ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل عُثِر على كتاب النظم للجاحظ ؟؟
---
هل عُثِر على كتاب النظم للجاحظ ؟؟
---
زكرياء توناني
12-17-2006, 06:57 PM
هل عُثِر على كتاب النظم للجاحظ ؟؟ وأين ؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-17-2006, 09:28 PM
لم يعثر على هذا الكتاب حتى الآن .
---
زكرياء توناني
12-17-2006, 11:33 PM
جزاكم الله خيرا .
---(1/1)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المحكم والمتشابه
---
المحكم والمتشابه
---
بكر أبو الروس
03-14-2004, 06:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى في سورة آل عمران في الآية السابعة :{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}
ولقد ذكر أستاذنا فضيلة الدكتور محمود عمارة في كتابه القيم (( سائح في رياض القرآن )) حول هذه الآية ما يلي :
تشير الآية الكريمة إلى أن القرآن الكريم آيات محكمات هن أصل القرآن ، وأُخَرُ متشابهات ...
محكمات واضحات لائحات تضمنت العقائد والعبادات والمعاملات ، وجميع الشرائع المنظمة للسلوك الفردي والجماعي مما هو نص في موضوعه لا يحتاج إلى تأويل ...
أما المتشابه فهو : ما يحتاج في معرفته إلى تأمل وتدبر ، فقد تشتمل الآية على أكثر من معنى يدل عليه اللفظ ولا يجد عقلك مرجحا لبعضها على بعض . وقد تكون الآية وصفا لجلال الله سبحانه وتعالى .. فلا يستطيع عقلك القاصر تصور كنه العظمة الإلهية ..
وقد تساءل الباحثون : لم كان في القرآن متشابه لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، ولم يكن كله محكما يستوي في فهمه كل الناس .. لا سيما وهو كتاب هداية وإرشاد ... والمتشابه قد يحول دون الهداية ؟
وأجاب العلماء بأجوبة تدل على حكمته سبحانه إذ أنزل كتابه محكما ومتشابها من أجل الهداية ذاتها :
لقد كان كلام العرب قسمين :(1/2)
1-ما يفهم معناه سريعا ... ولا يحتمل غير ظاهره .
2-ما جاء بطريق الكتابة والمجاز .. والمعاني فيه متزاحمة وهذا القسم هو المستحسن عندهم .
فأراد الله تعالى إنزال القرآن بالنوعين تحقيقا للإعجاز فكأنما يقول لهم : عارضوه بأي النوعين شئتم ... ولن تفعلوا !!!
على أن احتياج بعض الآيات إلى التأمل وإعمال الفكر باب إلى نهضة علمية يتنافس فيها المتنافسون لتحصيل فنون من العلوم متنوعة تعينهم على فهم كتاب الله تعالى .. وإلا فلو جاءت كل الآيات ظاهرة المعنى .. لاستوى العلماء والجهلاء ولماتت الخواطر بتوقف البحث والاستنباط .
فإن نار الفكر – كما قيل – تقدح زناد المشكلات والمعضلات ولهذا قال حكيم :
عيب الغنى: أنه يورث البلادة ويميت الخواطر.
وفضيلة الفقر: أنه يبعث على إعمال الفكر واستنباط الحيل في الكسب .
وتوضح الآية الكريمة اختلاف ردود الفعل أمام هذه الآيات :
فأما مرضى القلوب : فقد أخذوا الموقف الذي ينسجم مع قلوبهم التي زاغت عن الحق فأداروا ظهورهم للحقائق الواضحة ثم أثاروا الغبار في حملة تضليل معتمدين على جهل العامة الذين لا يصدقون بما لم يصل إليه علمهم ولا تدركه حواسهم .
أما الراسخون في العلم فقالوا : ( آمنا به كل من عند ربنا )
لقد أدركوا ما في النسق القرآني من رحمة بالأمة وتنشيط لملكات الخير فيها فكانوا كما علمهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ):
ما عرفتم من محكمه فاعملوا به وما جهلتم من متشابهه فآمنوا به .. ولقد عملوا وآمنوا ..
أما الزائغون فكانوا أسوأعملا وأكثر زللا ( وما يذكر إلا أولوا الألباب ) .
بكر أبو الروس
---
(1/3)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أهل القرآن .. وصناعة الحياة !
---
أهل القرآن .. وصناعة الحياة !
---
أبو مالك البكاري
12-02-2005, 12:24 AM
هم من يملكون أقوى سلاح في التأثير!
هم من يحملون أروع نور لهداية الحائرين !
هم من يرفعون أعلى راية في الدلالة للغافلين !
هم من يحملون بين جنوبهم وحي السماء الذي به قرع النبي صلى الله وسلم العقول المتحجرة فتصدعت ، والقلوب القاسية فلانت ، والجوارح الآثمة فآبت !
أهل القرآن وخاصته !!
أين هم من المشاركة في صنع الحياة !
أين هم من امتلاك الحجة التي استقوها من أساليب القرآن الكريم وهو يجادل الملحدين ويقنع بالدليل الدامغ الكافرين ويعالج تخبط المنافقين وغفلة العاصين !
أين هم من أساليب الترغيب والترهيب !
أين هم من النزول إلى ميدان الحياة بنورهم وضيائهم وبقوتهم وعزمهم وبحلمهم وبعلمهم !
إن الحياة لا يصنعها إلا أهل القرآن الكريم
لا بكثرة بحوثهم ولا بتنوع مشاركاتهم وكتاباتهم فقط
بل بقيادتهم للناس إلى الجنة
وبتأثيرهم فيمن حولهم بالقدوة
وبتصديهم لتيارات التفسخ ومذاهب الإنحلال بصناعة الجيل المؤمن المتمسك بكتاب ربه وسنة نبيه علما صحيحا وفهما سليما وعملا على المنهج الواضح !
إننا بحاجة إليكم يا أهل القرآن
لا لتقبعوا خلف أوراق الكتب ودوواين العلم فقط - وإن كانت هامة جدا -
ولا لتثروا مكتبات العلم بالجديد من البحوث فقط - وإن كان هذا مهم جدا -
ولا لتتحاورا في مسائل الخلاف الذي لا يفسد للود قضية فقط
بل تضيفوا إلى ذلك الجلوس خلف نفوس ظامئة تحتاج إلى من يسقيها الماء وأي ماء أرق وأعذب واحلى من القرآن للنفوس !
بل لتثروا المجتمع بنسخ من النفوس التي تشربت القرآن وكانت إيمانيا حيا يحيي بحياته أمة من الناس !
وبل لتتحاوروا مع الغافلين والشاكين ولتنقذوا الغارقين !(1/4)
فإن كنتم يا أهل القرآن تعرفون بليلكم إذا الناس نائمون وبدموعكم إذا قست القلوب وبذكركم إذا الناس غافلون
فلتكونوا أيضا ممن سينتجون جيلا مثلكم أو أفضل منكم يعرفون بأفضل مما عرفتم به
وهم من ستورثون نسخا بشرية مؤمنة لكم أجرهم لا ينقطع
والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم !!
(فليفض القرآن على قلوبنا ونفوسنا وننطلق به إلى واقع حياتنا لنتحرك به ، ولنحرّك به واقعنا ، ونقوم به اعوجاجنا ، ونستدرك به نقصنا ، ونكمل به ما وقع من خلل في حياتنا ، وذلك هو التأثير المنشود الذي عندما فقدنا كثيراً منه ظلّ القرآن في حياتنا ، كأنما هو غائب شاهد ، وكأنما هو قد عطل في واقع نفوسنا وقلوبنا فتعطل في واقع حياتنا وأحوالنا )
---
مساعد الطيار
12-02-2005, 12:35 AM
أحسنت مقالاً ، ونسأل الله لنا تطبيقها بالفعال الصادقة الناصحة ، فما احوجنا لمثل هذه التنبيهات القيمة .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-02-2005, 10:21 AM
جزاك الله خيراً على هذا التذكير والنصح
وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، وأن يستعملنا في طاعته ، وأن يجعلنا من أهل القرآن حقاً العاملين به ، الداعين إليه .
---
أحمد البريدي
12-02-2005, 09:30 PM
شكر الله لك هذه المقالة الرائعة فلقد ذكرتني بموقف الصحابي الجليل عندما كان حاملاً للراية يوم الردة فقيل له : الله الله أن نؤتى من قبلك فقال : بئس حامل القرآن أنا إن أُتِيْتُمْ من قبلي .
---
أبو مالك البكاري
12-03-2005, 11:13 PM
شكر الله لكم مشائخنا الفضلاء على مروركم وتعقيباتكم التي أعتز بها كثيرا
وكلي أمل أن نجد منكم كل نصح وتسديد
والله يرعاكم
---
ش.م
12-04-2005, 12:12 PM
شكر الله لكم هذه الكلمات الصادقة
فصناعة الحياة إن لم تكن بأيدي أهل القرآن فلن تكون ناجحة
فالقرآن هو المصلح وليس الغاية من حفظه أن نقول نحن أهل القرآن ونقعد
فما هكذا فقط يكون أهل القرآن(1/5)
فغاية الحفظ العمل وتهذيب الخلق وأن نكون كما كانوا: قرآنا يمشي على الأرض
لتجد ثمرة القرآن (الإصلاح) النور في هذه الأرض فتستضيء بها
---
عيسى الدريبي
12-04-2005, 06:36 PM
شكرالله لك هذه الكلمات الضافية أبامالك ،والتي تستحث أهل القران الذي أخذواعلى عاتقهم خدمة كتاب الله وأن يحييوا قلوب الناس بهذا النور ،كيف لا ونحن نقرأأن كتاب الله نوروكثير من ابناء هذه الامة يعيش في ظلمات الجهل والمعصية والتخلف ،ونقرأ أنه موعظة وكثير منا يحتاج الى وعظ ،وغالب من يتصدى للوعظ يتخذ بضاعة أغلبها يخلو من الوعظ القرآني ، وباختصار نحن- كما ذكر أخي -بحاجة الى أن ننطلق من القران لتتغير ماانحسر من مظاهر هذا الدين في حياتنا الخاصة وفي حياةالامة ،وعلى سبيل المثال خطب الجمعةماأعظم تأثيرها -ان كانت قرآنية- وماأسهل فهمها على المتلقين وهذا من خلال تجربة ،
ودروس وحلقات التفسيرفي القنوات الفضائية ينبغي لاهل القران أن يكون لهم مشاركة فيها ومن سمع شيخنا الشيخ محمدالراوي يدرك أثر الدروس القرآنية ،ولايخفى على كثير من الافاضل روعة الوقفات التي كان يمتع بها الشيخ الشعراوي مستمعيه
شكرا أبامالك مرة بعدأخرى على هذه الاطلالة ونتمنى أن لاتحرمنا منها بين فترة واخرى
---
أبو مالك البكاري
12-06-2005, 12:38 AM
الأخ ش. م
شكر الله لك حضورك ومرورك
ومداخلتك القصيرة الجميلة
ونرجو ألا تحرمنا من حضورك الدائم
---
أبو مالك البكاري
12-06-2005, 12:46 AM
أخي وشيخي أبا عبدالمحسن
لا زلت أتذكر ذلك الدرس الإيماني السلوكي الذي أتحفتنا به مرة
والذي كان بعنوان ( صفات الملتزمين )
لا زالت ترن كلماته في أذني حين نقلتنا من واقع المعرفة إلى إشكالية التطبيق
وماسطر هنا لعله يكون نسخة تغيرت ألفاظها وعباراتها وبقي جوهرها ومعناها
شكر الله لك على حضورك الذي استقطعت به شيئا من وقتك
وكتبت إيجازا مركزا وردا أنيقا كأناقتك
حفظك الله وسدد خطاك ورفع قدرك ونفع بك(1/6)
---
(1/7)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب البرهان في أصول الفقه للجويني " ملفات ورد "
---
كتاب البرهان في أصول الفقه للجويني " ملفات ورد "
---
مسك
12-23-2005, 12:26 PM
اسم الكتاب : البرهان في أصول الفقه
اسم المؤلف : الإمام الجويني
نبذة عن الكتاب :
إمام الحرمين الجويني من كبار الشافعية، فقيه أصولي وهو شيخ الإمام الغزالي وقد كتب الجويني " الورقات " في أصول الشافعية ولقيت قبولا ولكنها موجزة، في حين جاء البرهان متوسطا في حجمه : تكلم في العلم وحده، وعقد بابا للبيان في اللغات ودلالات الألفاظ . وآخر في الإجماع . وثالثا في القياس . ورابعا في الإستدلال . وخامسا في الترجيح
:::: أضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=11&book=2235)
---
(1/8)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث عن كتب
---
بحث عن كتب
---
السهيلي
02-16-2005, 09:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوا مساعدتي في الحصول على كتاب ( نهاية الإقدام _ للشيرازي ) ، ( وكتاب بصائر ذوي التمييز _ للفيروز آبادي ) ولكم جزيل الشكر وبارك الله فيكم
---
مسك
02-22-2005, 10:29 PM
هذا هو كتاب نهاية الإقدام في علم الكلام أخي الكريم .. للشهرستاني
كنت قد نسخته قديماً ولم أقم بنشره لنصيحة بعض المشايخ كون الكتاب يعتبر من كتب أهل البدع .
وأرجوا أن يكون هو المقصود .
---
د.خضر
02-28-2005, 04:21 PM
كتاب بصائر ذوي التمييز مطبوع ومتداول وبثمن معقول جدا ، وخاصة طبعة وزارة الأوقاف المصرية المدعومة ، هذا إن أردته طباعة وشراء فحسب ، أما الكترونيا ، فدونك مواقع البحث علي الشبكة العنكبوتية الدولية فتدبر .
---
(1/9)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > افيدوني جزاكم الله عن الايتين في سورة المائدة
---
افيدوني جزاكم الله عن الايتين في سورة المائدة
---
faisalsa222
09-02-2004, 09:54 PM
بسورة المائدة ايتين اتمنى اني اعرف الفرق بينهن
في الآية 7 يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله
وفي الآية 69 يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمت الله
ما الفرق بين نعمة في الاية الاولى ونعمت في الثانيه
---
ابو شفاء
09-02-2004, 10:21 PM
الاييات اخي الكريم 9 , 11 وليست 69 , ونفس السؤوا عن كتابة الربا في القران ,
هذا الاختلاف في كتابة الكلمة الواحدة من حيث الرسم مع عدم اختلاف المعنى واللفظ دليل على انه فعل مرده الى السماع لا الى الاجتهاد والفهم , وكل ما كان مرده الى السماع توقيفي . فرسم المصحف توقيفي , وكان للرسول كتاب يكتبون الوحي وقد كتبوا القران بهذا الرسم واقرهم الرسول عليه.
---
عبدالله حسن
09-03-2004, 12:20 AM
كيف يحدد الرسول عليه الصلاة و السلام أشكال كتابة الحروف و هو أمي ؟
هل هناك من أدلة أخرى على التوقيف في هذه المسألة ؟
---
faisalsa222
09-03-2004, 02:45 AM
ان القران فيه اخطاء املائيه
---
ابو شفاء
09-03-2004, 08:31 AM
تعلمت شيئا في هذه الدنيا هو ان افهم الكلام كما رتبه لافظه لا كما اريد ان افهمه انا , فلا ادري كيف قفز الاخ الى القول بان القران فيه اخطاء املائية ,
لا يقال ان الرسول كان اميا فلا يعتبر تقريره لها , فان له كتابا يعرفون الخطوط فكانوا يصفونها له , علاوة على انه كان يعرف اشكال الحروف كما ورد في بعض الاحاديث , على ان كتابة كتابه للكتب التي كان يرسلها للملوك والرؤساء كانت على رسم الكتابة العادية , وعلى غير رسم القران مع ان المملي واحد والكتاب هم هم , ورسم القران توقيفي لغير علة فلا يدخله القياس(1/10)
---
faisalsa222
09-04-2004, 01:07 AM
انا لم اقل ان القران فيه اخطاء املائية بالمعنى الصحيح انا اردت ان افهم المعنى فقط لان الله عزل وجل قال (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)
انا اردت معرفة ما الحكمة من كتابة نعمة ونعمت هل لان اللغه لدينا مفتوحه
مثال وليس قياسا على القران مثال للفهم فقط
في اللغه الانجليزيه كلمة color و colour كلمتان معناهما واحد
هل افهمها على نفس النمط هذا او لها معنى مختلف
اتمنى من الاخوة ان لا يغضبوا لانني سألت هذا السؤال من قبل مسيحي واعرف انه يريد بذلك التشكيك في صحة القران لكني لم القي له اي اهتمام انما حز في نفسي وتحرك في جوفي الوازع الديني والغيرة على الاسلام واردت معرفة هذه حتى لا يكون شيء في نفسي لا اعرف جوابه
وعزمت بعد هذا على قراءة وحفظ تفسير القران الكريم والطريقة التي كتب بها القران حتى لا أسأل مثل هذا السؤال
وأعجز على الرد عليه .
اخوتي انا اتمنى منكم عند وضعكم للردود ان تاخذوا بالحسبان ما كل من كتب أوسأل أو اراد ان يناقش موضوع يكون مدرك معنى ما يسأل عنه فأنتم إن كنتم تعرفون جواب ما سأل عنه فجزاكم الله اخبروه بها دون ان يكون هناك كلام ينم عن غضبكم أو استنكاركم للسؤال ليس لاني تعرضت لمثل هذا بل من اجل الاسلام وكسب كل من
يريد ان يسال عن الاسلام
اتمنى من المشرفين التنبيه على الاعضاء بان يكون الرد فيه رحابة صدر حتى نستطيع ان نكسب ود كل من يريد الدخول في الاسلام ولا يعلم عنه شيئاً
دعونا ننظر الى طريقة المسيحيين واليهود في الدعوة الى دينهم فلهم اساليب في الرد والاجابه على الاسئلة بطريقة تجذبك الى دينهم فالاسلام ديننا حث على التحلي بالاخلاق الحميده وخاصة بالدعوة اليه
وفي الاخير اشكر كل من كتب في هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا لمساعيكم وجعله الله في ميزان اعمالكم
---
د. هشام عزمي
09-04-2004, 06:31 AM
أخي فيصل ،،(1/11)
تستطيع قراءة ردًا وافيًا على سؤالك في إجابة الدكتور مساعد الطيار على هذا الرابط :
سوال عن جمع القران (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1814)
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2004, 02:59 PM
بارك الله فيك أخي الكريم faisalsa222 على حسن ظنك بإخوانك ، وحسن أدبك في السؤال والرد . وأنا أتفق معك في ما تفضلت به من قولك :(إخوتي ! أنا أتمنى منكم عند وضعكم للردود أن تاخذوا بالحسبان ما كل من كتب أوسأل أو أراد أن يناقش موضوعاً يكون مدركاً معنى ما يسأل عنه. فأنتم إن كنتم تعرفون جواب ما سأل عنه فأجيبوه جزاكم الله خيراً وأخبروه دون أن يكون هناك كلام ينم عن غضبكم أو استنكاركم للسؤال.
ليس لاني تعرضت لمثل هذا بل من اجل الاسلام وكسب كل من يريد ان يسال عن الاسلام .
اتمنى من المشرفين التنبيه على الاعضاء بان يكون الرد فيه رحابة صدر حتى نستطيع ان نكسب ود كل من يريد الدخول في الاسلام ولا يعلم عنه شيئاً ).
وهذا الكلام الذي قلته هو عين الصواب ، ونحن ندعو الجميع للسير على هذا النهج الهادئ في الجواب والرد والمناقشة ، حيث إن هذا هو الأسلوب المثمر النافع للسائل والمجيب على حد سواء. وأرجو أن نوفق جميعاً لسوك هذا المنهج ، شاكرين لكم حسن توجيهكم وفقكم الله. وأما المسألة التي سألتم عنها فقد أجيب لك عنها بما فيه الكفاية إن شاء الله ، ولعل مزيد الاطلاع على الموضوعات المطروحة سابقاً تكشف لك جوانب أخرى لهذا الموضوع. وهو موضوع :(ظواهر الرسم العثماني).
---
ابو شفاء
09-04-2004, 05:59 PM
أنا لم اغضب اخي ابدا , وان كنت فهمت كلماتي غضب فأنا اعتذر , انما هو اسلوب للحوار , انا استنكرت ان يتم الكلام عن اخطاء املائية , لان موضوع الاخطاء لم يكن واردا فيما تحدثنا فيه , هذا كل ما في الامر , وليس الغضب , اكرر اعتذاري ان كنت قد فهمتني على غير ما اريد .
كل الاحترام للاخوة
---
shade torky
09-04-2004, 11:18 PM(1/12)
assalam alakom
all support to mr. faissalsa222
" افيدوني جزاكم الله دون أن يكون هناك كلام ينم عن غضبكم أو استنكاركم للسؤال.
من اجل الاسلام حتى نستطيع ان نكسب ود كل من يريد الدخول في الاسلام ولا يعلم عنه شيئاً )."
brother
---
faisalsa222
09-05-2004, 12:39 AM
اخي ابو شفاء لا اريد ان تتاسف مني ليس بين الاخوة اسف
انما اردت ان اذكرك بان يكون ردك فيه رحابه حتى ينجذب كل من يقرا الموضوع سواء مسلم او غيره
اشكركم من كل قلبي
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-05-2004, 09:39 PM
جـ- رسم المصحف العثماني والآراء فيه.
المراد برسم القرآن هنا كيفية كتابة الحروف والكلمات في المصحف على الطريقة التي كتبت عليها في المصاحف التي أمر عثمان اللجنة الرباعية فكتبتها ووزعتها في الأمصار.
ويطلق عليه: رسم المصحف، ومرسوم الخط.
الآراء فيه:
الرأي الأول: أن الرسم العثماني ليس توقيفاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه اصطلاح ارتضاه عثمان وتلقته الأمة بالقبول، فيجب التزامه والأخذ به، ولا يجوز مخالفته.
الرأي الثاني: أن رسم المصحف اصطلاحي لا توفيقي، وعليه فيجوز مخالفته.
الرأي الثالث: أنه توقيفي لا يجوز مخالفته، وهو مذهب الجمهور.
واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له كُتاب يكتبون الوحي، وقد كتبوا القرآن كله بهذا الرسم، وقد أقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على كتابتهم وقضى عهده صلى الله عليه وسلم والقرآن على هذه الكتبة لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل.
أقوال الفقهاء في الرسم العثماني: جمهور العلماء ذهبوا إلى منع كتابة المصحف بما استحدث الناس من قواعد الإملاء، للمحافظة على نقل المصحف بالكتابة على الرسم نفسه الذي كتبه الصحابة.
- وقد صرح الإمام أحمد فيه بالتحريم فقال: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف أو غير ذلك.(1/13)
- وسئل الإمام مالك: هل تكتب المصحف على ما أخذته الناس من الهجاء؟ فقال: لا، إلا على الكتبة الأولى.
- وجاء في الفقه الشافعي: إن رسم المصحف سنة متبعة.
- وجاء في الفقه الحنفي: أنه ينبغي ألا يكتب بغير الرسم العثماني.
-وقال الإمام أبو عمرو الداني : ولا مخالف له من علماء الأمة.
وهكذا اتخذت الأمة الإسلامية الرسم العثماني سنة متبعة إلى عصرنا هذا، كما قال البيهقي في "شعب الإيمان": واتباع حروف المصاحف عندنا كالسنن القائمة التي لا يجوز لأحد أن يتعداها.
وكان ذلك للمبالغة في المحافظة والاحتياط على نص القرآن، حتى في مسألة شكلية، هي كيفية رسمه.
لكن استثنوا من ذلك نقط المصاحف وتشكيلها، لتتميز الحروف والحركات، فأجازوا ذلك بعد اختلاف في الصدر الأول عليه، وذلك لما اضطروا إلى ذلك لتلافي الأخطاء التي شاعت بسبب اختلاط العرب بالعجم.
د- تحسين الرسم العثماني
-1كانت المصاحف العثمانية خالية من النقط والشكل اعتماداً على السليقة العربية التي لا تحتاج إلى مثل هذه النقط والتشكيلات، وظلت هكذا حتى دخلت العجمة بكثرة الاختلاط، وتطرق اللحن إلى اللسان العربي، عندئذ أحسَّ أولو الأمر بضرورة تحسين كتابة المصاحف بالتنقيط والشكل والحركات مما يساعد على القراءة الصحيحة.
-2 من شكل المصحف:
أ- اختلف العلماء في ذلك، منهم من قال: أبو الأسود الدؤلي الذي ينسب إليه وضع ضوابط اللغة العربية بأمر من علي بن أبي طالب. يروي أنه سمع قارئاً يجر اللام من رسوله في قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]، فغير المعنى، ففزع لهذا اللحن وقال: عز الله وجل أن يبرأ من رسوله، فعندئذ قام بوضع ضوابط التشكيل حفاظاً عليه من اللحن.
ب- ومن العلماء من قال: أول من شكل المصحف : الحسن البصري، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم الليثي بأمر من الحجاج.(1/14)
-3 تدرج تحسين رسم المصحف: كان الشكل في الصدر الأول نقطاً، فالفتحة نقطة على أول الحرف، والضمة نقطة على آخره، والكسرة نقطة تحت أول الحرف، ثم تدرج، فأصبحت الفتحة شكلة مستطيلة فوق الحرف، والكسرة تحته، والضمة واواً صغيرة فوقه، ثم بعد ذلك مر المصحف في طور التجديد والتحسين على مر العصور حتى استقر على هذا الشكل الذي هو عليه الآن من الخطوط الجميلة الواضحة، وابتكار العلامات المميزة، والاصطلاحات المفيدة، فجزى الله من سبقونا في خدمة قرآن ربنا خير جزاء.
المرجع
كل ما ذكر أعلاه منقول من كتاب مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان رحمه الله
---
(1/15)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هلاك اميركا البغيضة:
---
هلاك اميركا البغيضة:
---
tafza
04-16-2005, 12:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم;;
هلاك اميركا البغيضة:
لقد سن الله تعالى في ارضه ، وبين خلقه ، سننا ، وارادها لهم ذكرى وتذكرة ، فهي ثابتة لا تتغير ، ودائمة لا تتحول ، وان من بين هذه السنن التي سنها بين الامم ، انها لو وصلت الى حال ينعدم فيه صلاحها ويدوم فيه طغيانها ، وينتشر فيه افسادها ، ويزداد يوما بعد يوم طغيانها ، ولا تعود الى ربها رغم امهاله لها ، فقد آن الآوان لزوالها ، وانحطاطها ودمارها ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن تجد لسنته تحويلا ..
هذا الموضوع قارئي الكريم نرى انه جدير بالنشر ، فضلا عن القراءة ، وهو يمثل وجهة نظر في الاسباب المؤدية الى هلاك اميركا البغيضة ..
التأله :
لقد ادعت امريكا لنفسها من القدرات ما لا يليق اطلاقه الا على الله تعالى ، فهي تمارس علاقاتها مع كافة دول العالم على طريقة فرعون عندما قال :
(( ياايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري )) ( القصص 38 )
وعندما قال :
(( ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشد )) (غافر29 )
فنراها تتعامل مع الدول من منطلق الشعور المملوء بالغطرسة والتجبر وكأنها تقول انها تعز من تشاء وتذل من تشاء خاصة خطابها بعد احداث 11 ايلول 2001 فأعلنت لدول العالم اما ان تدخلوا في حلف معنا ضد الارهاب واما تكونوا مع الارهاب ونسلط عليكم آلتنا الحربية من الطائرات والصواريخ فبسبب ممارستها ما لا يحق لاحد ان يقوم به الا الاله الحق استحقت ان يحيق بها العذاب الالهي كما حاق بفرعون عندما ادعى الالوهية قال تعالى :
(( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون )) ( الاعراف .( 137
الذنوب :(1/16)
صحيح ان الذنوب قد تقع من اي انسان او أمة ، الا ان امريكا هي ابرز من يقود العالم نحو الموبقات ، ومن اهمها الاقتصاد القائم على البنوك الربوية ، ثم ما تنفذه من مخططات لتغيير السلوك السوي لدى بني الانسان من خلال انتاجها للافلام الاباحية وافلام الجريمة ، المفعمة جمعيا بكل الوان الانحرافات التي تخطر على بال الانسان او لا تخطر ، هذا اضافة لفرض ارائها الضالة وافكارها الشاذة في السياسة والاقتصاد وغيرها على دول العالم مع تدخلها في الشؤون الداخلية لتلك الدول ومحاولة تغيير هويتها وخصوصياتها تحت مسمى العولمة لذا فأن هذه الدولة المتجبرة المتكبرة قد وضعت نفسها في موضع من يستحق ان ينزل عليه الغضب الالهي قال تعالى :
(( فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليهم حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون )) (العنكبوت .(40
الظلم :
لا يختلف اثنان على الحجم الهائل للظلم الذي اوقعته امريكا على الدول والشعوب والافراد فهي تمارسه من خلال تدخلاتها وضغوطها السياسية واضافة الى استعمال قواها العسكرية ..
ان ذكر مسلسل الظلم الامريكي للبشرية يمتد عبر قرون وذلك منذ انشائها ، فقد مارس المهاجرون الاوائل اليها جميع الوان التنكيل والقتل والتشريد للهنود الحمر وهم السكان الاصليين لتلك البلاد ..
اما في العصر الحديث فأن امريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح الذري مرتين ضد اليابان حيث ابادت الملايين من البشر ..
وهذا الظلم سيسبب نزول غضب الله الذي قال :
(( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون )) (هود 117 )
وقال تعالى :
(( وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون )) ( القصص 59 )
وقال ايضا :
(( انا مهلكوا اهل هذه القرية ان اهلها كانوا ظالمين )) ( العنكبوت . ( 31
البطر :(1/17)
وهو كفر النعمة ، وكفرها يكون اما بجحد المنعم بها واما بعدم شكره او باستخدامها في غير ما خلقت لاجله كصناعة الخمر والمتاجرة بالجنس وتصنيع السلاح لاخضاع الامم ظلما وعدوانا وتوجيه الابحاث العلمية فيما فيه ضرر على الانسانية كالاستنساخ البشري واما اشبه ذلك ..
ومعلوم ان البطر سبب من اسباب هلاك الامم قال تعالى :
(( وكم اهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلا وكنا نحن الوارثين )) ( القصص .(58
الاجرام :
امريكا هي بيت الجريمة في العالم فنسبة وقوع الجرائم في داخلها هي اعلى نسبة بين جميع شعوب الارض ..
وكذلك نسبة ممارستها الجريمة بحق كافة البلدان فهي لا تتورع لحظة في سبيل تحقيق مصالحها الذاتية باستعمال جميع انواع اسلحة الفتك والقتل الجماعي قال تعالى :
(( سيصيب الذين اجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون )) .( الانعام( 124
الترف والاسراف :
معلوم لدى الجميع ان اعظم دولة تعيش حالتي الترف والاسراف هي امريكا انه ترف واسراف في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمركب والاثاث وغيرها كثير والشعب الامكريكي بسبب ما هو فيه من الترف والاسراف استشعر لنفسه التميز دون بقية شعوب الارض ولذلك فانهم قد اتوا فعلا من الافعال التي يهلك الله تعالى بها الامم قال تعالى :
(( واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) ( الاسراء . (16
محاربة الاسلام واهله :
لقد ورثت امريكا العداء للمسلمين من امها العجوز برطانيا فقد اعلنت الحرب على الاسلام واهله بعد ان وصفتهم بـ ( الارهابيين ) واعلنت هذه الحرب باسم الصليبية كما قال المسعور بوش الصغير ..(1/18)
وانما استهدفت هذه الحرب كل مسلم على وجه الارض مع ان الله تعالى سيخزيهم ويطفئ نار حروبهم ، ولكنهم مع هذا دخلوا في اسباب حلول عقوباته الدنيوية والاخروية امام اعين المسلمين وهم ينظرون ، وفي النصوص ما يشهد لذلك ..
ختاما :
وحتى يحين الموعد النهائي لمحو سيرة هذا البلد البغيض فأن الله تعالى ـ بين الحين والآخر ـ يرسل ما يكفي من علامات القدرة التي تفضح اميركا على رؤوس الملأ ، وبالذات المفتونين بها ، ويفضحها بالذات بالاشياء التي تتبجح بها على العالم ، ومكوك كولومبيا المقبور شاهد ليس بالاول ، وبالطبع فأنه لن يكون الاخير ..
---
tafza
04-17-2005, 02:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
املنا بالله كبير لاننا مؤمنون وايماننا عميق بان الله يسهل للمؤمن اختراق الدرب الى حيث الحق وان نصرنا مؤكد على الشر مؤكد ان شاء الله بمعنى تعجيز الشر حتى لو بقى ايذاؤه وعندما يعجز الشر يصاب بالاحباط وينكمش الى دائرة الاستحقاق الانساني الصحيح في علاقة الناس ببعضهم وعلاقة الدول ببعضها ..
جميعكم ترون الظلم الذي يقع على العرب والمسلمين وليس هناك ظلم يقع على الامم الاخرى بقدر الظلم الذي يقع على العرب والمسلمين وبالذات من الصهيونية وامريكا وكأن تصميم خط الاساس وهو ما نعرفه لاننا قرأنا في القرآن الكريم..
ان تصميم خط الاساس لوارثى الفكرة الصهيونية ومؤسسيها ضد العرب ودورهم الاسلامي اساسا بل هي مصممة ضد المؤمنين بالله وغير المؤمنين بالفكرة الصهيونية ..??
ولكن المؤمنين بالله ليسوا كلهم بمستوى من الوعي بحيث يعرفون هذه الحقيقة كما اننا نلاحظ ان من يعرف هذه الحقيقة ويجاملون الصهيونية على حساب الحق ..!!
---
tafza
04-17-2005, 09:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :(1/19)
ان امريكا لم تكن مصممة عند الخط الاساس لمعاداة العرب والمسلمين وكانت العلاقة حتى الخمسينات من القرن الماضي طبيعية بين امريكا والعرب والمسلمين بل احيانا تصور بعض العرب ان امريكا بسبب ما تدعيه من انها تناصر الشعوب في نيل حريتها في ضوء شعاراتها يمكن ان تناصر بعض العرب في صراعهم مع الاستعمار القديم الذي كان استعمار ايطاليا وفرنسيا وانكليزيا ..
وقد حاولت امريكا ان توحى لبعض العرب والمسلمين بانها تناصرهم بسبب ايمانها بشعارات انسانية عامة ولكن امريكا في حقيقة الامر لم تكن حتى في ذلك الوقت تناصر العرب والمسلمين طبقا لما تقوله من انها تناصر بعضهم بسبب شعاراتها الداعية للتحرر التي هي مناقضة لشعارات الاستعمار القديم ..
وانما كانت تتصرف لتحل محل الاستعمار القديم وتطرده او تقلص حجم تأثيره ونفوذه ومصالحه في الوطن العربى والبلدان النفطية بشكل خاص لكى تحل محله وتثبت مصالحها ووجد المنظرون الصهاينة فرصتهم ليدخلوا يقينا ثابتا لدى الادارات الامريكية المتعاقبة منذ مطلع النصف الثاني من القرن الماضي ..(1/20)
ان المصالح مشتركة والتحالف ضرورى بين الصهيونية وكيانها البغيض المغتصب على حساب العرب المؤمنين في فلسطين والعراق وبين المصالح الامريكية فنشأ هذا التحالف منذ ذلك الوقت واستمر ينمو بقدر تقلص النفوذ الغربى الاستعماري القديم في المنطقة واحلال النفوذ الامريكى محله وبقدر تراجع دور الاتحاد السوفيتي القديم وقوة التأثير المقابلة التي صنعت التوازن او قدرا من التوازن في المنطقة طبقا لصراع النفوذ والمصالح وبقدر نمو التأثير الصهيونى داخل امريكا وعندما تنامت القدرة التأثيرية الصهيونية داخل امريكا في السيطرة عى بيوت المال والاعمال والاقتصاد بوجه عام صار قلة من حكام امريكا يصلون البيت الابيض دون ان يكون للصهيونية دور في ايصالهم اليه وبذلك احكم التحالف بين الكيان الصهيوني والادارات الامريكية المتعاقبة وصار الهدف مشتركا في قهر شعب الامة العربية وعندما يقهر شعب الامة العربية يسهل قهر المسلمين وعندما يكسر جناح الايمان العظيم او يضعف يزول الاسلام ومبادئه الانسانية العظيمة السمحاء ويضعف صف الايمان في عموم العالم ومنذ مؤتمر بازل عام 1897 الى يومنا هذا تمضي القرارات الصهيونية التي اتخذت في هذا لمؤتمر بنفس الاتجاهات التي ارادها الصهاينة انذاك ..
---
tafza
04-19-2005, 07:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اعداء الايمان اعداء حقيقيون عندما نقول ان امريكا والصهيونية صار على خط واحد عدوين للايمان والمؤمنين والعرب والعروبيين اي عدوين لكل غيرة عربية على العربي ولكل غيرة مؤمنة على المؤمنين ..
وان خططهما مشتركة ومنسقة لاذاء هذا العربي او ذاك وهذا المسلم او ذاك وهذا المؤمن او ذاك وليس مصادفة ان نجد منذ عشرين سنة تقريبا اوعلى وجه التحديد منذ ما يقارب خمسة عشرة عاما ..(1/21)
ان كل الفعاليات الامريكية الصهيونية المشتركة موجهة ضد العرب والمسلمين على وجه التحديد سواء في تجزئة بلدانهم واضعافها او في خلق مشاكل اقتصادية لهم من جنوب شرق اسيا الى الشرق الاوسط او احتلالهم عسكريا كما حصل في فلسطين وافغانستان والعراق ..
او باستهدافهم عسكريا استهدافا مباشرا كما حصل ضد مصر والاردن عندما كانت الضفة الغربية مودعة لديه امانة من فلسطبن في السابق وضد لبنان وسوريا ..
اذن هذه هى الصورة اعداء الامة اصبحوا واضحين وعلى الامة ان تعرف من هم ابناوءها وتجمعهم وتحض فيهم روح الحمية المؤمنة وان تعرف من هم اصدقاؤها وقبل كل هذا وذاك ان تعرف من هم اعداؤها ..?? وان تعد لهم لكى لا تندم حيث تفوت الفرصة ..
ان هذا الكلام موجه لكل من يؤمن ايمانا حقيقيا وعلى العرب المؤمنين ان يعيدوا النظرة في حساباتهم بطريقة صحيحة لكي لا يندموا حيث تفوت الفرصة في يوم ما لان المجاملة مهما انصبت على هذا او ذاك من المؤمنين فهى مجاملة مؤقتة لعزل الهدف الذى يراد ايذاؤه ومن ثم معاودة اختيار هدف جديد ..
وعلى العرب المؤمنين ان لا يرضخوا للابتزاز الامريكى الصهيوني الجديد فقد ابتزت الصهيونية العالم الغربي والعالم كله منذ عام 1941 الى يومنا هذا بغطاء من عمله هتلر ضد اليهود او ما ادعوا انه عمله ضد اليهود واليوم تحاول امريكا بعد 11 أيلول ان تستنسخ نفس الطريقة التى اتبعتها الصهيونية وبالتنسيق معها لابتزاز العالم كله وتخترع يوميا عدوا جديدا تحت ذريعة محاربة الارهاب ..
---
tafza
04-21-2005, 03:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بعض النظريات تقول ان ليس هناك استجابة بمعنى التطور والرقي والتصاعد دون وجود تحد يستفزها وينشط عوامل قدرتها اما في مجال الطبيعة فتؤكد القواعد الفزيائية ان لكل فعل رد فعل يساويه بالقوة ويعاكسه بالاتجاه ..
وذلك هو الحد الادنى الطبيعي لمسيرة الحياة ..?(1/22)
وفي ضوء الواقع العربي الحالي تبدو الامور بعيدة عن هذا المنظور ولعل الموضوع يستوجب الوقفة والنظر بل الاستغراب والذهول ، فهل هذا هو واقع العرب الحقيقي ..?
وهل ان أمة العرب ستبقى دون مستوى النموا ..?
او دون مستوى الاستجابة للتحدي ..?
منذ خلق الله تعالى هذا العالم الفسيح ، بل هذا الكون العظيم ، جعل سبحانه وتعالى التوازن مرتكزا لهما في الخلق وفي مسيرة الحياة ،
فالكواكب تسير بانتظام ونظام خالقها دون اختلال ..
(( وكل في فلك يسبحون )) ،
ام الصيف والشتاء ، الليل والنهار ، الخير والشر ، وغيرها فهي عناصر ومرتكزات لتوازن هذه الحياة الدنيا ..
بل ان الحياة لا يمكن ان تستمر دونها ، ولعل ذلك ينطبق على كل اتجاهات هذه الحياة بما فيها توازن القوة الدولية لكي لا تستفرد عناصر الشر وحدها بمقدرات الشعوب فتسير بها الى مسارت العبودية والظلم والاستحواذ مثلما حدث الان بعد هذا التفرد الامريكي على القطبية الدولية الواحدة واقرارها ،،
بل اصرارها على تطبيق بنوذ ما يسمى بنظام العولمة في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية لتحقيق السيطرة المطلقة على هذا العالم وفق معطيات النهج الامريكي الشرير الذي يتواءم ..
بل ينطلق اصلا من النهج الصهيوني العالمي الخبيث في محور للشر يفوق كل ما شهده تاريخ هذه الدنيا من عناصر ظلم وخبث وشر على الاطلاق ..
فهم يفرضون على الاخرين الركوع والخنوع والخضوع لارادتهم ويرفضون التوازن والاستقلال والسيادة للاخرين ..
وبذلك رفعوا معاولهم لتهشيم الارادة العربية وتحطيم جسور العبور بين العرب والمسلمين وتهديم القدرات العربية والاسلامية لضمان تحقيق ما يسعون اليه دون منازع ..
(( بعد ان تيقنوا ان نهضة العرب تعني انهيار نهضتهم ، وقوة العرب تعني اندحار قوتهم ))...??
---
(1/23)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير والتأويل لغة :
---
التفسير والتأويل لغة :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 04:48 AM
للغويين في معنى التفسير أقوال طريفة ومتعددة، وكلها تلتقي في معنى الإيضاح والبيان والكشف، فقد "ذكر الليث عن الخليل بن أحمد أنه قال : مأخذ التفسير من الفسر وهو البيان، قال والتفسرة اسم البول الذي تنظر فيه الأطباء وتستدل به على مرض البدن، وكل شيء يعرف به تفسير الشيء فهو تفسرته ".
وقد وردت لفظة (التفسير) في القرآن الكريم في موضع واحد وهو قوله تعالى: { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا }.
وقال ابن عباس في معنى الآية : أي تفصيلا .
ومن معاجم اللغة يتبين لنا أن التفسير يستعمل لغة في الكشف الحسي ـ ولعل قول الخليل السالف الذكر يقوم دليلا على ذلك ـ وقلما يستعمل في المعاني المعقولة.
وأما التأويل في اللغة فهو من آل يؤول إلى كذا أي يرجع إليه، ويقول الرازي في مختار الصحاح : " التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء، وقد أوله تأويلا وتأوله بمعنى ،وآل الرجل أتباعه وعياله ، وآله أيضا أتباعه " .
وقد وردت كلمة "التأويل" في سبعة عشر موضعا من القرآن الكريم، وكلها تحوم حول هذه المعاني :
1- تأويل الأحاديث : { وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث } .
2- تأويل الأحلام : { وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين }.
3- تأويل الأعلام وبيان ما يقصد منها : { سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } .
4- ما يتعلق بالمتشابه الذي لا يعلمه إلى الله :{ وما يعلم تأويله إلى الله }.
والسياق الذي وردت فيه كلمة "التأويل" في القرآن الكريم يبين أن استعمالها يكون أكثر في الكشف عن المعاني المعنوية العقلية .(1/24)
ويرى جلة من العلماء أن التأويل مرادف للتفسير في أشهر معانيهما اللغوية ، ومما يؤكد ذلك ما ذهب إليه الدكتور الجليند من أن التأويل بمعنى " نقل ظاهر اللفظ إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل، أي صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله اللفظ " لم يرد في المعاجم التي ألفت قبل القرن الرابع الهجري. ويخلص من ذلك إلى القول إن " كلمة التأويل كانت تستعمل على ألسنة اللغويين من رواة ومحدثين حتى بداية القرن الخامس الهجري في معنى: المرجع والمصير والعود. حيث لم يرد إلينا في المعاجم التي وضعت في هذه الفترة. وهي المصدر الوحيد لكل المعاجم التي وضعت بعد ذلك ما يخالف ذلك .
وليس معنى هذا أن التفسير هو عين التأويل لغة، فقد أثبتت الدراسات اللغوية أن الترادف لا يعني التماثل والتوافق التام في المعنى، بل هناك تشابه في المعنى العام، مع وجود فروق دقيقة لابد من التنبيه إليها. ومن ثم يمكن القول إن التفسير يرتبط بتفسير الأمور الحسية في الغالب. أما التأويل فيستعمل ـ غالبا ـ في الأمور التي تحتاج إلى إعمال الفكر والنظر.
وقد نبه الراغب الأصفهاني (ت502هـ) إلى ذلك حيث قال : " والتفسير أعم من التأويل، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ، والتأويل في المعاني، كتأويل الرؤيا والتأويل يستعمل أكثره في الكتب الإلهية والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها، والتفسير أكثره يستعمل في مفردات الألفاظ، والتأويل أكثره يستعمل في الجمل".
---
(1/25)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نشأة التفسير (التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم)
---
نشأة التفسير (التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم)
---
مرهف
05-14-2003, 04:43 PM
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
لا مشاحة في أن علم التفسير أول العلوم القرآنية نشأة ، فقد صاحبت نشأته نزول القرآن الكريم وواكبت الوحي ، فكان الصحب رضوان الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ما غمض عليهم من المنزل ،وكان صلى الله عليه وسلم يبين لهم ما يحتاجون إليه من معانيه وأحكامه.
وبالنظر في مشتملات القرآن الكريم نجده قد أوجز في موضع ، وأطنب في موضع آخر ، وفصل في مكان ما أجمله في مكان آخر ، وقيد في موضع ما أطلقه في موضع آخر، وخصص في موضع ما جاء به على العموم في موضع آخر ، وهذا في ذاته بيان.
ولكن بعد ذلك دعت الحاجة إلى فهم الكتاب العزيز؛ ذلك لأن فيه إشارات لم يتح لكثير من العرب أن يفهموها ، وكذلك فإن سلوك المسلم الفردي والاجتماعي متعلق على فهم القرآن وربطه في جميع نواحي الحياة ، ولذلك أخذ التفسير مكانة مهمة في حياة المسلم إلى يومنا هذا ؛ ومما لا ريب فيه أن التفسير مرّ بأطوار ومراحل ، حتى اتخذ الصورة التي نجده عليها الآن.
وسأتكلم باخنصار هنا عن التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :(1/26)
رغم اشتهار العرب في عصر نزول القرآن بالفصاحة والبلاغة ، وامتلاكها لناصية البيان ، واعتبارها سموَّ الفصاحة ونظم الشعر ؛ حتى قامت أسواق شعرية تعرض فيها قصائد الفحول المشتملة على التحديات الشعرية ، وألوان الخطابة والتفنن بصياغتها ؛ للتدليل على امتلاكهم لبحر اللغة العربية وأسرارها ، والإبداع في أساليبها ؛ حتى تحداهم الله تعالى في كتابه فقال:
( وإن كنتم في ريب ممّا نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) [ البقرة/ 24 ] ، ثم بين لهم عجزهم فقال :(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) [ الإسراء /88 ] ؛ إلا أنهم لم يعلموا من القرآن إلا ظواهره ،ولم يدركوا من بيانه إلا عجزهم عنه ، ذلك لأن كتاب الله قد جمع في اللفظة الوجيزة معاني دقيقة وكثيرة ،وإشارات علمية ،وسنن كونية ،ومغيبات تاريخية وعقدية مما حاجهم إلى الشرح والبيان ، والاستفسار عن كثير من معاني القرآن بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله جعل رسوله صلى الله عليه وسلم مبيناً لكتابه ، فقال تعالى:(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) [ النحل/44].
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم المبيّن الأول للقرآن ، والمرجع الأساس لفهم القرآن .
ثم إن البيان الحاصل منه صلى الله عليه وسلم واقع على صور متعددة :
- فقد يكون بياناً لمجمل ، كبيانه صلى الله عليه وسلم للصلاة والزكاة ومقدارها ، لما أجمله الله تعالى في قوله:(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)[ البقرة/42].
- وقد يكون توضيحاً لما أشكل ، كتفسيره صلى الله عليه وسلم للخيط الأبيض والخيط الأسود في قوله تعالى :(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)[ البقرة/186] ، بقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا،بل هو سواد الليل وبياض النهار ).(1/27)
- وقد يكون تخصيصاً للعام ، كتخصيصه صلى الله عليه وسلم للظلم في قوله تعالى :(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)[ الأنعام/83] ، بأنه الشرك بقوله صلى الله عليه وسلم : (ليس كما تقولون، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه:( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)[لقمان/12] ) .
- وقد يكون تقييداً لمطلق ،كتقييد اليد في قوله تعالى :(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) [المائدة /40 ] باليمين.
ثم وقع اختلاف بين العلماء في القدر الذي بين الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن :
ـ فمنهم من ذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه كلّ معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه وهو رأي ابن تيمية في مقدمة أصول التفسير صـ 35.
ـ ومنهم من ذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم لم يبين لأصحابه من معاني القرآن إلا القليل وهو رأي الخويبي ،نقله السيوطي في الإتقان 2/174
ـ ومنهم من ذهب إلى أنه صلى الله عليه وسلم بين الكثير من معاني القرآن لأصحابه ، ولم يبين كل المعاني ؛لأن من القرآن ما استأثر الله بعلمه ،ومنه ما يعلمه العلماء ،ومنه ما يعلمه العرب من لغاتهم ،ومنه ما لا يعذر أحد في جهالته وهذا رأي الذهبي في( التفسير والمفسرون 1/53 ).
والمختار عندي هذا الأخير لما مرّ ؛ ولأنه من البدهي أن لا يفسر الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ما يرجع فهمه إلى معرفتهم ، وهم العرب ؛ لأن القرآن نزل بلغتهم ، ولم يفسر لهم ما تتبادر الأذهان إلى معرفته ، ثم إن الصحابة رضي الله عنهم وقع بينهم الاختلاف في تأويل آيات من كتاب الله تعالى ، فلو كان عندهم نص مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع هذا الاختلاف ، أو لارتفع بعد الوقوف على النص .
---
محمدين
06-25-2004, 11:00 AM
الأخ الكريم:
ما هي درجة صحة حديث ينسب إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول بما معناه: مات النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفسر من القرآن إلا آيتين أو ثلاثاً.(1/28)
هذا حديث مر بي فيما مضى ولم أستطع أن أعثر عليه مع أنه يبدو لي مشهوراً إذ مر في كثير من المواضع.
وشكراً.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2004, 02:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أثر عائشة الذي سألت عنه ذكره ابن جرير الطبري في مقدمة تفسيره ، في باب : ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن .
وهذا نص كلامه :
( ذكر الأخبار
التي غلط في تأويلها منكر والقول في تأويل القرآن
فإن قال لنا قائل: فما أنت قائل فيما:-
90- حدثكم به العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا محمد بن خالد ابن عثمة، قال: حدثني جعفر بن محمد الزبيري، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل.
91- حدثنا أبو بكر محمد بن يزيد الطرسوسي، قال: أخبرنا معن، عن جعفر بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل عليه السلام .)
ثم ذكر آثاراً أخرى في التحذير من القول في التفسير ، ثم أجاب عنها بقوله :(1/29)
( قيل له: أما الخبر الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد، فإن ذلك مصحح ما قلنا من القول في الباب الماضي قبل، وهو: أن من تأويل القرآن ما لا يدرك علمه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك تفصيل جمل ما في آيه من أمر الله ونهيه وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وسائر معاني شرائع دينه، الذي هو مجمل في ظاهر التنزيل، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة - لا يدرك علم تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أشبه ذلك مما تحويه آي القرآن، من سائر حكمه الذي جعل الله بيانه لخلقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يعلم أحد من خلق الله تأويل ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعلمه رسول الله
< 1-88 >
صلى الله عليه وسلم إلا بتعليم الله إياه ذلك بوحيه إليه، إما مع جبريل، أو مع من شاء من رسله إليه. فذلك هو الآي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسرها لأصحابه بتعليم جبريل إياه، وهن لا شك آي ذوات عدد.
ومن آي القرآن ما قد ذكرنا أن الله جل ثناؤه استأثر بعلم تأويله، فلم يطلع على علمه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولكنهم يؤمنون بأنه من عنده، وأنه لا يعلم تأويله إلا الله.
فأما ما لا بد للعباد من علم تأويله، فقد بين لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له بوحيه مع جبريل. وذلك هو المعنى الذي أمره الله ببيانه لهم فقال له جل ذكره: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [سورة النحل: 44].
ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -أنه كان لا < 1-89 > يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد- هو ما يسبق إليه أوهام أهل الغياء، من أنه لم يكن يفسر من القرآن إلا القليل من آيه واليسير من حروفه، كان إنما أنزل إليه صلى الله عليه وسلم الذكر ليترك للناس بيان ما أنزل إليهم، لا ليبين لهم ما أنزل إليهم.(1/30)
وفي أمر الله جل ثناؤه نبيه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ما أنزل إليه، وإعلامه إياه أنه إنما نزل إليه ما أنزل ليبين للناس ما نزل إليهم، وقيام الحجة على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ وأدى ما أمره الله ببلاغه وأدائه على ما أمره به، وصحة الخبر عن عبد الله بن مسعود بقيله : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن - ما ينبئ عن جهل من ظن أو توهم أن معنى الخبر الذي ذكرنا عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد، هو أنه لم يكن يبين لأمته من تأويله إلا اليسير القليل منه.
هذا مع ما في الخبر الذي روي عن عائشة من العلة التي في إسناده، التي لا يجوز معها الاحتجاج به لأحد ممن علم صحيح سند الآثار وفاسدها في الدين. لأن راويه ممن لا يعرف في أهل الآثار، وهو: جعفر بن محمد الزبيري. )(1/31)
وقد قال أحمد شاكر في تعليقه على الأثر : ( الحديث 90، 91- هو بإسنادين، ونقلهما ابن كثير في التفسير 1: 14-15 عن الطبري، وقال: "حديث منكر غريب. وجعفر هذا: هو ابن محمد بن خالد بن الزبير العوام القرشي الزبيري، قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6: 303، وقال: "رواه أبو يعلى، والبزار بنحوه. وفيه راو لم يتحرر اسمه عند واحد منهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. أما البزار فقال: عن حفص أظنه ابن عبد الله عن هشام بن عروة. وقال أبو يعلى: عن فلان بن محمد بن خالد عن هشام". أما ما ذكر عن البزار، فإنه لم يقع له الراوي بنسبه، ووقع له باسم "حفص" فظنه "ابن عبد الله"، ولعله تصحف عليه في نسخته عن "جعفر" أو تصحف من الناسخين، فظنه "جعفر بن عبد الله بن زيد بن أسلم". و "جعفر بن عبد الله" هذا: مترجم في التهذيب، وذكر أنه وقع اسمه في بعض نسخ مسند مالك للنسائي "حفص بن عبد الله". وأيا ما كان فقد بان خطأ البزار في ظنه، وأن الراوي هو "جعفر بن محمد بن خالد الزبيري".
و "جعفر الزبيري"، راوي هذا الحديث: ذكر في الإسناد الثاني منسوبًا إلى جده، وهو جعفر بن محمد بن خالد، كما بينه ابن كثير، وكما ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1\1: 487-488، وابن حجر في لسان الميزان 2: 124. وترجمه البخاري في الكبير 1\2: 189 منسوبًا لجده، ثم قال: "قال لي خالد بن مخلد: حدثنا جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام... وقال معن: عن جعفر بن خالد".
والراجح عندي أنه "جعفر بن محمد بن خالد"، لما ذكرنا، ولأن ابن سعد ترجم لجده "خالد بن الزبير" 5: 137، وذكر أولاده، وفيهم "محمد الأكبر" و "محمد الأصغر"، ولم يذكر أن له ولدًا اسمه "جعفر".(1/32)
وسيأتي أن يعل الطبري نفسه هذين الإسنادين بأن جعفرًا راويهما "ممن لا يعرف في أهل الآثار". ص: 89 وقد نقل ابن كثير أن البخاري قال فيه: "لا يتابع في حديثه"، وكذلك نقل الذهبي عنه في الميزان، وتبعه ابن حجر في لسان الميزان. ولكن البخاري ترجم له في التاريخ الكبير، فلم يقل شيئًا من هذا ولم يذكر فيه جرحًا، وكذلك ابن أبي حاتم لم يذكر فيه جرحًا، ولم يذكره البخاري ولا النسائي في الضعفاء. ونقل ابن حجر أن ابن حبان ذكره في الثقات. وأن يذكره البخاري في التاريخ دون جرح أمارة توثيقه عنده. وهذان كافيان في الاحتجاج بروايته. ولئن لم يعرفه الطبري في أهل الآثار لقد عرفه غيره.
وفي الإسناد الأول من هذين "محمد بن خالد ابن عثمة"، وقد ترجمه البخاري في الكبير 1\1: 73-74، وقال: "محمد بن خالد، ويقال: ابن عثمة، وعثمة أمه"، ونحو ذلك في الجرح والتعديل 3\2: 243، فينبغي أن ترسم "ابن" بالألف، وهي مرفوعة تبعًا لرفع "محمد" وأمه "عثمة" بفتح العين المهملة وسكون الثاء المثلثة. ومحمد بن خالد هذا: ثقة.)
انظر تفسير الطبري 1/84-89 بتحقيق محمود شاكر وأخيه أحمد
---
مرهف
06-26-2004, 01:01 AM
بسم الله
أشكرك أخي أبا مجاهد على ردك العلمي ، وأني آسف لتأخر جوابي وذلك أني كنت غائباً عن الملتقى بسبب الدراسة والأبحاث أكثر من ستة أشهر وأسأل الله تعالى أن لا يقطعني عن المللأستفيد منه
---
(1/33)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كشف الصلصلة عن وصف الزلزله
---
كشف الصلصلة عن وصف الزلزله
---
ابن الشجري
12-29-2003, 07:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله دافع النقم بلطفه عن عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن اقتفى اثرهم وأحبهم وتمسك بهديهم الى يوم الدين ............................وبعد
كلنا سمعنا ماحدث في بلاد كرمان التي هي داخلة الآن في بلاد فارس ـ نعوذ بالله من سخطه وأليم عقابه ـ ولي هنا وقفات ،لا يخرج مضمونها عن تعلق بآيه من كتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
الأولى : حول قوله تعالى في سورة الانعام (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) في معرض تقرير للتوحيد مع أعدائه المشركين ،والناظرالى* كتب التفسير، يجد هناك خلافا بينهم ـ رحمهم الله ـ هل هذا وعيد للمشركين ،أم المؤمنين ،أم لمن عمل عمل المشركين من المؤمنين .
ففي ضؤ هذه النازلة المروعة بتلك البلاد ،حبذا لوينتدب أحد المعنيين بعلم التفسير، ليبين في ظلال هذه الاية الكريمة وغيرها من الايات المتعلقة بهذا الأمر، كثيرا من المسائل الجديرة بالكتابة والبحث
الثانيه :هذه الزلازل التي اخذت تتخطف الناس والبلدان من حولنا ، وماهي الا نذر من نذر الساعة ـ ولاحول ولا قوة
إلا بالله ـ كما ثبت ذلك في البخاري مرفوعا من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ هل نحن بمعزل عنها مع كثرة المعاصي وفشوها ـ وهي من أهم اسبابها ـ وسكوت عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولاحول ولاقوة الابالله(1/34)
الثالثه : هذه الزلازل وغيرها من خسوف وكسوف ، يلاحظ تواردها تباعا، فمالذي غيرت من واقع الناس ـ بله نحن طلاب العلم وناشديه ـ مع أن العزيز الحكيم لا ينزلها الا تخويفا وزجرا أوعقابا وعذابا . اللهم سلم سلم .
الرابعه: ( بم ) بالفتح وتشديد الميم . قال ياقوت ـ رحمه الله ـ وهي مدينة جليلة نبيلة من أعيان مدن كرمان ، وقد ذكر عن أهل كرمان : أنهم أهل سنة وجماعة وخير وصلاح .فهل مازالوا على عهد ياقوت رحمه الله أم أن الامر قد تبدل ، والناس على دين ملوكها ، فمن كان عنده فضل علم فليفدنا مشكورا . وهي بكل حال نازلة يجب أن ترق لها قلوبنا فرقا أن يحل بنا ما حل بهم .
ختاما:
ما أحوجنا أيه الاخوة الكرام إلى مايرقق قلوبنا ، فهذا كتاب ربنا هل نلتمس الدواء في غيره ؟ قد ضللنا إذا وما نحن من المهتدين ، حسبي أني قد اثرت الموضوع ، وأترك لمن هم أعلم مني بكتاب الله ،أن يدلو بمافتح الله عليهم في ظلال هذه الايةالكريمة، أو ما يرونه .
ورحم الله ابن قتيبة خطيب أهل السنة ، كماسماه شيخ الاسلام ـ قدس الله روحه ـ حيث قال : (كان طالب العلم فيما مضى، يسمع ليعلم ، ويعلم ليعمل ، ويتفقه في دين الله لينتفع وينفع .وقد صار الآن : يسمع ليجمع ، ويجمع ليذكر ، ويحفظ ليغلب ويفخر ) هذا والناس ناس والزمان زمان ، فليت شعري كيف لورآنا .فألله الله من تغلب الصنعه ، وزغل المناصب.*
اللهم إنا نعوذ بك من أن نقول مالانعلم ، كمانعوذبك أن نتكلف مالانحسن.
حاشيه :ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عنوان الموضوع ،رسالة للسيوطي رحمه الله
*فائده: اذا استعمل النظر بالى افاد الرؤيا البصريه، وبفي الفكريه ، وبللام الرأفه، وبدون صلة الانتظار.
*ينظر كتاب زغل المناصب لابن طولون رحمه الله .
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 03:40 AM(1/35)
تحية أخوية للأخ الكريم ابن الشجري على كتابته لهذا الموضوع في وقته ، بعد وقوع الزلزال في إيران . وقد وقع بعده الزلزال الذي نتج عنه من الخسائر أضعاف ما حدث في إيران . وذلك في أحد عشر بلداً ، منها الكثير من الدول الإسلامية في شرق آسيا . فأحببت رفع الموضوع مرة أخرى لسببين :
الأول - الاعتبار بما حدث من هذا الدمار الهائل بسبب هزة لم تستمر إلا ثوانٍ ، والذنوب والمعاصي وأثرها المدمر في حياتنا إذا سكتنا عنها ، والتزمنا الصمت ، ولاذ كل منا بخاصة نفسه ، خوفاً من الحرج ممن يرتكب المنكرات ، أو غير ذلك. والله قد حذرنا تحذيراً صريحاً بقوله :(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة). وهذه العقوبات ذهبت بالجميع . وما حديث خرق السفينة عنكم بغائب ولا مجهول ! أسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين من كل شر ، وأن يجعل ما حدث تكفيراً للسيئات ، وعبرة لمن أنجاه الله منا ومنهم . والحمد لله رب العالمين في كل حال.
والثاني - السؤال عن أخي ابن الشجري ، أين ذهبت به الحياة ؟ أسأل الله أن يكون بخير وعاففية في دينه ونفسه وأهله وماله ، وأن لا يريه مكروهاً ولا أحد من إخواننا المسلمين . أرجو أن نرى عودته ، ونفرح بمشاركته.
---
(1/36)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل
---
حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل
---
غانم قدوري الحمد
05-07-2005, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
شهرة عاصم بن أبي النجود وتلميذه حفص بن سليمان الأسدي تملأ الآفاق اليوم ، فعاصم صاحب القراءة التي يقرأ بها المسلمون القرآن في معظم البلدان اليوم ، وحفص هو صاحب الرواية عنه ، لكن المرء يعجب مما ورد في كتب رجال الحديث من وصف حفص بن سليمان بأنه ضعيف ، متروك الحديث ، وصار ذلك الوصف من المسلمات لدى معظم من كتب عن حفص ، وحاول بعض العلماء التخفيف من أثر ذلك الوصف بالقول : " إن العالم قد يكون إماماً في فن مقصراً في فنون " ، ولا عجب بناء على ذلك أن يتقن حفص القرآن ويُجَوِّدَهُ ، ولا يتقن الحديث (1).
ولو أن الأمر توقف عند وصف حفص بعدم إتقان الحديث لكان مقبولاً ، لكنه تجاوز ذلك إلى الطعن في عدالته ، واتهامه بالكذب عند بعض العلماء. وكيف يكون المرء مؤتمناً على القرآن ، متهماً في الحديث ؟ إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين !(1/37)
وكنت أتتبع الروايات المتعلقة بهذه القضية وأقاويل العلماء فيها ، في محاولة لتفسيرها على نحو يخفف من أثرها (2) ، حتى لا تكون وسيلة للطعن في قراءة القرآن الكريم ، وقد انكشفت لي جوانب جديدة حول هذه القضية جعلتني أعود إلى دراستها وعرض نتيجة ما توصلت إليه حولها على المهتمين بالموضوع ، وهي نتيجة أحسب أنها تَسُرُّ حملة القرآن ، والمهتمين بدراسة القراءات ، إن شاء الله تعالى ، وأرجو أن تبعث السرور في نفوس المتخصصين بدراسة الحديث أيضاً ، والحق أحق أن يتبع ، والحكمة ضالة المؤمن . وتتلخص تلك النتيجة في أن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث انبنى على وَهْمٍ وقع فيه بعض كبار علماء الحديث الأوائل ، وانتشر عند مَن جاء بعدهم ، وأُضيف إليه ، حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش .
وسوف أعرض عناصر الموضوع الأساسية على نحو مختصر من خلال بحث الفقرات الآتية :
(1) ترجمة حفص بن سليمان القارئ .
(2) أشهر أقاويل المُجَرِّحِين .
(3) أقوال المُوَثِّقِين .
(4) مناقشة واستنتاج .
أولاً : ترجمة حفص بن سليمان القارئ
لعل من المفيد للقارئ الاطلاع على ترجمة ملخصة لحفص بن سليمان ، قبل عرض فقرات الموضوع المتعلقة بتوثيقه وتجريحه ، وسوف أقتصر على إيراد نصين لترجمته يمثلان وجهتي نظر متقابلتين لكل من علماء القراءة وعلماء الحديث ، الأول من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الذي حاول إبراز النقاط المضيئة في شخصية حفص ، والثاني من كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ، الذي جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تُخْرِجَ حفصاً - لو صحت - من الدين !(1/38)
قال ابن الجزري : " حفص بن سليمان بن المغيرة ، أبو عمر الأسدي الغاضري البزَّاز ، ويعرف بحُفَيْص ، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ابن زوجته ، وُلِدَ سنة تسعين ، قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها ، وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان ، وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم ، وقال الذهبي : أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها ، بخلاف حاله في الحديث ، قلت : يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث ، قال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم ... توفي سنة ثمانين ومئة على الصحيح ، وقيل بين الثمانين والتسعين ... "(3) .
وقال ابن الجوزي : " حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي القارئ البزَّاز ، وهو صاحب عاصم ، ويقال له الغاضري، وهو حفص بن أبي داود ، كوفي ، حدَّث عن سماك بن حرب ، وليث ، وعاصم بن بهدلة ، وعلقمة بن مرثد ، قال : يحيى : ضعيف ، وقال مرَّة : ليس بثقة ، وقال مرة : كذَّاب . وقال أحمد ومسلم والنسائي : متروك الحديث . وقال البخاري : تركوه ، وقال السعدي: قد فُرِغَ منه منذ دهر ، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : كذَّاب متروك يَضَعُ الحديث ، وقال ابن حبان : كان يَقْلِبُ الأسانيد ويرفعُ المراسيل ، وقال أبو زرعة والدارقطني : ضعيف "(4).
ثانياً : أشهر أقاويل المُجَرِّحين :
قال ابن كثير : " إنَّ أول مَن تصدَّى للكلام على الرواة شعبة بن الحجاج ، وتبعه يحيى بن سعيد القطَّان ، ثم تلامذته: أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، ويحيى بن معين ، وعمرو بن الفلاس ، وغيرهم "(5).(1/39)
ويكاد معظم الأقاويل في تجريح حفص القارئ يستند إلى ما قاله هؤلاء العلماء الأعلام الذين ذكرهم ابن كثير، وسوف أعرض ما نُقِلَ عن شعبة ويحيى بن معين خاصة ، لأن اللاحقين اعتمدوا على أقوالهما، أما الإمام أحمد فإنه وَثَّقَ حفصاً في ثلاث روايات وضَعَّفَهُ في أخرى ، وسوف أعرض أقواله عند الكلام على المُوَثِّقين .
(1) شعبة بن الحجاج الواسطي ، نزيل البصرة ( ت 160 هـ ) :
نقل محمد بن سعد البصري نزيل بغداد ، كاتب الواقدي ، ( ت 230 هـ ) وأحمد بن حنبل البغدادي ( ت 241 هـ ) عن يحيى بن سعيد القطان البصري ( ت 168 هـ ) رواية عن شعبة بن الحجاج تتعلق بحفص بن سليمان المِنْقَرِيِّ البصري ، لكنها نُسبت بعد ذلك إلى حفص بن سليمان الأسدي القارئ الكوفي الأصل ، راوية عاصم .
ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات مَن نزل البصرة مِن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –ومَن كان بها بعدهم من التابعين وأهل العلم والفقه ، وذكر في الطبقة الرابعة منهم:" حفص بن سليمان مولى لبني مِنْقَر ، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن ، قال يحيى بن سعيد ، قال شعبة : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ عليَّ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها "(6).
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل :" حدثني أبي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول : عطاء بن أبي ميمون مات بعد الطاعون ، وكان يرى القَدَرَ ، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل ، فأخبرني شعبة قال : أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها"(7).(1/40)
ولا يخفى على القارئ أن حفص بن سليمان المذكور في قول شعبة هو المنقري ، وليس حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم ، لكن بعض العلماء نقل هذا القول في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي بعد ذلك، وصار دليلاً على ضعفه في الحديث ، ولعل الإمام محمد بن إسماعيل البخاري هو أقدم من وقع في هذا الوَهْمِ ، في ما اطلعت عليه من المصادر، وذلك في كتاب الضعفاء الصغير ، حيث قال :"حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر ، عن علقمة بن مرثد ، تركوه ، وقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، قال يحيى : أخبرني شعبة قال : أخذ مني حفص كتاباً فلم يرده ، قال وكان يأخذ كتب الناس فينسخها"(8).
واستقرت هذه الرواية في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي القارئ بعد ذلك ، ولم يتنبه المؤلفون إلى أنها رواية بصرية تخص أحد رواة الحديث من البصريين ، كيف لا وقد اعتمدها شيخ المحدثين البخاري ، معتمداً على روايته عن الإمام أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن شعبة بن الحجاج ، ولا يكاد يجد المتتبع للموضوع سبباً لتضعيف حفص القارئ غير هذه الرواية(9)، وصار كثير من المؤلفين في الجرح والتعديل يذكرون تضعيف حفص القارئ من غير ذكر العلة ، على نحو ما مر في النص المنقول عن ابن الجوزي ، باعتبار أن تضعيفه أمر ثابت قرَّره كبار علماء الجرح والتعديل ، ولم يدركوا أن ذلك التضعيف انبنى على أساس غير صحيح .
(2) يحيى بن معين ، أبو زكريا البغدادي ( ت233هـ) :(1/41)
يبدو أن يحيى بن معين لم يكن يعرف حفص بن سليمان الأسدي الكوفي معرفة شخصية ، وليس هناك ما يؤكد أنهما التقيا في بغداد أو في غيرها من المدن، واعتمد يحيى في الحكم على حفص القارئ على قول أيوب بن المتوكل البصري القارئ (ت200هـ) فيه ، فقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :" قال ابو زكريا ، يعني يحيى بن معين : زعم أيوب بن المتوكل قال : أبو عمر البزاز أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ، وأبو بكر أوثق من أبي عمر . قال أبو زكريا : وكان أيوب بن المتوكل بصرياً من القراء ، سمعته يقول ذلك"(10).
ونقل بعض المؤلفين في الجرح والتعديل قول أيوب بن المتوكل السابق الذي رواه عنه يحيى بن معين منسوباً إلى ابن معين نفسه مع تغيير فيه أدى إلى وصف حفص بأنه ليس ثقة ، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل عن الليث بن عبيد أنه قال :" سمعت يحيى بن معين يقول : أبو عمر البزاز صاحب القراءة ليس بثقة ، هو أصح قراءة من أبي بكر بن عياش ، وأبو بكر أوثق منه"(11).
وجاء في كتاب تاريخ ابن معين من رواية عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ) :" وسألته عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي : كيف حديثه ؟ فقال : ليس بثقة "(12) . وجاء في بعض الروايات عن يحيى بن معين أنه قال : ليس بشيء(13)، وصارت العبارة في رواية أخرى :"كان حفص كذَّاباً"، فقد نقل ابن عدي في كتابه الكامل ، عن الساجي ، عن أحمد بن محمد البغدادي، قال سمعت يحيى بن معين يقول : كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم ، وكان حفص أقرأ من أبي بكر ، وكان أبو بكر صدوقاً، وكان حفص كذَّاباً"(14). وانتهى الأمر عند ابن الجوزي إلى القول :" قال يحيى : ضعيف ، وقال مرة : ليس بثقة ، وقال مرة : كذاب "(15).(1/42)
ويترجح لدي أن ذلك كله قراءة غير دقيقة لقول أيوب بن المتوكل في حفص القارئ ، سواء كانت تلك القراءة من يحيى بن معين نفسه أو من الرواة عنه ، وعَزَّزَ تلك القراءة غير الدقيقة لقول أيوب ما كان قد انتشر من القول بتضعيفه نتيجة لنسبة كلمة شعبة بن الحجاج في حفص المنقري إليه ، لكن ابن الجزري نقل قول ابن معين على نحو آخر ، قال :" وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان"(16).
والخلاصة هي :
أن علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص بن سليمان القارئ إلى الضعف في الحديث ، مستندين إلى قول شعبة : إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها ، ولا يردها . وإلى قول أيوب : أبو بكر أوثق من أبي عمر . وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه ، أما الأول فقد بان أنه وَهْمٌ ، وأما الثاني فإن قول أيوب يمكن أن يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه . وسوف أعود لمناقشة ذلك بعد عرض أقوال الموثقين لحفص .
ثالثاً : أقوال المُوَثِّقين :
لا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق حفص بن سليمان القارئ ، لكنها قليلة ، غطَّت عليها أقاويل المجرحين ، ولعل ما ذهب إليه العلماء من " أن تقديم الجرح على التعديل مُتَعَيِّنٌ"(17) قد حجب ما ورد من أقوال في توثيقه . وما ورد من أقوال في توثيقه على قلتها تدل على أن حفصاً كان موضع ثقة من علماء عرفوه أو أخذوا عنه . ومن العلماء الذين وثقوه :
(1) وكيع بن الجراح ، الكوفي (ت 196هـ) :
نقلت مجموعة من كتب الجرح والتعديل عن أبي عمرو الداني الأندلسي (ت 444هـ) قوله في حفص القارئ:" مات قريباً من سنة تسعين ومئة ، قال : وقال وكيع : كان ثقة "(18). وللداني كتاب في طبقات القراء ، لعله ذكر قول وكيع فيه .(1/43)
وقول وكيع هذا مهم جداً في توثيق حفص لسببين : الأول : كونه من الكوفة ، وأهل الكوفة أعرف بعلمائهم ، والثاني : كونه معاصراً لحفص ، وما رَاءٍ كمَنْ سَمِعَ !
(2) سعد بن محمد بن الحسن العوفي ، تلميذ حفص :
انتقل حفص بن سليمان الأسدي القارئ من الكوفة إلى بغداد ، ولعل ذلك حصل في منتصف القرن الثاني الهجري أو بعده بقليل ، وكان له من العمر قريباً من ستين سنة ، ونزل في الجانب الشرقي منها ، ونقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد (ت 324هـ) قوله:"حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدثنا أبي ، حدثنا حفص بن سليمان ، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهماً "(19).
وسعد بن محمد العوفي هذا أحد تلامذة حفص بن سليمان القارئ في بغداد ، وأخذ عنه قراءة عاصم ، قال ابن مجاهد في كتابه السبعة :" حدثني محمد بن سعد العوفي ، عن أبيه ، عن حفص ، عن عاصم : أنه كان لاينقص نحو ( هزواً ) و(كفواً)، ويقول : أكره أن تذهب مني عشر حسنات بحرف أدَعُهُ إذا هَمَزْتُهُ "(20) .
(3) الإمام أحمد بن حنبل (ت241 هـ) :
ذكر الخطيب البغدادي أربع روايات منقولة عن الإمام أحمد ، في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي المقرئ ، ثلاث منها فيها توثيق ، ورواية فيها تضعيف ، والروايات المُوَثَّقَةُ له هي قوله:
أ- هو صالح (21).
ب- ما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس (22).
ج- عن حنبل، قال سألته ، يعني أباه، عن حفص بن سليمان المقرئ ، فقال هو صالح (23)، وقوله : ( أباه ) يعني عمه أحمد بن حنبل .
أما الرواية التي ورد فيها تضعيف لحفص فقال فيها عنه وأبو عمر البزاز متروك الحديث (24).
ونقل ابن أبي حاتم رواية التضعيف على هذا النحو :" أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، في ما كتب إليَّ ، قال سمعت أبي يقول : حفص بن سليمان ، يعني أبا عمر القارئ ، متروك الحديث"(25).(1/44)
ويبدو لي أن عبارة ( يعني أبا عمر القارئ ) مما أضافه ابن أبي حاتم إلى الرواية ، حتى لا ينصرف الذهن إلى حفص آخر ، ولكن من المحتمل أن يكون ابن أبي حاتم قد وَهِمَ في إضافة هذه العبارة ، كما وَهِمَ في نسبة قول شعبة في استعارة حفص للكتب إلى حفص بن سليمان القارئ في الموضع نفسه(26) ، فقد يكون المقصود بذلك حفص بن سليمان المنقري .
(4) عُبيد بن الصبَّاح الكوفي ثم البغدادي ، تلميذ حفص :
نقل الذهبي عن أحمد بن سهل الأشناني (ت307هـ)أنه قال :" قرأت على عبيد بن الصباح ، وكان من الورعين المتقين ، قال قرأت القرآن كله على حفص بن سليمان ، ليس بيني وبينه أحد"(27). ويدل قول عبيد هذا على افتخاره بأخذه القراءة عن حفص مباشرة ، ولو كان حفص بالصورة التي تصورها كتب الجرح والتعديل من كونه متروك الحديث ، كذاباً ، لما كان لقوله معنى ، لاسيما أن تلميذه أحمد بن سهل وصفه بأنه كان من الورعين المتقين .
(5) الفضل بن يحيى الأنباري ، تلميذ حفص :
ذكر أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري أنه أخذ رواية أبي عمر حفص بن سليمان ، عن أبيه ، وقال أبوه :" أقرأني عمي أحمد بن بشار بن الحسن الأنباري ، عن الفضل بن يحيى الأنباري ، عن أبي عمر ، عن عاصم . قال أبي : قال لي عمي: كان الفضل قد أقام بمكة مجاوراً حتى أخذ القراءة عن أبي عمر"(28).
ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال :" قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه"(29)، وفي قول الفضل هذا من الفخر والاعتزاز ما يدل على ثقته بشيخه أبي عمر حفص بن سليمان القارئ .
رابعاً : مناقشة واستنتاج :
إن ما تقدم من بيان لأقاويل المُجَرِّحِينَ لحفص بن سليمان الأسدي ، وأقوال المُعَدِّلِينَ له، يقتضي إعادة النظر في الموضوع كله ، في ضوء الحقائق التي تكشفت من خلال البحث ، وعلى النحو الآتي :(1/45)
(1) إن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث يحتاج إلى مراجعة ، بل قد يحتاج إلى تعديل وتصحيح ، وذلك بتغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه ، على الصحيح المشهور ، ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب(30).
وقد اتضح أن سبب تضعيف حفص بن سليمان القارئ الرئيس هو قول شعبة بن الحجاج ، وقد بان أن شعبة كان يعني حفص بن سليمان المنقري البصري ، ويؤكد ذلك أن ابن سعد نقل عن شعبة أن حفصاً المنقري كانت لديه كتب استفاد منها أخو زوجته أشعث بن عبد الملك في معرفة مسائل الحسن ، لأن حفصاً هذا كان أعلمهم بقول الحسن (31).
ولا يخفى أن تضعيف يحيى بن معين لحفص القارئ كان مبنيا ًعلى فهم غير دقيق لقول أيوب بن المتوكل ، على نحو ما بيَّنت من قبل . وبناء على ذلك ينبغي أن يعتمد قول الإمام أحمد بن حنبل في توثيق حفص القارئ ، ويحمل ما ورد من تضعيف على حفص آخر ، لأن وجود عدد من الأشخاص يحملون اسم حفص بن سليمان قد أوقع بعض العلماء في الخلط بينهم ، على نحو ما سنوضح بعد قليل .
أما أقوال علماء الجرح والتعديل الذين جاءوا بعد الجيل الأول من طبقة شعبة ويحيى بن معين والإمام أحمد والبخاري ، فإنهم كانوا ينقلون ما قاله هؤلاء الأعلام ، على ما فيه من أوهام وخلط ، وقد يتصرفون في العبارة بما يزيد من شدة النقد والتجريح لحفص بن سليمان القارئ ، وغَطَّتْ أقاويل التجريح أقوال التوثيق حتى نُسِيَتْ تقريباً ، على نحو ما لاحظنا في النص الذي نقلناه عن ابن الجوزي من قبل .
(2) ذكرت كتب التراجم عدة أشخاص من رواة الحديث باسم حفص بن سليمان ، عاشوا في القرن الثاني ، ذكر البخاري منهم في كتابه التاريخ الكبير أربعة ، هم :(32)
أ . حفص بن سليمان البصري المنقري ، عن الحسن .
ب . حفص بن سليمان الأزدي ، روى عنه خليد بن حسان .
ج . حفص بن سليمان ، سمع معاوية بن قرة عن حذيفة ، مرسل ...
د . حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر القارئ ...(1/46)
وقد وقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لا سيما بين حفص المنقري البصري ، وحفص الأسدي الكوفي ،على نحو ما ذكرنا من نسبة قول شعبة في حفص البصري ، وحمله على حفص الكوفي . ووقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما ، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان القارئ ، وقال :" مات حفص قبل الطاعون ، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة "(33). وقد نبَّه ابن الجزري إلى ذلك فقال في وفاة حفص القارئ:" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومئة على الصحيح ، وقيل بين الثمانين والتسعين ، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [ عبد الواحد بن عمر ت 349هـ ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل ، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين و مئة ، فذاك حفص المنقري بصري ، من أقران أيوب السختياني ، قديم الوفاة ، فكأنه تصحف عليهم ، والله أعلم "(34).
وقد يعثر المتتبع على أمثلة أخرى من الخلط بين هؤلاء ، فقد نقل الهيثمي حديثاً قال عنه :" رواه الطبراني في الكبير ، وفيه حفص بن سليمان المنقري ، وهو متروك ، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه ، والصحيح أنه ضعفه ، والله أعلم ، وذكره ابن حبان في الثقات "(35).
ويثير هذا النص أكثر من إشكال ، منها أن الطبراني ذكر في الإسناد " حدثنا حفص بن سليمان ، عن قيس بن مسلم "(36) ، والذي يروي عن قيس بن مسلم هو حفص بن سليمان القارئ ، وقد تكون كلمة ( المقرئ ) تصحفت إلى (المنقري)، لكن الإشارة إلى أن ابن حبان ذكره في الثقات يؤكد أن المقصود هو ( المنقري)(37)، ويكاد الهيثمي ينفرد بالنص على تضعيف حفص المنقري .(1/47)
ولعل في ما قاله ابن حبان عن حفص بن سليمان المقرئ ما يشير إلى ذلك الخلط ايضاً ، ونصه :" كان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ، ويرويها سماع (كذا) "(38)، فلا شك في أن الذي يأخذ كتب الناس هو المنقري ، أما الذي يرفع المراسيل فقد يكون حفص بن سليمان الأزدي، فقد وصفه ابن حبان بأنه:" يروي المراسيل "(39)، ولعل كلمة (يروي) تصحفت عن كلمة( يرفع ) .
وكان أبو زرعة ( عبيد الله بن عبد الكريم ت 264هـ ) قد تخوَّف من الخلط بينهما ، فقال البرذعي :" وقال لي أبو زرعة : ليس هذا من حديث حفص ، أخاف أن يكون أراد حفص بن سليمان المنقري"(40) .
وإذا كان الأمر بهذه الصورة فإن تضعيف حفص بن سليمان القارئ به حاجة إلى المراجعة ، لأن كثيراً مما رُمِيَ به يرجع إلى البصريين المُسَمَّيْنَ باسمه ، لكن تتابع الأقوال في تجريحه قد حجب الأقوال التي توثقه ، لا بل إن الأمر وصل إلى حد تغيير مفهوم قول أيوب بن المتوكل الذي أثبت فيه أن حفصاً أصح قراءة من أبي بكر شعبة ، فقال ابن أبي حاتم :" قلت ما حاله في الحروف ؟ قال : أبو بكر بن عياش أثبت منه "(41). ومما يؤكد عدم دقة هذا التعبير قول أبي هشام الرفاعي (ت248هـ) :" كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم"(42)، وقل ابن المنادي (ت 336هـ) :" وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على عاصم "(43) ، ولعل ابن المنادي يشير إلى قول أيوب بن المتوكل الذي نقلناه من قبل : " أبو عمر أصح قراءة من أبي بكر بن عياش " .(1/48)
(3) ذكر المزي في ( تهذيب الكمال ) سبعة وعشرين شيخاً روى عنهم الحديث حفص بن سليمان القارئ (44) ، وقد تتبعتهم في (تقريب التهذيب) لابن حجر فوجدته يصف خمسة عشر منهم بـ( ثقة ) ، وعشرة منهم بـ (صدوق ) ، وواحد بـ ( لا بأس به ) ، وواحد وصفه بمجهول ، وهو كثير بن زاذان ، الذي سأل عثمان بن سعيد الدارمي يحيى بن معين عنه ، فقال :" قلت يروي ( أي حفص القارئ ) عن كثير بن زاذان من هو ؟ قال : لا أعرفه"(45)، لكن ابن حجر ذكره في التهذيب وقال : كثير بن زاذان النخعي الكوفي ، وذكر جماعةً من الرواة الذين رووا عنه سوى حفص ، وذكر نقلاً عن الخطيب البغدادي أنه كان مؤذن النخع (46).
وذكر المزي خمسة وثلاثين راوياً أخذوا عن حفص بن سليمان القارئ، وقد تتبعت ما قاله فيهم ابن حجر في تقريب التهذيب ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، فوجدت أن معظمهم موصوف بأنه ( ثقة ) أو (صدوق) .
وإذا نظرنا إلى حال شيوخ حفص القارئ وحال معظم تلامذته من حيث وصفهم بالثقة والصدق فإن من المناسب أن يكون حفصٌ كما وصفه وكيع بأنه : ثقة ، أو كما وصفه الإمام أحمد بأنه : صالح ، وأن نَعُدَّ كل ما وُصِفَ به من ألفاظ التجريح من باب الوهم والخلط الذي كان سببه نسبة القول بأخذ كتب الناس ونسخها إليه ، وعدم الدقة في فهم قول أيوب بن المتوكل : إن أبا بكر شعبة أوثق منه .
(4) لعل مما يُعَزِّزُ هذه النتيجة أن تُعْقَدَ دراسة لمرويات حفص بن سليمان القارئ من الأحاديث ، ومروياتِ مَن يشاركه في الاسم ، ويُدْرَسَ حال رجالها ، وتُوَازَنَ بمرويات غيرهم من المحدثين ، للتحقق مما ورد عند ابن حبان من أن حفصاً كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ، أو نحو ذلك مما نسبه إليه بعض العلماء بعد أن صنفوه في الضعفاء والمتروكين ، وأرجو أن أتمكن من القيام بمثل هذه الدراسة في المستقبل ، أو يقوم بها غيري ممن هو أكثر معرفة مني بعلم الحديث .(1/49)
(5) والخلاصة التي يمكن ننتهي إليها من العرض السابق ونختم بها هي القول : إن حفص بن سليمان الأسدي كان إماماً في القراءة ، ضابطاً لها ، أفنى عمره في تعليمها ، بدءاً ببلدته الكوفة التي نشأ فيها ، ومروراً ببغداد التي صارت عاصمة الخلافة ، وانتهاء بمكة المكرمة مجاوراً بيت الله الحرام فيها ، وهو في أثناء ذلك أبدى اهتماماً برواية الحديث النبوي الشريف ، لكنه لم يتفرغ له تفرغه للقراءة ، ومن غير أن يتخصص فيه ، لكن ذلك لا يقلل من شأنه أو يكون سبباً للطعن في عدالته (47)، بعد أن اتضح أن تضعيفه في الحديث كان نتيجة البناء على وَهْمٍ وقع فيه بعض العلماء المتقدمين ، ويكفيه فخراً أن القرآن الكريم يُتْلَى اليوم بالقراءة التي رواها عن شيخه عاصم بن أبي النجود في معظم بلدان المسلمين ، ونرجو أن ينال من الثواب ما هو أهل له ، وما هو جدير به ، شهدنا بما علمنا ، ولا نزكي على الله أحداً .
-------
المراجع :
(1) ينظر: الذهبي : سير أعلام النبلاء 5/560 ، وميزان الاعتدال 2/ 319.
(2) ينظر : كتابي : محاضرات في علوم القرآن ص 155 هامش 5 .
(3) غاية النهاية 1/254 – 255 .
(4) كتاب الضعفاء والمتروكين 1/221 .
(5) الباعث الحثيث ص 137 .
(6) الطبقات الكبرى 7/256 .
(7) العلل ومعرفة الرجال 2/503 .
(8) كتاب الضعفاء الصغير ص 32 .
(9) ينظر : العقيلي : كتاب الضعفاء 1/270 ، وابن أبي حاتم : الجرح والتعديل 1/140 و3/320 ، و المزي : تهذيب الكمال 7/15 ، والذهبي : ميزان الاعتدال 2/ 320 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/345 .
(10) تاريخ بغداد 8/186 ، وينظر : المزي : تهذيب الكمال 7/13 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/ 345.
(11) الكامل في الضعفاء 2/380 .(1/50)
(12) تاريخ ابن معين ص 97 ، وينظر : ابن حبان : كتاب المجروحين 1/255 ، وابن عدي : الكامل في الضعفاء 2/380، والخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 8/ 186 ، والمزي : تهذيب الكمال 7/13 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/ 345 .
(13) ينظر : العقيلي : كتاب الضعفاء 1/270 ، والذهبي : ميزان الاعتدال 2/320 .
(14) الكامل 2/380 ، وينظر : المزي : تهذيب الكمال 7/15، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/345 .
(15) كتاب الضعفاء والمتروكين 1/221 .
(16) غاية النهاية 1/254 .
(17) ينظر : ابن الجوزي : كتاب الضعفاء والمتروكين 1/7 ، والسيوطي : تدريب الراوي 1/ 204 .
(18) ينظر : علم الدين السخاوي : جمال القراء 2/466 ، والمزي : تهذيب الكمال 7/15 ، والذهبي : ميزان الاعتدال 2/ 321 ، والهيثمي : مجمع الزوائد 10/163 ، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/ 345 .
(19) تاريخ بغداد 8/186 ، وينظر :المزي : تهذيب الكمال 7/12، وابن حجر : تهذيب التهذيب 2/345 .
(20) كتاب السبعة ص 159 ، وينظر : ابن الجزري : غاية النهاية 2/142 .
(21) تاريخ بغداد 8/186 ، وينظر : المزي : تهذيب الكمال 7/13 ، والذهبي : ميزان الاعتدال 2/320 .
(22) تنظر : المصادر المذكورة في الهامش السابق .
(23) تاريخ بغداد 8/186 .
(24) تاريخ بغداد 8/186 ، وينظر : العقيلي : كتاب الضعفاء 1/270 .
(25) الجرح والتعديل 3/173 ، وينظر : الذهبي : ميزان الاعتدال 2/320 .
(26) ينظر : الجرح والتعديل 3/173 .
(27) معرفة القراء الكبار 1/249 .
(28) إيضاح الوقف والابتداء 1/113 .
(29) غاية النهاية 2/11 .
(30) ينظر : السيوطي : تدريب الراوي 1/202 .
(31) ينظر : الطبقات الكبرى 7/276 .
(32) التاريخ الكبير 2/363 ، وينظر : ابن أبي حاتم : الجرح والتعديل 3/ 173-174 .
(33) الفهرست ص 31 .
(34) غاية النهاية 1/255 .
(35) مجمع الزوائد 1/328 .
(36) المعجم الكبير 12/209 .
(37) ابن حبان : الثقات 6/195 .(1/51)
(38) كتاب المجروحين 1/255 ، وينظر : الذهبي : ميزان الاعتدال 2/320 .
(39) الثقات 6/197 .
(40) سؤالات البرذعي ص 8 .
(41) الجرح والتعديل 3/174 .
(42) الذهبي : معرفة القراء 1/141 ، وابن الجزري : غاية النهاية 1/254 .
(43) المصدران السابقان .
(44) تهذيب الكمال 7/11- 12 .
(45) ينظر : ابن عدي : الكامل في الضعفاء 2/ 380 ، والخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 8/168 .
(46) تهذيب التهذيب 8/369 .
(47) نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/186) أن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش (ت 283هـ) قال : " حفص بن سليمان كذَّاب ، متروك ، يضع الحديث " . ولا يخفى على القارئ أن ابن خراش قد أتى بألفاظ في تجريح حفص لم يأت بها أحد من قبله ، وهي تطعن في عدالته وتنسبه إلى الكذب ووضع الحديث . وهذا أمر لا يوجد ما يشير إليه في أقوال المعاصرين لحفص أو يدل عليه . ولعل من المناسب أن نذكر هنا أن ابن خراش هذا كان رافضياً يطعن على الشيخين ، فما بالك بمن هو دونهما ( ينظر : السيوطي : طبقات الحفاظ ص 297 ) .
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2005, 02:10 PM
بحث ماتع وفيه جوانب كثيرة جديدة تحتاج إلى مزيد بحث وتتبع من المتخصصين في الدراسات الحديثية وأحوال الرجال . ولعل الأخ الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري يشارك في هذا الموضوع مشكوراً.
---
د. أنمار
08-21-2005, 11:15 PM
هكذا فلتكن البحوث، بارك الله فيك.
وكثير من المرويات المضعفة لحفص ممكن الحمل فيها على غيره. والأمر لابد له من تتبع، ولعل الأمر يرجع بالباحث في علم الحديث إلى مراجعة الحكم على بعض الأحاديث المضعفة بسبب حفص.
---
ابن وهب
08-28-2005, 10:54 AM
بارك الله فيكم ونفع بكم
ماذكرتموه من الوهم الذي وقع فيه إمام الصنعة البخاري رحمه الله صحيح وتبعه ابن أبي حاتم والعقيلي
وغيرهما(1/52)
فأوردوا كلام الإمام شعبة بن الحجاج - رحمه الله في ترجمة الإمام حفص صاحب عاصم بينما هو في حق حفص بن سليمان المنقري البصري
وهذه فائدة جليلة تساوى رحلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=77132
فبارك الله فيكم ونفع بكم
ولكن كلام الأئمة الحفاظ حول حفص بن سليمان صاحب عاصم غير معتمد على هذا الجرح فحسب
بل تتابع الحفاظ على رد أحاديث حفص بن سليمان - رحمه الله
واعتبروه من الضعفاء في الحديث
وجرحهم هنا مبني على الحجة وهي النكارة الموجودة في أحاديث حفص بن سليمان - رحمه الله
ولذا نجد النقاد أمثال النسائي يقولون عنه متروك
والبصير بعلم الحديث يرى كثرة الغرائب في مرويات حفص بن سليمان صاحب عاصم - رحمه الله
وتأمل ماقاله النسائي والأزدي وابن حبان رحمهم الله
فهذا الجرح مفسر
يبقى هنا الكلام حول ماذكره الخطيب البغدادي - رحمه الله
فأخشى أن أبابكر الخطيب قد وهم في ذكره الرواية التالية في ترجمة الإمام حفص
( أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألته يعني أباه عن حفص بن سليمان المقرئ فقال هو صالح)
فهذا الكلام هو في حق حفص بن سليمان المنقري وهو ما فهمه ابن شاهين
حيث ذكر هذا في ترجمة حفص بن سليمان المنقري البصري
فلعل المنقري تصحف الى المقرىء
وكذا الراوية التالية
(وأنبأنا بن رزق أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله وما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس)
فهذا أيضا خطأ من الخطيب - رحمه الله
ونحن وان كنا لانملك مصدر الخطيب
الا إن ما يدعم وقوع الخطيب في الخطأ
وهو أن في نفس الكتاب الذي نقل عنه الخطيب البغدادي
ما يلي
قال الخطيب(1/53)
(وأنبأنا بن رزق أنبأنا عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل خلاف هذا أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله وأبو عمر البزاز متروك)
فالصواب - في نظري - أن الأول هو المنقري البصري
يتبع
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2005, 09:58 PM
استجاب أخي الكريم الدكتور يحيى بن عبدالله الشهري للكتابة حول الموضوع ، وإفادة قراء الملتقى حول رأي المتخصصين في الحديث ودراسة رجاله فيما تفضل به الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ، وقد كتب بحثاً ضافياً طويلاً مفصلاً في ما يزيد على مائة صفحة ناقش فيه ما ذهب إليه الدكتور غانم ، وجعله مقدمة نظرية لدراسة مرويات حفص بن سليمان الأسدي دراسة تطبيقية . وتجد هذا على هذا الرابط :
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد : نقاش علمي مع أ.د.غانم قدوري الحمد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4319)
---
(1/54)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للتحميل
---
كتاب بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للتحميل
---
مسك
03-24-2006, 07:05 AM
اسم الكتاب :بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز
اسم المؤلف :الفيروزابادى
حجم الكتاب : 1.44 ميغا
نبذة عن الكتاب :
كتاب يبحث في بعض علوم القرآن، يحتوي على مقدمة فيها فضل القرآن وشئ من المباحث العامة المتعلقة به كالنسخ ووجوه المخاطبات، ثم يأخذ في ذكر مباحث تتعلق بالقرآن : سورة سورة على ترتيبها المعروف في المصحف، فيذكر في كل سورة مباحث تسعة موضع النزول - عدد الآيات والحروف والكلمات - اختلاف القراء في عدد الآيات - مجموع فواصل السورة - اسم السورة او اسماؤها - مقصود السورة وما هي متضمنة له - الناسخ والمنسوخ - المتشابه منها - فضل السورة
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=2349)
---
رأفت بلعاوي
03-27-2006, 02:07 PM
سبحان الله وجزاكم الله كل خير اتذكر عندما كنا طلاب في المرحلة الجامعية في قسم اصول الدين كنا نتحايل على اصحاب مكاتب الكلية ان يعيرونا مثل هذه الكتب وكان يرفضون اما الان فهي امامنا وبكل سهولة جزاكم الله كل خير
رافت بلعاوي
---
عدنان البحيصي
03-27-2006, 02:28 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب
---
(1/55)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نملة سليمان عليه السلام
---
نملة سليمان عليه السلام
---
سيف الدين
04-15-2006, 10:42 PM
نملة تحمل همّ امّة:
{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (18) سورة النمل
---
(1/56)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حول العدد(1)من مجلة معهد الإمام الشاطبي
---
حول العدد(1)من مجلة معهد الإمام الشاطبي
---
الجكني
07-21-2006, 04:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تلقينا بكل فرح وسرور العدد الأول من "مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية " وهي تبشر بالخير إن شاء الله تعالى 0
وأول ما وقع العدد في يدي وتصفحت فهرسها بدأت بقراءة البحثين الأكثر لصوقاً بتخصصي وهما :
1- علوم القرآن :تاريخه 00وتصنيف أنواعه ، للدكتور :مساعد بن سليمان الطيار0
2- توجيه الإمام ابن القيم رحمه الله للقراءات ، للدكتور عبد العزيزبن حميد الجهني 0
ولا شك أن كلاً منهما أجاد في بحثه وأضاف لبنة من لبنات الصرح العلمي للدراسات القرآنية ،وهما غنيان عن مدحي لهما بعلمهما وفضلهما 0
إلا أنه لما كان المعروف أن من عرض علمه على الناس أول مرة كان كمن يقول لهم "أعرضه عليكم لتنقحوه وتصححوه وتبدوا مرئياتكم حوله " فمن هذا الباب تراءت لي على كل بحث من البحثين ملحوظات أعرضها هنا لتصويبها وتقييمها0
أولاً : بحث "علوم القرآن " :
استوقفني التعليق الذي ذكره د/ مساعد ص :122حيث قال حفظه الله :
" إن لفظ الحديث القدسي ومعناه من الله سبحانه وتعالى ؛لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه "قال الله 00" فالأصل أن يكون من قول الله ابتداء ،ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بدليل 0
ويقع عند بعضهم شبهة ،وهي كيف يكون الفرق بين القرآن والحديث القدسي إذا كان كذلك في مسألة الإعجاز؟
وهذه الشبهة فيها نظر ؛لأنه يلزم منها أن يكون كل كلام الله معجزاً ،وهذا ما لا يدل عليه نص أبداً ،وإنما وقع التحدي بالقرآن فقط ،فكان معجزاً ،أما سائر كلام الله فلم يقع فيه تحد 0انتهى بنصه
وهنا أقول :(1/57)
1- إذا سلمنا بصدق القضية التي ذكرها الدكتور وهي "فالأصل أن يكون من قول الله ابتداء ولا يخرج عن هذا الأصل إلا بدليل " فإن هذا يعني :أن الحديث القدسي هو مثل القرآن في كل شيء ،لأن القرآن أيضاً (قول )- جدلاً- الله تعالى ،وعليه فينتفي الإلزام الذي ذكره بعد ذلك ،وهذا لا أعلم أحداً يقول به ،خاصة وأن هناك فرق كبير بين (القول ) و( الكلام ) ولهذا – والله أعلم –قال الزبيدي رحمه الله :ومن أدل الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماع الناس على أن يقولوا القرآن كلام الله ولا يقولون القرآن قول الله وذلك أن هذا موضع متحجر لا يمكن تحريفه ولا يجوز تبديل شيء من حروفه 0(التاج :كلم )
وأما مسألة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه "قال الله " فهذا ليس نصاً صريحاً – فيما أرى – لما ذهب إليه الشيخ الفاضل لاحتمال "المجاز" فمعلوم أن "القول " في لغة العرب يجيء بمعنى : تكلم وضرب وغلب ومات واستراح وأقبل " أفاده ابن الأنبا ري كما في القاموس ( قول ) 0
2- أما الشبهة المطروحة فإن الجواب المذكور عليها ،لاحظت فيه دمج قضيتين مع بعضهما ،وهما :" الإعجاز " و " التحدي "
فالقرآن الكريم "معجز" وهذا عرفته العرب الذين نزل بلسانهم ،وهو أيضاً "تحدي " به ،فليس إعجازه بسبب التحدي ،هذا شيء وذاك شيء آخر 0
أما الحديث القدسي – إذا سلمنا أن لفظه من الله تعالى – فلا بد أن يكون معجزاً ،ولا يكون "متحدًى "به لعدم وجود الدليل على ذلك 0
وقلت "لابد أن يكون معجزاً " بدليل من القرآن الكريم وهو قوله تعالى"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فهذا نص عام لا يخرج منه شيء من أفراده إلا بالدليل الصريح 0
فالله أعلم :إن القول بأن الحديث القدسي "لفظه " من الله تعالى يحتاج إلى إعادة نظر ،أو زيادة توضيح وبيان ،إن سمح وقت الشيخ بذلك 0
وأما البحث الثاني :
فإني لاحظت ملاحظة لم أر فضيلة د/ عبد العزيز أشار إليها وهي :(1/58)
1- لم يقف ويناقش ما ذكره الإمام في ترجيحه بين القراءات ترجيحاً ربما يفهمه من ليس من أهل القراءات أن الإمام يرد بعض القراءات وذلك نحو:
أ- والوجه هو الكسر ،وقوله : الكسر (أحسن) من الفتح :221
ب- قوله :" هذا يرجح قراءة الجمهور وأنها أفصح وأحسن :223
والاعتراض على "أحسن " وليس على "أفصح "
ج- قوله : وقراءة الجمهور أحسن وأوضح وأفخم معنى ،وبها تقوم الدلالة وتم الإلزام بتحقق كفر فرعون وعناده :230
د- قوله "قراءة الجمهور أحسن وأبلغ :236
يضاف إلى هذا عبارة " اختلف القراء في إعراب (غير ) 000والمعروف هو اختلافهم في "قراءتها " لا في إعرابها 0
فهذه ألفاظ هي عند أهل القراءات محسوبة في باب "رد القراءة " وهو ما لا يقولون به ،فمن باب "المحافظة " على مكانة الإمام ابن القيم رحمه الله كان الأولى الاعتذار عنه حتى لا يفهم خطأً 0
وبعد : فهذه ملحوظات واضحة جلية عند المتخصص في القراءات ،أما غيره فقد يفهم منها ما قدمته في أول هذا الكلام 0
وختاماً : هذه ملحوظات تحتمل الصواب وغيره أعرضها لتقويمها،مع اعترافي بأن كل من يكتب بحثاً هو في دقائقه وخفاياه أعرف به من غيره ،ولكن من حق التلميذ أن يقول لشيخه " ما فهمت هذا "0
والله من وراء القصد
---
خادمة القرآن
07-28-2006, 10:27 PM
سبحان من يهب العلم لمن يشاء من عباده.
زادكم الله من فضله ونور بصائركم فضيلة الشيخ .
---
الجكني
07-29-2006, 06:05 AM
ولك مثله يا أختي وأسعدك الله في الدنيا والآخرة
---
برعدي الحوات
07-29-2006, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة، وبعد: فإن ملاحظاتكم المشار إليه أعلاه الدكتور الجكني حفظكم الله كانت دقيقة إذ لا يدركها إلا من كان له قدم راسخ في علم القرءات وعلوم القرآن ، فلكم الشكر الجزيل على تنبيهاتكم العلمية القيمة التي أتحفتم بها القارئ، والباحثين الجليلين: الدكتور
مساعد بن سليمان الطيار، والدكتور عبد العزيزبن حميد الجهني.(1/59)
وللإشارة الدكتور الجكني حفظكم الله فإن مجلة معهد الإمام الشاطبي أسالت لعابنا، وهيجتنا لاقتنائها وقراءتها، لكونها من المجلات العلمية المتخصصة في علم القراءات وعلوم القرآن، لكن أهل المغرب -كما يظهر لي- لم يحالفهم الحظ في الحصول عليها-يعني المجلة-.
ولقد سبق لي البارحة في هذا الملتقى المبارك أن طلبت من السادة الدكاترة الأفاضل المسؤلين إدارياً على المجلة أن يبعثوا إلى أهل المغرب عددا من النسخ، لأننا في المغرب مهتمين كثيراً بمثل تلك المواضع التي تم نشرها في العدد الأول للمجلة، نتمنى من الله عز وجل أن يحظى طلبنا بالقبول والموافقة.
والشيء بالشيء يذكر كما يقال، أرجوكم الدكتور الجكني حفظكم الله أن تخبروني عن كتاب علم الحديث للداني هل حقق أم ما زال مخطوطاً؟ وشكراً جزيلا.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
صادق الرافعي
07-30-2006, 12:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله هي الحال كما ذكرت يا برعدي ، بل إن حالنا كحال من ذكر له الماء البارد العذب الزلال، وهو وسط الصحراء تلفحه نيرانها من كل مكان.التفتوا إلينا يا أهل المشرق فقد أمددناكم يوما ما بالشاطبية ، والطيبة ، والمقنع ، والتيسير، والقرطبي ، والبحر المحيط
---
الجكني
07-30-2006, 01:19 AM
أقول للأخ الرافعي ممازحاً : الطيبة مشرقية لا مغربية 0
---
الجكني
07-30-2006, 10:53 PM
أخي الدكتور الهاشمي حفظك الله : أما كتاب "علم الحديث "للداني فلا أعلم عنه شيئاً للأسف وننتظر إفادتكم رفع الله قدركم0
---
صادق الرافعي
07-30-2006, 11:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله :هي كما ذكرتَ يا شيخنا الجكني، ولابد من هفوة لكي تظهر الطبيعة البشرية
---
الجكني
07-30-2006, 11:51 PM
لا يا أخي هذه ليست هفوة أجارنا الله وإياك من الهفوات ، بل هو سبق قلم ،وذا لايسلم منه باحث0
---
السائح
08-03-2006, 12:39 AM
كتاب علم الحديث للداني هل حقق أم ما زال مخطوطاً؟(1/60)
أخي الفاضل وفقك الله وبارك فيك.
قد انتهى أحد الإخوة من نسخه وشرع في تخريج أحاديثه والتعليق عليه، ولعله ينتهي من خدمته قريبا، أعانه الله ووفقه.
فهل تعرف أحدا اشتغل به واعتنى بخدمته؟
---
برعدي الحوات
08-17-2006, 02:15 AM
السائح:أخي الفاضل وفقك الله وبارك فيك.
قد انتهى أحد الإخوة من نسخه وشرع في تخريج أحاديثه والتعليق عليه، ولعله ينتهي من خدمته قريبا، أعانه الله ووفقه.
فهل تعرف أحدا اشتغل به واعتنى بخدمته؟
----------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
لكم الشكر الجزيل الأستاذ السائح على إفادتكم المباركة حول كتاب علم الحديث للداني، ......وأسألكم أخي الكريم عن طبيعة الاشتغال بالكتاب، هل هو تحقيق في إطار تحضير رسالة علمية لنيل شهادة الماجستير؟ أو شهادة الدكتوراه؟ أو الاشتغال عليه يندرج ضمن الاشتغال بالبحث العلمي ليس إلا.
*أما المشتغل بالكتاب هو عبد ربه الضعيف، ومن ثم أرجوكم الأستاذ السائح حفظكم الله أن تعملوا على ربط الاتصال بيني وبين الأخ الذي يشتغل هو الآخر بالكتاب المخطوط، ولكم من الله جزيل الشكر، وذلك على العنوان التالي:
ُelhwat2@hotmail.com
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
السائح
08-17-2006, 02:46 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وفيك بارك الله أخي الأستاذ الهاشمي.
تفضل بمراجعة صندوق رسائلك الخاصة.
---
(1/61)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين أجد كتاب جامع البيان للداني , طبعة أنقرة؟؟
---
أين أجد كتاب جامع البيان للداني , طبعة أنقرة؟؟
---
نورة
02-01-2006, 03:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الفضلاء
هلا أرشدتموني الى مكان وجود كتاب جامع البيان في السعودية أو غيرها بالطبعة المذكورة
كتاب جامع البيان في القراءات السبع لابي عمروالداني
طبع أنقرةسنة1420 هـ/في مجلدين
تحقيق د/محمد كمال العتيك
مطابع مديرية النشر والطباعة والتجارة التابعة لوقف الديانة التركية
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2006, 05:16 PM
لم أسمع بهذه الطبعة من قبل على أهمية الكتاب ، والطبعة الوحيدة التي أذكرها في المكتبات السعودية طبعة حديثة ، أشرت إليها سابقاً تحت عنوان :
صدور كتاب (جامع البيان في القراءات السبع المشهورة) لأبي عمرو الداني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3851)
فليت من يعرف شيئاً عن الطبعة التركية يفيدنا به مشكوراً ، والشكر قبل ذلك للأخت السائلة لإشارتها لهذه الطبعة.
---
خلف الجبوري
02-24-2006, 10:00 PM
قبل ما يزيد على سبع سنوات ، تصفحت كتاباً هو دراسة لتحقيق كتاب ( جامع البيان في القراءات السبع لأبي عمرو الداني ) نشر في الأردن ومحققه ــ حسب ظني ــ هو عبد المهيمن طحان .
أما طبعة أنقرة فلم أسمع بها ولا بغيرها . فأقول كما قال الأخ الدكتور الشهري ليت من يعرف عن الطبعات التي طبع بها هذا الكتاب أن يفيدنا جزاه الله خيراً ، وهل توجد نسخ منه مطبوعة في الأسواق؟
د. خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية / جامعة تكريت / العراق
khalaf1952@yahoo.com
---
عبدالرحمن الشهري
02-25-2006, 03:12 AM
حياكم الله يا دكتور خلف بين إخوانكم في ملتقى أهل التفسير(1/62)
أما تحقيق الدكتور عبدالمهيمن طحان فهو جزء من أربع رسائل دكتوراه ، قام أصحابها بتحقيق كتاب جامع البيان للداني ، ولم يتفقوا على إخراجه مطبوعاً بعد ولعلهم يفعلون إن شاء الله . فتحقيقهم للكتاب أوفى ، وقد كان هذا التحقيق في جامعة أم القرى بمكة المكرمة . وقد أخرج الدكتور طحان من دراسته تعريفاً بالكتاب في جزء صغير ، وطبعته دار المنارة بجدة . وأخرج كذلك كلام أبي عمور الداني عن حديث الأحرف السبعة في جزء صغير كذلك .
---
خلف الجبوري
02-25-2006, 06:25 AM
جزاكم الله عنا خيراً ياأخي يا دكتور عبد الرحمن على هذه المعلومات الطيبة.
وهذه هي ثمرة هذا الملتقى الهادف ، الذي يديم الصلة بين المسلمين عامة وبين طلبة العلم خاصة،
وأنتم تعلمون أننا منقطعون عن العالم منذ فترة طويلة ، فبارك الله فيكم وفي كل أعضاء الملتقى .
د. خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية / جامعة تكريت / العراق
khalaf1952@yahoo.com
---
أبو حسام
03-18-2006, 01:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله :
الموضوع باختصار أن هذا الكتاب الموسوم بـ ( جامع البيان في القراءات السبع المشهورة )
طبع في أنقرة ، كما أفادت الأخت عاشقة القراءات عام 1420هـ في مجلدين كل مجلد حوالي 500 صفحة معتمداً على ثلاث نسخ مخطوطة تركية ومصرية وهندية وقد حاول المحقق الدكتور: محمد كمال عتيق أن يخرج النص دون تكثير للحواشي إلا مقابلة النسخ وعزو الآيات .
والكتاب على حد علمي غير متوفر في المكتبات خارج تركيا ، وقد حصلت على نسخة منه بتوصية بعض طلاب العلم هناك والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2006, 12:18 AM
بارك الله فيكم يا أبا حسام على هذه المعلومة.
---
(1/63)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في التفسير
---
في التفسير
---
عبد الله عبد الفتاح
07-21-2003, 08:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله رسول الله ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد ، ، ،
هذا سؤال أطرحه ، وأطمع من الأخوة مساعدتي في الإجابة عليه .
* من كلن يحادثهم سيدنا صالح عليه السلام ؟ ، عندما قال : " قد أبلغتكم رسالة ربي" ، والسؤال نفسه : من كان يحادثهم سيدنا شعيب ؟، عندما قال :" لقد أبلغتكم رسالات ربي " [ الآيتين الكريمتين : رقمي 79 و 93 من سورة الأعراف ]، خاصة وأن المفهوم من السياق أن الحديث تم بعد العذاب الذي وقع على القوم الكافرين ، أم أن هذين الحديثين كانا قبل وقوع العذاب ؟ .
* في سورة الأعراف لم يورد الحق العزيز الكريم على لسان سيدنا لوط عليه السلام لفظي " رسالة ربي " أو لفظي " رسالات ربي " كما أوردها تبارك وتعالى على لسان الرسل الكرام الآخرين : سيدنا نوح ، و سيدنا هود، وسيدنا صالح ، و سيدنا شعيب - عليهم السلام جميعا - في نفس السورة ، هل السبب أن العذاب الذي حاق بقوم سيدنا لوط عليه السلام كان رهيبا ومريعا ، فلم تبق منهم أية بقية أو أثر قد يتوجه إليها بحديثه ، أو أن أحدا من قومه لم يؤمن بما جاء به عليه السلام سوى بناته فقط ؟ ، فلم يستحق القوم المعاتبة ، على وجه الإطلاق .
* أأرسل سيدنا شعيبا عليه السلام إلى قومين مختلفين ، أو قبيلتين مختلفتين هما : مدين والأيكة ؟.
وشكرا ....
---
عبدالله بن بلقاسم
07-25-2003, 01:14 AM
أخي الكريم أما السؤال الأول (موضوع الرسالة الخاصة)
قال الآلوسي رحمه الله في روح المعاني ج: 8 ص: 166(1/64)
1-وخطابه عليه السلام لهم كخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى المشركين حين القوا في قليب بدر حين نادى يافلان يافلان باسمائهم إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا وذلك مبني على أن الله تعالى يرد أرواحهم اليهم فيسمعون وذلك مما خص به الانبياء عليهم الصلاة والسلام
2-ويحتمل أنه عليه السلام ذكر ذلك على سبيل التحزن والتحسر كما تخاطب الديار والاطلال
3- وجوز عطف فتولى على فأخذتهم الرجفة فيكون الخطاب لهم حين أشرفوا على الهلاك لكنه خلاف الظاهر وأبعد من ذلك ما قيل إن الآية على التقديم والتأخير فتقديرها فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لاتحبون الناصحين فأخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين
ولعله يتيسر لي وقت ولو بعد أسبوع فأعود إلى البقية،
---
(1/65)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير الكبير للفخر الرازي المسمى (مفاتيح الغيب)
---
التفسير الكبير للفخر الرازي المسمى (مفاتيح الغيب)
---
مساعد الطيار
05-20-2003, 06:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير الكبير للفخر الرازي من أوسع كتب التفسير ، وقد حشاه مؤلفه بمباحث كثيرة جدًا تخرج به عن التفسير ، حتى قيل فيه : فيه كل شيء إلا التفسير ، وهذا من باب المبالغة لكثرة ما فيه من المباحث التي هي خارجة عن صلب التفسير ، بل قد تكون ليست من علوم الشريعة .
والكتاب يُعدُّ من مراجع التفسير الكبيرة ، وفيه فوائد كثيرة ، ومسائل علمية نادرة ، لكن لا يصلح أن يقرأ فيه إلا من كان عارفًا بعلم الاعتقاد ، وضابطًا لعلم التفسير ليعرف كيف يستفيد منه .
وقد استفاد الرازي من كتب التفسير التي قبله ، خصوصًا كتب المعتزلة ، وقد يذكرها لينقدها ، لكنه كما قيل : يورد الشبهة نقدًا ، ويردها نسيئة . فهو قويٌّ في عرض الشبه ، ضعيف في ردِّها .
ومن أعلام المعتزلة الذين نقل عنهم : قطرب ( ت : 206 ) ، وأبو بكر الأصم ، والجبائي ( ت : 303 ) ، والكعبي ( ت : 319 ) ، وأبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني ( ت : 322 ) ، والزمخشري ( ت : 538 ) .
وقد جعل العقل حجة عنده ، فتراه يقدمه على النقل بدعوى التعارض بينهما ، بل تراه يستخدمه في مجالات لا يُقبلُ فيها نقد العقل ، كبعض الأحاديث الصحيحة الواردة في حق بعض الأنبياء ، فهو يفندها من جهة العقل فحسب .
وقد استفاد في الوجوه البلاغية من تفسير الزمخشري على وجه الخصوص ، لذا تراه يشقِّق سطرًا مضغوطًا بالمعلومات عند الزمخشري فيجعله في مسائل يبسط فيها البحث .
ومما ظهر في كتابه غير الأمور العقلية والفلسفية وبحوث العلوم التجريبية ما يأتي :
1 ـ الاعتناء بعلم المناسبات .
2 ـ الاستنباط في جميع المجالات .(1/66)
3 ـ ذكر الملح واللطائف التفسيرية .
4 ـ العناية بجانب البلاغة القرآنية .
وهذا الكتاب من الكتب التي تحتاج إلى الاختصار الذي يقرِّبها للقارئ ، ويبعد ما فيها من الاستطرادات العلمية التي لا تفيد جمهور القراء ، والتي قد تكون مخالفة للاعتقاد . والله الموفق .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2003, 11:03 PM
بسم الله
ما ذكره شيخنا أبو عبدالملك من حاجة تفسير الرازي إلى اختصار صحيح ، وله أهمية عند المتخصصين .
وقد رأيت اختصاراً له في مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض بعنوان :تهذيب مفاتيح الغيب للرازي لحسن بركة الشامي .ويظهر أن هذا المهذب من الشيعة -أو من المتعاطفين معهم - والله أعلم .
قال في مقدمة تهذيبه :
( منهجنا في التهذيب
ان منهجية الامام فخر الدين الرازي في كتابة تفسيره، جعلت عملية اختصاره مسألة غير يسيرة. فهو يُقسم الآية الى قطع صغيرة او كلمات مفردة، ثم يشرع في تفسيرها بطريقة الابحاث المستقلة، حيث يجعل لكل بحث او موضوع مسألة او عدة مسائل. ثم يبدأ في التفريع لكل مسألة، وقد يذكر وجوهاً ويرد عليها بعدة اقوال وآراء، وهكذا يتشعب حديثه عن جملة واحدة من الآية القرآنية واحياناً عن كلمة واحدة منها الى شعب عديدة.
ورغم اننا تحدثنا سابقاً عن هذه المنهجية، الا اننا نرى من الضروري ان نرسم للقارىء الكريم صورة توضيحية لمخطط المعالجة التفسيرية عند الرازي، وذلك باختيار النموذج التالي: في قوله تعالى: (وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني...) (البقرة: 31).
الآية فيها مسائل:
المسألة الاولى: فيها ثلاثة امور.
المسألة الثانية: فيها وجهان:
الوجه الثاني: فيه قولان.
المسألة الثالثة:
المسألة الرابعة: فيها وجهان:
الوجه الثاني: فيه ثلاثة وجوه.
المسألة الخامسة: فيها اربعة وجوه.
المسألة السادسة: فيها ثلاثة اقسام: الكتاب والسنة والمنقول:
اما الكتاب: ففيه وجوه:
الاول: فيه اربعة اوجه.
الثاني:
الثالث:(1/67)
الرابع: فيه اربعة اصناف.
الخامس: فيه خمس مناقب.
اما الاخبار: ففيها (13) وجهاً. ثم يلحق بها الآثار ويقسمها الى (24) وجهاً. يتفرع بعضها الى فروع.
وقد شغلت المسألة السادسة لوحدها عشرين صفحة من تفسيره، كانت حافلة بالتفريعات والتقسيمات الرئيسية والثانوية، بحيث يجد القارىء صعوبة في استيعاب العناوين الاصلية للبحث.
المسألة السابعة: يناقش فيها الفخر الرازي تعريف العلم، فيورد تعريف العلم على اقوال بعض العلماء، ثم يناقشها بوجوه، ويورد الخلل في امور عديدة، ويفرع على ذلك وجوه.
وقول آخر: فيه ثلاثة وجوه ايضاً.
وقول ثالث: فيه اربعة وجوه.
الوجه الرابع منه: فيه ثلاثة وجوه.
المسألة الثامنة: فيها ثلاثون فرعاً. بعضها يتفرع الى فروع ثانوية من الوجوه والاقوال.
المسألة التاسعة: خالية من التفريعات.
* * *
ان هذه التقسيمات يلتقي بها القارىء كثيراً في تفسير الرازي، ويحتاج الى التركيز المكثف من اجل الاحاطة بها، ولعل هذا النموذج يعطي صورة تقريبية لصعوبة مشروع اختصار وتهذيب التفسير، لان في بعض التفريعات افكاراً هامة وملاحظات علمية يثيرها الرازي. غير ان وقوعها في تسلسل التقسيم يجعل من انتقائها دون غيرها عملية مشوشة للتقسيم العام مما يربك القارىء.
وفي احيان عديدة يورد الفخر الرازي اسئلة غير متصلة بجو الآية ـ موضوع التفسير ـ. لكن بعض اجاباته تخدم الجو التفسيري للآية. مما يخلق صعوبة في عملية انتقاء الجواب المطلوب لانه يندرج في تسلسل يصعب تجزئته.
وبصورة عامة ان منهج الرازي التفريعي صعب الاختصار، خلافاً للمناهج الاخرى لكتب التفسير او كتب التاريخ التي تتناول عنواناً رئيسياً ثم تبحثه بطريقة سردية او تحليلية او مفاهيمية، بحيث يحتاج صاحب مشروع الاختصار الى مجرد ضغط الافكار وتلخيص العرض المطول لها.
وقد انطلقنا في اختصار تفسير مفاتيح الغيب للامام فخر الدين الرازي من الاسس والدوافع التالية:(1/68)
1 ـ ان سعة التفسير الكبير وضخامة حجمه جعلت الاستفادة منه في حدود المختصين بالتفسير وعلوم القرآن فقط في حين حُرم جمهور المثقفين من الاستفادة منه بالشكل المطلوب، رغم اهميته وصدارة موقعه في التراث التفسيري. ومن هنا شعرنا بضرورة اختصاره وتقديمه لابناء الامة بشكل يسهل الاستفادة منه والرجوع اليه كتفسير كامل للقرآن الكريم، الى جانب الاعمال التفسيرية الاخرى لعلماء الاسلام.
2 ـ ان منهجية الفخر الرازي في التفصيل والتفريع والاطالة والاستغراق في المناقشات وعرض الموضوعات البعيدة عن جو التفسير، جعلت كتابه يُقيم من قبل العديد من القدماء والمحدثين على انه دائرة معارف قبل ان يكون كتاب تفسير حتى قيل فيه: (فيه كل شيء الا التفسير). ونحن نشعر ان في هذه التقييمات تجني على عمل الرازي، وان كانت بعض هذه التقييمات لها ما يبررها. لذلك رأينا ضرورة ان يحظى عمل الرازي الكبير بجهد علمي جديد من اجل تهذيبه واعادة تقديمه للمكتبة الاسلامية كنتاج تفسيري متخصص. وفي ذلك مساهمة في اعادة احياء نتاج ضخم من التراث الاسلامي.
3 ـ رغم الجهد الكبير الذي بذله الفخر الرازي في عرض الآراء المختلفة لعلماء الاسلام وللمذاهب الاسلامية وللاتجاهات الفكرية، الا اننا نجد انه اهمل ذكر الرأي الشيعي الامامي في الكثير من الموارد، كما انه ذكر رأي الشيعة الامامية في عدد من الموارد بصورة خاطئة، لذلك رأينا ضرورة اضافة الرأي الاسلامي الشيعي كلما كان ذلك مناسباً من خلال كتابة التعليقات في الهامش، وذلك من اجل ان يتكامل هذا التفسير الكبير في تغطية الآراء الاسلامية على اختلاف اصولها الثقافية.
وهنا نود الاشارة الى ان الفخر الرازي لم يكن منغلقاً في حدود الرأي الذي يطرحه، انما فتح باب الحوار والمناقشة مع ما كتبه بل انه اشار بصراحة في وصيته الى امكانية حذف الآراء التي ثبتها في كتبه فيما لو وجد فيها القارىء خطأً وقال ما نصه:(1/69)
«واما الكتب العلمية التي صنفتها او استكثرت من ايراد السؤالات على المتقدمين فيها فمن نظر في شيء منها فان طابت له تلك السؤالات فليذكرني في صالح دعائه على سبيل التفضل والانعام والا فليحذف القول السيء فاني ما اردت الا تكثير البحث وتشحيذ الخاطر والاعتماد في الكل على الله تعالى».
ان الفخر الرازي في هذا النص يفسح المجال للاجيال لتهذيب تراثه وهي دعوة موضوعية صريحة لمراجعة افكاره وآرائه في مختلف المجالات العلمية التي صنف بها.
وهذا ما قمنا به في تفسيره الكبير، حيث نشعر اننا قدمنا خدمة لهذه الموسوعة الشهيرة في التفسير.
وهو عمل ينسجم مع وصيته في تهذيب تراثه وحذف الاقوال الغريبة عن دائرة التفسير وسياقه العام.
اما منهجنا في الاختصار فقد سار على الخطوط العامة التالية:
1 ـ الابقاء على النص الاصلي للرازي حفاظاً على القيمة العلمية للكتاب. حيث سيجد القارىء الكريم اسلوب الفخر الرازي في الكتابة. ولم نتدخل في الاسلوب الا باضافة كلمات الربط بين الفقرات او الجمل المحذوفة.
2 ـ التركيز على الابحاث المتصلة بتفسير الآية، وحذف الموضوعات والمناقشات والآراء التي لا ترتبط بتفسيرها، من قبيل الابحاث الكلامية والفقهية والفلسفية واللغوية التي تعتبر غريبة على السياق العام لتفسير الآية القرآنية.
3 ـ الابقاء على منهجية الفخر الرازي في التقسيم والتفريع، بعد الحذف والاختصار. فالمسائل ستأخذ ارقاماً متسلسلة تختلف عن التسلسل الاصلي، لكن القارىء سيجد المنهجية كما هي التي اعتمدها الرازي، انما هناك تقليص في التفريعات.
4 ـ اورد الفخر الرازي في تفسيره الكثير من الآراء الضعيفة والشاذة، وقد صرح هو بضعفها وشذوذها، لذلك آثرنا حذف هذه الآراء وما يتبعها من مناقشات، لانها لا تمتلك قيمة علمية في مجال التفسير، وهي غير معتمدة من قبل ائمة التفسير.(1/70)
5 ـ اعتمدنا في الاختصار على طبعات مختلفة للتفسير الكبير، ووجدنا وقوع الكثير من الاخطاء المطبعية فيها، لذلك بذلنا جهدنا في تصحيح هذه الاخطاء.
المصادر المعتمدة
ذكرنا سابقاً اننا في عملية اختصار تفسير مفاتيح الغيب، ثبتنا آراءً وتعليقات في الهامش. بعضها كان رأياً تفسيرياً وبعضها الآخر كان رأي الشيعة الامامية الذي اغفله الامام الرازي او اورده بصورة خاطئة.
لقد اعتمدنا في هذه الهوامش على المصادر المعتبرة التي يعتمدها السنة والشيعة والتي تحتل مكانتها المرموقة في التراث الاسلامي.
وفيما يتعلق بالرأي الشيعي فقد جهدنا على صياغته بشكل يمثل مدرسة اهل البيت عليهم السلام من خلال المصادر المعتمدة عند الشيعة الامامية، بحيث يمكن الاطمئنان ان ما اوردناه يمثل الرأي الشيعي الصحيح. بل اننا سعينا الى تأكيد هذا الرأي من خلال مصادر اهل السنة في العديد من الموارد، عندما نجد ان الرأي الشيعي له ما يؤيده في المصادر السنية مثل (الاتقان في علوم القرآن) و(الدر المنثور) لجلال الدين السيوطي.
لقد وجدت من خلال مراجعتي لمشاريع اختصار كتب التفسير، ان بعض هذه المحاولات لم تهتم في التعليق وفي ايراد بعض الآراء الهامة، وانما اكتفت بعملية الاختصار فقط. ومع ان هذه العملية لها قيمتها العلمية وهي تمثل خدمة كبيرة للتراث الاسلامي، الا ان المناقشة وابداء الرأي والملاحظة في موارد الضرورة يزيد من اهمية العمل ويوسع دائرة الفائدة.
ومن هذا المنطلق وجدت من الضروري التعليق وايراد الهوامش على النص الاصلي لتفسير الفخر الرازي، من اجل المساهمة في ابقاء هذا الاثر الكبير حياً ونافعاً لجمهور المهتمين بتفسير كتاب الله المجيد، من ابناء الامة الاسلامية سنةً وشيعةً.(1/71)
واود التأكيد هنا ان تفسير الامام فخر الدين الرازي يستحق بذل جهود كبيرة عليه لانه يمثل موسوعة تفسيرية ضخمة في التراث الاسلامي. وان احساسي بأهمية هذا التفسير هو الذي دفعني الى القيام بهذا المشروع الذي استغرق عملي فيه اكثر من اربع سنوات حتى تم انجازه بهذا الشكل. ارجو ان اكون قد وفقني الله تعالى في هذا العمل، وما توفيقي الا بالله العلي العظيم فهو حسبي ونعم الوكيل.) المرجع انظره هنا (http://www.darislam.com/home/alfekr/data/feker1314/12.htm)
وأخيراً ؛ أسأل الله تعالى أن يهيأ لهذا التفسير من يخدمه ويهذبه من أهل السنة . مع العلم بأن شيخنا عبدالرحيم الطحان قد درس منهجه في رسالته للدكتوراه بالأزهر بعنوان : منهج الرازي في تفسيره . أو قريباً من هذا العنوان .
---
مرهف
05-22-2003, 04:56 AM
وأذكر أيضاً أن الدكتور محسن عبد الحميد له رسالة بعنوان ( الرازي مفسراً طبعت في دار الحرية ببغداد أعادها الله وحماها .
ويمكنني القول أننا لو استخلصنا من تفسير ابن عادل اللباب من علوم الكتاب ما كتبه نفلاً عن الرازي في تفسيره لخرجنا بمختصر جيد والله أعلم
---
حسن العسوس
01-21-2006, 01:36 AM
السلام عليكم
الحمد لله
لي سؤال
هل من الممكن الحصول على موقع لتنزيل التفسير الكبير للرازي
و جزاكم الله خير جزاء
أخوكم
حسن العسوس
---
ابن رشد
01-21-2006, 11:59 AM
الأخان الفاضلان : د . مساعد الطيار، و د . " العبيدي "
بارك الله فيكما و أكرمكما ،
ذكر أن ذلك التفسير لم يكمله الإمام الرازي ، و إنما تعاقب على إتمامه عالمان هما : شهاب الدين الخوبي الدمشقي و نجم الدين القمولي ، على ما جاء في التعريف به في موقع " مكتبة مشكاة الإسلامية " ،
و للأخ السائل و لبقية الإخوة أنقل بيان ذلك الكتاب من الموقع المذكور آنفا :
العنوان : تفسير الفخر الرازي ( مفاتيح الغيب )
المؤلف : الفخر الرازي
نبذه عن الكتاب : الكتاب يقع في 32 جزءا وفهرس(1/72)
وهو أكبر تفسير بالرأي والمعقول ، ويذكر فيه المؤلف مناسبة السورة مع غيرها ، ويذكر المناسبات بين الآيات ، ويستطرد في العلوم الكونية ، ويتوسع بها ، كما يذكر المسائل الأصولية والنحوية والبلاغية ، والاستنباطات العقلية .
ويبين الرازي في تفسيره معاني القرآن الكريم ، وإشاراته ، وفيه أبحاث مطولة في شتى العلوم الإسلامية ، كعلم الكلام ، وأقوال الفلاسفة والحكماء ، ويذكر فيه مذاهب الفقهاء وأدلتهم في آيات الأحكام ، وينتصر لمذهب أهل السنة في العقيدة ، ويرد على المعتزلة ، وأقوال الفرق الضالة ، ويفند مذاهبهم ، كما يرد على الفلاسفة .
ويعتبر هذا الكتاب من أجل كتب التفسير وأعظمها ، وأوسعها ، وأغزرها مادة .
*** لكن الرازي لم يكمله ، فجاء شهاب الدين الخوبي الدمشقي ( 639هـ ) وأكمل قسما منه ، ثم جاء بعده نجم الدين القمولي ( 727هـ ) فأتمه إلى الأخير ، دون أن يتميز الأصل من التكملة
ويوجد بالدخل بحث حول تفسير الرازي للشيخ العلامة عبدالرحمن المعلمي .
انتهى النقل .
**************
و أما تحميله - أي " تفسير مفاتيح الغيب " للرازي ، فهذا رابط الموقع " مكتبة مشكاة الإسلامية " :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1523
---
عبدالرحمن الشهري
01-22-2006, 03:08 PM
اختصار تفسير الرازي (مفاتيح الغيب) ليس كاختصار غيره من التفاسير كتفسير الطبري مثلاً ، وذلك بسبب تعدد مسائل تفسيرالرازي وتشعبها ، وكثرة أبحاثه واستطراداته ، ودخوله في جدل منطقي ، مما يقتضي المختصر جهداً علمياً وذهنياً ، ولزوم إجادته لكثير من أدوات علم المنطق والعلوم العقلية التي برع فيها الرازي .(1/73)
وقد قام محمد بن محمد بن برهان الدين النسفي المتوفى سنة (687هـ ) بتهذيب تفسير الرازي في كتابه (كشف الحقائق وشرح الدقائق من كلام رب العالمين ) ، ويقوم الآن بتحقيقه الدكتور عيادة الكبيسي ، وقد أخرج تحقيقه لتفسير سورة الناس ، وتعرض فيه للعلاقة بين تفسير النسفي هذا وتفسير الرازي ، فتبين له بأن (الاكتفاء بوصف تفسير (كشف الحقائق) بأنه مختصر من التفسير الكبير للرازي فيه غمط لجهود مفسره المتنوعة ، وإغفال لكثير من خصائصه ومزاياه ، فهو لم يكن مجرد مختصر ، ولم يقتصر على ما أفاده الأصل ، بل له تصرف بين ، وإفادات جديدة ، وشخصيته في ذلك ظاهرة ، وجهوده العلمية واضحة).
وظهر للمحقق أن أعتماد النسفي على تفسير الرازي ، وتلخيصه لكثير من عباراته عند التعقيب أو الترتيب أو الإضافة ، أو ما إلى ذلك من الإفادات ، وقوله عن تفسيره أنه مختصر ، هو الذي حدا بأولئك العلماء الذين ترجموا للنسفي أو للرازي إلى وصف تفسير النسفي أنه مختصر لتفسير الرازي.
وقد بين المحقق طريقة النسفي في تفسيره فقال :(وإنا نرى أن البرهان النسفي - رحمه الله تعالى - قد سلك في تفسيره طريقة متميزة ، فهو يتابع الرازي من أول التفسير إلى آخره ، حتى إن الناظر فيه لأول وهلة لا يشك في أنه اختصار له ، ولكن لدى التأمل والمقارنة ، ظهر أنه قد يرح ويختار ، ويحذف ويضيف ، ويرتب ويعقب ، ويعلل ويوضح ، وسواء في ذلك المنقول والمعقول ، مما يجعل عبارته - في بعض المواضع - أطول من الأصل ، وقد يأتي أحياناً على غاية من الجودة ، لا سيما فيما يدفع به شبهة أو يزيل إشكالاً ، وقد يفرط في الاختصار والحذف فيقع الخلل ، وقد يحذف أسماء أصحاب الأقوال ، وقد تغمض عبارته حتى يدق فهمها ، فإذا روجع الأصل كان كالشرح لها ، وقد يأخذ المعنى ثم يصوغه بعبارته المستقلة ، وقد ينقل عن غير الرازي ويصرح بذلك).(1/74)
وبذلك يظهر أنه حين يختصر فليس لأن الاختصار هدفه الأصلي ، وإنما هو من لوازم بحثه ، ولذا فهو إلى التهذيب أقرب منه إلى الاختصار.
انظر: تفسير سورة الناس للإمام محمد بن محمد النسفي ، تحقيق د.عيادة الكبيسي 46 - 48
---
الماوردي
01-30-2006, 06:24 AM
أريد من الدكتور مساعد والأخوة الإفادة إن كان هناك طبعة محققة لتفسير الفخر الرازي
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2006, 01:23 AM
لا أعرف نشرة محققة تحقيقاً علمياً لهذا التفسير الكبير والله أعلم.
1- كتب الدكتور عارف مفضي المسعر رسالة علمية بعنوان (المنقول والمعقول في التفسير الكبير لفخر الدين الرازي) وقد نشرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عام 1426هـ.
2- وكتب الدكتور إيهاب النجمي رسالة علمية بعنوان ( تعدد المعنى في النص القرآني , دراسة دلالية في تفسير مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي ) . قال في مقدمتها :
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , وسيد الخلق أجمعين , سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
وبعد : فلقد كان من عظيم توفيق الله سبحانه وتعالى إياي , وجليل إنعامه عليّ أن هداني إلي درس متصل بسبب كبير بالقرآن الكريم ، وبحث دائر في فلك تفسير من تفاسيره ذات القيمة العالية والفوائد العميمة الجليلة , وهو تفسير (مفاتيح الغيب) للإمام فخر الدين الرازي ( ت . 606 هـ ) .(1/75)
ولا يخفى على ذي لُبّ ما يحويه مفاتيح الغيب من كنوز ثمينة وعيون معرفية ثرة ، توزعت شتى مجالات المعرفة والثقافة , فكان حقيقا بما قيل فيه من أنه تفسير حوى كل شيء بين دفتيه . وكان على رأس تلك المعارف والعلوم علوم اللغة بمختلف مباحثها وقضاياها ومستوياتها , ابتداءً بالمستوى الصوتي ومرورا بقضايا البنية والاشتقاق , والمباحث التركيبية المختلفة . ولما كانت المهمة الأولى لتفسير أي نص أو لحاشيته هي الكشف عن معنى ذلك النص وتوضيح ما غمُض منه , وفتْح ما استُغلِق على أفهام متلقيه؛ نقول لما كانت تلك هي المهمة الأولى للتفاسير ، فقد كان للدلالة بقضاياها المتعددة وإشكالاتها المتنوعة منزلتها , وخصوصيتها في (مفاتيح الغيب) .
وكان من أهم تلك القضايا الدلالية وأبرزها في (مفاتيح الغيب) قضية ( تعدد المعنى) ؛ إذ ظهرت بكثرة في تفسير الإمام الرازي للعديد من الآيات القرآنية وتحليله لها , وكان لهذا الظهور الفِجّ والجلاء البين دوره في جذبي , واستنفار عزمي لأن أتتبع تلك الظاهرة بالدرس والتحليل , في محاولة للكشف عن مظاهرها المختلفة وأثرها في تفسير النص القرآني ، والسَّبْح في فضاءات معناه الرحيبة .
وما كان منى ـــ لحبِّّ في القلب كبير لكتاب الله الكريم ـــ إلا الاستجابةُ لهذا الاستنفار , والاستسلامُ لذلك الجذب , فكان هذا البحث الذي وفقنى الله إليه :
( تعدد المعنى في النص القرآني , دراسة دلالية في تفسير مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي ) .
الدراسات السابقة :(1/76)
وعلى الرغم من أهمية ظاهرة تعدد المعني وجلائها في (مفاتيح الغيب) خاصة ، وغيره من تفاسير القرآن عامة ؛ فإنها لم تأخذ كِفْلها من البحث والدرس المستقل ، اللهم إلا دراسة وحيدةً جاءت تحت عنوان (ثراء المعنى في القرآن الكريم) للباحث التركي / محمد خليل جيجك , الأستاذ المساعد بكلية الإلهيات بجامعة يوزنجويل بتركيا , وتلك الدراسة على الرغم من إخلاصها للظاهرة ، فإنها جاءت غير عميقة لغويا , وتعتمد في جانب كبير منها على عاطفة المؤلف الجياشة تجاه القرآن الكريم أكثر من اعتمادها على المعطيات اللغوية , والحقائق العلمية .
هذا وقد حمل عمل علمي آخر عنوان بحثنا ذاته ، وهو (تعدد المعنى في القرآن .. دراسة دلالية) وهو رسالة دكتوراه للباحث / عبد الرحمن أمين رواش ، حصل عليها عام 1979 بكلية دار العلوم ، وعلى الرغم من أن عنوان الدراسة هو هو عنوان بحثنا ؛ فإنها بعيدة كل البعد عن ظاهرة تعدد المعنى ، ولم تمسها من قريب أو بعيد ، وإنما اهتمت بالوجوه والنظائر في القرآن الكريم ، من خلال مؤلفات ذلك الفن ، ومن ثَمَّ فليس بينها وبين بحثنا مشابهة ، إلا في بعض ألفاظ العنوان .
خطة البحث :
وقد توزعت الدراسة على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة ، بيانها كالتالي :
أما المقدمة فقد عرضت فيها أهمية الموضوع وأسباب اختياره والدراسات السابقة , وبيانا لخطة البحث .
وأما التمهيد فقد انتظم مبحثين :
أولهما : تحرير المصطلح ، وعالجت فيه اضطراب المصطلحات وتداخلها في محاولتها الدلالة على ظاهرة ( تعدد المعنى ) ، وبيان علاقة كل منها بالظاهرة ومدى صدق إطلاقه عليها .(1/77)
وثانيهما : تأصيل الظاهرة ، وعالجت فيه تأصيل ظاهرة ( تعدد المعنى ) من خلال مسارين اثنين ، كان أولهما تأصيل الظاهرة في مقولات عدد من القدماء والمحدثين وتطبيقاتهم على بعض النصوص ، وكان ثانيهما تأصيلاً لها من خلال عقد مقارنة بين تفسير الرازي باعتباره منتهجا منهج التفسير بالرأي، وتفسير الدر المنثور للإمام السيوطي باعتباره معتمدا على منهج التفسير بالمأثور ، وهدفت تلك المقارنة إلى إثبات أن تعدد المعنى قائم في المنهجين على السواء ، ولم يكن أحدهما يبتدع القول به من دون المنهج الآخر .
---
منصور مهران
03-01-2006, 02:05 AM
يحتوي تفسير الرازي موضوعاتٍ نفيسة متناثرة في مجلداته الضخام ، ولو أن أحد أساتذة التفسير اختار من طلاب الدراسات العليا مجموعة من النابهين ذوي الجَلد ووجههم إلى استخراج هذه الموضوعات وتحقيق نصوصها - لكل طالب موضوع واحد - لأثمر المشروع ثمرة تفوق التلخيص ، لأن تلخيص هذا التفسير ليس من السهولة بحيث يستطيعه جماعة من الباحثين مهما نشطوا ، والسبب أن كل باحث يرى الأمر حسب اتساع أفقه العلمي ، فما يراه هذا ضروريا يراه غيره ثانويا ، فلا يأتي العمل متسقا في المنهج والاختيار ، وهذا أمر مُشاهَد في الموسوعات التي تولى تهذيبها أو تحقيقها جماعة من العلماء فما بالك بالطلاب ؟ أما فكرة تقسيم الكتاب إلى موضوعات فإنها تعطي الكتاب قيمة كبيرة حيث تجتمع المادة المتفرقة المسائل المتباعدة المباحث في مكان واحد مما يمكن القارئ من الإلمام بها والإحاطة بأركانها من أيسر طريق ، ويضفي عليها التحقيق قيمة علمية أخرى بالتنبيه على الخلل وبالاستدراك على مواطن القصور وبتخريج الشواهد والنصوص ونحو ذلك ، وبعد ، فهذه فكرة من الأفكار ليتبادل الناس النظر فيها لعل الله يهيء لها من يعيد صياغتها بوجه أجمل وأفضل فتؤتي نفعها ولو بعد حين ، وبالله التوفيق .
---
رأفت بلعاوي
03-01-2006, 10:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/78)
ما هو سر اهتمام اخواننا في المذهب الجعفري بهذا الكتاب من التفسير؟
والدليل على ذلك ان بعضهم اعاد تهذيبه اكثر من مرة؟
ولماذا هنالك بعض المتفيقهين , والمتشنجين يحاربون هذا التفسير ويكتبون مقالات غير لائقة عنه؟
ثم حتى عندما كنا في المرحلة الجامعية الأولى كانت مادة مناهج المفسرين لا تعطيه القدر الكافي وفق المنهجية اللائقة به؟ لماذا؟
هل هنالك رسالة جامعية تحدثت عن منهج الإمام الرازي في التفسير؟ ماهي لو سمحتم وكيف يمكن الحصول عليها؟
انا كطالب علم تخرجت من قسم اصول الدين , ومن ثم تابعت دراساتي العليا في مجال علم النفس والسلوك عندما رجعت للتفسير وجدت فيه نظريات سلوكية مستخلصة , منذ زمن قريب جدا اهتدوا اليها بمنهج البحث التجريبي وقد توصل لها الامام الرازي ؟ فلم التطاول عليه في قولنا فيه كل شيء الا التفسير؟وكيف ندعي ان ديننا فيه المنهج السليم ونحن نحاول ان نطمس اجتهادات علماء افاضل امثال الامام الرازي , اذا اردنا ان نثبت اسلامية المعرفة علينا ان نحترم كثيرا ماجتهد اليه علماءنا اليس كذلك؟
وجزاكم الله خيرا
---
الكشاف
03-02-2006, 12:37 PM
(ولماذا هنالك بعض المتفيقهين , والمتشنجين يحاربون هذا التفسير ويكتبون مقالات غير لائقة عنه ؟ )
وهذه أول مشاركة لك يا أستاذ رأفت ، فكيف بالثانية ؟ يا ساتر . ترفق بنا فأنت متخصص في علم النفس ، ولو قرأتَ ما كُتبَ عن الرازي لما قلتَ هذا الكلام . لكن لعلك سمعت بشيء فقلته . الرازي قد كتب عنه كثيراً ، وما قيل في تفسيره فهم خطأ ممن قاله. ومعنى قولهم : (فيه كل شيء إلا التفسير) أنه قد ملأ كتابه بعلوم كثيرة بعيدة قليلاً عن صلب التفسير ، حتى قيل هذا القول على سبيل المبالغة .
---
رأفت بلعاوي
03-19-2006, 01:19 PM(1/79)
جزاك الله كل خيرا ولكني احمل درجة البكالوريس من كلية الدعوة وأصول الدين, ولي في علم النفس دراسة الماجستير كانت في علم النفس ,,, وقد قرأت بعض الذي قيل عمه وبعض الشطحات في تفسيره
وقد وقف استاذنا الفاضل فضل عباس عنده وقفات عده هو واستاذنا صلاح الخالدي وسواهم
ولكن لم اجد اجوبة لباقي الإسئلة وجزاكم الله كل خير
---
روضة
03-20-2006, 08:32 PM
هل هنالك رسالة جامعية تحدثت عن منهج الإمام الرازي في التفسير؟
هناك رسائل جامعية تناولت الجانب اللغوي في تفسير الإمام الرازي:
- التصور اللغوي عند الامام فخرالدين الرازي، أمان سليمان حمدان ابوصالح، رسالة ماجستير قدمت في الجامعة الأردنية، بإشراف د. إسماعيل العمايرة، سنة 1995.
- التفسير الكبير للفخر الرازي لغويا ونحوياً، محمود احمد السويد، رسالة دكتوراة قدمت في جامعة دمشق، سنة 1996.
ومن الكتب:
الرازي النحوي من خلال تفسيره، طلال يحيى ابراهيم الطوبجي، كاصد ياسر الزيدي.
---
(1/80)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجمع الملك فهد يصدر فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم
---
مجمع الملك فهد يصدر فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 10:30 PM
صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة حديثاً كتيب بعنوان (فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم) شامل لمصنفات تفسير القرآن الكريم.
وفي مقدمة للكتيب، أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع في كلمة له أن الوزارة تهتم بخدمة كتاب الله -تعالى- والمتمثل في الإشراف على أعظم صرح علمي لخدمة كتاب الله -تعالى- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فقد حرصت كل الحرص على الإيعاز إلى مركز الدراسات القرآنية التابع للمجمع بوضع (فهرست) شامل لمصنفات تفسير القرآن الكريم، يكون جامعاً لكل ما أمكن التوصل إليه بعبارة موجزة فوق الضوابط والقواعد الموضحة في مقدمة (الفهرست).
ونوه معاليه بما بذله المختصون في مركز الدراسات القرآنية من جهود مشكورة في حصر مصنفات التفسير التي زادت على ستة آلاف مصنف، وترتيبها على حروف المعجم، معرباً -في ذات الوقت- عن شكره للقائمين على هذا المجمع المبارك على ما هيؤوه من الأسباب المعينة على إنجاز هذا العمل وغيره من الأعمال العلمية النافعة، فجزى الله الجميع خير الجزاء.....
المصدر (http://www.al-jazirah.com.sa/207620/ln31d.htm)
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2005, 01:35 PM
جزاك الله خيراً أبا مجاهد على هذا الخبر . ولكن هل رأيته في المكتبات في الرياض ؟ وكيف يمكن الحصول عليه ؟
---
(1/81)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي ،ويزعم نقص القرآن وتحريفه !!
---
رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي ،ويزعم نقص القرآن وتحريفه !!
---
عمر المقبل
10-05-2006, 02:00 AM
أرجو قراءة الموضوع على هذا الرابط في نافذة الانتصار للقرآن :
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6568
---(1/82)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدورات القرآنية الصيفية بين القبول والرفض
---
الدورات القرآنية الصيفية بين القبول والرفض
---
محمد البكري
06-20-2005, 07:59 PM
الحمد لله اللطيف الخبير والصلاة والسلام على الهادي البشير
أما بعد
فقد امتازت هذه الأمة بالقرآن الكريم وامتازت بحفظ الله تعالى له قال تعالى( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
ومن وسائل الحفظ للكتاب الخالد حفظ الفئام من هذه الأمة له وعنايتهم به على مر العصور ويبدو جلياً ما في أيامنا هذه من إقامة للحلقات في المساجد وإنشاء الجمعيات وبدا واضحاً في السنوات الأخيرة وعلى وجه التحديد إقامة الدورات القرانية في القرآن في فترات محدودة يتراوح زمنها من الشهر إلى ثلاثة أشهر ، ولأن النفس طبعت على حب العاجل فإننا نرى الإقبال الشديد من الناس من مختلف الأعمار على هذه الدورات وبعد نهاية الدورة تكون النتيجة مختلفة من مسجد لآخر ومن حلقة لأخرى فربما خرجت بعض المساجد العشرات في حين لا نجد في بعض المساجد أي خريج و يعود ذلك إلى أسباب كثيرة ليس هذا هو محل بحثها .
الذي أحب أن أصل إليه أن إقامة هذه الدورات في فترات وجيزة قد تنازع في إمكانية نجاحها فريقان مؤيد ومعارض ولكل فريق استدلالاته وحججه لكن الذي دعاني إلى الكتابة هو معرفتي لرأي شيخ القراء بالمسجد النبوي إبراهيم الأخضر بن علي القيم الذي وصفها بالعبث في صحيفة المدينة في معرض سؤال الصحفي له عنها،
والذي أرجوه من القائمين على الشبكة أو غيرهم من الأخوة الأعضاء أن تقدم دراسة منهجية عن مدى نجاحها وعن النقاط الإيجابية فيها لمعرفتها ودعمها بالإضافة إلى النقاط السلبية لتلافيها ،
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2005, 08:16 PM(1/83)
كتب الدكتور إبراهيم الحميضي مقالاً درس فيه طريقة هذه الدورات دراسة تقويمية ، وقد أرسله إلى مجلة البيان ، وكان ينبغي أن يعجلوا بنشره ، إلا أنه لم ينشر إلى الآن ، فلعله يرى النور قريباً .
---
عبدالرحمن الشهري
07-16-2005, 03:06 PM
المقال الذي عناه أخي أبو مجاهد العبيدي بعنوان :
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم (نظرة تقويمية) للدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة القصيم . وقد نشر بمجلة البيان العدد (214) .
وقد ذكر ما لهذه الدورات من ثمرات طيبة ، ثم أتبع ذلك بعدد من الملحوظات والمآخذ العلمية والتربوية على هذا الدورات ومخرجاتها ، ودعى في ختام مقاله إلى استمرار هذه الدورات مع أخذ ما ذكره من التوصيات بعين الاعتبار . والمقال جيد ولولا طوله وبطئي في الكتابة لنقلته ، غير أنه سيوضع في موقع المجلة بعد أسبوعين أو نحوها وننقله إن شاء الله هنا لمدارسته .
---
أم عاصم
07-18-2005, 02:48 AM
نشر موقع إسلام أون لاين مقالا يتعلق بالدورات المكثفة لتحفيظ القرآن الكريم، بعنوان: حفظ القرآن في شهرين.. عبث أم إبداع؟! تعرض فيه لانتقاد فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر القيم، شيخ قراء المدينة المنورة، وإمام المسجد النبوي الشريف سابقا.
ففي حديثه مع "إسلام أون لاين.نت" قال: "إن هذه الدورات المكثفة عبث، والقرآن يأبى هذه التصرفات. فهذه الدورات يقوم عليها من لا يحظى بأي نوع من التجارب في خدمة القرآن الكريم.. فالقرآن لا يقبل بهذه القيود التي تفرض، القرآن نور من الله، يريد برامج مفتوحة، كل حسب ما قدر الله له وحسب ما يستطيع.. كثير من الأذكياء عندهم قدرة كبيرة على الحفظ، ومع ذلك لم يستطيعوا حفظ كتاب الله، وكثير ممن نقول عنهم شبه أغبياء تمكنوا من حفظ كتاب الله".(1/84)
وأضاف الشيخ إبراهيم الأخضر: "إن وضع القرآن في قالب معين لحفظه خلال ثلاثة أشهر أو أقل هو عبث وتضييع للوقت، وهو عبارة عن إعلانات للدعاية لا أكثر ولا أقل. إن إقامة دورات لحفظ القرآن الكريم وتعليمه شيء مطلوب، ولكني أرفضها بهذا الشكل المكثف؛ لأنها بذلك تكون عبثا وليس لها أي نصيب من الإحسان للقرآن الكريم".
ورد على هذا الانتقاد -في المقال نفسه- حسن بن عبيد باحبيشي، أمين جمعية القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة، قائلا: "هذه الدورات ما زالت في بداياتها، ومن الطبيعي أن أي عمل في بداياته لا يكون متكاملا، ومع مرور الزمن سيتم بإذن الله تعالى تطوير هذه الدورات وتنظيمها، وتطوير إيجابياتها وتلافي سلبياتها، فالكمال لله وحده سبحانه، والمجتهد مأجور ولو أخطأ والحمد لله؛ لذلك أدعو المسئولين والمهتمين بالأنشطة القرآنية لكي يجتمعوا ويتدارسوا ما يخص الدورات المكثفة ووضع أنظمة ولوائح خاصة بها".
وأضاف باحبيشي: "إذا كان الحوار الآن مطلوبا من الجميع وفي كل الاتجاهات، فهو فيما يتعلق بالقرآن وأهله أولى، وإذا كان اجتماع الكلمة هدفا عاما فهو في المجال القرآني من أمس الاحتياجات. وإن كانت محاربة الإرهاب واجبة فلن نجد أسلحة أمضى وأفضل من العودة الصادقة إلى كتاب الله الكريم. حري بالذات بمن ينتسبون إلى القرآن الكريم خاصة إذا كانوا على مستوى عالٍ من الخبرة والتخصص والوجاهة أن يكونوا قدوة في كل شيء، وبالذات في النصح والحوار بالحكمة، متبعين في ذلك قدوتهم وأسوتهم صلى الله عليه وآله وسلم، حيث وسعت رحمته ورفقه ونصحه ليس المؤمنين فقط وإنما أيضا المنافقين والمشركين واليهود".(1/85)
من جانبه أكد الشيخ فريد بن سالم المنتاخ، المشرف العام على الدورة القرآنية المكثفة التي أقيمت بالمسجد الحرام، أن الذين ينتقدون مشروع الدورة القرآنية المكثفة للموهوبين يجهلون حقائق الأمور، وهم يسعون لإفشال المشروع وليس لهم سابق تجربة فيه، مشيرا إلى أن إقامة هذه الدورات بشكل متوالٍ يؤكد نجاحها.
وقال المنتاخ: "إن هذه الدورات فكرتها قديمة، وهي متجددة ولله الحمد، ومن ليس له تجارب ربما يصف هذا المشروع بالفشل أو لا فائدة من خلاله، ويظن أن كثرة المحفوظ تنسي بعضها البعض، وأنا أقول: نحن في مشروعنا هذا لا نطلب أن يكون الطالب متقنا أو ضابطا خلال شهرين، لكن كانت هناك أعجوبة نسمعها عن السلف أن هناك من حفظ القرآن الكريم في ستة أشهر، فلما هيئت الأجواء وأصبح البرنامج ولله الحمد قائما من خلال تجارب مع الطلاب، أصبح الأمر فيه سهولة".
وأضاف المنتاخ: "أثبت الواقع أنه يمكن للطالب حفظ القرآن كاملا في شهرين، إذا رُتب له برنامج متميز، وكانت هناك إدارة تتابع هذا البرنامج، مع تفريغ الطالب من بعض أشغاله، وتهيئة الأجواء الإيمانية. بل إنه عندنا بعض الطلاب حفظوا القرآن في 35 يوما و40 يوما، والمجرب غير من لم يجرب. فأنا أعجب من كثير من الإخوة الذين يصف هذا المشروع بأنه فاشل".
ووجه المنتاخ دعوة لمنتقدي هذه الدورات للوقوف عليها قائلا: "إنني أدعو إخواني المنتقدين للمشروع بدلا من هذا التخبيط ووضع العراقيل التي يستفيد منها الأعداء، أدعوهم أن يحفزوا، ويجعلوا لهذا البرنامج أهمية، في أماكنهم، ونحن استفدنا من تجارب بعض الدورات المشابهة، ووجدناها ولله الحمد ناجحة، وكانت التجربة خير برهان".
لقراءة المقال بأكمله المرجو الضغط على هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/arabic/daawa/2004/09/article08.shtml
في انتظار مقال الدكتور إبراهيم الحميضي عن الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم.
---
الراية
07-19-2005, 02:10 AM(1/86)
بموقع المجلة وجدت ان آخر عدد تم وضعه بالموقع هو 213
للمتابعه هذا موقع المجلة
http://www.albayan-magazine.com/
---
عبدالرحمن الشهري
07-20-2005, 10:22 AM
وصلني على بريدي اليوم الأربعاء 14/6/1426هـ مقال الشيخ إبراهيم الحميضي فآثرت إفراده بموضوع مستقل على هذا الرابط :
الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم : نظرة تقويمية للدكتور إبراهيم الحميضي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13851#post13851)
---
(1/87)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حل مشكلة التردد بين التفاسير وطلب التوجيه !
---
حل مشكلة التردد بين التفاسير وطلب التوجيه !
---
ناصر السنة
06-05-2003, 07:50 PM
انا اخبرتكم با اني مبتدى بالتفسير ووضعتم لي رابط في العديد من التفاسير فكيف افهمها وماهي طريقتها في التفسير ومن اين اعرف سبب النزول ارجو المساعده
---
همس
06-05-2003, 09:09 PM
ما شاء الله عليك ما دام أنك مشرف الحوار الإسلامي في الرد على الرافضة والصوفية فمؤكد أن هذا منك تواضع كبير نفعنا الله وإياك بالقرآن العظيم .
---
ناصر السنة
06-05-2003, 09:24 PM
استغفر الله العظيم
الرابط الذي قراته في مجموعه كبيره من الكتب , اقصد المبتدى في التفسير هل يبدا مباشره في القراءه والحفظ او يحتاج الى التعرف بمقدمات للتفسير واي نوع منها افضل ارجو الأفاده منكم بارك الله فيكم جميعا
---
عبدالرحمن الشهري
06-05-2003, 09:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ناصر السنة وفقه الله.
كثير من الطلاب يسألون مثل هذا السؤال ، ويشكون من الحيرة والاضطراب بين كتب العلم بصفة عامة ، وكتب التفسير لكثرتها بصفة خاصة ، ويطلبون حلاً سريعاً لهذه المشكلة.
والمشكلة في أساسها مشكلة ذهنية في التفكير ، وخلل في التصور الصحيح للعلم ، فالمسلم الذي لم يتخصص في العلم الشرعي - مهما كانت عاطفته جياشة وصادقة - لا بد له من التزود بالحد الأدنى من العلم الشرعي ، الذي يمكنه من التعبد والفهم الصحيح لخطاب الشارع على الوجه الصحيح.
وتفسير القرآن الكريم أمر فهمه سهل وميسور - ولله الحمد. والاكتفاء بكتاب واحد أو كتابين من كتب التفسير تكفي وتغني بإذن الله ، وليكن كتاب التفسير للسعدي كمرحلة أولى ، وتفسير ابن كثير كمرحلة أخيرة ومستمرة منهجاً لغير المتفرغ المتخصص.(1/88)
فإدمان القراءة في هذين الكتابين ، والتكرار لهذه القراءة باستمرار ، والسؤال عما يشكل فهمه وسيكون قليلاً ، كفيل بإذن الله بتحصيل التفسير ، وسيصبح القرآن الكريم واضحاً مفهوماً له ، ولن يفوت عليه شيء ذو بال. فإن كل مفسر قد وضع تفسيره ليستغني به طالب العلم ، وقد اجتهد السعدي وابن كثير في تفسيرهما غاية الاجتهاد ، وتحريا غاية التحري ، فمن اقتصر على كتابيهما وأتقنهما كفاه ذلك إن شاء الله.
وأما ما يتعلق بعلوم القرآن كأسباب النزول ونحوه ، فقد ذكر ابن كثير والسعدي منه ما لاتفهم الآية إلا به ، وإن استعنت بكتاب (الوجيز في علوم الكتاب العزيز) الذي سبقت الإشارة إليه لمشعل الحداري ، وهو مختصر جداً يشرح أهم علوم القرآن باختصار وتركيز ، لكان في ذلك خير كثير إن شاء الله يا أخي ناصر السنة.
أؤكد أخي الكريم على أن الأمر يحتاج منك إلى عزيمة صادقة ، وهمة عالية ، ولا تظنن أن الانترنت مهما كانت مليئة بالكتب ستكون معتمداً في تكوين العلم وتأصيله ، ولابد لك من العناية والسؤال والمباحثة ، وإلا فلا تعجب من عدم التحصيل ، والحيرة والتردد في طلب العلم ، فطريق طلب العلم ، هو طريق من طرق الجهاد في سبيل الله ، ولذلك عبر الله عن الرحلة لطلب العلم بلفظة (النفر) التي تستخدم للنفير للقتال ، فقال:(فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون). فتأمل هذه الآية وفقك الله.
أسأل الله العظيم ، أن يوفقك للعلم النافع ، والعمل الصالح ، وأن يفتح عليك من فضله وجوده ، فهو الجواد الكريم ، الذي يعطي بغير حساب ، ولا تنس أن تكثر من الدعاء والتضرع بأن يوفقك الله ، وأن يفتح لك أبواب العلم والتوفيق ، فهي بيده وحده سبحانه وتعالى.
---
ناصر السنة
06-06-2003, 01:58 AM(1/89)
اخي الحبيب عبدالرحمن الشهري بارك الله فيك , والله يا اخي نحتاج الى النصيحه والتوجيه منكم خاصه ان علم التفسير يرتبط بعلوم كثيره و انا ارغب في الأستفاده
ادعو الله عز وجل ان يوفقكم لكل مايحبه ويرضاه
اخوكم المحب
ناصر
---(1/90)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
---
تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
---
أمين الشنقيطي
04-08-2007, 09:30 PM
تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد:
في يوم الأحد 13/3/1428هـ،شهدت قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية ندوة علمية،أقامها فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم، وعلومه،بالمدينة المنورة، وكانت بعنوان:
جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
وقد شارك في تقديمها كلٌ من :
1- الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ - رئيس فرع الجمعية بالمدينة المنورة وعضو مجلس الإدارة .
2- الدكتور محمد بكر عابد -عضواً.
3- الدكتور مسعد الحسيني -عضواً
وقد تطرقت هذه الندوة المباركة إلى محاور تلخصت في:
ترجمة موجزة عن حياة (الشيخ رحمه الله)ونشأته العلمية والعملية،ودعوته،وعلاقة دعوة الشيخ بالتفسير،والملامح التي تميّز بها تفسيره عن غيره من التفاسير.(1/91)
ابتدأها المحاضران بترجمة موجزة عن حياة (الشيخ رحمه الله)ونشأته العلمية، التي ظهر فيها ذكاءه الوقّاد، وهمّته العالية وطلبه للعلم، ورحلته إليه لتلقّي مختلف العلوم الإسلامية، فهذه النشأة الطيبة،والحياة العلمية الحافلة انعكست بشكل كبير على تمهّر (الشيخ رحمه الله)في مجال تفسير القرآن الكريم وغيره من العلوم المختلفة،وقد أدرك ذلك كثير من الباحثين خلال ترجمتهم لسيرة الشيخ رحمه الله خلال الرسائل العلمية، والبحوث التي قدّموها في هذا المجال، التي من أبرزها رسالة مقدّمة من الدكتور: مسعد الحسيني حول: (جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير،مع تحقيق جزء من تفسيره)،وكان ممّا توصلت إليه بحوث الباحثين في تراث الشيخ عثورهم على (تفاسير) لبعض سورالقرآن الكريم ألّفها الشيخ لم تحقّق بعد تحقيقا علمياً رصيناً، وكذلك على مؤلّفات أخرى للشيخ رحمه الله، عُثِر عليها ككتاب في(مختصر تفسير ابن كثير)، وكتاب في(استنباطات في القرآن)، وفي هذه المؤلفات مال إلى تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة النبوية، ثم بتفسير الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين،ثم بلغة العرب،ثم مايفتح الله به على المفسر،وعثر له كذلك في الفضائل على(كتاب فضائل القرآن الكريم)وقد حُقِّق هذا الكتاب وطبع، وهويحتوي على الآثار الواردة في فضل القرآن وعلىكثير من الاستنباطات له -رحمه الله- في تفسير القرآن الكريم.
وحول ما إذا كان الشيخ رحمه الله قد فسر القرآن كاملا؟ أجاب فضيلة الدكتور: محمد بكر عابد، بأنه لم يفسر القرآن كاملاً لكنّه رحمه الله فسّر طائفة كبيرة من الآيات الواردة في بعض السور، كسورة يوسف، والحجر، والنمل، وبقيت طائفة من تفاسير هذه السور ضمن المخطوطات التي لم تجد النّور بعد، وهي في حاجة دون شكّ إلى التّحقيق والدّراسة.(1/92)
وحول أبرز ماتميّز به تفسير الشيخ رحمه الله عن غيره، أشار المحاضران إلى خلو تفسير الشيخ من الخلافات والاستطرادات، وإلى تميزه باعتماده على الأقرب لمروي الأمة، وإلى سلوكه فيه -رحمه الله- ربط مسلك كتاب التوحيد مع منهج القرآن، ربطاً لهما بالمجتمع ،وطبيعة الواقع العلمي والدعوي والإصلاحي، مع استخلاص الفوائد العلمية من ذلك كله، وغير ذلك من الميزات التي تُشير إلى أنّ الشيخ رحمه الله قد أُعطي في القرآن فهما سديداً، ونوراً وبصيرة نافذة،ساعدته على نشر دعوته، وإصلاح أمته،وتجديد واقعه،لتصل هذه الدعوة المباركة إلى ماوصلت إليه من الانتشار الكبير الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بفضل جهود الشيخ -رحمه الله-.
وحول قيمة تفسير الشيخ بين التفاسير، أجاب الدكتور: مسعد الحسيني، بأهمية تفسير الشيخ رحمه الله، ورجوع قيمته إلى سيره على خطى السلف -رحمهم الله- حيث سار على سنن المفسرين، بدء بالتفسير بالمأثور، وماورد عن الصحابة والتابعين،ثم التفسيربالرأي المحمود،ثم بلغة العرب، التي ظهر تضلعه الكبير فيها،هذا بالإضافة إلى استخدامه لكافة أدوات المفسر،ووسائله في أثناء تفسيره، برؤية شاملة لأصول الشريعة السمحة، مراعيا في ذلك اختلاف التّنوع في الفروع،وهذا كلّه -بفضل الله -منهج كامل استطاع فيه -رحمه الله -أن يعالج به واقعه ويصلحه، ناهجاً في ذلك اللّمحات العلمية،والاستشهادات الجليّة بمذاهب السلف، التي تكشف عن سلفيّته،لاخلفيّته، واهتماهه بالأثرما وجده، ودعوته إلى التوحيد وأقسامه ما سنحت له فرصته، من ذلك مااشتمل عليه تفسيره لسورة الفاتحة حيث تعرّض فيه للنّهي عن الذّبح لغير الله ونحو ذلك من البدعيّات والضّلالات التي تمسّ جانب التّوحيد، حرصاً منه على صيانة التّوحيد عن الشّرك والابتداع الواقع من مخالفيه في ذلك ونحوه.(1/93)
وفي ختام النّدوة أثنى مقدّم النّدوة على هذه الجهود الطيّبة للشيخ (رحمه الله) ، وسأل الله أن يجزيه خير الجزاء عن هذه الأمة الإسلامية الطيبة؛ لماقدّمه لها من جهود إصلاحية ودعوية مضنية حافلة بالعطاء، وأن يرحمه رحمة واسعة.
بعد ذلك استمع الحضور إلى بعض التعليقات من الأساتذة والطلبة الحاضرين، منها: دعوة الباحثين إلى دراسة جهود الشيخ في ذكر (أسباب نزول القرآن من خلال كتابه مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم)، ومنها: الدعوة إلى الاهتمام بجهود الشيخ رحمه الله في العناية بالقرآن الكريم وعلومه،الأخرى كقراءاته وغيرها، خاصة تلك المثبتة في ثبت من ترجموا للشيخ رحمه الله، وغير ذلك من تعليقات الحضور.
وقدكانت السّعادة بادية على جمهور الحاضرين، والفرحة غامرة لهم لهذا اللّقاء الطيب مع معالى مدير الجامعة -حفظه الله- ضمن فعاليات هذه النّدوة العلمية التي رصدت جهود شخصية علميّة عملاقة في التفسير،لها دورها الكبير في إصلاح الأمة الإسلامية ونشر الإسلام بين الناس جميعاً. والله الموفق.
---
عبدالرحمن الشهري
04-08-2007, 10:44 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور أمين على هذا التقرير المختصر ، وقد أسعدني هذا النبأ وهذا اللقاء العلمي الذي نظمه فرع الجمعية العلمية للقرآن وعلومه بالمدينة المنورة ، وأسأل الله لكم المزيد من التوفيق واللقاءات العلمية المثمرة . وفي انتظار المزيد من اللقاءات المماثلة حول مائدة القرآن والجهود التي بذلت وتبذل لخدمته ونشره .
زادك الله توفيقاً وبارك فيك.
---
(1/94)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > توفي اليوم الداعية الكبير
---
توفي اليوم الداعية الكبير
---
المجدد الوسطي
08-08-2005, 03:45 PM
توفي اليوم الداعية الكبير الشيخ احمد ديدات بعد ان قضى سنوات طويله على فراش المرض بعد ان قدم خدمات جليلة للاسلام في مجال الدعوة الى الله ومناظرة النصارى فرحمة الله عليه رحمة واسعه
.................................................. .....
http://www.binbayyah.net
---
عبدالرحمن الشهري
08-08-2005, 04:21 PM
رحمه الله رحمة واسعة ،وجزاه خيراً.
---
أبو صلاح الدين
08-08-2005, 04:43 PM
رحمه الله رحمة واسعة, ذلك الإمام الجليل: أحمد ديدات, الذي تربيت على كل كتبه, والتي عشت في كنفها السنوات والليالي الطوال.
اللهم أسكنه الفردوس الأعلى في الجنة.... امين امين.
اللهم اجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والأبرار والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا... امين امين.
---
الجندى
08-08-2005, 05:55 PM
رحمه الله وغفر له ورفع درجته في المهديين ، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
---
عبدالرحمن السديس
08-08-2005, 10:53 PM
رحمه الله ، وجزاه عن المسلمين خيرا .
---
سلسبيل
08-09-2005, 06:16 AM
رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه الفردوس الأعلى وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين وما نافح لنشر الملة والدين في ميزان حسناته
--------------------
نقلا العربية نت
رحل صباح الاثنين 3/7/1426هـ الموافق 8-8-2005م الداعية الاسلامي الجنوب أفريقي المرموق الشيخ أحمد ديدات بعد معاناة طويلة مع المرض اقعده الفراش طوال 9 سنوات متواصلة، ظل خلالها قادرا على التواصل مع الآخرين والحديث معهم بواسطة حركات جفونه، رغم عدم قدرته على تحريك جسمه كاملا فيما عدا رأسه.(1/95)
حين يذكر العالم جنوب أفريقيا فانه يذكر ثنائيا جعل لهذه الدولة اسما وبريقا، رجل سياسي مناضل حرر هذا البلد من العنصرية وهو نيلسون مانديلا، وداعية اسلامي تألق في جدال المنصرين وبلغت شهرته الآفاق هو الشيخ أحمد ديدات الذي حرر عقول المتطرفين والعنصريين من المفاهيم الخاطئة عن الاسلام.
اشتهر ديدات في العالم كله بمناظراته مع المنصرين والقساوسة الذين كانوا يتهجمون على الاسلام والقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز مناظراته التي عرفه بها العالم العربي، تلك التي واجه فيه أكبر منصر أمريكي عالمي وهو القس جيمي سواجارات الذي كان قد أساء للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه في نهاية المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن من الشيخ ديدات أعلن سواجارات اعتذاره عن تلك الاساءات وتراجعه عنها.
وفي حوار مع "العربية.نت" تحدث صهره عصام مدير عن أسرار سنوات المرض، وكيف تغلب عليه ديدات، واستطاع كرجل اتصال من الطراز الأول أن يستمر في تواصله مع العالم وأن يتابع بدقة ما يجري فيه.
وقد نعاه الشيخ صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي، قائلا في تصريح لـ"العربية.نت" إنه كان صاحب منهج ومدرسة خاصة، ويمثل مرحلة في الحوار الاسلامي المسيحي.
ديدات كان قد أسس المركز العالمي للدعوة الاسلامية Islamic propagation center في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا، وكان يقيم في منزله في منطقة "فرولام" القريبة من المدينة. وقد اشتهر هذا المنزل حيث يقع وسط المساحات الخضراء، بأنه مفتوح طوال الوقت للزائرين المسلمين وغير المسلمين، لا تحيط به الأسلاك ووسائل التأمين، التي كانت تتبعها بقية المنازل في جنوب أفريقيا بسبب انتشار معدلات الجريمة.(1/96)
طوال سنوات المرض التسع كان ديدات في غرفته راقدا على سريره بلا حراك، مستندا برأسه على وسادة تهيئ له استقبال زائريه، يتكلم بعينيه ويتواصل بهما مع هؤلاء الزائرين بل ويتحاور من خلالهما مع وسائل الاعلام، وهي طريقة التوصل اليها الاطباء السعوديون خلال علاجه في المملكة العربية السعودية في الشهور الأولى من مرضه، ساعدهم عليها براعته الفائقة في فنون الاتصال.
عن بداية اصابة الشيخ ديدات بالمرض قال صهره "عصام مدير" إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته>
ولكن في ذلك الشهر تحديدا أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصا في رحلته الأولى والقوية جدا لاستراليا التي تحدث عنها الاعلام الاسترالي لأنه ذهب لعرض الاسلام عليهم وتحدى عددا من المنصرين الاستراليين الذين اساءوا للاسلام، وكان ديدنه أن لا يناظر ولا يبادر المنصرين الا الذين يتعدون على الاسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان.
أصيب بمرض نادر بعد جولة دعوية في استراليا
ولذلك ذهب إلى استراليا وطاف بها محاضرا ومناظرا، وعندما عاد حدث له ما جرى واصيب بجلطة في الدماغ، ودخل في حالة نادرة تعرف عند الاطباء بحالة الحجز الداخلي، بمعنى أن من يصاب بها يعي كل ما يدور حوله، ولا يفقد أية حاسة من حواسه، لكنه لا يستطيع التفاعل مع محيطه بالكلام أو الحركة، فكأنه يحجز ذلك داخل جسمه.
ومن جراء ذلك اصبح لا يستطيع تحريك كامل جسمه بداية من الرقبة، وأكرمه الله بأنه كان يستطيع أن يحرك رأسه، ولم يقفد ذاكرته أو وعيه بل ازدادا حدة.(1/97)
وأضاف مدير أنه في أول اسبوع من مرضه قام ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بارسال طائرة خاصة أتت به ليعالج على نفقة الدولة في المستشفى التخصصي في الرياض، ولأنه لم يكن يستطيع أن يبلع الطعام، أجرى له الأطباء السعوديون عملية جراحية، لتوصيل انبوب تغذية بالسائل للمعدة.
كان يحاور الآخرين ويمازحهم بعينيه
كما وفروا له نظام للتخاطب جميل جدا بحيث يرى ويسمع الأحرف الانجليزية مصفوفة في خمسة صفوف، ومرقمة بطريقة سهلة جدا، يكون من خلالها الشيخ ديدات بمساعدة شخص آخر الكلمة فالجملة، وبهذه الطريقة كان يمازح زواره ويجيب على استفسارات الاطباء والممرضين من غير المسلمين.
وارتفعت معنوياته جدا لأنه أصبح يستطيع أن يعبر عن نفسه، وبعد 10 شهور استقرت حالته، ولكن الأطباء رأوا أنه لا يمكن أن يطرأ بعد ذلك أي تحسن نظرا لأن الشيخ كان قد اقترب من عمره الثمانين، فقرر العودة الى منزله في جنوب افريقيا، لادارة شئون الدعوة ومكتبه الذي أنشأه هناك.
أحس بدنو أجله قبل شهر وأخبرنا بذلك
يستطرد مدير: ظل 9 سنوات طريح الفراش على هذه الحالة، التي كانت عجيبة ومستقرة، ولم تتعرض لانتكاسة إلا في الشهر الماضي. وفي اواخر شهر يونيه وبداية يوليه حصل له شبه فشل كلوي، وكانت تعاوده بين الحين والآخر الحمى الشديدة، واحس الشيخ بقرب اجله وأخبرنا بهذا.
وقال ان الشيخ ديدات كان يطلب من أهل بيته وولده أن يقرأوا له الصحف بشكل يومي، ولم يطرأ تغيير على منهجه بشأن الهجمات التي راحت توجه للاسلام أثناء فترة مرضه، وكان دائما يوظف هذه الهجمات لصالح الدعوة، فشعاره هو اقلب الطاولة على الخصم، فلما حصلت ضجة سلمان رشدي المفتعلة لتشويه صورة الاسلام والمسلمين، قام الشيخ ديدات بشراء كتاب سلمان رشدي وقرائته كاملا، وبحسه الاعلامي الرفيع، كان يوجه الدعاة الذين تتلمذوا على يديه لمتابعة الاعلام والانخراط فيه.(1/98)
واستفاد من اخطاء تعاطي المسلمين مع الأزمة، ووجد أن سلمان رشدي تطاول على الغربيين وعلى ملكة بريطانيا والبريطانيين وعلى الشعب الامريكي، فألف كتيبا صغيرا بعنوان " كيف خدع سلمان رشدي الغرب" وزع منه 7 آلاف نسخة على البريطانيين، والقى في امريكا سلسلة من المحاضرات لأن سلمان رشدي وجد دعما هناك.
وبعد هجمات 11 سبتمبر عندما تطاول قس امريكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهنا الشيخ ديدات بأن ننشر ردودا على ذلك في الصحافة الامريكية، وأن نخاطب الجهات المعنية بالدعوة لتقوم بتفنيد هذا التطاول.
وكان الشيخ ديدات قد حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الاسلام عام 1986، ومن أفضل ما كتب، تلك التي يخاطب فيها اهل الكتاب ويسألهم كيف يشتمون الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مبشر به في كتبهم، وكان يقول ان كتبه متاحة وليس عليها حقوق طبع وأقسم انه لو لديه الامكانيات لنشرها ووزعها كتبه مجانا.
ويحكي عصام مدير بأنه عندما وقعت أزمة تدنيس القرآن في جوانتانامو، عرضنا على الشيخ ان نرد بتوزيع كتابه "القرآن معجزة المعجزات" للأمريكان واعجبته الفكرة. ومنذ اسبوعين قبل وفاته نشر اعلانا في جنوب افريقيا لغير المسلمين ردا على امتهان القرآن الكريم وتدنيسه في جوانتانامو، بأن محاضرته عن القرآن الكريم المدمجة على اسطوانات DVD هدية لكل غير مسلم، يستلمها من بيته الذي زاره فيه عدد من القساوسة.
وقد ترك الشيخ وراءه حوالي 24 كتابا، وبلغ عدد محاضراته ومناظراته المسجلة 125 محاضرة ومناظرة. ورغم أن الشيخ ديدات ينتمي أساسا للجالية الهندية، أنشأ أول مدرسة ومركز اسلامي ومسجد متكامل المرافق في جنوب افريقيا للجالية الافريقية، والمعروف أن نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا كان يخصص مناطق للهنود ومثلها للسود، وأخرى للبيض.(1/99)
وقد كسر ديدات هذه القاعدة لان الاسلام لا يعترف بالتفرقة العنصرية فذهب الى مناطق الافارقة وهم اهل البلاد الاصليين واسس فيها مسجدا ومركزا ومدرسة باسم السلام، وبعد ذلك رجع الى مدينة "ديربان" و واسس فيه المركز الاسلامي العالمي للدعوة الاسلامية بجوار المسجد الجامع الذي هو اكبر مساجد جنوب القارة الافريقية.
وبدأ ديدات يجذب غير المسلمين الذين يزورون ديربان الى المسجد، ويشرح لهم الصلاة والعقيدة الاسلامية، ويلقي محاضرات في ديربان وغيرها، وعندما تصله من بعض مجتمعات المسلمين ان هناك منصرين يزورون مناطقهم ويحاولون ردتهم عن الدين، يأخذ اسماءهم ويتحداهم بأن يناظروه ، وكان هذا شيئا عجيبا جدا لأن الجالية المسلمة في جنوب أفريقيا في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت محبطة بشدة تحت نظام الفصل العنصري، ولم يكن احد يستطيع ان يظهر هويته الاسلامية، فوجدت في الشيخ ديدات العزاء ورفعت رأسها وارتدت الى هويتها.
وأشار عصام مدير إلى أننا عرفناه في المنطقة العربية بمناظرته الشهيرة مع جيمي سواجارات التي ترجمت الى اللغة العربية وبثها تليفزيون ابو ظبي بعد أن اشرف على دبلجتها.
وكان القس الأمريكي جيمي سواجارات في ذلك الوقت أكبر منصر في العالم كله، وله صيته وامبراطوريته المالية، وعندما اساء للقرأن الكريم، انقسم الطلبة المسلمون لفريقين، احدهما شجب وندد، والثاني رأي التصرف بحكمة وسمعوا عن الشيخ ديدات الذي يناظر هؤلاء فخاطبوه ليناظر سواجارات فوافق، وفي نهاية المناظرة نذكر كلنا كيف ان سواجارات اعتذر عن اسائته للقرأن الكريم.(1/100)
للشيخ ديدات من الأولاد، ابراهيم وهو كبير في السن ومريض، ويوسف الذي كان يلازمه، ويترجم لغة عينيه الى زواره. ويوضح عصام مدير أن ديدات طلبه قبل اسبوعين من وفاته فذهب إليه حيث أخبره بدنو أجله وأبلغه بوصاياه الأخيرة وأهمها أن يتقي المسلمون ربهم ويدافعون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان يبكي على سريره بسبب هجوم المنصرين
سر الشيخ ديدات الذي تألق به وصنع هذه المكانة الدعوية المرموقة أنه كان شابا فقيرا معدما من جالية مطحونة ومقهورة من التميير العنصري، عمل في شبابه في بقالة كانت مجاورة لمعهد تنصيري، حيث يخرج المنصرين ويمرون عليه ويشتمون أمامه الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون ان الاسلام انتشر بحد السيف، فكان ديدات يعود الى بيته ويذهب الى سريره ويظل يبكي بالدموع داعيا الله ان يلهمه العلم الذي يمكنه من الرد على هؤلاء وقد كان.
أما الشيخ صالح الوهيبي الامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي فقال: الشيخ ديدات يمثل مرحلة في الحوار الاسلامي المسيحي وهي مرحلة تتميز بالشدة مع المقابل، والهجوم عليه، وسبب ذلك انه نشأ في بيئة كانت الاقلية المسلمة في جنوب افريقيا تتعرض لضغوط عنصرية، وضغوط كبيرة من المنصرين.
وفي ظل هذه الاجواء نشأ الشيخ ديدات ورسم منهجا في هذا الشأن واعتقد انه كان مدرسة في ذاته عليه رحمة الله، لكن لا يعني بالضرورة ان المنهج الذي اختطه لهذه المدرسة انها صالحة لكل وقت.. اعتقد ان البدائل الموجودة في الساحة قد تكون انسب حيث يكون المجال حر وتوجد اجواء من الديمقراطية، لكن بعض الفئات التبشيرية تحتاج الى هذا الاسلوب، المواجهة والفضح، الذي اتبعه ديدات عليه رحمة الله.(1/101)
ديدات قدم الشئ الكثير للتعريف بالعمل الاسلامي في جنوب افريقيا وأذكر أنه حينما بدأ يأتي في السعودية، لم يكن الناس يعرفون الا القليل القليل عن الوضع في جنوب افريقيا، لكنه استطاع أن يقيم علاقات وأن يصبح شخصية مرموقة جدا في العالم الاسلامي ومن ثم عرف بوضع الاقلية المسلمة في تلك البلاد.
العربية نت .
---
محمود الحسن
08-09-2005, 09:30 AM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ... آمين
---
خالد الشبل
08-09-2005, 02:07 PM
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وخلف على الأمة خيرًا.
آمين
---
أبو عمار المليباري
08-10-2005, 10:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
فإن مما أحزن القلب ، وأدمع العين هو وفاة الداعية الكبير الشيخ / أحمد ديدات رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
وألفت القارئ إلى رجل هندي من مواليد بومباي عام 1960م ، وهو الدكتور الطبيب / محمد ذاكر أحد كبار الدعاة في الهند ، وهو يسير على نفس منهج الشيخ ديدات في الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى . وقال الشيخ ديدات ذات مرة عنه : علمه أكثر من ديدات مرتين . بمعنى أنه واسع الاطلاع أكثر مني ، وهذه شهادة صادقة يؤمن بها من عرف الشيخ محمد ذاكر . فهو يستحضر القرآن والإنجيل وكتب الهندوس وكتب اليهود وبعض كتب السنة بالأرقام . لم أر مثله في استحضار الآيات بأرقامها بدون تلعثم . له آلاف الأشرطة من المحاضرات في الديانات والمناظرات ، والعلوم الطبيعية بربطها بالقرآن . من أشرطته الرائعة : (Quran and mordern science) .
أسس مؤسسة إسلامية كبيرة في بومباي اسمها (IRF) بمعنى : Islamic Research Foundation ، وهو فعلاً مركز علمي شامخ ، له جهود كثيرة في الدعوة . وللمؤسسة موقع على الشبكة العنكبوتية . ولقد أسلم كثير من الهنادكة والنصارى على يد الشيخ بسبب ما أعطاه الله من بديع البيان وقوة الحجة وأسلوب رهيب في الإقناع . جزاه الله خيراً ...
---
د.يسري خضر(1/102)
02-27-2007, 02:08 PM
جزاكم الله خيرا علي هذه الفوائد
---
د.خضر
02-27-2007, 03:22 PM
رحم الله شيخنا فقد أبلى بلاء حسنا. ومن الكنود والنكران إيراد أحد المواقع لهذا السؤال:
هل الشيخ ديدات كان قديانياً ؟ ساء ما يطرحون !!!!
قلت: بل كان أمة قانتا لله حنيفا ومثله الأعلى رسول الله ـ صلى الله عليه وزسلم ـ لا غلمان القديانية ومن يمزقون
حرمات الموتي ، بله العلماء.
---
(1/103)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في ظلال آية [3]
---
في ظلال آية [3]
---
أبوعبدالله المسلم
04-30-2004, 05:23 PM
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
يقول الله تعالى : "لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم"
كم قرأنا هذه الآية في كتاب الله وكم سمعناها؟ ولكن هل وعيناها؟ وهل تنبهنا إلى مافيها من تحذير ؟ نعم .. إنه تحذير شديد اللهجة ، مصدره ليس أحد من البشر ولا حتى نبي من الأنبياء بل هو صادر عن رب العالمين تبارك وتعالى ، ومن ماذا يحذرنا ؟ إنه يحذرنا من مخالفة أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فللنظر كيف تعاملنا مع هذا التحذير الإلهي العظيم ! وكيف كان موقفنا منه ؟ هل توقفنا عن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهل اتبعنا هديه في كل ماجاء به ؟ فوقفنا عند حدود مانهى عنه وامتثلنا بما أمر به ؟ وقبل الجواب على هذا السؤال دعونا نجري مقارنة بسيطة : تسير بسيارتك في الطريق فإذا بلوحة مكتوب عليها تحذير : منعطف خطير ! فهل تستمر أم تهدئ من سرعتك حتى لاتقع في المنحدر ؟ مثال آخر : تجد لوحة مكتوب عليها تحذير : خطر تيار عال ! فهل تقترب منه وتلمسه بيدك ؟! كلا ..
إذن مابالنا أخي في الله نقرأ تحذير علام الغيوب الذي لاتخفى عليه خافية في الأرض ولافي السماء ومع ذلك نصم آذاننا ونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه ؟ !! إن هذا لهو الجنون والتهور والسفه ! أما من كان في رأسه ذرة من عقل فإنه بلاشك سيتوقف عند هذا التحذير بدل المرة الواحدة ألفا من المرات.(1/104)
كم من المخالفات لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتنا اليوم ؟ .. أخي الكريم اسأل نفسك هذا السؤال وحاسبها قبل أن تحاسب واعلم أن المولى تبارك وتعالى ماكان ليحذر من شئ إلا وفيه خطر علينا في دنيانا وأخرانا .. يقول تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم، أي تنزل بهم محنة عظيمة في الدنيا أو ينالهم عذاب شديد في الآخرة. ولعل هذا المخالف يفتتن عند موته ساعة الإحتضار ساعة التنمحيص ساعة أن يتسلط عليه الشيطان فلا يصمد أمام هذه الفتنة فيموت على غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيختم له بشر فيخسر الخسران المبين ، وقد لايصمد إذا ما أفتتن في قبره وجاءه الملكان يسألانه من ربك ؟ مادينك ؟ ومن نبيك ؟ فينهار أمام هذه الفتنة فلايجيب ... أعاذنا الله وإياكم من فتنة المحيا والممات.
فلابد لكل عقل أن يتفقد نفسه وأن ينظر حوله ويتفحص نهجه وطريقه هل هو موافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أم أنه في وادٍ وهدى خير العباد في وادٍ آخر ؟ الأمر جد خطير والنتيجة لاتظهر إلا في ساعة العسر والشدة فلا يغتر عاقل باستقرار الأمور وهدوء الأحوال فالعبرة بالمآل ومتابعة الصراط المستقيم ، المحجة البيضاء التي أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه تركنا عليها وأنها بيضاء واضحة ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.(1/105)
فتش أخي في الله عن أوامر المصطفي صلى الله عليه وسلم في حياتك وانظر كم من المخالفات قد وقعت فيها : انظر في صلاتك ! وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلى ، انظر في هيئتك ، لباسك ؟ كم فيها من المخالفات ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار . تفكر في بصرك : وانظر ماذا نهيت أن تنظر إليه من الحرام. تفكر في سمعك : وانظر ماذا نهيت أن تستمع إليه من الحرام. تفكر في لسانك: الغيبة النميمة قول الزور، وهكذا سائر أعمالك وتعاملاتك من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعامل مع الأهل والأرحام والجيران والخدم والسائقين وفي كل أحوالك .. تفكر في هذه الأمور وحاسب نفسك في ظل هذه الآية واعمل فيها فكرك فما خلق الله لنا العقول إلا لنتفكر بها ونتهتدي بها إلى الحق والصواب . نسأل الله السلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ونسأله أن يجعل أقوالنا وأعمالنا موافقة لهدى المصطفى عليه الصلاة والسلام وأن يجعلنا على هديه سائرين وبسنته متمسكين وعلى أثره مقتفين إنه سميع مجيب .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
---
(1/106)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نصائح وتوجيهات لطلاب العلم
---
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم
---
إمداد
02-07-2007, 11:26 PM
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم
وجهها لهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكان- صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين فلا نبي بعده، ولكن العلماء الذين ورثوا سنته كانوا خلفائه في أمته، فإنه -صلى الله عليه وسلم- كسائر إخوانه المرسلين والأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر من إرث النبيين.
ولا ريب أن من شروط صحة العبادة وقبولها، بل الشرط الأساس لصحة العبادة وقبولها أن تكون مبنية على الإخلاص لله، وعلى اتباع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
فبالإخلاص يندفع الشرك، وبالمتابعة تندفع البدع، ولا ريب أن المتابعة لا يمكن أن تكون إلا بعلم شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يتمكن الإنسان من تطبيقها والعمل بها؛ ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحج يأمر الناس أن يأخذوا عنه مناسكهم، وفي الصلاة قال لمالك بن الحويرث -رضي الله عنه- والوفد الذين معه قال: صلوا كما رأيتموني أصلي(1/107)
فلا يمكن اتباع شريعته إلا بالعلم بها؛ ولهذا كان العلم أساسا في بقاء الشريعة وفي العمل بها، فكان هو الوسيلة الوحيدة لإبلاغ الرسالة إلى الأمة.
فضل العلم وطلبه
ولقد وردت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في فضل العلم، والحث عليه حتى إن الله -سبحانه وتعالى- جعله بديلا وعديلا للجهاد في سبيل الله، فقال تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ يعني: وقعدت طائفة "ليتفقهوا" أي: القاعدون فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ .
ولهذا اختلف العلماء -رحمهم الله- أيهم أفضل: طلب العلم أو الجهاد في سبيل الله؟
والتحقيق في هذه المسألة أن الحكم يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص، فقد نقول لشخصٍ ما طلب العلم في حقك أفضل، ولشخص آخر الجهاد في سبيل الله في حقك أفضل.
فإذا رأينا رجلا قوي الحفظ قوي الفهم سريع البديهة نشيطا في الطلب وهو في الجهاد دون ذلك، فإننا نقول له: طلب العلم في حقك أفضل، وإذا رأينا شخصا بالعكس.
أقول إن العلماء -رحمهم الله- اختلفوا أيهما أفضل طلب العلم أو الجهاد في سبيل الله، والتحقيق في هذه المسألة التفصيل، فقد نقول لشخص ما: إن طلب العلم في حقك أفضل، وقد نقول لآخر: إن الجهاد في سبيل الله في حقك أفضل، وذكرنا من يكون طلب العلم في حقه أفضل.
وأما من كان الجهاد في حقه أفضل فهو الرجل البليد في الفهم السيئ في الحفظ القوي في الجسم المقدام في الحرب، فهذا نقول له: إن الجهاد في سبيل الله في حقك أفضل.
وكذلك -أيضا- يختلف هذا باختلاف الأحوال، فقد يكون المسلمون في حاجة إلى الدفاع عن بلدهم وأنفسهم ودينهم، فيكون الجهاد في حقهم أفضل، وقد يكون الناس في رخاء وأمن وطمأنينة وما أشبه ذلك، فيكون طلب العلم في حقهم أفضل.
نصائح لطالب العلم(1/108)
وقد قال الإمام أحمد -رحمه الله-: العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيته. وفسّر صحة النية بأن ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، وإنني أنصح إخواني طلاب العلم أنصحهم بالنصائح التالية:
أولا- أن يقصدوا بطلب العلم امتثال أمر الله -عز وجل- فإن الله تعالى أمر بالعلم، فقال: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ورغب في العلم فقال: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وقال: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ .
وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على العلم في أحاديث متعددة منها قوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وليس المراد بالفقه في الدين الفقه المصطلح عليه بين العلماء وهو معرفة الأحكام الشرعية العملية.
وإنما المراد بالفقه في الدين معرفة دين الله الذي بعث الله به محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأشرفه وأعظمه وأوكده، هو الفقه في توحيد الله -عز وجل- في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته؛ ولهذا كان بعض أهل العلم يسمي علم التوحيد الفقه الأكبر، وهذا اسم -بلا شك- جدير أن يسمى به علم التوحيد.
ثانيا- أن ينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، وذلك أن الإنسان خُلق لا يعلم شيئا كما قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
فالإنسان محتاج إلى العلم، فلينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه حتى يعبد الله على بصيرة. ورفع الجهل عن عباد الله حتى يكون من الدعاة إلى الله تعالى على بصيرة، فيدخل في قول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي .(1/109)
الأمر الثالث- أن ينوي طالب العلم بطلب العلم حفظ الشريعة، فإن الشريعة تحفظ بالرجال كما تحفظ كذلك بالكتب، فلا بد من أن يكون للشريعة من يحفظها من بني آدم. ولا يمكن أن تقوم الشريعة إلا بالرجال الذين يحفظونها؛ ولهذا كان من المعلوم أن العلم محفوظ في الصدور مكتوب في السطور.
رابعا- أن ينوي بذلك الدفاع عن الشريعة، وحماية الشريعة من عبث الأهواء بها، فإن الشريعة محتاجة إلى العلماء الذين يدافعون عنها ويصدون عنها، ويبطلون عنها تحريف المعطِّلين، ومجازفة الغالين حتى تكون الشريعة بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك.
خامسا- أن يكون الإنسان -أي: طالب العلم- متأدبا بآداب العلم، عبادةً وخلقا وسلوكا، بحيث يعبد الله -عز وجل- ويكون من أشد الناس عبادة لله -عز وجل- ومن المعلوم أن العبادات تتفاضل، وأن أفضلها طلب العلم في غير ما هو واجب شرعا، وأن يكون أثر العلم ظاهرا عليه في أخلاقه ومعاملته للناس.
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا وكان -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أحسن الناس خلقا.
والإنسان يدرك بخُلقه الحسن ما لا يدركه الغني الباذل للأموال من كل وجه، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ولا ينبغي إطلاقا للإنسان الذي مَنَّ الله عليه بالعلم أن يترفع على الناس بعلمه ويقول: أنا أفضل منهم، وأنا قد رُفعت درجات.
فإن الإنسان إذا أُعجب بعمله كان ذلك آية الخسران وآية الخيبة، فليحذر الإنسان -أعني: طالب العلم بالذات- ليحذر من العجب؛ فإن العجب سبب للخذلان والحرمان.(1/110)
وليحذر من التكبر فإنه ليس من العقل. إذا مَنَّ الله عليك بعلم وعرفت ما في حسن الخلق من الفضل والأجر أن تذهب وتتكبر على الناس بما مَنَّ الله به عليك؛ ولهذا تجد الناس يأخذون من طالب العلم حسن الخلق أكثر مما يأخذون ممن هو فوقه في العلم، ولكنه دونه في حسن الخلق؛ وذلك لأن الإنسان ينبغي أن يكون أليفا ومألوفا، مخالطا للناس على الوجه الذي فيه الخير والصلاح.
وكذلك أيضا ينبغي لطالب العلم أن يكون حكيما في أسلوبه ودعوته بحيث ينزل كل إنسان منزلته في معاملته، اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا شك أن الجاهل لا يعامل معاملة العالم، ولا شك أن المستكبر لا يعامل معاملة من يطلب الحق ويريد الحق.
فعلى الإنسان العاقل الطالب للعلم أن ينزل كل إنسان منزلته، حتى يملك بذلك قلوب الناس وينفع الله بعلمه.
ثم ليحذر طالب العلم من الحسد والغل والحقد على المسلمين، وليعلم أن الحسد لا يمنع فضل الله تعالى على المحسود، ولا يزيد به فضل الله على الحاسد، بل إن الحسد من أسباب خذلان المرء؛ لأنه يرى كل نعمة عليه دون النعمة التي أنعم الله بها على غيره، فيحترق قلبه، فيرى أنه مظلوم، وأنه مهضوم.
لكن إذا كان يحب لإخوانه ما يحب لنفسه مَنَّ الله عليه بالهداية والفضل وسعة الصدر، وانشراح واطمئنان القلب، وبهذا يجد الإنسان الذي ليس بحسود ييسر الله عليه الأمر ولا يسلط عليه الأعداء.
هذه مقدمة لما نريد أن نبدأ به أو أن نشغله في هذه الدورة التي منَّ الله بها علينا وعلى إخواننا في بلاد متعددة من بلادنا، ونسأل الله أن يجعل في هذه الدورات الخير والبركة والثمرات النافعة إنه على كل شيء قدير.
الحمد رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
منقول من هنا (http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book22&pid=1&f=mnzo-0001.htm#عنوان15748)
---
أبو ياسر
02-08-2007, 09:51 AM(1/111)
جزاك الله خير أخي إمداد على نقل مثل هذه الفوائد القيمة .
---
(1/112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حرف في القرآن يعجز النحويين بإعرابه !!! ما تعليقكم ؟
---
حرف في القرآن يعجز النحويين بإعرابه !!! ما تعليقكم ؟
---
نصرمنصور
01-25-2007, 09:04 AM
فاء التزيين :
قال تعالى : (( أ ( فـ )لا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) ؟ من سورة النساء : 4 / الآية 82
قال تعالى : (( أ ( فـ ) حسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )) ؟ من سورة المؤمنون :23 / الآية 115
قال تعالى : (( أ ( فـ ) لم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين )) من سورة المؤمنون : 23 / الآية 68
قال تعالى : (( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أ ( فـ )لا يشكرون )) ؟ من سورة ياسين : 36 / الآية 35
قال تعالى : (( ولهم فيها منافع ومشارب أ ( فـ ) لا يشكرون )) ؟ من سورة ياسين : 36 / الآية 73
قال تعالى : (( أ ( فـ ) لا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) ؟ من سورة محمد : 47 / الآية 82
فاء التزيين : حرف يؤتى به في مولضخ غير معينة لتزيين ( تحميل الكلام ) ؛ ليكو هذا الحرف رابط بين الشدة وطلب أمر ما ، وفي القرآن الكريم جاء مع أربعة أفعال ؛ هي : ( يشكرون ) ، و : ( يتدبرون ) ، و : ( يعقلون ) ، و : ( حسبتم ) ، ولو لحظنا جيدا لوجدنا أن هذه الأفعال فيها دعوة حتمية من الله تعالى إلى مخلوقيه لالتزام جوانب الشكر والتدبر والتعقل والتحسب ( وهي أمور منبتها العقل ) ، وقد اختلف النحويون في إعراب هذا الحرف ، وهم في ذلك على ثلاثة آراء :
( 1 ) : منهم من أعربه حرف عطف .
( 2 ) : ومنهم من أعربه حرف استئناف .
( 3 ) : ومنهم من أعربه حرف زيادة بغير توكيد .
والصواب ـ والله أعلم ـ أنه حرف تزيين ، وهذا الإعراب بلاغي وليس نحويا ؛ لأن النحو ابن البلاغة ، ولذلك يقال في البلاغة النحو العالي .(1/113)
قد يتساءل القرأة الكرام لهذا الموضوع : لماذا ؟
أجيب ؛ لبطلان الإعرابات الثلاثة بالأدلة المبينة في أدناه :
( 1 ) : لا يكون حرف عطف ؛ لأن العطف يقتضي أمور ؛ هي :
أ / التشريك في الحكم الإعرابي .
ب / ووجود جملتين متكافئتين .
ج / وأن الله لم يرد منهم : ( الشكر ) ، و : ( التدبر ) ، و : ( التعقل ) ، و : ( التحسب ) بعد ذكر النص ، وإنما صيغة النصوص تشير إلى أنهم لم يشكرا ، ولم يتدبروا ، ولم يتعقلوا ، ولم يتحسبوا في الماضي وإن كانت صيغة الأفعال مضارعة .
فأين هذا ؟
( 2 ) : لا يكون حرف استئناف ؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء معنى الجملة الأولى تماما ، ثم البدء بجملة جديدة ، والجملة الأولى في النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها .
( 3 ) : لا يكون حرفا زائدا ؛ لأن النحويين اتفقوا على أنه لا يجوز أن تكون هناك زيادة في الكلام بلا أن يكون معها غرض التوكيد ، والمواضع التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة لإفادة التوكيد ، وهنا لا موجب لعده حرفا زائدا لعدم حاجة الموضع إلى هذا ، فليس في ما قيل أي احتمالية للشك ها هنا .
لذا فإن الفاء ها هنا حرف يفيد تزيين الكلام ـ والله أعلم ـ .
واو الثمانية :
قال تعالى : (( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة ( و ) ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا )) من سورة الكهف : 18 / الآية 22
وقع الخلاف بين النحويين في إعراب حرف الـ ( واو ) الواقع بين قوسين في النص الكريم ما بين أن يكون حرف عطف ، أو استئناف .
ولما كان للعطف ضوابط ، وللاستئناف قواعد ، والوا هنا لا يدخل ضمن هذه الضوابط والقواعد صمت النحويون في وجه النص الكريم وسبحان الله .(1/114)
وقد ( تملص ) النحويون من الاستشهاد بهذا النص الكريم في أي موضع من مواضع النحو العربي على إطلاقها ، ولم يذكروها في مصنفاتهم ، حتى جاء ابن هشام الأنصاري ( 761 هج ) في كتابه : ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) الذي سمى هذا الحرف في إعرابه ( واو ) الثمانية ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
سبحان الله حرف يعجز فرقة كاملة من العلماء النحويين بمدارسهم الخمس ؛ البصرية ، والكوفية ، والبغدادية ، والمصرية ، والأندلسية ، وإذا كان حرف واحد أعجز فرقة علمية كاملة فكيف لا يعجز القرآن الكريم الأمم كلها بآية من آياته .
هذا الكلام السابق للدكتور حقي إسماعيل ، نقلته من هنا :
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=1566
فهل كلامه صحيح؟
---
جمال أبو حسان
01-25-2007, 10:00 AM
هذا الكلام غير صحيح بهذه الصورة فالفاء ليست للتزيين وقد ذكرها ابو السعود في تفسيره عند هذه الايات وذكر ان ثمة محذوفا بين الهمزة وحرف العطف وقد طول ابن هشام في المغني الحديث عنها واشار الى المسالة اما في باب الاستفهام او في باب العطف على ما اتذكر الان
واما واو الثمانية فالكلام المذكور غير صحيح على الاطلاق وقد انكر ابن هشام في المغني هذه الواو وذكر ان القائلين بها هما ابو القاسم الحريري وابن الخشاب وهما من ضعفة النحاة كما قال في المغني
وهذه الواو هي واو الحال مثلها في الاية الواقعة في سورة الزمر عند الحديث عن سوق المؤمنين الى الجنة
هذا ما لزم بيانه الان والله اعلم
---
(1/115)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دلالة الأصول على تحريم الطبول
---
دلالة الأصول على تحريم الطبول
---
سلطان بن عبد الله
02-01-2005, 10:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبها: طو يلب علم يرجو ممن انتفع بها أن يدعو لكاتبها بظهر الغيب
الحمد الله الذي أنار بصائر المؤمنين بنور القرآن العظيم، وأضاء قلوب الصالحين بمشكاة النبي الأمين،وصلى الله وسلم على المبعوث بالعدل والحق المبين ، أما بعد:
فقد اطلعت على فتوى فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان وفقه الله حول استخدام (الزير و الزلفة) في العرضة الشعبية كما نشرتها جريدة الوطن، وما ذهب إليه من إباحتها وما استدل به من أدلة، وحيث نشط كثير من محبي هذه العرضة لنشر هذه الفتوى واحتسبوا في تعليقها على المساجد، ونشرها في المجامع والمجالس، وكأنهم يدعون من خلالها إلى واجب أهمله الناس، أو سنة مؤكدة لا تقبل الإلباس، وهي على فرض إباحتها لا تعدو كونها من المتشابه الذي أمر المؤمن بتركه تورعا، والتنزه عنه استبراء للدين والعرض، فلماذا هذه الجهود في نشرها والتعب في توزيعها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه:
الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه و دينه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ...الحديث))(1/116)
وحيث حرم الله على المؤمنين كتم البينات والهدى، وأمرهم بالبيان، استعنت بالله في كتابة هذه الورقة مناقشا لأدلة الشيخ العبيكان التي أوردها متحريا إصابة الحق في ذلك، متوخيا سلوك منهج أهل العلم والعدل في المناقشة والاستدلال، مراعيا الاختصار والإيجاز ، سائلا الله أن يجعلنا من الهداة المهتدين، وأن يهدينا ويهدي بنا ، وأن يجعل أعمالنا لله خالصة، ولسنة الرسول صلى الله عليه وسلم موافقة، فأقول ( مستمدا العون من الله):
لا تخلو فتوى فضيلة الشيخ العبيكان في استدلاله على مقصوده عن وجوه الاستدلال التالية:
1- استدلاله بعمومات نصوص جاءت الأدلة الأخرى بتخصيصها وقد تقرر عند أهل العلم أن الخاص يقضي على العام فاستدلاله بالأحاديث الواردة في الأمر بإعلان النكاح، أو الإذن باللعب للحبشة ونحوهم أدلة عامة قد خصصتها الأدلة الدالة على تحريم المعازف، وتحريم الطبل كما سيأتي بيانه، فليس من التحقيق أن تقدم النصوص العامة على النصوص الخاصة ،بل منهج أهل الحق والهدى أن لا يضربوا النصوص بعضها ببعض بل يعملوا كل نص في موضعه، فيقال قد أذن النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان النكاح وأمر به، ورخص في بعض اللهو واللعب في الأعياد، وإذا كانت هذه الرخصة يدخل في عمومها الطبل، فقد أخرجته نصوص أخرى صريحة في تحريمه، فلا يجوز الاستدلال بالعموم مع العلم بأدلة التخصيص، فالإطالة في ذكر الأدلة العامة إنما تروج على العوام الذي لا يفقهون دراية النصوص، والذين يحملهم كثرة الاستدلال على استعظام المستدل، وتهويل أمره عندهم .(1/117)
2- استدلاله بأدلة في غير موضع النزاع، كاستدلاله بالأدلة الصحيحة على إباحة الدف واللعب بالحراب، وهذا تكثر لا مسوغ له، فالنزاع مقتصر على الطبل (المشهور الآن بالزير والزلفة) ،كذلك استدلاله بالإجماع على إباحة الغناء بدون آلة لهو، والإشكال بين المبيحين والمحرمين في الزير والزلفة فحسب، فليس من العدل والإنصاف التلبيس على العوام بأدلة في غير محلها، وسياقها على وجه الاحتجاج موهم لقليل البضاعة أنها دالة على المقصود بينما هي أدلة على أحكام أخرى ليس من بينها قضية النزاع.
3 - استدلاله بأصول عامة في الشريعة لا نخالف العبيكان فيها كاستدلاله بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن الإسلام دين اليسر والسهولة، ولا أسهل على كل أحد من أن يستبيح ما حرم الله بتناوله لهذه الأصول، فالأصل الأول معارض بأصل آخر هو أن الأصل في المعازف التحريم، والطبول معروف عقلا وشرعا أنها من المعازف، والشيخ لا يجهل نصوص تحريم المعازف، فكان من الواجب أن يجتهد الشيخ العبيكان في إخراج الطبول من عموم المعازف، بدل أن يدخل الطبل في عموم الإباحة، إذ اشتمال المعازف على الطبول، أقوى من اشتمال أصل الإباحة على استعمالها، وأما يسر الشريعة فلا يتعارض مع ما حرمه الله فما حرمت الشريعة شيئا إلا كان في تحريمه اليسر والسهولة على قلوب المؤمنين،ومن نظر فيما يعانيه المتزوجون من خسائر في أموالهم وأوقاتهم وأبدانهم علم أن اليسر والسهولة ليست في إباحة هذه الطبول.(1/118)
4- -استدلال العبيكان بأقوال لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ عبدالمحسن العبيكان نحسن الظن به وإن كنا نأمل أن تكون الفتاوى موثقة في موضوع تتوافر الهمم على نقله مكتوبة أو مسموعة حيث كثر في المتأخرين الاستدلال بأقوال الأئمة فاحتجنا إلى التوثيق حتى لا ينسب إلى الأئمة ما ليس من أقوالهم،خاصة أنه قد نقل عن الشيخ العثيمين ما هو مخالف لما نقله العبيكان في موضوع العرضة، كما إننا ننتظر من كبار طلاب الشيخين ما يفيد التأكيد على ما نقله العبيكان عنهما لأنهم ألزم للشيخين وأعرف بفتاويهما. مع العلم أن الحجة على كل أحد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
5-استدلاله بأعراف الناس وأفعالهم، وهذا ليس دليلا شرعيا تصادم به النصوص بإجماع أهل العلم إلا ماكان من فعل أهل المدينة في زمن التابعين، وقد اختلف فيه أما غيره فحاشا وكلا فكيف يصير أهل زماننا حجة على الأحكام الشرعية ولاحول ولاقوة إلا بالله.
6- استدل الشيخ العبيكان بأدلة خاصة وهي أهم ما جاء في فتواه وأخصها حديث رواه الطبراني في المعجم الكبير(22/201) أن هبار زوج ابنته فضرب في عرسها بالكبر والغربال فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا قالوا: زف هبار ابنته فضرب في عرسها بالكبر والغربال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أ شيدوا النكاح أشيدوا النكاح هذا نكاح لا سفاح).
ثم ذكر العبيكان أن الألباني رحمه الله حسنه في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة، ثم ذكر أن الكبر : هو الطبل وقيل هو الطبل ذو الرأسين.
قلت:وما فعله الشيخ هنا يدل دلالة واضحة على أهمية التثبت في النقل والتروي في نسبة الأقوال إلى الأئمة ، فنسبته تحسين هذا الحديث إلى الألباني مع القصة غلط واضح من وجهين:(1/119)
الأول : أن الشيخ الألباني رحمه الله لم يحسن إسناد الحديث بهذه القصة التي فيها محل الاستدلال: بل قال رحمه الله بعد أن ضعف أسانيد هذه القصة قال في السلسلة الصحيحة(3/484): وجملة القول أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف لاضطرابه وجهالة بعض رواته، وضعف آخرين منهم،
فالذي حسنه الألباني من هذا الحديث إنما هو جملة أشيدوا النكاح، وذلك لوجود شواهد أخرى لهذه اللفظة فحسب، وأما القصة فالألباني رحمه الله برئ من تحسينها وتقويتها براءة الذئب من دم يوسف، كيف وقد قال في سند الحديث:
وهذا إسناد ضعيف مجهول، عبدالله بن هبار وابنه يحيى لم أجد من ترجمها، وأبو معشر اسمه نجيح ضعيف، وفي الطريق الأولى محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك
كيف بعد هذا ينسب إلى الشيخ الألباني تحسين الحديث وتقويته بهذه القصة الواهية الضعيفة التي بنى عليها الشيخ العبيكان تحليله للطبل.
2- أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قال في كتابه تحريم آلات الطرب ص 92:
اعلم أخي المسلم أن الأحاديث المتقدمة صريحة الدلالة على تحريم آلات الطرب بجميع أشكالها وألوانها وأونواعها نصا على بعضها كالمزمار والطبل والبربط، وإلحاق لغيرها بها
كما نسب فضيلة الشيخ العبيكان – وفقه الله- إلى الإمام أحمد رحمه الله أباحة الطبل في الحرب وهو خلاف نص الإمام، فقد روى الخلال في كتابه الأمر بالمعروف: عن أحمد أنه قال:
وأكره الطبل وهو الكوبة نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستثناء الحرب ليس في نص الإمام كما زعمه أصحابه
قال ابن قدامة في المغني : وقال أحمد رحمه الله لا بأس بالدف في العرس والختان وأكره الطبل وهو المنكر وهو الكوبة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم(1/120)
وأما آخر سهم في كنانة الشيخ العبيكان فهو ما ذكر من الاختلاف في تفسير الكوبة وهذا الاختلاف الذي وقع بين الفقهاء وبعض أهل اللغة كان ينبغي أن يكون سببا في التورع عن القول بالإباحة حيث إن أحد القولين محتمل وذلك حتى يتبين الأمر فربما كان المقصود بالكوبة الطبل، فكيف تجرأ الشيخ على الإباحة دون تبين، وقد تقرر عند أهل الأصول أنه إذا اجتمع حاظر ومبيح غلب جانب الحظر، وقد نقل ابن قاسم الإجماع على استحباب الخروج من الخلاف احتياطا ولاشك أن الأمر إذا تردد بين أن يكون حراما أو حلالا أن الاحتياط تركه كما لا يخفى.
مع أن الراجح أن الكوبة هي الطبل للأدلة التالية:
أولا : أن النرد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم نردا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: من لعب بالنرد فقد عصى الله و رسوله،(رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم عن أبي موسى وحسنه الألباني في سنن أبي داود وغيره. كما سماه النردشير كما في صحيح مسلم، ولو أراد الرسول النرد فإن يغلب على الظن أن يستعمل لفظة النرد أو النردشير لاستعاله لها في حديث آخر ولأنه أنصح الناس وأبينهم.(1/121)
ثانيا: أن الفقهاء ورواة الحديث هم الذين فسروا الكوبة بالطبل، وقد قرر أئمة العلم أن رواة الحديث والفقهاء أعلم بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل اللغة إذ الشريعة تنقل الألفاظ من استعمالها اللغوي إلى الاستعمال الشرعي، وهذا لا يحسنه إلا العلماء بالوحي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالىفي كتابه درء التعارض : من كان أعلم بالأدلة الدالة على مراد المتكلم كان أعلم بمراده من غيره وإن لم يكن نبيا فكيف بالأنبياء فإن النحاة أعلم بمراد الخليل وسيبويه من الأطباء والأطباء أعلم بمراد أبقراط وجالينوس من النحاة والفقهاء أعلم بمراد الأئمة الأربعة وغيرهم من الأطباء والنحاة وكل من هذه الطوائف يعلم بالإضطرار من مراد أئمة الفن ما لا يعلمه غيرهم فضلا عن أن يعلمه علما ضروريا أو نظريا وإذا كان كذلك فمن له اختصاص بالرسول ومزيد علم بإقواله وأفعاله ومقاصده يعلم بالإضطرار من مراده ما لا يعلمه غيره اهـ جواهر كلامه رحمه الله.
ولذا فقد فسره ابن بذيمة وأقره أبو داود ولم يتعقبه وفسره أحمد بن حنبل وحسبك بهم علما في الحديث. ثم لم ينفرد ابن بذيمة وهو يروى الحديث بهذا التفسير بل في الطريق الآخر عن عبدالكريم الجزري عن قيس بن حبتر بلفظ:
(( إن الله حرم عليهم الخمر والميسر والكوبة وهو الطبل وقال كل مسكر حرام))
فهذا عبدالكريم يروى عن قيس بن حبتر ذلك ، بل ليس في الحديث ما يوحي أن تفسير الكوبة بالطبل مدرج بل يظهر أنه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الرواية.
كما يؤيده ما رواه البيهقي عن ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة ، عن أبي هريرة أو هبيرة العجلاني ، عن مولى لعبد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم ذات يوم وهم في المسجد فقال:
" إن ربي حرم علي الخمر ، والميسر ، والكوبة ، والقنين "" . والكوبة: الطبل .(1/122)
أخرجه البيهقي ( 10 / 222 ) وأحمد ( 2 / 172 ) فهذا الحديث ليس فيه بيان من الذي فسر الكوبة بالطبل وليس في الإسناد ابن بذيمة، ولا ما يوحي بأنه مدرج مما يقول القول بأن التقسير هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا القول أرجح ولذا قال الألباني:
والكوبة هي الطبل كما جاء مفسرا في حديث ابن عباس وابن عمر وجزم به الإمام أحمد واعتمده ابن القيم.
وادعاء الإدراج في الحديث مخالف لأصول أهل الحديث بأن الأصل الرفع .
فهذا نص الحديث فيه تفسير الكوبة بالطبل وهولااء ائمة الحديث :يحيى بن إسحاق كما في كتاب الإشربة، للإمام أحمد، وابن بذيمة، وأبو داود، والإمام أحمد، ورواة الحديث بكل طرقه وائمة الشافعية كما في وسيط الغزالي: قال الكوبة : طبل المخنثين، وكما في مغني المحتاج للشربيني، وفي منهاج الطالبين للنووي، كلها تجمع على أن الكوبة الطبل، أفندع ذلك لقول أحد أهل اللغة.
ثالثا: مما يقوي ما سبق تحريم الطبل أصلا لدخوله في عموم المعازف، فلو لم يصح هذا الحديث لكان عموم الأدلة دالا على تحريمه، ولم يخرجه أي دليل عن هذا العموم، فكيف وقد جاء النص الصحيح الصريح بذلك كما قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (2/312): صاحب كوبة وهي الطبل اهـ
وفي تفسير الطبري :قال مجاهد رحمه الله وهو أعرف تلاميذ بن عباس بتفسيره وقد عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات يسأله عن كل آية ولذلك قدمه البخاري رحمه الله في صحيحه عن غيره يقول في قوله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
قال : اللهو هو الطبل اهـ(1/123)
ومما يستأنس به من جهة اللغة أن الكوبة مأخوذة من الكب كما ذكره أحمد، فالطبل يكب على وجهه كما هو معلوم قال ابن فارس في المعجم: الكاف والباء أصل صحيح يدل عى جمع وتجميع لا يشذ منه شيء ثم قال ومنه كببت الشيء لوجهه أكبه كبا.
وخلاصة الكلام في الفتوى المنشورة عن الشيخ العبيكان حفظه الله أنها تقوم إما على نصوص عامة قد خصصتها نصوص أخرى أو أدلة في غير موضع النزاع أو أدلة ضعيفة أو ما ليس بدليل أصلا أو تفسير مرجوح .
فيتحرر مما سبق تحريم استعمال الطبول في العرضات إذا افترضنا أن هذه العرضات مباحة بدونه وخالية من كل منكر ،كيف وهي مليئة بما فيه إثارة النعرات القبلية، وإعادة النزاعات الجاهلية، وشتم الأحياء والأموات، مع السقوط في القذف للأعراض، والتبجح بالوقاحة من القول، مع إنفاق الأموال على الشعراء الغاوين الذين هم في كل واد يهيمون ويقولون ما لايفعلون، والسمر على الباطل إلى ساعات متأخرة من الليل في صد عن ذكر الله وعن الصلاة، ولا شك أن كل عاقل يدرك أن هذا العمل من اللغو والباطل والسفه الذي لا تقره شريعة الحق والهدى ولا ترضاه قواعدها القائمة على جلب المصالح ودرء المفاسد، فأي مصلحة في بقاء الناس ساعات طويلة يستمعون إلى هؤلاء الشعراء يتشاتمون بمقذع القول، ووضيع الكلام،بينما هم يتقافزون منهكين لقواهم، مثيرين للغبار والتراب فوق رؤوسهم في منظر يترفع عنه من عنده مسكة من عقل، ولاحول ولا قوة إلا بالله.
هذا آخر ما تيسرجمعه على عجالة أحببت الاختصار فيه عسى الله أن ينفع به كاتبه وقارئه والعامل به والله مولانا ونعم المولى ونعم النصير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عبد الله بن بلقاسم البكري
الثلاثاء22/12/1425
---
سلطان بن عبد الله
02-02-2005, 10:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا رأي الشيخ بن باز من موقعه على الانترنت
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?title=ذم%20الأغاني%20والمعازف(1/124)
وكذلك هذا رأي الشيخ العثيمين رحمهم الله جميعا
سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
ماحكم استعمال الدف في العارضات والمناسبات للرجال وماحكم التصفيق لهم ؟
الجواب :
أما الدف فلا بأس به للرجال عند قدوم غائب كبير أو لمناسبات كالأعياد وشبهها ، وفي الأعراس تستعمله النساء فقط .
أما الطبل فلايجوز مطلقاً ، والفرق بين الدف والطبل أن الدف مفتوح من أحد الجانبين وأما الطبل فهو مقفول من الجانبين وأما التصفيق فلا فائدة منه فلا نرى أن يصفق الرجال بل ولا النساء أيضاً في الأعراس إذ يكفي ماجاءت به السنة من اللهو .
(لقاء الباب المفتوح س3/70 ) .
وسئل رحمه الله :
ماحكم العرضة الشعبية التي يتخللها الزير والطبل والشعر النبطي الذي لايخلو من الرثاء والغزل والمدح والذم جزاكم الله خيرا .؟
الجواب :
العرضة الشعبية إذا لم يكن لها سبب فإنها من العبث واللهو ، واذا كان لها سبب كأيام الأعياد فإنه لابأس بها ، لابأس أن يلعب الناس بالسيوف والبنادق وماأشبهها وأن يضربوا بالدف . أما الطبل والزير والأغاني التي تتضمن الهجاء والسب فهي محرمة ولايجوز للإنسان أن يحضر مثل هذه العرضات ويجب النهي عنها ونصيحة الناس بعدم حضورها لأن مجالس المنكر اذا حضرها الانسان شاركهم في الاثم وان لم يفعل لقوله تعالى : (وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ).
(لقاء الباب المفتوح س1231 /52).
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 01:11 AM
بارك الله فيكم أخي سلطان .
وجزى الله الشيخ عبدالله بلقاسم كل خير ، فما عرفته إلا عالماً حريصاً على الحق ، وعلى تعليم الخير للناس . زاده الله من فضله ، وسدد خطاه وإن كنا قد افتقدناه في ملتقى أهل التفسير فما ندري ماذا صرفه عنا ، ونحن لا نستعمل الطبل ولا الكوبة في الملتقى ، بل ولا الدف !(1/125)
سلامي له وللجميع ، وقد كنت قلت له قديماً ولعله قد نسي :
سَلِّمْ على جيرةِ المرواءِ مُعتادا = وقُل لهم : ذابَ قلبُ الصبِّ أو كادَ
في أبيات لا أذكرها .
* المرواء : الحي الذي يسكنه الشيخ عبدالله .
---
إمداد
02-19-2005, 02:53 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك
ونسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
---
ابو بشرى
02-19-2005, 10:46 PM
س/ هل لابن حزم رحمه الله قول في هذا الموضوع ؟
لتمام الفائدة
---
(1/126)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( محب الدين الطبري ) و ( ابن جرير الطبري ) .. ( !! ؟؟ ).
---
( محب الدين الطبري ) و ( ابن جرير الطبري ) .. ( !! ؟؟ ).
---
الموحد 2
12-19-2003, 06:18 PM
أيها الإخوة الفضلاء ،
سلام من الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته ،
وبعد ،
أرجوا أن أعرف ما هو الفرق بين ( محب الدين الطبري ) = ( ابن جرير الطبري ) .. ( !! ).
من ترجمة مثلاً .. وسيرة .. وعقيدة .. ومؤلفات .. لهما .. و نحو ذلك ؟
وجزاكم الله تعالى عنا وعن الإسلام والمسلمين خيراً .
---
عبدالرحمن الشهري
12-19-2003, 10:15 PM
أولاً : الإمام محمد بن جرير بن يزيد الطبري ولد عام 224هـ وتوفي عام 310هـ عن ستة وثمانين عاماً قضاها في العلم والعمل والتصنيف. وهو شيخ المفسرين لتصنيفه تفسيره العظيم (جامع البيان في تأويل آي القرآن) ، وشيخ المؤرخين لتصنيفه (تاريخ الرسل والملوك) المعروف بتاريخ الطبري. وكل حديثنا في ملتقى أهل التفسير عن هذا الإمام رحمه الله وغفر له ، وقد جمعت كل ما كتب عنه في هذه المشاركة. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1155) . فراجعها إن شئت معرفة كتبه ومنهجه في التفسير.
ثانياً : محب الدين الطبري هو أحمد بن عبدالله بن محمد الطبري ، أبو العباس ، ولد سنة 615 هـ وتوفي سنة 694هـ. وهو حافظ فقيه من فقهاء الشافعية ، ولد وتوفي بمكة ، وكان شيخ الحرم في عهده. من أشهر كتبه (الرياض النضرة في مناقب العشرة). وكتابه الآخر (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى). ولم يكن من المشتهرين بالتفسير والتصنيف فيه. وتجد ترجمته في الأعلام للزركلي 1/158-159
وفقك الله .
أرجو أن يكون قد اتضح لك الفرق بينهما من حيث الزمن ، والمكان ، والإمامة. وإذا أطلق الطبري فهو محمد بن جرير رحمه الله.
---
الموحد 2
01-17-2004, 06:41 PM(1/127)
أخي عبدالرحمن الشهري حفظه الله .
جزاك الله خيراً على فتح الباب للأخوة .
هل توجد زيادة من أحد الأعضاء .
وأكون لكم من الشاكرين .
---
عبدالله بن بلقاسم
01-17-2004, 09:34 PM
1129 المحب الطبري الإمام المحدث فقيه الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر المكي الشافعي مصنف الأحكام الكبري وشيخ الشافعية ومحدث الحجاز ولد سنة خمس عشرة وستمائة وسمع من ابن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني وكان إماما زاهدا صالحا كبير الشأن مات في جمادى الآخرة سنة أربع وتسيعن وستمائة
من طبقات الحفاظ للسيوطي
ومن شذرات الذهب
ومن شذرات الذهب المجلد الثالث 424
وفيها (قلت يعني سنة 694) محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد شيخ الحرم الطبري المكي ولد بمكة في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة وسمع من جماعة وأفتى ودرس وتفقه وصنف كتابا كبيرا إلى الغاية في الأحكام في ست مجلدات وتعب عليه مدة ورحل إلى اليمن وأسمعه للسلطان صاحب اليمن وروى عنه الدمياطي وابن العطاء وابن الخباز والبرزالي وجماعة قال الذهبي الفقيه الزاهد المحدث كان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز وقال غيره له تصانيف كثيرة في غاية الحسن منها في التفسير كتبا وشرح التنبيه وله كتاب الرياض النضرة في فضائل العشرة وكتاب ذخائر العقبى في مناقب ذوي القرى وكتاب السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين وكتاب القرى في ساكن أم القرى وغير ذلك توفي في جمادى الآخرة على الصحيح وحكى البرزالي أن ولده توفي بعده في ذي القعدة واسم ولده محمد ولقبه جمال الدين وكان قاضيا بمكة المشرفة
---
ابن آدم
01-18-2004, 02:07 PM
وهناك ابن جرير الطبري الرافضي
واسمه محمد بن جرير بن رستم
أحببت التنبه إلى ذلك لأن الرافضة ينقلون عنه ليوهموا العامة من اهل السنة أنه إمام التفسير ابن جرير
---
الموحد 2
01-20-2004, 08:06 AM
الأخ الفاضل/ عبدالله بن بلقاسم.
جزاك الله خيراً(1/128)
على الإضافة القيمّة
والعزو للمصدر.
أخي ابن آدم،
أحسنت وهذا
ما أصبوا إليه
في هذا الموضوع
من الأخوة
أريد بيان حول حال
هذا الذي
وصفته بالرافضي!
أو إن وجد رسالة مطبوعة أو كتيب
أو بحث
كُتب فيه أو في التفريق بينه
وبين العلماء المسلمين.
---
عبدالله بن بلقاسم
01-20-2004, 07:07 PM
سير أعلام النبلاء ج: 14 ص: 282
176 محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري قال عبد العزيز الكتاني هو من الروافض صنف كتبا كثيرة في ضلالتهم له كتاب الرواة عن أهل البيت وكتاب المسترشد في الإمامة نقلته من خط الصائن
وفي حاشية السير
ميزان الاعتدال 3/499
لسان الميزان/5/103
طبقات أعلام الشيعة:250-253
ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 6 ص: 90
7191 محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبدالعزيز الكتاني
لسان الميزان ج: 5 ص: 103
345 محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني انتهى وقد ذكره أبو الحسن بن بأبويه في تاريخ الري بعد ترجمة محمد بن جرير الإمام فقال هو الآملي قدم الري وكان من جلة المتكلمين على مذهب المعتزلة وله مصنفات روى عنه الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الرعيني وروى أيضا عن أبي عثمان المازني وجماعة وعنه أبو الفرج الأصبهاني في أول ترجمة بن الأسود من كتابه وذكر شيخنا في الذيل بما تقدم أولا وكأنه سقط من نسخته أراد الآتي بعد لعل السليماني الى آخره وكأنه لم يعلم بان في الرافضة من شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه وإنما يفترقان في اسم الجد ولعل ما حكي عن محمد بن جرير الطبري من الاكتفاء في الوضوء بمسح الرجلين إنما هو هذا الرافضي فإنه مذهبهم 346
قلت بالمناسبة:
ذكر الحافظ الذهبي في الميزان أن ابن جرير إمام المفسرين فيه تشيع يسير لايضر
فليتنبه
---
ابن آدم
01-22-2004, 02:42 AM
وهناك طبري آخر(1/129)
اسمه أبو معشر عبدالكريم بن عبد الصمد الطبري المكي
عالم في القراءات
له كتاب التلخيص في القراءات الثمان محقق ومطبوع ومن أصول النشر لابن الجزري
---
الموحد 2
01-22-2004, 01:08 PM
جزاك الله خيراً أخي بن بلقاسم، وبارك الله لك في وقتك وعلمك وعملك وأبنائك ومالك.
وشكراً لك على الإفادة من كلام الإمام الذهبي.
أخي بن آدم أيضاً جزاك الله خيراً وبارك الله لك في وقتك وعلمك وعملك وأبنائك ومالك. وشكراً لك وعلى الفائدة الثالثة.
1- الإمام محمد بن جرير بن يزيد الطبري ولد عام 224هـ وتوفي عام 310هـ . [ شيخ المفسرين ].
2- محب الدين الطبري هو أحمد بن عبدالله بن محمد الطبري ، أبو العباس ، ولد سنة 615 هـ وتوفي سنة 694هـ. [ فقيه شافعي ].
3- محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري قال عبد العزيز الكتاني [ هو من الروافض ]. لم يذكر الأخوة سنة وفاته ؟
4- أبو معشر عبدالكريم بن عبد الصمد الطبري المكي. [ عالم في القراءات ]. لم يذكر الأخوة سنة وفاته ؟
---
ابن آدم
01-27-2004, 02:49 AM
أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري الشافعي [توفى سنة: 478 هـ)
---
الموحد 2
01-28-2004, 02:52 PM
جزاك الله خير أخي بن آدم. لإتمامك المعلومة المفيدة.
---
(1/130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قائمة المشكلات المنهجية فى الإعجازالعددى لوضع ضوابط لها - مسودة مبدئية
---
قائمة المشكلات المنهجية فى الإعجازالعددى لوضع ضوابط لها - مسودة مبدئية
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-04-2006, 11:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تم وضع خطة بحث لتحديد منهج للإعجاز العددى هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5773
ومن ثم تم جمع الإعتراضات ،دون إغفال أي منها
مع أن منها ( يتعلق بدراسات خاطئة معترف بخطأها ،ومن ثم لا ذنب للإعجاز العددى أن يتحمل ثمن أخطاء باحثيها)
ومنها إعتراضات حقيقية، ينبغي دراستها والإتفاق على ضوابط محددة لها ، لأن الإعجاز العددى حقيقي ، ويحجب نوره عدم الإتفاق على منهج واضح له
وهذه هي الخطوة لذلك
فنعرض القائمة هنا ،لمن كان عنده إضافة ، أو إستبعاد لها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-04-2006, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
- ترتيب السور ( مسألة خلافية)
- إدخال الأحزاب ، والأجزاء في دراسات الإعجاز لأنها أمور حادثة من صنع البشر
هي مخالفة لما كان عليه الشأن في عصر النبوة، حيث اشتهر أن القرآن الكريم كان يقسم إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل،
-الخلاف فى عدد آيات القرآن
-الخلاف فى تعداد كلمات القرآن
-الخلاف فى تعداد حروف القرآن
-التركيب (ما يقولون) يعتبر كلمتين وكذلك (ما أنت) و (ما لم(
- مسألة الإعجاز العددي قضية استقرائية بالدرجة الأولى، ومن هنا فهي لا تحتاج إلى دليل نصّيّ من القرآن أو السنّة،
- إهمال حرف الهمزة المفردة
أنهم أهملوا حرف الهمزة المفردة واعتبروه ألفاً ، وهذا غير صحيح من ناحية الرسم ، فهي رموز مختلفة ، بل لا يقبله طفل صغير في مدرسة قرءانية .
- إغفال بقية جوانب الإعجاز القرآني، كالإعجاز البلاغي والتشريعي،(1/131)
بعض علماء المسلمين يرون أن الاهتمام بعدّ كلمات وحروف آيات القرآن قد يصرف المؤمن عن دلالات ومعاني هذه الآيات؟
- بإمكانك أن تكتشف سلاسل رقمية للحروف الأبجدية لا نهاية لها ، وتتوصل إلى استنتاجات كثيرة ، بل تستطيع أن تجعل نهاية إسرائيل بعد مائة سنة ، أو ألف سنة حسب المزاج .
- أن الحروف المقطعة التي في أوائل السور هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسروها.
وإن من الحسابات ما يعتمد علي تلك الحروف المقطعة، فما بني علي باطل فهو باطل.
رسم المصحف ( مسألة خلافية)
رسم المصحف:
- تعداد الكلمات يعتمد على رسم الكلمة كما وردت في المصحف الإمام ، لا على التلفّظ بها
مفتي مصر فيقول : وأما قول من قال : إن الصحابة اصطلحوا على أمر الرسم المذكور فباطلٌ لأن القرآن كُتِب في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديه ثم إن سائر الصحابة وغيرهم قد اجمعوا على أنه لا يجوز زيادة حرف في القرآن ولا نقصان حرف منه وما بين الدفّتين كلام الله عزّ وجلّ وأما وجوب إتباع الرسم فدليله الكتاب نفسه قال تعالى : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (الحشر 7) والعبرة لعموم اللفظ . وقال سبحانه : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبعْ غير سبيل المؤمنين نُوَلِهِ ما تولّى ونُصلِه جهنم) (النساء 115) .
أما دليلنا من السنة فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي) ، وقد ثبت أن رسم المصحف توقيفيّ من النبي وإجماع الصحابة ، وفي الصفحة (47) من كتاب مرشد الحيران هذا يقول أبو محمد مكي في الإبانة وقد سقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف ، فقد ذكر عبد العزيز الدبّاغ على أن رسم القرآن معجز كلفظِه
مخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، والى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في احد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى(1/132)
الفرق بين الرسم المكتوب ، وبين الأصوات الملفوظة
الحروف التي رُسم بها القرءان الكريم ؟؟؟؟ أي المصاحف ، وهي مرسوم القرءان الكريم .
"لماذا لا تناقشونها ؟؟؟؟ هذا هو اساسكم !!! لماذا لا تطرحونه ؟؟؟؟
وفي جميع ما تكتبونه تقولون : نحن نعد الأحرف حسب الرسم العثماني من مصاحف برواية حفص !!!
ما هي الحروف التي رُسمت بها المصاحف برواية حفص ؟؟؟؟
أكتبوها لنا ؟؟
ما هو عددها ؟؟؟
ما هو شكلها الأصلي ؟؟؟
المصاحف العثمانية مكتوبة بالخط الكوفي ، خالية من كُل إشارة أو تشكيل أو نقط أو إعجام الحروف أو أي شيء لم يُكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم . لهذا تجد البسملة في أوائل السور ما عدا براءة !!! والترتيب حسب العرضة الأخيرة في العام الذي انتقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى . ولا يوجد في هذه المصاحف الأُم إلا ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا شيء آخر مطلقاً !!!!
الأحرف التي كًتبت بها المصاحف !!!!
أهم ما نلاحظه في المصاحف الأم ، وهذا أمر يبحثه علماء مرسوم القرءان الكريم ، أي المصاحف ، أنها اتبعت قواعد خاصة بها في كتابة الحروف والكلمات ، ولا يمكن التمييز بينها إلا بالقراءة !!!
من هذه الملاحظات – باختصار - :
1 – لا فرق في رسم الحروف التالية في المصاحف العثمانية الأُم :
الباء ، التاء ، الثاء ، الياء الموصولة ، النبرة ، أي همزة منقلبة وهذا فقط في أول أو وسط الكلمة . الياء في نهاية الكلمة أو مفردة ، وهي أيضاً رمز الألف المقصورة . وبالطبع : الجيم ، الحا ، الخا . السين ، الشن . العين ، الغين .. الخ من الحروف التي لا يمكن تمييزها إلا بالنقط وطبعاً باللفظ ، وهذا كُله جاء بعد كتابة المصاحف .
3 – حرف الهمزة ، وهو أول الحروف في اللغة العربية له من حيث الرسم خمسة حالات :(1/133)
شكل الرقم 1 ، أي عبارة عن خط . شكل " ء "، اي الهمزة على السطر ، والهمزة تنقلب إلى ألف ، واو ، أو نبرة حسب قواعد رسم المصحف المعروفة ، ويتعلمها أطفال المدارس القرءانية في الدروس الأولى !!!!
4 – حرف التاء ، له شكل مربوط ومبسوط ، والمربوط مثل حرف الها .
تجد في القاعدة المكية التي يتعلمها أطفال المدارس القرءانية ، ثلاثون حرفاً ، لأن هناك فرق شاسع بين الألف ( العصا ) وبين الهمزة المفردة ( ء ) ، وهناك فرق بين الها ، وهي حرف أصلي ، وبين التاء المربوطة التي لو أردنا تطبيق قواعد اللغة على بعض الكلمات نضطر لتغيير رسم المصاحف ، فنفس الكلمة ، وأشهرها : نعمة ، نعمت . ولكن لا تختلفان بالرسم كما هو حال الياء والألف المقصورة .
هذه أبسط الملاحظات الأساسية وهناك الكثير الذي يجب أن يتعلمه المرء حول قواعد رسم المصاحف .
إعطاء قيم عددية لحروف اللغة العربية
حساب الجمل ، بين
الإغراق فى القدم مما يعني اتصاله الوثيق للغة العرب، وبين ما هو الأساس العلمي لهذا الترقيم؟
وبين حسب حساب الجمل الذي يرجع إلى أصول سامية قديمة ، لا أساس له ، أي أن استخدامه يؤدي إلى مجرد ملاحظات واستنتاجات جيدة نظراً لبساطته فقط
ثلاثة سلاسل من القيم للحروف الأبجدية ( أ عاطف الصليبي وتراميزه الثلاثة)
موضوع الإخبار بالغيب :
هناك فرق كبير بين أن يُخبر القرءان الكريم بالغيب ، فهو الحق ، وبين أن يتنبأ الإنسان بالغيب ، فهو التنجيم
في القرءان الكريم آيات صريحة عديدة تخبرنا بجميع أنواع الغيب .
الغيب ( بالنسبة للإنسان ) على ثلاثة وجوه :
أ – حصل في الماضي ولم يصله العلم به .
ب – يحصل في الحاضر في مكان لا يستطيع الإنسان الوصول إليه
ج – يحصل في المستقبل ( بالنسبة للإنسان ) .
فكُل ما في الأمر من ناحية الإعجاز العددي ، أن الاستنتاجات العددية يجب أن تبقى على حقيقتها ولا تتعدى كونها ملاحظات .(1/134)
إعطاء هذه الاستنتاجات أكثر من حقها هو سبب نشوء نوع من الفتنة ومحاربة هذه الأبحاث من قبل بعض علماء الدين ، ليس بسبب دراسة مرسوم القرءان والكشف عن عجائبه وملاحظة تركيب الكلمات والحروف والجمل واكتشاف المعاني .... الخ ، بل هو تنبؤ الإنسان ( وليس القرءان الكريم ) بالغيب
الجهل بمعنى كلمة ( قرءان )
الجهل بمعنى كلمة قرءان كريم كما عرفها السلف الصالح ، وكما يعرفها كُل من يطلع ولو قليلاً على بعض علوم القرءان الكريم ، جعل الباحثين فيما يسمونه الإعجاز العددي يعتقدون أن المصاحف ( وهي عبارة عن مرسوم القرءان الكريم بأحرف عربية ) تخضع لقواعد حسابية ، وسبب وقوعهم في هذا الخطأ الفاضح هي بعض الملاحظات ( وهي صحيحة ) في ترتيب السور والآيات والحروف ، ووجود بعض العلاقات العددية .
الملاحظات العددية ( صحيحة ، ولكنها مبنية على فرضيات غير صحيحة ) التي اكتشفها الباحثون هي مجرد ملاحظات ، لا أكثر ولا أقل ، تدل على عظمة ترتيب السور والآيات والكلمات والحروف ، وأكرر ، كُلها تعتمد على فرضيات لا أساس لها من الصحة .
يجب أن أستثني بعض الملاحظات التي تتعلق بفهرس القرءان الكريم ، وهي علاقة بين ترتيب السور المعروف ، عدد آيات السورة ( بقراءة واحدة فقط وهي قراءة حفص عن عاصم ) ، والتي تدل على أن هذا الترتيب لا يمكن أن يكون من قبل البشر .
عدم فهمهم لمعنى كلمة : قانون علمي ، أو مبدأ علمي أو قاعدة علمية ، ...الخ .
أبسط مثال يوضح الجهل وعدم الفهم ، هو أن جميع طلبة المدارس يعرفون أن هناك قوانين تسمى بقوانين نيوتون Newton ، منها قانون القوة والتسارع ( العجلة ) ، والحالة الخاصة هي قانون الجاذبية .(1/135)
إن ما اكتشفه العالم نيوتون Newton قبل حوالي ثلاثمائة عام ، ليس بصحيح ، بل هو مجرد ملاحظة لسير الأمور في الطبيعة في حالات معينة . أي أنها ليست بقوانين تتحكم بالكون ، بل علاقات تعبر عن ملاحظات ، وهذه العلاقات صحيحة في حالات خاصة ، ولا بد من تصحيحها حسب الأحوال .
فكيف يتجرأ البعض على إخضاع كلام الحق سبحانه وتعالى لمزاجهم واختراع قواعد حسابية وقوانين له
المعطيات أو البيانات الرقمية الثابتة، مثلاً:
1- عدد كلمات هذه الآية.
2- عدد حروف الآية.
3- تكرار كل حرف من حروف هذه الآية.
4- تكرار كل كلمة من كلمات الآية في القرآن.
5- أرقام السور التي وردت فيها كلمة ما من هذه الآية.
6- أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة أو عبارة من القرآن.
7- توزع كل حرف من حروف الآية على كلماتها.
8- رقم هذه الآية في السورة.
9- رقم السورة حيث توجد هذه الآية.
10- أعداد حروف محددة في الآية مثل حروف الألف واللام والميم ?الم?، أو حروف اسم ?الله? تبارك وتعالى، أي الألف واللام والهاء. أو حروف أسماء الله الحسنى.... وغير ذلك مما لا يُحصى.
11- عدد حروف كلمات محددة من الآية، مثل حروف أول كلمة وآخر كلمة.
---
(1/136)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ملتقى الاقتراحات والملحوظات
---
ملتقى الاقتراحات والملحوظات
---
خالد الشبل
06-22-2003, 01:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أشكر القائمين على هذا الملتقى على جهدهم ، ولدي اقتراح ، وهو تعديل اسم هذا المنتدى من : ملتقى الشكاوى و الاقتراحات ، إلى ملتقى الاقتراحات والملحوظات ، أو كلمة نحوها ، لأن البداءة بالكلمة يعطيها مزيد اهتمام عما جاء بعدها ، وغالب ما في هذا المنتدى - والحمد لله - اقتراحات ، لا شكاوى ، وإن وجدت مشكلة ما فهي داخلة في كلمة ( اقتراحات ) أو ( ملحوظات ) ، لأن الذي يشتكي يقترح أن تحل مشكلته . فهل أنا مصيب؟
---
عبدالرحمن الشهري
06-22-2003, 07:12 PM
شكراً أخي أبا عبدالله ونحن سعداء بمشاركتك فكيف باقتراحاتك وفقك الله. وقد نفذت اقتراحك وهو في مكانه وفقكم الله .
أخوك
أبو عبدالله
---
خالد الشبل
06-22-2003, 09:23 PM
أسعدك الله برضاه ، وجزاك الله خيراً أيها المشرف المبارك .
---
(1/137)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما اسم كتاب الشيخ بكر أبو زيد حول تحقيق المخطوطات ؟
---
ما اسم كتاب الشيخ بكر أبو زيد حول تحقيق المخطوطات ؟
---
طالب يتعلم
02-19-2004, 06:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن يعرف اسم الكتاب
والذي يتحدث عن الأخطاء التي يقع فيها بعض من يحقق المخطوطات أن يدلني عليه .
وجزاكم الله خيرا
---
المحيميد
02-19-2004, 10:01 PM
لعلك تريد :
كتاب: معرفة النسخ والصحف الحديثية .
أو الرقابة على التراث
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2004, 11:58 PM
أظن الكتاب أخي الحبيب هو ما تفضل به الأخ الكريم المحيميد وهو كتاب الرقابة على التراث دعوة إلى حمايته من الجناية عليه. للشيخ بكر أبو زيد وفقه الله.
وهو عبارة عن رسالة صغيرة مختصرة أشار فيها إلى أهمية حماية كتب التراث من عبث العابثين بدعوى التحقيق العلمي ، وذكر أمثلة من أوجه العبث بالتراث ، كمسخ الكتاب الأصلي ، وتنتيف الكتب باختيار بحوث منه ونشرها بعناوين مختلفة ، والتحريف والتبديل في الكتاب المخطوط ، وانتحال الكتب وغيرها .
والشيخ بكر قد كتب عدة كتب تصب كلها حسب قوله في الدفاع عن التراث وخدمته ، ومن هذه الكتب :
- التعالم وأثره على الفكر والكتاب ، وهو من أفضل كتبه .
- براءة أهل السنة من الواقع في علماء الأمة.
- التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير.
- تحريف النصوص من أدلة أهل الأهواء .
- الرقابة على التراث .
---
طالب يتعلم
03-01-2004, 09:42 AM
جزاكما الله خير الجزاء
نعم ( الرقابة على التراث ) هو ما كنت أبحث عنه
---
(1/138)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بيان سبب انقطاع ملتقى أهل التفسير من 7-20/4/1427هـ
---
بيان سبب انقطاع ملتقى أهل التفسير من 7-20/4/1427هـ
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2006, 08:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله على عودة الملتقى للعمل ، وسبب التوقف أن المركز الرئيسي لحفظ البيانات في أمريكا قد انتقل لشركة أخرى ، فاحتاج نقل البيانات كلها للتوقف ونقل البيانات ، وكان الملتقى من آخر المواقع التي نقلت لـ (الداتا سنتر) الجديد .
وقد لاحظت اختفاء مشاركات آخر يومين تقريباً فمعذرة لمن فقدت مشاركاته خلال هذين اليومين ، وليته يتكرم بإعادتها إن كانت محفوظة لديه . وأشكر كل من سأل وحرص على عودة الملتقى عبر البريد والهاتف فقد أصبح موقعاً لنا جميعاً آسفنا توقفه هذه المدة ، فالحمد لله رب العالمين ، والله يحفظكم ويوفقكم لكل خير.
---
السائح
05-18-2006, 08:39 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أسأل الله أن يُبارك فيكم، وأن يُديم النفع بكم، وأن يُبقي هذا الملتقى منارة للحق ومجمعًا لأهل العلم وطلبته.
---
أحمد الطعان
05-18-2006, 09:05 PM
الحمد لله بارك الله فيكم وجزاكم خيراً ,
لقد افتقدنا حقاً طوال هذه الفترة مأوى علمي وأكاديمي عزيز نأوي إليه ونشعر فيه بالراحة والطمأنينة...
نسأل الله عز وجل أن يديم علينا نعمه ويدفع عنا نقمه ...
والسلام عليكم ورحمة الله
---
عمار
05-18-2006, 09:12 PM
الحمد لله ، جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وسدد خطاكم.
---
غانم الغانم
05-18-2006, 09:18 PM
نحمد الله على رجوع هذا الملتقى الذي بات مرجعاً أساسيأ للباحثين لاسيما في التخصص وأشكر القائمين على هذا الصرح وأسأل الله أن يبارك بجهودهم وأوقاتهم
---
عبدالرحمن السديس
05-18-2006, 09:21 PM(1/139)
الحمد لله على سلامته ، ونسأل الله أن يبارك في جهودكم وأن ينفع بكم المسلمين .
---
أبو بيان
05-18-2006, 09:44 PM
الحمد لله على السلامة, وبارك الله جهود المشرفين وأعانهم.
---
سلطان الفقيه
05-18-2006, 10:00 PM
السلام عليكم : ولادة جديدة .بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً،وتقبل الله منكم هذا العمل وهذا الجهد المبارك ،ونفع الله بهذا الملتقى جميع المسلمين .
---
الجندى
05-18-2006, 10:29 PM
حمداً لله على سلامة الملتقى
---
أيمن صالح شعبان
05-18-2006, 11:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدًا لله تعالى على الملتقى مرة أخرى ويسر الله لنا ولكم جميعا الخير وأدام وصلنا في الدراين بمنه وكرامه
والحمد لله رب العالمين
---
ابن الجزيرة
05-18-2006, 11:23 PM
الحمد لله على عودة منتدانا العزيز والذي لم نشعر بمكانته منا إلا بعد فقده فقد كان يجمعنا ويمثل بيتنا الذي نأوي إليه في كل حين .
نسأل الله أن يجزي القائمين عليه حق الجزاء , وأن ينفعهم بما يبذلون من جهود لخدمة كتابه العزيز .
---
سيف الدين
05-18-2006, 11:26 PM
نحمد الله على عودة هذا المنتدى الكريم العمل, وأرجو من الله سبحانه وتعالى ان يوفّق القائمين على هذا العمل المبارك الى ما فيه الخير ..
---
سعيد محمد الشهري
05-19-2006, 12:14 AM
اشكر الله أن هيأ لنا مثل هذا الملتقى كي ننهل من العلم الصافي ، والأدب الجم، والذوق الرفيع ، ونعرف أسرار القرآن ، ونستشف حكمه وعظاته ، ونحرك بها الإيمان في القلوب كي تنساق أنفسنا إلى حب الخيرات، وترك المنكرات، وحب الله أنصاره في كل مكان.
الحمدلله على عودة الملتقى، ووفق الله أصحابه، وأعضائه وزائريه إلى كل خير آمين.
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
05-19-2006, 12:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا سعيد أن الملتقى له كل هذه الشعبية
حيث بدأت التساؤلات عليه فى منتديات كثيرة وعلى أخباره
وجزاكم الله خيرا
---
أبو صفوت(1/140)
05-19-2006, 01:37 AM
الحمد لله على عودة ملتقانا الحبيب إلى نفوسنا وأسأل الله أن لا ينقطع عنا مرة أخرى
وأن يبارك في جهود الأعضاء والمشرفين
---
أبو فاطمة الأزهري
05-19-2006, 06:21 AM
حمداً لله على نعمه
نسأل الله لنا وللمشرفين وللأعضاء التوفيق والسداد وحسن الجزاء.
---
ناصر الدوسري
05-19-2006, 04:35 PM
لقد افتقد الجميع الملتقى في الأيام الماضية ، ولكن الحمد لله على رجوعه مرة أخرى ، ولا يفوتني أن أقدم الشكر للمشرف على هذا الملتقى الدكتور عبد الرحمن وجميع الإخوة العاملين معه ، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد
---
فهد الوهبي
05-19-2006, 05:28 PM
الحمد لله على العودة .. وجزاك الله خيراً فضيلة الدكتور عبد الرحمن على الإشراف المتميز على الموقع
---
محمود الشنقيطي
05-19-2006, 07:32 PM
الحمد لله رب العالمين على اجتماعنا أخرى..
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما.........يظنان كل الظن ألا تلاقيا (ابتسامة)
---
مجدي ابو عيشة
05-21-2006, 01:04 PM
الحمد لله على عودة المنتدى وبارك الله في القائمين عليه .
---
د.عبد الله الجيوسي
05-21-2006, 03:49 PM
عاد الموقع والعود احمد
ولادة جديدة إن شاء الله تعالى، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً،
لم اكن أتصور ان انقطاع الملتقى يسبب لي هذا الفراغ الذي كنت ألمسه، فعلى اتساع المواقع ورحابة الشبكة وجدتني محصورا في الملتقى الذي أدركت انه وقبل أي شيء وسيلة اتصالي برحم لي عز علي انقطاعها.
---
عبدالرحمن الشهري
05-21-2006, 08:19 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، وكم يسعدنا ويشرفنا أن نكون في خدمتكم دوماً ، وهذا الانقطاع لم يكن بأيدينا ، ولم نستطع التخلص منه فهذه الشبكة العنكبوتية - على نفعها - مليئة بالغرائب والمفاجئات ، ونسأل الله ألا يتكرر هذا الانقطاع مرة أخرى ، فاعذرونا حفظكم الله وسامحونا على التقصير .
حرر مساء الأحد 23/4/1427هـ
---
الكشاف
05-22-2006, 09:29 AM(1/141)
عوداً حميداً ، الحمد لله على السلامة .
---
فهد الناصر
05-22-2006, 09:34 AM
الحمد لله على عودة المنتدى وبارك الله في القائمين عليه .
---
سلسبيل
05-22-2006, 05:23 PM
الحمد لله على عودة ملتقانا الحبيب إلى نفوسنا وأسأل الله أن لا ينقطع عنا مرة أخرى
وأن يبارك في جهود الأعضاء والمشرفين
اللهم آمين
---
محمد بن عبد الله
05-24-2006, 08:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بورك لكم عودة منبركم , واقبال طلبة العلم على ملتقاكم جعله الله منارة من منارات طلة العلم تهدي لهم طريق الصراط المستقيم وتجعهلم على اتصال دائم بمشكاة نور النبوة.
---
الراية
05-24-2006, 10:47 AM
الحمد لله سبحانه وتعالى
وجزى الله خيرا الاخوة الكرام في الاشراف على جهودهم الواضحة والقوية في الاهتمام بهذا الملتقى الطيب
وكل الاخوة الذين يشاركون بالكتابة فيه شكر الله لهم ونفع بهم
---
العتيق
05-25-2006, 10:14 AM
الحمد لله على عودة هذا الملتقى الذي افتقدته كثيراً , والشكر كل الشكر للقائمين على هذا الموقع المبارك .
---
(1/142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الاعتصام للشاطبي كتاب الكتروني رائع
---
كتاب الاعتصام للشاطبي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
01-08-2007, 05:13 PM
كتاب الاعتصام للشاطبي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
كتابُ الاعْتصَام
للعلامَة أبي إسْحاق إبراهيم بن موسى
الشاطبيّ
حجم البرنامج848 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0107/1bcbf62d29.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0107/a48233aab5.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0107/645cfde08b.jpg
روابط التنزيل
http://sa32.com/files/81a1354118b399da/Aleetessam.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=300695
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/143)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
---
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
---
فرغلي عرباوي
05-25-2004, 04:14 PM
الأبحاث الصوتية... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
الهُتَافُ الصَّوْتُ بالدُّعَاء
ِ
التَّهْيِيتُ الصَّوْتُ بالإنْسَان كأَنْ تَقُولَ له: يَا هَيَاهُ ، وُينشَدُ قَوْلُ الرّاجِزِ:
قَدْ رَابَني أَنَّ الكَرِيَّ أسْكَتَا لَوْ كَانَ مَعْنِيّاً بِنَا لَهَيَّتَا
الجَخجَخَةُ الصُّياحُ بالنّداء
ِ
وفي الحَدِيثِ: (إذا أرَدْتَ العِزَّ فَجَخْجِخْ في جُشَم)
الجَأْجَأَةُ الصَّوْتُ بالإبِلِ لدُعَائِهَا إلى الشُّرْبِ وكَذَلِكَ الإهَابَة
ُ
الهَأْهَأَةُ الدَعاءُ بِهَا إلى العَلَف
ِ
الإبْسَاسُ الدُّعاءُ بِهَا إلى الحَلْب
ِ
السَّأسَأةُ دُعاءُ الحِمَار
ِ
الإِشْلاءُ دُعاءُ الكَلْب
الدَّجْدَجَةُ دُعَاءُ الدَّجَاجَةِ.
---
(1/144)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ثلاث فوائد منتقاة من قصة يوسف عليه السلام
---
ثلاث فوائد منتقاة من قصة يوسف عليه السلام
---
عيسى القرشي
12-25-2003, 01:59 PM
قصة يوسف من أحسن القصص وأوضحها وأبينها لما فيها من أنواع التنقلات من حال الى حال ومن محنة الى محنة ومن ذل الى عز ومن رق الى ملك ومن فرقة وشتات الى اجتماع وائتلاف ومن حزن الى سرور ومن رخاء الى جدب ومن جدب الى رخاء ومن ضيق الى سعة فتبارك من قصها فأحسنها ووضحها وبيّنها .
واليك أخي الكريم ثلاث فوائد منتقاة من قصة يوسف عليه السلام :
الفائدة الأولى :
نستفيد من قصة يوسف أن من دخل الإيمان قلبه وكان مخلصاً لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين )
الفائدة الثانية :
أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين أما فعل المعصية واما عقوبة دنيوية أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة .
الفائدة الثالثة :
أنه ينبغي للعبد أن يتملق الى الله دائماً في تثبيت إيمانه ويعمل الأسباب الموجبة لذلك ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة ويتذكر دائماً قول يوسف عليه السلام :
( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين )
( بتصرف يسير من كلام الامام السعدي رحمه الله )
---
(1/145)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ظاهرة التركيز القرآني على اليهود ..الأسباب والدلالات///
---
ظاهرة التركيز القرآني على اليهود ..الأسباب والدلالات///
---
tafza
02-25-2005, 03:06 AM
ظاهرة التركيز القرآني على اليهود ..الأسباب والدلالات
كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله.
(أوَكُلّما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم).
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود).
(لن يضروكم إلا أذىً وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار).
(لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر).
لم يركز القرآن الكريم على قوم كما ركز على اليهود (بني اسرائيل) حتى احتل الحديث عن هؤلاء القوم مساحة شاسعة واسعة في كتاب الله العزيز.
وهذه ظاهرة تعد في عالم التفسير من أبرز الظواهر القرآنية التي ينبغي أن نقف عندها طويلاً، لنتدبر آياتها، ونستكشف أسرارها ودلالاتها ومقاصدها، بقدر الوسع والطاقة، ولنقرأها قراءة أصيلة واعية معاصرة، ولا سيما إننا اليوم نرى تلكم الآيات المباركة ـ على كثرتها ـ متجسدة على الأرض، وكأنها نزلت في عصرنا، تتحدث عن واقعنا، وتسلط الأضواء على ساحة صراعنا.
وهذا هو جانب من جوانب الإعجاز في القرآن الكريم، فإننا اليوم أقدر من أي وقت مضى على استجلاء معاني آياته واستكشاف دلالاتها … فلا يزيد مرور الزمن وتوالي الدهور القرآن إلا وضوحاً وجلاءً: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
وهذا معنى (القرآن يفسره الزمان)، ومعنى (القرآن يجري على آخرنا كما جرى على أولنا، ويسري في الباقين كما سرى في الماضين).
ـ التركيز على اليهود: الأسباب والدلالات
وإذا أردنا أن نقف على أسباب ودلالات هذه الظاهرة القرآنية البارزة، فيمكننا أن نذكر ـ في هذا المجال ـ سبين أساسيين:
ـ السبب الأول: اليهود العدو اللدود(1/146)
اليهود هم العدو رقم واحد، الأشد والألد للاسلام والمسلمين، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).
وهل هناك كلام أكثر صراحةً وأشد وضوحاً من هذا النص القرآني الرباني حتى نحتاج إلى (أوسلو) وغير (أوسلو) لامتحان واختبار مدى جدية اليهود في السلام والالتزام بالاتفاقات والمواثيق والعهود!!
إن هذه الآية المباركة ـ على وجازتها ـ تثبت حقيقةً، وتقرر نفسية، وترسم سنة لا تتبدل ولا تتحول في صراعنا مع اليهود:
1 ـ لا تتحدث الآية عن اليهود في زمن النزول فحسب، بل هي واضحة في لسانها المستقبلي التوكيدي (لتجدنّ)، المؤكد بلام القسم ونون التوكيد الثقيل .. لتدل دلالة واضحة على أن هذه العداوة الشرسة ليست حالة طارئة، وحدثاً عابراً، بل هي أمر ثابت ونفسية راسخة.
2 ـ إذ التعبير بـ (الوجدان) يعبر عن مدى وضوح هذه العداوة وجلائها .. وأنها ليست خافيةً على أحد، بل ((هي ظاهرة مكشوفة وأمرُ مقرر يراه كل مَن يرى، ويجده كل مَن يتأمل!)).
3 ـ تقديم اليهود على المشركين في السياق: (اليهود والذين أشركوا) هو الآخر له دلالة على أنهم أشد عداوة من المشركين الوثنيين الذين لا يعترفون بكتاب ولا يؤمنون برسالة.
وقد تفطّن صاحب تفسير (في ظلال القرآن) إلى سياق الآية، فصرح قائلاً: ((نعم، إن العطف بالواو في التعبير العربي يفيد الجمع بين الأمرين ولا يفيد تعقيباً وترتيباً .. ولكن تقديم اليهود هنا، حيث يقوم الظن بأنهم أقل عداوة للذين آمنوا من المشركين ـ بما أنهم أصلاً أهل كتاب ـ يجعل لهذا التقديم شأناً خاصاً غير المألوف من العطف بالواو في التعبير العربي! إنه ـ على الأقل ـ يوجه النظر إلى أن كونهم أهل كتاب لم يغير من الحقيقة الواقعة، وهي أنهم كالذين أشركوا أشد عداوة للذين آمنوا! ونقول: إن هذا ((على الأقل)). ولا ينفي هذا احتمال أن يكون المقصود هو تقديمهم في شدة العداء على الذين أشركوا)).(1/147)
4 ـ لم تنطلق هذه العداوة التأريخية منط بيعة الكتاب السماوي عند اليهود (التوراة)، بل على العكس من ذلك تماماً لأنها انطلقت من تحريفهم للكتاب ونبذهم إياه وراء ظهورهم، وطبيعة نفسيتهم المريضة الحاقدة المستعلية التي تجعلهم (يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً)، وإلا فإن النصارى هم أيضاً أهل كتاب (الانجيل)، بيد أن المقطع الثاني من الآية ذاتها يقرر حقيقة معاكسة تجاههم: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)، وتعلل الآية المباركة سر هذه المودة (ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون).
وبقرينة المقابلة السياقية يتبين بجلاء أن عداوة اليهود تكمن بمدى الاستكبار والاستعلاء الذي يطبع نفسياتهم إلى درجة تجعلهم يُسخرون كل المقدسات في سبيل تكريس ذواتهم.
ـ السيكولوجية اليهودية:
لقد فصّل القرآن الكريم في العديد من آياته المباركة تعاملهم مع الآخرين، ومدى التزامهم بالعهود والمواثيق، كل ذلك من أجل أن يعطي لنا الصورة الأبرز، والمقومات الأوضح، والمعلومات الأدق والأصدق، لأشدّ عدو، وألدّ قوم: (ومَن أصدق من الله قيلا).
أن إهمال هذه الحقائق القرآنية يعتبر مؤامرة كبرى في طريق تجهيل الأمة بعدوها التأريخي، وجعلها تعيش الغموض تجاهه .. مما يعني الفشل الأكيد في التخطيط لمواجهته.
وفي الحقائق التي استعرضها القرآن حول الشخصية اليهودية، والمجتمع اليهودي، ما يكفي لأن نرسم صورة متكاملة لطبيعته ونسيته وأساليبه وطرق تفكيره.
ولا يقولنّ أحدُ أن يهود اليوم غير يهود الأمس، فإن هذا لا يدّعيه حتى اليهود أنفسهم، فإنهم ما فتئوا يصرون على أنهم الامتداد الطبيعي للأجيال اليهودية عبر التاريخ الطويل.(1/148)
والقرآن الكريم يكذب أولئك الذين يحاولون أن ينسخوا الآيات المباركة أو يمسخوها حينما يخاطب اليهودي عصر نزولا لقرآن بجرائم ارتكبها أجدادهم في زمن موسى (ع) كقوله تعالى: (وإذ قتلتم نفساً فادّرأتم فيها)، وقوله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت).
ومن المعلوم أن الذين قتلوا النفس، وتدافعوا فيها ـ كل طائفة منهم تدفع التهمة عن نفسها وتلصقها بغيرها ـ هم اليهود الذين كانوا في زمن موسى (ع)، وليس الذين كانوا في عصر النزول. وإنما صحّ خطابهم لتشابه قلوبهم، ووحدة نفوسهم وسلوكهم وأعمالهم. ثم أن القرآن بع قصة البقرة يخاطب المسلمين قائلاً: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام اله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).
ويمكننا أن نسجل ـ بإيجاز ـ أهم صفتين من الصفات التي رسمها القرآن، والتي يمكن أن ترسم لنا بدقة وصدق ووضوح السيكولوجية اليهودية:
ـ أولاً: نقض المواثيق ونبذ العهود
ولعل هذه هي الصفة الأبرز التي يتصف بها اليهود عبر التاريخ .. وقد ذكرت الآيات المباركة ذلك بصيغة الاستمرار والثبات والرسوخ فلا يمكن أن تكون سمةً مؤقتةً أو صفةً لا تملك الديمومة والاطراد:
(أوَكلّما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون).
(فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكّروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم).
(فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا).
(لقد أخذنا ميثاق بني اسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون).(1/149)
(وإذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون).
(إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون. فأما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون).
لا يسع المجال لأن نستقرئ جميع الآيات المباركة التي أكدت بلسان السنة التأريخية، والطبيعة الأخلاقية لبني اسرائيل، ذلك لأن هذه الآيات المذكورة آنفاً ـ وغيرها ـ لا تتحدث عن حادثة واقعة، وواقعة معينة .. بقدر ما هي تؤكد على حقيقة نفسية، وسلوك راسخ، تجعلهم لا يوفون بميثاق، ولا يلتزمون بعهد .. والتعبير بـ (أوَكلّما عاهدوا عهداً) و (كلما جاءهم رسول) و (فبما نقضهم ميثاقهم)، و (ينقضون عهدهم في كل مرة)، إنما هي تعابير تدل على الاضطراد والاستمرار والثبات إلى درجة تجعل من أخلاقية نقض العهود ونبذ المواثيق طابعاً نفسياً يهودياً على مدى التاريخ.
وهذا ما يصدقه التأريخ القريب والبعيد، كما يصدّقه الواقع المعاصر .. فلم يلتزم الاسرائيليون حتى بقرارات مجلس الأمن التي جاءت لمصلحتهم، وتكريساً لاعتداءاتهم، كقرار مجلس الأمن رقم 242 عام 1967 الذي كان اعترافاً باسرائيل دون ربط ذلك بحل قضية فلسطين التي اعتبرها القرار مشكلة لاجئين فحسب!!
ـ ثانياً: النكوص والهزيمة في أول المواجهة(1/150)
(لن يضروكم إلا أذىً وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا يُنصرون. ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبلٍ من الله وحبلٍ من الناس وباءوا بغضب من الله. وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)، (لأنتم أشد رهبةً في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون)، (لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).
(هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار).
إن من طبيعة اليهود الجلاء في أول الحشر ـ كما حصل ليهود بني النضير ـ غذ لم تستمر المقاومة في حصونهم إلا أياماً معدودة. وقد فاجأ الانهيار السريع الجميع، فلا أحد كان يتوقع ذلك: (ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم).
لقد فاجأ الجلاء المفاجئ المسلمين واليهود معاً .. وقد بيّن القرآن الكريم سر ذلك الانهيار .. إنه الخوف والرعب الذي يعيشه اليهود في داخل أنفسهم، فلم تنفعهم حصونهم: (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب).
نفوس خاوية، وقلوب فارغة، وأقدام متزلزلة، وهزيمة مكتوبة بل مضروبة: (لن يضروكم إلا أذى وأن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون. ضربت عليهم الذلة).
والتعبير بالضرب له دلالاته وايحاءاته أنه يعني الثبات أولاً والاحاطة ثانياً. الثبات كما تضرب السكة أو كما يضرب المسمار في الحائط، والاحاطة كما تضرب الخيام!!
هكذا هي طبيعة اليهود .. ضربت عليهم الذلة والمسكنة .. أينما وجدوا .. وفي أي بقعة من الأرض حلوا:
(ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحل من الله وحبل من الناس).(1/151)
والاستثناء المذكور في الآية له دلالاته وايحاءاته أيضاً فقد يكون اشارة ـ في واقعنا المعاصر ـ إلى الحلفاء كأمريكا وغير أمريكا .. وقد يكون اشارة إلى غير ذلك .. لأنهم لا يستطيعون الوقوف وحدهم، لما عليه من الذل والهوان.
وقد يتساءل البعض: إذا كان هذا هو حال اليهود في كل زمان ومكان، فلماذا نراهم في حال انتصار في جميع الحروب التي خاضوها مع العرب؟
الجواب واضح وبيّن:
إنهم أقوياء لضعفنا واستكانتنا وهزيمتنا وعمالة المتصدين الذين يقسمون بالله جهد إيمانهم أنهم لمع القدس وفلسطين. وإلا فإنه يكفي لثلة مجاهدة كحزب الله في لبنان أن تهزم اسرائيل هزيمة منكرة ما فعلت معشارها الجيوش العربية!!
وما أروع ما قاله الشاعر محمد الفيتوري ابان احتلال اسرائيل للقدس في نهاية الستينات، تلك القصيدة التي تخاطب الرسول الأكرم (ص) وتشخص سر ضعفنا وانتكاستنا وهزيمتنا، وانتصار مَن ضربت عليهم الذلة والمسكنة علينا:
يا سيدي .. عليك أفضل الصلاة والسلام من أمة مضاعفة
تقذفها حضارة الخراب والظلام
يا سيدي ..
منذ ردمنا البحر بالسدود ..
وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود
متنا
وداست فوقنا ماشية اليهود
من هنا ندرك دلالات وأبعاد كلمات رؤساء (اسرائيل) التي تخشى من عودة (المارد) الاسلامي:
لقد قالها ابن غوريون رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك:
((إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد)).
((نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الاسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ من جديد)).
السبب الثاني: التحذير من موالاة اليهود(1/152)
لم يكتف القرآن الكريم بتسليط الأضواء على العدو الأشد والألد في حديثه عن مكرهم وكيدهم ودسائسهم من باب (اعرف عدوك)، بل صرحت الآيات المباركة بالنهي الشديد عن موالاتهم ومودتهم وتطبيع العلاقات معهم: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومَن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وتكفي هذه الآية وحدها رادعاً ومانعاً عن موالاة اليهود والنصارى معاً ..
بين اليهود والنصارى: عداء أم ولاء؟
(لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض)، (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء … ).
كيف نجمع بين الآية الأولى التي تقرر حقيقة الولاء المتبادل، وبين الآية الثانية التي تثبت وتؤكد حقيقة العداء المتبادل، إلى درجة أن كل فريق يرى الآخر لا يمتلك ذرة من الحق فيما يدل عليه تعبير ((ليس على شيء))؟
من دون شك أن العداء بين اليهود والنصارى عداء تأريخي مرير وطويل، ولطالما تحدثت الأناجيل عن اليهود ومؤامراتهم على المسيح (ع) حتى أدى بهم ـ كما يدّعون ـ إلى قتله وصلبه. والتاريخ خير شاهد على تلك العداوة المتجذرة، فقد عاش اليهود في العالم المسيحي القمع والارهاب الاضطهاد .. وكانوا يخيرون في بعض البلدان المسيحية الأوروبية بين اعتناق المسيحية وفقأ العيون.
بيد أن هذا العداء يتحول إلى اتحاد وولاء فيما إذا كانت المعركة في مواجهة الاسلام .. حيث يعمد الفريقان إلى تجميد خلافاتهما التأريخية، وصراعاتهما العقائدية، للوقوف في خندق واحد أمام العدو (الألد) والمشترك.
ولهذا جاء الخطاب للمؤمنين في آية الولاء: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض).(1/153)
وقد أشار إلى هذا الجمع بين الآيتين العلامة الطباطبائي في تفسيره (الميزان)، وأكد أن ((الذي يبعث القوم على الاتفاق، ويجعلهم يداً واحدةً على المسلمين، أن الاسلام يدعوهم إلى الحق، ويخالف أعز المقاصد عندهم، وهو اتباع الهوى، والاسترسال في مشتهيات النفس وملاذ الدنيا)).
((فهذا هو الذي جعل الطائفتين: اليهود والنصارى ـ على ما بينهما من الشقاق والعداوة الشديدة ـ مجتمعاً واحداً يقترب بعضه من بعض، ويرتد بعضه على بعض يتولى اليهود النصارى وبالعكس)).
ومن الواضح أن قوله تعالى: (بعضهم أولياء بعض) في موضع التعليل للنهي الوارد في صدر الآية: (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء)، ليكون المعنى: ((لا تتخذوهم أولياء لأنهم على تفرقهم وشقاقهم فيما بينهم، يد واحدة عليكم لا نفع لكم في الاقتراب منهم بالمودة والمحبة)).
مرضى القلوب: المسارعون في اليهود
(فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة).
في هذه الآية المباركة ـ التي جاءت بعد آية النهي عن الموالاة ـ نتلمس الدلالات التالية:
1 ـ وصفت أولئك اللاهثين وراء اليهود بأنهم (مرضى القلوب)، وهو تعبير دقيق يشخص سر الوهن والضعف عندهم، ليجدوا أنفسهم أذلاء أمام الأعداء، فإن القلوب إذا مرضت اختلت الحركة وانعدم الثبات، وساد النفاق والتذبذب، ودبّ فيها الخوف والهلع والرعب، حتى ولو كان الآخر من أجبن خلق الله.
2 ـ التعبير عن اللاهثين بـ (المسارعين في) في قوله: (يسارعون فيهم) هو الآخر له دلالاته وايحاءاته، فإنهم لا يسارعون إليهم فحسب، بل يسارعون فيهم .. وهو تعبير يرسم لنا حرص هؤلاء المحموم ومدى تفاعلهم الروحي وانسجامهم النفسي مع اليهود والنصارى.(1/154)
3 ـ لذا فإن قولهم: (نخشى أن تصيبنا دائرة) قد يكون مجرد عذر لتبرير تلك المسارعة فيهم واللهاث وراءهم. ((فهؤلاء ـ كما يعبر الطباطبائي ـ يسارعون فيهمل الخشية اصابة دائرة عليهم، فليسوا يخافون ذلك، إنما هي معذرة يختلقونها لأنفسهم، لدفع ما يتوجه إليهم)) من لوم وتوبيخ ورفض واستنكار من قبل الواعين في الأمة الاسلامية.
وقد يكون قولهم (نخشى أن تصيبنا دائرة) عذراً حقيقياً لما يشعر به هؤلاء المرضى من رعب أمام قوة الأعداء، وما يتمتعون به من مظاهر العزة والغلبة. ولعل الذي يساعد على هذا المعنى ما سيأتي في آية الاستبدال: (ولا يخافون لومة لائم).
4 ـ أن هذه المسارعة لا يمكن لها أن تحقق أهدافها، إذ سرعان ما تحبط تلك المشاريع المتخاذلة، وتتكشف تلك النوايا السيئة، وسيعضُ أولئك اللاهثون المسارعون في موالاة أعداء الأمة على أصابع الندم، ولات ساعة مندم: (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين).
وهذا المقطع ـ على ما يبدو ـ بمثابة التفصيل لما ذكره المقطع الأخير في الآية السابقة: (والله لا يهدي القوم الظالمين). لذا فالتعبير بـ (عسى) الدالة على الترجي لا يؤثر على حتمية وقوع الندم لهؤلاء المتخاذلين اللاهثين المسارعين.
5 ـ إن (الفتح) أو (أمر من عنده) تعالى، لا محالة سيقع، وإن كان التعبير مجملاً .. حيث ذهب بعض المفسرين المعاصرين إلى أن المقصود من (الفتح) هو الغلبة عن طريق الحرب، والانتصار في ساحة المعركة، الذي يحقق انعطافة كبرى في مسيرة الصراع مع الأعداء لصالح الاسلام .. وأن المقصود من (أمر من عنده) هو استسلام الأعداء واستكانتهم لما سيؤول إليه المسلمون من قدرة فائقة، وعزة غالبة، من دون أن يخوضوا معهم حرباً حاسمة.(1/155)
وبذلك يكون الفرق بين (الفتح) و (الأمر) أن الأول يتحقق من خلال الانتصار العسكري الكبير، بينما يتحقق الثاني بواسطة انتصارات من نمط آخر، اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية.
ويعترف العلامة الطباطبائي أن مصداق (الفتح) غير بيّن، ومعنى (أمر من عنده) مجهول لنا، وإن كان المعنى الإجمالي واضحاً. لذا فقد تعددت الأقوال والاحتمالات في تفسير كل من (الفتح) و (الأمر)، حيث تجعل هذه التعابير المجملة المتدبر للقرآن في أقصى فاعليته العقلية في سبيل استكشاف المعاني الممكنة والمصاديق المحتملة، وهو مطمئن بهزيمة اليهود والنصارى معاً، وبفضيحة وخذلان المسارعين اللاهثين في موالاتهم، إلى درجة تجعل المؤمنين المجاهدين المتصدين لمشاريع الاستسلام، يقولون بخصوص أولئك المسارعين: (أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم أنهم لمعكم)؟!
إنه لم يعد للسائرين في ركاب الأعداء من غطاء يسترون به سوءاتهم، ومعاذير يبررون بها خياناتهم، فقد بدا كل شيء واضحاً، جلياً، حيث آلت مشاريعهم الاستسلامية الذليلة إلى الفشل الذريع، والخسران الفضيع: (حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين)!
لقد تكشفت النوايا، وحبطت الأعمال، وخسر اللاهثون كل شيء، فلم يعد لهم من مكان سوى مزبلة التاريخ. وهذا هو مصير الذين يخونون دينهم وأمتهم ووطنهم.
الموالون لليهود: ارتداء الولاء
(يا أيها الذين آمنوا مَن يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم … ).
إنه النداء الثاني ـ في السياق ت بعد النداء الأول الذي حذرنا من اتخاذ اليهود والنصارى أولياء.
وقد يتبادر لأول وهلة أن الارتداد عن الدين في الآية المباركة هو الارتداد (المصطلح)، الفطري أو الملي ـ كما تبادر إلى الكثير من المفسرين من القدماء والمعاصرين ـ الذين يتحول فيه المسلم إلى دين آخر ليصبح يهودياً أو نصرانياً ..(1/156)
بيد أن تدبر السياق ـ في الآية فنسها والارتباط بين مقاطعها، وفي الآية بالنسبة إلى ما قبلها وما بعدها ـ يوضح لنا وبجلاء أن المقصود من الارتداد عن الدين ليس هو ما تعورف في الفقه وبين الناس، بل هو ارتداد من نوع آخر أعمق وأدق، يمكن أن نطلق عليه (ارتداد الولاء)!
العلامة الطباطبائي: الردة تنزيلية لا اصطلاحية
ومن المفسرين المعاصرين الذين نبهوا إلى (ارتداء الولاء) هو العلامة الطباطبائي، حيث أشار إلى أنه ((ربما يسبق إلى الذهن أن المراد بالارتداد في الآية (54/ المائدة) هو ما اصطلح عليه أهل الدين … لكن التدبر في الآية وما تقدم عليها من الآيات (تدبر السياق) يدفع هذا الاحتمال)).
وبعد أن يعطي دلالات السياق والآيات الأخرى في سور أخرى (تفسير القرآن بالقرآن) يقول: ((فقد تبين بهذا البيان أن للآية اتصالاً بما قبلها من الآيات، وأن الآية مسوقة لاظهار أن دين الله في غنىً عن أولئك الذين يخاف عليهم الوقوع في ورطة المخالفة وتولي اليهود والنصارى لدبيب النفاق في جماعتهم، واشتمالها على عدة مرضى القلوب، لا يبالون باشتراء الدنيا بالدين، وايثار ما عند أعداء الدين من العزة الكاذبة والمكانة الحيوية الفانية على حقيقة العزة التي هي لله ولرسوله وللمؤمنين … )).
ولهذا يرى صاحب تفسير الميزان أن الآية تنبئ عن ((ملحمة غيبية)) قائمة على سنة الاستبدال، وأن المراد من (الارتداد) عن الدين ـ في الآية ـ ((هو موالاة اليهود والنصارى)).
المجتمع الاسلامي: مظاهر الارتداد(1/157)
ويعقد العلامة الطباطبائي بحثين بعد تفسيره لمعنى الارتداد في الآية .. أحدهما روائي، والآخر مزدوج (قرآني ـ روائي) يتحدث فيهما عن الروايات التي فسرت معنى الارتداد، وشخصت البديل الذي سوف يأتي به الله ليقوم بدوره في ساحة الصراع بعد أن تخاذل المتصدون وراحوا يلهثون وراء مخططات الأعداء. وهذه الروايات تؤكد ـ هي الأخرى ـ ما أفاده السياق من (ارتداء الولاء)، حيث يرتد المجتمع الاسلامي ردةً (تنزيلية) لا (اصطلاحية) بيّنها العديد من الآيات المباركة، كقوله تعالى: (ومَن يتولهم منكم فإنه منهم أن الله لا يهدي القوم الظالمين)، وقوله: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون).
وقد ذكر العلامة حديثين طويلين حول أخبار ملاحم آخر لازمان اعتبرها ((كالتفصيل لما تدل عليه الآية الكريمة)): (مَن يرتد منكم عن دينه … ).
ويعطي هذان الحديثان تفاصيل دقيقة ومفصلة لما سيؤول إليه المجتمع الاسلامي من مظاهر الارتداد عن الدين بعد أن ينكفأ الدين ((كما ينكفئ الاناء))، حيث يلي المسلمين ((أمراء جورة، ووزراء فسقة، وعرفاء ظلمة، وأمناء خونة))، و ((أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوهم)).
سيد قطب: السياق وارتداد الولاء
ينبّه المفسر سيد قطب إلى سياق آية الارتداد في سورة المائدة، فيرى أن التهديد في الآية ((ينصرف ـ ابتداءً ـ إلى الربط بين موالاة اليهود والنصارى وبين الارتداد عن الاسلام. وبخاصة بعدما سبق من اعتبار مَن يتولاهم واحداً منهم، منسلخاً من الجماعة المسلمة منضماً إليهم: 0ومَن يتولهم منكم فإنه منهم) .. وعلى هذا الاعتبار يكون هذا النداء الثاني في السياق توكيداً وتقريراً للنداء الأول .. يدل على هذا ـ كذلك ـ النداء الثالث الذي يلي النداء والسياق، وهو منصب على النهي عن موالاة أهل الكتاب والكفار … )).(1/158)
وهكذا تتعانق النداءات الثلاثة في سياق واحد لتشكل موضوعاً واحداً متكاملاً يبين مخاطر ارتداد الولاء:
النداء الأول: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض … ).
النداء الثاني: (يا أيها الذين آمنوا مَن يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه … ).
النداء الثالث: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء … ).
ويشجب سيد قطب ((عملاء أهل الكتاب في الوطن الاسلامي ممن يقيمهم الاستعمار هنا وهناك علانية أو خفية))، الذين يسعون جاهدين في ((تمييع)) و ((طمس)) هوية الصراع وحقيقته التي يقررها القرآن (في مواضع كثيرة من كلامه الصادق المبين)): (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، (قل: يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا … )، ليصوروا أن ((قضية الدين والحرب الدينية قد انتهت! وأنها كانت مجرد فترة تأريخية مظلمة عاشتها الأمم جميعاً! ثم تنور العالم و ((التقدم)) فلم يعد من الجائز ولا اللائق ولا المستساغ أن يقوم الصراع على أساس العقيدة .. وإنما الصراع اليوم على المادة! على الموارد والأسواق والاستغلالات فحسب.
* المصدر : مجلة التوحيد /العدد 106
---
فهد الناصر
02-25-2005, 01:37 PM
شكراً للأخ tafza على هذا النقل الممتع . وفي هذه المقالة فوائد كثيرة . وينبغي التنبيه - مع قلة بضاعتي - على أمور لاحظتها في المقالة :
- يبدو لي أن كاتب المقالة من الشيعة - مجرد ظن فقط - حيث لاحظت قوله (وإلا فإنه يكفي لثلة مجاهدة كحزب الله في لبنان أن تهزم اسرائيل هزيمة منكرة ما فعلت معشارها الجيوش العربية !!) والجميع يعرفون حقيقة هذا الحزب ، والقائمين عليه فلا داعي للتفصيل.(1/159)
وقوله (وقد أشار إلى هذا الجمع بين الآيتين العلامة الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ) وأكثر من النقل عن الطباطبائي في مقالته ، وهو من مفسري الشيعة المعتبرين ، وفيما نقله خير ولكن مجرد الاكتفاء بتفسيره مع تفسير في ظلال القرآن جعنلي أقول هذا وأرجو أن أكون واهماً.
ولعل المشرفين الفضلاء يؤكدون لي هذا أو ينفونه إن كنت أخطأت .
---
(1/160)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > يا أهل التفسير بل يا أهل الإسلام اترككم مع هذا الخبر
---
يا أهل التفسير بل يا أهل الإسلام اترككم مع هذا الخبر
---
أحمد البريدي
03-29-2004, 10:43 PM
تشن جمعية (يد لاحيم) اليهودية حملة شعواء لتشويه صورة الإسلام عبر محاولات حثيثة للتشكيك بالدين الإسلامي وأصوله، تعمد من خلالها إلى إدخال تفاسير محرفة لآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وتنسب أقوالا محرفة ومشوهة وبعيدة عن الواقع لعلماء وفقهاء مسلمين كبار من أمثال الإمامين أبي حنيفة والشافعي.
وتنشر الجمعية المذكورة والممولة من حركة "شاس" الدينية المتطرفة مؤلفا من 222 صفحة باللغة العبرية على الإنترنت وتصدر أشرطة فيديو وكاسيت تتضمن تمثيلا يسيء للمرأة المسلمة ومعاملتها في الإسلام.
ولهذا الغرض أنشأت الجمعية اليهودية لها مركزين رئيسيين في تل أبيب والجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة ووضعت هاتفا مجانيا لمن يريد التعرف على ما أسمته "القرآن الجديد". وزعم رئيس الجمعية راب ليفسيك أنه مستعد لإيصال ما أسماها "رسالة الإسلام الجديدة" لمن يريد التعرف على الأحاديث والآيات القرآنية "بالشكل الصحيح".
وبحجة توعية المجتمع الإسرائيلي على مفاهيم الإسلام, تعمد هذه الجمعية المشبوهة إلى تحريف أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وتحريف معاني ونصوص القرآن الكريم بزعم أنه ليس من عند الله وليس منزلا من السماء وإنما هو من عند النبي حسب افترائها.
وتزعم الجمعية أنها بذلك تسدي للمسلمين خدمة لأنهم حسب ادعائها يفهمون القرآن والأحاديث بصورة خاطئة وأن الجمعية تعمل على إزالة ما أسمته بالأفكار المسمومة المبثوثة في المجتمع الإسلامي حسب ادعائها.(1/161)
ودأبت "يد لاحيم" على هذه الخطوة الخطيرة منذ بضعة أشهر عن طريق نشر صور محرفة وكريهة عن الإسلام في المجتمع الإسرائيلي بكميات كبيرة باللغة العبرية. كما تعمل على نشره لاحقا في المجتمعات الغربية بهدف التحريض على المسلمين وإحداث حروب وقلاقل مستمرة بين العالمين الغربي والإسلامي.
وأخطر ما تقوم به هذه الجمعية العنصرية هو تلقين هذه الأفكار الحاقدة والأكاذيب للأطفال اليهود بل ولبعض الأطفال العرب في المدارس اليهودية المختلطة بغية تنشئتهم على كراهية المسلمين وتشكيكهم في دينهم بزعمها بهتانا وزورا أن الدين الإسلامي مليء بالتسمم ويؤدي إلى الهلاك.
وتعتبر هذه الخطوة من الجمعية اليهودية جزءا من السياسة المتبعة لدى الأحزاب المعادية والحاقدة على الإسلام والمسلمين.
وقد فند مفتي القدس والأراضي المقدسة الشيخ عكرمة صبري محاولات جمعية يد لاحيم المس بالقرآن الكريم وتحريفه وأكد للجزيرة نت أن هذه المحاولات ليست جديدة على هؤلاء ومآلها الفشل كسابقاتها. وأوضح المفتي أن الله تعالى قد أخذ على نفسه عهدا بحفظ القران الكريم من التحريف, كما جاء في الذكر الحكيم: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
ـــــــــــ
المصدر :الجزيرة : هنا (http://www.aljazeera.net/news/arabic/2004/3/3-29-12.htm)
---
أبو علي
03-30-2004, 09:12 AM
أخي أحمد البريدي وفقه الله
لا عجب أن يصدر ذلك من اليهود ، فإذا عدنا إلى قصتهم في القرآن (سورة البقرة) فإننا نجدها جاءت مباشرة بعد ذكر قصة إبليس، وبالتفكر في سبب ذلك يتبين لنا أن قصتهم مشابهة لقصة إبليس .
إبليس أمر بالسجود لآدم فأبى.
اليهود أمروا أن يؤمنوا برسول الله المصدق لما معهم ولا يكونوا أول كافر به، فكانوا أول كافر بما استيقنته أنفسهم من الحق.
إبليس قال : أنا خير من آدم (خلتني من نار وخلقته من طين).
قالت اليهود : نحن الجنس السامي شعب الله المختار.(1/162)
إبليس لعن وخرج من رحمة الله مذءوما مدحورا.
اليهود لعنوا وضربت عليهم الذلة والمسكنة.
إبليس حسد آدم وتوعد أن يغوي ذريته.
اليهود كذلك ودوا لو يردوا المؤمنين كفارا حسدا من عند أنفسهم.
إبليس عدو مبين للإنسان
اليهود أشد عداوة للذين آمنوا.
الشيطان قال : أنظرني إلى يوم يبعثون.
واليهود أحرص الناس على حياة.
إذن فإبليس شيطان الجن واليهود شياطين الإنس، فكان من الحكمة أن يحذرنا الله من شيطان الجن وقبيله وبعد ذلك يحذرنا من شياطين الإنس اليهود.
تشابه واضح في موقف إبليس وفي موقف اليهود.
---
أحمد البريدي
03-30-2004, 09:28 PM
لا أشك فيما ذكرت وفقك الله , إذ القرآن صرح به في مواضع منها " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا "
لكن ما نحن صانعون امام هذه الحملات هل سنكتفي بترديد " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ", إن للبيت رب يحميه , ليكن هذا حجة للكسل والتخاذل , أم سنكون من أدوات تحقيق هذا الوعد , ونعمل على وقف هذه الهجمات بالعمل على كل الجهات وفي كل الجبهات , اسأل الله أن يجعلنا من أنصار دينه .
---
د. هشام عزمي
03-30-2004, 10:38 PM
كاتب الرسالة الأصلية : أحمد البريدي
لكن ما نحن صانعون امام هذه الحملات هل سنكتفي بترديد " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ", إن للبيت رب يحميه , ليكن هذا حجة للكسل والتخاذل , أم سنكون من أدوات تحقيق هذا الوعد , ونعمل على وقف هذه الهجمات بالعمل على كل الجهات وفي كل الجبهات , اسأل الله أن يجعلنا من أنصار دينه .
ما شاء الله ! و الله لقد ألهمتني بفكرة رائعة أضعها هنا قريباً إن شاء الله .
إن تنصروا الله ينصركم .
---
محب
03-31-2004, 09:16 PM
جزى الله أخانا أبا على خيراً على تلك المقارنة .(1/163)
أوضحت التشابه بين اليهود وإبليس : فى عصيان الأمر ، وفى الاستكبار ، وفى الجزاء ، وفى عاقبته ، وفى دوام العداوة .
لكن خفى على وجه التشابه الأخير :
الشيطان قال : أنظرني إلى يوم يبعثون.
واليهود أحرص الناس على حياة.
فالشيطان لم يطلب الإنظار لحرصه على الحياة ، وإنما لحرصه على الانتقام من آدم وبنيه .. واليهود أحرص الناس على حياة ؛ لتمكن الدنيا من قلوبهم ، وليس لغرض الإضلال وإن وقع .
---
الخالد
04-04-2004, 03:36 PM
شكرًا لك يا أخ أحمد على هذا الموضوع ، فقد بين لنا بعض ما يقوم به قتلة الأنبياء ضد دين الحق دين الإسلام ولكن كل منا يعمل على حسب طاقته والله هو الموفق .
---
(1/164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لمشاركة في مؤتمر علمي بجامعة الزرقاء
---
دعوة لمشاركة في مؤتمر علمي بجامعة الزرقاء
---
جمال أبو حسان
08-13-2006, 01:10 PM
تعليمات للمشاركين
يرجى من الراغبين في المشاركة في هذا المؤتمر تعبئة استمارة الاشتراك في هذه النشرة وإرسالها إلى العنوان المدون فيها بأسرع وقت ممكن لنتمكن من تزويده بالنشرات اللاحقة الخاصة ببرنامج المؤتمر وترتيباته.ونرجو من المشاركين ببحوث أن يراعوا ما يلي:
1. اختيار أحد المحاور السبعة للكتابة فيه، وتجليته في ضوء الأهداف التي يقصد المؤتمر إلى تحقيقها، وبإمكان الباحث أن يضيف ما يراه مناسباً للمحور الذي اختار الكتابة فيه.
2. أن يكون البحث أصيلا، وأن تتوافر فيه شروط البحث العلمي المتعارف عليها، وسيخضع البحث للتقويم الأولي.
3. للباحث أن يعطي البحث حقه من الدراسة بحد أقصى (35) صفحة على أن يضع مختصراً له يمكن إلقاؤه في المؤتمر بما لا يزيد على (15) دقيقة .
4. يقدم البحث مطبوعاً على الحاسوب على برنامج ( word ) حجم الخط (14) ونوع الخط (Simplified Arabic ) ولا يطبع على أي برنامج مع ملخص له ويخزن على قرص مرن "ديسك كمبيوتر" ويرسل قبل تاريخ / / 2006م.
5. ترسل قسيمة المشاركة وملخص البحث قبل تاريخ / /2006م.
6. يذكر في خاتمة البحث أهم النتائج التي توصل إليها الباحث وأهم التوصيات التي يوصي بها.
7. يبلغ الباحث بقبول البحث أو الاعتذار عن ذلك خلال شهرين من استلام النسخة النهائية.
8. يمكن إرسال البحوث بصورتها النهائية مع ملخصاتها بواسطة البريد الإلكتروني .
9. لا تعاد نسخ البحوث المرسلة سواء قبلت أو اعتذر لأصحابها.
10. ستنشر الجامعة، وقائع المؤتمر وأبحاثه في كتاب خاص يحمل اسم المؤتمر .(1/165)
11.الباحثون القادمون من خارج الأردن الذين تقبل أبحاثهم في المؤتمر تكون إقامتهم ولمدة
أربعة أيام على حساب الجامعة، أما نفقات سفرهم فتكون على حسابهم الخاص .
12.من تستكتبه الجامعة شخصياً تكون نفقاته ذهاباً وإيابا واقامة على حساب الجامعة
جامعة الزرقاء الأهلية
منارة علمية، أقيمت على حدود الصحراء، لتقف في وجه التصحر الفكري والبيئي.
تنبع فلسفتها من عقيدة الأمة والحضارة الإسلامية العريقة.
رسالتها مبنية على أركان خمسة هي: (الإيمان والعلم والعمل والخلق والتعاون).
أنشئت هذه الجامعة عام 1994م وهي أول جامعة تقام في محافظة الزرقاء.
وتضم الجامعة سبع كليات هي:
1. كلية الشريعة 2. كلية الآداب 3. كلية العلوم.
4. كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية. 5.كلية الحقوق
6. كلية العلوم التربوية. 7.كلية العلوم الطبية المساندة.
اللجنة التحضيرية للمؤتمر :
د. رحيل غرايبة – رئيساً
د. عبد المجيد ديه – مقرراً
د. بسام العموش – عضواً
د. جمال أبو حسان - عضواً
د. عدنان عزايزة – عضواً
سكرتاريا المؤتمر : حسام الحاج علي
سهى كمال
جامعة الزرقاء الأهلية
الزرقاء – الأردن
مؤتمر كلية الشريعة الثامن
قضايا معاصرة في الفقه السياسي الاسلامي
/ ربيع أول /1427 هـ
17-19/ نيسان / 2007مـ
ص.ب: 2000 الزرقاء 13100 الأردن
هاتف : 3821100-5-962
فاكس : 3821120-5-962
بريد الكتروني :
Email: sharia@zpu.edu.jo
قسيمة الاشتراك :
الاسم الكامل :
الصفة : (دكتور، السيد، السيدة، ... )
الجنسية :
جهة العمل :
الوظيفة:
العنوان البريدي:
المدينة :
البلد:
الهاتف : العمل :
المنزل :
الهاتف المتحرك:
الفاكس:
ص . ب :
البريد الإلكتروني:
أريد الاشتراك بالمؤتمر ببحث عنوانه :
أريد الاشتراك بالمؤتمر كمشارك فقط :
موضوع المؤتمر :(1/166)
اختار القائمون على المؤتمر الثامن في كلية الشريعة أن يتخصص هذا العام في قضايا النظام السياسي الاسلامي وأن يتم التركيز على القضايا المعاصرة والمستجدة التي تحتاج الى اجتهاد جماعي وحوار معمق من أجل تأصيليها وتوضيحها وبيان معالجتها بطريقة قادرة على الاجابة على مختلف الأسئلة المثارة حولها والاسهام في صياغة نظرية سياسية اسلامية معاصرة حول ادارة الدولة في الاسلام.
أهداف المؤتمر :
1. الاسهام في تنمية الفقه الاسلامي المتعلق بالنظام السياسي ومسائل ادارة الدولة وشؤون السلطة .
2. توضيح الدولة وأركانها في الاسلام وكيفية اختيار الحاكم .
3. التعرف على مكونات شعب الدولة في الاسلام وقضايا الجنسية والمواطنة .
4. بلورة رأي فقهي مدروس بشأن التعددية السياسية وتشكيل الأحزاب ووجود المعارضة السياسية ومبدأ تولي السلطة في النظام السياسي الاسلامي .
5. توضيح موقف الفقه الاسلامي من حقوق المرأة السياسية مثل الانتخاب والترشيح وتولي الولايات العامة في ظل الدولة الاسلامية .
6. التعرف على موقف الشريعة الاسلامية من العلاقة مع المؤسسات والمواثيق الدولية، وقضايا التمثيل الدبلوماسي .
7. الاجابة على مختلف الأسئلة المتعلقة بحكم المشاركة في السلطة وادارة الحكم في ظل الأنظمة العلمانية وصولاً إلى صياغة خطاب سياسي معاصر .
محاور المؤتمر
المحور الأول : الدولة وشكلها وأركانها
1. دولة الاسلام الأولى وأركانها .
2. شكل الدولة ومؤسساتها .
3. اختيار رئيس الدولة .
4. الانتخاب والاستفتاء .
5. سلطات الدولة :التشريعية والتنظيرية والفضائية.
6. تعدد الدول الاسلامية .
7. دستور الدولة .
المحور الثاني : شعب الدولة الاسلامية :
1. مكونات شعب الدولة .
2. الجنسية والمواطنة .
3. غير المسلمين في الدولة الاسلامية
4. الحقوق والواجبات .
5. الاقامة المؤمنة في الدولة الاسلامية .
المحور الثالث:التعددية السياسية في النظام السياسي الاسلامي(1/167)
1. وجود الأحزاب وتشكيلها وتعددها .
2. المعارضة السياسية .
3. الشورى والديمقراطية .
4. مبدأ تداول السلطة .
5. حرية الرأي والاختلاف .
المحور الرابع : المرأة في النظام السياسي الاسلامي :
1. حق الترشيح .
2. حق الانتخاب .
3. تولي الولايات العامة والخاصة .
4. المرأة والعمل العام .
5. المرأة والجهاد .
الحور الخامس : الدولة الاسلامية والشرعية الدولية:
1. التعامل مع التشريعات والمواثيق الدولية .
2. العلاقة مع الهيئات والمؤسسات الدولية .
3. العلاقة مع الدول الأخرى .
4. التمثيل الدبلوماسي .
المحور السادس: العمل السياسي في ظل الأنظمة العلمانية:
1. المشاركة البرلمانية .
2. المشاركة في الحكومة .
3. تولي الوظائف العامة والخاصة .
4. تشكيل الأحزاب السياسية .
5. الخطاب السياسي .
---
(1/168)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رِسَالَةٌ عَاجِلَة ..يُوْجَدْ صُوْرَةٌ حَقِيْقِيَّةٌ
---
رِسَالَةٌ عَاجِلَة ..يُوْجَدْ صُوْرَةٌ حَقِيْقِيَّةٌ
---
عبد الله الخضيري
02-01-2004, 12:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشيوخ الكرام ...
و الرواد الأفاضل ...
و الزوار المحترمون ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
.... تحية طيبةً
... و بعد
قرَّاءَ هَذِهِ الرِّسَالَةِ ..
يَا أَهْلَ القُرآن
وَ يَا روَّاد التَّفْسِيْرِ
يُهَنِّؤكُمُ - المُهَنِّؤُنَ – أَنْ نِلْتُم شَرَفَ المُلْتَقَى وَحَظِيْتمْ بالثِّقَةِ – وأنتَ بهَا جَدِيْرونَ - ، وقَدْ أَكُوْنُ أَحَدَ المهَنِّئِينَ ، كمَا قَد أكُوْنُ ممَّنْ تَأَخَّرُوا فِي إِزْجَاءِ التَّهْنِئَةِ بعْدَ مُرُورِ أعيَادٍ و مُقَارَبَةِ الحَوْلِيَّةِ في تَأسِيْسِ وَنَجَاحِ الملْتَقى ، إذ يدفعني الحبُّ لتهنئتكم ويمنعني الحياء من ذلك إجلالاً وتقديراً لفضلكم و علمكم ، فحقوقكم أكبر من أن يخطُّهَا يراعٌ أو أن يُنْفِذَهَا اللسَان .
لَكِنِّي مُتَفَائلٌ بأَنِّي مِنْ أَصْدَقِ النَّاس لَكُم مَشَاعِراً ؛ إِذْ يدفعني الحبُّ لتهْنِئَتِكُمْ وَيَحْدُونِي الشَّوْقُ إلى رؤيَتِكُم و الجُلُوسِ مَعَكُم ، داعياً - اللهَ الكَريمَ - أَنْ يَشْمَلَكُمْ بِالتَّوفِيْقِ ، وَأَنْ يُشْعِلَ لَكُمْ قَنَادِيْلَ السَّعَادَةِ .
فأعيَادُكُم مبَاركةٌ ، وجعَلَهَا الله تعود علَى أمَّة الإسلام بالنَّصْرِ وَ التَّمْكِيْنِ ، وَ تقبَّلَ اللهُ مِنَ الجَمِيْعِ طَاعَاتِهِم وَعِبَادَاتِهِم وَ مَنَاسِكَهُم
وَاللهُ يَحْفَظُكُمْ وَيَرْعَاكُمْ .
أَخُوْكُم المُحِبُّ
عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحَ الخُضَيْري(1/169)
### الصورة الحقيقيَّة : هي تلك التَّهاني تُعبِّرُ عمَّا في القلوب ، و لا أظنُّنِي مخطئاً حين أقول : إنما كتبته هنا يوَّدُ كلُّ قارئٍ أن يكون سبق بكتَابتِه و تحليته و تجليَتِهِ ، و إنما يؤكد ذلك عربون الأخوة في الله في هذا الملتقى و توحُّد المسار و النهج و الطريق و صدق القلوب ، و الله من وراء القصد ###
---
محمد رشيد
02-01-2004, 01:19 AM
لا أحب عادة أن أكون في المرتبة الثانية
و لكن ... أمر الله
تقبل الله تعالى منا و منكم أحبتي المسلمين
و أسأل الله تعالى أن يكون هذا العيد المبارك بشرى خير لتغير شيء من الأحوال التي فيها نحن المسلمون .. آمين
أخوكم و محبكم / أبو يوسف محمد يوسف رشيد
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2004, 02:19 AM
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وجعل هذا العيد مباركاً للمسلمين .
شكر الله لك أخي العزيز عبدالله الخضيري مشاعرك النبيلة التي نشاركك فيها ، ونسأل الله أن يجمع قلوبنا جميعاً على طاعته ومحبته.
وعيدكم مبارك جميعاً أيها الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل التفسير.
---
عماد الدين
02-02-2004, 09:55 AM
عيدكم مبارك جميعا
وكل عام وأنتم بخير .. والأمة الإسلامية رايتها مرفوعة
---
عبد الله الخضيري
02-05-2004, 05:33 PM
الإخوة الكرام / محمد يوسف ، عبد الرحمن الشهري ، عماد الدين ،
شكر الله لكم ما سطَّرت أقلامكم ، و فاضت به أفئدتكم ،
ملأ الله قلوبكم سكينة و أذاقها برد اليقين ، و حلاوة العافية
و الشكر والدعاء يتصلان لكل من أمَّن
و دمتم موفّقين
---
(1/170)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نظم اختيارات شيخ الإسلام ابن تيميه للعلامة الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ
---
نظم اختيارات شيخ الإسلام ابن تيميه للعلامة الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ
---
أبو مهند النجدي
12-27-2005, 04:20 PM
على هذا الملف
---
الجعفري
01-09-2006, 08:34 AM
جزاك الله خيرا
---
أبو مهند النجدي
05-02-2006, 10:15 AM
بارك الله فيك
---
(1/171)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نبذة عن كتاب : معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني
---
نبذة عن كتاب : معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني
---
الطيب وشنان
09-20-2006, 01:14 PM
عنوان الكتاب :
*****************
معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني (444هـ)
إمام القراء بالأندلس و المغرب و بيان الموجود منها و المفقود
مناسبة الصدرو :
******************
بمناسبة الذكرى الأفية لظهور مدرسته في القراءات
المؤلف :
*********
الشيخ الدكتور عبد الهادي حميتو
الناشر:
********
الجمعية المغربية لأساتذة التربية الاسلامية/ بآسفي / المغرب
المطبعة : مطبعة الرفاء / آسفي / المغرب
الطبعة الأولى
صفر 1421هـ/ماي 2000م
نبذة عن الكتاب :
******************
معجم يشتمل على المأثور من مؤلفات الإمام المقرئ الحافظ أبي عمرو الداني عثمان بن سعيد القرطبي ثم الداني (371/444هـ)
و يتضمن التعريف بموضوعاتها و الموجود و المفقود ، و المطبوع منها و المخطوط و مكان وجوده.
و يشتمل على نصوص و نقول قيمة من بعض كتبه المفقودة تدل على مكانتها
كما يعتبر أوفى سجل مفهرس لأسماء مؤلفاته ، إذ يزيد عدد المؤلفات المذكورة فيه على العدد المذكور في الفهرسة المنشورة بما يربو على الخمسين كتابا مما تجاوزه جامعها و لم يعرج عليه.
و هو الى هذا ، مرآة صافية تعكس جانبا من الاشعاع العلمي الذي قام حول كتب أبي عمرو الداني عبر العصور ما بين نظم لمادتها و شرح و اختصار و تتميم و دراسة مقارنة و غيرها .(1/172)
و يحتوي الى هذا على عدد وافر من التنبيهات على ماوقع فيه عدد من المحققين لتراث الداني من أوهام في تحقيق أسماء بعض كتبه و التمييز بين أعيانها ، أو نسبة مؤلفات اليه أثبت البحث و التحري أنها لغيره ، الى غير ذلك ، مما يجده القارئ الكريم في مواضعه من الكتاب مدلولا عليه بأدلته ، و موثقا بالمصادر الهادية اليه و الله عز و جل الموفق و الهادي الى سواء السبيل .
---
(1/173)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > التوسُّل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
---
التوسُّل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
---
ابن الجزيرة
01-17-2006, 06:43 PM
أجاب عليه:سلمان العودة
السؤال:
لقد أشكل علينا كلام لابن كثير - رحمه الله - في تفسيره لسورة النساء آية ( 64 ) قوله - تعالى -: " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً " الآية .حيث قال:" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه (الشامل) الحكاية المشهورة عن العتبي قال : كنت جالساً عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي، فقال : السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً"، وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي . ثم أنشأ يقول : يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في النوم فقال : يا عُتبي! الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " .
الجواب:(1/174)
نعم . ذكر هذا ابن كثير في التفسير كما ذكر السائل ، وذكره أيضاً ابن قدامة في (المغني) في كتاب الحج، زيارة قبر النبي - صلي الله عليه وسلم - (3/298)، وذكره النووي في (المجموع 8/256)، وقال :" ومن أحسن ما يقول، ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له ".وقال العز بن عبد السلام :" ينبغي كون هذا مقصوراً على النبي - صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه سيد ولد آدم .."وانظر فيما ينسب للفقهاء (الموسوعة الفقهية), مادة ( توسّل ).وقد اختلف العلماء في التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - على قولين مشهورين أحدهما: الجواز , وفي مثله تساق القصة السابقة.والثاني : المنع ، وهو منقول عن أبي حنيفة، وأحمد، وغيرهما.قال ابن تيمية - رحمه الله – " ..لم يكن الصحابة يفعلونه ، في الاستسقاء ونحوه ، لا في حياته ولا بعد مماته , لا عند قبره, ولا غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة، أو عمن ليس قوله حجة ".وقد أطال ابن تيمية - رحمه الله - النَّفَس في مسألة التوسل والوسيلة.وصنف فيها كتاباً خاصاً مشهوراً ، وساق الخلاف ,ورجح ما سبق, ثم بين أن المسألة خلافية وأن التكفير فيها حرام وإثم؛ لأنها مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة.وبالذي اختاره الشيخ من منع التوسل إلى الله بالرسول - صلى الله عليه وسلم – أقول؛ لأن سد هذا الباب أصفى للتوحيد , وأبعد عن الغلو , خاصة مع ما رُكّب في نفوس العامة من الميل إلى التعلق بالحسيات والتذرع إلى الوقوع في الشرك.مع ملاحظة ما ذكره - رحمه الله - من الاختلاف في المسألة عند أحمد وغيره ، وعند المتأخرين.والقصة المذكورة ليس لها إسناد, ولو فرض أنها صحيحة فلا حجة فيها، والله أعلم .
الرابط /http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content.cfm?id=2726
---
أبو عمار المليباري
01-28-2006, 03:12 PM(1/175)
بسم الله الرحمن الرحيم . إن التوسل بات من المسائل المعروف حكمها لدى العامة والخاصة وفي هذه البلاد على الوجه الخصوص . فأعتقد أنه لا يخاض في هذه المسألة مرة أخرى إلا بإضافة جديدة ، أو من باب التذكير ولكن يراعى في التذكير أن يوفى حق الموضوع ولا ينبغي للكاتب أن يترك القارئ في غموض وإشكال . ومن المفترض أن يحال على كتب العلماء المعتبرين ممن لهم عناية بالعقيدة الإسلامية السنية عناية كبيرة . وأحيل القراء هنا على كتابين في موضوع التوسل : وهما معروفان ومتداولان :
1- التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية بتحقيق الدكتور/ ربيع المدخلي .
2- التوسل أحكامه وأنواعه : لمحدث الديار الشامية العلامة الألباني بعناية الشيخ العباسي .
كما أحيلهم على مقالي في الموقع بخصوص حديث مالك الدار . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
(1/176)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى عودة دروس فضيلة الشيخ محمد بن سعيد القحطاني
---
بشرى عودة دروس فضيلة الشيخ محمد بن سعيد القحطاني
---
الـ؟
09-20-2004, 04:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
ندعوكم إلى درس قيم للشيخ محمد بن سعيد القحطاني
أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقاً
وهو بعنوان
شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية
علماً بأن الدرس يبث على موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر
كل يوم ثلاثاء - الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة
http://www.almoslim.net
وفقنا الله وإياكم لما فيه مرضاته
---
(1/177)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل علم واضع لعلم التجويد ؟
---
هل علم واضع لعلم التجويد ؟
---
محمد رشيد
02-15-2006, 04:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل علم واضع لعلم التجويد ؟ و إن لم يكن فما الأقوال التي قيلت في ذلك ، و اين أجدها ؟ و ما أول مصنف وضع فيه ؟
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 10:51 AM
لعلم التجويد جانبان :
الأول : الجانب التطبيقي . وهذا مأخوذ بالتلقي من الله سبحانه وتعالى ، ومنه لجبريل ، ومنه للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومنه للصحابة . وهكذا منهم إلينا وصلا.
الثاني : الجانب النظري ، ووضع الاصطلاحات الضابطة لتلك القواعد ، فهذا نشأ أول الأمر على يد أهل اللغة لضبط اللغة ، ولم يفرد له القراء كتباً خاصة ، ثم بدأ التدوين فيه أول الأمر بحسب ما ظهر للباحثين في كتاب سيبويه في باب الإدغام من كتابه ، ثم نظم أبو مزاحم الخاقاني (ت325هـ) قصيدته الرائية في التجويد ، ثم تتالت المصنفات بعد ذلك. ولعلك تجد في العرض المرفق بهذه المشاركة :
لقاء في قناة المجد مع المشرف العام عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4667)
ما يفيدك في هذا أمر المصنفات في التجويد.
وأما المرجع الذي أنصحك بالرجوع له في هذا الجانب ، فعليك بكتاب الدكتور غانم قدوري الحمد (أبحاث في علم التجويد) ففيه بحث حول هذا الموضوع بعنوان (علم التجويد - نشأته ومعالمه الأولى) بحث هذا الموضوع بشيئ من التوسع. وقد فصل أيضاً في لقائه العلمي مع شبكة التفسير والدراسات القرآنية حول هذا الموضوع فارجع عليه وفقك الله على هذا الرابط
لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الدكتور غانم قدوري الحمد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3507)
---
محمد رشيد
02-15-2006, 01:19 PM
سلمت يمينك شيخنا الكريم الشهري(1/178)
أين أجد كتاب القدوري ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 01:25 PM
من هنا (http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb137746-98050&search=books) . وإن اكتفيت بما ذكره في اللقاء العلمي كفاك إن شاء الله.
---
محمد رشيد
02-15-2006, 01:26 PM
هل قيل أن واضع علم التجويد هو الخليل بن أحمد الفراهيدي ؟ و ما نسبة هذا القول من الصحة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 01:42 PM
للخليل ابن أحمد مشاركة في بيان مخارج الحروف وصفاتها في كتابه العين (انظر : كتاب العين 1/52-67) ، ومنه أخذ سيبويه بعد ذلك كما في الكتاب له 4/431-436 ، ومواضع أخرى متفرقة من الكتاب. لكن كونه هو الذي وضع هذا العلم بقواعده كما صنع مع علم العروض أو المعجم فهذا لم يقل به أحد ، ولو قال به أحد لم يقبل منه ، لأن الدراسة التاريخية تثبت خلاف ذلك . والأمر مفصل كما قلت لك في بحث الدكتور غانم قدوري الحمد الآنف الذكر .
---
(1/179)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عضوه جديده وطلب مساعده
---
عضوه جديده وطلب مساعده
---
أمل
04-29-2004, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى أن تقبلوني معكم في هذا المنتدى المفيد والرائع بفضل وجودكم ومشاركاتكم
وأرجو مساعدتي بوضع سايت دلائل الاعجاز للشيخ الجرجاني أو اعجاز القرآن للباقلاني.
ولكم جزيل الشكر
---
أبومجاهدالعبيدي
04-29-2004, 08:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك في ملتقى العلم والخير ملتقى أهل القرآن والتفسير
وهذا رابط كتاب دلائل الإعجاز :
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=209
---
أمل
04-30-2004, 02:19 AM
السلام عليكم
شكرا لك أخي العزيز وجزاك الله خير .
---
أمل
04-30-2004, 04:23 PM
السلام عليكم
للأسف لم يفتح معي هذا الرابط :(
أرجو المساعده ............. وشكرا
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2004, 05:14 PM
يمكن الاشتراك مجاناً في موقع الوراق والحصول على الكتابين معاً.
موقع الوراق (http://www.alwaraq.com/)
---
أمل
05-01-2004, 12:59 AM
السلام عليكم
جزاك الله خير
وشكرا
---
(1/180)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب نزول القرآن على سبعه احرف - مناع القطان pdf
---
حمل كتاب نزول القرآن على سبعه احرف - مناع القطان pdf
---
طويلب علم صغير
10-14-2004, 09:24 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23487
كتاب نزول القرآن على سبعه احرف - مناع القطان pdf
10 ميجا - 125 صفحه
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/qattan.rar
------------------------------------------------------------------
المشروع الجديد فى عالم نشر كتب العلم الشرعى على الانترنت :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23249
---
freed
10-15-2004, 07:39 PM
بارك الله فيك يا أخي وبارك الله في وقتك
---
(1/181)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سير أعلام النبلاء كتاب الكتروني رائع مع الروابط
---
سير أعلام النبلاء كتاب الكتروني رائع مع الروابط
---
عادل محمد
12-18-2006, 07:31 AM
سير أعلام النبلاء كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
سِيَرُأَعْلَامِ النُّبَلَاءِ
الإمام الذهبي
نظرا لكبر حجم كتاب سير أعلام النبلاء وحتى لايكون ثقيلا علي الجهاز عند التشغيل
حيث أنه يحوى أكثر من خمسة آلاف شخصية من الأعلام
تم تقسيم الكتاب إلى تسعة كتب الكترونية
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/1206/07fc261fff.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1206/38e6107243.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1206/eb9b1b0b79.jpg
روابط التنزيل
كل كتاب مقسم إلى ثلاثة ملفات رار ما عدا الكتابين الآخيرين إلى ملفين فقط
يتم تنزيل ملفات كل كتاب في مجلد واحد منفصل
ثم ضغط مزدوج على أي ملف داخل كل مجلد لفك الضغط
الكتاب الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298333
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298334
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298335
الكتاب الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298347
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298348
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298349
الكتاب الثالث
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298351
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298352
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298353
الكتاب الرابع
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298432(1/182)
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298433
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298434
الكتاب الخامس
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298435
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298436
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298437
الكتاب السادس
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298439
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298440
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298441
الكتاب السابع
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298443
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298444
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298445
الكتاب الثامن
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298455
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298456
الكتاب التاسع
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298458
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=298460
ليت أحد الإخوة يتطوع برفع الكتب كلها في رابط واحد ويريح إخوانه
لأن النت عندي بطئ
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
عادل محمد
12-21-2006, 07:23 AM
رابط للكتب كلها هدية من الأخ أسامة بن الزهراء
http://uploadingit.com//files/6347/nobala.zip
---
نورة
12-22-2006, 03:23 PM
جزاكم الله خيراً
على هذه الدرر
---
محمدغراب
12-24-2006, 01:46 AM
وانتهيت من تحميل الكتاب فجزاك الله خيرا وفى انتظار المزيد
---
(1/183)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهج القرآن الكريم في تأصيل أخلاق التعامل المالي (دراسة تفسيرية تحليلية)
---
منهج القرآن الكريم في تأصيل أخلاق التعامل المالي (دراسة تفسيرية تحليلية)
---
إبراهيم الجوريشي
11-30-2005, 04:32 AM
منهج القرآن الكريم في تأصيل أخلاق التعامل المالي (دراسة تفسيرية تحليلية)
--------------------------------------------------------------------------------
منهج القرآن الكريم في تأصيل أخلاق التعامل المالي
(دراسة تفسيرية تحليلية)
للباحث: كامل محمود الشرباتي
تم في قسم القرآن والسنة بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية/الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا مناقشة رسالة الدكتوراة المقدمة من الباحث كامل محمود الشرباتي وهي بعنوان : ( منهج القرآن الكريم في تأصيل أخلاق التعامل المالي(دراسة تفسيرية تحليلية) ).وقد تألفت لجنة المناقشة من : الدكتور محمد بهاء الدين حسين – مشرفا ، والأستاذ الدكتورسعاد يلدريم - مناقشا والدكتور ليث سعود جاسم – رئيسا ومناقشا، والدكتور سوهرين محمد صولحين – مناقشا. وبعد المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراة بتقدير امتياز في التفسير وعلوم القرآن الكريم.
ويعزو الباحث سبب اختياره لهذا الموضوع إلى حاجة الواقع الإسلامي المعاصر إلى دراسة متخصصة تتعلق بجوانب التعامل المالي من وجهة نظر قرآنية، تسعى لتوضيح القيم الإسلامية الراقية المتعلقة بهذا المجال ، وإلى حاجة مكتبة التفسير القرآني خصوصاً إلى دراسة موضوعية تحليلية تستقرئ آيات القرآن الكريم، وتبرز الأخلاق التي أكد عليها القرآن الكريم في موضوع التعامل المالي، والمنهج والأسلوب الذي اتبعه في تأصيل هذه الأخلاق وترسيخها في التعامل بين الناس.
ملخص الرسالة:(1/184)
قام الباحث باستخدام المنهج الاستقرائي والتحليلي للدراسة ومن ثم قام بتقسيم الدراسة إلى بابين بالإضافة إلى الفصل التمهيدي والخاتمة والتوصيات وفهارس البحث، فبعد أن مهد للبحث ، تناول الباحث في الباب الأول: العناصر النظرية لأخلاق التعامل المالي في القرآن ، متناولا مفهوم المال في المنظور القرآني ،وعناصر المنهج القرآني في بيان أخلاق التعامل المالي،و أساليب القرآن الكريم في الدعوة إلى أخلاق التعامل المالي.
أما الباب الثاني فقدم الباحث نماذج تطبيقية لأخلاق التعامل المالي في القرآن الكريم، وذلك من خلال أخلاق التعامل المالي في ميدان الكسب ، كالوفاء بالكيل والميزان،و تحريم التعامل بالربا،و تحريم أكل المال بالباطل ،والتحذير من الانشغال بالتجارة عن ذكر الله تعالى.ومن خلال أخلاق التعامل المالي في ميدان الإنفاق، كتحرّي الطيّب في الإنفاق، واجتناب المنّ والأذى،و الاعتدال في الإنفاق ،وذم البخل والتنفير منه.وأشار الباحث أيضا إلى أهمية أخلاق التعامل المالي في المداينة ،ككتابة الدَّيْن، والإشهاد على الدَّيْن.
وقد توصل الباحث في ختام الدراسة إلى النتائج التالية:
{ اعتنت الدراسة بالبحث في الأحكام الخُلُقية؛ لأنها أقدر على ضبط السلوك الإنساني من الأحكام القانونية؛ ذلك أن النية أمر جوهري فيها؛ ومجالها أرحب وأوسع من مجال القانون؛ حيث تتوجه إلى الظاهر والباطن؛ ومصدر الإلزام فيها داخلي ذاتي؛ كما أنها تسعى إلى الإحسان، لا مجرد إقامة العدل.(1/185)
{ كانت مظاهر الفساد والظلم والانحراف في التعامل المالي منتشرة عند العرب الجاهليين إبان مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن الكريم، فقد كان المجتمع يعاني سوء توزيع الثروة، وسعة الهوة بين الأغنياء والفقراء، وانتشار التعامل بالربا، وظهور أشكال من الانحراف في شؤون البيع والشراء، كما كانت مظاهر الظلم فاشية في شأن أموال اليتامى والنساء وتقسيم الميراث. فكانت مهمة القرآن الكريم هي التصدي لهذه المظاهر ومعالجتها بأسلوبه المتميز، ومنهجه الفريد.
{ اهتم القرآن الكريم بشأن المال، فذكره في مواضع عديدة من آياته، ونسبه الله سبحانه وتعالى إلى نفسه العليّة تشريفاً وتكريماً، وتنويهاً بالمالك الحقيقي للمال، الذي له الحق في بيان أحكامه وأخلاق التعامل به. ومن مظاهر اهتمام القرآن الكريم بالمال أمره بحفظه من الضياع والتلف، وتشريع أخلاق التعامل به كسباً وإنفاقاً واستثماراً وادخاراً، واتباع منهج حكيم في التأكيد على هذه الأخلاق وترسيخها في أذهان الناس.
{ نظرة القرآن الكريم إلى المال نظرة واقعية متوازنة، فالمال مال الله تعالى، والعباد مستخلفون فيه، وهو قوام الحياة، وحبه فطري وغريزي في الإنسان، والمال في نظر القرآن الكريم خير فلا يذم لذاته، وإنما للعوارض التي تطرأ في استعماله، وهو وسيلة لا غاية، وهو متاع الحياة الدنيا وزينتها، وينطوي على عناصر الفتنة والابتلاء، والمال ليس أساس التفاضل بين الناس، ولا علامة رضا الله تعالى، كما أنه لا يُغني في الآخرة شيئاً، حيث ينتهي أثره بانقضاء الحياة الدنيا.
{ ابتدأ القرآن الكريم خطواته في الحث على التزام أخلاق التعامل المالي بذم مظاهر الانحراف والفساد في السلوك البشري، ولم يترك البشر حيارى في هذا المجال، بل أرشدهم إلى البديل الفاضل، ودعاهم إلى التزام مكارم الأخلاق ومحاسنها، القائمة على الإحسان والتكافل والتعاون.(1/186)
{ تدرج القرآن الكريم في تشريعه لبعض أخلاق التعامل المالي، فاتخذ بشأنها إجراءات تمهيدية، بإيحاءات وإشارات إلى ما يتجه إليه أمر التشريع، وذلك لخلخلة ارتباط النفوس بما اعتادت عليه من مساوئ الأخلاق، خصوصاً تلك الأخلاق التي أصبحت جزءاً من واقع الحياة وسلوك الناس اليومي، بحيث يكون النهي عنه دفعة واحدة عسيراً على النفوس، وقد لا يحقق الهدف المنشود من التشريع، من حُسْن الالتزام وتنفيذ الأوامر.
{ ربط القرآن الكريم بين أخلاق التعامل المالي وبين العقيدة في كثير من المواضع، فالعقيدة هي الأساس الذي تنبني عليه جميع نظم الإسلام، وهي الدافع والباعث على الاستجابة والانقياد لأحكام القرآن الكريم، وقد جاء ذلك عن طريق التذكير بالإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، وتقرير زوال الدنيا وبقاء الآخرة، والأمر بالتقوى في ثنايا التوجيهات الخُلُقية المتعلقة بالشؤون المالية، والتذكير بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا في سياق الآيات وخواتيمها؛ بعثاً على استحضار عظمته وخشيته وقدرته ورقابته على جميع تصرفات الفرد.
{ ربط القرآن الكريم بين أخلاق التعامل المالي وبين المقاصد التي تُحققها، والآثار التي تترتب على الالتزام بها، فالإنسان مجبول على تكرار السلوك الذي يحسّ بأثره في حياته وواقعه. والآثار التي أشار إليها القرآن الكريم لا تقتصر على الجانب الروحي الأخروي متمثلاً في الثواب وحُسْن العاقبة فحسب، بل تشمل الآثار القريبة المحسوسة في الحياة الدنيا، بما فيها مظاهر من الكسب المادي، والخير الدنيوي للفرد والمجتمع.
{ أدرج القرآن الكريم أخلاق التعامل المالي في سياق الأحكام التكليفية الأخرى؛ للتدليل على مساواتها مع بقية أحكام القرآن وتشريعاته، فهي في مستوى واحد من القوة التكليفية؛ ولبيان عدم إمكانية الفصل بين أحكام العبادات وأحكام المعاملات، وبين شؤون الدنيا وشؤون الآخرة.(1/187)
{ أدرج القرآن الكريم أخلاق التعامل المالي في سياق القصص القرآني؛ وذلك لفاعليه هذا الأسلوب وتأثيره في مشاعر الناس وأحاسيسهم، ففيه عناصر التشويق والإثارة، كما يعطي القدرة على استحضار المشاهد، واستذكار الأوامر والتوجيهات، وحُسْن الاعتبار والاتعاظ بمضامين القصص.
{ استعمل القرآن الكريم أسلوب الترغيب والترهيب في دعوته لالتزام أخلاق التعامل المالي، فالإنسان ميّال بفطرته إلى جلب الخير لنفسه ودفع الشر عنها، وقد جاء الترغيب متعلقاً بالجانب المادي والجانب المعنوي لحياة الناس، ومرتبطاً بمنافع الدنيا وخيرات الآخرة.
{ استخدم القرآن الكريم في حثه على التزام أخلاق التعامل المالي أسلوبي الأمر والنهي، فإن لهما قوة تكليفية واضحة، تدل على أن الفعل مطلوب طلباً جازماً، وذلك يدفع إلى تنفيذ الأوامر والمسارعة للعمل، وقد استعمل القرآن الكريم الأوامر والنواهي المباشرة وغير المباشرة، كما استعمل الإيحاءات والإشارات والدلالات الخفية، كل على مقتضى الحال والمصلحة.
{ استعمل القرآن الكريم أسلوب التصوير بضرب الأمثال وسَوْق الاستعارات في مجال تأصيل أخلاق التعامل المالي، فالتصوير يقرّب المعاني للأذهان، ويحوّل المعاني اللغوية المجردة إلى مشاهد محسوسة، فيسهل استحضارها في الأذهان في أثناء التعامل اليومي، لا سيما وأن مجال التعامل بالمال محفوف بالغفلة والذهول عن الأوامر والنواهي.
{ كرر القرآن الكريم بعض الأخلاق المتعلقة بشؤون التعامل المالي، تأكيداً عليها، وترسيخاً لها في الأذهان، فقد أثبت أسلوب التكرار جدواه في استحضار المعاني وتذكّرها، والاهتمام بالتوجيهات، وقد جاء ذلك عن طريق تكرار بعض المعاني المتعلقة بالتصرفات المالية، وعن طريق تكرار بعض القصص القرآني المتضمن عظات تتعلق بأخلاق التعامل المالي.(1/188)
{ تراوح أسلوب القرآن الكريم في بيانه لأخلاق التعامل المالي بين الإجمال والتفصيل، فأجمل بيانه في القضايا التي تقبل التطور، ويدخلها الاجتهاد، وتختلف باختلاف الزمان والمكان، فأشار في هذا المجال إلى المبادئ الكلية، والقواعد الأساسية، بينما فصّل القول في المجالات المالية التي لا تقبل الاجتهاد والتطور، ولا يدخلها التجديد، ولا تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، فاتبع أسلوب التفصيل الدقيق في هذا المجال.
{ تبين من الدراسة التطبيقية أن القرآن الكريم اتبع منهجاً واضح المعالم، حكيم الإجراءات في تأصيله لأخلاق التعامل المالي، وقد ظهرت مفردات هذا المنهج في النماذج التي تمت دراستها، ولم يكن من ضرورات المنهج انطباق جميع عناصره وأساليبه على كل خُلُق من أخلاق التعامل المالي، بل إن اطراد المنهج في مجمل القرآن الكريم دليل كافٍ على وجوده.
---
(1/189)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول أنواع تنزلات القرآن
---
حول أنواع تنزلات القرآن
---
محمد رشيد
11-17-2003, 02:39 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، فقد ذكر الزرقاني في ( مناهل العرفان ) أن القرآن له ثلاثة أنواع من النزول ، و من هذه التنزلات نزوله إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم ذكر على ذلك ثلاثة أدلة :
*الأول / الإجماع الذي ذكر السيوطي أن القرطبي نقل حكايته
* الثاني / الجمع بين قوله تعالى (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )) أو قوله تعالى (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) أو قوله تعالى (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) ،،، و بين ما تواتر من نزول القرآن مفرقا طوال مدة البعثة ـ على الخلاف فيها بين 20 و 23 و 25، لأن الآيات السالفة الذكر تدل على نزول القرآن في ليلة تسمى ليلة القدر ، و هي من ليالي شهر رمضان ، فكان لابد من وجود نزول آخر غير النزول المعهود ، فكان النزول إلى بيت العزة في السماء الدنيا .
* الثالث / أدلة حديثية ذكرها الزرقاني نقلا عن ( مستدرك الحاكم ) و ( سنن النسائي )
السؤال / بالنسبة للدليل الأول : ما صحة هذا الإجماع المذكور ؟ و هل هناك من تكلم فيه ؟
بالنسبة للدليل الثاني : ماذا يقول مشايخنا الكرام في هذا الاستدلال ؟ حيث إن في قلبي منه شئ من الناحية الأصولية .
بالنسبة للدليل الثالث : ما صحة الأحاديث التي استدل بها الزرقاني ؟ حيث لا يتيسر لي ـ هذه الأيام ـ الاطلاع في مكتبتي الحديثية لأوضاع خاصة .
السلام عليكم
---
(1/190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حديث ابن مسعود :( من قرأ حرفا من كتاب الله ...) بين الرفع والوقف
---
حديث ابن مسعود :( من قرأ حرفا من كتاب الله ...) بين الرفع والوقف
---
خالد الباتلي
04-24-2003, 10:16 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فبناء على طلب أخي الكريم الشيخ : أبي مجاهد العبيدي – وهو أحد المشرفين على هذا المنتدى – مراجعة حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " .
أقول وبالله التوفيق :
حديث ابن مسعود هذا يرويه عنه جماعة من الرواة واختلف عليه فيه وقفا ورفعا كما يلي :
1-رواية الرفع :
رواها عنه محمد بن كعب القرظي ، أخرجها : الترمذي (2910) والبيهقي في شعب الإيمان 4/548 (1831) وابن مندة في (الرد على من يقول الم حرف )ص 54 رقم (14) .
كلهم من طريق محمد بن كعب عن ابن مسعود مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
2-رواية الوقف :
رواها عن ابن مسعود جماعة منهم :
أ-أبو الأحوص .
أخرجها ابن المبارك في الزهد (808) والطبراني 9/ 140 وابن أبي شيبة 10/462 والدارمي2/308 والحاكم 1/566 .
وأبو الأحوص ثقة ، وهي أقوى الروايات ويعضدها مايأتي .
ب-قيس بن السكن .
أخرجها ابن أبي شيبة 10/461 وابن مندة رقم(15) .
وقيس ثقة من رجال مسلم ثبت سماعه من ابن مسعود .
ج-أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه موقوفا .
أخرجها عبدالرزاق 3/367 والطبراني 9/139
وهو ثقة لكن لايصح سماعه من أبيه .
د- علقمة أو الأسود عن ابن مسعود موقوفا
أخرجها ابن أبي شيبة 10/462 وفيه :( كان له بكل حرف عشر حسنات ومحو عشر سيئات )
وعلقمة والأسود كلاهما ثقة ، لكن في الإسناد إليهما مقال .(1/191)
هـ - أبو البختري الطائي عن ابن مسعود موقوفا .
أخرجها الآجري في ( أخلاق حملة القرآن ) ص 17
وهو ثقة ثبت لكن روايته عن ابن مسعود مرسلة .
و- القاسم بن عبدالرحمن عن ابن مسعود موقوفا
أخرجها ابن مندة في (الرد على من يقول الم حرف )ص 57 بلفظ :" أما إني لست ممن يزعم أن بكل آية عشر حسنات ولكن أزعم أن بكل حرف من حروف المعجم عشر حسنات "
والقاسم لم يدرك ابن مسعود .
ز- يسير أو أسير بن عمرو عن ابن مسعود موقوفا
أخرجها ابن مندة في (الرد على من يقول الم حرف ) ص 58
ويسير صدوق ، لكن في سندها السري بن عاصم متروك واتهمه بعضهم .
وهذ الروايات الخمس (ج – ز) لاتخلو من مقال وضعف في أفرادها لكنها تتقوى برواية أبي الأحوص الأولى .
أما رواية الرفع فسندها حسن إن ثبت سماع محمد بن كعب من ابن مسعود وهو مختلف فيه ، فأثبته أبو داود وصححه العلائي في (جامع التحصيل)ص 268 ونفاه آخرون .
والحديث رواه البخاري في (التاريخ الكبير ) 1/216 بسنده إلى محمد بن كعب قال : سمعت عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . قال البخاري :لاأدري حفظه أم لا ؟
وبالرجوع إلى ترجمة محمد بن كعب نجد أن ولادته في سنة 40 هـ أي بعد وفاة ابن مسعود بثمان سنين , واختلف في سنة وفاته على خمسة أقوال تنحصر بين 108 – 129 هـ وعمره 78 سنة ، وعلى أقل الأقوال نجعل وفاته سنة 108 هـ فيكون مولده سنة 30 هـ أي كان عمره حين وفاة ابن مسعود سنتين فيبعد أن يتحمل عنه في هذا السن .
وقول الشيخ الجديع في تحقيقه لكتاب ابن مندة :"جميع ماقيل في وفاته وعمره أقوال متقاربة وأي ذلك كان الصواب فإنه ولد قطعا بعد موت عبدالله بن مسعود " متعقب بأن أبا نعيم وابن أبي شيبة والترمذي وغيرهم نصوا على أن وفاته كانت سنة 108 هـ فيكون ولد قبل موت ابن مسعود لكن بحيث لايمكنه التحمل منه .(1/192)
وعليه تكون روايته عنه مرسلة ، ويترجح رواية الوقف ومن مرجحاتها الكثرة كما سبق . فاجتمع في رواية الرفع : الانقطاع ومخالفة الأكثر .
والحديث ساقه الألباني رحمه الله في الصحيحة 2/267 بالرفع قال : وإسناده جيد وقد خرجته في تعليقي على الطحاوية ص 201 ط الرابعة .
والطبعة التي عندي هي الثامنة وليس فيها فهرس للأحاديث ، ولم أجد الحديث في فهرس طبعة التركي والأرناؤوط .
وصححه في التعليق على المشكاة 1/659 .
وصححه مرفوعا من المتأخرين أيضا الشيخ :عبدالقادر الأرناؤوط في تعليقه على جامع الأصول 8/498 .
بينما رجح الوقف الشيخ : عبدالله الجديع في بحث مسهب في تحقيقه لكتاب ( الرد على من يقول الم حرف) لابن مندة ،وهو أوسع من تكلم على الحديث فيما أعلم .
وأنبه أخيرا أنه حتى على القول بترجيح الوقف فإن هذا مما لا مجال للرأي فيه فيكون من المرفوع الحكمي .
والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
04-25-2003, 01:20 AM
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالعزيز على هذا العلم النافع ، والترتيب البديع الذي لا يستغرب من مثلكم. وهكذا فتكن التحريرات والفوائد.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 09:12 AM
بسم الله
جزاك الله خيراً أخي خالد ، وزادك علماً وتقى وخشية .
---
(1/193)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من وصايا الشيخ محمد المختار الشنقيطي, في الامتحانات, للطلبة والمعلمين والآباء ..
---
من وصايا الشيخ محمد المختار الشنقيطي, في الامتحانات, للطلبة والمعلمين والآباء ..
---
محمود الشنقيطي
01-12-2007, 06:35 AM
أقبلت الامتحانات فما هو المنبغي على طالب العلم فعله في هذه الأيام ؟
الجواب :
أما بالنسبة لما يوصى به طلاب العلم :
فأولاً : إخلاص العمل لوجه الله عز وجل وإرادة ما عند الله عز وجل ، فإن الله عز وجل يأجر الإنسان على قدر نيته ، فلا يغلب طالب العلم نية الدنيا على الآخرة .(1/194)
الأمر الثاني الذي يوصى به طالب العلم : الاعتماد على الله { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ } أن تتوكل على الله فلا تعتمد على ذكائك ولا على فهمك ولا على حفظك ولا على تحصيلك ولكن توكل على الله ، فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ ، والله على كل شيء قدير ، وربما يبتليه بمرض في بطنه أو رأسه أو جسمه فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد ، فنحن تحت رحمة الله عز وجل، ولذلك من سعادة المؤمن دائماً إذا أردت أن تنظر إلى توفيقك الله لك في الأعمال فلا تستفتح عملاً إلا وأنت تعلق على حول الله وقوته ، وكان من دعاء النبيصلى الله عليه وسلم المأثور : (( يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله )) سبحانه فلا يصلح الشؤون إلا هو سبحانه (( أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )) لا تكلني إلى الحفظ ولا إلى الفهم ولا إلى الذكاء ولكن على الله { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ } وقال الله في كتابه : { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } أيام الاختبارات أيام صعبة وفيها هموم وغموم فالإنسان يذهب هذه الهموم والغموم بالاعتماد على الله عز وجل والتوكل على الله عز وجل وحسن الظن بالله عز وجل .(1/195)
الأمر الثالث : ينبغي على طلاب العلم أن يتراحموا ، وأن يكون بينهم ما ينبغي أن يكون بين طلاب العلم بالبعد عن الأنانية والبخل بالخير على إخوانه ، فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه وإياك وما يسوله الشيطان ويقول : هذا مهمل وهذا متكاسل ، لا ، من الآن تعود على الإيثار ، فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور ، أعطه ملخصك وانصحه ، فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غداً ، والذي فيه الأنانية اليوم فيه الأنانية غداً ، فينبغي على طالب العلم أن يوطن نفسه على الإيثار وحب الخير للناس ، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه والعلم رحم بين أهله ، فإن احتاج أخوك إلى مساعدة إلى شرح مسألة فلا تبخل ، فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه .
الأمر الرابع : البعد عن المحرمات : الغش في الاختبار ، كذلك من الأمور التي يحرم ؛ لأن الغش في الاختبار يعتبر كبيرة من الكبائر ولاشك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من غشنا فليس منا )) ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة ؛ لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة ، بل قال بعض العلماء : يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه ، ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش- والعياذ بالله- محق الله أقل ما يكون يمحق الله بركة ماله ، ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة ، ولو تاب ؛ لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله .(1/196)
الأمر الخامس الذي ينبه عليه : تعظيم شعائر الله عز وجل ، فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق وربما يقطعون أوراق القرآن والمصاحف ، وربما يمتهنون بعض الكتب ، بعض الطلاب-أصلحهم الله- يفعلون هذا ، فينبغي التناصح في هذا الأمر ، لا يجوز امتهان كتاب الله ، ولا تمزيق أوراق المصحف ، وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام ، ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره ؛ لأنه هو السبب ، والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها ما نشأ عنها ، فلذلك من يتسبب في امتهان كتبه وأوراقه بمجرد أن ينتهي من اختباره يرمي بها هنا وهناك أو يضعها في مكان تعبث بها الرياح ، فهذا لا يجوز فينبغي التناصح في هذا الأمر.
كذلك - أيضاً - أوصي بوصية ينبغي التنبه لها : وهي حقوق الأبناء في مثل هذه الأيام ، فهي كلمة للآباء والأمهات أن يتقوا الله في الأبناء والبنات ، فإن أيام الاختبار أيام عصيبة يكون فيها الطلاب في هم وغم فينبغي الرفق بهم والتوسعة عليهم ، وإعانتهم وتيسير الأمور لهم ، وتقوية صلتهم بالله عز وجل ، وغير ذلك من الأمور التي ينبغي أن يسديها الوالدان إلى الولد في مثل هذه الأمور أو مثل هذه المواقف ، وينبغي القيام بالواجب والمسؤولية ، بعض الآباء لا يهمه أن يضبط ابنه العلم أو لا يضبطه ، والله سائله عن ضبط ابنك للعلم ؛ لأن تعلم الابن ومعرفته بأمور دينه وما يتصل بها من الأمور التي يحتاجها لحياته أمر مطلوب ، فينبغي شحذ همم الأبناء والبنات وإعانتهم ومراجعتهم وتيسير الأمور التي تعينهم على الخير وبلوغهم لأفضل الغايات لأن هذا من النصيحة ، فإن من نصحك لولدك قيامك عليه على هذا الوجه الذي يرضي الله عز وجل .(1/197)
والكلمة الأخيرة إلى من ابتلاه الله بالتدريس : فأسأل الله العظيم أن يشكر سعيكم ، وأن يعظم أجركم ، وأن يجزيكم على أبناء المسلمين وبناتهم كل خير ، فنعم ما يصنعه المعلم من كلمات طيبة وقد انتهى الآن نصف العام وولى ، فأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل ، فلا يعلم مقدار ما يبذله المعلم والموجه لمن يعلمه إلا الله عز وجل ، فالله أعلم كم تمر عليه من ساعات هم وغم ولو كان يُعَلِّمُ شيئاً من أمور الدنيا ، فإن المسلمين بحاجة إلى طبيب ، وبحاجة إلى مهندس ، بحاجة إلى كل من يسد ثغور الإسلام ولو كانت في أمور الدنيا ما لم تكن محرمة ، فالمعلم بقيامه بهذه المسؤولية على خير وهو مأجور عند الله عز وجل ، فنسأل الله أن يتقبل منا ومنكم .(1/198)
والوصية التي يوصون بها : الرفق بالطلاب ، وإحسان الظن بهم ، وعدم التشويش عليهم ، وعدم التضييق عليهم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اللهم من ولي من أمور أمتي شيئًا فرفق بهم فاللهم ارفق به ، ومن ولي من أمور أمتي شيئًا فشق عليهم فاللهم اشقق عليه )) بعض المدرسين يأتي بأسئلة تعجيزية ، وبعضهم يحاول أن يضيق على الطلاب ، وكأن الاختبار شيءٌ من المنافسة والأذية والإضرار ، وهذا لا يجوز ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لا ضرر ولا ضرار )) . رفقًا رفقًا بأبناء المسلمين وبناتهم ، ولنتق الله في هذا الابن الذي يأتيك موتر الأعصاب شارد الذهن مهمومًا مغمومًا مكروبًا ، ولربما يسهر ليله ويتعب نفسه ، فينبغي الرفق بمثل هؤلاء خاصة وأنهم ذرية ضعيفة ، فإن الله سمى الأطفال خاصة صغار السن سماهم ذرية ضعيفة ، فمثل هؤلاء يرفق بهم وعدم التشويش عليهم ، وأيضًا عدم سبهم وشتمهم واحتقارهم . بعض المعلمين إذا رأى التقصير من الطالب سبه وشتمه وأهانه بل ربما ضيق عليه ، ربما يخرج هذا الطالب بهمّ وغم يبقى معه دهره كله ، ولربما يصاب بمرض في نفسه أو في عقله ، وهذا لا يجوز لا ينبغي هذا ، هؤلاء أمانة والله سائلنا عنهم ، فينبغي الرفق بهم والإحسان إليهم وأخذهم بالتي هي أحسن ، وإذا كنت في المدرسة ورأيت من يشدد فذكره بالله عز وجل وذكره أن حوله بحول الله وأن قوته بقوة الله عز وجل ، ولذلك لما ضرب أبو مسعود-- رضي الله عنه - وأرضاه- أغضبه غلامه وهو يملكه ملك اليمين ، قال : أغضبني فضربته ضرباً شديداً فسمعت صوتاً من ورائي لم أستطع أن أتبينه من شدة الغضب ، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : (( اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام )) . اعلم أبا مسعود أن الله قادر عليك ، اتق الله في هذا الضعيف ، فلذلك ينبغي أن يتقي الله الإنسان في أبناء المسلمين وبناتهم ، هؤلاء أمانة ينبغي أن نعيش(1/199)
نفسياتهم والضيق الذي هم فيه والكرب ، فإن الله عز وجل يرحم من عباده الرحماء ، وفي الحديث : (( من لا يَرحم لا يُرحم )) نعم ، لا نسوي بين الخامل وبين المجد ، يستطيع المدرس الموفق الناجح أن يعطي كل ذي حق حقه ، وأن يزن بالقسطاس المستقيم هذا لاشك ، لكن بطريقة ليس فيها إضرار بأمثال هؤلاء الضعفة ،ينبغي الإحسان إليهم .
أيضًا الشدة المبالغة فيها تنفر ولو كان المعلم يدرس أفضل العلوم ، وأفضلها وأحسنها فإنها تنفر ، ولربما يكره بعض الطلاب كتاب الله عز وجل -والعياذ بالله- لصغرهم وجهلهم بسبب الأذية والإضرار ، ينبغي تهيئة ما يعين الطلاب على بلوغ هذه الغايات الطيبة .
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجيرنا وإياكم من امتحان الآخرة ، فينبغي علينا أن نتذكر في مثل هذه المواقف حينما يدخل الطالب إلى الاختبار وقد هيئت له الأمور فكيف إذا قدم على الله عز وجل في يوم تشخص فيه الأبصار ، ولاشك أن الإنسان الموفق من فكرة إلى فكرة ومن عبرة إلى عبرة ، فاختبار الدنيا يذكر باختبار الآخرة ، ويا للعجب أن تجد الآباء والأمهات مشفقين على الأبناء والبنات وهم يذهبون إلى الاختبارات والأكف ترفع بالدعوات ولا يبالي الأب بابنه حينما يصير إلى الله-جل وعلا- في الامتحان الأكبر ، ومن منا سأل الله لنفسه وأولاده أن يجيره الله من عذاب الآخرة ، فإن الامتحان كل الامتحان الآخرة هنا إذا لم ينجح ينجح في دور ثان ، ولكن هناك إذا فرق بين الأب وابنه فراقًا لا لقاء بعده أبدًا { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ }
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجيرنا من هول يوم الوعيد ، وأن يؤمننا من سطوة ذلك اليوم الشديد ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وأن يتقبل منا ومنكم صالح العمل إنه ولي ذلك والقادر عليه(1/200)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : كما تعلمون فإن الامتحانات قد قرب موعدها فهلا تفضلتم بوصية في ذلك . والله يرعاكم ؟
الجواب :
أما الوصية الأولى فأوصي نفسي وإخواني بتقوى الله عز وجل ، ومن اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، أصلح له أمور دينه ودنياه، وانتهت أموره إلى خير وما خرج الإنسان بشيء أحب إلى الله ولا أكرم عليه من تقواه –سبحانه- ؛ لأنها قائمة على أساس الدين ، وهو إخلاص العمل لله عز وجل قال-تعالى- : { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } .
والوصية الثانية: فأوصي إخواني طلاب العلم أن ينتبهوا للحقوق والواجبات، ومن أعظم هذه الحقوق إرادة وجه الله عز وجل فيما يطلبون من العلم، فإن العلم لا يراد للدنيا، وإنما يراد لوجه الله، فيخلص الإنسان لوجه الله وما ينال من فضل الدنيا يجعله تبعاً لا أساساً . ومن الحقوق الواجبة: حقوق النفس، فبعض طلاب العلم يسهرون ويحمّلون النفس ما لا تطيق، فتجده يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فربما تفوته صلاة الفجر، وكذلك أيضا ربما يصاب بمرض أو يضنى جسمه، فقد قال-عليه الصلاة والسلام- : (( إن المنبتّ لا ظهرا أبقى ولا أرضاً انقطع )) فكم من أناس حمّلوا أنفسهم ما لا تطيق وخرجت أجسامهم بالأسقام والآلام ولم يظفروا بما يطلبون، فالمنبغي على الإنسان أن يتقي الله في نفسه؛ قال صلى الله عليه وسلم : (( إن لنفسك عليك حقاًّ )) . فطالب العلم الموفّق يجعل وقتاً لنومه، ووقتاً لراحته، ووقتاً لاستجمامه، ووقتاً لمذاكرته ومراجعته، فإذا أعطى النفس حقوقها؛ فإنها بإذن الله تستجيب له وتعينه على الخير الذي يطلبه .(1/201)
الأمر الثالث الذي أوصي به: حقوق إخوانك من طلاب العلم، ينبغي أن لا نجعل الاختبار وسيلة للتنافس غير المحمود، بل ينبغي عليك أن تكون سمح النفس، منشرح الصدر، تحب لإخوانك مثل ما تحب لنفسك، بل تحب لهم أكثر مما تحب لنفسك، فالاختبارات هذه كما هي امتحان للدنيا امتحان للآخرة، فإياك إياك أن تدخل في قلبك كراهية الخير لإخوانك، فإن جاءك أخوك يحتاج إلى إعانة، يحتاج إلى شرح يحتاج إلى مساعدة، سألك عن مسألة أو تعلم أن هذا شيء مهم يحتاج إلى تنبيه؛ نبهته عليه كل ذلك حتى تتعود الإيثار، وتتعود مكارم الأخلاق وتحمل نفسك على محاسنها، وتبتعد عن الأمور التي تغضب الله عز وجل التي منها الحسد ومنها كراهية الخير للمسلمين وكلما كان الإنسان يستجمع في نفسه حب الخير للعباد كان أقرب للفضل في الدنيا والآخرة، ويدل على ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً مر على غصن شوك في الطريق، فقال: والله لأنحيَنّ هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم، فزحزحه، فغفر الله له ذنوبه )) . يقول العلماء إن هذا الرجل لما جاء إلى الغصن يعني غصن الشوك إذا جئت تقارنه ببعض الحسنات قد يكون يسيرا أمامه، لكن الرجل قال : (( لأنحينّ عن طريق المسلمين لا يؤذيهم )) فكانت حسنته ليست على رجل ولا على رجلين ولكن على أمّة فلما كان هدفه وباعثه أنه غار على المسلمين، لا يحب الأذية لهم ولا يحب الإضرار بهم؛ هذا هو سبب المغفرة ، رحم المسلمين فرحمه الله، فلما كان في النفس هذا المعنى، وكان في القلب هذا الشعور؛ كان له من الله عز وجل من رحمته ما لم يخطر له على بال، في رواية : (( فزحزحه عن الطريق فزحزحه الله عن نار جهنم )) .(1/202)
الإنسان كلما كان نقيّ الصدر سليم الصدر؛ نال الخير، وأظهر الله عز وجل سلامة صدره في فلتات لسانه وتصرفاته و أفعاله، وكلما تعوّد كراهية الخير للناس، وكراهية الفضل لهم حرّمه الله من الفضل؛ ولذلك حُرم الناس -نسأل الله السلامة والعافية- كثيراً من الخير بسبب ما في القلوب؛ كما قال الله-تعالى- : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } فإذا وجدت الإنسان حريصا على حب الخير للناس، حريصا على نفعه، وطالب العلم من اليوم في مواطن الاختبارات ومواطن التنافس تجده سخي النفس، سمح النفس، يبذل ويعطي ويعين تجده غدا أحرى بإمامة الناس، ودلالتهم على الخير، ونشر الخير بينهم؛ لأنه عود نفسه على ما فيه خير دينه ودنياه وآخرته، فيحرص طالب العلم على أنه يبذل الخير لإخوانه، وأنه يعينهم ويكون هناك المعاني الإسلامية الكريمة من الإيثار والحب والتصافي والتواد.
وكذلك أيضاً مما يوصى به طلاب العلم أيام الاختبارات أن يحافظوا على ذكر الله عز وجل ، فإن الإنسان كلما عظم عليه الهم والغم ؛ جعل الله تفريج الهم والغم مقرونا بذكره ؛ فقال عز وجل : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } فوالله، لا تزال القلوب في قلق وهم ونكد ونصب وتعب إلا إذا ذكرت ربها، والتجأت إلى الله خالقها فأثنت عليه بما هو أهله، فمجّدته وعظّمته وذكّرته، ومن ذكر الله ؛ ذكره ، ومن ذكره الله فلا تخشى عليه الضيعة ، ولا تخشى عليه الفوات ، وهو أمره إلى حسن العاقبة وحسن المآل { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ - الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا } فأولياء الله الذين هم على طاعته، والاستقامة على دينه، يذكرونه خاصة في مواطن الشدة، فإن الله يثبت قلوبهم، ويجعل أمورهم إلى خير.(1/203)
فبعض طلاب العلم إذا جاءت الاختبارات يقصر في الصلوات، فيتأخر عن الصلاة مع الجماعة، ولا يأتيها إلا عن دبر، وكذلك أيضا ربما إذا فرغ من الصلاة قام على عجالة، فلا يذكر الله، ولا يحافظ على السنة، بالعكس أشد ما تكون حاجة في مواطن الكرب، وعود نفسك كلما ضاقت عليك أمور الدنيا وكلما عظمت عليك همومها وغمومها أن تتعوّد ذكر الله، وتجعل صلاتك وذكرك وإنابتك لله عز وجل أكثر وأعظم في حال الشدة والبلاء { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا } أي فهلا إذا جاء البأس وجاء الخطب كانت الضراعة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ } فالإنسان يحرص على أنه يستديم ذكر الله عز وجل وأيام الاختبارات تكون أحرى بالمحافظة على الصلوات وشهودها مع الجماعة، والمحافظة على ذكر الله عز وجل والثناء على الله عز وجل بما هو أهله، ولا تكون سبباً لما هو خلاف ذلك، فإذا تعوّد طالب العلم من الآن أنه إذا ضاق عليه الأمر؛ حافظ على صلواته، وحافظ على ذكر ربه؛ استقامت له أمور دينه ودنياه وآخرته، والعكس بالعكس، فمن كان قليل الذكر لله، قليل الالتجاء إلى الله، يضيّع الصلوات ويتهاون بها في مثل هذه المواقف؛ فإنه -والعياذ بالله- إذا أصابته نكبات الدنيا؛ تشتت أمره، وضاع حاله-نسأل الله السلامة والعافية- ؛ لأنه حرم أساس فلاحه وصلاحه في الدنيا والآخرة وهو ذكر الله . فينبغي لطلاب العلم أن يحرصوا على هذا، وأذكر ذات مرة عن قصة لأحد الفضلاء من الدعاة إلى الله أنه دخل على رجل غني ثري في أمر ما من الأمور، وكانت عنده مصيبة في ماله، وهذا الرجل أوتي من المال شيئاً كثيراً، فقال دخلت عليه، فلما حضرت الصلاة وهو يراجع معه القضية، قال فلما حضرت الصلاة وأذّن أذان المغرب، قلت له : نريد أن نصلي، قال : أي صلاة ؟! -نسأل الله السلامة والعافية- فقال: أي صلاة؟! قال: نريد أن نصلي وكان رجلاً موفقاً(1/204)
ديناً صالحاً أحسبه ولا أزكيه على الله ومن الدعاة، قال: لا . لا يمكن أنا أقول لك كلمة واحدة حتى نصلي، فإذا صلينا يكون خير، فقال : أي صلاة؟! نريد أولا أن تحل لنا هذا الأمر ثم نرجع إلى الصلاة، قال: أبداً، لن يكون حتى تصلي، قال: والله، قام معي وهو لا يعرف كيف يتوضأ -نسأل الله السلامة والعافية- مشغول في دنياه، مشغول في ماله، رجل في المال من أخمص قدميه إلى شعرة رأسه، قال: فإذا به يتعلم كيف يتوضأ، وعمره فوق الخمسين سنة-نسأل الله السلامة والعافية- قال: فعلّمته الوضوء فذكر الله عز وجل ونزل معي إلى المسجد، فصلى، قال: فلما صلينا، وإذا بالوجه غير الوجه، وإذا بالنفس غير النفس، قال : والله ، خرجت خارج المسجد أنتظره يخرج، وإذا بالرجل جالس يذكر الله عز وجل ، فعجبت من أمره، قال: انتظرت ، انتظرت أن يخرج حتى إني استعجلت في أذكاري أنتظره أن يخرج، قال: ما خرج، وإذا بالرجل جالس حتى مللت، يقول: فدخلت عليه وقلت: يا فلان، قال: لقد وجدت راحة ما وجدتها في عمري، لا يمكن أن أخرج من المسجد حتى أصلي العشاء. قال: فجلس وجلست معه نذكر الله عز وجل ، ونتذاكر ما فيه الخير، من كلمة إلى كلمة، فأذّن بصلاة العشاء، وأقيم لصلاة العشاء، وصلى معي العشاء، ورجع إلى بيته منشرحاً قال غداً تأتيني -إن شاء الله- بعد العصر، قال فلما اتصلت إليه من الغد إذا بزوجته تقول: ماذا فعلتم بفلان؟ الليل كله وهو يصلي ويذكر الله عز وجل ؟! يقول : شعرت بسعادة، يقول ما أريد أن تحل مشكلتي ، هذا الذي أبحث عنه ، الذي أبحث عنه ذكر الله عز وجل، ما وجدته في مالي، ما وجدته في ثرائي ، ما وجدته فيما أنا فيه ، يقول سبحان العظيم مضيت بعد العصر فإذا بفترة قليلة جلست حلّت المشكلة، وانتهى الأمر الذي كان عائقا له، وهو يحسب له الحساب الأكبر، ولكن بذكر الله ، ومن كان مع الله؛ كان الله معه، ولو جلسنا نذكر في هذا؛ فإنه كثير من قليل مما يقع ، فإن الله -I- مع(1/205)
عبده ، وإذا ذكر العبد ربه كان الله معه، - نسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ووجهه الكريم ، أن يذيقنا حلاوة ذكره ولذة مناجاته ، والإنابة إلى وجهه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه - .
---
(1/206)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار
---
استفسار
---
أحمد البريدي
10-05-2006, 01:54 AM
أيها الأخوة الكرام :
سألني أحد طلبة العلم المهتمين بالتفسير الأثري عن أبرز العلماء المهتمين بهذا اللون من التفسيرفي العالم العربي وكذا المراكز العلمية المتخصصة , رغبة منه في السفر إليهم , واللقاء بهم للاستفادة منهم , فأرجو ممن يعرف أحداً منهم ذكره هنا أو مراسلتي , وجزاكم الله خيراً .
---
أبو حذيفة
10-05-2006, 11:41 PM
من المهتمين بذلك فضيلة الدكتور حكمت بشير ياسين حفظه الله وهو يسكن بالمدينة المنورة
---
(1/207)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > // آراء المفسرين في عقيدة التثليث // دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب.
---
// آراء المفسرين في عقيدة التثليث // دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب.
---
أبو بيان
05-04-2004, 11:00 AM
هذا مقال جيد أحببت تقريبه للإخوة في هذا الملتقى, من موقع: الإسلام اليوم.
--------------------
* آراء المفسرين في عقيدة التثليث
دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب (1/4)
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=3347
--------------------
* آراء المفسرين في عقيدة التثليث
دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب 2/4
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=3364
--------------------
* آراء المفسرين في عقيدة التثليث
دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب 3/4
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=3392
-------------------
* آراء المفسرين في عقيدة التثليث
دراسة في تفاسير الرازي وابن عاشور وسيد قطب 4/4
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=3424
---
(1/208)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عداس ..!
---
عداس ..!
---
عزام عز الدين
03-01-2006, 02:48 AM
..ولقد حفظت لنا السيرة وكتبها حادثة أخرى تجلت فيها قصة يونس بن متي وأثرها في رفع معنويات الرسول (صلى الله عليه و سلم) – فثقل الدعوة لم يكن مقتصرا على بدايتها – بل مر الرسول عليه الصلاة و السلام بلحظات اشد سوادا وحلكة وعندما توجه إلى الطائف لدعوة الناس هناك إلى دينه، لم يجد أعراض الناس والاستهزاء والسخرية فحسب بل كان في كل خطوة يجد الناس يرمونه بالحجارة – وكانت تلك الفترة صعبة عموما بعد وفاة خديجة: سنده المعنوي والمادي الأول وعمه ابي طالب الذي وفر له نوعا من الحماية العشائرية – وبينما هو يستريح في ظل حائط وحالته هي ماهي عليه اذا بعناقيد العنب تعطي له الامل بالثمر والخصب – وإذا بذكر يونس بن متي المفاجئ أمامه يذكره بالقصة كلها وبـ( لا تكن كصاحب الحوت ) فقد جاءه عدّاس – وهو غلام نصراني لعتبة بن ربيعه وشيبة أخيه، بالعنب فسأله الرسول (ص) ( والدعوة هاجسه) من أي ارض أنت يا عدّاس؟ فقال من نينوى – وإذا بذكر يطرق باله ويذكره بيونس بن متي فقال له عليه افضل الصلاة و اتم التسليم من مدينة الرجل الصالح يونس بن متي؟.. إلى آخر القصة المعروفة وسواء صمدت الواقعة و اسانيدها للنقد الحديثي أم لم تصمد فهي تحمل في ثناياها ذلك الصدق والواقعية – التي لا تخلو منها الوقائع الصحيحة – وكانت الواقعة في موقعها المناسب تماما: العنب بموازاة اليقطين وذكر يونس في تلك اللحظة السوداء الحرجة: يذكر الرسول الكريم بالخروج من بطن الحوت.. وبعد ذلك بفترة ليست طويلة جدا ولعلها اكثر قليلا من عشرة أعوام، عندما حاصر ( عليه افضل الصلاة والسلام) الطائف ثم فض الحصار معلنا ان من تبعه من العبيد في الطائف حر طليق فلعله كان يفكر بعداس – ذلك الغلام النصراني الذي(1/209)
اتاه بعنقود العنب وبذكر يونس وبحفنة امل – في ظهيرة سوداء حارة – في ظل حائط من حوائط الطائف – لكن التاريخ لم يذكر لنا شيئا عن هروب عداس والتحاقه بالرسول – بل لم يذكر لنا شيئا على الإطلاق عدا هذه الواقعة. لقد قدم للرسول عنقودا من العنب ثم اختفى تماما.
ايضا من البوصلة القرآنية...
---
(1/210)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج الباحث - في القرآن الكريم -الإصدار الثاني
---
برنامج الباحث - في القرآن الكريم -الإصدار الثاني
---
عادل التركي
06-18-2004, 05:57 AM
الأخوة أعضاء الملتقى المبارك يسرني أن أطلعكم على نزول النسخة الثانية من البرنامج المفيد لكل باحث في القرآن الكريم , واسم البرنامج /الباحث
وإليكم بعض التفاصيل عن البرنامج منقولة من موقع إقلاع سوفت:
[size=3]الوصف: برنامج رائع من برمجة الاستاذ: سامر غازي محمد حسن يمكنكم من البحث في القرآن الكريم عن آية أو كلمة أو جزء من كلمة و يوفر العديد من المميزات
ميزات البرنامج الأساسية :
1 - سرعة عملية البحث .2 - وجود خيارات البحث التي تمكنك من إختيار البحث عن كلمة منفردة أو بحث شامل .
3 - سهولة الوصول للنتائج و إنتقاء الآية المطلوبة .
4 - خفة البرنامج بشكل كبير على الذاكرة .
5 - توفر دعم دائم للبرنامج عن طريق صندوق التحديث الذي سيمكنكم من التأكد من وجود إصدار جديد من عدمه مباشرة عن طريق الإنترنت , مع شرح ملخص لميزات الإصدار الجديد إن وجد .
6 - البرنامج مدمج مع شرح مفصل له , أو بإمكانكم إنزال الشرح فقط من هذه الصفحة .
7 - قاعدة البيانات مأخوذة من موقع عالم النور الذي استخدمها لصنع برنامج بحث في القرآن الكريم للمواقع و تستخدم قاعدة البيانات هذه في أكثر من موقع مثل موقع قهوة نت الذي أيضا استخدمها في برنامج بحث في القرآن للمواقع و بهذا تأكدت من بعد هذه القاعدة عن الأخطاء و كثرة المتابعة لها , و قد تم تصحيح بعض الأخطاء البسيطة جدا التي تمت الإشارة لها في تلك المواقع , و أنا دائم المتابعة لجميع المواقع التي تدعمها لمراجعة آخر المعلومات عنها و بإمكانكم عن طريق زر التحديث في البرنامج متابعة كل جديد عن البرنامج .
باسوورد الملف هو eqla3soft.com(1/211)
مواصفات الإصدارة الجديدة
1 - تمت إضافة تفسير معاني القرآن الكريم كاملا للجلالين بالتعاون مع الأخ خالد ممدوح ( الموقع ) فشكرا له جزيل الشكر .
2 - تمت اضافة قائمة المفضلات التي تستطيع عن طريقه اختيار عدة آيات و في النهاية نسخها جميعها بدل ان تقوم بنسخ كل آية على حدى .
3 - تمت إضافة خاصية تحديد سورة واحدة ليتم فيها البحث او بين سورتين و ايضا تحديد الجزء الذي يتم فيه البحث أو بين جزئين .
4 - إضافة تفاصيل في أسفل البرنامج لتوفر لك المعلومات عن رقم الصفحة التي توجد بها الآية و رقم الجزء و تصنيفها ( مكية او مدنية ) و عدد آيات السورة التي توجد بها هذه الآية .
5 - تغير التصميم و بشكل جذري
6 - العيب الوحيد هو زيادة حجم البرنامج قليلا عن سابقه ".
---
عادل التركي
06-18-2004, 06:27 AM
هذا هو عنوان البرنامج /
الباحث في القرآن الكريم - الإصدار الثاني (http://www.vb-pro.net/pro/searcher/pages/searcher.htm)
لمن أراد الإطلاع على مصدر البرنامج ومميزاته .
---
(1/212)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من بحاثة يفيدنا بأسامي مصنفات الهبطي صاحب الوقوف المنتشرة بالمغرب
---
هل من بحاثة يفيدنا بأسامي مصنفات الهبطي صاحب الوقوف المنتشرة بالمغرب
---
السائح
04-06-2007, 01:20 AM
إخواني الكرام،،،
هل من بحاثة يفيدنا بأسامي مصنفات الهبطي صاحب الوقوف المنتشرة بالمغرب؟
---
الجكني
04-06-2007, 03:04 PM
أخي السائح حفظه الله :
ذكر د/الحسن بن أحمد وكاك :وهو الذي درس وحقق "تقييد وقف القرآن الكريم " للشيخ الهبطي رحمه الله (ص :20) قال بالنص :"أما عن آثاره - الهبطي - فلم يعرف له إلا هذا التقييد الذي بين ايدينا ،وإلا "عمدة الفقير في عباد العلي الكبير "اهـ
ثم اشار في الحاشية عند الكتاب الثاني : مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم 2008/د ضمن مجموع 0
---
أحمد بزوي الضاوي
04-06-2007, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل : السائح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن يسر التواصل معكم عبر هذه الموقع المبارك . أما عن سؤالكم عن مؤلفات الشيخ الهبطي (ت 930 هـ ) ـ رحمه الله ـ فإنه رغم كونه عالما مشاركا ، فإنه لم يصلنا من كتبه إلا كتابان :
1- عمدة الفقير في عبادة العلي الكبير . ( مخطوط بالخزانة العامة بالرباط ، رقم 2008 / د ضمن مجموع .
2- تقييد وقف القرآن الكريم ، توجد منه نسخة خطية بالخزانة الحسنية بالرباط ، رقم 4138 و أخرى 7708 .
كما أحيلكم على الرابط التالي : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6155
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
السائح
04-06-2007, 08:45 PM
أخي الجكني،
وأخي أحمد الضاوي،
جزاكما الله خيرا على ما تفضلتما به من الإفادة.(1/213)
بيد أنه يغلب على ظني أن للهبطي كتبا أخرى، سأحاول أن أذكرها الليلة بتوفيق الله وحسن عونه.
وقبل أن أسرد ثَبَتًا بمؤلفاته، أود أن أطرح عليكم سؤالا خفيفا ظريفا:
هل وقفتم على كتاب جامع جوامع الاختصار والتبيان، فيما يعرض للمعلمين وآباء الصبيان؟
وللكتاب نشرتان: إحداهما بالمغرب، والأخرى بالجزائر.
---
السائح
04-06-2007, 09:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
---
السائح
04-07-2007, 01:23 AM
لا بد من التفريق بين أحمد بن أبي جمعة وابنه محمد؛ فقد خلط بينهما بعض الباحثين.
أما محمد فهو أبو العباس بن بوجمعة المغراوي الوهراني ثم الفاسي، ومن تصانيفه: جامع جوامع الاختصار والتبيان، فيما يعرض للمعلمين وآباء الصبيان.
أما ابنه أحمد؛ فله تصانيف كثيرة، منها:
1 – تقريب النافع في الطرق العشر لنافع، وهو نظم في القراءات بيّن فيه الطرق العشر إلى نافع.
منه نسخة بالمكتبة الوطنية بباريس، استهلّه بقوله:
بدأت بحمد الله معتصما به *** نظاما بديعا مكملا ومسهلا
2 – تقييد في وقف القرآن الكريم، تقدم أنه بالخزانة العامة بالرباط.
3 – تقييد على مورد الظمآن، منه نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط.
4 - فهرست، في مروياته عن شيوخه.
5 – الجيش الكمين، لقتال من كفّر عامة المسلمين، وهو منشور مشهور متداول.
6 – وله قصيدة طويلة في رثاء شيخه ابن غازي المكناسي، منها نسخة بالمكتبة الناصرية بتمكروت.
وتقاييد أخرى ليس هذا مجال ذكرها.
وقد استفدت أكثر ما ذكرته من بحث لأحد الأفاضل لم يُنشر بعدُ.
---
السائح
04-07-2007, 01:26 AM
والرجاء ممن وقف على كتاب " عمدة الفقير، في عبادة العلي الكبير " أن يتكرم بإتحافنا بنبذة عنه.
---
السائح
04-07-2007, 01:31 AM(1/214)
وقد اشتهر أنه توفي سنة 930، لكن الذي ذكره ابن مريم التلمساني في البستان، ومحمد بن محمد آل مخلوف في شجرة النور، وعبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس، أنه مات سنة 929.
ولا يعارض ما تقدم: ما ذكره ابن القاضي في جذوة الاقتباس، ومحمد بن جعفر الكتاني في سلوة الأنفاس، أنه توفي قرب الثلاثين وتسع مئة، كما هو واضح جلي لا يخفى على نابه.
---
أحمد بزوي الضاوي
04-07-2007, 11:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل السائح ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أشكر لكم تواصلكم و اهتمكامكم . أما عن كتب الشيخ الهبطي ـ رحمه الله ـ صاحب الوقوفات المعروفة ، فإني حاولت استقصاء كتبه و ذلك بتتبع كل ما وقعت عليه يدي من كتب التراجم و التاريخ و الفهارس ، فلم أعثر له إلا على الكتابين اللذين أشرت لهما ، لذا فإني أطلب منك الإحالة على المصدر أو المصادر المعتمدة ، خدمة للباحثين .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
السائح
04-12-2007, 03:02 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم الضاوي.
قد أرسلت إليكم رسالة خاصة، فتفضلوا بقراءتها.
---
(1/215)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلمة حق في "دار الكتب العلمية"!!
---
كلمة حق في "دار الكتب العلمية"!!
---
عبد العزيز الضامر
05-07-2005, 07:38 AM
كلمة حق في "دار الكتب العلمية"!!
لقد نظر كثيرٌ من الباحثين إلى مطبوعات دار الكتب العلمية بأنها ناقصة الجودة والدقة, وأنَّ فيها من السقط والتحريف ما لا في غيرها, ومن البياض في الكتاب الواحد ما قد يتفاوت العشرات من الصفحات, ناهيك عن رداءة الطباعة والورق أحياناً.
إلاَّ أنه يجب علينا أن ننظر إلى عمل هذه الدار من زاويةٍ إيجابيةٍ وهي أنها قد قدمت خدمةً جليلةً للباحثين, فكم من باحثٍ قد وَقَف على نصوصٍ هامةٍ لبحثه لم يكن قد وقف عليها لو لم تكن نسخة دار الكتب العلمية موجودة, فقد أخرجت الكثير من كتب المطوَّلات التي كانت رهينة الخزائن والأدراج ولم يُسبق لها النشر من قبل نحو تفسير الصنعاني (ت:211هـ), والواضح في تفسير القرآن لعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري (ت:308هـ), وتفسير ابن أبي حاتم (ت:327هـ)..., هذا مع التنبيه إلى كُلِّ باحثٍ بأنَّ يتحرى الدقة والتحرير في كُلِّ ما ينقل من مطبوعات هذه الدار.
ومن هذا المُنطلق فإني أقترح على هذه الدار بأن يتولوا طباعة النسخ الخطية اليتيمة والفريدة التي قد تكون ناقصةً ولم يُعثر على بقية أجزائها نحو تفسير النَّقاش (ت:351هـ) والرماني (ت:384هـ), والحاكم الجُشَمي (ت:494هـ), والاستغناء في علوم القرآن للأدفوي (ت:388هـ)..مع التعليق اليسير على ما يحتاج إلى ذلك.
كما أقترح الاهتمام بالمشاريع العلمية التي تصدر عن الجامعات فيعوق الجامعة طول هذه التحقيقات عن طباعتها مما يُؤدي إلى حرمان الكثير من الباحثين النظر فيها مثل البرهان في تفسير القرآن للحوفي (ت:430هـ), وتفسير البسيط للواحدي (ت:468هـ)...ونحو ذلك.(1/216)
فلو قامت هذه الدار بطباعة هذا الرسائل مُجرَّدةً من التحقيق لكان ذلك خدمةً عظيمةً تُسجَّلُ في قائمة حسناتهم.
وأُحب أن أُنبه إلى أنَّ هذه المُقترحات ليست مُوجَّهة بالدرجة الأُولى لدار الكتب العلمية بل لأي دارٍ تجد في نفسها القدرة على تحقيق هذا الآمال التي تُشكِّل هاجساً في نفوس الباحثين.
وختاماً: فهذا مجرد رأي أتمنى أن يكون كلمة حقٍ قيلت في دار الكتب العلمية, وأن تجد هذه المُقترحات حظها من التنفيذ.
