخ العلمي، ودعا إلى الاحتكام إلى العقل، وشيد حضارة إنسانية، وأقام دولة الحق والعدل، واستعلى على جميع العنصريات، ورقى في الإنسان الاعتبارات المعنوية، وجعل التقوى ميزان التفاضل بين الناس...(1/3090)
وكذلك أجدني غير مضطر إلى تذكيرك بالخلل الكبير الذي تعاني منه المناهج الغربية في دراستها وتحليلها للإسلاميات خاصة، وأديان الشرق عامة، وأكبر معضلات هذه المناهج ( الإنفصامية)، فهي تفصم الحقائق وتشطرها، وتحول دون رؤية متكاملة لها.
فمثلا - كما أسلفت القول - السيرة النبوية لا تصلح مصدرا لتاريخ الإسلام لأسباب ارتأوها، بينما جزء منها وهو مرويات شعر الحنفاء؛ صحيحة ونصوص سليمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار، لا بل هي مصدر مهم من مصادر القرآن الكريم.
القرآن لا يصلح مصدرا لدراسة الحالة العقلية والعلمية والاجتماعية التي كان عليها العرب...بينما الشعر يصلح لذلك.
صحيح البخاري وغيره من المصادر المعتمدة، والمثبتة صحة نسبتها، وصحة ما فيها بأدلة علمية...ووفق منهج البحث التاريخي ...= لا تصلح لدراسة الشريعة...وهي في نفسها مشكوك فيها، وعبارة عن كلام لبعض الأتقياء نسبوه للرسول الكريم، وعادات وسنن للعرب الأوائل والمجتمعات الجاهلية حُسبت من الإسلام.
بينما كتاب الأغاني، ومروج الذهب للمسعودي، والحيوان للجاحظ، وحياة الحيوان للدميري... = مصادر مهمة، وعليها يبني كثير من المستشرقين بحوثهم في رد الإسلام إلى أصول عبرية أو بيزنطية...بل وفي نقض الإسلام جملة...
أطلت عليك دكتور، نرجع إلى السؤال الأول: هل هذا الشعر له تأثير من أي نوع على القرآن؟ بعد ذلك تحدثنا د: عن المنهج العلمي الذي أثبت به هذا الشعر، ثم تبين لنا بالمنهج العلمي كيفية استفادة القرآن منه، إذا كان جوابك إيجابيا.
وعندها ربما أقف عن البحث معك، ويتولى من هو أقدر من الدكاترة في الملتقى زمام البحث، بعلم وعقل و موضوعية. بعيدا عن التشنجات والاتهامات والتعريضات والغمزات، فقد علم كل أناس مشربهم منذ زمن، وما هو إلا البحث، وقد يكون تكرارا لما مضت عليه السنون، وبَانَ زيفُه وضعفُه منذ قرون.
---
موراني
05-13-2005, 10:31 PM
الباجي المحترم ,(1/3091)
مشاركتي تتزامن مع مشاركتك : أنظر الى التوقيت .
لا أنوي أن أتدخل فيما طرحت من الأسئلة لأنها تخرج من موضوع هذه المشاركة للأخ ابراهيم عوض .
غير أنني أود أن أنبّهك على أمر واحد : كثيرا ما تذكر أفكار (المستشرقين) وتسألني عن رأيي عما قالوا به ....
فأقول : ما أنا وهؤلاء؟
في الختام : السيرة النبوية ( حققه وأخرجه مستشرق ألماني ـ وهذا من باب الافتخار من جانبي.....)
هذه السيرة لابن اسحاق (ابن هشام ) وما اليها من الروايات الأخرى , وما جاء عند الزبير بن البكار .... وهلم جرا ) هي من أهم المصادر لعصر النبوة . فلا أظن أن هناك باحث جدي اليوم يشك في هذا المصدر , بل يعتبره من المصادر الرئيسية للبحث وما اليها لدى المتأخرون (نسبيا) في أسباب النزول .
---
الباجي
05-14-2005, 09:04 PM
يا دكتور موراني: وهل ما سألتك عنه إلا في لب موضوع الدكتور إبراهيم؟
الدكتور موراني يقول: الغريب أنّ صاحب هذه المشاركة الطويلة والجيدة لا ينوي , كما يبدو لي , الحوار حول ما طرحه من القضايا لها أهميتها منذ أكثر من القرن ).
ففيما سيناقش الدكتور إبراهيم إذا لم يناقشك فيما سألتُك عنه؟
دكتور موراني: أنا سألتُك وأعرف سلفا إجابتك، بل أنت أجبتَ عن سؤالي في مشاركتيك 2 و5، ولكن أحببت أن يكون الجواب أصرح من ذلك.
أما ما يتعلق بما أذكره من أراء المستشرقين وأسألك عنه، فأحب أن توضحها لي لمعرفتك بهم، كما أوضحت رأي شولتس الآن، وأحب كذلك أن أعرف موقفك مما يقولون فما البأس في ذلك؟
وبالنسبة لكتب السيرة: المهم فيها هل تعتمدون ما صح فيها أما تتخيرون ما تحبون وتتركون الباقي؟ هذا محور البحث، أما التحقيق فذاك شأن آخر.
---
موراني
05-14-2005, 11:12 PM
السؤال :
وبالنسبة لكتب السيرة: المهم فيها هل تعتمدون ما صح فيها أما تتخيرون ما تحبون وتتركون الباقي؟ هذا محور البحث،
الاجابة : أتمني أن تكون بخير وعافية .(1/3092)
أما أنا : فلا أجتنب شيئا من التراث ولا أترك منه الباقي , بل أعتمد على كل ما جاء فيه .
وأظن أن هذا يكفي في هذا الحوار .