حُرِّر في ليلة الاثنين 22/3/1426هـ
---
مساعد الطيار
05-12-2005, 05:49 PM
أخي الكريم عبد العزيز
إنما ما تطرحه ينقلني إلى هاجس أكبر من ذلك ، وهو عدم عناية المكتبات والناشرين ـ إلا ما قلَّ ـ بالإخراج الفني المتميز للكتاب الإسلامي ، فكم من كتابٍ علميٍّ ذي قيمة كبيرة يُفسده الإخراج ، فالخط الذي كُتب به ، والفراغات بين السطور ، والحواشي المتلاصقة ، وغير ذلك من مفسدات الكتاب تراها كثيرة ، هذا فضلاً عما يصيبها من أخطاء في الإملاء والنحو .
وكلما كان الكتاب أسلم من هذه الأخطاء دلَّ على عناية القائمين على الكتاب من مؤلفه وناشره .
وكم هو جميل لو ألقى الإخوة بأفكارهم حول صناعة الكتاب .
4 : 4 : 1426 / تبوك
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2005, 06:44 PM
الإنصاف عزيز ، وأشكرك على طرح هذه الفكرة ابتداء .
وأما دار الكتب العلمية فلا شك أن لها جهوداً علمية مشكورة ، وقد نشرت كتباً ثمينة ، انفردت بنشرها محققة تحقيقاً مستوفياً ، ويحضرني من ذلك إخراجهم لشرح الخطيب التبريزي لاختيارات المفضل الضبي بتحقيق الدكتور فخر الدين قباوة في طبعته الثانية . وهذا التحقيق هو التحقيق الأجود لهذا الشرح النفيس في أربعة مجلدات. وقد سبق أن طبع الطبعة الأولى في مجمع اللغة العربية بدمشق. وهناك أمثلة كثيرة لنشرهمخ كتباً قيمة .(1/217)
وهناك في الآونة الأخيرة تجاوزات حدثت من هذه الدار جعلت الباحثين والمحققين يشنعون عليها ، كما صنعوا مع تحقيق الدكتور أحمد الخراط لكتاب الدر المصون للحلبي ، وراجع المجلد الحادي عشر بتحقيق الدكتور الخراط في آخره لترى ماذا كتب عن سطوهم على تحقيقه ونشرهم له دون إشارة إليه. وقد فعلوا مثل ذلك مع بعض التفاسير الأخرى . ومهما كانت الفائدة المتحققة من وراء نشرهم لكتب اشترك في تحقيقها عدد من الباحثين بحجة أنه قل أن يتفق الباحثون على نشر مثل هذه الكتب المطولة ، وقل أن تتبنى دور النشر مثل هذه المطولات ، إلا أن هذا يعتبر إخلالاً بأصل من أصول الأمانة العلمية ، لا يمكن تبريره من قبل القائمين على دار الكتب العلمية ، وقد حاولت الدار في الآونة الأخيرة تدارك الأمر ونشر مؤلفات بعض المحققين الكبار لمحو هذه الصورة السلبية ، والقارئ الناقد يبقى هو الحاكم على منشورات دور النشر . وأذكر أن إحدى دور النشر المصرية قديماً ساءت سمعتها لدى القراء بسبب شيء من تجاوزاتها بصورة قريبة مما صنعته دار الكتب العلمية فطلبت من الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن ينشر كتاباً من كتبه التي حققها لديها حتى تستعيد ثقة الناس بها ، واستجاب الشيخ أحمد شاكر لذلك ، وأشار إلى هذا الأمر في مقدمة كتابه ، ونسيت الكتاب الآن لكن لعل أحد الإخوة يذكرنا مشكوراً.
---
أبو المعتز القرشي
06-10-2005, 03:34 AM
إن ما قدمته دار الكتب العلمية من حسنات لا يماري فيه أحد وذلك من خلال طبع الكتب والتي لم تطبع ، وبعض التحقيقات العلمية الجيدة ، كما أن ما أفسدته كثير وذلك واضح للعيان وذلك : بالسرقات والتحريف والسقط والأخطاء ... والتي ليس لها حصر . والميزان في ذلك أن من كَثُرت حسناته تجاوزنا عن سيئاته . ولكن أين دار الكتب العلمية من ذلك ؟!
---
عبدالرحمن السديس
06-10-2005, 01:26 PM
جزاكم الله خيرا
يمكن تقسم كتبهم إلى خمسة أقسام :(1/218)
1_ المصورات ؛ فقد صورت الدار عددا كبيرا من الكتب المفيدة عن الطبعات المعتمدة مثل : التاريخ الكبير للبخاري ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، وبهجة المجالس لابن عبد البر ، والأمالي للقالي ، وغيرها كثير .
2- كتب لم تطبع من قبل بل تفردوا بطبعها مثل : مستخرج أبي نعيم على مسلم ، وأطراف الغرائب والأفراد الدارقطني ، وتفسير ابن عادل الحنبلي اللباب .. فهذه كما قيل: فما حيلة المضطر إلا ركوبها .
3- كتب طبعاتهم فاقت الطبعة السابقة لها ، ويمكن التمثيل : بالكامل لابن عدي .
4 - كتب حاجتك لها قليلة ، وليست من فنك الذي تميل له ، وتكثر الرجوع له .. ، وطبعاتها الأخرى كبيرة الحجم غالية الثمن ، فهنا يمكن الاستفادة من كتبهم في هذه الحالة بحذر .
5- كتب مهمة يكثر الرجوع لها ، وهي متوفرة بطبعات كثيرة معتمدة فهذه أقول : فر منها فرارك من الأسد.
ومما ينبغي التنبيه له أن الدار كغيرها من الدور قد تطبع كتابا تعب عليه محققه ، وحرر العمل فيه غاية التحرير ، فهنا الشكر له ، لا لها .
وأنما زبدة الكلام على الكتب الكثيرة جدا التي تصدرها الدار من غير مقدمات ، ولا اعتماد على مخطوطات ، (وقد طبعت من قبل بتحقيقات معتمدة متقنة ) و التي سجل على طرتها (حققه فلان ، وفلان ..) ، والذين بلغت تحقيقات بعضهم (!) في سنين أكثر مما حقق جماعة من كبار المحققين على مر السنين !!
---
(1/219)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات ووقفات (الحلقة الثامنة)
---
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة)
---
سعيد الشهري
08-15-2004, 05:18 PM
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة)
سورة البقرة
ألم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين (2)
ألم الله العالم بمعناها، وقال المفسرون أن تلك الحروف التي جاءت في مقدمة بعض السور، إنما هي تعجيز لكفار قريش الذين لم يؤمنوا بالقرآن الكريم ، وكذبوا به ، بل حتى أنهم كانوا يقفون في الطرقات ويحذرون الناس أن لا يستمعوا لمحمد ، ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه) كانت تلك هي الأساليب العدوانية، والسلوكيات الشائنة، والأعمال القبيحة التي استقبلوا بها محمد وأصحابه ، وعملوا كل فضيع، واقترفوا كل شنيع، ومزقوا جلود العبيد بالسياط، لأنهم وحدوا الله عز وجل، وأتبعوا سبيل الرشاد، لأنهم خرجوا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فيقول الله هذه الأحرف تعجيزاً لهم ، إن كنتم تقولون إن هذا القرآن أساطير الأولين ( فأتوا بسورة من مثله) فاستخدموا مثل هذه الأحرف ، وأتوا بكتاب مثله، وذلك تعجيزاً لهم ولن يستطيعوا قال تعالى( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ) وقال سبحانه ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) لقمان 27. لذلك فالله عز وجل أنزل هذا الكتاب معجزة خارقة، وهداية باهرة ، وشفاء لما في الصدور، ونوراً وبهاء، ويقيناً وضياء، طمأنينة لقلوب المؤمنين، وتعريف لهم بوعد الله ووعيده.ثم قال الله تعالى عن كتابه العزيز (ذلك الكتاب ) أي هذا الكتاب وهو القرآن ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، الكتاب الذي شرح الله به صدور العباد، وعرف الناس بأنه الوحي المنزل من الله عز وجل، فأسلموا ،(1/220)
واهتدوا ، لا ريب فيه ولا شك ، فهو الحق المبين نزله الله على نبيه محمد بواسطة الملك جبريل عليه السلام قال تعالى ( وقرأنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) وقال سبحانه ( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) البقرة97. وهذا دليل على تنزيل القرآن ، وتلقين جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان أمياً لا يكتب ، ولكنه يحفظ القرآن حينما يسمعه من جبريل ، إلى أن جمع القرآن في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، فلله الحمد والمنة، وقوله تعالى هدى للمتقين فيه إقرار من الرب تبارك وتعالى على أن هذا القرآن هدىً للمتقين ، سبحان الله وهل المتقي يحتاج هداية، فهو مهتدي ولكن أقول إن الإنسان مهما بلغ من قوة الإيمان، ودرجات الإحسان، وثقل الميزان بالدرجات، فهو ليس بمعصوم ، وليس منزه من الخطأ والمعصية، بل هو معرض لكل ذلك، لذلك فإن الإيمان يزيد وينقص عند المسلم، فذكرنا الله سبحانه في هذه الآية أن من أخذ بتعاليم القرآن ، ورفع به رأسه استفاد من هدايته ، وكان تقياً متبعاً لأوامر ربه ، ومجتنباً لنهيه. قال السعدي فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن الهداية نوعان : هداية البيان، وهداية التوفيق، فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق ، وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية تامة.لذلك فالتقوى أمرها عظيم، فبها تتهذب النفس ، وتستقيم الروح، وبها تعرف النفس قدر خالقها، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : و التقوى أن يعمل الرجل بطاعة الله على نور من الله يرجو رحمة الله وأن يترك معصية الله على نور من الله يخاف عذاب الله ولا يتقرب إلى الله إلا بأداء فرائضه ثم بأداء نوافله قال تعالى ( وما تقرب إلي عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه(1/221)
.. الحديث )(1). إذاً التقوى ركيزة من ركائز العمل الصالح ، وهي الدافع والحافز لكل عمل فيه الخير ، وترك الإثم ، وعلى ذلك يكون المسلم طوال حياته إن كان يريد سعادة الدارين، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) ، وكذلك قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم سورة التغابن 16 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :فأوجب التقوى بحسب الاستطاعة فلو كان من لم يتق الله لم يستطع التقوى لم يكن قد أوجب التقوى إلا على من اتقى ولا يعاقب من لم يتق وهذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام وهؤلاء إنما قالوا هذا لأن القدرية والمعتزلة وغيرهم قالوا القدرة لا تكون إلا قبل الفعل لتكون صالحة للضدين الفعل والترك وأما حين الفعل فلا يكون إلا الفعل فزعموا أو من زعم منهم أنه حينئذ لا يكون قادرا لأن القادر لا بد أن يقدر على الفعل والترك وحين الفعل لا يكون قادرا على الترك فلا يكون قادرا وأما أهل السنة فإنهم يقولون لا بد أن يكون قادرا حين الفعل ثم أئمتهم قالوا ويكون أيضا قادرا قبل الفعل وقالت طائفة منهم لا يكون قادرا إلا حين الفعل وهؤلاء يقولون إن القدرة لا تصلح للضدين عندهم فإن القدرة المقارنة للفعل لا تصلح إلا لذلك الفعل وهي مستلزمة له لا توجد بدونه إذ لو صلحت للضدين على وجه البدل أمكن وجودها مع عدم أحد الضدين والمقارن للشيء مستلزم له لا يوجد مع عدمه فإن وجود الملزوم بدون اللازم ممتنع وما قالته القدرية فهو بناء على أصلهم الفاسد وهو أن إقدار الله المؤمن والكافر والبر والفاجر سواء فلا يقولون إن الله خص المؤمن المطيع بإعانة حصل بها الإيمان بل يقولون إن إعانته للمطيع والعاصي سواء ولكن هذا بنفسه رجح الطاعة وهذا بنفسه رجح المعصية كالوالد الذي أعطى كل واحد من ابنيه سيفا فهذا جاهد به في سبيل الله وهذا قطع به الطريق أو أعطاهما مالا فهذا أنفقه في سبيل الله وهذا أنفقه في سبيل الشيطان وهذا القول(1/222)
فاسد باتفاق أهل السنة والجماعة المثبتين للقدر فإنهم متفقون على أن لله على عبده المطيع المؤمن نعمة دينية خصه بها دون الكافر وأنه أعانه على الطاعة إعانة لم يعن بها الكافر كما قال تعالى ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون سورة الحجرات 7 فبين أنه حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم فالقدرية(1) تقول هذا التحبيب والتزيين عام في كل الخلق أو هو بمعنى البيان وإظهار دلائل الحق والآية تقتضي أن هذا خاص بالمؤمنين ولهذا قال أولئك هم الراشدون والكفار ليسوا راشدين وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء سورة الأنعام 125 ، و قال تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فكل من كان أتقى كان أفضل مطلقا وإذا تساوى اثنان في التقوى استويا في الفضل سواء كانا أو أحدهما غنيين أو فقيرين أو أحدهما غنيا والآخر فقيرا وسواء كانا أو أحدهما عربيين أو أعجميين أو قرشيين أو هاشميين أو كان أحدهما من صنف والآخر من صنف آخر وإن قدر أن أحدهما له من سبب الفضيلة ومظنتها ما ليس للآخر فإذا كان ذاك قد أتى بحقيقة الفضيلة كان أفضل ممن لم يأت بحقيقتها وإن كان أقدر على الإتيان بها فالعالم خير من الجاهل وإن كان الجاهل أقدر على تحصيل العلم والبر أفضل من الفاجر وإن كان الفاجر أقدر على البر ، والمؤمن الضعيف خير من الكافر القوى وإن كان ذاك يقدر على الإيمان أكثر من المؤمن القوي وبهذا تزول شبه كثيرة تعرض في مثل هذه الأمور(2).(1/223)
وقال ابن تيمية أيضاً : " أن التقوى وتصفية القلب من اعظم الأسباب على نيل العلم لكن لا بد من الاعتصام بالكتاب والسنة في العلم والعمل ولا يمكن ان احدا بعد الرسول يعلم ما اخبر به الرسول من الغيب بنفسه بلا واسطة الرسول ولا يستغني احد في معرفة الغيب عما جاء به الرسول وكلام الرسول مبين للحق بنفسه ليس كشف احد ولا قياسه عيارا عليه فما وافق كشف الانسان وقياسه وافقه وما لم يكن كذلك خالفه بل ما يسمى كشفا وقياسا هو مخالف للرسول فهذا قياس فاسد وخيال فاسد وهو الذي يقال فيه نعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي(3). وقد تكلم في فضل التقوى الكثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين، وصنفت فيها المصنفات، وأرجوا أن تكون اتضحت معانيها في هذه الجمل.
الوقفات
1- عرفنا الرب سبحانه وتعالى على أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا شك ولا مرية بأنه منزل من الله على نبيه محمد.
2- إخبار الله سبحانه وتعالى أن المؤمنين المتقين هم الذين يهتدون بكتاب الله.
3- من شك أو أعتقد أن هناك تشريع أو قانون(4) ، أو حكم أفضل مما جاء في القرآن فقد كفر لقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
_____________________________
(1) القدرية : الذين يجعلون أفعال العبد خارجة عن قدرة الله وخلقه وملكه.
(2) منهاج السنة النبوية 3/42.
(3) الرد على المنطقيين 1/511.
(4) كالذين ينادون بالتعددية الحزبية في الحكم، والديمقراطية ، والانتخابات وغيرها كل ذلك مخالف للإسلام لأن حكم الإسلام يكون عن مبايعة أهل الحل والعقد ، ومجلس شورى المسلمين ، باختيار من هو أهلٌ للحكم الإسلامي الذي يكون من خيار القوم من العلماء المخلصين لدينهم ورعاياهم فيتم مبايعته، وليس كما ينادي البعض بالمشاركة من جميع الأطراف والمذاهب والنحل.
---
(1/224)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تضامنا مع دعوة الأخ أبي مجاهد العبيدي
---
تضامنا مع دعوة الأخ أبي مجاهد العبيدي
---
الخطيب
11-16-2003, 05:26 PM
أخي أبا مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا من أخ صالح رحب الصدر يتسع حلمه لمحاورات إخوانه ويعمل على التخفيف من معاناتهم ولا يفتأ أن يربطنا بالقرآن وحلاوته ولو كان ما يكتبه مجرد رسالة يطيب بها خاطر أخ له في الله
وإني يا أخي الكريم لأشد على يدك الكريمة في الدعوة إلى رد المطاعن ودرء الشبه عن أغلى نعمة أنعم الله بها علينا وهي نعمة الإسلام كما أشد علي يديك أيضا في شأن اقتراحك طرح موضوع " منهج القرآن في مواجهة خصومه " على بساط الحوار والمناقشة ويبدو أنك لا تحب أن تضيع وقتا ولذا جررتنا إلى التعايش مع موضوعك هذا على الفور وذلك حين عرضت لنا هذه الآيات من سورة الفرقان: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا 4 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 5 قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 6 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا 7 أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا 8 انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا 9}
وذكرت أنها تشير إلى منهج قرآني في عرض الشبه والرد عليها وهو منهج الإيجاز أو الإغفال.(1/225)
أخي الكريم لقد نظرت إلى هذه الآيات بنظري الضعيف فلم أشعر بأي إغفال من قبل القرآن الكريم لما أوردته الآيات من شُبَه كل ما في الأمر أنها ماضية على النهج القرآني في طرح موضوعاته المكررة في أكثر من موضع جدلية كانت هذه الموضوعات أو غير ذلك حيث لا يتناولها في كل المواضع بنفس الأسلوب ولكن بأسلوب مغاير إن بالتصريح وإن بالتلميح إن بالإشارة وإن بالعبارة ..........وحتي لا نتيه سنحصر أنفسنا داخل إطار هذه الآيات المذكورة فلو أننا نظرنا إليها فسوف نجدها قد تناولت أربع شبه هي كالتالي:(1/226)
الأولى - ادعاء أن هذا القرآن من اختلاقه صلى الله عليه سلم بمعونة آخرين هؤلاء الآخرون قد جاء ذكرهم مع رد الفرية في قوله تعالى: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } تصور ما لو أردنا نحن أن نرد نفس الفرية بنفس ما رد به القرآن بالأسلوب البشري ما كنا سنصل إلى هذه النتيجة إلا عبر مقدمات عدة هذا رد لقولهم { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } وأما الجزء الأول { إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ } فالرد عليه في آيات كثيرة منها قوله تعالى: { وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } وقوله:{ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } وقوله: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا } فكيف تكون لديه قدرة على التأليف وهو الذي لم يكن يوما قارئا كاتبا ولم يجلس يوما إلى معلم وقد ضمن ذلك كله في كلمة جامعة وصف بها صلى الله عليه وسلم هي كلمة { الأمي }(1/227)
والثانية - دعوى أن هذا القرآن من أساطير الأولين التي أملاها عليه من كان يجلس معهم من المعلمين وهذه دعوى منقوضة في نفس السياق وفي خارجه أما النقض من جهة السياق نفسه ففي قوله جل شأنه: { قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي لو كان هذا القرآن من أساطير الأولين وهو الذي اشتمل على الأسرار التي لم تكن معروفة قبل نزوله ومحمد هو بينكم وهو من تعرفون وصفه من جهة الصدق والأمانة وسائر الفضائل أي أنه لن يَكْذِبَكم والأهم من ذلك هو أمي لم يقرأ كتب السابقين إذن فهو حين يأتيكم بهذه الأسرار التي لا يمكن أن تكون من تلقاء نفسه فهذا دليل على أن هناك أمرا غير عادي قد عرف هو عن طريقه هذه الأسرار التي تتعالى فوق ما يعرفه خبراء الأساطير وهو يقول: إنه الوحي فلابد إذن من تصديقه لأن المقدمة إذا ما صلحت صلحت بصلاحها النتيجة بلا ريب.
ولنتأمل تأكيدا لهذا المعنى قوله: { الذي يعلم السر } فلم يقل: أنزله الله أو غير ذلك
لأن المقصود هنا الرد على الفرية من جهة وإعلان التحدي من جهة أخرى لخبراء الأساطير وتابعيهم الذين يعظمونهم ويجلون أساطيرهم إلى الدرجة التي يرتقون بها لأن يكون القرآن جزءًا منها فهيا جيئونا بمثل هذه الأسرار التي جاءكم بها رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي كلها حقائق ولذلك دعاهم القرآن في غير ما آية إلى السير في الأرض للتحقق من ذلك ولأخذ العبرة مما حدث لأهل التجبر في غابر الأزمان
وأما الرد على هذه الفرية من الخارج ففي سائر الآيات التي تنفي عنه القراءة والكتابة والجلوس إلى المعلمين بما فيهم خبراء الأساطير(1/228)
الثالثة – نقض رسالته صلى الله عليه وسلم بدعوى أنه بشر مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق { وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ } وهي دعوى لسنا ننكرها لأنه صلى الله عليه وسلم لم يدع يوما أنه غير بشر { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ } فإذا كان هذا النبي بشرا مثلكم وهو لم يدع غير ذلك فلماذا تعيبون عليه أكل الطعام والمشي في الأسواق وهذه سمة بشرية لديكم جميعا ؟
ثم نازلتهم القرآن الكرين إلى أرض الواقع والواقع المشاهد خير دليل فالناس يختلفون حول الأدلة العقلية لكن الأدلة الحسية فمن ذا ينكرها ؟ حاكمهم القرآن إلى الواقع في هذه المسألة في السورة نفسها وفي خارجها فقال في سورة الفرقان: { وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ } وقال في سورة الأنبياء {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ } وفي سورة المائدة: { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ }(1/229)
الرابعة – نقض الرسالة لأنه ليس ملكا أو لم ينزل معه ملك ليخاطب الناس معه وينذرهم { .... لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا } وسواء كان نزول الملك استقلالا بالرسالة أو معضدا للرسول البشري فلن تطيقوا التعامل مع ملك بصفاته الملائكية المشتملة على القوة الجسمية والروحانية بما لا يتناسب وقدراتكم البشرية فلو حدث هذا لكانت هناك هوة واسعة بين كل من الملقي والمتلقي ، المرسل والمستقبل وهنا لا تستقيم الأمور وأنتم الذين ستعترضون وتقولون: لِمَ لمْ ترسل إلينا رسولا من جنسنا يا رب نأنس به ونأخذ عنه ويكون بيننا نرجع إليه كلما احتجنا إليه كل هذه المعاني وغيرها قد عالجها القرآن الكريم في آيات كثيرة بأكثر من طريقة فيقول في تقرير حكم أنهم لن يطيقوا الملك الرسول في سورة الأنعام: { وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ 8 وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ 9 وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ 10 } وفي سورة الإسراء: { قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً 95 }(1/230)
وفي تقرير الإنعام عليهم بإرسال البشر الرسول يقول في سورة آل عمران: { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ 164 } وفي سورة التوبة: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } ولأجل أن الحكمة تقتضي إرسال البشر الرسول وليس الملك الرسول فإن الأنبياء لم يجدوا ضيرا في أن ينفوا عن أنفسهم الملائكية عندما طلبوا منهم ما هو فوق طاقة البشر ففي سورة الأنعام جاء قوله تعالى أمرا لرسولنا صلى الله عليه وسلم:{ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ } وعلى لسان نوح عليه السلام كما في سورة هود: { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ }
الخامسة – قولهم: { أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } وتقرير هذه الشبهة والرد عليها جاء في سورة الإسراء في قوله سبحانه: { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا 90 أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا 91 أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً 92 أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً 93}(1/231)
السادسة – دعواهم أنه صلى الله عليه سلم مسحور أي اختلط عقله بتأثير السحر فيه فكأن " مسحور " هنا تعادل " مجنون " وقد جاء الرد القرآني على هذه الفرية في عقبها { انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا 9 } وعرضت مع الرد عليها أيضا في سورة الإسراء : { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا 47 انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً 48} أي تعددت أمثالهم معك فهم قد مثلوك مجنونا ، ساحرا ، مسحورا ، كاهنا ، شاعرا ....مع أنهم أول من يعرفون بُعد هذه التهم جميعها عنك ورغم ذلك يكررونها بقصد الإلباس على الآخرين لتحصينهم من الإسلام وفي ذات الوقت ليوهموا أنفسهم بأن لهم في عدم الإيمان حججا لكنهم في حقيقتهم كانوا يعلمون صدقه صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به كما يدل لذلك موقف الوليد بن المغيرة الذي لا يخفى على أمثال قرائنا الكرام حين قال عن القرآن أمام قومه بعد أن سمعه: والله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من هذا والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو وما يعلى .(1/232)
وقد روى ابن اسحاق في السيرة عن محمد بن مسلم بن شهاب عن الزهري أنه حدث أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله ص وهو يصلي بالليل في بيته ; فأخذ كل واحد منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا حتى إذا جمعتهم الطريق تلاوموا فقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا وجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قاله أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق ; فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتي أبا سفيان بن حرب في بيته فقال أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد قال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها قال الأخنس وأنا والذي حلفت به قال ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته ; فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد قال ماذا سمعت قال: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه قال فقام عنه الأخنس وتركه.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-16-2003, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم الأستاذ الدكتور أحمد الخطيب جزاك الله خيراً على حسن ظنك بأخيك - مع يقيني بأني لا أستحق ما ذكرته من ثناء - .(1/233)
والحق أن الفضل - بعد الله - في تنبيهي لهذا الوضوع يعود إليك عندما أثرت قضية الرد على أباطيل المخالفين في أكثر من موضوع .
ولا أخفيك أني صرت ,انا أقرأ القرآن هذه الأيام أركز على هذه القضية ، فوجدت أنها تستحق أن تفرد بمؤلف أو رسالة علمية ، وهذا الموضوع في نظري له أهمية كبيرة جداً .
وأشكرك على التفاعل السريع مع الفكرة التي طرحتها ، وعلى وقوفك مع الآيات التي ضربتها نموذجاً .
وقد لفت انتباهي وأنا أتأمل طريقة القرآن في الرد على شبهات خصومه وأباطيلهم أن له أكثر من طريقة .
ومنها الإغفال ، وذلك في مثل قوله تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) يس~: 47 .
وعدم الرد على هذه الشبهة بسبب تهافتها .
ومن طرقه في ذلك الاقتصار على بيان كذب ما ادعوه مثل قوله تعالى :( وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا 4 مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ) الكهف .
والمقصود أن القرآن له أكثر من طريقة في ذلك .
وبين يدي الآن رسالة بعنوان : منهجية القرآن في التعامل مع آراء معارضيه للدكتور محمد رفعت زنجير
تقع في 50 صفحة إلا أنها لا تشفي الغليل ، مع أهمية موضوعها .
وعلى كلٍ ؛ البحث في هذه المسألة يحتاج إلى استقراء وتتبع ، ولعل الأستاذ الدكتور أحمدسعدالخطيب يتولاه ، فهو له أهل - وفقه الله - .
وأشكرك على تواصلك واهتمامك .
---
(1/234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة كتاب الكتروني رائع
---
الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
02-28-2007, 08:02 AM
الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الدّرَرُ النافعَة في نصْح شبَاب الجَامِعَة
تأليف فضيلة الشيخ
مهنا نعيم نجم " أبو الحارث "
عضو هيئة العلماء والدعاة
فلسطين
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 447 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/56761e2331.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/268ce70c6b.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/b0d7a241eb.jpg
روابط التنزيل
http://www.m5zn.com/download5.php?filename=fec3fa0d8a.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=305801
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/235)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مقال جميل بعنون ( إنسانية محمد )
---
مقال جميل بعنون ( إنسانية محمد )
---
ابن الجزيرة
02-03-2006, 05:20 PM
إنسانيّة محمد
حامد بن عبد العزيز الحامد 30/12/1426
30/01/2006
محمدٌ صفوةُ الباري ورحمتُه
وبغيةُ اللهِ من خلقٍ ومن نسمِ
جاء النبيون بالآيات فانصرمت
وجئتنا بحكيمٍ غيرِ منصرمِ
شريعةٌ لك فجّرْتَ العقولَ بها
عن زاخرٍ بصنوفِ العلمِ ملتطمِ
هكذا قال أحمد شوقي عن خير البرية صلى الله عليه وسلم.
ومهما أكثرت من الثناء على هذا الإنسان فإنما تكثر من الثناء على الإنسانية التي لم تعرف مخلوقا تَمَثّلها كما تمثلها محمد صلى الله عليه وسلم.
وكفاه دليلاً على إنسانيته معجزته الخالدة، وهي القرآن، الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42).
ومن أي جانب أردتَ أن تتحدث عن الإنسانية فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم هي القِدْحُ المعلَّى.
إن الإنسانية ليست فلسفة وضعية يصطلح عليها مجموعة أناس يخالفهم فيها غيرهم، ولكنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهي مجموعة قيم أخلاقية قد اتفق بنو آدم على استحسانها.
وأي مصلح يتكلم عن الإصلاح فإنما يتحدث عن هذه القيم الإنسانية.
ومهما بلغ هذا المصلح أو ذاك من العظمة فإنه إن استطاع تثبيت بعض القيم الإنسانية فإنه سيغفل عن جوانب أخرى تعجز نفسه عن إدراكها، بل حتى في الجوانب الإنسانية التي يريد تثبيتها، ويسخّر حياته من أجلها قد لا يعطيها حقها اللائق بها، ولا يزنها بميزان عدل، وإنما قد يتطرف بها ذات اليمين أو ذات الشمال.
وأما المصلح العظيم صلى الله عليه وسلم فهو أجل وأعظم من أن يبخس الإنسانية جانباً من جوانبها، وأعظم من ذلك فإنه قد أعطى كل جانب إنساني قدره من غير وكس ولا شطط.(1/236)
ولكن هذا القسطاس المستقيم للقيم الإنسانية لن يرضي الظالمين؛ لأنه سيحدّ من جشعهم وشهواتهم؛ فتنطلق ألسنتهم وأيديهم لتعلن تمردها على مبدأ العدالة، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).
ولو كان هذا التمرد الأخلاقي على عظيم من عظماء البشر لأمكن تحمّله؛ لأن أي عظيم
لا يستطيع أن يدّعي المثالية، بل لا بد أن يعترف بالتقصير في جانب من جوانبه الإنسانية، ولكنه يعتذر عن هذا بما عنده من حسنات تستر هذا النقص الذي هو فيه.
وأما رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو كامل في مثاليته؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، قد أدّبه ربه فأحسن تأديبه، فاستحق الثناء من رب العالمين: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).
والعجب أن يكون هذا التمرد على الإنسانية باسم الإنسانية؛ تبديلاً للحقائق، وتشكيكاً في المسلمات، ونتيجة لهذا التمرد تتحول القيم الإنسانية إلى نزغات بهيميّة تقوم على مبدأ الظلم والبغي والطغيان.
إن الحديث عن الجوانب الإنسانية كلها قد لا يتيسر، ولكن المتيسر هو أن نعرض بعض جوانبها على ضوء الشريعة المحمدية، حتى تستضيء البشرية بهذه الإشراقة الإنسانية.
ولعلنا نستغني عن كثير من المقدمات المنطقية حينما نعلم أن الذنب الذي جناه محمد صلى الله عليه وسلم -في نظر أعدائه- هو اعترافه بالمبادئ الإنسانية.
فاستخدام القوة -مثلاً- أمام القوى المقاتلة ليس مبدأ محمدياً ابتداء، وإنما هو مبدأ إنساني، وحيث إن الإنسانية ممثلة بمحمد صلى الله عليه وسلم أصبح استخدام القوة مبدأ محمدياً.
والإسلام -الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم - لم يقابل بقواته أمماً تقابله بالورود والرياحين، وإنما يقابل جيوشاً مدججة بالسلاح، فما معنى امتلاك تلك الأمم للسلاح؟!(1/237)
بل إن الإسلام منع من استخدام القوة أمام من لا يملك القوة، كالأطفال، والنساء، والرهبان، ونحوهم، وهذا لأن الأصل في الإسلام هو السلام، وأما استخدام القوة فعارض ينتهي بانتهاء سببه.
ثم إن استخدام القوة في الإسلام لا يكون إلا أمام الجيوش المحاربة، وأما الأفراد فليس من دين الإسلام مقابلتهم بالسلاح، وإنما يُقابَلون بالهدى والصلاح.
ولعلك تعجب حينما ترى أن الإسلام قد وهب للأفراد حرية الاختيار -على عكس معتقدات الأمم الأخرى- ومع ذلك ترى الشعوب على اختلافها تتسابق إلى الدخول في دين الله أفواجاً، على عكس معتقدات الأمم الأخرى التي عجزت عن إدخال شعوبها في معتقداتها بالحديد والنار.
وأعظم من هذا حينما تجد الشعوب المختلفة تتسابق في تقديم أبنائها الأعلام لخدمة الإسلام، وهذا لإيمانها بأنها تعيش في ظل الإسلام على قاعدة: (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى)، وتردّد صباح مساء قول ربها سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13).
ولغتها:
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواهُ إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
وإذا كانت هذه سياسة الإسلام أمام القوى الخارجية فإن الشريعة الإسلامية لم تهمل شؤونها الداخلية، ولأن المظاهر الإجرامية جزء من المجتمعات الإنسانية فقد وقف لها الإسلام بالمرصاد؛ ليدرأ شرها عن البلاد والعباد، فأعطى كل جريمة ما يناسبها من العقوبات التي ربما قد تصل إلى القتل، وهذه العقوبات تقرّ بها جميع الأمم، ولكنها تختلف في تحديد أنواع الجرائم التي تستحق تلك العقوبات.(1/238)
وإذا كنا نريد برهاناً على صحة العقوبات الإسلامية وملاءمتها للحياة الإنسانية، فلسنا بحاجة إلى مقدمات منطقية، ولا نظريات فلسفية، وإنما يكفينا أن نلتفت إلى مجتمعات العالم أجمع؛ لنسألها:
أي المجتمعات نجحت في الحد من انتشار الجريمة؟!
ولنترك الجواب للأرقام.
ومن إنسانية الإسلام مراعاته لاختلاف القدرات العقلية لبني الإنسان، فيهب للعقول مساحة واسعة لتلعب دورها في بناء الحضارة الإسلامية، بل حتى في المسائل الشرعية يسمح بوجهات نظر مختلفة؛ اعترافاً بالطبيعة الإنسانية، وتيسيرا للأمة الإسلامية، (ولن يشادّ الدين أحدٌ
إلا غلبه).
ولكنه مع هذا لم يتجاهل التفريق بين المصالح العامة والمصالح الفردية؛ فيختار للرعاية نخبة من أولي الدّراية؛ ويَكِلُ إليهم النظر في مصالح الولاية.
وأما المصالح الفردية فقد شرع لكل فرد أن ينظر في أموره الخاصة على حسب ما تقتضيه مصلحته.
تلك هي الحرية التي يتكلم عنها الإسلام، وليست سفسطات وفلسفات تُسوَّد بها الصفحات، وتمتلئ بها المجلات، وليست شعارات ولافتات تتشدق بها المرئيات والإذاعات، حتى إذا ما أتيت
إلى الواقع لم تجدها شيئاً، وإنما تجد واقعاً لا يحرر الإنسان من الطغيان والعصيان، وإنما يحرره من مبادئه الحسان.
وهو إن طالب بالحرية فإنما يطالب بحريته الشخصية، وتسخير الإنسان لمصالحه الذاتية، بل وشهواته البهيمية.
ولعلك لا تجد أحداً من بني الإنسان يطالب بحرية مطلقة، وإنما يقيدها كل أناس على حسب ما تشتهيه أهواؤهم، وتمليه عليهم خيالاتهم، وأفضل حرية عرفها الإسلام هي تلك التي قامت على مبدأ العدل بين الناس أجمعين، على قاعدة: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]. هذه بعض الجوانب الإنسانية التي يتمثلها الإسلام على قائده أفضل الصلاة والسلام.
وهي جوانب تشهد على صحة هذا الدين السماوي، وأن محمداً رسول من رب العالمين.(1/239)
ومن الحيف والظلم أن يصدق شخص بالدلائل الإنسانية على صحة الرسالة المحمدية، ثم يتهجم على أمر جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، مما قد يكون متوقفاً على الوحي الذي يأتي من
رب العالمين، الذي خلق الإنسان، وعلّمه البيان، وهو أعلم بمصلحته.
فتعدد الزوجات -مثلاً- لا يستطيع العقل تحديد الأصلح فيه، فيقف عندئذ أمام الوحي السماوي موقف جاهل مسترشداً يريد الوصول إلى ما ينفعه.
وكون النبي صلى الله عليه وسلم يختص ببعض الخصائص، -كتزوجه بأكثر من أربع نسوة- لا يزعزع ثقتنا به صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه قد جاءنا ببراهين ودلائل على صدقه ونصحه تجعلنا نقطع بأنه ما من خير إلا وقد دلّنا عليه، وما من شر إلا وقد حذّرنا منه، وأنه لا يأتي منه صلى الله عليه وسلم إلا ما فيه خير وصلاح.
والمريض الذي يتناول الدواء بناء على وصفة طبية إنما يتناوله بناء على ثقته بالطبيب، وأما هو فقد يكون جاهلاً بفاعلية هذا الدواء لدائه.
وسيرته صلى الله عليه وسلم كلها يشهد بعضها لبعض على أنه مصلح عظيم، وإمام قد أرسله الله رحمة للعالمين، عليه من الله أزكى الصلاة وأتم التسليم.
---
مرهف
02-04-2006, 02:32 AM
اللهم صل وسلم وبارك على نبيك سيدنا محمد الرحمة المهداة وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/240)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات في القرآن الكريم
---
نظرات في القرآن الكريم
---
محمد كالو
04-25-2004, 04:20 AM
نظرات في القرآن الكريم
القرآن هو كتاب الدعوة الإسلامية الخالد على مر العصور والقرون ، فالحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين ، وآتانا به ما لم يؤت أحدأً من العالمين ، وأنزله هداية عالمية دائمة ،وجعله للشرائع السماوية خاتمة ، ثم جعل له من نفسه حجة على الدهر قائمة، والصلاة والسلام على من كان خلقه القرآن ، ووصيته القرآن ، وميراثه القرآن ، القائل : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري وابن ماجه.
والقرآن : هو كلام الله تبارك وتعالى ، المنزل على نبينا محمد r ، المتعبد بتلاوته ، ومن روائع تأثير القرآن ، أن المسلمين من غير العرب يرتلونه بلغته العربية ، ويحافظون على تجويده ، ويشرحونه لأبناء لغتهم ، وهم منتشرون في أغلب الأقطار شرقاً وغرباً ، تلك مزية تفرد بها القرآن دون سواه من الكتب السماوية ، فالتوراة مثلاً لا يقرؤها بلغتها العبرية إلا أحبار اليهود ، أما سائر اليهود فإنهم يقرؤون التوراة بلغة سكان البلاد التي يعيشون فيها وكذلك كل الكتب السماوية ، لذلك جعل الله تعالى القرآن نفس الهدى فقال الله تعالى :
] شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس [ (البقرة 185) ، بينما قال عن الكتب السابقة بأنه ظرف للهدى ، فقال الله تعالى :
] إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور [( المائدة 44)، وقال الله تعالى :] وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور[ ( المائدة 46).
وكانت معجزة كل نبي مما نبغ فيه قومه ، حتى لا يقال بأن النبي تحدّى قومه بأمر(1/241)
لا يعرفونه ولا موهبة لهم فيه ، ففي عصر نبي الله موسى عليه السلام كان السحر يتصدّر حياتهم الاجتماعية ، فجاءت معجزة العصا من جنس ما نبغ فيه القوم ولكنها ليست سحراً ، لذلك عرف السحرة أن هذا لا يمكن أن يكون سحراً ، ونبي الله عيسى
عليه السلام جاء والقوم قد برعوا في علم الطب ، فجاء لهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه فكان يبرئ الأكمه والأبرص ، بل تسامى إلى شيء آخر لم يصلوا إليه بعد .. فأحيا الموتى، أما نبينا محمد r ، فقد جاء إلى قوم نبغوا في الشعر والبلاغة والفصاحة والبيان ، فجاء بمعجزة هي من جنس ما برعوا ونبغوا فيه ، فهل انقضت رسالة نبينا محمد r ؟؟ لا ، إنها لا تنقضي إلى يوم القيامة ، فكما أوتي من الآيات ما آمن بها أهل عصره ، كذلك أوتي ما سيؤمن بها أهل هذا العصر ومن بعدهم إلى قيام الساعة ، فماذا نعرف عن القرآن المعجزة الكبرى لنبينا محمد r ، إن وجوه الإعجاز في القرآن كثيرة ، نأتي على نماذج منها :
أولاً : الإعجاز اللغوي :
إن القرآن الكريم ليس بشعر ولا نثر ، بل هو قرآن كريم نسيج وحده ، لذلك سلّمت العرب ببلاغته وفصاحته ، ففي عصر أبي بكر الصديق t ، وبعد انتهاء حروب الردة ، قدم وفد من بني حنيفة ، إلى المدينة المنورة ، فقال أبو بكر : أسمعونا شيئاً من كتاب مسيلمة الكذاب ، فقالوا كان يقول :
[ يا ضفدع بنت ضفدعين ، لحسن ما تنقين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، نصفك في الماء ونصفك في الطين ، امكثي في الأرض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين ] وكان يقول :
[ يا أيها الجائع ، اشرب لبناً تشبع ، ولا تضرب الذي لا ينفع ] ، فقال أبو بكر :
إن لله وإنا إليه راجعون ، ويحكم أي كلام هذا ، لقد استرجع أبو بكر ، إذن هناك حالة وفاة ، فمن مات ؟؟ لقد مات ذوقهم الأدبي ، وماتت فصاحتهم وبلاغتهم ، لذلك قال : " ويحكم أي كلام هذا " .(1/242)
وهذه نماذج من الإعجاز اللغوي ، قال الله تعالى :] ولا تبخسوا الناس أشياءهم [ (الأعراف 85) ، ولم يقل : ولا تنقصوا الناس ، لأن البخس أشدّ من النقص ، ولعالمية الإسلام قال الله تعالى :] ولا تبخسوا الناس [ ، ولم يقل : ولا تبخسوا المسلمين أو المؤمنين .
وقال الله تعالى :] إذ قال يوسف لأبيه : يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً[
(يوسف 4) ، وقال الله تعالى على لسان إبراهيم لولده إسماعيل عليهما السلام :
] إني أرى في المنام أني أذبحك [ (الصافات 102) ، والفرق بين " رأيت " و " أرى " أنّ " رأيت " تدل على أن الرؤيا كانت مرة واحدة ، وكلمة " أرى " تدل على أن الرؤيا كانت متكررة ، أكثر من مرة .
وحسبك في هذا المجال ، قول الوليد بن المغيرة ، الذي كان من أفصح العرب ، حينما سمع القرآن قال : والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه ، وما هو من قول البشر .
ثانياً : الإعجاز الغيبي :
جاء القرآن الكريم بأمور غيبية ، وجاء المستقبل مطابقاً لها تماماً ، فمن أوائل سور القرآن المكية ، قول الله تعالى :] تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى ناراً ذات لهب ، وامرأته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد [
(سورة تبّت )، وسمع أبو لهب ـ واسمه عبد العزى ، وهذا الاسم حرام ، لذلك لم يذكره الله تعالى باسمه ـ السورة ، وعاش بعد ذلك عشر سنوات ، فلو قال أبو لهب أو امرأته أروى بنت حرب : لا إله إلا الله ، ولو كذباً أو رياءً أو نفاقاً ، لأبطل الوحي كله ، هذا إعجاز غيبي خطير .
وقال الله تعالى : ] ألم . غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين [ (الروم 1ـ 2 ـ3 ـ4) ، ومعنى كلمة " أدنى " لها معنيان في القواميس ،(1/243)
" أقرب و أخفض " ، وقد تحقق المعنيان في الآية الكريمة ، فأرض فلسطين هي أقرب الأراضي إلى جزيرة العرب ، وفيها أخفض نقطة عن سطح البحر في الأرض كلها ، إنها أغوار البحر الميّت ، 392م ، ولقد انتصر الروم على الفرس في بضع سنين ، بعد سبع سنوات من نزول الآية ، والبضع : (من 3 إلى 9 ) .
وقال الله تعالى : ] سيهزم الجمع ويولون الدبر [ ( القمر 45)، هذه الآية تبشر المسلمين، قُبيل معركة بدر الكبرى ، والمسلمون قلة من حيث العَدد والعُدد ، تبشرهم بالنصر الأكيد قبل المعركة .
وقال الله تعالى : ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظين [ ( الحجر 9 )، فالقرآن محفوظ من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان إلى يوم القيامة .
ثالثاً : الإعجاز العددي :
لقد نزل القرآن منجّماً ، آيات بعد آيات ، على مدى ثلاث وعشرين سنة ، ومع ذلك نجد في القرآن الكريم ، إعجازاً باهراً في الأعداد والأرقام .
فمثلاً كلمة ( شهر ) ذكرت 12 مرة على عدد أشهر السنة .
كلمة ( يوم ) مفردة ، ذكرت في القرآن الكريم 365 مرة بعدد أيام السنة الشمسية .
وكلمة ( يوم ) ذاتها مثنى ومجموع ، ذكرت 30 مرة ، بعدد أيام الشهر الكامل .
ولفظ ( ساعة ) مسبوقة بحرف ، ذكرت 24 مرة بعدد ساعات اليوم الكامل .
وكلمة ( الحر ) ذكرت أربع مرات ، وكلمة ( البرد ) ذكرت أربع مرات أيضاً ، على عدد فصول السنة ، من الصيف والشتاء والخريف والربيع .
وكلمة ( الرجل ) مفردة ، ذكرت 24 مرة ، كذلك كلمة ( المرأة ) ذكرت 24 مرة .
وكلمة ( النحل ) ذكرت مرة واحدة كذلك كلمة ( العسل ) ذكرت مرة واحدة .
وكلمة ( الجهر ) ذكرت 16 مرة ، كذلك كلمة ( العلانية ) ذكرت 16 مرة .
وكلمة ( الرأفة ) ذكرت 13 مرة ، وبالعدد نفسه ذكرت كلمة ( الغلظة ) 13 مرة .
وكلمة ( الذهب ) ذكرت 8 مرات ، كذلك كلمة ( الترف ) ذكرت 8 مرات وبينهما ارتباط وثيق .
وكلمة ( الملائكة ) ذكرت 88 مرة ، كذلك كلمة ( الشياطين ) ذكرت 88 مرة .(1/244)
ولفظ ( الصلوات ) وردت خمس مرات فقط بعدد الصلوات اليومية الخمس المكتوبة .
وأولوا العزم من الرسل خمسة ( نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين ) ، ولفظ ( العزم ) وردت خمس مرات بعدد أولي العزم من الرسل .
وإذا جئنا إلى أعضاء جسم الإنسان لرأينا العجب العجاب .
للإنسان جبهة واحدة ، ووردت كلمة ( جباههم ) مرة واحدة . وللإنسان فم واحد ووردت كلمة ( فاه ) مرة واحدة ، وللإنسان دماغ واحد ، ووردت كلمة ( فيدمغه ) مرة واحدة ، وللإنسان لحية واحدة ، ووردت كلمة ( لحيتي ) مرة واحدة ، وللإنسان رقبة واحدة ، ووردت كلمة ( رقبة ) مرة واحدة ، وللإنسان حلقوم واحد ، ووردت كلمة ( الحلقوم ) مرة واحدة ، وللإنسان بدن واحد وذكرت كلمة ( ببدنك ) مرة واحدة ، وللإنسان عينان اثنان ، ووردت كلمة ( عينين ) مثناة مرتين فقط ، وللإنسان شفتان ، ووردت كلمة ( شفتين ) مرة مثناة ، وللإنسان كفان اثنان ، ووردت كلمة
( كفاه ) مثناة مرتين ،وكلمة ( قبضة ) وردت مرتين .
ترى أية قوة أو طاقة بشرية أياً كانت سواء من الأجهزة الحاسبة أو العقول الإلكترونية يمكنها أن تحدد هذه الأعداد المتساوية في ألفاظ الموضوعات المتشابهة أو المتماثلة أو المترابطة ، ثم توزيعها هذا التوزيع الدقيق منفردة ومتباعدة في مختلف آيات القرآن الكريم ، إن المسألة ليست عن طريق المصادفة ، بل حروف محسوبة وموزونة بميزان دقيق ، أدق من ميزان الذهب والفضة .
رابعاً : الإعجاز العلمي :
قال الله تعالى :] والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم [ (يس 38)،
آية وحقيقة علمية ، لأن الشمس تجري نحو نجم عملاق اسمه " ممسك الأعنّة " بسرعة ثلاثين كيلومتراً في الثانية الواحدة .
وقال الله تعالى :] حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً [ ( يونس 24)(1/245)
إن الله تعالى سبق في علمه الأزلي ، متى ستقوم الساعة ، وفي الليل أو في النهار ، فلماذا لم يقل ربنا جل جلاله : أتاها أمرنا ليلاً فقط ، أو نهاراً فقط ، وإنما قال ( ليلاً أو نهاراً ) ، لأن الأرض كروية ليس فيها ليل فقط ولا نهار فقط ، فإذا كان عندنا ليل فهناك في أمريكا نهار ، والعكس بالعكس صحيح ، يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل ، والمعنى : أتاها أمرنا ليلاً عند قوم ونهاراً عند قوم آخرين .
وقال الله تعالى :] كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب [ (النساء 55) ، لم يقل ربنا جلّ جلاله : بدلناهم عظاماً غيرها أو لحوماً غيرها ، لأن الجلد مركز الإحساس في جسم الإنسان ، فمن كشط جلده لا يحس بالألم والعذاب والحرارة ، لذلك قال الله تعالى : ليذوقوا العذاب .
وقال الله تعالى :] فلا أقسم بما تبصرون . وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم [ (الأحقاف 38 ) .
إن لحواسنا حدوداً لا نتجاوزها ، فالبصر لا يرى الشيء إذا اقترب أو ابتعد أكثر من اللازم ، وهو ما يعرف بنقطة ( المدى والكثب ) ، وهناك إشعاعات لا تراها العين ، مثل : الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وأشعة (ألفا) و( غاما ) و( X ) السينية وغيرها .
قال الله تعالى :] أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي
بنانه [ ( القيامة 3 ـ 4) ، إن لذكر البنان لسراً أشد تعقيداً من العظام ، لذلك
خصه الله تعالى ، وقد ثبت علمياً أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصيْن في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بييْضة واحدة .
قال الله تعالى :] والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون [(1/246)
(النحل 8) ، فجملة " ويخلق ما لا تعلمون " معطوفة على الدواب التي جعلها الله تعالى أداة للركوب ، أي أن الله تعالى سيجعل وسائل للركوب غير التي كانت في عصر نزول القرآن ، وها هو الإنسان قد توصّل إلى صنع السيارات والقطارات والطائرات ، وهكذا خاطب القرآن الإنسان البدائي ، وخاطب إنسان هذا العصر ، كما أنه يخاطب الأجيال القادمة .
إن معاني هذا القرآن مصوغة بحيث يصلح أن يخاطب بها الناس كلهم على اختلاف مداركهم وثقافتهم ، وعلى تباعد أزمنتهم وبلدانهم ، ومع تطوّر علومهم واكتشافاتهم ، فالعامّي من الناس يفهم منه السطح القريب ، والمثقف منهم يفهم مدىً معيناً من عمقه أيضاً ، والباحث المتخصص يفهم منه جذور المعنى .
وهكذا تجد القرآن يخاطب الناس جميعاً على مختلف أصنافهم وأجيالهم .
والآن انتهينا من هذه السياحة العجلى في رحاب القرآن الكريم ، ووقفنا على بعض إعجازا ته ، التي لا تنتهي عجائبه ، فمن علم علمه سبق ، ومن قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ : محمد محمود كالو
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
muhmmdkalo@al-islam.come-mail 1 :
muhmmdkalo@jeeran.come-mail 2 :
---
(1/247)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماء زمزم في كتاب الله ؟
---
ماء زمزم في كتاب الله ؟
---
موراني
05-23-2004, 10:42 AM
جاء في الواضحة لعبد الملك بن حبيب الاندلسي , في كتاب الحج منها ,
الخبر التالي :
وحدثني الحزامي عن يحيى بن سليم عن عبد الله بن خثيم قال : جئنا وهب بن منبه نعوده وهو بمكة , فاستسقى بعضنا ماء زمزم فشفى من ماء زمزم , فقال بعضهم : لو استعذبت يا ابا عبد الله , فقال : ما لي من شراب ولا وضوء ولا غسل من حين أدخل مكة غيرها ,
واني لأجدها في كتاب الله برة شراب الابرار واني لأجدها في كتاب الله المضنونة ضنّ بها لكم ,
ثم قال : والذي نفسي بيده لا يردها عبد مسلم فيشرب منها حتى يستضلع الا أورثته شفاء وأخرجت عنه داء .
أنظر أيضا في هذا المعنى : أخبار مكة للازرقي , ج 2 و ص 39 ( المطبعة الماجدية . مكة المكرمة . 1352 هجرية .
السؤال الى العلماء بالقرآن :
ما هو المعنى لهذه الاحالة على كتاب الله ؟
لو تكرمتم بتوضيح هذا الخبر وشرحه
احتراما
موراني
---
مساعد الطيار
05-23-2004, 03:09 PM
الأستاذ موراني وفقه الله :
الذي يظهر من عبارة وهب بن منبه في قوله (( في كتاب الله )) أنه اسم جنس لكتب الله ، وهو لا يقصد القرآن هنا ، بل الذي يظهرأنه في كتاب من كتب الله السابقة ، وهذه العبارة قد وردت عنه وعن كعب الأحبار ، ومرادهم بها التوراة ، ولعلي أعثر على نصوصهم في ذلك فأذكرها لك لاحقًا .
---
موراني
05-23-2004, 04:03 PM
مساعد الطيار المحترم
أشكر لكم على هذه الملحوظة
أنا شخصيا لم أزل أظن أن هذا الخبر ربما من باب (الاسرائيليات)
غير انني لم أجد له مماثلا في الكتب : لا في قصص الأنبياء ولا في التفسير ولا غيرهما .
بخالص التقدير
موراني
---
(1/248)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لطائف من كلام بن القيم
---
لطائف من كلام بن القيم
---
المدمر
08-14-2004, 03:17 PM
لطائف من كلام ابن القيم
لطائف من كلام ابن القيم
قال ابن القيم :
حب الدنيا رأس كل خطيئة
أولا : أن حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله
ثانياً : أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها
ثالثا : أن محبتها تجعلها أكثر همّ العبد
رابعاً : أن مُحبها أشد الناس عذاباً بها
خامساً :إنه إذا أحبها صيرها غايته
وفي الحديث : من كانت الدنيا أكبر همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله
المرجع : بدائع الفوائد
---
الازهري المصري
08-19-2004, 11:50 PM
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
فالله يعلم قدر ابن القيم في قلبي
---
alnamakya
08-20-2004, 02:04 AM
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا
جزاك الله خيرا
اخيكم النمكيه
---
سيف الإسلام
08-20-2004, 06:32 AM
جزاك الله خير الجزاء
كلمات و الله أحسست و أنا أقرأها إنها مليئه بالعبر .
و السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
---
(1/249)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > واجب الأمة نحو حملة دينها مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء )
---
واجب الأمة نحو حملة دينها مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء )
---
د. محمد مشرح
04-13-2005, 07:03 AM
الحلقة الرابعة
الخليفة الأول (الصديق رضي الله عنه [2])
في هذه الحلقة نستعرض حديثا طويلا في الصحيح للإمام البخاري رحمه الله تعالى ونأخذ منه المعالم الآتية من جوانب عظمة الصديق رضي الله عنه ومكانته عند الله وعند رسوله وفي الإسلام وعند المؤمنين :(1/250)
1- أول من صدق وأمن من الرجال . 2- لم يتلعثم بها –قط- بل استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم ودخل الإسلام دون تلكأ وهذا دليل على كمال عقله وفطنته حيث وفق بفضل الله تعالى إلى تمييز الحق في أول لحظة لسماعه إياه . 3- تصديقه المستمر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يتردد أبدا – في كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك من حادثة الإسراء والمعراج . 4- شجاعته في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومواجهة كفار قريش وهم يحاولون قتله عليه الصلاة والسلام في وقت ومرحلة عصيبة من مراحل الدعوة إذ من المحتمل جدا أن يتعرض للقتل في وقوفه ودفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم .. 5- الثقة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوليها للصديق يدل على ذلك تردده إلى منزله ما يعادل في اليوم الواحد مرتين فقد كان بيته مأوى للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل على مكانة بيت أبي بكر رضي الله عنه في نصرة الإسلام من أول يوم مع الخوف الذي كان يخيم في تلك المرحلة من تاريخ الدعوة فالاحتمال كبير أن يتعرض لأذى قريش لقد الجانب الأمني منعدم تماما في وضع تتبع قريش كل من أسلم فكيف بمن يأوي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في اليوم الواحد أكثر من مرة فمخابرات قريش نشطة ومبثوثة ومتوثبة وقصة الإمام علي رضي الله عنه حين آوى أبا ذر معلومة ... وسواها في السيرة (المرحلة المكية كثير ) . 6- اختيار أبي بكر من سائر الناس ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة له مدلول واضح يبين مكانة الصديق من نفس النبي صلى الله عليه وسلم وفي معيته بل وتشريفه أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في معية الله كما دلت أية براءة على ذلك . 7- تضحياته المتعددة الجوانب في نفسه وماله وأهله وولده ووقته لم يبخل من ذلك بشيء فقد كان ينفق ماله كله ولا يُبقي لأهله وولده ومن يعولهم شيئا كما دل على ذلك فعله في الهجرة وحين حاول الفاروق رضي الله عنه أن(1/251)
يسبقه في الإنفاق فأتى بنصف ماله فجاء أبو بكر بماله كله ! فقال عمر قولته المشهورة : لا أسابق أبا بكر بعد اليوم . 8- تحمله لأذى قريش وهجرته في سبيل الله تعالى ومفارقة الأهل والأولاد والوطن ليعبد الله تعالى في مكان يأمن فيه على سلامة دينه . 9- وصف ابن الدغنة له بتلك الأوصاف العظيمة( إن أبا بكر لا يُخرج مثله ولا يَخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ) . وعدم اعتراض قريش على ابن الدغنة في ذلك مع أنهم يعتبرون الصديق عدوا لهم دليل أجماع على جلالة الصديق في جاهليته وفي إسلامه ... وفي الحديث جوانب أخرى لكن نكتفي بهذا وإلى الحديث مسندا :(1/252)
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال بن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي قال بن الدغنة فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه بن الدغنة فطاف بن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار بن الدغنة وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا فقال ذلك بن الدغنة لأبي بكر فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين(1/253)
لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى بن الدغنة إلى أبي بكر فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبي أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر وهو الخبط أربعة أشهر قال بن شهاب قال عروة قالت عائشة فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال فإني قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحابة بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال أبو بكر فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح(1/254)
مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل[1]} .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - البخاري 3/ 1417. رقم [3692]
---
(1/255)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > " متأخر! خير من أن لا يأتي .. "
---
" متأخر! خير من أن لا يأتي .. "
---
hedaya
09-18-2005, 12:41 PM
http://www.w6w.net/users/14-09-2005/w6w_20050914200745213495edbb88e.gif
متأخر! خير من أن لا يأتي..
صرخة مدوية لم تصل الآذان إلا متأخرًا، ونداء استغاثة بلغنا بعد فوات الأوان؛ فإعلامنا وصحافتنا كانت مشغولة بزواج المطرب (س) وخطوبة المغنية (ص)! وأخبار مدرسة الإنحراف! ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم... إنها صرخة واستغاثة الرئيس النيجيري المسلم (حما أحمدو) الذي ناشد المجتمع الدولي إنقاذ بلده من مجاعةٍ كبيرةٍ وشيكة الحدوث.. تهدد 12 مليون شخص يقطنون تلك الديار المسلمة.
هاهي المجاعة أصبحت واقعًا نشهده الآن في بلد 98% من سكانه مسلمون، وضربت المجاعة فيه فعليًا3.000.000 شخص منهم 800.00 طفل بريء! والعشرات يموتون يوميًا وهم يتساءلون: أين إخواننا في الدين؟ ولماذا لا يغيثوننا من الهلاك؟! وكيف تمتلىء موائدهم بالطعام، وبطوننا فارغةٌ حتى من كسرةٍ خبزٍ ناشفة!
لقد أصبحت أوراق الشجر ومخزون قرى النمل هي الزاد الذي لا يسد جوع أحدهم، والسبب موجة حادة من الجفاف أضعفت الإنتاج الزراعي، ثم أتت أسراب الجراد على ما قد تبقى من محاصيل! وزاد الطين بلة ما نجم بعد المأساة:
- تفكك الأسر وازدياد حالات الطلاق.
- معدلات التسول والسرقات ترتفع.
- زنا وبيوت دعارةٍ تنتشر.
عدا سوء التغذية وتضاعف عدد الوفيات، وما سبق بيانه من مآسي وويلات! بعد هذا كله فلنتأمل أخي وأختي حالنا نحن: منذ أول قرصة جوعٍ في البطن، تمتد أيدينا لسماعة الهاتف كي نطلب وجبةً من مطعم، أو تتجه أرجلنا نحو المطبخ فتجد في الأدراج والثلاجة كل ما لذ وطاب!(1/256)
وأخيرًا فـ "بالشكر تدوم النعم" و"صنائع المعروف تقي مصارع السوء" وفوق هذا كله.. إن لم نكن نحن لهم، فمن لهم؟ تبرعك بدراهم معدودة ينقذ نفسًا من الموت، وأختًا مسلمةً من شر الزنا، ويعيد لإسرةٍ مؤمنة تماسكها.
من موقع جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي أفريقيا - نقلت لكم البيانات التالية: ص. ب: 1414 الصفاة 13015 الكويت، ت: 866888 965+ وف: 2528399 965+ للوصول إلى موقع الحملة.. اضغط هنا فضلاً. (http://www.labaik-africa.org/index.php?action=pages&************************10) أو توجهوا لأقرب لجنة إغاثة موثوقة حولكم.
قال الله عز وجل: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} فأبشروا إخواني بمضاعفة الأجور وتيسير الأمور، ولنكن لإخواننا في النيجر خير معين.
روابط ذات صله..
شريط "ماتوا بين يدي" .. (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_************************26649)
انهم يأكلون أوراق الشجر (http://www.al-multaqa.net/vb/showthread.php?t=8028)
لبيك افريقيا (http://www.al-multaqa.net/vb/showthread.php?p=74996#post74996)
حملة مناصرة النيجر (http://www.islamway.com/Basateen/niger/)
http://www.islamway.com/team/uploads//post-11-1125255261.jpg
---
(1/257)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > طريقة عرض رسائل بريد ال Yahoo إلى 200 رسالة بدلاً من 25
---
طريقة عرض رسائل بريد ال Yahoo إلى 200 رسالة بدلاً من 25
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 07:45 AM
بعد دخولك للحساب
نختار Options
http://www.geocities.com/za1982id/1.jpg
بعد ذلك نختار General Preferences
http://www.geocities.com/za1982id/2.jpg
من قائمة Inbox/Folders نذهب إلى خيار Message per Page و من قائمة Show نختار 200 أو 100 أو 50 أو 10 حسب الرغبة
http://www.geocities.com/za1982id/3.jpg
و بعد ذلك نختار Save
http://www.geocities.com/za1982id/4.jpg
و هذه هي النتيجة
http://www.geocities.com/za1982id/5.jpg
---
(1/258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا (بلاغة التقديم والتاخير في القران الكريم) لعلي أبو القاسم عوض
---
صدر حديثا (بلاغة التقديم والتاخير في القران الكريم) لعلي أبو القاسم عوض
---
د.يسري خضر
03-18-2007, 09:21 AM
وقد نال به الدكتور- علي ابو القاسم عوض الدكتوراه من كلية الاداب جامعة محمد الخامس بالرباط
والكتاب طبعته دار المدارالاسلامي ببيروت في 2006هجريةوقد جاء في ثلاثة مجلدات وعدد صفحاته 1213صفحة
واكتفي بهذا التنويه راجيا احد اعلام الملتقي من المتخصصين ان يتحفنا بما فيه والله المستعان
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2007, 12:19 PM
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64608d8e5d69da.jpg
قرأت المجلد الأول من هذا الكتاب وبعض الثاني ، وقد بذل فيه مؤلفه جهداً مشكوراً في تتبع هذا الأسلوب في القرآن الكريم بقدر طاقته . وقد تناول الباحث الكريم في هذا الكتاب - الذي أصله رسالة دكتوراه تقدم بها لجامعة محمد الخامس بالمغرب عام 1997م .
وقد قدم بين يدي بحثه بمدخل بين فيه موقع التقديم والتأخير في المصادر النحوية والبلاغية والتفاسير وعلوم القرآن ، وكونه ملتقى علمي النحو والمعاني ، وصلته بالأسلوبية ، وعلاقته بالرتبة ، ثم ذكر البحوث والدراسات السابقة في هذا الموضوع .
ثم قسم البحث بعد ذلك إلى قسمين :
القسم الأول - نظري . تتبع فيه هذه الظاهرة الأسلوبية من حيث المفهوم والمظاهر والأغراض . وجعل هذا القسم النظري في بابين :
الباب الأول : التقديم والتأخير مفهومه ومظاهره . وفيه فصلان :
الأول : في مفهوم التقديم والتأخير .
الثاني : في مظاهره .
الباب الثاني : الأغراض البلاغية للتقديم والتأخير .وتحته أربعة فصول :
الأول : في أكبر الأغراض البلاغية وهي العناية والاهتمام والتقوي والتوكيد والتخصيص والقصر .(1/259)
الثاني : في مجموعات مختلفة من الأغراض .
الثالث : في التناسب المعنوي واللفظي .
الرابع : في الأغراض البلاغية التي تتصل بأسلوبي النفي والاستفهام .
القسم الثاني : تطبيقي . يستند على ما تقرر في القسم النظري . وقد قسم هذا القسم إلى ثلاثة أبواب :
الأول : بلاغة التقديم الذي على نية التأخير (التقديم المعنوي في القرآن الكريم) .
الثاني : بلاغة التقديم الذي لا على نية التأخير ( التقديم اللفظي في القرآن الكريم) .
الثالث : بلاغة التقديم والتأخير في الأساليب في القرآن الكريم .
ثم ختم بحثه بتلخيص النتائج التي تحققت في شقيه النظري والتطبيقي .
وأنا أنصح بقراءة هذا الكتاب ، والانتفاع بما فيه من الجهد العلمي المشكور في خدمة القرآن الكريم .و جزى الله أخي العزيز الدكتور يسري خيراً على تعريفه بهذا الكتاب وتنبيهه عليه .
الرياض في 8/3/1428هـ
---
(1/260)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تواصل جديد مع أحد مشرفي هذا الموقع المتميز
---
تواصل جديد مع أحد مشرفي هذا الموقع المتميز
---
معمر العمري
06-05-2006, 08:01 AM
حلقة يوم الثلاثاء 10 / 5/ 1427
-------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلقتكم الجديدة ستكون عن ( أحكام القرآن الكريم )
مع فضيلة الشيخ د. ناصر الماجد , الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه , بكلية اصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , وأحد المشرفين على شبكة التفسير والدراسات القرآنية .
واشتملت الحلقة على مداخلة كريمة من فضيلة الشيخ د. أحمد البريدي , الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرس .وأيضا أحد المشرفين على شبكة التفسير والدراسات القرآنية .
ـــــــــــــ
معمر العمري
محاضر بالكلية الأمنية
وباحث دكتوراة بجامعة الإمام
ومقدم ومعد برامج في قناة المجد
---
د.عبدالرحمن اليوسف
06-05-2006, 08:59 AM
أرحب بأخي الدكتور ناصر الماجد ,وأشكرله مشاركته وإطلالته على القناة العلمية،وبإذن الله نتابع عرض الحلقة ؛لنفيد منها ومن مداخلها,ومجري حوارها.وفقنا الله وإياهم.
---
عبدالرحمن الشهري
06-05-2006, 11:04 AM
وفقكم الله أخي معمر على هذه الجهود المتواصلة ، وأشكر أخي الكريم الدكتور ناصر وأرجو له التوفيق والسداد دوماً ، ونحن في انتظار بث هذه الحلقة العلمية .
---
(1/261)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقسام تلاوة القرآن
---
أقسام تلاوة القرآن
---
صالح الدرويش
07-27-2004, 02:13 AM
الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فهذه فائدة من كتاب : المقدمات الأساسية في علوم القرآن لفضيلة الشيخ : عبدالله بن يوسف الجديع ص476-479
الأقسام التي تكون عليها تلاوة القرآن من حيث حكمها ثلاثة :
الأول : فرض عين .
ولم نجد في نصوص الكتاب والسنة ما يوجب على كل فرد من المسلمين أن يتلو من القرآن سوى ما تصح به الصلاة ، وهو سورة الفاتحة وحدها على التحقيق ، مما محل بسطه في غير هذا الموضع .
والثاني : فرض كفاية .
وذلك أن الله تعالى أوجب إيجاد طائفة أهل الذكر الذين يبصرون الناس بشرائع ربهم ودينه ، وذلك مستلزم كونهم يتلون كلامه ، قال تعالى : { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (122) سورة التوبة
وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتلاوة القرآن ؛ لأنه المبلغ عن الله ، كما قال تعالى : { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ (92) } سورة النمل
وأهل الذكر من أمتنه على أثره صلى الله عليه وسلم مأمورون بالتبليغ من بعده .
يؤيد أنه فرض كفاية أن الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا جميعا يقرأون ، ولم يوجب النبي صلى الله عليه وسلم عليهم القراءة أكثر مما تصح به الصلاة ، هذا مع ما أمر الله تعالى في كتابه بتدبر القرآن وتلاوته مما دل على أن ذلك الأمر لأجل أن تبقى في الناس علوم هذا الكتاب ، بحيث لا يزال فيهم من يبلغهم شرائعه وأحكامه ، وهذا تُحقِّقُهُ طائفة من الأمة .(1/262)
فما كان من هذا القسم والذي قبله فتركه هجر محرم للقرآن ، ولوترك الناس في بلد إيجاد من يقرأ القرآن منهم ويتلوه ليبلغهم إياه ، لصدق عليهم جميعا وصف الهجر للقرآن .
والثالث : تلاوة مندوبة .
وهي ما يزيد على الواجب مما يحرص المسلمون عليه في كل زمان ، فيتلوه القارئ ويحفظه أو يحفظ منه ما شاء مما يعود إلى رغبته وإرادته .
فهذا القسم من التلاوة يُثاب فاعله ويؤجر ، ولا يعاقب تاركه ولا يؤاخذ،فلا يعد فِعله من الهجران الذي ذم الله تعالى أهله ، لكن لا نشك أن بفواته فوات خير عظيم .
وربما استشكل بعض الناس ههنا ما ورد في شأن التوقيت لختم القرآن في أربعين يوما ... أوستين في قول البعض ، أو غير ذلك من التحديد فهل إذا ترك إنسان الختم في هذه المدة يُسمى هاجرا للقرآن ؟
الجواب : لا ، لأسباب أهمها :
1- لم يأت في شيء من الأدلة ما يوجب على أحد ختم القرآن ، بل و لا ما يحض عليه ، وإنما غاية مالا تجد إفادة استحبابه إذا كان مقرونا بالتدبر .
وأما يروى عن ابن عباس ، قال : قال رجل يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : ( الحال المرتحل ) قال : وما الحال المرتحل : قال : " الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل " فهذا حديث لا يصح .
2- أن التلاوة إنما أريدت في الأصل ؛ لتدبر القرآن وفهمه والعمل به ، وهذا على التأني أعظم نفعا ؛ لذلك كان الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يتجاوزون عشر آيات من القرآن إلى أن يتعلموا ما فيها من العلم والعمل .
3- ما ورد في التوقيت لم يكن لبيان أقصى ما يختم به القرآن ، بحيث لا يصلح الختم فيما زاد عليه ، وإنما كان توجيها لعبدالله بن عمرو بن العاص للتأني في تلاوة القرآن وأخذ النفس بالرفق في ذلك ، ما دل على أن تلك التوجيهات أحسن ما ينبغي أن يرعى في تلاوة القرآن ... .(1/263)
4- 4- وبينت فيما تقدم قريبا أنه لا يجب على المعين من المسلمين أن يقرأ كل القرآن ، وإنما يكفيه منه ما تصح به الصلاة ، ويغنيه لمعرفة أحكامه أهل العلم الذين من وظيفته أن يشارك في إيجادهم .
فهذه اعتبارات واضحة في أن من لم يختم القرآن في مدة معينة أربعين يوما أو ستين أو غير ذلك ليس بآثم ، وليس بهاجر للقرآن ما دام عاملا به : مؤتمرا بأمره ، منتهيا عن نهيه ، حافظا لحدوده .
واجعل من سبيلك أن لا تسمي الأشياء إلا بما سماها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به ، ولا تستعملها إلا حيث استعملها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسلم بذلك من خطأ كبير .
---
(1/264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موسوعة الرواة... برنامج نادر...لأول مرة على الشبكة
---
موسوعة الرواة... برنامج نادر...لأول مرة على الشبكة
---
أبو محمد الظاهرى
10-21-2006, 12:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله
موسوعة رواة الحديث
برنامج موسوعي يضم تراجم رواة الحديث لمجوعة كبيرة من المصنفات الحديثية المسندة (أكثر من 15 مصنف حديثي ) تشمل بيانات (8858) راو ، ويعد جمع علمي لأشهر وأكبر مصنفات رواة الحديث وهي :
1 - "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للحافظ المزي .
2 - "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني .
3 - "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني أيضا.
4 - "الكاشف" للحافظ الذهبي .
وهذه التراجم موزعة على خمسين مجلدا مطبوعا ، ويحوي البرنامج طرق متعددة لعرض المعلومات الحديثية المختلفة المتعلقة بالرواة مع إمكانات للبحث والروابط العلمية لم يتعرض لها غالب البرامج الحالية التي تعالج نفس الموضوع .
*** مميزات البرنامج كما يقول مبرمجوه:
النافذة الرئيسية:
تحتوي نافذة البرنامج الرئيسية على مجموعة من الأزرار لعرض وتنفيذ مهام البرنامج وهي :
1 - نافذة تراجم رواة الحديث .
2 - نافذة معجم الكنى والألقاب والأنساب .
3 - نافذة معجم ألفاظ الجرح والتعديل لابن حجر العسقلاني .
4 - نافذة البحث والاستفسار .
5 - نافذة التحليل الآلي للأسانيد .
بالنقر بالماوس على أحد الأزرار يتم عرض النافذة الخاصة بالبند المختار ، وذلك بالإضافة إلى :
زر المساعدة : بالضغط يتم عرض النافذة الحالية .
زر الإنهاء : بالضغط يتم إنهاء البرنامج .
نافذة تراجم رواة الحديث :
تعد نافذة عرض التراجم هي النافذة الرئيسية لعرض المعلومات الكاملة عن أحوال الرواة الذين ضمتهم هذه الموسوعة ، وتحتوي هذه الشاشة على مجموعتين من الأزار هي :
مجموعة الأزرارالعلوية وتشمل :(1/265)
ـ زر الانتقال والبحث عن رقم محدد للراوي حيث أن الأرقام المعتمدة هي أرقام نسخة "تقريب التهذيب" وذلك بكتابة رقم الراوي ـ المطلوب عرض بياناته ـ بخانة الأرقام الصغيرة بجوار هذا الزر ثم النقر بالماوس على الزر لتنفيذ العرض ، ويمكن أيضا ضغط مفتاح الإدخال بعد كتابة الرقم مباشرة للتنفيذ .
ـ زر حركة للانتقال إلى الراوى التالي ويتميز هذا الزر بوجود علامة السهم عليه .
ـ زر حركة للانتقال إلى الراوى السابق ويتميز هذا الزر بوجود علامة السهم عليه .
ـ زر عرض نافذة المحفوظات والعلامات المرجعية ويتميز هذا الزر بوجود صورة الكتاب المفتوح .
و نافذة المحفوظات والعلامات المرجعية تقوم بعرض قوائم لنوعين من البيانات المحفوظة :
النوع الأول ( المحفوظات ) : والمقصود هو عرض قائمة للرواة الذين تم استعراض بياناتهم أثناء جلسة العمل الحالية History)) وهذا النوع يتجدد مع كل جلسة عمل للبرنامج .
النوع الثاني ( العلامات المرجعية ) : والمقصود هو عرض قائمة للرواة الذين تم إضافتهم بواسطة زر إضافة علامة مرجعية BookMark )) وهذه القائمة يتم الاحتفاظ بها حتى يقوم المستخدم بمحو بند أو مجموعة بنود بها .
ـ زر إضافة علامة مرجعية ويتميز هذا الزر بوجود علامة التصحيح ، بالضغط يتم إضافة اسم الراوي الحالي إلى قائمة العلامات المرجعية BookMarks.
مجموعة الأزرار الجانبية وتشمل :
ـ زر الأقوال : بالضغط يتم عرض نافذة أقوال العلماء الخاصة بترجمة الراوي الحالي .
ـ زر الشيوخ : بالضغط يتم عرض نافذة شيوخ الراوي الحالي ذات الروابط التشعبية HyperLinks حيث يمكن بالضغط المزدوج بواسطة الماوس على أحد الأسماء المعروضة استعراض نافذة تحوي الاسم الكامل لهذا الراوي ( في حال وجود بياناته ضمن الموسوعة ) مع إمكان الانتقال إلى ترجمة ذلك الراوي فور الضغط على مفتاح عرض بيانات تفصيلية .(1/266)
ـ زر التلاميذ : بالضغط يتم عرض نافذة تلاميذ الراوي الحالي ذات الروابط التشعبية HyperLinks حيث يمكن بالضغط المزدوج بواسطة الماوس على أحد الأسماء المعروضة استعراض نافذة تحوي الاسم الكامل لهذا الراوي ( في حال وجود بياناته ضمن الموسوعة ) مع إمكان الانتقال إلى ترجمة ذلك الراوي فور الضغط على مفتاح عرض بيانات تفصيلية .
تنبيه : يمكن البحث خلال النوافذ السابقة باستخدام زر البحث أعلى النافذة .
ـ زر الباحث : بالضغط يتم عرض نافذة البحث والاستفسار
( لمزيد من المعلومات التوضيحية انظر بند نافذة البحث والاستفسار ) .
ـ زر النسخ : بالضغط يتم تسخ البيانات الأساسية عن الراوي إلى الحافظة ( ويمكن إضافة نسخ أقوال العلماء أو بيانات الشيوخ أو التلاميذ في حالة التأشير على البند المطلوب نسخه بنافذة الضوابط ) حيث يمكن نسخ النص المنقول إلى أي محرر نصوص .
وللنسخ حالتان :
الأولى : النسخ الأحادي ( التقليدي ) حيث مايتم نسخه يمحو ماسبق وضعه في الحافظة .
الثانية : النسخ المتراكب حيث مايتم نسخه يضاف إلى ماسبق وضعه في الحافظة ، فيمكن بذلك نسخ المطلوب كاملا أثناء استعراض النصوص أو نتائج البحث .
كذلك يمكن محو ما بالحافظة بالضغط على زر الماوس الأيمن مع وجود الماوس فوق زر النسخ .
ويمكن تحديد حالة النسخ من خلال عرض نافذة الضوابط والتأشير على البند المختار .
ـ زر التعليقات : بالضغط يتم عرض نافذة التعليقات حيث يمكن للمستخدم إضافة تعليقاته الخاصة بأي راو بهذه النافذة أو استعراض ما سبق كتابته والتعديل فيه ثم ضغط زر الحفظ .
ـ زر الضوابط : بالضغط يتم عرض نافذة ضوابط النسخ وتحتوي على مؤشرات بتغييرها يمكن التحكم في الوظائف السابق عرضها ببند النسخ .(1/267)
ـ للتعرف على ماهية الرموز المستخدمة في بند من روى له يمكن الوقوف بمؤشر الماوس على هذا البند حبث يتحول الموشر إلى شكل اليد ولون الرموز إلى الأحمر وبالضغط على الماوس تظهر قائمة بدلالات الرموز المستخدمة .
نافذة معجم الكنى والألقاب والأنساب :
ينم عرض قائمة بحثية حصرية لجميع الكنى والألقاب والأنساب الخاصة برواة الموسوعة ومقدار تكرارها ، ويمكن البحث الفهرسي من خلال كتابة الأحرف الأولى للمفردات المراد البحث عنها بخانة البحث أسفل القائمة ثم ضغط زر التنفيذ باستخدام الماوس أو النقر المزدوج بالماوس على أحد بنود القائمة فيتم بذلك عرض نافذة التراجم للراوي المختار .
نافذة معجم ألفاظ الجرح والتعديل لابن حجر العسقلاني :
ينم عرض قائمة بحثية حصرية لجميع ألفاظ الجرح والتعديل التي ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه القيم "تقريب التهذيب" والتي تعد خلاصة الأقوال والأحكام الخاصة برواة الموسوعة وتضم القائمة أيضا مقدار تكرار هذه الألفاظ ، ويمكن البحث الفهرسي من خلال كتابة الأحرف الأولى للمفردات المراد البحث عنها بخانة البحث أسفل القائمة ثم ضغط زر التنفيذ باستخدام الماوس أو النقر المزدوج بالماوس على أحد بنود القائمة فيتم بذلك عرض نافذة التراجم لللفظ المختار .
نافذة البحث والاستفسار :
تحتوي هذه النافذة على ثلاث صفحات لتنفيذ مهام البحث المختلفة وهي :
البحث عن عبارة ( كلمات مرتبة ) :
يتم كتابة الجملة المطلوبة بخانة البحث بعد اختيار المجال ثم ضغط الزر المقابل لبدء البحث ، حيث تظهر النتائج بالقائمة السفلية حيث يمكن اختيار البند المطلوب بالضغط على زر التنفيذ أو بالنقر المزدوج على القائمة .
البحث المركب للمفردات غير المرتبة :(1/268)
يتم كتابة المفردات بخانات البحث المختلفة وفق البنود المطلوب البحث من خلالها حيث يستخدم منطق البحث "و" ثم بضغط زر بدء البحث ، يظهر حصر مبدئي لعدد الموافقات ثم بالضغط على زر التنفيذ يتم عرض نافذة تراجم الرواة وفق نتائج البحث .
قائمة الرواة :
يتم عرض قائمة مفهرسة هجائيا حيث يمكن البحث من خلال كتابة الأحرف الأولى للمفردات المراد البحث عنها بخانة البحث أسفل القائمة ثم ضغط زر التنفيذ باستخدام الماوس أو النقر المزدوج بالماوس على أحد بنود القائمة فيتم بذلك عرض نافذة التراجم للراوي المختار .
نافذة التحليل الآلي للأسانيد :
التحليل الآلي للأسانيد هو آداة برمجية تقوم بتدقيق أسانيد الأحاديث المختلفة ومعالجتها لتعيين رواتها إما تحديدا أو احتمالا وفقا للقواعد الحديثية المعتبرة عند أهل العلم .
** البرنامج من إعداد مركز نور الإسلام بالإسكندرية بإشراف الشيخ / أحمد حطيبة والشيخ محمد إسماعيل المقدم
حمل من الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1283
---
نورة
10-25-2006, 12:36 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/269)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج الأحاديث الواردة في فضائل سورة تبارك الملك
---
تخريج الأحاديث الواردة في فضائل سورة تبارك الملك
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 10:18 AM
تخريج الأحاديث الواردة في فضائل سورة تبارك الملك
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:15 AM
جزاك ربي خير الجزاء
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-22-2006, 01:20 PM
جزاك الله خيراً
---
القعقاع محمد
07-11-2006, 12:09 PM
جزاكم الله خيراً
وبارك الله فيكم
---
(1/270)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم- دعوة مهمة للباحثين
---
جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم- دعوة مهمة للباحثين
---
د.محمد بسام الزين
01-13-2006, 05:59 PM
إعلان برنامج خدمة علوم القرآن
يعلن برنامج خدمة علوم القرآن في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عن استعداده لاستقبال البحوث في مجالات علوم القرآن المتعددة، وبخاصة الدراسات المتعلقة بإعجاز القرآن الكريم، وذلك وفق ما يلي:
1. تتولى الجائزة طباعة البحوث المقدمة ونشرها لوجه الله تعالى، وذلك بعد إجازتها من المختصين في هذا الشأن.
2. يمنح صاحب البحث المجاز مكافأة مالية، بالإضافة إلى (50) نسخة من الكتاب المطبوع.
3. تعود حقوق النشر لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم لمدة خمس سنوات قابلة للتمديد حسب الاتفاق مع صاحب البحث.
4. تحتفظ الجائزة بحق ترجمة البحث المجاز إلى اللغات الأجنبية.
5. يشترط في البحث ألا يكون قد نشر من قبل، وألا تزيد عدد صفحاته عن (500) صفحة.
6. يتم استلام البحث مطبوعاً على الورق، مرفقاً بنسخة إلكترونية على الحاسب الآلي (وورد)
7. علماً بأن الجائزة ستقوم بتوزيع البحوث المطبوعة مجاناً أو بسعر رمزي تعميماً للثقافة القرآنية.
فعلى الراغبين من أهل الاختصاص إرسال بحوثهم على العنوان التالي: دولة الإمارات العربية المتحدة، دبي، ص ب (42042) لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال على هاتف رقم (0097142610666) أو مراسلتنا على فاكس رقم (0097142610088) أو البريد الإلكتروني (quran@emirates.net.ae) أو زيارة موقعنا على الإنترنت (www.quran.gov.ae)
منسق البرنامج د.محمد بسام الزين
---
مساعد الطيار
01-15-2006, 11:12 AM
الدكتور محمد بسام حفظه الله
مرحبًا بكم عضوًا في هذا الملتقى ، وهل من الممكن معرفة آخر مدة لاستلام البحوث ؟
---
أحمد البريدي(1/271)
01-15-2006, 04:20 PM
شكر الله للدكتور محمد بسام هذه الدعوة , ونحمد الله تعالى على ذلك , وبين الحين والآخر تظهر بشارات اهتمام الناس بالقرآن وعلومه , فهذا مؤتمر عالمي وهذه جائزة عالميةوتلك دروس علمية , وهكذا يتتابع الغيث أهل القرآن .
---
د.محمد بسام الزين
01-15-2006, 04:20 PM
مرحبا بك دكتور مساعد نرحب بكم للمشاركة في البرنامج، والمدة مفتوحة وعندما يتم تحديد تاريخ معين سوف أخبركم، وقد بدأت الاتصالات تصلني، كما أن البحوث التي وصلت إلى الجائزة وصلت إلى 15 بحثا، وقد أرسلت إلى لجنة التحكيم
---
أحمد الطعان
01-17-2006, 09:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل د. محمد بسام بارك الله فيكم هل هناك شروط معينة للبحوث المقدمة يعني لو كان أطروحة غير منشورة أو جزءاً من أطروحة وفيه تعديلات جوهرية هل يمكن إرساله للمسابقة ...
وهل لا بد من التواصل عبر البريد العادي أم يغني البريد الإلكتروني ....
ولكم كل الشكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/272)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أنظروا إلى هذا الكلام الخبيث
---
أنظروا إلى هذا الكلام الخبيث
---
جمال حسني الشرباتي
11-22-2004, 07:58 PM
قال طه حسين
((ولست أفهم كيف يمكن أن يتسرب الشك إلى عالم جاد في عربية القرآن واستقامة ألفاظه وأساليبه ونظمه على ما عرف العرب أيام النبي من لفظ ونظم وأسلوب))
في الأدب الجاهلي ص 147
إنه ببساطة ينكر إعجاز القرأن من حيث أنه طراز متفرد من حيث النظم واللفظ والأسلوب والفصاحة لم يكن معهودا للعرب
أليس قوله هذا هو الضلال بعينه؟؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 11:16 AM
لم يعقب أحد مع ما في كلام طه حسين من خبث!!!
---
(1/273)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعقيبات المفيدة على كتاب (كلمات القران تفسير وبيان لفضيلة الشيخ مخلوف)
---
التعقيبات المفيدة على كتاب (كلمات القران تفسير وبيان لفضيلة الشيخ مخلوف)
---
أبو صلاح الدين
07-12-2005, 07:31 PM
يقول الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس في هذا الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد : يقول تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ )( ) وقال أيضا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِياً )( ) و قال أيضا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )( ) أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.(1/274)
أما بعد فد جرى الأستاذ / حسنين محمد مخلوف في كتابه ( كلمات القرآن تفسير وبيان ) على طريقة أهل الكلام من تأويل بعض الآيات المتعلقة بالصفات وعدم إجرائها على ظاهرها و إمرارها كما جاءت وقد طلب مني بعض الفضلاء التعليق على ما وقع فيه المؤلف من التأويلات فأجبته الى طلبه رغبة مني في إظهار الحق وبيانه ، وكتبت ما بدا لي من ملحوظات على الكتاب ، والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها المسلمين والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
كتبه
د. محمد عبدالرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
ملحوظات على كتاب (كلمات القران وبيان) للشيخ محمد مخلوف
أولا : جاء في صفحة (88) الآية (54) من سورة ( الأعراف ) ، وكذلك صفحة (112) وصفحة (134) وصفحة (177) وصفحة (211) وصفحة (236) وصفحة (277) وصفحة (323) .
وفي قوله تعالى ( استوى على العرش ) قال الشيخ مخلوف : ( استوى بالمعنى اللائق به سبحانه ) .
• قلت : إن كان يريد بكلامه هذا تفويض كيفية الاستواء فهذا حق لأن الكيفية على الوجه اللائق به سبحانه ولا يعلم ذلك إلا الله كما قال الإمام مالك : ( ... والكيف مجهول ) ، وأما إن كان يريد بذلك أن معنى الاستواء نفسه مجهول فهذا فرار من إثبات صفة العلو والاستواء على العرض لأن السلف ذكروا أن الاستواء معناه العلو والارتفاع والاستقرار( ) .
وعبارة المؤلف مبهمة تحتمل كلا المعنيين ، ولكن السلف لم يجهلوا معنى الاستواء كما قال الإمام مالك وغيره ( الاستواء معلوم )( ) وورد في ألفاظ أخرى ( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ) .
***
ثانيا : جاء في صفحة (114) الآية (21) من سورة يونس .
في قوله تعالى : ( قل الله أسرع مكرا ) .
قال الشيخ مخلوف : ( أعجل جزاء وعقوبة ) .
• قلت : حقيقة المكر تدبير محكم في إنزال العقوبة بالمجرم من حيث لا يشعر فهو أخص من مطلق العقوبة والجزاء , لأنه عقوبة على وجه مخصوص .
***(1/275)
ثالثاً : جاء في صفحة (135) الآية (9) من سورة الرعد .
في قوله تعالى: ( الكبير المتعال ) .
قال الشيخ مخلوف : ( المستعلي على كل شيء بقدرته ) .
• قلت : هذا أحد معاني العلو الثابتة له سبحانه، فهو المتعالي على كل شيء بقهره ، والمتعالي بذاته فوق خلقه .
***
رابعاً: جاء في صفحة (235) الآية (27) من سورة لقمان.
في قوله تعالى: ( ما نفدت كلمات الله ) .
قال الشيخ مخلوف: ( مقدوراته وعجائبه أو معلوماته ) .
• قلت : تفسير كلمات الله بمقدوراته أو بمعلوماته خلاف ما فهمه السلف منها ، وهو بالتالي عدول عن ظاهر اللفظ ، بل كلماته سبحانه هي كلامه وقوله الذي لا نفاد له ، لأنه سبحانه أول بال ابتداء ، آخر بلا انتهاء , ولم يزل ولا يزال بتكلم بما شاء إذا شاء فلا حد لكلامه سبحانه فيما مضى ولا فيما يُستقبل ، وما يقدر من الأشجار والبحور لتكتب به كلمات الله لابد أن يفنى وينتهي ، وكلام الله لا نفاد له ، وتفسير كلمات الله بمقدوراته أو معلوماته تفسير لها بأمور وجودية وعدمية ، وكلمات الله تعالى الموصوفة بأنه لا تنفد هي أمور وجودية ، وكأن هذا التفسير الذي ذكره المؤلف يرجع الى مذهب الأشاعرة في كلامه ، وهو أن كلام الله معنى واحد نفسي قديم فلا يوصف بالتعدد وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة فانهم يقولون : (لم يزل الله وال يزال يتكلم بما شاء وكيف شاء وكلماته لا نهاية لها , فيوصف تعلى بأنه قال ويقول ونادى وينادي وكما أخبر بذلك تعلى عن نفسه وهو أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه )( ) .
***
خامساً : جاء في صفحة (248) الآية (10) من سورة فاطر.
في قوله تعالى: ( والعمل الصالح يرفعه ) .
قال الشيخ مخلوف : ( يرفع الله العمل الصالح ويقبله ) .(1/276)
• قلت : هذا أحد القولين في تفسير الآية ، والقول الثاني أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب لأنه برهان صدق الإنسان في كلامه الطيب, فإذا صدق فعله قوله كان حقيقا وجديرا بان يرفعه الله تعالى ويقبله ، وهذه الآية من أعظم حجج أهل السنة على أهل البدع في باب إثبات صفة العلو لله تعالى( ) .
***
سادساً : جاء في صفحة (329) الآية (3) من سورة الحديد.
في قوله تعالى : ( الظاهر والباطن ) .
قال الشيخ مخلوف : ( الظاهر بوجوده ومصنوعاته وتدبيره ) ( والباطن بكنه ذاته عن العقول ) .
• قلت : الأولى تفسير هذين الاسمين : ( الظاهر والباطن ) بما فسرهما به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ) ، فيكون اسمه الظاهر دالا على علوه على خلقه واسمه الباطن دالا على إحاطة علمه وانه لا يحجبه شيء فسمعه واسع لجميع الأصوات ، وبصره نافذ إلى جميع المخلوقات .
***
سابعاً : جاء في صفحة (350) الآية (42) من سورة القلم.
في قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ) .
قال الشيخ مخلوف : ( كناية عن شدة هول القيامة ) .(1/277)
• قلت : هذا أحد القولين في تفسر الآية , والقول الثاني: أن المراد يكشف الله عن ساقه ، ويدل لهذا الحديث الثابت في الصحيح( ) ، والسلف لم يختلفوا في إثبات صفة الساق كرجله ويده وإنما اختلفوا في تفسير هذه الآية. فقال بعضهم : ( المراد بالساق ساق الله فالله يكشف عن ساقه فيسجد له المؤمنون حينئذ كما في الصحيحين )( ) . وقال بعضهم : ( إن المراد شدة الهول ) فلم يجعلوها من آيات الصفات ، ولكنهم لم ينفوا صفة الساق الثابتة في السنة فلم يثبتوا صفة الساق بنص القرآن وإنما أثبتوها بالسنة وال منافاة بين القولين فالله يكشف عن ساقه يوم شدة الهول . بخلاف المعطلة فانهم لا يؤمنون بصفة الساق ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسنة بل حملوا الآية والحديث على شدة العذاب ، وهذا وان كان محتملا في الآية فانه لا يحتمل في تفسير الحديث لورود الساق مضافة الى الضمير العائد على الله تعالى( ) .
***
ثامنا : جاء في صفحة (384) الآية (1) من سورة الأعلى.
في قوله تعالى : ( سبح اسم ربك ) ، ولم يذكر الأعلى وهي تمام الآية ، ومعناه الأعلى من كل شيء ، فهو أفعل تفضيل دال على علوه تعلى بكل معاني العلو فهو الأعلى قدرا ومنزلة ، وهو الأعلى بالقهر والغلبة , وهو الأعلى بذاته فوق كل شيء وفي ذكر اسمه الأعلى في هذا الموضع بيان لموجب استحقاقه للتسبيح وهو التنزيه عن النقائض.
***
فهرس المراجع
1- تفسير ابن جرير الطبري (جامع البيان) طبعة مكة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر الطبعة الثالثة (1388هـ).
2- تفسير البغوي المسمى (معالم التنزيل) للإمام أبى محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي إعداد وتحقيق خالد عبدالرحمن ومروان سوار دار المعرفة ببيروت لبنان الطبعة الأولى (1406هـ).
3- تفسير ابن السعدي طبع المؤسسة السعدية.
4- العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي ط السلفية المدينة.(1/278)
5- عقيدة السلف أصحاب الحديث لأبي إسماعيل الصابوني تحقيق وتخريج بدر البدر الدار السلفية الكويت.
6- مجموع فتاوي ابن تيمية جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي الرئاسة العامة لغدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تصوير عن الطبعة
الأولى (1398هـ).
---
أبو صلاح الدين
07-13-2005, 03:18 PM
أرجوا التفاعل أيها الإخوة.
---
(1/279)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب (معاني القرآن) للفرّاء ـــ بهاء الدين الزهوري . باحث سوري .
---
كتاب (معاني القرآن) للفرّاء ـــ بهاء الدين الزهوري . باحث سوري .
---
أبو حاتم
03-12-2004, 02:01 AM
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 91
مقدمة:
يعتبر كتاب (معاني القرآن) للفراء(1)، دراسة مكملة ـ من الناحية اللغوية ـ لكتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، لأنه يبحث في التراكيب والإعراب، وكتاب (المجاز) في الغريب والمجاز، وكلتا الدراستين متعلقتان بالأسلوب، واختلفت دراسة الفراء هنا عن دراسة أبي عبيدة، وكان لهذا الخلاف أسبابه التي سنراها عما قليل. و كان الفراء (144-207) هـ من أعلم الكوفيين بالنحو واللغة.
واسم الكتاب (معاني القرآن) لم يكن أول اسم أطلق على كتاب في دراسات من هذا النوع، كما كان المجاز مثلاً. وقد اهتم كثير من النحويين واللغويين في القرون الثلاثة الأولى للهجرة بوضع كثير من الكتب تحت اسم (معاني القرآن)، ومن هؤلاء: الكسائي، والنضر بن شميل، وقطرب، والأخفش... وغيرهم وأينما ذكر أصحاب التفسير أصحاب المعاني فإنما يقصدون هؤلاء.
تحليل الكتاب:
يبدأ الفراء بتفسير القرآن سورة سورة ـ بعد مقدمة قصيرة ـ بترتيب تنازلي بحيث يشرح ما في الآيات من الغريب والإعراب والقراءات شروحاً مختلفة، لغوية ونحوية وإخبارية وأدبية، وقد يبيّن أسباب النزول ثم يسند كلما وجد إلى السند سبيلاً.
ويرى أحد الباحثين أن الفراء أول من تناول تفسير القرآن بترتيب السور معتمداً على نص لابن النديم ليس قاطعاً(2)، إلا أن كتاب (المجاز) ينفي هذا الظن أو يشكك فيه.
منهج الكتاب:(1/280)
بدأ بسورة الفاتحة، ثم البقرة... وهكذا تنازلياً، ويتعرض لآيات كل سورة آية آية بالترتيب ـ ولم يقتصر على الغريب كما فعل أبو عبيدة شارحاً ومفسراً لغريب الألفاظ ويقف كلما استدعاه الأمر للوقوف، لقراءة في آية، يصححها، وينفيها أو يضعفها، ثم يفسرها تفسيراً نحوياً، ويوجه ما يحتاج منها إلى التوجيه النحوي أو اللغوي، ويأتي بالأمثلة والشواهد ثم يدرج المسألة جميعاً تحت قاعدة عامة.
ويتبع في تفسير الغريب قاعدة واحدة، هي التي اتبعها أبو عبيدة من قبل، تلك هي شرح الآية بالآية، ثم بالحديث إذا تسنى ذلك، ثم بالشاهد الشعري، أو المثل، أو الكلام الفصيح. وإذا تعرض لأسباب النزول فإنما يروي بالسند عن أئمة المفسرين من الصحابة والتابعين. ومثال ذلك من الكتاب: تفسيره للآية: (أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ((3) فيقول: (قرأها يحيى بن وثاب وأبو جعفر المدني): أليس الله بكاف عباده، على الجمع، وقرأها الناس: عبده، وذلك أن قريشاً قالت للنبي ( ما تخاف أن تحملك آلهتنا لعيبك إياها، فأنزل الله تبارك وتعالى: (أليس الله بكافٍ عبده( محمداً (، فكيف يخوفونك من دونه؟. والذين قالوا عباده قالوا قد همت أمم الأنبياء بها وعددهم مثل هذا فقالوا لشعيب: (إِنْ نقُولُ إلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتنَا بِسُوءٍ((4) فقال الله تبارك وتعالى: (أَليس الله بكافٍ
عبده(، أي محمداً والأنبياء قبله صلى الله عليهم وسلم، وكُلٌّ صواب.(1/281)
ويهتم الفراء بالقراءات فيعرض لها في الآية مبيناً وجهة نظر كل قارئ مفسراً قراءته، وقد تتعدد القراءات وتتعدد آراء المفسرين، فيفاضل بين آرائهم مختاراً ما يراه قريباً من الصواب، ويرى أن النسق في الآية يوجب الترجيح لقراءة ما، أو التصحيح للفظ، مثل قوله في تفسير الآية: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ((5) فيورد بعض الأقوال في تفسير الأشد ويتبعها بقوله: (والأول أشبه بالصواب لأن الأربعين أقرب إلى النسق إلى ثلاث وثلاثين منها إلى ثماني عشرة، ألا ترى أنك تقول: أخذت غالية المال أو كله، فيكون أحسن من أن تقول: أخذت أقل المال أو كله).
ويطرح ما لا يتفق وكلام العرب من القراءات، ولا يختلف مع التفسير، ومثال ذلك ما قال في الآية: (وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيْمٌ حَمِيْماً((6) لا يقال لحميم أين حميمك، ولست أشتهي ذلك لأنه مخالف للتفسير، ولأن القرَّاء مجمعون على يَسْأل.
ويغلب النقل على الكتاب، والتفسير المأثور، وكثيراً ما يذكر في ختام كلامه عبارة: (وبذلك جاء التفسير) أو (وجاء في التفسير كذا) أو (وذكر المفسرون). هذا إذا لم ينص على صاحب التفسير أو يسنده إليه.
وينقل عن أئمة المفسرين والصحابة، فينقل عن علي بن أبي طالب، وابن عباس، والحسن البصري، وقتادة، والسدي، ومن الأخباريين عن ابن الكلبي وغيرهم، ولا يظهر اجتهاده ورأيه في شرح معاني الغريب، أو توضيح إعراب أو بيان إعلال أو إبدال، أو تغيير ما في اللفظ أو العبارة.
ويقلل من الشاهد الشعري، ولا يفسر به الآيات تفسيراً مباشراً، ولا يحتج على معنى الآية بمعنى البيت، لكنه يأتي بالبيت لتوضيح المعنى اللغوي القريب الذي لا شبهة وراءه، ولا يعني تزمته هذا جموداً، إذ إنه كثيراً ما يخرج على جماعة المفسرين واللغويين ويعتمد على رأيه الشخصي، الذي توصل إليه بمُدارسة كلام العرب، وسننهم وطرقهم في التعبير.(1/282)
وقد يأخذ بظاهر اللفظ، فيفهم معنى الصورة البيانية في الآية فهماً مادياً ظاهرياً، قال في الآية: (ثم في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ((7) ذُكر أنها تدخل في دبر الكافر فتخرج من رأسه، فذلك سلكه فيها(8)، وفي الآية: (تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى((9) تقول للكافر يا كافر يا منافق إليَّ، فتدعو كل واحد باسمه(10). ولا يرى الفراء أن الدعاء هنا مجازي بالنسبة لجهنم، وهو دعاء معنوي بلسان الحال لا بالقول واللسان.
ويغلب على الكتاب الطابع النحوي، وهذا طبيعي من إمام النحويين الكوفيين في عصره، وكثيراً ما نراه يقف، ليوضح الجانب النحوي، والإعراب، وينتهي إلى النظرية العامة، فيبين قواعدها وأصولها، وأدلتها وأسبابها ومسبباتها، جاء في تفسيره لقوله تعالى: (وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وجُوهُهُم مُسْوَدَّةٌ((11): ترفع وجوههم ومسودة، لأن الفعل وقع على الذين وجاء بعد الذين اسم له فعل فرفعته بفعله وكان فيه معنى نصب، وكذلك فافعل لكل اسم أوقعت عليه الظن، والرأي، وما أشبههما، فارفع ما يأتي بعد الأسماء إذا كان فيها أفاعيلها بعدها، كقولك: رأيت عبد الله أمره مستقيم فإن قدمت الاستقامة نصبتها ورفعت الاسم فقلت رأيت عبد الله مستقيماً أمره، ولو نصبت أمره في المسألة الأولى على التكرير كان جائزاً فتقول: رأيت عبد الله أمره مستقيم.
وكما يوجه عنايته للنحو والإعراب، يعنى بالصرف وبناء الألفاظ، مثل قوله في الآية: (وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ((12): (زجرَ بالشتم، وازدُجِرَ افتُعِلَ من زجَرْتُ، وإذا كان الحرف أوله زاي صارت تاء الافتعال فيه دالاً، فقس عليه ما ورد)(13).(1/283)
ويحكم القاعدة الصرفية في تصحيح القراءات أو رفضها. يقول: حدثني مسلم بن أبي سارة قال: (كان جاري زهير الفرقي يقرأ: (متَّكئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيّ حِسَانٍ((14)، فالرفارف قد تكون صواباً، وأما العباقري فلا، لأن ألف الجمع لا يكون بعدها أربعة أحرف ولا ثلاثة(15).
تلك هي الاتجاهات اللغوية والنحوية الغالبة على الكتاب، ولا نعدم بينها أثراً لفهم أدبي لتعبير أو صورة بيانية(16).
بعض ما جاء في الكتاب من الدراسات البيانية:
1ـ الكناية:
ورد هذا التعبير في مواضع عديدة من الكتاب، وهو يدل عنده بصفة عامة، على المعنى المعروف في البلاغة، فيرى في الكناية ما رآه أبو عبيدة، وقرره ابن قتيبة والمبرد.
يفسر قوله تعالى: (سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ((17). الجلود هنا: ـ والله أعلم ـ الذكر، وهو مما كنى به الله عز وجل عنه، كما قال: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ((18) والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك أو قضى أحدكم حاجة، كما قال: (وَلَكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرَّاً((19)، يريد النكاح.
والكناية عنده ـ أيضاً ـ بمعنى الستر، أو الإخفاء عامة، فهي إخفاء معنى كما في الأمثلة السابقة، أو إخفاء لفظ أو استبدال غيره به، كما أخفى القول وجيء مكانه بالكتاب في قوله تعالى: (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيْ((20) فالكتاب يجري مجرى القول. وقد يختفي اللفظ ويبدل به ضمير مثلما في قوله: (وَالنَّهارِ إِذَا جَلاَّهَا((21)، جلّى الظلمة، مجاز الكناية عن الظلمة ولم تذكر لأن معناها معروف.
2ـ التشبيه والمثل:
وهذان اللفظان أيضاً من أول الاصطلاحات التي بدأت تظهر في الدراسات القرآنية دالة على صور بيانية، لكنها ما تزال عند الفراء ـ كما كانت عند أبي عبيدة ـ تطلق في حدود المعنى اللغوي، وإن كانت تشير إلى المعنى البلاغي.(1/284)
ومثال ذلك: قوله تعالى: (فَإِذَا انشقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ((22)، أراد بالوردة الغَرْسَ، والوردة تكون في الربيع إلى الصفرة أميل، فإذا اشتد البرد كانت وردية حمراء، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة إلى الغبرة أميل، فشبه تكون السماء بتكون الوردة، وشبهت الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه، ويقال إن الدهان هو الأديم الأحمر(23).
وتعتبر هذه المحاولة في فهم التشبيه جديدة، وخطوة متقدمة عن فهم أبي عبيدة له، وهو الذي لم يشر إلى التشبيه غير إشارات عابرة باعتباره مجازاً ولم يفصل فيه تفصيل الفراء عن فهم ودراية.
3ـ المجاز:
يتكلم الفراء على المجاز بالمعنى اللغوي الذي رأيناه بوجه عام في مجاز القرآن، وقد يتطرق إلى المجاز المعنوي أو إجازته، فيقول في الآية: (فسنيسره للعسرى( فهل في العسرى تيسير؟ فيقال في هذا: إجازته بمنزلة قوله تبارك وتعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيْمٍ((24)، والبشارة في الأصل للمفرح والسارّ، فإذا جمعت في كلامين. هذا خير وهذا شر، جاز التيسير فيهما جميعاً.
4ـ الاستعارة:
ولم ينص عليها كتابة هنا، كما لم ينص عليها أبو عبيدة من قبل، ولم يستعملها الجاحظ كذلك في دلالتها الدقيقة، وكان يستعمل معها كلمة تمثيل أو بدل ولو أنها قد تجيء في بعض النصوص عنده دالة على الاصطلاح البلاغي أو قريب منه. وأفرد لها ابن قتيبة باباً في (تأويل مشكل القرآن) وهذا كله يدل أن استعمال تعبير "استعارة" لم يكن يطلق على المعنى البلاغي المفهوم، إلا بعد مرحلة أبي عبيدة والفراء على الأرجح، أي بعد مطلع القرن الثالث بربع قرن تقريباً، وقد شاع استعمال هذا التعبير بعد ذلك(25).(1/285)
وكثيراً ما يتعرض الفراء لمواطن الاستعارة في القرآن، ولكنه لم ينص عليها، وأوضح مثال لذلك حين تعرض لقوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ((26)، القرَّاء مجمعون على ضمّ الياء، حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال وحدثني... عن ابن عباس أنه قرأ: يوم تكشف عن ساق. يريد يوم القيامة والساعة لشدتها، قال وحدثني بعض العرب لجد طرفة:
كَشَفَتْ لَهُمْ عن سَاقِهَا * ـ * ـ * وبَدا مِنَ الشَّرِّ البُراحِ
وتنبه الفراء إلى أن الصورة البيانية هنا تعبر عن الشدة، ولم يسم الصورة بالاستعارة، ولم يشأ الفراء في هذا الموقف أن ينفرد بالتفسير بل روى عن ابن عباس، لكي لا يقع في التشبيه فيقع في الحرج.
ويتعرض الفراء بعد ذلك لأبحاث متنوعة في الأسلوب، فيتكلم على الاستفهام وخروجه أحياناً إلى معان أخرى كالتوبيخ، والانتقال من مخاطبة الشاهد إلى الغائب، والتقديم، والتأخير، وغير ذلك.
ويطرق الفراء أبواب أبحاث لغوية عامة، تتصل بمعاني الألفاظ وليست بالإعراب وحده. من ذلك كلامه على التكرار، وما يقصد به في القرآن من التخويف، مثل ما في قوله تعالى: (كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ((27)، الكلمة قد يكررها العرب على التغليظ والتخويف وهذا من ذلك، وقوله عز وجل: (لَتَروُنَّ الجَحِيْمَ، ثُمَّ لَتَروُنَّها عَيْنَ اليَقِيْنِ((28)، مكررين من التغليظ أيضاً.(1/286)
ومن لطائف أسلوب القرآن التي يذكرها الفراء: أسماء العذاب والقيامة، يقول عز وجل: (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ((29)، والفاقرة: الداهية، وقد جاءت ألفاظ القيامة والعذاب بمعاني الدواهي وأسمائها. وهذه التفاتة طريفة من الفراء، لتنبهه إلى ما لهذا الاستعمال القرآني من اثر في نفوس العرب، إذ يثير بهذه الألفاظ استدعاءات وجدانية تروع الناس وتخوفهم، لأنهم اعتادوا أن يقرنوا بين هذه الألفاظ وبين مدلولاتها من الدواهي، وجاءت في القرآن تؤدي دورها في إثارة معاني الفزع والخوف، وتعويد النفوس رهبة يوم القيامة لتبتعد عن المعاصي وتترك الذنوب.
نظم القرآن ووزنه:
لم ينتبه أبو عبيدة للناحية الموسيقية في نظم القرآن والتوقيع الرتيب فيه، مما جعل له نفعاً معيناً، وأثراً موسيقياً فعالاً في النفوس، ولا ينفي هذا التجاهل من أبي عبيدة إدراك الناس على عهده لهذه الخاصة، ومراعاتهم لرصف الكلام في وحدات صوتية تتبع نظاماً رتيباً يساير وقعه المعنى العام في السورة القصيرة، أو مجموعة بعينها من الآيات(30).
وقديماً تنبه العرب إلى وزن القرآن، فقارنوه بوزن الشعر، وإيقاع سجع الكهان ولكن هذه الملاحظات سكتت لسبب أو لآخر. ولعل هذا السكوت عن البحث في نظم القرآن من هذه الناحية يرجع إلى انصراف الناس إلى المعاني وما تحمل من تشريع وعقيدة، وهو جل اهتمامهم في ذلك الوقت.
ومهما يكن من شيء فالجديد في كتاب الفراء والجدير بالاهتمام، أنه لاحظ هذا النسق الصوتي، وحاول أن يتتبعه. ونراه في ملاحظاته التي أوردها مدركاً تماماً لوزن القرآن، ومدركاً الغاية التي عمد إليها في التزام وزن بعينه، وهو الترابط بين الكلمات وانسجام النغم، وتوافق الفواصل في آخر الآيات. وإذ تسترعي النباهة هذه الظاهرة، يحاول أن يضبطها بما عرف عند العرب من أوزان الشعر.(1/287)
ويقول: حدثني مندل عن مجاهد عن ابن عباس أنه قرأ ناخرة، وقرأ أهل المدينة نخرة، وناخرة أجود الوجهين في القراءة لأن الآيات بالألف، ألا ترى أن ناخرة، والحافرة والساهرة أشبه بمجيء التنزيل، والناخرة والنخرة سواء في المعنى بمنزلة الطامع والطمع، والباخل والبخل.
فالكلمتان عنده مستويتان في المعنى، والنظم القرآني يختار ما يتفق والمقاطع أو الفواصل ـ رؤوس الآيات ـ وينسجم مع النسق الموسيقي العام في آيات السورة، فإذا كانت الفواصل كلها بالألف فإن القراءة الأصح لناخرة بالألف لأنها أشبه بمجيء التنزيل، كما يقول: لموافقة هذه القراءة الأخيرة لرؤوس الآيات في السورة.
وتارة يسمي هذا التوافق الصوتي، استقامة في القراءة، فيقول: وقوله عز وجل: (واللهُ أَعْلَمُ بما يُوعُونَ((31). الإيعاء ما يجمعون في صدورهم من التكذيب والإثم والوعي. لو قيل (والله أعلم بما يَعُون) لكان صواباً، ولكنه لا يستقيم في القراءة. أي لا يستقيم مع ما قبله من الآيات: (فَمَا لَهم لا يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهمُ القُرآنُ لاَ يَسْجُدُونَ، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِِّبُونَ، واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ((32)، ولعل الفراء يقصد أن لفظ يعون لا يستقيم مع رؤوس الآيات الأخرى لأنه مفتوح الأول دون غيره المضموم الأول: يُؤمنون، يُكذِّبون، يُوعون. ثم لعله يشير إلى الوزن الموسيقي للكلمة، فهو في (يوعون) أكثر اتفاقاً منه في (يعون)، لأن (يعون) ينقصها حرف ساكن، وكل من الفواصل الأخرى مكون من ستة حروف. والضم في هذه الآيات هو النغمة السائدة ـ أو المفتاح الموسيقي ـ لها.(1/288)
والنظم القرآني حريص على هذا التوافق، فقد يعدل من لفظ إلى آخر بل من صيغة إلى أخرى، وقد يجيز حذف أواخر الكلمات موافقة لرؤوس الآيات مع موافقة ذلك لكلام العرب، مثل قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ((33) ذكروا أنها ليلة المزدلفة، وقد قرأ القرَّاء يسري ـ بإثبات الياء ـ ويسر ـ بحذفها ـ وحذفها أحب لمشاكلتها لرؤوس الآيات، ولأن العرب قد تحذف الياء وتكتفي بكسر ما قبلها منها.
وهكذا وضع الفراء أمامنا قواعد عامة للتغيرات التي يمكن أن تطرأ على الكلمات، والتي قد يعمد إليها القرآن أحياناً للتوافق الموسيقي في نظمه(34).
وصلة تلك التغيرات بما يطرأ على القافية من الشعر لإقامة الوزن، ولا يفتأ الفراء يشير إلى أن القرآن في عدوله عن لفظ إلى آخر، أو تعديله للألفاظ، لا يخرج عن أساليب العرب، وفنون القول عندهم، وخاصة في الشعر وهو الكلام الموزون، الذي يشابه ما في نظمه من توافق وانسجام ما يراعيه أسلوب القرآن.
الهوامش
(1) الفراء (144-207هـ- 761-822م) أبو زكريا يحيى بن زياد، تلميذ الكسائي، من أعلم الكوفيين بالنحو واللغة وأخبار العرب. له (معاني القرآن) و(المنقوص والممدود).
(2) راجع في ذلك رأي أحمد أمين في ضحى الإسلام: 2/141.
(3) [الزمر: 39/36]
(4) [هود: 11/54].
(5) [الأحقاف: 4/15].
(6) [المعارج: 70/10].
(7) [الحاقة: 69/32].
(8) الفراء: معاني القرآن. تحقيق: محمد علي النجار، القاهرة 1955-1972م، ص103.
(9) [المعارج: 70/17].
(10) معاني القرآن: ص105.
(11) [الزمر: 39/60].
(12) [القمر: 54/9].
(13) معاني القرآن: ص64.
(14) [الرحمن: 55/76].
(15) معاني القرآن: ص73.
(16) د. محمد زغلول سلام: أثر القرآن في تطور النقد العربي. دار المعارف بمصر ط(2) 1961م، ص54.
(17) [فصلت: 41/20].
(18) [النساء: 4/13].
(19) [البقرة: 2/235].
(20) [المجادلة: 58/21].
(21) [الشمس: 91/3].
(22) [الرحمن: 55/37].
(23) معاني القرآن: ص170.(1/289)
(24) [التوبة: 9/3].
(25) أثر القرآن في تطور النقد العربي، ص58.
(26) [القلم: 68/42].
(27) [التكاثر: 102/3-4].
(28) [التكاثر: 1/6-7].
(29) [القيامة: 75/25].
(30) أثر القرآن في تطور النقد العربي، ص12.
(31) [الانشقاق: 84/23].
(32) [الانشقاق: 84/20-23].
(33) [الفجر: 89/4].
(34) أثر القرآن في تطور النقد العربي، ص65.
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2004, 08:59 AM
جزاك الله خيراً على هذا النقل القيم ، ويا حبذا لو زدتنا وفقك الله لكل خير.
---
أبو حاتم
03-13-2004, 02:10 AM
وإياك اخي الفاضل .
---
(1/290)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أوهام الحافظ ابن كثير في تفسيره في كتاب جديد
---
أوهام الحافظ ابن كثير في تفسيره في كتاب جديد
---
نصرمنصور
03-18-2005, 08:41 PM
صد رحديثاً كتاب "التحبير للأوهام والتنبيهات الواردة في تفسير الحافظ ابن كثير " للشيخ هاني الحاج .
من إصدار مكتبة الأديب بالرياض (حي الورود شارع مساعد العنقري ) والمكتبة الذهبية بمصر.
وتنقسم الأخطاء التي نبه عليها المؤلف إلى نوعين : الأول : أوهام في العزو ، والآخر: أخطاء علمية منوعة .
ويأتي هذا الكتاب ضمن [ سلسلة التنبيهات الخاصة بالتفاسير] ،وهو الكتاب الثاني منها بعدما صدر " التبيين للمخالفات الواقعة في تفسير الجلالين " من دار يلاف بالكويت .
---
المحرر
03-25-2005, 06:43 AM
الكتاب ليس جديداً ، فإنه قد طبع في عام 1424
---
(1/291)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شَرح تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم لعلامة الزمان الشيخ الزيات
---
شَرح تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم لعلامة الزمان الشيخ الزيات
---
د. أنمار
04-05-2004, 03:10 AM
شَرح تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم
لفضيلة الشيخ علامة العصر
أحمد عبد العزيز الزيات
رحمه الله تعالى
يقول في مقدمته:
فيقول راجي عفو ربه ورحمته _ أحمد عبد العزيز الزيات _ القاهري مولدا 00 المصري موطنا 00 الشافعي مذهبا 00 الأزهري تربية 00 المولود سنة سبع وتسعمائة وألف من ميلاد عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليه وسلم _ أطال الله في عمره 0
لما شرفني الله عَزَّ و جل بتدريس علوم القرآن الكريم وقراءاته سواء من طريق الشاطبية و الدرة ، أو من طريق طيبة النشر في القراءات العشر الكبرى أو من طريق القراءات الأربع الشواذ لطلاب مرحلة التخصيص بمعهد القراءات بالأزهر الشريف بالقاهرة ، و كذلك ممن قرءوا عليَّ وأجزتهم بالإقراء ، رأيت من الواجب عليَّ نحو كتاب الله عَزَّ العز وجل أن أكتب لهم كتابا في :
تنقيح تحريرات شيخنا وأستاذنا محمد المتولي _ المتوفى سنة 1313 هِـ _ رحمه الله _ متوخيا سهولة الأسلوب ، ووضوح المعنى ، وبسط الموضوع ، ولما أن أكمل الله منته ، وأتم عليَّ نعمته سميته : ( شرح تنقيح فتح الكريم ، في تحرير أوجه القرآن العظيم ) 0
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم إنه هو المأمول ، ومنه القبول
---
فرغلي عرباوي
04-06-2004, 01:26 AM
د / أنمار إنك جند من جنود القرآن ولو ظللت ساعات وساعات أشكرك على ما تقدمه لخدمة كتاب ربنا فلن أوفيك حقك
ولا تنسى أخوك أ / فرغلي عرباوي بالدعاء
---
(1/292)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ضيفٌ جديدٌ
---
ضيفٌ جديدٌ
---
مبارز عبد الله العلي
12-21-2006, 01:01 PM
أنا اخ لكم ضيف جديد
أرجوا ان تقبلوني معكم
---
عبدالرحمن الشهري
12-21-2006, 01:29 PM
حياك الله وبياك ونرجو لك التوفيق
---
أبو العالية
12-21-2006, 02:03 PM
الحمد لله ،وبعد ..
جزاك الله خيراً أيا الشيخ المبادر بالترحيب.
وحياك الله أخي الكريم
نفعك الله بما أجاد به العلماء
---
خالد البكري
12-21-2006, 04:58 PM
حياك الله وبياك ونرجو لك التوفيق في الدارين
---
أبو حذيفة
12-23-2006, 12:51 AM
أهلا بك وسهلاً وحييت في هذا الملتقى المبارك .
---
(1/293)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن: أبي سليمان الدمشقي
---
استفسار عن: أبي سليمان الدمشقي
---
التفسير1000
08-09-2006, 03:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الإخوة المشاركون آمل إفادتي بكل ما يتعلق بالمفسر أبي سليمان الدمشقي، ينقل عنه ابن الجوزي في زاد المسير كثيراً، ولكن لم أهتد لتحديد شخصيته، ومن شيوخه إسماعيل بن محمد الصفار، آمل الإفادة يا سادة وجعلكم المولى من أهل السعادة . آمين
---
أبومجاهدالعبيدي
08-09-2006, 05:58 AM
هو : محمد بن عبدالله بن سليمان السعدي ، أبو سليمان الدمشقي ، صنّف كتباً في التفسير منها : مجتبى التفسير ، والمهذب في التفسير ، كان شافعياً أشعرياً كثير الاتباع للسنة ، حسن التكلم في التفسير . يكثر ابن الجوزي في زاد المسير من ذكر أقواله معزوة إليه . لم يعرف تاريخ وفاته ، غير أنه كان حياً سنة 351هـ . انظر طبقات المفسرين للسيوطي ص89 ، وطبقات المفسرين للداوودي 2/164 ، ومعجم المفسرين لنويهض 2/557 .
---
التفسير1000
08-11-2006, 02:24 AM
أبومجاهد العبيدي
جزاك الله خيراً على إفادتك الطيبة عن الموضوع ، كما وأود اتحافي بكل جديد حول شخصية هذا العلم حيث أني بصدد الكتابة حالياً عن تفسيره ، وقد قمت بجمعه من المصادر التي نقلت عنه، ولم أقف على أي كتاب من مؤلفاته التي ذكرت في ترجمته، ولقد استأنست برأيكم في تحديد شخصيته ، إذ سبق أن توصلت إلى أنه السعدي ولكن بقي في النفس نوع شك ، ولا زال ، إذ أن ابن الجوزي يشير إليه دائما بالدمشقي ولم أره في موطن يذكره بالسعدي، ولا زال البحث لدي تحت النظر والتتبع ، شاكرا ومقدرا لكم تواصلكم العلمي.
أخوك : أبو أنس
---
أبومجاهدالعبيدي
08-11-2006, 10:08 AM
أقوال أبي سليمان الدمشقي بُحثت ودُرست في رسالة ماجستير بعنوان :(1/294)
آراء أبي سليمان الدمشقي في التفسير . جمعا ودراسة . (http://www.tafsir.net/dbs.php?rslj=yes&do=title&u=%D3%E1%ED%E3%C7%E4+%C7%E1%CF%E3%D4%DE%ED&submit.x=9&submit.y=8)
---
التفسير1000
08-12-2006, 05:57 PM
أشكرك أبا مجاهد فقد اختصرت عليَ الطريق . كما أزجي الشكر لكافة المشرفين القائمين على الموقع وجزى الله الجميع خيرا...
---
(1/295)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن إعجاز القرآن في كتب مصطفى صادق الرافعي
---
سؤال عن إعجاز القرآن في كتب مصطفى صادق الرافعي
---
سعاد
05-27-2006, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد امام الخلق أجمعين وعلى من والاه من خير صحبه الطيبين الطاهرين:
أمابعد : تحية طيبة أزفها الى اخوتي في الدين أعضاء هذا الملتقى المبارك ،والساهرين على استمرار درب العلم النافع أيدهم الله بتوفيقه.
انما هي رسالة أرجو تمريرها الى من له القدرة على مد يد العون لي ،اذ اني طالبة دراسات عليا بالجزائر تخصص دراسات قرآنية وموضوع بحثي هو الاعجاز القرآني عند مصطفى صادق الرافعي وعلى ضوء ذلك أنا بحاجة ماسة الى كل :كتاب أو مقال أو رسالة أكاديمية تتعلق بالاعجاز عند المتقدمين والمتأخرين وخاصة عند الرافعي_للتحميل او غيره_ وقد قرأت معلومة في الملتقى لا أدري مدى صحتها وهي المقال الذي أفادنا به العضو المكننى ب: اللاجىء الفلسطيني ، تلك التي تتعلق بوجود مخطوطات تتعلق بالرافعي لدى حفيدة الرافعي فاي معلومات جديدة اخرى مفصلةأكثر ستكون نعم العون لموضوع بحثي.
ملاحظة :اريد ايضا أن توفروا لي بعض الاتصالات والاستشارات بأساتذة أو دكاترة مختصين في الدراسات القرآنية .
والسلام خير ختام عطر لخير المجالس
---
معروفي
05-27-2006, 10:56 PM
تستطيع الأخت السائلة أن تدخل لمحركات البحث ، مثل قوقل أو غيره ، و كتابة كلمات من بحثها
و ستحصل على كمّ هائل من الفوائد .
---
أبو بيان
05-27-2006, 11:05 PM
هناك كتاب/ رسائل الرافعي, لأبي رية. احتوى إشارات مفيدة في هذا الجانب وغيره من مؤلفاته.
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2006, 11:19 PM
وهناك كتاب متميز بعنوان( إعجاز القرآن في دراسات الرافعي) ، وهوكتاب قيم ، طبع عام 1400هـ .
---
سعاد(1/296)
11-08-2006, 07:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله الخير كله على اهتمامكم الكريم ولكن اعلمك انه للاسف بحثت عن الكتاب في بلدي ولم أجده
أفيدوني ولكم من الله جزاءا كريما ان كان على شكل متاب للتحميل اونسخ أستطيع ابتياعها ان لم تكن باهظة الثمن
ودمتم في رعاية الله وحفظه
---
عصام البشير
11-14-2006, 04:39 PM
المجلد الثاني من (تاريخ آداب العرب) للرافعي كله عن الإعجاز القرآني.
فلا بد من قراءته واستخراج منهج الرافعي منه.
---
علال بوربيق
12-26-2006, 03:24 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا الرابط عليه رساائل الأديب الإسلامي مصطفى صادق الرافعي رحمه الله
http://www.almaknaz.com/show.php?cat=23&book=5
وجزى الله من دلنا عليه .
قال صادق الرافعي : " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحمل قوة المدافع، لا من يحمل ألواحا من خشب ."
---
أبو عاتكة
12-29-2006, 08:05 AM
هذا درس لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ عن إعجاز القرآن فيه استعراض لأقوال العلماء والترجيح بينها ..فيه عرض مسألة الإعجاز بأسلوب واضح يسير الاستيعاب
انظر الرفقات
---
سعاد
03-07-2007, 02:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من معلومات عن مخطوط الرافعي او اي مجلة تحدثت عن المخطوط
انا باشد الحاجة الماسة الى لكتاب الذي ذكره السيد المشرف العام والذي عنوانه الاعجاز في دراسات الرافعي وجزاكم الله عن طلبة اللم كل خير .
---
underash86
03-08-2007, 08:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله
بعض الاشياء الخاصة بمصطفى صادق الرافعى
رابط كتاب ( من وحى القلم)
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=275
رابط كتاب ( تاريخ آداب العرب)
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=19&book=28
ممكن مراجعة هذه الروابط
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-jul-2000/mashaheer-9.asp(1/297)
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-jul-2000/mashaheer-9-a.asp
http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/mashaheer-jul-2000/mashaheer-9-b.asp
و ايضا يتم بيع كتب الرافعى على هذا الموقع https://www.adabwafan.com يتم البحث بكلمة الرافعى وسوف تظهر كل الكتب المعروضة للبيع له
---
(1/298)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في القراءات
---
سؤال في القراءات
---
صالح
08-12-2003, 04:35 PM
السلام عليكم
قال تعالى (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ َ)
فجاءت كلمة اليتيم مجرورة بالكسرة لانها مضافة
ولكن جاءت كلمة اليتيم في احدى القراءات منصوبة بالفتحة
فما هو السبب ؟ وما مخرجها النحوي ؟
وبارك الله فيكم
---
أبو القاسم الشاطبي
08-12-2003, 05:45 PM
اعلم وفقك الله أن القراءة المذكورة ليست من القراءات العشر المتواترة وأما القراءات الشاذة فبحر لاساحل له وقد نظرت في بعض مظان القراءات الشاذة فلم أجد شيئا فأرجو ذكر المصدر الذي ذكر هذه القراءة والله الموفق
---
(1/299)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني
---
الملتقى المفتوح والتقني
---
الصفحات : [1] 2 3 4 5
---
الخط العربي.. ذروة الجمال وقمّة الإبداع (أحمد عبيد) (0 ردود)
شاهد المسجد الحرام والمسجد النبوي وكأنك بداخله (0 ردود)
فضح أحقاد "الباز" وأكاذيبه على أصحاب النبي (2) أشرف عبد المقصود (0 ردود)
جهالات "الباز" وقصة الهجوم على "أبو هريرة" (1) ـ أشرف عبد المقصود (0 ردود)
لماذا الاحجام عن جمعية تكريم العلماء (1 ردود)
أمسية مجانية حول أفكار إبداعية في حفظ القرآن للدكتور يحيى في الرياض (0 ردود)
مقطع تخشع له القلوب (0 ردود)
قصيدة في هجاء سيارة! (13 ردود)
بشرى من القلب : جدول محاضرات الشيخ عبدالرزاق العباد - حفظه الله - في دبي (1 ردود)
الشيخ الكبير أحمدو الشنقيطي في ذمة الله (5 ردود)
الكوليرا تحصد أرواح المئات في الصومال (1 ردود)
دلوني على مصمم مواقع انترنت جيد رعاكم الله . (0 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية-عدم عيب الطعام (0 ردود)
تخريج حديث لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر (0 ردود)
تلاوة جميلة لقارئ ذو صوت عذب (0 ردود)
تأملوا هذا الكلام الذي كتبه العلامة ابن سعدي قبل 56 سنة في شرح حديث «القابض على دينه» (1 ردود)
حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك (0 ردود)
هل يجوز لطالب العلم أن يسجد لله شكراً بعد أن ينتهي من قراءة كتب العلماء المطولة؟ (1 ردود)
تتمة : حكم جهاد الاحتلال في مذهب الزيدية والإباضية والإمامية : (0 ردود)
عاجل الى الكرام (0 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية-حمد الله بعد الأكل والشرب (0 ردود)
بعض الأخطاء بالمصحف الرقمي (5 ردود)
بشرى: مشروع رسائل جوال مفكرة الإسلام.. شاركونا!!!! (5 ردود)
منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات (1 ردود)(1/300)
دروس صوتية في اللغة والمعجمات - شرح المنتقى من المصباح المنير (0 ردود)
ما تخريج حديث : ( لعن الله كل مذواق مطلاق ) (3 ردود)
هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟ (1 ردود)
تنبيه ورجاء للأخوة الأفاضل (1 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية-الأكل مما يلي (0 ردود)
حكم جهاد الاحتلال في المذاهب الأربعة ( دراسة فقهية ) (0 ردود)
سؤال في غير موضعه لكن صاحب الحاجة ارعن (0 ردود)
هل تتذكرون هذا اليوم 20/3/2003 (1 ردود)
لإدارة الملتقى ولكل أصحاب الرأي (0 ردود)
هل توجد هيئةعلمية تفصل في سرقة البحوث (1 ردود)
حكم شحن الجوال من كهرباء المسجد (2 ردود)
خطأ اصطلاحي شائع: الحرم القدسي الشريف (0 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية-لبس النعل باليمين (0 ردود)
أين أجد بحث المذهب السلفي في النحو واللغة -مجلة مؤتة ؟؟ (8 ردود)
أين أجد بحث نقض افتراءات المؤرخين حول شخصية حسان بن ثابت ؟ (4 ردود)
دروس ومحاضرات في مكة (0 ردود)
برنامج حياة إنسان : حلقة المشايخ : ابن باز وابن إبراهيم والشنقيطي (1 ردود)
نحن وجرأتنا على الذنوب..!!! (0 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء عند لبس ثوب جديد (0 ردود)
حول آثار الفضائيات على المتدينين (3 ردود)
وقفات مع المعرض الدولي بالرياض ؟؟!! (3 ردود)
شرح متن الشاطبية على قناة المجد العلمية (6 ردود)
استفسار يا أهل الخبرة (0 ردود)
الفواعد والقواعد الحديثية ( أكثر من مئتي فائدة ) (0 ردود)
العمل من أي مكان: فرص تعاقد لكتابة بحوث تربوية (أرجو التثبيت) (2 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء حين نزول منزل (0 ردود)
بشرى : فتح باب التسجيل في مواد الإنتساب للفصل الثالث بالأكاديمية الاسلامية! (0 ردود)
الأستاذ سامي و pdf (0 ردود)
نصوص الكتاب والسنة الدالة على فضل وعظم السنة ووجوب اتباعها (1 ردود)
مواقع عقيدة (4 ردود)(1/301)
الدروس العلمية الأسبوعية لفضيلة الشيخ الدكتور:عبدالمحسن العسكر حفظه الله (1 ردود)
المجالس الفقهية مع العلامة ابن عقيل ومحاضرات للشيخ الطريفي في ... (0 ردود)
الدكتور يحيى الغوثاني مريض دعواتكم (22 ردود)
سؤال (1 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة (0 ردود)
بشرى : انطلاق الفصل الدراسى الجديد السبت القادم بالأكاديمية الاسلامية! (1 ردود)
فضل اتباع السنة لمحمد عمر بازمول (0 ردود)
حكم تعدد الحكام وتعدد الدول الإسلامية ( دراسة فقهية مقارنة ) (1 ردود)
نسخة جديدة من (( مصحف الجوال )) بالرسم العثماني (0 ردود)
هل يقال صفر الخير؟!!! (0 ردود)
مشكلة في برنامج الوورد فهل أجد من يساعدني ؟ (5 ردود)
تأملات قرآنية ( متى نصر الله ؟ ) (0 ردود)
موقع عجيب يمكنك تقليب صفحات المصحف بالماوس وتقرأ منه كانك تقرأ من مصحف أمامك (4 ردود)
متى سيقام معرض الكتاب القادم؟ (3 ردود)
لقاء مع الأستاذ الدكتور ناصر القفاري (0 ردود)
استفسار عن كييفة الاستفادة من قوالب البحوث والرسائل (2 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية-التبكير إلي صلاة الجمعة (0 ردود)
.. تعال بنا نؤمنُ ساعة ، مع هذهِ الآياتِ من سورةِ الحاقَّة .. (0 ردود)
توفى الوالد رحمه الله ... يرجى الدعاء (34 ردود)
النصيحة الذهبية للشيعة في السعودية وتذكيرهم بفتاوى علماء الدولة التركية (0 ردود)
برنامج لمسات بيانية مع الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي يعود اليكم من جديد (3 ردود)
صورة لشجرة الغرقد . (2 ردود)
فرائد الفوائد والقواعد (0 ردود)
كيفية معرفة أسباب النزول وصيغه ( دراسة حديثية ) (1 ردود)
حكم اتخاذ السبحة بين المجيزين والمانعين ( دراسة فقهية مقارنة ) (0 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر (0 ردود)
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم (1 ردود)
العالم المجاهد أبو علي الحسين بن محمد العيسي (0 ردود)(1/302)
دروس منهجية في التفسير (3 ردود)
منتدى الجامع للرد على النصارى (0 ردود)
اخوكم من العراق / من يرحب به ومن يقدم له المساعدة (10 ردود)
دراسة في التصحيف والتحريف (3 ردود)
أول من قال : ( لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخماً ) . (8 ردود)
ارسل رقمك وتصلك فائدة كل يوم . ( سجل الآن ) (4 ردود)
فوائد في الأحكام وما يتعلق بها (7 ردود)
في رحاب آية .... يوم الحساب (0 ردود)
عظم الله أجركم في الشيخ محمد الحجار الحلبي ثم المدني (5 ردود)
موقع جميل (تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة) (1 ردود)
استفسار عن تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي لكتاب جامع الا صول من احاديث الرسول (2 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- صيام يوم عاشوراء (2 ردود)
... الجديد .. (5 ردود)
احذرواا من القرصنة لبريدكم على الياهو (1 ردود)
عشوراء .. فضائل .. وأحكام .. (0 ردود)
بيان هام وعاجل .. من سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين (3 ردود)
استمع (بث مباشر) إلى أربع إذاعات للقرآن الكريم ... (1 ردود)
من إعجاز الحروف المقطعة لعبد الله عبد الرحمن حارث (2 ردود)
سورتا الإسراء و مريم مع الدعاء لعام 1427هـ للقارئ منصور الزهراني (1 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- الصلاة في النعلين (0 ردود)
تحذير من موقع لتفسير القرآن الكريم .. ( المنقب القرآني ) (2 ردود)
3 رسائل من الشيخ المعلمي إلى الشيخ ابن باز رحمهما الله (0 ردود)
كيف ننقش القرآن على صدور صغارنا؟ (2 ردود)
معرض القاهرة الدولي للكتاب (5 ردود)
للأخوات : دورة في متن ثلاثة الأصول (0 ردود)
زيارة إلى (1 ردود)
الحكمة في تشريع الحج وأحكامه وفوائده (0 ردود)
التوبة لرضوان حمدان (0 ردود)
إخلاص ساعة نجاة الأبد (0 ردود)
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) (0 ردود)
حكم من سب الصحابة في المذاهب الأربعة ( دراسة فقهية مقارنة ) (1 ردود)
حج النافلة (3 ردود)(1/303)
(التلبينة) وصية نبوية.. وحقيقة علمية (0 ردود)
الحاسوب .. والمذهب الحقّ (2 ردود)
من وصايا الشيخ محمد المختار الشنقيطي, في الامتحانات, للطلبة والمعلمين والآباء .. (0 ردود)
استمع إلى أرق الكلمات بأعذب الأصوات وأجملها ...ترنيمة التوبة (0 ردود)
دعوة للمشاركة (تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية) (1 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- كشف بعض البدن ليصيبه المطر (0 ردود)
حمل برنامج لإيداع الكتب المصورة pdf الشاملة المصورة 2 (1 ردود)
حمل دورة أسرار البريد الالكتورني المجاني من إعداد المهندس علي الحميد (0 ردود)
وزارة الثقافة المغربية تمنع 56 دار نشر عربية إسلامية من المشاركة في المعرض الدولي ... (0 ردود)
من أسباب رقة القلب للشيخ الشنقيطي - المدرس بالمسجدالنبوي -حفظه الله (1 ردود)
الشيخ/ محمد المختار الشنقيطي حرص الأئمة على هذه السنة بهذه الكيفية ربما أبطل الصلاة.! (3 ردود)
تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود (2 ردود)
قصة غريبة في بداية أمر إسحاق بن راهويه وتركه لمذهب أهل الرأي (23 ردود)
أول مجلة علمية متخصصة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم (1 ردود)
قنوات على طريق الخير ,,, (1 ردود)
موقع الشيخ عبدالله بدر (0 ردود)
العلامة المحدث عبد الرحمن بن إبراهيم التغرغرتي (0 ردود)
تهنئة بالعيد (1 ردود)
أحكام الأضحية من الزاد بشرح العلامة محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالمسجد النبوي (0 ردود)
هدية عيد الأضحى المبارك لأخوتى الكرام (3 ردود)
الحل النهائي لمشكلة اللغة العربية في صفحات الانترنت وبخاصة بريد hotmail (2 ردود)
حديث جابر «كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة » (0 ردود)
التكبير الجماعي في العيدين وتتمة في الذكر الجماعي دراسة تأصيلية مقارنة (2 ردود)
مصاحف كاملة لعدد من اشهر الشيوخ-استمع و حمل (0 ردود)(1/304)
المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام للشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ (0 ردود)
تامالات ومقالات في الحج ؟!! (0 ردود)
أسباب اختلاف الرواة ( الذي هو رأس صناعة الحديث ) (2 ردود)
أجوبة أسئلة موقع التراث (2 ردود)
كيف أبدأ في طلب العلم ؟ (3 ردود)
مكانة أهل الحديث ومآثرهم وجهود العلماء في السنة والعقيدة والتفسير للشيخ ربيع المدخلي (0 ردود)
احي معي سنة مندثرة واجعل جهازك يصدح بالتكبير (0 ردود)
الآن الساعة .. ( الرابعة والنصف فجراً ) .. ( 4.30 ) ..حدث عظيم ..!! (4 ردود)
حكم التجسيم والمجسمة في المذاهب الأربعة ( دراسة فقهية ) (3 ردود)
رمي الجمار قبل الزوال بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة (4 ردود)
الدورة الشاملة لتعليم التجويد بطريقة الفلاش (0 ردود)
دعوة للتفاعل ........دعني اكسب اجرك وتكسب اجري .....بارك الله في الجميع (0 ردود)
الصبر ، تعريفه ، ومراتبه وفضله وأنواعه (0 ردود)
ضيفٌ جديدٌ (4 ردود)
المجد (2 ردود)
يا أهل التفسير أغيثونا (1 ردود)
ترجمة الشيخ حسن حبنكة وأخيه الشيخ صادق وولده الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني (8 ردود)
أبشروا : أول ذو الحجة - قناة المجد العلمية ضمن الباقة المفتوحة (7 ردود)
معرفة الاختلاف ودخوله في علم العلل وهو رأس صناعة الحديث (0 ردود)
شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله سيرته من الداخل ؟ (0 ردود)
افضل برنامج للترجمه ظهر حتى الان مع الشرح الاصدار الجديد (2 ردود)
هل أنت ممن يغفر الله له يوم أكثر من مرة..؟؟ كن كذلك بفضل الله (0 ردود)
محاضرة للشيخ عبدالكريم(تفسير آيات الحج)مغرب الخميس (0 ردود)
وفاة الشيخ الفقيه عطيه صقر (6 ردود)
وجوب العمل بالحديث الثابت وإن لم يعمل به أحد (2 ردود)
فوائد من تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله على ((القواعد المثلى)) (1 ردود)
حمل كتبًا تساعدك في فهم فن التحقيق... (6 ردود)(1/305)
تخريج أحاديث الدجال وأن المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة لا يدخلهما الدجال ولا الطاعون (0 ردود)
سؤال مهم اتمنى الاجابة عليه (0 ردود)
معرض الشارقة الدولي للكتاب (10 ردود)
معروف الرصافي هل هو من الملحدين (2 ردود)
محاضرات رائعة جدا عن الحج بمشاركة العلماء(ابن عقيل-البراك-المفتي-الخضير-المغامسي....) (4 ردود)
موت العالم موت العالم (8 ردود)
سؤال لأهل السعودية و الخليج و الشمال الأفريقي عن ختان البنات عندهم ؟ (12 ردود)
مفاجأة سارة !!! (16 ردود)
دراسة مختصرة لحديث «من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوما» وزيادة لفظة «فصدقه» (5 ردود)
أريج النسرين في حكم الأكل باليمين (2 ردود)
حسن المقال في أنَّ دية النساء على النصف من دية الرجال (0 ردود)
كيف تستفيد من المنتديات الحوارية (7 ردود)
ماذا تعرف عن المحظرة في موريتانيا (9 ردود)
رجل يموت في المسجد وهو يلقي خطبة (5 ردود)
تعريف الصراط المستقيم (1 ردود)
قاعدة شريفة الناس قسمان علية وسفلة (0 ردود)
الإجماع على أن عدة المطلقة النفساء ثلاثة قروء ؛ قاله ابن المنذر في الإشراف (2 ردود)
موعظة يا أهل التفسير ! (2 ردود)
سؤال في الصوم يتكرر من الكثير (0 ردود)
سلامة الصدر طريقك إلى الجنة (0 ردود)
مشروعية النقاب في المذاهب الفقهية الأربعة ـ أشرف عبد المقصود (0 ردود)
الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة (0 ردود)
الرد الشامل على عمر كامل ( خذ نسختك ) (2 ردود)
ولا زلت مزمجرا ،، بعد استشهاد احد اعضاء منتدى الهدايه الإسلاميه (3 ردود)
المواقع الجغرافية والالكترونية للمساجد (1 ردود)
شيخنا حمد الزيدان بحاجة لدعائكم وتبرعكم يا أهل الرياض ! (9 ردود)
الشيخ محمد المختار الشنقيطي المدرس بالحرم النبوي ليس صاحب هذه الفتوى.. (2 ردود)
ثلاثون حلقة من برنامج كرتون احكام القران الذي يذاع على قناة المجد (3 ردود)
النية وما أدراك ما النية (4 ردود)(1/306)
دورة تأصيل علم العقيدة (1 ردود)
أبيار علي - هل نقرأ التاريخ؟؟ (3 ردود)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : من قال لك : اقلط (تفضل)حياءا تحرم عليك إجابته . (1 ردود)
سؤالان عاجلان (5 ردود)
حول الاعجاز التاريخي (0 ردود)
انتحار رجل دين مسيحي ألماني احتجاجا على انتشار الاسلام في اوروبا (4 ردود)
حصن العقيدة أعني.. فواها لهم ثم واها واها (0 ردود)
100 فتوى في التوحيد والعقيدة السلفية لمجموعة من العلماء وطلاب العلم.... (1 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة (0 ردود)
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير وفقه الله . (2 ردود)
هل ورد حديث في النهي عن كسو الحيطان بالقماش؟؟ (4 ردود)
هدية العيد: موقع للمصاحف الكاملة، وآخر لروائع التلاوات (1 ردود)
لطيفة في الأعداد : ديشليار = ( 1 ) بجواره ( 63 صفر ) ! . (1 ردود)
لنتعاون على جمع أماكن ومعلومات مكتباتنا العامة (4 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء عند سماع صياح الديك (0 ردود)
حالة استنفار في الكنيسة المصرية بعد صدور بيانات بإسلام ثمانين نصراني كل يوم على الأقل (0 ردود)
الأن على جهازك ... استمع على الهواء مباشرة إلى قناة القرآن الكريم (4 ردود)
موقف مؤثر بين سماحة المفتي والأخ عبدالله بانعمة . (8 ردود)
القول بتوحيد رؤية الأهلة مخالف للأدلة (0 ردود)
خطبة العيد بخط ابن عثيمين -رحمه الله (0 ردود)
هدية العيد.... (2 ردود)
إجراءات ما بعد المناقشة في جامعة الإمام: (3 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- سنتان العيد (0 ردود)
سؤال وتأمل (1 ردود)
اقرأوا هذا البحث في إجازة العيد فهو مهم (6 ردود)
الأسماء المستعارة والكتابة في المنتديات (1 ردود)
مصيبة (1 ردود)
لقاء مع الشيخ خالد السبت في منتدى الخيمة الرمضانية. (2 ردود)
دعوة المختصين لوضع قالب جاهز للكتاب الإلكتروني (3 ردود)(1/307)
أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي (0 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء بعد الطعام (0 ردود)
الفضيلة الذاتية (3 ردود)
أخى.. يهون العمر كله إلا هذه الليلة. (0 ردود)
في لغة العرب. . . (3 ردود)
السمر في طلب العلم والتعليم (0 ردود)
من يدلنا على مظان هذه القاعدة ؟ (2 ردود)
وقفة مع خبر وفاة الدكتور محمد أبو الأجفان (10 ردود)
قائمة بمؤلفات العلامة صلاح الخالدي (3 ردود)
شرح القرطبي ، أبي العباس لحديث كريب عن ابن عباس في رؤيه الهلال عند تباعد البلاد (1 ردود)
اريد فتوى لهذا السؤال جزاكم الله خيراً (0 ردود)
تخرج زكاة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين لتجمع لا لإعطائها الفقراء (0 ردود)
الظرافة والفكاهة عند العلماء (47 ردود)
حول عدد ركعات التراويح (0 ردود)
مطلوب مندوب لنشر برنامج إحياء السنة النبوية فى هذا المنتدى (0 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- لعق الأصابع بعد الأكل (1 ردود)
أخبار سارّة (4 ردود)
هل من لجنة علمية لموقع إسم الله (1 ردود)
قاعدة هل كل مجتهد مصيب أو المصيب واحد لشيخ الإسلام ابن تيمية (0 ردود)
عدد ركعات التراويح منذ عهد الصحابة (3 ردود)
ممذاهب العلماء في حكم نقض الوتر (0 ردود)
القول بتوحيد رؤية الهلال عند تباعد الأقطار مخالف للنص و الإجماع (9 ردود)
مولد سيدنا الشيخ الفلكي ......... (2 ردود)
(ومن دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به ) نداء لمن يعرف ثرياً (0 ردود)
صلاة التراويح من المسجد الحرام والمدينة للعام الحالى بث حى صوت وصورة (2 ردود)
برنامج إحياء السنة النبوية- السحور والإفطار (0 ردود)
عقلانية رأس الفتيكان وسماحته.. قراءة في التاريخ والجذور (2 ردود)
(1/308)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إنا لله وإنا إليه راجعون
---
إنا لله وإنا إليه راجعون
---
بندر الرقابي
08-28-2006, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم في صباح هذا اليوم انتقل إلى رحمة الله والد الشيخ خالد الزريقي - إمام مسجد علي بن المديني - وسوف يصلى عليه عصر هذا اليوم في جامع الراجحي
أسأل الله الكريم رب العرش الكريم أن يتغمد خالي محمد بن صالح الزريقي بفسيح جناته وأن يثبته عند السؤال وأن يجازيه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا وأن يجمعنا به ووالديه ووالدينا وجميع المسلمين في جنات النعيم.
---
ماهر الفحل
08-29-2006, 12:28 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له وأن يسكنه فسيح جناته
---
ابن الجزيرة
08-29-2006, 05:57 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
---
عبدالرحمن الشهري
08-29-2006, 09:26 PM
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، وأحسن عزاء أبناءه وأهله .
---
أبو محمد نائل
08-31-2006, 11:05 AM
نسأل الله له الرحمة ولجميع أبناء الإسلام .
نائل سيد أحمد / القدس الشريف.
---
(1/309)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > للأهمية : سؤال عن رسالة ( أسباب النزول الواردة في كتاب "جامع البيان" )
---
للأهمية : سؤال عن رسالة ( أسباب النزول الواردة في كتاب "جامع البيان" )
---
أم البراء
05-30-2006, 08:12 PM
وهي رسالة دكتوراة بعنوان : ( أسباب النزول الواردة في كتاب "جامع البيان" للإمام ابن جرير الطبري : جمعا وتخريجا ودراسة ) أعدها الطالب : حسن بن محمد بن علي شباله البلوط ، لقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى 1419 هـ ..
وسؤالي : هل هي مطبوعة ؟ أو لها نسخة الكترونية على الشبكة ؟
وجُزيتم خيرا ..
---
أم البراء
11-29-2006, 06:23 AM
هل ثمة من يفيدني عن طريقة للحصول على هذه الرسالة ؟
---
عبد الله
12-03-2006, 11:41 PM
الأخت أم البراء
الرسالة موجودة في مكتبة الملك فهد الوطنية - الرياض ، وقديماً حصلت منها على المقدمة وخطة البحث والفهرس .
ويمكن الحصول عليها من المكتبة بالحضور أو المراسلة .
---
فهد الرومي
12-04-2006, 11:56 PM
لدي نسخة من هذه الرسالة ولامانع من اعارتها
---
أحمد البريدي
12-05-2006, 02:27 AM
لقد كنت أحد الحضور حين مناقشة هذه الرسالة , وإن لم أكن واهماً فقد كان الدكتور الفاضل فهد الرومي أحد المناقشين , فليته يتكرم بذكر تقييمه لهذه الرسالة .
---
جمال أبو حسان
12-05-2006, 09:35 AM
اثني بما ذكر الدكتور الفاضل احمد البريدي وارجو من الدكتور فهد اكرمه الله ان يتكرم بذكر ما يتعلق بالرسالة وهل حرر صاحبها مسائل اسباب النزول من تفسير الطبري تحريرا جيدا
---
(1/310)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حجية تفسير الصحابي
---
حجية تفسير الصحابي
---
محمد عزت
06-22-2004, 07:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين و أصحابه الطاهرين الذين بلغوا عنه لمن بعدهم و حملوا هذا الدين و حملوه للناس فجازهم الله عنا خيراً
كنت قد قرأت كلاماً لفضيلة الشيخ بن العثميين في أصول التفسير عن منهج تفسير القرآن وكلامه في المرتبة الثالثة عن تفسير الصحابة رضوان الله عليهم و كنت قد سمعت من بعض العلماء عن منهج الحافظ بن كثير في التفسير و كيف التزم به في كتابة و عن تميز هذا المنهج الذي أعتمد فيه على التفسير بالمأثور بعد القرآن ومن ذلك أعتماده على تفسير الصحابة ومن بعدهم و أيضاً ينضم إلى ذلك كلام شيخ الإسلام بن تيمية و هو يتحدث عن التفسير بالنقل و ذكر أن النبي صلى الله عيه وسلم قد فسر القرآن كله للصحابة قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) وذكر رحمه الله أن الصحابة فسروا القرآن للتابعين و تحدث عن قلة الاختلاف بين الصحابة في النفسير .
و قول الحاكم في التفسير من كتاب المستدرك : ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند.
و لكن هناك من العلماء من قال : أننا لا نسلم أن تفسير الصحابي في حكم المرفوع إلا فيما كان من سبب نزول ونحوه , بل هو - في الغالب - فهم له في القرآن , كثيراً ما يعارضه غيره من الصحابة و لو كان كله مرفوع ما تعارض ولا أختلف
و كلام الإمام بن حزم و هو يرد على من أحتج بقول بن مسعود وغيره في أيه ( و من الناس من يشتري لهو الحديث ..........)
: لاحجة في هذا من وجوه أحدها : أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/311)
أنا محتار في هذا الأمر فهناك تفسيرات أجتمع عليها الصحابيان بن عباس و بن مسعود و خالفهم فيها بعض المتأخرين !!
فهل تفسير الصاحبي حجة و هل في المسألة خلاف بين العلماء و من منهم القألين بعدم حجيته ؟
أجيبوني جزاكم الله عني خيراً و خصوصاً بعد موضوع نقل بعض الحابة عن الإسرئليات الذي اثاره محمد الأمين
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2004, 07:47 AM
**هل تفسير السلف حجة؟**
بإمكاننا تقسيم تفسير الصحابي إلى الأقسام التالية:
1- التفسير الذي فيه غيبيات في العقيدة:
فهذا كله حجة قاطعة، لأنه لا يحل لأحد أن يحدث بغير حديث صحيح مرفوع.
2- التفسير الذي فيه أخبار الأمم السابقة وأخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
وهذا غالبه يكون حكمه حكم المرفوع. لكن قد يكون الصحابي قد أخذه من أهل الكتاب، فلا حجة فيه. ولا أعلم أنه ثبت عن صحابي قط أنه روى عن الإسرائيليات في التفسير ولم يُبيّن ذلك إلا عبد الله بن عباس، فقد أكثر من هذا الأمر. ولا أعرف لأحد من كبار الصحابة كعبد الله بن مسعود رواية عن أهل الكتاب.
3- التفسير الفقهي واللغوي:
هناك خلاف مشهور حول حجية تفسير الصحابي سواء الفقهي أم اللغوي. ومن الأدلة على أن أقوالهم غير مُلزِمة هو اختلافهم في التفسير والفقه. وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد (4|263) قصة خلافٍ بين ابن عباس وابن مخرمة ثم قال: «وفي هذا الحديث من الفقه: أن الصحابة إذا اختلفوا، لم تكن الحجة في قول واحدٍ منهم إلا بدليلٍ يجِبُ التسليم له من الكتاب أو السنة. ألا ترى أن ابن عباس والمسوّر بن مخرمة –وهما من فقهاء الصحابة وإن كانا من أصغرِهِم سِنّاً– اختلفا، فلم يكن لِواحدٍ منهما حُجة على صاحبه، حتى أدلى ابن عباس بالسنة ففلج».(1/312)
كما أن التابعين كانوا يفتون بحضرة الصحابة. ولم يثبت عن صحابي أنها نهى تابعي عن الإفتاء بحضرتهم، بل كان بعض الصحابة يحيل على التابعين، مثل ابن عباس وتلميذه عطاء. فترى التابعي يخالف الصحابي أحياناً في التفسير والفقه، فلا يستدرك الصحابي عليه ويقول أنا على الصواب لأني أنا صحابي وأنت تابعي.
واتفق العلماء أن قول الصحابي أولى من غيره، وإن اختلفوا في حجيته. واتفقوا على أن ما أجمع عليه الصحابة من تفسير فهو ملزم لمن بعدهم. ولكن إثبات إجماع الصحابة عسيرٌ وصعب. ومن الأمثلة على الإجماع الثابت: أن عمر بن الخطاب t كان ينهى الإماء عن تغطية رؤوسهن ويضربهن على ذلك لأنهن يتشبهن بالحرائر. وفرض مثل هذا على الناس لا يكون في مسألة اجتهادية. بل لو كان كذلك لعارضه أحد الصحابة ممن يأبون ذلك على إمائهم، ولكان وصلنا هذا. فَلما لم يصِلنا قولٌ مخالفٌ له، ثبت الإجماع على أن آية الحجاب خاصة بالحرائر لا بالإماء.
4- أسباب نزول الآيات:
قلنا أن هناك خلاف مشهور في حجية قول الصحابي في المسائل الفقهية، أما في أسباب النزول فقول الصحابي حكمه حكم الحديث المسند المرفوع إلى رسول الله r. و إجماع الصحابة على تفسير آية هو حجةٌ قاطعة. و لذلك احتج ابن العباس بهذا على الخوارج.
قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير، من كتاب المستدرك «ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين (أي البخاري ومسلم): حديثٌ مُسند». وقال في موضع آخر من كتابه: «هو عندنا في حكم المرفوع». وهو لا يقصد التفسير بالرأي بل يقصد أن قول الصحابي في سبب النزول حجة قاطعة لا يجوز العدول عنها. لأنه لا يحدِّث في ذلك إلا إذا صح عنده حديثاً مرفوعاً أو شهد سبب النزول بنفسه. فقول الصحابي في أسباب النزول ليس اجتهاداً منه، وإنما هو شهادة منه غير متعلقة بالرأي.(1/313)
هذا كله عن تفسير الصحابة. أما تفسير التابعين فما بعدهم فلا ريب أنه ليس بحجة في دين الله. جاء في كتاب الإرشاد للخليلي (1|396): قال شعبة: «رأي التابعين من قِبَلِ أنفُسِهم ريحٌ لا يُعتمَدُ عليه، فكيف في كتاب الله؟!».
منقول من : هنا (http://www.ibnamin.com/tafsir_intro.htm) وهو موقع الأخ محمد الأمين الذي يكتب هنا في الملتقى .
وقد سبقت الإشارة إلى هذه المسألة هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=493)
ولابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان تعليق على قول الحاكم : "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند"
قال ابن القيم : (وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل. )
وقد نص العلامة ابن باز رحمه الله على حكم تفسير الصحابي بقوله في فتوى عن حكم الغناء : ( قال ابن مسعود في تفسير الآيه: "والله الذي لا إله الا هو إنه الغناء" وتفسير الصحابي حجه وهو في المرتبه في التفسير لأن التفسير له ثلاث مراتب: تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنه، وتفسير القرآن بأقوال الصحابه، حتى ذهب بعض أهل العلم إلا أن تفسير الصحابي له حكم الرفع ولكن الصحيح أنه ليس له حكم الرفع وإنما هو أقرب الأقوال إلى الصواب.)
وأخيراً ؛ أذكر أن للشيخ مساعد الطيار تفصيل حسن حول تفسير الصحابي ذكره عند كلامه عن مصادر التفسير ، فلعله يذكره هنا أو يعلق بما يراه مناسباً .
---
أحمد البريدي
06-24-2004, 02:26 PM
إكمالاً لما ذكره أخي الشيخ ابو مجاهد أحب أن أبين مراد الحاكم في تفسير الصحابي فأقول :(1/314)
ذكرَ الحاكمُ رأيهُ في حكم تفسير الصحابي في مَوضعينِ مِن مستدركه ( 1 /726 ) و ( 2 /284 ) واختار قَوْلَهُ الزركشيُّ في البرهان ( 2 / 174 ) .
وقد بيّن ابنُ القيمِ مُرَادَ الحاكمِ حيثُ قالَ :" أيْ أنّه في حُكْمِه في الاستدلال والاحتجاج ، لا أنّه إذا قالَ الصحابي في الآية قولاً فلنا أنْ نقول : هذا القولُ قولُ الرسولِ ، أو قالَ رسولُ الله . وله وجهٌ آخر ، وهو أنْ يكونَ في حكم المرفوع بمعنى أنّ رسول الله بيّنَ لهم معاني القرآنِ وفسَّرهُ لهم كما وصَفَهُ تعالى بقوله :{ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } (النحل:من الآية44) ، فبَيَّنَ لهم القرآن بيانًا شافيًا ، وكانَ إذا أشْكَلَ على أحدٍ منهم معنىً سألهُ عنه فأوضَحهُ له ، فإذا نقلوا لنا تفسيرَ القرآنِ فتارةً ينقلونَ عنه بلفظه ، وتارةً بمعناه فيكونُ ما فَسَّرُوا بألفاظهم مِن بابِ الرواية بالمعنى ، كما يَرْوُونَ عنه السنّة تارةً بلفظها وتارةً بمعناها ، وهذا أحسنُ الوجهين والله أعلم " (إعلام الموقعين 4 / 117 ) .
وقالَ السيوطي معلقاً على قولِ الحاكم :" ما قالهُ الحاكمُ نازعهُ فيه ابن الصلاح ( معرفة علوم الحديث صـ 50 ) بأنّ ذلك مخْصوصٌ بما فيه سبب النزول أو نحوه ، مما لا مدخل للرأي فيه ثم رأيتُ الحاكم نفسه صرّح به في علوم الحديث ( صـ 20 ) فقالَ :" ومِن الموقوفاتِ تفسيرُ الصحابةِ وأمّا مَن يقولُ : إنّ تفسير الصحابة مسندٌ ، فإنّما يقول فيما فيه سببُ نُزولٍ ".
فقد خصَّص هنا وعمّمَ في المستدرك ، فاعْتَمِدِ الأول والله أعلم "( الإتقان في علوم القرآن 2 /1205 ) .
ولذا ينبغي اعتماد ما في كتابه معرفة علوم الحديث وتخصيص عموم كلامه في المستدرك ليتبين رأي الحاكم رحمه الله , إذ هو أولى من توجيه كلامه كما هو صنيع ابن القيم رحمه الله .
---
(1/315)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير
---
الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير
---
عبدالرحمن الشهري
12-08-2003, 07:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نظراً لإمامة العلامة محمد بن جرير الطبري في علم التفسير ، ومكانة تفسيره العظيم (جامع البيان في تأويل آي القرآن ) ، فقد ألقى ذلك بظلاله الواضحة على الموضوعات المطروحة في ملتقى أهل التفسير ، وتمت مناقشة العديد من المسائل المتعلقة بتفسير هذا الإمام ومنهجه في التفسير وموقفه من القراءات وطبعات تفسيره وتحقيقاته وغير ذلك.
من أجل ذلك أحببت أن أجمع روابط كل ما دار حول تفسيره أو منهجه من أسئلة وبحوث في مكان واحد ليستفيد المتصفح من هذه الروابط في تكامل الصورة لديه عن تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري ، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بعلم كتاب الله ، فرحمه الله رحمة واسعة. ولا زال البحث قائماً ، والفوائد تترى حول تفسير ابن جرير الطبري ، فهو بحر لا ساحل له ، وإنما هذه فوائد من هنا وهناك ، فيها محاولة جادة لإيضاح الصورة ، وإظهار فضل هذا العالم الجليل .
وأحب أن أشير إلى أن كل هذه المشاركات تهدف في نهاية المطاف إلى فهم منهج ابن جرير ومحاولة تلمس دقائق منهجه من خلال كتابه ، وليس فيها أي تنقص له رحمه الله أو طعن عليه أو على غيره ، لأنه ربما يفهم بعض الإخوة من كثرة مناقشة مسائل تفسير ابن جرير أن في ذلك تنقصاً له أو لمنهجه ، وهذا لم يكن ولله الحمد ، والغاية واضحة ونبيلة ، والهدف هو نشر علم هذا العالم الفذ ، وتقريبه للدارسين بحسب اجتهاد الكاتبين ، مع صدق النية ، ونبل المقصد. والله الموفق سبحانه وتعالى ، وجزى الله جميع من أدلى بدلوه ، وشارك برأيه وعلمه في هذا الملتقى العلمي ، وأسأل الله أن يبارك لهم في علمهم ووقتهم.
الإثنين 14/10/1424هـ(1/316)
أولاً : الإمام الطبري كمقرئ : -
- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري ... للأخ عبدالرحمن السديس. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=786) .
- رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الإمام ابن جرير الطبري .. للدكتور مساعد الطيار. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1071) .
- هل أنكر ابن جرير الطبري قراءة متواترة أو ردها ؟ .. للدكتور مساعد الطيار. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991) .
- سؤال عن رسالة علمية بعنوان (منهج الإمام الطبري في القراءات ، وضوابط اختيارها في تفسيره) ..للأخ عبدالله السليمان. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1138).
ثانياً : الإمام الطبري كمفسر : -
- سؤال عن منهج ابن جرير في تفسيره ..للأخ متعلم . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=942) .
- ملخص منهج الإمام الطبري في تفسيره للدكتور مساعد الطيار . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=95) .
- محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الطبري .. لعبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70) .
- نظرات في تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير ابن جرير الطبري .. للدكتور مساعد الطيار. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=159) .
- سؤال عن أفضل طبعات تفسير الطبري ..للأخ مجاهد . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=916) .
- تفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر على الانترنت .. لعبدالرحمن الشهري. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=35) .
- مقارنة بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري ..للأخ أبي عادل الشريف . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=866) .(1/317)
- طلب تعريف بمختصر التجيبي لتفسير الطبري .. للأخ محمد يوسف. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=135) .
- تقرير عن كتاب (مختصر تفسير ابن جرير) ..للأخ المتفقه. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=295) .
- هل هذا أصل مطرد عند ابن جرير الطبري .. للشيخ أبي مجاهد العبيدي . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1021) .
- أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري .. للأخ أبي بيان . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1119) .
- الإمام الطبري والباحث المتهور ..للأخ المنصور . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1096) .
- كتاب الإسرائيليات في تفسير الطبري ..للأخ الراية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=828)
- وهنا أيضاً . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=827) .
- الذي حقق وخرج أحاديث تفسير ابن جرير هو: محمود شاكر, وليس أحمد شاكر للأخ نايف الزهراني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2684)
- اتهام الطبري رحمه الله تعالى بالتشيع - العويشق (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2156)
وسأجتهد مستقبلاً في إضافة الجديد حول هذا الموضوع إن شاء الله .
---
أحمد البريدي
12-08-2003, 12:11 PM
شكر الله لك ابا عبد الله هذا الجهد , وهذا من باب توارد الأفكار فلقد كنت عزمت على جمعها لأهميتها وسبقتني وكنت دائما سباقاً للخير نفع الله بك , ولعل هذه الفكرة تعمم على بقية المواضيع التي حظيت بمزيد عناية في الملتقى وتجمع في مكان واحد تحت عنوان واحد , فمن يضع الخطوة القادمة .
---
أمين الشنقيطي
12-09-2003, 08:27 PM
بارك الله فى جهد جميع أعضاء الملتقى فى هذا الجمع المبارك.
وأ شكر أخي عبد الرحمن على جمعه هذا ، الخالى من عبارات الاستفهام، والتساؤلات المشوشة.(1/318)
فبهذه الطريقة يمكن التواصل والامتداد إلى كل مسألة علمية طالها البحث العلمي عند ابن جرير رحمه الله.
أسأل الله لك التوفيق أخى الكريم عبد الرحمن الشهري أنت وإخوانك الكرام لعمل كل خير ، وأرجو المعذرة ، فى ماقد تسببه بعض المداخلات من سوء فهم منى ومن أي أحد يدخل لهذا الملتقى المبارك.
وأحب أن أضيف هنا أنني أرغب إليك إدراج العبارتين التاليتين :
الأولى: منهج الإمام الطبري كمقرئ ووضع كل مايتناوله العلماء فيه.
الثانية: منهج الإمام الطبري كمفسر ووضع كل مايتناوله البحث أيضا .
وهكذا باقى المسائل.
وملاحظتى هى بسبب ومن أجل ألا يحصل تداخل بين العلوم ، فكل مسألة فى نظر صاحبها هى الأولى لتخصصه.
ويؤثر عن الإمام مالك :أنه قال كل علم يسأل عنه أهله.
وفقكم الله جميعا.
---
عبدالرحمن الشهري
12-09-2003, 10:01 PM
شكر الله لكم أخي الكريم الدكتور أمين الشنقيطي على حسن ظنكم بأخيكم ، وقد قمت بتنفيذ ما أشرتم به وفقكم الله ، وأما ما أشرتم إليه مما قد يحدث من مداخلات أحياناً فأحب أن أطمأنك أننا جميعاً في هذا الملتقى ننشد العلم النافع لا غير ، ونسعى لإيجاد واحة علمية متخصصة موثوقة تجمع أمثالكم من العلماء النابهين الذين ينفعون المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وأنت وأمثالك وفقكم الله ممن نتقرب إلى الله بحبهم والدعاء لهم بالتوفيق بظهر الغيب ، ونسعد أيما سعادة بمشاركتهم لنا في هذا الموقع ، ونشعر بالطمأنينة ونحن نكتب في هذا الملتقى ؛ لعلمنا بأن معنا من إذا أخطأنا قومنا ، وإذا خرجنا عن الجادة ردنا إليها بحسن أدب ، وسعة علم ، وقوة حجة وبرهان.
وأبشرك أخي العزيز أن أصحاب الفضيلة المشرفين على الملتقى - وفقهم الله - يتمتعون قبل العلم بحسن الخلق ، وقبل التخصص الدقيق بسعة الأفق وبعد النظر ، وليسوا ممن يضيق صدره بطرح المسائل العلمية إن شاء الله.(1/319)
ولسنا ولله الحمد مولعين في هذا الملتقى ولا في غيره بإثارة العواصف ، وافتعال المشكلات النقدية في مسائل العلم ، وحول الأئمة الكبار كالإمام الطبري رحمه الله ؛ لأن البحث العلمي ولا سيما إذا دار حول الأئمة بحث موضوعي ، لا يؤتي ثماره في عواصف الضجيج ، والحوارات الملتهبة ، ولكنه يصل إلى غايته في جو من الهدوء العاقل ، والعلم المركز ، حين يتحدث الكاتب عن المسائل العلمية النافعة ، والتي قد تخفى أحياناً على بعض طلاب العلم ، في جو مشبع بالأدب والتقدير ، مع مراعاة الحيدة التامة ، والإنصاف الصادق.
ونقد الرواد والعلماء ليس تعصباً عليهم ، ولا قدحاً فيهم ، بدليل إنصافهم وتقديرهم وإظهار محاسنهم في مواقف كثيرة أخرى ، والمجال يبقى دائماً مفتوحاً للتعقيب والنقد ، لأن الكلمة الأخيرة لم تقل بعد في كثير من المسائل العلمية ، ما دامت هناك أوجه للنظر تلوح للدارسين بعد الخفاء ، ولكن الحلقات المتصلة في توضيح البواعث والنتائج ، تسهم في تحقيق الغاية المبتغاة بإذن الله تعالى.
شكر الله لكم شيخنا الكريم ونفعنا وإياكم بالعلم ، ووفقنا للعمل الصالح.
---
أبوخطاب العوضي
06-05-2004, 08:22 AM
استجابة لرغبة الأخ أحمد البريدي - حفظه الله -
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2012)
وأرجوا من الأخ عبدالرحمن إكمال ما بدأه , في هذا الموضوع , وإذا سمح لي بإكمال الموضوع فعلت
والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/320)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير القطان الموجود في المكتبة الإسلامية لمن ؟
---
تفسير القطان الموجود في المكتبة الإسلامية لمن ؟
---
ابن الجزيرة
07-12-2006, 03:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
فيا أيها الأخوة الكرام هناك تفسير في المكتبة الإسلامية وضع تحت مسمى تفسير القطان ولم يوضع في المكتبة ما يدل على إسم المؤلف كاملاً ولا عن أي معلومات عنه وقد أثنى عليه أحد مشايخ التفسير لكنه كذلك لا يعرف المؤلف تحديداً وقال إنه سمع أنه إبراهيم القطان من الأردن ولكنه غير متأكد من ذلك فمن عنده علم عن الكتاب ومؤلفه فليتحفنا به فالحاجة ملحة لذلك سواء لمن يريد العزو للكتاب في بحوثه, وكتبه, أو لمن يريد معرفة المؤلف وهل له بحوث وكتب غير هذا التفسير . بارك الله في جهود الجميع .
---
ابن الجزيرة
07-15-2006, 06:18 PM
أرجو التكرم بالإجابة والإفادة بأي معلومة كانت ولكم مني الدعاء .
---
ابن رشد
07-16-2006, 06:35 PM
أظن أنه للشيخ مناع القطان - رحمه الله - و كان أستاذا للدراسات الإسلامية بالجامعات السعودية
---
ابن الجزيرة
07-17-2006, 06:25 AM
جزاك الله خيراً أخي ابن رشد لكن لو وضعت ما يثبت ذلك بارك الله فيك لكي تعم الفائدة .
---
ابن رشد
07-17-2006, 07:32 AM
وجدته - أخي الكريم - مصنَفا ضمن قسم :( تفاسير حديثة ) في قسم التفاسير التابع لموقع " مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي " ، و قسم التفاسير به يعد من أفضل المواقع من حيث عدد التفاسير و سهولة طريقة البحث ، و هناك أقسام أخري قيّمة و طيبة .(1/321)
- و قد وجدت ذلك التفسير : " تيسير التفسير " للقطان مدرجا تحت قسم : تفاسير حديثة ، و معه تفسير " روح المعاني " للألوسي ،و " في ظلال القرآن " لسيد قطب ، و " التحرير و التنوير " لابن عاشور ، و " أضواء البيان " للشنقيطي ، و " الوسيط " لشيخ الأزهر المعاصر طنطاوي .
و الشيخ - الدكتور - مناع خليل القطان رحمه الله من المعروفين المشتغلين بالدراسات الإسلامية و القرآنية المعاصرة ، لذا رجَحت أنه صاحب ذلك التفسير
- رابط موقع التفاسير التابع لمؤسسة آل البيت :
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=0&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=no
---
عبدالرحمن الشهري
07-17-2006, 11:23 AM
لا أعرف للشيخ مناع القطان رحمه الله تفسيراً للقرآن ، مع معرفتي بكتبه ، وقد درسني رحمه الله في مرحلة الماجستير ، وكتبه ومذكراته معروفة ، وليس فيها في التفسير إلا تفسيره لبعض آيات الأحكام ، وقد طبع قديماً ثم لم تعد طباعته بعد ذلك . وليس له تفسير كامل للقرآن الكريم ، وقد قرأت في التفسير الذي أشار إليه أخي الكريم ابن رشد فلم أجد فيه أسلوب الشيخ مناع القطان الذي أعرفه في كتبه الأخرى ، فلعلَّه لقطانٍ آخر غير الشيخ مناع رحمه الله .
---
ابن الجزيرة
07-17-2006, 11:44 AM
بارك الله فيكما على هذا الجهد وأنا حقيقة مع الشيخ عبد الرحمن في هذا فلو كان للشيخ مناع رحمه الله لعرف بين طلبة العلم لكن ألا يمكن مراسلة من وضعه في موقع مؤسسة آل البيت , أو سؤال أحد الأخوة الأعضاء من الأردن حيث سمعت أن المؤلف من الأردن ويقال له إبراهيم القطان .
---
منصور مهران
07-18-2006, 03:22 PM
كتاب ( تيسير التفسير) مؤلفه : إبراهيم القطان ، وقام على مراجعته وضبطه : عمران أحمد أبو حجلة ، وتاريخ طباعته سنة 1982 ، بمطابع الجمعية العلمية الملكية ، ؟ ؟ ؟
وإن لم أكن واهما فالبلد : الأردن .(1/322)
وآمل ممن لديه المزيد أو التصحيح أن يتفضل به وأنا له من الشاكرين ، وبالله التوفيق .
---
منصور مهران
07-18-2006, 08:01 PM
إبراهيم القطان وُلِد ومات في عمان ، وكان من أعضاء المجمع الأردني والقاهري أيضا ، وقد وجدت له كتابا آخر في مكتبتي هو ( عثرات المنجد ) .
قلت : كانت وفاته سنة 1404 هج = 1984 م وله ترجمة في ذيل الأعلام ، وفي إتمام الأعلام .
---
عبدالرحمن الشهري
07-18-2006, 08:19 PM
جزاكم الله خيراً يا أستاذ منصور على هذه الفائدة ، مع إني لم أطلع على هذا التفسير من قبلُ ، ولم أره في المكتبات مع حرصي ومتابعتي . فهذه من فوائد المدارسة في هذا الملتقى بارك الله فيكم .
---
ابن رشد
07-18-2006, 08:48 PM
الأستاذ منصور مهران : شكر الله لكم هذا التصحيح و التوضيح
أكرمكم الله
---
ابن الجزيرة
07-19-2006, 06:40 AM
بارك الله فيكم على أهتمامكم في الموضوع , لكن هذا التفسير أين يمكن الحصول على نسخة منه ؟
---
ابن الجزيرة
07-26-2006, 10:27 AM
تفسير القطان المذكور هل يوجد في مكتباتنا في السعودية أو في غيرها من الدول العربية ؟
---
عبدالرحيم
08-16-2006, 07:02 PM
يقع تفسير " تيسير التفسير " للقطان في أربع مجلدات ، 803 صفحات..
وطبع تفسيره هدية للأمير الحسن بن طلال ولي عهد الأردن سنة 1404هـ ، 1983م. بمناسبة دخول القرن الخامس عشر الهجري.
والشيخ إبراهيم القطان أزهري أردني، ترقى في المناصب الحكومية حتى وصل مرتبة قاضي القضاة في الأردن.
أشهر كتبه ( غير التفسير ) كتاب: عثرات المنجد، تتبع فيه أخطاء المعجم المعروف لمجموعة من الموارنة.
تجد في خاتمة تفسيره تقريض ناصر الدين الأسد، حسني فريز، عزالدين الخطيب، بشير الصباغ، يوسف العظم، محمد محيلان، جميل بركات، عدنان جلجولي، وصفي عنبتاوي من الاردن.
وجعفر الخليلي من العراق
وعبدالعزيز الحسين من الكويت.(1/323)
تفسيره هذا غير منتشر بين طلبة العلم الشرعي في الأردن، وهو مخصص لطلبة المدارس في المرحلة المتوسطة..
لذا تجده في كل مكتبة مدرسية في الأردن، بطبعته الوحيدة ذات اللون الأخضر والقطع المتوسط.
معذرة: فهذا جل ما استطعت الحصول عليه من معلومات حول التفسير والمفسر.
ملاحظة:
دعوة لحضور مناقشة أطروحة دكتوراه أخيكم عبدالرحيم (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=6241)
مع الشكر والامتنان لفضيلة الأخ المكرم عبدالرحمن الشهري
---
(1/324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موقف القرآن من العبث البشري بالبيئة
---
موقف القرآن من العبث البشري بالبيئة
---
محمد كالو
01-31-2007, 07:23 AM
حرص الإسلام على حماية العناصر الأساسية في البيئة : الأرض والماء والهواء ، وذلك لخير الإنسان وحماية نفسه وتأمين ضروراته وحاجاته ، لأنه محور البيئة ولب قضاياها ، وللمحافظة على جمال هذه الطبيعة ، التي جعلها الله تعالى آية يستدل بها على وجود الله تبارك وتعالى وقدرته وتدبيره وبيان نعمته .
بدأ الإنسان حياته على الأرض يحمي نفسه من عوامل الطبيعة ، وانتهى به الأمر بأن يحمي الطبيعة من نفسه ، والإنسان هو الذي دفع أثمن ما لديه ضريبة للتقدم الصناعي ، فاعتلت صحته وعانى من أمراض عديدة بسبب تلوث الماء الذي يشربه ، والغذاء الذي يقتات به ، والهواء الذي يتنشقه.
ففي كل يوم تلقي آلاف المداخن والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية بآلاف الأطنان من الغازات والغبار والمخلفات والنفايات ، والتي تلوث الماء والهواء والغذاء والتربة عن طريق إفسادها للخواص الطبيعية والكيميائية لعناصر البيئة ، وقد تزايد الاهتمام الدولي بالقضايا البيئية ، خصوصاً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 90% من الأمراض الخبيثة ترجع إلى عوامل بيئية نتيجة لنشاطات الإنسان.
كيف ينظر الإسلام إلى البيئة :
تقوم نظرة الإسلام للبيئة على الحماية ومنع الإفساد بغية المحافظة على الموارد الطبيعية وتعميرها ، ويتجلى في فكرة إحياء الموات وعمارة الأرض بالزراعة والغرس والبناء ، قال الله تعالى : { هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها } ( ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة )) ( ).(1/325)
ولعل أروع تشبيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحماية البيئة من العبث والإفساد ، ما رواه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً )) ( ) .
وأدل آية في القرآن الكريم على تلوث البيئة وأسبابها ونتائجها ، هي قول الله تبارك وتعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } ( )
عبارة ( ظهر الفساد ) تتضمن كل المعاني المادية والمعنوية التي تنتج عن سلوك الإنسان التخريبي في الطبيعة والمجتمع ، والتلوث بمعناه الواسع أقرب إلى مفهوم الفساد ، وقد تقدم لفظ البر على البحر تأكيداً لحقيقة موضوعية وهي : أن نشاط الإنسان بدأ في البر أولاً ثم امتدَّ إلى البحر .
( بما كسبت أيدي الناس ) أي بالذي جمعته أيدي الناس وعملته نتيجة سعيها للكسب الجشع ، فالمصانع والمعامل ومحطات الطاقة الذرية ووسائط النقل الجوية والبرية والبحرية ، وطرائق استثمار الخيرات في البر والبحر كالزراعة والصيد والتعدين والإنشاء والتعمير كلها وسائل وسبل للكسب ، وهذه السبل أصبحت مصدراً لتلوث البيئة من الماء والهواء والتراب .(1/326)
( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) أفضل كلمة تعبر عن هذه المعاني المختلفة هي " ليذيقهم " عمل الإنسان الأسمدة والمبيدات الكيميائية وذاق التسمم من بعضها ، وعمل الأشعة ليستخدمها لصالحه فدفع ثمن ذلك جزءاً من صحته ، وعمل وسائط النقل لتريحه في الانتقال ، ولكن تشهد الطرقات مئات الكوارث والمجازر من حوادث السير ، ولولا هذا الذي يذوقه الإنسان من بعض ما عملته يداه ، لما تنبه إلى خطورة ما يقدم عليه من تخريب للأنظمة البيئية ، فبدأ يدق ناقوس الخطر لحماية البيئة( ).
ومن الآيات التي تنوه إلى تلوث البيئة قول الله تعالى :
{ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين } ( ) ، والفساد في الأرض : هو أن نجعل عقولنا هي الحاكمة ، فلا نتأمل في ميزان الكون الذي خلقه الله تعالى وأبدعه وأحسن به إلى البشر ، نمضي بعقولنا القاصرة نخطط ، ونقطع الأشجار ونرمي مخلفات المصانع في الأنهار فتفسدها ، وتصبح الحياة سلسلة لا تنتهي من الشقاء .
وكذلك قول الله تعالى :
{ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد } ( ) وهكذا نرى أن الله تعالى يعبر عن تلوث البيئة بالفساد ، وهي كلمة عامة وشاملة .
و أيضاً قول الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون } ( ) ، نرش الأرض بالمواد الكيماوية السامة ، فيذهب صفو الماء ويصبح كدراً ، وضاراً وملوثاً ومسموماً ،ثم نأكله فتظهر فينا الأمراض المستعصية ، هذا البغي والطمع ليزداد المحصول الزراعي ، إنما هو على أنفسنا نحن.(1/327)
أما تلوث الماء فالماء شريان الحياة ، أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمحافظة على هذا العنصر الفعال ، الذي هو أهون موجود وأعز مفقود ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( لا يبولنَّ أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه )) ( ).
أما تلوث الهواء ، فلقد جاءت الشريعة الإسلامية تحث على نظافة البيئة بشكل عام ، والهواء بشكل خاص ، لأن فساد الهواء وحصول الخلل في مكوناته ضرر ينال الكائنات كلها ، والإسلام ينهى عن كل ما يسيء لنقاء الهواء ولو كان مباحاً ، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد للعبادة ، حرصاً على نقاء الهواء الذي يستنشقه المصلون .
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته )) ( ).
أما التربة فعن حذيفة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( فُضِّلْنا على الناس بثلاث : جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً ، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء )) ( ) ومن ثمَّ ينبغي علينا أن نعاملها بالاحترام الذي تستحقه المساجد ، وأن نحافظ على نقائها وبقائها طاهرة مقدسة.
ولقد وقفت كثيراً عند قوله تعالى : { وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون } ( ) والسرابيل : هي الثياب ، وكنت أتساءل عن السر في إشارة الله تعالى إلى أنه رزقنا ثياباً تقي من الحر مع أن البرد أولى بالاتقاء ، وكنت أدرك أن وراء كلمات علام الغيوب أسراراً بالغة الأهمية .(1/328)
فلما قرأتُ تقارير الأبحاث الطبية : أن التعرض لحرارة الشمس يسبب الإصابة بالسرطان ، والذي يؤدي إلى الموت ، أدركتُ السر الرباني في تخصيص تفضله علينا بالثياب وقاية من الحر ، مع أن الناس ينزعون إلى التجرد من الثياب في الحر ( ) .
مناخ الخوف والخطر :
وتوجه علماء البيئة إلى البشرية بالتحذير التالي : نحن الموقعين أدناه كبار أعضاء المجتمع العلمي نحذر البشرية جمعاء مما يرتقبنا في المستقبل من أخطار.
وأعربت رئيسة وزراء النروج عن قلقها فقالت : إن تغير المناخ يمثل الخطر الثاني على البشرية بعد الحروب النووية ، ويطلق البعض عليه مناخ الخوف.
وكارثة خليج ( ميناماتا ) في اليابان حيث لقي أكثر من / 000,100 / مائة ألف شخص حتفهم ، إضافة إلى نصف مليون من الأسماك ، ومئات الألوف من الطيور والحيوانات الداجنة ، السبب في ذلك يعود إلى التلوث الزئبقي.
في الماضي كانت الطبيعة وحدها تلوث البيئة ، واليوم معظم مشاكل البيئة من عدوان الإنسان على أنظمة الحياة.
والإنسان يعيش ضمن أنظمة رئيسة ثلاثة :
1 ـ النظام البيولوجي : وهو المحيط الحيوي من الهواء والماء والأرض.
2 ـ النظام التقني : وهو النظام المصنوع لتحقيق الرفاهية والترف.
3 ـ النظام الاجتماعي : ويديرها الإنسان لتدبير شؤونه الداخلية والخارجية.
والتفاعل بين هذه المنظومات الثلاث ، هو الذي يضخ الدماء في شرايين المجتمع المنظم ، ويجب أن لا يطغى نظام على آخر وبذلك يتحقق التوازن الدقيق ، أما مشكلات البيئة فتنجم عن فشل هذا التفاعل بين عناصر هذه الأنظمة الثلاث أو تعارضها ، والسبب هو الإنسان وقيامه بالعدوان عليها( ).(1/329)
الصحارى تزحف ، والأراضي الزراعية الخصبة تتراجع ، والهواء والماء يزدادان تلوثاً ، والانفجار السكاني وشيك الوقوع ، ما لم تغير البشرية من أسلوبها ونمط حياتها ، وكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية تنقرض وتزول ، والموارد المعدنية ومصادر الطاقة تستنزف ، والمناخ يشهد تحولاً نحو السخونة ، وطبقة الأوزون آخذة بالنضوب والتلف.
كل هذه المشاكل نجمت عن إخلال الإنسان المعاصر بالتوازن البيئي من خلال سعيه لتحقيق أعلى مستوى من التقدم والرفاهية اعتماداً على العقل البشري القاصر ، مستبعداً العاطفة نحو الطبيعة.
لقد تعددت كوارث البيئة الناتجة عن قصر نظر البشر وتشبثهم بالربح العاجل على حساب الخسارة من مدخرات المستقبل.
إن عملية تأمين سلامة الكوكب الأزرق الحي تحتاج إلى مؤازرة قادة الصناعة والأعمال ، وعون القادة المدنيين وكافة الاختصاصيين في علوم الطبيعة والمجتمع والاقتصاد والسياسة للقيام بهذه المهمة الصعبة.
وقد أثار البروفسور " فرانسوا رامادا " من جامعة باريس في قمة الأرض تساؤلاً مهماً حين قال : بأي حق منح الجنس البشري نفسه السلطة في أن يمارس خلال نصف القرن المقبل عملية إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ سوف تؤدي إلى انقراض عدة ملايين من الأنواع الحية ؟ ( ) .
من أعطاهم الحق في تهديد وجود ملايين الكائنات الحية التي تشاركنا الحياة على الأرض ؟
ألا يعلمون أن التكالب على الموارد الطبيعية الحية يهدد ـ ضمن ما يهدد ـ مصالحهم هم أنفسهم ، وإذا نفد ما يتكالبون عليه ونضب كيف تسير أعمالهم ؟
وماذا يتركون لأبنائهم و أحفادهم ؟
إن استمرار وجودنا نحن البشر في الحياة رهن بوجود التنوع الأحيائي صحيحاً معافى.(1/330)
وقد قال أحد دعاة صون التنوع الأحيائي : ثمة احتمال لأن يكون علاج مرض ( الإيدز ) موجوداً في أحد نباتات الغابة الاستوائية المطيرة التي لا نعرفها ، فهل نستمر في الأنشطة المدمرة لهذا الموئل الغني ، لينقرض ذلك النبات المنقذ ، قبل أن نضع أيدينا عليه ؟؟!
دور الأحزمة الخضراء في تنقية البيئة :
تطلق النباتات وخاصة الأشجار إلى الجو الأوكسجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون ، وفي مناطق الغابات والأحزمة الخضراء وجد أنه لتكوين متر واحد من المادة الخشبية الجافة تستهلك الأشجار 83,1 طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون وتطلق 23, 1 طن من الأوكسجين ، وبذلك يخفف إنتاج متر واحد مكعب من المادة الخشبية من وجود غاز CO2 من الجو ، كما يضيف إلى الغلاف الغازي كمية من الأوكسجين التي تسهم في تنقية الهواء.
أما الكيلو متر المربع الواحد المزروع بنبات الحور ذي الأوراق المسطحة الملساء والقامة الباسقة ، فيعطي خلال فصل النمو الواحد نحو 1200 طن من الأوكسجين ، وفي نفس الوقت يقوم بامتصاص 1640 طناً من ثاني أوكسيد الكربون .
إضافة لذلك تلعب الأشجار والمسطحات النباتية والأحزمة الخضراء دوراً مهماً في عملية تأين الهواء حيث تزيد نسبة الأيونات السالبة في الهواء ، وتنعكس إيجاباً على نشاط الإنسان والحيوان وعلى مقاومة الإنسان للأمراض .
وكذلك إفراز مواد مختلفة ذات تأثير مثبط أو قاتل للبكتريا( ) ، فالمواد الطيارة التي تفرزها أشجار الصنوبر تثبط وتميت أحياناً عصيات السل والدفتيريا ، كما أن إفرازات الآس والكينا والعرعر والزيزفون والحور لها تأثير على البكتيريا والفيروسات.
كما أن فائدة دخان نبات الرمث في الشفاء من الزكام معروفة ، وليس ذلك بجديد بل أَنشد أَبو حنيفة :
إِذا يقولون: ما أَشْفَى؟ أَقُولُ لَهُمْ: دُخَانُ رِمْثٍ من التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي
مما يَضُمُّ إِلى عُمْرانَ حاطِبُهُ من الجُنَيْبَةِ، جَزْلاً غَيْرَ مَوْزُون( )(1/331)
كما أن المواد الطيارة التي تفرزها أشجار الخروع تعد مادة تنفر منها حشرات البعوض( ).
مشكلة الأوزون :
الأوزون : غاز أزرق باهت غير ثابت ذو رائحة واخزة ، متفجر ، سام بالنسبة للإنسان حتى في تركيزاته الضعيفة، يستخدم لتنقية الهواء وتعقيم الماء ، ورمزه الكيماوي ( O3 ) أي : الجزيئة الواحدة تحتوي ثلاث ذرات ، وهو مركب مؤكسد جداً ، سرعان ما يتحد مع الغازات الأخرى ويتحول إلى مركبات ثابتة ، ويتشكل الأوزون في الهواء تحت تأثير الأشعة الشمسية والبرق.
تم اكتشاف الأوزون عام / 1840 / ، والفضل في اكتشافه يعود إلى العالم الكيميائي الألماني " شونباين " ثم جاء الكيميائي الإيرلندي " توماس آندروز " وأثبت أنه شكل من أشكال الأوكسجين ، اشتقاقاً من الكلمة الإغريقية ( أوزية ) أي : ذو رائحة.
ظل الأوزون عبر التاريخ البشري متوازناً في تناقصه وتلفه ، إلى أن جاء إنسان القرن العشرين فأربك هذه الطبيعة وساهم في تدميرها وأخلَّ بتوازنها.
أهمية طبقة الأوزون :
تأتي أهمية طبقة الأوزون في أنها درع واق يحمي الكرة الأرضية من وصول الأشعة فوق
البنفسجية والأشعة تحت الحمراء ( ).
ونحن البشر أكثر تضرراً من بين الكائنات الحية بهذا النوع من الخطر من الأشعة ، حيث لا يغطي جلدنا حراشف أو صوف أو وبر أو ريش ، وتؤدي هذه الأشعة إلى تخريب الجزيئات الأساسية للحياة ، وخاصة جزيئات الحمض النووي( ) الريبي المنقوص الأوكسجين / D.N.A / الموجود في كل خلية ( ).
والسبب في حدوث ثقب الأوزون، تلك الملوثات البيئية والفعاليات البشرية والتكنولوجية بما تطلقه من مواد مدمرة لطبقة الأوزون .
يشترك عدد كبير من المواد في الهجوم على الأوزون وتدميره ، ومن أشهر هذه المواد الفريونات ، مواد كلور ، فلور ، كربون ( F.CI.C )( ) وهي موجودة في خدمة أهداف التنمية .(1/332)
هذه المواد تستخدم في الرذاذات والثلاجات وأجهزة التبريد والتكييف ، أو كوسيط لإنتاج الرغوة ، أو كمنظفات للقطع الإلكترونية، أو الأبخرة المضغوطة في قارورات العطر،ففي الدنمرك يعاني 2% من السكان مرض ( الإكزيما )( ) بسبب هذه العطور .
ممنوع دخول المتعطرين :
وفي مقاطعة ( مارين ) بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، يحرص الأزواج على مراجعة زوجاتهم وتحذيرهن عند دعوتهن لتناول العشاء في أحد مطاعم المقاطعة ، ألاّ يستخدمن العطور ، لأن المطعم واحد من المحلات العامة التي تحظر دخول المتعطرين إليها ، ولأن إحصائيات رسمية تقول : بأن ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من بعض المشاكل الصحية مثل الصداع وحساسية الجلد ، كنتيجة مباشرة لاستخدام العطور.
وفي مدينة ( هاليفاكس ) ( )يرفض معظم وحدات الدواوين العامة التعامل مع ذوي العطور الفوّاحة ، ويحظر على الموظفين التعطر قبل الخروج إلى العمل !
كما يحرص بعض أصحاب الأعمال الخاصة على تعليق لافتات تعلن أن مكاتبهم خالية من العطور !
كل هذه التحذيرات من العطور لأن صناعتها تعتمد على أكثر من خمسة آلاف مركب كيميائي ، منها 95 % مشتقات بترولية ، وتشتمل على مركبات مسرطنة ، وأخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي ، ومؤثرة على الجهاز التنفسي ، ومسببة لأنواع من تفاعلات الحساسية( ).
بالإضافة إلى الفريونات هناك أكثر من ثلاثين مادة تساهم في الاعتداء على طبقة الأوزون مثل: كبريت الهيدروجين الناتج عن المحروقات النفطية وأوكسيد البتريك ، وكذلك العوامل الطبيعية لها دور كبير وإسهام في النشاط البركاني وحرائق الغابات والغازات الناتجة عنها ،حيث يحرم الأرض من الأشجار التي هي عامل هام في تخليص المناخ الأرضي من غاز ثاني أوكسيد الكربون إذ يقوم بتحويله إلى أوكسجين ، وترفع نسبة الرطوبة وتلطف الجو.
يضاف إلى ذلك الصواريخ والطائرات الأسرع من الصوت ، التي يخترق طبقة(1/333)
( الستراتوسفير ( ( )والتفجيرات النووية فوق سطح الأرض.
كل ذلك يؤدي إلى ثقوب في طبقة الأوزون وعدم التئامها ، حيث إن الصاروخ الواحد يحطم / 30 / طن من غاز الأوزون ، ومكوك الفضاء عند الإطلاق ينتج / 178 / طن من الكلور ، تصعد ذرات الكلور الحرة إلى أعلى الغلاف وتبدأ عملها المخرب( ).
غاز الأوزون نعمة ونقمة :
تواجد الأوزون نعمة كبيرة في طبقة ( الستراتوسفير ( حيث يحمينا من الأشعة القاتلة ، وهي الأشعة فوق البنفسجية ، وقد غفل كثير من الناس عن وجوده أيضاً في الهواء الذي نستنشقه على سطح الأرض على ارتفاع لا يتجاوز أمتاراً منها فهو من هذا المنطلق يعد أحد ملوثات البيئة.
وتركيز الأوزون في الهواء بدأ في المدن الصناعية والبلاد المزدحمة بالسيارات التي تنتج غاز ثاني أوكسيد النتروجين من عوادمها ( ).
وفي عام 1992 م قام عدد من كبار البيئيين بعرض خرائط على الرئيس ( بوش ) توضح ثقب أوزون فوق ولاية ( مين ) حيث كان ، بعدها قال بوش : بعد أن رأيت هذه الخرائط فإنني أعجب أنني لا أزال حياً !
وما موجات الحر التي ألهبت الكويت صيف عام 1993 م والتي بلغت ( 55 ) درجة مئوية ، وجعلت الخروج من البيوت محفوفاً بالخطر ، إلا نقص الأوزون في الغلاف الجوي والناتجة عن استخدام مواد كلور فلور كربون في أجهزة التكييف ، والتي يستعملها الكويتيون كثيراً في منازلهم وسياراتهم.
وثقب الأوزون يفتح سنوياً منذ أواخر السبعينات فوق القطب الجنوبي ، ويغلق سنوياً خلال الصيف الجنوبي ، فأنت تقرأ في جرائد شهر أكتوبر ( لقد فتح ثقب الأوزون ! ) ولكنك لا تقرأ أبداً في جرائد شهر يناير ( لقد أغلق ثقب الأوزون ! )
حادثة تشرنوبل النووية :
كان السادس والعشرون من نيسان عام 1986 م يوماً مشؤوماً في حياة الاتحاد السوفييتي / سابقاً / عندما وقعت حادثة انفجار مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا وكان الأخطر في تاريخ العالم المعاصر .(1/334)
لقد انصهر قلب المفاعل نتيجة أخطاء في التصميم وعدم توفر ضوابط الأمان ، فخرجت سحابة هائلة من الغاز والغبار المشع غطت سماء المنطقة ، فقتل على الفور / 32 / شخصاً وتمَّ ترحيل / 100 / ألف شخص ، وأعلنت منطقة محظورة مساحتها / 3000 / كم2
جاء في تقرير لإحدى منظمات الأمم المتحدة ، أن آثار الإشعاع الناتج عن هذا الانفجار قد وصل إلى أجواء فنلندة والسويد ثم أجواء ألمانيا وفرنسا والنرويج وشمال إيطاليا وتركيا، وتساقط الغبار الذري على نوع من الأشينات ، ولم تتأثر هذه الأشينات بهذا الغبار الذري، ولكن قطعان الرنة ( ) تغذت على هذه الأشينات التي تجذبها بألوانها البرتقالية والصفراء وأدى ذلك إلى موت أكثر من / 70 / ألف حيوان.
إلا أن انفجار تشرنوبل لم يكن الأولى من نوعها ولا الأخيرة ، فقد حصل انفجار في مفاعل " ويندسكيل " في بريطانيا 1957 م.
وحادث مماثل لمفاعل " ثري مايل أيلند " في الولايات المتحدة عام 1992 م ، ولكن حادثة تشرنوبل كانت أخطرها على الإطلاق ، ورغم انقضاء سنوات عديدة منذ وقوعها فما زالت آثارها المدمرة مستمرة.
وتعاني روسيا البيضاء من معظم المشاكل ، إذ يقدر المختصون أن 70% من الإشعاع المتسرب قد أصابها وحدها ، وأن 40% من مساحة تربتها أصبحت ملوثة بالإشعاع ، وبذلك فحوالي مليونين ونصف مليون من البشر ـ وهم سكانها ـ يعيشون تحت أخطر الظروف البيئية دون أن يشعروا بذلك ، ولعل أفدح الأخطاء التي قارفتها الحكومة ـ التي كانت جديدة أثناء الكارثة ـ هو صمتها المطبق في البداية ، وتعتيمها الإعلامي ، مما ترك المواطنين عرضة للإشعاع المباشر.
وقد وصفت الصحف الحادثة قائلة : إن الإشعاع النووي ظل يتسرب من المفاعل المعطوب على مدى سبعة أشهر كاملة كما يتسرب دخان الغول من فوهة القارورة .
وما زالت التربة الملوثة تزرع إلى اليوم ، ومن ثم فالقمح والخضروات واللحوم والألبان أصبحت هي الأخرى مشعة.(1/335)
ومن الخطأ الظن أن أخطار تشرنوبل مقتصرة على روسيا البيضاء أو الاتحاد السوفييتي ! فالواقع أن هذه الحادثة أصبحت بالفعل كارثة عالمية، فالإشعاع ينتقل مع الرياح وترسبه الأمطار .
حادثة بوبال الكيميائي :
حادث بوبال هز ضمير العالم ، وبوبال عاصمة ولاية هندية ، يوجد فيها مصنع تابع لشركة " كاربايد " الأمريكية ، تقوم بإنتاج مبيد حشري يدعى "كاربايد" ويدخل في تصنيع هذا المبيد مادة سامة جداً .
وقعت الكارثة واندفع غاز سام إلى الهواء ، وغطى مساحة كبيرة من الأرض بلغت
/ 40 / كم2 ، وعلى الفور توفي / 2000 / من الأشخاص وأصيب / 000,100 / بالتهابات شديدة بالعين والحنجرة ، ونفقت المواشي ، وولدت النساء أطفالاً موتى ( ).
استخدام المبيدات في الزراعة :
المبيدات : هي مجموعة من العوامل والأدوات الكيماوية منها والفيزيائية والبيولوجية التي تستعمل في عمليات القتل الجماعي لنوع معين أو أكثر من الكائنات الحية ، ويطلق على
المبيدات بالفرنسية ( بيست ) ومعناها : المادة المضادة للطفيليات.
والتلوث بالمبيدات الحشرية ظاهرة حديثة لم يعرفها الإنسان إلا في النصف الثاني من القرن العشرين ، ويؤدي الإسراف في استخدامها ، إلى تلوث التربة الزراعية .
لقد تعرضت المحاصيل الزراعية لخسائر فادحة أثرت سلبياً على اقتصاد الدول ونموها ، كاجتياح الجراد للمناطق الزراعية أو إصابة المحاصيل مثل دودة القطن ، وعفنة البطاطس الذي حدث في إيرلندة عام 1840م ، وأدى إلى وفاة مليون شخص بسبب المجاعة ، وهجرة مليون آخر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومرض البيوض الذي يصيب النخيل المثمر ، حيث أتلف خلال قرن واحد 80% من حقول النخيل المغربية.
ومرض ( الفيلوكسرا ) الذي أصاب الكروم في فرنسا عام 1865م وأدى إلى خسائر فادحة قدرت بعشر مليارات من الفرنكات( ) .(1/336)
ولكثرة هذه الآفات استعمل الإنسان المبيدات والمضادات للأعشاب والحشرات ، ومن أجل جشعه الزائد استعمل مخصبات وأسمدة لزيادة الإنتاج والمحصول، ونتيجة للاستعمال المفرط والخاطئ لهذه الأسمدة والمبيدات ، فإن كمية كبيرة من هذه السموم تبقى في التربة دون انحلال زمناً طويلاً ،فمنها ما يمتصها النبات ، ومنها مع هطول الأمطار أو الري تتسرب إلى طبقات الأرض مسببة تلوثاً للمياه الجوفية والسطحية ، أو تبخر بفعل حرارة الشمس مسببة تلوث الهواء المحيط.
فالثورة الخضراء التي أحدثتها التكنولوجيا في الزراعة خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين ، بدأت تواجه خطر الثورة المضادة بدعوة جديدة للعودة إلى الطبيعة ، وإقامة أنظمة زراعية بيئية تحاكي الطبيعة.
فالباحثة الهندية ( فانداناشيفا ) تعتبر " الثورة الخضراء " تخبطاً علمياً أوقع أضراراً فادحة اقتصادية وبيئية وحتى ثقافية، وتصبح الثورة على الثورة الخضراء قفزة نحو المستقبل في نظر العالم الإيطالي ( ميغويل التييري ) حيث يعلن أن التنمية البيئية المستديمة غير ممكنة التحقق من دون تغيير الأحكام الأساسية التي تحدد ما ينتج وكيف ينتج ولمن ينتج.
والذين يتعاملون مع المبيدات مباشرة دون اتخاذ الإجراءات الواقية تؤثر على صحتهم ، مسببة حدوث إصابات سرطانية ، كما يمكن أن تنشأ طفرات جينية ينتج عنها تشوهات في الأجيال القادمة مثل : التشقق في سقف الحلق والشفاه والولادة المنغولية وعدم وجود أطراف أو تشوه في تكوينها.
الخلل في توازن السلسلة الغذائية :(1/337)
إن الإفراط في استعمال المبيدات والسموم ،يحدث خللاً في توازن السلسلة الغذائية ، فالنمس يقتات بالحيوانات الصغيرة والطيور والزواحف كما ينقضُّ على الأفاعي السامة ويفتك بها، والقيوط : يقتات بالقوارض فهو من الحيوانات المفيدة ، ويقتات العنكبوت بالحشرات ، والخلد : يقتات بالديدان ، والراقون : حيوان يقتات أيضاً بالحشرات ومن غريب عاداته أنه يغمس طعامه في الماء وكأنه يغسله قبل أكله ،
والذباب : يقتات بالقاذورات وله بعض المنافع فهو يختار من بين الحشرات الضارة فيهلكها ، وينقي الهواء بالتهامه المواد العضوية الفاسدة، وهو مصدر هام لغذاء الأسماك ، وله أثر محمود في عملية تأبير النبات وتلقيحه.
والنمل يقتات بالحشرات التي تقتات على النباتات ، كالبق مثلاً فإنها تنتج مفرزات سكرية تجذب النمل ، وبعض البق النباتي يحافظ عليها من قبل النمل بنفس القدر الذي يعتني به الناس بالأبقار من أجل ألبانها ولحمها ( ) .
وكذلك الذئب يقتات على الثعلب ، والثعلب يأكل القنفذ ، والقنفذ يصيد الأفعى ، والأفعى تأكل العصفور ، والعصفور يتغذى على الجراد ، والجراد يلتهم الزنبور ، والزنبور يقتل النحلة ، والنحلة تبلع الذبابة ، والذبابة تقضي على البعوضة ( )، وهكذا خلق الله تعالى الحياة ، بهذه السلسلة الغذائية ، فسبحان مقسم الأرزاق ، قال الشاعر :
لكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبردُ
ولقد ظهر كتاب اسمه " الربيع الهادئ " مؤلفه ( راشل كارسون ) الذي اعتبره بعضهم مرافعة قاسية ضد المبيدات.
وحسب رأي المؤلف فإن الحيوانات والنباتات قد تكبدت خسائر لا تعوض بفعل المبيدات.
لأنها تقتل الأعداد الطبيعية للحشرات وبذلك يفقد الإنسان سلاحاً بيولوجياً هاماً ليس له تأثير سلبي على البيئة.
وختم كتابه بالتساؤل : عما إذا كان الإنسان قد قرر العيش وسط صحراء هادئة عقيمة ؟
الأمطار الحمضية :(1/338)
وفي حمى صعود التصنيع ، راحت آلات المصانع النهمة ومحركات السيارات وغيرها تحرق مزيداً من الوقود ، وتطلق أكاسيد الكبريت والنيتروجين السامة في الهواء ، واتحدت هذه الأكاسيد مع بخار الماء ليهطل على الأرض مطراً حامضياً ، مما جعل غابات ألمانيا المسماة بالسوداء ـ لفرط كثافة خضرتها ـ تموت متفحمة ، وبدأ علماء الألمان في البحث عن أسباب موت الغابة ، وألقوا باللوم على فرنسا على أساس أن السبب في ذلك هو حرق فحم محطات توليد الطاقة ، الذي أدى إلى تلوث الهواء فوق الغابة السوداء بأكسيد الكبريت ، ولكن بعد فترة بدأ الألمان في البحث مرة أخرى فاكتشفوا أن في هواء الغابة السوداء نسبة كبيرة من أكسيد النترات المتصاعدة من مصانع صناعة السيارات الشهيرة في ألمانيا.
كما تسبب الضبخان ( ضباب + دخان ) المتكون بالطريقة ذاتها من قتل ثلاثة آلاف إنسان في لندن وحدها عام 1951م.
أما الأمطار الحمضية فإنها تؤدي إلى موت الأسماك ، ولذلك أصدرت الحكومة الكندية عام 1979م تقريراً يبين أن / 5000 / من بحيراتها معرضة لفناء أسماكها خلال عشرين عاماً.
من فضائح صفقات النفايات الصناعية :
تنتهز بعض شركات غربية فقر بعض الدول في العالم الثالث ، فتعقد معها صفقات مشبوهة، تستقبل الدول الفقيرة بمقتضاها النفايات مقابل ترضية مادية متواضعة ، ولن تقتصر المخاطر الناجمة عن هذه الساسة الرعناء على الدول الفقيرة فقط ، بل سوف يهدد كوكب الأرض برمته.
وقد تواترت الأنباء عن فضائح تتعلق بتخزين النفايات في بعض الدول العالم الثالث ، تحدثت الصحف الغربية في منتصف السبعينات عن الرئيس المصري آنذاك أنه أبدى استعداده لتخزين نفايات الغرب المشعة في الصحارى المصرية وذلك لكسب تعاطف العالم الغربي.
لقد أصبح حجم النفايات في الدول الصناعية الغنية يؤرق الحكام والمحكومين على حد سواء ،ويتردد السؤال التالي : إلى أين بكل هذا الكم الهائل من النفايات ؟(1/339)
وهناك اتفاق مبرم بين حكومة ألمانيا الغربية والحكومة الفرنسية ، يقضي بأن تجمع الدولتان نفايتهما المشعة معاً لخزنهما في احدى الدولتين فترة زمنية ، ثم تنقل النفايات بعدها إلى الدولة أخرى ، وقد ظلت النفايات المشعة حتى اليوم مخزونة في الأراضي الفرنسية وكلما حان موعد نقلها للأراضي الألمانية نشطت سوق المساومة بينهما ، وفي كل مرة ترضى ألمانيا بدفع ترضية مالية أكبر من سابقتها مقابل أن تبقى النفايات في الأراضي الفرنسية ( ).
ومعظم النفايات الخاصة غير مشعة ، والقليل منها يصدر إشعاعاً ، وتحتوي الكرة الأرضية بطبيعتها على قدر من العناصر المشعة ، وكان العالم الفرنسي ( بيكاريل ) أول من اكتشف ظاهرة الإشعاع في خام يحتوي على الراديوم عام 1896م ، والإشعاع صورة من صور الطاقة ، لذلك بمجرد الإعلان عن هذا الكشف الجديد وجه العلماء جهودهم لدراسة أسلوب لاستثمار هذه الطاقة.
واستطاع العلماء أن يجعلوا من العناصر غير المشعة على الأرض إلى عناصر مشعة ، وقد كانت العالمة الفرنسية ( كوري ) التي ماتت بسبب تعرضها أثناء بحوثها للإشعاع ، هي أول من نجح في إنتاج عنصر مشع من آخر غير مشع وذلك عام 1934م.
ومنذ ذلك الحين وكميات المواد المشعة في ازدياد مستمر، ومخاطر الإشعاع على الإنسان كثيرة منها ، أنه يدمر الكريات البيضاء، ويدمر الطحال والعقد اللمفاوية ، ويتسبب في سرطان الرئة ، وسرطان الجلد ، ويؤدي إلى العقم ، ويشوه الأجنة ، ويحور العوامل الوراثية ، وغالباً ما يفضي إلى الموت.
لذا ينبغي معالجة هذه النفايات بأساليب تجنبنا شرورها ، والطريقة المتبعة بصورة مشروعة تتلخص في تحويل هذه النفايات إلى صور صلبة ثم حقنها في جوف الأرض في طبقة جيولوجية معروفة بجفافها وثباتها ، ويا حبذا لو كانت غنية بملح الطعام لضمان الجفاف عبر عشرات الألوف من السنين .(1/340)
ولزيادة الأمان تلجأ بعض المؤسسات إلى عزل هذه النفايات المركزة بصب غلاف من الإسمنت أو غيره من المواد حولها بإحكام ، وذلك قبل حقنها في جوف الأرض.
ومثل هذه التقنية مكلفة للغاية ، لذلك تعمد دول الغرب الصناعي إلى استثمار الدول الفقيرة كأفريقيا لتجعلها سلة قمامة لنفاياتها .
ويشاع أن فيروس ( الإيدز ) قد استنبط باستعمال الهندسة الوراثية في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية ، كأحد أساليب الحرب البيولوجية ، فلما أرادوا تجربته على الإنسان الأفريقي فقدوا السيطرة عليه تماماً ، ولا يتوافر الدليل على صدق هذه الادعاءات ، وربما تكون مختلقة من أساسها.
وقد نشرت صحيفة ( وست أمريكا ) أن دولاً مثل الكونغو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وبنين قد تعهدت فيما بينها على استقبال حوالي عشرة ملايين طن من النفايات الخاصة سنوياً .
وهناك من الدول الفقيرة من ترضى بثمن بخس فشركة ( سيسكو ) ومقرها في جبل طارق ، لا تدفع لحكومة بنين إلا دولارين ونصف الدولار للطن الواحد ، إضافة إلى نصف دولار " بقشيشاً " بنص العقد ، ولقد كافأت الحكومة الفرنسية بنبن على هذه الصفقة بأن ضمنت لها معونات اقتصادية على مدى ثلاثين عاماً مقبلاً .
إن كانت الشركات الغربية التي تعاقدت مع الدول الفقيرة الأفريقية قد أضفت على أعمالها قدراً من الشرعية الزائفة ، وذلك بعقود مشبوهة ، فكثيراً ما تلجأ شركات أخرى إلى أساليب غير شرعية( ).
الفساد في البحر :(1/341)
لما أفرط الجشعون في اصطياد ثعالب البحر من مياه كاليفورنيا طمعاً في فرائها ، وراحت جثث ثعالب البحر المسلوخة تغطي رمال الشاطئ على امتداد أميال عديدة ، ولأن ثعالب البحر كانت تتغذى على القنافذ البحرية فإن الأخيرة تزايدت أعدادها باطراد ، ولكونها تتغذى على نوع من الأعشاب البحرية العملاقة التي تشكل غابات كثيفة تحت الماء ، فقد اختفت هذه الغابات في بطون القنافذ ، وبغياب القنافذ فقدت الأسماك غذاءها العشبي والملاذات التي كانت تضع فيها بيضها.
وهكذا عمَّ البؤس والكآبة شواطئ كاليفورنيا كلها ، بسبب العبث بعنصر واحد من عناصر البيئة البحرية الطبيعية.
استعمال البحر سلة للنفايات :
وتعمد كثير من الدول المتقدمة إلى استخدام البحر مقلباً لنفايات الصرف الصحي ، مستفيدة من آلية عمل البحر بتياراته ورياحه وأمواجه .
أما النفايات الأخرى غير القابلة للهضم ( كالنفايات الصناعية ) فإن جميع هذه الدول متفقة على منع استخدام الوسط البحري مقلباً لها ، لتسببها في القضاء على الحياة البحرية.
ولكن تسريب النفط إلى البحار ، فإن أسوأ حوادث تسرب للنفط في البحار قد وقعت في الخليج وعلى يد العراقيين ، وذلك عندما هاجمت طائراتهم بعض آبار البترول البحرية الإيرانية في عام 1983 م خلال حربهم ضدَّ إيران.
وأحرق العراقيون أكثر من /500 / بئر بترولي من أفضل النفط في العالم ، في حرب الخليج الثانية ، بالإضافة إلى تسريبهم لكميات ضخمة من النفط الخام إلى مياه الخليج ، تراوحت من 4 إلى 65 مليون طن من زيت البترول ، وحرق 67 مليون طن زيت خام أثناء إشعال آبار البترول والتي استمرت / 250 / يوماً تقريباً ، هذه النيران التي ارتفعت ألسنتها في صحراء الكويت ، أضافت إلى الغلاف الجوي للأرض كميات هائلة
من الغازات السامة والسناج ، ومن الصعب تقدير النتائج لهذا الفعل الإجرامي قبل مرور سنوات طويلة.
وربما مرض النهر أو مات :(1/342)
وكما مات البحر الميت فإن هناك أنهاراً تموت ، والموت هنا هو موت الكائنات الحية التي تعيش في الأنهار ، بفعل المواد السامة التي تلقى فيها .
حتى أصبح علماء البيئة يتحدثون عن أنهار ميتة وأنهار ماتت ثم بعثت مرة أخرى ، كنهر
( التايمز ) البريطانية ، ونهر (الراين ) في غرب القارة الأوربية .
والبيئة النهرية من الناحية ( البيولوجية ) لا تختلف عن بيئة اليابسة إلا في نوعية الأحياء ، وتعيش في الأنهار كما تعيش على اليابسة ، مجموعة من النباتات والحيوانات والميكروبات التي يعتمد بعضها على بعض ، ومن ثم فهناك قدر من التوازن بين أعدادها ، وتقوم الطحالب في الأنهار مقام النباتات على اليابسة ، فهذه الأحياء الخضراء هي التي توفر المادة العضوية الأولية غذاء للأحياء الأخرى في البيئتيْن.
والأسمدة التي ترش في الحقول تذوب في الماء ، فتغسلها الأمطار في مياه النهر عند المناطق الزراعية الملاصقة للشاطئ ، مما ينجم عنه نمو الطحالب بغزارة فيه ، لذلك ينبغي أن يلزم المزارعون بعدم رش الأسمدة في المناطق المتاخمة للشاطئ بعمق خمسة أمتار على الأقل.
ويموت النهر إذا ألقينا فيه مباشرة مواد سامة ، فهي تقتل الأسماك على الفور ، وهنا يقال : إن النهر قد مات ، أما إذا ألقينا كميات كبيرة على غير العادة من مواد عضوية غير سامة في النهر ، فسوف تتغذى البكتيريا على هذه المواد وتتضاعف أعدادها بصورة مذهلة ، فيختل الميزان السائد بين أعداد الأحياء في النهر ، وهنا يقال : إن النهر مريض ، وكذلك الأمر لو ألقينا بأطنان من السكر مثلاً ـ وهو مادة غذائية مثالية ـ فنحن في الواقع نسمم النهر أيضاً بما قد يفضي إلى موته .(1/343)
وهذه مشكلة ساخنة في هذه الأيام ، لأن محاصيلنا الزراعية تروى بمياه الأنهار ، ونحن نأكل هذه المحاصيل في النهاية ، ونقدم منها علفاً لماشيتنا ، والمياه الملوثة تنتج محاصيل زراعية ملوثة ، أضف إلى ذلك أن الأنهار هي إحدى أهم مصادر الأسماك التي أصبحت تمثل جانباً مهماً من غذاء الإنسان .
فما الذي يدفع بكثيرين من إخواننا في الإنسانية إلى الاستغلال الجائر للأنظمة البيئية بشراهة ؟
هل لأن البشر لا يقنعون بما لديهم ، كما قال أرسطوطاليس : إن جشع الإنسان لا يرتوي ؟!
أم أن السبب في ذلك هو أن الأحفاد أغنى من الأجداد ؟
إن من حقنا أن نحصل على احتياجاتنا ، ولكن ليس على حساب مستقبل أبنائنا وأحفادنا !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع :
ـ هود : 61 .
ـ رواه البخاري في كتاب المزارعة باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه برقم : / 2152 / ومسلم في كتاب المساقاة باب فضل الغرس والزرع برقم : / 2901 / والترمذي في كتاب الأحكام عن رسول الله باب ما جاء في فضل الغرس برقم : / 1303 / وأحمد في مسند أنس بن مالك برقم : / 12038 / والدارمي في كتاب البيوع باب في فضل الغرس برقم : / 2496 / .
ـ رواه البخاري في كتاب الشركة باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه برقم : / 2313 / والترمذي في كتاب الفتن عن رسول الله برقم : / 2099 / وأحمد في مسند النعمان بن بشير برقم : / 17647 / .
ـ الروم : 41 .
ـ مجلة نهج الإسلام ، العدد 63 رمضان 1416 هـ 1996 م ، تلوث البيئة فساد في البر والبحر ، محمد
فيض الله الحامدي : 160.
ـ القصص : 77 .
ـ البقرة : 205 .
ـ يونس : 23 .(1/344)
ـ رواه البخاري في كتاب الوضوء باب البول في الماء الدائم برقم : / 232 / ومسلم في كتاب الطهارة باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم : / 424 / وأبو داود في كتاب الطهارة باب البول في الماء الراكد برقم : / 63 / والنسائي في كتاب الطهارة باب التهي عن البول في الماء الراكد برقم : / 221 / وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها باب النهي عن البول في الماء الراكد برقم :/ 338 / وأحمد في مسند أبي هريرة برقم : / 7213 / والدارمي في كتاب الطهارة باب الوضوء من الماء الراكد برقم : / 724 / .
ـ رواه البخاري في كتاب الأذان باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث برقم : / 808 / ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً برقم : / 875 / وأبو داود في كتاب الأطعمة باب في أكل الثوم برقم : / 3326 / وأحمد في مسند جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - برقم : / 14760 / .
ـ رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة برقم : / 811 ، وأحمد في مسند حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - برقم : / 22167 / .
ـ النحل : 81 .
ـ مجلة الدعوة الأسبوعية العدد : 1515 ، 9 جمادى الآخرة 1416 هـ قراءة في كتاب( الموضة في التصور الإسلامي ( المؤلفة : الزهراء فاطمة بنت عبد الله ، إعداد وعرض : عائشة الودعاني: 35.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 4 .
ـ مجلة العربي ، العدد 445 ديسمبر 1995م ، الأشينات .. لغز الإنذار المبكر لتلوث الهواء ، محسن حافظ.(1/345)
ـ البكتيريا : طفيليات مسببة للأمراض في عالمي النبات والحيوان جميعاً، ولكنها قد تكون عظيمة النفع, بل ضرورية, من نواح أخرى، فهي تساعد على صنع الزبدة والجبن والخل, وعلى إنتاج بعض الفيتامينات, وتستخدم في صنع الأسيتون, وكلها منافع ذات شأن, ولكنها تبدو تافهة إذا قيست بنشاطات البكتيريا الموجودة في التربة والهواء والماء، ذلك أن البكتيريا, بوصفها من عوامل الفساد, تكفل هي وبعض الفطريات الأخرى استمرار الدورات العضوية التي بواسطتها يتوفر الكربون والنيتروجين والأملاح المعدنية للأجيال الجديدة من الكائنات الحية، ولولا نشاط البكتيريا لتعذر على النباتات الخضراء نفسها أن تتكاثر وتتجدد بسبب من افتقارها إلى الكربون.
ـ التَّسْرِيرُ: موضع في بلاد غاضرة ، والجنيبة: ثِنْيٌ من التسرير
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 426 ، مايو 1994 م ، درع حيوي ضد التلوث ، د. عواد الجدي.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 25 ، والأشعة فوق البنفسجية : هي موجات إشعاع واقعة وراء الطرف البنفسجي من الطيف المنظور، أطوالها أقصر من أطوال الضوء المرئي وأطول من أطوال أشعة أكس، وإنما ينطلق الإشعاع فوق البنفسجي من الشمس بيد أن الغلاف الجوي يمتص جانباً كبيراً منه; وما يصل الأرض من هذا الإشعاع غير مؤذ نسبياً، ومهما يكن من أمر فإن في الإمكان إحداث الإشعاع فوق البنفسجي صنعياً ، والواقع أن فرط التعرض له كثيراً ما ينزل بالكائنات الحية أذى كبيراً, ومن هنا كان استخدامه في إبادة الجراثيم.(1/346)
والأشعة تحت الحمراء : هي موجات إشعاع واقعة تحت الطرف الأحمر من الطيف المنظور، أطوالها أكبر من أطوال الضوء المرئي ولكنها أقصر من أطوال الموجات اللاسلكية، والإشعاع تحت الأحمر يستخدم في التصوير الفوتوغرافي لأنه يمكننا من تصوير الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة، وهو يستخدم أيضاً في عمليات التسخين والتجفيف, وفي صناعة الورق بغية إزالة الرطوبة منه، وتتميز الأشعة تحت الحمراء, إلى ذلك, بقدرتها على اختراق الضباب.
ـ الحمض النووي : مركب كيميائي معقد موجود في جميع الخلايا الحية، والأحماض النووية تتألف من الحمض الفوسفوري, وبعض المواد السكرية والقواعد العضوية، وهي تتحكم في الوراثة تحكماً كبيراً .
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 27.
ـ الكلور : عنصر غازي أصفرمخضر شديد السمية. رمزه ( Cl (. رقمه الذري 17. وزنه الذري 35,4، نقطة انصهاره 103 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 34 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,56، والكلور عظيم النشاط كيميائياً, ومن أجل ذلك فإنه لا يوجد في الطبيعة حراً، وهو يتحد مع الفلزات واللافلزات، وهو يستخدم اليوم في صنع العقاقير الطبية, وتكرير السكر, وتنقية الماء, وفي صنع مسحوق التبييض, واللدائن, ومبيدات الحشرات ومطفئات الحريق، حضره الكيميائي السويدي كارل ولهم شايلي
(عام 1774) من حمض الهيدروكلوريك وثاني أكسيد المنغنيز وظل يعتبر مركباً إلى أن أقام السير همفري دايفي الدليل على استحالة حله (عام 1810).(1/347)
والفلور : عنصر لافلزي هو عبارة عن غاز شديد السمية, أصفر شاحب, نفاذ الرائحة, مهرئ, سريع الالتهاب إلى حد بعيد، يتحول بالتبريد إلى سائل أصفر، لا يوجد حراً في الطبيعة, ولكن متحداً بالفلوريت, الذي يعتبر مصدره الأساسي, وبماء البحر والعظام والأسنان - ولو بمقادير قليلة – أيضاً، والفلور أشد العناصر تفاعلاً، وهو يتحد مع جميع العناصر باستثناء الهليوم والنيون والأرجون، عزله عام 1886 الكيميائي الفرنسي هنري مواسان، رمزه ( ( F رقمه الذري 9، وزنه الذري 18,99، نقطة انصهاره 2196 مئوية تحت الصفر، نقطة غليانه 188 مئوية تحت الصفر، ثقله النوعي 1,7، له استخدامات كثيرة في الكيمياء العضوية، ويستعان به اليوم للوقاية من نخر الأسنان عند الأطفال، وقد يضاف إلى مياه الشرب بغية مكافحة هذا البلاء.
والكربون : عنصر لا فلزي متوافر في الطبيعة حراً ومركباً، موجود في جميع الكائنات الحية، وهو أساسي للحياة، والحيوانات إنما تستمد الطاقة من طريق أكسدة المركبات الكربونية التي يشتمل عليها غذاؤها، رمزه ( ( C، رقمه الذري 6، وزنه الذري 12,01، نقطة انصهاره 3550 مئوية، نقطة غليانه 4827 مئوية، وللكربون أشكال تآصلية ثلاثة, هي الماس, والغرافيت, والكربون الأسود، وهناك أكثر من نصف مليون مركب كيميائي تشتمل على الكربون, ومن أجل ذلك نشأ فرع خاص من علم الكيمياء يعنى بدراسة المركبات الكربونية ويعرف ب- ( الكيمياء العضوية ( ، وفي عام 1961 اختير نظير الكربون 12 Carbon-21 معياراً تقاس على أساسه الأوزان الذرية لجميع العناصر الأخرى, وبذلك حل محل الأكسجين في هذا المجال.(1/348)
ـ الأكزيما ويقال لها النملة : التهاب جلدي بعضه حاد وبعضه مزمن يصيب الوجه واليدين بخاصة، يتميز بالحكة واحمرار الجلد وظهور بثور لا تلبث أن تكسوها قشور وحراشف، والنملة لا تعدي, ولا يعرف سببها على وجه الضبط. ويذهب بعض العلماء إلى أنها استهدافية المنشأ، ومن أنواعها ما ينشأ عن احتكاك اليدين بالمواد الكيميائية، وهي تعالج, كما تعالج ضروب الاستهداف كلها, بالبحث عن السبب ثم اجتنابه، وأيا ما كان, ففي الإمكان التخفيف من وطأة النملة أو الأكزما باللجوء إلى بعض المسكنات، وقد لجئ في السنوات الأخيرة إلى الاستعانة على الأكزما ببعض المستحضرات الإستيرويدية Steroid Preparations فأثبتت فائدتها إلى حد كبير.
ـ هاليفاكس : مدينة في الجزء الشمالي من إنكلترا، تقع على مبعدة 32 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة مانتشستر، أسست في عهد السكسون.سكانها 115,000ن.
وهاليفاكس : عاصمة مقاطعة نوفا سكوتيا في كندا وكبرى مدنها أيضاً ، أسسها البريطانيون, عام 1749. سكانها 175,000ن.
ـ مجلة العربي ، العدد 511 يونيو 2001م ، ممنوع دخول المتعطرين !! ، رجب سعد السيد .
ـ يتكون الغلاف الجوي الغازي الذي يحيط بالكرة الأرضية من عدة أغلفة وهي : 1 ـ طبقة التروبوسفير
2 ـ الستراتوسفير 3 ـ الميروسفير 4 ـ الإينوسفير 5 ـ الإيكزوسفير أي الطبقة الخارجية .
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 30 بتصرف.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر ، الطبعة الأولى 1418هـ 1998م : 32 بتصرف.(1/349)
ـ الرنة : أيل من جنس "رنجيفر" Rangifer ورتبة مزدوجات الأصابع، موطنه الأصقاع الشمالية من أوروبا وآسيا وأميركا، وقد دجن في أوروبا منذ قرون عديدة، يبلغ ارتفاعه حتى الكتفين متراً واحداً, ويبلغ وزنه نحواً من تسعين كيلو غراماً، ويتميز من سائر الأيائل بأن لذكوره وإناثه قروناً; بيد أن قرون ذكوره أضخم من قرون إناثه، وهو يحيا جماعات جماعات, ويقتات بالأعشاب في المقام الأول.
ـ انظر : قضايا البيئة المعاصرة ، نصر حسن حيدر : 69 .
ـ انظر : المصدر السابق : 126.
ـ انظر : ما هو علم البيئة ، د.ف. أوين ، ترجمة : باسل الطباع ، منشورات وزارة الثقافة بدمشق ، 1975م : 148 .
ـ انظر حياة الحيوان الكبرى ، كمال الدين الدميري ، دار الكتب العلمية ، بيروت : 1 / 222 .
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 362 يناير 1989 م ، النفايات السامة والصفقات المشبوهة ، د. سمير رضوان .
ـ انظر مجلة العربي ، العدد 362 يناير 1989م ، النفايات السامة والصفقات المشبوهة ، د. سمير رضوان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
زوروا موقعنا على الشبكة :
muhhmdkalo.jeeran.com/images/
-
---
أبو بيان
01-31-2007, 07:25 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم
وأقترح لك تفسيرين مختصرين موثوقين معاصِرَين, تنقل منهما معاني الآيات التي تريد الاستشهاد بها على عناصر بحثك؛ فإن صحة المعنى شرط لصحة الاستنباط منه والبناء عليه, وهذان التفسيران هما:
التفسير الميسر:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1241
والمنتخب من تفسير القرآن:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2344
وفقك الله ونفع بك.
---
(1/350)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟
---
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟
---
أم اليمان
12-27-2005, 01:34 AM
اسم الكاتب : عبدالإله الشايع
ملتقى أهل الحديث
قال ابن منظور في لسان العرب : " الفائدة ما استفدته من علم أو مال وجمعها الفوائد وهما يتفاودان العلم أي يفيد كل واحد منهما الأخر " .
إن من ثمرات قراءة الكتب تقييد الفوائد ، حتى ذكر الكثير من أهل العلم أن قراءة الكتب قد لا يتحقق منها الفائدة المرجوه إلا بتقييد هذه الفوائد .
قال عبدالسلام هارون –رحمه الله - : " فإن الحكيم العربي كان يقول وقوله حق : ( العلم صيد والكتابة قيد . وإذا ضاع القيد ذهب الصيد )
وكثيراً ما يقرأ الإنسان شيئاً فيعجبه ، ويظن أنه قد علق بذاكرته ، فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم ، وضاع معه مفتاحه ، فانتهى إلى حيرة في استعادته واسترجاعه " .
ولكن يبقى السؤال المهم ألا وهو :
ما الفوائد التي ينبغي تقييدها عند قراءة الكتب ؟
وكيف يتم تقييد هذه الفوائد ؟
وأين تقيد هذه الفائدة ؟
وما ذا بعد تقييد هذه الفوائد ؟
وسأحاول الإجابة على هذه الأسئلة المهمة حسب الوسع والطاقة .
ففيما يتعلق بماهية الفوائد ، فقد ذكر بعض أهل العلم ما ينبغي تقييده من الفوائد .
قال ابن جماعة –رحمه الله – فيما ينبغي لطالب العلم : " إذا شرح محفوظات ، وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر به أو يسمعه من الفوائد النفيسة والمسائل الدقيقة والفروع الغريبة ، وحل المشكلات والفروق بين أحكام المتشابهات من جميع أنواع العلوم ، ولا يستقل بفائدة يسمعها ، أو يتهاون بقاعدة يضبطها ، بل يبادر إلى تعليقها وحفظها " .(1/351)
وقال الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله – في الفوائد التي ينبغي تقييدها : " الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن ، أو التي يندر ذكرها والتعرض لها ، أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، هذه اقتنصها ، قيدها بالكتابة لا تقول هذا أمر معلوم عندي ، ولا حاجة أن أقيدها ، فإنك سرعان ما تنسى ، وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة ما تحتاج إلى قيد ، ثم بعد فترة وجيزة يتذكرها ولا يجدها ، لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو يتجدد وقوعها وأحسن ما رأيت في مثل هذا كتاب " بدائع الفوائد " للعلامة ابن القيم ، فيه بدائع العلوم ، ما لا تكاد تجده في كتاب آخر ، فهو جامع في كل فن ، كلما طرأ على باله مسألة أو سمع فائدة قيد ذلك ، ولهذا تجد فيه من علم العقائد ، والفقه ، والحديث ، والتفسير ، والنحو ، والبلاغة " .
وقال الشيخ بكر أبوزيد في " حلية طالب العلم " : " ابذل الجهد في حفظ العلم (حفظ كتاب) ، لأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع ، وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج ، لا سيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها ، ومن أجل فوائدها أنه عند كبر السن وضعف القوى يكون لديك مادة تستجر منها مادة تكتب فيها بلا عناء في البحث والتقصي " .
وبعد هذه النقول يمكن تلخيص كلام العلماء حول الفوائد التي يجدر بنا أن نُعنى بتقييدها فيما يلي :
1-المسائل التي تكون في غير مظانها ، فمن يطالع كتاباً مثل كتاب " الحيوان " للجاحظ يلاحظ أنه حوى الكثير من الفوائد في الكلام عن الكتب وفضائلها مما ليس له علاقة بموضوع الكتاب الأساس وهكذا في كثير من كتب الأعلام القدماء.
2-الفوائد التي يندر وقوعها ، أو يتجدد .
3-الضوابط العلمية والقواعد التي يبنى عليها العديد من المسائل الجزئية .
4-الطرائف والنوادر والقصص المعبرة .
5-المسائل المشكلة .
6-دقائق الاستنباطات .
7-الفروق الدقيقة والنظائر والأشباه .(1/352)
8-الفائدة التي يتفرد بها عالم عن غيره ، ولم يسبق إليها ، ومثال ذلك : عند قراءة كتب التفسير ، أن يذكر ابن كثير تفسير لآية ، لا توجد عند غيره من المفسرين .
أما كيف يتم تقييد هذه الفوائد وأين ؟
فهناك كلام نفيس لبعض أهل العلم حول هذه المسألة المهمة .
قال عبدالسلام هارون –رحمه الله - : " والباحثون ، ولا سيما في أيامنا هذه ، يقيدون هذه المعارف في جذاذات ، يرجعون إليها عند الحاجة ، ولكني سلكت طريقاً أوثق من طريق الجذاذات ، هو دفتر الفهرس ، وهو الذي سميته " كناشة النوادر " ،أقيد فيها رءوس المسائل مرتبة على حروف الهجاء ، مقرونة بمراجعها … " .
وقال الشيخ بكر أبوزيد : " اجعل لك كناشاً أو مذكرة لتقييد الفوائد والفرائد والأبحاث المنثورة في غير مظانها ، وإن استعملت غلاف الكتاب لتقييد ما فيه من ذلك فحسن ، ثم تنقل ما يجتمع لك بعد في مذكرة ، مرتباً له على الموضوعات ، مقيداً رأس المسألة ، واسم الكتاب ، ورقم الصفحة والمجلد ، ثم اكتب على ما قيدته " نقل " ، حتى لا يختلط بما لم ينقل ، كما تكتب : " بلغ صفحة كذا " فيما وصلت إليه من قراءة الكتاب حتى لا يفوتك ما لم تبلغه قراءة " .
وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان : " تقييد الفوائد التي تسمعها : على الكتاب ، أو في دفتر خارجي ، وهذه الفوائد إذا حرص الإنسان على تقييدها ، وعلى مراجعتها مرة بعد مرة ، فإنها بإذن الله تعالى تكون عنده ملكة في الكلام ، وفي التحضير ، وفي إزالة الإشكال ، وقل مثل هذا في القراءة .
وقال : " فإذا قرأت كتاباً (سواء على شيخ أو قراءة حرة ) فاحرص كل الحرص على أن تقيد ما تسمع أو تقرأ من الفوائد ، أو ما يمر عليك من الشوارد والفرائد ، فإذا أتممت قراءة الكتب ثم تصفحت تلك الفوائد ، ستشعر أنك جمعت كنزاً عظيماً ، خاصة إذا جعلتها منظمة بحيث تحكم تبويبها .(1/353)
فإذا قرأت كتابين أو ثلاثة ، ثم علقت على جنباتها ما قرأت من الفوائد ، ثم لخصتها ونظمتها وجعلتها في دفتر فيكون لديك كثير من الفوائد المنتوعة : في المعتقد ، وفي الأصول ، وفي الجرح والتعديل ، وفي النحو … وهلم جرا .
واجعل لك دفترأً شاملاً مقسماً ، بحيث يكون فيه : قسم للفوائد الأصولية ، وقسم للفوائد النحوية ، وقسم للجرح والتعديل … وهلم جرا ، فسترى أنك تستطيع أن تحضر دروساً ومحاضرات ، وتكتب بحوثاً في كل فن على حدة خاصة أن هذه الفوائد قل ما تكون موجودة في كتاب مجموع ، وأنت قد وجدتها في كتب متفرقة .
وأزيدك أيضاً فائدة تجعل العلم لا يتفرق من ذهنك ، ويبقى ميسراً إذا أردت تَذَكَّرهً : فمثلاً إذا قرأت كتاباً في الرؤى والأحلام ، ثم قرأت كتباً أخرى متنوعة ، ومن هذه الكتب استخرجت فوائد تتعلق بالرؤى والأحلام ، فاحرص كل الحرص على أن تفرغ هذه الفوائد من جميع هذه الكتب بأرقام الصفحات فقط ، على الغلاف الداخلي لكتاب الرؤى والأحلام ، فتقول : انظر الاعتصام (1/121) انظر إعلام الموقعين (2/…) إلخ .
ولن تعرف قيمة هذا الحصر إلا إذا أردت أن تقرا قراءة مستقلة في هذا الموضوع ، فترى أنك جمعت متفرقات ، وألفت بين مختلفات في موضوع واحد ، وإذا رتب الكلام في الموضوع فترى أنك أحطت بأوله وآخره . وهذا الكلام مجرب ومقروء ومشاهد ، كذلك إذا سمعت فائدة خارجية فاحرص على أن تضيفها للكتاب ، ومع كثرة الفوائد الخارجية يخرج لك كتاب آخر " .
وبعد هذه النقول يمكن أن ألخص الطرق التي تقيد بها الفوائد بما يلي :
1- تسجيل الفوائد على الغلاف الداخلي للكتاب .
2- تقييد الفوائد على بطاقات ومن ثم يتم تصنيفها ، وهذه الطريقه أفضل ما تكون عندما يكون الهدف كتابة بحث أو رسالة علمية .
3- تخصيص كراساً أو كناشة لتقييد هذه الفوائد ومن ثم ترتيبها على الموضوعات .(1/354)
4- تسجيل الفوائد على غلاف الكتاب ثم نقلها إلى كراسٍ مخصص لهذا الأمر ، وهذه طريقة جربتها ووجدت نفعها ولله الحمد .
5- تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً ، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها .
ومن المهم هنا الإشارة إلى بعض الأخطاء التي قد يقع فيها كثير ممن يقرأ الكتب فيما يتعلق بتقييد الفوائد ، من هذه الأخطاء :
1-إهمال تقييد الفائدة بحجة أنه يعرفها قال الإمام النووي –رحمه الله – وهو يرشد الطلاب إلى تعليق الفوائد : " ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت ، بل يبادر إلى كتابتها ،ثم يواظب على مطالعة ما كتبه … " .
2-عدم عزو الفائدة لأهلها فقد قيل من بركة العلم أن يعزى إلى أهله .
إذا أفادك إنسان بفائدة من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة أفادنيها وألق الكبر والحسدا .
3-الاشتغال بالفوائد أثناء البحث ، إذا كنت تبحث عن مسألة ما وأثناء تقليبك للكتاب وجدتَ فائدة فلا تنشغل بها لأن الفوائد كثيرة ، وقد يضيع عليك الوقت لانشغالك بهذه الفوائد ، وإن علَّمت على هذه الفوائد وأشرت إليها بالقلم فهذا حسن ، حتى تنتهي من بحثك ثم تعود إلى هذه الفوائد .
4-تأخير تقييد الفائدة ، قال الإمام النووي –رحمه الله - : " ولا يؤخر تحصيل فائدة –وإن قلت – إذا تمكن منها ، وإن أمن حصولها بعد ساعة ، لأن للتأخير آفات ، ولأنه في الزمن الثاني يحصل غيرها " .
5-التقليل من شأن الفوائد التي يأتي بها القرين .
وأخيراً أشير إلى أهم ثمرات تقييد الفوائد ، منها :
1-حفظ العلم .
2-إيجاد مادة تستفيد منها عند الكتابة أو تحضير موضوع أو خطبة أو كلمة وغير ذلك .
3-تقييد الفوائد يسهم في رسوخ المعلومات في ذهن القارىء .
4-تقييد الفوائد يعطي ملكة عند الحديث وإفادة الآخرين .
5-يسهل الرجوع إلى الكتاب الذي سبق قراءته وتكرار الاستفادة منه .(1/355)
6-الفوائد ثمرة تجارب ومشاهدات فهي كالرحيق من الزهرة وكالشهد من العسل . وهي خلاصة الخلاصة ، والعرب تقول : " يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق " .
---
(1/356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب التبر المسبوك في نصيحة الملوك للغزالي
---
حمل كتاب التبر المسبوك في نصيحة الملوك للغزالي
---
مسك
12-07-2004, 12:58 PM
كتاب جمع فيه مؤلفه( أبو حامد الغزالي ) نصائح للملوك والولاة شملت على أصول الدين ويمتاز أسلوب الغزالي بسهولة الأداء وغزارة المعنى
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31781)
---
(1/357)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من المقصود بـ((أبو الشيخ ))الذي ينقل عنه الشوكاني في فتح القدير ؟؟
---
من المقصود بـ((أبو الشيخ ))الذي ينقل عنه الشوكاني في فتح القدير ؟؟
---
ابواحمد
02-06-2006, 09:37 PM
وهل هو نفسه (ابو الشيخ )الذي ينقل عنه بقية المفسرين ؟؟
أم أنه شيخ آخر؟؟؟؟
وجزاكم الله خيراَ
---
أحمد بن سالم المصري
02-06-2006, 11:12 PM
هو الإمام الحافظ محدث أصبهان : أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني .
ومن أشهر كتبه :
1- التفسير ، وهو مفقود ، وينقل عنه كثير من المفسرين .
2- العظمة ، وهو مطبوع في (6) مجلدات .
3- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مطبوع .
وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (16/276) .
---
ابواحمد
02-07-2006, 12:23 AM
شكر الله لكم تفاعلكم اخي الكريم ...........
---
عبدالله الحضرمي
02-09-2006, 03:09 AM
أخي أبو أحمد وأخي احمد سالم أحسن الله اليكما والله لقد استفدت كثير مما كتبتما
---
الأزهري الأصلي
02-12-2006, 04:27 PM
السلام عليكم:
تجد ترجمته هنا:
http://204.97.230.60/SubMosanfeen.aspx?FileID=mosanefo&ID=143
ومعظم كتبه موجودة مطبوعة وهنا عرض لبعض كتبه في موقع جامع الحديث:
http://204.97.230.60/AuthorBooks.aspx?Auther=أبو%20الشيخ%20الأصبهاني
وأتمنى على الإخوة أن يدلونا أين نجد مخطوطة تفسيره؟؟
أخوكم.
---
(1/358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صفحات من التاريخ الصهيوني الاسود ::: مذبحة صبرا و شاتيلا
---
صفحات من التاريخ الصهيوني الاسود ::: مذبحة صبرا و شاتيلا
---
hedaya
09-16-2005, 06:14 AM
صفحات من التاريخ الصهيوني الأسود
(((مذبحة صبرا وشاتيلا)))
سبتمبر 1982 مـ
إذا فتشنا فى تاريخ إسرئيل فسنجده تاريخاً أسود, ملطخاً بالدماء، حافلا بالمجازر والمذابح الدموية البشعة التي ارتُكِبَت بحق أبناء الشعب الفلسطينى في نابلس وجنين وطولكرم والخليل ورام الله ورفح وخان يونس وبيت حانون وجباليا والشجاعية والزيتون وخزاعة والبريج والنصيرات وفي العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة .. ولعل من أبشع هذه المجازر الصهيونية وحشية ودموية وتوجيهاً لمجريات الصراع بين المحتل الغاشم وأصحاب الأرض السليبة المذبحة التي نخط كلماتنا عنها اليوم،
مذبحة سالت فيها دماء الأبرياء وصعدت فيها قوافل الشهداء،
إنها مذبحة صبرا وشاتيلا
في صباح السابع عشر من سبتمبر عام 1982م أي قبل 23 عاماً , استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير. في تلك المذبحة تحالف أعداء الإسلام من صهاينة وخونة فانضم الجيش الإسرائيلى إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة إلى تصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد.
صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحم بيجن.(1/359)
بدأت المذبحة فى الخامسة من مساء السادس عشر من سبتمبر حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم , حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين .
48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة .. أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة فى الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين و رؤوساً أخرى محطمة ! ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطينى والمئات من أبناء الشعب اللبنانى !
مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن الجريمة الصهيونية الأخيرة بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، فمسلسل المجازر اليومية لم ينته، والإرهابي شارون لم ولن يتوانى عن ارتكاب مزيد من المجازر في حق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم من العالم بأسره. وكأن يديه القذرتين اعتادتا أن تكونا ملطختين بالدم الفلسطيني أينما كان.(1/360)
لكننا نحن المسلمون نسعى لنحيى قضيتنا ونذكر بها وندعم إخواننا المجاهدين الواثقين أن سبيل النصر الوحيد هو طريق الجهاد والاستشهاد، ندعمهم يداً بالدعاء ويداً بالعطاء لأرض الإسراء، نبذل ما بوسعنا لإضعاف اليهود بمقاطعتهم مقاطعة اقتصادية شاملة تحيط بهم وتبث الوهن في معداتهم ... لعل هذا هو أقل ما يمكن أن نعتذر به لربنا ونقدمه وفاء للشهداء والاستشهاديين والمظلومين والمجاهدين. فلنأخذ بأسباب استحقاق النصر ولنعمل جاهدين لهذا الدين ولنَصْدُق ما عاهدنا الله عليه وهو جلَّ وعلا بقهر أعدائنا كفيل ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
---
(1/361)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل برنامج القول الأصدق
---
حمل برنامج القول الأصدق
---
شريف بن أحمد مجدي
08-02-2005, 01:06 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أقدم لكم اليوم آخر إصداراتي ألا وهو برنامج القول الأصدق في بيان ماخالف فيه الأصبهاني الأزرق الذي يحوي كلاً من ( المنظومة الأصبهانية للإمام/ محمد المتولي - شرح المنظومة من كتاب القول الأصدق في بيان ماخالف فيه الأصبهاني الأزرق للشيخ/ على الضباع - القراءة الصوتية للمنظومة بصوت القارئ/ طه الفهد
هذا وأناشد كل من وجد خطأ أن ينبهني إليه وجزاكم الله خيرًا
وَإِنْ كانَ خَرْقُ فَادرِكْهُ بِفَضْلَةٍ=مِنَ الْحِلْمِ ولْيُصْلِحْهُ مَنْ جَادَ مِقْوَلاَ
حمل برنامج القول الأصدق في بيان ماخالف فيه الأصبهاني الأزرق من هنا (http://www.khayma.com/tajweed/برنامج القول الأصدق.zip)
---
شريف بن أحمد مجدي
08-02-2005, 03:47 PM
ملحوظة : إذا لم تعمل القراءة الصوتية قم بتحميل هذا البرنامج ومن ثم قم بتنصيبه وإن شاء الله سوف تعمل القراءة الصوتية بشكل جيد حمل من هنا (http://www.khayma.com/tajweed/برنامج%20لتشغيل%20الصوت.zip)
ويمكنكم زيار الصفحة الخاصة بالبرامج من هنا (http://www.khayma.com/tajweed/programs.htm)
---
(1/362)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال حول المتواتر عند المفسرين
---
إشكال حول المتواتر عند المفسرين
---
عمر المقبل
12-06-2003, 11:13 PM
المتواتر عند المحدثين له شروطه المعروفة ، وهي مأخوذة ـ عند التحقيق ـ من المتكلمين ، وفي بعضها نقاش ، ولست هنا بصدد الحديث عنها ، وإنما سؤالي :
حينما وصفت القراءات السبعية بـ(المتواترة) فهل طبقت عليها شروط الحديث المتواتر عند المحدثين ؟
فإن كان الجواب : نعم ، فيشكل على ذلك أن بعض القراءات تنتهي عند صحابيٍ واحد فقط أو اثنين ، أو حتى ثلاثة ، ومثل هذا ـ عند المحثين ـ لا يدخله في جملة المتواتر ـ وإن اختلفوا في العدد الذي يثبت به التواتر ـ .
ثم إذا قلنا ـ على سبيل المثال ـ : إن قراءة قراءة حفص عن عاصم ليست متواترة عند ابن جرير ـ كما توصل إلى ذلك الشيخ الفاضل المفيد د.مساعد الطيار ـ فكيف صارت متواترة عند من أتوا بعده ؟! لأنه حيئذ قد فقد التواتر في إحدى الطبقات ـ وهذا على حد المحدثين ـ .
فهل من إزالة لهذا الإشكال القائم عندي ؟!
---
عبدالرحمن الشهري
12-07-2003, 10:56 AM
ذكر الشيخ عبدالله الجديع في (تحرير علوم الحديث) 1/43 كلاماً جيداً حول هذه المسألة ، أذكره ملخصاً من باب المذاكرة هنا مع بعض التصرف طلباً للاستفادة منكم أبا عبدالله ومن جميع الإخوة وفقهم الله.
حيث ذكر أنَّ التواتر قسمان :
1- تواتر ضروري . وهو ما أغنى في صحته عن البحث في الإسناد. وتواتر القرآن الكريم من هذا القسم ، ولذلك فإنك لا تجد شرط التواتر المعروف عند المحدثين مطبقاً ولا يبحث أصلاً عند الحديث عن تواتر القراءات ، وما هذه الأسانيد التي بأيدي الناس اليوم إلا من باب طلب اتصال الأسانيد فحسب وليس فيها شرط التواتر ، وهي تنتهي إلى أفراد في آخرها أو في أثنائها.(1/363)
2- تواتر نظري. وهو ما كان موقوفاً على جمع الطرق والروايات ، فهو مبني على البحث والنظر ، والعلم بهذا القسم غير حاصل ضرورة كتواتر نقل القرآن المستغني عن الأسانيد والطرق. ومن هذا القسم التواتر في الأحاديث النبوية ، وهو لا يستغنى فيه بمجرد تعدد الأسانيد عن ثبوت أفرادها ، فمن الأحاديث ما تعددت أسانيده وكثرت ، لكنها واهية ولا يثبت منها شيء.
وهذا المعنى أغفله أكثر من تعرض لهذا الموضوع ، خصوصاً أن أكثر من تكلم في التواتر هم الأصوليون ، وهؤلاء تكلموا في التواتر الضروري ، كتواتر القرآن ، ومن ثمَّ عدَّاه طائفة إلى الحديث ، وأغفل هؤلاء أن نقل القرآن ليس كنقل الحديث ، فلا يستويان ، فتواتر القرآن أغنى في صحته عن البحث في الإسناد ، بخلاف تواتر الحديث ، فإن عمدته على الإسناد ، ويكفيك دليلاً على ضعف القول باستغناء الحديث المتواتر عن الإسناد ما تنازعوه في قدر ما يدعى فيه التواتر فإن موجب التواتر التسليم لصحته دون مناقشة على طريقة أهل الأصول ، فكيف يصح التنازع بعدُ في شيء من ذلك : هو متواتر أو غير متواتر ؟
وأما ما ذكرته أخي الكريم عن رواية حفص عن عاصم ، وأنها لم تتواتر عند الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله فالذي فهمته أنا أنها لم تبلغه لا بطريق التواتر ولا بغيره ، حيث لم يشر إليها في تفسيره ، وهذا أمر يدعو للغرابة حيث قد ذكر عنه رحمه الله أنه ألف كتباً جامعاً في القراءات ، وتلميذه ابن مجاهد هو الذي وضع كتاب السبعة ، وهو كان في بغداد حاضرة العلم حينذاك ! فعدم بلوغ هذه الرواية لابن جرير أمر مستغرب ولعل الأيام تكشف لنا المزيد من العلم حول هذه المسألة بعون الله.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
---
خالد الباتلي
12-07-2003, 06:36 PM
ينبغي أن يفرق بين تواتر القرآن ، وتواتر القراءات ، فالأول ضروري قطعي لاإشكال فيه ، وأما الثاني فهو محل البحث ، وقد سبقت الإشارة إلى هذا الموضوع على الرابط :(1/364)
أركان القراءة المقبولة ..أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=224) .
---
(1/365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قاعدة الرسائل
---
سؤال عن قاعدة الرسائل
---
دمعة الأقصى
11-15-2006, 09:06 PM
هل قاعدة الرسائل الموجودة في الملتقى تحوي الرسائل العلمية الجامعية، أم أنها بانتظار جمع الدكتور: عبدالله الجيوسي للرسائل العلمية في الدراسات القرآنية كما سمعت، لأني لم أعرف طريقة البحث في صفحة قاعدة الرسائل
أفيدوني جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
11-15-2006, 09:26 PM
نحن فعلاً لم ننه ربط قاعدة بيانات الدكتور عبدالله الجيوسي بالموقع إن شاء الله . ويمكن البحث في قاعدة الموقع حالياُ هنا
http://tafsir.net/rslj.php
---
دمعة الأقصى
11-15-2006, 10:41 PM
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم
---
(1/366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل ورد هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه؟؟؟
---
هل ورد هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه؟؟؟
---
المعظم لربه
03-18-2006, 05:04 PM
"ليس الخطأ أن تُدخل في القرآن ما هو فيه, إنما الخطأ أن تُدخل في القرآن ما ليس فيه"!.
وشكرا لكم
---
المعظم لربه
03-19-2006, 02:31 PM
هل ورد.......ز وأين ورد؟؟
---
المعظم لربه
03-20-2006, 01:17 PM
من يعين؟.
---
أحمد القصير
03-20-2006, 02:12 PM
حسب تتبعي للآثار عن ابن مسعود لم أقف على هذا الأثر
ومتن هذا الأثر لا يبدو أنه من كلام ابن مسعود والله تعالى اعلم
---
المعظم لربه
03-20-2006, 11:35 PM
حدثني من أثق بعلمه أنه قرأه "موثقا", ولكن لعله ليس لابن مسعود رضي الله عنه.
---
د.أبو بكر خليل
03-21-2006, 12:35 AM
"ليس الخطأ أن تُدخل في القرآن ما هو فيه, إنما الخطأ أن تُدخل في القرآن ما ليس فيه"!.
وشكرا لكم
---------------------------------------------------------
- كيف ندخل في القرآن الكريم ما هو منه و داخل فيه أصلا ؟!
و كيف يوصف ما هو منه و داخل فيه ب ( الخطأ ) ؟!
* ينبغي عليك أن تذكر مصدر نقل ( من تثق فيه ) أولا ،
أو اسأله عن مصدره ،
- و هل إدخال ما ليس من القرآن فيه يعدّ ( خطأ ) أم كفرا و زندقة ؟
* و لعل وراء الأكمة ما وراءها ،
فافصح عن عن مقصودك ، ليسهل الجواب ، بدلا من الكلام بالتجزئة .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
03-21-2006, 06:24 PM
سؤال آخر : بالنسبة لمن يتتبع آثار ابن مسعود رضي الله عنه ؛ ماصحة نسبة الكلام الآتي له :
" ينبغي لقارئ القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مستيقظون- أو وبصيامه إذا الناس مفطرون- وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخضوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون " .(1/367)
ثم مامدى توافق بعض عبارات هذا القول مع سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- في ذلك ؟!
---
د.أبو بكر خليل
03-21-2006, 08:30 PM
المعنى صحيح في ذاته ،
فقارئ القرآن المتدبر لآياته ، و المتأثر حقا بوعده و وعيده - كثير قيام الليل ، كثير النشاط و السعي في كل خير بالنهار ، كثير الصيام ، كثير الفكر و التدبر ، و الصمت و عدم اللغو في الكلام
كثير الأحزان لما قد يراه من أفعال و أحوال ، و تذكر للموت و للحساب
- هذا ما أفهمه من ذلك الكلام الوضاء
---
جمال حسني الشرباتي
03-21-2006, 10:13 PM
"ليس الخطأ أن تُدخل في القرآن ما هو فيه, إنما الخطأ أن تُدخل في القرآن ما ليس فيه"!.
وشكرا لكم
أسلوب العبارة حديث --وقد سمعت كثيرا من العبارات المماثلة بمضامين شتّى---وليس من أسلوب السلف مثل هذه العبارة
وقد انتقد أخي الدكتور د.أبو بكر خليل المتن انتقادا بيّنا فبارك الله به
---
د.أبو بكر خليل
03-22-2006, 09:53 PM
و بارك الله فيك أخي الكريم .
و ليت العضو المكنَى ب " المعظم لربه " يكن له من كنيته نصيب ،
فقد سبق لي أن بيَنت له تحريفه القول و النقل في مشاركة له من مدة ،
هدانا الله و إياه
---
(1/368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العالم الرباني الشيخ المقرئ عبيد الله الأفغاني
---
العالم الرباني الشيخ المقرئ عبيد الله الأفغاني
---
ابن الشجري
02-07-2004, 02:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر مؤخراً عن دارعالم الفوائد كتاب يحمل هذا العنوان ، تضمن ترجمة لشيخنا الجليل بقية السلف ، الشيخ عبيد الله بن عطاء الافغاني ـ أمد الله في عمره ـ فمن كان يعرفه فقد عرفه ، ومن لم يعرفه فليطلع على الكتاب ، فقد احتوى على مايزيد عن خمسمئة صفحة ، الجزء الأكبر كان ترجمةً للشيخ ، وباقي الصفحات عبارة عن ثلاث رسائل تتعلق بمسألة النطق بالضاد ، والتي كان الشيخ من المحققين لها.
والكتاب من تأليف الشيخ د. يحيى بن عبد الله البكري الشهري ، أستاذ الحديث وعلومه بكلية المعلمين بأبها , جزاه الله خيراً كفاء ماقام به من جهد مشكور .
أسأل المولى أن يمن علينا وعلى شيخنا بحسن الخاتمة بعد طول عمر وحسن عمل ـ وهذا غالب دعاء الشيخ هذه الايام ـ (حسن الخاتمه) وتالله لطالما أقضت مضجع الصالحين ، وأبكت عيون الخاشعين الساجدين ، جعلنا الله جميعا منهم .
وقد آثرت عدم التعرض لشئ من ترجمة الشيخ حتى لا أذهب بالشوق لمطالعة الكتاب ، فقد كفانا الشيخ يحيى مؤنة ذلك ، نضر الله وجهه ، مع أن في جعبتي أشياء عن الشيخ لم يعرج عليها أخي الكريم ، وظني أنه عن قصد أغفلها , لوجود الشيخ بين ظهرانينا ، فالله يتولى الجميع بلطفه .
فعجل باقتناء نسختك من الكتاب قبل نفاده فمحبي الشيخ كثر.
---
عبدالرحمن الشهري
02-07-2004, 03:50 AM
جزاك الله خيراً أخي الحبيب فطالما انتظرت هذا الكتاب. بشرك الله بكل خير.
---
(1/369)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
---
ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
---
شاركوني في الإجابة بارك الله فيكم (0 ردود)
أول مبارك بالقسم الجديد (0 ردود)
فهرس موضوعات القراءات ( فهرس متجدد) (8 ردود)
مقدمة كتابي (لحن القراء) (2 ردود)
للعارفين بفن القراءات (2 ردود)
الجمع الصوتي للقراءات (0 ردود)
التحبير فيما زاده النشر على التيسير - بدائع البرهان على عمدة الفرقان (2 ردود)
الشيخ المقرئ رفعت البسطويسي - بارك الله في عمره. (0 ردود)
رأيكم يا أهل القراءات وأصحاب الأزرق (4 ردود)
هل التاء حرف قلقلة ؟ (16 ردود)
المقرئ الدكتور أيمن سويد الدمشقي (1 ردود)
صدر حديثاً : (الفرق بين الضاد والظاء ، في كتاب الله عز وجل) ؛ لأبي عمرو الداني (1 ردود)
الشيخ المقرئ أحمد الزعبي (0 ردود)
رسالة فيما قرأنا به لحفص في مصر (1 ردود)
سؤال عن علة رسم كلمة في القرآن الكريم (10 ردود)
مخطوط: الكنز في القراءات العشر لابن الوجيه (740هـ) (8 ردود)
إتحاف الأنام بما في "يحي الموتي " من أقوال (12 ردود)
رسالة في حكم التقاء الأحرف الساكنة (0 ردود)
من هو العلامة الخليجي ؟ (5 ردود)
" والخلف بنخلقكم وقع " (0 ردود)
نظرات في كتاب "الإرشاد لابن غلبون (8 ردود)
رسالة في الراءات (0 ردود)
شيخ القراء والمقرئين محمد بن قاسم البقري بقلم المقرئ محمد المشهداني (0 ردود)
متن مقرب التحرير للعلامة الخليجي (7 ردود)
الخلاف عند علماء التجويد والقراءات (7 ردود)
رسالة فاصلة في بطلان القلقلة الساكنة (0 ردود)
حمل موسوعات صوتية في علم التجويد . (3 ردود)
الكتاب الأوسط في علم القراءات ؛ لأبي محمد ، الحسن بن علي بن سعيد المقرئ العمانيّ (6 ردود)
لأوّل مرّة في العالم ؛ المصحف المرتّل برواية الدوريّ عن الكسائيّ (3 ردود)
الاختيار عند القراء (0 ردود)(1/370)
((ما ورد في فضل الشاطبية)) (14 ردود)
وهَم في ترجمة ابن الجزري (1 ردود)
حجية التلقي (0 ردود)
قصيدة أبي الحسين الملطي(ت377) الرائية في التجويد التي عارض بها قصيدة الخاقاني(ت325هـ) (6 ردود)
هل طبعت منظومة الهداية فى القراءات الشاذة لابن الجزرى (7 ردود)
التواتر بين القراء والمحدِّثين (0 ردود)
سؤال مهم حول إسناد القراءة ......... (0 ردود)
صدر حديثا ( القراءات الواردة فى السنة ) للدكتور احمد المعصراوى (2 ردود)
صدر حديثا:الأعداد الكاملة لمجلة كنوز الفرقان (4 ردود)
(التفرّد والاتّفاق بين الحجازيّين والشاميّين وأهل العراق في القراءات) للإمام الأهوازي (19 ردود)
هل هناك مصحف مكتوب برواية أبي عمرو ؟ (4 ردود)
مشروع طباعة ونشر أصول النشر (9 ردود)
أريد سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بالقراءات السبع . (4 ردود)
منظومة في القراءات الأربعة عشر (2 ردود)
طبعة جديدة لكتاب (شرح الهداية) للمهدوي في توجيه القراءات بتحقيق د.حازم حيدر (7 ردود)
شجرة القراء الشاميين الجامعين للعشر الكبرى من طيبة النشر إعداد الشيخ صلاح كرنبة (12 ردود)
هل من معلومات حول مخطوطة كتاب (غنية الطلبة بشرح الطيبة) (2 ردود)
تحقيق كتاب (التيسير في القراءات السبع) لأبي عمرو الداني . (5 ردود)
حاجة كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري للتحقيق ، وحاجة التحقيق للتنسيق (6 ردود)
ترجمة محمد بن المتوكل البصري المعروف برويس (9 ردود)
اختلافات شعبة عن حفص (8 ردود)
دراسة لمضمون نصوص الأئمّة القدامى في كيفية النطق بالإشمام في نحو "قيل" و"سيء" (7 ردود)
شرح الشاطبية ..في ضوء "التيسير"! (7 ردود)
ما الفائدة من القراءتين هنا ؟ (1 ردود)
موقعين لخدمة علم القراءات ، فهل أجد عندكم المزيد ؟ (2 ردود)
سؤال عن قراءة شاذة (وله أخ أو أخت من أمه) (8 ردود)
ماذا تعرف عن هذه المخطوطات...!!؟ (8 ردود)
هذا الشرح للدرة هل تم طبعه وتحقيقه أم لا ..؟؟ (0 ردود)(1/371)
سؤال عن قراءة شاذة (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ومَلِكاً كبيرا) (8 ردود)
مهم جدا جدا/هل يوجد بحث في ( القراءات الشاذة المروية عن القراء السبعة) (1 ردود)
سؤال عن شرح الغاية للكرماني (2 ردود)
من كتب القراءات في معرض الكتاب (2 ردود)
(جامع البيان في القراءات السبع) لأبي عمرو الداني في طبعة جديدة (10 ردود)
قصيدة أبي مزاحم الخاقاني(ت325هـ) في التجويد وتحقيقاتها (12 ردود)
النجوم النيرات في مائة ترجمة لعلماء القراءات ( 1 ) (3 ردود)
شيختنا المقرئة الشيخة نفيسة عبد الكريم زيدان أصيبت بحادث تطلب منكم الدعاء (5 ردود)
هل قراءة إياك نعبد بتخفيف الياء صحيحة؟ (3 ردود)
قارئ صيني (0 ردود)
القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق (58 ردود)
سلسلة كتب القراءات ، رقم 3 / قراءة الكسائي (3 ردود)
ماذا تعرفون عن العلامة علي سرور الزنكلوني؟ (7 ردود)
للمتخصصين في علم القراءات : ما رأيكم في هذا الموضوع ؟ (0 ردود)
صدر حديثاً (المفتاح في اختلاف القراء السبعة المسمين بالمشهورين) لعبدالوهاب القرطبي (7 ردود)
دروس الدكتور أيمن رشيدي سويد في التجويد على سي دي (2 ردود)
المرندي وكتابه (قرة عين القراء) (6 ردود)
هل صنف الخطيب البغدادي كتابًا في توجيه قراءة ابن محيصن: (استبرقَ) (3 ردود)
صدر حديثاً (مفردة ابن محيصن المكي) لأبي علي الأهوازي (362-446هـ) (8 ردود)
انفرادات القراء العشرة (دراسة تعريفية) (3 ردود)
صدر حديثاً طبعة جديدة لكتاب (الجامع والتركيز لحفظة الكتاب العزيز) للمقرئ طاهر الرحيمي (2 ردود)
تأملات في أنواع القراءات (ملخص بحث) (2 ردود)
شيخ المقرئين ابن الجزري رحمه الله مفسِّراً... (7 ردود)
مصحف المدينة النبوية ... برواية ورش عن نافع ... صور من إبداع عثمان طه (5 ردود)
الفوائد المعتبرة في القراءات الأربع بعد العشرة لشيخ القراء محمد المتولي (8 ردود)
ملاحظات حول ملحق النشر الذي وجده الدكتور السالم (1 ردود)(1/372)
هذا الملحق ليس من كتاب (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري (12 ردود)
رحلة علمية برمجية إسنادية ماتعة إلى مصر ولقاءات مع عدد من المقرئين والمقرئات الكبار (31 ردود)
أشكل علي إنكار الإمام الشوكاني لتواتر أسانيد القراءات (19 ردود)
مناهج المؤلفين في القراءات القرآنية من عصر ابن مجاهد إلى عصر الإمام المحقق ابن الجزري (1 ردود)
طلب عناوين كتب في جمع القراءات (9 ردود)
حمل ختمة القران الكريم كاملة للشيخ محمد صلاح الدين كبارة (0 ردود)
إلى المختصين في التجويد .. إشكال في حديث أنس رضي الله عنه (10 ردود)
سؤال عن منظومة (طيبة النشر) ومكانتها في علم القراءات ؟ (2 ردود)
هدية العيد للملتقى (رسالة نازلة في التجويد) للديماني ت 1352هـ (8 ردود)
بلاد نجد وعلم القراءات (2 ردود)
ما رأيكم برأي الشيخ عبد العزيز القارئ في القراء..؟ (9 ردود)
أحكام سجود التلاوة ... سؤال وجواب (1 ردود)
لمن يرغب بتاريخ القراءات في المغرب العربي وقراءة نافع بتفاصيلها وفرائد نوادرها (1 ردود)
رأي ابن المبارك في القراء (2 ردود)
ترجمة شيخنا المقرئ الدكتور شعبان إسماعيل (8 ردود)
موقع المصحف الجامع-هدية رمضان (4 ردود)
نظرات في "غاية النهاية" (3) (12 ردود)
هل ألَف الزمخشري في القراءات (5 ردود)
بُحيث متواضع في الجهر والهمس....إهداء لشيخنا الكريم / عبد الرحمن الشهري (13 ردود)
إلى شيخنا الكريم الجكني (2 ردود)
الدر النثير والعذب النمير في شرح مشكلات وحل مقفلات اشتمل عليها كتاب التيسير ... (3 ردود)
المستنير في القراءات العشر ؛ لابن سوار البغداديّ ... (1 ردود)
إلى متى لا يحسم موضوع شمروخ؟! (3 ردود)
صدر حديثاً (الخصائص الصوتية لقراءة عبدالله بن مسعود) للدكتور رجب عثمان (2 ردود)
صدر حديثاً (تلحين النحويين للقراء) للدكتور ياسين المحيميد (3 ردود)
نظرات في غاية النهاية (2) (10 ردود)(1/373)
دار الفتح تصدر الترجمة الكاملة للإمام الشاطبي بقلم القسطلاني (2 ردود)
سؤال عن كتاب ( أصول الضبط ) (2 ردود)
هل توجد ترجمة للوليد بن حسان غير التي في غاية النهاية (6 ردود)
أين المقرئون عن مدينة "الدمام" ؟ (2 ردود)
نظرات في : "غاية النهاية في طبقات القراء" (22 ردود)
شاهد ءايتين من رواية ورش طريق الأزرق (عثماني = إملائي) (3 ردود)
مشروع تحويل خط مصحف المجمع لخط إملائي يرسم عثماني (8 ردود)
ترجمة /الشيخ / عبد العليم عبد الجبار محمد مصطفى (1 ردود)
القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير ؟؟؟ (0 ردود)
تحقيق "المفتاح ": "خلع الدرع بيد الزوج " (3 ردود)
تنبيه القراء عن رجوع الشيخ عامر عثمان عن القول بالفرجة في القلب والإخفاء الشفوي (1 ردود)
سؤال عن قراءة ابن مسعود رضي الله عنه (0 ردود)
صدر حديثاً (جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القراءات) (0 ردود)
رفقاً بكتب القراءات (26 ردود)
صدر حديثاً في القراءات (مفردة الحسن البصري) لأبي علي الأهوازي (ت446هـ) (12 ردود)
فوائد ومسائل متفرقة من كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ) (7 ردود)
عرض لنشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ) (19 ردود)
كنز : الشرح الكامل لقواعد التجويد للشيخ أيمن سويد ( فيديو) (18 ردود)
المد في عين كهيعص. (8 ردود)
لماذا يو صف الطرابيشي بأنه أعلى القراء سنداً (11 ردود)
عرض كتاب (منَّة الرحمن في تراجم أهل القرآن) للدكتور إبراهيم بن محمد الجرمي (1 ردود)
من يعرف هذه الكتب يا أهل القراءات؟ (9 ردود)
سؤال عن عناوين محققي كتاب (جامع البيان في القراءات السبع) للداني بجامعة أم القرى ؟ (5 ردود)
خاص لأهل التحريرات (41 ردود)
الإمام المقرئ محمد بن الجزري (ت833هـ) لم يشرح ألفية ابن مالك في النحو . (9 ردود)
الكامل للهذلي سيصدر قريباً (3 ردود)(1/374)
رائية الخاقاني لأبي الفتح موسى بن عبيد الله الخاقاني المتوفى سنة 325هـ (1 ردود)
جهود الشيخ علي بن محمد الضبَّاع في علم القراءات (ت 1380هـ) (8 ردود)
بحث (إجازات القراء) للدكتور محمد فوزان العمر : هدية لأهل الملتقى من المؤلف .. (2 ردود)
نادرة أمسية القراءات العشر بلبنان 1392هـ/1972م (9 ردود)
ملحوظات على تحقيق كتاب (قراءات القراء المعروفين بروايات الرواة المشهورين) للأندرابي (7 ردود)
الدكتور غانم قدوري الحمد تحيةٌ .. ورجاء (9 ردود)
مصحف دار الرسم العثماني (بالروايات)للوورد (11 ردود)
من هم المشايخ الموجودون في الرياض الذين نستطيع أن نقرأ عليهم القرآن؟ (13 ردود)
استدراك وتعقيب على تحقيق كتاب السبعة في القراءات بتحقيق الدكتور شوقي ضيف (9 ردود)
من يعرف (سلسلة علوم القراءات) لدار عمار؟ (13 ردود)
هل هذا الحديث يدل على شرعية القراءة بالقراءات؟ (18 ردود)
شرح مبسط لتحفة الأطفال (23 ردود)
الإقلاب بين أهل مصر وأهل الشام (7 ردود)
لقاء في قناة المجد مع المشرف العام د. عبد الرحمن الشهري (24 ردود)
هل هناك موازنة بين الشاطبية والتيسير؟ (12 ردود)
هل لعلماء الدعوة النجدية كتب في التجويد أو القراءات ؟ (8 ردود)
ما أفضل شروح الجزرية (8 ردود)
بيان حول النطق بحرف الضاد (10 ردود)
الردّ على من نسب إبدال الضاد ظاءاً إلى الشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني (22 ردود)
عرض لكتاب (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات) لمؤلفه أ.د.إبراهيم الدوسري (10 ردود)
القراءات التفسيريه (6 ردود)
سؤال عن كتاب "سوق العروس" في القراءات (3 ردود)
برنامج للقراءات بالرسم العثماني - نسخة تجريبية (48 ردود)
حكم تعلم التجويد (1 ردود)
سؤال في القراءات (7 ردود)
سؤال عن شروح قصائد الشاطبي (حرز الأماني - الرائية ) ؟ (8 ردود)
القول المبين في إثبات نزول القراءات من رب العالمين (8 ردود)(1/375)
رأي شيخ الإسلام وابن القيم في تفنيد التجويد بمفهومه الحالي (10 ردود)
-- أشهر امرأة تجمع القراءات العشر في العالم اليوم .... (4 ردود)
الإمام السنباطي الذي لا ينبغي أن يهمل ذكره في أسانيد القراء (3 ردود)
تعلم أصول قراءة الإمام حمزة رضي الله عنه (5 ردود)
أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع رحمه الله تعالى. (4 ردود)
الهمزات في القراءات العشر للعلامة الضباع. (1 ردود)
تقريب النفع في القراءات السبع تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر الشيخ علي محمد الضباع (7 ردود)
طلب ترجمة للشيخ عبد الباسط هاشم (6 ردود)
أصول النشر التي لم نقف على وجودها في أرجاء المعمورة، رجاء من أصحاب الخبرة عدم التردد (21 ردود)
حمل كتباً جليلة في علم القراءات وغيرها (2 ردود)
التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة (الحلقة الأولى والثانية) (19 ردود)
حول ظهور رواية حفص وانتشارها (85 ردود)
رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الطبري في القراءات (24 ردود)
موضوع للنقاش في علم التجويد (الإلزام بالنبر في قراءة القرآن) (11 ردود)
صدر حديثاً للشيخ /د. ابراهيم الدوسري (6 ردود)
الشاطبية ... فرائد وفوائد . (9 ردود)
بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية (3 ردود)
استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري (19 ردود)
نظم عزو الطرق للشيخ المتولي (15 ردود)
وقفات مع القراءات الشاذة ، وبعض فوائدها وقواعدها (8 ردود)
غانم قدوري الحمد ودراساته التجديدية في علم التجويد (20 ردود)
إشكال حول قراءة القرآن بالمعنى ، فهل من مجيب ؟ (10 ردود)
(1/376)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > فيروس الماكرو الذي يصيب المستندات و خصوصاً الورد Macro
---
فيروس الماكرو الذي يصيب المستندات و خصوصاً الورد Macro
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 10:39 PM
يقوم هذا النوع من الفيروسات بتغيير بعض المستندات الموجودة في الهارد و خصوصا الورد , قد تجد بعض التصرفات الغير منطقية في بعض الاحيان مثل طلب باسوورد لفتح ملف تعرف انك لم تضع عليه باسوورد , و ايضا تجد بعض الكلمات قد تغير مكانها و اضيفت كلمات جديدة لا علاقة لها بالموضوع .
---
(1/377)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسات إسلامية وعربية مهداة للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس (عناوين البحوث)
---
دراسات إسلامية وعربية مهداة للأستاذ الدكتور فضل حسن عباس (عناوين البحوث)
---
عبدالرحمن الشهري
03-22-2005, 02:12 AM
أشار الدكتور الفاضل جمال أبو حسان في مشاركة سابقة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3157) في هذا الملتقى إلى كتاب (دراسات إسلامية وعربية مهداة إلى العلامة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس بمناسبة بلوغه السبعين ) . والكتاب الذي أشار إليه الدكتور جمال أبوحسان – وفقه الله – كتابٌ ثَمينٌ ، ويدل على وفاء الدكتور جمال لأستاذه وشيخه الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس وفقه الله ومتعه بالصحة. وقد كنت اشتريت هذا الكتاب قبل مدة طويلة من أحد معارض الكتب في الرياض ، فقد صدرت طبعته الأولى عام 1423هـ . وهو يقع في ما يقارب السبعمائة صفحة ، ويشتمل على كثير من البحوث القيمة التي تدور حول شخصية الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ، وبحوث مختصة بالدراسات القرآنية والبلاغية ، وتحقيق لبعض المخطوطات.
وهو يبدأ بالمقدمة التي كتبها المشرف على إعداد هذا الكتاب الدكتور جمال أبوحسان بعنوان (قصة هذا الكتاب). ثم البحوث والدراسات التي اشتمل عليها على ترتيب الكتاب وهي كالتالي :
1- العلامة الأستاذ فضل حسن عباس كيف عرفته ؟ للدكتور جمال أبوحسان (الأردن).
2- من أعلام البلاغة القرآنية في العصر الحديث ، للأستاذ الدكتور محمدبركات أبوعلي ( الأردن).
3- دراسة في بعض مؤلفات العلامة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ، للأستاذ الدكتور نور الدين محمد عتر (الأردن).
4- تحقيق رصف الفريد في وصف البريد ، للأستاذ إبراهيم صالح (سوريا).
5- حول ترتيب نزول السور القرآنية ، للأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالرحمن خليفة (مصر).(1/378)
6-نسخ التلاوة بين النفي والإثبات ، للدكتور أحمد إسماعيل نوفل (الأردن)
7- هيمنة القرآن وخلوده وخاتميته وعالميته ، للأستاذ الدكتور أحمد علي الإمام (السودان).
8- تهذيب كتاب المدرسة القرآنية ، للدكتور أحمد محمد القضاة (الأردن). وكتاب المدرسة القرآنية لمحمدباقر الصدر أحد علماء النجف.
9-التعليق على المرقاة شرح العلاقات ، للدكتور أكرم عبدالوهاب محمد أمين (العراق).
10- من بلاغة القرآن عند الشريفين المرتضى والرضي ، للأستاذ الدكتور زكريا سعيد علي (مصر).
11- اتجاهات تعليم اللغة العربية في الأقسام الجامعية وممارساته ، للأستاذ الدكتور سليمان بن إبراهيم العايد (السعودية).
12- روافد البلاغة ، للأستاذ الدكتور سمير شريف استيتية (الأردن)
13- الأمر عن طريق الاستفهام مواقعه وأسراره في القرآن الكريم ، للأستاذ الدكتور الشحات محمد أبوستيت (مصر).
14- معالم التجربة الأدبية في ظلخصائص التصور الإسلامي ، للدكتور صابر عبدالدايم (مصر).
15- أسس بلاغية تطبيقها على القرآن محظور ، للأستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعني (مصر).
16- المنهج المقارن في اللغات السامية واللغة العربية ، للأستاذ الدكتور عبدالغفار حامد هلال (مصر).
17- من تعقبات ابن المنير على الزمخشري ، للأستاذ الدكتور عبدالفتاح لاشين السيد لاشين (مصر).
18- بين مفهوم المعجزة وإعجاز القرآن للأستاذ الدكتور عدنان زرزور (سوريا).
19- بين التقييم والتقويم ، للأستاذ الدكتور عدنان سليمان الدليمي (العراق).
20- الكتاب والقرآن ، دراسة دلالية في السياق القرآني ، للدكتور عودة أبوعودة (الأردن).
21- أصل الكلام للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي (العراق).
22- دراسة تحليلية لهائية الغزالي في النفس الإنسانية ، للأستاذ الدكتور مجاهد مصطفى بهجت (العراق).
23- المنهج الغائب في تراث عبدالقاهر الجرجاني ، للأستاذ الدكتور محمد محمد أبوموسى (مصر).(1/379)
24- الترجيح الفقهي في تفسير الشيخ الإمام ابن عاشور ، للأستاذ الدكتور محمد بن الهادي أبو الأجفان (تونس).
25- حرف الاستعلاء في تفسير التحرير والتنوير : عرض ومناقشة ، للأستاذ محمود إبراهيم الرضواني (مصر).
26- من دلالات الألفاظ في القرآن الكريم ، للدكتور مصطفى إبراهيم المشني (الأردن).
27- في الكلم النبوي البليغ ، للأستاذ الدكتور مصطفى الصاوي الجويني(مصر).
28- الخطاب النبوي الشريف في الدعاء ، للأستاذ الدكتور مصطفى عليان (الأردن).(1/380)
** ** **وفي الحق إن هذه الطريقة في تكريم العلماء والمصلحين طريقة رائعة ، تثري العلم والبحث من جهة ، وتكون أثراً حسناً يدل على بلاء هذا العالم في سبيل العلم من جهة أخرى . وأظن أول من فعل هذا الأمر هو الأستاذ أيمن فؤاد السيد وزملائه عندما أشرفوا على إعداد كتاب :(دراسات عربية وإسلامية). مهداة إلى أديب العربية الكبير أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله بمناسبة بلوغه السبعين . وذلك عام 1397هـ ، وقد شارك في تحرير بحوث ذلك الكتاب عدد من العلماء والباحثين جزاهم الله خيراً. ثم استمرت هذه السنة الحسنة بعد ذلك ، فصدر كتاب (في محراب المعرفة – دراسات مهداة إلى إحسان عباس) ، وصدر كتاب مماثل أهديت دراساته للأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد صاحب كتاب (مصادر الشعر الجاهلي) ، وغير هذه الكتب ، التي اشتملت على البحوث القيمة ، والدراسات الماتعة ، وخلدت ذكر هؤلاء العلماء والأدباء. وهي أثمن وأبقى من تكريمهم بشهادة تقدير مع أهميتها ، أو بجائزة نقدية مع ضرورتها ، لبقاء الكتاب ، وذهاب المال. وكل هذه الكتب قام بها التلاميذ البَرَرةُ باساتذتهم من أمثال الدكتور جمال أبوحسان وفقه الله ، في زمن قل فيه الوفاء ، وغاض فيه البِرُّ بالعلماء والمعلمين. كما قال الدكتور جمال في مقدمة الكتاب :(في هذه الدنيا حيف كبير ، وأسوأ أنواع الحيف والظلم ذلك الذي يصدر من الهيئات العلمية ، أو من أهل العلم وطلابه على الخصوص ، ذلك أن هؤلاء مما ينبغي أن يكونوا أبعد الناس عن هذا الظلم لأنهم أكثر من يعرف أوزاره).(1/381)
والعجيب أن كثيرين يكرمون من أفراد المجتمع ، ولكن قل أن ترى بينهم العلماء العاملين الصادقين الذين بذلوا أعمارهم في خدمة العلم ، ولا سيما علوم الشرع وما يدور في فلكه ، ولذلك قال الدكتور جمال :(ولقد رأيت في هذه الدنيا ناساً كثيرين يكرمون من هيئات وجهات حكومية وأهلية ، وعلى مستوى جماعي أو فردي . وفي مقابل هذا رأيت أعلاماً عظاماً يغض الطرف عنهم وعن تكريمهم ، ويراد لهم أن يطمس وجودهم في أتون هذه الحياة من غير ضجيج). فجزى الله الدكتور جمال أبو حسان وأمثاله خير الجزاء على هذا العمل الموفق ، ونسأل الله أن يبارك لهم في العلم والوقت.
** ** **
---
جمال أبو حسان
03-22-2005, 09:36 AM
جزاك الله خيرا فقد والله ابكتني كلماتك البليغة المؤثرة
واعلم ايها الفاضل اني ما كتبت هذا الكتاب واشرفت على بحوثه الا ابتغاء وجه الله تعالى ولاشير الى الناس ان الوفاء بحمد الله تعالى لم ينقطع في هذه الدنيا
وقد ذكرت في مقدمة الكتاب اني ارغب للباحثين ان تكون هذه من محامد سنن التاليف تكريما لاهل الفضل
مرة اخرى اشكرك على هذا الثناء الذي لا استحقه ولكن الكرماء امثالك يتصرفون بدوافع اخلاقهم
وفقك الله لكل خير
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2005, 09:35 PM
حيَّاكم اللهُ يا دكتور جَمال ، وجُهدك مشكورٌ - وفقك الله- في هذا الكتاب وفي غيره، وما شهدنا إلا بما علمنا ، ولا غرابة من تحمل النابهين من أمثالك لأمانة العلم ، وشكر أهله ، ولا سيما في هذا الزمان الذي قلَّ فيه تعظيمُ قَدْرِ العِلْمِ وأَهلِهِ ، والله المستعان.(1/382)
وقد ذكر أهلُ تراجم علماء الأندلس قصةً طريفةً لها صلةٌ بِما تقدَّم - من حقِّ الوفاء للعلماء ، وتقديرهم ، وأنَّ التقصيرَ في هذا الحقِّ داءٌ قديمٌ - وهي أَنَّ أحد علماء الأندلس وهو عبد الملك بن حبيب السُّلَميُّ المتوفى سنة 238هـ وعمره أربع وستون سنةً ، وكان جامعاً لفنون العلم ، روى عنه العلماء ، وكان ذا صيتٍ بالأندلسِ - سَمِعَ أَنَّ زِرْيابَ(1) المُغَنِّي قدمَ الأَندلسَ في عهده ، فاحتفى الناسُ بهِ ، وبَذَلَ له الرؤساءُ الأموالَ ، حتى بلغَ من ذلك أَنَّه غَنَّى يوماً بين يدي الأميرِ ، فَطرِبَ الأميرُ لذلك طرباً شديداً لحُسنِ صوتهِ وعذوبتهِ ، فأعطاه ألفَ دينار دفعةً واحدةً ، وكان عبدالملك بن حبيب فَقِيْر الحالِ ، لا يكادُ يَجِدُ مَنْ يُعينُه على العَيشِ ، فقال شاكياً لحاله ، وعاتباً على أهل زمانه :
صلاحُ أَمرى والذي أَبْتَغي=سَهْلٌ على الرحْمنِ في قُدرتِهْ
أَلْفٌ مِنْ الحُمْرِ وأَقْلِلْ بِها= لِعالمٍ أَوْفَى على بُغْيَتِهْ
زِرْيابُ قَدْ يأَخُذُها دَفْعةً= وصَنْعَتي أَشْرَفُ مِنْ صَنْعَتِهْوصدقَ رحمه الله ، فإِنَّ صنعتَهُ وهي العلمُ ، أَشرفُ من صنعةِ زريابٍ وهي الغِناء ، ولكن عند مَنْ يعرفُ قَدْرَ العلم وأهله ، لا عند عامة الناس الذين يبحثون عن الشهوات ، ويتطلبونها كما يتطلب الراعي مواضع الخصبِ ، ومَساقطَ الغيثِ.(1/383)
وليت شِعري ماذا سيقولُ عبدُالملك بن حبيبٍ لو رأَى زمانَنا هذا ، وما يبلغهُ شأنُ المُغَنِّينَ من الغِنى والجاهِ عندَ أهلِ زمانِنا ، ومن تكاثرهم لا كَثَّرَهم الله ، ما بينَ فَنَّانٍ وفَنَّانةٍ ، حتى فاقوا بذلك فيروسات الكمبيوتر! وقد قلتُ يوماً قصيدةً أوحت لي بِها نغمةُ جوالٍ سَمعتها في الصلاة ، بعد أن كَبَّرَ الإمامُ تكبيرةَ الإحرامِ ، بدأ هاتفُ أحد المأمومين بالرنين، فكانت نغمةً موسيقيةً صادحةً سمعها كلُّ مَنْ في المسجدِ ، حيث بدأت في وقت سكونٍ يترقب فيه المأمومون شروع الإمام في الفاتحة ، وجعلت الإمامَ يتأَنَّى قليلاً في قراءة الفاتحة لعل صاحبنا يغلق هاتفه ، وصاحبنا لا يوقف النغمة سامحه الله حتى أصبح الموقف محرجاً للجميع ، وبعد الخروج من المسجد عاتبت صاحب الهاتف ، وسألتُه - وكان شاباً مِن جيراني- عن ذلك النغم الرخيم ! فقال على استحياء : هذه أغنيةٌ جديدةٌ لفلان ! فقلت : ومن هو فلان ؟ قال : فنان جديد !
فانصرفتُ إلى بيتي وأنا أقول في نفسي : سبحان الله ! لا تزالُ هناك مسافةٌ طويلة يَجبُ على الأمةِ أَنْ تقطعها حتى تنتصرَ على شَهَواتِها ، وأعدائِها ، وعجبتُ مِما آلتْ إليهِ حالُ كثيرٍ مِن أحبابِنا الشبابِ هداهم الله ، وهذا نذير لأهل العلم ، والمصلحين ، أنهم إن لم يقوموا بدورهم الإصلاحي والدعوي على وجهه ، فأهل الشهوات لن يتركوهم حتى في صلاتهم ، وإلا من أين لي بهذا الفنان الذي لم أسمع به قط ؟! وقلتُ في ذلك :
يا أُمَّةً سُبِقَتْ في كُلِّ مَيدانِ = في كُلِّ يومٍ تُوافِينا بِفَنَّانِ !
لم تَكْفِهِ مهرجاناتٌ وأَنْدِيَةٌ= فحالَ ما بَيْنِ تسبيحٍ وقُرآنِ
وضايق النَّاسَ حتى في مَساجِدِهِمْ = وأذهلَ الجيلَ عن (طَهْ) و(لُقمانِ)
يكادُ مِنْ رِقَّةٍ يَذوي ، ومِنْ هَيَفٍ= يذوبُ ما بَيْنَ أنغامٍ وأَلْحانِ
ويُرسلُ الشَّوقَ آهاتٍ معذبةً = عَبْرَ الأَثِيْرِ لتُشجي المُغرمَ العاني(1/384)
في كُلِّ يومٍ لَهُ لحنٌ وأُغنيةٌ= جديدةٌ ، تُرسلُ الشكوى إِلى الثَّاني
لا يترك العود إلا ريث يحمله= ولست أفقده إلا ويلقاني
إلى أن قلت :
قل للذينَ بِبَحْرِ الوهمِ قد ركبوا = للوَهمِ بَحرٌ بلا ماءٍ وشُطآنِ
هو السرابُ فهل يروي لكم ظمأً= وهو العذابُ بآهاتٍ وأحزانِ
يا أمةً قد تَولَّى عن مرابِعِها= عِزُّ القيادةِ مِنْ أزمانِ أزمانِ
وسَلَّمَتْ أمرَها للاعبينَ بِهِ= واستحلَت النومَ فافرَح أيُّها الشاني
ما دام صوتُ أذانِ الفجرِ يُزعِجُنا= ويُطربُ السمعَ (فيروزٌ) و(حلاَّني)
فالدَّربُ رَهْوٌ ، وعينُ الخَصمِ ترمُقُنا= والجيلُ ضاعَ بيا دانِ ويا دانِ
فهوَ الخَبِيْرُ بفيروزٍ وزُمْرَتِها = وهو الجَهولُ بـ(عمَّارٍ) و(سلمانِ) !
الخ ...
لست أدري ما الذي جعلني أستطرد في هذا التعقيب إلى هذا ، ولكنه واقع نعيشه بتفاصيله كل يوم وليلة ، ونرجو من الله أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، فقد اشتد البلاء لأهل الإسلام ، وعسى أن يكونَ وراءه فَرَجٌ قريبُ ! ولعل أخاً أديباً من أعضاء الملتقى يكون لهذا صدى في نفسه ، فيذكر مما يشاكل هذه القصص التي تدل على أن الذين يعرفون قدر العلم – من أمثال الدكتور جمال أبو حسان - قِلَّةٌ في المُجتمعات ، بل قلة في طلبة العلم فيما بينهم ، ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي فقدشكى مراراً مما يلقاه العلماء والأدباء من إعراض الناس ، وما يلقاه المغنون واللاعبون من الحفاوة والإكرام.(1/385)
ولو قام أهل كل بلدة وناحية بحق أهل العلم والفضل فيهم ، من الإشادة بعلمهم ، والترجمة لهم ، لحفظوا حقوق هؤلاء العلماء ، وعرفهم المسلمون وانتفعوا بعلمهم. وتحضرني كلمة قالها الشوكاني رحمه الله في كتابه البدر الطالع 1/59 في ترجمة أحمد بن صالح بن أبي الرجال ، وتأليفه كتاب (مطلع البدورومجمع البحور) . قال الشوكاني:(ترجم فيه لأعيان الزيدية ، فجاء كتاباً حافلاً ، ولولا كمال عنايته ، واتساع اطلاعه لما تيسر له جمع ذلك الكتاب ؛ لأن الزيدية - مع كثرة فضلائهم ، ووجود أعيان منهم في كل مكرمة ، على تعاقب الأعصار - لهم عناية كاملة ، ورغبة وافرة في دفن محاسن أكابرهم ، وطمس آثار مفاخرهم ، فلا يرفعون إلى ما يصدر عن أعيانهم من نظم أونثر أوتصنيف راساً ، وهذا مع توفر رغباتهم إلى الاطلاع على ما يصدر من غيرهم ، والاشتغال الكامل بمعرفة أحوال سائر الطوائف ، والإكباب على كتبهم التاريخية وغيرها.
وإني لأكثر التعجب من اختصاص المذكورين بهذه الخصلة التي كانت سبباً لدفن سابقهم ولا حقهم ، وغمط رفيع قدر عالمهم وفاضلهم ، وشاعرهم وسائر أكابرهم ، ولهذا أهملهم المصنفون في التاريخ على العموم ، كمن يترجم لأهل قرن من القرون أو عصر من العصور ، وإن ذكروا النادر منهم ترجموه ترجمة مغسولة عن الفائدة ، عاطلة عن بعض ما يستحقه ، ليس فيها ذكر مولد ولا وفاة ولا شيوخ ولا مسموعات ولا مقروءات ولا أشعار ولا أخبار ؛ لأن الذين ينقلون أحوال الشخص إلى غيره هم معارفه وأهل بلده ، فإذا أهملوه أهمله غيرهم وجهلوا أمره). أهـ.
وكلام الشوكاني نفيس ، والتعليق عليه متروك لكم وفقكم الله.
----------(1/386)
(1) هو علي بن نافع المتوفى سنة 230هـ ، مولى الخليفة المهدي العباسي ، وأحد المغنين المطبوعين ، والموسيقيين المشهورين وله إضافة لأوتار العود تعرف به ، سافر إلى الأندلس عام 210 هـ تقريباً ، وقد سبقته شهرته إليها ، فاستقبله عبدالرحمن بن الحكم الخليفة ، وفيه يقول المسعودي في موشحته :
رُتَّعاً نَشوى وَمَهما سُئِما= وَتَرُ العودِ الشَجيِّ التونِسي
حَرّكوا الطارَ وَغَنّوا نَغَماً= صاغَها زِريابُ في الأَندَلُسِ
---
أبو صلاح الدين
10-25-2005, 04:20 PM
نفع الله بك د. عبد الرحمن, وزادكم علماً على علم, وأدباً على أدب.
وأدعو الله أن يكتب لكم القبول في الأرض.
---
الميموني
10-25-2005, 04:53 PM
لقد شوقتنا إلى قراءة الكتاب و اقتنائه
جزاكم الله خيرا
الدهر دهر الجاهلين وأمر أهل العلم فاتر
لا سوق أكسد فيه من سوق المحابر و الفاتر
---
مساعد الطيار
10-25-2005, 09:08 PM
شكواك أبا عبد الله في محلها ، ولأبي عبيد القاسم بن سلام قصة طريفة مع عبد الله بن طاهر ، تدل على احترام عقلاء الأمراء لعقول العلماء ، فإنه لما وضع أبو عبيد القاسم بن سلام كتاب غريب الحديث عرضه على عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال : (( إن عقلاً بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب حقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش ، وأجرى له كل شهر عشرة آلاف درهم )) إنباه الرواة ( 3 : 16 ) .
وهذا باب في تفريغ طلاب العلم وإجراء الراتب لهم ، وتفريغ العلماء لتعليم الناس والتأليف ، لكن متى نجد الاهتمام بالعلماء من كل جنس أكثر من الاهتمام بمثل من ذكرتم ؟!
نسأل الله لطفه وتيسيره .
---
(1/387)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تنبيه وتذكير للكاتب
---
تنبيه وتذكير للكاتب
---
ابن الشجري
01-12-2004, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اذكر نفسي وأخواني بأهمية البسملة في مقدمة كل مشاركة جديدة . حتى تتبع السنة، وأهل القرآن هم أولى الناس بها ، ولايخفى ماروي ( كل امر ذي بال لايبدا فيه ببسم الله فهو أبتر) فكتابتها في أول كل مشاركة جديدة أمر مشروع ، فهي أول ما يقرأه القارئ من كتاب الله ، وكانت كتبه صلى الله عليه وآله وسلم مبتدأة بها ، ويكفي من التذكير بأهميتها ماذكر من خلاف فقهي حول كتابتها قبل الشعر على ثلاثة أقوال ذكرها البغدادي ـ رحمه الله ـ
في الخزانة ، فكيف بملتقى متخصص بعلم كتاب الله .
فالمأمول من الاخوة الكرام أن لايغفلوا هذا الامر ويستسهلوه. والمطلوب أن تكون كتابتها من قبل أول مشارك بموضوع جديد ، ففي نظري والله أعلم أن الكاتب من بعده كأنما كتب في صفحته هو , وإن كتبها الراد ايضا فالامر واسع ولله الحمد .
والله الموفق
ـــــــــــــــــــــــ
كنت أحب كتابتها في الملتقى العلمي لأن كثيرا من الاخوه ربما كان مرورهم على هذا القسم قليل . الا أني آثرت احترام التقسيمات التى وضعت فإن لمس المشرف الحاجه لوضعها في ذلك المكان فقد يكون أفضل
---
المنذر
01-12-2004, 09:13 PM
جزاك الله خيرا ..
---
عبدالرحمن الشهري
01-12-2004, 10:01 PM
أشكر أخي الكريم ابن الشجري على تنبيهه وأتفق معه وفقه الله في ذلك.
---
(1/388)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث علمي بعنوان ( اختيارت الشنقيطي الفقهية في الحدود ) دراسة وموازنة
---
بحث علمي بعنوان ( اختيارت الشنقيطي الفقهية في الحدود ) دراسة وموازنة
---
ابو يزيد
03-09-2007, 11:47 PM
الإخوة الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبعد :
فقد تقدمت بطرح موضوع لنيل درجة العالمية وهو بعنوان : ( اختيارات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الفقهية في الحدود دراسة وموازنة ) وتم قبوله ، أرجو الإدلاء برأيكم وهل تؤيدون طرح مثل هذا الموضوع أم لا؟
---
الجكني
03-10-2007, 12:09 AM
أخي "أبو يزيد" ما دام الموضوع قد قبل والحمد لله ، فلا تشوش على نفسك بالآراء ،فسر على بركة الله حسب الخطة التي وضعتها له ووافق المجلس العلمي عليها .
تمنياتي لك ولجميع الباحثين والباحثات بالتوفيق والسداد .
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2007, 05:52 AM
كما تفضل أخي العزيز أبو محمد أنه ما دام موضوعك قد أجيز من قبل اللجان العلمية المختصة بهذا فالحمد لله ، وهذا دليل على أنه قد سبق التحقق من طرفكم بعدم سبق بحثه ، وأحقيته بالبحث . ولن تعدم خلال البحث بإذن الله الاستفادة من هذا الملتقى في جواب سؤالٍ يعرض لكم ، أو فائدة تبحث عنها خلال البحث إن شاء الله .
---
(1/389)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرة في نشأة علوم القرآن الكريم
---
نظرة في نشأة علوم القرآن الكريم
---
مساعد الطيار
10-04-2005, 11:20 AM
نظرة في نشأة علوم القرآن الكريم
أثناء تعليقي على كتاب الاتقان للسيوطي ، جمعت مقدمة في تاريخ علوم القرآن ، فظهر لي في بحث النشأة معلومات جديدة من جهة تقسيم النشأة ، وطرائق العلماء في التدوين في علوم القرآن ، وما حدث لهذا المصطلح من تعدد في المرادات ، فأحببت أن تشاركوني فيها الرأي ؛ لأني سأعمد إلى تأليف كتاب مستقل في نشأة علوم القرآن الكريم ، وقد جمعت بعض الأفكار ، وسأطرح بعضها ملخصة لعلها تفيد كاتبها وقارئها ، فأقول :
إن مما يحسن تقريره أول الأمر أنني سأبحث عن مصطلح علوم القرآن كما نشأ تاريخيًّا ، وليس كما استقرَّ في أذهننا من خلال ما كتبه الزركشي ( ت : 794 ) أو السيوطي ( ت : 911 ) ؛ لأنه بسبب تصورنا عن علوم القرآن من خلال ما كتباه قد يَمُرُّ ما يعارضه فلا يُنتبه إليه ؛ لأن الأفكار المسبقة التي كوَّنَّها من خلال غلبة هذا علينا = قويةٌ ومؤثرةٌ بحيث صار العقل ينكر ما يتعارض مع هذه الأفكار أو يتجاهلها ، فإذا دخلتْ هذه الموضوعات إلى محل النقاش والجدل العلمي بان ما فيها من حاجة إلى تحرير وتنقيح .
وقد ظهر أثر استقرار المصطلح على ثلاثة أمور :
الأول : الغفلة عن تعدد إطلاقات هذا المصطلح عند العلماء ، حيث ظهر لي أنهم يطلقونه مرة على علم القراءات ، ومرة على التفسير ، ومرة على جملة علوم القرآن ، ودونك بعض الأمثلة من كتب التراجم :
1 ـ قال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت : (( سمعت الشعبي ـ وقيل له : إن اسماعيل السدي قد أعطي حظا من علم القرآن ـ قال : إن اسماعيل قد أعطي حظا من جهل بالقرآن )) .(1/390)
2 ـ عن الأصمعي قال : (( قال لي أبو عمرو : لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت . لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كُتِبَتْ ما قدر الأعمش على حملها ، ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قُرىء لقرأت كذا وكذا ، وذكر حروفًا )) معرفة القراء الكبار 1 : 103 .
3 ـ قال عمارة بن زيد المدني : (( كنت صديقا لمحمد بن الحسن ، فدخلت معه إلى الرشيد ، فسأله عن أحواله ، فقال : في خير يا أمير المؤمنين ، ثم تسارَّا ، فسمعت محمد بن الحسن يقول : إن محمد بن إدريس الشافعي يزعم أنه للخلافة أهل .
قال : فغضب الرشيد ، وقال : عليَّ به . فأُتِي به ، حتى وقف بين يدي الرشيد ، فَكَرِهَ الرشيد أن يعجل عليه من غير امتحان ، فقال له : هيه ؟ قال : وما هيه يا أمير المؤمنين ، أنت الداعي وأنا المدعو . وأنت السائل وأنا المجيب .
قال : فكيف علمك بكتاب الله ؟ فإنه أولى أن يُبتدأ به ؟ قال : جمعه الله في صدري وجعل جنبي دفتيه .
قال : فكيف علمك به ؟ قال : أي علم تريد يا أمير المؤمنين ؟ أعِلْم تأويله أم عِلْم تنزيله ؟ أم مَكِّيُّه أم مدنيُّه ؟ أم ليليه أم نهاريه ؟ أم سفريه أم حضريه ؟ أم هجريه أم عربيه .
فقال : له الرشيد : لقد ادعيت من علوم القرآن أمرا عظيما )) . تاريخ دمشق .( 51: 319 ـ 320 ) .
الثاني : عدم الاعتداد في أول مؤلَّف بما لا يحمل مصطلح ( علوم القرآن ) .
إذا كانت العبرة في مصطلح علوم القرآن بما كُتب لا بعنوان المكتوب ، فإن ( فهم القرآن ) للحارث المحاسبي ( ت : 243 ) هو أول ما دُوِّن في علوم القرآن ؛ لأنَّ موضوعاته كلها في علوم القرآن ، وهي ( فضائل القرآن ، فضائل القراء ، فقه القرآن ، المحكم والمتشابه ، النسخ ـ وهو أطولها ـ التقديم والتأخير ، الإضمار ، الحروف الزوائد ، المفصَّل والموصول ) .(1/391)
أما إذا كنا نبحث عن كتاب معنون بعلوم القرآن أو أحد مرادفاته ، فإن ظهورأول مدون في علوم القرآن سيتأخر ، وفي ذلك التأخير نظر ؛ لأن الأصل مادة الكتاب وليس عنوانه فقط ، لذا عدَّ بعض الباحثين المعاصرين كتاب ( جمال القراء وكمال الإقراء ) للسخاوي ( ت : 643 ) من كتب علوم القرآن ـ وإن لم يرد في عنوانه هذا المصطلح ، لكنه يتضمن جملة من علوم القرآن المتعلقة بالإقراء ـ ، فلم لم يعدوا كتاب ( فهم القرآن ) من كتب علوم القرآن .
ومما يلاحظ على بعض الكتب التي ذكرت في عنوانها ( علوم القرآن ) أو احد مرادفاتها أنها كتب تفسير ؛ أي أنها سارت على طريقة تفسير الآيات تفسيرًا تحليليًا ، وهي لا تختلف في طريقتها عن كتب التفسير الأخرى ، ككتاب ( الجامع لعلم القرآن ) ، للرماني ( ت : 384 ) ، وكتاب (اللباب في علوم الكتاب) ، لابن عادل الحنبلي ( ت : 880 ) .
الثالث : عدم ذكر مؤلفات ـ كانت حلقة من حلقات الكتابة في علوم القرآن ـ سارت على تفسير الآيات وذكرت جملة من علوم القرآن ذكرًا مقصودًا ، وهي على نوعين :
النوع الأول : أن يكون المؤلف رتَّب كتابه ترتيبًا يُظهر بعض علوم القرآن ، كما فعل الحوفي ( ت : 430 ) ، والمهدوي ( ت : 440 ) ، وغيرهما .(1/392)
وإليك مقدمة المهدوي ( ت 440 ) ، قال ـ في كتابه ( التحصيل لما في التفصيل الجامع لعلوم التنزيل ) ـ : (( وأنا مبتدئ إن شاء الله في نظم هذا المختصر الصغير ، مجتهد أن أجمع فيه جميع اغراض الجامع الكبير من الأحكام المجملة ، والآيات المنسوخة ، واحكامها المهملة ، والقراءات المعهودة المستعملة ، والتفسير والغريب والمشكل والإعراب والمواعظ والمثال والآداب ، وما تعلق بذلك من سائر علو م التنزيل المحتملة للتأويل ، ويكون المحذوف من الأصل ما أنا ذاكره في هذا الفصل فأحذفه من الحكام الذي هي أصول الحلال والحرام أكثر تفريع المسائل المنثورة مما ليس بمنصوص في السورة ، وأقتصر من ذكر الاختلاف على الأقوال المشهورة ، وأذكر الناسخ والمنسوخ بكماله وأورده مختصرًا على أتم أحواله ، وأذكر القراءات السبع في الروايات التي اقتصر عليها اهل الأمصار ، سوى من لم يبلغ مبلغهم من الاشتهار إلا ما اختلاف فيه بين السبعة القراء ، فإني أذكره منسوبًا إلى بعض من روى عنه القراء ليعرف من هذا الاختصار ما هو من القراءات المروية مما لم يُقرأ به قارئ ، وإن كان جائزًا في العربية ، وأذكر من مسائل الإعراب الخفية ما يحتاج إليه ، مما اختلف القراء فيه ، او كان جائزًا في المقاييس العقلية ، فإذا أكملت السورة من هذا المختصر جمعت في آخره أصول القراءات واختصار التعليل فيها ، وأصول مواقف القراءة ومبادئها ؛ ليجمع ـ بعون الله وتوفيقه ـ هذا الاختصار ما لم تجمعه الدواوين الكبرى ، ولتكون أغراض الجامع مضمنة فيه ، ومجملة في معانيه .
وأجعل ترتيب السور مفصلاً ، ليكون أقرب متناولاً ، فأقول : القول من أول سورة كذا إلى موضع كذا منها ، فأجمع من آيِهَا عشرين آية أو نحوها ، بقدر طول الآية وقصرها .
ثم أقول الأحكام والنسخ وأذكرهما .
ثم أقول التفسير فأذكره .
ثم اقول القراءات فأذكرها .
ثم أقول الإعراب فأذكره .(1/393)
ثم أذكر الجزء الذي يليه حتى آتي على آخر الكتاب إن شاء الله على ما شرطته فيه ، وأذكر في آخر كل سورة موضع نزولها ، واختلاف اهل المصار في عددها ، وأستغني عن تسمية رؤوس آيها ، وأبلغ غاية الجهد في التقريب والقصد ... )) .
( التحصيل ، تحقيق الفاتحة والبقرة ، تحقيق علي بن محمود بن سعيد هرموش ، رسالة مرقومة على الآلة الكاتبة ص : 5 ـ 6 ) .
النوع الثاني : أن يذكر المؤلف من مقاصده الإلمام ببعض علوم القرآن ، لكنه يذكرها منثورةً خلال تفسيره للآيات ، وليس كسابقه الذي يرتب كل نوع على حده ، وإليك مثالٌ لمؤلف قصد هذا المقصد :
كتاب ( البستان في علوم القرآن ) ، لأبي القاسم هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم الجهيني الحموي ( ت : 738 )
قال الحموي : (( أما بعد : فهذا كتاب ( البستان في علوم القرآن ) ، قصدت فيه الاختصار مع البيان ، وجمع الفوائد مع الإتقان ، راجيًا به ـ لي ولمحصليه ـ الغفران ، والرحمة من الله والرضوان ، ويشتمل على أنواع من علوم الكتاب العزيز ؛ المسمى بالفرقان :
النوع الأول : معرفة تفسير غريب اللفظ والمعنى ، وأسباب النُّزول ، والقصص ، وما صحَّ من المنسوخ على ما ذهب إليه في ذلك كل من يُعتمد عليه .
النوع الثاني : معرفة المبهمات من الأسماء والأنساب ، وضمائر الغيبة والخطاب ، والعدد ، والمدد ، واختلاف الأقوال في ذلك ...
الثالث : معرفة قراءات الأئمة السبعة رحمة الله عليهم ، ولكل إمام منهم راويان ...
الرابع : معرفة الوقوف والموقوف عليه إن لم يتوقف فهمه على ما بعده وبالعكس ، فالوقف لازم إن اختلَّ المعنى بالوصل ، وتامٌّ إن لم يختل ، ولم يكن للثاني تعلق بالأول ...
الخامس : معرفة خط الإمام مصحف عثمان بن عفان ...
السادس : معرفة عدد آي كل سورة ( العدد الكوفي ) ، وكونها مكية أو مدنية أو مختلفًا فيها ، وذلك مذكور في أول كل سورة .(1/394)
السابع : معرفة رؤوس الآيات وأخماسها وأعشارها ، والمختلف في كونه آية أو غير آية بين الكوفيين وغيرهم ...
الثامن : معرفة أجزائه الثلاثين وأخماسها وأنصافها وأنصاف أسداسها وأسباع القرآن وأرباع الأسباع ... )) ، ثم شرع في تفسير الاستعاذة والبسملة والفاتحة حتى ختم كتابه بتفسير سورة بالناس .
( البستان في علوم القرآن / مخطوط بمكتبة الحرم المكي ، لوحة 1 أ ـ ب ) .
ولا يعني أن هذه التفاسير تختلف في مادتها العلمية عن التفاسير السابقة ، لكن المقصود أن مؤلفيها قد رتبوها ترتيبًا متوافقًا مع أنواع علوم القرآن ، أو قصدوا ذكر جملة من علوم القرآن قصدًا مباشرًا ، وهذا مما لا يحسن إغفاله في نشأة علوم القرآن .
...............
ومن باب تتميم الفائدة في هذا الموضوع أذكر ما يأتي :
أولاً : إن هناك إضافات مرادفة لعلوم القرآن يحسن التنبه لها ، وهي ( علم القرآن ، علوم التنزيل ، علم التنزيل ، علوم الكتاب ، علم الكتاب ) إذ قد يرد في كتب التراجم أو في عناوين بعض الكتب أحد هذه الألفاظ .
ثانيًا : إن أضافة علوم للقرآن تحتمل أن يكون المراد به أي معلومة تنتسب للقرىن او تخرج منه ، ومن ثمَّ فإن علوم القرآن على هذا المعنى لا يمكن حصرها ، بل هي مما يتنامى مرة بعد مرة ، وهذا المعنى افضافي ليس هو المراد عند من كتب في علوم القرآن ، وإن كان بعضهم قد يشير إليه إشارة من باب التنبيه عليه فحسب .
ثالثًا : إنَّ علوم القرآن التي استقرَّت التسمية عليها الآن تشمل جملة العلوم :
ـ المنبثقة منه ، كعلم القراءات .
ـ أو المتعلقة به ويشترك معه فيها غيره ، إما لكونه نصَّا تشريعيًّا فتشترك معه السنة في بعض الموضوعات ؛ كالناسخ والمنسوخ والعام والخاص وغيرها من مسائل أصول الفقه .
وإما لكونه نصًّا عربيًا ، فتشترك معه علوم العربية والبلاغة ؛ كعلم غريب القرآن من جهة المعنى اللغوي ، وعلم إعجاز القرآن من جهة المعنى البلاغي .(1/395)
وستلاحظ أن طرح هذه العلوم في كتب علوم القرآن قد اتخذ صورًا متعددة .
رابعًا : إن بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه تشير إلى ( علوم القرآن ) ، وإن لم تبيِّن المراد به على وجه التحديد ، وإليك بعض هذه الأحاديث والآثار :
1 ـ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما لما قال : (( اللهم فقه في الدين ، وعلمه الكتاب )) رواه البخاري وغيره .
وهذا الحديث يشير إلى أن للكتاب علومًا والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو لابن عمه في أن يعلمه الله إياها ، ولقد تحقق ذلك له ، وصار ترجمان القرآن ، وأكثر الصحابة تفسيرًا له .
2 ـ قوله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه )) رواه البخاري .
وهذا يشملُ جُملةَ علومِ القرآنِ من قراءته وحفظه وتفسيره وغيرِها ؛ لأنَّه خبر مطلقٌ غير محدَّدٍ بنوعِ من أنواع تعلُّمِ القرآنِ وتعليمه .
3 ـ من الآثار ما رواه ابن أبي شيبة بسنده عن أبي البختري عن علي قالوا : أخبِرْنا عن عبد الله .
قال : علم القرآن والسنة ، ثم انتهى ، وكفى بذلك علمًا « ( ).
وهذه الأضافات ( علم القرآن ، علوم القرآن ، علم الكتاب ، علوم الكتاب ، علم التنزيل ، علوم التنزيل ) أو ما يشير إليها في الأحاديث والآثار تحتاج إلى دراسة مستقلة ؛ لاستجلاء المراد بها .
........................
فائدة : قال ابن خير الإشبيلي ( ت : 575 ) في ( فهرسة ما رواه عن شيوخه ) : (( ذكر ما رويته عن شيوخي رحمهم الله من الدواوين المؤلفة في علوم القرآن )) ص : 23 .
وقد ذكر كثيرًا من كتب القراءت وما يتصل بها ، وكتب التفسير وغيرها ، ومما ذكر فيها ما يأتي : (( كتاب البرهان في علوم القرآن ، في مائة سفر ، لأبي الحسن الحوفي ... )) ص : 71 .
ونستفيد من هذا النقل فائدتان :(1/396)
الأولى : النظر في أنواع علوم الكتب التي ضمنها ابن خير فهرسة ما رواه في علوم القرآن ، فيظهر لنا مراده بعلوم القرآن ، وهو على ما استقر عليه المصطلح عندنا .
الثاني : أن الاختلاف في تسمية كتاب الحوفي ( ت : 430 ) لازالت قائمة تحتاج إلى تحرير ، فابن خير يروي الكتاب بسنده إلى المؤلف ، ويسميه بهذا الاسم ، لا باسم ( البرهان في تفسير القرآن ) كما جاء في بعض المصادر ، وقد قال ابن خير في آخر روايته لهذا الكتاب : (( ... قال شريح بن محمد : وحدثني به أيضًا ـ إجازة ـ الفقيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي رحمه الله ، قال أجازني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي الحوفي المقرئ النحوي جميع روايته وأوضاعه بخط يده على يدي أبي صاحب الوردة في ربيع الآخر سنة 421 )) ص 71 .
وهذ يفيد في معرفة زمن تأليف كتاب البرهان ، وانه متقدم على تاريخ هذه الإجازة .
تنبيه : ورد في مطبوعة فهرست ابن خير( الجوفي ) بالجيم ، وهو تصحيف ، والله أعلم .
---
مرهف
10-05-2005, 12:47 AM
جزاكم الله خيراً فقد أثرتم في نفسي أموراً كنت أقوم بمقارنتها قديما ،وهي تعريف علوم القرآن بين المصطلح الذي يذكره العلماء ممن ألف في (علوم القرآن) وبين الواقع العملي لمن استخدم هذا المصطلح ،وقد أحببت أن أكتب لكم ما كتبه الدكتور نور الدين عتر في كتابه الذي درسناه أثناء الكلية واسمه ( علوم القرآن الكريم )ففيه برأيي كلام نفيس لعله يفيد لمن دقق في قراءته، فقد ذكر في الفصل الأول عنوان : التعريف العام بعلوم القرآن، فقال صـ 7و8 : ( هذا التعبير "علوم القرآن" يدل لغةً على أنواع العلوم التي تتصل بالقرآن الكريم ، وهكذا كان يستعمل في عصور المتقدمين ، فيراد به علوم تؤخذ من القرآن من علوم الشرع كالعقيدة أوالفقه أو الأخلاق أو من المعارف العامة حول الإنسان والكون والطبيعة والنبات والسماء والأفلاك.(1/397)
كما يراد بـ " علوم القرآن" لغة علوم تخدم معاني القرآن مباشرة، وتوصل إليها، أو تدور حوله، أو تستمد منه، فيدخل تحت هذا التعبير بهذا الاستعمال اللغوي الثاني علوم ضخمة: مثل علم التفسير، وعلم القرآت، وعلم الرسم العثماني، وعلم إعجاز القرآن، وعلم إعراب القرآن، وسائر علوم الدين واللغة والبلاغة،وغير ذلكمن علوم درس العلماء في تآليفهم فيها القرآن كله في ضوء كل علم دراسة تفصيلية.
ثم جعل العلماء هذه العبارة: "علوم القرآن" اسم علم، يراد به معنى خاص يدل على علم خاص غير ما سبق كله، لأن هذا المعنى الجديد يختص بأنه علم واحد يجمع ضوابط تلك العلوم المتصلة بالقرآن من ناحية كلية عامة، وأما علوم القرآن بالمعنى اللغوي فإن كل علم منها يدرس القرآن كله من زاوية اختصاصه آية آية دراسة تفصيلية.
وبناء على ذلك يمكن أن نعرف " علوم القرآن" باعتباره اسماً لعلم واحد فنقول : " علوم القرآن في الاصطلاح: هو المباحث الكلية التي تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وتفسيره وإعجازه وناسخه ومنسوخه وغير ذلك" .) انتهى كلام الدكتور.
ثم علق الدكتور نور الدين في الحاشية على التعريف فقال : ( ومن هنا ندرك الخطأ الواضح الذي وقع فيه من عرّف علوم القرآن فقال : هي جميع المعلومات والبحوث التي تتعلق بالقرآن... .فقد خلط بين المعنى اللغوي ، وهو يدل على علوم كثيرة، والمعنى الاصطلاحي، وهو علم واحد، ألا ترى إلى قوله "هي" .. وهكذا استمر الخطأ... ) انتهى التعليق .
ثم قال الدكتور تحت عنوان " التصنيف في علوم القرآن صـ 8 : ( وبالنظر لأهمية هذا العلم كثرت الدراسات فيه في القديم والحديث، فكتب كثير من المفسرين في مقدمات تفاسيرهم بحوثاً هامة في علوم القرآن، عنوا فيها بما يتعلق بأصول التفسير وإعجازه، على مثال مقدمة الطبري لتفسيره جامع البيان ، والقرطبي " الجامع لأحكام القرآن".(1/398)
وصنف العلماء مؤلفات مستقلة تشمل كل علوم القرآن مثل هذه الكتب الهامة:
ـ فنون الأفنان في عيون علوم القرآن للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ...) ثم ذكر الدكتور حفظه الله البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي ، وكان قد ذكر الدكتور في كتابه محاضرات في علوم القرآن الذي يدرس في كلية الشريعة في دمشق قبل كتاب ابن الجوزي ، ذكر كتاب ابن الأنباري ولم يذكره في الكتاب الذي أنقل منه.
ثم قال : ( وفي هذا العصر اقتصر الباحثون في هذا العلم على أهم ما يحتاج إليه الدارس في هذا العصر،اعتماداً على تكملة بحوث أخرى من علوم شرعية ولغوية واعتقادية مقررة في مناهج معاهد العلوم والدراسات القرآنية.)
ثم ذكر الدكتور صـ 9 بعض الأسماء المهمة في علوم القرآن في العصر الحديث ثم قال : ( وقد قسم بعضهم كتابه أبواباً منها تاريخ علوم القرآن وباب " علوم القرآن" ، ونرى في هذا التقسيم خلالاً وضغفاً، لأن العنوان الثاني " علوم القرآن" يوهم أن الأبحاث الأخرى ليست من علوم القرآن، وهي قطعاً من علوم القرآن، فكيف تستبعد عن هذا العنوان ولا تدرج تحته؟!.
ونود التنبيه إلى أن التصنيف في علوم القرآن بالمعنى الأول مستمر أيضاً لم ينقطع وذلك تلبية لحاجة العصر من كشف دسائس وفضح أباطيل، أو تفصيل مسائل واستيفائها بالبحث، أو لإظهار مزيد من أوجه الإعجاز الذي أفاد تقدم العلوم، الأمر الذي يزيد اليقين بأن هذا القرآن كتاب الله المعجز على الدوام. ) انتهى.
أقول : ولعل ما ذكرتموه من أمثلة يصدق كلامه في ذلك والله أعلم،فأحببت أن أنقله بحرفه منه لإثراء الموضوع والاستفادة،والله أعلم.
---
مرهف
10-05-2005, 12:50 AM(1/399)
الأمر الثاني الذي أريد بيانه أن ابن عادل لم يتوفى عام 880 يقيناً كما ذكرتم وكما ذهب إلى ذلك الدكتور الشايع ومن تابعه ،وإنما وفاته في القرن الثامن الهجري ويغلب على الظن أنها حوالي 750 هـ وسأكتب مختصراً في ذلك قريباً إن شاء الله .
---
مساعد الطيار
10-05-2005, 09:59 AM
أشكرك يا أخي مرهف على هذه المداخلة الماتعة ، ولقد أفدتني بها كثيرًا .
أما عن وفاة ابن عادل ، فهذا هو المشهور في الترجمة له ، وقد اخذتها من كتاب ( معجم المفسرين ) لعادل نويهض ، وياليتك تكتب لنا ما تبين لك من وفاته ؛ لأن في هذا أثرًا على جملة من المعلومات ، من أقلها ترتيب طبقة المؤلف ، فبدلاً من جعله من علماء القرن التاسع ، فإنه سيكون من علماء القرن الثامن ، وهذا يؤثر فيما لو كان الباحث يرتب المصنفات ترتيبًا زمنيًّا ، ويبني عليها أحكامًا علمية .
---
أبو صلاح الدين
10-05-2005, 04:14 PM
بارك الله فيكما ونفع بكما المسلمين.
---
حسين المطيري
10-13-2005, 01:31 PM
هذا موضوع جدير بالنظر ، ولعلي أتمكن من المداخلة لاحقًا ، لطرح بعض الأفكار فيه .
والملاحظ أن الكتابة في نشأة علوم القرآن لا زالت تحتاج إلى تحرير .
---
(1/400)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > درس شهري للشيخ مساعد الطيار في مدينة المصطفى لمن لم يبلغه
---
درس شهري للشيخ مساعد الطيار في مدينة المصطفى لمن لم يبلغه
---
ابن الجزيرة
12-24-2005, 12:26 AM
كنت سألت الشيخ مساعد ـ حفظه الله ـ عن درسه في المدينة هذا السؤال :
سمعنا بدرسكم في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا نعلم تفاصيل هذا الدرس فهلا أخبرتنا ؟
فأجاب ـ حفظه الله ـ
هو درس شهري ، في الأسبوع الثاني من كل شهر ، لكل شهر موضوع يحدد في حينه ، وسيكون في شهر محرم من السنة القادمة ـ إن شاء الله ـ في مقدمة تفسير ابن جزي الكلبي .
__________________
الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
attyyar@hotmail.com
---
(1/401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب تفسير آية.....أرجو الرد سريعا...
---
طلب تفسير آية.....أرجو الرد سريعا...
---
معاوية
06-26-2004, 01:07 PM
أرجو من الإخوة الرد سريعا على هذا السؤال..
نقل بعض الإخوة سابقا إستدلال الشيخ حمود التويجري بقوله تعالى (إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا ) على أن الأرض لا تتحرك فى الفضاء...
هل من مناقش لهذا اللإستدلال؟
---
معاوية
06-27-2004, 12:36 PM
هل من مجيب يا اخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 01:34 PM
أخي الكريم . قد يكون هذا في كتاب الشيخ رحمه الله الذي كتبه في الرد على أهل الهيئة الجديدة - كما سماهم - ولعلي أراجعه وأجيبك . وسؤالي : أين (نقل بعض الإخوة سابقا إستدلال الشيخ حمود التويجري ) ؟ هل تعني في هذا الملتقى ؟
---
الفقير الى ربه
06-27-2004, 08:55 PM
نعم اخى و أستاذى الفاضل عبد الرحمن..
النقل كان فى هذا الملتقى..و هو على ما أذكر الأخ الكريم (فرغلى عرباوى)..
و جزاك ألله خيرا يا شيخنا...
---
الفقير الى ربه
06-30-2004, 09:27 PM
للرفع
---
معاوية
07-04-2004, 07:21 AM
هل من مجيب يا اخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
أبو علي
07-04-2004, 07:41 AM
أخي معاوية
علماء الفيزياء يفهمون هذه الآية وفقا لقانون الجاذبية والعلاقة بين الكتلة والمسافة وقوة الطرد والجذب ... إلى آخره.
فلو لم يكن هذا القانون الذي خلقه الله بحسبان لزالت الكواكب والنجوم من أفلاكها، وقانون الجاذبية هو الذي يمسك الأجرام أن تزول أو أن تصطدم ببعضها.
---
(1/402)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير ابن عادل الحنبلي اللباب في علوم الكتاب للتحميل
---
تفسير ابن عادل الحنبلي اللباب في علوم الكتاب للتحميل
---
مسك
03-28-2006, 05:16 AM
اسم الكتاب : تفسير ابن عادل الحنبلي اللباب في علوم الكتاب
اسم المؤلف : ابن عادل الحنبلي
نبذة عن الكتاب :
كتاب يبحث في علم التفسير وهو كتاب جمعه من أقوال العلماء في علوم القرآن يعرض فيه لبيان معاني المفردات والأمور النحوية ووجوه الإعراب ويأتي بالشواهد الشعرية كثيرا، ويعرض لأوجه القراءات وأقوال العلماء المفسرين في تفسير الآيات ودلالاتها، ويورد فصولا كثيرة في أمور تتعلق بالآيات من الناحية العقدية والفقهية والوعظية وغير ذلك . وقد جاء الكتاب على شكل موسوعة علمية في علوم القرآن وتفسيره وبيانه.
وبداخل الكتاب :
بحث بعنوان ( ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب )
مصدر الكتاب : الشاملة 2
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2358)
---
(1/403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > من هم المشايخ الموجودون في الرياض الذين نستطيع أن نقرأ عليهم القرآن؟
---
من هم المشايخ الموجودون في الرياض الذين نستطيع أن نقرأ عليهم القرآن؟
---
أبو يعقوب
05-19-2006, 10:23 PM
السلام عليكم
من هم المشايخ الموجودين في الرياض والذين نستطيع أن نقرأ عليهم القرآن
وخصوصا المتقنين وأصحاب الأسانيد العالية؟
مع توضيح أماكن تواجدهم ومساجدهم
لأننا في أمس الحاجة إلى الإسناد
---
ابن إبراهيم
05-27-2006, 05:16 PM
الشيخ عادل الكلباني بمسجد الملك خالد
---
محمود الشنقيطي
05-27-2006, 07:38 PM
الشيخ المقرئ /أشرف محمد قطب - وقف السلام الخيري
الشيخ المقرئ/عادل هاشم عبده - وقف السلام الخيري
الشيخ المقرئ/إبراهيم الدوسري - حي العزيزية
الشيخ المقرئ/سيد محمد ساداتي الشنقيطي - حي الروضة مقابل منزله
---
أبوأسامة ريان
05-27-2006, 11:55 PM
الشيخ عادل السنيد في حي الشفا ( وقد اثنى عليه الشيخ ابراهيم الاخضر )
الشيخ جلول بحي الروضة
الشيخ المقرئ المفسر صلاح عبدالمقصود بحي النسيم
---
أبو يعقوب
05-28-2006, 02:49 PM
الشيخ عادل الكلباني بمسجد الملك خالد
جزاك الله خيرا
ممكن تعطينا عنوان المسجد
---
أبو يعقوب
05-28-2006, 02:55 PM
محمود الشنقيطي
أبوأسامة ريان
بارك الله فيكم
أين يقع وقف السلام الخيري وفي أي مسجد يقرأ الشيخ إبراهيم الدوسري؟
أرجو من الأخ أبو أسامة أن يكتب أسماء المساجد
---
أبو يعقوب
05-28-2006, 02:55 PM
من هم المشايخ الأعلى سندا؟
---
أبوأسامة ريان
05-28-2006, 05:39 PM
سيد ساداتي الشنقيطي ثم عادل السنيد
---
محمود الشنقيطي
07-01-2006, 12:22 AM
وقف السلام الخيري يقع مقابل مقبرة النسيم في شرق الرياض..
الأخ/أبو أسامة
هل أنت متأكد من أن الشيخين الفاضلين أعلى القراء سنداً في الرياض؟؟
---(1/404)
عادل الكلباني
07-01-2006, 08:55 AM
الحمد لله ، وبعد ،،،
في جامع الملك خالد مقرأة للشيخ عدنان العرضي ، من بعد صلاة الفجر ، إلى قبيل الظهر ، ومن بعد صلاة العصر إلى العشاء . يقرأ عليه لحفص ولغيره من القراء العشرة .
والشيخ من أعلى الأسانيد فقد قرأ القراءات على شيخنا الشيخ محمد عبدالحميد ، وهو من أعلى الأسانيد في وقتنا ، والله أعلم .
ويبقى أن لا يكون الهم علو السند فقط ، بل الإفادة ، وهو ما قد تجده عند التلميذ لا الأستاذ !
---
أبو يعقوب
07-28-2006, 10:09 PM
أبو أسامة ريان
عادل الكلباني
جزاكم الله خيرا
---
بندر الرقابي
07-30-2006, 12:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد الشيخ محمد عوض الحرباوي - دكتوربكلية المعلمين بالرياض -
والآن يسمع في مسجد الراجحي الجديد.
---
أبو يعقوب
07-30-2006, 10:27 AM
وعليكم السلام
هل الشيخ موجود حاليا؟
وما هي الأوقات الي يسمع فيها
وجزاك الله خيرا يا بندر
---
د. أنمار
08-04-2006, 03:06 PM
فليبحث أهل الرياض عن تلامذة الشيخ أحمد مصطفى فإني أذكر أنني عندما زرته في بيته رأيت لوحة فيها أسماء ما يقرب من 16 شخصا أجازهم بالعشر.
---
(1/405)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير جديد للأمين الشنقيطي
---
تفسير جديد للأمين الشنقيطي
---
متعلم
07-21-2003, 03:55 AM
لقد قام الدكتور خالد السبت بجمع كمية كبيرة من اشرطة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي واستقصى ذك من كل مكان يستطيع الوصول اليه حتى بعض القرى فيمنطقة المدينة ، وبعد سماعه حصر سبعين شريطا هي مجموعة تفسير للقرآن ألقاه الأمين في السجد النبوي غير أضواء البيان ، فقام الشيخ خالد وبعض طلبته بالتفريغ ومن ثم قام بمراجعتها جميعا وخرج الأحاديث والأشعار مع بعض الأعمال ، وهو الآن جاهز للطباعة يقع في أكثر من ألفي صفحة ... وسيخرج قريبا بإذن الله .
وللمعلومية لقد مكث الدكتور خالد السبت عليه ست سنوات ، فجزاه الله خيرا .
---
عبد الحميد العرفج
07-21-2003, 10:32 PM
بشَّرك الله بالخير على هذا الخبر السار .. وجزى الله الدكتور السبت ومن معه خير الجزاء ..
نسأل الله أن يعجل بخروج هذا السفر العظيم .. وأن يضيف جديداً إلى ما قدمه العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة .
---
متعلم
07-22-2003, 06:26 PM
واياك أخي عبد الحميد ..
والله أسأل أن ينفع بهذا السفر ، وإن العلامة الأمين ممن دفن معه علمه ..وعلى قلة تأليفه إلى أن أضواء البيان مرجع لكثير من العلماء لا سيما في تحقيقه لبعض المسائل الأصولية والفقهية .. رحمه الله وأعلى درجته في الفردوس الأعلى .
---
الراية
07-27-2003, 01:16 AM
جزاه الله خيراً ...
جهد مشكور نفع الله به واتم خروجه قريباً...
وارجو موافاتنا بالمزيد عن هذا العمل وفقك الله
---
(1/406)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال للمدارسة : هل يوجد قراءة تفسيرية؟
---
سؤال للمدارسة : هل يوجد قراءة تفسيرية؟
---
مساعد الطيار
12-01-2006, 06:06 PM
سؤال للمدارسة : هل يوجد قراءة تفسيرية ؟
لا يختلف اثنان في وجود قراءات شاذة كثيرة ، والذي يعنيني في هذا المقام ما نُسِب إلى بعض قَرَأَةِ الصحابة أو التابعين ؛ كأُبَيِّ بن كعب وابن مسعود والحسن والأعمش وغيرهم .
والملاحظ أن بعض العلماء ذهب إلى تخريج بعض ما ورد عنهم من هذه القراءات المخالفة لما أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم ؛ ذهب إلى أنها من باب التفسير ، وأطلق عليها مصطلح ( قراءةً تفسيرية ) أو ( قراءةً على التفسير ) أو ( قراءةَ تفسير ) أو ما شابه هذه المصطلحات ؟
وإليك بعض القراءات التي حُكِم عليها بأنها قراءة تفسيرية :
1 ـ في قوله تعالى : ( قال له صاحبه وهو يحاوره ) .
قال أبو حيان : _ (( { وهو يحاوره } حال من الفاعل وهو صاحبه المؤمن . وقرأ أُبيّ وهو يخاصمه وهي قراءة تفسير لا قراءة رواية لمخالفته سواد المصحف ، ولأن الذي روي بالتواتر { هو يحاوره } لا يخاصمه )) .
2 ـ في قوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) ( الحجر : 21)
قال أبو حيان : (( وقرأ الأعمش : وما نرسله مكان وما ننزله ، والإرسال أعم ، وهي قراءة تفسير معنى لا أنها لفظ قرآن ، لمخالفتها سواد المصحف )) .
3 ـ في قوله تعالى : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) ( البينة : 1 ) .(1/407)
قال ابن العربي : (( الْآيَةُ فِيهَا أَرْبَعُ مَسَائِلَ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى فِي قِرَاءَتِهَا : قَرَأَهَا أُبَيٌّ : { لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } ؛ وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ : لَمْ يَكُنِ الْمُشْرِكُونَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ مُنْفَكِّينَ
وَهَذِهِ قِرَاءَةٌ عَلَى التَّفْسِيرِ ؛ وَهِيَ جَائِزَةٌ فِي مَعْرِضِ الْبَيَانِ ، لَا فِي مَعْرِضِ التِّلَاوَةِ ؛ فَقَدْ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ الصَّحِيحِ : { فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ عِدَّتِهِنَّ } ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ ؛ فَإِنَّ التِّلَاوَةَ مَا كَانَ فِي خَطِّ الْمُصْحَفِ .)) .
هذه بعض الأمثلة التي ذكر فيها العلماء قراءة بعض الصحابة والتابعين على أنها قراءة تفسيرية ، والأمثلة كثيرة ، وليس الغرض ههنا سوى التمثيل .
وأقول : هل يصح هذا الإطلاق على هذه القراءات ؟
أي : هل هي قراءات شاذة أو هي تفسيرات لهؤلاء القراء من الصحابة والتابعين ؟
إن الحكم عليها بأنها ( قراءات تفسيرية ) فيه نظرٌ ؛ لأمور :
الأول : أن الذين أسندوا إليهم هذه القراءة لم يقولوا : ( فسَّر فلان ) ، وإنما يقولون : ( قرأ فلان ) أو يقولون : ( في قراءة فلان ) ، والحكم بكونها قراءة مطابقة لمنصوص الأثر ، والذي رواه أعلم به من غيره .
الثاني : أن بعض هؤلاء الذين نُسِبت إليهم القراءة التفسيرية قد نُقِل عنهم التفسير ، كما نقلت عنهم القراءة ، وكما لا يصح فيما نُقل عنهم من باب التفسير أن يسمى قراءة ، فكذا الحال لا يصحُّ أن ينسب إليهم التفسير فيما حُكِي عنهم أنه قراءة .(1/408)
الثالث : أن مساعدة هذه القراءات الشاذة في فهم بعض معاني القراءات المجمع عليها لا يعني أنها قراءة من باب التفسير ، بل هي قراءة مستقلة ، وهذا إمام التابعين في التفسير مجاهد بن جبر يقول : (لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ أَحْتَجْ أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْقُرْآنِ مِمَّا سَأَلْت ) .
ومن الأمثلة التي تصدق قول مجاهد هذا :
1 ـ روى الطبري بسنده عن مجاهد قال : ( كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: "أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ" ) .
2 ـ وروى الطبري بسنده عن مجاهد ، قال : (( كنا نرى أن قوله:( فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود( إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا ).
ولم يرد عن مجاهد ولا غيره ممن هو في طبقته ـ فيما أعلم ـ أنهم حكموا على قراءة ابن مسعود أو غيره بأنها قراءة على التفسير أو قراءة تفسيرية ، بل نصوصهم واضحة على أنها قراءة مستقلة ، ومن أمثلة ذلك :
1 ـ قال الطبري : ( وقوله: { وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } : قال قتادة: يقولون: آلهتنا خير منه. وقال قتادة: قرأ ابن مسعود: "وقالوا أآلهتنا خير أم هذا"، يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم ) .
2 ـ وفي قوله تعالى : ( فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
روى الطبري بسنده عن السدي ، قال : ( هي في قراءة ابن مسعود:"اختلفوا عنه" عن الإسلام ) .
3 ـ وفي قوله تعالى ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ) روى الطبري بسنده عن عبد الرحمن بن أبي حماد، أنّ قراءة ابن مسعود:( فَنَادَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ).(1/409)
4 ـ وفي قوله تعالى : ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ ) ( النساء : 34) روى الطبري بسنده عن طلحة بن مصرف قال: في قراءة عبد الله:( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فأصلحوا إليهن واللاتي تخافون نشوزهن ) .
وهذه النصوص وغيرها إنما تنسب إليهم قراءةً لا تفسيرًا ، وهم أدرى بما ينسبونه إليهم ، وعندهم من الوضوح في الفرق بين التفسير والقراءة ما لا يخفى على مطلع على آثارهم ، ولم أجد وقوع الشك في كون ما يروى عنهم هل هو من قبيل التفسير أو من قبيل القراءة سوى أثر رواه سعيد بن منصور بسنده عن عمرو بن دينار : (أنه سمع ابن الزبير يقول : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (1) « ويستعينون بالله على ما أصابهم » ، فلا أدري أكانت قراءته أو فسر ؟ ) .
وهذا الشك منه رحمه الله تعالى يقطعه ما رواه الطبري بسنده عن أبي عون الثقفي: أنه سمع صُبيحًا قال: سمعت عثمان يقرأ:( " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللهَ عَلَى مَا أَصَابَهُم "). ، ثم أسند الرواية إلى عمر بن دينار عفي قراءة ابن الزبير ، ولم يذكر الأثر بتمامه ، لذا لم يذكر شك عمرو ، ولعل هذا يشير إلى أن الطبري يقطع بكونها قراءة لا تفسيرًا ، والله أعلم .(1/410)
ولا يختلف اثنان في الاستفادة من مثل هذه القراءات في بيان المعاني والتفسير وتأييد الاستنباطات من القراءات الثابتات ، ومن ذلك ما ذكر ابن عطية تعليقًا على هذه الآية ، واستفادةً من هذه القراءة ، قال : ( قال القاضي : والناس في تغيير المنكر والأمر بالمعروف على مراتب ، ففرض العلماء فيه تنبيه الحكام والولاة ، وحملهم على جادة العلم ، وفرض الولاة تغييره بقوتهم وسلطانهم ، ولهم هي اليد ، وفرض سائر الناس رفعه إلى الحكام والولاة بعد النهي عنه قولاً ، وهذا في المنكر الذي له دوام ، وأما إن رأى أحد نازلة بديهة من المنكر ، كالسلب والزنى ونحوه ، فيغيرها بنفسه بحسب الحال والقدرة ، ويحسن لكل مؤمن أن يحتمل في تغيير المنكر ، وإن ناله بعض الأذى ، ويؤيد هذا المنزع أن في قراءة عثمان بن عفان وابن مسعود وابن الزبير « يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويستعينون بالله على ما أصابهم » ، فهذا وإن كان لم يثبت في المصحف ، ففيه إشارة إلى التعرض لما يصيب عقب الأمر والنهي ، كما هي في قوله تعالى :
{ وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، واصبر على ما أصابك } [ لقمان : 17 ] وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } [ المائدة : 105 ] معناه إذا لم يقبل منكم ولم تقدروا على تغيير منكره ) . ا.هـ كلام القاضي ابن عطية رحمه الله تعالى .
وبعد ، فالمقصود إعادة النظر في هذا المصطلح ، وبيان كيفية إفادة هذه القراءات في بيان المعاني والتفسير ، وفي الفوائد والمستنبطات من الآيات ، وغير ذلك من المعلومات التي تفيد فيها هذه القراءات الشاذات ، والله الموفق والهادي إلى الصواب .
---
ناصر الدوسري
12-02-2006, 07:42 AM(1/411)
بارك الله فيك دكتور مساعد على هذه الإفادة ، وهذه العبارة يستخدمها أيضاً القرطبي في تفسيره ، ولكن ألا يمكن أن يقال في هذه المقولة أنها من باب الحكم على القراءة ، كما يقال : قراءة صحيحة ، وشاذة ، مع أن الناقل لهذه القراءات عن الصحابة لم يقل هذا الحكم .
فإن قيل : لماذا لاتسمى قراءة شاذة بدلاً من قراءة تفسيرية ؟ قلت : لعل القائل يقصد ما ثبت سنده وخالف الرسم ، دون ما لم يصح سنده .
---
عبدالرحمن الشهري
12-02-2006, 08:05 AM
انظر هنا موضوعاً ذا صلة ...
القراءات التفسيرية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=12326)
---
د. أنمار
12-02-2006, 03:51 PM
وهذه النصوص وغيرها إنما تنسب إليهم قراءةً لا تفسيرًا ، وهم أدرى بما ينسبونه إليهم ، وعندهم من الوضوح في الفرق بين التفسير والقراءة ما لا يخفى على مطلع على آثارهم ، ولم أجد وقوع الشك في كون ما يروى عنهم هل هو من قبيل التفسير أو من قبيل القراءة سوى أثر رواه سعيد بن منصور بسنده عن عمرو بن دينار : (أنه سمع ابن الزبير يقول : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (1) « ويستعينون بالله على ما أصابهم » ، فلا أدري أكانت قراءته أو فسر ؟ ) .
وهذا الشك منه رحمه الله تعالى يقطعه ما رواه الطبري بسنده عن أبي عون الثقفي: أنه سمع صُبيحًا قال: سمعت عثمان يقرأ:( " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللهَ عَلَى مَا أَصَابَهُم "). ، ثم أسند الرواية إلى عمر بن دينار عفي (؟؟؟) قراءة ابن الزبير ، ولم يذكر الأثر بتمامه ، لذا لم يذكر شك عمرو ، ولعل هذا يشير إلى أن الطبري يقطع بكونها قراءة لا تفسيرًا ، والله أعلم .(1/412)
هذا لو نسب لغير عثمان لهان الخطب، لكن كيف تنسب له وهو من جمع القرآن ومنع القراءة بما خالف ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بحرقه. فأراه يقوي أمرين:
1- كونها تفسيرية، 2- رأي القائلين برد هذه الآثار المخالفة لشذوذها في متنها
ثم فليزد السؤال قسما ثالثا محتملا
فيصير هل هي قراءة تفسيرية أو شاذة أو منسوخة من الحروف السابقة للعرضة الأخيرة (ولعلها تدخل في الشاذ حكما)؟
---
مساعد الطيار
12-02-2006, 06:47 PM
أحسنت أخي الكريم الدكتور انمار ، وبارك فيك على هذه المداخلة العلمية .
أخي الكريم :
ألا ترى أن كل ما نُسخ ، فهو قراءة شاذة ، حتى لو صحَّ سندها ، كقراءة ابن مسعود وأبي الدرداء : ( والذكر والأنثى ) .
أرى أن تكثير المصطلحات في القراءات لا داعي له ، فالقراءات لا تخرج عن قسمين : المتواترة والشاذة .
ثم الشاذة منها ما صح به السند كالقراءة السايقة ، ومنها ما لا نجزم بصحة سنده ، كبعض القراءات التي نجد نسبتها ، ولا نعرف لها سندًا ، ومنها ما ثبت كذبه ، كالقراءة المنسوبة لأبي حنيفة .
وكونه يرد عن عثمان رضي الله عنه ليس بمستغرب على علم مثلكم ـ حفظكم الله ـ فهذا أثر من الآثار ، وتتم معالجته بالتحقيق في سنده ، فإذا ثبت ورود قراءات لعثمان مخالفة لمصحف السواد الأعظم ، فهذا يعني أنه مما كان أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكنه مما تُرِك في العرضة الأخيرة فلم يُقرأ به .
ولا يخفى عليكم أخي الكريم أن الإلزام بالقراءة على ما في المصاحف العثمانية لم يقع إلا في السنة الخامسة والعشرين لما أتمَّت اللجنة كتابة هذه المصاحف ، وأرسلها عثمان إلى الأمصار ، وقبل ذلك كان الصحابة يُقرئون بما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعل ما بقي من تلك القراءات المنسوبة إلى عثمان من هذا الصنف ، فرويت بطرق آحادية ، ولا تكاد تتجاوز العدد اليسير .
---
أحمد القصير
12-02-2006, 07:43 PM(1/413)
هل كل ما ينسبه التابعي للصحابي من قراءة يُعد قراءة حقيقة؟
في نظري أن هذه النسبة هي اجتهادية بالنسبة للتابعي فهو حينما يسمع الصحابي يقرأ الآية على نحو مخالف للمصحف يظنها قراءة، وقد تكون تفسيرا من الصحابي وليست بقراءة.
وكما نعلم فإن في الحديث النبوي نوع يُقال له المدرج وهو شبيه بالقراءات التفسيرية حيث يدرج الصحابي كلاما له في الحديث يقصد به الإيضاح فيظن الراوي أنه من أصل الحديث.
وفي باب القراءات التفسيرية فإن المتأخرين يطلقون عليها قراءة تفسيرية تشبيها لها بالمدرج في الحديث.
ويبقى أصل المسألة أنه ليس كل ما ينسبه التابعي للصحابي من قراءة يعد قراءة، لأن تسميته لها قراءة إنما هو باجتهاد منه، ويبقى الاحتمال قائما بين أن تكون قراءة أو تفسيراً.
نعم لو نص الصحابي على أنها قراءة فهنا يحكم لها بالقراءة ولا يصح بحال أن يقال إنها تفسيرية
---
مساعد الطيار
12-02-2006, 10:51 PM
شكر الله لك تعليقك اخي أحمد ، وكأني بحكمك هذا يشير إلى استقرائك للمواضع التي نسب فيها التابعون القراءة للصحابة ، وإني أرى أن بحث هذا الموضوع يحتاج إلى الأمور الآتية :
1 ـ جمع النصوص .
2 ـ تحقيق النصوص إسناديًا .
3 ـ تحرير عبارة التابعين في نسب القراءة .
مع أني خلال بحثي ظهر لي أن التابعي لم يخطئ لما نسب القراءة للصحابي ، ولم يكن اجتهادًا منه ، وهو يدرك الفرق بين الأمرين .
ومن ثمَّ فلو أن أحد طلاب الماجستير درس هذه القراءات التي يُطلق عليها قراءة تفسيرة ، لكان حسنًا .
---
مساعد الطيار
12-02-2006, 11:05 PM
تصحيح ما استدركه الدكتور أنمارفي العبارة الآتية : (ثم أسند الرواية إلى عمر بن دينار عفي قراءة ابن الزبير ) ، والصحيح : ( ثم أسند الرواية إلى عمرو بن دينار في قراءة ابن الزبير ) .
---
مساعد الطيار
12-02-2006, 11:39 PM(1/414)
لقد كان ملحظ الدكتور أنمار في القراءات المنسوبة إلى عثمان ، وهي مخالفة للمصحف الذي جمعه ملحظًا دقيقًا رائعًا ، ولقد رأيت أن أجمع بعض ما نُسِب إليه من خلال (المكتبة الشاملة ) ، وقد ظهر لي الآتي :
1 ـ قال الثعلبي : ( قوله {وَإنّي خِفْتُ المَواِلىَ مِن وَرائي} قرأ عثمان ويحيى بن يعمر،
(خفت) بفتح الخاء والفاء وكسر التاء مشدّدا الموالي بسكون الياء بمعنى ذهب الموالي وقلّت،
الباقون : (خفت) بكسر الخاء وضم التاء من الخوف) وكذا نقلها ابن عطية والقرطبي والشوكاني .
2 ـ قال ابن جزي : ( فطلقوهن لعدتهن تقديره طلقوهن مستقبلات لعدتهن ولذلك قرأ عثمان وابن عباس وأبي بن كعب فطلقوهن في قبل عدتهن وقرأ ابن عمر لقبل )
3 ـ قال ابن عطية : ( وقرأ زهير الفرقبي : « رفارفَ » بالجمع وترك الصرف . وقرأ أبو طمعة المدني : وعاصم في بعض ما روي عنه « رفارفٍ » بالصرف ، وكذلك قرأ عثمان بن عفان : « رفارفٍ وعباقرٍ » بالجمع والصرف ، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وغلط الزجاج والرماني هذه القراءة . وقرأ أيضاً عثمان في بعض ما روي عنه : « عبَاقَر » : بفتح القاف والباء ، وهذا على أن اسم الموضع « عبَاقَر » بفتح القاف ، والصحيح في اسم الموضع : « عبقر » ) .
4 ـ قال ابن عطية : ( وقرأ الزهري وابن هرمز ويعقوب وابن أبي إسحاق « السَّجن » بفتح السين وهي قراءة عثمان رضي الله عنه وطارق مولاه ، وهو المصدر ، وهو كقولك : الجزع والجزع ) .
---
أحمد القصير
12-03-2006, 02:08 PM
أخي الكريم الدكتور مساعد
ليس في كلامي السابق ما يدل على أن الرأي الذي ذهبت إليه هو عن استقراء، ولا أظن أن مثل هذه الموضوعات يحتاج إلى استقراء ، وغاية ما ذهبت إليه هو اجتهاد في توجيه الاختلاف في المسألة، وهو توجيه لا أظنه يحتاج إلى استقراء.(1/415)
وأراكم حينما حكم على تلك القراءات أئمة من المفسرين المتأخرين بأنها قراءة على التفسير قلتم إن حكمهم هذا فيه نظر، وأما التابعي فقلت: إن التابعي لم يخطئ لما نسب القراءة للصحابي ، ولم يكن اجتهادًا منه ، وهو يدرك الفرق بين الأمرين.
فهل يعني هذا أن السلف لا يخطئون ولا يجوز نسبة الخطأ إليهم وأما المتأخرين فهم يخطئون ولا مانع من تخطئتهم؟
---
مساعد الطيار
12-04-2006, 07:00 AM
أخي الكريم أحمد
أعتذر عن الخطأ في توجيه كلامك .
أما وقوع الخطأ من الفرد فنعم ، ولا شكَّ في ذلك ، لكن أن تتوارد كلمة مجموعة منهم على عبارات ( قرأ فلان ) ( في قراءة فلان ) وأمثالها ، فذلك يُبعدُ وقوع الخطأ بلا ريب ، وإلا كان كل ما نُقِل على هذا السبيل مما ليس في العشرة جاز فيه هذا التوجيه .
وإنما قلت إن التابعي لم يخطئ ؛ لأنه لم ينفرد بهذه الطريقة في النسبة ، ولأنه أعلم بحال شيخة ، وهو يفرق بين تفسيره وقراءته كما هو الحال فيما نسبه بعض تلاميذ ابن مسعود له من القراءات المخالفة للقراءات المتفق عليها .
---
د. أنمار
12-04-2006, 07:37 PM
وكونه يرد عن عثمان رضي الله عنه ليس بمستغرب على علم مثلكم ـ حفظكم الله ـ فهذا أثر من الآثار ، وتتم معالجته بالتحقيق في سنده
.
أحسنت بارك الله فيك، والأثر وجدته في المصاحف كما هو عند الطبري كلاهما من طريق صبيح
ففي جَامِع الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ مَدَنِيَّةٌ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى >>(1/416)
قال 6916 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : ثنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْقَارِئُ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ صُبَيْحًا ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ ، يَقْرَأُ : " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللَّهَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ "
وفي الْمَصَاحِف لِابْنِ أَبِي دَاوُدَ باب الْإِمَامُ الَّذِي كَتَبَ مِنْهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَصَاحِفَ وَهُوَ مُصْحَفُهُ
106 حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَّادٌ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ صُبَيْحٍ ، عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقْرَأُ : " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللَّهَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا خَلَّادٌ قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ
وصبيح هو ابن سعيد ترجمه في لسان الميزان ج 3 ص 181
قال عنه أبو خيثمة ويحيى بن معين: كذاب خبيث
وقال أبو داود : ليس بشيء
وقال ابن حبان: يروي عن الصحابة ما ليس من حديثهم.
فبهذا لا يثبت الأثر عن عثمان رضي الله عنه.
---
(1/417)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الترقيم وعلاماته
---
الترقيم وعلاماته
---
الجندى
04-16-2005, 09:39 PM
الترقيم وعلاماته
من كتاب مناهج البحث العلمى . للدكتور فرج الله عبد البارى ص ( 101 – 106 )
على الباحث ان يهتم جدا بعلامات الترقيم ووضع الفواصل والنقط لان هذه العلامات تدل على فهم الباحث للكلام الذى يكتب والعبارات التى يصوغها .
والترقيم لم يكن معروفا من قبل ، ولكن ادخله ((احمد زكى)) باشا ( الملقب بشيخ العروبة ) فقد كانت له جولة فى الميادين البكر ، هى ادخال علامات الترقيم على الكتابة العربية وفق النسق المستعمل فى كتابة اللغات الأوربية ، وكان القارئ قبل استعمال هذه العلامات يعمد دائما فى حركات القراءة والوقوف على الذهن والقريحة ، وليس امامه اشارات ، أو علامات ترشده الى ذلك .
ومن اجل ذلك فكر ((احمد زكى)) فى إدخال هذه العلامات ، وقد فصّل ذلك فى رسالة أصدرها عام 1912 جاء فيها :
واول من اهتدى الى ذلك رجل من علماء النحو ، من روم القسطنطينية اسمه ( ارسطوفان ) من أهل القرن الثانى قبل الميلاد ، ثم توفرت امم الإفرنج من بعده على تحسين هذا الاصطلاح ، واتقانه إلى الغاية التى وصلوا إليها فى عهدنا الحاضر .(1/418)
وأشار إلى ان اللسان العربى مهما بلغت درجته من العلم لا يتسنى له فى اكثر الأحيان ان يتعرف مواقع فصل الجمل ، وتقسيم العبارات او الوقوف على المواضع التى يحسن السكوت عندها ، ورأى ان الوقت قد حان لإدخال هذا النظام فى كتابتنا الحالية ، مطبوعة او مخطوطة ، تسهيلا لتناول العلوم ، فبدا ((احمد زكى)) بمراجعة الكتب العربية التى وضعها النابغون من السلف الصالح فى الوقوف والامداد ، ورجع الى ما تواضع عليه الإفرنج فى هذا المعنى ، وما كتبه العلامة (ده ساسى) فوجد أن الطريقة العربية القديمة التى اشار إليها ((السرنجاوى)) و ((الشاطبى)) لا تختلف عن الطريقة العربية الحديثة إلا فى جزئيات طفيفة . واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم ، لان هذه الكلمة تدل على العلامات ، والإشارات ، والنقوش التى توضع فى الكتابة ، وفى تطريز المنسوجات .
وعلامات الترقيم هى :
أشهر علامات الترقيم :
1- الفصلة ( ، ) .
2- الفصلة المنقوطة ( ؛ ) .
3- الوقفة ( . ) .
4- علامة الاستفهام ( ؟ ) .
5- علامة الانفعال (التأثر) ( ! ) .
6- النقطتان ( : ) .
7- الشرطة أو الوصلة ( - ) .
8- التضبيب (التنصيص) ( " " )
9- القوسان { ( ) } .
10- علامة الحذف والإضمار ( ..... ) .
وهذه العلامات ( ، ؛ . : ؟ ! ) لا توضع فى أول الكلام ، وهذا يعنى انها لا توضع فى أول السطر .
موضع استعمال علامات الترقيم :
أولاً : الفاصلة ( ، ) :
والغرض منها أن يسكت القارئ عندها سكتة خفيفة ، ليميز بعض أجزاء الكلام عن بعضه ، وتوضع فيما يأتى :
1- بين الجمل التى يتركب من مجموعها كلام تام ، مثل : إن محمداً طالب نبيل : لا يؤذى أحداً ، ولا يكذب فى كلامه ، ولا يقصر فى درسه .
2- بين الكلمات المفردة المتصلة بكلمات أخرى تجعلها شبيهة بالجملة فى طولها ، مثل : ما خاف عامل صدق ، ولا تلميذ عامل بنصائح والديه ومعلمية ، ولا صانع مجيد لصناعته ، غير مخلف لمواعيده .(1/419)
3- بين أنواع الشىء وأقسامه ، مثل : فصول السنة أربعة : الربيع ، والصيف ، والخريف ، والشتاء .
4- بعد لفظ المنادى : مثل : يا على ، أحضر الكتاب .
ثانياً : الفصلة المنقوطة ( ؛ ) :
والغرض منها أن يقف القارئ عندها وقفة متوسطة ، وأكثر استعمالها فى الآتى :
1- بين الجمل الطويلة التى يتركب من مجموعها كلام مفيد ، وذلك لإمكان التنفس بين الجمل عند قراءتها ، ومنع خلط بعضها ببعض بسبب تباعدها ، مثل ، إن الناس لا ينظرون إلى الزمن الذى عمل فيه العلم ؛ وإنما ينظرون إلى مقدار جودته وإتقانه .
2- بين جملتين تكون الثانية منهما سبباً فى الأولى ، مثل : نال على الجائزة ؛ لانه نجح بتفوق .
3- أو تكون مسببة عن الأولى ، مثل : زيد مخلص لوطنه ؛ فلا غرابة أن يختاره الشعب رئيساً للبلاد .
ثالثاً : الوقفة أو النقطة ( . ) :
وتوضع فى نهاية الجملة التامة المستوفية كل مكملاتها ، مثل : فى التأنى السلامة ، وفى العجلة الندامة . ومثل : خير الكلام ما قل ودل ، ولم يطل فيمل .
رابعاً : علامة الاستفهام ( ؟ ) :
وتوضع فى نهاية الجملة المستفهم بها عن شىء ، مثل : فيم كنت ؟ أين تذهب ؟ لم تتعلم ؟
خامساً : علامة الانفعال ( ! ) :
توضع فى آخر الجملة التى يعبر بها عن الانفعالات النفسية كفرح ، أو حزن ، أو تعجب ، أو استغاثة ، أو دعاء ، مثل : يا بشرى !. نجحت فى الامتحان ! . وا أسفاه ! . ما أجمل هذا البستان ! . النار ! . أغيثونا ! . ويل للظالم ! . مات فلان ! . رحمه الله ! .
سادساً : النقطتان ( : ) :
النقطتان تستعملان لتوضيح ما بعدهما ، وتمييزه عما قبله ، وذلك يكون فى الآتى :
بين القول والمقول ، أو ما يشبهها فى المعنى ، مثل : قال حكيم : العلم زين ، والجهل شين . ومثل : ومن نصائح أبى لى كل يوم : لا تؤخر عمل يومك إلى غدك . وبين الشىء وأقسامه ، أو أنواعه ، مثل : أصابع اليد خمسة : الإبهام ، والسبابة ، والوسطى ...(1/420)
ومثل : اثنان لا يشبعان : طالب علم ، وطالب مال .
وقبل الأمثلة التى توضح قاعدة وقبل الكلام الذى يوضح ما قبله مثل : بعض الحيوان يأكل اللحم : كالأسد ، والنمر ، والذئب ، وبعضه يأكل النبات : كالفيل ، والبقر ، والغنم ، ومثل : أجزاء الكلام العربى ثلاثة : أسم ، وفعل ، وحرف .
سابعاً : الشرطة أو الوصلة ( - ) :
وتوضع بين ركنى الجملة إذا طال الركن الأول ، لأجل تسهيل فهمها مثل : إن الطالب الذى يدأب على المذاكرة ، ولا يضيع وقته سدى – ينجح بتفوق .
ثامناً : التضبيب (التنصيص) ( " " ) :
ويوضع بين قوسيهما المزدوجين كل كلام ينقل بنصه ، وحروفه ، مثل قوله تعالى "إذا جاء نصر الله والفتح" (النصر) وقوله صصص "اليد العليا خير من اليد السفلى" .
تاسعاً : القوسان لمخـ ( ) لمجـ :
ويوضع بينهما الألفاظ التى ليست من أركان هذا الكلام ، كالجمل المعترضة ، وألفاظ الاحتراس ، والتفسير ، مثل : القاهرة (حرسها الله) عاصمة لجمهورية مصر العربية ، ومثل : إن كان لى ذنب (ولا ذنب لى) فما له غيرك من غافر ، ومثل : حُلوان (بضم فسكون) مدينة جنوبى القاهرة ، طيبة الهواء .
عاشراً : علامة الحذف : ( .... ) الخ :
وتوضع مكان الكلام المحذوف ، للاقتصار على المهم منه ، أو لاستقباح ذكره ، مثل : أحببتك يا صديقى ، لأدبك وعملك .....
ومثل : جبل المقطم أشهر جبال مصر .. بنى عليه صلاح الدين الأيوبى قلعته المشهورة .
ومثل : السد العالى يفيد البلاد فى اتساع رقعة الأرض المنزرعة ... وانتشار الصناعة ... وكثرة الإنتاج الذى يجعل مصر ترفع رأسها بين الأمم ... ولا تحتاج إلى غيرها ، بل غيرها يحتاج إليها فى كل ما تنتج من ، سماد ، وغلات زراعية ... وخير عميم .
تنبيه :
لا يوضع من هذه العلامات فى أول السطر إلا القوسان ، وعلامة التنصيص . وقد سبق ما يفيد ذلك (1)
========(1/421)
(1) أخذنا هذه المعلومات عن علامات الترقيم من كتاب المختارفى قواعد الإملاء والترقيم المقرر على المعاهد الأزهرية من ص ( 50 – 65 ) قطاع المعاهد الأزهرية طبعة 1420هـ / 2000 م .
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2005, 09:49 PM
بارك الله فيك يا أخي الكريم . هذه المعلومات في غاية الأهمية للباحث والكاتب . ويا ليتنا نستطيع جميعاً الالتزام بها في كتابتنا في الملتقى ؛ فإنها توضح مقاطع الكلام ومفاصله ، وتدرب الباحث على حسن التعبير.
---
خالد الشبل
04-16-2005, 10:21 PM
الأستاذ الكريم الجندي
شكرًا لك على هذا النقل المبارك .
أرى أن الفاصلة المنقوطة تغني عنها الفاصلةُ ، فأنت لا تريد أن تُعلم القارئَ بأن (لأن) أو (إذ) أو غيرهما من أدوات البيان للتعليل من فاصلة منقوطة . وأما (!) فالمعهود أنها للتعجب ، ولا يُستحسن - في ظني - أن تطغى علامات الترقيم على الكتابة ، فالمقصود منها إزالة اللبس عن القارئ في الفصل بين الجمل ، والتقسيم ، والوقف ، والاستفهام ، والاعتراض ...
دلنا أستاذنا الدكتور محمد حسن إلى كتاب الإملاء للشيخ الأزهري حسين والي ، رحمه الله ، فألفيته في أحد المعارض فاقتنيته ، فإذا هو كتاب ملئ عِلمًا غزيرًا في هذا الفن .
تقبل ودي .
---
الجندى
04-19-2005, 12:32 PM
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهرى بارك الله فيك
الأخ الفاضل خالد الشبل
من الملاحظ ان بعض العلامات المذكورة فى هذا الموضوع لا يتم استخدامها فى المنتديات والبعض الاخر تم استبدال مهمتها مكان علامات اخرى .(1/422)
فالفاصلة المنقوطة نادراً ما تستخدم بين الكتاب ، والشرطة أو الوصلة تستخدم للاعتراض بدلاً من الاقواس ، بل بلغنى من احد الإخوة بوجود كتاب استغنوا عن الشرطتين والأقواس فى إدراج الجمل الاعتراضية ، وصار الادراج بين فاصلتين عاديتين . مثال ذلك : فالنبى ، صلى الله عليه وسلم ، كان من قريش ،كذلك هناك علامة الإضمار التى اصبحت تستخدم مكان الفصلة فى بعض الاحيان .
على العموم مما تعلمته أن علامات الترقيم ليست قواعد نحوية لا يجوز مخالفتها ، بل هى مجرد رموز اصطلح الكتاب عليها ، وهدفها الأساسى توضيح الكلام .
والله اعلم
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2005, 02:04 PM
بارك الله فيكما . نعم كما تفضل أخي العزيز خالد الشبل بأن كتاب الشيخ الأزهري حسين والي من المختصرات المركزة ، والتي تشبه المتون العلمية القديمة ، لدقته ووجازته . وقد أجاد فيه رحمه الله ، وكان نادر الوجود ، ثم رأيته في المكتبات بعد ذلك.
وهناك كتاب (فن الترقيم في العربية) للدكتور عبدالفتاح الحموز ، الذي طبعته دار عمار بالأردن ، من أجود الكتب في هذا.
وأَمَّا ما ذَكرهُ أخي خالدُ عن علامةِ الفاصلةِ المنقوطة (؛) فأَتفقُ معه فيه من جهةِ أَنَّ هذه العلامة تكادُ تَختفي من كتابات الكُتَّابِ ؛ استغناءً بِما تُؤديهِ اللفظةُ من التعليلِ ، غيرَ أَنَّ هذه العلامةَ تُساعدُ الغافلَ عن معنى اللفظةِ أن يكون لنبرة صوته أثناء القراءة معنى التعليل إذا رأى العلامة قبل أن يقرأ اللفظة ، حيث إن اللفظة تؤدي المعنى عند قراءتها لا قبل ذلك.(1/423)
وعلامات الترقيم تشبه اللوحات الإرشادية على الطرق قبل وصول المكان لا بعده ، بشرطِ أَن تُوضعَ العلاماتُ في مواضعها المتفق عليها ، إنْ كان ثَمَّةَ اتفاق ، وتأمل اللوحات الإرشادية ، فإنك ستلاحظ معناها عند الوصول إليه ، ولكن لن تتنبه له قبل ذلك ، وبالتالي لا يمكنك التعامل معه كما لو كنت تنبهت له قبل الوصول إليه. وعلامات الترقيم تعين القارئ على السلامة أثناء القيادة ، وتأمل من يقرأ على المشايخ في المساجد كم يلحنون مع أنهم من المتقنين للقراءة بدليل عودتهم للصواب مباشرة ، وفي ظني لو كان ممن يتقن التعامل مع هذه العلامات - إن كان الكتاب أو المحقق قد راعاها بالطبع - لما وقع منه هذا الخطأ ، أو لقل وقوعه فيه. والله أعلم
وأما علامات الترقيم في منتديات الانترنت وصفحاتها بصفة عامة فهي موضوع بحاجة إلى مقال طريف من الأستاذ خالد الشبل ، يضيف فيه جديداً إلى هذا الفن اللطيف. يذكر فيه أنواعها ، واستعمالاتها ، وغرائبها. وهو فن قد راعاه المصممون لهذه المنتديات ، ومبرمجو برامج المحادثة (المسنجر) ، وقد اضطررنا لإزالة هذه العلامات من المنتدى نزولاً عند رغبة أحد الزملاء ، لما ذكره من الحرج في وجودها ، وإن لم أكن مقتنعاً بذلك ، فهي تؤدي ما لا تؤديه العبارات ، ولا علامات الترقيم المعروفة. ولعل الأستاذ خالد في مقالته يبين هذا إن شاء الله.
---
(1/424)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال مهمّ إلى فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري حفظه الله تعالى
---
سؤال مهمّ إلى فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري حفظه الله تعالى
---
محمد يحيى شريف
06-04-2005, 12:03 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لي عظيم الشرف أن أتقدّم لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الدوسري أسأل الله تعالى أن يبارك له في علمه وأن يحفظه من كلّ شرّ وأذي وأن يجمعنا جميعاً في مستقرّ رحمته يوم نلقاه والسؤال هو كالتالي :
إنّ واحداً من المقرئين عندنا في الجزائر العاصمة يُقرئ برواية ورش من طريق الأصبهاني من كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري وكان يُلزِم الطلبة أن يقرؤوا من هذا الطريق بإظهار الميم الساكنة عند الباء ودليله في ذلك أنّ صاحب المصباح عراقي وقد ذكر ابن الجزري أنّ جمهور أهل العراق على إظهار الميم الساكنة عند الباء ونحيطكم علماً أنّه قرأ بوجه الإخفاء عن مشايخه في الشام وهو الذي قرأتُ به أيضاً وهو المقروء به في جميع الأقطار كما هو معلوم.
فالسؤال هو ما حكم هذا القول من جهة ومن جهة أخرى هل إظهار الميم عند الباء واردٌ من كتاب المصباح وهو الكتاب الذي قمتم بتحقيقه.
ونشكركم يا شيخنا على جهودكم في خدمة القرءان الكريم وعلى تحقيق كتاب المصباح ونحن ننتظر بفارغ الصبر طبعه.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحي شريف الجزائري
---
إبراهيم الدوسري
06-12-2005, 05:12 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكر الله لفضيلتكم تشريفي بهذا السؤال ، وأسأل الله أن يهدينا فيه إلى سواء السبيل.(1/425)
وأقول حامدا لله مستعينا به : إنه ومن خلال تحقيقي للمصباح فإنه تبين لي أنه تضمن حروفا منها ما هو على شرط ابن الجزري في النشر إلا أنه لا يقرأ بها أحد الآن البتة، ومنها الإخبار في ( أأسجد ) في سورة الإسراءلحفص ، وغير ذلك كثير، إلا أن الاعتبار بما في الطيبة وبما تشافه به قراء العصر.
علما أن المنصوص عليه في المصباح هو الإخفاءكما في فصل الميم من باب الإدغام الكبير ، حيث تعرض رحمه الله لهذه المسأله من قبيل الاستطراد، ونص على الإخفاء مع التمثيل والتوضيح على أنه من المسلمات لديه عند القراء العشرة.
وأما عبارة ( العراقيين ) ونحوها عند ابن الجزري فإنه تطلق على وجه التغليب.
وعليه فإن ما يفعله هذا القارئ مجانب للصواب نصا وأداء .
نسأل الله له الهداية.
وأبشركم أن المصباح في طريقه إلى النشر ، فلا تنسونا من صالح الدعاء.جعلكم الله من أهل القرآن وبارك فيكم وحفظكم من كل سوء ومكروه، وجمعنا بكم في دار كرامته تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله تحت لواء المتحابين والمحبين للقرآن الكريم.
---
محمد يحيى شريف
06-12-2005, 05:51 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم على هذا الجواب المبارك ونسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من الاستفادة منكم وأن يجمعنا جميعاً في مستقرّ رحمته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
---
(1/426)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فتوى جديدة وهامة للعلامة البراك حول مطالبة الرافضة ببناء الأضرحة والقبور في البقيع
---
فتوى جديدة وهامة للعلامة البراك حول مطالبة الرافضة ببناء الأضرحة والقبور في البقيع
---
أبو عبدالله المحتسب
04-18-2006, 09:51 PM
سماحة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله ورعاه
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد
فتعلمون-حفظكم الله- ما يتنادى به علماء الرافضة في هذه الأيام من السعي والمطالبة ببناء الأضرحة والقباب في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقبرة البقيع وغيرها وكتبوا في ذلك كتبا وفتاوى.
فما حكم فعلهم هذا؟
وما هو الواجب نحوهم؟
بينوا لنا ذلك بيانا شافيا.
وعليكم السلام ورحمة وبركاته
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم من لانبي بعده أمابعد:
فقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والسنن والمسانيد في النهي عن رفع القبور والبناء عليها وتجصيصها وتسوية مارفع منها.(1/427)
فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح- أو العبد الصالح- بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله) ولهما عن عائشة رضي الله عنهما: (لما نُزِل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال- وهو كذلك- (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا ولولا لأُبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا). وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)ولفظه عند الإمام أحمد قال: (قاتل الله اليهود والنصارى) وروى مسلم عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) وروى الإمام مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد) وروى مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته).(1/428)
فتضمنت هذه الأحاديث تحريم هذه الأفعال ولعن فاعليها وأنهم شرار الخلق عند الله، وفي هذه الأحاديث دلالة على شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من أن ترتكب ما ارتكبته الأمم قبلها من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، فقد نهى عن ذلك أولا، ثم نهى عنه قبل أن يموت بقبل خمس ليال، ثم لعن وهو في السياق من فعل ذلك.
فبناء المساجد والقباب على قبور الأنبياء والصالحين من الصحابة والتابعين وأهل البيت المكرمين لقرابتهم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بناؤها من المحدثات في الدين، وقد حدثت في هذه الأمة بعد القرون المفضلة في القرن الرابع في دولة بني بويه الرافضية، وورث ذلك عنهم فرق الرافضة، فبنيت المشاهد على قبور الأئمة الحقيقية والوهمية، فمن ذلك ما يظنونه قبرا لعلي رضي الله عنه في النجف، وقبر الحسين في كربلاء، وقبر موسى الكاظم في الكاظمية في العراق، وما يعرف بقبر السيدة زينب في سوريا إلى غير ذلك.
وانتقلت هذه البدعة من الرافضة إلى فرق الصوفية في العالم الإسلامي، فلم يسلم من هذا المنكر العظيم والشر المستطير إلا القليل من بلاد المسلمين، حتى مكة والمدينة أفضل بلاد الله قد كانت فيها القباب على بعض القبور في البقيع والمعلاة، ولكن الله طهرهما من معالم البدعة والوثنية على يد الدولة السعودية السنية السلفية في النصف الأول من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، كما تطهر كثير من نواحي الجزيرة العربية.(1/429)
وقد ساء ذلك طوائف الرافضة والصوفية وغاظهم، لذلك فهم يبغضون هذه الدولة، وما قامت عليه من دعوة الإصلاح والتجديد لمعالم التوحيد وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكيدون لها ويسبونها، ولم يكونوا يتفوهون بالتدخل في شؤون المملكة وشؤون الحرمين إلا في السنوات الأخيرة، ومن ذلك: دعوتهم إلى بناء القباب على أضرحة آل البيت رضي الله عنهم في مكة والمدينة، والرافضة يظهرون ذلك باسم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وهم يعلمون أو لا يعلمون أن ذلك مخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واستفاضت به سنته من تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد، وما قام به أمير المؤمنين علي رضي الله عنه طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من طمس الصور، وتسوية القبور المشرفة، كما تقدم ذكر أدلة ذلك.
فهؤلاء المفتون من الرافضة بوجوب السعي في إعادة بناء قبور أهل البيت في البقيع وصرف الأموال عليها، هؤلاء محادون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومخالفون لشريعته، ومعاندون لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أبا الهياج الأسدي بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/430)
فنقول لهؤلاء المفتون ومن وراءهم: هيهات!! فلن يكون – بإذن الله- ما راموه، فقد تبين الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، ولن تتخلى الدولة السعودية إن شاء الله عن نصرتها لدعوت التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وحماية الحرمين عما يدنسها، ولكن يجب على ذوي الغيرة والحمية السنية ألا يتهاونوا بالأمر وألا يسكتوا، بل عليهم أن يحذروا ويحذرِّوا من مكايد العدو المتربص، وأن يكشفوا خططهم ويرصدوا تحركاتهم للحيلولة بينهم وبين ما يريدون، وعلى علماء هذه البلاد أن يبينوا حكم البناء على القبور، واتخاذها مساجد، وأن يحذروا ولاة الأمر من أهداف الرافضة، وعلى الحكومة السعودية وفقها الله أن تحذر من خداع الرافضة، وأن تقطع أطماعهم فيما يسعون إليه، وتعمل على كل ما فيه تعظيم الحرمين، وهي قادرة على ذلك بعون الله وتوفيقه.
نسأل الله أن يحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين ممن يريدها بسوء، إنه تعالى على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
وكتبه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
غرة صفر 1427هـ
---
أبو ذر الفاضلي
04-20-2006, 05:09 AM
هل زيارة مقتدى الصدر لملك السعودية جاءت في هذا الإطار ؟
---
سيف الدين
04-20-2006, 11:47 PM
ولا ننسى في هذا المقام ايضا ان نذكر شيئا عن حكم الامريكيين الذين يدنسون ويقصفون ويفجرون بيوت الله ويقتلون الناس داخل حرمتها
---
(1/431)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مختارات 104( أنظمة وحقوق في خطبة عرفة )
---
مختارات 104( أنظمة وحقوق في خطبة عرفة )
---
د. محمد مشرح
01-09-2006, 02:07 PM
(تقبل الله طاعتنا وطاعتكم ، وعفا عنا وعنكم ، وغفرلنا ولكم ، وعقبى للأمة توحدا واجتماعا ونصرا . ولخصوم الحق عودا إليه حميدا ،أو هزيمة إلى الأبد واندحارا . وكل عام والجميع بخير .)
مختارات 104( أنظمة وحقوق في خطبة عرفة )
9/1/2006
النبي الذي أذّن بحقوق الإنسان على عرفة.. لتعرف له البشرية حقه - زين العابدين الركابي*
متابعات(الصحوة ):
في مثل هذه الايام، قبل أكثر من 1400 سنة، وقف معلم البشرية والحق والجمال والرحمة والكمال.. وقف نبي الاسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ بـ(عرفة) يؤذن في الناس بما يسمى اليوم بـ(حقوق الانسان): يؤذن بكرامة الانسان، وحرمة الدماء والعرض والمال.. يؤذن بالمساواة ـ بالمساواة امام الشريعة او القانون.. ويؤذن بالسلام العام.. ويؤذن بالنظام.. ويؤذن باحترام المرأة وتقديرها.. الى غير ذلك من المفاهيم والقيم التي صدح وصدع بها وهو يودع الناس في ذلك المشهد العظيم الذي احتشد فيه معظم المسلمين في ذلك العصر (حج مع النبي مئة الف مسلم).
وهذا تمام مهيب بديع لما عمل له النبي قريبا من ربع قرن (23 سنة).. وما عمل له عبر هذه المدة ـ القصيرة جدا في عمر النهضات والحضارات ـ هو: تأسيس (النهضة التنويرية الأكبر والأعمق) في تاريخ البشرية كله.. وهذه جملة تحتاج الى تفصيل:
ولندع نخبة من غير المسلمين من عقلاء البشر تتحدث عن هذه النهضة السعيدة المشرقة الواعدة:(1/432)
1 ـ كتب المؤرخ البريطاني الشهير (ارنولد توينبي) في كتابه (تاريخ البشرية) كتب يقول: «كان لعبقرية النبي محمد اثر كبير في نقل رسالة ربه الى قومه، وقد كان تاريخ الجزيرة العربية مرتبطا بذلك. وفي سنة 622 م تبدل الوضع تماما لمصلحة محمد ورسالته. فقد جاءه مجموعة من الواحة الزراعية، أي يثرب او المدينة، يطلبون اليه ان ينتقل اليهم، ويتولى امورهم. وبعد ذلك انتشر الاسلام في العالم واثر فيه بعمق».
2 ـ وكتب الفيزيائي الايرلندي النابه جون ديزموند برنال في كتابه الموسوعي (العلم في التاريخ) كتب يقول: «سرعان ما اضيف الى تلك العوامل السلبية، ومنها الفراغ الذي يعيشه العالم: عامل ايجابي وهو ظهور دين عالمي جديد وانتشاره بسرعة. فالحواجز اللغوية والدينية والحكومية التي كانت حتى القرن السابع الميلادي: تعزل كل ثقافة داخل محيط اقليمها. هذه الحواجز قد زالت فجأة في كل الارجاء تقريبا ما بين المحيطين: الهندي والاطلسي، وقد اشاع الاسلام المحبة الاخوية بين كل الاجناس، وحدد لتابعيه شعائر دقيقة، وكانت فلسفته قائمة على التوحيد. لقد كان دينا راسخ الأسس في قلوب الناس».
3 ـ وكتب الزعيم الهندي المعروف (جواهر لال نهرو) في كتابه (لمحات من تاريخ العالم).. كتب يقول: «والمدهش حقا ان نلاحظ ان هذا الشعب العربي الذي ظل منسيا اجيالا عديدة : بعيدا عما يجري حوله، قد استيقظ فجأة، ووثب بنشاط فائق ادهش العالم وقلبه رأسا على عقب. ان قصة انتشار العرب في آسيا واوربا وافريقيا والحضارة الراقية، والمدنية الزاهرة التي قدموها للعالم هي اعجوبة من اعجوبات التاريخ. والاسلام هو الباعث لهذه اليقظة بما بثه من ثقافة وثقة ونشاط».
وهذا ذاته شيء من التفصيل يحتاج الى مزيد من التفصيل.
فمن نماذج النهضة التنويرية الكبرى التي قادها نبي الاسلام:(1/433)
اولا: نهضة التنوير العقلانية، وهي البداية الحقة، إذ لا نهضة حقيقية في أي حقل، في غياب العقل، او في حال تحجره وجموده. لذا نستطيع ان نقرر ـ بهدوء وثقة ويقين ـ : ان النهضة التنويرية العظمى على يد نبي الاسلام، كان (العقل) مفتاحها ونافذتها وآليتها ومدخلها.
وهذا هو التعليل العقلي والمنهجي لهذه الحقيقة.. لقد كانت الجزيرة العربية، وكان العالم كله في (غيبوبة عقلية)، وكان (الجمود الفكري) هو: العملة الرائجة والعرف الضاغط السائد الطاغي.. ويستحيل ـ باطلاق ـ : ان يحصل تقدم ونهوض وتحرير وتنوير بينما العقل (غائب) والفكر (متحجر).. ومن هنا: فقد كانت الاسبقية المنهجية والتطبيقية هي: (استحضار العقل الغائب)، وتحريك الفكر الجامد وتشغيله بأعلى معدلات طاقته.
ولقد تبدت هذه الأسبقية المنهجية في سياقات متنوعة منها:
أ ـ سياق (الامر الحصري) في البدء، او الامر بمطلوب واحد وحيد وهو (التفكير).. «قل إنما أعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا».. واحدة فحسب وهي: ان تكون حرية التفكير وحركته بديلا لحالة الجمود الفكري. فما تفهم الرسالة ـ قط ـ والحالة هذه. وانما نزلت الرسالة لتفهم.. ولا يتجادل العقلاء في ان المقدمة الاولى للفهم هي: ان تكون اداة الفهم: حية لا ميتة.. متقدة لا منطفئة.. منفتحة غير منغلقة.. متحركة غير هامدة ولا جامدة.
ب ـ سياق التحريض على التفكير عن طريق النظرة الذكية المحدّقة في النفس والكون: «او لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بحق وأجل مسمى».
ج ـ وسياق الصعق بالمقارنات القياسية: «قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الأسباب».(1/434)
د ـ وسياق الحملة الطويلة الملتهبة المركزة على التقليد الغبي الغرير على ما كان دون عقل ولا تفكير ولا حجة ولا برهان: «وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون».
ثانيا: النموذج الثاني من النهضة التنويرية الكبرى التي قادها نبي الاسلام، انما هو نموذج أثمرته النهضة العقلانية الفكرية القوية اللماحة. فقد اثمر تفجير طاقة العقل والتفكير: منهجا علميا موضوعيا في التعامل مع الكون بعلم، ومن هنا بدأت المسيرة البشرية الصحيحة في العلم بـ(الكونيات) والتعامل الممتاز معها.
ولندع ـ ها هنا ايضا ـ نخبة من غير المسلمين من عقلاء البشر: تتحدث ـ بعلم وامانة ـ عن هذه القضية : قضية (أسس النهضة العلمية):
1 ـ يقول جون برنال ـ في كتابه السابق الذي اشرنا اليه آنفا ـ : «صعد الاسلام صعودا فجائيا. وكان الاثر المباشر لذلك هو التنشيط الكبير للثقافة والعلوم. وقد اصبح الاسلام نقطة التجمع للمعارف الآسيوية والاوربية، ومن ثم تدفقت في هذا المجرى المشترك سلسلة من المخترعات لم تكن معروفة ولا متاحة للتكنولوجيا اليونانية والرومانية».
2 ـ العالم المؤرخ الثاني الذي يوثق هذه الحقيقة هو (هربرت ولز). فقد سجل في كتابه (موجز تاريخ العالم) هذه الشهادة إذ قا ل: «لقد تمت للعرب في حقول العلوم الرياضية والطبية والطبيعية ضروب كثيرة من التقدم. ولا شك انهم وفقوا الى مستنبطات هائلة في المعادن، وفي التطبيق الغني لها. ولهذه التطبيقات قيمة قصوى، واثر عميق في نهضة العلوم الطبيعية في أوربا».
3 ـ اما المؤرخ العالم الثالث فهو (بول كندي) الذي جهر بهذه الحقيقة ـ العلمية في كتابه (نشوء القوى العظمى وسقوطها) فقال: «ان قسطا كبيرا من الموروث الثقافي والعلمي الاوربي هو في حقيقة الامر (استعارة) من الاسلام والمسلمين».(1/435)
ثالثا: النموذج الثالث من هذه النهضة التنويرية التي قادها نبي الاسلام هو: (نموذج التسامي الانساني والديني).. ولنكتف بمثالين فحسب في هذا المجال:
أ ـ استشهد دوغلاس ريد ـ في كتابه: جدل حول صهيون ـ بمقولة واضحة وأمينة لأوغسطين. وهذه الكلمة هي: «ان الاسلام اجاز لغير المؤمنين به الحرية الاقتصادية، وادارة شؤونهم الخاصة، وكان الاسلام متسامحا مع اتباع الديانات الاخرى. وان ما حققه الدين اليهودي من ازدهار بحرية في ظل الاسلام، ما كان بالامكان تحقيقه في بداية انتشار الديانة المسيحية».
ب ـ المثل الثاني: ما قاله المفكر اليهودي المشهور (اسرائيل شاحاك) في كتابه (الديانة اليهودية)، اذ قال: «ثمة حقيقة مهمة وهي: ان طرد اليهود لم يكن معروفا عمليا في بلاد المسلمين، لان هذا الطرد يتناقض مع الشريعة الاسلامية».
رابعا: النموذج الرابع من هذه النهضة التنويرية الانسانية العالمية، التي قادها نبي الاسلام هو (اعلان وحدة الاسرة البشرية) في ذلك الزمن القصي الذي كانت تسوده العصبيات العرقية والقومية والقبلية والعشائرية، بل كانت تسود التعصبات فيما بين ابناء القبيلة الواحدة.. ومن مبادئ الاعلان وحدة الاسرة البشرية: قول الله تعالى في كتابه المجيد:
أ ـ «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة».
ب ـ «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم».
هذا هو نبي الاسلام الذي وقف بعرفة قبل أكثر من 1400 سنة ليؤذن في العالمين بحقوق الانسان، وليتولى قيادة النهضة ـ التنوير الكبرى في التاريخ الانساني كله.(1/436)
ونبي هذا شأنه، وهذا عمله الجليل في الكفاح من اجل تقدم البشرية وإسعادها، ينبغي ان تعرف البشرية له حقه العظيم، وان توفيه اياه.. اما وفاء المؤمنين به فهو اتباعه والتزام منهجه.. واما وفاء غير المؤمنين فهو تقديره واحترامه وتوقيره من حيث انه رائد انساني عظيم قدم للانسانية الكثير.. الكثير من العلوم والمعارف والقيم والاخلاق وعلمها: كيف تكون علاقتها بربها ؟ وكيف تكون علاقة الانسان بالانسان؟ وكيف تكون علاقة الانسان بالكون؟ ومن هنا، فان الاساءة الدانماركية لنبي الاسلام: ليس عصبية دينية كريهة فحسب، بل هي ـ كذلك ـ سقوط انساني واخلاقي وحضاري. والغريب المريب: ان الحكومة الدانماركية لم تفعل شيئا جادا ونبيلا تجاه تلك الاساءة على الرغم من احتجاجات العالم الاسلامي !!
___________________________
(*) صحيفة الشرق الأوسط
---
(1/437)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > تعريف بكتاب : الغارة على القرآن الكريم
---
تعريف بكتاب : الغارة على القرآن الكريم
---
أبومجاهدالعبيدي
03-05-2005, 09:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الغارة على القرآن الكريم
للدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن
أ. د. خليل أبو ذياب
يعدّ هذا الكتاب من زمرة الكتب التي عُنِيَ فيها مؤلفوها بالتصدي للهجمات المسعورة التي تستهدف الطعن في القرآن الكريم واتهامه بمختلف التهم الكاذبة والملفقة بغية صرف الناس من غير المسلمين خاصة عنه ، ومحاولة وقف تيار الدعوة الإسلامية التي تحرص على كشف زيف وأباطيل التوراة والإنجيل ، وتحديد مظاهر التحريف التي لحقت بهما ؛ ومن هنا كانت غاية المؤلف من كتابه تنشيط حركة الدعوة إلى القرآن والإسلام ، وضرورة تنويع الجهود المبذولة في هذا المجال وتثقيف الدعاة ، والدعوة إلى إنشاء مؤسسات متخصصة لهذا الغرض ، وتكريس العمل الجماعي المنظم لمواجهة الجهود التنصيرية الشرسة للطعن في القرآن الكريم وتدمير قداسته ــ خابت مساعيهم ورُدَّ كيدهم إلى نحورهم وذلّوا وخسروا خسرانا مبينا ؛ وكيف لا وقد قال ربنا جلّ وعزّ : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر9 ؛ وهكذا جاء الكتاب ليسجل حربا شرسة على القرآن الكريم شنها نفر من القساوسة والرهبان عبر الافتراء على القرآن وقذفه بمختلف الأباطيل ، وتجنيد كافة الطاقات لصرف النصارى واليهود عنه !
وقد نشطت الجهود النصرانية لإظهار القرآن / الإسلام في صورة العدو الحالي والمستقبلي والذي يمثل إمبراطورية الشر بالنسبة للغرب خصوصا بعد انهيار المعسكر الشيوعي !
وقد استهدفت الغارة التنصيرية على القرآن أصالته وصحة تلقي الرسول (ص) له عن طريق الوحي !(1/438)
ومن هنا كانت وراء هذا الكتاب دوافع متعددة منها كثرة الافتراءات والشبهات التي أثارتها الجدليات التنصيرية وضعف مستوى الردود الإسلامية التي قوبلت بها لانعدام التخصص المنهجي والعلمي المناسب لأصحابها ، وذلك لأن هذا النوع من الدراسات يتطلب إلماما بجوانب معرفية عديدة مثل تاريخ الأديان ومعتقدات أهل الكتاب ومضمون كتبهم المقدسة ومناهج النقد العلمي .. وقد كان طبيعيا أن يتلافى المؤلف مظاهر القصور التي تردى فيها الآخرون وهو يخوض تجربة الرد على أصحاب هذه الغارة الشرسة ودفع شبهاتهم ودحض افتراءاتهم ليكون درسا عمليا تطبيقيا للدعاة وتوجيههم إلى الطريقة المثلى في الرد عليهم ، وتعينهم كذلك في الدعوة إلى الله وتصحيح المفاهيم التي روجها المنصرون حول القرآن الكريم لصرف أتباعهم عنه !
وقد جاءت الدراسة في ثلاثة فصول أفرد لكل منها عددا من المباحث : وقد رصد الفصل الأول حركة الجدل التنصيري ضدّ أصالة القرآن الكريم ، ثم أتبعه بتفنيد مزاعمهم حول هذه القضية في الفصل الثاني .. وأفرد الفصل الثالث لمظاهر الإعجاز القرآني ووجوهه المتعددة ..
أما الفصل الأول فقد عرض فيه لحركة الجدل التنصيري حول أصالة القرآن بدءا من البحث عن حقيقة التنصير وصلته بالتبشير لافتا النظر إلى أن الإرساليات والبعثات النصرانية ليست للمسلمين وحدهم ، وإنما هي موجهة أيضا إلى طوائف النصارى الشرقيين من أرمن وقبط وأرثوذكس .. كما رصد حركة التحول في الغارة النصرانية على القرآن بعد فشل المواجهة الكلامية أو الجدل إلى المواجهة الحربية .. كما رصد دوافع الجدل النصراني ضد القرآن وأهمها صرف الأنظار عنه وإخفاء مواقفه من التوراة والإنجيل وكشف ما أصابها من تحريف وتزييف حتى لا تنكشف لأتباعهم ، ومحاولة إبطال معجزة القرآن !(1/439)
كذلك حرص المؤلف على رصد المراحل التاريخية للجدل التنصيري ضد القرآن وهي : مرحلة التأسيس (جدليات المشرقيين أمثال يوحنا الدمشقي والرهاوي والكندي والأنطاكي وغيرهم ، ومرحلة الجدل البيزنطي ومرحلة الأندلس والحروب الصليبية التي تميزت برموز جدلية بارزة منها بطرس وبيكون ووليم الطرابلسي وغيرهم ، ثم مرحلة التنصير المؤسسي التي أعقبت الحروب الصليبية في محاولة لتحقيق ما عجزت عنه .. وقد تزيّت بزيّ التبشير الذي كان يهدف إلى القضاء على القرآن عن طريق تأليف الكتب وإنشاء المؤسسات الدينية " الكليات اللاهوتية " ومؤسسات الاستشراق التي تأسست وفق قانون كنسي يهدف إلى ردّ العرب إلى النصرانية ونشرها بين المسلمين على ما بين هاتين المؤسستين التبشيرية والاستشراقية من فوارق في أدوات العمل التنصيري ومجالاته !
وقد وقف الباحث عند طرق التنصيريين لإبطال أصالة القرآن عن طريق الترجمة التي شغلت بها الكنيسة لتزويد المنصرين بسلاح خطير عبر تزييفه بسبب تشويه الترجمة وإضافة المقدمات والتعليقات والملاحق التفسيرية إليها ، ثم عن طريق البحوث التنصيرية التي وضعت حول القرآن تتناول مصادره وتاريخه ، وكذلك إصدار الدوريات والقواميس ودوائر المعارف المتخصصة في دراسة القرآن لتأكيد تزييفه وتشويهه .. ثم الحرص على ترويج تلك المزاعم وإثارة الشبهات التي اختلقوها حول القرآن باعتبارة " هرطقة مسيحية " ، وأنه مجرد تلفيق من التوراة والإنجيل وتكرار لقصص التوراة متجاهلين الأساليب الفكرية التي قررها القرآن لتأكيد صدقه وأنه منزل من عند الله سبحانه على الرسول مثل أسلوب التحدي بالإتيان بمثله أو بمثل عشر سور منه أو بسورة واحدة .. وكذلك أسلوب المقارنة بين القرآن وغيره من الكتب السماوية لتأكيد صدقه وكشف زيفها وكذبها .. وكذلك أسلوب النقد التاريخي من خلال تقرير أمية الرسول العربي وأعجمية من اتهموهم بتعليمه القرآن في زعمهم !(1/440)
وجاء الفصل الثاني لتفنيد مزاعم الجدل التنصيري للطعن في صدق القرآن الكريم وأصالته ؛ وقد ابتدأها بسرد وجوه تهافت الادعاء بأن القرآن تلفيق من اليهودية والنصرانية كاشفا عن حدود العلاقة بين القرآن وبين التوراة والإنجيل ، وهي علاقة هيمنة عليها وتصديق لها وتفصيل لما أجملته مع التأكيد على ما أصابها من تحريف وتزييف .. كما وقف عند ادعاء المنصرين أخذ الرسول القرآن عن بعض الشخصيات النصرانية مثل بحيرا الراهب وورقة بن نوفل .. ويدحض هذه المزاعم كون العهد القديم والجديد لم يكتبا بالعربية في ذلك العصر حتى يفيد منهما الرسول العربي الأمي ، بل كتبا بعد عدة قرون ، فضلا عن اختلاف كتب العهد القديم نفسه: توراة السامرة ، والترجمة السبعينية وتوراة العبرانيين (ص67) .. ومثل ذلك اختلاف نسخ العهد الجديد باختلاف الكنائس : نسخة الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك والأقباط والأرمن .. ثم يقف المؤلف عند قضية الاختلاف بين اليهودية والمسيحية وافسلام في أصول الإيمان : الألوهية والنبوة واليوم الآخر والكتب السماوية والملائكة والقدر .. وكذلك مواقفها الأخلاقية : المعرفة والتربية والسلوك والمجتمع والعلم .. كما ناقش قضية تأثير الإسلام في اليهودية والنصرانية من حيث المبادئ والأفكار التي تأثرت بها حركات الإصلاح عندهم ..(1/441)
كما عرض وجوه تهافت الادعاء بأن القصص القرآني تكرار لقصص التوراة والإنجيل وأهمها : اختلاف منهج القصص القرآني عما في العهدين القديم والجديد من حيث المصدر والخيال القصصي والتشخيص البياني والتصريح والتلميح والتجريد والتنويع وخواتيم القصص ؛ وكذلك تباين أهداف القصص بينهما وبين القرآن ؛ كما أن القرآن ذكر بعض القصص التي لم تذكر في التوراة والإنجيل وهي إما قصص كاملة ، وإما تفاصيل دقيقة .. ومن هذه المقارنة يتضح تهافت الجدل التنصيري في ادعائه تكرار القرآن لقصص العهد القديم والجديد .. ولكي يؤكد هذه النتيجة استعرض نماذج من تلك القصص المشتركة بينها وهي : قصة خلق العالم ، وقصة الطوفان ، وقصة يوسف عليه السلام ..(1/442)
أما الفصل الثالث فقد أفرده لعرض مظاهر ووجوه الإعجاز القرآني التي قررها كثير من العلماء والباحثين في القرآن وهي : الإعجاز البياني أو البلاغي الذي يقوم على اللفظ والمعنى والنظم والتصوير الفني ؛ ثم الإعجاز الإخباري الذي يتناول قصص الأمم الغابرة ، وكذلك الغيبيات والتنبؤات ؛ ثم الإعجاز التشريعي وما يتسم به من مرونة وشمولية ويسر ؛ ثم الإعجاز العقلي حيث عُنِي القرآن بمخاطبة العقل الإنساني مستخدما الأدلة المنطقية والبراهين المقنعة وهو يقرر كثيرا من القضايا بعيدا عن الوهم والظن والهوى .. وهذا ما جعل العقل المنصف يتبين خلوّ القرآن من التناقض والاختلاف .. كما يذكر وجها آخر للإعجاز القرآني عند بعضهم وهو الإعجاز القلبي وهو ما يتركه القرآن في نفس قارئه أو سامعه من آثار داخلية بالغة .. وإن كان هذا الأمر ذاتيا ولا يخضع للتعليل أو التوصيف والقياس فضلا عن عموميته ثم الإعجاز العلمي من خلال اشتمال القرآن على كثير من القضايا التي تنتمي إلى علوم الفلك والطب والجيولوجيا والزراعة والنبات والحيوان والتناسل والاقتصاد والتجارة والتاريخ والحضارة والبحار .. وقد شغل نفر من المفسرين والباحثين بهذا الجانب من الإعجاز القرآني وكشف مظاهره في مصنفاتهم من أمثال الرازي والجوهري وعبد الرزاق نوفل ومصطفى محمود والغمراوي والفندي وأحمد زكي وغيرهم .. وقد عرض المؤلف بعض الشواهد الدالة على هذا الإعجاز العلمي من مثل خلق العالم وبعض القضايا الفلكية والجيولوجية وخلق الإنسان والتي تساقطت في القرآن إشارات دالة عليها .. وإن كان يجب ألا يغيب عن البال كون القرآن كتاب هداية وتشريع في المقام الأول ، وأن ما وجد فيه من قضايا العلم المتنوعة إنما هي تبع للجانب الدعوي فيه !
ولا يسعنا في الختام إلا التأكيد على أهمية هذا الكتاب وجدارته بالقراءة والتأمل
منقول من هنا (http://www.aswat.4t.com/P0202.htm)
---
أبومجاهدالعبيدي(1/443)
03-05-2005, 09:21 AM
وللفائدة ؛ هذا حوار مع مؤلف الكتاب الدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن
حوار مع د/ عبد الراضي عبد المحسن عن الاستغراب (http://www.aresalah.com/html/modules.php?name=News&file=article&sid=16)
---
(1/444)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعد فتنة الرقم 19 ، بحث جديد يتحدث عن أهمية الرقم 7 في القرآن الكريم
---
بعد فتنة الرقم 19 ، بحث جديد يتحدث عن أهمية الرقم 7 في القرآن الكريم
---
محمد بن جماعة
03-16-2007, 03:27 PM
بعد فتنة الرقم 19 ، بحث جديد يتحدث عن أهمية الرقم 7 في القرآن الكريم.. والتساؤل الذي أطرحه: ما هي القيمة الاعتقادية والإيمانية التي تضيفها مثل هذه التوجهات في البحث القرآني؟
===
تقرير "العربية.نت" الأسبوعي للكتاب
كتاب يكشف سر الرقم 7 في القرآن الكريم
دبي- حيان نيوف
المصدر (http://www.alarabiya.net/Articles/2007/03/16/32603.htm)
صدر كتاب "إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم" للكاتب السوري عبد الدائم الكحيل عن لجنة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في نهاية العام 2006.
وقال مؤلف الكتاب عبد الدائم الكحيل لـ"العربية.نت" إن هذا "الكتاب استغرق 10 سنوات من الدراسة المنهجية القائمة على أساس علمي، وتبين أن القرآن الكريم يحوي منظومة رقمية تعتمد على الرقم 7 ومضاعفاته".
وأضاف " إذا قمنا بدراسة أي آية من خلال إحصاء عدد حروفها وكلماتها ورقم هذه الآية وموقعها في السورة سنجد أن هذه الأرقام هي طريقة رياضية محددة تشكل عددا محددا من مضاعفات الرقم 7 دائما".
وأوضح أن "الفائدة من خلاصة هذا البحث أن هذا النظام الرقمي بمثابة إثبات مادي على أن الذي خلق السموات والأرض هو الذي أنزل القرآن وأودع في كل آية عجائب تتجلي في كل عصر بما يتناسب مع علوم ذلك العصر".
وقال إن الرقم 7 ذكر 27 مرة في القرآن مشيرا إلى أنه "أول رقم ذكره الله في القرآن من بين كل الأرقام ".(1/445)
وأضاف: عندما عددتُ السور من سورة البقرة إلى سورة النبأ (أي من السورة التي ذُكر فيها الرقم سبعة لأول مرة وحتى السورة التي ذُكر فيها الرقم سبعة لآخر مرة) وجدتُ بالضبط 77 سورة، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة.
ويقول: بعدّ الآيات من الآية الأولى أي من قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29] إلى قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) [النبأ: 12] كانت المفاجأة الثانية أنني وجدتُ عدد الآيات بالضبط 5649 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي 7 × 807.
ويتضمن الكتاب الفصول الآتية: أسس وضوابط البحث، من أسرار الرقم السبعة في القرآن والسنة، التناسق السباعي في أول آية من القرآن الكريم، رحلة مع سورة "الاخلاص"، في كل آية معجزة تستحق التفكر، إعجاز في ثلاثة أحرف من القرآن الكريم، وجه الاعجاز.
---
(1/446)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي الطريقة الصحيحة للتدرج في قراءة كتب التفسير ؟
---
ما هي الطريقة الصحيحة للتدرج في قراءة كتب التفسير ؟
---
هلال بن بلال
05-20-2003, 03:11 PM
بسم الله والحمد لله
ما هي الطريقة الصحيحة في قراءة كتب التفسير بالتدرج؟
هل أبدأ مثلاً بمفردات الراغب ثم بعده بتفسير السعدي ثم بابن كثير أم ماذا؟
أفتونا مأجورين.
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2003, 09:58 PM
أخي الكريم هلال وفقه الله
تجد الجواب في هذه المشاركة. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26)
وإن بقي لك سؤال بعد ذلك فلا بأس . وفقك الله.
---
(1/447)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التفسير والمفسرون(د. محمد حسين الذهبى)
---
التفسير والمفسرون(د. محمد حسين الذهبى)
---
نياف
04-13-2006, 12:18 AM
العنوان التفسير والمفسرون
المؤلف د. محمد حسين الذهبى
نبذة عن الكتاب
بحث تفصيلي عن نشأة التفسير وتطوره ، وألوانه ومذاهبه ، مع عرض شامل لأشهر المفسرين ، وتحليل كامل لأهم كتب التفسير ، من عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=2526
---
(1/448)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً العدد الأخير من (مجلة الدراسات اللغوية)
---
صدر حديثاً العدد الأخير من (مجلة الدراسات اللغوية)
---
عبدالرحمن الشهري
10-27-2006, 02:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر مؤخراً العدد الثالث من المجلد الثامن من (مجلة الدراسات اللغوية) التي تصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ، وهذا العدد من المجلة عدد شهر رجب وشعبان ورمضان من عام 1427هـ .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_46164541e90c3ce39.jpg
وقد اشتمل العدد على دراسة نقدية لتحقيقات كتاب (معاني القرآن) لأبي جعفر النحاس للدكتور محمد عبيد ، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة الملك سعود . وهو دراسة نقدية لتحقيق الدكتور يحيى مراد والشيخ محمد علي الصابوني للكتاب في ضوء تحقيق إعراب سورتي الفاتحة والبقرة .
[line]
و(مجلة الدراسات اللغوية) تشتمل على بحوث نحوية ذات صلة وثيقة بالقرآن الكريم ، جدير بالمتخصص في الدراسات القرآنية العناية بها ، والاطلاع عليها ، والإفادة منها . وقد صدر من هذه المجلة منذ تأسيسها واحد وثلاثون عدداً ، وهي تصدر أربع مرات في السنة . ويرأس تحرير هذه المجلة أستاذي الجليل الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي ، أستاذ النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وعميد البحث العلمي بجامعة الإمام سابقاً . وقد صدر العدد الأول من المجلة في (محرم -ربيع الأول) عام 1420هـ ، وصدره رئيس التحرير بكلمة أقتطف منها :
الحمد لله رب العالمين ، والسلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين ، أما بعدُ :(1/449)
فيسر هيئة تحرير مجلة الدراسات اللغوية أن تضع بين يدي أهل العربية ، علماء ومعلمين ومتعلمين العدد الأول من هذه المجلة التي نأمل أن تكون لبنة صالحة في صرح العربية الشامخ ، التي خدمتها دين ندين لله سبحانه وتعالى به ، فهي لغة القرآن الكريم :{إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون} وهي لغة حضارة أمة الإسلام في قرون كثيرة ، كانت وما زالت قادرة على استيعاب الكثير والكثير من متغيرات العصر ومتطلباته بإذن الله تعالى .
وهذه المجلة مجلة علمية محكمة متخصصة في علوم الغة : نحواً وصرفاً وعروضاً ودلالة وألسنيات وصوتيات ، وفي اسمها دلالة على المراد منها.
ولهذا ؛ فإن المجلة من خلال المنهاج المحدد لها لن تعرض للموضوعات الأخرى كالأدب والنقد وما إليهما ؛ لأن هذين الفرعين - مع أهميتهما ، وكون الأول منهما مادة من مواد الدرس اللغوي - لهما مجلات علمية محكمة متعددة منتشرة في أنحاء العالم العربي والإسلامي ، وأريد لهذه المجلة مزية التخصص الدقيق ؛ لأن المجلات المختصة بموضوعها قليلة جداً ، إن لم تكن نادرة ، ولا يندرج في هذا مجلات المجامع اللغوية ، فهي - مع خدمتها الدرس اللغوي - ليست مقصورة عليه.
ومنذ الإعلان الأول عن العزم على إصدار هذه المجلة ورد إليها عدد كبير من البحوث والمقالات التي عرض كاتبوها لقضايا لغوية متعددة ، وكان لزاماً على هيئة التحرير النظر فيها ، فاختارت عدداً من الفاحصين ؛ لتقويم هذه الأعمال ؛ لأن لا بد أن تكون جميع البحوث والدراسات في هذه المجلة محكمة من قبل فاحصين هما بدرجة أستاذ غالباً ، وقد نحتاج أحياناً إلى من هم بدرجة أستاذ مشارك شريطة أن تكون درجة الفاحص أعلى من درجة صاحب البحث ، وفي أحيان مختلفة نحتاج إلى فاحص ثالث عند اختلاف وجهة نظر الفاحصين ، سعينا من هذا كله إلى أمرين :(1/450)
الأول : أن يكون التقويم على مستوى عالٍ من الجودة والإتقان ، وبخاصة أن الهيئة التزمت عند الفحص قرب الفاحص من موضوع البحث المقوم .
الثاني : إنصاف الباحثين الراغبين في النشر في مجلات علمية محكمة ، وإفادتهم بوجهات نظر أخرى ترقى ببحوثهم ؛ لأن من منهاج المجلة تزويد أصحاب البحوث بالملحوظات على أعمالهم سواء قبلت هذه الأعمال أم لم تقبل ، فقد يجدون فيها ما يسد خللاً أو يقوم عوجاً ، أو يكمل نقصاً....
رئيس التحرير
---
أبو صفوت
10-27-2006, 03:19 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الشهري ونفع بكم
ولي سؤال وهو : كيف يمكن الحصول على أعداد المجلة من أول صدورها
بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
10-27-2006, 06:25 PM
حياكم الله يا أبا صفوت وأسأل الله أن تكون بخير حال .
هذه المجلة يمكن الحصول عليها بمراسلة المجلة على العنوان :
مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية
ص. ب. 51049 الرياض 11543
فاكس 0096614659993
وقد تفضل أستاذي الكريم رئيس التحرير الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي وفقه الله بأن وعدني أن كل من يراسله في طلب أعداد المجلة أو يذهب للمجلة طالباً نسخاً منها من أعضاء ملتقى أهل التفسير أن يعطيه إياها بنصف السعر ، أي بخمسة عشر ريالاً ، لأنها تباع بثلاثين ريالاً في المكتبات والأسواق .
---
العبادي
10-27-2006, 09:18 PM
ما شاء الله ..
عرض طيب ومغرٍ
لكن كيف يثبت لرئيس التحرير أن المراسل أحد أعضاء الملتقى؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-27-2006, 09:39 PM
الأصل في أعضاء الملتقى الصدق إن شاء الله ، ومن طلب المجلة عن طريق معرفته بها هنا في الملتقى يشمله العرض إن شاء الله .
---
مروان الظفيري
10-29-2006, 07:01 AM
أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري
جزاك الله خيرا
وهذه المجلة وغيرها من الصعب الحصول عليها من المملكة
ولا أعني بذلك فقط المعاناة من المملكة ، بل هي معاناة من توزيع الكتاب(1/451)
بين البلدان العربية ، وما شابه ذلك ..
وأنا عندي من هذه الجلة أعداد متفرقة ، ومنذ زمن بعيد اتصل بأهل الشأن
ولكن لاحياة لمن تنادي
مشكلة الكتاب العربي مشكلة عويصة
لذلك ـ لو تفضلتم مشكورين ـ بطلب كريم للأخ
الأستاذ الكريم رئيس التحرير الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي
بتنزيل هذه الأعداد على الشبكة
ولكم في ذلك أجر كبير تطوقون به جيد اللغة العربية ، ومحبيها ...
---
عبدالرحمن الشهري
10-29-2006, 01:09 PM
أخي الكريم الدكتور مروان الظفيري رعاه الله : بعثت برابط الموضوع لأساذ الدكتور تركي العتيبي وفقه الله ، بخصوص إتاحة المجلة على الانترنت ، فأجابني :
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم د. عبدالرحمن
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فبالنسبة إلى ما اقترحه الأخ الفاضل الظفيري من وضع مجلة الدراسات اللغوية على الإنترنت فهو أمر سعيت إليه منذ صدور العدد الأول ، لكن حال دون ذلك إمكانات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، وقد وعدوا بهذا ، وآمل أن يتحقق الوعد قريباً.
وأما نقصان بعض الأعداد عند الأخ الكريم فلا مانع من أن يرسل عنوانه إليَّ على عنوان مجلة الدراسات اللغوية وسوف أزوده بالممكن من الناقص عنده إذا كان موجوداً في المركز لأن بعض أعداد المجلة قد انتهى منذ أمد.
تقبلوا جميعاً تحيات أخيك وتقديره وسلمت أبا عبدالله
تركي بن سهو العتيبي
ظهر يوم الأحد7/10/1427هـ
قلت : جزاك الله خيراً يا أبا عمر ، وجعلك مباركاً أينما كنتَ .
---
مروان الظفيري
10-29-2006, 03:50 PM
أخي الحبيب العالم الفاضل الدكتور عبدالرحمن الشهري
دمت موئلا للكرم
وأرفع إلى الله الدعاء بأن يجزيكم عنا خير الجزاء
حيث لا طاقة لي بالشكر لحضراتكم على مآثركم الغراء
وفعالكم الحسناء ...
ومكارم أخلاقكم التي طبعكم الله عليها ...
ومنحكم إياها (حفظتم لها ، وحفظت لكم )
وما علمت لساني كلّ عن صفة=وما علمتك إلا فوق ما أجد
---(1/452)
مروان الظفيري
10-29-2006, 08:35 PM
عفوا ومعذرة ياشيخي الكريم عبد الرحمن الشهري
أراني متمثلاً قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ
في الحديث الصحيح :
( من أسدى إليكم معروفًا ؛ فكافئوه ، فإن لم تجدوا ،
فقولوا : جزاك الله خيرًا ) .
---
(1/453)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير التحرير والتنوير من مؤلفه؟؟؟ وهل فيه شبه عقائدية؟؟
---
تفسير التحرير والتنوير من مؤلفه؟؟؟ وهل فيه شبه عقائدية؟؟
---
سائل
09-29-2006, 01:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تفسير التحرير والتنوير من مؤلفه؟؟ وهل فيه شبه في الأسماء والصفات وغيرها من الشبهات أم لاء؟؟
ثانياً : هناك أمور أو حالات يجوز فيها ذكرك أخاك بما يكره ماهي؟؟ منها التظلم والتحذير من الفاسق المجاهر وغيرها أريدها كامله وهي على ما أظن أنها 6 حالات. <<< ماله دخل بالموضوع بس أبحث عنهن وكتبتهن هنا.
وجزاكم الله خيرا.
---
أحمد البريدي
09-29-2006, 02:14 PM
تفسير التحرير والتنوير من كتب التفسير القيمة والذي لا يستغني عنه المتخصص في التفسير , وهو تفسير معاصر , ومؤلفه هو محمد الطاهر بن عاشور , من علماء تونس , والكتاب على مذهب الأشاعرةفي باب الأسماء والصفات
---
نواف الحارثي
09-29-2006, 02:29 PM
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فمؤلف تفسير التحرير والتنوير فهو محمد الطاهر بن عاشور من أكابر علماء تونس رحمه الله.
اما هل فيه شبه في الاسماء والصفات فهو كذلك والمؤلف على مذهب الاشاعرة - عفا الله عنا وعنه- ، وليس معنى ذلك الا يؤخذ من تفسيره ولا ينظر في مافيه من حق .
وقد كتب عن حياة المؤلف في رسالة مستقلة لا يحضرني ذكرها . وانظر كذلك كتاب ( المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات ) للشيخ محمد المغراوي فقد ذكر المواضع التي زل فيها المفسر - رحمه الله - في مسائل الصفات ورد عليها .
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
---
الجكني
09-29-2006, 02:55 PM(1/454)
ومن يبين المواضع التي زل فيها الشيخ المغراوي في كتابه وتهجمه على المسلمين المخالفين له ومنها ما شطح به قلمه في ترجمة الشيخ الأمين رحمه الله ؟؟
أما الشيخ ابن عاشور رحمه الله فمكانته وعلمه لا يبينها إلا من هو في طبقته ممن حاز العلوم المساعدة للتفسير 0والله أعلم
---
فهد الوهبي
09-29-2006, 03:07 PM
ما سألت عنه في الذم مجموع في قول الناظم :
والذم ليس بريبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقاً ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر
وهي تحتاج إلى تفصيل ...
---
سائل
09-29-2006, 03:21 PM
جزاكم الله خيراً ,
وماسألت إلا من أجل الخوف من الزلل لأنني أقرأ فيه في بعض الأوقات.
---
الجكني
09-29-2006, 05:25 PM
الأخ الوهيبي حفظه الله : وهل منها "التعميم " في الحكم على "مجموع " أهل قطر أو جنس ما ؟
---
أبو عبد المعز
09-29-2006, 06:28 PM
زل...وتهجم...وشطح....
كل هذا في سطر واحد............اللهم إني صائم.
---
الجكني
09-29-2006, 11:41 PM
أما "زل " فهو من باب "المشاكلة " لمداخلة الأخ الحارثي ،وأما "شطح " فهي مسندة ل "القلم " ،وأما "تهجم " فلم أقرأ لأحد من العلماء أنها "وصف"يقدح في :الصوم " أو أنه وصف "غمز " ولمز " حتى يستعاذ منه ،،وعلى كل :من يقرأ الكتاب المذكور غفر الله لى ولمؤلفه -دون "عصبية " يدرك أن هذه الأوصاف لم تتعد طور الحق0
---
أبو عبد المعز
09-30-2006, 12:04 AM
تفسير ابن عاشور رحمه الله لا يستغنى عنه ، وتحقيقاته اللغوية والبلاغية أثناء التفسير يعض عليها.....لكنه في مسائل العقيدة أشعري بل يقترب من المعتزلة في مفردات معينة ......وقد بين ذلك شيخنا المغراوي في كتابه المنهجي القيم :المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. (4 مجلدات). .....
للفائدة:
مختصر ترجمة الشيخ المغراوي(1/455)
هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي من قبيلة أولاد ناصر ولد سنة 1367 الموافق 1948م بمنطقة 'الغرفة' بإقليم الراشيدية في جنوب المغرب الأقصى، أخذه أبوه إلى المحضرة (الكتّاب) وهو ابن الخامسة فأتم حفظ القرآن وهو في سن العاشرة.
ثم التحق بالمعهد الإسلامي بمكناس التابع لجامعة القرويين ثم بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، حيث درس فيه المرحلة الإعدادية والسنة الأولى ثانوي، ثم رحل لإتمام الدراسة إلى المدينة النبوية، فالتحق بالجامعة الإسلامية بها، وكان المُعِين له على ذلك الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله إذ هو الذي كتب يزكّيه بخط يده، وأرسل ملف طلب القبول بنفسه، فأتم بها التعليم الثانوي ثم الجامعي ثم حصل على شهادة الدكتوراة منها.
* أخذ ودرس على شيوخ كثيرين منهم:
- محمد تقي الدين الهلالي.
- محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان).
- عبد العزيز بن باز.
- محمد ناصر الدين الألباني.
- عبد المحسن العباد.
- عبد الله الغنيمان.
- حماد الأنصاري.
- أبو بكر الجزائري.
- عبد اللطيف آل عبد اللطيف.
- عبد الصمد الكاتب.
- ناصر الرشيد. وغيرهم رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم.
درّس بمعهد ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، ثم درّس بجامعة الطائف بالسعودية، ودرّس بجامعة القرويين بالمغرب: التفسير والحديث والعقيدة.
قام بالخطابة والتدريس وإلقاء المحاضرات مدة ثلاثة عقود في مساجد مرّاكش وفي دور القرآن المنتشرة في مختلف ربوع المغرب.
أسّس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بالمغرب وفتح العشرات من دور القرآن التي كان ولا يزال لها الفضل الكبير – بعد الله سبحانه- في إرجاع الناس إلى دينهم الصحيح القائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
شارك في عدة مؤتمرات دولية في كثير من بلدان العالم بمشاركة ثلة طيبة من العلماء.
* مؤلفاته:(1/456)
- التفسير (وهو كتاب كبير قيد الإنجاز ، وأسماه: التدبر والبيان للمنهاج السلفي في تفسير القرآ ن ).
- المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. (4 مجلدات).
- فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد واستذكار ابن عبد البر.
- فتح الخبير في الترتيب الفقهي لجامع ابن الأثير.
- العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية وقدرتها على مواجهة التحديات وهي سبعة أقسام:
* الأول: إتحاف الأخيار بفضائل عقيدة السلف الأبرار.
* الثاني: الاعتصام بالكتاب والسنة وفهم السلف عند ظهور الأهواء والبدع والفتن والاختلاف.
* الثالث: الصحيح في تفصيل الاعتقاد من هدي خير العباد.
* الرابع: أهل الأهواء والبدع والفتن والاختلاف الرادّون للسنة وشبههم والرد عليهم.
* الخامس: مغني العقلاء في بيان المواقف العقدية في دعوة الأنبياء.
* السادس: المواقف العقدية والأساليب الدعوية في مواجهة التحديات الجاهلية من خلال صحيح سيرة خير البرية صلى الله عليه وسلم .
* السابع: موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (10 مجلدات ).
- عقيدة الإمام مالك ومواقفه العقدية.
- سلسلة الإحسان في اتباع السنة والقرآن لا في تقليد أخطاء الرجال (المقدمة- الجزء الأول- الجزء الثاني).
- وقفات مع دلائل الخيرات.
- الأسباب الحقيقية لحرق إحياء علوم الدين.
- حاجتنا إلى السنة.
- أهل الإفك والبهتان الصادون عن السنة والقرآن.
- من سبّ الصحابة ومعاوية فأمه هاوية.
- المصادر العلمية في الدفاع عن ا لعقيدة السلفية.
- بلوغ الآمال بذكر غريب وفوائد الأحاديث الطوال.
- جهود الإمام مالك والمالكية في التحذير من البدع العقدية والعملية.
- ظاهرة الإلحاد والفساد في الأدب العربي.
- دعوة سلف الأمة إحياء الكتاب والسنة (دور القرآن نموذجاً).
http://www.maghrawi.net/index.php
---
فهد الوهبي
10-03-2006, 03:37 AM
الأخ الدكتور السالم الجكني .. حفظه الله ووفقه ..(1/457)
لقد قرأت ما كتبه المغراوي عن الشيخ الأمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة على عجل فلم أهتد إلى موضع الذي أشرت إليه آمل نقل الموضع حتى يتبين ويمكن الجواب عليه وتعم الفائدة .. علماً بأن المغرواي رحمه الله قد قال :
(الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من العلماء الأفاضل الذين من الله عليهم بالدخول في الاعتقاد السلفي ونصرته بقلمه البارع ) [ 2 / 272 ] .
ثم نقل أمثلة تأيد هذا القول كما هو معلوم من اعتقاد العلامة الأمين رحمه الله رحمة واسعة ..
فهل بالإمكان ذكر الموضع أو النقل ..
والله يرعاكم ...
---
الجكني
10-03-2006, 05:41 PM
الأخ فهد حفظه الله :
أخوك عندما كتب المداخلة السابقة وأحال فيها على "ترجمة" الشيخ الأمين رحمه الله "أراد أن يشير فيها إلى موضع من المواضع التي "شطح قلم" الشيخ المغراوي غفر الله لي وله فيها،وذلك قوله :"منّ الله عليه بالدخول في الاعتقاد السلفي ونصرته بقلمه البارع (خلاف ما عليه أبناء جلدته في تعصبهم للعقيدة الأشعرية والتعصب المذهبي الممقوت) فانظر –والخطاب لأي قارئ- لهذا الكلام بإنصاف- ودقق فيه :
1- هل هذا (التعميم ) صحيح في الواقع أم لا؟
2- هل الشيخ (سبر غور) كل أبناء جلدة الشيخ الأمين؟
وعندي أن هذا الكلام هو أولاً مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ،ولسلوك السلف الصالح الذين أصبح كل من يريد (أن يفرض) قولاً أو يريد أن يكسب قوله شيئاً من (القدسية ) يلصقه بهم وينسبه إليهم ،وما أكثر ما نسب للسلف الصالح من أقوال وسلوك هم منه برآء ،فقل لي بربك :
3- هل من صنيع السلف الحكم على علماء أمة وبلد وقطر بأجمعهم بالتعصب لمسألة ما سواء ما يسميه أهل العقائد "عقدية" –وهي في نفس الوقت "كلامية" أو كانت فقهية 00(1/458)
4- ولا أستغرب من هذا الوصف من أصحاب هذا المنهج "التصنيفي "والذي ألبس نفسه رداء "السلف "فقد كنا ونحن على كراسي الدراسة سمعنا "مشافهة" ممن يتعبد الله بكل ما في كتاب المغراوي من "شطح قلمه" شطحة أكبر من أختها فقال بالحرف الواحد " ليس في ذلك القطر – قطر الشيخ الأمين – من تصح "عقيدته؟؟؟" غير اثنين الشيخ الأمين ،وذكر شيخاً آخر ،فهل هذا صنيع السلف ؟؟؟
5- ولماذا نبعد كثيراً وهناك من ينسب نفسه للسلف –وعندي أنهم برآء منه ومن قوله من يقول لتلاميذه :"لا تتعمقوا في اللغة حتى لا تكونوا كالمعتزلة و00000(وحذف ما يعلم جائز )
6- قد كنت أظن أن هذه العبارة جاءت من الشيخ المغراوي في هذا الموضع فقط فيغتفر له ،ولكن لما قرأت الكتاب وجدت هذا (التعميم ) عام فيه حتى كأن هذا هو سلوك الشيخ ومنهجه ،وكأن الشيخ نسي أن الغرض من التأليف كما صرح هو نفسه:"اخترت هذا الموضوع (المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات )لأبين ما في هذه الكتب من الصواب والخطأ في آيات الصفات حتى يتجنب القارىء الخطأ ويأخذ بالصواب " هكذا قال في مقدمة كتابه ، وأكد ذلك بقوله :" فالكلام في أشخاصهم يعتبر لغواً لا معنى له " 0
7- ولكن هل الشيخ التزم بذلك ؟ أقول : لكنك يا شيخ تعديت إلى الحديث عمن لم يؤلف بل ومن لم يكتب في العلم حرفاً ،وأنك يا شيخ (أدخلت ) في كتابك ما ليس له علاقة به كالكلام على أجناس وأقوام بعض المؤلفين
8- انظر ماذا قال سامحني الله وإياه في ترجمة الطاهر بن عاشور رحمه الله :"على طريقة أهل بلده تقليد المذهب المالكي والتبحر في فروعه (دون معرفة الدليل من الكتاب والسنة حتى يميز بين الحق من الباطل فالكل عند المقلدة حق ،خطأه وصوابه ،لا هم باللأئمة اقتدوا ولا للدليل اتبعوا (ثم ذكر بيتاً نقله عن ابن عبد البر رحمه الله ،وكأنه نسي أن ابن عبد البر يميل أحياناً لما انتقده هو نفسه ) 2357(1/459)
9- وإذا كان المالكية لم يقتدوا بالأئمة ولاللدليل اتبعوا فيا ترى أي شيء اتبعوه واقتدوا به ؟؟؟
10- وهنا نقطة مهمة عن الشيخ ابن عاشور رحمه الله وهي انه يرى أن مسألة "الصفات " والحديث فيها إنما هي من "المسائل الاجتهادية" فمشربه ومشرب الشيخ المغراوي متباعد جداً
11- وانظر ما ذا كتب عند ترجمة الإمام الشوكاني رحمه الله :" عاش في بيئة (متعفنة بالشرك؟؟؟؟)وأصنافه) 2/223
12- أما كان في بيئة الشوكاني من "عقيدته" غير مشوبة ب"الشرك"؟؟؟
13- هذه يا أخي فهد هي ما عنيته بعبارة "شطح قلمه" وعندي بعض الملحوظات التي خالف فيها الشيخ نفسه "منهجه "حيث إنك في بعض التراجم تجده اعتبر أصحابها "سلفيين" –على حد قوله- مع نقله عنهم "تأويلات" متعددة ،وأترك لمن يتعبد الله بهذا الكتاب أن يبين سبب ذلك ،وأختم هذا الكلام بكلام المغراوي نفسه حيث قال عند الحديث عن سيد قطب رحمه الله:"ومن كذّب بهذا فليرجع إلى الكتاب وليقرأ بنفسه متجرداً عن الهوى والحمية والحب الأعمى الذي يتصف به مع الأسف كثير ممن ينتسب إلى طلب العلم والنصيحة واجبة للمسلمين وما تعبدنا الله بالأشخاص ولا بكلامهم ولا بفكرهم فهم يصيبون ويخطئون ويعلمون ويجهلون "هذا نص كلامه وهو كلام يلزمني حسن الظن بالشيخ حتى وإن خالفته في ما ذكرته عنه فالله يغفر لي وله 0
14- وختاماَ :أنا لا أعرف هل الشيخ المغراوي حي ؛فإن كان ذلك فالله يمده بالعمر الصالح والصحة والعافية والقبول ،وإن كانت الأخرى فإني في هذه اللحظة وأنا متلبس بطاعة الله تعالى وهي الصيام ومن بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو الله أن يرحمه ويتجاوز عنه وأن يبدله عنده خيراً وأن يجمعنا وإياه في دار كرامته مع النبيين والصديقين إنه سميع مجيب 0
---
جمال أبو حسان
10-04-2006, 11:28 AM
جزاك الله خيرا
---
البتول
10-04-2006, 04:19 PM
جزاك الله خيرا .
---
مساعد الطيار
10-04-2006, 04:56 PM
قال ابن قتيبة :(1/460)
الكميت بن زيد، من بني أسد، ويكنى المستهل، وكان معلماً.
وحدثنا سهل عن الأصمعي عن خلف الأحمر قال رأيت الكميت بالكوفة في مسجدٍ يعلم الصبيان. وكان أصم أصلخ لا يسمع شيئاً.
وكان بينه وبين الطرماح من المودة والمخالطة ما لم يكن بين اثنين، على تباعد ما بينهما في الدين والرأي، لأن الكميت كان رافضياً، وكان الطرماح خارجياً صفرياً، وكان الكميت عدنانياً عصبياً، وكان الطرماح قحطانياً عصبياً، وكان الكميت متعصباً لأهل الكوفة، وكان الطرماح يتعصب لأهل الشام.
---
الجكني
10-04-2006, 05:43 PM
ومتى يأتي اليوم الذي نرى فيه من يدعي "السلفية " ويشتم الناس ويسبهم ويضللهم ويكفرهم ،ينظر إلى - لا أقول إلى الرافضي والخارجي بل إلى- "المعتدلين من السلفيين الحق بالمودة والمخالطة الحسنة كما كان بين الكميت وخلف ،وهما من أهل اللغة والأدب أفلا يجمل بمن يحمل بين جنبيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ذلك 0
هذه "خاطرة " ألقتها في روعي عبارة أخي الدكتور " مساعد " ساعدني الله وإياه والمسلمين على غلبة الشيطان والهوى ،إنه سميع مجيب0
---
أبو عبد المعز
10-04-2006, 08:34 PM
الكميت رافضي غال والطرماح خارجي ضال.... وليسا قدوة لنا.
ولا عجب أن يتوادا فالبدعة تجمعهما.......
والخبر رواه خلف الأحمر وهو كذاب....
---
الجكني
10-04-2006, 10:28 PM
انتقل الحديث إلى"القدوة " وهي ليست مطلقة إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن "فحاشاً " ولا " فظ القلب " وانتشر دينه بالسماحة والعدل وليس بالتكفير والتضليل وتعميم "المساويء على الأمة 0
---
مساعد الطيار
10-05-2006, 03:39 AM
أخي أبا عبد المعز أعزني الله وإياك بطاعته
أنت أعلم مني بأن مثل هذه الأخبار لا تُرد بهذه الطريقة التي ذكرتم ، والعبرة تؤخذ من مثل هذا الخبر ، وهذا ما أردته حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم .(1/461)
أقول أيها الأخ الكريم : إذا كان مثل هؤلاء في بدعتهم يتوادون ويتصافون ، فما بالنا نحن أهل السنة نتصارع ونتطاحن ؟!
ألا يجدر بنا أن نتآلف ونتناقش بالحسنى دون تشنج ؟!
صحيح أنه لم يبلغ الأمر في الملتقى إلى هذا الحد من هذه الأمور ، وإن كان فيه شيء قليل ، لكني أريد ان أستبق الأحداث ، ولا أحب ان يكون في هذا المجال فريقان يختصمان بهذه الطريقة ، فيخرج الملتقى عن حد الاعتدال إلى حدّ لا ترضونه ولا يرضاه غيركم ، فأنتم ترون الملتقى ما زال يتصف بصفة الجدية العلمية ، والمناقشات الهادفة .
ولقد طرح اخي الجكني الأصل الذي يجب علينا جميعًا الوقوف عنده ، وهو النبي القدوة صلى الله عليه وسلم ، وأتمنى منه أن يأخذ بتذكيره هذا أيضًا ، فنحن في هذا الملتقى نتواصى بالحق ، ونتغافر بدلاً من أن نتعاتب ، وهذا أحسن لنا جميعًا في هذا الأمر ، ولا أريد أن ندخل حلبة نقاش في الملتقى ، وليكن هذا ـ إن كان ـ بطريق الرسائل الخاصة ، أو عبر الإيميل .
ولقد لاحظت أن في كلامكم جميعًا شيئًا هو من باب الاجتهاد ، أو الخطأ في التعبير ، وههنا قد يدخل الشيطان ، ويسول للإنسان ، ويريه مقاصد من كلام أخيه وكأنه شق قلبه ، فيخرج الإمر إلى ما لا تُحمد عقباه في مثل هذه الأمور التي انتم أعلم بها مني ، ولا أشك أنكم قد قاسيتم مثلها .
والله إني لأستحيي أن أتكلم بهذا الكلام لأمثالكم ، وأستبيحكم عذرًا في ذلك ، فوالله ما أردت إلا النصح والتأليف فيما بيننا ، والله لو كان البحث في العقائد سيتم بطريقة شافعية ( نسبة إلى طريقة الشافعي العلمية في النقاش ) لما كرهت ذلك ، لكني أعلم أن ذلك يورث تشنجات وانفعالات وخروج إلى خصومات ، بل إلى اتهامات وشتائم ، وقد رأيت ذلك في بعض المنتديات .(1/462)
وإني لأدعوكم إلى الرفق في العبارة ، والتلطف بالإشارة إلى الخطأ الذي ترون ، وأقل ما نجني ـ أيها الكرام ـ من هذا الأسلوب بقاء الأخوة التي رضيها الله لعباده المسلمين ، فقال : ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين اخويكم ) ، وهذا وإن كان في الحروب ، فإن مثل هذه الحال ـ الإصلاح في خصومات المتناقشين ـ تدخل في عموم الآية .
أليس الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، فمالذي أصاب أمته من هذا التناحر العجيب ؟!
ألسنا كلنا أمته ، ويلحقنا من أوصافه صلى الله عليه وسلم ما لحقه هو ، فإذا كان هو رحمة للعالمين أفلا نكون نحن كذلك لهم ، ونكون أرحم الناس بالناس ، فإذا كنا نرضى هذا الوصف لنا مع الناس ،فإخواننا المسلمون أولى من ننزل عليهم رحمتنا .
أيها الإخوة الكرم أتمنى أن نبتعد عن هذه الأساليب الانفعالية إلى الأساليب الأدبية التي توصل الحق بأحسن أسلوب ، فإن لم نستطع إيصال الحق كففنا عن النقاش ، وأبقينا المودة العامة لإخواننا .
وإني لأعلم أن هذا الموضوع ذو شجون ، ولعل الله يمن علي وعليكم بأن نطرحه بأسلوب علميٍّ رصين ، يقرب ما بيننا ، ويبعد التنازع قدر المستطاع .
---
عبدالرحمن السديس
10-05-2006, 05:30 PM
أحسب أن الكلام إذا كان مطلقا فلعله لا إشكال فيه إذ لا يُعنى به كل فرد من أهل البلد أو القبيلة أو ...
ولا شك أن بعض البلاد قد اشتهر علماؤها إما بعقيدة خلفية ، أو جمود على مذهب فقهي وعدم عناية بالسنة ، أو طريقة مبتدعة ... ومن نسب ذلك إليهم على جهة العموم لما شهر عنهم = لا يعترض عليه أن فردا أو أفرادا على خلاف ذلك ...
وتأملوا هذه السنن والآثار(1/463)
قال البخاري حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« أرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ جُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي أَسَدٍ وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ: خَابُوا وَخَسِرُوا . فَقَالَ : « هُمْ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَمِنْ بَنِي أَسَدٍ وَمِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ » . وهو في مسلم بنحوه .
ومعلوم أن أفرادا من هذه القبائل هم خير من مقابلهم من أولئك .
وقال البخاري حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
وَسَأَلَهُ عَنْ الْمُحْرِمِ ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ الذُّبَابَ ـ فَقَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنْ الذُّبَابِ ! وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا » .
وفي موضع آخر :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ كُنْتُ شَاهِدًا لِابْنِ عُمَرَ(1/464)
وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا .
ومعلوم أن أهل العراق لم يجتمعوا على قتله .
وفي مسلم حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ وَوَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبَانَ قَالُوا حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ مَا أَسْأَلَكُمْ عَنْ الصَّغِيرَةِ وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
ومعلوم أن هذا غير مراد به عمومه قطعا .
وفي موطإ الإمام مالك عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ : كَمْ فِي إِصْبَعِ الْمَرْأَةِ ؟ فَقَالَ عَشْرٌ مِنْ الْإِبِلِ .
فَقُلْتُ : كَمْ فِي إِصْبَعَيْنِ ؟ قَالَ عِشْرُونَ مِنْ الْإِبِلِ . فَقُلْتُ : كَمْ فِي ثَلَاثٍ ؟ فَقَالَ: ثَلَاثُونَ مِنْ الْإِبِلِ . فَقُلْتُ : كَمْ فِي أَرْبَعٍ ؟ قَالَ: عِشْرُونَ مِنْ الْإِبِلِ . فَقُلْتُ: حِينَ عَظُمَ جُرْحُهَا وَاشْتَدَّتْ مُصِيبَتُهَا نَقَصَ عَقْلُهَا ؟!(1/465)
فَقَالَ سَعِيدٌ : أَعِرَاقِيٌّ أَنْتَ ؟! فَقُلْتُ بَلْ عَالِمٌ مُتَثَبِّتٌ أَوْ جَاهِلٌ مُتَعَلِّمٌ فَقَالَ سَعِيدٌ هِيَ السُّنَّةُ يَا ابْنَ أَخِي .
ومعلوم أن أهل العراق منهم من هو معظم للسنة مجانب للرأي ...
وفي سير أعلام النبلاء 8/68 :
أبو يوسف أحمد بن محمد الصيدلاني سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: كنت عند مالك ، فنظر إلى أصحابه ، فقال: انظروا أهل المشرق ، فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب إذا حدثوكم ، فلا تصدقوهم ، ولا تكذبوهم ، ثم التفت فرآني ، فكأنه استحيى ، فقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة ، هكذا أدركت أصحابنا يقولون.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/274:
وقال صاحب المختار من الحنفية: ولا غيبة لظالم ، ولا لفاسق ، ولا آثم في السعي به ، ولا غيبة إلا لمعلوم ، ولا غيبة لأهل قرية . وكذا ذكر القاضي عياض ، وغيره : في غير المعين .
وخالف فيه بعضهم .
ذكره النووي في حديث أم زرع . (1)
والأول: مأثور عن إبراهيم .
ولم يذكر أصحابنا هذا ، والظاهر : أنهم لا يريدون هذا ، فظاهر كلام بعضهم: إن عرف بعد البحث = لم يجز ، وإلا جاز ، فليس هذا ببعيد.اهـ
وفي كتب الحنفية :
الدر المختار: ولو اغتاب أهل قرية = فليس بغيبة ؛ لأنه لايريد به كلهم ، بل بعضهم ، وهو مجهول.
وفي الاختيار لتعليل المختار : ولا غيبة إلا لمعلومين، فلو اغتاب أهل قرية فليس بغيبة.
في البحر الرائق: قال في العيون: رجل اغتاب أهل قرية لم تكن غيبة حتى يسمي قوما بأعيانهم.
وفي مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: ( وَلَا غِيبَةَ إلَّا لِمَعْلُومٍ فَاغْتِيَابُ أَهْلِ قَرْيَةٍ لَيْسَ بِغِيبَةٍ ) لِأَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ جَمِيعَ أَهْلِ الْقَرْيَةِ وَكَانَ الْمُرَادُ هُوَ الْبَعْضُ وَهُوَ مَجْهُولٌ .
--------------------(1/466)
(1) في شرح مسلم في الموضع المشار إليه : قال المازري: قال بعضهم: وفيه أن هؤلاء النسوة ذكر بعضهن أزواجهن بما يكره ، ولم يكن ذلك غيبة ؛ لكونهم لا يعرفون بأعيانهم ، أو أسمائهم ، وإنما الغيبة المحرمة: أن يذكر إنسانا بعينه ، أو جماعة بأعيانهم.
قال المازري: وإنما يحتاج إلى هذا الاعتذار لو كان النبي صلى الله عليه وسلم سمع امرأة تغتاب زوجها ، وهو مجهول ؛ فأقر على ذلك ، وأما هذه القضية فإنما حكتها عائشة عن نسوة مجهولات غائبات .
لكن لو وصفت اليوم امرأة زوجها بما يكرهه ، وهومعروف عند السامعين = كان غيبة محرمة ، فإن كان مجهولا لا يعرف بعد البحث = فهذا لا حرج فيه عند بعضهم ، كما قدمنا ، ويجعله كمن قال في العالَم من يشرب ، أو يسرق ، قال المازري : وفيما قاله هذا القائل احتمال .
قال القاضي عياض: صدق القائل المذكور ، فإنه إذا كان مجهولا عند السامع ، ومن يبلغه الحديث عنه = لم يكن غيبة ؛ لأنه لا يتأذى إلا بتعيينه .قال: وقد قال ابراهيم: لا يكون غيبة ما لم يسم صاحبها باسمه ، أو ينبه عليه بما يفهم به عنه .
وهؤلاء النسوة مجهولات الأعيان ، والأزواج لم يثبت لهن إسلام ، فيحكم فيهن بالغيبة لو تعين ، فكيف مع الجهالة . والله أعلم.
---
أحمد البريدي
10-06-2006, 09:28 PM
أخي الكريم : هذه فوائد جاد بها الشيخ الكريم محمد الحمد حول هذا الموضوع تجدها على هذا الرابط :
منهج ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة ما اشتمل عليه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6555)
---
المؤمن
01-29-2007, 11:13 PM
السلام عليكم(1/467)
سأل سائل عن التحرير والتنوير لمحمد الطاهر ابن عاشور ، أحدِ أقطاب جامع الزيتونة ، له مؤلفات كثيرة في شتى الفنون ، ولعلّ أبرزها تفسيره (التحرير والتنوير) وهو بحق موسوعة علمية يجد فيه كل دارس ضالته ،وأنا إذ أقول هذا فإنما أقوله عن دراية بدروب هذا التفسير بعد دراسة دامت أكثر من خمس سنين تمخضت ـ ولله الحمد ـ بنيلي لدرجة الماجستير .
ابن عاشور ـ كما لايخفى عليكم ـ أشعري يعتز بأشعريته ، ولكنه مع ذلك يرتضي في كثير من الأحيان عقيدة السلف التي كان عليها الصحابة والتابعون ، يُمر آيات الصفات كما يمرونها ، وقد أوضحت هذا في بحثي المشار إليه سابقا ،ونظرا لاستقلاليته الفكرية ينتقد كثيرا من آراء الأشعرية ،ويبدي آراءه بكل شجاعة .
أما الشبهات التي يُظن أنها وردت في تفسير ابن عاشور ، فإنها مما تتعدد فيها الآراء ،وتختلف فيها وجهات النظر ، ووصف ذلك بالشبهات أمر يستبشع في حق علمائنا الأجلاء من أمثال ابن عاشور ، وإن كانت المؤاخذات عليه واردة ،شأنه كشأن كل العلماء الذين لاندعي لهم العصمة.
قد آلمني كثيرا لما قرأت لأحد الباحثين د.محمد بن رزق الطرهوني في كتابه (التفسير والمفسرون في غرب إفريقيا) ـ آلمني ـ حين اتهم ابن عاشور بمناوئته لأهل الأثر ، ولا أدري كيف حكم عليه بهذا الحكم ؛ ألا يعلم أستاذنا أن لابن عاشور إجازة في صحيحي البخاري ومسلم ، وموطأ مالك ، وله على الأول والأخير تعليقات جياد ، وأذكّره أنّ ابن عاشور ألزم نفسه ألاّ يعدل عن التفسير بالأثر عند صحته ، وعند القراءة المنصفة للتحرير والتنوير سنجد الآثار بما يربو على المئين وإنّ هذا لهو أعظم دليل على عدم صحة ما اتهم به ابن عاشور .
هذا بعض ما رأيت إثباته مما يزيل الغموض حول ابن عاشور وتفسيره ـ إن شاء الله ـ .
أخوكم محمد نذير الجزائري
---
د.خضر
01-30-2007, 12:03 PM(1/468)
[أؤيد بكل جد وحب كلام الاخوة في تسكين الخواطر ، وأبعث تحية خاصة للأخ الفاضل الدكتور مساعد فقد
قال في الموضوع قولا بليغا أيده الله وأهل النصفة في كل مكان بتأييده
---
أضواء البيان
01-30-2007, 07:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكر أن الشيخ عبدالله الريس تناول هذا التفسير في رسالة علمية في جامعة الإمام محمد بن سعود، لعل الاطلاع عليها يجيب على كثير من تساؤلاتك.
---
(1/469)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لماذا لا يوجد اهتمام بدروس التفسير إلا نادرا؟
---
لماذا لا يوجد اهتمام بدروس التفسير إلا نادرا؟
---
حماد
04-23-2006, 10:42 AM
الأخوة المشرفين على هذا المنتدى المبارك
السلام عليكم ...
بما أنكم من أصحاب التخصص فأنتم أولا من يجيب عن تساؤلي فلطالما تسائلت في نفسي كثيرا : لماذا الأهتمام جل الاهتمام من علمائنا الأجلاء بالفقه والحديث - ولا أقلل من شأنهما - في حين أنك لا تكاد ترى اهتماما بالقرآن والتفسير إلا ما ندر وإذا بدأ درس فلا يستمر
---
(1/470)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الداعية الصغير
---
الداعية الصغير
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
05-09-2005, 12:22 PM
الداعية الصغير
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقال في موقعي (http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=60&pic_top=)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
ما من مسلمٍ إلا ويسعد عند الحديث عن الجنة، ومنازلها، وما أعد له فيها، ولكن الجنة، تحتاج لمثابرة، وجد واجتهاد، فالجنة مرتبة عالية، يتمناها كل مسلم، ولكن حتى نصل إلى الجنة، فهناك أمور لابد أن نعملها، ونبذل قصارى جهدنا حتى نكون من أهلها.
حتى نكون من أهل الجنة، لابد أن نشهد بلا إله إلا الله، محمد رسول الله، يعني أن نعبد الله، ولا نعبد غيره، ندعوه ولا ندعو غيره، ونلجأ إليه، ولا نلجأ إلى غيره.
حتى نكون من أهل الجنة، لابد من أن نحافظ على الصلوات الخمس، ونؤديها مع الجماعة، ولا نؤخرها عن وقتها، ونبذل كل الوسائل حتى نكون من المحافظين عليها.
حتى نكون من أهل الجنة، لابد من أن نكون من البارين بأبائنا وأمهاتنا، ونسعى لراحتهم، وإسعادهم، فهم بذلوا كل ما لديهم من أجلنا، ونحن ماذا فعلنا غير التقصير في حقهم، لابد من رد هذا الجميل، ونسعى إلى برهم، وإرضائهم، ونرد الجميل والإحسان، ويكفي أنهم سهروا في تربيتنا.
ولهذا لابد لنا أن نتفكر، وننظر ما الأمور التي ستدخلنا الجنة، وهل ستدخلنا الجنة أم لا؟ نفكر، إذا ضيعنا الصلاة أو قصرنا في تأديتها، هل هذا الفعل سيكون سبباً لدخولنا الجنة، أم لا؟
وحديثنا في هذا المقال عن داعية صغير، مرت به أشد الابتلاءات، كل ذلك من أجل هذا الدين، فتعال معي أيها القارئ لنتعرف على قصة الداعية الصغير، وكيف قتل؟ وكيف إسلم على يديه الكثير:(1/471)
روى الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان ملكٌ فيمن قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك، إني قد كبرت، فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غلاماً يعلمه، وكان في طريقه – إذا سلك – راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب، وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر)).
تأمل معي أيها القارئ العزيز، أرادوا أن يعلموا الغلام السحر، والله أراد خلاف ذلك، أردوا للغلام أن يكون ولياً من أولياء الشيطان، والله عز وجل أراد له غير ذلك.
كل ذلك يعلمنا أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولنعلم أن قلوب العباد بيد الله، فيهدي من يشاء، ويضل من يشاء، فقد اهتدى الغلام وهو في أحضان الساحر وتحت إشراف الملك.
ثم يقول صلى الله عليه وسلم: ((فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابةٍ عظيمة قد حبست الناس، فقال – أي: الغلام-: اليوم أعلم الساحرُ أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً، فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره)).
فهذه هي الكرامة التي يُكرمُ الله بها عباده الصالحين، الذين وصفهم الله في كتابه بقوله: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))، وقال تعالى في الحديث القدسي: "من عادى لي ولياً فقد آنته بالحرب ..." رواه البخاري.
ثم يقول صلى الله عليه وسلم: ((فقال الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي)).(1/472)
هكذا حال المؤمنين الصادقين، يبتليهم الله في الدنيا، قال تعالى: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ))، ولذلك سأل رجلٌ الشافعي رحمه الله، فقال: يا أبا عبد الله إيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟ فقال الشافعي: لا يمكن حتى يبتلى فإن الله ابتلى نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فلما صبروا مكنهم الله.
ثم يقول صلى الله عليه وسلم: ((وكان الغلام يُبرئُ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عَمَىَ، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى)).
انظر إلى ما فعله هذا الغلام، استغل هذه الفرصة لدعوة هذا الرجل إلى الإيمان، لم يقل أنها أموال وهدايا كثيرة سأخذها، إنما استغل الفرصة لدعوته للإيمان، وبين للرجل أن الله الشافي، وليس الشفاء بيده، أراد أن يبين له أن علاج القلوب أولى من علاج الأبدان، لأنه إذا صلحت القلوب صلحت الأبدان، وإذا فسدت القلوب فسدت الأبدان.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((فأتى الملك – أي: جليسه – فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربك اللهن فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام)).
رد الله إليه بصره، فالبصر، نعمة، كان لا يرى وبعد أن آمن ودخل الإيمان في قلبه، رد الله عليه بصره، فأبصر الناس، فجاء هذا الجليس إلى الملك ليجلس مع الملك كعادته فنظر إليه الملك فرأى وجهه قد تغير، فالإنسان الأعمى إذا رد الله إليه بصره تغير وجهه، فنظر إليه فقال الملك لجليسه، من رد عليك بصرك؟! قال: ربي، فقال له: أو لك رب غيري؟! فقال له ربي وربك الله.(1/473)
هكذا الإيمان يفعل في أصحابه، هذا جليس ملك قبل قليل يطمع في منصب من مناصب الدنيا، كان قبل قليل يريد مالاً، ويطمع فيما عند الملك.
الآن يقول له: رب وربك الله، فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، قبل قليل كان جليسه يُضحكه، ويشاوره، والآن يعذبه لأنه آمن بالله رباً.
يقول صلى الله عليه وسلم: ((فجيء بالغلام فقال له: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل؟
فقال: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى: فاخذه فلم يزل يعبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: إرجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه)).
موقف إيماني في الثبات على دين الله: قطعتان من اللحم في بركة من الدماء، لماذا؟ لأنه أبى أن يرجع عن دينه، كل ذلك وجليس الملك الذي رد الله عليه بصره ينظر إلى هذا الموقف، والغلام الصغير ينظر إلى هذا الموقف:
يقول صلى الله عليه وسلم: ((ثم جيء بجليس الملك، فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه))
((ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك فأبى))
إنه الإيمان، مواقف إيمانية تسجل في قلوب الصالحين بماء الذهب، إنه الصبر على الدين، لأنه أغلى ما يملك المرء في هذه الدنيا.
فلم يقتل الملك الغلام، ولكن ماذا فعل به؟
يقول صلى الله عليه وسلم: ((فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا، وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك)).
إنه الإيمان، أيها الغلام: اهرب، أيها الغلام أين تذهب؟ ماذا يريد الغلام ؟ هل يريد منصباً من مناصب الدنيا عند الملك ؟ لا
هذه أمور دنيوية يطلبها طالب الدنيا، الغلام يريد شيئاً سنعرفه بعد قليل.(1/474)
يقول صلى الله عليه وسلم: ((فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور، وتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك، ما فعل أصحابك؟ فقال كفانيهم الله تعالى)).
أخواني الكرام:
الغلام يريد شيئاً لم نفصح عنه حتى الآن.
يقول صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه: ((يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)).
فالله عز وجل يدافع عن الذين آمنوا، ويحفظهم من كل سوء.
((فقال للملك،: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، فقال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيدٍ واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني))
انظروا إلى الغلام هل يريد الدنيا؟ هل يريد المال ؟ لا، إنما يريد أن تكون كلمة الله هي العليا.
فقام الملك بتنفيذ أوامر الغلام كلها لأنه لو تخلف شيء مما ذكر له لم يقتله أبداً، والخير قد انتشر في كل مكان، وعلم الناس بأمر الغلام فأتوا يريدون أن يعرفوا الحقيقة.
((فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع في صدغه، فوضع يده في صدغه فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام)).
((فأُتِيَ الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس، فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت، وأضرم فيها النيران، وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها –أي: خافت فجبنت فتأخرت- فقال لهم الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق))(1/475)
مواقف إيمانية فيها دروس وعظات وعبر، فمن هذه الدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من هذه القصة العجيبة:
1- أن الدين عند المؤمن الصادق أغلى من النفس والمال والأهل والولد.
2- الداعية إلى الله يموت ويقدم نفسه من أجل دعوته لتبقى دعوته في الناس.
3- لا ينفع حذر من قدر، فقد حذر الملك، وعمل ما يستطيع عمله حتى لا يؤمن الناس، ولكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فقد آمن الناس برب الغلام.
4- أن الجزاء من جنس العمل عند الله يوم القيامة، فالذين أضرموا النيران وأشعلوها، وعذبوا المؤمنين بها في هذه الدنيا، وأحرقوا أجسادهم، فالله عز وجل يعذبهم يوم القيامة بالتحريق في نار جهنهم.
5- أن الله وحده هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فالذي استجاب للغلام عندما رمى الدابة هو الله، والذي استجاب للغلام عندما دعا على ذروة الجبل هو الله، والذي استجاب للغلام وهو في وسط البحر هو الله، والذي استجاب ليونس عليه السلام وهو في ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت وجوف الليل هو الله.
قال تعالى: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المرجع: أحسن البيان من مواقف أهل الإيمان، لصالح بن طه عبد الواحد، الأردن، مكتبة الغرباء الإسلامية، ط1، 1423هـ - 2002م.
ملاحظة: أصل هذا المقال محاضرة ألقيت في إحدى مدارس دبي.
---
(1/476)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أركان القراءة المقبولة (1)
---
أركان القراءة المقبولة (1)
---
أحمد البريدي
05-07-2003, 07:13 AM
هذا بحث مختصركتبته قبل مدة اسأل الله ان ينفع به سأطرحه على حلقات كل حلقة منه تصلح للبحث والمدارسة ولعلي اجد من تعليقات الأخوة ما يقيم ما اعوج منه فكم من كلام كتب وعند المدارسة تبين مافيه من خلل فأصلح وخرج امتن واصلب عودا فاقول مستعينا بالله :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
فهذا بحث في أركان القراءة المقبولة وقد جعلته في تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة.
التمهيد وتحته المطالب التالية:
المطلب الأول : هل هي ضوابط أم أركان.
المطلب الثاني : تعريف القراءة المقبولة, لغة واصطلاحا .
المطلب الثالث : المراد بالقبول في قولنا قراءة مقبولة .
المطلب الرابع : أركان القراءة المقبولة , وأهميتها.
المطلب الخامس: أول من صرح بهذه الأركان.
المطلب السادس : منطوق هذا الضابط ومفهومه .
المبحث الأول :صحة السند ,وتحته المطالب التالية:
المطلب الأول:المراد بهذا الركن.
المطلب الثاني:هل يشترط التواتر أم لا.
المطلب الثالث:تنبيهات تتعلق بهذا الركن.
المبحث الثاني:موافقة خط المصحف,وتحته المطالب التالية:
المطلب الأول:أهمية هذا الركن.
المطلب الثاني:المراد بهذا الركن.
المطلب الثالث:أقسام الرسم.
المطلب الرابع:تنبيهات تتعلق بهذا الركن.
المبحث الثالث : موافقة اللغة العربية , وتحته المطالب التالية :
المطلب الأول : المراد بهذا الركن,وأمثلة توضحه.
المطلب الثاني : تنبيهات تتعلق به.
الخاتمة : وفيها أهم النتائج .
التمهيد
المطلب الأول:هل هي ضوابط أم أركان
أختلفت عبارات العلماء عند الكلام عليها فمنهم من أطلق عليها أركان : مثل ابي شامه وابن الجزري
ومنهم من أطلق عليها اسم الضابط :(1/477)
مثل الزرقاني , وتبعه من جاء بعده من المعاصرين والذي يظهر لي أنه لا خلاف بين التسميتين فإن التعبير بالضابط يراد به ما اجتمع فيه ثلاثة أركان فهي أركان القراء ة المقبولة ومجموع هذه الأركان هو ضابط القراءة المقبولة ولذا قال أبو شامة في معرض حديثه عن القراء السبعة :
"بل قد روى عنهم ما يطلق عليه ضعيف و شاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثه"
المطلب الثاني : تعريف القراءة لغة واصطلاحا:
القراءات جمع قراءة ومادة – ق ر أ تدور في لسان العرب حول معنى الجمع والاجتماع وهو مصدر للفعل قرأ. قال الراغب: القراءة : ضم الحروف, والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل وقال ابن منظور: وقرأت الشي قرآنا : جمعته وضممت بعضه إلى بعض , ومنه قولهم : ما قرأت هذه الناقه سلىً قط , وما قرأت جنينا قط أي لم يضطم رحمها على ولد.... , وهو مصدر كالغفران والكفران .
اصطلاحا : اختلفت عبارات العلماء في تعريف القراءات وقد استعرضها
محمد بن عمر بازمول , وخلص إلى أن التعريفات تدور على ثلاثة عناصر:
1- مواضع الاختلاف في القراءات
2- النقل الصحيح سواء كان متواتر أم آحادا.
3- حقيقة الاختلاف بين القراءات .
والذي يشمل هذه العناصر هو تعريف القسطلاني إذ يقول :علم يعرف منه اتفاقهم و اختلافهم في اللغة والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل من حيث النقل , وكذا تعريف الشيخ عبد الفتاح القاضي في كتابه البدور الزاهرة إذ يقول :هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله .(1/478)
المطلب الثالث :المراد بالقبول في قولنا قراءة مقبولة :هو الحكم بقرآنيتها والقراءة بها في الصلاة وخارجها وقد يرد لفظ القبول في كلام الأئمة ولا يراد به ذلك ،وإنما يعنون به أنه مقبول في تفسير النصوص واستنباط الأحكام والعمل بمدلولها وتقبل أيضًا في القضايا اللغوية ، لكنه لا يقرأ بها ، ويدل عليه صنيع الإمام مكي بن أبي طالب إذ قال : فإن سأل سائل فقال :فما الذي يقبل من القراءات الآن فيقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به ، وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به فالجواب :
أن جميع ما روي من القراءات على ثلاثة أ قسا م ......إلى أن قال :القسم الثاني :
ما صح نقله الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين ..... .
فجعل اختلال ركن من هذه الأركان وهو مخالفة خط المصحف , علة لعدم القرآءة بها .
وسيأتي مزيد بيان عند الكلام على منطوق هذا الضابط ومفهومه .
المطلب الرابع : أركان القراءة المقبولة .
قال ابن الجزري في طيبة النشر :
فكل موافق وجه نحو وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسناداً هو القرآن فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت شذوذه لو أنه في السبعة ((1/479)
وقال في النشر : كل قراءة وافقت العربية ولو بوجهٍ , ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً , وصح سندها , فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها , بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها سواءً كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواءً كانت عن السبعة أو عمن هو أكبر منهم هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف صرح بذلك الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم
عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه
وسيأتي عند الحديث عن صحة السند أشتراطهم زيادة على ذلك :
1- الشهرة عند أهل الفن .
2- أن لا تعد القراءة من قبيل الشاذ أو الغلط .
ولهذه الأركان أهمية كبيرة جداً إذ بها يتضح المقبول من القراءات والمردود منها كما هو واضح من كلام ابن الجزري وقد نص على ذلك أبو شامة بقوله :
" فلا ينبغي أن يُغتر بكل قرآءة تُعزى إلى واحد من هؤلاء السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأن هكذا أنزلت إلا إذا دخلت في ذلك الضابط وحينئذٍ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره ولا يختص ذلك بنقلها عنهم بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يخرجها عن الصحة فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف لا عمن تنسب إليه
وقال الكواشي الموصلي : " فعلى هذا الأصل بُني قبول القراءات عن سبعة كانوا أوعن سبعة الآف ومتى فقد واحد من هذه الثلاثة الأركان المذكورة في القراءة فاحكم بأنها شاذة".
قلت : وهم يعنون بالقراءة القراءة المشهورة .
المطلب الخامس : أول من صرح بهذه الأركان .(1/480)
صرح ابن جرير الطبري المتوفى سنة (310) في كتاب القراءات له كما نقله عنه مكي بن أبي طالب , بركنين من هذه الأركان هما :
1- صحة السند .
2- موافقة خط المصحف .
ثم جاء من بعده ونصواعلى الأركان الثلاثة كلها وهم كالتالي مرتباً أسمائهم على أقدمية وفاتهم :
1- ابن مجاهد ت 324.
2- ابن خالويه ت 370 .
3- أحمد بن عمار المهدوي ت 430 .
4- مكي بن أبي طالب ت 437 .
5- ابو عمرو الداني ت 444 .
6- ابو شامة ت 665 .
7- الكواشي الموصلي ت 680 .
8- ابن الجزري ت 833 .
المطلب السادس : منطوق هذا الضابط ومفهومه .
قال الزرقاني : يدل هذا الضابط بمنطوقه على أن كل قراءة اجتمع فيها هذه الأركان الثلاثة يحكم بقبولها بل لقد حكموا بكفر من جحدها ،إذ هذه الأركان أمارة التواتر والعلم من الدين بالضرورة ، سواء أكانت تلك القراءة مرويه عن الائمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من ا الأئمه المقبولين ويدل هذا الضابط بمفهومه على أن كل قراءة لم تتوافر فيها هذه الأركان الثلاثة يحكم بعدم قبولها وبعدم كفر من يجحدها سواء أكانت هذه القراءة مروية عن الأئمه السبعة أم عن غيرهم ولو كان اكبر منهم مقاما وأعظم شانا............ثم إن مفهوم هذا الضابط المحكوم عليه بما ترى تنضوي تحته بضع صور يخالف بعضها حكم بعض تفصيلا وإن اشتركت كلها في الحكم عليها اجمالا بعد قبولها كما علمت .
ذلك أن الضابط المذكور يصدق مفهومه بنفي الأركان الثلاثة ويصدق بنفي
واحد وأثنين منها ولكل حالة حكم خاص.
قلت : وقد قسم مكي القراءة إلى ثلاثة أقسام كما في الإبانة , ومثل لها ابن الجزري في النشر ,وزاد عليها قسماً رابعاً.
يتبع ان شاء الله الكلام عن المبحث الأول بعد مناقشة ما سبق .
---
(1/481)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > معنى لفظة علقة
---
معنى لفظة علقة
---
قتادة السكندرى
03-09-2006, 03:13 PM
جاء فى حديث القرآن عن أطوار خلق الإنسان لفظة (علقة) و قد فسرها كل من قرأت له من المفسرين المتقدمين و المتأخرين بأنها دم أو دم جامد و نحو ذلك ...
إلا أننى كنت قد قرأت لموريس بوكاى و هو طبيب فرنسى دخل فى الإسلام أنه لا يوجد فى أطوار الجنين طور الدم الجامد و لكنه فسرها بتعلق النطفة (على ما أذكر) فى جدار الرحم
فأى التفسيرين هو الصحيح؟
و هذا يقود إلى سؤال آخر و هو هل إذا اتفقت أقوال السلف أو أكثرهم على تفسير معين فينبغى قبوله حتى و لو تعارض مع الحقائق المكتشفة ؟
و من ذلك أيضا تفسير بعض السلف لقوله تعالى (فوجدها تغرب فى عين حمئة) بأن الشمس تغرب فى عين ذات حمأة وهي الطين الأسود و إن كان قد و قع خلاف بينهم فى ذلك و لكن هذا أيضاً يخالف الحقائق
فما هو الصواب أفادكم الله
---
عبدالرحيم
03-10-2006, 11:31 AM
أرجو التحويل إلى ملتقى الانتصار
---
عبدالرحيم
03-10-2006, 12:16 PM
أولاً:
السادة المفسرون والحقائق العلمية:
السؤال: هل يخالف السلف بعض الحقائق العلمية ؟
الجواب بسؤال: هل السلف بشر يخطئون ؟
السؤال: هل يوجد في القرآن الكريم ما يخالف الحقائق العلمية ؟
الجواب:
لا توجد حقيقة علمية قطعية خالفت نصاً صريحاً في القرآن الكريم، والتحدي قائم.
الثاني: لا ينبغي جعل (النظرية) العلمية (حقيقة) علمية.
وأضرب على هذا مثلاً..
كانت أقوى النظريات العلمية (بدرجة ما يسميه بعضهم: حقيقة علمية) حول نشوء الجنين هي نظرية الجنين القزم، كما تنبت الشجرة الصغيرة إلى أن تكبر. وتنازَعَ في شأنها العلماء: هل الإنسان يوجد كاملاً في الحيوان المنوي للرجل، أم كاملاً في دم حيض المرأة بعدَ أن ينعقد بسبب ماء الرجل ؟(1/482)
فبحسب الأولى: الجنين يكون جاهزاً في الحيوان المنوي، ولكنه صغير الحجم، لا ينمو إلا في تربة خصبة (الرحم).
أما الثانية: الجنين يتخلق من دم الحيض، ثم يقوم المني بعقده. كما تفعل الأنفحة بالحليب (اللبن)، فتعقده وتحوله إلى جبن.. فليس للمني دور، سوى أنه ساعد كمساعدة الأنفحة للحليب في صنع الجبن (التخثير كالجبن).
ولم يقل أحد من علماء الغرب الموثوق بعلمهم، إن الجنين ناتج عن التقاء الحيوان المنوي للرجل مع بويضة المرأة قبل سنة 1775م. وتم تأكيد هذه النظرية في بداية القرن العشرين عند اكتشاف الكروموسومات.
بينما القرآن الكريم سبق إلى تقرير ذلك، بأن أكد أن الجنين يتكون بسبب النطفة الأمشاج (المختلطة) بين نطفة الرجل، وبويضة المرأة. قال تعالى: " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " [الإنسان: 2]. وبيَّن أنه ينتقل من طَور إلى طَور: " مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا " [نوح: 13، 14]. ولم يكن جنيناً قزماً كما اشتهر في الزمن الماضي، خاصة وقت نزول القرآن الكريم وبعده بمئات السنين.
لقد كانت نظرية (الجنين القزم) راسخة كأنها حقيقة ثابتة لا جدال فيها. وهذا لم يمنع العلماء الأكارم من تقديم النص القرآني عليها. قال ابن حجر في مقدمة شرحه لكتاب القدر في صحيح البخاري: " وزعم كثير من أهل التشريح: أن مني الرجل لا أثر له في الولد، إلا في عقده. وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تُبطِلُ ذلك ". انظر: فتح الباري11/480.
وقال ابن القيم: " الجنين يُخلق من ماء الرجل وماء المرأة، خلافاً لمن يزعم من الطبائعيين، أنه إنما يخلق من ماء الرجل وحده ". انظر: تحفة المودود، ص 272.(1/483)
وقال القرطبي: " بَيَّنَ الله تعالى في هذه الآية [يقصد قوله تعالى في سور الحجرات: " إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ (13) " ] أنه خلق الخلق من الذكر والأنثى.. وقد ذهب قوم من الأوائل، إلى أن الجنين إنما يكون من ماء الرجل وحده، ويتربى في رحم الأم ويستمد من الدم الذي يكون فيه.. والصحيح: أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة؛ لهذه الآية، فإنها نصٌّ لا يحتمل التأويل ". انظر: الجامع لأحكام القرآن 16/342.
قلت: من هنا يتبين أن علماء الإسلام يقدمون الثابت من النصوص، على الظني من النظريات العلمية. كما يدل على قوة رأي علماء التشريح ـ في ذلك الزمان ـ الذين قالوا بنظرية الجنين القزم. وقوة ذلك الرأي، لم تمنع علماءنا من تقديم النص القطعي على النظرية العلمية الظنية.. وفي ذلك درس بليغ لمن يتصدى للبحث في الإعجاز العلمي، فالأولوية للنص القرآني ولابد أن العلم سيكشف أن النص القرآني هو الأحكَم والأعلم. " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " ؟ [الملك: 14].
=====================
ثانياً:
العلق:
الفيصل هو معنى " علق " لغة:
قال الجوهري:
" العَلَقُ: الدمُ الغليظُ، والقطعة منه عَلَقَةٌ.. والعَلَقُ: الذي تُعَلَّقُ به البَكرةُ من القامة ".
والزبيري: " العَلَقُ، مُحرَّكةً الدَّمُ عامَّةً، أو الشَّديدُ الحُمْرَةِ، أو الغَليظُ، أو الجامِدُ، القِطْعَةُ منه بهاءٍ، وكلُّ ما عُلِّقَ، والطينُ الذي يَعْلَقُ باليَدِ ".
إذاً..
بحسب اللغة العربية: العلق هو كل ما يعلَق.
ولا يوجد ما يمنع أن يكون العلق هو الدم الجامد و المتعلق.
فشرط التناقض عدم إمكانية الجمع، والجمع متحقق هنا.
ويشكل موضوع (العلق) في القرآن الكريم حساسية دفعت أحد القساوسة لتحريف العهد القديم، فقال:(1/484)
" أقول لك هذه الآيات القرآنية، أليست هي: سورة المؤمنون 12 ـ 14 "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة (المني أي الحيوان المنوي) في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة (قطعة الدم التي يتكون منها الجنين) فخلقنا العلقة مضغة (قطعة من اللحم) فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ثم أنشأناه خلقا آخر..." وسورة النحل 4 "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين" وسورة الحج 5 "... فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخَلَّقَةٍ لنبين لكم، ونُقر في الأرحام ما نشاء، إلى أجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشُدَّكُم.." وسورة القيامة37 "ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى" والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة:
من الكتاب المقدس: (في سفر أيوب 1 / 8ـ12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي... إنك جبلتني كالطين... ألم تَصُبَّني كاللبن (السائل المنوي)، وخثرتني كالجبن (أي صار كياني مثل قطعة الجبن)، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي". {كتب سفر أيوب بما يزيد عن (2000) سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة}
(مز139/ 13ـ16) "... نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً وجنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة}..
ألا ترى معي أن الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس ما قاله قبل القرآن بما يزيد عن 2600 سنة ؟؟!! ".
الجواب: قام القمص زكريا بطرس بتحريف في النص الذي استشهد به من المزامير (كعادته !!).
وحتى تتكون نظرة متكاملة للموضوع، سيتم نقل النص من العهد القديم:(1/485)
فالنص من المزامير [139/13-16] كما يلي: " (13) لأنك أنت اقتنيت كليتيّ. نسجتني في بطن أمي.(14) أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبا.عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا.(15) لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض.(16) رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها ".
أين عبارة: " صنعتني بإعجازك المدهش " ؟ و " الرحم " ؟ و " علقة " ؟ و " جنيناً " ؟
كيف يتجرأ رجل دين ـ يعِظ الناس من خلال وسائل الإعلام يومياً ـ على التحريف والزيادة على كلام ربه، وتحوير الكلام فيضيف تلك الكلمات ؟
نعم، لقد شكلت كلمة (علق) لهم عقدة نقص
انظر:
http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=716
=================
ثالثاً:
العين الحمئة:
بالنسبة لموضوع العين الحمئة، لو بحثت في الإنترنت لوجدت عشرات الردود عليها.
ملخصها:
1. القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تطلع من عين حمئة، بل نقل وَصْفَ ذي القرنين لمشهد شروق الشمس. ولهذا قال: " وَجَدَهَا " ولم يُثبِت ذلك على أنه حقيقة كونية. فلا يجوز نسبة قول ذي القرنين وتعبيره البلاغي، إلى ما يرشد إليه القرآن الكريم من حقائق العقائد، والشواهد الكونية.
وما قال ذو القرنين ليس فيه ما يخالف العقل، لأنك إذا كنت متجهاً غرباً وأمامك جبل، فإنك سوف تجد الشمس تغرب خلف الجبل.. قطعاً لا يفهم أحد من ذلك أن الشمس تختبئ حقيقة خلف الجبل. وإن كان الذي أمامك بحيرة، فستجد الشمس تغرب في البحيرة.
وذو القرنين وصل إلى العين وقت غروب الشمس، فوجدها تغرب في تلك العين.. وعندما نقول: وجدها تغرب خلف الجبل أو وجدها تغرب في العين، فذلك الأمر بنسبة له.
الآية ليست مطلقة المعنى، بل مقيدة بشخص ذي القرنين.
كما سبق بيانُه، فإن ما رآه ذو القرنين لم يكن غروباً حقيقياً في العين الحمئة، ودليل ذلك أيضاً: أن سياق القصة ـ عقلاً ـ، ينفي إيمانه أن الشمس تغرب في عين حمئة لسببين:(1/486)
الأول: ذو القرنين كان يتحدث مع السكان الموجودين قرب تلك العين الحمئة، فلو كان يقصد أن الشمس تدخل في العين حقيقة، فهل سيتكلم مع قوم حول الشمس الساخنة، ويعيشون حياة طبيعية ؟
الثاني: لما وصل ذو القرنين إلى مطلع الشمس، يفترض به ـ بحسب تلك الشبهة ـ أن يجد الشمس تطلع من عين حمئة بدلاً من أن يجدها تطلع على قوم. فلماذا قال: إنها طلعت على قوم، ولم يقل أشرقت من عين حمئة ؟
2. قال تعالى ـ بعد تلك الآية الكريمة ـ : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) ".
ذو القرنين وجدها تطلع على قوم.. هل يفهم أحد من ذلك أنها تطلع على ظهورهم ؟! أو أنها ملامسة للقوم؛ لأن الله جل جلاله يقول: " وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ " ؟ الواضح أنها بنسبة لذي القرنين كانت تطلع على أولئك القوم ـ هذه الآية أيضاً مقيدة بما رأى ذو القرنين ـ، وما ينطبق على هذه الآية، ينطبق على التي قبلها.
3. " مغرب الشمس " هل هو ظرف زمان، أم ظرف مكان ؟
من الجائز أن: " مَغْرِبَ الشَّمْسِ " هنا يقصد بها: الوقت واللحظة التي تغرب فيها الشمس، كالمغرب المذكور في الحديث الشريف: " إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ خَلَا مِنْ الْأُمَمِ، مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ.. ". [1]
فيكون المعنى: ذو القرنين وصل إلى العين الحمئة، وقت الغروب. فوجد الشمس تغرب في تلك العين.. ثم وصل إلى قوم آخرين وقت شروقها.
4. لم تقل أيُّ الشعوب على وجه الأرض، أن الشمس حين تغرب تدخل داخل بئر. ولو فهم العربُ ذلك من القرآن لأنكروه.(1/487)
5. غروب الشمس لا يعني دخولها في الأرض ـ حتى في تعبيرنا الحالي ـ. وفي لغة العرب: غربت الشمس، وغربت القافلة، وغربت السفينة تأتي بمعنى واحد، وهو: اتجهت غرباً. فعندما نقول: غرب طير في البحيرة، وغربت الطائرة في المحيط، وغربت السفينة في البحر، وغربت الشمس في البحيرة.. يعني اتجهت غرباً ـ بالنسبة للشخص الذي ينظر إليها ـ. ولا يعني أنها دخلت في البحيرة. [2]
وسؤال أخير إلى أولئك (الأعاجم): هل كلمة (sunset) الإنجليزية والتي تعني حرفياً: " الشمس جلست ". تفيد أن المتكلمين بالإنجليزية ـ للآن ـ يظنون أن الشمس تجلس في البحر، أو على قمة الجبل، أو على الأفق ؟
=================
[1] رواه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3459) عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً. وذُكِر مثله في الحديث الطويل لتميم الداري رضي الله عنه مع الجساسة الذي رواه مسلم في الفتن.. باب قصة الجساسة (2942) حيث وردت عبارة: " فَلِعِبَ بِهِمُ المَوْجُ شَهْرَاً فِيْ البَحْرِ، ثُمَّ أرْفِئوا إِلى جَزِيْرَةٍ فِيْ البَحْرِ، حَتَّى مَغْرِبَ الشَّمْسِ.. ". وورد في لسان العرب لابن منظور 1/638 (غرب): " ولقيته مغرب الشمس ومغيربانها ومغيرباناتها أي: عند غروبها.. والمغرب في الأصل: موضع الغروب، ثم استعمل في المصدر والزمان ".
[2] وتأمل الكلام العلمي للفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب21/142:(1/488)
" ثبتَ بالدليل أن الأرض كرة، وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك.. ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود. وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض ؟ إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: " تَغْرُبُ فِيْ عَيْنٍ حَمِئَةٍ " من وجوه.. أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات، وجد الشمس كأنها تغرب في عينٍ وهدةٍ مظلمةٍ ـ وإن لم تكن كذلك في الحقيقة ـ كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر.. قال أهل الأخبار: إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة، وهذا في غاية البعد، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا: "حصل هذا الكسوف في أول الليل"، ورأينا المشرقيين قالوا: "حصل في أول النهار"، فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق، بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد، ووقت الظهر في بلد آخر، ووقت الضحوة في بلد ثالث، ووقت طلوع الشمس في بلد رابع، ونصف الليل في بلد خامس. وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار، وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال: إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين، وكلام الله تعالى مبرَّأ عن هذه التهمة ".
---
د.أبو بكر خليل
03-10-2006, 04:29 PM
لا تناقض بين ما قاله المفسرون و بين ما قاله " موريس بوكاي " - الطبيب الفرنسي الذي أسلم من مدة طويلة بفضل الله - فكلاهما قال إنها شئ يعلق بشئ ،
فقد قال الإمام القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره " الجامع لأحكام القران " :
( قوله تعالى: { خَلَقَ الإِنسَانَ } يعني ابن آدم.(1/489)
{ مِنْ عَلَقٍ } أي من دمٍ؛ جمع عَلقة، والعلقة الدّم الجامد؛ وإذا جرى فهو المسفوح. وقال: «مِنْ عَلَق» فذكره بلفظ الجمع؛ لأنه أراد بالإنسان الجمع، وكلهمْ خُلِقوا من عَلَق بعد النطفة.
والعَلَقة: قطعة من دمٍ رَطْب، سميت بذلك لأنها تعلَق لرطوبتها بما تَمُر عليه، فإذا جفت لم تكن عَلقة. قال الشاعر:
تركناه يَخِر على يديه يمج عليهما عَلَق الوَتِينِ ) . انتهى
- و الفارق بين القولين هو في صفة تلك القطعة العالقة ،
و هو ما يعود إلى الفرق بين العلوم الدنيوية المكتسبة و المكتشفة في العصرين اللذين عاش فيه صاحبا القولين
* و يظل اللفظ القرآني صادقا في وصفها ب " العلق " و ال " علقة " ،
و صالحا لمخاطبة أهل كل زمان بما يعرفونه و يفهمونه تبعا لمعارفهم و مداركهم ،
و لا يوجد فيه تناقض بين مدلول آياته و بين أي حقيقة كونية أبدا ،
و إلا فالخطأ في الفهم أو في الفرضية المدعاة ،
{ ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير } . [ سورة الملك : 14 ] .
صدق الله العظيم .
---
لؤي الطيبي
03-10-2006, 07:39 PM
وقد يفيدك أيضاً ما في هذه المقالة من دلالات للفظة (علق) :
أسرار تاسع كلمة في القرآن - علق (http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=956)
---
أبو عبد المعز
03-10-2006, 08:41 PM
العلق.......العلقة.
العلقة دودة تكون عادة في الماء وقد تشربها الدابة فيما تشرب وتعلق بحنجرتها فتعيش على امتصاص دم الحيوان...وقد رأيتها عن قرب فهي على شكل مستطيل كالأصبع..ولونها داكن بين الحمرة والسواد...ولو بعجت هذه الدودة لسال منها دم كثير....فكأنها كيس من دم فقط.
وموريس بوكاي حضرت له في فاس عندما تكلم عن هذا المعنى ولا زالت عبارته عالقة بذهني وهو يقول العلقة:qui s'accroche.وجعل أصابع كفه كأنها مسامير مثلا تريد أن تنفذ في جسم ما....
يقصد العالقة بجدار الرحم...
فلو كان المراد التشبيه بالعلقة فهاهنا أربع وجوه ممكنة:(1/490)
-الشكل المستطيل.
-اللون.
- الاحتواء على الدم.
-الالتصاق والعلوق.
موريس بوكاي لا يعترض إلا على الوجه الثالث...وفي هذه الحالة أيضا يعترض فقط على الدم الموصوف بالجمود...
وقد رجعت إلى بعض التفاسير فوجدت فيها: قطعة جامدة من الدم.
فصفة الجمود ترد إذن وصفا للمحتوي وللمحتوى معا.
واعتراض بو كاي على الثاني فقط فيما يظهر لي..
وعلى كل حال الجهة منفكة فلا يتوارد النفي والإثبات على شيء واحد فلا تعارض ...والحمد لله .
والله أعلم.
---
د.أبو بكر خليل
03-10-2006, 09:28 PM
العلق.......العلقة.
العلقة دودة تكون عادة في الماء وقد تشربها الدابة فيما تشرب وتعلق بحنجرتها فتعيش على امتصاص دم الحيوان...وقد رأيتها عن قرب فهي على شكل مستطيل كالأصبع..ولونها داكن بين الحمرة والسواد...ولو بعجت هذه الدودة لسال منها دم كثير....فكأنها كيس من دم فقط.
وموريس بوكاي حضرت له في فاس عندما تكلم عن هذا المعنى ولا زالت عبارته عالقة بذهني وهو يقول العلقة:qui s'accroche.وجعل أصابع كفه كأنها مسامير مثلا تريد أن تنفذ في جسم ما....
يقصد العالقة بجدار الرحم...
فلو كان المراد التشبيه بالعلقة فهاهنا أربع وجوه ممكنة:
-الشكل المستطيل.
-اللون.
- الاحتواء على الدم.
-الالتصاق والعلوق.
موريس بوكاي لا يعترض إلا على الوجه الثالث...وفي هذه الحالة أيضا يعترض فقط على الدم الموصوف بالجمود........................................... ..................
----------------------------------------------------------
ذكر الإمام القرطبي - فيما نقلته في مشاركتي أعلاه - : و العلقة : الدم الرطب.
---
صالح صواب
03-14-2006, 11:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الذي طرحته يا أخ قتادة السكندري ... (هل إذا اتفقت أقوال السلف أو أكثرهم على تفسير معين فينبغى قبوله حتى و لو تعارض مع الحقائق المكتشفة ؟).(1/491)
في نظري أنه سؤال مهم جدا ... ويحتاج إلى إجابة مستفيضة ... ذلك أن بعض الباحثين يرون حجية قول السلف في كل شيء، وبخاصة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ...
والصواب - والله أعلم - أنه إذا تعارض القول مع الحقيقة العلمية فإنه لا يجب الأخذ به، بل إن الحقيقة العلمية قد ترجح قولا ، أو ترد قولا من الأقوال ..
أما ما يتعلق بموضوع العلقة ... فطالما أن العلماء أنكروا أن يكون الجنين في يوم ما دما جامدا، فلا داعي للقول به ... ويبقى لفظ العلقة لفظا مشتركا - من حيث اللغة - فيصح إطلاقه على الدم الجامد، والشيء الذي يعلق ... وتفسر الآية بما يتناسب مع الحقيقة العلمية .. والله أعلم.
---
د.أبو بكر خليل
03-16-2006, 04:28 PM
ينبغي عدم الركون إلى ما يسمى " حقيقة علمية " إلا إذا كانت حقيقة واقعة فعلا لا ادعاء ، و هذا في المعارف أو المكتشفات في العلوم الدنيوية ،
مثال ما يقال عن قوة و صلابة خيوط نسيج بيت العنكبوت ، فهو هراء ،
و إلا لصح القول بأن الرماد ( الفحم أو الكربون ) أصلب من الحديد ، بدعوى أن " الماس " هو " كربون " تكون تحت ضغط جوى هائل !
- بل إن هناك ما كاد يستقر حقيقة علمية مسلَمة ، و هو هبوط الإنسان بمركبة الفضاء على سطح القمر ،
و انبرى بعض علمائنا برمي من يشكك فيه من مشايخنا بضعف و ضحالة معرفتهم بالعلوم الحديثة ، و ينشر ذلك دليلا على إلمامه - هو - بها ، تيها و فخرا ! ،
ثم يأتي التشكيك فيما ادعاه الأمريكان من نزول أحدهم على القمر - من علماء فلك أور بيين نشروا ذلك و أعلنوه ،
و لم يستطع الأمريكان إلى الآن تقديم حجة لهم !!
فلنتأمل ذلك و لنعتبر به .
---
(1/492)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بسم الله الرحمن الرحيم ، الرحمن،
---
بسم الله الرحمن الرحيم ، الرحمن،
---
أبو علي
06-28-2004, 09:30 AM
الحمد لله الرحمن الرحيم
قال تعالى في ختام سورة القمر :
إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر)
هذه الآية تفكرت فيها فوجدت أن الإسمين (مليك مقتدر) ينبئان بما يأتي بعد ذلك من كلام لله.
فمن القادر المقتدر على توفير كل الرحمات التي تسعد المتقين؟
الذي (يملك) هو الذي (يقدر ) فإذا كان مليكا فهو مقتدر.
وهل السعادة تتحقق برحمة واحدة؟
كلا , بل بكثير من الرحمات، ومن يملك رحمة واحدة يسمى رحيما ، فالغفور يوصف بالرحيم ، والرؤوف يوصف بالرحيم .... إلخ. لأن المغفرة رحمة والرأفة رحمة .... وهكذا كل خير فهو رحمة.
أما الذي يملك كل الرحمات فإنه يسمى رحمانا.
ولذلك كان أنسب إسم يليق بالمليك المقتدر الذي يمن على المتقين بالرحمات التي تسعدهم هو إسم (الرحمن) ، فقال الله بعد ذلك :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الرحمن، علم القرآن. .....
إذن ففي مجيء إسم (الرحمن) بعد (مليك مقتدر) آية ولذلك كان إسم (الرحمن) في سورة الرحمن وحده آية ، وفي تسمية السورة باسم (الرحمن) آية.
ولقد ذكر الرحمن الإنسان بالآلاء التي هي النعم (رحمات) في الدنيا والآخرة.
---
(1/493)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هذا المد ليس له أصل ! « غلط يقع فيه أكثر المؤذنين » !
---
هذا المد ليس له أصل ! « غلط يقع فيه أكثر المؤذنين » !
---
عبدالرحمن السديس
07-06-2006, 07:54 PM
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما . أما بعد :
فإن الأذان من العبادات العظيمة التي دلت النصوص على أهميته ، وبيان فضله ، وفضل من قام به .
وهذه العبادة العظيمة يكثر أن يقوم بها من ليس من أهل العلم ؛ فيكثر تقليدهم لمن سبقهم من المؤذنين من غير تمييز لما في أدائهم من أغلاط .
وقد ذكر أهل العلم شيئا من الأغلاط التي سمعوها من المؤذنين ، ونبهوا على ذلك في كتبهم.
وهناك أغلاط يشبه أن تكون حادثة لم تكن في السابق ، كالمدود الطويلة المبالغ فيها في غير مواطن المد ؛ كما هو ظاهر في أذان مؤذني المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، وهي عند غيرهم بكثرة ، وإن لم تصل إلى ما وصلت إليه عندهم ، و في هذه السنين كثر تقليد المؤذنين لهم ، واستعذب طريقتهم كثير من الناس !
ومن أبين الأغلاط عندهم أنهم يمدون مدودا اخترعوها لا أصل لها = حتى صار يستغرب أذان من لم يؤذن مثلهم !
ومن ذلك مد كلمة « الله » حتى تكون هكذا : الاـ ااااااااا ـه ، وبعضهم يزيد على ذلك .
وكذا كلمة « الصلاة » حتى تكون هكذا : الصلاااااااااا ة ، وبعضهم يزيد على ذلك .
وكلمة « الله » لو كتبت حسب نطقها ، لكتبت هكذا : اللاه ، وعليه فهذا الكلمة فيها مد في حالة الوقف عليها فقط ، وهو ما يسمى عند علماء التجويد بالمد العارض للسكون ، وهذا يكون فقط في لفظ الشهادتين ، وكلمة التوحيد في آخر الأذان .
أما في التكبيرات فلا يجوز المد و لا يصح ؛ لأنه لا يوجد سبب للمد ؛ فهو لا يقف عليها بل يقف على كلمة « أكبر» .(1/494)
وأما كلمة « الصلاة » فإن لها في الأذان موضعين في قول : «حي على الصلاة » فهنا يجوز مدها ؛ لأنه سيقف عليها ، ويكون المد له سبب، وهو : وجود السكون العارض لأجل الوقف بعد الألف المدية.
لكن لا يجوز مدها في قول : « الصلاةُ خير من النوم» لأن التاء مضمومة حيث لم يقف عليها ، فالمد هنا لا سبب له.
تنبيه :
هناك أغلاط أخرى مشهورة قد نبه عليها العلماء لكن الذي أحببت التنبيه عليه هنا هو هذا، وقد تأتي مناسبة أخرى لبيان غيرها .
تنبيه آخر:
ينبغي للمؤذن تعلم أحكام التجويد، فهو من أهم ما يضبط النطق، و يعين على الصواب.
فائدة :
وجدت هذا النقل في فتاوي الشيخ ابن بإبراهيم رحمه الله 2/125:
التمديد الزائد عن المطلوب في الأَذان ما ينبغي، فإِن أَحال المعنى فإِنه يبطل الأَذان، حروف المد إِذا أُعطيت أَكثر من اللازم فلا ينبغي. حتى الحركات إِذا مدت إِن أَحالت المعنى لم يصح وإِلا كره. بعض المؤذنين يمد الواو من النوم. حرف المد هو الواو فتعطى حقها من المد ولا تمد كثيرًا. أَما النون فلا مد فيها. وكان يوجد في مكة تلحين كثير ، وهذا سببه جهل وعوائد ، وكونه لا يختار من هو أَفضل، وكأَنه في الآخر أَخف. (تقرير)
وفي نفس الصفحة :
من محمد بن إبراهيم إِلى حضرة المكرم رئيس مؤذني المسجد الحرام بمكة المكرمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
يجب أن تبلغوا جميع مؤذني المسجد الحرام أَن يؤذنوا أَذانًا سمحًا سهلا، ويجتنبوا المط والتمديد، إِن هذا التمديد والمط الذي يستعملونه الآن في الأَذان مخل بشرعيته، فعليهم اجتناب ذلك والتمشي بما يوافق الشرع، وأَن يكون أَذانهم مثل المؤذن الذي يؤذن في زمزم حالا، وعليكم إِخبارهم بذلك ومراقبتهم عن الإِخلال به. والسلام عليكم.
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 09:02 PM
جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة .(1/495)
يرد هنا سؤال : هل أحكام تجويد القرآن تطبق على غيره ، أم هي مختصة بالقرآن فحسب فلا تتعداه إلى الحديث النبوي وغيره كالأذان هنا ؟
فالذي يترجح لي أن أحكام التجويد المراعاة في تلاوة القرآن الكريم مختصة به ، لا بنبغي التثريب على من لم يلتزم بها في غيره كالأذان ، فليس هنا موضع للوم المؤذن على مده في غير موضع المد ، أو نحو ذلك ، لأن هذا ليس موضعاً لوجوب مراعاة التجويد . وهذا لا يعني تأثيم من يطبقها في غيره عند قراءته للحديث أو لكتب العلم ، ولكن ليس فعله ذاك بواجبٍ عليه ، وإن كان البعض كره تلحين وتجويد غير القرآن . وهذه مسألة أرجو مناقشتها من قبلكم يا شيخ عبدالرحمن حتى يتبين لنا الصواب في المسألة ، فليس ما ذكرتهُ قولاً فصلاً عندي ، وأنا ألتمس المعرفة حوله .
وأمرٌ آخر قد يُعتذر به لمن يُطيل في الأذان على وجهٍ مقبولٍ ، وليس على وجهٍ فيه مبالغةٌ شديدةٌ كما في تنبيه الشيخ عبدالرحمن السديس هنا ، وهو أن العرب من عادتها عند النداء أن تمد أصواتها بالنداء دون مراعاة أحرف المد دون غيرها ، بل المد بالصوت مطلقاً . كقولهم (واصباحاه ! وا غوثاه ! النجدة ! ) وغيرها ، فهم يرفعون بها أصواتهم ويمدونها مداً يحمل في طياته معنى الاستغاثة والنداء للسامع ، وإبلاغ النداء أقصى مدى يمكنه ، وهذا المعنى يتحقق في الأذان ، فهو نداء للسامعين للصلاة .
وأمرٌ أخيرٌ حضرني وهو أن نداوة الصوت في الأذان لا تظهر إلا في المدود فيما يبدو لي ، فلو طولب المؤذن بتطبيق التجويد في الأذان لما ظهر هذا إلا في بعض جمله دون بعض .
والأمر مطروح للنقاش ، فمن كان لديه إضافة ، أو أدلة ، أو بحوث فليفدنا بها كما صنع أبو عبدالله الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله وزاده علماً وتوفيقاً ، فما هذه الفائدة بأول فوائده . وهناك كتاب في (أحكام الأذان) عندي ، لكنه بعيدٌ عني الآن ، لا أظنه يغفل مثل هذه المسألة ، فلو روجع لربما أفادنا في هذه المسألة .(1/496)
---
عبدالرحمن السديس
07-06-2006, 10:48 PM
نفع الله بكم ـ شيخنا الفاضل ـ وزادكم من فضله
لا يخفاكم أن للعرب في نطقها وأدائها قواعد وأصول ... منها بعض الأحكام التي سطرها العلماء في فن التجويد ؛ ولذا جاء ذكر كثير منها في كتب اللغة كـ: صفات الحروف ومخارجها ، والإمالة ، ، والروم ، والأدغام ...وغيرها
والتسامح في تطبيق بعض الأحكام قد يكون مقبولا ؛ لكن اختراع أحكام أخرى ـ في نظري ـ غير مقبول خصوصا في الزيادة ، فهذا الذي مد لفظ «الله» و «الصلاة » أتى بزيادة أحرف من غير أصل يستند إليه ، فهو نوع من التحريف والتغيير في بنية الكلمة .
قال ابن قدامة في المغني :
إن أفرط في المد والتمطيط وإشباع الحركات ، بحيث يجعل الضمة واوا ، والفتحة ألفا ، والكسرة ياء ، كره ذلك .
ومن أصحابنا من يحرمه ؛ لأنه يغير القرآن ، ويخرج الكلمات عن وضعها ، ويجعل الحركات حروفا .
وقد روينا عن أبي عبد الله ، أن رجلا سأله عن ذلك ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : محمد .
قال : أيسرك أن يقال لك : يا موحامد ؟ قال : لا .اهـ
وهذا وإن كان في القرآن إلا أن التعليل يلحق الأذان به، وهو أن الزيادة على بنية الكلمة من غير سبب ممنوع .
والله أعلم .
ولعل الإخوة المشايخ يتحفوننا بزيادة فائدة .
---
عبدالرحمن السديس
07-07-2006, 04:52 PM
وجدت بعض الفوائد حول الموضوع :
في مواهب الجليل 1/438:
( فَوَائِدُ الْأُولَى )
فِي بَيَانِ أُمُورٍ يَغْلَطُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ مِنْهَا :
مَدُّ الْبَاءِ مِنْ " أَكْبَرُ " فَيَصِيرُ جَمْعَ كَبَرٍ بِفَتْحِ الْبَاءِ ، وَهُوَ الطَّبْلُ فَيَخْرُجُ إلَى مَعْنَى الْكُفْرِ .
وَمِنْهَا : الْمَدُّ فِي أَوَّلِ " أَشْهَدُ " فَيَخْرُجُ إلَى حَيِّزِ الِاسْتِفْهَامِ وَالْمُرَادُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا إنْشَائِيًّا ، وَكَذَلِكَ يَصْنَعُونَ فِي أَوَّلِ الْجَلالَةِ .(1/497)
وَمِنْهَا الْوَقْفُ عَلَى " لا إلَهَ " وَهُوَ كُفْرٌ وَتَعْطِيلٌ ، قَالَ الْقَرَافِيُّ وَقَدْ شَاهَدْتُ مُؤَذِّنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّة يَمُدُّ إلَى أَنْ يَفْرُغَ نَفَسُهُ هُنَاكَ ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ " إلَّا اللَّهُ " .
وَمِنْهَا : أَنَّ بَعْضَهُمْ لَا يُدْغِمُ تَنْوِينَ مُحَمَّدًا فِي الرَّاءِ بَعْدَهَا ، وَهُوَ لَحْنٌ خَفِيٌّ عِنْدَ الْقُرَّاءِ .
وَمِنْهَا : أَنَّ بَعْضَهُمْ لا يَنْطِقُ بِالْهَاءِ مِنْ الصَّلاةِ فِي قَوْلِهِ : " حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ " وَلا بِالْحَاءِ مِنْ " حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ " فَيَخْرُجُ إلَى الدُّعَاءِ إلَى " صَلا النَّارِ " فِي الْأَوَّلِ وَإِلَى " الْفَلا " فِي الثَّانِي وَالْفَلا : جَمْعُ فَلاةٍ ، وَهِيَ الْمَفَازَةُ نَبَّهَ عَلَى هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْقَرَافِيُّ وَالْمُصَنِّفُ فِي التَّوْضِيحِ وَابْنُ فَرْحُونٍ .
وَزَادَ الشَّيْخُ زَرُّوق فِي شَرْحِ الرِّسَالَةِ : مَدَّ هَمْزَةِ " أَكْبَرُ "
وَتَسْكِينَهَا
وَفَتْحَ النُّونِ مِنْ " أَنْ لا إلَهَ إلا اللَّهُ "
وَالْمَدَّ عَلَى هَاءِ " إلَهَ " وَتَسْكِينَهَا أَوْ تَنْوِينَهَا ، وَهُوَ أَفْحَشُ
وَالإِتْيَانَ بِهَاءٍ زَائِدَةٍ بَعْدَ الْهَاءِ مِنْ " إلَهَ "
وَضَمَّ " مُحَمَّدًا "
وَمَدَّ " حَيَّ " أَوْ تَخْفِيفَهَا
وَإِبْدَالَ هَمْزَةِ " أَكْبَرُ " وَاوًا ، وَقَدْ اسْتَخَفُّوهُ فِي الإِحْرَامِ فَيَكُونُ هُنَاكَ أَحْرَى انْتَهَى مُخْتَصِرًا .
( قُلْتُ ) وَيَبْقَى شَيْءٌ لَمْ أَرَ مَنْ نَبَّهَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ :(1/498)
إشْبَاعُ مَدِّ أَلْفِ الْجَلالَةِ الَّتِي بَيْنَ اللامِ وَالْهَاءِ فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ سَبَبٌ لَفْظِيٌّ يَقْتَضِي إشْبَاعَ مَدِّهَا فِي الْوَصْلِ أَمَّا إذَا وَقَفَ عَلَيْهَا كَمَا فِي آخِرِ الأَذَانِ ، وَالإِقَامَةِ ، فَالْمَدُّ حِينَئِذٍ جَائِزٌ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ ، نَعَمْ ذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي النَّشْرِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ : أَنَّ الْعَرَبَ تَمُدُّ عِنْدَ الدُّعَاءِ وَالاسْتِغَاثَةِ ، وَعِنْدَ الْمُبَالَغَةِ فِي نَفْيِ الشَّيْءِ ، وَيَمُدُّونَ مَا لا أَصْلَ لَهُ بِهَذِهِ الْعِلَّةِ انْتَهَى .
ثُمَّ رَأَيْت فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ مَا نَصُّهُ : " وَقَصْرُ الأَلْفِ الثَّانِي مِنْ اسْمِ اللَّهِ غَيْرُ جَائِزٍ إلا فِي الشِّعْرِ ، وَالإِسْرَافُ فِي مَدِّهِ مَكْرُوهٌ لِخُرُوجِهِ عَنْ حَدِّ الْمَدِّ . انْتَهَى .
والذي أشار إليه من كلام ابن الجزري في النشر عند ذكره سبب المد : اللفظي والمعنوي ، قال 1/344:
وأما السبب المعنوي:
فهو قصد المبالغة في النفي وهو سبب قوي مقصود عند العرب وإن كان أضعف من السبب اللفظي عند القراء ، ومنه مد التعظيم في نحو (لا إله إلا الله، لا إله إلا هو، لا إله إلا أنت) وهو قد ورد عن أصحاب القصر في المنفصل لهذا المعنى.
ونص على ذلك أبو معشر الطبري وأبو القاسم الهذلي وابن مهران والجاجاني وغيرهم. وقرأت به من طريقهم وأختاره، ويقال له أيضاً : مد المبالغة.
قال ابن مهران في كتاب المدات له : إنما سمي مد المبالغة ؛ لأنه طلب للمبالغة في نفي إلهية سوى الله سبحانه قال: وهذا معروف عند العرب ؛ لأنها تمد عند الدعاء وعند الاستغاثة وعند المبالغة في نفي شيء ، ويمدون ما لا أصل له بهذه العلة.
قال: والذي له أصل أولى وأحرى.
قلت : يشير إلى كونه اجتمع سببان وهما: المبالغة، ووجود الهمزة ـ كما سيأتي ـ والذي قال في ذلك: جيد ظاهر. اهـ النقل من النشر(1/499)
هذا الكلام يدل على أن المد عند العرب له سببان :
لفظي ـ وقواعده معروفة ـ .
ومعنوي ، وقد نص على ما سمع منهم في ذلك ، وبين أنه خلاف الأصل.
ولذا تجد العلماء في باب الأذان في أكثر المذاهب بينوا أخطاء وألحان المؤذنين وجعلوها قسمين :
مخل بالمعنى ، وغير مخل ، وذكروا أمثلة لذلك نحو ما نقل هنا عن مواهب الجليل ...
والشاهد أنهم نصوا على كونه لحنا ، وأنه غلط مكروه .
---
عبدالرحمن السديس
07-07-2006, 05:22 PM
وبالنسبة لما أشرتم إليه من : ( مسألة تلحين وتجويد غير القرآن ) ففي هذه الروابط فوائد ذكرها الإخوة الفضلاء لعل فيها فائدة ، وإن كنا ننتظر منكم ومن المشايخ أهل التخصص بحث هذه المسألة بتوسع :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5041
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4394
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73287&highlight=%CA%CC%E6%ED%CF
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18835&highlight=%CA%CC%E6%ED%CF
---
ابو الروب
07-16-2006, 02:20 AM
جزاكما الله خيرا
ولكن عندي سؤال اذا امتنع المؤذن من هذا المد فسوف يكون حدرا ولن يكون ترسلا فما هو الجواب على هذا الاشكال مع العلم اني سمعت الشيخ ابن باز في الاقامة يمنع من المد وهو موجود في شرحه على المنتقى
فافيدونا اثابكم الله
---
عبدالرحمن السديس
07-16-2006, 05:03 PM
يمكن أن يمد في مواضع المد كما في الشهادة في المنفصل والعارض للسكون والحيعلتين في العارض للسكون كذلك ، ويجعل بين كل جملتين من الأذان وقفة يسيرة .
---
ابو الروب
07-16-2006, 05:08 PM
جزاك الله خيرا
وقد صعبت علي الاذان (ابتسامة)
على كل حال افهم من كلامك ان التجويد مهم للمؤذن فالله المستعان
---
ناصر
07-16-2006, 06:50 PM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:(1/500)
من فضلك اقر هنا (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=35188).
والسلام عليكم.
---
إبراهيم الحميضي
07-21-2006, 02:57 PM
يدوا لي أن هناك فرقاً بين مد حروف المد وإن كان المد فيها أصلياً طبعياً ، كلفظ الجلالة عند الوصل ، وبين مد غير حروف المد ، كالباء في ( أكبر ) والياء في ( حي ) فالثاني هو المنكر ، وأما الأول فلا بد منه لتبليغ الأذان وترتيله ومد الصوت به ، وله مسوغ من لغة العرب كما أشار إلى ذلك الدكتور عبد الرحمن ، والله أعلم .
---
عبدالرحمن السديس
07-22-2006, 03:32 PM
هذا التفريق الذي تفضلتم به يحتاج إلى ما يسنده ، وقولكم نفع الله بكم :
«وله مسوغ من لغة العرب» يحتاج إلى تأمل .
فالمد اللفظي معروفة قواعده .
وأما المعنوي فالذي أفهم من نقل ابن الجزري وغيره ـ : « أن العرب تمد عند الدعاء وعند الاستغاثة وعند المبالغة في نفي شيء ، ويمدون ما لا أصل له بهذه العلة » ـ أن هذه المدود مستثناة مخالفة للأصل مرجعها السماع .
ولو قيل بهذا الإطلاق الذي تفضلتم به لكان للمؤذن أن يمد هذه الكلمات التي بها المد الطبيعي :
«إله ، إلا ، رسول ، على »
وينطقها هكذا :
إلـ اااااااه ، إلـ اااااااـ ، رسوووووول ، علـ ااااااااى
ولا يخفى عليكم ما في هذا من البشاعة .
والله أعلم .
---
أبو إبراهيم الحائلي
11-03-2006, 08:47 PM
لا عدمنا فوائد يا أبا عبد الله
ويبقى مناط المسألة في "هل يلزم تطبيق أحكام التجويد على الآذان أم لا؟".
---
ابن آدم
11-04-2006, 06:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
المد له سببان :
لفظي وهو أن يأتي بعد حرف المد همز أو سكون.
ومعنوي وهو أن يكون زيادة المد بسبب معنى وإن لم يكن بعد حرف المد همز أو سكون، مثل (لا ريب فيه)
و (لا شية فيها ) وغيرها قرأها حمزة أحد القراء السبعة بالمد أربع حركات
وسبب هذا المد معنوي وهو المبالغة في النفي.(1/501)
وكذلك ورد عن أصحاب قصر المنفصل : مد التعظيم في نحو ( لا إله إلا الله) لإرادة تعظيم الله بالتوحيد
بينما يقصرون بقية المدود المنفصلة
ومد لا النافية لحمزة، ومد التعظيم لأصحاب القصر جاء من بعض الطرق في طيبة النشر.
وعليه فلا مانع من زيادة بعض المدود الطبيعية في الأذان ، ويكون السبب في ذلك المبالغة في تنبيه السامعين
ودعوتهم إلى الصلاة التي شرع هذا النداء من أجلها.
هذا ما ظهر لي والله أعلم
---
عبدالرحمن السديس
11-04-2006, 09:16 PM
وكذلك ورد عن أصحاب قصر المنفصل : مد التعظيم في نحو ( لا إله إلا الله) لإرادة تعظيم الله بالتوحيد
بينما يقصرون بقية المدود المنفصلة
بارك الله فيكم
ألا ترى حفظك الله أن سبب المد موجود ، وفعلهم هذا مرجعه الرواية .
ومد لا النافية لحمزة ...
وعليه فلا مانع من زيادة بعض المدود الطبيعية في الأذان ، ويكون السبب في ذلك المبالغة في تنبيه السامعين
ودعوتهم إلى الصلاة التي شرع هذا النداء من أجلها.
هذا المد أيضا مرجعه للسماع لملحظ في معناه ، والأذان في ألفاظه مدود فرعية كافية في بيانه وإبلاغه من غير تكلف غيرها .
والله أعلم .
---
(1/502)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هذه لنا وليست لكم :(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول)
---
هذه لنا وليست لكم :(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول)
---
القلم
10-08-2005, 12:06 AM
من أفضل ما قرأت في الرد على من يجوز التوسل بهذه الآيه رد الشيخ الفاضل / أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي .
في كتابه ( بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التجاني ) .
قال سلمه الله :-
قال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما [ النساء 64 ].
أ - قال ابن كثير:" يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن ياتوا إلى الرسول فيستغفروا الله عنده ويسألوه أن يستغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم " اهـ
ب - قال الشوكاني: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك جاءوك متوسلين إليك متنصلين من جناياتهم ومخالفتهم فاستغفروا الله لذنوبهم وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم واستغفرت لهم ولهذا قال لوجدوا الله توابا رحيما " اهـ
ج - قال الرازي:" يعني لو أنهم عندما ظلموا أنفسهم بالتحاكم إلى الطاغوت والفرار من التحاكم إلى الرسول جاءوا الرسول فأظهروا الندم على ما فعلوه وتابوا عنه واستغفروا منه واستغفر لهم الرسول بأن يسأل الله أن يغفر لهم عند توبتهم لوجدوا الله توابا رحيما " اهـ(1/503)
د - قال أبو السعود: " جاءوك من غير تأخير كما يفصح عنه تقديم الظرف متوسلين بك في التنصل عن جناياتهم القديمة والحادثة ولم يزدادوا جناية على جناية بالقصد إلى سترها بالإعتذار الباطل والأيمان الفاجرة فاستغفروا الله بالتوبة والإخلاص وبالغوا في التضرع إليك حتى انتصبت شفيعا لهم إلى الله تعالى واستغفرت لهم " اهـ
* فتلخص مما سبق أنه يرد على استدلالهم بهذه الآية من عشرة أجه:
1- الآية خطاب لقوم معينين وليس فيها لفظ عموم حتى نقول العبرة بعموم اللفظ وإنما فيها ضمائر والضمائر لا عموم لها.
2- أما المجيء إلى القبر لا يتناوله المجيء إلى الشخص لا شرعا ولا لغة ولا عرفا فالمجيء إليه إنما يكون في حياته فقط.
3- أن الاستغفار عمل وفي الحديث ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلى من ثلاثة: صدقة جارية أوعلم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له )) .
4- لو استقام استدلالهم بهذه الآية لكان قوله تعالى ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم [الحجرات 5] أولى، فما كان ردهم على هذه الآية فهو ردنا على الاستدلال بتلك.
5- ثم المتوسل به بعد موته لا بد أن يناديه من وراء الحجرة والله يقول إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون [الحجرات 4].
6- لو جاز الاستدلال بهذه الآية بعد موته لجاز الاستدلال على بيعته بعد موته لقوله تعالى يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا الآية [ الممتحنة 10].
7- هذا الأمر لم يفعله أحد من السلف الصالح ولا من تبعهم بإحسان من أئمة الإسلام وهداة الأنام بل أجمعوا على تركه.
8- لو سلمنا جدلا أنه يسمع الشخص الآن فيستغفر له لكان هذا من التوسل بدعاء عباد الله الصالحين.
9- لو كان يسمع ويتكلم ما سكت عن الصحابة في الفتن العظيمة ولما ترك الدعوة والجهاد في سبيل الله.(1/504)
10- الآية تعني المنافقين الذين امتنعوا عن حكم الله ورسوله فلا بد لهم من استغفار الله واستغفار الرسول الذي تحدوه بامتناعهم عن حكمه كما دل على ذلك سياق الآيات وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا...الآيات [النساء 61-63 ]. انتهى .
* أرجو التعليق ( إضافة - استدراك - تصحيح ) .
ولكم الأجر .
---
العامر
10-10-2005, 07:03 PM
جزاك الله خيراً على هذا الايضاح ...
وهذه اضافة ايضاً من كلام ابن عثيمين رحمه الله :(1/505)
القسم الثالث أن يتوسل بجاهه ومنزلته عند الله فهذا لا يجوز لا في حياته ولا بعد مماته لأنه ليس وسيلة إذ أنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده لأنه ليس من عمله فإذا قال قائل لو جئت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام عند قبره وسألته أن يستغفر لي أو أن يشفع لي عند الله هل يجوز ذلك أو لا قلنا لا يجوز فإذا قال أليس الله يقول (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما) قلنا بلى إن الله يقول ذلك ولكنه يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك وإذ هذه ظرف لما مضى وليس ظرفاً للمستقبل لم يقل الله تعالى ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول بل قال إذ ظلموا فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وحصل من بعض القوم مخالفة وظلم لأنفسهم فقال الله تعالى ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول واستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مماته أمر متعذر لأنه إذا مات العبد انقطع عمله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (صدقة جارية أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له) فلا يمكن للإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً لأن العمل انقطع .
---
القلم
10-10-2005, 09:56 PM
مشاركة موفقة أخي العامر وجزاك الله خير
---
أبو العالية
10-11-2005, 04:43 AM
فائدة :
روى أبو دَاودَ في سُنَنِهِ مِنْ حَديثِ أبي هُريرةَ قال : قال رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « مَا مِنْ أَحَدٍَ يُسَلِّمُ عَلىَّ إلَّا رَدَّ اللهُ عَلىَّ رُوُحِي حتَّى أَرُدَّ عليْهِ السَّلام ». ( 2041 ) وغيره .
وهو حديث حسن .(1/506)
هذا الحديثُ دَلَّ عَلى بُلُوغِ السَّلامِ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأنَّه يَردّ عليهم السَّلام ، وهو في قَبْرِهِ ؛ لأنَّه حيٌ ، وهذا ما صرَّح به الدَّليلُ ، ثُمَّ لا يُشترط في السلام عليه زيارتُهُ ، فإنَّه صلاتَنا وسلامَنا عليه يَبْلُغَانِهِ حيثُ ما كُنَّا ، كما نَطَقَتْ بهذا السنُّة النبويَّة ، إذا يقول صلى الله عليه وسلم: ( وصَلُّوا عليَّ فإنَّ صَلاتَكُمْ تَبلُغُنِي حَيْث كنْتُمْ ) رواه أبو داود في المناسك ، باب زيارة القبور ( 2042 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال الحافظ في الفتح ( 6 / 488 ) : ( سنده صحيح ) .
وهذا خاصٌ بالصَّلاةِ والسَّلامِ عليه فقط ، وليس فيه طَلَبُ شيءٍ أو مَغْفِرةٍ أو سُؤْلٍ ، أو مَنْفَعةٍ ، فإنَّ هذا ممنوعٌ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، أما في حالِ حياتِهِ فلا بَأس ، يقول شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة رحمه الله : ( وقد مضتْ السُّنَّةُ أنَّ الحيَّ يُطلب منه الدُّعاء كما يُطلبُ منه سائرَ ما يَقْدِرُ عليه . وأمَّا المخلوق الغائب والميِّت فلا يُطلبُ منه شَيْءٌ ) قاعدة جليلة صـ( 165 ) .
وهنا لابُدَّ أنّْ يُعلم الفَرْقُ بين الاستغاثة الشرعية والممنوعة :
فالأولى : لا بَأْسَ بها إذا كانت في مَقْدُورِ الإنْسَان الحاضِر وَوُسْعِهِ ، مثال ذلك : قصة موسى عليه السلام كما حكاه الله عنه في سورة القصص بقوله :{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } (15) سورة القصص [ سورة القصص : 15 ] وهذا جائز بلا ريب .(1/507)
والثانية : ممنوعةٌ وشركٌ أكبر ، كأنْ يُسْتَغَاثُ بمخلوقٍ ميِّتٍ أو غائبٍ لا يَقْدِرُ على شيءٍ ، فكيف يُغِيْثُهُ ؟ أو يَنْصُره ؟ أو يَغْفِرَ لَهُ ؟ أو يَرْزُقُهُ ما يُحِبُّ ؟ أو يَشْفي مَرَضَهُ أو مريضَه ؟ وهذا فعل أصحاب القبور وأهل المقامات المزعومة التي لا تنفع ولا تَضُرُّ من دون الله تعالى .
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على قول : ( إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور ، أو فاستعينوا بأهل القبور ) من كتاب الدعاء للشيخ محمد الحمد ( 108 ) : ( فإنَّ الاستعانة بأصحاب القبور ، والاستعانة بهم من أعظم أنواع الشرك بإجماع أهل العلم والإيمان . وبذلك يعلم أن هذا الحديث من وضع عبَّاد القبور ، قبَّح الله واضعه ، وعامله بما يستحق )(1/508)
ومن العَجيبُ أنّ يَسْتَدِلُّ البعضُ من قوله تعالى :{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء [ سورة النساء : 64 ] ، فيقولون : بأنَّ مَنْ أَخْطَأ وأَذْنَبَ يُنْدَبُ له أنْ يأتيَ قبرَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ويخاطبُهُ ويَطلُبُهُ أنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ !! وهذا _ لعَمْرُ الله _ إنه ضلالٌ في الفَهْمِ ، وبُعدٌ عن التوحيد ، فلو كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حَيَّاً لَصَحَّ ذلك ، ولكن بعد وفاته لا يجوز ذلك ألبتة ، وهذا داخلٌ في الشرك الأكبر ، ومن التوسُّل الممنوع _ والعياذ بالله _ ولَمْ يفعله الصحابة ، ولا التابعون ، ولَمْ يستغيثوا به بعد موته ، بل لمَّا أَجدبوا اسْتَسْقَوْا بعَمِّه العباس رضي الله عنه ، فلو كان دعاءُ الميِّتِ والاستغاثةِ به جائزاً لهَرَعُوا إلى قبره ، ولَمَا طلبوا عمَّه للاستسقاء ، فعُلم بذلك _ وغيره _ أنَّ دعاءَ الأمواتِ وطلب التَّوسل بذاتهم وبجاههم _ ولو من الأنبياء _ من الشرك الأكبر الذي يجب على المسلم البعد عنه والحذر من الوقوع فيه كل الحذر ، وما يذكر من الأحاديث بجواز الاستغاثة فلا ترتقي للصحة بل هي ضعاف . كقصة العتبي ، والضرير الذي زعموا انه أمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله بجاهه ! فهذا كله من الزعم الباطل ، لا يُلتفتُ إليه ولو ذكر بعضُ العلماء ذلك في كتبهم ومصنَّفاتهم فبعضهم ينقل عن بعض _ فسامحهم الله _ فالعبرة بما جاء في كتاب ربنا عز وجل وما جاءت به السُّنَّة الصحيحة الصريحة . وأما غيرهما فكلٌّ يُأخذ من قوله ويرد إلا صاحب القبر صلى الله عليه وسلم .(1/509)
قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الحصيِّن رحمه الله في الدرر السنيَّة ( 2 / 192 _ 193 ) :( وقد اتفق الصحابةُ ، والتابعون لهم بإحسان ، على أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يُسْأَلُ بعد موته ، لا استغفاراً ، ولا دعاءً ، ولا غيرهما ؛ فإنَّ الدعاءَ عبادةٌ ، مَبْنَاها على التوقيف والإتِّباع ، لا على الهوى ، والابتداع ، ولو كان هذا من العبادة ، لَسَنَّهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، ولكان أَصْحابُهُ أعلمَ بذلك وأَتْبَعَ لَهُ .
وقوله تعالى :{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء[ سورة النساء : 64 ] فإتيانهم له صلى الله عليه وسلم للاستغفار ، مخصوص بوجوده في الدنيا ، ولهذا لَمْ يفعلهُ أحدٌ من الصحابة ، ولا التابعين ، مع شدَّة احتياجهم ، وكثرةِ مُدْلَهَمَّاتِهِم ، وهم أعلمُ بمعاني كتاب الله ، وسنَّة رسوله ، وأحرصُ إتِّباعاً لمِلَّتِهِ من غيرهم ؛ بلْ كانوا ينهون عنه ، وعن الوقوف عند القبر للدعاء عنده ؛ منهم الإمام مالك ، وأبو حنيفة ، وأحمد ، والشافعي ؛ وهم من خير القرون ، التي قد نَصَّ صلى الله عليه وسلم عليها في قوله : " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " قال عمران : لا أدري أذكر اثنتين أو ثلاثاً بعد قرنه ، رواه البخاري في صحيحه ) .
وقال الشيخُ السعدي رحمه الله في تفسيره ( 1 / 319 ) :( وهذا المجيءُ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مُخْتَصٌ بحياتِهِ ؛ لأنَّ السِّياقَ يدُلُّ على ذلك لكون الاستغفار من الرَّسول لا يكون إلا في حياته ، وأمَّا بعد موته فإنَّه لا يُطْلبُ منْهُ شيءٌ بلَ ذلك شِرْكٌ ) والله أعلم(1/510)
أتمنى التوجيه من المشايخ الفضلاء ، فقد أكون جانبتُ الصواب ، فما لنا إلَّا الرجوع والمآب .
محبكم
---
القلم
10-12-2005, 01:24 AM
جزاك الله خير يا أبا العالية على هذه الفوائد ونفع بك .
---
القلم
10-12-2005, 01:26 AM
هل هذا القاعدة التي ذكرها الشيخ الشنقيطي صحيحة أم لا ؟
( الآية خطاب لقوم معينين وليس فيها لفظ عموم حتى نقول العبرة بعموم اللفظ وإنما فيها ضمائر والضمائر لا عموم لها ).
أرجو التوضيح .
---
د.أبو بكر خليل
10-13-2005, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على رسوله المبعوث رحمة للعالمين ،سيدنا و حبيبنا و شفيعنا يوم الدين ، سيد ولد آدم أجمعين محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه تسليما كثيرا .
أما بعد :
فقد اختص نبينا عليه الصلاة و السلام بخصوصيات لم يحصل عليها خلق من خلق الله - سواء في ذلك النبيون و الملائكة المقربون - و من ذلك معراجه الشريف إلى قرب سدرة المنتهى وحده ، و الملك جبريل عليهما السلام توقف إلى ما دون ذلك ؟ فتأمله ، ترى دلالته .
و كذا ذكر اسمه الشريف مقرونا باسم الخالق العظيم - الله - في الأذان للصلاة ، و في الإقامة لها ، و في آي القرآن ، و الصلاة بها ، و في التشهد ، و كل ذلك من العبادات ، بل من أعظم العبادات ،
و كل ذلك بأمر من الله لعباده المؤمنين ، و بفضل منه على رسوله الكريم ، و هذا من المعلوم من الدين بالضرورة ، و يكفر منكره و جاحده ، و على ذلك إجماع المسلمين . و هو ثابت بالقرآن الكريم ، و بالحديث الشريف .
و هو صاحب المقام المحمود - يوم الحساب - و صاحب الشفاعة العظمى في ذلك اليوم العصيب ، فمنزلته صلى الله عليه و سلم عند رب العباد منزلة عالية ، و هكذا يجب أن تكون عند العباد المؤمنين ، و لذا ينبغي الحرص و الحيطة في كل ما قد يكون فيه أدنى مساس بتلك المكانة السامية الشريفة .
**************(1/511)
أقدم ما سبق - لكلامي التالي - تبصرة و تذكرة لي و لغيري من الخائضين في الكلام في الشأن الشريف ، منبها على ألا يدفعنا جهل الجاهلين - و ما أحدثوه من بدع و مناكير -إلى أن نجهل مثلهم أو فوقهم ، فننكر على رسولنا الكريم ما أثبته له رب العالمين من خصوصيات ، اللهم إلا بيقين برفع واحدة منها في حال ما أو حين .
- أقول هذا ، لما نشر هنا من مشاركة معنونة ب : " هذه لنا وليست لكم :(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) " ، جاء فيها ما ظاهره إنكار التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته ، و قد ذكر قائلها : [ * أرجو التعليق ( إضافة - استدراك - تصحيح ) .
ولكم الأجر ]. و هأنذا ألبي مطلبه بعون الله و توفيقه .
----------------
ذكر كاتبها أن :
" من أفضل ما قرأت في الرد على من يجوز التوسل بهذه الآيه رد الشيخ الفاضل / أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي .
في كتابه ( بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التجاني ) "
- و كان مما استشهد به الشنقيطي على رد استدلالهم بهذه الآية أقوال عدد من العلماء المفسرين - نقل أقوالهم - و لكن ما نقله عنهم لا ينفي وجود أدلة أخرى تثبته ، و من ذلك :
* 1 - أن أصل التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم ثابت بالحديث الصحيح ، الذي صححه الإمام الترمذي ، و كذا ابن ماجه ، و لا يوجد ما يرفع حكمه ، و لا ما يقيده بحياته عليه الصلاة و السلام :
أولا :
جاء في " سنن ابن ماجه " ، ج1/ص441
باب ما جاء في صلاة الحاجة :
ح 1385 حدثنا أحمد بن منصور بن يسار ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المدني عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ( عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله لي أن يعافيني . فقال : إن شئت أخرت لك وهو خير، وإن شئت دعوت . فقال : ادعه.فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء :(1/512)
" اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة ، يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى ،اللهم فشفعه في "
قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح ) .
ثانيا :
جاء في " سنن الترمذي " ، ج5/ص569: 119 باب
ح 3578 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ( عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني . قال : إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك . قال : فادعه. قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ، ويدعو بهذا الدعاء :
" اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى ، لي اللهم فشفعه في "
قال هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو الخطمي ، وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف ) .
- و عليه ، فأصل التوسل برسول الله صلى عليه و سلم - عند الله عز و جل - في قضاء حاجات العباد صحيح ، و ثابت بالحديث الصحيح ، الذي رواه الترمذي ، و ابن ماجه ، و غيرهما ،
** و هو و إن كان في حياته عليه الصلاة و السلام ثابت بيقين ، فلا يرتفع حكمه بعد وفاته إلا بيقين مثله ، على ما هو مقرر في أصول الفقه ، و هو ما لم يوجد ، و المماري عليه الدليل ، كما لا يوجد دليل علي تقييده بحياته - دون مماته - صلى الله عليه و سلم ، هذا من ناحية ،
- و من ناحية ثانية : فقد احتج منكره - بعد الوفاة النبوية الشريفة - بما ذكره الإمام الشوكاني ، قال :
(( ب - قال الشوكاني: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك جاءوك متوسلين إليك متنصلين من جناياتهم ومخالفتهم فاستغفروا الله لذنوبهم وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم واستغفرت لهم ولهذا قال لوجدوا الله توابا رحيما " اهـ )) .انتهى الاقتباس
************(1/513)
فهذا الاستشهاد لا حجة فيه لمن استشهد بالآية على جواز التوسل به بعد وفاته صلى الله عليه و سلم ، و كذا - و بنفس القدر - لا حجة فيه لمنكره و نافيه ، و ذلك لوجود أدلة كثيرة و قوية في إثباته ، سنوردها فيما بعد إن شاء الله تعالى ،
*2 - و سأذكر منها ما قاله الشوكاني نفسه ، و الذي استشهد الشنقيطي بكلامه و تفسيره فيما تقدم ،
- قال في التوسل به عليه الصلاة و السلام : [ .... والقول الثاني أن التوسل به يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه ] ،
**********************
* ذكر ما تقدم و نقله الإمام الحافظ المباركفوري في كتابه " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " ، و إليكم بيانه :
(( وقال الشوكاني في " تحفة الذاكرين ": وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله إلى الله عز وجل ، مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى ،وأنه المعطي المانع ،ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن . انتهى
وقال فيها _ [ أي في " تحفة الذاكرين " ] - في شرح قول صاحب العمدة ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين - ما لفظه : ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي من حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى النبي فذكر الحديث ثم قال وأما التوسل بالصالحين فمنه ما ثبت في الصحيح أن الصحابة استسقوا بالعباس رضي الله عنه عم رسول الله وقال عمر رضي الله عنه اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا الخ . انتهى
وقال في رسالته " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " : وأما التوسل إلى الله سبحانه بأحد من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي إن صح الحديث فيه ،
ولعله يشير إلى الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه والترمذي وصححه بن ماجه وغيرهم أن أعمى أتى النبي فذكر الحديث ،
قال وللناس في معنى هذا قولان :(1/514)
أحدهما: أن التوسل هو الذي ذكره عمر بن الخطاب لما قال كنا إذا أجدبنا نتوسل بنبينا إليك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا وهو في صحيح البخاري
وغيره فقد ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم قي حياته في الاستسقاء ثم توسل بعمه العباس بعد موته وتوسلهم هو استسقاؤهم بحيث يدعو ويدعون معه فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى والنبي كان في مثل هذا شافعا وداعيا لهم ،
والقول الثاني : أن التوسل به يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه ،
ولا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به في حياته وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه ....)) .
انتهى النقل عن صاحب " تحفة الأحوذي "
*****************
و المسألة و تقريرها و تحقيقها تحتاج إلى مزيد بسط و بيان ، و لكني آثرت سرعة الإجابة لما طلبه كاتب المشاركة الأصلية ،
** و أود أن يكون الرد بروية و علم ، مع الالتزام بأدب الخلاف .
كتبه
الراجي عفو ربه ، و شفاعة رسوله
د . أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
---
القلم
10-17-2005, 03:43 PM
وكذلك من أفضل ما قرأت في الرد على من يجوز التوسل بهذ الحديث رد الشيخ الفاضل / أحمد ولد الكوري العلوي الشنقيطي .
في كتابه ( بلوغ غاية الأماني في الرد على مفتاح التجاني ) .
حديث الأعمى
والرد عليه من سبعة عشر وجها:
قال عبد الله بن أحمد حدثني أبي، وقال الترمذي والنسائي حدثنا محمود بن غيلان، وقال ابن ماجه حدثنا أحمد بن محمد بن منصور وقال الحاكم حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه عن الحسن بن مكرم.(1/515)
أربعتهم عن عثمان بن عمر عن شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف عنه "أن رجلا ضرير البصر أتى النبي فقال ادع الله أن يعافيني، قال : (( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك )) قال: فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء (( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في )) هذا لفظ النسائي وللترمذي نحوه".
الرد : -
1- إضطراب إسناده فقد رواه شعبة وحماد عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف ؛ قال النسائي: خالفهما هشام الدستوائي وروح بن القاسم فقالا عن أبي جعفر عمير بن يزيد بن خراشة عن أبي أمامة بن سهل عن عثمان بن حنيف اهـ
ومن كان مثل أبي جعفر لا يحتمل منه هذا الإختلاف لأنه لم يوصف بالحفظ والضبط وإنما وصف بالصدق فقط.
2- اضطراب متنه: فبعضهم زاد " يصلي ركعتين"وأكثرهم لا يذكرها وبعضهم يقول " فشق علي ذهاب بصري"وعامتهم يحذفونها وبعضهم يقول "شفعني في نفسي"وبعضهم يحذفها وبعضهم يقول:" فرجع وقد كشف له عن بصره" وأكثرهم لا يذكر ذلك وفي رواية بعضهم "إني توجهت بك يا محمد "وغيره يحذفها، وفي بعض الطرق " أن يقضي حاجتي أو حاجتي إلى فلان أو حاجتي في كذا وكذا " وعند بعضهم " وشفعني فيه "وفي رواية "ثم ما كانت حاجة فافعل مثل ذلك " وفي بعض الطرق " فكان يقول هذا مرارا " وفي رواية " وإن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك " كل هذه الألفاظ المختلفة مدارها على أبي جعفر وهذا مما يؤكد عدم ضبطه للحديث.
3- نكارة متنها لأن الصحابي لن يعرض عليه رسول الله أمران ويقول له إن أحدهما خير له في الآخرة ثم يتركه أبدا وفي رواية أحمد أنه قال للأعمى (( إن شئت أخرت ذلك وهو أفضل لآخرتك )) ومما يؤيد ذلك قصة المرأة التي كانت تصرع وقال لها النبي (( إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك )) فقالت أصبر…الحديث .(1/516)
خاصة أن الصحابي يسمع الأجر العظيم الذي ورد في الصبر على فقد البصر لحديث أنس بن مالك أن رسول الله قال: ((إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة )) يريد عينيه.
فهذا يدل على أن الخير الذي وعد به رسول الله الأعمى إذا صبر هو الجنة أو ما هو أعم منها.
وعلى تقدير صحته فهو واضح وضوح الشمس في الدلالة على التوسل بالدعاء لا غير يدل على ذلك:
4- مجيء الأعمى إلى رسول الله صريح في أن المقصود هو التوسل بالدعاء لأنه لو قصد التوسل بالجاه لما تجشم عناء المجيء إليه .
5- قول الأعمى:" ادعو الله أن يعافيني " نص صريح في أنه إنما يريد دعاءه .
6- قوله في الرد على الأعمى (( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك )) فخيره بين الدعاء والصبر على البلاء فلم يذكر له التوسل بالجاه ولا بالذات من قريب ولا بعيد.
7- قول الأعمى: " ادع " وفي رواية النسائي من طريق حماد "ادع الله لي " مرتين أو ثلاثا وفي رواية أحمد " لا بل ادع الله لي " فهذا واضح في أن مقصود الأعمى هو الدعاء.
8- قول الصحابي "فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء " يدل على أن المسالة متعلقة بالدعاء ليس إلا ولا علاقة لها بجاه ولا غيره.
9- قال الأعمى: "إني توجهت بك" بعد قوله "أتوجه إليك " فيه معنى قوله من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه فيكون خطابا لحاضر معاين في قلبه مرتبط بما توجه به عند ربه من سؤال نبيه بدعائه الذي هو عين شفاعته ولذلك أتى بصغة الماضوية بعد الصغة المضارعية المفيد كل ذلك: أن هذا الداعي قد توسل بشفاعة نبيه في دعائه فكأنه استحضره وقت ندائه .
10- قوله في الحديث " اللهم شفعه في " صريح في أن هنالك داعيان هما رسول الله والأعمى حتى يكون العدد شفعا قال في اللسان: " وتشفعت إليه في فلان فشفعني فيه تشفيعا قال حاتم يخاطب النعمان:(1/517)
فككت عديا كلها من إسارها =فأفضل وشفعني بقيس بن جحدرقوله في الحديث " وشفعني فيه " وفيه أوضح دليل على أن المقصود هو الدعاء منهما فلذلك يطلب من الله قبول تلك الشفاعة لأن معنى شفع قبل شفاعته قال في القاموس:" وشفعته فيه تشفيعا حين شفع كمنع شفاعة قبلت شفاعته ".
وعلى هذا يكون المعنى اللهم اقبل دعائي في أن تقبل شفاعته في.
12- هذا لو صح من معجزاته وخصائصه ولذلك رواه أصحاب دلائل النبوة كالبيهقي وأبو نعيم وابن كثير وغيره.
13- لو صح لكان خاصا بحال حياة النبي لأنه لا يتصور منه الدعاء بعد موته.
14- المستدلون بهذا الحديث يقيسون جاه صاليحهم بجاه رسول الله وشتان ما بين اليزيدين.
15- لو كان الحديث صحيحا لورد أن بعض الصحابة فعله مع كثرة العميان فيهم كابن أم مكتوم وابن عباس وجابر وغيرهم.
16- لوصحت هذه القصة لتواتر نقلها وكثر ذكرها واشتهر أمرها ولما تفرد بها صحابي واحد مع أنها معجزة عظيمة وآية باهرة.
في رواية الطبراني " فو الله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط " .(1/518)
17- وقد روى الطبراني هذا الحديث فذكر في أوله قصة منكرة وهي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال ما كانت لك من حاجة فاتنا ثم إن الرجل خرج من عندي فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله وأتاه رجل ضرير..." الحديث.
وإنما قلت إنها منكرة لأمور:
أ - قوله "وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته " وقوله في آخر القصة " ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في..." فهذا باطل قطعا لأنه يدل على مداومة عثمان لذلك .
ولعل محمد مفتاح لم يلتفت إلى هذا اللفظ عمدا لحاجة في نفسه ! فراح يرد على اتخاذ الحاجب وأغمض عينيه عن هاتين الجملتين الصريحتين فأين الأمانة العلمية !!!
ب - الحديث من رواية روح بن صلاح وهو غير معروف بالصلاح يقال له بن سبابة ويكنى أبا الحارث ضعفه الجمهور قال بن يونس رويت عنه مناكير قال ابن عدي بعد أن أخرج له حديثين:" له أحاديث كثيرة في بعضها نكارة وقد ضعفه الدار قطني وابن عدي وغيرهما.
ج - وبهذا تعلم أن هذه الزيادة منكرة لأن روح معروف برواية المناكير كما قال ابن عدي وابن يونس.(1/519)
د- وجاءت هذه القصة عند الطبراني في الصغير ص 184 من طريق ابن وهب عن شبيب بن سعيد عن أبي جعفر، لكن هذه الطريق لا يفرح بها أن رواية ابن وهب عن شبيب فيها مناكير كثيرة وقد بين ابن عدي سبب ذلك فقال:" لعل شبيبا لما قدم مصر في تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط ووهم وأرجو أن لا يتعمد الكذب" وقال الذهبي عن شبيب:" صدوق يغرب" وقال ابن حجر لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه لا من رواية ابن وهب عنه " اهـ
د - لو صحت القصة لتسابق الناس إلى فعل ذلك لأن النفوس مولعة بقضاء حوائجها فتتشبث بكل ما تقدر عليه. انتهى .
* * ** وأخيراً لابد أن يعلم أن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم معروفة معلومة وهي مقدمة على المال والأهل والولد ، ورأسها وقطب رحاها هو اتباع سنته وسلوك طريقته وطريقة أصحابه من بعده ، فموضوعي هذا لا يمس مقامه الكريم ولا ينقص منه والعياذ بالله .
---
د.أبو بكر خليل
10-19-2005, 01:52 AM
التضعيف لما صححه أئمة علوم الحديث - المتقدمون و المقدمون في هذا الشأن من الثقات المشاهير من علماء الإسلا م - لا يقبل من المتأخرين المعاصر ين ، إذ لا وجه للمقارنة بينهما و لا للمقاربة في العلم و الإحاطة بدقائقه و غوامضه ، و نقول لفاعله ألك إمام متقدم ثبت سبق فيما زعمت ؟
فإن أتى به فينظر في ترجيح أي القولين و أي الحكمين ، مع اعتبار الأفضلية في العلم و التثبت ،
أما إن كان من بنات أفكار و أوهام المتأخرين - الذين لا يدانونهم في العلم بهذا الشأن - فهو كلام لغو ،لا يلتفت إليه و لا يعرج عليه ، و يقال له ما قاله الإمام الحافظ ابن حجر - في كتابه " هدي الساري " - فيمن رد تصحيح الأئمة الأعلام للأحاديث ، قال : ( و لنشرع الآن في الكلام عليها ، و نبين ما خفي على بعض من لم يمعن النظر فاعترض عليه اعتراض شاب غر على شيخ مجرب أو مكتهل و أوردها إيراد سعد و سعد مشتمل " ما هكذا تورد يا سعد الإبل " ).(1/520)
* و هو ما نقوله لمن ضعف حديث توسل الضر ير برسول الله - صلى الله عليه و سلم - مع بعد ما قيل فيه قول ابن حجرمن ذلك المتأخر بعد ما بين المشرقين و بين المغربين ، بل بعد ما بين الثرى و الثريا ،
- فأين علم أحمد الشنقيطي هذا من علم إمام كالترمذي أو كالنسائي ، و قد قالوا بصحة الحديث المتقدم ذكره ؟ لا شيء ثم لا شيء ، و إنما هي بدعة سيئة محدثة للتملص و التهرب من الأحكام الشرعية التي لا توافق هوى البعض مع استنادها لأحاديث نبوية شريفة لا يملكون معارضتها و معارضة ما فيها ، فلا يجدون امامهم إلا الطعن في رواتها بأي قول قيل هنا أو هناك ، انتصارا لرأي معين ، و هم الذين عناهم الإمام الشاطبي بقوله أنهم يبحثون في الأدلة للاستظهار و ليس للاستبصار ، و هؤلاء المتأخرون المتجرءون لا دليل صحيح معهم ،
*********************
- و إليك ما ذكره الإمام الحافظ المباركفوري - صاحب كتاب " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " - قال في شرح الحديث المعترض على صحته هنا من متأخري المعاصرين :
** { ... وزاد في روايةا بن ماجه ويصلي ركعتين : " اللهم إني أسألك " أي أطلبك مقصودي فالمفعول مقدر ، " وأتوجه إليك بنبيك " الباء للتعدية " محمد نبي الرحمة " أي المبعوث رحمة للعالمين " إني توجهت بك " أي استشفعت بك والخطاب للنبي ، ففي رواية بن ماجه : " يا محمد إني قد توجهت بك لتقضي لي " بصيغة المجهول أي لتقضي لي حاجتي بشفاعتك " فشفعه " بتشديد الفاء أي اقبل شفاعته " في " أي في حقي ،(1/521)
*** قوله ( يعني الترمذي ) : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وأخرجه النسائي - وزاد في آخره فرجع وقد كشف الله عن بصره - وأخرجه أيضاا بن ماجه ، و ابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ،وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر ، وأخرجه الطبراني وذكر في أوله قصة وهي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف ...الحديث ] انتهى النقل عن المباركفوري من " تحفة الأحوذي " ، ج 10 / ص 24 .
- فإن لم يكف تصحيح ذلك الحديث من كل من الأئمة : الترمذي ، و النسائي ، و ابن ماجه ، و ابن خزيمه في " صحيحه " - الذي قال الإمام الحافظ ابن الصلاح أن مجرد وجود الحديث فيه كاف في تصحيحه - فلن يصح كل أو جل الأحاديث ، و هذا باطل و ساقط الاعتبار .
---
القلم
10-19-2005, 03:37 AM
كان في الأمر سعة لو أنك تلطفت بالعبارة وأحسنت الظن ... ولكن !!
H...
( و إنما هي بدعة سيئة محدثة للتملص و التهرب من الأحكام الشرعية التي لا توافق هوى البعض ) .
* لي عودة بإذن الله
---
مساعد الطيار
10-19-2005, 04:16 AM
إخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
فلا يخفاكم أنكم قد دخلتم حلبت نقاش فيها ما فيها من حب الانتصار ، والظهور على الخصم بحجة : ( إن الحق معي ) ، وويم الله ، إن الدخول إليها بهذا الأساس ليبعدنا عن الوصول إلى الحق ، فالقصد القصد في النقاش ، والالتزام الالتزام بأدب الجدل ، لكي نستفيد ، ويتبصَّر من كان عنده الشبهة ، ولا زالت ـ ولله الحمد ـ نقاشاتكم في محلٍّ سامي ، فلا تفسدوها بما تفسد به كثير من النقاشات في المنتديات ، فمن أراد إظهار الحق يفرح بظهوره عند غيره أحب من إظهاره هو له بنفسه ؛ لأ، قصده ظهور الحق ، لا ظهور قوله هو ، وتفوقه على خصمه .(1/522)
أقول هذا تذكرة ، والذكرى تنفع المؤمنين ، خشية أن يدخل في النقاش من يجره إلى مالا نحب .
واحب أن أذكر أخي الدكتور أبو بكر خليل بأمرين :
الأول : قوله ( و لذا ينبغي الحرص و الحيطة في كل ما قد يكون فيه أدنى مساس بتلك المكانة السامية الشريفة ) ، وهذا قول لا غبار عليه ، ولا يخالفه مسلم في قلبه ذرة من إيمان ، لكن إلصاق ما ليس بحق للنبي صلى الله عليه وسلم به ، وهو ليس له فإنه يدخل في تنبيهه هذا ، فمن حقه علينا أن نذبَّ عنه ما زُعِم أنه من حقوقه ، وهو ليس كذلك ؛ مثل ما ادخله من أدخله من الجهلة الذين أفرطوا في حق النبي فرفعوه فوق مرتبته .
الثانية : ( تضعيف الأحاديث التي حكم بصحتها الأئمة الأثبات لا يقبل من المتأخرين الأغرار ) ، فأقول : الاعتراض بكون هذا مما صححه عالم متقدم دون النظر والتحليل في أقوالهم ، التي قد يظهر لمتاخر عنهم ما لم يظهر لهم أمر مشكل من جهات ، منها :
الأول :أن يكون أمر التصحيح والتضعيف لا يؤخذ إلا منهم في مثل هذا الأحاديث المشكلة .
الثاني : أن تُدعى لهم العصمة ـ من طرف خفي ـ لهؤلاء ، دون حجة ظاهرة ، سوى أنهم صححوا الحديث .
وأنت على بَصَرٍ ـ يا أخي الفاضل ـ بأن العلم مسائل ، تناقش من حيث هي ، ويستأنس بعلم فلان وغيره من الجهابذة المتقدمين والمتأخرين ، وإلا لعدنا إلى التقليد ، وتوقفت التحقيقات والتدقيقات في العلوم الإسلامية .
وكلما ابتعدنا عن وصف من لا يقول بقولنا بمثل هذه الأوصاف ( المتأخرين الأغرار) ، وناقشنا المسألة من حيث هي مسألة علمية كان أولى وأحسن للوصل للحق .(1/523)
مع يقيني التام بأن بعض القضايا العلمية والعقدية لن تنفك الأمة عن الاختلاف فيها ، بل هي سنة الله الماضية في وجود الاختلاف في الأمم السابقة وفي هذه الأمة ، لكننا نحن أمة الرحمة ، وقد قال الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، ونحن اتباعه يجب أن نتصف بهذه الصفة لنكون دعاة خير ، فإن كنا نُطالب بها مع الكافرين لأجل أن يسلموا ، ويأمرنا الله بقوله ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ، وهذا مع غير المسلمين ، فنحن أولى بهذا فيما بيننا ، والله إننا لنحن الأحوج إليه من غيرنا ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى الرفق ، فيقول ـ فيما ترويه عائشة ـ قالت : ( دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله ) . فقلت يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد قلت وعليكم ) .
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ولا عزل عن شيء إلا شانه ) ، فالله الله بالرفق فيما بيننا .
وإني لأعتذر إليكم في هذا ، لكني اهتبلت هذه الفرصة لأذكر أمرًا كنت أريد الكتابة فيه ، ورأيت هذا المقام من النقاش العلمي يناسبه ، فذكرت ما ذكرت ، فإن كان صوابًا فمن الله ، وإن كان خطأً فمني ومن الشيطان ، وأستغفر الله منه ، وأسأله أن يديم المودة بيننا ، وأن لا يحرمنا الوصول للحق بسبب ذنوبنا وتقصيرنا .
الث
---
د.أبو بكر خليل
10-19-2005, 07:35 AM(1/524)
جزاكم الله خيرا على هذا التعقب ، و ما كنت أحب الخوض في هذا الجدال - و أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن الشهري على علم بذلك - و لكن عندما طرح الموضوع للمراجعة وجدت أنه من الحق ألا أخفي ما أراه حقا ، و ألا أخشى شيئا في سبيل ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه و سلم ما دام لدي ما أعتقد ه دليلا قويا صحيحا ، ألا و هو تصحيح أولئك الأئمة الأثبات للحديث ،
و معذرة لما صدر من بعض القول ، و لكن ألا تلتمسون لي العذر في ذلك لأجل من خطأ و خالف أئمة هذا العلم ، و لعلكم على علم بما دار و يدور من أخذ و رد بخصوص ما سمي بمنهج المتأخرين في الاستقلال بتضعيف الأحاديث التي صححها الأئمة المتقدمون، و قد ذكروا أن الشيخ الألباني - رحمه الله - تراجع عن القول بتصحيح أو تضعيف ما يقرب من ( 500 ) خمسمائة حديث ، و العهدة في هذا القول و هذا التتبع على الراوي ، و ذلك في " ملتقى أهل الحديث " ، و ليس هذا هو الحجة في الأمر ، و إنما ما ذكرته من اتفاق أكثر من أربعة أئمة ، معتد بتصحيحهم للأحاديث ، و منهم ابن خزيمة ، و قد اعتبر الحافظ ابن حجر مجرد وجود الحديث في " صحيحه " كاف في تصحيحه ، و هذا فيما سوى ما شك فيه بقوله " إن صح الخبر " أو فيما توقف فيه ،
و ذلك الحديث صححه ابن خزيمة و الترمذي و النسائي و الحاكم ، و غيرهم ،
فإذا ضرب بقولهم عرض الحائط في تصحيح أحاديث - لم ينقل عن واحد من الأئمة المتقدمين المعتبرين قول بتضعيفها - فلمن نحتكم ، و ممن نأخذ في تلك الصناعة الحديثية ؟
و إذا كان ذلك جائزا فلن يسلم لنا حديث واحد من الرد و الرفض للطعن المدعى في راو من رواته ، أليس كذلك ؟(1/525)
* و قطعا وقفتم فضيلتكم على أجوبة الإمام ابن حجر على ما اعترض به الإمام الدارقطني على أحاديث غير قليلة أوردها الإمام الحجة البخاري في " صحيحه " ، و فندها و رد عليها حديثا حديثا ، و أثبت صحة ما حكم به الإمام البخاري ، مع ما في ظاهر تلك الاعتراضات من صحة عند من لم يتمعن تمعن الإمام البخاري رحمه الله رحمة واسعة و أجزل له عظيم الأجر ،
فبان من ذلك أن هؤلاء الأئمة عمد في التصحيح ، فما بالنا بمن دون الدارقطني بما لا يقاس أو يذكر ممن ضعف - من المتأخرين - ما اتفق ثلاثة أو أربعة من الأئمة - المتقدمين في العلم و الفضل و الشهرة - على تصحيحه ؟
** و كل غرضنا و همنا أن نحفظ للسنة النبوية الشريفة حجيتها في تقرير الأحكام الشرعية ،
و لا يعقل اجتماع علماء الأمة على مدار الأعصار و في مختلف الأمصار على الخطأ، بتصحيح أحاديث ضعيفة ، و لا ريب في بطلان ذلك القول ،
- فإذا صح ذلك و تقرر فالملام على من اجترأ ،لا على من رد ، و قد قال رسولنا عليه الصلاة و السلام في صاحب حق اشتد في بعض القول : " دعوه ، فإن لصاحب الحق مقالا "
و أكرر تقبلى لقولكم ، و بغيتي ظهور وجه الحق في أي جانب كان ، و الله على ما أقول شهيد .
** و قد شغلنا هذا الرد عن الالتفات لأصل المسألة ، الذي أصبح مسألتين :
الأولى : مشروعية التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم حيا و ميتا ،
و الثانية : تضعيف المعاصرين لأحاديث صححها الأعلام من أئمة علوم الحديث ، الثقات المشاهير من علماء الإسلام .
هذا ،إن رغبتم في بيان وجه الحق في تلك القضية .
و الله يقول الحق ، وهو يهدي إلى سواء السبيل .
---
مساعد الطيار
10-19-2005, 02:57 PM(1/526)
جزاكم الله خيرًا أخي الدكتور أبو بكر ، وأسأل الله أن يجعلني وإياك ممن يقول فيُسدد ، ويطلب الحق أينما كان ، وأشكركم على حسن تلطفكم ، وقبولكم لما أبديت ، وإني أجد من مطارحاتكم في هذا الملتقى صدرًا رحبًا في تقبُّل النقاش ، والأخذ والرد ، فهذا من نعمة الله ، ولله الحمد .
وأسأل الله أن تبقى سمة في هذا الملتقى الردود على المسائل العلمية دون التعريض بالأشخاص ، وأن يبتعد المناقشون عما لايفيد في أصل المسألة التي يدور حولها النقاش ، وما ردكم ـ الذي فرحت به ـ إلا أمارة مما يتسم به رواد هذا الملتقى من الحرص على الاستفادة واحترام الآخرين ممن يخالفونه ، فلله الحمد والمنة .
---
القلم
10-19-2005, 03:49 PM
سمعاً وطاعة يا شيخ مساعد
---
القلم
10-20-2005, 12:22 AM
ردي على كلامك السابق يتلخص في هذه النقاط ولعلها تكفي .
1/ ابن ماجه لم يصحح الحديث، ومجرد إيراده للحديث في السنن ليس تصحيحاً له.
2/ النسائي لم يخرج الحديث في السنن الصغرى، بل أخرجه في الكبرى ولم يصرح بصحته، وأنت يا دكتور سكت عن هذا لتوهم أنه رواه في الصغرى فيكون صحيحاً عنده.
وأنا أطلب منك أن تنقل تصحيح النسائي للحديث .
3/ لا بد من البحث في وجه الغرابة التي ذكرها الترمذي بقوله: "حسن صحيح غريب".
ما هو وجه الغرابة ؟ وقد عزف كثير من الأئمة عن رواية هذا الحديث في كتبهم، فلعل في هذا ما يشعر بالريبة من صحة الحديث.
4/ هذا الحديث يا فضيلة الدكتور مهم جداً عند الصوفية، ويعتبرونه من شعائر الدين، فلماذا لم يروه الأئمة الحفاظ في كتبهم، ولماذا نجد الشيخين وغيرهما يهتمون بنقل سنّة قد توصف بأنها "صغيرة"، ثم يسكتون عن هذا الأمر العظيم؟!
5/ هذه النقطة (4) تجعل من حق الباحث المعاصر أن يبحث في صحة الحديث من ضعفه، كما ذكرتُ في الأوجه الـ 17، وأن يخرج عن حكم المتقدمين ، ولا ينطبق عليه قولك إن أحكام المتقدمين ينبغي ألا تخالف من قبل متأخر.(1/527)
6/ يبقى لك تصحيح ابن خزيمة ، لكن هل تتلتزم بكل ما صححه ابن خزيمة !! ، لأن البعض يا فضيلة الدكتور _ وأنت تعرف _ لا يسلمون بكل ما صححه ابن خزيمة، ويعتبرونه مجسماً ومبتدعاً، فلماذا يأخذون علينا أننا نخالفه في تصحيحه لهذا الحديث ؟ !
* * * * ( لنفترض صحة الحديث )
وإن كان أغضبك تضعيف بعض ( الأغمار ) للحديث فإني أعيد لك ما نقلته لك من قبل .
فعلى تقدير صحة الحديث فهو واضح وضوح الشمس في الدلالة على التوسل بالدعاء لا غير يدل على ذلك:
1- مجيء الأعمى إلى رسول الله صريح في أن المقصود هو التوسل بالدعاء لأنه لو قصد التوسل بالجاه لما تجشم عناء المجيء إليه .
2- قول الأعمى:" ادعو الله أن يعافيني " نص صريح في أنه إنما يريد دعاءه .
3- قوله في الرد على الأعمى (( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خيرلك )) فخيره بين الدعاء والصبر على البلاء فلم يذكر له التوسل بالجاه ولا بالذات من قريب ولا بعيد.
4- قول الأعمى: " ادع " وفي رواية النسائي من طريق حماد "ادع الله لي " مرتين أو ثلاثا وفي رواية أحمد " لا بل ادع الله لي " فهذا واضح في أن مقصود الأعمى هو الدعاء.
5- قول الصحابي "فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء " يدل على أن المسالة متعلقة بالدعاء ليس إلا ولا علاقة لها بجاه ولا غيره.
6- قال الأعمى: "إني توجهت بك" بعد قوله "أتوجه إليك " فيه معنى قوله من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه فيكون خطابا لحاضر معاين في قلبه مرتبط بما توجه به عند ربه من سؤال نبيه بدعائه الذي هو عين شفاعته ولذلك أتى بصغة الماضوية بعد الصغة المضارعية المفيد كل ذلك: أن هذا الداعي قد توسل بشفاعة نبيه في دعائه فكأنه استحضره وقت ندائه .
7- قوله في الحديث " اللهم شفعه في " صريح في أن هنالك داعيان هما رسول الله والأعمى حتى يكون العدد شفعا قال في اللسان: " وتشفعت إليه في فلان فشفعني فيه تشفيعا .(1/528)
قوله في الحديث " وشفعني فيه " وفيه أوضح دليل على أن المقصود هو الدعاء منهما فلذلك يطلب من الله قبول تلك الشفاعة لأن معنى شفع قبل شفاعته قال في القاموس:" وشفعته فيه تشفيعا حين شفع كمنع شفاعة قبلت شفاعته ".
وعلى هذا يكون المعنى اللهم اقبل دعائي في أن تقبل شفاعته في .
* * *
كلام الشيخ الألباني رحمه الله حول الحديث
يرى المخالفون: أن هذا الحديث يدل على جواز التوسل في الدعاء بجاه النبي أو غيره من الصالحين، إذ فيه أن النبي علم الأعمى أن يتوسل به في دعائه، وقد فعل الأعمى ذلك فعاد بصيراً.
وأما نحن فنرى ان هذا الحديث لا حجة لهم فيه على التوسل المختلف فيه، وهو التوسل بالذات، بل هو دليل آخر على النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع الذي أسلفناه، لأن توسل الأعمى إنما كان بدعائه. والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة، وأهمها:
أولاً: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي ليدعو له، وذلك قوله: (أدعُ الله أن يعافيني) فهو توسل إلى الله تعالى بدعائه ، لأنه يعلم أن دعاءه أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره، ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجة به إلى أن يأتي النبي ، ويطلب منه الدعاء له، بل كان يقعد في بيته، ويدعو ربه بأن يقول مثلاً:
(اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنزلته عندك أن يشفيني، وتجعلني بصيراً).
ولكنه لم يفعل ، لماذا؟ لأنه عربي يفهم معنى التوسل في لغة العرب حق الفهم ، ويعرف أنه ليس كلمة يقولها صاحب الحاجة، يذكر فيها اسم الموسَّل به، بل لابد أن يشتمل على المجيء إلى من يعتقد فيه الصلاح والعلم بالكتاب والسنة، وطلب الدعاء منه له.(1/529)
ثانياً: أن النبي وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له، وهو قوله : ( إن شئت دعوتُ، وإن شئت صبرت فهو خير لك ). وهذا الأمر الثاني هو ما أشار إليه في الحديث الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: ( إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه – أي عينيه – فصبر، عوضته منهما الجنة ).
ثالثاً: إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله: (فادع) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له، لأنه خير من وفى بما وعد، وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق، فقد شاء الدعاء وأصرعليه، فإذن لا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له، فثبت المراد، وقد وجه النبي الأعمى بدافع من رحمته، وبحرص منه أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه، وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، ليجمع له الخير من أطرافه، فأمرهأن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي له، وهي تدخل في قوله تعالى: ( وابتغوا إليه الوسيلة ) كما سبق.
وهكذا فلم يكتف الرسول بدعائه للأعمى الذي وعده به، بل شغله بأعمال فيها
طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه، ليكون الأمر مكتملاً من جميع نواحيه ، وأقرب إلى القبول والرضا من الله سبحانه وتعالى، وعلى هذا، فالحادثة كلها تدور حول الدعاء – كما هو ظاهر – وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون.
وقد غفل عن هذا الشيخ الغماري أو تغافل ، فقال في "المصباح" (24): ( وإن شئتَ دعوتُ ). أي وإن شئت علمتك دعاء تدعو به، ولقنتك إياه، وهذا التأويل واجب ليتفق أول الحديث مع آخره. انتهى(1/530)
قلت: هذا التأويل باطل لوجوه كثيرة منها: أن الأعمى إنما طلب منه صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، لا أن يعلمه دعاء، فإذا كان قوله له: ( وإن شئت دعوت ) جواباً على طلبه تعين أنه الدعاء له، ولابد، وهذا المعنى هو الذي يتفق مع آخر الحديث، ولذلك رأينا الغماري لم يتعرض لتفسير قوله في آخره: ( اللهم فشفعه في، وشفعني فيه ) لأنه صريح في أن التوسل كان بدعائه صلى الله عليه وسلم كما بيناه فيما سلف.
ثم قال: (ثم لو سلمنا أن النبي دعا للضرير فذلك لا يمنع من تعميم الحديث في غيره).
رابعاً: أن في الدعاء الذي علمه رسول الله إياه أن يقول: ( اللهم فشفعه في ) وهذا يستحيل حمله على التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم ، أو جاهه، أو حقه ، إذ أن المعنى: اللهم اقبل شفاعته في، أي اقبل دعائه في أن ترد عليَّ بصري، والشفاعة لغة الدعاء، وهو المراد بالشفاعة الثابتة له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء والصالحين يوم القيامة، وهذا يبين أن الشفاعة أخص من الدعاء، إذ لا تكون إلا إذا كان هناك اثنان يطلبان أمراً، فيكون أحدهما شفيعاً للآخر، بخلاف الطالب الواحد الذي لم يشفع غيره، قال في "لسان العرب": (الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، والشافع الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب، يقال بشفعت بفلان إلى فلان، فشفعني فيه).
فثبت بهذا الوجه أيضاً أن توسل الأعمى إنما كان بدعائه لا بذاته.
خامساً: إن مما علم النبي الأعمى أن يقوله: ( وشفعني فيه ) أي اقبل شفاعتي، أي دعائي في أن تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي دعاءه في أن ترد علي بصري . هذا الذي لا يمكن أن يفهم من هذه الجملة سواه.
ولهذا ترى المخالفين يتجاهلونها ولا يتعرضون لها من قريب أو من بعيد، لأنها تنسف بنيانهم من القواعد ، وتجتثه من الجذور، وإذا سمعوها رأيتهم ينظرون إليك نظر المغشي عليه.(1/531)
ذلك أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأعمى مفهمومة ، ولكن شفاعة الأعمى في الرسول كيف تكون؟ لا جواب لذلك عندهم البتة.
ومما يدل على شعورهم بأن هذه الجملة تبطل تأويلاتهم أنك لا ترى واحداً منهم يستعملها، فيقول في دعائه مثلاً: اللهم شفع فيَّ نبيك، وشفعني فيه.
سادساً: إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه بدعائه لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره، ولذلك رواه المصنفون في "دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره، فهذا يدل على ان السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي .
ويؤيده كل من دعا به من العميان مخلصاً إليه تعالى، منيباً إليه قد عوفي، بل على الأقل لعوفي واحد منهم، وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبداً.
كما أنه لو كان السر في شفاء الأعمى أنه توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقدره وحقه، كما يفهم عامة المتأخرين، لكان من المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون بجاهه ، بل ويضمون إليه أحياناً جاه جميع الأنبياء المرسلين، وكل الأولياء والشهداء والصالحين، وجاه كل من له جاه عند الله من الملائكة، والإنس والجن أجمعين! ولم نعلم ولا نظن أحداً قد علم حصول مثل هذا خلال القرون الطويلة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلى اليوم.(1/532)
إذا تبين للقارىء الكريم ما أوردناه من الوجوه الدالة على أن حديث الأعمى إنما يدور حول التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا علاقة له بالتوسل بالذات، فحينئذ يتبين له أن قول الأعمى في دعائه: (اللهم إني أسألك، وأتوسل إليك بنبيك محمد ) إنما المراد به: أتوسل إليك بدعاء نبيك، أي على حذف المضاف، وهذا أمر معروف في اللغة، كقوله تعالى: ( واسأل القرية التي كنا فيها، والعير التي اقبلنا فيها ) أي أهل القرية وأصحاب العير. ونحن والمخالفون متفقون على ذلك، أي على تقدير مضاف محذوف، وهو مثل ما رأينا في دعاء عمر وتوسله بالعباس، فإما أن يكون التقدير: إني أتوجه إليك بـ (جاه) نبيك، ويا محمد إني توجهت
بـ (ذات) ك أو (مكانت) ك إلى ربي كما يزعمون، وإما أن يكون التقدير: إني أتوجه إليك
بـ (دعاء) نبيك، ويا محمد إني توجهت بـ (دعاء) ك إلى ربي كما هو قولنا. ولا بد لترجيح احد التقديرين من دليل يدل عليه. فأما تقديرهم (بجاهه) فليس لهم عليه دليل لا من هذه الحديث ولا من غيره، إذ ليس في سياق الكلام ولا سباقه تصريح أو إشارة لذكر الجاه أو ما يدل عليه إطلاقاً، كما أنه ليس عندهم شيء من القرآن أو من السنة أو من فعل الصحابة يدل على التوسل بالجاه، فيبقى تقديرهم من غير مرجح، فسقط من الاعتبار، والحمد لله.
* أما تقديرنا فيقوم عليه أدلة كثيرة، تقدمت في الوجوه السابقة.
وثمة أمر آخر جدير بالذكر، وهو أنه لو حمل حديث الضرير على ظاهره، وهو التوسل بالذات لكان معطلاً لقوله فيما بعد: (اللهم فشفعه في، وشفعني فيه) وهذا لا يجوز كما لا يخفى، فوجب التوفيق بين هذه الجملة والتي قبلها. وليس ذلك إلا على ما حملناه من أن التوسل كان بالدعاء، فثبت المراد، وبطل الاستدلال به على التوسل بالذات، والحمد لله.... والله الموفق للصواب.
دفع توهم:(1/533)
هذا ولا بد من بيان ناحية هامة تتعلق بهذا الموضوع، وهي أننا حينما ننفي التوسل بجاه النبي ، وجاه غيره من الأنبياء والصالحين فليس ذلك لأننا ننكر أن يكون لهم جاه، أو قدر أو مكانة عند الله، كما أنه ليس ذلك لأننا نبغضهم، وننكر قدرهم ومنزلتهم عند الله، ولا تشعر أفئدتنا بمحبتهم . انتهى بشيء من التصرف .
والسلام
---
د.أبو بكر خليل
10-21-2005, 12:16 AM
إخوة الكرام
أود التذكير بأمور لا بد من الاتفاق فيها أولا لتكون المراجعة و المذاكرة مثمرة و ذات فائدة ، و من ذلك :
1 – أنه لا ينبغي لمسلم صحيح الإيمان أن يرد حديثا ثبتت و صحت نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لأي غرض كان ،
2 – و أن الخلاف المذهبي لا يصح و لا يجوز أن يكون دافعا للإعراض أو الاعتراض على ما لا يوافقنا من الأحاديث الشريفة بتعسف الرد أو تلمس أوهى الأسباب ، هذا إن وجدت أصلا ،
4 – و أن الأحاديث التي اجتمع غير واحد ، بل جمع من الأئمة الحفاظ على تصحيحها ، و تلقاها علماء الأمة بعد ذلك بالقبول و التسليم على مدار الأزمنة و في مختلف الأمكنة من بلاد الإسلام ، لا يصح و لايجوز القول بخلافها ، لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة و لا على خطأ ، و قد تعددت و تضافرت الأحاديث بلإخبار عن ذلك ،
5 – و أنه إذا صح الحديث فهو مذهبي ، كما قيل من قبل و نقل ، و قد ذكر صاحب " تحفة الأحوذي " أن الربيع قال : إا رويت حديثا صحيحا فلم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب .
6 – ينبغي علينا جميعا أن لا نضاهئ – مع الفارق – مسلك الوضاعين الذين ذكر أنهم وضعوا الأحاديث تأييدا لمذاهبهم ، و بسبب التعصب المذهبي – فلا نفعل ما يقاربه في المآل فنرد الأحاديث الصحيحة بسبب التعصب المذهبي أيضا ، فنشبههم في صنيعهم ،
7 - و أنه ينبغي أن يكون بحثنا عن الأدلة و في الأدلة بغرض الاستبصار ، و ليس بغرض الاستظهار لرأي لدينا(1/534)
• فإن وقع الاتفاق أمكن تحرير و تحقيق محل النزاع ، و إلا وجب تعيين مواضع الاتفاق ، فإن وقع هذا فبها ، و إلا فلا ، و ما قدمته آنفا يقبل المراجعة بالطبع .
***************
- و بخصوص ما طلبه مني أخي ، المكنى ب " القلم " من رد على أسئلة وجها لي ، فأقول و بالله التوفيق و عليه التكلان :
- 1 - جاء في " سنن بن ماجه - عقب إيراد الحديث - : " قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح " .
- و هذا نقلته و ذكرته في أول مشاركة لي تعقيبا على مشاركتك الأصلية ، و تلبية لطلبك التعليق بالاستدراك أو التصحيح ، فارجع إليه أعلاه .
2 – و أما وجه الغرابة في حديث الترمذي : فقد ذكره هو ، و نقلته عقب إيراد حديثه ، و فيه " قال هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو الخطمي ، وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف . ،
و قد وجدت في رواية ( و هو غير الخطمي ) . و الشاهد هو تصحيح الترمذي ، مع قوله نفسه بالغرلبة ، فلا يعترض عليه بها ، لأنه علمها و حكم بالصحة .
3 – و قد سهوت ، فذكرت تصحيح النسائي ، و قد جاء ذلك في آخ كلامي ، و لم يكن في صلب احتجاجي الذي اقتصر في المشاركة الأصلية على تصحيح ابن ماجه و الترمذي ، و " هذه لكم و ليست لنا " ، و أشهد الله أني لم أرد بها إيهاما بشيء .
4 – أما قولكم إنه لم يتبق – لي – إلا ابن خزيمة . أي تصحيحه :
فقد نقلت فيه قول المباركفوري صاحب " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " و كذا تصحيح الحاكم للحديث ، و قد ذكر تصحيح الترمذي ، و كذا تخريج ابن ماجه و النسائي ، و لم يذكر تضعيفا لرواية النسائي و لا تعقبا لصحة رواية الترمذي ، بل أقر تصحيحه المذكور ، و كذا قال أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من غير تعقب ، فيكون بمنزلة الإقرار بصحته ، و كذلك لم يضعف رواية ابن ماجه – و الإمام المباركفوري إمام حافظ ، هذا من ناحية ،(1/535)
5 – و من ناحية أخرى : لو لم يصححه إلا الإمام ابن خزيمة ، الملقب بإمام الأئمة لكفى و شفى ، و إليك ما قاله الإمام الحافظ ابن الصلاح في " مقدمته " ، قال :
• [ ...ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين ( يعني : صحيحي البخاري و مسلم ) يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث ......ثم قال :
• و يكفي مجرد كونه ( يعني الحديث ) موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه ، ككتاب ابن خزيمة ...] .
6 – و يؤيد مشروعية التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم في حياته و بعد وفاته عليه الصلاة و السلام ذكر الشوكاني لها – فيما حكاه صاحب " تحفة الأحوذي " – و قد تقدم – و هو نفسه الذي استشهد بتفسيره الشنقيطي في بيان رد الاستدلال بالآية : { و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك } ، و فيه لم يذكر شيئا عن التوسل به ، وهو استدلال في غير محله ، بينما صرح أو أقر بمشروعيته ، فقال : و للناس في معنى هذا قولان :
• [ ... والقول الثاني : أن التوسل به يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه ] .
** فهذا ما جاء من تصحيح لابن ماجه و للترمذي و للحاكم و لابن خزيمة للحديث المحتج به ، و حسبك بواحد منهم ، فما بالك بأربعة ؟
فإن لم يصح الحديث بتصحيحهم فلن يصح لنا حديث شريف
و حسبنا الله و نعم الوكيل
---
د.أبو بكر خليل
10-21-2005, 07:47 AM
أخي الكريم / المكنى ب " القلم "
كانت مشاركتي استجابة لمطلبكم بالتعليق ( إضافة – استدراك – تصحيح ) ، كما جاء في ذيل مشاركتكم الأصلية ، و تقبل من أخيك حرصه على حفظ حجية السنة النبوية الشريفة ، بعدم توهين الأحاديث التي اجتمع على تصحيحها ثلاثة أئمة معتبرين أو أربعة .(1/536)
1 – وقع لبس بين ما جاء في " سنن ابن ماجه " – عقب إيراده الحديث – من القول : " قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح " و بين قول المباركفوري في " تحفة الأحوذي " ، قال : " و أخرجه النسائي " – و لم ينقل تصحيحه ، و لكنه لم ينقل تضعيفا كذلك ، و " هذه لكم ، و ليست لنا " مشاكلة لعنوان مشاركتكم الأصلية .
2 – أحسب أن تصحيح ابن خزيمة – شيخ الإسلام ، و إمام الأئمة ، كما نقله المباركفوري في " تحفة الأحوذي " كاف وحده في التصحيح ، و قد قال ابن الصلاح في " مقدمته " :
* [ ...ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين ( يعني : صحيحي البخاري و مسلم ) يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث ......ثم قال :
• و يكفي مجرد كونه ( يعني الحديث ) موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه ، ككتاب ابن خزيمة …] . و هذا فيما سوى ما توقف فيه ابن خزيمة .
3 – و قد قال الشوكاني : و للناس في هذا المعني [ يعني التوسل بالرسول عليه الصلاة و السلام ] قولان :
[..... والقول الثاني : أن التوسل به يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه ] .
4 – فإذا تعضد ذلك التصحيح بتصحيح الترمذي و الحاكم و غيرهما كان ذلك أوكد و أوثق في التصحيح .
5 – و لم ينقل صاحب " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " تضعيفا واحدا لذلك الحديث ، و قد صححه السيوطي في " الجامع الصغير " .
و الله تعالى أعلم و أحكم ، و هو الهادي إلى سواء السبيل .
وفقكم الله و إياي أخي الكريم إلى السداد و الرشاد في كل حال و حين .
---
د.أبو بكر خليل
10-21-2005, 07:51 AM
أخي الكريم / المكنى ب " القلم "
كانت مشاركتي استجابة لمطلبكم بالتعليق ( إضافة – استدراك – تصحيح ) ، كما جاء في ذيل مشاركتكم الأصلية ، و تقبل من أخيك حرصه على حفظ حجية السنة النبوية الشريفة ، بعدم توهين الأحاديث التي اجتمع على تصحيحها ثلاثة أئمة معتبرين أو أربعة .(1/537)
1 – وقع لبس بين ما جاء في " سنن ابن ماجه " – عقب إيراده الحديث – من القول : " قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح " و بين قول المباركفوري في " تحفة الأحوذي " ، قال : " و أخرجه النسائي " – و لم ينقل تصحيحه ، و لكنه لم ينقل تضعيفا كذلك ، و " هذه لكم ، و ليست لنا " مشاكلة لعنوان مشاركتكم الأصلية .
2 – أحسب أن تصحيح ابن خزيمة – شيخ الإسلام ، و إمام الأئمة ، كما نقله المباركفوري في " تحفة الأحوذي " كاف وحده في التصحيح ، و قد قال ابن الصلاح في " مقدمته " :
* [ ...ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين ( يعني : صحيحي البخاري و مسلم ) يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث ......ثم قال :
• و يكفي مجرد كونه ( يعني الحديث ) موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه ، ككتاب ابن خزيمة …] . و هذا فيما سوى ما توقف فيه ابن خزيمة .
3 – و قد قال الشوكاني : و للناس في هذا المعني [ يعني التوسل بالرسول عليه الصلاة و السلام ] قولان :
[..... والقول الثاني : أن التوسل به يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه ] .
4 – فإذا تعضد ذلك التصحيح بتصحيح الترمذي و الحاكم و غيرهما كان ذلك أوكد و أوثق في التصحيح .
5 – و لم ينقل صاحب " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " تضعيفا واحدا لذلك الحديث ، و قد صححه السيوطي في " الجامع الصغير " .
و الله تعالى أعلم و أحكم ، و هو الهادي إلى سواء السبيل .
وفقكم الله و إياي أخي الكريم إلى السداد و الرشاد في كل حال و حين .
---
القلم
10-21-2005, 12:24 PM
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
---
محمد الأمين
11-08-2005, 08:53 AM
تساهل الترمذي(1/538)
قال الذهبي ميزان الاعتدال (7\231): «فلا يُغتَرّ بتحسين الترمذي. فعند المحاقَقَةِ غالبُها ضعاف». وفي نصب الراية (2\217): قال ابنُ دِحْيَة في "العَلَم المشهور": «وكم حَسّن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية!». وقال الذهبي في السير (13\276) عن سنن الترمذي «"جامعه" قاضٍ له بإمامته وحفظه وفقهه. ولكن يترخّص في قبول الأحاديث، ولا يُشدّد. و نفَسهُ في التضعيف رَخو».
وقال ابن القيم في "الفروسية" (ص243): «الترمذي يصحّح أحاديثَ لم يتابعه غيره على تصحيحها. بل يصحّح ما يضعّفه غيره أو ينكره»، ثم ضرب عدة أمثلة.
وأخرج الترمذي حديث: «المسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرّم حلالاً أو أحلّ حرماً». قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». لكن في إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه، وهو مُجمعٌ على ضعفه كما قال ابن عبد البر. وقال فيه الشافعي وأبو داود: هو ركنٌ من أركان الكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة. وضرب أحمد على حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (5\493): «وأما الترمذي فروى من حديثه الصلح جائز بين المسلمين، وصحّحه. فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي». قلت: فقد نقل الذهبي عن جمهور العلماء عدم الاعتماد على تصحيح الترمذي، وهو الصواب إن شاء الله. وليس ذلك معناه إسقاط الإمام الترمذي وتجاهل أحكامه، بل المقصود أن تصحيحه في بعض التساهل، فيجب إعادة النظر فيه.
---
محمد الأمين
11-08-2005, 12:18 PM
- 1 - جاء في " سنن بن ماجه - عقب إيراد الحديث - : " قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح " .
- و هذا نقلته و ذكرته في أول مشاركة لي تعقيبا على مشاركتك الأصلية ، و تلبية لطلبك التعليق بالاستدراك أو التصحيح ، فارجع إليه أعلاه .
أبو إسحاق ليس ابن ماجه ولعله لقب المحقق!
---
حارث الهمام
11-12-2005, 10:12 AM(1/539)
الشيخ الكريم د. أبوبكر خليل وفقه الله والإخوة الفضلاء..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منكم، وبعد فأشكر لكم حرصكم جميعاً على السنة، وعلى حماية جناب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أو جناب العقيدة وتوحيد رب العالمين سبحانه وتعالى.
ولي تعقيب أرجو أن تتسع له صدوركم.
إخواني أراكم انصرفتم إلى جدل حول حديث الترمذي وابن ماجة وغيرهما، ولعله ليس وراء هذا الانصراف كبير فائدة، فالحديث صححه أئمة معتبرون من سلف الأمة وخلفها، ولعل العلامة الألباني يصححه كما رأيته في غير موضع. ويصححه غيره من أئمة السنة في هذا العصر، ومثل من تبع هؤلاء لايثرب عليه خاصة وأن الأسانيد تحتمل القبول بل هو ظاهرها وليعذرني أخي الحبيب القلم -على مخالفة الشيخ الكريم الذي نقل عنه الحكم عليها بالاضطراب ولعله ليس من المناسب الاسترسال في بيانه.
ولو كان الجدل حول الزيادة التي أوردها الطبراني وغيره فيه لكان للجدل محله ومعناه المعتبر فإن فيها معان ينبغي أن تحقق بحق، كما أن بعض أئمة أهل العلم أشار إلى ضعفها.
وبالمقابل -وفقكم الله- أعرضتم عن لب المسألة ألا وهي دلالة النص على جواز التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته.
وقد وجدت الأخ الكريم (القلم) ذكر في رده الثامن ثلاثة عشر وجهاً يبين فيها عدم وجود دلالة في الحديث على جواز التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم ولعل اشتغال دكتورنا الحبيب أبوبكر خليل بإثبات صحة الأثر أنساه أو ألهاه عن مناقشة دلالته، على الرغم من أن الأخ القلم أعاد تلك الأوجه فنبه على سبعة منها ثم ذكر ستة نقلاً عن الألباني وكلها تفيد عدم صحة الاستدلال بذلك النص على جواز التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم. فحري بالدكتور أن يعلق عليها.
خاصة وأن الذي يظهر هو وجاهة تلك الأوجه أو بعضها فقد اجتمع للأعمى -رضي الله عنه- أمور:
الأول: طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم.(1/540)
الثاني: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له.
الثالث: استشفاعه وتوجهه بمحمد صلى الله عليه وسلم، وطلبه من الله أن يشفعه (يقبل شفاعته) فيه.
والحق أن لفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به فيه إجمال وإشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة، كما يقول الإمام ابن تيمية، فهذا اللفظ يراد به:
1- التسبب به لكونه داعياً وشافعاً مثلا.
2- أو لكون الداعي مجيباً له مطيعاً لأمره مقتدياً به فيكون التسبب إما بمحبة السائل له واتباعه له وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته.
3- ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته فلا يكون التوسل بشيء منه ولا بشيء من السائل بل بذاته أو لمجرد الإقسام به على الله.
أقول: فهذه معان ثلاثة يحتملها اللفظ الذي يستدل به من يستدل بالحديث على جواز التوسل، وإذا تبين أن هذا اللفظ محتمل فيبقى الاستدلال به محل نظر.
فكيف إذا انجمع إليه ما يدل على أن المراد بالتوسل توسله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له لما ذكر في 1و2 ولقوله (شفعه في) ولغيرها من الأوجه التي أشار إليها الأخ الكريم القلم في الرد الثامن والخامس عشر.
ويضاف إلى ما ذكر: هب أن في الحديث توسلاً بذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم -وقد أُبين أن في اللفظ إجمال- فمن أين أخذ جواز ذلك مطلقاً بغير الشروط التي جاءت في الحديث؟
كدعائه صلى الله عليه وسلم للمتوسل، وأمره بصلاة الركعتين...(1/541)
فإن التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم لو كان وحده كافياً لأجل حصول المراد، مشروعاً، لما أمره بغيره مقترناً به، ولأخبره بالأيسر مجرداً دون أن يقول لو شئت دعوت لك. أما وأنه قد ذكر الدعاء له وأمره بالصلاة في معرض بيان سبيل قضاء حاجته فهذا يدل على لزومهما مع التوسل لحصول المراد. ولهذا قال بعض أهل العلم: "والفرق ثابت شرعاً وقدراً بين من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وبين من لم يدع له(قوله وقدراً: يعني في واقع الناس ما يقضيه الله، فليس كل من دعا بنحو ما سبق استجيب له كما استجيب لعثمان رضي الله عنه)، فلا يجوز أن يجعل أحدهما كالآخر وهذا الأعمى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال في دعائه الله فشفعه في فعلم أنه شفع فيه وكذلك قوله إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك قال ادع لي فدعا له وقد أمره أن يصلي ويدعو هو لنفسه أيضا فحصل الدعاء من الجهتين".
والحاصل أرجو من الدكتور الكريم أن يناقش الاستدلال، خاصة مع علمي بأن كثيرين -ولعلي منهم- يصححون الأثر المذكور بيد أنهم لايرون فيه دلالة على جواز التوسل بالذات الشريفة صلى الإله على صاحبها وسلم، بل في جزء منه إجمال يفسره شقه الأول.
هذا وأعلم -كما يعلم الإخوان- أن للقائلين بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، أدلة أخرى، ولامانع من أن تناقش سواء ما تعلق منها بهذا الحديث كالزيادات والقصص التي وردت في سياقه عند بعض الأئمة أو بغيره كنحو الآية -وإن كنت أفهم من كلام المتحاورين قولهم جميعاً بعدم وجود وجه صحيح في دلالتها وقد أشار إلى هذا الدكتور-، ولكن أرجو أن يكون الانتقال إلى تلك الزيادات أو إلى الأدلة الأخرى عقيب أن يتقرر لدى الباحثين:
هل النص المذكور والذي صححه الترمذي والحاكم وابن خزيمة وغيرهما بهذا اللفظ يدل على جواز التوسل؟ أم أن فهم الجواز مأخوذ من نص آخر أو زيادة أخرى ليست في هذا الذي صححوه؟(1/542)
وبيان هذا يكون بالجواب على ما ذكر في الرد الثامن (آخر ثلاثة عشر وجهاً)، والخامس عشر(النصف الأخير من الرد)، وهذا الرد.
هداني الله وإياكم لمعرفة الحق والعمل به، ووفقنا جميعاً لسبل مرضاته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
د.أبو بكر خليل
11-12-2005, 11:52 PM
الأخ الفاضل أكرمك الله ، و وفقني و إياكم إلى السداد و الرشاد في كل حال و حين . اللهم آمين
و قد كنت عاقدا العزم على عدم العود للمناظرة أو المجادلة في هذه المسألة ، لأني أعلم عمق الخلاف فيها بين المتأخرين المعاصرين ، و لكن خشية ظن إعراضي عن رسالتكم الطيبة الرصينة ، و كذا خشية الظن بعجزي عن الرد على ما ورد بها – جعلني أعيد هنا ما ذكرته من قبل في مشاركة أخرى لا أدري إن كنتم اطلعتم عليها أم لا ؟
_ و قد أعجبني فيكم الإنصاف و الاعتدال في النظر في أقوال و نقول المتحاورين ، و من ذلك قولكم أكرمكم الله :
( ولي تعقيب أرجو أن تتسع له صدوركم.
إخواني أراكم انصرفتم إلى جدل حول حديث الترمذي وابن ماجة وغيرهما، ولعله ليس وراء هذا الانصراف كبير فائدة، فالحديث صححه أئمة معتبرون من سلف الأمة وخلفها، ولعل العلامة الألباني يصححه كما رأيته في غير موضع. ويصححه غيره من أئمة السنة في هذا العصر، ومثل من تبع هؤلاء لايثرب عليه خاصة وأن الأسانيد تحتمل القبول بل هو ظاهرها وليعذرني أخي الحبيب القلم -على مخالفة الشيخ الكريم الذي نقل عنه الحكم عليها بالاضطراب ولعله ليس من المناسب الاسترسال في بيانه.
ولو كان الجدل حول الزيادة التي أوردها الطبراني وغيره فيه لكان للجدل محله ومعناه المعتبر فإن فيها معان ينبغي أن تحقق بحق، كما أن بعض أئمة أهل العلم أشار إلى ضعفها ).
كلام طيب و جيد ، و بقولك أقول أو بمثله قلت و أقول .
--------------------------------------------------------
_ و أما بخصوص الاستدلال به :(1/543)
فلست مستقلا برأيى فيه – فأنا و كذا كثير منا مقلدون إن لم نكن من العوام في الفقه و غير الفقه ، أو قل نحن مجرد نقلة عن المتقدمين من أئمة العلم ، أو هكذا أرى نفسي ،
و إنما استدللت بذلك الحديث بعد الرجوع إلى شروحه ، و قد استدل به على ذلك التوسل به صلى الله عليه و سلم – فيما حكاه المباركفوري صاحب كتاب " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " – الشيخ عابد السندي شيخ الشيخ عبد الغني صاحب " إنجاح الحاجة "، و كذا الإمام الشوكاني في " تحفة الذاكرين "،
و ذلك نقلا عن " الموسوعة الفقهية الكويتية " – على ما ذكر في مشاركة في " ملتقى أهل الحديث " ، و قد قال بذلك التوسل أئمة أثبات منهم : القسطلانيّ ، و النوويّ ، و العتبيّ ، و العزّ بن عبد السّلام ، و السّبكيّ ، و ابن قدامة ، و الكمال بن الهمام ، و الطّحاويّ ، و الشّوكانيّ ، و عابد السّنديّ ، و غيرهم ، على ما جاء في تلك الموسوعة ( نقلا عن موقع ملتقى أهل الحديث – و معذرة على عدم الرجوع للمصدر الأم لعطل في جهازي ) ،
و إليك نصها من غير تغيير سوى ما أضفته من أرقام للفقرات ، جعلتها بين قوسين : ( ) هكذا .
* [ ما مدى صحة القول بجواز التوسل بذات الرسول قبل وفاته وبعدها؟
--------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية الجزء الرابع عشر
مانصّه:
د - التّوسّل بالنّبيّ بعد وفاته :
اختلف العلماء في مشروعيّة التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كقول القائل : اللّهمّ إنّي أسألك بنبيّك أو بجاه نبيّك أو بحقّ نبيّك ، على أقوال :
القول الأوّل :
11 - ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة ومتأخّرو الحنفيّة وهو المذهب عند الحنابلة - إلى جواز هذا النّوع من التّوسّل سواء في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته .(1/544)
( 1 ) قال القسطلانيّ : وقد روي أنّ مالكا لمّا سأله أبو جعفر المنصور العبّاسيّ - ثاني خلفاء بني العبّاس - يا أبا عبد اللّه أأستقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه .
وقد روى هذه القصّة أبو الحسن عليّ بن فهر في كتابه " فضائل مالك " بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشّفاء من طريقه عن شيوخ عدّة من ثقات مشايخه .
( 2 ) وقال النوويّ ّفي بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ثمّ يرجع الزّائر إلى موقف قبالة وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيتوسّل به ويستشفع به إلى ربّه ،
( 3 ) ومن أحسن ما يقول ( الزّائر ) ما حكاه الماورديّ والقاضي أبو الطّيّب وسائر أصحابنا عن العتبيّ مستحسنين له قال : كنت جالسا عند قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابيّ فقال : السّلام عليك يا رسول اللّه . سمعت اللّه تعالى يقول : { وَلو أَنَّهُم إذْ ظَلَمُوا أنْفسَهم جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرَّسُولُ لَوَجدُوا اللَّهَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً } وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي . ثمّ أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه وطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم ،
( 4 ) وقال العزّ بن عبد السّلام : ينبغي كون هذا مقصوراً على النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه سيّد ولد آدم ، وأن لا يقسم على اللّه بغيره من الأنبياء والملائكة الأولياء ، لأنّهم ليسوا في درجته ، وأن يكون ممّا خصّ به تنبيهاً على علوّ رتبته .
( 5 ) وقال السّبكيّ : ويحسن التّوسّل والاستغاثة والتّشفّع بالنّبيّ إلى ربّه .(1/545)
( 6 ) وفي إعانة الطّالبين : . . . وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي .
ما تقدّم أقوال المالكيّة والشّافعيّة
.
وأمّا الحنابلة
( 6 ) فقد قال ابن قدامة في المغني بعد أن نقل قصّة العتبيّ مع الأعرابيّ : ويستحبّ لمن دخل المسجد أن يقدّم رجله اليمنى . . . إلى أن قال : ثمّ تأتي القبر فتقول . . . وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربّي . . . " .
( 7 ) ومثله في الشّرح الكبير .
وأمّا الحنفيّة
فقد صرّح متأخّروهم أيضاً بجواز التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم .
( 8 ) قال الكمال بن الهمام في فتح القدير : ثمّ يقول في موقفه : السّلام عليك يا رسول اللّه . . . ويسأل اللّه تعالى حاجته متوسّلا إلى اللّه بحضرة نبيّه عليه الصلاة والسلام .
( 9 ) وقال صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النّبيّ صلى الله عليه وسلم . . . جئناك من بلاد شاسعة . . . والاستشفاع بك إلى ربّنا . . . ثمّ يقول : مستشفعين بنبيّك إليك .
( 10 ، و 11 ، و 12 ) ومثله في مراقي الفلاح والطّحاويّ على الدّرّ المختار والفتاوى الهنديّة .
ونصّ هؤلاء : عند زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّهمّ . . . وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيّك إليك .
( 13 ) وقال الشّوكانيّ : ويتوسّل إلى اللّه بأنبيائه والصّالحين .
************************************************** *************
( هذا الفاصل بين ما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية من كلام : هو من عندي ، ليتميز كلام أولئك الأئمة المذكورين و يستقل عن بقية الأقوال و الاستدلالات لغيرهم ، فليتنبَه إليه )
تكملة ما جاء في الموسوعة :
وقد استدلّوا لما ذهبوا إليه بما يأتي :
أ - قوله تعالى : { وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلةَ } .(1/546)
ب - حديث الأعمى المتقدّم وفيه : « اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة » . فقد توجّه الأعمى في دعائه بالنّبيّ عليه الصلاة والسلام أي بذاته .
ج - « قوله صلى الله عليه وسلم في الدّعاء لفاطمة بنت أسد : اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الّذين من قبلي فإنّك أرحم الرّاحمين » .
د - توسّل آدم بنبيّنا محمّد عليهما الصلاة والسلام : روى البيهقيّ في " دلائل النّبوّة " والحاكم وصحّحه عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم « لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي فقال اللّه تعالى : يا آدم كيف عرفت محمّدا ولم أخلقه ؟ قال : يا ربّ إنّك لمّا خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلا أحبّ الخلق إليك ، فقال اللّه تعالى : صدقت يا آدم ، إنّه لأحبّ الخلق إليّ ، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك ، ولولا محمّد ما خلقتك » .(1/547)
هـ – حديث الرّجل الّذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفّان رضي الله عنه : روى الطّبرانيّ والبيهقيّ « أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه في زمن خلافته ، فكان لا يلتفت ولا ينظر إليه في حاجته ، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف ، فقال له : ائت الميضأة فتوضّأ ، ثمّ ائت المسجد فصلّ ، ثمّ قل : اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك فيقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك ، فانطلق الرّجل فصنع ذلك ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، فجاء البوّاب فأخذ بيده ، فأدخله على عثمان رضي الله عنه فأجلسه معه وقال له : اذكر حاجتك ، فذكر حاجته فقضاها له ، ثمّ قال : ما لك من حاجة فاذكرها ثمّ خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له : جزاك اللّه خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتّى كلّمته لي ، فقال ابن حنيف ، واللّه ما كلّمته ولكن « شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره » .
إلى آخر حديث الأعمى المتقدّم .
( 14 ) قال المباركفوري : قال الشّيخ عبد الغنيّ في إنجاح الحاجة : ذكر شيخنا عابد السّنديّ في رسالته : والحديث - حديث الأعمى - يدلّ على جواز التّوسّل والاستشفاع بذاته المكرّم في حياته ، وأمّا بعد مماته فقد روى الطّبرانيّ في الكبير عن عثمان بن حنيف أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان . . إلى آخر الحديث .
( 13 مكرر ) وقال الشّوكانيّ في تحفة الذّاكرين : وفي الحديث دليل على جواز التّوسّل برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى اللّه عزّ وجلّ مع اعتقاد أنّ الفاعل هو اللّه سبحانه وتعالى وأنّه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ((
انتهى الاقتباس .
*** و للاطلاع على أصل الكلام في " ملتقى أهل الحديث " ، و كذا بقيته : اضغط على هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25357(1/548)
و ما تقدم كان جزءا من مشاركة- لكاتب هذا – في " الملتقى المفتوح – ملتقى أهل التفسير " ، و كانت بعنوان : (مشروعية التوسل برسول الله في المذاهب ( عن الموسوعة الفقهية الكويتية ) ،
و للاطلاع عليها إليك هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4138
فهؤلاء أئمة الأمة ، و تلك أقوالهم ،
فإن كان هناك من يخالفهم لدليل صح عنده – فحسبنا بهؤلاء الأعلام فيما قالوا به استنادا لأدلة ثبتت و صحت عندهم ، و اطمأنت قلوبنا لها ،
و من القواعد الأصولية المقررة : " لا ينكر ما اختلف فيه ، و إنما ينكر المجمع عليه "
أي ينكر خلاف المجمع عليه ،
و لا ريب أن معظم القائلين بجوازه و استحبابه أئمة متقدمون و مقدمون على تلك القلة القائلة بمنعه
---
محمد الأمين
11-13-2005, 07:46 AM
و لا ريب أن معظم القائلين بجوازه و استحبابه أئمة متقدمون و مقدمون على تلك القلة القائلة بمنعه
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم. ما أبعد هذا القول عن الحقيقة، إذ لا يعرف أحد من السلف أجاز هذه البدعة الخبيثة، فلا عبرة بمخالفة من شذ من الخلف، فإن الأئمة المتقدمين كانوا أفقه منهم وأعرف وأصح إيماناً.
---
حارث الهمام
11-13-2005, 08:54 AM
شكر الله لكم حسن ردكم، وأسأل الله أن يبارك فيكم وفي علمكم، وقد سرني جوابكم وأخبركم بأنكم لو لم تجيبوا لما عددت ذلك -بل لما عده عاقل- عجز منكم، فما أسهل المراء والجدل ولاسيما الإلكتروني!
ولكني أحسب أن حرصكم على بيان ما تعتقدونه حقاً هو الدافع الذي حرككم نحو كتابة الرد، وتلك خلة تحمد لكم.(1/549)
غير أني لا أوافقكم -بورك فيكم- على قولكم: "فأنا و كذا كثير منا مقلدون إن لم نكن من العوام في الفقه و غير الفقه" وأحسب أن هذا من تواضعكم، وتلك شيمة أهل الاختصاص من أمثالكم، ثم أنتم تعلمون فرض المقلد، وتعلمون ما ذكره أهل العلم في مسألة حكم إنكاره على غيره، بل شرعتم بعد الإنكار على الأخ كاتب الموضوع في نقاشه إلى أن اعتذر عن الإكمال لرأي بدا له.
وتعلمون كذلك أن المسائل المتعلقة بجناب التوحيد -وتوحيد القصد والطلب منه- قضية التقليد فيها شائكة.
وتعلمون أيضاً أن من كف عن هذا النوع من التوسل لأن اجتهاده أداه لمنعه فاكتفى في توسله إلى خالقه ومولاه بصفاته العليا وأسمائه الحسنى، وما وفقه إليه من عمل صالح كالإيمان بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبمحبته له، وبطاعته إياه، وبتعظيمه لأمره، وبحرصه على هديه وسنته، إلى غير ذلك فلا ينبغي أن ينكر عليه أو يثرب فهو سالم الجانب لم يقع في محظور ملتزما جانب التوقيف في العبادة، وغاية أمره أن يكون تاركاً لسنة.
بخلاف من يخرم جانب التوقيف في العبادات لمجرد اختلاف بين الأكابر لم يحرر، فلعل في بقاء مثل هذا على بر الأمان نظر وفي وقوفه على شاطئ السلامة شكك.
فلهذه الأسباب وغيرها ربما كان تحرير القول في المسألة عند كلينا من الأهمية بمكان.
وبعد تلك المقدمة فلعل استدلال بعض أهل العلم بالحديث المذكور على جواز التوسل بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أمر يسلم بوقوعه الجميع، فهو واقع لايمكن إنكاره، بل هو أمر شائع بين المتأخرين كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية.
ولعله يفهم مما سبق شيء من هذا ولكن موضوع الحوار هل هذا الاستدلال والذي نحى إليه بعض أهل العلم -قدس الله أرواحهم- بهذا الحديث على جواز التوسل بذات النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم صحيح؟
أم الصحيح قول الأئمة الذين خالفوهم في المسألة، ونصوا على أن هذا الحديث ليس فيه دلالة على ذلك؟(1/550)
بل نقلوه عن الجمهورخلافاً لما ذكر الباحث المنقول عنه في الموسوعة، قال الإمام ابن تيمية بعد أن ذكر المعاني التي يحتملها لفظ التوسل أو التوجه المذكور في الحديث (فضلاً ينظر الرد 22) : "ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته فلا يكون التوسل بشيء منه ولا بشيء من السائل بل بذاته أو لمجرد الإقسام به على الله. فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه" [اقتضاء الصراط المستقيم 1/416].
فأنت -أحسن الله إليك- ترى الإمام ابن تيمية ينقل كراهتهم لهذا القسم الأخير ونهيهم عنه، ويقول أيضاً: "فأما التوسل بذاته فى حضوره أو مغيبه أو بعد موته مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين" [الفتاوى 1/318].
والحاصل -شيخنا الفاضل- إذا كان بعض الباحثين يزعم أن القول بجواز التوسل قول جماهير أهل العلم -وربما كان سبب ذلك نقول لم تتح له آلة نقدها- والإمام ابن تيمية ينقل كراهته والمنع منه عنهم وعن الصحابة والتابعين. فيلزم حينها التحري في المسألة من جهتين:(1/551)
الأولى: ما وقع من خلاف في مشروعية الفعل، فطالما أن أهل العلم اختلفوا فالواجب باتفاق المسلمين وإجماع أئمة الدين هو رد الخلاف للكتاب والسنة وبيان الحكم منهما إما بالنص أو الاستنباط، وقد نقلتم وفقكم الله عن العلامة الشوكاني قوله في المسألة ورضيتم به، ونفس هذا العلم الجبل ينقل نصاً ثميناً قيماً يأمر فيه بالرجوع إلى ما ذكر عند الاختلاف فآمل أن ترضوا به، قال رحمه الله في أول رسالته شرح الصدور ما نصه: "فاعلم أنه إذا وقع الخلاف بين المسلمين في أن هذا الشيء بدعة أو غير بدعة، أو مكروه أو غير مكروه، أو محرم أو غير محرم، أو غير ذلك، فقد اتفق المسلمون ـ سلفهم وخلفهم ـ من عصر الصحابة إلى عصرنا هذا ـ وهو القرن الثالث عشر منذ البعثة المحمدية ـ أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أمور الدين بين الأمة المجتهدين هو الرد إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. الناطق بذلك الكتاب العزيز (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) ومعنى الرد إلى الله سبحانه الرد إلى كتابه، ومعنى الرد إلى رسوله صلى الله عليه وسلم الرد إلى سنة بعد وفاته. وهذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين".
إلى أن قال في كلام طويل:(1/552)
"وبهذا يتقرر لك أن ليس لأحد من العلماء المختلفين، أو من التابعين لهم والمقتدين بهم أن يقول: الحق ما قاله فلان دون فلان، أو فلان أولى بالحق من فلان. بل الواجب عليه- إن كان ممن له فهم وعلم وتمييز- أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو على الحق وهو الأولى بالحق. ومن كان دليل الكتاب والسنة عليه لا له كان هو المخطئ، بل هو معذور، بل مأجور، كما ثبت في الحديث الصحيح أنه (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر) فناهيك بخطأ يؤجر عليه فاعله، ولكن هذا إنما هو للمجتهد نفسه، إذا أخطأ، ولكن لا يجوز لغيره أن يتبعه في خطئه، ولا يعذر كعذره، ولا يؤجر كأجره، بل واجب على من عداه من المكلفين أن يترك الاقتداء به في الخطأ ويرجع إلى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة. وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب والسنة كان من معه دليل الكتاب والسنة هو الذي أصاب الحق ووافقه، وإن كان واحدا، والذي لم يكن معه دليل الكتاب والسنة هو الذي لم يصب الحق، بل أخطأه، وإن كان عددا كثيرا، فليس لعالم ولا لمتعلم ولا لمن يفهم- وإن كان مقصرا- أن يقول: إن الحق بيد من يقتدي به من العلماء، إن كان دليل الكتاب والسنة بيد غيره. فإن ذلك جهل عظيم، وتعصب ذميم، وخروج من دائرة الإنصاف بالمرة، لأن الحق لا يعرف بالرجال، بل الرجال يعرفون بالحق. وليس أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المحققين بمعصوم، ومن لم يكن معصوما فإنه يجوز عليه الخطأ كما يجوز عليه الصواب، فيصيب تارة ويخطئ أخرى. ولا يتبين صوابه من خطئه إلا بالرجوع إلى دليل الكتاب والسنة، فإن وافقهما فهو مصيب، وإن خالفهما فهو مخطئ ولا خلاف في هذه الجملة بين جميع المسلمين أولهم وآخرهم، سابقهم ولاحقهم، كبيرهم وصغيرهم، وهذا يعرفه كل من له أدنى حظ من العلم، وأحقر نصيب من العرفان، ومن لم يفهم هذا(1/553)
ويعترف به فليتهم نفسه، ويعلم أنه قد جنى على نفسه بالخوض فيما ليس من شأنه، والدخول فيما لا تبلغ إليه قدرته، ولا ينفذ فيه فهمه. وعليه أن يمسك قلمه ولسانه، ويشتغل بطلب العلم، ويفرغ نفسه لطلب علوم الاجتهاد التي يتوصل بها إلى معرفة الكتاب والسنة وفهم معانيهما، والتمييز بين دلائلهما، ويجتهد في البحث في السنة وعلومها، حتى يتميز عنده صحيحها من سقيمها، ومقبولها من مردودها، وينظر في كلام الأئمة الكبار من سلف هذه الأمة وخلفها حتى يهتدي بكلامهم إلى الوصول إلى مطلوبه. فإنه إن لم يفعل هذا وقدم الاشتغال بما قدمنا، ندم على ما فرط منه قبل أن يتعلم هذه العلوم غاية الندم.." إلى آخره.
أيها الشيخ الحبيب كانت تلك هي المسألة الأولى التي ينبغي تحريرها، وأما المسألة الثانية وهي فرعية هل حقاً الأمر على ما ذكر الباحث في الموسوعة الكويتية -القيمة النافعة بحق- من أن القول بجواز التوسل هو قول جماهير أهل العلم؟ وهل حقاً صح ما نقل عن بعض السلف والأئمة فيها أم الصحيح أنها أقوال ليس لها خطام أو زمام؟
لعل هذه مسألة أخرى توافق -أحسن الله إليك- على أهمية تحري الحق فيها طالما أن بعض أهل العلم -الإمام ابن تيمية مثلاً- ينقل فيها رأياً آخراً على ما نقل هنا.
وإذا كان الأمر كذلك فلنعد هنا للمسألة الأولى، طالما أن الخلاف في المسألة حاصل وبصرف النظر الآن عن تحقيق قول جمهور الأئمة والتابعين والصحابة رضوان الله عليهم جميعاً في المسألة.
فمع من من المختلفين -تُرى- الصواب؟
وأقترح أن يكون سبيل تحرير ذلك هو ما بُدء نقاشه -بعد أن فرغ من الاستدلال بالآية التي شرع الموضوع لأجلها- من نص حديث الإمام الترمذي وابن ما جة وغيرهما والذي يستدل به بعض أهل العلم على جواز التوسل بذات النبي صلى الله عليهم وسلم، ويخالفهم آخرون في صحة ذلك الاستدلال.(1/554)
فإن تقرر أن ذلك النص المحال عليه عند الترمذي ليست فيه دلالة فلا بأس أن نناقش ما ورد من زيادات تتعلق به عند الطبراني أو غيره ربما كانت ثابتة أو فيها دلالة عند بعض أهل العلم.
فإن فرغنا من هذه فأقترح أن ننتقل إلى الأدلة الأخرى التي ترون قوة دلالتها على جواز التوسل بذات نبينا صلى الله عليه وسلم.
وبعدها يحسن تحرير قول الأئمة في المسألة.
فهل ترون هذا كلاماً منصفاً أحسن الله إليكم أم لا؟
إن كان الكلام مقبولاً فأرى أن تبدأوا بالتعليق على ما ذكر في الرد (22) وفيه الإحالة على ما يبين عدم وجود دلالة صحيحة في الحديث المذكور -والذي بدء النقاش فيه- على صحة العبادة المذكورة.
وإن كنتم ترون أن هذا الكلام ليس منصفاً أو عليه ملاحظات فأرحب بها وتسرني الإستفادة منكم ومن تعليقاتكم وملاحظاتكم وتعقيباتكم.
هذا والله أسأل أن يجعل الحق مبتغاي ومبتغاك، وأن يوفقني للصواب وإياك، مع رجائي بأن تسأل الله لي الهداية والسداد.
---
د.أبو بكر خليل
11-13-2005, 10:11 AM
الأخ الفاضل حارث همام حفظكم الله و رعاكم
أكرمك الله ، و أحسن إليك و إلينا
قلتم :
( فهل ترون هذا كلاماً منصفاً أحسن الله إليكم أم لا؟ )
- و أقول لكم : أنصفت و أحسنت ،
و هكذا خلق أهل العلم و طالبيه
و إلى عودة قريبة إن شاء الله تعالى ،
فقد سررت بردكم الطيب ، فآثرت سرعة مقابلته بمثله ، و لكم السبق بحسن القول
---
القلم
11-16-2005, 05:27 AM
بارك الله في الجميع ! وخاصة أخي حارث الهمام وأخي محمد الأمين
---
د.أبو بكر خليل
11-18-2005, 03:36 AM
[QUOTE=حارث الهمام]ولعله يفهم مما سبق شيء من هذا ولكن موضوع الحوار هل هذا الاستدلال والذي نحى إليه بعض أهل العلم -قدس الله أرواحهم- بهذا الحديث على جواز التوسل بذات النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم صحيح؟
أم الصحيح قول الأئمة الذين خالفوهم في المسألة، ونصوا على أن هذا الحديث ليس فيه دلالة على ذلك؟(1/555)
بل نقلوه عن الجمهورخلافاً لما ذكر الباحث المنقول عنه في الموسوعة، قال الإمام ابن تيمية بعد أن ذكر المعاني التي يحتملها لفظ التوسل أو التوجه المذكور في الحديث (فضلاً ينظر الرد 22) : "ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته فلا يكون التوسل بشيء منه ولا بشيء من السائل بل بذاته أو لمجرد الإقسام به على الله. فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه" [اقتضاء الصراط المستقيم 1/416].
فأنت -أحسن الله إليك- ترى الإمام ابن تيمية ينقل كراهتهم لهذا القسم الأخير ونهيهم عنه، ويقول أيضاً: "فأما التوسل بذاته فى حضوره أو مغيبه أو بعد موته مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين" [الفتاوى 1/318].
والحاصل -شيخنا الفاضل- إذا كان بعض الباحثين يزعم أن القول بجواز التوسل قول جماهير أهل العلم -وربما كان سبب ذلك نقول لم تتح له آلة نقدها- والإمام ابن تيمية ينقل كراهته والمنع منه عنهم وعن الصحابة والتابعين. فيلزم حينها التحري في المسألة من جهتين:
... ........................
.............................
.............................
أيها الشيخ الحبيب كانت تلك هي المسألة الأولى التي ينبغي تحريرها،
وأما المسألة الثانية وهي فرعية
هل حقاً الأمر على ما ذكر الباحث في الموسوعة الكويتية -القيمة النافعة بحق- من أن القول بجواز التوسل هو قول جماهير أهل العلم؟ وهل حقاً صح ما نقل عن بعض السلف والأئمة فيها أم الصحيح أنها أقوال ليس لها خطام أو زمام؟
-------------------------------------------------------------------------------
* أخي الفاضل
آثرت أن أبدأ هنا الرد على ما انتهيتم أنتم من طرحه على أخيكم القليل العلم ،بذكر أقوال كوكبة كبيرة من أئمة العلم - المتقدمين منهم و المتأخرين - في ذلك التوسل :(1/556)
1 - لتروا هل صحَ ما نقل من قول ابن تيمية - كراهية السلف للتوسل به صلى الله عليه و سلم - أم لم يصح ؟
2 - وعليه : هل ما ذكر في " الموسوعة الفقهية الكويتية " صحيح أم غير صحيح ؟
3 - و لعله يفيد فيما اقترحتموه في مسألتكم الأولى من كاتب هذا الكلام .
4 - و لنفرغ للنظر في دلالة ذلك الحديث على ما استدل به ، و سأفرد لذلك مقالة أخرى إذا شاء الله و يسَرو أعان .
*برجاء الصبر على قراءة تلك الإطالة الآتية ، فقد أخذت من صاحبها دهرا
* تنبيه
الآتي ذكره هنا منقول عما كتبه عضو الملتقى الأخ الكريم " الأزهري الأصلى " ، الذي وضع رابط موضوعه هذا في مشاركة أخرى لي ، متعلقة بذات المسألة - قال :
ما قول جمهور العلماء في مسألة التوسل؟ الإجابة هنا
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وبعد:
فمنذ زمن وأنا أقرأ في موضوع التوسل وأجد شيئا عجيبا كلا الفريقين -مجيزي ومانعي التوسل- يقولان بأن رأيهما هو رأي جمهور العلماء فتحيرت بذلك تحيرا شديدا خاصة أنه لم تجمع أقوال العلماء في هذه المسألة حتى يحكم مع من رأي الجمهور؟!!
فأخذت على عاتقي أن أبحث في أمهات الكتب ووجدت مفاجأة لم تخطر على بالي قط وهي:
أن جمهور العلماء والكثرة الساحقة منهم تجيز التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأردت أن أزيد في هذه النقولات ولكني أحسست بدنو أجلي وتذكرت قول الله تعالى:"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه" وكذلك قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-:"من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".
فكان هذا الموضوع.
وقبل أن أبدأ دعوني أذكركم أن هذا كله مع كثرته ما توافر لي من مراجع ولا أشك أن هناك المزيد في مراجع أخرى ولكنها لا تتوافر لدي.فتقبلوا جهد المقل.(1/557)
وقد يأتي قائل فيقول:لقد فتحت موضوعا آخر ذكرت فيه أحاديث وآثار وضعفتها فأقول:
فتحت الموضوع الماضي لأني اعتقد أن هذه الأحاديث ضعيفة أو موضوعة خوفا من حديث النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم-:"من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" أما هذا الموضوع -الذي نحن فيه- فهو يناقش الموضوع فقهيا ويثبت أن جمهور العلماء قد قال بالجواز.
ولي رجاء أخير:عدم التنقص من العلماء المانعين للتوسل فغاية ما أرادوه هو سد الذريعة إلى ما وصل إليه الحال هذه الأيام عند المقامات والأضرحة مما حذر منه المجيزين للتوسل أنفسهم فقد قال الشيخ عبد الله الغماري في كتابه "الدر الثمين":
(رأيت أن أقوم بواجب النصيحة فأنبِّه على ما شاع بين كثير من الناس في توسلاتهم وزياراتهم للأولياء، فقد توسعوا في ذلك توسعاً غير مرضي، وخرجوا عن الحد المشروع وفاهوا بألفاظ منكرة مثل: يا سيد اشفعني سقت عليك النبي. الشكوى لأهل البصيرة عيب. العارف لا يعرف. خلِّ بالك معي، أنجحني في القضية الفلانية، أعطب عدوي، إلى ألفاظٍ من هذا القبيل ظاهرها يقتضي الكفر، مع ما ينضم إلى ذلك من تقبيل العتبات والأبواب والتمسح بالحديد والخشب والدخول إلى الضريح على هيئة الراكع الساجد مع تكيف الأيدي خلف الظهر.
وكل هذا ممنوع غير مشروع، والأولياء أنفسهم لا يرضون به.
فعلى المسلم الشحيح بدينه أن يكف عن كل لفظ موهم وكل تعظيم يؤدي به إلى المحظور الممنوع كتقبيل وتمسح وسجود وركوع، وإن كان أحمد بن حنبل أجاز تقبيل قبر النبي وقال لا بأس به. هذه نصيحتي إليك فاعمل بها واحرص عليها، والله يتولى هداك) انتهى كلامه رحمه الله.
والآن إلى الموضوع.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ج 14 ص 156:
اختلف العلماء في مشروعية التوسل بالنبي (ص) بعد وفاته كقول القائل:
اللهم إني أسألك بنبيك أو بجاه نبيك أو بحق نبيك، على أقوال: القول الأول:(1/558)
ذهب جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية ومتأخرو الحنفية وهو المذهب عند الحنابلة) إلى جواز هذا النوع من التوسل سواء في حياة النبي أو بعد وفاته. (1)
قال القسطلاني: وقد روي أن مالكا لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي - ثاني خلفاء بني العباس - يا أبا عبد الله أأستقبل رسول الله وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال له مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله.
وقد روى هذه القصة أبو الحسن علي بن فهر في كتابه (فضائل مالك) بإسناد لا بأس به، وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن شيوخ عدة من ثقات مشايخه. (2)
وقال النووي في بيان آداب زيارة قبر النبي (ص): ثم يرجع الزائر إلى موقف قبالة وجه رسول الله (ص) فيتوسل به ويستشفع به إلى ربه، ومن أحسن ما يقول (الزائر) ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له، قال: كنت جالسا عند قبر النبي (ص) فجاءه أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله. سمعت الله تعالى يقول:
(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما).
النساء / 64، وقد جئتك مستغفرا من ذنبي، مستشفعا بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * وطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم
وقال العز بن عبد السلام: (ينبغي كون هذا مقصورا على النبي (ص) لأنه سيد ولد آدم، وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته، وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته).
وقال السبكي: (ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه).
وفي إعانة الطالبين: (وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي) (3) ما تقدم أقوال المالكية والشافعية.(1/559)
وأما الحنابلة فقد قال ابن قدامة في المغني بعد أن نقل قصة العتبي مع الأعرابي:
(ويستحب لمن دخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى...، إلى أن قال:
ثم تأتي القبر فتقول:... وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي...). ومثله في الشرح الكبير. (4)
وأما الحنفية فقد صرح متأخروهم أيضا بجواز التوسل بالنبي (ص)، قال الكمال بن الهمام في فتح القدير:
(ثم يقول في موقفه: السلام عليك يا رسول الله... ويسأل الله تعالى حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه عليه الصلاة والسلام).
وقال صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النبي (ص): (جئناك من بلاد شاسعة... والاستشفاع بك إلى ربنا... ثم يقول: مستشفعين بنبيك إليك).
ومثله في مراقي الفلاح والطحاوي على الدر المختار والفتاوى الهندية.
ونص هؤلاء عند زيارة قبر النبي (ص): (اللهم... وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيك إليك).
وقال الشوكاني: (ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين). (5)
وقد استدلوا لما ذهبوا إليه بما يأتي: (6)
أ - قوله تعالى: وابتغوا إليه الوسيلة. سورة المائدة / 35
ب - حديث الأعمى (7) المتقدم وفيه: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة...) فقد توجه الأعمى في دعائه بالنبي عليه الصلاة والسلام أي بذاته.
ج - قوله (ص) في الدعاء لفاطمة بنت أسد: إغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين. (8)
د - توسل آدم بنبينا محمد عليهما الصلاة والسلام: روى البيهقي في دلائل النبوة، والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (ص):
(لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله تعالى: يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟(1/560)
قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب خلقك إليك. فقال الله تعالى: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك. (9)
هـ - حديث الرجل الذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفان (رض):
روى الطبراني والبيهقي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان (رض) في زمن خلافته، فكان لا يلتفت ولا ينظر إليه في حاجته، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له: إئت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك. فانطلق الرجل فصنع ذلك، ثم أتى باب عثمان بن عفان (رض)، فجاء البواب فأخذ بيده، فأدخله على عثمان (رض) فأجلسه معه، وقال له: اذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال: ما لك من حاجة فاذكرها. ثم خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتى كلمته لي، فقال ابن حنيف:
والله ما كلمته، ولكن شهدت رسول الله (ص) وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره (10) إلى آخر حديث الأعمى المتقدم.
قال المباركفوري: قال الشيخ عبد الغني في إنجاح الحاجة: ذكر شيخنا عابد السندي في رسالته: والحديث - حديث الأعمى - يدل على جواز التوسل والاستشفاع بذاته المكرم في حياته، وأما بعد مماته فقد روى الطبراني
في الكبير عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان... إلى آخر الحديث.
وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين: (وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله (ص) إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطي والمانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن). (11)
القول الثاني في التوسل بالنبي بعد وفاته: جاء في التاترخانية معزيا للمنقى:(1/561)
روى أبو يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به (أي بأسمائه وصفاته) والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها. سورة الأعراف / 180
وعن أبي يوسف أنه لا بأس به، وبه أخذ أبو الليث للأثر.
وفي الدر: (والأحوط الامتناع لكونه خبر واحد فيما يخالف القطعي، إذ المتشابه إنما يثبت بالقطعي). (12)
أما التوسل بمثل قول القائل: بحق رسلك وأنبيائك وأوليائك، أو بحق البيت فقد ذهب أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد إلى كراهته.
قال الحصكفي: (وإنما يخص برحمته من يشاء من غير وجوب عليه).
قال ابن عابدين: قد يقال: إنه لا حق لهم وجوبا على الله تعالى لكن لله سبحانه وتعالى جعل لهم حقا من فضله، أو يراد بالحق الحرمة والعظمة، فيكون من باب الوسيلة، وقد قال تعالى: وابتغوا إليه الوسيلة. سورة المائدة / 35 وقد عد من آداب الدعاء التوسل على ما في (الحصن)، وجاء في رواية:
(اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي إليك، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا) (13) الحديث. ويحتمل أن يراد بحقهم علينا وجوب الإيمان بهم وتعظيمهم. وفي (اليعقوبية): (يحتمل أن يكون الحق مصدرا لا صفة مشبهة، فالمعنى بحقيقة رسلك، فليتأمل) ا ه. أي: المعنى بكونهم حقا لا بكونهم مستحقين.
أقول (أي ابن عابدين): لكن هذه احتمالات مخالفة لظاهر المتبادر من اللفظ، ومجرد إيهام اللفظ ما لا يجوز كاف في المنع... فلذا والله أعلم أطلق أئمتنا المنع، على أن إرادة هذه المعاني مع هذا الإيهام فيها الإقسام بغير الله تعالى وهو مانع آخر، تأمل. (14)
هذا ولم نعثر في كتب الحنفية على رأي لأبي حنيفة وصاحبيه في التوسل إلى الله تعالى بالنبي (ص) في غير كلمة (بحق) وذلك كالتوسل بقوله:
(بنبيك) أو (بجاه نبيك) أو غير ذلك إلا ما ورد عن أبي حنيفة في رواية أبي يوسف قوله: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به.
القول الثالث في التوسل بالنبي بعد وفاته:(1/562)
ذهب تقي الدين وبعض الحنابلة من المتأخرين إلى أن التوسل بذات النبي (ص) لا يجوز، وأما التوسل بغير الذات فقد قال ابن تيمية: ولفظ التوسل قد يراد به ثلاثة أمور، أمران متفق عليهما بين المسلمين:
أحدهما: هو أصل الإيمان والإسلام، وهو التوسل بالإيمان به (ص) وبطاعته.
والثاني: دعاؤه وشفاعته (ص) (أي في حال حياته) وهذا أيضا نافع يتوسل به من دعا له وشفع فيه باتفاق المسلمين.
ومن أنكر التوسل به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتد يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدا.
ولكن التوسل بالإيمان به وبطاعته هو أصل الدين، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام للخاصة والعامة، فمن أنكر هذا المعنى فكفره ظاهر للخاصة والعامة.
وأما دعاؤه وشفاعته وانتفاع المسلمين بذلك فمن أنكره فهو كافر أيضا، ولكن هذا أخفى من الأول، فمن أنكره عن جهل عرف ذلك، فإن أصر على إنكاره فهو مرتد.
أما دعاؤه وشفاعته في الدنيا فلم ينكره أحد من أهل القبلة، وأما الشفاعة يوم القيامة فمذهب أهل السنة والجماعة وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم أن له شفاعات خاصة وعامة.
والتوسل به في عرف كثير من المتأخرين يراد به الإقسام به والسؤال به، كما يقسمون بغيره من الأنبياء والصالحين ومن يعتقد فيه الصلاح.
وحينئذ فلفظ التوسل يراد به معنيان صحيحان باتفاق المسلمين، ويراد به معنى ثالث لم ترد به سنة.
ومن المعنى الجائز قول عمر بن الخطاب: (اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا) أي بدعائه وشفاعته.
وقوله تعالى: وابتغوا إليه الوسيلة. سورة المائدة / 35. أي القربة بطاعته، وطاعة رسوله طاعته (15).
---------------------------------------------------------------------------------------(1/563)
(1) شرح المواهب 8 / 304، والمجموع 8 / 274، والمدخل 1 / 248 وما بعدها، وابن عابدين 5 / 254، والفتاوى الهندية 1 / 266، 5 / 318، وفتح القدير 8 / 497 - 498، والفتوحات الربانية على الأذكار النووية 5 / 36.
(2) شرح المواهب 8 / 304 - 305، والمدخل 1 / 248، 252، ووفاء الوفاء 4 / 1371 وما بعدها، والفواكه الواني 2 / 466، وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2 / 478، والقوانين الفقهية 148.
(3) المجموع 8 / 274، وفيض القدير 2 / 134 - 135، وإعانة الطالبين 2 / 31، ومقدمة التجريد الصريح بتحقيق الدكتور مصطفى ديب البغاص.
(4) كشاف القناع 2 / 68، والمبدع 2 / 204، والفروع 2 / 159، والمغني مع الشرح 3 / 588 وما بعدها، والشرح الكبير مع المغني 3 / 494 - 495، والإنصاف 2 / 456.
(5) الاختيار 1 / 174 - 175، وفتح القدير 2 / 337 ومراقي الفلاح بحاشية الطحاوي ص 407، وحاشية الطحاوي على الدر المختار 1 / 562، والفتاوى الهندية 1 / 266، وتحفة الأحوذي 10 / 34، وتحفة الذاكرين للشوكاني (37).
(6) المراجع السابقة، المدخل 1 / 248 وما بعدها، وشرح المواهب 8 / 304، وجلاء العينين ص 433 وما بعدها، وقاعدة جليلة ص 65 وما بعدها، وحقيقة التوسل والوسيلة ص 38 وما بعدها لمؤلفه موسى محمد علي، والتوسل وأنواعه وأحكامه للألباني ص 51 وما بعدها.
(7) حديث الأعمى سبق تخريجه ف / 8. (وفي ص 154 الفرع 8 جاء ما يلي في الهامش: حديث عثمان بن حنيف: أن رجلا ضرير البصر أتى النبي (ص)... أخرجه الترمذي (5 / 569 - ط الحلبي)، وقال: حديث حسن صحيح).
(8) حديث دعاء النبي لفاطمة بنت أسد: أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط كما في مجمع الزوائد للهيثمي (9 / 257 - ط القدسي)، وقال:
وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.(1/564)
(9) حديث (لما اقترف آدم الخطيئة...) أخرجه الحاكم (2 / 615 - ط دائرة المعارف العثمانية)، وعنه البيهقي في دلائل النبوة (5 / 489 - ط دار الكتب العلمية)، وقال البيهقي: (تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه، وهو ضعيف)، وتعقب الذهبي تصحيح الحاكم في تلخيص المستدرك بقوله: (بل موضوع، وعبد الرحمن واه).
(10) حديث الرجل الذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفان أخرجه الطبراني في معجمه الصغير (1 / 183 - ط المكتبة السلفية)، وقد تكلم الذهبي في ميزان الاعتدال (2 / 262 - ط الحلبي) في رواية شعيب بن سعيد بما يقتضي تضعيف زيادته في هذا الحديث.
(11) تحفة الأحوذي 10 / 34.
(12) ابن عابدين 5 / 254، والفتاوى الهندية 1 / 266، 5 / 318، وفتح القدير 8 / 497 - 498، وحاشية الطحاوي على الدر المختار 4 / 199.
(13) حديث: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك... " سبق تخريجه ف / 7. (وجاء هناك ص 154 الهامش 2 ما يلي: حديث أبي سعيد الخدري: ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك... أخرجه ابن ماجة (1 / 256 - ط الحلبي)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 24 - ط دائرة المعارف العثمانية)، وقال البوصيري في الزوائد: (هذا إسناده مسلسل بالضعفاء).
(14) نفس مصادر الهامش رقم (12).
(15) قاعدة جليلة ص 51.
***********************************************
ذكر من أجازوا التوسل من علماء المذاهب المتبوعة:
----------------------------------------------------
أولا:المذهب الحنفي:
1- وقال مجد الدين الموصلي الحنفي (ت:683 هـ) صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم (جئناك من بلاد شاسعة . . . والاستشفاع بك إلى ربنا) ثم يقول : مستشفعين بنبيك إليك .
ومثله في الطحاوي على الدر المختار.
2-ابن أبي الوفاء القرشي الحنفي(ت:775 هـ): يتوسل "بجاه رسول الله" طبقات الحنفية (1/353).(1/565)
3- الإمام كمال الدين بن الهمام الحنفي رضى الله عنه (ت:861هـ) فتح القدير، ج2، ص332، كتاب الحج، باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم:
ويسأل الله حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه ثم قال يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة يا رسول الله أتوسل بك إلى الله.
4- وزاد الشيخ علي القاري المكي الحنفي (ت:1014هـ) في شرح الشمائل: "فليس لنا شفيع غيرك نؤمله، ولا رجاء غير بابك نصله،فاستغفر لنا واشفع لنا إلى ربك يا شفيع المذنبين، واسأله أن يجعلنا من عباده الصالحين".
5-ذكر الشرنبلالي الحنفي (ت:1069 هـ) في مراقي الفلاح في آداب الزيارة:
يقف عند رأسه الشريف ويقول:
اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه توابا رحيما) وقد جئناك سامعين قولك، طائعين أمرك، مستشفعين بنبيك، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين، والحمد للّه رب العالمين.
ويدعو بما يحضره من الدعاء.
وفي مراقي الفلاح أيضا:
روى سعيد بن منصور وسمرة بن حبيب وحكم بن عمير قالوا : إذا سوي على الميت قبره وانصرف الناس كانوا يستحبون أن يقال للميت عند قبره يا فلان قل لا إله إلا الله ثلاث مرات يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إني أتوسل إليك بحبيبك المصطفى أن ترحم فاقتي بالموت على الإسلام والإيمان وأن تشفع فينا نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام .
6- خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي (ت:1089هـ)، قال في خاتمة "تاج العروس" داعياً: "ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه (((بمحمد وآله))) الكرام البررة".(1/566)
7- أبو الحسنات اللكنوي (ت:1264هـ): "متوسلا بنبيه" الرفع والتكميل ?27.
8-العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي(ت:1298هـ)صاحب "اللباب في شرح الكتاب"، قال في خاتمة كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" داعياً: "وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه (((أقرب من يُتَوسل به إليك)))".
9-خاتمة المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي، قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: "وإني أسأله تعالى (((متوسلاً إليه بنبيه المكرم))) صلى الله عليه وسلم".
10-الشيخ محمد علاء الدين ابن الشيخ ابن عابدين، قال في خاتمة تكملة حاشية والده داعياً: "كان الله له ولوالديه، وغفر له ولأولاده ولمشايخه ولمن له حق عليه (((بجاه سيد الأنبياء والمرسلين)))".
11-وقال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب (ص 216):
ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة(ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما اثقل ظهورنا واظلم قلوبنا.
ويقول (ص 230): ويتوسل بهم إلى اللّه في بلوغ آماله، لان هذا المكان محل مهبط الرحمات الربانية، وقد قال خير البرية عليه الصلاة وأزكى التحية: إن لربكم في دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لنفحات ربكم. ولا شك ولا ريب أن هذا المكان محل هبوط الرحمات الإلهية، فينبغي للزائر أن يتعرض لهاتيك النفحات الاحسانية، كيف لا ؟ وهم الأحبة والوسيلة العظمى إلى اللّه ورسوله، فجدير لمن توسل بهم أن يبلغ المنى وينال بهم الدرجات العلى، فانهم الكرام لا
يخيب قاصدهم وهم الأحياء، ولا يرد من غير إكرام زائرهم.
12-أبو منصور الكرماني الحنفي: في آداب زيارة قبر النبي-صلى الله عليه وسلم-: "ويقول إن فلان وفلان يستشفع بك يا رسول الله".(1/567)
13- في كتاب الفتاوى الهندية (ج1/266) كتاب المناسك: باب: خاتمة في زيارة قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم، بعد أن ذكر كيفية وآداب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال: "ثم يقف (أي الزائر) عند رأسه صلى اللّه عليه وسلم كالأوّل ويقول: اللهم إنك قلت وقولك الحق: "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ .." الآية، وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، (((مستشفعين بنبيك إليك))).
14-أبو إسحاق الخجندي الكازروني: كان من شعره:
خافت النار إلاها فانتحت تتشفع لائذة بالرسول.
التحفة اللطيفة (1/83).
15-وقال خليل أحمد سهارنبوري (المتوفي 1349 هـ) في كتابه المهند على المفند(? 86-87) وهو من كبار علماء أحناف ديوبند بالهند، في جواب هذا السؤال: هل للرجل أن يتوسل في دعوته بالنبي والصالحين والصديقين والشهداء والأولياء؟
"عندنا وعند مشايخنا يجوز التوسل بهم في حياتهم وبعد وفاتهم بأن يقول: "اللّهم إني أتوسل إليك بفلان أن تجيب دعوتي وتقضي حاجتي". كما صرح به الشاه محمد إسحاق الدهلوي والمهاجر المكي ورشيد أحمد الكنكومي.انتهى.
وأيد ووافق على هذا الكتاب حوالي 75 نفراً من علماء الأحناف الكبار في باكستان.
_
ذكر من منعه من الأحناف:
-- ---- ------ ----- ---(1/568)
قال شارح العقيدة الطحاوية : ( وإن الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور لأن الإقسام بالمخلوق لا يجوز فكيف على الخالق ؟! وقد قال : [ من حلف بغير الله فقد أشرك ] ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه : يكره أن يقول الداعي : أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك حق كره أبو حنيفة ومحمد رضي الله عنهما أن يقول الرجل : اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك ولم يكرهه أبو يوسف رحمه الله لما بلغه الأثر (1) كما أن القول : بجاه فلان عندك أو نتوسل إليك بأنبيائك ورسلك وأوليائك ومراده أن فلاناً عندك ذو وجاهة وشرف ومنزلة فأجب دعاءنا . وهذا أيضاً محذور فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه في حياة النبي لفعلوه بعد موته . وإنما كانوا يتوسلون في حياته بدعائه يطلبون منه أن يدعو لهم وهم يؤمنون على دعائه كما في الاستسقاء وغيره فلما مات رسول الله قال عمر - لما خرجوا يستسقون - : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا . معناه : بدعائه الله لنا وشفاعته عنده وليس المراد أنا نقسم عليك/به/أو نسألك بجاهه عندك إذ لو كان ذلك مراداً لكان جاه النبي أعظم وأعظم من جاه العباس ) . اهـ
ويروي … أن داود عليه السلام قال : [ اللهم إني أسألك بحق آبائي عليك فأوحى إليه : وما حق آبائك علي ؟ ] (2) .
وقال أبو الحسن القدوري في شرح كتاب الكرخي :(1/569)
( قال بشر بن الوليد : سمعت أبا يوسف يقول : قال أبو حنيفة : (( لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول : أسألك بمعاقد العز من عرشك . وأن يقول : بحق فلان وأنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام )) قال أبو الحسن : أما المسألة بغير الله فمنكره لأنه لا حق لغير الله عليه وإنما الحق له على خلقه ) وفي قول له : ( المسألة بخلقه لا تجوز : لأنه لا حق للمخلوق على الخالق فلا يجوز يعني : وفاقاً ) .وقال ابن بلدجي في شرح المختار : ( ويكره أن يدعو الله إلا به . ولا يقول : أسألك بملائكتك أو أنبيائك أو نحو ذلك لأنه لا حق للمخلوق على خالقه ) .
وقال نعمان خير الدين الحنفي في (( جلا العينين )) وذكر العلائي في شرح التنوير عن التتار خانية : أن أبا حنيفة قال : (( لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به )) وجميع متون الحنفية أن قول الداعي المتوسل بحق الأنبياء والأولياء وبحق البيت الحرام مكروه كراهة تحريم ، وهي كالحرام في العقوبة بالنار اهـ .
----------------------------
(1) قال الزيلعي في نصب الراية 4/273 : هو حديث مرفوع موضوع .
(2) قيل أنه ضعيف وقد رويناه بصيغة التمريض للدلالة على ضعفه وذكرناه استئناساً للمناسبة مع بيان ضعفه .
********************************************
ثانيا : المذهب المالكي :
1- القاضي عياض (ت:544 هـ) في كتابه الشهير الشفا.
2-القرافي المالكي (ت:682 هـ): ذكر قصة العتيبي وأقرها في الذخيرة (3/375-376).
3-شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن النعمان المالكي المتوفى (683 هـ)، في كتابه مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام، قال الخالدي في صلح الإخوان : هو كتاب نفيس نحو عشرين كراسا، وينقل عنه كثيرا السيد نور الدين
السمهودي في وفاء الوفا , في الجزء الثاني في باب التوسل بالنبي الطاهر.(1/570)
4-قال الشيخ ابن الحاج المالكي (ت:737 هـ) المعروف بإنكاره للبدع في كتابه المدخل (ج1/259-260) ما نصه: "(((فالتوسل به عليه الصلاة والسلام))) هو محل حطّ أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا، لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعِظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، إذ إنها أعظم من الجميع، فليستبشر من زاره ويلجأ إلى اللّه تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام ومَن لم يزره، اللهم لا تحرمنا شفاعته بحرمته عندك آمين يا رب العالمين، ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم".
وقال أيضا في المدخل(1/254): وصفة السلام على الأموات أن يقول:
فان كان الميت المزار ممن ترجى بركته، فيتوسل إلى اللّه تعالى به وكذلك يتوسل الزائر بمن يراه الميت ممن ترجى بركته إلى النبي (ص)، بل يبدأ بالتوسل إلى اللّه تعالى بالنبي (ص)،إذ هو العمدة في التوسل والأصل في هذا كله والمشرع له، فيتوسل به (ص) وبمن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
5-يقول ابن خلدون (ت:808 هـ)في تاريخه (6/43): (نسأله سبحانه وتعالى من فيض فضله العميم ونتوسل إليه بجاه نبيه الكريم أن يرزقنا إيمانا دائما وقلبا خاشعا وعلما نافعا ....).
6-أبو الطيب المكي الفاسي المالكي (ت:832 هـ) ذيل التقييد (1/69):"ونسأل الله أن يسعفه بمطلوبه بمحمد سيد المرسلين وأله وصحبة الصفوة الأكرمين".
7-أحمد زروق المالكي(ت:899 هـ): له رد على ابن تيمية في موضوع التوسل وهو مذكور في مقدمة شرحه على حزب البحر نقلا عن شواهد الحق ص 452.
8-إبراهيم اللقاني المالكي(صاحب جوهرة التوحيد)(ت:1041 هـ) قال:"ليس للشدائد مثل التوسل به صلى الله عليه وسلم" خلاصة الأثير للمحبي (1/8).
9-الإمام محمد الزرقاني المالكي (ت:1122 هـ)، قال في خاتمة شرحه للموطأ داعياً: "وأسألك من فضلك (((متوسلاً إليك بأشرف رسلك))) أن تجعله (أي شرحه للموطأ) خالصاً لوجهك".(1/571)
وقال أيضا في شرح المواهب (8/317): ونحو هذا في منسك العلامة خليل، وزاد: وليتوسل به (ص)،ويسال اللّه
تعالى بجاهه في التوسل به، إذ هو محط جبال الأوزار وأثقال الذنوب، لان بركة شفاعته وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم الذي طمس اللّه بصيرته، واضل سريرته، ألم يسمع قوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه) الآية
10-أبو الحسن المالكي يقول:"بمحمد وآله وصحبه" كفاية الطالب (2/678).
11-ابن عاشر المالكي :يقول:"بجاه سيد الأنام" في كتاب المرشد المعين على الضروري من علوم الدين (2/300).
12-ابن ميارة المالكي :يقول:"نتوسل إليك بجاه أحب الخلق" في كتاب الدر الثمين والمورد المعين (2/302).
13-وكتب السيد محمد بن علوي الحسيني من علماء المالكية الكبار في مكة المكرمة، كتاباً باسم "مفاهيم يجب أن تصحح" وبيّن فيه التوسل المتفق عليه وحديث توسل آدم بالنبي(صلى الله عليه وآله) وأثبت جواز التوسل بالنبي بعد وفاته والتبرك به، وفي نهاية البحث ذكر أشهر من يقول بالتوسل من كبار الأئمة وحفاظ السنة، مع مقدمة من فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية السابق وأيّد ذلك ووافق عليه حوالي 35 نفرا من كبار علماء العالم الإسلامي كفضيلة الأستاذ الشيخ أبو الوفاء التفتازاني. والسيد يد الله كنون الحسني رئيس رابطة علماء المغرب وعضو رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
***********************************************
المذهب الشافعي:
1- البيهقي (ت:458 هـ) روى عنه ابن الجوزي في المنتظم (11/211) من مناقب أحمد بن حرب "استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبره".
2-الإمام الغزالي الشافعي رضى الله عنه (ت:505هـ) قال في إحياء العلوم، باب زيارة المدينة وآدابها، ج1، ص 360يقول الزائر، اللهم قصدنا نبيك مستشفعين به إليك في ذنوبنا وقال في آخره ونسألك بمنزلته عندك وحقه إليك.(1/572)
3-ابن عساكر الشافعي (ت:571 هـ):كتب في أربعينياته "يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي" تاريخ دمشق (6/443).
4-قال الإمام النووي(ت: 676 هـ) في المجموع (ج8/274) كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قُبالة وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم (((ويتوسل به))) في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه".
واعتمد الإمام الحافظ النووي استحباب التوسل في مصنفاته ، كما في حاشية الإيضاح على المناسك له ص 450 و498 من طبعة أخرى وفي الأذكار ص 307 من طبعة دار الفكر ، في كتاب أذكار الحج ، وص 184 من طبعة المكتبة العلمية.
5-المحب الطبري الشافعي (ت:694 هـ):"بمحمد وآله وصحبه" ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى (1/261).
6-ابن الرفعة الشافعي (ت:716 هـ):له رد على ابن تيمية في هذا الموضوع وغيره.
7-عماد الدين بن العطار(ت:724 هـ) تلميذ النووي قال:"وأمرنا بسؤال الوسيلة والسؤال بجاهه" عن مواهب الجليل (2/544).
8-ابن الزملكاني الشافعي (ت:727 هـ):"يا صاحب الجاه" وقد ناظر ابن تيمية.
9-تقي الدين أبو الفتح السبكي (ت:744 هـ):من أقواله:
( وارغب إليه بالنبي المصطفى % في كشف ضرك عل يأسو ما انجرح )
( تالله ما يرجو نداه مخلص % لسؤاله إلا تهلل وانشرح )
( فهو النبي الهاشمي ومن له % جاه علا وعلو قدر قد رجح )
نقلا عن طبقات الشافعية الكبرى (9/181).(1/573)
10-قال الفقيه علي السبكي (ت:756 هـ) في كتابه شفاء السقام ما نصه : " اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحُسْنُه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار ... " اهـ
11-عبد الله بن أسعد المازني الشافعي(ت:767 هـ) له كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام.
12-العفيف اليافعي الشافعي (ت:768 هـ): "وبرسوله" مرآة الجنان (4/362).
13-ابن كثير (ت:774هـ ) في البداية والنهاية (13/192)في أحداث عام 654 وفيها ذكر النار التي خرجت من أرض الحجاز يقول: ?ذه النار في أرض ذات حجر لا شجر فيها ولا نبت، وهي تأكل بعضها بعضاً إن لم تجد ما تأكله، وهي تحرق الحجارة وتذيبها، حتى تعود كالطين المبلول، ثم يضربه الهواء حتى يعود كخبث الحديد الذي يخرج من الكير، فالله يجعلها عبرة للمسلمين ورحمة للعالمين، بمحمد وآله الطاهرين.
14-سعد الدين التفتازاني الشافعي (ت:791 هـ): "ولهذا ينتفع بزيارة القبور والاستعانة بمنفوس الأخيار من الأموات" شرح المقاصد (2/33).
15-ابن الملقن (ت:804 هـ) :"بمحمد وآله" خلاصة البدر المنير (1/5).
16-تقي الدين الحصني(ت:829 هـ) له كتاب (الرد على من شبه وتمرد..) رد فيه على مانعي التوسل.
17-شمس الدين الرملي (ت:894 هـ) الملقب بالشافعي الصغير، قال في مقدمة كتابه "غاية البيان في شرح زُبَد ابن رسلان" داعياً: "والله أسأل (((وبنبيه أتوسل))) أن يجعله (أي عمله في هذا الكتاب) خالصاً لوجهه الكريم".(1/574)
18-الحافظ السخاوي(ت:902 هـ)، قال في خاتمة شرح ألفية العراقي في الحديث(4/410): "سيدنا محمد سيد الأنام كلهم (((ووسيلتنا))) وسندنا وذخرنا في الشدائد والنوازل صلى اللّه عليه وسلم".
19-ويقول السيوطي (ت:911 هـ) في تاريخ الخلفاء (1/452):
(وأسأل الله تعالى أن يقبضنا إلى رحمته قبل وقوع فتنة المائة التاسعة ! ! بجاه محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه أجمعين آمين) وهذا بعد أن سرد فتنة كل قرن .
وفي الإتقان (2/502) له أيضا:"بمحمد وآله" .
وفي آخر كتابه الدرر المنتثرة قال: علقه مؤلفه عفا اللّه عنه في يوم السبت خامس رجب سنة ثمانين وثمانمائة أحسن اللّه عقباها بمحمد وآله آمين.
20-وللسمهودي الشافعي (ت:911 هـ) كتاب كامل اسمه (وفاء الوفا).
21-زكريا الأنصاري(ت:919 هـ) (الشهير بشيخ الإسلام): يقول في كتاب فتح الوهاب (1/257):"ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه".
22-قال القسطلاني(ت:923 هـ) في المواهب اللدنية (8/308): وينبغي للزائر له (ص) أن يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثة والتشفع والتوسل به (ص)، فجدير بمن استشفع به أن يشفعه اللّه فيه. قال: وإن الاستغاثة هي طلب الغوث فالمستغيث يطلب من المستغاث به إغاثته أن يحصل له الغوث، فلا فرق بين أن يعبر بلفظ الاستغاثة، أو التوسل، أو التشفع، أو التوجه أو التجوه لأنهما من الجاه والوجاهة، ومعناهما علو القدر والمنزلة وقد يتوسل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه. قال: ثم إن كلا من الاستغاثة، والتوسل والتشفع، والتوجه بالنبي (ص) كما ذكره في تحقيق مصباح الظلام واقع في كل حال: النصرة قبل خلقه وبعد خلقه، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة.
ثم فصل ما وقع من التوسل والاستشفاع به (ص) في الحالات المذكورة.(1/575)
23-الشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي(ت:973 هـ)، قال في خاتمة كتابه "تحفة الزوار إلى قبر المختار" داعياً: "ختم الله لنا ولمن رأى في هذا الكتاب بالسعادة والخير ورفعنا وإياهم في الجنة إلى المقام الأسنى (((بجاه سيد الأولين والآخرين)))".
وفي حاشيته على الإيضاح وكتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر النبوي .
24-وقال الخطيب الشربيني(ت:977 هـ)في مغني المحتاج : 1 | 184 :
خاتمة : سئل الشيخ عز الدين هل يكره أن يسأل الله بعظيم من خلقه كالنبي والملك والولي ؟ فأجاب بأنه جاء عن النبي ( ص ) أنه علم بعض الناس : اللهم إني أقسم عليك بنبيك محمد نبي الرحمة..الخ. فإن صح فينبغي أن يكون مقصوراً عليه عليه الصلاة والسلام ، لأنه سيد ولد آدم ، ولا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة ، لأنهم ليسوا في درجته ، ويكون هذا من خواصه. اهـ. والمشهور أنه لا يكره شيء من ذلك.
,ويقول في آخره:
وهذا آخر ما يسره الله تعالى من مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج فدونك مولفا كأنه سبيكة عسجد أو در منضد محررا لدلائل هذا الفن مظهرا لدقائق استعملنا الفكر فيها إذا الليل جن فإن ظفرت بفائدة فادع بالتجاوز والمغفرة أو بزلة قلم أو لسان فافتح لها باب التجاوز والمعذرة فلا بد من عيب فإن تجدنه فسامح وكن بالستر أعظم مفضل فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له ال محاسن قد تمت سوى خير مرسل فأسأل الله الكريم الذي به الضر والنفع ومنه الإعطاء والمنع أن يجعله لوجهه خالصا وأن يتداركني بألطافه إذا الظل أضحى في القيامة خالصا وأن يخفف عني كل تعب ومؤنة وأن يمدني بحسن المعونة وأن يرحم ضعفي كما علمه وأن يحشرني في زمرة من رحمه أنا ووالدي وأولادي وأقاربي ومشايخي وأحبابي وأحباني وجميع المسلمين بمحمد وآله وصحابته أجمعين.
25-وأضاف الشرواني (ت:1310)في حواشيه : 2 |108 :(1/576)
وفي ع ش بعد ذكر كلام الشيخ عز الدين ما نصه : فإن قلت : هذا قد يعارض ما في البهجة وشرحها لشيخ الإسلام ، والأفضل استسقاؤهم بالأتقياء لأن دعاءهم أرجى للإجابة. الخ.
قلت : لا تعارض لجواز أن ما ذكره العز مفروض فيما لو سأل بذلك على صورة الأزلام ، كما يؤخذ من قوله : اللهم إني أقسم عليك.. الخ.
وما في البهجة وشرحها محصور بما إذا ورد على صورة الإستشفاع والسؤال ، مثل أسألك ببركة فلان ، أو بحرمته أو نحو ذلك. انتهى.
,ويقول أيضا : "بجاه محمد سيد الأنام" حواشي الشرواني (6/381).
26-المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي الشافعي (ت:1162 هـ) ، قال في كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس" (ج2/419) داعياً: "وَضعَ الله عنا سيئات أعمالنا بإفضاله الجاري، وختمها بالصالحات (((بجاه محمد صلى الله عليه وسلم))) سيد السادات".
ومما جاء في كشف الخفاء للعجلوني:
ومما يناسب إيراده هنا ما نسب لبعضهم
قرب الرحيل إلى ديار الآخرة فاجعل إلهي خير عمري آخره
فلئن رحمت فأنت أكرم راحم وبحار جودك يا إلهي زاخرة
آنس مبيتي في القبور ووحدتي وارحم عظامي حين تبقى ناخرة
فأنا المسيكين الذي أيامه ولت بأوزار غدت متواترة
يا رب فارحمني بجاه المصطفى كنز الوجود وذي الهبات الباهرة
وبخير خلقك لم أزل متوسلا ذي المعجزات وذي الهبات الفاخرة
27-العزامي الشافعي القضاعي: في فرقان القرآن المطبوع مع الأسماء والصفات للبيهقي في (140)صحيفة.
28-السيد البكري الدمياطي (ت:1310 هـ): "بجاه سيدنا محمد" إعانة الطالبين (4/344).
-جاء في إعانة الطالبين في ذاكرة القصد من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
) بل يقصد أنه مفتقر له عليه الصلاة والسلام وأنه يتوسل به إلى ربه في نيل مطلوبه لأنه الواسطة العظمى في إيصال النعم إلينا ) 1/171
29-البجيرمي:"مع أنه أعظم وسيلة حيا وميتا" حاشية البجيرمي.(1/577)
30-وقال العز بن عبد السلام: (ينبغي كون هذا مقصورا على النبي (ص) لأنه سيد ولد آدم، وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته، وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته).
31-عبد الرءوف المناوي في كثير من المواضع.
***********************************************
المذهب الحنبلي:
1- قال برهان الدين بن مفلح(ت:803 هـ) في المبدع ( 2 / 204) : ـ " قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي : إنه يتوسل بالنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في دعائه , وجزم به في المستوعب وغيره " .
وقريب منه ما في الإقناع للعلامة الحجاوي ( 1 / 208 ) والفروع لشمس الدين ابن مفلح(ت:763 هـ) ( 2 / 159 ) .
2-الإنصاف للمرداوي (ت:885 هـ) (ج2/456)في كتاب صلاة الاستسقاء: "ومنها (أي من الفوائد) يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب، وقيل: يُستحب، قال الإمام أحمد للمروذي: (((يَتَوسل بالنبي صلى اللّه عليه وسلم))) في دعائه، وجزم به في المستوعب وغيره".
3-قال الإمام علي بن عقيل الذي هو أحد أركان الحنابلة المتوفى 503 هـ في كتابه التذكرة وهو مخطوط في ظاهرية دمشق :
ويستحب له قدوم مدينة الرسول صلوات الله وسلامه عليه فيأتي مسجده فيقول عند دخوله : بسم الله اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك .. اللهم أني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم بنبي الرحمة يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي ، اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي ذنوبي .
4-الحافظ ابن الجوزي المتوفى (597 هـ)، في كتاب الوفا في فضائل المصطفى، جعل فيه بابين في المقام: باب التوسل
بالنبي، وباب الاستشفاء بقبره.
ويقول ابن الجوزي:"بحق النبي" زاد المسير (4/253).(1/578)
5-وقال أبو عبد الله محمد بن الحسين السامري الحنبلي (ت:616 هـ) في المستوعب " باب زيارة قبر النبي (ص) " وذكر آداب الزيارة، وقال: ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه، والقبلة خلف ظهره، والمنبر عن يساره، وذكر كيفية السلام والدعاء.
منه: اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك مستغفرا، فأسألك أن توجب لي المغفرة كم أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك (ص) وذكر دعاءا طويلا.
, ذكر من آداب الزيارة "يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي" شفاء الأسقام.
6-قال ابن قدامه (ت:620 هـ)في المغني بعد أن نقل قصة العتبى مع الأعرابي : (ويستحب لمن دخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى . . إلى أن قال : ثم تأتي القبر فتقول . . وقد أتيتك مستغفرا من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي . . ) ومثله في الشرح الكبير.
7-وهناك بديعية للشيخ عز الدين الموصلي علي بن الحسين بن علي الحنبلي نزيل دمشق المتوفى سنة 789 هـ ثم شرحها وسماه التوصل بالبديع إلى التوسل بالشفيع.
8-في كتاب كشاف القناع لمنصور بن يونس البيهوتي الحنبلي المتوفى سنه 1051هـ الجزء الثاني :
وقال السامري وصاحب التلخيص : لا بأس بالتوسل للاستقاء بالشيوخ والعلماء المتقين . وقال في المذهب : يجوز أن يستشفع إلى الله برجل صالح وقيل للمروذي : إنه يتوسل بالنبي في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره ، ثم قال : قال إبراهيم الحربي : الدعاء عند قبر معروف الكرخي الترياق المجرب .
9-ابن عماد الحنبلي (1089 هـ): في ترجمة السيد أحمد البخاري "وقبره يزار ويتبرك به" شذرات الذهب (10/152) وجمل كثيرة غيرها.
10-عبد القادر الجيلاني :"يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي" مروية في شواهد الحق للنبهاني ص98.
***********************************************
المفسرون:
------------
1-الثعالبي:"بجاه عين الرحمة" (4/458).
2-القرطبي:"بحق محمد وآله" (8/240).(1/579)
3-الألوسي "بحرمة سيد الثقلين" روح المعاني (1/82).
ويقول تحت قول الله تعالى (وابتغوا إليه الوسيلة) أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز بل مندوب. وأيضا فقال ويحسن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف والخلف .
4-الرازي: قال الرازي في تفسيره : " إن الأرواح البشرية الخالية من العلائق الجسمانية المشتاقة إلى الإتصال بالعالم العلوي بعد خروجها من ظلمة الأجساد تذهب إلى عالم الملائكة ومنازل القدس, ويظهر منها آثار في أحوال هذا العالم ، فهي المدبرات أمرا أليس الإنسان قد يرى أستاذه في المنام ويسأله عن مسألة فيرشده إليها .
وقال الرازي في " المطالب العالية " وهو من أمتع كتبه في أصول الدين : في الفصل العاشر من المقالة الثالثة من الكتاب السابع منه : إن الإنسان قد يرى أباه وأمه في المنام ويسألهما عن أشياء وهما يذكران أجوبة صحيحة ، وربما أرشداه إلى دفين في موضع لا يعلمه أحد ، ثم قال أنا كنت صبياً في أول التعلم ، وكنت أقرأ " حوادث لا أول لها " فرأيت في المنام أبي فقال لي : أجود الدلائل أن يقال الحركة إنتقال من حالة إلى حالة فهي تقتضي بحسب ماهيتها مسبوقيتها بالغير ، والأزل ينافي مسبوقاً بالغير ، فوجب أن يكون الجمع بينهما محالاً ثم قال المنصف والظاهر أن هذا الوجه أحسن من كل ما قيل في هذه المسألة.
وأيضاً سمعت أن الفردوسي الشاعر لمّاصنف كتابة المسمى " بشاهنامه " على اسم السلطان محمود بن سبكتكين ولم يقض حقه كما يجب ، وما راعاه كما يليق بذلك الكتاب ، ضاق قلب الفردوسي ، فرأي في المنام " رستم " فقال له : قد مدحتني في هذا الكتاب ، كثيراً وأنا في زمرة الأموات فلا أقدر على قضاء حقك ، ولكن إذهب إلى الموضع الفلاني واحفره فإنك تجد فيه دفيناً فخذه. فكان الفردوسي يقول : أن رستم بعد موته أكثر كرماً من محمود حال حياته .(1/580)
وقال أيضاً في الفصل الثامن عشر من تلك المقالة – والفصل الثامن عشر في بيان كيفية الإنتفاع بزيارة الموتى والقبور - : " ثم قال سألني بعض أكابر الملوك عن المسألة ، وهو الملك محمد بن سالم بن الحسين الغوري – وكان رجلاً حسن السيرة مرضي الطريقة ، شديد الميل إلى العلماء ، قوي الرغبة في مجالسة أهل الدين والعقل – فكتبت فيها رسالة وأنا أذكر هنا ملخص ذلك فأقول للكلام فيه مقدمات . المقدمة الأولى : أنّا قد دللنا على أن النفوس البشرية باقية بعد موت الأبدان ، وتلك النفوس التي فارقت أبدانها أقوى من هذه النفوس المتعلقة بالأبدان من بعض الوجوه . أما أن النفوس المفارقة أقوى من هذه النفوس من بعض الوجوه ، فهو أن تلك النفوس لما فارقت أبدانها فقد زال الغطاء ، وانكشف لها عالم الغيب ، وأسرار منازل الأخرة ، وصارت العلوم التي كانت برهانية عند التعلق بالأبدان ضرورية بعد مفارقة الأبدان ، لأن النفوس في الأبدان كانت في عناء وغطاء ، ولمّا زال البدن أشرفت تلك النفوس وتجلت وتلألأت ، فحصل للنفوس المفارقة عن الأبدان بهذا الطريق نوع من الكمال . وأما أن النفوس المتعلقة بالأبدان أقوى من تلك النفوس المفارقة من وجه أخر فلأن آلات الكسب والطلب باقية لهذه النفوس بواسطة الأفكار المتلاحقة ، والأنظار المتتالية تستفيد كل يوم علماً جديداً ، وهذه الحالة غير حاصلة للنفوس المفارقة .(1/581)
والمقدمة الثانية أن تعلق النفوس بأبدانها تعلق يشبه العشق الشديد ، والحب التام ، ، ولهذا السبب كان كل شيء تطلب تحصيله في الدنيا فإنما تطلبه لتتوصل به إلى إيصال الخير والراحة إلى هذا البدن . فإذا مات الإنسان وفارقت النفس هذا البدن ، فذلك الميل يبقى ، وذلك العشق لا يزول وتبقى تلك النفوس عظيمة الميل إلى ذلك البدن,عظيمة الإنجذاب ، على هذا المذهب الذي نصرناه من أن النفوس الناطقة مدركة للجزئيات ، وأنها تبقى موصوفة بهذا الإدراك بعد موتها ، إذا عرفت هذه المقدمات فنقول : إن الإنسان إذا ذهب إلى قبر إنسان قوي النفس ، كامل الجوهر شديد التأثير ، ووقف هناك ساعة ، وتأثرت نفسه من تلك التربة – وقد عرفت أن لنفس ذلك الميت تعلقاً بتلك التربة أيضاً- فحينئذ يحصل لهذا الزائر الحي ، ولنفس ذلك الميت ملاقاة بسبب إجتماعهما على تلك التربة ، فصارت هاتان النفسان شبيهتين بمرآتين صقيلتين وضعتا بحيث ينعكس الشعاع من كل واحدة منهما إلى أخرى .
فكل ما حصل في نفس هذا الزائر الحي من المعارف البرهانية ،والعلوم الكسبية ، والأخلاق الفاضلة من الخضوع له ، والرضا بقضاء الله ينعكس منه نور إلى روح ذلك الميت ، وكل ما حصل ذلك الإنسان الميت من العلوم المشرقة الكاملة فإنه ينعكس منه نور إلى روح هذا الزائر الحي. وبهذا الطريق تكون تلك الزيارة سبباً لحصول المنفعة الكبرى ، والبهجة العظمى لروح الزائر ، ولروح المزور ، وهذا هو السبب الأصلى في شرع الزيارة ، ولا يبعد أن تحصل فيها أسرار أخرى أدق وأغمض مما ذكرنا . وتمام العلم بحقائق الأشياء ليس إلا عند الله اهـ .
***********************************************
اللغويون:
-----------(1/582)
1-ابن منظور في لسان العرب (11/78):" ?ِنا نرغب إِلى الله عز وجل ونتضرع إِليه في نصرة ملته وإِعْزاز أُمَّته وإِظهار شريعته، وأَن يُبْقِي لهم هِبَة تأْويل هذا المنام، وأَن يعيد عليهم بقوّته ما عدا عليه الكفَّار للإِسلام بمحمد وآله -عليهم الصلاة والسلام-".
2-الهوريني "بجاه النبي" اصطلاحات القاموس على كتاب ترتيب القاموس المحيط.
3-الأصفهاني "نسألك بحق الله وبحق رسوله" الأغاني (10/375).
4-الأبشيهي:"سألتك بحق محمد" المستطرف (2/508) وله قصيدة طويلة(1/491-492) فيها التوسل الكثير.
5-ابن حجة الحموي :"بمحمد وآله" خزانة الأدب (1/277).
6-القلقشندي :"بمحمد وآله" صبح الأعشى (11/302).
7-النابغة الجعدي روى عنه ابن عبد البر شعرا فيه توسل.
8-المقري التلمساني :"بجاه نبينا" نفح الطيب (1/32).
9-البوصيري شرف الدين في البردة.
10-الصرصري له أبيات مذكورة في كتاب شواهد الحق للنبهاني ص 360.
***********************************************
المؤرخون:
--------------
1-ابن خلكان:"بمحمد النبي وصحبه وذويه" وفيات الأعيان (6/132).
2-ابن الأثير :"بمحمد وآله" الكامل (1/433).
3-طاشكبري زاده "بحرمة نبيك" الشقائق النعمانية (1/233).
4-ياقوت الحموي :"وبحق محمد وآله" معجم البلدان (5/87).
5-ابن تغربردي :"بمحمد وآله" النجوم الزاهرة (11/103)
6-العيدروسي :"إني أتوسل بالمصطفى" النور السافر (1/15).
7-ابن العديم "ببركة سيد المرسلين وأهل بيته" بغية الطلب في تاريخ حلب (7/3242).
8-البصروي"بمحمد وصحبه" تاريخ البصروي (1/157).
9-ابن جبير "بحرمة الكريم وبلد الكريم" رحلة ابن جبير (1/98).
10-ناصر خسرو :"بحق محمد وآله الطاهرين" سفر نامه (1/60).
11-نظام الملك الطوسي :"بحق محمد وآله" سيات نامه (1/44).
12-البريهي:"بمحمد وآله آمين" طبقات صلحاء اليمن (1/248).
13-الجبرتي:"ويتوسل إليه في ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم" عجائب الآثار (1/344).(1/583)
14-الواقدي:"فادع الله وأتوسل إليه بمحمد" فتوح الشام (2/91).
15-أبو العباس الناصري:"بجاه جده الرسول" الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3/29).
16-عبد الرحمن بن خلدون في شعره :"فبفضل جاهك".
17-الصالحي الشامي جمع أبواب التوسل بالنبي في كتابه سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد.
18-حاجي خليفة :"بحرمة أمين وحيه" كشف الظنون (2/2056).
19-المرادي:"فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى" سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (1/2).
***********************************************
متفرقات:
-------------
1-العالم العلامة الفيومي، قال في خاتمة كتابه "المصباح المنير" داعياً: "ونسأل الله حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وأن ينفع به طالبه والناظر فيه وأن يعاملنا بما هو أهله (((بمحمد وآله))) الأطهار وأصحابه الأبرار".(1/584)
2-وللعلامة محمد بن علي الشوكاني كلمة في جواز التوسل بالأنبياء وغيرهم من الصالحين رد فيها على من منعه وفند إيراداته ، فقال رحمه الله في كتابه ( الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ) ما نصه : أما التوسل الى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربه ، فقد قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام إنه لا يجوز التوسل الى الله تعالى إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم إن صح الحديث فيه. ولعله يشير الى الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه ، والترمذي وصححه ، وابن ماجة ، وغيرهم ، أن أعمى أتى النبي... وعندي أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كما زعمه الشيخ عز الدين بن عبد السلام لأمرين : الإول ، ما عرفناك به من إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم. والثاني ، أن التوسل الى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة ، إذ لا يكون فاضلاً إلا بأعماله ، فإذا قال القائل : اللهم إني أتوسل اليك بالعالم الفلاني فهو باعتبار ما قام به (412) من العلم. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى عن الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة أن كل واحد منهم توسل... فلو كان التوسل بالأعمال الفاضلة غير جائز ، أو كان شركاً كما زعمه المتشددون في هذا الباب كابن عبد السلام ومن قال بقوله من أتباعه ، لم تحصل الاجابة لهم ولا سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن إنكار ما فعلوه بعد حكايته عنهم ! وبهذا تعلم أن ما يورده المانعون من التوسل بالأنبياء والصلحاء من نحو قوله تعالى ( ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى ) ونحو قوله تعالى ( فلا تدعوا مع الله أحداً ) ، ونحو قوله تعالى ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء ) ليس بوارد ، بل هو من الاستدلال على محل النزاع بما هو أجنبي عنه... وهكذا الإستدلال على منع التوسل بقوله صلى الله عليه وسلم لما نزل(1/585)
قوله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) يا فلان ابن فلان لا أملك لك من الله شيئاً ، يا فلانة بنت فلان لا أملك لك من الله شيئاً ، فإن هذا ليس فيها إلا التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم لا يستطيع نفع من أراد الله ضره ولا ضر من أراد الله تعالى نفعه ، وأنه لا يملك لأحد من قرابته فضلاً عن غيرهم شيئاً من الله. وهذا معلوم لكل مسلم ، وليس فيه أنه لا يتوسل به الى الله ، فإن ذلك هو طلب الأمر ممن له الأمر والنهي ، وإنما أراد الطالب أن يقدم بين يدي طلبه ما يكون سبباً للاجابة ممن هو المنفرد بالعطاء والمنع وهو مالك يوم الدين. انتهى كلام الشوكاني رحمه الله. وقال الآلوسي : أنا لا أرى بأساً في التوسل الى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى حياً وميتاً ، ويراد بالجاه معنى يرجع الى صفة من صفاته تعالى مثل أن يراد به المحبة التامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته ، فيكون معنى قول القائل : إلَهي أتوسل اليك بجاه نبيك صلى الله تعالى عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي ، الَهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي. (413) ولا فرق بين هذا وقولك : الَهي أتوسل اليك برحمتك أن تفعل كذا ، إذ معناه أيضاً الَهي اجعل رحمتك وسيلة في فعل كذا. انتهى من جلاء العينين ص 572.
3-موافقة العقول في التوسل بالرسول للشيخ الإمام نبيه الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد المهدي المراكشي المتوفى سنة1090 هـ وهو مختصر في فضائل النبي عليه الصلاة والسلام.
4-ويقول صديق حسن القنوجي(ت:1307 هـ) في أبجد العلوم: (وأتوسل إلى الله تعالى بخاتم أنبيائه عليه أفضل الصلاة والسلام أن يرزقني وإياهم وجميع المسلمين حسن الختام آمين)
ويقول أيضا : "بجاه نبيه المصطفى خير البرية، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه كل بكرة وعشية " أبجد العلوم (3/280).(1/586)
5-ويقول صاحب (ذيل تذكرة الحفاظ) الحافظ الدمشقي المتوفى 765 هـ في ترجمة سبط ابن العجمي: (فالله تعالى يبقيه ويمتع الإسلام ويديم النفع به الأنام بجاه المصطفى سيدنا محمد عليه أفضل صلى الله عليه وسلم...)
وفي ترجمة ابن ناصر الدين يقول: (فالله تعالى يبقيه في خير ونعمة شاملة وأفراح بلا كدر كاملة بمحمد وآله).
6-ويقول صاحب (خلاصة البدر المنير) عمر بن الملقن الأنصاري المتوفي 804 هـ في أول كتابه: (نفع الله بالجميع "يقصد كتبه" بمحمد وآله وجعلهم مقربين من رضوانه مبعدين من سخطه وحرمانه نافعين لكاتبهم وسامعهم نفعا شاملا في الحال والمآل إنه لما يشاء فعال لا رب سواه ولا مرجو إلا إياه).
7-ياقوت الحموي (ت:626 هـ): والله يحسن لنا العافية ولا يحرمنا ثواب حسن النية في الإفادة والاستفادة بحق محمد وآله. معجم البلدان (5/87).
8-تاريخ بغداد (1/120) يقول: أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال(ت:242 هـ) يقول ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
9-عبد الحق الإشبيلي في كتابه العاقبة في علم التذكير "ويسكن في جوارهم –أي قبور الصالحين-تبركا وتوسلا" نقلا عن فيض القدير (1/230).
10-محمد بن موسى التلمساني (ت:683 هـ):له كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام ذيل التقييد (1/269).
11-جمال الدين بن حسين الحصني له كتاب مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام ألفه(سنة 962 هـ) كشف الظنون(2/1706).
12-أبو العباس أحمد الزبيدي (ت:893 هـ):"بجاه سيدنا محمد وآله" التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ت 9.
13-يقول ابن ماكولا (ت:475 هـ) في الإكمال (1/367) في ترجمة أبي علي بن بيان الزاهد :"قبره يتبرك به قد زرته".(1/587)
14-ويقول ابن نقطة (ت:629 هـ) في التقييد (1/370) في ترجمة أبي محمد المقدسي:"قبره بالقرافة يتبرك به".
15-أبو زرعة العراقي كان يأتي قبر النبي ويقول :"أنا جائع" المنتظم (9/74-75).
16-ابن أبي الدنيا (ت:281 هـ) يقول:"بحق النبي" قرى الضيف (5/225).
17-قال المناوي في فيض القدير (4/489):فائدة في تاريخ نيسابور للحاكم أن عليا الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة الرازي وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به...
وفي كشف الخفا للعلجوني (1/22) :
وفي مسند الفردوس لما دخل علي بن موسى الرضا نيسابور على بغلة شهباء فخرج علماء البلد في طلبه منهم يحيى بن يحيى واسحق بن راهوية وأحمد بن حرب ومحمد بن رافع فتعلقوا بلجام دابته فقال له اسحاق بحق آبائك حدثنا فقال حدثنا العبد الصالح أبي موسى بن جعفر الى آخر سنده عن أهل البيت
18-أبو عبد الله القضاعي المعروف بابن الأبار (ت:658 هـ): "توسلوا به إلى الله" التكملة لكتاب الصلة (2/281).
ابن الأبار (يا شافع البرية أن تشفع فيها لبارئ النسم) الحلة السيراء (2/284).
19-الكلاباذي (ت:380 هـ): "وبنبيه أتوسل" التعرف لمذهب أهل التصوف (1/21).
20-المحاملي (ت:330 هـ) تاريخ بغداد(1/123):
يقول الخطيب البغدادي:حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه.
21-ابن الخطيب :"ومن توسل إليه بمحمد نجاه ونفعه" وسيلة الإسلام (1/31).(1/588)
22-ابن عجيبة الحسني "بجاه نبينا المصطفى" إيقاظ الهمم شرح الحكم ? 4.
23-ابن عطاء الله السكندري (ت:709 هـ): "بجاه محمد" لطائف المنن 11,12.
24-ابن غلان "بجاه نبيك سيد المرسلين" شرح الأذكار (2/29).
25-الجاوي "بجاه النبي المختار" نهاية الزين (1/77).
26-الخرشي أجاز التوسل في كتابه الشرح الكبير على متن خليل ص3.
27-الشهاب الخفاجي :باب الزيارة وفضل النبي في كتابه نسيم الرياض شرح شفا القاضي عياض.
28-الغزي:"بجاه سيد المرسلين" فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب ص71.
29-ويقول أحد ناسخي (سير أعلام النبلاء) وهو تلميذ الذهبي كما يبدو من الكلام:
(كتبت هذه النسخة المباركة من نسخة بخط المصنف الشيخ الإمام الأوحد الحجة إمام المحدثين مؤرخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي فسح الله في مدته ونفع المسلمين ببركته بمحمد وآله وعترته).
30-ويقول ناسخ كتاب (الحدود الأنيقة) لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري المتوفي 926 هـ في مقدمة الكتاب:
(قال سيدنا ومولانا شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام سلطان الفقهاء والأصوليين زين الملة والدين أبو يحيى زكريا الأنصاري تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه بمحمد وآله وعترته وأصحابه صلى الله عليه وسلم آمين).
31-ويقول ناسخ كتاب (المبسوط) للشيباني برواية أبي سليمان الجوزجاني:
تم المجلد الأول من كتاب الأصل للعلامة الجوزجاني تغمده الله برحمته وأدخله بحبوح جنته بمحمد وآله وصحبه وسلم.
32-ويقول ناسخ كتاب (اللمع في أصول الفقه) لأبي إسحاق الشيرازي المتوفى سنة 476 هـ:(1/589)
(وكتبه لنفسه العبد الفقير إلى/ رحمة الله أبو بكر بن نصر الله بن سلامة بن محمد -نفعه الله به- ولمحمد وآله الطيبين الطاهرين. آمين رب العالمين. قوبل وصحح على الأصل المنسوخ منه في مجالس آخرها يوم الإثنين، ثامن عشر ربيع الآخر سنة أربعة وسبعين وخمسمائة، بمدرسة منبج، عمرها الله بمحمد وآله الطيبين الطاهرين).
33- وقال العلامة السيد الشريف الجرجاني في أوائل حاشية على (المطالع ) عند بيان الشارح وجه الصلاة على النبي وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام في أوائل الكتب ، ووجه الحاجة إلى التوسل بهم في الاستفاضة : " فإن قيل هذا التوسل إنما يتصور إذا كانوا متعلقين بالأبدان ، وأما إذا تجردوا عنها فلا ، إذ لا وجهة مقتضية للمناسبة . قلنا يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية ، فإن أثر ذلك باق فيهم، وكذلك كانت زيارة مراقدهم معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده ، أصحاب البصائر " ا هـ .
************************************************
نقولات من سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي:
-------------------------------------------
1-محمد بن المنكدر في سير أعلام النبلاء (5/359):
قال مصعب بن عبد الله حدثني إسماعيل بن يعقوب التيمي قال كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال إنه يصيبني خطر فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم.
2-وذكر أيضا في ترجمة ابن عبيد الله (21/251-253): قال أبو الربيع بن سالم الحافظ: كان وقت وفاة أبي محمد بن عبيد الله قحط مضر، فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطرا وابلا، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا في الوحل والطين. انتهى(1/590)
3-الطبراني (ت:360) وابن المقرئ(ت:381) كما في سير أعلام النبلاء (16/400): وروى عن أبي بكر بن أبي علي قال كان ابن المقرئ يقول كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء إليكم.
4-يقول الذهبي في السير (18/101) في ترجمة الذهلي:"وكان ورعا تقيا محتشما يتبرك بقبره".
الأزهري الأصلي
هذا معظم ما توافر لدي.
فإن أصبت فمن الله تعالى وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان الرجيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
================================================== ================================================== ====================================
للاطلاع على المقال و التعقبات و رده : انظر هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&p=16219
---
د.أبو بكر خليل
11-18-2005, 02:47 PM
عفوا ، صواب اسم الرابط المذكور أعلاه :
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=47440[U]
---
حارث الهمام
11-22-2005, 10:21 AM
...
وبعد تلك المقدمة فلعل استدلال بعض أهل العلم بالحديث المذكور على جواز التوسل بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أمر يسلم بوقوعه الجميع، فهو واقع لايمكن إنكاره، بل هو أمر شائع بين المتأخرين كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية.
...
...
...
والحاصل -شيخنا الفاضل- إذا كان بعض الباحثين يزعم أن القول بجواز التوسل قول جماهير أهل العلم -وربما كان سبب ذلك نقول لم تتح له آلة نقدها- والإمام ابن تيمية ينقل كراهته والمنع منه عنهم وعن الصحابة والتابعين. فيلزم حينها التحري في المسألة من جهتين:(1/591)
الأولى: ما وقع من خلاف في مشروعية الفعل، فطالما أن أهل العلم اختلفوا فالواجب باتفاق المسلمين وإجماع أئمة الدين هو رد الخلاف للكتاب والسنة وبيان الحكم منهما إما بالنص أو الاستنباط، ...
...
...
...
أيها الشيخ الحبيب كانت تلك هي المسألة الأولى التي ينبغي تحريرها، وأما المسألة الثانية وهي فرعية هل حقاً الأمر على ما ذكر الباحث في الموسوعة الكويتية -القيمة النافعة بحق- من أن القول بجواز التوسل هو قول جماهير أهل العلم؟ وهل حقاً صح ما نقل عن بعض السلف والأئمة فيها أم الصحيح أنها أقوال ليس لها خطام أو زمام؟
لعل هذه مسألة أخرى توافق -أحسن الله إليك- على أهمية تحري الحق فيها طالما أن بعض أهل العلم -الإمام ابن تيمية مثلاً- ينقل فيها رأياً آخراً على ما نقل هنا.
وإذا كان الأمر كذلك فلنعد هنا للمسألة الأولى، طالما أن الخلاف في المسألة حاصل وبصرف النظر الآن عن تحقيق قول جمهور الأئمة والتابعين والصحابة رضوان الله عليهم جميعاً في المسألة.
فمع من من المختلفين -تُرى- الصواب؟
وأقترح أن يكون سبيل تحرير ذلك هو ما بُدء نقاشه -بعد أن فرغ من الاستدلال بالآية التي شرع الموضوع لأجلها- من نص حديث الإمام الترمذي وابن ما جة وغيرهما والذي يستدل به بعض أهل العلم على جواز التوسل بذات النبي صلى الله عليهم وسلم، ويخالفهم آخرون في صحة ذلك الاستدلال.
فإن تقرر أن ذلك النص المحال عليه عند الترمذي ليست فيه دلالة فلا بأس أن نناقش ما ورد من زيادات تتعلق به عند الطبراني أو غيره ربما كانت ثابتة أو فيها دلالة عند بعض أهل العلم.
فإن فرغنا من هذه فأقترح أن ننتقل إلى الأدلة الأخرى التي ترون قوة دلالتها على جواز التوسل بذات نبينا صلى الله عليه وسلم.
وبعدها يحسن تحرير قول الأئمة في المسألة.
فهل ترون هذا كلاماً منصفاً أحسن الله إليكم أم لا؟(1/592)
إن كان الكلام مقبولاً فأرى أن تبدأوا بالتعليق على ما ذكر في الرد (22) وفيه الإحالة على ما يبين عدم وجود دلالة صحيحة في الحديث المذكور -والذي بدء النقاش فيه- على صحة العبادة المذكورة.
وإن كنتم ترون أن هذا الكلام ليس منصفاً أو عليه ملاحظات فأرحب بها وتسرني الإستفادة منكم ومن تعليقاتكم وملاحظاتكم وتعقيباتكم.
هذا والله أسأل أن يجعل الحق مبتغاي ومبتغاك، وأن يوفقني للصواب وإياك، مع رجائي بأن تسأل الله لي الهداية والسداد.
فقلتم ما نصه:
"الأخ الفاضل حارث همام حفظكم الله و رعاكم
أكرمك الله ، و أحسن إليك و إلينا
قلتم :
( فهل ترون هذا كلاماً منصفاً أحسن الله إليكم أم لا؟ )
- و أقول لكم : أنصفت و أحسنت ،
و هكذا خلق أهل العلم و طالبيه
و إلى عودة قريبة إن شاء الله تعالى ،
فقد سررت بردكم الطيب ، فآثرت سرعة مقابلته بمثله ، و لكم السبق بحسن القول"
ثم بدا لكم فيما يظهر أمر آخر وهو مناقشة المسألة التي ذكرت لكم أنها فرعية لا بأس ببحثها فأردتم أن تثبتو صواب قول باحث الموسوعة وخطأ قول شيخ الإسلام ابن تيمية في تحقيق قول جمهور أهل العلم.
وعلى هذا كان ردكم، وفي معرضه ذكرتم أدلة أخرى على جواز التوسل، وهنا أسئلة أرجو أن يتسع لها صدركم:
= بعد أن وافقتم على مناقشة الاستدلال بالحديث الأول ما بالكم انتقلتم إلى المسألة التي وافقتني على أنها فرعية وأن الحجة في الدليل عند الاختلاف كما نقل الشوكاني وغيره الإجامع عليه؟
= لا أفهم لماذا تطيل الردود -أحسن الله إليك- بذكر أدلة أخرى وأمور اتفقنا على مناقشتها تباعاً بعد الفراغ مما بدء؟ لا أظن أن دافعكم تشعيب الحواروتشتيته:
= فهل أفهم من هذا أنكم تقرون -بورك فيكم- بأن الاستدلال بالحديث الذي صححه الإمام الترمذي والحاكم محل نظر فعلاً، ولكن قامت لديكم أدالة أخرى تدل على ما ذهبتم إليه؟(1/593)
=إذا كان الجواب بالنفي فأترقب مناقشتكم الموعودة في طريق الاستدلال به على المراد من لفظ مجمل كما بين شيخ الإسلام ثم الجواب عما مضت الإشارة إليه في الردود السابقة والتي تبين أنه لا دلالة فيه على جواز التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم من بضعة أوجه.
=إذا كانت الإجابة بالإيجاب فما هو الدليل الثاني الذي ترغبون في مناقشته بعد أن ظهر عدم وجود دلالة في الدليل الأول؟ أهي زيادة الطبراني؟ أم غيرها؟
= كيف تستدل بالنقول السابقة عن العلماء الذين ذكرتهم على أن قول جمهور أهل العلم هو القول بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
= هب أنك نقلت عن مائة من أهل العلم -والعلم إذا أطلق فالمراد به علم الشريعة- جواز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم، فهل هذا يدل على أن هذا القول هو قول جمهور أهل العلم؟ وكم تعدل نسبة مائة أو مئتين بل ألف إلى جمهور أهل العلم في القديم والحديث؟ بل كم هي نسبتهم إلى الصحابة والتابعين وحدهم وقد نُقل عنهم تركه كما أشير إليه في نص شيخ الإسلام؟
= هل هذه النقول تدل على أهذا القول هو قول الأئمة أصحاب المذاهب المتبعون، ومن قبلهم من تابعي التابعين والتابعين والصحابة المرضيين، أم أنها تدل على صحة قول شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه قول شاع عند المتأخرين كما سبق وأن نقلت لكم.
= هل لو نقلت لكم عن مائة من أهل العلم المعاصرين -وليس ذلك بالمتعذر- خلاف هذا القول فهل ستعد قول الجمهور هو المنع من التوسل بذات النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم؟
كلي أذن صاغية عفواً.. بل كلي عين رآئية : ) ، واسلم لمحبك.
---
أبو بيان
11-22-2005, 08:14 PM
ذكر الأخ همام مسألة التخصص, فهل بالإمكان معرفة تخصص الدكتور/ أبو بكر خليل؟
---
أبو العالية
11-24-2005, 11:16 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
من أحسن من ألف في هذه المسائل العلامة المحدث السنسهوري رحمه الله في ( صيانة الإنسان عن وساوس دحلان )(1/594)
وهو كتاب بحق رائع ومفيد جدا! فقد نسف شبه القوم وبين علل الحاديث التي يحتجون بها .
وأيضاً : العلامة فوزان السابق الفوزان رحمه الله في رده الشهير على أحد رجالا عصره ومما يحضرني من اسمه ( الرد والإعتبار ... )
وقدكم له فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
والله اعلم
---
القلم
11-25-2005, 12:15 AM
جزاك الله خير أخي ( أبو العالية ) على هذه المشاركة ، وبالنسبة لكتاب الشيخ فوزان السابق _ رحمه الله _ هو ( البيان والإشهار في الرد على الملحد مختار ) .
---
عبدالرحمن السديس
12-01-2005, 07:44 AM
ذكر الأخ همام مسألة التخصص, فهل بالإمكان معرفة تخصص الدكتور/ أبو بكر خليل؟
الأخ الفاضل الدكتورأبو بكر خليل
ليس متخصصا في العلوم الشرعية ، وهذا ظاهر من كلامه السابق ، وبيّن من مشاركاته . وفقه الله لكل خير .
---
(1/595)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خبر اعتذار الصحيفة الدنماركية هل يكفي؟
---
خبر اعتذار الصحيفة الدنماركية هل يكفي؟
---
مرهف
01-31-2006, 01:50 AM
نشر موقع الإسلام اليوم نبأ اعتذار الصحيفة الدنماركية عما قامت به وهذا النص مع بيان اللجنة العالمية لنصرة خاتم النبيين :
اعتذرت صحيفة "جيلاندز بوسطن" الدنماركية في رسالة بعثتها إلى شعب المملكة السعودية عن إساءتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، بنشر صور غير لائقة .
جاء في الرسالة التي حملت عنوان "إلى مواطني المملكة العربية السعودية المحترمين" اعتذارها عن ما قامت به من نشر ثلاثة عشر رسماً كاريكاتوريا ، أساءت إلى النبي الكريم منذ أربعة أشهر.واعتبر رئيس التحرير الذي كتب الرسالة أن ما نشرته الصحيفة سبب نوعاً من سوء التفاهم ، معتبراً أن الصحيفة لم تكن تقصد " أن تسيء لأحد في معتقداته الدينية ولكن للأسف هذا ما حدث ولكن بدون قصد".
وأضاف كارستن بوستي ـ رئيس التحرير ـ أن الصحيفة قد اعتذرت عدة مرات في الأشهر الماضية، وفي صحف أخرى، وفي التلفزيون الدنماركي، وفي المذياع ووسائل الإعلام العالمية.كما عقدت الصحيفة اجتماعا بين مندوبين من الصحيفة مع عدد من أعضاء الجالية الإسلامية في الدنمارك لتدارك الأمر. وختم مقاله بأسفه لما آلت إليه الأمور، قائلا " نحن نعيد ونقول إنه لم يكن بقصدنا أن نسيء لأحد، ونحن نعتقد مثل باقي المجتمع الدنماركي باحترام حرية الأديان".(1/596)
و في صعيد متصل أصدرت اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء بياناً ترد فيه على رسالة الصحيفة الدنماركية واصفة الرسالة بأنها تبرير متعالي للموقف العنصري ضد المسلمين ، متناسية أن الحرية أن لا تعتدي على حرية الآخرين ومشاعرهم . وقال البيان : إن حرية صحيفتكم ما هي إلا عنصرية مقيتة مما تلاقيه الجالية المسلمة في بلدكم الآن من مضايقات بغير سبب، إلا أن المسلمين في أصقاع الأرض آلمهم ما يؤلم كل مسلم من الاعتداء الذي صدر من صحيفتكم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرادوا أن يعبروا عن استيائهم بأسلوب حضاري حر.
وقد قال المهندس سليمان البطحي ـ الناطق باسم اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء ـ للتلفزيون الدنماركي "القناة الثانية":إن المقاطعة الشعبية للمنتجات الدنماركية بلغت مرحلة متقدمة، وأوضحت لهم أن تعامل الحكومة الدنماركية كان سيئاً مع القضية، وأكدت لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم شخصية مهمة ومقدسة لدى المسلمين، وكان عليكم أن تعرفوا ذلك جيداً".
وفيما يلي نص بيان اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء الذي جاء رداً على رسالة الصحيفة الدنماركية :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
لقد قرأنا نحن المسلمين ما حاولتم أن تبرروا به موقفكم العنصري ضد المسلمين، والكراهية التي زرعتموها بأيدكم بنشر ذلك الاستهزاء بأفضل البشر؛ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي تلك الرسوم التي لا يختلف عاقلان أنها مشينه وسيئة كما اتفق على ذلك المسلمون جميعهم وكثير من الكتاب الغربيين.(1/597)
وما زلتم تزيدون من إهانتنا بمثل هذا التبرير المتعالي الذي يتمادح بالحرية في التعبير وأنتم تتناسون أن الحرية يجب أن لا تعتدي على حرية الآخرين ومشاعرهم ويجب أن لا تتسبب في الألم البالغ والإهانة لهم، ويجب أن لا تضر بالمصالح العليا لبلادكم، الذي لم يقدر الإساءة النفسية التي أصابتنا جراء حرية صحيفتكم مما سيضر مصالحكم التي في بلاد المسلمين.
وأنتم تعلمون أنه لا وجود لحرية مطلقة بلا قيود لأن من الحريات ما يضر بأمن بلدكم، أو باقتصاده، أو بعلاقته بالدول الأخرى، وإلا هل تستطيع صحيفتكم أن تمدح هتلر مثلاً؟.
وإذا كنتم تتمتعون بهذه الحرية غير الحضارية، وهي حرية جائرة تتسم بالعنصرية، وزرع الكراهية بين الشعوب، فلنا حرية اختيار مع من نتعامل تجارياً، ولنا حرية إيجاد البدائل عن كل منتجاتكم من دول أخرى تحترم مقدساتنا و لا تتعمد أهانتنا فيها، ولنا حرية إقامة الدعاوى القضائية ضد كل من يعتدي على مقدساتنا .
إن مما يزيدنا تأكيداً من أن حرية صحيفتكم ما هي إلا عنصرية مقيتة ما تلاقيه الجالية المسلمة في بلدكم الآن من مضايقات بغير سبب، إلا أن المسلمين في أصقاع الأرض آلامهم ما يؤلم كل مسلم من الاعتداء الذي صدر من صحيفتكم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرادوا أن يعبروا عن استيائهم بأسلوب حضاري حر من غير تطاولٍ على مقدساتكم باسم الحرية، بل إن المسلمين يعظمون عيسى وموسى وجميع أنبياء الله ورسله عليه السلام،كما أننا نحن المسلمين نعرف الفرق بين الحرية المتحضرة والحرية العنصرية.
ونحن نأمل أن تتعلم صحيفتكم منا معاني الحرية الحقة .) انتهى وهذا هو الرابط :
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=51430
وحبذا لو تقرأ هذا الرابط في بدايات الحادثة http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=11915&I=352944
ولكن لابد من التعليق على هذا الخبر :(1/598)
إن صيغة هذا هذا المسمى بالاعتذار ليس فيه اعتذار وإنما صيغة متعالية مستكبرة وقد نشر في وسائل الإعلام هذا الخبر بصيغ متعددة مترجمة لاتدل على اعتذاروإنما على تبرير بعدم قصد الإساءة، ثم كيف يفسر ما قاموا به بعدم قصد الإيذاء أو الإساءة وقد رفض مدير تحريرها مقابلة الوفد الذي جاء إليه لبيان الموقف والحوار معه ، وكذلك فعل الوفد المسلم مع الجهات المسؤولة في الدنمارك ، وما هذا الضحك على الذقون في صف كلام غير مسؤول وقدأسيء إلى الجاليات المسلمة بتشويه السمعة والصورة ، إن الاعتذار الحقيقي عندما تعترف الصحيفة المجرمة بجريمتها اللئيمة وتعتذر للمسلمين أولاً في الدنمارك ثم في أوربا ثم العالم الإسلامي ، ثم تقوم بحملة تصص فيها صورة الإسلام والمسلمين وتفتح لها ولو لمدة من الزمن زاوية للمسلمين أن يعرفوا بالإسلام .
ثم تقوم الحكومة أيضاً بهذا الاعتذار نفسه وعلى رأسها الملك ورئيس الوزراء الذين لم يبدو أسفاً لما حصل وأن يستدعى الوفد الذي أتى إليهم للحوار من أجل الاعتذار رسمياً لهم عما بدر منهم اتجاه الإسلام والمسلمين واتجاههم أيضاً ، وأن تمنع نشر كتاب ألف عندهم يشوه صورة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم .
وكذلك تقوم المحكمة التي رفضت قبول الدعوى على الصحيفة بالاعتذار وقبول الدعوى ومحاسبة الجريدة على هذه الجريمة القذرة .
فلا ينبغي أن تضيع هذه الجهود المثمرة في المقاطعة هباءً منثوراً دون تحقيق مكاسب للمسلمي نفي البلاد الأوربية .
---
أبو ذر الفاضلي
01-31-2006, 07:33 AM
والله ما لم يكون الرد رادعاً سيتمادون في تطالوهم ، وعسى أن تنجح جهود المسلمين في استصدار قرار يهم العرب والمسلمين أسوة بمعاداة السامية الذي يتتسر خلفه اليهود .
---
مرهف
01-31-2006, 01:24 PM
أحسنت أخي أبا ذر فإنني أدعوا كل من يستطيع العمل إلى أمرين :(1/599)
ـ الأول إضدار قانون في أ,ربا لمحاسبة الذين يعادون الإسلام ورموزه وهذا عمل الجاليات المسلمة مع ضغط الحكومات الإسلامية .
ـ الثاني : قانون في الدول العربية والإسلامية يعاقب كل من يتعامل اقتصادياً وتجارياً مع الدول المسيئة للإسلام وشعائره ورموزه في العالم .
---
د.أبو بكر خليل
02-01-2006, 02:17 AM
هؤلاء الفجرة المكرة لم يفعلوا ذلك - و هو شئ هزيل غير كاف أبدا بجانب جرمهم - إلا بعد تيقنهم من أثر المقاطعة الاقتصادية لمنتجاتهم المتعددة من الشعوب و الحكومات العربية و الإسلامية ،
فهؤلاء الفجرة لا يأبهون إلا بمن يرد عدوانهم بوسائل عملية ملموسة ، تمس مصالحهم ، و تحس بها شعوبهم المتعصبة المبغضة لدين الإسلام ،
و ردعا و زجرا لأي إجرام آخر منهم و من غيرهم أقترح ما يلي :
1 - ملاحقة رئيس تحرير تلك الصحيفة و ما شابهها قضائيا ، برفع مئات الدعاوى القضائية ضده ، أمام محاكم متعددة و في بلاد مختلفة ، ليذوق وبال أمره و يدرك نتيجة فعلته : إرهاقا ماليا و بدنيا و نفسيا و معنويا ، و لنا أمثلة كثيرة فيما يفعله اليهود تجاه أدنى ما يعتبرونه مساسا بهم ،
2 - وضع " قائمة سوداء " - Black List - بأسماء الصحفيين و الإعلاميين المتورطين في تلك الإساءات الفاجرة ، و كذا تلك المطبوعات ، لمقاطعتهم و منع دخولهم بلادنا العربية و الإسلامية ،و عدم اشتراكهم في أي مؤتمرات ثقافية ببلادنا ،
3 - الدعوة للاستمرار في المقاطعة لكل ما هو دانماركي أو نرويجي لموقف حكومتهما المشين و المشجع لتلك السفالات و السفاهات ، حيث رفض رئيس الوزراء النرويجي مجرد الاجتماع بسفراء ( 19 ) دولة إسلامية ذهبوا لإبلاغه اعتراضهم ، و كذا كان سلوك بقية المسؤولين في البلدين ،
4 - بيان أنواع تلك المقاطعة ، كل فيما يخصه ، و نشر قوائم بأسماء تلك المنتجات و المنشآت ،
5 - هذا بالإضافة لما ذكر في المشاركات أعلاه(1/600)
*** فلا نركن لما صدر عن هؤلاء الفجرة المكرة ، و لنستمر في مقاطعتنا و دفاعنا
---
د.أبو بكر خليل
02-01-2006, 03:07 PM
قائمة ببعض المنتجات الدانماركية ، المدعو لمقاطعتها ردا على الرسوم المشينة المسيئة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، تجدها في هذا الرابط :
http://www.islameiat.com/entsar/
---
مرهف
02-01-2006, 07:22 PM
جزاك الله خيراً أخي د أبا بكر على هذه الاقتراحات وأحب أن أضيف بأن مدير تحرير الصحيفة ومن رسم وكتب أقروا أنهم لم يعتذروا ولن يعتذروا ولكنهم يتأسفون لأن المسلمين فهموهم خطأً .. ؟ !، وعلى كل فليقل ما يقل فإن هذه المقاطعة بدأت تؤتي ثمارها ولا ينبغي أن نجعلها ثورات عاطفية ونزوات ثورية تنجلي بعد حين ، وباعتقادي أن الغيورين المخلصين أوعى من أن ينساقوا إلى كلام أشبه بالمسح على رأس الصغير ليهدأ فينسوا قضيتهم .
وأضيف إلى ما اقترحت أيضاً :
ـ تشكيل لجنة متابعة إسلامية من علماء المسلمين أصحاب النفوذ لمتابعة هذه الجريمو ومتابعة المقاطعة والتنسيق مع الجاليات المسلمة في أوربا .
ـ ينبغي أن لا نحصر أمر المقاطعة بالدنمارك والنروج ولا كذلك نحصرها لهذا السبب فقط ، بل لو أن المسلمين هبوا لمقاطعة فرنسا اقتصادياً وسياسياً عندما منعت الحجاب عن المسلمات وباسم الحرية أيضاً لأدى مفعولاً متقدماً يؤخذ بعين الاعتبار عند الدول الأخرى.
---
(1/601)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (5)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (5)
---
عادل محمد
08-04-2006, 09:16 AM
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزءالخامس)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم أكثر من ستين كتابا الكترونيا إسلاميا
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=277453
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
واليكم الجزء الخامس
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
41- بشارة المحبوب بتكفير الذنوب
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=272658
أو
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/bsharah.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
في ظلال القرآن نسخة جديدة - 42
السيد قطب
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/Zelal.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
43- فضائل الصّحابَة
الإمام أحْمَد بن حَنبَل
www.gr8.cc/2/Alsahabah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=276739
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
44- مكفرات الذنوب وموجبات الجنة
كتابان الكترونيان رائعان(1/602)
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?postid=272970
أو
www.gr8.cc/2/Mokafferat.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
- تنبيه الغافلين للسمرقندي كتاب الكتروني رائع 45
www.gr8.cc/2/Tanbeeh.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=275153
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
46 - الفجر المنير
فى الصلاة على البشير النذير
للفكهانى
www.gr8.cc/2/Alfagr.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=275643
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
47- الرّوح
ابْن القيّم الجوْزيّة
www.gr8.cc/2/Arrowh.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=276189
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
48- البَحْرُ الزّخّارُ
مُسْندُ البَزار
(مُسْنَدُ الصَّحابَة)
http://www.badongo.com/file/1127581
أو
ملفان في المرفقات يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم فك الضغط
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=277301
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=277307
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
49- رسائل الإمام الشهيد حسن البنا
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/ALBANNA.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
50- موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية
http://www.arabswell.com/Dabawi/books/Alyahoud.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/603)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( جمع القرآن * بين أبي بكر وعثمان ) رضي الله عنهما
---
( جمع القرآن * بين أبي بكر وعثمان ) رضي الله عنهما
---
أبو بيان
05-07-2003, 09:17 AM
في هذا الموضوع (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=156)
استشكل أحد الإخوة مسألةً في جمع القرآن , فكتبت خلاصة عاجلة تزيل الإشكال على طريقة : التأصيل ثم التفصيل , ثم أورد إشكالاً آخر , فأجبته , ثم انقلب الإشكال الثاني وأصبح إشكالاً ثالثاً , وهنا توقفت عن المتابعة ؛ لأضع هذه المشاركة , التي أرجوا أن تفيد في جانب :
(( جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما , والفرق بينهما ))
وسنرى أن تصور هذه المقدمة يعين كثيراً على فهم مسائل كثيرة من أبواب علوم القرآن لاتصاله الظاهر بها , وبالأخص " الأحرف السبعة " .
وسأبدأ بذكر خلاصة الباب في نظري , ثم أتبعها بالتفصيل , جاعلاً حاشية كل موضع بعده مباشرةً بين هلالين :
* * *
تأصيلٌ ثم تفصيل
سيُحَل هذا الإشكال وجميع الإشكالات في موضوع الجمع - إن شاء الله تعالى - من خلال تصور ما يلي :
1 - أن أبا بكر رضي الله عنه جمع القرآن , وعثمان رضي الله عنه جمع الناس عليه .
2 - فعليه : جمع عثمان هو جمع أبي بكر رضي الله عنهم , ولم يغير فيه شيئاً .
3 - الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه هو ما عرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العرضة الأخيرة .
4 - العرضة الأخيرة اشتملت على ما لم يُنسَخ من الأحرف السبعة ؛ بدليل وجود عدد من الصحابة تختلف قرائتهم عمَّا في المصحف الإمام .
هذا القدر من البيان تجتمع به الأدلة , وعليه قامت , وبه نطقت , وهو حلٌّ لكثير من المشكل في هذا الباب , وأكتفي بهذا القدر , لهذا الإشكال , ولعلنا نزيد الموضوع إيضاحاً , بإيرادات أخرى في هذا الباب . والله أعلم .(1/604)
* * *
( جمع القرآن )
الحمد لله , و صلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً, أما بعد :
فإن الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه , وهيأ الأسباب الكونية والقدرية لذلك , فقال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
وهذه مقدمة مهمة لفهم مسالة جمع القرآن على مراحلها الثلاثة كما سنذكر – إن شاء الله تعالى - .
* الجمع الأول : في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
يطلق جمع القرآن ويراد به أحد معنيين :
الأول : حفظه في الصدور . والثاني : كتابته في السطور.
( في تسمية القرآن بـ: القرآن والكتاب , إشارة لطيفة إلى هذين النوعين, فالقرآن بمعنى الجمع والحفظ , والكتاب بمعنى المكتوب , ولا يكفي أحدهما عن الآخر , فلا يكفي حفظ حافظ حتى يوافق رسم المصحف , ولا تكفي كتابة كاتب حتى توافق ما نقل بالتواتر . انظر: النبأ العظيم , لمحمد عبد الله دراز, صـ 5 - 7 , ونقلها عنه غالب من كتب في علوم القرآن بعده ) وكلاهما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
فأما النوع الأول : فإن الأمة الأمية التي بعث فيها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من أسرع الناس حفظاً , وهكذا الصحابة رضي الله عنهم عُنُوا بسماع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظه ومدارسته , فلم يكونوا يتجاوزوا عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل , وأقاموا به ليلهم تهجداً وتلاوةً , حتى كان يسمع لبيوتهم دويٌّ كدويّ النحل من التلاوة , فلا عجب أن يكثر حفاظ القرآن من الصحابة , حتى عُرف طائفة منهم بالقراء , وقد كانوا عدداً كبيراً , ففي البخاري (4090) عن أنس رضي الله عنه في قصة بئر معونة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلاً يقال لهم القراء .. الحديث .(1/605)
وذكر السيوطي في الإتقان (3 – 1 / 72 , نقلاً عن أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه ( القراءات ) وفي مقدمة ( طبقات القراء ) للذهبي أن هذا العدد هم الذين عرضوا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم واتصلت بنا أسانيدهم , وأما من جمعه من الصحابة ولم يتصل بنا سندهم فكثير) عدداً كثيراً ممن حفظ القرآن كله من المهاجرين والأنصار , ومثّل أنس بن مالك رضي الله عنه لبعض من جمع القرآن كاملاً عن النبي صلى الله عليه وسلم سماعاً منه وعرضاً عليه بقوله عندما سأله قتادة : من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد (4 – 6 / 102-103 , وأبو زيد هو قيس بن السكن أحد عمومة أنس رضي الله عنهم . الفتح 6 / 102-103 ).(1/606)
أما النوع الثاني من جمع القرآن وهو ضم بعضه إلى بعض كتابةً وتدويناً فقد وجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كذلك, وقد أذن به صلى الله عليه وسلم بقوله " لا تكتبوا عني , ومن كتب عني غير القرآن فليمحه " (رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , صحيح مسلم بشرح النووي 18 / 129) , بل كان له عليه الصلاة والسلام كتّاب الوحي ومنهم الخلفاء الأربعة وزيد بن ثابت وأبيّ بن كعب ومعاوية وغيرهم كثير رضي الله عنهم (انظر: جوامع السيرة لابن حزم صـ 26-27 , وزاد المعاد لابن القيم 1 / 29) , ووصف هذا الجمع زيد بن ثابت رضي الله عنه بقوله: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع (رواه الحاكم في المستدرك 2 / 229) . فلم تكن أدوات الكتابة متيسرة لهم بل كانوا يكتبون في اللخاف والرقاع والأقتاب والأكتاف وغيرها . وكان على هذه الصورة مفرقاً غير مجموع , وإنما لم يجمع في كتاب واحد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتابع نزول الوحي منجّماً حسب الأحداث , ولورود النسخ فيه , مما يستلزم تكرار تغييره دائماً مع كل نزول , ولأن الله أمّنَ نبيّه من نسيانه " سنقرئك فلا تنسى , إلا ّما شاء الله " (انظر:المرشد الوجيز لأبي شامة صـ 62, والبرهان 1 / 300-301) .
وقد كان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الكتابة لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة .
فقُبِض النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن محفوظ في الصدور, ومكتوب في الصحف , مفرقاً بين الصحابة , مرتب الآيات إجماعاً , قال زيد رضي الله عنه : قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء (صحيح البخاري 6 / 58 باب جمع القرآن الكريم) .
* الجمع الثاني : في عهد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه :-
- تاريخه: بعد معركة اليمامة في السنة الثانية عشر من الهجرة .(1/607)
- وسببه: أنه قُتل في معركة اليمامة عدد كبير من القراء منهم سالم مولى أبي حذيفة أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم , فأمر أبو بكر بجمعه لئلا يضيع , ففي البخاري (4986) أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة, فتوقف , فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه وعنده عمر فقال له أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه , قال زيد: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمراني به , قال: فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال , فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله , ثم عند عمر حياته , ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما .. . رواه البخاري مطوّلاً .
وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدّوه من حسناته حتى قال علي رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر , رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع ما بين اللوحين (رواه ابن أبي داود في المصاحف صـ11, وحسّنه الحافظ ابن حجر في الفتح 9/12) .
وإنما أُختير زيد رضي الله عنه لهذا الأمر في زمن أبي بكر وعثمان ؛ لما ذكره أبو بكر عنه من رجاحة عقله, وتمام حفظه, وأنه من كتبة الوحي, ولأنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن (شرح السنة للبغوي 4/525 – 526 , والبرهان للزركشي 1/237 , والإتقان للسيوطي 1/118) .
وصفة هذا الجمع قائمةٌ على أربعة أسس :
1 – ما كان محفوظاً في صدور الرجال .
2 – ما كُتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .
3 – لا يقبل من صدور الرجال إلا ما تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم .
4 – لا يقبل شيء من المكتوب حتى يشهد شاهدان على أنه كُتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .(1/608)
قال أبو بكر رضي الله عنه لزيد وعمر بن الخطاب : اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه (المصاحف لابن أبي داود صـ12 , وجمال القراء للسخاوي 1/86 , قال ابن حجر: ورجاله ثقات مع انقطاعه . الفتح 9/14) .
وقام عمر رضي الله عنه في الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به (المصاحف لابن أبي داود صـ17) .
قال زيد رضي الله عنه : فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال (صحيح البخاري برقم 4986) .
قال ابن حجر : وفائدة التتبع المبالغة في الاستظهار والوقوف على عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم (الفتح 9/15) .
وذكر قريباً من ذلك أبو شامة والزركشي رحمهم الله تعالى (المرشد الوجيز لأبي شامة صـ57 , والبرهان للزركشي 1/234) .
وتميز هذا الجمع بمنتهى الدقة والإتقان , وإهماله لما نسخ من الآيات, واشتماله على ما ثبت في العرضة الأخيرة دون سواه , وظفر بإجماع الأمة عليه , وتواتر ما فيه , ولم يكن منه إلا نسخة واحدة حفظت عند إمام المسلمين أبي بكر-رضي الله عنه- باتفاق العلماء (البرهان للزركشي 1/297 , ودراسات في علوم القرن لفهد الرومي صـ82) , وسمي بالـ"مصحف" باتفاق الصحابة (رواه ابن أشتة في (المصاحف) من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب , ذكره السيوطي في الإتقان1/89) .
وكان الغرض من هذا الجمع تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف واحد حتى لايضيع منه شيء , دون أن يحمل الناس عليه لعدم ظهور الخلاف في قراءته (أصولٌ في التفسير , لمحمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله ,صـ33) .
* الجمع الثالث : في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :ـ
تاريخه : في أوائل السنة الخامسة والعشرين من الهجرة .(1/609)
وسببه : اختلاف الناس في القراءة بحسب ما وصلهم من القرآن , إمّا من الصحابة أو الصحف , فخيفت الفتنة فأمر عثمان رضي الله عنه أن يجمع الناس على مصحف واحد , لئلا يختلف الناس فيتنازعوا في كتاب الله ويتفرقوا (قاله ابن حجر في الفتح 9/17) , ومنه ما رواه البخاري (الفتح 9/17) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق , فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة , فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك , فأرسلت بها حفصة إلى عثمان .
وكان هذا العمل بمشورة من الصحابة واتفاق منهم , قال علي رضي الله عنه : يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلا خيراً في المصاحف , فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأٍ منّا جميعاً , قال ما تقولون في هذه القراءة ؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قراءتي خير من قراءتك , وهذا يكاد أن يكون كفراً , قلنا: فما ترى ؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد , فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف , قلنا: فنعم ما رأيت , قال علي:والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل (المصاحف لابن أبي داود صـ30 , وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح 9/18) .
واختار عثمان رضي الله عنه لهذا الجمع لجنة من ثلاثة من قريش: عبد الله بن الزبير, وسعيد بن العاص, وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام, وواحد من الأنصار هو زيد بن ثابت رضي الله عنه , وقال عثمان للقرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم (صحيح البخاري 6/99) وهذا فيما يتعلق بالرسم الكتابة .(1/610)
فنسخ مصحف أبي بكر رضي الله عنه في أربعة أو خمسة أو سبعة مصاحف , واحد منها بقي عند عثمان وأرسل البقيّة إلى مكة والشام والبصرة والكوفة , وأرسل مع كل مصحف منها حافظ يقرئ الناس بها (مناهل العرفان 1/396-397) , وأمر بالإقراء بما فيها وما يوافقها ومنع ما عداها(البرهان 1/235 , الإتقان 1/60) , وأمر بإحراق ما كان من صحائف مفرقة عند بعض الصحابة رضي الله عنهم (صحيح البخاري برقم 4987 , والفتح 9/21) .
وتميّز جمع عثمان رضي الله عنه باشتماله على ما ثبت في العرضة الأخيرة , وإهمال ما نسخت تلاوته (قال البغوي في(شرح السنّة ) 4/525-526: المصحف الذي استقر عليه الأمر هو آخر العرضات على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأمر عثمان بنسخه في المصاحف وجمع الناس عليه , وأذهب ما سوى ذلك قطعاً لمادة الخلاف , فصار ما يخالف خط المصحف في حكم المنسوخ والمرفوع كسائر ما نسخ ورفع فليس لأحد أن يعدوا في اللفظ إلى ما هو خارج عن الرسم.ا.هـ ونقلها عنه ابن حجر في الفتح8/646) .
وكان مرتب الآيات والسور على الوجه المعروف الآن , واشتمل على ما لم ينسخ من الأحرف السبعة والتي تفرعت عنها القراءات المتواترة المعروفة .
وكتبت المصاحف بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة , وذلك بعدم إعجامها وشكلها , وجُرِّدت هذه المصاحف من كل ما ليس قرآناً , كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة من شرح لمعنى أو بيان لمنسوخ أو دعاء أو نحو ذلك (مناهل العرفان 1/260-261) .
وأجمعت الأمّة على جمع عثمان رضي الله عنه , وهو من سنّة الخلفاء الراشدين وقد دلّ الحديث على أن لهم سنّة يجب إتباعها (كما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه المشهور"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين , عضّوا عليها بالنواجذ , . . الحديث" رواه أبو داود (4607) والترمذي (2672) وابن ماجه (44,43) وأحمد 4/126-127 والدارمي 1/44 وغيرهم) .(1/611)
* والفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما هو :
1 – أن الباعث لجمع أبي بكر "خشية أن يذهب شيء من القرآن" , والباعث لجمع عثمان "منع الاختلاف في قراءته" ولم يغير رضي الله عنه حرفاً مما في مصحف أبي بكر رضي الله عنه , وأنّى له ذلك , فعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : قلت لعثمان { والذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجاً } قد نسختها الآية الأخرى , فلِمَ تكتبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخي لا أغيّر شيئاً من مكانه . (رواه البخاري 6/29 برقم 4530) .
2 – جمع أبي بكر في مصحف واحد , وجمع عثمان بمعنى نسخه في مصاحف متعددة متحد ة الإقراء بما يوافق رسمه .
والله أعلم وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم .
---
محمد رشيد
05-08-2003, 03:42 PM
بارك الله فيك شيخنا أبابيان ، وكلامكم واضح وبيّن ، وواضح أنكم تفسرون الأحرف السبعة بالأوجه السبعة كما ذهب الزرقاني ، وهذا مما سهل لي طريق فهم كلامك لأنني ـ الى الان ـ أقول بان الأحرف السبعة هي الأوجه السبعة ، ولكن قلتم في مصحف أبي بكر ( ولم يكن منه الا نسخة واحدة حفظت عند إمام المسلمين أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ بالتفاق العلماء )
وطبعا كانت هذه النسخة مشتملة على الأوجه السبعة ، طيّب … هذا متصور فيما يمكن جمعه على رسم واحد ، فما العمل فيما لا يمكن جمعه على رسم واحد ، كوجه التقديم و التأخير ؟ هل كان المصحف نسخة واحدة على رسم واحد لاختلاف واحد و كان الوجه الاخر محفوظا في الصدور ؟ هذا هو ما أسأل عنه
---
أبو بيان
05-09-2003, 12:33 AM
شكر الله لك أخي الحبيب على اهتمامك بالموضوع ومتابعته .(1/612)
ولعلك تلاحظ بارك الله فيك أني لم أتعرض لموضوع الأحرف السبعة , وإن كان له علاقة بموضوع الجمع , ولم أذكر ما يُفهم منه أن الأحرف السبعة هي الأوجه السبعة , - إلا على تعريف خاص للأوجه السبعة تبين لك - وأرجوا أن لا يُفهم من كلامي أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة , فإني لم أذكر هذا , وقد نبه عليه أكثر من كتب فيه .
والحقيقة أني أردت أن يبقى هذا الموضوع خاصاً بمسألة الجمع , وأما ما يتبعها من مسائل كالأحرف السبعة مثلاً , فقد اطلعت على مقدمة موضوع فيها للشيخ مساعد الطيار على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=191
وأشكرك أخي الحبيب محمد على اهتمامك ونشاطك في الملتقى , والذي لا يخفى على مطالع . نفعنا الله وإياكم بما نقول . والله الموفق .
---
محمد رشيد
05-09-2003, 05:38 PM
بارك الله فيك شيخنا أبا بيان ، و يمكنك أن تتجاهل تعليقي على موضوع الأحرف السبعة ، فما أردت نقاش المسألة و إنما أوردت الكلام عابرا ، فأنا أتابع الموضوع مع الشيخ / مساعد حفظه الله
و حاشا أن أظن اعتقادك بأن الأحرف السبعة هي القراءات السبع ، فهذا من جهل العوام الفاضح ، كما أشار السيوطي الى ذلك .
و لكن ما زال سؤالي قائما فأرجو أن ترجع اليه ، واحتسب الأجر عند الله
---
أحمد القصير
05-09-2003, 06:28 PM
الأخ أبو بيان بارك الله فيك وفي علمك .
حول مسألة اشتمال الصحف العثمانية على الأحرف السبعة لا زال الإشكال قائما حول المنهجية التي كتبت عليها تلك الصحف بحيث يكون رسمها مشتملاً للأحرف السبعة ، وطبعا الأمر لا زال يحتاج إلى بيان شافي ، آمل أن تتحفنا والإخوة بما لديكم حول هذه المسألة .
---
أبو بيان
02-26-2004, 09:10 AM
ومن الأدلة على الجمع الكتابي في العهد النبوي:(1/613)
ما رواه عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه, قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من ثقيف, فقالوا لي: احفظ لنا متاعنا وركابنا, فقلت: على أنكم إذا فرغتم انتظرتموني حتى أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه حوائجهم, ثم خرجوا, فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فسألته مصحفاً كان عنده فأعطانيه.(1)
قال أبو بكر بن أبي عاصم (ت:287):
هذا مما يحتج أن القرآن جمع في المصاحف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبما روى ابن عمر رضي الله عنهما, عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسافروا بالمصاحف إلى أرض العدو).(2), ودل على أنه كان مجموعاً في المصاحف.(3) ا.هـ
------------------------------------
(1) رواه الطبراني في الكبير 9/53, برقم 8393, و9/40, برقم 8356, وقال الهيثمي في المجمع 9/371: رجاله رجال الصحيح غير عبّاد وقد وُثّق.
(2) رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه.
(3) الآحاد والمثاني, لابن أبي عاصم, ت/ الدكتور باسم الجوابره, دار الراية, 3/191.
---
ابن العربي
02-26-2004, 12:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي بارك الله فيك هل الحديث يدل على وجود المصاحف في أيدي الصحابة رضي الله عنهم وهو ما يسمى بالمصحف الشخصي ؟ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل مصحف ابن مسعود رضي الله عنه ومصحف أبي رضي الله عنه
أم أنه يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب القرآن في مصحف وليس في رقاع متفرقة ؟
آمل من سعادتكم التوضيح شكر الله لكم وبارك فيكم .
---
أبو بيان
02-26-2004, 10:26 PM
أخي الكريم: ابن العربي سلمه الله
كلا النوعين من المصاحف التي ذكرت كان موجود في العهد النبوي:(1/614)
فكان هناك مصاحف خاصة ببعض الصحابة, وكان مكتوباً في رقاع كما ذكرت, فإذا اجتمعت صارت مصحفاً, ولا مانع من تسميته مصحفاً حتى مع عدم اكتمال جميع السور فيه في زمن نزول الوحي وتجدده. والله أعلم.
---
مساعد الطيار
02-27-2004, 02:22 AM
هناك مسألة أشار إليها الأخ الفاضل أحمد القصير ، وهي اشتمال المصاحف التي نسخها عثمان على بقية الأحرف السبعة ، والجواب عنها يتعلق بتحرير المراد بالأحرف السبعة ، وأشير هنا إلى مسألة مهمة متعلقة بهذا الموضوع ، وهي أن الصوتيات من الإدغام والإظهار والمد والإشمام والروم والإمالة وغيرها لا يمكن أن تُكتب ، فإذا كانت من الأحرف السبعة ظهر يقينًا أنَّ الرسم لا يلزم أن يشمل جميع وجوه المقروء ، بل ثبوت القراءة أصل ، والرسم فرع عنه ، وهي مسألة تحتاج إلى تحقيق أكثر .
ثم إنك تجد بعض الوجوه المقروءة ليست مما يوافق الرسم ، ولا يمكن دخوله في الاحتمال إلا بتمحُّلٍ ، وهذا يدلُّك على ما قلت ، ومن ذلك رسم ( لأهب لك غلام ) فقد رُسمت في المصاحف بالألف ، وقرأ أبو عمرو وورش بالياء ( ليهب ) ، وهذه المسألة تحتاج إلى تحقيق وتمحيص ، والله أعلم .
---
ابن العربي
02-27-2004, 08:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفع بكم
عندي بعض الأسئلة أتمنى أن أجد إجابة عليها وهي
س1 / ما هو الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع ؟ وهل القراءات السبع اجتهاد أم نص كما هو الحال في الأحرف السبعة ؟
س2 / هل جبريل عليه السلام أسمع الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن على سبعة أحرف أم على حرف واحد هو حرف قريش ؟ ثم أذن الله لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يأذن لأمته أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف التي هي لغات القبائل وألفاظها وأصواتها ؟ وهو صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم ؟
س 3 / ما هو سبب اختلاف القراء هل هو بسبب احتمال الكلمة في الرسم العثماني بحيث إن الكلمة تقراء بلفظين أو ثلاثة أو أكثر ؟(1/615)
س 4 / وهل الخلاف الذي وقع بين القراء وقع في الأصوات أي في المد والإدغام والهمس والتسهيل وهذه كلها جارية على سنن لغة العرب في نطقها للألفاظ ؟ أم غير ذلك ؟
س 5 / هل علم الوقف والابتداء وعلم التجويد نتجا عن هذا الخلاف الذي وقع بين القراء في الأصوات ؟ أم عن شيء آخر ؟
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان
---
أبو بيان
04-22-2004, 11:01 PM
* قال محمد بن المنادى:
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ( أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المصحف). طبقات الحنابلة 1/281.
----------------
الأخ ابن العربي وفقه الله, طالعت الأسئلة, وغالبها سبق الحديث عنه في موضوعات سابقة في الملتقى, وسأجيبك عمَّا تيسر منها- إن شاء الله- في أقرب وقت.
---
(1/616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن تفسير ابن مردويه وتفسير عبد بن حميد
---
استفسار عن تفسير ابن مردويه وتفسير عبد بن حميد
---
موسى علي
05-15-2004, 09:24 AM
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
من لديه علم عن كل من تفسيري ابن مردويه وعبد بن حميد فنرجو منه افادتنا عن ذلك وله جزيل الأجر ان شاء الله
حيث يذكر بعض الناس انهما مفقودان والبعض ذكر وجوده
وفي الختام لكم أجمل التحايا
أخوكم موسى
---
موراني
05-18-2004, 03:49 PM
جاء ذكر تفسيري ابن مردويه وعبد بن حميد في فهرست الشيخ حماد بن محمد الأنصاري الذي يزعم أن كل ما ذكره في الفهرست له موجود في مكتبة لايبزيج في ألمانيا .
فيبدو اليوم كأنّ هذا الفهرست لا أساس له على الاطلاق .
هذا الفهرست الآن بين يدي المسؤولين في مكتبة جامعة لايبزيج لكي يبحثوا عن هذه
المجموعة من المخطوطات التي جرى الحديث فيه في هذا الملتقى قبل مدة .
أما البحث عن المخطوطات فلم يؤدّ حتى الآن الى شيء يذكر .
أما ما زعم الشيخ الانصاري أن المخطوطات ستنقل الى برلين لكي تفهرس فهذا الخبر لا أساس له . لم تنقل ورقة واحدة من مكتبة الى مكتبة أخرى لسبب بسيط :
كل مكتبة مسؤولة عما في رصيدها وتفهرس بنفسها كل ما لديها .
ولكم تحياتي
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2004, 06:07 PM
شكراً للأستاذ موراني على هذه الإجابة ، وأرحب به في ملتقى أهل التفسير. وبالنسبة للفهرس الخاص بالشيخ حماد الأنصاري الذي أشرتم إليه ، فيبدو لي أن أصله هو ما ذكره المباركفوري في تحفة الأحوذي ، وقد سمى الأحوذي المكتبة بالمكتبة الجرمانية . وربما يكون قد نقل إليه ذلك نقلاً ولم يتحقق من ذلك بنفسه رحمه الله.
أكرر شكري لكم ونرجو أن تتحفنا في هذا الملتقى العلمي بفوائدك وخبراتك مع المخطوطات.
---
مساعد الطيار(1/617)
05-18-2004, 07:37 PM
أرسلت للأستاذ موراني ملحوظة على كلامه السابق ، وقد رد علي ، وطلب مني أن أضعها تبع هذه المشاركة ، وهذا نصُّ رسالته :
الدكتور مساعد الطيار
كل ما ذكرت في ملحوظاتي الاخيرة في الملتقى لم ارد ان انسب به الى الشيخ الجليل ما لا يطاق ان انسبه اليه
غير انه جاء في بداية الفهرست انه ( هذا الفهرس وما تلاه من تعقيبات هو لفضيلة العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري)
الصحيح كما تقولون انه نقل هذه الاخبار عن اشخاص ذكرهم في آخر هذا الكتيب , والعهدة ( طبعا ) على الناقل .
عندما قلت ان هذه الاخبار لا أساس لها لم ارد أن اتهم أحدا أو أن اشك في ثقة الشيخ الجليل من قريب أو بعيد .
بل كنت أقصد أصلا أن ما جاْ في هذا الكتيب (منقولا) فهو لم يزل موضوع الشك .
ان رأيتم أن تضاف هذا الكلام الى ملحوظاتي الأخيرة في الملتقى فتفضلوا باضافته
لكى لا يقع حرج بين المشاركين في هذا الملتقي .
ولكم تحياتي وتقديري
موراني
---
(1/618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال عن قراءة شاذة (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ومَلِكاً كبيرا)
---
سؤال عن قراءة شاذة (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ومَلِكاً كبيرا)
---
العبادي
01-31-2007, 10:02 AM
مما يستدل به بعض العلماء في كتب العقيدة على مسألة "رؤية الله تعالى في الآخرة" القراءة الشاذة لقوله تعالى: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ومَلِكاً كبيرا) بفتح الميم وكسر اللام.
وبعد البحث في التفاسير وبعض كتب القراءات الشاذة لم أجد من أشار لهذه القراءة سوى الرازي والنيسابوري في تفسيريهما، ونسبها الأخير لعليّ.
فهل تصح نسبتها لعليّ؟
وهل نسبها أحد لغيره؟
وهل هي مثبتة في كتب القراءات الشاذة؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
---
أحمد بزوي الضاوي
01-31-2007, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل العبادي ـ حفظه الله ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
( و َإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) ( الانسان:20 )
عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قرأ مَلِكاً بفتح الميم و كسر اللام ، وهو الله تعالى .
وقرأ الجماعة بضم فسكون مُلْكاً .
معجم القراءات لعبد اللطيف الخطيب ، ج 10 ، ص 221 .
نسبها للنيسابوري ، وعلق عليها بقوله : ولم أجد مثل هذا عند غير النيسابوري .
---
محب القراءات
01-31-2007, 02:40 PM
آمل ممن عنده كتاب الكامل في القراءات الخمسين للهذلي أن يفيدنا هل هذه القراءة فيه أم لا ؟
وجزاكم الله خيرا
---
أمين الشنقيطي
01-31-2007, 02:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذه القراءة لم ترد في معجم القراءات الذي أعده الدكتور أحمد مختار،وعبد العال سالم،ولا البحر المحيط،ولم ترد في المصاحف لابن أبي داود،وسأحاول البحث في الكامل إن شاء الله.(1/619)
علما: بأنّ هذه القراءة الشاذة التي تكاد تكون مفقودة من كتب القراءات، يمكن البحث هل هي شاذة،أم تفسيرية كسؤال مطروح والله أعلم.
---
أمين الشنقيطي
01-31-2007, 03:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه القراءة بعد البحث ليست في الكامل للهذلي، ولا في عدد كبير من اللغة، فماهو شأنها إذاً؟
أرجوا نقل كلام النيسابوري المذكور أعلاه ،
واسم كتابه إن كان مطبوعا للبحث عن مدى وثاقته في القراءات،
وكذا ذكر رقم صفحة هذه القراءة في تفسير الرازي وإلى من نسبها، ونقل ما فسرها به . والله أعلم.
---
عبدالعزيز الجهني
02-02-2007, 01:02 AM
الأخ العبادي سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد ,فقد أورد القراءة المسؤول عنها ابنُ الجزري رحمه الله في كتابه غاية النهاية 2/391 عن يعلى بن حكيم عن ابن كثير. وهي من القراءات الشاذة النادرة في هذا الكتاب القيم. وللعلم فقد قمت بحمدالله وتوفيقه بجمع القراءات الشاذة في هذا الكتاب وهي من طرائفه ونوادره,وسيتم نشرها قريبا إن شاء الله في إحدى المجلات العلمية.والله يحفظكم ويرعاكم.
---
محب القراءات
02-04-2007, 09:40 AM
نيابة عن أخي الفاضل / العبادي , أشكر الأخوة الفضلاء الذين أفادونا عن هذه القراءة .
وأما عن مشاركة فضيلة الشيخ الدكتور أمين الشنقيطي , واستفساره عن موضع هذه القراءة في تفسير الرازي والنيسابوري , فأقول :
الإمام الرازي رحمه الله لم يذكر هذه القراءة في موضعها في سورة الإنسان , وإنما ذكرها في سورة الأعراف عند تفسير قوله تعالى : ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني )
حيث قال : ( الحجة السادسة : التمسك بقوله تعالى : ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ) الإنسان: 20(1/620)
فإن إحدى القراءات في هذه الآية ( مَلِكا ) بفتح الميم وكسر اللام , وأجمع المسلمون على أن ذلك الملك ليس إلا الله تعالى , وعندي أن التمسك بهذه الآية أقوى من التمسك بغيرها .) انتهى
وذكرها كذلك عند تفسير قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )يونس: 26
وأما الإمام النيسابوري فذكرها عند تفسير قوله تعالى في سورة الأنعام : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) الأنعام: 103
وأشكر الدكتور : عبد العزيز الجهني على الفائدة الجليلة التي أفادنا بها من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء , وآمل أن نرى بحثه النافع قريبا إن شاء الله .
أسأل الله أن يبارك في الجميع وأن يجزيهم خير الجزاء
---
د. عمر حمدان
02-04-2007, 06:04 PM
السلام عليكم
أحيطكم علمًا أنّ هذه القراءة الشاذّة قد وردت في كتاب شواذّ القراءات (ص495) لشمس القرّاء محمّد بن أبي نصر الكرمانيّ
(من علماء القرن السادس الهجريّ) .
ها هو نصّه : "عن يعلى بن حكيم عن ابن كثير وأبي جعفر (وَمَلِكًا) بفتح الميم وكسر اللام".
ملاحظة : هذا الكتاب ذو أهمّيّة كبرى في القراءات الشواذّ ، لكنّ تحقيقه سيّء للغاية .
---
العبادي
02-04-2007, 08:53 PM
أشكر جميع الإخوة الفضلاء على كرم المشاركة وحسن الإفادة
وما ذكره أخي (محب القراءات) هو عين ما كنت أريد أن أقوله فجزاه الله عني خيرا..
كما أخص بالشكر الأخوين (عبدالعزيز الجهني) و (د.عمر حمدان) على هذه الدرر التي أظفروني وأفرحوني بها، وأسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتهما، وأن يقيض لكتاب الكرماني ما قيضه لغاية النهاية الذي تُوِّج أخيرا بعمل الأخ عبدالعزيز .
---
(1/621)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب أَخْبَارُ القُضَاةِ لـ وَكِيع على ملفات ورد
---
كتاب أَخْبَارُ القُضَاةِ لـ وَكِيع على ملفات ورد
---
مسك
10-03-2005, 05:23 AM
اسم الكتاب : أَخْبَارُ القُضَاةِ
اسم المؤلف : وَكِيع
نبذة عن الكتاب :
الكتاب من أقدم ما وصلنا في أخبار القضاة. تقع مطبوعته في أربعة مجلدات. ويضم تراجم القضاة في جميع الأمصار الإسلامية، في القرون الثلاثة الأولى. مع ذكر مذاهبهم في ولايتهم، وتحقيق أنسابهم وقبائلهم وطرائقهم، ومن روى الحديث منهم، مع ذكر طرف من رواية من لم يشتهر منهم. قال: (وكذلك من اشتهر بالفقه منهم، لم أذكر فقهه، واقتصرت على قضاياه). واشتمل على وثائق رسمية مهمة، حول الدعاوى والقضايا التي تصدرت مواضيع القضاء الإسلامي الأول.
::::: أضغط لتحميل الكتاب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=12&book=2057)
---
خالد الشبل
10-03-2005, 02:56 PM
جزاك الله خيرًا.
---
(1/622)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ياربُّ قلبي بحبِّ المصطفلى كلفٌ
---
ياربُّ قلبي بحبِّ المصطفلى كلفٌ
---
zahya
09-14-2004, 04:06 PM
يارَبّ قَلْبي بحُبِّ المُصْطَفَىكَلِفٌ=
لأجْل ِ وَجْهِكَ ذَاكَ الحُبُّ دَفْقُ دَمِي
اغْفِرْ إلَهِي فَمَا شُرْكَا مَحَبَّتُهُ =
سُبْحَانَ منْ أوجَدَ الإنسانَ من عدَم ِ
وَصَاحِبُ الحَوْض ِلُقيَاهُ النَّعيْمُ بهِ=
وأنْتَ تَعْلمُ كَمْ أرْجُوْكَ مِنْ نِعَمِ
ياربّ أحْسِنْ لقلبي إن يَكُنْ كَلِفَا=
بحُبِّ خَيْر ِ الوََرَى يَا وَاسِعَ الكَرَم ِ
شعر
بنت البحر
---
د. هشام عزمي
09-15-2004, 08:04 PM
نورت ملتقى أهل التفسير يا أختي جزاك الله خيراً.
---
zahya
09-15-2004, 10:00 PM
أهلاً بك أخي الفاضل د0هشام عزمي
الحمد لله الذي دلني إلى هذا الموقع الكريم
كنت قد كنبت رداً لك ولم أجده
أختك
بنت البحر
---
(1/623)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعريف بسورة الفرقان
---
التعريف بسورة الفرقان
---
أبو صلاح الدين
10-07-2005, 09:03 PM
أقول بعون الله:
سورة الفُرْقَان
سبب التسمية :
سُميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر فيها هذا الكتاب المجيد الذي أنزله على عبده محمد وكان النعمة الكبرى على الإنسانية لأنه النور الساطع والء المبين ،الذي فرق الله به بين الحق والباطل ،والنور والظلام ،والكفر والإيمان ،ولهذا كان جديرا بأن يسمى الفرقان
التعريف بالسورة :
1) مكية .ماعدا الآيات 68،69،70 فمدنية .
2) من المثاني .
3) آياتها 77 .
4) ترتيبها الخامسة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " يس " .
6) بدأت باسلوب الثناء " تبارك "، السورة بها سجدة في الآية 60 ، الفرقان هو اسم من أسماء القرآن .
7) الجزء "19" ، الحزب "36،37" ، الربع "1،2" .
محور مواضيع السورة :
محور السورة يدور حول إثبات صدق القران وصحة الرسالة المحمدية وحول عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء وفيها بعض القصص للعظة والاعتبار .
سبب نزول السورة :(1/624)
عن ابن عباس قال لما عَيَّر المشركون رسول اللهبالفاقة قالوا ما لهذا الرسول ياكل الطعام ويمشى في الاسواق حزن رسول الله فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه مُعَزِّيا له فقال السلام عليك يا رسول الله رب العزة يقرئك السلام ويقول لك (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق )أي يبتغون المعاش في الدنيا قال فبينا جبريل والنبي يتحدثان إذ ذاب جبريل حتى صار مثل الهذرة قيل يا رسول الله وما الهذرة قال العدسة فقال رسول الله مالك ذبت حتى صرت مثل الهذرة قال يا محمد فُتِحَ باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة واقبل النبي وجبريل عليهما السلام يبكيان اذ عاد جبريل إلى حاله فقال أَبْشِرْ يا محمد هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك بالرضا من ربك فاقبل رضوان حتى سَلَّم ثم قال يا محمد رب العزة يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلالأويقول لك ربك هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عنده في الآخرة مثل جناح بعوضة فنظر النبي إلى جبريل كالمستشير به فضرب جبريل بيده إلى الارض فقال تواضع لله فقال يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إليّ وأن أكون عبدا صابرا شكورا فقال رضوان اصبت اصاب الله بك وجاء نداء من السماء فرفع جبريلرأسه فإذا السموات قد فتحت أبوابها إلى العرش وأَوْحَى الله تعالى إلى جنة عدن أن تُدَلِّي غصنا من أغصانها عليه عذق عليه غرفة من زبرجدة خضراء لها سبعون الف باب من ياقوته حمراء فقال جبريل يا محمد ارفع بصرك فرفع فرأى منازل الانبياء وغرفهم فإذا منازله فوق منازل الانبياء فضلا له خاصة ومناد ينادي أَرَضِيتَ يا محمد فقال النبي رضيت فاجعل ما اردت ان تعطيني في الدنيا ذخيرة عندك في الشفاعة يوم القيامة ويرون ان هذه الآية انزلها رضوان (تبارك الذي ان شاء جعل لك خير من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا ) .(1/625)
1) قال ابن عباس في رواية عطاء الخراساني كان أبي بن خلف يحضر النبيويجالسه ويسمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك فنزلت هذه الآية .
2) قال الشعبي وكان عقبة خليلا لأمية بن خلف فأسلم عقبة فقال أمية : وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا ، وكفر وارتد لرضا أمية فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .
3) وقال آخرون أن أُبي بن خلف وعقبة بن ابي معيط كانا متحالفين وكان عقبة لا يقدم من سفر الا صنع طعاما فدعا اليه أشراف قومه وكان يكثر مجالسه النبيفقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما فدعا الناس ودعا رسول الله إلى طعامه فلما قرب الطعام قال رسول الله : ماأنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛ فأكل رسول الله من طعامه وكان أبي بن خلف غائبا فلما أُخْبِرَ بقصته قال :صبأت يا عقبة فقال والله ما صبأت ولكن دخل عليّ رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم فشهدت فطعم فقال اُبيّ : ما أنا بالذي رضي منك أبدا إلا أن تأتيه فتبزق في وجهه وتطأ عنقه ؛ ففعل ذلك عقبة فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه فقال رسول الله : لا ألقاك خارجا من مكة إلاعلوت رأسك بالسيف ؛ فقتل عقبة يوم بدر صبرا وأما أبيّ بن خلف فقتله النبي يوم أحد في المبارزة فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية وقال الضحاك : لما بزق عقبة في وجه رسول الله عاد بزاقه في وجه فتشعب شعبتين فأحرق خديه وكان أثر ذلك فيه حتى الموت .
فضل السورة :(1/626)
عن عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة فتبصرت حتى سلّم فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال :أقرأنيها رسول الله فقلت كذبت فإن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله لهشام اقرأ فقرأ فقال رسول الله كذلك أُنزِلَتْ ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت فقال رسول الله كذلك أنزلت إن هذا القرآن أُنِزلَ على سبعة أحرف فاقرأوا ما تَيَسَّرَ منه .
تنبيه: العبد لله لم يتحر الصحة في الأحاديث المذكورة.. إنما جمعت فقط, لذا لزم التنويه
والله من وراء القصد.
أخوكم
(أبو صلاح الدين)
---
(1/627)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > 100 فتوى في التوحيد والعقيدة السلفية لمجموعة من العلماء وطلاب العلم....
---
100 فتوى في التوحيد والعقيدة السلفية لمجموعة من العلماء وطلاب العلم....
---
ابن المبارك
11-02-2006, 09:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه مجموعة من بعض الفتاوي للعلماء وطلاب العلم تقرر عقيدة أهل السنة والجماعة في علم التوحيد والعقيدة ، رأيت أن أجمعها حتى يستفيد منها الأخوة والاخوات في هذا الملتقى المبارك...
اسأل الله عزوجل أن ينفع بها وأن يجعل هذا العمل البسيط خالصاً لوجه...
ولاتنسوني من صالح دعائكم...
ما هو معنى التوحيد ؟ وما هي أقسامه ؟.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=49030&ln=ara
ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ (ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=2069
الإيمان والتوحيد والعقيدة أسماء لمسميات هل تختلف في مدلولاتها؟(ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=fatawa&id=275
سؤال يتعلق بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهل هناك دليل على ذلك؟ .(ابن باز رحمه الله)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=26338&ln=ara
ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟(محمد المنجد)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=21738&ln=ara
ما هو أول واجب على الخلق ؟.(ابن عثيمين رحمه الله)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=9358&ln=ara
هل لتقسيم التوحيد ثلاثة أقسام دليل؟(د.أحمد الغامدي)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=68932
ما هي شروط قول: (لا إله إلا الله)؟ وهل يكفي التلفظ بها فقط دون فهم معناها وما يترتب عليها؟(ابن باز )
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=1680(1/628)
ما رأي سماحتكم في مسألة العذر بالجهل، وخاصة في أمر العقيدة، وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟(ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=2164
المشروع والممنوع في التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم (الشيخ عبدالعزيز الراجحي)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=82184
تفصيل حكم الاستغاثة والتوسل بالنبي (الشيخ عبدالرحمن البراك)
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=114582
قصة استسقاء النبي بعد موته(د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=9799
ما هي الأصول الثلاثة وأدلتها؟(البراك)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=17104
ما هو الفرق بين الإسلام والإيمان؟(ابن عثيمين رحمه الله)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=23552
فهذه فوائد تتعلق بالعقيدة:(ابن باز رحمه الله)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...article&id=587
نواقض الإسلام مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها:(ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...article&id=720
هل يكفي النطق والاعتقاد بهذا الركن من أركان الإسلام أم لابد من أشياء أخر حتى يكتمل إسلام المرء ويكتمل إيمانه؟ (ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=fatawa&id=153
ماحكم التبرك ببعض الأثار المنسوبة للنبي _صلى الله عليه وسلم_ كالشعر والسيف وغيرها؟(عبدالرحمن المحمود)
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/sh...in.cfm?id=4426
هل صحيح -كما يذكر بعض العلماء- أن السؤال في أمر الصفات من الأمور المحدثة، وأن الصحابة لم يكونوا يسألون عنها؟(الشيخ سفر الحوالي)
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...&ContentID=985
ما الفرق بين أسماء الله وصفاته ؟.(ابن باز)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=22642&ln=ara(1/629)
عندما قال رسول الله " وخلق الله آدم على صورته أو هيئته " إلى من تعود كلمة صورته أو هيئته، وكيف نفسر هذا ؟.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=20652&ln=ara
ماهو الضابط في أسماء الله الحسنى؟ (البراك)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=23687
لوازم إثبات الصفات لله (د. أحمد القاضي)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=40553
ما حكم التأويل في الصفات؟(ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...e=fatawa&id=44
الصفات المشتركة بين الخالق والمخلوق(د.سعيد الغامدي)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=81695
ما معنى قول العلماء عن الله: بائن من خلقه؟(البراك)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=11245
ذكر أحد العلماء أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يستحسن الاحتفال بذكرى المولد النبوي فهل هذا صحيح يا سماحة الشيخ؟(ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=2088
معنى علو الله تعالى(د.عبدالله الدميجي)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=30672
نقل أسماء الله وصفاته من الحقيقة إلى المجاز(د.عبدالعزيز الغامدي)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=25237
ما حقيقة أن السلفيين جسدوا الله جل جلاله؟ وهل يعتبر ذلك من أبواب الشرك بالله؟(البراك)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=15576
حكم القول بقدم العالم (البراك)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=33575
إثبات صفة الحياء لله عزوجل(د. عبدالعزيز العبداللطيف)
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=33575
هل الإيمان يزيد وينقص؟( د. عبد العزيز بن عمر الغامدي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=41815
نزول الباري في الثلث الأخير(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=49871(1/630)
الأخذ بأحاديث الآحاد في العقائد (د. الشريف حاتم بن عارف العوني )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=28628
الصفات المشتركة بين الخالق والمخلوق(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=109850
إثبات الأيدي لله في قوله "مما عملت أيدينا"(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=103112
تأويل السلف لقوله: " والسماء بينناها بأيد""(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=96726
رسالة الذهبي ـ المزعومة ـ إلى ابن تيمية هل تصح؟)!د. عبد الله بن عمر الدميجي(
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=18274
كثرة الأشاعرة هل تدل على أنهم على الحق؟""(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=35213
ترك المعنى الظاهر في قوله: "نسوا الله فنسيهم"(د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=108813
عقيدة الشيخ عبد القادر الجيلاني "(د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=6892
كلام الله عز وجل؟""(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=33652
الأخذ بالحديث الحسن في العقائد(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=29896
هل مذهب السلف في الأسماء والصفات هو التفويض(د. سعود بن عبد العزيز العريفي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=54633
ذكر الله نفسه بصيغة الجمع(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=12262
هل الحنان والعطف من صفات الله ؟(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...ent.cfm?id=414(1/631)
صفة الشم لله تعالى.) د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف )
http://www.islamtoday.net/questions/...ent.cfm?id=422
جاء في (لمعة الاعتقاد) أن أحمد بن حنبل فوَّض المعنى. هل هذا مذهب أهل السنة؟(عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=35665
هل لله روح؟(د. سالم بن محمد القرني )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=10776
القرب الحسي والمعنوي من الله تعالى(أ.د. ناصر بن عبدالكريم العقل )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=21720
الضابط في أسماء الله الحسنى(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=23687
معنى الإلحاد في أسماء الله؟!(د. رشيد بن حسن الألمعي )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=109013
هل (القديم) من أسماء الله؟(د. محمد بن عبدالله الخضيري )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=37212
أين الله؟(عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=40575
في الحديث يقول الله تعالى: "العز إزاري"، فهل هناك رداء حقيقة؟.(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=41814
رؤية الله يوم القيامة تستلزم أن يكون لله جسماً..هل هذا الكلام صحيح؟.(صالح الزهراني (
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=49583
ما هي أسماء الله المتعدية وغير المتعدية؟ وما المقصود بالمتعدي وغير المتعدي؟(د. عبد الله بن عمر الدميجي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=23160
الله نور السماوات والأرض(د. أحمد بن عبد اللطيف العبد اللطيف(
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=9964
معنى الله معنا؟ (د. سالم بن محمد القرني )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=35618(1/632)
التوسل بصفات الله (د. أحمد بن عبد اللطيف العبد اللطيف )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=109763
ماذا تفسرون تأويل بعض الصحابة-رضي الله عنهم- وبعض التابعين بإحسان من القرون المفضلة لبعض آيات وأحاديث الصفات؟ (د. محمد بن عبد الله القناص(
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=54092
معنى حديث ذراع الجبار (د. الشريف حاتم بن عارف العوني )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=70199
الجواب عن استدلال أهل الحلول بهذا الحديث (د. عبد الله بن محمد سفيان الحكمي )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=109275
هل في هذا الحديث تشبيه الخالق بالمخلوق؟ (الشيخ راشد بن فهد آل حفيظ (
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=77927
الحكم في العامي إذا تربّى على عقيدة فاسدة (د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي )
http://www.islamtoday.net/questions/...ent.cfm?id=114
عقيدة ابن حجر والنووي(د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف )
http://www.islamtoday.net/questions/...ent.cfm?id=209
من هم أهل الأهواء وما أحكامهم؟(أ.د. ناصر بن عبدالكريم العقل )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=7973
هل يجوز الاستثناء في "أصل الإيمان" ؟(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=26655
شبه حول نزول الباري عز وجل(د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=23891
هل أفعال الناس مخلوقة؟ (عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=12808
وسوسة عقدية((عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=39349
عبارة: أنا مؤمن إن شاء الله!( د. أحمد بن عبد اللطيف العبد اللطيف )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=102038(1/633)
هل الإنسان مُسَيَّرٌ أم مُخَيَّرٌ؟!(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=52286
الجبر والاختيار(د. أحمد بن عبد اللطيف العبد اللطيف )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=10772
نار جهنم هل تفنى؟(اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=14864
القول بفناء الجنة (عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=46847
رأي ابن تيمية في قدم العالم وفناء النار(د. محمد بن عبدالله الخضيري )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=89905
علم النبي عليه الصلاة والسلام الغيب!( د. الشريف حاتم بن عارف العوني )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=45518
القول بتحريف القرآن(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=21300
هل اعتقاد الشيعة الاثنى عشر بعصمة الأئمة اعتقاد مكفر بذاته أي اعتقاد العصمة فيهم فقط؟(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=110404
الحكم بالقوانين الوضعية(د. عبد الله بن عمر الدميجي )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=5070
الاستغاثة بالأموات شرك أصغر أم أكبر(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=16356
ما هي الضوابط العامة في التفريق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر؟(د. أحمد بن عبد اللطيف العبد اللطيف )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=18128
هل الطواف حول القبر شرك مطلقاً؟ (أ.د. ناصر بن عبدالكريم العقل )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=109048
هل يجوز حل السحر بسحر؟(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=9891(1/634)
مذهب أهل السنة في الملائكة والجان (محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=6834
المفاضلة بين الصحابة – رضي الله عنهم –(د. محمد بن عبدالله الخضيري )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=21986
من هم آل البيت؟(د. رشيد بن حسن الألمعي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=35481
تعريف البدعة؟(د. عبد الله بن عبد العزيز الزايدي )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=8853
متى تحرم مجالسة المبتدعة (د. لطف الله بن عبد العظيم خوجه )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=52756
ماحكم الاحتفال بالمولد النبوي؟ (عبد العزيز بن باز - رحمه الله - )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=8106
هل الخوارج كفار؟(د. عبد الله بن عمر الدميجي )
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=4738
الانتساب لمذهب أهل السنة والجماعة(د. عبد الله بن عمر الدميجي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=44186
لماذا يكفر الوهابيةُ الصوفيةَ؟(د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي )
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=92503
هل يقال عن الله: إنه من عُمَّار السماء؟(عبد الرحمن بن ناصر البراك )
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=105334
هل صحيح أن الحنابلة هم السلفيون فقط؟ وما حقيقة السلفية؟ هل هي قرينة التشدد والتزمت كما يروج البعض؟ (ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=2067
تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل(ابن باز رحمه الله)
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...article&id=544
هل يوصف الله تعالى بالنسيان ؟(ابن عثيمين رحمه الله)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=34854&ln=ara
هل يوصف الله تعالى بالمكر والخيانة والخداع ؟(1/635)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=39803&ln=ara
لا تعارض بين نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا واستوائه على العرش(الشيخ محمد المنجد)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=12290&ln=ara
تفسير ( فأينما تولوا فثم وجه الله)
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=10243&ln=ara
والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين...
---
المسيطير
11-02-2006, 06:07 PM
جزاك الله خيرا ، ونفعنا بما كتبت .
---
(1/636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما قولكم في كلام ابن كثير رحمه الله
---
ما قولكم في كلام ابن كثير رحمه الله
---
ابو حيان
02-11-2006, 05:50 AM
قال ابن كثير في تفسير قوله ( وما أنزل على الملكين )
"ثم شرع ابن جرير في رد هذا القول ( أي القول بأن ما نافية), وأن ما بمعنى الذي, وأطال القول في ذلك وادعى أن هاروت وماروت ملكان أنزلهما الله إلى الأرض وأذن لهما في تعليم السحر اختباراً لعباده وامتحاناً بعد أن بين لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسنة الرسل, وادعى أن هاروت وماروت مطيعان في تعليم ذلك , لأنهما امتثلا ما أمرا به, وهذا الذي سلكه غريب جداً,
السؤال : ما الغرابة في هذا مع انه قال بعد ذلك :
وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء, وأنهما أنزلا إلى الأرض, فكان من أمرهما ما كان, وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده رحمه الله كما سنورده إن شاء الله,
---
مجدي ابو عيشة
02-13-2006, 11:54 AM
انما استغرب منه توجيه "ما" بانها بمعنى "الذي "لانه جعل الملكين مكلفان بتعليم الناس السحر امرا منه عز وجل لاختبار بني آدم ولم يكن استغرابه بكونهما مَلَكين هذا ما بينه ابن كثير :
"وادعى أن هاروت وماروت ملكان أنزلهما الله إلى الأرض وأذن لهما في تعليم السحر اختباراً لعباده وامتحاناً بعد أن بين لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسنة الرسل, وادعى أن هاروت وماروت مطيعان في تعليم ذلك , لأنهما امتثلا ما أمرا به, وهذا الذي سلكه غريب جداً" اي ان الملكين يعلمان الناس السحر بأمر الله عز وجل امتحانا للناس .
هذا كلام ابن جرير في ترجحه للوجه الذي اختاره :(1/637)
" وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي قَوْل مَنْ وَجَّهَ " مَا " الَّتِي فِي قَوْله : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } إلَى مَعْنَى " الَّذِي " دُون مَعْنَى " مَا " الَّتِي هِيَ بِمَعْنَى الْجَحْد . وَإِنَّمَا اخْتَرْت ذَلِكَ مِنْ أَجْل أَنَّ " مَا " إنْ وُجِّهَتْ إلَى مَعْنَى الْجَحْد , فَتَنْفِي عَنْ الْمَلَكَيْنِ أَنْ يَكُونَا مُنَزَّلًا إلَيْهِمَا . وَلَمْ يَخْلُ الِاسْمَانِ اللَّذَانِ بَعْدهمَا - أَعْنِي هَارُوت وَمَارُوت - مِنْ أَنْ يَكُونَا بَدَلًا مِنْهُمَا وَتَرْجَمَة عَنْهُمَا , أَوْ بَدَلًا مِنْ النَّاس فِي قَوْله : { يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر } وَتَرْجَمَة عَنْهُمَا . فَإِنْ جُعِلَا بَدَلًا مِنْ الْمَلَكَيْنِ وَتَرْجَمَة عَنْهُمَا بَطَلَ مَعْنَى قَوْله : { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَد حَتَّى يَقُولَا إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة فَلَا تَكْفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه } لِأَنَّهُمَا إذَا لَمْ يَكُونَا عَالِمَيْنِ بِمَا يُفَرَّق بِهِ بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه , فَمَا الَّذِي يَتَعَلَّم مِنْهُمَا مَنْ يُفَرِّق بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه ؟ وَبَعْد , فَإِنَّ " مَا " الَّتِي فِي قَوْله : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } إنْ كَانَتْ فِي مَعْنَى الْجَحْد عَطْفًا عَلَى قَوْله : { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان } فَإِنَّ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ نَفَى بِقَوْلِهِ : { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان } عَنْ سُلَيْمَان أَنْ يَكُون السِّحْر مِنْ عَمَله , أَوْ مِنْ عِلْمه أَوْ تَعْلِيمه . فَإِنْ كَانَ الَّذِي نَفَى عَنْ الْمَلَكَيْنِ مِنْ ذَلِكَ نَظِير الَّذِي نَفَى عَنْ سُلَيْمَان مِنْهُ , وَهَارُوت وَمَارُوت هُمَا الْمَلَكَانِ , فَمَنْ الْمُتَعَلَّمِ مِنْهُ إذًا مَا يُفَرَّق بِهِ بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه ؟ وَعَمَّنْ الْخَبَر(1/638)
الَّذِي أَخْبَرَ عَنْهُ بِقَوْلِهِ : { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَد حَتَّى يَقُولَا إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة فَلَا تَكْفُر } ؟ إنَّ خَطَأ هَذَا الْقَوْل لَوَاضِح بَيِّن . وَإِنْ كَانَ قَوْله " هَارُوت وَمَارُوت " تَرْجَمَة مِنْ النَّاس الَّذِينَ فِي قَوْله : { وَلَكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر } فَقَدْ وَجَبَ أَنْ تَكُون الشَّيَاطِين هِيَ الَّتِي تُعَلِّم هَارُوت وَمَارُوت السِّحْر , وَتَكُون السَّحَرَة إنَّمَا تَعَلَّمَتْ السِّحْر مِنْ هَارُوت وَمَارُوت عَنْ تَعْلِيم الشَّيَاطِين إيَّاهُمَا . فَإِنْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَلَنْ يَخْلُو هَارُوت وَمَارُوت عِنْد قَائِل هَذِهِ الْمَقَالَة مِنْ أَحَد أَمْرَيْنِ : إمَّا أَنْ يَكُونَا مَلَكَيْنِ , فَإِنْ كَانَا عِنْده مَلَكَيْنِ فَقَدْ أَوْجَبَ لَهُمَا مِنْ الْكُفْر بِاَللَّهِ وَالْمَعْصِيَة لَهُ بِنِسْبَتِهِ إيَّاهُمَا إلَى أَنَّهُمَا يَتَعَلَّمَانِ مِنْ الشَّيَاطِين السِّحْر وَيُعَلِّمَانِهِ النَّاس , وَإِصْرَارهمَا عَلَى ذَلِكَ وَمَقَامهمَا عَلَيْهِ أَعْظَم مِمَّا ذُكِرَ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا أَتَيَاهُ مِنْ الْمَعْصِيَة الَّتِي اسْتَحَقَّا عَلَيْهَا الْعِقَاب , وَفِي خَبَر اللَّه عَزَّ وَجَلّ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا لَا يُعَلِّمَانِ أَحَدًا مَا يَتَعَلَّم مِنْهُمَا حَتَّى يَقُولَا : { إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة فَلَا تَكْفُر } مَا يُغْنِي عَنْ الْإِكْثَار فِي الدَّلَالَة عَلَى خَطَأ هَذَا الْقَوْل . أَوْ أَنْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي آدَم ; فَإِنْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَقَدْ كَانَ يَجِب أَنْ يَكُون بِهَلَاكِهِمَا قَدْ ارْتَفَعَ السِّحْر وَالْعِلْم بِهِ وَالْعَمَل مِنْ بَنِي آدَم ; لِأَنَّهُ إذَا كَانَ عِلْم ذَلِكَ مِنْ قِبَلهمَا يُؤْخَذ وَمِنْهُمَا يُتَعَلَّم , فَالْوَاجِب أَنْ يَكُون(1/639)
بِهَلَاكِهِمَا وَعَدَم وُجُودهمَا عُدِمَ السَّبِيل إلَى الْوُصُول إلَى الْمَعْنَى الَّذِي كَانَ لَا يُوصَل إلَيْهِ إلَّا بِهِمَا ; وَفِي وُجُود السِّحْر فِي كُلّ زَمَان وَوَقْت أَبْيَن الدَّلَالَة عَلَى فَسَاد هَذَا الْقَوْل . وَقَدْ يَزْعُم قَائِل ذَلِكَ أَنَّهُمَا رَجُلَانِ مِنْ بَنِي آدَم , لَمْ يُعْدَمَا مِنْ الْأَرْض مُنْذُ خُلِقَتْ , وَلَا يُعْدَمَانِ بَعْد مَا وُجِدَ السِّحْر فِي النَّاس . فَيَدَّعِي مَا لَا يَخْفَى بِطُولِهِ . فَإِذَا فَسَدَتْ هَذِهِ الْوُجُوه الَّتِي دَلَّلْنَا عَلَى فَسَادهَا , فَبَيِّن أَنَّ مَعْنَى : { مَا } الَّتِي فِي قَوْله : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } بِمَعْنَى " الَّذِي " , وَأَنَّ هَارُوت وَمَارُوت مُتَرْجَم بِهِمَا عَنْ الْمَلَكَيْنِ ; وَلِذَلِك فُتِحَتْ أَوَاخِر أَسْمَائِهِمَا , لِأَنَّهُمَا فِي مَوْضِع خَفْض عَلَى الرَّدّ عَلَى الْمَلَكَيْنِ , وَلَكِنَّهُمَا لَمَّا كَانَا لَا يُجَرَّانِ فُتِحَتْ أَوَاخِر أَسْمَائِهِمَا . فَإِنْ الْتَبَسَ عَلَى ذِي غَبَاء مَا قُلْنَا , فَقَالَ : وَكَيْف يَجُوز لِمَلَائِكَةِ اللَّه أَنْ تُعَلِّم النَّاس التَّفْرِيق بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه ؟ أَمْ كَيْف يَجُوز أَنْ يُضَاف إلَى اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى إنْزَال ذَلِكَ عَلَى الْمَلَائِكَة ؟ قِيلَ لَهُ : إنَّ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ عَرَّفَ عِبَاده جَمِيع مَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَجَمِيع مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ , ثُمَّ أَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ بَعْد الْعِلْم مِنْهُمْ بِمَا يُؤْمَرُونَ بِهِ وَيُنْهَوْنَ عَنْهُ . وَلَوْ كَانَ الْأَمْر عَلَى غَيْر ذَلِكَ , لَمَا كَانَ لِلْأَمْرِ وَالنَّهْي مَعْنَى مَفْهُوم ; فَالسِّحْر مِمَّا قَدْ نَهَى عِبَاده مِنْ بَنِي آدَم عَنْهُ , فَغَيْر مُنْكَر أَنْ يَكُون جَلّ ثَنَاؤُهُ عَلَّمَهُ الْمَلَكَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمَّاهُمَا(1/640)
فِي تَنْزِيله وَجَعَلَهُمَا فِتْنَة لِعِبَادِهِ مِنْ بَنِي آدَم كَمَا أَخْبَرَ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا يَقُولَانِ لِمَنْ يَتَعَلَّم ذَلِكَ مِنْهُمَا : { إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة فَلَا تَكْفُر } لِيَخْتَبِر بِهِمَا عِبَاده الَّذِينَ نَهَاهُمْ عَنْ التَّفْرِيق بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه وَعَنْ السِّحْر , فَيُمَحِّص الْمُؤْمِن بِتَرْكِهِ التَّعَلُّم مِنْهُمَا , وَيُخْزِي الْكَافِر بِتَعَلُّمِهِ السِّحْر وَالْكُفْر مِنْهُمَا , وَيَكُون الْمَلَكَانِ فِي تَعْلِيمهمَا مَنْ عَلَّمَا ذَلِكَ لِلَّهِ مُطِيعِينَ , إذْ كَانَا عَنْ إذْن اللَّه لَهُمَا بِتَعْلِيمِ ذَلِكَ مَنْ عَلَّمَاهُ يَعْلَمَانِ . وَقَدْ عُبِدَ مِنْ دُون اللَّه جَمَاعَة مِنْ أَوْلِيَاء اللَّه , فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهُمْ ضَائِرًا إذْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِأَمْرِهِمْ إيَّاهُمْ بِهِ , بَلْ عَبَدَ بَعْضهمْ وَالْمَعْبُود عَنْهُ نَاهٍ , فَكَذَلِك الْمَلَكَانِ غَيْر ضَائِرهمَا سِحْر مَنْ سَحَرَ مِمَّنْ تَعَلَّمَ ذَلِكَ مِنْهُمَا بَعْد نَهْيهمَا إيَّاهُ عَنْهُ وَعِظَتهمَا لَهُ بِقَوْلِهِمَا : { إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة فَلَا تَكْفُر } إذْ كَانَا قَدْ أَدَّيَا مَا أُمِرَ بِهِ بِقَيْلِهِمَا ذَلِكَ "
---
ابو حيان
02-15-2006, 05:40 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك
لعل ابن كثيروالله اعلم استغرب من ابن جرير النص على أن الملكين أذن لهما شرعا في تعليم السحر وأنهما مطيعان في ذلك لأن ذلك لم ينص عليه أحد من السلف من الصحابة والتابعين وإنما الروايات عنهم تذكر ما كان من شأنهما مع الزهرة
أما كون ما بمعنى الذي فلا أظن ابن كثير يستغرب ذلك
ولعل الذي حدا ابن جرير على أن يقول ذلك هو قوله لفظ الإنزال الذي ينصرف ظاهره في مثل هذا السياق إلى الإنزال الشرعي لا الكوني
يأتي هنا سؤال آخر(1/641)
هل يصح أن نستعين بما جاء من الروايات الكثيرة عن السلف في قصة الزهرة في ترجيح القول بأن ما بمعنى الذي وأنهما كانا ملكين أذن لهما في تعليم السحر-سواء شرعا أو قدرا- خصوصا وأنها رويت عن علي وابن عمر بأسانيد صححها ابن كثير
وقد قال ابن تيمية: عن الإسرائيليات في المقدمة المشهورة في أصول التفسير:
بعض وما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلاً فالنفس إليه أسكن مما نقل عن بعض التابعين لأن احتمال أن يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من بعض من سمعه منهأقوى ولأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين ومع جزم الصاحب بما يقوله فكيف يقال إنه أخذه عن أهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم .
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2006, 11:34 AM
كلام ابن جرير الطبري رحمه الله في هذه الآية من أدل المواضع في تفسيره على فقهه وبصره بالقرآن وأساليب العرب في خطابها ، وقدرته على الترجيح بين الأقوال . وفي رأيي لو تمكن أحدكما من بسط رأي ابن جرير في هذه الآية في الملتقى هنا بسطاً سهلاً ميسراً لكان في ذلك فائدة كبيرة للجميع.
وقد استنكر الأستاذ محمود محمد شاكر على ابن كثير استنكاره لكلام ابن جرير ، وقال في تعليقه على هذا الموضع :(ولست أستنكر ما قاله أبو جعفر ، كما استنكره ابن كثير ، ولو أنت أنصفت وتتبعت كلام أبي جعفر ، لرأيت فيه حجة بينة ساطعة على صواب مذهبه الذي ذهب إليه ، ولرأيت دقة ولطفاً في تناول المعاني ، وتدبير الألفاظ ، لا تكاد تجدهما في غير هذا التفسير الجليل القدر) [تفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر 2/422 الحاشية ].(1/642)
ولكن في بعض كلام الطبري عمقٌ في التعبير والدلالة ، والتواءٌ على بعض من يقرأ عبارته ، يحتاج في فهمها إلى مراجعة وطول تدبر ، وكلامه في هذه الآية من هذا النوع ، ولذلك أشكل كلامه على ابن كثير في تفسيره في غير ما موضع ، فلم يستقم له معنى كلام الطبري . وقد اختار الطبري قولاً في هذه الآية - آية السحر - ، وأيده بحجج قوية ، جعلت محمود شاكر يعلق عليها بقوله :(هذه حجة رجل يبصر دقيق المعاني ، ولا يغفل عن مواضع السقط في كلام من يتكلم وهو لا يضبط ما يقتضيه كلامه. وقد استخف به ابن كثير ؛ لأنه لم يضبط ما ضبطه هذا الإمام المتمكن من عقله وفهمه).[تفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر 2/427 الحاشية ].
وليت الذين يكتبون في مناهج المفسرين يحللون لنا هذه المسالك العقلية الدقيقة في الفهم ، في الترجيح وتطبيق القواعد النظرية على كلام أهل العلم ، في فهمهم لكلام الله ، حتى يتمرن الطالب على فهم الكلام المعجز ، فهماً لا ينحرف به عن الجادة ، فهذا أجدى وأنفع من الكتابات الوصفية التي درجنا عليها في دراسة مناهج المفسرين.
---
مجدي ابو عيشة
02-15-2006, 12:27 PM
نعم أخي جعل الملكين مكلفين بذلك هو ما استغربه ابن كثير لانك لو راجعت سبب ترجيح ابن جرير لتوجيه "ما" في الاية لعلمت انه يرجح ذلك لهذا السبب ولذلك وضعت لك خطا تحته . اي ان ابن جرير استغرب طريقة ابن جرير في ترجيح الدلالة, "وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي قَوْل مَنْ وَجَّهَ " مَا " الَّتِي فِي قَوْله : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } إلَى مَعْنَى " الَّذِي " دُون مَعْنَى " مَا " الَّتِي هِيَ بِمَعْنَى الْجَحْد . وَإِنَّمَا اخْتَرْت ذَلِكَ مِنْ أَجْل أَنَّ " مَا " إنْ وُجِّهَتْ إلَى مَعْنَى الْجَحْد بجعل الملكين...."
فابن كثير استغرب توجيهه ل"ما" كلام ابن جرير قد علله بنفسه كما ذكره الشيخ د-عبد الرحمن الشهري جزاه الله خيرا .
يأتي هنا سؤال آخر(1/643)
هل يصح أن نستعين بما جاء من الروايات الكثيرة عن السلف في قصة الزهرة في ترجيح القول بأن ما بمعنى الذي وأنهما كانا ملكين أذن لهما في تعليم السحر-سواء شرعا أو قدرا- خصوصا وأنها رويت عن علي وابن عمر بأسانيد صححها ابن كثير
تجد الكلام على ذلك في رأي آخر في الإسرائيليات في كتب التفسير-د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=150)
اما اسلوب ابن جرير رحمه الله في التفسير فانه يعتمد على وجود هذه الروايات سواء كانت اسرائيليات ام غيرها على دلالة اللفظ ولو دققت في كلام ابن جرير ستجد ان ذلك واضح فهو استدل بسؤال السائل وعدم ترجيح المسؤول لايهما مثلا:قال ابن جرير :
"وقال آخرون: جائز أن تكون"ما" بمعنى"الذي"، وجائز أن تكون"ما" بمعنى"لم".
* ذكر من قال ذلك:
1678 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، حدثني الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد - وسأله رجل عن قول الله: (يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) فقال الرجل: يعلمان الناس ما أنزل عليهما، أم يعلمان الناس ما لم ينزل عليهما؟ قال القاسم: ما أبالي أيتهما كانت.
*
1679 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، حدثنا أنس بن عياض، عن بعض أصحابه، أن القاسم بن محمد سئل عن قول الله تعالى ذكره: (وما أنزل على الملكين)، فقيل له: أنزل أو لم ينزل؟ فقال: لا أبالي أي ذلك كان، إلا أني آمنت به. "
وهذا الامر تكلم عنه محمود شاكر في الحاشية حيث قال :(1/644)
"وهذه الأخبار ، في قصة هاروت وماروت ، وقصة الزهرة ، وأنها كانت امرأة فمسخت كوكبا - أخبار أعلها أهل العلم بالحديث . وقد جاء هذا المعنى في حديث مرفوع ، ورواه أحمد في المسند : 6178 ، من طريق موسى بن جبير ، عن نافع ، عن ابن عمر . وقد فصلت القول في تعليله في شرح المسند ، ونقلت قول ابن كثير في التفسير 1 : 255"وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار ، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم" . واستدل بروايتي الطبري السالفتين : 1684 ، 1685 عن سالم عن ابن عمر عن كعب الأحبار .
وقد أشار ابن كثير أيضًا في التاريخ 1 : 37 - 38 قال : "فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين ، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار ، وتلقاه عنه طائفة من السلف ، فذكروه على سيبل الحكاية والتحدث عن بني إسرائيل " : . وقال أيضًا ، بعد الإشارة إلى أسانيد أخر : "وإذا أحسنا الظن قلنا : هذا من أخبار بني إسرائيل ، كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار . ويكون من خرافاتهم التي لا يعول عليها" .
وقال في التفسير أيضًا 1 : 260 ، بعد ذكر كثير من الروايات التي في الطبري وغيره : "وقد روى في قصة هاروت وماروت ، عن جماعة من التابعين ، كمجاهد ، والسدي والحسن البصري ، وقتادة ، وأبي العالية ، والزهري ، والربيع بن أنس ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم ، وقصها خلق من المفسرين ، من المتقدمين والمتأخرين . وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل ، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى . وظاهر سياق القرآن إجمال القصة" من غير بسط ولا إطناب فيها . فنحن نؤمن بما ورد في القرآن ، على ما أراده الله تعالى . والله أعلم بحقيقة الحال" .
وهذا هو الحق ، وفيه القول الفصل . والحمد لله ." ج2 ص432 (نقلا عن المكتبة الشاملة )
---
ابو حيان
02-15-2006, 05:45 PM
جزاكما الله عني كل خير(1/645)
وبارك لكما في علمكما وأعطاكما ما تأملان في الدنيا والآخرة
---
(1/646)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء !! فكيف حصل منهم هذا ؟ !! فائدة لأخي القحطاني وللجميع
---
أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء !! فكيف حصل منهم هذا ؟ !! فائدة لأخي القحطاني وللجميع
---
ابن حجر
09-17-2004, 11:22 AM
أحبابي الكرام /
حين تقرأ في سورة يؤسف يمر عليك هذا الإشكال فهل فكرت فيه ؟
أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء ..فكيف حصل منهم ما حصل مع أبيهم وهم يعتقدون نبوته وأذية النبي معصية ومع أخيهم يوسف عليه السلام ...؟ مع اعتقاد عصمة الأنبياء ..
وقد أجاب عن ذلك العلماء بأجوبة منها :
أولاً : أنهم في ذلك الزمن في وقت المراهقة وما كانوا بالغين قا ل الرازي :" وهذا ضعيف "
ثانياً : أن ذلك من باب الصغائر قال رحمه الله :" وهذا أيضاً بعيد .."
ثالثاً : وهو الذي صححه الرازي :" أنهم ما كانوا أنبياء ، وإن كانوا أنبياء إلا أن هذه الواقعة إنما أقدموا عليها قبل النبوة "
وعليه فإن كانوا أولياء فالولي ليس بمعصوم لكن المشكل القول بنبوتهم قال العلامة الصاوي في تفسيره :"وهو مشكل غاية الإشكال .."
ثم استدرك على القائلين بأن ذلك قبل النبوة ... قال رحمه الله :" بل الحق أن النبي معصوم باطناً وظاهراً ، قبل النبوة وبعدها ، وإنما الواجب الذي يشفي الغليل ويريح العليل أن يقال : إن الله أطلعهم على أن يوسف يعطى النبوة والملك بمصر ، ولا يتصور ذلك إلا بهذا الفعل فهم مأمورون به باطناً مخالفون ظاهراً ، إذا ليسوا مشرعين ، فلا يكلمون إلا بخلوص بواطنهم مع ربهم ونظير ذلك قصة الخضر مع موسى ..وقصة آدم في أكل الشجرة ..." والله أعلم بالصواب
---
مساعد الطيار
09-17-2004, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم ( ابن حجر )(1/647)
أشكرك على مشاركتك القيمة ، وإن كان فيها شيء من الملحوظات العلمية ، فاستبيحك ان أذكرها لك ، فأقول ـ وبالله التوفيق ـ :
إن ما ذكرته من قول الصاوي في غاية الإشكال أيضًا ، وهي تخريج غير سديد ، والقول بعصمة الأنبياء باطنًا وظاهرًا مشكل مخالفٌ للأدلة الشرعية التي ورد فيها ذكر بعض أخطاء الأنبياء عليهم السلام ، وهم ـ مع ما وقع منهم من أخطاءـ قد غفر الله لهم ، فكان ذلك لنا قدوة في أن نطلب من ربنا المغفرة ، كما ورد مثل ذلك عن الحسن البصري رحمه الله حيث قال : (( إن الله لم يقصص عليكم ذنوب الأنبياء تعييرًا منه لهم ، ولكنه قصَّها عليكم لئلا تقنطوا من رحمته )) .
وإذا كان ذلك كذلك ، فلا إشكال في الأمر ، لو كانوا أنبياء ، مع أن بعض العلماء ذهب إلى عدم نبوتهم ، حيث أن قوله تعالى : (( إنا أوحينا إليك كما اوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورًا )) ( النساء : 163 ) محتمل ، وليس نصًّا ، بدليل وقوع الخلاف في تفسير المراد بالأسباط .
والأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في العرب ، قاله الخليل بن أحمد ، وذكره البخاري في كتاب التفسير ، ومن ثمَّ فإن الابن المباشر لا يُسمَّى سِبطًا .
والمراد على هذا الوجه : أنه أوحى إلى بعض الأسباط ، وهم أنبياء بني إسرائيل ممن لم يُذكر في هذه الآية ، فزكريا ويحيى لم يُذكرا في هذه الآية ، فهم داخلون في الأسباط ، والمقصود بذلك أنه لا يلزم ذكر جميع الأنبياء من بني إسرائيل ، وإنما عُبِّر عنهم بلفظ الأسباط فيشمل من لم يُذكر منهم ، ويكون من ذكر منهم على سبيل التخصيص بعد العموم ، لمزية في ذلك الخاصِّ المذكور بعد العام ، ويشرح هذا العموم المخصوص قوله تعالى : (( واذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا )) ( ينظر تفسير ابن كثير / البقرة : 136 ) .(1/648)
وعلى القول بأن الأسباط هم بنو يعقوب مباشرة ، فإنهم غير معصومين من وقعهم في الذنب ، ومن زعم عصمتهم فقد خالف ظاهر النص ، وذهب إلى تأوُّلات بعيدة كما ذهب إليه الصاوي .
والذي ذهب إليه الصاوي هو مذهب بعض الصوفية ، وهو مذهب مخالف لنصوص الشرع ، لذا اضطرهم هذا الاعتقاد إلى تأويل الآيات الواردة في عتاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلى تأويل الآيات التي ورد فيها ذكر بعض أخطاء الأنبياء عليهم السلام .
والذي يحسن معرفته في هذا المقام ما يأتي :
1 ـ أن النبي ـ عليه السلام ـ لا يقع منه مخالفة في التبليغ ، فهو يبلغ ما أتاه من ربه ، ولا يمكن بحال أن يقول غير ما بَلَغَهُ عن ربه .
2 ـ أن النبي ـ عليه السلام ـ إذا أخطأ ، فإن الله يبين له خطأه ويغفر له هذا الخطأ ، وذلك ظاهر في غير ما قصة من قصصهم ؛ كقصة داود وسليمان .
3 ـ أن الكمالات البشرية لا تُبتُ إلا بنصًّ ، فمن زعم لنبيٍ ما كمالاً بشريًا يخالف فيه البشر فإنه يجب عليه الدليل ، ومن الكمالات التي أوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم كون رائحة عرقه كرائحة المسك .
أما ما يقع منهم من أخطاء ، فكما يجب ألا تُحرَّف النصوص الواردة فيها ، فكذلك يجب أن لا يضاف إليهم ما لم يفعلوه ، وذلك منكر عظيم وقع فيه المغضوب عليهم ، وهم اليهود ، حيث نسبوا في أسفارهم نقائص يتنزه عنها فضلاء البشر فضلاً عن أنبيائهم .(1/649)
وأخيرًا ، فإن موضوع العصمة من الموضوعات التي قُرِّر فيها العقل ، ولم يُستنطق بها الشرع ، والواجب في هذا المقام أن لا يُثبت فيها إلا ما أثبته الشرع ، وأن يُنطلق من الأمثلة التي ذكرها الله عن أنبيائه ، ومن واقع الأنبياء الوارد عنهم ورودًا صحيحًا ، فيفهم منه ما يجوز وما لا يجوز على النبي ، أما أن تقرَّر مسائل العصمة بعيدًا عن نصوص الوحيين ، ثمَّ تُحمل عليها نصزوص الوحيين فما وافقها قُبِل ، وما خالفها رُدَّ ، فهذا منهج المعتزلة الذي جعلوا العقل حَكَمًا على نصوص الوحيين ، والله المستعان .
اللهم جنبنا الخطأ والزلل ، واجعلنا من أتباع أنبيائك ، ولا تجعل في كلامنا عنهم ما يكون فيه سوءًا ، إن أردت إلا بيان الحق ما استطعت ، إني أستغفر الله من خطئي وزللي .
---
ابن حجر
09-27-2004, 06:28 AM
شيخ مساعد وفقه الله
بل الأنبياء معصومون ظاهراً وباطناً وحكى الإجماع على ذلك جماعات ، وليس ثم خطأ وقع فيه نبي عن عمد وقصد بل إما عن تأويل أو نحوه ...
وهل يتخيل أحد : أن أحد الأنبياء كان يشرب الخمرة أو يزني أو يسرق ..قبل النبوة ؟
وهذ1ا قد يقال حين يشيع أن الأنبياء لم يكونوا معصومين قبل النبوة !!
وفق الله الجميع
---
مساعد الطيار
09-27-2004, 07:17 AM
أخي الكريم ابن حجر
يبدو أننا سندخل في متاهة مصطلحات غير متوافقة بين المتحدثيَن ،وسيأتي على ذلك جملة من الأسئلة :
1 ـ مالمراد بقول الصاوي ظاهرًا وباطنا .
2 ـ وقوع الخطأ منهم عليهم السلام إذا كان بتأوُّل فلِم يقع العتاب عليهم ، والمتأوِّل معذور .
3 ـ هل يصح تخريج الصاوي الذي لا دليل عليه ، حيث جعل حالهم كحال الخضر ، من أين جاء بهذا؟!
ألا تلاحظ سبق الإصرار والتعمد في إخوة يوسف لهذا الفعل ؟!
لو كان الحال كما قال الصاوي ؛ أكان يخفى على يعقوب عليه السلام ، وهو يقول لهم : ( قال بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ؟!(1/650)
أخي الكريم : إن الانطلاق في مثل هذه الأمور من العقل ليس بسديد ، فالله أعلم بأنبيائه ، وقد حكى عنهم ما حكى ، ولم يذكر أنهم متأوِّلون أو غير ذلك ، بل وقع منه لهم عتابات ومغفرة ، فعلام كانت المغفرة إذا ؟!
---
ابن حجر
09-27-2004, 02:27 PM
أخي المكرم
أشكرك على هذ1 الرد والذي يظهر منه المتابعة المتميزة :
أقول _ وفقكم الله _ لم لا يكون ثمَّ تلاقٍ ووفاق بين المتحدثين ولو في بعض النقاط ؟!!
أولاً : في نفسي شيء من تخريج الصاوي رحمه الله حين كتبته وصرحت به لبض طلابنا في الكلية حين سئلت عن ذلك .
ثانياً : والذي يظهر من خلال البحث : سداد رأيكم في التخريج : إذ إنهم ليسوا بأنبياء ولا دليل على نبوتهم ...
ثالثاً : عصمة الأنبياء معلومة مبثوثة في كتب العقائد والمتكلمين وحكاية الإجماع على عصمتهم ظاهرة ..
ولا يمكن لنبي أن يواقع الفواحش ثم يتأهل لحمل النبوة .
وقولكم :"فالله أعلم بأنبيائه ، وقد حكى عنهم ما حكى ، ولم يذكر أنهم متأوِّلون أو غير ذلك ، بل وقع منه لهم عتابات ومغفرة ، فعلام كانت المغفرة إذا ؟!"
سؤالي : ألا ترى العصمة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعد النبوة ؟
إن كنت ترى ذلك _ وهذا المظنون بكم _ فلماذا عاتبه الله في الأسرى وفي الأعمى ؟!!
قال الله تعالى :" ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .." الآية
فهل تظن _ شيخي الكريم _ أن الله يخبر عن نبيه أنه سيقع في الذنوب بعد ذلك الخطاب ..
بل المراد : ترك الأفضل أو الصغائر الواقعة منهم لا عن عمد بل فضل من الله ومنة على نبيه أو المراد العصمة فيما مضى وما سيكون .
والله أعلم
بانتظار توجيهكم حرِّمت على النار
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-27-2004, 09:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل د. مساعد الطيار(1/651)
ليسمح لي فضيلتكم حفظكم بهذه الإضافة التالية قد لخصتها من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله من كلام طويل حول هذا الموضوع وأنا لا أضع نفسي موازيا لفضيلتكم في العلم ولكني أحببت المشاركة في بيان الحق أسأل الله أن يوفقني وجميع أخواني لما يحب ويرضى .
أن الأنبياء ـ صلوات اللّه عليهم ـ معصومون فيما يخبرون به عن اللّه ـ سبحانه ـ وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه كما قال تعالى : { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [ البقرة : 136، 137 ] ، وقال : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [ البقرة : 285 ] .
بخلاف غير الأنبياء، فإنهم ليسوا معصومين كما عصم الأنبياء وبهذه العصمة يحصل مقصود النبوة والرسالة .
ولكن يصدر ما يستدركه اللّه، فينسخ ما يلقي الشيطان، ويحكم اللّه آياته ؟(1/652)
وهو ما نقل عن السلف والموافق للقرآن ولا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ . وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ الحج : 52 ـ 54
وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة فللناس فيه نزاع
هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع ؟
ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها،
أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها ؟
أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط ؟
وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث أم لا ؟
والقول الذي عليه جمهور الناس، وهو الموافق للآثار المنقولة عن السلف : إثبات العصمة من الإقرار على الذنوب مطلقًا. أي أن الله لا يقر الأنبياء على الذنوب .
واللّه ـ تعالى ـ لم يذكر في القرآن شيئًا من ذلك عن نبي من الأنبياء إلا مقرونًا بالتوبة والاستغفار، كقول آدم وزوجته : { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ } [ الأعراف : 23 ] ،
وقول نوح : { رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ } [ هود : 47 ] ،(1/653)
وقول الخليل ـ عليه السلام ـ : { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } [ إبراهيم : 41 ] ، وقوله : { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين } [ الشعراء : 82 ] ،
وقول موسى : { أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ . وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ } [ الأعراف : 155، 156 ] ، وقوله : { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي } [ القصص : 16 ] ، وقوله : { فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 143 ] ،
وقوله تعالى عن داود : { فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ . فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ } [ ص : 24، 25 ] ،
وقوله تعالى عن سليمان : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } [ ص : 35 ] .(1/654)
وما تضمنته [ قصة ذي النون ] مما يلام عليه كله مغفور بدله اللّه به حسنات، ورفع درجاته، وكان بعد خروجه من بطن الحوت وتوبته أعظم درجة منه قبل أن يقع ما وقع، قال تعالى : { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ . لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ . فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ } [ القلم : 48ـ50 ] ، وهذا بخلاف حال التقام الحوت فإنه قال : { فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } [ الصافات : 241 ] ، فأخبر أنه في تلك الحال مليم، و [ المليم ] الذي فعل ما يلام عليه، فالملام في تلك الحال لا في حال نبذه بالعراء وهو سقيم، فكانت حاله بعد قوله : { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ } [ الأنبياء : 87 ] أرفع من حاله قبل أن يكون ما كان، والاعتبار بكمال النهاية لا بما جرى في البداية، والأعمال بخواتيمها .
واللّه ـ تعالى ـ خلق الإنسان وأخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا ثم علمه فنقله من حال النقص إلى حال الكمال، فلا يجوز أن يعتبر قدر الإنسان بما وقع منه قبل حال الكمال، بل الاعتبار بحال كماله، ويونس صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء في حال النهاية حالهم أكمل الأحوال .
ولو اعتبر ذلك لاعتبر أحدهم وهو نطفة ثم علقة، ثم مضغة، ثم حين نفخت فيه الروح، ثم هو وليد، ثم رضيع ثم فطيم، إلى أحوال أخر، فعلم أن الواحد في هذه الحال لم تقم به صفات الكمال التي يستحق بها كمال المدح والتفضيل ، وتفضيله بها على كل صنف وجيل، وإنما فضله باعتبار المآل، عند حصول الكمال .
وما يظنه بعض الناس أنه من ولد على الإسلام فلم يكفر قط أفضل ممن كان كافرًا فأسلم ليس بصواب، بل الاعتبار بالعاقبة، وأيهما كان أتقى للّه في عاقبته كان أفضل .(1/655)
فإنه من المعلوم أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين آمنوا باللّه ورسوله بعد كفرهم هم أفضل ممن ولد على الإسلام من أولادهم وغير أولادهم،
وكان عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ـ رضي اللّه عنهما ـ من أشد الناس على الإسلام فلما أسلما تقدما على من سبقهما إلى الإسلام، وكان بعض من سبقهما دونهما في الإيمان والعمل الصالح بما كان عندهما من كمال الجهاد للكفار والنصر للّه ورسوله، وكان عمر لكونه أكمل إيمانًا وإخلاصًا وصدقًا ومعرفة وفراسة ونورًا أبعد عن هوى النفس وأعلى همة في إقامة دين اللّه، مقدما على سائر المسلمين، غير أبي بكر رضي اللّه عنهم أجمعين .
وهذا وغيره مما يبين أن الاعتبار بكمال النهاية لا بنقص البداية .
وبهذا يظهر جواب شبهة من يقول : إن اللّه لا يبعث نبيًا إلا من كان معصومًا قبل النبوة، كما يقول ذلك طائفة من الرافضة وغيرهم، وكذلك من قال : إنه لا يبعث نبيًا إلا من كان مؤمنا قبل النبوة، فإن هؤلاء توهموا أن الذنوب تكون نقصًا وإن تاب التائب منها، وهذا منشأ غلطهم . فمن ظن أن صاحب الذنوب مع التوبة النصوح يكون ناقصًا فهو غالط غلطًا عظيمًا، فإن الذم والعقاب الذي يلحق أهل الذنوب لا يلحق التائب منه شيء أصلًا، لكن إن قدم التوبة لم يلحقه شيء، وإن أخر التوبة فقد يلحقه ما بين الذنوب والتوبة من الذم والعقاب ما يناسب حاله .
والأنبياء ـ صلوات اللّه عليهم وسلامه ـ كانوا لا يؤخرون التوبة، بل يسارعون إليها، ويسابقون إليها،لا يؤخرون ولا يصرون على الذنب بل هم معصومون من ذلك،ومن أخر ذلك زمنًا قليلًا كفر اللّه ذلك بما يبتليه به كما فعل بذي النون صلى الله عليه وسلم ،هذا على المشهور إن إلقاءه كان بعد النبوة، وأما من قال إن إلقاءه كان قبل النبوة فلا يحتاج إلى هذا .(1/656)
والتائب من الكفر والذنوب قد يكون أفضل ممن لم يقع في الكفر والذنوب، وإذا كان قد يكون أفضل، فالأفضل أحق بالنبوة ممن ليس مثله في الفضيلة، وقد أخبر اللّه عن أخوة يوسف بما أخبر من ذنوبهم وهم الأسباط الذين نبأهم اللّه تعالى، وقد قال تعالى : { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي } [ العنكبوت : 26 ] . فآمن لوط لإبراهيم ـ عليه السلام ـ ثم أرسله اللّه تعالى إلى قوم لوط . وقد قال تعالى في قصة شعيب : { قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ . قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ لْفَاتِحِينَ } [ الأعراف : 88، 89 ] ، وقال تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } [ إبراهيم : 13، 14 ] .(1/657)
وإذا عرف أن الاعتبار بكمال النهاية، وهذا الكمال إنما يحصل بالتوبة والاستغفار، ولابد لكل عبد من التوبة وهي واجبة على الأولين والآخرين . كما قال تعالى : { لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [ الأحزاب : 73 ] .
وقد أخبر اللّه ـ سبحانه ـ بتوبة آدم ونوح ومن بعدهما إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وآخر ما نزل عليه ـ أو من آخر ما نزل عليه ـ قوله تعالى : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . ففَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } [ سورة النصر ] ،
وفي الصحيحين عن عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللّهم ربنا وبحمدك اللّهم اغفر لي " يتأول القرآن ) .
وقد أنزل اللّه عليه قبل ذلك : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [ التوبة : 117 ] ،
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر اللّه وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) ، وفي صحيح مسلم عن الأغر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر اللّه في اليوم مائة مرة ) ،(1/658)
وفي الصحيحين عن أبي موسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللّهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني . أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير ) ،
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أنه قال : يا رسول اللّه، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول ؟ قال : ( أقول : اللّهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللّهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللّهم اغسلني من خطاياي بالثلج والبرد والماء البارد ) .
وفي صحيح مسلم وغيره أنه كان يقول نحو هذا إذا رفع رأسه من الركوع، وفي صحيح مسلم عن على ـ رضى اللّه عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعاء الاستفتاح : ( اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي وعملت سوءًا فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ) ،
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده : ( اللّهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، علانيته وسره، أوله وآخره ) .
وفي السنن عن على، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بدابة؛ ليركبها وأنه حمد اللّه وقال : ( { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ . وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } ) [ الزخرف : 13، 14 ] ثم كبره وحمده ثم قال : ( سبحانك ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) ، ثم ضحك ! وقال : ( إن الرب يعجب من عبده إذا قال : اغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يقول علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا ) .(1/659)
وقد قال تعالى : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [ محمد : 19 ] ، وقال : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا . لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 1، 2 ] ،
وثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة : ( أن المسيح يقول : اذهبوا إلى محمد عبد غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) ،
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم حتى ترم قدماه، فيقال له : أتفعل هذا وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ ! قال : ( أفلا أكون عبدًا شكورا ) .
ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة .
لكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية كما فعل ذلك من صنف في هذا الباب . وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة من باب تحريف الكلم عن مواضعه . كتأويلهم قوله : { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 2 ] المتقدم ذنب آدم والمتأخر ذنب أمته وهذا معلوم البطلان .
---
مساعد الطيار
10-13-2004, 06:02 AM
أخي الكريم ابن حجر ـ حرم الله وجهي ووجهكم على النار ـ أسأل الله لي ولكم السداد في القول والعمل ، أما بعد :
فأنت تعلم حساسية هذا الموضوع ؛ لأنه يتعلق بجناب النبوة ، والخطأ فيها فاحش مرذول ، أسأل الله لي ولك حسن البيان على وفق ما جاء في السنة والقرآن ، وأن يُبعدنا عن التأويلات البعيدة عن ظاهر الوحيين .
أخي الكريم : لقد كنت أدرك أن مفهوم العصمة فيه اختلاف بين المتحدِّثَين ، لذا قلتُ ما قلتُ ، وإني أبنت عن مفهوم العصمة فيما سبق ، وأعيده هنا على اختصار ، فأقول :(1/660)
أولاً : إن الأصل في هذه المسألة أن نُثبت ما أثبته الله لأنبيائه أو عليهم ، وننفي عنهم ما نفاه عن أنبيائه ، فلا نذكر من عند أنفسنا مالم يدل عليه النص الشرعي الذي أثبت أمرين في عصمة الأنبياء ، وهما
1 ـ إن النبي معصوم عن الخطأ في التبليغ ، فلا يمكن أن يترك النبي أمرًا من أوامر الله فلا يبلِّغه ، كما لا يمكن أن يأمره الله بأن يأمر عباده بأمر فيأمرهم بخلاف ما أمره الله ، وهذا ظاهر باستقراء حال الأنبياء ؛ إذ لم يرد ذلك عنهم .
وقصارى ما ورد في هذا الأمر عن نبينا صلى الله عليه وسلم هو تأخير الاستجابة لأمر الله خشية الناس ، فعاتبه الله على ذلك ، وذلك في شأن زواجه من زينب بعد مملوكه زيد بن حارثة ، قال الله تعالى : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه ، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولاً ) .
فالله ـ سبحانه ـ عاتبه على تأخيره لتنفيذ هذا الوحي الذي أخبره الله بأنه سيقع ، وكان تأخيره له خشية قالةِ الناس كما أخبر الله ، لكنه صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاه من ذلك ـ لم يترك تبليغ هذا الوحي وتنفيذه ، مع انه ـ كما يظهر ـ كان شديدًا عليه تطبيق هذا في نفسه صلى الله عليه وسلم ، حيث خالف سنة ماضية عند قومه ، فخشي من كلامهم فيه .
2 ـ أن النبي إذا أخطأ ذكَّره الله بخطئه ، فاستغفر النبي منه ، فيغفر الله له ، وقد ورد هذا في أكثر من نبي عليهم السلام .
وهذا الحال لا يكون إلا للأنبياء عليهم السلام ، أما من سواهم فيُخطئون ولا يُذكَّرون بخطئهم ، وقد لا يقع منه الاستغفار من الأخطاء ، وقد لا يغفر الله لهم ، وهذا خلاف حال الأنبياء عليهم السلام .(1/661)
هذا ما تعطيه النصوص الشرعية ، أما أن نُركِّب مفهومًا للعصمة ، ثمَّ نحكِّمه على نصوص القرآن والسنة فذلك نهج المعتزلة وطريقة تفكيرهم ، حيث جعلوا العقل حَكَمًا على الشرع .
ولما دخل العقل المجرد ، أو المبني على بعض الأهواء في تحديد مفهوم العصمة وصل الحال ببعض المتصوفة إلى الزعم بأن النبي لا يقع من خطأ البتة لا في أمور دينه ولا في أمور دنياه ، وراحوا يلوون أعناق النصوص التي تخالف رأيهم في العصمة ، فحرَّفوا الكلِم ، وشنَّعوا على غيرهم ممن اعتمد النصوص الظاهرة .
ثانيًا : قولكم ـ حفظكم الله ـ : (ولا يمكن لنبي أن يواقع الفواحش ثم يتأهل لحمل النبوة (ـ افتراض ، وهو مما لم يقع أصلاً ، وإني أرى أن ترك مثل هذه الافتراضات أولى ، وإنما يكون الحديث عما ثبت في النصوص ، وكيف يُفسَّرُ ، أما ما لم يقع أصلاً ، فليس بداخلٍ في مجال البحث ، بل أرى أن إيراده في الحديث عن العصمة في غير محلِّه ، فالأنبياء أرفع شأنًا من أن يُنفى عنهم ما لم يقع منهم أصلاً .
ولا يوجَّه مثل هذا إلا لمخالف يرى وقوع مثل ذلك ، فيقال له : أثبت وقوعه بالنصوص ، وذلك ما لا يمكن إثباته البتة ، ومن علم حال الأنبياء ، وتأمل في سيرهم علم بعدهم عن مثل هذه الأمور .
ثالثًا : قولكم ـ حفظكم الله ـ : (سؤالي : ألا ترى العصمة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعد النبوة ؟
إن كنت ترى ذلك _ وهذا المظنون بكم _ فلماذا عاتبه الله في الأسرى وفي الأعمى ؟!!)
فأقول : أنا لا أشكُّ في عصمة نبينا صلى الله عليه وسلم طرفة عين ، لكن على ما ذكرت لك من مفهوم العصمة ، وطريقة ثبوت العصمة .(1/662)
وأما قولكم : (فلماذا عاتبه الله في الأسرى وفي الأعمى ) فأرى أن هذا السؤال يتوجه إليكم ، إذ كيف تُخرِّجون ما وقع منه صلى الله عليه وسلم في شأن الأسرى ـ مثلاً ـ ، فالله سبحانه وتعالى يقول : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم )
أفترى أن ما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم مخالفة لأفضل ، أو ما عبر عنه بعضهم أنه خلاف الأولَى ؟!
كيف يكون ترتيب هذه العقوبة على خلاف الأفضل أو الأولى ؟!
أفهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا ؟ أفهم الصحابة على هذا المعنى ؟ فهاهو الإمام مسلم وغيره يذكرون في الآية ما ورد عن عمر بن الخطاب في أن النبي صلى الله عليه وسلم استشارهم في أسرى بدر فرأى أبو بكر الفداء ورأى عمر قتلهم ، فمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى رأي عمر ، قال عمر : (فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان . قلت : يا رسول الله ، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عَرَضَ عليَّ أصحابُك من أخذهم الفداء ؛ لقد عُرِضَ علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم ) ، وهذا واضح في وقوع الخطأ في أخذ الفداء ، وهذا الحديث مبيِّن لظاهر الآية ( لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) أيمسهم العذاب بسبب خلاف الأفضل ؟!
رابعًا : أما قوله تعالى : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فيتوجه السؤال إليكم أيضًا ، وهو : إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وقع فيما يوجب المغفرة ، وإما أنه لم يقع .(1/663)
فإن كنتم ترون أنه وقع فيما يوجب المغفرة ، فقد وافقتم ظاهر الآية ، فالذي هو أعلم بنبيه صلى الله عليه وسلم ، وأدرى به ، الذي أدَّبه وشرَّفه بالرسالة = يعده بمغفرة ذنوبه ، وهذا ظاهر النصِّ بلا ريب .
ولست أرى ما ذهب إليه بعضهم من تأويلات بعيدة تخالف نص الآية ، فقد ذهب بعضهم إلى أنه يغفر ذنب أبيه آدم ، وهذا المتقدم ، ويغفر ذنوب أمته ، وهذا المتأخر ، وهذا مخالف للنص كما ترى ، ولا يدل عليه لا نص شرعي آخر ، ولا حجة عقل .
وإن كنتم ترون أنه لم يقع فيما يوجب المغفرة ، فما فائدة الآية إذن ، وماهو تفسيرها ، فأي شيء يُغفر إذا كان ليس ثمتَ ما يوجب المغفرة ؟!
إن هذه الآية مِنَّةٌ من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وتَكْرِمَةٌ منه له في أنه صلى الله عليه وسلم قد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكان منه أنه شكر ذلك لله ، فكان يكثر من القيام ، حتى قالت عائشة رضي الله عنها : ( أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه . فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال : أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ) فهذه عائشة تردد نص الآية ، ولم تفهم منها غير ظاهرها ، ولم يدلها النبي صلى الله عليه وسلم على غير ظاهرها ، بل أبان عن شكره لربه بما هو له أهل صلى الله عليه وسلم .
وأختم بأمرين :
الأول : إني أستغفر الله من أي خطأ في كلامي تجاه أنبيائه ، غير أني أثبت ما أثبته النص ، فإن كان في كلامي ما يخالف ظاهر القرآن أو السنة ، فإني أرجع عنه ولا أقول به .
الثاني : طلب خاص لابن حجر ـ حفظه الله ـ :
أودُّ منكم ـ حفظكم الله ـ لو أبنتم عن أنفسكم ، فأنتم ـ كما ظهر من قولكم : ( وصرحت به لبعض طلابنا في الكلية حين سئلت عن ذلك ) ـ في صرح علمي ، فيا حبذا لو ذكرتم اسمكم الصريح ، وجزاكم الله خير ما يجزي عباده .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-16-2004, 11:46 PM(1/664)
هل إخوة يوسف عليه السلام أنبياء ؟ ومن هم الأسباط ؟
المسألة مبنية على أن إخوة يوسف أنبياء كما قال السائل ، وإذا تبين عدم نبوتهم فلا سؤال .
وهذا نص مشاركة قد ذكرتها ضمن سلسلة : فوائد وتنبيهات في التفسير (2) :
وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله وقد سئل عن إخوة يوسف هل كانوا أنبياء؟:
(الذي يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن، وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا عن أصحابه خبر بأن الله تعالى نبأهم، وإنما احتج من قال أنهم نبئوا بقوله في آيتي البقرة والنساء "والأسباط"، وفسر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه بل ذُرِّيَّتُه، كما يقال فيهم أيضاً "بنو إسرائيل"، وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني إسماعيل.
قال أبو سعيد الضرير: أصل السِّبْط، شجرة ملتفة كثيرة الأغصان.
فسموا الأسباط لكثرتهم، فكما أن الأغصان من شجرة واحدة كذلك الأسباط كانوا من يعقوب، ومثل السِّبط الحافد، وكان الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأسباط حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر، وقال تعالى: "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون. وقطعناهم اثني عشر أسباطاً أمماً"،
فهذا صريح في أن الأسباط هم الأمم من بني إسرائيل، كل سبط أمة، لا أنهم بنوه الاثنا عشر، بل لا معنى لتسميتهم قبل أن تنتشر عنهم الأولاد أسباطاً، فالحال أن السبط هم الجماعة من الناس.
ومن قال: الأسباط أولاد يعقوب، لم يرد أنهم أولاده لصلبه، بل أراد ذريته، كما يقال: بنو إسرائيل، وبنوآدم، فتخصيص الآية ببنيه لصلبه غلط، لا يدل عليه اللفظ ولا المعنى، ومن ادعاه فقد أخطأ خطأ بيناً.(1/665)
والصواب أيضاً أن كونهم أسباطاً إنما سموا به من عهد موسى للآية المتقدمة، ومن حينئذ كانت فيهم النبوة، فإنه لا يعرف أنه كان فيهم نبي قبل موسى إلا يوسف، ومما يؤيد هذا أن الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية إبراهيم قال: "ومن ذريته داود وسليمان" الآيات، فذكر يوسف ومن معه، ولم يذكر الأسباط، فلو أن إخوة يوسف نبئوا كما نبئ يوسف لذُكروا معه.
وأيضاً فإن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء، وما يناسب النبوة، وإن كان قبل النبوة، كما قال عن موسى: "ولما بلغ أشده" الآية، وقال في يوسف كذلك.
وفي الحديث: "أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نبي من نبي من نبي"، فلو كانت إخوته أنبياء كانوا قد شاركوه في هذا الكرم، وهو تعالى لما قص قصة يوسف وما فعلوه معه ذكر اعترافهم بالخطيئة وطلبهم الاستغفار من أبيهم، ولم يذكر من فضلهم ما يناسب النبوة، ولا شيئاً من خصائص الأنبياء، بل ولا ذكر عنهم توبة باهرة كما ذكر عن ذنبه دون ذنبهم، بل إنما حكى عنهم الاعتراف وطلب الاستغفار، ولا ذكر سبحانه عن أحد من الأنبياء – لا قبل النبوة ولا بعدها – أنه فعل مثل هذه الأمور العظيمة، من عقوق الوالد، وقطيعة الرحم، وإرقاق المسلم، وبيعه إلى بلاد الكفر، والكذب البين، وغير ذلك مما حكاه عنهم، ولم يَحْكِ شيئاً يناسب الاصطفاء والاختصاص الموجب لنبوتهم، بل الذي حكاه يخالف ذلك، بخلاف ما حكاه عن يوسف.
ثم إن القرآن يدل على أنه لم يأت أهل مصر نبي قبل موسى سوى يوسف، لآية غافر، ولو كان من إخوة يوسف نبي لكان قد دعا أهل مصر، وظهرت أخبار نبوته، فلما لم يكن ذلك عُلم أنه لم يكن منهم نبي، فهذه وجوه متعددة يقوي بعضها بعضاً.
وقد ذكر أهل السير أن إخوة يوسف كلهم ماتوا بمصر، وهو أيضاً، وأوصى بنقله إلى الشام فنقله موسى.(1/666)
والحاصل أن الغلط في دعوى نبوتهم حَصَل من ظن أنهم هم الأسباط، وليس كذلك). انتهى من مجموع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية - المجموعة الثالثة ص297-299 بتحقيق محمد عزيز .
وقال الإمام السيوطي رحمه الله: (مسألة في رجلين قال أحدهما إن إخوة يوسف عليه السلام أنبياء، وقال الآخر: ليسوا بأنبياء فمن أصاب؟
الجواب: في إخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء، والذي عليه الأكثرون سلفاً وخلفاً أنهم ليسوا بأنبياء، أما السلف فلم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم قالوا بنبوتهم – كذا قال ابن تيمية - ولا أحفظه عن أحد من التابعين، وأما أتباع التابعين فنُقِل عن ابن زيد17 أنه قال بنبوتهم، وتابعه على هذا فئة قليلة، وأنكر ذلك أكثر الأتباع فمن بعدهم، وأما الخلف فالمفسرون فِرَقٌ، منهم من قال بقول ابن زيد كالبغوي، ومنهم من بالغ في رده كالقرطبي، والإمام فخر الدين، وابن كثير، ومنهم من حكى القولين بلا ترجيح كابن الجوزي، ومنهم من لم يتعرض للمسألة ولكن ذكر ما يدل على عدم كونهم أنبياء كتفسيره الأسباط بمن نبئ من بني إسرائيل، والمنزل إليهم بالمنزل على أنبيائهم، كأبي الليث السمرقندي والواحدي، ومنهم من لم يذكر شيئاً من ذلك، ولكن فسر الأسباط بأولاد يعقوب، فحسبه ناس قولاً بنبوتهم، وإنما أريد بهم ذريتهم لا بنوه لصلبه). انتهى من الحاوي للفتاوي للإمام السيوطي 1/310 .
---
(1/667)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القرآن الكريم هندسة مقدسة
---
القرآن الكريم هندسة مقدسة
---
محمد كالو
12-08-2004, 09:30 AM
القرآن هو صوت الله الخالد ، الذي يريد لنا الخير والرحمة ، والقرآن ( كلام الله ) هندسة مقدسة ، فيه مواصفات الجمال والدقة ، وقمة الأدب والبلاغة والفن البديع ، وقمة الحساب والجبر والهندسة ، وليس للقرآن تفسير واحد يصلح لكل زمان ومكان ، بل لكل عصر تفسيره، وهو ليس أيضاً حكراً على محترفي العمل في المؤسسات الدينية ، بل هو مبثوث في مسامات الحياة كلها.
والكلمة القرآنية لها هالة ضوئية فوسفورية تشبه الدعاية الضوئية المكتوبة ، تنتقل بانتقالك من كلمة إلى أخرى حتى في الآيات التي تتناول الليل والظلمات ، وكأن فوسفورية الكلمة القرآنية مصابيح تؤنسك وسط الظلمات ، ولعل هذا هو أحد الأسباب المريحة لقارئ القرآن في منتصف الليل وفي دياجير الظلام حتى الفجر قال الله تعالى : ] أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [ ( الإسراء : 78 ).
ونستطيع القول بأن القرآن كلٌّ متكامل تلتقي بدايته مع نهايته في آن واحد فأول سورة
( الفاتحة ) وآخر سورة ( الناس ) بينهما تواصل تسلسلي أساسي ، وهذا هو النسق الدائري للقرآن الكريم، لأن الدائرة أصل النشأة الكونية .
والدائرة : منحن مغلق يبتدئ بنقطة معينة ويعود للنقطة ذاتها ، ومن الملاحظ أن للدائرة 360 درجة والسنة الزمنية 360 يوماً من هنا كانت الدائرة أساس الزمن.
إن ترتيب كلمات القرآن الكريم هو وضع رياضي ، فالكلمة القرآنية ( رقم رياضي ) فلو حرفت أو حذفت أو غيرت أو بدلت لاختلَّت المعادلة / الآية .(1/668)
فالأرقام قبل ألف عام والآن بعد ألف عام آخر ، تبقى أرقاماً تصلح لكل زمان ومكان ومع الناس جميعهم ، فالرقم واحد يبقى واحداً ، ويصبح ثلاثة إذا أضيف إليه اثنان وهكذا..
إن التمعُّن في آيات سورة الفاتحة يساعدنا على التفاعل النفسي الرائع والبهيج مع الله سبحانه وتعالى ، فهي أكثر سور القرآن الكريم تداولاً وشهرة في حياة المسلمين ، لأنها تقرأ في كل صلاة وفي الأوقات الخمس ، وتقرأ في الأفراح والأحزان ، وأول سورة موضوعة في أول القرآن ، ورغم التكرار اليومي في قراءتها فإن قارئها لا يمل ولا يشعر بالتثاقل، بل يجد فيها الراحة والبركة والألفة ، فهي الدائرة التي لا تتوقف ، وإن اكتملت تراها تدور فيعيش المؤمن معها ، يفتتح بها نهاره عند صلاة الفجر ، ويفتتح بها ليله عند صلاة العشاء ، فهي صورة وسورة ، فاتحة للنهار والليل على حد سواء.
دائرية الصلوات الخمس :
صلاة الصبح ( الفجر ) بين صلاتَيْ العشاء في اليوم السابق والظهر.
وصلاة الظهر بين صلاتَيْ الصبح والعصر .
وصلاة العصر بين صلاتَيْ الظهر والمغرب.
وصلاة المغرب بين صلاتَيْ العصر والعشاء.
وصلاة العشاء بين صلاتَيْ المغرب والصبح في اليوم التالي.. وهكذا..
ومن هنا كان الاختلاف حول الصلاة الوسطى قال الله تعالى : ] حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين [ ( البقرة : 238 ).
من ناحية أخرى قالوا الصلاة الوسطى هي :
صلاة الظهر؛ لأنها وسط النهار على الصحيح لأنها أول صلاة صليت في الإسلام.
وقيل : صلاة العصر؛ لأن قبلها صلاتَيْ نهار وبعدها صلاتَيْ ليل. قال النحاس: وأجود من هذا الاحتجاج أن يكون إنما قيل لها وسطى لأنها بين صلاتين إحداهما أول ما فرض والأخرى الثانية مما فرض.
وقيل : صلاة المغرب؛ والحجة لهم أنها متوسطة في عدد الركعات ليست بأقلها ولا أكثرها ولا تقصر في السفر.
وقيل : صلاة العشاء الآخرة؛ لأنها بين صلاتين لا تقصران ، هما الصبح والمغرب.(1/669)
وقيل : صلاة الصبح؛ لأن قبلها صلاتَيْ ليل يجهر فيهما وبعدها صلاتَيْ نهار يسر فيهما.
فكل صلاة تعد وسطى من حيث التسلسل والصفة الدائرية ، وهذا يتناسب مع دائرية الشمس والقمر والأرض ، وحتى الإنسان أصله دائري ، فبويضة الأم قبل تخلُّقها دائرية التكوين، وهذا ما يجعل المؤمن يجد راحته في الصلاة ، لأنها جبلّة التكوين ، ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمؤذنه بلال بن رباح رضي الله عنه : (يا بلال: أقم الصلاة أرحنا بها) رواه أبو داوود.
وكذلك أركان الإسلام الخمسة تتقابل مع أجزاء اليوم والصلوات الخمس :
فالشهادة : تقابل الصبح ( الفجر) .
والصلاة : تقابل الظهر.
والصيام : تقابل العصر.
والزكاة : تقابل المغرب.
والحج : تقابل العشاء.
والحركة التي يقوم بها المسلم وهي الطواف حول الكعبة تكون دائرية في الحج والعمرة.
إن الرياضيات والهندسة لغة جميع الملل والنحل ، ونسبة الخطأ فيها معدومة ، لانتفاء المزاجية والغرضية الفكرية و والسياسية وغير ذلك.
والإشارات التي تستعمل في الجبر والهندسة والحساب أعني : ( الجمع + ) و ( الطرح - ) و ( القسمة ÷ ) و (الضرب × ) كلها يوجد ما يرادفها ويقابلها :
فالجمع + : يرادف الحج والعمرة والجهاد ، فالحج اجتماع من كل فج عميق ، والعمرة تجمع مع الحج قال الله تعالى : ] وأتموا الحج والعمرة لله [ ( البقرة : 196 )، والجهاد : هو الفوز والنصر والحصول على جمع المال والغنائم.
والضرب × : يرادف الصلاة والصيام ، لما فيهما من مضاعفة الأجر والثواب ، أما الصلاة ففي حديث الإسراء في الصحيحين : (هي خمس وهن خمسون لا يبدل القول لدي) المراد أنها خمس في العدد وخمسون في الأجر والثواب، وأما الصيام فقد روى ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي : (من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ).(1/670)
والقسمة ÷ : ترادف الزكاة والصدقة ، لما فيها من تزكية للمرء ولرأس المال وقسمته إلى جهات مصارف الزكاة الثمانية قال الله تعالى : ] إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم [ ( التوبة : 60 ).
والطرح - : يرادف الإسلام والإيمان لما فيهما من طرح للشك وترك للنفاق.
إن القرآن الكريم بحر لا قرار له ، قال الله تعالى : ] وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون [ ( النحل : 14 ) يأخذ منه كل غطاس ما يبحث عنه ( حسب مستوى وإمكانية الغطس ) فمنهم من يشرب الماء المالح ، ومنهم من يأخذ السمك الطازج ، ومنهم من ينتقي الأصداف والمحار ، ومنهم من يلقط اللؤلؤ والمرجان ، ومنهم من يقضي ساعات من وقته يتأمل فيها جمال البحر ، ومنهم من يسبح ويغرق تحت الأمواج المتلاطمة ، والكل يقولون : نحن والبحر ، والبحر لا يضيره شيء.
فإن قيل : إذا كان هذا هو جمال القرآن وهذه دقته فما هو السبب في عدم تطبيق القرآن في حياتنا المعاصرة المعقدة ؟؟
أقول : إن العلة الأساسية تكمن في القائمين على عرض وتمثيل القرآن ، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي بين الناس، روى الإمام أحمد عن الحسن قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن ، أَما تقرأ: ] وإنك لعلى خلق عظيم[ ؟(1/671)
أما في هذا العصر ، فقد حوَّلوا القرآن إلى كتاب مدرسي رتيب ، يردَّدُ نغماته في الإذاعات ، حوَّلوه إلى نظرية فقط ، والنظرية نصف الدائرة ، والنصف الثاني في التطبيق ، أي أصبح القرآن نصفيْن ، نصفاً مرئياً يمثل ( الهلال ) ونحن نرى اليوم هلالاً فقط ، ولكننا بحاجة ماسة لرؤية القمر (بدراً ) منيراً كاملاً ، فمن يجمع بين النصفيْن لتكتمل الدائرة ؟؟!!
---
جمال حسني الشرباتي
12-08-2004, 12:42 PM
شيخ محمد
عندي إشكالات
1-قولك(القرآن هو صوت الله الخالد )
2-قولك((والقرآن ( كلام الله ) هندسة مقدسة ، فيه مواصفات الجمال والدقة ، وقمة الأدب والبلاغة والفن البديع ، وقمة الحساب والجبر والهندسة ))
3-قولك((إن ترتيب كلمات القرآن الكريم هو وضع رياضي ، فالكلمة القرآنية ( رقم رياضي ) فلو حرفت أو حذفت أو غيرت أو بدلت لاختلَّت المعادلة / الآية ))
4-قولك((وأول سورة موضوعة في أول القرآن ))
5-قولك((وحتى الإنسان أصله دائري ، فبويضة الأم قبل تخلُّقها دائرية التكوين، ))
---
(1/672)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمِّل : ( المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي )
---
حمِّل : ( المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي )
---
أبو العالية
02-01-2007, 01:25 PM
الحمد لله ، وبعد ..
تفضل : (( المنهج اللغوي في تفسير ابن عطية الأندلسي )) من خلال (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)
بقلم د. ياسين جاسم المحيمد
أستاذ النحو والصرف وعلوم القرآن المشارك
جامعة الإيمان - صنعاء
وقد كانت أطروحته للدكتوراه بعنوان : (( الدراسات النحوية في تفسير ابن عطية ))
فتفضل هنا
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2007, 02:24 PM
جزاك الله خيراً وأحسن إليك أخي الكريم أبا العالية على هذه الفائدة .
---
مروان الظفيري
02-01-2007, 04:31 PM
أثابك الله خيرا أخانا الغالي أبا العالية
وإن شاء الله ينتفع منه الجميع
ونتمنى على الله أن نرى قريبا ، كتاب :
(( الدراسات النحوية في تفسير ابن عطية ))
على الشبكة
ودمتم سالمين
---
أبو بيان
02-01-2007, 09:34 PM
جزاك الله خيراً أبا العالية .
---
(1/673)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > سوء ترجمة للقرآن الكريم في بعض الترجمات
---
سوء ترجمة للقرآن الكريم في بعض الترجمات
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2006, 12:52 PM
وردني على بريد هذه الرسالة ، بعنوان :
أنقذوا القرآن من سوء الترجمة
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أود اطلاعكم على ترجمة الاية السابعة من سورة الاسراء و التي قال الله تغالى فيها :
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7)
انظر كيف وجدت ترجمتها الانجليزية :
[17:7]
(Saying): If ye do good, ye do good for your own souls, and if ye do evil, it is for them (in like manner). So, when the time for the second (of the judgments) came (We roused against you others of Our slaves) to ravage you, and to enter the Temple even as they entered it the first time, and to lay waste all that they conquered with an utter wasting.
لا بل انظر لهذه الترجمة التي استخدمت الضمير your العائد على اليهود
17:7]
If ye did well, ye did well for yourselves; if ye did evil, (ye did it) against yourselves. So when the second of the warnings came to pass, (We permitted your enemies) to disfigure your faces, and to enter your Temple as they had entered it before, and to visit with destruction all that fell into their power.
هذه هي اغلب التراجم الموجودة حتى في مواقعنا العربية الاسلامية!
لاحظ ان كلمة مسجد ترجمت الى كلمة temple و بما ان الاية تتحدث عن اليهود فالمقصود هو الهيكل المزعوم!(1/674)
وكما اني بحثت في المورد عن معنى كلمة temple فوجدت اول معنى لها "هيكل" واتعجب لماذا لم تترجم كلمة مسجد في الية الكريمة الى mosque كما هو الأصل في القران الكريم
كما اني اعترض على ترجمة الاية الاولى من سورة السراء حيث ترجمت كلمة الاقصى الى further اي الابعد ولكن كلمة الاقصى في هذه الاية هي اسم و ليس صفة و ليعلم جميع العالم ان المسجد الاقصى مذكور في القران وهو جزء من الدين الاسلامي وليس مجرد مسجد عادي
ارجو نصرة القران الكريم و ارجو التحقق من كل التراجم الموجودة بكل اللغات الاخرى كالفرنسية والالمانية والصينية و التركية..........
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته )
قلتُ : جزاكم الله خيراً. وليت الإخوة يتحققون من صحة هذا وفقكم الله .
---
أحمد الطعان
04-22-2006, 11:33 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل ...
والله إن هذا لأمر يدعو أهل الاختصاص إلى أن يقوموا بواجبهم في رد افترءات هؤلاء الظالمين والمحرفين لكلام الله عز وجل ... فأين هم ؟
هناك ترجمات قديمة كثيرة لعدد من القسس والرهبان مشحونة بالتحريف والتزييف ولكن في هذا العصر الذي انتشر فيه كتاب الله عز وجل وسهل إيصال المعلومة وكشف الباطل لا يزال مثل هذا الغثاء يتردد فنحن إذن بالفعل نائمون ؟
---
عمار
04-23-2006, 07:03 PM
بارك الله في الأخ المرسل (بكسر السين) وفي شيخنا الدكتور عبد الرحمن الشهري - حفظه الله تعالى.
في الحقيقة كثيرٌ من الإخوة يعانون من سوء الترجمة للآيات والأحاديث والله المستعان ، وقد لاحظت أن بعض الإخوة المترجمين - غفر الله لنا ولهم - يقومون بما أسمّيه بالترجمة المباشرة أو الحرفية مما يجعل القارئ يتخبط في فهم تلك النصوص.(1/675)
تلبية لطلب شيخنا الكريم في التحقق من الأمر .. رجعتُ إلى ترجمة الأخ يوسف علي - وهي نسخة معروفة ومتداولة بين الناس - فوجدتُ ما ذكِر أعلاه ، حيث أن المترجم (بكسر الجيم) ترجم (المسجد الأقصى) في الآية الأولى من سورة الإسراء إلى : (the Farthest Mosque)
وترجَمَ كلمة (المسجد) في الآية السابعة بـ (Temple) وووضع قبلها الضمير (your)!
وللعلم..طبعت هذه النسخة بموافقة رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد بالرياض برقم :
5/1413 وتاريخ 26/11/1403
أنصح الإخوة باقتناء النسخة التي أصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والتي قام عليها كل من :
1) الدكتور محمد تقيّ الدين الهلالي
2) الدكتور محمد محسن خان
العبد الفقير يُحَبّذ الرجوع إلى هذه النسخة والاعتماد عليها إلا في بعض المواطن!
---
(1/676)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات قرآنية .. نصرة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
---
وقفات قرآنية .. نصرة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
---
فهد الوهبي
09-16-2006, 12:31 AM
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ...
أما بعد ..
فلقد انتفض العالم كله شرقيه وغربيه ، أقصاه وأدناه ، أفراده ومؤسساته وهيئاته، احمرت الآماق وسدتِ الآفاق، وارتفعت الهتافات تشدو حباً وتعظيماً ، وإجلالاً وتقديراً وانتصاراً، سار الناس أودية بشرية ترفرف عليهم أعلام الانتصار ، لسيد ولد آدم ، إمام الأولين والآخرين ، أعظم الأنبياء ، وسيد المرسلين ، الإمام القدوة ، والرسول الأسوة ، صاحب الحوض المورود واللواء المعقود ، العاقب الحاشر المقفي ، صاحب الخلق العظيم والمقام الرفيع ..
انبرى العالم كله مدافعاً هاتفاً : ( إلا رسول الله ):
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم = أسوارَ مجدك فالدنو لِمامُ
يا ملء روحي وهج حبك في دمي = قبس يضيء سريرتي وزمامُ
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا = حتى أضاء قلوبَنا الإسلامُ
حوربت لم تخضع ولم تخشَ العِدى = من يحمه الرحمن كيف يُضامُ
رفع الله ذكره بين العالمين قال جلا وعلا : ( ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك ) ..
لقد رفع الله ذكره في العالمين .. فانتفض الملايين تصديقاً لهذا الشرف العظيم ..
إن أعظم سيرة هي سيرته ، وأعظمَ تاريخ هو تاريخه ، طالعوا سلمه وحربه ، أمنه وخوفه، غناه وفقره ، سروره وغضبه ..
صفحة بيضاءُ نقية ، وسيرة أخّاذةٌ زكية ، صلى الله عليه وسلم .
من نبع هديك تُستقى الأنوار = وإلى ضيائك تنتمي الأقمارُ
ربُّ العباد حباك أعظم نعمةٍ = دينا يعز بعزه الأخيارُ(1/677)
حُفظت بك الأخلاق بعد ضياعها = وتسامقت في روضها الأشجار
لو أطلق الكون الفسيح لسانَه = لَسَرَتْ إليك بمدحه الأشعارُ
لو قيل من خير العباد لرددتْ = أصوات من سمعوا هو المختارُ
ما أنت إلا الشمس يملأُ نورُها = آفاقَنا مهما أثير غبارُ
إن الرسول صلى الله عليه وسلم نورٌ ملأ الأرض نوراً ، وضياءٌ عمَّ الناسَ ضياءً ، وصفه ربه فأحسن وصفَه :
من أنْفَسِ الناس ، رؤوف رحيم ، رفيق بالمؤمنين : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .
جم التواضع : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) [ الأنعام : 50 ] .
رحيم القلب لطيف المعاملة : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ).
وعده ربه بالرضا : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .
وجعله أمنة للأمة من العذاب : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) [ الأنفال : 33 ] .
نصره الله بالرعب : ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) [ آل عمران : 151 ] .
ونصره بالريح : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً ) [ الأحزاب : 9 ] .
لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هداية للناس بعثه الله جل وعلا لإنقاذ البشرية وإخراجهم من الظلمات إلى النور ..
كان الناس في ظلام دامس وضلال بعيد ، أصنام تعبد ، وأوثان تقدس ، قطع للأرحام ، وإساءة للجار ، ووأد للبنات ، وظلم للزوجات ، وعقوق للآباء والأمهات ، حروب طاحنة ، وزعامات طاغية ، وخرافات سائدة ، وأديان محرفة ..(1/678)
اختاره الله تعالى خياراً من خيار من خيار .. نسبه أفضل النسب قرشي من بني عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ، واختار له أفضل النساء وأزكاهن عند الله ، واختار له خير الصحب والآل ، وأفضل الأمكنة وأرفعها عنده جل وعلا ..
لقد أذن الله للبشرية أن ترى النور ببعثته صلى الله عليه وسلم :
ولد الهدى فالكائنات ضياءُ = وفم الزمان تبسم وثناءُ
الروح والملأ الملائك حوله = للدين والدنيا به بشراء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا = منها وما يتعشق الكبراء
زانتك في الخُلقِ العظيم شمائل = يُغرى بهن ويولع الكرماء
إذا كان لكل أمة أن تفتخر بالقادات والعظماء ، فإننا أمام أعظم قائد وأفضل متبوع .. عليه الصلاة والسلام ...
[ أي عبارة تحيط ببعض نواحي تلك العظمة النبوية، وأي كلمة تتسع لأقطار هذه العظمة التي شملت كل قطر، وأحاطت بكل عصر، وكُتب لها الخلود أبد الدهر، وأي خطبة تكشف لك عن أسرارها وإن كُتبت بحروف من النور، وكان مدادها أشعة الشمس.
إنها العظمة الماثلة في كل قلب، المستقرة في كل نفس، يستشعرها القريب والبعيد، ويعترف بها العدو والصديق، وتهتف بها أعواد المنابر، وتهتز لها ذوائب المنائر.
ألم تر أن الله خلَّد ذكره = إذ قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشقّ له من اسمه ليجله = فذو العرش محمود وهذا محمد
"إنه النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث الكمال الخُلقي بالذروة التي لا تُنال، والسمو الذي لا يُسامى، أوفر الناس عقلاً، وأسداهم رأيًا، وأصحهم فكرةً، أسخى القوم يدًا، وأنداهم راحة، وأجودهم نفسًا أجود بالخير من الريح المرسلة، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يبيت على الطوى وقد وُهب المئين، وجاد بالآلاف، لا يحبس شيئًا وينادي صاحبه: "أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً".(1/679)
أرحب الناس صدرًا، وأوسعهم حلمًا، يحلم على من جهل عليه، ولا يزيده جهل الجاهلين إلا أخذًا بالعفو وأمرًا بالمعروف، يمسك بغرة النصر وينادي أسراه في كرم وإباء: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
أعظم الناس تواضعًا، يُخالط الفقير والمسكين، ويُجالس الشيخ والأرملة، وتذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيذهب معها ويقضي حاجتها، ولا يتميز عن أصحابه بمظهر من مظاهر العظمة ولا برسم من رسوم الظهور
ألين الناس عريكةً وأسهلهم طبعًا، ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مُحرمًا، أحزمهم عند الواجب وأشدهم مع الحق، لا يغضب لنفسه، فإذا انتُهِكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء، وكأنما يُفقأ في وجهه حب الرمان من شدة الغضب.
أشجع الناس قلبًا وأقواهم إرادةً، يتلقى الناس بثبات وصبر، يخوض الغمار ويُنادي بأعلى صوته:
"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"
هو من شجاعة القلب بالمنزلة التي تجعل أصحابه إذا اشتد البأس يتقون به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومن قوة الإرادة بالمنزلة التي لا ينثني معها عن واجب، ولا يلين في حق، ولا يتردد ولا يضعف أمام شدة .
أعف الناس لسانًا، وأوضحهم بيانًا ، يسوق الألفاظ مُفصلة كالدر مشرقة كالنور، طاهر كالفضيلة في أسمى مراتب العفة وصدق اللهجة
أعدلهم في الحكومة وأعظمهم إنصافًا في الخصومة يَقِيدُ من نفسه ويقضي لخصمه، يقيم الحدود على أقرب الناس، ويقسم بالذي نفسُه بيده: " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ".
أسمى الخليقة روحًا، وأعلاها نفسًا، وأزكاها وأعرفها بالله ، وأشدها صلابة وقيامًا بحقه، وأقومها بفروض العبادة ولوازم الطاعة، مع تناسق في أداء الواجبات ، واستيعاب لقضاء الحقوق ، يُؤتي كل ذي حق حقه، أزهد الناس في المادة وأبعدهم عن التعلق بعرض هذه الدنيا، يَطعم ما يُقدم إليه فلا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقودا ، ينام على الحصير والأدم المحشو بالليف .(1/680)
قضى زهرة شبابه مع امرأة من قريش تكبره بخمس عشرة سنة، قد تزوجت من قبله وقضت زهرة شبابها مع غيره ، ولم يتزوج معها أحدًا وما تزوج بعدها لمتعة، وما كان في أزواجه الطاهرات بكرًا غير عائشة التي أعرس بها وسنها تسع سنين.
أرفق الناس بالضعفاء وأعظمهم رحمة بالمساكين والبائسين، شملت رحمته وعطفه الإنسان والحيوان، يحذر أصحابه، فيقول لهم: "إن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
لو لم يكن للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الفضل إلا أنه الواسطة في حمل هداية السماء إلى الأرض، وإيصال هذا القرآنِ الكريم إلى العالم لكان فضلاً لا يستقل العالم بشكره، ولا تقوم الإنسانية بكفائه، ولا يُوفى الناس حامله بعض جزائه.
ذلك قبس من نور النبوة، وشعاع من مشكاة الخلق المحمدي الطاهر، وإن في القول بعد لسعة وفي المقام تفصيلاً.
وسل التاريخ ينبئك هل مر به عظيم أعظم من النبي محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فقد عُصم من النقائص، وعلا عن الهفوات، وجلّ مقامه عن أن تلصق به هفوة.
خُلقتَ مُبرءًا من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء"(1).
وذكرك يا رسول الله زاد = تضاء به أسارير الحياة
وما لجنان عدن من طريق = بغير هداك ياعلم الهداة
ولم تنطق عن الأهواء يوماً = وروح القدس منك على صلات
عليك صلاة ربك ماتجلى = ضياء واعتلى صوت الهداة
يحاراللفظ في نجواك عجزا = وفي القلب اتقاد الموريات
ولوسُفكت دمانا ماقضينا = وفاءك والحقوق الواجبات
وإن من أعظم البلاء للأمة المحمدية أن تستهدف في دينها وعقيدتها ، وفي نبيها الكريم عليه الصلاة والسلام بالطعن والقدح ..
و إن ما حدث من اعتداء بابا الفاتيكان على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام له دلالات مهمة ينبغي أن تعلم وتدرس ومنها :(1/681)
أولاً : صدق القرآن ومن جاء به : لقد ذكر القرآن حقائق عظيمة يجب الإيمان بها ومن تلك الحقائق استمرار حقد اليهود والنصارى على الأمة الإسلامية ولو تبدلت الأجيال والأساليب قال تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ..
كما ذكر القرآن حقيقة عظمى في رفعة هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال تعالى: ( ورفعنا لك ذكرك ) إن العجب ليتملك المرء وهو يرى اليوم دولاً كبرى تتحالف ورؤساء يصرحون ، وقنوات العالم كله تتناول هذا الحدث وملايين البشر يسيرون مسلمين وكفاراً محتجين ، دماء تنزف ومؤسسات تعقد ، كلها لأجل مَنْ ، إنها تدافع عن رجلٍ ولد قبل 1400 عام إنه الرفع في الذكر المذكور في القرآن ، ليزداد الذين آمنوا إيماناً ..
ثانياً: ومن الدلالات التي ينبغي معرفتها لهذا الحدث : أنه ينبغي استغلال الحدث في نشر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمها والتأمل في جوانب عظمته والإكثار من ذكره في المجالس ، وقراءة الكتب التي تحكي سيرته . وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً عظيماً ..
ومن المهم أن يعلم أولئك المتورطون مكانته عليه الصلاة والسلام بين أمة الإسلام بجميع الطرق المشروعة ..
وبعد فقد قال تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذباً مهيناً )..
وقال تعالى في الحديث القدسي : ( من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خير الأولياء وأعظمهم ..
فاللهم حارب من حاربه وأذل من عاداه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وللحديث بقية ...
ــــــــــــــ
(1) اقتباس من خطبة للشيخ محمد المنجد .
---
(1/682)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح
---
اقتراح
---
أبو حذيفة
03-12-2006, 01:18 AM
يرتاد هذا الملتقى عدد من الأساتذة الفضلاء ويلحظ المتصفح له كثرة الأسئلة عن موضوعات مناسبة للدراسات العيا فحبذا لو شارك الجميع بكتابة الموضوات المناسبة والتي قد تحققت فيها شروط القبول ومن ثم يثبت الموضوع ليستفيد منه الجميع
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2006, 05:49 AM
حياكم الله يا أبا حذيفة
هذا الموضوع قد خصص له موضوع مفرد بعنوان :
- مواضيع مقترحة للرسائل العلمية . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155).
- مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=873).
ولكن يأبى الأعضاء الجدد إلا فتح موضوعات جديدة ، وطرح الأسئلة في موضوعات مستقلة . لكن لعلنا نتدارك هذا الموضوع ، ونرتب الأمر بشكل أفضل إن شاء الله.
---
(1/683)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مَنْ قتل مُؤمنَاً من أجل إيمانه ، هَل يكون مُؤمنَاً ؟
---
مَنْ قتل مُؤمنَاً من أجل إيمانه ، هَل يكون مُؤمنَاً ؟
---
الحضار
03-13-2007, 03:46 AM
سؤال للإخوة الكرام
مَنْ قتل مُؤمنَاً من أجل إيمانه ، هَل يكون مُؤمنَاً ؟
---
محمود الشنقيطي
03-13-2007, 05:34 AM
اخي الكريم أفصحْ فالسؤال بالنسبة لي غير واضح , فحبذا لو فصلت..
---
الحضار
03-13-2007, 02:50 PM
حياك الله أخي محمود الشنقيطي
وعذراً على عدم وضوح السؤال
عند قراءتي الآية : { وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئاً }
تبادر لي هذا السؤال
السؤال :
لو أن رجلاً مسلماً قَتَلَ رجلاً من أجل إيمانه ، فهل يكون القاتل مؤمنا ؟
ورجعت للتفاسير للإجابة فلم أجد حسب استطاعتي .
فلم يعد لي حيلة إلا منتدى التفسير وهو يحوي ثلة من طلبة العلم الكبار ، لعلهم يجلون عني ما علق من الفهم الخطأ.
ولعله يكون على يديك أخي محمود ، فلا تبخل علينا بما علمت .
أخوك الحضار
---
محمود الشنقيطي
03-14-2007, 12:08 PM
حياك الله أخي محمود الشنقيطي
وعذراً على عدم وضوح السؤال
عند قراءتي الآية : { وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئاً }
تبادر لي هذا السؤال
السؤال :
لو أن رجلاً مسلماً قَتَلَ رجلاً من أجل إيمانه ، فهل يكون القاتل مؤمنا ؟
ورجعت للتفاسير للإجابة فلم أجد حسب استطاعتي .
فلم يعد لي حيلة إلا منتدى التفسير وهو يحوي ثلة من طلبة العلم الكبار ، لعلهم يجلون عني ما علق من الفهم الخطأ.
ولعله يكون على يديك أخي محمود ، فلا تبخل علينا بما علمت .
أخوك الحضار
أخي الكريم:
هل معنى سؤالك أن مؤمناً يقتل مؤمناً آخر لا ينقم منه سوى الإيمان بالله تعالى...؟؟؟
فإن كان ذلك قصدك فوصف القاتل هنا في سؤالك بالإيمان غير صحيح ,لسببين:(1/684)
أولهما : أن القاتل عمداً مرتكبٌ لكبيرة من الكبائر الموبقات وهي قتل النفس المعصومة لا إله إلا الله بغير وجه شرعي يبيح دم صاحبها, والله يقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزائه ججهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيماً) قال الطبري رحمه الله بسنده نقلا عن مجاهد عند تفسير { فكأنما قتل الناس جميعا } قال : الذي يقتل النفس المؤمنة متعمدا جعل الله جزاءه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما يقول : لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك من العذاب) انتهى
ولذا صح عن ابن عمر أنه قال لمن قتل نفسا بغير حق عمداً (تزود من الماء البارد فإنك لا تدخل الجنة أبداً)
الثاني: لأن قتل النفس بسبب الإيمان بالله سنة من سنن المشركين , وصاحبها محاربٌ لله ,كما قال الله تعالى (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ).
بل حتى معاداة المؤمن لا لشيء إلا لإيمانه هي من صفات أعداء الله ورسوله كما قال الله تعالى (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) وكقول الله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل ) وغير ذلك, والله تعالى أعلم
---
الحضار
03-15-2007, 12:16 AM
أخي محمود الشنقيطي
بارك الله فيك وفي علمك
قلت : "ولذا صح عن ابن عمر أنه قال لمن قتل نفسا بغير حق عمداً (تزود من الماء البارد فإنك لا تدخل الجنة أبداً)
".
كيف يقول : " لا يدخل الجنةأبدا " ؟ ونحن نعلم أنها من الكبائر .
أرجو توضيح ذلك
---
محمود الشنقيطي
03-15-2007, 07:17 AM
أما قول ابن عمر هذا فقد نقله عنه وجزم بثبوته الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله في الفتح بدون لفظ (أبدا) والعلامة العيني عليه رحمة الله في عمدة القاري بزيادة هذا اللفظ وقال: (وذكره ابن أبي شيبة أيضا عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأبي الدرداء) انتهى(1/685)
ولكنَّ الصحيح والذي عليه اهل السنة والجماعة أن ما جاء في الآية إنما هو ذكرٌ للجزاء الذي يستحقه القاتل ولا يلزم منه المجازاة به لأن الله قد يعفو ويتفضل, وهذا مذهب أهل السنة والجماعة لأن القتل العمد دون الشرك بالله والله قال (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والله تعالى أعلم
---
أبو المنذر المنياوي
03-16-2007, 08:44 AM
الشيخ الفاضل : محمود الشنقيطي .
أرى أنه قد تداخل في الجواب أمران ، وهما :
الأول : حكم القائل على سبيل العمد والعدوان مطلقا - بدون التقييد بكونه من أجل إيمان المقتول - .
والثاني: تقييد سبب القتل بكونه من أجل أن المقتول مؤمنا ، فإنما قتله بغضا لإيمانه ، وهما لا يتواردان على محل واحد .
فالمسألة الثانية لا أشك في كونها رده ، فكما تفضلتم بأن ذلك سنن المشركين ، وقد حكم القرآن على من استهزأ بالقراء بالردة ، فكيف بمن قتلهم من أجل إيمانهم وفقط .
وأما المسألة الأولي فالراجح عندي أنه فاعل كبيرة ، وهو في المشيئة .
والأقوى في توجيه معنى التأبيد حمله على طول المكث .
والله الموفق .،
---
محمود الشنقيطي
03-16-2007, 01:07 PM
صدقت بارك الله فيك ,وجزاكم الله خيراً
---
(1/686)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "" اللهم بلغنا رمضان .. ""
---
"" اللهم بلغنا رمضان .. ""
---
hedaya
09-23-2005, 04:54 AM
http://www.w6w.net/upload/07-09-2005/w6w_2005090704292709958826.jpg
اللهم بلغنا رمضان
وتمضي بنا الأيام وتتعاقب الأسابيع وتتوالى الشهور.. ويقترب منا قدوم شهر الخير والبركة والرحمات، ويعلو حداء المؤمنين ودعاؤهم الخالد:
"اللهم بلغنا رمضان".
إنه الحداء الخالد الذي ردَّده الحبيب- صلى الله عليه وسلم- عندما كان يقترب موعد قدوم الشهر الكريم، فقد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل رجب قال
"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
"اللهم بلغنا رمضان"
تربى الصحابة الكرام على هذا الشعار، وعاشوا بهذا الدعاء الخالد، فكانوا يسعون إلى رمضان شوقًا، ويطلبون الشهر قبله بستة أشهر، ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر أخرى.
"اللهم بلغنا رمضان"
نداء وحداء.. يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور وأفضل الأزمنة، فيعد المسلم نفسه للشهر الكريم ويخطط له خير تخطيط.
فكيف يكون الاستقبال الأمثل للشهر؟ وكيف تكون التهيئة المناسبة لقدوم الشهر؟ وهل لنا أن نحافظ على شهرنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين وغفلة الغافلين؟! لنبدأ معا.. خطوات صغيرة بسيطة.. نصل بها الى رمضان..
- الإكثار من الدعاء
"اللهم بلغنا رمضان"
فهو من أقوى صور الإعانة على التهيئة الإيمانية والروحية.والاكثار من الذكر، وارتع في "رياض الجنة" على الأرض، ولا تنسَ المأثورات صباحًا ومساءً، وأذكار اليوم والليلة، وذكر الله على كل حال.
- الإكثار من الصوم في شعبان؛
تربيةً للنفس واستعدادًا للقدوم المبارك، ويفضل أن يكون الصوم على إحدى صورتين (إما صوم النصف الأول من شعبان كاملاً، وإما صوم الإثنين والخميس من كل أسبوع مع صوم الأيام البيض).(1/687)
- العيش في رحاب القرآن الكريم،
والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في رمضان، وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة في شعبان لأكثر من جزء في اليوم والليلة، مع وجود جلسات تدبر ومعايشة للقرآن.
- تذوَّق حلاوة قيام الليل من الآن بقيام ركعتين كل ليلة بعد صلاة العشاء،
وتذوَّق حلاوة التهجد والمناجاة في وقت السحَر بصلاة ركعتين قبل الفجر مرةً واحدةً في الأسبوع على الأقل.
- قراءة أحكام وفقه الصيام كاملاً
(الحد الأدني من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق)، ومعرفة تفاصيل كل ما يتعلق بالصوم، ومعرفة وظائف شهر رمضان، وأسرار الصيام (من كتاب إحياء علوم الدين)، وقراءة تفسير آيات الصيام (من الظلال وابن كثير).
- إعداد هدية رمضان من الآن لتقديمها للناس دعوةً وتأليفًا للقلوب
وتحبيبًا لطاعة الله والإقبال عليه؛ بحيث تشمل بعضًا مما يلي (شريط كاسيت- مطوية- كتيب- ملصق- .. إلخ).
- إعداد مجلة رمضان بالعمارة السكنية
التي تسكن بها؛ بحيث تتناول كيفية استقبال رمضان.
- تربية النفس بمنعها من بعض ما ترغب فيه من ترف العيش،
والزهد في الدنيا وما عند الناس، وعدم التورط في الكماليات من مأكل ومشرب وملبس كما يفعل العامة عند قدوم رمضان.
- التدريب على جهاد اللسان
فلا يرفث، وجهاد البطن فلا يستذل، وجهاد الشهوة فلا تتحكم، وجهاد النفس فلا تطغى، وجهاد الشيطان فلا يمرح.
- إعداد ورد محاسبة يومي
على بنود التهيئة الرمضانية المذكورة هنا.
---
(1/688)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > PhotoZoom Pro تكبير حجم الصور بدون أن يفقدها جودتها
---
PhotoZoom Pro تكبير حجم الصور بدون أن يفقدها جودتها
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 03:55 PM
http://hyperupload.com/download/6d348465/APIDO777.rar.html
http://www.uploading.com/?get=F16RWLEI
http://rapidshare.de/files/14708396/APIDO777.rar.html
وهذا الشرح
http://img373.imageshack.us/img373/7151/16fx.gif
http://img504.imageshack.us/img504/2927/22ac.gif
http://img504.imageshack.us/img504/4721/34uo.gif
http://img504.imageshack.us/img504/3694/48dg.gif
http://img373.imageshack.us/img373/1936/53yu.gif
http://img504.imageshack.us/img504/9969/65ol.gif
---
(1/689)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن ترجمة عبدالصمد الغزنوي مؤلف (تفسير الفقهاء) ؟ وأين توجد نسخ المخطوطة ؟
---
سؤال عن ترجمة عبدالصمد الغزنوي مؤلف (تفسير الفقهاء) ؟ وأين توجد نسخ المخطوطة ؟
---
سنابل الخير
04-17-2003, 12:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي اخواتي الافاضل ..
احدى اخواتنا في الله تبحث عن ترجمة للمؤلف
لعبد الصمد محمود يونس الغزنوي رحمه الله تعالى ( حنفي )
ولكن لم تجد ، فمن يدلنا ويساعدنا في ذلك ؟؟
شاكرين لكم تعاونكم و جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم .
---
المنصور
04-17-2003, 05:29 PM
تفسيره اسمه تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء
وله أكثر من نسخة خطية
---
سنابل الخير
04-17-2003, 06:05 PM
أخي المنصور
كل التراجم التي وجدها مختصرة جدا
وماهي ملاحظاتك
أرجو أن تفيدني ؟؟
وهل تنفع هذه المخطوطة للتحقيق أم أبحث عن غيرها
أرجو أن أجد المساعدة لديكم جميعا .
---
سنابل الخير
04-24-2003, 08:14 PM
للرفع
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2004, 05:00 AM
ترجمة الغزنوي في الموسوعة الميسرة لأئمة التفسير 2/1233 ، ومعجم المفسرين 1/285 ، وهدية العارفين 1/574 ، وإيضاح المكنون 1/309(1/690)
وربما تكون كلها تراجم مختصرة كما أشرتِ وفقك الله. وبما أنك تنوين تحقيق التفسير أو جزءاً منه ، فيعود الأمر إلى قيمة هذا التفسير ، ويظهر لك ذلك بعد قراءته قراءة أولية ، يتبين لك منها قيمته من عدمها ، وفي مثل هذه الحالات يكون للباحث نوع من السبق إلى تجلية حالة كثير من العلماء غير المشهورين في التراث الإسلامي. فبعض طلاب العلم يحرص على تتبع كتب المشهورين ، ويعرض عن غيرهم ظناً أنها ليست بذات قيمة علمية ، والأمر قد يكون بخلاف ذلك. وكان بودي أن يكون الأخ المنصور قد أفادكم بما عنده من تفصيلات ، وقد يكون فعل ولم نره وفقه الله ، فالعبرة بالفائدة للجميع . جزاكم الله خيراً.
---
المنصور
02-07-2004, 11:40 PM
كنت أنوي العمل على هذا التفسير قبل فترة ، وأوقفني عن العمل أمران :
1/ أنني قرأت في النسخة التي كانت تسمى تفسير الطبراني وثبت لاحقاً أنها للغزنوي ، أقول قرأت فيها عبارة استوقفتني : حيث قال المؤلف في ثنايا الكلام : ( هكذا في كتاب عبد الصمد ) وهذه العبارة توحي أن الكتاب مختصر من تفسير الغزنوي .
2/ عرضت موضوع الكتاب على أخي الفاضل ابراهيم باجس الباحث في مركز الملك فيصل ، فأفادني أن أحد الباحثين المحققين المشهورين - ولعله الدكتور على البواب إن لم تخني الذاكرة - قد توقف عن العمل في الكتاب لما لاحظه من الاختلاف بين النسخ .
والكتاب مفيد جداً ، وقد كان مؤلفه يحكي قول أهل السنة مع حكايته لأقوال المخالفين لهم في تفسير الآيات المتعلقة بالصفات ، بالإضافه لتنوع المباحث التي يوردها في تفسيره ، وكان كثير النقل عن السلف من الصحابة والتابعين .
وللفائدة فقد كان هذا الكتاب يروى ضمن مرويات العلماء ، ويراجع لهذه النقطة فهرس كتاب : الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي ، بتحقيق الحلو - قسم الفهرس المتعلق بالكتب .(1/691)
وللكتاب قطعة مخطوطة في المغرب، فمن المهم الاطلاع عليها ، ومقارنتها بالمخطوطات المتوفرة لهذا الكتاب قبل الإقدام على تقديمه كرسالة علمية جامعية ، والخير أردت بهذا الكلام ، والله من وراء القصد .
---
عبدالرحمن الشهري
06-24-2004, 02:50 AM
كما ذكر أخي المنصور فقد كتب الأخ إبراهيم باجس عبدالكريم مقالة عن هذا التفسير في مجلة (عالم المخطوطات والنوادر) المجلد الثاني - العدد الأول بتاريخ المحرم - جمادى الآخرة عام 1418هـ بعنوان (تفسير الطبراني أم تفسير الغزنوي). وقد تحدث فيها عن خطأ نسبتها للطراني رحمه الله. وذكر نسبتها للغزنوي . كما أنه ذكر باختصار أسلوب التفسير ومنهج المفسر. كما ذكر نسخ هذا التفسير المخطوطة وهي :
- نسخة متحف طبقوسراي 1828 في 213 ورقة ، كتبت سنة 696هـ .
- نسخة أخرى في 483 ورقة ، كتبت سنة 801هـ وبعدها إلى آخر الربع الثالث من القرآن الكريم.
- نسخة مكتبة محمد شاه سلطان برقم 25 المجلد الثاني منها ، ويقع في 400 ورقة كتبت سنة 935هـ
وذكر نسخ أخرى . ويمكن الرجوع للمقالة في للعدد المذكور ص 98 - 107
---
(1/692)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تصحيح لفظ رواية عن قتادة
---
تصحيح لفظ رواية عن قتادة
---
مرهف
11-27-2005, 08:04 PM
روي عن قتادة أنه قال : ( سورة النحل من قوله { وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ .. } الآية [النحل :41] إلى آخرها مدني ،وما قبلها إلى [آخر] السورة مكي )1وما بين[ ] يحتاج لتحرير فهي غير مستقيمة مع سياق الرواية،وقد راجعت في الإتقان المطبوع بعدة طبعات وجدتها هكذا، ولعلها [ أول ] بدل [آخر] ،ويؤيد ذلك ما نقله الرازي في تفسيره قال : (وقال آخرون : من أولها إلى قوله كن فيكون مدني وما سواه فمكي ، وعن قتادة بالعكس )2 وعليه فما بين [ ] ينبغي أن يكون بدل (آخر ) : (أول ) وحبذا لو يقوم بعض الأخوة بمراجعة طبعة الإتقان عنده وخاصة إذا كانت بتحقيق د مصطفى البغا فإنها أفضل الموجود بعلمي وهي ليست بمتناولي ، ويخبرنا بالنتيجة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1 ـ ذكره السيوطي في الإتقان 1/16 وذكر أن أبا الشيخ أخرجه.
2 ـ الرازي 19/173 .
---
(1/693)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الرسائل العلمية بين التأليف والتحقيق.....(أتحفنا برأيك)
---
الرسائل العلمية بين التأليف والتحقيق.....(أتحفنا برأيك)
---
محمود الشنقيطي
05-23-2006, 04:09 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
تختلف وجهات الباحثين في المراحل العليا للدراسات الشرعية والعربية بين التأليف والتحقيق ولا شك أن لكلا الوجهتين ما تمتاز به مما هو ليس موجودا في الأخرى..
فهلاَّ أتحفنا الإخوة الذين خاضوا غمار تلك الدراسات بآرائهم حول الطريقتين مع ذكر أسباب التفضيل أو تحديد إيجابيات كل طريقة وسلبياتها....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبد الكريم العامري
05-23-2006, 07:01 PM
الأخ الفاضل محمود الشنقيطي :
كلا الأمرين التحقيق والتأليف مهم لطالب العلم :
على أن تجعل الجامعات التحقيق في مرحلة الماجستير :
والتأليف في مرحلة الدكتوراة :
من اجل صقل موهبة وملكة طالب العلم ...... في مرحلة الماجستير ليتصدى للتأليف في المرحلة اللاحقة ....
فوائد التحقيق :
1- الإطلاع على كتب الببلوغرافيا ...
2- الاطلاع على خبرات المؤلفين ومناهجهم في التأليف ...
3- تعلم ابجديات التأليف في التحقيق ... أو المنهج العلمي للتحقيق الذي هو بوابة للتأليف ....
------------ وهناك تتمة إن شاء الله
---
العبادي
06-28-2006, 04:41 PM(1/694)
مع أن كثيرا من المشايخ والأكاديميين الفضلاء يحبذون أن يبتدئ الطالب بالتحقيق، حيث انه طريق جاهز يحتاج إلى تمهيد وخدمة فحسب -من وجهة نظرهم- إضافة إلى ما يرون من الفوائد الأخرى للباحث المبتدئ..أقول مع ان هذه هي وجهة نظر الكثيرين إلا أن المحققين الكبار، والباحثين الذين تمرسوا في البحث والتنقيب وأدمنوه وسبروا أغواره وأدركوا مراميه وأسراره يدركون تمام الإدراك أن مهمة التحقيق ليست كما تُتصوَّر من السهولة، بل تراهم يؤكدون على أنها مهمة جليلة خطيرة، ينبغي ألا يتصدى لها إلا من هو لها أهل، سواء في ملَكاته العلمية، أو المهارية، كمعرفته الدقيقة بالمؤلف وحياته وأسلوبه وفكره ومصادر فكره...الخ، ومعرفته الدقيقة كذلك بالقرن الذي كتبت فيه الرسالة، وبالحياة العلمية والاجتماعية والسياسية فيه...باختصار: ينبغي (في وجهة نظرهم) ألا يحقق كتاب من كتب التراث إلا من يجد في نفسه الأهلية التامة في إخراج الكتاب كما أراده مؤلفه، متحملا أمانة هذا الأمر وتبعاته عن أمته ومن يأتي بعده من الأجيال، حتى يفيد منه الناس ويستفيدون...
فكم رأينا من الكتب العِظام التي تولى تحقيقها من ليسوا بأكفاء حتى كدنا نقول: ليته لم يخرجه ولم يحققه، من كثرة ما نرى من التصحيفات والعبث وظهور علامات الإهمال الواضحة...والله المستعان.
وهذه هي وجهة نظر الكثير من المحققين الكبار كالبحَّاثة فضيلة الأستاذ الدكتور: حكمت بشير ياسين، وهو المشهور بجلده ودقته وطول باعه في هذا المجال، كما صرح بهذا لطلابه في الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية.
وللاستزاده والتأكد من وجهة النظر هذه يراجع بعض الكتب المؤلفة في مجال التحقيق وأصول نشر التراث، ككتاب: عبد السلام هارون رحمه الله، وكتاب بشار عواد، الذي وضح هذه النقطة حقا، وأظهر للناس مغبّة العبث بالتراث، والظن أن التحقيق مهمة سهلة!
ولا نعدم من مشاركات مشايخنا الفضلاء في هذا الملتقى..بارك الله في الجميع.(1/695)
---
(1/696)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل كلام القاسمي في هذه المسألة دقيق وصحيح؟
---
هل كلام القاسمي في هذه المسألة دقيق وصحيح؟
---
أبو صفوت
12-02-2003, 12:46 AM
السلام عليكم
قال القاسمي بعد تفسير قوله تعالى ( إن الذين يحادون الله ورسوله )
تنبيه
فسر بعضهم ( يحادون الله ورسوله ) بمعنى يضعون أو يختارون حدودا غير حدودهما
قال محشيه : ففيه وعيد عظيم للملوك وأمراء السوء الذين وضعوا أمورا خلاف ما حده الشرع وسموها قانونا
وقال : وقد صنف العارف بالله الشيخ بهاء الدين رسالة في كفر من يقول يعمل بالقانون والشرع إذا قابل بينهما
وقد قال الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وقد وصل الدين إلى مرتبة من الكمال لا تقبل التكميل . وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل اهـ .
ولا يخفى أن إطلاق الكفر لمجرد ذلك من غير تفصيل فيه نظر لأنه من تنطع الغالين من الفقهاء الذين زيف أقوالهم في التكفير كثير من العلماء النحارير
والحق في ذلك أن القانون الذي يهدم نصوص الشرع التي لا تحتمل التأويل ويبطلها وينسخها فإنه كفر وضلال ولا يقول به ولا يعول عليه إلا المارقون الجاحدون وأما غير المنصوص عليه أعني ما لم يكن قاطعا في بابه من آية محكمة أو خبر متواتر أو إجماع من الفروع النظرية فمخالفته إلى قانون عادل لا يعد ضلالا ولا كفرا لأنه ليس من مخالفة الشرع في شيء إذ الشرع ما شرعه الله ورسوله وأحكم الأمر فيه وبين بيانا رفع كل لبس لا ما تخالف فيه الفقهاء وكان مأخذه من الاجتهاد وإعمال الرأي فإن ذلك لا عصمة فيه من الخطأ مهما بلغ رائيه من المكانة إذ لا عصمة إلا في نص الله ورسوله .(1/697)
والسؤال هو هل رأي القاسمي في هذه المسألة موافق للصواب ؟ وهل قوله " وأما غير المنصوص عليه أعني ما لم يكن قاطعا في بابه من آية محكمة أو خبر متواتر أو إجماع من الفروع النظرية فمخالفته إلى قانون عادل لا يعد ضلالا ولا كفرا لأنه ليس من مخالفة الشرع في شيء إذ الشرع ما شرعه الله ورسوله وأحكم الأمر فيه وبين بيانا رفع كل لبس لا ما تخالف فيه الفقهاء " صواب بمعنى أن ما تخالف فيه الفقهاء ليس من الشرع ؟؟
---
أبو صفوت
12-03-2003, 02:12 AM
هل من مجيب
---
(1/698)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دورة تأصيل علم العقيدة
---
دورة تأصيل علم العقيدة
---
الطبيب
11-08-2006, 11:09 AM
من موقع المسلم ...
---
ناصر الغامدي
11-08-2006, 03:31 PM
بارك الله فيك
---
(1/699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال للشيخ الدكتور : مساعد الطيار حفظه الله عن كتب غريب القرآن
---
سؤال للشيخ الدكتور : مساعد الطيار حفظه الله عن كتب غريب القرآن
---
طالب المعالي
03-03-2006, 01:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله
ذكر الشيخ مساعد وفقه الله أثناء حديثه عن التدرج في دراسة التفاسير
1- البدء بالمختصرات
2- ثم كتب غريب القرآن
والسؤال هنا : ما أهم كتب غريب القرآن التي ينصح بقراءتها ؟؟؟
---
مساعد الطيار
03-04-2006, 06:32 PM
أخي طالب المعالي
يمكنك الرجوع إلى هذه الروابط :
الأول : http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1477&highlight=%E3%E4%E5%CC+%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E1%CA%D D%D3%ED%D1
الثاني : http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=26&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%DE%D1%C2%E4
---
(1/700)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال أرجو الإجابة عليه
---
سؤال أرجو الإجابة عليه
---
خالد- طالب علم
06-02-2004, 02:17 PM
ما هو الفرق بين كلمتي:( سنابل ) و( سنبلات ) في قوله تعالى في سورة البقرة:
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) آية/261
وفي قوله تعالى في سورة يوسف:( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) آية/43 ؟
خالد- طالب علم
ـــــــــــ
وقل رب زدني علما
---
المنهوم
06-02-2004, 06:58 PM
الجواب :
أن آية البقرة مبنية على ما اعد الله للمنفق في سبيله وما يضاعف له من أجر إنفاقه إن ذلك ينتهي إلى سبعمائة ضعف . وقد يزاد له في الأجر والمضاعفه
فبناء هذه الآية على التكثير وهو من ابنة الجموع للتكثير
وأما آية يوسف :
فإنما بناؤها على إخبار الملك عن رؤياه سبع سنبلات فلا طريق للكثرة والقلة لأنه إخبار برؤيا
وهوقليل لأن ما دون العشرة قليل
كتاب ( ملاك التأويل ) الغرناطي 1 / 275 بتصرف يسير
---
خالد- طالب علم
06-03-2004, 12:26 AM
شكرًا لك على هذه الإجابة، ولكن أطمع بمزيد من التوضيح لو سمحت
هل المقصود بالسنابل السبع في آية البقرة: أنها سبع سنابل كثيرة ، وبالسنبلات السبع الخضر أنها سبع سنبلات قليلة؟ أم المقصود أن الأولى هي سبع سنابل كبيرة، وأنها في الثانية سبع سنبلات صغيرات؟
وإن لم يكن هذا ولا ذاك، فكيف جاز في تمييز العدد( 7 ) أن يكون مرة كثيرًا، ومرة أخرى قليلا؟(1/701)
ولك الشكر الجزيل0
خالد- طالب علم
ـــــــــــــــــــــــــــ
وقل رب زدني علما
---
المنهوم
06-03-2004, 03:29 PM
بارك الله فيك يا أخ / خالد
ولعلك تتمعن يا أخي في مضاعفت السبع السنابل التي في اجر المنفق فهي حبة ينتج عنها سبع سنابل والسبع في كل واحدة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء
وأما السنبلات فليس فيها مضاعفه بل هي سبع كما اخبر الملك في رؤياه
---
د. عماد
06-04-2004, 05:04 PM
السلام عليكما وعلى كل الإخوة الطيبين في هذا الملتقى العلمي المبارك ورحمة الله.
1- أريد أن أصحح شيئًا هنا وهو ما جاء في اللمسة البيانية(5) من أن الدكتور فاضل السامرائي حفظه الله قال:( معدودة جمع كثرة )0 والحقيقة أنه لم يقل ذلك وإنما قال: ( معدودة يدل على الكثرة )0 والخطأ من الذي نقل عنه ذلك0
2- ما ذكرته أخي المنهوم من جواب على سؤال الأخ خالد كان قد أجاب بمثله فضيلة الدكتور فاضل السامرائي على سؤال وجه إليه0 وهذا هو السؤال وجوابه:
66- ما الفرق بين كلمتي (سنبلات) و(سنابل) في القرآن الكريم وكلاهما جمع؟
سنابل جمع كثرة وقد استخدمت هذه الكلمة في سورة البقرة (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {261}0 والحديث في السورة عن مضاعفة ثواب المنفق في سبيل الله لذا ناسب السياق أن يُؤتى بجمع الكثرة (سنابل)0(1/702)
أما كلمة سنبلات كما وردت في سورة يوسف (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {43}0 فهي تدلّ على جمع قَلّة والسياق في سورة يوسف في المنام وما رآه الملك فناسب أن يُؤتى بجمع القلة (سنبلات).
2- وفي هذه المسألة قال الزمخشري في الكشاف عند تفسير قوله تعالى(سبع سنابل): " فإن قلت: هلا قيل:( سبع سنبلات ) على حقه من التمييز لجمع القلة، كما قال:( سبع سنبلات )؟
قلت: هذا لما قدَّمت عند قوله:( ثلاثة قروء ) من وقوع أمثلة الجمع متعاورة مواقعها "
2- ونقل أبو حيان في البحر كلام الزمخشري السابق، ثم علق عليه بقوله:" جعل هذا من باب الاتساع، ووقوع أحد الجمعين موقع الآخر على سبيل المجاز؛ إذ كان حقه أن يميز بأقل الجمع؛ لأن السبع من أقل العدد0
وهذا الذي قاله الزمخشري ليس على إطلاقه0 فتقول: جمع السلامة بالواو والنون، أو بالألف والتاء، لا يميز به من ثلاثة إلى عشرة إلا إذا لم يكن لذلك المفرد جمع غير هذا الجمع، أو جاور ما أهمل فيه هذا الجمع، وإن كان المجاور لم يهمل فيه هذا الجمع0
فمثال ذلك: قوله تعالى:( سبع سموات )0 فلم يجمع ( سماء ) سوى هذا الجمع0 وقوله تعالى:( سبع بقرات ) و( تسع آيات ) وخمس صلوات؛ لأن البقرة والآية والصلاة، ليس لها سوى هذا الجمع، ولم تجمع على غيره0
ومثال الثاني: قوله تعالى:( سبع سنبلات خضر )0 لمَّا عطف على:( سبع بقرات )، وجاوره، حسن فيه جمعه بالألف والتاء0 ولو كان لم يعطف، ولم يجاور لكان:( سبع سنابل خضر )- كما في هذه الآية( آية البقرة )0(1/703)
ولذلك إذا عرِّيَ عن المجاور، جاء على( جمع التكسير ) في الأكثر، والأولى، وإن كان يجمع بالألف والتاء0 مثال ذلك قوله تعالى:( سبع طرائق ) و( سبع ليال )0 ولم يقل: سبع طريقات، وسبع ليلات، وإن كان جائزًا في جمع( طريقة ) و( ليلة )0
وقوله تعالى:( عشرة مساكين )، وإن كان جائزًا في جمعه أن يكون جمع سلامة، فتقول: مسكينون ومسكينين "0
وانتهى أبو حيان إلى القول:" وتحصل من هذا الذي قررناه أن قوله:( سبع سنابل ) جاء على ما تقرر في العربية من كونه جمعًا متناهيًا، وأن قوله:( سبع سنبلات ) إنما جاز، لأجل مشاكلة:( سبع بقرات ) ومجاورته0 فليس استعذار الزمخشري بصحيح "
**********
تفسير البحر المحيط لأبي حيان بتصرف
د0 عماد
ــــــــــــــــــــ
وفوق كل ذي علم عليم
---
(1/704)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي قاعدة السبر والتقسيم في القرآن الكريم ؟
---
ما هي قاعدة السبر والتقسيم في القرآن الكريم ؟
---
سابر الأغوار
06-07-2003, 05:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مرت بي كلمة ( السبر والتقسيم ) بهذا اللفظ ؛ ولا أعلم هل هي كذلك أم أن لها اسما آخر ؟؟ ثم إذا كانت كذلك ؛ فما معناها ؛ وأين تطبق ؟ ومتى تطبق ؛ وعلى أي شيئ تطبق ؟ كل هذه الأسئلة أحتاج الى إجابة عليها .
آمل من الإخوان أصحاب الإختصاص فقط التفضل ومساعدتنا في هذا ونكون لهم من الشاكرين .
والسلام عليكم ؛؛؛؛؛؛؛؛
---
محمد رشيد
06-07-2003, 08:00 PM
السبر و التقسيم هو أحد مسالك إثبات العلة للحكم الشرعي ، ويكون هذا المسلك حيث لم يأت نص صريح في العلم ن وحتى يكون الأمر أيسر وأوضح ، فنعرض المسألةعرضا شاملا مختصرا مبسطا ، فنقول :
إذا عرفنا الحكم الشرعي من النص فلابد من وجود علة لهذا الحكم في الغالب ـ وإلا فقد يكون تعبديا ـ ومعرفة العلة ضرورية في عملية القياس إذ العلة هي الجامع الذي يربط المقيس بالمقيس عليه ... طيب .. وكيف نعرف هذه العلة ؟
لمعرفة العلة طريقان :
الأول / النص
الثاني / الاستنباط
و لكل من الطريقين ثلاثة أضرب ، أو ثلاثة أقسام ، والسبر والتقسيم هو أحد الأضرب الثلاثة أو الأقسام الثلاثة لطريقة الاستنباط ،
فهذا هو أول شئ عرفناه
( السبر و التقسيم هو طريق من طرق استنباط العلة من النص )
و ما هي حقيقة هذه الطريقة ؟
تقوم هذه الطريقة على خطوتين ، إحداهما تسبق الأخرى :
الأولى / ( التقسيم ) و هو عملية حصر للأوصاف الواردة ـ لأن هذه الأوصاف سيكون أحدها العلة بعد ذلك ـ(1/705)
الثانية / ( السبر ) و هو عملية اختبار ـ فالسبر هو الاختبار ـ لكل الأوصاف التي قد تم جمعها فنستبعد كل الأوصاف التي لا تصلح لكونها عة يعلل بها الحكم ، ونستبقي الوصف الذي يصلح لكونه علة للحكم ...... و كيف تتم هذه العملية ؟
العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ قد وضعوا للعلة شروطا حتى تصلح علة للحكم ، من هذه الشروط كون العلة منضبطة ومتعدية ومناسبة ـ ينظر تفصيل ذلك في كتب الأصول ـ فيتم إنزال الشروط على كل وصف من الأوصاف التي قد جمعت في عملية التقسيم ، وما قبل الشروط عللنا به الحكم ، وبالتالي فيمكن أن نعطي هذا الحكم لمسألة أخرى في عملية القياس إذا توفرت في هذه المسالة العة التي اخترناها في عملية السبر
و لا يشكلن عليك انعكاس الترتيب في قولهم ( السبر و التقسيم ) بناءا على أن عملية التقسيم تكون قبل عملية السبر ، لأن الواو لا تفيد الترتيب كما هو ظاهر
أما فائدة هذه العملية في القرآن فواضح لا إشكال فيه ، فالكتاب هو المصدر الأول و الرئيس للأحكام الشرعية ، فهو النص الأول ، وعلم أصول الفقه إنما هو للإعمال في النصوص ، وإثبات العلة و القياس و ما الى ذلك فهو لب علم الأصول ، بل قد قال البعض بان القياس هو أعقد مسائل علم الأصول ، و لا نستبعد ذلك
---
سابر الأغوار
06-07-2003, 08:23 PM
بسم الله
أحسنت أخي الكريم وبارك فيك وزادك الله من العلم والتقوى ؛ ونفعنا وإياك بما نقول ونسمع .
ولكن أخي الكريم كما يقال : ( بالمثال يتضح المقال ) ؛ فهلا تفضلت علينا أخي الكريم بإعطائنا مثالا من كتاب الله عز وجل أو من السنة النبوية المطهرة .
فإن كان هذا يشق عليك فلا بأس أن يشاركنا أحد إخواننا الأفاضل بذلك .ولكم الشكر الجزيل جميعا.
.[COLOR=seagreen] والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
فهد الوهبي
06-07-2003, 10:42 PM
الأخ سابر الأغوار الكريم ...
هذه مشاركة في بيان ما سألت عنه وفقك الله:
1- التعريف اللغوي :(1/706)
السبر لغة:الاختبار تقول سبرتُ كذا إذا اختبرته.
والتقسيم لغة :التفرقة والتجزئة.
2- السبر والتقسيم عند أهل الأصول :
والسبر والتقسيم دليل عند أهل الأصول مسلك من مسالك معرفة العلة كما ذكر أخي الكريم محمد يوسف :
وتعريفه عندهم:
(حصر الأوصاف التي يُتصور صلاحيتها للتعليل في الأصل ثم إبطال ما لا يصلح منها فيتيعن الباقي ).
3- مثال مختصر :
وللتمثيل السريع : تقول مثلاً: الربا يجري في البر لكن ما علة ذلك : الجواب: قد تكون العلة الطعم، وقد تكون الكيل، وقد تكون الاقتيات أو الادخار.
ثم تقول مثلاً: الكيل لا يصلح والطعم لا يصلح فيتعين أن العلة الاقتيات والادخار.
4- تقسيم هذا المسلك من مسالك العلة:
وهذا المسلك من مسالك معرفة العلة بالاجتهاد والاستنباط ينقسم إلى قسمين:
أ ـ التقسيم( وهو الحصر ).
ب ـ السبر ( الإبطال ).
أولاً التقسيم: وهو :
( أن يحصر المجتهد جميع الأوصاف التي يمكن صلاحيتها ).
وهو ينقسم إلى قسمين:
1ـ تقسيم حاصر : وهو ما دار بين النفي والإثبات بحيث يحصر جميع الأوصاف الممكنة في الأصل حتى لا يُجَوِّزُ العقلُ وجود غيرها. ( وهذا يكون في العقليات والمجمع عليها ).
ومثاله في العقليات : تقول: العالم إما حادث وإما قديم.
ومثاله في الشرعيات: تقول ولاية الإجبار على الصغيرة إما معللة وإما غير معللة ، وكونها غير معللة باطل ، وإن كانت معللة إما بالصغر أو بالبكارة أو بشيء آخر . فهذا حصر قطعي.( وهو من حيث الإبطال قد يكون قطعياً وقد يكون ظنياً )
2- تقسيم منتشر : وهو يكون في كل ما لم يتفق على تعليله في الأصل.
مثل جريان الربا في البر معلل لكن بماذا؟. وهذا التقسيم ظني.
س / ما هي طرق الحصر في التقسيم المنتشر؟
هنا حالتان في العلل:(1/707)
1- إما أن يوافق الخصم على أنه لا توجد علة غير ما ذُكر كأن يتفق الفقهاء على أن البرمعلل إما بالكيل وإما بالطعم أو القوت ثم تبطل اثنين منهما فتبقى العلة الثالثة هي العلة الصحيحة لول أنركوها كان ذلك نقضاً لاتفاقهم الأول.
2- وإما أن لا يوافق الخصم لكن يعجز عن أن يأتي بوصف آخر فيكون قد سلم اضطراراً.
ثانياً: الإبطال:
وهو :
حذف ما لا يصلح من العلل السابقة وذلك بتسليط شروط العلة عليها أو القوادح .
تنبيه :
لماذا قدموا كلمة السبر على التقسيم؟
إما أن يكونوا نظروا أن الحاصر إنما يعمل سبراً أولياً حتى يحصر الأوصاف التي يمكن أن تكون علة فكأنه سبر ثم قسم ثم سبر.
أو أن السبر هو المقصود والتقسيم وسيلة له.
كما سبق في المثال السابق.
وهذا الموضوع دقيق في مسالك العلة.
وله تفريعات ذكرها علماء الأصول رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته.
والله أعلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-08-2003, 12:19 AM
بسم الله
الأخ الكريم سابر الأغوار السلام عليكم
يلاحظ على مشاركاتك أنها تتعلق بالفقه وأصوله وكذلك المواريث ، وحيث إن هذا الملتقى متخصص في التفسير والدراسات القرآنية فنرجو أن تكون مشاركاتك فيما له صلة بالتخصص .
وأبشرك أخي الكريم بأن هناك ملتقى جيد جديد للفقه وأصوله تجده على هذا الرابط فيمكنك الإنتساب إليه والسؤال عما أحببت . وفقك الله http://feqh.net/vb/index.php
وأما التقسيم المتعلق بالقرآن الكريم وعلومه فقد ذكره السيوطي وغيره في مباحث بدائع القرآن وهو النوع الثامن والخمسون في إتقان السيوطي ، وهذا نص ما ذكره حول التقسيم :
( التقسيم : هواستيفاء أقسام الشيء الموجودة ،لا الممكنة عقلًا ، نحو { هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا } إذ ليس في رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق والطمع في الأمطار ولا ثالث لهذين القسمين .(1/708)
وقول { فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات } فإن العالم لا يخلومن هذه الأقسام الثلاثة : إما عاص ظالم لنفسه وإما سابق مبادر للخيرات وإما متوسط بينهما مقتصد فيها .
ونظيرها (وكنتم أزواجًا ثلاثة . فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة . وأصحاب المشأمة . والسابقون السابقون )وكذا قوله تعالى ( له ما بين أيدينا وما بين خلفنا وبين ذلك ) استوفى أقسام الزمان ولا رابع لها .
وقوله { والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع } استوفي أقسام الخلق في المشي .
وقوله { الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم } استوفى جميع هيئات الذاكر
وقوله { يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا } استوفي جميع أحوال المتزوجين ولا خامس لها .) انتهى من الإتقان للسيوطي
---
سابر الأغوار
06-09-2003, 05:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر كلا من الإخوان / محمد يوسف
والأخ / فهد الوهبي ؛ والأخ المشرف / أبو مجاهد العبيدي ؛ على التفاعل مع الموضوع .
وأريد أن أوضح للأخ / أبو مجاهد ؛ أنني حينما سألت عن قاعدة السبر والتقسيم ؛ ما أتى ذلك من فراغ حينما سألت لأني أعلم أن هذا متلقى أهل التفسير وأن جميع المواضيع المطروحة يجب أن تكون حول الأمر .
ولكن السبب الرئيسي الذي جعلني أدرج هذا الموضوع في هذا المنتدى :
هو أنه كنا نحضر درسا أسبوعيا لأحد المشائخ في مركز ( الواديين بمنطقة عسير ) وكان الدرس عن قوله تعالى ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) وبدأ الشيخ يشرح هذه الآية بناء على قاعدة { السبر والتقسيم } ؛ وحيث أني لم أستوعب جيدا ماذا تعنيه هذه القاعدة ؛ على الرغم أنني فهمت ماذا يريد الشيخ أن يصل إليه وهي قضية إثبات أنه لاخالق إلا الله تعالى .
حيث قال أنه بناء على القاعدة المذكورة يمكننا أن نقسم فنقول :(1/709)
1 ) إما أن يكون الناس خلقوا صدفة ؛ ويدل عليه قوله تعالى ( أم خلقوا من غير شيء ) .
2 ) إما أن يكون الناس قد خلقوا أنفسهم ؛ ويدل عليه قوله تعالى ( أم هم الخالقون ) .
3 ) أم أن يكون هناك أحد قد خلقهم ؛ وهو الوجه الذي لم يذكر في الآية .
فعلم أن الوجهين الأولين باطلين ؛ وأن الثالث هو الممكن والأكيد .
والخلاصة : أخي المشرف أعتقد أن هذا الموضوع له علاقة بالتفسير ولو كان من بعيد ؛ وانا لا أريد أن أنسحب من هذا الملتقى وإن كان كلامك يلمح أن أخرج فلا بأس عندي .
والله تعالى المستعان ؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله
---
أبومجاهدالعبيدي
06-09-2003, 07:23 PM
عفا الله عنك أخي عبد الله ؛ كيف فهمت كلامي هذا الفهم .
نرحب بك وبجميع الإخوة معنا ، ولكن ذكرت لك ما سبق رغبة في إفادتك بوجود ملتقى آخر . لا أكثر مع التأكيد على الحفاظ على التخصص .
ولو أنك ذكرت سبب سؤالك لبطل الفهم الذي بني عليه .
ونرحب بك مرة أخرى ، وبلغ سلامنا لأهل الواديين .
---
سابر الأغوار
07-10-2003, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبو مجاهد وفقه الله آمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......وبعد :
هلاّ تفضلت عليّ وبحثت لي عن كتاب يجمع قواعد التفسير ؛ مثل هذه القاعدة وأشباهها حتى تعم الفائدة بإذن الله جل وعلا .
أو على الأقل رابط سواء في هذا الملتقى أو غيره يمكن أن يخدمني في هذا الموضوع !!؟
وأكون لك من الشاكرين بعد شكر ربنا تبارك وتعالى .
والسلام عليكم .
---
فهد الوهبي
07-11-2003, 08:23 PM
الأخ الكريم سابر الأغوار .. وفقه الله أرى أننا بحاجة ماسة لدراسة أصول الفقه ،
حيث أن كثيراً من المسائل في التفسير وغيرها تعتمد على هذا العلم ..
كما أن كثيراً من القواعد التفسيرية تشترك مع القواعد الأصولية واللغوية ..
بارك الله فيك ووفقك لكل خير ..
---
أبومجاهدالعبيدي
07-13-2003, 03:31 AM
بسم الله(1/710)
أخي الكريم سابر الأغوار زادني الله وإياك من فضله
هناك كتاب جيد في قواعد التفسير بعنوان :
قواعد التفسير جمعاً ودراسة للشيخ الفاضل خالد السبت
ويمكنك الرجوع لأهم كتابين في علوم القرآن وهما :
كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي
وكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
ففيهما الكثير الكثير مما يشبع رغبة الباحثين في علوم القرآن وأصول التفسير ونحو ذلك .
ومن أدمن النظر في هذين الكتابين استفاد كثيراً .
ولا بد من السؤال عما أشكل حتى يتضح المراد ، وتحصل الفائدة المرجوة .
وقد ذكرت كتباً كثيرة مقسمة على مراحل متدرجة يمكنك الرجوع إليه هنا :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
---
العبيدي
07-15-2003, 12:58 AM
جزاكم الله خيرا
و عندي سؤال و هو كيف نفرق بين الأحكام التعبدية الغير معقولة و المعقولة (التي فيها علة )
و جزاكم الله خيرا
---
سعيد بن متعب
11-12-2003, 03:41 AM
الإخوة الكرام أعضاء ملتقى أهل التفسير أسأل الله أن يفقهنا وإياكم في الدين ويعلمنا التأويل
اطلعت على الاستفسار الذي عرضه الأخ : سابر الأغوار حول موضوع السبر والتقسيم ، وأود أن أحيله على تفسير الشيخ الشنقيطي أضواء البيان حول تفسير قول الله تعالى ( اطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) في سورة طه حيث تكلم بكلام شاف كاف عن هذا المسلك في الاستدلال فهذا الدليل عقلي منطقي ، وهو أوسع وأكثر شمولاً مما ذكره بعض الإخوة من محاولة حصر استعماله في استحراج العلة في القياس عند الأصوليين ؛ فإن هذا استخدام خاص لهذا المسلك كما ذكر الشنقيطي
وللشنقيطي كتاب اسمه آداب البحث والمناظرة تكلم فيه عن هذا الدليل في الجزء الثاني صفحة 8 تقريباً(1/711)
أخيراً : فقد أستطيع خدمة من أراد الاستزادة حول هذا الموضوع لتخصصي فيه دراسة وبحثاً واطلاعاً ، وهذا شرف لي أن اخدم طلبة العلم وخاصة المهتمين بالدراسات القرآنية ، ثم إن لي تعقيب على ما كتبه أبو مجاهد من أن هذا الموضوع ليس له علاقة بالموقع ؛ بل لا يكاد يستغني ناظر أو مناظر أو مستدل في علم المناظرة والجدل عن معرفة هذا المسلك ، وإلا فقد يحطب في الليل ويكثر من الويل
محبكم:
سعيد بن متعب القحطاني
جامعة الملك خالد - كلية الشريعة - قسم أصول الفقه
E-MAIL:ENAS44@HOTMAIL.COM
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2003, 04:08 PM
شكر الله للجميع ما أدلو به ، وأشكر الأخ سابر الأغوار على فتحه باب النقاش حول هذا الموضوع. وأؤيد ما ذهب إليه أخي الكريم الشيخ سعيد بن متعب حفظه الله ، وهو من المتخصصين في أصول الفقه ونحن تلاميذ له في هذا العلم وفقه الله ، في أن هذا الموضوع ليس خاصاً بكونه أحد مسالك استخراج العلة للحكم في أصول الفقه. بل هو أوسع وأشمل من ذلك.
ومنذ تكرم أبو عبدالمحسن الشيخ سعيد بن متعب بالتسجيل معنا في الموقع منذ إنشاءه تقريباً وأنا أنتظر منه مشاركة ، أو تعقيب ، وبعد مدة منَّ الله علينا بمشاركته. مما يؤكد ما أنا مقتنع به من أن الملتقى مع الاستمرار إن شاء الله سيجذب إليه أمثال الشيخ سعيد متعب بإذن الله ، ويا حبذا يا أبا عبدالمحسن لو أقنعت الدكتور يحيى السعدي بالمشاركة معنا في هذا الموقع ، فالمسائل المشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن كثيرة ، وهي مطروحة للنقاش في هذا الموقع وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
سعيد بن متعب
11-12-2003, 04:53 PM
الموقع الرائع يفرض نفسه ، ويزداد الشرف بالمشاركة به ، وكل مشاركه به تعتبر إضافة في السيرة الذاتية للمشارك
سعيد بن متعب القحطاني
---
أبومجاهدالعبيدي
11-12-2003, 07:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/712)
حياك الله أخي الكريم سعيد بن متعب ، وشكر الله لك على ما أبديته من ثناء على هذا الملتقى .
وقد استفدت من مداخلتك ، ورجعت إلى كلام الشنقيطي رحمه الله حول هذه المسألة ، وقد وجدته كلاماً قيماً ، فأحببت نقله هنا ليقرأه من لم يتيسر له الرجوع إلى الكتاب المذكور .
قال رحمه الله : ( قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَانِ عَهْداًكَلاَّ}. اعلم أن الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة رد على العاص بن وائل السهمي قوله: إنه يؤتى يوم القيامة مالا وولداً، بالدليل المعروف عند الجدليين بالتقسيم والترديد، وعند الأصوليين بالسير والتقسيم. وعند المنطقيين بالشرطي المنفصل.
وضابط هذا الدليل العظيم أنه متركب من أصلين: أحدهما ـ حصر أوصاف المحل بطريق من طرق الحصر، وهو المعبر عنه بالتقسيم عند الأصوليين والجدليين، وبالشرطي المنفصل عند المنطقيين.
والثاني ـ هو اختيار تلك الأوصاف المحصورة، وإبطال ما هو باطل منها وإبقاء ما هو صحيح منها كما سترى إيضاحه إن شاء الله تعالى. وهذا الأخير هو المعبر عنه عند الأصوليين «بالسبر»، وعند الجدليين «بالترديد»، وعند المنطقيين، بالاستثناء في الشرطي المنفصل. والتقسيم الصحيح في هذه الآية الكريمة يحصر أوصاف المحل في ثلاثة، والسبر الصحيح يبطل اثنين منها ويصحح الثالث. وبذلك يتمم إلقام العاص بن وائل الحجر في دعواه: أنه توتى يوم القيامة مالاً وولداً.
أما وجه حصر أوصاف المحل في ثلاثة فهو أنا نقول: قولك إنك تؤتي مالاً وولداً يوم القيامة لا يخلو مستندك فيه من واحد من ثلاثة أشياء:
الأول ـ أن تكون اطلعت على الغيب، وعلمت أن إيتاءك المال والولد يوم القيامة مما كتبه الله في اللوح المحفوظ.
والثاني ـ أن يكون الله أعطاك عهداً بذلك، فإنه إن أعطاك عهداً لن يخلفه.
الثالث ـ أن تكون قلت ذلك افتراءً على الله من غير عهد ولا اطلاع غيب.(1/713)
وقد ذكر تعالى القسمين الأولين في قوله: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَانِ عَهْداً} مبطلاً لهما بأداة الإنكار. ولا شك أن كلا هذين القسمين باطل. لأن العاص المذكور لم يطلع الغيب. ولم يتخذ عند الرحمن عهدا. فتعين القسم الثالث وهو أنه قال ذلك افتراءً على الله. وقد أشار تعالى إلى هذا القسم الذي هو الواقع بحرف الزجر والردع وهو قوله، {كَلاَّ} أي لأنه يلزمه ليس الأمر كذلك، لم يطلع الغيب، ولم يتخذ عند الرحمن عهداً، بل قال ذلك افتراءً على الله، لأنه لو كان أحدهما حاصلاً لم يستوجب الردع عن مقالته كما ترى. وهذا الدليل الذي أبطل به دعوى ابن وائل هذه هو الذي أبطل به بعينه دعوى اليهود: أنهم لن تمسَّهم النار إلا أياماً معدودة في سورة «البقرة»، وصرح في ذلك بالقسم الذي هو الحق، وهو أنهم قالوا ذلك كذباً من غير علم. وحذف في «البقرة» قسم اطلاع للغيب المذكور في «مريم» لدلالة ذكره في «مريم» على قصده في «البقرة» كما أن كذبهم الذي صرح به في «البقرة» لم يصرح به في «مريم» لأن ما في «البقرة» يبين ما في «مريم» لأن القرآن العظيم يبين بعضه بعضاً. وذلك في قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} فالأوصاف هنا هي الأوصاف الثلاثة المذكورة في «مريم» كما أوضحنا، وما حذل منها يدل عليه ذكره في «مريم» فاتخاذ العهد ذكره في «البقرة ومريم» معاً والكذب في ذلك على الله صرح به في «البقرة» بقوله: {أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} وأشار له في «مريم» بحرف الزجر الذي هو {كَلاَّ} واطلاع الغيب صرح به في «مريم» وحذفه في «البقرة» لدلالة ما في «مريم» على المقصود في «البقرة» كما أوضحنا.
مسائل تتعلق بهذه الآية الكريمة.
المسألة الأولى(1/714)
اعلم أن هذا الدليل الذي هو السبر والتقسيم تكرر وروده في القرآن العظيم، وقد ذكرنا الآن مثالين لذلك أحدهما في «البقرة» والثاني في «مريم» كما أوضحناه آنفاً. وذكر السيوطي في الإتقان في كلامه على جدل القرآن مثالاً واحداً للسبر والتقسيم، ومضمون المثال الذي ذكره باختصار، هو ما تضمنه قوله تعالى: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} ، فكأن الله يقول للذين حرموا بعض الإناث كالبحائر والسوائب دون بعضها، وحرموا بعض الذكور كالحامي دون بعضها: لا يخلو تحريمكم لبعض ما ذكر دون بعضه من أن يكون معللاً بعلة معقولة أو تعبدياً. وعلى أنه معلل بعلة فإما أن تكون العلة في المحرم من الإناث الأنوثة، ومن الذكور الذكورة. أو تكون العلة فيهما معاً التخلق في الرحم، واشتمالها عليهما، هذه هي الأقسام التي يمكن ادعاء إناطة الحكم بها. ثم بعد حصر الأوصاف بهذا التقسيم نرجع إلى سبر الأقسام المذكورة. أي اختبارها ليتميز الصحيح من الباطل فنجدها كلها باطلة بالسبر الصحيح، لأن كون العلة الذكورة يقتضي تحريم كل ذكر وأنتم تحلون بعض الذكور، فدل ذلك على بطلان التعليل بالذكورة لقادح النقض الذي هو عدم الاطراد. وكون العلة الأنوثة يقتضي تحريم كل أنثى كما ذكرنا فيما قبله. وكون العلة اشتمال الرحم عليهما يقتضي تحريم الجمع. وإلى هذا الإبطال أشار تعالى بقوله: {قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ} أي فلو كانت العلة الذكورة لحرم كل ذكر. ولو كانت الأنوثة لحرمت كل أنثى. ولو كانت اشتمال الرحم عليهما لحرم الجميع. وكون ذلك تعبدياً يقتضي أن الله وصاكم به بلا واسطة. إذ لم يأتكم منه رسول بذلك. فدل ذلك على أنه باطل أيضاً، وأشار تعالى إلى بطلانه بقوله: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَاذَا} لم بين أن ذلك التحريم بغير دليل من(1/715)
أشنع الظلم، وأنه كذب مفتري وإضلال بقوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ثم أكد عدم التحريم في ذلك بقوله: {قُل لاَ أَجِدُ فِى مَآ أُوْحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} .
والحاصل ـ أن إبطال جميع الأوصاف المذكورة دليل على بطلان الحكم المذكور كما أوضحنا. ومن أمثلة السبر والتقسيم في القرآن قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} فكأنه تعالى يقول: لا يخلو الأمر من واحدة من ثلاث حالات بالتقسيم الصحيح. الأولى ـ أن يكونوا خُلقوا من غير شيء أي بدون خالق أصلاً. الثانية ـ أن يكونوا خلقوا أنفسهم. الثالثة ـ أن يكون خلقهم خالق غير أنفسهم. ولا شك أن القسمين الأولين باطلان، وبطلانهما ضروري كما ترى، فلا حاجة إلى إقامة الدليل عليه لوضوحه. والثالث ـ هو الحق الذي لا شك فيه، وهو جل وعلا خالقهم المستحق منهم أن يعبدوه وحده جل وعلا.
واعلم أن المنطقيين والأصوليين والجدليين كل منهم يستعملون هذا الدليل في غرض ليس هو غرض الآخر من استعماله، إلا أن استعماله عند الجدليين أعم من استعماله عند المنطقيين والأصوليين.
المسألة الثانية
اعلم أن مقصود الجدليين من هذا الدليل معرفة الصحيح والباطل من أوصاف محل النزاع،(1/716)
وهو عندكم يتركب من أمرين: الأول ـ حصر أوصاف المحل. والثاني ـ إبطال الباطل منها وتصحيح الصحيح مطلقاً، وقد تكون باطلة كلها فيتحقق بطلان الحكم المستند إليها، كآية {قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ} المتقدمة. وقد يكون بعضها باطلاً وبعضها صحيحاً: كآية «مريم والبقرة، والطور» التي قدمنا إيضاح هذا الدليل في كل واحدة منها. وهذا الدليل أعم نفعاً، وأكثر فائدة على طريق الجدليين منه على طريق الأصوليين والمنطقيين.
المسألة الثالثة(1/717)
اعلم أن السبر والتقسيم عند الأصوليين يستعمل في شيءٍ خاص، وهو استنباط علة الحكم الشرعي بمسلك السبر والتقسيم. وضابط هذا الملك عند الأصوليين أمران: الأول ـ هو حصر أوصاف الأصل المقيس عليه بطريق من طرق الحصر التي سنذكر بعضها إن شاء الله تعالى. والثاني ـ إبطال ما ليس صالحاً للعلة بطريق من طرق الإبطال التي سنذكر أيضاً بعضها إن شاء الله تعالى. وزاد بعضهم أمراً ثالثاً ـ وهو الإجماع على أن حكم الأصل معلل في الجملة لا تعبدي، والجمهور لا يشترطون هذا الأخير، والحاصل ـ أن هذا الدليل يتركب عند الأصوليين من أمرين. الأول ـ حصر أوصاف المحل. والثاني ـ إبطال ما ليس صالحاً للعلة، فإن كان الحصر والإبطال معاً قطعيين فهو دليل قطعي، وإن كانا ظنيين أو أحدهما ظنياً فهو دليل ظني. ومثال ما كان الحصر والإبطال فيه قطيعين قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} لأن حصر أوصاف المحل في الأقسام الثلاثة قطعي لا شك فيه، لأنهم إما إن يخلقوا من غير شيء أو يخلقوا أنفسهم أو يخلقهم خالق غير أنفسهم. ولا رابع البتة. وإبطال القسمين الأولين قطعي لا شك فيه: فيتعين أن الثالث حق لا شك فيه. وقد حذف في الآية لظهوره. فدلالة هذا السبر والتقسيم على عبادة الله وحده قطعية لا شك فيها، وإن كان المثال بهذه الآية للقطعي من هذا الدليل إنما يصح على المراد به عند الجدليين دون الأصوليين، لأن المراد التمثيل للقطعي من هذا الدليل ولو بمعناه الأعم، والقعطي منه لا يمكن الاختلاف فيه. وأما الظني فإن العلماء يختلفون فيه لاختلاف ظنون المجتهدين عند نظرهم في المسائل. وقد اختلفوا في الربا في أشياء كثيرة كالتفاح ونحوه. والنورة ونحوها بسبب اختلافهم في إبطال ما ليس بصالح فيقول بعضهم: هذا وصف يصح إبطاله، ويقول الآخر: هو ليس بصالح فيلزم إبطاله كقولهم مثلاً في حصر أوصاف البر الذي هو الأصل مثلاً المحرم فيه الربا إذا أريد(1/718)
قياس الذرة عليه مثلاً، أما أن يكون علة تحريم الربا في البر الكيل أو الطعم أو الاقتيات والادخار أو هماً وغلبة العيش به أو المالية والملكية يقول المالكي غير الاقتيات والادخار باطل، ويدعى أن دليل بطلانه عدم الاطراد الذي هو النقض. ويقول الحنفي والحنبلي غير الكيل من تلك الأوصاف باطل، والكيل هو العلة هي مناط الحكم، ويستدل على ذلك بأحاديث كحديث حيان بن عبيد الله عند الحاكم، وفيه بعد ذكر الستة التي يمنع فيها الربا. وكذلك كل ما يكال أو يوزن وبالحديث الصحيح الذي فيه. وكذلك الميزان كما قدمناه مستوفى في سورة البقرة في الكلام على آية الربا. ويقول الشافعي غير الطعم باطل، والعلة في تحريم الربا في البر الطعم، ويستدل بحديث معمر بن عبد الله عند مسلم «الطعام بالطعام مثلاً بمثل» الحديث كما تقدم إيضاحه أيضاً في البقرة. وهذا النوع من القياس الذي يختلف المجتهدون في العلة فيه هو المعروف عند أهل الأصول بمركب الأصل، وأشار إليه في مراقي السعود بقوله: وإن يكن لعلتين اختلفا تركب الأصل لدي من سلفا
وأشار إلى مركب الوصف بقوله:
مركب الوصف إذا الخصم منع وجود ذا الوصف في الأصل المتبع
والقياس المركب بنوعه المذكورين لا تنهض الحجة به على الخصم خلافاً لبعض الجدليين. وإلى كون رده بالنسبة للخصم المخالف هو المختار. أشار في مراقي السعود بقوله: ورده انتفى وقيل يقبل وفي التقدم خلاف ينقل(1/719)
والضمير في قوله «ورده» راجع إلى المركب بنوعيه وهذا هو الحق. فلا تنهض الحجة بقول الشافعي إن العلة في تحريم الربا في البر الطعم ـ على الحنفي والحنبلي القائلِينِ إنها الكيل كالعكس وهكذا. أما في حق المجتهد ومقلَّديه فظنه المذكور حجة ناهضة له ولمقلديه. واعلم أن لحصر أوصاف المحل طِرقاً. منها أنْ يكون الحصر عقلياً كما قدمنا في آية {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} . وكقولك: إما أنْ يكون النَّبي صلى الله عليه وسلم عالماً بهذا الأمر الذي تدعو الناس إليه أو غير عالم به: كما يأتي إيضاحه. فأوصاف المحل محصورة في الأمرين المذكورين إذ لا ثالث البتة. أنه لا واسطة بين الشيء ونقيضه كما هو معروف. ومنها أن يدل على الحصر المذكور إجماع. ومثل له بعض الأصوليين بإجبار البكر البالغة على النكاح عند من يقول به. فإن علة الإجبار إما الجهل بالمصالح، وإما البكارة: فإن قال المعترض: أين دليل حصر الأوصاف في الأمرين؟ أجيب ـ بأنه الإجماع على عدم التعليل بغيرهما، فلو ادعى المستدل حصر أوصاف المحل، فقال المعترض: أين دليل الحصر؟ فقال المستدل: بحثتُ بحثاً تاماً عن أوصاف المحل فلم أجد غير ما ذكرت، أو قال: الأصل عدم غير ما ذكرت، فالصحيح أن هذا يكفيه في إثبات الحصر. فإن قال المعترض: أنا أعلم وصفاً زائداً لم تذكره. قيل له: بينه، فإن لم يبينه سقط اعتراضه. وإن بيَّن وصفاً زائداً على الأوصاف التي ذكرهما المستدل بطل حصر المستدل بمجرد إبداء المعترض الوصفَ الزائد. إلا أن يبين المستدل أنه لا يصلح العلية فيكون إذا وجوده وعدمه سواءً. وقول من قال: إنه لا يكفيه قوله، بحثتُ فلم أجد غير هذا ـ خلاف التحقيق. وأشار في مراقي السعود إلى هذا المسلك من مسالك العلة بقوله: والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح
معترض الحصر في دفعه يرد بحثت ثم بعد بحثي لم أجد(1/720)
أو انعقاد ما سواها الأصل وليس في الحصر لظن حظل
وهو قطعي إذا ما نميا للقطع والظني سواه وعيا
حجية الظني عند الأكثر في حق ناظر وفي المناظر
إن يبد وصفاً زائداً معترض وفي به دون البيان الغرض
وقطع ذي السبر إذاً منحتم والأمر في إبطاله منبهم
وقوله في هذه الأبيات «في حق ناظر وفي المناظر» محله ما لم يدع المناظر علة غير اعلته،
وإن ادعاها فلا تكون علة أحدهما حجة على الآخر، كما أوضحناه آنفاً، وكما أشار له بقوله المذكور آنفاً «ورده انتفى..» الخ.
وإذا حصل حصر أوصاف المحل فإبطال غير الصالح منها له طرق معروفة:
(منها) بيان أن الوصف طردي محض، إما بالنسبة إلى جميع الأحكام كالطول والقصر، والبياض والسواد، أو بالنسبة إلى خصوص الحكم المتنازع في ثبوته أو نفيه، كالذكورة والأنوثة بالنسبة إلى باب العتق، فإنه لا فرق في أحكام العتق بين الذكر والأنثى، لأن الذكورة والأنوثة بالنسبة إليه وصفان طرديان. وإن كانا غير طرديين في غير العتق كالإرث والشهادة، والقضاء وولاية النكاح. فإن الذكر في ذلك ليس كالأنثى. ويعرف كون الوصف طردياً (أي لا مدخل له في التعليل أصلاً) باستقراء موارد الشرع ومصادره، إما مطلقاً، وإما في بعض الأبواب دون بعضها كما قدمناه آنفاً.
ومثال إبطال الطردي في جميع الأحكام ـ ما جاء في بعض روايات الحديث في المجامع في رمضان. فإن في بعض الروايات أنه أعرابي. وفي بعضها أنهُ جاء ينتف شعره ويضرب صدره. والقاعدة المقَرَّرة في الأصول: أن المثال لا يعترض. لأن المراد منه بيان القاعدة. ويكفي فيه الفرض ومطلق الاحتمال، كما أشار له في مراقي السعود بقوله:
والشأن لا يعترض المثال إذ قد كفى الغرض والاحتمال(1/721)
فإذا عرفت ذلك فاعلم: أن كونه أعرابياً، وكونه جاء يضرب صدره وينتف شعره من أوصاف المحل في هذا الحكم، وهي أوصاف يجب إبطالها وعدم تعليل وجوب الكفارة بها. لأنها أوصاف طردية لا تحصل من إناطة الحكم بها فائدة أصلاً، فالأعرابي وغيره في ذلك سواء. ومن جاء في سكينة ووقار، ومن جاء يضرب صدره وينتف شعره في ذلك سواء أيضاً. ومثال الإبطال يكون الوصف طردياً في الباب الذي فيه النزاع دون غيرهِ وحديث «من أعتق شركاً له في عبد وكان له مال يبلغ ثمن العبدِ قوم العبد عليه قيمة عدل، فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد..» الحديث، وهو متفق عليه من حديث ابن عمر، وقد قدمنا في سورة «الإسراء والكهف» فلفظُ العبد الذكر في هذا الحديث وصف طردي. فمن أعتق شركاً له في أمة فكذلك. لأنه عرف من استقراء الشرع أن الذكورة والأنوثة بالنسبة إلى العتق وصفان طرديان لا تناط بهما أحكام العتق، وإن كانت الذكورة والأنوثة غير طرديين في غير العتق كالميراث والشهادة كما تقدم. والوصف الطردي في اصطلاح أهل الأصول: هو ما عُلمَ من الشرع إلغاؤه وعدم اعتباره، لأنه ليس في إناطة الحكم به مصلحة أصلاً فهو خالٍ من المناسبة، ومن طرق الإبطال بعد ثبوت الحصر ألا تظهر للوصف مناسبة. والمناسبة في اصطلاح أهل الأصول: هي كون إناطة الحكم بالوصف تترتب عليها مصلحة فعدم المناسبة المذكورة من طرق إبطاله في مسلك السبر، وإن كان عدم ظهور المناسبة في الوصف لا يبطله في بعض المسالك غير السبر كالإيماء على الأصح والدوران. فالأحوال ثلاثة:
الأول: أن تظهر المناسبة، وظهورها لا بد منه في مسلك السبر ومسلك المناسبة والإخالة. الثاني:ألا تظهر المناسبة ولا عدمها. وهذا يكفي في الدوران والإيماء على الصحيح.
الثالث: أن يظهر عدم المناسبة، فيكون الوصف طردياً كما تقدم قريباً.(1/722)
ومن طرق الإبطال بعد ثبوت الحصر ـ كون الوصف ملغي وإن كان مناسباً للحكم المتنازع فيه، ويكون الإلغاء باستقلال الوصف المستبقي بالحكم دونه في صورة مجمع عليها. حكاه الفهري. ومثاله ـ قول الشافعي: إن الكيل والاقتيات ونحو ذلك أوصاف ملغاة بالنسبة إلى تحريم الربا في ملء كفٍّ من البُرِّ. لأنه لا يُكال ولا يُقات لقلته. فعلة تحريم الربا فيه الطعم لاستقلال علة الطعم بالحكم دون غيرها من الأوصاف في هذه الصورة،
والقصد مطلق التمثيل، لا مناقشة الأمثلة.
ومن طرق الإبطال بعد ثبوتِ الحصرِ ـ كونُ الوصفِ الذي أبقاهُ المستدل متعدياً من محل الحكمِ إلى غيره، والوصفُ الَّذي يريد المعترض إبقاءَه قاصرٌ على محل الحكم. قال صاحب (الضياء اللامع): وذلك يشبه تعارضَ العلة المتعدية والقاصرة، وهو كما قال، ومثاله: أختلاف الأئّمة رحمهم الله في علة الكفارة في الإفطار عمداً في نهار رمضان. فبعضهم يقول: العلة في ذلك خصوص الجماع. وبعضهم يقول: العلة في ذلك انتهاك حرمةِ رمضان. فكونُ الوصفِ المعلل به في هذا الحكم الجماع يقتضي عدم التعدي عن محل الحكم إلى غيره، فلا تكون كفارة إلا في الجماع خاصة. وكونه في هذا الحكمِ انتهاكُ حرمةِ رمضان يقضِي التعدي في محل الحكم إلى غيره، فتلزم الكفارة في الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان بجامع انتهاك حرمة رمضان في الجميع من جِمَاعٍ وأكلٍ وشُربٍ، فيترجح هذا الوصف بكونه متعدياً على الآخر لقصوره على حمل الحكم وقصدنا التمثيل لا مناقشة الأمثلة، ولا ينافي ما ذكرنا أن يأتي من يقول: العلة الجِمَاع بمرجحات أخر لعلته، وأشار في مراقي السعود إلى طرق الإبطال المذكورة بقوله:
أبطل لما طردا يرى ويبطل غير مناسب له المنخرل
كذلك بالإلغا وإن قد ناسيا ويتعدى وصفه الذي اجتبى
هذا هو حاصل كلام أهل الأصول في المقصود عندهم بهذا الدليل الذي هو السبر والتقسيم.
المسألة الرابعة(1/723)
اعلم أن المقصود من هذا الدليل المذكور عند المنطقيين يخالف المقصود منه عند الأصوليين والجدليين. فالتقسم عند المنطقيين لا يكون إلا في الأوصاف التي بينها تنافٍ وتنافر، وهذا التقسيم هو المعبَّر عنه عندهم بالشرطي المنفصل. ومقصودهم من ذكر تلك الأوصاف المتنافية هو أنْ يستدلوا بوجود بعضها على عدم بعضها، وبعدمه على وجوده، وهذا هو المعبر عنه عندهم (بالاستثناء في الشرطي المنفصل) وحرف الاستثناء عندهم هو «لكن» والتنافي المذكور بين الأوصاف المذكورة يحصره العقل في ثلاثة أقسام:
لأنه إما أن يكون في الوجود والعدم معاً، أو الوجود فقط، أو العدم فقط، ولا رابع البتة.
فإن كان في الوجود والعدم معاً فهي عندهم الشرطية المنفصلة المعروفة بالحقيقية، وهي مانعة الجميع والخلو معاً، ولا تتركب إلا من النقيضين، أو من الشيء ومساوي نقيضيه. وضابطها أن طرفيها لا يجتمعان معاً ولا يرتفعان معاً. بل لا بد من وجود أحدهما وعدم الآخر، وعدم اجتماعها لما بينهما من المنافرة والعناد في الوجود، وعدم ارتفاعهما لما بينهما من المنافرة والعناد في العدم، وضروبها الأربعة منتجة، كما لو قلت: العدد إما زوج وإما فرد. فلو قلت: لكنه زوج أنتج فهو غير فرد. ولو قلت: لكنه فرد أنتج فهو غير زوج. ولو قلت: ولكنه غير زوج أنتج فهو فرد. ولو قلت: لكنه غير فرد أنتج فهو زوج. وضابط قياسها أنه يرجع إلى الاستدلال بعدم النقيض، أو مساويه على وجود النقيض، أو مساويه كعكسه.(1/724)
وإن كان التنافر والعناد بين طرفيها في الوجود فقط ـ فهي مانعة الجمع المجوزة للخلو، ولا يلزم فيها حصر الأوصاف، ولا تتركب إلا من قضية وأخص من نقيضها، وضابطها: أن طرفيها لا يجتمعان لما بينهما من المنافرة والعناد في الوجود، ولا مانع من ارتفاعهما لعدم العناد والمنافرة بينهما في العدم، ومانعة الجمع المذكورة ينتج من قياسها ضربان، ويعقم منه ضربان. ومثالها قولك: الجسم إما أبيض، وإما أسود، فإن استثناء عين كل واحد من الطرفين ينتج نقيض الآخر.
بخلاف استثناء نقيض أحدهما فلا ينتج شيئاً. فلو قلت: الجسم إما أبيض، وإما أسود لكنه أبيض، أنتج فهو غير أسود. وإن قلت: لكنه أسود أنتج فهو غير أبيض. بخلاف ما لو قلت: لكنه غير أبيض فلا ينتج كونه أسود. لأن غير الأبيض صادق بالأسود وغيره. وكذلك لو قلت: لكنه غير أسود فلا ينتج كونه أبيض لصدق غير الأسود بالأبيض وغيره، فلا مانع من انتفاء الطرفين وكون جسم غير أبيض وغير أسود. لأن مانعة الجميع تجوز الخلو من الطرفين بأن يكونا معدومين معاً. وإنما جاز فيها الخلو من الطرفين معاً لواحد من سببين.
الأول ـ وجود واسطة أخرى غير طرفي القضية المذكورة. فقولنا في المثال السابق: الجسم إما أبيض، وإما أسود يجوز فيه الخلو عن البياض والسواد لوجود واسطة أخرى من الألوان غير السواد والبياض. كالحمرة والصفرة مثلاً. فالجسم الأحمر مثلاً غير أبيض ولا أسود.
السبب الثاني ـ ارتفاع المحل، كقولك: الجسم إما متحرك، وإما ساكن، فإنه إن انعدم بعض الأجسام التي كانت موجودة ورجع إلى العدم بعد الوجود فإنه يرتفع عنه كل من طرفي القضية المذكورة، فلا يقال للمعدوم: هو ساكن ولا متحرك، لأن المعدوم ليس بشيء، بدليل قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} ، وقوله: {أَوَلاَ يَذْكُرُ إلإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً} .(1/725)
وإن كان العناد والمنافرة بين طرفيها في العدم فقط ـ فهي مانعة الخلو المجوزة للجمع. وهي عكس التي ذكرنا قبلها تصوراً وإنتاجاً، ولا تتركب إلا من قضية وأعم من نقيضها. وضابطها ـ أن طرفيها لا يرتفعان لما بينهما من المنافرة والعناد في العدم، ولا مانع من اجتماعهما لعدم المنافرة والعناد بينهما في الوجود. ومثالها: الجسم إما غير أبيض، وإما غير أسود، فإن هذا المثال قد يجتمع فيه الطرفان فلا مانع من وجود جسم موصوف بأنه غير أبيض وغير أسود، كالأحمر فإنه غير أبيض وغير أسود، ولكنه لا يمكن بحال وجود جسم خالٍ من طرفي هذه القضية التي مثلنا بها، فيكون خالياً من كونه غير أبيض وغير أسود. لأنك إذا نفيت غير أبيض أثبت أنه أبيض، لأن نفي النفي إثبات. وإذا أثبت أنه أبيض استحال ارتفاع الطرف الثاني الذي هو غير أسود. لأن الأبيض موصوف ضرورة بأنه غير أسود، وهكذا في الطرف الآخر. لأنك إذا نفيت غير أسود أثبت أنه أسود، وإذَا أثبت أنه أسود لزم ضرورة أنه غير أبيض، وهو عين الآخر من طرفي القضية المذكورة، وقياس هذه ينتج منه الضربان العقيمان في قياس التي قبلها، ويعقم منه الضربان المنتجان في قياس التي قبلها. فتبين أن استثناء نقيض كل واحد من الطرفين في قياس هذه الأخيرة ينتج عين الآخر، وأن استثناء عين الواحد منهما لا ينتج شيئاً.
فقولنا في المثال السابق: الجسم إما غير أبيض وإما غير أسود لو قلت فيه لكنه أبيض أنتج، فهو غير أسود. ولو قلت: لكنه أسود أنتج فهو غير أبيض، بخلاف ما لو قلت: لكنه غير أبيض فلا ينتج نفي الطرَف الآخر ولا وجوده، لأن غير الأبيض يجوز أن يكون أسود، ويجوز أن يكون غير أسود بل أحمر أو أصفر. وكذلك لو قلت: لكنه غير أسود لم يلزم منه نفي الطرف الآخر ولا إثباته، لأن غير الأسود يجوز أن يكون أبيض وغير أبيض لكونه أحمر مثلاً ـ هذه خلاصة موجزة عن هذا الدليل المذكور في نظر المنطقيين.
المسألة الخامسة(1/726)
اعلم أن لهذا الدليل آثاراً تاريخية، وسنذكر هنا إن شاء الله بعضها.
فمن ذلك ـ أن هذا الدليل العظيم جاء في التاريخ: أنه أول سبب لضعف المحنة العظمى على المسلمين في عقائدهم بالقول يخلق القرآن العظيم. وذلك أن محنة القول بخلق القرآن نشأن في أيام المأمون، واستفحلت جداً في أيام المعتصم، واستمرت على ذلك في أيام الواثق. وهي في جميع ذلك التاريخ قائمة على ساق وقدم.
ومعلوم ما وقع فيها من قتل بعض أهل العلم الأفاضل وتعذيبهم، واضطرار بعضهم إلى المداهنة بالقول خوفاً.
ومعلوم ما وقع فيها لسيد المسلمين في زمنه «الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل» تغمده الله برحمته الواسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً من الضرب المبرح أيام المعتصم. وقد جاء أن أول مصدر تاريخي لضعف هذه المحنة وكبح جماحها هو هذا الدليل العظيم.(1/727)
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد في الكلام على ترجمة «أحمد بن أبي دَؤَاد»: أخبرنا محمد بن الفرج بن علي البزار، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، حدثنا جعفر بن شعيب الشاشي، حدثني محمد بن يوسف الشاشي، حدثني إبراهيم بن منبه قال: سمعت طاهر بن خلف يقول: سمعت محمد بن الواثق الذي يقال له المهتدي بالله يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلاً أحضرنا ذلك المجلس، فأتى بشيخ مخضوب مقيد فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه (يعني ابن أبي دؤاد) قال: فأدخل الشيخ والواثق في مصلاه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له: لا سلم الله عليكا فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك مؤدبكا قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} والله ما حييتني بها ولا بأحسن منها. فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم. فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ، ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني (يعني ولي السؤال) فقال له: سل: فقال له الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال مخلوق: فقال: هذا شيء عَلِمه النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون؟ أم شيء لم يعلَموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله شيء لم يعلمه النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون، علمته أنتا؟ قال: فخجل. فقال: أقلني والمسألة بحالها. قال نعم. قال: ما تقول في القرآن؟ فقال مخلوق. فقال: هذا شيء علمه النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون أو لم يعلموه؟ فقال: علموه ولم يدعوا الناس إليه قال:(1/728)
أفلا وسعك ما وسعهما؟ قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون علمته أنتا سبحان الله شيء علمه النَّبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم، والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟؟ ثم دعا عماراً الحاجب، فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربعمائة دينار، ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعد ذلك أحداً. ا هـ منه. وذكر ابن كثير في تاريخه هذه القصة عن الخطيب البغدادي، ولما انتهى من سياقها قال: ذكره الخطيب في تاريخه بإسناد فيه بعض من لا يعرف ا هـ.
ويستأنس لهذه القصة بما ذكره الخطيب وغيره: من أن الواثق تاب من القول بخلق القرآن.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: قال الخطيب: وكان ابن أبي دؤاد استولى على الواثق وحمله على التشديد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن: قال: ويقال إن الواثق رجع عن ذلك قبل موته. فأخبرني عبد الله بن أبي الفتح، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن الحسن، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، حدثني حامد بن العباس، عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب من القول بخلق القرآن.
وعلى كل حال فهذه القصة لم تزل مشهورة عند العلماء، صحيحة الاحتجاج فيها إلقام الخصم الحجر.(1/729)
وحاصل هذه القصة التي ألقمَ بها هذا الشيخ الذي كان مكبلاً بالقيود يراد قتله أحمد بن أبي دؤاد حجراً، هو هذا الدليل العظيم الذي هو السبر والتقسيم: فكان الشيخ المذكور يقول لابن أبي دؤاد: مقالتك هذه التي تدعو الناس إليها لا تخلو بالتقسيم الصحيح من أحد أمرين: إما أن يكون النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون عالمين بها أو غير عالمين بها ولا واسطة بين العلم وغيره. فلا قسم ثالث البتة. ثم إنه رجع بالسبر الصحيح إلى القسمين المذكورين فبين أن السبر الصحيح يظهر أن أحمد بن أبي دؤاد ليس على كل تقدير من التقديرين.
أما على أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان عالماً بها هو وأصحابه، وتركوا الناس ولم يدعوهم إليها ـ فدعوه ابن أبي دؤاد إليها مخالفة لما كان عليه النَّبي وأصحابه من عدم الدعوة لها، وكان يسعه ما وسعهم.
وأما على كون النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه غير عالمين بها فلا يمكن لابن أبي دؤاد أن يدعي أنه عالم بها مع عدم علمهم بها. فظهر ضلاله على كل تقدير، ولذلك سقط من عين الواثق، وترك الواثق لذلك امتحان أهل العلم. فكان هذا الدليل العظيم أول مصدر تاريخي لضعف هذه المحنة الكبرى. حتى أزالها الله بالكلية على يد المتوكل رحمه الله، وفي هذا منقبة تاريخية عظيمة لهذا الدليل المذكور.
ومن آثار هذا الدليل التاريخية ـ ما ذكره بعض المؤرخين: من أن عبد الله بن همام السلولي وشى به واشٍ إلى عبيد الله بن زياد. فأدخل ابن زياد الواشي في محل قريب من مجلسه، ثم نادى ابن همام السلولي وقال له: ما حملك على أن تقول في كذا وكذا..!؟ فقال السلولي: أصلح الله الأميرا والله ما قلت شيئاً من ذلكا! فأخرج ابن زياد الواشي، وقال: هذا أخبرني أنك قلت ذلك. فسكت ابن همام هنيهة ثم قال مخاطباً للواشي: وأنت امرؤ ائتمنتك خاليا فخنت وإما قلت قولان بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا بمنزلة بين الخيانة والإثمِ(1/730)
فقال ابن زياد: صدقتا وطرد الواشي. وحاصل هذين البيتين الَّذين طرد بهما ابن زياد الواشي ولم يتعرض للسلولي بسوء بسببهما ـ هو هذا الدليل العظيم المذكور. فكأنه يقول له: لا يخلو قولك هذا من أحد أمرين: إما أن أكون ائتمنتك على سرٍّ فأفشيته. وإما أن تكون قلته علي كذباً. ثم رجع بالسبر إلى القسمين المذكورين فبين أن الواشي مرتكب ما لا ينبغي على كل تقدير من التقديرين، لأنه إذا كان ائتمنه على سر فأفشاه فهو خائن له، وإن كان قال عليه ذلك كذِباً وافتراءً فالأمر واضح.
المسألة السادسة
اعلم أن بين الدليل التاريخي العظيم يوضح غاية الإيضاح موقف المسلمين الطبيعي من الحضارة الغربية. وبذلك الإيضاح التام يتميز النافع من الضار، والحسن من القبيح، والحق من الباطل. وذلك أن الاستقراء التام القطعي دل على أن الحضارة الغربية المذكورة تشتمل على نافع وضار: أما النافع منها ـ فهو من الناحية المادية وتقدمها في جميع الميادين المادية أوضح من أن أبينه. وما تضمنته من المنافع للإنسان أعظم مما كان يدخل تحت التصور، فقد خدمت الإنسان خدمات هائلة من حيث إنه جسد حيواني. وأما الضار منها ـ فهو إهمالها بالكلية للناحية التي هي رأس كل خير، ولا خير البتة في الدنيا بدونها، وهي التربية الروحية للإنسان وتهذيب أخلاقه. وذلك لا يكون إلا بنور الوحي السَّماوي الذي يوضح للإنسان طريق السعادة، ويرسم له الخطط الحكمية في كل ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته.
فالحضارة العربية غنية بأنواع المنافع من الناحية الأولى، مفلسة إفلاساً كلياً من الناحية الثانية.
ومعلوم أن طغيان المادة على الروح يهدد العالم أجمع بخطر داهمٍ، وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن. وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السمواات والأرض، لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبداً.(1/731)
والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حصراً عقلياً لا شك فيه:
الأول ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها.
الثاني أخذها كلها وضارها ونافعها.
الثالث أخذ ضارها وترك نافعها.
الرابع أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلة بلا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك.
أما الثلاثة الباطلة: فالأول منها تركها كلها، ووجه بطلانه واضح، لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلى الضعف الدائم، والتواكل والتكاسل، ويخالف الأمر السماوي في قوله جل وعلا: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} .
لا يسلم الشرف الرفيع من الأَذى حتَّى يراق على جوانبهِ اطدم
القسم الثاني من الأقسام الباطلة ـ أخذها، لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع الروحية والمثل العليا للإنسانية ـ أوضح من أن أبينه. ويكفي في ذلك ما فيها من التمرد على نظام السماء، وعدم طاعة خالق هذا الكون جل وعلا {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} . {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} . والقسم الثَّالث من الأقسام الباطلة ـ هو أخذ الضار وترك النافع، ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز. فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح، وهو أخذ النافع وترك الضار.
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل، فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس، أخبره بها سلمان فأخذ بها. ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار. وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغيلة (وهي وطء المرضع) تضعف ولدها وتضره، ومن ذلك قول الشاعر: فوارس لم يغالوا في رضاع فتتبوا في أكفهم السيوف(1/732)
فأخبرته صلى الله عليه وسلم فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم، فأخذ صلى الله عليه وسلم منهم تلك الخطة الطبية، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.
وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأُريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق، مع أنه كافر.
فاتضح من هذا الدليل أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية ـ هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة. والمؤسفا أن أغلبهم يعكسون القضية، فيأخذون منها الانحطاط الخلقي، والانسلاخ من الدين، والتباعد من طاعة خالق الكون، ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي. فخسروا الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. وما أحسن الدين والدنيا إذا جتمعا وأَقبح الكفر والإفلاس بالرجل
وقد قدمنا طرفاً نافعاً في كون الدين لا ينافي التقدم المادي في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى:
إِنَّ هَاذَا الْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ} فأغنى ذلك عن إعادته هنا. وقد عرف في تاريخ النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ أنهم كانوا يسعون في التقدم في جميع الميادين مع المحافظة على طاعة خالق السمواات والأرض جل وعلا.) انتهى من أضواء البيان .
---
سعيد بن متعب
11-13-2003, 07:01 AM
شكر الله لك يا شيخ محمد إضافة كلام الشيخ محمد الشنقيطي ، ولم أتمكن من إضافته هنا لعدم وجود البرنامج اللازم لإنزاله ، ولانشغالي عن الكتابة اليدوية0
أسأل الله أن يعظم لكم المثوبة ويجزل لكم الأجر ، وأكرر الشكر لكم - القائمين على هذا الموقع أنت والشيخ عبدالرحمن الشهري والدكتور مساعد والشيخ البريدي ، وسائر الإخوة الكرام
---
سابر الأغوار
11-13-2003, 07:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/733)
أشكر الله اولا ؛ على منه وكرمه بكل نعمة أنعم بها علينا في قديم أوحديث ؛ ثم أثني بالشكر لكل من ساهم أو تفاعل واثرى هذا الموضوع ولو فقط بالدخول إليه وقراءته .
وانني ابتعدت عن الملتقى فترة ليست والله بالسهلة ؛ وعن الشبكة عموما لظروف ألمت بي جعلتني لا أجد للحاسب ولا الجلوس عنده أي وقت يذكر ؛ ثم منّ الله عليّ بتوفر الوقت ولم أبدأ والله بأي موقع بعد بريدي الإلكتروني الا بملتقى أهل التفسير لشوقي لرؤية ما هو الجديد بين دفات هذا الملتقى المبارك ؛ وإذا بي أتفاجأ بان موضوع السبر والتقسيم في الصفحة الأولى فعرفت أن الموضوع قد نال اهتمام البعض ؛ وعندما دخلت على صلب الموضوع رأيت عجبا مما قد أضيف إليه وكاد هذا الموضوع أن يصبح بحثا مستقلا شبه متكامل علىحد ظني؛ وقد لا يحتاج الى إلا إستكمال بعض جوانبه التي تخفى علينا .
وأخيرا أشكر الجميع ؛ ونطمع في المزيد مع مراعاة ( أن كل ما قل ودل ؛ خير مما كثر وألهى )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛؛؛؛؛؛
حرر في يوم الخميس الموافق : 18 / 9 / 1424 هـ .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-13-2003, 09:28 PM
حياك الله أخي الكريم عبدالله ، وعوداً حميداً .
وأرجو أن يكون سبب انشغالك خيراً .
---
(1/734)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التجويد و الترتيل و الفرش من لسان حفص و ورش
---
التجويد و الترتيل و الفرش من لسان حفص و ورش
---
حامد بن يحيى
03-09-2006, 01:58 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله و صحبه أجمعين.
أما بعد السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لإخوتي وأخواتي في الله أهدي هذا الكتاب في علم التجويد لما يوافق رواية ورش وحفص وكنت منذ أشهر قد سألت كاتبه الشيخ "قصي كنفاني" أن أضعه على الشبكة فلم يرى مانعا و أخبرني أنه يعمل على إدخال إظافات فتلبثت و لكن لضيق وقته رئيت أنه يحسن أن يوضع الكتاب لينتفع به في انتظار أن تأتي النسخة الجديدة إن شاء الله.
فأسل الله أن ينفع بهذا الكتاب و أن يجعل جزيل الأجر للشيخ وأن يبارك له في وقته.
ملاحظة الكتاب عندي على ملف واحد ولكن لم اتمكن من رفعه إلا على ثلاة أجزاء فإن أراد المشرفون وضعه بالمكتبة فبإمكاني أن أمدهم بالملف.
حقوق النشر محفوظة لكل مسلم و مسلمة.
---
عدنان البحيصي
03-09-2006, 04:19 PM
بارك الله فيك أخي ونفع بك
شكراً لك
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 11:14 AM
بارك الله فيكم
---
(1/735)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشرح الصوتي لمتن الجزرية
---
الشرح الصوتي لمتن الجزرية
---
نجم
03-04-2004, 08:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله
يمكنكم الاستماع إلى الشرح الصوتي لمتن الجزرية / محمود العبد
على موقع
www.islamway.net
ابحث عنه هناك باسم (محمود عبدالسلام)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
أبو صفوت
03-04-2004, 02:31 PM
تجدون الدروس على هذا الرابط
http://www.islamway.net/bindex.php?section=series&scholar_id=519&series_id=1207
جزاك الله خيرا شيخ نجم وجعل ذلك في ميزان حسناتك
---
(1/736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > رسائل علمية على قاعدة بيانات مركز الملك فيصل فهل من مساعد في الحصول عليها
---
رسائل علمية على قاعدة بيانات مركز الملك فيصل فهل من مساعد في الحصول عليها
---
أبو صفوت
03-14-2006, 07:59 PM
الأعضاء الكرام
وجدت على موقع مركز الملك فيصل عناوين هذه الرسائل :
1- أسباب اختلاف المفسرين في تأويل النص القرآني . ماجستير .
للباحث : حامد محمد شاكر . رقم التسلسل : 68447 .
2- اختلاف المفسرين وأثره في تطور علم التفسير . دكتوراه .
للباحث : الطاهر عامر . رقم التسلسل : 40497 .
3- إجماع السلف في التفسير ومدى الأخذ به عند مفسري الخلف . دكتوراه .
للباحثة : بهيجة الشدادي . رقم التسلسل : 65654 .
4- التضاد في اللغة العربية بين المبالغة والتحقيق . ماجستير .
للباحثة : وداد صالح عبد الله القرعاوي . رقم التسلسل : 41420 .
والمطلوب مساعدتي في الوصول إلى هذه الرسائل ، وهل عناوينها فقط هي الموجودة في مركز الملك فيصل أم أن الرسائل بالفعل موجودة في المركز ، وكذلك هل هناك أحد يعرف واحدا من أصحاب هذه الرسائل حتى يمكن الاتصال به .
وأسأل الله أن ييسرالخير لي ولكم
---
أبو صفوت
03-15-2006, 08:11 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
أبو صفوت
03-15-2006, 09:37 PM
يبدو أن الدكتورة بهيجة الشدادي من أهل المغرب
فقد وجدت اسمها ضمن أعضاء هيئة التدريس في جامعة ابن طفيل
كلية الآداب و العلوم الإنسانية
القنيطرة
---
الماوردي
03-17-2006, 01:08 AM
يمكن أن تحصل عليها من خلال مكتبة الملك فهد
romaihe@hotmail.com
---
الماوردي
03-17-2006, 01:10 AM
وانظر هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4513
---
أبو صفوت
03-17-2006, 07:13 AM
هذه الرسائل لم تطبع بعد فكيف تكون متوفرة في مكتبة الملك فهد
---
أحمد القصير
03-17-2006, 01:13 PM(1/737)
أخي الكريم هذه الرسائل قد يكون بعضها محفوظا في المركز خاصة الجديد منها وبإمكانك الاطلاع من نفس المركز على الجهة التي نوقشت فيها وبالتالي تستطيع الحصول عليها من تلك الجامعة
---
د.عبد الله الجيوسي
04-17-2006, 04:19 PM
الاخ ابا صفوت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو انك تبحث عن موضوع الاختلاف في التفسير ، ولعلي اخدمك بهذه القائمة التي استقيتها مما جمعته، وارجو ان اكون افدتك في تمام المعلومات عن بعض ما تبحث عنه
اختلاف القراءات وأثره في التفسير واستنباط الأحكام القرآن - تفسير أصول وتاريخ حميتو، عبد الهادي دبلوم الرباط/ المغرب دار الحديث الحسنية 1980م 3
اختلاف التنوع واختلاف التضاد في تفسير السلف القرآن - تفسير أصول وتاريخ الأهدل، عبدالله بن عبدالله دكتوراه عبدالله بن عبدالرحمن الغديان جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أصول الدين / القرآن وعلومه 1408هـ بحث 3
اختلاف المفسرين : أسبابه وآثاره القرآن - تفسير أصول وتاريخ الفنيسان، سعود بن عبدالله دكتوراه عبدالرزاق عفيفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أصول الدين / القرآن وعلومه 1402هـ بحث 3
الاختلاف المذموم في التفسير أسبابه وطرق علاجه القرآن - تفسير أصول وتاريخ أحمد، بشرى الشيخ حسين حمد ماجستير عباس عوض الله السودان أم درمان الإسلامية ( كلية أصول الدين) 2001م 3
الاختلاف بين القراءات القرآن - علوم القرآن محمد، إشرنش سلورتي ماجستير السودان القرآن الكريم والعلوم الإسلامية (كلية القرآن الكريم) 1998م 141ص 3
الاختلاف بين القراءات المتواترة في الضمائر الظاهرة في القرآن الكريم القرآن - علوم القرآن اشربش، سلور محمد ماجستير السودان القرآن الكريم والعلوم الإسلامية (كلية القرآن الكريم) 1998م 3(1/738)
أثر اختلاف القراءات في التفسير القرآن - تفسير أصول وتاريخ طه، قرشي حسن دكتوراه محمد آدم صديق السودان أم درمان الإسلامية ( كلية أصول الدين) 2001م 3
أثر اختلاف القراءات في معاني الآيات في السبع الطوال وسورة الأنفال القرآن - علوم القرآن محمد، الجزولي الأمين معلي ماجستير السودان أم درمان الإسلامية ( كلية أصول الدين) 1997م 3
اسباب اختلاف المفسرين في تاويل النص القراني القرآن - تفسير شاكر, حامد محمد ماجستير العراق جامعه صدام- للعلوم الاسلامية 1999 3
---
أبو صفوت
04-17-2006, 04:32 PM
شكر الله لك يا دكتور عبدالله ، وجعل ذلك في ميزان حسناتك
بالفعل أنا أبحث عن كل ما يتعلق بموضوع اختلاف المفسرين وعندي بعض ما ذكرت
لكن موضوع بحثي متعلق باختلاف السلف ، وبالتالي فرسالة الاختلاف المذموم بعيدة عن موضوع بحثي ، ولو كان عندكم مزيد فأنا متشوق لذلك
أسأل الله أن يكتب لك الأجر
---
(1/739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع الصحابة عليهم الرضوان
---
موقع الصحابة عليهم الرضوان
---
المدلج
05-23-2004, 06:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام,
أهديكم موقعا متواضعا مصمم لصحابة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. يحتوي الموقع بعض سيرهم..
أفضالهم..
ملاحمهم..
تصاميم عنهم..
و الكثير غير ذلك.
www.al-sahabah.com (http://www.al-sahabah.com)
راجين منكم المساهمة والدعاء.
من محتويات الموقع:
http://www.al-sahabah.com/wallpapers/abu_dujanah_800.jpg
و جزاكم الله خيرا.
---
ناصر الماجد
05-23-2004, 10:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك أخي الكريم
وأشكرك على اطلاعنا على هذا الموقع نسأل الله تعالى أن يبارك في جهود المخلصين لدينه الغيورين ملته، و
نرجو أن يستمر تواصلك معنا .
وشكر لك مرة أخرى
---
(1/740)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بلوغ المرام
---
بلوغ المرام
---
إمداد
07-09-2004, 03:10 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : ــ
فإنني استعنت بالله تعالى في كتابة شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر وذلك من الدروس المسجلة التي ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .
وذلك لما رأيت في هذا الشرح على وجازته من الفوائد العظيمة سواء كان ذلك في التعريف برواة الحديث والأئمة المخرجين للأحاديث أو بيان منزلة الحديث من ناحية الصحة والضعف وبيان الأحكام الشرعية والترجيح بين الأقوال والتوفيق بينها مع بيان أدلة كل فريق، ولما لسماحته من المكانة العظيمة في قلوب المسلمين عموما وطلاب العلم خصوصا فإنني أرجو أن أكون أديت بعض الواجب نحو هذا الإمام الجليل من أئمة المسلمين .
ويسرني أن أقدم لكم هذه الدروس التي قمت بنسخها على شكل حلقات وهذه الحلقة الاولىوسأواصل إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول رحمه الله ( الحمد لله ) بعد التسمية يقول الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما وحديثا .
الشرح : من عادة المؤلفين أنهم يبدأون بالتسمية ويثنون بالحمدله تأسيا بكتاب الله العزيز لأنه بدئ بالتسمية والحمد لما جمعه الصحابة جعلوا الفاتحة في أوله .
وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مخاطباته ومراسلاته فكان يسمي الله جل وعلا .
وعملا بالحديث المشهور (( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم )) وفي بعض الروايات (( فهو أبتر )) يعني ناقص البركة .
وفي بعضها (( بالحمد )) وفي بعضها (( بذكر الله ))
وقد جرى الأئمة على البدء بالتسمية والحمد له .
والحمد لله سبحانه وتعالى : هو الثناء عليه بجميع المحامد مع محبته وتعظيمه وإجلاله سبحانه وتعالى .(1/741)
ونعم الله كثيرة كما قال الله عزوجل (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) وهي ظاهرة وباطنة
منها ما هو باطن يعرفه الإنسان من نفسه ويدري عنه من نفسه ولا يعلمه الناس ومنها ما هو ظاهر يعرفه كل أحد ونعم الله الظاهرة كثيرة مما أوجد لنفع العباد من السماء والأرض وأنهار وبحار وثمار وأنعام تنفع الناس وشمس وقمر ينتفع بها الناس إلى غير ذلك من نعم الله العظيمة .
وأعظمها بعث الأنبياء عليهم الصلاة السلام . فبعث الرسل وإنزال الكتب لهداية الخلق وإرشادهم إلى أسباب النجاة كل هذا من نعمه العظيمة .
ومنها ما هو باطن كون الإنسان يؤمن بربه ويعطيه الله من قوة الإيمان واليقين والشوق إليه سبحانه وتعالى والأنس بمناجاته وذكره جل وعلا .
وما يتاح للعبد من صحة وعافية في بدنه وما له وأولاده فنعم الله لا تحصى لا ظاهرها ولا باطنها
(( والصلاة والسلام على رسوله نبينا محمد ))
والصلاة تطلق على الثناء من الله عزوجل على عبده في الملأ الأعلى كما قال أبو العالية رحمه الله التابعي الجليل .
وتطلق على الثناء (( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ))
يعني يثني عليكم ويرحمكم جل وعلا .
فإذا جمع بين الصلاة والرحمة كانت الصلاة بمعنى الثناء ، والرحمة بمعنى الإحسان والجود والكرم كما قال عزوجل في حق الصابرين (( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة )) أي ثناء من الله من الله ورحمة لهم . بتوفيقهم وتصبيرهم وإنزال السكينة على قلوبهم إلى غير ذلك .
النبي : من النبأ والإخبار يعني ينبىء عن الله ويخبر عن الله وعما كان فيما مضى وعما يكون في المستقبل .
والرسول : لأنه مرسل أرسله الله إلى أهل الأرض يبلغهم أمر الله ونهيه وافضل الرسل وأكرمهم وأعظمهم شأنا هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وكلهم عظيم وكلهم جليل عليهم الصلاة والسلام . اختارهم الله عزوجل للرسالة وشرفهم بالعبودية الخاصة عليهم الصلاة والسلام .(1/742)
ولكن خاتمهم وأفضلهم وإمامهم هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
ويشرع لنا الإكثار من الصلاة والسلام عليه فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشرا )
وجاء الكتاب والسنة بالدلالة على شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه كما قال الله عزوجل ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا وسلموا تسليما )
والآية تدل على شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه وأن ذلك قربة عظيمة أمر الله عزوجل بها وجاء ت السنة بذلك أيضا في مواضع مطلقا وفي مواضع مقيدا
بعد الأذان إذا انتهى المؤذن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقو ل اللهم رب هذه الدعوة التامة وكذا يوم الجمعة وعند الدعاء يحمد ربه ويصلي على الرسول عليه الصلاة والسلام ثم يدعو وذلك من أسباب الإجابة وعند ذكره عليه الصلاة والسلام
ويصلي على أصحابه واتباعه تبعا له عليه الصلاة والسلام كما جاء في السنة.
( وعلى آله وصحبه الذين ساروا في نصرة دينه سيرا حثيثا ) هذا هو الواقع فقد نصروا دينه فالصحابة الكرام نصروا دينه وأيدوه وجاهدوا في سبيل الله كسروا كسرى وقصروا قيصر ونصروا دين الله رضي الله عنهم وأرضاهم وهكذا أتباعهم ورثوا علمهم لهم حق في الصلاة والسلام والدعاء لهم تبعا وقد ساروا على نهج الصحابة في العلم والعمل والتوجيه إلى الخير فلهم منا جزيل الدعاء رحمة الله عليهم وأكرم مثواهم وجزا هم عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خيرا(1/743)
والعلماء ورثه الأنبياء كما جاء في الحديث الشريف من طرق كثيرة (أكرم بهم وارثا وموروثا) فالعلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا علمهم فالأنبياء . ما ورثوا دينارا ولا درهما . ما بعثهم الله لجمع الدراهم ولا ليكنزوا الدنيا وإنما بعثوا ليبلغوا رسالات الله ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (نحن معا شر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) فالأنبياء لا يورثون لأنهم ما أرسلوا ليجمعوا الدنيا وليس من شأنهم جمع الدنيا وإنما جاءوا ليبلغوا رسالات الله وينفقوا الدنيا للدعوة إلى الله وللتأليف على دين الله
فلهذا ما خلفوه فهو صدقة يقوم ولي الأمر بعدهم بتصريفه في وجوه الخير ونفع المسلمين فالعلماء هم وراثهم كما جاء في الحديث . ( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ) وفي لفظ ( كفضلي على أدناكم ) وقال ( والعلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذة أخذ بحظ وافر ) فالعلماء وراث الأنبياء في علمهم وتبليغ رسالة الله وإرشاد الناس إلى دين الله فجدير بطالب العلم أن يعنى بهذا الأمر وأن يكون له فيه اجتهاد كامل وحرص عظيم ليحصل تركة الأنبياء ليرثوا الأنبياء بالعلم
ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه خرج ذات يوم إلى السوق وقال للناس أنتم هاهنا وتركة النبي صلى الله عليه وسلم تقسم في المسجد فذهب الناس إلى ذلك لينظروا فإذا هي حلقات العلم فقالوا لهم هذه تركة محمد عليه الصلاة والسلام هذا أرثه هو العلم النافع والتوجيه إلى الخير والنشر لدين الله من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
ولذا قال المؤلف (أكرم بهم وارثا وموروثا ) وارثا وهم العلماء وموروثا وهو محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة .(1/744)
ثم بين رحمه الله أنه ألف هذا الكتاب المختصر وهو بلوغ المرام وهو كما قال المؤلف مختصر حذف أسانيده ولم يكثر المتون ويبلغ عددها ألفا وخمسمائة تقريبا ما بين حديث مطول وما بين حديث مختصر بالإشارة وبالطرف لكنها أمهات في الأحكام محررة مهذبة وهي أصول ينبني عليها غيرها من الأدلة الحديثية والأحكام الشرعية .
والحديث : هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم و أفعاله وما أقر عليه هو أقواله وأفعاله وتقريراته هذا هو الحديث الشريف .
( للأحكام الشرعية )الأحكام جمع حكم وهو مقتضى الأدلة الشرعية من واجب ومحرم ومكروه ومندوب ومباح فالأحكام الشرعية هي متقضى الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله يقال له الأحكام .
وهي أقسام خمسة :
الواجب والمحرم والمكروه والمندوب والمستحب والمباح ويضاف إليها صحة العقود وبطلانها .
كلها أحكام أخذت من الأدلة الشرعية ودلت عليها الأدلة الشرعية فالحكم تقضى
الدليل من إيجاب شئ أو تحريمه أو كراهته أو استحبابه أو إباحته أو صحته أو بطلانه .
( حررته تحريرا بالغا أي تاما قد بالغ فيه ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا تحريرا بالغا أي مبالغا من صحة الحديث أو ضعفه أو ما فيه من علة قد اعتنى رحمه الله بهذا عناية تامة.
أي في العلم والفضل من اعتنى به وحفظه نبغ في العلم والفضل على زملائه الذين لم يعنوا كعنايته
( وليستعين به الطالب المبتدي ولا يستغني عنه الراغب المنتهي )
وهو كتاب ينفع الطالب المبتدي نفعا كبيرا ‘ ولا يستغني عنه من بلغ في العلم القمة لأن فيه أمهات الأحاديث وأمهات الأدلة وكل محتاج إليها الطالب المبتدي والراغب المنتهي كل محتاج إلى ما فيه من الأحاديث العظيمة( وقد بينت )أي أوضحت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة وصدق في ذلك وقد بين ذلك في هذا الكتاب لإرادة نصح الأمة لأن بيان من خرج الأحاديث بيان صحتها وضعفها لا شك أنه من نصح الأمة والدين النصيحة(1/745)
والنصيحة لأي مؤلف كان أن يوضح الأدلة وأن يبين درجات الأحاديث وأن لا يغفل عن ذلك بل يبين . هذا من النصح والمؤلف قد فعل ذلك وأدى هذا الواجب كثير من المؤلفين يجمعون الأحاديث ويعزونها ولكن لا يبينون درجاتها من الصحة والضعف وبعضهم لا يعزوها بل يأتي بها بدون خطام ولا زمام وهذا نقص كبير .
وأحسن منه عزاها إلى أهلها ومن رواها ولكن إذا لم يتبعها ببيان درجاتها يكون العزو ناقصا إلا إذا عزاها إلى الصحيحين فالصحيحان معروفان وأنهما يتلقيان بالقبول ولكن قد يعزوها إلى غير الصحيحين إلى الأربع أو مسند أحمد وموطأ مالك أو الطبرانى أو الدار قطني أو الدار مي .فيحتاج طالب العلم إلى أن يعرف حالها هل هي من الأحاديث الصحيحة أو الضعيفة أو الموضوعة
الحاصل أن كثيرا من الأئمة قد أجتهد في هذا وهو كثير جدا قد يعزونه ولكن لا يبينونه لأسباب منها أن بعضهم قد يشغل عن ذلك بأمور كثيرة تشغله عن العناية بمراجعة الأدلة وبيان حالها .
ومنها أنه قد يكون قاصرا وليس بقدرته أن يعرف مراتب الأدلة ولكنه دعت الحاجة إلى أن يجمعها وليس في قدرته أن يوضح درجاتها وحكمها عند أهل العلم .
وقد تكون هناك أسباب أخرى تحول بينه وبين البيان والمؤلف قد وفق في كتاب هذا رحمه الله إلى بيان حال الأحاديث التي يذكرها وبيان حكمها من الصحة والضعف ونحو ذلك وقد أحسن ذلك رحمه الله .
فإذا قال أخرجه السبعة والمراد : الإمام أحمد في مسنده والستة الذين هم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه الذين أهل السنن لأربع
وإذا قال الستة فالمراد غير أحمد وهم البخاري ومسلم والسنن لأربع
وإذا قال الخمسة فالمراد غير البخاري ومسلم وهم الإمام أحمد والسنن لأربع
وقد يقول: رواه لأربعة وأحمد فالعبارة واحدة وإذا قال لأربعة فالمراد أهل السنن لأربع
وإذا قال رواه الثلاثة فالمراد أبو داود والترمذي والنسائي فقط دون ابن ماجه(1/746)
وإذا قال متفق عليه فالمراد البخاري ومسلم وهي عبارة مشهورة عند أهل العلم يقصدون به البخاري ومسلم إلا صاحب المنتقى المجد بن تيميه رحمه الله إذا قال متفق عليه فإنه يريد البخاري ومسلما والإمام أحمد ثلاث وما سوى ذلك فهو مبين فيقول رواه الطبراني رواه الدار قطني رواه الدارمي رواه صاحب المختارة إلى غير ذلك وإذا قال أخرجه الشيخان أو أخرجاه هما البخاري ومسلم قال رحمه الله :ـ وسميته ( بلوغ المرام من أدلة الأحكام ) أي بلوغ المقصد من أدلة الأحكام وهذه مبالغة وإلا فإن طالب العلم يحتاج إلى المزيد وإلا فبلوغ المرام فيه جملة أصول فإن من حفظه بلغ المرام في الأصول وليس معنى هذا أنه عرف كل شئ في علم الحديث هناك أحاديث كثيرة لم يذكرها المؤلف رحمه الله يحتاجها طالب العلم لمعرفة الأدلة والبحث .. ( والله أ سأل ) لفظ الجلالة منصوب في محل مفعول من جهة الإعراب
( والله أسأل أن لا يجعل ما علمنا علينا وبالا وأن يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى ) هذا دعاء حسن ينبغي لكل طالب أن يسأل ربه وأن يجعل ما علمه إياه رحمة له وإحسانا إليه وسببا لنجاته وأن لا يجعله وبالا لأن من تعلم ولم يعمل به يكون علمه وبالا عليه كاليهود .
لهذا ينبغي لطالب العلم أن يسأل ربه دائما أن يرزقه العمل بما علم وأن يعيذه من مشابهة اليهود في التخلف عن العمل هذا داء عضال وخطر عظيم ينبغي لكل مؤمن وكل طالب العلم أن يسأل ربه جل وعلا كثيرا في سجوده وتشهده في كل وقت أن يعلمه العلم النافع وأن يرزقه العمل به وأن لا يجعله وبالا عليه .
فقد تقدم في كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في المقدمة التي قدمها لهذا الكتاب وبين حاله وأنه مختصر في أصول الأدلة الحديثية وأنه محرر تحريرا بالغا للعلة التي ذكرها في المقدمة . والآن يبدأ في الأحاديث التي قدم لها
---
أويس القرني
07-10-2004, 06:13 AM(1/747)
جزاك الله خيرا على هذا الجهد المبارك وجعله في موازين حسناتك ، لكن لو جعلته بارك الله فيك على الوورد كان أنفع وفقك الله لإتمام هذا الشرح المبارك
---
إمداد
07-11-2004, 12:46 AM
شكرا لك على اهتمامك،ويمكنك أخي الكريم أويس القرني أن تحدد النص وتنسخه إلى وورد
وادعوا لي بالتوفيق
---
إمداد
07-11-2004, 03:04 PM
( باب المياه )
جمعها لأنها أنواع منها الطاهر والطهور والنجس ومنها المكروه لهذا جمعها .
ثم قال عن أبي هريرة رضي الله عنه : أي روينا عن أبي هريرة أو جاء الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه .
الحديث الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) أخرجه الأربعة وابن أبي شيبه واللفظ له وصححه ابن خزيمة و الترمذي ورواه مالك والشافي واحمد .
أخرجه الأربعة وهم أبو داوود و الترمذي والنسائي وابن ماجه السنن الأربع .
ووفاتهم معروفة لدى أهل العلم
أبو داوود توفي سنة 275هـ والترمذي توفي سنة 279هـ والنسائي ثلاث و ثلاثمائة 303هـ وهو آخرهم موتا وابن ماجه سنة 273هـ رحمة الله عليهم
كل هؤلاء من القرن الثالث ولم يدرك القرن الرابع منهم إلا النسائي لأنه مات سنة 303هـ .
هم أئمة حفاظ ألفوا السنن الأربع وكانت هذه السنن مرجعا كبيرا لأهل العلم في أحاديث الأحكام .
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً : وهو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الإمام المشهور شيخ البخاري ومسلم والحافظ الجليل رحمه الله له مؤلفات كالمسند والمصنف وغيرهما .
كانت وفاته سنة 235هـ .
وصححه الترمذي تقدم بيان وفاته وهو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي الإمام المشهور والحافظ الجليل كان كفيف البصر والظاهر أنه كف بصره بعد أن جمع الحديث لأنه جاء في كتابه ما يدل على أنه قرأ الحديث وكتبه رحمه الله .(1/748)
وصححه ابن خزيمة أيضا الإمام المشهور محمد ابن إسحاق ابن خزيمة النيسابوري المشهور أبو بكر .
كانت وفاته سنة 311هـ وهو إمام جليل صاحب الصحيح .
ورواه الإمام مالك وهو إمام مشهور من الأئمة الأربعة وهو إمام دار الهجرة في زمانه وكان مضرب المثل في الحفظ والإتقان للحديث
وكانت وفاته سنة 179هـ وهو من أعيان القرن الثاني .
والشافعي تلميذ مالك وهو إمام جليل وهو من أعيان المائة الثانية وأول الثالثة
توفي رحمه الله سنة 204هـ عن أربع وخمسين . وفاته مولد الإمام مسلم صاحب الصحيح.
الإمام احمد مشهور هو الإمام الرابع من الأئمة الأربعة وهو تلميذ الشافعي رحمه الله وهو أحمد بن حنبل الشيباني أبو عبد الله .
كانت وفاته سنة 241هـ آخر الأئمة الأربعة موتا
أولهم أبو حنيفة رحمه الله كانت وفاته سنة 150هـ أو 151هـ
ثم مالك مات سنة 179هـ
ثم الشافعي رحمه الله سنة 204هـ
ثم احمد سنة 241هـ
هؤلاء الأئمة الأربعة المشهورون في الفقه
رووا هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله وأرضاه وأبو هريرة مشهور بالكنية
واختلفوا في اسمه واسم أبيه على أقوال أشهرها وأرجحها عن جمع من أهل العلم كابن عبد البر والنووي أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي وكان إماماً جليلاً وحافظاً عظيماً حفظ من الحديث الشيء الكثير وذكر كثير من المحدثين أنه أحفظ الصحابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يدرس الحديث ليلاً ونهاراً ويلازم النبي صلى الله عليه وسلم حتى حفظ شيئا كثيرا ومن ذلك هذا الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( في البحر ) أي لما سئل عن ماء البحر ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته )
وكان لهذا الحديث سبب : وهو أنه سئل عليه الصلاة والسلام سأله ناس وقالوا يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا(1/749)
فقال : (هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) فبين أن البحر طهور الماء ،حل الميتة وما ذاك إلا لأن من جهل حكم الماء فهو بالجهل لحكم الحيوانات أشد فبين له النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين ، أن البحر طهور الماء حل الميتة وإن كان الماء مالحاً لكن لا يضره ذلك ولا يمنع من كونه طاهراً طهورا يُغتسل به ويُتوضأ به ويُستخلص منه ماء شرب لا بأس فهو طهور الماء حل الميتة قال الله جل وعلا }وأنزلنا من السماء ماء طهورا ً { هو الذي أنزل الماء من السماء وأقره في الأرض وجعل البحر مالحاً وجعل الأنهار الحلوة كل هذا يدل على حكمته وقدرته الباهرة سبحانه وتعالى أن جعل هذا عذباً وهذا ملحا أجاجا وهذا نهر جار وهذا بحر قار إلى غير ذلك سبحان الحكيم العليم
فالمقصود من ذلك الدلالة على أن البحر طهور الماء حل الميتة والحمد لله على نعمته العظيمة
والحديث المذكور صححه جمع من أهل العلم وله طرق وممن صححه ابن عبد البر وابن خزيمة و الترمذي وابن منده ... وغيرهم والشاهد فيه أن البحر طهور الماء حل الميتة، فلنا الوضوء منه والاغتسال والشرب منه كل ذلك جائز لقوله صلى الله عليه وسلم في البحر ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته )
الحديث الثاني : وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن الماء طهور لا ينجسه شئ ) أخرجه الثلاثة وصححه أحمد
أبو سعيد : هو سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري كان من الحفاظ المكثرين من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانت وفاته بعد الحرة بعد سنة 63 هـ
يقول رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الماء طهور لا ينجسه شئ ) هذا من أجمع الكلم(1/750)
فدل هذا الحديث على فائدة عظيمة من جوامع الكلم يدلنا عليه الصلاة والسلام على أن الماء لا ينجسه شئ هذا هو الأصل فالأصل فيه الطهارة في ماء الأنهار والبحار والآبار ومياه الأمطار، الأصل طهارة الغدران في البراري كل ذلك الأصل فيه الطهارة حتى تعلم ما ينجسه وإلا فالأصل هو الطهارة
قال الله تعالى }وأنزلنا من السماء ماءاً طهوراً { وجعل هذا الماء طهرة لنا .. هذا الماء الذي في الأرض مما أنزله من السماء وأقره في الأرض كما قال عزوجل
} وأنزلنا من السماء ماءاً بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون }
الحديث الثالث : وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله
( إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه ) أخرجه ابن ماجة وضعفه أبو حاتم
ودل حديث أبي أمامة أنه كذلك إلا إذا وجد ما ينجسه من نجاسة تغلب عليه من ريح أو طعم أو لون فعند ذلك ينجس عند أهل العلم جميعاً
وحديث أبي أمامة ضعفه أبو حاتم رحمه الله
وهو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي الحافظ الجليل ضعفه لأن فيه راوياً يقال ( رشدين بن سعد ) ضعيف الرواية رحمه الله وأبن ماجة خرجه للعلم ليعلم حاله وابن ماجة هو صاحب السنن
وقد أجمع الناس علىضعف رشدين فالحديث ضعيف بذلك ولكن العمدة على إجماع أهل العلم فقد أجمع العلماء على أن الماء إذا تغير دال على أن الأصل في المياه الطهارة
جاء هذا لحديث فيطعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة نجسفالعمدة على ما أجمع عليه أهل العلم في هذا الباب(1/751)
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه بئر بضاعة كانت بئراً معروفةً في المدينة كان يلقى فيها من النتن وخرق ثياب النساء والرجال أشياء فاستنكر الناس ذلك وسألوه صلى الله عليه وسلم فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن الماء طهور و أن هذه البئر مادامت لا يغيرها ما يلقيه الرياح فيها وما يلقى فيها من هذه القاذورات فإن ماءها طهور لأنه ماء قوي يدفع عن نفسه ولهذا يذوب فيه ما يلقى ويستحيل فيه ولا يؤثر عليها فهذا قال فيه : أن الماء طهور لا ينجسه شيء ) هذه القاعدة قاعدة كلية أن الماء طهور مياه الآبار وغير مياه الآبار
إلا ما تغير كما تقدم فإنه ينجس بذلك إذا تغير بالنجاسة أما لو تغير بشيء طاهر كأن ألقت فيه الرياح أوراق الشجر أو التراب أو ما أشبه ذلك أو نقلت إليه روائح من بعيد من ميته أو غيرها فإن هذا لا يضره بنجاسة وإنما تغير بطهارة كتبن أو تغير بأوراق الشجر أو طول مكث بأن نبت فيه الطحلب ونحوه فهذا لا يضره مادام اسم الماء باقياً فإنه طهور ولو تغير بالطاهرات العادية التي لا تخرج عن كونه ماءاً
أما إذا تغير بشيءوخرج عن كونه ماءاً ويعطيه اسماً آخر فإنه ينتقل عن الماءإلى اسم اخر كما يقع في الألبان والأمراق وأشباه ذلك فإنه إذا مرقه باللحم طبخ باللحم صار مرقاً وإذا صب عليه اللبن صار لبناً وإذا جعل فيه التمر وهرس فيه التمر أو الزبيب صار شراباً نبيذاً وإذا عن كون اسمه الماء لم يكن طهوراً وصار إلى الطهارة فقط كمياه الفواكه وأشباهها
فالمقصود أنه مادام اسم الماء باقياً فإنه طهور وإذا خرج عن اسمه صار لبناً أو مرقاً أو شاهي أو قهوة وما أشبه ذلك خرج ما يتعلق بحكم النجاسة إذا وقعت في الماء ولم تغيره في حديث القلتين
***
وعن عبد الله بن عمر t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ) وفي لفظ ( لم ينجس ) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان(1/752)
ش / تقدم أن المراد بالأربعة هم أهل السنن أبو داوود والترمذي والنسائي و أبن ماجة وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان
كان أحسن أن يقول ابن حبان والحاكم لأن ابن حبان شيخ للحاكم ولكن من باب التسامح في العبارة
هذا الحديث تنازع العلماء في صحته فزعم قوم أنه مضطرب وأنه لا يصح وأنه معارض لحديث ( الماء طهور لا ينجسه شيء ) لأن له روايات كثيرة متعددة
وقال آخرون بل هو صحيح وهذا هو الصواب أنه صحيح كما صححه الأئمة ومنهم ابن خزيمة رحمه الله ومنهم ابن حبان ومنهم الحاكم وآخرون
والحديث صحيح لا بأس به ولا تعارض بينه وبين الأحاديث السابقة فالأحاديث السابقة أحاديث منطوقة حكمها منطوق صريح( أن الماء طهور لا ينجسه شيء)
وهذا الحديث يدل على أنه إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث أي لم يؤثر فيه الخبث لكثرته يعني غالباً
وفي ( لم ينجس ) تفتح الجيم ( نَجَس ) وتضم من باب ( نجُس ) لغتان معروفتان أي لم يكن نجساً
وهو وصف اغلبي .
أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا أن الماء الكثير في الغالب لا تؤثر فيه النجاسة العارضة العادية القليلة وإنما تؤثر في المياه القليلة ولهذا أمر بإراقة الإناء الذي ولغ فيه الكلب كما سيأتي . لأنه ماء قليل غالبا في الإناء وريق الكلب له تأثير من أثر الولغ فكانت الحكمة تقتضي إراقته لأنه في الغالب يتأثر بولوغ الكلب في طعمه وما يتعلق بمنفعته . فإذا كان الماء قليلا تأثر وأريق وإن لم يبن فيه تغير في الطعم واللون والريح
وإذا كان كثيرا لم يتأثر في الغالب بل يكون له حكم الطهارة هذا هو الأغلب . ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث )
مفهومه أنه إذا كان أقل يحمل وينجس لكن يعارض المفهوم حديث أبي سعيد المتقدم أن الماء طهور لا ينجسه شئ .(1/753)
والقاعدة عند أهل العلم : أن المنطوق مقدم على المفهوم لأن المفهوم له معاني وقد يراد وقد لا يراد . فوجب أن يقدم عليه المنطوق ولكن مادون القلتين يستفاد من حديث القلتين أنه يحتاج إلى عناية و نظر وتأمل وأن لا يتساهل فيه لأنه مظنة التأثر بالنجاسة فينبغي فيه أن يلاحظ فإن ظهرت فيه النجاسة بتغير طعمه أو لونه أو ريحه ترك .أو كان ذلك التغير في القليل فإنه مظنة التأثر فإنه يراق كما حديث إذا ولغ الكلب من إناء أحدكم .
وإذا كان لا يتأثر لكثرته أو لعدم ظهور أثر النجاسة فيه وإن كان قليلا فإنه طهور وعلى هذا القول جمع من أهل العلم وهو قول أهل المدينة ومنهم مالك رحمه الله . وبعض من السلف والخلف وهو اختيار أبي العباس بن تيميه رحمه الله وابن القيم وجماعة وهو الأرجح من حيث الدليل لأن المفاهيم لا تعارض المنطوقات الصريحة ولأن المفهوم محتمل والحكم الصريح لا يحتمل فوجب الأخذ بالصريح ولأنه اجمع أهل العلم على أن الماء إذا تغير بالنجاسة بطعم أو لون أو ريح نجس وبقى ما عدا الإناء تحت النظر والتأمل، فإن ظهر فيه تغير أو ما يدل على التغير ويخشى منه الشرّ والضرر لقلته يكون كالمتغير كما في إراقة الماء إذا ولغ فيه الكلب ومالا فلا .
فالحاصل أن مادون القلتين محل نظر وعناية فإن ظهر فيه التغير ترك فالأصل (ان الماء طهور لا ينجسه شئ ) .
وهذا هو الجمع بين الأخبار الواردة في هذا الشأن والقلة بالضم ما يطيق الرجل المعتدل الخلقة من القرب المعروفة من قلال هجر قيل إنها تَسَع أربع قرب غير كبيرة عادية من قلال الحجاز وشيء فجعلت خمس قرب على سبيل الاحتياط في تقدير جماعة من أهل العلم . فإذا كانت بهذه المثابة وصل الماء قلتين فهو محل لدفع النجاسة عن نفسه وعدم التأثر غالبا وإذا كان أقل من ذلك فهو في الغالب يتأثر بل يعتنى به ويلاحظ حتى لا يستعمل النجاسة .
---
إمداد
07-15-2004, 01:08 AM(1/754)
عفوا لقد وقع خطأ مطبعي في شرح هذا الحديث ولذلك أعيد كتابته
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه ) أخرجه ابن ماجة وضعفه أبو حاتم
ودل حديث أبي أمامة أنه كذلك إلا إذا وجد ما ينجسه من نجاسة تغلب عليه من ريح أو طعم أو لون فعند ذلك ينجس عند أهل العلم جميعاً
وحديث أبي أمامة ضعفه أبو حاتم رحمه الله
وهو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي الحافظ الجليل ضعفه لأن فيه راوياً يقال له ( رشدين بن سعد ) ضعيف الرواية رحمه الله ، وأبن ماجة خرجه للعلم به ليعلم حاله ،وابن ماجة هو صاحب السنن
وقد أجمع الناس علىضعف رشدين فالحديث ضعيف بذلك ولكن العمدة على إجماع أهل العلم فقد أجمع العلماء على أن الماء إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة نجس ، فالعمدة على ما أجمع عليه أهل العلم في هذا الباب
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه دال على أن الأصل في المياه الطهارة
جاء هذا لحديث في بئر بضاعة كانت بئراً معروفةً في المدينة كان يلقى فيها من النتن وخرق ثياب النساء والرجال أشياء فاستنكر الناس ذلك وسألوه صلى الله عليه وسلم فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن الماء طهور و أن هذه البئر مادامت لا يغيرها ما يلقيه الرياح فيها وما يلقى فيها من هذه القاذورات فإن ماءها طهور لأنه ماء قوي يدفع عن نفسه ولهذا يذوب فيه ما يلقى ويستحيل فيه ولا يؤثر عليها فهذا قال فيه : (أن الماء طهور لا ينجسه شيء ) هذه القاعدة قاعدة كلية أن الماء طهور مياه الآبار وغير مياه الآبار(1/755)
إلا ما تغير كما تقدم فإنه ينجس بذلك إذا تغير بالنجاسة أما لو تغير بشيء طاهر كأن ألقت فيه الرياح أوراق الشجر أو التراب أو ما أشبه ذلك أو نقلت إليه روائح من بعيد من ميته أو غيرها فإن هذا لا يضره بنجاسة وإنما تغير بطهارة كتبن أو تغير بأوراق الشجر أو طول مكث بأن نبت فيه الطحلب ونحوه فهذا لا يضره مادام اسم الماء باقياً فإنه طهور ولو تغير بالطاهرات العادية التي لا تخرج عن كونه ماءاً
---
(1/756)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح أصل جديد من أصول التفسير
---
اقتراح أصل جديد من أصول التفسير
---
مرهف
05-05-2003, 01:58 AM
أصل جديد لأصول التفسير
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فمنذ كنت أقرأ أصول التفسير لابن تيمية ، والفوز الكبير للدهلوي رحمهما الله تعالى وأجد ما كتب من الأصول التي ينبغي على المفسر البناء عليها في فهم كتاب الله تعالى ، وأقرن القراءة بالأسلوب العملي الذي مشى عليه المفسرون فيما كتبوه وموافقتهم لهذه الأصول ، وكنت أدهش عندما ألاحظ أن المفسرين كانوا يعتمدون على أصول أخرى غير منصوص عليها ، ولكنها أصول عملية جديرة بالاعتبار ، ومن هذه الأصول تفسير القرآن بالمناسبات، والمقصود مناسبة الآيات لبعضها ، إذ أن هذه المناسبات لها الأثر البالغ في توجيه دلالة المفردة وإليك مثالاً عملياً لذلك ، فقد أورد الرازي في تفسير الأية : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) قاعدة جليلة في ذلك فقال : ( واعلم أن في المأمورات كثرة وفي المنهيات أيضاً كثرة وإنما حسن تفسير لفظ معين لشيء معين إذا حصل بين ذلك اللفظ وبين ذلك المعنى مناسبة أما إذا لم تحصل هذه الحالة كان ذلك التفسير فاسداً فإذا فسرنا العدل بشيء والإحسان بشيء آخر وجب أن نبين أن لفظ العدل يناسب ذلك المعنى ولفظ الإحسان يناسب هذا المعنى فلما لم نبين هذا المعنى كان ذلك مجرد التحكم ولم يكن جعل بعض تلك المعاني تفسيراً لبعض تلك الألفاظ أولى من العكس ... ) الرازي 20/82 ، ط دار الكتب العلمية .
فما رأيكم بذلك ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-05-2003, 10:54 AM(1/757)
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي مرهف وفقك الله
ما ذكرته بقولك : (ومن هذه الأصول تفسير القرآن بالمناسبات، والمقصود مناسبة الآيات لبعضها ) تعارف المتخصصون على تسميته بالسياق ، وهو محل اهتمام المفسرين قديما ، والباحثين المتخصصين حديثاً ، وقد كتب حوله عدة بحوث ، منها :
- السياق عند ابن جرير للشيخ عبدالحكيم القاسم - رسالة ماجستير
السياق وأثره في التفسير - دراسة نظرية تطبيقية على سورة البقرة للشيخ محمد بن عبدالله الربيعة ، وهو أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير ، وهي رسالة دكتوراه لا زال الباحث يعدها أعانه الله وسدده .
وأما المناسبات بين السور والآيات فهو علم آخر مشهور في كتب التفسير وعلوم القرآن .
---
(1/758)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك دراسه حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير واختياراته
---
هل هناك دراسه حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير واختياراته
---
أبو مهند النجدي
09-30-2005, 06:24 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الإخوة الأفاضل ( وفقهم الله )
كلنا قرأ ما قاله شيخ الإسلام عن نفسه يقول رحمه الله : "ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم علمني" العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية (26).ولا شك أن هذا سيميزه عن غيره فهل يعرف منكم أحد قد كتب في اختيارات شيخ الإسلام في التفسير أو كتب عن منهجه
والله يحفظكم
---
عبدالرحمن الشهري
09-30-2005, 10:56 AM
نعم أخي الكريم أبا مهند وفقكم الله
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتب في منهجه في التفسير واختياراته وترجيحاته عدد من الباحثين الفضلاء على النحو الآتي :
- ابن تيمية ومنهجه في تفسير القرآن ، رسالة دكتوراه ، للدكتور ناصر بن محمد الحميد ، كلية أصول الدين بالرياض 1399هـ. ولم تطبع بعد.
- ابن تيمية ومنهجه في التفسير ، رسالة ماجستير بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية للباحث علي سيف عبدالقادر. ولم تطبع بعد .
- اختيارات ابن تيمية في التفسير .(1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء . جمعا ودراسة ، رسالة دكتوراه للأخ الفاضل الدكتور محمد زيلعي هندي وفقه الله وهو الآن رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالطائف. ورسالته الآن تحت الطباعة بدار ابن الجوزي بالدمام.
- اختيارات ابن تيمية في التفسير .(2) للزميل الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند ، رسالة دكتوراه.
- اختيارات ابن تيمية في التفسير .(3) للزميل الدكتور إبراهيم بن صالح الحميضي ، رسالة دكتوراه.(1/759)
وليت الزميلين الفاضلين الدكتور محمد المسند والدكتور إبراهيم الحميضي ينشران رسالتيهما في الدار نفسها وتخرج ككتاب واحد يشتمل على اختيارات ابن تيمية في التفسير.
---
إبراهيم الحميضي
09-30-2005, 05:38 PM
كتب في منهج الشيخ في التفسير عدد من الباحثين ،ومما أفرد في ذلك ما يلي :
أ- ابن تيمية ومنهجه في تفسير القرآن , رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد سعود الإسلامية أعدها الدكتور ناصر بن محمد الحميد , مطبوعة على الآلة الكاتبة في ألف ومائة صفحة وهي أوسع ما كتب في هذا الموضوع .
ب- ابن تيمية وجهوده في التفسير , لإبراهيم خليل بركة , رسالة ماجستير في جامعة الأزهر , وهي مطبوعة .
جـ- منهج ابن تيمية في تفسير القرآن , لصبري المتولي , رسالة ماجستير مطبوعة .
د- أصول التفسير بين ابن تيمية وغيره من المفسرين , لعبد الله ديرية أبتدون , رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية مطبوعة على الآلة الكاتبة .
هـ- منهج ابن تيمية في التفسير , لسعدي أحمد زيدان , رسالة دكتوراه في جامعة بغداد . ذكرها صاحب كتاب دليل الرسائل الجامعية في علوم شيخ الإسلام ابن تيمية .
وأما اختياراته في التفسير فقد قمت أنا واثنين من زملائي بجمعها ودراستها كما أشار إلى ذلك د . عبد الرحمن ، يسر الله خروجها .
وأمَّا قوله : " رُبَّما طالعت في الآية الوحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم ... " .(1/760)
فمراده بذلك آيات معينة حصل فيها إشكال , وهذه الآيات المشكلة التي يطالع فيها هذا العدد الكبير من كتب التفسير ,ثم يسأل الله تعالى الهداية إلى معناها ، حينما يذكرها فإنه يستوعب الأقوال المذكورة فيها , ويطيل النفس في الاستدلال , ومناقشة الأقوال وينص على الراجح فيها , ولذلك أمثلة كثيرة ، وليس هذا منهجاً له في كل آية يفسرها , أو يستدل بها , وهذا أمر لا يخفى على أي ناظر في تفسيره . والشيخ في الغالب يعتمد على تفسير ابن الجوزي زاد المسير في علم التفسير,وكأنه يحفظ الكتاب عن ظهر قلب ,وهو أحياناً يصَّرح بذكره ,وأحياناً يسوق كلامه بنصَّه ولا يشير إلى ذلك.
---
(1/761)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إلى خبراء التحقيق ، والتدقيق ،والطباعة.
---
إلى خبراء التحقيق ، والتدقيق ،والطباعة.
---
أبو معاذ البلقاوي
08-30-2005, 09:12 AM
إلى خبراء التحقيق ، والتدقيق ،والطباعة.
السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي الفضلاء وفقكم الله
أسأل الله أن يجمعني بكم في دار كرامته وفسيح جنته
لقد سجلت رسالة علمية في تحقيق مخطوط تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر للكواشي
وأرغب ممن لديهم الخبرة والباع في مجال التحقيق أن يتحفوني بوصاياهم وتوجيهاتهم
لاسيما فيما يتعلق بأفضل أساليب إدخال النصوص وتنسيقها وقوالب الطباعة والخطوط ونحو ذلك.
وجزاكم الله خيرا.
---
جمال أبو حسان
08-30-2005, 09:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله
قد حقق هذا الكتاب او قسم كبير منه في رسالة او رسائل ماجستير في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية منذ اكثر من خمسة عشر عاما ان لم تخني ذاكرتي
---
جمال أبو حسان
08-30-2005, 09:55 AM
او لعلي اطلعت على تحقيقه في تركيا فقد اختلطت الان علي الامور بسبب ما انا فيه من الارهاق فان آخذ قسطا من الراحة لعله يكون عندي كلام آخر وهذا الكلام انما هو حتى لا تتعجل التحقيق ويكون قد سبقك اليه غيرك فتجهد في عمل مكرور
---
أبو معاذ البلقاوي
08-30-2005, 02:41 PM
هناك كتاب تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر لأحمد بن يوسف الكواشي
وهناك اختصار له للمؤلف نفسه
وأظن أن الاختصار هو الذي حقق بخلاف الأصل الذي يعمل على تحقيقه جملة من طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ويبقى سؤالي مطروحا حول التجارب والطرق الصحيحة المتعلقة بأسليب الكتابة والتنسيق وتنظيم طباعة البحث ونحو ذلك من خبراتكم حفظكم الله
---
عبدالرحمن الشهري
08-30-2005, 02:43 PM(1/762)
هذا الكتاب حقق أوله في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية (سورة الفاتحة وسورة البقرة ) والذي حققه عبدالله بن نافع بن حذيفة العمري. وأظن الأخ أبو معاذ البلقاوي يواصل هذا المشروع العلمي .
أما مختصره (تلخيص تبصرة المتذكر) للكواشي نفسه ، فقد حقق كاملاً بكلية أصول الدين بجامعة الإمام بالرياض وحققه كل من :
- عبد العزيز بن محمد اليحيى.
- فاضل بن صالح بن عبدالله المحوي الشهري.
-سعد محمد الدوسري.
- محمد بن براهيم الشيبان.
- إبراهيم بن سليمان الهويمل.
-محمد عبد الله العيدي.
---
أبو معاذ البلقاوي
08-31-2005, 12:12 PM
جزاكم الله خيرا
ولكن سؤالي لازال معلقا
أرغب ممن لديهم الخبرة والباع في مجال التحقيق أن يتحفوني بوصاياهم وتوجيهاتهم
لاسيما فيما يتعلق بأفضل أساليب إدخال النصوص وتنسيقها وقوالب الطباعة والخطوط ونحو ذلك.
وجزاكم الله خيرا.
---
جمال أبو حسان
08-31-2005, 12:17 PM
اولا الذي حقق في الاردن هو تفسير ابن كمال باشا وما ذكرته بالامس لم يكن دقيقا واما ثانيا فهناك كتاب لا باس به للدكتور احمد شلبي وهو بعنوان كيف تكتب بحثا او رسالة فاذا انضم اليه ما كتبه النحرير عبد السلام هارون في كتابه تحقيق النصوص ونشرها كان شيئا بارعا
وفقكم الله وسدد خطاكم
---
(1/763)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مذهب أهل التعطيل فيه تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول ...
---
مذهب أهل التعطيل فيه تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول ...
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-21-2004, 10:50 PM
هذا منقول من شرح العقيدة الواسطية للشيخ العلامة محمد بن عثيمين نقلته هنا للفائدة
التعطيل
(1) التعطيل بمعنى التخلية والترك، كقوله تعالى: ]وبئر معطلة[ [الحج: 45]، أي: مخلاة متروكة.
والمراد بالتعطيل: إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات، سواء كان كلياً أو جزئياً، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود، هذا كله يسمى تعطيلاً.
فأهل السنة والجماعة لا يعطلون أي اسم من أسماء الله، أو أي صفة من صفات الله ولا يجحدونها، بل يقرون بها إقراراً كاملاً.
فإن قلت: ما الفرق بين التعطيل والتحريف؟
قلنا: التحريف في الدليل والتعطيل في المدلول، فمثلاً:
إذا قال قائل: معنى قوله تعالى ]بل يداه مبسوطتان[ [المائدة: 64]، أي بل قوتاه هذا محرف للدليل، ومعطل للمراد الصحيح، لأن المراد اليد الحقيقية، فقد عطل المعنى المراد، وأثبت معنى غير المراد. وإذا قال: بل يداه مبسوطتان، لا أدري! أفوض الأمر إلى الله، لا أثبت اليد الحقيقية، ولا اليد المحرف إليها اللفظ. نقول: هذا معطل، وليس بمحرف، لأنه لم يغير معنى اللفظ، ولم يفسره بغير مراده، لكن عطل معناه الذي يراد به، وهو إثبات اليد لله عز وجل.
أهل السنة والجماعة يتبرءون من الطريقتين: الطريقة الأولى: التي هي تحريف اللفظ بتعطيل معناه الحقيقي المراد إلى معنى غير مراد.
والطريقة الثانية: وهي طريقة أهل التفويض، فهم لا يفوضون المعنى كما يقول المفوضة بل يقولون: نحن نقول: ]بل يداه[، أي: يداه الحقيقيتان ]مبسوطتان[، وهما غير القوة والنعمة.
فعقيدة أهل السنة والجماعة بريئة من التحريف ومن التعطيل.(1/764)
وبهذا تعرف ضلال أو كذب من قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض، هؤلاء ضلوا إن قالوا ذلك عن جهل بطريقة السلف، وكذبوا إن قالوا ذلك عن عمد، أو نقول: كذبوا على الوجهين على لغة الحجاز، لأن الكذب عند الحجازيين بمعنى الخطأ.
وعلى كل حال، لا شك أن الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة هو التفويض، أنهم أخطأوا، لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية.
وليعلم أن القول بالتفويض ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ من شر أقوال أهل البدع والإلحاد!
عندما يسمع الإنسان التفويض، يقول: هذا جيد، أسلم من هؤلاء وهؤلاء، لا أقول بمذهب السلف، ولا أقول بمذهب أهل التأويل، أسلك سبيلاً وسطاً وأسلم من هذا كله، وأقول: الله أعلم ولا ندري ما معناها. لكن يقول شيخ الإسلام: هذا من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
وصدق رحمه الله. وإذا تأملته وجدته تكذيباً للقرآن وتجهيلاً للرسول r واستطالة للفلاسفة.
تكذيب للقرآن، لأن الله يقول: ]ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء[ [النحل: 89]، وأي بيان في كلمات لا يدرى ما معناها؟ وهي من أكثر ما يرد في القرآن، وأكثر ما ورد في القرآن أسماء الله وصفاته، إذا كنا لا ندري ما معناها، هل يكون القرآن تبياناً لكل شيء؟ أين البيان؟
إن هؤلاء يقولون: إن الرسول r لا يدري عن معاني القرآن فيما يتعلق بالأسماء والصفات وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدري، فغيره من باب أولى.
وأعجب من ذلك يقولون: الرسول r يتكلم في صفات الله، ولا يدري ما معناه يقول: "ربنا الله الذي في السماء"(1)، وإذا سئل عن هذا؟ قال: لا أدري وكذلك في قوله: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"(2) وإذا سئل ما معنى "ينزل ربنا"؟ قال: لا أدري.... وعلى هذا، فقس.
وهل هناك قدح أعظم من هذا القدح بالرسول r بل هذا من أكبر القدح رسول من عند الله ليبين للناس وهو لا يدري ما معنى آيات الصفات وأحاديثها وهو يتكلم بالكلام ولا يدري معنى ذلك كله.(1/765)
فهذان وجهان: تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول.
وفيه فتح الباب للزنادقة الذين تطاولوا على أهل التفويض، وقال: أنتم لا تعرفون شيئاً، بل نحن الذين نعرف، وأخذوا يفسرون القرآن بغير ما أراد الله، وقالوا: كوننا نثبت معاني للنصوص خير من كوننا أميين لا نعرف شيئاً وذهبوا يتكلمون بما يريدون من معنى كلام الله وصفاته!! ولا يستطيع أهل التفويض أن يردوا عليهم، لأنهم يقولون: نحن لا نعلم ماذا أراد الله، فجائز أن يكون الذي يريد الله هو ما قلتم! ففتحوا باب شرور عظيمة، ولهذا جاءت العبارة الكاذبة: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"!.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "هذه قالها بعض الأغبياء" وهو صحيح، أن القائل غبي.
هذه الكلمة من أكذب ما يكون نطقاً ومدلولاً، "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"، كيف تكون أعلم وأحكم وتلك أسلم؟! لا يوجد سلامة بدون علم وحكمة أبداً! فالذي لا يدري عن الطريق، لا يسلم، لأنه ليس معه علم، لو كان معه علم وحكمة، لسلم، فلا سلامة إلا بعلم وحكمة.
إذا قلت: إن طريقة السلف أسلم، لزم أن تقول: هي أعلم وأحكم وإلا لكنت متناقصاً.
إذاً، فالعبارة الصحيحة: "طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم"، وهذا معلوم.
وطريقة الخلف ما قاله القائل:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أرد إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعاً سن نادم
هذه الطريقة التي يقول عنها: إنه ما وجد إلا واضعاً كف حائر ذقن. وهذا ليس عنده علم، أو آخر: قارعاً سن نادم لأنه لم يسلك طريق السلامة أبداً.
والرازي وهو من كبرائهم يقول:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا(1/766)
ثم يقول: "لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5] ]إليه يصعد الكلم الطيب[ [الشورى: 11]، ]ولا يحيطون به علما[ [طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي" أهؤلاء نقول: إن طريقتهم أعلم وأحكم؟!
الذي يقول: "إني أتمنى أن أموت على عقيدة عجائز نيسابور" والعجائز من عوام الناس، يتمنى أن يعود إلى الأميات! هل يقال: إنه أعلم وأحكم؟!
أين العلم الذي عندهم؟!
فتبين أن طريقة التفويض طريق خاطئ، لأنه يتضمن ثلاث مفاسد: تكذيب القرآن، وتجهيل الرسول، واستطالة الفلاسفة! وأن الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف! أو الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف، بل هم يثبتون اللفظ والمعني ويقررونه، ويشرحونه بأوفى شرح.
أهل السنة والجماعة لا يحرفون ولا يعطلون، ويقولون بمعنى النصوص كما أراد الله: ]ثم استوى على العرش[ [الأعراف: 54]، بمعنى: علا عليه وليس معناه: استولى. ]بيده[: يد حقيقية وليست القوة ولا نعمة، فلا تحريف عندهم ولا تعطيل
---
(1/767)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن صفة الترجيع في القراءة
---
سؤال عن صفة الترجيع في القراءة
---
أحمد القصير
07-02-2003, 06:45 PM
روى البخاري في صحيحه في باب الترجيع عن عبد الله بن مغفل قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة يقرأ وهو يرجع .
والسؤال :
ما صفة الترجيع ؟ وهل تناول أحد هذه المسألة ببحث مستقل ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-25-2003, 02:38 AM
بسم الله
جاء في كتاب معجم علوم القرآن لإبراهيم الجرمي : ( الترجيع :
1: الترجيع في تلاوة القرآن الكريم :
له إطلاقات متعددة :
1- تحسين التلاوة والتأني بها ، فكأن في الترجيع قدراً زائداً من التأني والتؤدة والخشوع . ومنه حديث أم هانئ :
( كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجّع القرآن ) .
وعن علقمة قال : بت مع عبدالله بن مسعود في داره فنام ثم قام ، فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته ، ويسمع من حوله ، ويرتل ، ولا يرجع .
2- تمويج الصوت أثناء القراءة لا سيما المدود .
ومنه حديث عبد الله بن مغفل المزني : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح فرجع فيها .
قيل لمعاوية : كيف كان ترجيعه ؟ قال : آ آ آ _ ثلاث مرات _ ) .
2: الترجيع في الأذان .... ) ثم ذكر صفته المعروفة في كتب الفقه والحديث . ص91 .
وقد تعرض الدكتور عبدالعزيز القارئ لهذه المسألة في كتابه : سنن القراء ومناهج المجودين في مبحث : سنة التغني بالقرآن . وتكلم عنها فيما يقارب الأربع صفحات من 89-92 .
ولا أعلم هل بحثت بحثاً مستقلاً أم لا .(1/768)
جاء في شرح صحيح مسلم للنووي : ( [ ش ( فرجع في قراءته ) قال القاضي : أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها . قال أبو عبيد : والأحاديث الواردة في ذلك محمولة على التحزين والتشويق . قال : واختلفوا في القراءة بالألحان . فكرهها مالك والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم . وأباحهم أبو حنيفة وجماعة من السلف . والترجيع ترديد الصوت في الحلق . وقد حكى عبدالله بن مغفل ترجيعه عليه السلام بمد الصوت في القراءة . نحو آ آ آ . قال ابن الأثير : وهذا إنما حصل منه، والله أعلم، يوم الفتح . لأنه كان راكبا، فحدث الترجيع في صوته ] . ) وقد رد الشيخ عبدالعزيز القارئ على رأي ابن الأثير وذكر أنه تكلف في ضرب الاحتمالات .
---
إبراهيم الدوسري
08-09-2003, 12:04 PM
الترجيع :
تقارب ضروب الحركات في الصوت ، نحوآ آ آ ، وهو نوع من التغني الجائز ، وهو نوع من الترتيل ، إلا أنه يزيد عليه بهذا القدر من التغني ، وحمله بعض العلماء على تكرار الآية أو بعضها.
وقد وردت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها ما جاء عن " شعبة ، عن معاوية بن قُرّة المُزني عن عبد الله بن المغفَّل المُزنيّ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح ، أو من سورة الفتح ، قال فرجّع فيها ، قال : ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفّل ، وقال لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه قال آ آ آ ثلاث مرات " أخرجه البخاري بهذا اللفظ في صحيحه ، في كتاب التوحيد ، " باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه " صـ 1301 رقم الحديث [ 7540 ] وروه مسلم بنحوه في صحيحه ، " باب كيف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح يوم فتح مكة " صـ 321 رقم الحديث [ 1853 ] .(1/769)
وقيل إن الترجيع منه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كان بسبب هزّ الراحلة ، وقد أباه المحققون ، فقال ابن القيم (ت 751 هـ ) في زاد المعاد 1/ 483 بعد ذكر هذا الحديث " وإذا جمعت هذه الأحاديث إلى قوله : { زينوا القرآن بأصواتكم } وقوله : { ليس منا من لم يتغن بالقرآن } وقوله : { ما أَذِن الله لشيء كأَذَنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن } علمت أن هذا لو كان لأجل هزّ الناقة لما كان داخلا تحت الاختيار ، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارا ليؤتسى به ، وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوته، ثم يقول كان يرجع في قراءته ، فنسب الترجيع إلى فعله ، ولو كان من هز الراحلة لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا " . .
وورد عن أم هاني ـ رضي الله عنها ـ بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح أنها قالت : " كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ – وأنا نائمة على فراشي ـ يرجع القرآن ".
وقد أبان الشيخ محمد أبو زهرة عن المعاني التي تضمنها الترجيع في قوله رحمه الله[مقال التغني بالقرآن الكريم في مجلة كنوز الفرقان ، العدد الثامن ، صـ 19. ] : " فهذه الآثار كلها تدل على أنه عليه السلام أباح التغني بالقرآن ، وأباح ترجيع الكلمات مترنمًا بمعانيها مردداً لها بترديد ألفاظها ، كما يفعل الأديب عند ترديد بيت من الشعر أدرك معناه واستطابه ، فردده استحسانا له ، ولجودة التعبير وسلامته ، وكما فعل عليه السلام عند ترجيعه ... فإن ترديد ذلك في عام الفتح إنما هو من شكر المنعم به ، وهو استذكار للانتقال من الضعف إلى القوة ، ومن الفتنة في الدين إلى جعل الكلمة العليا لدين رب العالمين .(1/770)
وإذا كان الترجيع ليس إلا ترديدا ً للمعنى وتذوقا له واستطابه واعتباراً به ، فكذا يكون التغني الذي استحسنه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ إذ أن العرب الذين كانوا يقرؤون القرآن كانوا على علم بأساليب البيان ، ومعاني الفرقان ، فكانوا يترنمون بالألفاظ ترجيعاً لمعناها ، وتذوقاً لجمالها ، واستحساناً لأسلوبها .
وعلى ذلك يكون تحسين القراءة بالصوت الجميل الغرض منه أن يسهل على السامع فهم المعنى وتذوقه ، وإدراك جمال الأسلوب ، وجمال الألفاظ" .
ولقد شدّد العلماء فيما يتعلق بترجيع القرآن الكريم والتغني به ، ووضعوا لذلك معايير دقيقة ، وهي عدم الخروج عن حدود التجويد ، وأن لا يكون التغني لمجرد النغم من غير نظر إلى المعاني ، وأن لا يكون مشابها لترجيع الغناء المنافي للخشوع الذي هو مقصود التلاوة، ولهذا نصّ العلماء – رحمهم الله – على منع القراءة بالترعيد والترقيص والتطريب ، أما الترعيد في القراءة فهو أن يأتي بالصوت إذا قرأ مضربا كأنه يرتعد من برد أو ألم ، وأما الترقيص فهو أن يروم السكوت على الساكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو وهرولة ، وأما التطريب فهو أن يتنغم بالقراءة ويترنّم بحيث يزيد في المد في موضع المد وغيره.
---
(1/771)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 [13] 14 15
---
المنهج السديد في عرض مادة التوحيد (0 ردود)
هل أسماء السور توقيفية أم اجتهادية ؟ (2 ردود)
اقتراح لرسائل في الاسرائليات (3 ردود)
تفسير البيضاوي (3 ردود)
أسأل عن طبعات كتاب تفسير القرطبي (2 ردود)
العمد في كتب التجويد (11 ردود)
آيات الصيام حكم وأحكام " دعوة للتأمل " (6 ردود)
الحال مع القرآن في رمضان (21 ردود)
أقوال العلماء في إسماعيل بن عبدالرحمن المعروف بالسدي الكبير. (10 ردود)
ركن التدبر والاستنباط من القرآن خلال شهر رمضان 1424-1426هـ (20 ردود)
إشكال في قصة موسى والخضر عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام (6 ردود)
عاجل قبل بدء القيام في رمضان . هل هذه سنة خاصة بأهل القرآن ؟ (6 ردود)
شبهة في القراءات السبع (1 ردود)
هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردَّها ؟ (4 ردود)
هل من يوجز عن التفسير التحليلي (2 ردود)
( مثالان ) هل يصح التمثيل بهما في اختلاف الفقهاء بسبب اختلاف القراءات ؟ (3 ردود)
إتقان البرهان في علوم القرأن ماذا تعرف عنه ؟ (7 ردود)
أفضل كتب تفسير آيات الأحكام (1 ردود)
قراءة الإمام حمزة الزيات رحمه الله. لماذا كره القراءة بها بعض أهل العلم ؟! (4 ردود)
هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟ [تعقيب على رأي الحافظ ابن عبد البر في هذه المسألة ] (2 ردود)
أود من الأخوة أن يتحفونا بمسألة المشترك اللفظي (1 ردود)
هل هذا هو رأي شيخ الإسلام (3 ردود)
علوم القرءان و حظها من التحقيق (0 ردود)
أصحاب الأعراف..؟ (6 ردود)
وقفات مهمة حول قراءة القرآن ( بمناسبة شهر رمضان ) (9 ردود)
ماذا عن تفسير البشتي.... ؟ (5 ردود)
لا فرق بين المسلم والمؤمن (13 ردود)
سؤال عن احتواء جمع أبي بكر للأحرف السبعة (6 ردود)(1/772)
ما رأيكم لو قرأنا عشر آيات يوميا بالمنتدى وعرفنا ما فيها من العلم والعمل كهدي السلف؟ (2 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 14،15 (3 ردود)
خاتمة كتاب (الإجماع في التفسير) للشيخ محمد بن عبدالعزيز الخضيري وفقه الله (0 ردود)
خاتمة كتاب (قواعد التفسير) للشيخ خالد السبت وفقه الله (0 ردود)
سؤال حول طبعات كتاب فتح القدير للشوكاني (1 ردود)
بحث في معنى ( حتى يطهرن) منقول من منتدى أهل الحديث (0 ردود)
عجائب المعاني في القرآن الكريم !! (0 ردود)
طلب مساعدة من أهل القراءات والتجويد (2 ردود)
كم ستختم القرآن من مرة في شهر رمضان (1 ردود)
سؤال عن منهج ابن جرير في تفسيره (6 ردود)
أربعة أسئلة (1 ردود)
سؤال عن نظم غريب القرآن لابن المنير رحمه الله (1 ردود)
أود معرفة الموضوعات التي بحثت في كتاب أضواء البيان (6 ردود)
وما أرسلنا من قبلك (1 ردود)
قاعدة من قواعد التفسير ، أريد من العارفين الإفادة عنها . (2 ردود)
سؤال عن التفسير العلمي (4 ردود)
النسخ في القرآن (1 ردود)
آيات أشكل عليّ تفسيرها (4 ردود)
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) فكيف نهتدي به ؟ (5 ردود)
أريد كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ : عبدالله بن يوسف الجديع (8 ردود)
منتدى السقيفة يدعوكم لهذا الحوار حول كتاب (المثاني) (2 ردود)
سؤال عن الأوزان الصرفية لألفاظ القرآن (1 ردود)
المفردة القرآنية .. المراحل التي تمرُّ بها حال تفسيرها (1) (2) (3) (4) (5) (10 ردود)
هل سأجد جواباً؟؟ (3 ردود)
عرض كتاب (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) للدكتور محمد المختار ولد أبَّاه (3 ردود)
الخلود في القرآن (3 ردود)
سؤال عن ترجمة الألوسي صاحب التفسير (5 ردود)
مسألة حول ضابط القراءة المتواترة (1 ردود)
سؤال عن تفسير (الوسيط) للزحيلي (1 ردود)
دفع ما قد يشكل من آيات سورة البقرة (3 ردود)
تصحيفات الكتب (الدراسات القرآنية) (18 ردود)(1/773)
مدارسة حول قواعد التفسير وقواعد الترجيح (1 ردود)
النظم الحبير في علوم القرآن وأصول التفسير (7 ردود)
تفسير الرازي (2 ردود)
تحقيق تفسير الثعلبي في رسائل جامعية (5 ردود)
طريقة مقترحة لدرس تفسير (3 ردود)
القصيدة الواضحة في تجويد الفاتحة (10 ردود)
صدر حديثاً : الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (2 ردود)
(مسائل مهمة في التفسير ) المسألة الأولى:الحكمة من افتتاح بعض السورة بالحروف المقطعة (0 ردود)
ملتقى أهل التفسير والإمام مجاهد رحمه الله تعالى !! (0 ردود)
هل ثمّ نظمٌ في علوم القرآن بالمعنى المدون ؟ (8 ردود)
بحث عن كتاب في المتشابه في القرآن (2 ردود)
علم المناسبات في القرآن الكريم (8 ردود)
نحو منهجية موحدة للتفسير (1 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 13 (3 ردود)
بشرى ( المتحف في أحكام المصحف ) للشيخ صالح الرشيد . (1 ردود)
الصورة البلاغيّة في استخدام أداتي تشبيه في قوله تعالى:(ليس كمثله شيء) (5 ردود)
القرآن و العلم (1 ردود)
حكم تقبيل المصحف ؟ للعلامة الألباني رحمه الله (8 ردود)
من روائع التراث المخطوط: (1) مسألة (بسطت) والجواب [عليها] (8 ردود)
هذا الذى رزقنا من قبل (2 ردود)
مقارنة بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري (0 ردود)
فهرسة لبعض فوائد كتاب التسهيل لابن جزي (2 ردود)
سؤال للمتخصصين في اللغة العربية : لغة القرآن الكريم (7 ردود)
مَن من المقرئين الذي احتبس صوته قبل موته بأيام ثم عاد إليه قبيل وفاته؟ (1 ردود)
الرسائل الجامعية المطبوعة في التفسير وعلوم القران...الكل يشارك (2 ردود)
سؤال عن المحرر الوجيز لابن عطية (2 ردود)
هل قراءة ورد يومي من القرآن واجبة ؟ (1 ردود)
سؤال عن آيات الأحكام في سورة البقرة (0 ردود)
لأقوياء الملاحظة في النحو (9 ردود)
حدائق الروح والريحان .... أين أجده !!! (1 ردود)
كتاب ترجمان القرآن للسيوطي هل هو موجود مخطوطا أو مطبوعا (14 ردود)(1/774)
هل يوجد شيخ في مكة بهذا: الاسم ،والوصف ؟؟(شيخ القراء) (5 ردود)
تصويب الأخطاء الواقعة في كتاب البدور الزاهرة (1 ردود)
سؤال عن آية في سورة الزمر (3 ردود)
المنسوخ من آيات القرآن الكريم ( بحث مفيد للشيخ عبدالرحمن الشهري ) (1 ردود)
كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ / محمد أبو شهبة (1 ردود)
قالت : ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (1 ردود)
قال : ياقوم هؤلاء بناتيهن أطهر لكم . (0 ردود)
أليس من العجيب ألا يفاد في هذا الموضوع إلى الآن ؟!! (1 ردود)
الموصول لفظا المفصول معنى (0 ردود)
سؤال عن المدخل إلى علم التفسير (0 ردود)
حكم تعلم التجويد ....الشيخ/ د.مساعد الطيار (8 ردود)
استشارة (0 ردود)
ما يفيده حرف الواو (4 ردود)
سؤال في القراءات؟ (2 ردود)
حول المصاحف التي كانت عند الصحابة (0 ردود)
كتاب (الاسرئيليات في تفسير الطبري) (2 ردود)
الحوار بين المولى سبحانه وتعالى وإبليس لعنه الله أرجو من الجميع الإدلاء كل بما لديه (0 ردود)
حول أول من تعلم الخط العربي (2 ردود)
كتاب الإكليل لاستنباط التنزيل مخطوط أم مطبوع وأين أجده على أي الحالين ؟ (4 ردود)
نظراتٌ لغوية ... في القرآن الكريم .. (3 ردود)
سؤال عن" الفوائد المشوق ". (5 ردود)
إن الله عنده علم الساعة (1 ردود)
ماذا عن أجواء المناقشات العلمية للرسائل الجامعية (0 ردود)
آيات تتماثل في الأرقام وتتماثل في اللفظ أو تتشابه (منقول ) (0 ردود)
نقاش حول حكم زواج المسلم من اليهودية والنصرانية (21 ردود)
هل في القرآن غير العربية ؟ (3 ردود)
اقتراح ، وسؤال . (4 ردود)
تساؤل من طلبة قسم التفسير (0 ردود)
فائدة من درر العلماء ومصنفاتهم ... (2 ردود)
( ءاعجمي و عربي ) من قول الله تعالى أم من قول الكفار (2 ردود)
شيء من فوائد السبكي الشافعي في التفسير (0 ردود)
هل طبع هذا الكتاب؟؟؟؟؟ (0 ردود)(1/775)
هل لابن النقيب تفسير وما رأي مشايخنا فيه وهل هو مطبوع أم مخطوط وأين نجد مخطوطته؟ (1 ردود)
سلسلة التعريف بكتب التفسير للشيخ مساعد الطيار (0 ردود)
هل من الصواب نقل تفسير الصحابي وغيره ، دون معرفة أصل قراءته ؟ (3 ردود)
طلب تعريف بتفسير محمد حسنين مخلوف المطبوع على حواشي بعض المصاحف (0 ردود)
كلام جميل جداً للإستاذ سيد قطب رحمه الله في تفسيره عن صنم المصلحة ! (3 ردود)
" لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم " (1 ردود)
" لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم " (0 ردود)
سؤال عن كتابين (6 ردود)
القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري ..والرد عليه (7 ردود)
طلب افادة عن مخطوط (دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة) للطوفي رحمه الله (3 ردود)
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها (0 ردود)
دعوة للمشاركة الفاعلة (4 ردود)
هل تذكر أسماء السور كما هي على سبيل الحكاية أم تتغير بحسب الموقع الإعرابي (3 ردود)
هل تعطيل يوم الجمعة غير مشروع ؟ وهل هذا الاستدلال صحيح ؟ (3 ردود)
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها (0 ردود)
((إنّما العلم بالتعلم)) (0 ردود)
أسرار ترتيب القرآن للسيوطي (0 ردود)
سؤال لأهل القراءات (6 ردود)
تدبر القرآن ثم العمل به (0 ردود)
ما رأي المتخصصين في هذه الاستدلالات ؟ (2 ردود)
اهم المراجع في التفسير.. (0 ردود)
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ؟؟؟ (4 ردود)
أرجو إضافة عنوان لأعلام التفسير فى العصر الحديث فى هذا الملتقى المبارك (2 ردود)
حين يقرأ العلماء .[ أرجوا المشاركة من الجميع بالنصح والتوجيه والفائدة ] (4 ردود)
فائدة جميلة من الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق (7 ردود)
ما مدى صحة نسبة كتاب الفوائد المشوّق لابن القيم (2 ردود)
المقامات في القرآن ؟ (2 ردود)(1/776)
أشيروا علي ياأهل العلم: الطياروالدوسري وغيرهم (4 ردود)
سؤال عن الترادف في القرآن الكريم (1 ردود)
الآبة الكريمة رقم 18 من سورة النمل (1 ردود)
ما الكتب النادرة في مكتبتك ؟ أدخل وشارك (8 ردود)
سؤال عن الكتب التي جمعت الدعاء في القرآن (2 ردود)
سؤال عن أشرطة الشيخ الأمين الشنقيطي وكتبه (7 ردود)
هل تجوز كتابة المصحف بغير الرسم العثماني ؟ (2 ردود)
سؤال عن طبعة البنا وطبعة سلامة (2 ردود)
سؤال مهم عن طبعة لتفسير القرطبي( ارجوا الإفادة للضرورة ) (3 ردود)
شرع من قبلنا (1 ردود)
ما ينبغي تجنبه عند تفسير كتاب الله تعالى (1 ردود)
كتاب الشيخ الإمام العلامة ابن عثيمين " أصول في التفسير " ؟؟ (2 ردود)
سؤال مهم عن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم (5 ردود)
تفسير ما بين أيديهم وما خلفهم (1 ردود)
طرق تدريس مادة التفسير في المرحلة الجامعية. (0 ردود)
سؤال في القراءات (1 ردود)
سؤال عن الالتفات في القرآن الكريم ؟ (8 ردود)
المكثرون من الإسرائليات ..نظماً (0 ردود)
سؤال عن تعريف القرآن اصطلاحاً (3 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 12 (1 ردود)
سؤال عن شروح مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير (11 ردود)
الإعجاز الباهر: ( شواظ من نار ونحاس )** (0 ردود)
كان هذا في عصر السلف (1 ردود)
سؤال عن كتاب في أسماء الله (4 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 11 (2 ردود)
لفظ " حمد " (1 ردود)
طلب المساعدة في وضع مقررات دورات علمية وكلية للقرآن الكريم. (7 ردود)
سؤال لأهل الاختصاص..ما هي أجود طبعات تفسير ابن كثير (1 ردود)
رسائل علمية في علوم القرآن (6 ردود)
الآية الكريمة رقم 74 من سورة الأنعام (1 ردود)
سؤال للشيخ ابراهيم الدوسري -نفع الله به- (2 ردود)
سؤال عن تفسير الآيات (10-12) من سورة النساء (1 ردود)
أول طلب فأرجو تلبيته ما أفضل الطبعات لهذه الكتب؟؟؟ (2 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 10 (1 ردود)(1/777)
تجليات الله تعالى في كتابه (1) (2 ردود)
قوله تعالى :(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين..). (0 ردود)
اثر ( من أراد خير الأولين والآخرين فليثور القرآن فإن فيه خير الأولين ..) (0 ردود)
قال سماحة الوالد العلامة ابن باز رحمه الله (0 ردود)
وجاء ربك والملائكة صفا (4 ردود)
ماالفرق بين السبيل-الطريق-الصراط (2 ردود)
الضابط في المكي والمدني . (13 ردود)
هل ثبتت هذه الصفة لله تعالى ؟ (2 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 9 (2 ردود)
التحقيق في قصة هاروت وماروت (3 ردود)
أول مشاركة وأسئلة تحتاج لخبير (1 ردود)
ابن مسعود والفاتحة (3 ردود)
نظرات في القرآن - للدكتور بسام جرار - برنامج مسجل ( بدأ فيه بنظرات في سورة يوسف ) (0 ردود)
قول الله : ( جعلا له شركاء فيما آتاهما ) أُشكل عليَّ ، فمن يزيل الإشكال ؟ (7 ردود)
أشرطة سمعية لشروح التفسير (1 ردود)
اختراع خرسانة مقاومة للزلازل اعتماداً على آية قرآنية (0 ردود)
سؤال عن الغسل والوضوء (3 ردود)
سلسلة الروائع السعدية (3 ردود)
هل هذه الآية من آيات الصفات (2 ردود)
مسائل أرجو الإجابة عليها . فهل من مجيب (1 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 8 (4 ردود)
تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك ... لفضيلة الشيخ محمد الدويش حفظه الله (0 ردود)
هل ثبت ان ابن مسعود كان لايكتب المعوذتين في مصحفه ؟؟ (1 ردود)
خلاصة التفسير العلمي للقرآن (0 ردود)
تعدد قراءات القرآن الكريم (2 ردود)
في التفسير (1 ردود)
تفسير جديد للأمين الشنقيطي (3 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 7 (2 ردود)
طريقة التفسير التي يراها الشيخ اين عثيمين رحمه الله تعالى (1 ردود)
سؤال: ما ضابط توزيع الأجزاء في القرآن (1 ردود)
سؤال عن علاقة الشعر العربي بتفسير القرآن الكريم (5 ردود)
سؤال جديد في التفسير (0 ردود)
سورة الزمر (4 ردود)
سؤال آخر في التفسير (1 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 6 (3 ردود)(1/778)
الإمام البغوي(ومعالم التنزيل) وقفة سريعة وتعريف موجز. (10 ردود)
افات القراء (0 ردود)
سؤال في التفسير (1 ردود)
القرآن الكريم وتفاعل المعاني ( الجزء الثاني ) . (0 ردود)
القرآن الكريم وتفاعل المعاني: دراسة دلالية لتعلق حرف الجر بالفعل وأثره في المعنى في ا (0 ردود)
سؤال لأهل التخصص في القراءات عن التكبير عند الختم ؛ هل يصح فيه شيء؟ (12 ردود)
لطائف (7 ردود)
أشيروا علي بالمنهج يا أهل العلم (2 ردود)
منهج ابن كثير في التفسير.. (0 ردود)
سؤال للكل وخاصة مهرة القراء:اللام في قوله(وليقولوا)مرة مكسورة ومرة ساكنة فكيف نحفظها (7 ردود)
تنبيهات فنية للاستفادة القصوى من ملتقى أهل التفسير (1 ردود)
سؤال عن الآية التي ينتصف عندها القرآن ؟ (1 ردود)
سؤال عن قصة الغرانيق ؟ (5 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 5 (1 ردود)
وذروا ظاهر الإثم وباطنه (أول مشاركة لي). (4 ردود)
دليل القرآن الكريم (0 ردود)
لمحة في كتاب ( الإعجاز العلمي في القرآن ) للجميلي (0 ردود)
متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة ؟ (4 ردود)
مواقع رائعة جدا للإعجاز (0 ردود)
أرجو الإجابة على هذا السؤال . (2 ردود)
اثنتا عشرة قاعدة في الأحرف السبعة، والقراءات (1 ردود)
كتاب : الإمام أبو بكر الرازي الجصاص ومنهجه في التفسير (0 ردود)
ابن حزم مفسراً (1) (3 ردود)
من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟ (17 ردود)
سؤال عن أحسن من تكلم على أثر ابن عباس في نزول القرآن مرتين ؟ (4 ردود)
مدارسة في تفسيرالقرطبي ( 4 ) (7 ردود)
كتب تفسير وصى بها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مع بعض التعليقات عليها (6 ردود)
ملح التفسير ولطائفه (2) (0 ردود)
سؤال عن صفة الترجيع في القراءة (2 ردود)
تفسير قوله تعالى (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) (1 ردود)
أبحث عن أفضل الطبعات لهذه الكتب.. (10 ردود)
المقولات التي أقرها القرآن العظيم (1 ردود)(1/779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كتاب رياض الصالحين للجوال
---
كتاب رياض الصالحين للجوال
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 03:36 AM
http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/attachment.php?attachmentid=34974
---
(1/780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن موضوع بحث
---
سؤال عن موضوع بحث
---
العويدي
03-23-2006, 09:41 AM
هل من موضوعات بحوث أو مخطوطات مقترحة في مجال الدراسات العليا في القراءات ؟
---
(1/781)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ويبقى وجه ربك
---
ويبقى وجه ربك
---
المدمر
08-22-2004, 06:19 PM
ويبقى وجه ربك
لابد أن يأتي يوم ويرحل فيه كل الخلائق ولا يبقى في الكون إلا خالقه .. الله سبحانه وتعالى .. فإذا نفخ إسرافيل النفخة الاولى وصعق من في السموات والارض .... فعندها يقول الله سبحانه وتعالى لملك الموت يا ملك الموت : من بقي من خلقي ؟ فيقول ملك الموت : سبحانك لم يبق إلا جبريل وميكائيل وأنا عبدك الماثل بين يديك !!
فيقول الله : اذهب واقبض روح جبريل .. فيذهب ويقبض روح جبريل !!!
فيقول الله : من بقي يا ملك الموت من خلقي؟
فيقول لله سبحانه وتعالى : لم يبق الا ميكائيل وأنا !!؟
فيقول الله : اذهب واقبض روح ميكائيل !!!!؟
فيذهب ويقبض روح ميكائيل ..
فيقول الله تعالى : من بقي من خلقي يا ملك الموت ؟
فيقول ملك الموت : سبحانك لم يبق إلا عبدك الماثل بين يديك ........؟
فيقول الله : ُمت يا ملك الموت !!؟
وعندما يموت يقول ملك الموت : وعزتك وجلالك لو كنت أعلم أن سكرات الموت شديدة هكذا لدعوتك أن تعفيني من قبض أرواح العباد ..
لا إله إلا الله .. كل من عليها يفنى ويزول ويبقى وجه الله سبحانه وتعالى ذو الجلال والإكرام
---
(1/782)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خمسة وخميسة
---
خمسة وخميسة
---
موسى أحمد زغاري
04-07-2006, 08:57 PM
السلام عليكم
يقول بعض الناس أحيانا بالعامية : خمسة وخميسة أو خمسة في عين اللي ما يصلي عالنبي .
فما أصلها ؟
جاء في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، لأبن عطية الأندلسي :
وهذه السورة خمس آيات فقال بعض الحذاق: وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا نظر إليهم: الخمس على عينيك، وقد غلطت العامة في هذا فيشيرون في ذلك بالأصابع لكونها خمسة.
وعليه نجد لها أصلا شرعيا .
---
مجدي ابو عيشة
04-08-2006, 06:07 PM
السلام عليكم
يقول بعض الناس أحيانا بالعامية : خمسة وخميسة أو خمسة في عين اللي ما يصلي عالنبي .
فما أصلها ؟
جاء في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، لأبن عطية الأندلسي :
وهذه السورة خمس آيات فقال بعض الحذاق: وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا نظر إليهم: الخمس على عينيك، وقد غلطت العامة في هذا فيشيرون في ذلك بالأصابع لكونها خمسة.
وعليه نجد لها أصلا شرعيا .
هذا رأي بعض الناس في أصلها ولكن هل هي اصلها ؟
---
(1/783)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أدب الصحابة .. وفتح الشام..
---
أدب الصحابة .. وفتح الشام..
---
hedaya
04-07-2006, 10:30 AM
QUOTE=hedaya]
أدب الصحابة .. وفتح الشام
تتضاءل الكلمات أمام ذلك الأدب الجم الذي نراه بين الصحابة.. أدبا وخلقا يسمو بهم إلى مراتب الملائكة. فها نحن نرى أبا بكر وقد عقد الألوية لفتح الشام وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وأمر خالدا بن الوليد على جيش آخر لفتح العراق.
في الشام كانت معركة اليرموك والتفت جموع الروم وتكاثفت حول المسلمين فطلبوا المدد من أبي بكر فأمر خالدا بالسير بنصف جيشه من العراق إلى الشام وليكن خالدا هناك أميرا على الجيش كله ، وليظل نصف الجيش في العراق تحت إمرة المثنى بن حارثة.
يطيع خالد الأمر .. ويرسل رسوله إلى إبي عبيدة قبل أن يصل هو، يخبره بأمر تنازله عن قيادة الجيش. لكن أبا عبيدة ينزل راضيا على أمر الخليفة ، ويصبح جنديا في الصفوف تحت لواء خالد.
يا الله .. ما هذا الخلق الرفيع .. فلا بغضاء ولا شحناء .. إنه السمع والطاعة ، إنه الإيثار والتضحية. "يرسل خالد إلى أبي عبيدة يخبره بتنازله عن القيادة لكن أبا عبيدة يصر على الطاعة!!!"
لم يرنا هؤلاء الأخيار ونحن نتكالب على الرياسة وعلى الكرسي، وكلنا يرجو أخذ اللقمة من فم أخيه....نتنافس على الدنيا ولو على حساب أقرب الناس إلينا، ولو على حساب مبادئنا وقيمنا.
من منا يؤثر أخيه على نفسه.. ويوقن أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطأه.
نعود إلى اليرموك...فإذا بتباشير النصر تهب بعد سلسلة من المعارك دامت مدة من الزمن.. وتتأكد خبرة خالد في المواقف الصعاب،ويقتل ويأسر عدد كبير من الروم .
وفي هذه الأثناء يأتي خبر وفاة الصديق وتولي عمر الخلافة وأمره بعزل خالد وتولية أبة عبيدة على الجيش.(1/784)
ويفكر خالد.. سيضطرب المسلمون.. ولربما أصبح النصر هزيمة.. والنصر ما هو إلا نصرا للإسلام لا لخالد.
فيخفي خالد الأمر حتى يتم الله نصره.
ونقف طويلا أمام أبو عبيدة.. ماذا تراه يفعل عندما يصله نفس الخبر؟!
أقف ذاهلة أمام ما فعل.. لقد كتم الخبر هو الآخر .. ولنفس السبب!!!
فنصرة الإسلام والمسلمين أحب إليه من إمرة الجيش.
إنه يريد الرفعة لدينه لا لنفسه.
رضي الله عن صحابة رسول الله..وألحقنا بهم في الصالحين..
[/QUOTE]
---
رشا عصر
04-14-2006, 12:23 AM
جعله الله فى ميزان حسناتك وجزاك اللله خيرا
رضي الله عن صحابة رسول الله..وألحقنا بهم في الصالحين..
مااجمل ذكر السيرة..................................
---
(1/785)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خاتمة كتاب (الإجماع في التفسير) للشيخ محمد بن عبدالعزيز الخضيري وفقه الله
---
خاتمة كتاب (الإجماع في التفسير) للشيخ محمد بن عبدالعزيز الخضيري وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
10-12-2003, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خاتمة كتاب (الإجماع في التفسير) للدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري وفقه الله . وهو في الأصل رسالة تقدم بها لنيل درجة الماجستير من قسم القرآن الكريم وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض.
الخاتمة
"نسأل الله الكريم حسنها"
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وبعد هذا التطواف الطويل، ألقي عصا المسير، مستخلصاً أهمَّ النتائج التي خلصت إليها فأقول:
ـ الإجماع يطلق في اللغة على معنيين: العزم، والاتفاق.
ـ أما في الاصطلاح فالإجماع: "هو اتفاق مجتهدي الأمة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في عصر، على أي أمرٍ كان "وهذا من أجمع التعريفات.
ـ بينت أن الإجماع حق مقطوع به في دين الله، وأنه أصل عظيم من أصول الدين، ومصدر من مصادر الشريعة، ولذلك يتحتم على طالب الحق معرفته، لئلا يكون في عداد المشاقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، المتبعين غير سبيل المؤمنين، فيحق عليه الوعيد المذكور في قوله تعالى: ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً? [سورة النساء].
ـ وقد بينت أن مرتبة الإجماع تلي مرتبة الكتاب والسنة، وهذا هو مذهب السلف الصالح، خلافاًَ لبعض المتأخرين الذين يقدمون الإجماع في المرتبة على الكتاب والسنة، والتي نشأ عنها معارضة الكتاب والسنة بالإجماع المجهول.(1/786)
ـ أما الإجماع القطعي ـ كالإجماع على المعلوم من الدين بالضرورة ـ فإن العلماء يقدمونه على النصوص، لأن واقع الأمر أنه تقديم للنصوص القطعية الثبوت والدلالة على النصوص الظنية الثبوت أو الدلالة، لا أنه تقديم للإجماع على النص.
ـ ثم ذكرت أهمَّ الفوائد التي ذكرها العلماء للإجماع، ومن ذلك:
1ـ الإجماع على المعلوم بالضرورة من الدين يُظْهر حجم الأمور التي اتفقت فيها الأمة، بحيث لا يستطيع أهلُ الزيغ والضلال إفسادَ دين المسلمين، وحال أهل الكتاب في اختلافهم في أصول دينهم أدلُّ على النعمة التي اختصت بها الأمة الإسلامية.
2ـ العلم بالقضايا المجمع عليها من الأمة يعطي الثقة التامة بهذا الدين، ويؤلف قلوب المسلمين، ويسدُّ البابَ على من يقول: إن الأمة مختلفة في كل شيء، فكيف تجتمع؟
3ـ إنه قد يخفي النص على بعض الناس، ويعلم الإجماع فيحتج به.
4ـ إن السند الذي يقوم عليه الإجماع قد يكون ظنياً، فيرتفع بالإجماع عليه إلى مرتبة القطع.
5ـ إن النصوص تحتمل التأويل والتخصيص والنسخ ونحو ذلك، والإجماع يرفع الاحتمال، ويقي المجتهد متاعب النظر والاستدلال.
6ـ التشنيع على المخالفين بالجرأة على مخافة الإجماع، فيكون ذلك سبباً لزجر المخالف، وردعه عن التمادي في باطله.
ـ بينت في الحديث عن حجية الإجماع، إمكان وقوع الإجماع عادة، وإمكان العلم به، بعد تحققه من المجتهدين، وإن كان نقله نقلاً صحيحاً إلى من يحتج به.
ـ ثم ذكرت الأدلة على حجية الإجماع من الكتاب والسنة بعد أن قررت أن الدليل على ثبوت الإجماع إنما هو دليل الشرع لا العقل.
ـ وقد بينت أن هذه الأدلة قد دلت على أمرين مهمين:
الأول: إن العصمة ثابتة لمجموع الأمة، دون اشتراط عدد معين، فمتى ثبت الإجماع، وجب اتباعه، دون أن يكون من شرطه أن يبلغ المجمعون عدد التواتر.
الثاني: أن الإجماع حجةٌ ماضية في جميع العصور، وليس ذلك محصواً في عهد الصحابة دون غيرهم.(1/787)
ـ وضحت أن الإجماع ينقسم باعتبار ذاته إلى إجماع صريح، وإجماع سكوتي، وباعتبار أهله ينقسم إلى إجماع عامة، كالإجماع على المعلوم بالضرورة من الدين ـ وإجماع خاصة، وباعتبار عصره ينقسم إلى إجماع الصحابة، وإجماع من بعدهم، وباعتبار نقله إلينا ينقسم إلى إجماع ينقل بطريق التواتر، وإجماع ينقل بطريق الآحاد، وباعتبار قوته ينقسم إلى إجماع قطعي، وإجماع ظني.
ثم فصلت القول في تقسيم الإجماع باعتبار ذاته:
مبيناً أن الإجماع الصريح: هو الذي أبدى فيه جميع المجتهدين آراءهم بصراحة، أو صرح بعضهم بالقول، وفعل البقية مقتضاه، فهذا حجة قاطعة بلا نزاع. ومن الإجماع الصريح ـ على رأي جمهور الأصوليين ـ ما إذا اتفق المجتهدون في الفعل بما يدل على حكمه، وهو ما يسمى بالإجماع الفعلي الصريح.
ـ وأما الإجماع السكوتي: فهذا أن يعمل بعض المجتهدين عملاً، أو يبدي رأياً في مسألة اجتهادية قبل استقرار المذاهب فيها، ويسكت باقي المجتهدين عن إبداء رأيه بالموافقة أو بالمخالفة، بعد علمهم، سكوتاً مجرداً عن أمارات الرضا والسخط، مع مضي زمن يكفي للبحث والنظر. فلا يسمى إجماعاً سكوتياً إلا ما توافر فيه هذه القيود المذكورة. ومثله الإجماع الاستقرائي: وهو أن تستقرأ أقوال العلماء في مسألة فلا يعلم خلافٌ فيها.(1/788)
وقد ذكرت أن العلماء اختلفوا في حجية الإجماع السكوتي، وجمهورهم على الاحتجاج به، وبينت سبب الخلاف، وحررت محل النزاع، ثم ذكرت أدلة الجمهور مفصلة. وأوضحت بعد ذلك أن هذا النوع من الإجماعات هو الذي يغلب وجوده ونقله بين العلماء، أما الإجماع الذي يذكره الأصوليون بالشروط الموجودة في كتبهم فهذا يكاد يستحيل وقوعه بعد عصر الصحابة، إن لم يكن غيرَ موجود في عصرهم، والقول به يفضي إلى عدم الانتفاع بأصل الإجماع، هذا فضلاً عن كونه يفتح باباً لضعاف النفوس الذين يريدون هدم أصل الإجماع، وإغلاق بابه، بأن يطبقوا تلك الشروط على ما يحكيه أهل العلم من الإجماع، فلا تنطبق عليه، فيعودوا على جملة عظيمة من المسائل المجمع عليها بالنقض.
ـ بينت أهم الشروط التي ذكرها أهل العلم في الإجماع، وهي كالتالي:
الشرط الأول: أن يكون الإجماع عن مستند، والمستند هو الدليل الذي اعتمده المجتهدون فيما أجمعوا عليه. ولم يخالف في هذا الشرط إلا طائفة شاذة كما يقول الآمدي. و يتصل بهذا الشرط مسألتان:
الأولى: نوع الدليل الذي يكون مستنداً للإجماع. فمن العلماء من يرى أنه لا يكون إلا من الكتاب والسنة، ومنهم من يرى أنه يمكن أن يستند إلى الاجتهاد أو القياس. وقد انتصر شيخ الإسلام ابن تيمية للقول الأول, مبينًا أنه لا يوجد مسألة مجمع عليها إلا وفيها بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يخفى النص على بعض الناس، فيظن أن الإجماع قد انعقد على غير نص من اجتهاد أو قياس، وقد ذكرت أن هذا النزاع يمكن إرجاعه إلى اللفظ، لأن كلاً من الفريقين أخبر بحاله، وتكلم بحسب ما عنده من العلم، مع اتفاقهم جميعاً على ضرورة استناد الإجماع إلى دليل.
الثانية: أنه يمكن الاستغناء بنقل الإجماع الصحيح عن نقل دليله.(1/789)
الشرط الثاني: أن يكون المجمعون من العلماء المجتهدين. ويكفي في ذلك الاجتهاد الجزئي، لأن اشتراط الاجتهاد المطلق يؤدي إلى تعذر الإجماع، لندرة وجود المجتهد المطلق.
والمعتبر في كل مسألة من له فيها أثر من أهل العلم المجتهدين.
الشرط الثالث: أن يكون الإجماع صادراً من جميع مجتهدي العصر، فإذا خالف أحدهم لم يعتد بالإجماع.
الشرط الرابع: أن يكون المجمعون أحياء موجودين، فالمستقبل لا ينتظر والماضي لا يعتبر.
ـ ويتصل بهذا الشرط مسألة اشتراط انقراض عصر المجمعين، وقد بينت أن الجمهور لا يرون اشتراط ذلك لصحة الإجماع، وذكرت أدلتهم على ذلك، إلا أن كثيراً من العلماء اشترط انقراض العصر لصحة الإجماع السكوتي، لأنه لا تعلم أقوال الساكتين من المجتهدين إلا بعد مضي مدة طويلة يعرف بها أن القول بلغهم، ونظروا فيه، ولم ينكروه مع زوال ما يمنع إنكارهم له.
الشرط الخامس: أن يكون المجمعون عدولاً. وعليه فلا يتوقف الإجماع ولا حجيته على موافقة غير العدل، إذا بلغ رتبة الاجتهاد، ولا تضرُّ مخالفته.
ـ إذا اختلف الصحابة على قولين أو أكثر فأرادوا أن يجمعوا على قولٍ مما اختلفوا فيه، فإن كان قبل استقرار الخلاف بينهم، فإنه يزيل الخلاف، ويصير المسألة إجماعية، بلا خلاف، وإن كان بعد استقرار الخلاف فجمهور الأصوليين على جواز اتفاقهم، واعتباره إجماعاً.
ـ بينت أنه إذا اختلف الصحابة على قولين، فإنّ لمن بعدهم الإجماع على أحد قوليهم، إن كان الخلاف لم يستقر بينهم، أما إذا استقر الخلاف، فجمهور الأصوليين على المنع من الإجماع، فإذا أجمع التابعون على أحد القولين لم يزل القول الآخر في المسألة، وجاز لتابعي التابعين الأخذ بكلٍّ من قولي الصحابة.(1/790)
وعليه فمن ادعى وقوع إجماع في مسألة اختلف فيها الصحابة، فلا يخلو ذلك من أحد أمور ثلاثة: إما أن الخلاف لم يستقر بين الصحابة، أو أن المسألة التي اختلف فيها الصحابة غير المسألة التي أجمع عليها المتأخرون، أو أن تكون دعوى الإجماع غير صحيحة.
ويتصل بهذه المسألة ما إذا نقل عالم الإجماع، ونقل غيره الخلاف سواءً سمى المخالف أو لم يسمِّه، فإنه لا يقبل قول مدعي الإجماع، لأن ناقل الإجماع نافٍ للخلاف، وناقل النزاع مثبتٌ له، والمثبت مقدم على النافي، ولأن عدم علم الناقل للإجماع بالخلاف ليس علماً بعدم الخلاف، ولأنه لو افترضنا غلط ناقل النزاع، فإن كان الغلط في ناقل الإجماع أولى وأحرى.
ـ بينت أنه إذا اختلف الصحابة على قولين أو أكثر، في مسألة، أو تأويل آية، أو حديث، فإنه لا يجوز لمن بعدهم إحداث قولٍ زائد على ما اختلف عليه الصحابة، لأن في ذلك نسبة الأمة إلى تضييع الحق، والغفلة عنه، وأنه لم يبق من أهل العصر أحدٌ على الحق، وهذا باطل. فإن كان المراد من إحداث تأويل لم يقل به الصحابة إيرادَ معنى تحتمله الآية لم يتعرض له الصحابة، أو كان من قبيل الاستنباط من دلالة الآية، فإن هذا لا يقتصر على قوم بأعيانهم، بل هو باق مستمر.
أما إحداث دليل لم يستدل به السابقون فهذا جائز سائغ، لأن الاطلاع على جميع الأدلة ليس شرطاً في معرفة الحق، بل يكفي دليل واحد.
ـ ذكرت الأحكام المترتبة على الإجماع الصحيح وهي:
1ـ وجوب اتباعه، وحرمة مخالفته.
2ـ أن هذا الإجماع حق وصواب، ولا يكون خطأ، ويترتب عليه: أنه لا يمكن أن يقع إجماع على خلاف نص أبداً، كما لا يمكن أن يقع على خلاف إجماع سابق.
ويترتب عليه أيضاً:حرمة الاجتهاد، لأن الإجماع لا بد أن يستند إلى نص، وإذا كان النص وحده مسقطاً للاجتهاد، فكيف إذا انضم إليه الإجماع.(1/791)
3ـ ذكرت حكم منكر الحكم المجمع عليه، فإذا كان الإجماع على أمر معلوم من الدين بالضرورة فإن مخالفه يكفر، وإن كان الإجماع على غير ذلك، فقد اختلف العلماء اختلافاً كثيراً في حكم جاحده، أو خارقه، مع اتفاقهم ـ كما قال الآمدي ـ على أن إنكار حكم الإجماع الظني غير موجب للتكفير.
والسبب في خلافهم: اختلافهم في حقيقة الإجماع، وشروطه وما يتصل بذلك، ولذلك من أقر بصحة إجماع بعينه، ثم أنكر ما أجمعوا عليه، فإنه يحكم عليه بالكفر، لأن التكذيب بالإجماع هنا آيل إلى التكذيب بالشارع، ومن كذب الشارع كفر.
وفي الفصل الثاني: ذكرتُ جملة من المباحث التي تتصل بالإجماع عند المفسرين. وهذا ملخص ما فيها:
ـ بينت أن المفسرين قد عُنُوا بالمسائل المجمع عليها في شتى الفنون بما لا يكاد يوجد له نظير في شتى صنوف العلم، وذلك راجع إلى كون القرآن الكريم هو مدار جميع علوم الإسلام، ولشدة عناية المفسرين بالإجماع فإنهم قلَّ أن يطلعوا على إجماع في أحد المصادر إلا ويقومون بنقله في تفاسيرهم.
ولم تكن عنايتهم مقصورة على النقل والحكاية، بل عنوا أيضاً بأمر مناقشة الإجماع والاعتراض عليه من جهة، أو تأييده بالأدلة من جهة أخرى. وأمثلة كلِّ ذلك قد ذكرتها تفصيلاً في موضعها.
ـ وضحت جملة من دواعي ذكر الإجماع عند المفسرين، وذلك لأني رأيت المفسرين لا يذكرون الإجماع في التفسير إلا لأمر يدعو لحكايته ونقله، ومن تلك الدواعي:
أـ وجود الاشتراك في المعنى، بحيث يرد في الآية لفظ مشترك بين معنيين فأكثر، يصلح حمل اللفظ مجرداً عليها، ولا يصح تفسيره إلا بأحدها، فيذكر العلماء الإجماع عليه، دفعاً للاشتباه بحمله على المعنى الآخر.
2ـ تحرير محل النزاع في الآية، وذلك حينما يرد خلاف في تفسير الآية، فيبدأ المفسرون بذكر ما أجمع المفسرون عليه، تحريراً لمحل النزاع.(1/792)
3ـ الرد على المخالفين، وذلك حين تقوم طائفة منحرفة بتفسير آية على وجه يخدم ضلالها، وهو مخالف لتفسيرها الصحيح الثابت عن سلف الأمة، فإن المفسرين هنا يذكرون الإجماع على هذا التفسير، رداً على تلك الطائفة.
4ـ أن يذكر الإجماع في تفسير آية للاحتجاج به في ترجيح قول على آخر في تفسير آية أخرى.
5ـ دفع توهم معنى فاسد، إذ قد ينقدح في أذهان بعض الناس معنى فاسدٌ في تفسير آية، فيذكر العلماءُ الإجماعَ على تفسيرها بالمعنى الصحيح، دفعاً لذلك المعنى الفاسد.
6ـ مخالفة تأويل الآية للظاهر أو الغالب في الاستعمال.
7ـ ألاّ يرد في ألفاظ الآية ما يدل على المراد بها صراحة، مما لا يتم معناها إلا به، فيحتاج المفسر إلى التصريح بالإجماع على ذلك المراد، لقطع احتمال غيره.
ـ بينت أن الخلاف الوارد في التفسير إذا كان خلافاً في الألفاظ فقط فإنه لا أثر له بتاتاً على الإجماع.
وإن كان خلافاً في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فهذا من باب اختلاف التنوع ولا أثر للخلاف فيه على لا ما يُحكى من الإجماع إذا كان بصيغة تجمع بين الأقوال، ولا تؤدي إلى إبطال أحدها وعدم اعتباره.
لكن إذا حكى أحد المفسرين الإجماع على أحد تلك الأقوال، فإن كان مراده أن الجميع متفقون على صحة المعنى فهذا صحيح، وإن كان مراده نفي ما عداه من الأقوال فهذا مردود.
ـ بينت الأسباب التي توقع المفسر في مخالفة الإجماع، ومن أهمها:
أولاً: ضعف العناية بآثار السلف، وعدم التمييز بين صحيح الروايات الواردة عنهم و ضعيفها.
ثانياً: كون المفسر يعتقد أشياء باطلة، ثم يحمل القرآن عليها، ولو كان مخالفاً لما أجمع السلف عليه. وقد فصلت القول في بيان عدم الاعتداد بأقوال أهل الأهواء المخالفة لإجماع السلف.
ثالثاً: تفسير القرآن بمجرد اللغة، من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن، والمُنَزَّلِ عليه المخاطب به.
رابعاً:الاعتداد بالقول الشاذ.(1/793)
خامساً: الاعتداد بقول قد انعقد الإجماع قبل حدوثه.
سادساً: الاعتماد في نقل الخلاف على روايات ضعيفة، لا تثبت عمن نسبت إليه.
ـ ثم ختمت الأسباب ببيان أن الحسن البصري ـ رحمه الله ـ هو أكثر السلف الذين تُعزى إليهم الأقوال الشاذة المخالفة لما ثبت عن جماعتهم. ولعل من أهم الأسباب في ذلك: كون المعتزلة يعدونه منهم ـ زوراً وبهتاناً ـ، وينسبون إليه لذلك بعض الروايات المنكرة ترويجاً لها، هذا مع ضعف عنايتهم بالآثار، وقلة علمهم بصحيحها من ضعيفها.
ـ ذكرت بعض اللفتات العابرة في موضوع الإجماع عند المفسرين الذين تم جمع مادة البحث من كتبهم، ومن أهمها:
1ـ أكثر المفسرين حكاية للإجماع هو الإمام الطبري. و الإجماعات كثيرة في تفسيره، ومما قلل الانتفاع بها: ما تقدم من أن مذهبه في الإجماع عدم الاعتداد بمخلفة الواحد والاثنين.
2ـ كما كان ـ رحمه الله ـ يخالف بين العبارات عندما يحكي الإجماع للدلالة على اختلاف حقيقة الإجماع، من حيث وجودُ المخالف وعدمُه.
3ـ ذكرت أن الإمام الواحدي متساهل في حكاية الإجماع، بما يدعو إلى أخذ الحيطة والحذر من دعاوى الإجماع المبثوثة في تفسيره.
4ـ بينت أن ابن عطية مكثر من ذكر الإجماع في تفسيره، وأنه يعتمد كثيراً في حكاية الإجماع على تفسير الطبري. 5ـ كما ذكرت أنه لجلالة تفسير ابن عطية، فقد استفاد منه جمع ممن جاء بعده، وعلى رأسهم: الإمامان القرطبي وأبو حيان. ونقلا عنه لذلك الإجماعات التي حكاها، ونقلها عنهما من استفاد منهما، كالشوكاني والآلوسي وغيرهما.(1/794)
6ـ أما الإمام القرطبي فقد عُني بجمع المسائل المجمع عليها في الشريعة عناية فائقة، خصوصاً ما تعلق منها بالأحكام، وإذا عُرِفَتْ مصادره التي اعتمدها في تفسيره، زالت الغرابة في سبب كثرة إجماعاته، فكتب ابن المنذر، وابن عبد البر، وابن العربي، وابن عطية، وغيرهم ممن كان معروفاً بالعناية بحكاية الإجماع، قد ضمَّن القرطبيُّ تفسيرَه الكبيرَ خلاصتَها.
7ـ ولم يكن القرطبي ناقلاً فقط، بل كانت له وقفات مع الإجماعات التي ينقلها، مناقشة وتقويماً.
وفي القسم التطبيقي، اجتمع لدي من الإجماعات في التفسير (177) إجماعاً، تمَّ استخلاصها من كتب التفسير الستة التي شملتها خطة البحث وهي: تفسير الطبري، وابن حاتم، و الماوردي و الواحدي، وابن عطية، والقرطبي ـ رحمهم الله جميعاً ـ وقد ناقشتها ـ بحمد الله ـ جميعاً، وميزت الصحيح من غيره على ضوء القواعد الأصولية والمنهج الذي ذكرته في مقدمة الرسالة.
ـ هذا وقد اتضح لي بعد الدراسة عدم صحة الإجماع في (46) موضعاً، لوجود الخلاف.
وأما الباقي وهو (131) إجماعاً، فمنها ما قطعت فيه بصحة الإجماع، ومنها ما استظهرت فيه الصحة، وهو الأكثر، ومنها ما هو محتمل للصحة مع التأويل أو توجيه العبارة، وهذه لا تتجاوز (10) مواضع.
مصدر النقل. موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/htmls/bookctitles.asp?bookcID=163)
---
(1/795)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المنهج القيم في قراءة كتب شيخ الإسلام وابن القيم أو هداية الطريق إلى المنهج العتيق
---
المنهج القيم في قراءة كتب شيخ الإسلام وابن القيم أو هداية الطريق إلى المنهج العتيق
---
أبو مهند النجدي
11-03-2006, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
«المنهج القَّيم في قراءة كتب شيخ الإسلام وابن القيم» أو «هداية الطريق إلى المنهج العتيق»
تأليف :
فهد بن عبد الله التركي
---
أبو مهند النجدي
11-18-2006, 12:10 AM
رابط من صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2967
---
(1/796)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التقديم والتأخير في القرآن ...
---
التقديم والتأخير في القرآن ...
---
سلطان الفقيه
06-15-2006, 06:24 PM
الأخوة الكرام ـ حفظكم الله ـ :بعد شد وجذب من شأن موضوع الرسالة التي أريد أن أقدمها لنيل درجة الماجستير، وبعد أن عرضت عليكم موضوع (تفسير القرآن بالسنة دراسة تأصيلية )
ذكر د/الحميضي أنه: بحث طويل ومتشعب ،أردت أن أطرح موضوع جديد وهو:
((التقديم والتأخير في القرآن الكريم دراسة موضوعية ))
بعد أن ذكر بعض مشايخنا أنه جدير بالبحث، ويصلح أن يكون موضوع رسالة.
فما رأي مشايخنا وأساتذتنا الكرام في ذلك ؟بارك الله فيكم وفي علمكم.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-15-2006, 10:17 PM
التقديم والتأخير في القرآن الكريم دراسة موضوعية !!
موضوع التقديم والتأخير موضوع بلاغي لغوي ؛ فكيف تكون الدراسة موضوعية؟
وقد بحث هذا الموضوع في رسالة ماجستير بعنوان :أسلوب التقديم والتأخير في القرآن الكريم . (http://www.tafsir.net/dbs.php?rslj=yes&do=title&u=%C7%E1%CA%DE%CF%ED%E3&submit.x=10&submit.y=4)
وهذا رابط له صلة بهذا الموضوع : التقديم والتأخير في القرآن الكريم (http://www.islamiyyat.com/takdeem.htm)
---
د. أبو عائشة
06-16-2006, 02:08 AM
أخي الفاضل : أعرف دراستين لموضوع التقديم والتأخبر في القرآن الكريم في العراق
قدمت للحصول على شهادة الماجستير ... وقد طبعت أحدهما كتاباً من دار الشؤون العراقية للثقافة والنشر ، وهي دراسة بلاغية اعتمدت التنظير وتتبعت المصطلح عند دارسي الإعجاز والمفسرين ، ودرست الثانية منهما الموضوع وفق الرؤية الأسلوبية ، وفقك الله لكل خير.
---
سلطان الفقيه
06-16-2006, 05:55 PM
الدكتورأبو مجاهد الدكتورعامر ـ حفظكم الله ـ(1/797)
نعم لقد بحث الموضوع من ناحية بلاغية ونحوية منها ماهي رسالة ماجستير ومنها ماهو دون ذلك كما فعل :علي أبو القاسم عون في كتابه :(بلاغة التقديم والتأخير في القرآن الكريم)نشرته دار المدار الاسلامي بتاريخ:1/10/2005م في 3/مجلدات .لكن درس ذلك من ناحية بلاغية .
وكذلك د/ خلدون سعيد صبح في كتابه :(التقديم والتأخيرفي القرآن...)درسه من ناحية بلاغية ونحوية فذكر التقديم والتأخير عند النحاة ك(سيبويه ـ الفراء ـ الأخفش...وغيرهم)
وذكره عند البلاغيين ك(الجرجاني ـ الخفاجي ـ الزمخشري ...وغيرهم )
وكذلك ماذكره د/أبومجاهد وهو الذي ذكره د/فاضل السامرائي في موقع لمسات بيانية ،أوفي كتابه :التعبير القرآني من ص49 ـ 74 . وماذكره د/عامر يتعلق بالبلاغة...الخ .
مشايخنا الكرام السؤال هو :هل يدرس الموضوع من ناحية تفسيريه كما قال أحد مشايخنا الكرام أم أن الموضوع لا يصلح لأن يكون بحثاًً .بارك الله فيكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-16-2006, 06:18 PM
نعم يمكن بحثه ، وذلك بتتبع الأقوال التي معناها على التقديم والتأخير ، ثم دراسة هذه الأقوال ، وجمع القواعد التفسيرية المتعلقة بهذا المبحث.
ولكن أرى أن يكون موضوع الرسالة : التقديم والتأخير في تفسير القرآن الكريم .
وهو موضوع جدير بالبحث
---
سلطان الفقيه
06-16-2006, 06:46 PM
بارك الله فيك وفي علمك شيخنا ،وجزاك الله خيراً.
وأرجو من الأخوة اذا كان لهم اقتراح أن يدلوا برأيهم .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-16-2006, 11:17 PM
من الأمثلة التي ذكر بعض المفسرين أن الآية تفسر على التقديم والتأخير ، وهي أمثلة تحتاج إلى دراسة وتحرير :(1/798)
ما جاء في تفسير ابن عاشور : ( قال أبو حاتم : كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة فلما أتيت على قوله : { ولقد همّت به وهمّ بها } الآية قال أبو عبيدة : هذا على التقديم والتأخير ، أي تقديم الجواب وتأخير الشرط ، كأنه قال : ولقد همّت به ولولا أن رأى برهان ربه لَهَمّ بها .
وطعن في هذا التأويل الطبري بأن جواب { لولا } لا يتقدم عليها . ويدفع هذا الطعن أن أبا عبيدة لما قال ذلك علمنا أنه لا يرى منع تقديم جواب { لولا } ، على أنه قد يجعل المذكور قبل { لولا } دليلاً للجواب والجواب محذوفاً لدلالة ما قبل { لولا } عليه . ولا مفرّ من ذلك على كل تقدير فإن { لولا } وشرطها تقييد لقوله : { وهمّ بها } على جميع التأويلات ، فما يقدّر من الجواب يقدّر على جميع التأويلات .)
وقد أرفقت مسألة من بحثي للدكتوراه لها تعلق بهذا الموضوع
---
سلطان الفقيه
06-17-2006, 08:06 PM
جزاك الله خيراً ،وبارك الله فيك وفي علمك.
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:28 AM
بارك الله فيك
---
عبدالرحمن الشهري
07-17-2006, 04:03 PM
للدكتور عبدالفتاح بن أحمد الحموز وفقه الله عناية بهذا الموضوع وله فيه بحوث منشورة . منها فيما أذكر :
التقديم والتأخير في القرآن الكريم ، نشر في مجلة كلية الشريعة بالأحساء عام 1401هـ .
---
أم حمد
01-06-2007, 06:09 PM
السلام عليكم الأستاذ سلطان - د عامر:
قرأت ما ;كتبتماه في منتدى أهل التقسير التقديم والتأخير في القرآن الكريم
وحسب مافهمت من ردودكما من أنكما على اإطلاع أحد الرسائل على رسالة الاستاذ خلدون --سورية-- والرسالتين العراقيتين---- ورسالة المغرب
وأنا أريد هذه الرسائل فمصير موافقة القسم على موضوعي يرتبط بهذه الرسائل , حيث ان اعتزم البحث في جزء من أجزاء القرآن في مثل هذا الموضوع, ويجب أن أثبت بالدليل إختلاف رسالتي طريقة ومنهجا عن الرسائل ز
وأنا بحاجة لتلك الرسائل أو مصورة منها(1/799)
فارجو أنت تراسلني عل بريدي mhsk1426@hotmail.com
سريعا وممتنة لك
أم حمد -
---
أم حمد
01-08-2007, 12:49 AM
الاستاذ سلطان
مازلت انتظر ردك
---
جمال حسني الشرباتي
01-08-2007, 06:12 AM
الأخت أم حمد
السلام عليكم
أريد أن أقول لك عن رسالة الدكتور محمد محمد أبو موسى وهي بعنوان "البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية---
فيها جزء مهم عن تأثر البلاغيين والمفسرين في موضوع التقديم والتأخير بالزمخشري----ربما يفيدك ما كتب في إجراء تحويرات على موضوع رسالتك---كأن تتبعي مثلا مواطن الإتفاق والخلاف في هذا الموضوع بين الزمخشري وابن عطيّة---
الرسالة عندي مطبوعة في كتاب---طبعة مكتبة وهبة---القاهرة --تليفون 3917470
---
أم حمد
01-09-2007, 01:41 AM
الاستاذ سلطان مازلت انتظر المساعدة
إن كانت الرسالة السورية لديك
---
د.خضر
01-09-2007, 09:27 AM
وفق الله الجميع ويمكن استخدام أي محرك بحث على النت لجمع المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع
بصفة عامة، أما بصفة خاصة فعلي الباحث ببرامج التفسير ثم البحث بكتابة التقديم والتأخير أو نحو هذه العبارة لتخرج
الكتب ما في بطونها من كنوز تخص هذا الموضوع.
ومن وجهة نظري أقول يكفي أن نطلب الفائدة عن أي موضوع بصفة عامة دون تحديد كل المعلومات عنه لينتفع الطالب
بخير النت ويكفى شره، ولعل شره يتمثل في وضع بعض العوائق التي حصلت من تدوييل موضوع طالب ما فأعيق
بسبب أنه سمع عن عناوين وما رأى طحنا فليتدبر.
وللمعلومية أثناء كتابة هذه السطور أفاد د. الهادي بن علي ما يلي:
أن الموضوع قد سجل في جامعة الإمام بالرياض قبل اثنى عشرة سنة تقريبا رسالة ماجستير إعداد د. محمد الزيلعي
الهندي الأستاذ المساعد بجامعة الطائف كلية المعلمين قسم الدراسات القرآنية.
---
يراع العربية
01-10-2007, 09:30 AM(1/800)
بلاغة التقديم والتأخير لن تؤتي أكلها إلا بالبحث البلاغي , وإلا فهي شبيهة بجمع الأقوال دون معنى يُنال !
لأن التقديم والتأخير من اختصاص أهل اللغة , وكثيراً ما حدث التباس بين قسمي علوم القرآن والبلاغة العربية , وخاصة
في الرسائل العلمية .
ناهيك عن الذين بحثوا فيه وأشاروا إلى نكته .
وفقكم الله ,,,
---
أم حمد
01-10-2007, 02:07 PM
نعم يايراع... وانا اريدها في البلاغة ,
---
الكشاف
01-12-2007, 10:21 AM
وكثيراً ما حدث التباس بين قسمي علوم القرآن والبلاغة العربية , وخاصة في الرسائل العلمية
هذا صحيح ، والتداخل واقع بين اختصاصي القسمين في الموضوعات البلاغية القرآنية والنحوية كذلك ، والباحث الموفق هو المتقن للتخصصين ، وليس أحدهما . وقد اطلعتُ على بعض الأبحاث في قسم البلاغة فيها خلل كبير في التعامل مع أصول التفسير والتعامل مع اختلاف المفسرين ، مما جعل الباحث يقع في الخطأ في دراسته البلاغية المبنية على اختيار خاطئ للتفسير الصحيح ، وهذه أشد من الخطأ الذي يقع فيه الباحث في الدراسات القرآنية عند كتابته في بلاغة القرآن لأن علم البلاغة يبقى من علوم الآلة ، ولا بد منه للمتخصص في الدراسات القرآنية على كل حال ، وإن كان المتخصصون في الدراسات القرآنية في غالبهم مقصرين في التعمق في هذا العلم القرآني في أصله .
بارك الله فيكم .
---
أم عاصم
01-12-2007, 10:21 PM
هناك كتاب "دلالات التقديم والتأخير في القرآن الكريم دراسة تحليلية" للدكتور منير محمود المسيري وهو رسالة دكتوراه نشرته مكتبة وهبة – القاهرة الطبعة الأولى 1426هـ - 2005 م وقدم له الدكتور عبد العظيم المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية.
---
(1/801)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك بعض الأخطاء المطبعية في بعض المصاحف ؟
---
هل هناك بعض الأخطاء المطبعية في بعض المصاحف ؟
---
أبو سعد المصمودي
12-11-2005, 07:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي اقتراح على الإخوة الكرام و هو جمع الأخطاء المطبعية الواقعة في المصاحف المطبوعة و المتداولة من أجل تصحيحها و تنزيه القرآن الكريم منها.
المرجو المشاركة.
بوركتم.
المصمودي
---
مرهف
12-12-2005, 12:02 AM
هل لديك أمثلة على هذه الدعوى ؟!!!
---
مصطفى علي
12-12-2005, 08:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل / أبو سعد المصمودي
السلام عليكم
يوجد خطأ في مصحف الملك فهد ذو الأرضية الزرقاء ، لا ذو الخلفية الصفراء ، مطبوع سنة 1405
والخطأ في ص 222 سورة هود آية 7 ( وهو الذي ) جعلوا في النسخة الزرقاء الكسرة تحت حرف الياء ، وهذا الخطأ تداركوه في النسخ ذات الخلفية الصفراء والحمد لله تعالى
لكن وجدتهم أعادوا طبع ذات الخلفية الزرقاء في سنة 1422 ولم يصححوا الخطأ
وقد راسلت مجمع الملك فهد ، فردوا أن المصحف مراجع جيداً ، فأرسلت الصورتان فلم يردوا
كما يوجد خطأ ثان لا أذكر مكانه الآن وهو أيضاً في النسخة ذات الأرضية الزرقاء ، وهو عبارة عن تنسيق علامة تنوين إما فتحتين أو ... ، فمعروف أن التنوين الذي يعقبه إخفاء غير الإظهار ففيه غلطة تخص هذا الأمر لكن لا أذكر مكانها الآن
والسلام عليكم
أخوك / مصطفى
مصر
---
خالد الشبل
12-12-2005, 09:00 AM
أخي أبا سعد:
المصاحف التي عندنا ليس فيها أخطاء.
---
المعتز بالإسلام
12-12-2005, 10:31 AM(1/802)
وفي المصحف ذي الغلاف المشجر من جهة دون الأخرى وهو من أوائل ما خرج من المجمع في سورة غافر في الصفحة 468 في قول الله ( قالوا ربنا أمتنا ... ) جعلوا علامة مد على الواو ثم أعيد طبعه مباشرة مصححًا في الطبعة التي فيها كلمة ( القرآن الكريم ) من جهة دون الأخرى .
---
کوثر
03-26-2006, 06:43 PM
نعم الأخ الجليل خالد الشبل
لقد كنت أقرأ بالصف سورة المعارج
و كان اهتمامي بالكلمات
فلما وصلت الآية التسعة بعدها قرأت الآية 11
و كان المصحف لمكتبة الكلية
فقال الأستاذ لي و هو عالما بهذا الخطأ المصحفي
"ولا يسئل حميم حميما"
فقلت أين هذا
فأخبرني بذلك
فنفس تلك اليوم ذهبت و اشتريت قرآنا بدون خطأ مطبعي
و حتي الآن لا اعتمد إلي غير ذاك
وهذا يسحبنا إلي أكثر الإهتمام في طباعة كتاب الله تعالي
و أنا بنفسي قى صححت قرآنا ليس مطبوعا حتي الآن ولكن يريد أن يُطبع
والله علي ذلك المستعان و
أرجو منكم الدعا لتوفيقي علي تصحيح قرآن آخر
---
مساعد الطيار
03-27-2006, 07:48 AM
الإخوة الكرام
يبدو ان التفريق بين الخطأ الإملائي والخطأ الفني مهم في باب تصحيح المصاحف ، فالتنسيق الفني قد يرد عليه الخطأ ؛ كبعض الأخطاء المذكورة سابقًا .
أما الخطأ الإملائي فذلك أندر من أن يوجد في المصاحف المطبوعة تحت إشراف لجان علمية متخصصة .
والخطأ الذي ذكره المعتز بالإسلام معروف في النسخ الأولى لمصحف مجمع الملك فهد ، وقد تداركوا النسخ فلم يوزع منها إلا القليل ، وكنت قد حدَّثت الشيخ سيبويه البدوي بهذا الخطأ في وجود علامة المد في غير موضوعها ، فأخبر بأنهم قد سحبوا هذه النسخ التي وقع فيها هذا الخطأ ، لكن ندَّ مها بعض النسخ .
أما ما ذُكِر في مشاركة كوثر فلم يتبين موقع الخطأ المزعوم ، مع ملاحظة عُجمة المشارك فيبدو أنه ليس عربيًا من خلال أسلوب مشاركته ، ولا أدري كيف سيتمكن من تصحيح المصحف وهو بهذه الصورة ؟!(1/803)
إننا ـ مع الأسف ـ لا نعلم كم من الجهد الشاق والمتتابع الذي يقوم به علماء القرآن ومصححوا المصاحف ؟
وما ذلك إلا لبُعدنا عن أعمال هذه اللجان التي تقوم بشؤون طباعة المصاحف .
وإن من وُفِّق لزيارة مطبعة الملك فهد للمصحف الشريف ، واستمع للشرح الذي يقوم به أحد أعضاء ذلك المجمع ، ونظر في بعض الأخطاء الفنية الدقيقة التي توقف من أجلها النسخة ؛ إنه لينبهر بتلك العناية الدقيقة التي يوليها مثل هذا المجمع المبارك .
ولقد وقفُّونا على ما لا يعتبر عندنا خطأ ، وهم يعتبرونه خطأ ، فزيادة الحبر ولو في أقل من المليمتر يعتبر عيبًا عندهم ، وما قد يحصل من بياض في وسط سواد الخط ـ ولو لم يُرَ بالعين المجردة ـ يعتبر عيبًا عندهم ، وهم يستخدمون مُكبِّر الصور للنظر في مثل هذه الأخطاء الدقيقة ، وتلك عناية فائقة جدًّا .
ثم إنه مما يحسن الالتفات إليه في هذا المقام التنبه إلى الموطن الذي قد يقع القصور فيه ، ولا يطلق العنوان على عواهنه هكذا ، وأقول :
1 ـ ما يتعلق برسم الكلمة ، وذلك مما لا يدركه إلا علماء الرسم ، وقد قامت تلك اللجان العلمية بضبط المصاحف المطبوعة وفق الرسم العثماني ، فهذا المجال لا يوجد فيه مثل هذه الأخطاء المزعومة .
2 ـ ضبط الرسم ، وذلك بوضع النقاط على الحروف ، والحركات ، وإضافة ما يدل على المحذوف أو الإشارة إلى الزوائد ، أو الإشارة إلى أحكام التجويد عن طريق ضبط التنوين والنون الساكنة وإشارة المد ، أو غير ذلك مما يتعلق بعلم الضبط ، وذلك مما يندر وقوع الخطأ الخطأ فيه في المصاحف المطبوعة تحت إشراف اللجان العلمية المتخصصة .
وهذه قد يقع فيها اجتهاد ، كمكان التنوين المنصوب ، هل هو على الف العوض ، او هو على الحرف قبلها ؟
وقد يكون في بعض الكلمات كلفظ ( لوطًا ) قبل عصا الطاء ، أو بعد عصا الطاء ، وذلك أمر اجتهادي فني لا يؤثر على قراءة الكلمة .(1/804)
3 ـ ـ نوعية الخط ، وطريقة كتابته ، وذلك مما يدخله الاجتهاد ، فقد يكتب في مصحف ( مما ) مفتوحة الميم ، او مغلقة الميم ، كما في ( ممنون ) أيضًا ، فقد تأتي الميم مغلقة تحت الميم الأولى كما في خط الرقعة ، فيرى بعض المعتنين بالمصحف أن لا تكون على هذه الصورة ، بل تكون على طريقة خط النسخ ميم مفتوحة لها امتداد ، ثم تاتي الميم الثانية مفتوحة ، فما كان من هذا السبيل فلا يُعدُّ خطأ .
---
کوثر
03-27-2006, 09:47 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نعم الأخ الدكتور مساعد الطيار
رغم عجمتي فإني أقدر علي تصحيح أخطاء المطبعية في القرآن
و ما أقول ذلك لأني تضايقت من كلامك ولكني أريد أن أوضح لك
نعم و كان هذا الإصحاح تحت إشراف دكتور و هو من أساتذتي الكرام
و في شهر رمضان و عشرة ليال بعده
فلأن الفونت كان جديدا كان يحتاج إلي مداقة أكثر
و كنا نجادل حول موضوعات كثيرة في الفونت و إحداهم ما ذكرته بمثال لوطا
و وصلنا إلي أن نضع التنوين قبل الألف
و مثل هذا المثال كثير
فهل تري أن هذا العمل لا يقدر عليه ماجيستر في علوم القرآن
وأنا أري أن هذا العمل يقدر عليه من له عينان يحس بمسئولية قبال كتاب الله و بل يعشقه بكل وجوده
فيضع مصحفان
الأول متقن عليه
والثاني الذي يريد إصلاحه
فينظر بدقة و يري الأخطاء المطبعية الذي حدثت
لأجل الإستعمال من آلة غير ذي شعور الذي لا يعرف الله
لكي لا يخطا في كتابة كلامه
و هذا عمل الإجتناب عنه غير ممكن لأننا نحتاج إلي سرعة الآليات
و هو أمر لابد من تحمل لوازمه و هو الأخطاء وإن يصير أن نجعلها أقل فأقل
ولكن ما ذكرته من جهد هؤلاء فإني به موقن و أسئل الله أن يوافيهم أجورهم ولكن
كما ذكرت إنه مما لا يجتنب عنه فنقدر أن نشكر هؤلاء و نقول للناس-و نحن مسئولين قبل كلام الله-
أن هنا خطأ مطبعي فاقرؤها كذلك
و ما أري في ذلك أي إشكال و مشاركتي لا يدل علي أني
قلت ذلك لأن أقول أنتم المسلمون في قرانكم خطأ(1/805)
و كيف أقول ذلك وأني مسلم و عبد الله
و تنظر الدكتور مساعد الطيار أننا في رسالتنا الجامعية رغم محاولتنا في كشف الأخطاء
و رغم نظر الدكتور المساعد في الرسالة
ففيها رغم كل ذلك أخطاء مطبعية هي لا بد منها رغم البرينت الثالث والرابع
و أشكرك علي قرائة مشاركاتي مع العجمة الذي فيها
فدع لي كما دعا موسي لنفسه
"واحلل العقدة من لساني يفقهوا قولي"
و من الله التوفيق
---
مساعد الطيار
03-27-2006, 10:52 PM
أسأل الله أن يحلل عقدة من لسانك .
لو أبنت عن الاسم الصريح ، وعن الجامعة التي تنتمي لها ، لكان أولى ، فنحن نحرص في هذا الملتقى على ذلك .
ولو حددت لنا المصاحف التي تعمل عليها في تطبيقاتك ، وطريقتك العلمية التي سلكتها ، وأثر ونتيجة هذا العمل .
ولا أدري هل لك علم بالرسم والضبط والإملاء ، وهل تعرف الاختلافات المتنوعة الاجتهادية في هذه العلوم أو لا ؟
فلو كنت تكتب عن تجربتك لتبين لنا عن مدى علمك بهذه الأمور .
أما هذه الإطلاقات العامة في المسائل العلمية ، فيبدو لي أنك تعرف أنها لا تقبل بلا بينة ، ولا دليل .
وطلبي هذا لا يعني أني أتهمك بسبب عجمتك ، لكني لم أر لك حتى الآن ما يدل على وجود ما تزعم ، فأنت تذكر كلامًا عامًّا ، فياليتك تذكر ما قلته لك .
---
الجنيدالله
03-28-2006, 04:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا الكمال لله وحده والقرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود وهو منزه عن النقص والخطأ
أما الأمور الطباعية فقد يدركها الخطأ البشري وهذا مشاهد في عدة طبعات لكن كما ذكر الدكتور مساعد ليست في النص القرآني بل في أمور أخرى كالظبط - وهو أمر ليس بتوقيفي كما هو معلوم - والوقوف وغيرها من الحبر ونوع الورق والترقيم وإن كان كل مسلم ينشد الكمال في ذلك كله
ومادام أن الأمر قد صُحح وتداركه القائمون على المجمع هذا على فرضية وجوده فما الداعي الأن للمناقشة فيه وذكره ؟(1/806)
بحكم قرابتي من رئيس لجنة أولى لجان التصحيح الدكتور عبدالعزيز القاري أطال الله عمره وبحكم أني من تلامذة الشيخين عبدالفتاح المرصفي والدكتور محمود سيبويه البدوي رحمهما الله والشيخ عبدالرافع رضوان مدالله في عمره فقد سمعت الكثير عن مراحل التصحيح فوالله انه لجهد وعلم واهتمام ويكفي أن من مراجعتهم للمصحف قبل دفعه للطبع النهائي لمجرد شك بعد البروفات من كثرة ذلك نسيت كم مرة ذكروا انهم فعلوه
أثابهم الله وجزاهم عنا كل خير ورفع درجاتهم في الدارين
ولا أرى حاجة ملحة لنبش أخطاء بسيطة - لو وقعوا فيها - مادام أنها عدلت
أما من يريد فعلا خدمة الكتاب العزيز فهو من يجد خطأ الان ويدل المجمع عليه أما كان وكان وفعلوا وفعلنا وقلت وقلنا ؟ جزى الله الجميع هنا كل خير الدكتور عبدالرحمن والدكتور مساعد والاخ الكوثر والجميع رفع الله علمكم وقدركم وأعانكم على خدمة كتابه
---
کوثر
03-28-2006, 08:01 PM
مشكور الأخ الجنيد الله
و نعم الأخطاء كثيرا قد تكون في الضبط أو في
عدد الآي و هكذا من الأخطاء
و قد يكون الأخطاء بشكل أن أحيانا حافظين القرآن
لا يقدرون علي هذا التصحيح
لقلة الأخطاء و حفظهم للرسم و لا للضبط
ولكن عصبيتنا بالنسبة للقرآن لا يأذننا أن نتكلم عما هو واقع
و هكذا يجعل المستشرقون يضحكون علينا
فبرأيك إذا مثلا الأخ xالذي بزعمه لا خطأ في طباعة القرآن
مستشرق يأتي عنده و يراويه القران ويقول ما هذا ما له من جواب يعطيه؟
ولكنك تقدر أن تقول له إن هذا الخطأ في الضبط والضبط ليس توقيفي
و إن كنت أعرف أن إشلون أجعل
تصوير من الصفحة هنا لبينت كثيرا من ذلك أوضح فأوضح
و لا رد لي لكلام الدكتور مساعد ما عدا دعائه فأشكره لذلك
لأن هنا ملتقي لدراسة حول علوم القرآن ولالدفاع عن شخصيتي و مقدار علمي
ولا لقول عن العربي و العجمي وما لهما و ما عليهما
و أقول لمن يريد أن يفعل هذا التصحيح أن هذا لا يحتاج إلي أي علم في الرسم و غيره(1/807)
هنا تطبيق بين كتاب صحيح و كتاب آخر يريدون تصحيحه لأنه
مطبوع من جديد ولا بد من الخطأ البشري لابل الخطأ الآلة فيه
و بعد ما صححته تقدر أن تقول أن لابد فيه من الخطأ البشري
و يا ناس إن هنا خطأ ذلك خطئي أنا
وبهذا القول أريد أن أحرض من يقدر علي ذلك
و كلنا مسئولون
و شكرا جزيلا
---
الكشاف
03-29-2006, 09:20 AM
الأخ كوثر المحترم
أتفق مع الدكتور مساعد الطيار في اعتراضه على توليك مهمة التصحيح للمصاحف أياً كان هذا النوع من الإشراف ، فهذا الموضوع موضوع خطير ، مهما كان رأيك ، وأنك تقوم فقط بالمقارنة بين مصحف صحيح وآخر يصحح . والمصاحف المطبوعة المصححة منتشرة في العالم الإسلامي ، ولا أظن أننا بحاجة إلى مصاحف يشرف عليها من لا يجيد العربية . فهذا الأمر ليس فيه مجاملات بارك الله فيك.
---
کوثر
03-29-2006, 04:50 PM
مشكور الدكتور الكشاف
المقارنة هواللغة الصحيحة الذي كنت اعينه
و ما عدا هذا إنه يُفهم من فحوي كلامي
و إلا فإني اعتذر الإخوة الكرام و أصحح كلامي بأنها مقارنة
و هذا يبدو من المثال الذي ضربته
ومشكور جدا
و لكن لدي سؤال
هل ممن يقوم علي عملية التصحيح باللغة الذي تعينه؟ لا بمعني الذي أردته
و جزاك الله خيرا
---
الكشاف
03-29-2006, 05:57 PM
لم أفهم قولك : (هل ممن يقوم علي عملية التصحيح باللغة الذي تعينه ؟ لا بمعني الذي أردته) .
---
کوثر
03-29-2006, 07:08 PM
لقد قلت" مهمة التصحيح للمصاحف أياً كان هذا النوع من الإشراف ، فهذا الموضوع موضوع خطير "
فأسئل هل من يفعل هذا؟أ أحد يقدر بهذا العنوان ينظر في كتاب الله تعالي؟
(انظر إليه مجرد سؤال ولا نقد، رجاء)
و مشكور علي الإجابة
______________
لا تنظر لمن قال و لكن انظر إلي ما قال
---
(1/808)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > لقاء على البالتوك
---
لقاء على البالتوك
---
عدنان البحيصي
03-14-2006, 12:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الله تعالى خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، ورفع بعضهم على بعض في الديندرجات وكذلك في الدنيا
ولما كان الطالب يستفيد من العالم، والعالم يناقش العالم فيظهر لكليهما من علم الآخر ما كان مخفياً
ولأن النقاش العلمي المتزن سبب من أسباب الوحدة بين أمة الإسلام
فما رأيكم بأن نعقد لقاءات على البالتوك للأحبة في هذا الملتقى ويكون لكل لقاء محاور نقاش وموضوع مثار؟
بارك الله فيكم
---
عدنان البحيصي
03-16-2006, 11:22 PM
يبدو أن هذا الإقتراح لم يرق للإخوة الأحباب
---
عبدالرحمن الشهري
03-16-2006, 11:42 PM
كلا حفظكم الله . ولكن سبق طرح هذا الاقتراح ورأينا تأجيله لوقت مناسب فحسب نظراً لحاجته إلى المتابعة .
---
عدنان البحيصي
03-19-2006, 12:47 PM
بارك الله فيك اخي الحبيب
وجازاك الله خيرا
---
مصطفى عثمان محمود
06-07-2006, 11:52 PM
اقتراح جيد بشرط ان لا يستهذا العالم بلجاهل والعكس وان لا تكون خصومه بين بعضنا البعض
---
ابو عمر المصري
06-14-2006, 03:29 PM
ولما كان الطالب يستفيد من العالم، والعالم يناقش العالم فيظهر لكليهما من علم الآخر ما كان مخفياً
ولأن النقاش العلمي المتزن سبب من أسباب الوحدة بين أمة الإسلام..
ارى والله تعالى أعلم أن هذا الملتقى المبارك يفي بهذا الغرض جيداً.وإلا فغُرف البالتوك هذه وبالذات إن كانت للمُناقشات وليست لإلقاء الدروس قد تُحدث نوع من المُشاحنات والخصومات بين الأعضاء .
وجزاكم الله خيراً . ونفع بكم
---
عدنان البحيصي
07-24-2006, 07:41 AM
أبا عمر
بارك الله فيك على مرورك وتعليقك
شكراً لك
---(1/809)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفهوم السفر، وأقل تحديد شرعي له يبيح القصر للعلامة أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهرى
---
مفهوم السفر، وأقل تحديد شرعي له يبيح القصر للعلامة أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهرى
---
أبو محمد الظاهرى
08-06-2006, 11:43 PM
مفهوم السفر، وأقل تحديد شرعي له يبيح القصر للعلامة أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهرى
هذه مجموعة مقالات ... عن تعريف السفر ومفهومه وأقل تحديد شرعى يبيح القصر ... وهى دراسة مقارنة قام بها العلامة أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهرى .....أسأل الله أن ينفع بها...
هذا رابط للرسالة على هيئة ملف نصى
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=kkjNMIw0V
وهذا رابط لملف بتنسيق الموسوعة الشاملة 2 لمن لديه برنامج الموسوعة الشاملة
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=PPOcb4llk
---
الطيب وشنان
08-09-2006, 11:12 AM
جزاك الله خيرا
---
أبو محمد الظاهرى
08-09-2006, 07:08 PM
وجزاك أخى الحبيب الطيب وشنان
---
(1/810)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صفات نصرة الدين ((دراسة لآية المائدة ))موضوع مهم
---
صفات نصرة الدين ((دراسة لآية المائدة ))موضوع مهم
---
متعلم
12-29-2003, 11:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معز أوليائه ومذل أعدائه ، حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :
فإن الله قد أنعم علينا بأن جعلنا خيرَ أمةٍ أُخرجتْ للناس قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، وبما تفضل به علينا أن أرسلَ إلينا خاتمَ الأنبياءِ صلى الله عليه وسلم مُنْزِلاً معه خير الكتب ، متعهداً بحفظه قال تعالى : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } وقال سبحانه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } . فجعل الله القرآن هدىً ونوراً، من آمن به هداه، ومن زاغ عنه ضل وتاه، قال ابن عباس : " تكفل الله لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة " . وإن منه المحكم ومنه المتشابه. والواجب اتباع المحكم والعمل به، والإيمان بالمتشابه.
* * *(1/811)
ومن آياته المحكمات التي يجب اتباعها والسعي في تحصيلها قوله تعالى: { يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } . إن هذه الآية من الأهمية بمكان ، فهي نور وبصيرة لمن أراد نُصْرَةَ الدِّينِ ، وأراد عُلوَّ شَأْنِ المؤمنين ، لاسيما في مثل هذا العصر الذي ضَعُفَ فيه المسلمون – إلا من رحم الله - فأصبحوا شذر مذر، كالغنم الشاتية في ليلة مطيرة ، تتناولهم السباع من كل حدب وصوب ، ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه ، ولذا سوف نقف مع الآية السابقة المحكمة ، فهي وأيم الله هدى من كل ضلال ، ونور من كل ظلام .
فإن اللهَ جعلَ فيها صفات القوم الذين سيكون النصر على أيديهم والظفر لهم وهذه الصفات هي :
1- محبة الله لعباده
2- محبة العباد لربهم
3- الذلة على المؤمنين
4- العزة على الكافرين
5- الجهاد في سبيل الله
6- عدم مخافة الملامة من الخلق في شرع الله
* * *
فإن هؤلاء القوم الذين قد اتصفوا بهذه الصفات سيكونون بدلاً من القوم الذين تخلوا عن نصرة الدين ونشر التوحيد والعمل به لأنهم أصبحوا غيرَ أهلٍ لأن يقومَ الدِّينُ على أكتافهم فهانوا على الله فاستبدلهم، وهذه سنةُ اللهِ الكونية الشرعية التي لا تبديل لها، قال تعالى: { وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين } ، وقال تعالى: { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } ، ولأن هذا الدينَ منصورٌ وباقٍ إلى قيام الساعة ولذا لا بد مِنْ وجود مَنْ يقوم به وهذا متمثلٌ في الطائفةِ المنصورةِ والتي سَتَظَلُ قائمةً إلى يوم القيامة بوعد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .
* * *(1/812)
وسنتطرق في هذه العجالة لهذه الآية من سورة المائدة، إشارة لمعناها، ووقوفاً مع هذه الصفات الجليلة.
فقد اختلف المفسرون في تحديد الردة المقصودة، ومَنْ يكون هؤلاء القوم؟ وقد أطال فيها المفسرون الكلام ، وسنُشِير إلى طَرَفٍ منه مع الوقوف على القول الصحيح . فقد قال البغوي: " قال الحسن: عَلِمَ اللهُ تبارك وتعالى أن قوماً يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم صلى الله عليه وسلم فأخبر أنه يأتي بقوم يحبهم ويحبونه، واختلفوا في أولئك القوم مَنْ هم ؟ فقيل أبو بكر وأصحابه، وقيل هم الأشعريون، وقيل هم أحياء من اليمن " . وذكر ابن الجوزي في ( زاد المسير) ستة أقوال في المراد بالقوم في الآية.
واختلفوا في تحديد الردة المقصودة على أقوال كثيرة. حتى إنهم أحصوا الردة التي حصلت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر.
والصحيح أن الآيةَ شاملةٌ لجميع ما ذكروه، حيث إنها مِنْ ذِكْرِ المغيبات وكل ردة حصلت وقُمعت وانتصر المسلمون بعدها فهي داخلةٌ ضمن هذه الآية، ولا وجه لتقييد قوم دون آخرين، أو تخصيص ردة دون غيرها، وهذه الآية باقية إلى قيام الساعة، جارٍ العمل بها، وهي منبع الطائفة المنصورة، منها يشربون نهلاً بعد عللٍ.
قال ابن عطية: " قال الحسن بن أبي الحسن ومحمد بن كعب القرظي والضحاك وقتادة: نَزلتِ الآيةُ خِطاباً للمؤمنين عامة إلى يوم القيامة". وقال الطاهر بن عاشور: " فكل أمة أو فريق أو قوم تَحَقَقَ فيهم الوصفُ فهم مِنِ القوم المنوه بهم ". وقال شيخ الإسلام: " وهذه حال من قاتل المرتدين وأولهم الصديق ومن اتبعه إلى يوم القيامة ".(1/813)
والقاعدة المشهورة في أصول التفسير أن" العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب". وهذا إذا وردتِ الآيةُ لسبب خاص، فتكون أحكامها عامة، ولا يظل حكمها حبيس من نزلت في شأنه، بل يدخل فيها من نزلت فيه وتبقى للأمة عامة، وهذه الآية لم يذكرِ المفسرون سبب نزول لها صحيحاً صريحاً، فمن باب أولى إبقائها عامة كما أُنزلت.
فلقد تَحقق وَعْدُ اللهِ مرةً ومرات، وسيظل متحققاً وواقعاً ما قام المسلمون بهذه الأوصاف، وَوَعْدُ اللهِ مَذْخُور لكل مَنْ يتحلى بهذه الأوصاف الجليلة.
وإن هذه الآية جاءت في سياق التحذير من موالاة اليهود والنصارى، وإن ذلك سبب في الردة، وإذا ارتدوا فإنهم ليسوا بأهلٍ لنصرة الدين، قال القاسمي: " لمّا نهى تعالى – فيما سلف- عن موالاة اليهود والنصارى، وبَيّنَ أن موالاتهم مستدعية للارتداد عن الدين بقوله:{ فإنه منهم } وقوله: { حبطت أعمالهم } شرع في بيان حال المرتدين على الإطلاق ونوه بقدرته العظيمة، فَأَعْلَمَ أنه مَنْ تولى عن نُصْرَةِ دينه وإقامة شريعته، فإن الله سيستبدل به من هو خيرٌ لها منهم، وأشد منعة، وأقوم سبيلاً". وقال البقاعي: " { من يرتد منكم عن دينه } معناه موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله، فيوالون أعداءه ويتركون أولياءه، فيبغضهم الله ويبغضونه، ويكونون أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين، فالله غني عنهم { فسوف يأتي الله } بوعد صادق لا خلف فيه { بقوم } يكون حالهم ضد حالهم يثبتون على دينهم". أهـ(1/814)
فبَيّنَ المولى عز وجل أن فئاماً من الناس سيرتدون عن دينهم ويُعْرِضون عنه، ولكن لن يتركَ اللهُ هذا الدينَ يضيع بل سيأتي الحكيم الخبير بفئام آخرين ينصرون الدين ويُعِزُّونَه ويعزرون أصحابه، متصفين بصفات جليلة كريمة، وهذا بفضل الله وكرمه وحكمته، وهو صاحب الفضل والكرم. وقال السعدي: " يخبر تعالى أنه الغني عن العالمين، وأنه من يرتد عن دينه، فلن يضر الله شيئاً، وإنما يضر نفسه، وأن لله عباداً مخلصين ورجالاً صادقين قد تكفَّلَ الرحمنُ الرحيمُ بهدايتهم وَوَعَدَ بالإتيان بهم، وأنهم أكمل الخلق أوصافاً وأقواهم نفوساً وأحسنهم أخلاقاً".
* * *
وبعد أن أوضحنا معنى الآية إجمالاً، نقف مع صفات نَصَرَةِ الدِّينِ وحُمَاةِ الشريعة:
بَيَّنَ اللهُ أنه بعد ضعف الإيمان وتلاشيه من قلوب عباده بسبب غيهم وضلالهم وتقصيرهم في حقوق ربهم، فإنه يستبعدهم عن استخدامهم في نصرة دينه لأنهم قد أصبحوا غير مؤهلين لهذه المنزلة الشريفة، والمكانة الرفيعة، لأنهم عن نصرة الدين قد ضلوا، وحينئذ فقد خابوا وخسروا. وبين أن مَنْ يأتي بهم تتوفر فيهم ستُ صفاتٍ هي أهم المقومات التي يتصف بها المصلحون الجُدُدُ والذين سيَقُومُ الدينُ على كواهلِهم وسيتحملون أعباءَه، قال الشوكاني: " وصف سبحانه هؤلاء بهذه الأوصاف العظيمة، المشتملة على غاية المدح ونهاية الثناء ".
* * *(1/815)
ولولا أهمية هذه الصفات عن غيرها لما اكتفى بذكرها هنا دون سواها والمقام يقتضي التوضيح والتبيين لصفات من سَيَنْصُرُ الدِّينَ حين يقع الضعف والخمول. والقاعدة الشرعية تقول: تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. فذِكْرُه هنا لهذه الصفاتِ، صفاتُ نَصَرَةِ الدِّينِ وحُمَاةِ العقيدةِ، والاقتصار عليها، لدليلٌ على عِظَمِها وأهميتِها، بالإضافة لقيامهم بالواجبات وهذا لا نزاع فيه بل هو من البدهيات. وقد جاء وَعْدُ اللهِ باستخلاف عبادِه الصالحين مُجْمِلاً لصفاتهم في قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً } . فهذا وَعْدٌ مِنَ الله بأن يستخلف الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتكون لهم السيطرة في الأرض، ونفوذ الكلمة، والسبب في هذه القوة والتمكين هو الإيمان والعمل الصالح، ثم بَيّنَ هذا الإِجْمَالَ في الآية التي معنا. فكانت الأعمال الصالحة هناك هي الصفات الست هنا.
* * *
ولا يَظنُ ظانٌ أني أحصرُ الشخصيةَ الإسلامية بعموم في جميع الأزمنة والأمكنة في هذه الصفات الست، وإنما وَكْدِي أن نُصْرَةَ الدينِ تَشْتَرِطُ توفرَ هذه الصفات وبدونها لا يتم التمكين لعباد الله. فصفات المُسْتَخْلَفِين محصورة للقيام بواجب الاستخلاف في هذه الصفات. وإن هذه الصفاتِ لجليلةٌ عظيمةٌ يَنْبَغِي إِفرَادُ كلِ صفةٍ بحديثٍ مُسْتَقِلٍ عنها، ولكن نكتفي بِذِكْرِ طَرَفٍ مِنَ الحديث. وما لا يُدْرَكُ كُلُّه لا يُتْرَكُ جُلُّه. والآن وقت الشروع في الحديث عن هذه الصفات الجليلة القدر، العظيمة النفع.
* * *
الصفة الأولى والثانية ـ المحبة : { يحبهم ويحبونه }(1/816)
وهي محبة الله لأوليائه، ومحبتهم له. وهي متبادلة بين الطرفين، والأولى نتيجة للثانية، فإن العبد إذا سار في طاعة الله ومرضاته واتبع هداه، وبَعُدَ عن معاصيه وسخطه، واجتنب الضلال، بَلَغَ مرتبةَ المحبةِ فأصبح مُحِبّاً لمولاه، ساعياً في رضاه، باذلاً كل ما يستطيع في سبيل تحقق مناه. وإن منزلةَ المحبةِ لمنزلةٌ عظيمةٌ قال ابن القيم واصفاً هذه المنزلة: " وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عَلَمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبِرَوْحِ نسيمها تروّح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي مَنْ حُرمها فهو مِن جملة الأموات، والنور الذي مَنْ فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي مَنْ عدمه حلَّت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي مَنْ لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام " . وقال السعدي عنها: " أجل صفاتهم أن الله { يحبهم ويحبونه } فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبداً، يسر له الأسباب، وهون عليه كل عسير، ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد. ومن لوازم محبة العبد لربه أنه لابد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً في أقواله وأعماله وجميع أحواله، كما قال تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }، كما أن من لوازم محبة الله للعبد أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح- فيما يرويه عن ربه - : " وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه " ، ومن لوازم محبة الله(1/817)
معرفته تعالى والإكثار من ذكره ، فإن المحبة بدون معرفة الله ناقصة جداً، بل غير موجودة، وإن وُجِدت دعواها ، ومن أحب الله أكثر من ذكره، وإذا أحب الله عبداً، قَبِلَ منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل " . أهـ
* * *
ولِمَا للمحبة من منزلة جليلة جعل الله لإثباتها اختبارًا وامتحاناً بقوله تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ، فجعل اتباعَ الرسولِ دليلاً على صدق دعوى المحبة. ولا يتم تحصيل هذه المحبة إلا بهذه المتابعة في فعل الأوامر واجتناب النواهي، وبذل الوسع في تحقيقها، وكلما ارتقى العبد في المتابعة ارتقى في سُلَّمِ المحبة حتى يصبح من أحباب الله وأوليائه، فبه يسمع ويبصر، وبه يمشي ويبطش. يَسِيرُ في حِفْظِ اللهِ وتَدْبِيرِه فَنِعْمَ السير ذالكم المسير.
وإن المحبة شطر العبودية، فقد عرف شيخُ الإسلامِ العبوديةَ بأنها غاية الذل وغاية الحب. فهي شطر العبودية، قال ابن القيم: " ومعقد نسبة العبودية هو المحبة، فالعبودية معقودة بها، بحيث متى انحلت المحبة انحلت العبودية " .
وقَدَّمَ اللهُ في الآية صفةَ المحبةِ على غيرها من الصفات لأنها أصل كل سعادة ، وقدم محبته تعالى على محبتهم لشرفها وسَبْقها . ووقع الوصف في جانب المحبة بالجملة الفعلية، لأن الفعل يدل على التجدد والحدوث وهو مناسب .
* * *
الصفة الثالثة / الذلة على المؤمنين : { أذلة على المؤمنين }
لقد وَصَفَ اللهُ الودودُ الرحيمُ عبادَه المؤمنين في محكم التنزيل بالشفقة والرحمة في تعاملهم فيما بينهم، كحال قدوتهم وإمامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى في وصف رسول الله: { بالمؤمنين رءوف رحيم } ، وقال في نعته ونعت متبعيه: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } .(1/818)
قال ابن جرير عن معنى { أذلة عليهم }: أرقاء عليهم، رحماء بينهم، من قول القائل: ذل لفلان إذا خضع له واستكان. ثم ساق بسنده عن علي رضي الله عنه: أهل رقة على أهل دينهم " . وقال ابن عطية : "معناه متذللين من قِبَلِ أنفسهم غير متكبرين كقوله عليه الصلاة والسلام : " المؤمن هَيِّنٌ لَيِّنٌ " ".
وليس المعنى هنا من الذل والهوان لأن ذلك ليس من صفة أولياء الله، ألا تقرأ الحديث الوارد في دعاء الوتر: " ولا يذل من واليت " ، وحديث: " ما ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه " ، قال السمعاني : " ليس من الذل ، وإنما هو من الذلة وهي اللين ". وقال البغوي: " يعني أرقاء رحماء كقوله تعالى: { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } ولم يرد به الهوان، بل أراد به أن جانِبَهم لَيِّنٌ على المؤمنين" .
وقال السمين الحلبي: " أذلة جمع ذليل بمعنى متعطف، ولا يُراد به الذليل الذي هو ضعيف خاضع مهان، ولا يجوز أن يكون جمع (ذَلُول ) لأن ذلولاً يجمع على ( ذُلُل ) لا على ( أذلة ) وبه قال الزمخشري، والمعنى عاطفين على المؤمنين على وجه التذلُل لهم والتواضع ، ويجوز أن يكون المعنى : أنهم مع شرفهم وعلوِّ طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خافضون لهم أجنحتهم ، ووقع الوصف في جانب التواضع للمؤمنين والغلظة على الكافرين بالاسم الدال على المبالغة دلالةً على ثبوت ذلك واستقراره وأنه عزيزٌ فيهم، والاسم يدل على الثبوت والاستقرار، وقدم وصفهم المتعلق بالمؤمنين على وصفهم المتعلق بالكافرين لأنه آكد وألزم منه ، ولشرف المؤمن أيضاً " . أهـ
والمعنيان الذان ذكرها الحلبي واقعان في صفة المؤمنين لاختلاف طبقات معيشتهم، ولذا استعمله بحرف الاستعلاء (على) بدلاً من اللام، إشارة لحقيقة وضعهم العزيز، ولتضمنه معنى العطف والحنو، أو للتنبيه على أنهم مع علو طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خاضعون لهم .
* * *(1/819)
وإن لهذه الصفةِ مظاهرَ عديدةً منها محبة المؤمن وموالاته، والشفقة عليه، والألفة والإخاء والتواضع فيما بينهم، والإيثار، وسلامة الصدور، والذب عنهم، والعطف على الصغير، واحترام وتقدير الكبير وذي الشيبة، وإنزال الناس منازلهم، والصدق في التعامل، ومنها حقوق المسلم على أخيه، وغيرها كثير.
قال ابن كثير عن هذه الصفة: " هذه صفات المؤمنين الكُمَّل أن يكون أحدهم متواضعاً لأخيه ووليه ، متعززاً على خصمه وعدوه ، وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم " الضحوك القتال " فهو ضحوك لأوليائه قَتّال لأعدائه ".
ولم يقتصر المولى عز في علاه على صفة الذلة على المؤمنين لأنه ربما توهم البعض أن ذلك لضعفهم وهذا خلاف المقصود فأتى على سبيل التكميل بصفة العزة على الكافرين وهي شقيقتها وهي التالية.
* * *
الصفة الرابعة / العزة : { أعزة على الكافرين }
وفي مقابل الصفة السابقة، يقابلون أعداءهم الكفار بالعزة والغلظة، معتزين بدينهم، مترفعين بإيمانهم، لا خضوع ولا خنوع لأعداء الدين، أنوفهم في السماء مستشعرين قول العزيز الكبير { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } وقول عمر بن الخطاب: " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله " ، محتسبين أجرهم عند الله، باحثين عن رضا ربهم قال السعدي: فالغلظة والشدة على أعداء الله تقرِّب العبد إلى الله ويوافق العبد ربه في سخطه عليهم. إذن نِعْمَ العبادة تلك التي يوافق فيها العبدُ ربَه ومولاه.
قال ابن جرير: أشداء على الكافرين، غُلَظَاء بهم، من قول القائل: إذا أظهر العزة من نفسه، وأبدى له الجفوة والغلظة، - ثم ساق بسنده – عن علي رضي الله عنه قال: أهل غلظة على من خالفهم في دينهم . وقال البغوي: أشداء على الكفار يُعادونهم ويغالبونهم، من قولهم: عَزَّه أي غلبه، قال عطاء:أعزة على الكافرين كالسبع على فريسته. أهـ
* * *(1/820)
ولا بد من إظهار هذه العزة والغلظة، ولا يُكْتَفَي بما داخل القلب، ولا يعني هذا الظلم و التعدي على من لا يستحق ذلك منهم، كالمستأمنين والمعاهدين وأهل الذمة، أو في حال السِلْمِ، ولكن بالقيام بالواجب المطلوب من عدم الخضوع لهم وعدم الإعجاب بما عندهم والانبهار بما وصلوا إليه من رقي وتقدم في الصناعات، والعمل بما جاء في الشريعة من اضطرارهم لأضيق الطريق، وعدم بدئهم بالتحية، وتطبيق الشُروطِ العُمَرِيّةِ عليهم، مع ما يَظْهَرُ على المؤمنِ مِنْ العِزَّةِ عليهم، ولا يتعارض هذا مع دعوتهم والإحسان إليهم بما يتماشى مع ديننا الحنيف، وبدون تمييع لقضايا الأمة بِحُجِّةِ كَسْبِهم وتَأَلُفِ قُلوبِهم. ولكل موضع ما يلائمه، فللحرب ما يناسبها من إظهار القوة والخيلاء في مواطن القتال، ومن بذل الجهد في تقتيلهم بضرب الأعناق وفوق كل بنان، وأخذ أموالهم غنائم، ونساءهم سبايا، ومعاملتهم بما شرع الله في حال الحرب كما قرره الفقهاء في كتبهم في كتب الجهاد، ولحال السِلْمِ ما يلائمها، والمهم هو إظهار العزة، وعدم الاكتفاء بما في القلب، كما سبق في كلام ابن جرير، و قال البقاعي: " أي يظهرون الغلظة والشدة عليهم، لعلمهم أن الله خاذلهم ومهلكهم، وإن اشتد أمرهم وظهر علوهم وقهرهم". وقال الشوكاني: " يظهرون الشدة والغلظة والترفع على الكافرين ".(1/821)
قال سيد قطب: " فهؤلاء فيهم على الكافرين شِماس وإباء واستعلاء، ولهذه الخصائص هنا موضع، إنها ليست العزة للذات، ولا الاستعلاء للنفس، إنما هي العزة للعقيدة، والاستعلاء للراية التي يقفون تحتها في مواجهة الكافرين، إنها الثقة بأن ما معهم هو الخير، وأن دورهم هو أن يطوعوا الآخرين للخير الذي معهم لا أن يطوعوا الآخرين لأنفسهم، ولا أن يطوعوا أنفسهم للآخرين وما عند الآخرين ! ثم هي الثقة بغلبة دين الله على دين الهوى، وبغلبة قوة الله على تلك القوى، وبغلبة حزب الله على أحزاب الجاهلية.. فهم الأعلون حتى وهم ينهزمون في بعض المعارك، في أثناء الطريق الطويل" .أهـ
* * *
وإن هذه الصفة أَضْحَتِ اليوم في عداد المفقودات في هذا الزمن الغابر، حتى إنك ترى المسلمين خاضعين ذليلين لأعداء الدين يسترحمونهم ويستعطفونهم بشهوة أو بشبهة وكلاهما في حاصل الأمر سيان، ويقلدونهم في الملبس والمأكل، حتى أمسوا قدوة لهم، فتقمص المسلمون رداء الذلة، وارتدوا إزار الصغار بسبب هوانهم على الله، إلا مَنْ رحم ربي. والبعضُ ضَّلَ طَرِيقَ العِزَّةِ فظنوها في مجرد جَمْعِ الأموال أو الجلوس عند الملوك وذوي الجاه، قال ابن تيمية: قال بعض الشيوخ: " الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله " .أهـ
بينما العزة الحقيقية قاصرة على الالتزام بطاعة الله وإتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.
فسبحان ربي جعل هؤلاء المتخاذلون الذلة لأعداء الدين، والعزة على المؤمنين . فعجباً لحالهم ولصنيعهم . وبعد ذلك أمسوا يلومون ويخطئون من كان ذليلاً على المؤمنين، عزيزاً على الكافرين .
* * *(1/822)
ومن المهم في الصفتين السابقتين النظر في ملاءمتها للحالة الواقعة، فيُرَاعِي الشخصُ الموقفَ الذي هو فيه وما يناسبه، قال الأمين الشنقيطي: ويُفهم من هذه الآيات أن المؤمن يجب عليه أن لا يلين إلا في الوقت المناسب للين، وألا يشتد إلا في الوقت المناسب للشدة، لأن اللين في محل الشدة ضعفٌ وخورٌ، والشدة في محل اللين حمقٌ وخرقٌ، وقد قال أبو الطيب المتنبي:
إذا قيل حلم قل فللحلم موضع وحلم الفتى في غير موضعه جهل
* * *
الصفة الخامسة / الجهاد : { يجاهدون في سبيل الله }
إن من المقرر عند العلماء أن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمقصود به القتال في سبيل الله ولا ينصرف إلى غير هذا المعنى إلا بقرينة تدل على المراد، حيث إن الجهاد في الاصطلاح الشرعي يُقْصَدُ به القتالُ من أجل إعلاء كلمة الله، وإن ما عداه من ألوان بذل الجهد والمشقة إنما يدخل تبعاً في معنى الجهاد من باب التوسعة.(1/823)
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين *الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون } ، فالجهاد لم يُقصدْ به هنا إلا المعنى القتالي، ويوضح ذلك ما جاء في سبب نزول هذه الآية من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : ( كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم ، فزجرهم عمر وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صَلَّيْتُ الجمعةَ دخلتُ فاستفتيتُه فيما اختلفتم فيه ، فأنزل الله عز وجل { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر } الآية .
فهذا يدل على أنهم لم يفهموا من الجهاد إلا معناه القتالي بدليل أنهم جعلوه في مقابلة أمور أخرى قد تدخل في الجهاد بمعناه العام مثل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، وقد جاء النص القرآني مقراً لهم على هذا الفهم، ولم يقل لهم إن كل هذا الذي ذكرتموه داخل في معنى الجهاد، ثم بين لهم أفضلية الجهاد أي القتال في سبيل الله على غيره من الأعمال.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف الجهاد بذلك، وذلك لما سُئِلَ: ما الجهاد؟ قال: ( أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم ) .
ويقول ابن رشد:" إن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". وتعريفات الجهاد عند الأئمة في المذاهب الأربعة تدل على ذلك .(1/824)
وإن للجهاد حكماً جمةً، والهدف الرئيسي له هو تعبيد الناس لله رب العالمين، وإخراجهم من العبودية لغير الله، وإزالة الطواغيت كلها من الأرض، والأدلة على هذا كثيرة ومنها: قوله تعالى في موضعين: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري " . وهو موضع اتفاق بين علماء الإسلام. لا كما يزعم أهل الضعف والخور إن الجهاد للدفع وحماية المسلمين فقط !! فقد تلقوا هذه القالة عن أساتذتهم الإستشراقيين وتلقفوها صاغراً عن صاغر..
* * *
وللجهاد أهداف أخرى منها على سبيل المثال: حماية الدولة الإسلامية، وإرهاب الكفار وإذلالهم، وأهداف تعود على المسلمين في ذوات أنفسهم مثل: رد الاعتداء على المسلمين، وكشف المنافقين، وتمحيص المؤمنين من ذنوبهم، والتربية على الصبر والبذل والثبات، والحصول على الغنائم، ونيل الشهادة .
* * *
وليُعلم أن للجهاد الأثر القوي في نشر الإسلام والدعوة إليه، قال ابن القيم في الفروسية: " فإن الله سبحانه أقام دين الإسلام بالحجة والبرهان، والسيف والسِّنان، فكلاهما في نصره أخوان شقيقان " . بل إن الكاساني اعتبر الجهاد ضرب من الدعوة إلى الله ، فقال : " والدعوة دعوتان : دعوة بالبنان وهي القتال، ودعوة بالبيان وهو اللسان " .(1/825)
وإن هذه الصفة مشتركة بين عمل القلب وعمل الجوارح وهو الأغلب، وما سبق أصله عمل قلبي، وما يظهر على جوارح المؤمن هو من لوازمها، ولكن هذه الصفة أصلها عمل للجوارح مدفوع من الباطن، وهي من أهم الصفات، ولا أبالغ إذا قلت إن هذه الصفة هي مَكْمَن ومحور الصفات السابقة، وهي مجمع لما مضى، قال أبو حيان: " والجهاد والصلابة في الدين هما نتيجة الأوصاف السابقة لأن من أحب الله لا يخشى إلا إياه، ومن كان عزيزاً على الكافر جاهد في إخماده واسئصاله " . وقال شيخ الإسلام: " والجهاد دليل المحبة الكاملة.. لأن المحبة مستلزمة للجهاد لأن المحب يحب ما يحب محبوبه، ويبغض ما يبغض محبوبه، ويوالي من يواليه، ويعادي من يعاديه، ويرضى لرضاه ، ويغضب لغضبه ، ويأمر بما يأمر به ، وينهى عما نهى عنه. وقال أيضاً: فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلاً على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه". قال ابن القيم: " الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد واللسان والمال وذلك تحقيق دعوى المحبة. وقال: وأعلى ما يحبه الله ورسوله الجهاد في سبيل الله ". وقال الطاهر بن عاشور: " وهو – أي الجهاد- أكبر العلامات الدالة على صدق الإيمان ". فالجهاد سنام الإسلام كما جاء في الحديث وتنتظم باقي الأعمال فيه، قال شيخ الإسلام معلقاً على حديث سنام الإسلام: " ولهذا كان الجهاد سنام العمل ، وانتظم سنام جميع الأحوال الشريفة ، ففيه سنام المحبة ، كما في قوله :{ فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم }، وفيه سنام التوكل ، وسنام الصبر، فإن المجاهد أحوج الناس إلى الصبر والتوكل، ولهذا قال تعالى: { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون . الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } ، وقال تعالى: { قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن(1/826)
الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين } ، وفي الجهاد أيضاً حقيقة الزهد في الحياة الدنيا، وفيه أيضاً حقيقة الإخلاص.. وأعظم مراتب الإخلاص تسليم النفس والمال للمعبود".
لأنه لا شك أن من جاهد في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله فإنه سيكون محباً لله، عزيزاً على الكفار، فيه ذلة ورحمة لإخوانه.
* * *
ولِيُعلم أن فَقْدَ صِفَةِ الجهاد فيه خطر عظيم، حيث إن العبد يتلبس بشعبة من شعب النفاق من جراء ترك الجهاد أو عدم تحديث النفس به حيث جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من مات ولم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق " ، وفي تركه أيضاً التعرض للذُل كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " ، وكذلك من آثار تركه إلقاء العداوة بين المسلمين ، وعلو الكفر ، إلى غير ذلك من آثار وخيمة . بل إن شيخ الإسلام قد اعتبر تارك الجهاد واجب الهجر كحال باقي أصحاب الكبائر حيث قال: " وجماع الهجرة هي هجرة السيئات وأهلها، وكذلك هجران الدعاة إلى البدع، وهجران الفساق، وهجران من يخالط هؤلاء كلهم أو يعاونهم، وكذلك من يترك الجهاد الذي لا مصلحة لهم بدونه، فإنه يعاقب بهجرهم له لمََّا لم يعاونهم على البر والتقوى، فالزناة واللوطية وتارك الجهاد وأهل البدع وشربة الخمر هؤلاء كلهم ومخالطتهم مضرة على دين الإسلام، وليس فيهم معاونة لا على بر ولا على تقوى فمن لم يهجرهم كان تاركاً للمأمور فاعلاً للمحظور".(1/827)
وقال البقاعي على قول الله { يجاهدون في سبيل الله }: " أي يوقعون الجهاد على الاستمرار لمن يستحقه من غير ملال ولا تكلف". وقال الألوسي: بالقتال لإعلاء كلمته سبحانه وإعزاز دينه جل شأنه ". وقال السعدي: " يجاهدون بأموالهم وأنفسهم، بأقوالهم وأفعالهم ".
وهل المراد بهذا الجهاد هنا قتال المرتدين أم هو على إطلاقه ؟ الظاهر الثاني، ولكنه يتناول المرتدين لاسيما في الصدر الأول من باب أولى.
وقال ابن القيم: " طُولِبَ المحبون بعدالة البينة بتزكية { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } فتأخر أكثر المحبين وقام المجاهدون، فقيل لهم: إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم فهلموا إلى بيعة { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } فلما عرفوا عظمة المشتري، وفضل الثمن، وجلالة من جرى على يديه عقد التبايع عرفوا قدر السلعة، وأن لها شأناً، فرأوا من أعظم الغَبْن أن يبيعوها لغيره بثمن بخس، فعقدوا معه بيعة الرضوان بالتراضي، من غير ثبوت خيار، وقالوا: ( والله لا نقيلك ولا نستقيلك )، فلما تم العقد وسلموا المبيع، قيل لهم: مذ صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت، وأضعافها معاً { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم من فضله}".
وقال الإمام أحمد في فضل المجاهدين: " ليس يعدل لقاء العدو شيء، ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال ،والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم ، فأي عمل أفضل منه ؟ الناس آمنون وهم خائفون ، قد بذلوا مهج أنفسهم " . والكلام في فضل الجهاد والمجاهدين ذو شجون، لا يتسع له المقام.
الصفة السادسة / عدم خوف الملامة : { ولا يخافون في الله لومة لائم }(1/828)
وهذه الصفة متعلقة بالصفة التي قبلها، لأن غالب الملامة تقع على العبد فيما فيه احتكاك بالناس ومواجهة معهم، من جهاد، ودعوة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وفي العموم فيما يخالف هوى الناس..
وهذا من الابتلاء الذي يصيب العبد الناصر لدينه والباحث عن رضا ربه، يواجهه في دعوته إلى الله وفي جهاده وقيامه بالواجبات أيضعف ؟ أم يصبر ويحتسب ؟
وفي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في مبايعته للنبي صلى الله عليه وسلم قال: "وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم " ، وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أراد الجنة لاشك فلا يخاف في الله لومة لائم " ، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع – وذكر - : وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرّاً ، وألا أخاف في الله لومة لائم" .
قال ابن كثير: " أي لا يردهم عما هم فيه من طاعة الله، وقتال أعدائه، وإقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يردهم عن ذلك راد، ولا يصدهم عنه صاد، ولا يحيك فيهم لوم لائم، ولا عذل عاذل ". وقال النووي في معنى حديث عبادة الذي في الصحيحين: " نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر في كل زمان ومكان، الكبار والصغار، لانداهن فيه أحداً ولا نخافه، ولا نلتفت إلى الأئمة ". أهـ
بل إن خشية الملامة هي من خصال المنافقين، لأن أعينهم على الدنيا ناظرة وقلوبهم في الدنيا راغبة، وعن الآخرة هم معرضون، فإنهم وربي لخاسرون. قال البغوي: " وذلك أن المنافقين كانوا يراقبون الكفار ويخافون لومهم".
وإن من المقرر شرعاً أن ترك العمل بسبب الملامة لا يعد عذراً شرعياً، قال السيوطي: " فيه أن خوف الملامة ليس عذراً في ترك أمر شرعي ". ولا يخفى أن خوف الملامة لا تختلط بمقاصد الشريعة، أو المصلحة الشرعية المعتبرة، ومراعاتها فهي معتبرة شرعاً. ومقدرة بقدرها.
* * *(1/829)
ولا شك أن وجود الملامة في الجهاد أكثر وأكبر؛ لأن دوافعها في النفوس الضعيفة أقوى وأغزر، قال ابن القيم: " وأعلى ما يحبه الله ورسوله الجهاد في سبيل الله، واللائمون عليه كثير، إذ أكثر النفوس تكرهه، واللائمون عليه ثلاثة أقسام: منافق، ومخذل مفتر الهمة، ومرجف مضعف القوة ". أهـ
ولكن مع هذا فعباد الله الصالحون الأبرار الذين تفضل الله عليهم بهذه الصفات لا يثنيهم عن عزمهم شيء، ولا يردهم عن مرامهم راد، ولا يصدهم عن قصدهم صاد، طالما أنهم في طريق الهدى سائرون، ولِسُبُلِ الشيطان صادون، ولِطُرُقِ الضلال محايدون ومجانبون، يسعون في مصافحة المنون وكأنها هدايا توزع في يومِ جوائزٍ، كل يستقبلها بصدر رحب مسرور، رضوا ببيع الله، فأرضاهم الله. لا حرمنا الله من فضله.
فهم قائمون بواجب الجهاد ولا يلتفتون ولو وجدوا الملامة من أحد فإنها لا تصدهم عن نصرة دين ربهم، لأن محبة الله فوق كل شيء ورضا الله مقدم على رضا عبيده، وإن وجود هذه الملامة لزيادة خير لهم لأنها ابتلاء وتمحيص حتى يظهر مَنْ هو مُقَدِّمٌ لربه على خلقه من العكس.
* * *
وإن الإعراض عن الملامة وعدم المبالاة بها لدليل قوة الإيمان، وارتفاع المحبة لله، وعلو الهمة وقوة العزيمة، والصلابة في الدين، وهذه نُقُولٌ توضح وتأكد ذلك: قال ابن الجوزي: " فأَعْلَم اللهُ عز وجل أن الصحيحَ الإيمان لا يخاف في الله لومة لائم، ثم أَعْلَم أن ذلك لا يكون إلا بتوفيقه، فقال { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } ". وقال ابن القيم: " وهذا علامة صحة المحبة فكل محب يأخذه اللوم على محبوبه فليس بمحب على الحقيقة، كما قيل:
لا كان من لسواك فيه بقية يجد السبيل بها إليه اللوم(1/830)
وقال السعدي: " فهؤلاء يقدمون رضا ربهم والخوف من لومه على لوم المخلوقين، وهذا يدل على قوة هممهم وعزائمهم، فإن ضعيف القلب، ضعيف الهمة، تنتقص عزيمته عند لوم اللائمين، وتفتر قوته عند عذل العاذلين، وفي قلوبهم تعبُّدٌ لغير الله، بحسب ما فيها من مراعاة الخلق، وتقديم رضاهم ولومهم على أمر الله، فلا يسلم القلب من التعبد لغير الله حتى لا يخاف في الله لومة لائم ". قال الطاهر بن عاشور: " وهذا الوصف علامة على صدق إيمانهم حتى خالط قلوبهم بحيث لا يصرفهم عنه شيء من الإغراء واللوم لأن الانصياع للملام آية ضعف اليقين والعزيمة، ولم يزل الإعراض عن ملام اللائمين علامة على الثقة بالنفس وأصالة الرأي ". وقال سيد قطب: " وفيم الخوف من لوم الناس، وهم قد ضمنوا حب رب الناس، إنما يخشى لوم الناس من يستمد مقاييسه وأحكامه من أهواء الناس، ومن يستمد عونه ومدده من الناس، أما من يرجع إلى موازين الله ومقاييسه وقيمه ليجعلها تسيطر على أهواء الناس وشهواتهم وقيمهم، وأما من يستمد قوته وعزته من قوة الله وعزته فما يبالي ما يقول الناس وما يفعلون، كائناً هؤلاء الناس ما كانوا، وكائناً واقع هؤلاء الناس ما كان، وكائنة حضارة هؤلاء وعلومهم وثقافتهم ما تكون ! وقال البقاعي: " وسبب عدم خوفهم من الملامة صلابة دينهم، إذا شرعوا في أمر من أمور الدين – أمر بالمعروف أو نهي عن منكر - كانوا كالمسامير المحماة، لا يرِّوعهم قول قائل ولا اعتراض معترض، ويفعلون في الجهاد جميع ما تصل قدرتهم وتبلغ قوتهم إليه من إنكال الأعداء وإهانتهم ومناصرة الأولياء ومعاضدتهم، وليسوا كالمنافقين يخافون لومة أوليائهم، فلا يفعلون وإن كانوا مع المؤمنين شيئاً ينكيهم ". وقال الْجَمَلُ: " بمعنى أنهم جامعون بين المجاهدة في سبيل الله وبين التصلب في الدين، وفيه تعريض بالمنافقين ". وانظر لهذا القول النفيس من الشوكاني: " فهم متصلبون في دينهم لا يبالون بما يفعله أعداء الحق(1/831)
وحزب الشيطان من الإزراء بأهل الدين، وقلب محاسنهم مساوئ، ومناقبهم مثالب، حسداً وبغضاً وكراهة للحق وأهله " . أهـ
* * *
وإن الناظر في واقعنا لَيَرَى أن الهوانَ قد حَطَ رحلَه على الأمة الإسلامية، وقد هوى بكل قوته، وقد جثا على صدرها وما ذلك إلا بسبب ضعف إيمانهم، وفتور دينهم، وتركهم للدين أو لأجزاء منه، فوَقَعَ عليهم الذلُ والهوانُ، وجعل اللهُ بأسَهم بينهم، وانقلبتِ الأوصافُ السابقة عليهم، فنجدهم أعزاء على المؤمنين، أذلاء على الكافرين، ويراقبون الناس أكثر من مراقبتهم لله مخافة الملامة من البشر { يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله } ، فهم في مرحلة الاستضعاف والذل ، وهذا بسبب سوء أعمالهم وركونهم للدنيا ، قال شيخ الإسلام: " فإذا ترك الناس الجهاد في سبيل الله ، فقد يبتليهم الله بأن يوقع بينهم العداوة حتى تقع الفتنة، فإن الناس إذا اشتغلوا بالجهاد في سبيل الله جمع الله قلوبهم وألف بينهم ، وجعل بأسهم على عدو الله وعدوهم، وإذا لم ينفروا في سبيل الله عذبهم الله بأن يلبسهم شيعاً، ويذيق بعضهم باس بعض " . أهـ
* * *
وختاماً: أقول إن الله جل ثناؤه بَيّنَ حقيقةً دعمها بِخَبَرٍ من الغيب يُظْهِرُه الزَمَنُ المستقبل، فالحقيقة أن المنافقين والمتخاذلين لا يُعَوَّلُ عليهم، ولا يُعْتَدُ بهم في نُصْرَةِ الإسلام وأهله ، إنما التَعْوِيلُ في نصرة الدين على المؤمنين الصادقين الذين ظَهَرَتِ عليهم المحبةُ لخالقهم والمُنْعِمِ عليهم، فظهرت على جوارحهم وقاموا بالواجب المطلوب منهم أتم قيام، وبذلوا مُهَجَ أنفسهم في سبيل رضا ربهم ونشر دينه ودحض الباطل إن الباطل كان زهوقاً .
* * *(1/832)
فيا مَنْ وجد هذه الصفات وأماراتها في نفسه فَلِيَهْنَك هذا الفضل من الله، ولتحمد الله، فإنها مِنَّةٌ خالصة من الكريم، وفَضْلٌ من الله العظيم تفضل بها عليك، فَلْتَسْعَ في شكرِها، والمحافظةِ عليها، ولا يراك اللهُ إلا شاكراً، ولا تحزن أو تغتم لِتَأَخُرِ النَصْرِ والتمكينِ فإنه لا يتأخرُ إلا لِحِكَمٍ لا يعلمها إلا الله العليم الحكيم. ويا مَنْ فقدها فلتجتهد في تحصيلها فإنها سمة ناصري الدين إن أردت أن تكون منهم، ولتحذر أن تكون ممن يستبدلهم المولى بغيرهم فتكون من الخاسرين.
وإن هذا الفضل مِنَ الله يهبه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء ولا راد لحكمه. فمَنْ حُرم هذا الفضل فلا ينزغنه الشيطان لذم مَنْ تحلى بهذه الصفات. فإن الله حكيم يهبها لمن يرى أنه أهل لذلك سواء أكان من أهل العلم الشامخين، أو من ذوي الفضل المشهورين، أو من بقية الأمة العاملين.
فمن شاء أن يرفض هذا الفضل وأن يحرم نفسه هذه المنة هو وشأنه، والله غني عن العالمين، والله يختار من عباده مَنْ يعلم أنه أهل لذلك الفضل العظيم والعطاء الواسع.
نسأل الله أن يرجع الأمة إلى دينه، وأن يعزنا بطاعته، وأن يستخدمنا في نصرة دينه. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وكتبه
أبو عَديّ حاتم بن عابد القرشي
9 / 10 / 1424 هـ
الطائف ص . ب 4635
البريد الإلكتروني hatem757@hotmail.com
---
متعلم
01-09-2004, 05:12 AM
للرفع والاستفادة ....
---
عبدالله بن بلقاسم
01-09-2004, 11:24 PM(1/833)
القضية الثالثة التي أحب أن أتطرق لها، هي: كيف يأخذ المسلمون بأسباب النصر؟ وكيف يرجعون إلى دينهم؟ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر، واشتغلتم بالزرع أو بالضيعة، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه أو لا يضعه حتى ترجعوا إلى دينكم }. إذاً: فلا بد أن نفكر كيف نرجع إلى ديننا، وكيف نأخذ بالأسباب التي ننتصر بها على أعدائنا، ومن هذه الأسباب:
• الضراعة إلى الله تبارك وتعالى قال تعالى في قصة قوم يونس: فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا [يونس:98] فهم آمنوا فكشف الله تبارك وتعالى عنهم العذاب، عندما خرجوا وتضرعوا إلى الله، بأطفالهم ونسائهم ومواشيهم أيضاً، فتضرعوا إلى الله تعالى، كما ذكر المفسرون من السلف أربعين ليلة، بعد أن واعدهم يونس عليه السلام عذاب الله، وذهب مغاضباً وقال لهم: سيأتيكم العذاب بعد ثلاث، فعلموا أنه نبي، وأن النبي لا يكذب؛ فتضرعوا إلى الله، فكشف عنهم العذاب، ومتعهم إلى حين. فالضراعة سبب عظيم لا يجوز أن نغفله ولا أن ننساه، ولنعلم أن الضراعة ليست هي مجرد الدعاء، وليس التضرع -فقط- أن ندعو الله تبارك وتعالى، ولكن الدعاء هو أول ما يدخل في مسمى وفي مدلول التضرع.
• التوبة من الذنوب يجب علينا أن نتوب إلى الله تبارك وتعالى من كل ذنب، وأن نعد العدة لدفع أسباب هذا البلاء، فإن كان عدواً فلنعد العدة لجهاده، وإن كان -أيضاً- جدباً أو قحطاً فلنزرع الأرض، ونعد العدة لها، ونأخذ بالأسباب..... وهكذا، فالمقصود أن التضرع ليس هو مجرد الدعاء، وإنما هو المدخل للتوبة والإنابة والاستغفار، وما ذكرناه من مراجعة النفس ومحاسبتها، وكل بحسبه وكل في موقعه.(1/834)
• تحكيم شرع الله يجب على الحكام والأمراء أن يراجعوا أنفسهم، ويحكموا الناس بشرع الله ليذهب الله تسلط الأعداء علينا كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث: {وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا سلط الله عليهم عدواً يأخذ بعض ما في أيديهم }. إذا فالقضاة، والأمراء، والمدراء، والرؤساء، وكل من ولاه الله تبارك وتعالى أمراً يجب عليه أن يتقي الله فيه، وأن يكون كما أمر الله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ [النحل:90] وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58]، فلنراجع أنفسنا، ولنتلاف كل تقصير فينا.(1/835)
• تذكر واجب العلماء العلماء واجبهم عظيم، وهم -كما نص السلف الصالح - من أولي الأمر، الذين أوجب الله تبارك وتعالى طاعتهم، قال تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ [النساء:59] وقد ذكر شَيْخ الإِسْلامِ أنهم الأمراء والعلماء، فالعلماء هم -أيضاً- ولاة على الأمة في أمر عظيم. لأنهم الحارس والرقيب؛ ولأنهم الأمين والمؤتمن على كل ما يتعلق بالأمة. إن لدى الدول الجاهلية والوضعية برلمانات ومجالس شيوخ ومجالس نواب؛ من أجل هذه الرقابة، إضافة إلى السلطة الشوروية أو التشريعية أو الرقابية..... إلى غير ذلك، كما يسمونه في القوانين الوضعية. أما أمة الإيمان والإسلام والتوحيد، فعندها العلماء، الذين أمرهم الله تبارك وتعالى، فقال: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187]، وإن كان بعض العوام أو بعض الناس من المقصرين، لا يريد بيان ذنوبه وعيوبه. التي يجب عليه أن يتركها، ولكن يجب على العلماء أن يبينوا الحق كما ذكر الله تبارك وتعالى فقال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125] فواجب العلماء أن يقودوا الأمة -أيضاً- في أي موقف، وأعظم المواقف هي مواقف الجهاد، فقد كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقود المعارك بنفسه وهو نبي الله ورسوله وأكرم الخلق على الله، وكان صحابته من بعده كذلك. ومن المعلوم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقسم أنه لولا أهل الأعذار لما تخلف عن سرية تخرج في سبيل الله قط، وكذلك أبو بكر وعمر لم يمنعهما من الخروج؛ إلا أن يكونوا فئة للمسلمين يتحيز إليها كل جيش يجابه من هنالك، وليمددوا المؤمنين، وقد أراد عمر -رضي الله عنه-، أن يخرج لقتال فارس، فقيل له: يا أمير المؤمنين! ابعث إليهم وابق هنا، فإن أصيبوا فأنت فئة لهم، ولكن إن أصبت ذهب(1/836)
الإسلام فكان رضي الله عنهم هذا شأنهم. كذلك شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية شارك بنفسه في بيان ضلال التتار وكفرهم وخروجهم عن الشريعة، وشارك بنفسه في المعركة، فواجب العلماء عظيم، والحمد لله الذي منَّ علينا في هذه البلاد الطيبة الطاهرة بهؤلاء العلماء الذين هم على منهج السلف الصالح -ولله الحمد- دعوة، وعملاً، وعقيدة، وعلماً، وجهاداً، فهذا من فضل الله تبارك وتعالى علينا. ولكن بقي واجبنا نحن طلبة العلم، ونحن عامة المسلمين، وهو أن نشد من أزرهم وأن يكون المسلمون جميعاً يداً واحدة وقيادة واحدة، وهدفاً واحداً وغاية واحدة، فلا مجال لمن يندس، ولا مجال للدخيل، ولا مجال لمن يبث الفرقة فيما بيننا، فالهدف للجميع واحد، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله } فالغاية هي هذه، والوسيلة واحدة وإن تنوعت وسائطها، فلنكن في الجهاد في سبيل الله ومقاومة أعداء الله صفاً واحداً، كأننا بنيان مرصوص، كما أمر الله تبارك وتعالى.(1/837)
• وحدة الصف إنَّ الصف يجب أن يكون واحداً، فيما نسميه نحن اليوم "الجبهة الداخلية"، وتعتبر ضرورتها أكيدة، فوحدة الجبهة الداخلية واجتماعها، وإقناعها بحقيقة المعركة وتصوير الأمر لها على حقيقته؛ لتقف صفاً واحداً متراصاً خلف العلماء، وخلف القيادة المؤمنة، فهذه -أيضاً- ضرورة لا بد منها. ومن هنا كان الواجب علينا أن نُبصِّر المسلمين جميعاً -خاصتهم وعامتهم- بما فيهم من خلل وخطأ وتقصير، فعندما يتهافت العامة على الطعام والشراب في وقت كان الواجب عليهم فيه أن يفكروا في حمل السلاح والجهاد في سبيل الله ودفع المعتدين المجرمين، فهذا دليل على نقص وخلل عندهم، والواجب علينا -نحن طلاب العلم والدعاة- أن نصلحه، لأن فينا الخطيب أو الداعية أو المدرس أو الواعظ أو الإمام. لا بد أن نقوم بواجبنا -نحن- في تماسك هذه الجبهة، من أجل ألا يكون فيها من يعذبنا الله -تبارك وتعالى- أو يُسَلِّطْ علينا بسببه، حتى لو كان الجيش يقوده رسول، كما كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما كان موسى، حيث وجد الغلول في الجيش: وهو الأخذ من الغنيمة، وهذا مما يسبب ويجلب الهزيمة، وكذلك إذا وجدت الخيانة والزنا أو الفساد، فإنه يسلط علينا الأعداء نسأل الله العفو والعافية. وقد ذكر المفسرون في قصة موسى أمراً عظيماً، وهو أن الذنوب يجب أن يتطهر الجيش والناس منها، فالذين يسمون الجبهة الداخلية لابد أن يتطهر كل فرد منهم من هذه المعاصي ومن أدران الذنوب، ويجعل ولاءه خالصاً لله عز وجل، وهدفه إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى، ويكون الجميع قيادة وعلماء ودعاة وجيشاً وعامة يداً واحدةً -كما أمر الله تبارك وتعالى- على كل كافر وفاجر وظالم ومعتد. فإذا أخذنا بهذه الأسباب، وأحكمنا -فعلاً- هذه الجبهة الداخلية، وجمعناها على الحق، وجعلناها يداً واحدة، وتمسكنا جميعاً بكتاب الله تبارك وتعالى واعتصمنا بحبله، فسوف نجد أننا في موقف لا يستطيع أي معتد أو مجرم أو(1/838)
غاصب أن يمني نفسه بهذه البلاد؛ بل بأية بقعة من بقاع العالم الإسلامي؛ لأنه يعلم أن للحمى حرّاساً أشداء.
• جهاد الطلب إن واجبنا كما أمر الله تبارك وتعالى ليس فقط جهاد الدفع، بل هو جهاد الطلب، وهو أن يطارد الكفار والمرتدون والمجرمون ويغزون في عقر دارهم؛ لينضموا تحت راية لا إله إلا الله وتحت كلمة الحق، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فإذا لم نحرك مشاعر الأمة، ونستحثها بهذه الغاية العظيمة فإننا سنظل مقصرين في هذا الجانب. إن الأمم الكفرية أو المرتدة، أو الضالة خلقت لمتاع الدنيا، فتتنافس في الدنيا، وتجد أن اقتصادها في زينتها وفي زخارفها، أما أمة الإسلام فغرضها وعملها الأساس هو الجهاد، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { وجعل رزقي تحت ظل رمحي } فهذه الأمة يبني أعداؤها ويشيدون ويجمعون ويتحضرون كما يشاءون، ثم يجعلهم الله تبارك وتعالى غنيمة للمسلمين، فمثلاً: الحضارة الرومانية ظلت ألف سنة أو أكثر وهي تبنى فجعلها الله غنيمة للمسلمين، وكذلك الحضارة الفارسية ظلت أكثر من ذلك، فجعلها الله تبارك وتعالى غنيمة للمسلمين. وكذلك جيش فارس، فقد كانت الرتب العسكرية ليست كحال الناس اليوم، يصنعونها من المعادن؛ إنما كانت الرتب العسكرية في جيشهم من اللؤلؤ، وبقدر ثمن اللؤلؤة التي يضعها القائد على التاج -على رأسه- تكون رتبته، فالقادة الكبار مثل ماهان ورستم وجابان ، كان ثمن لؤلؤة كل واحد منهم مائة ألف دينار، وثمن لؤلؤة من يليهم عشرة آلاف دينار، فكانت رتبهم بهذا الترف والبطر، ولما جاءهم أمر الله تبارك وتعالى، وجاء جيش التوحيد، أخذوا بتيجانهم وعروشهم. وكانوا كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل } ثم فتحت كنوز كسرى وقيصر وأنفقت على جهاد الصين وجهاد بلاد(1/839)
ما وراء النهر ، حتى إن موسكو -التي هي عاصمة روسيا اليوم- ظلت قروناً تدفع الجزية للمسلمين، وهذا من فضل الله -تبارك وتعالى-. وكذلك الروم بنوا في مصر وفلسطين وبلاد الشام الطرق الرومانية الشهيرة، وبنوا المدن والمآثر الرومانية المعروفة في التاريخ مثل مدينة دمشق ، وغيرها من المدن العظيمة، فعندما جاء جيش الإيمان والتوحيد ملكوها والحمد لله وملكوا مزارعها، وضربوا عليهم فيها ما أمر الله تبارك وتعالى به من الجزية، أو من الخراج، بحسب الأحكام الشرعية المعروفة، وكانوا لقمة سائغة لهذه الأمة والحمد لله، فبنوا وشادوا وأعدوا، فجعلهم الله تبارك وتعالىغنيمة للمسلمين وأورثهم أرضهم وديارهم. لقد خرجوا من هذه الجزيرة ومن هذه الصحراء التي جعلها الله في كل العصور -ولله الحمد- حصناً منيعاً ترتد عليه رماح المعتدين على أعقابهم خاسرين، خرجوا منها حفاة عراة، وإذا بهم يستوطنون الأندلس ، وأواسط آسيا ، وشمال الهند التي يقال فيها جنة الدنيا لما فيها من الجمال. فكل ما في هذه الدنيا من خير ونعمة أوتوه -ولله الحمد- بالتقوى وبالإيمان، قال تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105]، فهذا وعد من الله لعباده الصالحين أنه سوف يورثهم الأرض في هذه الدنيا والله على كل شيء قدير.
---
متعلم
01-10-2004, 02:19 PM
شكرا أخي عبد الله بن بلقاسم على هذه الإضافة
ويا ليت تخبرنا بعنوان هذه المحاضرة للشيخ سفر حفظه الله ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2005, 07:36 AM(1/840)
قال شيخ الإسلام: " فإذا ترك الناس الجهاد في سبيل الله ، فقد يبتليهم الله بأن يوقع بينهم العداوة حتى تقع الفتنة، فإن الناس إذا اشتغلوا بالجهاد في سبيل الله جمع الله قلوبهم وألف بينهم ، وجعل بأسهم على عدو الله وعدوهم، وإذا لم ينفروا في سبيل الله عذبهم الله بأن يلبسهم شيعاً، ويذيق بعضهم باس بعض " . أهـ
---
(1/841)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (12)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (12)
---
عادل محمد
03-18-2007, 07:05 AM
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (12)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزء الثاني عشر)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم الكثير من الكتب الإلكترونية الإسلامية
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.aldoah.com/upload/uploaded/596_01173844517.rar
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
111- دراسَة
لِسُقوطِ ثلاثينَ دَوْلَةٍ إسْلامِيَّة
د. عبد الحليم عويس
http://sa32.com/files/6a5979bb02945f0e/Derassah.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=302814
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
112- الأدْيان والمَذاهب المُعاصرَة
جميع الأديان والمذاهب الفكرية
والفرق والجماعات المختلفة
http://sa32.com/files/adf7400addbb0942/Almazahep.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=303216
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
113- البَلاءُ أنواعُهُ ومقاصِدُه
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
http://sa32.com/files/0ae4f53fdc6d550a/Albalaa.rar.html
أو(1/842)
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=303680
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
114- فقهُ النّصْر وَالتمْكين
في القرْآن الكَريم
تأليف
الدكتور علي محمد الصلابي
ملف واحد من هنا
http://sa32.com/files/85374cd52d99d7e3/Attamkeen.rar.html
أو ملفا رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم الضغط على أحدهما لفك الضغط
الملف الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=304323
الملف الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=304324
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
115- الرَّحِيقُ المَختوم
لِصَفيّ الرَّحْمَن المُبَارَكفوريّ
http://sa32.com/files/395316c1f99370b2/Arraheek.rar.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=304684
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
116- ريَاضُ الصَّالحين
للإمام المُحدّث الفقيه
أبي زكريّا يَحْيَى بْنُ شرف بْنُ مرّي النّوويّ
تحْقيق وتعْليق
الدّكتور مَاهر ياسين الفحْل
http://www.m5zn.com/download5.php?filename=6f49d0f43a.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=305413
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
117- الدّرَرُ النافعَة في نصْح شبَاب الجَامِعَة
تأليف فضيلة الشيخ
مهنا نعيم نجم " أبو الحارث "
عضو هيئة العلماء والدعاة
فلسطين
http://www.m5zn.com/download5.php?filename=fec3fa0d8a.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=305801
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
118- الدُّرَرُ اللامِعَة في نصْح فتاة الجَامِعَة
بقلم الشيْخ
مهنا نعيم نجْم " أبو الحارث "
عضو هيئة العلماء والدعاة فلسْطين
http://r5g.org/up//download.php?filename=735a6cb398.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=306182
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
119- أثرُ اختلاف المُتون والأسانيد
في
اختلاف الفقهاء(1/843)
تأليف الدكتورماهر ياسين الفحل
http://r5g.org/up//download.php?filename=cef3cb94a5.rar
أو
ملفان رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم الضغط على أحدهما لفك الملفات
الملف الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=306442
الملف الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=306444
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
120- مَعَانى القرْآن
للفرّاء
http://www.aldoah.com/upload/uploaded/596_01173588142.rar
أو
http://www.m5zn.com/download5.php?filename=19e146363e.rar
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
د.خضر
03-18-2007, 12:00 PM
أفادكم الله وأثابكم الخير كله .
---
عادل محمد
03-19-2007, 07:33 AM
أفادكم الله وأثابكم الخير كله .
وإياكم أخي الكريم بارك الله فيكم
---
(1/844)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > (ومن دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به ) نداء لمن يعرف ثرياً
---
(ومن دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به ) نداء لمن يعرف ثرياً
---
عبدالله الميمان
09-30-2006, 02:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعود إليكم والعود أحمد ، مسلماً على المشرف الكريم والأعضاء الفضلاء وأخص منهم الدكتور مساعد الطيار ود.أحمد البريدي وجميع الكرام من طلبة العلم ..
نداء : لمن يعرف ثرياً من أثرياء المسليمن لم يحسن الصنيع في تصرفه في ماله فليقترح عليه مشروع قناة علمية لتعليم طلبة العلم على هيئة جامعة إسلامية تدرس مناهج متخصصة شرعية ، وتخرج الطلاب عن بعد ، وتبث مجانية ..فتكلفة أمثال هذه القناة تقارب الثلاثين إلى أربعين مليون ريال ، علماً أنه يمكن توفير دخول منها عن طريق الإعلانات التجارية أو غير ذلك ، وحبذا أن تكون قناة غير عربية ، باللغة الانجليزية أو الفرنسية أو الصينية ...
ولمن أراد تفاصيل أكثر فأنا مستعد لكن بشرط ألا يخرج المشروع إلى إلى صالح ، حتى لا يستغل استغلالاً فاجراً ...
---
(1/845)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج2
---
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج2
---
يوسف حميتو
04-02-2006, 09:27 PM
حمل داعيا مأجورا الجزء الثاني من : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " للدكتور عبد الهادي حميتو حفظه الله .
---
(1/846)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأبحاث الصوتية ....( في حِكَايَةِ أقْوَال مُتَدَاوَلَةٍ عَلَى الألْسِنَةِ)
---
الأبحاث الصوتية ....( في حِكَايَةِ أقْوَال مُتَدَاوَلَةٍ عَلَى الألْسِنَةِ)
---
فرغلي عرباوي
05-28-2004, 01:09 AM
الأبحاث الصوتية ....( في حِكَايَةِ أقْوَال مُتَدَاوَلَةٍ عَلَى الألْسِنَةِ)
البَسْمَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: بِسْمِ اللّه
السَّبْحَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: سُبْحَانَ الله
الهَيْلَلةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: لا إلَه إلا اللّه
الحَوْقَلَةُ حِكَايَةُ: لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاللّه
الحَمْدَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: الحَمْدُ للّه
الحَيْعَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ المُؤذِّنِ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاح
ِ
الطَّلْبَقَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: أطَالَ اللهّ بَقَاءَك
َ
الدَّمْعَزَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: أدَامَ الله عِزَك
َ
الجَعْلَفَة حِكَايَةُ قَوْلِ: جُعِلْتُ فِدَاءَكَ.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-28-2004, 01:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الكريم : فرغلي عرباوي وفقك الله وزادك علماً وفقهاً
جزاك الله خيراً على ما تقدمه من أبحاث في مجال تخصصك
وهي محل عناية وتقدير ، وواصل العطاء مشكوراً مأجوراً .
ولعلك شيخنا الكريم تحرص على ذكر المراجع التي تستمد منها فوائدك وبحوثك من كتب أو غيرها من باب التسهيل لمن أراد الرجوع إليها في الكتب المصنفة .
---
(1/847)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير سورة الإسراء
---
تفسير سورة الإسراء
---
روضة
09-30-2006, 06:03 PM
تفسير سورة الإسراء ملخصاً مما جاء في التفاسير التالية: تفسير الرازي، البحر المحيط، الجامع لأحكام القرآن، تفسير أبي السعود، تفسير الألوسي، الظلال، أيسر التفاسير، تفسير سورة الإسراء لمحمد سيد طنطاوي،
سورة الإسراء لزاهية الدجاني.
أرجو أن تكون به فائدة.
الآية ا لأولى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
المعنى
يمجّد تعالى نفسه، ويعظّم شأنه، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فلا إله غيره ولا رب سواه .. تبدأ السورة بالتسبيح .. أليق حركة نفسية تتسق مع جو الإسراء اللطيف، وأليق صلة بين العبد والرب في ذلك الأفق الوضيء.
والإسراء من السير ليلاً، والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً، وهذه الرحلة تتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تنكشف عنها للنظرة الأولى.
وتذكر الآية صفة العبودية للرسول صلى الله عليه وسلم: (أسرى بعبده)؛ لتقريرها وتوكيدها في مقام الإسراء والمعراج إلى الدرجات التي لم يبلغها بشر، وذلك كي لا تُنسى هذه الصفة، ولا يلتبس مقام العبودية بمقام الألوهية، كما التبسا في العقائد المسيحية بعد عيسى عليه السلام.(1/848)
ووصف المسجد الأقصى بـ(الذي باركنا حوله) وصف يرسم البركة حافّة بالمسجد، فائضة عليه، والإسراء آية صاحبتها آيات: (لنريه من آياتنا)، والنقلة العجيبة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في البرهة الوجيزة التي لم يبرد فيها فراش النبي صلى الله عليه وسلم آية من آيات الله، تفتح القلب على آفاق عجيبة في هذا الوجود.
(إنه هو السميع البصير): يسمع ويرى كل ما دقّ ولطف، وخفي على الأسماع والأبصار من اللطائف والأسرار.
المناسبة
مناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها أنه تعالى لما أمره بالصبر، ونهاه عن الحزن على المشركين وأن لا يضيق صدره من مكرهم، وكان من مكرهم نسبته إلى الكذب والسحر والشعر وغير ذلك مما رموه به، أعقب ذلك بذكر شرفه وفضله واحتفائه به، وعلو منزلته عنده.
البلاغة
- براعة الاستهلال (سبحان الذي أسرى)؛ لأنه لما كان أمراً خارقاً للعادة بدأه بلفظ يشير إلى كمال القدرة، وتنزُّه الله عن صفات النقص، وعلو النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المقام أنسب معه أن يسبَّح الله، وينزّه.
- قيل: (سبحان) مصدر كـ(غفران)، بمعنى التنزّه، ففيه مبالغة من حيث إضافة التنزه إلى ذاته المقدسة.
- إضافة (سبحان) إلى الموصول المذكور؛ للإشعار بعليّة ما في حيز الصلة للمضاف؛ فإن ذلك من أدلة كمال قدرته وبالغ حكمته، وغاية تنزهه تعالى عن صفات النقص.
- إيثار كلمة (العبد) على غيرها .. قال القشيري: لما رفعه الله تعالى إلى حضرته السنيّة، وأرقاه فوق الكواكب العلويّة، ألزمه اسم العبودية، أ.هـ.
والعبودية أشرف المقامات وأسمى المراتب العليّة، وحتى لا يلتبس مقام العبودية بمقام الألوهية.
- إضافة (العبد) إلى ضميره تعالى إضافة تشريف وتكريم واختصاص، قال الشاعر:
لا تدعني إلا بيا عبدها لأنه أشرف أسمائيا(1/849)
- معلوم أن السرى لا يكون إلا بالليل، ولكنه ذكر هنا (ليلاً) على سبيل التأكيد، وكذلك للتظليل والتصوير، على طريقة القرآن الكريم، فيلقى ظل الليل الساكن، ويخيّم ليله الساجي على النفس وهي تتملى حركة الإسراء اللطيفة وتتابعها.
- التنكير في (ليلاً) يدل على تقليل مدة الإسراء، وأنه أُسريَ به في بعض أجزاء الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة، وهذا أدلّ على القدرة.
- (الأقصى) سميَ المسجد الأقصى بذلك؛ إذ لم يكن حينئذٍ وراءه مسجد، والمقصد إظهار العجب في الإسراء إلى هذا البُعد في ليلة.
- (الذي باركنا حوله): صفة مدح لإزالة اشتراك عارض، ومن باب أولى أن يكون هو نفسه مباركاً.
- إطلاق البركة وعدم تقييدها يدل على العموم، فهي بركة دنيوية من كثرة الأشجار والأنهار وطيب الأرض، وبركته بما خُصّ به من الخيرات الدينية كالنبوة والشرائع والرسل الذين كانوا في نواحيه ... فالبركة عامة.
- وهذا التعبير (باركنا حوله) وصف يرسم البركة حافة بالمسجد، وهو ظل لم يكن ليلقيه تعبير مباشر، مثل: باركناه.
- الالتفات من الغيبة إلى التكلم (باركنا . . . لنريه من آياتنا) لتعظيم تلك البركات والآيات.
- (لنريه من آياتنا) عبّر بـ(من) الدالة على التبعيض؛ لأن إراءة جميع آيات الله تعالى لعدم تناهيها مما لا يكاد يقع، ولو قيل: (لنريه آياتنا) لتبادر الكل.
- (باركنا) (لنريه) نسبة الفعل إلى الله تعالى (نون العظمة) فيه تعظيم الفاعل وتعظيم القدرة، فهو المتصرف بخلقه.
- مناسبة التذييل (إنه هو السميع البصير): قرّب الله عز وجل عبده محمد، وخصّه بهذه الكرامة؛ لأنه سبحانه مطّلع على أحواله، عالم باستحقاقه لهذا المقام، أو: سميع ما يدعو، بصير بما يكابد. وقيل: وعيد من الله للكفار على تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم في أمر الإسراء، فهي إشارة لطيفة بليغة إلى ذلك، أي هو السميع لما تقولون، البصير بأفعالكم.(1/850)
- توسيط ضمير الفصل بين اسم (إن) وخبرها؛ لتأكيد هذه الصفات، أو لأن سماعه تعالى بلا أذن، وبصره بلا عين، على نحو لا يشاركه فيه تعالى أحد.
- السياق ينتقل في آية الافتتاح من صيغة التسبيح لله (سبحان) إلى صيغة التقرير من الله (لنريه)، إلى صيغة الوصف لله (إنه هو السميع البصير)، وفقاً لدقائق الدلالات التعبيرية بميزان دقيق حساس، فالتسبيح يرتفع موجهاً إلى ذات الله سبحانه، وتقرير القصد من الإسراء يجيء منه تعالى نصّاً، والوصف بالسمع والبصر يجيء في صورة الخبر الثابت لذاته الإلهية، وتجتمع هذه الصيغ المختلفة لتؤدي دلالاتها بدقة كاملة.
الدروس المستفادة
- كلما تحقق مضمون العبودية من الخضوع والخشوع والإخلاص لله سما صاحبُها وزاد قدره.
- ربط الله عز وجل بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؛ لتكون فلسطين بوابة العروج إلى السماء، وليربط بينهما في قلوب المسلمين، وليكون ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى وثيقاً، فالمسجد الحرام محور العبادة، والمسجد الأقصى محور الصراع.
- هذه الرحلة تربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً، وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول صلى الله عليه وسلم لمقدسات الرسل قبله، وارتباط رسالته بها جميعها.
- الإنسان مهما علا وارتفع لا يصل ولا يقترب من مقام الألوهية إطلاقاً.
- تقرير عقيدة الإسراء والمعراج بالنبي بالروح والجسد معاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السموات العُلى.
- بيان الحكمة في حادثة الإسراء والمعراج، وهي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم بأم عينيه ما كان آمن به وعلمه من طريق الوحي، فأصبح الغيب لدى الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة.
يتبع ...الآية الثانية
---
روضة
10-03-2006, 10:48 PM(1/851)
الآية الثانية والثالثة: { وَآتَيْنَآ مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً }
المعنى
كثيراً ما يقرن القرآن الكريم بين ذكر موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وبين ذكر التوراة والقرآن، ولهذا قال بعد ذكر الإسراء: (وآتينا موسى الكتاب).
فذكر كتاب موسى (التوراة) وما اشتمل عليه من إنذار لبني إسرائيل، وتذكير لهم بجدهم الأكبر نوح العبد الشكور، وآبائهم الأولين الذين حملوا معه في السفينة، ولم يُحمل معه إلا المؤمنون، وتذكير لهم بالمطلب الأساس والرئيس، ألا وهو التوحيد.
وقد بيّن أن التوراة إنما كانت هدى لاشتمالها على النهي عن اتخاذ غير الله وكيلاً، ولا يتجهوا إلا لله، فهذا هو الهدى، وهذا هو الإيمان.
قال ابن الجوزي: قيل للرب وكيل؛ لكفايته وقيامه بشؤون عباده، لا على معنى ارتفاع منزلة الموكل وانحطاط أمر الوكيل. وقال الزمخشري: ربّاً تكلون إليه أموركم.
ولقد خاطبهم باسم آبائهم الذين حملهم مع نوح، وهم خلاصة البشرية على عهد الرسول الأول في الأرض، خاطبهم بهذا النسب ليذكرهم بوحدة أصلهم هم وباقي البشرية، وأن كل الناس متساوون، وليسوا بأفضل من باقي الأمم، وفيه حثٌّ لهم على الاقتداء بآبائهم.
المناسبة
انتقل من الحديث عن حادثة الإسراء إلى الخطر الذي يتهدد أرض الإسراء بذكر بني إسرائيل.
ويمكن أن يقال: إنه تعالى لما ذكر تشريفه لمحمد صلى الله عليه وسلم بالإسراء وما يحمله ذلك من إبراز قضية التوحيد، ذكر تشريف موسى بالتوراة وتركيزها على التوحيد أيضاً، فقال: (وآتينا موسى الكتاب ....).(1/852)
(ذرية من حملنا مع نوح ... ): كأنه قال في الآية السابقة: لا تتخذوا من دوني وكيلاً ولا تشركوا بي؛ لأن نوحاً كان عبداً شكوراً، والشكر مرتبط هنا مع التوحيد والعبودية لله تعالى، وأنتم ذرية نوح، فاجعلوه أسوتكم كما جعله آباؤكم أسوتهم.
كما أن هذه الآية تذكير لهم بنعمة الله عليهم التي هي بمثابة تعليل لِما طُلب منهم في الآية السابقة، وهو: (ألا تتخذوا من دوني وكيلاً)، فقد أنجيت آباءكم من الغرق، وهذه نعمة تستوجب الشكر والإيمان، والشرك هو أعلى درجات الكفران.
البلاغة
وَآتَيْنَآ مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
-انتقل الكلام من ضمير الغيبة في الآية السابقة إلى التكلم، وهذا الالتفات لتربية المهابة في النفوس، وتعظيم الفاعل وتعظيم القدرة، فهو المتصرف بخلقه.
-قرئ بتاء الخطاب: ألا تتخذوا، فـ(أن) هنا تفسيرية، و(لا) ناهية، والكلام فيه التفات.
وقرئ بياء الغيبة، فـ(أن) مصدرية، والمعنى: وآتينا موسى الكتاب . . . لئلا يتخذوا ...
-(من دوني) متعلق بـ(وكيلاً)، وقُدِّم عليه؛ فلم يقل: ألا تتخذوا وكيلاً من دوني؛ للمسارعة في النهي عن اتخاذ أحد من دون الله وكيلاً.
-تنكير (وكيل) لتفيد العموم، فنهاهم عن أن يتخذوا أيّ وكيل.
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً
-إيثار التعبير بـ(ذرية من حملنا ..) على التعبير بـ(يا بني إسرائيل)؛ فيه تذكير لهم بأصلهم، فهم يعتزون بكونهم بني إسرائيل، والله تعالى يريد أن ينزع منهم هذا الاعتزاز، فيناديهم: يا ذرية من حملنا مع نوح، بحيث يلتقوا هم والبشرية في أب واحد، وهو نوح عليه السلام، فما وجه التعالي؟!(1/853)
وفيه إثارة لعزائمهم نحو الإيمان والعمل الصالح، وتنبيههم إلى نعمه ـ سبحانه ـ عليهم، حيث جعلهم من ذرية أولئك الصالحين الذين آمنوا بنوح عليه السلام، وحضهم بالسير على مناهجهم في الإيمان والعمل، فإن شأن الأبناء أن يقتدوا بآبائهم في التقوى والصلاح.
-في إيثار لفظ (ذرية) الواقع على الأطفال والنساء في العرف الغالب مناسبة تامة لتذكيرهم بضعفهم حين حملهم.
-(حملنا): الإضافة إلى نون العظمة توحي بالامتنان بالنعمة والفضل.
-(إنه كان عبداً شكوراً): إيذان بأن إنجاء من كان معه كان ببركة شكره عليه السلام، وحثّ ذريته على الاقتداء به، وفيه تعريض بهم، والتقدير: اشكروني كشكره، وزجر لهم عن الشرك الذي هو أعظم مراتب الكفران.
-(شكوراً): صيغة مبالغة تفيد كثرة صدور الحمد منه عليه الصلاة والسلام.
-وصف نوح بالعبودية لإبراز صفة الرسل المختارين، وقد وُصف بها محمدٌ صلى الله عليه وسلم في الآية الأولى، وهذا على طريقة التناسق القرآنية في جو السورة وسياقها.
الدروس المستفادة
وَآتَيْنَآ مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
-سيكون صراع بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمة هذا النبي ـ موسى عليه السلام ـ إلى قيام الساعة.
-من سنن الله تعالى العدل، فلا يعاقب قوماً إلا بعد إبلاغهم عن طريق الكتاب الذي يحمل الهدى المؤدي للجزاء الحسن.
-بيان فضل الله تعالى على بني إسرائيل بإيتاء موسى الكتاب.