---
(1/3093)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شيء من فوائد السبكي الشافعي في التفسير
---
شيء من فوائد السبكي الشافعي في التفسير
---
محب الدين
08-30-2003, 11:15 PM
عندما ترجم السبكي الصغير لوالده علي بن عبدالكافي ساق عددا من الفوائد والفرائد النفيسة وإن كنا نختلف معه في كثير من مسائل الاعتقاد ،، ويهمنا هنا أن نسوق منها ما يتعلق بالتفسير فأسأل الله التوفيق في سرد ما سلم من العقيدة الأشعرية في عدد من الكتابات ،،،،،،،
يتبع إن شاء الله قريبا
---
(1/3094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في قوله تعالى :(.. ويقدر له ..) القَدْر في الرزق للمؤمنين وعلى غيرهم ..!!
---
في قوله تعالى :(.. ويقدر له ..) القَدْر في الرزق للمؤمنين وعلى غيرهم ..!!
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
08-27-2006, 11:34 PM
كنت كثيرًا ما أتساءل عند تلاوة هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ..) [العنكبوت : 62] ، وعند الآية الأخرى : (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ..) [سبأ : 39] عن السرّ في اختيار الضمير (له) ؛ مع أن المتبادر إلى الذهن أن التضييق في الرزق يكون على الإنسان لا له ، ثم تهيأ لي النظر في جملة من كتب التفسير والتي لم يتطرّق معظمها لما أبحث عنه ، حتى وجدت بغيتي في تفسير " التحرير والتنوير " للطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى ، حيث يقول في تفسير موضع سورة العنكبوت :(1/3095)
" وزيادة { له } بعد { ويقدر } في هذه الآية دون آية سورة الرعد وآية القصص(1) للتعريض بتبصير المؤمنين الذين ابتلوا في أموالهم من اعتداء المشركين عليها كما أشار إليه قوله آنفاً : { وكأيّن من دابة لا تحمل رزقها } [ العنكبوت : 60 ] ، بأن ذلك القَدْر في الرزق هو لهم لا عليهم لما ينجرّ لهم منه من الثواب ورفع الدرجات ، فغُلّب في هذا الغرض جانب المؤمنين ولهذا لم يُعدّ { يقدر } بحرف ( على ) كما مقتضى معنى القدْر كما في قوله تعالى : { ومن قُدِر عليه رزقُه فلينفقْ مما آتاه الله } [ الطلاق : 7 ] . وقال بعض المفسرين : إن المشركين عيّروا المسلمين بالفقر ، وقيل : إن بعض المسلمين قالوا : إن هاجرنا لم نجد ما ننفق . والضمير المجرور باللام عائد إلى( من يشاء من عباده ) باعتبار أن ( من يشاء ) عام ليس بشخص معين لا سيما وقد بيّن عمومه بقوله { من عباده } . والمعنى : أنه يبسط الرزق لفريق ويقدر لفريق " (2).
وفي تفسير آية سبأ يقول –رحمه الله- :
" وقوله : { قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له } تقدم نظيره قريباً تأكيداً لذلك وليبنَى عليه قوله : { وما أنفقتم من شيء } الآية . فالذي تقدم ردٌّ على المشركين ، والمذكور هنا ترغيب للمؤمنين ، والعبارات واحدة والمقاصد مختلفة . وهذا من وجوه الإِعجاز أن يكون الكلام الواحد صالحاً لغرضين وأن يتوجه إلى طائفتين .
ولما كان هذا الثاني موجهاً إلى المؤمنين أشير إلى تشريفهم بزيادة قوله : { من عباده } أي المؤمنين ، وضمير { له } عائد إلى { من } ، أي ويقدر لمن يشاء من عباده . ومفعول { يقدر } محذوف دلّ عليه مفعول { يبسط } .(1/3096)
وكان ما تقدم حديثاً عن بسط الرزق لغير المؤمنين فلم ينعموا بوصف { من عباده } لأن في الإِضافة تشريفاً للمؤمنين ، وفي هذا امتنان على الذين يبسط عليهم الرزق بأن جمع الله لهم فضل الإِيمان وفضل سعة الرزق ، وتسلية للذين قدر عليهم رزقهم بأنهم نالوا فضل الإِيمان وفضل الصبر على ضيق الحياة .
وفي تعليق { له } ب{ يقْدر } إيماء إلى أن ذلك القَدْر لا يخلو من فائدة للمقدور عليه رزقُه ، وهي فائدة الثواب على الرضى من قسم له والسلامة من الحساب عليه يوم القيامة . وفي الحديث « ما من مصيبة تصيب المؤمن إلا كُفِّر بها عنه حتى الشوكةُ يُشاكُها » .
ولولا هذا الإِيماء لقيل : ويقدر عليه ، كما قال : { ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه اللَّه } [ الطلاق : 7 ] . وأما حال الكافرين فإنهم ينعم على بعضهم برزق يحاسبون عليه أشد الحساب يوم القيامة إذ لم يشكروا رازقهم ، ويُقدر على بعضهم فلا يناله إلا الشقاء ... " (3) .
تلك فائدة أحببت نقلها إلى غيري ، علّمنا الله ما ينفعنا ، ونفعنا بما علّمنا ..(آمين)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أقول : وأيضًا آية سورة الإسراء(30) ، و الروم (37) ، و سبأ –أيضًا-(36) ، و الزمر (52) ، و الشورى (12) ، فلم يذكر في هذه المواضع لفظ (له) .
(2) التحرير والتنوير : تفسير الآية رقم (62) من سورة العنكبوت.
(3) التحرير والتنوير: تفسير الآية رقم (39) من سورة سبأ .
---
(1/3097)