-بيان سر إنزال الكتب وهو هداية الناس إلى عبادة الله تعالى وتوحيده.
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً
-ركزت الآية على أهمية الشكر، وذلك حين أشارت إلى التشريف الإلهي لنوح بوصفه عبداً شكوراً.
-بنو إسرائيل متساوون مع باقي البشر، فليسوا أفضل منهم، وهم جميعاً من أصل واحد.
-الشرك أعلى درجات الكفران.(1/854)
-الشكر يعني تقدير النعم التي لا تحصى، ومن يُقدّر النعم تلك يدرك حجم قدراته وإمكاناته البشرية، فلا يعلو في الأرض بغير الحق، (كما سيأتي في الآية التالية).
يتبع...
---
(1/855)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عضو جديد يحتاج الى مساعدتكم فلا تبخلوا عليه
---
عضو جديد يحتاج الى مساعدتكم فلا تبخلوا عليه
---
الداعية
07-14-2004, 10:27 AM
الحمد الله و كفي و الصلاة و السلام على عبده الذى اصطفي
احبائي اهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله .
اخواني عندى مشكلة احتاج الى نصحكم و ارشاداتكم حولها و اسال الله ان يجعل ذلك فى ميزان حسناتكم .
اخواني انا اشترك الان فى عدد من المنتديات التى تخص بلدي حيث يكثر العوام المسلمين منهم متأثرين بالتصوف اما غير المسلمين فهم نصاري .
المشكلة انى احببت ان اعرض لهم مذهب اهل السنه و الجماعة فاحترت من اين ابدا و احترت فى اختيار الوسائل المناسبة التى تسهل وصول هذا المنهج لهم حتى يفهموه بصورة صحيحة و لا تجعلهم يصدون و يندون .
فلجأت اليكم استفيد من علومكم و خبرتكم فى مجال الدعوة الى الله بإستخدام الانترنت لنرسم معا معالم خطة تحتوي على الخطوات و الوسائل المناسبة لدعوة هؤلاء .
---
ابن العربي
07-14-2004, 03:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ابدأ أولاً بالتوحيد المبسط على شكل سؤال وجواب
مثل كتاب العلامة عبدالله بن جار الله الجارالله
الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد
فهو كتاب سهل وبسيط يصلح للعوام وكذلك للمتعلم
وكذلك كتب حافظ الحكمي التي على شكل السؤال والجواب في التوحيد
والتوحيد الصحيح إذا رسخ في القلب كان كفيل بإزالة البدعة
والله اعلم
---
أبوخطاب العوضي
07-17-2004, 06:45 AM
تفضلي هذا الرابط وهو على شكل سؤال وجواب
هنا (http://www.ahlalquran.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1648)
وإن شاء الله أفيدك بالمزيدلاحفا
---
(1/856)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهارس ملتقى أهل التفسير > فهرس ملتقى أهل التفسير
---
فهرس ملتقى أهل التفسير
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 03:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على فضله وكرمه وإحسانه ، وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائه ورسله ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان ، أما بعد :
فقد يسر الله سبحانه وتعالى هذا الملتقى المبارك الذي جمع صفوة من أهل هذا العلم الشريف ، ولايزال المتخصصون يزدادون يوماً بعد يوم ، وقد تحقق شيء كبير من الأهداف التي حرص هذا الملتقى على تحقيقها من توفير سبيل للقاء بين أهل التخصص ، وتبادل الآراء والأفكار والأخبار والمستجدات في هذا العلم ، وأرجو أن يستمر العمل على هذه الوتيرة الهادئة لخدمة هذا العلم ، وخدمة أهله ، ولا شك أن هذا الهدف من أشرف الأهداف ، وهو يستحق البذل والعناء لتحقيقه ، ولا نزال في البداية ، التي كانت مبشرة بكل خير ولله الحمد.
وأحب بهذه المناسبة الكريمة أن أشكر جميع المشرفين الكرام الذين كان لإشرافهم وتفاعلهم مع الأعضاء الكرام من خلال الأسئلة والأجوبة والمشاركات والمناقشات الهادفة الأثر الكبير في الإقبال على تصفح هذا الموقع ، وانتشار ذكره عند كثير من طلاب العلم الجادين ولله الحمد.
كما أشكر الأعضاء جميعاً على دعمهم لنا وتشجيعهم ومشاركتهم الجادة المتميزة ، والتي يتميز بها حملة القرآن الكريم ، والأدب الجم الذي ساد أجواء الملتقى ، والتعاون البناء للنهوض بهذا الموقع العلمي المتخصص. كما أشكر كل من اقترح علينا اقتراحاً هادفاً جاداً ولا زلنا نطلب المزيد من تلك الاقتراحات ، علماً أن كثيراً من الاقتراحات قد تم تنفيذها في شبكة التفسير والدراسات القرآنية في حلتها الجديدة www.tafsir.net(1/857)
وقد قمت بعد هذا المشوار القصير من عمر الملتقى بعمل فهرسة لمواد الملتقى ، مقسماً لها على الموضوعات بحسب اجتهادي ، ولم أكن متحرياً للدقة كلها في هذه الفهرسة ، فهي قابلة للتعديل ، وإنما أردت أن أقرب المواد العلمية للزائر بحيث يجد طلبته بأيسر طريق.
وقد وجدت أن المشاركات في ملتقى أهل التفسير في الملتقى العلمي على أقسام :
-مشاركات مكتملة على هيئة بحوث ، أو مسائل محددة ، مكتملة الجوانب ، أو أسئلة تمت الإجابة عنها ، وكل تلك المشاركات لا يزال المجال مفتوحاً للنقاش حولها لمن أراد ذلك ، ولكنها مكتملة يستفاد منها على هيئتها الحالية.
-مشاركات لم تكتمل بعد ، وهي إما أسئلة لم يجب عنها ، أو مشاركة على هيئة حلقات لم تكتمل ، أو هي مشروع علمي مفتوح ، أو نحو ذلك مما لا يزال في حاجة إلى العودة إليه لإكماله ، وأرجو من الذين تكرموا ببدء هذه الموضوعات الحرص على إكمالها متى تيسر لهم ذلك حتى يكون الطرح مرتباً ومنظماً ، ويحصل المقصود من الطرح.
-غير ذلك كالإعلانات والأخبار المتفرقة ، بعضها لا يزال صالحاً ، وبعضها لم يعد إليه حاجة.
فأما المشاركات المكتملة فقد فهرستها ولم أشر إليها بعلامة.
وأما المشاركات غير المكتملة فقد أشرت إلى عدم اكتمالها بكتابة (غير مكتمل) باللون الأحمر عقب المشاركة. ليتنبه لها من قبل الإخوة المشرفين والأعضاء الكرام ، وليتمكن من لديه قدرة علمية لإتمام النقص طلباً للكمال أو ما يقرب من الكمال إن شاء الله.
وأما المشاركات التي لم يعد لها أهمية كالإعلانات التي ذهب وقتها ، وما في حكمها فقد استبعدتها.
وأما طريقة الفهرسة :
فقد قسمت الموضوعات -على عجل -تحت خمسة عناوين :
أولاً : القراءات والتجويد.
ثانياً : التفسير.
ثالثاً : علوم القرآن.
رابعاًً: كتب ومؤلفون.
خامساً: متفرقات.(1/858)
وطريقتي أن أذكر أولاً عنوان المشاركة /ثم اسم صاحب المشاركة بعدها ، بفاصل أحياناً ، وبدون فاصل في أحيان كثيرة لأمن اللبس إن شاء الله.
وأرجو من أعضاء الملتقى الكرام أن يساعدونا في إعطاء آرائهم حول ملتقى أهل التفسير منذ بدايته وحتى الآن ، وما هي جوانب النقص حتى نجتنبها وننبه عليها ، وهل هناك أي اقتراح يمكن عمله لمساعدة طلاب العلم في هذا التخصص ، ونحو ذلك من الأمور التي يظنون أن القائمين على الملتقى بحاجة إليها.وإرسال ذلك على بريد ملتقى أهل التفسير (info@tafsir.org) .
كما أرجو من الإخوة الذين يلتحقون بملتقى أهل التفسير لاحقاً أن يساعدونا بقراءة المواد التي سبق طرحها ، والتعليق عليها إن أمكن بما يزيدها إيضاحاً ، أو يصحح خطأ ، أو يسد نقصاً ، وعدم الاكتفاء بالنظر إلى الصفحة الأولى للملتقى ، ومتابعة الموضوعات الحديثة.
وفي الختام أعتذر مرة أخرى إن كان ثمة نقص ، أو خطأ غير مقصود. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
عبدالرحمن الشهري.
13/1/1425هـ
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 03:02 PM
أولاً : القراءات والتجويد.
غانم قدوري الحمد ودراساته التجديدية في علم التجويد عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=85) بين بعض القراءات القرآنية وبعض القواعد النحوية د.أحمد الخطيب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=562)
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآني د.أحمد الخطيب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=563)
لطائف الوقوف أبو بيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=187) غير مكتمل
سؤال في القراءات سابر الأغوار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=522)(1/859)
احذر الوقوع في هذا الخطأ أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=475)
سؤال عن كتاب جامع في القراءات أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=513)
هل الأداء من اجتهاد القراء أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=512)
نظم عزو الطرق للشيخ المتولي أبو الجود (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=297) غير مكتمل
القراءة بالألحان حسين (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=426)
أخطاء خفية في تجويد الآيات القرآنية/ أبو أحمد الجنوبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=414) غير مكتمل
سؤال حول علامة الركوع في المصحف/عبدالرحمن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=304)
ما هي أفضل كتب التجويد على رواية حفص عن عاصم برأيك ؟ الظافر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=313) غير مكتمل
وقفات مع الوقوف الممنوعة في القرآن الكريم عبدالله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=318) غير مكتمل
أبيات في قصر المنفصل تحتاج إلى شرح محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=401)
أركان القرآة المقبولة (1) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=186)
أركان القرآءة المقبولة (2) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=224)
أركان القراءة المقبولة (3): موافقة خط المصحف أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=305)
أركان القراءة المقبولة (4) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=355)
للمناقشة ..مصحف التجويد عبدالرحمن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=351) غير مكتمل(1/860)
ما هو أفضل ما كتب عن أهمية أسباب النزول ومكانتها ؟ الإداوة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=166)
ما حكم التجويد تعلماً وتعليماً ؟ الحارث (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=279)
تعريف القراءات أبو خالد السلمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=292) غير مكتمل
الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران؟ الظافر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=309)
فرصة لحفظ القرآن الظافر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=310)
اللحون الملاحظة التي تقع في قراءة الفاتحة الظافر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=245)
سؤال عن تواتر القراءات محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=247)
هل ترقيم البسملة قابل للتغيير؟ محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=160)
سؤال عن كيفية النطق بحرف الضاد محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=173) غير مكتمل
وقفات مع القراءات الشاذة وبعض فوائدها وقواعدها أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=208) غير مكتمل
سؤال عن صفة الترجيع في القراءة/أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=576) غير مكتمل
من روائع التراث المخطوط:(1) مسألة(بسطت)والجواب عليها/ الملثم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=870)
شبهة في القراءات السبع/مسلم موحد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=992)
الواضحة في تجويد الفاتحة/ أبو الجود (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=901)
مثالان هل يصح التمثيل بهما في اختلاف الفقهاء بسبب اختلاف القراءات ؟/محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=987)(1/861)
هل أنكر ابن جرير قراءة متواترة أو ردها ؟/د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991)
لماذا كره بعض أهل العلم القراءة بقراءة حمزة ؟/ الدرعاني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=981)
سؤال عن : القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري..والرد عليه./عبدالرحمن السديس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=786)
سؤال في القراءات / صالح (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=738)
سؤال عن كتاب جامع في القراءات / أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=513)
سؤال لأهل التخصص في القراءات / الراية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=620)
الشرح الصوتي للمنظومة الجزرية / نجم (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1467)
دور القراءات في تفسير الآيات / محمد البكري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1461)
كتاب الروضة الندية شرح الجزرية / نجم (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1438)
حكم تعلم التجويد للدكتور مساعد الطيار / الراية (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=840)
سؤال عن القراءات الثلاثة المتممة للعشر / القحطاني (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1418)
سؤال عن قصيدة ابن مالك الدالية في القراءات / القحطاني (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1402)
هل القراءات السبعة هي الأحرف السبعة / الغرنوق (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1397)
ضع هنا قواعد القراءاة والقراء باختصار / د.أمين الشنقيطي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1304)
مصاحف بجميع الروايات / متعلم (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1364)(1/862)
كتاب العالم الرباني المقرئ عبيد الله الأفغاني / ابن الشجري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1347)
حول ظهور رواية حفص رحمه الله / خالد عبدالرحمن (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1221)
التزام قول (صدق الله العظيم) بعد التلاوة بدعة. / محمد بن يوسف (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1337)
هل الأحرف السبعة هي القراءت السبع ؟ / بحث جيد للأخ محمد بن يوسف (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1328)
هل كل ما في القراءات السبع متواتر ؟ / محمد الأمين (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1048)
ما هي أفضل طبعات كتاب النشر في القراءات العشر ؟ / عبدالرحمن الشهري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1288)
سؤال عن قراءة ورش ؟ / محمد العبدالهادي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1296)
كبار القراء في دمشق /عبدالله (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1298)
سؤال عن كتاب في رواية السوسي / عبدالله الحسني (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1125)
الخلط بين القراءات / عبدالرحمن السديس (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1249)
أوجه صحيحة لحفص لا يعرفها الكثير / راجي رحمة ربه (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1264)
قراءة حمزة لم كره القراءة بها بعض العلماء ؟ / ناصر الدرعاني (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=981)
سؤال في القراءات / عبدالله (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1226)
الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء هل يجوز إظهارها؟ / عبدالرحمن السديس (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1207)
إنما يخشى الله من عباده العلماء / محب (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1451)(1/863)
القصيدة الواضحة في تجويد الفاتحة / أبو الجود (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=901).
لا تتعلم من أشرطة التراويح / محمد رشيد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1502).
قراءة حفص بقصر المنفصل .. للشيخ د.مساعد بن سليمان الطيار / الراية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1486).
سبعة أشياء يحتاجها من أراد علم القراءات / فرغلي عرباوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1547).
نظم عزو الطرق للشيخ المتولي / أبو الجود (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=297).
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الجوف / فرغلي عرباوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1563).
مصاحف المشارقة والمغاربة / الراية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1574).
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهمزة الحلقية / فرغلي عرباوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1564).
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الهاء الحلقية / فرغلي عرباوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1575).
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الحاء الحلقية / فرغلي عرباوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1583).
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية فرغلي غرباوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1593).
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1594).
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت العين الحلقية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1582).
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1612).(1/864)
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الحلق (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1617).
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1659).
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت القاف العربية اللسانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1625).
التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1664).
نظرة في صفات الحروف / مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1590).
سؤال حول الميم المخفاة / محمد رشيد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1501).
الوقف على رؤوس الآيات / الميموني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1427).
بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ / محمد البكري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1471).
كيف كان يقرأ الرسول القرآن؟ / amdysf (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2089)
كيفية الوقوف / طالب علم_2 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1737).
سؤال عن شرح قصيدة أبى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز القارئ ؟ / خادم القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1965).
تقريب النفع في القراءات السبع تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر الشيخ علي محمد الضباع / د أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1741).
حرف الضاد / العبادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1860).
حول قراءات الآحاد / أبو المنذر المصري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2241).
رأي شيخ الإسلام وابن القيم في تفنيد التجويد بمفهومه الحالي / عبدالله الميمان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2235).(1/865)
ترجمة الإمام المرزوقي الذي عليه يدور أعلى إسناد على وجه الأرض اليوم من طريق أهل الشام / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2052).
ترجمة إبراهيم العبيدي مجمع أسانيد مصر والشام / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2053).
تعلم أصول الإمالة عند القراء العشرة من العلامة الضباع / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1778).
تعلم أصول ثاني أئمة قراء البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2115).
تعلم أصول قراءة الإمام الكسائي رضي الله عنه ثالث قراء الكوفة / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1885).
تعلم أصول قراءة إمام أهل البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1980).
تعرف على أحد أعلام القراء السابقين العلامة ناصر الدين الطبلاوي رحمه الله تعالى / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2132).
تفصيل أصول رواية شعبة التي خالف فيها حفصا، للعلامة الضباع رحمه الله تعالى / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1835).
تعريف القراءات / أبو خالد السلمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=292).
القول المبين في إثبات نزول القراءات من رب العالمين / أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2253).
التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة!!! (الحلقة الثانية) / محمد بن يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1337).
أصول القراءة التي ستترتب عليها القراءات العشر / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1828).(1/866)
أصول قراءة الإمام أبي جعفر المدني أحد القراء العشرة رحمه الله تعالى / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2131).
أصول قراءة خلف العاشر في اختياره، آخر قراء الكوفة. / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1927).
ماذا تعرف عن الياءات في أواخر الكلمات في كتاب الله / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1812).
ماذا تعرف عن الإشمام في التلاوة؟ وكم نوع هو؟ وفي أي لغات القبائل كان؟ للعلامة الضباع / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1806).
ما هي أفضل كتب التجويد على رواية حفص عن عاصم برأيك؟ / الظافر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=313).
أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع رحمه الله تعالى. / د.أنمار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1793).
أرجو مشاركة الجميع للفائدة.. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه / فرغلي عرباوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2041).
استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري / المنصور (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=353).
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 03:03 PM
ثانياً : التفسير.
معالم قرآنية في التعامل مع الواقع/ محمد الربيعة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=61) غير مكتمل
باب في وجوب الحكم والتحاكم إلى الشريعة/ عبدالرحمن بن محمد الهرفي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=137)
التفسير الموضوعي ...وجهة نظر أخرى / مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=566) غير مكتمل
خطوات التأثر بالقرآن /عوض أحمد الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=567)(1/867)
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير/أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=54) غير مكتمل
دروس التفسير في عصرنا الحاضر. ما مقومات نجاحها./عبدالله بن بلقاسم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=548) غير مكتمل
تفسير ابن القيم في قوله تعالى :(يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)/ المحب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=101)
هل يصح الاستدلال بهذه الآية ؟/ عبدالعزيز (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=263)
مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي/ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=115)
سؤالان في تفسير (الحمد)/ محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=257)
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل/ أحمد المطيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=281)
مع ابن جرير في تفسيره/ أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=93) غير مكتمل
صيد الخاطر من كتاب الله/ مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=289)
ما هي زينة النساء المباحة في الآية.. / إيمان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=133)
ما علاقة الآية (أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) بزعم اليهود حقهم في فلسطين؟ /ساهر الليل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=138)
ما رأيكم في هذا المقال ؟ / أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=555)
من ضوابط التفسير الإلمام بعادات العرب في الجاهلية/ أبو المثنى الحكمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=561)
جامع الفتاوى في القرآن/ محمد الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=463) غير مكتمل(1/868)
سؤال حول قوله سبحانه:( ...فما رعوها حق رعايتها)/ أخوكم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=554) غير مكتمل
فوائد من التفسير (الإيمان بالكتب)/ همس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=553)
وقفة مع المحبة في ضوء القرآن/ عوض الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=552)
فائدة في تفسير قوله تعالى :(فثم وجه الله)/ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=542)
حوار علمي في تفسير آية كريمة / أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=537) غير مكتمل
فوائد قرآنية/ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=521)
تفسير (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)/ المتفقه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=294)
فوائد قرآنية (الحلقة الثانية)/ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=158)
تأمل هذه الآية / أبو الحسن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=536)
فائدة في وجه إضافة الجناحين في قوله :(ولا طائر يطير بجناحيه)/ ناصر الصائغ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=528)
ركن الاستنباط وذكر فوائد الآيات / أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=253) غير مكتمل
سؤال حول فهم معاني الآيات/ أبو حيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=440)
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين)/ أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=41) غير مكتمل
من قواعد التفسير الإظهار في موضع الإضمار/ همس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=508)(1/869)
تفسير قوله تعالى :(وما ربك بظلام للعبيد)/ طالب علم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=500)
إذا أخطأ عليك أحد فكيف تتصرف ؟ / خالد الباتلي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=490)
حتى نجد للقرآن حلاوة كما وجدها الجيل الأول رضي الله عنهم/ الأثر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=481)
تفسير آية سورة هود / أبو عبدالله1 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=437)
ما معنى قوله تعالى :(إلا أن تتقوا منهم تقاة) / أبو عبدالله1 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=415)
أكثر من ستين فائدة من قصة داود وسليمان/ فرحان العطار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=410)
قواعد في التفسير (آية تحتمل معنيين)/ همس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=376)
المراد والمعنى في التفسير/ همس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=430)
سؤال عن قوله تعالى :(وما ينطق عن الهوى) / سابر الأغوار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=431)
سؤال حول بعض الآيات / محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=432)
سؤال عن معنى قوله تعالى :(بعوضة فما فوقها) / أم محمد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=404)
فوائد قرآنية (الحلقة الأولى) / أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=116)
لمسات بيانية في نصوص التنزيل / عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=374) غير مكتمل
تأملات في آيات مختارات (1)/ أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=347)
هل استخراج الفوائد من الآيات هو من قبيل التفسير؟/ السلطان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=202)(1/870)
فوائد من قصة الخضر مع موسى/ الظافر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=324)
قراءة دعوية لآية قرآنية (1)/ د.محمد صفاء حقي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=400)
سؤال عن آية ؟ / أبو رنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=358)
ما صحة هذا التفسير ؟ / ابن رجب السلفي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=62)
أهمية علم التفسير/ أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=28)
تعريف بأهم مواقع التفسير على الانترنت/ عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=29) غير مكتمل
أجمع التفاسير للمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف/ أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=32)
هل يمكن القول بأن في القرآن بياناً لكل شيء/ السلطان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=261)
مدارسة في تفسير القرطبي(1)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=434)
مدارسة في تفسير القرطبي(2)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=459)
مدارسة في تفسير القرطبي(3)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=484)
مدارسة في تفسير القرطبي (4)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=581)
مدارسة في تفسير القرطبي(5)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=601)
مدارسة في تفسير القرطبي(6)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=631)
مدارسة في تفسير القرطبي(7) / محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=642)(1/871)
مدارسة في تفسير القرطبي (8)/محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=662)
مدارسة في تفسير القرطبي(9) / محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=695)
مدارسة في تفسير القرطبي (10)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=709)
مدارسة في تفسير القرطبي (11)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=719)
مدارسة في تفسير القرطبي (12) / محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=733)
مدارسة في تفسير القرطبي(13)/ محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=881)
مدارسة في تفسير القرطبي( 14 ، 15) / محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=959)
إشكال في قصة الخضر وموسى عليهما السلام /شعبة بن عياش (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=996)
ركن فهارس البحوث القرآنية في المجلات العلمية /أبو بيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=532)
عاجل قبل بدء القيام في رمضان . هل هذه سنة خاصة بأهل القرآن؟/أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=995)
وقفات مهمة حول قراءة القرآن (بمناسبة شهر رمضان) / خالد الباتلي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=972)
الردود العلمية على من حرف أو ادعى التحريف في الكتاب العزيز/أبو محمد أشرف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=900)
هل من يوجز عن التفسير التحليلي ؟ /عبدالمجيد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=990)(1/872)
هل هذا هو رأي شيخ الإسلام ؟/أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=976) سؤال عن المشترك اللفظي ؟ / العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=977)
مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية / أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=873)
المفردة القرآنية والمراحل التي تمر بها حال تفسيرها /د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=925)
هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟/ أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=978)
أصحاب الأعراف ؟/الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=973)
تحريم المراء في القرآن / أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=231)
لا فرق بين المسلم والمؤمن/المقاتل7 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=966)
سؤال عن قصة الغرانيق ؟ /أم سلمان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=603)
عجائب المعاني في القرآن/أبو رفيف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=953)
كم ستختم القرآن في رمضان ؟/عبدالرحمن السديس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=949)
كيف نهتدي بالقرآن ؟/الباحث7 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=930)
سؤال عن قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك)/فتحي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=937)
دفع ما قد يشكل من آيات سورة البقرة/أبو حيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=911)
آيات أشكل عليَّ تفسيرها / محمد الأمين (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=931)
سؤال عن قاعدة من قواعد التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=934)(1/873)
هل سأجد جواباً ؟/ عبدالله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=922)
حكم تقبيل المصحف /ناصر الصائغ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=875)
الخلود في القرآن/حسن الكبهي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=919)
مدارسة حول قواعد التفسير وقواعد الترجيح/ د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=909)
طريقة مقترحة لدرس التفسير/ أبو المثنى (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=903)
دعوة للدفاع عن القرآن الكريم ضد شبهات المغرضين من المستشرقين والمبشرين/أبو محمد أشرف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=888)
هل قراءة ورد يومي من القرآن واجبة ؟/أبو صفوت (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=857)
سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن / عبدالرحمن الشهري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1454)
إشكال أرجو توضيحه / محب (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1410)
الإفادات والإنشادات للشاطبي وتأويل آيتين كريمتين / ابن الشجري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1465)
استدراكات ابن كثير على ابن جرير / ابن عبدالهادي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1463)
الاختلافات اللفظية في القصص القرآني / هشام عزمي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1422) الوقف على رؤوس الآيات / الميموني (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1427)
من لطائف تأثير الوقوف على المعاين / الميموني (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1453)
سؤال عن المباهلة /متعلم (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1448)
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور / أبو علي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1458)(1/874)
من يرد على هذه الشبهة حول قوله تعالى :(وشاورهم في الأمر ) / ناجح (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1437)
ليعش المفسر زمانه / ابن الشجري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1456)
إطلالة حول آية كريمة / محمد البكري (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1455)
سؤال عن معنى النور في قوله تعالى :(الله نور السموات والأرض) /أحمد دبوس (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1450)
(وأنا أول المسلمين ) لم لا نفهما على ظاهرها ؟ / الشيخ أبو أحمد (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1346)
سؤال عن ورود لفظة التتن في القرآن الكريم / ابن العربي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1444)
فوائد من سورة المسد / محب أهل التفسير (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1445)
دروس التفسير في الرياض /الراية (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1407)
كلام للسعدي حول الهدهد / أخوكم (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1413)
دفع الإشكال عن الحديث الوارد في تفسير قوله :(يوم يأتي بعض آيات ربك)/ أحمد القصير (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1423)
التفاسير المسندة / المغربي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1428)
تفسير آية /بشار البغدادي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1417)
أقسام الناس في القرآن / أبو مجاهد العبيدي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1265)
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم / محمد رشيد (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1419)
ما لا فائدة فيه من مسائل في كتب التفسير / أبو مجاهد العبيدي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1140)
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 03:04 PM
ثالثاً : علوم القرآن.(1/875)
الخلاف بين المفسرين - مظاهره واسبابه د.أحمد الخطيب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=550)
مفهوم الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن د.أحمد الخطيب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=549)
تصنيف العلوم المتعلقة بعلوم القرآن د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=242)
نظرات في علوم القرآن (العموم والخصوص) مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=233)
رأي آخر في الإسرائليات في كتب التفسير د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=150)
الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة (1) د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=191) غير مكتمل
الأحرف السبعة (جواب سؤال) د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=360)
ملح التفسير ولطائفه(1) د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=530)
ملح التفسير ولطائفه (2)/مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=577)
مسائل علوم القرآن بين النقل والاجتهاد د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=198)
أسانيد التفسير د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=244)
نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384)
سؤالآن حول تفسير الصحابي مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=493)
وقوف المصاحف مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=492)
التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=519)(1/876)
نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقه على بعض الآيات د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=541)
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتنزيل آيات الكفار على المؤمنين مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=46)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=369)
مسائل مهمة في نزول القرآن أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=371)
مقدمات في علوم القرآن أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=370)
مسائل في الوحي أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=372)
تحريم المراء في القرآن الكريم أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=231)
آية ادعى ابن عبدالبر الإجماع على نسخها ، وليس الأمر كذلك! أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=321)
الأحرف السبعة أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=373)
وقفات مع موضوع النسخ في القرآن أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25)
ما رأيكم في الإجماع ؟ / أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=501)
سلسلة مشكل التفسير(1) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=42) غير مكتمل
تفسير القرآن بالقرآن (1)/أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=235)
تفسير القرآن بالقرآن (2) أحمد البريدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=266)
نفحات من خصائص الكتاب العزيز خالد الباتلي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=56)(1/877)
حديث عبدالله بن مسعود :(من قرأ حرفاً من كتاب الله...) بين الرفع والوقف. خالد الباتلي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=106)
إشكال حول قراءة القرآن بالمعنى ، فهل من مجيب؟ خالد الباتلي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=45)
الأحاديث والآثار الواردة في أن قراءة آخر الكهف معين على القيام من الليل خالد الباتلي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=393)
نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائليات (1) فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=209)
نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائليات (2) فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=249)
نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائيليات (3) [المؤلفين في علوم القرآن] فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=343)
وقفات مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي (1) فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=220)
أفضل ما قيل في القرآن... زد قولاً فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=367)
هل يصح هذا الإجماع (في نزول الكتب السماوية) ؟ فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=524)
وقفات مع الإسرائليات في كتب التفسير أبو بيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=143)
تفسير القرآن بالقرآن للصنعاني المشارك7 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=88)
التفسير بالمأثور والرأي وتطبيقات على ذلك ابن عبدالوهاب السالمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=118)
سؤال يتعلق بأسباب النزول محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=72)(1/878)
الأدوات التي يحتاج إليها المفسر مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=132)
الأوجه التي نزل عليها القرآن محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=89)
نشأة التفسير (التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم) مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=215)
سؤال عن مخاطبات القرآن . أبو صفوت (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=112)
إشكال في مقدمة شيخ الإسلام ؟ الشافعي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=175)
سؤال في مقدمة شيخ الإسلام مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=219)
مسألة دعوى تكرار النزول هل تصح ؟ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=223)
الأرجوزة المتضمنة معرفة المكي والمدني أبو الجود (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=238) غير مكتمل
سؤال عن كيفية نزول جبريل بالوحي أبو عبدالله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=232)
ما معنى قول علي رضي الله عنه :(ولا تلتبس به الألسنة) ؟ المحرر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=221)
المسائل المشتركة بين علوم القرآن وبين أصول الفقه. تخصص من ؟ السلطان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=239)
التابعي الذي صرح بأن بكون كل ما معه من التفسير تلقاه عن الصحابي؟ محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=248) غير مكتمل
تقسيم علوم القرآن محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=245)
سؤال عن معنى (كان) في كتاب الله أبو عبدالله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=280)
رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير. الغامدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=298)(1/879)
لفظ (القرآن) هل هو مشتق أم لا ؟ الغامدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=307)
هل فسر الرسول القرآن كله ؟ أحمد المطيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=317)
الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي؟ سلسبيل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=52)
سؤال عن ترتيب الآيات وترتيب السور برسوم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=329)
حول التفسير الإشاري محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=246)
المقولات التي أقرها القرآن الكريم أبو خالد وليد العمري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=571)
هل لأوراق القرآن حرمة بعد حرقها؟ عبدالحميد العرفج (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=315)
سؤال عن الأمثال المضروبة في القرآن الكريم : هل هي حقيقة أم للتذكير الراغب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=319)
(المصحف العثماني) توصيفه - تأريخه ... عوض أحمد الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=558)
شبهات المستشرقين حول جمع القرآن أبو تمام (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=539)
أسئلة حول تفسير الصحابة أحمد الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=506)
جامع البدع في القراءة والتفسير د.محمد بن عبدالعزيز الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=462) غير مكتمل
أنواع بيان القرآن للقرآن التي ذكرها الشنقيطي في مقدمة الأضواء د.محمد بن عبدالعزيز الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=529)
حول إعراب القرآن (رسم القرآن) الراغب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=427)(1/880)
منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير ناصر الصائغ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=515)
سؤال عن أول من أحدث الأجزاء والأحزاب ؟ أبو عبدالله1 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=451)
أصحاب الروايات المنقطعة الصحيحة عبدالقاهر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=472)
دفع دعوى التعارض بين آيات القرآن . أسامة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=466)
تفسير سورة يوسف للشيخ عليش من الكتب الجديدة أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=439)
مسائل الإجماع المذكورة في مناهل العرفان للزرقاني محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=467) غير مكتمل
إعجاز القرآن في أكل الفاكهة سابر الأغوار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=476)
نظرة في مصطلح التفسير العلمي مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129)
الإعجاز العلمي والتفسير محمد العبدالهادي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=322)
سؤال عن الإعجاز العددي في القرآن أبو يارا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=271)
موضوع التجديد في علم التفسير القميحي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=341) غير مكتمل
سؤال عن القرآن بلغة الإشارة ناصر الصائغ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=383)
آيات القرآن للدعاية عبدالعزيز (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=375)
مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الفاتحة أبو خطاب العوضي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=365)
إشكال بالنسبة لجمع مصحف عثمان محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=156)(1/881)
هل وضع البسملة بين سورة الأنفال والتوبة من باب الاجتهاد؟ محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=174)
علم المناسبات مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=163)
اقتراح أصل جديد من اصول التفسير مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=162)
سؤال عن الأوزان الصرفية لألفاظ القرآن/ محب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=926)
سؤال عن احتواء جمع أبي بكر للأحرف السبعة ؟/د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=962)
علم المناسبات في القرآن/ عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=884)
سؤال عن نظم في علوم القرآن / محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=891)
سؤال عن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم /نسر الإسلام (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=743)
رسائل علمية في علوم القرآن / أضواء البيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=715)
سؤال عن الالتفات في القرآن الكريم / سعد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=737)
الضابط في المكي والمدني / أبو العالية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=698)
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 03:05 PM
رابعاً : كتب ومؤلفون.
ملخص في منهج الطبري في تفسيره مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=95)
تعريف بكتاب (إمعان في أقسام القرآن) للعلامة عبدالحميد الفراهي عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=125) غير مكتمل
سؤال حول طبعات كتاب الإتقان ؟ خالد الباتلي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=114)(1/882)
نظرة في تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير الطبري د.مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=159)
محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الطبري عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70)
ما رأيكم في تفسير الشعراوي ابن رجب السلفي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=63)
سؤال عن ترجمة لمؤلف مخطوطة سنابل الخير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=55) غير مكتمل
بعض مؤلفات الفراهي أم عمر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=96)
صدر حديثاً (ألفاظ القرآن الكريم...دراسة علمية تكنولوجية) مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=212)
صفوة التفاسير للصابوني أحمد الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=127)
استفسار عن تفسير ابن المنذر أم صهيب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=229)
سؤال عن تفسير يعنى بذكر المعنى الإجمالي أبو محمد 99 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=203)
هل يوجد كتاب للمبتدئين في التفسير ناصر السنة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=230)
من يعرف شيئاً عن كتاب (أحكام القرآن) للقاضي إسماعيل بن إسحاق أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=225)
تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري هلال بن بلال (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=250)
تقرير عن كتاب مختصر تفسير ابن جرير المتفقه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=295) تفسير الشيخ عبدالحميد كشك ماذا تعرف عنه ؟ هلال بن بلال (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=314) الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم للسبكي الأثري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=80)(1/883)
سؤال عن مخطوطة تفسير الثعلبي محمد عطا الله العزب علي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=144)
ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير عبدالرحمن السديس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=103)
طلب تقييم لاختصار التجيبي لتفسير الطبري محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=135)
نظرات في كتاب (الأفراد) لابن فارس رحمه الله أبو عبدالله الحربي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=146)
سؤال عن كتاب مناهل العرفان محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=38)
ابن عادل وتفسير اللباب في علوم الكتاب (1) مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=234) غير مكتمل
ما هي الطريقة الصحيحة للتدرج في قراءة كتب التفسير هلال بن بلال (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=240)
طلب تعريف ببعض الكتب محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=40)
تفسير مجاهد المنصور (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=48)
عرض كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من في القرآن) لزكريا الأنصاري فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=352)
سؤال عن طبعات بعض الكتب أحمد الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=572)
تحقيق كتاب الإتقان للسيوطي في مجمع طباعة المصحف بالمدينة المنورة عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=534)
تعريف برسائل جامعية أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=489) غير مكتمل
طلب تعريف بتفسير القاسمي المنتقى (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=36)
المنتخب من تفسير عبد بن حميد أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=514)(1/884)
الاهتمام بالتفاسير المخطوطة أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=429)
تعريف بكتاب (التفسير والمفسرون) للدكتور الذهبي د.القميحي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=300)
تعريف بكتاب المصاحف للسجستاني أحمد الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=405)
تعريف بالألوسي وكتابه روح المعاني أحمد الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=482)
طلب تقويم لكتاب (الإتقان) وكتاب (البرهان). محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=344)
كتاب الإكسير في علم التفسير للطوفي أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=468)
دراسات لأسلوب القرآن الكريم للعلامة محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=494) غير مكتمل
إشارة إلى كتاب (تفسير التابعين) للدكتور محمد الخضيري البخاري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=487)
سؤال عن كتاب المقدمات الأساسية لعبدالله الجديع / الشافعي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=131)
نبذة مختصرة عن تفسير الثعلبي ناصر الصائغ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=443)
الصلة بين تفسير (البسيط) للواحدي وتفسير شيخه الثعلبي محمد بن عبدالعزيز الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=442)
القيمة العلمية لتفسير البسيط للواحدي محمد بن عبدالعزيز الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=441)
تعريف بالشيخ المحقق أحمد شرشال وبحوثه أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=423)
طلب تقييم لتفسير القاسمي أبو صفوت (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=420)(1/885)
نظرات في أعمال المحققين لكتب التراث أبو أحمد الجنوبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=276) غير مكتمل
هل جمع تفسير آدم بن أبي إياس؟؟ القميحي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=338)
هل كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب من كتب التفسير؟ المتفقه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=335)
ملاحظات على تتمة أضواء البيان التي كتبها الشيخ عطية سالم المتفقه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=296)
كتاب جديد في إعجاز القرآن لمحمد قطب عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=284)
رأيكم في تفسير ابن رجب الحنبلي جمع طارق عوض الله طلال العولقي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=342) غير مكتمل
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26)
نبذة وتقويم تحقيق كتاب (الوسيلة إلى كشف العقيلة) المحرر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=328)
طلب ترتيب كتب علم التفسير وعلوم القرآن على مراحل التعلم مستفيد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=334)
اقتراح وسؤال عن كتب التفاسير الرجل الحر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=326)
تقويم كتاب (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ) المحرر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=327)
حل مشكلة التردد بين التفاسير ناصر السنة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=377)
من أين أبدأ في تحصيل علم التفسير؟ مستفيد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=312)
تفسير القرآن بالقرآن للصنعاني المشارك7 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=88)(1/886)
تفسير الشعراوي أحمد المطيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=290)
استفسار حول كتاب الأربعين سؤالاً في القراءات لابن الجزري المنصور (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=353) غير مكتمل
سؤال عن كيفية دراسة أضواء البيان محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=49)
ما هو عمل الشيخ السبت في عن مناهل العرفان ؟ محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=157)
إشارة إلى كتاب (الإجماع في التفسير) للخضيري أبو تميم الرائد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=142)
المطبوع من تفسير ابن عثيمين رحمه الله أحمد المطيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=282)
سؤال عن المؤلفات في قراءة ابن عامر عبدالرحمن السديس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=275)
التفسير الكبير للفخر الرازي مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=243)
بشرى بخصوص كتاب الدر المنثور (طبعة هجر) اشرف المسلم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=564)
الصلة بين تفسير الواحدي (البسيط) وتفسير شيخه الثعلبي (الكشف والبيان)/د.محمد الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=442)
عرض كتاب (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) للدكتور محمد المختار ولد أباه/ عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=921)
تصحيفات الكتب (الدراسات القرآنية) / عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=910)
نظرات لغوية في القرآن الكريم / فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=817)
الموضوعات التي بحثت حول أضواء البيان للشنقيطي/محب أهل القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=938)(1/887)
سؤال عن نظم غريب القرآن لابن المنير/أبو عبدالرحمن المدني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=940)
سؤال عن تفسير الوسيط للزحيلي/ محمد يوسف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=912)
سؤال عن شروح مقدمة شيخ الإسلام /أضواء البيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=732)
سؤال عن منهج ابن جرير في تفسيره / متعلم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=942)
سؤال عن طبعات فتح القدير للشوكاني ؟/شعبة بن عياش (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=955)
صدر حديثاً : الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة/ أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=898)
خاتمة كتاب (الإجماع في التفسير) للخضيري/عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=957)
خاتمة كتاب (قواعد التفسير) للسبت/عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=956)
سؤال عن تفسير البستي ؟/الدرعاني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=970)
سؤال عن كتاب في أسماء الله / البتار الشامي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=726)
سؤال عن طبعة البنا وطبعة سلامة لابن كثير /متعلم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=748)
كتاب في أصول التفسير لابن عثيمين / أبو رغد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=744)
سؤال عن طبعات بعض الكتب / الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=572)
طبعات ابن كثير/عبدالله صالح (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=716)
طبعات بعض الكتب/ العدناني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=711)(1/888)
طلب تعريف بالألوسي وتفسيره/ الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=482)
تفسير سورة يوسف للشيخ عليش / أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=439)
كتاب الإكسير للطوفي / أبو تيمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=491)
من هو الحاكم الجشمي وأين يوجد تفسيره ؟ /أبو صفوت (http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1468)
سؤال عن كتاب جامع في أحكام الشعر الفقهية / أم صهيب (http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1443)
سؤال عن تفسير المهدوي المخطوط ؟/أبو صفوت (http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1206)
سؤال عن كتاب منهج القرطبي في التفسير / الشنقيطي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1404)
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 03:06 PM
خامساً : متفرقات.
ركن فهارس البحوث القرآنية في المجلات العلمية أبو بيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=532) غير مكتمل
رؤى وأفكار حول الدراسات العليا والبحث العلمي في تخصص الدراسات القرآنية مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=349) غير مكتمل
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=155) غير مكتمل
التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=195)
اقتراح فهرسة موضوعات التخصص في المجلات العلمية د.محمد الشايع (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=388)
لقاء مشرفي ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=568) غير مكتمل(1/889)
القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون عبدالرحمن السديس (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=502)
طلب تقييم موقع دار القرآن وحديث عن ترجمة معاني القرآن عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=201)
ما هي شروط بحوث الترقية ؟ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=535) غير مكتمل
سؤال عن دخول زوار المنتدى في حديث (ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون..) الحديث محب السنة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=526)
سؤال عن معنى بيت من الشعر أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=402)
ما هي قاعدة السبر والتقسيم في القرآن الكريم؟ سابر الأغوار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=392)
ألغاز ولطائف ومسائل علمية د.إبراهيم الدوسري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=258) غير مكتمل
سؤال عن درس أسبوعي في التفسير في الرياض أبو مسفر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=516) غير مكتمل
رجاء من الزملاء طلاب الدراسات العليا في قسم القرآن وعلومه!! عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=337)
ما حد استخدام العقل المجرد في التفسير أبو مسفر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=504) غير مكتمل
سؤال عن بعض الشواهد الشعرية أبو مبارك (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=470)
لماذا لا يكون لأهل الدراسات القرآنية دور في الأحداث وهم أهل القرآن ؟ عبدالله بن بلقاسم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=468) غير مكتمل
طلب الخط العثماني للطباعة يزيد بن هارون (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=447)(1/890)
سؤال عن قول الشافعي في سورة العصر بندر الحربي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=469) غير مكتمل
طلب شرح عبارة للطرهوني أحمد الأزهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=100)
من يعلم شيئاً عن نقد الإعجاز العددي في القرآن ؟ محمد بن عبدالعزيز الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=436)
طلب برنامج القرآن على وورد ناصر الصائغ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=411)
هل تغني برامج الحاسب عن اقتناء الكتب؟ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=403) غير مكتمل
وجهة نظر مكررة للباحثين د.محمد صفاء حقي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=408)
طلب الخط العثماني السلطان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=419)
إعلان عن الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=218)
هل مجرد التفكير بالمعصية في الحرم يوجب العقاب من الله ؟ أبو يارا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=336)
طلب الدلالة على تفسير المنار على الانترنت مناضل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=418) غير مكتمل
معلومات عن الآيات منظومة في أبيات العدواني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=407)
هل أوافق على هذا الرأي ؟ الحارث (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=348)
المصادر الفقهية للشيخ محمد المختار الشنقيطي ناصر الصائغ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=386)
هل صح أن قراءة آخر سورة الكهف يعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر؟ أبو أحمد 99 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=382)(1/891)
حكم استعمال لفظة (يجوز ولا يجوز)؟ أحمد القصير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=333)
تعريف بالدكتور محمد الشايع وفقه الله/عبدالرحمن الشهري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=356)
ذكريات تربوية وعلمية مع العلامة الأمين صاحب اضواء البيان لا تجدها في كتاب فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=260)
الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية عبدالله بن بلقاسم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=199) غير مكتمل
انضمام الدكتور إبراهيم الدوسري أبو مجاهد العبيدي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=214)
أجوبة الدكتور مساعد الطيار على ملتقى أهل الحديث خالد بن عمر (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=216)
تتمة موضوع (كتب التفسير على اسطوانات الليزر) أبو بيان (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=126)
سؤال عن تفسير الزمخشري والرازي وابن عاشور وسيد عبدالله الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=60)
مشروع تفسير القرآن بالصور المتحركة الجنوبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=79) غير مكتمل
هل للمعتزلة أثر في التفسير الموضوعي عبدالله الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=71)
اقتراح / تفسير آيات الجهاد؟؟ عبدالله الخضيري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=75)
حول العلامة الأمين الشنقيطي (لقاء مع ابنه الدكتور عبدالله الشنقيطي) /فهد الوهبي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=724)
لقاء مع الدكتور ف. عبدالرحيم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1469)
أهم الكشافات العربية عن البحوث والمقالات / الميموني (http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1433)(1/892)
الدلالة على الملتقى / أحمد البريدي (http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1341)
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2004, 09:02 AM
تم التحديث في 14 محرم 1425هـ للاطلاع .
ولا زالت الفهرسة مستمرة حتى إكمال بقية المواد إن شاء الله.
---
(1/893)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما حكم استخدام الإسرائيليات في اتجاه ( التفسير العلمي ) للقرآن الكريم
---
ما حكم استخدام الإسرائيليات في اتجاه ( التفسير العلمي ) للقرآن الكريم
---
مرهف
09-27-2005, 07:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
دار بيني وبين أحد المتخصصين حوار حول الإسرائيليات وأثرها في التفسير حتى وصلنا إلى دخول الإسرائيليات في التفسير العلمي وحكم استخدامها فيه ، وكان رأيي الآتي :(1/894)
كان العرب أمة أمية وليست من أهل الكتاب ،فلما نزل القرآن الكريم وفيه من الآيات التي تتحدث عن مظاهر الكون وأسراره بإشارات بلاغية تتضمن دلالات عميقة تصحح تصور الإنسان عن الكون والحياة والإنسان، وكانت النفوس بطبعها البشري تتشوف إلى معرفة الأسرار ،فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبين بعضها ويترك بعضها ليكون للعقل والبحث مكان في الاجتهاد إلى معرفتها ، وكل أهل زمان يفسرون من القرآن بقدر ما أوتوا من العلم ،فكانوا يسألون اليهود لأنهم أهل كتاب لظنهم أن عندهم ما يبحثون عنه، والذي سمح لهم بهذا السؤال هو الدليل الشرعي ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) أخرجه البخاري ، و حديث ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ) أخرجه البخاري ، فكانوا يسألونهم ولكن لا يصدقوهم ولا يكذبوهم ،وكان من ذلك سؤالهم عن بدء الخليقة وبعض غيبيات هذا الكون مما له رواية عند اليهود خاصة بحكم مجاورتهم للمسلمين في الجزيرة العربية ،ومما ليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، واستمر الأمر هكذا إلى أن ظهر المسلمون على البلاد وفتحوها وانفتحوا على ثقافتهم ترجمة وقراءة وتقويما وكان من ذلك الفلسفات وما يسمى بعلم الهيئة التي قومها المسلمون وأبدعوا فيها ، فخف استخدام الإسرائيليات في تفسير الآيات التي تتحدث عن المظاهر الكونية بالإسرائليات بل استخدم المفسرون العلوم في عصرهم ووظفوها في تفسير القرآن وصرنا نلحظ هذا في تفسير الرازي مثلآ ،ونحن اليوم في عالم يعتمد على التقنيات التي تكشف بعضاً من أسرار الكون والإنسان وما شابه ذلك ، ويمكننا أن نوظف ما اعتمده العلماء المتخصصون في تفسير القرآن بضوابط وأصول التفسير ودون تكلف ، فلسنا بحاجة إلى هذه الروايات ، خاصة وأن أمامنا تجربة عملية تثبت ما في التوراة والإنجيل ـ وهما الكتاب المقدس والمعتمد عند أصحابهما ـ من الخرافات والمخالفات لما وقع فيهما من التبديل والتحريف ، فكيف بالتفسيرات الشفهية(1/895)
والمكتوبة عليهما ؟!، وهذه التجربة هي ما كتبه الطبيب الفرنسي موريس بوكاي في مقارنته بين التوراة والإنجيل والعلم ، هذا مع تحفظنا نحن المسلمين من هذه المقارنة إذا قام بها مسلم بين العلم والقرآن لأنها تجعل القرآن وهو كلام الله محكوماً عليه باسم العلم والتجارب البشرية أما إن قام بذلك غير المسلم ليتوصل للحق فهذا شأنه وحبذا كل العقلاء في الغرب يتبعون الحق الذي يدعون الموضوعية في البحث عنه!! .
فقد ثبت في هذا الكتاب لموريس بوكاي بطلان ما في هذه الكتب ـ وهي المعتمدة عندهم ـ بالمطابقة على العلوم الثابتة لديهم ،فالأولى بنا أن نكون أبعد عنها وعن تناقلها،فلذلك لا يجوز استخدام الإسرائيليات في ما يسمى التفسير العلمي إذا ـ أي التفسير العلمي ـ كان سليماً .
أما ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي تتحدث عن بني إسرائيل فإن أكثرها في قصصهم وتاريخهم والمواعظ والعبر المستفادة منها وليست في خصوص الحديث عن غيبيات هذا الكون والإنسان[ وينبغي التنبه هنا إلى أن الكلام عن الإسرائيليات فقط ].
فما رأي السادة المختصين في هذا الرأي ، والحقيقة إنما طرحته للمدارسة والوصول إلى الصواب ما أمكن والله الموفق .
---
إبراهيم الحميضي
09-28-2005, 02:57 PM
لا شك أنه لايجوز لاحتمال أن تكون كاذبة ، وهي ليست من مصادر التفسير ، وإنما تجوز روايتها للخبر الثابت في ذلك ،للاستشهاد لا للاعتقاد ، ولا سيما في أخبار الأمم السابقة .
---
مساعد الطيار
10-01-2005, 11:22 AM
حياك الله أخي مرهف ، وأشكرك على هذا التواصل ، لي مداخلة سريعة حول موضوعك ، فأقول :
1 ـ إن من يقرأ في أسفار بني إسرائيل ( العهد القديم والعهد الجديد ) يقطع يقينًا بأنهما ليسا الذي أنزل الله ، وإن اشتملا على عبارات قد تكون مما نزل ، كما أنهما اشتملا على أحكام وأخبار نزلت من عند الله .(1/896)
2 ـ إن الشكَّ في كتبهم بدأ من عندهم ، وباحثوهم المشككون في أخبار أسفارهم لا زالوا في تزايد وتنامي .
3 ـ إن عندنا نحن المسلمين أصلاً نقيس عليه ، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وذلك مما لم أجد من اعتمد عليهما في النقل والتقويم من كثير من الباحثين الغربيين وغيرهم ممن سار على خطاهم ، فضلاً عن أن يجعلهما حجة يحتكم إليهما .
4 ـ إنَّ قضايا الكون في كتب الله لا يمكن أن تتغير ، فلا يمكن أن تكون السموات في التوراة ـ مثلا ـ ستًّا ، فلو كانت كذلك لعلمنا بما صح عندنا من النقل خطأ ذلك ، ووقوع التحريف فيه .
وأقول : إن ورود بعض قضايا العلوم الكونية والعلوم التجريبية في كتبهم ـ إذا صحت هذه القضايا ـ فهي من بقايا الحق الذي عندهم فحسب ، وإلا فأنت تعلم ما قامت به الكنيسة من محاربة علماء الطبيعة وقتلهم بزعم أنهم كفرة مهرطقون ، ولا زالت تلك السبة عارًا على الكنيسة بعد أن تخلى عنها أهلها ، واتجهوا إلى هذه العلوم ، ففقدتهم بسبب جهل أربابهم ورهبانهم وقساوستهم .
5 ـ إن قضايا العلم التجريبي والكوني ـ مهما ادعى أصحابها بكونا حقيقة ـ لا يمكن الوثوق بها ؛ لأن الناس يرون ما في العلم من تطور متسارع ينقض آخرُه أولَه ، وكان ذلك الأول ـ فيما يزعمون ـ حقيقة علمية لا رجعة فيها . فإذا كان الأمر كذلك ، فإن الحكم بصحة ما جاء في كتب بني إسرائيل لا يكفي فيه مطابقته للعلوم المعاصرة ، وأقصد من ذلك أن العلوم المعاصرة ليست ميزانًا نزن به صحة الأقوال من عدمها ؛ لأن أصحابها يختلفون فيها ، ويأتي الواحد منا فيختار الذي يتناسب مع الوحي الذي عنده على أنه هو الحق الذي لا مرية فيه ، وقد يكون الحق خلافه ، والوحي الذي يُستدل به لا يدل على هذه القضية ، بل هو بمعزل عنها .(1/897)
ولا أريد أن يُفهم عني أنه لم يقع مطابقة بين العلوم المعاصرة وما في كتابنا ، بل لقد وقع ذلك ، وذلك مما يدل على صدق كتابنا ، لكن الملاحظ أن بعض الناس يزعم أن تلك القضية من قضايا العلم المعاصر حقيقة علمية لا رجعة فيها ، وهو لا يستطيع أن يثبت أنه لا رجعة فيها حتى نثق بذلك ، فأقول : إن الأَولى بمثل من يتكلم في ذلك أن يبين ثبوت هذه القضية ، ولا يكفي في ثبوتها نقل واحد يحتمل قوله الخطأ والصواب ، وقد يكون فهمه قاصرًا عن إدراك الحقيقة العلمية أو الحقيقة القرآنية ، ثم بعد ذلك يُنظر في صحة احتمال القرآن لتلك القضية المعاصرة .
6 ـ إن مما يخفى على بعض من أعتنوا بالتفسير العلمي أن الصحابة كانوا يعلمون من دقائق هذا الكون ما لايعلمونه هم اليوم ، ولقد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء كثيرة ، ومما سألوا عنه أول الخلق كيف كان ، فقد روى البخاري بسنده ، قال :حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال : (( إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) . قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال ( كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ) . ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم )) .
فانظر في هذا الحديث ، لقد سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بدأ الخلق ، فأجابهم ولم يردهم لضعف عقولهم أو علومهم ، كما يزعم بعض من ضعفت معرفته بعلم الصحابة ، فيظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر الصحابة عن قضايا الكون لأن عقولهم قد لا تحتمل ذلك .(1/898)
فانظر في العلوم الكونية اليوم ، هل تجد مثل هذا العلم النبوي عن الكون ؟!
وتأمل سؤال هؤلاء الصحابة الكرام عن هذا الكون ، وكيف أخذوا من المصدر الموثوق وتلقوا ذلك بالقبول ، ولم يكذبوا به ، وأنَّى لهم ذلك ، وقد آمنوا بما هو اعظم من ذلك ، وهو الوحي الذي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم .
7 ـ ليتك ذكرت مثالاً على قضيتك التي طرحتها ، فهل يوجد من اعتمد على الإسرائيليات في التفسير العلمي ؟ وما أمثلة ذلك ؟
8 ـ إن استخدام العلوم الكونية في التفسير لم يظهر ظهورًا بارزًا عند المتقدمين إلا عند الرازي ، ولا أظن أن ظهوره عند مفسر يجعله ظاهرة في التفسير ، بل هو مما يُحكى كميزة من مميزات ذلك المفسِّر ، سواءً أعددناها سلبية أم إيجابية .
وأما عند غير الرازي ، فتجد أن بعض الفلاسفة الذين عشوا في ظل الإسلام يستخدمون بعض الآيات في كتبهم الفلسفية ـ وليست كتب تفسير ـ فيجتهدون في الموافقة بين ما في علومهم وما في القرآن .
---
مرهف
10-01-2005, 07:40 PM
شكر الله لكم فضيلة د. مساعد ونفع بكم بالنسبة لما قدمتموه من ملاحظات حول العلم ومدلوله ومصداقيته فإني أوافقكم في ذلك تماماً مع بعض التوضيحات، ولعل صدرك يسعني وتقرؤون ما كتبته بصبر.(1/899)
كما تعلمون أن مفهوم العلم عند الغرب نشأ مضطرباً وفي حالة نزع وولادة،في حالة نزع للإرهاب الذي مارسته الكنيسة على العلماء وما كانت تفرضه من تصورات يغلب عليها المصالح الشخصية باسم الدين ، وفي حالة ولادة لمادية مفرطة جاءت ردة فعل على التاريخ السابق فكان المولود قزما، وكان الجو العام في أوربا هو الهزيمة النفسية والعلمية أمام العالم الإسلامي امتدت هذه الهزيمة قروناً ،وكان أثر هذه الهزيمة يؤثر حتى على أدبهم وشعرهم ،وبما أن ولادة العلم عندهم كانت قيصرية وغير ناجحة فقد رافق المولود الجديد ـ وهو العلم ـ تشوهات ولادية ما زلنا نعاني من خلفياتها الوراثية المعدية من جيل إلى جيل إلى وقتنا الحاضر وصار تعريف اسم المولود ـ العلم ـ هو التجربة المشاهدة المحسوسة وكل شيء لا يخضع للحس والمشاهدة والتجربة لا يعد علمياً، ثم انقسم العلم عندهم إلى الأدبيات والعلميات ، وجعلوا الدين في الأدبيات ثم حرصت المدارس الاستشراقية على تعزيز هذا المعنى من خلال التركيز على بشرية القرآن وإخضاعه لدراسة الأدبية وإسقاط النظريات الأدبية الناشئة على القرآن ، وأما مفهوم العلم في الإسلام فكان واضحاً واسعاً مقسماً ،ولئن اختلف العلماء في كون العلم هل يحد أم لا يحد إلا أنهم اتفقوا على تقسيمات العلم الأساسية وهي العلوم اليقينية والعلوم الظنية والعلوم الاستقرائية ... وغيرذلك مما جعل مسيرة العلم في الخط العريض لها غير متعثرة مع وجود الأخذ والرد في جوانب منها .
وأني أوافقكم أيضاً في لزوم الحذر من الانخداع بكل ما يقال عنه ثوابت علمية أو حقائق علمية كما حصل في نظرية نشأة الكون التي حاول كثير من المتخصصين عرضها على أساس أنها حقيقة علمية وأراد أن يبين إعجاز القرآن في هذه الحقيقة المزعومة ـ وهي ما زالت تبحث إلى الآن ـ فأسقط المصطلحات البشرية على النصوص القرآنية في أحد المؤتمرات(1/900)
وأما عن استخدام العلوم عند المتقدمين في تفسير القرآن لم يظهر بارزاً إلا عند الرازي يمكنني القول أن الغزالي سبقه نظرياً في ذلك وطبقه الرازي عملياً ،ولكن لم يأخذ التفسير بالعلوم الكونية دوراً كبيراً في التفسير في بدايات الأمر لعدم ضلوع المسلمين بعد فيها ولكن كان له منحى آخر ذكرتم منه وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن وذكر أسرار الخليقة مع أننا نتفق أنه ليس من العلوم التجريبية وإنما هو وحي من عند الله، ولكن المطلع في تفسير الصحابة والتابعين يجد أنهم كانوا يستنبطون من القرآن علوماً نقرؤها نحن الآن تفصيلاً
وبالطريقة التي ذكرتم مثالاً لها في خلق الكون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ألف الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله ـ وهو محدث مفسر فقيه من حلب ـ ألف كتاب هدي القرآن إلى العوالم ، وذكر العوالم التي وردت في القرآن الكريم وتفسيرها من أحاديث البشير صلى الله عليه وسلم
وأما عن نماذج من الإسرائيليات في التفسير العلمي فسوف أوافيك ببعض منها إن شاء الله
---
مرهف
10-01-2005, 07:43 PM
من سورة طه الآيات 6 ، من تفسير القرطبي :
قوله تعالى: "له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" يريد ما تحت الصخرة التي لا يعلم ما تحتها إلا الله تعالى وقال محمد بن كعب يعني الأرض السابعة .
ابن عباس : الأرض على نون والنون على البحر وأن طرفي النون رأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش والبحر على صخرة خضراء خضرة السماء منها وهي التي قال الله تعالى فيها "فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض" [لقمان: 16]؛ والصخرة على قرن ثور والثور على الثرى وما تحت الثرى إلا الله تعالى.
وقال وهب بن منبه: على وجه الأرض سبعة أبحر و الأرضون سبع بين كل أرضين بحر فالبحر الأسفل مطبق على شفير جهنم ولولا عظمه وكثرة مائه وبرد لأحرقت جهنم كل من عليها .(1/901)
قال وجهنم على متن الريح ومتن الريح على حجاب من الظلمة لا يعلم عظمته إلا الله تعالى وذلك الحجاب على الثرى وإلى الثرى انتهى علم الخلائق.
وقال السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة لقمان [لقمان: 16]: (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأرض على نون، والنون على بحر، والبحر على صخرة خضراء، فخضرة الماء من تلك الصخرة قال: والصخرة على قرن ثور، وذلك الثور على الثرى، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله. فذلك قوله: {الله له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى} (طه، الآية 6) فجميع ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى في حرم الرحمن، فإذا كان يوم القيامة لم يبق شيء من خلقه، قال: {لمن الملك اليوم} فيهتز ما في السموات والأرض فيجيب هو نفسه فيقول: {لله الواحد القهار} .)
وفي تفسير ابن كثير صـ 841 طبعة مؤسسة الرسالة تحقيق الشيخ أنس مصطفى الخن :عند تفسير هذه الآيات : (قال محمد بن كعب : أي ما تحت السماء السابعة ، وقال الأوزاعي : إن يحيى بن أبي كثير حدثه أن كعباً سئل فقيل له :ما تحت هذه الأرض ؟ فقال الماء،
قيل وما تحت الماء؟ قال : الأرض،
قيل وما تحت الأرض؟ قال الماء،
قيل وما تحت الماء؟قال : الأرض،
قيل وما تحت الأرض؟ قال الماء،
قيل:وما تحت الماء؟قال : الأرض،
قيل وما تحت الأرض؟ قال الماء
قيل:وما تحت الماء؟قال : الأرض
قيل وما تحت الأرض ؟ قال الصخرة ،
قيل وما تحت الصخرة؟ قال ملك ،
قيل وما تحت الملك ؟ قال : حوت معلق طرفاه بالعرش ،
قيل : وما تحت الحوت ، قال الهواء والظلمة وانقطع العلم . )
في هذه الروايات المذكورة نجد الآتي :(1/902)
أن السؤال حاصل من بعض السلف الصالح لمن عنده علم من الكتاب عن الأمور المغيبة عنهم من الكونيات وكانوا يتلمسون معرفتها منهم، وكانوا يروونها لأنها لا تؤثر على العقيدة ولا على الشريعة ولا يصدقونها ولا يكذبونها، ثم من النصين المنقولين من القرطبي وابن كثير نجد اختلاف الروايات الإسرائيلية في بيان الثرى وما تحته ، وهذا يبين مدى التناقض الذي انطوت عليه الروايات الإسرائيلية،سواء قلنا أنها المروية شفاهاً أو هي المنقولة من كتبهم .
وهناك نماذج أخرى سأعرض بعضها إن شاء الله
---
مرهف
10-01-2005, 07:46 PM
أما بالنسبة لنماذج الإسرائيليات في التفسير العلمي فلعل أوضح نموذج وأقربه في كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله وقبل أن أذكر أمثلة منه أود أن أنقل جزء من مقدمته التي تتعلق بمنهجه في الإسرائيليات التي يوردها ومحل إيراده لها ، يقول رحمه الله:
(ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب مما فيه بسط لمختصر عندنا أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والإعتماد عليه وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم العلي العظيم(1/903)
فقد قال الله تعالى في كتابه((كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا)) [طه: 99]، وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين وكيف فعل بأوليائه وماذا أحل بأعدائه وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بيانا شافيا سنورد عند كل فصل ما وصل إلينا عنه صلوات الله وسلامه عليه من ذلك تلو الآيات الواردات في ذلك فأخبرنا بما نحتاج إليه من ذلك وترك ما لا فائدة فيه مما قد يتزاحم على علمه ويتزاحم في فهمه طوائف من علماء أهل الكتاب مما لا فائدة فيه لكثير من الناس إليه وقد يستوعب نقله طائفة من علمائنا ولسنا نحذو حذوهم ولا ننحو نحوهم ولا نذكر منها إلا القليل على سبيل الإختصار ونبين ما فيه حق مما وافق ما عندنا وما خالفه فوقع فيه الإنكار
فأما الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وحدثوا عني ولا تكذبوا علي ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )فهو محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها فيجوز روايتها للإعتبار وهذا هو الذي نستعمل في كتابنا هذا فأما ما شهد له شرعنا بالصدق فلا حاجة بنا إليه استغناء بما عندنا وما شهد له شرعنا منها بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته إلا على سبيل الإنكار والإبطال
فإذا كان الله سبحانه وله الحمد قد أغنانا برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر الشرائع وبكتابه عن سائر الكتب فلسنا نترامى على ما بأيديهم مما وقع فيه خبط وخلط وكذب ووضع وتحريف وتبديل وبعد ذلك كله نسخ وتغيير(1/904)
فالمحتاج إليه قد بينه لنا رسولنا وشرحه وأوضحه عرفه من عرفه وجهله من جهله كما قال علي بن أبي طالب (كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله)، وقال أبو ذر رضي الله عنه( لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه إلا أذكرنا منه علما)، وقال البخاري في كتاب بدء الخلق : (وروي عن عيسى بن موسى غنجار عن رقية عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر بن الخطاب يقول قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه )، قال أبو مسعود الدمشقي في أطرافه (هكذا قال البخاري وإنما روه عيسى غنجار عن أبي حمزة عن رقية، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مسنده حدثنا أبو عاصم حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا علباء بن أحمر اليشكري حدثنا أبو زيد الأنصاري قال قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى الظهر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى العصر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وما هو كائن فأعلمنا أحفظنا). انفرد بإخراجه مسلم فرواه في كتاب الفتن من صحيحه عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن عزرة عن علباء عن أبي زيد عمرو بن أخطب بن رفاعة الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه).
ومن أمثلة منهج ابن كثير بالإسرائيليات في البداية والنهاية فيما يتعلق بموضوعنا :(1/905)
وفي الجزء الأول من البداية والنهاية لابن كثير عند ذكر خلق السموات والأرض قال رحمه الله : (وقال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا حجاج حدثني ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبدالله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاث وخلق النور يوم الأربعاء وبث الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر خلق خلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل. وهكذا رواه مسلم عن سريج بن يونس وهرون بن عبدالله والنسائي عن هرون ويوسف بن سعيد ثلاثتهم عن حجاج بن محمد المصيصي الأعور عن ابن جريج به مثله سواء .
وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن محمد بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع وخلق التربة يوم السبت وذكر تمامه بنحوه فقد اختلف فيه على ابن جريج وقد تكلم في هذا الحديث على ابن المديني والبخاري والبيهقي وغيرهم من الحفاظ قال البخاري في التأريخ وقال بعضهم عن كعب وهو أصح، يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الأحبار فإنهما كان يصطحبان ويتجالسان للحديث فهذا يحدثه عن صحفه وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواة(1/906)
فجعله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأكد رفعه بقوله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم في متنه غرابة شديدة فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام وهذا خلاف القرآن لأن الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السموات في يومين من دخان وهو بخار الماء الذي ارتفع حين اضطرب الماء العظيم الذي خلق من ربذة الأرض بالقدرة العظيمة البالغة كما قال إسماعيل بن عبدالرحمن السدي الكبير في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات قال إن الله كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين الأحد والإثنين وخلق الأرض على حوت وهو النون الذي قال الله تعالى ( نون والقلم وما يسطرون ) والحوت في الماء والماء على صفات والصفات على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة في الريح وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء ولا في الأرض فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت وخلق الله يوم الثلاثاء الجبال وما فيهن من المنافع وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب وفتق السماء وكانت رتقا فجعلها سبع سموات في يومين الخميس والجمعة وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض وأوحى في كل سماء أمرها ثم قال خلق في كل سماء خلقها من الملائكة والبحار وجبال البرد وما لا يعلمه غيره ثم زين السماء بالكواكب فجعلها زينة وحفظا يحفظ من الشياطين فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش هذا الإسناد يذكر به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة وكان كثير منها متلقي من(1/907)
الإسرائيليات فإن كعب الأحبار لما أسلم في زمن عمر كان يتحدث بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأشياء من علوم أهل الكتاب فيستمع له عمر تأليفا له وتعجبا مما عنده مما يوافق كثير منه الحق الذي ورد به الشرع المطهر فاستجاز كثير من الناس نقل ما يورده كعب الأحبار لهذا ولما جاء من الأذن في التحديث عن بني إسرائيل لكن كثيرا ما يقع مما يرويه غلط كبير وخطأ كثير
وقد روى البخاري في صحيحه عن معاوية أنه كان يقول في كعب الأحبار وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب أي فيما ينقله لا أنه يتعمد ذلك والله أعلم
ونحن نورد ما نورده من الذي يسوقه كثير من كبار الأئمة المتقدمين عنهم ثم نتبع ذلك من الأحاديث بما يشهد له بالصحة أو يكذبه ويبقى الباقي مما لا يصدق ولا يكذب وبه المستعان وعليه التكلان ).
وفي البداية والنهاية أيضاً في ذكر الأرضين السبع يقول ابن كثير رحمه الله :
(وأما ما ذهب إليه بعض المتكلمين على حديث طوقه من سبع أرضين أنها سبعة أقاليم فهو قول يخالف ظاهر الآية والحديث الصحيح وصريح كثير من ألفاظه مما يعتمد من الحديث الذي أوردناه من طريق الحسن عن أبي هريرة ثم إنه حمل الحديث والآية على خلاف ظاهرهما بلا مستند ولا دليل والله أعلم وهكذا ما يذكره كثير من أهل الكتاب وتلقاه عنهم طائفة من علمائنا من أن هذه الأرض من تراب والتي تحتها من حديد والأخرى من حجارة من كبريت والأخرى من كذا فكل هذا إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله وهكذا الأثر المروي عن ابن عباس أنه قال في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم وإبراهيم كإبراهيمكم فهذا ذكره ابن جرير مختصرا واستقصاه البيهقي في الأسماء والصفات وهو محمول إن صح نقله عنه على أنه أخذه ابن عباس رضي الله عنه عن الإسرائيليات والله أعلم(1/908)
وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد حدثنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال قال نعم الحديد قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد قال نعم النار قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار قال نعم الريح قالت يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح قال نعم ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها من شماله تفرد به أحمد
وقد ذكر أصحاب الهيئة أعداد جبال الأرض في سائر بقاعها شرقا وغربا وذكروا طولها وبعد امتدادها وارتفاعها وأوسعوا القول في ذلك بما يطول شرحه هنا ..)
وللاستزادة ينظر ما في البداية والنهاية في فصل البحار والأنهار
---
(1/909)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عمل رابطة لأهل القرآن والتفسير
---
عمل رابطة لأهل القرآن والتفسير
---
د.محمد إقبال فرحات
05-15-2005, 11:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل القائمون على الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فيسرني في بداية مشاركتي معكم أن أتقدم إليكم باقتراح عمل رابطة للمشتغلين بالقرآن وعلومه إليكترونية ، يتم من خلالها التواصل بين جميع المشتغلين بالقرآن الكريم ، وذلك عبر وضع السير الذاتية للأعضاء في الموقع ، وترتب السير بالطريقة التي ترونها ، ويتم من خلال موقعكم التواصل فيما بين الأعضاء لتعم الفائدة المرجوة من الرابطة .
وفي الختام أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأستاذ الفاضل الأخ عبد الرحمن الشهري وأشكره على رده الجميل على رسالتي وأبشره بأن الوالد بخير وبصحة جيدة ويدرس الآن في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو بيان
05-16-2005, 03:00 AM
اقتراح جميل من الدكتور محمد إقبال وفقه الله.
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2005, 07:38 AM
مرحباً بالشيخ الجليل الدكتور محمد إقبال فرحات وفقه الله . أرحب بكم في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد . وجزاك الله خيراً على تكرمك بالمشاركة معنا ، وأسأل الله لوالدكم الكريم التوفيق . والحمد لله أنه بخير وعافية.(1/910)
وما تفضلتم به من اقتراح إنشاء الرابطة العلمية للمتخصصين أمر في غاية الأهمية ، وقد طرح الدكتور مساعد الطيار هذا الأمر في بداية عمل الملتقى فقال :(وإني أطرح فكرة ، وهي تكوين رابطة علمية للملتقى ، وأتمنى أن يكون من أعضائها مجموعة من الشباب الدارسين في الدراسات العليا ، وأن يكون الأعضاء من أنحاء لعالم الإسلامي لتتم الفائدة والنفع ، وسيكون لي معكم طرح أفكار هذه الرابطة ). غير أن هذا كان إبان انشغال المشرفين بأعمال أخرى صرفتهم عن التوجه لهذا العمل المهم. وقد جددتم وفقكم الله هذه الرغبة ، وأعدكم بإذن الله أن ترى قريباً ما يسرك من تنفيذ هذا المقترح بهيئة مرضية للجميع ، ولن نستغني عن مساعدتكم ورأيكم ورأي الجميع وفقكم الله لكل خير.
---
garti
05-21-2005, 09:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الأخ الكريم محمد إقبال فرحات ، سعدت كثيرا حينما طالعت موضوعك حول إنشاء رابطة إلكترونية تضم شتات الباحثين المشتغلين بفنون علوم القرءان ، وما أحوجنا إلى هذه المبادرة الهادفة ، ويسعدني أن اقدم نفسي عضوا فاعلا إن شاء الله بين إخواني الباحثين في العالم الإسلامي من أجل خدمة كتاب الله الكريم ، علما – أنني أستاذ باحث بكلية الآداب -المحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني-المحمدية- شعبة الدراسات الإسلامية- تخصص قراءات وتفسير. حاصل على شهادة الدكتوراه في علم القراءات سنة 2001 وعلى الماجستير سنة 1990 والإجازة 1986.(1/911)
وقد أنجزت عدة بحوث ودراسات في علم القراءات منها ما نشر ومنها ما لا يزال مخطوطا ، وأشرف حاليا على مجموعة من الأطروحات الجامعية على مستوى الماجستير أو الدكتوراه في وحدتين دراسيتين لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة وسلك الدكتوراة وهما : وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة محمد الخامس بالرباط ويشرف على تسييرها فضيلة الشيخ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ، ووحدة التكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية بكلية الآداب المحمدية ورئيسها الدكتور سعيد بنكروم إضافة إلى بحوث الإجازة في الدراسات الإسلامية .
أخوكم عبد العزيز بن عمر كارتي.
---
(1/912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد مذكرة او كتاب للمبتدئين في علم التفسير
---
هل يوجد مذكرة او كتاب للمبتدئين في علم التفسير
---
ناصر السنة
05-17-2003, 05:48 PM
هل يوجد مذكرة او كتاب للمبتدئين في علم التفسير
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2003, 07:16 PM
أخي الحبيب ناصر السنة وفقه الله لما يحب ويرضى
سبق أن كتب في هذا الموضوع فراجعه في الملتقى على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26)
وإن بقيت لك حاجة بعد ذلك فاكتبها وفقك الله.
---
(1/913)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أوثق نقلة التفسير عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
---
من أوثق نقلة التفسير عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
---
محمد سفر العتيبي
04-28-2006, 10:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
سؤالي الأول: ظاهر في العنوان؟؟
سؤالي الثاني: وهل هناك إحصاء لهم, نقلة التفسير دون غيره؟؟
---
محمد سفر العتيبي
04-28-2006, 11:12 AM
فلان وفلان عن ابو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث, عن معاوية بن صالح الحضرمي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
1)) علي بن أبي طلحة.
الإسناد السابق تكرر أكثر من 1000 مرة في تفسير ابن جرير الطبري, ومرات عدة في غيرها, مثلاً رواية ابو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي عن ابو صالح كاتب الليث الخ السند, في الأسماء والصفات للبيهقي,
فما قصة هذا الإسناد ((كيف انتقل التفسير من رجل الى رجل)) وما مدى قوته, ومامدى موافقة متونه للروايات الاخرى عن ابن عباس؟؟ وفي أي مرتبة يقع بينها؟؟ هل هو الأفضل, أم وسطاً, أم ردئياً؟؟
---
محمد الأمين
04-28-2006, 05:21 PM
بإمكانك مراجعة أشهر التفاسير عن ابن عباس مع تخريجها:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm#عباس
---
محمد سفر العتيبي
04-30-2006, 07:40 PM
بإمكانك مراجعة أشهر التفاسير عن ابن عباس مع تخريجها:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm#عباس
بورك فيك أخي/ محمد
أظن أن الجزء المختص بـ علي بن أبي طلحة في بحثك, يحتاج إلى بعض التأمل.
يعيبه إفتقاده للأمثلة في التفسير, والاكتفاء فقط بما قيل فيه, رغم أهمية تلازم الأمرين, وإلا لما أضفنا شيئاً.
أيضاً هناك عيب آخر, حيث لم يُذكر قول ابن معين, رواية الدوري, ولم تذكر قول العجلي الكوفي وتوثيقه له.
أيضاً لفت نظري بعض الاستنتاجات, التي قد تكون في محلها ولكن أيضاً قد لاتكون.(1/914)
ولفت نظري التقليل من رواية كبار الأئمة عن كاتب الليث, مع عدم وجود دراسة دقيقة حوله رغم كثرة رواياته والتي أكثرها ورد بطريقة صحيحة, وأنا متيقن من هذا بعد طول بحث.
أرجوا أن تواصل بحثك هذا وأن لاتتوقف, فبإذن الله لن يستغرق منك سوى عشرين عاماً أو حولها, سدد الله خطاك ووفقك إلى كل خير.
جزاك الله خيراً حضورك ومشاركتك.
---
محمد سفر العتيبي
05-02-2006, 08:36 AM
وفي تفسير الإمام ابن جرير الطبري, فهناك أكثر من 1300 أثراً مسنداً بإسناد واحد,
((2)) محمد بن سعد عن أبيه عن عمي عن ابي عن ابيه عن ابن عباس رضي الله عنه؟
كنت أظنه في أول الأمر محمد بن سعد صاحب الطبقات, فتبين لي أنه من أحفاد الشهير عطية بن سعد العوفي الشهير.
من محمد بن سعد؟
من أبوه؟؟
من ابن عم أبيه((الحسين بن الحسن)) ؟؟
من أبو الحسين هذا؟؟
من جده؟؟ ((ج: عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي))
------------
هل هذا الإسناد شيعي ام لا؟؟ إن كان كذلك, فما وجه التشيع؟؟
هل هذا الإسناد ضعيف أم فوق الضعيف؟؟ هل هو صحيفة لهذه الأسرة أم لا؟؟
مامدى مقاربته للروايات الأخرى عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه؟؟
---
محمد سفر العتيبي
05-19-2006, 04:01 PM
ومن أسانيد تفسير ابن جرير الطبري:
موسى بن هارون بن إسحاق الهمداني عن عمرو بن حماد القناد عن أسباط بن نصر الهمداني الهمدي عن عبد الرحمن بن إسماعيل السدي عن فلان وفلان عن ابن عباس وغيره.
واختصاراً:
موسى عن عمرو عن أسباط عن عن السدي...
تكرر هذا الإسناد نحو 500 مرة في تفسير الطبري, فما مدى قوته؟؟ وهل متونه مقاربة لمتون الأسانيد الأخرى أم لا؟؟(1/915)
وتقريباً لايوجد للمختصين كتاب واحد يستحق أن يقرأ, للإجابة على هذا السؤال والأسئلة المماثلة له فيما سبق من ردود. بل كافة ماهو موجود من كتب أو رسائل, بعيدة جداً عن إجابة هذه الأسئلة المحددة, ومجرد نقل لما قيل في فلان وفلان, أي تغلب عليها السطحية, ولاتستطيع أن تجني منها أي فائدة, وعلى وجه الخصوص كتب المتخصصين في التفسير.
---
(1/916)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > للمتخصصين في علم القراءات : ما رأيكم في هذا الموضوع ؟
---
للمتخصصين في علم القراءات : ما رأيكم في هذا الموضوع ؟
---
د.إلياس أنور
12-24-2006, 09:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أكتب بحثاً في العدد الكوفي والمدني من حيث بيان اختلافهم في الوقوف على رؤوس الآي ومستنده ، وأثره في التفسير ، وبيان القراءات المتعلقة بذلك ، ووجه العد والترك .
فما توجيه المتخصصين في هذا الموضوع ؟
---
(1/917)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مناظرات دينية بين مسلمين وأهل الكتاب
---
مناظرات دينية بين مسلمين وأهل الكتاب
---
سمير القدوري
12-20-2005, 08:23 PM
هذه سلسلة من الناظرات وقفت عليها في مصادر تراثية مختلفة فارتأيت أن أجمعها هنا كي يرجع إليها كل من شاء الاطلاع على مستوى الحوار الجدلي الذي كان سائدا بين المسلمين وأهل الكتاب. وإليكم النصوص وهي تدور حول مسائل شتى لا زالت تثار إلى يومنا بين كلا الطرفين .
[1] مناظرة بين فقيه ونصراني
قال التوزري:[[ قدم بعض الفقهاء ممن قدم لتوزر من مصر, قال: حضرت سماعا بمصر وحضره والي البلد وأميرها, وكان مع الأمير نصراني يخدمه, فقال النصراني: يا مولاي أريد أن أناظر رجلا من أعيان هؤلاء الفقهاء وأعلمهم في هذا الموكب العظيم, فإن غلبني أعطيته ثلاثمائة دينار, وإن غلبته دخل في ديني.
فذكر الوالي ذلك لمن حضر.
فخرج له رجل من الفقهاء وقال: أنا أناظرك فيما تريد, فقل ما تشاء.
فقال له النصراني: إنكم تقولون خزائن الله لا تنفذ أبدا, فأريد منك أن تذكر لي مثالا يقرب لي الفهم والمثال, ويزيل عني الإشكال, وأدركه بحسي.
فقال له الفقيه: نعم, هذه مسألةٌ الصبيانُ يغلبون بها عندنا, وقام إلى وسط المسجد وأوقد شمعة بين يدي الوالي ثم قال:" ناد أيها الأمير على من في هذه المدينة كل يوقد شمعته من هذه الشمعة, وإن لم يكفهم فأنا أغرم لهم, وكذلك خزائن الملك تكفي جميع الخلائق ولا ينقص منها شيء, وخزائن الله كل الخلائق تأخذ منها ولا ينقصها شيء".
قال النصراني: وقولكم في الجنة شجرة تظل أهل الجنة كلهم, وما في الجنة بيت إلا دخله غصن منها, فأريد أن تريني مثالا في هذا المعنى, كيف يكون؟
فقال الفقيه:" نعم, ألم تر إلى الشمس إذا طلعت وعلت, تدور على الأرض كلها, ولا يبقى بيت ولا محل إلا وتدخله".(1/918)
فقال النصراني: إنكم تقولون إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون, فأرني مثالا من ذلك في عالمنا.
فقال الفقيه: نعم, ألم تر إلى الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط ولا يتبول.
ثم قال له الفقيه: أيها النصراني إنكم تقولون إن الجنة لكم, وإذا كانت كذلك فهي داركم, وكل من له دار فهو عارف بأوصافها, فأريد أن تُعَرفني بما هو مكتوب على باب الجنة.
فأمسك النصراني وانقطع, ولم يجد جوابا, فلما انقطع قال له الفقيه:" أما عليها مكتوب لاإله إلا الله محمد رسول الله(صلى الله عليه وسلم), وطالبه بالدخول في دين الإسلام, فلم يزل النصراني يرغب حتى افتدى بمال كثير.]]
نقلا عن كتاب: التُرجُمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا. تأليف أبي القاسم الزَّيَانِي[ المغربي] (1147- 1249هـ/ 1734- 1809م). صفحات 524- 525.
[2] مناظرات واصل الدمشقي مع بشير البطريق والنصارى
أُسِرَ غلام من بني بطارقة الروم فلما صاروا إلى دار الإسلام وقع إلى الخليفة, وذلك في ولاية بني أمية, فسماه بشيرا, وأمر به الكُتاب, فكتب وقرأ القرآن وروى الشعر وقاس وطلب الأحاديث وحج. فلما بلغ واجتمع هرب مرتدا من الإسلام إلى أرض الروم. فأتي به الملك فسأله عن حاله, وما كان فيه, وما الذي دعاه إلى الدخول في النصرانية؟ فأخبره برغبته فيه. فعظم في عين الملك, فرَأَّسه وصيَّره بطريقا من بطارقته وأقطعه قرى كثيرة.
ثم أُسِرَ ثلاثون رجلا من المسلمين, فلما دخلوا على بشير, سائلهم رجلا رجلا عن دينهم, وكان فيهم شيخ من أهل دمشق يقال له واصل, فسأله بشير, فأبى الشيخ أن يرد عليه شيئا, فقال بشير ما لك لا تجيبني؟
قال الشيخ: لست أجيبك اليوم بشيء.
قال بشير للشيخ: إني سائلك غدا فأعدَّ جوابا, وأمره بالانصراف.(1/919)
فلما كان من الغد بعث بشير, فأُدخِلَ الشيخ إليه, فقال بشير: الحمد لله الذي كان قبل أن يكون شيء, وخلق سبع سماوات طباقا بلا عون كان معه من خاقه, فعجبا لكم معاشر العرب حين تقولون: (إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون[ سورة آل عمران, الآية 59].
فسكت الشيخ, فقال له بشير: ما لك لا تجيبني؟
فقال: كيف أجيبك وأنا أسير في يدك, فإن أجبتك بما تهوى أسخطتُ عليَّ ربي, وهلكت في ديني, وإن أجبتك بما لا تهوى خفت على نفسي؟
فأعطني عهد الله وميثاقه وما أخذ النبيون على الأمم أنك لا تغدر بي ولا تمحل بي ولا تبغ بي باغية سوء, وأنك إذا سمعت الحق تنقاد له.
فقال بشير: فلك علي عهد الله وميثاقه وما أخذ الله عز وجل على النبيين وما أخذ النبيون على الأمم: أني لا أغدر بك ولا أمحل بك ولا أبغي بك باغية سوء وأني إذا سمعت الحق انقدت إليه.
المناظرة الأولى
قال الشيخ: أما ما وصفتَ من صفة الله عز وجل, فقد أحسنت الصفة. وأما ما لم يبلغ علمُكَ ولم يستحكم عليه رأيك أكثر, والله أعظم وأكبر مما وصفتَ, فلا يصف الواصفون صفته.
وأما ما ذكرت من هاذين الرجلين, فقد أسأت الصفة. ألم يكونا يأكلان الطعام ويشربان ويبولان ويتغوطان وينامان ويستيقظان ويفرحان ويحزنان؟
قال بشير: بلى.
قال الشيخ: فلم فرقتم بينهما؟
قال بشير: لأن عيسى ابن مريم كان له روحان اثنان في جسد واحد: روح يعلم بها الغيوب زما في قعر البحار وما ينحاث من ورق الأشجار. وروح يبرئ بها الأكمه والأبرص ويحيي بها الموتى.
قال الشيخ: روحان اثنان في جسد واحد؟
قال بشير: نعم.
قال الشيخ: فهل كانت القوية تعرف موضع الضعيفة منهما أم لا؟
قال بشير: قاتلك الله, ماذا تريد أن تقول إن قلتُ إنها لا تعلم؟ وماذا تريد إن قلتُ إنها تعلم؟(1/920)
قال الشيخ: إن قلتَ إنها تعلم, قلتُ: فما يغني عنها قوتها حين لا تطرد هذه الآفات عنها؟ وإن قلتَ "إنها لا تعلم, قلتُ: فكيف تعلم الغيوب ولا تعلم موضع روح معها في جسد واحد؟ فسكت بشير.
قال الشيخ: أسألك بالله هل عبدتم الصليب مثلا لعيسى بن مريم أنه صُلب؟
قال بشير: نعم.
قال الشيخ: فبرضىً كان منه أم بسخط؟
قال بشير: هذه أخت تلك, ماذا تريد أن تقول؟
[قال الشيخ] إن قلتَ: برضى منه.
قلتُ: ما نقمتم: أعطوا ما سألوا وأرادوا؟
وإن قلتَ: بسخط.
قلتُ: فلم تعبدون ما لا يمنع نفسه؟
ثم قال الشيخ لبشير: نشدتك بالله, هل كان عيسى يأكل الطعام ويشرب ويصوم ويصلي ويبول ويتغوط وينام ويستيقظ ويفرح ويحزن؟
قال: نعم.
قال الشيخ: نشدتك بالله, لمن كان يصوم ويصلي؟
قال بشير: لله عز وجل, ثم قال بشير: والضار النافع, ما ينبغي لمثلك أن يعيش في النصرانية, أراك رجلا قد تعلمت الكلام, وأنا رجل صاحب سيف, ولكن غدا آتيك بمن يخزيك الله على يديه.
ثم أمره بالانصراف.
المناظرة الثانية
فلما كان من غد, بعث بشير إلى الشيخ, فلما دخل عليه إذا عنده قس عظيم اللحية.
قال بشير للقس: إن هذا الرجل من العرب له علم وعقل وأصل في العرب, وقد أحبَّ الدخول في ديننا, فكلمه حتى تُنَصِّرَه,
فسجد القس لبشير وقال: قديما أتيت إلى الخير وهذا أفضل مما أتيت إلي.
ثم أقبل القس على الشيخ فقال: أيها الشيخ, ما أنت بالكبير الذي ذهب عقله وتفرق عنه حِلمه, ولا أنت بالصغير الذي لم يستكمل عقله ولم يبلغ حلمه, غدا أغطسك في المعمودية غطسة تخرج منها كيوم ولدتك أمك.
قال الشيخ : وما هذه المعمودية؟
قال القس: ماء مقدس.
قال الشيخ: ومن قدسه؟
قال القس: قدسته أنا والأساقفة قبلي.
قال الشيخ: فهل كان لكم ذنوب وخطايا:
قال القس: نعم, غير أنها كثيرة.
قال الشيخ: فهل يُقَدِّسُ الماء من لا يقَدِّسُ نفسه؟
فسكت القس, ثم قال: إني لم أقدسه أنا.
قال الشيخ: فكيف كانت القصة إذن؟(1/921)
قال القس: إنما كانت سُنَّة من عيسى بن مريم.
قال الشيخ فكيف كان الأمر؟
قال القس: إن يحيى بن زكريا أغطس عيسى بن مريم بنهر الأردن غطسة ومسح برأسه ودعا له بالبركة.
قال الشيخ: فاحتاج عيسى إلى يحيى يمسح رأسه ويدعو له بالبركة؟ فاعبدوا يحيى خير لكم من عيسى إذن؟
فسكت القس, فاستلقى بشير على فراشه وأدخل كمه في فيه وجعل يضحك, وقال للقس: قم أخزاك الله, دعوتك لتُنَصِّرَه فإذا أنت قد أسلمت.
ثم إن أمر الشيخ بلغ الملك؛ فبعث إليه, فقال: ما هذا الذي بلغني عنك وعن تنقصك ديننا ووقيعتك؟
قال الشيخ:إن لي دينا كنت ساكتا عنه, فلما سئلت عنه لم أجد بدا من الذب عنه ذببت عنه.
قال الملك: فهل في يدك حجج؟
قال الشيخ: نعم, ادع إلي من شئت يحاججني؛ فإن كان الحق في يدي؛ فلم تلومني عن الذب عن الحق؟ وإن كان الحق في يديك, رجعت إلى الحق.
المناظرة الثالثة
فدعا الملك بعظيم النصرانية, فلما دخل عليه سجد له الملك ومن عنده أجمعون.
قال الشيخ: أيها الملك, من هذا؟
قال الملك: هذا رأس النصرانية, هذا الذي تأخذ النصرانية دينها عنه.
قال الشيخ: فهل له من ولد أم هل له من امرأة أم هل له من عقب؟
قال الملك: ما لم خزاك الله, هذا أزكى وأطهر أن يدنس بالحيض, هذا أزكى وأطهر من ذلك.
قال الشيخ: فأنتم تكرهون لأدمي يكون منه ما يكون من بني آدم من الغائط والبول والنوم والسهر ولأحدكم من ذكر النساء, وتزعمون أن رب العالمين سكن في ظلمة الأحشاء وضيق الرحم ودُنِّسَ بالحيض؟
قال القس: هذا شيطان من شياطين العرب رمى به البحر إليكم؛ فأخرجوه من حيث جاء.
فأقبل الشيخ على القس, فقال: عبدتم عيسى ابن مريم أنه لا أب له؛ فهذا آدم لا أب له ولا أم, خلقه الله عز وجل بيده وأسجد له ملائكته؛ فضموا آدم مع عيسى حتى يكون لكم إلاهان اثنان.(1/922)
فإن كنتم إنما عبدتموه لأنه أحيا الموتى؛ فهذا حزقيل تجدونه مكتوبا عنكم في التوراة والإنجيل, ولا ننكره نحن ولا أنتم, مر بميت فدعا الله عز وجل فأحياه حتى كلمه؛ فضُموا حزقيل مع عيسى حتى يكون لكم حزقيل ثالث ثلاثة.
وإن كنم إنما عبدتموه لأنه أراكم العجب, فهذا يوشع بن نون قاتل قومه, حتى غربت الشمس؛ قال لها: ارجعي بإذن الله, فرجعت اثني عشر درجا, فضموا يوشع بن نون مع عيسى يكون لكم رابع أربعة.
وإن كنتم إنما عبدتموه لأنه عرج به إلى السماء, فمن ملائكة الله عز وجل مع كل نفس اثنان بالليل واثنان بالنهار يعرجون إلى السماء, ما لو ذهبنا نعدهم لالتبس علينا عقولنا واختلط علينا ديننا وما ازددنا في ديننا إلا تحيرا.
ثم قال: أيها القس أخبرني عن رجل حل به موت أيكون أهون عليه أو القتل؟
قال القس: القتل.
قال الشيخ: فلم لم يقتل عيسى أمه, عذبها بنزع النفس؟ إن قلت إنه قتلها, فما بر أمه من قتلها, وإن قلت إنه لم يقتلها؛ ما بر أمه من عذبها بنزع النفس.
قال القس اذهبوا به إلى الكنيسة العظمى, فإنه لا يدخلها أحد إلا تنصر.
قال الملك: اذهبوا به.
قال الشيخ: لماذا يُذهب بي ولا حُجة علَيَّ دُحِضَت؟
قال الملك: لن يضرك, إنما هو بيت من بيوت ربك عز وجل, تذكر الله عز وجل فيه.
قال الشيخ: إن كان هكذا فلا بأس.
فذهبوا به, فلما دخل الكنيسة, وضع أصبعيه في أذنيه ورفع صوته بالأذان, فجزعوا لذلك جزعا شديدا وضربوه ولببوه وجاؤوا به إلى الملك, فقالوا أيها الملك أحلَّ بنفسه القتل.
فقال له الملك: لم أحللت بنفسك القتل؟
فقال أيها الملك , أين ذُهب بي؟
(وللمناظرات واصل بقية...)
[3] مناظرة العتابي الشاعر وأبي قرة الملكي النصراني:
التعريف بالعتابي:(1/923)
قال ابن النديم:" أبو عمرو كلثوم بن عمرو بن أيوب الثعلبي العتابي, شامي ينزل قنسرين. شاعر كاتب حسن الترسل وكان يصحب البرامكة و يختص بهم ثم صحب طاهر بن الحسين وعلي بن هشام, فيقال إن الرشيد لقيه بعد قتل جعفر بن يحيى و زوال نعمة البرامكة فقال: ما أحدثت بعدي يا عتابي؟ فارتجل أبياتا حسنة المعنى(...) وكان أحسن الناس اعتدادا في رسائله و شعره يسلك طريقة النابغة, وتوفي العتابي وله من الكتب: كتاب المنطق, كتاب الآداب, كتاب فنون الحكم, كتاب الخيل, لطيف, كتاب الألفاظ رواه أبو عمرو الزاهد عن المبرد, و هذا طريف, كتاب الأجواد" .
نص المناظرة
قال العتابي لأبي قرة النصراني(ت. 209هـ/825م) عند المأمون:"ما تقول في المسيح؟"
قال:" من الله".
قال:" البعض من الكل على سبيل التجزيء, والولد من الوالد على طريق التناسل, والخل من الخمر على وجه الاستحالة, والخلق من الخالق على جهة الصنعة, فهل من معنى خامس؟"
قال:" لا, ولكن لو قلت بواحد منها ما كنت تقول؟".
قال: " الباري لا يتجزأ, ولو جاز عليه ولد لجاز له ثان وثالث وهلم جرا, ولو استحال فسد, والرابع مذهبنا, وهو الحق."
[4]مناظرة أبي الهذيل العلاف لأحد يهود البصرة
قال المقري:" كان بالبصرة يهودي يقرر المتكلمين على نبوة موسى فإذا أقروا جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وقال:" نحن على ما اتفقنا عليه إلى أن نتفق على غيره", فسأل أبا الهذيل عن ذلك فقال:" إن كان موسى هذا الذي أخبر بمحمد صلى الله عليه وسلم وأقر بشرفه وأمر باتباعه فأنا أُقر بنبوته, وإن كان غيره فأنا لا أعرفه, فتحير اليهودي, ثم سأله عن التوراة, فقال: إن كانت التي نزلت على موسى المذكور فهي حق, وإلا فهي باطل" .
[5] مناظرة لإياس بن معاوية (ت122هـ) ويهودي
قال المقري:" سمع إياس يهوديا يقول:" ما أحمق المسلمين, يزعمون أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون ".
فقال:" أَ وَ كُلّ ما تأكله تُحْدِثُه؟".(1/924)
قال:"لا, لأن الله تعالى يجعل أكثره غذاء".
قال:" فما تُنكر أن يجعل [الله] جميع ما يأكل أهل الجنة غذاء" .
[6] مناظرة يهودي وبعض المسلمين
قال القاضي عبد الجبارالأسأبادي:" وقد قيل لبعض مجادلي اليهود ونظارهم ممن قد قرأ الكتب, وأكثر الاختلاف إلى العلماء وكتب كتبهم, وادعى أنه يتقدم على علمائهم من أهل عصره:
أليس إنما يعرف الأخبار من تأخر عمن تقدم؟ فقال بلى , قالوا له: أليس اليهود الذين كانوا مع محمد صلى الله عليه وسلم وفي زمانه قد علموا أن موسى قد قال إن شريعته مؤبدة؟
فقال: بلى, فقيل له: فلم لم يقولوا لمحمد أنت قد زكيت موسى وصدقته ووثقته وهو قد قال ووصى بأن شريعته مؤبدة؟ وفي هذا كفاية في [بيان] كذبك وبطلان قولك, وهذا أمر ظاهر بين يستدركه رُعْنُ النساء فضلا عن عقلاء الرجال, فأين كانوا عنه؟ وقد خرجوا معه في عداوته إلى شدائد الأمور, من شتمه وهجوه والغدر به ومساعدة قريش في محاربته وبذل الأموال والمهج في مكارهه.
فقال: قد قالوا ذلك له وأقاموا الحجة به عليه.
فقيل له: فلم لم يعلمه خصومك كما علمته؟ فقال. مجته الأسماع.
فقيل له: ما تزيد على الدعاوى: فإنك ادعيت أن ذلك قد كان, فقيل لك من أين لك العلم به ولم لا علمه خصومك؟ فادعيت أن الأسماع مجته, فانتقلت من الدعوى إلى دعوى, وقرنت الدعوى بدعوى, ولا فرق بين دعواك هذه وبين دعوى من ادعى أن اليهود حين قالوا هذا له أحيا الله موسى وهارون و أظهر على أيديهما المعجزات فكاشفا محمدا وشافهاه وأقاما الحجة عليه بمشهد من اليهود ومن أصحابه, وأن ذلك قد كان وعُلم ولكن مجته الأسماع, فما أتى بشيء" . نقلا عن تثبيث دلائل النبوة للقاضي عبد الجبار ص132..
[7] مناظرة أبي بكر الفهري الطرطوشي للتستري اليهودي ببيت المقدس:(1/925)
قال القاضي أبو بكر ابن العربي في رحلته الصغرى: " وكنا نفاوض الكرامية, والمعتزلة, والمشبهة, واليهود. وكان لليهود بها(يعني بيت المقدس) حبر منهم يقال له التستري, لقنا فيهم, (...) وقد حضرنا يوما مجلسا عظيما فيه الطوائف, وتكلم التستري الحبر اليهودي على دينه, فقال: اتفقنا على أن موسى نبي مؤيد بالمعجزات, معلم بالكلمات, فمن ادعى أن غيره نبي, فعليه الدليل. وأراد[اليهودي] من طريق الجدل أن يرد الدليل في جهتنا حتى يطرد له المرام, وتمتد أطناب الكلام.
فقال له الفهري: إن أردت به موسى الذي أيد بالمعجزات وعلم الكلمات, وبشر بمحمد, فقد اتفقنا عليه معكم, وآمنا به وصدقناه, وإن أردت به موسى آخر, فلا نعلم من هو؟
فاستحسن ذلك الحاضرون, وأطنبوا بالثناء عليه, وكانت نكتة جدلية عقلية قوية, فبهت الخصم, وانقضى الحكم" .
[8] مناظرة أحمد بن عبد الصمد الخزرجي لأحد علماء اليهود
قال الخزرجي:" في المصحف الخامس من التوراة الذي بأيديكم إلى اليوم قال الله لموسى بن عمران:"إني أقيم ابني إسرائيل من إخوتهم نبيا مثلك, أجعل كلامي على فيه, فمن عصاه انتقمت منه" .
فإن قلت: أن ذلك هو يوشع بن نون. قيل لك: قال الله في آخر التوراة, أنه لا يخلف من بني إسرائيل نبيا مثل موسى . فلا محالة أن الذي بشرت به التوراة لا يكون من بني إسرائيل, لكن من
إخوة بني إسرائيل, ولا محالة أنهم العرب و الروم, فأما الروم فلم يكن منهم نبي سوى أيوب, وكان قبل موسى بزمان, فلا يجوز أن يكون هو الذي بشرت به التوراة, فلم يبق إلا العرب, فهو إذن محمد صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله في التوراة, حين ذكر إسماعيل جد العرب, أنه يضع فسطاطه في وسط بلاد إخوته. فكنى عن بني إسرائيل بإخوة إسماعيل, كما كنى عن العرب بإخوة بني إسرائيل في قوله:" سأقيم لبني إسرائيل من إخوتهم مثلك".(1/926)
وقد ناظرني يوما أحد أحبار اليهود, وأهل الذكاء منهم في هذا فقال:" هذا كله صحيح لا أجد اعتراضا عليه, غير أنه قال: سأقيم لبني إسرائيل, ولم يكن محمد[نبيا] إلا للعرب".
فقلت له: ما على الأرض أحد يجهل أن محمدا صلى الله عليه وسلم قال:" بعثت إلى الأبيض والأسود, والعبد والحر, و الذكر و الأنثى". وهذا كتابه ينطق أنه مبعوث إلى الخلق كافة, فلو أمكنك أن تقول:"إنه ادعى أنه مبعوث إلى العرب خاصة, لكانت لك حجة".
فقال:" لا يمكنني ولا غيري دفع ذلك, وبذلك أخبرنا أسلافنا من اليهود عنه أنه قال: بعثت إلى الخلق كافة. إلا فرقة من فرق اليهود يقال لها العيسوية تقول بنبوته ومعجزاته, وتنكر أنه بعث إلى غير العرب, ولسنا على شيء مما هم عليه. ثم عطف على يهودي إلى جنبه وقال له: نحن قد جرى نشؤنا على اليهودية, وبالله ما أدري كيف نتخلص من هذا العربي؟ إلا أنه أقل ما يجب علينا أن نأخذ به أنفسنا النهي عن ذكره بسوء" .
[8] مناظرة ابن قيم الجوزية لكبير الأحبار بمصر(1/927)
قال ابن قيم الجوزية:" وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرئاسة, فقلت له في أثناء الكلام: أنتم بتكذيبكم محمدا صلى الله عليه و سلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة. فعجب من ذلك, وقال: مثلك يقول هذا الكلام. فقلت له: اسمع الآن تقريره, إذا قلتم: إن محمدا ملك ظالم قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة, ويقول: أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا وأوحى إلي كذا, ولم يكن من ذلك شيء, ويقول: أنه أباح لي سبي ذراري من كذبني وخالفني ونساءهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم, ولم يكن من ذلك شيء, وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم, فلا يخلو إما أن تقولوا أن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه, أو تقولوا إنه خفي عنه ولم يعلم به, فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل وكان من علم ذلك أعلم منه, وإن قلتم بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته وإطلاعه عليه فلا يخلو إما أن يكون قادرا على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك, أولا, فإن لم يكن قادرا فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية, وإن كان قادرا وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته, ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ولا يدعو بدعوة إلا استجابها له فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء فضلا عن رب الأرض والسماء, فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه وهذه عندكم شهادة زور وكذب.
فلما سمع ذاك قال: معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق من اتبعه أفلح وسعد.
قلت: فما لك لا تدخل في دينه؟
قال: إنما بعث إلى الأميين الذين لا كتاب لهم, وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه.(1/928)
[9] جواب ابن حزم على اعتراض لنصراني على مسألة الأكل والشرب في الجنة
قال أبو محمد: وعارضني يوما نصراني كان قاضيا على نصارى قرطبة في هذا وكان يتكرر على مجلسي فقلت له أو ليس فيما عندكم في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال لتلاميذه ليلة أكل معهم الفصح- وفيها أُخِذَ بزعمهم- وقد سقاهم كأسا من خمر وقال إني لا أشربها معكم أبدا حتى تشربوها معي في الملكوت عن يمين الله تعالى, وقال في قصة الفقير المسمى العازار الذي كان مطرحا على باب الغني تلحس الكلاب جراح قروحه وأن ذلك الغني نظر إليه في الجنة متكئا في حجر إبراهيم عليه السلام فناداه وهو في النار يا أبى يا إبراهيم ابعث إلي العازار بشيء من ماء يبل به لساني, وهذا نص على أن في الجنة شرابا من ماء وخمر فسكت النصراني وانقطع .
---
سمير القدوري
12-22-2005, 08:13 PM
له صلة بما نشر على الرابطhttp://tafsir.org/vb/showthread.php?p=17162#post17162
---
محمد الأمين
01-12-2006, 08:02 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/929)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > المحافظة على سريتك عند فتح رسائل المسنجر والهوتميل وبالاخص في النت كافيه
---
المحافظة على سريتك عند فتح رسائل المسنجر والهوتميل وبالاخص في النت كافيه
---
سامي عبدالعزيز
04-30-2006, 07:10 PM
في مكتب التشغيل افتح الهوتميل والماسنجر ، لارى الرسائل الواردة
فعند فتح الصفحة الخاصة لوضع ايميلي، ارى في الخانة المخصصة عنوان ايميل لشخص
اخر قبلي ، استخدم الكمبيوتر وفتح المسنجر والهوت ميل الخاص به
وحفظ في الكمبيوتر، فتظهر لكل من يفتح رسائل المسنجر والهوتميل من بعده
وهي حالة غير امنة ، يمكن تجنبها بسهولة، فقط فعل الخانة السفلى وبس
وخلاص وكما في الصورة
http://www.q8start.com/uploads/d926d0a94a.jpg
---
(1/930)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نصوص السنة ، وعلماء المسلمين * بمنع تكفير المؤمنين ،
---
نصوص السنة ، وعلماء المسلمين * بمنع تكفير المؤمنين ،
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-21-2006, 11:26 AM
نصوص السنة ، وعلماء المسلمين * بمنع تكفير المؤمنين ،
---
البلاغية
07-03-2006, 07:26 PM
جزاك ربي خيرا على هذا الملف
جعله الله في ميزان حسناتك
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-03-2006, 08:04 PM
جزاك الله خيراً ومتعك بالصحة والعافية والعلم النافع
---
(1/931)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هدية العيد....
---
هدية العيد....
---
أبو محمد الظاهرى
10-21-2006, 03:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الكرام
هذه هدية العيد لكم من موقع أهل الظاهر
http://www.aldahereyah.net/books
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
المصدر
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1280
---
أحمد بزوي الضاوي
10-22-2006, 09:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : أبو محمد الظاهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لكم نشر العلم ، فتلكم الصدقة الجارية . جزاكم الله خيرا . ومزيدا من إشاعة الخير .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي وتقديري .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أبو محمد الظاهرى
10-23-2006, 01:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : أبو محمد الظاهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لكم نشر العلم ، فتلكم الصدقة الجارية . جزاكم الله خيرا . ومزيدا من إشاعة الخير .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي وتقديري .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيراً سيدى الأستاذ الشيخ على التفضل بالمرور والتعقيب الكريم
---
(1/932)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير.
---
التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير.
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2003, 06:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الفضل والإحسان ، والعظمة والامتنان ، علَّمَ القرآن ، وخلق الإنسان ، وعلمه البيان.
والصلاة والسلام على أشرف ولد عدنان وقحطان ، وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان ، أما بعد:
أخي عضو ملتقى أهل التفسير وزائره ..
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ، وأحمد الله تعالى الذي جاء بك إلى هنا.
ولعلك تصبر معي قليلاً حتى تكمل قراءة هذه الكلمات ، والصبر على القراءة عزيز هذه الأيام ، ولكنها – كما أظن – كلمات تستحق التأمل والنظر ، وأنا أخاطب بها قلوب الكبار ، ومسالك القلوب وعرة ، والولوج إليها صعب ، ولكن بحسبي أن أحاول أن أشير إشارات خفيفة عسى أن تلج القلوب المحبة المرهفة ، وتنصت لها الآذان المتعبة من كثرة الصخب والضجيج في كل مكان!!
- لقد جاء ملتقى أهل التفسير وشبكة الانترنت أكثر ما تكون زحاماً بالمنتديات والساحات والمواقع... منها النافع الرائد الذي سار ولا زال نحو أهداف نبيلة سامية ، وغايات تستحق السهر والتعب من أجل تحقيقها ، ونعمت تلك المواقع ، وبارك الله في القائمين عليها ، ومنها مواقع دون ذلك ، ومنها مواقع كان الأولى بأصحابها الإمساك عن ما هم فيه ، فذلك خير لهم إن شاء الله.
ولم يأت ملتقى أهل التفسير تحقيقاً لرغبة شخصية ، أو نزوة عارضة ، فما كان أهونها عليَّ أن أدفنها في مولدها. ولكنه جاء استجابة لحاجة ماسة لجمع الجهود ، وتوحيد المنهج ، وخدمة العلم ، فإن الأمانة الملقاة على عواتق طلاب العلم ثقيلة ، والتبعة عظيمة ، والقائمون بشيء من الواجب قليل ، بل أقل من القليل وأعني بذلك المتعلقين بدراسة التفسير وعلوم القرآن على وجه الخصوص بسبب.(1/933)
وقد رسمت رؤية كبيرة في بداية الأمر للمشروع ، ثم رجعت لنفسي فأخذتها بالحزم ، وليس كالحزم مع النفس ، وقلت : الكمال عزيز المنال ، وكم أخر تطلبه من جلائل الأعمال !! فلماذا لا نبدأ بملتقى يجمع طلاب العلم المتخصصين في المقام الأول ، يتبادلون فيه الرأي ، ويعرضون فيه النظر ، بطرح عميق ، وعبارة رشيقة ، ونفوس بريئة.
يجمعهم كتاب الله ، وعلوم كتاب الله.
وقل لي يا رعاك الله ! هل أشرف من هذه الرابطة ؟! وأمتن من هذه الوثيقة ؟!
وقد بدأ ملتقى أهل التفسير – ولله الحمد أولاً وآخراً – يشق طريقه ، ونحن لما نكمل الشهر ، فكيف إذا خب المسير بنا دهراً ؟ ونسأل الله أن يوفق كل من آزر وأعان وشارك وأثنى وشجع ، فلولاهم ما هزني شوق إلى تسطير هذا الكلام.
منذ بدأ التسجيل في ملتقى أهل التفسير يتزايد ، رأى المشرفون أنه لابد من التذكير والتأكيد على بعض الأصول والأسس ، التي ينبغي أن نسير على ضوئها ، ليكون للعمل ثمرة ، وللجهد عائدة ، وسأجمل ذلك في هذه الأمور:
1- سعة الأفق في النقاش والطرح والحوار ، وهذه صفة مهمة ، يجب على طالب العلم أن يتحلى بها ، فقد مللنا من ضيق العطن ، وضيق الأفق. ذلك أنَّا قد اشتغلنا بالجدال العقيم عن العميق ، وبسوء الظن عن حسن الفهم ، فقست القلوب ، وتبعثرت الجهود ، وقد أسفنا على ذاك الزمان الذي مضى ، وعفى الله عما سلف. ومن عاد...!! فالله المستعان.
2- عدم التردد في مناقشة أي فكرة تراها في الملتقى ، أو موضوع له علاقة بالملتقى ، شريطة الفهم ، وحسن العرض ، ومراقبة الله في كل ما تكتب. ولا يمنعنك من المناقشة والحوار ، خشيةٌ من انتقاد أحد ، أو تهيبٌ من محاورة فلان أو فلان ، فالحق هو المقصد ، وأعضاء الملتقى الذين قام عليهم الملتقى يحرصون على ذلك ، بل ويبالغون في الحرص على التأكيد على هذا الأمر ، فلا تتردد في الحوار والجدال ، في حدود ما قد علمت وفقك الله.(1/934)
3- اعلم يا أخي الحبيب أن ما يخرج من القلب يدركه القلب بلا عناء ، وما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان ، والرائد لا يكذب أهله ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بالتقاطها ، فاستحضر ذلك دائماً ، وهنا على وجه الخصوص.
4 - أن ملتقى أهل التفسير حلقة ضمن حلقات سابقة ولا حقة إن شاء الله لخدمة القرآن الكريم ، وخدمة طلاب العلم في أنحاء المعمورة ، ولا يسعى لسحب بساط من تحت موقع آخر ، أو يستأثر بطلاب العلم دون غيره ، فإن تعدد المواقع الإسلامية الجادة مطلب كل محب غيور على الإسلام ، والخيارات الكثيرة طريق جيد لبث روح التنافس المثمر الشريف بين المسلمين ، فأرجو أن لا يجد بعض الإخوان في نفوسهم حرجاً من هذا إن شاء الله.
5- إن كنت يا أخي الكريم عالماً أو طالب علم متخصص في التفسير وعلوم القرآن ، أو في أي علم من علوم الشريعة الشريفة ، فأفدنا ولا تبخل علينا بعلمك ووقتك ، فنحن في أمس الحاجة إلى علمك ، ومشاركتك ، وأنا أقدر كثرة انشغالك ، وتعدد أعباءك ، ولكن لنا فيك مطمع ، ولن نشق عليك إن شاء الله ، وستجدنا من المقدرين الشاكرين ، فجزاك الله خيراً. ولا تبخل علينا بالتسجيل باسمكم الصريح ، حتى نلقي السمع ، ونحد البصر ، ونشهد القلب ، فإن الثقة فيما يُكتب وراء الأسماء المستعارة ، والكنى المشتركة ضعيفٌ ، وقلَّ من يحفل به غالباً ، مع تقديري لجميع من يخالفني في ذلك.(1/935)
6- وإن كنت سائلاً فأحسن عرض سؤالك ، وثق بالإجابة بإذن الله بقدر المستطاع ، ولا تعجل علينا في ملتقى أهل التفسير ، فليس هناك عضو متفرغ حتى الآن يقوم على الإجابة في لحظتها ، فلا بد من الصبر والانتظار ، وقد رأى الإخوة المشرفون الكرام عدم ترك الإجابة على أي سؤال ، حتى لا تمل أيها السائل الكريم ، فتعرض عنا بعد أن أطمعناك ، وظننت أننا قد تركناك وما قدرناك. وليس هذا – والله – بمقصود ، ولكن الوقت ضيق ، والأسئلة كثيرة. وهناك أسئلة أجوبتها يسيرة على طرف الثمام ، وأسئلة تحتاج إلى بسط وبيان وتوضيح. فالنوع الأول أمره سهل ، والثاني يحتاج إلى الكتابة على مهل ، فاصبر علينا وفقك الله.
7- أننا ننوي بعد مضي شيء من الوقت ، أن نقسم الملتقى إلى أقسام علمية متخصصة بدرجة أكثر ، ولكننا ننتظر حتى تكثر المادة العلمية التي تندرج تحت تلكم الأقسام (كمناهج المفسرين – وعلوم القرآن – والتفسير) ونحو ذلك مما أرجو منكم جميعاً إعانتنا بالرأي في المناسب في ذلك ، وقد كنت في بداية الأمر آثرت أن يبقى المنتدى قسماً واحداً حتى لا يتشتت الأعضاء ، ولكن أشار علي من إشارته أمر بذلك فقلت له : نستشير الأعضاء ، وننتظر قليلاً حتى تتكامل بعض الموضوعات. فأنا منتظر لآرائكم وفقكم الله ، فإما أمضينا التقسيم ، وإما أبقينا على الرأي القديم.
8- أنني أؤكد في الختام على الحرص على التسجيل بالأسماء الصريحة ، وإلا فأسماء مستعارة غير موهمة ، وعدم التسمي بأسماء مشهورة للسلف ولا للخلف فهذا فيه ما فيه من المؤاخذات ، واللبيب بالإشارة يفهم ، إلا لمن وافق اسمه أسماءهم فهذا أمر آخر ، واتفاق عجيب ، وقلما يحدث ، فتعاونوا معنا وفقكم الله وسدد خطاكم.(1/936)
9- محاولة التفكير ، في مشروعات علمية ، تصلح للطرح على صفحات الملتقى ، وتبنيها ، والقراءة حولها لكي تقدم كاملة مكتملة للنقاش ، والحوار العلمي ، فالطريق ما زال طويلاً ، ولا تتعجل في طرح الفكرة فتقتلها بذلك ، وإنما أشر إن شئت إلى رغبتك في ذلك وسنكون سعداء بالانتظار إذا أفضى إلى روائع الحوار ، ولا تنس أيها الأخ الكريم فكرة حلقات النقاش التي بدأت في ملتقى أهل التفسير بكتاب الفراهي ، وفكر في مشروع مماثل في أي شهر من الشهور القادمة. وفقك الله.
وفي الختام أشكركم جميعاً على تعاونكم ، وأرجو التعقيب بما ترونه ، وأخص المشرفين وفقهم الله ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
---
خالد الباتلي
06-11-2003, 11:37 PM
فضيلة المشرف العام :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا على ماتبذله من جهد ووقت في هذا السبيل لايخفى على كل زائر لهذا المنتدى ، وأشكرك على هذه الأصول المحررة ، والأسس المحبرة ، وأعان الله الجميع على التقيد بها .
والواقع أنه كما قالت العرب : قطعت جهيزة صوت كل خطيب ، فلا مزيد على ماذكرت ، إلا أنني أزيد واحدة حتى تتم عشرة كاملة ، وهي : بيان مصدر النقل عند وجوده ، والنص على ذلك في المشاركة سواء كانت من كتاب أو موقع أو غير ذلك .
والسلام عليكم ،،،
---
محمد بن غرمان آل رديني
07-15-2003, 05:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فأسأل المولى جل جلاله أن يكتب لكم بهذا الملتقى جزيل الأجر ووافر الحسنات وأن يجعله سبيلا إلى فتح أفاق العلم للعامة والخاصة ، وان يسدد القائمين علية لكل صواب وأن يجنبهم الخطاء والزلل ، وأن ينفع به كل من أعان على استمراره من مشارك أو ناقد يريد خيرا أو سائلا أو صاحب رأى يستفاد من علمه وخبرته أو عالما بتقنيات هذه الشبكة أفاد هذا الموقع ويسر الإفادة منه .
وصلى الله وسلم على نبيه محمد .
---(1/937)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دروس التفسير وعلوم القرآن في الرياض(كلٌ يكتب ما يعلم عنه من الدروس)
---
دروس التفسير وعلوم القرآن في الرياض(كلٌ يكتب ما يعلم عنه من الدروس)
---
الراية
02-20-2004, 05:56 PM
وذلك لتحصل الفائدة ويعم النفع...ورباك الله فيكم
فأبدء بالدروس التي اعرفها:-
1) درس فضيلة الشيخ /سليمان بن عبدالله الماجد..القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض
في التفسير - جامع ذي النورين - حي الوادي القريب من مقر جامعة الامام
مغرب السبت
2)الشيخ د/ عبدالكريم الخضير
تفسير القرطبي - الجمعة بعد العصر في مسجد أبا الخيل في مدينة الرياض حي السلام
3)فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
تفسير ابن كثير(ج1) يوم الاثنين - بعد العشاء - مسجد الخليفي بحي الفاروق
تفسير السعدي- الابعاء - الفجر - مسجد الخليفي بحي الفاروق
4) فضيلة الشيخ الدكتور / سعد بن عبدالله البريك
شرح كتاب ايسر التفاسير للشيخ ابو بكر الجزائري
المغرب - السبت - من جامع الأمير خالد بن سعود بحي البديعة
---
أحمد البريدي
02-22-2004, 09:54 PM
شكر الله لك وارجو تعميم الفكرة بذكر دروس التفسير كل في بلده .
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 02:00 PM
5- درس الدكتور مساعد بن سليمان الطيار في التفسير (تفسير الطبري) بعد صلاة العشاء من كل يوم سبت في جامع طيبة - مخرج 15 شرقاً - شارع سعد بن عبدالرحمن .
---
(1/938)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الآية التي ينتصف عندها القرآن ؟
---
سؤال عن الآية التي ينتصف عندها القرآن ؟
---
om salman
07-10-2003, 11:20 PM
?which ayah is in the exact middle of the quran
?"what is its "tafseer
wa jazakum allaho khairan.
الترجمة :
ما هي الآية التي تقع في منتصف القرآن ؟ وما هو تفسيرها ؟
وجزاكم الله خيراً .
المشرف
---
وائل
07-11-2003, 12:53 AM
نصف القرآن بالحروف عند حرف الفاء من قوله تعالى {وليتطلف} [الكهف: 19]
ونصفه بالآيات عند قوله تعالى {قالوا وهم فيها يختصمون} [الشعرا: 96]
ونصفه بالسور سورة قد سمع (المجادلة)
وبالنسبة للتفسير يرجع إلى التفاسير المعتبرة وان كنت أنصح بتفسير القرطبي
تحياتي
---
(1/939)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > عرض لنشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ)
---
عرض لنشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
07-26-2006, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أهم ما يُعنى به طالب العلم الحريص الطبعة المتقنة المحققة للكتاب الذي يريد شرائه وقراءته ، وقد دار بيني وبين أخي العزيز الدكتور يحيى الشهري حديث حول أجود طبعات كتاب الإمام الذهبي (معرفة القراء الكبار) ، فأشار عليَّ حينها -كان ذلك في رمضان عام 1426هـ - أن أكتب ذلك في الملتقى العلمي لتعم الفائدة بذلك من يرغب في اقتناء هذا الكتاب الثمين ، فاستعنت بالله وكتبت هذه المقالة التي أرجو أن ينفع الله بها من يطلع عليها ، وألا يحرمنا أجر الكتابة في هذا الملتقى العلمي . ًعلم طبقات القراء فرع من فروع علم التاريخ ، يعنى بالترجمة للقراء من عصر الصحابة فمن بعدهم حتى عصور المصنفين ، يذكر فيه ترجمة القارئ وشيوخه وتلاميذه ومؤلفاته ونحو ذلك مما يتعلق بترجمته ، وقد صنفت فيه مصنفات جليلة ، ومن أجل تلك المصنفات كتاب (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) للإمام الذهبي . وقد صنف الإمام الذهبي كتابه (معرفة القراء الكبار) وفرغ من الصورة الأولى لتصنيفه مبكراً عام 718هـ وهو خطيب لجامع كفر بطنا بضواحي مدينة دمشق ، واستنسخه منه على صورته تلك عدد من الطلاب ، ثم زاد فيه ونقح بعد ذلك ، وبعد أن زاد فيه عدداً من التراجم قرأه عليه آخرون ، واستنسخوه منه ، وبقيت نسخته الخاصة به معه يزيد فيها ، وينقح حتى آخر أيام حياته عام 747هـ ، أي قبل وفاته بعام واحد ، فقد كان يضيف تواريخ وفاة بعض المترجمين الذين كانت وفاتهم ذلك العام. وقد انتشرت مخطوطات الكتاب لكل مرحلة من مراحل تصنيفه لهذا الكتاب ، وكلها نُسخٌ صحيحةٌ(1/940)
للكتاب ، وبعضُها قُرئ على الذهبيِّ ، غير أَنَّ آخرَهنَّ أكملُهنَّ ؛ لِما فيها من التراجم المزيدة ، والاستدراكات المتممة. وكما تعددت نسخ هذا الكتاب المخطوطة بمراحلها المذكورة ، فقد تعددت نشراته المطبوعة أيضاً ، فقد نُشر عدة مرات ، وكلُّ نشرةٍ منها اعتمدتْ على مخطوطةٍ تنتمي لمرحلةٍ من مراحل التصنيف الثلاث السابقة. وسأُفصِّلُ في هذه المقالة حالَ كل نشرة من النشرات ، والمخطوطات التي اعتمدتْ عليها ، وبيان قيمتها العلمية ، ومزايا وعيوب كلِّ نشرةٍ من هذه النشرات ، حتى يخرج القارئ وقد عرف قيمة كل نشرة من هذه النشرات، وأيها أجدر بالشراء والاعتماد في البحث .
* الإمام الذهبي وقيمة مصنفاته في التراجم :
هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز المعروف بالذهبي التركماني الأصل ، المولود بدمشق عام 673هـ والمتوفى بها عام 748هـ ، وهو من العلماء الذين رزقوا التوفيق والقبول في التصنيف والتأليف ، وقد فتح الله عليه في التصنيف في تراجم العلماء وتواريخهم مصنفات صارت عمدةً للعلماء من القراء والمحدثين والمؤرخين بعد ذلك. وقد صنَّفَ الإمامُ الذهبي كتباً متعددة في تراجم الرجال ، وكانت له عناية وتقدم في هذا الشأن ، حتى عُدَّ من شيوخ المحدثين في الجرح والتعديل [انظر : طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/216] ، وقال السخاوي فيه:(وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال)[انظر: الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام لبشار عواد 127] . وقد بدأ الذهبي حياته العلمية بحفظ القرآن ، والاشتغال بتعلم القراءات ، وأخذها عن أهلها، حتى قرأ على شيوخ عصره بالقراءات العشر الكبرى ، ورحل من أجل ذلك إلى القاهرة وغيرها من البلاد ، وقد دعاه هذا إلى العناية بتراجم القراء الكبار ، الذين دارت عليهم أسانيد القراءات في بلاد الإسلام ، فَصَنَّفَ كتابَه الثمين (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار).
* مفهوم الطبقة عند الذهبي :(1/941)
صنَّف الإمام الذهبي عدداً من كتبه على الطبقات مثل "سير أعلام النبلاء" ، و"تذكرة الحفاظ" ، و "معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار" ، و"طبقات الشيوخ" وغيرها ، ويذكر الدكتور بشار عواد منهج الذهبي في توزيعه للطبقات فيقول : (وتشير دراستُنا لهذه الكتبِ أَنَّ الذهبيَّ لم يُراع إيجادَ تقسيمٍ واحدٍ في عدد الطبقات بين هذه الكتب ، ولا راعى التناسقَ في عَددِ المُترجَمين بين طبقةٍ وأُخرى في الكتاب الواحد ، كما لم يلتزم بوحدةٍ زمنيَّةٍ ثابتةٍ للطبقة في جَميع كتبهِ فيما عدا "تاريخ الإسلام" الذي لا يدخلُ في هذا التنظيم).[سير أعلام النبلاء 1/100] فقد قسَّمَ الذهبيُّ كتابَه "معرفة القراء الكبار" على سبع عشرة طبقة أولاً ثم أضاف طبقة ثامنة عشرة في آخر نسخ الكتاب وأضاف ذيلاً له بعد ذلك ، وقسَّمَ "سير أعلام النبلاء" على أربعين طبقة ، وقسَّمَ "تذكرة الحفاظ" على إحدى وعشرين طبقة . مع أَنَّ الكتب الثلاثة تناولت نطاقاً زمنياً واحداً يَمتدُّ من الصحابة إلى عصر الذهبي. وهناك اختلافٌ في عدد التراجم بين الطبقات ، فتقلُّ التراجمُ في بعض الطبقات ، وتكثر في بعض الطبقات ، فالطبقة الأولى في معرفة القراء الكبار لم يذكر فيها إلا سبعةً من الصحابة. وأَمَّا الوحدةُ الزمنيةُ فلم يراع الذهبيُّ وحدةً زمنيَّةً ثابتةً في كتبه التي صنَّفَها على الطبقات ، فتلاحظ تبايناً كبيراً في المدة الزمنية التي تستغرقها كلُّ طبقةٍ من الطبقات. وبِهذا (يتضحُ أَنَّ الذهبي استعمل الطبقةَ للدلالةِ على القومِ المتشابِهين من حيث اللقاءُ ، أي : في الشيوخ الذين أَخذوا عنهم ، ثُمَّ تقارُبُهم في السنِّ من حيثُ المولدُ والوفاةُ تقارباً لا يتناقض مع اللُّقيا ، وهو أمرٌ يُتيح تفاوتاً في وفيات المُترجَمين من جهةٍ ، وتفاوتاً في عدد الطبقات أيضاً).[سير النبلاء 1/104] وعليه فإِنَّ الذهبيَّ لو أراد مثلاً أن يؤلف كتاباً في جَميع القراءِ وليس في(1/942)
الكبار منهم لاضطره الأمرُ إلى زيادةِ عددِ الطبقات ، ولم يكفهِ جعلُ الكتابِ في سبع عشرة طبقة كما صنع في كتابه هذا . والذهبي لَمَّا باشر تصنيف "معرفة القراء الكبار" حدد الضوابط التي تحكم إيراد ترجَمةٍ لأي من القراء في كتابه.
ويمكن تلخيص تلك الضوابط في الآتي :
1- قراء الصحابة ومن بعدهم الذين لم تتصل قراءتهم إلى عصر الذهبي لم يترجم لهم الذهبي في كتابه هذا. قال في آخر ترجمة الطبقة الأولى من الصحابة :(فهؤلاء الذين بَلَغنا أَنَّهم حفظوا القرآنَ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأَخَذَ عنهم مَنْ بَعدَهُم عَرْضاً ، وعليهم دارت أسانيدُ قِراءةِ الأَئمةِ العَشرةِ. وقد جَمعَ القرآنَ غيرُهُم من الصحابة كمعاذِ بن جبلٍ ، وأَبي زيدٍ ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وعبدالله بن عمر ، وعتبة بن عامر ، ولكنْ لم تتصل بنا قراءتُهم ، فلهذا اقتصرتُ على هؤلاء السبعة رضي الله عنهم ). وهؤلاء السبعة الذين ذكرهم هم : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وعبدالله بن مسعود ، وزيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري ، وأبو موسى الأشعري ، وأبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين.
2- ضم تراجم المقرئين الذين قرأوا على القراء المشهورين بقراءات شهيرة ، وقرأ عليهم القراء في زمانهم ، واستمر الإسناد والروايات تلك حتى عصر الذهبي . حيث أشار في آخر الطبقة الخامسة ، فقال :(وفي هذه الطبقة جماعةٌ كثيرةٌ من المقرئين ليسوا في الاشتهار كمن ذكرتُ ، ولا اتصلت بنا طرقهم ، وإنما العناية بمن تصدى للرواية).
3- ترجم للمشهورين بأسانيدهم ، وكثر الأخذ عنهم . قال في آخر الطبقة الثانية:(فهؤلاء الذين دارت عليهم أسانيد القراءات المشهورة ورواياتهم). وقال في آخر الطبقة الثالثة :(فهؤلاء الأئمة الثمانية عشر قطرة من بحر بالنسبة إلى حملة القرآن في زمانهم ، اقتصرتُ على هؤلاء لدوران الأسانيد في القراءات عليهم).(1/943)
4- لم يترجم الذهبي للقراء المشهورين الذين لم يعرف أساتذتهم ، أومن قرأوا عليهم . قال في ترجمة حسين بن عبدالواحد الحذاء :(قلتُ : هذا وشبهه ليس من شرط كتابي ؛ لعدم علمنا بمن أقرأه ) [1/581 طبعة خان ]. وهو يشير أحياناً إلى هؤلاء مع مخالفتهم لشرطه لعلة رآها ، كقوله في ترجمة المفضل بن سلمة :(قلتُ : ما ذا من شرط كتابنا ، ولكن ذكرته للتمييز بينه وبين المفضل الضبي). وقال في ترجمة عيسى بن سعيد الكلبي :(وانقطعت رواياته ، وإنما أوردته أسوة أمثاله ، وإن كنت لم أستوعب هذا الضرب ، فلو استوعبت تراجم من تلا بالروايات أو ببعضها ، ولم ينقل إلينا طرقه لبلغ كتابي عدة مجلدات). [انظر طبعة خان 2/579](1/944)
ومعرفةُ طبقةِ المُترْجَمِ له في كتب الذهبي تختلفُ من كتابٍ إلى آخر ، فلا تستطيعُ القولَ بأَنَّ الراوي الفلانيَّ من أهل الطبقة الفلانية عند الذهبي ، وإِنَّما يُمكنك القول : إنه من الطبقة الفلانية في الكتاب الفلاني عند الذهبي . فلا تَجدُ تقسيماً موحداً للطبقات عند المؤلفين المسلمين ، فمكحول مثلاً في الطبقة الثالثة من أهل الشام عند ابن سعد ، في حين هو من أهل الطبقة الثانية عند خليفة بن خياط ، وفي الطبقة الرابعة عند الذهبي في تذكرة الحفاظ ، ومن أهل الطبقة الخامسة عند ابن حجر في تقريب التهذيب. وتقسيمُ الرواةِ على الطبقاتِ جاء لخدمة دراسة الحديث النبوي ، ومعرفة إسناد الحديث ونقده ، فهو الذي يؤدي إلى معرفة فيما إذا كان الإسناد متصلاً ، أو ما في السند من إرسال أو انقطاع أو نحو ذلك. وكان نظامُ الطبقات على غايةٍ من الأهميَّة في العصور الأولى التي لم يعتن المؤلفون فيها بضبط مواليدِ الرواة ووفياتِهم ، إِنَّما كانت تُحدَّدُ طبقاتهم بمعرفة شيوخهم والرواة عنهم. على أنَّ من أكبر عيوب التقسيم على الطبقات صعوبةُ العُثورِ على الترجَمةِ لغير المتمرسين بهذا الفنِّ تَمرُّساً جيداً. وفائدةُ التنظيم على الطبقاتِ إِنَّما تظهر في العصور الإسلامية الأولى ، وكلما مضى الزمن بالكتابِ صرنا لا نشعرُ بوجود الطبقةِ شُعوراً واضحاً ، حتى إن ابن الجزري(ت833هـ) لم يرتب كتابه غاية النهاية على الطبقات ، وإنما رتبهم على حروف الهجاء .
المؤلفات في تراجم القراء وطبقاتهم :
صُنِّفتْ كتبٌ في تراجم القراء وطبقاتهم قديماً وحديثاً ، وقل كتابٌ من كتب القراءات المتقدمة كجامع البيان للداني وغيره ، إلا ويتعرض لطبقات القراء المشهورين أصحاب القراءات والروايات فيترجم لهم ، ويذكر أسانيده إليهم ، غير أني أريد في هذه القائمة أن أشير إلى الكتب التي خصصت لتراجم القراء فحسب بحسب ما اطلعتُ عليه ، ومن أهمها :(1/945)
1 - طبقات القراء لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران (ت381هـ) ، وهو مفقود [انظر: غاية النهاية لابن الجزري 1/49] .
2 - طبقات القراء والمقرئين لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي (ت444هـ). وسماه ابن خير الإشبيلي في فهرسته (ص72) باسم :(كتاب تاريخ طبقات القراء والمقرئين من الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من الخالفين ، إلى عصر مؤلفه وجامعه ، على حروف المعجم) . وقال عنه ابن الجزري في غاية النهاية 1/505:(كتاب طبقات القراء في أربعة أسفار ، عظيمٌ في بابه ، لعلي أظفر بجميعه). قال الدكتور غانم قدوري الحمد عن هذا الكتاب :(ويبدو أن نسخ هذا الكتاب كانت نادرةً في عصر ابن الجزري المتوفى سنة 833هـ ، الذي سافر في معظم بلدان المشرق الإسلامي ، أما بلاد المغرب فيكفي أن نعرف أنّّ المَقَّري مؤلف كتاب (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) تلقى رسالة من المغرب من صديقه محمد بن يوسف المراكشي التاملي ، مؤرخة في عاشورا المحرم فاتح سنة ثمان وثلاثين وألف ، والمقري مقيم يومئذٍ في بلاد الشام ، جاء فيها :(ثم المأمول من سيدنا ومولانا أن يتفضل علينا بكتاب طبقات القراء للإمام الحافظ الداني ، إذ ليس عندنا منه نسخة) [انظر : نفح الطيب 2/474] ، ولم أقف على ذكر لنسخة مخطوطة من الكتاب في عصرنا) [انظر: فهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني بتحقيق د. غانم قدوري الحمد ص15 حاشية رقم 1] وقد ضَمَّن الإمام الذهبيُّ كتابَ أبي عمرو الداني في كتابه (معرفة القراء الكبار) والحمد لله وهذه من مزايا كتاب الذهبي ، والظاهر أن كتاب الداني لم يكن بالكبير لتقدم وفاة مؤلفه.
3- تذكير الحافظ لتراجم القراء والنظائر منها لأبي عمرو الداني أيضاً ، وهو مفقود ، إلا أن يكون مستلاً من مقدمة كتابه الآخر (جامع البيان في القراءات) . انظر : فهرست مصنفات أبي عمرو الداني ص18 ، ومقدمة تحقيق أحاسن الأخبار للمزي ص7(1/946)
4 - طبقات القراء لعلي بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت456هـ) وهو كسابقه ، أظن أن الذهبي لم يترك منه شيئاً. [انظر: معرفة القراء الكبار 1/239 قولاج ]
5- طبقات القراء لأبي بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني (ت460هـ) .
6- طبقات القراء لأبي معشر عبدالكريم بن عبدالصمد الطبري (ت478هـ) .
7- الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار لأبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطَّار (ت569هـ). قال ابن الجزري في ترجمته عند ذكر هذا الكتاب :(وألف كتاب الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار ... وألف لي فيما حكي لي عنه كتاب طبقات القراء ، وهو كتاب الانتصار الذي قدمت ذكره في مؤلفاته ، وأنا أتلهف للوقوف عليه أو على شيء منه من زمن كثير ، فما حصل منه ولا ورقة ، ولا رأيت من ذكر أنه رآه ، والظاهر أنه عدم مع ما عدم في الوقعات الجنكزخانية ، والله أعلم)[انظر : غاية النهاية 1/204]
8- معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للإمام الذهبي وهذه المقالة عنه.
9- أحاسن الأخبار في محاسن السبعة الأخيار أئمة الخمسة الأمصار ، الذين انتشرت قراءاتهم في سائر الأقطار ، لمقرئ العادلية عبدالوهاب بن وهبان المزي الحنفي (ت768هـ) ، وقد حققه الدكتور أحمد بن فارس السلوم وفقه الله في رسالته للدكتوراه ، ونشر عام 1425هـ عن دار ابن حزم في مجلد واحد . وهو كتابُ مختص بتراجم القراء السبعة ، وقد اشتمل على أخبار فريدة في تراجمهم ، ونقل كثيراً من كتاب طبقات القراء للداني الذي كان أهم مصادره ، ولم يطلع – بِحَسبِ استظهار مُحقق الكتاب - على كتاب الذهبي (معرفة القراء الكبار) الذي توفي قبله بعشرين عاماً .
10 - نِهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات ، للعلامة محمد بن الجزري ، وهو مفقود .(1/947)
11- غاية النهاية في طبقات القراء . وهو مطبوع طبعة قديمة للمستشرق برجشتراسر، وهو في أمس الحاجة إلى إعادة تحقيقه ، وقد حدثني أخي الكريم الدكتور محمد بن فوزان العمر أن الدكتور عماد بن أمين الددو يقوم الآن بتحقيقه على خمس نسخ خطية ، نسأل الله أن يعينه على إكمال تحقيقه ونشره ، فهو من أهم كتب تراجم القراء وأوسعها .
12- الدُّرُّ المدني في طبقات القراء بعد ابن الجزري ، للشيخ المقرئ محمد طاهر الرحيمي أحد علماء المدينة المنورة المقيمين بها ، وهو يشتمل على طبقات القراء بعد ابن الجزري رحمه الله . وقد زاد عدد تراجِمه – كما بلغني - على ثلاثة آلا ف ترجمة. ولعله يرى النور قريباً.
13- مِنَّةُ الرحمن في تراجم أهل القرآن للدكتور إبراهيم الجرمي ، وقد صدر حديثاً ، وانظر عرضاً له في موضوع [عرض كتاب (منَّة الرحمن في تراجم أهل القرآن) للدكتور إبراهيم بن محمد الجرمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6018)] .
14- الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات ، للسيد أحمد عبد الرحيم ، وهو كتاب معاصر عني بالترجمة لرجال أسانيد القراءات من العصر الحاضر حتى عصر الصحابة . هذا ما وصلتُ إليه ، ولعله فاتني الكثير منها .
قيمة كتاب الذهبي (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار):(1/948)
تَميَّز الذهبي كما تقدم في فن التراجم ، وكتبَ فيها عشراتِ الكتب ، وصنَّف كتابه العظيم "تاريخ الإسلام" الذي اشتمل على أربعين ألف ترجمة ، وصنَّف "سير أعلام النبلاء" الذي يُعدُّ من أفضل كتب التراجم ؛ لما اشتمل عليه من النظرات النقديَّةِ البارعةِ المنصفة من الذهبيِّ ، فقلَّ أن تقرأ في فنِّ التراجم لِمثلِ الذهبي ، بلاغةً وصياغةً وإنصافاً ، وحُسنَ بَصَرٍ بالفنِّ. وقد كان الصفديُّ وهو من تلاميذه يُعجبُه في شيخه وقفاتِه النقديَّةَ للمترجمين وللروايات الحديثية ، فيُبينُ ما فيها من ضعفٍ ونحو ذلك. وتجد ذلك ظاهراً في كتابه هذا "معرفة القراء الكبار" فإنَّك لا تكادُ تَمرُّ بترجمةٍ من التراجم إلا وتجد فيها للذهبي وقفةً أو وقفات نقديةً لا تخلو من فائدة . وقد توسَّعَ في كتابه هذا في تراجم القُرَّاءِ الكبارِ ، وأَفاض في تراجِمهم ، وأَحالَ على تراجِمهم في كتابه هذا إذا جاء ذِكرُهُم في كتبه الأخرى. ففي ترجمة أبي عمرو بن العلاء في معرفة القراء الكبار توسَّعَ في ترجمته ، ولَمَّا ذكره في "سير أعلام النبلاء" اختصر ترجمته ، وقال :(استوفينا مِن أخبارهِ في طبقاتِ القُرَّاء)[السير 6/407] ، أضف إلى ذلك أَنَّه قد استوعب ما في كتاب "طبقات القراء" لأبي عمرو الداني رَحِمه الله ، وما في كتاب (طبقات القراء) لأبي مُحمدِ بن حزمٍ رحمه الله حيث قال في ترجمةِ عطية بن قيس:(وقال أبو محمد بن حزمٍ في طبقاتِ القُرَّاءِ له) [معرفة القراء الكبار 1/239 قولاج ] وكلاهما مفقودٌ حتى الآن .
أهمُّ طبعات كتاب (معرفة القراء الكبار) :
1- طُبع هذا الكتاب أول مرة عام 1388هـ الموافق لعام 1968م بالقاهرة.
2- طبع طبعة أخرى في مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1404هـ بتحقيق الدكتور بشار عواد، وشعيب الأرناؤط ، وصالح مهدي عباس.
3- طبع عام 1416هـ في تركيا بتحقيق الدكتور طيار آلتي قولاج ، وقد اطلع على النشرتين السابقتين.(1/949)
4- طبع عام 1417هـ في لبنان ، وصدر عن دار الكتب العلمية بتحقيق طالب العلم أبي عبدالله محمد بن حسن بن إسماعيل الشافعي .
5- طبع في مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية بالرياض بتحقيق الدكتور أحمد خان عام 1418هـ ، ويعد الآن لطبعة ثانية .
وهذا تفصيل الحديث عن كل نشرة من هذه النشرات .
النشرة الأولى : http://www.tafsir.net/images/jadalhag.jpg
نشر هذا الكتاب أول مرة عام 1389هـ الموافق لعام 1969م بالقاهرة في مجلدين ، 698 صفحة ، وأصدرته دار الكتب الحديثة ، بتحقيق السيد محمد سيد جاد الحق. غير أن هذه النشرة - وإن كان لها فضل السبق في التعريف بالكتاب ونشره – لم تكن على منهجٍ علميٍّ يليق بالكتاب ومؤلفه. ويُمكنُ إِجمالُ عيوبِ هذه النشرة في الآتي :
1- عدم اعتماد نسخة جيدةٍ موثقةٍ للكتاب.
2- سقوطُ تراجم كاملة من أصل الكتاب .
3- تداخلُ بعض التراجم ببعضها ، بحيث جعل الترجمتين في ترجمةٍ واحدةٍ .
4- وجود تراجم في غير أماكنها.
5- كثرة التصحيف والتحريف.(1/950)
6- أخطاء في تسلسل ترقيم التراجم . وقد تتبع أخطاءَ هذه النشرة الدكتورُ بشارُ عواد ، والشيخُ شعيبُ الأرناؤوط ، وصالح مهدي عباس في نشرتهما للكتاب ، حيث رمزوا لهذه النشرة بحرف (م) ، وأشاروا إليها بقولهم :(سبق أن طُبع هذا الكتاب بالقاهرة سنة 1967 ، وقد تولَّى نشره مَنْ ليس له حَظٌّ في التحقيق العلميِّ ، فكانت طبعةً رديئةً سقيمةً أساءت إساءةً بالغةً إلى الكتابِ ومؤلفهِ ، بِحيثُ تعذَّر فيها الإحالةُ على سببٍ من الأسباب ، فكانت مَثلاً واضحاً بَيِّناً على امتهانِ التراث العربيِّ الإسلاميِّ ، وفقدانِ الأمانة العلمية ، وتوسيدِ الأمر إلى غير أهله ، وكأَنَّ الديارَ الإسلاميَّةَ قد خَلَتْ من مُراجعٍ حصيفٍ ، أو متابعٍ خِرِّيتٍ يقفُ على كل هذه المهانةِ التي يُمتهنُ فيها التراثُ الأصيلُ على مرأىً ومسمعٍ من أهله الغُيُرِ على سلامتهِ من عَبَثِ الجاهلين ، وتَعالُمِ المتطفلين) [1/14-15]. وقد انتُقدت هذه النشرةُ من كلِّ مَن نَشَرَ الكتابَ بعد ذلكَ ، بل إن الدكتور صلاح الدين المنجد قد كتب عنها مقالةً في مجلةِ المجمع العلمي الدمشقي (المجلد التاسع والأربعون ذي الحجة 1393هـ 133-147) . وهذه النشرةُ قد نفدت من الأسواق منذ زمنٍ بعيدٍ ، ولا يكاد يجدُها الباحثُ إلا في المكتباتِ العامَّةِ ، وبعض المكتبات الخاصة ، وكتب نوادر المطبوعات ، فلا نطيل الوقوف عندها ، ومن أراد الوقوف على أوجه القصور فيها ، فعليه بمقالة الدكتور صلاح المنجد الآنفة .
النشرة الثانية : http://www.tafsir.net/images/Bashaar.jpg(1/951)
نُشِر الكتابُ نشرةً أُخرى في مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1404هـ بتحقيق الدكتور المُحقق بشار عواد معروف ، والمحدث الشيخ شعيب الأرناؤط ، وصالح مهدي عباس. وصدرت هذه الطبعة في مجلدين . وقد اعتمد المحققون في نشرتهم هذه على نسخة خزائنية وصفوها بالنفيسة ، وهي نسخة محفوظة في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم 119ق ، وقد كتبت هذه النسخة عن نسخة المؤلف ، وقُرئت عليه قراءةً مُحرَّرةً مُحبَّرةً متقنةً ، وأثبت المؤلفُ خطه في آخرها. وقد كتبت هذه النسخة قبل عام 726هـ [وقع خطأ في المطبوع فكتب 626 وهذا بعيدٌ جداً ، وقد نبه على ذلك د.طيار قولاج في تحقيقه] . وقال المحققون :(وبين هذا التاريخ وبين وفاة المؤلف – 748هـ - مدة طويلة لا بد أنه عاود النظر فيها فنقَّحَ شيئاً مما جاء فيها ، وزاد زيادات يسيرة تبيناها من النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية والتي رمزنا لها بالحرف (د) ، ومما نقله ابن الجزري في كتابه (غاية النهاية) الذي اعتمد نسخة المؤلف المكتوبة بخطه كما صرح بذلك في إحدى التراجم من كتابه (غاية النهاية) ، مِمَّا حدا بنا إلى إثبات هذه الزيادات والتنقيحات في مواضعها من هذا الكتاب ، والإشارة إليها ، بعد أن اتخذنا نسخة الرباط أصلاً للتحقيق) [1/17]. وقد ظن الأستاذ صلاح الدين المنجد أن نسخة دار الكتب المصرية ، هي نفسها نسخة مكتبة كوبريلي ، ونفى ذلك الدكتور طيار آلتي قولاج ، لاطلاعه على نسخة كوبريلي. [تحقيق قولاج 1/77-78]
من مزايا هذه النشرة :(1/952)
1- تحقيق عنوان الكتاب ، حيث ذكروا أن الاسم الذي سماه به الذهبي هو :(معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار). كما جاء في طرة النسخ المخطوطة التي وصلت إلينا منه ، وقول تلميذه صلاح الدين الصفدي عند ذكره مؤلفات الذهبي :(وطبقات القراء ، وسماه : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، تناولته منه ، وأجازني في روايته). [معرفة القراء الكبار 1/11] وذكروا أن تسمية الذهبي له في كتبه الأخرى بطبقات القراء من باب التجوز وعدم الالتزام بالعنوان الحقيقي للكتاب ، وأنه كثيراً ما يفعل ذلك بكتبه الأخرى عند الإشارة إليها.
2- إزالة وهم علمي عند بعض الباحثين ، وهو أن معظم مؤلفات الذهبي في التراجم قد استلها من كتابه الكبير (تاريخ الإسلام) ، وهذا وهمٌ مَحضٌ ، فقد أبانت دراسة الدكتور بشار عواد لسير أعلام النبلاء ضعف هذا الرأي ، وأنه لا يثبت على نقدٍ. كما أن دراسة كتاب (معرفة القراء الكبار) أبانت عن وجود تراجم كثيرة لم يرد لها ذكر في (تاريخ الإسلام) . بل إن الذهبي قد رفد كتابه (تاريخ الإسلام) بكثير من التراجم التي لم تكن موجودة فيه عند تأليفه أول مرة ، أخذها من هذا الكتاب ، فألحقها بخطه في حواشي الصفحات من نسخته الخطية ، أو كتبها في وريقات طيارة أدرجها في مواضعها من الكتاب. [1/13] .(1/953)
3- قيام ثلاثة من المحققين الثقات على هذه النشرة ، ولا سيما الدكتور بشار عواد المختص بكتب الذهبي ، حيث كتب عنه رسالته النفيسة (منهج الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام) التي تعد من أفضل الكتب التي كتبت عن الإمام الذهبي ومنهجه في التاريخ ، ثم حقق التاريخ بعد ذلك ونشره في دار الغرب الإسلامي . 4- ذكر موارد ترجمة القارئ في الحاشية التي أمكنهم التوصل إليها ، كما صنع محققوا سير أعلام النبلاء بعد ذلك. 5- يؤخذ على هذه النشرة أنها اعتمدت على نسخةٍ مخطوطةٍ واحدةٍ ، تُمثِّلُ مرحلةً متوسطةً تقريباً من مراحل تصنيف الذهبي لكتابه، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن نسخ الكتاب الأخرى ، ولذلك فات هذه النشرة أكثر من خمسمائة ترجمة .
النشرة الثالثة : http://www.tafsir.net/images/golaj.jpg(1/954)
نشر الكتاب نشرة ثالثة عام 1416هـ (1995م) في تركيا ، عن طريق مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي بإستانبول ، وطبع بالأوفست بمطابع مديرية النشر والطباعة والتجارة التابعة لوقف الديانة التركي بأنقرة ، وقد حققه الدكتور التركي الفاضل طيار آلتي قولاج ، وهو الذي حقق كتاب (المرشد الوجيز) لأبي شامة في علوم القرآن ، وهو كتاب نفيسٌ بحاجة إلى إعادة تحقيق ودراسة . وقد كان مشروع تحقيق الكتاب يراود المحقق منذ عثوره على نسختين مخطوطتين للكتاب قبل ذلك بخمسة وعشرين سنة ، أي قبل عام 1388هـ (1968م) ، في مكتبات إستانبول . وكانت فهارس المخطوطات قد أشارت إلى إحدى هاتين النسختين وهي نسخة مكتبة كوبرلي ، وأغفلت النسخة الثانية التي عثر عليها الدكتور طيار قولاج في مكتبة مِلَّتْ نظراً لضياع الورقة الأولى منها ، فضاع العنوان ، مع إنها نسخة ممتازة ، فيها إضافات كثيرة بخط الذهبي نفسه. وقد قام المحقق بالبحث عن النسخ المخطوطة الأخرى للكتاب لدراستها ، فوجد نسختين إحداهما في باريس ، والأخرى في برلين ، وحصل عليهما ، ثم عثر بعد ذلك على نسخة خامسة للكتاب في مكتبة بايزيد بإستانبول ، وهي تُماثِلُ نسخةَ باريس ، غير أَنَّها لم تعد صالحةً للتحقيق لتلف معظمها ، وإن استفيد منها في الهيكل العام للكتاب ، وتصحيح بعض المواضع. وفي أثناء عمل الدكتور طيار في الموازنة والتحقيق ، معتمداً على المخطوطات التي بين يديه ، ومتخذاً نسخة مكتبة مِلَّتْ أصلاً ، صدرت الطبعة الأولى للكتاب التي أشرنا إليها في القاهرة ، فتوقف عن العمل ، حتى يرى النسخة المحققة . قال :(غير أَنَّني فوجئتُ في هذه الأثناء بنشر الكتاب في القاهرة (1969م) بعنوان (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) ولكنني لم أنزعج من ذلك ، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها في هذا المجال ؛ لأن مثل هذا الأمر كثيراً ما يحدث للمؤلفين والمحققين ، بل بالعكس من ذلك فرحت به(1/955)
كثيراً : لأن كتاباً عظيماً مثل هذا الأثر الفريد قد رأى النور أخيراً ، إلا أن ما كان يهمني من هذا الموضوع ، هو معرفة النسخة التي اعتمد عليها المحقق في تدقيقه وتحقيقه للكتاب. ومرت سنوات قبل أن أتمكن من الحصول على النسخة المطبوعة من الكتاب المذكور ، وبعد دراسته هالني عدمُ الشعور بالمسئولية الأدبيةِ لدى المُحقِّق ، إذ جاء تحقيقه لهذا الكتاب العظيم سقيماً وغيرَ وافٍ بالغرض ، ومليئاً بمواضع عدم الدقة والوضوح ، بحيثُ لا يُمكن إطلاقُ تسميةِ التحقيق على هذا العمل الهَجينِ الذي أزعجني صدوره بهذا الشكل كثيراً ، فندمتُ على نفض يدي من تحقيق الكتاب ، لا سيما وإن المهام التي توليتها في مناصب الدولة العليا قد حالت دون ذلك. وفي هذه الأثناء علمتُ بقيام ثلاثة أشخاص بتحقيق هذا الأثر النفيس – من جديد – ونشره (بيروت 1404هـ / 1984م) ، فسعيت للحصول على نسخة منه ، وبعد الاطلاع عليه وجدته ثمرة يانعة من ثمرات البحث العلمي ، غير أن المحققين المحترمين ، الذين قدموا تحقيقات قيمة إلى دينا العلم والمعرفة ، لم يشاهدوا نسخ الكتاب الكامنة في مكتبات إستانبول وباريس. وكان ذلك ، يعني أن الطبعة الجديدة لهذا الأثر القيم ، قد جاءت ناقصة وغير كاملة ، من الناحية العلمية ؛ لأنها تفتقر إلى الإضافات والتعديلات التي أجراها المؤلف الذهبي على الكتاب في سنوات عمره الأخيرة ، وبالتالي فإنها تخلو من حوالي 500 سيرة ذاتية جديدة ، أضافها المؤلف الذهبي إلى نسخة مكتبة ملت في صيغتها الأخيرة).[1/8-9].
المخطوطات المعتمدة في التحقيق :(1/956)
نسخةُ علي أَميري بِمكتبةِ مِلَّتْ في إستانبول ، برقم 2500، وتشتمل على 1228 ترجمة بخط الذهبي ، وأضاف إليها عفيف الدين عبدالله بن محمد المطري ذيلاً سَمَّاه فوائد ، تضمن 13 ترجمة جديدة ، وبذلك ارتفع مجموع عدد التراجم في هذه النسخة إلى 1241 ترجمة . وهذه النسخة كما قال المحقق ( تعد أوفى تلك النسخ ، وأكثرها احتواءً للمعلومات المضافة). وقد ذكر المحقق مصدر هذه النسخة النفيسة فقال :(ولا بد لنا في الختام أن نشير إلى مصدر هذه النسخة ، نظراً لأهمية ذلك بالنسبة إلى تحقيقنا ، حيث وردت العبارات التالية قبل الذيل ، وبعد انتهاء المؤلف من كتابة عبارة فراغه منها :(هذا لفظه بحروفه ، ومن خطه نقلت رحمه الله تعالى ، نقل ذلك سيدي والدي الإمام العلامة الحافظ تقي الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي ، ومن خطه – أبقاه الله تعالى – نقلتُ ذلك ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل). ثم يدرج الناسخ العبارات التالية :(قال كاتبه الفقير إلى الله تعالى السيد علي المالكي : وهكذا في النسخة التي نقلنا منها ، وهي نسخة سقيمة جداً بخط المذكور أعلاه ، وهي لها من يوم كتبت إلى وقت الفراغ نحو من ثلاثمائة سنة وسبع سنين ، ثم يليه الذيل بخط المذكور أيضاً ، نفع الله بذلك ، آمين). تؤكد هذه النقول أن ابن فهد المكي استنسخ الكتاب من خط الذهبي ، ثم نقل من هذه النسخة ابنه ، ثم قام علي المالكي بدوره باستنساخها ، وهي النسخة المحفوظة بمكتبة ملت التي اعتمد عليها المحقق . مزايا هذه النشرة وعيوبها : 1- اعتمادها على نسخٍ مخطوطة تامة موثوقة للكتاب .
2- تلافيها الأخطاء التي وقعت في النشرات السابقة بقدر الاستطاعة ، مع تعذر الكمال ، حيث فاته تخريج كثير من التراجم مع وجودها في غاية النهاية لابن الجزري.
3- ترقيم التراجم .(1/957)
4- تخريج التراجم ، وذكر مصادرها ، وقد استفاد من عمل محققي طبعة بيروت في هذا الجانب .
5- صنع عشرة فهارس وافية للكتاب ، وقد استغرقت المجلد الرابع كاملاً .
6- تخريجه للأشعار ، والآيات في الكتاب ، مع بعض الأخطاء في قراءة الشعار الواردة في الكتاب .
النشرة الرابعة : http://www.tafsir.net/images/daralkotob.jpg
هذه النشرة ضعيفة غيرمحررة ، أكتفي بالإشارة إليها فحسب حتى لا يقال : أغفلتَها ، ولا أنصح بها للباحث .
النشرة الخامسة : http://www.tafsir.net/images/khaan.jpg(1/958)
نشر الكتاب نشرة رابعةً في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، وصدرت طبعته الأولى عام 1418هـ بتحقيق الدكتور أحمد خان . وصدرت هذه الطبعة في ثلاثة مجلدات . وقد اعتمد المحقق في نشرته هذه على مخطوطة أصلية وحيدة وجدها في مكتبة مدرسة محمد علي المكمدي في إحدى مدن باكستان ، وقد كتبت هذه النسخة في مكة المكرمة بخط العلامة محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي (787-871هـ) ، ناقلاً لها من نسخة المؤلف الذهبي في ثلاثة عشر يوماً آخرها الرابع عشر من جمادى الآخرة عام 817هـ ، وقابلها بأصلها وصححها. وقد فقدت أوراق قليلة جداً من هذه المخطوطة ، منها ورقة العنوان . ولذلك اختار المحقق عنوان " طبقات القراء" للكتاب ، وذكر سبب اختياره للعنوان في تحقيقه (1/أب - أد) ، غير أن العنوان المكتوب على النسخ المخطوطة الأخرى هو كما تقدم " معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار" ، ويشار له اختصاراً في كتب التراجم بـ "طبقات القراء " والأمر في هذا قريب والحمد لله. وهذه النشرة للكتاب كانت بعد نشرة بيروت (عام 1984م) ، وقد اطلع المُحقق عليها ، واعتمد عليها وعلى ما فيها من تعقبات على الطبعة الأولى للكتاب ، ولم يطلع على نشرة الدكتور طيار آلتي قولاج . ولم يراجع الدكتور أحمد خان نسخاً مخطوطة أخرى غير نسخته الباكستانية الأصلية. وقد ذكر الفروق بين نسخته المخطوطة ، والنسخة التي اعتمد عليها محققو الطبعة البيروتية في جدول تفصيلي بحسب الطبقات . وخلاصته أن نسخته تزيد بخمسمائة وخمسة وثلاثين ترجمة (535) ، حيث اشتمل الكتاب في طبعة بيروت على سبعمائة وأربعة وثلاثين ترجمة (734) ، في حين اشتمل في نسخته المخطوطة على ألف ومائتين وستة وستين ترجمة (1266) . وهذه الفروق من حيث العدد ، أما الكيف فقد زاد الذهبي في بعض التراجم ، ونقح بعض التراجم ، وأعاد كتابة بعض التراجم من جديد.
مزايا وعيوب هذه الطبعة :(1/959)
1- تعد هذه النسخة التي اعتمد عليها الدكتور أحمد خان أوفى نسخة للكتاب ، وهي أصلٌ لنسخة مكتبة ملت التركية التي اعتمد عليها محقق الطبعة التركية ، حيث إن النسخة التركية منقولة عن نسخة منقولة عن نسخة ابن فهد المكي هذه.
2- من عيوبها الاقتصار على المخطوطة الباكستانية مع جودتها ، والطبعة البيروتية وهي ناقصة ، دون البحث عن نسخ أخرى للكتاب مع توفرها في مكتبات تركيا وفرنسا كما تقدم في الحديث عن طبعة الدكتور طيار آلتي قولاج .
3- وضعه لحواشي كل جزءٍ في آخره ، وليس في أسفل الصفحات ، وفي هذا مشقة كبيرة على القارئ ، ولعله يستدرك هذا في الطبعة الثانية .
4- تصرفه في عنوان الكتاب ، مع وجود العنوان الصحيح على النسخ المخطوطة الأخرى للكتاب .
خلاصة حول مخطوطات كتاب (معرفة القراء الكبار):
1- نسخة كوبريلي رقم .
2- نسخة مكتبة مِلَّتْ بإستانبول رقم 2500 . وقد اعتمد عليها الدكتور طيار آلتي قولاج في نشرته ، وهي منقولة من نسخة مننقولة من نسخة ابن فهد المكي الهاشمي ، مع مخطوطة مكتبة كوبريلي ، ومخطوطة باريس ، ومخطوطة برلين .
3- مخطوطة باريس.
4- مخطوطة برلين .
5- مخطوطة بايزيد .
6- مخطوطة الرباط وقد اعتمد عليها محققو طبعة بيروت .(1/960)
7- مخطوطة باكستان ، وقد اعتمد عليها الدكتور أحمد خان ، وهي بخط ابن فهد المكي وهي أجود النسخ المخطوطة للكتاب . وقد رجعت لقاعدة البيانات الالكترونية (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل فلم أجد للكتاب إلا نسخة مخطوطة واحدة محفوظة بالمركز برقم (2084-فب) . مع إغفال بقية المخطوطات للكتاب . ولا أدري ماهو أصل هذه المخطوطة المحفوظة بالمركز. وهذا جدول صنعته للموازنة بين عدد التراجم في كل طبقة في نشرات الكتب المحققة الأربع المعتمدة ، وقد اعتمدت على عد الدكتور أحمد خان لتراجم طبعة بيروت وطبعة مركز الملك فيصل ، وقمت بعدِّ طبعتي القاهرة وتركيا . http://www.tafsir.net/images/tabagat.jpg وأما الفروق بين الطبعات في محتوى التراجم فهو كبير أيضاً ، وتزيد طبعتي تركيا ومركز الملك فيصل كثيراً على الطبعات السابقة ، ولم أشأ نقل أمثلة لهذه الفروق لأن هذا ليس من أغراض هذه المقالة ، ولعله يكون ذلك في بحثٍ أوسع يستوفي هذه الفروق .
وختاماً..
فإن كتاب (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) للإمام الذهبي رحمه الله من أجلِّ الكتب التي صنفت في تراجم قراء القرآن المشهورين منذ عصر الصحابة حتى عصر المؤلف رحمه الله الذي توفي سنة 748هـ ، وأوفى الطبعات لهذا الكتاب هما طبعةُ الدكتور طيار آلتي قولاج التركية التي طبعت في أربعة مجلدات واشتملت على (1244) ترجمة مع ذيول الكتاب لابن مكتوم وعفيف الدين المطري ، وطبعة الدكتور أحمد خان التي نشرها مركز الملك فيصل في ثلاثة مجلدات ، حيث اشتملت على (1269) ترجمة مع ذيوله أيضاً ، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك تراجم مكررة في طبعة خان . وهاتان الطبعتان لا يستغني الباحث عنهما ، وإذا أعاد الدكتور أحمد خان النظر في الكتاب في طبعته الثانية ، وتلافى القصور في طبعته بالاطلاع على نشرة الدكتور قولاج فستكون طبعته بإذن الله أوفى الطبعات لهذا الكتاب والله الموفق سبحانه وتعالى .
---(1/961)
مساعد الطيار
07-26-2006, 05:33 AM
بارك الله فيك يادكتور عبد الرحمن ، فهذا عمل نفيس ، لو تمَّ صُنع مثله في الكتب لخرجنا بفوائد جمَّة ، إذ كم يسأل الباحثون عن أفضل الطبعات وأجودها .
---
مساعد الطيار
07-26-2006, 09:57 AM
هذه إضافة كتب في طبقات القراء :
1 ـ طبقات القراء " لخليفة بن خياط ( ت : 246 ). هدية العارفين 1 : 184 .
، وقد نقل منه المزي في تهذيب الكمال ، انظر على سبيل المثال : حاشية تهذيب الكمال ( 4 : 476 ) .وانظر 33 : 231
2 ـ ذكر الصفدي ضمن عنوان ( تواريخ القراء ) كتاب ( أفواج القراء ) لأبي الحسين ابن المنادي ( ت : 336 ) ( الوافي بالوفيات 1 : 24 ) .
3 ـ عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن محمد أبو معشر الطبري القطان ( ت : 478 )الشافعي شيخ أهل مكة إمام عارف محقق استاذ كامل ثقة صالح ، ذكر له ابن الجزري كتاب طبقات القراء . ( غاية النهاية 1 : 401 ) .
4 ـ الحافظ عفيف الدين أبو جعفر وأبو محمد عبد الله بن الجمال محمد بن أحمد بن خليف بن عبسي بن عباس بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان الخزرجي العبادي المدني ، المعروف بالعفيف المطري ( ت : 756 ) ، له كتاب ( ذيل طبقات القراء ) نقل منه ابن حجر في الدرر الكامنة ( 1 : 196 ).
5 ـ طبقات القراء لابن الملقن ( ت : 804 ) ، ذكره السخاوي في ترجمة خليل بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الجليل الشيخ أبو الصفا القرافي المصري المقرىء ، قال : ( وقد أثبت السراج بن الملقن اسمه في طبقات القراء له، وبيض له ) ( الضوء اللامع 2 : 107 ) .
6 ـ أحمد بن إسماعيل بن خليفة بن عبد العالي الشهاب أبو العباس بن العماد أبي الفداء النابلسي الحسباني الأصل الدمشقي الشافعي( ت : 815 ) ، له كتاب ( ترتيب طبقات القراء) . ( الضوء اللامع 1 : 153 )(1/962)
7 ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد الملقب شمس الدين أبو الخير وأبو عبد الله بن الزين أو الجلال أبي الفضل وأبي محمد السخاوي الأصل القاهري الشافعي ( ت : 902 ) له كتاب ( الذيل على طبقات القراء ) لابن الجزري في مجلد ( الضوء اللامع 4 : 73 ) .
8 ـ محمد الفاسي (000 - 1214 هـ) (000 - 1799 م) محمد بن محمد بن عبد السلام بن العربي ابن يوسف بن عبد السلام الفاسي (أبو عبد الله) مقرئ، نحوي.توفي بفاس عن نحو 85 سنة.
من آثاره: المحادي في علم القراءات، طبقات المقرئين، وفهرسة اشياخه.
معجم المؤلفين 11 : 234
---
عبدالرحمن الشهري
07-26-2006, 01:26 PM
بارك الله فيكم يا أبا عبدالملك على هذه الإضافة لقائمة كتب طبقات القراء وتراجمهم . وقد ظهرت لي ملحوظات تفصيلية في كل نشرة من النشرات علقتها على حواشي الطبعات ، غير أن نقلها وترتيبها يحتاج إلى وقتٍ لا أملكه الآن ، ولعل في الإشارة العامة السابقة ما يعطي فكرة مقبولة عن كل نشرة من تلك النشرات إن شاء الله ، وأتوقع أن يتفضل الزملاء الفضلاء بفوائدهم التي تثري هذا الموضوع إن شاء الله.
---
عبدالرحمن الشهري
07-26-2006, 04:55 PM
وفي هذا الموضوع يظهر كثيرٌ من الفروق بين نشرات الكتاب ...
فوائد ومسائل متفرقة من كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6119)
---
إبراهيم الجوريشي
07-27-2006, 04:47 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذا الموضوع الرائع المفيد
وأحب أن أضيف إلى قائمة الكتب التي اعتنت بتراجم القراء
1- إلياس بن أحمد حسين البرماوي، له كتاب: إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري، دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، 1421هـ الطبعة الاولى.
وسمعت ان المؤلف اضاف عليه الكثير وسيطبع طبعة جديدة.(1/963)
2-عبد الرزاق بن حمزة المقرئ القادري وفاته بعد 860هـ له كتاب: نهاية الغاية في أسماء رجال القراءات أولي الرواية ، وهو مخطوط بمكتبة الأوقاف المركزية ببغداد رقم (964).
---
الراية
07-27-2006, 08:05 PM
بارك الله فيكم
مقال رائع ومفيد
---
عبدالرحمن الشهري
07-31-2006, 12:18 PM
قبل مدة طويلة تذاكرت مع أخي الكريم الدكتور محمد أجمل الإصلاحي نشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) ، فكان مما ذكره لي أن الأخ علي بن محمد العمران في تحقيقه لكتاب (منجد المقرئين) عام 1419هـ قد أشار إلى رأيه في طبعات الكتاب . ولكنني لم أراجعها حينها ، وتذكرتُ بعد نشري للمقالة هذا الأمر فطلبت من أحد الزملاء إضافة ما ذكره الأخ علي العمران لبعد النسخة المحققة عن يدي ، فلم أتلق رداً . فسعيتُ للحصول على تحقيق (منجد المقرئين) للأخ علي العمران فوجدته يقول في تعليقه في الصفحة 31 عن طبعة مركز الملك فيصل للكتاب :
(طبعة مركز الملك فيصل ، تحقيق د/أحمد خان ، وهذه أكمل طبعات الكتاب ، حيث اعتمد على نسخة ابن فهد ، وهي آخر إخراج للكتاب ، وفيها زيادة أكثر من (500) ترجمة على الطبعات السابقة ، إلا أن على هذه الطبعة ملاحظات :
1- كثرة الأخطاء الطباعية ، خاصة في التراجم الزائدةن على طبعة مؤسسة الرسالة .
2- نفيه لوجود مصادر لترجمة العلم في غير كتاب الذهبي ، بقوله :(لم أعثر عليه) بينما ترجمته موجودة في أكثر من كتاب ، بل بعضها في (غاية النهاية) ، وقد وقع له ذلك - بالتتبع - في أكثر من (60) ترجمة) .
3- ادعى أن اسم الكتاب (طبقات القراء) وصوابه :(معرفة القراء الكابر على الطبقات والأعصار) لا ريب في ذلك ، وليس هنا موضع بسط الأدلة .
4- فهارسه غير متقنة .(1/964)
وهناك طبعة للكتاب في تركيا بتحقيق د/طيار آلتي قولاج في أربع مجلدات ، وقد اعتمد أيضاً على نسخة فيها زيادات في التراجم تبلغ (500) ترجمة ، وهي أتقن من سابقتها ، والذي جعلني أعدل عن الإحالة إليها عزة وجودها بين طلبة العلم .
وجملة القول : أنه لا يستغنى بإحدى الطبعتين عن الأخرى ، ولو أعيد نشر الكتاب على النسخ التي اعتمدها المحققان مجتمعة ، لاكتمل حسنُ الكتاب ، وغدت هذه الطبعةُ أجود طبعاته). انتهى .
قلتُ : جزى الله الأخ علي العمران خيراً على رأيه هذا وفوائده . وقد صارت طبعة تركيا اليوم أكثر وجوداً في المكتبات من غيرها ، وقد حصلت دار عالم الكتب بالرياض على إذن بطباعتها ، فنشرتها أيضاً وتوفرت في المكتبات ، في حين أصبحت نسخة مركز الملك فيصل عزيزة نادرة ، لا تكاد توجد رغم تأخر تاريخ طباعتها .
وأما المخطوطة التي اعتمدها الدكتور طيار قولاج فأصلها نسخة ابن فهد المكي أيضاً.
---
الجنيدالله
07-31-2006, 02:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور عبدالرحمن جزاك الله خيراً على هذا الملخص التعريفي .
وتوضيحا لما ذكرته حفظك الله :
- ذكرت أن الذهبي عرض بالعشر الكبرى ، وهذا الاصطلاح إنما حدث بعد ابن الجزري كما لا يخفاك .
- ذكرت أن محققي طبعة الرسالة هم من حقق وأثبت اسم الكتاب بينما الطبعة المصرية سبقتها لذلك .
- ذيل ابن مكتوم لايوجد الا في الطبعة المصرية .
- عدد التراجم في الطبعة الفيصلية لا يمكن الاعتماد عليه ، فالمحقق يعد الذين ذكرهم الذهبي عرضاً أثناء التراجم ويفرد لهم رقماً ، وحتى من ذكرهم للتمييز أو من ورد ذكرهم استطراداً .
- يكثر السقط والبياض بسبب المخطوط في اوائل الطبعة الفيصلية ، وينتشر في أثناء الطبعة التركية .
النسخة التي في دار الكتب المصرية هي نفسها المصورة من كوبريلي ، لكن المحقق في الطبعة المصرية(1/965)
زاد وغير أموراً من القطعة الألمانية مما حدا بالمحقق في الطبعة التركية لنفي أن تكون هي مصورة كوبريلي .
- يعتمد محققوا طبعة الرسالة على الطبعة المصرية في أماكن متعددة من الكتاب دون أن ينوهوا به كسابق لهم بأكثر من 15 سنة ، ومع ذلك تفننوا في إبراز أخطائها المطبعية حتى تلك التي نبه محقق الطبعة المصرية إلى أنها خطا طباعي وألحقه في آخر الكتاب .
- تناسى محققوا طبعة الرسالة قدم الطبعة المصرية 1968 هـ ولو قارنا تحقيق الطبعة المصرية بعصرها الذي حققت فيه لصنفناها في مستوى متوسط ولكن لا تصل للحد الذي ذكره الدكتور المنجد ومن تبعه .
- في مركز الملك فيصل أكثر من نسخة فيما أظن وكما في خزانة التراث تحت اسم طبقات القراء .
- أما ما ذكره الدكتور مساعد من ذيل ابن المطري فهو المطبوع مع الطبعتين التركية والفيصلية.
وكتاب أفواج القراء لابن المنادى أيضاً هو على الطبقات وقد جمعت نصوصاً منسوبة إليه ، كما بين الشريف موسى المعدل شيئاً من طريقة مؤلفه فيه.
نفعنا الله بك وبهم وبالمسلمين ووفقك لكل خير
---
عبدالرحمن الشهري
07-31-2006, 06:40 PM
أخي الكريم عاصم جنيد الله : جزاك الله خيراً على فوائدك وتصويباتك النافعة المتميزة ، فلا تحرمنا منها بارك الله فيك .
---
عبدالرحمن الشهري
08-03-2006, 01:10 PM
نبهني الأخ الكريم السائح على بعض الأخطاء والملحوظات في المقالة بأسلوب علمي مهذب كعادته رعاه الله ، ومن هذه الملحوظات :
- نبهني إلى خطأ نسبة الذهبي للأكراد ، وأن أصله تركماني ، وقد أصلحتُ هذا الخطأ في التعريف بنسبة الذهبي ، ولا أدري كيف وقع لي هذا الخطأ .
- كما نبهني إلى أن القول بأن الذهبي (من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال) هو من قول ابن حجر العسقلاني في شرح نخبة الفكر لا من قول السخاوي تلميذه ،وكنتُ نقلت هذا القول من كلام الدكتور بشار عواد (الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام) ص127 ، وهذه فائدة .(1/966)
- وفيما يتعلق بطبقات القراء لخليفة بن خياط والداني والباطرقاني أشار الأخ السائح إلى أنه يحسن الرجوع إلى كتاب موارد ابن عساكر قي تاريخ دمشق للأستاذ طلال بن سعود الدعجاني 1/ 439-442 ففيه فوائد حول هذا الأمر .
- وحول أفواج القراء لابن المنادي والمعجم الكبير في أسماء القراء وقراءاتهم للنقاش ..... ؛ تفضل بالنظر في موارد الخطيب في تاريخ بغداد ص200-201 للأستاذ أكرم العمري .
- وأما ما يتصل بكتاب تذكير الحافظ لتراجم القراء والنظائر منها للداني ؛ ففقد أشار إلى أن الأمر بحاجة إلى تحرير ومزيد بحث ، وقد ذكر المرعشلي في مقدمة المكتفي أن نسخة منه بتركية باسم : تذكرة الحافظ لتراجم القراء السبعة واجتماعهم واتفاقهم في حروف الاختلاف .
والاطلاع على الكتاب حقيق بأن يجعل الباحث يبتّ بكونه في تراجم القراء ، أو أنه خالص لذكر قراءات القراء السبعة واجتماعهم واتفاقهم في حروف الاختلاف ، كما قد يُؤخذ من ترجمة الكتاب ، والله أعلم .
قلتُ : جزى الله الأستاذ السائح خيراً على فوائده وتعقباته ، وأسأل الله أن يزرقنا جميعاً العلم النافع .
---
الجنيدالله
08-19-2006, 07:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زيادة للفائدة
ابن الجزري رحمه الله لم يطلع على النسخة الأخيرة من كتاب الذهبي .
ولهذا لم يستوعب جميع من ذكره الذهبي ، وأيضا لم يستوعب كتاب الداني .
يدل على هذا ترجمة عطية بن سعيد القفصي الأندلسي .
فهي لاتوجد إلا في نسخة ابن فهد وما نسخ منها ولم يذكرها الذهبي قبل ذلك ، ففاتت ابن الجزري ، مع أن الداني ترجم له في طبقاته كما في الصلة لابن بشكوال ج 2/ 425.
---
عبدالرحمن الشهري
08-25-2006, 09:42 PM
بارك الله فيك أخي الكريم عاصم القارئ على هذه الفائدة ، وفعلاً فابن الجزري اطلع على النسخة قبل الأخيرة للكتاب .(1/967)
ومن الفوائد ذات الصلة بهذا الموضوع ، أن السيوطي اطلع على بعض من كتاب طبقات القراء للداني رحمه الله ، حيث ذكر هذا في مقدمة كتابه بغية الوعاة 1/3-5 وهو يشير إلى مصادره التي رجع لها في تصنيف كتابه . مما يدل على أن طبقات الداني كانت متوافرة حتى عصر السيوطي .
---
مروان الظفيري
09-13-2006, 10:23 PM
بحث رائع ومتميز .
وكم كنت أتمنى أن تدرس طبعات كتب التراث بهذه المنهجية والدقة وتبيين ما فيها من غث وسمين .
جزاك الله خيراً يا أخانا الفاضل عبد الرحمن الشهري .
ولكن يا أخي من خلال تصفحي لطبعة مركز الملك فيصل وطبعة تركيا ، والتي حصلت عليها في هذا الصيف بعد عناء ، وجهد جهيد تبين لي أن طبعة تركيا ، أكثر دقة وإتقاناً وفي المنهج العلمي في تحقيق التراث ؛ أجود لأنها اعتمدت على مجموعة من المخطوطات .
وفي اتصال هاتفي مع شيخي وأستاذي وصديقي الدكتور حاتم الضامن وقد أخبرته بهذه المقالة ، وأخذت رأيه في الطبعتين فوافقني في الرأي ، بجودة طبعة تركيا ، وتميزها على غيرها من الطبعات .
وفقكم الله ، ودمتم سالمين .
الدكتور مروان الجاسمي الظفيري
خادم التراث العربي والإسلامي
---
عبدالرحمن الشهري
09-14-2006, 06:15 AM(1/968)
مرحباً بأخي الكريم الدكتور مروان الظفيري في ملتقى أهل التفسير بين إخوانه وزملائه . وقد اسعدني تعقيبكم على هذا الموضوع . والأمرُ كما ذكرتم بشأن طبعة الدكتور طيار آلتي قولاج التركية من حيث المنهج العلمي في التحقيق والاعتماد على عدد من مخطوطات الكتاب وكثير من جوانب خدمة الكتاب الأخرى ، وقد انتفع بالجهود السابقة في إخراج الكتاب من جهة ، وهو فوق ذلك ذو خبرة بتحقيق كتب التراث من قبلُ من جهة أخرى مع كثرة شواغله الإدارية إبان تحقيقه للكتاب . غير أنه قد فات عليه كثيرٌ من الصواب في قراءة المخطوطات ولا سيما حين ترد أبيات شعرية في الكتاب في ثنايا تراجم القراء ، وكذلك نوعية الحرف الذي طبع به الكتاب غير مريح للعين في رأيي كما في نشرة بيروت التي حققها الشيخ شعيب الأرناؤوط وزميليه .
وطبعة تركيا أجود من طبعة مركز الملك فيصل بهذا الاعتبار . إلا أن طبعة الملك فيصل تميزت كما سبق بكونها اعتمدت على مخطوطة تعدُ أصلاً لمخطوطات الكتاب في صورته الأخيرة التي تركه عليها مؤلفه الإمام الذهبي ، ولو استكمل الدكتور أحمد خان ما فاته من جوانب تحقيق الكتاب وخدمته لكانت نشرته أجود النشرات ، وهو الآن بصدد إعادة نشر الكتاب في طبعة ثانية ، أرجو أن يوفق لعمل ذلك أعانه الله وبارك في جهده وجهود العاملين المخلصين في خدمة العلم وأهله .
---
د. أنمار
09-14-2006, 12:28 PM
ولو استكمل الدكتور أحمد خان ما فاته من جوانب تحقيق الكتاب وخدمته لكانت نشرته أجود النشرات
.
وفقكم الله جميعا وسدد مساعيكم
عندي الطبعتان لكني أؤيد العكس وهو لو أن الدكتور قولاج استكمل ما فاته من طبعة مركز الملك فيصل لكانت نشرته أجود النشرات لالتزامه بأصول التحقيق المعتبرة والإحالات المحررة.
---
مروان الظفيري
09-15-2006, 01:23 PM
كم أتمنى ياأخي الغالي الفاضل المفضال الباحث المدقق
الدكتور عبدالرحمن الشهري
أن تُدْرس جميع كتب التراث بهذه المنهجية الرائعة(1/969)
وأن يكون الباحث منصفا فيما يكتب ، وفيما ينقد
وفقكم الله لأعمال أخرى
ودمتم سالمين
---
الطبيب
10-28-2006, 08:07 PM
جزاكم الله خيراً على هذه الإفادة الوافية.
ودمتم ،،،
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2007, 05:39 PM
صدرت الطبعة الثانية من تحقيق الدكتور أحمد خان التي أصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عام 1427هـ ، ولم تصل إلا في أواخر أيام معرض الكتاب الدولي الأسبوع المنصرم وبالتحديد يوم الأربعاء 17/2/1428هـ .
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645f9579bbcad6.jpg
التعديلات التي طرأت على الطبعة الثانية :
1- صدور الكتاب في مجلدين من الحجم الكبير جداً (21سم ×29سم) تقريباً ، وهو حجم غير مناسب في نظري .
2- طباعته على ورق أصفر جميل ، مريح للنظر ، وهذه منقبة للطبعة .
3- استبعاد تقديم الأمين العام السابق لمركز الملك فيصل للكتاب .
4- الإفادة من النسخة المخطوطة الثانية للكتاب ، وهي نسخة مكتبة ملت التركية التي حقق الكتاب عليها الدكتور طيار آلتي قولاج . وقد ذكر في تقديمه أنه حاول كثيراً الحصول على هذه المخطوطة إلا أنه لم يوفق فاعتمد على تحقيق الدكتور طيار آلتي قولاج مع الحذر مما أدخله المحقق فيها من نسخ الكتاب من صيغتيه الأولى والثانية ، ومن مصادر أخرى .
5- إصلاحه لكثير من الأخطاء الطباعية التي وقعت له في الطبعة الأولى .
6- عرضه للنشرات السابقة للكتاب ونقده لها بالاطلاع المباشر عليها، وبعضها بواسطة .
7- انتقد الدكتور أحمد خان تحقيق الدكتور طيار آلتي قولاج كثيراً ، وذكر أنه فوق نقده هذا قد كتب نقداً مطولاً لهذه النشرة سينشره فقال :(كتبت تعريفاً مفصلاً لهذه النشرة واصفاً ما فيها من قصور ، وما طرأ عليها من زيادات ، وما حدث بها من العبث ، وسيظهر عن قريب في مجلة تعنى بالتراث بعون الله) ص39 من مقدمة الطبعة الثانية .(1/970)
8- أعاد ترتيب وكتابة مقدمة التحقيق بعد اطلاعه على نشرة الكتاب التركية ، وهي أهم ما انتفع به في طبعته الثانية مع نقده الشديد لها ، وتهوينه من منهج المحقق لها بأسباب لم يظهر لي وجاهتها ، وقد ختم تقديمه بشكره لصديقين محققين وهما المحقق الفاضل الأستاذ عزير شمس ، والدكتور المحقق محمد أجمل الإصلاحي لما أفاداه به في إخراج الكتاب ومراجعته .
في الرياض يوم الخميس 25/2/1428هـ
---
محب القراءات
03-17-2007, 12:46 AM
جزاك الله خيرا على هذا الجهد المبارك والمتابعة الدقيقة للإصدارات الجديدة في علوم القرآن .
---
(1/971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصيدة في هجاء سيارة!
---
قصيدة في هجاء سيارة!
---
عمار
04-11-2007, 12:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
ورد في الحديث : " أفضل الأعمال أن تُدخل على أخيك المؤمن سرورا ، أو تقضِيَ عنه دينا ، أو
تُطعمه خبزا " (السلسلة الصحيحة : المجلد الثالث ، ص 481)
أتمنى أن ترسم قصيدتي الابتسامات على وجوه المشايخ الفضلاء.
أهدي هذه القصيدة للشيخ الجكني والشيخ منصور مهران ...وأهديها كذلك للشيخ الشهري والشيخ مساعد
ومن معهم من مشايخنا الظرفاء - حفظهم الله تعالى -.
ولي سيّارة لا خير فيها
سقتني المر لم ترأف بحالي
أعارتها الحوادثُ وجهَ قردٍ
وأوهن عزمَها مَرُّ الليالي
وبطنٌ قد تَرَهّلَ من وَقودٍ
وشكْمانٌ كَجَعْجَعةِ الجِمال
وأخفافٌ من المطّاط سودٌ
تسيرُ كحاملٍ ثِقْلَ الجبال
وجلدٌ شَوّهتْه يد الرَّزايا
ومزمارٌ يصيحُ بلا مَلال
إذا شغّلْتُها خَنَقتْ صباحا
عِيالي بالعُطاس وبالسُّعال
وإن دار المُحَرّكُ خلتَ حربا
ضروسا أشعلتْ نار القتال
حَرونٌ لا تُطيع وإنْ أطاعتْ
فلا تدري يمينا من شمال!
وتغفو في الطريق بغير إذني
وأبواقٌ تصيح ، ولا تبالي
وترتفع الحرارة كلّ صيفٍ
فأسقيها زُلالا بالقِلال
وتأبى في الشّتاء مسير شِبْرٍ
فأضرب بالعقال وبالنّعال!
وتَصْرِفُ ما أحوّشُ من فلوسٍ
صَروفٌ نافستْ أمّ العيال!
يقول العاذلون ابْتَعْ جديدا
فقلتُ : وكيف ، والجيب اشتكى لي!
الكلمات العامية :
1) الشّكمان : من صُعُبَ عليه فهم هذه الكلمة فليسأل شيخنا الظريف الجكني !
أخوكم :
عمار محمد الخطيب
---
فيصل الخنبشي
04-11-2007, 09:48 PM
قصيدة في قمة الجمال بارك الله فيك وقد اعجبتني كثيرآ واذاسمحت لي انقلها ولن اهضم حقوقك فسوف اكتب اسمك اخي الحبيب تحت القصيدة مباشرة
اخوك فيصل
---
الجكني
04-11-2007, 09:57 PM
أقول للأستاذ عمار :(1/972)
لقد سمعت ُ بنبأ فحققي 000إذا "العجوز " غضبت ف "طلقي"
---
عمار
04-12-2007, 07:14 AM
الأخ الكريم / فيصل
لا بأس...ويسعدني أن تكون راويتي (ابتسامة)
جزاك الله خيرا أخي على المرور....
================================================== =========
الشيخ الكريم الجكني /
إذا العجوز غضبت فطلق ** ولا ترضاها ولا تملق!
وأبشركم بأني قد تخلصتُ منها ولله الحمد!
واسلم لمحبكم ،،،
---
الجكني
04-12-2007, 07:36 AM
بشّرك الله بخير ،وأعطاك خيرها وكفاك شرّها 0وأعوذ بربي وربك من شر "المركوبات "أعني "السيارات"و"الطيارات"
ونحن في انتظار "مدحك " للجديدة "0ولكن سنعطيك "شهراً " ثم نطالبك بذلك ،وليس هذا ب"شهر العسل " وإنما هو "شهر التجريب لها ،فإن رضيتها وإلا0 فالنصيحة سارية المفعول0
---
جمال أبو حسان
04-12-2007, 08:25 AM
مطارحات جميلة على هذه الطريقة وليتها تكون بين حين وآخر
شكر الله لاهل الملتقى الذين اجازوا نشر هذه الطرف وشكر الله للشاعر العرمرم ولمجيبيه اجمعين
---
عمار
04-12-2007, 05:49 PM
شيخنا الجكني...
جزاكم الله خيرا على الدعاء....
وأضحك الله سنك!...إن تعليقاتكم الظريفة تذكرني بإمامنا الشعبي.
.................................................. ..............................................
الشيخ الكريم / جمال أبو حسان
حياكم الله..وشكرا لكم على مروركم الكريم.
ولعلي أنزل جديدي في هذا الركن بين الحين والآخر..
---
محمود الشنقيطي
04-12-2007, 06:21 PM
بما أن السيارة المسكينة غائبة ولم نسمع إلا من طرف واحد , أرى أن أكون محامياً عنها , حتى تتضح الحقيقة , ويُعطي لكل ذي حق حقه..!!!
أيا عمارُ مهما كان منها
فلا تنسى عهودكم الخوالي
فكم حملتك في لفْحٍ وقيظٍ
وكم آوتك في ظلم الليالي
وتشكوها بُعيْد غناك عنها
بأخرى , قد سبتكم بالدلالِ
وغرك أنها بكرٌ رزانٌ
وتبدو في نقاءٍ كالزلالِ
أراك اليوم تهت بها افتخاراً(1/973)
وعن تلك القديمة صرت سالي
وتهجوها كما يهجو جريرٌ
بما ليست له ذات احتمالِ
صحيحٌ أنها أصلاً حديدٌ
ولكن الحديدَ أخو اعتلالِ
إذا نُسيتْ عهودٌ كان فيها
صبوراً لا يئن ولا يبالي
تجوِّعها وتحرمها زيوتاً
وتشكو بعد ذلك من سعال
وكم طوت الليالي ليس فيها
وقودٌ , كي تريحك في اشتغال
أتحسب أنها تسطيع صبراً
على ظمإ..؟ فهذا للجمالِ
(قديمكم النديمُ) ولو رزقتم
بأخرى أو رميتم بالنبالِ
ولكنَّ التي تهجو أبانت
عن الحب القديم بلا ملال
وقالت: إن هجوت فأنت تُفدى
بصبري بعد ما منكم بدى لي
تنكركم وهزءكمُ بقدري
وصرتم بالجديد ذوي اشتغال
---
نورة
04-12-2007, 09:38 PM
قصائد في غاية الروعة
يسر الله أمركم, ووفقكم للخير
---
الجكني
04-12-2007, 10:29 PM
أقول للشيخ عمار :
لا تسمع مقالة الشيخ محمود ،فإنه "يحامي " عن من نعرف أنها ليست "مسكينة " وما فعلت يا أخي عمار هو عين الصواب،والرجل لا يلتفت وراءه ، وإن كان الشاعر قديماً قال :
"ما الحب إلا للحبيب الأول "
فاعلم يا أخي أن "السيارات " لا تدخل في ذلك 0
---
عمار
04-13-2007, 10:20 AM
الشيخ محمود :
مَسْكَنْتَ من ليستْ بمسكينة!
أيا محمود من أدري بحالي
أأنت؟ أم التي أوْدَتْ بمالي!
عجيبٌ..لا تصدّق قول "عدلٍ "
وأعجبُ أن تمجّد من ببالي!
أتنكرُ ما نطقتُ به بصدق
كأنّ قصيدتي محض الخيال!
وتمتدح التي قد جرّعَتْني
نَقيع الصّاب في الوُرَش الغوالي!
فإن شئت الشّهود فهاك شعري
وجيراني وَسَلْ كلّ العيال!
وإن لم ترض عرضي يا صديقي
فما لك يا أخا التقوى وما لي!
ألا فاقبل بعقد الصّلح حالا
وإلا السيف إن تبغي نزالي!
........
الأخت الكريمة نورة...شكرا لكم على الدعاء
بورك فيكم
.......
شيخنا الجكني...لا تخف على أخيك! وأحمد الله تعالى أنك في صفّي
وأستغفر الله لي ولكم ،،،
---
محمود الشنقيطي
04-13-2007, 03:33 PM
نزالي ليس يا عمارُ سهلاً
وما لك فيه خيرٌ, لا, ولا لي
وما دمتم رضيتم عقد صلحٍ(1/974)
فإن الصلحَ من أزكى الخصالِ
ولا تعجب منَ انَّ أخاك أبدى
مدافعةً ولم يرضى التعالي
وأرشدكم إلى حفظٍ لعهدٍ
رآكم ناعتيه بالاعتلالِ
كرهتَ من الحسيرة بعض خلْقٍ
ورحتَ تذيقها وقع النبالِ
كأنك لم تفز معها بخيرٍ
وتنقلكم يميناً للشمال
صحيحٌ قد صرفتم في دواها
فلوساً عند ذي الورش الغوالي
ولكن سل فؤادك عن أساها
وعما قد أرتك من النضالِ
---
الجكني
04-13-2007, 03:57 PM
حفظكما الله ،واعذراني فلست من أهل "القريض ،ولكن أقول :
أعمارٌ ومحودٌ أقيما
ولا تصّالحا فالشعر "طابا"
والمعذرة إن كنت خرجت عن القافية 00
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 04:08 PM
ما شاء الله بارك الله فيكم وأنا مع أخي عمار ولا ضير فقد بانت مني بثلاث.
---
(1/975)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البعث في سورة القيامة ..............مع امكانية المناقشة
---
البعث في سورة القيامة ..............مع امكانية المناقشة
---
القايدي
01-29-2004, 03:36 AM
الكتابة عن موضوع البعث في سورة القيامة
---
عبدالرحمن الشهري
01-30-2004, 02:08 AM
أخي القايدي وفقه الله
اشكرك على سؤالك الذي لم يكن واضحاً لي بما فيه الكفاية . وما أظنك إلا طالباً كلف ببحث في موضوع :(البعث في سورة القيامة) من باب التفسير الموضوعي ، ببحث موضوع من خلال سورة.
فهل تريد مساعدتك في وضع خطة مناسبة للبحث تسير عليها ، وتأخذ بيدك إلى إتمامه ؟
أم تريد أن نحيلك على بحث جاهز تأخذه وتستريح من عناء البحث ؟!
أحببت مداعبتك ، وننتظر ماذا تريد بالتحديد ونسعد بمساعدتك إن شاء الله.
سؤال : ماذا تعني بقولك : مع إمكانية المناقشة ؟
---
(1/976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعريف العرف يُقدم على التعريف اللغوي
---
تعريف العرف يُقدم على التعريف اللغوي
---
أخوكم
04-02-2005, 06:33 PM
قال ابن القيم في كتاب أعلام الموقعين المجلد الثالث صفحة 221
( ... المطلق من كلام الآدميين محمول على ما فسر به المطلق من كلام الشارع خصوصا في الأيمان ، فإن الرجوع فيها على عرف الخطاب شرعا أو عادة أولى من الرجوع إلى موجب اللفظ في أصل اللغة ... )
---
أخوكم
04-03-2005, 03:34 PM
ومن كتاب البرهان في علوم القرآن 2 /166 ، 167
قال الزركشي :
( ... وكل لفظ احتمل معنيين فصاعدا فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الاجتهاد فيه وعليهم اعتماد الشواهد والدلائل دون مجرد الرأي ، فإن كان أحد المعنيين أظهر وجب الحمل عليه إلا أن يقوم دليل علي أن المراد هو الخفي ، وإن استويا والاستعمال فيهما حقيقة لكن في أحدهما حقيقة لغوية أو عرفية وفي الآخر شرعية فالحمل علي الشرعية أولى إلا أن يدل دليل على إرادة اللغوية كما في قوله تعالى {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم } ولو كان في أحدهما عرفية والآخر لغوية فالحمل على العرفية أولى لأن الشرع ألزم ، فإن تنافى اجتماعهما ولم يمكن إرادتهما باللفظ الواحد كالقرء للحيض والطهر اجتهد في المراد منهما بالأمارات الدالة عليه فما ظنه فهو مراد الله تعالى في حقه وإن لم يظهر له شيء فهل يتخير في الحمل علي أيهما شاء أو يأخذ بالأشد حكما أو بالأخف ؟ أقوال ، وإن لم يتنافيا وجب الحمل عليهما عند المحققين ويكون ذلك أبلغ في الإعجاز والفصاحة إلا إن دل دليل علي إرادة أحدهما ...)
---
أخوكم
04-03-2005, 04:58 PM
قال الشنقيطي الجكني في كتابه أضواء البيان عند تفسيره لبداية سورة الأحزاب :(1/977)
( .. لأهل الأصول ثلاثة مذاهب، وهي في حكم ما إذا دار اللفظ بين الحقيقة العرفية والحقيقي اللغوية، على أيهما يحمل؟ والصحيح عند جماعات من الأصوليّين: أن اللفظ يحمل على الحقيقة الشرعية أوّلاً إن كانت له حقيقة شرعية، ثم إن لم تكن شرعية حمل على العرفية، ثم اللغوية. وعن أبي حنيفة: أنه يحمل على اللغوية قبل العرفية، قال: لأن العرفية، وإن ترجّحت بغلبة الاستعمال فإن الحقيقة اللغوية مترجحة بأصل الوضع.
والقول الثالث: أنهما لا تقدم إحداهما على الأخرى بل يحكم باستوائهما، فيكون اللفظ مجملاً لاستواء الاحتمالين فيهما، فيحتاج إلى بيان المقصود من الاحتمالين بنية أو دليل خارج، وإلى هذه المسألة أشار في «مراقي السعود»، بقوله:
واللفظ محمول على الشرعي o0o0oo0o00o إن لم يكن فمطلق العرفي
فاللغوي على الجلي ولم يجد o0o0oo0o00o بحث عن المجاز في الذي انتخب
ومذهب النعمان عكس ما مضى o0o0oo0o00o والقول بالإجمال فيه مرتضى .. )
---
(1/978)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة : أسماء الأشجار التي وردت في القرآن والسنة .
---
لطيفة : أسماء الأشجار التي وردت في القرآن والسنة .
---
المسيطير
04-09-2007, 12:54 AM
أخبار الأشجار
السؤال :
هل يمكن أن تعطيني أدلةً من القرآن و السنة على ما يلي:
شجرة طوبى - شجرة الخلد - شجرة المعرفة - الشجرة العظيمة - أطول شجرة في الجنة (السماء). جزاك الله خيراً..
هذه الأشجار مذكورة عند المسلمين، و أنا أبحث عن مدى صدق ذلك.
الجواب:
الحمد لله
لقد ورد في القرآن والسنّة ذكر لأشجار عديدة فيما يلي عرض لبعضها :
شجرة النخلة
وهي الشجرة الطيبة التي ضرب الله بها المثل لكلمة التوحيد عندما تستقر في القلب الصّادق فتثمر الأعمال المقويّة للإيمان
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(24) سورة إبراهيم
وهي الشجرة التي ضربها الله مثلا للمؤمن في عموم نفعها وبقائها وتنوّع فائدتها كما جاء عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي مَا هِيَ قَالَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ البخاري 60
شجرة الزيتون المباركة التي ضرب الله بها المثل في صفاء زيتها(1/979)
( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35) سورة النور
وقال تعالى في سورة المؤمنون :
( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ(20)
وعَنْ أَبِي أَسِيدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ رواه الترمذي 1775 وهو في صحيح الجامع .
الشجرة التي أنبتها الله ليونس عليه السلام غذاء وعلاجا
كما في قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ . إِلَى قَوْلِهِ : فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ(142)فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ(143)لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(144)فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ(145)وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ(146) سورة الصافات .
قال المفسّرون : اليَقْطِين هو القرع ، وذكر بعضهم في القرع فوائد منها : سرعة نباته ، وتظليل ورقه لكبره ونعومته ، وأنه لا يقربها الذباب ، وجودة تغذية ثمره ، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا وقشره أيضا وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء ويتتبعه من نواحي الصحفة . تفسير ابن كثير
الشجرة العظيمة في السماء التي رأى نبينا محمد أباه إبراهيم عليهما السلام(1/980)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة الرؤيا قال : " .. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ وَأَدْخَلانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ قُلْتُ طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ قَالا نَعَمْ .. وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلادُ النَّاسِ .. " بخاري 1270
شجرة سدرة المنتهى التي رأى النبي صلى الله عليه وسلم عندها جبريل لما عرج به إلى السماء
قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى(13)عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى(14)عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى(15)إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى(16)مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى(17)لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى(18) سورة النجم
وجاء في تفسير قوله تعالى ( إذ يغشى السدرة ما يغشى ) في حديث أبي ذر عند الإمام البخاري " فغشيها ألوان لا أدري ما هي .. ، وفي حديث أبي سعيد وابن عباس : يغشاها الملائكة ، وفي رواية مسلم " فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت , فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ".(1/981)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج المشهور لما عرج به جبريل إلى السماء ينفذ به من سماء إلى سماء بأمر الله عزّ وجلّ حتى دخل السماء السابعة قال : ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى .. " رواه البخاري 3598
وسبب تسميتها سدرة المنتهى كما جاء في حديث ابن مسعود في صحيح الإمام مسلم : " وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها , وإليها ينتهي ما يهبط فيقبض منها " وقال النووي سميت سدرة المنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها , ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرب ، وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه , وقيل إليها منتهى أرواح الشهداء .
وقوله : ( فإذا نبقها ) النبق معروف وهو ثمر السدر .
وقوله : ( مثل قِلال هَجَر ) قال الخطابي : القلال بالكسر جمع قُلَّة .. هي الجِرار , يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال , وكانت معروفة عند المخاطبين فلذلك وقع التمثيل بها , ..
وقوله : " هجر " اسم بلدة .
وقوله : ( وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ) أي ورقها في الضّخامة مثل آذان الفيلة .
شجرة طوبى في الجنة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ رواه البخاري 4502
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها " رواه ابن حبان وهو في صحيح الجامع 3918(1/982)
وعن عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قال : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ الْحَوْضِ وَذَكَرَ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ الأَعْرَابِيُّ فِيهَا فَاكِهَةٌ قَالَ نَعَمْ وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى .. قَالَ أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ قَالَ لَيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَيْتَ الشَّامَ فَقَالَ لا قَالَ تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ وَيَنْفَرِشُ أَعْلاهَا قَالَ مَا عِظَمُ أَصْلِهَا قَالَ لَوْ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَاطَتْ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا قَالَ فِيهَا عِنَبٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ قَالَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الأَبْقَعِ وَلا يَعْثُرُ قَالَ فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ قَالَ هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ قَالَ اتَّخِذِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا قَالَ نَعَمْ قَالَ الأَعْرَابِيُّ فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ لَتُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي قَالَ نَعَمْ وَعَامَّةَ عَشِيرَتِكَ رواه الإمام أحمد
شجرة الزّقوم وهي من طعام أهل النار
وهي التي قَالَ الله فيها ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) والتي قَالَ فيها أيضا : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ(51)لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ(52)فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ(53)فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ(54)فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ(55)هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ(56) سورة الواقعة(1/983)
وقال تعالى : ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ(43)طَعَامُ الأَثِيمِ(44)كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ(45)كَغَلْيِ الْحَمِيمِ(46)خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ(47)ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ(48)ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ(49)إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ(50) سورة الدخان
وقال تعالى : (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ(62)إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ(63)إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ(64)طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ(65)فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ(66)ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ(67)ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ(68) سورة الصافات
الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها أصحابه على الموت وعدم الفرار
كما وقع في غزوة الحديبية لما بلغه خيانة المشركين ، وهي الشجرة المذكورة في قوله تعالى : (َلقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) . سورة الفتح
الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عندها(1/984)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا البخاري 3319
الشجرة التي كلم الله عندها موسى عليه السلام وبعثه نبياً
قال تعالى : (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا موسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(30) سورة القصص
الشجرة التي نهى الله الأبوين عن الأكل منها
قال الله تعالى : ( وَيَا ءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19) سورة الأعراف
وقال تعالى : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى(120) سورة طه
وقال عزّ وجلّ : ( فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ(22) سورة الأعراف
شجرة الأَرْز التي ضرب الله بها مثل الكافر(1/985)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ وَلا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلاءُ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأَرْزِ لا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ رواه مسلم 5024
وفي رواية : ( ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة على أصلها لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة ). وقوله صلى الله عليه وسلم ( الأرزة ) فقال أهل اللغة والغريب : شجر معروف يقال له : الأرزن يشبه شجر الصنوبر , بفتح الصاد يكون بالشام وبلاد الأرمن وقوله صلى الله عليه وسلم ( تستحصد ) أي : لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة كالزرع الذي انتهى يبسه .
وأما ( المجذبة ) فهي الثابتة المنتصبة ، والانجعاف : الانقلاع .
قال العلماء : معنى الحديث أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله , وذلك مكفر لسيئاته , ورافع لدرجاته , وأما الكافر فقليلها , وإن وقع به شيء لم يكفر شيئا من سيئاته , بل يأتي بها يوم القيامة كاملة .
مسلم بشرح النووي
الشجرة في الرؤيا الصالحة التي تكلمت بما يُقال في سجود التلاوة(1/986)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ وَأَنَا نَائِمٌ كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ فَسَجَدْتُ فَسَجَدَتْ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ .. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَةً ثُمَّ سَجَدَ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ رواه الترمذي 528
الشجرتان اللتان التأمتا على النبي صلى الله على النبي صلى الله عليه وسلم لستره عند قضاء حاجته(1/987)
وقد جاء خبر ذلك في قصة صحيحة رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال : .. نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخْرَى فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا لأَمَ بَيْنَهُمَا يَعْنِي جَمَعَهُمَا فَقَالَ الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالْتَأَمَتَا قَالَ جَابِرٌ فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِي فَيَبْتَعِدَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ فَيَتَبَعَّدَ فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلاً وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدْ افْتَرَقَتَا فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ .. صحيح مسلم 5328
الأشجار ذات الثمار خبيثة الرائحة التي نُهي المسلمون عن قربان المساجد إذا أكلوها(1/988)
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ قَالَ أَوَّلَ يَوْمٍ الثُّومِ ثُمَّ قَالَ الثُّومِ وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَلا يَقْرَبْنَا فِي مَسَاجِدِنَا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ النسائي 700
الشجر الذي يكشف اليهود للمسلمين ليقتلوهم في الملحمة الكبرى في آخر الزمان إلا شجر الغرقد
وَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلَهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الْحَجَرِ أَوْ الشَّجَرَةِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح
كانت تلك طائفة من أخبار الأشجار في الكتاب والسنة فيها عبر وعظات وأمثال نسأل الله أن ينفعنا بها وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islamqa.com/index.php?ref=1920&ln=ara
---
منصور مهران
04-09-2007, 01:35 AM
ما شاء الله ، ذلك ما كنا نبغِ ، فجزاكم الله خيرا .
---
المسيطير
04-12-2007, 09:19 PM
الأخ الكريم / منصور بن مهران
جزك لله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
---
رابط قد يفيد فيما يتعلق بشجر الغرقد :
صورة لشجرة الغرقد .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7375
---
(1/989)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيف يصاب جهازك بملفات أختراق الكمبيوتر ؟
---
كيف يصاب جهازك بملفات أختراق الكمبيوتر ؟
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 09:17 AM
الطريقة الأولى : أن يصلك ملف التجسس من خلال شخص عبر المحادثة أو ( الشات ) وهي أن يرسل أحد الهاكر لك صورة أو ملف يحتوي على الباتش أو التروجان ! ، ولابد أن تعلم أخي العزيز أنه بإمكان الهاكر أن يغرز الباتش في صورة أو ملف فلا تستطيع معرفته إلا باستخدام برنامج كشف الباتش أو الفيروسات حيث تشاهد الصورة أو الملف بشكل طبيعي ولا تعلم أنه يحتوي على باتش أو فيروس
الطريقة الثانية : أن يصلك الباتش من خلال رسالة عبر البريد الإلكتروني لا تعلم مصدر الرسالة ولا تعلم ماهية الشخص المرسل فتقوم بتنزيل الملف المرفق مع الرسالة ومن ثم فتحه
الطريقة الثالثة : إنزال برامج أو ملفات من مواقع مشبوهة مثل المواقع الأباحية أو المواقع التي تساعد على تعليم التجسس ، أو انزال برامج من مواقع غير موثوقة
---
(1/990)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك فرق بين الاختيار والترجيح في التفسير ؟
---
هل هناك فرق بين الاختيار والترجيح في التفسير ؟
---
إبراهيم الحميضي
09-07-2005, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك فرق بين الاختيار والترجيح في التفسير؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أحب أن أذكر تعريف الاختيار والترجيح على وجه الاختصار .
تعريف الاختيار :
الاختيار لغة : قال ابن فارس: " الخاء , والياء , والراء , أصله العطف , والميْل , ثمَّ يحمل عليه , فالخير خلافُ الشر , لأن كلَّ أحد يميل إليه ويعطف على صاحبه " ([1]) .
وقال بعض أهل اللغة : " الاختيار : هو طلب ما هو خير , وفعله .
وقال بعضهم : الاختيار : الإرادة مع ملاحظة ما للطرف الآخر , كأن المختار ينظر إلى الطرفين , ويميل إلى أحدهما " ([2]) .
والاختيارُ : الاصطفاء([3]) , وخار الشيءَ واختاره : انتقاه([4]) .
وفي الاصطلاح : ترجيح الشيء , وتخصيصه , وتقديمه على غيره([5]) .
تعريف الترجيح :
الترجيح لغة : قال ابن فارس : " الراء , والجيم , والحاء : أصل واحد , يدلُّ على رَزَانةٍ , وزيادةٍ , يقال : رَجَحَ الشيء , وهو راجح , إذا رَزَن ,وهو من الرجحان " ([6]) .
ويقال : أرْجَحَ الميزان : أي أثقله حتى مال , وأرجحت لفلان , ورجَّحتُ ترجيحاً , إذا أعطيته راجحاً([7]) .
ومن تعريفاته عند الأصوليين : " تقوية إحدى الأمارتين على الأخرى لدليل " ([8]) .
وقال بعضهم : بيان اختصاص الدليل بمزيد قوَّة عن مقابله ليعمل بالأقوى([9]) .
والاختيار والترجيح في التفسير بمعنى واحد , والمراد بهما : تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية , وتقديمه على غيره , لدليل .
وقد فرَّق بينهما بعض الباحثين([10]) , فجعل الترجيح تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية على غيره لدليل , أو تضعيف , ما سواه من الأقوال .(1/991)
والاختيار : الميْل إلى أحد الأقوال في تفسير الآية ، مع تصحيح بقية الأقوال .
ولم أرَ من فرَّق بينهما من المتقدمين , بل إنهم يوقعون أحدهما بمعنى الآخر ، ويعبرون بهما معا في بعض المواضع([11]) , والتعريف اللغوي يعضد ذلك ؛ فإن الميل إلى أحد الأقوال يقتضي تضعيف غيره ، بغض النظر عن درجة التضعيف ؛ إذْ لو كان القولان متساويين عند الناظر فيهما لم يختر ، أو يرجح أحدَهما , بل يتوقف .
نعم الاختيار والترجيح درجات([12]) , فأحياناً يقطع المفسَّر بصواب أحد الأقوال , ورجحانه على غيره , ويبطل ما سواه أو يضعَّفها تضعيفاً شديداً , وأحياناً لا يتوفر له من الأدلة ما يجعله يقطع بصوابه وصحته , ولا يقوم بأدلة الأقوال الأخرى من الضَّعفِ ما يجعلها غير معتبرة , ولكنْ عند الموازنة تَرْجِحُ كفَّةُ أحد الأقوال , وهذا هو الترجيح.
وقد درج على عدم التفريق بين هذين المصطلحين الفقهاء والنحويون وغيرهم .
ويمكن للإخوة الذين يبحثون في دراسة أقوال وترجيحات المفسرين أن يقوموا باستقراء مناهج المفسرين في هذا الباب ويفيدونا .
-----------------------------
([1]) معجم مقاييس اللغة 1/232 ؛ مادة (خير) .
([2]) الكليات للكفوي ص62 .
([3]) الصحاح للجوهري 2/652 مادة (خير) .
([4]) لسان العرب 4/257 مادة (خير) .
([5]) كشاف اصطلاحات الفنون للتهاوني 1/119
([6]) معجم مقاييس اللغة 2/489 مادة ( رَجَحَ ) .
([7]) انظر : لسان العرب 5/142 , والقاموس المحيط 4/616 مادة (رجح) .
([8]) شرح الكوكب المنير 4/616 , وانظر : التعارض والترجيح للبرزنجي 1/78 .
([9]) البحر المحيط للزركشي 6/130 .
([10]) وهو الدكتور حسين الحربي في ترجيحات ابن جرير في التفسير ص66 , وتبعه آخرون .(1/992)
([11]) أما تعبيرهم عن القول الراجح الذي قد ضعِّف غيره بأنه اختيار فهو كثير جداً ، انظر على سبيل المثال : تفسير ابن كثير 4/563 , الناسخ والمنسوخ للنحاس 2/540 , , وتفسير القرطبي 15/67 , تفسير ابن جزي2/ 269والشوكاني4/650 وتفسير الألوسي 24/135 , ومن أمثلة إطلاقهم الترجيح على الاختيار الذي ليس فيه إشارة إلى تضعيف بقية الأقوال ما ذكره ابن كثير 1/188 , في تفسير قوله تعالى : حيث ذكر الأقوال في معنى ثم قال عن القول الأخير : " وقد رجحه ابن جرير مع توجيه غيره " , وحينما نذهب إلى ابن جرير نجد أنه يقول في تفسيره لهذا الموضوع 1/406 : " ولكلًّ مما قيل من هذه الأقوال التي حكينا وجه ومخرج في كلام العرب , غير أن أعجب الأقوال إلىَّ في ذلك ما قلناه أولاً ... " وأحينا يعبرون بقولهم المختار الراجح ، ونحو ذلك من العبارات ، انظر تفسير ابن عطية 9/ 304 ، والرازي 4/ 133.
([12]) انظر مقدمة تفسير ابن جُزي ص 1/4
---
مساعد الطيار
09-07-2005, 07:20 PM
أخي الكريم إبراهيم
إن مشكلة المصطلحات مشكلة علمية قلَّ من درسها كظاهرة علمية في العلوم والفنون ، ولعلك تلاحظ أن كثيرًا من المصطلحات تنشأ بعد حدوث ما يقع عليه الاصطلاح ، وقلَّ من المصطلحات ما يكون موازيًّا للقضية العلمية ، أو يجتمع قوم فيصطلحوا على شيء ويسير على من بعدهم .
لذا تجد الخلاف في المصطلحات له أثر علمي لأن كل واحد من المناقشين يحمل المصطلح المعين على ما يعرفه ، وقد لا يكون هو ما يريده صاحبه ، ولعله لا يغيب عن بال مثلكم مصطلح النسخ بين السلف والمتاخرين .
واليوم يأتي بعض الباحثين ليحدد بعض المصطلحات على ما يريده دون أن يكون قد سبقه إليه أحد ، فقد يوفَّق في صُنع المصطلح ويأخذ به جمهور الباحثين ، وقد يخالف فيبقى قولاً غير مقبول .(1/993)
ولعل من الأمور المعينة على تتبع المصطلح واستنباطه هو استقراء عمل المفسرين من السلف مثلاً ؛ إذ قد نجد عندهم من المصطلحات ما يتفقون عليه ، ونجد عندهم ما يختلفون فيه ، وإن كانت نتيجته العلمية ثابته لا تتغير ، وإنما يتغير استعمال المصطلح فقط .
وما ذكرتموه من لفظ الاختيار أو الترجيح يدخله النظر والاستدلال على اختلاف ظاهر بين الناظرين :
فالاختيار والترجيح يتفقان في وجود متعدد يختار منه او يرجح فيه .
ولا يمكن ان يكون الاختيار إلا بدليل أو قرينة ، وكذا الترجيح لا يكون إلا بذلك .
كما أن العالم قد يذكر مستند ترجيحه او اختياره ، وقد لا يذكر .
واستعمالات العلماء ـ كما ذكرت ـ لا تفرق بينهما ، وهذا هو الظاهر . وقبول هذا التفريق من جهة الاصطلاح يحتاج إلى شيوعه بين الباحثين واستعمالهم له على جهة القبول والموافقة ، فلو اتفق جمهور الباحثين على ما ذهب إليه الدكتور حسين الحربي فإنه يكون اصطلاحًا موضوعًا يُحتكم إليه ، كما هو الشأن في اصطلاحات البحث العلمي المعاصرة التي تميزت عن اصطلاحات البحث العلمي عند علمائنا السابقين ، وقد يكون الذي بدأ بعض هذه الاصطلاحات شخص واحد ، فسارت بعده بين جمهور الباحثين من غير نكير .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-24-2005, 04:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما يسّر الله تقييده وتحريره في هذه المسألة في بحثي : "اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير - دراسة وموازنة "
( - تعريف الاختيار والترجيح ، والفرق بينهما :
أولاً : تعريف الاختيار :
الاختيار في اللغة مصدر اختار يختار ، و ( الخاء والياء والراء أصله العطف والميل )([1])، وخار الشيءَ واختاره : انتقاه ، واخْتَرْت فلاناً على فلان : عُدِّيَ بعلى لأَنه في معنى فَضَّلْتُ .
والاختيار : الاصطفاء ، وكذلك التَّخَيُّرُ . ([2])(1/994)
والاختيار كذلك : طلبُ ما هو خيرٌ ، وفعلُه . قال الله U : ? وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ? (الدخان:32) ، أي : قدمناهم على غيرهم ، واصطفيناهم من بينهم. ([3])
قال الإمام ابن تيمية : ( والاختيار في لغة القرآن يراد به التفضيل ، والانتقاء ، والاصطفاء كما قال تعالى : ? فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى = إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى = وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ?(طه :11-13) ...)([4])
وتعريف الاختيار في الاصطلاح لا يختلف عنه كثيراً في اللغة ؛ وأكثر من يستعمل الاختيار كاصطلاح علمي له مدلوله أئمة القراءات ؛ فالاختيار عندهم يراد به : ( ملازمة إمام معتبر وجهاً أو أكثر من القراءات ؛ فينسب إليه على وجه الشهرة والمداومة ، لا على وجه الاختراع والرأي والاجتهاد .)([5])
ومعلوم أن اختلاف القراء يفترق عن اختلاف غيرهم من أهل العلوم الأخرى ؛ فإن اختلاف القراء يكون بين قراءات كلها حق وصواب .([6]) وهذا يدل على أن اختيار أحدهم القراءة لا يعني ردّ أي قراءة ثابتة غيرها .
وأما الاختيار في اصطلاح المفسرين ؛ فلم أرَ من حرره من المتقدمين ، واستعمالُ المفسرين له يدل على أنه بمعنى الترجيح ، حيث يستعملونه في ترجيح قول على آخر ، سواء على وجه التقديم واختيار الأولى أم على وجه تصحيح القول المرجّح ، ورد القول الآخر .
وقد عرّف أحد الباحثين الاختيار بقوله : ( والمراد بالاختيار في التفسير : الميل إلى أحد الأقوال في تفسير الآية ، مع تصحيح بقية الأقوال .)([7])
وفي هذا التعريف نظر لوجهين :(1/995)
الأول : أن مجرد الميل إلى أحد الأقوال لا يصلح أن يكون سبباً للاختيار ؛ لأن الاختيار المعتبر لا يكون إلا بعد بذل الجهد ، والنظر في الأقوال التي يتخير منها ، ثم يختار ما يرى أنه الأولى والأقوى . فلا يكون للاختيار قيمة إلا إذا كان مبنياً على التروي والتفكر والنظر ، وليس ناشئاً عن ميل سابق أو هوى غالب .
جاء في تفسير الرازي: ( الاختيار هو أخذُ الخير من أمرين ، والأمران الّذان يقع فيهما الاختيار في الظاهر لا يكون للمختار أولاً ميل إلى أحدهما ، ثم يتفكر ويتروى ، ويأخذ ما يغلبه نظره على الآخر .)([8])
وقال ابن عاشور : ( فالاختيار هو تكلف طلب ما هو خير .)([9])
والوجه الثاني : قوله : ( مع تصحيح بقية الأقوال ) يحصر الاختيار في تفسير الآيات التي صحت جميع أقوالها . ومعلوم أن من الآيات ما يكون في تفسيرها عدة أقوال ، بعضها صحيح مقبول ، وبعضها ضعيف مردود ؛ فهذا القيد لا يناسب هذه الآيات ، ولا يصلح لها .
والأنسب في تعريف الاختيار ، والأولى أن يقال : هو تقديم أحد الأقوال المقبولة في تفسير الآية لسبب معتبر .
ثانياً : تعريف الترجيح :
الترجيح في اللغة مصدر رجّح ، و ( الراء والجيم والحاء أصل واحد ، يدل على رزانة وزيادة . يقال : رجح الشيءُ ، وهو راجح ، إذا رَزَن .)([10])
والترجيح في الاصطلاح : تقوية أحد الدليلين بوجه معتبر .([11])
وعرفه بعضهم : بالتقوية لأحد المتعارضين ، أو تغليب أحد المتقابلين .([12])
وفي اصطلاح الأصوليين : تقوية إحدى الإمارتين على الأخرى . وقيل : الترجيح إظهار الزيادة لأحد المثلين على الآخر . وقيل : بيان اختصاص الدليل بمزيد قوة عن مقابله ليُعمل بالأقوى .([13]) وقيل : تقوية أحد الدليلين المتعارضين .([14])(1/996)
وأما المفسرون فليس للترجيح عندهم حدّ أو تعريف متفق عليه ، ولم أرَ من ذكر له تعريفاً من المتقدمين . واستعمالهم للترجيح في تفاسيرهم يدل على توسعهم في إطلاقه ، فهو عندهم يشمل كلّ تقديم لقول على آخر ، سواء كان تقديماً يلزم منه ردّ الأقوال الأخرى ، أم كان تقديماً لا يلزم منه ذلك .
وعلى هذه فالترجيح عند المفسرين يفترق عن الترجيح بين القراءات عند القراء ؛ فمن شرط جواز الترجيح بين القراءات المتواترة عند من يجيزه : عدم ردّ القراءة المرجوحة .([15])
وأما الترجيح الذي سرت عليه في هذا البحث فهو : اعتماد أحد الأقوال في تفسير الآية لدليل ، أو لتضعيف وردّ ما سواه .([16])
ثالثاً : الفرق بين الاختيار والترجيح :
سبق التنبيه على أن عمل المفسرين يدل على عدم تفريقهم بين الاختيار والترجيح ، وقد نهجت بعض الدرسات العلمية المتأخرة منهج التفريق بينهما ؛ لأن كل لفظ له دلالته في اللغة ، كما أنّ ذلك يفيد في التمييز بين الترجيحات الواردة في كتب التفسير ؛ فإنها ليست على مرتبة واحدة .
ومن خلال التعريفين السابقين للاختيار والترجيح ، الّذَيْن اعتمدتهما في هذه الدراسة يتضح أن بينهما فرقاً من وجهين :
أحدهما : أن الترجيح تقوية لأحد الأقوال ؛ ليُعلم الأقوى ؛ فيُعمل به ، ويُطرح الآخر . بخلاف الاختيار ؛ فإنه ميل إلى المختار ، وليس فيه طرح للأقوال الأخرى .
ومما يؤيد هذا التفريق ما ذكره الأصوليون في مسائل الترجيح ؛ فقد نص بعضهم على أنه إذا تحقق الترجيح وجب العمل بالراجح وإهمال الآخر .([17])
كما يؤيده أيضاً ما اتفق عليه الأصوليون من كون الجمع بين الدليلين أولى من الترجيح؛ لأن في الترجيح إسقاطاً لأحدهما .([18])
والثاني : أن الترجيح يكون بين الأقوال المقبولة وغير المقبولة ، والصحيحة والضعيفة . وأما الاختيار فلا يكون إلا بين الأقوال المقبولة في تفسير الآية .(1/997)
ويُبنى على هذا أن الاختلاف بين الأقوال في الترجيح يكون في الغالب من اختلاف التضاد، بخلاف الاختيار ؛ فإن الاختلاف بين الأقوال فيه إنما يكون من اختلاف التنوع . ) انتهى المراد نقله
--------------------------------------------------------------------------------
([1] ) معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/232 .
([2] ) انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة » خير « .
([3] ) انظر مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص301 ، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي 1/630 .
([4] ) جامع الرسائل 1/137 .
([5] ) معجم الاصطلاحات في علمي التجويد والقراءات للدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ص21 .
([6] ) انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/52 .
([7] ) رسالة : ترجيحات الإمام ابن جرير في التفسير للدكتور حسين الحربي ص66 .
([8] ) التفسير الكبير 19/134 .
([9] ) التحرير والتنوير 16/198 .
([10] ) معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/489 .
([11] ) انظر كتاب التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي 1/170 .
([12] ) المصدر السابق 1/170 .
([13] ) انظر البحر المحيط للزركشي 8/145 .
([14] ) انظر مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص538 .
([15] ) انظر معجم مصطلحات علمي التجويد والقراءات للدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ص40-41 .
([16] ) ذكره الدكتور حسين الحربي في كتابه قواعد الترجيح عند المفسرين 1/35 بلفظ : ( تقوية أحد الأقوال في تفسير الآية لدليل أو قاعدة تقويه ، أو لتضعيف أو ردّ ما سواه ) .
([17] ) انظر تقرير ذلك في البحر المحيط للزركشي 8 /145 .
([18] ) انظر الجامع لأحكام القرآن 10/305 .
---
ابن الجزيرة
12-31-2005, 04:35 PM
ماهي الكتب التي تكلمت عن الفرق بين الترجيح والاختيار من المتقدمين والتأخرين , وجزاكم الله خيراً .
---
أبو عبد المعز
12-31-2005, 06:27 PM
يظهر لي -والله أعلم-أن بين المصطلحين عموما وخصوصا مطلقا:(1/998)
فالاختيار هو الأخذ برأي أو شيء عن دليل معتبرأو عن غير دليل .أقصد قد يكون السند هو العقل أو الذوق أو مجرد المشيئة.مثل الاختيار بين الأثواب والألوان والأطعمة.....ومنه قوله تعالى:{وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } (20) سورة الواقعة
أما الترجيح فيكون -والله أعلم-في المعنويات ,ولا بد فيه من سند فلا يرجح الشخص أمرا إلا وله دليل معتبر "يثقل"كفة الأمر الراجح....
هنا فرق آخر وهو أن الاختيار يكون في مواضع تكافئ الأدلة وغيرها......أما الترجيح -كما يدل عليه اسمه-فلا يكون إلا حيث تتفاوت الأدلة .
هذا اجتهاد مني فقط ..وقد يكون غير صحيح.
---
مرهف
01-06-2006, 01:00 AM
بوركت أيديكم على ما كتبتم ولكني أميل إلى ما ذهب إليه الدكتور مساعد ، مع ملاحظة أن شأن المصطلحات هو ضبط المعنى العلمي وبلورة الصورة العلمية للفظ ما لا من أجل التحاكم إليه عند الاختلاف،وقد يكون هذا المصطلح قد استنبط استنباطاً من عمل العلماء ، كما لوحظ استخدام النسخ على معنى التخصيص عند المتقدمين ، وقد يكون المصطلح أتى عن طريق التواطؤ بين الباحثين مع شيء في الاختلاف في التفاصيل الفرعية ، ومن الباحثين من له اصطلاح خاص يقدمه في أول بحثه ليضبط مسيرته العلمية ثم يشيع هذا المصطلح من خلال الاستخدام ، ومن الباحثين من يكتب ويستخدم مصطلحات غير مضبوطة فيحاكم إلى المصطلحات العلمية الشائعة ، ولا أرى في الواقع أن ( الترجيح والاختيار ) مصطلحات لها مدلول اختصاصي يختلف عن مدلولهما اللغوي المتعارف عليه ، وكما تقدم فالعلماء لا يفرقون ـ في الواقع العملي ـ بينهما والله أعلم .(1/999)
ولكن أرى من الضروري البحث في مدلول مصطلحات أخرى لها أثر على سير المسيرة العلمية في التفسير ، وذلك من خلال دراسى تاريخ استخدامها وتطور دلالتها من الناحية اللغوية والاختصاصية كمصطلح التأويل مثلاً . فهذا المصطلح له أثر كبير في الدراسات التفسيرية والحديثية والعقائدية واللغوية ،وإن تتبع مدلوله وتطور مصطلحه على الأهمية بمكان ، وما كتب في شأنه من الدراسات ما تزال برأيي لا تخرج عن حيز النقولات المجردة والموظفة لغايات ضيقة لا تتعدى المجال المرسوم للبحث المكتوبة فيه، وقل مثل ذلك في غيره من المصطلحات والله أعلم
---
طالِب
05-27-2006, 09:04 AM
شيوخنا :
إذا وجدت مفسرا يذكر قولا واحدا في تفسير آية معينة ثم رجعت لمفسر آخر ووجدته يذكر قولين أو أكثر هل أعتبر قول المفسر الأول صاحب القول الواحد اختيارا ؟ وإذا كان كذلك هل يمكن ان يكون ترجيحا معتمدا ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2006, 09:11 AM
الأخ الكريم : طالب وفقه الله وزاده علماً
هذا يختلف من مفسر لآخر ، فإذا علم أن منهج مفسر ما اعتباره ما يذكره من الأقوال اختياراً لهذا القول وتقديماً له على غيره ؛ فهذا داخل في الاختيار.
كما أن الباحث في الترجيحات لا بد أن يحدد هذا في منهجه . فإذا كان يدخل في بحثه كل آية فيها خلاف فإنه يتعين عليه أن يدخل مثل هذا النوع .
وإن اقتصر في بحثه على ما نص المفسر فيه على الترجيح أو الاختيار وصرح بذلك ؛ فلا يدخل ما سألت عنه في البحث.
والمسألة تختلف من بحث لآخر ، ومن مفسر آخر .
---
(1/1000)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شكر وسؤال عن كيفية نزول جبريل بالوحي ؟
---
شكر وسؤال عن كيفية نزول جبريل بالوحي ؟
---
أبو عبد الله
05-18-2003, 06:03 AM
في البداية أشكر الاخوة القائمين على هذا الموقع ، فكم احتجنا له كثيراً !
أما السؤال :فهناك عدة اشكالات أريد توضيحها ، أبدأ بأولها:
مسألة كيفية النزول.
ذكر العلماء عدة أقوال ، لكن ما رجحه أكثرهم أن للقرآن نزولين:
الأول : جملةً من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في بيت العزة.
الثاني : من السماء الدنيا في بيت العزة الى النبي صلى الله عليه وسلم لحديث ابن عباس.
لكن يُشكل نزول جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم بالآية كيف ؟
وجزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2003, 06:30 AM
جزاك الله خيراً أنت كذلك أخي أبا عبدالله.
جواب سؤالك قد سبق في هذه المشاركة ، أرجو التكرم بقراءتها كاملة وفقك الله.
مسائل علوم القرآن دراسة تأصيلية لأبي مجاهد العبيدي وفقه الله - موضوع نزول القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=25)
وفق الله الجميع لكل خير
---
أبو عبد الله
05-18-2003, 07:25 AM
جزاك الله خيراً على هذا الجواب.
لكن ورد في بعض الروايات عن ابن عباس في ما أخرجه ابن أبي شيبة في (فضائل القرآن) قال ابن عباس : دُفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة ، فوضعه في بيت العزة ، ثم جعل ينزله تنزيلا. رواه ابن أبي شيبة.
ألا يفهم منه أن النزول الثاني من بيت العزة؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2003, 09:00 AM
أخي الكريم أبا عبدالله وفقه الله(1/1001)
الفهم الذي ذهبت إليه - وفقك الله - محتمل ، وقد ذهب إليه البعض في حقيقة الأمر ، وليس هناك مانع شرعي ولا عقلي من القول بهذا القول - في رأيي - حيث إن بيت العزة علمه عند الله ، كاللوح المحفوظ تماماً. فلا يستطيع أحد أن يصفه لنا. فما الفرق بين وجود القرآن في اللوح المحفوظ ووجوده في بيت العزة في السماء الدنيا من الناحية العملية؟ كلاهما أمر غيبي لا نعلمه.
فما دام الله قد أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر ، فمعنى هذا أنه قد نزل كاملاً ، وهذا ما جعل العلامة محمد عبدالله دراز يقول عند حديثه عن جمع القرآن : إن القرآن الكريم كما أنه جمع في عهد أبي بكر من متفرق فهو قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من مجتمع. أ.هـ يشير إلى كونه قد نزل كاملاً إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر أول مرة ، ثم نزل منجماً بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم.
والقول بهذا لا يتنافى مع علم الله سبحانه وتعالى ، وليس قدحاً في صفة الكلام ، ولا تأييداً لقول المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن ، بل نحن نؤمن بأن الله قد كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
وأنا أريد أن أطرح سؤالاً هنا : هل في القول بأن جبريل كان ينزل بالوحي مباشرة من اللوح المحفوظ ، أو من بيت العزة في السماء الدنيا دون الأخذ كل مرة عن الله سبحانه وتعالى محذور شرعي ؟ أنتظر الإجابة على ذلك.
ولكن كل هذه الأدلة التي أوردها العلماء في نزول القرآن إلى بيت العزة في السماء الدنيا مع صحتها لا تعني بالضرورة أن جبريل لم يكن يتلقى الوحي من الله سبحانه وتعالى في كل مرة ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم. فإنزاله إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، كوجوده في اللوح المحفوظ. أمر غيبي لا نعرف تفاصيله. ولا يعني وجوده فيهما عدم أخذ جبريل للوحي مباشرة من الله كل مرة.(1/1002)
وهناك أدلة تؤيد أخذ جبريل للوحي من الله مباشرة في كل مرة ، دون الاكتفاء بأخذه من بيت العزة في السماء الدنيا أو حتى من اللوح المحفوظ.
ذكر البيهقي في تفسير قوله تعالى :(إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال : يريد -والله أعلم -إنا أسمعناه الملك ، وأفهمناه إياه. وأنزلناه بما سمع.
ويشهد لهذا التفسير ما رواه الطبراني من حديث النواس بن سمعان مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله .
فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا ، وخرجوا سجداً فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل. فيكلمه الله بوحيه بما أراد.
فينتهي به إلى الملائكة فكلما مر بسماء سأله أهلها. ماذا قال ربنا ؟
قال : الحق . فينتهى به حيث أمر).
والحديث وإن لم يكن نصاً في القرآن إلا أن الوحي يشمل القرآن وغيره.
وفي تلقي جبريل عليه السلام القرآن من الله سبحانه وتعالى دون واسطة حكم منها :
- تعظيم شأن القرآن الكريم ، وتفخيم أمره بين الكتب السماوية.
- الجمع للقرآن الكريم بين نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا ، وبين نزوله منجماً.
- حث الأمة على العناية بكلام الله ، وحفظه بكل الصور.
- مبالغة في صيانته عن التحريف والتبديل ، والبلوغ به أقصى درجات الطمأنينة.
- تكريم الأمة المحمدية بعلو سند أخذها للقرآن عن الله سبحانه وتعالى. وغير ذلك من الحكم.
ثم إن تكريم الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة وللنبي صلى الله عليه وسلم ولهذا القرآن كل هذا يؤيد القول بأن جبريل كان يتلقى الوحي من الله مباشرة دون واسطة في كل مرة ، فهذا أليق بفضل الله سبحانه وتعالى ، وبمكانة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس إنزاله إلى بيت العزة في السماء الدنيا إلا تفخيماً لأمره عند أهل الأرض ، وبياناً لمكانته ، وتشريفاً لهذا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام ، ولهذه الأمة المرحومة.(1/1003)
وأختم بإشارة إلى الأسانيد المشهورة في القرآءات حيث تنتهي دائماً بقولهم: عن جبريل الآخذ عن اللوح المحفوظ عن الله سبحانه وتعالى.
وهذا الأمر فيه نظر ، ويحتاج إلى مناقشة . وإجابتي هذه سؤال أكثر منها إجابة. ولكن أحببت إثارة مثل هذه النقطة ولبحثها بالتفصيل وقت آخر إن شاء الله.
---
أبو عبد الله
05-18-2003, 09:17 PM
جزاك الله خيرا وبالمناقشة يتضح الأمر .
للتوسع أكثر هل هناك من بحث هذه المسألة ورد على الاشكالات؟ ارجو تبيين ذلك.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-19-2003, 12:45 AM
بسم الله
أخي أبا عبدالله ؛ حياك الله = هذا أولاً
وثانياً - سألت عن بحث حول المسألة التي دار الحوار حولها ؛ فأقول لك - بعد إذن أخي عبدالرحمن - : كتب الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع بحثأ خصصه لمسائل نزول القرآن الكريم بعنوان نزول القرآن الكريم وقد فصل فيه القول في المسألة التي سألت عنها ؛ فعليك بهذا الكتاب فستجد فيه - إن شاء الله - بغيتك . وهو مطبوع .
---
(1/1004)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسئلة في القران الكريم ارجو المساعده
---
اسئلة في القران الكريم ارجو المساعده
---
السربال
05-17-2004, 04:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اتمنى منكم ايه الاخوة التعاون معي بحل هذه الاسئلة التي بقيت معي موقع التحدي مع من الزمني بحلها مستندا الى قول لست معه فيه فهو القائل انه لايوجد عالم او فقيه كامل في الدين
وبعد ان قمنا بمعارضته قام بكتابة هذه الاسئلة وتوزيعها علينا .
اتمنى مساعدتي خلال اليومين هذه
جعلها الله في موازين حسناتكم
س1/ ماهو التعريف الجامع المانع للقران الكريم
2/ايهما اصح ان يقال اقصر السور او اصغر السور ؟ ولماذا؟
3/ كم عدد الانبياء المذكورين في القران
4/ اذكر الاية التي تدل على تمدد الكون
5- ماهي السورة التي فيها 16 نداء للمومنين
6-اية في كتاب الله ورد فيها لفظ فيه مرتين متتاليتين ماهي
7- ماهي السوره التي نزلت بمكه والمدينه
8-لماذا تركت البسملة في سورة التوبه
9-كم عدد السجدات في القران الكريم
10كم مرة ورد ذكر الصبر في القران الكريم
11- ماهو الاسم الاخر لسورة محمد
12- كم مرة ورد ذكر الشيلطين والملائكة في القران الكريم
13-كم مرة ورد ذكر موسى عليه السلام صريحا في القران الكريم
14-ماهي السورة التي نزلت على الرسول الكريم وشيعها سبعون الف ملك
15- منهم الاسباط الذين ذكرهم القران الكريم
16- ماهي اطول كلمات في القران الكريم
17- ماهي السورة التي تعدل ربع القران
18-سورة طويلة ليس بها امر ولا نهي ولا تحليل ولا تحريم
19- مم كان يتألف جيش سليمان عليه السلام
20 ماهي الاية التي ذكر فيها 23كاف (ك)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-17-2004, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1005)
قوله -الذي لم توافقوه عليه - أرى أنه صواب ولا إشكال فيه ، فليس هناك عالم أو فقيه له الكمال المطلق ، وهل يشك في ذلك أحد ؟ أو يخالف فيه ؟
وأما الأسئلة التي أوردتها فهي أسئلة سهلة قريبة لا تدل على علم من أجاب عنها ، وليس في أكثرها إشكال .
وأظن مقصد من سألكم هذه الأسئلة هو أن تجيبوا عنها بأنفسكم ، فأرى أنه ليس من مقتضيات قبولكم للتحدي أن تبحثوا عن غيركم ليجيب لكم .
ويمكنك الرجوع إلى كتب علوم القرآن ففيها البغية والجواب ، وبعض الأسئلة قريبة الجواب .
وفقك الله وزادك علماً .
---
السربال
05-17-2004, 09:29 PM
اشكرك على المرور والرد
لكن وضعه للاسئلة لم يكن محدد لنا بل لمن نعرف مشترطا ان نجيب عليها بيومين
وكان هذا نقاش طويل بدايته تحليل بعض البنوك وتمويلها......... الى التعامل معها .... فعندما قال احدنا بان الشيخ فلان قل كذا اجاب بقوله وبداء بعدها بوضع اسئلته ..
اتمنى الا اطيل
تقبل تحياتي
---
سليمان العجلان
05-18-2004, 10:26 AM
الاخ الفاضل:السربال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فان هذه الاسئله التي طرحت عليك ليست مقياسا للعلمية بل الكثير من طلبة العلم لايعرف الاجابة عليها ذلك لأنها أسئلة ثقافيه لايحتاج الناس اليها لافي العبادات ولا في المعاملات وهاك الاجابة على بعضها فان أردت الاجابة عليها كاملة فارجع للكتب التي اعدت للمسابقات الثقافيه فهي مضانها السريعه:
ج1_تعريف القرآن الكريم:هو:كلام الله المعجز المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام،المكتوب في المصاحف،المنقول الينا بالتواتر،المتعبد بتلاوته،المبدوء بسورة الفاتحه،والمختوم بسورة الناس.
ج3_25نبيا وهم:آدم،نوح،ادريس،صالح،ابراهيم،هود،لوط،يونس،اسماعي ل،اسحاق،يعقوب،يوسف،أيوب،شعيب،موسى،هارون،اليسع،ذوال كفل،داود،زكريا،سليمان،الياس،يحيى،عيسى،محمد،صلى الله عليهم اجمعين.(1/1006)
ج5_السورة التي ورد فيها(16)نداء للمؤمنين هي سورة المائده،والنداءات وردت في الآيات التالية أرقامها:(1)،(2)،(6)،(8)،(11)،(35)،(51)،(54)،(57)،( 87)،(90)،(94)،(95)،(101)،(105)،(106).
ج6_اللفظان المتتاليان وردا في سورة الانعام قال تعالى:((واذا جآءتهم ءاية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته......))وفي سورة التوبه قال تعالى((لاتقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال......))
ج7_ السورة التي نزلت في مكة والمدينه هي سورة الحج.
ج8_اسباب ترك البسمله في سورة التوبه:
قيل نزلت بالسيف والبسملة أمان،فلا يناسب ذكر البسملة فيها،وقيل بأنه لما جمعوا القرآن شكوا هل هي والانفال واحده أم اثنتان ففصلوا بينهما بسطر لاكتابة فيه.
ج9_(14)سجده.
ج11_تسمى سورة محمد والقتال.
ج13_ورد ذكر موسى عليه السلام صريحا في القرآن الكريم(136)مره.
ج14_السورة التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم وشيعها سبعون ألف ملك هي سورة الانعام كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(نزلت عليً سورة الانعام جملة واحده يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد)
ج16_أطول الكلمات في القرآن الكريم هما قوله تعالى((فأسقيننكموه))وقوله تعالى((فسيكفيكهم الله)).
ج17_السورة التي تعدل ربع القرآن هي سورة الكافرون.
ج19_جيش سليمان يتكون من الجن،والانس،والطير،قال تعالى((وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون)).
هذا ما تيسر الاجابة عليه في عجالة من أمري وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
(1/1007)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة للتفاعل ........دعني اكسب اجرك وتكسب اجري .....بارك الله في الجميع
---
دعوة للتفاعل ........دعني اكسب اجرك وتكسب اجري .....بارك الله في الجميع
---
خالد البكري
12-21-2006, 06:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم....
الله اكبر........الله اكبر....... الله اكبر ........................... لا اله الا الله.
الله اكبر........ الله اكبر ............ولله الحمد...
من السنن المتبعه للحبيب صلى الله عليه وسلم في هذه العشر المباركه احياء سنة التكبير والجهر بها في المساجد
والاسواق والطرقات...
.فدعونا نحي هذه السنه لعل الله ان يغفر لنا ويتولانا برحمته من خلال احياء هذه السنه ....
اشكرك لكم تفاعلكم .....
لاحرمني الله واياكم الاجر والمثوبه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم...
محبكم في الله
خالد البكري
---
(1/1008)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يحيى عليه السلام لم يقتل بنص القرآن الكريم
---
يحيى عليه السلام لم يقتل بنص القرآن الكريم
---
عاشق الفهم
12-11-2003, 08:56 AM
إستمع الى هذه المحاضرة ( http://www.islamnoon.com/audio.htm ) قوله تعالى (إسمه يحيى) بصوت بسام جرار.
---
(1/1009)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (5)
---
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (5)
---
د. أبو عائشة
01-07-2007, 03:03 AM
4- أسلوب المدح والذم :
قد يستخدم التعبير أنواعاً من التحويلات ولا سيما الاختيارية منها بحيث تصبح هذه التحويلات مميزاً أسلوبياً ؛ لأن هذا الاختيار دون غيره إنما هو في الأصل استغلالٌ لطاقات اللغة الكامنة في النظام اللغوي بتحويلات معينة (1)
فالعلاقة بين البنية السطحية والبنية العميقة فيما يتصل بالتراكيب يمكن استغلالها أسلوبياً ، وذلك في التراكيب المحوّلة عن بنية عميقة واحدة ، حيث نجد أن هذه التراكيب المحولة تظل تحتفظ بعلاقتها بالتراكيب العميقة ومن ثم نستطيع أن نفسر كيف تتحول عدة تراكيب سطحية إلى بدائل أسلوبية (2) .
يقول محمد رشيد رضا :وههنا قاعدة عامة قائمة في البلاغة … وهي أن ما يراد تنبيه السمع أو اللحظ إليه من المفردات أو الجمل يميز على غيره إما بتغير نسق الإعراب في مثل الكلام العربي مطلقا ً ..... (3).(1/1010)
وكأن هذا الكلام حديث عن مثل قوله تعالى : ( ... وامرأته حمالة الحطب)( اللهب : 4 ) فـ ( نصب ( حمالة ) على الشتم والذم أي : أذم حمالةَ الحطب … )(4) ، ( وحمالة في قراءة الجمهور خبر مبتدأ محذوف أو صفة …. وفي قراءة النصب انتصب على الذم … )(5) وهذه هي قراءة المصحف وقد خالفت قراءة الجمهور في الإعراب تبعاً لتغير أسلوبها من الخبر المحض إلى الذم وأما قراءة الجمهور فقد جاءت للإخبار عنها ، وقد ذكر مكي بن أبي طالب أن هذه المرأة كانت قد اشتهرت بالنميمة فجرت صفتها على الذم لها لا للتخصيص ، وفي الرفع ذمٌ ولكنه في النصب أبين ، لأنك إذا نصبت لم تقصد إلى أن تزيدها تعريفاً وتبيناً ، إذ لم تجرِ الإعراب على مثل إعرابها ، وإنما قصدت إلى ذمها لا لتخصيصها عن غيرها بهذه الصفة التي اختصتها بها وعلى هذا المعنى يقع النصب في غير هذا على المدح (6) ، ومن هذا قوله تعالى : ] والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين بالبأساء [ (البقرة: 177) فـ ( الصابرين ) كان حقها الرفع عطفاً على الموفون ولكن التحويل هنا ولدّ بديلاً أسلوبياً كان العامل في تحويل الأسلوب من الإخبار إلى المدح وفي هذه المغايرة التي يشي أسلوبها بتباينٍ ما بين المتعاطفين ( والموفون والصابرين ) ملحظ أدبي رائع ، وهو أن الذي يعاهد ويوفي لا فضيلة له لأنه إنما فعل واجباً عليه غير أن الصبر على البأساء موجب مدح لأنه صبر على ما لا يد له فيه فالمغايرة الأسلوبية هنا أدت إلى تغير الأسلوب وبما يتلائم مع الموقف المتحدث عنه .
5- العدول في الإجابة أو السؤال :(1/1011)
قد يؤتى أحياناً بما هو خلاف المقتضى لغاية بلاغية ولملحظ فني ما كان ليتحقق لو لم يستخدم هذا الأسلوب كما في قوله تعالى : ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها ) ( النازعات : 46 ) فالآية جواب عما تضمنه قوله تعالى : ] يسألونك عن الساعة أيان مرساها [ ( النازعات : 42 ) باعتبار ظاهر حال السؤال من طلب المعرفة بوقت حلول الساعة واستبطاء وقوعها الذي يرمون به إلى التكذيب بوقوعها فأجيبوا على طريقة ما سمّاه البلاغيون ( الأسلوب الحكيم ) وهو : ( تلقي المخاطب بغير ما يترقب بحمل كلامه على خلاف مراده تنبيهاً على أنه الأولى بالقصد ، أو السائل بغير ما يتطلب بتنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيهاً على أنه الأولى بحاله أو المهم له )(7) أي إن طال تأخر حصولها فإنها واقعة وإنهم يوم وقوعها كأنهم ما لبثوا في انتظارٍ إلا بعض يومٍ (8) فهذا عدول عن جواب لآخر أثبت ما سئل عنه من خلال تصوير حالة السائل بعد الوقوع ، فالجواب متضمن معنى السؤال وزيادة ، وقد يكون العدول في السؤال كما في قوله تعالى : ] وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنبٍ قتلت [ ( التكوير : 9 ) فالموؤدة تسأل ويقال لها ماذا عملت لدرجة أن أباكِ وأدكِ ؟ ليكون هذا السؤال تقريعاً للأب بأنه لا يصح أن يعتدي عليها أبداً إلا إذا ارتكبت ذنباً ، ففي تقريرها بالذنب الذي لم تعمله هي - وحيث لا ذنب - فسيكون المعنى أنه يقول له : إنك اجترأت عليها بدون ذنب تستحقه فيكون في هذا تقريع على اعنف صورة من صور المحاسبة أو استحضار الصورة المؤلمة للرجل الذي وأد ابنته وهي أمامه ، وبعد ذلك سألها الله وهو واقف فيعيد عليه الصورة ويعيد عليه المنظر (9) ( وإنما سألت عن تعيين الذنب الموجب قتلها دون أن تسأل عن قاتلها لزيادة التهديد لأن السؤال عن تعيين الذنب مع تحقق الوائد - الذي يسمع ذلك السؤال - أن لا ذنب لها إشعارٌ للوائد بأنه غير معذور فيما يصنع بها )(10) ، ومثل هذا قوله تعالى : ( وإذ(1/1012)
قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) (المائدة : 116) ورأى بعض المفسرين في هذا الأسلوب استدراج عن طريق التعريض فـ ( المجني عليه إذا سأل بمحضر الجاني ونسبت إليه الجناية دون الجاني ، بعث ذلك الجاني على التفكر في حاله وحال المجني عليه فيرى براءة ساحته وأنه هو المستحق للعقاب والعذاب وهذا استدراج عن طريق التعريض وهو أبلغ من التصريح والمراد بالاستدراج سلوك طريق توصل إلى المطلوب بسؤال غير المذنب ونسبة الذنب له حتى يبين من صدر عنه ذلك .... وهو فن من البديع بديع )(11) .
6-أسلوب القلب :
قال تعالى : ( ونيسرك لليسرى)( الأعلى : 8 ) فقد ذهب أغلب المفسرين على حمل الآية على ظاهر النظم ، فالتيسير مقصود به التهيئة وتمكينه صلى الله عليه وسلم من اليسرى واللام للتعليل أي لأجل اليسرى أي لقبولها فالآية عندهم على شاكلة قوله تعالى : ( فسنيسره لليسرى ) (12) (الليل :7) غير أن الطاهر بن عاشور أجاز أن يجعل الكلام جارياً على خلاف مقتضى الظاهر بسلوك أسلوب القلب فيكون المعنى : ونيسر لك اليسرى أي نجعلها سهلة لك فلا تشقّ عليك فيبقى فعل ( نيسرك ) على حقيقته وإنما خولف عمله في مفعوله والمجرور المتعلق به على عكس الشائع في مفعوله والمجرور المتعلق به وقال : ( ويوجه العدول عن مقتضى ظاهر النظم إلى ما جاء النظم عليه بأن فيه تنزيل الشيء الميسر منزلة الشيء الميسر له والعكس للمبالغة في ثبوت الفعل للمفعول على طريقة القلب المقبول ، كقول العرب : ( عرضت الناقة على الحوض )(13) وليس من مانع من بناء التركيب بهذه الكيفية لإرادة المعنيين خاصة وإن المقصود تصوير تيسير الله تعالى وهذا أبلغ في ملائمة التيسير ولا سيما وأن سيبويه جعل أسلوب القلب من أساليب ( الإتساع في الكلام ) مثل قولهم : أدخلت في رأسي القلنسوة (14) .
7- تأكيد الشيء بما يشبه ضده :(1/1013)
قال تعالى : (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً)( النبأ : 30 ) فيجوز أن تكون الزيادة المنفية في الآية زيادة نوع أخر من العذاب يكون حاصلاً لهم كما في قوله تعالى : ] زدناهم عذاباً فوق العذاب [ (النحل: 88) ويجوز أن تكون زيادة من نوع ما هم فيه من العذاب بتكريره في المستقبل ، والمعنى : فسنزيدكم عذاباً زيادةً مستمرة في أزمنة المستقبل ، فصيغ التعبير عن هذا المعنى بهذا التركيب الدقيق،إذ ابتدأ بنفي الزيادة بحرف تأبيد النفي وأردف بالاستثناء المقتضي ثبوت نقيض حكم المستثنى منه للمستثنى فصارت دلالة الاستثناء على معنى سنزيدكم عذاباً مؤبداً وهذا من تأكيد الشيء بما يشبه ضده ، وهو أسلوب طريف من التأكيد(15) فترك الزيادة كالمحال الذي لا يدخل تحت الصحة بدلالة النفي بلن كما يقول الزمخشري وبمجيئها على طريقة الالتفات شاهد على أن الغضب قد تبالغ(16) وفي هذا الأسلوب ابتداءٌ مطمع بانتهاء مؤيس وذلك أشد حزناً وغماً بما يوهمه أن ما ألقوا فيه هو منتهى التعذيب حتى إذا ولج ذلك أسماعهم فحزنوا له اتبع بأنهم ينتظرهم عذاب أخر أشد فكان ذلك حزناً فوق حزنهم فهذا منوال وهو مؤذن بشدة الغضب كما يقول ابن عاشور (17) فهذا الخطاب لقطع طمعهم وأملهم في الانفراج والنجاة من هذا العذاب فأن في الأمل نوع راحةٍ وفرحٍ
فحرموا من هذا النعيم النفسي كحرمانهم من النعيم الجسمي ... (18). وبهذا نفهم قول ابن عمر : ( لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية )(19) فعظمة هذا الأسلوب إنه يصدر بالتصدير المطمع ثم ينتهي بالتيئيس المفجع وهذا النقل عملية نفسية مرادة للحق سبحانه (20) .(1/1014)
ومن هذا الأسلوب ما جاء في قوله تعالى : (.... والله أعلم بما يوعون فبشرهم بعذاب أليم ) ( الانشقاق : 24 ) ( ويا لها من بشرى لا تسر ولا يودها متطلع إلى بشرى من بشير )(21) ، فالبشارة لا تكون إلا في الخير فتستشرف نفوسهم حين تسمع ( فبشرهم ) على أن هناك منقذاً وأن هناك مغيثاً وأن هناك منجياً ، فإذا استشرفت النفس إلى ذلك جاء الجواب مئيساً مفجعاً (22) ، ومن ذلك قوله تعالى : ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه .... [ (الكهف : 29) وفي كل هذا نوع من المفارقة نجدها أيضاً في قوله تعالى : (فأمه هاوية)( القارعة : 9 ) .
[line]
(1) ينظر : نظرية تشومسكي اللغوية 33 .
(2) ينظر : نظرية تشومسكي اللغوية 33 - 34 .
(3) ينظر :تفسير المنار 6 / 478 .
(4) تنوير الأذهان 4 / 610 .
(5) البحر المحيط 8 / 529 .
(6) ينظر : الكشف 2 / 390 .
(7) الإيضاح 75 ، وينظر : شروح التلخيص 1 / 479 ، ومعجم المصطلحات 1 / 201 .
(8) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 98 .
(9) ينظر : المختار 1 / 139 .
(10) التحرير والتنوير 30 / 146 ، وينظر : تفسير القرطبي 20 / 234 ، والكشاف 4 / 222 ، وتفسير القاسمي 17 / 66 .
(11) تفسير القاسمي 17 / 67 .
(12) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 282 ، وتفسير القرطبي 20 / 19 ، والكشاف 4 / 243 ، وتفسير القاسمي 17 / 129 - 130 .
(13) التحرير والتنوير 30 / 282 - 283 .
(14) الكتاب 1 / 92 .
(15) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 42 .
(16) ينظر : الكشاف 4 / 210 .
(17) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 42 - 43 .
(18) تفهيم الأمة 35 .
(19) تفسير ابن كثير 4 / 464 .
(20) ينظر : المختار 1 / 181 .
(21) في ظلال القرآن 8 / 523 .
(22) ينظر : المختار 1 / 181 .
---
أم حمد
01-07-2007, 05:19 AM
مشكور يادكتور
ولكن بودي أن اسأل
هل وصلك على بريدك
أو بريدك الخاص في هذا الموقع(1/1015)
رسالة طلب مني ----- بشأن الرسالتين العراقيتين في موضوع التقديم والتأخير
فضلا انتظر الرد
بريدي: mhsk1426@hotmail.com
وارسل بريدك لو تكرمت
---
(1/1016)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عشرون سببا للعتق من النار في رمضان كتاب الكتروني رائع
---
عشرون سببا للعتق من النار في رمضان كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-11-2006, 09:40 PM
عشرون سببا للعتق من النار في رمضان كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
عشرون سَبَبًا
للعتق من النار
هاني حلمي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج395 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/d220fefe2b.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/203e774117.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/1006/3c1fd9c007.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Aleetk.rar
أو
http://www.snapdrive.net/files/137097/Aleetk.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291010
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
نورة
10-11-2006, 10:16 PM
جزاكم الله خيرا ياأخانا الكريم
وجعلنا وإياكم من عتقائه من النار
---
(1/1017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من كتب العلامة بن بيه ...توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال
---
من كتب العلامة بن بيه ...توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال
---
المجدد الوسطي
04-19-2005, 07:10 PM
الاخوة الافاضل ساستعرض واياكم من حين لاخر احد كتب العلامة عبد الله بن بيه في تلخيص غير مخل ولا ممل وكيف لا وقد لخص الكتاب ابن الشيخ الاستاذ محمدُ وفقه الله وهو اعلم النا س بكتب العلامة
مع الكتاب الاول والذي هو بعنوان
توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال
حيث يقول محمدٌ:
وقد استهله الشيخ بقوله :(1/1018)
وبعد، فإنًّ الفقه في الدّين أهمّ ما صُرِفت له الهممُ وتنافس في نفائسه المِداد والقلم، إذ هو المنيرُ لطريق الهدى في هذه الحياة، الموصلُ إلى جنّاتِ النعيم والرفاه يومَ الميقات والميعاد، الذي يَجْمع فيه الملِكُ الحقُ الناسَ ليوم لا ريبَ فيه، يومَ يقوم الناسُ لربّ العالمين، فيحشرُهم على قَّدَم خاتم النبيين وقائد الغُرَّ المحجلين صلى الله عليه وسلم وقد ساهمتُ بجُهد المقلٌ ببعض البحوث في مسائلً فقهيةٍ دعتً الحاجةُ إلى بيانها واختلف الفقهاءُ في شأنها، إما إجابةٌ لسائل أو تعليماً لجاهل أو إرشاداً وتنبيهاً لغافل، ولم آل جهداً في اعتماد الدليل مع التيسير والتسهيل، والله تعالى برحمته يهدي إلى سواء السبيل. والذي أقدمه الآن هي بحوثٌ بعضُها قدّم إلى مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وبعضُها نُشِر في بعض المجلات المتخصصة كمجلة "البحوث الفقهية المعاصرة" التي لا تنشر بحثاً إلا بعد تحكيم يتميّز فيه الصحيحَ من السقيم، وبهذا فسيكون هذا الكتاب الذي أقدّمه بين يدي القارئ مسائل معاصرة في قضايا الأموال والمعاملة وبين يدي الموضوعات التي سيراها القارئ عن كثبٍ أريد أَنْ أعرض ملاحظةً تكون بمنزلة المقدَّمة لما أنا بصدده وهي :
* إنّ معالجة القضايا المعاصرة في الاقتصاد، كالإيجار المنتهي بالتمليك وقضايا النقود الورقية وغيرها تحتاجُ إلى جهدٍ من الباحث يتمثَّل في مرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى: تشخيصُ المسألة المعروضة مِنْ حيثُ الواقع، فإذا كانتْ عَقْداً يكون ذلك بالتعرّف على مكوناته وعناصره وشروطه.(1/1019)
* وإذا كان الأمر يتعلّق بذاتٍ معيّنة لإصدار حكم عليها كالنقود الورقية، فإنَّ الباحثَ يجب أن يتعرَّض إلى تاريخ العملات، ووظيفتِها في التداول والتعامل والتبادل، وما اعتراها على مرّ التاريخ من تطور يتعلّق بذات النقد، كمَعْدِنٍ نفيس إلى فلوسٍ، أو يتعلّق بعلاقته بالسلطة وهي جهةُ الإصدار أو بالسّلَع والخدمات، وهذه هي مرحلة التكييف والتوصيف التي لا تنئ كثيراً عن "تحقيق المناط" عند الأصوليين، لأنه تطبيق قاعدةٍ متفقٍ عليها على واقعٍ معيّنٍ أو في جزئيةٍ من آحادِ صورِها .
وهذه المرحلة لا غنى عنها للفقيه فإنّ الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وبدون هذا التصور والتصوير يمكن أَنْ يكونَ الحكمُ غيرَ صائبٍ، لأنه لم يصادف محلاً وتزدادُ أهميةَ هذه المرحلة عندما ندرك تعقُّد العقود المعاصرة وانبنائَها على عناصر لم تكن موجودةً في العقود المعروفة لدى الفقهاء مِنْ بيعٍ وسلَم وإجارة وكراءٍ وقِراض وقَرْض ومساقاةٍ ومزارعةٍ وكفالةٍ ووكالةٍ إلى آخرها. فهنا يتوقف الفقيهُ فترةً من الوقت للتعرف على مكونات العقد وردّه إلى عناصرِه الأولى لتقرير طبيعته، وهل هو مشتملُ على شرطٍ ينافي سَنَن العقود المجمع عليها والمختلف فيها . ومن الواضح أن عملية التشخيص في معظمها تستدعى من الفقيه رجوعا إلى بيئات هذه العقود وأصول التعامل عند أهلها قبل أَنْ يزنَها بميزانِ الشرع. وأعتقدُ أنَّ الخلاف بين أعضاء المجامع الفقهية في جملةٍ من المسائل يرجعُ إلى تفاوتُ بين الباحثين في قضية التصوُر والتشخيص أكثرَ مما يرجع إلى اختلافٍ في فهم النُّصوص الفقهية، إذاً فالخلاف هو خلافٌ في علاقة المسألة بتلك النصوص تبعاً للزاوية التي ينظر إليها الفقيه مِنْ خلالهاولهذا فمن الأهمية بمكانٍ أَنْ يبذُلَ الاقتصاديون الوَضْعيون جهداً لإيصال كلُ العناصر التي يتوفّرون عليها إلى زملائهم الشرعيين فإذا تم ذلك فإن مرحلة أُخْرى تبدأ وهي:(1/1020)
المرحلة الثانية:مَرْحلةُ المعالجة الفقهية لإصدار حُكْم شَرْعي:
وهذه المرحلة الثانية فيها صعوبة كبيرةٌ تبدأ بالبحث عنْ نصّ في المسألة أو ظاهر يقتضيها أو عموم يشملها أو مفهوم موافقة أو مخالفة أو دلالةِ اقتضاءٍ أو إشارة.
فإذا لم يرد بخصوصها نصّ مِنْ كتاب أو سنَةٍ بمعنى من المعاني المشار إليها، ولا قولٌ لإمام من أئمةِ المسلمين المقتدى بهم -: فإن الباحث يلجأُ إلى الأشباه والنظائر إنْ كانتْ لها أشباهٌ ونظائر، لمحاولة القياس إذا انتفتْ موانعُه وتوفرتْ شروطُه مِنْ قيامِ أصلٍ منصوص عليه أو مجمع عليه، غير مخصوص بحكم ولا معدول به عن القياس، ووجود علةٍ جامعةٍ بين الأصل والفَرْع منصوصة أو مستنبطة بشروطها من انضباط وظهور سالمةً من القوادح.
فإذا تعذرتْ هذه الضوابط فإن القياسَ لا يصحُ، لأن قياسَ العلة إنما يكونُ في فرعٍ له أصلٌ بالنوع أو الجنس ولا يصح إلا بعد "ثبوت الحكم في محل منصوص باسم خاصٍ"، كما يقول علاء الدين شمس النظر السمرقندي(1).
عند تعذر القياس فإن الباحثَ قد يلجأ إلى بعض الأدلة المختلف فيها كالمصالح المرسلة عند مالك وهي أهم دليل يُعْتَمَد عليه في معركة التحليل والتحريم، حيث يكتفي الفقيهُ بالمناسبةُ التي معناها أن يحصُلَ على ترتيب الحكم على الوصف مصلحة مِنْ نوع المصالح التي يهتمُ الشارعُ بجلبها، أو درءُ مفسدةٍ من نوعِ المفاسد التي يهتم الشارع بدرئها، ولكن الباحث عليه أن يلتزم هنا أيضاً بجملةٍ من الضوابط، منها:
أن تكون هذه المصلحة في خدمة مقصِدٍ من مقاصد الشريعة الثلاثة وهي المقصِد الضروري والحاجي والتحسيني، ولا يعتبر أكثر الأصوليين إلا المقصِد الضروري خلافاً للشاطبي.
أما الضابط الثاني: فهو أن لا تكون المصلحة ملغاة والضابط الثالث: أن تكون عامة قطعيةً كما يراه الغزالي أوْ ظنية، وقد يلجأ الباحث إلى قاعدة سدّ الذرائع والنظر إلى المئالات.(1/1021)
وطبقاً لما تقدم فإن الحكم يُولَد بعد مخاضٍ ليس باليسير ويمر بمحطاتٍ عديدةٍ، ولعلي التزمتُ بهذا المنهج حيث يُعْوزُ النصُّ، أمّا إذا وُجِد الدليلُ فإليه المصيرُ.
وعلى الله سبحانه وتعالى قصد السبيل وهو حسبي ونعم الوكيل.
...............
وبعد المدخل المبين لصناعة الفتوى قدم الشيخ عَرْضاً مختصراً للبحوث الثمانية التي ضمها الكتاب:
1 – النقود الورقية وتغيُّرات العُمْلات:
يتحدث الكاتب فيه عن النقود الورقية هل هي عَيْن أو عَرْض، أو هي واسطةٌ لها حكم العين من جهة وحكم العَرض من جهةٍ أخرى.؟
وعن مسألة تغيّر العملات حيث يَعْرض أقوال العلماء تفريعاً وتأصيلاً، ليصل القارئ إلى رؤيةٍ واضحةٍ يقترح فيها الحلَّ الأمثل مِنْ جملة حلولٍ بُنِيت فيها الفروعُ على الأصول.
2 – الزيادة في القروض البنكية:
البحث المتعلّق بالزيادة التي تتعامل بها البنوك في القروض التي تقدّمها إلى زبائنها يبحث موقع هذه الزيادة مِنْ آية تحريم الربا في القرآن الكريم، وهل هي داخلةٌ في ربا الجاهلية أو صورةٌ أخرى تدخل في ربا الديون، وما هو مستند الإجماع الذي أطلقه العلماءُ على حرمةِ هذه الزيادة هل هو عمومُ النصّ أو القياسُ؟ وهل حجّية الإجماع تفترض قيامَ مستندٍ؟ وهل يوجد فَرْق بين قَرْض الاستهلاك وقَرْض الاستثمار؟ يحاول البحث أن يجيب على هذه الأسئلة باختصار.
3 – الإيجار المنتهي بالتمليك:
البحث المتعلق بالإيجار المنتهي بالتمليك يعالج عَقْداً مُسْتَحْدثاً كان في بداياته يتعلق بالعقارات ودُوْر السُّكنَى، ولكنه امتد بعد ذلك ليشْمل المنقولات كالسيارات والآلات المختلفة.
والبحث يعالج الموضوع مِنْ حيثُ التكييف القانوني لهذا العقد وفقاً لمراحل تطوره ثم ينتقل إلى عَرْض وُجْهة النظر الفقهية مرتبةٌ على القروض القانونية مبنية على مسائل الشروط عند الفقهاء.(1/1022)
ويصلُ البحث في النهاية إلى تقديم جُمْلةٍ من البدائل التي لعلَّها إذا حلَّت محلَّ العقود القانونية في بُنْيتِها وِنيَّتِها الحاضرةِ ترجَّح جانبُ الحِلّ.
4 – التعاملُ معَ شركاتٍ تتعاملُ بالربا:
ويُعْني هذا البحث بالحكم الشرعي في التعامل مع شركات تتعامل بالربا، فهو بحثٌ يتعرض للمعاملة مع الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يشوب ماله الرّبا أو يختلط فيه الحلالُ بالحرام، ويستعرضُ البحثُ أقوالَ العلماء بين الحرمة والكراهة والجواز، وبَعْد عَرْض هذه الأقوال بناءً على مجموعةٍ من القواعد الفقهية يستخلصُ في النهاية القولَ الراجحَ
– الاشتراكُ في شركات تتعاملُ بالربّا:
هذا البحثُ هو رديفٌ للذي قبله ومكملٌ له وهو يتعلقُ بالاشتراك في شركاتٍ تتعامل بالربا مع إيضاح الفَرق بين الشَّركة والتعامل، وتأثير هذا الفَرْق في الحكم الشَّرْعي.
6 – موقف المُؤْجِر مِنْ تصرفات المستأجِر غير المشْرُوعَة:
وهي قضية تنزل ببعض ملاّك العمائر والعقارات حيثُ يُؤْجرونها لشخصية طبيعيةٍ أو معنويةٍ قد تستغلُّها استغلالاً يخالفُ مبادئ الشريعة، وقد فصَّل البحثَ في ذلك بينَ أن يكون المُؤْجر عالماً حين العقد بتلك التصرفات وبين أن يكون جاهلاً أو غافلاً عن جهةِ تصرّفات المستأجر، وقد بنيتُ خلاصته على اختلافِ العلماء في قاعدة سدّ الذرائع بين مالكٍ وأحمدَ من جهة، والشافعيّ وأبي حنيفة مِنْ جهةٍ أخرى.
7 – بحث التعويض عن الضرر الناتج عن تأخير سَداد الديون المستحقة:
فهو بحث مختصر يوضح أنه لا فرق بين الصيغة المقترحة وبين ربا الجاهلية المجمع على تحريمه لا بالذات ولا بالعرض وأن تغير الظروف لا يرقى إلى تغيير الحكم وأن وسيلة التوثيق عند العقد تشكل ضماناً شرفياً فيه غنى.
8 – حكم الشرع فيما ترتب بذمة المدين للدائن في حالة التضخم:(1/1023)
لقد فصّلنا في هذا البحث القول في نازلة لا تزال محل خلاف وأخذ ورد بين من يرى تأثير التضخم على ما بذمة المدين سلباً وإيجاباً، وبين من يرى بأن ليس للدائن إلا أصل ماله بغضَّ النظر عن انخفاض القيمة. وقد عرّفنا التضخم لغة واصطلاحاً وعرضنا لأقوال العلماء في المذاهب الأربعة، وأصَّلنا الرأي الفقهي مع بيان أسسه بإظهار أن المسألة اجتهادية وانتهينا إلى اعتبار التضخم الجامح دون غيره واعتمدنا العرف معياراً والجائحة أصلاً للقياس والمصالح المرسلة أساساً آخر عند القدح في الأول مع ذكر جملة من الملاحق.
هذا موجزٌ عن البحوث التي نقدَّمها إلى القارئ في هذا الجزء مِنْ كتاب "توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل مِنْ معاملات الأموال".
والله تعالى وليُّ التوفيق،،،
www.binbayyah.net
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2005, 05:59 AM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على هذه الفوائد . وإن كان للشيخ عبدالله كتب في الدراسات القرآنية أو ما يتصل بها فيا حبذا تقديمها وفقك الله وأعانك.
---
المجدد الوسطي
04-20-2005, 02:13 PM
معذرة اخي الشيخ عبد الرحمن
الشيخ ركز كتبه في مسائل الفقه والنوازل وان كان هناك ماهو قادم ان شاء الله
هل اواصل النشر ام ان الموقع لا يلائم وانا تحت امركم وان كنت لا اظني اعرف بالشيخ من بعضكم لفضله وعلمه المشتهر
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2005, 07:32 PM
وفقك الله. بل واصل بارك الله فيك ، فالغرض الفائدة ، وفي قدرتك على الاختيار والعرض ما يغني عن التوصية إن شاء الله.
---
(1/1024)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن ؟
---
هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن ؟
---
أحمد أبوعبدالرحمن
05-30-2003, 09:12 AM
سؤال إلى المشايخ وطلبة العلم
= هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن ؟
وإذا كانت الإجابة بالنفي فما السبب ياترى ؟
خادم العلم والعلماء
أحمد بن باني بن جبرين المطيري
---
أبومجاهدالعبيدي
05-30-2003, 12:56 PM
بسم الله
أخي أحمد
سبق مناقشة هذه المسألة هنا :اضغط هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=175)
---
أحمد أبوعبدالرحمن
05-30-2003, 02:07 PM
الأخ أبومجاهد :
شكرالله لك وجعل ذلك في موازين حسناتك
---
ابن العربي
02-10-2004, 09:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أخواني على هذا الملتقى وبارك فيكم
يسعدني أن أعقب على ماكتبه الأخوان في مسألة هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم كل القرآن ؟
قال بعض أهل العلم إن النبي صلى الله عليه وسلم فسر كل القرآن بقوله وبتقريره ؛ لأن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم شرع ، والسنة هي القول ، والفعل ، والتقرير ، ويؤيد هذا القول الأمور التالية :
1- ما ثبت في صحيح البخاري من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : ( لما نزل قوله تعالى : " وكلوا وشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " عمت إلى عقالين أحدهما أسود والأخر أبيض وجعلتهما تحت وسادتي .......... الى أن قال فنطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : ( إن وسادك إذا لعريض إنما هما بياض النهار وسواد الليل ) .(1/1025)
فصوب النبي صلى الله عليه وسلم فهمه الخاطئ إذ لا يمكن أن يفهم الصحابة فهم خاطئ ويقره الله تعالى عليه ؛ لأن كل ما يقع في عصر النبوة شرع سواء علم به النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يعلم ؛ لأن الله يعلم ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم لعدي رضي الله عنه أن فهمه خطأ ورده إلى الصواب فعلم من هذا أن ما فهمه غيره كله صواب
2- قول عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى : ( فأمامن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابايسيرى )
فستشكلة عائشة رضي الله عنها الحساب كيف يحاسب المؤمن ؟ والمحاسبة معناها التدقيق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة إنما ذلك العرض ومن نوقش الحساب عذب )
فهذا يدل بمجموعه على أن ما استشكله الصحابة من آيات القرآن سألو النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، وما فهموه بقي على فهمهم له فعلم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر كل القرآن إما بالقول وإما بالإقرار
والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد
" ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا "
---
برعدي الحوات
04-18-2006, 12:11 AM
يابن العربي حفظك الله.....إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله باتفاق العلماء، ولم يخالف في ذلك إلا من تشبت برأيه، حيث إن المسألة محسومة أخي الكريم.(انظر التفسير والمفسرون للذهبي على سبيل المثال.....فإنه أفاد وأجاد).
والأدلة التي سقتها لتأييد رأيك لا تعني أنه صلى الله عليه وسلم فسر كل القرآن، وإنما فسربعضه إذا سئل....مثل قضية ابن أبي حاتم في تفسير قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيض الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) [سورة البقرة:....]، واستشكال عائشة رضي الله عنها...إلخ. والله أعلم. والسلام عليكم.
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 01:17 AM(1/1026)
فصل الدكتور مساعد الطيار في هذا الموضوع في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، عند تعرضه لكلام شيخ الإسلام في هذا الموضوع . فليرجع إليه من شاء 87-107
---
(1/1027)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل لأول مرة على الشبكة كتاب : وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطى
---
حمل لأول مرة على الشبكة كتاب : وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطى
---
أبو محمد الظاهرى
03-03-2007, 09:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل لأول مرة على الشبكة كتاب : وصول الأماني بأصول التهاني للسيوطى
وهو كتاب جمع فيه ما تفرق في كتب الحديث من كيفيات التهنئة بالأعياد والأعوام والشهور ونحو ذلك ، فكان كتابا دالا على كثرة تقصيه ، ودقته في الوصول إلى المظان من أمات الكتب ، وما أعتقد أن أحدا استقصى ما استقصاه السيوطي
نسخة وورد من الرابط
http://www.aldahereyah.net/books/open.php?cat=8&book=284
ونسخة لبرنامج المكتبة الشاملة موافقة للمطبوع من الرابط
http://www.aldahereyah.net/books/open.php?cat=39&book=283
---
مسك
03-05-2007, 05:39 AM
بارك الله فيك
نرجوا إرفاق نسخة هنا لأننا لم نستطيع تحميل الكتاب من الرابط ...
---
د.خضر
03-05-2007, 11:17 AM
وأنا كذلك لم أستطع التحميل فالموقع يحتاج إلى تسجيل فيه ......إلخ
---
أبو محمد الظاهرى
03-06-2007, 12:11 AM
الأخوة الكرام... جزيتم خيراً
مرفق نسخة للمكتبة الشاملة يليها نسخة الوورد
---
د.خضر
03-06-2007, 03:13 PM
شكرا قمنا بالتحميل وجزاكم الله خير الجزاء
---
فهد الوهبي
03-06-2007, 03:41 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/1028)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق 00
---
حمل تفسير قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق 00
---
abohamzahashhame
06-25-2004, 07:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا كتاب جمعت فيه تفسيرا مفصلا لهذه الآيات الثلاث قال تعالى :
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (الفتح:28)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9)
وذلك لأنها أساس في فهم هذا الدين وفهم طبيعته وخصائصه
وفيه ما قاله أهل المفسرين والفقهاء وعلماء الأصول وغيرهم ممن كتب في هذا الموضوع الجلل
قدامى ومحدثين
أرجو الله تعالى أن ينفعكم به في الدارين
قال تعالى :( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود:88) إخوكم
أبو حمزة الشامي
8 جمادى الأولى 1425 هـ
الموافق 26/6/2004 م
---
abohamzahashhame
06-25-2004, 07:52 PM
تابع
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 09:12 PM
بارك الله فيك أخي أبا حمزة على جهدك هذا .(1/1029)
اقتراح : ما رأيك لو استبدلت الاسم الانجليزي بمثله بالعربي ؟
وفقك الله.
---
abohamzahashhame
06-28-2004, 07:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
أنا موافق على اقتراحك
وليكن الاسم باللغة العربية ( أبو حمزة الشامي )
لذا أرجو إعلامي بالتغيير
ولكم جزيل الشكر
أخوكم أبو حمزة الشامي
10 جمادى الأولى 1425 هـ
---
(1/1030)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الحل النهائي لمشكلة اللغة العربية في صفحات الانترنت وبخاصة بريد hotmail
---
الحل النهائي لمشكلة اللغة العربية في صفحات الانترنت وبخاصة بريد hotmail
---
أبو محمد الظاهرى
12-27-2006, 06:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحل النهائي لمشكلة اللغة العربية في صفحات الانترنت وبخاصة بريد hotmail
وهي المشكلة التي أزعجت الملايين من العرب و المسلمين لظهور الحروف العربية على هيئة رموز غير مفهومة في رسائل بريد الهوتميل وكنا سابقاً نقوم على فتح الرسالة و من ثم كلك يمين و ثم ترميز و من بعدها إختيار اللغة العربية لنتمكن من قراءة الرسالة أو من المتصفح بالضغط على عرض و من ثم ترميز و بعدها إختيار اللغة العربية لنتمكن من قراءة الرسالة .
أما اليوم فلقد إنتهى هذا الإزعاج و إلى الأبد ... و ستدخل إلى رسائلك العربية مباشرة وستجدها باللغة العربية آلياً
ملاحظة مهمة ... الطريقة خاصة فقط للويندوز اكس بي
أولا ... يجب تعديل ترميز اللغة العربية عن طريق التالي
من إبدأ و من ثم لوحة التحكم ... و تابع شرح الصور
http://www.aldahereyah.net/book/1001.bmp
http://www.aldahereyah.net/book/1002.bmp
http://www.aldahereyah.ne/book/1003.bmp
http://www.aldahereyah.net/book/1004.bmp
http://www.aldahereyah.net/book/1005.bmp
و الأن حمل هذا الملف
http://files.myopera.com/zyzoom/files/Fix_hotmail_Arabic_Encoding.com
أو من الرابط
http://www.aldahereyah.net/book/Fix_hotmail_Arabic_Encoding.com
و عند تشغيله تظهر هذه الشاشة
http://www.aldahereyah.net/book/1006.bmp
قم بالضغط على ... إضغط هنا لتركيب الباتش
بعدها إضغط على خروج و أعد تشغيل الجهاز
و بعد إعادة تشغيل الجهاز , إفتح بريد الهوتميل و أتبع الشرح كما في الصورة القادمة(1/1031)
http://www.aldahereyah.net/book/1007.bmp
إنتهى الشرح بعون الله و حده (منقول ...)
لا تسونا من صالح دعائكم
***لمشاهدة الصور والشرح بوضوح اذهب إلى الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?p=9147#post9147
---
نورة
12-27-2006, 08:40 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم
فقد انحلّت المشكلة لدي...
---
أبو محمد الظاهرى
01-05-2007, 08:56 PM
الحمد لله وحده...وفقكم الله اختنا الكريمة.
---
(1/1032)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عندما تجلس وحدك !!
---
عندما تجلس وحدك !!
---
hedaya
08-26-2004, 01:47 PM
عندما تجلس وحدك، وتسمع صوتك الداخلي يهمس:
ماذا تريد من الحياة؟ ما هو هدفك؟
........... ثم ماذا؟
وإلى متى؟!
http://www.uploadyourimages.com/img/712420intaleq.gif
عندها احرص ألا تنشغل عن الإجابة، احرص أن تعير صوتك الداخلي أعظم اهتمام، عندما تتخيل نفسك وأنت تشهد جنازتك، قف وانظر إلى حياتك التي تعيشها، إنك تمتلك فرصة للتغيير، انطلق.. فحياتك –لا تزال- بيدك..
نبضات قلبك مسؤولة فهل أعددت للسؤال جواباً؟
إن لم يكن فلا تقلق، لا تطرق رأسك:
بعد ماذا؟!
ثم تمضي، إن ربك غافر الذنب قابل التوب، والتوبة عنده تجبُّ ما قبلها، بل وتجعل السيئة حسناتٍ فأبشر،
هاتِ يدك وامنحني أخوتك فإني لك ناصح أمين.. دقات قلبك.. وضعت يدي فوقها أولاً؛ لأنها صدى الهموم، فيها لحظات الترقب والرهبة، فيها (أنتَ) بين الماضي والحاضر، حيثُ كنتَ وكيف تكون.. سمعت أنينها الذي يهز الكيان منادياً:
حائرٌ لست أدري أين أذهب؟!
http://server5.theimagehosting.com/image.php?img=Tajlisuwa7dak.gif
ابدأ من اللحظة ولا تسوّف ، قل:
ربيَ الله ثم استقم، ولتكن دقاتك من اليوم سعادة، الملائكة هم أولياؤك فلا خوف عليك ولا أنت تحزن، لك البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله.. فلمَ تحتار، وممّ ترهب؟!
ازرع الأمل في قلبك.. واعلم أنك عندما تخلص نيتك، وتهاجر بها لله وفقط لله، عندما تحب خالقك سبحانه بقلبك كله، ثم تجعل كل حب فيه ولأجله، عندما تثق بالله عز وجل وتتوكل عليه، وعندما توجّه اهتمامك نحو عظائم الأمور فإنك لا محالة ستتذوق حلاوة عيشك، وستشعر باللذة والراحة حتى وإن كنتَ في قمة العناء..(1/1033)
جاهد نفسك بدوام المحاسبة، أشعل حماسها الداخلي، وكن مسؤولاً عنها، جدد إشراقة حياتك بالأوراد والذكر والدعاء العريض، اقرأ ثم اقرأ، وتفكر ثم تفكر، بادر واسعَ دوماً للبناء، ، أنت مركز، ومحور، وبؤرة فاستقطب الكلّ حولك، كن قدوة واستعن بهدي الحبيب محمد –صلى الله عليه وسلم-، غيّر.. كن واضحاً ثابتاً عالماً بالغاية والوسيلة، وليكن الصدق شعارك تنجو، اصدق الله، ونفسك، والآخرين، وعاقب من عصى الله فيك بأن تطيع الله فيه، حاول أن تفهم الآخرين ليفهموك، وأعطهم المتنفس للتعبير، احرص ألا تفرض على أحد ما تريد أنت، أحبب بلا شروط، وتقبل الناس على ما هم عليه، وكن متعاوناً..
ابتسم حتى وإن كنت مغضباً.. ولتكن ابتسامتك من الأعماق صادقة، ساعد غيرك: بالكلمة الطيبة، وبالثناء والدعاء، وبنية حسنة، وصوت رقيق مهذب، ولا تقل: أصلح نفسي ثم أصلح غيري! بل.. أصلح نفسي وغيري، وليكن شعارك: (ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، وتذكر أن الكل أعظم من مجموع أجزائه، فالتزم الجماعة وإن خالفوك، واعلم أنه ما خلق أحد ليهمش، فلا تهمش أحداً..
كن غيوراً على دينك، اعمل لنصرته، واحرص أن تفهمه فهماً صحيحاً فلا تقدم نافلة على فريضة، ادرس منهج الأنبياء الكرام والصالحين فأنتَ من سيغسل قلوب الناس ويخرجها من ظلام الفشل إلى نور الأمل، أنتَ من سيجعل الناس أعداداً لها قيمة في الحياة.
ربما أنني استرسلت في نصحك فأطلت، واستعملت أفعال أمر فقسوت، ولكني أسألك أن تلتمس لي عذراً فحبك والشوق إلى لقائك تحت ظلال طوبى بات يملأ قلبي، مع أني لا أعرفك، فأخوة الإيمان كافية..
بعثتُ إليك من قلبي نداءً أجب يا صاحبي رباً دعاكَ
أفِق يا صاحِ لم نخلق لنلهو ولا لنصارعِ الدنيا عراكا
تذكّر يا أخيّ يد المنايا إذا اختطفتك قاطعة هواكَ
إذا بكت العيون عليك حزناً وأوهى الموت من نزع قواكَ(1/1034)
قرر ثم حاول، وأبشر..
استعن بالله ولا تعجز فالله كافٍ عبده..
---
(1/1035)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم التوسل بالأولياء والصالحين
---
حكم التوسل بالأولياء والصالحين
---
أبوأحمدعبدالمقصود
10-30-2005, 06:34 AM
حكم التوسل بالأولياء والصالحين
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد:
* فإنه نتيجة لبعد كثير من المسلمين عن ربهم وجهلهم بدينهم في هذا الزمن فقد كثرت فيهم الشركيات والبدع والخرافات، ومن ضمن هذه الشركيات التي انتشرت بشكل كبير تعظيم بعض المسلمين لمن يسمونهم بالأولياء والصالحين ودعاؤهم من دون الله واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون، فعظموهم وطافوا حول قبورهم.
· ويزعمون أنهم بذلك يتوسلون بهم إلى الله لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، ولو أن هؤلاء الناس الجهلة رجعوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما بشأن الدعاء والتوسل لعرفوا ما هو التوسل الحقيقي المشروع...
· إن التوسل الحقيقي المشروع هو الذي يكون عن طريق طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بفعل الطاعات واجتناب المحرمات، وعن طريق التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، فهذا هو الطريق الموصل إلى رحمة الله ومرضاته.
· أما التوسل إلى الله عن طريق : الفزع إلى قبور الموتى والطواف حولها، والترامي على أعتابها وتقديم النذور لأصحابها ، لقضاء الحاجات وتفريج الكربات فليس توسلا مشروعا بل هذا هو الشرك والكفر بعينه والعياذ بالله .(1/1036)
· فكل من غلا في حي أو ميت ، أو رجل صالح، أو نحوه، وجعل له نوعا من أنواع العبادة مثل أن يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني، أو نحو ذلك من الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الرب والتي لا تصلح إلا لله تعالى، فقد أشرك بالله شركا أكبر، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.
· والذين كانوا يدعون مع الله آلهة أخرى مثل اللات والعزى وغيرها لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تنزل المطر، وإنما كانوا يعبدونها ويقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله.
· فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحدٌ من دونه لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى: { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} [الإسراء: 56] وقال تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عند إلا لمن أذن له} [سبأ :22] فأخبر سبحانه: أن ما يُدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك وأنه ليس له من الخلق عون يستعين به.
· ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقال في مرض موته: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وكان ذلك سدا لذريعة الوقوع في الشرك فإن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان بسبب تعظيم القبور بالعبادة ونحوها.(1/1037)
· وأما ما جاء في توسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما، الذي قد يحتج به البعض، فإن عمر توسل بدعاء العباس لا بشخصه، والتوسل بدعاء الأشخاص غير التوسل بشخصهم بشرط أن يكونوا أحياء، لأن التوسل بدعاء الحي نوع من التوسل المشروع بشرط أن يكون المتوسل بدعائه رجلا صالحا. وهذا من جنس أن يطلب رجل الدعاء من رجل صالح حي ثم يطلب من الله أن يقبل دعاء هذا الرجال الصالح الحي له.
· أما الميت الذي يذهب إليه السائل ليسأل الله ببركته ويطلب منه العون قد أصبح بعد موته لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فكيف ينفع غيره ؟ ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بذرة من العقل السليم يستطيع أن يقرر أن الذي مات وفقد حركته وتعطلت جوارحه يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فضلا عن أن ينفع غيره، وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة الإنسان على فعل أي شيء بعد موته فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له) فتبين من الحديث أن الميت هو الذي بحاجة إلى من يدعو له ويستغفره له، وليس الحي هو الذي بحاجة إلى دعاء الميت، وإذا كان الحديث يقرر انقطاع عمل ابن آدم بعد موته، فكيف نعتقد أن الميت حي في قبره حياة تمكنه من الاتصال بغيره وإمداده بأي نوع من الإمدادات؟ كيف نعتقد ذلك؟ وفاقد الشيء لا يعطيه والميت لا يمكنه سماع من يدعوه مهما أطال في الدعاء قال تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القامة يكفرون بشرككم} [فاطر:13،14] فنفى الله عنهم الملك وسماع الدعاء ومعلوم أن الذي لا يملك لا يعطي ، وأن الذي لا يسمع لا يستجيب ولا يدري، وبينت الآية أن كل مدعو من دون الله كائنا من كان فإنه لا يستطيع أن يحقق لداعيه شيئا .(1/1038)
· وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين، وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله } [الآية يونس: 106،107] ويتبين من هذه الآية أن كل مدعو من دون الله لا ينفع ولا يضر، فإذاً ما الفائدة من عبادته ودعائه، وهذا فيه تكذيب لأهل الخرافة الذين يقولون ذهبنا للقبر الفلاني أو دعونا الولي الفلاني وتَحَصَّل لنا ما نريد، فمن قال ذلك فقد كذب على الله، ولو فُرض أن حصل شيء مما يقولون فإنه حصل بأحد سببين:
1- إن كان الأمر مما يقدر عليه الخلق عادة فهذا حصل من الشياطين لأنهم دائما يحضرون عند القبور، لأنه ما من قبر أو صنم يعبد من دون الله إلا تحضره الشياطين لتعبث في عقول الناس.
وهؤلاء المتوسلون بالأولياء لما كانوا من جنس عباد الأوثان صار الشيطان يضلهم ويغويهم كما يضل عباد الأوثان قديما فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان وقد يكون بعض ذلك صدقاً، ولكن أكثره كذب، وقد تقضي بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهون مما يقدر عليه البشر عادة، فيظن هؤلاء السذج أن الشيخ، أو الولي هو الذي خرج من قبره وفعل ذلك، وإنما هو في الحقيقة الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم.
2- أما إن كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله كالحياة والصحة والغنى والفقر، وغير ذلك مما هو من خصائص الله، فهذا انقضى بقدر سابق قد كتبه الله ولم يحصل ذلك ببركة دعاء صاحب القبر كما يزعمون.(1/1039)
فينبغي على الإنسان العاقل ألا يصدق مثل هذه الخرافات، وأن يعلق قلبه بالله وينزل حاجته به حتى تُقضى ولا يلتفت إلى الخلق لأن الخلق ضعفاء مساكين فيهم الجهل والعجز، وكيف يطلب الإنسان حاجته من مخلوق مثله؟ وقد يكون ذلك المخلوق ميتا أيضا لا يسمع ولا يرى ولا يملك شيئا، ولكن الشيطان يزين للناس ما كانوا يعملون.
الكرامات المزعومة
لقد اختلطت الأمور على كثير من الناس اختلاطا عجيبا جعلهم يجهلون حقيقة المعجزات والكرامات، فلم يفهموها على وجهها الصحيح، ليفرقوا بين المعجزات والكرامات الحقيقية التي تأتي من الله وحده إتماما لرسالته إلى الناس وتأييدا لرسله أو إكراما لبعض أوليائه الصالحين الحقيقيين، لم يفرقوا بينها وبين الخرافات والأباطيل التي يخترعها الدجالون ويسمونها معجزات وكرامات ليضحكوا بها على عقول الناس وليأكلوا أموالهم بالباطل .
· ولقد ظن الجهلة من الناس أن المعجزات والكرامات من الأمور الكسبية والأفعال الاختيارية التي تدخل في استطاعة البشر، بحيث يفعلونها من تلقاء أنفسهم وبمحض إرادتهم، وبهذا الجهل اعتقدوا أن الأولياء والصالحين يملكون القدرة على فعل المعجزات والكرامات في أي وقت يشاءون، وما ذلك إلا بجهل الناس بربهم وبحقيقة دينهم.
· ونقول لهؤلاء إن تصوير ما يحدث من هؤلاء الدجالين على أنها معجزة أو كرامة لهذا الولي أو ذلك كذب، وإنما هذه الحوادث كلها من عبث الشياطين أو من اختراع عقلية ماكرة اصطنعت تلك الحوادث الوهمية وسمّتها كرامات ومعجزات لتضفي على أصحاب هذه القبور مهابة وإجلالا فتجعل لهم بركات ليعظمهم الناس.(1/1040)
· ولا يمكن لأي عاقل يحتفظ بفطرته السليمة أن يصدق أن الميت يمكنه القيام بأي عمل بعد أن خرجت روحه من بدنه وبطلت حركته وأكل الدود جسمه وأصبح عظاما بالية، من الذي يصدق مثل هذه المزاعم المفضوحة إلا إنسان جاهل ساذج!! لأن هذه المزاعم التي يزعمونها مما يستحيل أن يفعلها الأحياء فضلا عن الأموات! فهل نلغي عقولنا التي منحنا الله لنصدق مثل هذه الخرافات؟ إن العقول المستنيرة والفطرة السليمة ترفض بشدة تصديق مثل هذه الخرافات لما في ذلك من مخالفة لسنن الله الشرعية والكونية. قال تعالى: { ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقولَ للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كمنتم تدرسون، ولا يأمرَكم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون} [آل عمران: 79،80]
المشركون قديما وحديثا
· إن الكثيرين من الناس من مرتادي القبور والمزارات يقولون: إن المشركين في الجاهلية كانوا يعبدون الأصنام، أما نحن فلا أصنام عندنا نعبدها، بل لدينا قبور لبعض المشايخ والصالحين لا نعبدها ولكننا فقط نسأل الله أن يقضي حاجاتنا إكراما لهم، والعبادة غير الدعاء.(1/1041)
· ونقول لهؤلاء إن طلب المدد والبركة من الميت هو في الحقيقة دعاء ، كما كانت الجاهلية تدعو أصنامها تماما ولا فرق بين الصنم الذي يعبده المشركون قديما وبين القبر الذي يعبد الناس ساكنه حديثا، فالصنم والقبر والطاغوت كلها أسماء تحمل معنى واحدا وتطلق على كل من عُبد من دون الله سواء كان إنسانا حيا أو ميتا أو جمادا أو حيوانا أو غير ذلك ، ولما سُئل المشركون قديما عن سبب توسلهم بالأصنام ودعائهم لها كان جوابهم: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [الزمر:3] أي وسطاء بيننا وبين الله لقضاء حاجتنا، ومن ذلك يتبين أنه لا فرق بين دعوى الجاهلية الأولى وبين عباد القبور الذين ينتسبون إلى الإسلام اليوم فغاية الجميع واحدة وهي الشرك بالله ودعاء غير الله.
شرك المحبة
· إن مجرد انصراف القلب والمشاعر كلها إلى مخلوق بالحب والتعظيم فيما لا يجوز إلا لله يُعتبر عبادة له، فالذين يزعمون أنهم يحبون الموتى من الأولياء والصالحين لكنهم يعظمونهم ويقدسونهم بما يزيد عن الحد الشرعي هم في الحقيقة يعبدونهم لأنهم لما أفرطوا في حبهم لهم انصرفوا إليهم فجعلوا لهم الموالد والنذور وطافوا حول قبورهم كما يطوفون حول الكعبة واستغاثوا بهم وطلبوا المدد والعون منهم، ولولا التقديس والغلو فيهم ما فعلوا كل ذلك من أجل الموتى.
· ومن غلوهم فيهم أيضا أنهم يحرصون على أن يحلفوا بهم صادقين بينما لا يتحرجون من أن يحلفوا بالله كاذبين هازلين ، والبعض منهم قد يسمع من يسب الله تعالى فلا يغضب لذلك ولا يتأثر بينما لو سمع أحدا يسب شيخه لغضب لذلك غضبا شديدا أليس في ذلك غلواً في أوليائهم ومشايخهم أكثر من تعظيمهم لله؟ وأن محبتهم لهم غلبت محبة الله، قال تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} [البقرة:165]
الله قريب من عباده(1/1042)
· إن الله تعالى قريب من عباده { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة: 186] فليس بين الله وبين عباده ما يمنع من مناجاته واللجوء إليه وطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهم ويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرون عليه
· بل يجب على الإنسان أن يلجأ إلى ربه مباشرة، ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلك بالتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وأن يكون معتقدا تمام الاعتقاد أن الله تعالى هو المعز المذل المحيي المميت الرازق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده النفع والضر، قال صلى الله عليه وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) فالفرد سواء كان حيا أو ميتا من باب أولى لن ينفع ولن يضر أحداً إلا بشيء قد كتبه الله.
· لذا فيجب على كل من ابتُلي بمثل هذه الشركيات وهذه البدع والخرافات من طواف حول القبور وتعظيمها وسؤال أصحابها الحاجات وتفريج الكربات أن يتوب إلى الله من هذا العمل الفاسد الذي هو في الحقيقة شرك بالله وصاحبه مخلد في النار والعياذ بالله . قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} [المائدة 72] وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له في كل شأن من شؤون حياته وأن يعبد الله بما شرعه إن كان صادقا في إسلامه وألا يلتفت لأحد من الخلق كائنا من كان لا في دعاء ولا غيره مما لا يقدر عليه إلا الله وأن يلتزم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخالط أهل البدع وأهل الشرك لئلا يتأثر بهم ويقلدهم فيهلك معهم ويخسر الدنيا والآخرة والله أعلم .(1/1043)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
د.أبو بكر خليل
10-30-2005, 10:32 AM
قد يكون بعض ما كتب في الملتقى دافعا للأخ الفاضل على هذه الكتابة ، و أحب ان أوضح ان ما كتبه الكاتب كان عنوانه : " مشروعية التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم " ، ، فهو خاص به ، و " خصوصية " له عليه الصلاة و السلام ،
* * و لا يتجاوزه إلى غيره من البشر كائنا من كان .
كتبت هذا للتوضيح ، و دفعا لأي التنباس ،
و لا أتجاوز هذا إلى قول مزيد أو جدال
---
أبوأحمدعبدالمقصود
10-31-2005, 07:36 PM
الاستاذ الكتور الفاضل اعلم رحمك الله أنه لايجوز التوسل برسول الله صلي الله عليه واله وسلم وهذا معتقد أهل السنة والجماعة ومن ادب الحوار أن اعرض ألادلة لك مفندا الاراء التي تستدل بها واسئل الله لك الهداية وسوف أقوم بتفنيد الرأىء الذي تحاول أن تفرضه معتقدا أنه الصواب واعلم أن الغرض هو الوصول الي الحق والله سبحانه هو الهادي والسلام عليكم
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-01-2005, 12:44 AM
هذه رسالة فضيلة الشيخ محمد ناصر الالباني في التوسل أقدمها مع تصرف بسيط وترتيب (1)
اضطرب الناس في مسألة التوسل وحكمها في الدين اضطرابا كبيرا واختلفوا فيها اختلافا عظيما بين محلل ومحرم ومغال ومتساهل وقد اعتاد جمهور المسلمين منذ قرون طويلة أن يقولوا في دعائهم مثلا : ( اللهم بحق نبيك أو بجاهه أو بقدره عندك عافني واعف عني ) و( اللهم إني أسألك بحق البيت الحرام أن تغفر لي ) و( اللهم بجاه الأولياء والصالحين ومثل فلان وفلان . . ) أو ( اللهم بكرامة رجال الله عندك وبجاه من نحن في حضرته وتحت مدده ( 1 ) فرج الهم عنا وعن المهمومين ) و( اللهم إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة متوسلين إليك بصاحب الوسيلة والشفاعة أن تنصر الإسلام والمسلمين . . . . ) . إلخ .(1/1044)
ويسمون هذا توسلا ويدعون أنه سائغ ومشروع وأنه قد ورد فيه بعض الآيات والأحاديث التي تقره وتشرعه بل تأمر به وتحض عليه وبعضهم غلا في إباحة هذا حتى أجاز التوسل إلى الله تعالى ببعض مخلوقاته التي لم تبلغ من المكانة ما يؤهلها لرفعة الشأن كقبور الأولياء والحديد المبني على أضرحتهم والتراب والحجارة والشجرة القريبة منها زاعمين أن ما جاور العظيم فهو عظيم وأن إكرام الله لساكن القبر يتعدى إلى القبر نفسه حتى يصح أن يكون وسيلة إلى الله بل قد أجاز بعض المتأخرين الاستغاثة بغير الله وادعى أنها توسل مع أنها شرك محض ينافي التوحيد من أساسه
فما هو التوسل يا ترى ؟ وما هي أنواعه ؟ وما معنى الآيات والأحاديث الواردة فيه ؟ وما حكمه الصحيح في الإسلام ؟
( 1 ) الاعتقاد بإمداد بشر ميت للإحياء هو اعتقاد باطل وطلبه استغاثة بغير الله وهي نوع من أنواع الشرك الأكبر والعياذ بالله .
التوسل في اللغة والقرآن
معنى التوسل في لغة العرب :
وقبل الخوض في هذا الموضوع بتفصيل أحب أن ألفت النظر إلى سبب هام من أسباب سوء فهم كثير من الناس لمعنى التوسل وتوسعهم فيه وإدخالهم فيه ما ليس منه وذلك هو عدم فهمهم لمعناه اللغوي وعدم معرفتهم بدلالته الأصلية ذلك أن لفظة ( التوسل ) لفظة عربية أصيلة وردت في القرآن والسنة وكلام العرب من شعر ونثر وقد عني بها التقرب إلى المطلوب والتوصل إليه برغبة قال ابن الأثير في ( النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل ) وقال الفيروزآبادي في ( القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل ) وقال ابن فارس في
( معجم المقاييس ) : ( الوسيلة : الرغبة والطلب يقال : وسل إذا رغب والواسل : الراغب إلى الله عز وجل وهو في قول لبيد :
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم بلى كل ذي دين إلى الله واسل ) .(1/1045)
وقال الراغب الأصفهاني في ( المفردات ) : ( الوسيلة : التوصل إلى الشيء برغبة وهي أخص من الوصيلة لتضمنها لمعنى الرغبة قال تعالى : وابتغوا إليه الوسيلة } وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى : مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحري مكارم الشريعة وهي كالقربة والواسل : الراغب إلى الله تعالى ) .
وقد نقل العلامة ابن جرير هذا المعنى أيضا وأنشد عليه قول الشاعر :
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل
هذا وهناك معنى آخر للوسيلة وهو المنزلة عند الملك والدرجة والقربة كما ورد في الحديث تسمية أعلى منزلة في الجنة بها وذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم :
( صحيح ) ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله إلى الوسيلة فإنها منزلة لا تبتغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) ( 1 ) .
( 1 ) رواه مسلم وأصحاب السنن وغيرهم وهو مخرج في كتابي ( إرواء الغليل )
وواضح أن هذين المعنيين الأخيرين للوسيلة وثيقا الصلة بمعناها الأصلي ولكنهما غير مرادين في بحثنا هذا .
معنى الوسيلة في القرآن :
إن ما قدمته من بيان معنى التوسل هو المعروف في اللغة ولم يخالف فيه أحد وبه فسر السلف الصالح وأئمة التفسير الآيتين الكريمتين اللتين وردت فيهما لفظة ( الوسيلة ) وهما قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون } [ سورة المائدة : 35 ] وقوله سبحانه : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } [ سورة الإسراء : 57 ] .(1/1046)
فأما الآية الأولى فقد قال إمام المفسرين الحافظ ابن جرير رحمه الله في تفسيرها : ( يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعد من الثواب وأوعد من العقاب . ( اتقوا الله ) يقول : أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك . ( وابتغوا إليه الوسيلة ) : يقول : واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه ) .
ونقل الحافظ ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معنى الوسيلة فيها القربة ونقل مثل ذلك عن مجاهد وأبي وائل والحسن وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ونقل عن قتادة قوله فيها : ( أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه )
ثم قال ابن كثير : ( وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه . . والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود ) ( 1 ) .
وأما الآية الثانية فقد بين الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مناسبة نزولها التي توضح معناها فقال :
( صحيح ) ( نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون ) ( 2 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( 3 ) : ( أي استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة وهذا هو المعتمد في تفسير الآية ) .(1/1047)
قلت : وهي صريحة في أن المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى ولذلك قال : ( يبتغون ) أي يطلبون ما يتقربون به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة وهي كذلك تشير إلى هذه الظاهرة الغريبة المخالفة لكل تفكير سليم ظاهره أن يتوجه بعض الناس بعبادتهم ودعائهم إلى بعض عباد الله يخافونهم ويرجونهم مع أن هؤلاء العباد المعبودين قد أعلنوا إسلامهم وأقروا لله بعبوديتهم وأخذوا يتسابقون في التقرب إليه سبحانه بالأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها ويطمعون في رحمته ويخافون من عقابه فهو سبحانه يسفه في هذه الآية أحلام أولئك الجاهلين الذين عبدوا الجن واستمروا على عبادتهم مع أنهم مخلوقون عابدون له سبحانه وضعفاء مثلهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا وينكر الله عليهم عدم توجههم بالعبادة إليه وحده تبارك وتعالى . وهو الذي يملك وحده الضر والنفع وبيده وحده مقادير كل شيء وهو المهيمن على كل شيء .
الأعمال الصالحة وحدها هي الوسائل المقربة إلى الله :
ومن الغريب أن بعض مدعي العلم اعتادوا الاستدلال بالآيتين السابقتين على ما يلهج به كثير منهم من التوسل بذوات الأنبياء أو حقهم أو حرمتهم أو جاههم وهو استدلال خاطئ لا يصح حمل الآيتين عليه لأنه لم يثبت شرعا أن هذا التوسل مشروع مرغوب فيه ولذلك لم يذكر هذا الاستدلال أحد من السلف الصالح ولا استحبوا التوسل المذكور بل الذي فهموه منهما أن الله تباك وتعالى يأمرنا بالتقرب إليه بكل رغبة والتقدم إليه بكل قربة والتوصل إلى رضاه بكل سبيل .(1/1048)
ولكن الله سبحانه قد علمنا في نصوص أخرى كثيرة أن علينا إذا أردنا التقرب إليه أن نتقدم إليه بالأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها وهو لم يكل تلك الأعمال إلينا ولم يترك تحديدها إلى عقولنا وأذواقنا لأنها حينذاك ستختلف وتتباين وستضطرب وتتخاصم بل أمرنا سبحانه أن نرجع إليه في ذلك ونتبع إرشاده وتعليمه فيه لأنه لا يعلم ما يرضي الله عز وجل إلا الله وحده فلهذا كان من الواجب علينا حتى نعرف الوسائل المقربة إلى الله أن نرجع في كل مسألة إلى ما شرعه الله سبحانه وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم ويعني ذلك أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الذي وصانا به رسولنا محمد صلوات الله عليه وسلامه حيث قال :
( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله )
( حسن ) ( 1 ) .
متى يكون العمل صالحا :
وقد تبين من الكتاب والسنة أن العمل حتى يكون صالحا مقبولا يقرب إلى الله سبحانه فلا بد من أن يتوفر فيه أمران هامان عظيمان :
أولهما : أن يكون صاحبه قد قصد به وجه الله عز وجل .
وثانيهما : أن يكون موافقا شرعه الله تبارك وتعالى في كتابه أو بينه رسوله في سنته فإذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن ويدل على هذا قوله تبارك وتعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } [ سورة الكهف : 110 ] فقد أمر سبحانه أن يكون العمل صالحا أي موافقا للسنة ثم أمر أن يخلص به صاحبه لله لا يبتغي به سواه .
قال الحافظ ابن كثير في ( تفسيره ) : ( وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . وروي مثل هذا عن القاضي عياض رحمه الله وغيره .
الوسائل الكونية والشرعية
إذا عرفنا أن الوسيلة هي السبب الموصل إلى المطلوب برغبة فاعلم أنها تنقسم إلى قسمين : وسيلة كونية ووسيلة شرعية .(1/1049)
فأما الوسيلة الكونية فهي كل سبب طبيعي يوصل إلى المقصود بخلقته التي خلقه الله بها ويؤدي إلى المطلوب بفطرته التي فطره الله عليها وهي مشتركة بين المؤمن والكافر من غير تفريق ومن أمثلتها الماء فهو وسيلة إلى ري الإنسان والطعام وسيلة إلى شبعه واللباس وسيلة إلى حمايته من الحر والقر والسيارة وسيلة إلى انتقاله من مكان إلى مكان وهكذا .
وأما الوسيلة الشرعية فهي كل سبب يوصل إلى المقصود عن طريق ما شرعه الله تعالى وبينه في كتابه وسنة نبيه وهي خاصة بالمؤمن المتبع أمر الله ورسوله .
ومن أمثلتها النطق بالشهادتين بإخلاص وفهم وسيلة إلى دخول الجنة والنجاة من الخلود في النار وإتباع السيئة الحسنة وسيلة إلى محو السيئة وقول الدعاء المأثور بعد الأذان وسيلة إلى نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وصلة الرحم وسيلة لطول العمر وسعة الرزق وهكذا .
فهذه الأمور وأمثالها إنما عرفنا أنها وسائل تحقق تلك الغايات والمقاصد عن طريق الشرع وحده لا عن طريق العلم أو التجربة أو الحواس فنحن لم نعلم أن صلة الرحم تطيل العمر وتوسع الرزق إلا من قوله صلوات الله وسلامه عليه :
( من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه )
( صحيح ) . وهكذا الأمثلة الأخرى .
ويخطئ الكثيرون في فهم هذه الوسائل بنوعيها خطأ كبيرا ويهمون وهما شنيعا فقد يظنون سببا كونيا ما يوصل إلى غاية معينة ويكون الأمر بخلاف ما يظنون وقد يعتقدون سببا شرعيا ما يؤدي إلى مقصد شرعي معين ويكون الحق بخلاف ما يعتقدون .(1/1050)
فمن أمثلة الوسائل الباطلة شرعا وكونا في آن واحد ما يره المار في شارع النصر في دمشق في كثير من الأحيان إذ يجد بعض الناس قد وضعوا أمامهم مناضد صغيرة وعليها حيوان صغير يشبه الفأر الكبير وقد وضع بجانبه بطاقات مضمومة كتبت فيها عبارات فيها توقعات لحظوظ الناس كتبها صاحب الحيوان أو أملاها عليه بعض الناس كما شاء لهم جهلهم وهواهم فيمر الصديقان الحميمان فيقول أحدهما للآخر : تعال لنرى حظنا ونصيبنا فيدفعان للرجل بضعة قروش فيدفع الحوين لسحب بطاقة ما ويعطيها أحدهما فيقرؤها ويطالع حظه المزعوم فيها ترى ما مبلغ عقل هذا الإنسان الذي يتخذ الحيوان دليلا ليعلمه ما جهله وليطلعه على ما غيب عنه من قدره ؟
إنه إن كان يعتقد فعلا أن هذا الحيوان يعلم الغيب فلا شك أن الحيوان خير منه وإن كان لا يعتقد ذلك ففعله هذا عبث وسخف وإضاعة وقت ومال يتنزه عنه العقلاء . كما أن تعاطي هذا العمل تدجيل وتضليل وأكل لأموال الناس بالباطل .
ولا شك أن لجوء الناس إلى هذا الحيوان لمعرفة الغيب وسيلة كونية بزعمهم ولكنها باطلة تدحضها التجربة ويهدمها النظر السليم فهي وسيلة خرافية أدى إليها الجهل والدجل ومن هي من الناحية الشرعية باطلة أيضا تخالف الكتاب والسنة والإجماع ويكفي في ذلك مخالفتها لقوله سبحانه في الثناء على نفسه : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول . . . } [ سورة الجن : 26 و27 ] .
ومن الأسباب الكونية الموهومة ظن بعضهم أنه إذا سافر أو تزوج مثلا يوم الأربعاء أخفق في سفره وخاب في زواجه واعتقادهم أن من شرع في عمل هام فرأى أعمى أو ذا عاهة لم يتم عمله ولم ينجح فيه(1/1051)
ومن هذه الأسباب أيضا ظن كثير من العرب والمسلمين اليوم أنهم بعددهم الكبير فقط ينتصرون على أعدائهم من الصهاينة والمستعمرين وأنهم على وضعهم الذي هم عليه سيرمون اليهود في البحر وقد أثبتت التجارب خطأ هذه الظنون وبطلانها وأن الأمر أعمق من أن يعالج بهذه الطريقة السطحية .
ومن الأسباب الشرعية الموهومة اتخاذ بعض الناس أسبابا يظنونها تقربهم إلى الله سبحانه وهي تباعدهم منه في الحقيقة وتجلب لهم السخط والغضب بل واللعنة والعذاب فمن ذلك استغاثة بعضهم بالموتى المقبورين من الأولياء والصالحين ليقضوا لهم حوائجهم التي لا يستطيع قضاءها إلا الله سبحانه وتعالى كطلبهم منهم دفع الضر وشفاء السقم وجلب الرزق وإزالة العقم والنصر على العدو وأمثال ذلك فيتمسحون بحديد الأضرحة وحجارة القبور ويهزونها أو يلقون إليها أوراقا كتبوا فيها طلباتهم ورغباتهم فهذه وسائل شرعية بزعمهم ولكنها في الحقيقة باطلة ومخالفة لأساس الإسلام الأكبر الذي هو العبودية لله وحده وإفراده سبحانه بجميع أنواعها وفروعها .
ومن ذلك اعتقاد بعضهم الصدق في خبر يتحدث به إنسان ما إذا عطس هو أو أحد الحاضرين عند تحدثه بذلك لعل مستند هذا الاعتقاد حديث : ( من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق ) وهو حديث باطل وقد أورده الشوكاني في كتابه ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة(.
. وهذا وما بعده أمثلة جيدة لبيان خطر الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في نشر العقائد : الباطلة والعادات المسترذلة مما يوجب على كل مسلم واع معرفتها والتحذير منها ولا يتم ذلك إلا بالاهتمام بعلوم السنة ودراسته
ومنها اعتقادهم بأن أحدا من أصحابهم أو أقربائهم يذكرهم بخير إذا طنت آذانهم و أصل هذه العقيدة حديث موضوع هو : ( إذا طنت أذن أحدكم فليصل علي وليقل : ذكر الله بخير من ذكرني ) وأورده الشوكاني في
( الفوائد المجموعة ص 224 ) .(1/1052)
وكذلك اعتقادهم بأن بلاء ينزل عليهم إذا قصوا أظفارهم في الليل وفي أيام السبت والأحد . أو إذا كنسوا بيوتهم ليلا .
ومنها اعتقادهم أنهم إذا حسنوا ظنهم بحجر واعتقدوا فيه فإنه ينفعهم)
و أصل هذه العقيدة الضالة حديث : ( لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الله به ) وأورده الحافظ العجلوني في ( كشف الخفاء - 2/152 ) ونقل عن ابن تيمية أنه كذب وعن ابن حجر أنه لا أصل له وعن صاحب ( المقاصد ) أنه لا يصح ونقل عن ابن القيم قوله : ( هو من كلام عباد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار )
وقد تلقى هذه العقيدة الباطلة بعض المتفقهة فنظمها شعرا يلقن لبعض طلاب المدارس الشرعية ومنها قوله :
قص الأظافر يوم السبت آكلة تبدو وفيما يليه تذهب البركة
فهذه وأمثالها اعتقادات باطلة بل خرافات وترهات وظنون وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان وقد رأيت أن أصلها أحاديث موضوعة مكذوبة لعن الله واضعها وقبح ملفقها .
وعلى هذا فإن الوسائل الكونية منها ما هو مباح أذن الله به ومنها ما هو حرام نهى الله عنه وقد ذكرت فيما سبق أمثلة من هذه الوسائل بنوعيها مما يهيم الناس فيه ويظنونه مباحا وموصولا إلى القصد مع أنه بعكس ذلك وأذكر فيما يلي بعض الأمثلة على الوسائل الكونية المشروعة وغير المشروعة .
فمن الوسائل الكونية المشروعة للكسب والحصول على الرزق اتخاذ البيع والشراء والتجارة والزراعة والإجارة ومن الوسائل الكونية المحرمة الإقراض بالربا وبيع العينة والاحتكار والغش والسرقة والميسر وبيع الخمور والتماثيل ومن أدلة ذلك قوله تعالى : { وأحل الله البيع وحرم الربا } [ سورة البقرة : 275 ] .
فكل من البيع والربا سبب كوني لكسب الرزق ولكن الله تعالى أحل الأول وحرم الثاني .
كيف تعرف صحة الوسائل ومشروعيتها :(1/1053)
والطريق الصحيح لمعرفة مشروعية الوسائل الكونية والشرعية هو الرجوع إلى الكتاب والسنة والتثبت مما ورد فيهما عنها والنظر في دلالات نصوصهما وليس هناك طريق آخر لذلك البتة .
وأما الطريق الصحيح لمعرفة صحة الوسائل الكونية فهو النظر السليم والاختبار بواسطة الحواس والتجربة حسب المنهج العلمي المعروف .
فهناك شرطان لجواز استعمال سبب كوني ما:
الأول أن يكون مباحا في الشرع
والثاني أن يكون قد ثبت تحقيقه للمطلوب أو غلب ذلك على الظن .
وأما الوسيلة الشرعية فلا يشترط فيها إلا ثبوتها في الشرع ليس غير .
فاتخاذ الحيوان في المثال الأسبق وسيلة مزعومة لمعرفة الغيب هو من الناحية الكونية باطل تدحضه التجربة والنظر ومن الناحية الشرعية كفر وضلال بين الله بطلانه وحذر منه .
وكثيرا ما يخلط الناس في هذه الأمور فيظنون أنه بمجرد ثبوت النفع بوسيلة ما . تكون هذه الوسيلة جائزة ومشروعة فقد يحدث أن يدعو أحدهم وليا أو يستغيث بميت فيتحقق طلبه وينال رغبته فيدعي أن هذا دليل على قدرة الموتى والأولياء على إغاثة الناس وعلى جواز دعائهم والاستغاثة بهم وما حجته في ذلك غير حصوله على طلبه وقد قرأنا مع الأسف في بعض الكتب الدينية أشياء كثيرة من هذا القبيل إذ يقول مسطرها أو ينقل عن بعضهم قوله مثلا : إنه وقع في شدة واستغاث بالولي الفلاني أو الصالح العلاني وناداه باسمه فحضر حالا أو جاءه في النوم فأغاثه وحقق له ما أراد.
وما درى هذا المسكين وأمثاله أن هذا - إن صح وقوعه - استدراج من الله عز وجل للمشركين والمبتدعين وفتنة منه سبحانه لهم ومكر منه بهم جزاءا وفاقا على إعراضهم عن الكتاب والسنة واتباعهم لأهوائهم وشياطينهم .(1/1054)
فهذا الذي يقول ذلك الكلام يجيز الاستغاثة بغير الله تعالى هذه الاستغاثة التي هي الشرك بعينه بسبب حادثة وقعت له أو لغيره ويمكن أن تكون هذه الحادثة مختلقة من أصلها أو محرفة ومضخمة لإضلال بني آدم كما يمكن أن تكون صحيحة وراويها صادقا فيما أخبر ولكنه أخطأ في حكمه على المنقذ والمغيث فظنه وليا صالحا وإنما هو شيطان رجيم فعل ذلك عن قصد خبيث هو تلبيس الأمور على الناس وإيقاعهم في حبائل الكفر والضلال من حيث يشعرون أو لا يشعرون .
وقد تضافرت الأخبار على أن المشركين في الجاهلية كانوا يأتون إلى الصنم وينادونه فيسمعون صوتا فيظنون أن الذي يكلمهم ويجيبهم إنما هو معبودهم الذي قصدوه من دون الله وليس هو في الحقيقة والواقع غير شيطان لعين يريد إضلالهم وإغراقهم في العقائد الباطلة .
والمقصود من ذلك كله أن نعرف أن التجارب والأخبار ليست الوسيلة الصحيحة لمعرفة مشروعية الأعمال الدينية بل الوسيلة الوحيدة المقبولة لذلك هي الاحتكام للشرع المتمثل في الكتاب والسنة ليس غير .
وأهم ما يخلط فيه كثير من الناس في هذا الباب الاتصال بعالم الغيب بطريقة من الطرق كإتيان الكهان والعرافين والمنجمين والسحرة والمشعوذين فتراهم يعتقدون في هؤلاء معرفة الغيب لأنهم يحدثونهم عن بعض الأمور المغيبة عنهم ويكون الأمر وفق ما يحدثون أحيانا ويظنون ذلك جائزا ومباحا بدليل وقوعه كما يخبرون .
وهذا خطأ جسيم وضلال مبين فإن مجرد حصول منفعة ما بواسطة ما لا يكفي لإثبات مشروعية هذه الواسطة فبيع الخمر مثلا قد يؤدي إلى منفعة صاحبه وغناه وثروته وكذلك الميسر واليانصيب أحيانا ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى فيهما : { يسألونك عن الخمر والميسر قل : فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } [ البقرة : 219 ] ومع ذلك فهما محرمان وملعون في الخمر عشرة كما ثبت في الحديث .(1/1055)
فإتيان الكهان كذلك حرام لأنه قد ثبت في الدين النهي عنه والتحذير منه قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد ) ( صحيح الإسناد).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) ( صحيح ).
وقال معاوية بن الحكم السلمي للنبي صلى الله عليه وسلم : إن منا رجالا يأتون الكهان ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( فلا تأتهم ) ( صحيح ) .
وقد بين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه طريقة حصول الكهان والسحرة على بعض المغيبات بقوله صلى الله عليه وسلم :
( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كالسلسلة على صفوان ( هو الصخر الأملس( فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق الآخر ووصف سفيان - أحد رواة الحديث ( وهو ابن عيينة كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مئة كذبة فيصدق فيقولون : ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا ؟ ( للكلمة التي سمعت من السماء ).(1/1056)
وبهذه المناسبة فلا يفوتنا أن نذكر أن الكهانة والعرافة والتنجيم ما يزال لها تأثير كبير على كثير من الناس حتى في عصرنا هذا الذي يدعي أهله أنه عصر العلم والتفكير والتمدن والثقافة ويظنون أن الكهانة والشعوذة والسحر قد ولت أيامها وانقضى سلطانها ولكن الذي يمكن النظر ويطلع على خفايا ما يحدث هنا وهناك يعلم علم اليقين أنها ما تزال تسيطر على كثيرين ولكنها لبست لبوسا جديدا وتبدت بأشكال عصرية لا يفطن إلى حقيقتها إلا القليل وما استحضار الأرواح ومخاطبتها والاتصال بها بأنواعه المختلفة إلا شكل من أشكال هذه الكهانة الحديثة التي تضلل الناس وتفتنهم عن دينهم وتربطهم بالأوهام والأباطيل ويظنونها حقيقة وعلما ودينا والحقيقة والعلم والدين منها برءاء .
والخلاصة أن الأسباب الكونية وما يظن أنه من الأسباب الشرعية لا يجوز إثباتها وتعاطيها إلا بعد ثبوت جوازها في الشرع كما يجب في الأسباب الكونية إثبات صحتها وفائدتها بالنظر والتجربة .
ومما يجب التنبه له أن ما ثبت كونه وسيلة كونية فإنه يكفي في إباحته والأخذ به أن لا يكون في الشرع النهي عنه وفي مثله
يقول الفقهاء : الأصل في الأشياء الإباحة . وأما الوسائل الشرعية فلا يكفي في جواز الأخذ بها أن الشارع الحكيم لم ينه عنها كما يتوهمه الكثيرون بل لا بد فيها من ثبوت النص الشرعي المستلزم مشروعيتها واستحبابها . لأن الاستحباب شيء زائد على الإباحة فإنه مما يتقرب إلى الله تعالى والقربات لا تثبت بمجرد عدم ورود النهي عنها ومن هنا قال بعض السلف : ( كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها ) وهذا مستفاد من أحاديث النهي عن الابتداع في الدين وهي معروفة ومن هنا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( الأصل في العباٍدات المنع إلا لنص وفي العادات الإباحة إلا لنص ) . فاحفظ هذا فإنه هام جدا يساعدك على استبصار الحق فيما اختلف فيه الناس .(1/1057)
التوسل المشروع وأنواعه
عرفنا مما سبق أن هناك قضيتين مستقلتين أولاهما وجوب أن يكون التوسل به مشروعا وذلك لا يعرف إلا بدليل صحيح من الكتاب والسنة وثانيهما أن يكون التوسل بسبب كوني صحيحا يوصل إلى المطلوب .
ونحن نعلم أن الله عز وجل أمرنا بدعائه سبحانه والاستعانة به فقال : { وقال ربكم : ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [ سورة غافر : 60 ] . وقال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } [ سورة البقرة : 187 ] .
وقد شرع لنا عز شأنه أنواعا من التوسلات المشروعة المفيدة المحققة للغرض والتي تكفل الله بإجابة الداعي بها إذا توفرت شروط الدعاء الأخرى فلننظر الآن فيم تدل عليه النصوص الشرعية الثابتة من التوسل دون تعصب أو تحيز .
إن الذي ظهر لنا بعد تتبع ما ورد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة أن هناك ثلاثة أنواع للتوسل شرعها الله تعالى وحث عليها ورد بعضها في القرآن واستعملها الرسول صلى الله عليه وسلم وحض عليها وليس في هذه الأنواع التوسل بالذوات أو الجاهات أو الحقوق أو المقامات فدل ذلك على عدم مشروعيته وعدم دخوله في عموم ( الوسيلة ) المذكورة في الآيتين السالفتين .
أما الأنواع المشار إليها من التوسل المشروع فهي :
أ - التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى أو صفة من صفاته العليا : كأن يقول المسلم في دعائه : اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم اللطيف الخبير أن تعافيني . أو يقول : أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي . ومثله قول القائل : اللهم إني أسألك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم . . فإن الحب من صفاته تعالى .(1/1058)
ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ] . والمعنى : ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى . ولا شك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا
الطلب لأن أسماءه الحسنى سبحانه صفاته له خصت به تبارك وتعالى .
ومن ذلك ما ذكره الله تعالى من دعاء سليمان عليه السلام حيث قال :
{ قال : رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } [ النمل : 19 ] .
ومن الأدلة أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أدعيته الثابتة عنه قبل السلام من صلاته صلى الله عليه وسلم :
( صحيح ) ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي . . . ).
( صحيح الإسناد ) ومنها أنه صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول في تشهده : ( اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم ) فقال صلى الله عليه وسلم : ( قد غفر له قد غفر له )
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا آخر يقول في تشهده : ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ( والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي )(1/1059)
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كثر همه فليقل : ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا ) .
ومنها ما ورد في استعاذته صلى الله عليه وسلم وهي قوله : ( اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني . . . ).
ومنها ما رواه أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم :
( كان إذا حزبه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ).
فهذه الأحاديث وما شابهها تبين مشروعية التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه أو صفة من صفاته وأن ذلك مما يحبه الله سبحانه ويرضاه ولذلك استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تبارك وتعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه } [ الحشر : 8 ] . فكان من المشروع لنا أن ندعوه سبحانه بما دعاه به رسوله صلى الله عليه وسلم فذلك خير ألف مرة من الدعاء بأدعية ننشئها وصيغ نخترعها .
ب - التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي :
كأن يقول المسلم : اللهم بإيماني بك ومحبتي لك واتباعي لرسولك اغفر لي . . . أو يقول : اللهم إني أسألك بحبي لمحمد صلى الله عليه وسلم وإيماني به أن تفرج عني . . . ومنه أن يذكر الداعي عملا صالحا ذا بال فيه خوفه من الله سبحانه وتقواه إياه وإيثاره رضاه على كل شيء وطاعته له جل شأنه ثم يتوسل به إلى ربه في دعائه ليكون أرجى لقبوله وإجابته .
وهذا توسل جيد وجميل قد شرعه الله وارتضاه ويدل على مشروعيته قوله تعالى : { الذين يقولون : ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار }(1/1060)
[ آل عمران : 16 ] . وقوله : { ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين } [ آل عمران : 53 ] . وقوله : { إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان : أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار } [ آل عمران : 193 و194 ] . وقوله : { إنه كان فريق من عبادي يقولون : ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين } [ المؤمنون : 109 ] وأمثال هذه الآيات الكريمات المباركات .
. وكذلك يدل على مشروعية هذا النوع من التوسل ما رواه بريدة بن الحصيب رضي الله عنه حيث قال :
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : ( اللهم إني أسألك بأني أشهد أن أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) فقال : ( قد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب ) .
ومن ذلك ما تضمنته قصة أصحاب الغار كما يرويها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم(1/1061)
وفي رواية لمسلم : فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموهما صالحة لله فادعوا الله بها لعل الله يفرجها عنكم ) فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق (هو الذي يشرب بالعشي ومعناه : كنت لا أقدم عليهما في شرب اللبن أهلا ولا غيرهم( قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي في طلب شيء ( وفي رواية لمسلم : الشجر ) يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم : وقال الآخر : اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت : لا أحل لك أن تفض ( وفي رواية لمسلم : يا عبد الله اتق الله ولا تفتح ) الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي و تركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم : وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال : يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت : إني لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ).(1/1062)
ويتضح من هذا الحديث أن هؤلاء الرجال المؤمنين الثلاثة حينما اشتد بهم الكرب . وضاق بهم الأمر ويئسوا من أن يأتيهم الفرج من كل طريق إلا طريق الله تبارك وتعالى وحده فلجؤوا إليه ودعوه بإخلاص واستذكروا أعمالا لهم صالحة كانوا تعرفوا فيها إلى الله في أوقات الرخاء راجين أن يتعرف إليهم ربهم مقابلها في أوقات الشدة كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
فانظر إلى هؤلاء المتوسلين إليه بهذه الأعمال الصالحة أي صلاح والمواقف الكريمة أي كرم معلنين أنهم إنما فعلوها ابتغاء رضوان الله تعالى وحده لم يريدوا بها دنيا قريبة أو مصلحة عاجلة أو جاها أو مالا ورجوا الله جل شأنه أن يفرج عنهم ضائقتهم ويخلصهم من محنتهم . فاستجاب سبحانه دعاءهم وكشف كربهم وكان عند حسن ظنهم به فخرق لهم العادات وأكرمهم بتلك الكرامة الظاهرة فأزاح الصخرة بالتدريج على مراحل ثلاث كلما دعا واحد منهم تنفرج بعض الانفراج حتى انفرجت تماما مع آخر دعوة الثالث بعد ما كانوا في موت محقق . ورسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يروي لنا هذه القصة الرائعة التي كانت في بطون الغيب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ليذكرنا بأعمال فاضلة مثالية لأناس فاضلين مثاليين من أتباع الرسل السابقين لنقتدي بهم ونتأسى بأعمالهم . ونأخذ من أخبارهم الدروس الثمينة . والعظات البالغة .(1/1063)
ولا يقولن قائل : إن هذه الأعمال جرت قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا تنطبق علينا بناء على ما هو الراجح في علم الأصول أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا . لأننا نقول : إن حكاية النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الحادثة إنما جاءت في سياق المدح والثناء والتعظيم والتبجيل وهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم بذلك بل هو أكثر من إقرار لما قاموا به من التوسل بأعمالهم الصالحة المذكورة بل إن هذا ليس إلا شرحا وتطبيقا عمليا للآيات المتقدمة . وبذلك تتلاقى الشرائع السماوية في تعاليمها وتوجيهاتها ومقاصدها وغاياتها ولا غرابة في ذلك فهي تنبع من معين واحد وتخرج من مشكاة واحدة وخاصة فيما يتعلق بحال الناس مع ربهم سبحانه فهي لا تكاد تختلف إلا في القليل النادر الذي تقتضي حكمة الله سبحانه تغييره وتبديله .
ج - التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح :
كأن يقع المسلم في ضيق شديد أو تحل به مصيبة كبيرة ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى فيجب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة . فيطلب منه أن يدعوا له ربه . ليفرج عنه كربه ويزيل عنه همه . فهذا نوع آخر من التوسل المشروع دلت عليه الشريعة المطهرة وأرشدت إليه وقد وردت أمثلة منه في السنة الشريفة كما وقعت نماذج منه من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال :(1/1064)
( أصاب الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب [ على المنبر ] قائما في يوم الجمعة قام [ وفي رواية : دخل ] أعرابي [ من أهل البدو] [ من باب كان وجاه المنبر ] [ نحو دار القضاء ورسول الله قائم فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ] [ فقال : يا رسول الله هلك المال وجاع [ وفي رواية : هلك ] العيال [ ومن طريق أخرى : هلك الكراع وهلك الشاء ] [ وفي أخرى هلكت : المواشي وانقطعت السبل ] فادع الله لنا [ أن يسقينا ] [ وفي أخرى يغيثنا ] فرفع يديه يدعو [ حتى رأيت بياض إبطه ] : [ اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ]
[ ورفع الناس أيديهم معه يدعون ] [ ولم يذكر أنه حول رداءه ولا استقبل القبلة] و[ لا والله ] ما نرى في السماء [ من سحاب ولا ] قزعة [ ولا شيئا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار ] [ وفي رواية : قال أنس : وإن السماء لمثل الزجاجة ] [ قال : فطلعت من ورائه صحابة مثل الترس . فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت ] فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم [ وفي رواية : فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت المساء عزاليها [ ونزل عن المنبر فصلى ] فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا ] [ وفي رواية : حتى ما كاد الرجل يصل إلى منزله ] فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى [ ما تقلع ] [ حتى سالت مثاعب المدينة ] [ وفي رواية : فلا والله ما رأينا الشمس ستا ] .(1/1065)
وقام ذلك الأعرابي أو غيره [ وفي رواية : ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما ] فقال : يا رسول الله تهدم البناء [ وفي رواية : تهدمت البيوت . وتقطعت السبل وهلكت المواشي ] [ وفي طريق : بشق المسافر (. ومنع الطريق ] وغرق المال فادع الله [ يحبسه ] لنا [ فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ] فرفع يديه فقال : اللهم حوالينا ولا علينا [ اللهم على رؤوس الجبال والإكام [ والظراب ] وبطون الأودية ومنابت الشجر ] فما [ جعل ] يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت مثل الجوبة [ وفي رواية : فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة [ يمينا وشمالا ] كأنه إكليل ] [ وفي أخرى : فانجابت ] عن المدينة انجياب الثوب ] [ يمطر ما حوالينا ولا يمطر فيها شيء [ وفي طريق : قطرة ] [ وخرجنا نمشي في الشمس ] يريهم الله كرامة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته ] . وسال الوادي [ وادي ] قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلى حدث بالجود ).
ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أيضا:
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال : فيسقون . ( صحيح )
ومعنى قول عمر : إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم وإنا نتوسل إليك بعم نبينا أننا كنا نقصد نبينا صلى الله عليه وسلم ونطلب منه أن يدعو لنا ونتقرب إلى الله بدعائه والآن وقد انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس ونطلب منه أن يدعو لنا وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائهم :(1/1066)
اللهم بجاه نبيك اسقنا ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم : اللهم بجاه العباس اسقنا لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان
ومن ذلك أيضا ما رواه الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في
( تاريخه ) ( بسند صحيح) عن التابعي الجليل سليم ابن عامر الحبائري :
( أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال : أين يزيد بن الأسود الحرشي ؟ فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد على المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية : اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الحرشي يا زيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم ) ( صحيح ) .
وروى ابن عساكر أيضا بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود أيضا : قم يا بكاء ( زاد في رواية : فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه ) .
فهذا معاوية رضي الله عنه أيضا لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لما سبق بيانه وإنما يتوسل بهذا الرجل الصالح : يزيد بن الأسود رحمه الله تعالى فيطلب منه أن يدعو الله تعالى ليسقيهم ويغيثهم . ويستجيب الله تبارك وتعالى طلبه . وحدث مثل هذا وفي ولاية الضحاك ابن قيس أيضا .
بطلان التوسل بما عدا الأنواع الثلاثة السابقة :
فمما سبق تعلم أن التوسل المشروع الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وجرى عليه عمل السلف الصالح وأجمع عليه المسلمون هو :
1 - التوسل باسم من أسمائه الله تبارك وتعالى أو صفة من صفاته .
2 - التوسل بعمل صالح قام به الداعي .
3 - التوسل بدعاء رجل صالح .(1/1067)
وأما ما عدا هذه الأنواع من التوسلات ففيه خلاف والذي نعتقده وندين الله تعالى أنه غير جائز ولا مشروع لأنه لم يرد فيه دليل تقوم به الحجة وقد أنكره العلماء المحققون في العصور الإسلامية المتعاقبة مع أنه قد قال ببعضه بعض الأئمة فأجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين ولكننا - كشأننا في جميع الأمور الخلافية - ندور مع الدليل حيث دار ولا نتعصب للرجال ولا ننحاز لأحد إلا للحق كما نراه ونعتقده وقد رأينا في قضية التوسل التي نحن بصددها الحق مع الذين حظروا التوسل بمخلوق ولم نر لمجيزيه دليلا صحيحا يعتد به ونحن نطالبهم بأن يأتونا بنص صحيح صريح من الكتاب أو السنة فيه التوسل بمخلوق وهيهات أن يجدوا شيئا يؤيد ما يذهبون إليه أو يسند ما يدعونه اللهم إلا شبها واحتمالات سنعرض للرد عليها بعد قليل .
فهذه الأدعية الواردة في القرآن الكريم وهي كثيرة لا نجد في شيء منها التوسل بالجاه أو الحرمة أو الحق أو المكانة لشيء من المخلوقات وهاك بعض هذه الأدعية الكريمة على سبيل المثال : يقول ربنا رجل شأنه معلما إيانا ما ندعو به ومرشدا : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [ البقرة : 286 ] . ويقول : { فقالوا : على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين } [ البقرة : 201 ] . ويقول : { وإذ قال إبراهيم : رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام }(1/1068)
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ) .
ومنها :
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر ).
( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي . . . ). و: ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ). و: ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك . . . . ) و: ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد نعوذ بك من النار ). ومثل هذه الأدعية
في السنة كثير ولا نجد فيها دعاء واحدا ثابتا فيه شيء من التوسل المبتدع الذي يستعمله المخالفون .
ومن الغريب حقا أنك ترى هؤلاء يعرضون عن أنواع التوسل المشروعة السابقة فلا يكادون يستعملون شيئا منها في دعائهم أول تعليمهم الناس مع ثبوتها في الكتاب والسنة وإجماع الأمة عليها وتراهم بدلا من ذلك يعمدون إلى أدعية اخترعوها وتوسلات ابتدعوها لم يشرعها الله عز وجل ولم يستعملها رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم تنقل عن سلف هذه الأمة من أصحاب القرون الثلاثة الفاضلة وأقل ما يقال فيها : إنها مختلف فيها فما أجدرهم بقوله تبارك وتعالى : { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ } [ البقرة : 61 ] .
ولعل هذا أحد الشواهد العملية التي تؤكد صدق التابعي الجليل حسان بن عطية المحاربي رحمه الله حيث قال :
( ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إلى يوم القيامة ) .
المنكرون للتوسلات المبتدعة(1/1069)
هذا ولم ننفرد نحن بإنكار تلك التوسلات المبتدعة بل سبقنا إلى إنكارها كبار الأئمة والعلماء وتقرر ذلك في بعض المذاهب المتبعة ألا وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله فقد جاء في ( الدر المختار - 2/630 ) - وهو من أشهر كتب الحنفية - ما نصه : عن أبي حنيفة : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } . . ). ونحوه في الفتاوى الهندية ( 5/280 ) .
وقال القدوري في كتابه الكبير في الفقه المسمى بشرح الكرخي في ( باب الكراهة ) : ( قال بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف قال أبو حنيفة : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول : بمعاقد العز من عرشك أو بحق خلقك
وهو قول أبي يوسف قال أبو يوسف : معقد العز من عرشه وهو الله فلا أكره هذا وأكره أن يقول : بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام قال القدوري : المسألة بخلقه لا تجوز لأنه لا حق للخلق على الخالق فلا تجوز وفاقا ) . نقله شيخ الإسلام في( القاعدة الجليلة ) وقال الزبيدي في ( شرح الإحياء - 2/285 ) : ( كره أبو حنيفة وصاحباه أن يقول الرجل : أسألك بحق فلان أو بحق أنبياءك ورسلك أو بحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك إذ ليس لأحد على الله حق وكذلك كره أبو حنيفة ومحمد أن يقول الداعي
وليس هناك في كتب الفقه مايشير إلى أنه يصح عنه شيء مطلقا كما لا يخفى على الفقيه العالم بطريقة نقل أقوال الأئمة الحنفية في كتب المذهب .(1/1070)
ومن غرائب بعضهم أنهم إذا جوبهوا بقول الإمام أبي حنيفة هذا صرحوا بأنهم غير ملزمين به لأنه مخالف للحديث لأنه قد صح - بزعمهم - الحديث بدعاء الله بغيره كما في حديث أصحاب الغار وحديث بريدة وقد تقدما ص 23 - 35 ويفسرونهما على غير الوجه الصحيح يقولون هذا مع أنهم في منهجهم العام وسبيلهم المعروف غارقون في التقليد إلى آذانهم ويعرضون عن أي حديث صحيح الإسناد صريح الدلالة إذا كان مخالفا لمذهبهم فما بالهم يعودون إلى منهجنا هذا حيثما سدت في وجوههم سبل الرد علينا من المذهب ؟ ترى هل هذا تناقض منهم أو غفلة أم هم { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } ليردوا الحق الذي نص عليه إمام مذهبهم لأنه يوافق ما ندعوهم إليه من ترك التوسل بالذات إلى التوسل بالله تعالى وصفاته ؟
وليت شعري هل هم مستعدون لأن يكون العمل بما صح به من الحديث منهجهم في فقهم كله حتى نطالبهم بعشرات بل بمئات الأحاديث الصحيحة التي خالفوها إلى مذهبهم وبذلك تتفق وجهة نظرهم مع وجهة نظرنا أم سيكون شأنهم اتباع الحديث ومخالفة المذهب إذا وافق ذلك الهوى والغرض والتمسك بالمذهب ومخالفة الحديث إذا لم يوافق ذلك الهوى والغرض
وأما احتجاجهم بحديث بريدة وحديث أصحاب الغار فمردود لأنهما صريحان في التوسل بالعمل الصالح وهو الشهادة بالتوحيد في الحديث الأول وبر الوالدين والعفة عن الحرام والإحسان إلى الأجير في الحديث الثاني ونحن قد قلنا بذلك ولم نتعصب لقول أبي حنيفة السابق الذي ينفي ظاهره هذا النوع من التوسل ولا يلزمنا نحن الأخذ به إذا خالف الحديث لأن الحديث مقدم عندنا على قوله وما الخلاف بيننا وبين المقلدة إلا لهذا فيما يظهرون ( والله أعلم بما يكتمون ) وأما تسميتهم هذا التوسل بدعاء الله بغيره فهي من تدليساتهم الباطلة ومغالطاتهم المكشوفة كما لا يخفى على ذوي الألباب .(1/1071)
كان قول القائل : ( أسألك بمعاقد العز من عرشك ) يعود إلى التوسل بصفة من صفات الله عز وجل فهو توسل مشروع بأدلة أخرى كما سبق تغني عن هذا الحديث الموضوع . قال ابن الأثير رحمه الله : ( أسألك بمعاقد العز من عرشك أي بالخصال التي استحق بها العرش العز أو بمواضع انعقادها منه وحقيقة معناه : بعز عرشك وأصحاب أبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء ) .
فعلى الوجه الأول من هذا الشرح وهو الخصال التي استحق بها العرش العز يكون توسلا بصفة من صفات الله تعالى فيكون جائزا وأما على الوجه الثاني الذي هو مواضع انعقاد العز من العرش فهو توسل بمخلوق فيكون غير جائز وعلى كل فالحديث لا يستحق زيادة في البحث والتأويل بعدم ثبوته فنكتفي بما سبق .
شبهات والجواب عليها
يورد المخالفون في هذا الموضوع بعض الاعتراضات والشبهات ليدعموا رأيهم الخاطئ ويوهموا العامة بصحته ويلبسوا الأمر عليهم وأعرض فيما يلي هذه الشبهات واحدة إثر واحدة وأراد عليها ردا علميا مقنعا إن شاء الله بما يقرر ما بينته في الفصل السابق وينسجم معه ويقنع كل مخلص منصف ويدحض كل افتراء علينا بالباطل وبالله تعالى وحده التوفيق وهو المستعان .
الشبهة الأولى :
حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما
يحتجون على جواز التوسل بجاه الأشخاص وحرمتهم وحقهم بحديث أنس السابق ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال : فيسقون ) .(1/1072)
فيفهمون من هذا الحديث أن توسل عمر رضي الله عنه إنما كان بجاه العباس رضي الله عنه ومكانته عند الله سبحانه وأن توسله كأنه مجرد ذكر منه للعباس في دعائه وطلب منه لله أن يسقيهم من أجله وقد أقره الصحابة على ذلك فأفاد بزعمهم ما يدعون . وأما سبب عدول عمر رضي الله عنه عن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم - بزعمهم - وتوسله بدلا منه بالعباس رضي الله عنه عنه فإنما كان لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل ليس غير .
وفهمهم هذا خاطئ وتفسيرهم هذا مردود من وجوه كثيرة أهمها :
1 - إن من القواعد المهمة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الشرعية يفسر بعضها بعضا ولا يفهم شيء منها في موضوع ما بمعزل عن بقية النصوص الواردة فيه . وبناء على ذلك فحديث توسل عمر السابق إنما يفهم على ضوء ما ثبت من الروايات والأحاديث الواردة في التوسل بعد جمعها وتحقيقها ونحن والمخالفون متفقون على أن في كلام عمر : ( كنا نتوسل إليك بنبينا . . وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ) شيئا محذوفا لا بد له من تقدير وهذا التقدير إما أن يكون : ( كنا نتوسل إليك ب ( جاه ) نبينا وإنا نتوسل إليك ب ( جاه ) عم نبينا ) على رأيهم هم أو يكون : ( كنا نتوسل إليك ب
( دعاء ) نبينا وإنا نتوسل إليك ب ( دعاء ) عم نبينا ) على رأينا نحن .
ولا بد من الأخذ بواحد من هذين التقديرين ليفهم الكلام بوضوح وجلاء .
ولنعرف أي التقديرين صواب لا بد من اللجوء إلى السنة لتبين لنا طريقة توسل الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وسلم .(1/1073)
ترى هل كانوا إذا أجدبوا وقحطوا قبع كل منهم في داره أو في مكان آخر أو اجتمعوا دون أن يكون معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعوا ربهم قائلين : ( اللهم بنبيك محمد وحرمته عندك ومكانته لديك اسقنا الغيث ) . مثلا أم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم ذاته فعلا ويطلبون منه أن يدعو الله تعالى لهم فيحقق صلى الله عليه وسلم طلبتهم ويدعو ربه سبحانه ويتضرع إليه حتى يسقوا ؟
أما الأمر الأول فلا وجود له إطلاقا في السنة النبوية الشريفة وفي عمل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولا يستطيع أحد من الخلفيين أو الطرقيين أن يأتي بدليل يثبت أن طريقة توسلهم كانت بأن يذكروا في أدعيتهم اسم النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبوا من الله بحقه وقدره عنده ما يريدون . بل الذي نجده بكثرة وتطفح به كتب السنة هو الأمر الثاني إذ تبين أن طريقة توسل الأصحاب الكرام بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت إذا رغبوا في قضاء حاجة أو كشف نازلة أن يذهبوا إليه صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه مباشرة أن يدعو لهم ربه أي أنهم كانوا يتوسلون إلى الله تعالى بدعاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليس غير .
ويرشد إلى ذلك قوله تبارك وتعالى : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [ النساء : 64 ] .
ومن أمثلة ذلك ما مر معنا في حديث أنس السابق الذي ذكر فيه مجيء الأعرابي إلى المسجد يوم الجمعة حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وعرضه له ضنك حالهم وجدب أرضهم وهلاك ماشيتهم وطلبه منه أن يدعو الله سبحانه لينقذهم مما هم فيه فاستجاب له صلى الله عليه وسلم وهو الذي وصفه ربه بقوله : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } [ التوبة : 128 ] فدعا صلى الله عليه وسلم لهم ربه واستجاب سبحانه دعاء نبيه ورحم عباده ونشر رحمته وأحيا بلدهم الميت .(1/1074)
ومن ذلك أيضا مجيء الأعرابي السابق نفسه أو غيره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الجمعة التالية وشكواه له انقطاع الطرقات وتهدم البنيان وهلاك المواشي وطلبه منه أن يدعو لهم ربه ليمسك عنهم الأمطار وفعل صلى الله عليه وسلم فاستجاب له ربه جل شأنه أيضا .
ومن ذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنه حيث قالت : شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه . قالت : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال :
( إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم . . ) الحديث وفيه أنه صلى الله عليه وسلم دعا الله سبحانه وصلى بالناس فأغاثهم الله تعالى حتى سالت السيول وانطلقوا إلى بيوتهم مسرعين فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال : ( أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله ) .
فهذه الأحاديث وأمثالها مما وقع زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن أصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم تبين بما لا يقبل الجدال أو المماراة أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالصالحين الذي كان عليه السلف الصالح هو مجيء المتوسل إلى المتوسل به وعرضه حاله له وطلبه منه أن يدعو له الله سبحانه ليحقق طلبه فيستجيب هذا له ويستجيب من ثم الله سبحانه وتعالى .(1/1075)
2 - وهذا الذي بيناه من معنى الوسيلة هو المعهود في حياة الناس وفي استعمالهم فإنه إذا كانت لإنسان حاجة ما عند مدير أو رئيس أو موظف مثلا فإنه يبحث عمن يعرفه ثم يذهب إليه ويكلمه ويعرض له حاجته فيفعل وينقل هذا الوسيط رغبته إلى الشخص المسؤول فيقضيها له غالبا . فهذا هو التوسل المعروف عند العرب منذ القديم وما يزال فإذا قال أحدهم : إني توسلت إلى فلان فإنما يعني أنه ذهب إلى الثاني وكلمه في حاجته ليحدث بها الأول ويطلب منه قضاءها ولا يفهم أحد من ذلك أنه ذهب إلى الأول وقال له : بحق فلان ( الوسيط ) عندك ومنزلته لديك اقض لي حاجتي .
وهكذا فالتوسل إلى الله عز وجل بالرجل الصالح ليس معناه التوسل بذاته وبجاهه وبحقه بل هو التوسل بدعائه وتضرعه واستغاثته به سبحانه وتعالى وهذا هو بالتالي معنى قول عمر رضي الله عنه : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا . أي : كنا إذا قل المطر مثلا نذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونطلب منه أن يدعو لنا الله جل شأنه .
3 - ويؤكد هذا ويوضحه تمام قول عمر رضي الله عنه : ( وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ) . أي إننا بعد وفاة نبينا جئنا بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وطلبنا منه أن يدعو لنا ربنا سبحانه ليغيثنا .
ترى لماذا عدل عمر رضي الله عنه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس رضي الله عنه مع العلم أن العباس مهما كان شأنه ومقامه فإنه لا يذكر أما شأن النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه ؟(1/1076)
أما الجواب برأينا فهو : لأن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم غير ممكن بعد وفاته فأنى لهم أن يذهبوا إليه صلى الله عليه وسلم ويشرحوا له حالهم ويطلبوا منه أن يدعو لهم ويؤمنوا على دعائه وهو قد انتقل إلى الرفيق الأعلى وأضحى في حال يختلف عن حال الدنيا وظروفها مما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فأنى لهم أن يحظوا بدعائه صلى الله عليه وسلم وشفاعته فيهم وبينهم وبينه كما قال الله عز شأنه : { ومن روائهم برزخ إلى يوم يبعثون } ؟ [ المؤمنون : 100 ] .
ولذلك لجأ عمر رضي الله عنه وهو العربي الأصيل الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولازمه في أكثر أحواله وعرفه حق المعرفة وفهم دينه حق الفهم ووافقه القرآن في مواضع عدة لجأ إلى توسل ممكن فاختار العباس رضي الله عنه لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية ولصلاحه ودينه وتقواه من ناحية أخرى وطلب منه أن يدعو لهم بالغيث والسقيا . وما كان لعمر ولا لغير عمر أن يدع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ويلجأ إلى التوسل بالعباس أو غيره لو كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ممكنا وما كان من المعقول أن يقر الصحابة رضوان الله عليهم عمر على ذلك أبدا لأن الانصراف عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بغيره ما هو إلا كالانصراف عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة إلى الاقتداء بغيره سواء بسواء ذلك أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يعرفون قدر نبيهم صلى الله عليه وسلم ومكانته وفضله معرفة لا يدانيهم فيها أحد(1/1077)
كما نرى ذلك واضحا في الحديث الذي رواه سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال : أتصلي بالناس فأقيم ؟ قال : فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله عز وجل على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ثم انصرف فقال : يا أبا بكر : ما منعك أن تثبت إذ أمرتك ؟ قال أبو بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
فأنت ترى أن الصحابة رضي الله عنهم لم يستسيغوا الاستمرار على الاقتداء بأبي بكر رضي الله عنه في صلاته عندما حضر الرسول صلى الله عليه وسلم كما أن أبا بكر رضي الله عنه نفسه لم تطاوعه نفسه على الثبات في مكانه مع أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك لماذا ؟ كل ذلك لتعظيمهم نبيهم صلى الله عليه وسلم وتأدبهم معه ومعرفتهم حقه وفضله فإذا كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لم يرتضوا الاقتداء بغير النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمكن ذلك مع أنهم كانوا بدؤوا الصلاة في حال غيابه صلى الله عليه وسلم عنهم فكيف يتركون التوسل صلى الله عليه وسلم أيضا بعد وفاته لو كان ذلك ممكنا ويلجؤون إلى التوسل بغيره ؟ وكما لم يقبل أبو بكر أن يؤم المسلمين فمن البدهي أن لا يقبل العباس أيضا أن يتوسل الناس به ويدعوا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لو كان ذلك ممكنا .
( تنبيه ) : وهذا يدل من ناحية أخرى على سخافة تفكير من(1/1078)
يزعم أنه صلى الله عليه وسلم في قبره حي كحياتنا لأنه لو كان ذلك كذلك لما كان ثمة وجه مقبول لانصرافهم عن الصلاة وراءه صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وراء غيره ممن لا يدانيه أبدا في منزلته وفضله . ولا يعترض أحد على ما قررته بأنه قد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أنا في قبري حي طري من سلم علي سلمت عليه ) وأنه يستفاد منه أنه صلى الله عليه وسلم حي مثل حياتنا . فإذا توسلنا به سمعنا واستجاب لنا فيحصل مقصودنا وتتحقق رغبتنا . وأنه لا فرق في ذلك بين حاله صلى الله عليه وسلم في حياته وبين حاله بعد وفاته أقول : لا يعترض أحد بما سبق لأنه مردود من وجهين :
الأول حديثي : وخلاصته أن الحديث المذكور لا أصل له بهذا اللفظ كما أن لفظة ( طري ) لا وجود لها في شيء من كتب السنة إطلاقا ولكن معناه قد ورد في عدة أحاديث صحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثر علي الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ) قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ ( قال : يقولون : بليت ) قال :
( إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء ) . ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :
( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ). وقوله صلى الله عليه وسلم :
( مررت ليلة أسري بي على موسى قائما يصلي في قبره ). وقوله :
( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ).(1/1079)
الجواب الثاني فقهي : وفحواه أن حياته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته مخالفة لحياته قبل الوفاة ذلك أن الحياة البرزخية غيب من الغيوب ولا يدري كنهها إلا الله سبحانه وتعالى ولكن من الثابت والمعلوم أنها تختلف عن الحياة الدنيوية ولا تخضع لقوانينها فالإنسان في الدنيا يأكل ويشرب ويتنفس ويتزوج ويتحرك ويتبرز ويمرض وتكلم ولا أحد يستطيع أن يثبت أن أحدا بعد الموت حتى الأنبياء عليهم السلام وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تعرض له هذه الأمور بعد موته .
ومما يؤكد هذا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يختلفون في مسائل كثيرة بعد وفاته ولم يخطر في بال أحد منهم الذهاب إليه صلى الله عليه وسلم في قبره ومشاورته في ذلك وسؤاله عن الصواب فيها لماذا ؟ إن الأمر واضح جدا وهو أنهم كلهم يعلمون أنه صلى الله عليه وسلم انقطع عن الحياة الدنيا ولم تعد تنطبق عليه أحوالها ونواميسها فرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حي أكمل حياة يحياها إنسان في البرزخ ولكنها حياة خاصة لا تشبه حياة الدنيا ولعل مما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ) .
وعلى كل حال فإن حقيقتها لا يدريها إلا الله سبحانه وتعالى . ولذلك فلا يجوز قياس الحياة البرزخية أو الحياة الأخروية على الحياة الدنيوية كما لا يجوز أن تعطى واحدة منها أحكام الأخرى بل لكل منها شكل خاص وحكم معين ولا تتشابه إلا في الاسم أما الحقيقة فلا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى .(1/1080)
ونعود بعد هذا التنبيه إلى ما كنا فيه من الرد على المخالفين في حديث توسل عمر بالعباس فنقول : إن تعليلهم لعدول عمر رضي الله تعالى عنه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس رضي الله عنه بأنه لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل وهو تعليل مضحك وعجيب . إذ كيف يمكن أن يخطر في بال عمر رضي الله عنه أو في بال غيره من الصحابة الكرام رضي الله عنهم تلك الحذلقة الفقهية المتأخرة وهو يرى الناس في حالة شديدة من الضنك والكرب والشقاء والبؤس يكادون يموتون جوعا وعطشا لشح الماء وهلاك الماشية وخلوا الأرض من الزرع والخضرة حتى سمي ذاك العام بعام الرمادة كيف يرد في خاطره تلك الفلسفة الفقهية في هذا الظرف العصيب فيدع الأخذ بالوسيلة الكبرى في دعائه . وهي التوسل بالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لو كان ذلك جائزا ويأخذ بالوسيلة الصغرى التي لا تقارن بالأولى وهي التوسل بالعباس لماذا ؟ لا لشيء إلا ليبين للناس أنه يجوز لهم التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل
إن المشاهد والمعلوم أن الإنسان إذا حلت به شدة يلجأ إلى أقوى وسيلة عنده في دفعها ويدع الوسائل الأخرى لأوقات الرخاء . وهذا كان يفهمه الجاهليون المشركون أنفسهم إذ كانوا يدعون أصنامهم في أوقات اليسر ويتركونها ويدعون الله تعالى وحده في أوقت العسر كما قال تبارك وتعالى : { حتى إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } [ العنكبوت : 265 ( والفلك : السفن ) ] .(1/1081)
فنعلم من هذا أن الإنسان بفطرته يستنجد بالقوة العظمى والوسيلة الكبرى حين الشدائد والفواقر وقد يلجأ إلى الوسائل الصغرى حين الأمن واليسر وقد يخطر في باله حينذاك أن يبين ذلك الحكم الفقهي الذي افترضوه وهو جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل وأمر آخر نقوله جوابا على شبهة أولئك وهو : هب أن عمر رضي الله عنه خطر في باله أن يبين ذلك الحكم الفقهي المزعوم ترى فهل خطر ذلك في باب معاوية والضحاك بن قيس حين توسلا بالتابعي الجليل : يزيد بن الأسود الجرشي أيضا ؟ لا شك أن هذا ضرب من التمحل والتكلف لا يحسدون عليه .
---
مرهف
11-02-2005, 12:59 AM
أيها الأخوة الكرام لي رجاء حار بأن لا تثار هذه المواضيع التي تثيرالخلاف ، وليعلم كل أخ كريم أن قوله بالجواز وعدم الجواز ونقله عن فلان أو غيره لن يكون القول الفصل في الموضوع فإن كنت تذهب الجواز فافعل ما تعتقده بدليلك الذي ستلقى الله عليه ، وإن كنت تذهب للتحريم أيضاً فلا تفعله بدليلك الذي ستلقى الله عليه ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات، فإني أعجب من طرح هذه المواضيع التي لا تأتي بجديد وإنما هي إعادة لكلام السابقين وقد قتل هذا الموضوع بحثاً، بينما أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والملاحدة وأذنابهم من المستشرقين والعلمانيين وأشباههم يعملون في شبابنا وبناتنا تحريفاً وإضلالاً و.. و.. فوفروا جهودكم أيها الأخوة لأعدائكم أو لإثراء الملتقى بما هو جديد ومفيد يزيد في إلفتنا وحبنا لبعضنا جزاكم الله خيراً قال تعالى :{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر
---
مراد طباخي
11-05-2005, 02:27 AM(1/1082)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن المسلم يجب عليه أن يصرف وقته في الأهم من الأعمال فالوقت بالنسبه له أمر مهم بل في غاية الاهمية وإني أرى والله أعلم بالصواب أن التركيز على هذه القضايا(القبور و الاولياء)وما تعانيه الامة من الحرب على العقيدة وعلى القرىن الكريم ومع حبي واحترامي للأخ الفاضل ممضيعة للوقت وقضية قد تحدث فيها علماء المسلمين وصارت واضحة جلية للقصي والداني والكبير والصغير.لذلك أخي أن أطلب منك أن تصرف جهدك للأهم.والله الموفق والهادي الى سواء السبيل أخوك مراد طباخي
---
(1/1083)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دليل الرسائل الجامعية في التفسير وعلوم القرآن - السودان (1982-2002م)
---
دليل الرسائل الجامعية في التفسير وعلوم القرآن - السودان (1982-2002م)
---
عبدالرحمن الشهري
03-06-2005, 07:19 AM
صدر ضمن محتويات مجلة الحكمة العدد رقم 30 (محرم 1426هـ) دليل الرسائل الجامعية في الجامعات السودانية في التفسير وعلوم القرآن للفترة 1982م - 2002 م . للدكتور ياسر بن إسماعيل راضي الأستاذ المساعد في التفسير وعلوم القرآن بقسم الدراسات القرآنية والحديثية بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية بماليزيا.
وقد اشتمل هذا الدليل على خمسمائة رسالة وأربع رسائل (504) ما بين ماجستير ودكتوراه. وذلك في أربع جامعات سودانية كبيرة وهي :
- جامعة أم درمان الإسلامية (327) رسالة .
- جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية (157) رسالة .
- جامعة الخرطوم (43) رسالة.
- جامعة أفريقيا العالمية (13) رسالة.
وقد صنفت الرسائل ضمن خمسة موضوعات رئيسة :
- التفسير الموضوعي .
- مناهج التفسير والمفسرين.
- مباحث في علوم القرآن.
- القراءات القرآنية .
- الدراسة والتحقيق.
وسنبدأ في (شبكة التفسير والدراسات القرآنية - دليل الرسائل الجامعية (http://www.tafsir.net/rslj.php)) بإضافة هذه الرسائل للدليل خلال هذين اليومين بإذن الله ليتمكن الطلاب من البحث في هذه القاعدة عن هذه البحوث وغيرها .
---
أحمد القصير
03-06-2005, 03:36 PM
جزاكم الله خيرا أبا عبد الله على ما تقدمونه من نفع لإخوانكم في هذا الملتقى المبارك
---
أحمد القصير
03-06-2005, 03:44 PM
وهذا رابط قاعدة بيانات الرسائل الجامعية والمخطوطات في مركز الملك فيصل:
دليل الرسائل الجامعية والمخطوطات في مركز الملك فيصل (http://213.150.161.217/kfcris/login.htm)
---(1/1084)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بدائع البرهان شرح عمدة العرفان في تحريرات الطيبة كلاهما للعلامة الإزميري
---
بدائع البرهان شرح عمدة العرفان في تحريرات الطيبة كلاهما للعلامة الإزميري
---
د. أنمار
04-04-2004, 10:37 PM
كتاب غاية في الإبداع مليء علما، وتحريرات، والأصل له قام بشرحه مع التنبيهات على أخطاء الشيخ يوسف زاده والمنصوري وبعض الأوهام التي وقعت في النشر.
---
فرغلي عرباوي
04-04-2004, 11:58 PM
شكرا لك أخي الحبيب د أنمار على هذه النفحات القرآنية
وأرجو من كتاب التيسير للداني أو غيره من كتاب التحديد لو متوفر لديك
ويجزاك الله خيرا وجعلكم جند من جنود القرآن
---
نورة
08-12-2005, 11:13 PM
دأنمار
وين ألاقي كتاب بدائع البرهان؟؟
ونفع الله بك الإسلام
---
عبدالرحمن الشهري
08-13-2005, 04:17 PM
هنا
http://tafsir.org/books/list.php?cat=87&PHPSESSID=40463de6735e343541c20f32e2d0355f
---
نورة
08-14-2005, 01:18 AM
جزاك الله خيير
---
(1/1085)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الترحيب بانضمام الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد إلى ملتقى أهل التفسير
---
الترحيب بانضمام الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد إلى ملتقى أهل التفسير
---
عبدالرحمن الشهري
04-29-2005, 01:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم قبل عامين وفي بداية نشر ملتقى أهل التفسير ، كتبت موضوعاً بعنوان:
غانم قدوري الحمد ودراساته التجديدية في علم التجويد (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=85) من باب التعريف بكتب الأستاذ الجليل الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله ، التي أرى أنها من الدراسات والبحوث التي أضافت الكثير للدراسات الصوتية وعلم التجويد ورسم المصحف وعلوم القرآن. وقد كان لهذا المقال أثر طيب - ولله الحمد- بحسب ما لمسته من الزملاء ومن لقيته من طلاب العلم ، حيث كان بعضهم لا يعرف بعض كتبه وبحوثه وتحقيقاته. ومضى الوقت سريعاً كليلة أو نهار كما قال أحمد شوقي ، وإذا بهذه المقالة يقرأها أحد طلاب الدكتور غانم الحمد وهو الأخ الكريم الأستاذ إياد بن سالم السامرائي المدرس بكلية التربية بسامراء بالعراق ، وقد كتب معنا في هذا الملتقى ولا يزال ، فأضاف الكثير من الكتب والبحوث التي لم أعرفها في مشاركتي السابقة ، وأخبرني بأن الدكتور غانم شيخه وأستاذه ، وأنه يمكن أن يوصل له خبرنا ، وقد فعل حفظه الله وبارك فيه. فكتبت رسالة للدكتور غانم الحمد ، أبلغه رغبتنا في مشاركته لنا في ملتقى أهل التفسير ، لما أعرفه من علمه ، وما أتوقعه من سعادتكم جميعاً بمشاركته لنا في هذا الملتقى العلمي الذي يزداد تألقاً وحضوراً علمياً يوماً بعد يوم ولله الحمد بفضل جهودكم جميعاً وفقكم الله وزادكم من فضله.(1/1086)
ويسعدنا الترحيب بانضمام الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ في كلية التربية بجامعة تكريت بالعراق ، وهو غني عن التعريف ، وقد سبق الإشارة إلى كتبه ومؤلفاته وبحوثه في المشاركة السابقة ، وسأذكر تعريفاً مختصراً به ، نقلاً عن كتاب أعلام العراق في القرن العشرين 4/390 حيث قال في ترجمة الدكتور غانم الحمد :
غانم قدوري الحمد (ولد عام 1370هـ) .
هو الأستاذ الدكتور غانم قدوري حمد الناصري ، باحث في الدراسات القرآنية ، ولد في تكريت ، يحمل ماجستير من قسم علم اللغة في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة 1976م ، ودكتوراه في فقه اللغة من كلية الآداب بجامعة بغداد 1985م ، عين تدريسياً في كلية الشريعة بجامعة بغداد 1976-1988 م ، وأستاذاً في كلية التربية بجامعة تكريت 1988-1993.
ثم ذكر بعض مؤلفاته مما قد أتينا عليه وعلى غيره وأضاف الأستاذ إياد السامرائي ما فات ذكره . وننتظر شروع الدكتور غانم الحمد وفقه الله في المشاركة في هذا الملتقى العلمي ، ونرجو للجميع التوفيق والسداد . وأشكر أخي العزيز الأستاذ إياد السامرائي الذي كان سبباً في هذا وفقه الله ورعاه.
والله الموفق ،،
الرياض ، ليلة الجمعة 20/3/1426هـ.
---
خالد الشبل
04-29-2005, 10:15 AM
الحمد لله ، لن نعدم الخير من مشرف كأبي عبد الله .
يسرني أن أرحب بفضيلة الأستاذ الدكتور غانم في ملتقى أهل التفسير ، وكم يبهجنا أن يقترب منا علماؤنا ومشيختنا الجلّة .
مرحبًا بك فضيلة الدكتور ، حللت أهلاً ، ووطئتَ سهلاً . نفع الله بعلمكم الورى .
---
السلامي
04-29-2005, 05:05 PM
الحمد لله على ذلك والأستاذ له قدم صدق في علم التجويد والصوتيات فأهلا وسهلا والحمدلله رب العالمين
---
فهد الناصر
05-03-2005, 11:31 AM(1/1087)
مرحباً بالأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ، وحيا الله أهل العراق الأبطال النبلاء ، والعلماء الأفذاذ. إن انضمامكم لهذا الملتقى نقلة نوعية في عضوية الملتقيات العلمية ، فالحمد لله على هذه النعم الجليلة. وقد استمتعت كثيراً وما أزال بقراءة كتابكم الماتع (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) ولم أظفر بعد ببقية المؤلفات مع كثرة الثناء على كتابكم (رسم المصحف) يسر الله العثور عليه قريباً.
مرحباً بكم مرة أخرى يا دكتور غانم مع محبيكم في ملتقى أهل التفسير ، وجزى الله المشرفين على الملتقى خيراً على دعوتك للكتابة في الملتقى فقد أحسنوا إلينا بذلك غاية الإحسان.
---
غانم قدوري الحمد
05-04-2005, 04:10 PM
تحية للأستاذ عبد الرحمن الشهري والإخوة أعضاء ملتقى
أهل التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد فإني أُحيي أخي الفاضل الأستاذ عبد الرحمن الشهري ، الذي أتاح لي هذه النافذة للتواصل مع أهلِ القرآنِ ، أهلِ اللهِ وخاصَّتِه ، وأحيي الأخوة العاملين معه ، والمشاركين في الملتقى ، والذين كتبوا كلمات الترحيب ، وإني مسرور بالانضمام إلى أسرة الملتقى ، أخاً لهم ، ومتعلماً منهم ، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً في ما نسعى إليه ، وأن يجعل أعمالنا خالصة له ، هو حسبنا ونعم الوكيل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم : غانم قدوري الحمد
25/3/1426هـ
4/5/2005م
---
أبو بيان
05-04-2005, 05:06 PM
مرحباً بك دكتور غانم بين أهلك وإخوانك, ونشكر لك مشاركتك في هذا الملتقى,
ولا ننسى جهد الأخ الكريم إياد السامرائي وفقه الله,
وحرص المشرف الفاضل عبد الرحمن الشهري جزاه الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
05-06-2005, 05:48 AM(1/1088)
مرحباً بكم يا دكتور غانم في ملتقى أهل التفسير ، ونحن سعداء بكم ، ونؤمل آمالاً عريضة في الاستفادة من علمكم ومشاركتكم في هذا الملتقى العلمي . ونرغب في الاستفادة من خبرتكم الطويلة في البحث العلمي المتميز . وفقكم الله وسدد خطاكم.
---
عبد الله الخضيري
05-08-2005, 08:32 PM
قُبلاتي معْ تحيَّاتي
...............سلامي للسعادات
إذا ضمتني الدنيا
............بأبطال الكريهات
أحيِّي الطَّلة الغراء
...........-يَمِيْناً- مِنْ حشَاشَاتِي
وبَسْمَاتِي تحيِّيكمْ
..........و تُغْنِيْ عن كُلَيْمَاتِي
---
الإنصاف
05-27-2005, 07:15 AM
تحاتي معطرة للدكتور غانم قدوري الحمد
وكم سعدنا به كثيرا
وأني أخبرالأخ فهد الناصر وغيره من الإخوة الفضلاء أ ن كتاب ( رسم المصحف ) يباع في المكتبة التراثية الواقعة على الدائري الشرقي بين مخرج 10 _ 11 في مدينة الرياض
---
(1/1089)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دلوني على شيخ أقرأ عليه القرآن و يجيزني
---
دلوني على شيخ أقرأ عليه القرآن و يجيزني
---
أبوطالب
03-13-2006, 02:46 PM
أريد أن أقرأ بعض القرآن حفظاً على شيخ
دلوني على الأعلى سنداً و الأضبط حفظاً حسن العقيدة ثقة
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 02:56 PM
في أي مدينة أنت حتى نجيبك ؟ علماً أن للإجازة بالقرآن شروطاً لعلك تراجعها في الملتقى في موضوعات سابقة .
---
أبوطالب
03-13-2006, 05:58 PM
الأحسن أن يكون في الرياض أو ما حولها و لا مانع أن تخبرني بالبعيد مع القريب لكي أقرأ على القريب و احتفظ باسم البعيد حتى يتيسر لي السفر مادام في السعودية و لا مانع من أن تخبرني حتى بمن هو خارج السعودية فقد تيسير لي سفرة و جزاك الله خيراً
---
أبو يعقوب
03-18-2006, 02:11 PM
ممكن تخبرونا عن المشايخ في الرياض وأماكنهم؟
---
(1/1090)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حاشية التفسير ؟؟
---
حاشية التفسير ؟؟
---
أبوالمنهال الأبيضي
11-06-2003, 02:35 PM
للشيخ عبد الرحمن بن قاسم النجدي حاشية على (( مقدمة التفسير )) لشيخ الإسلام،
وأنا بحثت عن ذلك الكتاب كثيرا، ولم أجده، وقريبا سافرت إلى إحدى المكتبات
بالقاهرة؛ كى أشتري بعض الكتب، فوجدت نسخة من الحاشية هذه عندهم، فاشتريتها
وحرصا على نشر هذا الكتاب علقت تعليقات مختصرة جدا على الأحاديث، وبعض
مسائل الكتاب، ولكني أريد أن أعرف هل الكتاب يباع الآن، وهل علق عليه أحد ؟
---
زيد العنزي
11-07-2003, 06:35 AM
الكتاب موجود ويباع في مكتبة دار القاسم بالرياض ولكن لا اظن ان انها حاشية على مقدمة التفسير التي هي لابن تيمية ولكنها حاشية على مقدمة كتبها هو رحم الله الجميع.
---
المحرر
11-07-2003, 07:34 AM
نعم ، هي حاشية وضعها الشيخ عبد الرحمن القاسم - رحمه الله - ، ثم بعد ذلك شرحها .
ولا يوجد له حاشية على ( مقدمة التفسير ) لشيخ الإسلام .
---
العيدان
11-07-2003, 12:59 PM
بسم الله
وحاشية الشيخ قد شرحها شيخنا المفضال الدكتور:سعد بن ناصر الشثري في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية صيف عام :1424هـ
---
أبو حسن
06-02-2006, 01:36 PM
الشيخ شرح المتن ولم يشرح الحاشية
---
مساعد الطيار
06-02-2006, 02:19 PM
الأخ الكريم
راجع هذا الرابط ، لعل فيه ما يفيدك
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4172&highlight=%C7%C8%E4+%DE%C7%D3%E3
---
(1/1091)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة للاستفادة من مشايخنا : حوار مع فضيلة الشيخ محمد بن رزق الطرهوني
---
دعوة للاستفادة من مشايخنا : حوار مع فضيلة الشيخ محمد بن رزق الطرهوني
---
أم اليمان
10-10-2005, 08:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد حوار مع فضيلة الشيخ محمد بن رزق الطرهوني حفظه الله تعالى
لمن يريد طرح أسئلة على فضيلته
وفقكم الله
في هذا
الرابط (http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=8791&st=0entry61094)
---
(1/1092)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 7
---
مدارسة في تفسير القرطبي 7
---
محمد العبدالهادي
07-19-2003, 05:57 AM
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى {إنما النسئ زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا } الآية مانصه : [ ... والقراءة الثانية يضل به الذين كفروا [ قراءة حفص عن عاصم ] يعني المحسوب لهم ] ( 8/139) ط: دار الكتب المصرية . فما معنى هذا التفسير ؟
---
عبدالله بن بلقاسم
07-19-2003, 06:40 PM
أخي الكريم محمد بن عبدالهادي وفقه الله،
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد
القراءات ثلاث فنبدأ بالقراءة محل الإشكال:
يضل به ( بضم الياء، وفتح الضاد) : معناها يصيب الكفار ( المحسوب لهم : يعنى الذين وقع الحساب في النسيء منهم لأجل مصالحهم ، فقدموا وأخروا في الأشهر الحرم تبعا لأهوائهم) يصيبهم الضلال زيادة إلى ضلالتهم.
فالمقصود من قول القرطبي رحمه الله المحسوب لهم ( والله أعلم)
التفريق بين المحسوب لهم من الكفار وغيرهم
لأن القراءة الأخرى ( يضل بضم الياء وكسر الضاد ) تدل على أن الكفار ( المحسوب لهم) يضلون بالنسيء الكفار ( من غير المحسوب لهم)
أو على المعنى الآخر أن الله عز وجل يضل الكفار بالنسيء
فالحجة لمن ضم الياء وفتح الضاد أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والذين في موضع رفع وكفروا صلة الذين
القراءة الثانية : يَضِل (فتح الياء ) : معناها يقع الكفار في الضلال بسبب النسيء
والحجة لمن فتح الياء أنه جعل الفعل للذين فرفعهم به
القراء ة الثالثة: يُضِل (بضم الياء وكسر الضاد) : ومعناها يُضِل الكفار (الذين ابتدعوا النسيء ) يُضِلون غيرهم ممن يقبل منهم
والحجة لمن كسر الضاد مع ضم الياء أنه جعله فعلا لفاعل مستتر في الفعل وهو مأخوذ من أضل يضل
أو بمعنى ، يضل الله بالنسئ الكفار
وصلى الله وسلم على محمد
---
محمد العبدالهادي(1/1093)
07-22-2003, 11:11 AM
أخي عبد الله .. أرجو توضيح معناك أكثر مستعينا برد الجملة المبنية للمجهول إلى المعلوم ( فعل - فاعل - مفعول ) ، وأنقل لك ماقاله الشوكاني : ( ومعنى القراءة الثانية [قراءتنا] أن الذي سن لهم ذلك يجعلهم ضالين بهذه السنة السيئة ) ( 2/460) " ط :الكتب العلمية . وجزاك الله خيرا
---
(1/1094)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > القراءة الصوتية لمنظومة الزمزمي في التفسير
---
القراءة الصوتية لمنظومة الزمزمي في التفسير
---
شريف بن أحمد مجدي
08-06-2005, 02:53 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هذا تسجيل كامل لمنظومة الشيخ/ عبد العزيز الزمزمي في التفسير بصوت القارئ الشيخ/ طه الفهد وقد أوصاني حفظه الله بوضعها بين أيديكم في هذا الملتقي المبارك فلا تنسوه من خالص الدعاء
وهذا رابط التحميل قم بالضغط بزر الفأرة الأيمن ومن ثم اختر حفظ بأسم من (هنا (http://www.khayma.com/tajweed/alzamzami.mp3))
ويمكنكم زيارة الصفحة الخاصة بتسجيلات القارئ/ طه الفهد من (هنا (http://www.khayma.com/tajweed/qmoton.htm))
---
(1/1095)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > طلب عناوين كتب في جمع القراءات
---
طلب عناوين كتب في جمع القراءات
---
لطيفة بنت محمد
11-06-2006, 11:09 PM
السلام عليكم وحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا,,
أرجو إفادتي إن كان هناك مؤلفات في جمع القراءات بكل مرتبة على حدة..
- لأهل سما
- للكوفيين والشامي
وأخير: للسبعة.
وما الطريقة التي اعتمدها الشيخ خالد الحافظ في كتابه المنح الإلهية؟
لقد حاولت معرفة الطريقة بالتتبع, فوجدت أقرب مالها ( التوافق), لكن في بعض الآيات أرى تغييرا, فلا أدري هل هو استغلاق فهم مني, أم طريقة أخرى!
---
د. أنمار
11-08-2006, 01:10 AM
عليك بالبسط لسمر العشا في خمس مجلدات والسادس مقدمة فلم أجد أسهل منه للمبتدئ
---
أمين الشنقيطي
11-10-2006, 08:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إلى الأخت لطيفة وفقها الله، أرجوا أن تأخذي نصيحتي في هذا الأمر وتسألي عن أخت مُقْرِأة في بلدك،تستطيعين أن تفهمي منها طريقة الجمع من أول الفاتحة إلى الناس، وقد كانت لي تجربة موفقة ولله الحمد تلقيت خلالها القرآن بالقراءات السبع،فكان أفضل شيء سؤال الشيخ عن الطريقة التي تصح بها القراءة عليه.
أما سؤالك عن كتب تجمع بالمراتب فلاعلم لي بكتاب يجمع بهذه الطريقة،
وأما سؤالك عن المنح الإلهية فهو سائر على طريقة ابن الجزري ،وقد عبر عنها بقوله:
وجمعنا نختاره بالوقف وغيرنا يختاره بالحرف،
فالماهر الذي إذا ماوقفا يبدا بوجه من عليه وقفا
يعطف أقربا فأقربا مختصرا مستوعبا مرتبا...
---
د. أنمار
11-12-2006, 10:33 AM
يعطف أقربا فأقربا مختصرا مستوعبا مرتبا...
يعطف أقربا عليه أقربا *** مختصرا مستوعبا مرتبا
===============
أجدت بارك الله فيك.(1/1096)
بل عبارة ابن الجزري هذه تحتاج شيخ متقن لشرحها للطالب وتطبيق عليها بجزء أو جزئين قبل أن يتقنها المتلقي
---
أمين الشنقيطي
11-12-2006, 03:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ليست قضية الجمع أخي الدكتور أنمار بالقضية الصعبة جداً،
فهي تحتاج إلى ممارسة،
فلوأخذ الطالب كتاب (المنح) على سبيل المثال، ثم قرأ منه ربعاً من بداية القرآن وبعد ذلك حفظه كما هو في الكتاب، ثمّ عرضه على (أستاذه)، -أستاذ عارف بترتيب الأوجه-.
وعندما يقارن الطالب حينها بين مايقوله الأستاذ له، وبين كتاب المنح فسيجدهما سواء،
ثم بعد أن تنتهي هذه المرحلة الصعبة،
يأخذ الطالب (مصحف القراءات العشر)، بعد أن يكون قد حفظ (متن الشاطبية)أصوله وفرشه،
فيمايتعلق (بربعه الذي سيقرأه)،
ثمّ يقرأه قبل أن يأتي إلى أستاذه ،
ثم يجمع على أستاذه كما في كتاب (المنح) ترتيبا،
مع شرط التركيز الشديد أولاًعلى الحفظ الجيد للقرآن الكريم،
وثانياً : على مراعاة الوقف والابتداء،
وثالثاً: القراءة بالحدر مع التجويد،
ثم انتظار الدور لدى الأستاذ، وللإتقان يجب الحضور باستمرار عندالأستاذ، حتى يأخذ الطالب الإجازة.
أرجوا المعذرة على الإطالة.وفق الله الجميع.
---
طه محمد عبدالرحمن
11-13-2006, 01:23 AM
و ماذا عن فريدة الدهر ؟؟ أظنه جيدا فى بابه .
جزاكم الله خيرا
---
د. أنمار
11-13-2006, 02:34 AM
أتفق مع الدكتور أمين
أما بالنسبة لفريدة الدهر فهو للقراءات العشر الكبرى وهي مرحلة أخرى متقدمة
---
لطيفة بنت محمد
11-13-2006, 07:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر الشيخين الفاضلين على الجواب, ومحض النصيحة.
وإنما سألت هذا السؤال لأنه المنهج النظامي للصف الثالث الثانوي بمدارس تحفيظ القرآن الكريم.
- في سورة الفاتحة والربع الأول من سورة البقرة بالمراتب -(1/1097)
وهو عسير بداية, وما من حاجة له في هذه المرحلة, مع علمنا بأن منهج القراءات لا يخرج متقنات, ولكن يحدد الميول والاتجاهات.
ولا أعرف كلية قرآنية تدرس منهج الجمع.
سددكم الله تعالى
---
العبادي
11-13-2006, 09:31 PM
ولا أعرف كلية قرآنية تدرس منهج الجمع.
ماذا تقصدين أيتها الأخت بهذه العبارة؟
لأن المعروف أن من أولويات كليات القرآن الكريم هو فهم وتطبيق طريقة جمع القراءات، وأبرز مثال عليها كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، التي يتخرج منه الطالب وقد حفظ الشاطبية والدرة، وقرأ المصحف كاملا بالقراءات العشر جمعا وتوجيها.
---
لطيفة بنت محمد
11-16-2006, 09:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله..
أقصد في تعليم البنات.
---
(1/1098)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ترجمة الشيخ حسن حبنكة وأخيه الشيخ صادق وولده الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني
---
ترجمة الشيخ حسن حبنكة وأخيه الشيخ صادق وولده الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني
---
د . يحيى الغوثاني
12-20-2006, 01:49 AM
لقد وعدت بمناسبة الحديث عن كتاب الشيخ عبد الرحمن حبنكة أن أفرد موضوعا لترجمة الوالد والعم والابن وسأبتدئي بالوالد
الشيخ حسن حبنكة الميداني
لقد كان الشيخ حسن حبنكة ذا هيبة كبيرة في قلوب أهل الشام ولا زلنا نذكر ونحن صغار شَبَبة كيف كنا نتطلع إلى رؤية وجهه ومحياه عندما يدخل إلى بعض المحافل أو يحضر إحدى المناسبات ... وإن أنس لا أنس ذلك الحفل المهيب الذي حضر فيه أكابر علماء دمشق ليسلموا شهادات التقدير والتخرج لطلبة معهد الفرقان وذلك عام 1976 م وقد امتلأ المكان بأكابر القوم وحشد من أهل العلم وألقى العلماء كلماتهم وكان قمر هذه الحفل الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله وتشرفنا بتسليم شهاداتنا من يده
وساذكر ترجمته هنا ثم ترجمة أخيه الشيخ صادق حبنكة العالم الشهير الذي ورث مكانة أخيه ولا زال إلى هذه اللحظة يحظى بتقدير العلماء
1ـ مولده ونسبه :
ولد الشيخ حسن حبنكة رحمه الله في العام 1326 هجرية والموافق لعام 1908 ميلادية في دمشق في حيِّ الميدان ، المعروف بأصالته العربية ، وحبه للدين ، ومحافظته على العادات والشيم الرفيعة . ويعود نسب الشيخ إلى عرب بني خالد ، وهم قبيلة معروفة من قبائل العرب ، ولها منازل في بادية حماة من أرض الشام .(1/1099)
نشأ الشيخ في أحضان عائلة تتصف بالاستقامة والصلاح ، فوالده الحاج مرزوق عُرف بتدينه ومواظبته على الطاعات ، وحب فعل الخير ، والبر بوالديه وبخاصة والدته ، التي كان لها الخادم البار في سنيِّ كبرها وعجزها ، وكان مواظباً على العبادة في وقت السحر ، ويخرج إلى صلاة الفجر مبكراً فيصلي ويجلس للذكر وتلاوة القرآن ، وكان ذا رغبة صادقة في أن يكون ولده (حسن) عالماً .
وأما والدة الشيخ فهي الحاجة خديجة المصري ، من قرية الكسوة جنوب دمشق ، وهي من النساء الصالحات العفيفات ، وقد توفيت أثناء عودتها من رحلة الحج عن طريق البحر ، مع ابنها الشيخ حسن .
2ًـ نشأته وطلبه للعلم :
نشأ الشيخ منذ طفولته متوقد الذكاء ، قوي الحافظة طموحاً ، محباً للعلم والفضيلة والمجد ، فتعلم في الكُتاب القراءة والكتابة والقرآن ، ثم أرسله أبوه إلى مدرسة في أطراف دمشق ، يشرف عليها الشيخ شريف اليعقوبي وكان أهل علم وصلاح ، وبعد أن أنهى صفوف المدرسة عنده اتجه إلى أستاذ آخر ، كان قد سمع به في حيِّه وهو الشيخ طالب هيكل ، وكان له علم بشيء من النحو والصرف والفقه على مذهب الإمام الشافعي ، فاستفاد منه في هذه العلوم ، ثم تعرف على عالم آخر من المعروفين بالعلم والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الشيخ عبد القادر الأشهب ، فتلقى عنه أوسع مما تلقى عن شيخه السابق ، لكن رغبته في العلم ، وطموحه في التحصيل ، كانا يدفعانه إلى المزيد من العلم ، والجلوس بين يدي العلماء ، لاسيما وقد سمع بكبار العلماء في قلب مدينة دمشق ، فبدأ الاتصال بهم واحداً فواحداً ، ليروي نهمه العلمي ، وكان والده يشجعه على ذلك ، وقد تكفل به وبأسرته ، بعد أن زوجه في سن صغيرة في الخامسة عشر من عمره .(1/1100)
تابع الشيخ مسيرته العلمية ، بكل همة واجتهاد ونشاط ، ينهل من مختلف العلوم العربية والشرعية ، وحتى بعض العلوم الكونية مثل الطب وعلم النبات ، خصوصاً وقد أكرمه الله عز وجل بالتعرف على ثلة من جهابذة العلماء ، كان في مقدمتهم الشيخ محمود العطار وهو فقيه حنفي وعالم متمكن ، فتتلمذ على يديه سنين طوالاً ، كما اتصل بالعلامة التقي الورع والأصولي والفقيه البارع ، الشيخ أمين سويد رحمه الله تعالى ولازمه ملازمة طويلة ، ثم التقى عالماً ضليعاَ بعلوم اللغة العربية لاسيما البلاغة والأدب وحسن صياغة النصوص والإنشاء هو الشيخ عبد القادر الاسكندراني رحمه الله الذي أفاده في هذه العلوم كثيراً ، كما استفاد من عالم كردي متمكن في العلوم العقلية ( المنطق والفلسفة وأصول الفقه ) فقرأ عليه عدداً من الكتب في هذه العلوم ، كما تتلمذ على الشيخ عطا الكسم مفتي الديار الشامية ، فلازمه مدة سمع خلالها مسائل كثيرة من الفقه الحنفي ،
وأكرمه الله تبارك وتعالى بالاتصال بعلامة الشام وشيخ مشايخها الشيخ بدر الدين الحسني الذي أفرد له وقتاً خاصاً ، ليقرأ عليه فيه واستمر ذلك حتى وفاة الشيخ بدر الدين رحمه الله تعالى فاستفاد من علمه وروحانيته الشيء الكثير .
هؤلاء هم أشهر الأساتذة والمشايخ ، الذين تلقى عنهم ، واغترف من غزير علومهم ومعارفهم واقتبس من أخلاقهم وصفاتهم ، مع ما وهبه الله من عقل ذكي وبديهة حاضرة وحب شديد للمعرفة بحيث أصبح من خيرة العلماء علماً وعملاً ودعوة .
3ًـ مرحلة الدعوة والتعليم :(1/1101)
لم يكن الشيخ محباً للعلم ، والاستزادة منه ، ليملأ به عقله وذهنه فحسب ، ومن ثم يتغنى بأمجاد العلم ويتعالى به على الناس ، بل كان العلم هو وسيلته إلى الدعوة إلى الله عز وجل ، وإصلاح المجتمع ، وتربية العلماء الراسخين ، الذين يقودون حركة الإصلاح والنهوض بمجتمعهم ، لذلك رأيناه يسلك طريق الدعوة والتعليم ، وهو بعد ما يزال صغيراً طالب علم ، فملأ وقته مابين طلب للعلم ومابين التعليم والوعظ والإرشاد ، وأصبح له طلاب يقصدونه ، ليقرؤا عليه بعض الكتب في مختلف العلوم بعد أن عاينوا تمكنه وحسن أسلوبه وشرحه .
ولما قامت النهضة العلمية الدعوية في دمشق ، على يد العالم الداعية الشيخ علي الدقر رحمه الله تعالى كان الشيخ حسن أحد أركانها ، وقدم لها كل إمكاناته وكان مديراً لإحدى المدارس التي أنشأها بالتعاون مع الجمعية الغراء جمعية الشيخ علي الدقر، وهي مدرسة (وقاية الأبناء) وشهدت المدرسة في عهد إدارته نجاحاً باهراً ، وتخرج منها طلاب علم غدوا فيما بعد من أكابر علماء الشام ، وفي هذه الأثناء لم ينقطع الشيخ حسن عن التعليم والدعوة في جامع منجك مقرِّ دعوته الرئيسي ، حيث كان الطلاب يتوافدون عليه صباحاً ومساءً ، ويتنقلون من علم إلى علم وفق منهج جادٍ صارمٍ ، لتبنى شخصياتهم العلمية بناءً قوياً راسخاً ، وكانت فكرة إنشاء معهد شرعي له نظامه المتكامل ، وصفوف متدرجة ، فكرة قد شغلت ذهن الشيخ وصمم على تنفيذها مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه ، وتم له ما أراد حين قام (معهد التوجيه الإسلامي) بإشراف الشيخ حسن وبمعونة طلابه المتقدمين ، الذين تعب على تدريسهم وتعليمهم ، ليكونوا من خيرة الأساتذة بل والعلماء ولقد تخرج من هذا المعهد ، العدد الكبير من طلاب العلم ، من سوريا ولبنان والأردن وتركيا وبعض البلاد الإفريقية ، والذين أصبح الكثير منهم علماء البلاد ومراجع الناس في العلم والفتوى .(1/1102)
ولم يعتن الشيخ كثيراً بالتأليف ، لأنه كان منصرفاً إلى تربية الرجال المؤمنين الصادقين وتخريج العلماء المتمكنين ، وطلابه اليوم والحمد لله هم في مقدمة علماء سوريا ، أمثال أخيه العالم الفقيه واللغوي الأديب ، والخطيب الحكيم ، الشيخ صادق حبنكة حفظه الله وبارك في حياته ، والشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى شيخ قراء الشام العالم العامل ، والداعية المؤثر ، وخلفه الشيخ محمد كريم راجح شيخ قراء الشام حالياً الخطيب المفوه ، والأديب الشاعر والفقيه الحاذق ، والشيخ الدكتور مصطفى الخن الفقيه الأصولي ، الأديب والمدرس في كليات الشريعة في دمشق وفي المملكة العربية السعودية ، والشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي العالم المفكر الفقيه الأصولي والداعية المشهور، ونجل الشيخ الأكبر الشيخ عبد الرحمن حبنكة رحمه الله تعالى العالم المطلع ، والمصنف المكثر الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة المكرمة .
4ًـ أسلوبه في التعليم :
كان الشيخ حريصاً على أن يُخرِّج علماء ، يتقنون ما تعلموه ليستطيعوا بذله للناس بكل ثقة وأمانة فكان مع الطلاب المبتدئين ، كثير الشرح والبيان لمسائل العلم الذي يتلقونه ، يعطيهم مفاتيح العلوم ويحثهم على الرجوع إلى الكتب لفهم عباراتها ، وحفظ مسائلها ، وأما الطلاب المتقدمون ، فكان يدربهم على استخراج المسائل من مظانها ، وتحليل القضايا إلى عناصرها ، تحليلاً عقلياً منطقياً ويمرنهم على المناظرة والمحاورة ، لتكون لكل منهم شخصيته العلمية المستقلة ، التي تعتمد على قدراتها وتثق بإمكاناتها .
5ًـ مشاركاته العلمية :(1/1103)
كانت للشيخ مكانته العلمية والدينية المتميزة ، ولذلك لما تأسست جمعية لعلماء سوريا باسم (رابطة العلماء) كان الشيخ أحد أعضائها البارزين ، فكان الشيخ أبو الخير الميداني رئيساً لها والشيخ حسن حبنكة أميناً عاماً لها ، وقد قامت هذه الرابطة بدور توجيهي بالغ الأثر في الحياة العامة للبلاد .
وشارك الشيخ أيضاً في رابطة العالم الإسلامي ، واختير عضواً فيها عن سوريا خلفاً للشيخ مكي الكتاني رحمه الله تعالى ، وكان يحضر اجتماعاتها السنوية في مكة المكرمة مشاركاً بعلمه ورأيه .
6ًـ اهتمامه بالمجتمع والأعمال الخيرية :
إن مثل الشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى ، في وراثته لهدي النبوة التي كانت رحمة للناس في كافة مجالات حياتهم ، لايمكن أن يكون بمعزل عن حياة الناس ، وعن المشاركة في حلِّ أزماتهم وتخفيف معاناتهم ، ورفع شأنهم في كل أمر ، لذلك وجَّه الشيخ عنايته إلى أفراد حيِّه أولاً يبحث عن الفقراء والمحتاجين والمرضى والأيتام ، ليحوطهم بكل ما يستطيع تقديمه لهم ، وذلك بمعونة أهل الخير والإحسان ، وراح يوجه إلى قيام وإنشاء الجمعيات الخيرية ، التي تتولى جمع التبرعات من زكوات وصدقات ، لتوزع على المستحقين بكل أمانة ودقة ، وكانت فاتحة هذه الجمعيات (جمعية أسرة العمل الخيري) ثم توسع هذا العمل المبرور ، إلى باقي أحياء وحارات الميدان ومدينة دمشق ، كما كان الشيخ أيضاً ملاذ الناس في معضلات أمورهم ، ومشاكلهم يهرعون إليه للنظر فيها والمساعدة على حلها ، فكان بيت الشيخ داراً للقضاء والشورى وفضِّ المنازعات .
7ًـ مواقفه الإسلامية الشجاعة :(1/1104)
إن من أعظم ما يتميز به الشيخ حسن رحمه الله تعالى جرأته في الحق ، وشجاعته في مواجهة الباطل ، وهي صفة رافقته منذ يفاعته وشبابه المبكر ، فحينما اندلعت الثورة السورية على المستعمر الفرنسي عام 1925م وكان الشيخ يطلب العلم ، وهو في مقتبل العمر في السابعة عشر من عمره ، هبَّ ليشارك الثوار المجاهدين ، وانضوى تحت لواء واحد من مشاهيرهم ، وهو الشيخ محمد الأشمر رحمه الله تعالى وشارك في قتال المغتصبين المحتلين .
ولما أرادت فرنسا فرض (قانون الطوائف) ، محاولة بذلك تغيير العديد من قوانين الأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية ، قام الشيخ خطيباً ينبه العقول ، ويفضح الألاعيب ويُلهب المشاعر ، وكان لموقفه هذا أثره البالغ في إبطال العمل بذلك القانون المنحرف .
وهكذا كان الشيخ رحمه الله في كل مرة وفي أي عهد من العهود ، لسان الحق الجريء المقدام الذي ينافح عن عقيدة الأمة وتشريعها وتاريخها ، مرتكزاً في ذلك على علم راسخ ، ووعي يدرك أبعاد القضايا ، وحكمة تزن الأمور بميزان دقيق حساس ، وقلب عميق الصلة بالله والتوكل عليه واحتساب الأجر والثواب عنده وحده ، ولقد لقي الشيخ في سبيل ذلك من المكاره والأذى الشيء الكثير ، ولكنه وبفضل الله ومعونته خرج ظافراً منتصراً .
8ً ـ صفاته الشخصية ومشاركاته الأدبية ومختارات من شعره :(1/1105)
لقد أوتي الشيخ رحمه الله من الصفات الذاتية والمحامد الخلقية نصيباً موفوراً ، فكان حاد الذكاء حاضر البديهة ، وكان عميق التفكير ، صادق الفراسة ، وكان فصيح اللسان واسع الشرح والبيان وخطيباً جماهيرياً يملك قلوب وأفكار مستمعيه ، وكان محدثاً بارعاً يأسر مَن يحدثه بحسن بيانه وجواهر لفظه ، وكان رحمه الله عظيم الصبر علىa الناس كثير التسامح حريصاً على تأليف القلوب ، وكان كثير الاهتمام بعيادة المرضى والدعاء لهم بالشفاء ، وكان حكيماً في فضِّ المنازعات وإطفاء نيران الفتنة بين الناس ، وكان رحمه الله عفيفاً يعلم طلابه ويدربهم على العفة والترفع عن الدنايا والصغائر ، وكان متواضعاً وخصوصاً لرجل صالح أو عالم فاضل أو شيخ كبير السن أو امرأة عجوز ، وهو في ذات الوقت كان عزيزاً لم يُهن نفسه لغني من أجل غناه ، ولا لذي وجاهة في قومه من أجل وجاهته ، ولم يمالئ ذا سلطان وهو في سلطانه ، وكان الشيخ ذا حس ونفس أدبي واضح ، وربما نظم شعراً وجدانياً دينياً ، لكنه فيه مقلٌّ إذ لم يُفرِّغ نفسه له وفي مناسبة من مناسبات الحج فاضت مشاعره ببعض أبيات ومما قاله فيها :
صفق القلب للحجاز وثارا **** شفه الشوق للحبيب فطارا
واقتفت إثره الجسومُ غراماً **** فجرى الركب في الرمال وسارا
يا ديار الحبيب يا أنس قلبي **** عدل الدهر في الهوى أو جارا
يا بقاع الأنوار من فيض ربي **** حدثيني عن الرسول جهارا
9ً ـ صفاته التربوية :(1/1106)
كان رحمه الله مربياً شديد الملاحظة والمتابعة ، لا تكاد تفوته كبيرة ولا صغيرة من حركات مَن هم في دائرة تربيته وتوجيهه ، وكان من أساليبه التربوية إلجاء مَن يشرف على تربيتهم إلى ممارسة الأمور التي يحرص أن يربيهم عليها ، من أعمال وأقوال وتعليم وتوجيه . وكان أخشى ما يخشاه أن يُصاب من هو في دائرة تربيته بالغرور بنفسه فيستكبر أو يقنع بما وصل إليه فلا يتابع مسيرته متنامياً متكاملاً . وكان من أساليبه التربوية أيضاً تصيد أيِّ حدث يمكن الاستفادة منه لتربية العقائد والمفاهيم الإسلامية وتثبيتها وتعميقها .
10ً ـ وفاته :
أصيب الشيخ بجلطة قلبية ، نتيجة الإجهاد والتعب المتواصل ، وما يحمل من هموم الأمة وآلامها ولكنها مرت بسلام ، إلا أن همة الشيخ وصحته لم تعد كما كانت من قبل ، وفي فجر الاثنين في 14ذي القعدة /1398 هجرية الموافق 16/10/1978م التحق الشيخ بالرفيق الأعلى عن عمر ناهز السبعين عاماً ، وكان قد أزمع السفر إلى مكة المكرمة ، لحضور مؤتمر من مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي ، ثم الحج إلى بيت الله الحرام ، وما إن أشيع النبأ حتى عم الحزن والأسى بلاد الشام قاطبة ، وتقاطرت الوفود من كل الجهات لتشييع جنازته ، التي كانت جنازة ضخمة مشى فيها مئات الآلاف من محبي الشيخ وطلابه وعارفيه ، وصُلي عليه في الجامع الأموي الكبير في قلب دمشق ، ثم دُفن في حيِّه حيِّ الميدان بجوار المسجد الجامع الذي سعى في إنشائه وإعماره والذي سُمي فيما بعد جامع الحسن .تغمد الله الشيخ حسناً بواسع رحمته ، ورفع مقامه في عليين ، وجزاه عن جهاده ودعوته وتعليمه أفضل ما يُجازى العاملون ، وجمعنا به مع أشياخنا وأحبابنا في مستقر رحمته ، تحت لواء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
---
د . يحيى الغوثاني
12-20-2006, 02:52 AM
الشيخ: عبد الرحمن حبنكة الميداني
مولده وتعليمه:(1/1107)
ولد الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة في دمشق بحي الميدان سنة 1927م / 1345 هـ، ونشأ في بيت علم ودعوة تحيط
به ظروف قلَّما تيسَّرت لغيره، فهو سليل إحدى العائلات الدمشقيّة العريقة التي عُرِفت بالعلم،وهو والعلم والدعوة - بدءًا من نشأته الأولى منذ ما يزيد عن ستين عامًا - توءمان لا يفترقان، وكان لوالده الشيخ حسن حبنكة فضل تربيته وتأديبه وتعليمه.
درس الشيخ عبد الرحمن في "معهد التوجيه الإسلامي"، الذي أنشأه والده رحمه الله، وتخرج فيه عدد من علماء دمشق المعروفين.. كالشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والشيخ الدكتور مصطفى سعيد الخنّ، والشيخ حسين خطَّاب رحمه الله، والدكتور مصطفى البغا، وغيرهم.
ثم درس الشيخ في الأزهر الشريف، وعمل بعد تخرجه في مديرية التعليم الشرعي التابعة لوزارة الأوقاف السورية، ثم عضوًا لهيئة البحوث في وزارة التربية والتعليم في سوريا، ثم انتقل إلى السعودية بعد عام 1967م ليعمل أستاذًا في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ثم أستاذًا في جامعة أم القرى في مكة قرابة ثلاثين عامًا.
من مؤلفاته:
قدّم الشيخ عبد الرحمن حبنكة كتبا قيمة زادت على الثلاثين كتابا أثرى بها المكتبة الإسلامية والفكر الإسلامي؛ حيث تعدَّدت إسهاماته وتنوعت في مجالات متعددة: في العقيدة، والدعوة، والأدب، والأخلاق، والدراسات القرآنية، وسلسلة أعداء الإسلام: "اليهود – الشيوعية – التيارات المعاصرة – الغزو الفكري"، وغيرها، ونذكر من كتبه ما يلي:
- العقيدة الإسلاميَّة وأسسها. -
الأخلاق الإسلاميَّة وأسسها. -
قواعد التدبُّر الأمثل لكتاب الله. -
أمثال القرآن وصور من أدبه الرفيع. -
مكايد يهوديَّة عبر التاريخ. -
صراع مع الملاحدة حتى العظم. -
أجنحة المكر الثلاثة. -
ديوان "ترنيمات إسلاميَّة"، شعر. -
ديوان "آمنت بالله"، شعر. -
ديوان "أقباس" في منهج الدعوة وتوجيه الدعاة. -
ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة. -(1/1108)
مبادئ في الأدب والدعوة. -
معارج التفكر ودقائق التدبر. -
نوح عليه السلام وقومه في القرآن. -
تدبر سورة الفرقان. -
روائع من أقوال الرسول. -
الصيام ورمضان في السنة والقرآن. -
براهين وأدلة إيمانية. -
ابتلاء الإرادة بالإيمان والإسلام والعبادة. -
غزو في الصميم. -
الكيد الأحمر. -
ظاهرة النفاق وخبائث المنافقين. -
كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة. -
بصائر للمسلم المعاصر. -
التحريف المعاصر في الدين. -
الحضارة الإسلامية. -
توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية. -
فقه الدعوة إلى الله تعالى. -
البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها وصور من تطبيقاتها. -
صفات عباد الرحمن في القرآن. -
منهج التربية النبوية للطفل مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح.
من آرائه ومواقفه التاريخية:
ومن آرائه البارزة في طبيعة اليهود ما ذكره في كتابه: "مكايد يهودية عبر التاريخ"، الذي كشف فيه حقيقة الكيان الصهيوني والعقيدة الصهيونية؛ حيث بين أنها قائمة على الظلم والعدوان منذ عهد الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ وحتى يومنا هذا.
وقال: إن الدارس عبر التاريخ لليهود بوصفهم شعباً له صفاته وخصائصه المميزة يجده شعباً شريراً، خائناً، ملتوياً، خبيث الطوية، ماجن السلوك، عنصرياً، مغروراً، جشعاً، يستغل الآخرين، يثير الفتن، ويبيت المؤامرات ضد الأمم والشعوب الأخرى. انظر: ص13- 20.
ومن آرائه المشهورة أنه ذكر أربع نقاط يمكن للإنسان أن يقيس نفسه بها ويعرف ما إذا كان قوي الإرادة أم ضعيفها وهى:
1- سرعة مبادرته للخيرات والطاعات.
2- التفاؤل بالخير دائما.
3- تلقي الأحداث بصبر ورضي.
4- ملك النفس عند الغضب.
وقل: إن الإنسان إذا أراد أن يقوي إرادته الفعلية فعليه بما يلي:
1- تقوية إيمانه بالله تعالى وبصفاته الحسنى وبقضائه وقدره.
2- التدريب العملي من خلال مجاهدة النفس.
3- ممارسات العبادات.(1/1109)
ومن مواقفه التاريخية في مضمار التصدي لما يسمى بالغزو الفكري أنه في أحد صباحات نيسان 1967م تسلل أحد الغزاة الفكريين إلى إحدى المطبوعات الدورية الحكومية في سوريا، ودس مقالا تخريبيا للفكر الإسلامي، فما كان منه ـ رحمه الله ـ إلا أن تصدى له في منبر جامع الميدان ملهبا مشاعر الجماهير المسلمة التي اندفعت إلى الشوارع في مظاهرات صاخبة، وأغلقت المحال؛ حيث كان الظرف السياسي في تلك الآونة شديد التأزم والخطورة، فتحركت الدولة بسرعة لامتصاص الأزمة، وفعلا وقع على من له علاقة بما نشر في المجلة أحكام مشددة.
رحم الله الشيخ عبد الرحمن حبنكة، فسجله الحافل بالتصدي للغزو الفكري وأكثر من ثلاثين عاما قدم فيها في المملكة العربية السعودية خلاصة فكره المنير لهي إضاءات أنارت قلوب وعقول شباب الأمة المسلمة.
---
أبو صفوت
12-20-2006, 03:25 AM
جزاك الله خيرا شيخنا المفضال
أرجو ذكر مصادر ترجمة الشيخ عبد الرحمن
---
معروفي
12-20-2006, 06:20 AM
جزاكم الله خيراً على هذه الترجمة الوجيزة للشيخ محمد حسن حبنكة و ابنه الشيخ عبدالرحمن رحمهما الله تعالى ،
و لكن لي استدراك يسير و هو : ذكرت من كتب الشيخ عبدالرحمن ( منهج التربية النبوية للطفل مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح.
حياة السلف الصالح ) وهذا ليس من كتب الشيخ رحمه الله تعالى ؛ بل قدّم له الشيخ فقط .
---
مروان الظفيري
12-20-2006, 07:18 AM
أثابك الله خيرا ياشيخنا الفاضل المفضال أبا عاصم
على هذه التذكرة ، لعلمائنا العاملين :
الشيخ حسن حبنكة ، وأخيه الشيخ صادق ،
وولده الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ..
وإن شاء الله تكون فيها فائدة لكل من يقرؤها
---
د . يحيى الغوثاني
12-20-2006, 09:02 AM
الأخ أبو صفوت للتوسع في التعريف بالشيخ ينظر كتيِّب: "عبد الرحمن حنبكة الميداني"، بقلم زوجته عائدة
الجرَّاح، دار القلم دمشق.)
وانظر هذا الرابط(1/1110)
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=5225&highlight=%CD%C8%E4%DF%C9
وشكرا لاستدراك الأستاذ معروفي ( وجزاك الله خيرا )
---
معروفي
12-26-2006, 06:58 AM
أشكر الشيخ يحيى لأدبه الجم ، و أرجو الله تعالى أن يعمّ خيره كل طالب علم ، و أنصح الشيخ أن يذكر لنا أبرز
تجاربه و ذكرياته و مصنفاته في خدمة القرآن الكريم ، على شكل خواطر متنوعة لعل الله تعالى ينفع بها ، و تكون
ذخراً للشيخ يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، و جزاكم الله تعالى خير الجزاء .
أخوكم المحب لكم في الله تعالى عاطف المعروفي
---
د . يحيى الغوثاني
12-27-2006, 12:59 AM
أشكر الشيخ يحيى لأدبه الجم ، و أرجو الله تعالى أن يعمّ خيره كل طالب علم ، و أنصح الشيخ أن يذكر لنا أبرز
تجاربه و ذكرياته و مصنفاته في خدمة القرآن الكريم ، على شكل خواطر متنوعة لعل الله تعالى ينفع بها ، و تكون
ذخراً للشيخ يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، و جزاكم الله تعالى خير الجزاء .
أخوكم المحب لكم في الله تعالى عاطف المعروفي
الأستاذ معروفي شكر الله لكم كلامكم اللطيف
إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذووه
وأما طلبكم أن أذكر تجارب الشيخ في القرآن وذكرياته في ذلك
فهل تقصد الشيخ حسن أم الشيخ صادق حبنكة أم الشيخ عبد الرحمن ..؟؟؟
---
معروفي
12-27-2006, 06:16 AM
بل أقصد الشيخ يحيى الغوثاني وفقه الله تعالى و سدد خطاه .
---
(1/1111)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رحلتي مع حفظ كتاب الله وتدبر وتفسيره
---
رحلتي مع حفظ كتاب الله وتدبر وتفسيره
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-04-2006, 09:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً .... والصلاة والسلام على من بعثه الله مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا..
بعد شكر الله عزّ وجلّ الذي له الحمد في الأولى والآخرة ملء السموات .. وملء الأرض .. وملء ما شاء من شيء بعد.. أشكر فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تقديمه تفسيري (الدُّرة في تفسير سورة البقرة) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5749) والله اسأل أن يثيبه ويجزيه خير الجزاء.
وتوضيحاً لما ذكره الشيخ حفظه الله أودّ ذكر رحلتي مع حفظ وتفسير هذا الكتاب الجليل المنزل من لدن حكيم حميد، حيث بدأت رحلتي معه منذ أن فتح الله عليّ وهداني لحفظه، أدركت حينها أن الأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة، وعزيمة وهمّة، ومجاهدة ومثابرة.
كانت البداية حفظ سور الأجزاء الأخيرة من القرآن الكريم (عمّ يتساءلون، وتبارك) وكان الأمر يسيراً ولم أحتج لكبير جهد، ولمَّا انتقلت لحفظ "سورة البقرة" وجدت عناءً في تفلُّت حفظها، وعناءً أكبر في خواتيم آياتها، وما إن انتهيت من حفظها وانشغلت بحفظ سورة "آل عمران" عن مراجعتها حتى وجدت تفلتاً في كثير من آياتها مما زاد في كربي وضيقي، حيث أني بذلت جهداً غير يسير في حفظها.(1/1112)
وبعد الاستعانة بالدعاء والصلاة والتفكر بطريقة أهتدي بها لتثبيت حفظي، وبما أني قد نشأت في أسرة تهتم باللغة العربية اهتماماً كبيراً، وكان عملي بالتدريس لسنوات خلت أمدني بتجربة تمكنني من الاستفادة منها. وبما أن القرآن الكريم لا ينفك بتاتاً عن اللغة العربية فقد نزل بلسان عربي مبين، وبفتحٍ من الله عليّ وبفضل منه هداني تبارك وتعالى ذِكْره، فعدت أدراجي لحفظ "سورة البقرة" بطريقة مختلفة؛ فقد قمت بتقسيم السورة إلى محاور رئيسة، ثم عمدت إلى كتب التفسير أستعين بها لمعرفة أسباب النزول ومعاني الآيات، وعلى ضوء ما يتبيّن لي أقسِّم موضوعات كل ثمن، فلاحظت أن بعضها يرتبط بما قبله أحياناً، وبما بعده أحياناً أخرى، فكنت أضم الآيات التي تندرج تحت موضوع واحد، فإذا انتهيت من موضوع وانتقلت لآخر حاولت تدبُّر الآيات ومدى ارتباط بعضها بعض ، ووجه المناسبة فيما بينها ، وكلّ ذلك باختصار وإيجاز؛ لأنّ همّي كان فهم الآيات فهماً عامّاً، وتثبيت حفظي من التفلت. ولم يكن لديّ علم بما يُسمَّى بالتفسير الموضوعي حيث كانت بضاعتي في علوم القرآن قليلة.
مكثت على ذلك ما يقارب السنوات الثلاث، حفظت خلالها القرآن كاملاً بهذه الطريقة، وعندما كنت أراجع ما حفظت أفرح فرحاً كبيراً ، وأردِّد قوله تعالى:[ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ](يونس: 58) ، لقد كان الحفظ ثابتاً وجيداً ، وقليلاً ما تتفلَّت مني الآيات، بل إن القراءة بالطوال من السور في الصلاة غيباً كان في غاية السهولة واليسر لثبات الحفظ، واجتماع القلب والفكر وارتباطهما بموضوعات السورة حتى لتجري السورة بسلاسةٍ كالماء السلسبيل، وكطائر يتنقل من فنَنٍ إلى فنَن في دوحة غنّاء.. بديعة التنسيق..(1/1113)
وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه" انتقلت لتدريس وتحفيظ القرآن في مدارس الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. وكنت خلال سنيِّ حفظي قد تلقيت التجويد وأتقنت فنّه إتقاناً طيباً. وهناك لاحظت عناء طالباتي فيما كنت قد عانيت منه سابقاً، بل إن الكثير من الحافظات كنَّ حافظات اسماً لا حقيقةً! وبعضهنّ يرددن عبارة أصبحت مشهورة: " نحن خاتمات ولسنا حافظات " .
مكثت على هذا المنوال قرابة عشر سنوات أتممنا خلالها ما يقارب العشرين جزءاً بنفس الطريقة نتذوق حلاوة كتاب الله بتدبر آياته، وفهم معانيه. وخلال هذه المدة لم أفترلحظة واحدة في التزوّد بما يعينني على طلب العلم الشرعي والتسلح بذخائره القيّمة وكنوزه العظيمة؛ جثوّاً على الركب في حلق العلم، ومدارسة الأشرطة العلمية لأهل العلم كفضيلة الشيخ العلامّة محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله تعالى، والشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله، وغيرهم ، حيث كنت أقوم بتفريغ المادة من الشريط ودراستها، فإن أشكل عليّ شيء استعنت بأهل العلم والاختصاص.
ومنَّ الله عليّ فبدأت بتلقي علوم القراءات، فقرأت القرآن برواية حفص، وشعبة عن عاصم. وقرأت إلى سورة النحل برواية ورش عن نافع، وإلى سورة النساء برواية قالون. كما تلقيت أصول ابن كثير براوييه قنبل والبزّي، وقرأت البقرة وآل عمران. ولم يتسنَّ لي المتابعة بسبب كثرة انشغالي بتلقي العلم من جهة والتدريس من جهة أخرى. وبفضل الله وعونه أصبح لديّ حصيلة علمية جيدة في قواعد التفسير وأصوله، وأصول الفقه، والقواعد الفقهية، فضلا عن علوم القرآن حيث بدأت بدراسة المباحث للشيخ مناع القطان رحمه الله، ثم المناهل للزرقاني رحمه الله، ثم البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي، وقمت بدراسة مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله.(1/1114)
لذلك كانت انطلاقتي من هنا؛ حيث بدأت أنهج طريقتي بتقسيم السور حسب موضوعاتها، مع تفسير إجمالي لمعاني الآيات، واستنباط بعض الفوائد منها، وكل ذلك كان يُملى شفوياً على الطالبات.
ومن الكتب التي استفدت منها كثيراً في علوم القرآن الكريم كتب الأستاذ الدكتور فهد الرومي حفظه الله، ككتاب منهج المدرسة العقلية في التفسير، ودراسات في علوم القرآن، وخصائص القرآن الكريم وغيرها. وكذلك كتاب التفسير والمفسرون للذهبي. والمفسرون بين التأويل والإثبات لآيات الصفات للمغراوي. ومن الكتب المفيدة جداً كتاب قاموس القرآن الكريم، وهو من إعداد نخبة من العلماء والباحثين، صادر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وقام بتقريظه صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله تعالى. وهو جامع لعلوم القرآن كما هو واضح من اسمه (قاموس القرآن الكريم).(1/1115)
اعتمدت بفضل الله في تفسيري على أمهات كتب التفسير، فلم أكن لأفسر آية حتى أقرأ تفسيرها من جميع ما تيسر لي منها ابتداء من تفسير الإمام الطبري: جامع البيان، وتفسير ابن كثير: القرآن العظيم ، والجامع لأحكام القرآن: للقرطبي، والبحر المحيط: لأبي حيان الغرناطي، وروح المعاني للألوسي، وفتح القدير للشوكاني، وفتح البيان للقِنوجي، والتفسير الواضح للشيخ الدكتور محمد محمود حجازي، وتفسير الجلالين، ومحاسن التأويل للقاسمي، وأضواء البيان: للشيخ الأمين الشنقيطي، وتفسير ابن سعدي: تيسير الكريم الرحمن، والتحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور، وأحكام القرآن الكريم لابن عثيمين، ودروس التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث كنت أفرغ الأشرطة؛ لأنها لم تطبع بعد. وصفوة التفاسير للصابوني، والتفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي، وأيسر التفاسير للجزائري، وتوفيق الرحمن في دروس القرآن للشيخ فيصل آل مبارك. ومما أفادني بعد ذلك من التفاسير التي نهجت طريقة التفسير الموضوعي: في ظلال القرآن لسيد قطب، وتفسير "الأساس" لسعيد حوى، وتفسير الشيخ عبد الحميد طهماز، وأيسر التفاسير للشيخ عامر أحمد الشريف، وقد قدَّمه لي أحد الأخوة الأفاضل كان قد جلبه من السودان الشقيق. وأما في علوم المناسبات فكان مرجعي: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي، وتناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي، وغير ذلك من كتب التفسير.
وكانت مراجعي في إعراب القرآن الكريم: كتاب إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس، وكتاب الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، وإعراب ألفاظ القرآن الكريم .
ولم أغفل باقي العلوم الشرعية كالعقيدة، وعلوم السنة والحديث ومصطلحه وشروحه - قدر استطاعتي -، فضلا عن الكتب المختصة بالدعوة وأسسها وأصولها، وغير ذلك مما أستنير به للقيام بما أوجبه الله عليّ من الدعوة والتعليم وتزكية ما تعلمته واكتسبته... كل ذلك بفضل الله تعالى أولاً وآخراً.(1/1116)
وإني وإن كنت في ابتداء تدريسي أروم تثبيت الحفظ لدى الحافظات لكنه كان يثير قلقي ويفجر مشاعر الحزن في نفسي انكباب الكثير على حفظ القرآن دون تدبره وفهمه، حتى إنه ليتخرج سنوياً المئات ولكن الكثير لا يفقه معاني قصار السور فضلاً عن طوالها!! بل أصبح الاهتمام بدراسة التجويد أكثر من الاهتمام بفهم معاني الآيات وتدبرها! وليس هذا مراد الله تعالى من إنزال الكتاب؛ لأنه تعالى قال في محكم التنزيل: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب](ص: 29)، كما لم يكن هذا هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولا سلفنا الصالح، وبدأت أشعر بالغربة تجاه الانفصام بين الهدف المنشود وتطبيقه والغاية منه وبين واقعنا المؤسف بسبب وجود كثير من العقبات من الفتن وغيرها التي تقف أمام جيلنا الطالع، والبون الشاسع بينه وبين ما كان عليه سلفنا الكرام، حيث كان أحدهم قرآناً يمشي على الأرض. مما جعل همّ تعليم كتاب الله وُفق مراده سبحانه وتعالى يُثقل كاهلي، وشعرت بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الأمر.
فبدأت أطور فكرتي وأبلورها بحيث يكون منهلنا لجميع علومنا الشرعية من مظانّه الصحيحة، وهي كتاب الله، وما حوى من العلم الشرعي في شتى الفنون، وهو أفضل ما تكتسبه النفوس، وتحصّله القلوب ويزيد العبد رفعة في الدنيا والآخرة؛ فشرف العلم بحسب شرف معلومه والحاجة إليه.(1/1117)
وعملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لايؤمن أحدكم حتى يُحبّ لأخيه ما يحب لنفسه"، وارتقاءً بالمستوى التعليمي لأخواتي في الله، وحبَّا في أن يعمَّ الخير كل من لم يتسنَّ لها طلب العلم الشرعي الأكاديمي استعنت بالله وبدأت أول دورة علمية شرعية شاملة، وكانت البداية حفظ وتفسير سورة البقرة، وكان هدفي أن تحصل الدارسة على علم شرعي جامع للعقيدة، والفقه، والحديث، وبعض قواعد التفسير وأصوله، وهكذا قمت بطباعة ملازم توزع على الطالبات وفيها تقسيم موضوعات السورة، والمناسبة ووجه الربط - إن وُجد - وشرح المفردات اللغوية، وشرح موضوع الآيات شرحاً إجمالياً، ثم هداية الآيات والفوائد المستنبطة منها ، وأوليت اهتماماً كبيراً بآيات الأحكام، حيث كنت أقوم بشرحها شرحاً مفصَّلاً وأتعرض لمسائلها، كما هو بيِّن في كتابي الدُّرة في تفسير سورة البقرة، وكما سيأتي إن شاء الله لاحقاً في تفسير سورة النساء، وسورة المائدة، حيث هما قيد الطبع.
كذلك حرصت على تدريس قواعد التفسير من خلال الآيات، كأن يعرض لي أثناء التفسير أكثر من معنى للآية فأذكر القاعدة في ذلك: وهي أنه إذا كان للآية أكثر من وجه في تفسيرها ولا تعارض بينها فتُحمل الآية عليها، وإن كان هناك تعارض عمدنا إلى الترجيح. وهكذا مع عامّة القواعد التي تمر بي خلال التفسير.
وركّزت كثيراً على فهم قاعدةِ مناسبةِ خاتمةِ الآية لسياقها، وأذكر اللطائف التي قد ترد في هذا الباب، وكنت أتوقف تقريباً مع خاتمة كل آية وأذكر وجه مناسبتها لسياقها، وذلك لما لمسته من ضعف شديد في حفظ خواتيم الآيات، والخلط بين خواتيم آية وآية أخرى، وما ذاك إلا لهذُّ الآيات هذّاً، ونثرها نثر الدّقل، وقلّة اعتياد تدبّرها وفهمها فهماً يعين على استنباط الخاتمة المناسبة لها.(1/1118)
كما اعتنيت بتأصيل قاعدة التعامل مع الإسرائيليات الواردة في بعض التفاسير كما بيَّنها ابن تيمية رحمه الله تعالى، وشرحها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
وهكذا في علوم السُّنَّة والحديث، حيث كنت ألزم الدارسات حفظ الشواهد من الأحاديث التي تمر بنا في التفسير، مما يعين الدارسة على تحصيل كمّاً لا بأس به من أحاديث الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الصحيحة حفظاً ودراسة. وأتعرض لشيء من التفصيل عند مرورنا بآيات الغزوات وما يتعلّق بالسيرة النبوية. وكذلك العقيدة وما يتعلق بها من شرح قواعد الأسماء والصفات، وأصول الإيمان وغيرها...
ولم أغفل ما حوى كتاب الله مما يُحرك القلوب بالترغيب تارة والترهيب أخرى، وما فيه من المواعظ والحثّ على تقواه جلّ في علاه.
وحرصت كل الحرص على أن تُؤدَّى اختبارات تحصيليّة من قبل الطالبات في كل ما يُؤخذ وذلك لتثبيت المعلومات لدى الدارسات. ثم تسميع ما تمَّ حفظه وُفق التقسيم الموضوعي للسورة. كما حرصت على ألا أقبل إلا مَن كان لديها همّة في طلب العلم الشرعي دون من همّها الحفظ فقط، حتى أصبح شعار الدورة: "للجادات فقط".
والآن وبعد مضي ما يقرب من خمسة عشر عاماً على انبثاق تلك الفكرة وإخضاعها للواقع العملي التجريبي كانت الثمرة - بفضل الله، وتوفيقه، وكرمه، ومنّته - رائعة ، بل مُذهلة!!! ولا غرو .. فالمنهج مستمدّ من كتاب الله تعالى، وطريقة السلف الصالح؛ حيث كانوا لا يتجاوزون الآيات الخمس حتى يفهمونها ويتدبرونها ويعملون بها. وبهذا استطعت - بفضل الله - تحفيظ كتاب الله تعالى، والإعانة على تدبّره، وفهم بعض مراميه، والوقوف على بعض لطائفه وأسرار الشريعة فيه، كما أنه قد تحصَّل لدى الدارسات حصيلة علمية شرعية من الناحية العقدية والفقهية والأصولية واللغوية.(1/1119)
ونحن الآن قد انتهينا بفضل الله من تفسير سورة المائدة بالطريقة التي ذكرتها آنفا. كما قد تيسر خلال دورات الصيف الشرعية تفسير سورة "النور" ، وسورتي "الزمر" و "غافر" بالطريقة إياها كذلك، وهي قيد الطبع إن شاء الله تعالى.
وبعد... ما سطرت هذا تطلّعاً لثناء أو حمد، لكني أسأل الله القبول والإخلاص، وما كنت لأخطه لولا مخافة جحد فضل الله، وما منَّ عليّ وفَتَح، عملا بقوله تعالى: [وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث](الضحى:11). ثم خشية كتم العلم؛ فلعلّ هناك مَن يحب الاستفادة من هذه التجربة من خلال هذا الموقع المبارك (شبكة التفسير والدراسات القرآنية). وشحذاً لذوي الهمم ممن لم يتسنَّ لهم طلب العلم الشرعي لسبب من الأسباب بأن يسلكوا هذا المنهج في الارتقاء بأنفسهم والعمل على إصلاح مجتمعاتهم. وتطلعي من جهة أخرى لنصح أهل الاختصاص وإرشادهم، والاستفادة من آرائهم وتجاربهم.
وسأقوم بعرض تقسيم سورة البقرة ووجوه الربط إن شاء الله لاحقاً في هذا الملتقى المبارك... والله من وراء القصد.. وهو المستعان ... وعليه التكلان ..
أختكم في الله : ميادة بنت كامل الماضي
---
أحمد البريدي
06-04-2006, 10:50 PM
الأخت الكريمة :
تجربة ثرية , وبرنامج عملي , نفع الله بك , وننتظر ما وعدتي به من عرض للكتاب ليكن عندنا تصور أوضح حول هذه التجربة .
---
يسرى خلف
06-07-2006, 10:28 AM
بارك الله فيك ، ونفع بعلومك ، ولكن كيف يمكنني الحصول على الكتاب ،لا أدري هل تم توفيره في المكتبات لدينا في اليمن أم لا ؟
كما أرجوا منكِ أن تتحفينا بما استطعت على صفحات هذا المنتدى، حتى تعم الفائدة لمن لم يتيسر له الحصول على الكتاب، وجزاك الله خيرا.
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-07-2006, 10:51 AM(1/1120)
أشكر الأخ الدكتور أحمد البريدي، والأخ يسري خلف تفاعلهما مع ما كتبته عن رحلتي مع كتاب الله - حفظاً، وتدبرًا، وتفسيراً - والله أسأل أن ينفعنا بما علمنا وينفع بنا ويرزقنا القبول والإخلاص.
أخي الكريم يسري: بريدي الالكتروني: mai_madi@yahoo.com بإمكانك تزويدي برقم صندوق بريدك لأرسل لك الكتاب. ولعله قريباً يتم توفيره في المكتبات من قبل الناشر كما وعدت بذلك.
---
ابو الروب
06-07-2006, 01:53 PM
مشا الله بارك الله الى الامام والله يوفقكم ويرعاكم
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-07-2006, 10:48 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم: (أبو الروب) . أسأل الله لنا جميعاً الهدى والسداد.
---
يوسف الحوشان
06-08-2006, 03:02 PM
أحسن الله اليك وزادك قربا منه
---
خالد الباتلي
06-13-2006, 12:29 AM
أرى أن هذا من توفيقِ الله لكِ ، فهنيئا لكِ ، وأقول : أبصرتِ فالزمي .
---
أبوعبيدة
06-14-2006, 02:34 PM
الأخت الكريمة:
السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية:
بقدر الكدِّ تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدِّ أضاع العمر في طلب المحال
حقيقة يعجز اللسان عن وصف هذا العمل العظيم، الذي يحتاج إلى مجهود كبير، هذا المجهود الذي قد يعجز عنه كثير من الشباب، فالحمد لله الذي ألهمك بداية التفكير في مثل هذا العمل، والحمد لله الذي وفقك في القيام به أتم قيام، وأسأل الله لك الثبات عليه، وأن يرزقك الصبر على طاعته، والعمل على خدمة كتابه، وحقيقة يجب على الإنسان دائماً وأبداً أن يسأل الله عزوجل الثبات على الطاعة وفعل الخير، وألا ينسى فضل الله عليه؛ حتى لا يقع في حبائل الشيطان، وينسب الفضل إلى نفسه، وينسى تثبيت الله عزوجل له على مثل هذا العمل.
نفع الله بك، وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك يوم القيامة.
---
سالم سرور عالي
06-21-2006, 02:05 AM(1/1121)
السلام عليكم .... الاستاذه مياده غفر الله لكي ... كأني قرأت عن هذه الطريقه في كتاب توزعه بعض دور القرآن اظن اسمه : دليل فهم القران المجيد . نشرته مكتبة الرشد . فهل وقفتي عليه ؟ .
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-21-2006, 06:07 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم أقف على الكتاب الذي ذكرت، وسأجتهد للاطلاع عليه إن شاء الله تعالى.
أخي الكريم تجربتي عملية تطبيقية فتح الله علي بها بفضله وكرمه ، استنبطتها من واقع احتياجي لحفظ كتاب الله تعالى وتدبره والغوص في مراميه، ثم أصلتها تأصيلاً علمياً بعد ذلك. فلله الحمد الذي ينسب له الفضل أولاً وآخرا.
---
سالم سرور عالي
06-22-2006, 03:55 AM
نفع الله بكي وسددكي ... اكملي لا عدمناكي .
---
(1/1122)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- إكرام الجار
---
برنامج إحياء السنة النبوية- إكرام الجار
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
08-17-2006, 07:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
سنة الأسبوع ( 20) بتاريخ 24/7/1427- إكرام الجار
قم بإكرام جارك ثم قم بالتصويت
قال الله تعالى : ( وَاِعبِدوا اللَهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئاً وَبِالوالِدَينِ إِحساناً وَبِذي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكين وَالجارُ ذي القُربى وَالجارُ الجَنِب ) .
________________
الحديث الأول فى إكرام الجار:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ قَالَ وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ ( أخرجه البخارى)
شرح الحديث فى فتح البارى:(1/1123)
قوله : ( فلا يؤذ جاره ) في حديث أبي شريح " فليكرم جاره " وقد أخرج مسلم حديث أبي هريرة من طريق الأعمش عن أبي صالح بلفظ " فليحسن إلى جاره " وقد ورد تفسير الإكرام والإحسان للجار وترك أذاه في عدة أحاديث أخرجها الطبراني من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده والخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأبو الشيخ في " كتاب التوبيخ " من حديث معاذ بن جبل " قالوا يا رسول الله ما حق الجار على الجار ؟ قال : إن استقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإن مرض عدته، وإن احتاج أعطيته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابه خير هنيته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، وإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده " وألفاظهم متقاربة، والسياق أكثره لعمرو بن شعيب .
وفي حديث بهز بن حكيم " وإن أعوز سترته " وأسانيدهم واهية لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن الحديث أصلا .
ثم الأمر بالإكرام يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فقد يكون فرض عين وقد يكون فرض كفاية وقد يكون مستحبا، ويجمع الجميع أنه من مكارم الأخلاق .
قوله : ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) زاد في حديث أبي شريح " جائزته .
قال : وما جائزته يا رسول الله ؟ قال : يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام " الحديث وسيأتي شرحه بعد نيف وخمسين بابا في " باب إكرام الضيف " إن شاء الله تعالى .
__________________-
الحديث الثاني فى إكرام الجار:(1/1124)
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح و حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي قَالَ إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا ( أخرجه البخارى)
شرح الحديث فى فتح البارى:
قوله : ( حدثنا حجاج ) هو ابن منهال , وقد روى البخاري لحجاج بن محمد بواسطة , واشتركا في الرواية عن شعبة , لكنه سمع من ابن منهال دون ابن محمد . قوله : ( وحدثنا علي ) كذا للأكثر غير منسوب , وفي رواية ابن السكن وكريمة علي بن عبد الله , ولابن شبويه علي بن المديني . ورجح أبو علي الجياني أنه علي بن سلمة اللبقي بفتح اللام والموحدة بعدها قاف , وبه جزم الكلاباذي وابن طاهر , وهو الذي ثبت في رواية المستملي , وهذا يشعر بأن البخاري لم ينسبه وإنما نسبه من نسبه من الرواة بحسب ما ظهر له فإن كان كذلك فالأرجح أنه ابن المديني لأن العادة أن الإطلاق إنما ينصرف لمن يكون أشهر وابن المديني أشهر من اللبقي , ومن عادة البخاري إذا أطلق الرواية عن علي إنما يقصد به علي بن المديني . ( تنبيه ) : ساق المتن هنا على لفظ علي المذكور , وقد أخرجه المصنف في كتاب الأدب عن حجاج ابن منهال وحده وساقه هناك على لفظه . قوله : ( حدثنا أبو عمران ) هو الجوني . قوله : ( سمعت طلحة بن عبد الله ) جزم المزي بأنه ابن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي , وقال بعضهم هو طلحة ابن عبد الله الخزاعي لأن عبد الرحمن بن مهدي روى عن الثوري عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله عن عائشة حديثا غير هذا , ويترجح ما قال المزي بأن المصنف أخرج حديث الباب في الهبة من طريق غندر عن شعبة فقال " طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم بن مرة " وليس لطلحة بن عبد الله في البخاري(1/1125)
سوى هذا الحديث , وسيأتي الكلام عليه مستوفى في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى . والجوار بضم الجيم وبكسرها . وقوله " قال إلى أقربهما " يروى " قال أقربهما " بحذف حرف الجر , وهو بالرفع ويجوز الجر على إبقاء عمل حرف الجر بعد حذفه أي أقرب الجارين , قال ابن بطال : لا حجة في هذا الحديث لمن أوجب الشفعة بالجوار لأن عائشة إنما سألت عمن تبدأ به من جيرانها بالهدية فأخبرها بأن الأقرب أولى , وأجيب بان وجه دخوله في الشفعة أن حديث أبي رافع يثبت شفعة الجوار فاستنبط من حديث عائشة تقديم الأقرب على الأبعد للعلة في مشروعية الشفعة لما يحصل من الضرر بمشاركة الغير الأجنبي بخلاف الشريك في نفس الدار واللصيق للدار . ( خاتمة ) : جميع ما في الشفعة ثلاثة أحاديث موصولة . الأول منها مكرر والآخران انفرد بهما المصنف عن مسلم . وفيه من الآثار اثنان غير قصة المسور وأبي رافع مع سعد وهي موصولة . والله أعلم .
________________-
للمزيد من الأحاديث فى حقوق الجار قم بالرجوع للمصادر التالية :
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=530
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=260&CID=1
---
(1/1126)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسلوب " التغليب " في القرآن الكريم
---
أسلوب " التغليب " في القرآن الكريم
---
الباحث7
07-13-2005, 06:00 AM
إن ألفاظ العموم تشمل جميع الأفراد المندرجة تحت جنسها، إلا أن العرب في حالات معينة استعملوا ألفاظ عموم لتشمل أفراداً أخرى لعلاقة بينهما بينوها في لغتهم وهذا ما يسمى (التغليب).
وباستقراء استعمالات العرب للتغليب في لغتهم يتبين أن هذا يتم في الحالات التالية:
========================================
1. تغليب اللفظ المذكر ليشمل المؤنث أي عموم لفظ الرجال ليدخل فيه النساء، فإذا خوطب الرجال والنساء بفعل لهما خوطبوا بلفظ المذكر كقوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران] فهي تشمل كذلك أولات الألباب. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله} [البقرة/278] فهي تشمل كذلك اللائي آمنّ:
أ. فإذا كان الخطاب بفعل خاص بالرجال بقرينة فعندئذٍ لا تغليب كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} [الجمعة/9].
فالخطاب هنا {الذين آمنوا} ، {فاسعوا إلى ذكر الله } لا تغليب فيه لأنّ صلاة الجمعة فرض على الرجال فقط فتصرف { الذين } كما هي للرجال و { فاسعوا } كذلك كما هي للرجال.(1/1127)
ب. وإن كان المقصود من الخطاب التنصيص على إبراز تعلق الحكم بالمرأة بنفس درجة تعلقه بالرجل لإزالة الالتباس فلا تغليب، ويفرد لكل منهما خطاب كاللاتي سألن الرسول r عن تغليب خطاب الأحكام للرجال فلعلهنّ أقل أهمية فنزلت بعض آيات بالتنصيص عليهن لإزالة هذا الالتباس وإبراز دورهنّ، كقوله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} [آل عمران] وقوله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} [الأحزاب/35] الآية وكقوله تعالى: { إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً } [الحديد/18] الآية... هذا التنصيص على إبراز تعلق الحكم بالمرأة بنفس درجة تعلقه بالرجل من حيث المدح.
وقد يكون لإبراز تعلق الحكم من حيث الذمّ كقوله تعالى: { وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم} [التوبة/68] وقوله : { ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات} [الفتح/6].
2. تغليب خطاب العاقل على غير العاقل إذا خوطب العقلاء وغير العقلاء كقوله تعالى: { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه } [الإسراء/67] فهم كانوا يدعون أصناما آلهة وغير أصنام عقلاء وغير عقلاء، فتمّ تغليب خطاب العاقل {من } لإبراز أن ما يزعمونهم آلهة يعبدونهم لن ينفعوهم في ذلك الموقف ولن يستجيبوا لهم حتى لو كانوا عقلاء، فكيف تنفعهم أو تستجيب لهم الأصنام الجامدة التي يعبدونها؟ وذلك للتأكيد على أن الله وحده هو الإله الخالق الذي لا شريك له والذي يستجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن غيره مخلوق له سبحانه. وكقوله تعالى: { وربك أعلم بمن في السموات والأرض} [الإسراء/55] في السموات والأرض العاقل وغير العاقل واستعمل خطاب العاقل {من } التي هي للعاقل:(1/1128)
أ. فإذا كان وجود العاقل مع غير العقلاء غير مؤثر في الحكم أي كان كأنه غير موجود معهم فلا تغليب للعاقل بل الخطاب لغير العقلاء، قال تعالى: { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } [الأنبياء/98] وهم كانوا يعبدون الأصنام وكذلك يعبد بعضهم عيسى بن مريم - عليهما السلام - ولكنهم كانوا يعبدون عيسى بن مريم دون رضاه ودون استطاعة منعهم من ذلك، فسلط الخطاب على غير العقلاء باستعمال { ما } ولذلك فإن (الزِّبَعرى) لما احتج على رسول الله أن هذا يشمل عيسى كذلك فكيف يكون في النار نزلت الآية باستثنائه: { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } [الأنبياء] مما يعني أن { ما } في الآية الأولى وهي لغير العاقل في اللغة استعملت من باب التغليب لتشمل عيسى - عليه السلام - وهو من العقلاء، ولهذا أصبح تخصيص عموم {ما } في الآية الأولى، وهذا هو المعنى الراجح لاستعمال { ما } في الآية المذكورة. وأما القول بأن {ما } لغير العاقل هنا دون تغليب فهو قول مرجوح لعدم الحاجة في هذه الحالة لاستثناء عيسى - عليه السلام - في الآية الثانية.
ب. وإن كان اعتبار العاقل كأنه غير موجود ليس لأنه غير مؤثر بل لأن مقصود الخطاب إبراز قلة حجمه بالنسبة لغيره من المخلوقات غير العاقلة، فلا تغليب حينئذٍ للعاقل، بل الخطاب لغير العقلاء، كقوله تعالى: { ولله ما في السموات وما في الأرض} [آل عمران/109] فاستعملت { ما } وهي لغير العاقل لأن المقصود أن مخلوقات الله غير العاقلة الخاضعة لله تعالى كثيرة جداً بالنسبة إلى العقلاء.
وكذلك قوله تعالى: { يسبح لله ما في السموات وما في الأرض } [الجمعة/1] أي أن الذين يسبحون الله وينزهونه ويخضعون له Y من مخلوقات الله غير العاقلة في ملكوته هم كثرة كاثرة بالنسبة للعقلاء والمكلفين تهويناً لشأن غير المسبحين الله منهم.(1/1129)
ج. كذلك إذا كان العاقل مجهولاً في صفته وماهيته عند المخاطِب أو المخاطَب أو أراد المخاطِب أن يبحثه ابتداء كما لو كان مجهولا، فإن أسلوب المخاطب غير العاقل يستعمل معه، فالعرب تقول عند رؤيتها شيئا يتحرك نحوها من بعيد مجهولاً في صفته وماهيته (ما هذا) وهكذا عند سؤالهم عن مجهول في الصفة والماهية:
• قال تعالى: { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن } [الفرقان/60].
• قال تعالى: { قال فرعون وما رب العالمين } [الشعراء].
• قال تعالى: { ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن } [البقرة/228].
• قال تعالى: { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي } [البقرة/133].
فأراد يعقوب - عليه السلام - أن يبحث موضوع الخالق المعبود ابتداءً كما لو كان غير معلوم للمخاطب ليبين أن الإنسان بفطرته وعقله يستطيع التعرف على خالقه والإيمان به دون أن ينقل ذلك نقلاً عن غيره.
د. فإذا سلط الخطاب على العاقل من حيث الحلّ والحرمة كشيء من الأشياء فإن خطاب غير العاقل يستعمل مثل:
• قوله تعالى: { فانكحوا ما طاب لكم من النساء} [النساء/3].
• قال تعالى: { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } [النساء/24].
• قال تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء } [النساء/22].
باستعمال { ما } التي هي لغير العاقل.
3. تغليب صفة العاقل:
فإذا وصف غير العاقل بصفة العقلاء فإن خطاب العاقل هو المستعمل بسبب تغليب الصفة، قال تعالى: { إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } [يوسف]. فقد استعملت { رأيتهم } في الآية الكريمة وهي للعقلاء بدلاً من (رأيتها) وهي لغير العقلاء، وذلك بسبب وصف القمر والشمس والكواكب بصفة ظاهرها في العقلاء { ساجدين } ومن باب تغليب صفة العقلاء استعمل خطاب العقلاء { رأيتهم } بدلاً من (رأيتها) لغير العقلاء.
ومثال آخر:(1/1130)
• قال تعالى: {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم إن كانوا ينطقون} [الأنبياء] فالسؤال والنطق صفة للعاقل، فغلّب خطاب العاقل بدل خطاب الأصنام غير العاقلة فجاء في الآية الكريمة { كبيرهم } للعاقل وليس (كبيرها) لغير العاقل، وكذلك { فسئلوهم } بدل (فاسألوها).
ملاحظة:
كما استعملت العرب التغليب في صيغ العموم - كما بيناه - فقد استعملته كذلك في ألفاظ الخصوص والذي سمي بتغليب المثنى.
فقد استعملوا تثنية لفظ مفرد ليدل على هذا المفرد ومفرد آخر ليس من جنسه ولكن بينهما علاقة فقالوا (القمران) وأرادوا الشمس والقمر، و(الأبوان) وأرادوا الأب والأم.
كذلك استعملوا تثنية صفة لتشمل مشتركين بها فقالوا (الأخشبان) لجبلي (أبي قيس وقعيقعان) في مكة لصلابتهما، وقالوا (الأسودان) للتمر والماء، وكذلك للعقرب والحية .
المصدر : http://www.al-waie.org/home/issue/182/htm/182w08.htm
---
(1/1131)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > (نسخة بديلة) الكبائر كتاب الكتروني رائع رجاء حذف النسخة السابقة
---
(نسخة بديلة) الكبائر كتاب الكتروني رائع رجاء حذف النسخة السابقة
---
عادل محمد
08-11-2006, 10:48 AM
(نسخة بديلة) الكبائر كتاب الكتروني رائع رجاء حذف النسخة السابقة
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
نبهني بعض الإخوة جزاهم الله خيرا إلى وجود خطأ مطبعي صارخ في النسخة السابقة
لذا أرجو كل من قام بتنزيلها أن يحذفها وينزل بدلا منها هذه النسخة
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الكَبَائر
مُحَمّد بنُ أحْمَد الذهَبيّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 635 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/f432d77c34.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/ba62da6e4b.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/04210ea312.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Alkabaer.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280143
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1132)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
09-25-2004, 07:13 AM
فن الدعاء185
وتضرعت ريحانة وكانت من عقلاء المجانين فقالت :
بوجهك لا تعذبني فإني أُؤمل أن أفوز بخير دار
منجدة مزخرفة العلالي بها المأوى ونعم هي القرار
وأنت مجاور الأبرار فيها ولولا أنت ما طاب المزار
وصل على حبيبك وآله ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
( أحضر قلبك عند قراءة الدعاء فلعلك ممن يستجاب له (
186
يارب ،،،
( يا سروري ومنيتي وعمادي وأنيسي في غايتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي أنت لي مؤنس و شوقك زادي )[1]
فن توجيه الحدث 134
للمرة الثالثة على التوالي: محكمة بروكلن الأمريكية تؤجل النظر في قضية المؤيد ومرافقه إلى الثامن من أكتوبر القادم.. مصادر سياسية أمريكية ترجع التأجيل إلى ضعف الموقف الأمريكي وقرب إنتخابات الرئاسة *
قال مصدر قانوني في نيويورك بأمريكا لـ(الصحوة نت) أن محكمة بروكلن الأمريكية أجلت اليوم النظر في قضية الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد اللذين يقاضيان أمامها إلى الثامن من أكتوبر القادم بطلب من الإدعاء الأمريكي.
ويعد هذا التأجيل الثالث من نوعه بعد أن أجلت الجلسة الأخيرة التي لم يحضرها المؤيد إلى العاشر من سبتمبر, ومن ثم إلى الـ23 من نفس الشهر ,ومن ثم إلى الثامن من أكتوبر القادم.
وكانت مصادر مصادر سياسية أمريكية أشارت إلى أن الإدعاء الأمريكي يختلق أشياء تأجل من إصدار المحكمة للحكم, حتى حين انتهاء الإنتخابات الأمريكية التي تجرى في اكتوبر القادم خصوصا بعد ظهور الضعف في الموقف القانوني الأمريكي .
وعلمت (الصحوة نت) أن المسئولين اليمنيين في نيويورك التقوا اليوم بعد إعلان تأجيل الجلسة بالمحامي خالد الآنسي المكلف من قبل رئيس الجمهورية بمتابعة قضية المؤيد ومرافقه زايدهناك.(1/1133)
وكان الآنسي هاجم أمس المسئولين اليمنيين في أمريكا, وقال أنهم لايبدون أي اهتمام برعاياهم أو الدفاع عنهم في الخارج.
يذكر أن محامو الشيخ محمد المؤيد ومرافقه المعتقلين في نيويورك بأمريكا قدموا لمحكمة بروكلن التي يقاضى أمامها طلبا بالإستماع لشهود يمنيين حول نشاطات المؤيد ومرافقه, ومواقفهما اتجاه قضايا الإرهاب.
وقال المحامي خالد الآنسي المكلف من رئيس الجمهورية في متابعة قضية المؤيد مع المحامين في أمريكا أن الطلب تضمن إحضار شهود يمنيين لسماعهم حول القضية سواء في أمريكا أو دولة أخرى , أو سفر الإدعاء والمحامين لسماع الشهود في اليمن.
يذكر أن المؤيد وزايد سلمتهما السلطات الألمانية للسلطات الأمريكية في 16 نوفمبر من العام الماضي بعد فترة اعتقال دامت عاما كاملا في فرانكفورت قد تم خلاله محاكمتهما أمام المحكمة العليا الألمانية.
تعليق
يعيش العدل ... ومزيدا من الحفاظ على حقوق الإنسان ...
وكل هذا إلى ظهر مصطلح الإرهاب المطاط ... وليهنأ العالم بأكمله وبالأخص العالم الإسلامي لأنه محبوب كتير كتير .
غوثاه يارب للإسلام غوثاه فكم من الكيد يا ألله يلقاه
فن الترويح 135
كم قيه ؟!
وأصله أن رجلا أراد إقاظ ابنه للصلاة الفجر فجرى بينهما الحوار الاتي بلهجتهم :
الأب : قم وقت (أي قم للصلاة قد حان وقتها )
الابن يستفسر من أبيه : كم قيه؟! (أي كم الساعة الآن ؟)
الأب : قربع ( أي قد أضحت الساعة الرابعة )
فتكون المحادثة باختصار على لهجة الأب والابن :
- قم قوقت
- كم قيه
- قربع
تعليق : لو أن شخصا سمع هذه المحاورة وهو ليس من المنطقة التي تلهج بهذا هل سيفهم شيئا ؟ ولهذا فإنه ينبغي لمن يريد السكنى بمنطقة ما ولو كانت عربية أن يتعلم لهجتهم لأن بعض الألفظ تتباين معانيها بين قبيلة وأخرى ومنطقة وسواها قد توصل أحيانا إلى إشكالات كثيرة(1/1134)
أمر آخر : المتتبع للهجات العرب في مناطقهم يلمس أن أصلها علبية فصحى لكن دخل عليه التحريف والحذف للتخفيف ...
*الصحوة نت - نيويورك - صنعاء: خاص
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - هذا الابتهال لثوبان وهو يعد من عقلاء المجانين . المرجع : عقلاء المجانين (مرجع سابق )
---
(1/1135)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > روح المعاني للامام الالوسي
---
روح المعاني للامام الالوسي
---
hamza
08-12-2004, 04:52 AM
السلام عليكم ارجو المساعده في ايجاد تفسير روح المعاني للالوسي البغدادي وذلك لشدة الحاجة اليه وتحميله ان امكن وجزاكم الله خيرا حمزه نادر
---
أبومجاهدالعبيدي
08-12-2004, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم حمزه وفقك الله
لا أعلم هذا التفسير الكبير موجوداً للتحميل على الشبكة ، ولكن بإمكانك الاطلاع عليه من خلال هذا الموقع الكبير
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
---
hamza
08-13-2004, 03:03 AM
الدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرا يااخواني على بذل الجهد للتعاون وشكرا
---
د. نصير خضر سليمان
01-29-2005, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وحبيبي بخصوص هذا التفسير أقصد تفسير الآلوسي الموسوم بتفسير روح المعاني فإن كنت تبحث عنه لتحقيقه فقد قام مجموعة من طلاب الدراسات العليا في كلية الإمام الأعظم في بغداد بتحقيقه من أوله إلى آخره وهم الآن بصدد طبعه في أحد دور النشر العربية
---
مسك
01-30-2005, 01:11 AM
تفضل أخي هذا هو تفسير روح المعاني كاملاً (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=1538)
وهنا تجد سلسلة التفاسير لأول مرة على النت على ملفات ورد للتحميل (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32797)
---
(1/1136)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منزلة تفسيري "التبيان", و"مجمع البيان" بين تفاسير الشيعة
---
منزلة تفسيري "التبيان", و"مجمع البيان" بين تفاسير الشيعة
---
أبو بيان
03-13-2005, 01:03 AM
ما سِرُّ الاختلاف بين تفسيري "التبيان" للطوسي(ت:460), و"مجمع البيان" للطبرسي(ت:538), وبين بقية كتب التفسير عند الإمامية الرافضة؟!
عامَّة كتب التفسير الإمامية توغِلُ إلى حَدِّ الإسفاف في التأويل الباطني للآيات, وتتلاعب بالمعاني في سذاجة لا يقبلها عقل, وليس فيها نقلٌ عن مفسري السلف, إلا ما وافق هواهم, أو وُضِعَ ليكون كذلك, ولا اعتبار فيها لسياقٍ, أو سبب نزول, أو قصة آية, أو تفسير نبوي, أو بالقرآن, أو بعموم السنة .. , أو نحو ذلك من أصول التفسير المعتمدة عند أهل العلم, إلا ما كان لهم فيه مُستَدَل, ولو كان أبعد من المحسوس!!, وتفسير العسكري, والعياشي, والقُمِّي, والصافي, والبرهان, أو حتى أصول الكافي طافحةٌ بذلك.
غيرَ أن الناظر في تفسيري "التبيان" للطوسي, -وتبعه الطبرسي في "مجمع البيان", وبنى عليه تفسيره, كما نَصَّ عليه في مقدمته- يجدهما أقرب تفاسير الشيعة إلى أصول تفاسير أهل السنة:
- فالتأويل الباطني فيهما يقلُّ بوضوح, وهو موجود,
- كما سلمت من المُتناقضات ومُحالات العقول إجمالاً,
- والنقل في "التبيان" عن مفسري السلف - من الصحابة والتابعين - كثير, مع حمد طرائقهم في التفسير, وتقديمهم على غيرهم.
ويقل جداً فيه النقل عن أئمة الرافضة إلا ما وافقت فيه أقوالهم أقوال أهل السنة.
- وفيما عدا ذلك يوافقان المعتزلة في كثير من الأصول.
فهل يمثلان في تفسيريهما المنهج الشيعي الإمامي في التفسير؟
وهل يُعتَبَر ذلك منهما خُطوة نحو تشيع مُعتَدِل؟!
ربما كان سيؤخذ الأمر كذلك,(1/1137)
إلا أن عالم الشيعة, ومُحَدِّثُها, وخبير رجالها, وصاحب آخر مجموع من مجاميعهم الحديثية, وأستاذ كثير من علمائهم الأقطاب, كمحمد حسين آل كاشف الغطا, وأغابزرك الطهراني .., وغيرهم, وهو: حسين النوري الطبرسي, له رأي آخر, وهو: أن كتاب "التبيان" للطوسي إنما وُضِعَ على طريقة ’’ التُّقيَة ‘‘ والمداراة للخصوم, وإليك نصُّ كلامه:
(ثم لا يخفى على المتأمل في كتاب "التبيان", أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين؛ فإنك تراه اقتصر في تفسير الآيات على نقل كلام الحسن, وقتادة, والضحاك, والسدي, وابن جريج, والجبائي, والزجاج, وابن زيد, وأمثالهم, ولم ينقل عن أحد من مفسري الإمامية, ولم يذكر خبراًعن أحد من الأئمة عليهم السلام, إلا قليلاً في بعض المواضع؛ لعله وافقه في نقله المخالفون, بل عَدَّ الأولين في الطبقة الأولى من المفسرين, الذين حُمِدَت طرائقهم, ومُدِحَت مذاهبهم. وهو من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة, فمن المحتمل أن يكون هذا القول منه فيه على نحو ذلك.
ومما يؤيد كون وضع الكتاب على التقية, ما ذكره السيد الجليل علي بن طاوس, في "سعد السعود", وهذا لفظه: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي, في كتاب "التبيان")., وحَمَلَته التقية على الاقتصار عليه, من تفصيل المكي والمدني, والخلاف في أوقاته, إلخ. - هكذا لم يكمل الطبرسي العبارة - وقال الطبرسي مُعَلِّقاً: وهو أعرف - أي: ابن طاوس - بما قال - أي: الطوسي - من وجوه لا يخفى على من اطلع على مقامه, قتأمل).[فصل الخطاب: الورقة 17, النسخة المخطوطة. بواسطة: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة, للقفاري, 1/244- 245].
أمَّا الطبرسي فقد قال في مقدمة تفسيره عن تفسير الطوسي "التبيان":(1/1138)
(فإنه الكتاب الذي يُقتَبَس منه ضياء الحق, ويلوح عليه رواء الصدق .., وهو القدوة أستضيء بأنواره, وأطأ مواقع آثاره).[بواسطة: التفسير والمفسرون, للذهبي 2/107].
وهذا الرأي ينبغي اعتباره لأمور:
أولاً: للمكانة العلمية لمن صَرَّح به بين علماء الشيعة, وهما: ابن طاوس - حفيد الطوسي -, وحسين النوري.
ثانياً: لموافقته أصلاً مهماً من أصول الإمامية, وهو ’’ التقية ‘‘.
ثالثاً: وجود ’’ التقية ‘‘, أو احتمال وجودها في أحد تفاسير الشيعة, يُخرِجه من دائرة المراجع الأصلية في الكشف عن منهج التفسير عند الشيعة, لأنه في النهاية لن يخرج عن دائرة أقوال أهل السنة - بالمعنى العام -.
رابعاً: أن جميع كتب أصول الشيعة وتفاسيرهم سارت على مهيع واحد, أجملته في أول الموضوع, وخروج تفسير أو اثنين عن ذلك يعني أنهما لعارض, كالتعبد بالتقية, أو التودد لأهل السنة, خاصة أن الطوسي عايش جماعة من علماء أهل السنة ببغداد, واختلط بهم.
فإن قيل: ألا يحتمل أن يكون تَغَيُّرُ منهج الطوسي في تفسيره تابعٌ لتغير موقفه من التشيع الإمامي الغالي, وليس من باب التقية؟
قيل: كلا الأمرين مُحتَمَل, ولكنهما لا يغيران في القضية شيئاً؛
فإن كان كتبه تقيةً, فلا يصلح مثالاً لتفاسير الشيعة كما سلف,
وإن كان كتبه عن قناعة بانحراف شيعته في طريقتهم في التفسير, فَغَيَّرَ منهجه وتجاوز مواطن الإنحراف عندهم, فقد أخرج تفسيره بنفسه عن أن يكون على منهج الإمامية في التفسير.
** وخلاصة القول أنه:
ينبغي التعرف على مناهج التفسير عند الإمامية الرافضة من غير كتابي "التبيان" للطوسي, و"مجمع البيان" للطبرسي؛
لأنهما على منهج التقية تعبداً وتدليساً, أو على غير منهج الإمامية قناعةً واعتقاداً.
والله أعلم.
---
مساعد الطيار
03-13-2005, 07:26 PM(1/1139)
أخي أبا بيان ـ حفظك الله ـ قد كنت أحسب أنَّ شيخ الطائفة الطوسي ( ت : 460 ) عنده اعتدال لما كان ينقل من أقوال السلف ، فتبيَّن لي بتتبع تفسيره خلاف ذلك ، بل إنه ينضح بالحقد على الصحابة خصوصًا أبو بكر الصديق ، كما تراه يُلصق بأمير المؤمنين عليٍّ من الفضائل ما هو مكذوب ، وفضل علي مما لا يحتاج إلى أن يُكذب له ، لكن هذه العقيدة ( الإمامية ) لا تدع أحدًا منهم يقرب من الإنصاف فضلاً عن يتبع الحق ، وسأنقل لك بعض نقولات من كتابه تبين لك ما قلت :
أولاً : أورد الطوسي الرافضي ( ت : 460 ) تفسير أهل السنة لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) ( النساء : 59 ) ، وأن المراد بأولي الأمر : الأمراء أو العلماء ، ثمَّ قال : (( ... وروى أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله أنهم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وسلم ، فلذلك أوجب طاعتهم بالإطلاق ، كما أوجب طاعة رسوله وطاعة نفسه كذلك .
ولا يجوز إيجاب طاعة أحد مطلقًا إلا من كان معصومًا مأمونًا منه السهو والغلط ، وليس ذلك بحاصل في الأمراء والعلماء ، وغنما هو واجب في الأئمة الذين دلت الآية على عصمتهم وطهارتهم ، فأما من قال : المراد به العلماء فقول بعيد ...)) .
ثمَّ قال : ( ولذا قال في آية أخرى : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) ( النساء : 83 ) ، ولأنه إذا كان قولهم حجة من حيث كانوا معصومين حافظين للشرع جروا مجرى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب )) (التبيان في تفسير القرآن ، للطوسي 3 : 236 ـ 237 ) .(1/1140)
وظاهر من هذا التفسير أنه أثر من آثار اعتقاد إمامة آل بيت علي رضي الله عنه من نسل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فقط ، وأن هؤلاء الأئمة معصومون من الخطأ ، ومن ثمَّ فإن اتباعهم بإطلاقٍ شرعٌ ودينٌ .
وكون هذه الآية مخصوصة بأئمة البيت لا دليل عليه ، وما استدلَّ به إنما يروج عند أصحابه لا غير ، وليس في الآية ما يدلُّ على حملها على هذا المحمل البتة .
ثانيًا : قد كان من آثار هذه العقيدة ( الإمامة ) عنده أن حمل آيات على أنها فضائل لعلي وآل بيته رضي الله عنهم ، وأنها نزلت بشأنهم ، وبالمقابل نزع أي فضيلة تخص أبا بكر الصديق رضي الله عنه في الآيات ، مع وضوح فضله فيها ، وكونها من الظاهر الذي لا يكاد ينكر ، لكنهم يحرفون معناها إلى ما يوافق عقيدتهم في الصحابة الكرام ، وإليك المثال :
في قوله تعالى : (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم ) ( التوبة : 40 ) ، قال الطوسي الرافضي ( ت : 460 ) : ( وليس في الآية ما يدل على تفضيل أبي بكر ؛ لأن قوله ( ثاني اثنين ) مجرد الإخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه غيره ، وكذلك قوله : ( إذ هما في الغار ) خبر عن كونهما فيه ، وقوله : ( إذ يقول لصاحبه ) لا مدح فيه أيضًا ؛ لأنَّ تسمية الصاحب لا تفيد فضيلة ، ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر : (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ ) ( الكهف : 37 ) ، وقد يسمون البهيمة بانها صاحب الإنسان كقول الشاعر :
وصاحبي بازل شمول .(1/1141)
وقد يقول الرجل المسلم لغيره : أرسل إليك صاحبي اليهودي ، ولا يدلُّ ذلك على الفضل .
وقوله : (لا تحزن ) وإن لم يكن ذمًّا ، فليس بمدح ، بل هو نهي محضٌ عن الخوف .
وقوله : (إن الله معنا ) ؛ قيل : المراد به النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو أريد أبو بكر معه لم يكن فيه فضيلة ؛ لأنه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد ؛ كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح: لا تفعل، إن الله معنا ، يريد انه مطلع علينا ، عالم بحالنا .
والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بما بيناه من أن التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فأين موضع الفضيلة للرجل لولا العناد .
ولم نذكر هذا للطعن في أبي بكر ، بل بينا أن الاستدلال بالآية على الفضل غير صحيح )) ( التبيان في تفسير القرآن للطوسي 5 : 222 ـ 223 ) .
فيالله العجب من هذا الكلام والتحريف الذي يُستعمل فيه كل تخريج غريب ، يُغالب به ظاهر الآية ونصَّها ، فمجرد الاحتمال حجة ، وليس هذا فقط بل هو احتمال باطل متهافت ، فهل مقام الغار مقام تهديد لأبي بكر ، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ، ونشهدك على حبِّ أبي بكر وبغض من يبغضه .
ثالثًا : إذا جاء الأمر لعلي رضي الله عنه ـ وله من الفضائل الصحيحة ما لا يُنكر ، وهو غنيٌّ عن تلك الفضائل المكذوبة ـ لم تجد مثل هذه التخريجات ، بل إن الآيات التي يُستدلُّ بها في كثيرٍ من الأحيان لا تخصُّه وحده ، لكنه يخصها به ، ويراها فضيلة له ، ومن ذلك :(1/1142)
قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( المائدة : 54 ) ، ذكر الطوسي ( ت : 406 ) فيمن نزلت هذه الآية أربعة أقوال :
الأول : نزلت في أبي بكر ، ونسبه إلى الحسن وقتادة والضحاك وابن جريج .
الثاني : نزلت في الأنصار ، ونسبه إلى السدي .
الثالث : نزلت في أهل اليمن ، وذكر انه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الطبري اختاره .
الرابع : أنها نزلت في أهل البصرة ومن قاتل عليًّا ، ونسبه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله وعمار وحذيفة وابن عباس .
ثم قال الطوسي ( ت : 460 ) معلقًا على القول الرابع : (( ... فروي عن أمير المؤمنين أنه قال يوم البصرة : والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم ، وتلا هذه الآية ، ومثل ذلك روي عن حذيفة وعمار وغيرهما .
والذي يقوِّي هذا التأويل أن الله تعالى : وصف من عناه بالآية بأوصاف ؛ وجدنا أمير المؤمنين مستكملاً لها بالإجماع ؛ لأنه قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين بما يوافق لفظ الآية في قوله يوم ندبه لفتح خيبر بعد فرار من فرَّعنها واحدًا بعد واحدٍ (1) ( لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارٌ غير فرَّار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه ) ، فدفعها إلى أمير المؤمنين ، فكان من ظفره ما وافق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم .(1/1143)
ثمَّ قال : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ) ، فوصف من عناه بالتواضع للمؤمنين والرفق بهم ، والعزة على الكافرين ، والعزيز على الكافرين هو الممتنع من أن ينالوه مع شدة نكايته فيهم ووطأته عليهم ، وهذه أوصاف أمير المؤمنين التي لا يُدانَى فيها ولا يُقارب .
ثمَّ قال : (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) فوصف ـ جلَّ اسمه ـ من عنا بهذا الجهاد ، وبما يقتضي الغلبة فيه ، وقد علمنا انَّ أصحاب رسول الله بين رجلين : رجلاً لا عناء له في الحرب ولا جهاد . والآخر له جهاد وعناء ، ونحن نعلم قصور كل مجاهد عن منزلة أمير المؤمنين في الجهاد ، فإنهم مع منزلتهم في الشجاعة وصدق البأس لا يلحقون منزلته ولا يقاربون رتبته ؛ لأنه المعروف بتفريج الغمم ، وكشف الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي لم يحم قط عن قرن ، ولا نكص عن هول ، ولا ولَّى الدبر ، وهذه حالة لم تسلم لأحد من قبله ولا بعده ، فكان بالاختصاص بالآية أولى ؛لمطابقة أوصافه لمعناها .(1/1144)
فأما من قال أنها نزلت في أبي بكر ، فقوله بعيد من الصواب ؛ لأنه ـ تعالى ـ إذا وصف من أراد بالآية بالعزة على الكافرين ، وبالجهاد في سبيله مع اطراح اللوم ؛ كيف يجوز أن يظن عاقل توجيه الآية إلى من لم يكن له حظ في ذلك الموقف ؛ لأن المعلوم أن أبا بكر لم يكن له نكاية في المشركين ، ولا قتيل في الإسلام ، ولا وقف في شيء من حروب النبي صلى الله عليه وسلم موقف أهل البأس والفناء ، بل كان الفرار شيمته ، والهرب ديدنه ، وقد انهزم عن النبي صلى الله عليه وسلم في مقام بعد مقام ، فانهزم يوم أُحد ، ويوم حنين ، وغير ذلك ، فكيف يوصف بالجهاد في سبيل الله ـ على ما يوصف في الآية ـ من لا جهاد له جملة (2) ، وهل العدول بالآية عن أمير المؤمنين مع العلم الحاصل بموافقة أوصافه إلى غيره إلا عصبية ظاهرة ، ولم يذكر هذا طعنًا على أبي بكر رضي الله عنه ، ولا قدحًا فيه ؛ لأن اعتقادنا فيه أجمل شيء بل قلنا : أليس في الآية دلالة على ما قال ( كذا ) )) ( التبيان في تفسير القرآن للطوسي 3 : 555 ـ 557 ) .
ولا أدري لماذا لم يناقش من قال بأنها نزلت في الأنصار ، أو نزلت في أهل اليمن ، واختار إبطال كونها نزلت في أبي بكر ، ثم يزعم أنه لا يطعن في أبي بكر ، وأن اعتقاده فيه أجمل شيء ؛ سبحان الله ، والحمد لله الذي لم يجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .
وإني لأعجب من هؤلاء القوم ، ألا يمكن أن تثبت فضائل علي رضي الله عنه إلا بتنقُّص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الآخرين ؟!
ولولا ما يعتقده من أمر الولاية لعلي لما ذهب إلى مثل هذا الكلام الذي يظهر منه روح العصبية ، ولعلم أن الآية عامة في كل من ينطبق عليه هذا الوصف ، وياليته بيَّن كيف يُطلق لفظ القوم الدال على المجموع على شخص واحد ؟!
..............................
(1) لا يجهلك أخي القاري ما في هذا الزعم من خطأ ، بل كذبٍ ، والله المستعان .
(2) سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .
---(1/1145)
أبومجاهدالعبيدي
03-13-2005, 09:18 PM
يبدو أن الطبرسي أقرب إلى الاعتدال من الطوسي ؛ فقد فسر آية التوبة رقم 40 - التي نقل الشيخ مساعد تفسيرها عن الطوسي - بتفسير قريب من تفسير أهل السنة ، ثم قال : ( وقد ذكرت الشيعة في تخصيص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، في هذه الآية بالسكينة، كلاما رأينا الإضراب عن ذكره أحرى، لئلا ينسبنا ناسب إلى شيء. )
وفي تفسيره لآية المائدة قال : ( واختلف فيمن وصف بهذه الاوصاف منهم، فقيل: هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة، عن الحسن، وقتادة، والضحاك. وقيل: هم الانصار، عن السدي. وقيل: هم أهل اليمن، عن مجاهد، قال: قال رسول الله: " أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبا، وأرق أفئدة، الايمان يماني، والحكمة يمانية ". وقال عياض بن غنم الاشعري: " لما نزلت هذه الاية، أومأ رسول الله إلى أبي موسى الاشعري، فقال: هم قوم هذا ". وقيل: إنهم الفرس. وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن هذه الاية، فضرب بيده على عاتق سلمان، فقال: " هذا وذووه " ، ثم قال: " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس " وقيل: هم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأصحابه، حين قاتل من قاتله من الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وروي ذلك عن عمار، وحذيفة، وابن عباس، وهو المروي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليه السلام). ويؤيد هذا القول أن النبي وصفه بهذه الصفات المذكورة في الاية، فقال فيه، وقد ندبه لفتح خيبر، بعد أن رد عنها حامل الراية إليه، مرة بعد أخرى، وهو يجبن الناس ويجبنونه: " لأعطين الراية غدا رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يده " ثم أعطاها إياه. فأما الوصف باللين على أهل الايمان، والشدة على الكفار، والجهاد في سبيل الله، مع أنه لا يخاف فيه لومة لائم، فمما لا يمكن أحدا دفع علي عن استحقاق ذلك، لما ظهر من شدته على أهل الشرك(1/1146)
والكفر، ونكايته فيهم، ومقاماته المشهورة في تشييد الملة، ونصرة الدين، والرأفة بالمؤمنين. ويؤيد ذلك أيضا إنذار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قريشا بقتال علي لهم من بعده، حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم، فقالوا له: يا محمد! إن أرقاءنا لحقوا بك، فارددهم علينا. فقال رسول الله: لتنتهين يا معاشر قريش، أو ليبعثن الله عليكم رجلا، يضربكم على تأويل القرآن، كما ضربتكم على تنزيله! فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله أبو بكر ؟ قال: لا. ولكنه خاصف النعل في الحجرة. وكان علي يخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وروي عن علي أنه قال يوم البصرة: " والله ما قوتل أهل هذه الاية حتى اليوم " وتلا هذه الاية.) انتهى
---
أبو بيان
03-14-2005, 01:44 PM
الشيخ مساعد سلمك الله: تتبعك هو الحَكَم, وقد وجدت هذا التقييم لهذين الكتابين في غيرما كتاب من كتب مناهج التفسير, وهو تقييم قاصرٌ ولا شك, ويبدو أن طريقة تتبع آيات مُعينة, فإن تجاوزها المفسر بلا انحراف فهو معتدل, طريقة غير سليمة, خاصة هنا في مقام الحديث عن الشيعة.
وينبغي لدارس منهج فرقة ما في التفسير أن يجعل أصولهم العقدية نصب عينيه, ومن المشكلات في عقائد الشيعة "التقية", فإن أخذ بظاهر اللفظ في بعض كتبهم مما لا يوافق أصولهم لم يأمن أن يكون تقيةً, فإن لم يفعل, وذكر أنه مخالف لأصولهم, وأنه على مذهب التقية, قيل: أين الإنصاف والعدل والأخذ بالظاهر؟ فما الحل؟
الجواب: وجوب اعتبار الأصول العقدية, أولاً, ثم يكون الحكم على الأعم الأغلب, وما شذَّ وخالف لا حكم له. وهذا مقتضى العدل والإنصاف في هذا المقام.
ويجدر بالدارس هنا عدم الاقتصار على كتب التفسير, فإن كتبهم العقدية والفقهية مليئة بالاستدلالات والتأويلات.(1/1147)
وما ذكرته أخي الحبيب أبو مجاهد عن اعتدال الطبرسي في هذه الآية ربما كان صحيحاً لولا شائبة التقية, ولولا أنه قاصر من ناحية الاستقراء, فلا يكفي موضع كهذا لنستخرج منه حكم بالاعتدال أو الانحراف. وبمراجعة: التفسير والمفسرون, للذهبي, نجد عكس هذا الرأي عن الطبرسي, إذ موافقته لأصول الإمامية أظهر من الطوسي. والله أعلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-14-2005, 05:24 PM
أخي أبا بيان وفقك الله
أرجو الاطلاع على هذين المقالين عن تفسير الطبرسي ، والحكم عليهما بما تراه حقاً :
اتجاه التقريب في تفسير مجمع البيان (http://www.taghrib.org/arabic/nashat/elmia/markaz/nashatat/elmia/matboat/resalataltaghrib/01/08.htm)
تفسير مجمع البيان - نموذج للمنهج التقريبي (http://www.taghrib.org/arabic/nashat/elmia/markaz/nashatat/elmia/matboat/resalataltaghrib/17/02.htm)
مع التأكيد على خطورة منهج التقريب الذي يقوم عليه الموقع الذي احتوى هذين المقالين .
---
أبو بيان
03-14-2005, 07:13 PM
شكراً لك أبا مجاهد
---
الراية
03-24-2006, 09:31 PM
هناك رسالة بالجامعة الاسلامية بالمدينة عنوانها
كشف الاتجاه الرافضي في تفسير الطبرسي الموسوم بـ(مجمع البيان لعلوم القرآن) .
للباحث / أحمد طاهر أويس علي
الماجستير
1409هـ
التقدير: ممتاز
المشرف على الرسالة:
د/ عبدالعزيز بن محمد عثمان
المناقش الأول:
د/ علي بن محمد ناصر فقيهي
المنافش الثاني:
د/ عبدالعزيز بن عبدالفتاح قاري
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وقسمين، وخاتمة.
المقدمة:
في بُعد الرافضة عن المنهج القويم في تفسير القرآن وفهم معانيه وأن مبادئهم تناقض أصول الإسلام وفروعه.
أما القسم الأول: فهو يشمل بابين:
الباب الأوّل:
الشيعة والتشيع فرق وعقائد. تكلم الباحث فيه عن التشيع نشأته وتطوره وأهدافه، وأثر النحل القديمة فيه، وأمهات فرق الشيعة الرئيسة وعقائدهم وآرائهم.(1/1148)
وأما الباب الثاني:
ففي الطبرسي ومنهجه في التفسير، ذكر فيه الباحث ترجمة الطبرسي، ومنهجه في التفسير، ومصادره في تفسيره، موقفه من تفسير القرآن بالسنة، وموقفه من التفسير الباطني.
وأما القسم الثاني:
ففي كشف الاتجاه الرافضي في تفسير الطبرسي،
وهو في بابين:
الباب الأوّل:
إبراز مدى تمسك الطبرسي بعقائد الإمامية الإثني عشرية.
الباب الثاني :
إبراز مدى تمسك الطبرسي بفقه الشيعة الإمامية وآراء المعتزلة.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها:
أن الطبرسي يقول بكل ما تقول به الإمامية ويدين بكل ما يدينون به، فهو يقول بالنص على إمامة علي –رضي الله عنه- والإثني عشرية.
وعصمة الأئمة عصمة مطلقة، ويقول بالرجعة والتقية، وغيرها من الأقوال
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=680
---
(1/1149)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (9)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (9)
---
عادل محمد
11-06-2006, 07:12 AM
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (9)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزء التاسع)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم أكثر من تسعين كتابا الكترونيا إسلاميا
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=293494
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
81- المشكاة
في تربيَة الصّغار عَلى الصّلاة
إعْداد
حسان بن سالم عيد
http://www.snapdrive.net/files/137097/Tarbiatossekhar.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=290024
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
82- الشيْخ الجَليل
عُمَر المُختار
نشأته ، وأعماله، واستشهاده
د. علي محمد الصلابي
www.gr8.cc/2/Omarolmokhtar.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=290334
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
83- المُختصَر القويم
في
دَلائل نبُوّة الرّسول الكَريم
اعداد وليد عبد الجابر أحمد نور الله
www.gr8.cc/2/Dalaelalnopowwah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=290652
ـــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1150)
84- عشرون سَبَبًا
للعتق من النار
هاني حلمي
www.gr8.cc/2/Aleetk.rar
أو
http://www.snapdrive.net/files/137097/Aleetk.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291010
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
85- الأَربَعُونَ فِي رَدْعِ الْمُجرِمِ
عَنْ سَبِّ المُسلِمِ
للحافِظِ ابنِ حَجَرِ العَسْقَلانِي
http://www.snapdrive.net/files/137097/Radolmogrem.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291222
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
86- الأنوار
في شمائل النبيّ المُختار
تأليف محْيي السّنة
الحسَين بن مسْعود البَغويّ
حققه وخرّج أحاديثه وعلق عليْه العلامَة
الشيخ إبراهيم اليَعقوبي
http://www.snapdrive.net/files/137097/Alanwar.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291377
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
87- لماذا يُمَزق القرْآن الكَريم ؟؟
تأليف
علي بن نايف الشحود
www.gr8.cc/2/Lemaza.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=291695
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
88- إعْرابُ القرْآن الكريم
جَلال الدّين السيوطيّ
في
في ملف رار واحد من هنا
www.gr8.cc/2/Earabolkoraan.rar
أو
http://www.snapdrive.net/files/137097/Earabolkoraan%281%29.rar
أو
في ملفين رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد
ثم يفك الضغط عنهما
من هنا
الملف الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=293257
الملف الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=293259
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
89- عَوْدَة الحجاب
القسم الأول
مَعْرَكة الحجاب وَالسّفور
جمع وترتيب محمد أحمد اسماعيل المقدم
http://www.snapdrive.net/files/137097/Alhegap.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=292509
ـــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1151)
90- عُمَرُ بْنُ عَبْد العَزيز
مَعالم التجْديد والإصْلاح الرّاشديّ
عَلى منهَاج النبُوّة
علي محمّد محمّد الصًّلاَّبيَّ
في ملف رار واحد من هنا
http://www.snapdrive.net/files/137097/Omarbnabdelaziz.rar
أو
في ملفين رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد
ثم يفك الضغط عنهما
من هنا
الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=292912
الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=292915
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1152)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 9
---
مدارسة في تفسير القرطبي 9
---
محمد العبدالهادي
07-29-2003, 07:36 AM
ذكر القرطبي في تفسير سورة يونس ما نصه : ( وقرئ الر من غير إمالة ، وقرئ بالإمالة لئلا تشبه ما ولا من الحروف ) ( 8/304 ) ط: دار الكتب المصرية .
سؤالي هو : ما معنى قوله (لئلا تشبه ما ولا من الحروف ) ؟
---
عبدالله بن بلقاسم
08-02-2003, 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمقصود القرطبي رحمه الله تعالى بيان سبب الإمالة في فاتحة سورة يونس (الر)
وقد ذكر السيوطي رحمه الله في الأتقان (أسباب الأمالة العشر) ومنها
التفريق بين الاسم والحرف
فقول القارئ ( ألف لام راء ) هذه أسماء لأنها حكاية أسماء ما يلفظ به ، فعند نطق القارئ ألف فهو حكاية الحرف (أ) فحكاية الحرف اسم وليس حرفا
وللتفريق بين الاسم والحرف جاءت الإمالة كما ذكر القرطبي رحمه الله تعالى
وما ولا حروف، فمثل للحروف بها،
اي للتفريق بين الأسماء والحروف
قال السيوطي رحمه الله تعالى في الاتقان (المجلد الأول، ص 185)
في آخر اسباب الأمالة:
وأما الإمالة فللفرق بين الاسم والحرف: فكإمالة الفواتح، كما قال سيبويه: إن إمالة باء وتاء في حروف المعجم؛ لأنها أسماء ما يلفظ به، فليست مثل: (ما) و ( لا) من الحروف، وغيرهما من الحروف اهـ بحروفه
وإلى مدارسة جديدة ياشيخ محمد وفقك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
محمد العبدالهادي
08-02-2003, 05:35 PM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله ونفعنا بعلمك .. آمين ، هل اطلعت على مدارسة 8؟
---
(1/1153)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا (المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة )
---
صدر حديثا (المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة )
---
نياف
03-16-2006, 12:30 AM
صدر حديثاً كتاب :
المحرر في أسباب نزول القرآن
من خلال الكتب التسعة
دراسة الأسباب روايةً ودرايةً
تأليف
د . خالد بن سليمان المزيني
صدر في مجلدين (الطبعة الأولى - محرم 1427هـ).
دار ابن الجوزي
---
عبدالرحمن الشهري
03-16-2006, 01:31 PM
جزاكم الله خيراً أخي نياف على هذا الخبر. وليتك تعرض لنا الكتاب عرضاً موجزاً إن كان بين يديك وفقك الله.
---
مساعد الطيار
03-16-2006, 02:37 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
لقد اطلعت على هذا الرسالة المفيدة ، وقد صدرها الشيخ الدكتور خالد المزيني بمقدمة نفيسة في أسباب النزول ، وهي من أحسن المقدمات التي تتعلق بأسباب النزول ، وفي الكتاب تحقيقات رائعة وبديعة في آثار أسباب النزول .
---
جمال أبو حسان
03-16-2006, 04:05 PM
كيف يمكن مراسلة هذه الدار للحصول على نسخة من الكتاب نرجو ارسال العنوان حتى نعرف كيف نرسل لهم الثمن
---
نياف
03-16-2006, 08:32 PM
كيف يمكن مراسلة هذه الدار للحصول على نسخة من الكتاب نرجو ارسال العنوان حتى نعرف كيف نرسل لهم الثمن
منقول من موقع الدار
http://darebneljwzi.itgo.com/how.htm
.... السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد
يسرنا أيها الأخ الكريم تلبية طلبك في أقرب وقت ممكن لذا نأمل مراعاة الأتي
1- الأسعار المسجلة بالريال السعودي وكل حواله ترد بخلافه تسجل يقيمة صرفها .
2- طلبات دور النشر والمكتبات والهيئات يتفق بشأنها مع الإدارة.
3- نأمل عند تسجيل الطلب ذكراسم الكتاب ورقمه وأي مواصفات مطلوبة ليسهل عملية الإرسال .(1/1154)
4- ذكر الاسم والعنوان الإلكتروني والبريدي ورقم الهاتف والفاكس بوضوح ليتسنى
لنا التجاوب معكم .
5- تحدد طريقة الشحن في الطلب علما بأن نفقات الشحن على حساب المشتري ومسئوليته.
6- الأسعار قابلة للتغيير دون الالتزام تجاه العملاء .
وختاما نتمنى لك وقتا ممتعا في موقعنا وشاكرين زيارتك
مع تحيات إدارة دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
المركز الرئيسي الدمام المملكة العربية السعودية .الدمام
ص.ب2983 الرمز البريدي31461
هاتف 8428146/8467589/8467593 - فاكس8412100/03
الرياض تلفاكس4266339/01
جدة تلفاكس6516549/02
الاحساء تلفاكس 5883122/03
لبنان بيروت - دار الصحابة فاكس 009611641801
خلوي 009613869600
البريد الألكتروني aljawzi@hotmailcom
---
الراية
03-17-2006, 08:53 PM
* أصل البحث رسالة دكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين بالرياض قسم القران وعلومه
http://www.tafsir.net/images/muharar.jpg
المحرر في أسباب نزول القرآن
من خلال الكتب التسعة
دراسة الأسباب رواية ودراية
والكتب التسعة : موطأ مالك ومسند احمد وسنن الدارمي وصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجه.
• المشرف على الرسالة أ. د.علي بن سليمان العبيد .
• أثنى الباحث على شيخه ابن عثيمين رحمه الله ودعا له بالمغفرة والرحمة في مقدمة بحثه ، حيث هو من أشار على الباحث بهذا الموضوع وعرض عليه المساعدة في ذلك(انظر 1/16)
• خطة البحث:
مقدمة وتمهيد وقسمين وخاتمة
• مقدمة:تتناول أهمية الموضوع وأسباب اختياره والدراسات السابقة وخطة البحث ومنهجه في إعداده.
• التمهيد وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: مكانة أسباب النزول وأهميتها
المبحث الثاني: فوائد معرفة أسباب النزول
المبحث الثالث: نشأة علم أسباب النزول
المبحث الرابع: مصادر أسباب النزول
المبحث الخامس: بواعث الخطأ في أسباب النزول(1/1155)
• القسم الأول: قواعد في أسباب النزول و ضوابط الترجيح فيها ، وفيه فصلان:
الفصل الأول: قواعد في أسباب النزول ، وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: تعريف أسباب النزول ومفهومه لدى العلماء.
المبحث الثاني: أسباب النزول من حيث صياغتها
المبحث الثالث : تعدد النازل والسب واحد
المبحث الرابع : تعدد السبب والنازل واحد
المبحث الخامس : عموم اللفظ و خصوص السبب
المبحث السادس: تكرر النزول
الفصل الثاني : ضوابط الترجيح في أسباب النزول ، وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: الترجيح بتقديم الصحيح على الضعيف.
المبحث الثاني: الترجيح بتقديم السبب الموافق للفظ للآية على غيره.
المبحث الثالث : الترجيح بتقديم صاحب القصة على غيره
المبحث الرابع : الترجيح بتقديم قول الشاهد للسبب على الغائب عنه.
المبحث الخامس : الترجيح بدلالة السياق القرآني.
المبحث السادس : الترجيح بدلالة الوقائع التاريخية.
• القسم الثاني : دراسة أسباب النزول دراسة تفسيرية حديثية
وترتيب الدراسة على النحو التالي:
ذكر الآية أو الآيات النازلة.
ذكر السبب أو الأسباب التي نزلت بشأنها الآيات
دراسة السبب أو الأسباب دراسة تفسيرية حديثية
النتيجة و خلاصة الدراسة
خاتمة البحث وفيها أهم النتائج التي توصل لها
فهارس البحث
---
عبدالرحمن الشهري
03-17-2006, 09:02 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم الراية على عرض خطة البحث . وقد اطلعت اليوم على الكتاب ، وقرأت المقدمة الدراسية له فأعجبت بجهد الباحث الدكتور خالد المزيني وفقه الله ، فقد وفق لتحرير كثير من مسائل الموضوع ولله الحمد والمنة . وأسأل الله أن يمده بعونه وتوفيقه في بحوثه ودراساته القادمة لخدمة تخصص الدراسات القرآنية .
وقد خرجت الرسالة في طباعة جميلة ، وتنسيق بديع ، وورق مريح للعين . وقد علقت بعض الفوائد العجلى من القراءة الأولى ، ومنها :
ومن الفوائد التي علقتها عند القراءة الأولى :(1/1156)
- قول الباحث عند الحديث عن صيغة سبب النزول :( والخلاصة التي تبينت لي بعد تتبع الموضوع واستقرائه أنه لا يوجد صيغة محددة لأسباب النزول ، سواءً أكانت صريحة أم غير صريحة ، إما لعدم الدليل على ذلك البتة كما في قولهم : سبب نزول الآية كذا ، وإما لاضطراب الأساليب المستعملة في ذلك واختلافها وتناقضها من حيث التطبيق. (1/120)
- قول الباحث عند الحديث عن مسألة تكرر النزول ، وبعد بحثه لها :(وبناء على ما تقدم . هل يصح القول بتكرر النزول مع عدم الدليل الصحيح على ذلك ؟ الجواب : لا . فليس للقائلين بتكرر النزول مثال واحد صحيح يسلم عند البحث والمناظرة ، مع أن الأمثلة هي أقوى ما يحتج به لقولهم والله أعلم. 1/154
- تعريفه لسبب النزول بقوله (كل قول أو فعل نزل بشأنه قرآن عند وقوعه) وشرحه للتعريف. 1/105
- ذكره لقواعد أسباب النزول ، وتلخيصه لها في الخاتمة بقوله :( أن قواعد سبب النزول وأركانه التي يقوم عليها أربعة :
1- الحديث الجديد ، فلا بد من تصور أمر جديد قد وقع ، سواء أكان قولاص أم فعلاً ، ولا بد أن يكون الوقوع بعد البعثة ، فإن كان قبل البعثة كان نزول القرآن وحديثه عنه من باب إبطال ما كان يفعله أهل الجاهلية ويعتادونه ، لا من باب أسباب النزول.
2- الموافقة بين لفظي الآية النازلة ، والسبب الذي نزلت لأجله ، وهذا بدوره يقتضي اتفاقهما في المعاني.
3- مراعاة التاريخ بين السبب والنزول ، فلا بد أن يكونا قبل الهجرة معاً أو بعدها معاً ، وكذا لا بد أن يكونا في أوائل البعثة معاً أو قرب الهجرة معاً ، أو في أوائل الهجرة معاً أو في أواخرهما معاً.
4- سياق الآيات التي تسبق موضع النزول وتتبعه ، فلا يصح أن يخالف سبب النزول في موضوعه وخطابه .
فهذه القواعد والأركان حتمية في أسباب النزول قبولاً ورداً. 2/1108 )
ولعل الدكتور خالد وفقه الله ينضم للملتقى للإفادة من علمه إن شاء الله.
---
الكشاف
03-19-2006, 03:23 PM(1/1157)
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه المعلومة النافعة . وقد ذهبت واشتريت الكتاب من إحدى المكتبات القريبة ، وطالعته فوجدته نافعاً ممتعاً ، فجزاكم الله خيراً ، وجزى الله الباحث خيراً على جهده الذي بذله في إعداده.
ولي تعليق على نقل الدكتور عبدالرحمن الشهري لقول المؤلف عند الحديث عن صيغة سبب النزول :( والخلاصة التي تبينت لي بعد تتبع الموضوع واستقرائه أنه لا يوجد صيغة محددة لأسباب النزول ، سواءً أكانت صريحة أم غير صريحة ، إما لعدم الدليل على ذلك البتة كما في قولهم : سبب نزول الآية كذا ، وإما لاضطراب الأساليب المستعملة في ذلك واختلافها وتناقضها من حيث التطبيق. (1/120)
أقول : كنت بحثت هذا الموضوع قديماً ، وكان مما عثرت عليه في ذلك ما ذكره الدكتور مساعد الطيار في كتابه (أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم) ص 160-161 حيث قال عند حديثه عن صيغ أسباب النزول :(تعتبر صيغُ النزول من المباحث المشكلة في علم التفسير ؛ لأن تحديد الصيغ التي يراد بها سبب النزول المباشر غير واضحة في كل سببٍ يذكر ، وليس لهم في ذلك عبارة متحدة). ولم أر المؤلف رجع لهذا الكتاب مع شهرته ونفاسته وصغر حجمه ، وقد نشر الكتاب عام 1422هـ ، وقد تناول الدكتور مساعد في بحثه لأسباب النزول نقاطاً أخرى مهمة في هذا الموضوع .
وفي الحق أن الباحث كما قال الدكتور مساعد الطيار (قد صدرها الشيخ الدكتور خالد المزيني بمقدمة نفيسة في أسباب النزول ، وهي من أحسن المقدمات التي تتعلق بأسباب النزول ، وفي الكتاب تحقيقات رائعة وبديعة في آثار أسباب النزول) فبارك الله في جهوده وزاده من فضله .
---
أبو يعقوب
03-13-2007, 11:39 PM
أخي نياف
هذا هو الموقع الرسمي لدار ابن الجوزي
http://www.aljawzi.com/m-images/header_02.jpg
http://www.aljawzi.com
ومما صدر حديثا
أخيرا وبعد 10 سنوات من العمل والاعداد:
المفاجأة الكبرى!!!!!!!!(1/1158)
*نيل الأوطار للشوكاني 1 / 16 مجلد ؛ بتحقيق الشيخ محمد صبحي حسن حلاق.
= ولفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - رحمه الله .
* الشرح الممتع على متن زاد المستقنع ج 13 / 14
= والكتاب التصحيحي الهام
* توحيد العبادة آية الله شريعت سنكلجي
= ومن الرسائل الجامعية
* الدروس المستفادة من العقوبات الإلهية قبل الرسالة المحمدية تأليف د. عبد الهادي الشمراني
* إغاثة الجموع بترجيحات ابن عثيمين في البيوع محمد بن بعسوس العمري
* تربية المرأة عند ابن الجوزي ومدى الاستفادة منه في الواقع التربوي محمد بن عبد الله الحازمي
= من البحوث العلمية المحكمة :
* أحكام الاكتتاب في الشركات المساهمة : تأليف حسان السيف .
* الأسهم حكمها وآثارها : صالح محمد السلطان
* قوانين البنوك الاسلامية : تأليف رياض منصور الخليفي .
* أحكام الرجعة في الفقه الاسلامي : تأليف رياض منصور الخليفي
* مسائل في دراسة السيرة النبوية : تأليف محمد بن صامل السلمي
* السيرة النبوية ومصادرها : تأليف محمد بن صامل السلمي
= اضافة إلى :
* أنيس الفقهاء د. أحمد الكبيسي
* المسافر وما يختص به من أحكام د.أحمد الكبيسي
* وسيلة الراغبين في الفرائض : طارق آل حميد
---
(1/1159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف قرأ شعبة :(ولؤلؤا) ؟
---
كيف قرأ شعبة :(ولؤلؤا) ؟
---
*أبو عبد الله*
12-05-2003, 04:47 PM
كيف قرأ شعبة (لؤلؤا)؟
بأبدال الهمزة الأولى لن بماذا؟ أهي ياء أم واو. آمل الإفادة مع التوثيق .
2- السوسي لا يبدل همزة (مؤصدة) لئلا تلتبس بلغة أخرى ، آمل توضيح ذلك.
ولكم شكراً جزيلاً.
---
خالدعبدالرحمن
12-06-2003, 07:45 PM
اخي افيدك في الأولى ان شاء الله،
فرسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ( لولؤا) في رواية شعبة عن عاصم ...
ومرجعي هو ما تعلمته من شيخي ومن مصحف القراءات
---
أبو معاذ البلقاوي
12-07-2003, 11:53 AM
أخي في الله :
يقرأشعبة (( لُولُؤًا))
بهمز الواو الثانية فحسب
هذا متلقيناه عن مشايخنا بالإسناد
والله أعلم
---
شعبة بن عياش
12-09-2003, 12:24 PM
السلام عليكم
أبدل شعبة بن عياش في روايته الهمزة بين لامين واواً في كلمة (لؤلؤ) فتقرأ (لولؤ) سواءً جاءت معرفة أو نكرة
المرجع : كتاب الرياش في رواية شعبة بن عياش للشيخ محمد نبهان بن حسين مصري وهو كتاب لطيف سهل للمبتدئين.
رابط الكتاب: من موقع الشيخ نبهان المصري (http://www.quraat.com/book2.html)
ملحوظة: (الكتاب يعتمد رواية شعبة من طريق الشاطبية)
والسؤال الثاني لا علمه ، ولعل الأساتذة الأفاضل في هذا الملتقى المبارك يرشدوك إلى ما يفيد.........
والله أعلم
---
الشيخ أبو أحمد
12-11-2003, 09:32 PM
الاخ خالد عبد الرحمن..
غفر الله لك ولشيخك, ورفعك الى قدر من يقدّره حق قدره!.
---
(1/1160)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج للقرآن الكريم يعمل على الوورد
---
برنامج للقرآن الكريم يعمل على الوورد
---
أبو حاتم
04-25-2003, 06:19 AM
هذا برنامج بحث فى ايات القران...و ينزل على الورد.......
يمكن لك ان تبحث......تنسخ.........تبدل الخط..............
هذا البرنامج يعمل مع الوورد
http://gesah.net/quran/p30.htm
---
الغزالي
04-25-2003, 05:24 PM
جزيت خيراً
---
(1/1161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > متى يُقدم حمل نصوص الوحي على العموم على السياق القرآني؟
---
متى يُقدم حمل نصوص الوحي على العموم على السياق القرآني؟
---
أبو أنس الغامدي
12-17-2006, 08:19 AM
السلام عليكم.
وفقكم الله وسددكم على طريق الخير آمين.
إذا اختلف المفسرون في معنى آية فمنهم من حملها على السياق القرآني ومنهم من حملها على العموم فمتى يقدم العموم على السياق؟
مثلا : قوله تعالى (( ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ))
فسر بعض المفسرين قوله تعالى (( أولي بأس شديد )) بأنهم بنو حنيفة بناء على سياق الآية (( تقاتلونهم أو يسلمون ))
وفسرها ابن جرير رحمه الله بقوله : (( وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال إن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء المخلفين من الأعراب أنهم سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد في القتال ، ونجده في الحروب ولم يوضع لنا دليل من خبر ولا عقل على أن المعنى بذلك هوازن ، ولا بنو حنيفة ، ولا فارس ، ولا الروم ، وأعيان بأعيانهم ، وجائز أن يكون عني بذلك بعض الأجناس ، وجائز أن يكون عني بهم غيرهم ، ولا قول فيه أصح من أن يقال كما قال الله جل ثناؤه إنهم سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد )) تفسير الطبري 26/83
فأي المعنيين يكون مقدم ، مع العلم _فيما أعلم _ أنه ليس هناك دليل على تخصيص المعنى بقوم معينين.
---
أبو العالية
12-17-2006, 11:12 AM
الحمد لله ، وبعد
مثل هذه المسائل كثيرة في كتب التفسير ، سِيَّما ليس هناك نصٌّ يُبيِّن أولى الأقوال بالصواب .
وإذا كان ذلك كذلك ؛ فيظهر لي والعلم عند الله أن على طالب العلم أن يجمع المسألة بأطرافها ويُعمل قواعد الترجيح المتكاثرة في المسألة ويناقشها .
فحتماً ولا بد أن يظهر له مرجح ، ويرجِّح لحيثيات قواعد الترجيح المعتبرة التي استند إليها .(1/1162)
وعليك بكتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للحربي فهو نفيس .
والله أعلم .
---
أبو صفوت
12-17-2006, 07:31 PM
الأخ الكريم :
الحمل على العموم لا ينافي الحمل على المعنى الذي اقتضاه السياق ، إذ المعنى الذي اقتضاه السياق داخل في العموم ، والترجيح بينهما ليس من باب رد قول منهما ، بل من باب بيان الأولى والأرجح
وقول بعض المفسرين إن المراد بالآية بنو حنيفة هو من قبيل التفسير بالمثال ، والقائل بهذا لا ينفي دخول غيرهم ممن شابههم في معنى الآية ، ولا تنافي بين المثال والعموم
فالترجيح بين الأقوال على ضربين :
1. ترجيح يراد به قبول قول ، ورد ما عداه
.2. ترجيح يراد به بيان المعنى الأولى ، مع قبول بقية الأقوال واعتبارها
هذه إشارة موجزة ، والله الموفق
---
(1/1163)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أول من أحدث الأجزاء والأحزاب؟
---
من أول من أحدث الأجزاء والأحزاب؟
---
ابو عبد الله 1
06-15-2003, 05:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشائخ الفضلاء
من أول من أحدث الأجزاء والأحزاب في المصحف وما أثر ذلك في تلاوة القران؟
---
مساعد الطيار
06-16-2003, 05:33 AM
الأخ الكريم أبو عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ، يمكنك الرجوع ـ تكرمًّا لا أمرًا ـ إلى كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ، للسخاوي ( 1 : 124 ـ 187 ) فقد تحدث في هذه الصفحات عن تجزئة القرآن ، ولعلك تجد بغيتك فيه .
ومن باب الفائدة ، فإن كتاب جمال القراء من الكتب النفيسة في علوم القرآن ، وقد قسَّمه المؤلف على عشرة أجزاء ، سمَّى كل جزءٍ كتابًا ، وقد اعتمد في تسمية كتبه على السجع ، وهذه عناوينه :
الكتاب الأول :نثر الدرر في ذكر الآيات والسور .
الكتاب الثاني : الإفصاح الموجز في إيضاح المعجز .
الكتاب الثالث : منازل الإجلال والتعظيم في فضائل القرآن العظيم .
الكتاب الرابع : تجزئة القرآن .
الكتاب الخامس : أقوى العُدَد في معرفة العَدَد .
الكتاب السادس : ذكر الشَّواذ .
الكتاب السابع : الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ .
الطتاب الثامن : مراتب الأصول وغرائب الفصول .
الكتاب التاسع : منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق .
الكتاب العاشر : علم الاهتداء في الوقف والابتداء .
وفي الكتاب نفائس ، وقد أشرت إلى عناوينه تذكرة بهذا الكتاب ، وتنبيهًا عليه .
وإني لأرجو أن تجد بغيتك فيه ، وأن تتحف قراء الملتقى بما تجد ، ولك من الله الجزاء الأوفى .
---
ابو عبد الله 1
06-16-2003, 06:16 AM
أثابك الله يا شيخنا مساعد
---
ابو عبد الله 1
06-18-2003, 04:49 AM
لو أتحفتنا بالفائدة ياشيخ مساعد لإن الكتاب ليس في متناول يدي(1/1164)
---
ابو عبد الله 1
06-22-2003, 05:06 AM
عفوا شيخنا مساعد فإن الكتاب ليس موجودا عندي ,ولم أجده
فلو أتحفتنا بالفائدة أثابك الله
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2003, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر السخاوي رحمه الله في (جمال القراء) في الكتاب الرابع منه (تجزئة القرآن) كلاماً طويلاً نافعاً عن تفاصيل أجزاء القرآن وأرباعه وأسباعه وأثمانه وغيرها بدقة ينتفع بها الحافظ لكتاب الله ، ومن يرغب في حفظه بسهولة ويسر. وأشار إلى أن معنى التجزئة والتحزيب ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه ورد (طرأ عليَّ حزبي من القرآن) و (إنه قد فاتني الليلة جزئي من القرآن..). وذكر قصة جمع الحجاج بن يوسف للقراء والحفاظ في عهده وسؤالهم عن عدد آيات القرآن ، وعن منتصف القرآن وربعه وثلثه وغيرها. وقد استند على هذه الحادثة كثير من العلماء الذين كتبوا في تاريخ القرآن ، وقالوا بأن أول من أحدث الأجزاء والأحزاب هو الحجاج بن يوسف الثقفي (ت110هـ).
وقال الزركشي في البرهان ذكر عند الحديث عن تحزيب القرآن 1/349 بتحقيق المرعشلي :(وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها. وقد أخرج أحمد في مسنده وأبو داود وابن ماجه عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته : كيف تحزبون القرآن ؟
قالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل من ق حتى يختم).
وتحدث ابن تيمية في مجموع الفتاوى 13/405 حديثاً طويلاً عن تحزيب القرآن تحسن مراجعته إن أمكن ، ذهب فيها إلى أن التحزيب بالسور أفضل من التحزيب الحاصل ، والذي يقف فيه القارئ أحياناً على مواضع مرتبطة بما بعدها ، والبدء بمواضع لها تعلق بما قبلها ، وأشار إلى سبق الحجاج إلى تجزية القرآن بالحروف .(1/1165)
والذي عليه العلماء وهو الصحيح إن شاء الله أن (تجزئة القرآن وتحزيبه وقسمة الأرباع على الصورة التي توجد في مصاحف المسلمين اجتهادية ، ولها أصل من فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لكن على غير هذه القسمة ، وكان السلف يختلفون في ذلك ، وليس المعنى فيه تعبدياً وإنما هو لتيسير أخذ القرآن). انظر: المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع ص 147
وقد فصل القول في ذلك الشيخ محمد الدويش في رسالة له عن تحزيب القرآن تجدها على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=661) .
---
مروان الظفيري
10-25-2006, 08:38 AM
عجبت لأخي الفاضل الأستاذ الدكتور مساعد الطيار
على تقسيمه هذا لكتاب جمال القراء وكمال الإقراء
لعلم الدين السخاوي ، المتوفى سنة 643هـ
هذا التقسيم الذي ذكره آنفا
والشيئ بالشيئ يذكر
وذكرتني ـ ياأخي الحبيب ـ بالطعن بعد أن كنت ناسيا !!!!
أولا : قصتي مع هذا الكتاب :
لي مع هذا الكتاب قصة عجيبة !!!!
فقد قمنا أنا وصديقي الأستاذ الباحث محسن خرابة ، بتحقيق هذا الكتاب على نسختين مخطوطتين
الأولى : محفوظة بالمكتبة الأحمدية ، بحلب .
والثانية : محفوظة في المكتبة الظاهرية ، بدمشق
وأنفقنا من سني عمرنا خمس سنوات في تحقيقه
ثم دفعناه إلى دار المأمون للتراث بدمشق ، لطبعه سنة 1988م
وعانينا ما عانينا من أجل إخراجه ، حيث بقي الكتاب بعد آخر تصحيح سنة 1988 رهين المكتبة
لأن الناشر - رحمة الله عليه- لم يجد من يموله
واستطعت بالأخير أن أطبعه على نفقة أبناء شمو الشيح حمدان بن محمد بن خليفة آل نهيان - رحمة الله عليه-
وقام هؤلاء مشكورين بطبع عشرة آلاف نسخة من الكتاب ، وزعت مجانا في دولة الإمارات العربية المتحدة
ومن هنا لم يلاق هذا الكتاب الشهرة المرجوة ، لأنه وزع على الناس كافة
وكان نصيب العلماء ، والباحثين منه النزر اليسير
بل إن بعضهم لم يعرف بطبعتنا هذه .(1/1166)
ثانيا : أقول ، حول تقسيم الكتاب ، وأنقل ذلك من فهرس الكتاب (بتحقيقنا) :
1- الكتاب الأول : نثر الدرر في ذكر الآيات والسور 1/39-99 .
2- الكتاب الثاني : الإفصاح الموجز في إيضاح المعجز 1/101-109 .
3- الكتاب الثالث : منازل الإجلال والتعظيم ، في فضائل القرآن الكريم 1/110-273 .
وفي هذا الكتاب :
أ- فضل حامل القرآن ، ومتعلمه ، ومعلمه ، وما يطالب به حملة القرآن ، وكيف كان قراء السلف ، والصدر الأول .
وهو من صفحة (181) إلى صفحة (211) .
ب- ذكر ختم القرآن 212/213 .
ج- تجزئة القرآن ، وعد آياته 213/273 .
4- الكتاب الرابع : أقوى العُدد في معرفة العَدد 1/274-334 .
وفي هذا الكتاب :
أ- عدد حروف القرآن وكلماته .
ب- ذكر الشواذ .
5- الكتاب الخامس : الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ 1-2/335-499 .
6- الكتاب السادس : مراتب الأصول ، وغرائب الفصول 2/501-634
وفي هذا الكتاب :
أ- تسمية أهل القرآن من السلف .
ب- باب الاستعاذة .
ج- التسمية .
د- باب الإدغام .
هـ - ذكر الإمالة .
و- وغير ذلك .
7- الكتاب السابع : منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق 2/635-662 .
8- الكتاب الثامن : قصيدة عمدة المفيد ، وعدة المجيد ، في معرفة التجويد 2/662-666 .
9- الكتاب التاسع : علم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء 2/667-784 .
ثالثاً : وقد طبع الكتاب في مجلدين ، وظهر في (881) صفحة .
واحتلت الفهارس الفنية فيه من صفحة (785) إلى صفحة (880) .
رابعاً : والحمد لله أن قيض لهذا الكتاب ناشر في شامنا الحبيب
وفي دمشق الحبيبة ، حيث بدأ في هذا الصيف بإعادة طبع هذا الكتاب ، بدار الغوثاني -عمرها الله-
وإن شاء الله قريباً ، يكون بين أيدي الباحثين والمحققين .
ودمتم سالمين
---
نور القرآن
10-26-2006, 05:13 PM(1/1167)
أستاذنا الفاضل :د/عبد الرحمن الشهري جزاكم الله خيرا فما من سؤال إلا وقد اسعفت سائله بالإجابةوأعنته بقوة على المعرفة دون تسويف أو إحالة بارك الله فيك وفي جميع القائمين على هذا المنتدى القمة
---
منصور مهران
10-26-2006, 06:58 PM
التقسيم الذي أورده الدكتور مساعد الطيار ، أخذه من طبعة عبد الكريم الزبيدي ، الصادرة عن دار البلاغة ببيروت سنة 1413 هج = 1993 م .
والتقسيم الذي أورده الدكتور مروان الظفيري مأخوذ من نسخته التي تولى تحقيقها ، وأشار في كلامه أنها طبعت في دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولم ترها العيون .
فكلا الرجلين أصاب حقيقة ما عنده ؛ لأن هذا الكتاب هو في حقيقته عدة كتب وهناك طبعتان أخريان :
إحداهما بتحقيق الدكتور علي حسين البواب ، صدرت عن مكتبة التراث بمكة المكرمة سنة 1408 هج = 1987 م .
والأخرى جزء من رسالة بتحقيق عبد الحق عبد الدايم سيف القاضي - من أول الكتاب إلى نهاية الطود الراسخ - وقد صدرت عن مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت سنة 1419 هج = 1999م .
والمتأمل في جميع هذه الطبعات يجد اختلافا كثيرا في بعض أجزاء الكتاب أو الكتب لأنها هي حقيقته القائمة فليس جمال القراء كتابا واحدا فضلا على تعدد مخطوطاته مع أن المشترك بينهم جميعا نسختا : حلب والظاهرية ، وبالله التوفيق .
---
مروان الظفيري
10-26-2006, 07:25 PM
شكر ا لأخي الحبيب الأستاذ المحقق المدقق منصور مهران
على هذا التوضيح ؛ الذي اعتقدته ؛ لذلك فاتني
ولذلك اقترح أخي المحقق الستاذ عبد العزيز رباح ـ رحمه الله ، وبرد مضجعه ـ
وهو صاحب دار المامون بدمشق ، والتي تولت طبع الكتاب آنذاك
أن تطبع هذه الأجزاء أيضا مستقلة ؛ وذلك بعد طبع الكتاب كاملا
ولكن حدث ماحدث ، والأمر يومئذ لله
ومن هنا أيضا ، سوف تخرجه دار الغوثاني بدمشق كاملا ، ثم مجزءا
---
(1/1168)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الاستعاذه ( تفسير الطبري)
---
الاستعاذه ( تفسير الطبري)
---
طويلب علم
11-16-2004, 09:59 PM
القول في الاستعاذة
وفيها اثنتا عشرة مسألة:
الأولى: أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أول كل قراءة فقال تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم أي إذا أردت أن تقرأ؛ فأوقع الماضي موقع المستقبل كما قال الشاعر: وإني لآتيكم لذكري الذي مضى من الود واستئناف ما كان في غد
أراد ما يكون في غد؛ وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، وأن كل فعلين تقاربا في المعنى جاز تقديم أيهما شئت؛ كما قال تعالى: ثم دنى فتدلى المعنى فتدلى ثم دنا؛ ومثله: اقتربت الساعة وانشق القمر وهو كثير.
الثانية: هذا الأمر على الندب في قول الجمهور في كل قراءة في غير الصلاة. واختلفوا فيه في الصلاة. حكى النقاش عن عطاء: أن الاستعاذة واجبة، وكان ابن سيرين والنخعي وقوم يتعوذون في الصلاة كل ركعة، ويمتثلون أمر الله في الاستعاذة على العموم، وأبو حنيفة والشافعي يتعوذان في الركعة الأولى من الصلاة ويريان قراءة الصلاة كلها كقراءة واحدة؛ ومالك لا يرى التعوذ في الصلاة المفروضة ويراه في قيام رمضان.
الثالثة: أجمع العلماء على أن التعوذ ليس من القرآن ولا آية منه، وهو قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وهذا اللفظ هو الذي عليه الجمهور من العلماء في التعوذ لأنه لفظ كتاب الله تعالى. وروي عن ابن مسعود أنه قال: قلت أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن أم عبد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأني جبريل عن اللوح المحفوظ عن القلم .(1/1169)
الرابعة: روى أبو داود وابن ماجة في سننهما عن جبير بن مطعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة فقال عمرو: لا أدري أي صلاة هي؟ فقال: "الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا - ثلاثا - الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا - ثلاثا - وسبحان الله بكرة وأصيلا - ثلاثا - أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه . قال عمرو: همزه المؤتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر. وقال ابن ماجة: المؤتة يعني الجنون. والنفث: نفخ الرجل من فيه من غير أن يخرج ريقه. والكبر: التيه. وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك - ثم يقول: لا إله إلا الله - ثلاثا ثم يقول: - الله أكبر كبيرا - ثلاثا - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" ثم يقرأ وروى سليمان بن سالم عن ابن القاسم رحمه الله أن الاستعاذة: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم بسم الله الرحمن الرحيم. قال ابن عطية: "وأما المقرئون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله تعالى وفي الجهة الأخرى، كقول بعضهم: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد؛ ونحو هذا مما لا أقول فيه: نعمت البدعة، ولا أقول: إنه لا يجوز".
الخامسة: قال المهدوي: أجمع القراء على إظهار الاستعاذة في أول قراءة سورة "الحمد" إلا حمزة فإنه أسرها. وروى السدي عن أهل المدينة أنهم كانوا يفتتحون القراءة بالبسملة. وذكر أبو الليث السمرقندي عن بعض المفسرين أن التعوذ فرض، فإذا نسيه القارئ وذكره في بعض الحزب قطع وتعوذ، ثم ابتدأ من أوله. وبعضهم يقول: يستعيذ ثم يرجع إلى موضعه الذي وقف فيه؛ وبالأول قال أسانيد الحجاز والعراق؛ وبالثاني قال أسانيد الشام ومصر.(1/1170)
السادسة: حكى الزهراوي قال: نزلت الآية في الصلاة وندبنا إلى الاستعاذة في غير الصلاة وليس بفرض. قال غيره: كانت فرضا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، ثم تأسينا به.
السابعة: روي عن أبي هريرة أن الاستعاذة بعد القراءة؛ وقاله داود. قال أبو بكر بن العربي: انتهى العي بقوم إلى أن قالوا: إذا فرغ القارئ من قراءة القرآن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. وقد روى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في صلاته قبل القراءة ؛ وهدا نص. فإن قيل: فما الفائدة في الاستعاذة من الشيطان الرجيم وقت القراءة؟ قلنا: فائدتها امتثال الأمر؛ وليس للشرعيات فائدة إلا القيام بحق الوفاء لها في امتثالها أمرا أو اجتنابها نهيا؛ وقد قيل: فائدتها امتثال الأمر بالاستعاذة من وسوسة الشيطان عند القراءة؛ كما قال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته . قال ابن العربي: ومن أغرب ما وجدناه قول مالك في المجموعة في تفسير هذه الآية: فإدا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قال: ذلك بعد قراءة أم القرآن لمن قرأ في الصلاة، وهذا قول لم يرد به أثر، ولا يعضده نظر؛ فإن كان هذا كما قال بعض الناس: إن الاستعاذة بعد القراءة، كان تخصيص ذلك بقراءة أم القرآن في الصلاة دعوى عريضة، ولا تشبه أصل مالك ولا فهمه؛ فالله أعلم بسر هذه الرواية.(1/1171)
الثامنة: في فضل التعوذ. روى مسلم عن سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل تدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا؟ قال: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال له الرجل: أمجنونا تراني! أخرجه البخاري أيضا. وروى مسلم أيضا عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا قال: ففعلت فأذهبه الله عني. وروى أبو داود عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل عليه الليل قال: يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك [وشر ما فيك] [و] شر ما خلق فيك ومن شر ما يدب عليك [وأعوذ بالله] من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن [ساكن] البلد ووالد وما ولد وروت خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل . أخرجه الموطأ ومسلم والترمذي وقال: حديث حسن غريب صحيح. وما يتعوذ منه كثير ثابت في الأخبار، والله المستعان.
التاسعة: معنى الاستعاذة في كلام العرب: الاستجارة والتحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه؛ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه. وهو عياذي؛ أي ملجئي. وأعذت غيري به وعوذته بمعنى. ويقال: عوذ بالله منك؛ أي أعوذ بالله منك؛ قال الراجز قالت وفيها حيدة وذعر عوذ بربي منكم وحجر(1/1172)
والعرب تقول عند الأمر تنكره: حجرا له، بالضم، أي دفعا، وهو استعاذة من الأمر. والعوذة والمعاذة والتعويذ كله بمعنى. وأصل أعوذ: أعوذ نقلت الضمة إلى العين لاستثقالها على الواو فسكنت.
العاشرة: الشيطان واحد الشياطين؛ على التكسير والنون أصلية؛ لأنه من شطن إذا بعد عن الخير. وشطنت داره أي بعدت؛ قال الشاعر [النابغة الذبياني]: نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين
وبئر شطون أي بعيدة القعر. والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده. ووصف أعرابي فرسا لا يحفى فقال: كأنه شيطان في أشطان. وسمي الشيطان شيطانا لبعده عن الحق وتمرده؛ وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان؛ قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطانا
وقيل: إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، فالنون زائدة. وشاط إذا احترق وشيطت اللحم إذا دخنته ولم تنضجه. واشتاط الرجل إذا احتد غضبا. وناقة مشياط التي يطير فيها السمن. واشتاط إذا هلك؛ قال الأعشى: قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل
أي يهلك. ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا بين أنه تفيعل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، ويرد عليهم أيضا بيت أمية بن أبي الصلت: أيما شاطن عصاه عكاه ورماه في السجن والأغلال
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه.
الحادية عشرة: الرجيم أي المبعد من الخير المهان. وأصل الرجم: الرمي بالحجارة، وقد رجمته أرجمه، فهو رجيم ومرجوم. والرجم: القتل واللعن والطرد والشتم، وقد قيل هذا كله في قوله تعالى: لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين . وقول أبي إبراهيم: لئن لم تنته لأرجمنك . وسيأتي إن شاء الله تعالى.(1/1173)
الثانية عشرة: روى الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، قلت: ومن هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ قال هذا الشيطان الرجيم فقلت: يا عدو الله، والله لأقتلنك والله لأقتلنك ولأريحن الأمة منك؛ قال: ما هذا جزائي منك؛ قلت: وما جزاؤك مني يا عدو الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط إلا شركت أباه في رحم أمه.
http://www.arab7.com/up/file/1100631062932.jpg
---
(1/1174)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار حول التفاسير البيانية!
---
استفسار حول التفاسير البيانية!
---
ابومالك
05-26-2006, 01:38 PM
أساتذتي الكرام: السلام عليكم , أود لوتفيدونني بالارشاد الى كتاب في تفسير القران يركز على الجوانب الادبية واللمسات البيانية ويفضل ان يكون التفسير معاصرا (طبعا غير الظلال لسيد قطب رحمه الله)
---
منصور مهران
05-26-2006, 01:56 PM
لبنت الشاطئ كتابان : التفسير البياني للقرآن ، والإعجاز البياني للقرآن . كلاهما من إصدار دار المعارف بمصر . ولأحمد (أبوزيد) كتاب التناسب البياني في القرآن ،من منشورات كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط . وللدكتور فاضل صالح السامرائي عدة كتب في هذا المجال منها : بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ، من إصدار دار عمار بالأردن . ولا أذكر الآن كتابا شاملا ، هذا غير تفاسير الأولين في هذا الباب والله يرعاك .
---
ابومالك
05-26-2006, 08:43 PM
بارك الله فيك أخي منصور وزادك الله علما وهدى.
---
(1/1175)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > سُورة الحَفد وسُورة الخَلْع: هل هما فعلا قرآن؟
---
سُورة الحَفد وسُورة الخَلْع: هل هما فعلا قرآن؟
---
د.إبراهيم عوض
04-03-2007, 07:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فى أحد المواقع النصرانية البَلْهاء التى تظن أن بمستطاعها إحداث ضجة حول صحة الإسلام وفتنة المسلمين واجتيالهم عن دينهم إلى ما عندهم من تخلف عقلى، وما أكثر هذه المواقع كثرة الواغش فى الأجساد والأسمال القذرة التى لا تعرف النظافة ولا الطهارة، قرأت ما يلى عن السورتين المذكورتين فى عنوان هذه الدراسة: "هذه السورتان كانت في مصحف أبي بن كعب، ولكننا لا نجدهم في مصاحف أيامنا هذه: سورة "الحَفْد": "اللهم إياك نعيد* ولك نصلى ونسجد* وإليك نسعى ونَحْفِد* نرجو رحمتك ونخشى عذابك* إن عذابك بالكفار ملحق"- سورة "الخَلْع: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك* ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك* ونخلع ونترك من يَفْجُرك".نترك لك التقييم".
وبعد أن قرأت ما كتبوه كتبتُ ما تقرأون. ونبدأ بالصلاة على النبىّ المصطفى ثم نقول للقارئ الكريم: انظر إلى هؤلاء الحمقى وغبائهم وجهلهم باللغة العربية التى يتصدَّوْن للتشكيك فى كتابها الأول والأخير بجرأة منقطعة النظير لا يقدم عليها إلا الأوباش الأغبياء، وكيف يتبدى هذا الجهل والغباء فى السطرين السابقين اللذين ارتكبوا فيهما على قصرهما الشديد أخطاء مرعبة يمكن حتى القارئ العادى الذى لا يهتم بالنحو والصرف أن يعرفها إذا قارن بين ما كتبه الأوباش وما نكتبه نحن الآن: "هاتان السورتان كانتا فى مصحف أُبَىّ، ولكننا لا نجدهما فى مصاحف أيامنا هذه"، ودعنا من التشكيل الأعته لكلمات النصين، ودعنا قبل ذلك من ركاكة الكلام وفهاهته التى تدل على ركاكة العقل والخلق والذوق!(1/1176)
أما قولهم للقراء: "نترك لكم التقييم" فنرد عليه بقولنا: حسن أنكم يا أوباش قد تركتم لنا التقويم، فمثلكم فى جهلكم وغبائكم لتشبهون الثور الأحمق الذى لا يتعامل مع التحف الرقيقة إلا بقرونه وأظلافه، فأنتم فى الواقع قد حُرِمْتُم العقل، ووُهِبْتم مكانه قرونا وأظلافا وذيلا ومخا ثيرانيا غليظا. ومن أول نظرة نقول، ونحن موقنون بصحة ما نقول، إن هذه السطور لا تمتّ بأية وشيجة للقرآن الكريم إلا كما يمتّ الفُجْل للتفاح مثلا، فالمنطق العقلى والتاريخى والنفسى لا يقبلها بتاتا، كما أن الروايات التى يعتمد عليها أولئك الأغبياء الذين يطيرون فرحا بكل شىء دون عقل أو فهم ترفض هى نفسها مثل هذا الزعم حسبما سنبين بعد قليل. علاوة على أن الأسلوب فى هذين النصين ليس هو الأسلوب القرآنى، ولا اللفتات هى اللفتات، ولا الروح هى الروح. وإلى القارئ البيان:(1/1177)
ونبدأ بالروايات التى يعتمد عليها الحمقى الذين لا يفقهون، بل يرددون ما يقرأون دون فهم أو منطق، لأنهم فى الواقع والحقيقة لا يستطيعون إعمال عقولهم، إن كانت لهم مثل تلك العقول أصلا. ولقد فتشت عن تينك السورتين فى كتب الحديث التسعة الرئيسية: البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبى داود وابن ماجة والدارمى ومسند أحمد وموطأ مالك، فلم أجدهما، مما يدل على أن أمرهما من ناحية الرواية لا قيمة له أيضا. وأذكر أننى وأنا صغير كنت أحفظهما على أنهما من القنوت ليس إلا. والحق أنهما لا يمكن أن يكونا شيئا آخر سوى هذا. ولا أظن أنهما كانا فى مصحف أُبَىّ بن كعب أو غيره، إذ لا يُعْقَل أن ينفرد أحد الصحابة دونهم جميعا بإثبات سورتين لا يعرفهما سائر المسلمين، وبخاصة إذا علمنا أن جمع القرآن كان يعتمد على أن يكون هناك شاهدان من الصحابة لكل نص، علاوة على مظاهرة الكتابة عندذاك للذاكرة. فهل يعقل أن يستمر أُبَىٌّ أو غير أُبَىٍّ رغم ذلك على التمسك بظنه هو وحده بكون هذين النصين سورتبن قرآنيتين ويهمل آراء سائر الصحابة؟ وهذا لو كان للرواية وجه، وهو ما لا أظنه أبدا! أما إيراد بعض علمائنا القدامى لمثل تلك الروايات فهو إن دل على شىء فإنما يدل على أنهم كانوا لا يتحرجون فى أمور العلم والبحث، بل كانوا يوردون كل شىء يصلهم، عارفين أن العقل الإسلامى قادر على تمحيصه وإنزاله منزله الصحيح. لقد كانوا فى الواقع أوفياء لمنهج الحياد فكانوا يثبتون كل ما يقع لهم دون خشية، وإن لم نشاطرهم موقفهم ذلك رغم كل شىء.(1/1178)
وهذا هو السبب فى أن السيوطى رحمه الله قد أورد فى تفسيره المسمَّى: "الدر المنثور فى التفسير بالمأثور" النصوص التالية التى نقلها أصحاب الموقع الأبله مثلهم متصورين أنهم أَتَوْا بالذئب من ذيله، فإذا بهم أصحاب ذيول، بل إذا هم أنفسهم الذيول بعينها: "قال ابن الضريس في فضائله : أخبرنا موسى بن إسماعيل، أنبانا حماد قال : قرأنا في مصحف أبي بن كعب : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. قال حماد : هذه الآن سورة، وأحسبه قال : "اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق". وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال : "صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى : "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك ". وفي مصحف حجر : "اللهم إنا نستعينك"، وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى : "اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق ".
وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال : "سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكفار ملحق ". قال أنس : والله إن أُنْزِلَتا إلا من السماء" .(1/1179)
وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس: "إن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين : اللهم إياك نعبد، واللهم إنا نستعينك". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزي قال : "قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين ". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر قنت بهاتين السورتين: "الله إنا نستعينك" و"اللهم إياك نعبد ". وأخرج البَيْهَقيّ عن خالد بن أبي عمران قال : "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة للعالمين، ولم يبعثك عذابا. ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يعذّبَهم فإنهم ظالمون. ثم علمه هذا القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونؤمن بك ونخضع لك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، إليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق ".(1/1180)
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير أن "عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وزعم عبيد أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود . وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن "عليا قنت في الفجر بهاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك . اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال : "في قراءة أُبَيّ بن كعب : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق.(1/1181)
وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحق قال : "قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق : بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. بسم الله الرحمن الرحيم :، اللهم لا تنزع ما تعطي، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وغفرانك وحنانيك إله الحق" . وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبي حبيب قال : "بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله بن رزين الغافقي فقال له : والله إني لأراك جافيا، ما أراك تقرأ القرآن ؟ قال : بلى، والله إني لأقرأ القرآن، وأقرأ منه ما لا تقرأ به . فقال له عبد العزيز : وما الذي لا أقرأ به من القرآن ؟ قال : القنوت . حدثني علي بن أبي طالب أنه من القرآن" . وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال : "كان أبو عبد الرحمن يقرئنا : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يَفْجُرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونَحْفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجِدّ، إن عذابك بالكفار مُلْحَق ". وزعم أبو عبد الرحمن أن "ابن مسعود كان يقرئهم إياها، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها ". وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال : "قرأت، أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك والأخرى، بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، قبلهما سورتان من المفصَّل، وبعدهما سُوَرٌ من المفصَّل ". وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال : "كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين : اللهم إنا(1/1182)
نستعينك، واللهم إياك نعبد". وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال : "يقرأ في الوتر السورتين: اللهم إياك نعبد، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك". وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال : "سألت عطاء بن أبي رباح: أي شيء أقول في القنوت. قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد" . وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال : "نبدأ في القنوت بالسورتين، ثم ندعو على الكفار، ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات ".
واضح أن النصين لا يخرجان عن أن يكونا قنوتا كان عمر أو علىّ يقنت به بعد القيام من الركوع، أو عقب الانتهاء من قراءة السورة التى بعد الفاتحة وقبل أن يركع. ومعروف أن المسلمين لا يقنتون فى صلاتهم بالقرآن! وحتى لو ضَرَبْنا عن كل ما سبق صَفْحًا وقلنا إن الرواية صحيحة وإن أُبَيًّا كان رغم ذلك يعتقد أن هذين النصين سورتان قرآنيتان فعلا فإن هذا لا يعدو أن يكون اجتهادا منه لا يُلْزِم غيره، ومن ثم لا يمكن أن نأخذ بما لديه ونهمل موقف الصحابة على بَكْرَة أبيهم، إذ ليس هذا من المنهج العلمى ولا المنطق العقلى فى شىء. وقد ألقى أبو الحسن الأشعرى الضوء على جانب مهم فى تلك المسألة بقوله: "قد رأيت أنا مصحف أَنَسٍ بالبصرة عند قومٍ من ولدِه، فوجدتُه مساويًا لمصحف الجماعة، وكان ولد أنسٍ يروي أنه خَطُّ أنََسٍ وإملاء أُبَيّ بن كعب".(1/1183)
وقد قرأت فى "المصنَّف" لابن أبى شيبة تحت عنوان "مَا يَدْعُو بِهِ فِي قُنُوتِ الْفَجْرَِ" ما يلى: "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: صَلَّيْت خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْغَدَاةَ فَقَالَ فِي قُنُوتِهِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 2- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عُمَرَ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ. 3- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُوَيْد الْكَاهِلِيِّ أَنَّ عَلِيًّا قَنَتَ فِي الْفَجْرِ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. 4- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى(1/1184)
ونَحْفِد، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 5- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْت عُمَرَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنُؤْمِنُ بِك وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك. ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك. 6- َدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: صَلَّيْت الْغَدَاةَ ذَاتَ يَوْمٍ وَصَلَّى خَلْفِي عُثْمَانُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: فَقَنَتُّ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي قَالَ لِي: مَا قُلْتَ فِي قُنُوتِك؟ قَالَ: فَقُلْتُ: ذَكَرْتُ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك. إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. فَقَالَ عُثْمَانُ: كَذَا كَانَ يَصْنَعُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّان".(1/1185)
كما قرأت فى كتاب "التدوين فى أخبار قزوين" للإمام الرافعى أن هذين النصين قنوت من القنوت: "محمد بن أحمد بن جابارة أبو سليمان الجاباري القزويني سمع أبا طلحة الخطيب في "الطوالات" لأبي الحسن القطان بسماع الخطيب منه: أنبا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا يزيد بن هارون: أنبا أبان بن أبي عياش قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الكلام في القنوت، فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق. اللهم عذب الكفرة، وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رِجْزَك وعذابك. اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذّبون رسلك ويجحدون بآياتك، ويجعلون معك إلهًا لا إله غيرك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلحهم واستصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبّتْهم على ملة رسولك، وأَوْزِعْهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم، وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوهم وعدوك إله الحق. قال أنس: والله إِنْ أُنْزِلَتا إلا من السماء".(1/1186)
وفى الإصدار العاشر من "تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم" فى موقع "الدرر السنية" بحثت أيضا عن هذين النصين فوجدت أنهما، كما قلت وكما جاء فى الكتابين السابقين، لا يزيدان عن أن يكونا قنوتا. وهذه هى الأحاديث التى عثرت عليها فى هذا الصدد: "أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، ونخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير. خلاصة الدرجة: صحيح موصول. المحدث: البيهقي. المصدر: السنن الكبرى).
"أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: روي بعضه مرفوعا وهو مرسل. المحدث: ابن الملقن. المصدر: البدر المنير).(1/1187)
"أن عمر قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: صحيح أو حسن روي بعضه مرفوعا مرسلا. المحدث: ابن الملقن. المصدر: تحفة المحتاج).
"أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن الكفرة كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل بهم الأرض، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: موقوف صحيح. المحدث: ابن حجر العسقلاني. المصدر: نتائج الأفكار).(1/1188)
"أنه صلى خلف عمر فقنت فيها بعد الركوع وقال في قنوته: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. إلا أن الخزاعي قال: ونثني عليك ولا نكفرك، ونخشى عذابك الجد" (الراوي: عبدالرحمن بن أبزى. خلاصة الدرجة: إسناده صحيح من الطريق الأولى، والأخرى فيها ابن أبي ليلى سيء الحفظ. المحدث: الألباني. المصدر: إرواء الغليل)
والآن نأتى إلى التحليل الأسلوبى رغم أن المسألة لا تستلزم مثل هذا التحليل، فالمنطق واتجاه الأحداث وتحليل الروايات يكفى تماما فى الحكم باستبعاد انتماء هذين النصين للقرآن المجيد دون نقض أو إبرام: وأول شىء نقوله فى هذا الصدد هو أن كلمة "اللهم" التى افْتُتِحت بها السورة الأولى المزعومة قد وردت فى القرآن خمس مرات لم تأت أى منها فى بداية أية سورة بتاتا.
ثانى شىء: لم يحدث أن ابتدأت أية سورة قرآنية بمناداة الله، وإنما بمناداة البشر: "يا أيها الناس"، "يا أيها الذين آمنوا"، "يا أيها المُزَّمِّل"، "يا أيها المُدَّثِّر".
ثالث شىء: لم تأت كلمة "اللهم" فى أية سورة إلا وسبقتها كلمة تدل على "القول" لفظا أو معنى. وهذه هى المرات الخمس المذكورة نسوقها أمام القارئ ليكون على بينة خالصة مما نقول واطمئنان تام إليه:
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران/ 26).
"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة/ 114).(1/1189)
"وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (الأنفال/ 32).
"دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (يونس/ 10).
"قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (الزمر/ 46).
رابع شىء: لم يرد بعد النداء بكلمة "اللهم" فى القرآن أى ضمير، فضلا عن أن يكون هذا الضمير منفصلا كـ"إياك" (كما فى السورة الأولى المزعومة: "اللهم إياك نعبد") أو "إنّ" الناسخة (كما فى السورة المزعومة الأخرى: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك").
خامسا: لا يوجد فى القرآن كله الفعل: "نُصَلِّى" أبدا، بل الذى فيه هو "صَلَّى"، "تُصَلِّ"، "يُصَلّوا"، "يُصَلّون"، "يُصَلِّى"، "صَلِّ"، "صَلُّوا".
سادسا: لم يحدث فى القرآن أن تَقَدَّم حرفُ الجر على الفعل الدال على الصلاة كما فى سورة "الحفد"، بل المشاهد أنه إذا كان هناك حرف جر فإنه يأتى بعد الفعل، أو تُذْكَر الصلاة مطلقة دون حرف جر أصلا. وهذه هى الشواهد القرآنية:
"فلا صدَّق ولا صلَّى* ولكنْ كذَّبَ وتولَّى" (القيامة/ 31- 32).
"وذَكَر اسْمَ ربِّه فصلَّى" (الأعلى/ 15).
"أرأيتَ الذى يَنْهَى* عبدًا إذا صلَّى" (العلق/ 9- 10).
"ولا تصلِّ على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره" (التوبة/ 84).
"ولْتَأْتِ طائفةٌ أخرى لم يُصَلُّوا فلْيُصَلُّوا معك" (النساء/ 102).
"إن الله وملائكته يُصَلُّون على النبىّ يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما" (الأحزاب/ 56).
"هو الذى يُصَلِّى عليكم وملائكتُه ليُخْرِجَكم من النور إلى الظلمات" (الأحزاب/ 43).(1/1190)
"خذ من أموالهم صدقةً تطهِّرهم وتزكِّيهم بها وصَلِّ عليهم" (التوبة/ 103).
"إنّا أعطيناك الكَوْثَر* فصَلِّ لربك وانْحَرْ" (الكوثر/ 1- 2).
سابعا: ليس فى القرآن الفعل "يَسْعَى" أبدا، بل الذى فيه هو "سعى"، "سَعَوْا"، "تَسْعَى"، "تَسْعَوْن"، "يَسْعَوْن". وشواهد ما نقول موجودة فى المواضع التالية: البقرة/ 114، 205، والإسراء/ 19، والنجم/ 39، والنازعات/ 35، والحج/ 51، وسبأ/ 5، وطه/ 15، 20، 66، والقصص/ 20، ويس/ 20، والحديد/ 12، والتحريم/ 8، والنازعات/ 22، وعبس/ 8، والمائدة/ 33، 64، وسبأ/ 38، والجمعة/ 6.
ثامنا: ليس ذلك فقط، بل إن الفعل "سعى" فى القرآن لم يأت فى أى زمن أو فى أية صيغة مسبوقا بحرف جر ومجروره كما هو الحال هنا: "وإليك نسعى ونحفد". كما أن حرف الجر الغالب مجيئه معه هو "فى"، وليس "إلى" كما فى السورة الموهومة التى بين أيدينا.
تاسعا: ثم إنه فى المرة اليتيمة التى جاء بعده الحرف: "إلى" لم يدخل هذا الحرف على اسم الله أو ضميره، بل على كلمة "الذكر": "فاسْعَوْا إلى ذِكْر الله وذَرُوا البيع" (الجمعة/ 9). وكما تلاحظ فالفعل هنا فعلُ أمرٍ لا مضارعٌ كما هو فى الجملة التى معنا.
عاشرا: وفوق ذلك فالسعى فى القرآن غالبا ما يكون فى الخراب والفساد والمعاجزة كما فى البقرة/ 114، 205، والمائدة/ 33، 64، والحج/ 51، وسبإ/ 5، 38 على سبيل القول الصريح، وكما فى الكهف/ 104، والنازعات/ 22 على سبيل التضمين، أما فى الخير فأقل من ذلك، كما أن ذكر الخير فى معظم الأحيان ضمنى لا صريح.(1/1191)
حادى عشر: ولو ذهبت تفتش فى القرآن من أوله إلى آخره فلن تعثر على الفعل "يحفد" فى أى زمن من الأزمان أو أية صيغة من الصيغ. بل لا وجود لمادة "ح ف د" فيه على الإطلاق، اللهم إلا كلمة "حَفَدَة" (النحل/ 72)، وهم أبناء الأبناء، وهذا شىء مختلف عما نحن فيه، ومعناه الإسراع. أى أن مجىء ذلك الفعل فى سورة "الحَفْد" المدَّعاة هو أمر شاذ كسائر ما يتعلق بتلك السورة حسبما تبيِّن هذه الدراسة.
ثانى عشر: رغم ورود الفعل "رجا- يرجو" فى القرآن 22 مرة، فإنه لم يأت قط مضارعا مسندا إلى ضمير المتكلمين: "نرجو" كما هو الحال هنا. والشواهد متاحة لمن يريد فى المواضع التالية: القصص/ 86، والنساء/ 104، ونوح/ 13، والإسراء/ 28، والكهف/ 110، والعنكبوت/ 5، والأحزاب/ 21، والزمر/ 9، والممتحنة/ 6، والبقرة/ 218، والنساء/ 104، ويونس/ 7، 11، 15، والإسراء/ 57، والنور/ 60، والفرقان/ 21، 40، وفاطر/ 29، والجاثية/ 14، والنبأ/ 27، والعنكبوت/ 36.
ثالث عشر: لم تقع كلمة "رحمتك" فى المرات الثلاث التى تكررت فيها فى القرآن مفعولا به مباشرا قط كما هو وَضْعها فى سورة "الحفد"، بل كانت فى كل تلك المرات مجرورة بحرف جر. كما أنها لم تقترن فى أى من تلك المرات بفعل الرجاء على أى وضع من الأوضاع: "قال رب اغفر لى ولأخى وأَدْخِلْنا فى رحمتك" (الأعراف/ 151)، "ونجِّنا برحمتك من القوم الكافرين" (يونس/ 86)، "وأَدْخِلْنى برحمتك فى عبادك الصالحين" (النمل/ 19).(1/1192)
رابع عشر: لم يأت الفعل: "نخشى" فى القرآن سوى مرة واحدة: "يقولون: نخشى أن تصيبنا دائرة" (المائدة/ 52)، والملاحظ أنه إنما أتى على لسان المنافقين المذبذبين لا على لسان المؤمنين الموقنين. كما أنه لم يقع على العذاب، بل على إصابتهم بدائرة، فضلا عن أن المفعول به الذى وقع عليه فى الآية القرآنية كان مصدرا مؤولا بالصريح: "أن تصيبنا دائرة" لا مصدرا صريحا: "عذابك" كما هو الحال فى عبارة ما يسمى بـ"سورة الحفد". وأكثر من ذلك أنه لم يحدث أن وقع الفعل: "خَشِىَ- يخشَى" فى أية صورة منه على "العذاب" فى كتاب الله بتاتا
خامس عشر: مع أن كلمة "عذاب" قد تكررت فى القرآن المجيد بضع مئات من المرات: نكرةً ومعرَّفةً بـ"أل" ومضافةً، فلم يتصادف أن جاءت مضافة إلى "كاف الخطاب" قط كما هو وَضْعها هنا.
سادس عشر: لم يحدث البتة أن اقترن الرجاء والخشية فى كتاب الله كما هو الحال فى قول المبتهلين فى السورة الموهومة التى بين أيدينا: "نرجو رحمتك، ونخشى عذابك".(1/1193)
سابع عشر: لم يأت فى القرآن متعلِّق لخبر "إنّ" أو "أنّ" الداخلة على كلمة "عذاب"، فضلا عن أن يكون سابقا على ذلك الخبر كما هو الحال فى الجملة الأخيرة من السورة الموهومة التى نحن بصددها هنا: "إن عذابك بالكفار ملحق". هذا، وإذا كانت كلمة "عذاب" قد وردت خبرا لـ"إنّ"، و"أنّ" و"لكنّ" فى الشواهد التالية: "ولإن كفرتم إنّ عذابى لَشديد" (إبراهيم/ 7) ، "وأن عذابى هو العذاب الأليم" (الحجر/ 50)، "إن عذاب ربك كان محذورا" (الإسراء/ 57)، "إن عذابها كان غَرَاما" (الفرقان/ 65)، "ذلكم فذُوقُوه وأن للكافرين عذابَ النار" (الأنفال/ 14)، "إنّا قد أُوحِىَ إلينا أن العذاب على من كَذَّب وتولَّى" (طه/ 48)، "ولكن عذاب الله شديد" (الحج/ 2)، "إن عذاب ربك لَواقع" (الطور/ 7)، "إن عذاب ربهم غير مأمون" (المعارج/ 38)، فلن تجد للخبر فى أى منها متعلقا أصلا، فضلا عن أن يكون متعلق الخبر متقدما عليه كما هو الحال هنا.
ثامن عشر: وأما بالنسبة لاسم المفعول "مُلْحَق" الواقع خبرا لـ"إن" فى جملتنا الحالية فلا وجود له فى القرآن فى أى موضع منه. كذلك لم يحدث أن وقع فعل من أفعال "الإلحاق" فى القرآن على العذاب قط، بل على ذرية المؤمنين أو على المؤمنين أو على الشركاء الذين كان الكفار يعبدونهم مع الله، أما على العذاب فلا: "قل أَرُونِىَ الذين أَلْحَقْتم به شركاء" (سبأ/ 27)، "والذين آمنوا واتَّبَعَتْهم ذريتُهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذريتَهم" (الطور/ 21)، "توفَّنى مُسْلِمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (يوسف/ 101)، "ربِّ هَبْ لى حُكْمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (الشعراء/ 83).(1/1194)
تاسع عشر: جاء الفعل: "استعان" فى القرآن على كل التصريفات أربع مرات لم يحدث أن خلا مفعوله المتقدم عليه من "باء" الجر: "واستعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 45)، "استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 152)، "استعينوا بالله واصبروا" (الأعراف/ 138)، كما لم يحدث أن جاء هذا المفعول ضميرا إلا مرة واحدة تقدم فيها المفعول على الفعل، ومن ثم كان ضميرا منفصلا لا متصلا (هكذا: "إياك نعبد وإياك نستعين")، على عكس الوضع تماما من هذا وذاك فى الجملة الأولى من السورة المزعومة الثانية: (هكذا: "اللهم إنا نستعينك").
عشرين: وكذلك لم يتفق أن اقترنت الاستعانة بالاستغفار فى القرآن قط كما هو الأمر فى الجملة التى نحن أمامها: "نستعينك ونستغفرك".
حاديًا وعشرين: لم يقع أن استعمل الفعل "استغفر" فى كتاب الله الكريم مضارعا مسندا إلى ضمير جماعة المتكلمين بتاتا أو جاء مفعوله "كاف خطاب" قط كما فى الجملة الحالية: "نستغفرك".
ثانيًا وعشرين: برغم ورود كلمة "الحمد" واشتقاقاتها فى القرآن نحو سبعين مرة، فإن كلمة "الثناء" المقتربة منها فى المعنى إلى حد بعيد والمشتق منها الفعل: "نُثْنِى" فى الجملة الثالثة من سورة "الخلع" التى نحن بصددها هنا (وهى: "ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك")، هذه الكلمة غائبة تماما عن كتاب الله هى وكل مشتقاتها.(1/1195)
ثالثا وعشرين: بالنسبة لجملة "نَكْفُرك" نقول إنه قد ورد الفعل المضارع: "يَكْفُر" فى القرآن الكريم بتصريفات مختلفة ما يقرب من ستين مرة، ومع هذا لم يحدث أن أُسْنِد هذا الفعل إلى ضمير جماعة المتكلمين فى أية مرة منها. كما لم يحدث أن توصَّل ذلك الفعل إلى مفعوله مباشرة دون "باء الجر" كما هو الحال هنا، اللهم إلا مرة واحدة أتى فيها مبنيا للمجهول ووقع على ضمير الغائب لا المخاطب وكان ذلك الضمير عائدا على عمل الإنسان لا على الله سبحانه، وهو ما يختلف فيه مع الجملة التى نحن بصددها اختلافا تاما. وهذا هو الشاهد القرآنى اليتيم: "وما يَفْعَلوا من خير فلن يُكْفَروه" (آل عمران/ 115).
رابعا وعشرين: ليس فى القرآن كله كلمة "خَلْع" التى تدور عليها السورة المدَّعاة وعُنْوِنَتْ بها، بل ليس فيه من ذات المادة إلا فعل الأمر: "اخلع": "فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدَّس طُوًى" (طه/ 12)، وهو خطاب من الله لواحد من البشر هو موسى عليه السلام، وليس خطابا من البشر له عز وجل كما فى الجملة التى يدور الكلام عليها حاليًّا والتى ورد فيها الفعل مضارعًا لا أَمْرًا مع ذلك. كما أن الخلع فى الآية القرآنية حقيقى، بخلافه فى آية السورة المزعومة، إذ معناه فيها مجازى كما هو واضح.
خامسا وعشرين: لم يرد الفعل المضارع: "نترك" فى كتاب الله سوى مرة واحدة وقع فيها مفعوله اسما موصولا غير عاقل عائدا على الأصنام التى يعبدها آباء المتكلمين الكافرين: "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا" (هود/ 87)، لا اسما موصولا عاقلا عائدا على من يفجر الله سبحانه كما هو الوضع فى الجملة التى بين أيدينا: "ونخلع ونترك من يَفْجُرك".
سادسا وعشرين: على الرغم من مجىء مشتقات مادة "ت ر ك" نيفا وأربعين مرة فى القرآن المجيد لم يحدث أن أتى الاسم الموصول: "من" مفعولا لأى من هذه المشتقات كما هو الوضع فى الجملة التى معنا الآن: "ونترك من يَفْجُرك".(1/1196)
سابعا وعشرين: لا يوجد الفعل: "نَفْجُر" (مضارعا مسندا إلى جماعة المتكلمين وبمعنى "الفُجُور" لا التفجير) فى القرآن المجيد أبدا. كما أن الفعل: "يَفْجُر" (المضارع المسند لضمير الغائب المفرد المذكَّر) الذى ورد فيه مرة واحدة لا غير لم يُذْكَر معه مفعول به، فضلا عن أن يكون المفعول به مفعولا مباشرا: "بل يريد الإنسان ليَفْجُر أمامه" (القيامة/ 5)، بَلْهَ أن يكون ذلك الضمير عائدا على الله جل وعلا كما هو الحال معنا الآن.
والآن يستطيع القراء الكرام أن يَرَوْا معنا بكل وضوح وجلاء أن هذين النصين لا علاقة لهما من قريب أو من بعيد بالقرآن من ناحية الأسلوب والروح أيضا، فبصماتهما اللغوية والذوقية ليست هى بصمات الأسلوب القرآنى كما هو بين، مثلما رَأَوْا قبلاً أنهما لا يمكن أن يكونا من القرآن بحكم المنطق العقلى وبناء على تحليل الروايات.
---
أبو المنذر المنياوي
04-03-2007, 12:58 PM
حقيقة أن ما وصل إليه الشيخ الفاضل إبراهيم عوض من أن هاتين السورتين استقر الحال على القنوت بهما - في النصف الثاني من رمضان - أوافقه عليه لصحة الحديث بذلك عن سيدنا عمر رضي الله عنه كما عند ابن خزيمة .
إلا أن ترجيح أنهما ليسا من القرآن فهذا محل نظر ، بل الراجح كما ذهب إليه جماعة من العلماء أنهما من القرآن وأنهما مما نسخ لفظا وحكما ، وكيف يستجيز سيدنا أبي وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف ، وهما ليستا من القرآن .
قال العلامة الشنقيطي (مالكي) في أضواء البيان : ومثال نسخ الكتاب بالسنة : نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكماً بالسنة المتواترة . ونسخ سورة الخلع وسورة الحفد تلاوة وحكماً بالسنة المتواترة . وسورة الخلع وسورة الحفد : هما القنوت في الصبح عند المالكية . وقد أوضح صاحب ( الدر المنثور ) وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نسختا .اهـ(1/1197)
وقال الشيخ أحمد الطحاوي ( حنفي) في حاشيته على مراقي الفلاح : ذكر السيوطي أن دعاء القنوت من جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم وكانا سورتين كل سورة ببسملة وفواصل إحداهما تسمى سورة الخلع وهي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك إلى قوله من يكفرك والأخرى تسمى سورة الحفد وهي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد إلى ملحق وقد اختلفت الصحابة في نسخهما وكتبهما أبي في مصحفه فعدة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة . اهـ
وقال الشيخ زكريا الأنصاري ( شافعي) في البهجة الوردية : وَرَأَيْتُ فِي رِسَالَةِ الْإِمَامِ السُّيُوطِيّ أَنَّهُ كَانَ سُورَتَيْنِ أَنْزَلَهُمَا اللَّهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِبَسْمَلَةٍ تَنْتَهِي الْأُولَى الْمُسَمَّاةُ سُورَةَ الْخُلْعِ بِيَفْجُرُكَ وَمَبْدَأُ الثَّانِيَةِ الْمُسَمَّاةِ سُورَةَ الْحَفْدِ إيَّاكَ ثُمَّ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِيهِمَا هَلْ نُسِخَا أَمْ لَا حَتَّى كَتَبَهُمَا بَعْضُهُمْ فِي مُصْحَفٍ فَجَعَلَ عَدَدَ السُّوَرِ مِائَةً وَسِتَّةَ عَشَرَ سُورَةً .اهـ .
والله أعلم .،
---
د.إبراهيم عوض
04-04-2007, 06:47 AM
أشكر الأخ أبا منذر المنياوي على تعقيبه ، وأعيد نشر الموضوع بعد إضافة فقرات مهمة ظللتها باللون الأزرق .(1/1198)
فى أحد المواقع النصرانية البَلْهاء التى تظن أن بمستطاعها إحداث ضجة حول صحة الإسلام وفتنة المسلمين واجتيالهم عن دينهم إلى ما عندهم من تخلف عقلى، وما أكثر هذه المواقع كثرة الواغش فى الأجساد والأسمال القذرة التى لا تعرف النظافة ولا الطهارة، قرأت ما يلى عن السورتين المذكورتين فى عنوان هذه الدراسة: "هذه السورتان كانت في مصحف أبي بن كعب، ولكننا لا نجدهم في مصاحف أيامنا هذه: سورة "الحَفْد": "اللهم إياك نعيد* ولك نصلى ونسجد* وإليك نسعى ونَحْفِد* نرجو رحمتك ونخشى عذابك* إن عذابك بالكفار ملحق"- سورة "الخَلْع: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك* ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك* ونخلع ونترك من يَفْجُرك".نترك لك التقييم".
وبعد أن قرأتُ ما كتبوه كتبتُ ما تقرأون. ونبدأ بالصلاة على النبىّ المصطفى ثم نقول للقارئ الكريم: انظر إلى هؤلاء الحمقى وغبائهم وجهلهم باللغة العربية التى يتصدَّوْن للتشكيك فى كتابها الأول والأخير بجرأة منقطعة النظير لا يقدم عليها إلا الأوباش الأغبياء، وكيف يتبدى هذا الجهل والغباء فى السطرين السابقين اللذين ارتكبوا فيهما على قصرهما الشديد أخطاء مرعبة يمكن حتى القارئ العادى الذى لا يهتم بالنحو والصرف أن يعرفها إذا قارن بين ما كتبه الأوباش وما نكتبه نحن الآن: "هاتان السورتان كانتا فى مصحف أُبَىّ، ولكننا لا نجدهما فى مصاحف أيامنا هذه"، ودعنا من التشكيل الأعته لكلمات النصين، ودعنا قبل ذلك من ركاكة الكلام وفهاهته التى تدل على ركاكة العقل والخلق والذوق!(1/1199)
أما قولهم للقراء: "نترك لكم التقييم" فنرد عليه بقولنا: حسن أنكم يا أوباش قد تركتم لنا التقويم، فمثلكم فى جهلكم وغبائكم لتشبهون الثور الأحمق الذى لا يتعامل مع التحف الرقيقة إلا بقرونه وأظلافه، فأنتم فى الواقع قد حُرِمْتُم العقل، ووُهِبْتم مكانه قرونا وأظلافا وذيلا ومخا ثيرانيا غليظا. ومن أول نظرة نقول، ونحن موقنون بصحة ما نقول، إن هذه السطور لا تمتّ بأية وشيجة للقرآن الكريم إلا كما يمتّ الفُجْل للتفاح مثلا، فالمنطق العقلى والتاريخى والنفسى لا يقبلها بتاتا، كما أن الروايات التى يعتمد عليها أولئك الأغبياء الذين يطيرون فرحا بكل شىء دون عقل أو فهم ترفض هى نفسها مثل هذا الزعم حسبما سنبين بعد قليل. علاوة على أن الأسلوب فى هذين النصين ليس هو الأسلوب القرآنى، ولا اللفتات هى اللفتات، ولا الروح هى الروح. وإلى القارئ البيان:(1/1200)
ونبدأ بالروايات التى يعتمد عليها الحمقى الذين لا يفقهون، بل يرددون ما يقرأون دون فهم أو منطق، لأنهم فى الواقع والحقيقة لا يستطيعون إعمال عقولهم، إن كانت لهم مثل تلك العقول أصلا. ولقد فتشت عن تينك السورتين فى كتب الحديث التسعة الرئيسية: البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبى داود وابن ماجة والدارمى ومسند أحمد وموطأ مالك، فلم أجدهما، مما يدل على أن أمرهما من ناحية الرواية لا قيمة له أيضا. وأذكر أننى وأنا صغير كنت أحفظهما على أنهما من القنوت ليس إلا. والحق أنهما لا يمكن أن يكونا شيئا آخر سوى هذا. ولا أظن أنهما كانا فى مصحف أُبَىّ بن كعب أو غيره، إذ لا يُعْقَل أن ينفرد أحد الصحابة دونهم جميعا بإثبات سورتين لا يعرفهما سائر المسلمين، وبخاصة إذا علمنا أن جمع القرآن كان يعتمد على أن يكون هناك شاهدان من الصحابة لكل نص، علاوة على مظاهرة الكتابة عندذاك للذاكرة. فهل يعقل أن يستمر أُبَىٌّ أو غير أُبَىٍّ رغم ذلك على التمسك بظنه هو وحده بكون هذين النصين سورتبن قرآنيتين ويهمل آراء سائر الصحابة؟ وهذا لو كان للرواية وجه، وهو ما لا أظنه أبدا!(1/1201)
وهناك رواية أوردها السجستانى فى كتابه: "المصاحف" (دار الكتب العلمية/ بيروت/ 15) تقول إن أُبَيًّا اشترك فى كتابة المصحف الذى تم جمعه أيام أبى بكر، إذ كان رجال يُمْلُون عليه فيكتب. فلو كانت فى مصحفه تانك السورتان لقد كان يعتقد إذن أنهما قرآن فعلا، فلماذا لم يثر هذه المسألة على أعين الناس حينها وآذانهم؟ ولو كان فعل لكان قد رُوِىَ هذا الذى فعل. أليس كذلك؟ أمّا، ولم يصلنا شىء عن هذا، فمعناه أنه لم يُثِر الأمر وأنه لم يكن يعتقد أن هاتين السورتين من القرآن فعلا، إذ لا يُعْقَل أنه كان يؤمن بأنهما سورتان قرآنيتان ثم يسكت فلا يفاتح إخوانه الصحابة فى مثل ذلك الموضوع الخطير، فإما أقنعهم وإما أقنعوه! وقد ألقى أبو الحسن الأشعرى الضوء على جانب مهم فى تلك المسألة بقوله: "قد رأيت أنا مصحف أَنَسٍ بالبصرة عند قومٍ من ولدِه، فوجدتُه مساويًا لمصحف الجماعة، وكان ولد أنسٍ يروي أنه خَطُّ أنََسٍ وإملاء أُبَيّ بن كعب". أما إيراد بعض علمائنا القدامى لمثل تلك الروايات فإن دلّ على شىء فعلى أنهم كانوا لا يتحرجون فى أمور العلم والبحث، بل كانوا يوردون كل شىء يصلهم، عارفين أن العقل الإسلامى قادر على تمحيصه وإنزاله منزله الصحيح. لقد كانوا فى الواقع أوفياء لمنهج الحياد فكانوا يثبتون كل ما يقع لهم دون خشية، وإن لم نشاطرهم موقفهم ذلك رغم كل شىء.(1/1202)
أما ما كتبه، مشكورا ومأجورا إن شاء الله، أحد القراء الأفاضل تعليقا على هذه الدراسة فى نسختها الأولى فى موقع "ملتقى أهل التفسير" بقوله: "حقيقة أن ما وصل إليه الشيخ الفاضل إبراهيم عوض من أن هاتين السورتين استقر الحال على القنوت بهما في النصف الثاني من رمضان أوافقه عليه لصحة الحديث بذلك عن سيدنا عمر رضي الله عنه كما عند ابن خزيمة. إلا أن ترجيح أنهما ليسا من القرآن فهذا محل نظر، بل الراجح كما ذهب إليه جماعة من العلماء أنهما من القرآن وأنهما مما نُسِخ لفظا وحكما. وكيف يستجيز سيدنا أُبَيٌّ وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ قال العلامة الشنقيطي (مالكي) في "أضواء البيان": ومثال نسخ الكتاب بالسنة نسخ آية عشر رضعات تلاوة وحكما بالسنة المتواترة، ونسخ سورة "الخلع" وسورة "الحفد" تلاوة وحكمًا بالسنة المتواترة. وسورة "الخلع" وسورة "الحفد" هما القنوت في الصبح عند المالكية. وقد أوضح صاحب "الدر المنثور" وغيره تحقيق أنهما كانتا سورتين من كتاب الله ثم نُسِخَتا. اهـ. وقال الشيخ أحمد الطحاوي حنفي في حاشيته على "مراقي الفلاح": ذكر السيوطي أن دعاء القنوت من جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانا سورتين، كلّ سورة ببسملة وفواصل، إحداهما تسمى: سورة "الخلع"، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك.. إلى قوله: من يكفرك، والأخرى تسمى: سورة "الحفد"، وهي بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد... إلى: ملحق. وقد اختلفت الصحابة في نسخهما، وكتبهما أُبَيٌّ في مصحفه، فعِدّة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة. اهـ. وقال الشيخ زكريا الأنصاري ( شافعي) في "البهجة الوردية": وَرَأَيْتُ فِي رِسَالَةِ الإِمَامِ السُّيُوطِيّ أَنَّهُ كَانَ سُورَتَيْنِ أَنْزَلَهُمَا اللَّهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِبَسْمَلَةٍ: تَنْتَهِي الأُولَى الْمُسَمَّاةُ: سُورَةَ "الْخُلْعِ" بِـ"يَفْجُرُكَ"،(1/1203)
وَمَبْدَأُ الثَّانِيَةِ الْمُسَمَّاةِ: سُورَةَ "الْحَفْدِ": "إيَّاكَ". ثُمَّ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِيهِمَا هَلْ نُسِخَا أَمْ لا حَتَّى كَتَبَهُمَا بَعْضُهُمْ فِي مُصْحَفٍ فَجَعَلَ عَدَدَ السُّوَرِ مِائَةً وَسِتَّةَ عَشَرَ سُورَةً. اهـ"، والله أعلم"، فرغم سعادتى به لدلالته على اهتمام القراء بالمسألة المطروحة فى تلك الدراسة ذلك الاهتمام العلمى الراقى وكذلك لنجاحه فى تحريك عقلى، فهو غير مقنع للأسباب التالية:(1/1204)
فأولا: كيف يقال إن السورتين قد نُسِخَتا لفظا، وهما ما زالتا موجودتين بألفاظهما؟ إن هذا كمن يقول: "سعيد غائبٌ حاضرٌ"، أو "حىٌّ ميتٌ" مثلا، وهو ما لا يجوز فى شرعة العقل. ثم ما معنى أنهما نُسِخَتا حكما؟ إنهما لا تتعرضان لمسألة تشريعية حتى يمكن أن يقال إن الحكم التشريعى الذى كان فيهما قد تغير. ومعروف أنه لا نسخ فى مسائل الاعتقادات والتاريخ، ويلحق بهما الأدعية، والسورتان منها. وعلى أية حال فما زلنا ندعو بالسورتين ولم يقل أحد إن الدعاء بهما أصبح لاغيا، فما القول إذن؟ وثانيا: كيف يقال إنهما قد نسختا، ومع ذلك يستمر أُبَىٌّ فى إثباتهما بمصحفه؟ والعجيب أن يستدل بعض العلماء على قرآنيتهما من وجودهما فى مصحف ذلك الصحابى الكريم، وكان الأحرى أن يتعجبوا من بقائهما فيه رغم ذلك بدلا من استدلالهم بهذا البقاء على أنهما من القرآن! وثالثا: هل من المعقول أن تُنْسَخ السورتان ولا يدور بين الصحابة أخذ ورد حول إبقاء أُبَىٍّ عليهما فى نسخته، بل يمرّ الأمر مرور الكرام، وكأن أمرهما من الهوان بمكان؟ ألا إن ذلك لأمرٌ غريبٌ وبعيدٌ جِدُّ بعيدٍ! ورابعا: إذا كان هذان النصان فى البداية قرآنا، فيا ترى ما حكمهما الآن؟ ألا يزالان قرآنا؟ إذن فهما لم يُنْسَخا؟ أم لم يعودا قرآنا؟ فكيف ننظر إليهما الآن إذن من ناحية الإعجاز مثلا؟ أما فتئا معجزين رغم زوال قرآنيتهما عنهما؟ كيف، ولا مُعْجِز من الكلام إلا القرآن؟ أم نقول إنهما قد زالت عنهما تلك الإعجازية؟ فكيف؟ نعم كيف يسع المسلمَ الزعمُ بأن كلام الله قد تحول وزالت عنه طبيعته التى كانت له؟ أم نقول إنهما لم يبقيا كلاما من كلام الله؟ ألا إن ذلك لخطيرٌ جِدُّ خطيرٍ! وخامسا: فإن الرد على التساؤل الهام الذى طرحه المعلق الكريم قائلا: كيف يستجيز سيدنا أبي وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ هو تساؤل لا يقل بل يزيد عنه أهمية، ألا وهو: وكيف يستجيز سائر(1/1205)
الصحابة عدم إثباتهما فى مصاحفهم وهما من القرآن؟ وبهذا نعود إلى ما قلتُه آنفا من أنه ليس من المقبول منطقا ولا عقلا ولا شرعا أن نأخذ برأى سيدنا أُبَىّ بن كعب وحده ونهمل آراء سادتنا الصحابة أجمعين، وعلى رأسهم اللجنتان اللتان كُلِّفَتا فى عهد أبى بكر وعثمان بجمع القرآن! وهذا لو كان ثمة وجه لتلك الرواية القائلة بأن أبيا كان يثبتهما فى مصحفه، وهو ما قلت إننى غير مقتنع به.
وهذا هو السبب فى أن السيوطى رحمه الله قد أورد فى تفسيره المسمَّى: "الدر المنثور فى التفسير بالمأثور" النصوص التالية التى نقلها أصحاب الموقع الأبله مثلهم متصورين أنهم أَتَوْا بالذئب من ذيله، فإذا بهم أصحاب ذيول، بل إذا هم أنفسهم الذيول بعينها. قال رحمه الله: "قال ابن الضريس في فضائله : أخبرنا موسى بن إسماعيل، أنبانا حماد قال : قرأنا في مصحف أبي بن كعب : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. قال حماد : هذه الآن سورة، وأحسبه قال : "اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق". وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال : "صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى : "بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك ". وفي مصحف حجر : "اللهم إنا نستعينك"، وفي مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى : "اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نخشى عذابك ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق ".(1/1206)
وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال : "سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكفار ملحق ". قال أنس : والله إن أُنْزِلَتا إلا من السماء" .
وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس: "إن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين : اللهم إياك نعبد، واللهم إنا نستعينك". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزي قال : "قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين ". وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر قنت بهاتين السورتين: "الله إنا نستعينك" و"اللهم إياك نعبد ". وأخرج البَيْهَقيّ عن خالد بن أبي عمران قال : "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد، إن الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا، وإنما بعثك رحمة للعالمين، ولم يبعثك عذابا. ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يعذّبَهم فإنهم ظالمون. ثم علمه هذا القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونؤمن بك ونخضع لك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، إليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق ".(1/1207)
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير أن "عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وزعم عبيد أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود . وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن "عليا قنت في الفجر بهاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك . اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق ". وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال : "في قراءة أُبَيّ بن كعب : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق.(1/1208)
وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحق قال : "قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق : بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخرها. بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. بسم الله الرحمن الرحيم :، اللهم لا تنزع ما تعطي، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وغفرانك وحنانيك إله الحق" . وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبي حبيب قال : "بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله بن رزين الغافقي فقال له : والله إني لأراك جافيا، ما أراك تقرأ القرآن ؟ قال : بلى، والله إني لأقرأ القرآن، وأقرأ منه ما لا تقرأ به . فقال له عبد العزيز : وما الذي لا أقرأ به من القرآن ؟ قال : القنوت . حدثني علي بن أبي طالب أنه من القرآن" . وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال : "كان أبو عبد الرحمن يقرئنا : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يَفْجُرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونَحْفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجِدّ، إن عذابك بالكفار مُلْحَق ". وزعم أبو عبد الرحمن أن "ابن مسعود كان يقرئهم إياها، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها ". وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال : "قرأت، أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك والأخرى، بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، قبلهما سورتان من المفصَّل، وبعدهما سُوَرٌ من المفصَّل ". وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال : "كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين : اللهم إنا(1/1209)
نستعينك، واللهم إياك نعبد". وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال : "يقرأ في الوتر السورتين: اللهم إياك نعبد، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك". وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال : "سألت عطاء بن أبي رباح: أي شيء أقول في القنوت. قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد" . وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال : "نبدأ في القنوت بالسورتين، ثم ندعو على الكفار، ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات ".
واضح أن النصين لا يخرجان عن أن يكونا قنوتا كان عمر أو علىّ يقنت به بعد القيام من الركوع، أو عقب الانتهاء من قراءة السورة التى بعد الفاتحة وقبل أن يركع. ومعروف أن المسلمين لا يقنتون فى صلاتهم بالقرآن! وحتى لو ضَرَبْنا عن كل ما سبق صَفْحًا وقلنا إن الرواية صحيحة وإن أُبَيًّا كان رغم ذلك يعتقد أن هذين النصين سورتان قرآنيتان فعلا على عكس ما كان الصحابة جميعا يؤمنون، فإن هذا لا يعدو أن يكون اجتهادا منه لا يُلْزِم غيره، ومن ثم لا يمكن أن نأخذ بما لديه ونهمل موقف الصحابة على بَكْرَة أبيهم، إذ ليس هذا من المنهج العلمى ولا المنطق العقلى فى شىء.(1/1210)
وقد قرأت فى "المصنَّف" لابن أبى شيبة تحت عنوان "مَا يَدْعُو بِهِ فِي قُنُوتِ الْفَجْرَِ" ما يلى: "حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: صَلَّيْت خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْغَدَاةَ فَقَالَ فِي قُنُوتِهِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 2- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ عُمَرَ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ. 3- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُوَيْد الْكَاهِلِيِّ أَنَّ عَلِيًّا قَنَتَ فِي الْفَجْرِ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. 4- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى(1/1211)
ونَحْفِد، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق. 5- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْت عُمَرَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنُؤْمِنُ بِك وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك. ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك. 6- َدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ قَالَ: صَلَّيْت الْغَدَاةَ ذَاتَ يَوْمٍ وَصَلَّى خَلْفِي عُثْمَانُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: فَقَنَتُّ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي قَالَ لِي: مَا قُلْتَ فِي قُنُوتِك؟ قَالَ: فَقُلْتُ: ذَكَرْتُ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُك وَنَسْتَغْفِرُك، وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلا نَكْفُرُك، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى عَذَابَك. إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ. فَقَالَ عُثْمَانُ: كَذَا كَانَ يَصْنَعُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّان".(1/1212)
كما قرأت فى كتاب "التدوين فى أخبار قزوين" للإمام الرافعى أن هذين النصين قنوت من القنوت: "محمد بن أحمد بن جابارة أبو سليمان الجاباري القزويني سمع أبا طلحة الخطيب في "الطوالات" لأبي الحسن القطان بسماع الخطيب منه: أنبا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا يزيد بن هارون: أنبا أبان بن أبي عياش قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الكلام في القنوت، فقال: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق. اللهم عذب الكفرة، وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رِجْزَك وعذابك. اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذّبون رسلك ويجحدون بآياتك، ويجعلون معك إلهًا لا إله غيرك. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلحهم واستصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبّتْهم على ملة رسولك، وأَوْزِعْهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم، وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوهم وعدوك إله الحق. قال أنس: والله إِنْ أُنْزِلَتا إلا من السماء".(1/1213)
وفى الإصدار العاشر من "تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم" فى موقع "الدرر السنية" بحثت أيضا عن هذين النصين فوجدت أنهما، كما قلت وكما جاء فى الكتابين السابقين، لا يزيدان عن أن يكونا قنوتا. وهذه هى الأحاديث التى عثرت عليها فى هذا الصدد: "أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، ونخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير. خلاصة الدرجة: صحيح موصول. المحدث: البيهقي. المصدر: السنن الكبرى).
"أن عمر رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد، ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: روي بعضه مرفوعا وهو مرسل. المحدث: ابن الملقن. المصدر: البدر المنير).(1/1214)
"أن عمر قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد. نخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك، إن عذابك بالكفار ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: صحيح أو حسن روي بعضه مرفوعا مرسلا. المحدث: ابن الملقن. المصدر: تحفة المحتاج).
"أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن الكفرة كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل بهم الأرض، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق" (الراوي: عبيد بن عمير الثقفي. خلاصة الدرجة: موقوف صحيح. المحدث: ابن حجر العسقلاني. المصدر: نتائج الأفكار).(1/1215)
"أنه صلى خلف عمر فقنت فيها بعد الركوع وقال في قنوته: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق. إلا أن الخزاعي قال: ونثني عليك ولا نكفرك، ونخشى عذابك الجد" (الراوي: عبدالرحمن بن أبزى. خلاصة الدرجة: إسناده صحيح من الطريق الأولى، والأخرى فيها ابن أبي ليلى سيء الحفظ. المحدث: الألباني. المصدر: إرواء الغليل)
والآن نأتى إلى التحليل الأسلوبى رغم أن المسألة لا تستلزم مثل هذا التحليل، فالمنطق واتجاه الأحداث وتحليل الروايات يكفى تماما فى الحكم باستبعاد انتماء هذين النصين للقرآن المجيد دون نقض أو إبرام: وأول شىء نقوله فى هذا الصدد هو أن كلمة "اللهم" التى افْتُتِحت بها السورة الأولى المزعومة قد وردت فى القرآن خمس مرات لم تأت أى منها فى بداية أية سورة بتاتا.
ثانى شىء: لم يحدث أن ابتدأت أية سورة قرآنية بمناداة الله، وإنما بمناداة البشر: "يا أيها الناس"، "يا أيها الذين آمنوا"، "يا أيها المُزَّمِّل"، "يا أيها المُدَّثِّر".
ثالث شىء: لم تأت كلمة "اللهم" فى أية سورة إلا وسبقتها كلمة تدل على "القول" لفظا أو معنى. وهذه هى المرات الخمس المذكورة نسوقها أمام القارئ ليكون على بينة خالصة مما نقول واطمئنان تام إليه:
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران/ 26).
"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة/ 114).(1/1216)
"وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (الأنفال/ 32).
"دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (يونس/ 10).
"قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (الزمر/ 46).
رابع شىء: لم يرد بعد النداء بكلمة "اللهم" فى القرآن أى ضمير، فضلا عن أن يكون هذا الضمير منفصلا كـ"إياك" (كما فى السورة الأولى المزعومة: "اللهم إياك نعبد") أو "إنّ" الناسخة (كما فى السورة المزعومة الأخرى: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك").
خامسا: لا يوجد فى القرآن كله الفعل: "نُصَلِّى" أبدا، بل الذى فيه هو "صَلَّى"، "تُصَلِّ"، "يُصَلّوا"، "يُصَلّون"، "يُصَلِّى"، "صَلِّ"، "صَلُّوا".
سادسا: لم يحدث فى القرآن أن تَقَدَّم حرفُ الجر على الفعل الدال على الصلاة كما فى سورة "الحفد"، بل المشاهد أنه إذا كان هناك حرف جر فإنه يأتى بعد الفعل، أو تُذْكَر الصلاة مطلقة دون حرف جر أصلا. وهذه هى الشواهد القرآنية:
"فلا صدَّق ولا صلَّى* ولكنْ كذَّبَ وتولَّى" (القيامة/ 31- 32).
"وذَكَر اسْمَ ربِّه فصلَّى" (الأعلى/ 15).
"أرأيتَ الذى يَنْهَى* عبدًا إذا صلَّى" (العلق/ 9- 10).
"ولا تصلِّ على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره" (التوبة/ 84).
"ولْتَأْتِ طائفةٌ أخرى لم يُصَلُّوا فلْيُصَلُّوا معك" (النساء/ 102).
"إن الله وملائكته يُصَلُّون على النبىّ يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما" (الأحزاب/ 56).
"هو الذى يُصَلِّى عليكم وملائكتُه ليُخْرِجَكم من النور إلى الظلمات" (الأحزاب/ 43).(1/1217)
"خذ من أموالهم صدقةً تطهِّرهم وتزكِّيهم بها وصَلِّ عليهم" (التوبة/ 103).
"إنّا أعطيناك الكَوْثَر* فصَلِّ لربك وانْحَرْ" (الكوثر/ 1- 2).
سابعا: ليس فى القرآن الفعل "يَسْعَى" أبدا، بل الذى فيه هو "سعى"، "سَعَوْا"، "تَسْعَى"، "تَسْعَوْن"، "يَسْعَوْن". وشواهد ما نقول موجودة فى المواضع التالية: البقرة/ 114، 205، والإسراء/ 19، والنجم/ 39، والنازعات/ 35، والحج/ 51، وسبأ/ 5، وطه/ 15، 20، 66، والقصص/ 20، ويس/ 20، والحديد/ 12، والتحريم/ 8، والنازعات/ 22، وعبس/ 8، والمائدة/ 33، 64، وسبأ/ 38، والجمعة/ 6.
ثامنا: ليس ذلك فقط، بل إن الفعل "سعى" فى القرآن لم يأت فى أى زمن أو فى أية صيغة مسبوقا بحرف جر ومجروره كما هو الحال هنا: "وإليك نسعى ونحفد". كما أن حرف الجر الغالب مجيئه معه هو "فى"، وليس "إلى" كما فى السورة الموهومة التى بين أيدينا.
تاسعا: ثم إنه فى المرة اليتيمة التى جاء بعده الحرف: "إلى" لم يدخل هذا الحرف على اسم الله أو ضميره، بل على كلمة "الذكر": "فاسْعَوْا إلى ذِكْر الله وذَرُوا البيع" (الجمعة/ 9). وكما تلاحظ فالفعل هنا فعلُ أمرٍ لا مضارعٌ كما هو فى الجملة التى معنا.
عاشرا: وفوق ذلك فالسعى فى القرآن غالبا ما يكون فى الخراب والفساد والمعاجزة كما فى البقرة/ 114، 205، والمائدة/ 33، 64، والحج/ 51، وسبإ/ 5، 38 على سبيل القول الصريح، وكما فى الكهف/ 104، والنازعات/ 22 على سبيل التضمين، أما فى الخير فأقل من ذلك، كما أن ذكر الخير فى معظم الأحيان ضمنى لا صريح.(1/1218)
حادى عشر: ولو ذهبت تفتش فى القرآن من أوله إلى آخره فلن تعثر على الفعل "يحفد" فى أى زمن من الأزمان أو أية صيغة من الصيغ. بل لا وجود لمادة "ح ف د" فيه على الإطلاق، اللهم إلا كلمة "حَفَدَة" (النحل/ 72)، وهم أبناء الأبناء، وهذا شىء مختلف عما نحن فيه، ومعناه الإسراع. أى أن مجىء ذلك الفعل فى سورة "الحَفْد" المدَّعاة هو أمر شاذ كسائر ما يتعلق بتلك السورة حسبما تبيِّن هذه الدراسة.
ثانى عشر: رغم ورود الفعل "رجا- يرجو" فى القرآن 22 مرة، فإنه لم يأت قط مضارعا مسندا إلى ضمير المتكلمين: "نرجو" كما هو الحال هنا. والشواهد متاحة لمن يريد فى المواضع التالية: القصص/ 86، والنساء/ 104، ونوح/ 13، والإسراء/ 28، والكهف/ 110، والعنكبوت/ 5، والأحزاب/ 21، والزمر/ 9، والممتحنة/ 6، والبقرة/ 218، والنساء/ 104، ويونس/ 7، 11، 15، والإسراء/ 57، والنور/ 60، والفرقان/ 21، 40، وفاطر/ 29، والجاثية/ 14، والنبأ/ 27، والعنكبوت/ 36.
ثالث عشر: لم تقع كلمة "رحمتك" فى المرات الثلاث التى تكررت فيها فى القرآن مفعولا به مباشرا قط كما هو وَضْعها فى سورة "الحفد"، بل كانت فى كل تلك المرات مجرورة بحرف جر. كما أنها لم تقترن فى أى من تلك المرات بفعل الرجاء على أى وضع من الأوضاع: "قال رب اغفر لى ولأخى وأَدْخِلْنا فى رحمتك" (الأعراف/ 151)، "ونجِّنا برحمتك من القوم الكافرين" (يونس/ 86)، "وأَدْخِلْنى برحمتك فى عبادك الصالحين" (النمل/ 19).(1/1219)
رابع عشر: لم يأت الفعل: "نخشى" فى القرآن سوى مرة واحدة: "يقولون: نخشى أن تصيبنا دائرة" (المائدة/ 52)، والملاحظ أنه إنما أتى على لسان المنافقين المذبذبين لا على لسان المؤمنين الموقنين. كما أنه لم يقع على العذاب، بل على إصابتهم بدائرة، فضلا عن أن المفعول به الذى وقع عليه فى الآية القرآنية كان مصدرا مؤولا بالصريح: "أن تصيبنا دائرة" لا مصدرا صريحا: "عذابك" كما هو الحال فى عبارة ما يسمى بـ"سورة الحفد". وأكثر من ذلك أنه لم يحدث أن وقع الفعل: "خَشِىَ- يخشَى" فى أية صورة منه على "العذاب" فى كتاب الله بتاتا
خامس عشر: مع أن كلمة "عذاب" قد تكررت فى القرآن المجيد بضع مئات من المرات: نكرةً ومعرَّفةً بـ"أل" ومضافةً، فلم يتصادف أن جاءت مضافة إلى "كاف الخطاب" قط كما هو وَضْعها هنا.
سادس عشر: لم يحدث البتة أن اقترن الرجاء والخشية فى كتاب الله كما هو الحال فى قول المبتهلين فى السورة الموهومة التى بين أيدينا: "نرجو رحمتك، ونخشى عذابك".(1/1220)
سابع عشر: لم يأت فى القرآن متعلِّق لخبر "إنّ" أو "أنّ" الداخلة على كلمة "عذاب"، فضلا عن أن يكون سابقا على ذلك الخبر كما هو الحال فى الجملة الأخيرة من السورة الموهومة التى نحن بصددها هنا: "إن عذابك بالكفار ملحق". هذا، وإذا كانت كلمة "عذاب" قد وردت خبرا لـ"إنّ"، و"أنّ" و"لكنّ" فى الشواهد التالية: "ولإن كفرتم إنّ عذابى لَشديد" (إبراهيم/ 7) ، "وأن عذابى هو العذاب الأليم" (الحجر/ 50)، "إن عذاب ربك كان محذورا" (الإسراء/ 57)، "إن عذابها كان غَرَاما" (الفرقان/ 65)، "ذلكم فذُوقُوه وأن للكافرين عذابَ النار" (الأنفال/ 14)، "إنّا قد أُوحِىَ إلينا أن العذاب على من كَذَّب وتولَّى" (طه/ 48)، "ولكن عذاب الله شديد" (الحج/ 2)، "إن عذاب ربك لَواقع" (الطور/ 7)، "إن عذاب ربهم غير مأمون" (المعارج/ 38)، فلن تجد للخبر فى أى منها متعلقا أصلا، فضلا عن أن يكون متعلق الخبر متقدما عليه كما هو الحال هنا.
ثامن عشر: وأما بالنسبة لاسم المفعول "مُلْحَق" الواقع خبرا لـ"إن" فى جملتنا الحالية فلا وجود له فى القرآن فى أى موضع منه. كذلك لم يحدث أن وقع فعل من أفعال "الإلحاق" فى القرآن على العذاب قط، بل على ذرية المؤمنين أو على المؤمنين أو على الشركاء الذين كان الكفار يعبدونهم مع الله، أما على العذاب فلا: "قل أَرُونِىَ الذين أَلْحَقْتم به شركاء" (سبأ/ 27)، "والذين آمنوا واتَّبَعَتْهم ذريتُهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذريتَهم" (الطور/ 21)، "توفَّنى مُسْلِمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (يوسف/ 101)، "ربِّ هَبْ لى حُكْمًا وأَلْحِقْنى بالصالحين" (الشعراء/ 83).(1/1221)
تاسع عشر: جاء الفعل: "استعان" فى القرآن على كل التصريفات أربع مرات لم يحدث أن خلا مفعوله المتقدم عليه من "باء" الجر: "واستعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 45)، "استعينوا بالصبر والصلاة" (البقرة/ 152)، "استعينوا بالله واصبروا" (الأعراف/ 138)، كما لم يحدث أن جاء هذا المفعول ضميرا إلا مرة واحدة تقدم فيها المفعول على الفعل، ومن ثم كان ضميرا منفصلا لا متصلا (هكذا: "إياك نعبد وإياك نستعين")، على عكس الوضع تماما من هذا وذاك فى الجملة الأولى من السورة المزعومة الثانية: (هكذا: "اللهم إنا نستعينك").
عشرين: وكذلك لم يتفق أن اقترنت الاستعانة بالاستغفار فى القرآن قط كما هو الأمر فى الجملة التى نحن أمامها: "نستعينك ونستغفرك".
حاديًا وعشرين: لم يقع أن استعمل الفعل "استغفر" فى كتاب الله الكريم مضارعا مسندا إلى ضمير جماعة المتكلمين بتاتا أو جاء مفعوله "كاف خطاب" قط كما فى الجملة الحالية: "نستغفرك".
ثانيًا وعشرين: برغم ورود كلمة "الحمد" واشتقاقاتها فى القرآن نحو سبعين مرة، فإن كلمة "الثناء" المقتربة منها فى المعنى إلى حد بعيد والمشتق منها الفعل: "نُثْنِى" فى الجملة الثالثة من سورة "الخلع" التى نحن بصددها هنا (وهى: "ونُثْنِى عليك ولا نَكْفُرك")، هذه الكلمة غائبة تماما عن كتاب الله هى وكل مشتقاتها.(1/1222)
ثالثا وعشرين: بالنسبة لجملة "نَكْفُرك" نقول إنه قد ورد الفعل المضارع: "يَكْفُر" فى القرآن الكريم بتصريفات مختلفة ما يقرب من ستين مرة، ومع هذا لم يحدث أن أُسْنِد هذا الفعل إلى ضمير جماعة المتكلمين فى أية مرة منها. كما لم يحدث أن توصَّل ذلك الفعل إلى مفعوله مباشرة دون "باء الجر" كما هو الحال هنا، اللهم إلا مرة واحدة أتى فيها مبنيا للمجهول ووقع على ضمير الغائب لا المخاطب وكان ذلك الضمير عائدا على عمل الإنسان لا على الله سبحانه، وهو ما يختلف فيه مع الجملة التى نحن بصددها اختلافا تاما. وهذا هو الشاهد القرآنى اليتيم: "وما يَفْعَلوا من خير فلن يُكْفَروه" (آل عمران/ 115).
رابعا وعشرين: ليس فى القرآن كله كلمة "خَلْع" التى تدور عليها السورة المدَّعاة وعُنْوِنَتْ بها، بل ليس فيه من ذات المادة إلا فعل الأمر: "اخلع": "فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدَّس طُوًى" (طه/ 12)، وهو خطاب من الله لواحد من البشر هو موسى عليه السلام، وليس خطابا من البشر له عز وجل كما فى الجملة التى يدور الكلام عليها حاليًّا والتى ورد فيها الفعل مضارعًا لا أَمْرًا مع ذلك. كما أن الخلع فى الآية القرآنية حقيقى، بخلافه فى آية السورة المزعومة، إذ معناه فيها مجازى كما هو واضح.
خامسا وعشرين: لم يرد الفعل المضارع: "نترك" فى كتاب الله سوى مرة واحدة وقع فيها مفعوله اسما موصولا غير عاقل عائدا على الأصنام التى يعبدها آباء المتكلمين الكافرين: "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا" (هود/ 87)، لا اسما موصولا عاقلا عائدا على من يفجر الله سبحانه كما هو الوضع فى الجملة التى بين أيدينا: "ونخلع ونترك من يَفْجُرك".
سادسا وعشرين: على الرغم من مجىء مشتقات مادة "ت ر ك" نيفا وأربعين مرة فى القرآن المجيد لم يحدث أن أتى الاسم الموصول: "من" مفعولا لأى من هذه المشتقات كما هو الوضع فى الجملة التى معنا الآن: "ونترك من يَفْجُرك".(1/1223)
سابعا وعشرين: لا يوجد الفعل: "نَفْجُر" (مضارعا مسندا إلى جماعة المتكلمين وبمعنى "الفُجُور" لا التفجير) فى القرآن المجيد أبدا. كما أن الفعل: "يَفْجُر" (المضارع المسند لضمير الغائب المفرد المذكَّر) الذى ورد فيه مرة واحدة لا غير لم يُذْكَر معه مفعول به، فضلا عن أن يكون المفعول به مفعولا مباشرا: "بل يريد الإنسان ليَفْجُر أمامه" (القيامة/ 5)، بَلْهَ أن يكون ذلك الضمير عائدا على الله جل وعلا كما هو الحال معنا الآن.
والآن يستطيع القراء الكرام أن يَرَوْا معنا بكل وضوح وجلاء أن هذين النصين لا علاقة لهما من قريب أو من بعيد بالقرآن من ناحية الأسلوب والروح أيضا، فبصماتهما اللغوية والذوقية ليست هى بصمات الأسلوب القرآنى كما هو بين، مثلما رَأَوْا قبلاً أنهما لا يمكن أن يكونا من القرآن بحكم المنطق العقلى وبناءً على تحليل الروايات.
---
أبو المنذر المنياوي
04-04-2007, 11:28 AM
الشيخ الفاضل د. إبراهيم عوض جزاك الله خيرا على غيرتك على القرآن ، وعلى سعة صدرك ، واسمح لي أن أتوقف معك قليلا حول هذه النقاط :
فرغم سعادتى به لدلالته على اهتمام القراء بالمسألة المطروحة فى تلك الدراسة ذلك الاهتمام العلمى الراقى وكذلك لنجاحه فى تحريك عقلى، فهو غير مقنع للأسباب التالية:
فأولا: كيف يقال إن السورتين قد نُسِخَتا لفظا، وهما ما زالتا موجودتين بألفاظهما؟ إن هذا كمن يقول: "سعيد غائبٌ حاضرٌ"، أو "حىٌّ ميتٌ" مثلا، وهو ما لا يجوز فى شرعة العقل..
الشيخ الفاضل : معنى أنهما منسوختان لفظا أي من العرضة الأخيرة ، ومن كتابتهما في المصحف الإمام دون غيره من المصاحف ، وهذا لا يمنع من بقاء لفظهما محفوظا للقنوت بهما لا الصلاة فلا معارضة والحمد لله .(1/1224)
ثم ما معنى أنهما نُسِخَتا حكما؟ إنهما لا تتعرضان لمسألة تشريعية حتى يمكن أن يقال إن الحكم التشريعى الذى كان فيهما قد تغير. ومعروف أنه لا نسخ فى مسائل الاعتقادات والتاريخ، ويلحق بهما الأدعية، والسورتان منها. وعلى أية حال فما زلنا ندعو بالسورتين ولم يقل أحد إن الدعاء بهما أصبح لاغيا، فما القول إذن؟
الشيخ الفاضل : ومن قال أن الدعاء لا يدخله النسخ مع أنه من باب الإنشاء لا الخبر ، ألم يقنت النبي صلى الله عليه وسلم بلعن فلان وفلان فنزلك : ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) ، وهذا خبر مضمن معنى النهي عن هذا الدعاء .
وعلى أية حال فما زلنا ندعو بالسورتين ولم يقل أحد إن الدعاء بهما أصبح لاغيا، فما القول إذن؟
الشيخ الفاضل : وهذا محل اتفاق ، وهو خارج محل النزاع ، ولا يمنع صدق الخبر بنسخهما كقرآن يتلى في الصلاة .
وثانيا: كيف يقال إنهما قد نسختا، ومع ذلك يستمر أُبَىٌّ فى إثباتهما بمصحفه؟ والعجيب أن يستدل بعض العلماء على قرآنيتهما من وجودهما فى مصحف ذلك الصحابى الكريم، وكان الأحرى أن يتعجبوا من بقائهما فيه رغم ذلك بدلا من استدلالهم بهذا البقاء على أنهما من القرآن! وثالثا: هل من المعقول أن تُنْسَخ السورتان ولا يدور بين الصحابة أخذ ورد حول إبقاء أُبَىٍّ عليهما فى نسخته، بل يمرّ الأمر مرور الكرام، وكأن أمرهما من الهوان بمكان؟ ألا إن ذلك لأمرٌ غريبٌ وبعيدٌ جِدُّ بعيدٍ!
الشيخ الفاضل : عدم النقل لا يدل على العدم ، والمثبت مقدم على النافي .
وأماإثبات أبي وابن مسعود وشهادة أنس أنهما مما نزل من السماء وغيرهم إلخ ... فهو وارد في روايات كثيرة ذكرها السيوطي في الدر المنثور في آخره ، وأثبت غيره ممن اهتم بترتيب المصاحف مكانهما في مصاحف أبي وابن مسعود .(1/1225)
وأما السبب في استمرار كتابتهما في مصاحفهما فهذا دليل على أنهما من القرآن ، ولعل النسخ لم يصل إليهما ، ثم استقر الإجماع الذي لا يجوز مخالفته بأنهما نسخا من القرآن .
وابن مسعود كان يرى أن المعوذتين ليستا من القرآن فلم يكتبهما في مصحفه ، ومن الاستدلال بقياس العكس نرى أن أبي وابن مسعود كانا يريان - أي سورتي الحفد والخلع - أنهما من القرآن وإلا لما استجازا كتابتهما في مصحفيهما .
ورابعا: إذا كان هذان النصان فى البداية قرآنا، فيا ترى ما حكمهما الآن؟ ألا يزالان قرآنا؟ إذن فهما لم يُنْسَخا؟ أم لم يعودا قرآنا؟ فكيف ننظر إليهما الآن إذن من ناحية الإعجاز مثلا؟ أما فتئا معجزين رغم زوال قرآنيتهما عنهما؟ كيف، ولا مُعْجِز من الكلام إلا القرآن؟ أم نقول إنهما قد زالت عنهما تلك الإعجازية؟ فكيف؟ نعم كيف يسع المسلمَ الزعمُ بأن كلام الله قد تحول وزالت عنه طبيعته التى كانت له؟ أم نقول إنهما لم يبقيا كلاما من كلام الله؟ ألا إن ذلك لخطيرٌ جِدُّ خطيرٍ!
الشيخ الفاضل :هذا استدلال منك بمحل النزاع ، وأما كلامك السابق عن أنهما ليستا بمعجزتين ، فهذا ليس من تخصصي ، ولست أهلا لمناقشتك فيه ، ولعل فضيلتكم تعيد النظر فيه إن ثبت عندك ما أقول .
وخامسا: فإن الرد على التساؤل الهام الذى طرحه المعلق الكريم قائلا: كيف يستجيز سيدنا أبي وغيره من الصحابة كتابتهما في المصحف، وهما ليستا من القرآن؟ هو تساؤل لا يقل بل يزيد عنه أهمية، ألا وهو: وكيف يستجيز سائر الصحابة عدم إثباتهما فى مصاحفهم وهما من القرآن؟ وبهذا نعود إلى ما قلتُه آنفا من أنه ليس من المقبول منطقا ولا عقلا ولا شرعا أن نأخذ برأى سيدنا أُبَىّ بن كعب وحده ونهمل آراء سادتنا الصحابة أجمعين، وعلى رأسهم اللجنتان اللتان كُلِّفَتا فى عهد أبى بكر وعثمان بجمع القرآن! وهذا لو كان ثمة وجه لتلك الرواية القائلة بأن أبيا كان يثبتهما فى مصحفه، وهو ما قلت إننى غير مقتنع به.(1/1226)
الشيخ الفاضل : السبب واضح وهو عدم علم أبي وابن مسعود بالنسخ وعلم غيرهما به .
الشيخ الفاضل بنظرة عابرة إلى الروايات الواردة في قرآنية هاتين السورتين نرى أنه لم ينفرد سيدنا أبي رضي الله عنه بإثبات قرآنيتهما بل واقفة عدد من الصحابة والتابعين على ذلك - واعترف أنني لم أوثق تلك الروايات ، ولعلي أتفرغ للنظر في أسانيدها فيما بعد - وهم :
أبي بن كعب ، وعبد الله بن عباس ، وأبو موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن مسعود ، وإبراهيم النخعي ، وسفيان الثوري ، والحسن البصري ، وعطاء بن رباح ، وأبو عبد الرحمن بزعم عطاء بن السائب.
وأخيرا شيخنا الفاضل أرجو ألا يضيق صدرك من هذه المناقشة فإنما أردت الاستزادة والاستفادة من علمكم .
بارك الله فيكم وفي علمكم .
---
محمد سعيد الأبرش
04-06-2007, 12:20 AM
سادتي الأفاضل أعتقد أن الواجب علينا قبل كل هذا الأخذ والرد أن نبحث هذه الروايات من حيث الصحة والضعف فإن ثبتت صحتها وخلوها من
الشذوذ والعلل - وهذا مستحيل - تكلمنا فيما يزيل عنها الإشكال.
---
مروان الظفيري
04-06-2007, 08:35 PM
شيخنا العلامة الجليل الفاضل د. إبراهيم عوض
أثابك الله خيرا على غيرتك على القرآن الكريم
وأحب هنا أن أرفد ما تفضلتم به ـ مشكورين ـ
ماجاء ـ بإيجاز ؛ لكن له دلالته المعبرة ، في هذا الموقف ـ
في كتاب :
جمال القراء ، وكمال الإقراء ؛ لعلم الدين السخاويّ ،
المتوفى سنة 643 هـ ، الجزء الأول / 94 ـ 95 ( بتحقيقنا ) :
((ومثل هذا ما حكي عن أبيّ أنه زاد في مصحفه سورتين ، وهي :
إحداهما تسمى سورة الخلع ، وهي :
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ونؤمن بك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يهجرك .
وتسمى الثانية سورة الحفد ، وهي :
اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَك وَنَخْشَى
عَذَابَك، إنَّ عَذَابَك بِالْكُفَّارِ مُلْحِق .(1/1227)
فهذا أيضا مما أجمع المسلمون على خلافه )) .
وانظر أيضا نكت الانتصار ؛ للباقلاني 79 ـ 81
---
د. هشام عزمي
04-07-2007, 01:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
جزى الله الدكتور إبراهيم عوض خيرًا عن هذا البحث المفيد ، والواقع أن القول بكون الحفد والخلع مما نسخ لفظه إنما هو قول لبعض أهل العلم وليس لهم كلهم ، بل قول غالبيتهم بخلافه والله أعلم .
والواضح أنه اجتهاد لم تقم عليه حجة قاطعة ، بل لابد من حجة وبينة حتى يصح القول بهذا ؛ فنحن لا نقول في كتاب الله بغير علم ، ولا نثبت قرآنية أي نص - ولو كان منسوخًا - إلا بدليل صحيح .
ثم إنه من المعلوم أن الصحابة كانوا يكتبون في مصاحفهم ما ليس بقرآن من دعاء وتفسير وغيرهما ، وهم يعلمون أنه ليس بقرآن ، ولكن ندرة أدوات الكتابة وكونهم يكتبون هذه المصاحف لأنفسهم هوّن عليهم ذلك ، لأنهم أمنوا من اللبس واشتباه القرآن بغيره .
---
أبو عمر الشامي
04-09-2007, 11:01 PM
الذي يدعي أن تلك السورتين كانتا من القرآن، فليأت بإسناد صحيح يثبت ذلك
أما مجرد نقل إسناد بغير تحقيق أو نقل عن متأخر مثل السيوطي فلا يغني هذا شيئا
---
(1/1228)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات للسائلين
---
آيات للسائلين
---
أبو صلاح الدين
10-08-2005, 08:44 PM
آيات للسائلين من سورة يوسف !!!
لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر حفظه الله
------------------
الحلقة 1 : أسباب اختيار سورة يوسف
http://www.almoslim.net/audio/ayats01.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats01.rm
الحلقة 2 : تابع أسباب اختيار سورة يوسف
http://www.almoslim.net/audio/ayats02.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats02.rm
الحلقة 3 : بدايات سورة يوسف
http://www.almoslim.net/audio/ayats03.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats03.rm
الحلقة 4 22/5/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats04.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats04.rm
الحلقة 5 29/5/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats05.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats05.rm
الحلقة 6 5/6/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats06.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats06.rm
الحلقة 7 13/6/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats07.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats07.rm
الحلقة 8 20/6/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats08.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats08.rm
الحلقة 9 27/6/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats09.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats09.rm
الحلقة 10 4/7/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats10.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats10.rm
الحلقة 11 11/7/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats11.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats11.rm
الحلقة 12 18/7/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats12.ram
للحفظ(1/1229)
http://www.almoslim.net/audio/ayats12.rm
الحلقة 13 25/7/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats13.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats13.rm
الحلقة 14 25/7/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats14.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats14.rm
الحلقة 15 25/7/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats15.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats15.rm
الحلقة 16 25/7/1425
http://www.almoslim.net/audio/ayats16.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats16.rm
الحلقة 17
http://www.almoslim.net/audio/ayats17.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats17.rm
الحلقة18
http://www.almoslim.net/audio/ayats18.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats18.rm
الحلقة19
http://www.almoslim.net/audio/ayats19.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats19.rm
الحلقة 20
http://www.almoslim.net/audio/ayats20.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats20.rm
الحلقة 21
http://www.almoslim.net/audio/ayats21.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats21.rm
الحلقة 22
http://www.almoslim.net/audio/ayats22.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats22.rm
الحلقة 23
http://www.almoslim.net/audio/ayats23.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats23.rm
الحلقة 24
http://www.almoslim.net/audio/ayats24.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats24.rm
الحلقة 25
http://www.almoslim.net/audio/ayats25.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats25.rm
الحلقة 26
http://www.almoslim.net/audio/ayats26.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats26.rm
الحلقة 27
http://www.almoslim.net/audio/ayats27.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats27.rm
الحلقة 28(1/1230)
http://www.almoslim.net/audio/ayats28.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats28.rm
الحلقة 29
http://www.almoslim.net/audio/ayats29.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats29.rm
الحلقة 30
http://www.almoslim.net/audio/ayats30.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats30.rm
الحلقة 31
http://www.almoslim.net/audio/ayats31.ram
للحفظ
http://www.almoslim.net/audio/ayats31.rm
الحلقة 32
http://www.almoslim.net/audio/ayats32.ram
للحفظ
---
حارث الهمام
10-08-2005, 10:48 PM
شكر الله لكم، وفي الحقيقة فإن لشيخنا ناصر العمر لفتات جميلة ، ووقفات تربوية مفيدة، يشق أن تلقاها إلاّ إشارات مبثوثة.
وللفائدة فإن كتابا يحمل نفس العنوان يعد للطباعة الآن.
---
أبو صلاح الدين
10-09-2005, 02:08 PM
ولكم أخي الكريم.
---
(1/1231)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > تعلم مفردات الإنجليزية.
---
تعلم مفردات الإنجليزية.
---
ناصر
08-02-2006, 04:17 AM
طريقة أراها طيبة لمن يرغب في تحصيل مفردات أكثر في اللغة الإنجليزية.
أولا قم بالتسجيل هنا (http://signup.dictionary.com/wordoftheday).
و عندها سيقومون بإرسال إلى برديك الإلكتروني كلمة مع شرحها يوميا.
ملاحظة:
عند قيامك بالتسجيل السابق تذكر أن المعلومة الوحيدة التي يجب أن تكون صحيحة هي عنوان بريدك الإلكتروني. أما في غيرها فليس شرط أن تكون المعلومات حقيقية.
ثانيا قم بتنزيل هذا البرنامج (http://www.answers.com/main/download_answers_win.jsp) و به تتمكن من السماع للنطق الصحيح لأي كلمة (بما فيها الكلمة التي سترسل لك يوميا), و فيه فوائد أخرى كثيرة.
و السلام عليكم.
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:14 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1232)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس يردونها؟؟
---
"و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس يردونها؟؟
---
شهاب ثاقب
08-29-2005, 04:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله
"و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا"مريم :71 هل يمكن أن تكون "من"تبعيضية فلا تشمل الآية كل الناس؟ أى:منكم يردها و ليس كلكم؟؟ و هل لى سلف فى هذا؟
جزاكم الله خيرا
---
عبدالحميد حسن بالفاس
08-29-2005, 11:37 PM
قال الشيخ السعدي: وهذا خطاب لسائر الخلائق برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم أنه مامنهم من أحد الا سيرد النار حكما حتمه الله على نفسه وأوعد به عباده فلا بد من نفوذه ولامحيد عن وقوعه واختلف في معنى الورود فقيل ورودها حضورها للخلائق كلهم حتى يحصل الانزعاج من كل أحد ثم بعد ينجى الله المتقين وقيل ورودها دخولها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما وقيل الورود هو المرور على الصراط الذي هو على متن جهنم فيمر الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر وكالريح وكأجاويد الخيل وكأجاويد الركاب ومنهم من يسعى ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في النار كل بحسب تقواه . انصحك اخي ان تقتني الكتاب فهو جدا رائع وكان شيخنا العثيمين ينصح به ويقول لايخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب والشيخ السعدي هو شيخ لشيخنا العثيمين واسم كتاب الشيخ السعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
---
شهاب ثاقب
08-30-2005, 10:46 AM
جزاك الله خيرا أخ عبد الحميد‘ لكن سؤالى لم يجب.
ما أقوله هو أن "من"هنا للتبعيض، أى أن الذى سيرد جهنم بعض الناس و ليس كلهم، و بهذا ينجو المتقين من العرض عليها"ثم ننجى الذين اتقوا"منذ البداية، أى أنهم لا يردونها أصلا. إنما الذى يردها فئة "من" الناس"و إن (منكم)إلا واردها".أرجو أن أكون قد أوضحت الأمر.(1/1233)
أما بالنسبة لتفسير السعدى فهو عندى بالفعل.
جزاك الله خيرا.
---
شهاب ثاقب
08-31-2005, 03:21 PM
للرفع،أرجو الإجابة
---
(1/1234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منهج المدرسة الظاهرية في تفسير النصوص الدينية (دراسة في تراث ابن حزم)
---
منهج المدرسة الظاهرية في تفسير النصوص الدينية (دراسة في تراث ابن حزم)
---
أبو محمد الظاهرى
03-11-2006, 11:29 PM
منهج المدرسة الظاهرية في تفسير النصوص الدينية (دراسة في تراث ابن حزم)
تأليف : أحمد طاهر عبدالرحمن النقيب
تقديم : محمد خير محمود البقاعي
الناشر : مكتبة ودار ابن حزم - الرياض- السعودية
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2004
نوع التغليف: عادي ( ورقي )
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 323
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 25.0 ريال سعودي ($6.67)
التصنيف : / أصول الفقه / مذاهب أصولية
نبذة عن الكتاب : يدرس هذا الكتاب جهد المدرسة الظاهرية في تفسير النصوص الشرعية وتأويلها ، للخروج بمنهج يمثل أدوات وآلات الفهم والاستنباط والتوجيه الظاهري ، من خلال دراسة تراث الإمام أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (384 – 465هـ). عميد هذه المدرسة .
وقد اتبع الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي ، وقسم دراسته إلى بابين :
· الباب الأول : التصور العقلي ودوره في تأويل النصوص ، وقد قسمه الباحث إلى ثلاثة فصول ؛ الأول : البرهان العقلي ومنهجية الإلزام ، والثاني : نظرية الدليل ، والثالث : العقل والشرع ، وهذا الباب بفصوله الثلاثة يعد إطاراً معرفياً عميقاً وظفه ابن حزم بشكل جيد في تأويل النصوص وإعادة فهمها ، وذلك بالتعاون والتضامن مع أداتين معرفيتين هما النص واللغة وما يلابسهما .
· ومن هنا كانت دراسة الباب الثاني : محددات المنهج الحزمي ، الذي يحوي هذه الفصول الثلاثة ؛ الأول : التصور اللغوي ودوره في تأويل النصوص ، والثاني : السياق اللغوي وتأثيره في تأويل النصوص ، والثالث : السياق الخارجي ودوره في تأويل النصوص .(1/1235)
وقد أمكن الخروج بالمنهج الحزمي المتكامل عند تأويله للنصوص ؛ إذ يعتمد على أدوات لغوية وأخرى غير لغوية ، فاللغوية تتصل ببنية النص ، وأما غير اللغوية ؛ فتتعلق بما هو خارج عن لغة النص لتستوعب العقل والحس والنصوص الأخرى المعينة على الفهم ، وأيضاً المعارف العامة ، وهي كلها أدوات استنبطها ابن حزم ووظفها في تفسير النصوص وتأويلها ، وبهذا المنهج يمكن حل العديد من الإشكالات والأسئلة المتعلقة بالدرس الحزمي خصوصاً .
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/moh-2189-k.jpg
---
(1/1236)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لأحد أعضاء الملتقى
---
دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لأحد أعضاء الملتقى
---
عبدالرحمن الشهري
03-29-2006, 10:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه ، سوف تناقش صباح يوم الثلاثاء القادم 6/3/1427هـ الموافق 4/4/2006م رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الزميل العزيز
الشيخ محمد بن مصطفى السيد
لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
عنوان الرسالة :
نجوم البيان في الوقف وماءات القرآن
لمحمد بن محمود السمرقندي المتوفى سنة 780هـ .
تحقيقاً ودراسة
وذلك في تمام الساعة الثامنة صباحاً إن شاء الله ، بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض.
* لجنة المناقشة والحكم على الرسالة :
1- أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشايع - الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية مشرفاً.
2- أ.د.إبراهيم بن سعيد الدوسري - الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية - مناقشاً.
3- أ.د.محمد بن سيدي الأمين - الأستاذ بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - مناقشاً.
أسأل الله للشيخ محمد السيد التوفيق والسداد ، وأن يجعل هذه الدرجة عوناً له على طاعته ، ورفعة له في الدرجات في الدارين ، ومبارك مقدماً .
---
ابن الجزيرة
03-30-2006, 04:20 AM
نسأل الله أن يعين الشيخ الكريم , وأن ييسر أمره . ولعل المناقشة تكون مفيدة وخالية مما يكدر.
---
معمر العمري
03-30-2006, 03:31 PM
جزاكم الله خيرا على هذا التنبيه , ولا يخفى على كل باحث الأهمية الكبرى لمثل هذه المناقشات ؛ لما فيها من تلاقح للأفكار , وتبادل للخبرات .
وادعومعي أن ييسر الله لنا استضافة مناقشي الرسالة في برنامجكم ( مبادئ العلوم ).
---
مجدي ابو عيشة
03-30-2006, 05:51 PM(1/1237)
نسأل الله ان يوفق الشيخ وأن يشرح صدره ويلهمه رشده ,وان يوفقه في دينه ودنياه.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-30-2006, 11:31 PM
بهذه المناسبة أقترح على قناة المجد العلمية أن تخصص برنامجاً لمتابعة مثل هذه المناقشات ، واستضافة صاحب الرسالة ليعرف برسالته .
وهو في نظري مشروع مهم لنقل تلك المناقشات إلى المشاهدين حتى يعم الانتفاع بها .
---
معمر العمري
03-31-2006, 01:07 AM
أبو مجاهد ... كان المقترح موجودًا , وكما ذكرت , لكن بين عشية وضحاها أجلت الفكرة , وعسى أن ييسر الله طرحها مرة أخرى .
---
ابن الجزيرة
03-31-2006, 07:50 PM
أقتراح في الصميم من شيخنا أبي مجاهد , ويا ليتكم أخي معمر تحاولون في الموضوع من جديد فبث الرسائل العلمية في إذاعة القران لا يناسب وقت البث كل المسلمين بل في مكان بث الإذاعة في الرياض غير مناسب حيث يتداخل مع صلاة الظهر مما يحرم الكثير من متابعة الرسائل . كما أن خروج الرسائل في القنوات أفضل بكثير من حيث إمكان الإعادة واجتماع الرؤية مع السماع ومعرفة بعض الوجوه التي نسمعها ولا نراها .
---
معمر العمري
04-01-2006, 12:29 AM
المجلس التنفيذي للقناة العلمية يجتمع كل ثلاثاء... وأعدكم بأن أعرضه عليهم , على الأقل يكون في الدورة القادمة .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل سيقبل الباحثون ؟!!
---
ابن الجزيرة
04-01-2006, 03:38 AM
جزاك الله خيراً على جهودك , ولاشك أن السؤال المطروح مهم لكن لعل جملة من الباحثين بل الغالبية ستوافق إن شاء الله , نسأل الله أن يوفق القائمين على قناة المجد, وغيرهم ممن يعمل لخدمة دين الله, وأن يلهمهم رشدهم إنه جواد كريم .
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2006, 12:28 PM(1/1238)
انتهت قبل ظهر اليوم الثلاثاء 6/3/1427هـ مناقشة الرسالة ، وقد منح الدكتور محمد بن مصطفى السيد درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد ، بعد مناقشة ممتعة نافعة ، مليئة بالفوائد العلمية والمنهجية .
نبارك جميعاً للزميل العزيز أبي عبدالرحمن هذه الدرجة العلمية العالية ، ونسأل الله أن تكون عوناً له على طاعة الله ، وتبليغ العلم .
وجزى الله لجنة الحكم على الرسالة خيراً على هذه المناقشة العلمية الهادئة ، وهذا التقدير للجهد العلمي الذي بذله الباحث لإخراج هذا الكتاب الثمين ، ونرجو أن نرى هذا الكتاب مطبوعاً في الأسواق قريباً.
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2006, 01:03 PM
كتاب (نجوم الفرقان في الوقف وماءات القرآن) للسمرقندي ، كتاب مُرَمَّزٌ ملونٌ في أصله ، استعمل المؤلف فيه الرمز والألوان .
فأما الرمز فقد استخدمه السمرقندي في بيان الوقوف ، على اختلاف أنواعها ، سواء ما كان منها متعلقاً بالسجاوندي أو أبي العلاء الهمذاني ، أو ما كان متعلقاً بعدِّ الآي ، وأجزاء القرآن وتقسيماته . وقد أبدع الدكتور محمد السيد في إبراز هذه الرموز والألوان ، بطريقتين :
الأولى : استخدامه الألوان في الطباعة ، فجاءت كما أراد المؤلف وزيادة ، وهذا مثال من متن الكتاب بألوانه .
http://www.tafsir.net/exam.jpg
الثانية : صنع الدكتور محمد السيد كرتاً متحركاً في الرسالة على هيئة الخيط الذي يوضع لمعرفة مكان القراءة في المصحف ، ووضع به رموز المؤلف ملونة ، بحيث يرجع لها القارئ في أي موضع من الكتاب ، وهذه صورته .
http://www.tafsir.net/smrg.jpg
فجاءت الرسالة في أبهى حلة ، وأسهل ما تكون للقارئ لمعرفة معاني هذه الرموز والاصطلاحات التي عناها المؤلف . ولعله يتم عرض منهج المؤلف إن شاء الله في الكتاب في مشاركة قادمة من قبل المُحقِّق إن شاء الله.
---
روضة
04-04-2006, 02:39 PM(1/1239)
أبارك للأخ الدكتور محمد السيد هذه الدرجة وأسأله تعالى أن يرفع درجاتكم في الدنيا والآخرة، وأن يعينكم على خدمة القرآن الكريم.
---
أبو الجود
04-04-2006, 03:43 PM
أسأل الله أن يبارك له في هذا المجهود الضخم و أن يجعله في ميزان الحسنات وكيف نحصل على هذه الرسالة المهمة
---
أحمد البريدي
04-04-2006, 04:31 PM
مبروك لزميلنا الدكتور محمد هذه الدرجة ونتمنى أن نرى مشاركاته في الملتقى قريباً .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-04-2006, 10:12 PM
أبو عبدالرحمن جدير بهذه الدرجة ، بل يستحق أكثر ، ويستحق شهادة دكتوراه أخرى في حسن التعامل وطيب المعشر ودماثة الخلق .
نسأل الله له التوفيق والسداد والإخلاص ، كما نرجو أن ينفع الله به .
---
ابن الجزيرة
04-05-2006, 01:01 AM
نبارك لشيخنا حصوله على درجة الدكتوراة , ونسأل الله أن ينفع به .
---
مجدي ابو عيشة
04-05-2006, 11:31 AM
مبارك ان شاء الله ونرجوا الله ان يوفقك لخير الدارين
---
د.عبدالرحمن اليوسف
04-05-2006, 12:58 PM
أبارك لأخي الدكتور محمد حصوله على العالمية العالية،وقد تشرفت بحضور مناقشته وأفدت منها،وفقه الله لما يحب ويرضى.
---
کوثر
04-05-2006, 04:26 PM
ألف مبروك و أرجو الله أن يوفقك في الدنيا و الآخرة
---
ناصر الدوسري
04-06-2006, 07:17 PM
أبارك للأخ الفاضل الشيخ / محمد ، وأسأل الله عز وجل أن ينفعه وينفع به .
---
الجنيدالله
04-06-2006, 09:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابارك للاخ الفاضل الدكتور الشيخ محمد ونفع الله به ورفع قدره في الدارين
---
د. محمد السيد
04-13-2006, 05:15 PM
أحمد الله تعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، وأثني عليه الخير كله ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين .
ثم إن أشكر فضيلة شيخي الأستاذالدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع الذي مافتيء يعينني ويساعدني حتى اللحظة الأخيرة من البحث والمناقشة ، مع تواضع ولين في الجانب .(1/1240)
كما أشكر عضوي اللجنة الأستاذ الدكتور : إبراهيم بن سعيد الدوسري والأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين ، على ماأبديا من ملحوظات سوف أفيد منها عند طباعة البحث إن شاء الله .
وأختم بشكر كل من حضر للمناقشة أو هنأ وبارك على صفحات الملتقى أو من خلال الهاتف ، أو الفاكس أو غير ذلك ، وأدعو الله لهم جميعاً أن يجعلهم مباركين أينما كانوا ، وأن يكتب لهم الخير حيث كانوا .
أيها الكرام : ائذنوا لي أن أحدثكم عن شعوري لحظة إعلان النتيجة وحين كنت أتلقى التهاني ، فهو شعور لايوصف ، في تللك اللحظة نسيت كل مابذلته طيلة سنوات البحث الخمس ، وكأنها خمس دقائق .
قد يأتي من يقول لم هذا الكلام ؟ أقول هو موجه لمن لايزال في البحث من طلبة الماجستير والدكتوراه ، أدعوهم لأحفز همتهم على سرعة الإنجاز ، وليعلموا أنهم لابد أن يبذلوا ويتعبوا لأجل ذلك .
لقد مكثت في البحث سنتين وأربعة أشهر وعشرة أيام ، وضغطت على نفسي ووقتي ، فلم أستمتع بإجازة سوى أسبوعين فقط طيلة البحث ، والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات أنجزت هذا البحث ، وأرجو أن ييسر الله تعويض مافاتني .
ختاماً ؛ سوف أقوم إن شاء الله بعرض ملخص هذه الرسالة على صفحات الملتقى ، لمن رام أن يعرف بعض تفاصيلها أو رغب الفائدة .
أكرر شكري للجميع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
محمد الحوري
04-16-2006, 02:57 PM
مبارك لأخي الدكتور محمد السيد ونسأل الله أن ينفعنا بعلمه كما نحثه على طباعة الرسالة حتى ينتفع بها المسلمون
---
محمدفاضل
04-22-2006, 06:23 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله نسأل الله العلي العظيم أن يجعلها له حجة يوم يلقاه وأن ينفع به
---
خالد الشبل
04-22-2006, 09:03 PM
الحمد لله.
يسرني أن أبارك للأخ الصديق القديم د. محمد مصطفى السيد على نيله الدرجة العالمية، وآمل أن يوفقه الله ويرفع درجته في الدنيا والآخرة.
وأعتذر عن تأخري لبعدي عن صفحات الملتقى.(1/1241)
مبارك يا أبا عبد الرحمن.
---
السائح
06-29-2006, 01:28 PM
الحمد لله، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، مبارك عليك نيلَك درجة العالمية العالية، وأسأل الله أن ينفع بك.
وأنا الآن أشنّف سمعي وأُمتِع عقلي بالاستماع إلى مناقشة الشيخ الكريم إبراهيم الدوسري، والمناقشة تُبَثّ الآن بإذاعة القرآن الكريم.
---
(1/1242)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل يوجد برامج تفسير جديدة؟
---
هل يوجد برامج تفسير جديدة؟
---
م. علي
10-31-2004, 08:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد أي إصدارات برامج خاصة بالتفسير ( مثل إصدارات التراث وحرف) حيث أن هذا العلم لم يخدم مثل باقي العلوم ولازال هناك العديد من المؤلفات التي لم تدرج...
إذا كان لديك أي معلومة بهذا الخصوص فلا تبخل بها على إخوانك ...
---
(1/1243)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أخبار سارّة
---
أخبار سارّة
---
روضة
10-04-2006, 08:25 PM
أخبار سارة
أنتقل إلى نار جهنم بمشئة الله الرسام الدنماركي والذي رسم الكاريكاتور المشين لشخص الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم محترقا
وقد أخفت الحكومة الدنماركية أخبار احتراقه حيا
As received……. ان شاء الله مصيره الى نار جهنم
Breaking news message.. News Flash....!!!!!The artist who drew the pictures of the Prophet Mohammed (P.B.U.H&his family) has died in a fire. He was burned alive. Denmark government is hiding the news from the public and everyone has to know. Plz spread this.... (Its the price one must pay 4 the insult of Allah’s Prophet)
Forward this to as many people as you can...Are you going to forward this or delete it? Just remember Allah is watching you if you love Allah then send this to everyone on your list. Don’t break this chain[/CENTER][/CENTER]
---
محمد سعيد الأبرش
10-04-2006, 10:11 PM
جزاك الله خيراً وبشرك بكل خير
---
الجكني
10-04-2006, 10:34 PM
بشرك الله بكل خير ،وعقبال يلحقه من هو في ذهني وذهن كل مسلم 0
---
محمود الشنقيطي
10-05-2006, 10:40 PM
إلى جهنم وسات مصيراً
ذلك جزيناهم ببغيهم
---
محمد سند
10-08-2006, 01:07 AM
يمهل ولا يهمل ... ولنا ولكم فى ذلك عظة
---
(1/1244)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح هام أنقله لكم..
---
اقتراح هام أنقله لكم..
---
أم عمر
04-25-2003, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد..
أنقل لكم أيها الإخوة اقتراحا من ملتقى أهل الحديث ،وهو بنظري جدير بالاهتمام لحاجة كل طالب علم إليه..وما أروع الجهود لو تضافرت على تحقيق مثل هذه الآمال والاقتراحات ؛لاسيما وأن الحاجة إليها ماسة في مجال الشريعة والدراسات الإسلاميةبشكل خاص.
إليكم نص الاقتراح:
"بسم الله ارحمن الرحيم
إخوتي رواد هذا المنتدى المبارك..
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته..وبعد
نظرا لأهمية التحقيق الممتاز في الرفع من قيمة الكتاب المحقق، فإني أقترح أن يقوم من لديه خبرة بالتحقيقات المتعلقة بكتب الشريعة خاصة " من علوم حديث، وتفسير، وفقه، وأصول، ودعوة ،وعقيدة ،وأخلاق.." بسرد أسماء أشهر المحققين في هذه المجالات مع الإشارة إلى ما يتميز به هذا المحقق عن غيره في مجال تحقيقه..
ويكون رائعا لو انبرى طالب علم مجتهد نشيط إلى فهرسة أشهر الكتب المحققة في كل باب من أبواب الشريعة مع أفضل الطبعات والتحقيقات وما تميز به هذا التحقيق عن غيره.. وهو جهد لاشك عظيم..ولكن الأجور تكون على قدر النيات والجهود كذلك..
ومني أخلص الدعاء لمن يتصدر لهذا العمل ، لأنني - وأعتقد أن كثيرا من إخواني المبتدئين كذلك مثلي- في أمسس الحاجة لمثل هذه الفهرسة..
أخوكم في الله
براق"
نقلته لكم..
طالبة علم
---
أم عمر
04-25-2003, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد..(1/1245)
تعقيبا على الاقتراح الذي سبق وأن أوردته ، و تجنبا من توجس كثير من الإخوة في المشاركة فيه لضخامته..أقترح أن نضيق الدائرة في هذا الملتقى، فنبدأ بأهم الكتب المحققة تحقيقا علميا رصينا في باب التفسير وعلوم القرآن فقط..وأحسب أن الامر هكذا سيكون هينا.. وبعد جمع عدد من المشاركات نستطيع ترتيبها وفهرستها بشكل يستفيد منه كل طالب علم..والله من وراء القصد
ملحوظة: سأقوم قريبا بحول الله يسرد مجموعة من الكتب المحققة في هذا المجال ، والتي ليس بالضرورة أن تكون كلها أفضل التحقيقات والطبعات..فأرجو من الإخوة التعليق على المناسب منها والتنبيه في حال وجود تحقيقات أفضل..
طالبة علم
---
عبدالرحمن الشهري
04-25-2003, 08:35 PM
سيري بارك الله فيك واحرصي على الترتيب ولو تأخرتِ في ذلك . وعليك بكتب علوم القرآن أولاً ثم كتب التفسير
وهذا رأي خاص إن أعجبك وإلا فالأمر إليك ، ولكن عليك بالتحرير لما تكتبين بقدر المستطاع وفقك الله ، حتى يمكن وضع مثل هذه المشاركة فيما بعد في أرشيف الموقع لينتفع بها طلاب العلم ، فاكتبي كتابة تبقى على الزمن وحققي ونقحي.
واعلمي أن ما ينفع الناس سيبقى بإذن الله
---
(1/1246)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موعظة
---
موعظة
---
خالد بن سليمان العويشق
05-01-2004, 02:25 PM
موعظة
قل للذين شغلهم في الدنيا غرورهم إنما في غد ثبورهم ما نفعهم ما جمعوا إذا جاء محذورهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم فكيف غابت عن قلوبهم وعقولهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم أخذ المال إلى دار ضرب العقاب فجعل في بودقة 3 ليحمي ليقوي العذاب فصفح صفائح كي يعم الكي الإهاب ثم جيء بمن عن الهدى قد غاب يسعى إلى مكان لا مع قوم يسعى نورهم ثم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم إذا لقيهم الفقير لقي الأذى فإن طلب منهم شيئا طار 4 منهم لهب الغضب كالجذا 5 فإن لطفوا به قالوا أعنتكم ذا وسؤال هذا لذا 6 ولو شاء ربك لأغنى المحتاج وأعوز ذا ونسوا حكمة الخالق في غنى ذا وفقر ذا واعجبا كم يلقاهم من غم
الكبائر 1/35
__________________
---
(1/1247)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن احتواء جمع أبي بكر للأحرف السبعة
---
سؤال عن احتواء جمع أبي بكر للأحرف السبعة
---
مساعد الطيار
10-13-2003, 03:02 PM
لقد سألني الأخ الفاضل حسين المطيري الأستاذ بقسم الدراسات القرآنية عن جمع أبي بكر رضي الله عنه ، هل يشمل الأحرف السبعة ؟
وأقول إنَّ موضوع جمع القرآن من الموضوعات التي تحتاج إلى رسائل ، وليست رسالة واحدة ، وقد طرح الأستاذ محمد أبو زيد رسالته العلمية المعنونة بـ( جمع القرآن في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث) في الأنترنت ، وهو موجود في موقع الخيمة ، وفيها فوائد نفيسة يحسن بمن له اهتمام بعلوم القرآن أن يرجع إليها .
وأعود فأقول : إن موضوع جمع المصحف عمومًا يرتبط بعدد من الموضوعات لا يمكن أن ينفكَّ عنها ، وإلا كان البحث ـ في نظري ـ في نقص ، وهذه الموضوعات :
1 ـ رسم المصحف .
2 ـ الأحرف السبعة .
3 ـ اختلاف القراءات القرآنية .
وإدراك هذه الأمور تحلُّ شيئًا كثيرًا من المشكلات الواردة على جمع المصحف .
ثمَّ إن بحث هذا الموضوع يحتاج إلى ثلاث مقدمات :
الأولى : جمع الآثار المتعلقة بجمع المصحف ، والمتعلقة بالموضوعات الثلاثة التي سبق الإشارة إليها لأخذ ما يفيد منها في موضوع جمع المصحف .
الثانية : تصوُّر الواقع الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم حال جمع المصحف في أزمنته المتعددة .
الثالثة : الاستنباط العقلي المبني على الآثار وتصوُّر الواقع .
وأعود إلى السؤال المطروح فأقول :(1/1248)
1 ـ إنَّ ما جمعه أبو بكر رضي الله عنه ليس فيه تفاصيل ، ولا يمكن الجزم بشيءٍ إلا أنه جمع المصحف ، والأصل أنَّ هذا المصحف يحتوي على القرآن النازل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومادام يحتويه فإنَّ إثبات الزيادة على كونه يحتوي أكثر من ذلك مما يحتاج إلى دليل خاصٍّ ، وليس من دليل يدلُّ على ذلك.
2 ـ إنَّ افتراض اختلاف المكتوب في مصحف أبي بكر رضي الله عنه عما بقي من المكتوب من القرآن على اللخف والرقاع وغيرها أمر لا يدلُّ عليه دليلٌ أيضًا ، والأصل أنَّ ما دوِّن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن النازل الثابت قراءته ، وهو الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه في مصحف واحدٍ ، فعمل أبي بكر رضي الله عنه إنما هو جمع متفرقٍ في مصحف واحدٍ .
وإنما أقول ذلك لأن الأمر عندي أنَّ ما يتعلق بالقرآن فإنَّ الأصل فيه التوقيف ، وليس للرسول صلى الله عليه وسلم ، بَلْهَ الصحابة رضي الله عنهم أي تدخُّلٍ فيه ، وذلك في حروفه وطريقة أدائه وترتب آيِهِ وسوره .
وجَهْلُ بعض الصحابة رضي الله عنهم بشيء من ذلك ، أو اجتهادهم رضي الله عنهم في ترتيب مصاحفهم على ترتيبٍ معيَّنٍ ـ إن صحَّ ـ فإنه لا يُخرج هذه الأمور عن كونها توقيفية ، هذا هو الأصل عندي ، ولست أرى أنه قد وقع من الصحابة رضي الله عنهم مخالفة لما كان من شأن القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن الأمر أنهم لم يُلزَموا إلزامًا عامًّا بشيءٍ من أمر القرآن إلا في عهد عثمان رضي الله عنه .
3 ـ إنه مما لا خلاف فيه أنَّ كثيرًا من قراءات القرآن ترجع إلى أمورٍ صوتية لا يمكن كتابتها ، فإن كانت هذه الصوتيات عند من يرى أنَّ أبا بكر جمع الأحرف السبعة ، فإنه يخالف هذا الأصل ؛ لنَّ هذا مما لا يمكن أن يُكتب ، ومن ثَمَّ فإن أبا بكر لم يكتبه على الأحرف السبعة بل نقص عنده ما يتعلق بالصوتيات من الإمالة والإدغام وغيرهما .(1/1249)
4 ـ كما أنَّ من نقل رسم المصاحف العثمانية أشار بوضوح صريحٍ أنَّ بعض الكلمات القرآنية كُتِبَت على وجه واحدٍ في الرسم ، وهي في القراءة تحتمل أكثر من وجه ، وهذا يدلُّ على أمور ، منها :
ـ أنَّ الرسم اصطلاح ، وهم كتبوه على الوجوه المتغايرة التي يعرفونها ، لذا وقع الاختلاف في كتابة بعض المتماثلات بوجوه مختلفة نظرًا لاختلاف التغاير في رسمها ، ولا يلزم منه أمر آخر ، كما اجتهد بعضهم في استنباط علاقة وجوه القراءة بتغاير الرسم ، وهذا قد يحصل في بعض المواطن لكنه غير لازم في جميع تغاير الرسم .
واختلاف التغاير في الرسم لازال حتى اليوم قائمًا بين الكَتَبَةِ ، وهو محلُّ تطوِّرٍ يعرفه من قرأ في موضوع الإملاء عبر القرون ، وهو اختلافُ تغايرٍ بحتٍ ، واجتهادٌ من العلماء ، والأمر فيه واسعٌ جدًّا ، وارجع إلى اختلاف المعاصرين في كتابة لفظة ( شئون / شؤون ) وغيرها ، وقس عليه في أمر تغاير الرسم .
ـ أن الكتبة من الصحابة لم يعتبروا اختلاف هذه الرسوم ، وجعلوا القراء هي القاضية على الرسم ؛ لذا تجدُ في كتاب (المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار) للداني ( ت : 44 ) بابًا بعنوان ( ذكر ما اتفقت على رسمه مصاحف أهل الأمصار من أول القرآن إلى آخره ) ، وقد ذكر فيه عددًا من كلمات القرآن كُتِبَت على وجه واحدٍ من الرسم ، وسأذكر منها مثالين يحسن بك أن تراجعهما في كتب الرسم ليظهر لك صحة ما أقول :
الكلمة الأولى : (( الصراط )) فقد كُتِبَت في جميع المصاحف بالصاد ، فيها ثلاث قراءات صحيحة ، وهي مما حُكِمَ بتواترِه .
الأولى : بالسين وهي رواية قنبل عن ابن كثير المكي .
الثانية : بإشمام الصاد زايًا ، وهي رواية خلف عن حمزة .
الثالثة : بالصاد كما رسمت في جميع المصاحف ، وهي قراءة الباقين ، وهم الجمهور (1).(1/1250)
فلو كان الرسم معتبرًا ، فلا أقلَّ من أن يرسموا الصراط في مصحف بالصاد وفي مصحف بالسين ، وإنما تركوا ذلك ؛ لأنَّ القراءة قاضية على الرسم ، وعندهم لا يؤخذ من الرسم طريقة القراءة ، فالقراءة أولاً ، والرسم تبعٌ .
الكلمة الثانية : (( ضنين )) ، وقد رُسِمت في جميع المصاحف بالضاد ، وقرئت على وجهين :
الأول : بالظاء ، وقرأ بها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي
الثانية : بالضاد ، كما هي مرسومة في المصاحف ، وقرأ بها الباقون من القراء السبعة .
وهاتان القراءتان لا يحتمل بعضهما البعض لا من جهة الرسم ولا من جهة المعنى ، وهذا مما يدلُّك أيضًا على أنَّ الأصل في قراءة القرآن نقل حروفه قراءة ، والرسم تبع له ، ولا يلزم أن يوافق الرسم جميع المحفوظ الملفوظ من القرآن الكريم ، والله أعلم .
وإذا تبيَّن لك هذا ، فاعلم أنَّ مصحف أبي بكر رضي الله عنه قد كُتِبَ على صورة واحدةٍ ، هذا هو الأصل ، مع احتمال أن يكون قد رسمت بعض حروفه التي وقع فيها تغاير في المصحف نفسِه ، في أي مكان منه إما في حواشيه ، وإما أن تكتب الكلمات المتغايرة متتالية ، وهذا لا يحكمه إلا الاطلاع المباشر على مصحف أبي بكر رضي الله عنه ، وذلك ما لا سبيل إليه كما تعلم .
والمقصود من ذلك أنَّ كون أبي بكر رسمه على وجه واحد من الرسم فإنه لا يعني أنه أهدر وجوه القراءة الأخرى ؛ لأنها مما يُتلقى من طريق القراء لا من الرسم فتأمَّل هذا .
وإذا كان ذلك كذلك ، فلا يصحُّ أن يقال : إنَّ مصحف أبي بكر حوى الحرف السبعة ، ولا أنَّه حوى ما بقي منها مما لم يُنسخ ، إلا إذا عرَّف المتكلِّم بهذا مقصوده بالأحرف السبعة ، والله الموفق .
واعلم أنَّ الموضوع طويل ، ولا أراني ألممت إلا بمقصوده إلا على عجلٍ ، وهو لا يروي غليلاً ، ولا يشفي عليلاً ، وأسأل الله أن يوفِّق بعض الباحثين لإعادة النظر في هذا الموضوع الخطير ،و آخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــ(1/1251)
(1) قال السخاوي ( ت : 643 ) في الوسيلة إلى كشف العقيلة ( ص : 89 ) : (( قلت : ورأيت في كتاب القراءات لأبي عبيد عند ذكر الصراط ؛ قال أبو عبيد : والقراءة عندنا بالصاد ؛ لاجتماع المصاحف في الأمصار كلها على الخطِّ بالصاد )) .
وهذه طريقة من الترجيح معروفة قبل ابن جرير الطبري ( ت : 310 ) ، ولا أدري لماذا فُتِحت عين بعضهم على ابن جرير ( ت : 310 ) ، ولم تر أقوال الآخرين ، وإنما سُقت هذا هنا لأنبه إلى حاجة هذا الموضوع إلى بحث مستفيضٍ ، وهو من الموضوعات المهمة التي يحسن بالمتخصصين ألا يغضُّوا الطرف عنها ، وأن يبحثه أكثر من متخصِّص لتتواطأ أقوالهم على تبيين هذه المسألة الشائكة المهمة ، وأن يردوا تلك القالة المنكرة التي أُلصِقت بابن جرير الطبري الذي لم يكن بِدْعَا في هذا المنهج ، بل سبقه علماء ولحقه علماء ، وللموضوع جوانب أخرى تحتاج إلى بيان .
هذا ، وقد ألَمَّ بجوانب متعلقة بتاريخها الأستاذ الباحث زيد بن علي مهدي بن أحمد مهارش في رسالته العلمية التي قدمها ـ لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض ـ لنيل درجة الماجستير ، وهي بعنوان ( منهج الإمام الطبري في القراءة وضوابط اختيارها في تفسيره ) .
---
متعلم
10-13-2003, 08:46 PM
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور مساعد الطيار
ومن من الإخوة يستطيع أن يضع لنا رابط رسالة محمد أبو زيد في جمع القرآن ؟
وشكرا
---
أحمد القصير
10-13-2003, 11:47 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فلعل من المتفق عليه أن كثيراً من مسائل علوم القرآن لا تزال تحتاج إلى مزيد من التحرير والتحقيق ، فهناك كثير من المسائل التي طرحت وتناقلتها كتب علوم القرآن على مر العصور ولم تر من تعرض لها بشيء من التحقيق العلمي الدقيق ، ومن العجب أنها أصبحت تتناقل وكأنها مسلمات وبدهيات .(1/1252)
وإن ما طرحه الأستاذ الفاضل : مساعد الطيار ، حفظه الله ، يعتبر من أحد هذه المسائل ، وعندما كنت أبحث عن دليل على اشتمال صحف أبي بكر على الأحرف السبعة فوجئت بأن كتب علوم القرآن تتناقل هذه المسألة دون ذكر دليل عليها ، وكنت أتسائل إذا كانت صحف أبي بكر مشتملة على الأحرف السبعة فما المنهج الذي سلكه لتدوين هذه الأحرف ؟ ولو كان ثمة منهج فلماذا لم ينقل ، ولو نقل فلماذا لم يذكر كدليل يفيد في التعرف على المراد بالأحرف السبعة ؟ وكنت بعد طول تفكير في المسألة توصلت إلى قناعة بأن صحف أبي بكر كتبت برسم واحد حسب الوضع المتعارف عليه في ذلك العصر ، وأن القول بأنها مشتملة على الأحرف السبعة قول لا يعضده دليل .
ولما رأيت كتابة الأستاذ مساعد في هذا الموضوع ازددت قناعة بأن موضوعات علوم القرآن ينبغي أن لا تأخذ بالتسليم حتى يقوم الدليل الصحيح الصريح على صحتها ، وإني أقف مع الشيخ مساعد في أهمية تحرير مسائل علوم القرآن ، ووضعها على بساط البحث العلمي ، لعل شيئاً منها ينضج يوماً ما ، والله المستعان .
---
مساعد الطيار
10-13-2003, 11:48 PM
الأخ الفاضل متعلم
لقد أخذت البحث من موقع الخيمة ، وهو معروف .
كما انك لو بحثت في محركات البحث مثل google
لوجدته إن شاء الله .
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2003, 06:03 AM
جزاك الله خيراً أبا عبدالملك .
ورابط موضوع الأستاذ محمد أبو زيد على هذا الرابط. (http://www.khayma.com/sharii/pre/toc.htm) .
---
متعلم
10-14-2003, 03:41 PM
شكرا فضيلة الشيخ على اهتمامك وردك .
وأثني للشيخ عبد الرحمن الشهري
ولكن دخلت على الرابط وفتح الموقع ولم يتصفح بعض الأبواب ، فهل هو موجود للتحميل أو على ملف ورد .
وجزاكم الله خيرا
---
أبو معاذ الكناني
10-14-2003, 08:41 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :(1/1253)
بارك الله في الدكتور مساعد والإخوة الأفاضل على هذا الطرح والحق أني لم أملك إلا أن قرأت ما سطر الدكتور مساعد كاملاً - وما أروعه - وأتسائل هنا قائلاً :
هل الرسم توقيفي ؟
هل الأحرف والقراءات لها نفس النشأة والتوقيت ؟
هل وصف أو وصل مصحف الصديق- رضي الله عنه- لنا ؟
ما الفرق بين الأحرف والقراءات ؟
إذا عرف أن العرب تناوب بين الحروف المتقاربة من حيث الصوت فما الإشكال في صراط وسراط وضنين وظنين؟
أسأل الله أن يبارك فيك وفي علمك د/مساعد الطيارودمت لمحبك القارئ لبحوثك
وعلى الإخوة السلام
---
(1/1254)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة لإنصاف العلماء
---
دعوة لإنصاف العلماء
---
إمداد
05-16-2005, 02:05 PM
دعوة لإنصاف العلماء
لضيلة الشيخ عبدالرحمن بن سعود الحمد
العلماء هم ورثة الأنبياء, يقومون بمهمة البلاغ والتعليم والتوجيه والنصح والوعظ والتحذير والبيان, مجالسُهم عبادة, وكلامهم إفادة, وهم كالنجوم يهتدى بهم في كلِّ أمر, وهم أنصار الملة, وأطباء العلة, ينفون عن الدين تأويل المبطلين, وتحريف الجاهلين, وأقوال الكاذبين, وهم العارفون بشرع الله, المتفقِّهون بدينه, وهم الفرقة التي نفرت من هذه الأمة لتتفقه في دين الله ثم تقوم بواجب الدعوة, والعلماء باقون ما بقي الدهر, أعيانهم مفقودة, وآثارهم في القلوب موجودة, فما أحسن أثرهم على الناس, وما أسوأ أثر الناس عليهم.
ليس الغريب بأن نسمع ونقرأ في الصحف من أقوامٍ لا خلاق لهم يكتبون بين فينةٍ وأخرى مقالات سيئة, وعبارات يذيئة تحطُّ من قدر علمائنا ودعاتنا وأفاضل الناس فينا, وتعييرهم, والاستهزاء بهم ورميهم بما هم منه براء, إنما الغريب حقاً أن يُسْمعَ أمثال هذا الكلام, من أناسٍ منتسبين للصلاح, فضلاً عن غيرهم, ولذلك سيدور الحديث حول مكانة أهل العلم والدعوة, والحذر من الوقيعة فيهم أو نشر أخطائهم المغمورة في بحار حسناتهم أو لمزهم والقدح فيهم ونحو ذلك.
وهذه المسألة مستفادة من كلام أهل العلم والتحقيق من السابقين واللاحقين ممن بينوها غاية البيان, بالحجة الساطعة والبرهان والله وحده المستعان.
إن القدح في العلماء, والطعن فيهم سبيلٌ من سبيل أهل الزيغ والضلال وهو إيذاءٌ لهم, وإيذاؤهم إيذاء لأولياء الله الصالحين وهم أول من يدخل في ذلك.(1/1255)
قال الحافظ ابن عساكر-رحمه الله-في التحذير من الوقيعة في العلماء: (واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته, وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حقَّ تقاته أن لحوم العلماء مسمومة, وعادةُ الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة, لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براءٌ أمره عظيم, والتناول لأعراضهم بالزُّورِ والافتراء مرتع وخيم, والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خُلقٌ ذميم) وقال: (... ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب, ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب [فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ].
ولذلك فإنه يخشى على من هذه حاله من سوء الخاتمة والعياذ بالله, وقد ذكروا عن أحد الفقهاء والقضاة الشافعية, وقد درَّس وأفتى, وكثرت طلابه, واشتهر ذكره, ويعد صيته، قال عنه الجمال المصري: (إنه شاهده عند وفاته, وقد اندلع لسانه واسود, فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ محيي الدين النووي رحمهم الله جميعاً)[1]
ويقول العلامة بكر أبو زيد حفظه الله تعالى حول الوقيعة في الأئمة الكبار: (وبهذا تعلم أن تلك البادرة(الملعونة) من تكفير الأئمة, النووي, وابن دقيق العيد, وابن حجر العسقلاني-رحمهم الله تعالى- أو الحط من أقدارهم , أو أنهم مبتدعة ضلال, كل هذا من عمل الشيطان, وباب ضلالةٍ وإضلال, وفسادٌ وإفساد, وإذا جرح شهود الشرع جرح المشهود به, ولكن الأغرار لا يفقهون ولا يتثبتون)[2] ا-هـ
لقد كان سلف هذه الأمة يحترمون علماءهم احتراماً كبيراً ويتأدبون معهم, فلقد اخذ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مع جلالته وعلو مرتبته بركاب زيد بن ثابت الأنصاري -رضي الله عنه- وقال:(هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا).
وقال الإمام أحمد لخلف الأحمر رحمهما الله تعالى: (لا أقعد إلا بين يديك, أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه).(1/1256)
والآثار في هذا الباب كثيرة, قال الإمام الطحاوي -رحمه الله-: (وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر, لا يذكرون إلا بالجميل, ومن ذكرهم بسوءٍ فهو على غير السبيل" ا-هـ.
ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا, ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, ويعرف لعالمنا حقه).
والواجب على كل مسلم التماس العذر للعلماء وإحسان الظن بهم, والتثبت مما يُنْقلُ ويشاع عنهم, لا سيما في حال الفتن والشرور ففيها يكثر الكذب والافتراء والطعن في العلماء, يقول أحد الأدباء-رحمه الله-:(والجماهير دائماً أسرع إلى إساءة الظن من إحسانه.. فلا تصدق كل ما يقال, ولو سمعته من ألف فم, حتى تسمعه ممن شاهده بعينه, ولا تصدق من شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد، ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتى تتأكد من براءته وخلوه عن الغرض والهوى, ولذلك نهانا الله عن الظن واعتبره إثماً لا يغني من الحق شيئاً).
ويقول السبكي رحمه الله تعالى: (فإذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة, فلا ينبغي أن يحمل كلامه, وألفاظ كتاباته على غير ما تعود منه, ومن أمثاله, بل ينبغي التأويل الصالح وحسن الظن الواجب به وبأمثاله).
والمعتبر بكثرة الفضائل, فليس أحد من الناس معصوماً إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, فيجب أن يغتفر قليل خطئهم في كثير صوابهم ويعتبر بالغالب من حالهم, فكيف إذا رجع إلى الحق وبأن له الصواب, قال سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى: (ليس من علم ولا شريفٍ ولا ذي فضل إلا وفيه عيب, ولكن من كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله, كما أن من غلب عليه نقصانه ذهب فضله).
ويقول الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى: (والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه).(1/1257)
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: (.. ومن له علم بالشرع والواقع, يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدمٌ صالحٌ وآثارٌ حسنه, وهو من الإسلام وأهله بمكانٍ , قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذورٌ بل مأجورٌ لاجتهاده, فلا يجوز أن يتبع فيها, ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته في قلوب المسلمين).
وإذا الحبيب أتى بذنبٍ واحد * جاءت محاسنه بألف iiشفيع
وقيل أيضاً:
فإن يكنِ الفعل الذي ساء واحداً * فأفعاله اللاتي سررن iiكثيرُ[3]
وإذا لم يستطع المرء أن يقول خيراً, أو يبدي نصيحةً, أو ينبه مخطئاً على خطئه, فإن الصمت له نجاة, ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (طويل الصمت, قليل الضحك).
وقد قيل:(ما ندم حليمٌ ولا ساكت).
وقال طاووس رحمه الله تعالى: (لساني سبُع, إن أرسلته أكلني)
ما إن ندمتُ على سكوتي مرةً * ولقد ندمت على الكلام مرارا
وأما من جالس أقواماً يغتابون فيجب عليه الإنكارُ بالحكمة, أو قطع الغيبة بكلامٍ آخر, أو مفارقة المجلس, وحول ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: (اعلم أن الغيبة -كما يحرم على المغتابِ ذكرها- يحرم على السامع استماعها وإقرارها, فيحب على من سمع إنساناً يبتدئ بغيبةٍ محرمة أن ينهاه إن لم يخف ضرراً ظاهراً, فإن خافه وجب عليه الإنكارُ بقلبه, ومفارقةُ ذلك المجلس إن تمكنَّ من مفارقته, فإن قدر على الإنكار بلسانه, أو على قطع الغيبة بكلامٍ آخر, لزمهُ ذلك, فإن لم يفعل عصى, فإن قال بلسانه:(اسكت) وهو يشتهي بقلبه استمرارهُ, فقال أبو حامد الغزالي:(ذلك نفاقٌ لا يخرجه عن الإثم, ولا بد من كراهته بقلبه)[4]
21 / 3 / 1426 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الدرر الكامنة 4/106.(1/1258)
[2] تصنيف الناس بين الظن واليقين ص 94.
[3] ينظر: قواعد في التعامل مع العلماء د . عبد الرحمن بن معلا اللويحق. فمنه استفدت كثيراً
[4] عن الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام للمقدم ص (36, 46).
منقول من موقع دعوة الأسلام
---
(1/1259)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفة مع آية......هذه وقفتي وفي انتظار وقفاتكم
---
وقفة مع آية......هذه وقفتي وفي انتظار وقفاتكم
---
الازهري المصري
01-29-2005, 02:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
يقول تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجودوا فيه إختلافا كثيرا"سورة النساء
كما يقول نبينا عليه الصلاة والسلام "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"حديث شريف
فأقترح عليكم أن يقوم كل عضو بتوضيح آية قد وقف معها ويوضح لنا أسباب وقفته مع هذه الآية
ويمكن الاستعانة بالتفاسير أو التعبير الشخصي ولكن في حدود علمية
هذه الوقفة يمكن أن تكون بلاغية أو وعظية أو ...أو ..
فالقرآءن لا تنقضِ عجائبه
وهذا الأمر يتيح للجميع مواطن جمالية يمكن أن تغيب عن بعضنا
المهم هو استحضار النية
وبوركتم إخواني
وفي انتظار مشاركاتكم
.
---
الازهري المصري
01-29-2005, 02:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانت بخير
هناك آية لطالما وقفت أمامها وهي
"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(الأنعام : 162 )
المتأمل في هذه الآية يجد فيها العجب
سبحان الله
يطلب الله من نبيه أن تكون صلاته ونسكه ومحياه ومماته له سبحانه وتعالى
مع أن الصلاة هي النسك إلا لأهميتها أفردها سبحانه وتعالى
ويا عجبا كم من مضيع للصلاة مع أهميتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكون الصلاة والنسك لله فأراه هو تعريف هام للاخلاص فما الصلاة والنسك أصلا إلا لله ولكن زيادة التأكيد هو باب التعريف بمعنى آخر
وهو كيف يحول الانسان صلاته لله حيث يصبح كل جزء منه وفيه أثناء الصلاة لله سبحانه وتعالى(1/1260)
ثم ننتقل أحبتي إلى الجزء الآخر من الآية والتي أراها منهج حياتي لو اتبعناه لاسترحنا إلا وهو "ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
كيف يحي الانسان لله
كيف يصير كل نفس في حياته لله
فينام لله
ويستيقظ لله
ويأكل لله
ويتعلم لله
ويعمل لله
ويتزوج لله
ويطلب الذرية لله
ويعمر الأرض لله
فتكون كل خطوة في حياته لله
نعم هذه هي الحياة التي طالما غفلنا عنها
هذه حياة الانبياء والصالحين
ينام الانسان وقد أدى ما عليه من واجبات
ينام وفي باله أن يريح جسده ابتغاء التقوي على العبادة
ينام وقد آتى بأذكار النوم
ينام وفي باله صلاة الفجر
بهذا يكون نام لله
وعلى هذا فقس
يستيقظ لله
أول ما يستيقظ يبحث عن صلاته
ثم يبحث عن أعماله
يأكل لله يأكل لكي يتقوى على العبادة
يأكل لكي يحافظ على نفسه التي وهبها الله له
يتعلم لله
يكون شعاره في الحياة "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (فاطر : 28 )
يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (البقرة : 269 )
وقول نبينا "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"
يعمل لله
يكون خليفة لله في أرضه
يقول الملك:وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (البقرة : 30 )
يتزوج لله
يطلب العفة لله
يبحث عن السكن المودة والرحمة في زوجه
يقول الغفار:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم : 21 )
يطلب الذرية لله
يحاول تكثير سواد المسلمين(1/1261)
يبغي بذلك تربية جيل جديد على الخلق العالي واخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم
وبهذا (وليس إلا هذا )تنعم حياتنا وتكون حياتنا لله
أما كون الممات لله فهنا موطن عظيم من مواطن البلاغة
كون الموت لله فهو أن يحي الإنسان لله حتى تكون آخر لحظاته لله
فمن عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه
هذا قليل من كثير
وهذا وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان ومن كان من صواب فمن الله الواحد المنان
---
أحمد البريدي
01-29-2005, 04:28 PM
اقتراح موفق ولفتة مهمة للإهتمام بهذا الجانب الذي يكاد يكون مفقوداً في الملتقى مع التأكيد على حسن الاختيار والعرض , واشكرك أخي على عرض وقفتك هذه بهذا العرض الجيد .
---
جمال حسني الشرباتي
01-29-2005, 06:47 PM
الأزهري المصري
الآية((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(الأنعام : 162 )))
كل ما تفضلت به مفهوم وواضح ولطيف----وأنا أحب المشاكسة قليلا فتحملني
ووضح لي كيف يكون الممات لله والممات بيد الله لا بيد الإنسان؟؟
---
سلسبيل
01-29-2005, 07:09 PM
بداية استميحكم العذر في الإجابة بما جال في خاطري عن إجابة للسؤال الموجه للأخ الأزهري
ربما أن المقصود أن الممات لله أي في سبيل الله ومن أجل الله عز وجل ولا يوفق لذلك ولا يختم بذلك إلا لمن سعى إليه وعاش من أجله
فمن عاش لله وجعل حياته له سبحانة وتعالى ووطن نفسه على أنه مستعد للموت فإن الله يختم له بأن يكون مماته كذلك قال تعالى " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه " فمن نوى أن يكون موته لله فهو متخذ بأسباب ذلك سائر في طريقه لا يهاب أحدا في الحق لأنه عاش لله وارتضى أن يموت لله
والله أعلم
---
جمال حسني الشرباتي
01-29-2005, 07:20 PM
سلسبيل
معذرة ---أنا لا أميل للخواطر في التعامل مع آيات الكتاب---أنا أرى أن لكل كامة معنى محددا---وما زلت لا أرى تخريجك أو تخريج الأزهري(1/1262)
وأقول ما عندي بعد أن يوضح الأزهري كلامه
---
الازهري المصري
02-15-2005, 11:32 PM
السلام عليكم
أعتذر اليكم اخواني لانشغالي وانقطاعي عن الموضوع
ولي عودة للمشاكسة مع اخي الفاضل جمال
---
الازهري المصري
02-20-2005, 02:54 AM
ربما أن المقصود أن الممات لله أي في سبيل الله ومن أجل الله عز وجل ولا يوفق لذلك ولا يختم بذلك إلا لمن سعى إليه وعاش من أجله
فمن عاش لله وجعل حياته له سبحانة وتعالى ووطن نفسه على أنه مستعد للموت فإن الله يختم له بأن يكون مماته كذلك قال تعالى " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه " فمن نوى أن يكون موته لله فهو متخذ بأسباب ذلك سائر في طريقه لا يهاب أحدا في الحق لأنه عاش لله وارتضى أن يموت لله
والله أعلم
أخي الحبيب سلسبيل
بارك الله فيك وجزاك خيرا عن كلماتك الرائعةالأزهري المصري
الآية((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(الأنعام : 162 )))
كل ما تفضلت به مفهوم وواضح ولطيف----وأنا أحب المشاكسة قليلا فتحملني
ووضح لي كيف يكون الممات لله والممات بيد الله لا بيد الإنسان؟؟
أخي الحبيب جمال
بارك الله فيكم
كون الممات لله ليس بمحدثا بل ورد في كتابه سبحانه وتعالى :
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة : 132]
وكذلك قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران : 102]
فهذا نظير بين أن الله أوردها في كتابه
ولكن كيف السبيل الى هذا
السبيل هو من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه
فمن عاش حياته مجاهدا مثابرا وعلى الحق صابرا ولله طائعا فهذا من أراد أن تؤخذ روحه طاهرة(1/1263)
ومثاله من تمنى الشهادة بصدق فينزله الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه
فبهذا يكون الموت لله
وبانتظار توضحيك أخي الفاضل جمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
الازهري المصري
02-25-2005, 09:45 AM
قوله تعالى :فبأي الاء ربكما تكذبان
ففي هذه الآية نجد ان الله يسألنا عن ما أنعم علينا به
فبعد ان اوضح لنا نعمه فيسألنا بأي هذه النعم نكذب
والتكذيب لا يكون مجرد تكذيب باللسان
بل ما نفعله من معاص وخطايا يعتبر تكذيب
وكأن الله يقول لنا :اي عبادي
قد أنعمت عليكم نعما كثيرة وآلاء عظيمة
فهل تنكرون منها شيئا؟؟
فلا ينكر هذه النعم الا أعمى البصيرة
اذا فلماذا تعصونني
فلماذا تتركون عبادتي
لماذا تعبدون غيري
لماذا تتركون شكر نعمتي
ألم تعلموا أن من أنعم عليكم هذه النعم يسطيع سلبها
اذا ألا تفيقون ألا تحذرون
---
الازهري المصري
07-31-2005, 12:33 AM
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ...
أما بعد :
فيقول الله تعالى في سورة المائدة :
(( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) ))
قال الشوكاني ( 1250 هـ ) في فتح القدير :(1/1264)
(( ...والربانيون : علماء النصارى ، والأحبار علماء اليهود ، وقيل الكل من اليهود لأن هذه الآيات فيهم ، ثم وبخ علمائهم في تركهم لنهيهم فقال : " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " وهذا فيه زيادة على قوله : " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " لأن العمل لا يبلغ درجة الصنع حتى يتدرب فيه صاحبه ، ولهذا تقول العرب : سيف صنيع إذا جود عامله عمله ، فالصنع هو العمل الجيد لا مطلق العمل ، فوبخ سبحانه الخاصة ، وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بما هو أغلظ وأشد من توبيخ فاعل المعاصي ، فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم ، ويفرجوا لها عن قلوبهم ، فانها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم بأن كفهم عن المعاصي مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولايغني من جوع ، بل هم أشد حالاً وأعظم وبالاً من العصاة ، فرحم الله عالما قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهو أعظم ما افترضه الله عليه وأوجب ما أوجب عليه النهوض به . اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم ، وأعنا على ذلك وقوِّنا عليه ، ويسره لنا ، وانصرنا على من تعدى حدودك ، وظلم عبادك ، إنه لاناصر لنا سواك ، ولا مستعان غيرك ، يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين . ))
وقبله قال الزمخشري ( 538 هـ ) في الكشاف:(1/1265)
(( ..." لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " كأنهم جعلوا آثم من مرتكبي المناكير ، لأن كل عامل لا يسمى صانعا ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه ، وكأن المعنى في ذلك أن مواقع المعصية معه الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها ، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره ، فاذا فرَّط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع ، ولعمري إن هذه الآية مما يقذ السامع وينعي على العلماء توانيهم . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هي أشد آية في القران. وعن الضحاك : ما في القرآن آية أخوف عندي منها . ))
و قال ابن الجوزي ( 597 هـ ) عن هذه الآية في زاد المسير :
(( وهذه الآية من أشد الآيات على تاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن الله تعالى جمع بين فاعل المنكر وتارك الإنكار في الذم . قال ابن عباس : ما في القرآن آية أشد توبيخاً من هذه الآية ))
وقال الغزنوي ( 1296 هـ ) في حاشيته على جامع البيان للإيجي تعليقا على تفسير هذه الآية :
(( فيه توبيخ العلماء والزهاد على السكوت ، قال السلف : ما نعلم آية أشد توبيخا للعلماء والزهاد على السكوت عن النهي عن المعاصي من هذه الآية ، والعمل لا يسمى صناعة إلا إذا تمكن صاحبها فيها وينسب إليه ، ففيه إشارة إلى أن ترك نهي المنكر عادة خواصهم . )) .
والله اعلم ....
---
عادل الكلباني
07-31-2005, 05:46 PM
الحمد لله وبعد ،،،
فقد ذكر أخونا الأزهري ما نصه ( مع أن الصلاة هي النسك إلا لأهميتها أفردها سبحانه وتعالى ) ويبدو لي أنه جزم بهذا دون الرجوع إلى قوال أهل التأويل في ذلك ، فلعل الإخوة الكرام قبل أن يقولوا في كتاب الله شيئا أن يرجعوا إلى أقوال أهل العلم لئلا يقولا على الله بغير علم ، وأعيذ أخانا الأزهري من ذلك ، ولكنها وصية عامة ،،،(1/1266)
وأما قوله تعالى { ونسكي } قال ابن كثير رحمه الله تعالى : يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ، ويذبحون لغير اسمه أنه مخالف لهم في ذلك ؛ فإن صلاته لله ، ونسكه على اسمه وحده لا شريك له ، وهذا كقوله تعالى { فصل لربك وانحر } أي أخلص له صلاتك وذبحك ، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها ، فأمره تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه ، والإقبال بالقصد والنية ، والعزم على ألإخلاص لله تعالى ، قال مجاهد في قوله : إن صلاتي ونسكي . النسك : الذبح في الحج والعمرة ، زوقال الثوري عن السدي عن سعيد بن جبير { ونسكي } قال : ذبحي . وكذا قال السدي والضحاك .
قال أبو عبد الإله : وهذا متسق تماما مع سياق السورة ، فإن الأمر فيها بالذبح لله ، والأكل مما ذبح على اسمه ، والنهي عن ألأكل مما لم يذبح على اسمه ، كان محورا هاما من محاورها . وهو متسق أيضا مع ما في سورة الحج ، والكوثر . قال ابن عطية : ويحسن تخصيص الذبيحة بالذكر في هذه ألآية أنها نازلة قد تقدم ذكرها واتلجدل فيها في السورة ، وقالت فرقة : النسك في هذه الآية جميع أعمال الطاعات ، من قولك : نسك فلان فهو ناسك إذا تعبد .
وتفسير الآية بنظائرها من الآيات أولى ، وأصح ، والله تعالى أعلم .
---
الازهري المصري
08-02-2005, 12:01 AM
أخي الحبيب عادل بارك الله فيك وجزاك خيرا عن توضيحك وجعله الله في ميزان حسناتك
---
أبو صلاح الدين
08-03-2005, 07:02 PM
بارك الل فيكم جميعا, استمروا في هذا الموضوع الشيق.
---
(1/1267)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ندوة تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية بجامعة الامام
---
ندوة تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية بجامعة الامام
---
يوسف الحوشان
12-19-2006, 08:51 PM
دعوة للمشاركة
تنظم كلية علوم الحاسب والمعلومات
بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض
ندوة بعنوان
تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية
في يومي16-17 /صفر/1428هـ الموافق6-7/مار/2007م
المحاور الرئيسة
المحور الاول: الأحكام والضوابط الشرعية المتعلقة بالحاسب
المحور الثاني: تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية وتعليمها
المحور الثالث:تطبيقات اللغة العربية وتعليمها
(تفصيل اوسع على موقع الندوة
http://www.imamu.edu.sa/ccsi/arabic/a-home.htm
سيصاحب الندوة
معرض لأحدث منتجات التقنية التي تخدم العلوم الشرعية والعربية
دورات تدريبية للتدريب على التطبيقات المهمة للباحثين والمستفيدين
أوراق عمل(((مهم))) تقدم الاوراق العلمية وفق نموذج التقديم الموجود على الموقع(10محرم/1428آخر موعد لقبول الاوراق
معلومات أوسع عن الندوة قريبا
---
يوسف الحوشان
12-19-2006, 09:09 PM
البريد الالكتروني للندوة
itras@ccsi.imamu.edu.sa
---
يوسف الحوشان
12-20-2006, 02:50 PM
تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية وتعليمها
1- القرآن الكريم عرض القرآن الكريم,تعليم وتجويد وتحفيظ القرآن,علوم القرآن
2- الحديث: التخريج والحكم,التحرير,شرح مصطلح الحديث,الموسوعات
3- فقه: فرائض,الزكاة,الوقف,الحج,الصلاة
4- الأديان والمذاهب المعاصرة : الموسوعات,تعليم العقيدة
5- البرامج الخدمية: الأذان,الصلاة,الأذكار,التاريخ والمواعيد الشرعية
6- توظيف التقنية في خدمة الدعوة: المواقع الإسلامية "عرض وتقديم",الدعوة عبر الانترنت,البرامج الدعوية
---
أحمد الماليزي
12-21-2006, 05:39 PM(1/1268)
يا حبذا لو تبث الندوة بثًا مباشرًا، حتى أستطيع أنا ومن بخارج السعودية مشاهدتها والمشاركة فيها!!!
لو يعرف أحد الإخوة بهذا فليتكرم بإخبارنا فورًا.
وجزاكم الله خيرًا
---
يوسف الحوشان
12-22-2006, 10:56 PM
اقتراح جميل
سننقله للجنة المنظمة
وهذا من(خدمات التقنية )
---
محب احمد بن حنبل
12-23-2006, 12:51 AM
شيخنا الفاضل يوسف الحوشان
هل للجوال أو الكمبيوتر الكفي نصيب من هذه الندوة؟
وجزاكم الله خيراً.
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 05:31 AM
جزاك الله خير ياشيخ يوسف على هذا النقل
---
أحمد بزوي الضاوي
01-20-2007, 11:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور يوسف الحوشان ـ حفظه الله ـ
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفق جامعتكم لعقد هذه الندوة المباركة لتدارس هذا الموضوع الهام .
قمت بزيارة موقع الندوة الرسمي فلم أجد نموذج المشاركة ، الرجاء وضعه ـ إن أمكن في هذا الموقع ـ حتى يتمكن الراغبون في المشاركة من تعبئته.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة اللهخ و بركاته .
---
عبدالرحمن الشهري
03-06-2007, 07:17 PM
بدأت الندوة اليوم صباحاً ، وقد تمكنت من حضور بعض جلساتها .
د. السالم يفتتح ندوة "تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية" في الجامعة صباح اليوم الثلاثاء 16/2/1428هـ (http://www.imamu.edu.sa/news/news%20tecneat%20haseb-a.htm)
وهذه بحوث الندوة كاملة نقلتها لكم من القرص الموزع على الحضور ، وأرجو ألا أكون بهذا قد وقعت في خطأ بالنسبة للمنظمين للندوة وفقهم الله ورعاهم فقد أجادوا تنظيم هذه الندوة التي تختتم أعمالها غداً الأربعاء 17/2/1428هـ .
بحوث ندوة "تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية" (http://www.tafsir.net/Bookstorge/798.zip)
---
أحمد الماليزي
03-07-2007, 04:37 PM(1/1269)
فضيلة الدكتور عبد الرحمن،
شكرًا على المعلومات والملفات.
---
(1/1270)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن بعض الإشكالات
---
استفسار عن بعض الإشكالات
---
أم صهيب
02-28-2004, 03:46 PM
وقال الإمام السيوطي رحمه الله في الإتقان (1/315 ) حينما تحدث عن الاقتباس من القرآن الكريم : ( فإن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز )
هل يقصد الإمام السيوطي بالقاضي : الإمام ابن العربي صاحب أحكام القرآن؟ وفي أي كتبه ذكر ذلك هل في المحقق من الإتقان إشارة إلى ذلك ؟
وقال الإمام السيوطي رحمه الله أيضاً في الإتقان (1/315 ): ( وفي شرح بديعية ابن حجة: الاقتباس ثلاثة أقسام : مقبول ،ومباح ،ومردود ... ) من هو ابن حجة وماهي بديعيته ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 07:16 PM
- المقصود بالقاضي في كلام السيوطي السابق فيما يبدو لي هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المالكي المتوفى سنة 403هـ وهو من الأصوليين المتكلمين . ولعلها تراجع ترجمته في البداية والنهاية في وفيات العام السابق ، وفي غيره كشذور الذهب لابن العماد ، والعبر للذهبي ، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي. ولست أدري في أي كتبه ذكر ذلك .
- وأما ابن حجة الذي يعنيه فهو الأديب الشهير أبو بكر بن علي بن عبدالله المعروف بابن حجة الحموي الأزراري ، تقي الدين ، ولد سنة 767 وتوفي سنة 837 هـ ، وهو صاحب كتاب خزانة الأدب في فنون الأدب - وهو غير كتاب خزانة الأدب للبغدادي رحمه الله - وهو شاعر جيد على تكلفه رحمه الله ، وهو صاحب الكتاب الذائع الصيت (ثمرات الأوراق). وتراجع في ترجمته : الضوء اللامع للسخاوي 11/53 ، وشذرات الذهب لابن العماد 7/219(1/1271)
وأما بديعيته فهي قصيدته الميمية التي كتبها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وألمح في كل بيت من أبياتها إلى فن من فنون علم البديع عن البلاغيين ، وقد قام بشرحها بنفسه ، والقصائد التي من هذا النوع كثيرة جداً في أدبنا العربي ، وكلها نسجت على منوال البوصيري في ميميته التي يقول في مطلها :
أمن تذكر جيران بذي سلم ** مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم ؟
القصيدة بطولها .
أرجو أن يكون في هذا ما يكفي في الجواب على عجل .
---
أم صهيب
02-29-2004, 06:52 AM
جزاكم الله خيراً ياشيخ عبد الرحمن أسأل الله أن يثيبكم على ما قدمتم
وسأعود بإذن الله إلى ترجمة القاضي أبو بكر لمعرفة مؤلفاته
وربما لو كان كتاب الإتقان قد حقق في رسالة علمية ربما توصلنا إلى مصدر كلام القاضي لأن منهج التحقيق العلمي في الغالب يلزم فيه الطالب بذكر موارد الإمام السيوطي في كتابه
---
المديني
02-29-2004, 02:30 PM
المقصود بالقاضي في كلام السيوطي ، هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني ، كما أشار الأخ عبدالرحمن الشهري ، وقد صرح باسمه وقوله المذكور الإمام الزركشي في البرهان ( النوع الثلاثون ) .
ولعل قوله ذلك – والعلم عند الله – في كتابه ( الانتصار للقرآن ) ، وربما يكون في ( إعجاز القرآن ) له ، لكن الأول أرجح عندي ، لأنه أشبه أن يكون من محتوياته .
---
أم صهيب
03-02-2004, 02:33 AM
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم
وسأعود لما ذكرتم إن شاء الله وإن وجدت هذا الكلام فيه سأفيدكم بذلك بإذن الله
---
أم صهيب
03-09-2004, 04:50 AM(1/1272)
وجدت في رسالة الإمام السيوطي ( رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس) (1/283) الاشارة إلى موطن كلام الإمام الباقلاني فقد قال نقلاً عن الشيخ الشاذلي : ( فقد نص القاضي أبو بكر الباقلاني إمام هذا الفن والقدوة في هذا الباب في كتابه إعجاز القرآن له على تضمين كلمات من القرآن في نثر الكلام ونظمه وذكر من ذلك جملة ولكن أشار إلى كراهة التضمين في الشعر خاصة وذلك ظاهر لا جلال كلمات تذكر في القرآن العظيم أن تساق في أوزان الشعر وجعل ذلك على سبيل الكراهة في الشعر خاصة دون المنع والتحريم )
وهذا نص كلام الإمام الباقلاني:
قال الإمام الباقلاني في إعجاز القرآن ص 218 دار الكتب الثقافية : ( ولولا ما أكره من تضمين القرآن في الشعر لأنشدتك ألفاظاً وقعت مضمنة لتعلم كيف تلوح عليه ، وكيف ترى بهجتها في أثنائه ، وكيف تمتاز منه ، حتى إنه لو تأمله من لم يقرأ القرآن لتبين أنه أجنبي من الكلام الذي تضمنه ، والباب الذي توسطه ، وأنكر مكانه ، واستكبر موضعه )
---
(1/1273)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حوار علمي مع الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة اليرموك
---
حوار علمي مع الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة اليرموك
---
أبومجاهدالعبيدي
07-16-2004, 02:37 AM
هذا نص حوار نشرته مجلة الفرقان مع مع الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة اليرموك:
الأستاذ الدكتور فضل عباس أحد العلماء المعدودين في علوم التفسير وعلوم اللغة، عرفه الناس من خلال كتبه ودروسه ومحاضراته في حلقات العلم وفي المساجد وفي المنتديات العلمية، وعرفه طلاب العلم في رحاب المعاهد العلمية والجامعات، وقبل ذلك برز الدكتور فضل عباس كأحد أهم علماء التفسير والتلاوة – وكان ذلك قبل ثلاثين عاماً – حين سجلت له الإذاعة الأردنية (400) حلقة إذاعية في تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، كانت باكورة مسيرته العلمية التي أثمرت فيما بعد نتاجاً كبيراً وهاماً من المؤلفات والنظرات الجديدة في تفسير القرآن الكريم.
لكن أستاذنا لا يحبّ الحديث عن نفسه، وعندما علم أن أحد الأساتذة الذين أفادوا من علمه الكثير أصدر كتاباً أهداه إليه وأشاد بمناقبه لم يرق له ذلك، ولو كان يعلم لما قبل.
ويعد ضيفنا الكريم موسوعة علمية جادة في زمان فُقد فيه العلماء الموسوعيون، فقلما تجد عالماً في أيامنا يتقن تخصصاً ويبرع فيه بجانب تخصصه الأصلي، لكن أستاذنا الدكتور فضل تراه في علوم القرآن وفي علوم البلاغة واللغة وفي الدراسات الفقهية والتصوف يضرب بأسهم وافرة في العلم والفهم، هذا إلى جانب جهاده الدعوي ومواقفه الشجاعة.
حُرم أستاذنا نعمة البصر، فعوضه الله تبارك وتعالى عنها نفاذ البصيرة، وعمق الفكرة، وحضور الذهن.(1/1274)
وحتى نعرّف قراءنا الكرام بعلم من الأعلام - بشيء من التفصيل - نترك لفضيلته عرض بطاقته الشخصية والعلمية في هذا الحوار الذي أجريته معه في منزله في عمان.
* الفرقان: نرحب بكم ضيفاً على مجلة الفرقان.
- د. فضل: ومرحباً بكم. وأرجو للجمعية ولمجلة الفرقان التوفيق ودوام العطاء الطيب، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
* الفرقان: فضيلتكم غني عن التعريف، لكن قراء الفرقان بحاجة ماسة لزيادة معرفة بكم فماذا تقولون؟(1/1275)
- د. فضل: هويتي هوية مسلم عاش أحداثاً كثيرة عقوداً من الزمن في أكثر من قرن. اسمي فضل حسن أحمد عباس ولدت في رمضان من عام 1350هـ في شهر كانون الثاني من سنة 1932م. وكان والداي رحمهما الله حريصين كل الحرص على أن أحفظ كتاب الله تبارك وتعالى وأدرس العلم، ذلكم لأن هذا العلم يكاد يكون شيئاً معروفاً عندنا في الأسرة، فخالي رحمه الله الشيخ يوسف عبدالرزاق المشهدي كان أستاذاً في جامعة الأزهر، وبهذه المناسبة طبعنا له حديثاً كتاب " معالم دار الهجرة". ومن فضل الله حفظت كتاب الله تبارك وتعالى وأنا دون العاشرة، ثم بعد ذلك بدأت حفظ المتون العلمية الكثيرة فحفظت (متن الغاية والتقريب) في الفقه الشافعي ومتن الرحابية في الفرائض، ومتن الجوهرة في التوحيد، وبعض متون المنطق وغيره من متون علوم الحديث، ثم بدأت بحفظ ألفية ابن مالك. وهذا كله كان في أثناء وجودي في بلدتنا صفّوريا التي لا تبعد عن الناصرة كثيراً في فلسطين، وذهبت في هذه الأثناء فدرست في عكا في جامع الجزار في المدرسة الأحمدية نسبة لأحمد باشا الجزار - رحمه الله - وهي مدرسة علمية، وحينما أنهيت الدراسة في هذه المدرسة ذهبت لمصر قبل النكبة بالقطار من حيفا، ونحن هناك حدث ما حدث من نكبة سنة 1948. وبدأت أدرس في مصر علوم القرآن - أعني القراءات والتجويد - وكانت أول شهادة حصلت عليها من كلية اللغة العربية في تجويد القرآن سنة 1948، ثم بدأت أدرس على شيخي محمد سليمان – جزاه الله خيراً ورحمه الله – وكان عالماً كبيراً فذّاً من علماء القراءات، وكان دقيقاً جداًّ، وله عليّ فضل كبير بعد رب العالمين، ثم دخلت كلية أصول الدين وتخرجت فيها سنة 1952م، وفي هذه الأثناء بقينا مدة حتى تعرفنا أين صار أهلنا - بسبب النكبة - فقد كانوا في لبنان، فاضطررت للسفر عندهم، وبعد أن حصلت على الشهادة العالية سنة 1952م، دخلت في تخصص التدريس في كلية اللغة العربية، وفي هذه الأثناء توفي والدي(1/1276)
– رحمه الله – وكان رأي خالي أن أذهب إلى لبنان لأن والدتي هناك وإخواني وأخواتي كانوا صغاراً، وهناك بدأنا نكافح كفاحاً اجتماعياً وسياسياً وفكرياً مدة من الزمن، ولم أتمكن في ذلك الوقت من إكمال دراستي لأكثر من سبب، وبقيت حتى سنة 1965 حيث ذهبت في نفس السنة إلى مصر مرة أخرى لإكمال دراستي، وكنت في عمان هنا وقد رغبت مديرية الأوقاف أن أعمل معها – قبل أن تكون هناك وزارة للأوقاف - وكان رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ عبدالله غوشة - رحمه الله - وكان مدير الأوقاف عبدالوهاب الموصللي (أبوخلدون) رحمه الله تعالى، وطلبا مني العمل مع المديرية حتى عينت في 25/12/1965، وفي سنة 1967 حصلت على الماجستير من كلية أصول الدين، وفي سنة 1972 حصلت على الدكتوراه، وعملت في المعهد الشرعي سنة أو سنتين، ثم ذهبت إلى دولة الإمارات وبقيت هناك سنتين إلى أن عينت في الجامعة الأردنية في الفصل الأول 77/78، وبقيت في الجامعة إلى أن خرجت منها بسبب عامل السن، والآن أدرّس في برنامج الدكتوراه في جامعة اليرموك.
* الفرقان: عُرفتم فضيلتكم بأنكم موسوعة علم ومعرفة، فقد برزتم في مجالات التفسير وعلوم القرآن واللغة، وضربتم بأسهم وافرة في صنوف العلم. وهذا الأمر يدعونا إلى التساؤل: لماذا اختفت ظاهرة الموسوعية في العلوم المختلفة هذه الأيام؟ لماذا المتخصص في الفقه – مثلاً - لا يستطيع أن يدرس في التفسير أيضاً ويبرع فيه كما الفقه، وهكذا؟(1/1277)
- د. فضل: أنا لا أعدّ نفسي في مصافّ أولئك العلماء – رحمهم الله تعالى – لكنني اقتفيت من آثارهم، وحاولت السير على منهاجهم. ومن فضل الله عليّ أنني حينما دخلت الكلية أو درست في الأزهر أكرمني الله بأساتذة موسوعيين، ولعل هذا الجيل – جيلنا نحن – كان آخر تلك الأجيال من حيث العلماء الموسوعيون الذين درّسوهم. أذكر أن أساتذتنا – رحمهم الله – كانوا جهابذة، ولذلك كنت تجد الواحد منهم حينما يتحدث أو حينما يكتب أو إذا بحثت عن نتاجه وجدت أنه دائرة معارف، فمثلاً خالي – رحمه الله – الشيخ يوسف عبدالرزاق حينما تبحث عن نتاجه ستجد أنه كتب في النحو كتاب (لباب الشذور) حيث اختصر كتاب (شذور الذهب) لابن هشام مع شروحه، وكان هذا سنة (36) وكان في أول مراحل التدريس، وتجد له في أصول الفقه كتباً ومقالات مشهورة، ففي الفقه الشافعي تجد له (موارد الظمآن في فقه السنة والقرآن)، وتجد له تعليقاً على شرح ابن قاسم في الفقه الشافعي (شرح ابن شجاع)، وفي علم التوحيد تجد له (إشارات المرام شرح عبارات الإمام) أي الإمام أبي حنيفة، وتجد له في التاريخ مثل (معالم دار الهجرة)، وأساتذتنا الذين درّسونا كنت تجد الواحد منهم متخصصاً في الفلسفة لكنه يكتب في الفقه والقانون والمعاملات مثل الدكتور محمد يوسف موسى، الذي كان أستاذاً عظيماً وعُرف أن تخصصه كان فلسفة الأخلاق، وله كتب كثيرة، وكان يعتزّ بكتابه (فلاسفة الأخلاق في الإسلام) عن الإمام الغزالي وابن عربي وابن مسكوية، ويطلب منّا أن نعتز به، وله كتب في الأخلاق والفلسفة، وطبع كثيراً من كتب التوحيد مثل كتاب (الإرشاد)، لإمام الحرمين، وفي الخمسينات طلبت منه جامعة القاهرة أن يدرّس في كلية الحقوق بعد أن كان يدّرس في كلية أصول الدين، وذهب إليها، وإذ به صار إنساناً آخر كأنه لم يتخصص في الفلسفة من قبل، وكان نتاجه كله نتاجاً فقهياً في فقه المعاملات، فكتب (مدخل لدراسة الفقه الإسلامي) وكتب (مقارنة(1/1278)
بين المعاملات في الفقه الإسلامي وبين المعاملات في القوانين الأخرى) وله كتب في العلوم القانونية. ومثال آخر: الدكتور محمد عبدالله درّاز – رحمه الله – صاحب كتاب (النبأ العظيم) المشهور، وصاحب كتاب (المختار في كنوز السنة)، وصاحب رسالتي (دستور الأخلاق في الإسلام) و (مدخل لدراسة القرآن) حيث كتبهما بالفرنسية وهما كتابان جديدان مهمان. أساتذتنا كثيرون .. وكان منهم أيضاً من مشايخنا الشيخ الأودن في الحديث؛ هذا الرجل الصالح العظيم الطيب .. هؤلاء كانوا موسوعيين. أما حين نقرأ تاريخنا نحن ماذا سنجد؟ سنجد أن هؤلاء كانوا على سنة من قبلهم، خذ من تشاء مثلاً: ابن حجر، الإسنوي، البيضاوي، السبكي، القارات .. على اختلاف مذاهبهم ستجد أن كل واحد منهم له كتب في عدة علوم وفي معارف كثيرة – هكذا كانوا –، فأنا من فضل الله هيأ الله لي وشاء أن أتلقى العلم على هؤلاء، ولذلك لم يكن عندنا تخصصات في كلية أصول الدين بل كان الطالب يدرس في الكلية ثلاثة تخصصات : تخصص التفسير والحديث، تخصص التوحيد والفلسفة، تخصص التاريخ الإسلامي، لكن ليس معنى هذا أننا في دراستنا في الكلية كنا نتخصص في فرع من هذه . لا، كنا ندرس هذه الفروع جميعها دراسة قديمة، أي ندرس كبار الكتب مثل : في التفسير ندرس (تفسير أبي السعود وتفسير البيضاوي) وفي الحديث ندرس (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، وفي التوحيد ندرس كتب (المواقف) و (المقاصد) و (عقائد النسفية) و (العقائد العضدية)، وفي التاريخ.. ، وهكذا .. من هنا كان لهذه الدراسة أثر كبير في تكويننا العلمي، ولذلك حينما تخرجنا كان بإمكاننا أن نكمل دراستنا في أي علم وأي فن. لقد كان لهؤلاء جميعاً فضل عليّ بعد الله تعالى واستطعت أن أكتب في موضوعات كثيرة، فمثلاً لي في الفقه سلسلة (ليتفقهوا في الدين) أكثر من جزء، سلسلة: إعجاز القرآن، قصص القرآن، رد على دائرة المعارف البريطانية، ولي أيضاً سلسلة (بلاغتنا ولغتنا)،(1/1279)
وسلسلة أخرى وعظية (خماسيات مختارة، نفحات من الإسراء والمعراج).
* الفرقان: جاء في كتاب دراسات عربية وإسلامية للدكتور جمال أبوحسان أن لكم نظرات جديدة في التفسير، هل لكم أن تذكروا لقراّء الفرقان أهم هذه النظرات؟
- د. فضل: قضية النظرات جاءت نتيجة الدراسة الدائبة، فالإنسان حين يتلو القرآن الكريم كثيراً ويعيش مع كتب التفسير واللغة، لا شك ستفتح له آفاق، أنا من الناس الذين يجلّون السلف رحمهم الله، وليس من طبعي أو هوايتي أن أخالف السلف سواء كانوا مفسرين أم محدّثين أم فقهاء، لكن ليس معنى هذا أن تلمذتنا لهم أن نوافقهم في كل صغيرة وكبيرة، وأظن هذا يرضيهم، فقد يرى الإنسان رأياً لم يرتأوه من قبل، لكن ليس هذا الأمر عاماً في جميع القضايا، هو ممكنٌ في تفسير آية أو في فهم حديث، والدكتور جمال كان يسألني عن بعض هذه القضايا، هناك تفسير آية (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) بالنسبة للقبلة الأولى (بيت المقدس)، وهناك تفسير قوله تعالى (وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك) لماذا أفرد العم والخال وجمعت العمة والخالة ؟! وكذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما وجهنا لقراءة سورة البقرة: اقرءوا سورة البقرة وآل عمران، إن أخذها بركة وإن تركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. أنا لي رأي في هذا الحديث، فهذا الطلب من الرسول ليس لأن سورة البقرة من قرأها له أجر أكثر ممن يقرأ غيرها، لأن القرآن الكريم كله في الأجر سواء، في كل حرف عشر حسنات، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف، أقول: إن قراءة بعض السور التي صحت فيها الأحاديث لم تكن من أجل الأجر الأخروي فحسب، وإنما كانت من أجل الحياة الدنيوية لأن هذه السورة التي أمرنا بقراءتها فضلاً عمّا لها من أجر في الآخرة فإن لها فائدة في الدنيا لأنها تكوّن المنهجية للمسلم، فلماذا إذن أمرنا الرسول بقراءة سورة البقرة؟(1/1280)
لأنها أطول سورة في القرآن، وأكثر سورة حدثتنا عن اليهود ومكرهم وحيلهم ووسائلهم في الحياة، فنستطيع من خلال سورة البقرة أن نردّ على مكرهم وخداعهم.
ومن هنا سورة الكهف – مثلاً - لأنها تشكل منهجية كاملة في حياة المسلمين، وأرى فيها رأياً خاصاً. وفي القصص القرآني – مثلاً - كتبت كثيراً من هذا، وبخاصة في كتابي الجديد: (قصص القرآن الكريم صدق حدث وسمو هدف) ومن جملة ذلك قضايا تعارف عليها الناس، مثل (الشيخ الكبير الذي هو موسى) حيث يظن الناس أنه شعيب، فأنا أقول إنه ليس شعيباً قطعاً.
وأنا بالمناسبة في سنة 1971 كنت سجلت للإذاعة الأردنية وكانت لأول مرة (القرآن الكريم) كله تلاوة وتفسيراً ما يقرب من (400) حلقة بمعدل (100) ساعة كاملة، وأذيع مرات كثيرة، ولا يزال يذاع في الإذاعات الموجهة للخارج وليس في الداخل، فهذا الأمر أفادني كثيراً في بعض النظرات في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى.
* الفرقان: القرآن الكريم سبيل النجاة لهذه الأمة، كيف يمكن إصلاح أحوال المسلمين المتردية وفق المصدر الأول للتشريع: القرآن الكريم؟(1/1281)
- قضية القرآن قضية حساسة، ليس لهذه الدنيا راحة إلا حينما تلجأ إلى ظله وتتأدب بمأدبته، هذا بالنسبة للدنيا كلها، أما المسلمون فلن يتفيئوا ظلال الخير ولن يذوقوا طعم الهناء، ولن يشعروا بحلاوة العز إلا إذا عادوا إلى هذا القرآن كما كانوا من قبل. كان التعليم قبل القرن الماضي تعليماً يشتمل القرآن وغيره، فكنت تجد أن كثيرين من الناس حتى من غير المسلمين من ذوي الأريحية وذوي الوطنية حينما يتكلمون أو يكتبون تجد لهم أسلوباً رفيعاً، وما ذلك – حينما تسأل - إلا لأنهم كانوا يحفظون القرآن من صغرهم. مكرم عبيد – مثلاً – المحامي المصري المشهور من الأقباط، سل عنه كيف كان حينما كان يخطب أو يتكلم، وفارس الخوري الذي كان مندوب سوريا في هيئة الأمم المتحدة في سنة 1948، سل عنه، هؤلاء كانوا يحفظون ويحضرون دروس العلماء المسلمين، ثم بعد ذلك خلف خلف أضاعوا هذا كله. عندنا الآن جمعيات كثيرة للمحافظة على القرآن الكريم في تعليم الصغار، نحن كان عندنا كتاتيب فقبل أن يذهب الطالب إلى المدرسة الرسمية يدرس في الكتاتيب ويتعلم فيها أصول القراءة والكتابة ويتعلم القرآن، لقد كانت خيراً ثم ذهبت. لا بد الآن حينما نود أن نعلم الناشئة القرآن الكريم أن نعلمهم: ما هذا القرآن؟ مع ما نعطيهم من أحكام التجويد لا بد أن نبين لهم عظمة هذا القرآن وأنه السر الذي لا بد أن ندركه ونفهمه حتى نستطيع أن نسترجع حياتنا الفاضلة الكريمة، ولا بد أن يتواصى علماء المسلمين في العالم بذلك، وفي ظني أنه يجب أن ندع الإسلام الرسمي الآن، وأنه لا بد للقائمين على هذه الجمعيات في بلاد إسلامية كثيرة أن يتداعوا للقاء سنوي أو أكثر أو أقل، وأن يتدارسوا فيما بينهم كيف يمكن أن نتقدم بطلبة العلم مرحلة أخرى تتجاوز تعليمهم الأحكام والقراءة والنطق بالحروف، أي علينا أن نتدارس كيف يمكن أن يكون هذا القرآن حياتهم الوجدانية والعاطفية والفكرية، هذا ما نريده حقيقة، حتى لا(1/1282)
يصدق علينا ما جاء في بعض الآثار: أنتم الآن تقيمون حدود القرآن وسيأتي بعدكم قوم يقيمون حروفه ويهملون حدوده – نحن نرجو أن لا نكون من هؤلاء – ومن هنا أقول: هذا واجب على علماء المسلمين وهؤلاء المسؤولين، صحيح أنه ستكون عوائق، لكن ينبغي أن نتغلب على هذه العوائق بقدر ما نستطيع، وأظننا إن أردنا ذلك وصدقنا الله في هذا فسيهيئ الله لنا اليسر حتى نؤدي رسالة القرآن الكريم. نحن لا نستطيع – في واقع الأمر – أن نحلّ مشكلاتنا الكثيرة من سياسية وعسكرية وغيرها وخاصة الآن حينما كشّر لنا الأعداء عن أنيابهم إلا حينما نهرع إلى هذا القرآن ونحتمي به ليحمينا ونهتدي به ليهدينا ونعتز به ليعزّنا الله تبارك وتعالى.
* الفرقان: سيصدر لكم - بإذن الله – كتاب بعنوان " إعجاز القرآن المجيد عرض ونقد وتجديد " ماذا يميزه عن كتب الإعجاز الأخرى؟ وماذا يضيفه إلى المكتبة الإسلامية ؟(1/1283)
- د. فضل: حينما أكتب أبحث في السوق وفي المكتبات، فإن وجدت ما يغني عن كتابي، أو ما هو خير منه لا أكتب، أنا لا أكتب إلا إذا وجدت أن هناك ضرورة للكتابة. كتبت كتاب " إعجاز القرآن الكريم " وكان مدرسيّاً للطلاب، ولكن وجدت أن هناك حاجة ماسة لموسوعة إعجازية، ولذلك كانت فكرة كتاب (إعجاز القرآن المجيد) تنبع من هذا. الأستاذ مصطفى صادق الرافعي – رحمه الله – كان أول من كتب كتاباً في الإعجاز في العصر الحديث (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية)، وكان هذا الكتاب توسيعاً للجزء الثاني من كتابه (تاريخ آداب العربية) في ثلاثة مجلدات، وكان من خير ما كتب في هذا الموضوع، والأستاذ الرافعي كان صاحب أسلوب عالٍ رفيع، وكان وعد أن يكتب كتاب (سر الإعجاز) وهذا أشار إليه في كتابه (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية)، وتوفي – رحمه الله تعالى – في آخر الثلاثينات وكنا نتمنى أن يكتب هذا الكتاب، وقد مضى على وفاته ما يزيد على 60 سنة ولم يكتب الكتاب، وأظن لو أن الكتاب كان موجوداً لظهر يقيناً، وكان الأستاذ محمد سعيد العريان – رحمه الله – الذي كتب عن حياة الرافعي ذكر أنه لم يوجد هذا الكتاب. وأستاذنا الدكتور محمد عبدالله دراز – رحمه الله تعالى – صاحب كتاب (النبأ العظيم)؛ هذا الكتاب في ظني كان من خير ما كتب في الإعجاز، ولكن لله حكمة، وحينما تكلم عن الإعجاز فيه، قال إنه سيأخذ الإعجاز من جوانب ثلاثة: أولاً: القرآن معجزة لغوية، ثانياً: الإعجاز العلمي، ثالثاً: الإعجاز التهذيبي الإصلاحي الاجتماعي، ولما بدأ يكتب عن الجانب الأول: القرآن معجزة لغوية، قال إنه سيأخذ الموضوعات التالية: أولاً: القرآن في قطعة قطعة أي فقرة فقرة، ثانياً: القرآن في سورة سورة، ثالثاً: القرآن بين السورة والسورة، رابعاً: القرآن وحدة تامة، فكتب من هذه الموضوعات الأربعة موضوعين اثنين فقط: القرآن في فقرة فقرة، والقرآن في سورة سورة، وحدثنا عن بعض فقرات القرآن(1/1284)
اختارها لنا واختار لنا سورة البقرة، درسها دراسة جيدة، لكن الموضوعين الأخريين لم يكملهما، ثم البابين الثاني والثالث أيضاً – بالطبع - لم يكتب عنهما شيئاً، هذا كله – في حقيقة الأمر - جعلني أفكر في كتاب موسوعي إعجازي. الرافعي رحمه الله ذكر لنا أنموذجاً إعجازياًّ من كتاب (سر الإعجاز) الذي لم يظهر في كتابه: إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وكان الإعجاز يتعلق بآية في سورة الكهف (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) لماذا جاءت (الواو) في سبعة وثامنهم، ولم تأت في ثلاثة وخمسة، فقال (رابعهم، سادسهم) ولم يقل (ورابعهم، وسادسهم)، فقال هذا مما سنكتبه في (سر الإعجاز). وأنا لما قرأت كثيراً من كتب الإعجاز وجدت أنها كان ينقصها أمران اثنان : الأمر الأول - وهو في الكتب القديمة - كان ينقصها يسر الأسلوب لأنها كتبت لأناس غيرنا كانوا قبلنا يفهمون هذا الأسلوب الصعب، والأمر الثاني: كان ينقصها الدراسة العملية للآيات، لا أقول كانت دراسة إنشائية ولكن أقول دراسة وصفية، وكتاب الأستاذ الرافعي (إعجاز القرآن والبلاغة النبوية) كان كذلك، لذلك هو وعد بكتاب (سر الإعجاز) ليكون دراسة عملية، وأنا في هذا الكتاب (إعجاز القرآن المجيد) حاولت أن أتلافى هذه جميعها، وأن يكون هذا الكتاب أمام الدارسين سواء كانوا من المتخصصين أم المثقفين، ولذلك أسميته (إعجاز القرآن المجيد، عرض ونقد وتجديد) ففيه موضوعات ثلاثة:(1/1285)
العرض: وأعني به ما كتب بجهود العلماء قديماً وحديثاً في الإعجاز في فصلين أو بابين: الباب الأول لجهود العلماء قديماً، حيث أعطي فكرة عن كتابتهم بحيث يستغني بها القارئ عن الرجوع إلى هذه الكتب، والباب الثاني في الدراسات الحديثة. هذا هو القسم الأول وهو العرض. أما النقد، فهو تقويم لهذه الكتب قديمها وحديثها ومالها وما عليها، وسبب هذا أنني وجدت أن كثيرين ممن كتبوا عن هذه الكتب ظلموا أصحابها، فكان لابد من أن نرجع الحق إلى نصابه. وهناك دراسات نوافق أصحابها في بعض ما ذهبوا إليه، ومن هنا كان القسم الثاني هو النقد، وهو دراسة موضوعية لهذه الجهود بأمانة. والقسم الثالث – وهو الأهم - التجديد، وهذا التجديد ناشئ عن دراسة عملية لكثير من آيات القرآن، بمعنى أنني لم أعتمد الدراسة الوصفية مثل كثير من الكتب السابقة، كقولك: إن القرآن معجز لأن فيه عاطفة وفيه لغة ... إلخ، بل حاولت أن يكون جلّ هذه الدراسة دراسة ميدانية ليشعر القارئ – فعلاً – أن هذا هو الإعجاز، وقد تحدثت فيه عن الإعجاز البياني وهذا هو الأصل، وقد كتبت جلّه في البيان القرآني، وجلّ هذه الدراسة الميدانية مما لم أسبق إليه، وما سبقت إليه أشير إليه، فمثلاً، جاء في القرآن الكريم في الأنفال (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) بينما جاء في سورة الحشر عن بني النضير (وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم)، فالقرآن لما قال (سألقي) كان الحديث عن بدر، وقريش وأهل مكة حينما جاءوا لبدر كانوا في العراء في الصحراء، ومن هنا هم ليسوا بحاجة إلى شيء كثير من القوة، ولذلك قال (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) إلقاءٌ فقط، بينما بنو النضير كانوا متحصّنين، بل إن المسلمين كانوا يظنون بأن حصونهم ستكفيهم، وهم كانوا متأكدين بأن حصونهم ستمنعهم من المسلمين، ولذلك نقرأ هذا في قول الله تعالى عن المسلمين (ما ظننتم أن يخرجوا) أما بنو النضير فكانوا متيقنين من عدم خروجهم(1/1286)
وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، فالقرآن الكريم لم يعبّر هنا بالإلقاء وإنما بالقذف، والقذف هو الضربة القوية بشيء قوي. فحينما تُطلع القارئ على هذه الأسرار في الكلمات القرآنية، في التعبير القرآني، في الجملة القرآنية، لا شك أنك تعطيه زاداً إيمانياً عظيماً في هذا. والقرآن الكريم لما تكلّم عن اليهود قال: (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء ) ولما تكلم عن النصارى قال: (فأغرينا)، ولا شك أن الإغراء أشدّ من الإلقاء، وإذا أردت أن تعرف الفرق بين الإغراء والإلقاء ارجع إلى (الغِرَة) التي يستعملها الناس، إنه أمر صعب، وأنت عندما تسأل التاريخ، سله ما كان بين الأمم النصرانية وحتى الآن، بينما بالنسبة لليهود قال (ألقينا). وفي كتابي هذا سيكون الباب الأول منه في الإعجاز البياني، والثاني في الإعجاز العلمي وما يتصل به، والثالث في الإعجاز التهذيبي أو التشريعي كما يسمى وسيكون في العقيدة، وفي الفقه (العبادات والمعاملات والتشريع)، وفي الأخلاقيات والتهذيب والاجتماع.
* الفرقان: ونحن نتحدث في الإعجاز، ما حقيقة الخلاف حول مفهوم الإعجاز العلمي وغيره من أوجه الإعجاز، حيث لا يقبل البعض إلا بمفهوم الإعجاز البياني دون غيره من مسميات؟.(1/1287)
- د. فضل: تكلمت عن هذا في كتابي عن الإعجاز، وذكرت الخلاف في هذا الأمر، وحجة من لا يرى إلا وجهاً واحداً - هو الإعجاز البياني - أن القرآن الكريم لما تحدى العرب تحداهم وهم لم يحسنوا إلا البيان، والذين ذهبوا مذهباً آخر قالوا إن الإعجاز ليس بالضرورة ما تحدّى به العرب لأن هناك أموراً حدثت فيما بعد، ولأن القرآن لم يأت للعرب وحدهم وإنما للناس جميعاً على مدى الدهور، فلماذا لا نتوسع في دائرة الإعجاز. بعض العلماء يحتجون بأننا لا يجوز أن نفهم من القرآن إلا ما كان يفهمه الصحابة وأن هذا هو رأي الشاطبي ومن أخذ بهذا الرأي من بعده .. هذا تحكّم، وأنا رددت على هذا الكلام في كتابي الأول حول الإعجاز، فالقرآن يخاطب الناس جميعاً، ولقد وجدت أن هذه المرحلة تختلف عن المراحل السابقة من حيث المخاطبون، ومن حيث الأسلوب، ومن حيث التنزيل أيضاً، فأخذت من ذلك أن هذه المرحلة التحدي فيها عام وليس بيانياًّ فحسب، لكن أقول على الرغم من أننا نؤمن أن للقرآن وجوهاً للإعجاز لكن أصلها الإعجاز البياني، ثم إن هذا الإعجاز البياني عام في آي القرآن جميعه، بينما أنواع الإعجاز القرآني الأخرى: التشريعي، والعلمي ليست عامة ولم ترد في كل الآيات، هذه ناحية، ثم إن الأصل – كما بدا لي – في الإعجاز العلمي والتشريعي أنه إعجاز بياني، فمثلاً: لماذا قال القرآن في سورة التكوير (إذا الشمس كورت. وإذا النجوم انكدرت) وفي سورة الانفطار قال (إذا السماء انفطرت. وإذا الكواكب انتثرت)، فحينما تحدث عن النجوم قال (انكدرت) وحينما تحدث عن الكواكب قال (انتثرت). نحن حينما ننظر إلى هذه الناحية ننظر لها من زاويتين: البيانية أولاً ثم العلمية ثانياً، نحن نعرف أن الانكدار للأجسام المضيئة، فانكدر بمعنى أن الضوء خَفَتْ، بينما الانتثار للأجسام الصلبة التي لا إضاءة فيها، مثلما يُكسر كأس الزجاج فنقول: انتثرت أجزاؤه على الأرض. من هنا ندرك السر العلمي في القرآن(1/1288)
بأن عبّر عن النجوم بالانكدار وعن الكواكب بالانتثار، لأن النجوم أجسام مضيئة والكواكب مرتبطة بالأرض. وعليه أقول : إننا يجب أن لا نهمل هذه الأنواع من الإعجاز لكن أهمها وأعمّها الإعجاز البياني.
* الفرقان: تفسير القرآن الكريم ظهر بعدة أوجه: تفسير مفردات أو كلمات، تفسير معاني، تفسير علمي، تفسير بياني، أدبي، لغوي، وغير ذلك. أي أنواع التفاسير أنجع في إيصال رسالة القرآن – في نظركم - ؟
- د. فضل: أنا أفضل الذي يتفق مع ثقافة القارئ وشخصيته وميوله. ومن هنا حينما يسألني بعض الناس: أي التفاسير ترشحها لي؟ أقول: لا أجيبك حتى أعرف من أنت، ولذلك كل التفاسير فيها خير، والمفسرون – جزاهم الله خيراً – ما قصّروا، وهذا من فضل الله أنه أراد أن تكتمل جهات الفهم لهذا الكتاب فكان هؤلاء المفسرون، وأقول إن التفسير الأكثر إفادة الذي يستطيع قارئه أن يفيد منه. فمثلاً الطالب المتخصص يمكن أن أختار له بعض التفاسير التي فيها مصطلحات علمية حتى يستطيع أن يفهم لغة هذا المفسر وعباراته وكيف يربط هذه العبارات ببعض، وكيف يستخرج منها ما يجب أن يفهمه في تفسير الآية، لكن لإنسان آخر متخصص في دراسة الحاسوب أو الهندسة أو الطب – مثلاً – فهذا لا أختار له هذا التفسير يقيناً بل أختار له تفسيراً آخر، لكن إذا استطعنا أن نقرب أوجه التفاسير للدارس وللمثقف يكون في ذلك الخير.
* الفرقان: هنالك تفاسير كثيرة منها ما هو قديم ومنها ما هو جديد، كالكشاف للزمخشري وجامع البيان للطبري، وكالظلال لسيد قطب، والتفسير البياني لبنت الشاطئ، وغيرها كثير، ما رأيكم فيها، وما أفضلها؟(1/1289)
- التفاسير القديمة ثلاثة: تفسير الزمخشري وتفسير الطبري وتفسير الرازي، ويقولون إن كل ما عدا هذه التفاسير إنما هو منها وإليها. هذه العبارة قد يكون فيها نوع من المبالغة، لكن هي في مجملها قد تكون صحيحة إلى حدّ ما. فابن جرير الطبري كان شيخ المفسرين وهو أصل لكل من جاء بعده، لكن مشكلة تفسيره كثرة الأسانيد وهذه قد يجد فيها بعض الدارسين هذه الأيام ما يزيد على أوقاتهم، مع أن ابن جرير في مقدمته كان يريد أن يجعل تفسيره من ثلاثين ألف ورقة، لكن لما رأى ضعف الهمم جعله في ثلاثة آلاف. تفسيره جيد، وهناك روايات في تفسيره تحتاج إلى عرض وتدقيق.
أما الكشاف للزمخشري فهو درّة يتيمة، لم يوضع مثله، لكن يؤخذ عليه اعتزالياته، لأن الزمخشري كان معتزلاً، وهو من حيث البيان لا يجارى ولا يُشقّ له غبار. لا يوجد تفسير بعد الزمخشري إلا وللزمخشري فضل عليه، حتى الذين حملوا عليه مثلما في البحر المحيط لابن حيّان، كلهم أخذوا عنه.
أما تفسير الرازي فهو بحر لا ساحل له، وقد توسع كثيراً في القضايا الكونية والفرق الكلامية من معتزلة وأشاعرة وحنابلة. قالوا: فيه كل شيء إلا التفسير، وهي عبارة ظالمة، وأنا أقول : فيه كل شيء وفيه التفسير.
والجامع للقرطبي مختص بالأحكام، والبحر المحيط لابن حيان من خير ما كتب مع أن اختصاصه بالنحو، وتفسير البيضاوي مأخوذ من الكشاف، وكل هؤلاء تلاميذ للزمخشري، هذه هي التفاسير القديمة. وفي العصر الحديث هناك تفسير المنار، الذي تمثله مدرسة المنار وهي المدرسة العقلية الاجتماعية. بدأه محمد عبده في تفسير جزء عم ثم الأجزاء التي درّسها في الأزهر، واختصرها صاحب المنار رشيد رضا بما يعرف بتفسير المنار، وكان ممن يمثل مدرسة المنار العلماء: عبدالقادر المغربي ومحمود شلتوت وعبدالجليل عيسى، وتفسير المراغي. والمنار من خير التفاسير التي كتبت، ولا يوجد تفسير قد سلم من الخطأ لكن القضية نسبية.(1/1290)
وهناك المدرسة العلمية ويمثلها تفسير الجواهري (طنطاوي جوهري) وهو من (20) جزءاً، تطرق فيه إلى قضايا علمية وكونية، كما تطرق إلى واقع المسلمين وهمومهم، فهو شخصية موسوعية وكان من رفقاء الإمام الشهيد حسن البنا.
وهناك المدرسة التربوية الوجدانية ويمثلها كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب - رحمه الله -، وهو نفثات مؤمنة كانت تعيش مختزنة في صدر صاحبها فأخرجها للناس بهذا الاسم (الظلال). مشكلته أنه سيّد كتبه ولم يكن في جميع أحواله مستقر النفس في السجن، ففيه تكرار كثير أحياناً، وفيه تطويل كثير أحياناً، وفيه اختصار كثير أيضاً، وبعض القضايا كانت بحاجة إلى اختصار أطال فيها، وبعض القضايا كانت بحاجة إلى تطويل اختصر فيها، ولو أنه قدّر لأحد أن يخرجه بقالب آخر مع المحافظة على نفثات صاحبه لكان فيه خير كثير، وأما الأساس في التفسير لسعيد حوى فهو في كثير منه مأخوذ من الظلال ومن غيره كما جاء في مقدمته.
وهناك مدرسة الجمهور، التي نجد فيها تفسير ابن عاشور (التحرير والتنوير) وتفسير (الوسيط) لمحمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الحالي، والذي أصله كان للكومي ولم يكمله فأكمله طنطاوي.
وهناك تفاسير في بعض سور القرآن كالتفسير البياني لبنت الشاطئ، التي سارت فيه على منهج زوجها أمين الخولي، واعتبرت أن القرآن قبل أن يكون كتاب هداية فهو كتاب العربية الأكبر، وأنا لا أوافقها وزوجها على ذلك. وقد كتبت مقالاً تحدثت فيه عن مؤاخذات عليها فهي تريد أن تقلل من شأن الأئمة السابقين، وتريد أن تنسب لهم أشياء غير صحيحة، وكان ينبغي عليها أن لا تحمل على هؤلاء الجهابذة.
* الفرقان: في كتابك " القصص القرآني إيحاؤه ونفحاته " تطرقت بشكل موسع لموضوع تكرار القصة القرآنية . لماذا ؟(1/1291)
- د. فضل: كأنما قضية التكرار شغلتني عن كل شئ، وكتبت في هذا الكتاب في حدود (400) صفحة، فأخذت قضية التكرار حق غيرها، كتبت عن التكرار في القرآن كله: في القصص، وفي آيات العقيدة في بعض الجمل، بل إنني حين ذكرت قصة يوسف لم أكتبها إلا في عشر صفحات فهي لم تذكر في القرآن إلا مرة واحدة. أنا أقول: لا تكرار في القرآن، وسيد قطب له في هذا حديث ومحمد أخوه أخذ عنه شيئاً من هذا. التكرار غير وارد، وحين تقرأ قصة موسى وتدرسها حسب ترتيب السور وليس حسب ترتيب المصحف ستقتنع أنه لا تكرار، وأنا في هذا الكتاب أفنّد ادعاءات من يقول بالتكرار.
* الفرقان: بماذا تنصح دارسي علوم القرآن الكريم في الكليات الجامعية والمعاهد القرآنية كلٌّ في مجال تخصصاتهم الشرعية؟
- د. فضل : أنصح المدرسين قبل الطلاب أن لا يكونوا ضمن أقفاص صفيّة وأن يخرجوا طلابهم إلى حيث ضوء الشمس وحيث البراح وحيث الخصب والربيع والمناظر الجميلة التي تأخذ بالألباب في دراسة القرآن الكريم. ومن هنا لا ينبغي أن نحصر أنفسنا في كل ما قيل، فكثير مما قيل بحاجة لإعادة نظر، وليس معنى هذا أن نثور على القديم، وهناك قضايا لا بد من تجديدها، ففي علوم القرآن عدة معارف، فهناك (البرهان) للزركشي و (الإتقان) للسيوطي، لكن الموسوعات التي تتكلم عن القرآن لا يتكلم فيها أحد، لا بد أن تدرّس كما تدرّس هذه الكتب وأمثالها.
* الفرقان: لا شك أنه رافق مسيرتكم القرآنية مواقف مؤثرة كان لها صدى طيب في شخص فضيلتكم، هل من أمثلة تذكرونها لنا ؟(1/1292)
- د. فضل: أنا – من فضل الله عليّ – حينما أقرأ القرآن أقرؤه بكل ما منحني الله تبارك وتعالى من خلايا، وأنا أقرأ القرآن كثيراً والحمد لله، فلو سألتني كم مرة ختمت القرآن؟ أقول: آلاف المرات، ولقد وقفت – حين كنت صغيراً – أمام الكلمات أول موقف في قوله تعالى (سلام قولاً من ربّ رحيم) في سورة يس، فكنت أسال نفسي: لماذا (من رب رحيم) ولم يقل (كريم)؟! وحاولت أن أجيب عن هذا التساؤل فعرفت أنّ في هذا الموقف تكون رحمة الله هي الأساس، ومن هنا بدأت أتأثر بالقرآن وأحفظه وأقف عند بعض القضايا فيه، وأنا أقول إن الذي يتعامل مع القرآن سوف يجد أموراً كثيرة في حياته: سيملك عزة النفس وسيراها، وفرق بين عزة النفس وبين الكِبر، كما سيجد أن الله منحه ومنّ عليه بما لم يمنّ به على أحد (من أعطاه الله القرآن فوجد أن غيره أعطى خيراً منه فقد استصغر عظمة الله) والله تعالى يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). كما سيجد نفسه يعيش في ربيع الآخرة (من أعطاه الله القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه) ، ولن يبالي بالدنيا. وعمر رضي الله عنه يقول (ارفعوا رؤوسكم ولا تلهوا مع اللاهين). وفي القرآن حلاوة لو عرفها الملوك لحاربوا عليها.
* الفرقان: لا يسعنا في ختام هذا الحوار إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل لكم على هذه الكلمات الطيبة والمعلومات القيمة، ونسأله تعالى أن يثيبكم وأن يمدّ في عمركم.
المرجع : http://www.hoffaz.net/furqan/f27/furqan27-06.htm
---
أبومجاهدالعبيدي
03-03-2005, 01:43 PM
يرفع لإعادة القراءة ، وطلباً للفائدة
---
عبدالله حسن
03-04-2005, 07:43 PM
"التكرار غير وارد، وحين تقرأ قصة موسى وتدرسها حسب ترتيب السور وليس حسب ترتيب المصحف ستقتنع أنه لا تكرار" ماذا أراد الشيخ بهذه العبارة ؟
---
سلسبيل
03-08-2005, 05:16 PM
أشكر شيخنا الفاضل أبو مجاهد العبيدي مرتين مرة على الموضوع القيم ومرة على الرفع(ولو أن المرتين لا تكفي )(1/1293)
****************
هذه وقفات سريعة مع فقرات اقتطفتها بالنص من من كلامالأستاذ الدكتور فضل حسن عباس ( باللون الأحمر ) و سأبدأ من حيث سأل الأخ عبد الله حسن عن التكرار
ثم بعد ذلك حسب ورود الفقرة في الحوار الأصلي .
****************
1-"أنا أقول: لا تكرار في القرآن، وسيد قطب له في هذا حديث ومحمد أخوه أخذ عنه شيئاً من هذا. التكرار غير وارد، وحين تقرأ قصة موسى وتدرسها حسب ترتيب السور وليس حسب ترتيب المصحف ستقتنع أنه لا تكرار"
سمعت الشيخ الشعراوي يقول بذلك رحمه الله ويقول فيما معناه أنه يخيل إلينا أنه يوجد تكرار والحقيقة أنه ليس كذلك فالله سبحانه وتعالى في كل قصة يورد إلينا لقطة وومضة بما يحتاجه سياق السورة وبما يناسب الآيات فمثلا في سورة الأعراف يذكر سبحانه عن سحرة فرعون أنهم قالوا " أئن لنا أجرا إن كنا نحن الغالبين " وفي سورة أخرى يقول سبحانه على لسانهم " إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين "
فيقول أن ذلك ليس تكرار بل أنه الآيه الأولى على لسان سحرة كانوا مترددين من طلبهم ذاك وفي الآية الأخرى كانوا أشد جرأة ووضوحا في طلبهم وذلك طبعا يعني أن مجموعة من السحرة قالت بالقول الأول ومجموعة قالت بالقول الثاني وله أيضا بما يقارب ذلك في غيرها من الآيات المتشابه ولكن لا تحضرني الآن ولعل أحد الشيوخ الأفاضل أو الأعضاء الكرام يذكر المزيد والله أعلم
2--" حُرم استاذنا نعمة البصر، فعوضه الله تبارك وتعالى عنها نفاذ البصيرة، وعمق الفكرة، وحضور الذهن " .
قال تعالى " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "
3-- " ومن فضل الله حفظت كتاب الله تبارك وتعالى وأنا دون العاشرة"(1/1294)
إذن إنه القرآن يامسلمون ما عليكم إلا أن تغرسوه في أبنائكم منذ الصغر ويصبح كالماء الذي يشربونه وكالهواء الذي يتنفسونه عندها سيشب معهم ويختلط بدمائهم وعروقهم ويؤتي أكله بإذن ربه " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم "
4-" أنا من الناس الذين يجلّون السلف رحمهم الله، وليس من طبعي أو هوايتي أن أخالف السلف سواء كانوا مفسرين أم محدّثين أم فقهاء، لكن ليس معنى هذا أن تلمذتنا لهم أن نوافقهم في كل صغيرة وكبيرة، وأظن هذا يرضيهم، فقد يرى الإنسان رأياً لم يرتأوه من قبل، لكن ليس هذا الأمر عاماً في جميع القضايا" .
وكما فهمت من مقولة الشيخ حفظه الله أن الإنسان عليه أن يعيش مع كتاب الله ( وذلك لا يتأتى إلا لمن هداه الله وثبته على الحق ) أولا ثم إن فتح الله له في باب التفسير ما يخالف به من سبقوه على أسس علمية وَلج وإلا ظل مكانه غير متكلف للمخالفة أو إظهار رأي مخالف عملا بمبدأ " خالف تعرف "
5--"وأنا بالمناسبة في سنة 1971 كنت سجلت للإذاعة الأردنية.... فهذا الأمر أفادني كثيراً في بعض النظرات في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى "
الممارسة والنشاط العملي والمشاركة في المجتمع كفيلة بإخراج طاقات الإنسان الكامنه التي لا يستغلها فكيف إذا كان ذلك الإنسان عالما أو مفكرا والعكس صحيح فكم فقدت الأمة من طاقات ومواهب حتى اندثرت لأنها بقيت رهينة الكتب حبيسة الصدور .....
6-" كان التعليم قبل القرن الماضي تعليماً يشتمل القرآن وغيره، فكنت تجد أن كثيرين من الناس حتى من غير المسلمين من ذوي الأريحية وذوي الوطنية حينما يتكلمون أو يكتبون تجد لهم أسلوباً رفيعاً، وما ذلك – حينما تسأل - إلا لأنهم كانوا يحفظون القرآن من صغرهم".(1/1295)
كان فيما سبق غير المسلمين في بلادنا يتعلمون القرآن ويحفظونه واليوم يتجه التعليم إلى ألا يتعلم أبناء المسلمين القرآن أو يحفظونه!!! ولا تعليق أكثر من ذلك !
والحل كما أراه يكمن فيما قاله الشيخ ........
7-"وفي ظني أنه يجب أن ندع الإسلام الرسمي الآن،" " هذا واجب على علماء المسلمين "
صحيح أنه ستكون عوائق، لكن ينبغي أن نتغلب على هذه العوائق بقدر ما نستطيع، وأظننا إن أردنا ذلك وصدقنا الله في هذا فسيهيئ الله لنا اليسر حتى نؤدي رسالة القرآن الكريم. نحن لا نستطيع – في واقع الأمر – أن نحلّ مشكلاتنا الكثيرة من سياسية وعسكرية وغيرها وخاصة الآن حينما كشّر لنا الأعداء عن أنيابهم إلا حينما نهرع إلى هذا القرآن ونحتمي به ليحمينا ونهتدي به ليهدينا ونعتز به ليعزّنا الله تبارك وتعالى"
لا فض فوك يا شيخنا الكريم
8-"حينما أكتب أبحث في السوق وفي المكتبات، فإن وجدت ما يغني عن كتابي، أو ما هو خير منه لا أكتب، أنا لا أكتب إلا إذا وجدت أن هناك ضرورة للكتابة."
ليتنا نقتدي بشيخنا في ذلك فنبتدئ من حيث انتهى الآخرون ونبني عليه في جميع المجالات السياسية والأدبية والإجتماعية
بل وحتى في منتدياتنا فلا نكتب موضوعا جديدا إلا حينما نرى ضرورة لذلك وإن كان هناك من سبقنا لهذا المجال فلنشاركه ولا نكتب كموضوع مستقل وأرى في ذلك أفضل للنفس التي تحب دائما البروز والظهور وأنا لاأقصد ملتقى التفسير وإنما الشيء بالشيء يذكر وأنا أتحدث بصفة عامة وأتوجه بحديثي لنفسي أولا فهي أشد حاجة إليه من غيرها .
9-"وأعني به ما كتب بجهود العلماء قديماً وحديثاً في الإعجاز في فصلين أو بابين: الباب الأول لجهود العلماء قديماً، حيث أعطي فكرة عن كتابتهم بحيث يستغني بها القارئ عن الرجوع إلى هذه الكتب"(1/1296)
وهذه من المهارات في طلب العلم بحيث ألا يضيع الطالب وقته وجهده في قرآءة كل ما كتبه الأولون بل عليه أن يهتم بالكتب التي لخصت تلك الكتب وبينت الفروق بينها بحيث كما قال الأستاذ الدكتور يستغني بها القارئ عن الرجوع إلى هذه الكتب.
10-" بل حاولت أن يكون جلّ هذه الدراسة دراسة ميدانية"
إنما أُنزل القرآن ليعمل به ولا عبرة بالعلم إن لم يقد للعمل سواء لصاحبه أو لغيره بل يكون وبالا عليه وسبب هلاكه .
وعصرنا هذا عصر الحركة ودراسات الباحثين يجب أن تركز على الجانب العملي وكيفية تحقيق هذه الدراسات على الواقع لا أن يبحروا بعالم من الخيال والأماني .
11-" ومن هنا حينما يسألني بعض الناس: أي التفاسير ترشحها لي؟ أقول: لا أجيبك حتى أعرف من أنت"
قال تعالى عن النحل " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس "
وهذا ينطبق على القرآن الكريم كذلك فهو يخرج منه شهدا مختلف ألوانه باختلاف الناس ومشاربهم وباختلاف حاجاتهم فالباحث عن الإعجاز العلمي يجد به ما يشبع نهمه والتربوي يجد فيه يهذب السلوك ويرتفع بالأخلاق
والأديب يجد فيه من روعة البيان ما يأسر لبه واللغوي يجد فيه من المفردات وتراكيبها ما يشفي غليله والباحث عن الروحانيات يجد به ما يسمو بروحه ويعلو بها وكذلك
الفلكي والسياسي و الطبيب والمؤرخ وغيرهم كل يجد فيه الشفاء من سقمه إن شربه وتشبع بما فيه من الخير الكثير .
12-" أنصح المدرسين قبل الطلاب أن لا يكونوا ضمن أقفاص صفيّة وأن يخرجوا طلابهم إلى حيث ضوء الشمس وحيث البراح وحيث الخصب والربيع والمناظر الجميلة التي تأخذ بالألباب في دراسة القرآن الكريم"(1/1297)
12لكأني أرى بذلك ملتقى أهل التفسير وقد خرج الأساتذة الكرام لطلابهم ولمحبي القرآن والتفسير إلى حيث ضوء الشمس التي ترسل أشعتهاالذهبية على هذا المنتدى فتصبغة صبغة صفراء تسر الناظرين تأخذ بالألباب والعقول وتتعانق مع خضرة الأشجار ( العناوين الرئيسة بالملتقى التي باللون الأخضر ) فتثمر زهورا يانعة وواحة وارفة الظلال في وسط صحراء قاحلة يأمها الضامئون لعلها تروي ضمأهم وتسد رمقهم .
13-"حينما أقرأ القرآن أقرؤه بكل ما منحني الله تبارك وتعالى من خلايا"
قال تعالى" فخذها بقوة " وقال تعالى " يا يحيى خذ الكتاب بقوة "
وكما قال أهل العلم العلم لا يعطيك بعضه
إلا إذا أعطيته كلك وأقول القرآن لا يطيك نوره إلا إذا أعطيته قلبك وجمعت به همك
وكل أمرك .
-في الختام لا أجد أفضل مما ختم به الدكتور حديثه بقوله :
" كما سيجد أن الله منحه ومنّ عليه بما لم يمنّ به على أحد (من أعطاه الله القرآن فوجد أن غيره أعطى خيراً منه فقد استصغر عظمة الله) والله تعالى يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). كما سيجد نفسه يعيش في ربيع الآخرة (من أعطاه الله القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه) ، ولن يبالي بالدنيا. وعمر رضي الله عنه يقول (ارفعوا رؤوسكم ولا تلهوا مع اللاهين). وفي القرآن حلاوة لو عرفها الملوك لحاربوا عليها.
---
(1/1298)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقوال بعض علماء التفسير في قوله تعالى : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
---
أقوال بعض علماء التفسير في قوله تعالى : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-01-2006, 01:50 PM
أقوال بعض علماء التفسير في قوله تعالى : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
قال الله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم )
قال ابن الجوزي : قوله تعالى لا إكراه في الدين في سبب نزولها أربعة أقوال أحدها أن المرأة من نساء الأنصار كانت في الجاهلية إذا لم يعش لها ولد تحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه فلما أجليت يهود بني النضير كان فيهم ناس من أبناء الأنصار فقال الأنصار يا رسول الله أبناؤنا فنزلت هذه الآية هذا قول ابن عباس وقال الشعبي قالت الأنصار والله لنكرهن أولادنا على الإسلام فإنا إنما جعلناهم في دين اليهود إذ لم نعلم دينا أفضل منه فنزلت هذه الآية والثاني أن رجلا من الأنصار تنصر لهو ولدان قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة فلزمهما أبوهما وقال والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية هذا قول مسروق والثالث أن ناساً كانوا مسترضعين في اليهود فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير قالوا والله ليذهبن معهم ولنذهبن بدينهم فمنعهم أهلوهم وأرادوا إكراهمم على الإسلام فنزلت هذه الآية والرابع أن رجلا من الأنصار كان له غلام اسمه صبيح كان يكرهه على الإسلام فنزلت هذه الآية والقولان عن مجاهد .(1/1299)
واختلف علماء الناسخ والمنسوخ في هذا القدر من الآية فذهب قوم إلى أنه محكم وانه من العام المخصوص فانه خص منه أهل الكتاب بأنهم لا يكرهون على الإسلام بل يخيرون بينه وبين أداء الجزية وهذا معنى ما روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ، وقال ابن الأنباري معنى الآية ليس الدين ما تدين به في الظاهر على جهة الإكراه عليه ولم يشهد به القلب وتنطوي عليه الضمائر إنما الدين هو المنعقد بالقلب وذهب قوم إلى أنه منسوخ وقالوا هذه الآية نزلت قبل الأمر بالقتال فعلى قولهم يكون منسوخا بآية السيف وهذا مذهب الضحاك والسدي وابن زيد والدين هاهنا أريد به الإسلام والرشد الحق والغي الباطل وقيل هو الإيمان والكفر فاما الطاغوت فهو اسم مأخوذ من الطغيان وهو مجاوزة الحد قال ابن قتيبة الطاغوت واحد وجمع ومذكر ومؤنث قال الله تعالى أولياؤهم الطاغوت وقال والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها الزمر 17 والمراد بالطاغوت هاهنا خمسة أقوال أحدها أنه الشيطان قاله عمر و ابن عباس و مجاهد والشعبي والسدي و مقاتل في آخرين والثاني أنه الكاهن قاله سعيد بن جبير و أبوالعالية والثالث أنه الساحر قاله محمد بن سيرين والرابع أنه الأصنام قاله اليزيدي و الزجاج والخامس أنه مردة أهل الكتاب ذكره الزجاج أيضاً .
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 1 / 304 – 306 .
قال ابن جزي عند قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) المعنى أن دين الإسلام في غاية الوضوح وظهور البراهين على صحته بحيث لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه بل يدخل فيه كل ذي عقل سليم من تلقاء نفسه دون إكراه ويدل على ذلك قوله قد تبين الرشد من الغي أي قد تبين أن الإسلام رشد وأن الكفر غي فلا يفتقر بعد بيانه إلى إكراه وقيل معناها الموادعة وأن لا يكره أحد بالقتال على الدخول في الإسلام ثم نسخت بالقتال وهذا ضعيف لأنها مدنية وإنما آية المسالمة وترك القتال بمكة .(1/1300)
التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي ص89 – 90 .
قال النسفي عند قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) أي : لا إجبار على الدين الحق وهو دين الإسلام وقيل هو إخبار فى معنى النهى وروى أنه كان لأنصاري ابنان فتنصرا فلزمهما أبوهما وقال والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري يا رسول الله أيدخل بعضي فى النار وأنا أنظر فنزلت فخلاهما قال ابن مسعود وجماعة كان هذا فى الابتداء ثم نسخ بالأمر بالقتال قد تبين الرشد من الغي قد تميز الإيمان من الكفر بالدلائل الواضحة .
تفسير النسفي 1 / 125.
قال علي الواحدي عند قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) بعد إسلام العرب لأنهم أكرهوا على الإسلام فلم يقبل منهم الجزية لأنهم كانوا مشركين فلما أسلموا أنزل الله تعالى هذه الآية قد تبين الرشد من الغي ظهر الإيمان من الكفر والهدى من الضلالة بكثرة الحجج .
تفسير الواحدي 1 / 183.(1/1301)
قال ابن جرير الطبري : القول في تأويل قوله تعالى لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم اختلف أهل التأويل في معنى ذلك فقال بعضهم نزلت هذه الآية في قوم من الأنصار أو في رجل منهم كان لهم أولاد قد هودوهم أو نصروهم فلما جاء الله بالإسلام أرادوا إكراههم عليه فنهاهم الله عن ذلك حتى يكونوا هم يختارون الدخول في الإسلام ذكر من قال ذلك حدثنا محمد بن بشار قال ثنا بن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا لا ندع أبناءنا فأنزل الله تعالى ذكره لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي حدثنا بن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا سعيد عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كانت المرأة تكون مقلى ولا يعيش لها ولد قال شعبة وإنما هو مقلات فتجعل عليها إن بقي لها ولد لتهودنه قال فلما أجليت بنو النضير كان فيهم منهم فقالت الأنصار كيف نصنع بأبنائنا فنزلت هذه الآية لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي قال من شاء أن يقيم أقام ومن شاء أن يذهب ذهب حدثنا حميد بن مسعدة قال ثنا بشر بن المفضل قال ثنا داود وحدثني يعقوب قال ثنا بن علية عن داود عن عامر قال كانت المرأة من الأنصار تكون مقلاتا لا يعيش لها ولد فتنذر إن عاش ولدها أن تجعله مع أهل الكتاب على دينهم فجاء الإسلام وطوائف من أبناء الأنصار على دينهم فقالوا إنما جعلناهم على دينهم ونحن نرى أن دينهم أفضل من ديننا وإذ جاء الله بالإسلام فلنكرهنهم فنزلت لا إكراه في الدين فكان فصل ما بين من اختار اليهودية والإسلام فمن لحق بهم اختار اليهودية ومن أقام اختار الإسلام(1/1302)
ولفظ الحديث لحميد حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت داود عن عامر بنحو معناه إلا أنه قال فكان فصل ما بينهم إجلاء رسول الله بني النضير فلحق بهم من كان يهوديا ولم يسلم منهم وبقي من أسلم حدثنا بن المثنى قال ثنا عبد الأعلى قال ثنا داود عن عامر بنحوه إلا أنه قال إجلاء النضير إلى خيبر فمن اختار الإسلام أقام ومن كره لحق بخيبر حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة عن أبي إسحاق عن محمد بن أبي محمد الحرشي مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن بن عباس قوله لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي قال نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو رجلا مسلما فقال للنبي ألا أستكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية فأنزل الله فيه ذلك حدثني المثنى قال ثنا حجاج بن المنهال قال ثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال سألت سعيد بن جبير عن قوله لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي قال نزلت هذه في الأنصار قال قلت خاصة قال خاصة قال كانت المرأة في الجاهلية تنذر إن ولدت ولدا أن تجعله في اليهود تلتمس بذلك طول بقائه قال فجاء الإسلام وفيهم منهم فلما أجليت النضير قالوا يا رسول الله أبناؤنا وإخواننا فيهم قال فسكت عنهم رسول الله فأنزل الله تعالى ذكره لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي قال فقال رسول الله قد خير أصحابكم فإن اختاروكم فهم منكم وإن اختاروهم فهم منهم قال فأجلوهم معهم حدثني موسى بن هارون قال ثنا عمرو قال ثنا أسباط عن السدي قوله لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي إلى لا انفصام لها قال نزلت في رجل من الأنصار يقال له أبو الحصين كان له ابنان فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت فلما باعوا وأرادوا أن يرجعوا أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا فرجعا إلى الشام معهم فأتى أبوهما إلى رسول الله فقال إن ابني تنصرا وخرجا(1/1303)
فأطلبهما فقال لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ولم يؤمر يومئذ بقتال أهل الكتاب وقال أبعدهما الله هما أول من كفر فوجد أبو الحصين في نفسه على النبي حين لم يبعث في طلبهما فنزلت فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ثم إنه نسخ لا إكراه في الدين فأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله لا إكراه في الدين قال كانت في اليهود يهود أرضعوا رجالا من الأوس فلما أمر النبي بإجلائهم قال أبناؤهم من الأوس لنذهبن معهم ولندينن بدينهم فمنعهم أهلوهم وأكرهوهم على الإسلام ففيهم نزلت هذه الآية حدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان وحدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد جميعا عن سفيان عن خصيف عن مجاهد لا إكراه في الدين قال كان ناس من الأنصار مسترضعين في بني قريظة فأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام فنزلت لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني الحجاج عن بن جريج قال قال مجاهد : كانت النضير يهودا فأرضعوا ثم ذكر نحو حديث محمد بن عمرو عن أبي عاصم قال بن جريج وأخبرني عبد الكريم عن مجاهد أنهم كانوا قد دان بدينهم أبناء الأوس دانوا بدين النضير حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا بن أبي جعفر عن أبيه عن داود بن أبي هند عن الشعبي أن المرأة من الأنصار كانت تنذر إن عاش ولدها لتجعلنه في أهل الكتاب فلما جاء الإسلام قالت الأنصار يا رسول الله ألا نكره أولادنا الذين هم في يهود على الإسلام فإنا إنما جعلناهم فيها ونحن نرى أن اليهودية أفضل الأديان فلما أن جاء الله بالإسلام أفلا نكرههم على الإسلام فأنزل الله تعالى ذكره لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي حدثت عن عمار قال ثنا بن أبي جعفر عن أبيه عن داود عن الشعبي مثله وزاد قال كان فصل ما بين من اختار(1/1304)
اليهود منهم وبين من اختار الإسلام إجلاء بني النضير فمن خرج مع بني النضير كان منهم ومن تركهم اختار الإسلام
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال : قال بن زيد في قوله لا إكراه في الدين إلى قوله بالعروة الوثقى قال هذا منسوخ حدثني سعيد بن الربيع الرازي قال ثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد ووائل عن الحسن أن أناسا من الأنصار كانوا مسترضعين في بني النضير فلما أجلوا أراد أهلوهم أن يلحقوهم بدينهم فنزلت لا إكراه في الدين وقال آخرون بل معنى ذلك لا يكره أهل الكتاب على الدين إذا بذلوا الجزية ولكنهم يقرون على دينهم وقالوا الآية في خاص من الكفار ولم ينسخ منها شيء ذكر من قال ذلك حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي قال أكره عليه هذا الحي من العرب لأنهم كانوا أمة أمية ليس لهم كتاب يعرفونه فلم يقبل منهم غير الإسلام ولا يكره عليه أهل الكتاب إذا أقروا بالجزية أو بالخراج ولم يفتنوا عن دينهم فيخلى عنهم حدثنا محمد بن بشار قال ثنا سليمان قال ثنا أبو هلال قال ثنا قتادة في قوله لا إكراه في الدين قال هو هذا الحي من العرب أكرهوا على الدين لم يقبل منهم إلا القتل أو الإسلام وأهل الكتاب قبلت منهم الجزية ولم يقتلوا حدثنا بن حميد قال ثنا الحكم بن بشير قال ثنا عمرو بن قيس عن جويبر عن الضحاك في قوله لا إكراه في الدين قال أمر رسول الله أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان فلم يقبل منهم إلا لا إله إلا الله أو السيف ثم أمر فيمن سواهم بأن يقبل منهم الجزية فقال لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله لا إكراه في الدين قال كانت العرب ليس لها دين فأكرهوا على الدين بالسيف قال ولا يكره اليهود ولا النصارى والمجوس إذا أعطوا الجزية حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن عيينة عن(1/1305)
بن أبي نجيح قال سمعت مجاهدا يقول لغلام له نصراني يا جرير أسلم ثم قال هكذا كان يقال لهم حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن بن عباس لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي قال وذلك لما دخل الناس في الإسلام وأعطى أهل الكتاب الجزية وقال آخرون هذه الآية منسوخة وإنما نزلت قبل أن يفرض القتال ذكر من قال ذلك حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري قال سألت زيد بن أسلم عن قول الله تعالى ذكره لا إكراه في الدين قال كان رسول الله بمكة عشر سنين لا يكره أحدا في الدين فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم فاستأذن الله في قتالهم فأذن له(1/1306)
وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال نزلت هذه الآية في خاص من الناس وقال عنى بقوله تعالى ذكره لا إكراه في الدين أهل الكتابين والمجوس وكل من جاء إقراره على دينه المخالف دين الحق وأخذ الجزية منه وأنكروا أن يكون شيء منها منسوخا وإنما قلنا هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب لما قد دللنا عليه في كتابنا كتاب اللطيف من البيان عن أصول الأحكام من أن الناسخ غير كائن ناسخا إلا ما نفى حكم المنسوخ فلم يجز اجتماعهما فأما ما كان ظاهره العموم من الأمر والنهي وباطنه الخصوص فهو من الناسخ والمنسوخ بمعزل وإذ كان ذلك كذلك وكان غير مستحيل أن يقال لا إكراه لأحد ممن أخذت منه الجزية في الدين ولم يكن في الآية دليل على أن تأويلها بخلاف ذلك وكان المسلمون جميعا قد نقلوا عن نبيهم أنه أكره على الإسلام قوما فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب وكالمرتد عن دينه دين الحق إلى الكفر ومن أشبههم وأنه ترك إكراه آخرين على الإسلام بقبوله الجزية منه وإقراره على دينه الباطل وذلك كأهل الكتابين ومن أشبههم كان بينا بذلك أن معنى قوله لا إكراه في الدين إنما هو لا إكراه في الدين لأحد ممن حل قبول الجزية منه بأدائه الجزية ورضاه بحكم الإسلام ولا معنى لقول من زعم أن الآية منسوخة الحكم بالإذن بالمحاربة فإن قال قائل فما أنت قائل فيما روي عن بن عباس وعمن روي عنه من أنها نزلت في قوم من الأنصار أرادوا أن يكرهوا أولادهم على الإسلام قلنا ذلك غير مدفوعة صحته ولكن الآية قد تنزل في خاص من الأمر ثم يكون حكمها عاما في كل ما جانس المعنى الذي أنزلت فيه فالذين أنزلت فيهم هذه الآية على ما ذكر بن عباس وغيره إنما كانوا قوما دانوا بدين أهل التوراة قبل ثبوت عقد الإسلام لهم فنهى الله تعالى ذكره عن إكراههم على الإسلام وأنزل بالنهي عن ذلك آية يعم حكمها كل من كان في مثل معناهم ممن كان على دين(1/1307)
من الأديان التي يجوز أخذ الجزية من أهلها وإقرارهم عليها على النحو الذي قلنا في ذلك ومعنى قوله لا إكراه في الدين لا يكره أحد في دين الإسلام عليه وإنما أدخلت الألف واللام في الدين تعريفا للدين الذي عنى الله بقوله : لا إكراه فيه وأنه هو الإسلام وقد يحتمل أن يكون أدخلتا عقيبا من الهاء المنوية في الدين فيكون معنى الكلام حينئذ وهو العلي العظيم لا إكراه في دينه قد تبين الرشد من الغي وكأن هذا القول أشبه بتأويل الآية عندي .
تفسير الطبري 3 / 13 – 18 .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-01-2006, 08:20 PM
والخلاصة أخي الكريم ما هي؟
ما الراجح من وجهة نظرك ؟
أقوال المفسرين قريبة ؛ والمطلوب هو : ماذا بعد ذكر أقوالهم؟
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-02-2006, 06:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الترجيح بحر لا ساحل له وأنا نقلت لكم أقوال علماء التفسير وأما الترجيح لعلي أتركه لكم لأنكم أنتم أصحاب الاختصاص ، وأن أستفيد منكم إن شاء الله تعالى ، قال صاحب مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود :
وكثرة الدليل والرواية ** مرجحة لدى ذوي الدراية .(1/1308)
وإن أصررتم إلا أن أشارككم في الترجيح فالذي يترجح عندي أن معنى قوله تعالى : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين ِ أي : لا تكرهوا أحداً على الدخول في الإسلام ، لكماله وقبول الفطرة له ، ولأنه بيِّن واضح جليٌّ في دلائله وبراهينه ، لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه فمن هداه الله للإسلام وشرح صدره ونوَّر بصيرته دخل على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً ، ولا منافاة بين هذه الآية والآيات الدالة على وجوب الجهاد ، لأن الجهاد مشروع لقتال كل من وقف في وجه الإسلام ، أما أنه يلزم ويكره على الدخول في الإسلام فلا ( قد تبين الرشد من الغي ) أي : ظهر وتميز الحق من الباطل ، والإيمان من الكفر والهدى من الضلال بالآيات والبراهين الدالة على ذلك ، فإذا تبين الرشد من الغي فإن كل نفس سليمة لابد أن تختار الرشد على الغي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-02-2006, 06:11 PM
ذكر ابن القيم رحمه الله أن قول الله تعالى : ? لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ? على عمومه في حق كل كافر على الصحيح .
قال : ( فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم استجاب له ولخلفائه بعده أكثر أهل الأديان طوعاً واختياراً ، ولم يكره احداً قط على الدين ، وإنما كان يقاتل من يحاربه ويقاتله ، وأما من سالمه وهادنه فلم يقاتله ، ولم يكرهه على الدخول في دينه امتثالاً لأمر ربه سبحانه حيث يقول: ? لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ? (البقرة: من الآية256) وهذا نفي في معنى النهي ، أي : لا تكرهوا أحداً على الدين ، نزلت هذه الآية في رجال من الصحابة كان لهم أولاد قد تهودوا وتنصروا قبل الاسلام ، فلما جاء الإسلام أسلم الآباء ، وأرادوا إكراه الأولاد على الدين ، فنهاهم الله سبحانه عن ذلك حتى يكونوا هم الذين يختارون الدخول في الإسلام.(1/1309)
والصحيح أن الآية على عمومها في حق كل كافر ، وهذا ظاهر على قول من يجوز أخذ الجزية من جميع الكفار، فلا يكرهون على الدخول في الدين ، بل إما أن يدخلوا في الدين وإما أن يعطوا الجزية كما يقوله أهل العراق وأهل المدينة ، وإن استثنى هؤلاء بعض عبدة الأوثان .
ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تبين له انه لم يكره أحداً على دينه قط ، وأنه إنما قاتل من قاتله ، وأما من هادنه فلم يقاتله مادام مقيما على هدنته لم ينقض عهده ، بل أمره الله تعالى أن يفي لهم بعهدهم ما استقاموا له كما قال تعالى: ? فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ? (التوبة: من الآية7).
ولما قدم المدينة صالح اليهود وأقرهم على دينهم ، فلما حاربوه ونقضوا عهده وبدؤوه بالقتال قاتلهم ، فمنّ على بعضهم ، وأجلى بعضهم ، وقتل بعضهم .
وكذلك لما هادن قريشاً عشر سنين لم يبدأهم بقتال حتى بدأوا هم بقتاله ، ونقضوا عهده فعند ذلك غزاهم في ديارهم ، وكانوا هم يغزونه قبل ذلك كما قصدوه يوم أحد ويوم الخندق، ويوم بدر ايضاً هم جاءوا لقتاله ولو انصرفوا عنه لم يقاتلهم .
والمقصود: أنه صلى الله عليه وسلم لم يكره أحداً على الدخول في دينه البتة ، وإنما دخل الناس في دينه اختياراً وطوعاً ، فأكثر أهل الأرض دخلوا في دعوته لما تبين لهم الهدى وأنه رسول الله حقاً . ) ([1])
الدراسة :
رجح ابن القيم أن هذه الآية على عمومها في حق كل كافر ، وذكر أنّ هذا القول هو الصحيح .
وفي معنى الآية أقوال أخرى ، ستتضح من خلال عرض ما ذكره أئمة التفسير في تفسيرهم لهذه الآية – إن شاء الله - .
ذكر ابن جرير الخلاف في سبب نزول هذه الآية ، وجعل اختلاف معنى الآية مبنياً على اختلاف الروايات في ذلك ، وحاصل ما ذكر من الأقوال ثلاثة :(1/1310)
القول الأول : نزلت هذه الآية في قوم من الأنصار ، أو في رجل منهم كان لهم أولاد قد هوّدوهم أو نصروهم ؛ فلما جاء الله بالإسلام أرادوا إكراههم عليه ، فنهاهم الله عن ذلك ، حتى يكونوا هم يختارون الدخول في الإسلام . وذكر في ذلك عدة روايات .
القول الثاني : معنى ذلك : لا يُكره أهلُ الكتاب على الدين إذا بذلوا الجزية ، ولكنهم يُقرّون على دينهم . وعلى هذا تكون الآية في خاصّ من الكفار ، ولم ينسخ منها شيء . وذكر عدة روايات تدل على هذا القول .
القول الثالث : هذه الآية منسوخة ، وإنما نزلت قبل أن يفرض القتال .
ثم قال مرجحاً : ( وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : نزلت هذه الآية في خاص من الناس ، وقال : عنى بقوله تعالى ذكره : ? لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ ? أهل الكتابين والمجوس ، وكل من جاء إقراره على دينه المخالف دين الحق ، وأخذ الجزية منه . وأنكروا أن يكون شيء منها منسوخاً . )
وعلَّلَ ترجيحه لهذا القول بأن الناسخ لا يكون ناسخاً إلا إذا نفى حكم المنسوخ ، فلم يجز اجتماعهما . فأما ما كان ظاهره العموم من الأمر والنهي وباطنه الخصوص ، فليس من الناسخ والمنسوخ .(1/1311)
قال : ( وإذ كان ذلك كذلك ، وكان غير مستحيل أن يقال : لا إكراه لأحد ممن أخذت منه الجزية في الدين ، ولم يكن في الآية دليل على أن تأويلها بخلاف ذلك ، وكان المسلمون جميعا قد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه أكره على الإسلام قوماً ، فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام ، وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه ، وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب ، وكالمرتدّ عن دينه دين الحقّ إلى الكفر ومن أشبههم ، وأنه ترك إكراه آخرين على الإسلام بقبوله الجزية منه ، وإقراره على دينه الباطل ، وذلك كأهل الكتابين ، ومن أشبههم ؛ كان بيّناً بذلك أن معنى قوله : ? لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ ? إنما هو : لا إكراه في الدين لأحد ممن حل قبول الجزية منه بأدائه الجزية ، ورضاه بحكم الإسلام . ولا معنى لقول من زعم أن الآية منسوخة الحكم بالإذن بالمحاربة. )
ثم ختم ببيان الموقف من الآثار التي دلّت على نزول الآية في قوم من الأنصار أرادوا أن يكرهوا أولادهم على الإسلام ، فقال : ( ذلك غير مدفوعة صحته ، ولكن الآية قد تنزل في خاصّ من الأمر ، ثم يكون حكمها عاماً في كل ما جانس المعنى الذي أنزلت فيه . فالذين أنزلت فيهم هذه الآية على ما ذكر ابن عباس وغيره ، إنما كانوا قوماً دانوا بدين أهل التوراة قبل ثبوت عقد الإسلام لهم ، فنهى الله تعالى ذكره عن إكراههم على الإسلام ، وأنزل بالنهي عن ذلك آية يعمّ حكمها كل من كان في مثل معناهم ممن كان على دين من الأديان التي يجوز أخذ الجزية من أهلها ، وإقرارهم عليها على النحو الذي قلنا في ذلك . )([2])
وذكر ابن عطية هذه الأقوال الثلاثة ، مع تعليق يسير عليها ، ولم يذكر ترجيحاً أو اختياراً .([3])
وأما الرازي فذكر في معنى : ? لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ ? ثلاثة أقوال :
القول الأول : أنه تعالى ما بنى أمر الإيمان على الإجبار والقسر ، وإنما بناه على التمكن والاختيار .(1/1312)
القول الثاني : أن الإكراه أن يقول المسلم للكافر : إن آمنت وإلا قتلتك ، فقال تعالى: ? لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ ? .
القول الثالث : لا تقولوا لمن دخل في الدين بعد الحرب إنه دخل مكرهاً ؛ لأنه إذا رضي بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمكره ، ومعناه : لا تنسبوهم إلى الإكراه . ونظيره قوله تعالى : ? وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ?(النساء: من الآية94)
ولم يذكر ترجيحاً أو اختياراً كذلك .([4])
وتوسع القرطبي في ذكر الأقوال في معنى الآية ، فجعلها ستة أقوال ، وهي الأقوال التي ذكرها ابن جرير ، وقد جعلها أربعة أقوال ، وزاد عليها القول الثالث الذي ذكره الرازي ، وأما القول السادس فهو : أنها وردت في السبي متى كانوا من أهل الكتاب لم يجبروا على الإسلام إذا كانوا كباراً .
ولم يذكر ترجيحاً أو اختياراً كذلك ([5])، غير أنه نقل قول النحاس : ( قول ابن عباس في هذه الآية أُولى الأقوال لصحة إسناده ، وأن مثله لا يؤخذ بالرأي ) ([6]) ، وقول ابن عباس هذا هو ما رواه أبو داود عنه قال : نزلت هذه في الأنصار ، كانت تكون المرأة مِقلاتاً([7]) ، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم كثير من أبناء الأنصار فقالوا : لا ندع أبناءناا ، فأنزل الله تعالى : ? لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ? . ([8])
وذكر أبو حيان هذه الأقوال ، ولم يرجح شيئاً منها .([9])(1/1313)
وبدأ ابن كثير تفسيره للآية بقوله : ( ? لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ ? أي : لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام ؛ فإنه بيّن واضح ، جلي دلائله وبراهينه ، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام ، وشرح صدره ، ونور بصيرته دخل فيه علي بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً .) ثم ذكر الأقوال الثلاثة التي ذكرها ابن جرير ، ولم يذكر ما يدل على موقفه منها صراحة .([10])
وخالف ابنُ عاشور من قبله من المفسرين ، وقرر أن هذه الآية ناسخة للأمر بقتال المشركين ، وإجبارهم على الدخول في الإسلام . فهي على هذا ناسخة لا منسوخة .
ووافق ابنَ القيم في عموم الآية ، فقال : ( ونفي الإكراه خبر في معنى النهي ، والمراد نفي أسباب الإكراه في حُكم الإسلام ، أي لا تكرهوا أحداً على اتباع الإسلام قسراً ، وجيء بنفي الجنس لقصد العموم نصاً .)(1/1314)
ثم قرر ما ذهب إليه من كون هذه الآية ناسخة لا منسوخة ، وذكر أنه غير جائز أن تكون هذه الآية قد نزلت قبل الأمر بالقتال ، بل الظاهر أنّ هذه الآية نزلت بعد فتح مكة واستخلاص بلاد العرب ، فنسخت حكم القتال على قبول الكافرين الإسلام ، ودلت على الاقتناع منهم بالدخول تحت سلطان الإسلام ، وهو المعبّر عنه بالذمة ، ويوضحُ هذا عمل النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قاتل حتى تمكن الإسلام في جزيرة العرب ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً وزالت العوائق التي تحول بين الناس وبين اتباع الدين الحق . قال : ( لَمَّا تم ذلك كله أبطل الله القتال على الدين ، وأبقى القتال على توسيع سلطانه ، ولذلك قال : ? قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ? (التوبة:29) . وعلى هذا تكون الآية ناسخة لما تقدّم من آيات القتال .)
ثم قال : ( هذا ما يظهر لنا في معنى الآية، والله أعلم .)
ثم ذكر أن لأهل العلم قبله قولين في معنى الآية ، وذكر القولين الثاني والثالث التي ذكرهما ابن جرير . وأضاف إليها بعض الأقوال الأخرى .([11])
وممن حرّر معنى الآية تحريراً جيداً الجصاص ، فقد قال ما مختصره – بعد أن ذكر الأقوال المأثورة في المراد بها - :(1/1315)
( قول الله تعالى : ? لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ ? أمر في صورة الخبر ، وجائز أن يكون نزول ذلك قبل الأمر بقتال المشركين , فكان في سائر الكفار حيث كان القتال محظوراً في أول الإسلام إلى أن قامت عليهم الحجة بصحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما عاندوه بعد البيان أمر المسلمون بقتالهم , فنسخ ذلك عن مشركي العرب بقوله تعالى : ? فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ?(التوبة: من الآية5) وسائر الآي الموجبة لقتال أهل الشرك , وبقي حكمه على أهل الكتاب إذا أذعنوا بأداء الجزية ودخلوا في حكم أهل الإسلام وفي ذمتهم . ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل من مشركي العرب إلا الإسلام أو السيف .
وجائز أن يكون حكم هذه الآية ثابتا في الحال على جميع أهل الكفر ; لأن فيها الأمر بأن لا نكره أحداً على الدين , وذلك عموم يمكن استعماله في جميع الكفار .
فإن قال قائل : فمشركو العرب الذين أمر النبي r بقتالهم ، وأن لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف قد كانوا مكرهين على الدين , ومعلوم أن من دخل في الدين مكرهاً فليس بمسلم , فما وجه إكراههم عليه ؟
قيل له : إنما أكرهوا على إظهار الإسلام لا على اعتقاده ; لأن الاعتقاد لا يصح منا الإكراه عليه ; ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : » أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله « ([12])، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن القتال إنما كان على إظهار الإسلام , وأما الاعتقادات فكانت موكولة إلى الله تعالى .)([13])(1/1316)
وأما ابن العربي ، فوجّه الآية توجيهاً آخر ، وقال : ( قوله تعالى : ? لا إِكْرَاهَ ? عموم في نفي إكراه الباطل ، فأما الإكراه بالحق فإنه من الدين ; وهل يقتل الكافر إلا على الدين ; قال r : » أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله « ، وهو مأخوذ من قوله تعالى : ? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ?(البقرة: من الآية193) وبهذا يستدل على ضعف قول من قال : إنها منسوخة .)([14])
النتيجة :
ما قرره أبو بكر الجصاص هو الراجح فيما ظهر لي ، كما أن قول ابن جرير وجيه ، ويحمل على الإكراه على إظهار الإسلام ؛ فهذا الإكراه خاص بالمشركين الوثنيين ، ولا يجوز إكراه من تقبل منه الجزية على الدخول في الإسلام .
وعلى ذلك فقول ابن القيم : ( والصحيح أن الآية على عمومها في حق كل كافر ) صحيح إن كان يريد به الإكراه على الاعتقاد الباطن ، وغير صحيح إن كان يريد به الإكراه على إظهار الإسلام والإذعان له ظاهراً .
والخلاصة أن أهل الكتاب - ومن في حكمهم كالمجوس - لا يكرهون على الإسلام إذا اختاروا البقاء على دينهم ، وأدوا الجزية . وأما أهل الحرب من الكفار الوثنيين ؛ فالآية وإن كانت تعمهم ([15])؛ لكن قد خص هذا العموم بما ورد من آيات وأحاديث في إكراههم على الدخول في الإسلام ظاهراً ، وأما الاعتقاد القلبي فلا يمكن الإكراه عليه .
تنبيهات وفوائد :
التنبيه الأول : نوع الخلاف وثمرته :
الخلاف بين الأقوال السابقة منه ما هو من اختلاف التنوع ، ومنه ما هو من اختلاف التضاد .
وثمرة الخلاف : إزالة الإشكال عن معنى الآية ، والتوفيق بينها وبين ما يظهر أنه معارض لها من الآيات والأحاديث .
التنبيه الثاني : سبب الخلاف :
الخلاف هنا له أسباب :
منها: اختلاف المفسرين في حكمها من حيث النسخ وعدمه .
ومنها : واختلافهم في عمومها وخصوصها .(1/1317)
والسببان السابقان يرجعان إلى توهم تعارض ظاهرها وعمومها مع آيات أخرى وأحاديث نبوية صحيحة .([16])
التنبيه الثالث : الذي ينبغي الجزم به في هذا المقام : أنه لا تعارض بين هذه الآية وآيات الجهاد ، ( فمن ظن من المفسرين أن هذه الآية تنافي آيات الجهاد ، فجزم بأنها منسوخة فقوله ضعيف لفظاً ومعنى ، كما هو واضح بين لمن تدبر الآية الكريمة .)([17])
التنبيه الرابع : يظن بعض من لا علم عنده أن إكراه الكفار الوثنيين على الدخول في الإسلام ليس مناسباً ، ولا يليق بسماحة هذا الدين . والحق أن هذا الإكراه يعدّ من محاسن هذا الدين العظيمة ؛ فإنه جاء بإنقاذ الكفرة من أسباب هلاكهم وذلهم وهوانهم وعذابهم في الدنيا والآخرة ، إلى أسباب النجاة والعزة والكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة . وهذا هو مقتضى الحكمة والرحمة أن يقاد الناس إلى النجاة والسعادة ، ولو بالقوة والإكراه .([18])
الحواشي السفلية --------------------------------------------------------------------------------
([1] ) هداية الحيارى
([2] ) انظر جامع البيان 5/407-415 .
([3] ) انظر المحرر الوجيز 2/388-390 .
([4] ) انظر التفسير الكبير 7/
([5] ) انظر الجامع لأحكام القرآن 3/280-281 .
([6] ) انظر قوله في كتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله U 2/101 وتتمته : ( …فلما خبّر أن الآية نزلت في هذا وجب أن يكون أولى الأقوال ، وأن تكون الآية مخصوصة نزلت في هذا . وحكم أهل الكتاب حكمهم .)
([7] ) قال أبو داود : والمِقلاتُ التي لا يعيش لها ولدٌ . انظر سنن أبي داود ص302 .
([8] ) أخرجه أبو داود في سننه – كتاب الجهاد – باب في الأسير يكره على الإسلام – رقم 2682، وابن جرير في تفسيره 5/407-408 . وهو صحيح كما في التفسير الصحيح للدكتور حكمت بن بشير 1/369 .
([9] ) انظر البحر المحيط 2/615-616 .
([10] ) انظر تفسير القرآن العظيم 2/627-628 .(1/1318)
([11] ) انظر التحرير والتنوير 3/26-28 .
([12] ) أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الجهاد والسير – باب دعاء النبي r الناس إلى الإسلام والنبوة – رقم 2946 ، ومسلم في صحيحه – كتاب الإيمان – رقم 21 ، كلاهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
([13] ) أحكام القرآن للجصاص 1/548-549 .
([14] ) أحكام القرآن 1/310-311 .
([15] ) لأن النكرة في سياق النفي ، وتعريف الدين يفيدان ذلك ، والاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . انظر فتح القدير للشوكاني 1/410 .
([16] ) انظر كتاب : دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشنقيطي ص44-46 .
([17] ) تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي ص112 . وانظر تقريراً حسناً وتفصيلاً قيماً لهذا التنبيه في كتاب : قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله U لعبدالرحمن حبنكه الميداني ص144-147 .
([18] ) انظر مجموع فتاوي ومقالات الشيخ عبدالعزيز بن باز 8/288-289 .
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-03-2006, 08:31 PM(1/1319)
جزاك الله خيراً على هذه النقول الطيبة ، ولكن لم يتبين لي الذي ترجح عندك من هذه الأقوال ، والحقيقة أن القول بالنسخ متعذر لأنه يحتاج إلى معرفة التاريخ وكما قال ابن شهاب الزهري في كلامه على الوضوء مما مست النار وكان يرى الوضوء مما مست النار فقيل له إنه منسوخ فقال : الناسخ والمنسوخ أعيا الفقهاء ، والجمع مقدم ما أمكن ، وإضافة لما سبق إليك إعادة لكلام ابن جزي ، وإضافة كلام الفخر الرازي إن شاء الله تعالى ، قال ابن جزي عند قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) المعنى أن دين الإسلام في غاية الوضوح وظهور البراهين على صحته بحيث لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه بل يدخل فيه كل ذي عقل سليم من تلقاء نفسه دون إكراه ويدل على ذلك قوله قد تبين الرشد من الغي أي قد تبين أن الإسلام رشد وأن الكفر غي فلا يفتقر بعد بيانه إلى إكراه وقيل معناها الموادعة وأن لا يكره أحد بالقتال على الدخول في الإسلام ثم نسخت بالقتال وهذا ضعيف لأنها مدنية وإنما آية المسالمة وترك القتال بمكة .
التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي ص89 – 90 .(1/1320)
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى :لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . فيه مسألتان المسألة الأولى اللام في الدّينِ فيه قولان أحدهما أنه لام العهد والثاني أنه بدل من الإضافة كقوله فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى النازعات 41 أي مأواه والمراد في دين الله المسألة الثانية في تأويل الآية وجوه أحدها وهو قول أبي مسلم والقفال وهو الأليق بأصول المعتزلة معناه أنه تعالى ما بنى أمر الإيمان على الإجبار والقسر وإنما بناه على التمكن والاختيار ثم احتج القفال على أن هذا هو المراد بأنه تعالى لما بيّن دلائل التوحيد بياناً شافياً قاطعاً للعذر قال بعد ذلك إنه لم يبق بعد إيضاح هذه الدلائل للكافر عذر في الإقامة على الكفر إلا أن يقسر على الإيمان ويجبر عليه وذلك مما لا يجوز في دار الدنيا التي هي دار الابتلاء إذ في القهر والإكراه على الدين بطلان معنى الابتلاء والامتحان ونظير هذا قوله تعالى فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ الكهف 29وقال في سورة أخرى وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الاْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ الشعراء 3 4 وقال في سورة الشعراء لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ إِن نَّشَأْ نُنَزّلْ عَلَيْهِمْ مّنَ السَّمَاء ءايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ومما يؤكد هذا القول أنه تعالى قال بعد هذه الآية قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ يعني ظهرت الدلائل ووضحت البينات ولم يبق بعدها إلا طريق القسر والإلجاء والإكراه وذلك غير جائز لأنه ينافي التكليف فهذا تقرير هذا التأويل(1/1321)
القول الثاني في التأويل هو أن الإكراه أن يقول المسلم للكافر إن آمنت وإلا قتلتك فقال تعالى لا إِكْرَاهَ فِى الدّينِ أما في حق أهل الكتاب وفي حق المجوس فلأنهم إذا قبلوا الجزية سقط القتل عنهم وأما سائر الكفار فإذا تهودوا أو تنصروا فقد اختلف الفقهاء فيهم فقال بعضهم إنه يقر عليه وعلى هذا التقدير يسقط عنه القتل إذا قبل الجزية وعلى مذهب هؤلاء كان قوله لا إِكْرَاهَ فِى الدّينِ عاماً في كل الكفار أما من يقول من الفقهاء بأن سائر الكفار إذا تهودوا أو تنصروا فإنهم لا يقرون عليه فعلى قوله يصح الإكراه في حقهم وكان قوله لا إِكْرَاهَ مخصوصاً بأهل الكتاب ، والقول الثالث لا تقولوا لمن دخل في الدين بعد الحرب إنه دخل مكرهاً لأنه إذا رضي بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمكره ومعناه لا تنسبوهم إلى الإكراه ونظيره قوله تعالى وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً النساء 94
أما قوله تعالى قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ ففيه مسألتان :
المسألة الأولى يقال بان الشيء واستبان وتبين إذا ظهر ووضح ومنه المثل قد تبين الصبح لذي عينين وعندي أن الإيضاح والتعريف إنما سمي بياناً لأنه يوقع الفصل والبينونة بين المقصود وغيره والرشد في اللغة معناه إصابة الخير وفيه لغتان رشد ورشد والرشاد مصدر أيضاً كالرشد والغي نقيض الرشد يقال غوي يغوي غياً وغواية إذا سلك غير طريق الرشد المسألة الثانية تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ أي تميز الحق من الباطل والإيمان من الكفر والهدى من الضلالة بكثرة الحجج والآيات الدالة قال القاضي ومعنى قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ أي أنه قد اتضح وانجلى بالأدلة لا أن كل مكلف تنبه لأن المعلوم ذلك وأقول قد ذكرنا أن معنى تَّبَيَّنَ انفصل وامتاز فكان المراد أنه حصلت البينونة بين الرشد والغي بسبب قوة الدلائل وتأكيد البراهين وعلى هذا كان اللفظ مجري على ظاهره .(1/1322)
التفسير الكبير للفخر الرازي 7 / 13- 14 .
---
د.حسن خطاف
07-06-2006, 12:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الأعزاء بارك الله بكم
ما أكثر الذين يتسلقون بهذه الآية من دعاة حقوق الإنسان مدعين أنها تقف في وجه عقوبة الردة المقررة في السنة النبوية ، فهناك مباحث كثيرة اطلعت عليه تجعل هذه الآية " لا إكراه في الدين على عمومها بحيث تشمل من أسلم ثم كفر ، وها الفهم في غاية من الخطورة لأنه يفسح المجال للمتلاعبين بالدين ، بحيث يكون هذا الفهم ذريعة للعبث بالدين والاستخفاف به وبأهله.
وعليه هذه الآية لها جانبان : جانب متصل بمن لم يسلم بعد فهي في تصوري عامة في كل أصناف الكفار ، فلا نكرههم في الدخول في الدين لأن الإكراه يخلق النفاق هنا ، وديننا غني عن ذلك .
الجانب الثاني من أسلم أو ولد مسلما ثم ارتد ، فهذه الآية لا صله بهؤلاء وتطبق عليه أحكام الردة عملا بقوله صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فاقتلوه .
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-06-2006, 12:43 PM(1/1323)
جزاك الله خيراً على هذا التفصيل المهم ولا شك أن الآية لاعلاقة لها بأصحاب الردة لأن المرتد جاء فيه نص قاطع وهو قول النبي صلى الله عليه : " من بدل دينه فاقتلوه " . أخرجه أحمد من حديث ابن عباس 1 / 282 ، 217 ، 219 ، والبخاري في كتاب استتابة المرتدين ، والمعاندين وقتالهم ، باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة رقم ( 6922 ) 4 / 279 ، وفي كتاب الجهاد ، باب لا يعذب بعذاب الله رقم ( 3017 ) 2 / 363 ، وأبو داوود في كتاب الحدود ، باب الحكم فيمن ارتد رقم ( 4351 ) 4 / 339 ، والترمذي في كتاب الحدود ، باب ما جاء في المرتد رقم ( 1458 ) 4 / 48 – 49 ، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب تحريم الدم ، باب الحكم في المرتد 7 / 104 ، وفي السنن الكبرى رقم ( 3523 ) 2 / 301 ، وابن حبان رقم ( 5606 ) 12 / 421 ، وابن أبي شيبة رقم ( 33143 ) 6 / 485 ، وعبد الرزاق 10 / 68 ، والدارقطني 3 / 113 ، والحاكم 3 / 620 ، والبيهقي في السنن الكبرى 8 / 202 ، وابن حزم في المحلى 11 / 190 . وبقوله : " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة " أخرجه البخاري في كتاب الديات ، باب إذا قتل بحجر أو بعصا رقم ( 6878 ) 4 / 268 ، ومسلم في كتاب القسامة والمحاربين رقم ( 1676 ) 3 / 1303 ، وبقوله لا يحل دم امرئ مسلم إلا من ثلاثة إلا من زنى بعد ما أحصن أو كفر بعد ما أسلم أو قتل نفس فقتل بها .أخرجه أحمد 6 58 ، 181 ، 205 ، والنسائي في كتاب تحريم الدم ، باب الصلب رقم ( 4048 ) 7 / 101 ، وفي كتاب القسامة ، باب سقوط القود من للكافر رقم ( 4743 ) 8 / 23 ، وفي السنن الكبرى رقم ( 3511 ) 2 / 299 ، ورقم ( 6945 ) 4 / 219 ، وابن أبي شيبة رقم ( 27902 ) 5 / 452 ، والدارقطني 3 / 81 ، والحاكم 4 / 408 ، 393 وصححه ، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي رقم ((1/1324)
3751 – 3752 ) 3 / 844 . وبقوله : " لا يحل قتل مسلم إلا في إحدى ثلاث خصال زان محصن فيرجم ورجل يقتل مسلماً متعمداً ورجل يخرج من الإسلام فيحارب الله عز وجل ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض " . أخرجه أحمد 6 58 ، 181 ، 205 ، والنسائي في كتاب تحريم الدم ، باب الصلب رقم ( 4048 ) 7 / 101 ، وفي كتاب القسامة ، باب سقوط القود من للكافر رقم ( 4743 ) 8 / 23 ، وفي السنن الكبرى رقم ( 3511 ) 2 / 299 ، ورقم ( 6945 ) 4 / 219 ، وابن أبي شيبة رقم ( 27902 ) 5 / 452 ، والدارقطني 3 / 81 ، والحاكم 4 / 408 ، 393 وصححه ، ومسلم نحوه في كتاب القسامة والمحاربين ، باب ما يباح به دم المسلم رقم ( 1676 ) 3 / 1303 ، وعن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذهب إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه ألقى له وسادة وقال : انزل فإذا رجل عنده موثق قال : ما هذا ؟ قال : كان يهودياً فأسلم ثم تهود قال: اجلس ، قال : لا أجلس حتى يقتل ، قضاء الله ورسوله ثلاث مرات ، فأمر به فقتل " . أخرجه البخاري في كتاب استتابة المرتدين ، والمعاندين وقتالهم ، باب إثم من أشرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة رقم ( 6923 ) 4 / 279 ، وفي كتاب الإجارة ، باب استئجار الرجل الصالح رقم ( 2261 ) 2 / 130 ، وفي كتاب الجهاد والسير ، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب ، وعقوبة من عصى إمامه رقم ( 3038 ) 2 / 368 ، وفي كتاب المغازي ، باب بعث أبي موسى ، ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع رقم ( 4341 – 4345 ) 3 / 160 – 161 ، وفي كتاب الأدب ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا رقم ( 6124 ) 4 / 114، وفي كتاب الأحكام ، باب ما يكره من الحرص على الإمارة رقم ( 7149 ) 4 / 330، وفي باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه رقم ( 7156 ) 4 / 332 ، ومسلم في كتاب الإمارة ، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص(1/1325)
عليها رقم ( 1733 ) 3 / 1456 – 1457 . ولا يخفاك اختلاف العلماء في المراد بالآية كما سبق ذلك في حصر أقوالهم ، وقد ذكرت سابقاً أن الذي يترجح عندي وهو اختيار جمع من العلماء : أن معنى قوله تعالى : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين ِ أي : لا تكرهوا أحداً على الدخول في الإسلام ، لكماله وقبول الفطرة له ، ولأنه بيِّن واضح جليٌّ في دلائله وبراهينه ، لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه فمن هداه الله للإسلام وشرح صدره ونوَّر بصيرته دخل على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً ، ولا منافاة بين هذه الآية والآيات الدالة على وجوب الجهاد ، لأن الجهاد مشروع لقتال كل من وقف في وجه الإسلام ، أما أنه يلزم ويكره على الدخول في الإسلام فلا ( قد تبين الرشد من الغي ) أي : ظهر وتميز الحق من الباطل ، والإيمان من الكفر والهدى من الضلال بالآيات والبراهين الدالة على ذلك ، فإذا تبين الرشد من الغي فإن كل نفس سليمة لابد أن تختار الرشد على الغي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/1326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سرقة علمية محزنة : (مشرف رسالة : أسماء سور القرآن وفضائلها ؛ لمنيرة الدوسري )يسرقها !
---
سرقة علمية محزنة : (مشرف رسالة : أسماء سور القرآن وفضائلها ؛ لمنيرة الدوسري )يسرقها !
---
عبدالرحمن الشهري
02-13-2007, 01:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لستُ أدري كيف أبدأ الحديث عن هذه السرقة العلمية ، لشعوري الشديد بالحزن والأسى لحال ذلك الأستاذ الجامعي الذي انتحل رسالة علمية لإحدى الباحثات اللاتي أشرف عليهن وزاد فيها ونقص من باب التعفية على السرقة العلمية ونشر الكتاب باسمه ، دون خوف من انكشاف أمره للباحثين إن لم يكن ثمة خوف من الحساب في الآخرة نسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة ، وقد سبق الحديث في مشاركات سابقة في هذا الملتقى عن سرقات علمية مماثلة(1) ، مع تحفظي الشخصي الشديد عن الخوض في مثل هذه القضايا على صفحات الموقع ، لكنني رأيت الحق في التنبيه على مثل هذه التجاوزات التي إن لم تحارب وتكشف للباحثين فإن هذا مفسد لحياتنا العلمية ولا بد ، ولا بد من الاحتساب في تتبع مثل هذه الأفعال المشينة لصفاء البحث العلمي وجلالته ، حتى يرتدع من يتجرأ على انتحال أعمال الآخرين والتشبع بها أمام الناس ، والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ، ونسأل الله العفو والعافية .
ما هي القصة ؟
أولاً : كتبت الباحثة الفاضلة منيرة بنت محمد بن ناصر الدوسري رسالتها للماجستير بعنوان (أسماء سور القرآن وفضائلها) وتقدمت بها إلى كلية الآداب للبنات بالدمام شرق السعودية ، وأشرف عليها أحد أساتذة الدراسات القرآنية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر عندما كان معاراً للعمل في تلك الكلية في صدر التسعينات كما يقول في التعريف بنفسه.(1/1327)
ثانياً : نوقشت هذه الرسالة في شهر شوال عام 1418هـ وشارك في مناقشتها الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي وفقه الله ، والدكتور محمد محمد القاسم .
ثالثاً : طبعت هذه الرسالة عام 1426هـ في دار ابن الجوزي في الدمام ، وسبقت الإشارة إليها في الملتقى تحت عنوان صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=21276) وقد بذلت الباحثة في رسالتها تلك جهداً مشكوراً ، وقدمت دراسة قيمة في بابها مع الصعوبات التي تعترض الباحثات بوجه خاص ، وصعوبة الوصول لبعض المصادر ، وبالرغم من ذلك فقد تميزت رسالتها بالرجوع لعدد كبير من المصاحف المخطوطة التي أغنت البحث في باب تسمية السور بشكل ظاهر تشكر عليه الباحثة وفقها الله .
رابعاً : قام المشرف على الرسالة بطباعتها باسمه عام 1424هـ مع تغيير العنوان إلى :
معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره -نظرة جديدة في التفسير الموضوعي
وقد أخذ رسالة الباحثة برمتها وهوامشها مع بعض التعديلات والزيادات الطفيفة . ويمكن إجمال التعديلات التي أحدثها على الكتاب فيما يلي :
1- تغيير صيغة العنوان من (أسماء سور القرآن وفضائلها) إلى (معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره
- نظرة جديدة في التفسير الموضوعي) .
2- استبعاد مقدمة الباحثة وخاتمتها وفهارس الرسالة ، وكتابة مقدمة وخاتمة إنشائية من عنده لا روح فيها .
3- قدم للكتاب عميد كلية أصول الدين الأستاذ الدكتور منيع عبدالحليم محمود وفقه الله بمقدمة أثنى فيها على الكتاب وأسلوبه الأدبي البديع ! ولا ألومه فهو لم يعلم بحقيقة الأمر . كما قدم للكتاب أيضاً الأستاذ الدكتور محمد سالم أبو عاصي الأستاذ بالكلية وحاله كحال العميد لم يعلم بالأمر فيما أظن .(1/1328)
4- قام الدكتور بالترجمة لبعض الأعلام الذين أغفلتهم الباحثة - قصداً - لشهرتهم ، فقد شرطت الترجمة للأعلام غير المشهورين ، فأغفلت الترجمة لأبي بكر الصديق والشافعي ، فقام بالترجمة لهم .
5- ذكر مسيرته العلمية فذكر أنه قد عمل في المدينة المنورة عام 1402هـ ، وأن فكرة الكتاب قد بدأت معه منذ ذلك الحين ، ثم ما زالت الفكرة معه في رحلته للعمل مرة أخرى في كلية الآداب للبنات في الدمام ، فقال :(وقد أفدت من فكرته - أي الكتاب - بعضاً ممن أشرفت عليهن بكلية الآداب سالفة الذكر حيث حصلت إحدى الباحثات على رسالة لها بمرتبة الشرف الأولى استمدت فكرتها وموضوعها مما كنت أعددته لبناء هذا الكتاب في بعض جوانبه فلما انتهت إعارتي تلك وعدت إلى كلية أصول الدين جامعة الأزهر حيث علمي بها كان كل شيء بتوفيق الله عز وجل يقوم على خدمة هذا الكتاب قد اكتمل ، وبدأت أكتب كتابي الماثل بين يدي القارئ ، وكنت أتمهل وأتروى في إعداده حتى يخرج إلى النور وقد مسته ركيزة التروي والأناة) 1/3 وأنا أعجب من هذا الزمن الطويل الذي بقيت فيه هذه الفكرة في ذهن المؤلف حتى إذا ناقشت الباحثة الرسالة ، وجد المادة العلمية قد اكتملت بين يديه فتطابقت تماماً مع بحث الطالبة.
والغريب أنه حين سرد الرسائل التي أشرف عليها في التعريف بنفسه لم يشر إلى هذه الرسالة التي أعدتها الطالبة منيرة الدوسري تحت إشرافه .
6- أضاف إلى كتاب الباحثة أيضاً ذكر مكان نزول السورة ، وعدد آياتها ، وحروفها ، وترتيبها على وجه الاختصار في أول كل سورة ، وحاول تغيير بعض العبارات فلم يوفق لتعفية الآثار .(1/1329)
7- نقل الدكتور حواشي الباحثة برمتها ، ومنها الحواشي التي تذكر فيها الباحثة اطلاعها على مصاحف مخطوطة في الرياض بجامعة الملك سعود وجامعة الإمام ، وفي بيت القرآن بالبحرين . ولا أدري كيف اطلع الدكتور عليها في تلك الأماكن مع إنه لم يشر إلى زيارته لتلك المناطق في سيرته ، وكونه لا يستطيع الاطلاع على تلك المصاحف بنفسه لكونه بصيراً منذ كان في السادسة من عمره كما ذكر .
صورة غلاف كتاب الباحثة .
http://www.tafsir.net/images/soaaaar.JPG
صورة لكتاب الدكتور المشرف !
http://www.tafsir.net/images/jumaaaah.jpg
وقد وازنت بين الكتابين فوجدت التطابق التام بين الكتابين إلا فيما ذكرت أنه أضافه على الكتاب رغبة في التغيير ، وربما أساء التصرف والتعديل فأخل بسياق الكلام ، وغير في العناوين في بعض المواضع فلم تتناسب مع المحتوى. وهذا نموذج واحد من الكتابين ، ولم أرد تصوير صفحات أكثر من ذلك لكثرة التطابق ، فهذا النموذج يحكي بقية الكتاب والله المستعان على هذه المصيبة ، وقد ترددت في ذكر اسم الدكتور مراراً ولم أفعل في الكتابة ، ولكنني بعد استشارة بعض المشايخ الذين أثق برأيهم آثرت وضع صورة غلاف الكتاب دون تصرف وأستغفر الله .
هذه صفحة من كتاب الباحثة .
http://www.tafsir.net/images/soaaaar1.jpg
وهذه نفس الصفحة من كتاب الدكتور المشرف وهي لم تظهر كاملة ولعلي أحاول مرة أخرى رفعها كاملة .
http://www.tafsir.net/images/jumaaaaha.jpg
وأدعو الباحثة الدكتورة منيرة الدوسري لمخاطبة كلية اصول الدين بجامعة الأزهر للتنبيه على هذه المسألة ، كما أدعوها للتعليق على هذا الموضوع ، وأعوذ بالله أن أكون قد ظلمتُ الدكتور بمقالي هذا ، لكنني - عَلِمَ اللهُ - لم أكتب هذا المقال إلا بعد تأمل دقيق وموازنة بين الكتابين كذلك ، وعدم العثور على أي عذر للدكتور في صنيعه هذا .
في 24/1/1428هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1330)
(1) انظر :
- داء السرقات العلمية متى ينتهي ؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5561).
- سرقة علمية من العيار الثقيل !! (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3926)
---
عبدالله العلي
02-13-2007, 06:56 AM
أحسنت أخي اباعبدالله
وأمر محزن جدا
وأؤيد أن تقوم الباحثة بمخاطبة كلية أصول الدين بالأزهر
---
منصور مهران
02-13-2007, 08:40 AM
قلت :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إذا كان محل القدوة مشغولا بسارق
فأنّى لنا بالثقة في معاملاتنا وفي ثقافتنا ؟
إنها والله وصمة يندى لها جبين الحُرّ
كنت منذ عامين اقترحت أن نؤلف جمعية لحماية العلم من الغش والسرقة
على غرار : جمعيات حماية المستهلكين
وما القارئ إلا مستهلك وله مثل هذه الحقوق سواء بسواء
أو على غرار : حق الأداء العلني
لأن قوانين ( حق المؤلف ) لا تتضمن شيئا من ذلك
والآن حصحص الحق ووجب الحزم في مواجهة العبث
فماذا تظنون أن يكون الحل الأمثل ؟
شاركونا في تدبر الأمر - جزاكم الله خيرا
ولا تأخذكم في الحق لومة لائم
ولا يجرمنكم شيء من العلائق أن لا تعدلوا
اعدلوا هو أقرب للتقوى .
---
أبو ياسر
02-13-2007, 09:14 AM
جزاك الله أخي على هذا الموضوع ،، ولو لم يكن إلا أن يعرَّف باسمه لكفاه نسأل الله العافية .
عندي سؤال ؟
وجوابه : أبشروا بخير !
الأول : من الذي يكتب التوفيق والقبول للكتب والمؤلفات ؟
الثاني : من الذي يكتب القبول للمؤلفين والمؤلفات ؟
الثالث : هل الساعي مثل الراكب ؟
هذه الأسئلة وجوابها أراه بين أيديكم .
وأدعو الباحثة - كما قال أبا عبد الله - لمخاطبة كلية اصول الدين بجامعة الأزهر للتنبيه على هذه المسألة . ولا حول ولا قوة إلا بالله
---
أحمد البريدي
02-13-2007, 10:56 PM(1/1331)
الله المستعان , هذه ليست بأخلاق أهل العلم , والذي أراه هو مخاطبة المسئولين كما ذكر الأخوة وزيادة على ذلك الاتصال بالسارق وتخويفه بالله ومناصحته لمن يستطيع الوصول إليه .
---
أبو ياسر
02-14-2007, 10:08 AM
عفا الله عني وعنه
---
جمال أبو حسان
02-14-2007, 12:05 PM
انا لا اميل الى مخاطبة الازهر ولا غيره لان هذه المخاطبات غير مجدية ولي تجارب مع مثلها ارهقتني دون ان اصل الى بغيتي والراي عندي ان تختار الباحثة الكريمة محاميا يقوم برفع دعوى قضائية على هذا اللص
وقد ثبت عندي ان هؤلاء لا يخافون الا بمثل هذه الطريقة
والله المستعان
---
أبو حازم الكناني
02-14-2007, 06:00 PM
أرى التشهير به وبامثاله في موقع لصوص الكلمة على الرابط:
http://bader59.com/main.htm
أو إنشاء صفحة مخصصة في هذا الملتقى المبارك مع التنسيق مع صاحب الموقع المذكور
لوضع (بنر دعائي) يوصل لهذه الصفحة مباشرة.
ومن باب العدل: اتاحة الفرصة للمتهم لتقديم دفوعاته ونشرها إن اراد.
وأقول كما قال الأخ الكريم أبو ياسر: عفا الله عنا وعنه، وأزيد: اللهم استرنا عيوبنا في الدنيا والاخرة
---
عبدالرحمن السديس
02-15-2007, 01:41 PM
أعوذ بالله، لا بد من تظافر الجهود لردع اللصوص، وكشفهم إمام الناس، فهم وصمة عار في جبين العلم والعلماء .
---
أبو بيان
02-15-2007, 02:29 PM
أذكِّر أختي الباحثة الكريمة بأن هذا نوع من الابتلاء, لا يزداد به المؤمن إلا خيراً.
وبخصوص هذه الظاهرة المشينة فأعتقد أن من أعظم الحلول المؤثرة في كبحها وتعرية أهلها:
إثبات القضية بعد قراءة وتمحيص ومقارنة, وتوضيحها بصور من كلا الكتابين, ثم عرضها في الملتقيات العلمية المتخصصة والعامة.(1/1332)
فقد لمست أثراً محموداً جداً لهذه الطريقة في الموضوعات السابقة التي أشار إليها المشرف الكريم أبو عبد الله, فإن الطائفة العريضة من مرتادي هذه المواقع والناهلين منها هم أهل العلم وطلبته, وعلى أيديهم يفضح هؤلاء, ويرتدع غيرهم, ويظهر الحق, ويخنس الباطل.
فأوصي إخواني بإشهار هذه المعلومات وإظهارها في عامة المواقع العلمية, بمثل ما فعل أخي عبد الرحمن وفقه الله.
---
جمال حسني الشرباتي
02-15-2007, 09:22 PM
السلام عليكم
عندي سؤال موجه إلى الدكتور الشهري حفظه الله
هل يوجد قانون ما فيما يتعلق بالرسائل الجامعيّة يجعل الرسالة وكأنها مجهود مشترك للمشرف والطالب؟؟
---
د. أنمار
02-16-2007, 02:32 AM
يا جماعة الخير، لإكمال الحكم، لابد من النظر في كلام الطرف الآخر.
وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب.
==============
فلعله فعلا كان هو صاحب الفكرة والمراجع والهوامش، وتكرم بها على الطالبة وأرشدها لجمع البقية الباقية من موضوعها.
ولا تنسوا أنه في المقابل هناك من يقوم بكتابة البحوث للطلبة الخائبين من الجلدة للجلدة إما بمقابل مادي أو أن يكون اشتراط بنشر الكتاب لطرف ما أو بيع حقوقه ...إلخ
=============
ما سبق مجرد افتراض، ولا أعلم الرجل الدكتور ولم أسمع به ولا بالطالبة الدكتورة من قبل، فالعفو منكم
والله أعلم
---
ابن الجزيرة
02-16-2007, 07:15 AM
د. أنمار، جزاك الله خيراً على حرصك وتتبعك للحق لكن المعروف عن الدكتور عبد الرحمن الشهري هو التثبت في الأمور السهلة فكيف بمثل هذا الموضوع، فالشيخ لم يكتب هذا إلا بعد أن ثبت لديه وقوع السرقة ، والله المستعان.
---
الجكني
02-16-2007, 07:53 AM
أخي ابن الجزيرة :(1/1333)
كلام د/ أنمار واضح وفي محله ،مع كل ما أكنه "شخصياً" لأستاذنا د/ عبد الرحمن من الحب والتقدير،يبقى الكلام من طرف واحد حتي يقوم الطرف الثاني ببيان حجته ،وثقة د/الشهري وعدم تسرعه شيء معروف لا غبار عليه ،لكن إثبات "السرقة" أمر "حساس " لا بد من معرفة "خفايا "موضوعها 0حتى إذا ما ثبتت عليه لايجد محيصاً ولا مهرباً0
ولك أخي ابن الجزيرة كامل التحية والتقدير0
---
عبدالرحمن الشهري
02-16-2007, 04:26 PM
أشكر جميع الإخوة الذين عقبوا على هذا الموضوع .
ويعلم الله أنني قد ترددت كثيراً في طرح الموضوع ابتداءً ، ثم في إظهار غلاف الكتاب الثاني وعليه اسم الدكتور دون طمسه كما جرت عادتي في هذا الموقع ، غير أنني لاعتبارات واستشارات أقدمتُ على إظهاره وإن كنت إلى الآن متأسفاً أنني أظهرت الاسم . لكن على كل حال أرجو ألا أكون قد وقعت في الإثم بهذا إن شاء الله ، وأستغفر الله من كل ذنب ، وأنا على أتم الاستعداد لتحمل نتيجة خطئي - إن كنت مخطئاً - مهما كانت التبعات ، والذي دفعني للنشر أسباب منها :
1- أن مرتاديه من أمثالكم من طلبة العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بها من أهل العلوم الإسلامية المختلفة ، الذين يهمهم أمر الكشف عن حقيقة الأمر للإحاطة فحسب ، مع البعد عن التجريح والإساءة ، والخروج عن الموضوع بالإساءة إلى الدكتور المقصود أكثر مما يحتمله التنبيه ، فإنني - رغم اعتراضي على تصرفه هذا - أظن أنه ليس الأصل - إن شاء الله - في سائر مؤلفاته وجهوده العلمية ، علماً أن هذا الكتاب هو السابع عشر في عدد مؤلفاته .
وإنما هدفنا الاحتساب لحفظ حق العلم وأهله ، وكما تفضل الأستاذ الخبير منصور مهران والدكتور جمال أبو حسان ، ما المانع من تكاتف الجهود وسن القوانين للحد من هذه الحوادث الفردية حتى لا تتفشى في حقل العلم ، ولا سيما علوم الشرع ، علماً أننا لم نشر في الملتقى إلا لما يتعلق بالدراسات القرآنية فحسب .(1/1334)
2- أنه ليس لدي وسيلة خاصة مناسبة أظهر بها للقراء الذين يملكون الكتابين أو أحدهما حقيقة الأمر إلا هذا الملتقى على قلة انتشاره .
3- أنني قد تثبتُّ من الأمر من عدة جهات ، ولكن للإنصاف ليس منها الدكتور المشرف المقصود لعدم معرفتي به ، وإن كان الأولى بي أن أفعل ذلك ، وأتفق مع أخي الدكتور أنمار والدكتور السالم في أن هذا حق مشروع للدكتور المشرف أن يبين وجهة نظره في الأمر وهذا ما نتمناه لو حدث ، وليت الزملاء القريبين منه يدعونه لهذا ؛ لأن غايتنا معرفة الحقيقة حفظاً للعلم وجنابه أولاً ، ولحقوق الباحثين ثانياً ، وأكرر استعدادي لتحمل أي تبعات في هذا مهما كانت، وأشكر أخي الكريم ابن الجزيرة على حسن ظنه بأخيه ، وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنه ، وأشكر الإخوة الذين هاتفوني وكاتبوني حول هذا الموضوع لحرصهم على الموقع والقائمين عليه ، وعلى مصداقيته .
وأدعو الأخت الكريمة الدكتورة منيرة بنت محمد الدوسري لإبداء رأيها من جانبه العلمي ، مع تقديري أنها ربما تتحرج من الحديث بسوء حول أستاذها والمشرف على بحثها ، إلا أنني أؤكد أنه يجب عليها بيان الحقيقة للقراء دون إساءة لأحد إن شاء الله .
أما سؤال الأستاذ جمال الشرباتي : هل يوجد قانون ما فيما يتعلق بالرسائل الجامعيّة يجعل الرسالة وكأنها مجهود مشترك للمشرف والطالب ؟
فلا أعرف قانوناً كهذا ، وإن وجد فلن يكون معناه جواز انتحال أحدهما للبحث دون الإشارة للآخر كشريك في البحث .
وأما قول أخي الدكتور أنمار : فلعله فعلاً كان هو صاحب الفكرة والمراجع والهوامش ، وتكرم بها على الطالبة وأرشدها لجمع البقية الباقية من موضوعها.(1/1335)
فأقول : هذا احتمال واردٌ ، لكن هذه مصيبة لو تحققت فهذا يعني أنه ليس جهد الطالبة ، وأنها لا تستحق تلك الدرجة التي حصلت عليها بهذا البحث ؛ لأن كتابها كله مضمن في كتاب الدكتور. لكن هذا عندي احتمال بعيدٌ لأنه - في ظني - ما كانت الطالبة لتقدم على نشر رسالتها لو كان الأمر تم بهذه الصورة ، وإنما ستكتفي بالحصول على الدرجة ، ثم تسعى بعد ذلك لسحب هذه الرسالة من أرفف مكتبة الكلية حتى لا يكشف أمرها ولو بعد حين ، فضلاً عن أن تقوم بنشر بحثها بكل ثقة ، فالذين يسطون على أعمال الغير يحرصون في العادة على التخفي كما هو شأن اللص الحاذق ، على حد قول البردوني : واللص يخشى سطوع الكوكب الساري .
وأما قول الدكتور أنمار ولا تنسوا أنه في المقابل هناك من يقوم بكتابة البحوث للطلبة الخائبين من الجلدة للجلدة إما بمقابل مادي أو أن يكون اشتراط بنشر الكتاب لطرف ما أو بيع حقوقه ...إلخ
فهذه مصيبة كبيرة ، سمعت عن بعضها ولم أتحقق منها بنفسي ، وهي خيانة للعلم وأمانته ، وجناية على الحقيقة ، إن ترتب عليها شهادة علمية فهي شهادة زور ، ولا يرضى بها إلا من قلَّ حظه من الدين والورع والعقل .
---
أبو بيان
02-17-2007, 03:41 AM
كلام الدكتور أنمار صحيح وفي محله؛ حيث قال: لإكمال الحكم لا بد من النظر في كلام الطرف الآخر. وكلام الطرف الآخر موجود فيما نقله الدكتور عبد الرحمن من مقدمة الدكتور المشرف: (حيث حصلت إحدى الباحثات على رسالة لها بمرتبة الشرف الأولى استمدت فكرتها وموضوعها مما كنت أعددته لبناء هذا الكتاب في بعض جوانبه) فالدكتور يقرر في كلامه هذا حقيقتين:
الأولى: أن الطالبة استمدت فكرة الرسالة وموضوعها منه, وهذا وارد جداً, وتأكيده يكون من الطالبة.(1/1336)
الثانية: أن رسالة الطالبة تمثل بعض جوانب كتاب الدكتور, وهذا باطل من خلال ما ذكره الدكتور عبد الرحمن من تتبع مباحث الكتابين بقوله: (وقد وازنت بين الكتابين فوجدت التطابق التام بين الكتابين إلا فيما ذكرت أنه أضافه على الكتاب رغبة في التغيير ، وربما أساء التصرف والتعديل فأخل بسياق الكلام ، وغير في العناوين في بعض المواضع فلم تتناسب مع المحتوى).
ولو قلنا بقول أخي الدكتور أنمار: (فلعله فعلا كان هو صاحب الفكرة والمراجع والهوامش، وتكرم بها على الطالبة وأرشدها لجمع البقية الباقية من موضوعها) لم يتغير شيء في أصل القضية؛ فكونه صاحب الفكرة لا يعني أنه صاحب الكتاب, ثم تكرمه بالفكرة والموضوع على الطالبة - لو افترضناه - لا يبيح له أن يعود في هبته ويطبعه باسمه, ثم ما دمنا قد وصفنا الكتاب بأنه موضوع الباحثة فلا حظ للمشرف فيه.
والخلاصة أن كتاباً واحداً يُطبَع باسمين مختلفين لمؤلِّفَين مختلفين لا يخلو من أحد ثلاثة أحوال:
1- أن يكون الكتاب للطالبة, وهذا هو الأصل الذي أقره المشرف, ولا يصار لغيره إلا بدليل.
2- أو يكون الكتاب للمشرف, وكل القرائن تدل على بعده.
3- أو يكونا اشتركا في تأليفه, وهذا ما لم يكن, ولم يقله أحدهما.
والقرائن التي ذكرها أخي الكتور عبد الرحمن جميعها متظافرة على أن هذا الفعل سرقة صريحة لا مجرد توارد أفكار, أو تعاون باحثين, وإحسان الظن مطلب عند انعدام الدلائل والقرائن, فكيف وقد تظافرت؟! والله المستعان.
---
د.يسري خضر
02-17-2007, 01:54 PM
حين قرأت هذا الموضوع نزل بي من الحزن والضيق ما الله به عليم ، فقد ذكرني بكُثرٍ ، لكن العجب أن يفعلها الكبار من المنسوبين إلى القران الكريم .(1/1337)
وقد حدث مثلها حيث سرق أستاذ جامعي في الفقه 600 فقرة من رسالة الدكتور حسن أبو غدة ، وموضوعها فقه المعتقلات والسجون وقد أقام الدكتور أبوغدة دعوي قضائية في الرياض وحكمت له المحكمة ، ومن أراد معرفة التفاصيل ففي كتاب أبوغدة طبعة الرشد .
ولاعليك شيخنا عبد الرحمن
---
فهد الرومي
02-17-2007, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حزَّ في نفسي أن يبدي الدكتور عبدالرحمن أسفه لإظهار اسم المشرف ، مع أن التطابق التام بين الكتابين يوجب إظهار اسميهما وكتابيهما وإعلان ذلك حتى يتبين الأصل منهما ، ومع أن رد الدكتور عبدالرحمن كان متأنياً متحفظاً متأدباً واستند فيما كتب إلى الحجج والبراهين الواضحة ، ومع ذلك صاغ أسلوبه وعبارته بلطف وأناة يغبط عليهما وترك الحكم بعد وضوح الأدلة للقراء .
وباعتبار أني أحد أعضاء لجنة المناقشة كما ذكر الدكتورعبدالرحمن و اطلعت على الكتابين وقد طلبت مني دار ابن الجوزي كتابة مقدمة للكتاب قبل نشره ، فإن لي رأياً قد أبديه بعد أن يرد المؤلفان أو أحدهما .
وأؤكد على ضرورة أن يحافظ الملتقى العلمي المبارك هذا على سياستة العلمية في تأكيد وجوب المحافظة على الأمانة العلمية وكشف الحقائق ولا مجال للمجاملات العلمية في مثل هذا. والأدب الذي يجب أن نلتزمه في الميدان العلمي هو التزام الحقيقة بكل تجرد وإعانة المظلوم ونصرة الحق أيا كان صاحبه وفق الله الجميع وسدد الخطى .
---
أبو فهر السلفي
02-17-2007, 03:11 PM
ولربما أضاع الورع الزائد حقوقاً لا سبيل لردها إلا بالمصارحة والمكاشفة ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله...
---
الكشاف
02-17-2007, 05:44 PM
سرقة محزنة حقاً والله المستعان .(1/1338)
في بعض الدول التي تحترم العلم وحقوقه تعاقب على مثل هذا بطي قيد من يثبت عليه هذا من الجامعة ، وتحاكمه وتشهر به ، وأذكر أحد الزملاء في دولة عربية من دول الشام ذكر لي أن أحدهم عثر على بحث قديم في مجلة قديمة صدرت قبل ستين عاماً تقريباً
فزينت له نفسه انتحال هذا البحث وتقديمه للترقية في إحدى الجامعات ، فلما وقع في يد أحد المحكمين للبحث تذكر أن هذا الكلام سبق له أن مر عليه ، فتتبع الأمر حتى عثر على البحث الأصلي ، ثم بعث بالبحثين لعمادة البحث العلمي في الجامعة فرفعته لمدير الجامعة .
استدعى مدير الجامعة الباحث المزور ، وناوله ورقة بيضاء لكتابة استقالته
فاندهش الدكتور : لماذا ؟
فأراه البحثين ! وقال : إما تقديم الاستقالة والستر عليك ، وإلا فالفضيحة على الأشهاد !
فسلم صاحبنا للحقيقة وقدم استقالته .
وهذا موقف حازم من مدير الجامعة يردع المستهترين الذين لا يخافون الله .
لكن ليت شعري : هل سيصنع بهذا الدكتور الذي ذكره الدكتور عبدالرحمن مثل هذا ؟ ليته يحدث هذا حتى يعتبر به الآخرون ، وأتفق تماماً مع ما تفضل به أستاذنا الدكتور فهد الرومي .
---
أحمد الطعان
02-17-2007, 10:11 PM
شيء مؤسف ومحزن ليته لم يفعل إنه يسيء إلى الباحثين المسلمين ويعطي صورة مزرية لحال البحث العلمي في بلادنا الإسلامية ...
ولا بد من ملاحقته بكافة الوسائل القانونية والتشهيرية حتى يعترف بخطئه ويعلن أسفه ويبادر إلى إعادة الحق لأهله ...
ونرجو من الإخوة الذين لهم صلة به إطلاعه على ما هو مكتوب هنا في الملتقى عنته لعله يرتدع ...
---
محمد سعيد الأبرش
02-17-2007, 11:52 PM(1/1339)
لا تتأسفوا كثيراً فولله ما هذا إلا غيض من فيض وإني لأعرف أشخاصاً ليس لهم من عمل إلا كتابة الرسائل العلمية لطلبة جهال كسالى مقابل مبلغ مادي متفق عليه، وكم من أصحاب تلك الدال المشؤومة قد كُتبت له أبحاثه ورسائله وهو غارق في الجهل، والعكس موجود أيضاً بكثرة، فكم من أسماء كبيرة ليس لها من نتاجها إلا حسن انتقاء السرقات ومعرفة طريقة القص واللصق التي شاعت في هذه الأيام، فلله الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
---
منيرة الدوسري
02-18-2007, 06:49 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...
بداية أشكر الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري جزيل الشكر على حرصه على إظهار الحق ، وإثباته لأصحابه ، وجهوده في التصدي للبحوث المسروقة ، وإن رأيت منه ترددا .. إلا أني لا ألومه في ذلك بسبب أبطائي عن الرد ..
فاعتذر منه ومن القراء الكرام على تأخري في الرد وذلك بسبب سفري وانشغالي في فترة الإجازة..
وقد آلمني كثيرا خبر سرقة رسالتي العلمية (الماجستير) والتي طبعت ونشرت في دار ابن الجوزي ، وخاصة أنها لم تأت من شخص بعيد إنما كانت من مشرفي عليها .
ومن المصادفة.. أني في خلال عملي في عمادة الدراسات العليا بكليات البنات ، تردنا بعض الاتصالات تشتكي من خلالها الطالبة من سرقة المشرفة لرسالتها العلمية بعد وعدها إياها أن تطبعها وتنشرها لها ، فتفاجأ الطالبة بأن الرسالة قد طبعت باسم مشرفتها ، وتتساءل الطالبة عن كيفية أخذ حقوقها ، وكنت أتألم لهذا الوضع وأحدث نفسي كيف نحمي حقوقنا من السرقة؟
وإذا أنا الآن أقف في نفس موقف تلك الطالبة ، لكن الفرق بيننا أن المشرفة قد وعدتها بطباعة البحث لها واستلمت مقابل ذلك مبلغا من المال ، ثم ظهر في الأسواق باسم المشرفة وعلى حساب الطالبة !!! فإنا لله وإنا له راجعون .(1/1340)
أما أنا فلم يكن لي أي اتصال مع المشرف بعد مناقشتي مطلقا ، ولم يكن لي علم بطباعة كتابه الذي غير فيه فقط عنوان رسالتي .
والذي أريد أن أوضحه أن هذه الرسالة على ما فيها من قصور هي من جهدي المقل .. ولم يكن للدكتور المشرف إلا اقتراح الموضوع حاله كحال المشرفين على رسائل الماجستير ، فهل اقتراح الموضوع من قبل المشرف يجيز له أن ينتحل رسالة علمية سجلت باسمي وعملت بها ثلاثة أعوام ؟(فكونه صاحب الفكرة لا يعني أنه صاحب الكتاب ) كما قال أبو بيان .
و الحقيقة أننا كطالبات في كليات البنات كنا نقرأ الرسالة على المشرف إذا كان كفيفا ، وهذا كان حالي مع مشرفي اقرأ عليه بالساعات ولا اسمع ردا أو ملاحظة أو تعليقا ، فلم يكن إشرافه دقيقا ، وكنت مقدرة له ذلك بحكم أنه كفيف فلم أرد أن أثقل عليه .
فواصلت مسيرتي العلمية في البحث والسؤال واستشارة أهل التخصص و اضطررت فيها إلى البحث عن أسماء السور في المصاحف القديمة في جامعات المملكة وفي بيت القرآن بالبحرين ، فهل ما قمت به من سفر وبحث قام به مشرفي بنفس الوقت ؟ وهل كل كلمة كتبتها في بحثي سواء أطلع عليه أو لم يطلع عليها له حق بنشرها باسمه ؟!! حسبنا الله ونعم الوكيل ..
إضافة إلى ذلك.... أن ما يحز في القلب أن المشرف لو كان له بصمات أو توجيهات واضحة في الرسالة لهانت ، إنما يُرسل له قرابة ثلاثمائة صفحة للإطلاع عليها ـ بعد انتهاء إعارته وذهابه لمصرـ فترجع لي كما هي ، إلا تصحيح خطأ ورد في اسمه !!!! ولم يكن هذا حالي إنما كان كثير من زميلاتي ممن يعانين مثلي ، فكنا نسجل رسائلنا معهم لأنه لا يوجد في القسم غيرهم ، ثم نبحث في جامعتنا من نستشيره في بحوثنا !!
فكان أول مبحث كتبته في الرسالة وهو بعنوان (تعدد أسماء السور وسبب اختصاص السور بأسماء معينة ) أرسلته للأستاذ الدكتور محمد الشايع حفظه الله ، فوجهني بتوجيهات كانت هي الانطلاقة التي بدأت بها في بحثي ..(1/1341)
لهذا أقول يا دكتور أنمار .. ليس لمشرفي إلا الفكرة ... فلم يكن صاحب هوامش ولا مراجع .. فضلا عن أن أكون أنا ممن وصفتهم في كلامك !!
ولذا يا أستاذنا عبدالرحمن .. لا أجد أن التشهير كثيرٌ على مثل هؤلاء لكشفهم أمام الناس .. فمن الإنصاف بيان الحقيقة للقراء .
فنحن كما قال الاستاذ منصور مهران بحاجة إلى جمعية لحماية حقوق المؤلفين ...
وأتمنى أن أرى دفاع الدكتور عن نفسه ، وأشك في ذلك ؛ لأنه ليس له أي مبررات .
وأخيرا أشكر كل من ساهم وشارك في إظهار الحقيقة .. وأتمنى ألا يقع أحد منكم في مثل ما وقعت فيه ... وعزائي ما قال أبو بيان حفظه الله (بأن هذا نوع من البلاء ، لا يزداد به المؤمن إلا خيرا)
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
---
د.خضر
02-18-2007, 12:02 PM
أحي أهل الملتقى الكريم وأقول:
إنني مع الرأي القائل إنه لابد من أن يخرج واحد من الاثنين عن الصمت بالتحدث عن نفسه أصالة وإبداء الرأي لأن
قضية تثار بالنيابة عن صاحب الحق الأصيل وهو على قيد الحياة أمر يحتاج إلى التروي والإحجام، والكتاب المحتمل
سرقته موجود في المكتبات هنا ، والكتاب الآخر مطبوع متداول هنا بالسعودية، والأخت صاحبة الرسالة أظن أنها
ليست بعيدة عن الاستفهام منها وإبداء الرأي في القضية بنفسها ، وفضيلة الدكتور المتهم له من القنوات والطرق
والهواتف الموجودة لدينا ما به يهاتف ويسمع له، وهو للعلم من كبار العلماء في الأزهر ولا أتخيل أنه يعلم ما أثير على
موقعنا هذا المبارك لأنه ـ على حد علمي ـ لا اطلاع له على النت، لاعتبارات متعددة منها عمله العلمي الذي يبتلع وقته
بالكلية، وكونه يحتاج إلى متصفح لأنه بصير، ...... وعلى هذا فالقضية تساوي صفر إذا لم يرد واحد من الطرفين،
وتكون في مكان ومقام الفضح لا أكثر لكلا الطرفين، بالسكوت من المسروق منه، والقبول من السارق، لأنها لاتخرج(1/1342)
عن هذا الإطار، علما بأنني التقيت الدكتور صاحب الكتاب مرة واحدة في حياتي، وهي المرة التي تحدثت معه عن هذا
الكتاب، وأخيرا أقول: الحق أحق أن يتبع ولو على أنفسنا أو الوالدين والأقربين.
ولست أبداً مع الجزم المسبق الذي تم تصدير الموضوع به " {مشرف رسالة :أسماء سور القرآن وفضائلها؛ لمنيرة
الدوسري يسرقها }
وأشكر لأخي العزيز الموفق الدكتور عبد الرحمن أدبه الجم ، وخلقه الكريم وتصديه الشجاع لتحمل تبعات ما طرح.
---
مساعد الطيار
02-18-2007, 09:48 PM
الحمد لله ذي الكمال ، أما بعد :
فإن ما ذكره أخي الدكتور عبد الرحمن من وجود سرقة علمية مشين جدًا ، لا ريب في ذلك .
ومهما اختُلف معه في طريقة طرحه للموضوع ، فإن المحصلة التي لابد منها أن يقع من الدكتور الفاضل ـ مشرف الرسالة ـ ردٌّ وتعقيب ، وكأني فهمت من مشاركة الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر أن له صلة بالمشرف ، أو أنه يستطيع إيصال هذه المعلومة له ، ولعله يقوم بذلك لنتبين الأمر .
ولعل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر لم ينتبه للمشاركة التي قبله ، فهي من المؤلفة ؛ لأنه قال : ( والأخت صاحبة الرسالة أظن أنها ليست بعيدة عن الاستفهام منها وإبداء الرأي في القضية بنفسها ) ، فالمؤلفة أبدت وجهة نظرها ، وأرجو أن يراجع مشاركتها .
ولكي لا تطول القضية ، وهي محصورة ، ونحن متفقون في أن السرقة أمر شين في حق الشخص ، بله المتخصص في علوم أشرف كلام ، فما بقي إلا أن يُتصل بالمشرف لعله يدرأ عن نفسه ، فلعل له عذرًا في ذلك .
---
فهد الرومي
02-19-2007, 12:01 AM
ومن النزاهة ماقتل !
لا أدري لم هذا التردد والتحرج من القول بما هو ظاهر واضح ! لنفرض جدلاً أن المشرف هو كاتب الرسالة من الغلاف إلى الغلاف فماذا يعني حضوره المناقشة ومباركته للطالبة وتوقيعاته المتعددة الرسمية على إنجاز الباحثة للرسالة وموافقته على مناقشتها وتشكيل اللجنة واعتماد المحاضر ؟(1/1343)
هل عرف مافي الرسالة وسكت وهذه مشكلة !!
أم أشرف على الرسالة وهو لا يعرف مافيها ولايدري عن موضوعها شيئا !!! وهذه مصيبة أعظم.
هو نفسه كما ذكر الدكتور عبدالرحمن صرح بأنه أشرف على رسالة عن أسماء السور في كلية الدمام وها هي الرسالة التي أشرف عليها مطبوعة بين أيدينا وخصها بالذكر هناك دون بقية الرسائل.
كل هذا وغيره يؤكد أن الأحقية في الرسالة للباحثة .
هذا على التسليم الجدلي بأن المشرف قد كتب الرسالة إلا أن مقابلة الكتاب بالرسالة تظهر قطعا أن الرسالة هي الأصل مع وضوح التغيير والتبديل في مواضع وتظل آثار التصرف ظاهرة من اختلاف العنوان عن مضمونة في مواضع من الكتاب نتيجة التصرف غير المتقن ولعل فيما ذكره الدكتور عبد الرحمن مايكفي لظهور الحقيقة .
وأختلف مع أخي الدكتور مساعد في نقده لطريقة الطرح ، فليس بعد لطف الدكتور عبد الرحمن مجال إلا إن كان المراد أن لايعرض الملتقى لسرقة مهما كان وضوحها .
يبقى احتمال لعله مخرج للدكتور المشرف وهو أن أحد الناشرين أخذ الرسالة منه وطبعها بدون علم الشيخ أو إذنه ووضع اسم الشيخ عليها ، إلا أن ما ذكره الدكتور خضر أنه تكلم مع المشرف عن الكتاب يعني علمه بذلك وصمته .
ولعل من أبدى تحرجه كان الدافع له أمران :
الأول : أنه لم يطلع على الكتاب .
الثاني : التحرج من القول بغير علم "
إلا إني أر ى أن هذا التحرج غير محمود ، إذ الدفاع أيضاً بلا علم ظلم للآخر ينبغي التحرج منه فمن النزاهة أيضا ما قتل.
أقول ماقلت بعد أن اطلعت على الكتاب ، وقرأت الرسالة مرتين رسالة علمية مرة ، وكتاباً مطبوعا أخرى .
وما دفعني لهذ الا الغيرة على العلم وأمانته فهي أمانة حملنا إياها جميعاً ، وليس لنا خيار في التخلي عنها ، فلنتحملها كلنا وليس الدكتور عبدالرحمن وحده .
---
مساعد الطيار
02-19-2007, 02:06 PM(1/1344)
أشكر أستاذنا الكبير أبا خالد الأستاذ الدكتور فهد الرومي ، وأرجو أن لا أكون خالفته ، لما قال : ( وأختلف مع أخي الدكتور مساعد في نقده لطريقة الطرح ) ، فأنا شكلت الكلمة قصدًا ( اخْتُلف) بضم التاء ، من باب حكاية ما وقع من بعض الأعضاء ، وإلا فأنا لا أرى فيما طرحه أخي عبد الرحمن أي بأس .
والمخرج الذي ذكرتموه ( أن أحد الناشرين أخذ الرسالة منه وطبعها بدون علم الشيخ أو إذنه ووضع اسم الشيخ عليها ـ)هو ما كنت أزوره في نفسي لما قلت : ( فلعل له عذرًا في ذلك ) .
---
فهد الرومي
02-20-2007, 07:09 AM
شكر الله لك يا أبا عبدالملك حسن بيانك وأدبك وتواضعك وهذا ماعهدته منك من قبل ومن بعد .
وما ذكرته (بضم التاء ) من احتمال قيام الناشر بطبع الكتاب دون علم المشرف يضعفه ما ذكره فضيلة الاستاذ الدكتورعبدالفتاح من علمه بطبع كتابه وعدم تبرئه من ذلك ، وهذا مما يحز في النفس ولايرضى أحد أن يقوم به أحد من طلبة العلم فضلا عن أن يكون أحد كبار علماء الأزهر - كما قال الدكتور خضر - وصدورنا دون صدورهم فهم من علماء الأمة وأساتذتنا ومشايخنا ولانرضى أن ينسب إلى أحدهم مثل هذا العمل في وقت يتربص بهم بعض أصحاب الأهواء والعلمانيون .
وماذكرته الدكتورة منيرة عن قيام مشرفة أخرى بأخذ مبلغ من صاحبة الرسالة لغرض طبع رسالتها وقيامها بسرقة الرسالة بوضع اسمها عليها دون اسم الطالبة يثير الرعب من استشراء هذا الفعل ويدعو للجد في معالجة الأمر والحزم فيه من قبل المختصين والمسؤلين لسد الأبواب على ضعاف النفوس كيف وقد تيسرت الأمور لذلك ، ووسائل المحاربة وكشف
السرقات ضعيفة .
وقيام المشرف أيا كان بطبع الرسالة التي أشرف عليها باسمه بعد المناقشة لا يخلو من أمرين :
الأول _ أنه كتبها قبل الرسالة ، ومع هذا وافق على نسبتها لغيره وأيد ذلك وباركه فهو ---------
الثاني _ أنه كتبها بعد الرسالة وجاءت مطابقة كل المطابقة لرسالة تلميذه فهو -------(1/1345)
وهما أمران يجب علينا جميعا التصدي لهما والتحذير منهما وعدم السكوت عليهما ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس نسأل الله السلامة للجميع واستغفر الله من الزلل في القول والعمل .
---
أيمن صالح شعبان
02-20-2007, 09:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنا لله وإنا إليه راجعون.
---
دمعة الأقصى
02-20-2007, 10:51 PM
لقد كواني هذا الموضوع حرقة وألما، أناس لا تنام أعينهم بحثا وتدقيقا وقراءة وسفرا لعدة سنوات، ثم يأتي من يسرق كل هذا في لحظة يسيرة، دون مراقبة لله، وفعلاً كما قال الدكتور الرومي ومن النزاهة ما قتل.
وأقول للذين يعتذرون للمشرف بأن دار الطبع قد تكون طبعت الكتاب من غير إذنه وغيرها من الأعذار؟
ما تقولون في :
1. تغييره لاسم الكتاب؟!
2. عدم ذكر اسم الطالبة وبحثها من ضمن البحوث التي أشرف عليها؟!
3. قوله: ما زالت فكرة الكتاب معي منذ رحلتي العملية؟!
وأقول للطلاب الكسالى الذين تُعمل لهم البحوث مقابل الأموال [وأنا على يقين أن الدكتورة منيرة ليست منهم] وللذين يعملون لهم هذه البحوث لا وفقكم الله ولا كتب لما زعمتم قبولا ، فإن كنتم تسعون للوظيفة والمركز فلا بارك الله لكم فيها، وإن كنتم تسعون للدعوة والعلم فما هذا حال المخلصين.
وأنا أشد على يد الدكتورة منيرة ألا تسكت على الأمر حتى لا يتمادى هؤلاء المجرمون.
---
عبدالله المعيدي
02-20-2007, 11:06 PM
أعوذ بالله، لا بد من تظافر الجهود لردع اللصوص، وكشفهم إمام الناس، فهم وصمة عار في جبين العلم والعلماء .
الله المستعان ..
---
أبو العالية
02-21-2007, 01:09 PM
الحمد لله ، وبعد ..
سُرَّاق الكتب كثيرون .
والأدهى سُرَّاق الأبحاث العلمية الأكاديمية للترقية ؛ فحدِّث ولا حرج .
وقد حصل هذا معي مع بعض الدكاترة ؛ فتعجبتُ والله من ذلك ، والحمد لله أني وفِّقتُ _ وكانت صعبة _ لمواجهته والإنكار عليه .
نسأل الله العافية والسلامة(1/1346)
ولكن السؤال المطروح ؟ ما حكم شراء وقراءة كتابٍ تبين للقارئ سرقته ؟
الجواب عند كل قارئ .
---
أيمن صالح شعبان
02-21-2007, 06:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فنزولا على رغبة مولانا الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى دبرت موعدا للقاء فضيلة الدكتور جمعة علي عبد القادر وصورت له كافة الأوراق التي تناولت الموضوع في المنتدى وكان لقاءًا طيبا حيث كان فضيلة الدكتور دامس الخلق هادئ الطبع مضياف يتريس ويدقق في السمع وتناول الأمر ثم انبرى سيادته في الرد على فضيلة الدكتورة منيرة الدوسري فستمليت ما قاله فضيلة الدكتور وعرضت ما كتبت عليه بحضور ابنه البار اسلام وتسجيل اللقاء صوتيا
وسأقوم بارفاق بمرفقات التي ذكرها فضيلة الدكتور جمعة في الرد الآتي :
رد فضيلة الدكتور الأستاذ جمعة علي عبد القادر على فضيلة الدكتورة منيرة الدوسري
بعد الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في البداية أحي الأستاذ أيمن حيث أنه يبحث عن الحق في مثل هذا الأمر وأقول:
بقدر سعادتي به بقدر حزني وألمي على ما وجهته اليَّ الباحثة منيرة الدوسري وأقول:
في كلية آداب الدمام كان سفري اليها سنة 92 وكانت الباحثة طالبة بالكلية ودرست لها سنوات سواء في الكلية أم في الدراسات العليا(1/1347)
ولَمَّا انعقدت رغبتها على تسجيل موضوع الرسالة تقدمت بموضوع هو معي الآن من يُمن الطالع كان يدور حول قصة يوسف عليه السلام وكان بعنوان: الابتلاء في ضوء سورة يوسف بتاريخ 1415/1/20 هـ ولمَّا لم يجد قبولاً واحتارت الباحثة في موضوع معين اقترحت عليها هذا الموضوع لأنه يمثل جزءًا من كتابي الذي بعنوان (معالم سور القرءان الكريم واتحافات درره) وكنت قد بدءت اعداد هذا الكتاب وأنا في المدينة المنورة سنة 82 (ومَن قرأ عنوان فكرة اعداد هذا الكتاب والباعث على تصنيفه يجد المراحل التي مر بها اعداد هذا الكتاب وقد أشرتُ في سنايا هذا العنوان الى أن طالبةً من كلية آداب الدمام اعطيتها عنوانا رسالتها مؤخوذ من نسيج هذا الكتاب) هذا أولاً
ثانيا : تقول في كلامها أن ليس لي ملحوظات كنت أبديها طوال اشرافي عليها والحق يُكذب ما قالت فعمي مآخذ وملحوظات دونتها على الرسالة بلغت مائة وثالثة عشر مآخذًا، اعطيت صورة منها للأستاذ أيمن شعبان
ثالثًا: ما قالته من الطعن في كوني بصيرًا، لست على المستوى العلمي فمعي شهادة تقدير من كلية آداب الدمام بتقدير ممتاز، وقد اعطيت أستاذ أيمن صورة من هذه الشهادة أيضاً وذاك التقدير
رابعا: باب العلم مفتوح للجميع ليس قاصرًا على أحد، ولو أن المسألة بالعكس وهي التي أخذت يعد ذالك سرقة، أما كوني مشرفًا على الرسالة عشت مع الباحثة جُلَّ مدتها في الدمام ولمّا انتهت اعارتي سنة 97 انقعدت رغبة وكيلة الكلية وقتئذٍ وهي أستاذة في الجغرافيا أو في التاريخ اظن اسمها أميرة وكان مشرفها أيضًا أستاذا بصيرا بكلية اللغة العربية كما أخبرتني هي أقول بذلت وكيلة الكلية وقتئذ في بقائي مشرفًا على هذه الباحثة بعد سفري الى مصر وبدأت المرسلات بيني وبينها أقرأ ما تكتب وأرسل اليها وهنا استفهام هل ما قالته منيرة الدوسري عليَّ كمشرف أيقال على مشرف وكيلة الكلية وقتئذٍ من أنه بصيرًا وليس أهل للاشراف كما زعمت تلك(1/1348)
وفي النهاية عندما سفرتُ لمناقشاتها أخذت ابني على حسابي الخاص لتتناسب درجته في الطائرة مع درجتي وأخذت الباحثة ممتاز وكان أحد أعضاء المناقشة الدكتور فهد الرومي ، وبالكلية الشريط المدون عليه المناقشة وفيه ردودي الحية على المناقشينِ مما يدل على أن المشرف المتهم بالسرقة العلمية كما زعمت هذا المشرف لم يكن قاصرا ولا ضعيفا في علمه وفي الختام ما وقع من هذه الباحثة لي جزاء سنمار
وأضيف الكتاب عندكم والرسالة عندكم ابحثوا في كل سورة من سور القرآن الكريم هل مقصود كل سورة وهو عنوان بارز في كتاب المعالم أهو في رسالتها ، هل المناسبة بين كل سورة وأختها أهو موجود في رسالتها، قضايا كثيرة في الكتاب من نحو ما قلت ليست في رسالتها، فمن أراد الانصاف فليدقق ويعطي أهل العلم مكانتهم، والله أسأل أن يثيبني ويكافئني على اجتهادي وقبل الختام أنوه بأن لي خمسةً وعشرين مؤلفًا موجود في السوق وأخرها كتاب معالم السور في طبعته الثانية
وأشرفت وناقشت العديد من الرسائل العلمية الجامعية وقد نصصت عليها في آخر عناوين الكتاب وأنا الآن عضوٌ في اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة وقد حصلت على الأستاذية سنة 89 وأنا الآن رئيس لقسم التفسير أفلا يشهد هذا المنهج العلمي لي بأني كفؤٌ فيما رمتني به هذه الباحثة، استغفر الله من كل ذنب وأتب اليه
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
التاريخ الأربعاء 2007/2/21
وكتبه مستلميه أيمن صالح شعبان من فيه فضيلة الدكتور جمعة علي عبد القادر بمنزله بعد صلاة الظهر بحضور ابنه البار اسلام وتسجيل اللقاء صوتيا فيما دار بيننا من نقاش
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين [/size][/size]
---
أيمن صالح شعبان
02-21-2007, 06:34 PM
المرفقات:
صور لمرفقات دفعها فضيلة الدكتور جمعة علي عبد القادر للرد
---
أيمن صالح شعبان
02-21-2007, 06:38 PM
مآخذ الدكتور جمعة على رسالة الماجستير
---(1/1349)
أيمن صالح شعبان
02-21-2007, 06:48 PM
تكملة
---
أيمن صالح شعبان
02-21-2007, 06:58 PM
المآخذ
---
أيمن صالح شعبان
02-21-2007, 07:05 PM
المآخذ
---
أيمن صالح شعبان
02-21-2007, 07:09 PM
وهذا أخر ما حملت من أمانة للرد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
---
أبو صفوت
02-22-2007, 12:04 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في رأيي أنه قد صار لزاما على المشرف الفاضل المقارنة الدقيقة والكاملة بين محتويات الكتابين إحقاقاً للحق ، وتبرئة للمظلوم ، وأسأل الله أن يعينه على هذا .
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2007, 06:06 AM
أشكر أخي الأستاذ أيمن صالح شعبان على استطلاعه لرأي الأستاذ الدكتور جمعة علي عبدالقادر حول هذا الموضوع ، وإبلاغه بما تم الحديث عنه في هذا الموضوع ، وتفضله بتوثيق هذا اللقاء .
وقد تعرف القراء على رأي الجميع حول هذا الموضوع ، ولعله يتيسر ما تفضل به أخي الكريم أبو صفوت بإذن الله .
نسأل الله السداد والتوفيق ،،
في 4/2/1428هـ
---
محمد الربيعة
02-22-2007, 06:45 AM
لم يبين الدكتور جمعة تاريخ أول طبعة للكتاب ، فإن كان سابقاَ لبحث الدكتورة منيرة فهو حجة ، وإن كان بعدها فالأمر فيه نظر .
---
جمال أبو حسان
02-22-2007, 09:17 AM
يا ليت السيد ايمن كتب ما كتب بلغة عربية فصيحة
---
أبو العالية
02-22-2007, 09:42 AM
الحمد لله ، وبعد .
أرى الموضوع أخذ حيزاً أكبر من حجمه !
وسواء هذا او ذاك ؛ فإن الله يأخذ للمظلوم حقه ويبارك في كتابه ويضع له القبول والانتشار ويرفع ذكره ، ويضع كتاب الظالم ويرفضه ولو خرج بأبهى حلة قشيبة ، وأبلغ بيان ويسفل شأنه .
وهذه سنة علمية معروفة في خلق الله تعالى .
وما كان لله فسيبقى ، وما كان لغيره فسيضمحل !(1/1350)
ثم رقم الطبعة ليس فيصلاً في المسألة ؛ فقد يكون من سرق هو من سارع للطبع ؛ ليطير بشهرةِ زورٍ فاضحة !
وبالتالي لا حاجة للنظر أو غيره ؛فإن للأفكار سُرَّاق !
وأيضاً : أفيصعب على من سلب كتاباً أن يغير رقم الطبعة ؟!!
فلقد غدا لصوص اليوم يتقنون الاحتراف في القص واللصق والتسويق ! والله حسيبهم !
---
أبو بيان
02-22-2007, 11:36 AM
جميل ما دار في هذا الموضوع من تثبت وإنصاف, أسأل الله أن يثيب كل من شارك فيه.
وقد لاحظت في رد الدكتور جمعة وفقه الله مسائل تخصه مع الطالبة كنت أتمنى عدم عرضها؛ إذ لا علاقة لها بأصل الموضوع, ولا حاجة إليها.
والفقرة التي تتعلق بموضوعنا من كلام الدكتور هي قوله:
(وأضيف: الكتاب عندكم والرسالة عندكم ابحثوا في كل سورة من سور القرآن الكريم:
هل مقصود كل سورة وهو عنوان بارز في كتاب المعالم أهو في رسالتها؟
هل المناسبة بين كل سورة وأختها أهو موجود في رسالتها؟
قضايا كثيرة في الكتاب من نحو ما قلت ليست في رسالتها، فمن أراد الانصاف فليدقق ويعطي أهل العلم مكانتهم، والله أسأل أن يثيبني ويكافئني على اجتهادي).
وفي رأيي أن عدم وجود مقاصد السور أو منسباتها أو نحوها من القضايا لا يغير شيئاً في أصل الموضوع؛ فإن الزيادة على كتاب مأخوذ أو تشذيب بعض جوانبه أو تحوير عناوينه وفصوله أمرٌ ممكن جداً في أي كتاب مستلب.
والسؤال الذي كنت أتمنى طرحه على الدكتور, أو ليته أجاب عنه, وهو صلب موضوعنا وخلاصته:
ما تفسير الدكتور لهذا التشابه المطبق بين الكتابين؟
وهذا ما أشرت إليه في تعليق سابق برقم (16) , وأتمنى ألاَّ نتجاوز ذلك حتى نحافظ على رُقِيّ الموضوع وفائدته.
---
(1/1351)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب : مذهب أهل السنة في التفسير (1) : أحمد بزوي الضاوي
---
كتاب : مذهب أهل السنة في التفسير (1) : أحمد بزوي الضاوي
---
أحمد بزوي الضاوي
09-09-2006, 04:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد ، هذا الكتاب عبارة عن دراسة علمية للمذهبية السنية في تفسير الخطاب القرآني ، و هو محاولة تروم صياغة نظرية متكاملة في تفسير الخطاب القرآني ، من خلال دراسة أصول التفسير و قواعده كما سطرها أهل السنة و الجماعة . و هو هدية لرواد الموقع ، آمل أن يكون مفيدا ، فلا تنسونا من صالح الدعاء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/1352)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية للمناوي
---
كتاب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية للمناوي
---
مسك
10-09-2005, 04:39 PM
اسم الكتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية
اسم المؤلف : الإمام المناوي
نبذة عن الكتاب
كتاب أورد فيه المؤلف ما وقف عليه من الأحاديث القدسية الواردة على لسان خير البرية مرتبا له على حروف المعجم.
:::: أضغط هنا لتحميل الكتاب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=9&book=2078)
---
(1/1353)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ( مذكرة التوحيد )
---
( مذكرة التوحيد )
---
الجندى
10-15-2004, 05:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله
ابحث عن رسالة الشيخ عبدالرزاق عفيفي المسماة بـ (مذكرة التوحيد)
فهل من مساعد ؟
---
freed
10-15-2004, 07:32 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هي من سلسلة معالم في منهج أهل السنة والجماعة ، عبارة عن كتيب يقارب السبعين صفحة.
---
الجندى
10-16-2004, 12:03 AM
أخى الكريم هل يوجد منه نسخة على الانترنت ؟
---
(1/1354)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عاجل : ضابط تغيير الخلق المحرم في آية النساء
---
عاجل : ضابط تغيير الخلق المحرم في آية النساء
---
asdfg
05-13-2004, 06:32 PM
تفاوتت أقوال المفسرين في معنى قول الله تعالى (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) ، فهل هناك دراسات لبيان معنى الآية وما يدخل في التغيير المحرم؟ وهل الآية تدل على حرمة عمليات التجميل الجراحية لأنها تغيير لخلق الله ؟ أرجو الإفادة للأهمية .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-14-2004, 01:34 PM
انظر هنا :
http://www.islamonline.net/fatwaapplication/arabic/display.asp?hFatwaID=85356
http://www.islamset.com/arabic/abioethics/ndwat/asman.htm
http://www.shefa-online.net/lady/displayArticle.asp?aid=60&catid=23
---
asdfg
05-14-2004, 02:03 PM
جزاك الله خيراً ، وقد رجعت إلى هذه الروابط ، ولم تخل من فائدة ، إلا أن لفظ الآية لا يزال بحاجة إلى تحليل أعمق خاصة مع التفاوت الكبير في أقوال المفسرين كما هو معروف ، فهل قصد التجميل من تغيير خلق الله ؟ وهل تغيير الخلق في الآية هو المراد في حديث لعن الواشمات والنامصات والمتفلجات للحسن (المغيرات لخلق الله)؟ أرى أن الموضوع بحاجة إلى بسط .
فهل هناك مزيد بحث لهذه المسألة ؟
---
(1/1355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > دعوة لحصر المتخصصين , والاستفادة منهم
---
دعوة لحصر المتخصصين , والاستفادة منهم
---
أحمد البريدي
05-19-2006, 06:30 PM
من المعلوم أن الانتصار للقرآن يحتاج إلى جهود كبيرة, ومما يساعد على ذلك معرفة المتخصصين , والمهتمين الذين لهم عناية خاصة في الدفاع عن القرآن , والانتصار له , فمعرفتهم , والتعرف إليهم من الخطوات الأساسية التي ينبغي العناية بها في تحقيق أهداف الملتقى , والمطلوب ما يلي :
1- حصر المتخصصين والمهتمين .
2- ذكر نتاجهم العلمي في هذا الجانب .
3- ذكر رسائلهم العلمية إن وجدت .
4- تعريفهم بالملتقى , وبيان أهدافه .
5- دعوتهم للمشاركة فيه , أو استعدادهم للتعاون بإحالة بعض المواضيع إليهم .
6- ذكر البريد الإلكتروني للتواصل معهم , والاستفادة منهم .
7- إهداء مؤلفاتهم, وبحوثهم , لنشرها على صفحات الملتقى .
والدال على الخير كفاعله , وشكر الله للجميع جهودهم .
---
أبو فاطمة الأزهري
05-24-2006, 02:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً .
من هؤلاء :
أ.د. محمد حسن حسن جبل
أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر
وأستاذ غير متفرغ بكلية القرآن الكريم بطنطا
والعميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالمنصورة . جامعة الأزهر
له في مجال الدفاع عن القرآن الكريم:
1ـ دفاع عن القرآن الكريم
أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن الكريم واللغة العربية.
2ـ الرد على المستشرق اليهودي جولدتسيهر في مطاعنه على القراءات القرآنية
وله في مجال الدراسات القرآنية:
1ـ وثاقة نقل النص القرآني من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمته
2ـ الدلالات القرآنية في مفردات القرآن للراغب الأصفهاني عرض ومناقشة
وله أيضاً:
ـ أصوات اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية [به عرض مفصل ومؤصل لقواعد تجويد القرآن الكريم]
---(1/1356)
أحمد البريدي
05-25-2006, 06:35 PM
شكر الله هذه الفائدة , ونفع الله بالأستاذ الدكتور محمد حسن حسن جبل , ولعلك تطلب منه مشاركتنا في الملتقى , ونأمل منك ومن بقية الأخوة إتحافنا بالمزيد من الباحثين .
---
أحمد البريدي
10-02-2006, 02:54 AM
أيها الأخوة الكرام :
لقد أبديتم حماساً , واستعداداً للعمل عندما طرح موضوع الملتقى للتصويت , فليت احبابنا يفوا بما وعدوا به , و نتعاون نحن وأياهم للوصول للمستوى الذي نأمله , وأولى هذه الخطوات هي حصر المتخصصين فأنا أجدد الدعوة مرة أخرى لكم , خاصة إذا علمنا أن أغلب الخطوات التي وضعت للملتقى ينبني بعضها على بعض , شكر الله للجميع ما قدموا ويقدموا من جهد لخدمة كتاب ربهم , والذب عنه .
---
(1/1357)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب المساعده في تفسير الايات الكونيه في سوره الصافات ؟
---
طلب المساعده في تفسير الايات الكونيه في سوره الصافات ؟
---
%طالبة علم%
10-14-2004, 09:50 AM
http://amairh.jeeran.com/heartttro11.gif
الاساتذه الكرام
اعضاء هذا المنتدى الرائد
اتمنى منكم مساعدتي ومد يد العون لي
ليستفيد معي كل طلاب العلم في دراستي
فأنا طالبه علم في احدى الجامعات المملكه العربيه السعوديه قسم دراسات اسلاميه
احدى مقرراتنا هذا الفصل ماده التفسير التحليلي وتتناول سوره الصافات
وما دفعني للكتابه هنا هو معرفت تفسير الايات الكونيه في سوره الصافات استنادا الى الاكتشافات الحديثه اي بصوره حديثه وذلك الان معضم التفاسير في المكتبات لا تتناول الموضوع بصوره حديثه
لذلك اتمنى ان تزودوني من علمكم ليستفيد الجميع اذا كان في مقدوركم ذلك او ارشادي الى موقع اوكتاب يساعدني في ايجاد ضالتي
هذا واتقدم بشكري لصاحب هذا الصرح
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2004, 11:57 AM
مرحباً بك أختي الكريمة في هذا الملتقى العلمي ونسأل الله لك التوفيق .
يا حبذا لو أخذتِ بعين الاعتبار وأنت تكتبين في تفسير الآيات الكونية في سورة الصافات ما سبقت كتابته في الملتقى حول التفسير العلمي للقرآن الكريم على هذه الروابط :
- نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للدكتور مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384).
- نظرة في مصطلح ( التفسير العلمي ) للأستاذ مرهف سقا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129).
- لقاء مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله (http://www.tafsir.net/zaghlool.php).(1/1358)
وأتوقع أنك بحاجة إلى التقديم لتفسير هذه الآيات في السورة بالتعريج على الضوابط الصحيحة للنظر في الآيات من زاوية التفسير العلمي بحيث لا يكون هناك تحميل لألفاظ الآيات القرآنية ما لا تحتمله من المعاني. وهناك من كتب في الآيات التي في سورة الصافات من الناحية العلمية وستأتي إن شاء الله.
---
%طالبة علم%
10-16-2004, 02:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الاستاذ عبد الرحمن الشهري حفظه الله
http://amairh.jeeran.com/heartttro11.gif
جزاك الله خيرا عني وعن كل من يطلب العلم في كتاب الله
واشكر كرمك معنا في هذا الصرح الذي يمثل المناره التي ارشدت سفينتي التائها الى الطريق الصحيح
واسئل الله في هذا الشهر الكريم
ان يبارك لك في اعمالك وان يجزيك بنيتك خير الجزاء
قرأت ماتفضلت بوضعه في هذه الصفحه فلم يكن لي الا حفظه في ملف حتى افيد به من حولي من الغافلين والمهملين لهذا الجانب
وارجوا ان لا اكون قد اثقلت كاهلك بطلبي هذا واضعت وقتك الثمين
هذا ومني عظيم الشكر والامتنان لشخصك واحمده سبحانه ان من على بهذه النعمه وهي الوصول الى هذه الارض لترشدني الى الصواب
---
(1/1359)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن المدخل إلى علم التفسير
---
سؤال عن المدخل إلى علم التفسير
---
أضواء البيان
09-07-2003, 11:12 PM
ماهو أفضل كتاب في المدخل لإلى علم التفسير وتاريخه؟
---
(1/1360)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " (كاملة)
---
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " (كاملة)
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 09:55 PM
حمل : رسالة شيخنا الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة "
كاملة
بعد أن تعذر الأمر بالنسبة للأخ الأستاذ يوسف حميتو ...
و مراعاة للإخوة رواد الملتقى الذين سألوا عنها أو انتظروها ...
---
مروان الحسني
09-08-2006, 08:38 AM
أخي الفاضل
هل تملك رقم هاتف جوال الدكتور حميتو ؟
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 09:01 PM
أخي الكريم :
لا أملك رقم هاتف الهاتف المحمول الخاص بشيخنا الدكتور عبد الهادي حميتو ،
و أظن أن الأخ يوسف حميتو سيفيدك ، أكتب له على الخاص في الموضوع ...
و إن لم يتيسر الأمر ، بحثت لك عن هاتف منزله ....
---
طه محمد عبدالرحمن
09-18-2006, 01:26 AM
جزاكم الله خيرا و لكن هذه الأجزاء قد وضعها الاخ يوسف حميتو من قبل فى ملتقى أهل الحديث و الذى ينقصها هو الجزء المتعلق بالامام أبى عمرو الدانى و هو ناقص أيضا فى الاجزاء التى وضعتها انت ايضا اخى الطيب .
---
نورة
09-18-2006, 11:07 AM
نفع الله بكم
وفي انتظار الباقي
---
صادق الرافعي
09-18-2006, 12:08 PM
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وتتحقق المقاصد والغايات
بارك الله في أخينا الطيب وشنان على ما تفضل به ، وبارك الله في الأخ يوسف حميتو على اجتهاده
من الرازي كتاب الله فافهم **** ومنه النور خذ فالليل أظلم
ولكن لي كلام فيه فانظر **** أنحيا بالفؤاد و ما تضرم
---
مسك
09-18-2006, 02:06 PM
عفواً .. لا يمكنك مشاهدة المرفق إلا بعد الرد على الموضوع
---
بنت السنة الطاهرة
09-18-2006, 08:40 PM(1/1361)
جزاكم الله خيرا و لكن هذه الأجزاء قد وضعها الاخ يوسف حميتو من قبل فى ملتقى أهل الحديث و الذى ينقصها هو الجزء المتعلق بالامام أبى عمرو الدانى و هو ناقص أيضا فى الاجزاء التى وضعتها انت ايضا اخى الطيب .
في انتظار الباقي..
---
الطيب وشنان
09-18-2006, 09:02 PM
أخبرنا الأخ يوسف حميتو أنه سيتم رفع الأجزاء :
السادس و السابع قريبا إن شاء الله تعالى
و الأطروحة مطبوعة من طرف وزارة الأوقاف المغربية في 7 أجزاء
http://www.habous.gov.ma/ar/ListBooks.aspx?cat=1&lbl=%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%20%D9%88% 20%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D9%87%D8%8C%20%D8%A7%D9 %84%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1
---
أبو الجود
09-19-2006, 02:26 PM
ونرد ونقول جزاك الله خيرا علشان نحمل
---
(1/1362)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > فهرس مواضيع ملتقى الانتصار للقرآن
---
فهرس مواضيع ملتقى الانتصار للقرآن
---
أحمد البريدي
11-28-2006, 04:16 PM
من أهداف الملتقى أن يكون مرجعاً للمهتمين ,وهذا نرجو تحققه مع الوقت , وقد طرح الإخوة الكرام جملة من المواضيع المهمة وتعددت هذه المشاركات وبحسب طبيعة الملتقيات فإن المواضيع كما تعلمون تكون بحسب تواريخها وآخر مشاركة فيها, ورغبة في تحقيق أكبر قدر من الفائدة فقد رأيت وضع روابط للمواضيع التي يكثر تكراراها وتعددت المشاركات فيها وسنقوم بتحديثها باستمرار إنشاء الله تعالى ,ونرجو ممن له مشاركة في المواضيع المذكورة لم تلحق هنا تنبيهي على ذلك برسالة خاصة وشكراً لكم جميعاً .
---
أحمد البريدي
11-28-2006, 04:40 PM
الموضوع الأول : الاستشراق , وما يتعلق به :
1- الاستشراق كما في الموسوعة العربية العالمية للكاتب:مرهف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4205)
2- لفتة لطيفة : سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1454)
الكاتب:عبد الرحمن الشهري
3- حوار حول الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية مع المستشرق الألماني د. ميكلوش موراني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3015)
الكاتب:عبد الرحمن الشهري
4- مع المستشرق موراني حول دعوى (تحقيق القرآن) واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3566)
الكاتب:الجندي
5- دعوة للدفاع عن القرآن ضد شبهات المغرضين من المستشرقين والمبشرين ! (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=888)
الكاتب: أبو محمد أشرف
6- شبهات المستشرقين حول جمع القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=539)
الكاتب:أبو تمام(1/1363)
7- القراءات القرآنية بين الفكر الاستشراقي ودراسات العلماء (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4936)
الكاتب:القاضي الاثري
8-- مصدر القرآن..دراسة لشبهات المستشرقين والمنصرين حول الوحي المحمدي " د/إبراهيم عوض (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5921)
الكاتب :كرم
9- وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي (1) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=220)
الكاتب:فهد الوهبي
10- روايات بدء نزول الوحي وشكوك المستشرقين حولها بحث للمشاركة!!! (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6714)
الكاتب: محب الوحي
11- مقاصد المستشرقين من طبع كتب التفسير وعلوم القرآن ؟! (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2288)
الكاتب: المحرر
12- محاور ندوة (القرآن في الدراسات الاستشراقية) بمجمع الملك فهد-رحمه الله - لطباعة المصحف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3211)
الكاتب: الراية
13- متابعة ندوة ) القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) 16-18 /10/1427هـ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6781)
الكاتب: عبدا لرحمن الشهري
14- اضحك على ترجمات المستشرقين (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4982)
الكاتب:الجندي
15- شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المستشرق جون جلكرايست - المقدمة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1595)
الكاتب :الكاتب: هشام عزمي
16- شارك في نقد كتاب ) جمع القرآن ) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الأول (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1721)
الكاتب: هشام عزمي
17- شارك في نقد كتاب ) جمع القرآن ) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الثاني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1720)
الكاتب: هشام عزمي(1/1364)
18- عرض كتاب دفاعٌ عن القرآن ضد منتقديه للدكتور عبد الرحمن بدوي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4455)
الكاتب : أبو بيان
---
أحمد البريدي
11-28-2006, 05:01 PM
الموضوع الثاني : ترجمة القرآن
- ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة (http://http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6101)
الكاتب : مرهف
- أهداف ترجمات القرآن وأنماطها عبر التاريخ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4023)
للكاتب : عبد الرحمن الشهري
- ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
مقارنة كمية ونوعية بين ترجمات معاني القرآن الكريم وترجمات الإنجيل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6837)
للكاتب : وليد العمري
- ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5290)
الكاتب : محمد محمد أحمد
- سوء ترجمة للقرآن الكريم في بعض الترجمات (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5279)
للكاتب : عبد الرحمن الشهري
- اضحك على ترجمات المستشرقين (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4982)
الكاتب : الجندي
- الكشف عن تحريف صهيوني متعمد لترجمات معاني القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3623)
للكاتب : عبد الرحمن الشهري
-
---
أحمد البريدي
11-28-2006, 05:15 PM
الموضوع الثالث : ما يتعلق بالعلمانية
- حوار مع الدكتور أحمد الطعان الباحث بشؤون القرآن الكريم في كتابات العَلمانيين:ضع سؤالك (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4379)
الكاتب : عبد الرحيم
- المقاصد والمناورة العلمانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4769)
الكاتب: أحمد الطعان
- مآل الإسلام في القراءات العلمانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4767)
الكاتب: أحمد الطعان(1/1365)
- التعريف برسالة : التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6792)
الكاتب: أحمد البريدي
- في حوار مع الباحث السوري أحمد الطعّان
القرآن مقدّس ولا مكان للقراءات التحريفية بدعوى التأويل (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6541)
الكاتب: أحمد الطعان
يتبع إن شاء الله بقية المواضيع .
---
أحمد البريدي
11-28-2006, 06:19 PM
الموضوع الرابع : ما يتعلق بالإعجاز :
أولاً : الإعجاز
- حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6390)
الكاتب:Alheewar
- عرض كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5918)الكاتب:عبدالرحمن الشهري
- انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5740)
الكاتب:أحمد الطعان
- غريب القرآن - هل يطعن في الإعجاز (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6656)
الكاتب: هشام عزمي
- [/URL]
- [URL="http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=284"]كتاب جديد يتحدث عن إعجاز القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=284)
الكاتب:عبد الرحمن الشهري
- عندما يصبح "اعجاز القرآن "لا معنى له.. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3187)الكاتب:أبو عبد المعز
ثانياً : الإعجاز العلمي :
- لقاء مشرفي ملتقى أهل التفسير بالأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=568)
الكاتب : عبد الرحمن الشهري
- من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث: الإعجازالعلمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=384)
الكاتب:عبد الرحمن الشهري
- الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية.هل الجمع ممكن؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5491)
الكاتب:أبو عبد المعز(1/1366)
- أدلة المؤيدين للتفسير العلمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5678)
الكاتب:د علي أسعد
- من ضوابط الإعجاز العلمي...للعلامة عبدالله بن بيه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3658)
الكاتب: المجدد الوسطي
- إعجاز قرآنى علمى أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟ للدكتور إبراهيم عوض (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3187)
الكاتب:عبد الرحمن الشهري
- الاعجاز العلمى بين الحقيقة والوهم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2754)
الكاتب:أحمد محمد فتحي
- لمحاتٌ علميةٌ في القرآن الكريم للباحث محمد قرانيا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3419)
الكاتب:عبد الرحمن الشهري
- من ينصف التفسير من الإعجاز العلمي؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3395)
الكاتب:أبوبيان
- منقول من كتاب أكذوبة الإعجاز العلمي (ttp://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3487)
الكاتب: محمد أسماعيل
- دور الاختراعات العلمية في تقريب الحقائق الغيبية ومنها الوحي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3609)
الكاتب: لطفي الزغير
ثالثاً : الإعجاز العددي :
- بحث مختصر في مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=617)
الكاتب:ناصر الماجد
- الإعجاز العددي في التوراة والانجيل منذ قرن مضىَ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6453)
الكاتب:أبو عبد المعز
- من ثمرات الإعجاز العددي:الانتصار للبدعة والضلال. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6537)
الكاتب:أبو عبد المعز
- من يعلم شيئا عن موضوع نقد الإعجاز العددي فليفدنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=436)
الكاتب: محمد بن عبد العزيز الخضيري
- سؤال عن الإعجاز العددي في القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=271)
الكاتب: ابويارا(1/1367)
- تأصيل الدراسات الرياضية فى القرآن الكريم ، وأهميتها (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6478)
الكاتب:أحمد حمدي أبوسعود
- سؤال حول حساب الجُمَّل وموقف العلماء منه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3773)..
الكاتب:عبد الرحيم
---
أبو محمد نائل
11-28-2006, 07:53 PM
جهد رائع جداً يوزن بالذهب الخالص
---
(1/1368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عندما ولد النبي صلى الله عليه وسلم
---
عندما ولد النبي صلى الله عليه وسلم
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
04-20-2005, 05:37 AM
http://www.a-falasi.com/download/1113899526.jpg (http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=42&pic_top=)
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
إن محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أعظم واجبات الإيمان، وأكبر أصوله، وأجل قواعده، بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدين، فإن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن محبة، إما عن محبة محمودة، أو عن محبة مذمومة، فجميع الأعمال الإيمانية الدينية لا تصدر إلا عن المحبة المحمودة، وأصل المحبة المحمودة هو محبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة العبد لله لا تكمل؛ إلا بأن يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله (1).
ولما كان من المشاهد كثرة الدعاوى في هذا الباب حيث لا يوجد منتسب إلى الإسلام؛ إلا وهو يدعى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأوليائه، مما يجعلنا نبحث عن المظاهر والعلامات الحقيقية التي تؤكد لنا مدى صدق كل شخص في دعواه المحبه، ومن أهم مظاهر المحبة الشرعية (2):
1) أن يكون الله عز وجل أحب شيء إلى العبد، وتعرف هذه المحبة بالعلامات التالية:
أ . أن تسبق محبة الله إلى القلب كل محبة.
ب .أن تكون محبة غيره تابعة لمحبته، فيكون هو المحبوب بالذات والقصد الأول، وغيره محبوباً تابعاً لحبه كما يطاع تباعاً لطاعته، فهو في الحقيقة المطاع المحبوب.(1/1369)
2) طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقديمها على طاعة كل أحد، وإن كان أحد الوالدين، أو أكثر المشايخ مهابة وجلالة في العيون، وإن كان النفس والهوى، قال تعالى: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [آل عمران: 31]. فهذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة، ومن ادعى ذلك دعوى مجردة، فمن ادعى محبة الله، ولم تظهر ذلك في طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فدعواه كاذبه.
تلك أهم مظاهر محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأكبر سمات المحبين المحقين، وهي بمثابة الميزان والمحك الذي يمكن به التمييز بين مدعي المحبة وهو كاذب، وبين من ادعاها وهو صادق.
إذاً محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تقتضي فعل محبوباته، وترك مكروهاته، والناس تتفاضل في هذا تفاضلاً عظيماً، فمن كان أعظم نصيباً من ذلك كان أعظم درجة عند الله، ومن كان أقل نصيباً كان ذلك سبباً في نزول درجته ومنزلته، وأما من كان غير متبع لسبيل النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون محباً لله سبحانه وتعالى (3).
وينقسم الناس في محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أقسام (4)، هي:
القسم الأول: أهل الإفراط:
وهم الذين بالغوا في محبتهم بابتداعهم أموراً لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ظناً منهم أن فعل هذه الأمور علامة المحبة وبرهانها.
القسم الثاني: أهل التفريط:
وهم الذين قصروا في تحقيق هذا المقام، فلم يراعوا حقه صلى الله عليه وسلم في وجوب تقديم محبته على محبة النفس، والأهل، والمال، كما لم يراعوا ما له من حقوق أخرى، كتعزيره، وتوقيره، وإجلاله، وطاعته، واتباع سنته، والصلاة والسلام عليه إلى غير ذلك من الحقوق العظيم الواجبة له.
القسم الثالث: أهل الوسط بين الإفراط والتفريط:(1/1370)
وهم السلف من الصحابة، والتابعين، ومن سار على نهجهم، الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكماً، وقاموا بمقتضاها اعتقاداً، وقولاً، وعملاً. فأحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فوق محبة النفس، والولد، والأهل، وجميع الخلق، امتثالاً لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فجعلوا أولى بهم من أنفسهم تصديقاً لقوله تعالى: ?النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً? [الأحزاب: 6].
وإن دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من أشرف العلوم، وأعزها، وأسناها هدفاً ومطلباً، وبها يعرف المسلم أحوال دينه ونبيه، وما شرفه الله تعالى به من أرومة الأصل وكرم المحتد، ثم ما أكرمه به من اختياره للوحي والرسالة، حمل عبء الدعوة إليه، وإلى دينه، ثم ما قام به صلى الله عليه وسلم من بذل الجهود المتواصلة، وما عاناه من البلاء والمحن في هذا السبيل، وما حظي به من نصرة الله وتأييده بجنود غيبه المكنون، وملائكته البررة الكرام، وبتوجيه الأسباب، وإنزال البركات، وخوارق العادات، وغير ذلك (5).
وقد اخترت موضوع ولادة النبي صلى الله عليه وسلم لدراسته من جميع النواحي، حيث سأتحدث بعد هذه المقدمة عن الأمور التالية:
1) ولادة النبي صلى الله عليه وسلم.
2) تاريخ الولادة.
3) أول من احتفل بالمولد النبوي.
4) أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد النبوي.
ولادة النبي صلى الله عليه وسلم (6)(1/1371)
ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة، ولما ولد خرج نور أضاءت له قصور الشام، وقد أرسلت أمه بعد ولادته إلى جده عبد المطلب لتبشره بحفيده، فجاء مستبشراً، ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له، وسماه محمد، رجاء أن يحمد، وهذا الاسم لم يكن معروفاً في العرب، وعق عنه، وختنه في السابع من يومه، وأطعم الناس، كما كان العرب يفعلون.
وأول من أرضعته من المراضع – وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع – ثويبة مولاة أبي لهب، بلبن ابن لها، يقال له مسروح، وكانت حاضنته أم أيمن (بركة الحبشية)، مولاة والده عبد الله، وقد بقيت حتى أسلمت، وهاجرت، وتوفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو بستة أشهر.
وقد رويت العديد من القصص والأخبار التي لم تثبت صحتها عن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، منها:
1) أن أمنه أم النبي صلى الله عليه وسلم لم ترى أخف، ولا أيسر حملاً منه صلى الله عليه وسلم، وأنها كانت تلبس التعاويذ من حديد فيتقطع، وأنها رأت في منامها بشارة بجليل مقامه، وأمرت بتسميته بمحمد، ورأت عند استيقاظها صحيفة من ذهب فيها أشعار لتدعو له بها.
2) أنه صلى الله عليه وسلم وقع حين ولدته وقوعاً ما يقعه المولود، معتمداً على يديه، رافعاً رأسه إلى السماء، وأنه وضع تحت قدر من حجر، فانفلقت عنه ليبقى بصره شاخصاً إلى السماء، وأنه ولد مختوناً أو ختنه جبر يل عليه السلام.
3) وأن الجان هاتفوا في ليلة مولده، تبشيراً به.
4) وأن بعض الأصنام في المعابد الثونية بمكة انتكاست.
5) وأن إيوان كسرى ارتجاس وسقطت أربع عشرة شرفه من شرفه، وخمدت نيران المجوس، وغيض بحيرة ساوة، ورؤيا الموبذان الخيل العربية تقطع دجلة، وتنتشر في بلاد الفرس.
تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم (7)(1/1372)
لقد اختلف علماء السير في تحديد تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم، فمنهم من قال: في ربيع الأول، وهو المعروف، ومنهم من قال: كان مولده في رمضان. وهذا القول موافق لقول من قال: أن أمه حملت به في أيام التشريق. ويذكرون أن الفيل جاء مكة في المحرم، وأنه صلى الله عليه وسلم ولد بعد مجيء الفيل بخمسين يوماً.
والجمهور على أن ذلك كان في ربيع الأول، واختلفوا أيّ يوم هو منه؟ على أقوال:
1) ولد في اليوم الثاني من ربيع الأول، وهو قول ابن عبد البر، مستندًا على رواية الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني.
2) ولد في الثامن من ربيع الأول، وهو قول ابن حزم، وفيه رواية مالك عن محمد بن جبير بن مطعم، ونقل ابن عبد البر في الاستيعاب تصحيح أهل الفلك له، وهو المقطوع به عند الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، ورجحه الحافظ أبو الخطاب ابن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير.
3) ولد في العاشر من ربيع الأول، وهو قول الشعبي وأبي جعفر محمد الباقر.
4) ولد في الثاني عشر من ربيع الأول، نصّ عليه ابن إسحاق، وفيه رواية ابن أبي شيبة عن ابن عباس وجابر، وهو المشهور عند الجمهور.
5) ولد في السابع عشر من ربيع الأول، وهو قول الشيعة.
وليس المقصود التحقق في يوم مولده صلى الله عليه وسلم، وإنّما الإشارة إلى أنّ العلماء لم يتفقوا على أنّ مولده كان في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول؛ إلا أن القول بأنه كان الثامن من ربيع الأول أقوى وأرجح لعدَّة أمور:
1) أنه الذي نقله مالك وعقيل ويونس بن يزيد ـ وهم من هم ـ عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم.
2) أنّ هذه الرواية أكدتها حسابات الفلكيّين الدقيقة، كما نقل ذلك عنهم ابن عبد البر.
3) أنّ هذا القول رجَّحه جمع من أهل العلم المحققون منهم، كابن حزم والحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي والحافظ ابن دحيَّة في كتابه (التنوير في مولد البشير)، وهو أول كتاب صُنِّف في استحباب المولد.(1/1373)
ولكن وقع أيضاً في شهر ربيع الأول حدثان عظيمان آخران، هما أهمّ من حدث المولد ألا وهما: موت النبي صلى الله عليه وسلم، وهجرته إلى المدينة.
أول من احتفل بالمولد النبوي (8)
إن الناظر في السيرة النبوية، وتاريخ الصحابة، والتابعين، وتابعيهم، وتابع تابعيهم، بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحداً، من العلماء، أو من الحكام، أو حتى من عامة الناس قال بالاحتفال بالمولد النبوي، أو أمر به، أو حث عليه، أو تكلم به .
وإن أول من ابتدع ذلك هم ملوك الدولة الفاطمية في القرن الرابع الهجري، ومن تسمى منهم باسم (المعز لدين الله) ، ومعلوم أنه وقومه جميعاً إسماعيليون زنادقة، متفلسفون. أدعياء للنسب النبوي الشريف، فهم من ذرية عبد الله بن ميمون القداح اليهودي الباطني، وقد ادعوا المهدية، وحكموا المسلمين بالتضليل والغواية، وحولوا الدين الى كفر وزندقة وإلحاد.
فهذا الذي تسمى (بالحاكم بأمر الله)، هو الذي ادعى الألوهية، وأسس جملة من المذاهب الباطنية الدرزية أحدها، وأرغم المصريين على سب أبي بكر وعمر وعائشة وعلق ذلك في مساجد المسلمين، ومنع المصريين من صلاة التراويح، ومن العمل نهاراً إلى العمل ليلاً، ونشر الرعب والقتل، واستحل الأموال، وأفسد في الأرض، مما تعجز المجلدات عن الإحاطة به.
وفي عهد هؤلاء الفاطميين أيضاً وبإفسادهم في الأرض أكل المصريون القطط والكلاب وأكلوا الموتى، بل وأكلوا أطفالهم، وفي عهد هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة المولد تمكن الفاطميون والقرامطة من قتل الحجاج وتخريب الحج، وخلع الحجر الأسود.(1/1374)
وقال تقي الدين المقريزي: «كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي موسم رأس السنة وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي r، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه... » اهـ.
وقال الشيخ محمد بن بخيت المطيعي: «مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله.. الخ» اهـ.
وقال الشيخ علي محفوظ: «قيل أول من أحدثها - أي الموالد- بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي صلى الله عليه وسلم، ومولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد الخليفة الحاضر...الخ» اهـ.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي (9)
اعلم أيها القارئ الكريم أن الاحتفال بالمولد النبوي، لم يدل عليه دليل من الكتاب، ولا من السنة، ولا الإجماع، ولا القياس الصحيح، ولا حتى دليل عقلي يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، ومن جملة الأدلة التي تدل على عدم مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، هي:
الدليل من القرآن الكريم:
قال تعالى: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً? [المائدة:3].
وقال تعالى: ?وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا? [الحشر: 7].
وقال: ?اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ولا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ? [الأعراف : 3].
وقال:?وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ? [ الأنعام : 153].(1/1375)
وقال أيضاً: ?وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ? [التوبة:100].
والآيات في هذا المعنى كثيرة، فكيف يكون الاحتفال بالمولد النبوي قربة تقربنا إلى الله، ولو كانت قربة لدل الدليل على ذلك، وإلا فإن مقتضى الاحتفال بالمولد النبوي أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تتعلمه.
بل أكمل الله سبحانه وتعالى الدين، وبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته.
الدليل من السنة النبوية:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» (10).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (11).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (12).(1/1376)
بأبي وأمي أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد حذرتنا من الاختلاف، والابتداع، وأوصيتنا بسنتك، وسنة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، أي خير سيأتنا من الاحتفال بالمولد النبوي، وهو أمر لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم، ولم يفعله التابعون، بل فعله أقوام في القرن الرابع هجري، يعني بعد مرور 400 عام، ونأتي ونقول أنها بدعة حسنة.
أقوال العلماء:
لقد صرح جماعة من أهل العلم بإنكار الموالد والتحذير منها؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة.
والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل : ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً? [النساء:59]، وقال تعالى :? وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ? [الشورى:10].(1/1377)
وقد رددنا هذه المسألة إلى كتاب الله سبحانه، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، وقد رددنا ذلك - أيضاً - إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم.
وساذكر فيما يلي بعض أقوال السلف الصالح في هذا الشأن:
1) قال الشاطبي في ((الاعتصام)) بعد أن عرف البدعة بأنها :طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه : (وقوله في الحد: [تضاهي الشرعية] ، يعني : أنها : أنها تشابه الطريقة الشرعية ، من غير أن تكون في الحقيقة كذلك ، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة ، منها: وضع الحدود كالناذر للصيام قائماً لا يقعد ، ضاحياً لا يستظلّ والاختصاص في الانقطاع للعبادة ، والاقتصاد من المأكل والملبس على صنف من غير علَّة .
ومنها : التزام الكيفيات والهيئات المعينة ، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً ، وما أشبه ذلك ... إلخ ) (13) أ.هـ .
2) وقال ابن الحاج في ((المدخل)) : (فصل في المولد : ومن جملة ما أحدثوه من البدع ، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات ، وأظهر الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد ، وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة) (14) أ.هـ.(1/1378)
3) وقال تاج الدين عمر بن علي اللخمي المشهور بالفاكهاني: (لا أعلم لهذا المولد أصلاً في الكتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين ، المتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكَّالُون) (15) أ.هـ
الخاتمة
وفي الختام، أذكر أهم النتائج التي توصلت إليها بعد هذا العرض، وهي كالتالي:
1) إن محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أعظم الواجبات، وأكبر أصوله، وأجل قواعده.
2) من أهم مظاهر المحبة الشرعية:
أ. أن يكون الله عز وجل أحب شيء إلى العبد.
ب. طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتقديمها على طاعة كل أحد.
3) ينقسم الناس في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أقسام:
أ. أهل إفراط: وهم أهل الغلو في محبته صلى الله عليه وسلم.
ب. أهل تفريط: وهم الذين لم يراعوا حقوقه صلى الله عليه وسلم.
ج. أهل الوسط، وهم الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكماً، وقاموا بمقتضاها اعتقاداً، وقولاً، وعملاً.
4) ولد الرسول صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة، وأول من أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، وكانت حاضنته أم أيمن، وما يروى من قصص وأخبار أخرى عن ولادته، لم تثبت صحتها.
5) اختلف علماء السير في تحديد تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم، والراجح هو 8 من ربيع الأول.
6) أول من احتفل بالمولد هم الفاطميون في القرن الرابع عشر.
7) لقد دلت آيات القرآن الكريم، وأحاديث السنة النبوية على بدعة الاحتفال بالمولد النبوي.
8) أي عقل يدعون للاحتفال بالمولد النبوي، ولم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة، ولا التابعين، بل لم يتحفل بمولده إلا بعد مرور 400 عام.
9) عند اختلاف العلماء في مسألة، فلابد من رد التنازع إلى الكتاب، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والعبرة بمن وافق الدليل، وليس العبرة بكثرة الأقوال، والرجال.(1/1379)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الهوامش:
(1) مجموعة الفتاوى [10/49 و 206].
(2) انظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي [2/210-214]، ومدارج السالكين [2/183 و 3/22 وما بعدها].
(3) انظر: مجموعة الفتاوى [18/316]، وحقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة [1/285].
(4) حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته [1/289-299] بتصرف.
(5) روضة الأنوار في سيرة النبي المختار صلى الله عليه وسلم ، ص5.
(6) انظر: الرحيق المختوم، ص71، وروضة الأنوار ص9-10، والسيرة النبوية الصحيحة، [1/98].
(7) انظر: السيرة النبوية لابن هشام [1/195]، وسير أعلام النبلاء – السيرة النبوية – المعروف بتاريخ الإسلام [1/33-37]، والملف العلمي للمولد النبوي، موقع المنبر للخطب: http://www.alminbar.net/malafilmy/maulud/1/4.htm
(8) انظر: المولد النبوي تاريخه، حكمه ، آثاره ، أقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب، لناصر بن يحيى الحنيني، موقع صيد الفوائد.
وحقيقة الاحتفال بالمولد النبوي، لعبد الرحمن عبد الخالق، موقع صيد الفوائد.
و القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل، لإسماعيل الأنصاري ص64-72.
والمواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، لتقي الدين المقريزي، [1/490].
وأحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام، لمحمد بن بخيت المطيعي،ص44.
والإبداع في مضار الابتداع، لعلي محفوظ، ص251.
والبدع الحولية، لعبد الله التويجري، ص136 وما بعدها.
(9) انظر: حكم الاحتفال بالمولد النبوي، لعبد العزيز بن باز، موقع صيد الفوائد.
وحكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي، لصالح الفوزان، موقع صيد الفوائد.
والبدع الحولية، لعبد الله التويجري، ص 199-200.
(10) رواه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (43) و (44).
(11) رواه البخاري (2697).
(12) رواه مسلم (1718).
(13) الاعتصام (1/39).(1/1380)
(14) المدخل (2/2-10).
(15) الحاوي للسيوطي (1/190-192 ) .
---
(1/1381)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل تريد دراسة الفقه بأسلوب سهل واضح تفضل
---
هل تريد دراسة الفقه بأسلوب سهل واضح تفضل
---
إمداد
09-15-2005, 11:52 AM
هل تريد دراسة الفقه بأسلوب سهل واضح تفضل
--------------------------------------------------------------------------------
شرح كتاب العمدة في الفقه:
للإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي- رحمه الله-.
وهو شرح لكتاب العمدة، يختار فيه الشيخ القول الراجح, ويدلل عليه بطريقة علمية سهلة.
انصح طالب العلم بالأستماع لهذا الشرح الرائع من الشيخ الفاضل سلمان بن فهد العودة وفقه الله
http://radio.islamtoday.net/arch_bycat.cfm?symbol=o
---
إمداد
11-06-2005, 01:33 PM
إذا كان الرابط السابق لايعمل فهذا رابط اخر
http://radio.islamtoday.net/arshef2.cfm?st=3
لقراءة الشرح
http://islamtoday.net/dorows/show_dorows_content.cfm?idd=21&media=1
---
(1/1382)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة لطيفة جميلة في سورة التكاثر
---
فائدة لطيفة جميلة في سورة التكاثر
---
المنهوم
05-01-2004, 06:01 PM
قوله ( حتى زرتم المقابر )
يقول تعالى أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها قال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا زكريا بن يحيى الوقاد المصري حدثني خالد بن عبد الدائم عن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال رسول الله e ( ألهاكم التكاثر ) عن الطاعة ( حتى زرتم المقابر ) حتى يأتيكم الموت (( الطبري 30 / 284 ))
* يقول تعالى أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها قال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا زكريا بن يحيى الوقاد المصري حدثني خالد بن عبد الدائم عن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال رسول الله e ( ألهاكم التكاثر ) عن الطاعة ( حتى زرتم المقابر ) حتى يأتيكم الموت (( ابن كثير 4 / 545 ))
**والصحيح في زرتم المقابر يعني متم لأن الميت يأتي إلى القبر كالزائر لأن وجوده فيه مؤقتا
وقد روي أن أعرابيا سمع هذه الآية فقال بعثوا ورب الكعبة فقيل له في ذلك فقال لأن الزائر لا بد أن يرتحل (( اضواء البيان 9/ 76 ))
---
أمل
05-02-2004, 06:07 PM
جزاك الله خير
---
(1/1383)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن
---
صوت الضاد الفصيحة التي نزل بها القرآن
---
فرغلي عرباوي
09-11-2004, 12:10 AM
مَدْخَلٌ لِمَبْحَثِ صَوْت الضَّادِ العَرَبِيَّةِ اللِّسَانِيَّةِ}
بسم الله منزل القرآن والصلاة والسلام على القائل ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فأقول وبالله التوفيق : بدأ الإحساس بمشكلة صوت الضاد من جانب اللغويين العرب عقب انتشار الدين الإسلامي ودخول غير الأمم العربية في الدين الحنيف وحاجة هذه الأمم إلى أداء الصلوات وقراءة القرآن وتعلم نطق اللغة العربية التي كانت تحتوي على عدد من الوحدات الصوتية التي لا توجد في اللغة الأم للمسلمين الجدد كاللغة الفارسية والهندية والعبرية والسريانية والرومية والقبطية وغيرها وقد قام علماء اللغة ومن بعدهم علماء القراءات برصد التغيرات الصوتية واللثغة أو الخطأ في نطق أصوات العربية مما يعرض مستخدميها من المسلمين للحن في القرآن وما يترتب على ذلك من تغيير في معاني كلمات التنزيل وقد كانت مشكلة صعوبة نطق الضاد على غير العرب وعلى العرب ممن لم يتعود ويتمرس لنطق الضاد التي نزل بها القرآن من أبرز المشاكل التي واجهت المسلمين في القرون الأولى واستمرت حتى وقت قريب أما صوت الضاد التي نزل بها القرآن فهي رخو مطبقة كما سجل علماء اللغة ذلك ومن بعدهم علماء القراءات وهي تخرج عندهم من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس وقيل من الحافتين معا والضاد بهذه الصفات إلى جانب ما وصفوها بها من كونها مجهورة مطبقة مستطيلة لا ينطق بها في الوقت المعاصر في اللهجات الدارجة العامية بل صار النطق بها متنوع بين دولة وأخرى ففي مصر المحروسة تلفظ دالا مفخمة وفي الخليج العربي تلفظ بصوت الظاء وإن مشكلة الضاد قديمة في العربية فقد ذكر(1/1384)
سيبويه من الحروف غير المستحسنة ( الضاد الضعيفة ) ويبدو أن مشكلة الخلط بين صوت الضاد والظاء ترجع إلى عصر صدر الإسلام فقد ذكر أبو العلاء الهمذاني العطار في كتابه التمهيد أن أعرابيا خلط بين الضاد والظاء عند عمر بن الخطاب حين نطق ( الظبي ) بالضاد فاعترض عليه عمر رضى الله عنه .
ويمكن للدارس أن يلاحظ اتجاهين في معالجة مشكلة صوت الضاد من حيث التصنيف والتأليف الأول : يتمثل في العناية بالألفاظ التي تنطق بالضاد والظاء والاشتغال بحصرها وتأليف الرسائل في ذلك وهي مؤلفات تشبه المعاجم الصغيرة وهذا الاتجاه هو الذي استأثر بجهود اللغويين والنحاة وتركوا مؤلفات كثيرة تهتم بالتمييز الكتابي بين الضاد والظاء ولا تتعرض للتمييز النطقي بينهما وقد أحصى الدكتور حاتم الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب ( الاعتماد في نظائر الظاء والضاد لابن مالك ) الكتب المؤلفة في ذلك حتى بلغت أكثر من أربعين كتابا . والثاني : الاتجاه في معالجة مشكلة الضاد ويتمثل ذلك بدراسة الخصائص النطقية لصوت الضاد اللسانية والانحرافات التي تلحقه على ألسنة الناطقين وتوضح الصورة الصحيحة لنطقه وكان لعلماء التجويد القسط الأوفى في هذا الدرب حتى أنهم ألفوا في ذلك المؤلفات المستقلة التي تهتم بنواحي النطق من غير أن تتعرض لحصر الألفاظ التي تكتب بالضاد أو الظاء . وقد كان كتاب البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ ( ت 225 هـ) من أوائل المؤلفات التي حفلت بالعديد من الملاحظات اللغوية الصوتية الخاصة بنطق غير العرب من الأعاجم المخالطين للعرب لبعض أصوات اللغة العربية ومن ضمنهم صوت الضاد .(1/1385)
وسوف أحرص إن شاء الله لتناول هذا البحث من جميع جوانبه قدر المستطاع وحسب ما تيسر من مراجع لمادة هذا البحث وعلى الجميع أن يعلموا ـ إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله ، فأسأل الله أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم ، وأن لا يُفهم على غير وجهه ، وإني لأعتذر عن أي قصور أو تعبير فيه خلل .
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&postid=5458#post5458
---
القحطاني
09-16-2004, 10:25 AM
والضادُ مخرجه عسير جدا *من أول إحدى الحافتين يبدا
مع ما يلي الإضراس مستطيلُ*رخو ومن يقرأ كذا قليلُ
قارئه بالصفة المقررة*سبحان من يسره وعسره
قالها أحمد بن عيسى السيلي الحنبلي (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة 1/203 )
---
فرغلي عرباوي
09-21-2004, 11:43 PM
قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
---
(1/1386)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > ملاحظة حول توزيع برامج الحاسوب.
---
ملاحظة حول توزيع برامج الحاسوب.
---
ناصر
07-21-2006, 05:12 PM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
أرى الإعراض عن توزيع البرامج إلا بإذن أصحابها أفرادا كانوا أو شركات, مسلمين أو غير ذلك إحقاقا لحقوق الناس.
هذا مبلغ علمي, فإذا كان هنا من أحل ذلك من علمائنا فالرجاء تجاهل هذه المشاركة.
و السلام عليكم.
---
(1/1387)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة للشيخ أحمد البريدي على حصوله على درجة الدكتوراه في التفسير
---
تهنئة للشيخ أحمد البريدي على حصوله على درجة الدكتوراه في التفسير
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2004, 12:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه ناقش الزميل العزيز الشيخ أحمد بن محمد بن إبراهيم البريدي وفقه الله رسالة الدكتوراه التي كانت بعنوان :(جهود ابن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن- جمعاً ودراسة) . وذلك يوم الثلاثاء 21 شعبان 1425هـ .
و قد منح درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى و لله الحمد.
ونحن في شبكة التفسير والدراسات القرآنية نهنئ الدكتور أحمد البريدي ونرجو له التوفيق والسداد ، ومزيداً من التعاون معنا في الملتقى بعد انتهائه من هذه المرحلة.
---
فهد الوهبي
10-14-2004, 01:20 PM
ألف مبروك
نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ..
ورحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة ....
---
سلسبيل
10-14-2004, 04:01 PM
ما شاء الله تبارك الرحمن وألف مبروك ونسأل المولى تعالى أن يفيدنا بعلمه وأن يجعله في ميزان حسناته وأن يكثر من أمثاله في أمتنا وأن يزيد به همتنا للتشبه بالكرام
---
أبو بيان
10-14-2004, 05:15 PM
مبارك للشيخ أحمد,
ونسأل الله أن ينفعه بها,
وما أجمل أن نراها مطبوعة,
وأجمل منه لو كانت (إهداءاً).
وفقك الله يا شيخ أحمد, ويُنتظر منك المزيد.
---
سليمان العجلان
10-14-2004, 06:39 PM(1/1388)
لست أبارك لفضيلة الشيخ أحمد بنواله الدكتوراه ، وإنما أبارك للدكتوراه على أن تواضع لها شيخنا الفاضل حيث إن معرفتي بهذا الرجل منذ الطفولة ، وأعلم علم اليقين أن الدكتوراه ليست قياساً لحصيلته العلميه ، ولو أردنا أن نمنحه الدكتوراه على علميته لأعطيناه الكثير والكثير من هذه الرسائل ، ففي التفسير دكتوراه ، وفي الفقه دكتوراه ، وفي القرآن دكتوراه ، وفي الحديث دكتوراه ، وفي التربية دكتوراه ، وفي الأخلاق دكتوراه ، وهكذا دواليك ، ولكن أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما تعلمه عوناً على طاعة الله ، وأن يجعله حجة له لا عليه ، وأن جعله نوراً يمشي به في الناس إنه ولي ذلك والقادر عليه .
---
د. هشام عزمي
10-14-2004, 07:01 PM
ألف مبروك لفضيلة الدكتور أحمد البريدي :)
و نسأل الله أن يجعله علمًا نافعًا و يبارك له في عمره و وقته و أولاده .
---
أحمد البريدي
10-15-2004, 01:46 PM
أشكر لكم جميعاً مشاعركم الطيبة , وهذا الظن بكم أهل القرآن , واسأل الله تعالى أن لا تكون هذه الشهادة هي آخر حظنا من العلم ,
واذكر موقفاً بهذه المناسبة حدثني به الدكتور محمد الغديان ابن الشيخ عبد الله الغديان عضو هيئة كبار العلماء يقول : عندما ناقشت رسالة الدكتوراه ذهبت إلى الوالد لأخبره بذلك , فبارك لي ثم قال : يا ابني لقد حصلت على شهادة محو الأمية والآن ابدأ بطلب العلم .
الشيخ عبد الرحمن الشهري :عقبى لك , وقريباً ان شاء الله نسعد بك , مع علمي بأن الملتقى قد استحوذ على معظم وقتك مما نرجو أن تجده مدخرأ لك عند ربك , وطلبك أمر ابا عبد الله .
الشيخ فهد الوهبي : آمين ورحمة الله على الشيخ ابن عثيمين .
سلسبيل 2 : آمين .
الشيخ أبو بيان : مرحباً ألف , وطلبك ارجو أن يتحقق قريباً ان شاء الله .
الشيخ سليمان العجلان :على رسلك هي دكتواراه واحدة واسأل الله أن لا نكون ممن تشبع بما لم يعط .
د. هشام عزمي :آمين بارك الله لنا جميعاً .
---(1/1389)
أبوخطاب العوضي
10-16-2004, 05:46 AM
رحم الله العلامة ابن عثيمين
وألف مبروك للأخ أحمد على رسالة الدكتوراة وفعلاً عنوانها طيبة يلفت الأنظار
* قد حصل أخونا أبو الجود على رسالة الماجسيتر في القراءات في تحقيق كتاب الروض النضير للشيخ المتولي
ومن أحب أن يبارك له على هذا الرابط في ملتقى أهل القرآن
اضغط هنا (http://www.ahlalquran.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2249)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
مساعد الطيار
10-16-2004, 01:40 PM
إلى الأخ الفاضل الدكتور أحمد البريدي حفظه الله
أسأل اله أن ينفعك بما وهبك ، وأن ينفع بك .
واعلم أن القادم أشد مما مضى ، فما يُحتاج إليك فيه في مجال تخصصك أكبر وأكثر من وقتك ، فأعط مما أعطاك الله ولا تبخل ، فلن تجد إلا الدعاء يُرفع لك أناء الليل وأطراف النهار .
أسأل الله أن يتقبل مني ومنك ، وأهنئك على حصولك على هذه الدرجة العلمية التي لها ما بعدها ، فأعانك الله .
---
خالد الشبل
10-17-2004, 05:13 PM
أرفع إلى مقام فضيلة الشيخ الدكتور أحمد البريدي عبارات التهنئة والتبريك على حصوله على العالِمية العالية في التفسير وعلوم القرآن ، وأسأل الله أن يكون نجاحَ دنيا وآخرة ، وإلى الأمام .
( أعتذر عن التأخر عن الرد على مثل هذا الخبر السار ) .
---
أبو الجود
10-17-2004, 10:33 PM
مبارك أخي أحمد على الدكتوراه و أسأل الله أن يجعلها خالصة و أن يجزيك خير الجزاء و أن ييسر لك أمرك
---
مساعد الطيار
10-18-2004, 01:21 PM
أخي أبو الجود أهنئك على حصولك على الماجستير ، وأعتذر إليك وإلى الأخ أحمد في وقوع هذه التهنئة في هذا الموقع ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
أحمد البريدي
10-18-2004, 04:56 PM(1/1390)
اشكر المشايخ الفضلاء والأخوة النبلاء جميعاً ابا خطاب العوضي والدكتور مساعد الطيار, وخالد الشبل , وابا الجود على مشاعرهم الطيبة ,ومباركتكم لها في القلب موقعاً, واتقدم بالتهنئة والتبريك لأخي أبي الجود حصوله على درجة الماجستير , واسأل الله له التييسير في مشواره العلمي .
---
أمين نورشريف
10-21-2004, 03:05 PM
مبروك يا أبا خالد أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيك وفي علمك
دمتم لمحبكم في الله
أمين
---
الجندى
10-22-2004, 11:57 PM
نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ..
---
الراية
11-04-2004, 11:59 AM
مبارك للشيخ أحمد على الدكتوراه و أسأل الله أن يجعلها خالصة و أن يجزيك خير الجزاء و أن ييسر لك أمرك
---
عبدالرحمن السديس
11-12-2004, 11:10 PM
مبارك للشيخ أحمد ، ونسأل الله ـ سبحانه تعالى ـ أن يوفقكم لكل خير ، وينفع بكم ، ويعينكم على نشر العلم ، والعمل به .
ورحم الله الإمام ابن عثيمين ، وجعله في عليين .
------
تنبيه:
مبروك : اسم مفعول من البروك !
---
عبد الله الخضيري
11-13-2004, 03:11 AM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
أَخي الكَرِيم الدُّكتور / أحمد البريدي سلَّمَه الله
سبق لي تهنئتكم عبر الهاتِفِ المَحْمُول - فِيْ حِيْنِهِ - ،
و لكن لما عدت للملتقى - بعد طول غيابٍ ، غير مقصود - وجدتُ جموع المهنِّئين و المباركين
لكم ، فأحببت أن يكون لي اسمٌ بيْنَ أُولئك الأَعْلام ، ولعلِّي أن أكون من أَصْدَقِهم مشاعر
أسأل الله أن يُبَارك لك ، و يزِيْد في عِِلْمِك ، و يحقِّق إيمَانك ، وأن يعينك الله على تأدية ما تعَلَّمت و العمل به .
و لا عدمنَاك أبا خَالد
محبك وأخوك :
عبد الله
---
أحمد البريدي
11-26-2004, 06:59 PM(1/1391)
الأخوة الأفاضل :أمين نورشريف و الجندى و الراية و عبدالرحمن السديس وعبد الله الخضيري وصلت تهنئتكم وصلكم الله بطاعته , وأشكركم على مشاعركم الطيبة , ومعذرة على تأخري بالرد عليكم لعدم تمكني من ذلك في الفترة الماضية .
---
الراية
11-09-2005, 09:09 PM
تم طباعة رسالة الدكتوراه للشيخ أحمد البريدي
لدى مكتبة الرشد في مجلد واحد – 823 صفحة
بعنوان:جهود الشيخ ابن عثيمين وآراؤه في التفسير وعلوم القران
فالحمد لله على طباعتها.
وادعو الاخوة الى اقتنائها
---
(1/1392)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {11}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {11}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-03-2004, 01:37 PM
(((الآهت والحسرات)))
الآهات والحسرات مشاعر انسانية بحتة يشعر بها الانسان في حياته ,فيغتم لها ويبقى يعاني آلامها طيلة حياته الدنيا,والدنيا اجل مسمى ,فما بالنا يوم القيامة وهناك تكثر الآهات والحسرات ومن دون فائدة ...؟؟؟
يقول الله عزوجل:((أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرَطت في جنب الله)) {الزُمر آية:56}
تبين لنا هذه الآية الكريمة أنَ النفس الانسانية ستقول هذا الكلام ((يا حسرتى)) امام الاولين والآخرين يوم القيامة,ولكن دون فائدة.......!!!!
ويقول الله عزوجل (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتَخذت مع الرسول سبيلا*ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا*)) {الفرقان آية 27-28}
هنا توضيح اكثر .. فالظالم يعض على يديه,وما ادري والله كيف يكون عضَه على يديه أقويُ ام بسيط..وتنتابه الحسرات لانه لم ياخذ طريق الرسل ,وهذا الشعور بالحسرة والندم لايجدي الكافر نفعا ,ويزيد هذا الكافر الظالم قوله فيقول :ليتني لم اتخذ فلانا خليلا رفيقا صديقا ,انه شعور بالاسى والحزن والحسرة ,ولكن هيهات لهذا الشعور ان يغير من واقع الحال الذي سيكون عليه الظالم يومئذ امام الله سبحانه وتعالى........
ولو امعنَا النظر في قوله تعالى ((لم اتَخذ فلانا ..)) فالقرآن الكريم لم يعط اسما واضحا لهذا{ الفلان }..ابقاه نكرة
وبهذا تكون كلمة( فلانا) شاملة من غير تحديد .انها تعني فلانا من الضآلِين ,سواء من الاخوة او الاصدقاء او الاقرباء والابعد من ذلك .كل هؤلاء سيندم الظالم على رفقته لهم في الحياة الدنيا ,ولكن هل يفيد النَدم شيئا ؟؟؟(1/1393)
يقول الله عزوجل ((حتَى إذا جائتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرَطنا فيها )){الانعام آية:31}
ويقول الله عزوجل ((كذلك نريهم اعمالهم حسرات عليهم )) {البقرة آية:167}
ويقول الله عزوجل :((وانذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لايؤمنون)){مريم آية:39}
ويقول الله عزوجل:((واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة ابصار الَذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين )) {الانبياء آية:97}
موقف مرعب,الحسرة والندامة في كل احوال الظالم ,عند قيام الساعة .((ياحسرتنا))وعند الحساب ((ياويلنا))
وعند السوق الى النار ((دعوا هنالك ثبورا*لاتدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا*))
{الفرقان آية:13-14}
وعند البعث من القبور ((قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ))
{يس آية:52}
الحسرة والندامة رفيقتا الظالم يوم القيامة.فكل الاعمال القبيحة في الدنيا يراها الظالم ماثلة امام عينيه فتكون حسرات تطبق انفاسه وتزيده هما فوق همه............................................... ......
يتبع (((المسيرة الكبرى)))
---
(1/1394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صيد الخاطر من كتاب الله
---
صيد الخاطر من كتاب الله
---
مرهف
05-27-2003, 04:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
يظهر كثير من الغيورين على المسلمين تخوفاً على أنفسهم وإخوانهم المسلمين من الانفتاح السريع الذي يمر به العالم الإسلامي والمسلمون أيضاً ، والحق معهم في هذا التخوف لأن ذلك يعد من الفتنة للمؤمنين ، ونحن نرى نوع الافتتان الذي يفتتن به المؤمنون والمؤمنات في العالم سواء كان أخلاقياً أو عقائدياً أو تشريعياً أو اجتماعياً .. إنه افتتان شامل ..ولكن وأنا أقرأ قوله تعالى : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام:11) انتابني نوع من الدهشة التي تنبه الشارد من شتاته ، في الوقت الذي كان فيه ذهني قد شت بالتفكير بأولئك الذين تقوقعوا في بيوتهم وأقفلوا أبوابهم خوفاً من أن يصلهم فيضان الانفتاح الفظيع ،وصرت أجول بفكري في الآيات المشابهة فمررت بقوله تعالى :( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (النمل:69)
ثم قوله تعالى :( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت:20)
ثم قوله تعالى : ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) (الروم:42)
ثم قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) (سبأ:18) .(1/1395)
فرأيت في مجموع هذه الآيات ما ينبغي أن ينتبه له كل مسلم يقرأ كتاب الله ، إن الله تعالى يأمرنا بأن نسير في الأرض ـ والأمر عام للمسلم والكافر ـ ولكن الله تعالى يغري عباده بهذا السير ويشوقهم إليه بالنتائج التي سيصلون إليها وإن كانت هذه النتائج يختلف اكتسابها بين المؤمن والكافر ، فالكافر يقف عند الاعتبار بها ليفكر في عاقبته ويسارع في توبته وينشط من رقدته .
أما المؤمن فإن سياحته هذه تزيد من يقينه بربه جل وعلا ، وتعزز إيمانه بقدرة الله وقوته عندما يقف عند معالم وآثار الذين خلوا ويستحضر في مخيلته قوتهم وبطشهم وأفاعيلهم بالأنبياء وأتباعهم ومكرهم في الليل والنهار بالمؤمنين فهل أغنى عنهم ذلك من الله شيئاً ؟
أليس أمثال هؤلاء سمعنا بهم في التاريخ وكيف كان بطشهم وكيف كانت قوتهم ثم : (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) (طه:127)
يا إلهي كم من دولة طغت واستكبرت واغترت بما آتيتها وقالت كما قال قارون : ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ) وكان جوابك له ولأمثاله من الأشخاص والأمم : ( أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (القصص:78)
أين هي عاد الذي غدت مضرب المثل في القوة والجبروت : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت:15) .(1/1396)
فيا أخي : لا تبتئس ولا تجزع واعلم أن ما كان له بداية لابد له من نهاية ، والذي يثبت في الوجود هو الحق لا غير ، والله ناصر جنده ومقيم دينه ، ورافع رايته ، ولا يهولنك كثرة وسطوة وقوة الكافرين ، واقرأ معي مرة أخرى :
( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الروم:9)
( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) (فاطر:44)
( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) (غافر:21)
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) (قّ:36) .(1/1397)
ثم أعدت النظر في الآيات فقلت : سبحان الله ، كأن الله تعالى في هذه الآيات يشير إلى المسلم أن يسبق الناس كلهم و ينفتح على العالم قبل أن ينفتح العالم عليه لأن المسلم صاحب سبق في كل فضيلة ، وأن لا يخشى من هذا الانفتاح ، لأنه مؤيد من الله ، والله وليه ، ومن كان الله وليه ومؤيده فلا يخاف فتنة أياً كانت قال تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:257) فالذين كفروا هم الذين يفتتنوا إن لم يعتبروا فهم أولى بالخوف منك أيها المسلم ، فانهض وانفتح على العالم كي يرى نورك وينتفع بزادك ويرتوي من قلبك الطاهر ، ويستنير بعقلك المنفتح ، ولا تخف لأنك مسلح بالعقيدة التي تبعدك عن الشرك ومزالقه ، والشريعة التي تحفظك من ظلمات العادات والتقاليد والانحرافت الخلقية وغيرها ، ولا يهولنك الأسماء من عولمة وإرهاب وتطرف وغير ذلك لأن الله تعالى قال معلماً لنا ضوابط الانفتاح في القصص التي قصها في كتابه : ( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (ابراهيم:12) وقال وقوله الحق :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) .
فالعالم يخشى من سلاح انفتاحك عليه فبادرك حتى لا تبادره ، ولكن الفرصة ما زالت سانحة بل هي اليوم خصبة أكثر من الأمس ...
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في هذا الصيد
---
(1/1398)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : ( موسوعة شروح الموطأ ) بإشراف التركي
---
حمل : ( موسوعة شروح الموطأ ) بإشراف التركي
---
أبو العالية
02-10-2007, 10:13 AM
الحمد لله ، وبعد ..
التمهيد ، والاستذكار لابن عبد البر رحمه الله
والقبس لابن العربي المالكي
طبعة هجر
تفضل هنا (http://www.archive.org/details/shroh_mutaa)
ولا تنس محبكم من الدعاء
ودمتم على الخير أعواناً
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 10:20 AM
جزاك الله خيراً يا أبا العالية . ولكن ليتك وبقية الإخوة تقتصرون على كتب الدراسات القرآنية فقط جزاكم الله خيراًُ ، فلدينا نية لاستبعاد كل الكتب غير المختصة بالدراسات القرآنية من الملتقى ، وإلا فما معنى التخصص في الملتقى إذا كنا سنضع كل الكتب والموضوعات ؟
رعاكم الله وبارك فيكم .
---
أبو العالية
02-10-2007, 10:53 AM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاكم الله خيراً
لا بأس بالاٌقتصار بارك الله فيكم على الدراسات القرآنية في تنزيلها للموقع .
ولكن التحويل لرابط في كافة العلوم الشرعية سيَّما الهامَّة فلا ضير فيه !
ونظركم أوجه .
والدال على الخير كفاعله رفع الله قدركم
ودمتم على الخير أعواناً
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 11:11 AM
بارك الله فيكم يا أبا العالية على حرصكم ونشاطكم وتجاوبكم الكريم .(1/1399)
لكن لعل الاقتصار على تخصص الدراسات القرآنية أقوى للموقع وأبقى وأدوم ولو في الروابط حتى يكون الموقع بكل أقسامه حتى المفتوح منها خاصاً بالدراسات القرآنية غير بعيد عنها ، وهناك مواقع متخصصة في الفنون العلمية الأخرى ، وبهذا نتكامل إ، شاء الله ، وتبقى الدلالة على الخير قائمة إن شاء الله ، لكن بطرق أخرى غير وضع الموضوعات غير المتخصصة في الدراسات القرآنية في الملتقى ، وإلا فلو فتح باب (والدال على الخير كفاعله ) في هذه المسألة لكان كثير من الموضوعات جديراً بوضعه في الملتقى العلمي وغيره رعاكم الله وسدد خطاكم .
وعلى كل حال فهي وجهة نظر خاصة بالقائمين على الموقع ، رأينا من يكررها علينا من الزملاء الفضلاء في اللقاءات، ويشدد عليها ، والالتزام بها قدر الطاقة ، حتى لا يخرج الموقع عن مساره العلمي المميز .
---
أبو العالية
02-10-2007, 11:56 AM
الحمد لله ، وبعد ..
ننزل عند الرغبة ، وما نحن إلا بكم ومنكم .
نفع الله بكم
---
أحمد بزوي الضاوي
02-11-2007, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلا م على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل أبو العالية ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
نحمد الله إليكم أن وفقكم لهذا العمل الجليل ، فالدال على الخير كفاعله . كما نشكر الأستاذ الدكتور التركي على هذا العمل العلمي المتميز ، و نسأل الله تعالى التوفيق و السداد .
أسأل إذا ما كان الأستاذ الدكتور التركي يأذن لنا بتوزيع هذا العمل في أقراص مدمجة ـ كما هو منشور في الموقع بصيغة PDF ـ على طلاب الجامعة المغربية . باعتباره صدقة جارية ؟.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أبو العالية
02-11-2007, 05:55 PM
الحمد لله ،وبعد ..
كتب د. التركي والمحققين معه توزَّع لطلبة العلم مجاناً .(1/1400)
وعليه ، فلا أظن ثمة ما يمنع إن كان التوزيع لطلبة العلم ، والله يجزي المحسنين على إحسانهم .
والله أعلم
---
(1/1401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حديث النضح : دراسة حديثية فقهية
---
حديث النضح : دراسة حديثية فقهية
---
ماهر الفحل
08-15-2006, 04:17 AM
حَدِيث عَلِيٍّ رضي الله عنه : (( ينضح من بول الغلام ، ويغسل بول الجارية )). قَالَ الإمام التِّرْمِذِي : (( رفع هشام الدستوائي هَذَا الحَدِيْث عن قتادة وأوقفه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، وَلَمْ يرفعه )) (1).
وَقَالَ الحافظ ابن حجر : (( إسناده صَحِيْح إلا أَنَّهُ اختلف في رفعه ووقفه ، وَفِي وصله وإرساله ، وَقَدْ رجح البُخَارِيّ صحته وكذا الدَّارَقُطْنِيّ ))(2) .
والرواية المرفوعة : رواها معاذ بن هشام( 3)، قَالَ: حَدَّثَني أبي(4)، عن
قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود( 5) ، عن أبيه (6)، عن عَلِيّ بن أبي طالب ،
مرفوعاً (7) .
قَالَ البزار : (( هَذَا الحَدِيْث لا نعلمه يروى عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، إلا من هَذَا الوجه بهذا الإسناد ، وإنما أسنده معاذ بن هشام ، عن أبيه ، وَقَدْ رَواهُ غَيْر معاذ بن هشام ، عن قتادة، عن أبي حرب ، عن أبيه ، عن عَلِيّ ، موقوفاً )) (8) .
أقول : إطلاق البزار في حكمه عَلَى تفرد معاذ بن هشام بالرفع غَيْر صَحِيْح إِذْ إن معاذاً قَدْ توبع عَلَى ذَلِكَ تابعه عَبْد الصمد بن عَبْد الوارث (9) عِنْدَ أحمد (10) ،
والدارقطني(11) ، لذا فإن قَوْل الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ أدق حِيْنَ قَالَ : (( يرويه قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، رفعه هشام بن أبي عَبْد الله من رِوَايَة ابنه معاذ وعبدالصمد بن عَبْد الوارث ، عن هشام ، ووقفه غيرهما عن هشام ))(12) .
والرواية الموقوفة : رواها يَحْيَى بن سعيد ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن عَلِيّ ، فذكره موقوفاً(13) .(1/1402)
فالرواية الموقوفة إسنادها صَحِيْح عَلَى أن الحَدِيْث مرفوعٌ صححه جهابذة المُحَدِّثِيْنَ: البُخَارِيّ والدارقطني - كَمَا سبق - وابن خزيمة(14) ، وابن حبان( 15)، والحاكم( 16)- وَلَمْ يتعقبه الذهبي – ، ونقل صاحب عون المعبود عن المنذري( 17)قَالَ : (( قَالَ البُخَارِيّ : سعيد بن أبي عروبة لا يرفعه وهشام يرفعه ، وَهُوَ حافظ )) (18).
أقول : هكذا صَحّح الأئمة رفع هَذَا الحَدِيْث ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ صَحَّ موقوفاً أيضاً ؛ وهذا يدل عَلَى أن الحَدِيْث إذا صَحَّ رفعه ، ووقفه ، فإن الحكم عندهم للرفع ، وَلاَ تضر الرِّوَايَة الموقوفة إلا إذا قامت قرائن تدل عَلَى أن الرفع خطأ .
أثر هَذَا الحَدِيْث في اختلاف الفُقَهَاء ( كيفية التطهر من بول الأطفال )
وما دمت قَدْ فصلت القَوْل في حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً فسأذكر اختلاف الفُقَهَاء في كيفية التطهر من بول الأطفال(19 ).
وقبل أن أذكر آراء الفُقَهَاء، أذكر جملة من الأحاديث المتعلقة بالمسألة لأحيل عَلَيْهَا عِنْدَ الإشارة إلى الأدلة طلباً للاختصار .
فأقول :
1. صَحَّ عن عائشة زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ : (( أتي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بصبي ، فبال عَلَى ثوبه ، فدعا النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بماء فأتبعه إياه )) . رَواهُ مَالِك (20 )، وزاد أحمد وَمُسْلِم وابن ماجه في روايتهم : (( وَلَمْ يغسله )) ( 21) .
2. صَحَّ عن أم قيس(22 )بنت محصن (( أَنَّهَا أتت بابن صَغِير لَهَا –لَمْ يأكل الطعام– إلى رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأجلسه في حجره ، فبال عَلَى ثوبه ؛ فدعا رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم بماءٍ ، فنضحه وَلَمْ يغسله )) . رَواهُ مَالِك ، والشيخان : البُخَارِيّ وَمُسْلِم(23) .
3. حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه وَقَدْ سبق : (( ينضح من بول الغلام ، ويغسل من بول الجارية )) .(1/1403)
4. صَحَّ عن أبي السمح(24) رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( يغسل من بول الجارية ، ويرش من بول الغلام )) .
أخرجه : أبو دَاوُد(25) ، وابن ماجه(26) ، وَالنَّسَائِيّ(27) ، وابن خزيمة (28)،
والدارقطني(29 )، والمزي (30).
وَقَد اختلف الفُقَهَاء في الأحكام المستفادة من هذِهِ الأحاديث عَلَى مذاهب أشهرها مَا يأتي :
المذهب الأول :
يرى أن التطهير من بول الرضيع – كالتطهير من بول الكبير – إنما يَكُون بغسله ، وَلاَ فرق في ذَلِكَ بَيْنَ بول رضيع أكل الطعام أو لَمْ يأكل ، كَمَا أَنَّهُ لا فرق في ذَلِكَ بَيْنَ الذكر والأنثى . وإلى ذَلِكَ ذهب أبو حَنِيْفَة ، وَهُوَ المشهور عن مَالِك عَلَى خِلاَف بَيْنَهُمَا في كيفية الغسل الَّذِي يجزئ في التطهير من النجاسة ، فإن أبا حَنِيْفَة يشترط لتطهير النجاسة غَيْر المرئية تعدد مرات غسلها – ثلاثاً أو سبعاً والعصر بَعْدَ كُلّ غسلة (31)، وَلَمْ يشترط مَالِك أكثر من صب الماء عَلَى النجاسة بحيث يغمرها ، ويذهب لونها وطعمها ورائحتها وَلاَ يشترط لإزالة النجاسة إمرار اليد والعصر ، ونحو ذَلِكَ (32) .
وَقَدْ حملوا : (( إتباع الماء )) و (( نضحه )) و (( رشه )) ، هذِهِ الألفاظ كلها حملوها عَلَى مَعْنَى الغسل ، وَقَدْ أفاض الطحاوي في إيراد الآثار الدالة عَلَى أن هذِهِ الألفاظ قَدْ تطلق ويراد بِهَا الغسل ( 33) .
لَكِن هَذَا يؤخذ عَلَيْهِ : ان هذِهِ الألفاظ ، وإن كَانَتْ تطلق أحياناً عَلَى الغسل فإن الحال في مسألتنا هذِهِ لا يحتمل ذَلِكَ ؛ لأَنَّهُ يؤدي إِلَى تناقض تتنَزه عَنْهُ نصوص الشريعة ؛ فحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عَنْهَا قَدْ جاء بلفظ : (( فدعا النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بماءٍ فأتبعه وَلَمْ
يغسله )) فإذا جَعَلَ أتبعه بمعنى غسله فإن المَعْنَى حينئذ يَكُون فغسله وَلَمْ يغسله .(1/1404)
وَكَذَلِكَ حَدِيث أم قيس بنت محصن قَدْ جاء بلفظ : (( فنضحه وَلَمْ يغسله )) فلو حمل النضح عَلَى مَعْنَى الغسل لكان التقدير :فغسله وَلَمْ يغسله ،وهذا تناقض غَيْر معقول.
وأيضاً فإن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عطف الغسل عَلَى النضح في حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه ، وعطف الرش عَلَى الغسل في حَدِيث أبي السمح رضي الله عنه ، والعطف يَقْتَضِي المغايرة . فلو أريد بهما مَعْنَى واحدٌ ، لكان عبثاً يتنَزه عَنْهُ الشارع ( 34) .
المذهب الثَّانِي :
نُسِبَ إلى الشَّافِعيّ قَوْلٌ : بأن بول الصبي الَّذِي لَمْ يأكل الطعام طاهر . ونسبت رِوَايَة إلى الإمام مَالِك : أَنَّهُ لا يغسل بول الجارية وَلاَ الغلام قَبْلَ أن يأكلا الطعام .
لَكِنْ ذكر الباجي( 35) أن هذِهِ الرِّوَايَة عن مَالِك شاذة (36). وذكر النَّوَوِيّ أن نقل هَذَا القَوْل عن الشَّافِعيّ باطل( 37) .
لِذلِكَ لا حاجة للتعليق عَلَى هَذَا المذهب .
المذهب الثَّالِث :
ينضح بول الطفل الرضيع الَّذِي لَمْ يأكل الطعام ، فإذا أكل الطعام كَانَ حكم بوله كحكم بول الكبير يغسل .
وَقَدْ فسّر هَذَا المذهب النضح : بأنه غمر مَوْضِع البول ومكاثرته بالماء مكاثرة لا يَبْلُغ جريانه وتردده وتقطره . فَهُوَ بمعنى الغسل الَّذِي سبق ذكره عن مَالِك ( 38) .
وَقَدْ اعتمد هَذَا المذهب حَدِيث أم قيس بنت محصن ، فَقَدْ جاء بلفظ : ((أَنَّهَا أتت بابن لَهَا صَغِير لَمْ يأكل الطعام ... الخ )) .
وَقَد اعترض ابن حزم – القائل : بأن النضح يكفي في التطهير من بول الذكر كبيراً أو صغيراً – : بأن تخصيص ذَلِكَ بالصبي الَّذِي لَمْ يأكل لَيْسَ من كلام النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، لِذلِكَ فالحديث لا دلالة فِيهِ عَلَى هَذَا التحديد ( 39) .(1/1405)
ويجاب عَلَى ذَلِكَ : بأنه نجاسة الأبوال المستتبعة لوجوب غسلها ، كُلّ ذَلِكَ مستيقن بالأحاديث العامة الدالة عَلَى ذَلِكَ ، كحديث ابن عَبَّاس في القبرين اللذين أخبر رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أن صاحبيهما يعذبان ، وَقَالَ : (( أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستنْزه من البول )) . أخرجه البُخَارِيّ وَمُسْلِم ( 40) .
وحديث أبي هُرَيْرَة مرفوعاً : (( استنْزهوا من البول ؛ فإن عامة عذاب
القبر مِنْهُ )). رَواهُ أحمد ( 41)، وابن ماجه ( 42)، وابن خزيمة ( 43)، والدارقطني ( 44)،
والحاكم ( 45)، وصححه البُخَارِيّ ( 46) .
وحديث ابن عَبَّاس مرفوعاً : (( تَنَزهوا من البول ، فإن عامة عذاب القبْر مِنْهُ )) . أخرجه : البزار ( 47) ، والطبراني ( 48) ، والدارقطني ( 49) ، والحاكم ( 50) .
فنجاسة بول الآدمي ووجوب غسله كُلّ ذَلِكَ متيقن بهذه الأحاديث ، وتخصيص بول الصبي الَّذِي لَمْ يأكل الطعام بالنضح متيقن بحديث أم قيس بنت محصن ، وما عدا ذَلِكَ مشكوك فِيهِ ، فَلاَ يترك اليقين للشك .
والاكتفاء بالنضح في التطهير من بول الرضيع خصه أحمد وجمهور الشافعية بالصبي الَّذِي لَمْ يأكل الطعام ، أما بول الصبية فَلاَ يجزئ فِيهِ إلا الغسل ( 51) .
أما الشَّافِعيّ نَفْسه فَقَدْ نَصَّ عَلَى جواز الرش عَلَى بول الصبي مَا لَمْ يأكل الطعام ، واستدل عَلَى ذَلِكَ بالحديث ، ثُمَّ قَالَ : (( وَلاَ يبين لي في بول الصبي والجارية فرق من السُّنَّة الثابتة ، وَلَوْ غسل بول الجارية كَانَ أحب إليَّ احتياطاً ، وإن رش عَلَيْهِ مَا لَمْ تأكل الطعام أجزأ ، إن شاء الله تَعَالَى )) ( 52) .(1/1406)
وَقَدْ ذكر النَّوَوِيّ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى – أَنَّهُ لَمْ يذكر عن الشَّافِعيّ غَيْر هَذَا ( 53) ، وَقَالَ البَيْهَقِيّ: (( والأحاديث المسندة في الفرق بَيْنَ بول الغلام والجارية في هَذَا الباب إذَا ضُمَّ بعضها إلى بَعْض قويت ، وكأنها لَمْ تثبت عِنْدَ الشَّافِعيّ – رَحِمَهُ اللهُ – حِيْنَ قَالَ :
(( وَلاَ يتبين لي في بول الصبي والجارية فرق من السُّنَّة الثابتة )) ( 54) .
وقول الشَّافِعيّ هَذَا مرويٌّ عن النخعي ، وَهُوَ رِوَايَة عن الأوزاعي ، ووجه لبعض الشافعية ، ووصفه النَّوَوِيّ : بأنه ضَعِيْف ( 55).
وهنا يأتي دور حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه ومثله حَدِيث أبي السمح رضي الله عنه خادم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، فهي أحاديث ثابتة ، وَقَدْ فرقت بَيْنَ بول الصبي وبين بول الصبية .
وَقَدْ ثبت هَذَا عِنْدَ أحمد ؛ لِذلِكَ أخذ بِهِ وفرق بَيْنَهُمَا فِي الحكم ، أما الشَّافِعيّ فَقَدْ صرح بأنه لَمْ يثبت عِنْدَهُ من السُّنَّة مَا يفرق بَيْنَهُمَا ؛ لِذلِكَ رأى أن النضح يكفي فِيْهِمَا
- وإن كَانَ الأحب إليه غسل بول الصبي احتياطاً - ؛ وَلَوْ ثبت عِنْدَ الشَّافِعيّ هذِهِ الأحاديث لأخذ بِهَا ، فهذا هُوَ شأنه وشأن الفُقَهَاء كافة لا يتخطون السُّنَّة الثابتة عندهم إلى غيرها ، مَا لَمْ يَكُنْ لَهَا عندهم معارض ؛ ولذلك أطبق أصحاب الشَّافِعيّ عَلَى الفرق في الحكم بَيْنَ بول الصبي والصبية لما ثبتت عندهم هذِهِ الأحاديث ( 56) .
...............................................
( ) جامع التِّرْمِذِي عقب حَدِيث ( 610 ) .
(2) التلخيص الحبير طبعة العلمية 1/187 ، وطبعة شعبان 1/50 .
(3) هُوَ معاذ بن هشام بن أبي عَبْد الله الدستوائي ، البصري ، وَقَدْ سكن اليمن ، ( صدوق رُبَّمَا وهم ) ، مات سنة مئتين ، أخرج حديثه أصحاب الكُتُب الستة . التقريب ( 6742 ) .(1/1407)
(4) هُوَ هشام بن أبي عَبْد الله :سَنْبَر – بمهملة ثُمَّ نون موحدة ، وزن جَعْفَر – ، أبو بَكْر البصري الدستوائي ، ( ثِقَة ، ثبت )، مات سنة مئة وأربع وخمسين ، أخرج حديثه أصحاب الكُتُب الستة.الطبقات لابن سعد 7/279-280 ، وتذكرة الحفاظ 1/164 ، والتقريب (7299).
(5) هُوَ أبو حرب بن أبي الأسود الديلي ، البصري ، ( ثِقَة ) ، قِيلَ : اسمه محجن ، وَقِيلَ : عطاء ، مات سنة ثمان ومئة ، أخرج حديثه مُسْلِم وأصحاب السُّنَن الأربعة . التقريب ( 8042 ) .
(6) هُوَ أَبُو الأسود الديلي – بكسر المُهْمَلَة وسكون التحتانية – ، ويقال : الدؤلي 0 بالضم بعدها
همزة مفتوحة – ، البصري ، اسمه : ظالم بن عَمْرو بن سُفْيَان ، ويقال : عَمْرو بن ظالم ، ويقال : بالتصغير فِيْهِمَا ، ويقال : عَمْرو بن عُثْمَان ، أو عُثْمَان بن عَمْرو : ( ثِقَة ، فاضل ، مخضرم ) ، مات سنة تسع وستين ، أخرج حديثه أصحاب الكُتُب الستة . التقريب ( 7940 ) .
(7) هذِهِ الرِّوَايَة أخرجها : أحمد 1/ 97 و 137 ، وأبو دَاوُد ( 378 ) ، وابن ماجه ( 525 ) ، والترمذي ( 610 ) ، وَفِي علله الكبير ( 38 ) ، والبزار ( 717 ) ، وأبو يعلى ( 307 ) ، وابن خزيمة ( 284 ) ، والطحاوي في شرح المعاني 1/92 ، وابن حبان ( 1372 ) ، وطبعة الرسالة ( 1375 ) ، والدارقطني 1/129 ، والحاكم 1/165-166 ، والبيهقي 2/415 ، والبغوي ( 296 ) .
(8) البحر الزخار 2/295 .
(9) هو أبو سهل التميمي العنبري عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ، توفي سنة ( 207 ه ) .
الطبقات الكبرى 7/300 ، وسير أعلام النبلاء 9/516 ، وشذرات الذهب 2/17 .
( 10 ) المُسْنَد 1/76 .
(11) السُّنَن 1/129 ؟
(12) علل الدَّارَقُطْنِيّ 4/184-185 س ( 495 ) .(1/1408)
تنبيه : مَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ من أن غَيْر معاذ وعبد الصمد روياه عن هشام موقوفاً فإني لَمْ أجد هَذَا في شيء من كتب الحَدِيْث ، ولعله وهمٌ من الدَّارَقُطْنِيّ يفسر ذَلِكَ قوله في السُّنَن 1/129 لما ساق رِوَايَة معاذ : ((تابعه عَبْد الصمد ، عن هشام ، ووقفه ابن أبي عروبة ، عن قتادة )) . فلو كَانَتْ ثمة مخالفة قريبة لما ذهب إلى رِوَايَة ابن أبي عروبة ، والله أعلم .
( 13) وهذه الرِّوَايَة الموقوفة أخرجها عَبْد الرزاق ( 1488 ) ، وابن أبي شَيْبَة ( 1292 ) ، وأبو دَاوُد
( 377)، والبيهقي 2/415 .
(14) صَحِيْح ابن خزيمة ( 284 ) ، عَلَى أَنَّهُ لَمْ يحكم عَلَيْهِ بلفظه ، إلا انا قلنا ذَلِكَ عَنْهُ لالتزامه الصحة في كتابه قَالَ العماد بن كَثِيْر في اختصار علوم الحَدِيْث : 27 ، وطبعة العاصمة 1/109 : (( وكتب أخر التزم أصحابها صحتها كابن خزيمة ، وابن حبان )) . وَقَالَ الحافظ ابن حجر في نكته عَلَى كِتَاب ابن =
=الصَّلاح 1/291 : (( حكم الأحاديث الَّتِي في كِتَاب ابن خزيمة وابن حبان صلاحية الاحتجاج بِهَا )) . عَلَى أن الكِتَاب فِيهِ بَعْض مَا انتقد عَلَيْهِ .
(15) صحيحه ( 1372 ) ، وطبعة الرسالة ( 1375 ) ، وانظر الهامش السابق .
(16) المستدرك 1/165-166 .
( 17) هو أبو مُحَمَّد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري الشامي الأصل ، ولد سنة ( 581 ه ) ، من مصنفاته " المعجم " ، واختصر " صحيح مسلم " و " سنن أبي داود " ، توفي سنة ( 656ه ) .
سير أعلام النبلاء 23/319 و 320 ، والعبر 5/232 ، وتذكرة الحفاظ 4/1436 .
(18) عون المعبود 1/145 .
(19) عَلَى أني قَدْ ذكرت هذِهِ المسألة في : " أثر علل الحَدِيْث في اختلاف الفُقَهَاء " : 216-222 بتفصيل أخصر من هَذَا .(1/1409)
(20) الموطأ برواية الليثي 1/109 ( 164 ) ، ومن طريق مَالِك أخرجه البُخَارِيّ 1/65 ( 222 ) ، وأخرجه الحميدي ( 164 ) ، وأحمد 6/46 و 212 ، والبخاري 7/108 (5468)، وَمُسْلِم 1/164 (286)، وَالنَّسَائِيّ 1/157 ، وَفِي الكبرى ( 284 ) ( 292 ) ، والطحاوي 1/93 ،والبيهقي 2/414.
(21) مُسْنَد أحمد 6/52 و 210 ، وصحيح مُسْلِم 1/164 ( 286 ) ، وسنن ابن ماجه ( 523 ) .
(22) هي أم قيس بنت محصن بن حرثان الأسدية أخت عكاشة بن محصن أسلمت بمكة وهاجرت .
أسد الغابة 5/609-610 ، وتهذيب الكمال 8/600 ( 8595 ) ، والإصابة 4/485 .
(23) موطأ الإِمَام مَالِك برواية الليثي ( 165 ) ، وأخرجه أيضاً البُخَارِيّ 1/66 ( 223 ) و 7/161
( 5693 ) ، وَمُسْلِم 1/164 ( 287 ) و 7/24 ( 287 ) ( 86 ) ، والحميدي ( 343 ) ، وأحمد 6/355 و 356 ، والدارمي ( 747 ) ، وأبو دَاوُد ( 374 ) ، وابن ماجه (524) ، والترمذي (71)، وَالنَّسَائِيّ 1/157 ، وَفِي الكبرى ( 291 ) ، وابن خزيمة ( 285 ) و( 286 ) ، وأبو عوانة 1/202 ، والطحاوي 1/92 ، والطبراني في الكبير 25/ ( 436 ) و ( 437 ) و ( 438 ) و ( 439 ) و (440) و ( 441 ) و ( 443 ) و ( 444 ) ، والبيهقي 2/414 .
(24) هُوَ أبو السمح ، خادم رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم ، قِيلَ اسمه : زياد ، صَحَابِيّ ، حديثه عند أبي دَاوُد ، وَالنَّسَائِيّ وابن ماجه .تهذيب الكمال 8/328 (8009) ، وتجريد أسماء الصحابة 2/175 ، والتقريب (8147) .
(25) في سننه ( 376 ) .
(26) في سننه ( 526 ) .
(27) في المجتبى 1/158 ، وَفِي الكبرى ( 293 ) .
(28) صحيحه ( 283 ) .
(29) في سننه 1/130 .
(30)هو جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمان بن يوسف القضاعي الكلبي ، ولد سنة (654ه) ، من مصنفاته " تهذيب الكمال " و " الأطراف " ، توفي سنة ( 742 ه ) .
=تذكرة الحفاظ 4/1498 و 1500 ، والدرر الكامنة 4/457 ، وشذرات الذهب 6/136 .(1/1410)
والحديث أخرجه في تهذيب الكمال 8/328
(31) المبسوط 1/92-93 ، وبدائع الصنائع 1/87 ، والاختيار 1/36 ، وفتح القدير 1/134، وحاشية الدر المختار 1/310 .
( 32) المدونة الكبرى 1/24، والمنتقى 1/44-45، والاستذكار 1/402-403 ، وبداية المجتهد 1/61-62.
(33) شرح معاني الآثار 1/92 ، وما بعدها .
(34) فقه الإمام سعيد بن المسيب 1/37
(35) هو الحافظ أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد التجيبي الذهبي الباجي ولد سنة ( 403 ه ) من مصنفاته " المنتقى في الفقه " و " المعاني في شرح الموطأ " و " الاستيفاء " ، توفي سنة ( 474 ه ) .
وفيات الأعيان 2/408 ، وتذكرة الحفاظ 3/1178 و 1180 ، وشذرات الذهب 3/344 .
(36) المنتقى شرح الموطأ 1/128 .
(37) شرح صَحِيْح مُسْلِم 1/583-584 .
(38) المغني 1/734-735 ، والحاوي 2/320-321 ، والتهذيب 1/206 .
(39) المحلى 1/101 .
(40) صَحِيْح البخاري 1/65 (218) و 2/119 ( 1361 ) و 2/124 ( 1378 ) و 8/20 ( 6052 )، وصحيح مُسْلِم 1/166 ( 292 ) . وأخرجه أحمد 1/225 ، وعبد بن حميد ( 620 ) ، والدارمي
( 745 ) ، وأبو دَاوُد ( 20 ) ، والترمذي ( 70 ) ، وَالنَّسَائِيّ 1/28 و 4/116 وَفِي الكبرى ( 27 ) و ( 2195 ) و ( 2196 ) و ( 11613 ) ، وابن ماجه ( 347 ) ، وابن خزيمة ( 55 ) و ( 56 ) .
(41) المُسْنَد 2/326 و 388 و 389 .
(42) في سننه ( 348 ) .
(43) كَمَا ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح 1/336 ، وَهُوَ لَيْسَ في المطبوع من صَحِيْح ابن خزيمة ، فلعله مِمَّا سقط من المطبوع ، لَكِنْ الحافظ ابن حجر فاته أن يعزوه لابن خزيمة في " إتحاف المهرة " 14/485 و15/520 وَلَمْ يتنبه المحققون عَلَى ذَلِكَ .
(44) في سننه 1/128 .
(45) المستدرك 1/183 .
(46) نقله عَنْهُ التِّرْمِذِي في علله الكبير : 45 ( 37 ) .
(47) كشف الأستار ( 243 ) .
(48) في الكبير 11/ ( 11104 ) و ( 11120 ) .
(49) في سننه 1/128 .
(50) المستدرك 2/183-184 .(1/1411)
(51) المغني 1/734 ، وروضة الطالبين 1/31 ، وحاشية الجمل 1/188-189 .
(52) المجموع 2/590 ، وحاشية الجمل 1/188-189 .
(53) المصدر السابق .
(54) السُّنَن الكبرى 2/416 .
(55) المجموع 2/590 .
(56) أثر علل الحَدِيْث في اختلاف الفُقَهَاء : 216-221 .
---
(1/1412)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نهج الرشاد محققاً
---
نهج الرشاد محققاً
---
ابن مقبل
05-27-2005, 01:18 AM
أقدم للإخوة منظومة نهج الرشاد قمت بنسخها وضبطها قدر الاستطاعة، فمن وجد ما يسره فليدعو لنا ومن وجد غير ذلك فالكمال للواحد القهار، ولا نستغني عن ملاحظات الإخوة فهي تاج على رؤسنا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=165538#post165538
---
(1/1413)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بن خلدون فى مقدمته : الصوفية هم من ادخلو السحر فى ملة الاسلام .
---
بن خلدون فى مقدمته : الصوفية هم من ادخلو السحر فى ملة الاسلام .
---
حنبل
07-11-2004, 09:52 AM
يذكر بن خلدون أن بعض المتصوفة كانو اول من خاضوا فى نوع من السحر هو علم أسرار الحروف - مثل بن عريي الذى نقل الاجماع على تكفير الشيخ برهان الدين البقاعي من علماء القرن السادس - و يثبت ابن خلدون ان اول من تعامل بالسحر فى الامة المحمدية هم الصوفية فقال :
(( هذا العلم- السحر - حدث فى الملة بعد صدر منها و عند ظهور الغلاة من المتصوفة - الحلاج ، بن عربي ، العفيف التلمسانى ، بن سبعين ، ابن الفارض - و جنوحهم إلى كشف حجاب الحس ، و ظهور الخوارق على أيديهم و التصرفات فى عالم العناصر ، و تدوين الكتب و الاصطلاحات و مزاعمهم فى تنزل الوجود عن الواحد و ترتيبه . و زعموا أن الكمال الاسمائى مظاهر أرواح و الافلاك و الكواكب و أن طبائع الحروف و أسراراها سارية فى الاسماء فهى سارية فى الاكوان )) المقدمة لابن خلدون ص 930
الخلاصة :
- ان الصوفية هم اول من اشتغل بعلم السحر فى الامة الاسلامية .
- أن الصوفية هم السبب فى نشر هذا العلم و ذلك بسبب تأليفهم للكتب فيه .
- اهم نقطة فى كلام بن خلدون انه يطلق على ما يسميه الصوفية كرامات أنها خوارق و هى كلمه تطلق فى حق السحرة و المشعوذين و الدجاجلة و هذه كافية فى إظهار نظرة ابن خلدون رحمه الله للصوفية و التصوف .
---
(1/1414)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الفاتحة ، وما قد يكون دليلا على مكيتها
---
سورة الفاتحة ، وما قد يكون دليلا على مكيتها
---
محمد رشيد
11-17-2003, 02:46 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ، فقد ذكر الزرقاني في ( مناهل العرفان ) أن السورالمختلف في مكيتها ومدنيتها إثنا عشر سورة ، و منها ( الفاتحة )
و كان في الفصل السابق لهذا الفصل يتكلم على أول وآخر ما نزل من القرآن ، فذكر أن للعلماء أربعة أقوال في أول ما نزل من القرآن ، و من هذه الأقوال أن أول ما نزل من القرآن ( فاتحة الكتاب ) و استدل لأصحاب القول بما رواه البيهقي في الدلائل بسنده عن ميسرة عمر بن شرحبيل ... الحديث ( أنظر المناهل 1 / 95 طـ عيسى الحلبي ) ، ثم ردّ الاستدلال بهذا الحديث بوجهين :
*أحدهما / أنه مرسل ( سقط من سنده الصحابي ) ـ هكذا قال ـ
*الثاني / أنه في غير محل الخلاف ، فقال ( بل يفهم منها أن الفاتحة كانت بعد ذلك العهد ـ أي عهد أول النبوة ـ و بعد أن أتى الرسول إلىورقة و بعد أن سمع النداء من خلفه غير مرة ، و بعد أن أشار عليه ورقة أن يثبت عند هذا النداء حتى يسمع ما يلقى إليه ، و ليس كلامنا في هذا ، إنما هو فيما نزل أول مرة )) أهـ كلامه(1/1415)
أقول ــ و أرجو الانتباه وربط كلامي بعضه ببعض ــ /// أعلمكم أن عموم الأزاهرة عندنا ليس لهم كبير شغل في علم الحديث ، لاسيما إن لم يكن من تخصصه الدراسي ، و لعل ذلك يظهر جليا في كلام الزرقاني ـ رحمه الله تعالى ـ في الوجه الأول من ردّه ، حيث قال ـ بالنص ـ (( سقط من سنده الصحابي )) ، و الطالب المبتدئ في علم الحديث يعلم ظهور الخطأ في هذا التعريف للمرسل ، لأننل لو علمنا أن الساقط صحابي لصححنا الحديث لعموم عدالة الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ،،،،، إذا تقرر ذلك ، فنقول بأن حكم الزرقاني على الحديث لا نعتمده وكأنه لم يكن ، وإذا كان ذلك كذلك فيبقى الحديث خاضع للبحث ، و يكون محتملا للصحة والضعف
و هنا نقول : إن صح الحديث فأراه ظاهر الدلالة على كون ( الفاتحة ) مكية ، لأنها ـ كما في الوجه الثاني في ردّ الزرقاني ـ نزلت عقيب أول ما نزل من القرءان بفترة وجيزة جدا حتى أن ذلك كان سببا في وجود قول بأنها أول ما نزل من القرآن مطلقا .
هذا ما أراه ، وأرجو من مشايخي الكرام على الملتقى المبارك أن يقوّموا لي ما فهمته
زادكم الله علما و عملا ـ آمين ـ
---
عبد الله
11-18-2003, 01:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل محمد يوسف - وفقه الله .
سورة الفاتحة مختلف فيها ، فعند الأكثرين هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن . واحتج هذا الفريق بثلاثة أحاديث ضعيفة .
وعند مجاهد أن الفاتحة مدنية .
قال الحسين بن الفضل : لكل عالم هفوة وهذه بادرة من مجاهد لأنه تفرد بهذا القول والعلماء على خلافه .
ومما يقطع به على أنها مكية قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) ( الحجر : 87 ) يعني الفاتحة .(1/1416)
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال : ( والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا في القرآن مثلها إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) . أخرجه الترمذي 3125 ، والحاكم في المستدرك 2 / 258 .
وسورة الحجر مكية بلا خلاف ، ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة ، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب ، هذا مما لا تقبله العقول . أسباب النزول للواحدي 55 – 56 .
وحكم الزرقاني بإرسال الحديث صحيح ، وإن كنا لا نوافقه في التعليل ، فمن المعلوم أن المرسل هو قول التابعي الكبير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعل كذا ، فقد يكون روى هذا الحديث عن تابعي آخر ، والتابعون لم يُقطع بعدالتهم .
وهذا عند المحدثين ، أما الفقهاء وعلماء الأصول ، فوسعوا مفهوم المرسل ليشمل المعضل والمنقطع ...
لكن وجدت كلاماً للزرقاني ، أقرب من تعميمه السابق ، يقول: إذا روي سبب النزول بحديث مرسل أي سقط من سنده الصحابي وانتهى إلى التابعي فحكمه ... " مناهل العرفان 1 / 82
فالحديث الذي يرويه التابعي بقوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ً يكون قد سقط منه الصحابي قطعا ، لكن هل رواه عن صحابي أم عن تابعي آخر ؟
فقوله سقط منه صحابي ليس على إطلاقه ، كما أنه لم يعمد إلى تعريف الحديث المرسل التعريف المعهود ، فقد رأيت طريقته في تعريف المصطلحات ، وتطبيق شروط المناطقة على التعريف ، حتى يكون جامعاً مانعاً .(1/1417)
وأرى أن مثل هذا الالتماس ، أولى من نسبة الضعف في الحديث للزرقاني ، ونسبته إلى عموم الأزاهرة – على حد قولكم – فهذه القلعة الشامخة يكفيها ما ترمى به من سهام أعداء الله ورسوله ، حتى يأتي أبناؤها – من حيث لا يقصدون – إلى تسديد الرمية وإحكام الطعنة !
سامحني أخي محمد – إن جاء في بعض العبارة قسوة – فجامعة الأزهر ، وإن لم تكن جامعة الأزهر أيام زمان ، لكنها تبقى أبرز المعالم الإسلامية في أرض الكنانة ، ونعلم أنها تدرس الحديث والفقه والأصول في الكليات الأخرى غير المتخصصة في الحديث ، عدا عن حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال السنوات الأربع ، هذا فضلاً عن كلية أصول الدين التي يدرس فيها الطالب سنتين مواد في الحديث والتفسير والفلسفة ( العقائد ) ثم يستطيع أن يتخصص في الحديث في السنتين المتبقيتين ، وأن يتابع تخصصه في الحديث في دراساته العليا ، وهذا لا يخفى عليكم .
أسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق
عبد الله إبراهيم
---
محمد رشيد
11-27-2003, 01:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله تعالى فيكم مشايخي الكرام
و أسأل الله تعالى أن تكونون من الذين غفر لهم في شهر رمضان
و أعتذر عن طرح الأسئلة بهذا الكم ، و لكن في الحقيقة أصبح دخولي على الشبكة قليلا جدا لظروف خاصة ، و أنا أقوم بعملية تجميع لكل ما يشكل أثناء دراستي ، فأطرحه بعد ذلك فقد يكون كثيرا نوعا ما ، و أنا كنت أنتظر الإجابة بعد رمضان ، ولم أتوقع أن يرد أحد في العشر الأواخر و لكن وضعت الأسئلة لتكون أول الاهتمام بعد العيد ـ فجزاكم الله تعالى خير الجزاء على اهتمامكم ، و أكرر اعتذاري لمشايخي الكرام ،،،،، و يبدوا أن هذه ستكون طريقتي في طرح الأسئلة ، و إن شاء الله تعالى لن تكون كثيرة لأني خصصت يوم الجمعة فقط من برنامجي ليكون في علوم القرآن ،،، و الله تعالى المستعان
******************************(1/1418)
أخي عبدالله جزاك الله تعالى خير الجزاء على ما تفضلت به من الإفادة ، و التي اختزنتها عندي على الجهاز ، و ما نبهت عليه من كون سورة الحجر مكية بلا خلاف ، و أن الامتنان فيها بنزول السبع المثاني ـ الفاتحة ـ أقول : هذا رائع جدا وممتع فقد يكون هذا ـ أقول قد ـ دليلا قاطعا ينفي الخلاف تماما في هذه المسألة ، أو على الأقل سيضيقه جدا ، لأنه لو كان هناك تفسير للسبع المثاني غير كونها فاتحة الكتاب ، فسنقوم بعملية سبر ، لهؤلاء القليلين الذين قالوا بكونها مدنية و خالفوا فيها الجمهور ، فلو كان منهم من يفسر السبع المثاني بالفاتحة فهذا نلزمه بالإجماع على كون سورة الحجر مكية ، فيلزمه القول بأن السبع المثاني ـ الفاتحة ـ مكية ،،، و يبقى القائلون بأن السبع المثاني ليست هي الفاتحة ، و أظنهم أقل من القليل
فجزاك الله تعالى خيرا أخي الحبيب ( عبدالله المصري )
************
و أخيرا أخي ( عبد الله ) كلامي ليس فيه ما قد تكون فهمته ، فكلامي علمي محض ، و حين أقول / ابن تيمية حاز كل العلوم إلا علم القراءات ، هل يكون هذا فيه أي انتقاص له ؟ لا أظن
ولا تستطيع أن تجري مقارنة مطلقة بين الجامعات الإسلامية من حيث المستوى العلمي ، فبعضها أفضل في تخصص مفضول في آخر ،،، وأنا إن جاءني واحد من المستحمرين ، و قال لي : إن فلان من عندكم أيها المسلمون كان ضعيفا في علم التحقيق ـ و كان هو كذلك بالفعل ـ فهل ترى أن موافقتي إياه تكون تسديدا لرميته ؟ لا أظن ، بل سأقول له : نعم هو جاهل بالتحقيق و ماذا تريد من ذلك ؟(1/1419)
و من هذا المنطلق أسألك : هل تقارن بين الجامعات السعودية و أي جامعة أخرى في العالم كله في تخصص فروع الحنابلة !!! إن الحنابلة عندنا في الأزهر ليس لهم أي شأن ، و مستواهم العلمي متدن جدا ـ و سلني عنهم ـ ، و لا تجد أحدا منهم قرأ كتابا في فروع الحنابلة على شيخ و أكمله ،،، و هذا لا يسئ الأزهر و لا يضره لغلبة الحنفية و الشافعية على الأزهر
هل تستطيع أن تقارن بين الأزهرأوجامعات بلاد الأفغان و ما وراء النهر ، و بين الجامعات السعودية في فروع الحنفية !!! لا تكاد تجد ـ فيما أعلم ـ حنفيا واحدا في المملكة ، أو دارس للفقه الحنفي ، إلا أن يكون مدروسا ضمنا في الفقه المقارن ،،،
كذلك لا تقارن جامعة (القرويين) بجامعات المملكة في فروع المالكية ، كما لا تقارن جامعات المملكة بأي مكان في العالم في علم الحديث ( كلية الحديث بالجامعة الإسلامية ) ،،،، و هكذا ،، و أظن الأمر واضح
و أنا عن نفسي أميل لفروع و أصول الحنفية ، و لا أميل لدراسة علوم الحديث بهذه الشهوة المنتشرة بين جل الشباب السلفيين الآن ، و إن كنت حفظت فيه من المتون و درست فيه من الكتب ـ و هذا من فضل ربي ـ ما لم يحفظه و لم يدرسه غيري ممن ينادون بدراسة علوم الحديث و نبذ ـ هكذا حالهم إن لم يكن مقالهم ـ علوم الآلة الأخرى ، من أصول،، و آداب بحث و مناظرة ،، و جدل على طريقة الفقهاء ،،،،،(1/1420)
أما ما ذكرته من تخصص الحديث في الأزهر في كلية أصول الدين و ما إلى ذلك ، فأنا أعرفه جيدا ، و أعرف الأساتذة أيضا جيدا و لكن أخي يبدو أنك غير أزهري ، لأنك لو كنت أزهريا لعلمت الحقيقة ..... حقيقة علوم الحديث في الأزهر ، و لرأيت الكارثة و المصيبة .... فأنا أخي أستقرئ كل كليات الأزهر بتخصصاتها ، و ما درست في كلية الشريعة إلا بعد التيقن من أنها أفضل الكليات الأزهرية ،،،، لا يوجد عندنا في الأزهر كلية يمكن أن تخرج عالما بحق في علم الحديث ، إلا أن يكون هو دارس في الخارج ـ أي خارج الجامعة ـ و ينسب فقط إلى الجامعة رسميا .....
هذا هو الواقع أخي الحبيب ، وأهل مكة أدرى بشعابها ، و لا يقدح ذلك في كونه ( قلعة شامخة ) ـ و إن كانت تصدعت في الأوانة الأخيرة لخيانة من يمثلونها و لأنهم طأطأوا الرأس مع العمامة لإله غير الله ، على حد تعبير الدكتور سعيد البوطي ـ و أما إن كنت أزهريا فلعلنا نتناقش في الأمر ، و لكن ليس هنا فأنت تعرف تخصص الموقع و ينبغي أن نحافظ عليه ، إما أن نتقابل في أجازة نصف العام ، أو على الخاص ـ كما تشاء ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي ، و كلامكم لم يكن به أي قسوة
وبارك الله تعالى فيكم و زادكم شرفا و علما و عملا
أخوكم المحب / محمد يوسف
---
(1/1421)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > أين أجد موضوعي؟
---
أين أجد موضوعي؟
---
طلال العولقي
02-04-2005, 01:26 AM
السلام عليكم
وفقكم الله
أين أجد موضوع ( لطائف من تفسير السعدي ) جمعته من تفسير السعدي ؟
بارك الله فيكم
---
المشارك7
02-04-2005, 02:08 AM
اخي طلال لعلكم تنظرون في هذا الطلب من المشرف العام :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2972
وبخصوص طلبكم فيمكنكم زيارة صفحتكم في الملتقى انظر الانتقال السريع اسفل الصفحة وافتح فيه صفحة الاشتراكات فتجد جميع مواضيعكم الموجودة في المنتدى الجديد
وما لم تجدوه فافتح المنتدى القديم من هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2972
ثم انظر موضوعا انت مشترك فيه ثم اضغط على ايجاد جميع مشاركات العضو طلال العولقي تخرج لك جميع مشاركاتك قارن بينها وبين المشاركات في المنتدى الجديد ثم اضف ما لايوجد في المنتدى الجديد .
---
(1/1422)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النسخ في القرآن - رأي آخر
---
النسخ في القرآن - رأي آخر
---
الخطيب
04-03-2004, 02:53 PM
يعتبر موضوع النسخ من أخطر الموضوعات المطروحة في فكرنا الإسلامي ، بل إننا نكاد نجزم بأنه أخطرها على الإطلاق حيث رفضته بعض الطوائف ولم تستوعبه بعضها ، وهو اتجاه في يتجدد الان أو قل يتمدد.
أقسام النسخ في القرآن:
يتحدث العلماء عن النسخ في القرآن ويقسمونه أقساما ثلاثة
1. نسخ الحكم دون التلاوة وهو الأصل الذي لا خلاف حوله إلا من قبل من لا يقرون النسخ أصلا ويمزجون بينه وبين البَداء وعلى النقيض رأينا كثيرين يسرفون في القول به ويعمدون إلى كل ما توهموه متعارضا من كل وجه فيسقطون عليه الحكم بالنسخ حتى ألفينا كتبا طوالا عراضا حملت اسم " الناسخ والمنسوخ " فوهموا في ذلك وأوهموا ولو أمعنوا النظر في أكثر ما أوردوه لما جعلوه في باب النسخ وكم كان السيوطي حصيفا في قوله – في الإتقان - : وهذا الضرب هو الذي فيه الكتب المؤلفة وهوعلى الحقيقة قليل جدًا وإن أكثر الناس من تعديد الآيات فيه فإن المحققين منهم كالقاضي أبي بكر بن العربي بين ذلك وأتقنه .أ.هـ
وقد حصر السيوطي مواضع النسخ في القرآن في بضعة عشر موضعا وبالنسبة لنا فيها نظر أيضا ، فمن أين جاءت هذه الكتب الكاملة في الناسخ والمنسوخ بمواضعها ؟
لست أدري !!!!
لكن مما لا يغيب عن وعينا أن الحكم بالنسخ وعدمه في أكثر مواضع النسخ المطروحة هو محض اجتهاد ولذا نجد كثيرا من المواضع التي قال فيها البعض بالنسخ يلجأ البعض الآخرفيها إلى النفي لماذا؟
لأن النسخ في جوهره ما هو إلا ورود دليلين متعارضين من كل وجه لا يستطيع الفقيه التوفيق بينهما بأي وجه من الوجوه فيلجأ إلى القول بالنسخ بأن يحكم بأن المتأخر من الدليلين ناسخ للمتقدم.(1/1423)
وهنا تتفاوت الرؤى فبينما يبدو لفقيه أن التعارض التام حاصل بين الدليلين يبدو لغيره أن التوفيق بينهما ممكن بحيث يعمل الدليلان معا في آن.
ولنضرب مثالا لذلك حتى يكون الأمر بينا واضحا:
لجأ البعض إلى أن قوله تعالى في سورة آل عمران: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } منسوخ بقوله تعالى في سورة التغابن: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } بالنظر إلى أن حد حق التقوى أرفع من حد الاستطاعة ومن ثم لجأوا إلى القول بالنسخ في ضوء الطرح المذكور
لكن هذا الكلام غير مقبول من قبل الكثيرين – وهو الأرجح – لماذا لأن الدليلين ليسا متعارضين كل التعارض كما فهم القائلون بالنسخ بل من السهل في فهمٍ آخر للنصين الحكمُ بأنه لا نسخ فيهما وأن كليهما يعملان فمن استطاع أن يقيم حق التقوى فقد بلغ رأس الأمر وذروة سنامه ومن لم يستطع فله ما استطاع لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وبذا يتضح لنا أنه لا نسخ في ذلك
أقول: هذا التسرع من قبل البعض أفرغ كمًّا من الأدلة قضوا فيها بالنسخ بينما الأمر على خلاف ذلك ومن ثم وضعت قاعدة تقول " إعمال الدليلين من وجه أولى من إعمال أحدهما وإهمال الآخر من كل وجه " وقد تختصر إلى " الإعمال أولى من الإهمال "
2. نسخ التلاوة والحكم وهو القسم الذي انحسر التمثيل له في موضع واحد(1/1424)
دل عليه حديث مسلم عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان فيما أنزل الله عشر رضعات معلومات فنسخت بخمس معلومات، فحكم العشر رضعات غير معمول به إجماعاً وإنما الخلاف في التحريم برضعة واحدة على نص القرآن في قوله: { وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ } وبظاهر نص القرآن أخذت الحنفية والمالكية فحرّموا برضعة وبحديث عائشة أخذت الشافعية والحنابلة فحرموا بخمس رضعات. وهذه رواية آحاد لا تثبت قرآنا ولا حتى قراءة فمثل هذا لا يتعدى أن يكون خبر آحاد تضمن حكما شأنه شأن غيره من أخبار الآحاد ولا أدل على عدم اعتباره من كون جمهرة الفقهاء لم يعولوا عليه في تحديد عدد الرضعات التي تثبت الحرمة فلا منسوخه وهو عشر رضعات ولا ناسخه وهو خمس عندهم بمعتبر حيث قليل الرضاع وكثيره عندهم سواء بلا حد ولا عد.
3. نسخ التلاوة دون الحكم وهو كسابقه يعتمد في إثباته على خبر آحاد هو المعروف بآية الرجم " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة "
ما قيمة هذه الرواية وما مدى قدرتها على إثبات قرآنية حتى لو كانت منسوخة ؟
هذا ما سنعرفه الآن !!!!
هذه الرواية آحادية ولا داعي لتكرار القول بأن الآحادية لا تثبت قرآنا ومع ذلك فهناك من الشواهد الأخرى ما يحجب كونها قرآنا ومن ذلك ما يلي:
1- لا يعرف القرآن الكريم ولا السنة النبوية ولا لغة العرب استعمال كلمة شيخ وشيخة في معنى المحصن أو المحصنة فهذان اللفظان لا يعنيان سوى الوصف بالهرم للرجل أو للمراة ولندلف إلى هذه الكلمة في استخدام القرآن الكريم محل البحث لنرى في أي المعاني يستخدم هذه الكلمة
وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم ثلاث مرات :(1/1425)
الأولى في سورة هود في قوله تعالى: { قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ 72 } والثانية في سورة يوسف في قوله تعالى: { قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 78 } والثالثة في سورة القصص في قوله تعالى: { وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ 23 } وهي في هذه المواطن جميعها لا تعني سوى الهرم والطعن في السن وبالطبع يستوي في ذلك لفظ شيخ أو شيخة
2- إن الحكمة غير واضحة في تقرير هذا النوع من النسخ فما فائدة أن يظل الحكم باقيا ورفع اللفظ الدال عليه
تكلف بعضهم فقال: إن الحكمة في ذلك راجعة إلى شناعة الحكم وهو الرجم فهو مما تقشعر منه الأبدان عند سماعه
وهو تكلف ممقوت وتعليل غير سائغ لأن القرآن الكريم تحدث صراحة عن القصاص وعن قطع يد السارق وعن حد الحرابة الذي يشتمل على قطع الأيدي والأرجل من خلاف أو الصلب ......... فيس هناك ما يدعو إلى تخصيص الرجم بالشناعة لأن هذا شأن العقوبات فواضح من اسمها هي عقوبة وليست جائزة أو مكافأة وكلما كانت العقوبة على الجرم عظيمة كان ذلك أردع وأدعى لعدم قربانه
3- الروايات الواردة في شأن آية الرجم هذه مضطربة في ألفاظها مختلفة في دوالها فكيف يدعى كونها قرآنا والقرآن لا يختلف فيه(1/1426)
أنظر إلى هذا الكتاب الخالد وهو يتلى في مختلف أصقاع الدنيا دون تمايز أو اختلاف في حرف أو شكل إلا في ضوء ما نزل من قراءات وأما هذه المفتراة قرآنيتها فقد اضطربت فيها الألفاظ فبينا تقتصر بعض الروايات على هذا المقطع " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة " تزيد روايات أخرى " نكالا من الله والله عزيز حكيم " ثم يؤكد الحاكم في المستدرك تشككنا حين يذكرها بهذا اللفظ " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة " ونتساءل: ما موقع بما قضيا من اللذة هنا مع كون قضاء اللذة بالمباشرة ليس خاصا بالشيخ والشيخة وماذا لو أنهما باشرا دون انقضاء لذة هل عليهما حد أو لا ؟
4- ورد عن عمر قوله إبان الجمع: لولا أن يقال : زاد عمر في كتاب الله لأثبتها.
فأين هذا الكلام من دعوى قرآنيتها ولو كانت منسوخة
5- هذا القول لا يتسق والدليل القرآني على مشروعية النسخ وأعني قوله تعالى سورة البقرة: { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 106 } وكذلك قوله تعالى في سورة النحل: { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ 101 } فمقتضى الآيتين أن النسخ ينبغي أن يكون ببدل وأين بدل هذه المدعاة قرآنيتها ؟
والحاصل أننا لا نقر من أقسام النسخ سوى القسم الأول مع نحفظ على الإسراف الذي وقع من البعض في سرد الايات المنسوخة
ويحق لنا العجب من اعتماد هذا التقسيم الذي بلغ من الشهرة ما بلغ وهو في قسميه الأخيرين لا يعتمد إلا على رواية واحدة لكل منهما لا تنهضان لأحاديتهما لإثبات قرآنية كما لا تنهضان لوحدانيتهما لإقرار قسمين للنسخ ما أغنانا عنهما
ولقد ألفينا كثيرين ممن يوثق بهم من أهل العلم يعتمدون هذا الرأي ويتبنونه :(1/1427)
1. فيقول الخضري: "أنا لا أفهم معنى لآيةٍ أنزلها الله تعالى لتفيد حكماً ثمّ يرفعها مع بقاء حكمها ، لأنّ القرآن يقصد منه إفادة الحكم والإعجاز معاً بنظمه، فما هي المصلحة في رفع آية مع بقاء حكمها؟ إنّ ذلك غير مفهوم، وقد أرى أنّه ليس هناك ما يدعو إلى القول به".
2. ويقول الدكتور صبحي الصالح في كتابه مباحث في علوم القرآن : "أمّا الجرأة العجيبة ففي الضربين الثاني والثالث اللذين نسخت فيهما بزعمهم آيات معينة، إمّا مع نسخ أحكامها وإمّا دون نسخ أحكامها، والناظر في صنيعهم هذا سرعان ما يكتشف فيه خطأً مركباً، فتقسيم المسائل إلى أضرب إنّما يصلح إذا كان لكلّ ضربٍ شواهد كثيرةٍ أو كافيةٍ على الأقل ليتيسّر استنباط قاعدةٍ منها، وما لعشّاق النسخ إلا شاهدٌ أو اثنان على كلّ من هذين الضربين، وجميع ما ذكروه منها أخبار آحاد، ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجّة فيها"9
3. وكذلك الدكتور مصطفى زيد الذي قال : "ومن ثمّ يبقى منسوخ التلاوة باقي الحكم مجرّد فرض لم يتحقّق في واقعةٍ واحدةٍ، ولهذا نرفضه، ونرى أنّه غير معقولٍ ولا مقبول"
4. وقال عبد الرحمن الجزيري صاحب الفقه على المذاهب الأربعة : "إنّ الأخبار التي جاء فيها ذكر كلمةٍ 'من كتاب الله' على أنّها كانت فيه ونسخت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه لا يُطلق عليها أنّها قرآن، ولا تُعطى حكم القرآن باتّفاق، ثمّ ينظر إنّ كان يمكن تأويلها بما يخرجها عن كونها قرآناً، فإنّ الإخبار بها يعطي حكم الحديث، وإن لم يمكن تأويلها فالذي أعتقده أنّها لا تصلح للدلالة على حكم شرعي ، لأنّ دلالتها موقوفةٌ على ثبوت صيغتها. وصيغتها يصحّ نفيها باتّفاقٍ، فكيف يمكن الاستدلال بها؟! فالخير كلّ الخير في ترك مثل هذه الروايات"(1/1428)
هذا ما ندين به ولئن انبرى علماء الأسانيد للتصحيح فإن لفقهاء المتون رأيا آخر ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب مبلَّغ أوعى من سامع فلا يعجلن متعجل بالنقل من كتب القوم جاهرا بأن الروايات صحيحة فمهما يكن من شيء فهي أحادية لا تثبت ما يشترط في إثباته التواتر.
---
(1/1429)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أول مشاركة : سؤال في معنى آية؟؟
---
أول مشاركة : سؤال في معنى آية؟؟
---
أبو رنا
06-04-2003, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.
أرجو بيان معنى هذه الآية حيث التبس علي فهما :
في سورة الأعراف يقول الله عز وجل : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) )
وفي سورة ص يقول الله عز وجل : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75))
ففي الآية الأولى قال ألا تسجد وفي الثانية قال أن تسجد فما هو بيان ذلك وجزاكم الله خير الجزاء؟؟
---
أحمد البريدي
06-04-2003, 01:48 PM
حياك الله أخي وأما جوابك :
فزيدت " لا" في سورة الأعراف وفي ص حذفت وهو الأصل : فالزيادة لتأكيد معنى النفي في منعك .
أو لتضمين منعك : حملك وهي على الثاني ليست زائدة في المعنى .
انظر فتح الرحمن ص 283
---
(1/1430)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما وجه الربط بين سورة المسد وسورة الإخلاص
---
ما وجه الربط بين سورة المسد وسورة الإخلاص
---
أبو صفوت
11-03-2003, 11:09 AM
السلام عليكم
ما وجه الربط بين سورة المسد وسورة الإخلاص
---
مساعد الطيار
11-03-2003, 02:59 PM
الأخ الفاضل أبو صفوت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فلقد رجعت إلى الكتب التي تُعنى بالمناسبات بين السور ، فظهر لي سبب سؤالك ، وهو صعوبة معرفة المناسبة بين هاتين السورتين ، ومن أجوبتهم على ذلك :
1 ـ أنه لما تقدم في سورة (تبت )عداوة أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو عمه أبو لهب ، وما كان يقاسي من عُبَّاد الأصنام الذين اتخذوا مع الله آلهة جاءت هذه السورة مصرحة بالتوحيد ، رادة على عباد الأوثان والقائلين بالثونية والتثليث ، أفادة أبو حيان في البحر المحيط .
2 ـ أنها جاءت بعدها للمشاكلة اللفظية في نهاية المسد حرف الدال ، ونهاية سورة الإخلاص كذلك ( مسد ) ( أحد ) ( الصمد ) ...
ذكره السيوطي في تناسق الدرر في تناسب السور .
وفي النفس من هذين شيء ، وأحس أن المناسبة في غيرهما ، وهو يحتاج إلى تأمل ، ويظهر أنه من المواطن الصعبة في المناسبات بين السور ، والله الموفق .
---
مساعد الطيار
11-03-2003, 03:37 PM
الأخ الكريم أبو صفوت
لقد تأملت سورة الإخلاص ، فوجدتها تقوم على مقصودٍ واضح ، وه بيان غنى الله عن من سواه ، وكمال سؤدده ، ثمَّ نظرت إلى سورة المسد ، فإذا فيها أمران :
الأول : حاجة الإنسان إلى غيره ، وبذلك يكون كماله ، فهو يحتاج إلى الزوجة والمال والولد ، ولا يتحقق كماله إلا بهذا ، وهذا الكمال نوع من الفقر إلى الغير ، إذ الإنسان لا يمكن أن يقوم بذاته ، فهو محتاج إلى غيره كائنًا من كان .(1/1431)
الثاني : أنَّ هذا الكمال الذي يحصل عليه لا يغني عنه شيئًا في الوقت الذي هو أحوج ما يكون إليه .
وإذا تقرر ذلك ، أقول :
أولاً : إنه لما ذكر فقر الإنسان بحاجته إلى غيره ، وأن كماله لا يتحقق إلا بهذا الفقر ، ذكر في الصمد كمال سؤدده وغناه عما سواه ، ليبين ممايزته سبحانه عن خلقه في ذاته وصفاته .
ثانيًا : أن كمال الإنسان الذي لا يحصل إلا بهذا الافتقار لغيره من الزوجة والولد والمال الذي لا يغني عنه وقت حاجته إليه = مما لا يُعوِّل عليه المسلم ، بل يلجأ إلى صاحب الغنى المطلق والسؤدد الكامل الذي يصمد إليه جميع الخلق ، والله أعلم .
هذا ما استطاع اللفظ أن يعبر عما جاش في النفس ، ومع أني أحس أنَّ التعبير قد قصَّر ، وأرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت ، والله الموفق .
---
خالد الباتلي
11-05-2003, 12:54 AM
فضيلة الشيخ / مساعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
فقد قرأت ماكتبته أعلاه – جزاك الله خيرا - ، فوقع في روعي أن هذا الوجه – إن كان فهمي صحيحا – ينقص قوة سورة الإخلاص ، تلك السورة العظيمة التي أخلصت في التوحيد العلمي ، وخلصت لصفات العظمة للرب - جل وعلا - من نعوت الجلال وصفات الكمال ، وحسبنا أنها تعدل ثلث القرآن ، فإذا ربطت صفات الكمال لله تعالى المشار إليها في سورة الإخلاص بصفات النقص والحاجة للمخلوق بل بذلك المجرم الأثيم في سورة المسد ؛ خف سلطان سورة الإخلاص وأثرها وهيبتها وعظمتها في النفوس ، ويقرب هذا من قول الأول :
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
فما الداعي إلى تكلف العبارت ، وتمحل الإشارات ، في إثبات المناسبات ؟(1/1432)
ثم إن هذا مبني على أن ترتيب السور توقيفي ، وأكثر العلماء على خلافه – كما لايخفى على شريف علمكم – كما اجتهد عثمان في شأن (براءة) و(الأنفال) ، وكما هو معروف عند أهل العلم أن مصاحف الصحابة كانت تختلف في ترتيبها، فترتيب مصحف ابن مسعود غير ترتيب مصحف علي، وكذا مصحف أبي بن كعب، وجميعها غير ترتيب المصحف العثماني، وفي ذلك عنهم نُقول كثيرة وآثار عدة، فلو كان عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم توقيف في ترتيب سور القرآن لما اختلفوا ، لاسيما وابن مسعود ممن شهد العرضة الأخيرة، وكان مصحفه من أشد مصاحف الصحابة اختلافاً في ترتيب السور .
ثم لو سلم بأن ترتيب السور توقيفي ؛ فهل أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أحد أصحابه ، أو أحد التابعين ، أنهم كانوا يتطلبون المناسبات بين السور ؟
والأصل أن السورة من القرآن وحدة مستقلة عن الأخرى ، كما قيل في معناها الاصطلاحي أنها : "طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع " .
هذه خلجات دفعني إليها طلب العلم في هذه المسألة منكم ومن سائر مشايخنا المشرفين ، وتصحيح ما أخطأت فيه إن كان فهمي جنح عن جادة الصواب .
وأستغفر الله لي ولكم ،،
---
مساعد الطيار
11-08-2003, 02:15 PM
الشيخ الفاضل / خالد الباتلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد سرتني مشاركتكم وملحوظاتكم ، وهاأنذا أقدم لكم رأيي فيما طرحتم ، فتقبله مشكورًا .
أولاً : الوجوه المذكورة في المناسبة لا أراها تُنقص قدر سورة الإخلاص ، إلا لو لم يكن عندنا في إثبات فضل سورة الإخلاص إلا هذه المناسبات ، أو أننا نريد إثبات فضل هذه السورة بهذه المناسبة .
والمناسبات شبيهة بضرب الأمثال ، والمثل يكون بما جل أو قلَّ لبيان الشأن ، ولا يلزم منه اتفاق المشبه به بالمشبه ولا العكس في القدر والمكانة .(1/1433)
وما ذكرته إنما هو من هذا الباب ـ فيما يبدو لي ـ وليس فيه تنقيص من شأن سورة الإخلاص ، وأبو لهب إنما هو مثال ضُربَ به المثل في ذلك ( أعني : وجوه الفقر الإنساني ) ، فلا يوقف عنده بذاته ، فيضعَّف وجه المناسبة من أجله . وأنت تعلم أنّ الله ضرب أمثلة في القرآن ، وليس فيها نقص من قدر ما سيق المثل من أجله .
وأنت تعلم أن بيان صفات الكمال يجوز بذكر ما يقابلها من نقص المخلوق ، ولا غضاضة في ذلك ، فذكر الفقر الإنساني لبيان الغنى الكامل في الخالق لا غبار عليه فيما يبدو ، والله أعلم .
ثانيًا : وجود التمحُّل في المناسبات ، وهذا مما لا يُختلف في وجوده في باب المناسبات ، والحكم بالتمحُّل نسبي ، وأنتم ـ حفظكم الله ـ قد حكمتم بذلك على ما ذكرته ، لكن لم يظهر لي ـ بعد إعادتي قراءة ما كتبتُ ـ أنه من باب التمحل ، ولست أضيق بمن رآه من هذا الباب أن يردَّه ، ويضرب به عُرض الحائط ، فالمسألة علمية بحته قابلة للصواب والخطأ .
ثالثًا :إني أرى أن ترتيب السور توقيفي ، كما هو الشأن في ترتيب الآيات ، ومن ثَمَّ ، فإنني أثبت المناسبات بينها ، لكن لا يلزم أن تكون كل مناسبة مذكورة صحيحة ، كما لا تخلو كثير من المناسبات من التكلُّفِ ، وهذا يعرفه من قرأ في هذا الباب .
رابعًا : حديث عثمان في شأن براءة والأنفال مما لا يصلح الاحتجاج به ، وقد بين ذلك بعض العلماء ، ومنهم الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند .
خامسًا :الاحتجاج بمصاحف الصحابة لا يصلح في هذا المقام ؛ لأمور :
الأول : أنه لم يُذكر أن أحدًا منهم كتب مصحفًا كاملاً ، وهذا يشير إليه الآثار في جمع المصاحف في عهد أبي بكر وعثمان .
الثاني : أنهم لا يلزم أن يكونوا قد تلقوا هذا الترتيب من النبي صلى الله عليه وسلم وعلموه جميعًا ، بل هو مما عرفه بعضهم ، بالأخص زيد بن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/1434)
الثالث : أنَّ المصحف الذي كتبه أبو بكر ، ونسخ منه عثمان لم يختلف فيه الترتيب ، وهو الترتيب الذي تلقاه زيد من النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تلقاه غيره ، لكن لم يقع الالتزام بهذا الترتيب إلا في عهد عثمان لما ألزمه بالمصاحف التي كتبت بين يديه ، فكان ما فيها من الرسم والترتيبـ في أقل أحواله ـ إجماعًا لا تجوز مخالفته .
وعلى هذا يُحمل ما وقع من مصحف ابن مسعود ، فإنه لم يلتزم في مصحفه بالترتيب النبوي ، ولم يقع الإلزام إلا في عهد عثمان ، ولو كان عند ابن مسعود في ترتيبه شيء من النبي صلى الله عليه وسلم لاحتج به ، وذلك ما لم يقع .
والظاهر مما حُكِي من مصاحف الصحابة أنهم كانوا يتوسعون فيها بما لا تجده في المصحف الإمام العثماني ، كذكرهم بعض التفسير ، وبعض القراءات التي نُسِخت في العرضة الأخيرة ، وغير ذلك .
وهم في كل من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وعهد أبي بكر وعمر وصدرٍ من عهد عثمان لم يُلزموا بترك شيءٍ مما بين أيديهم مما يتعلق بالمصحف .
وموضوع مصاحف الصحابة وما يتعلق بها من أحكام مما لم يُبحث بحثًا مستفيضًا يجلِّي غوامضه .
سادسًا : كون السور ة قطعة مستقلة لا يمنع من وجوه مناسبة بينها وبين ما بعدها أو قبلها ، والحديث عن المناسبة لا يُخلُّ بكونها قطعة واحد ، ولو أخلَّ لكان لهذه الملحوظة مكان .
أما كونه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة والتابعين شيء ، فهذه مسألة علمية أكبر من هذا الموضوع ، ولو طردتَ هذا في بعض العلوم لما اعتمدتها ، وهذا التساؤل مما يحتاج إلى بسط وتجلية ، ولعله مما طُرِح في بطون الكتب أو في البجوث ، وكم أتمنى ممن يقرأ هذا أن يتحف الملتقى بشيء مما كُتب في مسألة العلوم التي لم يشر إليها السلف ما ضابط قبولها والاعتناء بها .(1/1435)
وأخيرًا : كأني ألمح في حديث عثمان الذي أشرتم إليه ـ لو صح الاحتجاج به ـ اعتماد المناسبة ، فهو إنما وضع التوبه بعد الإنفال لأجل مناسبة حديثهما عن الجهاد . ومن ثَمَّ فإنه يجوز بحث المناسبة ، لكن من باب سبب ذكر الصحابة لهذه السورة بعد هذه ، على مذهب من يرى أن ترتيب السور اجتهادي .
وبعد هذا فإني أستغفر الله من كل ذنب وخطيئة ، وأسأله لي ولكم التوفيق والسداد ، وأن يجعلنا من الخِيَرة الذين اصطفاهم لخدمة كتابه ، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ،،،، آمين .
---
خالد الباتلي
11-09-2003, 10:27 PM
فضيلة الشيخ الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد سرني وأبهجني ما تفضلتم به ، وأنا أقبله على العين والرأس ، وإنني حين أكتب هذا مع فضيلتكم ، أود أن أنبه إخواني القراء الذين لايعرفون المتحاورين ألا يخطئوا فيضعوني موضع الند والقرين مع فضيلة الشيخ – حفظه الله – فهو أكبر مني سنا وعلما ، ومقامي معه مقام التلميذ بين يدي الشيخ ، ولا أزال أستفيد مما يكتبه الشيخ ويحققه في هذا العلم ، أسأل الله تعالى أن يسبغ عليه من فضله وأن يزيده وإياي وإياكم هدى وتوفيقا وعلما نافعا وعملا صالحا ، و لاأجدني إلا كما قال جرير :
وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن =لم يستطع صولة البزل القناعيس
وإن ماأعلمه في الشيخ – وفقه الله – من دماثة الخلق ، وطيب المعشر ؛ هو الذي دفعني ويدفعني للمباحثة والمدارسة في هذه المسألة ، والعلم رحم بين أهله .
فضيلة الشيخ – أبا عبدالملك -: قرأت ماخطته أناملكم فاسمح لي أن أعرض بين يديكم النقاط الآتية :
1. لا إشكال في بيان صفات الكمال المطلق لله تعالى إذا ذكرت في مقابلة نقص صفات المخلوق على الإطلاق والعموم ، وكلام الأئمة في هذا واضح .(1/1436)
لكن محل الإشكال – عندي – إذا ذكرت في مقابلة نقص صفات المخلوق على التقييد أو التعيين ، ففرق بين قولنا : إن سورة الإخلاص تضمنت صفات الكمال المطلق لله تعالى الذي يقابله النقص والحاجة في المخلوق – هكذا على الإطلاق - ، وبين أن نربط ذلك - في سورة الإخلاص - بصفات النقص والحاجة في المخلوق الذي دارت عليه سورة المسد ، وهو أبو لهب وزوجه ، ومجرد المفاضلة بين الناقص المعين ، ومن له الكمال المطلق من كل وجه ، تجعله – أي الكامل – ناقصا .
ولهذا لو قال قائل : الله – جل وعلا – عظيم في ذاته وصفاته ، وهو أعظم من الفيل والحوت ، لعدّ كلامه ممجوجا لايليق بالله تعالى – مع أن ظاهر اللفظ : إرادة التعظيم - ، ولايقال : إن الفيل أو الحوت مثل ضرب لإرادة التعظيم في ذهن السامع ، لأنهما من أعظم المخلوقات التي يراها الإنسان ويشاهدها فتذكر ولايوقف عندها بذاتها .
هذا ما انقدح في ذهني ، وما أبرئ نفسي من الوهم والغلط .
2. مسألة ترتيب السور مسألة اجتهادية ، يدور القائل فيها بين الأجر والأجرين ، وليست محل النقاش أصالة ، وإن كان حديث عثمان في شأن براءة والأنفال واضح في المسألة ، والعجب من الشيخ / أحمد شاكر رحمه الله كيف طعن في هذا الحديث سندا ومتنا ، وقد توالى المتقدمون على قبوله ، فقد حسنه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم وسكت عنه أبو داود . وقد ناقش الشيخَ شاكر ، وبين وهمه في الجانبين ( السند والمتن ) ؛ الشيخ / عبدالله الجديع في تحقيق متين في ( المقدمات الأساسية 125 – 127 ) .
ومن الأدلة القوية في هذا : حديث عائشة رضي الله عنها مع الرجل العراقي وهو في البخاري ، وقد ذكره الجديع في كتابه ص 132 ولولا الإطالة لنقلته .
كما أن القول بالتوقيف الشرعي في أمر ما : خلاف الأصل ، فعلى مدعيه إقامة الدليل السالم من المعارض ، كيف والأدلة تشهد بخلافه .
وينبغي أن يفرق هنا بين مسألتين :(1/1437)
أ. القول بأن ترتيب السور توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخله الاجتهاد .
ب. التزام ترتيب السور على النحو الوارد في المصحف العثماني وعدم مخالفته .
فلا يلزم من الثاني التزام الأول ، فإن قلنا : إن ترتيب سور القرآن وقع باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم ولم يكن هذا الترتيب توقيفا ونصا من الشارع في جميعه، فإنه قد اجتمعت عليه الأمة وأمر به عثمان رضي الله عنه ، وهو أحد الخلفاء الراشدين ، ولهم سنة متبعة يلتزم بها . ولايمنع القول بأنه كان عن اجتهاد من الصحابة أنه كان عندهم شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع .
ثم كيف يتوارد هولاء الجبال - في العلم بالقراءة والقرآن - : علي وابن مسعود وأبيّ رضي الله عنهم ، على الجهل بنص النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيفه في هذه المسألة – لو كان فيها توقيف – وهم من أكثر الناس مخالطة له ، وعلما بالقرآن ؟!.
قال أبو وائل شقيق بن سلمة: خطبنا عبدالله بن مسعود، فقال: والله، لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم . أخرجه البخاري ومسلم
وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: أي القراءتين تعدون أول؟ قالوا: قراءة عبدالله، قال: لا، بل هي الآخرة (وفي رواية: قراءتنا القراءة الأولى، وقراءة عبدالله قراءة الأخيرة)، كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عُرض عليه مرتين، فشهده عبدالله، فعلم ما نُسخ منه وما بُدِّل . أخرجه أحمد وغيره
3. ماذكرت – حفظك الله – من أنَّ المصحف الذي كتبه أبو بكر ، ونسخ منه عثمان لم يختلف فيه الترتيب ،وهو الترتيب الذي تلقاه زيد من النبي صلى الله عليه وسلم . هل ثمة مايدل على ذلك ؟(1/1438)
فقد جُمع القرآن في عهد الصديق من السطور والصدور على الصفة التي أخذها الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتبها بأمره كتاب الوحي، فصارت جميعاً في صحف، محفوظة في موضع واحد دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد. ولم تُكتب منها المصاحف يومئذ، كما أن ظاهر الأمر – من سياق المرويات - أن السُّور لم تؤلف يومئذ على صفة معينة .
بل جزم بذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال : "الفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه ، وكانت سورا مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة ، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفاً " ( فتح الباري 8/635 )
وقال أبو عبدالله الحاكم: "جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة الرسول r، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث هو في ترتيب السورة كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين" . ( المستدرك 2/229 )
4. لايخفى على شريف علمكم ماجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ على المنبر : " وفاكهة وأبا " فقال :هذه الفاكهة قد عرفناها ، فما الأب ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر . أخرجه ابن أبي شيبة و أبو عبيد وابن جرير وغيرهم . وفي لفظ قال :" ما بين لكم فعليكم به ، وما لا فدعوه " ، وأخرجه عبد بن حميد أيضا من طريق إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن زيد أن رجلا سأل عمر عن :"فاكهة وأبا " فلما رآهم عمر يقولون ؛ أقبل عليهم بالدرة .
فقد عد الفاروق طلب معنى كلمة من كلام الله – وهذا من صلب التفسير – عده تكلفا ، فما عساه يقول فيمن يتطلب المناسبة بين السور – وليس هذا من صلب التفسير - ؟!
وقد أخرج البخاري عنه رضي الله عنه قال :" نهينا عن التكلف " .(1/1439)
وقول الصحابي : نهينا عن كذا ، في حكم المسند المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند أكثر أهل العلم ، وجزم بصحته ابن الصلاح وغيره .
قال الإمام الشوكاني – وهو يشير إلى مسألة طلب المناسبة بين الآيات التي وقع الإجماع على التوقيف في ترتيبها - :" اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلف ، وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته ، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه ، وذلك أنهم ارادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلا عن كلام الرب سبحانه حتى أفردوا ذلك بالتصنيف ... فكيف يطلب العاقل المناسبة بين الضب والنون والماء والنار والملاح والحادي وهل هذا إلا من فتح أبواب الشك وتوسيع دائرة الريب على من في قلبه مرض أو كان مرضه مجرد الجهل والقصور ... وما أقل نفع مثل هذا وأنزر ثمرته وأحقر فائدته بل هو عند من يفهم ما يقول وما يقال له من تضييع الأوقات وإنفاق الساعات في أمر لا يعود بنفع على فاعله ولا على من يقف عليه من الناس ..إلخ كلامه .
5. مما يقوي عدم تطلب المناسبات بين السور : أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ؛ لم يؤثر عنهم الكلام في ذلك – فيما أعلم – مع وجود المقتضي لذلك – لو كان مرغوبا فيه – فإنهم كانوا يقرأون القرآن ويتدبرونه ، ويفسرونه ويتكلمون على معانيه والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فى فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى ؟! .
وكل خير في اتباع من سلف=وكل شر في ابتداع من خلف **
وخير الأمور السالفات على الهدى = وشر الأمور المحدثات البدائع(1/1440)
أما العلوم الأخرى المساعدة في فهم نصوص الشرع والاستفادة منها كالنحو والأصول والمصطلح ( علوم الآلة ) ، فلم يؤثر عنهم كثير كلام فيها لعدم وجود المقتضي والحاجة إلى ذلك ، لأنهم كانوا عربا أقحاحا لم يشبهم لحن أو تخالطهم لكنة ؛ يتكلمون العربية ويفهمون مدلولات الألفاظ ؛ والواسطة في التلقي هو النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه ولما طالت السلسلة ، ووقعت الفتنة ، وظهر الكذب احتيج إلى التفتيش والكلام في الرجال .
هذا ماتيسر فما كان من صواب فمن الله ، وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان ، وأعوذ بالله من فتنة القول والعمل ، وأسأل الله لي ولكم الهدى والرشاد .
والسلام عليكم ،،،
---
مساعد الطيار
11-13-2003, 05:41 AM
الشيخ الكريم خالد الباتلي
أشكركم على حسن ظنكم بي ، وهذا من كريم خلقكم ، ولقد رأيت ما سطرتموه ، ورجعت إلى ما كتبه االشيخ الجديع في كتابه المفيد الممتع ، ولضيق وقتي الآن ، فإني أستبيحكم عذرًا في تأخير الردِّ ، وذلك لأجل دراسة المسألة من جديد ، ولعل الله يفتح لي ولكم فيها الصواب ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .
---
أخوكم
08-31-2004, 06:28 AM
جزاكم الله خيرا
وهكذا النقاش العلمي الأدبي المثمر
ولي مشاركة حول قضية المقارنة بين شيء ناقص وآخر كامل
فلقد كنت أستشهد بهذا البيت كثيرا :
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قلت إن السيف أمضى من العصا
ثم توقفت عن ذلك بعد قوله سبحانه في سورة النمل :(1/1441)
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ {59} أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {60} أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {61} أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {62} أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63} أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {64}
فما رأي أهل العلم بهذا الاستدلال ؟
---
أخوكم
04-03-2005, 03:53 PM
وأيضا قول يوسف عليه السلام :
( ... يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ... )
فلعل في تلك الآيات ما يدل على عدم صحة ( أن "مجرد" المقارنة فيها استنقاص للأكمل )
كما قال الشاعر وغيره ..
---
لؤي الطيبي
04-04-2005, 12:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1442)
قال الإمام الزركشي - رحمه الله - وهو يذكر الأمور التي تعين على المعنى عند الإشكال : "ومما يعين على المعنى عند الإشكال أمور ، ومنها دلالة السياق ، فإنها ترشد إلى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد ، وتخصيص العام ، وتقييد المطلق ، وتنوع الدلالة ، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته" . وأضاف الفراهي - رحمه الله - إلى هذه الأمور : "موقع السورة فإن في العلم به نوراً وهدى" ..
ولقد فكرت ملياً فيما جاء من مداخلات على علاقة سورة (المسد) بسورة (الإخلاص) وكيفية الربط بينهما .. وبحثت في أمهات الكتب إلى أن وجدت في بعض التفاسير والمؤلفات ما قد يشفي الغليل ويملأ الفكر ويعين على الكشف عن الإشكال الوارد هنا .. وإليك ما خلصت إليه :
تبدأ المسيرة من سورة (الفيل) .. فإذا تأملنا فيها وجدنا الله تعالى قد ذكر فيها قصة هلاك أصحاب الفيل ، الذين جاءوا ليهدموا الكعبة ، بيت الله الحرام . ذكر هذه القصة ليعظ قريشاً عن سوء تصرّفاتهم وسوء موقفهم من الكعبة ، فإنهم قد نسوا غايتها ونسوا رسالتها وأبعدوها عن أهدافها .
فالكعبة بُنيت حتى تكون مشرقاً للتوحيد ومركزاً للإسلام وقبلة للصلاة ومثابة للناس وأمناً ، ولكنهم دنّسوها بالكفر والشرك ، وملؤوها بالأحجار والأصنام ، وجعلوها وثناً من الأوثان ، وصدّوا عنها الرسول والمؤمنين ، وبذلك شهدوا على أنفسهم بالسعي في خرابها ، وإن كانوا يزعمون بألسنتهم أنهم أولياؤها ، حيث قال تعالى : ((ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)) (البقرة : 114) .
فأنذرهم الله تعالى وتوعّدهم أنه كما أهلك أصحاب الفيل ، الذين جاؤوا ليهدموا بيته وجعلهم كعصف مأكول فكذلك سيدمّرهم إن لم ينتهوا عمّا هم فيه من إخراب هذا البيت ، فإنهم إذا وقفوا من البيت موقف أصحاب الفيل فلا جرم أنهم سيذوقون ما ذاق هؤلاء من تعذيب وتنكيل .(1/1443)
وقد جاءت مثل هذه الإنكارات في عدّة مواضع ، قال تعالى :
((إن الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحادبظلم نذقه من عذاب أليم)) (الحج : 25) .
((وما لهم ألا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون)) (الأنفال : 34) .
ثم جاءت سورة (قريش) موعظة لهم وتذكيراً بواجبهم بعد ما سبقه من إنذار وتهديد . فذكر الله فيها نعمته السابغة وفضله العميم على قريش إذ كانت قوافلهم التجارية تخرج في الصيف إلى الشام وفي الشتاء إلى اليمن ، وكانوا يرحلون آمنين مطمئنّين ويعودون سالمين غانمين ، وما كان يطمع فيهم طامع .. وما كان هذا كله إلا لأنهم جيران بيت الله الحرام .
فذكّرهم الله تعالى ما يجب عليهم لقاء هذه الكرامة والرفاهية التي أفيضت عليهم ، وهو أن يعبدوا ربّ هذا البيت ، الذي يسعدون بجواره وينعمون ببركاته ، وأن يطرحوا ما فيه من أصنام ، ويعيدوه - كما كان - مركزاً للتوحيد ومثابة للأنام .
وقرن هذه السورة بسورة (الفيل) حتى لا يغترّوا بالنعم والرفاهية التي يغدون فيها ويروحون وينهلون منها ويعلّون ، ويتذكّروا أن هذه الرفاهية ليست إلا فيضاً من فيوض الكعبة - شرّفها الله - فإن لم يراعوا حرمتها ولم يعودوا إلى رسالتها وأهدافها ولم ينتهوا عن السعي في خرابها فلا يأمننّ أن يلاقوا ما لاقاه أصحاب الفيل من خزي ولعنة إلى يوم القيامة .(1/1444)
ثم جاءت سورة (الماعون) ، جاءت تصبّ عليهم البلاء ، وتهدّدهم بالويل والشقاء ، فإنهم كذّبوا بيوم الدين ولم يعبدوا ربهم ولم يحافظوا على صلاتهم . ثم إنهم كانوا يصلّون ، ولكن صلاتهم كانت تبعد كل البعد عن التي أشار إليها أبوهم إبراهيم - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - حيث قال : ((ربّنا إني أسكنت من ذرّيتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصلاة )) (إبراهيم : 37) . ودعا ربّه فقال : ((ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذرّيتي ربّنا وتقبّل دعاء)) (إبراهيم : 40) . وإنما كانت صلاتهم حيث وصفها القرآن فقال : ((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مُكاءً وتصدية)) (الأنفال : 35) .
وهكذا كانوا يصلّون وكانوا عن صلاتهم ساهين . ثم لم يقف الأمر عند هذا الحدّ ، بل قست قلوبهم حتى كانوا يدعّون اليتيم ويمنعون الماعون ولا يحضّون على طعام المسكين . وهكذا هدموا العمودين الذين رُفعت عليهما قواعد البيت ، وهما الصلاة والزكاة ، أو العبادة والمواساة . فلم يبق لهؤلاء الفجرة إلا أن يُلعنوا ويُخرجوا من هذا البيت وولايته ويُتخلّى المكان لأهله ، كما قال تعالى : ((وما لهم ألا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون * وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)) (الأنفال : 34-35) . وقال تعالى : ((ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)) (التوبة : 17-18) . وعلى هذا كانت سورة (الماعون) بمثابة النداء من إله هذا الكون بأنهم عُزلوا عن هذا المنصب الكريم ، وحُرموا هذا الشرف العظيم ، وقضى الويل واللعنة عليهم أجمعين .(1/1445)
ثم جاءت سورة (الكوثر) لتحمل البشرى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم أجمعين - بأن الله قد اختارهم لهذا الشرف الأكبر ومنّ عليهم بهذا الخير الكوثر ، مع التنبيه إلى ما يتبع هذا العطاء من مسؤولية كبيرة ضخمة ، ألا وهي إحياء ما أماته المشركون من معالم التوحيد ، الذي أُسّس عليه هذا البيت العتيق ، حيث قال تعالى : ((إنا أعطيناك الكوثر * فصلّ لربّك وانحر * إن شانئك هو الأبتر)) (الكوثر : 1-3) .
وكما ذكرنا فإن السورة السابقة نزلت في ذكر الذين كبرت خيانتهم في ولاية الكعبة لما أنهم أفسدوا الحج ومناسكه ، وأبطلوا حقيقة الصلاة والنحر بإبطال التوحيد والعدول عن مواساة المساكين ، فباؤوا بالويل واللعنة واستحقّوا أن يسلبهم الله هذا الخير ويعطيه من يستحقّه حسب سنّته كما قال تعالى : ((وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) (محمد - صلى الله عليه وسلم - : 38) . وكأن الله تعالى ينزع ولاية الكعبة من الفجرة والخائنين .
ففي سورة (الكوثر) بشّر الله نبيّه - صلى الله عليه وسلم - بأنه اصطفاه وأمته لولاية بيته المحرم ، ومسكن خليله وذرّيته التي يبارك بها الأمم . ولا شكّ أن هذا العطاء هو الفوز الأكبر والخير الكوثر وهو الضمان للحوض الكوثر الذي يعطيه الله تعالى في الآخرة . وعلى هذا يكون موقع هذه السورة من التي قبلها كموقع ذكر النعمة بعد النقمة ، والعطاء بعد السلب ، والمستَخلَفين بعد المهلَكين ..(1/1446)
ذلك ولما كانت السورة التالية (الكافرون) في إعلان الهجرة من جوار هذا البيت حَسُنَ في نظم الكلام أن تُقدَّم عليها سورة التبشير والتسلية ليدلّ القرآن بنظمه ذلك على أن الله تعالى قضى باليسر قبل العسر وإن كان وقوعه بعده . فترى أن إعلان الهجرة الذي تضمّنته سورة (الكافرون) وُضع بين سورتي التبشير ، أعني (الكوثر) و (النصر) . ثم لما كانت هذه السورة بشارة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بكثرة أحبائه وبقطع أعدائه عن بركات الكعبة جاءت سورة (الكافرون) بياناً لأصل هذا القطع ، وهو البعد عن التوحيد الذي بُني عليه هذا البيت .
ثم جاءت سورتا (النصر) و (المسد) ، وهاتان السورتان بمثابة التكملة لقوله تعالى : ((إنا أعطيناك الكوثر)) ، وقوله تعالى : ((إن شانئك هو الأبتر)) ، كأنه قيل : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ورأيت عدوّ الله قد تبّ وتبت يداه ورأيت الكفر قد تمزّق وانتقضت عراه ، فحينئذ يتحقّق هذا العطاء الإلهي الكريم في أجلى صوره ، ويفرض وجوده على الجميع بحيث لا يبقى منكِر على إنكاره ، وينكشف أن الأعداء هم الأباتر على عكس ما زعموا . هذا من جهة .
ومن جهة أخرى ، فإن إعلان البراءة الذي تتضمّنه سورة (الكافرون) معناه إعلان الهجرة والجهاد . كما جاء ذلك واضحاً في قول إبراهيم - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - والذين معه : ((إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدت بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده )) (الممتحنة : 4) .(1/1447)
وإذا كانت الهجرة وكان الجهاد فلا بد أن ينزل النصر ويأتي الفتح كما قال تعالى : ((إن تنصروا الله ينصركم)) (محمد - صلى الله عليه وسلم - : 7) . ((وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين)) (الصف : 13) . علماً بأن تلك الآية إنما جاءت لتبشّر بما يترتّب عليه الجهاد من جزاء كريم وبلاء عظيم . وإذا جاء النصر فلا بدّ أن يُكسر جناح الشرك ويؤذن له بالتباب ، فارتباط هاتين السورتين كالذي في قوله تعالى : ((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً)) (الإسراء : 81) .
فلما انتصر الحق وانتكس الباطل وفتحت مكة أبوابها لجنود الإسلام وعادت الكعبة إلى أهلها وأوليائها ، وأصبحت - كحالتها يوم أُسّست - مشرقاً للتوحيد وموئلاً للإيمان ومثابة للناس وأمناً ، وعاد الحق إلى نصابه وأرزَ الشرك إلى أجحاره ، حينئذ ختم على هذه الصحيفة الخالدة بختم التوحيد ، وجاء الأمر الإلهي يجلجل في الكون من سورة (الإخلاص) :
((قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد)) .
فكان هذا إيذاناً برفع لواء التوحيد عالياً خفاقاً ، وكان إيذاناً بانتكاس الشرك وانحسار ظله تماماً في البيئة المؤمنة التي رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالقرآن هادياً وإماماً .
ويزيدنا اطمئناناً وركوناً إلى هذا النظام أنه يتّفق تماماً مع تلك الكلمات الخالدة التي نطق بها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة ، إذ قال وهو آخذ بعضادتي باب الكعبة : "لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده" .
فإن "لا إله إلا الله" ناظر إلى سورة (الكافرون) ، و "وحده لا شريك له" ناظر إلى سورة (الإخلاص) ، و "صدق وعده" ناظر إلى سورة (الكوثر) ، و "نصر عبده" ناظر إلى سورة (النصر) ، و "هزم الأحزاب وحده" ناظر إلى سورة (المسد) .(1/1448)
هذا إجمال القول في المناسبات بين هذه السور التي شكّلت حلقة عجيبة من حلقات الترابط المحكم في نظامها ..
والله تعالى أعلم
المصادر:
الإمام البقاعي:
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
الإمام عبد الحميد الفراهي :
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة اللهب
تفسير سورة النصر
التكميل في أصول التأويل
الزركشي :
البرهان في علوم القرآن
---
(1/1449)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب مراجع لبحث عن (التكفير في ضوء السنة النبوية)
---
طلب مراجع لبحث عن (التكفير في ضوء السنة النبوية)
---
الشيباني
03-04-2005, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين اما بعد. فإني أحتاج مساعدتكم لي بذكر مراجع وروابط مساعدة لي في بحث بعنوان(التكفير في ضوء السنة النبوية)بحيث يستوعب البحث الاحاديث التي ورد فيها التكفير بصفة عامة وللمسلم بصفة خاصة,وبيان مفهوم التكفير,وأسبابه,وضوابطه,والشخص المؤهل لإصدار هذا الحكم ,مع العناية بإبراز الآثار السلبية للتوسع في إطلاقه,والاستشهادبالأحداث التاريخية قديما وحديثا........علما بأني قد جمعت بعض المصادر لكن احتاج إلى الزيادة والتوسع.....فساعدوني جزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
03-04-2005, 05:09 PM
وفقك الله لكل خير . هذا الرابط فيه عدد من البحوث حول الموضوع أرجو أن تكون مفيدة لك.
بحوث حول التكفير وضوابطه (http://saaid.net/book/search.php?do=title&u=%C7%E1%CA%DF%DD%ED%D1)
---
الشيباني
03-04-2005, 11:50 PM
وفقك الله لكل خير شيخنا الفاضل ,وجزاك خيرا....
---
(1/1450)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير 9
---
بين ابن جرير وابن كثير 9
---
محمد العبدالهادي
07-01-2004, 06:03 AM
في قوله تعالى :{وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} البقرة (124)، حصل خلاف بين أهل العلم في تحديد المراد من الكلمات الواردة في الآيات ، فقيل :المراد شرعه وأوامره، وقيل :المناسك ، وقيل :سنن الفطرة ، وقيل :قوله تعالى { إني جاعلك للناس إماما} ...الخ ، وقد رجح ابن جرير في بداية الأمر أنه قد تحمل الآية على جميع ماذكر ثم قال بعد ذلك ولو قال قائل بأن المراد بالكلمات ماقاله مجاهد وغيره لكان أولى بالصواب- يعني قوله إني جاعلك للناس إماما..- لأنها أشبه بالبيان لما أجمل من لفظة (الكلمات)،وهنا خالف ابن كثير ابن جرير رحمه الله ، ودعني أسوق لك نص الكلام كاملا :[ قَالَ أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير مَا حَاصِلُهُ أَنَّهُ يَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْكَلِمَاتِ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُون بَعْض ذَلِكَ وَلَا يَجُوز الْجَزْم بِشَيْءٍ مِنْهَا أَنَّهُ الْمُرَاد عَلَى التَّعْيِين إِلَّا بِحَدِيثٍ أَوْ إِجْمَاع قَالَ وَلَمْ يَصِحّ فِي ذَلِكَ خَبَر بِنَقْلِ الْوَاحِد وَلَا بِنَقْلِ الْجَمَاعَة الَّذِي يَجِب التَّسْلِيم لَهُ. قَالَ غَيْر أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَظِير مَعْنَى ذَلِكَ خَبَرَانِ أَحَدهمَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْب أَخْبَرَنَا رَاشِد بْن سَعْد حَدَّثَنِي زَبَّان بْن فَائِد عَنْ سَهْل بْن مُعَاذ بْن أَنَس قَالَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " أَلَا أُخْبِركُمْ لِمَ سَمَّى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ : الَّذِي وَفَّى ؟ لِأَنَّهُ كَانَ يَقُول كُلَّمَا أَصْبَحَ وَكُلَّمَا أَمْسَى : " سُبْحَان(1/1451)
اللَّه حِين تُمْسُونَ وَحِين تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْد فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وَعَشِيًّا وَحِين تُظْهِرُونَ " إِلَى آخِر الْآيَة قَالَ وَالْآخَر مِنْهُمَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْب أَخْبَرَنَا الْحَسَن عَنْ عَطِيَّة أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل عَنْ جَعْفَر بْن الزُّبَيْر عَنْ الْقَاسِم عَنْ أَبِي أُمَامَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وَفَّى " قَالَ أَتَدْرُونَ مَا وَفَّى قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم ؟ قَالَ " وَفَّى عَمَل يَوْمه أَرْبَع رَكَعَات فِي النَّهَار " وَرَوَاهُ آدَم فِي تَفْسِيره عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة وَعَبْد بْن حُمَيْد عَنْ يُونُس بْن مُحَمَّد عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ جَعْفَر بْن الزُّبَيْر بِهِ ثُمَّ شَرَعَ اِبْن جَرِير يُضَعِّف هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ وَهُوَ كَمَا قَالَ فَإِنَّهُ لَا يَجُوز رِوَايَتهمَا إِلَّا بِبَيَانِ ضَعْفهمَا وَضَعْفُهُمَا مِنْ وُجُوه عَدِيدَة فَإِنَّ كُلًّا مِنْ السَّنَدَيْنِ مُشْتَمِلٌ عَلَى غَيْر وَاحِد مِنْ الضُّعَفَاء مَعَ مَا فِي مَتْن الْحَدِيث مِمَّا يَدُلّ عَلَى ضَعْفه وَاَللَّه أَعْلَم . ثُمَّ قَالَ اِبْن جَرِير وَلَوْ قَالَ قَائِل إِنَّ الَّذِي قَالَهُ مُجَاهِد وَأَبُو صَالِح وَالرَّبِيع بْن أَنَس أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ الْقَوْل الَّذِي قَالَهُ غَيْرهمْ كَانَ مَذْهَبًا لِأَنَّ قَوْله " إِنِّي جَاعِلُك لِلنَّاسِ إِمَامًا" وَقَوْله " وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ " الْآيَة وَسَائِر الْآيَات الَّتِي هِيَ نَظِير ذَلِكَ كَالْبَيَانِ عَنْ الْكَلِمَات الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ أَنَّهُ اِبْتَلَى بِهِنَّ إِبْرَاهِيمَ " قُلْت " وَاَلَّذِي قَالَهُ أَوَّلًا مِنْ أَنَّ الْكَلِمَات تَشْمَل جَمِيع مَا ذُكِرَ(1/1452)
أَقْوَى مِنْ هَذَا الَّذِي جَوَّزَهُ مِنْ قَوْل مُجَاهِد وَمَنْ قَالَ مِثْله لِأَنَّ السِّيَاق يُعْطِي غَيْر مَا قَالُوهُ ]انظر(1/385-386).
---
(1/1453)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ؟؟؟
---
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ؟؟؟
---
نسر الاسلام
08-20-2003, 09:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي في الله
هل الحفظ هنا للقران فقط.. ام ان الله تعهد بحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا من الضياع والتشويه ؟؟
سؤال مهم
وارجوا ان اجد له جوابا ان شاء الله تعالى
وجزاكم الله خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله
---
نسر الاسلام
08-21-2003, 07:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله
؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟
هل من جواب ؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
08-22-2003, 05:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب نسر الإسلام وفقه الله ونفعه بالعلم :
الذكر في قوله تعالى :(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) هو القرآن الكريم في قول جميع المفسرين. ولم يفسره أحد بأنه السنة أو أنه القرآن والسنة معاً. والمقام هنا مقام وعد للنبي صلى الله عليه وسلم بحفظ القرآن من التحريف والضياع كما حدث للكتب السابقة التي أوكل الله سبحانه وتعالى حفظها إلى الأحبار من أهل الكتاب فما رعوها حق رعايتها. فيكون المقصود بالذكر هنا القرآن فقط ، لأن المقصود هو نص القرآن الكريم.
لكن قد يقال إن حفظ القرآن الكريم على الوجه الأكمل لا يتم إلا بحفظ ما بينه ووضحه وشرحه من السنة النبوية ، وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وهديه. ولا يمكن أن يتم الانتفاع بالقرآن الكريم حق الانتفاع إلا بضم السنة النبوية إليه.(1/1454)
وقد يستدل على حفظ السنة النبوية مع القرآن بوعد الله سبحانه وتعالى بأن يتم نوره في قوله تعالى :(والله متم نوره..) ولا يكون تمام هذا النور إلا بحفظ الدين كاملاً كما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحفظ من لوازم هذا النور الذي وعد الله بإتمامه. والله أعلم. ولعل مشايخنا الفضلاء يزيدون هذا الأمر جلاء إن شاء الله. ولا أشك أن الأمر لو بحث لظهرت أدلة كثيرة تؤيد هذا النظر إن شاء الله.
---
السهيلي
08-23-2003, 07:52 PM
الأخ \ نسر الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على طرح هذا السؤال وذلك لأهميته حيث إن العديد من المتشككين من الشباب في السنة النبوية الشريفة
بقولون إن السنة النبوية دخلها التحريف ( بالوضع وكذلك بتأخر جمعها عن القرآن الكريم ) وان الله سبحانه وتعالى
يتعهد بحفظها الأمر الذي جعلهم يبتعدون عن السنة ، ولا يقتنعون بالحديث في إثبات الحكم به.
والذي يبدو لي أن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بحفظهما معا ذلك لأن الله سبحانه لما قال :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) قصد بكلمة الذكر القرآن والسنة حيث إن كلمة الذكر تشملهما معا قال تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) وقال تعالى ( فذكر إنما أنت مذكر).
إن القرآن هو القانون الذي يرجع اليه المسلم في شئونه والقانون يحتاج إلى توضيح والسنة النبوية هي بمثابة
المذكرة التوضيحية لهذا القانون فكيف نعرف الصلاة وأوقاتها والزكاة وأنصبتها والصوم وضوابطه والحج وأركانه وكل مناسكه وهذه هي قواعد الإسلام وجاءت النصوص القرآنية بفرضيتها . والله أعلم
---
خالد الباتلي
09-05-2003, 05:12 PM
هذه المسألة من أشهر مايردده الطاعنون في السنة النبوية ، وفي حجيتها ، وأنها لو كانت حجة ودليلا في الشرع لتكفل الله بحفظها .
وقد انبرى أهل العلم قديما وحديثا في تفنيد ذلك ودحض هذه الشبهة ، وأحيل الإخوة في هذه المسألة - لطولها - إلى المراجع الآتية :(1/1455)
(الإحكام في أصول الأحكام) لابن حزم 1: 114 ومابعدها ، ( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ) للشيخ مصطفى السباعي ص 156 ، ( حجية السنة ) للشيخ عبدالغني عبدالخالق ص 291 ، وأكتفي بأثر ونقل .
قال حسان بن عطية – رحمه الله ، من التابعين - : "كان جبريل – عليه السلام – ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن ، يعلمه إياها كما يعلمه القرآن" . أخرجه الدارمي (1/153) رقم (588) والخطيب في الكفاية ص (15) وغيرهما ، وصحح إسناده ابن حجر في ( الفتح ) 13/ 291
وقال ابن حزم في الإحكام 1/114 :" كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كله في الدين وحي من عند الله عز وجل لا شك في ذلك ، ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن كل وحي نزل من عند الله تعالى فهو ذكر منزل ، فالوحي كله محفوظ بحفظ الله تعالى له بيقين ، وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون ألا يضيع منه ، وألا يحرف منه شيء أبدا تحريفا لا يأتي البيان ببطلانه إذ لو جاز غير ذلك لكان كلام الله تعالى كذبا وضمانه خائسا وهذا لا يخطر ببال ذي مسكة عقل .
فوجب أن الذي أتانا به محمد صلى الله عليه وسلم محفوظ بتولي الله تعالى حفظه مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه و ما يأتي أبدا إلى انقضاء الدنيا .. فإذ ذلك كذلك فبالضروري ندري أنه لا سبيل البتة إلى ضياع شيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدين ، ولا سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موضوع اختلاطا لا يتميز عن أحد من الناس بيقين ، إذ لو جاز ذلك لكان الذكر غير محفوظ ، ولكان قول الله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) كذبا ووعدا مخلفا وهذا لا يقوله مسلم .
فإن قال قائل : إنما عنى تعالى بذلك القرآن وحده فهو الذي ضمن تعالى حفظه لاسائر الوحي الذي ليس قرآنا .(1/1456)
قلنا له وبالله تعالى التوفيق : هذه دعوى كاذبة مجردة من البرهان وتخصيص للذكر بلا دليل وما كان هكذا فهو باطل ، والذكر : اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من قرآن أو من سنة وحي يبين بها القرآن ، وأيضا فإن الله تعالى يقول (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) فصح أنه عليه السلام مأمور ببيان القرآن للناس ، وفي القرآن مجمل كثير كالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك مما لا نعلم ما ألزمنا الله تعالى فيه بلفظه لكن ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان بيانه عليه السلام لذلك المجمل غير محفوظ ولا مضمون سلامته مما ليس منه ؛ فقد بطل الانتفاع بنص القرآن ، فبطلت أكثر الشرائع المفترضة علينا فيه ، فإذاً لم ندر صحيح مراد الله تعالى منها " .
فالحاصل أنه وإن فسر ( الذكر ) في الآية بالقرآن ، فإن الغرض من إنزاله التدبر وثمرته العمل به ، ولايتم ذلك إلا بالسنة التي جاءت شارحة وموضحة ومفصلة ومبينة للقرآن ، كما أشار إلى ذلك الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله ، فيكون حفظ السنة من لوازم حفظ القرآن ، والله أعلم .
---
(1/1457)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشيخ القرضاوى في رحاب القران الكريم
---
الشيخ القرضاوى في رحاب القران الكريم
---
د.يسري خضر
02-20-2007, 11:11 PM
الشيخ القرضاوى في رحاب القران الكريم
صدر عن دار السلام بالقاهرة مجلدان بعنوان(الشيخ يوسف القرضاوى كلمات في تكريمه وبحوث في فكره وفقهه) مهداة إليه بمناسبة بلوغه السبعين
وقد اشرف على هذا العمل كبار العلماء وفى مقدمتهم الاستاذ الدكتور عبد العظيم الديب والاستاذ الدكتور جمال الدين عطية والاستاذ الدكتور عدنان زرزور حفظهم الله
وقد تعددت المقالات والبحوث من مشارق الأرض ومغاربها
وكتب الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر بحثاً عن الشيخ القرضاوى حفظه الله في رحاب القران الكريم
ويتلخص بحثه في الوقفات الآتية :
1- مرحلة التلقي والحفظ وعنها يقول الشيخ القرضاوى أنا ابن القران الكريم وربيبه منذ أتممت حفظه وتجويده وأنا دون العاشرة ( تفسير سورة الرعد للقرضاوى ص 12).
2- مرحلة التعلم والتدبر وقد بدأت في معاهد الأزهر الشريف وشعب الإخوان المسلمين وفيها زاد ارتباطه بالقران الكريم وعن تلك المرحلة
يقول ( ولم أزل ولله الحمد والمنة منذ فجر شبابي منذ هيأ الله سبحانه لي أن ارتقى المنبر لأخطب أو امسك بالقلم لأكتب اعتبر القران الكريم مصدري الأول ومعتمدي الأساس استمد منه الهداية
والتسديد في كل محاضراتي وخطبي وعامة
مؤلفاتي وكتبي ساعدني على ذلك حفظي المبكر للقران وانأ دون العاشرة واستحضاري لآياته بيسر كلما احتجت إلى الاستشهاد بها في مختلف المعاني وشتى الموضوعات ).
3- مرحلة العطاء الزخار
وقد تعددت مجالات العطاء القرانى من الشيخ القرضاوى زمانا ومكانا فمن حيث الزمان تكاد تستنفد القراءة والكتابة والخطابة كل أوقاته ومن حيث المكان يكاد يستوعب العالم الاسلامى من أقصاه إلى أقصاه(1/1458)
أ ) ففي مجال الدعوة مثلا كتب في الخمسينيات رسالة بعنوان قطوف دانية من الكتاب والسنة
وظل يؤم المسلمين في قطر فوق ثلاثين سنة ويتلو في كل ليلة جزءا ويلقى درسا بعد الأربع ركعات الأولى عن بعض أسرار الكتاب العزيز .
ب ) وفى مجال الفقه والإفتاء دونك كتبه وفتاواه واعتماده فيها على القران الكريم ظاهر جلي.
ت ) وفى مجال التفسير كان الفائز الأول على زملائه في مسابقات الكلية عن الجزء الخامس والثامن من تفسير المنار للشيخ رشيد رضا
كما اقترح عليه الشيخ عبد الله بن زيد المحمود وكذا مفتى عمان أن يتم تفسير المنار لكن الشيخ القرضاوى تهيب من هذا المقام
وقد فسر الشيخ القرضاوى سورة الرعد مستفيدا من علوم السلف ومعارف الخلف وثقافة العصر
كما قدم في تلفاز قطر برنامج في رحاب القران.
وللشيخ تفسير تحليلي لسورة يوسف ألقاه في أقدم جوامع العاصمة الجزائرية في سنة 1990/1991 وهى مسجلة بالصوت والصورة
وله في التفسير الموضوعي الصبر في القران
والعقل والعلم في القران الكريم
نسال الله تبارك,وتعالى أن يمد في عمره وان ينفع به البلاد والعباد آمين
---
(1/1459)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مقامات رمضانية 5
---
مقامات رمضانية 5
---
د. محمد مشرح
10-05-2005, 05:04 PM
مقامات رمضانية 5
المقامة الخامسة
تسلسل الشياطين المردة ، و فتح أبواب الجنة ، وإغلاق أبواب الحطمة ، غايات تربويو عظيمة، معينات على سلوك السبل المستقيمة ، التي توصل إلى السعادة ، في الدنيا والآخرة ، فالنفوس من أجل تربيتها ، محتاجة إلى مرغبات تثار بها ، ومطمئنات تشجعها ، وهذه الأمور متوفرة لها ، في أيام الصوم كلها .
فأبواب الجنة التي تشتاق النفوس إليها وتشرئب نحوها مفتوحة ، وأبواب جهنم مغلقة ، والشياطين التي تتفرغ لإغواء النفس مسلسلة . فإذا جاء رمضان –كما جاء في السنة الصحيحة ، فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النيران ، وسلسلت الشياطين . فالمؤمن والمؤمنة الحصيفان يستغلان شهر رمضان . وعن ساعد الجد يشمران ، وعلى الله يتكلان .والحمد لله رب العالمين ،
على ما يسر لنا من طرق الفلاح فضلا منه ورحمة بعباده المؤمنين .وسلام على المرسلين ، وآلهم ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين .
---
(1/1460)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث : الرد على دعوى تحقيق القرآن واحتمال الزيادة والنقصان واختلاف الترتيب
---
بحث : الرد على دعوى تحقيق القرآن واحتمال الزيادة والنقصان واختلاف الترتيب
---
الجندى
10-10-2005, 02:03 PM
بحث الأخ المستشار سالم عبد الهادى ورده على المستشرق الألمانى د.مورانى فى دعوى المستشرق المذكور عن تحقيق القرآن واحتمال الزيادة والنقص في القرآن واختلاف ترتيبه.
محتوى البحث :
- تحقيق القرآن، والكلام على مخطوطات القرآن
- المصاحف
- القراءات
- الأحرف السبعة
- طرق نقل القرآن، والاعتماد في نقله على السماع لا الكتابة
- التدوين الكتابي للقرآن
- شبهات حول القرآن
- أبحاث أخرى
- تعريف بمقاصد المستشرقين عامة، ومقاصد المستشرق موراني خاصة، والكلام عن المستشرق المذكور من أكثر من وجه، وبيان مدى حصيلته العلمية
- انقطاع أسانيد الإنجيل، وإثبات انقطاعه لأزمنة عديدة
رابط قراءة البحث (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2191)
رابط التعقيب على البحث (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2208)
رابط تحميل البحث (http://www.eltwhed.com/download/books/nakd.rar)
---
(1/1461)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فيديو (رافضي ومايقوله عن اخواننا اهل السنة في العراق!!)
---
فيديو (رافضي ومايقوله عن اخواننا اهل السنة في العراق!!)
---
ابو حنيفة
07-23-2006, 10:55 PM
احد رجالهم اسياد الرافضة يتحدث وبوقاحة انه يجب ان يقتل ويهجر اهل السنة من العراق ..
ويسمي هيئة علماء السنة في العراق .. بعلماء الكفر ...
وانه يجب تحرير ضريح (قبر) وان تحريره افضل عند الله - على حد زعمه قاتله الله استغفر الله - من تحرير القدس ...
سبحان الله ..
استمعوا واعرفوا حقيقة الرافضة ...
ومن يدافع عنهم فليرتدع .... ولينصر اهل السنة والجماعة ولينصر الله ودينه واهله ....
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=yuTQmL0w
منقول
---
(1/1462)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعريف بكتاب (الإمام حسن البنا ومنهجه في تفسير القرآن)
---
تعريف بكتاب (الإمام حسن البنا ومنهجه في تفسير القرآن)
---
د.يسري خضر
12-21-2006, 05:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة عام 1425هـ الموافق 2004م كتاب بعنوان :
الإمام الشهيد حسن البنا ومنهجه في تفسير القرآن الكريم
تأليف د / عماد عبد الكريم مدرس التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف ويقع في 255صفحة وقد قسمه إلي مقدمة
وثلاثة عشر فصلاً ثم فهارس المراجع والموضوعات وهي علي النحو التالي :
1- المقدمة :أورد فيها دوافع الكتابة عن هذا الموضوع وتعريف موجز بالإمام البنا
2-الفصل الأول : (الإمام البنا وشروط المفسر وآدابه ) تحدث فيه -( بعد تمهيد عن أهمية هذه الشروط والآداب وأنها المقياس الباقي للحكم علي من يتصدي للتفسير ) عن استيفاء الإمام البنا لشروط المفسر وآدابه مستشهدا بسيرته وشهادات المعاصرين من المخالفين والموافقين وذكر المؤلف أن له هدفين من وراء هذا الفصل التطبيقي :
الأول : يظهر لذوي الثقافة القاصرة والنيات المغشوشة من العلمانيين والمستشرقين أن النص القرآني قمة باسقة لا ترتقي إليها هاماتهم .
الثاني : يرجو أن ينتفع القارىء منه فيزداد دأبه في طلب العلم ونشره والحرص علي معالي الأمور ومكارم الأخلاق
ويشتمل هذا الفصل علي العناوين التالية :
1- الصلة الوثيقة بالقرآن .
2-علم الحديث رواية ودراية.
3-علوم اللغة العربية.
4-الفقه وأصوله.
4- علم العقائد.
5-علوم القرآن .
6- الثقافة المعاصرة.
7-حسن الإعداد وطريقة الأداء.
8- فصاحة التعبير ودقته.
9- علم التاريخ وأحوال البشر.
10- الإخلاص.
11-العمل وحسن الخلق .
الفصل الثاني : مسيرة الإمام البنا مع التفسير(1/1463)
تحدث فيه الباحث عن التراث التفسيري للإمام البناومراحله والمجلات والدوريات التي نشر فيها ومن أهمها مجلة المنار والتي أعاد الإمام البنا إصدارها بعد وفاة صاحبها الإمام رشيد رضا وبدأبإكمال تفسير المنار فكتب مقدمة في المنهج وبدأبتفسير سورة الرعد ووصل إلي قوله تعالي ( ولكل قوم هاد )ثم توقفت المجلة وعندما أصدر مجلة الشهاب كتب مقدمة في المنهج وبدأبالتفسير من أوله وأعلن إن تم هذا الجهد سيسميه مقاصد القرآن ولكن المجلة توقفت بعد أن فسر فواتيح سورة البقرة وذكر الباحث أنه كان هناك كتابات للبنا في التفسير كتبها في دوريات أخري مثل مجلة وجريدة الإخوان المسلمين ومجلة النذير والنضال وكتاب حديث الثلاثاء.
ثم وقف الباحث بعد الاستقراء وقفة تحليلة ذكر فيها المراحل التي كتب فيها البنا تفسيره
الفصل الثالث :مدرسة التفسير الحركي أو السلوك القرآني .
ذكر في هذا الفصل مقدمة عن التفسير الحركي وتحدث عن أبرز الرواد فيه وذكر منهم الأئمة ابن باديس والنورسي والمودودي وسيد قطب وذكر نماذج من تفاسيرهم ثم تحدث عن حسن البنا المفسر الحركي .
الفصل الخامس : اتجاهه الأثري في التفسير .
الفصل السادس : اتجاهه العقدي في التفسير .
الفصل السابع : اتجاهه الفقهي في التفسير .
الفصل الثامن : موقفه من مسألة العلم الظاهر والعلم الباطن .
الفصل التاسع : اتجاهه العلمي في التفسير .
الفصل العاشر : اتجاهه الموضوعي في التفسير .
الفصل الحادي : عشر : من أدوات التفسير الهدائي عند الإمام البنا في الأسلوب والمضمون
الفصل الثاني : عشر : نماذج من دفاع الإمام البنا عن القرآن الكريم
الفصل الثالث : عشر : من مقاصد التفسير وغاياته عند الإمام البنا
وبعد فلعل هذه الإضاءة عن هذا الكتاب تدعو إلي قراءته والانتفاع به خصوصا وأن الباحث قد عالج فصوله ومباحثه من شتي الصحف والمجلات التي كتب فيها الإمام البنا تفسيره قبل أن تجمع مؤخرا.
---
عبدالرحمن الشهري(1/1464)
12-21-2006, 05:50 PM
أحسن الله إليكم يا دكتور يسري ، ونفع بكم ، وقد سعدتُ بمشاركاتكم ونشاطكم معنا في الملتقى مؤخراً رعاكم الله وسدد خطاكم وأراءكم ، وعهدي بكم أهل اطلاع واسعٍ على الكتب ، واختيار موفق ، جزاك الله خيراً ، ونفع بكم .
---
علال بوربيق
12-21-2006, 08:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في المشايخ : يسري خضر، وعماد عبد الكريم، وعبد الرحمن الشهري .
تراث الإمام البنا رحمه الله في مجال التفسير وعلومه مما ينبغي أن يذاع ويشاع لهذه الأجيال، وكم كان نيتي ورغبتي أن يُكتب عن هذا الإمام في هذا الملتقى خصوصا رسالته الصغيرة الشهيرة الفاذة " مقاصد القرآن "؛ فهي تحمل البساطة مع الدقة البعيدة عن التكلف، ورحم الله سيد قطب وهو يتحدث عن شيخه البنا فيقول : " من العجيب أن يكون هذا هو اسمه؛ إنه حسن البنا، بل حُسنُ البناء، بل عبقرية البناء، إنه بناء الرجال ...في كلام طويل.
قال صادق الرافعي : " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحملون قوة المدافع، لا من يحملون ألواحا من خشب ."
---
أبو جواد
12-23-2006, 11:21 AM
وكذلك " في ظلال القرآن " لسيد قطب فيه من المعاني القرآنية واللفتات الأدبية ما تسر بع عين الناظر ، وتجيش له نفس المؤمن .. رحمهم الله جميعا
---
د.يسري خضر
12-23-2006, 07:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز / علال حفظك الله(1/1465)
لقد صدر عن دار الوثيقة بالكويت مجموعة مقالات الإمام الشهيد حسن البنا التي فسر فيها بعض آيات القرآن الكريم ، تحت عنوان : مقاصد القرآن الكريم ، وقد جمعها وحققها نجله الأستاذ أحمد سيف الإسلام حسن البنا ، والكتاب يقع في 466 صفحة من القطع المتوسط ، وقد صدرت بمقدمة تتضمن أسماء الصحف والمجلات التي كتبت فيها المقالات ، ثم إشارة إلي بيان الإمام حسن البنا عن أفضل التفاسير وأقرب طرائق الفهم وأرى أن هذه المقالات تحتاج إلى قلم الدكتور / عبد الرحمن معاضة حفظه الله ورعاه ليغوص في معانيها ويجلي أسرارها كما عهدناه عن الإصدارات الجديدة التي تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه .
---
جمال أبو حسان
12-24-2006, 09:53 AM
كتب الاستاذ الدكتور فضل حسن عباس فصلا ماتعا عن الشهيد حسن البنا وتفسيره في كتابه القيم التفسير اتجاهاته ومناهجه ولعل الاخوة يطلعون عليه ففيه خير كثير
---
علال بوربيق
12-24-2006, 12:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ في الله الدكتور يسري خضر : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة، وليت الشيخ الفاضل عبد الرحمن يسطر ما التمسناه منه، ونسأل الله له التوفيق والسداد .دمتم في رعاية الله وحفظه
قال صادق الرافعي : " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحمل قوة المدافع، لا من يحمل ألواحا من خشب ."
---
(1/1466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب نزهة المجالس ومنتخب النفائس للتحميل
---
كتاب نزهة المجالس ومنتخب النفائس للتحميل
---
مسك
06-15-2005, 09:19 AM
اسم الكتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس
اسم المؤلف : الصفوري
نبة عن الكتاب : من مشاهير كتب الرقائق. يكاد يكون خلاصة لكل ما ورد فيها من حكايا الصالحين، ونوادر أخبارهم.
ورتبه على أركان الإسلام وشعب الإيمان، وختمه بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم سيما في المولد والمعراج، ثم مناقب أمهات المؤمنين، والعشرة المبشرين، وحشده بما انتخبه من نفائس الكتب والتفاسير المشهورة.
اضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=14&book=1866)
نسخ وترتيب وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية
---
(1/1467)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
---
مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
---
مشارك
07-07-2004, 06:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ملف مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم :
http://www.islamtoday.net/Miliar_with_M/index.html
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم :
http://www.icsfp.com/AR/
---
(1/1468)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار حول تفسير ابن ابي حاتم
---
استفسار حول تفسير ابن ابي حاتم
---
عبدالرحمن شاهين
03-20-2007, 10:21 AM
الأساتذة الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله و بركاته وبعد:
فنرجو من حضراتكم تزويدنا بملخص حول هذا التفسير من حيث رواياته وكيف يستفيد منها طالب العلم وما علاقة تفسير الإمام الطبري وابن كثير فيه من ناحية النقول وهل يوجد طبعة محققة ومخرجة الأحاديث له و عن منهج الكتاب بالعموم
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن شاهين
03-21-2007, 10:37 AM
ألا هل من مجيب؟
---
أحمد بزوي الضاوي
03-23-2007, 04:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل عبد الرحمن شاهين ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد فجواببا على شؤالكم نقول و بالله التوفيق :
تفسير ابن أبي حاتم الرازي أو تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ و الصحابة و التابعين ، للإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ( ت 327 هـ ) ، عاصر علماء أعلاما نذكر منهم :
1- ابن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) .
2- محمد بن إسماعيل البخاري ( 256 هـ ) .
3- مسلم بن الحجاج ( ت 261 هـ ) .
4- أبو داود السجستاني ( ت 275 هـ ) .
5- مسلم بن الحجاج ( ت 261 هـ ) .
6- الإمام الترمذي ( ت 279 هـ ) .
7- الإمام النسائي ( ت 303 هـ ) .
8- الإمام ابن ماجة ( ت 279 هـ ) .
9- الإمام البزار ( ت 292 هـ ) .
10- الإمام أبو يعلى ( ت 307 هـ ) .ز
11- فسر ابن أبي حاتم القرآن كله ، محاولا أن يجعل من تفسيره مدونة كبيرة للتفسير المأثور عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، و الصحابة ـ رضوان الله عليهم ، والتابعين و أتباع التابعين و أتباع أتباع التابعين ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ .(1/1469)
وقد اقتصر ابن أبي حاتم على المرويات التي لها صلة وثيقة بالتفسير ، دون غيرها من المرويات المتصلة بالتفسير و علوم القرآن .
استقصى ابن أبي حاتم المرويات التفسيرية المأثولرة بأصح السند الذي بلغه . ومن ثم يمكننا اعتبار تفسير ابن أبي حاتم الرازي موسوعة للتفسير المأثور المسند . كما يعتبر مصدرا مهما للتراث التفسيري المفقود ، حيث إنه عمل على جمع تفاسير أعلام المفسرين من السلف الصالح الذين ضاعت أصولخم التفسيرية ، ليصبح تفسير ابن أبي حاتم من المصادر القليلة التي احتفظت بهذه الدرر النفيسة .
وفضلا عن التفسير فابن أبي حاتم الرازي هو صاحب المؤلف الشهير في الجرح والنتعديل ، الذي طبع بالهند .
يقول ابن أبي حاتم الرازي ( ت 327 هـ ) عن دواعي تأليفه لهذا التفسير ، والطريقة التي سلكها فيه : " سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القران مختصرا بأصح الأسانيد ، وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات ، وتنزيل السور ، وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا دون غيره ، متقص تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير الا أخرج ذلك .
فأجبتهم إلى ملتمسهم ، وبالله التوفيق ، وإياه نستعين ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا ، وأشبعها متنا ، فإذا وجدت التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - لم اذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك ، وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة بأصح الأسانيد ، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد . وإن كانوا مختلفين ذكرت اختلافهم وذكرت لكل واحد منهم إسنادا ، وسميت موافقيهم بحذف الإسناد ، فإن لم أجد عن الصحابة ووجدته عن التابعين عملت فيما أجد عنهم ما ذكرته من المثال في الصحابة ، وكذا أجعل المثال في أتباع التابعين و أتباعهم . جعل الله ذلك لوجهه خالصا و نفع به " ( مقدمة تفسير ابن أبي حاتم الرازي ) .(1/1470)
كما استدرك ابن أبي حاتم الرازي في مقدمة تفسيره سند بعض أعلام التفسير الذين كثرت الرواية عنهم، و من ثم فإنه لم يذكر سندهم عند ورود كل مروية من مروياتهم ، و ذلك توخيا للاختصار و عدم التكرار .
" فأما ما ذكرنا عن أبي العالية في سورة البقرة بلا إسناد فهو ما :
حدثنا عصام بن رواد العسقلاني ثنا آدم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية .
وما ذكرنا فيه عن السدي بلا إسناد فهو ما :
حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي .
وما ذكرنا عن الربيع بن أنس بلا إسناد فهو ما :
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن الربيع بن أنس .
وما ذكرنا فيه عن مقاتل فهو ما :
قرأت على محمد بن الفضل بن موسى عن محمد بن علي بن الحسين بن شقيق عن محمد بن مزاحم عن بكير بن معروف عن مقاتل . " ( مقدمة تفسير ابن أبي حاتم الرازي ) .
ويمكننا أن نوجز منهج ابن أبي حاتم الرازي ( ت 327 هـ ) في الخطوات المنهجية التالية :
1- يذكر الآية موضوع التفسير .
2- يذكر السند كاملا .
3- يذكر المروية التفسيرية .
4- كما أن له طريقة لا تكاد تتخلف في ترتيب المرويات التفسيرية ، حيث يبدأ بالأحاديث التبوية الشريفة ، و يعقبها بمرويات الصحابة فالتابعين فأتباع التابعين ، فأتباع أتباع التابعين . وهو لا يبدأ بتفسير الآية ثم يورد الأحاديث النبوية الشريفة و مرويات السلف في التفسير الموافقة للمعنى الذي يراه ، كما أنه لا يرجح بين هذه المرويات ، و لا يذكر أحوال السند ، مما جعل بعض مروياته تتسم بالضعف ، و أحيانا بالضعف الشديد ، ومنها الضعيف الذي لا ينجبر ، مما يحتم النظر في أحوال السند توخيا لأصح المرويات التفسيرية .(1/1471)
5- أما عن صلة تفسير ابن أبي حاتم الرازي ( ت 327 هـ ) و تفسير الإمام الطبري ( ت 310 هـ ) فتتمثل في اعتمادهما المرويات التفسيرية المأثورة عن السلف ، و إهمال ابن أبي حاتم لحال السند دائما ، في حين يتركه الطبري غالبا، كما أن الطبري يفسر القرآن بالقرآن ، و بالسنة ، كما أنه ينتقد السند أحيانا ، و له موقف من الإسرائيليات ، كما أولى عناية خاصة بالقراءات القرآنية ، و جعل منها أداة تفسيرية ، ويؤخذ عليه رده لبعض القراءات المتواترة ، كما عرض للقضايا الفقهية ، و المسائل العقدية التي اتبع فيها مذهب أهل السنة و الجماعة . كما وظف الشعر و الكلام العربي الفصيح ، و احتكم في كل ذلك إلى سنن العرب ففي الكلام .
6- أما ابن كثير ( ت 774 هـ ) فقد جعل من تفسير ابن أبي حاتم و تفسير الطبري مرجعين من المراجع المعتمدة في تفسيره .
7- طبع الجزء الأول من تفسير ابن أبي حاتم الرازي وهو يشمل تفسير الفاتحة و البقرة ، وذلك بتحقيق الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله العماري الزهراني ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة، 1408 هـ .
8- وطبع الجزء الثاني وهو يتضمن تفسير القسم الأول من سورة آل عمران من الآية الأولى إلى الآية 167 .وذلك بتحقيق الأستاذ الدكتور حكمت بشير ياسين ، بالدار نفسها والتاريخ نفسه .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
03-23-2007, 06:16 AM
أضف إلى ما تفضل به أستاذنا الضاوي وفقه الله أن تفسير ابن أبي حاتم يطبع الآن محققاً تحقيقا كاملاً في دار ابن الجوزي بالدمام وهو على وشك الصدور بإذن الله ، ونحن ننتظر صدوره لأهميته . وهو التحقيق الذي ابتدأه الدكتور حكمت بشير ياسين والدكتور أحمد العماري وفقهما الله وأكمله بعدهما عدد من طلبة الدكتوراه بجامعة أم القرى .
---
مروان الظفيري
03-23-2007, 01:28 PM
أخي الكريم :
ليتك رجعت إلى البحث في هذا المنتدى ، ففيه :(1/1472)
(أخوكم هشيم الواسطي يسأل عن أحسن طبعات تفسير ابن أبي حاتم)
وهذا رابطه :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2647
وشكرا
---
أحمد البريدي
03-23-2007, 01:31 PM
الكتاب مطبوع في الأسواق وهذه الطبعة هي أصل التحقيق للرسائل العلمية التي سجلت في الكتاب لكن قام الناشر بحذف الهوامش كما حدثني بذلك أحد أصحاب هذه الرسائل ومن المعلوم أن ابن أبي حاتم لا توجد له نسخة كاملة ولذا تصرف الناشر فأكمل الكتاب من كتب التفسير الأخرى التي استفادت من تفسير ابن أبي حاتم كتفسير ابن كثير والدر المنثور فليتنبه لذلك .
---
عبدالرحمن شاهين
03-24-2007, 01:20 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل الدكتور أحمد الضاوي على هذا الايضاح و التوطئة المهمة جعله الله في ميزان حسناتكم
وكذلك الإخوة الأعزاء على مداخلاتهم المهمة
---
(1/1473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إليكم يا أهل التفسير...! (سؤال الحائر)
---
إليكم يا أهل التفسير...! (سؤال الحائر)
---
نضال مشهود
06-04-2006, 06:43 PM
سلام عليكم مشايخنا الأعزاء ... بارك الله في علمكم
أسئلة مني بسيطة ، لكنه يحتاج -إن تسمح بكم الفرصة- إلى جواب رصين مع شروح واستدلالات تشفي الصدور وتريح العقول ... وتقوّى الإيمان بالله والرسول :
1 - هل المقصود بسبع سماوات : سبع عوالم ؟ أم أنها كلها من نفس العالم (بمعنى أنها كلها من عالم الشهادة) ؟
2 - هل الأرضون الست الباقية هي ست طبقاتٍ تحت هذا الأرض الذي نحن عليها الآن ؟ أم أن تلكم الستة من عالم الغيب (كما أشار إلى ذلك ابن عباس رضي الله عنه في تفسيره) ؟
3 - وهل صح القول بأن "زينة الكواكب" و "المصابيح" مختصة بالسماء الدنيا ولا توجد فيما فوقها من السماوات ؟ وما دليل الحصر ؟
4 - إذا كان العرش على الماء وفوق الكرسي ، وهو في نفس الوقت سقف الجنة ، فأين موضع الجنة من الماء ؟ وأين موضعها من الكرسي ؟
هذا وأرجو أن يكون الجواب مدعّما بأدلة نقلية أو عقلية..
وجزاكم الله خيرا.
---
أبو بيان
06-04-2006, 08:25 PM
مرحباً أخي نضال, وستجد من كرام أهل العلم في الملتقى ما تسر به إن شاء الله.
---
نضال مشهود
06-05-2006, 04:34 PM
ومرحبًا بالشيخ الفاضل أبي بيان...!
أجلْ.. سأجد بغيتي بإذن المولى جل وعلا.
فإننا ما عهدنا منكم البخل ولا الكتمان أبدًا.
ولا زال الحيران ينتظر الإجابة....
والله يجزيكم أولاً وآخرًا.
---
ابو حنين
06-06-2006, 07:46 AM
السموات وصفها الله بأنها (( طباقا ))
أما أنا سؤالي لأهل العلم : ــ ماذا يجني المتعلم من معرفة مثل هذه التفاصيل ؟؟؟؟
و هل يصح الخوض في مثل ذلك ؟؟
---
جمال أبو حسان
06-06-2006, 09:34 AM(1/1474)
أول شيء يجنيه الانسان من البحث في مثل هذه الاسئلة هو المزيد من التفكر في ملكوت الله فتكون هذه من المثل الدافعة لمثل هذا التفكير ومحفزاته
---
مجدي ابو عيشة
06-06-2006, 07:01 PM
اين الجواب المفيد ؟
---
نضال مشهود
06-08-2006, 03:20 PM
ألا يأتينا أحد بالرد المفيد ؟
للرفع أيها السادة ... !
---
(1/1475)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موطن مشكل في ترجيح أبي حيان في قوله : ( فزع عن قلوبهم )
---
موطن مشكل في ترجيح أبي حيان في قوله : ( فزع عن قلوبهم )
---
مساعد الطيار
01-28-2007, 10:18 PM
ترجيح أبي حيان في عود الضمير في قوله تعالى ( فزع عن قلوبهم ) من سياق قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) سبأ
قال أبو حيان : ( والظاهر أن الضمير في قوله : { قلوبهم } (آية : 23) عائد على ما عادت عليه الضمائر التي للغيبة في قوله : { لا يملكون } (آية:22) ، وفي { ما لهم } (آية:22) ، و { ما لهم منهم } (آية:22) ، وهم الملائكة الذين دعوهم آلهة وشفعاء ، ويكون التقدير : إلا لمن أذن له منهم ) .
ثم نقل نقولاً عن بعض المفسرين ، ثم قال :(1/1476)
( وهذه الأقوال والتي قبلها لا تكاد تلائم ألفاظ القرآن ، فالله أسأل أن يرزقنا فهم كتابه ، وأقر بها عندي أن يكون الضمير في { قلوبهم } (آية:23)عائداً على من عاد عليه {اتبعوه} (آية:20) و{عليهم} (آية:21)، و{ممن هو منها في شك} (آية:21)، وتكون الجملة بعد ذلك اعتراضاً . وقوله : { قالوا } ، أي الملائكة ، لأولئك المتبعين الشاكين يسألونهم سؤال توبيخ : { ماذا قال ربكم } ، على لسان من بعث إليكم بعد أن كشف الغطاء عن قلوبهم ، فيقرون إذ ذاك أن الذي قاله ، وجاءت به أنبياؤه ، وهو الحق ، لا الباطل الذي كنا فيه من اتباع إبليس . وشكنا في البعث ...)
وهذه الضمائر تعود إلى الكفار كما هو ظاهر ، ويكون الضمير في ( حتى إذا فزع عن قلوبهم ) أي : عن قلوب الكفار ، قالت الملائكة لهم : ماذا قال ربكم ؟ ...
أما على ترجيحه الاول الذي بدأه بقوله : ( والظاهر ... ) فإن الذين فزع عن قلوبهم هم الملائكة لا الكفار .
وعلى هذا يكون أبو حيان ـ رحمه الله ـ قد رجَّح في أول كلامه ما ردَّه في آخر كلامه ، فهل هذا هو الواقع ، أم ماذا؟
أرجو من الإخوة مدارسة هذا الموضع عند أبي حيان، وينظرون هل ما فهمته من كلامه ـ رحمه الله ـ صواب أو هو خطأ ، ولكم من الله الجزاء الأوفى ؟
تنبيه : ذكر أبو حيان في النهر الماد من البحر قول ابن عطية الأندلسي أن الضمير يعود إلى الملائكة ، ولم يزد على ذلك ، واقتصاره على هذا القول ـ في هذا المختصر ـ دون غيره نوع من الاختيار .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-28-2007, 11:39 PM(1/1477)
استحسن السمين الحلبي ما اختاره شيخه في البحر ، فقال في الدر المصون : ( قوله: "حتى إذا" هذه غايةٌ لا بُدَّ لَها مِنْ مُغَيَّا. وفيه أوجهٌ، أحدُها: أنه قولُه: {فَاتَّبَعُوهُ} [سبأ: 20] على أَنْ يكونَ الضميرُ في عليهم من قولِه: {صَدَّقَ عَلَيْهِمْ} [سبأ: 20] وفي "قلوبِهم" عائداً على جميع الكفار، ويكون التفزيعُ حالةَ مفارقةِ الحياةِ، أو يُجْعَلُ اتِّباعُهم إياه مُسْتصحِباً لهم إلى يوم القيامة مجازاً. والجملةُ مِنْ قوله: "قل ادْعُوا" إلى آخرها معترضةٌ بين الغايةِ والمُغَيَّا. ذكره الشيخ. وهو حسنٌ.)
وأما الألوسي فقد علق على اختيار أبي حيان بقوله : ( ولا يخفى بعده، والوجه عندى ما ذكر أولاً .)
ولا يخفى أن ختيار أبي حيان الأخير لا يتفق ما ما ذكره في أول كلامه.
وقد يقال بأن ما ذكره أولاً هو الظاهر المتبادر إلى الذهن ، وهذا الظاهر لم يرتضه أبو حيان ؛ فاختار ما قرره في آخر كلامه.
---
(1/1478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بمناسبة برنامج : مبادئ العلوم ، هل هناك فرق بين علم التجويد وعلم الوقف والابتدا ؟؟
---
بمناسبة برنامج : مبادئ العلوم ، هل هناك فرق بين علم التجويد وعلم الوقف والابتدا ؟؟
---
طالب المعالي
04-03-2006, 10:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله
سبق لقناة المجد ان عرضت في إحدى الحلقات من برنامج ( مبادئ العلوم ) حلقة عن التجويد
سؤالي الآن :
ألا يدخل الوقف والابتدا ضمن ابواب علم التجويد ؟
ارجو ايضاح هذا الإشكال
وجزاكم الله خيرا
---
مساعد الطيار
04-04-2006, 10:56 AM
أخي الكريم
الجواب موجود في الحلقة التي طرحها الدكتور عبد الرحمن الشهري عن التجويد ، وفي الحلقة التي طرحتها عن الوقف والابتداء ، فلعلك تجدها واضحة هناك .
---
(1/1479)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
---
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
---
حمدي باه
04-17-2006, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
أعزائي أهل التفسير أهل الله وخاصته : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طلب مني مشرفي أن أعرف كلا من علم التجويد وعلم الأصوات وأذكر الفرق بينهما وذلك من خلا ل بحثي الذي هو بعنوان : ( الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات )
وقد استطعت أن أقدم التعريفا لكل من المصطلحين إلا أني لم أجد كتابا من الكتب التي اطلعت عليها خلال البحث يتطرق إلي التفريق بين المصطلحين مما جعلني ألجأ إليكم أنتم أهل الخير حتى تساعدوني بآرائكم واقتراحاتكم
في الفرق بين هذين العلمين ( علم التجويد وعلم الأصوات ) وجزاكم الله خيرا على مساعدتي وكان عونا لكم
أخوكم حمدي باه
http://www.az-customs.net/news/photo/Quran.jpg
---
(1/1480)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المعهد الإسلامي للإعجاز القرآني
---
المعهد الإسلامي للإعجاز القرآني
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2004, 07:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لفت نظري عند دخولي لأحد الدكاكين بجوار بيتي مجلة أراها لأول مرة بعنوان (آيات). فلما نظرت فيها فإذا مكتوب تحت عنوانها بخط صغير ( شهرية علمية متخصصة في الإعجاز القرآني) وهي تصدر عن المعهد الإسلامي للإعجاز القرآني بعمان - الأردن ، وهذا العدد هو العدد السابع من المجلة بتاريخ جمادى الآخرة 1425هـ وقد سعدت بهذه المجلة المتخصصة ، وما فيها من أبحاث وأخبار ، علماً أن ثمنها عشرة ريالات .
ويحتوي هذا العدد على مجموعة من المقالات والبحوث والأخبار التي تدور حول إعجاز القرآن الكريم بأنواعه.
وأرجو أن تكون هذه المجلة مع مجلة (الإعجاز) التي تصدر عن هيئة الإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي من النوافذ الإعلامية النافعة لنشر مثل هذه البحوث القيمة الموثوقة. أسأل الله أن يوفق القائمين عليها ، وأن يبارك في جهودهم المخلصة لخدمة هذا القرآن العظيم.
موقع المعهد على الانترنت :
المعهد الإسلامي للإعجاز القرآني (http://www.iiquran.com/default.asp)
---
(1/1481)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن صفتي العرش والكرسي ؟
---
سؤال عن صفتي العرش والكرسي ؟
---
ابوفراس
05-07-2004, 05:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد تفصيل موسع عن صفة العرش والكرسي
---
المنهوم
05-07-2004, 05:49 PM
تفضل هذا الرابط مع التقصير
http://history.al-islam.com/display.asp?f=bdy00003.htm
تجد فيه حاجتك
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2004, 06:28 PM
إضافة لما ذكره أخي الكريم الأستاذ المنهوم وفقه الله لعل وقتكم يتسع للنظر في
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=2653
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=73
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=53
وفقكم الله لكل خير.
---
ابوفراس
05-08-2004, 04:42 PM
جزاكم الله خير
---
(1/1482)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة جليلة
---
فائدة جليلة
---
أبو عبد الرحمن الشهري
10-30-2006, 08:09 PM
فائدة جليلة
قوله تعالى : « هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور» الآية : 15 من سورة الملك. أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها، ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها، وأخبر سبحانه أنه جعلها مهاداً وفرشاً وبساطاً وقراراً و كفاتاً وأخبر أنه دحاها و طحاها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، وثبَّتها بالجبال ونهج فيها الفجاج والطرق، وأجرى فيها الأنهار والعيون، وبارك فيها وقدر فيها أقواتها، ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها، و من بركتها أنك تودع فيها الحب فتخرجه لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها فتوارى منه كل قبيح وتخرج له كل مليح، ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمه وتؤويه، وتخرج له طعامه وشرابه فهي أحمل شيء للأذى وأعوده بالنفع . فلا كان من التراب خير منه وأبعد من الأذى وأقرب إلى الخير .
والمقصود أنه سبحانه جعل لنا الأرض كالجمل الذلول الذي كيفما يقاد ينقاد . وحسن التعبير بمناكبها عن طرقها وفجاجها؛ لما تقدم من وصفها بكونها ذلولاً .
فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو أعلى شيء فيها، ولهذا فسرت المناكب بالجبال، كمناكب الإنسان؛ وهي أعاليه .
قالوا : وذلك تنبيه على أن المشي في سهولها أيسر .
وقالت طائفة : بل المناكب : الجوانب والنواحي، ومنه مناكب الإنسان، لجوانبه .
والذي يظهر : أن المراد بالمناكب الأعالي، وهذا الوجه الذي يمشي عليه الحيوان هو العالي من الأرض دون الوجه المقابل له، فإن سطح الكرة أعلاها، والمشي إنما يقع في سطحها، وحسن التعبير عنه بالمناكب لما تقدم من وصفها بأنها ذلول .(1/1483)
ثم أمرهم أن يأكلوا من رزقه الذي أودعه فيها فذللها لهم ووطأها وفتق فيها السبل والطرق التي يمشون فيها وأودعها رزقهم، فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقليب فيه بالذهاب والمجيء والأكل مما أودع فيه للساكن . ثم نبه بقوله : « وإليه النشور» على أنا في هذا المسكن غير مستوطنين ولا مقيمين، بل دخلناه عابري سبيل، فلا يحسن أن نتخذه وطناً ومستقرًّا، وإنما دخلناه لنتزود منه إلى دار القرار، فهو منزل عبور لا مستقر حبور، ومعبر وممر لا وطن ومستقر .
فتضمنت الآية الدلالة على ربوبيته وقدرته وحكمته ولطفه والتذكر بنعمه وإحسانه، والتحذير من الركون إلى الدنيا واتخاذها وطناً ومستقرًّا بل نسرع فيها السير إلى داره وجنته، فلله ما في ضمن هذه الآية من معرفته وتوحيده والتذكير بنعمه، والحث على السير إليه، والاستعداد للقائه والقدوم عليه، والإعلام بأنه سبحانه يطوى هذه الدار كأن لم تكن، وأنه يحيي أهلها بعدما أماتهم وإليه النشور .
الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
---
الميموني
11-06-2006, 05:10 AM
جزاكم الله خيراً
القول بأن المراد بمناكبها نواحيها و جوانبها أرجح لكون واقع الحال يدلّ عليه فالمشي في أعاليها و أسافلها و جبالها كله نعمة . و قد رجحه الطبري
و غيره ، و بعض السلف يرى أن المراد بالمناكب الجبال و اللفظ يدل عليه ، واختاره الزجاج لكون النعمة به أظهر ولكن المعنى أعمّ . ويستدل بالآية على أن الأمر لا يقتضي الوجوب ، و على جواز الاستمتاع بكلّ رزق في الأرض لم يدل دليل على تحريمه
---
أبو عبد الرحمن الشهري
11-10-2006, 08:41 PM
اخي الفاضل عبد الله الميموني
جزاك الله خيرا على مرورك من هنا وعلى ما تفضلتم به من تعليق
دمتم خير
---
الطبيب
11-11-2006, 12:35 PM
جزاك الله خيراً.
---
أبو عبد الرحمن الشهري
11-13-2006, 09:08 AM
اخي الفاضل الطبيب
جزاك الله خيرا على دعاءك و مرورك من هنا
دمتم خير
---(1/1484)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- سنة صيام التطوع
---
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة صيام التطوع
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
08-10-2006, 09:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 19 ) بتاريخ 17/7/1427- سنة صيام التطوع
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة صيام التطوع ، ثم قم بالتصويت
فضل وفوائد صيام التطوع:(1/1485)
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز و جل (( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى و أنا أجزى به , و الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمة أحد او قاتلة أحد فليقل إنى صائم , مرتين , و الذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك , و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطرة , و إذا لقى ربه فرح بصومه )) ::: رواة أحمد و مسلم و النسائى ::: , و عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه و سلم قال (( الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أى رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعنى فية و يقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنى فية فيشفعان )) , و عن أبى امامة رضى الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : مُرنى بعمل يدخلنى الجنة , فقال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له )) ::: رواة أحمد و النسائى و الحاكم و صححه ::: , و عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : ان النبى صلى الله عليه و سلم قال (( لا يصوم عبد يوماً فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً )) ::: رواة الجماعة إلا أبا داوود ::: , و عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( إن للجنه باباً يقال له الريان , يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب )) ::: رواة البخارى و مسلم :::(1/1486)
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ
صحيح البخارى – كتاب الصوم – ترقيم العالمية 1772- ترقيم فتح البارى 1905- ترقيم د البغا 1806:
من مواعيد صيام التطوع
صوم يومى الاثنين, والخميس :- عن ابى هريرة : عن النبى صلى الله عليه وسلم كان اكثر ما يصوم الاثنين , والخميس, فقيل له فقال (( ان الاعمال تعرض كل اتنين وخميس , فيغفر الله لكل مسلم , او لكل مؤمن , إلا المتهاجرين فيقول: اخرهما )) ::: رواه احمد بسند صحيح ::: و فى صحيح مسلم : انه سئل عن صوم يوم الاتنين ؟ فقال ( ذلك يوم ولدت فيه, وانزل على فيه ) أى نزل الوحى على فيه.
- صيام ثلاثه ايام , من كل شهر:-
قال أبو ذر الغفارى رضى الله عنه: (( امرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم نصوم من الشهر ثلاثه ايام البيض : ثلاثه عشرة : اربعه عشرة : خمسه عشر . و قال: هى كصوم الدهر)) ::: رواه النسائى ::: , وصححه ابن حبان. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم : انه كان يصوم من الشهر : السبت , والاحد , والاثنين , ومن الشهر الاخر: الثلاثاء , الاربعاء , والخميس , وأنه كان يصوم من غرة كل هلال , ثلاثه ايام . وأنه كان يصوم : الخميس , من اول الشهر , والاثنين الذى يليه , والاثنين الذى يليه.
- صيام يوم وفطر يوم:-(1/1487)
عن ابى سلمه بن عبد الرحمن , عن عبد الله بن عمرو قال : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد اُخبرت انك تقوم الليل وتصوم النهار )) قال . قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم . نعم قال (( فصم , وافطر , وصل ونم , فان لجسدك عليك حق , وان لزوجك عليك حقا , وان لزورك عليك حقا , وان بحسبك ان تصوم من كل شهر ثلاثه ايام , قال : فشددت فشدد على . قال: فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال (( فصم من كل جمعه ثلاثه ايام )) قال: فشددت فشدد على . قال : فقلت : يا رسول الله انى اجد قوة , قال: صم صوم نبى الله داود, ولا تزد عليه , قلت يا رسول الله , وما كان صيام داود عليه السلام؟ قال : (( كان يصوم يوما, ويفطر يوما )) ::: رواه احمد ::: , وغيره. وراوه ايضا عن ابن عبد لله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( احب الصيام الى الله صيام دواد , واحب الصلاه الى الله صلاه داود , كان ينام نصفه , ويقوم ثلثه , وينام سدسه , وكان يصوم يوماً. ويفطر يوماً ))
المصدر:
http://www.ar-tr.com/ramadan/ramdan5.php
---
(1/1488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا نزل القرآن ؟؟؟تريد الجواب....إذاً تفضل.
---
لماذا نزل القرآن ؟؟؟تريد الجواب....إذاً تفضل.
---
العدواني
06-05-2003, 06:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:-
لقد أنزل الله كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم ليعمل به ،ويبلغه فيعمل به من بلغه .
قال تعالى:{وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون } الأنعام /155.
وقال جل وعلا:{اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون}الأعراف/3
فاتباع القرآن يعني :أن نجعله لنا إماماً،وعندئذٍ يقودنا إلى رضوان الله والجنه ،أما إذا هجرناه فإن العاقبة ستكون أليمةً في الدنيا والأخرة.
والقرآن- إخوتي في الله-إما أن يكون حجةً لصاحبه ،وذلك إذا قرأه وعمل به ،ووقف عند حدوده ،وأحل حلاله ،وحرم حرامه ، وإما أن يكون وبالاً عليه ،وذلك إذا اكتفى بمجرد تلاوته ولم يعمل به.
يقول الخطيب البغدادي -رحمه الله -:>>والعلم يراد للعمل ،كما يراد العمل للنجاة فإذا كان العلم قاصراً عن العمل كان العلم كلاً على صاحبه ،ونعوذ بالله من علم عاد كلاً،وأورث ذلاً،وصار في رقبة صاحبه غلاً<<
إنتهى من اقتضاء العلم العمل /ص 158..أسأ الله أن ينفع بهذه المشاركه ..
---
الحارث
06-05-2003, 10:18 AM
حياك الله أخي العدواني عضواً في هذا الملتقى , وأحسنت في هذه المشاركة النافعة .
وبإمكانك أن تختار ( تحرير ) في الشريط في أسفل موضوعك لتزيل هذه الوجوه الطارئة من الموضوع .
---
العدواني
06-06-2003, 05:16 AM
أشكرك أخي الحارث وأسأل الله لك الجنه ولمن قرأ هذه المشاركه......آمين
---
(1/1489)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > Sothink SWF Decompiler 3.0.b60330 تفكيك ملفات الفلاش مع الشرح
---
Sothink SWF Decompiler 3.0.b60330 تفكيك ملفات الفلاش مع الشرح
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 05:15 PM
لحجم 2.64 ميجا
http://www2.sothink.com/download/swfdec.zip
الكراك
http://0day.crackserver.com:84/sothink.swf.decompiler.3.0.b60330.cracked.icu.zip
الشرح
http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=293649
---
(1/1490)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات في كتاب (الأفراد) لابن فارس رحمه الله
---
نظرات في كتاب (الأفراد) لابن فارس رحمه الله
---
أبو عبد الله الحربي
05-03-2003, 12:21 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه .
وبعد
فبداية أحي الأخوة في هذا الملتقى على هذا الصرح الطيب ، والذي أسأل الله أن يكون نبراساً في هذه الشبكة العملاقة ومنبعاً صافيا ينهل منه كل من يتعطش إلي معرفة اعظم كتاب عرفه التاريخ إلي يوم يفنى التاريخ.
واحب أن اشارك واساهم في هذا الموضوع
الأخوة الكرام
لقد اهتم المسلمون اهتماماً كبيراً بالقرآن الكريم ، كيف لا؟ وهو الذكر الحكيم ،وحبل الله المتين
فبعض العلماء أهتم بتفسيره وبعضهم اهتم بإستخراج أحكامه، والبعض الآخر اهتم بكلماته وألفاظه ومعانيه ووو إلخ.
واليوم سوف نعرض ، صورة مشرقة من درر العلماء
هذا كتاب جميل أنيق للعلامة اللغوي ابن فارس ـ رحمه الله ـ بعنوان ( الإفراد) وموضوع الكتاب واضح من عنوانه.
قال رحمه الله كل ما في القرآن من ذكر"الأسف " فمعناه " الحزن" إلا في قوله تعالى(فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) [الزخرف 55] أي " أغضبونا"
وقال رحمه الله: وكل ما في القرآن من ذكر " البروج" فهي " الكواكب" إلا في قوله تعالى(وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) [ النساء 78] فهي " القصور الطوال الحصينة"
وقال رحمه ربي:وكل ما فيه ذكر " البر والبحر" فالمراد بالبحر " الماء" وبالبر " التراب اليابس" إلا في قوله تعالى(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) [ الروم 41] فالمراد به " البرية والعمران"(1/1491)
وقال: كل ما ذُكر فيه من " أصحاب النار" فمعناه ط أهلها " إلا قوله نعالى(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً) [المدّثر 31]فمعناه " خزنتها ملائكة".
وقال: وكل ما فيه من " صيوم" فهو " العبادة المعروفة" إلا في قوله تعالى(إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْما) [مريم36] أي" صمتاً"
وقال رحمه الله : وكل " إنفاق" في القرآن فهو "الصدقة" إلا في قوله تعالى(فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا) [الممتحنة 11] فالمراد به " المهر".
هذه جولة يسيرة في هذا الكتاب ، أتمنى أنكم قد وجدتم الفائدة.
والحمد لله
---
عبدالرحمن الشهري
05-03-2003, 01:12 PM
أخي الكريم أبا عبدالله الحربي وفقه الله
أرحب بك في ملتقى أهل التفسير ، وأشكرك على تفضلك بالانضمام إليه.
وبالنسبة لكتاب الأفراد للعلامة أحمد بن فارس رحمه الله ، فهو من الكتب الصغيرة الحجم التي تصلح للمذاكرة - كما يقول ابن فارس في مقدمته - وله سبق في الكتابة في هذا الموضوع.
وقد كنت كتبت بحثاً في جهود ابن فارس في التفسير وعلوم القرآن ، وترجح لدي أن هذا الكتاب قد ضمنه الزركشي رحمه الله كله في (البرهان في علوم القرآن) 1/105 حيث قال :(وقال ابن فارس في كتاب (الأفراد) : كل ما في كتاب الله من ذكر الأسف .... الخ). ثم نقل عنه السيوطي في الإتقان ، وقد سماه :الوجوه والنظائر. وجعله كتاباً مستقلاً لابن فارس ،وتبعه في هذا الوهم الدكتور رمضان عبدالتواب وهلال ناجي ومن قبلهما إسماعيل البغدادي في هدية العارفين. ولكن الزركشي يرى أن كتاب الأفراد مؤلف في فن الوجوه والنظائر. مع أن هناك فرقاً بين الوجوه والنظائر وبين الأفراد .
فالوجوه هي المعاني المختلفة للفظة القرآنية .
والنظائر هي الآيات الواردة في الوجه الواحد.
بينما الأفراد هي الألفاظ التي لا نظير لها ومعناها واحد في كل المواضع ، واستقراء كتاب ابن فارس يدل على هذا المعنى.(1/1492)
وقد نشر هذا الكتاب في مجلة الدراسات الإسلامية بإسلام آباد في يونيو 1983م بتحقيق الدكتور أحمد خان .
وقبل مدة ظهر الكتاب محققاً في مجلة الحكمة ، في العدد الثاني والعشرين من ص127 - 141 تحت عنوان :(أفراد كلمات القرآن)
ولم يكتب اسم المحقق الذي قام بتحقيقها ، وقد راسلتهم في معرفة المحقق ، ولم يجيبوا إلى الآن.
ويقول المحقق أنه وجدها في دار المخطوطات بصنعاء في مجموع برقم 208 . وتبين أن الزركشي قد نقل الكتاب كاملاً وتصرف في النص. ولم يترك سوى المقدمة تقريباً.
وأرجو منك يا أبا عبدالله أن تتكرم بعرض هذا الكتاب بطريقة أكثر تركيزاً وعمقاً ومقارنة بكتاب مقاتل بن سليمان في الوجوه والنظائر والدامغاني وغيرهما ، عندما يتيسر لك الأمر وفقك الله وبارك في جهودك. وقد قمت بتعديل عنوان المشاركة ليكون أدل على المقصود فاعذرني.
---
أحمد البريدي
05-03-2003, 02:56 PM
شكر الله للجميع واحب ان انبه في هذا الموضوع على ما يلي :
1- عرف الشيخ عبد الرحمن الأفراد فقال :بينما الأفراد هي الألفاظ التي لا نظير لها ومعناها واحد في كل المواضع ، واستقراء كتاب ابن فارس يدل على هذا المعنى.
وعندي ان هذا لا يستقيم مع صنيع ابن فارس والأصح ان نقول : الأفراد هي الألفاظ التي لا نظير لها ومعناها واحد في كل المواضع , إلا ما استثني .
2- لا يلزم ان يكون المستثتى موضعا واحدا بل ربما يكون اكثر من موضع فالتسمية في الأفراد تسمية أغلبية .
3- الأفراد داخل في كليات القرآن إذ الاستثناء معيار العموم كما قرره الأصوليون .
4- الأفراد طريقها الاستقراء ولذا فلابد ان يكون الاستقراء تاما ولذا فليس كلُّ ما يذْكُره المفسِّرون من الكُلِّيات مُسَلَّمٌ ، إذْ رُبّما يكون الاستقراء غيرَ تامٍّ ، ومن أمْثلةِ ذلك :(1/1493)
ورد عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما وابن زيدٍ" أنّ كلَّ شيءٍ في القرآن رِجْزٌ فهو عذاب"، وهذا الاستقراءُ غيرُ تامٍّ قال ابن فارس :" كلُّ حرْفٍ في القرآن منْ " رِجْز " فهو العذاب ، كقوله تعالى في قصّة بني إسرائيل : { لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ }(الأعراف: من الآية134) إلا في سورة المدّثّر : {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (المدثر:5) فإنّه يعني به الصّنم فاجتنِبوا عبادتَه .
ومِمّنْ فسَّر الآية بالصّنم ابنُ عباس رضي الله عنهما وابن زيد
قُلْتُ : وحَصْرُ ابن فارسٍ أيضًا غيرُ تامٍّ ، إذْ يَخْرُج منهُ أيضًا قوله تعالى :{ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ } (الأنفال : من الآية 11 ) ، والمرادُ بالشيطانِ إمّا عبارة عن الشهوة ، أو ما يدعو إليه من الكفْر والبهتان والفساد
5- اقترح ان يقوم احد طلاب الدراسات العليا بدراسة الكليات دراسة نظرية وتطبيقيه بحيث يقوم بدراسة الأمثلة وبيان المسلم منها وغير المسلم ولا مانع عندي من التعاون معه في وضع خطة للموضوع .
---
عبدالرحمن الشهري
05-03-2003, 03:42 PM
وفقكم الله يا أخي العزيز أحمد البريدي ، وأشكرك على تصويبك للعبدالفقير. وبالنسبة لاقتراحك الأخير ، فقد كان ذلك ، حيث تم بحث هذا الموضوع في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في الرياض في رسالة ماجستير ، وكان المشرف على الطالب هو شيخنا الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع وفقه الله.
جزاكم الله خيراً.
---
أبو بيان
05-04-2003, 12:03 AM
جمعت بفضل الله تعالى مادة بحث متكامل حول " الكليات التفسيرية " دراسة نظرية تطبيقية , ولكن حالت دون إتمامه الحوائل , ولعلي أكتب رؤوس أقلام في هذا الموضوع , في مشاركة مستقلة بإذن الله تعالى .
ومما وجدته من الجديد في الباب : منظومة في كليات القرآن , لعلامة متأخر , أُعَرف بها - إن شاء الله - في حينه , ومنكم الدعاء بالإعانة , وفقكم الله لكل خير .
---(1/1494)
عبدالرحمن الشهري
05-04-2003, 12:26 AM
وفقكم الله أيها الإخوة ، وهناك كتاب جديد طبع بعنوان :(الكليات الشرعية في القرآن الكريم) لعلك يا أبا بيان أن تعرضه ، وتبين الفرق بينه وبين موضوع كليات الألفاظ وفقك الله. وهو للدكتور الحسن حريفي. وطبع في دار ابن القيم ودار ابن عفان هذا العام في مجلدين.
---
الإداوة
05-04-2003, 02:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
مشاعر .. جياشة.. لايزجرها قلم .. ولا يتبعها يراع .. لكل إبداع .. ولكل يد تغرس الشموع لتقول للناس هذا كتاب الله من هنا ...فدونكموه ..فهو السبيل وحده ..وليس من نور سواه .. فافرحي ياجموعنا ..وأقيمي جمعنا بين زمزم والحطيم .....شكراً للافذاذ النجباء..
هذا وقد نقل الزركشي بعض الأفراد على الأفراد فقال :(1/1495)
انتهى ما ذكره ابن فارس . وزاد غيره كل شىء فى القرآن لعلكم فهو بمعنى لكى غير واحد فى الشعراء لعلكم تخلدون فإنه للتشبيه أى كأنكم وكل شىء فى القرآن أقسطوا فهو بمعنى العدل إلا واحد فى الجن وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا يعنى العادلين الذين يعدلون به غيره هذا باعتبار صورة اللفظ وإلا فمادة الرباعى تخالف مادة الثلاثى وكل كسف فى القرآن يعنى جانبا من السماء غير واحد فى سورة الروم ويجعله كسفا يعنى السحاب قطعا وكل ماء معين فالمراد به الماء الجارى غير الذى فى سورة تبارك فإن المراد به الماء الطاهر الذى تناله الدلاء وهى زمزم .وكل شىء فى القرآن لئلا فهو بمعنى كيلا غير واحد فى الحديد لئلا يعلم أهل الكتاب يعنى لكى يعلم وكل شىء فى القرآن من الظلمات الى النور فهو بمعنى الكفر والإيمان غير واحد فى أول الأنعام وجعل الظلمات والنور يعنى ظلمة الليل ونور النهار وكل صوم فى القرآن فهو الصيام المعروف إلا الذى فى سورة مريم إنى نذرت للرحمن صوما يعنى صمتا وذكر أبو عمرو الدانى فى قوله تعالى واسألهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر أن المراد بالحضور هنا المشاهدة قال وهو بالظاء بمعنى المنع والتحويط قال ولم يأت بهذا المعنى إلا فى موضع واحد وهو قوله تعالى فكانوا كهشيم المحتظر قيل وكل شىء فى القرآن وما أدراك فقد أخبرنا به وما فيه وما يدريك فلم يخبرنا به حكاه البخارى رحمه الله فى تفسيره واستدرك بعضهم عليه موضعا وهو قوله وما يدريك لعل الساعة قريب وقيل الإنفاق حيث وقع القرآن فهو الصدقة إلا قوله تعالى فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا فإن المراد به المهر وهو صدقة فى الأصل تصدق الله بها على النساء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة :(1/1496)
وذكر أبو عمرو الدانى فى قوله تعالى واسألهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر أن المراد بالحضور هنا المشاهدة قال وهو بالظاء بمعنى المنع والتحويط قال ولم يأت بهذا المعنى إلا فى موضع واحد وهو قوله تعالى فكانوا كهشيم المحتظر.
نبه د / حازم حيدر إلى أن أبا عمرو الداني ذكر في كتاب ( الظاءات ) مايخالف هذا الحصر وهو أن معنى (الحظر) المنع وجاء في موضعين من كتاب الله : الأول : ( وما كان عطاء ربك محظورا ) والثاني : موضع القمر السابق .
فهل نقل الزركشي ومن بعده السيوطي للحصر عن أبي عمرو غير دقيق أم أن أباعمرو نقله ونقضه في موضعين
من كتبه ؟؟؟ يبقى سؤال بانتظار ..
---
أبو بيان
05-04-2003, 08:14 PM
* من تحدثوا في موضوع الكليات القرآنية , تناولوها من ناحيتين :
الناحية الأولى :
ما يمكن أن يسمى القواعد القرآنية , أو كليات الكون والنفس والحياة - كما هو عنوان رسالة علمية في ذلك في جامعة محمد الخامس بالمغرب - , وهذا التناول يعتني بالحديث عن مقاطع قرآنية , تتضمن قضايا كلية , تنطبق على جزئيات كثيرة , وهي خاصة بالجانب الموضوعي للكليات , لا الجانب اللفظي , ولها مُتعلقٌ واضح بالخصائص العامة للتشريعات الإسلامية من حيث العموم والثبات والشمول , مثاله : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } , { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } , وغيرها من الآيات .
والكتاب المذكور من هذا الباب , وليس فيما يخص فن التفسير وعلومه .
الناحية الثانية :
أما التناول الإصطلاحي للكليات فهو وإن كان يشمل النوع السابق إلا أنه أحد أقسامه باعتبارات معينة , لكن الكليات التفسيرية المتداولة في كتب التفسسير واللغة لم يُكتب فيها كتاباً تأصيلياً إلى الآن - فيما أعلم - , وهي التي تُهم طالب علم التفسير , في جمعها وتحقيقها ومعرفتها . والله أعلم .(1/1497)
* أخي عبد الرحمن الشهري - حفظه الله - : لقد أحسنت الظن كثيراً بأخيك الضعيف , وإني والله لأستحي من بعض ما أقرأ من الكلام لي , فلا تُكثر علي بارك الله فيك , أسأل الله تعالى ستره ومعافاته في الدنيا والآخرة .
---
(1/1498)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسبوع حافل بمناقشة رسائل ماجستير في التفسير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
---
أسبوع حافل بمناقشة رسائل ماجستير في التفسير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
---
محب القراءات
03-12-2007, 06:51 AM
المناقشة الأولى :
رسالة ماجستير بعنوان : حاشية الجمالين على تفسير الجلالين للإمام ملا علي قاري
( ت 1014ه ) من أول سورة البقرة إلى آخر سورة الأنفال
دراسة وتحقيق
مقدمة من الطالب : أحمد بن علي بن عبد الرحمن الحذيفي
( من أبناء فضيلة الشيخ الدكتور / علي الحذيفي _ إمام المسجد النبوي الشريف _ )
لجنة المناقشة :
أ.د / عبد العزيز بن صالح العبيد ( المشرف على الرسالة مقررا )
د / عبد الله بن محمد الأمين ( عضوا )
د / صالح بن عبد الرحمن الفايز ( عضوا )
وذلك بقاعة الاحتفالات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
يوم الأحد الموافق 21 / 2 / 1428ه
الساعة التاسعة صباحا
المناقشة الثانية :
رسالة ماجستير بعنوان : ترجيحات ابن العربي في كتابه أحكام القرآن ( عرضا ودراسة )
من أول سورة الروم إلى آخر سورة فصلت
مقدمة من الطالب : محمد امبالو فال
لجنة المناقشة :
أ.د / عماد زهير حافظ . ( المشرف على الرسالة مقررا )
أ.د / رزق سيد عبد القادر . ( عضوا )
د / محمد بكر عابد . ( عضوا )
وذلك بقاعة الاحتفالات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
يوم الاثنين الموافق 22 / 2 / 1428ه
الساعة التاسعة صباحا
المناقشة الثالثة :
رسالة ماجستير بعنوان : منهج القرآن في تهذيب الأخلاق
مقدمة من الطالب : حسن عبد الوهاب محمد سعود
لجنة المناقشة :
أ.د / عماد زهير حافظ . ( المشرف على الرسالة مقررا )
أ.د /السيد إسماعيل علي سليمان . ( عضوا )
أ.د / عبد العزيز بن صالح العبيد . ( عضوا )(1/1499)
وذلك بقاعة الاحتفالات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
يوم الأربعاء الموافق 24 / 2 / 1428ه
الساعة التاسعة صباحا
---
د.يسري خضر
03-12-2007, 09:11 AM
نسال الله ان يوفق الجميع ونامل ان نري قريباعرضا لهذه الرسائل في الملتقي
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2007, 12:52 PM
نرجو لهم جميعاً التوفيق والسداد , ولعلكم أخي الكريم تتكرمون بدعوتهم لعرض هذه الرسائل في الملتقى والمشاركة معنا وفقكم الله.
ولعلي أكلم في هذا الدكتور صالح الفايز والدكتور عماد زهير أيضاً .
نسأل الله للجميع التوفيق والعلم النافع .
---
محب القراءات
03-13-2007, 01:04 AM
نهنئ الأخوين /
أحمد بن علي بن عبد الرحمن الحذيفي .
و محمد امبالو فال .
على حصولهما على درجة الماجستير في التفسير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى , ونسأل الله تعالى أن يبارك في عملهما وأن ينفع به المسلمين .
وسأعرض عليهما بإذن الله فكرة عرض هذه الرسائل في هذا المنتدى المبارك .
ونتمنى للأخ / حسن عبد الوهاب محمد سعود , التوفيق في مناقشته .
---
محب القراءات
03-14-2007, 01:56 PM
نهنئ الأخ / حسن عبد الوهاب محمد سعود , على حصوله على درجة الماجستير في التفسير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى , ونسأل الله تعالى أن يبارك في رسالته وينفع بها .
---
د.أحمد شكري
03-15-2007, 12:59 PM
أهنئ الإخوة الثلاثة بحصولهم على الماجستير، وبحصولهم عليه من الجامعة الإسلامية تحديدا، لما لها من أثر كبير ودور فعال في العالم الإسلامي
وقد ذكرني الفاضل محب القراءات عندما قرأت هذا الخبر بأيام إقامتي في المدينة وحضور المناقشات العديدة في القاعةالكبرى وكان لهذه المناقشات نكهة جميلة وفائدة غزيرة
وإن شاء الله نسمع قريبا بمناقشتك رسالة الدكتوراه
---
محب القراءات
03-16-2007, 06:47 AM
أخي الشيخ الدكتور / أحمد خالد شكري ( حفظه الله )(1/1500)
جزاك الله خيرا على تهنئتك للزملاء من قسم التفسير , وعلى تمنياتك لنا بالانتهاء من الدكتوراة ومناقشة الرسالة , ويعلم الله أننا نحب أهل القرآن من أمثالكم , ونتمنى أن نراك قريبا في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم , وأسأل الله ان يبارك في علمك وعملك .
---
مساعد الطيار
03-16-2007, 07:14 PM
أسأل الله أن يبارك للإخوة الكرام الحصول هلى هذه الدرجة العلمية ، وأن يجعلها عونًا لهم على الطاعة ..
---
محب القراءات
04-09-2007, 12:32 AM
مناقشة علمية أخرى ( رسالة ماجستير ) في يوم الإثنين الموافق 21 / 3 / 1428
عنوان الرسالة : حاشية الجمالين على تفسير الجلالين للإمام ملا علي قاري ( ت 1014ه )
دراسة وتحقيق
من بداية سورة القصص إلى آخر القرآن مع سورة الفاتحة
مقدمة من الطالب / عبد القدير ناصر علي الشيخ .
من قسم التفسير بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .
لجنة المناقشة :
أ.د / عبد العزيز بن صالح العبيد. ( المشرف على الرسالة مقررا )
أ.د /السيد إسماعيل علي سليمان . ( عضوا )
أ.د / عماد زهير حافظ . ( عضوا )
وذلك بقاعة الاحتفالات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الساعة التاسعة صباحا
---
دمعة الأقصى
04-09-2007, 06:22 AM
الظلمي يناقش رسالة دكتوراه في أقوال ابن الفراء
تناقش صباح يوم الأحد 27/3/1428هـ في كلية أصول الدين بالجامعة بالرياض رسالة الدكتوراه المقدمة لقسم القرآن وعلومه من الطالب عبدالله بن أسعد الظلمي وذلك تحت عنوان [أقول الفراء وموقف الطبري منها في تفسيره - جمعا ودراسة وموازنة] .
وتتكون لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من كل من الدكتور زكي محمد أبو سريع الأستاذ بالكلية مقرراً، والدكتور أحمد بن محمد الخراط وكيل مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عضواً، والدكتور بدر بن ناصر البدر الأستاذ المشارك بالكلية عضواًً.(1/1501)
وستتم المناقشة بمشيئة الله في تمام الساعة الثامنة صباحا في قاعة المحاضرات الكبرى بالكلية بالمدينة الجامعية بالرياض .
المصدر : جامعة الإمام http://www.imamu.edu.sa/scientific%20discussion/index.htm
---
العبادي
04-09-2007, 04:30 PM
بهذا تكون (حاشية الجمالين على تفسير الجلالين) للملا علي القاري قد اكتملت تحقيقاً ومناقشةً ولله الحمد والمنة.
وبقي أن نراها مطبوعة ومنشورة لطلاب العلم في كل مكان، فتفسير الجلالين بحاجة إلى التعليق والتحشية لدقة عبارته وإحكامها كما هو معلوم، فكيف وقد علم أن المحشّي هو هذا الإمام الجليل المتبحّر، لا شك أن هذا مما يزيد الحاشية أهمية وميزة على غيرها، كما يزيد الحاجة إلى طباعتها للانتفاع بها.
---
محمود الشنقيطي
04-09-2007, 05:35 PM
ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر بأن أخانا في الله الشيخ/عبد القدير ناصر علي الشيخ - هو أحد طلاب العلم المتمكنين من القرآن المجيد وذو اهتمام ودراية فيما يحسب بالعلوم المحيطة به كالقراءات والتفسير واللغة وغير ذلك مما فتح الله به عليه ونتمنى أن نراه مشاركاً معنا في هذا الملتقى العامر ...
---
العبادي
04-09-2007, 06:50 PM
وعدني الشيخ عبدالقدير قبل قليل بتقرير عن الحاشية وقيمتها العلمية، وعمل الإخوة المحققين فيها...
وسوف أفرده في مشاركة مستقلة إن شاء الله تعالى.
---
محب القراءات
04-09-2007, 11:28 PM
نهنئ الأخ الفاضل / عبد القدير ناصر علي الشيخ
على حصوله على درجة الماجستير في التفسير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى
ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه الدرجة عونا له على الازدياد من العلم , وأن يبارك في علمه وعمله
---
فهد الوهبي
04-10-2007, 01:56 AM
أسأل الله أن يبارك للإخوة الكرام الحصول هلى هذه الدرجة العلمية ، وأن يجعلها عونًا لهم على الطاعة ..
---
أحمد البريدي
04-10-2007, 02:25 PM
نبارك للجميع ما حازوه .
---(1/1502)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ترجمة الإمام المرزوقي الذي عليه يدور أعلى إسناد على وجه الأرض اليوم من طريق أهل الشام
---
ترجمة الإمام المرزوقي الذي عليه يدور أعلى إسناد على وجه الأرض اليوم من طريق أهل الشام
---
د. أنمار
06-08-2004, 08:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شغلني في اليومين السابقين ما رأيته من قلة معرفة بفحول القراء ، خاصة من عليهم مدار الأسانيد اليوم فنقبت وبحثت، وها أنا أضع بين أيديكم ما عليه وقفت. مترجما للإمام المرزوقي وعليه مدار أسناد أهل الشام والذي هو أعلى إسناد لقراءة القرآن الكريم من طريق العشر الصغرى اليوم. آملا أن أرى من الإخوة زيادة معلومة، وإلا فدعوة صالحة. أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان.
====
الشيخ أحمد المرزوقي ( 1205 إلى ما بعد 1281 هـ)
تعريف به
هو شيخ قراء مكة السيد الشريف الشيخ أحمد بن محمد بن السيد رمضان منصور بن السيد محمد المرزوقي الحسني المالكي الأشعري
المصري ثم المكي أبو الفوز يتصل نسبه بالحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وآل المرزوقي مشهورون اليوم في مكة المكرمة. وهم بيت علم وتقوى وورع ووجاهة، أعرف منهم الكثير وبني وبينهم رحم بارك الله في ذريتهم آمين (أنمار).
حياته(1/1503)
ولد بسنباط في مصر عام 1205 هـ ، قرأ القرآن وحفظه كعادة أبناء زمانه ثم قرأ القراءات العشر على كبار شيوخ وقته وتلقى علوما شتى ، عين مفتيا للمالكية بمكة المكرمة بعد وفاة أخيه السيد محمد عام 1261 (وانظر ترجمة أخيه ومؤلفاته في الأعلام) . قام بتدريس القرآن الكريم والتفسير والعلوم الشرعية في المسجد الحرام بجوار مقام المالكية وكان يقرأ في تفسير البيضاوي في أواخر أيام حياته.
ومن شيوخه
الشيخ الكبير السيد إبراهيم العبيدي قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة ومن طريق طيبة النشر في القراءات العشر الكبرى.
وتلاميذه
الشيخ أحمد دهمان (1260 - 1345 هـ)
السيد أحمد زَيْني دَحْلان (1232- 1304 هـ)
الشيخ طاهر التكروني
وغيرهم كثير
ومن أجلهم:
الشيخ أحمد بن السيد علي بن السيد محمد الحلواني الكبير الشهير بالرفاعي (1228 – 1307 هـ) شيخ قراء بلاد الشام وترجمته حافلة في حلية البشر للبيطار وفيها أن الحلواني : " ذهب إلى مكة سنة 1253 هـ فأخذ عن شيخ القراء بها الشيخ أحمد المصري المرزوقي البصير المكي الدار والوفاة، فقرأ عليه ختمة مجودة من طريق حفص، ثم حفظ عليه الشاطبية، وقرأ القراءات السبع من طريقها، ثم حفظ الدرة، وأتم القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ثم حفظ الطيبة لشيخ هذا الفن الشيخ محمد بن الجزري، وقرأ عليه ختمة من طريقها للقراء العشرة، ثم أجازه الشيخ بالقراءات العشر وما تجوز له روايته، وأقام هناك 4 سنوات، ثم رجع إلى وطنه دمشق الشام سنة 1357 هـ
مؤلفاته
1- عقيدة العوام – منظومة في العقيدة ورأيت كثيرا من السادة آل باعلوي يحفظونها لأبنائهم.
يقول في أولها :
أبدأ بسم الله والرحمن=وبالرحيم دائم الإحسان
فالحمد لله القديم الأول= الآخر الباقي بلا تحول
ثم الصلاة والسلام سرمدا= على النبي خير من قد وجدا
وآله وصحبه ومن تبع= سبيل دين الحق غير مبتدع
ثم قال:
وهذه عقيدة مختصرة=وللعوام سهلة ميسرة(1/1504)
ناظم تلك أحمد المرزوقي=من ينتمي للصادق المصدوق
وأشار هنا إلى شرف نسبه الذي يرتفع لآل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
ثم ختمها بـ:
وأسأل الكريم إخلاص العمل= ونفع كل من بها قد اشتغل
أبياتها (ميز) بعد الجمل=تاريخها (لي حي غر) جمل
سميتها عقيدة العوام=من واجب في الدين بالتمام
أي (لي حي غر) = عام 1258 هـ
وأبياتها (ميز) = 57 بيت
2- ثم شرحها في : تحصيل نيل المرام لبيان منظومة عقيدة العوام.
وعليها شروح عديدة منها للشيخ الفقيه المفسر محمد بن عمر نَوَوي الجاوي الشافعي الذي جاور بمكة ومات بها (ت 1316هـ)
3- بلوغ المرام لبيان ألفاظ مولد سيد الأنام في شرح مولد أحمد البخاري. وفي هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي أنه فرغ منها سنة 1281.
4- بيان الأصل في لفظ بافضل
5- تسهيل الأذهان على متن تقويم اللسان في النحو للخوارزمي البقالي
6- الفوائد المرزوقية شرح الآجرومية
7- منظومة في قواعد الصرف والنحو
8- متن نظم في علم الفلك
وفاة الشيخ المرزوقي
ذكرت عدة مصادر أنه توفي بمكة سنة 1262 هـ ودفن بمقبرة المعلاة ، وأظنه وهما أو خلطا بأخيه فاسمه محمد المرزوقي ووفاته 1261 هـ . سبقت الإشارة أنه فرغ من شرح المولد عام 1281 هـ لذا قال في معجم المؤلفين : كان حيا عام 1281 هـ وهو أرجح لدي بسبب أنه تولى منصب الإفتاء بعد أخيه المتوفى سنة 1261هـ ولابد أنه كان في صحة وقوة، ثم أن أحمد دهمان قرأ عليه لكن ولادته عام 1260 هـ فالله أعلم
====
المراجع:
- نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر لعبد الله مرداد ص 113
- إمتاع الفضلاء بتراجم القراء لإلياس البرماوي ج 2 ص 24 طبعة دار الندوة العالمية الطبعة الأولى 1421هـ
مقدمة البسط ص 122 لسمر العشا
- هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي ترجم للشيخ المرزوقي 1: 188
- حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر عبد الرزاق البيطار، في ترجمة الحلواني(1/1505)
- الأعلام للزركلي ترجم لأخيه وسبقت الإشارة لذلك، ولم أجد ترجمته فيه مع إشارة بعضهم لذلك
- معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج 1 ص 264 طبعة مؤسسة الرسالة
وأحال على:
- سركيس معجم المطبوعات 1732
- فهرست الخديوية 1 / 277، 2 / 8، 52. 7/ 1، 294
- والبغدادي : إيضاح المكنون 1/ 197، 236. 2/ 116
- فهرس التيمورية 4/ 97
---
الميموني
06-15-2004, 01:43 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/1506)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير الطبري بتحقيق العلامة أحمد شاكر للتحميل
---
تفسير الطبري بتحقيق العلامة أحمد شاكر للتحميل
---
مسك
11-15-2005, 10:04 PM
الكتاب هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=41041)
---
(1/1507)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في القراءات؟
---
سؤال في القراءات؟
---
الشيخ أبو أحمد
09-07-2003, 03:08 PM
أسأل إن كان هناك مصحفا مرتلا بالقراءات العشر, وأين نجده؟
ومن المصيبة بمكان ألا يكون مثل هذا التسجيل في المؤمنين!
أفيدونا رفعكم الله
---
عبدالرحمن الشهري
09-08-2003, 12:07 PM
الذي أعرفه أنه يوجد تسجيل للقرآن الكريم برواية حفص وشعبة عن عاصم . وبرواية ورش وقالون عن نافع . وبرواية قنبل والبزي عن ابن كثير ، ولم أسمع غيرها غير أن ذلك لا يعني عدم وجودها. وهذه التسجيلات توجد بعدة أصوات ، ولعل الإخوة الذين يمتلكون هذه التسجيلات يدلوننا عليها .
فأما رواية حفص فهي منتشرة معروفة ولله الحمد بأصوات كثيرة جداً.
وأما رواية شعبة فهي مسجلة بصوت الشيخ علي الحذيفي ، وبصوت الشيخ عادل الكلباني ولست متأكداً هل هو القرآن كاملاً أم بعض السور.
وأما رواية ورش فهي مسجلة عندي بصوت أحد المقرئين من المرغب العربي ، ولهذه الرواية تسجيلات كثيرة هناك.
وأما رواية قالون فهي مسجلة في الإذاعة بصوت القارئ أبي سنينة .
وربما تحدد أخي الكريم مكانك لدلالتك على التسجيلات المتوقع وجودها لديهم إن شاء الله.
---
حسين
09-09-2003, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
توجد تسجيلات للقراء العشرة بالروايات لجزء عم من تسجيلات حنين الإسلاميّة 0
وتوجد في أقراص حاسوبيّة لجزء تبارك ولجزء عم من شركتي عبداللطيف للمعلومات و التراث 0
ويوجد تسجيل لقراءة ابن كثير من الروايتين لمحمد عبدالحكيم بن سعيد العبدالله و محمد عبد الكريم0(1/1508)
أما المصاحف برواية ورش عن نافع من طريق الأصبهاني فمصحف بتلاوة محمد منير بن محمد المظفر التونسي فرّج الله عنه 0 ومن طريق الأزرق لقراء عدة : الحصري ؛ عبدالحميد إحساين ؛ الدوكالي ؛ مصطفى غربي ؛ عبد الباسط والعيون الكوشي0000
ومن رواية قالون : الحذيفي ومحمد أبو سنينة ؛ وأحد قراء ليبيا لايحضرني الآن اسمه 0
ومن رواية السوسي عن أبي عمرو : عبد الرشيد صوفي
ومن رواية الدوري عن أبي عمرو : الحصري 00
وتفضّل هنا
http://quran.muslim-web.com/index.htm?
و
http://www.islamway.com/bindex.php?section=recitorslist&poll=
---
(1/1509)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا دقائق الفروق اللغوية في البيان القراني
---
صدر حديثا دقائق الفروق اللغوية في البيان القراني
---
د.يسري خضر
02-03-2007, 02:30 PM
صدر عن دار الكتب العلمية 1427 الطبعة الاولي من دقائق الفروق اللغوية في البيان القراني للدكتور محمد ياس خضر الدوري وهي رسالة علمية تحتوي علي مقدمة واربعة فصول وثبت المصادر
الفصل الاول:اثرالفروق في التعبير القراني
الفصل الثاني:فروق الالفاظ
الفصل الثالث:فروق الابنية
الفصل الرابع:فروق الالفاظ المتقاربة الاصوات
وقد اكد الباحث ان القول بتعميم الترادف ليشمل القران الكريم قول مردود
ويرحم الله الخطيب الاسكافي 420ه اذيقول (اذا اورد الحكيم تقدست اسماؤه اية علي لفظةمخصوصة ثم اعادها في موضع اخر من القران وقد غير فيها لفظة كما كانت الاولي فلا بد من حكمة هناك تطلب فاذا ادركتموها فقد ظفرتم وان لم تدركوهافليس لانه لا حكمة هناك بل جهلتم)
---
أم حمد
02-04-2007, 04:39 AM
هل يباع في أي المكتبات السعودية؟ سمها حفظك الله
---
الإسلام ديني
02-04-2007, 07:27 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب ظاهره " أبوابه " جميل
فلقد قرأت كتاب منذ فترة
حول الترادف في القرآن الكريم
و لقد توصل الكاتب إلي مفادة هي :
أن القرآن الكريم لا يوجد فيه ترادف قط
و الكاتب لم ينكر الترادف في اللغة العربية
بل قال بأن الترادف موجود في اللغة العربية بسبب اللهجات المختلفة و ......الخ من الأسباب
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة
و نتمنى الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الكتاب
/////////////////////////////////////////////////
---
د.يسري خضر
02-04-2007, 08:51 AM(1/1510)
اخي العزيز
الكتاب في مكتبة الرشد
---
(1/1511)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (المصحف العثماني) توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟-هل هو موجود الآن؟
---
(المصحف العثماني) توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟-هل هو موجود الآن؟
---
عوض احمد الشهري
06-29-2003, 03:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فهذا بحث مختصر حول (المصحف العثماني) أو (المصحف الإمام ) الذي كتبه الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه – وهذا البحث مُقسم لعدة مباحث قصيرة أرجو أن يكون فيها النفع والفائدة وأن يكون العمل خالصاً متقبلاً عنده سبحانه .
المبحث الأول
تعريف المصحف العثماني والمنهج في كتابته
* التعريف :- يقول الكردي في (تاريخ القرآن) : والمراد بالمصحف العثماني مصحف عثمان بن عفان – رضي الله عنه – الذي أمر بكتابته وجمعه وكانوا يسمونه "المصحف الإمام" ، وسبب هذه التسمية "الإمام" هي مقولة عثمان (..... يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً) .(1)
ولعل كلمة المصحف الإمام كانت تشمل جميع المصاحف التي كتبت بأمر عثمان – رضي الله عنه – في أي مصر من الأمصار ، وليس مصحف المدينة أو المصحف الخاص بالخليفة فحسب.(2)
* الطريقة والمنهج الذي كتب به :-
وحدد عثمان – رضي الله عنه - مع الكُتّاب – رضي الله عنهم – الأسس والمنهج الذي يعتمدون عليه في نسخ المصاحف العثمانية وهي :-
1- لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن .
2- لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة .
3- لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ .
4- لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة .
5- إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش .
6- يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة .
7- اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات يرسم بصورة واحدة .(1/1512)
8- اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ويمكن رسمه في الخط محتملاً لها كلها يكتب برسم واحد مثل : (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فإنها تصح أن تقرأ بالقراءة الأخرى (فتثبتوا) لأن الكتابة كانت خالية من النقط والشكل .
9- اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ولا يمكن رسمه في الخط محتملاً لها يكتب في نسخة برسم يوافق بعض الوجوه وفي نسخة أخرى برسم يوافق الوجه الآخر . مثل (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ) ، فإنها تكتب في نسخة أخرى (وأوصى).(3)
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري . ولله الحمد والمنة .
المبحث الثاني
وصفه ومزاياه
* وصفه:- لا نستطيع فيما يتعلق بوصف المصحف الإمام العثماني أن نقف على وصف دقيق في الوقت الحاضر وذلك بسبب تعدد الروايات واختلافها حول مصير المصحف العثماني أو المصاحف العثمانية الأصلية وهل من المحتمل أن يكون قد بقي منها شيء ؟!! وهذه مسألة تاريخية كبيرة سوف أشير لها في البحث الخاص بها .
ولكن سوف أكتفي بذكر بعض الروايات التي ذكرها المعاصرون عن الأقدمين الذين رأوا المصحف الإمام في تلك العصور وهذه قد تعتبر من أصّح ما يمكن أن نستقي منه وصف المصحف الإمام مع إحتمال أنه قد يوجد ورقات منه الآن .
تذكر الدكتورة / سحر السيد رواية عن السهودي أن القاسم بن سلاّم ، ت 223هـ ، رأي مصحف عثمان المنقوط بدمه وشاهد آثار الدماء بصفحات منه .(1/1513)
وتذكر رواية أخرى تُجلّي لنا صفة ذلك المصحف فيقول صاحب الرواية بعد أن ذكرت الكاتبة سند الرواية كاملاً ومصدرها يقول : (حدثني أبي : رأيت الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في شهر ربيع الأول سنة 223هـ فشبرتُ طول المصحف فإذا في الورقة ثمانية وعشرون سطراً ، ورأيت أثر دم فيه كثيراً في أوراق من المصحف كثيرة ، بعض الورق قدر نصف الورقة وبعضه قدر الثلث وفي بعض الورق أقل وأكثر ورأيت عظم الدم نفسه في سورة النجم .... إلى آخر ما جاء في الرواية .(4)
وكذلك هذه المصاحف غير منقوطة ولا معجمه ولا مزينة وليست هناك علامات بين الآيات والخط طبعاً مدني بدائي غير كوفي أو ثلث أو ما أشبه.(5)
ويقول صاحب كتاب (سمير الطالبين) كتبت المصاحف العثمانية على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام للنبي – صلي الله عليه وسلم – على ذلك وإعلامه عند نزول كل أية بموضعها ، مجردة من النقط والشكل ، والذي عليه الجماهير من السلف والخلف أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضية الأخيرة التي عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه والسلام ولم تترك حرفاً منها .(6)
* مزايا المصحف العثماني :-
يقول الزرقاني – رحمه الله - : إن المصاحف العثمانية قد توافر فيها من المزايا مالم يتوافر في غيرها ومن هذه المزايا :
1- الاقتصار على ما ثبت بالتواتر دون ما كانت روايته آحاداً .
2- إهمال ما نسخت تلاوته ولم يستقرّ في العرضة الأخيرة .
3- ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن .
4- كتابتها – أي المصاحف العثمانية – كانت تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن .
5- تجريدها من كل ما ليس قرآناً كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحاً المعنى أو بياناً لناسخ أو منسوخ أو نحو ذلك .(7)
المبحث الثالث
تاريخه وأعضاء اللجنة التي كتبته وهل كتبه عثمان بيده ؟(1/1514)
* تاريخ كتابة المصحف العثماني:-
كان ذلك في أو واخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ ، كما قال أبن حجر العسقلاني – رحمه الله – وقال أيضاً : "وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثلاثين ولم يذكر له مستنداً".(8)
وليس هناك من حدد المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابه المصحف ، وهذا الكلام من خلال ما وقفتُ عليه من مراجع والله أعلم .
* أعضاء اللجنة التي كتبت المصحف العثماني:-
يقول الشيخ أبوزهرة : وجمع – أي عثمان – من الصحابة الحافظين الكرام بضعة على رأسهم زيد ابن ثابت الجامع الأول والثقة الثبت الذي كان له فضل التثبت في كل كلمة وآية وكان جملة من ضمهم إلى زيد ثلاثة هم : عبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث وقال لهذا الرهط من قريش : ما اختلفتم فيه أنتم وزيد ، فاكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم .(9)
ويقول أحمد إسماعيل في كتابه (مفتاح الراغبين ) وقدوردت بعض الروايات أن الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا أثني عشر رجلاً .(10)
ولا تعارض بين هذه الروايات وما هو ثابتٌ من أن أعضاء اللجنة هم الأربعة الذين سبق ذكرهم لأنه وكما يقول الشيخ أبوزهرة : ويظهر أن سيدنا عثمان لم يكتف بهولاء الأربعة بل كان يضم إلى معاونتهم من يكون عنده علم بالقرآن يعاونهم في كتابته .
* هل كتب عثمان – رضي الله عنه – المصحف بيده ؟:-
كما هو معروف أن عثمان بن عفان لم يكتب المصحف بيده وهذا الذي عليه المحققون
تقول الدكتورة سحر السيد : فالخليفة عثمان كما سبق أن ذكرنا في الصفحات السابقة قد عهد إلى عدد من الصحابة بنسخ المصحف على قراءة واحدة بلسان قريش ولم يكتب بنفسه أي نسخة.(11)
وكذلك من الذين ينفون أن يكون عثمان – رضي الله عنه – قد كتب شيء من المصحف صاحب كتاب (تاريخ القرآن) الكردي حيث يقول : ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً وإنما أمر بجمعه وكتابته.(12)(1/1515)
وكذلك الدكتور : محمد أمين فرشوخ في كتابه وصاحب كتاب (سمير الطالبين ) علي محمد الضباع . وغيرهم ممن ينفون كتابة عثمان للمصحف بيده.
المبحث الرابع
عدد المصاحف العثمانية وكيفية إنتشارها
* عددها :-
قال الزركشي – رحمه الله – (قال أبو عمرو الداني في المقنع : أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً ، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده ، وقد قيل : أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين ، قال : والأول أصح وعليه الأئمة).(13)
ويقول الإمام السيوطي – رحمه الله – أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق ، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال : أرسلَ عثمان أربعة مصاحف ، قال ابو داود : وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول : كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة ، والشام ، وإلى اليمن ، وإلى البحرين ، وإلى البصرة ، وإلى الكوفة ، وحبس بالمدنية واحداً . (14)
وكانت كلها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل : إنه على رق الغزال .(15)
والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم ، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً والسادس هو المصحف الشامي. (16)
وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف – أي الإمام – فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة ، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة ، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها.(17)
* كيفية انتشارها :-(1/1516)
ولم يكتف سيدنا عثمان – رضي الله عنه- بإرسال المصاحف إلى الأمصار ، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف ،وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف ، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني ، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي ، والمغيرة بن شهاب مع الشامي ، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي ، وعامر بن عبد القيس مع البصري وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة .(18)
وبهذا يُعرف كيفية إنتشار هذه المصاحف لإن الإعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر ، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب .(19)
المبحث الخامس
هل المصحف العثماني (الإمام) إو أحد المصاحف العثمانية الأولى موجود الآن!!!؟؟
في الحقيقة أن هذه المسألة وهي هل المصحف الإمام أوأحد المصاحف العثمانية موجود الآن أم لا ؟!! مسألة طويلة ومتفرعة وتحتوي على إدعاءات ومزاعم وردود عليها ولكني لن أتعرض هنا لطولها الشديد ولكني سأُحيل إلى كتاب الدكتورة سحر السيد فقد وفت الموضوع وأعطته حقه في بسط علمي رائع وتأصيل تاريخي جميل.
وسأكتفي هنا بالخلاصة فقط وبالله التوفيق .
تقول الدكتورة : سحر السيد / ويقترن مصير هذا المصحف الإمام بآراء وادعاءات مختلفة حول مكانة لقد ظل هذا المصحف المصطبغة صفحات منه بدماء الخليفة الشهيد في المدنية فترة من الزمن بعد إستشهاده ثم اختفي منها ومنذ ذلك الحين بدأت بعض المساجد الجامعة تزعم حيازتها له ومن هنا تبدأ مشكلة مصير هذا المصحف .
ثم ذكرت الدكتورة . سحر خمس ادعاءات وفندتها ثم ردت عليها ومن هذه الإدعاءات:-(1/1517)
1- أن المصحف الإمام كان محفوظاً في القاهرة .
2- أن المصحف الإمام كان محفوظاً في البصرة .
3- أن المصحف الإمام كان محفوظاً في طقشند.
4- أن المصحف الإمام كان محفوظاً في حمص.
5- أن المصحف الإمام كان محفوظاً في متحف طوب قابوسراي في اسطنبول.
وبعد أن أسهبت الدكتورة سحر في الرد على هذه المزاعم والإدعاءات تقول : وأعتقد لكشف الغموض الذي يكتنف مصحف عثمان الإمام أن المصحف الذي كان محفوظاً بجامع قرطبة لم يكن كله مصحف عثمان الذي كان يقرأ فيه يوم إستشهاده ، وإنما كان يشتمل على أربع ورقات فقط منه أما بقية أوراقه فقد تكون قد نسخت على نفس نظام المصحف العثماني ، ثم بعد ذلك انتقل من دولة إلى دولة إلى أن استقر في دولة الموحدين ومن بعدهم عند المرينيون الذين هزموا على يد البرتغاليين وغنموا المصحف إلى أن استرده السلطان المريني بآلاف الدنانير سنة 745هـ .
وهكذا أعيد المصحف الإمام إلى فاس بعد أن جرد البرتغاليون أغشيته ومزقوا ما كان على دفتيه من أحجار كريمة وغيرها واستمر المصحف محفوظاً في خزائن المرينيين وكان ذلك آخر العهد به إذا انقطعت أخباره منذ ذلك التاريخ .(20)
والذي يلاحظ على الدكتورة/ سحر أنها قطعت أخبار المصحف العثماني منذ تاريخ بعيد أي في القرن الثامن الهجري تقريباً ولكننا نجد في المقابل مجموعة من المهتمين بالقرآن وعلومه يوضحون بالشواهد أن أحد هذه المصاحف العثمانية ظلَّ محفوظاً في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قيل إنه احترق في الحريق الذي شبَّ في الجامع الأموي سنة 1310هـ . وقيل نقل إلى استانبول وبعضهم يرى أنه موجود في مكتبة من مكتباتها وهذا نقلٌ عن الدكتور / محمد الصباغ في كتابه وكذلك الدكتور / صبحي الصاع في كتابه أيضاً . والدكتور / فهد الرومي كذلك . ويروي هذا أيضاً الشيخ مناع القطان – رحمه الله – في كتابه ولكنه مع هذا ستبعد وجود أي مصحف من المصاحف العثمانية .(1/1518)
والذي يُرجَّح في هذه القضية ما قاله الدكتور / غانم قدوري حيث قال : أن أغلب الباحثين أميل إلى استبعاد ذلك ؛ إذ من المتعذر – اليوم – العثور على مصحف كامل كتب في القرن الهجري الأول أو الثاني وذلك يحتاج إلى أدلة تاريخية ومادية واضحة وقوية ودراسة متعددة الوجوه.(21)
ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئاً مادام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن .(22)
ومن عنده أي ملحوظة علمية أو زيادة حول الموضوع فلا يبخل علينا بها وله جزيل الشكر ...وخالص الدعاء.
هذا والحمد لله رب العالمين
فهرس الهوامش
رقم الهامش الهامش
(1) تاريخ القرآن الكريم – للكردي ، ص 3 (مطبعة الفتح – جدة . ط1365.1هـ)
(2) رسم المصحف – لغانم قدوري ، ص 189- 190(اللجنة الوطنية – بغداد .ط1402.1هـ)
(3) أنظر كتاب دراسات في علوم القرآن – للدكتور/محمد بكر إسماعيل ص 128-129
(دار المنار – القاهرة ط.1411.1هـ)
وكتاب القرآن ونصوصه للدكتور عدنان زرزور ص 85- 86(مطبعة خالد بن الوليد – دمشق
1399هـ)
ومناهل العرفان للزرقاني(1/ 211)(الكتاب العربي – بيروت ط1419.3 هـ)
(4) أضواء على مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه للدكتورة / سحر السيد ، ص 38-39
(مؤسسة شباب الجامعة – الإسكندرية )
(5) المدخل إلى علوم القرآن للدكتور / محمد أمين فرشوخ ، ص 145(دار الفكر – بيروت ط 1990.1م)
(6) سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين : على محمد الضباع ص 15(طبع عبد الحميد حنفي ط1)
وللإستزاده ينظر (مباحث في علوم القرآن) د/ صبحي الصالح ص 84-85 و (لمحات في علوم القرآن)
د/ محمد بن لطفي الصباغ ص 125. و(التبيان في علوم القرآن) د/ كامل موسى ص 43
(7) مناهل العرفان – للزرقاني ص 213-214ج1،للإستزادة ينظر(المدخل لدراسة القرآن الكريم)د/محمد(1/1519)
أبو شهبه ص215 ، (مفتاح الراغبين في معرفة القرآن الكريم ) أحمد إسماعيل يحيى ص 88
(8) جمع لقرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين ، أ.د. فهد الرومي ص19
(ندوة عناية المملكة بالقرآن وعلومه – المدينة المنورة . رجب – 1421هـ)
(9) المعجزة الكبرى القرآن محمد أبو زهرة ص 29(دار الفكر العربي – القاهرة 1418هـ)
(10) مفتاح الراغبين أحمد إسماعيل يحيى ص 87(الدار المصرية و اللبنانية – القاهرة ، ط1420.1هـ)
(11) أضواء على مصحف عثمان بن عفان د/ سحر السيد ص 47
(12) تاريخ القرآن محمد طاهر الكردي ص 32
(13) البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ ،1/334
(دار المعرفة،بيروت،ط3-1415هـ)
(14) الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911هـ (1/132)(الكتب العلمية – بيروت ط 1415.3هـ)
(15) سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16
(16) جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21(دار الفرقان –الرياض ، 1410هـ)
(17) المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30
(18) رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19(دار الثقافة – قطر ، ط 1412.1هـ)
(19) مناهل العرفان للزرقاني(1/ 330 )
(20) أضواء على مصحف عثمان بن عفان د/سحر السيد ص124-135، بتصرف واختصار
(21) رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية د/ غانم قدوري ص190 بتصرف
(22) مناهل العرفان للزرقاني( 1/331)
---
ابو عبد الله 1
06-29-2003, 05:09 AM
أثابك الله يا شيخ عوض
---
الراية
07-02-2003, 01:13 AM
جزاك الله خيراً....
وبارك الله فيك وفي علمك ونفع بك ...
آمين
---
متعلم
07-02-2003, 03:15 PM
جزاك الله خيرا على هذا التحقيق
ونفع الله بكم وبعلمكم
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2003, 05:28 AM
حياكم الله أخي الكريم أبا أحمد ، وأشكركم على مشاركاتكم وأسأل الله لكم مزيداً من التوفيق.(1/1520)
هناك حديث طويل كما تفضلتم - وفقكم الله - حول مسألة وجود المصحف العثماني في هذا الزمن أو عدمه ، والرأي الذي ذهب إليه الدكتور غانم الحمد ذهب إليه كثير من الباحثين ، ولكن سبق أن قرأت حول هذا الموضوع كلاماً للدكتور نجدة رمضان ، أشار فيه إلى هذه المصاحف . وذكر أنه (يوجد في العالم اليوم أربع نسخ من المصاحف المنسوبة إلى عثمان رضي الله عنه .
الأول : في طشقند . وهو مكتوب بالخط الكوفي ، وكان قد استولى عليها النظام القيصري الحاكم لروسيا قبل عام (1917م) واحتفظ بها في مكتبة بتروغراد حالياً سانكت بطرس بورغ ، حارماً المسلمين منها.
وفي عام 1917م بعد انتصار الثورة الشيوعية أصدر لينين أمراً بنقل هذه النسخة إلى الإدارة الدينية في مدينة أوفا ، حيث بقيت فيها حتى عام 1923م ، وبعد تأسيس جمعية المسلمين في طشقند توجه أعضاؤها إلى هيئات الدولة برجاء نقل هذا المصحف إليهم (أي إلى آسيا الوسطى مكانه الأصلي) ، وفي يوم 25 حزيران عام 1923م وافقت هيئات الدولة بإعادة المصحف إلى تركستان ، وأوفدت جمعية المسلمين إلى الإدارة الدينية في أوفا وفداً خاصاُ برئاسة رئيس الجمعية المفتي ذاكر الدين أعلم ، وخصص لهم قطار خاص لنقل المصحف المقدس إلى طشقند ، ورافق الوفد في طريق عودته علماء وفقهاء كبار من التتر أمثال القاضي رضا ، وعبدالله سليمان...
ولما وصل المصحف إلى من أوفا عم الفرح المسلمين ، وتقدم أحد الوجهاء ودخل القطار ووضع المصحف على رأسه ، وحمله إلى الجمهور الذين اقاموا اجتماعاً حافلاً بهذه المناسبة المباركة.
وفي 18 آب عام 1923م أحيل المصحف الشريف إلى مسجد خواجة أحرار وبقي فيه حتى عام 1941م حيث اتخذ قرار بوضعه في متحف تاريخ شعوب أوزبكستان في طشقند).
وقد وضع المؤلف صورة للمصحف ، وحوله عدد من العلماء ينظرون فيه منهم المفتي ضياء الدين خان بن إيشان باباخان ، مفتي مسلمي آسيا الوسطى رحمه الله.(1/1521)
كما وضع صورة أخرى للمصحف ذاته وحوله مفتي سوريا عندما ذهب إلى هناك لرؤية هذا المصحف عام 1974م وهو الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله.
ثم ذكر أن النسخة الثانية توجد في المشهد الحسيني في القاهرة . والثالثة والرابعة في استنبول.
وكل هذا مذكور في كتاب (الرسم القرآني ونبذة في تأريخه) للدكتور نجدة رمضان.
وهذا الذي ذكره - وفقه الله - ذكره غيره ، ولكنه انفرد عندي بهذا الوصف لأحداث نقل هذا المصحف الذي في طشقند وهو خبير بأهل تلك البلاد ، فهم أخواله. والدليل الذي استند إليه الدكتور غانم الحمد في استبعاد وجود مصحف من القرن الأول أو الثاني فيه نظر . حيث قد حافظ الناس على ما هو أقل قداسة من تلك المصاحف من قبل ذلك التأريخ . والمتاحف في أنحاء الأرض مليئة بأشياء كثيرة من هذا القبيل. فهل يستبعد أن يحفظ المسلمون تلك النسخ الغالية الثمينة من المصحف؟ مجرد سؤال.
وفقكم الله جميعاً.
---
الفهد9
07-06-2003, 09:36 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك
---
محمد الأمين
07-06-2003, 09:49 AM
الشيخ عبد الرحمان وفقه الله
على كلامك بعض الملاحظات وأهمها أن كتبت كلمة رحمه الله بعد ذكرك لإسم الماسوني أحمد كفتارو رغم أنه لا يجوز الترحم على غير المسلمين. وكفتاروا هذا قبوري غال يستحل الاستغاثة بغير الله ويؤمن بوحدة الأديان ويرفض تكفير النصارى وله من الكفريات غير ذلك. وفي كل حال هو حي يرزق ولم يهلك بعد.
بالنسبة لمصحف طشقند فقد رجح الكوثري الهالك أن يكون ذلك المصحف مكتوب في عصر كان فيه صحابة لكنه جزم بأنه ليس مصحف عثمان. وجزم بأن الدم الذي لطخ به دم مزيف ليس دم عثمان. والكوثري مبتدع لكنه خبير جداً بالمخطوطات.
وأرجح مصحف أن يكون مصحف عثمان هو الذي في متحف طوب كاي في إسطمبول، حيث توارثه الخلفاء أباً عن جد. لكن العلم الحديث صار بإمكانه تحديد الوقت الذي كُتٍبت به تلك المصاحف. فيجب علينا الاعتماد على هذا.
---
عوض احمد الشهري(1/1522)
07-07-2003, 05:19 PM
جزى الله أستاذنا الشيخ/عبد الرحمن الشهري خير الجزاء على ما أفادنا به حول هذا الموضوع
وكذلك أشكر أخونا الأستاذ/محمد الأمين عل مداخلته القيمة وأوصيه ونفسي وأقول :الرفق الرفق واللين اللين لاسيما
الذين أفضوا إلى ماقدوا فأمرهم إلى الله نسأل الله أن يتجاوز عنا وعنهم وجميع المسلمين أجمعين وفقك الله ياأخي .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-02-2003, 08:40 AM
يا شيخ عوض وفقك الله
ما أدري هل اطلعت على هذا البحث :أضواء على مصحف عثمان "رضىالله عنه" و رحلته شرقا وغربا
وما رأيك فيه ؟
تجد البحث تحت هذا الرابط :
http://elislam.8k.com/Tagweed/ketab7/T7.HTM
---
الحميري
04-23-2005, 10:49 AM
لم أتصفح كل الموضوع لكنه حين قال:
( يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة )
وفي زمنهم رضوان الله عليهم لم تكن هناك قراءات شاذة، لأنا نعتقد أن كل الصحابة ثقات، وكلهم يقرؤون بما أقرأهم الرسول أو أقرأهم أحد الصحابه، فكيف يوجد التواتر،
ويكفي عنه أن يقال، أنهم كانوا يتثبتون في الكتابة،
وجزاكم الله خيرا
---
(1/1523)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول مقدمة شيخ الإسلام
---
حول مقدمة شيخ الإسلام
---
إبراهيم الحميضي
01-27-2006, 09:33 PM
لا تخفى القيمة العلمية الكبيرة لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية ، وما تضمنته من القواعد والفوائد النفيسة لتي أضحت نبراساً لكل من جاء بعده ،ابتداءً من تلاميذه إلى عصرنا الحاضر ، وإلى ما شاء الله ، لقد كانت حفاوة أهل العلم بهذه المقدمة كبيرة جداً ، ولا غروَ في ذلك فمن هو مؤلفها ، وما منزلته في علم التفسير ؟ وهذا أمر متقرر معروف لكل ناظر في هذه المقدمة ، لكن الأمر الذي أحب إثارته هنا هو: أن هذه المقدمة أصبحت في هذا العصر هي المتن المفضل وربما الوحيد الذي يشرح للطلاب المبتدئين في علم أصول التفسير ومناهجه ، وفي رأي أنها غير مناسبة للمبتدئين لأسباب أهمها :
1/ أنها غير شاملة ؛ فهناك موضوعات لا غنى للطالب عنها غير موجودة في هذه المقدمة ، وهذا لا يقدح فيها أو في مؤلفها كما سيأتي ، لكنها بذلك لا تكفي لبناء الطالب في هذا العلم .
2/ أكثر الكلام في هذه المقدمة يدور حول الخلاف في التفسير وأسبابه وأنواعه ، وهذا أمر مهم ولا شك ، لكن الطلاب المبتدئين اليوم لا يحتاجون إلى مثل هذا التوسع في هذا الموضوع ؛ إذ إن عامتهم يقرأ في التفاسير المختصرة أو مختصرات التفاسير التي لا يذكر فيها الخلاف والأقوال الشاذة والباطلة .
3/ هناك مسائل في هذه المقدمة فيها صعوبة ، ويعسر إدراكها على المبتدئين بل على المتوسطين .(1/1524)
4/ هناك استطرادات للشيخ في بغض فصول الرسالة ، وهي مفيدة ولكنها تشتت ذهن الطالب المبتدئ غير المتمرس في قراءة كلام الشيخ ، وقد عُرف – رحمه الله – بطول النَفَس في بحث بعض المسائل , والاستطراد الطويل , وتكرار الأدلة , والردود بأساليب مختلفة ، ولعلَّ ذلك راجع إلى سرعته في الكتابة , واعتماده على حفظه , وعدم نظره فيما يكتب مرة أخرى ؛ لكثرة تأليفه , وقيامه بأعباء التعليم , والجهاد , والدعوة , ويظهر ذلك بالمقارنة بين كتبه , وكتب تلاميذه , رحمة الله على الجميع .
أعود وأقول : إن هذه الملحوظات لا تقدح في هذه المقدمة النفيسة ولا في مؤلفها ؛ فإن الشيخ – قدس الله روحه – ألفها من إملاء الفؤاد استجابة لرغبة بعض الإخوان كما ذكر ، فركز فيها على ما يحتاجه السائل وأمثاله في ذلك الوقت ممن يقرأ في المطولات وجوامع التفاسير التي تحوي الصحيح والسقيم والغث والسمين ، ولم يؤلفها لطالب صغير لم يقرأ كتاباً واحداً من تلك المطولات . بقي أن يقال ما هو البديل المناسب ؟ وهل نحن بحاجة إلى مقدمة محررة جامعة في هذا العلم تناسب المبتدئين في هذا العصر؟ وهل تدمج أصول التفسير ومناهج المفسرين في كتاب واحد ؟ أرجو من الإخوة المهتمين المشاركة والإفادة .
---
عبدالله الشهري
01-27-2006, 10:02 PM
جزاك الله خيراً يادكتور إبراهيم ، وكنت قد تساءلت قبل عدة أيام : هل يكفي بالفعل قراءة هذه المقدمة (ولو بشرحها) لفهم كتاب الله تعالى ، بحر العلوم ، ومائدة العلماء الربانيين ؟(1/1525)
وأنا أؤيد ماذكرت من توجيه الطاقات لجمع وتحقيق الأدوات العلمية لتفسير كتاب الله تعالى لفهمه والعمل به. ولو راجعنا بعض المباحث الأصولية : العام والخاص ، والمطلق والمقيد ، والظاهر والمؤول ، والتفسير بمجرد اللغة وحكم ذلك في أصول المذاهب الأربعة ، المنطوق والمفهوم ، الخ ، أقول لو رجعنا إليها لوجدنا ارتباطها المباشر بعلم التفسير. بل حتى تخريج الروايات والترجيح بينها ، وهذا يتعلق بعلم الاسناد ، ينفعنا في التفاسير بالمأثور كالطبري ، بل يبنغي الاعتناء باللغة كذلك ، كما هي صنعة الشنقيطي في تفسير بعض الألفاظ استئناساً بشواهد العرب ، أو العناية بالنظم والتراكيب البلاغية والاستعمالات النحوية ، كما في صنيع الطاهر ابن عاشور والزمخشري وصاحب أضواء البيان في مواضع منه.
ولذلك ، فتأييداً لما ذكرت ، أرى أن الوسط العلمي لا زال يتطلع إلى كتب تعتني بهذا الجانب أكثر.
---
(1/1526)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو جواب الشرط في هذه الآية
---
ما هو جواب الشرط في هذه الآية
---
حامد بن يحيى
02-27-2006, 07:21 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه
يقول تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )[يس : 45]
ما هو جواب الشرط في هذه الآية.
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم لم يكن فيها جواب الشرط مباشرا.
وجزاكم الله خيرا
---
روضة
02-27-2006, 08:17 PM
جاء في البحر المحيط، ومثله في الدر المصون:
جواب إذا محذوف يدل عليه ما بعده، أي أعرضوا.(1/1527)
قال الشيخ أبو السعود رحمه الله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُواْ } بيانٌ لإعراضِهم عن الآياتِ التَّنزيليةِ بعد بيانِ إعراضِهم عن الآياتِ الآفاقيةِ التي كانُوا يشاهدونَها وعدم تأمُّلِهم فيها أيْ إذَا قيل لهم بطريقِ الإنذارِ بما نزل من الآيات أو بغيره اتَّقوا { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ } من الآفاتِ والنَّوازلِ فإنَّها محيطة بكم أو ما يصيبكم من المكاره مِن حيثُ تحتسبون ومن حيثُ لا تحتسبون أو من الوقائع النَّازلةِ على الأُمم الخالية قبلكم والعذاب المعدِّ لكم في الآخرة أو من نوازل السَّماءِ ونوائب الأرض أو من عذاب الدُّنيا وعذاب الآخرةِ أو ما تقدَّم من الذُّنوبِ وما تأخَّر. { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } إمَّا حال من واوِ واتَّقوا أو غايةٌ له أي راجين أنْ تُرحموا أو كي تُرحموا فتنجُوا من ذلك لما عرفتُم أنَّ مناط النَّجاةِ ليس إلاَّ رحمةَ الله تعالى. وجوابُ إذا محذوف ثقةً بانفهامِه من قوله تعالى: { وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ ءايَةٍ مّنْ ءايَاتِ رَبّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } انفهاماً بيِّناً أمَّا إذا كان الإنذارُ بالآيةِ الكريمة فبعبارةِ النَّصِّ وأمَّا إذا كان بغيرها فبدلالته لأنَّهم حين أعرضوا عن آياتِ ربِّهم فلأنْ يُعرضوا عن غيرِها بطريق الأولويَّةِ كأنَّه قيل: وإذا قيل لهم اتَّقوا العذاب أعرضُوا حسبما اعتادُوه.أ.هـ.
وقد جاء جواب الشرط محذوفاً في كثير من الآيات الكريمة، من ذلك ما جاء في قوله تعالى:
{ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ } [النور:10]، وقوله: { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [النور: 20].
---
لؤي الطيبي
03-06-2006, 01:40 AM
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم لم يكن فيها جواب الشرط مباشرا ؟(1/1528)
قوله تعالى في سورة الزمر : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الآية 73] .
---
عبد القادر يثرب
03-06-2006, 06:25 PM
الأخ الفاضل لؤي الطيبي!
هل قرأت ما كتب عن آية الزمر السابقة على هذا الرابط ؟
وما رأيك فيه ؟
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1543&highlight=%DA%CA%E6%DF
---
لؤي الطيبي
03-07-2006, 03:15 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي المفضال عبد القادر يثرب ..
لقد قرأت مقالة الأستاذ إسماعيل عتوك – حفظه الله – للتوّ ..
ولا يخفى عليك أن ما جاء في بحثه الكريم ، إنّما هو من مسائل الخلاف ..
وفي هذه المسائل تجد المؤيّد والمعارض والمحايد ..
ولا أخفيك أنني أرجّح ما ذهب إليه سيبويه – رحمه الله - من أن الجواب في هذا الموضع محذوف ..
علماً بأن الفرّاء – رحمه الله - أقرّ بنفسه أن ترك الجواب في القرآن كثير ..
ولقد عجبت من ادّعاء أستاذنا الكريم إسماعيل عتوك في قوله : (( إذا ثبت حذف جواب (إذا) و(لو) في بعض المواضع ، فإن حذف جواب (حتى إذا) لم يثبت أبداً في أيٍّ من تلك المواضع )) !
فماذا يقول – وفقّه الله – في قول الهذلي :
حتى إذا أسلكوهم في قُتائدةٍ ===== شلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدا .
حيث إنه حذف هنا جواب (حتى إذا) ، ولم يأت به ، وذلك لأن هذا البيت هو آخر القصيدة ؟ وكما هو بيّن ، فإن جواب (حتى إذا) في هذا البيت لم يقترن بالواو !
ولعلّ الأصل في هذا كله - أخي الكريم - أن جواب الشرط لا يتمّ المشروط دونه ، فإذا حُذف كان أهول وأعظم للكلام ، فيكون إضمار الجواب في مواضعه أحسن من إظهاره .(1/1529)
فالمسيء مثلاً إذا علم ما يُعاقَب به ، فكأنّ نفسه تسكن إليه ، فيكون الحذف أولى ، لأنه حينها يقدّر كلّ ضرب من العذاب . وكذلك الأمر بالنسبة للمحسن ، فإنه إذا لم يعرف قدر النّعمة التي وُعد بها ، ذهب وهمه إلى ما هو الأعلى من ذلك .
ثم أنَّى للّغة نفسها أن تصف الجنة ، وهي التي " فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر" ؟ ولذلك يقول الدكتور فاضل السامرائي في بيانه لآية الزمر (ما معناه) : أنه عندما حذف جواب الشرط هنا ، كان في ذلك إشارة خفيّة إلى أن اللغة نفسها لا يمكنها أن تصف ما فيها من نعيم ..
والله أعلم بمراده
---
عبد القادر يثرب
03-07-2006, 09:55 AM
الأخ الفاضل لؤي:
أولاً- الفراء لم يصرح بحذف جواب حتى إذا، وكلامه واضح في التفريق بين جواب( حتى إذا )، وجواب ( إذا ).
ثانيًا- العجب يا أخي لؤي ليس مما قاله الأستاذ محمد إسماعيل عتوك؛ لأن ما قاله لا يخرج عن قول الفراء في إثبات الجواب، دون القول بزيادة الواو.
ثالثًا- إن كان ثمَّة عجب، فينبغي أن يكون من بناء قاعدة على بيت واحد من الشعر، مختلف في روايته، ومختلف في تخريجه، ثم تطبيق هذه القاعدة على كلام الله سبحانه، وإخضاعه لها، وكلام الله سبحانه منزَّه من ذلك.
1- أبو عبيدة، والميداني، وابن فارس في فقه اللغة قالوا بزيادة( إذا ) في البيت السابق. والمعنى عندهم: حتى أسلكوهم...
2- الطبري قال: جواب( إذا ) محذوف تقديره:( سلكوهم )، والمعنى:
حتى إذا أسلكوهم.. سلكوا شلاًّ...
3- وذهب جماعة منهم: الأصمعي، وأبو علي الفارسي، وابن الشجري، وابن الأنباري إلى أن قوله:( شلاًّ ) هو الجواب؛ لأن التقدير: شلوهم شلاًّ، فاستغني بذكر المصدر عن الفعل لدلالته عليه. وعلى هذا القول لا يكون الجواب محذوفًا.(1/1530)
رابعًا- ما ذكرته من كلام الدكتور فاضل حفظه الله في تعليله لحذف الجواب في الآية الكريمة، لا دليل له عليه. ولا أرى أنه يوجد أية علاقة بين حذف الجواب، وما قاله فضيلته.. وإلا فما معنى قوله:( عندما حذف جواب الشرط هنا ، كان في ذلك إشارة خفيّة إلى أن اللغة نفسها لا يمكنها أن تصف ما فيها من نعيم .. ).
ولو كان هذا القول صحيحًا، لوجب أن يقال مثله في آية أهل النار، فاللغة أيضًا لا يمكنها أن تصف ما في النار من عذاب.
ولكن الآية الكريمة لا تتحدث عما في الجنة من نعيم؛ وإنما تتحدث عن فتح الجنة أبوابها للمؤمنين. وقد أخبرت أن فتح الجنة أبوابها للمؤمنين يقع مع مجيئهم إليها في وقت واحد، لا قبله، ولا بعده. وهذا ما دلت عليه واو الجمع، بخلاف أهل النار. ولو أنك عدت إلى مقال الأستاذ محمد، وما أجاب به عن تساؤلات عقب المقال، وقرأته جيدًا، لوجدت فيه من الأدلة ما يكفي لصحة ما ذهب إليه.
---
لؤي الطيبي
03-07-2006, 04:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولأً : ألم أقل لك - أخي الفاضل عبد القادر - أن هذه القضية تُعدّ من المسائل الخلافية ، وأنك تجد فيها المخالف والمؤيّد والمحايد ؟
وثانياً : أنا لم أدعّ ما جاء في قولك : " الفراء لم يصرح بحذف جواب حتى إذا ، وكلامه واضح في التفريق بين جواب( حتى إذا ) ، وجواب ( إذا ) " !
ولكن قلت : " علماً بأن الفرّاء – رحمه الله - أقرّ بنفسه أن ترك الجواب في القرآن كثير " .
وفرق بين هذا وذاك .. (انظر معاني القرآن 1\97) !
شكر الله لكم تعقيبكم الكريم
وجزاكم الله خيراً
---
البحر الرائق
03-07-2006, 11:50 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوانى الأعزاء(1/1531)
بالنسبة لجواب الشرط ،فإن الامام ابن كثير رحمه الله تعالى قال فى سياق تفسيره للأية الكريمة (حتى إذا جاؤها) اى وصلواإلى ابواب الجنة بعد مجاوزة الصراطحبسوا على قنطرة بين الجنة و النار فاقتص لهم مظالم كانت بينهم فى الدنياحتى إذا هذبوا و نقوا اذن لهم فى دخول الجنة . ثم قال بعد ذلك لم يذكر الجواب ههنا و تقديرهحتى اذاجاؤهاو كانت هذه الامور من فتح الابواب لهم إكراما و تعظيما و تلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة و السلام و الثناء، إذا كان هذا سعدوا و طابوا و فرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم واذا حذف الجواب ههنا ذهب الذهن كل مذهب فى الرجاء و الأمل
انتهى كلامه رحمه الله
---
عبد القادر يثرب
03-12-2006, 05:59 PM
الأخ الفاضل البحر الرائق!
السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
لماذا حذف جواب الشرط في آية أهل الجنة، ولم يحذف في آية أهل النار، لتذهب النفس في تقديره كل مذهب في اليأس والقتوط من النجاة ؟؟؟ وما الدليل على حذفه ؟؟؟ الحذف لا يكون إلا بدليل يدل عليه.... فأين الدليل ؟؟؟
ألا ترى أن التركيب في الآيتين هو تركيب واحد، ولا فرق بينهما إلا بزيادة الواو؟؟؟ فكيف يكون محذوفًا في واحدة، ومثبتًا في أخرى ؟؟؟
---
خالد- طالب علم
03-26-2006, 06:43 PM
كان المنتظر من الأستاذ لؤي الطيبي أن يتراجع عن قوله(( ولقد عجبت من ادّعاء أستاذنا الكريم إسماعيل عتوك في قوله : (( إذا ثبت حذف جواب (إذا) و(لو) في بعض المواضع ، فإن حذف جواب (حتى إذا) لم يثبت أبداً في أيٍّ من تلك المواضع )) !
فماذا يقول – وفقّه الله – في قول الهذلي :
حتى إذا أسلكوهم في قُتائدةٍ ===== شلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدا .
حيث إنه حذف هنا جواب (حتى إذا) ، ولم يأت به ، وذلك لأن هذا البيت هو آخر القصيدة ؟ وكما هو بيّن ، فإن جواب (حتى إذا) في هذا البيت لم يقترن بالواو !(1/1532)
)) ، وذلك بعد أن ردَّ عليه الأستاذ عبد القادر، أو يأتي بقول آخر يؤيد به رأيه؛ ليثبت أنه على صواب، وأن غيره على خطأ.. ولست أدري إن كان قد قرأ ما دار من حوار على هذا الرابط، أم لا ؟
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3474&highlight=%DA%CA%E6%DF
---
(1/1533)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين أجد كتاب: حديث الأحرف السبعة للدكتور عبدالعزيز القاري؟
---
أين أجد كتاب: حديث الأحرف السبعة للدكتور عبدالعزيز القاري؟
---
أبو يعقوب
01-27-2006, 11:17 PM
السلام عليكم
أين أجد كتاب: حديث الأحرف السبعة للدكتور عبدالعزيز القاري؟
وما هي الدار التي طبعته؟
---
عبدالرحمن الشهري
01-29-2006, 09:30 AM
الكتاب متوافر في معظم المكتبات : الرشد ، العبيكان ، التدمرية ، طيبة ، وغيرها.وقد طبع طبعات في مؤسسة الرسالة وغيرها.
---
أبو يعقوب
02-03-2006, 08:34 PM
جزاك الله خيرا
---
د. أنمار
11-19-2006, 01:48 AM
ملاحظة:
تصحف على الدكتور عبد العزيز القاري حديث ابن مسعود رضي الله عنه المروي في جامع البيان ومسند الإمام أحمد 1/105
ورجاله ثقات
ففي ص 30 قال متحدثا عن وجود إسنادين للحديث طريق شعبة وطريق الأعمش عن عاصم
فقال بخصوص طريق الأعمش :
الآخر من رواية الأعمش عن عاصم وفيها تفصيل أكثر ذكر فيها اسم السورة واسم الرجل
قال تمارينا في سور الفرقان فقلنا خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية
وأعاد ذلك ص 31 فقال سورة الفرقان
والتصحيف واضح كالشمس فسورة الفرقان 77 آية
والرواية كما هي في مصادرها المعتمدة "تمارينا في سورة من القرآن" وليس في سورة الفرقان كما تصحفت عند الدكتور
قال الإمام الطبري في مقدمة جَامِعُ الْبَيَان الْقَوْلُ فِي اللُّغَةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ
11 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ،(1/1534)
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : تَمَارَيْنَا فِي سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقُلْنَا : خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ أَوْ سِتٌّ وَثَلَاثُونَ آيَةً . قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدْنَا عَلِيًّا يُنَاجِيهِ ، قَالَ : فَقُلْنَا : إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِي الْقِرَاءَةِ . قَالَ : فَاحْمَرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : " إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، بِاخْتِلَافِهِمْ بَيْنَهُمُ " قَالَ : ثُمَّ أَسَرَّ إِلَى عَلِيٍّ شَيْئًا ، فَقَالَ لَنَا عَلِيٌّ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ *
وهو في مسند الإمام أحمد في زيادات عبد الله، مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ج 1 ص 105(1/1535)
819 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، ح ، وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : تَمَارَيْنَا فِي سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقُلْنَا : خَمْسٌ وَثَلاثُونَ آيَةً ، سِتٌّ وَثَلاثُونَ آيَةً ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدْنَا عَلِيًّا يُنَاجِيهِ ، فَقُلْنَا : إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِي الْقِرَاءَةِ . فَاحْمَرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ " *
وهذا صريح بأن اللفظ إنما هو في "سورة من القرآن"
ثم وجدت أن السورة المحتمل تعيينها إما الجاثية واختلف العدد إما 36 أو 37
أو الأحقاف 34 أو 35
أو التطفيف 36 ولم يختلف في عدها
أما سورة الفرقان فـ 77 آية في جميع المصاحف
وقد كنت أميل قبل تحقيق روايات الحديث للاستدلال بهذا الحديث على كون اختلاف العدد من الأحرف السبعة، ثم ظهر لي خطأ الاستدلال به فليس في السور القرآنية ما الخلاف فيه بين 35 و 36
ثم وقفت على التصريح بأن السورة المذكورة هي سورة الأحقاف كما عند الآجري في الشَّرِيعَة بَابُ ذِكْرِ النَّهْيِ عَنِ الْمِرَاءِ فِي الْقُرْآنِ رقم 143(1/1536)
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قُلْتُ لِرَجُلٍ : أَقْرِئْنِي مِنَ الْأَحْقَافِ ثَلَاثِينَ آيَةً ، فَأَقْرَأَنِي خِلَافَ مَا أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ لِآخَرَ : أَقْرِئْنِي مِنَ الْأَحْقَافِ ثَلَاثِينَ آيَةً ، فَأَقْرَأَنِي خِلَافَ مَا أَقْرَأَنِيَ الْأَوَّلُ ، وَأَتَيْتُ بِهِمَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَغَضِبَ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَهُ جَالِسٌ فَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ : قَالَ لَكُمْ : " اقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ "
وفي مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رقم 513 حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْتُ لِرَجُلٍ : أَقْرِئْنِي مِنَ الْأَحْقَافِ ثَلَاثِينَ آيَةً ، فَأَقْرَأَنِي خِلَافَ مَا أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وِقُلْتُ لَآخَرَ : أَقْرِئْنِي مِنَ الْأَحْقَافِ ثَلَاثِينَ آيَةً ، فَأَقْرَأَنِي خِلَافَ مَا أَقْرَأَنِيَ الْأَوَّلُ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ عِنْدَهُ جَالِسٌ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ "(1/1537)
وفي هذه الرواية رد على الدكتور بترجيح رواية الأعمش لوجود علم زائد كونه ذكر عدد الآي فهنا شعبة يذكر اسم السورة، أما العدد فهنا إنما يذكر طلب ابن مسعود إقراءه 30 آية، أو هي للتقريب بجبر الكسر للأقل.
وظهر لي أن الشك إنما كان من الراوي في 35 أو 36 وإنما أراد سورة الأحقاف فاكتفى بعدد آياتها لا أنه أراد أن الخلاف كان في العدد.
وبهذا يظهر وهم الدكتور عبد العزيز القاري في تصريحه بأن الخلاف إنما كان في العدد كما في ص 31
وللحديث رواية ثالثة بإسناد ثقات تؤيد ما فهمناه من رواية شعبة ففي الْمُسْتَدْرَك لِلْحَاكِمِ(1/1538)
قال 2839 أَخْبرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ حم ، وَرُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ عَشِيَّةً ، فَجَلَسَ إِلَيَّ رَهْطٌ ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّهْطِ : اقْرَأْ عَلَيَّ ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ حُرُوفًا لَا أَقْرَؤُهَا ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ أَقْرَأَكَهَا ؟ قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقُلْتُ لَهُ : اخْتَلَفَا فِي قِرَاءَتِنَا ، فَإِذَا وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَغَيَّرَ ، وَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ ، حِينَ ذَكَرْتُ لَهُ الِاخْتِلَافَ ، فَقَالَ : " إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ " ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيَّ عَلِيٌّ فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا عَلِمَ ، فَانْطَلَقْنَا وَكُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَقْرَأُ حُرُوفًا لَا يَقْرَؤُهَا صَاحِبُهُ(1/1539)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، قَالَ فِيهِ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ قَالَ زِرٌّ : إِنَّهُمْ يُعَيِّنُونَهُ يَعْنِي عَلِيًّا "
قال الحاكم هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ " *
فهذا إسناد صحيح ثالث من رواية إسرائيل تؤيد صحة رواية شعبة،
نعم قد يستنبط من غير هذا الحديث توقيفية عدد آيات السور، وكونها من الأحرف السبعة وهو ما أدين به، ومن أراد الاستزادة فعليه بالبيان للداني
والله أعلم
---
(1/1540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعريف أبي السعود العمادي للكفر لغة وشرعا
---
تعريف أبي السعود العمادي للكفر لغة وشرعا
---
أبو عبيدة الهاني
04-06-2007, 10:58 AM
قال الشيخ أبو السعود في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) [البقرة:6]:
والكفر في اللغة : ستر النعمة وأصله الكفر ـ بالفتح ـ أي: الستر. ومنه قيل للزراع والليل: كافِرٌ. قال تعالى: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ [الحديد:20]. وعليه قول لبيد: "في ليلة كَفَرَ النجومَ غمامُها". ومنه: المتكفِّر بسلاحة، وهو الشاكي الذي غطى السلاحُ بدنه.
وفي الشرع: "إنكار ما عُلِم بالضرورة مجيءُ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ به.
وقد بسط الشيخ محمد زيتونة القول في هذا التعريف قائلا:
(والكُفر) بالضم اسم مصدر كَفر، كقتل، لا ضرب كما وهم الجوهري.
(في) أصل (اللغة) العربية: (سَتْرُ) ـ بفتح السين المهملة وسكون المثناة فوقية ـ (النِّعمَة) ـ بكسر فسكون ـ المنعَم بها، وبفتح: الأنعام.
أي تغطيتها وجحودها كما في الصحاح، ضد الشكر. والمصدر: كفران.
(وأصله) أي المضموم كما في الصحاح: (الكَفْرُ) ـ كالضرب ـ (بالفتح) للكاف (أي السَّتْرُ) ـ بالفتح ـ والتغطية في كل شيء.
وكَفَرْتُ الشيء أكْفِرُه ـ بالكسر ـ كَفْرًا: سَتَرْتُهُ. ورماد مكفورٌ سفت الريح النزاب عليه حتى غطته. قال:
هل تعرف بأعلى ذي الغور***قد درست غير رمادٍ مكفور
(ومنه) سميت القرية كَفْرًا؛ لسَتْرِها أهلَها؛ كخبر: «تُخرِجكُم الرومُ منها كَفْرًا كَفْرًا» ، أي من قرى الشام قريةً قريةً. وقول معاوية: «أهل الكفر هم أهل القبور» أي كالموتى لا يشاهدون الجمعة والأمصار.(1/1541)
وهو في اللغة شائع بالكثرة في السَّتْر، ومن ثم (قيل للزَّراع) ملقي البذر بالأرض كَافِرٌ، أي سَاتِرٌ لأنه يستره بترابها ويغطيه فلا يظهر منه شيء .
(والليل) المظلم ـ كما في الصحاح ـ (كافرٌ) لأنه يَستُر ما فيه بظلمته، فهو كاللباس؛ (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً) [النبأ:10]. قال في الصحاح: والكَفْرُ أيضا: ظلمة الليل وسواده، وقد تكسر.
قال حميد:
فوردت قبل انبلاج***وابن ذكاء كامن في الكَفْرِ
أي: فيما يواريه من سواد الليل.
والكفر: الليل المظلم؛ لأنه ستر بظلمته كل شيء.
وتلطف في المعارف فقال:
يا ليل طل أو لا تطل***إني على الحالين صابر
لي فيك أجر مجاهد***إن صح الليل كافر
وكل شيء غطى شيئا فقد كفره، ومنه الكافر بالله لأنه ستر نعمه عليه. وشاهد الأول: (قال تعالى) في سورة الحديد، في ضرب مثل الدنيا: (كَمَثَلِ غَيْثٍ) أي مطر (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ) الزراع (نَبَاتُهُ) [الحديد:20] البارز على وجه الأرض لنضارته وحسنه.
(وعليه) أي الكفر بمعنى الستر ورد (قول لبيد) الشاعر المقول فيه من قبله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:«أصدق كلمة قالها شاعر لبيد: "ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
(في ليلة كَفَرَ) سَتَرَ (النجومَ) الزواهر المتكاثرة (غمامُها) المشتد، وسحابُها المظلم، غطَّاها بظلمته فلم تظهر. وفي المصباح: الغمام: السحاب، والواحدة غمامة، والقصيدة طويلة، منها:
حتى إذا ألفت يدا في كافر***وأجن عورات الثغور ظلامها
(ومنه) أي ورود الكفر بمعنى الستر والتغطية كما في الصحاح: (المُتكفِّر) ـ مشدد الفاء، أي المتستر (بسلاحة) وآلاته المعدودة للحرب بدخوله فيها، حتى سترته فلم تُظهر منه شيئا.
(وهو) أي المتكفِّر بها (الشاكي) ـ بالشين المعجمة ـ، أي الداخل فيها، (الذي غطَّى) وستر (السلاحُ بدنَه) باشتمالها عليه لابسًا لها، فصارت له كاللباس يتمدح به في الحرب لأنه لا تفعله إلا الكمات، فيدل على كمال الشجاعة وتمام القوة.(1/1542)
وفي المصباح: الشِّكة ـ بالكسر ـ : السلاح. ورجل شاك، وشاك في السلاح، والشاك السلاح: اللابس السلاح التام. وقوم شكاك في الحديد. فالمادة تدور على الستر واللزوم، فتدبر.
تنبيه: قال أبو العباس المقري: ورد لفظ الكفر بمعنى: سَتْر التوحيد وتغطيته كما هنا، وبمعنى:
ـ الجحود؛ (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ ) [البقرة:89] أي جحدوه.
ـ وكفر النعمة؛ (فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً ) [الإسراء:99] ، (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ ) [إبراهيم:7] أي النعمة. (وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) [البقرة:152] أي نعمتي.
ـ والبراءة؛ (كَفَرْنَا بِكُمْ) [الممتحنة:4] أي تبرَّأنا منكم. (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ) [العنكبوت:25] أي يتبرأ منه. اهـ.
وأخذ في بيان معناه شرعا، فقال: (وفي) عُرْفِ، عطفا على سابقه، أي متعارف (الشرع) وأهله: الجَحْدُ. وهو أنواع:
ـ كفر عناد: بأن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به، ككفر أبي طالب حيث يقول:
ولقد علمت بأن دين محمد***من خير أديان البرية دينا
لو لا الملامة أو حذار مسبة***لوجدتني سمحا بذاك مبينا
ـ وكفر نفاق: بأن يُقرّ لسانا ويُنكر قلبا.
ـ وكفر إنكار: بأن لا يعرف الله أصلاً ولا يقر به.
ـ وكفر جحود: بأن يعرفه قلبًا وينكره لسانًا، ككفر إبليس.
وجميعها قاض بخلود من لقي الله بواحد منها في النار أبدًا.
ومدارها على أنه (إنكار) ولو فِعْلاً، أي جَحْدِ (ما عُلمَ) وعُرِفَ عند العقل (بالضرورة) البيِّنة لكل واحد، بأن اشتهر حتى عرفه الخواصُّ والعوامُّ، كالصلاة وشرب الخمر؛ لا ما يخفى أو عرفه الخواص فقط، كاستحقاق بنت الابن السدس.
(مجيء الرسول) صلى الله عليه وسلم (به) عن الله من المأمورات والمنهيات.
وتبع في هذا التعريف "الأنوار" الجاري فيه على أصول أهل مذهبه من الشافعية كالمالكية. قال اللقاني:(1/1543)
ومن لمعلوم ضرورة جحد***من ديننا يقتل كفرًا ليس حد
ومثل هذا من نفى لمجمعِ***أو استباح كالزنا فلتسمعِ
وقال النووي في الروضة: لا يكفر جاحد مُجمَعٍ عليه بإطلاقه، بل من جحد منصوصًا عليه وظهر للكل من خاص وعام مشتركين في علمه، كوجوب صلاةٍ وتحريم خمر، فكافرٌ. فإن جحد ما استأثر به الخواص كسدس لبنت ابن مع بنت صلب فلا يكفر. فإن ظهر غير منصوص وجحده، ففي تكفيره قولان.
ولم تشترط الحنفية في الإكفار سوى القطع بثبوت ذلك الأمر المتعلق به الإنكار، لا بلوغ العلم به حدَّ الضرورة. ويجب حَمْلُه على علم المنكر ثبوته قطعا لأن مناط التكفير التكذيب أو الاستخفاف، فلو جرى عليه المؤلف لقال: إنكار ما قطع بمجيء الرسول به، لكن جرى على الأغلب المشتهر.
تنبيهات:
الأول: استشكل التعريف بأن الخالي عن تصديق وتكذيب كافر، وبالشاك، ولا إنكار في كفر كلٍّ، فيخرج، فينتقض عكسا.
وأجاب الإمام بأن من جملة ما جاء به المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وجوب تصديقه في كل ما جاء به عن ربِّه، فمن لم يصدقه فيه كذَّبه.
ورُدَّ بظهور منعه. فالصواب أن يقال: الكفر: "عدم الإيمان عما من شأنه..."، فشمل التكذيب وترك التصديق بعد وجوبه عليه.
وتفسير الإنكار هنا بالجهل من قولهم: أنكر الشيء: جهله، لا الجحود، حتى تلزم المنزلة بين منزلتين، لأن من تشكك أو لم يخطر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بباله ليس بمقرٍّ مصدِّق ولا منكرٍ جاحد؛ باطل عند أهل السنة، يأباه ما بعده من قوله: "يدل على التكذيب" لصراحته في أن الإنكار هنا الجحد والتكذيب.
وفي "المواقف": الكفر: عدم تصديق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض ما علم مجيئه به ضرورة. فخرج ما علم استدلالا، وخبر الواحد.
والثاني: النهي يعتمد المفاسد، كما أن الأوامر تعتمد المصالح. فأعلى رتب المفاسد: الكفر. وأدناها: الصغائر. والكبائر متوسطة بين الرتبتين.
وأكثر التباس الكفر إنما هو بالكبائر.(1/1544)
فأعلى رتب الكبائر يليها أدنى رتب الكفر.
وأدنى رتب الكفر يليها أعلى رتب الكبائر.
وأعلى رتب الصغائر يليها أدنى رتب الكبائر.
وأدنى رتب الكبائر يليها أعلى رتب الصغائر.
وأعلى الكفر إنما هو انتهاك خاص كحرمة الربوبية، إما بالقول كما يأتي، وإما بالاعتقاد كاعتقاد قدم العالم، وإما بالجهل بوجود الله عز وجل أو صفاته العلى، وإما بفعل كرمي المصحف في القاذورات، أو السجود للصنم، أو التردد للكنائس في أعيادهم بزي النصارى ومباشرة أحوالهم، وجحد ما علم من الدين بالضرورة.
فقولنا: "انتهاك خاص" احتراز من الكبائر والصغائر؛ فإنها انتهاكٌ وليست كفرا.
وألحق الأشعري بالكفر: إرادته الكفر، كبناء الكنائس ليكفر فيها، أو قتل نبي مع اعتقاد صحة رسالته ليميت شريعته.
ومنه تأخير إسلام من أتى ليُسلم على يديك، فتشير عليه بتأخير الإسلام لأنه إرادة للبقاء على الكفر. اهـ.
وجلب باقي التنبيهات ـ على دقتها ـ يطول. سأكتفي بذكر خاتمة المبحث:
قال الشيخ زيتونة:
تنبيه: لا يلزم مما مر تكفير أهل البدع من الفرق الإسلامية بما اعتقدوه من الباطل، مخالفين لما ثبت بالدليل وعُرف أنه من دين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، مثل كونه تعالى عالما بالعلم أو بذاته، وأنه مرئي أو غير مرئي، وأنه خالق أعمال العباد أم لا؛ فلم يُنقل بالتواتر القاطع للعذر، فلا جَرم لم يكن إنكارُه والإقرار به داخلا في ماهية الإيمان ولا موجبا للكفر.
والدليل عليه أنه لو كان ذلك جزءا من ماهية الإيمان، لكان يجب على الرسول أن لا يحكم بإيمان أحد إلا بعد أن يعرف أنه عرف الحق في تلك المسألة بين جميع الأمة، ويُنقل ذلك على سبيل التواتر. فلمّا لم يُنقل دلَّ على أنه ـ عليه السلام ـ ما وقف الإيمان عليها. ولمّا لم يكن كذلك وجب أن لا يكون معرفتها من الإيمان ولا إنكارها موجبا للكفر.
ولأجل هذه القاعدة لا يكفر أحد من الأمة من أرباب التأويل.(1/1545)
انتهى من "مطالع السعود على إرشاد أبي السعود"، للشيخ أحمد بن محمد زيتونة.
---
(1/1546)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقوال الإمامين ابن حجر والنووي- رحمهما الله- في التفسير.....
---
أقوال الإمامين ابن حجر والنووي- رحمهما الله- في التفسير.....
---
محمود الشنقيطي
05-23-2006, 03:26 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه
أما بعد
يسرني أن أتوجه لإخواني ومشايخي الفضلاء بالسؤال عن أقوال الإمامين ابن حجر والنووي - رحمهما الله - في التفسير هل تم جمعها في رسائل علمية أم لا؟؟
وإن كانت جُمعت ففي أي جامعة؟؟
وإن لم تكن كذلك فهل يمكن الاستفادة منها في الرسائل العلمية ؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2006, 03:35 PM
كلاهما قد جمع تفسيره
فابن حجر في ثلاث رسائل ماجستير في كلية أصول الدين بالرياض
والثاني - النووي - في رسالة دكتوراه بعنوان : تفسير الإمام أبي زكريا يحي بن شرف الدين النووي ـ جمعاً ودراسة .
في الجامعة الإسلامية
---
محمود الشنقيطي
05-23-2006, 03:52 PM
أحسن الله إليك أبا مجاهد
وجزاك خير الجزاء وأتمه.....آمين
---
جمال أبو حسان
05-24-2006, 12:05 PM
هناك رسالة ماجستير قدمت في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية بعنوان الامام النووي وجهودة في التفسير للدكتور شحادة العمري منذ اكثر من خمسة عشر عاما واظن ان رسالته في الدكتوراة بعنوان جهود ابن حجر في التفسير من خلال فتح الباري والله اعلم
---
(1/1547)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التأويل المقبول والتأويل المردود :
---
التأويل المقبول والتأويل المردود :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-03-2006, 02:06 AM
يكاد أهل السنة يجمعون على قبول التأويل المبني على أصول اجتهادية صحيحة، وقواعد منهجية وعلمية مقررة وثابتة تمكن المفسر من سبر أغوار الخطاب القرآني ورفع الحجب عن معانيه .
ومن هذا المنطلق نجدهم قد أسهبوا في مناقشة الأحاديث النبوية ورد النهي فيها عن التفسير بالرأي ، منها ما رواه "يحيى بن طلحة اليربوعي، قال حدثنا شريك عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :"من قال
في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).
والحديث الذي رواه ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي جاء فيه : (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار).
وقد لخص الإمام الزركشي آراء العلماء في مناقضة هذه الأحاديث، فحمل النهي فيها على تأويل الخطاب القرآني بمجرد الرأي والهوى، أي من غير أن يكون هناك منهج علمي يقيم الدليل، ويقرع الحجة بالحجة، بل هو مجرد رأي مجتث الجذور لا أصل له ولا قاعدة، مخالف للمنطق والوقع والعلم لأنه نابع عن تعصب أعمى للذات والهوى، مما يحجب عنها الحقيقة التي لا تتجلى إلا لمن أخلص في طلبها من أجل ذاتها لا لأي مقصد او هدف آخر. يقول الزركشي : "ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل لقوله تعالى : {لا تقف ما ليس لك به علم}. وقوله : { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} . وقوله تعالى : { لتبين للناس ما نزل إليهم } فأضاف البيان إليهم .(1/1548)
وعليه حملوا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) رواه البيهقي من طرق من حديث ابن عباس. وقوله صلى الله عليه وسلم : (من تكلم في القرآن برأيه فاصاب فقد أخطأ) ، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وقال غريب من حديث ابن جندب .
وقال البيهقي في "شعب الإيمان "هذا إن صح فإنما أراد -والله أعلم- الرأي الذي يغلب من غير دليل قام عليه، فمثل هذا الذي لا يجوز الحكم به في النوازل . وكذلك لا يجوز تفسيره القرآن به .
وأما الرأي الذي يسنده برهان فالحكم به في النوازل جائز، وهذا معنى قول الصديق : " أي سماء تظللني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله برأيي" .
وقد بحث علماء أهل السنة الأسباب التي تجعل من هذا التأويل تأويلا مقبولا، ومن الآخر تأويلا مردودا، وهي ما يمكن أن نصطلح عليه بمرتكزات التفريق بين التأويل المردود والتأويل المقبول، وسنحاول أن نعرض آراء هؤلاء العلماء وذلك لما تفصح عنه من دقة منهجية وأصالة علمية، وشمولية في التفكير، وفي معالجة القضايا المشكلة، ولما تتضمنه من موضوعية حقة تتحقق في أبحاث كثير من دعاة العلمية والموضوعية .
أولا : مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند ابن عطية (ت 671هـ) :(1/1549)
يرى ابن عطية أن السبب الرئيسي في جعل التأويل مردودا هو سبب منهجي، ذلك أن من يروم تفسير القرآن الكريم لابد أن يزود نفسه بجملة علوم ضرورية تمكنه من سبر أغوار الآيات والسور القرآنية والكشف عن معانيها وإدراك، أحكامها وفقه توجيهاتها، ومن ثم فإنه لا يجوز لكل ذي تخصص معين أن يفسر القرآن الكريم من جانب تخصصه فقط. فصاحب اللغة يفسر لغته، وصاحب النحو يفسر نحوه، وصاحب الفقه يفسر آيات الأحكام، فأصحاب الاختصاص بتعبيرنا اليوم، وأهل الجهة باصطلاح السلف الصالح، هم وحدهم الذين يجوز لهم تفسير ما لم يرد فيه نص من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة والتابعين. وهذا نص كلام ابن عطية في هذه المسألة : " ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ) ومعنى هذا : أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء، أواقتضته قوانين العلوم كالنجوم والأصول، وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته، والنحاة نحوه، والفقهاء معانيه ، ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر . فإن هذا القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه ".
وهنا تبدو المنهجية العلمية واضحة جلية، ويتضح أن تفسير القرآن الكريم ليس عملا هينا، بل هو عمل علمي جبار يحتاج إلى دراية، وخبرة وتمرس، فضلا عما يحتاجه المفسر من ملكات مبدعة وقدرات فذة، تمكنه من التفاعل مع الخطاب القرآني والتجاوب معه، مما يفتح الباب أمامه للكشف عن بعض حقائق الذكر الحكيم .
ثانيا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الإمام الطبري (ت310هـ) :(1/1550)
والإمام الطبري يحصر الأسباب التي تجعل التأويل مردودا في أسباب نصية داخلية، ذلك أن من النصوص ما لا يدرك علمها إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه النصوص يتعين التوقف عندها، ولا يقال فيها أبدا، لأن ذلك مجازفة علمية خطيرة، قد تفضي إلى تشويش العقيدة الإسلامية، وتحريف الشريعة وإدخال البدع والضلالات، وبالتالي إحلال الفرقة والخلاف بين المسلمين، ومن ثم نص الطبري في تفسيره على أن : " ما كان من تأويل أي القرآن الذي لا يدرك علمه إلا بنص بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بنصية الدلالة عليه، فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه، بل القائل في ذلك برأيه ـ وإن أصاب الحق فيه ـ فمخطئ فيما كان من فعله بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليست إصابة موقن أنه محق، وإنما هو إصابة خارص وظان، والقائل في دين الله بالظن، قائل على الله ما لم يعلم، وقد حرم الله جل ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون }.
فالقائل في تأويل كتاب الله الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي جعل الله إليه بيانه ، قائل بما لا يعلم، وإن وافق قيله ذلك في تاويله ما أراد الله به من معناه، لأن القائل فيه بغير علم، قائل على الله ما لا علم له به ".
وهذا النص يفصح عن عقلية منضبطة بمنطق علمي، وبمنهج ثابت الأصول والقواعد، قرره الكتاب والسنة، وأكدته أعمال وأبحاث السلف الصالح الذين كانوا يتورعون عن الخوض في ما لا علم لهم به، حتى أثرت عنهم كلمة "لا أدري" في كثير من القضايا والأمور التي استفتوا فيها، بل جعلوا "لا أدري" قاعدة ثابتة من قواعد المنهج الإسلامي في البحث ، فأثر عن الإمام مالك-رحمه الله- قوله : "العلم آية محكمة،
أو سنة مبينة ثابتة، أو : لا أدري" .(1/1551)
وليس في هذا حجر على العقول كما يزعم البعض، بل هو السبيل الأمثل للتوظيف الصحيح لكل الطاقات العقلية والفكرية والوجدانية التي حبانا الله بها، وهو التجرد للعلم وللحقيقة بحيث لا يكون الهوى أو الانتصار للمذهب هو الذي يتحكم ويرسم طريق البحث وتحصيل العلم والمعرفة . ومن هنا "دخل الإلتزام بكلمة "والله أعلم" . يثبتها علماء الإسلام بعد الذي يقدمون أو يدونون من علم، وتلقانا "والله اعلم" في تراث السلف الصالح ، فيتندر بها من لا يدرون أنها من تحرج العلماء، ولعلها التي تحمي الامة من جرأة من يجسر على ادعاء العلم بكل شيء، وما خشي نبينا صلى الله عليه وسلم على الدين إلا من آفته ( آفة الدين ثلاث : فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل ) ".
ثالثا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الإمام الغزالي (ت 505هـ) :
يرى الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ في كتابه الجامع "إحياء علوم الدين" أن النهي عن تأويل القرآن الكريم إنما هو نهي عن نوعين من التأويل وهما :
1- التأويل المذهبي الذي يحكم الرأي والهوى في تفسير القرآن الكريم بحيث يكون هذا الأخير تابعا لا متبوعا .
2- التأويل الذي يحمل المعنى فيه على ظاهر اللغة العربية .(1/1552)
ويفصل الإمام الغزالي القول في ذلك فيقول : "وأما النهي فإنه ينزل على أحد وجهين (أحدهما) : أن يكون له في الشيء رأي، وإليه ميل من طبعه وهواه فيتأول له من القرآن ذلك المعنى ، وهذا تارة يكون من العلم كالذي يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته، وهو يعلم أنه ليس المراد بالآية ذلك، ولكن يلبس به على خصمه، وتارة يكون مع الجهل برأيه وهواه، فيكون قد فسر برأيه، أي رأيه هو الذي حمله على ذلك التفسير، ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه، وتارة قد يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلا من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به. فهذه الفنون أحد وجهي المنع من التفسير بالرأي، ويكون المراد بالرأي الرأي الفاسد الموافق للهوى دون الاجتهاد الصحيح، والرأي يتناول الصحيح والفاسد، والموافق للهوى قد يخصص باسم الرأي.
والوجه الثاني: أن يتسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية، من غير استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن، وما فيه من الألفاظ المهمة والمبدلة، وما فيه من الاختصار والحذف، والإضمار والتقديم والتأخير، فمن لم يحكم ظاهر التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثر غلطه، ودخل في زمرة من يفسر بالرأي" .
وهذه الأسباب التي تحدث عنها الإمام الغزالي كلها أسباب خارجية وليست نصية، أي أنها غير نابعة من النص، بل هي أخطاء منهجية بتجاوزها إلى قواعد منهجية علمية وسليمة قد يصبح التأويل مقبولا من الناحية الشرعية أولا، ومن الناحية العقلية المنطقية ثانيا.
رابعا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الراغب الأصفهاني (ت 502هـ) :(1/1553)
تمشيا مع منهج أهل السنة في قضية التأويل، نجد الراغب الأصفهاني في كتابه " مقدمة التفسير" " لا يرفض التأويل بصفة كلية، بل يبين أن التأويل نوعان منه ماهو مردود مرفوض، ويصطلح عليه بالتأويل المستكره، ومنه ما هو مقبول ويصطلح عليه بالتأويل المنقاد، ويضرب أمثلة للتأويل المستكره، يمكن أن نستخلص منها الأسباب التي جعلته يكون مرفوضا من طرق هذا العالم الجليل ، ويمكن حصرها في أربعة أسباب منهجية خارجية عن النص وهي :
1- التلفيق بين لفظين كل منهما ورد في سياق مخالف للسياق الذي ورد فيه الآخر .
2- ما يفسر بحديث موضوع أو ضعيف ، واصطلح عليه بخبر مزور أو كالمزور .
3- ما يفسر تفسيرا لغويا متعسفا .
وهذا نص كلامه: " والتأويل نوعان مستكره ومنقاد. فالمستكره ما يستبشع إذا سبر بالحجة ... وذلك على أربعة أضرب. الأول أن يكون لفظ عام فيخصص في بعض ما يدخل تحته نحو قوله تعالى : {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين}، حمله بعض الناس على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقط. والثاني أن تلفق بين اثنين نحو قول من زعم أن الحيوانات كلها مكلفة بقوله تعالى : { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير }. وقد قال تعالى : { وما من دابة في الارض . ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم }. فدل بقوله أمم أمثالكم أنهم مكلفون كما نحن مكلفون . والثالث ما استعين فيه بخبر مزور أو كالمزور كقول بعضهم في قوله تعالى : { يوم يكشف عن ساق } عني به الجارحة مستدلا بحديث موضوع . والرابع ما يستعان فيه باستعارات واشتقاقات بعيدة كما قال بعض الناس في البقر إنه إنسان يبقر عن أسرار العلوم . وفي الهدهد إنه إنسان موصوف بجودة البحث".(1/1554)
ويبين بعد ذلك الراغب الأصفهاني المجالات العلمية التي يغلب عليها كل ضرب من هذه الأخطاء المنهجية الأربع فيقول : " فالأول أكثر ما يروج على المتفقهة الذين لم يقووا في معرفة الخاص والعام. والثاني على المتكلم الذي لم يقو في معرفة شرائط النظم. والثالث على صاحب الحديث الذي لم يتهذب في شرائط قبول الأخبار. والرابع على الأديب الذي لم يتهذب بشرائط الاستعارات والاشتقاقات" .
وأما التأويل المنقاد عند الراغب فهو التأويل المقبول، وهو ما سلم من عيوب التأويل المستكره، وهو مما قد يقع الخلاف فيه بين الراسخين في العلم. وموجبات الخلاف هنا هي غير موجبات الخلاف في التأويل المستكره، ذلك أنها هنا تكون كلها راجعة إلى النص ذاته، في حين نجدها في التأويل المستكره ترجع إلى أسباب منهجية خارجة عن النص، بل تكون مفروضة عليه وليست نابعة منه ولا هو يستدعيها، مما يؤدي إلى مفارقات غريبة في الإستنباط والنتائج . وفي ذلك يقول الأصفهاني : " والمنقاد من التأويل مالا يعرض فيه البشاعة المتقدمة، وقد يقع الخلاف فيه بين الراسخين في العلم لاحدى جهات ثلاث، وإما لاشتراك في اللفظ نحو قوله تعالى : { لا تدركه الأبصار } هل هو من بصر العين، أو من بصر القلب، أو لأمر راجع إلى النظم نحو قوله تعالى : { وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا }، هل هذا الإستثناء مقصور على المعطوف، أو مردود إليه وإلى المعطوف عليه معا. وإما لغموض المعنى، ووجازة اللفظ نحو قوله تعالى : { وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم }" .
ومن خلال هذه الدراسة المنهجية والتحليل العلمي للقضايا المشكلة، تبدو لنا الدقة المنهجية في البحث، والخبرة بتحليل النصوص وسبر أغوارها، مما يفصح عما كان يتمتع به الراغب الأصفهاني من عقلية علمية ومنهجية نحن أحوج ما نكون إليها اليوم .
خامسا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الزركشي (ت 794هـ) :(1/1555)
ينص الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن " على أن النهي عن التأويل، إنما اقتصر على المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وهذا هو السبب الداخلي أي النص الوحيد الذي يعتبره من موانع التأويل، أو من موجبات رده وعدم قبوله بل الأخذ به. وفي ذلك يقول :" النهي إنما انصرف إلى المتشابه منه لا إلى جميعه، كما قال تعالى : { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه }. لأن القرآن إنما نزل حجة على الخلق، فلو لم يجز التفسير لم تكن الحجة بالغة، فإذا كان كذلك جاز لمن عرف لغات العرب، وشأن النزول أن يفسره، وأما من كان من المكلفين ولم يعرف وجوه اللغة فلا يجوز أن يفسره إلا بمقدار ما سمع، فيكون ذلك على وجه الحكاية لا على سبيل التفسير، فلا بأس به، ولو أنه يعلم التفسير فأراد أن يستخرج من الآية حكمة أو دليلا لحكم فلا بأس به، ولو قال المراد من الآية كذا من غير أن يسمع شيئا فلا يحل، وهو الذي نهى عنه".
ويفهم من النص أن من التأويل ـ وهو الذي يصطلح عليه بالتأويل المردود ـ ما يكون محظورا على أهل الاختصاص ـ أو ما يعرف عند السلف الصالح بأهل الجهة ـ الخوض فيه . ومنه ما يجوز لهم الخوض فيه، ولكنه محظور على العوام ويدخل ضمنهم كل من لم يستكمل شروط المقسر العلمية والدينية .
أما الأسباب المنهجية الخارجية الموجهة لرد التأويل، وعدم الاخذ به فيحصرها الزركشي في سببين:
1- معارضة القرآن بالرأي والمذهب والهوى. وفيه يقول: فأما التأويل المخالف للآية والشرع فمحظور لأنه تأويل الجاهلين، مثل تأويل الروافض لقوله تعالى :{مرج البحرين يلتقيان} أنهما علي وفاطمة. ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) يعني الحسن والحسين - رضي الله عنهما - وكذلك قالوا في قوله تعالى : { وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل} إنه معاوية وغير ذلك".(1/1556)
2- الجهل بعلوم اللغة وبعلم أصول الفقه، وفي هذا السبب المنهجي يقول الزركشي : " وإذا تقرر ذلك فينزل قوله تعالى: ( من تكلم في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) على قسمين من هذه الأربعة :
أ- أحدهما : تفسير اللفظ لاحتياج المفسر له إلى التبحر في معرفة لسان العرب .
ب- الثاني : حمل اللفظ المحتمل على أحد معنييه، لاحتياج ذلك إلى معرفة أنواع من العلوم: علم العربية واللغة والتبحر فيهما، ومن علم الأصول ما يدرك به حدود الأشياء، وصيغ الأمر والنهي، والخبر والمجمل والمبين، والعموم والخصوص، والظاهر والمضمر، والمحكم والمتشابه والمؤول، والحقيقة والمجاز، والصريح والكتابة، والمطلق والمقيد".
سادسا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند ابن تيمية :
يرى الإمام ابن تيمية أن الأسباب الرئيسية في رد التأويل، وعدم الأخذ به تكمن في الأدوات المنهجية الموظفة في تفسير القرآن الكريم، والتي تفتقر إلى النزاهة والموضوعية العلمية، ويمكننا أن نجمل الأسباب في نقطتين :
1- عدم التقيد بمصادر التفسير المتفق عليها عند أهل السنة ، بحيث لا يقال في التفسير بالاجتهاد والرأي، إلا بعد أن يطلب تفسيرها في القرآن ثم في السنة، ثم في أقوال الصحابة، ثم في أقوال التابعين. فإذا استنفدنا البحث واستفرغنا الجهد في هذه المصادر كلها ولم نجد تفسيرا للآية أو السورة التي نروم تفسيرها، عندها فقط يجوز الإجتهاد في تفسيرها لمن توفرت فيه شروط الأهلية، واكتملت لديه وسائل الاجتهاد وأدواته، وهي ما يصطلح عليه السلف الصالح بعلوم الآلة، وهي علوم ضرورية لكل من يريد أن يفسر الذكر الحكيم .(1/1557)
وابن تيمية ينص في هذا السبب على أنه يتعين على من يشتغل بالتفسير أن لا يقول برأيه في آية ثبت تفسيرها من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومما ينبغي أن يعلم أن القرآن والحديث إذ عرف تفسيره من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى أقوال أهل اللغة فإنه قد عرف تفسيره، وما أريد بذلك من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم، ولهذا قال الفقهاء " الأسماء ثلاثة أنواع " نوع يعرف حده بالشرع كالصلاة والزكاة، ونوع يعرف حده باللغة كالشمس والقمر، ونوع يعرف حده بالعرف كلفظ القبض، ولفظ المعروف في قوله تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف ) ".
2- معارضة القرآن بالرأي والذوق والوجوه، في حين يتعين على المفسر أن لا يعارض القرآن إلى بالقرآن، أو بما صح من السنة التي تفسره وتوضحه، ولا يجوز إطلاقا ـ وذلك هو مذهب السلف ـ معارضته لا بالمعقول ولا بالقياس، ولا بالرأي ولا بالوجد، ولا بأي شيء من ذلك كله، فقد " كان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله، ولا قياسه ولا وجده. فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات، والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق، وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم... فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلا عن أن يقوم فيجب تقديم العقل والنقل ـ يعني القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين ـ إما أن يفوض وإما أن يؤول ... ولم يكن السلف يقبلون معارضة الآية إلا بآية أخرى تفسرها وتنسخها، أو بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفسرها، فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين القرآن وتدل عليه وتعبر عنه" .(1/1558)
وحتى لا ينخرم ما بنى عليه ابن تيمية حكمه ـ من أن السلف لم يكن يعرف لديهم معارضة القرآن بالعقل والرأي والذوق، أو الوجد والقياس ـ يناقش كيفية ظهور البدع الأولى، فيبين أن بدعة الخوارج لم تكن نتيجة معارضتهم القرآن الكريم بالرأي أو العقل أو القياس أو الوجد أو شيء من ذلك، بل كانت نتيجة سوء فهمهم للقرآن الكريم لا غير. وفي ذلك يقول ابن تيمية "وكانت البدع الأولى مثل " بدعة الخوارج " إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب ، إذ كان المؤمن هو البر التقي، قالوا : فمن لم يكن برا تقيا فهو كافر، وهو مخلد في النار، ثم قالوا : وعثمان وعلي ومن والاهما ليسوا بمؤمنين لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله ".
وحتى لا تضيع المقاييس أو تلتبس بغيرها، يبين الأصل والقاعدة المنهجية، الفاصلة والمميزة بين منهج أهل السنة في البحث العلمي، وبين منهج أهل البدعة، فأهل السنة لا يتكلمون في شيء من الدين إلا اتباعا لما جاء به أهل الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا أراد العالم السني معرفة شيء من الدين نظر في الكتاب والسنة، فهما المعين والمصدر الذي لا ينضب، وهما اللذان يمدانه بالمعرفة الحقيقية التي لا يحتاج بعدها إلى أي معرفة أخرى. كيف لا وهي معرفة تفجرت من عرش الرحمن، ورشحت على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أما أهل البدعة فهم يجعلون آراءهم ومواجيدهم وعقولهم وأذواقهم، هي الأصل الذي يستمدون منه تصورهم للوجود كله، ثم ينظرون في الكتاب والسنة فإن وجدوا فيهما ما يوافق مذهبهم، أو هواهم أو مواجيدهم، اتخذوه حجة على صحة مذهبهم وسلامة منزعهم، وإن وجدوهما يخالفان ما ذهبوا إليه، أعرضوا عنهما بدعوى تفويض أمره إلى الله تعالى، أو حرفوهما بدعوى التأويل.(1/1559)
يقول ابن تيمية : " فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلى تبعا لما جاء به الرسول، ولا يتقدم بين يديه، بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعا لقوله، وعلمه تبعا لأمره. فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين، لهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله، ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول، فمنه يتعلم وبه يتكلم، وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل، فهذا أصل أهل السنة .
وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول، بل على ما رأوه أو ذاقوه، ثم إن وجدوا السنة توافقهم وإلا لم يبالوا بذلك، فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا، أو حرفوها تأويلا" .
وابن تيمية إذ يحصر الأسباب التي تجعل التأويل مردودا في المنهجية المتبعة في التفسير - أي أنها كلها أسباب خارجية عن النص، وليست متولدة منه - ينطلق من قاعدة أساسية سطرها عند تحديد موقفه من التأويل، والتي تنص على أن كل ما في القرآن يستطيع أهل العلم وأهل الإختصاص الوقوف على معناه، وأنه ليس في القرآن ما لا يدرك علمه .
سابعا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند صاحب مقدمة "كتاب المباني " :
وهذا المؤلف المجهول ـ لذي يتضح لنا من طريقة معالجته لقضية التأويل أنه يتبنى منهج أهل السنة في التفسير ـ يرى أن السبب في رد التأويل هو سبب منهجي، ذلك أن المفسر قد يحمل معنى الآية على حديث معين، أو على معنى لغوي معين ثم يجزم بأن ذلك هو وحده مراد الله . والتعامل مع كتاب الله تعالى بهذه الصورة يعد من قلة الأدب، فضلا عما فيه من بعد عن الموضوعية، وعن البحث العلمي النزيه الذي لا يقر الآراء الشخصية ـ ولو كانت نابعة عن اجتهاد ودراسة وبحث ـ ويجعلها وحدها الصحيحة دون غيرها، فيعطل بذلك المسيرة العلمية التي هي مظنة الخصب الفكري، والنماء العلمي والمنهجي ". وقال بعض العلماء: ما روى في كراهة التفسير فعلى جهات:(1/1560)
أحداها: أن تفسر ذلك بأحاديث متفردة على الجزم والقطع، لا على أن ذلك كما روى، والآية تحتمل غيره، أو على الجهل بكلام العرب، وحجج العقول.
فأما على الوجه الآخر من اشتراط معاني لفظة من ألفاظ اللغة وأحكامه من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعميم خاصه وتخصيص عامه، وإجازة ما احتمل المعاني، ورد ذلك إلى أنه لا يجوز أن يكون أحد تلك المعاني بغير قطع، أو كلها إن كانت جائزة، ورد ذلك إلى الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لم يصمم على شيء من ذلك، وليس في ظاهر الآية دلالة عليه، فذلك هو الجائز ".
من خلال هذا العرض المفصل للأسباب النصية والمنهجية، أو الداخلية النابعة من النص، والخارجية المفروضة عليه من الخارج، وغير المنسجمة معه، يمكننا حصر أنواع التأويل الباطلة في النقط التالية:
1- التأويل مع الجهل بالعلوم الضرورية ـ أو ما يعرف بعلوم الآية ـ لكل من يروم تفسير الذكر الحكيم، وهي تبدأ بعلوم اللغة كلها مرورا بالسيرة والفقه وأصول الفقه، وانتهاء بعلوم القرآن كلها.
2- تأويل المتشابه من غير سند من الكتاب أو السنة .
3- حمل المعنى القرآني على ظاهر اللغة ، والتعسف في تفسيره تفسيرا لغويا بحتا من غير الرجوع إلى علوم القرآن والسيرة، والفقه وأصول الفقه، وإلى أقوال العلماء .
4- التفسير المذهبي الذي يحكم الرأي والهوى في تفسير القرآن الكريم، ومعارضته بالرأي أو العقل أو القياس، أو الوجد والذوق وغير ذلك.
5- تخصيص اللفظ القرآني العام من غير حجة أو دليل، فضلا عن أن السياق لا يحتمل تخصيصه .
6- التلفيق بين لفظتين كل منهما وردت في سياق مخالف للسياق الذي وردت فيه الأخرى .
7- عدم التقيد بمصادر التفسير وفق الترتيب المتفق عليه من طرف أهل السنة، حيث يفسر القرآن بالقرآن، فإن لم نجد فسرناه بالسنة، فإن لم نجد فسرناه بأقوال الصحابة، فإن لم نجد فبأقوال التابعين فإن لم نجد جاز الاجتهاد لمن توفرت فيه شروطه.(1/1561)
8- تفسير الآية من القرآن ثم القطع بأن ذلك هو مراد الله، وفي ذلك غلق لباب الإجتهاد فضلا عما فيه من قلة أدب في التعامل مع كلام الله سبحانه .
---
(1/1562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بدء درس شهري في التفسير للدكتور سعود الفنيسان وفقه الله
---
بدء درس شهري في التفسير للدكتور سعود الفنيسان وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2004, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سيبدأ بمشيئة الله درس التفسير للأستاذ الدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان - وفقه الله - وذلك أول ثلاثاء من كل شهر بجامع الشعيبي بالسلي - الرياض ابتداء من 6/4/1425هـ وحتى 5/9/1425هـ الساعة 7.05 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
وسيتم نقل هذا الدرس عبر موقع الإسلام اليوم عبر هذا الرابط
درس التفسير - موقع الإسلام اليوم (http://radio.islamtoday.net/finysaan.htm).
---
(1/1563)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أهم الكتب التي تحدثت عن الخلاف وأسبابه بين المفسرين ؟
---
ما هي أهم الكتب التي تحدثت عن الخلاف وأسبابه بين المفسرين ؟
---
أبو صفوت
09-08-2004, 08:15 PM
ما هي أهم الكتب التي تحدثت عن الخلاف وأسبابه بين المفسرين
جزاكم الله خيرا
---
الجندى
09-08-2004, 10:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله
هناك كتاب الاختلاف في التفسير حقيقته وأسبابه لد.وسيم فتح الله
مرفق مع مشاركتى هذا الكتاب
---
عبدالرحمن الشهري
09-10-2004, 09:13 AM
إضافة لما تفضل به الأخ الكريم الجندي هناك الكتب والبحوث التالية :
- اختلاف المفسرين - أسبابه وآثاره ، للأستاذ الدكتور سعود الفنيسان ، وهو مطبوع بدار إشبيليا في مجلد.
- أسباب اختلاف المفسرين ، للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع ، مكتبة العبيكان .
- الاختلاف المذهبي وأثره في التفسير للأخ الكريم الدكتور عبدالعزيز مصطفى علي كامل ، وهو رسالة دكتوراه بجامعة الأزهر عام 1423هـ .
- اختلاف المفسرين - أسبابه وضوابطه للدكتور أحمد الشرقاوي ، وتجده هنا في مكتبة شبكة التفسير (http://tafsir.org/books/open.php?cat=89&book=913&PHPSESSID=7f292597cf4d4fc7f275ff03595cd152).
- فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد بن سليمان الطيار ، في المبحث الخاص بأسباب الاختلاف ، وكلامه فيه جيد محرر ، يعد من السابقين إليه.
---
(1/1564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعراب القرآن لإسماعيل بن خلف .. هل من معلومات؟
---
إعراب القرآن لإسماعيل بن خلف .. هل من معلومات؟
---
النحوي الصغير
04-11-2007, 10:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أود الاستفسار عن كتاب: (إعراب القرآن) لإبي طاهر إسماعيل بن خلف، صاحب : العنوان والاكتفاء.. علمت أنه قد حقق منه من سورة الفاتحة حتى النساء، فهل الباقي موجود؟؟
ارجو منكم التكرم بالإفادة عنه، وعن أي مخطوط في إعراب القرآن
ولكم خالص الدعاء
---
(1/1565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > عرض لكتاب (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات) لمؤلفه أ.د.إبراهيم الدوسري
---
عرض لكتاب (معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات) لمؤلفه أ.د.إبراهيم الدوسري
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2005, 02:46 PM
صدر عن عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الكتاب الأول من السلسلة العلمية التي تعتزم العمادة إصدارها بعنوان (سلسلة معاجم المصطلحات) ، وهذا الكتاب هو:
معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات
تأليف الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض http://www.tafsir.net/images/musta.jpg
قَدَّم المؤلفُ - وفقه الله - للمعجم بِمُقدمةٍ أشار فيها إلى عنايةِ العلماء بكيفيات الألفاظ القرآنية ، وأساليب أدائها تلقياً وتدويناً عنايةً فائقةً ، وأَنَّهم دونوا فيها كتباً جَمَّة ،وأَنَّهم قد صنفوا مسائل الاتفاق في مصنفات التجويد ، في حين حظيت مصنفات القراءات بمسائل الاختلاف. وأشار إلى أَنَّ تلك المصنفات قد حفلت بِمُفردات كثيرة تعارف عليها علماءُ التجويد والقراءات ، وبعضها يَخفى على الباحثين ، بل رُبَّما خفي بعضها على بعض المتخصصين ، أو أشكل عليهم.(1/1566)
كما أشار إلى أَنَّه (طالما احتاجَ كثيرٌ من الباحثين في الدراسات القرآنية وغيرها إلى معرفة معاني مصطلحات التجويد والقراءات عند القراء ، مثل : النَّصِّ ، أهلِ الأداء ، القياس ، الاختيار ، الإرداف ، الانفرادة ، المفردة ، التحريرات ، التركيب ، التخليص ، الهمزة المطوَّلَة ، خيال الهمزة ، الإخفاء ، الاختلاس ، القَلْب ، الإضجاع ، الصفات اللازمة ، الصفات العارضة ، الصفات المميزة ، الصفات المُحَسّنة ، الخلاف الجائز ، الخلاف الواجب ، القراءات الشاذة ، مَدِّ التمكين ، مَدِّ الاعتبار ، الإرسال ، الترجيع ، الزَّمْزَمة ... الخ)[1]
وصف الكتاب وهدفه :
يَقع المعجم في 162 صفحة من القطع العادي ، وقد اشتمل على التعريف بأربعمائة مصطلح أو تزيد دون اعتبار المكرر ، وباعتباره ما يقارب الستمائة مصطلح ، ورتبه مؤلفه على الترتيب الهجائي الألفبائي دون اعتبار (ال) التعريف. وذكر أن الهدف من هذا المعجم حَصْرُ مصطلحات التجويد والقراءات ، وتحديدُ مدلولاتِها – على وجه الإيجاز – من خلال مصادر التجويد والقراءات.
عرض الكتاب :
بعد المقدمة عَرَّف المؤلف باختصارٍ شديدٍ عِلمَي التجويد والقراءات ، ثُمَّ أشارَ إلى الدراسات السابقةِ التي اطلع عليها فقال :
( وقعت مصطلحاتُ التجويد والقراءات في المؤلفات السابقة على مستوياتٍ ثلاثةٍ ، وهي :مصطلحات علم التجويد وعلم القراءات التي ذُكرت ضمن المؤلفات التي في علوم القرآن ، وذلك باعتبار التجويد والقراءات من أنواع علوم القرآن ، وقد ذكرت في ثنايا أكثرها على وجهٍ مُختصرٍ بِحُكم أَنَّها ليست مُختصةً بِها اختصاصاً دقيقاً.
مصطلحات علم التجويد وعلم القراءات التي ذُكرت ضمن المؤلفات المختصة بعلمي التجويد والقراءات ، ولا تكاد تَخلو تضاعيفُ مُؤلَّفٍ من مؤلفات التجويد والقراءات من التعريف ببعض المصطلحات ، وتُعَدُّ تلك المؤلفات أحد الروافد الأساسية لمادة هذا الكتاب.(1/1567)
مصطلحات علم التجويد وعلم القراءات التي أُفرِدَت لها مؤلفاتٌ خاصة بِهما معاً ، أو بأحدهما ، وقد وقفتُ على خَمسةٍ منها[2] ، وهي :
1- مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ لأبي الأصبغ عبدالعزيز بن علي بن محمد المعروف بابن الطحان الأندلسي(ت561هـ).
2- القواعد والإشارات في أصول القراءات ، لأبي الرضا أحمد بن عمر الحموي (ت791هـ).
3- الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات لأبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي(ت885هـ).
4- الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي بن محمد الضباع (ت1380هـ).
5- أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات لأحمد بن محمود عبدالسميع الحفيان)أ.هـ [3]
ثُمَّ بَيَّنَ أن معجمه من النوع الثالث ، ولذلك فقد تعرض لبيان أهم ما اشتملت عليه هذه الكتب الخمسة ، وأهم مزاياها لمعرفة مقدار الإضافة العلمية التي امتاز بها هذا المعجم فقال :
(1- مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ لأبي الأصبغ عبدالعزيز بن علي المعروف بابن الطحان الأندلسي (ت561هـ). يتضمن هذا الكتاب شرحاً موجزاً لعشرين أصلاً من أصول القراءات ، كالمد والإمالة والإدغام ، وقد بلغ عدد المفردات التي تناولها بالشرح اثنتين وثلاثين مفردة. ويمتاز هذا الكتاب بأنه أقدم كتاب وصل إلينا في شرح مصطلحات أصول القراءات ، وعليه عول من جاء بعده كما في المؤلفات التالية.(1/1568)
2- القواعد والإشارات في أصول القراءات لأبي الرضا أحمد بن عمر الحموي(ت791هـ). اعتمد الحموي في هذا الكتاب كل ما تضمنه مرشد المقارئ الآنف الذكر ، فذكر جميع المفردات الاثنتين والثلاثين التي ذكرها أبو الأصبغ ابن الطحان بحروفها مع زيادات طفيفة عند شرحها. وتكمن القيمة العلمية لهذا الكتاب فيما زاده من تقييدات في بعض أصول القراءات ، وبما أضافه في مقدمة كتابه وخاتمته ، حيث تحدث في أوله عن بعض المسائل المهمة في تفضيل بعض القرآن على بعض وفي معنى الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن وما يتصل بها من الموضوعات ، كما اختتم الكتاب بالحديث عن الحركات وأنواعها وأقسام السكون.
3- الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات لأبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي (ت885هـ). يتضمن تعريف علم القراءات وموضوعه وفائدته ، وشرح وسائل القراءات ومقاصدها على وجه الإيجاز. أما وسائل القراءات التي اعتمدها فهي : الأسانيد ، علم العربية ، الوقف والابتداء ، الفواصل ، مرسوم الخط ، الاستعاذة ، التكبير. وأما مقاصد القراءات فهي الأصول والفرش. ويمتاز هذا الكتاب ببيان علاقة بعض مصطلحات القراءات ببعض من خلال التقسيم والتفريع على وجه مختصر.
4- الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي بن محمد الضباع (ت1380هـ). ينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام : مقدمة ومقصد وخاتمة ، حيث تضمنت المقدمة فوائد مهمة يحتاج إليها القارئ والمقرئ ، وتضمن المقصد شرح سبعة وثلاثين مصطلحاً من أصول القراءات ، وتضمنت الخاتمة شرح أصول كل قراءة على حدتها. والحق أن هذا الكتاب يعد من أنفس المؤلفات في هذا المجال ، وذلك أنه استفاد ممن سبقه ولم يعتمد عليه اعتماداً كلياً ، بل إنه تميز بالدقة والتحرير ، فكشف عن معدن مؤلفه وأبان عن سعة اطلاعه ورسوخ قدمه في القراءات .(1/1569)
5- أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات لأحمد محمود عبدالسميع الحفيان. يشتمل أول هذا الكتاب على مباحث تمهيدية تناول فيها المؤلف تعريف القرآن الكريم وفن الأداء وفضل تلاوة القرآن الكريم وأهميته وتاريخه وما يتصل بذلك. وباقي الكتاب في مصطلحات التجويد والقراءات ، وقد بلغت عنده اثنين وستين مصطلحاً رئيسياً ، وفي ثناياها مصطلحات فرعية كثيرة. ثم ذيل الكتاب بمتن الدرة المضية في القراءات الثلاث لابن الجزري (ت832هـ) ، وبمباحث تكميلية في التكبير وختم القرآن الكريم وما يتصل بذلك)[4]
ثُمَّ بَيَّن مزية المعجم على الكتب التي أشار إليها فقال:(ويلحظ أن بعض هذه المؤلفات اقتصر على أصول القراءات ، وهي المؤلفات الأربعة الأولى : المرشد والقواعد والضوابط والإضاءة ، والبعض الآخر اقتصر على أشهرها ، وذلك ما احتوى عليه كتاب أشهر المصطلحات. وبذلك يتبين حاجة المكتبة القرآنية إلى تتبع جميع المصطلحات في التجويد والقراءات ، وذلك أهم ما يميز هذا البحث ، وهو أنه جرد لجميع مصطلحات التجويد والقراءات مشهورها ومغمورها وبيان مدلولاتها من مظانها ، وقد نيف مجموع ما اشتمل عليه هذا الكتاب على ستمائة مصطلح ، كما بلغ مجموع ما تم التعريف به من غير المكرر والمرادف زهاء أربعمائة مصطلح ، فلله الحمد والمنة. وثَمَّة أمور يمتاز بها هذا البحث أيضاً ، ومن أهمها :
- أنَّه جَمَعَ بين مصطلحات التجويد والقراءات فلم يفصل بينهما ، وتظهر قيمة هذه الميزة من حيث سهولة الوصول إلى أي مصطلح ، ومعرفة معناه دون حاجة إلى معرفة نوعه ، هل هو من علم التجويد أو من علم القراءات ؟ بينما لو فصلا لاحتيج – عند البحث – إلى خطوة سابقة ، وهي : هل المصطلح المراد من مصطلحات التجويد أو من القراءات ؟ وفي ذلك مشقة وعسر لما بين مصطلحات هذين العلمين من التداخل والاشتراك.(1/1570)
- ترتيب مواده ترتيباً معجمياً ، وفي ذلك ما لا يخفى من التيسير لمن أراد الرجوع إلى أي مصطلح من مصطلحات التجويد والقراءات.
- التوثيق الدقيق لكل مصطلح ومعناه ، مما يسهل الرجوع إلى مصادره المعتمدة ، ومما يطمئن القارئ على صحة المعلومات التي تضمنها البحث).[5]
منهج البحث:
(يعتمد هذا البحث على المنهج الاستقرائي ، وقد تم عرض مواده وفق التالي:
- استقراء المصطلحات من مصادرها عند علماء التجويد والقراءات ، وترك ما عداهما من مصطلحات علوم القرآن الأخرى ، إلا المصطلحات التي كثر استعمالها في هذين العلمين مثل مصطلح (رسم المصحف) (رؤوس الآي) ونحوهما ، مما يعد من علم الرسم وعلم عد الآي ، إلا أنها لشدة علاقتها بعلمي التجويد والقراءات ، ولكثرة استخدامها في مصادر التجويد والقراءات صارت كأنها جزء منهما ، فما كان من هذا القبيل فقد تم إدراجه في هذا المعجم ، ومن هذا القبيل ما كثر استعماله عند القراء من التعبيرات النحوية والصرفية ونحوهما مما قد يخفى على بعض القراء مثل (الإجراء) و (المكني).
- الاعتماد في تعريف المصطلحات على عرف القراء فحسب.
- توخي الدقة والوضوح من حيث تحديد المصطلح وتعريفه ، واستبعاد الحشو والتكرار.
- الاقتصار على التعريف ، وعدم الدخول في تفاصيل المسائل ، إلا فيما يخدم توضيح التعريف دونما استطراد.
- عدم تعريف المصطلح بالمرادف والأضداد ، إلا إذا كان لمزيد الإيضاح.(1/1571)
- إذا كان للمصطلح أكثر من معنى ذكرتها جميعها ، مرتبة حسب الشهرة ، وكثرة الاستعمال قدر الإمكان ، ولا يخفى على القارئ أن مفهوم المصطلح يختلف باختلاف سياقه وموضع استعماله ، فمثلاً مصطلح (التثقيل) – كما سيأتي – يستعمل في سياق التشديد والتخفيف ، بمعنى مخرج الحرف المنطوق به مشدداً ، لثقله على الناطق نحو تشديد الياء في ?إِيَّاك? ، ويستعمل في باب هاء الكناية مراداً به إشباع هاءات الكناية عن ابن كثير ومن وافقه ، ويستعمل في باب ميم الجمع مراداً به صلة ميم الجمع عن ابن كثير ومن وافقه ، ويستعمل في سياق الضم والإسكان مراداً به ما ضم أوسطه نحو (اليُسُر) و(العُسُر).
- إذا كان للمصطلح أكثر من اسم والمفهوم متفق عرفت به عند أشهرها وأكثرها استعمالاً ، ثم أردفت التعريف بذكر الأسماء الأخرى وجعلت كل واحد منها بين هلالين ، مع ذكرها في مواطنها من الكتاب مقرونة بالمصطلح الأساس المعرف به على وجه الإحالة – وإن كان بعده مباشرة أو قريباً منه – إلا إذا كان للمعنى للمصطلح الآخر معاني أخرى فإني أذكرها جميعها وإن تقدم بيان بعضها عند مرادفها ، مثل (الاختلاس) حيث ذكرت أنه يسمى بـ (الإخفاء) وبـ (الاختطاف) ، وحين ورد مصطلح (الإخفاء) في موضعه من المعجم لم أكتف بالإحالة ، بل عرفت به لأن له أكثر من معنى ، بينما حين ورد مصطلح (الاختطاف) في موضعه اكتفيت بالإحالة لأنه ليس له معنى آخر زائداً على الاختلاس المذكور هناك.
- إذا تضمن أحد المصطلحات شرحاً لتعريف آخر من مادته أو مرادفه فإني لا أعيد تعريفه في موضعه ، ولكن أحيل إليه ، مثل مصطلح (بنون) بينته في حروف الألف عند (الابنان) ثم أحلت إليه عندما ورد في حروف الباء.
- الإشارة إلى المصطلحات المستعملة عند المتقدمين بقولي : عند المتقدمين ، والمقصود بالمتقدمين أئمة القراء في القرون الخمسة الأولى على وجه التقريب.(1/1572)
- توثيق المادة العلمية توثيقاً دقيقاً من مصادرها المعتبرة في علم التجويد وعلم القراءات ، والرجوع عند الحاجة الضرورية إلى المصادر اللغوية ومصادر علوم القرآن الأخرى وغيرها ، فإن كان النقل من المصادر بالنص جعلته بين حاصرتين ، وإن كان بتصرف صدرت توثيقه بـ (انظر) دون جعله بين حاصرتين ، وغ، كان المرجع من كتاب محقق والكلام للمحقق ذكرت اسم محقق الكتاب أو عبارة (قسم الدراسة).
- كتابة الآيات على الرسم العثماني وضبطها وفق رواية حفص عن عاصم ، إلا إذا اقتضى السياق خلاف ذلك.
- لا أستعمل في الإحالات إذا تتابعت الاختصار مثل عبارة (المصدر السابق) ونحوها.
- الإحالة إلى المصادر الموثق منها باعتبار استعمالها المصطلح أو تعريفه أو إليهما معاً.
- استعمال المثال عند الحاجة إليه في التوضيح ، على أن هناك جملة من مصطلحات التجويد والقراءات تعجز أن تفصح عنها العبارة مهما بلغت من قوة البيان ، ولا يمكن بلوغ حقيقتها إلا بالمشافهة والتلقي.
- ترتيب المصطلحات ترتيباً هجائياً (أ ب ت ث ج ...)
- عدم الاعتبار بـ (ال) في أول المصطلح.
- ذكر مواد هذا المعجم حسب استعمالها ، فمثلاً (الإخفاء) يذكر في الهمزة وليس في الخاء ، وهكذا ترتيبها على هذا النحو.
- عند ذكر أي علم في البحث أتبعه بتاريخ وفاته بين هلالين وأرمز إلى تاريخ وفاته بحرف التاء وإلى السنة الهجرية بحرف الهاء هكذا (ت... هـ) ، فإن لم أقف على سنة وفاته أهملت ذلك ، كم أهملت ذلك من النصوص التي نقلتها من مصادرها دون تصرف.
- التزمت في المعجم ذكر المصادر والأسماء حسب الترتيب الزمني ، وأما في المراجع فاعتمدت الترتيب الهجائي) [6]
الحواشي :
[1] ص 5-6(1/1573)
[2] هناك معجم قريب من هذا المعجم هو (معجم علوم القرآن – علوم القرآن ، التفسير ، التجويد ، القراءات) لإبراهيم بن عمر الجرمي الذي صدر عن دار القلم بدمشق عام 1422هـ. وقد أشار إليه الشيخ فهد الوهبي وفقه الله في الملتقى في موضوعه معجم علوم القرآن للجرمي (عرض مختصر) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=11119#post11119)
[3] انظر ص 7-8
[4] ص 9- 11
[5] انظر :11-12
[6] انظر : 13-16
---
إبراهيم الدوسري
05-26-2005, 06:23 PM
أشكر لأصحاب الفضيلة ـ وعلى رأسهم المشرف العام الشيخ عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري ـ تعريفهم بهذا الكتاب ، راجيا من كافة الإخوة إبداء ما لديهم من ملحوظات على هذا الكتاب ، حيث ستكون محل العناية والاهتمام في الطبعات القادمة بمشيئة الله وعونه.
وسوف أشارك كل أسبوع إن شاء الله بجملة من مفردات هذا المعجم بغية إثراء الحوار العلمي الهادف البناء.
وفيما يلي أولى تلك المشاركات:
1. الائتناف = الابتداء .
2. الابتداء :
• الابتداء الحقيقي، وهو أول ما يظهر من المتكلم وليس قبله شيء، ويكون عند بدء القراءة فقط .
• معاودة القراءة بعد وقف، وعليه جرى عمل العلماء في تسمية (علم الوقف والابتداء)، حيث قدموا اسم (الوقف) على اسم (الابتداء)، لأن كلامهم في الوقف الناشئ عن الوصل، وفي الابتداء الناشئ عن الوقف وهو يستأنف بعده، ولذلك يُطلَق على الابتداء: (الائتناف)، وبذلك سمّى أبو جعفر النَّحَّاس (ت 338 هـ) كتابه (القطع والائتناف).
3. الإبدال :
• إقامة الألف والياء والواو مقام الهمزة عوضا عنها ، دون أن يبقى فيها شائبة من لفظ الهمز، ويُعَبَّر عنه بـ (تحويل الهمزة).
• جعل حرف مكان حرف آخر، والبدل فيها متوقف على السماع والرواية .
4. الابنان :(1/1574)
يُطلَق على ابن عامر الشامي (ت 118 هـ) وابن كثير المكّي (ت 120 هـ)، فإذا انضم إليهما من القراء الأربعة عشر ابن مُحَيصِن المكّي (ت 123 هـ) أُطلِق عليهم (البَنون) .
5. الأبوان :
يُطلَق على أبي عَمرو البصري (ت 154 هـ) وأبي جعفر المدني (130 هـ).
6. الإتمام = الإشباع .
7. الاثنان :
يُطلَق على ابن عامر الشامي (ت 118هـ) ونافع المدني (ت 169 هـ).
8. الإجازة :
الإذن للقارئ بإقراء رواية أو أكثر، ويشترط لها المشافهة، لأن في القراءات ما لا يحكم إلا بالمشافهة.
9. الإجراء :
الصرف والتنوين، و(المُجْرَى): المنون، نحو قراءة : (إن ثمودًا ) بالتنوين، وترك الإجراء عدم الصرف نحو(إن ثمودَ) .
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2005, 10:21 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور إبراهيم على هذا الجهد العلمي المشكور ، وقد أردت أن أورد بعض الأمثلة من المعجم ، غير أن فكرتكم أكمل وأكثر فائدة للجميع وفقكم الله وأعانكم.
- لفت نظري في المعجم تأخير الحواشي إلى آخر الكتاب ، وفي نظري أن الحواشي لو كانت في كل صفحة لكان أسهل على القارئ ، ولكن لعل لكم رأياً غاب عني .
---
عمار
05-26-2005, 10:32 PM
هل يمكن الحصول على نسخة "إلكترونية" من الكتاب؟! أتمنى أن نراها قريبا في مكتبة شبكة التفسير كي ينتفع الجميع بها...خاصة مَنْ يسكن في أقصى الأرض!
جزاكم الله خيرا
---
الراية
05-27-2005, 06:14 PM
ما المكتبة التي نجد فيها هذا الكتاب ؟
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2005, 07:28 PM(1/1575)
الكتاب طبعته عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وقد أخبَرني فضيلةُ عميد البحث العلمي بأنَّهم بصدد طرحه للبيع في مركز بيع الكتب بالمكتبة المركزية بالجامعة قريباً بعد أن اتفقوا على تحديد سعره مع غيره من الكتب المطبوعة حديثاً. ولا أدري عن بيع مطبوعات جامعة الإمام في المكتبات التجارية ، فحسب علمي أنك لا تجد مطبوعات الجامعة إلا في مكتبتها ، ولعل للدكتور إبراهيم الدوسري وفقه الله رأياً في طرح المعجم للبيع في المكتبات التجارية كالرشد وغيرها ليتمكن الجميع من شرائه.
---
الراية
05-27-2005, 10:21 PM
جزيت خيرا
وبنتظار الخبر المفرح عن وجوده في المكتبات
---
إبراهيم الدوسري
05-29-2005, 07:54 PM
أشكر لأصحاب الفضيلة تفاعلهم مع هذا الكتاب .
وفيما يتعلق بالحواشي في آخر الكتاب فإنه جانب فني ، والقصد منه التخفيف على القارئ وعدم إثقال كاهله بها، وهي محل إعادة نظر إذا رغب القراء ذلك.
وأما عن نشره اكترونيا فهذا متوقف على موافقة عمادة البحث العلمي ، ولا ما نع لدي من نشره إذا استأذن القائمون على هذا الملتقى _ جزاهم الله خيرا _ العمادة في ذلك.
والمساعي جارية على توسيع نشره في دور النشر بمشيئة الله وعونه..
---
عبدالرحمن الشهري
06-10-2005, 01:39 AM
شكر الله للدكتور إبراهيم الدوسري هذا النبل واللطف والتعاون العلمي مع طلابه. وقد عرضت الأمر على سعادة عميد البحث العلمي الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي - حفظه الله - فأبدى استعداده وموافقته على ما يراه الدكتور إبراهيم الدوسري لنشره في المكتبات التجارية.
---
أبو المعتز القرشي
06-10-2005, 03:00 AM
الشيخ إبراهيم الدوسري متعه الله بالعافية
نفع الله بكم وبعلمكم
وثناء عاطر للمشرف الماهر الشيخ عبد الرحمن الشهري
---
أبو حسن
07-15-2006, 01:04 AM
جزى الله الشيخ خيرا على هذا الكتاب
---(1/1576)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآبة الكريمة رقم 18 من سورة النمل
---
الآبة الكريمة رقم 18 من سورة النمل
---
عبد الله عبد الفتاح
08-19-2003, 10:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الحق تبارك وتعالى الواحد الأحد الذي لا ند له ولا نظير
وأصلي وأسلم على عبده ورسوله سيد الخلق كافة ، وإمام الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين
وأشهد ألا إله إلا هو تبارك وتعالى وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله
اللهم صلى وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وعلى أصحابه ، وعلى التابعين ، وعلى تابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد , , ,
هل النملة التي تحدثت إلى أهلها وأمرتهم بالدخول إلى مساكنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
" حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم وجنوده وهم لا يشعرون *
صدق الله العظيم ( النمل18)
سمعت أحد المفسرين يقول أن الحق عز وجل لم يكن يعني في هذه الآية الكريمة بلفظ النملة " الحشرة المعروفة " بل كان يقصد بهذا اللفظ بشرا ضعافا لا حول لهم ولا قوة مع أنهم كثيرون في العدد كالنمل .
هل أخطأ هذا المفسر أم أصاب ؟
مع بالغ الشكر والاحترام
وأختم حديثي بالصلاة على سيد الخلق كافة وعلى آله وصحبه أجمعين
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2003, 11:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم وفقك الله.
أشكرك على أسئلتك النافعة بارك الله فيك.
النملة المقصودة في الآية كما ذكر كل من قرأت له في التفسير من السلف وغيرهم هي اسم جنس للحشرات الصغيرة المعروفة ذات الستة أرجل. التي تسكن في شقوق من الأرض. وهي أصناف متفاوتة في الحجم ، والواحد منه نملة بتاء الوحدة. فكلمة نملة لا تدل على إلا على فرد واحد من هذا النوع دون دلالة على تذكير ولا تأنيث.(1/1577)
والأصل أن يحمل كلام الله سبحانه وتعالى على المشهور المعروف في كلام العرب ، والنملة في كلامهم هي تلك الحشرة التي تقدم وصفها.
وأما القول الذي نقلته فلم أجد من قال به. والله أعلم.
---
(1/1578)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب
---
نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب
---
أحمد بزوي الضاوي
03-20-2007, 03:36 PM
إن الدراسة النصية لتفسير " في ظلال القرآن" تكشف عن أساس منهجي التزمه سيد قطب في تفسير كل سور القرآن الكريم، مكيها ومدنيها، طويلها وقصيرها مع بعض التغييرات التي تفرضها طبيعة كل سورة من سور القرآن الكريم.
وهذا الأساس المنهجي هو ما يمكننا ان نصطلح عليه بالوحدة النسقية للسورة القرآنية، عوضا عن الوحدة الموضوعية والعضوية التي لا تفي بوصف حقيقة وواقع الخطاب القرآني كما أنها توحي بمشابهته للنصوص الأدبية والفكرية التي يبدعها أو يؤلفها البشر، ومعنى ذلك أنها لا تحفظ للنص قدسيته، وهي من كليات العقيدة الإسلامية.
ومن خلال دراستنا لتفسير " في ظلال القرآن" يمكننا ان نحدد معالم الوحدة النسقية للسورة القرآنية في ما يلي :
1- السورة القرآنية وهي: نسق كلي ومتكامل وهي تتكون من:
I. المقاطع: وهي تشكل وحدة تصورية، أو فكرة شمولية، أو مشهدا متكاملا حسب طبيعة النص القرآني.
II. البنيات: وهي عبارة عن أفكار ثانوية، أو لقطات من مشهد.
III. العناصر: وهي متضمنة لأساسيات المعنى وحاملة لكل جزئيات السورة القرآنية، ولكل صور المشهد.
و "في ظلال القرآن" هو في الواقع محاولة جادة لقول هذا التصور النسقي، فنجد سيد قطب يفسر السورة القرآنية الكريمة تفسيرا يبين عن تناسق وانسجام عناصرها ومكوناتها، من أجل ذلك فإنه يلتزم اتباع خطوات منهجية ثابتة في تفسير كل سور القرآن الكريم .
1- قسم سيد قطب تفسيره "في ظلال القرآن" إلى ثلاثين جزءا، يتناول في مجموعها كل سور القرآن الكريم، وذلك على الترتيب الذي جاءت به في المصحف العثماني.(1/1579)
2- وضع مقدمة عامة لتفسيره شغلت حوالي ثماني صفحات (من الصفحة 11 إلى الصفحة 18).
3. باشر تفسير سورة الفاتحة، وذلك دون أن يقدم للجزء الذي يعنى بتفسيره، مما يجعلنا نشعر أنه يعتبر المقدمة العامة وتفسير سورة الفاتحة مدخلا رئيسيا لتفسيره " في ظلال القرآن" إذ ضمنها الأسس الفكرية التي قام عليها هذا التفسير. ثم شرع بعد ذلك في تناول كل جزء من أجزاء القرآن الكريم على حدة.
4- يقدم للجزء الذي يعنى بتفسيره بمقدمة يستعرض فيها طبيعته وخصائصه، كما يحاول فيها أن يربط بينه وبين الجزء الذي سبقه، ونمثل لذلك بربطه بين الجزء الأول والجزء الثاني من سورة البقرة : « ومن مراجعة هذا الجزء بالإضافة إلى الجزء الأول من السورة ندرك طبيعة المعركة التي كان يخوضها القرآن...»(1) .
5- يقسم سيد قطب الجزء إلى السور أو الآيات المكونة له إذا كانت السورة طويلة، وتشغل أكثر من جزء، نحو سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام.
6- السور أو الآيات المكونة للجزء تقسم إلى مقاطع، كل مقطع يتضمن مجموعة من الآيات تطول أو تقصر، والرابط بينها طبيعة الموضوع، أو ألأفكار أو الأحكام والتشريعات، أو التوجيهات والعبر والمواعظ، او المشاهد والظلال، أو الإطار القصصي، ومن ثم فإن كل مقطع يشكل وحدة تميزه عن المقطع الذي يسبقه والذي يليه، ويؤدي دورا لا غنى للسياق عنه، ولا يمكن لبناء السورة أن يستقيم بدونه، سواء من الناحية التصورية أو من الناحية الأسلوبية الجمالية.
7- يقدم للمقطع بمقدمة يتناول فيها أهم الأفكارأو الموضوعات أو التصورات أو التشريعات، أو العبر والمواعظ التي عرضها المقطع، كما أن مقدمة المقطع تكون عبارة عن جسر يصل بين المقاطع مما يجعل السورة تشكل وحدة نسقية.(1/1580)
والملاحظ أن هناك تنوعا في المصطلح الذي يستخدمه سيد قطب عند مباشرة عملية تفسير السور القرآنية. ففي بعض السور، خاصة المدنية، نجده يستخدم مصطلح : المقطع - القطاع - الدرس - المشهد، وفي بعض السور المكية نحو سورة الأنعام، والأعراف، والجزء الثلاثين من التفسير، نجد مصطلحات أخرى وهي : الموجة - الموجات - اللمسة - الجولة. وهذا التغير في المصطلح له دلالته، فهو ليس عملية اعتباطية، ولا ارتجالية، وإنما هو تعبير عن اختلاف الأسلوب العام للسور القرآنية، واختلاف طريقة معالجتها لموضوعها المحوري، مما يجعل كل واحدة من السور ذات شخصية متميزة، وهذا التمايز في الشخصية يفرض تمايزا آخر في الطريقة والمنهج الذي يستخدمه المفسر وهو يباشر عملية تفسير سور القرآن الكريم. وهذا حسب ظننا تطبيق لأساس منهجي أصيل نص عليه أهل السنة عندما وضعوا منهجهم ونظريتهم لتفسير القرآن الكريم، وهو الذي اصطلحوا عليه "بمطابقة المفسر" ومعناه كما أثبته الإمام السيوطي (849هـ / 911هـ) في كتابه "الإتقان" : «أن يتحرز في ذلك من نقص عما يحتاج إليه إيضاح المعنى أو زيادة لا تليق بالغرض، ومن كون المفسر فيه زيغ عن المعنى، وعدول عن طريقه، وعليه بمراعاة المعنى الحقيقي، ومراعاة التأليف والغرض الذي سبق الكلام، وأن يؤاخى بين المفردات.»(1).(1/1581)
8- والمقطع: ينقسم إلى بنيات، وهذه البنيات هي عبارة عن جملة آيات تعالج قضية واحدة، أو تعرض مشهدا واحدا متكاملا، وهي ذاتها يقدم لها بمقدمة صغيرة يذكر فيها بمحتوى البنية السابقة كنوع من الربط بين بنيات المقطع. ثم بورد موجز ما تضمنته البنية من أفكار وموضوعات، وقد يعالج خصيصة من خصائص الأسلوب القرآني تكون بارزة في الآيات الكريمة المشكلة للبنية التي ينصب عليها التفسير. وبهذه الطريقة تبدو البنية وكأنها وحدة مستقلة، وهي كذلك كما لا يمكن للسياق أن يستغني عنها، ولكنها مع ذلك لا تكتسب قيمتها الدلالية إلا بارتباطها بباقي البنيات المكونة للمقطع. ومن ثم فإن البنية ضرورية للسياق، وهي أيضا محتاجة إليه لأنها تأتي ملتحمة به التحاما وثيقا لا فكاك لها عنه. وقد كان سيد قطب يعي ذلك، ويعبر عنه في بعض الأحيان، من ذلك ما قاله عند تفسيره لقوله تعالى :
( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة:196) .(1/1582)
« وأول ما يلاحظ في بناء الآية هو تلك الدقة التعبيرية في معرض التشريع، وتقسيم الفقرات في الآية لتستقل ببيان الحكم الذي تستهدفه، ومجيء الاستدراكات على كل حكم قبل الانتقال إلى الحكم التالي، ثم ربط هذا كله في النهاية بالتقوى ومخافة الله»(1) .
ونستخلص من هذا النص أن سيد قطب كان على وعي تام بأن الآية تشكل وحدة متكاملة وهي تنقسم إلى فقرات وهي التي اصطلحنا على تسميتها بعناصر البنية، وهي حاملة لأساس المعنى. فمضمونها يكون عبارة عن فكرة واحدة، أو حكم واحد، أو لقطة واحدة من مشهد، وهذا يعني أن السورة القرآنية الكريمة تشكل وحدة متكاملة وهي ما أسميناه بالوحدة النسقية تمييزا لها عن الوحدة الموضوعية أو العضوية التي لا تنطبق على القرآن الكريم، لأنها تجعله مشابها لكلام البشر. والمقاطع أيضا تشكل وحدة ترتبط في ما بينها مكونة السورة القرآنية.
9- العناصر: وهي أصغر وحدة تفسيرية، ويتكون كل عنصر من آية صغيرة أو جزء من آية، ويكون متضمنا أساس معنى النص القرآني، وهو يشكل في العادة فكرة، أو موعظة، أو حكما فقهيا، إن كان يتعلق بمقطع أو قطاع أو درس - على اختلاف اصطلاحات سيد قطب. بينما تشكل لقطة أو صورة إن كان الأمر يتعلق بمشهد من مشاهد القرآن الكريم، وهذه العناصر في مجموعها تكون بنية، ومجموع البنيات تكون مقطعا، ومجموع المقاطع تكون سورة، ومجموع السور تشكل القرآن الكريم، فالسور تتناول موضوعات متعددة ومتنوعة، ولكنها متلاحمة ومتناسقة بحيث تشكل وحدة شاملة، والرابط « بينها جميعا هو هذا الهدف الأصيل الذي جاء القرآن كله لتحقيقه، إنشاء أمة، وإقامة دولة، وتنظيم مجتمع على أساس من عقيدة خاصة، وتصور معين، وبناء جديد، الأصل فيه إفراد الله - سبحانه - بالألوهية والربوبية، والقوامة والسلطان، وتلقي منهج الحياة، وشريعتها، ونظامها، وموازينها، وقيمها منه وحده بلا شريك»(1).(1/1583)
هكذا تناول سيد قطب القرآن الكريم في تفسيره بإيمان صادق، وعقلية متفتحة، وفكر شمولي، ومنهج مدروس نابع من القرآن، ويترجم عن القرآن، ويهدف إلى إدماج المسلم المعاصر في أجوائه ليفهمه ويستوعبه ويعيشه، ويتحرك به.
10- عملية التفسير عند سيد قطب تأخذ بعدها المنهجي عبر ثلاث مراحل أساسية :
أ- التجميع.
ب- التفصيل.
ح- إعادة التجميع.
وهذه الخطوات المنهجية الثلاث تتحكم في التفسير كله، وتطبق بدقة بالغة وبعناية فائقة، وبوعي وبعلم. بل إننا نجدها تطبق في كل مستويات التفسير، في الجزء، وفي السورة، وفي المقاطع، وفي البنيات، وفي العناصر، وتطبق بتناسب مع كل مستوى من مستويات التفسير، فالجزء تجد سيد قطب يبدأه بمقدمة قد تقصر أو تطول، أهم مضامينها التذكير بما ورد في الجزء السابق كنوع من الربط بين أجزاء التفسير، ثم ذكر مكونات الجزء، والحديث عن طبيعة وخصائص السور أو الآيات التي يتكون منها، كذلك الشأن بالنسبة للسورة فإنه يقدم لها بمقدمة يتناول فيها المحور الذي تدور عليه، وموضوعه أو موضوعاته التي تعالجها، كما أنه قد يشير إلى بعض جوانب الإعجاز فيها ويلمح إلى جمالية أسلوبها، وقد يناقش فيها مكية أو مدنية السورة، أو بعض آياتها، ويختار ما يراه صحيحا، كما يعرف فيها بالأجواء العامة التي نزلت فيها السورة، والظروف والملابسات التي واكبت نزولها. ومن ثم فإن مقدمة السورة تعتبر تعريفا بها وبخصائصها وبملامحها، وغالبا ما يختم سيد قطب تفسيره بخاتمة قصيرة يربط فيها بين أولها وآخرها، ويوضح فيها تناسق وتناغم الخاتمة مع الموضوع الأساسي أو المحاور الأساسية للسورة، وكل ذلك يقوم دليلا على وعيه التام والكامل بالوحدة النسقية للسورة القرآنية الكريمة.(1/1584)
واما المقاطع فإنه يقدم لها بمقدمة يعرض فيها أهم الأفكار والموضوعات التي تعالجها، وفي ختام كل مقطع -تقريبا- يورد خاتمة صغيرة هي عبارة عن خلاصة المقطع التي يمكن أن يخرج بها القارئ بعد التفسير التفصيلي أو التشريحي للمقطع. فعملية التفسير إذن تبدأ من الدراسة الإجمالية أو التفسير الإجمالي للسورة القرآنية الكريمة، لتنطلق إلى الدراسة التفصيلة أو الشرح أو التفسير التفصيلي، ثم في نهاية كل مقطع أو كل سورة أو كل جزء نجدنا نعود إلى عملية التجميع بحيث تشكل السورة نسقا متكاملا.
وهذه المكونات النسقية توجد بينها علاقات معجزة، فهي ليست وشائح منطقية ولا موضوعية، ولكنها شيء رباني عجيب ومعجز، بيان إلهي استطاع سيد قطب - بفتح من الله - الوقوف على عناصره ومكوناته.
والتصور النسقي للسورة القرآنية يمكننا من القيام بجولة ربانية في أجواء إيمانية عطرة، نستخلص منها الأمان والطمأنينة، والعظمة والاعتبار، ونستحضر فيها أنعم وآلاء ربنا - جل وعلا- على المخلوقات كلها، وعلى الإنسان خاصة، ونقف من خلالها على أهمية الإنسان في هذا الكون، وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ألا وهي مسئولية الخلافة والاستخلاف.
---
أيمن صالح شعبان
03-20-2007, 08:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لفضيلة الدكتور أحمد بزوي الضاوي حفظه الله هذا التحليل العام لهذا التفسير الذي هو من المنن وفتح الكريم وأرغب أن أطلب من سيادته وضع هيكل تفصيلي عن هذا الإطار العام للتفسير والغرض منه كتابة القرءان ورسم الكلمات بإبراز الكلمات التي قد تعين القارئ على التدبر فلو تكرم بوضع مقالة تفصيلية عن المقاطع المذكورة في الخطوة المنهجية رقم (6)(1/1585)
السور أو الآيات المكونة للجزء تقسم إلى مقاطع، كل مقطع يتضمن مجموعة من الآيات تطول أو تقصر، والرابط بينها طبيعة الموضوع، أو ألأفكار أو الأحكام والتشريعات، أو التوجيهات والعبر والمواعظ، او المشاهد والظلال، أو الإطار القصصي، ومن ثم فإن كل مقطع يشكل وحدة تميزه عن المقطع الذي يسبقه والذي يليه، ويؤدي دورا لا غنى للسياق عنه، ولا يمكن لبناء السورة أن يستقيم بدونه، سواء من الناحية التصورية أو من الناحية الأسلوبية الجمالية.
__________
فلو كان في وقت سيادتكم ما أطمع فيه ببذل ما طلبت من فاتحة الكتاب إلى سورة الناس أو ترشيح إحدى المؤلفات التي تحوي هذه العناصر والمقاطع على شيء من التفصيل غير الموسع
وتفضل قبول وافر الاحترام والتقدير.
محبكم
---
أحمد بزوي الضاوي
03-23-2007, 12:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ أيمن صالح شعبان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لنا سبل التواصل عبر هذا الموقع المبارك ، شاكرا لفضيلتكم تواصلكم و حسن ظنكم ، واستجابة لطلبكم فإني أحيلكم على الروابط التالية :
1- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6397 : منهج سيد قطب في التفسير " الدراسة الإجمالية للسورة " .
2- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6398 : منهج سيد قطب في التفسير " الدراسة التفصيلية للسورة، و التفسير الموضوعي " .
3- http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6233 : الأسس المنهجية لتفسير " في ظلال القرآن" لسيد قطب.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6232 : الأسس الفكرية لتفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أيمن صالح شعبان
03-24-2007, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1586)
أشكر لفضيلتكم هذه الأبحاث الجياد وأشكر لفضلتكم حرصكم على إفادتي وتلبية طلبي وهذا من نبل أخلاق وكرم فضيلتكم ولا يستغرب هذا من أمثالكم، أرباب العلم والتخصص والأدب.
وتقبل وافر الاحترام والحب والتقدير
---
أحمد بزوي الضاوي
04-04-2007, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل : أيمن صالح شعبان .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتم أهل الجزاء و الإحسان ، شاكرا لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم ، مع أمل التعاون أكثر لما فيه خدمة هذه الأمة .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/1587)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسانيد التفسير ( إجابة على سؤال عن صحيفة ابن أبي طلحة / إجابات على ملتقى أهل الحديث )
---
أسانيد التفسير ( إجابة على سؤال عن صحيفة ابن أبي طلحة / إجابات على ملتقى أهل الحديث )
---
مساعد الطيار
05-08-2003, 05:34 PM
إن الحديث عن تفسير علي بن أبي طلحة يدخل في منظومة موضوع عامٍّ ، وهو أسانيد روايات التفسير .
ومما قد لا يخفى أن التفسير قد نُقِلَ بروايات يحكم علماء الحديث عليها بالضعف أو ما هو أشد منه ، لكن الذي قد يخفى هو كيفية تعامل هؤلاء العلماء مع هذه الروايات في علم التفسير .
ولتصوير الحال الكائنة في هذه الروايات ، فإنك ستجد الأمر ينقسم بين المعاصرين وبين السابقين.
فالفريق الأول : بعض المعاصرين يدعو إلى التشدد في التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
والفريق الثاني : جمهور علماء الأمة من المحدثين والمفسرين وغيرهم ممن تلقَّى التفسير واستفاد من تلك الروايات ، بل قد اعتمدها في فهم كلام الله .
هذه صورة المسألة عندي ، والظاهر أن الاستفادة من هذه المرويات ، وعدم التشدد في نقدها إسناديًا هو الصواب ، وإليك الدليل على ذلك :
1 ـ أنك لا تكاد تجد مفسرًا من المفسرين اطرح جملة من هذه الروايات بالكلية ، بل قد يطرح أحدها لرأيه بعدم صحة الاعتماد عليها ، ومن أشهر الروايات التي يُمثَّل بها هنا رواية محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس .
2 ـ أن المفسرين اعتمدوا اعتمادًا واضحًا على هذه المرويات ، سواءً أكانوا من المحررين فيه كالإمام الطبري وابن كثير ، أم كانوا من نَقَلَةِ التفسير كعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم .
وهؤلاء قد أطبقوا على روايتها بلا نكير ، مع علمهم التام بما فيها من الضعف.(1/1588)
ولا يقال كما قد قال من قال : إن منهج الإمام الطبري في هذه الروايات الإسناد ، وإن ليس من منهجه الصحة اعتمادً على قاعدة من أسند فقد أحالك .
ففي هذه المقولة غفلة واضحة عن منهج الإمام الطبري الذي لم ينصَّ أبدًا على هذا المنهج في تفسيره ، والذي اعتمد على هذه المرويات في بيان معاني كلام الله ، وفي الترجيح بين أقوال المفسرين ، ولم يتأخر عن ذلك إلا في مواضع قليلة جدًّا لا تمثِّل منهجًا له في نقد أسانيد التفسير ، أعني أنَّ الصبغة العامة رواية هذه الآثار والاعتماد عليها في بيان كلام الله .
وقس على الإمام الطبري غيره من المفسرين الذين اعتمدوا هذه المرويات في التفسير .
3 ـ أنَّ أئمة المحدثين لهم كلام واضح بين في قبول هذه الروايات واحتمالها والاعتماد عليها ؛ لأنهم يفرقون بين أسانيد الحلال والحرام وأسانيد غيرها من حيث التشديد والتساهل ، ونصوصهم في ذلك واضحة ، ومن ذلك :
قال عبد الرحمن بن مهدي:(إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال = تساهلنا في الأسانيد ، وتسامحنا في الرجال . وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام = تشدَّدنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال)[ دلائل النبوة ، للبيهقي ، تحقيق : الدكتور عبد المعطي قلعجي ( 1 : 34 )].
وقد انجرَّ هذا التَّساهل على روايات التفسير ، فاحتملوا قومًا معروفين بضعفهم في نقل الحديث ، فقبلوا عنهم ـ من حيث الجملة ـ رواياتهم ، قال يحيى بن سعيد القطان : تساهلوا في التفسير عن قومٍ لا يوثِّقونهم في الحديث ، ثمَّ ذكر ليث بن أبي سليم ، وجويبر بن سعيد ، والضحاك ، ومحمد بن السائب ؛ يعني : الكلبي .
وقال : هؤلاء يُحمد حديثهم ( كذا ، ولعل الصواب : لا يحمد ) ، ويُكتب التفسير عنهم.[ دلائل النبوة ، للبيهقي ، تحقيق : الدكتور عبد المعطي قلعجي ( 1 : 35 ـ 37 ) ].(1/1589)
وقال البيهقيُّ ( ت : 458 ) :( … وأما النوع الثاني من الأخبار ، فهي أحاديث اتفق أهل العلم بالحديث على ضعف مخرجها ، وهذا النوع على ضربين :
ضرب رواه من كان معروفًا بوضع الحديث والكذب فيه ، فهذا الضرب لا يكون مستعملاً في شيء من أمور الدين إلا على وجه التليين … .
وضرب لا يكون راويهِ متَّهمًا بالوضع ، غير أنه عُرفَ بسوء الحفظِ وكثرة الغلطِ في روايته ، أو يكون مجهولاً لم يثبت من عدالته وشرائط قبول خبره ما يوجب القبول .
فهذا الضرب من الأحاديث لا يكون مستعملاً في الأحكام ، كما لا تكون شهادة من هذه صفته مقبولةً عند الحكَّام . وقد يُستعمل في الدعوات ، والترغيب والترهيب ، والتفسير ، والمغازي ؛ فيما لا يتعلق به حكمٌ )[ دلائل النبوة ، للبيهقي ، تحقيق : الدكتور عبد المعطي قلعجي ( 1 : 33 ـ 34 )].
4 ـ ومما يُعلمُ من نقد الأسانيد أنَّ المحدِّثينَ قد فرَّقوا في نقدِهم لبعض الأعلامِ ، فجعلوه في نقل الحديث من المجروحين المتكلَّمِ فيهم ، وأثنوا عليه في علمٍ برعَ هو فيه ، بل قد يكون فيه إمامًا يُؤخذُ قوله في ذلك العلم ، وهذا يعني أنَّ تضعيفه في روايةِ الحديث لم ينجرَّ إلى تضعيفه في ذلك العلمِ الآخرِ ، ومن الأمثلة التي يمكنُ أن تُضربَ في هذا ما يأتي :
1 ـ عاصم بن أبي النَّجود الكوفي ( ت : 128 ) ، قال عنه ابن حجر العسقلاني ( ت : 852 ) :( صدوق له أوهام ، حجة في القراءة ، وحديثه في الصحيحين مقرون)[ تقريب لاتهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، تحقيق : صغير أحمد الباكستاني ( ص : 471 )].
2 ـ حفص بن سليمان الأسدي ( ت : 180 ) الراوي عن عاصم بن أبي النَّجود ( ت : 128 ) ، قال عنه الذَّهبي ( ت : 748 ) ـ بعد أن ذكر جرح علماء الحديث فيه :( قلت : أما في القراءةِ ، فثقة ثبت ضابط ، بخلاف حاله في الحديث)[ معرفة القراء الكبار ، للذهبي ( 1 : 140 )](1/1590)
وقال ابن حجر العسقلاني ( ت : 852 ) :( متروك الحديث مع إمامته في القراءة)[ تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، تحقيق : صغير أحمد الباكستاني ( ص : 257 )]
3 ـ نافع بن أبي نعيم المدني ( ت : 169 ) :(صدوق ثبت في القراءة)[ تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، تحقيق : صغير أحمد الباكستاني ( ص : 995 )].
4 ـ عيسى بن ميناء المدني ، المعروف بقالون ( ت : 220 ) ، أحد راويَي نافع المدني ( ت : 169 ) ، قال عنه الذهبي :(أما في القراءةِ فثبتٌ ، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة . سئل أحمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك ، وقال : تكتبون عن كلِّ أحدٍ ! )[ ميزان الاعتدال ( 3 : 327 )].
5 ـ حفص بن عمر الدُّوري ( ت : 246 ) ، قال ابن حجر ( ت : 852 ) :(لا بأس به)[ تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، تحقيق : صغير أحمد الباكستاني ( ص : 259 )].
وقال ابن الجزري ( ت : 833 ) :(إمام القراءة ، وشيخ الناس في زمانه ، ثقة ثبت كبير ضابط)[ غاية النهاية ، لابن الجزري ( 1 : 255 )].
ولا يبعد أن يكونَ بعضُ المتميِّزينَ في علمٍ من العلومِ لا يكاد يُعرفُ لهم روايةٌ للحديثِ ؛ كعثمان بن سعيد الملقب بورش ( ت : 197 ) أحد راويَي قراءة نافع المدني ( ت : 169 ) .
فإذا كان ذلك واضحًا في علمِ القراءةِ ، فإن علم التفسير لم يوجد له كتبٌ تخصُّ طبقات المفسرين وتنقدُ روايتهم على وجه الخصوصِ ، بخلاف ما وُجِدَ من علم القراءة الذي تميَّزَ تميُّزًا واضحًا عند الترجمة لأحد القراء كما تلاحظُ في الأمثلة السابقةِ .
ولذا لا تجد في الكلام عن المفسرين سوى الإشارة إلى أنهم مفسرون دون التنبيه على إمامتهم فيه وضعفهم في غيره كما هو الحال في نقد القراء ، وإذا قرأت في تراجم المحدثين ستجد مثل هذه العبارات :( المفسر ، صاحب التفسير) ، ومن ذلك :(1/1591)
قال الذهبي ( ت : 748 ) :( مجاهد بن جبر ، الإمام ، أبو الحجاج ، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ، المكي ، المقرئ ، المفسر ، أحد الأعلام)[ معرفة القراء الكبار ( 1 : 66 )]
قال الخليلي :(… ورواه شيخ ضعيف ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ، وهو إسماعيل ابن أبي زياد الشامي صاحب التفسير)[ الإرشاد للخليلي ( 1 : 448 )]
وقال :( مقاتل بن سليمان صاحب التفسير خراساني محله عند أهل التفسير والعلماء محل كبير واسع العلم لكن الحفاظ ضعفوه في الرواة)[ الإرشاد للخليلي ( 3 : 928 )]
قال ابن سعد :( أبو مالك الغفاري صاحب التفسير ، وكان قليل الحديث)[ الطبقات الكبرى ( 6 : 295 )]
قال ابن سعد :( أبو صالح واسمه باذام ، ويقال باذان ، مولى أم هانئ بنت أبي طالب ، وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس ، ورواه عن أبي صالح الكلبيُّ محمد بن السائب)[ الطبقات الكبرى ( 6 : 296 )]
قال ابن سعد :( إسماعيل بن عبد الرحمن السدي صاحب التفسير ، مات سنة سبع وعشرين ومائة)[ الطبقات الكبرى ( 6 : 323 )]
قال ابن سعد :( أبو روق واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم ، وهو صاحب التفسير ، وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره)[ الطبقات الكبرى ( 6 : 369 )]
قال ابن سعد :( مقاتل بن سليمان البلخي صاحب التفسير ، روى عن الضحاك بن مزاحم وعطاء وأصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه)[ الطبقات الكبرى ( 7 : 373 )]
قال الخطيب البغدادي :( قال يحيى بن معين السدى الصغير صاحب التفسير محمد بن مروان مولى الخطابيين ليس بثقة)[ تاريخ بغداد ( 3 : 292 )]
قال الخطيب البغدادي :( يزيد بن حيان الخراساني أخو مقاتل بن حيان صاحب التفسير)[ تاريخ بغداد ( 14 : 332 )]
ويظهر أنَّ سبب عدم تمييز نقد المفسرين على وجه الخصوص أمران مشتركان لا ينفكان عن بعضهما :
الأول : أن رواية التفسير كانت مختلطةً برواية الحديث في كثير من الأحيان .(1/1592)
الثاني : أن كثيرًا من رجال الإسناد في التفسير هم من نقلة السنة النبوية ، فكان الحديث في نقدهم والحكم عليهم من جهة التفسير والحديث واحدًا .
لكن المحدثين لم يجعلوا مقاييس قبولهم لروايات الحديث كمقاييس قبولهم لروايات التفسير ، وإن كانوا حكموا على بعض روايات التفسير بالضعف كما سبقت الإشارة إلى كلام بعضهم في هذا التفريق .
لكن قد يقع أنَّ بعض روايات التفسير تكون متمحِّضةً فيه ، ولا تكادُ تجدُ أسانيدها إلا في علم التفسيرِ ، وقد لا ترى بواسطتها روايةً لحديث نبويٍّ ، وإن وُجِدَ فهو قليلٌ ، ومن أمثلةِ ذلك رواية العوفييِّن التي تنتهي بعطيَّة العوفي ( ت : 111 ) عن شيخه ابن عباسٍ ( ت : 68 ) ، وهي روايةٌ مسلسلةٌ بالضُّعفاءِ ، وأمرها مشهورٌ معروفٌ في التفسيرِ ، لكن لاتجدُ روايةَ أحاديث بهذه السلسلةِ العوفيَّةِ .[ ينظر في رجال إسناد تفسير العوفي : تفسير الإمام الطبري ، تحقيق : محمود شاكر ( 1 : 263 )]
5 ـ ولعلَّ مما يبيح تساهل التعامل مع أسانيد المفسرين من جهة الإسناد أن كثيرًا من روايات التفسير روايات كتبٍ ، وليست روايات تلقين وحفظٍ ؛ لأنك لا تكاد تجد اختلافًا بين ما رواه نقلة هذه المرويات بهذه الأسانيد .
ولذا تجدهم ينسبون التفسير إلى من رواه مدوَّنًا كتفسير عطية العوفي ( ت : 111 ) عن ابن عباس ( ت : 68 ) ، وتفسير السدي ( ت : 128 ) عن بعض أشياخه ، وتفسير قتادة ( ت : 117 ) الذي يرويه سعيد ابن أبي عروبة ومعمر بن راشد ، وتفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( ت : 68 ) ، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ت : 182 ) ، وغيرها من صحف التفسير .
وإذا كان كثير من هذه الروايات رواية الكتاب فإن هذا يجعلها صالحة للاعتمادُ ، أو الاستئناسُ بها من حيث الجملةِ .
ومن باب المناسبة أذكر أن صحف التفسير من البحوث التي لم تطرح حتى الآن ، فياحبذا لو تولاَّها أصحاب هذا الشأن .(1/1593)
6 ـ أنه مما يتبع هذه المسألة أنه قد اشتهر بعض هؤلاء الأعلام في التفسير إما رواية وإما دراية ، ويجب أن لا ينجرَّ الحكم عليه في مجال الرواية إلى مجال الدراية ، بل التفريق بين الحالين هو الصواب ، فتضعيف مفسر من جهة الرواية لا يعني تضعيفه من جهة الرأي والدراية ، لذا يبقى لهم حكم المفسرين المعتبرين ، ويحاكم قولهم من جهة المعنى ، فإن كان فيه خطأ رُدَّ ، وإن كان صوابًا قُبِلَ .
إذا تأمَّلت هذه المسألة تأمُّلاً عقليًّا ، فإنَّه سيظهر لك أنَّ الرأي لا يوصف بالكذب إنما يوصف بالخطأ ، فأنت تناقش قول فلان من جهة صحته وخطئه في المعنى ، لا من جهة كونه كاذبًا أو صادقًا ؛ لأن ذلك ليس مقامه ، وهذا يعني أنَّك لا ترفضُ هذه الآراء من جهة كون قائلها كذابًا في الرواية ، إنما من جهة خطئها في التأويلِ .
وهذا يعني أنَّ الحكم على الكلبيِّ ( ت : 146 ) ، ومقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) بالكذب من جهة الرواية ، لا يعني أنَّك لا تأخذ بقولِهما الذي هو من اجتهادهما في التفسيرِ ، بل إذا ظهرت عليه أمارات الصِّحةِ من جهة المعنى يُقبلُ ، ولا يردُّ لكون صاحبه كذَّابًا . وكذا الحال في من وُصِفَ بالضَّعف في روايته ؛ كعطيَّةَ العوفي ( ت : 111 ) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ت : 182 ) ، وغيرهما .
وغياب هذه القضيةِ يوقعُ في أمرين :
الأول : طرحُ أراء هؤلاء المفسرين ، وهم من أعلام مفسري السلف .
الثاني : الخطأ في الحكم على السندِ الذي يروى عنهم ، فيُحكم عليه من خلال الحكم عليهم ، وهم هنا ليسوا رواةً فيجرى عليهم الحكم ، بل القول ينتهي إليهم ، فأنت تبحث في توثيق من نقل عنهم ، ومن الأمثلة التي وقع فيها بعض الباحثين الفضلاء :(1/1594)
قال ابن أبي حاتم :(حدثنا أبي ، قال : حدثنا الحسن بن الربيع ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، قوله :(الحي القيوم( ] آل عمران : 2 [ : القائم على مكانته الذي لا يزول ، وعيسى لحم ودم ، وقد قضى عليه بالموت ، زال عنة مكانه الذي يحدث به)[ تفسير ابن أبي حاتم ، تحقيق : حكمت بشير ياسين ( ص : 27 )].
ولما درس المحقق رجال الإسناد خرج بما يأتي :
الحسن بن الربيع ثقة ، وعبد الله بن إدريس ثقة ، ومحمد بن إسحاق صدوق ، ثمَّ قال في نتيجة الحكم :( درجة الأثر : رجاله ثقات ، إلا ابن إسحاق صدوق ، فالإسناد حسنٌ)[ تفسير ابن أبي حاتم ، تحقيق : حكمت بشير ياسين ( حاشية ص : 28 ) / وقد سار على تحسين هذا الإسناد في تحقيقه ، ينظر مثلاً ( ص : 71 )]
فجعل الإسناد حسنًا بسبب ابن إسحاق ، وهذا الحكم فيه نظر ، إذ الصحيح أن يُحكم على الإسناد بأنه صحيح ؛ لأنَّ الذين نقلوه عن ابن إسحاق هم الذين يتعرَّضون للتعديل والتجريح ، أما قائل القول ، فلا يدخل في الحكم .
7 ـ إن من تشدد في نقد أسانيد التفسير ، فإن النتيجة التي سيصل إليها أنَّ كثيرًا من روايات التفسير ضعيفة ، فإذا اعتمد الصحيح واطَّرح الضعيف فإن الحصيلة أننا لا نجد للسلف إلا تفسيرًا قليلاً ، وهم العمدة الذين يعتمدون في هذا الباب ، فإذا كان ذلك كذلك فمن أين يؤخذ التفسير بعدهم ؟!
لقد طرحت هذه المسألة على بعض من يرى أنه يجب التشدد أسانيد التفسير ، وتنقية كتب التفسير من الضعيف والإسرائيليات ، والخروج بتفسير صحيح الإسناد عن السلف يُحتكم إليه ، فقلت له : أنت تعلم أنَّ اتباع هذا المنهج سيخرج كثيرًا من روايات التفسير ، وأنه قد لا نجد في بعض الآيات تفسيرًا محكيًا عن السلف سوى ما طرحته ، فمن أين ستأخذ التفسير ؟
قال : نرجع للغة ، لأن القرآن نزل بلغة العرب .
قلت له : فممن ستأخذ اللغة ؟
قال من كتبها وأعلامها ؛ من الخليل بن أحمد والفراء وأبي عبيدة وغيرهم .(1/1595)
فقلت له : أنت طالبت بصحة الإسناد في روايات التفسير ، فلم لم تعمل بها في نقل هؤلاء وحكايتهم عن العرب ، فأنا أطالبك بأن تصحح الإسناد في نقل هؤلاء أن معنى هذه اللفظة هو كذا عند العرب نقلاً صحيحًا متصلاً من الفراء وغيره إلى ذلك العربي الذي علَّمه ذلك .
فهل يا تُرى أن هذا المنهج صحيح ؟
إنَّ طبيعة العلوم تختلف ، فإثبات السنة النبوية ، وإلزام الناس بها ليس كإثبات اللغة ، فاللغة تثبت بما لا يثبت به الحديث ، وكذا الحال في التفسير ، فإنه يثبت بما لا يثبت به الحديث ، والاعتماد على هذه الروايات جزءٌ أصيل من منهجه لا ينفكُّ عنه ، ومن اطَّرحها فقد مسخ علم التفسير .
8 ـ إن التفسير له مقاييس يعرف بها عدا مقاييس الجرح والتعديل ، إذ التفسير يرتبط ببيان المعنى ، وإدراك المعنى يحصل من غير جهة الحكم على الإسناد ، لذا فإن عرض التفسير على مجموعة من الأصول تبين صحيحه من ضعيفة ، كالنظر في السياق والنظر في اللغة ، والنظر في عادات القرآن والنظر في السنة ... الخ
وقد أشار البيهقي إلى هذا الملحظ فقال :( وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم لأن ما فسروا به ؛ ألفاظه تشهد لهم به لغات العرب ، وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط )[ دلائل النبوة للبيهقي ( 1 : 37 )]
ومن قرأ في كتب التفسير ومارس تدريسه أدرك هذا المعنى ، وإلا لرأيته يقف كثيرًا حتى يتبين له صحة هذه المرويات ليعتمد عليها ، وفي هذه الحال أنَّى له أن يفسِّر .
9 ـ ومما يحسن ملاحظته هنا أنَّ التفسير المنقول بطرق فيها ضعف له فوائد ، منها أن يكون المعنى الذي يحمله التفسير مما قد اشتهر بين السلف فيستفاد منه في حال الجدل مع المعارضين ، خصوصًا إذا كان في مجال الاعتقاد ؛ لذا ترى بعض العلماء ينص على أنَّ بعض المعاني الباطلة في التفسير المرتبطة بالمعتقد = لم تثبت لا بالطرق الصحيحة ولا الضعيفة .(1/1596)
10 ـ وأخيرًا ، فإني أرى في هذه المسألة التي يطول فيها الجدل أن يُفرَّق بين الاعتماد التام على منهج أهل الحديث في نقد الروايات وبين الاستفادة منه ، فالصحيح أن يُستفاد منه ، ويأتي وجه الاستفادة منه في حالات معينة ؛ كأن يكون في التفسير المروي غرابة أو نكارة وشذوذًا ظاهرًا .
ومن أمثلة ذلك ما تراه من فعل الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون) ] المائدة : 55 [ حيث تتبع أسانيد المرويات ونقدها ، لكنك تجده في مواطن أخرى يرويها ولا ينقدها ، وما ذاك إلا لما في الخبر المنقول في هذه الآية من النكارة التي جعلته يتتبع الإسناد ، أما في غيرها فالأمر محتمل من جهة المعنى وليس فيها ما ينكر فقبله ، والله أعلم .
وهذا الموضوع له جوانب أخرى ، وهو يحتاج إلى تأصيل وتمثيل ، ولعل فيما طرحته غنية ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والصواب في القول والعمل.
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2003, 11:47 PM
يرفع للتأمل والمشاركة.
---
أحمد البريدي
05-24-2003, 05:57 AM
شكر لأبي عبد الملك ما سطر وكتب وكنت قد عزمت على طرح هذا الموضوع للنقاش في مشاركة مستقلة بعنوان " قيمة الإسناد في مرويات التفسير" حتى رأيت هذا الموضوع فلله الحمد والمنة , وهذه بعض النقاط في هذا الموضوع :
1- فيما يتعلق بمرويات التفسير الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلابد من تطبيق قواعد المحدثين كما لايخفى .
2-فيما يتعلق بسائر المفسرين فأنا اتفق مع ابي عبد الملك فيما ذهب إليه لكن ينبغي التنبيه على أمور:
- ان كان المروي فيما لامجال للاجتهاد فيه فلابد من الحكم عليه لانه سيكون من المرفوع حكما.
- ان يكون المروي في قضية عقدية فلا بد من تحقق نسبة القول لصاحبه كتفسير ابن عباس الكرسي بالعلم والرواية الأخرى انه موضع قدمي الرب .(1/1597)
- ان تتعارض الروايات عن مفسر معين فالأسانيد تكون هي الفيصل في الغالب .
---
الغامدي
05-28-2003, 12:52 AM
يا شيخ مساعد:
لكنكم لم تتكلموا على صحيفة ابن ابي طلحة بخصوصها فالعنوان مغاير للمضمون .
من نص على قبولها ؟
---
(1/1598)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن كتابين من كتب التراث !!؟؟
---
استفسار عن كتابين من كتب التراث !!؟؟
---
مروان الظفيري
10-26-2006, 10:46 AM
استفسار عن كتابين من كتب التراث !!؟؟
أخوتي وأحبابي الفضلاء
خلال تحقيقي لكتاب ترويح أولي الدماثة بمنتقى الكتب الثلاثة ، للإدكاوي
والذي طبع في مجلدين في مكتبة العبيكان ، في السعودية
والذي هو موسوعة للأسماء والأعلام المبهمة في القرآن الكريم
وقد جمع فيه مؤلفه بين الكتب الثلاثة ، وهي :
1- التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام ، للسهيلي ، المتوفى سنة 581هـ .
2- التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام للسهيلي ، وهو لابن عسكر الغساني ، المتوفى سنة 636هـ .
3- صلة الجمع وعائد التذييل ، لموصول كتابي الإعلام والتكميل ، لأبي علي البلنسي ، المتوفى سنة 782هـ .
وهؤلاء الأعلام الثلاثة كلهم من الفردوس المفقود ، الأندلس .
أقول :
أولا : ذكر الإدكاوي ، في الجزء الأول 1/59 :
كتاب الياقوتة ، لابن جرير الطبري ، حيث يقول :
(وذكر الطبري في كتاب [الياقوتة] أن آدم أهبط بدهينا بالهند .....)
وكتاب الياقوتة ، لم أقف عليه ، خلال بحثي الطويل
ضمن مؤلفات ابن جرير الطبري ، ولا حتى اسمه
في أي مرجع من المراجع
وقد سألت المختصين في الأدب والتاريخ الأندلسي ، شرقاً وغرباً
وما عدت إلا بخفي حنين .
والكلمة واضحة في مخطوطة الكتاب ، وهي أيضاً أوضح في مخطوطات صلة الجمع ، وعائد التذييل ، ولا تحتاج إلى تأويل !!!
فمن عنده شيء من علم الكتاب !!؟؟(1/1599)
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل : 40] .
وللعلم فقد أخرج ابن جرير الطبري هذا القول في تاريخه1/121 ، عن ابن عباس – رضي الله عنهما- .
ثانياً : وجاء في كتابنا هذا (ترويح أولي الدماثة 1/53 ) ، قول المؤلف :
(ويؤيد هذا التأويل الثاني ما حكاه صاحب سبل الخيرات ......)
وهو ابن القلاس الأموي القرطبي الفقيه الزاهد ، المتوفى سنة 422هـ
وكتابه هذا (سبل الخيرات) :
في المواعظ والوصايا والزهد والرقائق ؛ وحد علمي أن هذا الكتاب ما زال مخطوطاً ، لكنني لم أعثر على مخطوطاته !!!
فأرجو من عنده علم بالكتاب أن يخبرني :
أ- إن كان طبع ، وأين !!؟؟
ب- ويدلني على مخطوطاته ، إن علم أماكن وجودها !؟
وفقكم الله
ودمتم سالمين
وجزاكم الله خيرا عما تقدمونه لتراثنا الحبيب من خدمات
---
منصور مهران
10-26-2006, 12:28 PM
أما كتاب ( الياقوتة ) للطبري فمفقود حتى الآن ، وأكثر أهل العلم لا يذكرونه .
وأما كتاب ( سبل الخيرات ) ليحيى بن نجاح ، فمنه نسختان خطيتان في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ، قرأت ذلك في فهارس مخطوطات المركز .
ونأمل التنبه لكنية يحيى بن نجاح ولقبه فقد تباينت المراجع عن ذلك ، فلتحقق ، وبالله التوفيق .
---
مروان الظفيري
10-26-2006, 06:34 PM
شكرا لأخي الحبيب المدقق الباحث ، أخي الحبيب الأستاذ منصور مهران ،
والذي حسن ظني فيه بأنه أول من يتلقف سؤالي هذا
أثابه الله خيرا ، وجعله في ميزان حسناته
أخي الحبيب جاء في الصلة لابن بشكوال/603 :(1/1600)
يحيى بن نجاح - مولى جعفر الحاجب الفتى الكبير؛مولى أمير المؤمنين الحكم بن عبد الرحمن - من أهل قرطبة: يكنى: أبا الحسين، ويعرف: بابن القَلاس .
نشأ بقرطبة، وخرج في مدة المظفر عبد الملك بن أبي عامر إلى المشرق وقضى فريضة الحج، واستوطن مصر، وكان من أهل العلم والورع والزهد وهو مؤلف كتاب سبل الخيرات في الوصايا؛ والمواعظ والزهد؛ والرقائق وهو كثير بأيدي الناس، واسمعه بمكة، وبها أخذه عنه أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجيالي وغيره. وأخذ عنه أيضاً يعقوب بن حماد بمصر لقيه بها. وذكر القاضي أبو عمر بن سميق: أن يحيى هذا كان يكنى بقرطبة بأبي زكرياء فلما صار بمصر تكنى بأبي الحسين. قال غيره: وتوفي بمصر سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة.
وجاء في النجوم الزاهرة / وفيات سنة 422هـ :
وفيها توفي يحيى بن نجاح، أبو الحسين بن القلاس الأموي مولاهم القرطبي. رحل إلى البلاد وسمع الكثير وحج واستوطن مصر. وكان عالماً ورعاً ديناً.
وقال الزركلي في الأعلام 8/174 ، (في الهامش) :
والصادقية : الثالث من الزيتونة /206 ، ووقعت فيه شهرته (ابن الفلاس) ، بالفاء ، خطأ
وعنهBrock.S. 1/593 .
والتصويب من مخطوطة (الصلة) المحلاة بخط مصنفها .
ورحمة الله على المحقق العظيم الجليل الباحث ، الذي أفنى عمره في تراثنا وأعلامنا الزركلي .
وبقي شيء يا أخي الفاضل
هل وجدت كتاب الياقوتة ، في أحد مصادرك !!؟؟
رجاء إن وجدتها أن تذكر لي المصدر ، لأنني لا أكتمك لم أجدها في مصادري
خلال عشرة أعوام .
---
د. أنمار
10-29-2006, 01:01 AM
فقط من باب الشيء بالشيء يذكر :
كتاب الياقوتة لابن الجوزي تجده على الرابط
الجزء الأول
http://wdelshaikh.com/deen/New/yakot1.htm
الجزء الثاني
http://wdelshaikh.com/deen/New/yakot2.htm
---
مروان الظفيري
10-29-2006, 06:37 AM
شكرا لأخي الفاضل الدكتور أنمار
وما كنت أظن أن كتاب العلامة موجود على الشبكة(1/1601)
حتى تفضل أخي الدكتور أنمار فأرشدنا إليه مشكورا
والذي اشتهر بهذا الاسم كتابان :
الأول :كتاب الياقوتة ؛ لأبي عمر الزاهد ، محمد بن عبد الواحد صاحب ثعلب .
الثاني : كتاب الياقوتة ؛ لأبي الفرج ا بن الجوزي .
وهما غير كتاب ابن جرير الطبري !!!!
وجزاكم الله خيرا
---
(1/1602)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أشيروا علي ياأهل العلم: الطياروالدوسري وغيرهم
---
أشيروا علي ياأهل العلم: الطياروالدوسري وغيرهم
---
حسن الكبهي
08-19-2003, 11:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله
كيف أقرأ في التفسير؟
تعلمون ان كتب التفسير كثيرة جدا وعلى حسب المنهج الذي وضعه أخونا العبيدي فانه علي ان أقرأ 3-4 كتب تفسير في المرحلة الأولى ومثلها في الثانية والثالثة علما انه قد تذهب سنين وانا لم انتهي من كتب المرحلة الأولى لكبره حجم الكتب.
فما هو الطريق الأمثل لتعلم التفسير هل:
1- قراءة كاتب ثم الذي يليه وهكذا دواليك أم
2- قراءة تفسير مقطع من القرآن في كل التفاسير
3- ام هناك طريق آخر
أشيروا علي ياأهل العلم والفضل
وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
08-20-2003, 06:02 AM
بسم الله
الأخ حس وفقك الله
يبدو أنك لم تتصور الغرض من ذكر الكتب وتقسيمها على مراحل في الموضوع الذي كتبته سابقاً بعنوان مكتبة التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين .
وحتى يتبين الأمر أحب التنبيه على النقاط التالية :
أولاً - ما ذكرته في الموضوع المشار إليه ليس منهجاً كما ذكرت وفقك الله ، وإنما هو محاولة لتيسير القراءة في كتب التفسير من خلال تقسيمها إلى مراحل حسب حال القارئ .
ثانياً - ذكري لأكثر من كتاب في كل مرحلة لا يعني أنه لا بد من قراءتها كلها ، وإنما الغرض التنبيه على أن كل كتاب منها يصلح أن يكون هو المرشح للقراءة في المرحلة التي ذكر فيها .
ثالثاً - بعض الكتب المذكورة في المرحلة الأولى بإمكان القارئ أن يقرأها كاملة في أسبوع واحد ، ويمكن قراءة كل كتب المرحلة الأولى في شهر واحد ، فالأمرليس كما ذكرت بأن قراءتها تستغرق سنين إلا إذا كنت لا تقرأ إلا سطراً واحداً كل يوم .(1/1603)
وعلى كل ؛ هذه تنبيهات حول ما علقت به على موضوعي السابق ، وأترك المجال لمشايخنا الكرام الذين وجهت إليهم طلبك وفقني الله وإياك لما فيه الخير .
---
إبراهيم الدوسري
08-30-2003, 05:43 PM
إلى الأخ الكريم حسن الكبهي حفظه الله :
أعتقد أن أمثل طريقة لمعرفة تفسير الآيات تتمثل أثناء الحفظ ، بحيث لا يحفظ آية أو أكثر إلا بعد معرفة تفسيرها مما يتيسر بين يديه من كتب التفسير المختصرة ، ثم لا ينتقل إلا حفظ المقطع الآخر إلا بعد ضبط حفظه ومعرفة تفسيره ، وهذا هو المنهج السلفي الرصين ، وهو السبيل الأمثل للعمل بآداب القرآن والتحلي بأخلاقه ، فعن ابن مسعود ( ت 32 هـ ) - رضي الله عنه - قال : كان الرجل منّا إذا تعلّم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن " ، ولا سبيل إلى العمل إلى بعد معرفة المعنى .
وأما من فاته قراءة التفسير أثناء الحفظ فيمكن استدراكه بعرض كتاب أو أكثر من كتب التفسير المعتبرة ، ومن أهمها ما يلي :
- كتب غريب القرآن ، ومن أحسنها العمدة لمكي .
- كتب المعاني ، ومن أحسنها معاني القرآن للفراء .
- كتب التفسير التحليلي المختصرة ، ومن أهمها الجلالين ، مع الاحتراز من موقفه من آيات الصفات الذي ينحو فيها منهج الآشاعرة .
ثم بعد ذلك يقرأ ما يتيسر له بحسب ما يقتضيه المقام .
ذلك ما يتعلق بكتب التفسير ، أما علم التفسير ، أي قواعده فمأخذها من مظانها ومقدمات التفاسير كالتحرير والتنوير لابن عاشور .
والله ولي التوفيق .
---
الموحد 2
09-03-2003, 02:49 PM
الأخوة الفضلاء / أبو مجاهد العبيدي ، د. إبراهيم الدوسري .
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً ،
هل يوجد موضوع آخر في هذا المنتدى طرق هذا السؤال أيضاً ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-03-2003, 04:23 PM
نعم سبق الحديث على هذا الرابط وفقك الله:
كتب مقترحة لدراسة التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26) .
---(1/1604)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الغض من البصر
---
الغض من البصر
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 04:09 AM
تكون " من" أحيانا للتبعيض مثل قوله((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30
فبعض البصر مطلوب غضه لا كل أنواعه--والنظر المطلوب غضه هو النظر المتعمد--بينما النظر العفوي غير المتعمد لا يؤاخذ الإنسان عليه
أما حفظ الفرج فلم يسبق ب "من " لأن الحفظ للفرج مطلوب دائما ويمكن للإنسان أن يحتاط ليحفظ فرجه على الدوام--ولأن حفظه واجب على الإطلاق لم يسبق بمن التبعيضية
أما " من" لبيان الجنس فهذا مثالها((((فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) الحج 30وتكون بعد مبهم لتبيانه---فالرجس مبهم والأوثان بيان له
ونفرق بينهما بفرق هام وهو---أن ما جاء بعد من البيانية هو جزء مما قبلها فالأوثان جزء من الرجس----أما ما جاء قبل من التبعيضية فهو جزء مما بعدها
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 09:43 PM
إعترض علي معترض على قولي
((ولأن حفظه واجب على الإطلاق لم يسبق بمن التبعيضية ))
على أساس أن الحفظ مستثنى منه الزوج والأمة---
ولما كان هذا الأمر معلوما شرعا فلم يكن من حاجة لتفصيله فالمقصود هو أن حفظ الفرج واجب مطلقا فيما عدا الزوج والأمة
---
(1/1605)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ستشمخُ أيّها الأقْصى ... وتعلو المجد بغداد
---
ستشمخُ أيّها الأقْصى ... وتعلو المجد بغداد
---
سلسبيل
02-08-2005, 10:48 PM
لله در القائل :
ستشمخُ أيّها الأقْصى
وتعلوُ المجدَ بغدادُ
وتخفُقُ راية النصرِ
وشيكاً
بأبناءِ الأُولى سادُوا
بأتباع محمّد المختار - "صلى الله عليه وسلم "
وصحبِ محمّد الأخيارِ
وأيمُ الله ما بادُوُا
بأبناء صلاحِ الدين
وأحفاد محمّد الفاتح
أحرارٌ وآسادُ
بأهل الحربِ والأسياف
وأهل العلمِ والقرآن
فرسانٌ وعبّادُ
ملكنا هذه الدنيا
قروناً ننشُرُ الإحسان
وإنّا فيهِ روّادُ
على الجوزا رفعنا الرأس
وجاوزنا كواكبَها
ساداتٌ وأنجادُ
وسرنا فوقنا الرايات
نقيم العدلَ في الأقطارِ
لنا شعوبُ الأرض تنقادُ
حضارتنا كنورِ الشمس
تعزفُ لحنها الآفاق
إليها العزّ يرتادُ
يموتُ شهيدُنا بالحق
ليُحْيي موته الإسلام
وفي التاريخ أشهادُ
وينصر ديننا الأجيال
وتترا تتبعُ الأجيال
والإسلامُ ولاّد
ألا خسئت يهودُ الحقد
وقدْ خسئتْ قبلها الرومان
وما مكُروا وما كادُوا
جمعتم كلّ جيش النكْد
ونصر اللّه موعدُنا
وإن الجمْع مطرودُ
---
الازهري المصري
02-20-2005, 03:06 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب عن التعبير عن مشاعرنا الدفينة
---
(1/1606)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في مفهومية المرجعية القرآنية - النص الإلهي يدعو إلى التفكير وينهى عن التبعية
---
في مفهومية المرجعية القرآنية - النص الإلهي يدعو إلى التفكير وينهى عن التبعية
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 07:06 PM
هذا مقال نشر في جريدة عكاظ يوم الخميس 14/8/1427هـ (7/9/2006م) العدد 1908 بعنوان :
في مفهومية المرجعية القرآنية
النص الإلهي يدعو إلى التفكير وينهى عن التبعية
للكاتب وليد سامي أبو الخير- طالب دراسات العليا في اصول الفقه .
waleed-99@hotmail.com
وقد طرح الكاتب في مقاله مسائل جديرة بالنقاش ، فإليكم نص المقال :
تبقى إشكالية ماهية المرجعية المعرفية للفرد المسلم ومن ثم الجماعة المسلمة هي الاشكالية الاعمق غوراً في التراث الاسلامي، باعتبارها الاعوص تاريخياً من جهة،ومن جهةاخرى بالنظر الى حجم ما يعتور هذه القضية من التباس مفاهيمي عميم، وفي كل الاحوال فإنني سأقصر الحديث هنا على معالجة بعض الالتباسات المصاحبة لمفهومية المرجعية القرآنية دون غيرها، تقدمة لما هو اولى بالتقديم، ثم لكيلا يتشعب بنا المقام ويطول.
ان جمعا من المفسرين الذين عمموا مدلول الآيتين التاليتين دونما مستند يصح التوكؤ عليه، هما قوله تعالى:«ما فرطنا في الكتاب من شيء «وقوله»: «ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء». فالقرطبي مثلا في كتابه احكام القرآن استطرد قائلاً: وقد قال بعض من طعن في الدين ان الله يقول:«ما فرطنا في الكتاب من شي» فأين التوابل المصلحة للطعام من الملح والفلفل وغير ذلك؟ فقيل له في قوله تعالى:«بما ينفع الناس» وفي قوله:«وما انزل الله من السماء من ماء»!(1/1607)
كما ان ابن كثير في تفسيره احتج برأي ابن مسعود القائل فيه:«قد تبين لنا في هذا القرآن علم كل شيء لكن علمنا يقصر عما بين لنا» رادا باحتجاجه ذاك رأي مجاهد بأن التبيان المقصود به كل حلال وكل حرام ليقول ان رأي ابن مسعود اعم واشمل، فالقرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق وعلم ما سيأتي، وكل حلال وحرام وما الناس اليه محتاجون في امر دنياهم ودينهم ومعاشهم ومعادهم.
وان كنا لسنا في حاجة لأن نطيل الرد على هذا الرأي المشتهر تراثيا بيد اننا نلفت سريعا عناية القارئ المهتم الى التفات ابن الجوزي لهذا الخطأ الدلالي الكبير والذي وقع فيه كثير ممن سبقه وممن لحقه من علماء الامة، فبين ان تلكما الآيتين انما هي الفاظ عامة اريد بها معنى خاص،حالها حال قوله تعالى الذي جاء واصفا لريح عاد:«تدمر كل شيء بأمر ربها» فهل دمرت السماوات والارض؟ وقوله تعالى عن ملكة سبأ:«واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم» فهل ملكت السماوات والارض؟ اذن لا مفر من تخصيص العام والقول بأن القرآن جاء تبيانا للأمور الكلية التي يستقيم بها امر الدين، ولم يأت مضمنا معانيه توابل الطعام او منافع الدنيا او حوادث الكون (تجدر الاشارة هنا الى ان بعضا من المفسرين قد حمل الاية الاولى على معنى آية سورة الكهف «مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها» وهو حمل جيد يعضّده السياق) ومما تناثر في كتب اصول الفقه ان المعاني المستنبطة اما ان تكون مقصودة جاء النص الشرعي لها واما ان تكون غير مقصودة، فإن كانت الاخيرة غدت على ضربين اما ان السياق يقتضيها باشارته او بدلالته لها لغة او باقتضائه لها عقلا، وبناء على ما سبق فإنك لن تجد ابدا معنى التوابل في القرآن، اللهم الا أن يكون الزاما بما لا يلزم، الالزام الذي ان تنبهنا له لوجدنا وبتقديراولي ان ما يربو عن ثلث موروثاتنا الشرعية هي من ذلكم القبيل، لا سيما ما كان منها متعلقا باجتهادات الأئمة السابقين، وما(1/1608)
دام ان الامر كذلك فليس خافيا عظم قيمة الدعوات الرامية الى تجديد التراث واعادة النظر فيه.
اننا ان قلنا بأن القرآن كتاب هداية فالذي يلزم قائله ان القرآن لم يفرط في شيء مما يتصل من قريب او من بعيد بموضوع الهداية، والكلام من هذه الجهة لا يعتريه لبس او غموض، بيد اننا ان قلنا بأن القرآن شفاء عضوي للأمراض للزم من ذلك ان تصدقه الوقائع المتكاثرة المفيدة للقطع، وكذلك اذا قلنا بأن القران كتاب معرفي شامل فالذي يجب الا تخلو منه نظرية معرفية كبرى سواء اكان ذكرها قد ورد تحديدا ام تعريضا ومن هذه الجهة يبدأ الخلط والتلبيس، وتتجلى الممارسة الانتقائية لعدد ممن انتسبوا للظاهرة الاسلامية، فعلى سبيل المثال نقف على استشهادات عدة لبعض من حمّل معاني القرآن فوق ما تحتمل، كقوله تعالى:«بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم. تدمر كل شيء بأمر ربها» باعتبارها ذات دلالة مستقبلية على توافر القنبلة النووية، وكقوله تعالى:« ويخلق ما لاتعلمون» على ان المراد بها وسائل النقل الحديثة، وقوله تعالى:«فيه شفاء للناس». على ان به علاج من الايدز والسرطان، الى ما هنالك من امثلة عجيبة، بعضها يشتط ليلوي اعناق الآيات القرانية تدليلا بها على جريان الحوادث الكونية،كما تناهى الى سمع الكثيرين من ان وقائع احداث 11 سبتمبر لها علاقة وطيدة بآيات سورة التوبة، وان نهاية دولة اسرائيل لها ارتباط وثيق بسورة الاسراء!!
صحيح ان ما توصل اليه العلم الحديث يعين الباحث الشرعي على فهم بعض مفردات القرآن كلفظة «البسط» لكن الخطأ بعينه يوم ان يقحم الباحث المعارف جلها في تضاعيف القرآن بحيث يتماشى معها موافقة كلما تغيرت نظرياتها من وقت الى وقت ومن مكان الى مكان، وهذا الذي حدث بالفعل عندما كفر قوم نعرفهم قديما وحديثا من قال بدوران الارض واستدارتها اعتمادا على ما ظنوه هم دلالة قرآنية قطعية وهي ليست كذلك.(1/1609)
انه لما كان النص القرآني يدعو الى التفكير المطلق وينهى عن التقييد والتبعية كان حريا بالمؤمنين به ان يجعلوه في منأى بعيد عن الحاقه بنظريات العلوم وكيفيات الكون، فالاخيرة ليست هي مناطات بحثه حتى تلصق به تبعا وتقييدا تارة وتلفيقا او توفيقا تارة اخرى. لقد كانت فضيلة القرآن الكبرى انه هدى العقل الى البحث والتعمق وقبول كل مستحدثات العلوم والمعارف الانسانية على اختلاف مشاربها ومن ثم سبرها وتحصيل الصالح منها،ولم تكن فضيلته قط باقعاد المؤمنين به واكتفائهم بما حووا في الازمان الغابرة مرددين دوما ان الاسلام هو الحل وان القران هو الدستور، معتقدين بذلك انهم قد حصلوا على جميع العلوم،بينما الحقيقة تقول انهم في مؤخرة الركب المعرفي، فأضحى القران بالنسة لهم دستورا «شعاراتيا» وهم من هم؟ الا انهم لا دستور لهم، فالذي يعجز عن استحداث دواء للأدواء المستعصية يلوذ بالقول ان القرآن فيه الشفاء، ومن لم يحمل طيلة حياته مناظير فلكية راح ينتشي بترائي الكون له من خلال النص القرآني!.(1/1610)
لقد شاع الطب بين المسلمين وتقدم تقدما هائلاً في الحضارة الاسلامية لما لم يكن الفقهاء يشيعون بين الناس ظاهرة المعالجة بالقرآن، وعُرف في حينها ومن بعدها اسماء لامعة على مستوى العالم اجمع، مثل ابي بكر الرازي، وابن سينا، وابن رشد، والزهراوي وغيرهم من المسلمين، وكتب هؤلاء انتشرت في العالم مثل (الحاوي) للرازي، و (القانون) لا بن سينا، و (الكليات) لابن رشد، و (التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي، بل وجدنا من علماء المسلمين الفقهاء من يجيد الطب، فابن رشد نفسه كان فقيهاً والف كتابه (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) في الفقه المقارن، والضروري في اصول الفقيه، وفخر الدين الرازي صاحب الكتب الشهيرة في التفسير والاصول وعلم الكلام وغيرها، ومع كل ذلك فقد قالوا عنهما:«كانت شهرتهما في علم الطب لا تقل عن شهرتهما في علوم الدين» وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى يعد من فقهاء الشافعية، وترجم له تاج الدين السبكي في كتاب(طبقات الشافعية) على انه احد فقهاء هذا المذهب، واليوم وياللاسف نجد الذي اتخذ القرآن دستوره في المعالجة العضوية هو من عامة المسلمين، جهلا بأحكام الشريعة فضلا عن احكام الطب، فلا هو ملك هذا ولا ذاك، وانما راح يتاجر باحدهما! وادعوك ايها القارئ العزيز لأن نتأمل جيدا حال اولئك الذن اشتهروا بمسمى (الراقي فلان) وما يكون منهم من اشاعة لاعمال هي في تاريخنا التشريعي لم تكن البتة من عمل الصحابة ولا من عمل سلف الامة في خير قرونها.(1/1611)
وان نحن عرجنا قليلا على الواقع السياسي الاسلامي القديم نجد ازمة التحكيم ممثلة نقطة البداية في مسار الانحدار المعرفي، وقد انقسم الناس ازاءها الى فرق كثيرة كلها ترفع القرآن اعلى رأسها وتدعي المحاكمة اليه، وتمسكت كل فرقة برأيها واستندت في تأييده الى آية من القرآن، كما انها كفرت الآخرين استناداً ايضاً الى اية من القرآن، وهكذا حدث تحريف لمعاني الآيات القرآنية التي استخدمت لتحقيق أهداف سياسية، او اغراض حزبية، وغابت عن الاذهان الى اليوم مقولة عمر بن الخطاب «فإن جادلوك فجادلهم بالسنة فإن القرآن حمّال وجوه» وظل جمع غفير من حامليه مزيفيه، حتى لما حارب الطهطاوي حديثا ما أسماه بالظاهرة الصوتية مناديا بضرورة استحداث تيار تجديدي احيائي ما لبثت دعوته تلك ان خفت صوتها دون ابواق «الشعاراتية» الذين اول ما حاربوا حاربوا الطهطاوي نفسه !! وهو القائل:« انه لم تخرج احكام السياسة عن المذاهب الشرعية، لأنها اصل وجميع مذاهب السياسات عنها بمنزلة الفرع «الا ان الذين ادانوه قد ركبوا شططا وكسبوا تعسا.
ورغم كل ذلك فإن الله جل في علاه قد قال بعد انقضاء قصص القوم الغابرين :«تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم «فنحن لسنا مسؤولين ابدا عن تبعات اعمال غيرنا، كما اننا لسنا حائزين على فضلهم واجرهم، انما نحن نحن، علينا ان نكد ونشقى في سبيل التحصيل الدنيوي والمعرفي مطلقين العنان لحرية الفكر والتعبير والنظر، هذا اذا اردنا ان نجسد تعاليم القرآن واقعا فينا والا فسنبقى دهورا طويلة نردد جذلين: القرآن منهجنا، القرآن دستورنا، القرآن هو الحل .. ولا شيء من قرآننا يكون على ارض واقعنا !
المصدر (http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20060907/Con2006090745537.htm)
---
الديبو
09-08-2006, 06:52 AM(1/1612)
من الدراسات الجادة والمتميزة عن المرجعية ما كتبه الدكتور عماد الدين الرشيد رئيس قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة جامعة دمشق، فقد تناول في بحثه" المرجعية- دراسة في الفهوم القرآني" المفهوم القرآني للمرجعية وذلك من خلال تتبع الآيات الكثيرة التي تضمنت معنى المرجعية بمفهومها الخاص، ومن ذلك ما جاء بلفظ" إمام وأئمة وهدى وأولو الأمر" وهي ألفاظ تدل على تناول القرآن لمفهوم المرجعية باعتبارين: الأول: الجهة الفكرية التي يرد الناس أمورهم إليها في شؤون دينهم، والثاني: الأشخاص الذين يمثلون هذه الجهة بمستواهم العلمي وبالمصداقية السلوكية.
وقد تضمن بحثه ردا على المفهوم الضيق للمرجعية وهو أن تختزل الأمة كلها في فرد فتصبح ملايين العيون عينا واحدة وملايين العقول عقلا واحدا وملايين الأيدي يدا واحدة.
طبع بحثه في سلسلة مفاهيم أساسية في دار نحو القمة في سوريا.
---
عبدالله الشهري
09-09-2006, 01:48 AM
هذا مقال نشر في جريدة عكاظ يوم الخميس 14/8/1427هـ (7/9/2006م) العدد 1908 بعنوان :
في مفهومية المرجعية القرآنية
النص الإلهي يدعو إلى التفكير وينهى عن التبعية
للكاتب وليد سامي أبو الخير- طالب دراسات العليا في اصول الفقه .
waleed-99@hotmail.com
صحيح ان ما توصل اليه العلم الحديث يعين الباحث الشرعي على فهم بعض مفردات القرآن كلفظة «البسط» لكن الخطأ بعينه يوم ان يقحم الباحث المعارف جلها في تضاعيف القرآن بحيث يتماشى معها موافقة كلما تغيرت نظرياتها من وقت الى وقت ومن مكان الى مكان، وهذا الذي حدث بالفعل عندما كفر قوم نعرفهم قديما وحديثا من قال بدوران الارض واستدارتها اعتمادا على ما ظنوه هم دلالة قرآنية قطعية وهي ليست كذلك.المصدر (http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20060907/Con2006090745537.htm)(1/1613)
قال الشنقيطي - رحمه الله - موضحاً طرفاً من هذه المسألة وواضعاً إطاراً معرفياً لتفسير الظواهر العلمية في ضوء الآيات القرآنية ، قال:
((...فما ناقض القرآن مناقضة صريحة فيجب علينا أن نكذبه ، وما وافق القرآن أو السنة الصحيحة علينا أن نقبله ، وما لم يناقض القرآن ولا السنة الصحيحة مناقضة صريحة فيجب علينا أن لا نقدم على تكذيبه وأن لا نتجرأ على أنه كذب خوف أن يكون حقاً ، وإذا كان حقا ظن القائلون به المتمسكون به أن القرآن كذب ، لأنه قيل لهم: إنه يخالف القرآن. والقرآن في نفس الأمر لا يخالف نظرية صحيحة أبداً ، فعلينا أن نتثبت ، وأن لا نتسرع في الشيء الذي لا يكون صريحاً في نفيه ، ولا ننفيه إلا بتثبت تام ويقين ، لئلا نجني على القرآن ونشكك الناس في أنه حق ، ونقول : ظاهر القرآن كذا ، والذي يتبادر لنا كذا ، وإن وقع خلافه فهو من قصور فهمنا ، والقرآن بريء من كل ما ليس بحق ، فكله حق ، ولا يناقض حقا )).
العذب النمير ، ص 1255.
---
(1/1614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ابن أبي حاتم
---
تفسير ابن أبي حاتم
---
عبدالعزيز محمود المشد
06-17-2004, 03:34 AM
أُريد الحصول على الجزء الذي يشتمل على سور ( الأعراف , والأنغال , والتوبة ) من مخطوط تفسير ابن أبي حاتم الرازي " فهل هناك من يدلني على مكانه " لحاجتي إليه في رسالتي " وجزاه الله خيراً "
وهل يعلم أحد الأخوة الأفاضل بطبع هذين الكتابين ، أو أحدهما ومكان طبعه .
(الأول )5. ابن ابي حاتم ، عبدالرحمن بن محمد ، ت 327 هـ( تكرار مصطلح البحث 8 )
227.32
ت 104 ح
تفسير سورتي الانفال و التوبة من تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول صلى الله عليه و سلم ... / لعبدالرحمن بن ابي حاتم الرازي ؛ دراسة و تحقيق و تخريج عيادة ايوب الكبيسي ؛ اشراف احمد محمد نور سيف .
1407هـ ، 1987م
2 مج ، 1010 ورقة:
( والثاني )
227.32
ع104 ح
تفسير السورة التي يذكر فيها الاعراف : من تفسير القرآن العظيم... / عبدالرحمن بن ابي حاتم الرازي ؛ دراسة و تحقيق حمد بن احمد بن ابي بكر ؛ اشراف عبدالمجيد محمود عبدالمجيد .
1405هـ ، 1985م
2 مج ، 899 ورقة:
أو كيفية الحصول عليهما من مكتبة الملك فهد الوطنية " وجزاكم الله خيراً "
أخوكم / عبدالعزيز المشد
---
(1/1615)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك كتب متخصصة في تفسير سور معينه
---
هل هناك كتب متخصصة في تفسير سور معينه
---
المنتقى
09-19-2004, 08:46 PM
الاخوة في ملتقى اهل التفسير جعلنا الله واياكم من اهل القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : اشكركم على هذا الموقع المفيد والذي فيه فوائد جليلة لا يجدها الطالب في الكتب الا في نصب وتعب بل ربما لايجدها البتة
وانني اسأل القائمين على هذا الموقع من اعضاء ومشاركين عن
كتاب يفسر سورة معينة وخاصة في سور
1- الممتحنة
2- الاحزاب
3- الحجرات
او اشرطة
لاني قد سؤلت عن ذلك وبحثت في المكتبات ولم اجد شياء
---
أحمد البريدي
09-19-2004, 09:12 PM
جزاك الله خيرا على حسن ظنك بإخوانك :
هناك كتاب قيم في تفسير سورة الحجرات ل د ناصر العمر
وأما سورة الأحزاب فقد فسرها الشيخ ابن عثيمين تجدها في التسجيلات , أو على موقعه على الانترنت .
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2004, 10:28 PM
إضافة لذلك أيضاً ..
- من أسرار التعبير القرآني : دراسة تحليلية لسورة الأحزاب . للدكتور محمد محمد أبو موسى حفظه الله .
- تفسير سورة الأحزاب للدكتور مصطفى زيد رحمه الله . وهما كتابات نفيسان للغاية .
---
طالب يتعلم
09-20-2004, 11:25 AM
هناك أيضا
تفسير سورة الأحزاب/عبد الفتاح خليفة
تفسير سورة الأحزاب / محمد خليفة
تأملات في سورة الأحزاب / حسن با جودة
سورة الأحزاب عرض وتفسير / مصطفى زيد
نظرات في سورة الأحزاب مع تفسيرها / كامل الشناوي
البينات في سورة الحجرات / عبد المجيد البينانوي
تفسير سورة الحجرات / محمد المراغي
---
ابن إبراهيم
09-20-2004, 06:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
نعم هناك الكثير من كتب التفسير لسورٍ معينة مثل:
* تفاسير الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- للسور التالية :(1/1616)
- سورتي (الفاتحة والبقرة) في ثلاث مجلدات
- سورة (الصافات)
- سورة (يس)
- سورة (الكهف)
- تفسير جزء عم
أما تفاسيره التي سوف تُنشر قريباً:
- تفسير سورة آل عمرآن
- تفسير سورة الأحزاب
*تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية:
- تفسير سورة النور
---
أبو محمد الحوشان
09-26-2004, 03:12 PM
iأحسنتم وبارك الله فيكم
وأحتاج إلى تفسير خاص بسورة ((سبأ))
وهل يوجد مواقع لمثل هذا النوع من التفسير على النت؟
---
(1/1617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حديث ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )
---
حديث ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )
---
أبوخطاب العوضي
08-21-2004, 04:40 PM
*حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا ابن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) أبوداود- الملاحم – ما يذكر في قرن المائة
حديثٌ صحيح .
أخرجه أبوداود في السنن رقم4291 , وأبو عمرو الداني في الفتن 3/742/364 , والهروي في ذم الكلام ص246 , والحاكم في المستدرك 4/522 , والبيهقي في معرفة السنن والآثار 1/28/422 , ومناقب الشافعي 1/137 , وابن عدي في الكامل 1/123 , وابن عساكر في تبين كذب المفتري 51-52 , والخطيب في تاريخ بغداد 2/61 , والطبراني في المعجم الأوسط 6/323-324/6527 , وابن حجر في توالي التأنيس بمعالي إدريس ص46 , من طرق عن ابن وهب : أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافرى عن أبي علقمة عن أ[ي هريرة – فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه ( إن الله يبعثُ على رأس كل مئة شنةٍ من يُجددُ لها دينها ).
ووقع عند الحاكم والهروي ( شرحبيل ) بدل ( شراحيل ) ! وهو خطأ , قال شيخنا في السلسلة الصحيح 2/151 ( ولا أراه محفوظاً , وقد أشار إلى ذلك الحافظ في ترجمة شرحبيل بن شريك من التهذيب ) .
*قال الطبراني عقب الحديث ( لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد , تفرد به ابنُ وهب ) .
*وقال العراقي وغيره – كما في فيض القدير 2/282 ( سنده صحيح )(1/1618)
*وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ص122 , وابن الديبع الشيباني في تمييز الطيب من الخبيث ص51 ( وسنده صحيح , رجاله كلهم ثقات , وكذا صححه الحاكم )
وحكى المناوي في الفيض 2/282 وغيره تصحيح الحاكم له .
*وقال السيوطي – كما في عون المعبود 11/267 ( اتفق الحافظ على أنه حديث صحيح , ومن نص على صحته من المتأخرين : أبوالفضل العراقي وابن حجر , ومن المتقدمين : الحاكم في المستدرك والبيهقي في المدخل )
ورمز لصحته في الصغير رقم1845 , وقال شيخنا – أي الألباني – في صحيحه رقم1874 ( صحيح )
*وقال في الصحيحة رقم599 ( والسند صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم )
قلت : وهو كمال قالوا , وقد صححه الإمام أحمد كما في السير 10/46 لكن تصحيح الحاكم لم أجده في مطبوع المستدرك , قال شيخنا ( فلعله سقط ذلك من النسخ المطبوعة من المستدرك ) .
قلت : أو يكون منْ نصب تصحيحه للحاكم من العلماء إنما هو بناءً على إخراجه إياه في المستدرك , فاستلزموا صحته عنده من ذلك , ولعل في كلمة العلامة السخاوي في – المقاصد – بعد حكايته تصحيح الحاكم له ( فإنه أخرجه في مستدركه ) ما يؤيد ذلك والله أعلم .
هذا , وقد غمز الإمام أبوداود – رحمه الله – في صحته بعد أن أخرجه في السنن , فقال ( رواه عبدالرحمن بن شريح الاسكندراني , لم يجُزْ به شراحيل )
يريد – رحمه الله – أن عبدالرحمن أعضله , فأسقط أبا علقمة وأباهريرة , وهذا لا يقدح في الحديث لسببين :
الأول : أن سعيد بن أبي أيوب أرفع منزلة من عبدالرحمن بن شريح , قال الحافظ في التقريب رقم2510 فيه ( ثقة ثبت ) بينما قال عن عبدالرحمن رقم4342 ( ثقة فاضل ) .
الثاني : أن مع سعيد زيادة علم , وهي زيادة ثقة , فيجب أن تقبل . أفاده الشخاوي , انظر : الصحيحة 2/151 .
وقوله الراوي ( فيما أعلم ) ليس بشك في وصله , بل قد جعل وصله معلوماً له , كمال قال السخاوي , وقد اعتمد الأئمة هذا الحديث .(1/1619)
وقد أعله بعضهم باختلاف الناس في تحديد المجددين , وأن كل طائفة تدعي أن إمامها هو المجدد , وتلك علةٌّ عليلةٌّ !! إذ المُجدد لا يشترط أن يكون واحداً فقط , بل يمكن أن يكون أكثر من واحد كما قال صاحب عون المعبود 11/164 وغيره .
قال الحاقظ ابن كثير – كما في كشف الخفاء 1/283 وغيره ( وقد ادعى كل قومٍ في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث والظاهر – والله أعلم – أنه يعمُّ حملةَ العلمِ من كل طائفة وكل صنف من أصناف العلماء : من مفسرين , ومحدثين , وفقهاء , ونحاة و ولغويين , إلى غير ذلك من الأصناف )
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 13/295 ( لا يلزم أن يكون في رأس كل مئة سنة واحد فقط بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة وهو متجهٌ , فإن اجتمع الصفات المحتاج إلى تجديدها لا ينحصر في نوعٍ من أنواع الخير , ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخصٍ واحدٍ , إلا أن يُدعى ذلك في عمر بن عبدالعزيز فإنه كان القائم بالأمر على رأس المائة الأولى باتصافه بجميع صفات الخير ، وتقدمه فيها ؛ ومن ثم أطلق أحمد أنهم كانوا يحملون الحديث عليه ، وأما من جاء بعده ؛ فالشافعي - وإن كان متصفاً بالصفات الجميلة - إلا أنه لم يكن القائم بأمر الجهاد ، والحكم بالعدل , فعلى هذا , كل من كان مُتصفاً بشيءٍ من ذلك عند رأس المئة هو المراد , سواء تعدد أم لا )
وقال في توالي التأنيس ( حمل بعض الأئمة ( مَنْ ) في الحديث على أكثر من واحد , وهو ممكن بالنسبة للفظ الحديث )
قلت : فـ ( مَنْ ) تصلح للواحد فما فوقه , كما أفاده المناوي – أيضا – في الفيض 2/282 .(1/1620)
**وكأن ابن الأثير يضع السكين على المفصل حينما قال ( لا يلزم أن يكون المبعوث على رأس المائة رجلاً واحداً وإنما قد يكون واحداً وقد يكون أكثر منه ؛ فإن لفظة (مَنْ) تقع على الواحد والجمع ، وكذلك لا يلزم منه أن يكون أراد بالمبعوث : الفقهاءَ خاصة - كما ذهب إليه بعض العلماء - فإنّ انتفاع الأمة بغيرهم أيضاً كثير مثل: أولي الأمر ، وأصحاب الحديث ، والقراء والوعاظ ، وأصحاب الطبقات من الزهاد ؛ فإن كل قومٍ ينفعون بفن لا ينفع به الآخر ؛ إذ الأصل في حفظ الدين حفظ قانون السياسة، وبث العدل والتناصف الذي به تحقن الدماء ، ويُتمكن من إقامة قوانين الشرع، وهذا وظيفة أولي الأمر . وكذلك أصحاب الحديث ينفعون بضبط الأحاديث التي هي أدلة الشرع ، والقرّاء ينفعون بحفظ القراءات وضبط الروايات ، والزهاد ينفعون بالمواعظ والحث على لزوم التقوى والزهد في الدنيا . فكل واحد ينفع بغير ما ينفع به الآخر ... فإذا تحمل تأويل الحديث على هذا الوجه كان أولى ، وأبعد من التهمة ، فالأحسن والأجدر أن يكون ذلك إشارة إلى حدوث جماعةٍ من الأكابر المشهورين على رأس كل مائة سنة ، يجددون للناس دينهم .. (
وهنا يلزمنا ذكر حديثان الأول ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ( واه مسلم في صحيحه 3/1523 كتاب الإمارة حديث رقم 1920 .(1/1621)
( لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله (رواه الترمذي في سننه 5/26 كتاب الإيمان رقم2641 , وابن ماجخ في المقدمة رقم6 , وأحمد في المسند 3/436 , 5/34-35 , وعلى بن الجعد في مسنده رقم1111 , واللالكائي في شرح أصول الأعتقاد رقم172 , والداني في الفتن ص171-172 , وابن حبان في صحيحه رقم61 , والحاكم في معرفة علوم الحديث ص2 , والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث رقم11 , 44 ,45 , وغريهم من طريق شعبة : حدثنا معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعاً ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم , لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة )الحديث
قال الترمذي ( حديث حسن صحيح )
قلت : وإسناده صحيح على شرط الشيخين , خلا قرة رضي الله عنه , فإنه من رجال السنن الأربعة . وفي الباب عن عمران بن حصين , وجابر بن عبدالله , وجابر بن سمرة , وعمر بن الخطاب , وأبي هريرة , ومعاذ بن جبل , وأبي أمامة , وعبدالله بن عمرو وغيرهم .
وهو حديث متواتر , كمال قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء ص6 , والسيوطي في قطف الأزهار المتناثرة ص216 , والكتاني في نظم المتناثر ص93 , وشيخنا الألباني رحمه الله في صلاة العيدين ص39-40 وغيرهم .
ثم رأيت في ذم الكلام للهروي ص246 , والحيلة لأبي نعيم 9/97-98 , وتوالي التأنيس لابن حجر ص48 , من طريق حميد بن زنجويه : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يُروى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله يَمُن على أهل دينه في رأس كل مئة سنةٍ برجلٍ من أهل بيتي يبين لهم أمر دينهم )
وسنده صحيح إلى الإمام أحمد , وقال السبكي في الطبقات 1/199 ( وهذا ثابت عن الإمام أحمد )
وله طرق أخرى عند ابن عبدالبر في ( الانتقاء من فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء ) ص126 .(1/1622)
قلت : لكن متنه فيه نكارة , إذ حصر المجدد في رجل واحد , وأن يكون من أهل البيت , هذا مع ضعف إسناده , لجهالتنا بالإسناد فيما فوق الإمام أحمد , نقول هذا – وإن كان الظاهر احتجاج أحمد به - , لأنه لا يجوز نسبةُ حديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ثبوت صحة الإسناد إليه صلى الله عليه وسلم لدينا , وهذا غيرُ متوفرٍ لنا في مثل هذا اللفظ للحديث , وقد علمت أن الذي ثبت لدينا بالإسناد الصحيح هو اللفظ السابق .
وقال أبوبكر البزار – كما في توالي التأنيس ( سمعت عبدالملك بن عبدالحميد الميموني : قال أحمد بن حنبل : رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول : إن الله يُقيضُ في راس كل مئةِ سنةٍ مًنْ يُعلم الناس دينهم ) أهـ بتصرف .
وسنده صحيح ‘ليه – أيضا - , عبدالملك ثقة فاضل , لازم أحمد أكثر من عشرين سنة , كما في التقريب رقم4692
من كتاب منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل ص9-11
---
(1/1623)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير الصوفي أو المنهج الرمزي والإشاري :
---
التفسير الصوفي أو المنهج الرمزي والإشاري :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-17-2006, 04:03 AM
فرق أهل السنة والجماعة بين نوعين من التصوف هما (1) :
1- التصوف العلمي
وهو الذي ترتبط أصوله بالكتاب والسنة ، وتعتبر حياة الرسول-صلى الله عليه وسلم- هي مصدره ومعينه الذي يغترف منه، وقوامه الزهد والتقشف والتفاني في طاعة الله تعالى ، أي أنه فكر وسلوك واتباع، لا فلسفة وابتداع. فهو إذن تصوف إسلامي خالص ، خال من كل بدعة ، نحو بدعة التفلسف والإتحاد والحلول، ووحدة الوجود، وفكرة المقامات اليونانية الأصل، والتفريق بين الحقيقة والشريعة، ومن ثم تلقته الأمة بالقبول . وفي ذلك يقول ابن تيمية -رحمه الله- : "وفيهم جماعات لهم عبادة وزهد وصدق فيما هم فيه، وهم يحسبون أنه حق. وعامتهم الذين يقرون ظاهرا وباطنا بأن محمدا رسول الله ، وأنه أفضل الخلق، أفضل من جميع الأنبياء والأولياء ، لا يفهمون حقيقة قولهم، بل يحسبون أنه تحقيق ما جاء به الرسول، وأنه من جنس كلام أهل المعرفة الذين يتكلمون في حقائق الإيمان والدين، وهم من خواص أولياء الله . فيحسبون هؤلاء من جنس أولئك، من جنس الفضيل بن عياض(1)، وإبراهيم بن أدهم(2)، وأبي سليمان الداراني(3)، والسري السقطي(4)، والجنيد بن محمد(5)، وسهل ابن عبد الله(6)، وأمثال هؤلاء"(7) .(1/1624)
فهؤلاء الأعلام لم يكونوا يفرقون بين الحقيقة والشريعة -كما هو الشأن بالنسبة لمتأخري الصوفية- بل كانت طريقتهم محكومة بالكتاب والسنة ، ولم يعبدوا الله بالوجد والذوق والمكاشفة ، بل بالإقتداء والإتباع. ومن يراجع أقوالهم وأحوالهم يجدهم متبعين وغير مبتدعين،وقد ورد شيء من ذلك في كتاب "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء " لأبي نعيم (ت 430هـ) . ونحن ننقل منه كمثال على ما قلناه ما أورده في ترجمته للعابد الزاهد الجنيد بن محمد الجنيد (ت297هـ) : "كان كلامه بالنصوص مربوطا، وبيانه بالأدلة مبسوطا ، فاق أشكاله بالبيان الشافي ، واعتناقه للمنهج الكافي، ولزومه للعمل الوافي... سمعنا أبا القاسم الجنيد بن محمد غير مرة يقول : علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ، ولم يتفقه ، لا يقتدي به. وكان في أول أمره يتفقه على مذهب أصحاب الحديث"(1).
2- التصوف النظري
وهو نقيض التصوف العملي، حيث يقوم على الدراسة والبحث، أي أنه معرفة أو بالأحرى نظرية في المعرفة، ذات أصول فكرية يونانية وهندية ومسيحية، وفارسية(2) . وقد تتبع ابن تيمية أقوال معتنقيه ، وبين حقيقة مذهبهم ، والمآخذ التي يمكن أن تؤخذ على هذا التصوف المجافي لروح الإسلام . ويمكننا أن نجملها في النقط التالية :
أ- عبادة الله بالذوق والوجد والرأي واتباع الهوى: "هؤلاء العباد الزهاد الذين عبدوا الله بآرائهم وذوقهم ووجدهم، لا بالأمر والنهي، منتهاهم اتباع أهوائهم {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}(3) لا سيما(1/1625)
إذا كانت حقيقتهم هي قول "الجهمية المجبرة" . فرأوا أن جميع الكائنات اشتركت في المشيئة ولم يميزوا بعضها عن بعض، بأن الله يحب هذا ويرضاه، وهذا يبغضه ويسخطه. فإن الله يحب المعروف ويبغض المنطر، فإذا لم يفرقوا بين هذا وهذا نكت في قلوبهم نكت سود فسود قلوبهم، فيكون المعروف ما يهوونه ، ويجدونه ويذوقونه، ويكون المنكر ما يهوون بغضه وتنفر عنه قلوبهم، كالمشركين الذين كانوا {عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة}(1). ولهذا يوجد في هؤلاء(2) وأتباعهم من ينفرون عن القرآن والشرع، كما تنفر من الرماة ومن الأسد، ولهذا يوصفون بأنهم إذا قيل لهم قال المصطفى نفروا "(3).
ب- تفضيل الأولياء على الأنبياء والرسل(4) ، وجعل خاتم الأولياء خيرا من خاتم الأنبياء والرسل : "يقول ابن عربي(5) ونحوه : إن
الأولياء افضل من الانبياء ، وإن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء، وإن جميع الأنبياء يستفيدون معرفة الله من مشكاة خاتم الأولياء ، وإنه ياخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يأتي خاتم الأنبياء "(1).
ج- اعتناق مذهب وحدة الوجود والحلول(2)، وإن كان ابن تيمية -رحمه الله - يرى أن القول بوحدة الوجود أشد افتراء وإلحاد ، وأعظم كفرا من القول بالحلول والإتحاد : "إن القائلين بأن وجود الخالق هو وجود المخلوق هم أعظم افتراء ممن يقول إنه يحل فيه. وهؤلاء يجهلون من يقول بالحلول أو يقول بالإتحاد، وهو أن الخالق اتحد مع المخلوق، فإن هذا إنما يكون إذا كان شيئان متباينان، ثم اتحد أحدهما بالآخر، كما يقول النصارى من اتحاد اللاهوت مع الناسوت. وهذا إنما يقال في شيء معين، وهؤلاء هندهم ما ثم وجود لغيره حتى يتحد مع وجوده ، وهم من أعظم الناس تناقضا، فإنهم يقولون ما ثم غير ولا سوى، تقول
السبعينية(1) ليس إلا الله بدل قول المسلمين لا إلا إلا الله ..."(2) .(1/1626)
وقد ناقش ابن تيمية -رحمه الله- الصوفية القائلين بوحدة الوجود، والآخرين المعتنقين نظرية الإتحاد والحلول، مناقشة عقلية صرفة(3)، بين فيها تناقضهم ، والتباس الأمر عليهم في ما يخص الواحد بالنوع، والواحد بالعين ، أي أنهم لم يفرقوا بين العالم والله حين جعلوهما شيئا واحدا، في حين هناك وجودان:
* "واجب الوجود : وهو ما كان وجوده لذاته : أزلي أبدي .
* ممكن الوجود : وهو ما وجد لسبب : محدث فان .
وهذا يعني (اثنينية الوجود) أي (الله والعالم) . فالله خالق والعالم مخلوق ، والله مدبر ، والعالم مدبر . وليس الله حالا في العالم وإنما هو خالقه ومدبره، والله بيده الخير والشر يثيب الناس ويعاقبهم جزاء لما كانوا يعملون . أما مذهب الحلول فيرى أن الله والعالم امتزجا ، وأن الله والقوى الداخلة الفاعلة في العالم مترادفان"(4) .
كما ناقشهم مناقشة نصية تستند إلى الكتاب والسنة(5)، فاقام
الحجة على فساد مذهبهم ، وعلى ضلالهم بالدليل العقلي والنقلي.
د- التحلل من الشعائر والشرائع ، وهي نتيجة طبيعية لقولهم بوحدة الوجود ذلك أن الله -عندهم- هو الوجود، والوجود هو الله، فليس هناك تفريق بين واجب الوجود وممكن الوجود، فمن سيكلف من ؟ الله سيكلف نفسه أم غيره (1) ؟ -تعالى ربنا على ذلك علوا كبيرا - وفي ذلك يقول ابن تيمية -رحمه الله- "وكثير من أهل النسك ، والعبادة ، والعلم، والنظر ممن سلك طريق بعض الصوفية والفقراء ، وبعض أهل الكلام والفلسفة ، يسلك مسلك الباطنية في بعض الأمور لا في جميعها، حتى يرى بعضهم سقوط الصلاة عن بعض الخواص، أو حل الخمر وغيرها من المحرمات لهم ، أو أن لبعضهم طريقا إلى الله عز وجل غير متابعة الرسول . وقد يحتج بعضهم بقصة موسى والخضر ، ويظنون أن الخضر خرج عن الشريعة ، فيجوز لغيره من الأولياء ما يجوز له من الخروج عن الشريعة . وهم في هذا ضالون.."(2) .(1/1627)
هـ- التفريق بين الحقيقة والشريعة : وأظن أن التفريق بين الحقيقة والشريعة مترتب عن نظريتهم في المعرفة ، القائمة على الذوق والوجد والمكاشفة، مما دفعهم إلى التفريق بين ظاهر القرآن وباطنه . وهو لعمري مرادف لتفريقهم بين الحقيقة والشريعة ، فالظاهر هو الشريعة ، وهو للمحجوبين ، أي للعوام وهم الذين لم يسلكوا طريقهم ، والباطن هو الحقيقة ، وهي للخواص أي الشيوخ أرباب الطرق، والمريدين ، ولا سبيل إلى الوصول إليها إلا عن طريق الذوق والوجد والمكاشفة، أي أنها معرفة ذاتية ليست فيها وساطة . ومن ثم فالصوفي يعتقد أنه يدرك حقائق الأمور لأنه اطلع عليها مكاشفة ، فتمت له المعرفة من المصدر والمعين مباشرة ، وبغير وسائط .أما غيرهم أو من يسمونهم بالمحجوبين، فهؤلاء ليس لهم إلا ظاهر النصوص، ولم يرقوا إلى مستوى التلقي المباشر ، بل هم عالة على الأنبياء والرسل. وفي ذلك يقول ابن تيمية -رحمه الله - وهؤلاء كلهم يدعون على الحقيقة، ويقولون : الحقيقة لون ، والشريعة لون آخر، ويجمعهم شيئان : أن لهم تصرفا وكشفا خارجا عما للعامة ، وأنهم معرضون عن وزن ذلك بالكتاب والسنة ، وتحكيم الرسول في ذلك. فهم بمنزلة الملوك الذين لهم ملك يسوسونه بغير أمر الله ورسوله، لكن الملوك لا يقول أحدهم إن الله أمرني بذلك ، ولا إني ولي الله ، ولا إن لي مادة من الله خارجة عن الرسول ، ولا إن الرسل لم تبعث إلى مثلي ..."(1) .
الفرق بين التفسير الصوفي النظري ، والتفسير الصوفي الإشاري
لما كان التصوف ينقسم إلى قسمين -كما أسلفنا- وهما :
1- التصوف العملي .
2- التصوف النظري .
فإن التفسير - هو الآخر - عند الصوفية قد انقسم إلى قسمين هما :
1- تفسير صوفي فيضي إشاري .
2- تفسير صوفي نظري(1) .(1/1628)
وقد يظن البعض أنهما شيء واحد ، خاصة أن بعض المفسرين قد كانت لهم محاولات تفسيرية تشمل الإتجاهين كما هو الشأن بالنسبة لابن عربي ، الذي اعتبره الدكتور محمد حسين الذهبي - رحمه الله - من روادهما(2) .
والواقع أن هناك فروقا دقيقة بينهما يمكن أن نجملها في النقط التالية :
1- التفسير الصوفي النظري والتفسير الصوفي الإشاري يعتمدان منهجين مختلفين، فالأول يعتمد المنهج الرمزي الذي لا يقف عند دلالة النص اللغوية ، ويحاول أن يفرض على الخطاب القرآني آراء وأفكارا مسبقة بحيث يجعله يرمز إليهما. أما الإتجاه الثاني فهو يعتمد المنهج الإشاري، أي ينطلق من إشارة النص، وهي ما يرادف إيحاءاته ، بحيث يكون النص بالنسبة للمفسر منطلقا إلى آفاق رحبة يومىء إليها. ومن ثم فإنه يظل مرتبطا بالنص وله شاهد فيه(3) .
2- التفسير الصوفي النظري مبني على مقدمات فلسفية ينزل عليها القرآن الكريم، في حين نجد التفسير الصوفي الإشاري يرتكز على رياضة روحية ، وعلى معرفة ذوقية، يتمكن بفضلها من تفجير معاني الخطاب القرآني(1) .
3- يعتقد الصوفي النظري ان تفسيره هو كل ما يحتمله الخطاب القرآني، أما المفسر الإشاري فهو يرى أن تفسيره ما هو إلا إمكانية من ضمن جملة إمكانيات معنوية وروحية يتيحها النص القرآني(2) .
1- التفسير الصوفي النظري أو المنهج الرمزي في الفسير
وهذا التفسير ينكره أهل السنة ، لأنهم ينكرون الأسس التي يقوم عليها وهي :
1- القرآن له ظاهر وباطن، وهذا الأخير هو الذي يتضمن حقائق الأمور، وأما الظاهر فما هو إلا رموز وأمثال لمعان باطنية لا سبيل إلى معرفتها إلا عن طريق المشايخ الذين كشفت لهم الحجب . فصاروا لا يحتاجون إلى وساطة الأنبياء والرسل للوصول إلى الحقيقة ، وإدراكها، وهو نفس قول الروافض(3) .
2- وحدة الوجود والإتحاد والحلول(1).
3- التفريق بين الحقيقة والشريعة(2) .(1/1629)
4- نظرية المقامات "وهي أن للنفس البشرية مقامات ترقى من واحدة منها إلى الاخرى حتى تتصل بالملأ الأعلى مصدر المعرفة ومعينها ، وهذه النظرية جديدة على الإسلام بهذا الترتيب الذي وضعه المتصوفة ودعوا الناس إليه "(3).
وهذه الأسس كلها لا صلة لها بالتصور الإسلامي الخالص، بل هي خلاصة غزو ثقافي متمثل في الفلسفة اليونانية ، والفكر المشرقي -الهندي والفارسي- والديانة المسيحية ، وذلك هو سبب رفض أهل السنة للتفسير الصوفي النظري . بل إن منهم من يرى بأن تفسيرات الصوفية المبنية على هذه الأسس لا ينبغي أن تعد من التفسير، بل يكفرون من يدعي ذلك. يقول الزركشي -رحمه الله-(794هـ) : "فأما كلام الصوفية في تفسير القرآن ، فقيل ليس تفسيرا ، وإنما هي معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة ، كقول بعضهم في : {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}(4) : إن المراد النفس ، وأمرنا بقتال من يلينا لأنها أقرب شيء إلينا ، وأقرب شيء إلى الإنسانية نفسه .
قال ابن الصلاح في فتاويه : وقد وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي(ت 468هـ) أنه صنف أبو عبد الرحمن السلمي(1) "حقائق التفسير"، فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر..
قال وأنا أقول : الظن بمن يوثق به منهم إذا قال من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ، ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة في القرآن العظيم ، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية ، وإنما ذلك منهم ذكر لنظير ما ورد به القرآن : فإن النظير يذكر بالنظير "(2).(1/1630)
وبين ابن تيمية (661هـ/728هـ) أن طريقة أصحاب التفسير الصوفي النظري مشابهة لطريقة المفسرين على المذهب ، حيث يخطئون في الدليل والمدلول لأنهم ينطلقون من أفكار وآراء، وتصورات ومتعقدات خاطئة عقلا ونقلا ، ثم يعتبرونها مقدمات أو مسلمات يحملون القرآن عليها في تعسف شديد، ودون وجود أدنى ملابسة بين ما يعتقدونه وبين ما يستشهدون به على صحته وفي ذلك يقول : "وجماع القول في ذلك أن هذا الباب نوعان :
أحدهما أن يكون المعنى المذكور باطلا، لكونه مخالفا لما علم . فهذا هو في نفسه باطل ، فلا يكون الدليل عليه إلا باطلا لأن الباطل لا يكون عليه دليل يقتضي أنه حق"(1). وهذا النوع "يوجد كثيرا في كلام القرامطة ، والفلاسفة المخالفين للمسلمين في أصول دينهم ، فإن من علم أن السابقين الأولين قد رضي الله عنهم ورضوا عنه علم أن كل ما يذكرونه على خلاف ذلك فهو باطل ، ومن أقر بوجود الصلوات الخمس على كل أحد ما دام عقله حاضراعلم أن من تأول نصا على سقوط ذلك عن بعضهم فقد افترى . ومن علم أن الخمر والفواحش محرمة على كل أحد مادام عقله حاضرا علم أن من تأول نصا يقتضي تحليل ذلك لبعض الناس انه مفتر"(1).
وإذا علمنا أن ابن تيمية -رحمه الله- قبل تقرير هذه القاعدة مباشرة، كان يتحدث عن تفسير ابن عربي (560هـ/638هـ) ويبين بعض تفسيراته المنحرفة ، التي بناها على اعتقاده بوحدة الوجود والحلول والإتحاد ، ونظرية الولاية ، ونظرية المقامات الصوفية(2)، تأكد لدينا أن هذا النص هو في الصوفية الفلسفية وإن لم يذكرهم صراحة، وإنما ذكر القرامطة وهم من غلاة الشيعة، وذكر الفلاسفة. ونحن نعلم أن التصوف الفلسفي أو النظري قد جمع في طياته بين الفكر الشيعي
الباطني الغالي(1) ، وبين الفكر الفلسفي اليوناني والهندي والفارسي(2). ومن ثم فإن طريقتهم في التفسير هي طريقة الباطنية والفلاسفة نفسها.(1/1631)
مما يؤكذ ما ذهبنا إليه أن ابن تيمية قد خصص النوع الثاني من القاعدة التي قررها ، للتفسير الصوفي الإشاري(3)، كما أنه بين أن هناك فارقا واحدا بين تفسيرات باطنية الشيعة والفلاسفة وبين الصوفية ، وهو أن الأوائل -خاصة الروافض من الشيعة- يفسقون بل يكفرون بعض الصحابة ، في حين أغلب الصوفية لا يفعلون ذلك : "وقد دخل في كثير من أقوال هؤلاء كثير من المتكلمين والمتصوفين لكن أولئك الفرامطة ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، وعامة الصوفية والمتكلمين ليسوا رافضة يفسقون الصحابة ولا يكفرونهم"(4). ثم يورد نماذج من تفسيرات باطنية الشيعة ، وباطنية الصوفية ، وباطنية الفلاسفة وهي تبين وحدة المنهج الذي اتبعوه في تفسير آي الذكر الحكيم ، حيث يحملون القرآن على معتقداتهم وآرائهم وأذواقهم ومواجيدهم من غير أية قرينة تسمح بذلك: "وهؤلاء الباطنية قد يفسرون : {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}(1) أنه علي ، ويفسرون قوله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب}(2) بأنهما أبو بكر وعمر ، وقوله :{فقاتلوا أئمة الكفر}(3)، أنهم طلحة والزبير ، و{الشجرة الملعونة في القرآن }(4) بأنها بنو أمية.
وأما باطنية الصوفية فيقولون في قوله تعالى : {اذهب إلى فرعون }(5) إنه القلب، و{إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}(6) إنها النفس، ويقول أولئك (7) هي عائشة . ويفسرون هم والفلاسفة تكليم موسى بما يفيض عليه من العقل الفعال أو غيره ، ويجعلون {خلع النعلين} ترك الدنيا والآخرة ، ويفسرون {الشجرة} التي كلم منها موسى {الوادي المقدس} ونحو ذلك بأحوال تعرض للقلب عند حصول المعارف له ... وباطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس، وما وعد الناس به في الآخرة بأمثال مضروبة لتفهيم ما يقوم بالنفس بعد الموت من اللذة والألم ، لا بإثبات حقائق منفصلة يتنعم بها ويتألم بها. وقد وقع في هذا الباب في كلام كثير من تأخري الصوفية لم يوجد مثله عن أئمتتهم ومتقدميهم "(8) .(1/1632)
وإذا كان التصوف الفلسفي قد وصل مع ابن عربي (560هـ/638هـ) إلى أرقى مداه في البعد عن تعاليم الدين الإسلامي، والإيغال في الفلسفة اليونانية والمشرقية ، فإنه بالتالي يمثل أحسن نموذج للتفسير الصوفي النظري. ومن ثم ركز ابن تيمية على تفسيراته المنحرفة للقرآن الكريم، والتي تستند إلى نظرته إلى الوجود، ومؤداه أن الله والعالم شيء واحد : "وهو(1) دائما يحرف القرآن عن مواضعه ، كما قال في هذه القصة : {مما خطيئاتهم}(2) فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله وهي الحيرة . {فأدخلوا نارا}(3) في عين الماء في المحمديين، { وإذا البحار سجرت}(4) سجرت التنور أوقدته {فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا}(2). فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد وقوله : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } ، فجعل معناه أنه قدر وشاء أن لا تعبدوا إلا إياه ، وما قدره فهو كائن . فجعل معناه كل معبود هو الله ، وأن أحدا ما عبد غير الله قط ، وهذا من أظهر الفرية على الله ، وعلى كتابه ، وعلى دينه ، وعلى أهل الأرض"(5).
وقد بين ابن تيمية -رحمه الله - أن ابن عربي قد دفعه القول بوحدة الوجود إلى تفضيل قوم نوح الكفرة على سيدنا نوح- عليه
السلام- : "ولهذا عاب ابن عربي نوحا أول رسول بعث إلى أهل الأرض ، وهو الذي جعل ذريته هم الباقين، وأنجاه ومن معه في السفينة، وأهلك سائر أهل الأرض لما كذبوه ، فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما. وعظم قومه الكفار الذين عبدوا الأصنام ، وأنهم ما عبدوا إلا الله ، وأن خطاياهم خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله. وهذا عادته ينتقص الأنبياء ويمدح الكفار، كما ذكر مثل ذلك في قصة نوح وإبراهيم وموسى وهارون وغيرهم"(1).(1/1633)
وأفضى به ذلك الأمر إلى "مدح عباد العجل، وتنقص هارون ، وافترى على موسى ، فقال : وكان موسى أعلم بالأمر من هارون ، لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأن الله قد قضى أن لا يعبد إلا إياه، وما قضى الله بشيء إلاوقع فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه ، فإن العارف من يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء"(2) .
وجدير بالذكر أن أصحاب التصوف الفلسفي لم يخلفوا تفسيرا متكاملا للقرآن الكريم، بل كل ما لهم نصوص مبثوثة في التفسير المنسوب لابن عربي (560هـ/638هـ) وكتابيه : الفتوحات المكية ، وفصوص الحكم(3) .
2- التفسير الصوفي الإشاري
التفسير الصوفي الإشاري له تعريفات متعددة(1) لعل أشملها وأدقها ما عرفه به الشيخ الصابوني حيث قال : "التفسير الإشاري هو تأويل القرآن على خلاف ظاهره، لإشارات خفية تظهر لبعض أولي العلم، أو تظهر للعارفين بالله من أرباب السلوك والمجاهدة للنفس، ممن نور الله بصائرهم فأدركوا أسرار القرآن العظيم، أو انقدحت في أذهانهم بعض المعاني الدقيقة، بواسطة الإلهام الإلهي أو الفتح الرباني ، مع إمكان الجمع بينهما وبين الظاهر المراد من الآيات الكريمة"(2).
ومن هذا التعريف وغيره من التعريفات ، يتبين لنا أن المنهج الإشاري في التفسير يختلف عن المنهج الرمزي حيث يمكن في الأول الجمع بين ظاهر النص وبين الباطن الذي ينصون عليه ، أما في المنهج الثاني فإن المفسر يلغي دلالات النص اللغوية، بحيث يصبح التفسير عبارة عن تموجات فوق النص ، ومعاني متوهمة لا يربطها بالنص المفسر أدنى رابط، لا شرعي ، ولا لغوي، ولا منطقي .(1/1634)
وقد تتبع ابن تيمية المنهج الإشاري في التفسير، فأوضح أن مفهوم الإشارة عند المتصوفة هو كالتالي :"والثاني ما كان في نفسه حقا، لكن يستدلون عليه من القرآن والحديث بألفاظ لم يرد بها ذلك ، فهذا الذي يسمونه "إشارات" و"حقائق التفسير " لأبي عبد الرحمن فيه من هذا الباب شيء كثير"(1).
ثم بين أن الإشارات بهذا المفهوم تنقسم إلى قسمين :
" أحدهما : أن يقال : إن ذلك المعنى مراد باللفظ . فهذا افتراء على الله، فمن قال : المراد بقوله :{تذبحوا بقرة}(2) هي النفس، وبقوله {اذهب إلى فرعون}(3) هو القلب ، {والذين معه }(4) أبو بكر {أشداء على الكفار }(4) عمر {رحماء بينهم }(4) عثمان {تراهم ركعا سجدا}(4) ، علي ، فقد كذب على الله إما متعمدا وإما مخطئا "(5).
وأما القسم الثاني فهو الذي لا تحمل فيه المعاني على أنها مراد الله تعالى. فيكون ذلك من باب الإعتبار والقياس ، وهو شبيه بالقياس الأصولي . فكما ينقسم القياس إلى صحيح وباطل ، فإن الإشارة هي(1/1635)
الآخرى تخضع لنفس التقسيم : "فالذي تسميه الفقهاء قياسا هو الذي تسميه الصوفية إشارة ، وهذا ينقسم إلى صحيح وباطل، كانقسام القياس إلى ذلك . فمن سمع قول الله تعالى : {لا يمسه إلا المطهرون}(1) وقال: إنه اللوح المحفوظ أو المصحف ، فقال : كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلى بدن طاهر ، فمعاني القرآن لا يذوقها إلى القلوب الطاهرة ، وهي قلوب المتقين ، كان هذا معنى صحيحا واعتبارا صحيحا، ولهذا يروي هذا عن طائفة من السلف ... وكذلك من قال : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا جنب)(2) فاعتبر بذلك أن القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر، والحسد ، فقد أصاب . قال تعالى : {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم}(3) {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وإن يروا سبيل الغنى يتخذوه سبيلا}(4)، وأمثال ذلك "(5) .
وتشبيه ابن تيمية -رحمه الله- إشارات الصوفية بالقياس الأصولي يبين أن التفسير الصوفي الإشاري منه ما يدخل تحت إطار التأويل المنقاذ- أي المحمود- وهو الذي يوافق نصا أو لا يعارضه،
ومنه ما يدخل تحت إطار التأويل المستكره -باصطلاح الراغب الاصفهاني- أو التفسير على المذهب -باصطلاح ابن تيمية - وهو التأويل المذموم الذي لا أصل له في الدين ، بحيث لا يستند إلى النص ، بل قد يتعارض مع كثير من النصوص المحكمة
ومن ثم اعتنى علماء أهل السنة بوضع الشروط التي إذ توفرت في التفسير الصوفي الإشاري أخرجته من دائرة التفسير على المذهب . وقد جمعها أبو عبد الله شمس الدين بن قيم الجوزية (751هـ) -رحمه الله - في أربعة شروط وهي :
1- أن لا يناقض معنى آية .
2- أن يكون معنى صحيحا في نفسه .
3- أن يكون في اللفظ إشعار به
4- أن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم (1) .
---(1/1636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أذكار الصباح والمساء(رواية ودراية)
---
أذكار الصباح والمساء(رواية ودراية)
---
أبو عبدالله المحتسب
03-27-2006, 01:09 PM
سيلقي فضيلة الشيخ المحدث/
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
محاضرة بعنوان/
أذكار الصباح والمساء (رواية ودراية)
في يوم الأحد 4/3/1427هـ
بعد صلاة المغرب
في مسجد أنس بن مالك بحي الإزدهار بشمال الرياض
بعد صلاة المغرب[/size]
---
أبو محمد نائل
03-29-2006, 10:00 PM
جزاك الله خيراً أخي أبوعبد الله المحتسب ، والدال على الخير كفاعله ، لكن القلب يتألم ، يئن ، يتسائل عن واقع المسلمون ، دخلت المسجد الأقصى اليوم وصلاة الجماعة قائمة ، وأبناء المسلمون يلعبون كرة القدم على ما يسمى مصاطب حلق العلم ، وأنتم أدرى بمقولة الإمام أبو حامد الغزالي - ضاع العلم في بيت المقدس نظراً لعدد حلقات العلم التى شاهدها وقت إذ ، .....، مع العلم إن الصلاة التي كانت قائمة هي صلاة الكسوف،
( وَمَا نُرسلُ بالآيَاتِ إلاَّ تَخويفاً ) سورة الإسراء 59.
---
(1/1637)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تعاون بين جماعة " أحباء علي " وجماعة الرائيين لاستنساخ الإمام علي
---
تعاون بين جماعة " أحباء علي " وجماعة الرائيين لاستنساخ الإمام علي
---
عبدالرحيم
07-26-2006, 05:51 PM
صرحت جماعة 'أحباء علي' الشيعية أنها كونت فريقًا علميًا يتمتع بدرجة عالية من المهارة والحرفية في عمليات الاستنساخ, من أجل استنساخ الإمام علي بن طالب 'رضي الله عنه'.
وقامت الجماعة التي تتخذ من إيران مقرًا لها، بالاستعانة بالدكتورة الفرنسية [بريجيت بواسوليه] المدير العلمي لشركة [كلون إيد] الكيماوية، وطلبت منها البدء في إجراءات عملية الاستنساخ .
وصرح موقع المصريون أنه في سبيل الحصول على الحمضي النووي لـ'علي ابن أبي طالب'- رضي الله عنه- ، زار الفريق العلمي جميع المساجد الأثرية للشيعة في البصرة والكوفة وكربلاء وإيران، عسى أن يجدوا أقمشة تخص الإمام علي، مثل بردته أو جلبابه أو قميص له.
وبعد الكثير من الجولات استطاع الفريق العلمي ـ على حد زعمه ـ أن يعثر على رداءين لـ'علي بن أبي طالب' في إيران والبصرة ، الأول كان يرتديه الإمام في العيدين، والثاني الذي قتل فيه وعليه آثار من دمه وعرقه، وهو الرداء الذي أفاد كثيرًا في استخراج الحمض النووي المطلوب في عملية الاستنساخ, على حد قولهم.
وعن مصدر تمويل عملية الاستنساخ بينت الجماعة أن تمويلها من الشيعة المقيمين في مختلف أنحاء العالم, ويبلغ رصيدها كما يقولون حوالي 500 مليون دولار، وقد حددوا الأول من شهر رمضان القادم للإفصاح عن تجربتهم في استنساخ الإمام علي بن أبي طالب .(1/1638)
أدى هذا التصريح لحالة من الاستهجان بين أوساط المسلمين, خاصة وأن الدكتورة المشرفة على عملية الاستنساخ من أتباع الديانة الرائية التي اتخذت نجمة داود 'الإسرائيلية' شعارًا لها، الأمر الذي أوحى بعلاقة قوية بينهم و بين اليهود، وهم يطالبون الحكومة 'الإسرائيلية' بإقامة مركزًا لهم في القدس, مما أعاد إلى الأذهان قصة نشأة الشيعة وارتباطهم الوثيق بعبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام وادعى ألوهية علي بن أبي طالب , تعالى الله عما يقولون.
المصدر: مفكرة الإسلام (http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=119042)
---
محمود الشنقيطي
07-26-2006, 09:39 PM
ألا يخاف أولئك أن يستنسخ آخرون من الأطباء نسخة من (قنبر) مولى علي بن أبي طالب ويكون استنساخهم لعلي بن أبي طالب وبالاً عليهم؟؟؟
ربَّما؛؛؛
---
ابن رشد
07-26-2006, 11:04 PM
هل موقع " المصريون " هذا مما يوثق بالنقل عنه هكذا ؟!
---
(1/1639)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تحويل ملف ماكنتوش إلى وورد
---
تحويل ملف ماكنتوش إلى وورد
---
د.محمد إبراهيم
04-07-2007, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الإخوة الأعزاء في الملتقى:
أود سؤالكم:هل من حل أوطريقة لتحويل ملف من الماكنتوش إلى الوورد؟
فإن لدي ملفا على الماكنتوش وقد تعبت كثيرا ولم أصل لنتيجة.
علما أن الملف حاليا حولته إلى pdf
ولكم جزيل الشكر.
د.محمد إبراهيم المشهداني
---
أيمن صالح شعبان
04-08-2007, 08:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الدكتور محمد إبراهيم المشهداني حفظه الله تعالى
هناك الكثير من البرامج التي تقوم بتحويل الملف من صيغ الماكنتوش أبل أو الماك إلى البي سي لكن للأسف تعمل على جدول آسكي كود فقط بمعنى يمكنك التحويل الملف النصي إلى نظيره على كلا النظامين لكن بطبيعة الحال تفقد التنسيق لكن تبقى مزية واحدة وهي أن النص لو كان مراجعا بدقة فقد كسبت إحدى الحسنيين ليس إلا فإن كان لفضيلتكم على ما سبق حاجة عملت على وضع روابط لهذه البرامج
محبكم ومحب لأهل القراءات
---
د.محمد إبراهيم
04-08-2007, 05:21 PM
الأخ الفاضل أيمن صالح شعبان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله كل خير على اهتمامك بأمور المسلمين،بارك الله فيك.
ولعلك تتفضل _إن تيسر لك_ أن تتحفني بالبرنامج الذي لدبك في تحويل ملف الماكنتوش إلى وورد،فإنني في غاية الحاجة إليه لأن لي بحثا سبق لي أن طبعته على الماكنتوش، والآن هناك مجلة علمية لا توافق إلا إخذه على وورد؟؟
وجزاك الله خيرا،وبارك الله فيك.
محبكم
د.محمد إبراهيم
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 08:41 AM
على الرحب والسعة مولانا الحبيب(1/1640)
للآسف فتشت عندي على البرامج للكن للآسف لم أجدها حيث أقلعت عن بيئة الماكنتوش منذ أكثر من عشر سنوات ووجدت لك برنامج عبارة عن ماكرو من برمجتي هو لك هدية ولكل الأعضاء في هذا الملتقى الكريم لكني سأثقل عليك في الشرح فلا تؤاخذني .
البرنامج :
ملف ماكرو من ملفات الوورد حتى يعمل يجب أولا إعداد هذه الخطوات:
1 - جهز الملف الذي تريد تحويله من بيئة الماكنتوش والصواب أن تأخذه على ديسك فلوب بالطبع لا تقوم بصنع format لصيغة ماكنتوش اجعل الفرومات عادي Pcformat 1.4
2 - بعد نسخ الملف من الماكنتوش على الفلوبي ديسك ادخل الفلوبي في محرك الأقراص الخاص بالبي سي العادي ثم انسخ محتويته إلى القرص الصلب.
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 08:47 AM
3 - قم بفك المرفقات الموجود آخر الموضوع وضعه في أي مكان تعرفه على القرص الثابت .
4 - يجب أن تعد برنامج الأوفيس ليكون خيار الحماية من الماكرو في المستوى المنخفض بتتبع الصور الآتية :
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 08:50 AM
تظهر لك هذه النافذة عند فتح الملف المسمى محول نهائي.doc
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 08:53 AM
ثم اضغط على زر :
Esc تجده على لوحة المفاتيح جهة الشمال أعلى مفتاح يظهر لك أيقون داخل الملف المفتوح عليه رمز التفاحة
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 08:58 AM
طبعا لا تضغط عليه إلا بعد أن تفتح الملف الذي نسخته من بيئة الماكنتوش بواسطة الأوفيس نفسه باختيار فتح كل الملفات ثم انسخ النص وضعه في المستند محول نهائي.doc ثم اضغط على أيقونة التفاحة تظهر لكل هذه النافذة
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 09:02 AM
اختار تحويل النص لصيغة النوافذ
وممكن أن تختار العكس لو أرد أت تحول النص من بيئة النوافذ إلى بيئة الماكنتوش باختيارك
باختيار:
تحويل النص لصغية الماكنتوش
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 09:08 AM
داخل المرفقات ملف الماكرو(1/1641)
وعذرا على التفصيل الممل وإن شاء الله فور تفرغي سأقوم بتعديله ببساطة لو وَرَدَ أي استفسار لا تتردد فيه فوالله إني لمحب لأهل العلم والقراءات خاصة .
أرجو أن يفي هذا البرنامج بالمطلوب وفي الاعتبار اختلاف الأرقام الموجودة داخل المستند فلو كتبت بعضها بواسطة الأرقام الجانبية وبعضها بالأرقام العلية الموجودة في أعلى لوحة المفاتيح ستجد اضطراب ليس له حل وهذه من مشاكل تعدد الأنظمة وتفضل بقبول وافر الاحترام والتقدير
محبكم
---
د.محمد إبراهيم
04-09-2007, 09:58 PM
الأخ الفاضل أيمن صالح شعبان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيك وجزاك الله كل خيرا وكثر من أمثالك.
سبحان الله اليوم أخبرني أحد الإخوة أنه حصل على برنامج يحول ملف الماكنتوش إلى وورد.
ومع هذا ففضلكم سابق،ولعل الإخوة جميعا يستفيدون منه، وجزاك الله خيرا.
أخوكم
د.محمد إبراهيم
---
عبدالرحمن الشهري
04-10-2007, 01:38 PM
جزاكم الله خيراً يا أستاذ أيمن على هذا البرنامج وهذا الشرح المفصل . والباحثون يسألون كثيراً عن مثل هذا البرنامج فبارك الله فيك ونفع بعلمك .
---
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 04:04 PM
السلام عليكم أشكر مولانا الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله على تشجعيه الذي يقع في القلب فيبعث على النشاط والجد .
وأشكر لكلمات مولانا محمد بن إبراهيم الجامع للعشر .
---
(1/1642)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة عاجلة متفرقة !
---
أسئلة عاجلة متفرقة !
---
زينب
10-25-2004, 04:48 PM
1:من هو الصحابي اهتز لموته عرش الرحمن
2من هي اخر زوجات الرسول
3:من هو اول من جمع القران
من هو اول من سل سيفا في الاسلام
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2004, 07:01 PM
عفواً على التأخر .
- الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن سبحانه وتعالى هو سعد بن معاذ رضي الله عنه .
- آخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها. فقد تزوجها بعد فتح خيبر وبنى بها بمكان يقال له سرف. وفي ذلك يقول صاحب قرة الأبصار إن لم أكن واهماً إن شاء الله وهو يعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم :
وعام سبع بعد فتح خيبرا = ميمونة نكحها معتمرا
وبعد عوده بها كان البنا=في سرف وكان ذاك مدفنا
لها وكانت آخر النساء = تزوجاً له بلا امتراء
- أول من جمع القرآن الكريم في مصحف واحد هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وهذا من فضائله العظيمة.
- أول من سل سيفاً في سبيل الله في الإسلام هو الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه. قال سفيان الثوري : أول سيف شهر في الإسلام سيف الزبير بن العوام ، قيل له : قد قتل رسول الله بمكة ! فخرج بسيفه يسعى وهو غلام ، ابن إحدى عشرة سنة ، وهو يقول : لا أترك مشركاً إلا قتلته ، فلما رأى أن رسول الله على قيد الحياة أغمد سيفه.
والله الموفق
---
(1/1643)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا البرهان في تناسب سور القران للإمام الحافظ احمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي
---
صدر حديثا البرهان في تناسب سور القران للإمام الحافظ احمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي
---
د.يسري خضر
03-18-2007, 01:50 AM
صدر حديثا البرهان في تناسب سور القران للإمام الحافظ احمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي الغرناطي المتوفى 708من الهجرة وقد حققه الدكتور سعيد بن جمعة الفلاح مدير المعهد الاعلي للشريعة سابقا –جامعة الزيتونة تونس وقدم له سماحة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي حفظه الله بقوله (كتاب أصيل من نوادر المخطوطات في هذا الفن ويعد عمدة المصنفات في هذا الباب بل هو أقدم المؤلفات المعروفة التي أفردت فيه وكثيرا ما ذكره العلماء وأحالوا إليه ونقلوا واستفادوا منه)
هذا وقد قدم المحقق بين يدي الكتاب ثلاثة مباحث
المبحث الأول:ترجمة موجزة للمؤلف
المبحث الثاني:عن ترتيب السور بين التوقيف والنظر
المبحث الثالث:عن مناسبةاي القران وسوره أصل فيه هذا العلم وأوضح فوائده وبين ضوابطه وآراء العلماء فيه ومكانة المناسبة والسبب
والكتاب طبعته دار ابن الجوزي 1428هجريةوهويقع في302صفحة
وندعو مع المحقق( أن يجزل الله لمؤلفه حسن الثواب وان يكتب لكل من أسهم في طبعه وإخراجه ووضعه بين أيدي الناس حسن العاقبة وحسن المآب )
---
جمال أبو حسان
03-18-2007, 09:30 AM
هذا الكتاب مطبوع قديما في تونس قبل اكثر من عشرين سنة والله المستعان
---
د.يسري خضر
03-18-2007, 10:19 AM
الدكتور الكريم جمال حياكم الله
هذه هي الطبعة الثانية للكتاب وقد صدرت عن دار ابن الجوزي وقد اشار المحقق الي كثر ةالاخطاء في الطبعة الاولي وقلة انتشارهامما دفعه الي اعادة طبعها
---
فاضل الشهري
03-18-2007, 11:01 AM(1/1644)
جزيت خيرا دكتورنا وكنت اتمنى أن تكون هذه العبارة ( هذه هي الطبعة الثانية للكتاب وقد صدرت عن دار ابن
الجوزي وقد اشار المحقق الي كثر ةالاخطاء في الطبعة الاولي وقلة انتشارهامما دفعه الي اعادة طبعها )
في مشاركتك الاولى مع أن تبرير المحقق لإعادة الطباعة هي كثرة الاخطاء في الطبعة الأولى غير منطقي إذ كيف
يقبل هذا بعد أكثر من عشرين سنة !
---
د.يسري خضر
03-18-2007, 02:29 PM
جزاكم الله خيرا شيوخنا الفضلاء واعتذر عن السهو الذي حصل ولعل للمحقق عذرا في تاخر الطبعة الثانية
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2007, 06:58 PM
وفقكم الله جميعاً .
المحقق الدكتور سعيد جمعة الفلاح التونسي وفقه الله صديق فاضل ، وقد بقي في قسم القرآن وعلومه منذ ما يقارب العشرين عاماً ، ثم عاد أول هذه السنة إلى تونس ، وقد حقق الكتاب ونشره في جامعة الإمام عام 1408هـ . وتلك النشرة هي أول نشرة للكتاب حسب علمي . غير أن محدوديتها وعدم انتشارها حالا دون الاستفادة منها بالشكل المطلوب .
ثم حققها الأستاذ محمد شعباني في المغرب ، ونشرتها وزارة الأوقاف المغربية عام 1410هـ .
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645fd60f3ef3a8.jpg
ثم قامت دار ابن الجوزي بشراء حقوق طبع نشرة الدكتور سعيد الفلاح كما أخبرني بنفسه في الصيف الماضي قبيل مغادرته السعودية عائداً إلى تونس .
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645fd60f424d44.jpg
وخرجت هذه الطبعة - وهي الطبعة الأولى لدار ابن الجوزي بتحقيق الدكتور سعيد بن جمعة الفلاح . وهي أكمل وأجود الطبعات من كل الجوانب العلمية والطباعية والإخراج . وهي التي أشار إليها الدكتور محمد يسري عبدالخالق وفقه الله في موضوعه الرئيس .
---
(1/1645)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تيسير الوصول ** إلى ثلاثة الأصول للشيخ عبد المحسن القاسم
---
تيسير الوصول ** إلى ثلاثة الأصول للشيخ عبد المحسن القاسم
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
08-18-2006, 12:24 PM
تيسير الوصول ** إلى ثلاثة الأصول للشيخ عبد المحسن القاسم
---
إمداد
09-07-2006, 11:40 AM
جزاك الله خيرا أخي أباعبد الله
شرح جميل ومبسط للأصول الثلاثة لايستغني عنها طالب العلم
وأنصح أئمة المساجد بقراءتها على جماعة المسجد وقد جعل الكاتب علامة النجمة لبداية الدرس ونهايته
وجزى الله خيرا المؤلف والشارح والناشرلهذا العلم
انصح بنشره في مختلف المنتديات لعل الله ينقذ بها من وقع في الشرك
---
محب شيخ الإسلام
09-29-2006, 01:07 PM
جزاك الله خيراً .
ولكن ألا يوجد مطبوعاً ؟ وأين نجده ؟
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
09-29-2006, 01:19 PM
هو الآن تحت الطبع وسيصدر قريباً إن شاء الله
---
أبو حسن
09-29-2006, 10:31 PM
جزاك الله خيرا على هذا الشرح الجميل
وللفائدة فالشروح الموجودة على الشبكة هي :-
1. شرح ثلاثة الأصول / خالد بن عبد الله المصلح
2. شرح ثلاثة الأصول / محمد أمان الجامي
3. الوجازة في شرح الأصول الثلاثة / علي الخضير
4. شرح الأصول الثلاثة / سليمان اللهيميد
5. شرح الأصول الثلاثة / صالح عبد العزيز آل الشيخ
6. شرح الأصول الثلاثة / إسلام دربالة
7. شرح ابن عثيمين
8. شرح الشيخ ابن باز
9. حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول عبد الله الفوزان
10. مفتاح الوصول بشرح ثلاثة الأصول / صالح محمد الأسمري
11. شرح الأصول الثلاثة / خالد الأنصاري
12. شرح الأصول الثلاثة / عبيد الله الجابري
13. التعليقات على الأصول الثلاثة / أحمد النجمي
14. تيسير الوصول بشرح ثلاثة الأصول / عبد المحسن محمد القاسم
---
(1/1646)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ملتقى التقنية والبرامج
---
ملتقى التقنية والبرامج
---
عادل التركي
06-18-2004, 05:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة مشرفي / ملتقى أهل التفسير سدد الله خطاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد :
أتمنى منكم التكرم بزيادة بعض المنتديات التى تخدم القران وعلومه , مثل إقامة منتدى للبرامج والتقنيات الحديثة التى تخدم القرآن , وشرحها وبيان كيفية الإستفادة منها ....الخ .
ومن ضمن هذه التقنيات الفلاش هذا البرنامج الضخم الذي لو سخر لخدمة القرآن وعلومه لحصل به النفع الكبير .
وجزاكم الله خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 06:23 PM
فكرة ممتازة ، وجديرة بالتطبيق . ولكن من يقوم بالإشراف على هذا الملتقى ؟ هل تفعل ذلك أنت مشكوراً ونتعاون جميعاً في شرح هذه البرامج المتعلقة بالتفسير والقرآن .
أرجو ذلك وفقك الله.
---
المشارك7
02-04-2005, 12:42 AM
فكرة المشروع ممتازة وجزى الله الاخ عادل التركي خيرا .
ولدي بعض الاقتراحات لعلكم تنظرون فيها :
1- مما يساعد على اثراء الموضوع مشاركات الاخوة فيحث الاخوة على ذكر ما يجدونه من روابط تتعلق بالموضوع او حث من يعرفونه مهتما بهذا الجانب في المشاركة في ذلك ولعلكم ترون اهمية ذلك وما يفيد في هذا الجانب في هذا الرابط اقرا المشاركة الاولى ثم انظر مابعدها :
http://www.altebyan.com/vb/showthread.php?t=971&page=1
2-وبناء على ما سبق فلعل الافضل في البداية ان يعرض الموضوع في الصفحة الاكثر زيارة في الملتقى ويثبت فيه او ان كان الاخ التركي اوغيره لديه روابط كثيرة في الموضوع فلايثبت الموضوع بل ينشط ويفعل بين الحين والاخر وهذا في البداية افضل من افراد ملتقى خاص فاذا كثرت المشاركات افرد ملتقى خاص لان افراده مظنة اهماله وقلة المشاركات فيه .(1/1647)
3- من الاخوة الذين يمكن الاستفادة منهم ماتجدون مثاله على الرابط التالي المشاركة رقم 13 :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26196&page=1
---
عبدالرحمن الشهري
02-04-2005, 03:12 AM
جزاك الله خيراً أخي العزيز المشارك 7 وقد أفدتنا كعادتك دوماً. أعجبتني فكرة العروض التقديمية ، وقد كنت بدأت منذ سنة تقريباً في تنفيذها لشبكة التفسير على أن تكون:
- دروساً متخصصة في الدراسات القرآنية.
- وذات جودة عالية.
- وبطريقة وقورة تصلح للعرض في المسجد والكليات والمدارس.
- ويكون التصميم موحداً لللخلفية خاصاً بشبكة التفسير.
وقد كنت بدأته بدرس عن (نشأة علوم القرآن كمصطلح ) ولعلي أضعه مستقبلاً في المنتدى إذاً ما دامت الفكرة قد طرحت.
ويا حبذا لو نقلت للإخوة في شبكة التبيان فكرة خلو العروض من الألوان والأصوات الصارخة ، ليتسنى عرضه في أي مكان من غير حرج . ويكتففى بالخطوط العريضة للموضوعات ، وترك الحرية للمستخدم للإضافة والتعديل دون تعديل الخلفية الأصلية لشبكة التبيان مثلاً ، علماً أن وضع مفردات العروض يحتاج إلى طالب علم يفهم ما يكتب وما يدع ، فإنني ألاحظ أن كثيراً من العروض الدعوية من حيث التصميم التقني جميلة وإبدايعة ، ولكن مضمونها ضعيف لقلة خبرة مصممها بالعلم وما يصلح أن يكتب في العرض ، وما ينبغي أن يترك للمعلق على العرض وهذا أمر واضح .
الذي أفكر في عمله في ملتقى البرامج والتقنية هنا في ملتقى التفسير البدء بشرح عدد من البرامج التي يحتاجها المتخصصون في الدراسات القرآ’نية بطريقة سهلة احترافية بالصور ، على أن تكون صوراً خاصة بنا ففي الملتقى .
فنشرح أولاً : برنامج مصحف النشر المكتبي من شركة العريس بالصور ، بحيث لا يصعب على أحد استعماله في بحثه.
ثانياً : برنامج مكتبة التفسير وعلوم القرآن من مؤسسة التراث.(1/1648)
ثم غيرها من البرامج التي ينتفع بها المتخصص في الدرجة الأولى ، ثم نتابع عمل الدروس المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن وأصول التفسير. وأسأل الله للجميع التوفيق ولا زلنا ننتظر المزيد من الآراء ، وشكر الله لك أخي المشارك 7 على دلالتك للخير وحرصك عليه دوماً.
---
محتسب لله
02-13-2005, 11:41 PM
جزاكم الله خيراً أخي عادل التركي وبارك فيكم
وكما تفضلت أخي في اقتراحك { إقامة منتدى للبرامج والتقنيات الحديثة التى تخدم القرآن , وشرحها وبيان كيفية الإستفادة منها } وأنا أضم صوتي لصوتك وياليت أخي كما قال الشيخ عبدالرحمن الشهري تتكرم بالإشراف عليه ولك الأجر من الله جل في علاه
---
خالد الشبل
02-17-2005, 11:32 AM
فكرة جيدة ، واقتراح جميل أخي الكريم عادل .
إن رأى سعادة المشرف العام أن يعينك في الإشراف - بعد موافقتك - أحد الإخوة الفضلاء الخبراء في الكمبيوتر ، يعينك ويشد عضدك ، فهو حسن .
أرجو لكم التوفيق.
---
د.أبو بكر خليل
11-05-2005, 11:00 PM
الأخ / سامي عبد العزيز كانت له مشاركات كثيرة و مثمرة في " ملتقى أهل الحديث " في ( منتدى الحاسوب ) الذي تم إلغاؤه أو استبداله بمنتدى وسائل تحصيل العلم الشرعي ، و هو ذو خبرة طيبة في مجال الكمبيوتر و البرامج من الناحية الفنية ( التقنية ) ، و قد كتب هناك مرارا يشكو من ذلك الإلغاء ،
* و يبدو - و الله أعلم - استعداده لتقديم العون على ذلك .
و يمكن عن طريق بعض الإخوة المشاركين في ملتقانا هذا ممن لهم مشاركة في ذلك الملتقى المذكور
إرسال رسالة خاصة له في ذلك الملتقى بخصوص ذلك الأمر ، كما أن له موقع خاص باسمه
---
(1/1649)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل ترغب استماع تفسير القران الكريم كاملا
---
هل ترغب استماع تفسير القران الكريم كاملا
---
إمداد
03-07-2005, 02:45 PM
قال الله عزوجل كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر أولوا الالباب
هذه دروس صوتية في تفسيركتاب الله عزوجل تعين على فهم كلام الله عز وجل
فاستمع إليها وتمتع بالفوائد العظيمة التي يهديك إياها هؤلاء العلماء الأفاضل
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبي بكر الجزائري رعاه الله من المسجد النبوي الشريف (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=37&group_id=2)
تفسير سورة الأعراف وايات من سورة التوبة للعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=83)
---
(1/1650)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير كتاب الكتروني رائع
---
الفجر المنير في الصلاة على البشير النذير كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
07-20-2006, 05:23 PM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
الفجر المنير
فى الصلاة على البشير النذير
للفكهانى
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 449 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/5ba6d89c69.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/1efea372b5.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/46e60498c5.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Alfagr.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=275643
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1651)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إستفسار عن كتاب مناهل العرفان
---
إستفسار عن كتاب مناهل العرفان
---
محمد رشيد
04-11-2003, 11:00 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، ما هو تقييمكم لكتاب ( مناهل العرفان في علوم القرءان ) للزرقاني ؟ و بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
04-12-2003, 12:49 AM
مؤلف الكتاب
هو الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني بضم الزاي وتشديدها ، من أهالي الجعفرية في المحافظة الغربية من مصر. ونسبته إلى زرقان وهي بلدة تابعة لمحافظة المنوفية. ولد في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وتوفي سنة 1367هـ
تقويم ودراسة لمناهل العرفان
كتب الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت وفقه الله بحثاً - أظنه لمرحلة الماجستير - بعنوان :(كتاب مناهل العرفان للزرقاني - دراسة وتقويم ) وقد طبع الكتاب في مجلدين. طبعته دار ابن عفان سنة 1418هـ
فهو قد درسه دراسة متوسعة . وسأنقل لك ما ذكره في الخاتمة بتصرف قليل.
يقول وفقه الله في الخاتمة 2/927 :(كان كتاب مناهل العرفان من أهم واشمل ما كتب في هذا الموضوع - أي علوم القرآن - حيث إن مؤلفه تعرض فيه لأهم مباحث هذا العلم وأكثرها فائدة ، كما قام بدمج الموضوعات ، والأنواع المتشابهة في مبحث واحد ، ولم يفرقها كما فعل غيره ، مع صياغته لعبارة هذا الكتاب بأسلوب رفيع ، ودملجة - أي تسوية - محكمة ، في الوقت الذي جمع فيه مادته العلمية من مؤلفات كثيرة ومتنوعة ، تزيد على المائة - حسب عزو المؤلف إليها ، مع أنه تبين أن المؤلف كان يعزو إليها عن طريق كتاب آخر - ولم يكن نقل المؤلف واستفادته منها مقتصراً على بعض دون بعض.(1/1652)
ومع استفادة المؤلف من كلام غيره من أهل العلم إلا أن ذلك لم يحوله إلى مجرد ناقل لما يكتبون ، بل له أسلوبه الخاص ، ومنهجه المستقل في البحث والنظر ، مع كون بعض مباحث هذا الكتاب تعد إعادة صياغة لما كتبه السيوطي في الإتقان.
لكن ذلك ليس بغالب على الكتاب ولله الحمد ، فإن فيه مباحث ومسائل هامة ، بل مباحث كاملة زائدة على البرهان للزركشي ، والإتقان للسيوطي ؛ الأمر الذي جعل من الكتاب مرجعاً مهماًيستقي منه من جاء بعد مؤلفه ، ممن أراد التأليف في هذا الفن.
والمؤلف رحمه الله وإن لم يكن قد استوعب جميع أنواع هذا الفن إلا أنه أحاط بالضروري منها تقريباً.
ومع محاسن ومزايا الكتاب هذه إلا أن الكتاب لا يخلو من بعض الملحوظات والمآخذ المهمة ، كتقرير مؤلفه لعقيدة الأشاعرة في عامة المواضع ذات التعلق بموضوع الاعتقاد ، مع تلقيب الأشاعرة - دائماً - بـ أهل السنة ، إضافة إلى النيل من أهل السنة والتشنيع عليهم في بعض المواضع!
كما وقع للمؤلف رحمه الله نوع من المجاراة لأصحاب التصوف في بعض عباراتهم ولحونهم.
هذا مع تأثر ظاهر بالعصر الذي عاش فيه المؤلف ، حيث أصبح المسلك الدفاعي - عن الإسلام - سمة بارزة في ذلك الكتاب.
لذلك نجد المؤلف يكثر من إيراد الشبه بعد كل مبحث ثم يحاول الجواب عنها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض الشبه تعتبر من صنع المؤلف وتركيبه (انظر على سبيل المثال مناهل العرفان 1/80 ، 2/137) والبعض الآخر نطق به أعداء الإسلام ، وثالث الأنواع هو عبارة عن أقوال لبعض الأئمة في مسائل متنوعة من أمور العلم التي يختلفون فيها...
وقد كان لمدرسة الأفغاني وتلميذه محمد عبده أثر بين في منهج الزرقاني .
ومما يلاحظ على الكتاب غير ما سبق كثرة الاستطرادات مع شيء من الإسهاب إضافة إلى حاجته إلى توثيق في كثير من مادته ، سواء في النقولات التي يوردها المؤلف ، أو في كثير من مسائل العلم التي يقررها.(1/1653)
كما أنه بحاجة إلى صياغة متينة محكمة للتعاريف التي يوردها مؤلفه حيث إنه يصوغ كثيراً منها بطريقة إنشائية.
انتهى كلام الشيخ خالد السبت.
أحال الشيخ خالد السبت على طبعة مناهل العرفان التي طبعت في دار إحياء الكتب العربية (البابي الحلبي) الطبعة الثالثة.
أرجو أن يكون في هذا كفاية في معرفة تقويم الكتاب ، وإن أردت تفصيلاً أكثر فالكتاب متوفر ولله الحمد .
---
محمد رشيد
04-12-2003, 11:10 PM
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن ، وأسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في الخير ... أمين
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2003, 03:05 PM
بسم الله
أولاً - أحيي أخي الكريم محمد بن يوسف ضيفاً عزيزأ على هذا الملتقى
ثانياً - إضافة إلى ما ذكره أخي عبدالرحمن وفقه الله ؛ أنبه على أن الزرقاني عفا الله عنه قد تخبط كثيراً في المسائل العقدية التي ذكرها في كتابه هذا ، وقد رد عليه كل من :
الشيخ سليمان العلوان في كتابه : القول الرشيد في حقيقة التوحيد .
الدكتور توفيق العلوان في كتابه : نقض عقائد الأشاعرة في كتاب مناهل العرفان .
ومع ذلك فكتابه هذا يعد من الكتب المتميزة في هذا الفن .
---
أبو معاذ البخيت
04-16-2003, 12:17 AM
ولا يعني تعقيب شيخنا الفاضل أبي مجاهد أن دراسة شيخنا المحقق الشيخ خالد السبت لم تتعرض لمناقشة الزرقاني في كثير من مسائل الاعتقاد التي خالف فيها منهج السلف بل قد أجمل شيخنا منهج الرجل في العقيدة في أول الرسالة ص ( 45، وما بعدها ) ثم ناقشه في كثير من هذه المسائل في ثنايا دراسته ؛وقد بلغت عدد المسائل العقدية التي جاءت في فهرس المسائل العلمية في آخر الرسالة ما يقرب من ست وستين مسألة أحال عليها شيخنا في مواضعها المتفرقة من رسالته المباركة ، نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع وأن يجعلنا من أنصار دينه .. آمين
---
المنصور
04-16-2003, 02:09 AM
مع ذلك نجد في الكتاب حرية علمية لم تتقيد بقيد التقليد للسابقين من المؤلفين(1/1654)
وتلك منقبة قلّ أن توجد -- خصوصاً عند المتأخرين --
فاستفد من الكتاب وانتبه للأخطاء
---
محمد رشيد
04-16-2003, 04:03 PM
جزى الله الاخوة خير الجزاء ، و بالنسبة للاستفادة من الكتاب أخي المنصور فأنا بالفعل أستفيد منه و أدرسه الأن ، وبالنسبة لمسائل المعتقد فرب ضرة نافعة ، فأنا أناقش أحد الدكاترة في كلية أصول الدين بالأزهر فيما ورد فيه من عقائد الأشاعرة وأرى أن ذلك يكسبني ملكة في هذا الأمر ، خاصة وأن معظم الأزاهرة أشاعرة كما هو معروف ، بارك الله في جهودكم وزادكم علما ...أمين
---
د.أبو بكر خليل
10-23-2005, 04:52 PM
التعريف بكتاب " مناهل العرفان في علوم القرآن " ذكر أخي الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري ما يلي :
-------------------
مؤلف الكتاب
هو الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني بضم الزاي وتشديدها ، من أهالي الجعفرية في المحافظة الغربية من مصر. ونسبته إلى زرقان وهي بلدة تابعة لمحافظة المنوفية. ولد في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وتوفي سنة 1367هـ ) . انتهى الاقتباس
**********
و لي تعقيب بسيط ، و محله إن كان صاحب " مناهل العرفان " هو نفسه صاحب " شرح الزرقاني لموطأ مالك " ، و إلا فلا :
فالزرقاني ، نسبة إلى " زرقان " ،
* و بما أن عائلتي - لأبي رحمه الله - استوطنت و ما زالت تلك البلدة - منذ ما يقرب من ثلاثة قرون ، بعد أن نزحت من " البهنسا " تلك البلدة المشهورة بوجود كثير من الصحابة رضوان الله عليهم مدفونين فيها عقب استشهادهم
في الفتوحات الإسلامية لمصر زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - فليسمح لي أخي الكريم بالقول :
فالزرقاني عند اطلاق اللقب يراد به صاحب الشرح المشهور لموطأ الإمام مالك ، و هو الشيخ محمد بن يوسف بن عبد الباقي الزرقاني ، فإن كان هو صاحب " مناهل العرفان " أيضا فذلك اسمه ،
و أما وفاته فكانت في سنة 1255 هجرية ،(1/1655)
فإن لم يكن هو نفس صاحب " مناهل العرفان " ، فما ذكره أخي الكريم عن وفاة هذا في عام 1367 هجرية فيه نظر و فيه بعد ، فأخوكم كاتب هذا و مواطنه ولد بعد ذلك بعشر سنوات ، و عليه يكون أبي رحمه الله من أقران الزرقاني أو معاصريه ، و لم يجر ذكر لذلك بيننا ، على كثرة ما كان بيننا من ذكر للعلم و العلماء و الأقران .
و أما "زرقان " فهي بضم الزاي - كما قال الشيخ الشهري - و هي بلدة من قري محافظة المنوفية ، و تتبع مدينة تلا ،
و لا علاقة له بالجعفرية التابعة لمحافظة الغربية .
* و الذي نعرفه في بلدتنا تلك هو أن الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني - صاحب شرح الموطأ - هو من أبناء البلدة ، و أهلها الأزهريون - و القدامى منهم على وجه الخصوص - يعلمونه و يفخرون به .
* و كان كثير منهم يتبعون مذهب الإمام مالك رضي الله عنه ، مع كثرة الشافعية في مصر ،
و لعل ذلك يرجع إلى أن العائلة - و ربما عائلات أخري - نزحت إليها من صعيد مصر المالكي المذهب في أكثريته ، و كذا إلى الأصول العربية للعائلة من
العرب الأشراف - و هذا يتناقله الخلف عن السلف شفاهة - و كانوا على عمل أهل المدينة و فقههم ، و هو من أصول مذهب الإمام مالك ، إمام دار الهجرة رضي الله عنه ،
و لعل ذلك ما دفع الشيخ الزرقاني إلى شرح " الموطأ " للإمام مالك
هذا ، و الله تعالى اعلم و أحكم
كتبه
أبو بكر بن عبد الستار آل خليل ( الزرقاني )
الصيدلاني
مصر
---
د.أبو بكر خليل
10-24-2005, 12:37 AM
و إن كنت أرجح أن هذا غير ذاك ، لما بينهما من اختلاف في بلدة المولد و كذا في تاريخ الوفاة - وفقا لما ذكره الشيخ الشهري - و إن اتفقا في اللقب ، و إن كان صاحب شرح الموطأ " زرقاني " بالأصل ،
و هو أقدم ، و في كل خير
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 12:03 AM
أخي الحبيب أبا بكر وفقه الله(1/1656)
كتبت ما كتبته أعلاه ناقلاً لترجمة الزرقاني من أحد المصادر التي ترجمت له ، ولست على يقين من موطنه الأصلي ، وأما تاريخ ميلاده فهذا هو المشهور في ترجمته. وليتك تتكرم بمراجعة ترجمته وإفادتي ، فأنا بعيد الآن عن كتبي ، ولن أعود إليها إن عدت إن شاء الله إلا بعد نصف شهر. وفقك الله ورضي عنك.
---
صالح صواب
10-25-2005, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرى أن كثيرا من الملاحظات قد ذكرت على هذا الكتاب القيم... وهي ملاحظات صحيحة في مجملها، إلا أنني أؤكد ما قاله الأخ المنصور، في أن هذا الكتاب تميز عن غيره من الكتب الأخرى بالتحقيق في عدد من المسائل، فحاول مناقشة الأقوال بعيدا عن النقل المجرد، كما هو حال عدد من الكتب، وهذه ميزة مهمة للكتاب.
ومع ذلك فلا يخلو من ملاحظات أشار إليها مشايخنا الكرام
---
د.أبو بكر خليل
10-25-2005, 11:38 PM
نعم ، الشيخ عبد العظيم الزرقاني صاحب " مناهل العرفان " هو غير العلامة الزرقاني صاحب الشرح المشهور على موطأ مالك ،
و قد وقع مني تقديم و تأخير في اسمه ، و الصواب كما ذكر في خاتمة شرحه المذكور ، قال فيها : " هذا وقد أنعم الله الجواد الكريم الرؤوف الرحيم بتمام هذا الشرح المبارك على الموطأ لجامعه العبد الفقير الحقير محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن شهاب الدين بن محمد الزرقاني " . ( شرح الزرقاني ج4/ص561 )(1/1657)
- و أما وفاته : ففي سنة ( 1122 ) هجرية ، كما ذكر صاحب " كشف الظنون " ، قال : ( وشرح المواهب - [ يعني : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية في السيرة النبوية في مجلد للشيخ الامام شهاب الدين أبي العباس احمد بن محمد القسطلاني المصري المتوفي سنة 923 ثلاث وعشرين وتسعمائة وهو كتاب جليل القدر كثير النفع ليس له نظير في بابه )،ذكره صاحب كشف الظنون ] - المولى العلامة خاتمة المحدثين محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المصري المالكي المتوفي سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف شرحا حافلا في أربع مجلدات جمع فيه أكثر الأحاديث المروية في شمائل المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم وسيره وصفاته الشريفة جزاه الله خيرا ).
- و هو من بلدتنا " زرقان " ، التي تتبع - الآن - مدينة " تلا " في محافظة المنوفية بمصر ، كما ذكرت في المشاركة المتقدمة ،
- أما صاحب " مناهل العرفان في علوم القرآن " فهو من العلماء المعاصرين - كما ذكر الشيخ د . عبد الرحمن الشهري - و قد اتفقا في اللقب ، و إن اختلفا في المولد و الموطن ، رحمهما الله .
---
د.أبو بكر خليل
10-26-2005, 10:08 AM
و إنما دفعني لإيضاح التفرقة بينهما دفع ما ذكر من مؤاخذات على " الزرقاني " صاحب " مناهل العرفان " عن العلامة الإمام " الزرقاني " - محمد بن عبد الباقي - صاحب الشرح المشهور على موطأ الإمام مالك رحمهم الله ، و معذرة على الالتباس بسبب اطلاق اللقب المشترك ، و لعله كان مفتاحا للخير ، للتعريف بذلك العلامة
---
ابن العربي
11-05-2005, 11:37 AM
وللشيخ محمد بن خميس تعقيب على الأخطاء العقدية في مناهل العرفان مطبوع في مجلدين
---
(1/1658)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > * * لطائف الوقوف * *
---
* * لطائف الوقوف * *
---
أبو بيان
05-07-2003, 07:35 AM
هذه مجموعة لطيفة من مواضع الوقف والابتداء المستحسنة , التي يستفيد منها كل قارئ للقرآن .
ولا شك :
أن من فوائد علم الوقف والابتداء إفادة معنىً جديد مبتكر غير المعنى المتبادر من الوقف المعتاد .
كما أنه:
مجال رحب من مجالات تدبر معاني كلام الله تعالى , والتأمل فيه .
وفكرة هذا الموضوع أن يضيف كل قارئ وزائر , ما وقف عليه بنفسه من مواضع الوقف الحسنة غير المعتادة , أو ما سمعه من أحد القراء المتقنين من هذه الوقوف .
وسأبدأ هذه المشاركات بذكر مثال , نكمل غيره من المواضع بعد مشاركات الإخوة وآرائهم :
- سورة البقرة (282) : { ولا يأب كاتب أن يكتب * كما علمه الله فليكتب } .
- سورة البروج (14-15-16) : { وهو الغفور الودود ذو العرش * المجيد فعال لما يريد } .
ولعلنا نقتصر في هذا المقام على ذكر الوقف وموضعه , دون التعرض لنوع الوقف , ليبقى النظر في المعنى واتصاله بسياقه محل تأمل القارئ , فلا نضع للمثال إطاراً خاصاً ينظره القارئ من خلاله . وهذا مجرد اقتراح ؛ لأن غرضي من الموضوع هو الوقوف على هذه المواضع بالدرجة الأولى , للفوائد التي ذكرتها , ولغيرها مما لا يخفى .
فإلى مشاركاتكم , وإفاداتكم , بارك الله فيكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-07-2003, 09:32 AM
بسم الله
اختيار موفق يا أبا بيان
وللإحاطة : موضوع الشيخ مساعد الطيار - إن لم أكن واهما - لرسالة الماجستير كان عن موضوع الوقف والإبتداء وأثره في التفسير .
وهذا الموضوع جدير بالعناية ، وخاصة من القراء والأئمة ؛ فكثير منهم يقع في أخطاء بسبب عدم معرفة هذا العلم
ومن أمثلة ذلك على وجه السرعة :(1/1659)
أسمع بعض الأئمة يقرأ قوله تعالى : ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من االخاسرين ) فيقف عند ( ليحبطن عملك ) لانقطاع نفسه ؛ ثم يستأنف قارئاً ( ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) ولا شك أن هذا ابتداء قبيح جداً .
ومن ذلك أيضاً أن كثيراً من القراء يصلون قوله تعالى : ( كلا لو تعلمون علم اليقين ) بقوله تعالى بعدها : ( لترون الجحيم ) وهذا خطأ يخل بتفسير الآيتين ؛ لأن الأولى جملة شرطيه’ جوابها محذوف تقديره : لو يعلمون علم اليقين لما ألهاهم التكاثر ، أو لما فعلوا ما لا ينبغي فعله .
والآية الثانية استئنافية قسمية ، والمعنى : والله لترون الجحيم ، على تفصيل في تفسيرها ليس هذا محله .
والأمثلة كثيرة ، ولعل الأخوة يذكرون المهم منها حتى يعم النفع .
وأكرر شكري لك يا أخي أبا بيان على مشاركاتك المتميزة ، وأطلب منك ذكر اسمك الصريح في مكان التوقيع ؛ فلعلك تجيب طلبي إن لم يكن هناك ما يمنع .
---
أبو بيان
05-07-2003, 09:50 AM
حياك الله يا أبا مجاهد
وهذه المواضيع أقل ما نقدمه لهذا الملتقى المبارك .
وقد حرصت هنا على تجاوز الجانب التأصيلي للموضوع , لعلمي أن الشيخ مساعد الطيار - حفظه الله - كتب رسالته للماجستير في هذا الموضوع , فآثرت السلامة - خاصة وهو الآن من المشرفين - , وتركت له جانب التأصيل , وأتمنى من الشيخ أن يتحفنا بما يشفي في هذا الباب , ولو " عُجالة الراغب المُتمني " .
ويبقى المجال لجميع الإخوة للمشاركة بالمواضع اللطيفة للوقوف , ولو بمجرد ذكر الموضع .
وبالنسبة لطلبك أبا مجاهد , فسيظهر قريباً اسمي الصريح في الملتقى , والله الموفق .
---
أبو محمد القرناس
05-07-2003, 09:52 PM
أحسن الله إليك أخي الكريم أبو بيان فإن اسهاماتك قيمة رفع الله قدرك وحط وزرك وأوافق الشيخ رغبته في الإفصاح عن شخصكم الكريم -جمعنا الله بكم في فردوسه الأعلى- .(1/1660)
واسمحوا لي بمشاركة سريعة أسأله تعالى أن ينفع بها،فأقول مستعيناً بالله ربي وربكم:
وردت لفظة ( كلا )في القرآن الكريم في ثلاثة وثلاثين موضعاً،كلها في نصف القرآن الثاني -وليس الموضع موضع بيان حكمة ذلك -إنما الذي يعنينا هنا : هل نقف عليها أم لا ؟
ذكر الإمام السيوطي أن منها سبعاً جاءت بمعنى الردع اتفاقاً فهذه يوقف عليها وهي ( موضعي مريم وموضعي الشعراء وفي سبأ[ألحقتم به شركاء كلا] وفي المدثر[ أن أزيد كلا]والقيامة[أين المفر كلا] ).
والباقي منها بمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه ،ومنها ما احتمل الأمرين ففيه الوجهان.أ.ه- ملخصاً من الإتقان (1\191 )وعليه يمكن أن نقول قف في السبعة المواطن الأولى وما عداها فصل . والله يرعاكم.
---
مساعد الطيار
05-08-2003, 12:04 PM
الأخ الفاضل أبو بيان ، زادك الله بيانًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد أشار الأخ الفاضل أبو مجاهد للرسالة التي قدمته لنيل درجة الماجستير ، وهي بعنوان : الوقف وأثره في التفسير .
ولكن كتابتي في هذا الموضوع لا تكفي . وإحجامك عن الكتابة فيه من أجل انتظار ما كتبته فيه يجعلني أنقل إليك عتبي اللطيف ، فأنا بانتظار ما تكتبون كما تنظرون ما أكتب .
وكم أسعد بما أراه من مشاركات علمية جادة .
فلي طلب ورجاء إليك أن تكتب في موضوع الوقف والابتداء ، وسأشارك فيه معكم إن شاء الله ، فلا تبخل بما عندك ، سدَّدك الله ووفقك .
محبكم : أبو عبد الملك .
---
خالد بن يحي المعافا
05-08-2003, 02:58 PM
حكم الوقف شرعاً :
لا يوجد في القرآن الكريم وقف واجب يأثم القارئ بتركه ، ولا وقف حرام يأثم القارئ بفعله وإنما يرجع الوجوب أو التحريم إلى قصد القارئ فقط ، وكل ما ثبت شرعاً : هو سنية الوقف على رؤوس الآي ، وكراهة ترك الوقوف عليها ، وجواز الوقف على ما عداها إذا لم يوهم خلاف المراد من المعنى
---
أبو بيان
05-09-2003, 12:56 AM(1/1661)
شكر الله لشيخنا الفاضل , وأعلمه أني أحبه في الله تعالى , وأرحب بالأخ خالد المعافا في هذا الملتقى وأشكره على مشاركته في هذا الموضوع .
وأؤكد هنا على الجانب التطبيقي في الموضوع دون الدخول في تفاصيل ومسائل علم الوقف , لكن مشاركات الإخوة بدأت تنحى بالموضوح منحى الفوائد والمسائل في هذا العلم , ولا أُمانع من ذلك , ولكني سأقتصر في متابعة الموضوع على الأمثلة والمواضع المستحسنة ,
<< وإن أبحر الزوار في غير مركبي >> .
---
أبو محمد القرناس
05-09-2003, 07:40 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ؛ فمن المواطن اللطيفة في ذلك :
* في سورة غافر (فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل) فيقف ثم (يسحبون في الحميم)فيقف ثم (ثم في النار يسجرون)ثم (ثم قيل لهم أين ماكنتم تشركون من دون الله)غافر (70-74)
* في المدثر آخر آية (ومايذكرون إلا أن يشاء الله )فيقف ثم يعيد لفظ الجلالة ويكمل (الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة ).والله أعلم.
---
أبو بيان
05-10-2003, 10:32 PM
كنت تدارست مع بعض الإخوة الحفاظ بعض لطائف الوقوف , فلاحظنا أن :
( كل آية بُدئت بـ" الذي أو الذين " صحَّ الابتداء بالوصف السابق في آخر الآية قبلها على أنها نعت له أو متعلقة به ) , وتدارسنا عدداً من مواضعها , وافترقنا على أنها من لباب أفكارنا , ثم وجدت السيوطي قد نص عليها في باب الوقف والابتداء من " الإتقان " 1/175 فقال :
كل ما في القرآن من " الذي" و " الذين " يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً , والقطع على أنه خبر , إلا في سبعة مواضع فإنه يتعين الآبتداء بها - ثم ذكرها - .
ومن أمثلة ذلك : "سأذكر الأمثلة من محل الابتداء "
- سورة البقرة (21-22) { تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً .. }.
- سورة البقرة (26-27) { الفاسقين * الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه }.
- سورة البقرة (45-46) { الخاشعين * الذين يظنون أنهم مُلاقوا ربهم }.(1/1662)
- سورة البقرة (155-156) { الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون }.
- سورة آل عمران (190-191) { أولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم }.
- سورة الرعد (19-20) { أولوا الألباب * الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق }.
- سورة الحجر (90-91) { المقتسمين * الذين جعلوا القرآن عضين }.
- سورة الحجر (95-96) { المستهزئين * الذين جعلوا القرآن عضين }.
- سورة النحل (27-28) { الكافرين * الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم }.
- سورة النحل (31-32) { المتقين * الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم }.
- سورة الكهف (103-104) { الأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا }.
وأترك غيرها من المواضع الكثيرة .
ونلاحظ هنا أيها الأخوة الفضلاء أن عدداً من هذه المواضع لا يساعد على البدء به الحكم الإعرابي - إلا أن ينبري لتخريجها علماء النحو - , كما أن بعضها يمنع من البدء به تغييره للمعنى , بل إفساد المعنى تماماً , كما مر بي في :
- سورة التوبة (19-20) { الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله .. } , و (63-64) سورة يونس , وغيرها من المواضع , وبعضها مما استثناه السيوطي رحمه الله .
وهذا يوقفنا على أهمية تمحيص القواعد النظرية , وتلبيسها للواقع التطبيقي ؛ فإنك لو تتبعت بقية المواضع في القرآن ؛ لخرجت بضابط آخر , قد يبتعد أو يقترب مما ذكره السيوطي رحمه الله .
ومن أسلم هذه المواضع وأوضحها ما ذكرته في سورة الرعد سابقاً .
وأعتذر للإخوة عن الإطالة , ولكن احتاجت الأمثلة إلى بيان أكثر .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-13-2003, 04:41 PM
بسم الله
هناك فوائد تأصيلية قيمة حول موضوع الوقف والإبتداء في الكتب التالية :
سنن القراء ومناهج المجودين للشيخ الفاضل : أبي مجاهد عبدالعزيز القارئ ص130-138
التمهيد في علم التجويد للإمام ابن الجزري رحمه الله(1/1663)
المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع .
فهل بإمكانك أخي أبا بيان أن تختصرها لنا ، وتتحفنا بها ‘ فهي جديرة بالتأمل والمدارسة .
وأعتذر عن إحالة ذلك إليك ؛ ولكن ضيق الوقت من جهة مع كثرة المشاغل ، وكونك صاحب الموضوع هو ما حملني على ما صنعت ، والله المستعان .
وستكون مشاركتي هنا عبارة عن تهذيب لمقال جبد وجدته في أحد المواقع ، وفيه فوائد كثيرة ، وضوابط مفيدة حول هذا الموضوع ، فليتقبله الإخوة الأعضاء والزوار بقبول حسن :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
فالواقع أن باب الوقف والابتداء باب هام جداً يجب على قارئ القرآن الكريم أن يهتم به ؛ إذ هو دليل على فقهه وبصيرته ؛ لأن القارئ قد يقف أحياناً على ما يخل بالمعنى وهو لا يدرى ، أو يبتدئ بما لا ينبغى الابتداء به .
فإن كان ذا بصيرة ، فإنه لن يقف إلا على ما يتم به المعنى اللهم إلا إذا اضطر إلى غير ذلك ، فإن عليه حينئذٍ أن يعالج أمره بأن يرجع كلمة أو أكثر أى إلى موضع يجوز الابتداء به ، فيستأنف قراءته بادئاً به ، ومنتهياً بجملة تفيد معنى يجوز الوقوف عليه .
ومثل ذلك قل أيضاً فى الابتداء .
والهدف من وراء ذلك كله هو عدم الإخلال بنظم القرآن ، ولا بما اشتمل عليه من معان . ولسوف يقف القارئ الكريم على أمثلة تطبيقية فيما هو آت – إن شاء الله تعالى - يدرك من خلالها ارتباط كل من الوقف والابتداء فى قراءة القرآن الكريم بالتفسير ، ولكن من حق قارئنا علينا - قبل ذلك - أن نوقفه على معنى كل من الوقف والابتداء وأهم ما يتعلق بهما من أحكام0
تعريف الوقف والابتداء:
الوقف : هو قطع النطق عن آخر الكلمة .
والابتداء: هو الشروع فى الكلام بعد قطع أو وقف.
علاقة الوقف والابتداء بالمعنى أو التفسير:
قال الصفاقسى فى كتابه تنبيه الغافلين مبيناً أهمية معرفة الوقف والابتداء:(1/1664)
ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد ، إذ لا يتبين معنى كلام الله ، ولا يتم على أكمل وجه إلا بذلك ؛ فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى ، فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك ، ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يقرأ كتاب الله تعالى ، ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز ، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد ، وهذا فساد عظيم ؛ ولهذا اعتنى بعلمه وتعليمه والعمل به المتقدمون والمتأخرون ، وألفوا فيه من الدواوين المطولة والمتوسطة والمختصرة ما لا يعد كثرة .ومن لا يلتفت لهذا ، ويقف أين شاء ، فقد خرق الإجماع ، وحاد عن إتقان القراءة وتمام التجويد . انتهى
وهذا الكلام من عالم صرف حياته لخدمة القرآن كالصفاقسى له وجاهته ، وهو يؤكد ما قلته آنفاً عن ارتباط الوقف والابتداء بالتفسير.
وقال السخاوى فى تأكيد ذلك أيضاً:
فى معرفة الوقف والابتداء الذى دونه العلماء تبيين معانى القرآن العظيم ، وتعريف مقاصده ، وإظهار فوائده ، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده 00 وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معانى كلام الله تعالى وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ومفصلاً بعضه عن بعض ، وبذلك تلذ التلاوة ، ويحصل الفهم والدراية ، ويتضح منهاج الهداية. انتهى
من الآثار الدالة على وجوب معرفة الوقف والابتداء:
1- حديث الخطيب الذى خطب بين يدى النبى - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما . ثم وقف على "يعصهما" ثم قال فقد غوى . هنا قال له النبى -صلى الله عليه وسلم -: "بئس الخطيب أنت"
وقد قال له النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك لقبح لفظه فى وقفه ؛ إذ خلط الإيمان بالكفر فى إيجاب الرشد لهما ، وكان حقه أن يقول واصلاً: ومن يعصهما فقد غوى . أو يقف على "فقد رشد" ثم يستأنف بعد ذلك " ومن يعصهما ..الخ" فهذا دليل واضح على وجوب مراعاة محل الوقف.(1/1665)
2- روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أنه قال: لقد غشينا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على النبى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها.
3-وقال على - رضى الله عنه - لما سئل عن قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً ) قال: الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف.
قال ابن الجزرى فى النشر: فى كلام على - رضى الله عنه - دليل على وجوب تعلم الوقف والابتداء ومعرفته.
وفى كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة - رضى الله عنهم - أجمعين وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبى جعفر يزيد ابن القعقاع - أحد القراء العشرة - وإمام أهل المدينة الذى هو من أعيان التابعين ، وصاحبه الإمام نافع بن أبى نعيم وأبى عمرو بن العلاء ، ويعقوب الحضرمى ،وعاصم بن أبى النجود - وهم من القراء العشرة - وغيرهم من الأئمة ، وكلامهم فى ذلك معروف ، ونصوصهم عليه مشهورة فى الكتب ؛ ومن ثم اشترطه كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء .
وكان أئمتنا يوقفوننا عند كل حرف ، ويشيرون إلينا فيه بالأصابع ، سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم الأولين -رحمة الله عليهم أجمعين. ا.هـ....
4-وأختم هذه الأدلة بحديث نبوى كما استهللتها به وهو حديث أبى بن كعب رضي الله عنه ، قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الملك كان معى فقال: اقرأ القرآن ، فعد حتى بلغ سبعة أحرف فقال: ليس منها إلا شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة ، أو تختم رحمة بعذاب .(1/1666)
قال أبو عمرو الدانى : هذا تعليم التمام من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام ، إذ ظاهره دالّ على أنه ينبغى أن تقطع الآية التى فيها ذكر النار والعقاب وتفصل مما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة والثواب ، والأمر كذلك أيضاً إذا كانت الآية فيها ذكر الجنة والنار بأن يفصل الموضع الأول عن الثانى.
قال السخاوى معقباً: لأن القارئ إذا وصل غير المعنى ؛ فإذا قال: ( تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين ) غيرّ المعنى وصير الجنة عقبى الكافرين ....
والسلف الصالح - رضى الله عنهم - كانوا يراعون مواضع الوقف والابتداء تمام المراعاة خشية أن يقف الواحد منهم على مالا يجوز أو أن يبتدئ بما لا ينبغى بل إن بعضهم كان إذا قرأ ما أخبر الله به من مقالات الكفار يخفض صوته بذلك حياءً من الله أن يتفوه بذلك بين يديه . وليس معنى ذلك أن من يجهر بمثل ذلك يكون مخطئاً أو لم يراع قواعد الأدب مع الله لأن السر والجهر بالنسبة إلى الله تعالى سواء. قال تعالى: ( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ).
ومن العلماء الذين نبهوا على وجوب مراعاة ذلك الإمام مكى بن أبى طالب فى كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع ، وضرب على ذلك بعض الأمثلة على ما لا يجوز الابتداء به ومن ذلك الابتداء فى القراءة بقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو ) بعد الاستعاذة مباشرة فإنه غير سائغ ؛ لأن القارئ يصل "الرجيم" بلفظ الجلالة وذلك قبيح فى اللفظ يجب الكف والامتناع عنه إجلالاً لله وتعظيماً له.
ومنه أيضاً الابتداء بقوله تعالى: ( إليه يرد علم الساعة ) بعد الاستعاذة مباشرة لأن القارئ يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إليه يرد علم الساعة ؛فيصل ذلك بالشيطان وهو قبيح جدا ً.
ما يشترط فيمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء(1/1667)
ليس لكل واحد من الناس أن يحدد مواضع الوقف والابتداء بل ينبغى توفر شروط فيمن يقوم بشأن تحديد مواضع الوقف والابتداء منها:
1- العلم بالنحو : حتى لا يفصل -بالوقف - بين المبتدأ وخبره أو بين المتضايفين - أى المضاف والمضاف إليه - أو بين المستثنى والمستثنى منه اللهم إلا إذا كان هذا الاستثناء منقطعاً ؛
فإن العلماء قد اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال:
أ- قال بعضهم: يجوز الفصل مطلقاً ؛ لأنه فى معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه.
ب- وقيل: هو ممتنع مطلقاً لأن المستثنى فى حاجة إلى المستثنى منه - فى هذه الحالة - من جهة اللفظ والمعنى حيث لم يعهد استعمال إلا الاستثنائية وما فى معناها إلا متصلة بما قبلها لفظاً ومعنى كذلك لأن ما قبلها مشعر بتمام الكلام فى المعنى ؛ إذ قولك: ما فى الدار أحد هو الذى صحح: إلا الحمار. فلو قلت: إلا الحمار وحده لكان خطأ.
ج- وقيل: الأمر يحتاج إلى تفصيل ، فإن صرح بالخبر جاز لاستقلال الجملة واستغنائها عما قبلها ، وإن لم يصرح به - أى الخبر - فلا يجوز لافتقارها.
وبالجملة ؛ فإن معرفته بعلم النحو تجعله لا يقف على العامل دون المعمول ، ولا على المعمول دون العامل ، ولا على الموصول دون صلته ، ولا على المتبوع دون تابعه ، ولا على الحكاية دون المحكى ، ولا على القسم دون المقسم به ، أو غير ذلك مما لا يتم به المعنى. يضاف إلى ذلك أن الوقف قد يكون تاماً على إعراب غير تام على إعراب آخر ؛ فظهر بذلك ضرورة العلم بالنحو لمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء.
2- العلم بالقراءات: لأن الوقف قد يكون تاماً على قراءة ، غير تام على قراءة أخرى.
3- العلم بالتفسير: لأن الوقف قد يكون تاماً على تفسير معين ، غير تام على تفسير آخر.
4- العلم بالقصص: حتى لا يقطع قبل تمام قصة.
5- العلم باللغة التى نزل عليها القرآن.
هذه الشروط اشترطها ابن مجاهد ، ونقلها عنه السيوطى موجزة. واشترط غير ابن مجاهد العلم بالفقه كذلك.(1/1668)
قال صاحب هذا الرأى: ولهذا فإن من لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب فإنه يقف عند قوله تعالى: ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً ) ، وأما من قالوا بقبول شهادته إذا تاب ومن جملة ذلك إقامة الحد عليه ؛ أقول: هؤلاء يصلون الآية بالآية التى بعدها : ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا )..
والذى ينبغى علمه أن كلاً من التفسير والوقف مرتبط بالآخر ، وهذه الحقيقة نتصورها أحياناً فى القراءة الواحدة ، وأحياناً فى القراءات المختلفة.
قال السيوطى مقرراً هذه الأخيرة: الوقف قد يكون تاماً على قراءة غير تام على أخرى ….. والوقف يكون تاماً على تفسير وإعراب غير تام على تفسير وإعراب آخر.
ومثال هذا: الوقف على ( لا ريب ) فإنه يكون تاماً إن جعلنا ( فيه هدى ) مبتدأً وخبراً، وهو اتجاه نافع وعاصم ، ولو جعلنا الجار والمجرور ( فيه ) متعلقاً بـ ( لا ريب ) فالوقف يكون على ( لا ريب فيه ) ويستأنف بعد ذلك بـ( هدى للمتقين ) أى: هو هدى ؛ فعلى الأول الوقف تام على قول أصحاب الوقف ، وعلى المعنى الثانى الوقف كاف .
أمثلة تطبيقية تؤكد مدى ارتباط كل من التفسير والوقف بالآخر غير ما ذكر :
1- قال تعالى : ( هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )
وشاهدنا من هذه الآية هو قوله سبحانه: ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم ...) حيث قال الجمهور: الوقف على قوله: ( إلا الله ) وقف تام. وقال غيرهم: ليس تاماً بل يوصل بما بعده ولا يوقف عليه.
تفسير الآية على رأى الجمهور:(1/1669)
الله عز وجل فى هذه الآية يذكر لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وللناس أجمعين أنه أنزل القرآن فيه المحكم الواضح ، والمتشابه غير الواضح ، ثم بين بعد ذلك أن أهل الزيغ الحاقدين يتبعون هذا المتشابه بهدف التشكيك وإثارة البلبلة بين صفوف المؤمنين ، مع أن المتشابه لا يعلمه إلا الله وحده فقط ؛ وعلى ذلك فالجملة التى بعد هذا الوقف وهى قوله: ( والراسخون فى العلم يقولون..) ليست معطوفة على لفظ الجلالة ، بل الواو للاستئناف و "الراسخون" مبتدأ وجملة "يقولون" خبر فالجملة هذه مقطوعة إذن عما قبلها ، وقد قال بهذا القول كل من:
ابن عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبدالعزيز وأبى الشعثاء وأبى نهيك ، وهو مذهب الكسائى والفراء والأخفش وأبى عبيد وحكاه ابن جرير الطبرى عن مالك واختاره.
تفسير الآية على رأى غير الجمهور:
وبناء على رأى غير الجمهور يكون المعنى أن الراسخين فى العلم المتمكنين منه يعلمون أيضاً تأويل المتشابه ، فقوله سبحانه : ( والراسخون فى العلم يقولون .. ) ليس مقطوعاً عما قبله ولكن معطوفاً عليه ، فالواو للعطف و "الراسخون" معطوف على لفظ الجلالة و "يقولون" حال. وهذا الرأى منقول عن مجاهد وابن عباس فى قول آخر حيث نقل عنه أنه قال: أنا ممن يعلم تأويله.
ومن هنا نعلم أن تفسير الآية قد اختلف بناءً على اختلاف القراء حول موضع الوقف فيها. وإن شئت قلت: إن موضع الوقف قد اختلف حسب اختلاف نظرة العلماء إلى تفسيرها ، فالتلازم واضح وظاهر بين موضع الوقف والتفسير.(1/1670)
هذا وقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الرأيين ومنهم ابن عطية الذى قال: وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق وذلك أن الله تعالى قسم آى الكتاب قسمين: محكماً ومتشابهاً فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب ولا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شئ يلبس ويستوى فى علمه الراسخ وغيره. والمتشابه يتنوع ، فمنه مالا يعلم البتة كأمر الروح وآماد المغيبات التى قد علم الله بوقوعها إلى سائر ذلك ، ومنه ما يحمل على وجوه فى اللغة ومناح فى كلام العرب فيتأول تأويله المستقيم ، ويزال ما فيه مما عسى أن يتعلق به من تأويل غير مستقيم كقوله تعالى فى عيسى ( وروح منه ) إلى غير ذلك ، ولا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قدر له ، وإلا فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمى راسخاً . اهـ
وقال الشوكانى: ومن أهل العلم من توسط بين المقامين فقال: التأويل يطلق ويراد به فى القرآن شيئان :
أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشئ وما يؤول أمره إليه ….. فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة - تام - لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه إلا الله عز وجل …..
وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والبيان فالوقف على ( والراسخون فى العلم ) لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار.
وحاصل ذلك أننا لو نظرنا بإمعان إلى رأى الفريقين لأدركنا أن كل فريق قد أصاب الحقيقة من وجه وذلك بأن نحمل رأى المعارضين لمعرفة الراسخين فى العلم لتأويل المتشابه نحمله على نوع منه وهو الذى استأثر الله بعلمه ، فهذا لا اطلاع لأحد عليه إلا الله كوقت الساعة وخروج الدابة ونزول المسيح ….الخ(1/1671)
ونحمل رأى المؤيدين على المتشابه الذى يعرف المراد منه بالبحث والنظر ؛ فإن الراسخين فى العلم يعلمون تأويله حيث هم أهل البحث والنظر ، وذلك مثل المتشابه الذى يرجع التشابه فيه إلى اللفظ المفرد من جهة غرابته أو اشتراكه أو ما يرجع التشابه فيه إلى تركيب الكلام ونحو ذلك .
2- قال تعالى: ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً. لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولاً )
وشاهدنا هو قوله سبحانه : ( لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى ) حيث وقف الجمهور عليه وقفاً تاماً ؛ لأن كلام الظالم قد انتهى عند هذا الحد. ثم جاء بعد ذلك قوله سبحانه: ( وكان الشيطان للإنسان خذولاً ) تقريراً وبياناً لما قبله. والمراد بالظالم عقبة ابن أبى معيط كما سيأتى بيانه ، وقال بعضهم: إن هذا القول ( وكان الشيطان ……. ) الخ هو من تتمة كلام الظالم وعليه فالوقف على (خذولاً ) وليس على (إذ جاءنى ) ، والمراد بالشيطان إما الخليل - وهو أمية بن خلف على ما سيأتى أو أبى بن خلف - وعلى ذلك فتسمية الخليل شيطاناً فلأنه قد أضله وزين له الكفر وعدم الإيمان فقلد الشيطان فى ذلك ونهج نهجه فى الصد والإضلال. وقد يراد بالشيطان هنا إبليس إذ هو الأصل فى الغواية والإضلال.
قال الشوكانى تعليقاً على قوله تعالى: ( وكان الشيطان للإنسان خذولا ) هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها ، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى ، أو من تمام كلام الظالم ، وأنه سمى خليله شيطاناً بعد أن جعله مضلاً ، أو أراد بالشيطان إبليس لكونه الذى حمله على مخاللة المضلين . اهـ
.......
3- جاء فى سورة النمل فى سياق حديث بلقيس مع قومها حين كانت تشاور فى أمر سليمان عليه السلام ، أقول: فى هذا السياق جاء قوله تعالى: ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون )(1/1672)
قال الجمهور عن هذه الآية : إن الوقف على ( أذلة ) وقف تام. وقال غيرهم: بل الوقف على ( وكذلك يفعلون ) وليس على ( أذلة ) ؛ فأما على رأى الجمهور فإن كلام بلقيس قد انتهى عند ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) ثم جاء هذا التذييل ( وكذلك يفعلون ) وهو من كلام الله سبحانه تصديقاً لما ذهبت إليه بلقيس من أن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى فاتحين لها أو غازين ؛ فإنهم يخرجون أهلها ، ويفرقون شملهم ، ويتلفون ما فيها من خيرات. وعلى ذلك فهذا التذييل مستأنف وليس معطوفاً على ما قبله .
وأما على رأى غير الجمهور ؛ فتذييل الآية ( وكذلك يفعلون ) موصول بما قبله على أنه من كلام بلقيس ، فالواو إذن للعطف ، وما بعدها من جملة مقول القول. وبذلك تكون الجملة كما يقول البيضاوى: تأكيداً لما وصفته - بلقيس - من حال الملوك وتقريراً بأن ذلك من عادتهم المستمرة .اهـ ...
ضوابط للوقف والابتداء يجب مراعاتهاوإلا أخل القارئ بالمعنى والتفسير :
الضابط الأول : لا يجوز الوقوف على مالا يتم به المعنى .
هذه قاعدة عامة مجملة ، وتفصيلها : أنه لا يجوز أن يوقف على العامل دون المعمول ، ولا المعمول دون العامل ، وسواء كان العامل اسماً أم فعلاً أم حرفاً ، وسواء كان المعمول مرفوعاً أم منصوباً أم مخفوضاً ، عمدة أو فضلة ، متحداً أو متعدداً.
ولا يوقف أيضاً على الموصول دون صلته ، ولا على ما له جواب دون جوابه ، ولا على المستثنى منه قبل المستثنى ، ولا على المتبوع دون التابع ، ولا على ما يستفهم به دون ما يستفهم عنه ، ولا على ما أشير به دون ما أشير إليه ، ولا على الحكاية دون المحكى ، ولا على القسم دون المقسم به وغير ذلك مما لا يتم المعنى إلا به .
وقد مضت الأمثلة على ذلك فى أقسام الوقف.
الضابط الثانى : كلمة "كلا" وردت فى القرآن الكريم فى ثلاثة وثلاثين موضعاً منها سبعة للردع بالاتفاق وهذه يوقف عليها. وهى:(1/1673)
( عهدا. كلا ) ، (عزاً. كلا )، ( أن يقتلون. قال كلا ) ، ( إنا لمدركون. قال كلا ) ، ( شركاء كلا ) ، ( أن أزيد. كلا ) ، ( أين المفر. كلا ) .
والباقى منها ما هو بمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه ، ومنها ما احتمل الأمرين أى الردع ومعنى حقاً قطعاً ففيه الوجهان.
وإذا استقرأنا هذه اللفظة فى القرآن الكريم فإننا سوف نجد أنها لم تذكر إلا فى النصف الثانى من القرآن الكريم وفى السور المكية فقط ولذلك قيل:
وما نزلت "كلا" بيثرب فاعلمن
ولم تأت فى القرآن فى نصفه الأعلى
والسبب فى ذلك أن هذه الكلمة "كلا" تفيد الردع والزجر والرد على الكفار فيما يزعمون أو يدعون.
الضابط الثالث : كلمة "بلى" جاءت فى القرآن الكريم فى إثنين وعشرين موضعاً فى ست عشرة سورة وهى على أقسام ثلاثة:
الأول: لا يجوز الوقف عليها بالإجماع ، لتعلق ما بعدها بما قبلها وذلك كائن فى سبعة مواضع هى:
( بلى وربنا ) ، ( بلى وعداً عليه حقاً ) ، ( قل بلى وربى لتأتينكم ) ، ( بلى قد جاءتك ) ، ( بلى وربنا ) ، ( قل بلى وربى ) ، ( بلى قادرين ) .
الثانى: المختار فيه عدم الوقف ، وذلك فى خمسة مواضع هى:
( بلى ولكن ليطمئن قلبى ) ، ( بلى ولكن حقت ) ، ( بلى ورسلنا ) ، ( قالوا بلى ) ، ( قالوا بلى قد جاءنا ) .
الثالث : المختار فيه جواز الوقف عليه وهى العشرة الباقية:
الضابط الرابع :قال ابن الجزرى : كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده.
الضابط الخامس :
كل ما فى القرآن من "الذى" و "الذين" يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً ، ويجوز فيه القطع على أنه خبر إلا فى سبعة مواضع يلزم فيها القطع وهى قوله سبحانه:
( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه ) ، ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ) ، ( الذين يأكلون الربا ) ،
( الذين آمنوا وهاجروا ) ، ( الذين يحشرون ) ، ( الذين يحملون العرش ) .
الضابط السادس :(1/1674)
كلمة "نعم" وردت فى القرآن فى أربعة مواضع ، وضابط الوقف عليها وعدمه : أنه إن وقع بعدها واو لم يجز الوقف عليها وإن لم يقع بعدها واو فالمختار الوقف عليها ؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها ، ومثال ذلك قوله تعالى:
( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن ...) فالمختار هنا الوقف على "نعم " ؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها ؛ حيث إنها من قول الكفار ، وما بعدها ( فأذن ) ليس من قولهم.
وأما المواضع الثلاثة الباقية التى وردت فيها كلمة "نعم" فإنه لا يوقف عليها لكونها مرتبطة ومتعلقة بما بعدها ، وهى قوله تعالى :
1- ( وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين)
2- و( قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين ) .
3- و ( قل نعم وأنتم داخرون ) .
وننتهى من هذه الدراسة إلى أن مراعاة مواضع الوقف والابتداء أمر من الأهمية بمكان بحيث إنه يجب مراعاته حتى لا يخل القارئ بالمعنى الذى يقصده القرآن الكريم ، وأن عدم مراعاة هذه المواضع يوقع كثيرا فى الحرج حيث يستحيل المعنى القرآنى عن مقصوده ، بل إنه يصل بالقارئ أحيانا إلى ما هو أبعد من الحرج كما عرفنا ذلك فيما مضى وفقنا الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا إلى حسن القول والعمل وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وقائدنا إلى الجنة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم0
المرجع :http://www.quransite.net/modules.php?name=News&file=article&sid=4
---
فرحان العطار
05-16-2003, 12:08 AM
أبو بيان و فقك الله واليك هذه المشاركة اسأل الله ان ينفع بها
في أول سورة الانعام عند قوله تعالى ( و هو الله في السموات) ثم يقف و يبدأ ( و في الارض يعلم سركم و جهركم )(1/1675)
و جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد القيمة
---
عبد الله
05-18-2003, 10:27 PM
الأخ أبا بيان
جزاك الله خيراً على فكرتك ، ويمكن أن يضاف إليها عكسها ، وهو منع الوقف فيما يتبادر للقارئ جواز الوقف عليه ، وهو ما يسمى بالوقف القبيح ، كالوقف على قوله تعالى (( فويل للمصلين )) من سورة الماعون . وهذا ما دعا بعض الفسّاق لأن يقول :
ما قال ربك ويل للألى سكروا ... بل قال ربك ويل للمصلينا
---
أبو بيان
05-18-2003, 11:57 PM
أرحب بجميع الإخوة المشاركين في هذا الملتقى , وشكر الله للإخوة فرحان العطار وعبد الله على مشاركاتهما المفيدة , وسنتواصل بإذن الله فيما نخدم به كتاب الله تعالى .
- و لا أُمانع أبداً من إضافتنا وجوهاً من أوجه الوقف الممنوع للحذر منها وتحذير من يقف عليها قصداً , وأقترح بناءً على طلب الأخ الفاضل عبد الله , أن تكون الطريقة على مثل ما نذكر في أمثلة ومواضع الوقوف المستحسنة , مع زيادة ذكر وجه المنع من الوقف بعد كل مثال . كما أقترح كذلك على الأخ عبد الله بارك الله فيه أن يتفضل - بنية خالصة - بجعل هذا الاقتراح في موضوع جديد في الملتقى ؛ لإثراءه أكثر ؛ ولتتمايز الموضوعات بوحدة مترابطة في كل موضع .
وأرجوا أن يتقبل هذا الاقتراح ولا يؤخره عن رواد هذا المنتدى المبارك .
---
أبو بيان
06-26-2003, 10:10 PM
ومن المواضع كذلك :
- سورة محمد ( 20-21 ) { فأولى لهم * طاعة وقول معروف } .
---
أخوكم
06-30-2003, 03:39 PM
1- هذا الموضوع بحق من أجمل المواضيع ولكن أظنه يحتاج إلى وقفة مع الوقفات قبل الآخذ بها لأن كثيرا منها يبقى اجتهادا بشريا ، وخير من يضبط الوقف من كان عالما بخصوص الآية وعموم القرآن فإنه نادرا ما يخطئ .
2- أما أغرب وقف قرأته فهو عند قوله سبحانه على لسان فرعون :(1/1676)
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ ( يقف هنا فيصير المعنى أفلا تبصرون أم تبصرون ) أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ .
3- إن كثيرا من الآيات التي اختلفوا في الوقف عندها كانت تحتمل الإحتمالين لفائدة قد يدركها البعض مثل قوله سبحانه
( وما يعلم تأويله إلا الله ( ...... ) والراسخون في العم ...) ، ففي الوقف بعد لفظ الجلالة فائدة وفي الوصل فائدة أخرى والآية تحتمل المعنيان .
والله أعلم .
---
أبو بيان
07-22-2003, 02:07 PM
ومن المواضع كذلك :
- سورة الأحقاف (16) : { آمن إن وعد الله حق } .
- سورة مريم (7) : { يحيى لم نجعل له من قبل سميا } .
---
أبو بيان
07-26-2003, 06:03 PM
ومن المواضع :
- سورة الصافات (41-43) : { أولئك لهم رزق معلوم فواكه * وهم مكرمون في جنات النعيم } .
---
ابو الخير
08-19-2003, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من الوقوف التي تلقيتها ولم اجد من وقف عليها
في سورة البقرة
(( امن الرسول بما انزل اليه من ربه * والمؤمنون كل امن بالله ))
وكذلك في سورة الانعام
(( قل تعالوا اتل ما حرم ربكم * عليكم الا تشركوا به شيئا ))
---
أبو محمد المطيري
08-21-2003, 03:26 PM
جزاك الله خيرا يا أبا بيان على هذه المشاركة ، وقد كنت أريد جمع هذا الباب من العلم ، فوافقت ما عندي ، ولدي مشراكتان ولكن قبل المشاركتين ، أنبه على أمر وهو :
قوله تعالى (ذو العرش المجيد *فعال لما يريد) يصح فيها الوقف على قراءة الضم (المجيدُ) وأما على قراءة الكسر ، فلا يصح لأنهاحينئذ تكون صفة للعرش.
وأما المشاركتان :
1-قوله تعالى في سورة هود (قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم* نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون).(1/1677)
2- سمعتها من الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق في الصلاة : من سورة العنكبوت ( إن الله يعلم * ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم).
وبارك الله في جهودكم.
---
عادل الكلباني
08-21-2003, 09:00 PM
الحمد لله وبعد ،،،
فقد تمتعت بهذا المنتدى ، وبهذا الموضوع خاصة ، لشغفي به ، وحاجتي إليه ،،، ووددت أن أنبه إخواني وهم أعلم إلى أن الوقف لا ينبغي أن يكون استحسانا خاليا من العلمية ، إذ لا بد أن يكون للوقف المختار مؤيد من اللغة ، والتفسير ، والسياق ،،، ففي قوله تعالى في المدثر آخر آية (ومايذكرون إلا أن يشاء الله )فيقف ثم يعيد لفظ الجلالة ويكمل (الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) لا يصح البدء بلفظ الجلالة على أنه مبتدأ ، ولو فعل لكان مزيدا في القرآن ، وعلى هذا فقس ،،، كقوله تعالى { لمن الملك اليوم } { الملك اليوم لله الواحد القهار } . والله أعلم.
وفي قوله تعالى {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه } فيقف ، ثم يبدأ { وتسبحوه بكرة وأصيلا } على أن التسبيح لله وحده ، وما قبله مشترك لله وللرسول ، فهذا الفهم جيد ، ولكن تأباه اللغة ، فالواو عاطفة قولا واحدا ، وإلا لقال { وتسبحونه } .
وأما ما يأباه السياق ففي مثل قوله تعالى { يا بني لا تشرك } ثم يقف ، ويبدأ { بالله إن الشرك لظلم عظيم } فهو من حيث اللغة والمعنى صحيح ، ولكن يأباه السياق .
وأما ما ياباه التفسير واللغة والسياق ففي مثل ما ذكر من الوقف على قوله تعالى { أفلا تبصرون أم } { أنا خير .... } ألاية
ووقف بعضهم على قوله تعالى {فيم } ثم يبدأ { أنت من ذكراها }
كما يجب مراعاة فصاحة الكتاب ، وبلاغة ألفاظه ، وهذا مما يتدرج تحت اللغة ، فقد نزل بلسان عربي مبين
وللموضوع أمثلة وبحث ، ولست في دياري فاعذروني .
---
عبدالرحمن السديس
08-24-2003, 10:58 PM
جزاك الله خيرا يا أبا بيان على هذا الموضوع
ومن المواضع:(1/1678)
{يَسْتَفْتُونَكَ * قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ } (176) سورة النساء
{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ * فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (118) سورة المائدة
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ * حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ } (103) سورة يونس
---
عبد الحميد العرفج
08-27-2003, 11:50 PM
جزى الله الإخوة المشايخ خير الجزاء على ما أتحفونا به .
وحقيقة هذا العلم مهم للغاية في فهم ىي الكتاب العزيز ، ومنذ فترة وأنا أريد القراء في هذا الفن ، ولكن أريد كتاباً – أو كتباً – يحوي على أغلب ما تقدم ، ومأموناً من جهة كون مؤلفه أو محققه عمدة في هذا الفن .
فليت الإخوة المشايخ يتحفوننا بأفضل من كتب في هذا الباب من علم القرآن .
وبالمناسبة فقد رأيت قبل فترة كتاباً في موقع ( ثمرات المطابع ) اسمه (معالم الاهتداء إلى معرفة الوقوف والابتداء ) للشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله ، فما رأيكم فيه ؟
وقد لوحظ عليه ما يلي :
1. يلاحظ أن غلاف الكتاب في الجزء المخصص للكتابة فيه قد ملئ أكثر من اللازم، فكان يكفي الإشارة إلى اسم الكتاب والمؤلف فقط، والتعريف بالمؤلف يكون داخل الكتاب في صفحة مخصصة له.
2. فهرس الكتاب يحتاج إلى تعديل حيث إنه لا يسير بطريقة منطقية، وبعض عناوينه مخالف لما بداخل الكتاب مثل"مواضع عدم الوقف السبعة" هذا داخل الفهرس، أما داخل الكتاب فهو " المواضع السبعة التي لا يجوز الوقف عليها مع بيان علة منع الوقف" وهكذا.
3. تكلم المؤلف عن الابتداء قبل أن يتم موضوع الوقوف ثم عاد مرة ثانية وتكلم عن مسائل متعلقة بالوقوف.
في انتظار ردكم الشافي .
---
أبو بيان
08-28-2003, 07:05 AM
شكر الله لللإخوة المشاركين اهتمامهم بهذا الموضوع ,(1/1679)
ونرحب بالشيخ الفاضل / عادل الكلباني , في هذا الملتقى الذي يشرف بأهل القرآن من كل مكان , ونشكره على مشاركته والتي هي وقفة تأصيلية في الباب , نسأل الله تعالى أن ييسر لها من يتممها من أهل العلم والفضل .
الأخ محمد المطيري : شكر الله لك تنبيهك , وجزاك خيراً على مشاركاتك القيمة .
---
محب الدين
08-30-2003, 09:29 AM
شكر الله للاخوة المشاركو في ايراء هذا الموضوع ومن باب الادلء فقد سمعت الشيخ محمد العثيمين رحمه الله مرارا يأمر بالوقوف عند قوله تعالى( ذلكم خير لكم ) ثم يستأنف القارئ ( إن كنتم تعلمون ) سواء في سورة الجمعة ، أو سورةسورة الصف / ويقول أن الخيرية غير متعلقة بالعلم . والله أعلم
---
عبد الحميد العرفج
09-06-2003, 10:57 PM
لم أجد أحداً ذكر الكتاب الذي طلبت !
من أعظم الفرص أن هيأ الله لنا مثل هذا المنتدى المتخصص الذي نستشير فيه أهل العلم بالتفسير بما هم أعلم به من غيرهم .
في انتظار إجابتكم ، وجزاكم الله خيراً .
---
أبو بيان
10-15-2003, 09:12 PM
ومن هذه المواضع كذلك :
- سورة الأنفال ( 4 ) : { أولئك هم المؤمنون * حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } .
" ذكر هذا الوقف الإمام الثعلبي في تفسيره 4/328 , ط دار إحياء التراث العربي , وهي طبعة مليئة بالسقط والتحريف في كل صفحة , ومحققوها شيعة !! , ولهم من التعليقات والتخريجات عجائب لا تنقضي , منها على عجل :
تخريجهم لمرويات الثعلبي (ت427هـ) من تفسير القرطبي (ت671هـ) !! .
---
أبو بيان
11-06-2003, 02:04 PM
- سورة الذاريات ( 16 - 17 ) : { إنهم كانوا قبل ذلك محسنين (16) كانوا قليلاً * من الليل ما يهجعون (17) } . " تفسير الثعلبي 9/111 , والمعنى : أن المحسنين قليل في الناس , و هم من الليل لا ينامون , وبعبادة ربهم يقومون " .
---
أبو بيان
12-13-2003, 04:41 AM
وكذا من الوقوف :(1/1680)
- سورة الذاريات ( 20 - 21 ) : { وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم * أفلا تبصرون } .
---
عمر المقبل
12-14-2003, 12:03 AM
من المواضع التي يحسن الوقوف عليها ، بل عدم الوقوف عليها ـ عند شيخنا ابن عثيمين رحمه الله ـ من أخطاء القراء كما سمعته يقول ذلك ، هو :
قوله تعالى : (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ؟ * لايستوون ) .
فالخطأ ـ عند شيخنا ـ في وصل الآية ،والصواب الوقوف عند قوله (فاسقاً) .
والله أعلم .
يتبع ، حسب ما يفتح الله به .
---
الخطيب
12-14-2003, 04:02 AM
شكر الله لكم أخي أبا مجاهد أن نوهت على مقالة أخيك الفقير في الوقف والابتداء وعلاقته بالمعنى القرآن وهي مقالة كنت قد شارت بها في بعض المواقع وما كان ليفوتني المشاركة بها في ملتقى أهل التفسير
وهذا رابطها
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=563&highlight=%C7%E1%E6%DE%DD+%E6%C7%E1%C7%C8%CA%CF%C7 %C1
---
عمر المقبل
12-14-2003, 11:37 PM
ومن المواضع التي تتصل بهذا الموضوع :
وصل قوله تعالى في سورة الدخان ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبينٍ : يغشى الناس ) ثم تقف ، ثم تقرأ التي بعدها (هذا عذاب أليم ) .
---
الراية
12-18-2003, 03:59 PM
قوله تعالى
(ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا هنالك*الولاية لله الحق هو خير ثوابا.. )
(الكهف:44)
---
أبو بيان
12-19-2003, 05:26 PM
من المواضع :
- سورة الصافات (125- 126) : { أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين الله * ربكم ورب آبائكم الأولين } .
---
سر..من..رأى
12-24-2003, 03:22 AM
ومن المواضع أيضا ماورد في سورة
1/آل عمران (...ومايعلم تأويله إلاالله والراسخون في العلم*...)
2/المائدة (فأصبح من النادمين من أجل ذلك* كتبنا علىبني إسرائيل ..)
3/الجاثية(لله ملك السموات والأرض ويوم تقوم الساعة*يومئذيخسرالمبطلون)
4//البينة (حنىتأتيهم البينة رسول من الله *يتلو صحفا مطهرة)
---(1/1681)
خالد الشبل
08-20-2004, 05:49 AM
السلام عليكم
جزاكم الله خيرًا على هذا الموضوع الجميل . الوقف اهتم به علماء القراءات والعربية .
في قوله ، تعالى : ( فجاءته إحداهما تمشي . على استحياء قالت ...) الآيةَ .
هل الوقف على ( تمشي ) وارد؟ هو يعطي معنى مختلفًا ، لأن الاستحياء يكون متعلقًا بالقول ، لا المشي .
ومثل هذا قوله ، تعالى : ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك . ينظرون هل ثُوّب الكفار ...) الآية . هو ، أيضًا ، يعطي معنى مختلفًا ، لأن الضحك يكون - حينئذ - مقيدًا بكونهم على الأرائك . ويكون الاستفهام معمولاً لـ ( ينظرون ) .
---
الازهري المصري
08-20-2004, 06:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لاية سورة القصص
لقد قراها الشيخ محمد رفعت هكذا
(فجاءته إحداهما تمشي على استحياء .......على استحياء قالت)
وهدانا الله وايكم سواء السبيل
---
الازهري المصري
08-22-2004, 10:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ايضا من الوقوف اللطيفة التي وقفت عليها وأرجو من الاخوة التعليق عليها
هو الوقوف على "قال او قالوا او قل " اذا كان الخطاب عن المؤمنين
وذلك كقوله تعالى "قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين"
فنقول "قالوا *ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين"
والامثلة على ذلك كثيرة ...........................
وجزاكم الله خيرا
---
أبو بيان
09-08-2004, 02:07 PM
- سورة البقرة (71): {مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فيها قالوا الآن}, ويبتدئ {جئتَ بالحق}.
قال الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله:
(كان شيخنا الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن الفخار- رحمه الله- يأمرنا بالوقف على قوله تعالى في سورة البقرة: {قالوا الآن}, ويبتدئ {جئت بالحق}.
وكان يفسر لنا معنى ذلك: أن قولهم {الآن} أي: فَهِمنا وحصل لنا البيان, ثم قال {جئت بالحق} يعني في كل مرة, وعلى كل حال.(1/1682)
وكان رحمه الله يرى هذا الوجه أولى من تفسير ابن عصفور له من أنه: حذف الصفة, أي: بالحق المبين. وكان يُحافظ عليه).
الإفادات والإنشادات (ص:150).
* ونستفيد من هذا النقل وغيره كثير في باب الوقف:
أن المعنى أوَّلاً ثم الوقف تبعٌ له,
وعليه فأرى للأخ الأزهري المصري التزام الوصل في ما ذكر, فهو أفضل في ارتباط المعنى وتمامه.
---
عبدالرحمن الشهري
09-17-2004, 01:13 PM
ومن لطائف الوقف :
قوله تعالى :(قال لا تثريب عليكم اليوم* يغفر الله لكم * وهو أرحم الراحمين)[يوسف :92]
والتفسير على هذا ، على أنه دعاء لهم بالمغفرة . ووجه آخر للوقف هو :
(قال لا تثريب عليكم * اليوم يغفر الله لكم * وهو أرحم الراحمين)[يوسف :92] وهو مرجوح .
انظر : المكتفى للداني 329
---
أبو زينب
09-22-2004, 03:49 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اسمحوا لي أولا أن أقدم نفسي فأنا طبيب أطفال من تونس..! و لا أدعي علما و لكني طويلب علم أتطفل على موائد الكرام .
و لقد سرني هذا الموقع المميز و المبارك . ففي هذا الملتقى نجتمع افتراضيا لتدارس كتاب الله فما أفضله و أجله و أطيبه من عمل .
و إنه ليشرفني أن أنظم إلى ملتقى قرآني أجد فيه أساتذة و مشايخ أفاضل : الشيخ عبد الرحمن السديسي و الدكاترة أبو عبد الرحمن الشهري و مساعد الطيار و أبو مجاهد العبيدي و أبو بيان و أبو عائشة ... و غيرهم كثير و الحمد لله .
و أقترح عليكم ثلاث مواطن للطائف الوقوف :
1 - قوله تعالى " كن * فيكون "
2 - " و وصى بها إبراهيم بنيه * و يعقوب يا بني .."
3 - " سلام * هي مطلع الفجر " .
جزاكم الله كل خير .
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
أبو بيان
09-22-2004, 11:07 PM
حياك الله أخي الكريم: أبا زينب
وإنا لنسعد بحضور أمثالك في هذا الملتقى للإفادة والاستفادة,
فلاتتردد في المشاركة, ونفع المسلمين؛ خدمة لكتاب الله عز وجل,(1/1683)
وقد حشرتني مع الدكاترة ولست منهم,
نسأل الله لنا ولكم التوفيق.
---
أبو بيان
10-20-2004, 11:37 PM
قال تاج القراء الكرماني عند قوله تعالى «فلا جُناحَ عليه أن يَطَّوَّفَ بِهما» [البقرة 158]:
(ومن وقف على «جُناح» وابتدأ «عليه أن يَطَّوَّفَ بِهما» ففيه بُعدٌ من وجهين:
أحدهما: أن قوله «ولا جُناحَ» يكرر في القرآن, وصِلَتُه عليه.
والثاني: أنه زَعَمَ أن عليه إغراء, والإغراءُ إنما يكون للمُخاطَب دون الغائب).
غرائب التفسير وعجائب التأويل 1/187.
---
محمد الحسيني
10-25-2004, 09:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع فعلا شيق ..و بارك الله في الاخوة المشاركين
لكن أرى ان بعض الوقوفات فيا من التعسف من جهة اللغة او المعنى كما ان بعض
الابتداءات - عندي و الله اعلم - ابتداءات قبيحة ..
لا احتاج ان اذكر ان جمال القراءة اذا كانت مستوفية للغة و المعنى فلا ينبغي طلب
الوقف بين المبتدأ و خبره و لا بين الفعل و فاعله و لا بين المضاف و المضاف اليه و لا
بين المتعاطفات او بين العامل و المعمول ...الخ
من الوقوفات النادرة (( ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما * بعوضة فما فوقها ))البقرة و قفها الشيخ الالباني رحمه الله تعالى و قد نص عليه ابن النحاس .
قوله تعالى (( ثم ننجي رسلنا و الذين آمنوا كذالك * حقاً علينا نصر المؤ منين )) يونس
---
عبدالرحمن الشهري
10-30-2004, 09:08 AM
لا أدري هل مر هذا الوقف الممنوع أم لا ! لكن أذكره فإن تبين تكرره يحذف .
مثال على الوقف الممنوع الذي يحيل المعنى.
كان أبو ذر الحنفي رحمه الله أحد علماء بخارى ، فصلى الإمام وقرأ أول سورة الممتحنة:(وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول). ثم وقف . وابتدأ :(وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم).
فما كان من أبي ذر إلا أن عزل هذا الإمام ، ولم يأمر بإعادة الصلاة .
انظر : طبقات المفسرين للداوودي 1/175 وذكره القرشي في طبقات الحنفية.
---
أبو زينب(1/1684)
10-31-2004, 02:30 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و إليكم هذه المواطن من لطائف الوقوف :
1 - " الله الذي رفع السموات بغير عمد * ترونها * ثم استوى على العرش.." الرعد 2
و كذلك في سورة لقمان الآية 10 " خلق السموات بغير عمد * ترونها * و ألقى في الأرض رواسي..."
2 - ".. واتخذ سبيله في البحر * عجبا * قال ذلك ما كنا نبغ " الكهف 63 .
3 - " يدعو * لمن ضره أقرب من نفعه .." الحج 13 .
و لي تصحيح في مداخلة الأخ محمد الحسيني - جزاه الله كل خير - إذ أنه ذكر الآية من سورة يونس " ثم ننجي رسلنا و الذين آمنوا كذلك * حقا علينا ننج المؤمنين " 103 و يبدو لي أن الأمر التبس عليه مع سورة الروم في قوله تعالى " و كان حقا علينا نصر المؤمنين "47
وفق الله الجميع لما فيه الخير و الفلاح .
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل
---
سلسبيل
11-19-2004, 07:18 PM
ومن مواضع الوقوف كذلك
في قولة تعالى ( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات * والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض ) سورة طه
فيبتدأ بقولة تعالى والذي فطرنا وبذا يكون قسما أما عند الوصل فيكون معطوفا على البينات
---
أبو بيان
11-22-2004, 12:41 AM
وكذلك قوله تعالى في:
- سورة عبس (18- 19): {من أي شيء خلقه من نطفة * خلقه فقدره ثم السبيل يسره ..}.
---
علي حنانة
11-30-2004, 01:44 AM
إن قراءة الشيخ محمد حبش للقرآن الكريم التي نتابعها الآن على القنوات الفضائية تعتمد منطقاً دقيقاً في رعاية أحكام الوقف والابتداء
نقترح تأصيل هذه القواعد في الرسم القرآني بالاستفادة نم الوسائل الحديثة
---
أبو بيان
02-23-2005, 11:11 PM
وكذلك قوله تعالى في:
- سورة النمل ( 91- 92 ): {وأُمِرتُ أن أكون من المسلمين () وأن أتلوا القرآن * فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ..}.
---
أبو بيان
02-28-2005, 11:32 AM
وكذلك قوله تعالى في:(1/1685)
- سورة البينة ( 1 - 2 ): { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم * البينة () رسولٌ من الله يتلوا صحفاً مطهرة}.
وهو للابتداء لا للوقف.
---
لؤي أبو محمد
03-06-2005, 10:22 PM
هنالك وقوفات وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وليست رؤوس آي
قال السخاوي: (( ينبغي للقارئ أن يتعلم وقف جبريل عليه السلام، فإنه كان يقف في سورة آل عمران عند قوله { قل صدق الله * فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفاً}
والنبي صلى الله عليه وسلم يتبعه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقف في المواضع الآتية رغم أنها ليست رؤوس آي :
سورة البقرة والمائدة عند قوله تعالى { فاستبقوا الخيرات* }
سورة المائدة { سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق*}
{ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله * على بصيرة أنا ومن اتبعني }
{ كذلك يضرب الله الأمثال * الذين استجابوا لربهم الحسنى }
{ والأنعام خلقها * لكم فيها دفء}
{ أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً * لا يستوون }
{ ثم أدبر يسعى فحشر * فنادى }
{ ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة }
فكان صلى الله عليه وسلم يعتمد الوقف على تلك الوقوف وغالبها ليس رأس آية وما ذلك إلا لعلم عنده علمه من علمه وجهله من جهله )). اهـ.
لي تعليق على الوقف في سورة النازعات
{ ثم أدبر يسعى فحشر * فنادى }
معلوم أن الفاء حرف يفيد التعقيب فالوصل يفيد أن جمع الناس تم بسرعة
أما الوقف فيفيد أن هنالك مدة زمنية تطلبها جمع الناس وهو ما يعطي عمقاً للمعنى.
---
أبو بيان
03-24-2005, 03:10 PM
وكذلك قوله تعالى في:
- سورة النجم ( 6 - 7 ): { ذو مِرَّة * فاستوى وهو بالأفق الأعلى }.
---
عماد الدين
03-30-2005, 05:07 PM
قال الله تعالى :
(عفى الله عنك * لِمَ أذنت لهم حتى يتبين لك ...)
---
خالد الشبل
05-02-2005, 12:36 AM(1/1686)
قرأت قبل أيام في تفسير جزء (عم) للشيخ ابن عثيمين ، قدس الله روحَه ونوّر ضريحَه ، أنه يوقَفُ عند (البيت) من قوله تعالى: ( فليعبدوا ربَّ هذا البيت ) ثم يبتدئ: ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) حتى لا يُتوهّم كونُ الموصول من صفة (البيت) .
______
---
مساعد الطيار
05-02-2005, 12:50 AM
الأخ لؤي أبو محمد
هذه الوقوفات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم لم تثبت عنه البتة ، وقد نقلها غير السخاوي ، فليس لها إسناد ، وهي من الغرائب ، وتجدها كذلك في كتاب كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن لمحمد الصادق الهندي ، وهي موجودة على حاشية المصحف الباكستاني .
---
أبو بيان
07-02-2005, 02:09 AM
وكذلك قوله تعالى في:
- سورة النساء ( 108 ): { يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم * إذ يبيتون ما لا يرضى من القول }.
---
الميموني
07-03-2005, 02:04 AM
لدي مداخلة على هذا الموضوع كنت منذ مدة أريد أن أكتبها و لكن تدفعني عنها الشواغل ثم لما بدأت في كتابتها طالت بعض الشيء
فأفردتها هنا على هذا الرابط و هي في أمور عامة و منهجية في لطائف الوقف القرآني
و فيها بعض الملاحظات العامة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13553#post13553
أرجو التكرم بالاطلاع عليها و و ذكر ما ترونه من ملاحظات
---
أبو بيان
07-13-2005, 10:46 PM
وكذلك قوله تعالى في:
- سورة النساء (157 - 158): { وما قتلوه * يقيناً * (157) بل رفعه الله إليه}.
---
بدر الجبر
08-22-2005, 05:51 PM
مشايخنا الأفاضل حياكم الله ، ها أنا ضيف جديد على هذا الملتقى المبارك فأنتم القوم - فيما أحسبكم - لا يشقى بكم من يجالسكم ؛ لأني من المشتغلين بالنحو والأعاريب ، فأرجو أن تقبلوني ومشاركتي فلدي بعض الوقوف التي أعجبتني ولم أطلع عليها في كتاب ، وهي :
قوله تعالى في سورة الشعراء " إن حسابهم إلا على ربي * لو تشعرون "(1/1687)
وقوله سبحانه في سورة النمل " رب إني ظلمت نفسي * وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "
وقوله في سورة الأنبياء" ووهبنا له إسحاق * ويعقوب نافلة "
---
المعتز بالإسلام
08-23-2005, 06:59 AM
أليست يعقوب معطوفة على إسحاق ؟!
---
أبو بيان
12-20-2005, 06:51 PM
- سورة النحل (120): {إن إبراهيم كان أُمَّةً قاتناً * لله * حنيفاً وما كان من المشركين}.
---
عبدالرحمن الشهري
01-27-2006, 01:57 AM
قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين :(فَسَقى لهما ثمَّ تولَّى إلى الظلِّ فقالَ* رَبِّ إني لما أنزلتَ إِليَّ من خيرٍ فقير) القصص 24
بحيث يقف القارئ أولاً على كلمة (فقالَ) على أنه فعلٌ ماضٍ من القيلولة. ثم يبدأ مرة أخرى من (قال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير). فيكون من القول . وإن ابتدأ بقوله (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) كان ظاهراً أنه دعاء من موسى عليه السلام.
ولست أدري هل تعرض لهذا المعنى أحد من المفسرين أو المصنفين في الوقف والابتداء.
---
د. أنمار
10-12-2006, 02:35 PM
قال تعالى : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز * عليه ما عنتم.
رمز السجاوندي بأن الوقف على عزيز مجوز، على تأويل عليه ما عنتم أي شفاعة ما أثمتم
ثم اعترضه وصحح عدم الوقف في الآية.
---
همس الحرف
12-21-2006, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من رائعة الوقف القرآني
" وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " يونس
يحتمل في "ما" أن تكون نافية وحينئذ يكون الوقف على "إلا الظن" فهي موجبة له وكرر "إن يتبعون" توكيداً .
ويحتمل في "ما" أن تكون استفهامية ويكون الوقف على "شركاء" فيتم بها المعنى ليتم الإخبار بقوله "إن يتبعون إلا الظن" .(1/1688)
" إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لايكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليَّ ولا تنظرون" يونس
"وشركاءكم" تعرب إما مفعول معه أو مفعول بفعل مضمر التقدير "ادعوا شركاءكم" وهذا على القراءة بقطع الهمرة وإما على الوصل فهو معطوف في قوله "فأجمعوا" .
" وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
الوقف على قوله " ومن كل الثمرات " ثم تبدأ بقوله " جعل فيها زوجين " يعني الذكر والأنثى ، ويجوز الوقف على " اثنين" وهو أحسن .
" للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم مافي الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء العذاب ومأواهم جهنم وبئس المهاد "
الوقف على " الحسنى" وهي مبتدأ والمراد بها الجنة ، و"للذين استجابوا" خبر مقدم ، "والذين لم يستجيبوا " مبتدأ وخبره " لو أن لهم ...." فتقف على الأمثال .
والوقف الآخر : على قوله " والذين لم يستجيبوا له " ويكون للذين استجابوا يتعلق بيضرب ، والذين لم يستجيبوا معطوف على الذين استجابوا .
ويكون المعنى : يضرب الله الأمثال للطائفتين .
" ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون "
اللام على وجه التهديد لقوله بعده "فتمتعوا فسوف تعلمون" فعل هذا يبدأ بها ، وقيل اللام لام العاقبة فعلى هذا توصل بما قبلها لأنها في الأصل لام كي ، قال ابن .... : وذلك بعيد في المعنى .
" ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر "
الواو : يحتمل أن تكون عاطفة على ما قبلها فيوصل المعنى وخص المشركين لأنهم لا يؤمنون بالآخرة فيفرطون في حب الدنيا .
ويحتمل أن تكون الواو استئنافية فيبدأ بها ، والمعنى : ومن الذين أشركوا قوم يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ، قال ابن ...... : والأول أظهر .(1/1689)
" كأن لم يكن بينكم وبينه مودة ياليتني كنت معهم فأفوز عظيماً "
هذه جملة اعتراض بين العامل والمعمول فلا يجوز الوقف عليها وهذه المودة في ظاهر المنافق لا في اعتقاده .
" لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً "
الواو يحتمل أن تكون استئنافية فتقف ، ويحتمل أن تكون حالية .
تقبلوا خالص تحياتي
أخوكم
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 05:00 AM
جزى الله الإخوة المشايخ خير الجزاء على ما أتحفونا به .
وحقيقة هذا العلم مهم للغاية في فهم ىي الكتاب العزيز
---
(1/1690)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > افتتاح ملتقى الانتصار
---
افتتاح ملتقى الانتصار
---
أحمد البريدي
02-25-2006, 02:22 PM
ففي يوم الجمعة الموافق 3/2/1427 هـ , تم بحمد الله افتتاح الملتقى ,وإخوانكم في ملتقى أهل التفسير بذلوا جهدهم في تحديد رؤية واضحة لمعالم سير الملتقى الجديد مستعينين بعد الله تعالى بما جادت به أقلامكم من اقتراحات , وتسديدات .
فها نحن نطلق دعوة مفتوحة لكل متخصص , وغيور ,أن يتحفنا بما أعطاه الله تعالى فزكاة العلم بذله , وليعتبر كل واحد منكم نفسه معنياً قبل غيره بسدِّ هذا الثغر, فالملتقى منكم , وإليكم .
الفكرة أصبحت واقعاً وها هي اللبنة الأولى وضعت , وننتظر تكامل البناء , وكما قيل : العبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات , ونسأل الله العون والتسديد .
ومما يجدر التنبيه عليه ما يلي :
- نأمل من الجميع قراءة أهداف وشروط المشاركة في الملتقى , حتى لا تتعرض مشاركتك للحذف .
- سيتم إن شاء الله إنشاء لجان متخصصة بحسب اهتمامات الباحثين وميولهم , وذلك بعد محاولة حصر لمن له عناية خاصة بهذا الجانب , فنأمل تزويدنا بأي معلومة مفيدة .
- كما سيتم إعلان بريد الكتروني , وصندوق بريد , وفاكس , خاص بالملتقى للتواصل مستقبلاً , ويمكن مراسلتي الآن على بريدي مؤقتاً.
وفي الختام آمل أن يعتبر كل واحد منكم نفسه مسئولاً عن تحقيق الهدف المنشود , ووسيلة للوصول إلى الصورة المثالية للملتقى التي يتمناها الجميع .
---
عبدالرحيم
02-25-2006, 02:33 PM
جزاكم الله خيرا
وسدد على الخير خطاكم
هل تتكرمون بذكر الشروط الآن؛ ليتم تجهيز المواضيع على أساسها لمن يرغب.
أكرمكم الله
---
د.أبو بكر خليل
02-25-2006, 03:21 PM
نسأل الله تعالى العون و التوفيق فيما رأيتموه ، و فيما إنتويتموه ،
و سدد الخطو ، و شدَ الأزر ، و أجزل الأجر بمنه و كرمه العظيم ،(1/1691)
و إلى بيان الضوابط منتظرون ،
أكرمكم الله ، وسددَ إلى طريق الحق و الخير خطاكم و خطانا .
---
طالب العلم1
02-25-2006, 11:26 PM
بارك الله في مسعاكم وأنار بالهدى والإستقامة دروبكم
والمسعى الجليل يلزمه التعويل .. وجفو المضاجع والصبر الجميل
...
قال تعالى : '' إلا تنصروه فقد نصره الله ''
:'' ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم''.
---
أحمد الطعان
02-26-2006, 09:09 PM
بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم ...
يمكن مراسلة أهل الاختصاص في الجامعات العربية والإسلامية وإطلاعهم على الملتقى وحفزهم للمشاركة في هذا الجهد ..
كما أقترح محاولة تقسيم الملتقى إلى أقسام كل منها بحقل من حقول الدراسات القرآنية ليتوزع الباحثون فيها كل بحسب اهتماماته مثلاً : أسباب النزول - النسخ - القراءات - جمع القرآن .... إلخ
وأدعو كل عضو في الملتقى للتعريف ببعض الأساتذة الذين يعلم أهليتهم للمشاركة في هذا الملتقى لكي تراسلهم الإدارة إلكترونياً وتدعوهم للمشاركة وذلك بإرسال إميلاتهم أو عناوينهم لهذا الغرض ,,,,
وإذا كان هذا الاقتراح معقولاً سأبدأ بنفسي وأرسل لكم إميلات بعض الأساتذة ,,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
الكشاف
02-26-2006, 09:42 PM
نرجو لكم التوفيق والسداد في هذا المشروع العلمي الرائد . وأتفق مع الدكتور أحمد الطعان في ضرورة تعريف المتخصصين وانتقاء المتميزين للمشاركة في هذا الملتقى الجديد المتخصص . وعليكم بالحزم والصرامة والجدية يا دكتور أحمد في التعامل مع الموضوع بارك الله فيكم.
---
أحمد البريدي
02-26-2006, 09:54 PM
الأخوين عبد الرحيم ود. خليل: الضوابط مذكورة في الملتقى الجديد .
الأخ د. أحمد : اقتراح جيد وسيتم إن شاء الله تجهيز نموذج خاص للمعلومات المطلوبة قريباً .
---
(1/1692)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عدد ركعات التراويح منذ عهد الصحابة
---
عدد ركعات التراويح منذ عهد الصحابة
---
سيف بن علي العصري
10-03-2006, 01:03 PM
فإن الاختلاف في عدد ركعات صلاة التراويح من المسائل التي كثر فيها النزاع، واختلفت بسببها النزاع فيها القلوب ، وحدثت الفرقة ، والمسألة لا تستدعي ذلك، بل إن الأمر من قبلُ كان محسوماً ، والخلافُ كان محصوراً ، واستقر عمل الناس سلفاً وخلفاً ، شرقاً وغرباً على ما ثبت عن عمر رضي الله عنه ، فقد روى الإمام البيهقي وغيره ، قال الإمام النووي وغيره: بالإسناد الصحيح.
عن السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة، وكانوا يقومون بالمائتين، وكانوا يتوكئون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام.
خلاصة القول في مذاهب العلماء في التراويح :
الحنفية : عشرون ركعة .
الشافعية : عشرون ركعة .
الحنابلة : عشرون ركعة .
الظاهرية : عشرون ركعة .
الزيدية : عشرون ركعة .
المالكية : تسع وثلاثون ركعة مع الوتر.
فليس هناك مذهب يقول بأنها (11) ركعة .
بعض أقوال أهل العلم في المسألة :
قال الإمام الشافعي في الأم : فأما قيام شهر رمضان فصلاة المنفرد أحب إلى منه ورأيتهم بالمدينة يقومون بتسع وثلاثين، وأحب إلى عشرون لأنه روى عن عمر وكذلك يقومون بمكة – أي: بعشرين - ويوترون بثلاث. اهـ
وقال الإمام العراقي الشافعي في طرح التثريب : واختار مالك رحمه الله أن يصلي ستا وثلاثين ركعة غير الوتر، وقال: إن عليه العمل بالمدينة. وفي مصنف ابن أبي شيبة عن داود بن قيس قال أدركت الناس بالمدينة في زمن عمر بن عبد العزيز وأبان بن عثمان يصلون ستا وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث. اهـ(1/1693)
وقال الإمام الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع : ( فصل ) : وأما قدرها فعشرون ركعة في عشر تسليمات , في خمس ترويحات كل تسليمتين ترويحة وهذا قول عامة العلماء . وقال مالك في قول : ستة وثلاثون ركعة ، وفي قول ستة وعشرون ركعة، والصحيح قول العامة لما روي أن عمر رضي الله عنه جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على أبي بن كعب فصلى بهم في كل ليلة عشرين ركعة ، ولم ينكر أحد عليه فيكون إجماعا منهم على ذلك . اهـ
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي في المغني : فصل : والمختار عند أبي عبد الله – أحمد بن حنبل - رحمه الله ، فيها عشرون ركعة . وبهذا قال الثوري، وأبو حنيفة، والشافعي .
وقال مالك : ستة وثلاثون . وزعم أنه الأمر القديم ، وتعلق بفعل أهل المدينة، فإن صالحا مولى التوأمة ، قال : أدركت الناس يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمس .
ولنا – أي الحنابلة ومن وافقهم - أن عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أبي بن كعب وكان يصلي لهم عشرين ركعة ، وقد روى الحسن أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب ، فكان يصلي لهم عشرين ليلة ، ولا يقنت بهم إلا في النصف الثاني . فإذا كانت العشر الأواخر تخلف أبي ، فصلى في بيته ، فكانوا يقولون : أبق أبي رواه أبو داود .
ورواه السائب بن يزيد وروي عنه من طرق .
وروى مالك عن يزيد بن رومان قال : كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة.
وعن علي أنه أمر رجلا يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة . وهذا كالإجماع .(1/1694)
فأما ما رواه صالح ، فإن صالحا ضعيف ، ثم لا ندري من الناس الذين أخبر عنهم ؟ فلعله قد أدرك جماعة من الناس يفعلون ذلك ، وليس ذلك بحجة، ثم لو ثبت أن أهل المدينة كلهم فعلوه، لكان ما فعله عمر وأجمع عليه الصحابة في عصره أولى بالاتباع. قال بعض أهل العلم : إنما فعل هذا أهل المدينة لأنهم أرادوا مساواة أهل مكة، فإن أهل مكة يطوفون سبعا بين كل ترويحتين، فجعل أهل المدينة مكان كل سبع أربع ركعات، وما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى وأحق أن يتبع . اهـ
وقال الإمام النووي في المجموع : ( فرع ) في مذاهب العلماء في عدد ركعات التراويح: مذهبنا أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات غير الوتر، وذلك خمس ترويحات، والترويحة أربع ركعات بتسليمتين، هذا مذهبنا، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه وأحمد وداود وغيرهم، ونقله القاضي عياض عن جمهور العلماء.
وحكي أن الأسود بن يزيد كان يقوم بأربعين ركعة ويوتر بسبع.
وقال مالك التراويح تسع ترويحات وهي ست وثلاثون ركعة غير الوتر.
واحتج بأن أهل المدينة يفعلونها هكذا، وعن نافع قال : أدركت الناس وهم يقومون رمضان بتسع وثلاثين ركعة يوترون منها بثلاث.
واحتج أصحابنا بما رواه البيهقي وغيره بالإسناد الصحيح عن السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة، وكانوا يقومون بالمائتين، وكانوا يتوكئون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام.
وعن يزيد بن رومان قال: كان الناس يقومون في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث وعشرين ركعة. رواه مالك في الموطأ عن يزيد بن رومان.
ورواه البيهقي لكنه مرسل فإن يزيد بن رومان لم يدرك عمر.
قال البيهقي يجمع بين الروايتين بأنهم كانوا يقومون بعشرين ركعة ويوترون بثلاث.
وروى البيهقي عن علي رضي الله عنه أيضا قيام رمضان بعشرين ركعة.(1/1695)
وأما ما ذكروه من فعل أهل المدينة فقال أصحابنا : سببه أن أهل مكة كانوا يطوفون بين كل ترويحتين طوافا ويصلون ركعتين ولا يطوفون بعد الترويحة الخامسة.
فأراد أهل المدينة مساواتهم فجعلوا مكان كل طواف أربع ركعات فزادوا ست عشرة ركعة وأوتروا بثلاث فصار المجموع تسعا وثلاثين والله أعلم .
( فرع ) قال صاحبا الشامل والبيان وغيرهما , قال أصحابنا : ليس لغير أهل المدينة أن يفعلوا في التراويح فعل أهل المدينة فيصلوها ستا وثلاثين ركعة، لأن لأهل المدينة شرفا بمهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدفنه، بخلاف غيرهم وقال القاضي أبو الطيب في تعليقه : قال الشافعي فأما غير أهل المدينة فلا يجوز أن يماروا أهل مكة ولا ينافسوهم . اهـ
وقال الشيخ الإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : ويشبه ذلك من بعض الوجوه تنازع العلماء في مقدار القيام في رمضان، فإنه قد ثبت أن أبي بن كعب كان يقوم بالناس عشرين ركعة في قيام رمضان، ويوتر بثلاث.
فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة، لأنه أقامه بين المهاجرين والأنصار، ولم ينكره منكر.
واستحب آخرون : تسعة وثلاثين ركعة، بني على أنه عمل أهل المدينة القديم. وقال طائفة : قد ثبت في الصحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة.
واضطرب قوم في هذا الأصل لما ظنوه من معارضة الحديث الصحيح لما ثبت من سنة الخلفاء الراشدين وعمل المسلمين.
والصواب أن ذلك جميعه حسن كما قد نص على ذلك الإمام أحمد - رضي الله عنه- وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت فيها عددا، وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل القيام بالليل حتى إنه قد ثبت عنه في الصحيح من حديث حذيفة : أنه كان يقرأ في الركعة بالبقرة والنساء وآل عمران فكان طول القيام يغني عن تكثير الركعات.(1/1696)
وأبي بن كعب لما قام بهم . وهم جماعة واحدة - لم يمكن أن يطيل بهم القيام فكثر الركعات ليكون ذلك عوضا عن طول القيام، وجعلوا ذلك ضعف عدد ركعاته، فإنه كان يقوم بالليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة، ثم بعد ذلك كان الناس بالمدينة ضعفوا عن طول القيام فكثروا الركعات حتى بلغت تسعا وثلاثين. اهـ
قال الإمام الحصكفي الحنفي في الدر المختار : ( وهي عشرون ركعة ) حكمته مساواة المكمل للمكمل ( بعشر تسليمات ).اهـ
قال الإمام ابن عابدين الحنفي معقباً على قول الحصكفي السابق : ( قوله وهي عشرون ركعة ) هو قول الجمهور وعليه عمل الناس شرقا وغربا.اهـ
وقال العلامة محمد عليش المالكي في منح الجليل على مختصر خليل : وهي (ثلاث وعشرون) ركعة بالشفع والوتر وهذا الذي جرى به عمل الصحابة والتابعين . (ثم جُعِلت) ... في زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه بعد وقعة الحرة بالمدينة المنورة، فخففوا في القيام وزادوا في العدد لسهولته فصارت (تسعا وثلاثين) بالشفع والوتر كما في بعض النسخ، وفي بعضها ستا وثلاثين ركعة غير الشفع والوتر، واستقر العمل على الأول . اهـ
وقال الإمام ملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح : أجمع الصحابة على أن التراويح عشرون ركعة . اهـ(1/1697)
وقال الإمام ابن علان الصديقي الشافعي في دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: (التراويح) ... وهي عندنا لغير أهل المدينة عشرون ركعة بعشر تسليمات، كما أطبقوا عليه كذلك في زمن عمر رضي اللّه عنه لما اقتضاه نظره السديد من جمع الناس على إمام واحد فوافقوه ، ينوي بهما من التراويح أو من قيام رمضان وكانوا يوترون عقبها بثلاث، وسر العشرين أن الرواتب المؤكدة في غير رمضان عشر، فضوعفت فيه لأنه وقت جدّ وتشمير، ولهم – أي أهل المدينة -فقط لشرفهم بجواره – صلى الله عليه وسلم - ست وثلاثون جبراً لهم بزيادة ست عشرة في مقابلة طواف أهل مكة أربعة أسباع ، بين كل ترويحتين من العشرين سبع، وابتداء حدوث ذلك كان في أواخر القرن الأول، ثم اشتهر ولم ينكر، فكان بمنزلة الإجماع السكوتي. اهـ
وقال العلامة محمد أنور شاه الكشميري في العرف الشذي شرح سنن الترمذي: وأما فعل الفاروق فقد تلقاه الأمة بالقبول، واستقر أمر التراويح في السنة الثانية في عهد عمر رضي الله عنه كما في تاريخ الخلفاء وتاريخ ابن الأثير وطبقات ابن سعد ، وفي طبقات ابن سعد زيادة أنه كتب عمر في بلاد الإسلام : أن يصلوا التراويح ، وقال ابن الهمام : إن ثمانية ركعات سنة مؤكدة وثنتي عشر ركعة مستحبة ، وما قال بهذا أحد ، أقول : إن سنة الخلفاء الراشدين أيضاً تكون سنة الشريعة لما في الأصول أن السنة سنة الخلفاء وسنته، وقد صح في الحديث : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) فيكون فعل الفاروق الأعظم أيضاً سنة... واستقر الأمر على عشرين ركعة. اهـ
وقال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان : واختلف في قيام رمضان خاصة ، والأولى أن يؤخذ بما ارتضاه السلف ، وقد قدمنا في هذه المسألة رسالة عامة هي رساة التراويح أكثر من ألف عام في مسجد النَّبي عليه السلام ، وقد استقر العمل على عشرين في رمضان . اهـ(1/1698)
قال العلامة الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر رحمه الله جواباً على السؤال التالي:نحن نقوم بصلاة التراويح بثمان ركعات لحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على ثمان ركعات، وإذا قمنا بصلاة عشرين ركعة فإن المصلين يطلبون التخفيف كل التخفيف، والنفس لا تطمئن إلى هذا التخفيف الذى يطلبونه ولا تتم الأركان به .
ونحن نرى أن صلاة التراويح بثمان ركعات بالاطمئنان أولى من التخفيف الذى يطلبونه فما رأيكم.
فقال في الجواب : الإجماع منعقد منذ عصر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن قيام شهر رمضان مرغوب فيه أكثر من سواه من الأشهر .
لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري عن أبى هريرة أما التراويح التي جمع الناس عليها عمر بن الخطاب، فهي سنة مؤكدة في قول فقهاء المذاهب عدا مالك.
وقد اختلف الفقهاء في المختار من عدد ركعاتها، فقال الأئمة أبو حنيفة ومالك في أحد قوليه والشافعي وأحمد وداود هي عشرون ركعة سوى الوتر وروى عن مالك أنه كان يستحسن ستا وثلاثين ركعة ، والوتر ثلاث .
وسبب اختلاف الفقهاء في عدد الركعات، اختلاف الرواية في ذلك، وقد روى عن أبى حنيفة في هذا قوله ( الاختيار شرح المختار ج 1 ص 67 ) التراويح سنة مؤكدة ولم يتخرصه ( جاء في القاموس تخرصه، افترى عليه ) عمر من تلقاء نفسه ولم يكن فيه مبتدعا ، ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولقد سن عمر ( يعنى عشرين ركعة للتراويح عدا ركعات الوتر الثلاث ) هذا والصحابة متوافرون، وما رد عليه واحد منهم ووافقوه وأمروا بذلك ، وعند مالك التراويح مندوبه ندباً أكيداً لكل مصلى من الرجال والنساء .(1/1699)
هذا ويسن إقامتها فى جماعة سنة كفاية، لو تركها أهل مسجد أتموا، وإن تخلف عن الجماعة أفراد وصلوا فى منازلهم لم يكونوا مسيئين والجماعة مندوبة فيها عند الإمام مالك .
أما حديث عائشة الذي رواه البخاري والمشار إليه في السؤال، فليس نصاً في عدد ركعات صلاة التراويح، وإلا لما احتج الإمام أبو حنيفة على أنها عشرون ركعة بما سنة عمر، ولَمَا خفي عن عمر أيضا والصحابة متوافرون موافقون على ما سن للناس.
لما كان ذلك : كان ما سنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أولى وأحق بالأتباع.هذا : والتخفيف فى الصلاة، لاسيما في الجماعة مطلوب لحديث معاذ المشهور في هذا الموضع، لكن ليس معنى التخفيف أن لا يحسن الإمام القراءة ولا أن يتمها، بل يتحرى أقل ما تجوز به صلاة الجماعة مع الاطمئنان والخشوع ، الذي هو الفرض الأصلى فى الصلاة، ومن شقت عليه الجماعة فلينفرد، لكن لا يخلو مسجد من الجماعة فى التراويح . اهـ
وفي التاج المذهب لأحكام المذهب (زيدي) قوله : ( فأما ) صلاة ( التراويح جماعة ) فبدعة ، وهي عشرون ركعة بعشر تسليمات في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد الفراغ من صلاة العشاء ، وأما فرادى فمستحب . اهـ
---
أبو عمار المليباري
10-10-2006, 05:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . إن هذا الاختلاف فعلاً قد أدى إلى تنافر القلوب ، وتباغض كثير من المسلمين فيما بينهم . فنجد مثلاً مسلمي مليبار في جنوب الهند وقعت بينهم هذه الفتنة ، فجماعة الصوفية تدعي أن التراويح عشرون ركعة ولا تصح الصلاة بأقل منها ، وجماعة المجاهدين تزعم أن إحدى عشرة ركعة لا غير .
ولكن إذا أرجعنا هذه المسألة إلى عصر السلف نجد أن الأمر كان واسعاً عندهم ، وما أحسن ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح حول مسألة عدد ركعات التراويح ، فجمع بين الروايات المختلفة بما يقطع الخلاف والتعارض .
أسأل الله أن يوحد كلمة المسلمين ، وأن يوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه .
---
أبو تيمية(1/1700)
10-10-2006, 09:37 PM
قد كتبت في هذه المسالة بحثا موسعا منذ سنوات ، و قريبا طلبته مني إحدى الجهات لطبعه ، ولعله يحصل إن شاء الله
و الذي تبين لي في البحث المشار إليه أمران اثنان :
الأول : أن صلاة الليل من النفل المطلق ، و الأجر فيها مرتب على الوقت و الزمن ، كما دلت عليه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ، واختلف العلماء أيهما أفضل : إطالة القيام والركوع والسجود - كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم - أم تكثير الركعات ؟ على قولين .
ولا أعرف لساعتي هذه عالما يقتدى به = قال بأن المقصود العدد دون الكيفية !
الثاني : تبين لي أيضا من خلال تتبعي للنصوص النبوية و للآثار السلفية :أن العشرين ركعة هي سنة الخلفاء الراشدين من عهد عمر فمن بعده ، و إلى يومنا هذا ، ولم أقف على أنهم أنقصوا صلاة التراويح عن العشرين ركعة في جماعة في زمن من الأزمنة ، وأما فعل آحاد العلماء فهذا قد يوجد متابعة لفعل النبي كما وكيفا .
اللهم إلا ما جاء في أثر السائب بن يزيد في موطأ مالك و غيره من صلاتهم بإحدى عشرة ركعة في زمن عمر ، وهذا للعلماء عنه جوابان :
الأول : أنه كان في أول الأمر ، ثم رأى ضعف الناس فخفف القراءة وزاد في عدد الركعات ، وهذا قول ابن حبيب و الباجي وابن عبد البر والبيهقي و ابن تيمية وغيرهم .
والثاني : أن رواية مالك خطأ ، والرواية بلفظ العشرين هي الصواب ، وهذا الذي ذهب إليه ابن عبد البر وابن العربي .
و قد تبين لي قوة هذا القول ، وأن الخطأ من محمد بن يوسف ، ولو سلم بكونه حفظ ذلك وأنه لم يهم ، فالجواب الأول : هو المتعين ، وأما عكس القضية ، وهو الحكم برد هذه السنة المشهورة بين السلف اشتهارًا لا حد له في جميع الأمصار ، منذ زمن عمر بن الخطاب = فهو كمن ينقض الأصول بالفروع المخالفة !!(1/1701)
فالصلاة بثلاث وعشرين ركعة ثابتة ثبوتا قطعيا ، وأقول قطعيا ولا أرتاب في ذلك ، وخلافه لعله حصل أول الأمر ، أما أنه المعمول به لدى الصحابة = فبعيد جدا جدا !!
ولذا تجد فتاوى الأئمة الأربعة وأتباعهم على العشرين ركعة أو أكثر كما هو مذهب مالك ..
فهذه السنة العمرية = هي السنة التي نقلتها الأجيال عن الأجيال ، توثيقا وعملا ، وهي أقوى من آحاد النصوصالمختلف فيها !
ولو سلمنا أنهم صلوها بإحدى عشرة ركعة فلا يفيد ذلك حصر العدد في ذلك ؛ لأن الصلاة كلها نافلة وتطوع ، كما قال الشافعي وأحمد وغيرهما من أئمة السلف ،ومن جعلها سنة راتبة وشبهها بالفرائض فقد أبعد الصواب !
---
سيف بن علي العصري
01-16-2007, 12:53 PM
بارك الله فيكم
---
(1/1702)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مجالس العلماء
---
مجالس العلماء
---
إمداد
03-04-2005, 09:49 PM
من مجالس العلماء درس في علم التفسير من كتاب (المصباح المنير في اختصار تفسير ابن كثير)رحمه الله والأختصار لصفي الرحمن المباركفوري حفظه الله
يلقي هذا الدرس فضيلة الشيخ أحمد سعد الحمدان الغامدي رعاه الله عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
بجامع الشيخ بن باز رحمه الله بحي الششة بعد صلاة المغرب كل يوم أحد والدرس ينقل عن طريق الغرفةالصوتية التالية
http://download.howudodat.com/cgi-bin/cblaunch.cgi?server=67.19.26.58&room=qur-1
وهو درس قيم يحضره جمع غفير من طلاب العلم
ويجيب الشيخ على الأسئلة بعد العشاء عن طريق الموقع
---
(1/1703)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفة مع قول "ابن الجزري" - رحمه الله- "وحاذرن تفخيم لفظ الألف"....أرجو إبداء الرأي
---
وقفة مع قول "ابن الجزري" - رحمه الله- "وحاذرن تفخيم لفظ الألف"....أرجو إبداء الرأي
---
عمار
02-23-2005, 07:10 PM
يقول ابن الجزري - رحمه الله - في المقدمة :
فرققنْ مستفلا من أحرفِ** وحاذرنْ تفخيم لفظ الألفِ
يستوقفني هذا البيت كثيرا كلما مررتُ به ، فهل يعقل أن - ابن الجزري - رحمه الله لم يفطن
لقصور بيته؟ ربما ناسيا - وجلّ من لا يسهو - .... أم أنه كان يرى ترقيق الألف دائما!!
ما أعرفه أن الألف تتبعُ ما قبلها، فإن كان مفخما فُخّمتْ وإن كان مرققا رُققتْ.
وكما جاء في منظومة العلامة "السمنودي" :
والروم كالوصل وتتبع الألفْ ** ما قبلها والعكسُ في الغنّ أُلِفْ
أقول كان بوسع "ابن الجزري" - رحمه الله - أن يقول مكملا بيته :
فرققنْ مستفلا من أحرفِ** وحاذرنْ تفخيم لفظ الألفِ
إذا أتى مرققا ما قبلها ** وإنْ مفخَّما فَفَخِمَنَّها (هذا من نظمي وفي الحقيقة كنتُ مترددا في نشره خوفا من التدليس!! ربما ينقله زيد ثم عمرو ثم ثم....حتى يصل إلى "فلان" أن هذا البيت قد ضاع من الجزرية بسبب عوامل التعرية!! ، ولقد تم العثور عليه وهو الآن في صحة جيدة ولله الحمد!!....فأرجو الانتباه لهذا الأمر)
باستطاعتي أن أجد لهذا البيت أكثر من مخرج - إن اجتهدت - وبحسب ما تجود به القريحة!
إذا كان مثلي - العبد الفقير - قد وجد مخرجا فهل من المعقول أن ابن الجزري -رحمه الله - وهو شيخ القرّاء والمجودين قد نضبتْ قريحته عند هذا البيت فقط!!!
---
عمار
02-24-2005, 08:47 AM
15 زيارة ولم أحظ برد واحد فقط!
يا قارئي الموضوع أين ردودكم؟؟ ** تشفي فؤاد السائل المسكين!
ألأنني قد قلتُ قولا مُبْهَما؟ ** أم أنّ موضوعي كسعر التين!1(1/1704)
إن لم تردوا أرحلنَّ مودّعا ** والدمع يجري مثل نهر السين!2
1- "التين رخيص عندنا هذه الأيام"
2- نهر في فرنسا
---
أبومجاهدالعبيدي
02-24-2005, 09:14 AM
ابن الجزري لم يقصد هنا بيان حكم الألف من حيث التفخيم والترقيق ؛ لأنه يرى أن الألف لا توصف بترقيق ولا تفخيم ، بل هي بحسب ما يتقدمها ؛ فإنها تتبعه تفخيماً وترقيقاً كما صرح بذلك في النشر 1/215 .
وقوله في البيت المسؤول عنه : وحاذرن تفخيم لفظ الألف أراد به التنبيه على التحرز عن التفخيم الذي اشتهر عن بعض الأعاجم الذين يفخمون الألف إلى حيث يصيرونها كالواو ؛ فأمر هنا بالتحرز عن مثل هذا التفخيم لا عن التفخيم مطلقاً .
وأما سكوته عن التحرز عن تفخيمه إذا كان بعد حرف مستفل فلأن ذلك أمر ظاهر لا يحتاج إلى التصريح بذكره ....
انظر شرح المقدمة الجزرية لطاش كبرى زاده ص120-121 بتحقيق الدكتور محمد سيدي محمد محمد الأمين . من منشورات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف .
---
عمار
02-24-2005, 05:40 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ....لكن وجهة نظري المتواضعة أن يكونَ البيتُ جامعا مانعا...فالمسألة ليست "ما قصَدَه" وإنما " ما سَيُفْهَمُ من قَوْله - رحمه الله - ".
فالقارئ لهذا البيت ربما يفهم أن الألف تكون مرققة دائما، وهذا ما أشكلَ عليّ مع أنني أنني أعرف مسبقا أن الألف تتبع ما قبلها .
وقولكم - جزاكم الله خيرا - "وأما سكوته عن التحرز عن تفخيمه إذا كان بعد حرف مستفل فلأن ذلك أمر ظاهر لا يحتاج إلى التصريح بذكره .... "
لا نستطيع أن نبني قاعدة معتمدين على ظننا أن الأمر ظاهر لا يحتاج إلى إيضاح ، والدليل على كلامي أن القارئ العادي "وأعني من يفهم العربية ولا دراية له بعلم التجويد" يفهم من هذا
البيت ترقيق الألف دائما بسبب عدم الإيضاح ولو كان موجودا لقطع الشكّ باليقين.(1/1705)
ولو رجعتَ إلى شرح الجزرية للشيخ صفوت محمود سالم وهو تلميذ فضيلة الشيخ العلامة المحقق الدكتور أيمن سويد -حفظه الله- لقرأتَ ما نصه :
" علمنا من قبلُ أن صفة الاستفال حق، ومستحقَّها ترقيق الحرف المستفل، لذلك نبه هنا بقوله (فَرَقِّقَنْ مُسْتَفِلاً مِنْ أَحْرُفِ)، ثم قال: (وَحَاذِرَنْ تَفْخِيمَ لَفْظِ الأَلِفِ)، والحقيقة أن هذا القول فيه قصور؛ لأن الألف لا توصف بترقيق ولا بتفخيم، ولكنها تتبع ما قبلها، فإن كان مفخّماً فُخِّمَت وإن كان مرقّقاً رُقِّقَت.
وقد يفهم من هذا النص أن الألف مرققة دائماً وهذا هو القصور؛ كما بينّا آنفاً."
والشيخ صفوت -حفظه الله- مجاز بالجزرية وشرحها.
وجهة نظر متواضعة : أقول ربما لو كتب ابن الجزري - رحمه الله - مقدمته في عصرنا هذا لما ترك بيته هكذا ولأوضح وبالغ في الإيضاح بسبب ما آلت ليه لغتنا وسليقتنا العربية.
---
عبدالرحمن الشهري
02-24-2005, 09:54 PM
بارك الله فيكم أخي عمار على هذه الملحوظة . وهي وجهة نظر مقبولة ، وابن الجزري رحمه الله هو الوحيد الذي يستطيع إجابتك عن سبب تركه لما ترى أنه كان يجب عليه أن يذكره. والأمر فيه سعة ، وقد نبه بعض الشراح على هذه المسألة ، والتمس له آخرون العذر كما في قول أبي مجاهد وكلُّ مجتهد مأجور إن شاء الله.
---
عمار
02-24-2005, 10:15 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل....هي وجهة نظر أحببنا أن نشارككم بها ونسمع منكم وكما قلتَ :
"وكلُّ مجتهد مأجور إن شاء الله".
---
عمار
12-15-2005, 10:58 AM
نظرا لانشغالي الشدبد في الفترة السابقة لم أستطع العودة إلى هذا الموضوع لأضع خلاصة ما كنتُ أريد قوله ، ولذا سأغتنم فرصة وجودي معكم لأضع لكم رأيي المتواضع :
أقول - والله أعلم - إن ابن الجزري - رحمه الله - كان يرى ترقيق الألف مطلقا كما صرح بذلك في كتابه "التمهيد" حيث قال في فصل "الخاء" :(1/1706)
" واحذر إذا فخمتها (أي الخاء) قبل الألف أن تفخم الألف معها، فإنه خطأ لا يجوز، وكثيراً ما يقع القراء في مثل هذا ويظنون أنهم قد أتوا بالحروف مجودة، وهؤلاء مصدرون في زماننا، يقرئون الناس القراءات وقال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- وتفخيم الألف بعد حروف الاستعلاء خطأ"
وقال أيضا في فصل "الراء":
"ولا بد من تفخيمها (أي الراء) إذا كان بعدها ألف واحذر تفخيم الألف معها. "
ثم رجع عن رأيه - رحمه الله - في "النَّشر" حيث قال :
"والحروف المستعلية كلها مفخمة لا يستثنى شيء منها في حال من الأحوال، وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيماً، وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه"
وخلاصة ما أريده من كلامي هذا أنك لو قلتَ:
1-) إن الناظم أراد بقوله "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" التنبيه على التحرّز عن المبالغة في تفخيم الألف حتى تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم
قلتُ: أولا :لماذا لم يصرّح ابن الجزريّ بهذا في "التهميد" كما صرّح بذلك لاحقا في "النّشر" ؟
ثانيا : كيف تفسر ما أوردتُ من النصوص الصريحة التي وردت في كتاب "التمهيد" والتي مفادها أن الراء لاتفخم وإن سبقها مفخم؟
ثالثا : ما أعرفه (وأرجو تصويبي إن كنتُ مخطئا) أن الجزرية والتمهيد قد ألّفهما ابن الجزريّ - رحمه الله تعالى - قبل تأليفه لـ"النشر" ، والسؤال هنا :
هل ألف الجزريّة أولا أم التمهيد ؟ فإن قلتَ : الجزرية ، قلتُ: ولذا يكون ما جاء في التمهيد من النصوص الصريحة قد أتى ليدعم ويوضح ما ذكره في بيته "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" في الجزريّة.
وإن قلتَ : التمهيد ، قلتُ : بارك الله فيك ، ولذا يكون بيته في الجزريّة قد أتى موافقا لماذ ذكره في التمهيد!
والله تعالى أعلم.
---(1/1707)
د. أنمار
12-16-2005, 07:18 PM
السلام عليكم
للفائدة:
تواريخ المؤلفات السالفة معلومة ومدونة في آخر المصنفات
فالتمهيد من أوائل ما ألفه ابن الجزري وهو ابن 17 عاما سنة 769 هـ
كما في ص 224 تحقيق علي البواب
وطيبة النشر انتهى منها عام 799 وكذلك المقدمة فهي مقتبسة منها على ما يظهر بل والبيت المشار إليه موجود في مقدمة طيبة النشر بلفظه المزبور
بيت رقم 85
فرفقن مستفلا من أحرف*** وحاذرن تفخيم لفظ الألف
كهمز الحمد أعوذ إهدنا*** الله ثم لام لله لنا
والطيبة ألفها جنبا إلى جنب مع تأليفه للنشر في عام واحد هو عام 799
فالنشر ابتدأ به في شهر ربيع الأول وانتهى منه في ذي الحجة كما نص على ذلك في آخر النشر
ج 2 ص 469
أما الطيبة فقد قال في آخرها
وها هنا تم نظام الطيبه *** ألفية سعيدة مهذبه
بالروم من شعبان وسط سنة *** تسع وتسعين وسبعمائة
أي في شهر جمادى الثاني سنة 799 هـ
---
عمار
12-17-2005, 12:00 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
جزاك الله خيرا أخي الدكتور أنمار....التواريخ مذكورة في النسخ المطبوعة لكن ما بحوزتي من النسخ الإلكترونية لم أجد فيها ما يشير إلى ذلك. وأخوك يعتمد في قراءاته البسيطة على مكتبته والتي هي عبارة عن نسخ "إلكترونية" قمتُ بتحميلها من الشبكة ، ومع أن القراءة من الكمبيوتر مجهدة جدا لكني لا أجدُ حلا آخر! (وهذه إحدى ضرائب الاغتراب!)
ولا مانع عندي من استقبال بعض النسخ المطبوعة من المقدمة والتمهيد كهدايا...خاصة وأن العيد قد اقترب! (ابتسامة)
================================================== =
قلتم بارك الله فيكم :
"وطيبة النشر انتهى منها عام 799 وكذلك المقدمة"
هل تاريخ تأليف "المقدمة الجزريّة" مذكورٌ في النسخة المطبوعة عندكم ؟ ولو ذكرتَ لي اسم المحقق رفع الله قدرك.
وهل عندكم "نسخة إلكترونية" من طيّبة النشر تتكرمون بها عليّ ؟
---
د. أنمار
12-17-2005, 01:52 AM(1/1708)
إنما قلت "وكذلك المقدمة" استنباطا أنها مقتبسة من الطيبة كما يشير إليه بقية كلامي أعلاه
وهذا من تأمل مقدمة طيبة النشر
وتجدها في هذا الرابط
http://tadjweed.com/Tayyibah.htm
---
د. أنمار
12-17-2005, 02:03 AM
وهناك موقع فيه كتاب التمهيد على ملفات PDF
إليك الصفحة الأخيرة
http://al-zahra.net/qurannet/new_qurannet/taweed/books/altemheed/224.jpg
---
عمار
12-17-2005, 06:06 AM
بارك الله فيكم.......كنتُ أظنّ أن تاريخ تأليف الجزرية مذكورٌ عندكم في النسخة المحققة
وهذا ما فهمته من كلامكم في تعقيبكم الأول ، لكن ما أفهمه منك الآن أنك لم تقف على
مصدر يذكر تاريخ تأليف الجزرية.
أما قولكم " وطيبة النشر انتهى منها عام 799 وكذلك المقدمة فهي مقتبسة منها
على ما يظهر بل والبيت المشار إليه موجود في مقدمة طيبة النشر بلفظه المزبور"
أقولُ : نعم...البيت المشار إليه موجود في الجزرية وطيبة النشر ، بل وتشاركا أيضا
في أبيات أخرى. لكن هذا لا يكفي لأن يكون دليلا على أن ابن الجزري - رحمه الله -
قد ألف الجزرية في نفس العام الذي ألف فيه طيبة النشر والنشر.
وإذا كان ابن الجزري - رحمه الله - قد ألف الجزرية وطيبة النشر والنّشر في عام واحد
(799) فيكون المعنى الصحيح - والله أعلم - لقوله "وحاذرن تخفيم لفظ الألف" أي الحذر
من المبالغة في تفخيم الألف حتى تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم.....، لأنه قد صرّح بهذا في "النشر" والتي ألفها أيضا في نفس العام 799. وبالتالي لن أستطيعَ دفع القصور عن بيته !
أما إذا كان تاريخ تأليف الجزرية في نفس العام الذي ألف فيه التمهيد أو قريب منه
(قبل أو بعد) ، هنا أستطيع نفي القصور عن بيته والذي قال به بعض الشراح...
لأن معنى البيت يكون أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال (وإن سبقها مفخم)
وبالتالي يكون المعنى الذي أراده قد أتى موافقا لرأيه في "التمهيد" .(1/1709)
وحتى لو كان الأول هو الصحيح فهذا لا يبطل القول بأن ابن الجزريّ
رحمه الله تعالى كان يرى ترقيق الألف مطلقا كما صرّح بذلك في "التهميد"
ثم عَدَلَ عن رأيه في " النشر " كما بيّنا ذلك سابقا.
والله أعلم.
(أرجو من فضيلة الشيخ إبراهيم الدوسري أن يتفضل علينا بذكر تاريخ تأليف الجزرية إن كان قد وقف على ذلك ، وأن يشرفني بالتعليق على ما ذكرنا إن سمح له وقته )
---
د. أنمار
12-22-2005, 12:31 PM
طالما تأريخ الطيبة هو 799 هجرية ، وفيه البيت بلفظه فلماذا البحث عن تأريخ المقدمة؟؟
عموما توجد إشارة وإن كانت ليست صريحة بتأريخ تأليف المقدمة
أو على الأقل أنها آخر رأييه إن صحت نسبة كونهما رأيين له، أو أنها لا يرى حرجا في عدم تعديل لفظ البيت بغيره، ما وجد بخطه في آخر النسخة الخطية التي حققها الشيخ أيمن سويد. ففيها إجازة الإمام قال ابن الإمام ابن الجزري رحمه الله:
وصح ذلك يوم السبت سادس عشري المحرم سنة 800 وأجزت للجماعة المذكورين ولعلي باشا روايتها عني وجميع ما يجوز لي وعني روايته وتلفظت له بذلك
قاله وكتبه الفقير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري حامدا ومصليا ومسلما، عفا الله تعالى عنهم بمنه وكرمه.
اهـ
وذكر جماعة من العلماء والأفاضل
ومن طريق العقبى وصلتنا المنظومة وبهذا السند أجازني الشيخ أيمن سويد عن الشيخ عبد العزيز عيون السود عن الشيخ الضباع بإسناده المشهور للقراءات العشر الكبرى
---
عمار
12-22-2005, 11:01 PM
قلتَ – حفظك الله - : "طالما تأريخ الطيبة هو 799 هجرية ، وفيه البيت بلفظه فلماذا البحث عن تأريخ المقدمة؟؟"
* أظن أننا متفقون على أن معنى البيت في "الطيبة" هو ما ذكره في "النشر" في نصه الصريح حين قال : " وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم بل بحسب ما يتقدمها فإنها تتبعه ترقيقاً وتفخيما....."
أولا : لاحظ قوله "فالصحيح"(1/1710)
ثانيا : بما أنه قد صرّح في "النشر" أن بعض الأئمة أرادوا بإطلاق ترقيق الألف التحذير من المبالغة في لفظها حتى لا تصير كالواو كما اشتهر عن بعض الأعاجم.
أقول : هل نفهم من لفظ هذا البيت "وحاذرن تفخيم لفظ الألف" في الطيبة أن المعنى المراد هو (الحذر من المبالغة في تفخيمها...) من غير النّص المشار إليه في النشر؟!! الجواب : لا!
ثالثا : يبقى القصور في البيت قائما كما بينتُ ذلك سابقا....ومعاذ الله أن يكون غرضي هو التقليل من شأن هذا البيت ، بل الدفاع عنه وذلك بمحاولة نفي القصور عنه ، وهذا سبب بحثي عن تاريخ تأليف المقدمة (كما وضّحتُ في تعقيبي السابق).
رابعا: لو سلمنا جَدَلا أنّ معنى البيت في الجزريّة قد أتى موافقا لرأيه في التمهيد والذي عدل عنه لاحقا في النشر (رأيه في التمهيد أن الألف ترقق دائما) فلعل سائل يسأل : إذا كان هذا هو الصحيح فلماذا لم يصحح البيت بل تَرَكَه في الطيبة على حاله.
أقول – والله أعلم- : ربما لأنه بين المعنى الذي أراده في الطيبة في نصه الصريح في النشر.
خامسا: وهو الأهم هل توافقني في أن ابن الجزري - رحمه الله - كان يرى في "التمهيد" أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال ، ثم رَجَعَ عن رأيه وصرّحَ في النشر أن الصحيح أنها تتبع ما قبلها فإن كان مفخما فخمت وإن كان مرققا رققتْ.
فإن كنتَ توافقني فالحمد لله...، وبالتالي ينحصر النقاش في مسألة "تاريخ تأليف الجزرية والمعنى الذي أراده ببيته في المقدمة" .
وإن كنتَ ترى أنه لم يكن له إلا رأيٌ واحد (وهو ترقيق الألف إن سبقها مرقق وتفخيمها إن سبقها مفخم) فكيف تردّ على ما ورد من النصوص الصريحة في التمهيد؟!
والغرض من النقاش هو الفائدة .
جزاكم الله خيرا
---
د. أنمار
12-23-2005, 01:07 AM(1/1711)
خامسا: وهو الأهم هل توافقني في أن ابن الجزري - رحمه الله - كان يرى في "التمهيد" أن الألف لا تفخم بأي حال من الأحوال ، ثم رَجَعَ عن رأيه وصرّحَ في النشر أن الصحيح أنها تتبع ما قبلها فإن كان مفخما فخمت وإن كان مرققا رققتْ
بل هذا الذي أميل إليه، والتمهيد لا يعتمد عليه عند الخلاف لتقدم زمن تأليفه عندما كان ابن 17 أو 18 عشر عاما
والله أعلم
---
(1/1712)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل من كتب تراجم على النت
---
هل من كتب تراجم على النت
---
عبد الحي محمد
11-14-2004, 02:03 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبراكاته
هل من كتب تراجم كالاعلام للزركلي أو غيره على الانترنت
وجزاكم الله خيرا
---
خالد الشبل
11-14-2004, 02:53 PM
تجده في الوراق (http://www.alwaraq.com/) ، لكن سجل في الموقع ببريدك ، وهو موقع كبير وجيد .
---
مسك
11-14-2004, 06:37 PM
تفضل بالدخول هنا في قسم التراجم والسير من مكتبة مشكاة الإسلامية (http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=12&PHPSESSID=b7ff61892f5fa37412bcd722b97c86bb)
---
عبد الحي محمد
11-15-2004, 02:17 PM
الله يجزاكم بالجنه أنتم وهذا المنتدى الرائع
---
(1/1713)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة الزميل ناصر بن محمد الدوسري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله
---
تهنئة الزميل ناصر بن محمد الدوسري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
11-14-2005, 10:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه ستناقش صباح يوم الأربعاء القادم 14/10/1426هـ رسالة الدكتوراه المقدمة من الزميل الكريم الشيخ ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري ، والتي تقدم بها إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وهي تحقيق لكتاب:
أحكام القرآن لأبي الفضل القشيري المتوفى سنة 344هـ
من أول القرآن إلى آخر سورة الأعراف
وهو كتاب مختصر من كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق الأزدي (ت282هـ)، الذي يعد من أقدم المصنفات في أحكام القرآن .
وستعقد المناقشة بالقاعة الكبرى بكلية أصول الدين بمقر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
* لجنة المناقشة والحكم على الرسالة :
1- الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد ، وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين لشؤون المسجد النبوي ، والأستاذ بقسم القرآن بالكلية سابقاًُ ، المشرف على الرسالة - رئيساً.
2- الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع ، الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية عضواً
3- الدكتور محمد بكر عابد ، الأستاذ المشارك بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عضواً.
ونحن في ملتقى أهل التفسير نهنئ الزميل الشيخ ناصر الدوسري مقدماً على هذا الإنجاز العلمي ، ونسأل الله أن يكون عوناً له على طاعة الله ، وبذل العلم لوجه الله ، وأن تكون مفتاحاً لمزيد من العطاء العلمي.(1/1714)
وقد قام بتحقيق الجزء الثاني من الكتاب الزميل الدكتور ناصر بن محمد الماجد في رسالته للدكتوراه ، ونوقشت في 17/4/1426هـ ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الملتقى العلمي على هذا الرابط :
تهنئة الشيخ ناصر الماجد لحصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3448)
كما طبع الجزء المتوفر من أصل هذا الكتاب ، وهو كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي الأزدي كما أشير إلى ذلك في الملتقى من قبل على هذا الرابط :
صدر حديثاً : أحكام القرآن للإمام القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت282هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3935)
والحمد لله على توالي نعمه.
حرر في 12/10/1426هـ
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-15-2005, 01:19 PM
اسأل الله عزوجل لأخينا الشيخ ناصر الدوسري التوفيق والسداد ،وأن ينفع به ،وييسر أمره.
---
عبدالرحمن الشهري
11-16-2005, 11:59 AM
بفضل الله وتوفيقه ، نوقشت الرسالة مناقشة علنية صباح هذا اليوم (الأربعاء 14/10/1426هـ) وأجازت الرسالة مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات .
ونحن نبارك لأخينا وزميلنا الدكتور ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري هذا الإنجاز العلمي ، وندعو له بالتوفيق والسداد ، ونرجو أن نرى الكتاب مطبوعاً بكامله قريباً إن شاء الله فهو إضافة علمية مهمة متقدمة في كتب أحكام القرآن .
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-16-2005, 04:37 PM
أبارك لأخي الدكتور ناصرالدوسري حصوله على درجة الدكتوراه ، واسأل الله له التوفيق والسداد ،
وكلنا شوق لرؤية إنجازه الرائع في تحقيقه للقسم الأول من الكتاب مع القسم الثاني الذي حققه الدكتور ناصر الماجد.
---
الراية
11-16-2005, 05:10 PM
مبروك للدكتور ناصر الدوسري حصوله على درجة الدكتوراه
وأسأل الله عز وجل له العلم النافع والعمل الصالح.
ومن ذلك طباعة هذه الرسالة الطيبة والنافعة بمشيئة الله تعالى(1/1715)
---
خالد الشبل
11-16-2005, 06:54 PM
يسعدني أن أهنئ سعادة د. ناصر الدوسري على حصوله على العالمية العالية، وأسأل الله أن يوفقه لكل خير.
---
أحمد البريدي
11-16-2005, 07:48 PM
أبارك لأخي د . ناصر الدوسري هذا الإنجاز العلمي وأسأل الله له مزيداً من التوفيق والتسديد .
---
أمين نورشريف
11-16-2005, 10:12 PM
أبارك للشيخ ناصر على شهادة الدكتوراه وأسأل الله تعالى أن يبارك فيه وفي علمه وأن يجعله ناصرا للدين،ناصرا للمسلمين.
---
ناصر الدوسري
11-18-2005, 09:34 PM
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه ، محمد بن عبد الله الذي بعثه رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحابته ومن سار على نهجه واقتفى أثره ، أما بعد :
فأشكر الإخوة الكرام على هذه المشاعر الطيبة النبيلة ، والله أسأل أن يستعملنا في طاعته ، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .
والشكر موصول للقائمين على هذا الملتقى المبارك ، وأخص بالذكر الأخ الدكتور / عبد الرحمن الشهري .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-20-2005, 10:43 AM
أولاً - أبارك لأخينا العزيز ناصر العشوان ما حصل عليه ، وأسأل الله عزوجل أن يوفقه لما يحب ويرضى ، وأن يزيده علماً ، وأن ينفع به .
ثم أرحب به ضيفاً كريماً في ملتقى أهل التفسير .
وأخيراً نرغب إليه أن يتحفنا بجميل مشاركاته ، ونفيس فوائده ، وأن يكون مشاركاً فاعلاً في هذا الملتقى . وهذا ما ننتظره منه ومن أمثاله من المتخصصين الجادين .
---
(1/1716)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن التفسير المنير
---
سؤال عن التفسير المنير
---
المنهوم
11-08-2006, 10:34 PM
اخواني اريد تحميل التفسير المنير من الانترنت اين اجده وقد بحثت عنه
اريد مساعدتكم وشكرا
---
عمار
11-09-2006, 09:19 AM
حياكم الله أخي الكريم....
إن كنتَ تقصد " التفسير المنير " للدكتور / وهبة مصطفى الزحيلي....فظني - والله أعلم - أنه غير موجود على الشبكة.
والكتاب يقع في 16 مجلدا.
ولعلي إن وجدتُ رابطا أضعه لكم....وفقكم الله.
وشكرا ،،،
---
المنهوم
11-09-2006, 10:28 AM
نعم اقصد ذلك
واشكرك على ردك وأظنه 17 مجلد
---
مروان الظفيري
11-09-2006, 11:20 AM
أخي الحبيب الفاضل
عليك بهذا الرابط :
التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (1-17) :
http://www.fikr.net/cgi-bin/_showcard.cgi?id=170
---
إبراهيم الحميضي
11-09-2006, 02:19 PM
وهذا الكتاب من أفضل التفاسير الحديثة ، ويتميز بأمور منها:
الشمول ، وحسن العرض والترتيب، وسهولة العبارة، و الترجيح في كثير من المسائل، والاعتناء بالأحكام الفقهية، وتقسيم السورةإلى مقاطع ووضع عناوين مناسبة لها، فهو يجمع بين التفسير التحليلي والموضوعي،وعليه مؤاخذات يسيرة لايخلو منها تفسير، ولولا غلاء ثمنه لكان هو الكتاب المناسب أن يكون مقررا عل طلاب الجامعة في رأيي، ويمكن أن نتجاوز هذه المشكلة بتصووير الجزء المقرر لمن لايستطيع اقتناءه من الطلاب ، وآمل أن أعرف رأي إخوتي الأساتذة في هذا ؛ لأن الأستاذ الجامعي يجد حيرة في اختيار التفسير المناسب للطلاب[/COLOR][/SIZE][/FONT]]
---
جمال أبو حسان
11-09-2006, 03:01 PM
ستقرا عن هذا التفسير ان شاء الله تعالى في كتاب شيخنا العلامة فضل عباس حول المفسرين ومناهجهم والذي سيصدر قريبا ان شاء الله تعالى
---
عمار
11-09-2006, 04:28 PM(1/1717)
جزاكم الله خيرا....
يبدو لي أن عدد المجلدات يختلف بحسب تاريخ الطبعة ، فالطبعة الأولى تقع في 16 مجلدا بناء على موقع فرات.
ولعل من يملك الطبعة الأولى : 1991م يتحقق من صحة ما ادّعينا.
والله أعلم.
---
منصور مهران
11-09-2006, 06:39 PM
إلى الأستاذ عمار أقول : قولك عن عدد مجلدات التفسير المنير - الطبعة الأولى بدار الفكر - صِدْق وليس ادعاءً ، فهذه الطبعة في 16 مجلد وتحوي 32 جزءا .
---
عمار
11-09-2006, 09:04 PM
جزاكم الله خيرا أخي الأستاذ الكريم البحّاثة / منصور مهران....ولا حرمنا الله فوائدكم.
وأحمد الله وأشكره على أن خصنا بنخبة من المشايخ الأفاضل يكرمون إخوانهم بفيوض الكرم ، ويفتحون لهم خزائن العلوم والحكم.
ووالله إن المرء بإقامته في هذه الرياض العطرة ليستنشق عبير الأخوة الطاهرة ، وأريج العلم والكرم فينسى قول المتنبي :
أما في هذه الدنيا كريم ** تزول به عن القلب الهمومُ
---
(1/1718)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تريد نصرة حبيبك تعال إلى ....!!!!!
---
تريد نصرة حبيبك تعال إلى ....!!!!!
---
فداك رسولي
04-01-2006, 10:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
إخواني أعضاء المنتدى ألا تتفقون معي أن نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم ممكن أن تتم بتوفيق الله تعالى بخطوات بسيطة كل حسب استطاعته ؟ إذا كانت إجابتك أخي بالقبول فقط قم بحضور المحاضرة التالية أو تابعها عبر رابط البث المباشر كما يمكنككم أيها الكرام نشر الإعلانيين أو أحدهما لغيركم كل حسب استطاعته.
والنتيجة في الدنيا:
كل من يستفيد ورائك بالاعلان ويحضر بسببك نضمن بذلك تكثير السواد وزيادة الوعي بالاستفادة من المحاضرة.
والنتيجة للآخرة:
ألا تود أن تأخذ أجر كل من استفاد بالحضور أو الاستماع بالرابط أو حتى نشره للاعلان في ميزان حسناتك؟
ألا تفرح إذا علمت بأن ربك قد رضي عنك ؟ فاسع إذا مع هذه المحاضرة وغيرها لنصرة نبيك صلى الله عليه وسلم لكي تكون قريبا منه بإذن الله في الجنة
إعلان المنتديات :
http://www.alnabris.com/Pic_Upload/pic/444.jpg
إعلان المواقع :
http://www.400l.com/2.zip
كل حسب استطاعته ، وجزاكم الله خيرا
---
(1/1719)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 37
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 37
---
د. محمد مشرح
11-21-2005, 10:56 PM
صفوة الأمة بعد الأنبياء 37
الحلقة السابعة والثلاثون
الخليفة الملهم
حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكرياء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي e لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر[1](1/1720)
وله عن أبي هريرة كذا قال أصحاب إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أبي سلمة وخالفهم بن وهب فقال عن إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد عن أبي سلمة عن عائشة قال أبو مسعود لا اعلم أحدا تابع بن وهب على هذا والمعروف عن إبراهيم بن سعد أنه عن أبي هريرة لا عن عائشة وتابعه زكريا بن أبي زائدة عن إبراهيم بن سعد يعني كما ذكره المصنف معلقا هنا وقال محمد بن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة أخرجه مسلم والترمذي والنسائي قال أبو مسعود وهو مشهور عن بن عجلان فكان أبا سلمة سمعه من عائشة ومن أبي هريرة جميعا قلت وله أصل من حديث عائشة أخرجه بن سعد من طريق بن أبي عتيق عنها وأخرجه من حديث خفاف بن إيماء انه كان يصلي مع عبد الرحمن بن عوف فإذا خطب عمر سمعه يقول اشهد انك مكلم قوله محدثون بفتح الدال جمع محدث واختلف في تاويله فقيل ملهم قاله الأكثر قالوا المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقى في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى فيكون كالذي حدثه غيره به وبهذا جزم أبو احمد العسكري وقيل من يجري الصواب على لسانه من غير قصد وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ولفظه قيل يا رسول الله وكيف يحدث قال تتكلم الملائكة على لسانه رويناه في فوائد الجوهري وحكاه القابسي وآخرون ويؤيده ماثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلى المعنى الأول أي تكلمه في نفسه وان لم ير مكلما في الحقيقة فيرجع إلى الالهام وفسره بن التين بالتفرس ووقع في مسند الحميدي عقب حديث عائشة المحدث الملهم بالصواب الذي يلقي على فيه وعند مسلم من رواية بن وهب ملهمون وهي الإصابة بغير نبوة وفي رواية الترمذي عن بعض أصحاب بن عيينة محدثون يعني مفهمون وفي رواية الإسماعيلي قال إبراهيم يعني بن سعد راويه قوله محدث أي يلقي في روعه انتهى ويؤيده حديث ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه أخرجه الترمذي من(1/1721)
حديث بن عمر وأحمد من حديث أبي هريرة والطبراني من حديث بلال وأخرجه في الأوسط من حديث معاوية وفي حديث أبي ذر عند احمد وأبي داود يقول به بدل قوله وقلبه وصححه الحاكم وكذا أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث عمر نفسه قوله زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد هو بن إبراهيم المذكور وفي روايته زيادتان إحداهما بيان كونهم من بني إسرائيل والثانية تفسير المراد بالمحدث في رواية غيره فإنه قال بدلها يكلمون من غير ان يكونوا أنبياء قوله منهم أحد في رواية الكشميهني من أحد ورواية زكريا وصلها الإسماعيلي وأبو نعيم في مستخرجيهما وقوله وان يك في أمتي قيل لم يورد هذا القول مورد الترديد فان أمته أفضل الأمم وإذا ثبت ان ذلك وجد في غيرهم فإمكان وجوده فيهم أولى وانما أورده مورد التاكيد كما يقول الرجل ان يكن لي صديق فإنه فلان يريد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الاصدقاء ونحوه قول الاجير ان كنت عملت لك فوفني حقي وكلاهما عالم بالعمل لكن مراد القائل ان تأخيرك حقي عمل من عنده شك في كوني عملت وقيل الحكمة فيه ان وجودهم في بني إسرائيل كان قد تحقق وقوعه وسبب ذلك احتياجهم حيث لا يكون حينئذ فيهم نبي واحتمل عنده e ان لا تحتاج هذه الأمة إلى ذلك لاستغنائها بالقران عن حدوث نبي ... وقد استشكل هذا الحديث بأنه يلزم منه أن عمر أفضل من أبي بكر الصديق والجواب عنه تخصيص أبي بكر من عموم قوله عرض علي الناس فلعل الذين عرضوا إذ ذاك لم يكن فيهم أبو بكر وان كون عمر عليه قميص يجره لا يستلزم أن لا يكون على أبي بكر قميص أطول منه وأسبغ فلعله كان كذلك إلا أن المراد كان حينئذ بيان فضيلة عمر فاقتصر عليها والله اعلم .(1/1722)
وقد تحقق في الفاروق ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم فنفع الله به الإسلام كثيرا واستحدث أمورا تعد بمثابة السبق على عصره وما يمكن أن يكون إضاءات للساسة اليوم منها طريقة الاستخلاف عن طريق الانتخاب من بين كوكبة مرضية عند عقلاء الأمة وإزاحة ابنه منها وما نتج عن ذلك من أساليب الانتخاب والاختيار ما يوصف بأنه غاية في الروعة والإبداع بفضل من الله ثم بحكمة عمر وحدة فراسته في اختياره لأولئك النفر الذين كانوا على مستوى المسئولية ... وهنا وصف لأسلوب الانتخاب والاختيار انقله للقارئ كما هو بعنوان أول انتخابات للرئاسة في الإسلام ** "يعد اختيار الحاكم أو الخليفة أو رئيس الدولة من الأمور الهامة التي تؤثر في مستقبل وحياة الناس، وتمثل الطريقة التي يصل بها الحاكم إلى الرئاسة مسألة هامة؛ لأنها بمثابة الشرعية التي تخول له الوصول إلى سدة الحكم، وتسيير شئون العامة. وقد شهد التاريخ الإسلامي تجربة رائعة في انتخاب الحاكم أو الخليفة حينما لا يكون هناك إجماع على شخصية بعينها، وهي الطريقة التي وصل بها سيدنا عثمان بن عفان إلى الحكم، وهي طريقة ابتدعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي أجرى الله الحق على لسانه وقلبه كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد استشهد عمر رضي الله عنه وهو يؤم الناس في صلاة الصبح، حينما طعنه أبو لؤلؤة الخبيث عدة طعنات يملؤها الحقد على الإسلام والمسلمين، إلا أن عمر وهو على مشارف الموت لم يترك الأمة تموج بالاختلافات والاضطرابات التي لا تتحملها أمة تنتشر جيوشها على مشارف حدود الدولة الإسلامية تواجه الأعداء المتربصين، وترفع لواء الجهاد في سبيل الله، فاقترح على المسلمين بإلهام من الله أن تجرى انتخابات بينهم ليتحدد من هو الخليفة الراشد الثالث في تاريخ المسلمين.
من يخوض الانتخابات؟(1/1723)
لم يكن من الممكن أن يترك الباب مفتوحا أمام كل من يريد التقدم بالترشح للخلافة من غير ضوابط تحول دون أن يصل إلى هذا المقام من هو دون المسئولية، أو دون رضا الناس واقتناعهم به، فكان أن اتجه فكر عمر بن الخطاب صوب العشرة المبشرين بالجنة الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، الذين يعرف كل الناس قدرهم، وقد تقلد أمور المسلمين منهم اثنان (أبو بكر وعمر)، ورحل أبو عبيدة بن الجراح، وقال عمر لو أن أبا عبيدة حي لوليته أمور المسلمين، ولو سألني ربي يوم القيامة لقلت إني سمعت نبيك يقول: (لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) وقد وليت عليهم أمينهم، وبقي من العشرة سبعة عثمان بن عفان، وعلى بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعيد بن زيد.
وقد حدد عمر رضي الله عنه من هؤلاء السبعة ستة ليخوضوا الانتخابات بعد أن استبعد منهم سعيد بن زيد زوج أخته فاطمة بنت الخطاب بسبب قرابته له، ورفض أن يرشح لهذا المنصب أحدا من أقاربه بمن فيهم عبد الله بن عمر الذي يشهد له المسلمون جميعا بالتقوى والورع والفقه، قائلا: بحسب آل الخطاب أن يحاسب منهم واحد.
الرئيس المؤقت
أمر عمر بن الخطاب أن يصلي صهيب الرومي رضي الله عنه بالمسلمين، أثناء الفترة الانتقالية التي تجرى فيها الانتخابات، وهو اختيار حكيم موفق من عمر لأنه ليس لصهيب مطمع في الخلافة، فهو ليس عربيا ولا قرشيا، ولئلا يكون صلاة أحد الستة المرشحين للخلافة بالمسلمين ترشيحا منه بالخلافة، أو نوعا من أنواع الترجيح له.
مدة الانتخابات
حدد عمر بن الخطاب فترة الانتخابات بثلاثة أيام، وقال لا يأتي اليوم الرابع إلا وعليكم أمير، وهي فترة ليست بالقصيرة لأنه لو زادت على ذلك فمعنى هذا أن شقة الخلاف ستتسع، ولو نقصت عن ذلك فربما لن تكون كافية لأخذ آراء جموع المسلمين في الخليفة القادم.
مراقبة الانتخابات(1/1724)
لضمان الحيدة وانضباط الأمور ومنع الفوضى، أمر عمر خمسين رجلا من الأنصار ليراقبوا سير الانتخابات، وجعل عليهم الصحابي الجليل أبا طلحة الأنصاري والصحابي الجليل المقداد بن الأسود، وقال كما ذكر الطبري في تاريخه: يا أبا طلحة إن الله عز وجل أعز الإسلام بكم فاختر خمسين رجلا من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم، وقال مثل ذلك للمقداد.
طريقة الانتخابات واختيار الخليفة
أمر عمر أن يجتمع هؤلاء الستة في أحد البيوت ومعهم عبد الله بن عمر، مشيرا فقط وليس له من الأمر شيء، فإذا اختاروا واحدا منهم رضوه، وإن اختار خمسة أو أربعة واحدا كان هو الخليفة، وإن تساوت الأصوات (ثلاثة أصوات لكل مرشح)، يأتي دور عبد الله بن عمر ليرجح أحد المرشحين، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر يختاروا الذي اختاره عبد الرحمن بن عوف، وقال عنه عمر بأنه مسدد رشيد له من الله حافظ فاسمعوا له، على أن يجتهدوا خلال الأيام الثلاثة في الاستماع إلى آراء المسلمين ويقومون بما يمكن تسميته باستطلاع الآراء ومشاورة جموع المسلمين، وإلا لكان يوم واحد كفيلا بأن تنجز مهمة اختيار الخليفة فيه.
هذا ما أوصى به عمر إلى المسلمين فكيف تمت أمور الانتخابات التي أوصلت عثمان إلى الحكم؟
مكان الاجتماع
اجتمع الرهط في بيت عائشة رضي الله عنها وقيل في بيت فاطمة بنت قيس الفهرية، وتداولوا الأمر فيما بينهم للنظر في أخطر قضية للمسلمين بعد وفاة عمر رضي الله عنه.
الجولة الأولى من الانتخابات
في بداية الاجتماع قال عبد الرحمن بن عوف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة لتضيق دائرة الانتخابات بين الثلاثة بدلا من ستة، فقال الزبير جعلت أمري إلى علي، وقال طلحة جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف، فأصبح المرشحون للخلافة ثلاثة (عثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف).
اختيار رئيس يدير عملية الانتخابات(1/1725)
وحينئذ رأى عبد الرحمن بن عوف أن يكون لعملية الانتخابات هذه رئيسا يكون الأمر إليه، ولكن من يكون هذا الأمير، هل يكون بالانتخاب هو الآخر؟ إنه على أية حال لا بد أن يكون واحدا من الستة الذين هم أهل الحل والعقد وأهل الشورى، فهدى الله عبد الرحمن بن عوف الذي وصفه عمر بأنه مسدد رشيد إلى قوله كما ذكر الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لكل من عثمان وعلي: أيكما يتبرأ من هذا الأمر (يتنازل عنه) فنجعله إليه (فيكون مشرفا على عملية الانتخابات) والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه، فأسكت الشيخان، فقال عبد الرحمن بن عوف: أفتجعلونه إلي ولله علي ألا آلو عن أفضلكما؟ قالا نعم. ثم أخذ عبد الرحمن رأي الثلاثة الذين تنازلوا عن الخلافة فيمن يختارون: عثمان أم عليا، فاختار طلحة وسعد عليا، فبان له أغلبية مصغرة في مجلس الانتخابات الجزئي، ثم أخذ عبد الرحمن على عاتقه مهمة التعرف على آراء الناس، فجعل يخالط الناس في المدينة من صحابة وأمراء الجنود، وأعراب وافدين على المدينة، وشملت مشاوراته النساء في خدورهن والصبيان والعبيد في المدينة فرأى أن معظم المسلمين يقدمون عثمان ومنهم من كان يشير بعلي رضي الله عنهما، حتى أسفرت أول عملية انتخابات عن فوز عثمان بالخلافة.
إعلان النتائج(1/1726)
اجتمع المسلمون جميعا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد مهيب، في صلاة الفجر ينتظرون البيان الذي يحدد الخليفة القادم، وسيكون المعلن هو عبد الرحمن بن عوف الذي لم ينم في الأيام الثلاثة إلا قليلا، فلبس العمامة التي عممه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل الشورى جالسون عند المنبر، والناس كلهم آذان مصغية. يروي البخاري في صحيحه: "فلما صلى الناس الصبح، واجتمع هؤلاء الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ثم قال: يا علي إني قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعل على نفسك سبيلا، فقال: أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده، فبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون". وكان علي أول من بايع عثمان بعد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين.
________________________________________
** لرضا عبد الواجد أمين مدرس مساعد الصحافة والإعلام بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر نقلا عن إسلام أون لاين .
[1] - البخاري 3/ 1349رقم 3486.
---
(1/1727)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > سؤال من أحد النصارى
---
سؤال من أحد النصارى
---
يوسف خالد
03-07-2006, 06:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جائتني رسالة من احد النصارى يقول فيها :
روى مسلم عن أبي بن كعب أن النبي ( كان عند أضاة بني غفار قال : فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إن الله يأمرك ان تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك .ثم جاءه ثالثة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على ثلاثة حروف فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا )
فسؤالى كان و لا يزال ( أين التخفيف فى زيادة أو نقص حرف كما هو معلوم في القراءات)
فهل إضافة ( من ) كما في قوله : " واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار " فيه تيسير وتخفيف على الأمة ؟ أو كما في قراءة نافع وابن عامر وأبو جعفر : " سارعوا الى مغفرة من ربكم " وقرأ الباقون باضافة ( واو ) : " وسارعوا الى ربكم .. "
هل حذف واو فيه تخفيف وتيسير ؟
إن التيسير الوحيد على القارئ يمكن أن يكون فى تغير اللهجات أما الكلمات التي تشتمل على الزيادة أوالنقص في حرف فلا أرى انها تدخل في التخفيف والتيسير ..
فما هو رأي الزملاء ؟
---
عبدالرحيم
03-07-2006, 06:56 PM
سبحان الله قبل دقائق كان الرد على الشبهة ذاتها !!
http://www.algame3.com/vb/showthread.php?t=1233&page=2
---
حامد بن يحيى
03-07-2006, 07:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله(1/1728)
أما بعد أخي يوسف خالد للإجابة عن هذا السؤال يجب أولا معرفة ما هي هذه الأحرف السبعة وقد احتشدت آراء العلماء في هذا الأمر على ما يقرب من أربعين قولا، قد وفق بين أكثرها الإمام ابو الفضل الرازي في اللوائح كما يلي:
الأول اختلاف الاسماء من افراد و تثنية و جمع و تذكير و تأنيث.
و مثاله لأماناتهم بالجمع و لأمانتهم بالافراد.
الثاني اختلاف تصريف الأفعال من ماض و مضارع و أمر.
و مثاله فقالوا ربنا باعد بنصب ربنا على أنه منادى و باعد فعل أمر و ربُنا بعّد بالتشديد برفع رب على الابتداء و بعّد فعلا ماضيا مضعّف العين.
الثالث اختلاف وجوه الإعراب.
و (لا يضار كاتب) برفع الراء و فتحها فالفتح على أن لا ناهية جازمة والضم على أن لا نافية.
ذو العرش المجيد برفع المجيد على أنه نعت لذو و الجر على أنه نعت للعرش.
الرابع الاختلاف بالنقص و الزيادة.
قراءة وما خلق الذكر و الأنثى التي قرأت و الذكر و الأنثى.
الخامس الاختلاف بالتقديم و التأخير.
وجاءت سكرة الموت بالحق وجاءت سكرة الحق بالموت.
السادس الاختلاف بالإبدال.
وانظر إلى العظام كيف ننشزها ننشرها بالراء.
وطلح وطلع بالعين.
السابع اختلاف اللغات أي اللهجات كالفتح و الإمالة و الترقيق و التفخيم و الاظهار و الإدغام و نحو ذلك.
و قد حظي مذهب الرازي في هذا التقسيم باستحسان الكثير من الأئمة الأعلام و تلقته الأمة بالقبول لأسباب منها احتواء هذا التقسيم على الخطوط العريضة المشار إليها في الأحاديث الواردة عن القراءات والتي تدل على معان كثيرة منها:
أولا أن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف هو التيسير على الأمة و رفع المشقة و الحرج عنها.
ثانيا أن عدد الحروف هو سبعة كاملة على حقيقة العدد المعروف في الآحاد بين الستة و الثمانية كما دلت على ذلك المراجعات الثابتة.(1/1729)
ثالثا أن من قرأ على أي حرف من هذه الحروف فقد أصاب و في ذلك أبلغ النهي عن منع أي قارئ من أن يقرأ بأي حرف من الأحرف السبعة.
رابعا أن مرجع هذه الأحرف إلى الله, ولا سبيل لبشر أن يزيد أو أن ينقص منها فكلها مأخوذة بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم.
خامسا لا يجوز جعل اختلاف الأحرف معركة تثار فيها النزاعات و العصبيات فإن الحكمة من الاختلاف هو الرحمة و التيسير فما ينبغي أن نبدل نعمة الله كفرا و أن نجعل من اليسر عسرا.
و مما يؤيد مذهب الرازي أيضا اعتماده على الاستقراء التام وهو الاستقراء الذي يستغرق جميع الأفراد و الأجزاء , فقد احتوى مذهب الرازي معظم المذاهب الأخرى و أضاف إليها كمذهب ابن قتيبة و القاضي ابن الطيب و غيرهم.
وهكذا يتبين لك أخي بأن الحرف السابع للقراءات القرآنية ( اختلاف اللغات أي اللهجات كالفتح و الإمالة و الترقيق و التفخيم و الاظهار و الإدغام و نحو ذلك) هو من التخفيف على الأمة الإسلامية فتجد مثلا في المغرب العربي الناس يرققون الراء في كثير من الحالات و جار عندهم تفخيم اللام في بعض الكلمات ككلمة "الصلاة " وتجدهم في بلاد الشام يميلون أواخر الكلمات التي تنتهي بتاء التأنيث ككلمة " الملائكة" وما إلى ذالك من اختلاف يوافق كثيرا الروايات القرآنية. ولا شك أن من الناس وخاصة الشيوخ من يصعب عليهم تغيير لغتهم التي يتكلمونها منذ مهدهم فتجد هنا إذا التيسير و التخفيف.
والله أعلم.
---
فاروق
03-07-2006, 08:33 PM
http://www.al-wed.com/pic-vb/810.gif
قرأت ردك أخ "رحيم" وكان منطقيا ورائعا بكل المقاييس ..أنظر إلى هذا المنطق الجميل الذي لا لا ينكره إلا مكابر..:
لو امتلك الصحابة الكرام (ماكينة تصوير) لصوروا مصحف حفصة رضي الله عنها.... ولكن:
حتى لو صورت شهادة الجامعة أو المدرسة أو وثيقة زواج ستصادق عليها بخاتم مكتوب عليه (طبق الأصل) وهو ما يسمى (التصديق).(1/1730)
وكلما كانت الوثيقة مهمة، احتاجت أختاماً أكثر لتصديقها.
ومن العجيب أن يُنقَدَ الحريص على حرصه!!
سؤال أرجو الإجابة عليه بصراحة:
هل تتصور لو أن كتبة الكتاب المقدس اشترطوا على أنفسهم كل تلك الشروط الشديدة لنسخ كتبهم المقدسة، لانتفت آلاف الاختلاف بين مخطوطات الكتاب المقدس ؟!
ولكن هب أن أحدهم سأل هذا السؤال بعد هذا الرد:
قال ابن قتيبة: " ولو أنَّ كل فريق من هؤلاء [ قبائل العرب ] أُمِرَ أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلاً وناشئاً وكهلاً، لاشتدَّ عليه، وعظُمَت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للِّسان، وقطعٍ للعادة. فأراد الله ـ برحمته ولطفه ـ أن يجعل لهم متسعاً من اللغات.. كتيسيره عليهم في الدين ".
إذا كان هذا رحمة بالعرب فما بالك بأقوام لسانهم أعجمي..!؟ وأين تتحقق عالمية القرآن هنا؟؟!!
جزاك الله خيرا على تلك الردود الرائعة..
[line]
http://www.islamiyyat.com/islamic.gif
---
عبدالرحيم
03-07-2006, 08:36 PM
أقترح على الإخوة تحويل الموضوع إلى ملتقى الانتصار، وإسعاف الأخ بإجابة ميسرة يضعها بيني يدي سائله النصراني، ولا يقع في دائرة الخلافات.
وأنصح الأخ يوسف دعوة النصراني إلى منتدى الجامع وستقر عينك بإذن الله، وسيكون تحت رعايتي الخاصة.
وفقك الله لما يحب ويرضى
أخي الفاروق، سأبين ذلك في نهاية مبحث ( مطالب حول شبهة " اللفظ المعرب في القرآن الكريم " (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4832) )
أما إن استعجلت الإجابة فسأذكرها لك قبل حلول الليل بباريس..
حماكم الله
---
يوسف خالد
03-07-2006, 09:22 PM
الاخوة الافاضل
السؤال باختصار
هل زيادة أو نقص حرف كما هو معلوم في القراءات يعتبر تخفيفا وتيسيرا ؟ هل عندما اقرأ سارعوا بدون حرف واو ( وسارعوا ) يكون هذا تخفيفا وتيسيرا ؟؟
اتمنى ان يكون الرد مباشرا لكي انقله للسائل
وجزاكم الله خيرا
---
إيمان البحر
03-07-2006, 09:50 PM(1/1731)
تجد التخفيف واضحاً في القراءة بالإمالة وعدمها فبعض اللهجات تميل الألف وتعديل اللسان في مثل ذلك ربما يكون صعب فيكون التيسير
وأيضاً في مسألة ابدال الهمزة أو بقاءها . وقراءة الصاد سين . والإدغام في بعض القراءات والإظهار في أخرى . والترقيق والتفخيم . وكل ذلك بحسب المنطقة التي يعيش بها الناس . ليسهل عليهم النطق .
وللقراءات فوائد آخرى غبر التسهيل في نفس القراءة .فربما المقصود بالتيسير توضيح المعنى للآيات . وتعدد الأحكام الفقهيه وهذا من أكبر أبواب التيسير والتسهيل على الناس .
والله أعلم
---
روضة
03-07-2006, 09:55 PM
السؤال ابتداء كان عن الأحرف كما هو وارد في الحديث الشريف، فلماذا تم الخلط بين القراءات والأحرف في بعض الإجابات؟
---
(1/1732)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل: (الإرشاد في القراءات)، لابن غلبون
---
حمل: (الإرشاد في القراءات)، لابن غلبون
---
نورة
03-21-2007, 02:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بيانات المخطوط:
عنوان المخطوط: الإرشاد في القراءات
اسم المصنف: ابن غلبون، عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون
بداية النسخة:
نهاية النسخة:
عدد الأوراق: 196
عدد أسطر الورقة:
مصدر المخطوط: إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية بوزارة الأوقاف الكويتية: 5287
ملاحظات: نسخة (مكتبة الإمبروزيانا - ميلانو إيطاليا)، يليه وهو من تمام الكتاب: ذكر الأصول في ترك الهمز في قراءة أبي عمرو بن العلاء، 4 ورقات
لتحميل المخطوط: اضغط هنا (http://wadod.com/open.php?cat=5&book=401)
---
الجكني
03-21-2007, 05:26 PM
جزاك الله خيراً ومكرمة :
اللهم أعط أختي "نورة " سؤلها ،وحقق لها بغيتها ،ويسر لها أمرها ،وأسعدها في الدنيا والآخرة سعادة "حسية ومعنوية " كما أسعدت هي أهل "القراءات 0
---
إبراهيم الجوريشي
03-22-2007, 03:23 AM
جزاك الله خيراً ومكرمة :
اللهم أعط أختي "نورة " سؤلها ،وحقق لها بغيتها ،ويسر لها أمرها ،وأسعدها في الدنيا والآخرة سعادة "حسية ومعنوية " كما أسعدت هي أهل "القراءات 0
امين
---
أمين الشنقيطي
03-22-2007, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاك الله الف خير،أختي الباحثة الجليلة،
أحسب أنك بمساهمتك هذه تستحقين جائزة خدمة الدراسات القرآنية،ولك مني كل دعاء وتكريم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
منصور مهران
03-23-2007, 02:40 AM
بارك الله فيك يا أستاذتي نوره
وأسأل الله أن يزيدك علما وفضلا
وأن يوسع رزقك
ويحقق رجاءك
ويثبت قلبك على الحق :
آمين
وأشكرك على رغبة الخير بنشر العلم وإشاعته .
---
(1/1733)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات في مفهوم الحد القرآني ، و في اية سورة الاعراف :سيدنا آدم بعد المعصية..
---
تأملات في مفهوم الحد القرآني ، و في اية سورة الاعراف :سيدنا آدم بعد المعصية..
---
عزام عز الدين
06-10-2006, 08:30 AM
من كتاب " الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"
للدكتور أحمد خيري العمري akomari70@yahoo.com
...هناك رقم فظيع آخر، تجنبت أن أذكره حتى الآن.
ربما فحواه ليست فظيعة مثل زنا المحارم، الجنس مع الأطفال، أو ممارسة الجنس مع الجثث، لا شيء أفظع من هذه الأمور..
لكن هذا الرقم الأخير فضيع بنسبته العالية.
فظيع في إنتشاره.
***************
حسب إستطلاعات الـABC، فإن 57% من الأمريكيين، قاموا بممارسة الجنس في الاماكن العامة (sex outdoors)..
(هناك إستطلاع آخر يشير الى أن 61% منهم قاموا بذلك).
57- أو 61%.. قاموا بفعل ذلك، في أماكن عامة..
لماذا يا ترى؟. لماذا هذه النسبة الهائلة- التي تشمل أكثر من نصف الأمريكيين والأمريكيات؟.
هل إضطروا الى ذلك؟. هل لم يجدوا المكان الملائم لفعلتهم تلك؟. هل ضاقت عليهم شققهم؟ا ماذا عن الفنادق؟. والموتيلات المنعزلة؟. هل صعب الأمر عليهم. وغلبت عليهم شهواتهم لدرجة أنهم إضطروا لذلك، وفعلوها في الحدائق العامة، أو دور السينما أو في القطار أو في مرآب السيارات، لا، في الحقيقة لم تكن المشكلة مشكلة "مكان"، لو كانوا يريدون أن يفعلوا ذلك، بينما هناك إحتمالية أن يتلصص عليهم أحد، كانوا يقولون، حسب الإستطلاع نفسه، أن اللذة تزيد مع تلك الإحتمالية. واللذة كما تعلمون هي ما يهم، وهي الهدف من الحياة، وأي شيء يزيد هذه اللذة (أو يزيد إحتمالية زيادتها) هو شيء مرغوب به يفعله الناس (حتى وأن كان القانون (المتخلف) يعاقب عليه..
.. جنس في الأماكن العامة إذن.
و 57%..(1/1734)
وليس من أجل الإضطرار أو عدم توفر المكان..
بل من أجل أنه جنس في الماكن العامة، من أجل أن يشاهد أحد هذا الفعل..
**************
هل قلت أنه فظيع؟. أقول الآن أنه حزين جداً. نعم، هو حزين..
الحزن هو ما أشعر به بعد أن مررت بالرعب والقرف والتقزز..
الآن الحزن- الحزن على هذا الإنسان الذي يصر على الإنحدار لمستوى البهائم وأكثر، حزن على هذا الإنسان الذي وصل لمستوى تأنف منه حتى الحيوانات.
حزن شفاف ومخلص، على ما إنحدرت إليه الإنسانية، في نموذجها الذي يدعي أنه الأرقى والأكثر تقدماً..
57%؟.
بعد الصدمة، والقرف، والتقزز..
لا أجد سوى حزن عميق في داخلي. إنهم بشر بعد كل شيء. الإنسان وهذا الإنحدار الذي وصلوا إليه شيء بأن يمكن أن يسقط لهذا الحد..
(وهو أمر محزن جداً، عندما نتذكر تلك القمة التي كان فيها الإنسان إبتداءً)..
نعم، لقد إنحدر من تلك القمة، الى أسفل سافلين..
.. وهو أمر محزن للإنسان بالمطلق.. بغض النظر عن الإنتماء الحضاري – أو العرقي- أو الديني..
*********************
.. والمخيف- بالإضافة الى كونه محزناً- هو أن تلك الأرقام .. هي بصدد التصدير..
سيكون محزناً أكثر أن نتذكر أن أمريكا، كانت بلداً محافظاً قبل مائة سنة فقط.
محزن ومخيف..
******************
تذكرني هذه النسبة. وذلك الجنس الوقح في الأماكن العامة، بشيء آخر، لم أفكر فيه من قبل..
إنه الحد على الزنا في الشريعة القرآنية، الذي يستوجب أن يكون هناك أربعة شهود على (الفعلة)- من اجل أن يطبق الحد.
(عدا حالات الإعتراف..).
أربع شهود. لا ينقصون واحداً. أربع شهود، شاهدوا الفعلة بحذافيرها، لا مقدماتها، ولا مقارباتها، ولا أي شيء أدنى من ذلك..
الفعلة بتفاصيلها، وأربع شهود شاهدوا التفاصيل. ولا واحد منهم شاهد أقل من ذلك.
كل منهم يجب أن يكون قد شاهد الحد الفاصل من الأمر، الذي يفرق الجماع من غيره..
عملياً وفي حالات الزنا الإعتيادية، الأمر شبه مستحيل..(1/1735)
من الصعب جداً على أربع شهود أن يكونوا قد شاهدوا فعلاً تفاصيل الأمر، (إلا إذا كانوا شهود زور!).
حتى لو إقتحم شهود خلوة إثنان يزنيان، فإن رد الفعل المتوقع والإنسحاب التلقائي الذي سيحدث عند الاقتحام، سيخرب تفاصيل الشهادة، وينزع على الفور من الأربعة صفتهم كشهود..
عملياً، الأمر شبه مستحيل.
أو هكذا كنا نظن.
*****************
فقهياً، صنف "الشهود الأربعة" و"التفاصيل التي يجب أن يكونوا شاهدوها" على انه عقبة من أجل عدم تطبيق الحد، وتسهل التوبة،. والرأفة بالعصاة، وإعطاؤهم فرصة أخرى.
كل ذلك ممكن، ومنطقي.
لكن..
إتضح أن مسألة الشهود الأربعة- أعمق من مجرد ذلك..
*************
لم يدر بخلد فقهاؤنا قط، أنه سيأتي حين من الدهر يهبط فيه الإنسان الى هذا المستوى من الإنحدار..
"أسفل سأفلين".. حيث كل مرتبة من الإنحطاط، تتخيل أنه لا يوجد ما هو أسفل منها..
ثم تتفاجأ بالأدنى .. والأدنى..
تتفاجأ بشيء هو "أسفل سافلين"..
نعم، لم يدر بخلد فقهاؤنا، أنه سيأتي على الإنسان حين من الدهر، يتلذذ فيه بأن يمارس الجنس في الأماكن العامة، من أجل أن يشاهده الناس..
لكن، ها نحن نرى، في تلك ال 57%.. القمة العالية،حيث يحرص الإنسان على النزول الى أسفل درك، أسفل سافلين..
*****************
الآن يبدو حد الزنا- الذي لا ينفذ الا بأربع شهود- شيئاً طبيعياً..
لم يعد الزنا هنا زلة، لم يعد مجرد ضعف بشري أمام غريزة في داخله. الأمر و قد وصل الى هذا الرقم المحزن يعني أن الزنا لم يعد مجرد تلك الغريزة، ولا حتى الإستسلام لها، لقد خرج الأمر من هذا، خرج من إطار العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، الى غياهب بهيمية معتمة يتمتع فيها الإثنان لا بالعلاقة بينها كرجل وإمرأة- بل بتلصص الناس عليهما..
إنه أمر بعيد جداً،..
ويستحق من ينزلق إليه، أن يقف عند "حده".
يستحق- بل يستوجب أن يكون هناك شيء يوقفه..
يستحق أن يكون هناك "حد".
*************(1/1736)
عندما أتأمل الآن في لفظة "الحدود" تلك اللفظة التي إستهلكناها، وأشبعناها إبتذالاً وإستعمالاً في غير موضعها.. أفهمها الآن بشكل جديد..
أراها الآن كوابحاً إستباقية للمجتمع من أجل أن لا ينحدر إلا أسفل سافلين..
الأمر لا يبدو طبعاً بشكل فجائي من تطبيق الحدود على ممارسي الجنس في الأماكن العامة والذين تتوفر فيها شروط تطبيق الحد..
الأمر يبدأ قبل ذلك بفترة طويلة، الكابح يعمل إستباقياً، على كل فرد، داخل المجتمع، أنه ينظم (سدادة) كل فرد، بحيث لا تتأثر شبكة الأواني المستطرقة التي يتألف منها المجتمع ككل..
الأمر يبدأ بالحد وهو يغرس في داخل كل فرد، ليس رجماً ولا جلداً، ولكن بحزمة المفاهيم الأخرى، حزمة المفاهيم البديلة، التي تمنع وصول الفرد- ومن بعده المجتمع- الى تلك المرحلة وتلك الأرقا وتلك الإحصاءات التي إنحدر إليها مجتمع الفردوس المستعار..
يبدأ الأمر من تلك القيم التي تنظم علاقة الفرد بنفسه، بشهواته، بجسده، وبأجساد الاخرين.. وبالمجتمع ككل..
يبدأ الأمر من (حدود) معينة تغرس في الفرد: تعلمه أن يتعامل مع غرائزه وشهواته، دون أن يتجاوزها – ودون أن يجعلها تتجاوزه..
.. يبدأ الأمر من التعود على (الحلال) و(الحرام)، من تكريس (العفة).. وتأجيل- (المتعة)، من مفهوم منقرض إسمه (العيب).. وآخر إسمه (الحياء)..
هناك، في أعماق النفس، يبدأ تطبيق الحدود الحقيقية (.. تلك حدود الله)، التي تكون إستباقية/ (.. وبشكل ما) مانعة للتنفيذ الحرفي لحد الزنا فيما بعد، لإنها ستعطل إمكانية حصول شروطه (شبه المستحيلة في الظروف العادية).. رغم أنها في ظروف أخرى تصل للـ57%-
هناك يبدأ التطبيق..
في قيم مغروسة، منذ البدء..
بعدها يكون الأمر شبه مستحيل.
******************
اضاءة
ويجرني هذا الرقم المرتفع المؤدي الى تلك الهاوية السحيقة، فأتذكر موقفاً قرآنياً شتان ما بينه وما بين هاوية الإحصاءات في الفردوس المستعار..(1/1737)
"فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة". الأعراف: 22.
"فأكلا منهما فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" طه: 122.
إنها تلك اللحظة الصعبة، لحظة ما بعد العصيان، حيث آدم وزوجته يكتشفان ويتواجهان مع الحقيقة، وتبدو لهما سوءاتهما، ورغم المعصية، ورغم أنهما إقترفا أمراً بعدم الإقتراب منه، فإنهما يسرعان بعدما (بدت لهما سوءاتهما) يخصفان عليهما من ورق الجنة، أسرعا يستران ما بدا منهما..
لم يقولا، ولم يفكرا قط، أن اللذة ستكون اكثر، لو أن أحد نظر إليهما.. (لعلهما لم يتصورا، ، أن هناك من يفعل ذلك..).
أسرعا يستران سوءاتهما..- ولم يتصورا أن العري( بمعنى كشف السوءة بشكل عام) يعبر عن الذات، أو يحسن مستوى إحترام الشخص لنفسه- كما يتفلسفون عن هذا في حضارة الفردوس المستعار..
بل طفقا يخصفان.. يواريان ما بدا منهما..
*******************
.. عندما أفكر في تلك الأرقام، وتلك الإحصاءات، أقول، بلا تحفظ، أن الناتج النهائي للمعضلة كان أن مساؤي الكبت أقل بكثير من مساؤي هذا الإنفتاح الذي بشرونا بمحاسنه..
لا أروج هنا للكبت فسمعته سيئة. لكني أنبه الى أن الإنفتاح حقيقته الإحصائية سيئة جداً. ولا أستطيع أن أتصور واقعاً أسوأ مع الكبت أو سواه..
لا اروج للفلقة و العصا هنا- وأعترف أيضاً أن مساؤهما لا تعد ولا تحصى- لكن لا شيء، لاشيء على الإطلاق، ينافس ما إنحدر إليه الفردوس المستعار في هذا المجال.
قيل لنا أن الصنبور يجب أن يظل مفتوحاً حتى لا ينفجر في الداخل، فكانت النتيجة أن الماء فاض وأغرق المكان، وتسرب الى أسس البناء، وأضعفها، وزادها ركاكة على ركاكتها..(1/1738)
لا أنكر أن سد الصنبور وإغلاقه قد يفجر المواسير الداخلية، لكن الخطة القرآنية، لا تشمل سد الصنبور فحسب، بل تشمل على بناء شبكة أنابيب قوية ومختلفة، تشمل على "حدود" تغرس منذ البداية، وهي "حدود إستباقية" متدرجة، تضع العوائق والموانع أمام وصول الأمر لحد تطبيق الحد القانوني للزنا..
وتشمل الخطة القرآنية ربما، على مواراة السوءة، على خصفها "بورق من الجنة".
***************
ورق من الجنة..
للمرة الأولى أتأمل اللفظة فأرى فيها معنى مختلف تماماً عن المعنى الذي رسخته هوليود قسراً وغصباً في أذهاننا : معنى ورقة التوت المزعومة التي ساد تصورها في الأدب والفن والثقافة..
الآن أرى ان ورق الجنة هذا يمكن أن يكون الآن شيئاً آخر.. إنه الورق الذي تسطر عليه الأفكارالمستمدة من ذلك الفردوس الذي يجب أن يكون. الفردوس المستعاد.. إنه ورق المفاهيم الأخرى، ورق المفاهيم البديلة..
ورق من الجنة، هو ورق الثوابت، التي علينا أن نواري سوءاتنا بها.. التي علينا أن نجعلها تتسرب الى دواخلنا، لتكون عوائقاً لإستباقية تمنعنا من الهبوط، من أسفل سافلين..
"ورق من الجنة".. اتأمله- ليس ورقة توت تزيد الإثارة والإغراء، بل ورق الفكر البديل، فكر ثوابت ذلك الفردوس الآخر.. المستعاد..
وكان أن خصفا على سوءاتهما، بذلك الورق، أول خطوة على درب الإستعادة.
*******
من كتاب "الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد" الدكتور أحمد خيري العمري دار الفكر دمشق 2006
---
(1/1739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مطالب حول شبهة " اللفظ المعرب في القرآن الكريم "
---
مطالب حول شبهة " اللفظ المعرب في القرآن الكريم "
---
عبدالرحيم
03-06-2006, 06:31 PM
بعد المقدمة، سيتم بيان المطالب التالية...
المطلب الأول: سبب وجود الألفاظ المعربة في القرآن الكريم
المطلب الثاني: المعرب في القرآن الكريم، دليل بشرية مصدره
المطلب الثالث: كلمات أعجمية في القرآن الكريم، لا يعرفها اللسان العربي المبين
ولن يتم بيان مصدر الشبهات؛ تنزيهاً لملتقانا المبارك عنها !
مقدمة:
أول الطعون في أصالة لغة القرآن الكريم، تصدى للذود عنها حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، بما اشتهر باسم مسائل ابن الأزرق [1] حين قال نافع بن الأزرق لنجدة بن عويمر [2]: قُم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له به. فقاما إليه فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله، فتفسرها لنا، وتأتينا بمصادقة من كلام العرب؛ فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما.. ". فكان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يجيبهم على كل شبهة، ببيان أصالة الألفاظ المسؤول عنها، مستدلاً بأبيات من كلام العرب. [3]
وليت كتاب مواقع الإنترنت غير الإسلامية يفهمون شعر العرب ويتذوقون جمال آداب نثرهم، ولا يتحاملون على القرآن الكريم، فيجترئون على القول فيه بغير علم.. كما سيتبين في المطالب التالية:
المطلب الأول: سبب وجود الألفاظ المعربة في القرآن الكريم:
كل المعرب في القرآن الكريم هو من فعل محمد صلى الله عليه وسلم، هذا ما زعمه موقع تنصيري فقال:(1/1740)
" ومما يستحق الذكر أن لفظة تابوت أساساً ليست عربية، بل إن محمداً عرَّبها مع غيرها من الألفاظ العبرية، والفارسية، والآشورية، واليونانية، والفينيقية، والبهلوية، والآرامية، والسريانية، والحبشية ومعناها الأصلي " فُلْكٌ " ". [4]
ولكن، لماذا قام بذلك ؟ تكفل موقع تنصيري آخر بالإجابة عن هذا السؤال:
" مائة كلمة أعجمية دخلت القران
عد السيوطي أكثر من مائة كلمة أعجمية دخلت القران. [5] منها ما هو معرب لآنه لا بديل به في العربية مثل دينار، استبرقن [6]، سجيل [7]، الخ. ولكن منها ما هو دخيل [8]، تستغني العربيه بأفصح منه كقوله ابلعي ماءك: اشربي [9]....
والنتائج من هذا الواقع القراني أنه أدخل تعابير أعجمية كان بغنى عنها في العربية. وهذا الكلم الدخيل ليس من الفصاحه العربية في شيء. والسؤال المتبادر الى الذهن: ما دخل العربية قبل القران فاستعرب، أو ما أدخله القران فأستعرب، وكان كلاهما فصيحا في العربية، فلا بأس به. أما الكلم الدخيل، فمن أين مصدره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ له مصدران لا ثالث لهما: إما دخل الدخيل القران قبل تدوينه، لما امتد الفتح الإسلامي إلى الأقطار وهذا شبهه على سلامة النص القرآني وأعجازه اللغوي. وإما استورده (النبي الامي) من أسفاره وأقحمه، على حرفه الأعجمي ليبهر الناس بعلمه الواسع في لغات الأعاجم، وإقحام هذا الدخيل شبه قائمة على فصاحة القران ".
إذاً: يزعمون أن محمداً (الأمي) صلى الله عليه وسلم قام بهذا الجهد الجبار ـ إدخال كلمات أعجمية إلى القرآن الكريم ـ لهدف واحد هو: إبهار الناس بعلمه الواسع !
فأحد المواقع جعل لتعريب كلمة (صراط) وإدخالها إلى سورة الفاتحة التي يتلوها المسلم في كل ركعة، سبباً هو:(1/1741)
" بعدما رفض صراط اليهود الأصلي. يصلي المسلمون في خاتمة الفاتحة أن لا يهديهم الله صراط اليهود، لأن غضب الله حال عليهم سورة الفاتحة 1: 7. وأراد محمد أيضاً أن يجعل صراطه الخاص متميزاً عن صراط النصارى، الذين اعتبرهم ضالّين..
ربما كان محمد قد رأى الطرق الرومانية المُعبَّدة فأراد أن يستعملها في صورة بيانية لوصف الإسلام. إن كلمة صراط كلمة معرّبة من اللغة الرومانية وتعني الشوارع العريضة المبلطة المؤدية للهدف حتماً. وعندما قارن محمد هذه الطرق المعبَّدة بالوعر الرملي في بلده أبصر في الصراط الرمز الذي يعبّر مثالياً عن دينه ".
من عجيب أمرهم أنهم قالوا بنسبة هذا الأمر إلى الإمام السيوطي رحمه الله تعالى، دون أن ينقلوا ما جاء في مقدمة كلامه في توجيه المعرب في القرآن الكريم، ثم نقدِه. بل غضوا الطرف عنه، ولو وجدوا في كلامه ما يعدُّونه خطأً، أويوافق هواهم، لما قصرت همتهم عن عرضه ونقده. [10]
ومما جاء فيه: " من خصائص القرآن على سائر كتب الله تعالى المنزلة أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم لم ينزل فيها شيء بلغة غيرهم والقرآن احتوى على جميع لغات العرب وأنزل فيه بلغات غيرهم من الروم والفرس والحبشة شيء كثير.. وأيضاً فالنبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى كل أمة، وقد قال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ" [إبراهيم: 4]، فلا بد وأن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم، وإن كان أصله بلغة قومه. . ".(1/1742)
وضرب مثالاً بديعاً على ذلك وهو كلمة (إستبرق)، حيث بيَّن أنه لا توجد كلمة تسد مكانها ثم قال: " وقال أبو عبيد القاسم بن سلام [11] ـ بعد أن حكى القول بجواز وجود المعرب عن الفقهاء، والمنع عن أهل العربية ـ: والصواب عندي، فيه تصديق القولين جميعاً؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية ـ كما قال الفقهاء ـ لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال : إنها عربية، فهو صادق. ومن قال: أعجمية، فصادق ".
هذا الكلام فيصَل في تلك الشبهة، ونقضٌ لها من أساسها.. وبهذا يتبين سبب عدم ذكر أي موقع من مواقع الإنترنت التنصيرية التي انتقدت ما زعمت أنه معرب في القرآن الكريم، لِما قاله السيوطي ـ رحمه الله ـ في مقدمة موضوع المعرب في القرآن الكريم. وهو يفيد بشكل قاطع التأكيد على أنَّ كل كلمة مزعومٌ إدخالها من قِبَل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، في حقيقتها دخلت العربية واستعملتها العرب قبل نزول القرآن الكريم بعقود، كما سيتبين لاحقاً بإذن الله تعالى.
هوامش
===================================
1) هو نافع بن الأزرق الحروري: من رؤوس الخوارج.. وإليه تنسب طائفة الأزارقة، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية.. وله أسئلة ومناظرات مع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ. قتل سنة 65 هـ. انظر: لسان الميزان، ابن حجر6/144 (506).
2) هو نجدة بن عامر الحروري، من رؤوس الخوارج، زائغ عن الحق.. خرج باليمامة عقب موت يزيد بن معاوية، وقدم مكة. وله مقالات معروفة، وأتباع انقرضوا.. كاتبَ ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن سهم ذي القربى، وعن قتل الأطفال الذين يخالفونه وغير ذلك، واعتذر ابن عباس عن مكاتبته. انظر: لسان الميزان، ابن حجر 6/148 (520).
3) انظر: الإتقان، السيوطي، ص301-327 (الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر).(1/1743)
4) الصواب: معناه بالعبرية: صندوق خشبي. انظر: المعرب والدخيل في المعاجم العربية، جهينة نصر علي، ص 171.
5) انظر: له الإتقان، ص333 (النوع الثامن والثلاثون: فيما وقع فيه بغير لغة العرب). وهو لم يقل: إنها دخلت القرآن من خارج ما عهده العرب وألفوه.
6) الصواب: استبرقٍ.. وحتى الرسم العثماني لها كذلك. إن هذا الخطأ يدل على الأصل الأجنبي لذلك الموقع التنصيري، وجهل المترجم بما يترجم. فقد صحّف المترجم (استبرقٍ) فكتبها: (استبرقن) حرفياً كما تكتب بالإنجليزية: (Estabraqen) !!
7) سِجِّيل: كلمة عربية أصيلة، تدل على: كتاب يتضمن عدة كتبٍ ومعانٍ. قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 3/107 (سجل) : " السين والجيم واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على انصبابِ شيءٍ بعد امتلائِهِ. من ذلك السَّجْل، وهو الدَّلو العظيمة. ويقال سَجَلت الماءَ فانسجَلَ، وذلك إذا صَبْبَته. ويقال للضَّرْع الممتلئ سَجْل.. فأما السِّجِلّ فمن السَّجْل والمساجلة، وذلك أنَّه كتَابٌ يجمَع كتباً ومعانيَ.. ". وانظر: لسان العرب، ابن منظور 11/325 (سجل).
8) المعرَّب والدخيل مترادفان.. وهناك من فرق بينهما فجعل المعرب ما حوَّرته العرب بلغتها وجرت عليه قواعدها كاليم.. أما الدخيل فهو ما بقي على صورته الأعجمية كالسندس.. انظر تفصيل ذلك بالأمثلة في مقدمة كتاب: معجم لغة الفقهاء، ا.د. محمد رواس قلعة جي، ص13 وما بعدها. ولشهاب الدين الخفاجي (ت 1069 هـ) كتاب اسمه: شفاء الغليل لما في كلام العرب من الدخيل. وقبله كتاب: المعرب من الكلام الأعجمي، لأبي منصور الجواليقي (ت 540 هـ) وللسيوطي (ت911 هـ) : المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب، والمتوكلي فيما وافق من العربية اللغات الأعجمية.
9) البلعُ لغة عربية فصيحة. قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 1/285 (بلع): " الباء واللام والعين أصلٌ واحد، وهو ازدراد الشيء. تقول: بلِعْتُ الشيءَ أبْلَعُه ".(1/1744)
أما عن بلاغة التعبير بـ " ابْلَعِيْ " بدلاً من " اشربي "، فقد بيَّنه الطاهر بن عاشور في تفسير التحرير والتنوير 9/2111 : " والبلع حقيقته اجتياز الطعام والشراب إلى الحلق، بدون استقرار في الفم. وهو هنا استعارة لإدخال الشيء في باطن شيء بسرعة، ومعنى: " بلع الأرض ماءها ": دخوله في باطنها بسرعة، كسرعة ازدراد البالع. بحيث لم يكن جفاف الأرض بحرارة شمس أو رياح، بل كان بعملٍ أرضي عاجل... وفي مقابلة " ابْلَعِيْ " بـ " أَقْلِعِي " محسن الجناس ".
إذاً، فالأليق بلاغةً ـ لبيان تمام الِمنة على سيدنا نوح عليه السلام وأهله ـ أن يُسرِّع من ازدراد الأرض للماء، وذلك بالبلع لا بالشرب.
10) انظر: الإتقان، السيوطي، ص331.
11) هو القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي (ت224هـ) صنف التصانيف التي سارت بها الركبان، من كل فن. وهو من أئمة الاجتهاد، كان مؤدباً صاحب نحو وعربية وطلب للحديث والفقه ولي قضاء طرسوس أيام الأمير ثابت الخزاعي. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي 10/490-507.
---
فاروق
03-09-2006, 05:05 PM
http://www.al-wed.com/pic-vb/810.gif
أخي الكريم عبد الرحيم كان سؤالي في مشاركة "سؤال من نصراني" فحولتني إلى هذا الرابط ..فلألتزم بالرد هنا بعدما تبين أن تلك المشاركة تتحدث عن الأحرف..
اقتباس:
ولكن هب أن أحدهم سأل هذا السؤال بعد هذا الرد:
قال ابن قتيبة: " ولو أنَّ كل فريق من هؤلاء [ قبائل العرب ] أُمِرَ أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلاً وناشئاً وكهلاً، لاشتدَّ عليه، وعظُمَت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للِّسان، وقطعٍ للعادة. فأراد الله ـ برحمته ولطفه ـ أن يجعل لهم متسعاً من اللغات.. كتيسيره عليهم في الدين ".
إذا كان هذا رحمة بالعرب فما بالك بأقوام لسانهم أعجمي..!؟ وأين تتحقق عالمية القرآن هنا؟؟!!
كان هذا سؤالي في تلك المشاركة.. وكان يحمل خطأ في الحقيقة .!كان الصواب أن يقال(1/1745)
إذا كان هذا رحمة بقوم لغتهم عربية فما بالك بأقوام لا ينطقون بها..!!؟؟
اقتباس:
فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما.. ". فكان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يجيبهم على كل شبهة، ببيان أصالة الألفاظ المسؤول عنها، مستدلاً بأبيات من كلام العرب. [3]
فإذا كان القرآن بلسان عربي مبين يعني أن القرآن أُنزل بلغة قوم هم العرب،فهذا يتنافى مع
عالميته وكونه للبشرية جمعاء..فمنهج البشريّة جمعاء-القرآن الكريم- لا بُدّ أن يكون بلسانٍ فطريٍّ يجمع البشريّة جمعاء ، وبلغة فطريّة هي اللغة الأولى التي عرفتها البشريّة ..
إنّ كلّ اللغات العالميّة ( ما عدا المفردات القرآنيّة ) هي لغات وضعيّة تفرّعت وابتعدت عن اللغة الفطريّة التي نزل بها آدم عليه السلام ، وتقترب هذه اللغات من الفطرة ، وتبتعد عنها ، بمقدار اقترابها وابتعادها عن اللغة الفطريّة التي علّمها الله تعالى لآدم عليه السلام ..
وهكذا فإنّ اللغة الفطريّة التي تحمل مفاتيح التسمية الحق لكلِّ ما هو موجود في هذا الكون ، انحصرت داخل إطار لغة حافظت عليها أمّة فطريّة ، استمرّت بفطرتها منذ آدم عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه وسلم.. لقد وضعت هذه الأمّة الكثير من المسمّيات الوضعيّة داخل لغتها ، لكنّها حافظت على المفردات التي نزل بها آدم عليه السلام ..
وحسب البعض أنّ بعض المفردات القرآنيّة التي قلّ استعمالها عند العرب وانتقلت إلى لغات أُخرى ، أو حافظت عليها لغات أخرى .. حسبها ليست عربيّة بالمعنى القومي .. مع أنّها عربيّة بالمعنى الفطري الموحى من الله تعالى ، واستعمالها القومي لا يلغي فطريّتها ، لأنّها أصلاّ ليست وضعيّة من قبل البشر..(1/1746)
وحكمة الله تعالى اقتضت أن يُنزِّل منهجه المُعجِز للبشريّة جمعاء ، والحامل لمنهج الهداية للبشريّة جمعاء ، بلغة فطريّة أوحاها لأبي البشريّة جمعاء ( آدم عليه السلام ) ، على رسول أُمّي فطري ، يعلم اللغة الفطريّة الموحاة من الله تعالى ، وينتمي إلى مجتمع أُمّي فطري يعلم هذه اللغة الفطريّة ، حتى يكون هذا المنهج وهذه المعجزة للبشريّة جمعاء التي تفرّعت لُغاتها عن لغة صياغة هذا المنهج ..
وهكذا فآدم عليه السلام تعلّم المفردات الفطريّة من الله تعالى في عالم الأمر ، وهبط بها إلى الأرض كأوّل إنسان مُمتحن على هذه الأرض .. ومحمّد صلى الله عليه وسلم نزل عليه قول الله تعالى من العالَم ذاته ( عالم الأمر ) كآخر رسول على وجه الأرض.. فالمسألة بدأت بآدم عليه السلام واكتملت بمحمّد صلى الله عليه وسلم، لتشمل البشريّة جمعاء، عبر منهج ومعجزة للبشريّة جمعاء..
إنّها حكمة الله تعالى، فرسول البشريّة جمعاء لسانه ولغته لسانٌ ولغةٌ تجمع البشريّة جمعاء قبل تفرّع لغاتها المختلفة عن اللغة الفطريّة الأم التي نزل بها القرآن الكريم.. وبالتالي فإنّ تعلّم لغة القرآن الكريم لإدراك دلالاته ، هو في الحقيقة عودةٌ للغة الفطريّة الأم ، وعودةٌ إلى التسميات الحق التي علّمها الله تعالى لآدم عليه السلام ..
وهذه الصفة التي يتّصف بها القرآن الكريم ، بأنّ كلماته فطريّة موحاة من الله تعالى ومصاغة صياغة مُطلقة تحمل كلّ أسرار الكون .. هذه الصفة بيّنها الله تعالى في كتابه الكريم ..
( إنّا أنزلنه قرءناً عربيّاً لعلّكم تعقلون ) [ يوسف : 12/2 ](1/1747)
فالكلمتان ( قرءناً عربيّاً ) تعنيان بإطارهما العام ، قرآناً كاملاً شاملاً تامّاً مفصّلاً لا عوج فيه وخالياً من أيِّ عيب أو نقص ، ومعناهما ليس محصوراً بإطار التفسير المعروف - تقليديّاً - بأنّه قرآن بلغة قوم العرب ... هو قرآنٌ بلغة قوم العرب ، ولكنّ هذا المعنى يأتي من جملة المعاني المُرادة ، لأنّ لغة قوم العرب تحمل المفردات القرآنيّة الفطريّة الموحاة من الله تعالى كما رأينا .. و الدليل في هذا المذهب من التفسير هو الآتي :
1 - قوله تعالى ( لعلّكم تعقلون ) في نهاية الآية الكريمة ، هو خطاب للبشريّة جمعاء ، وليس خطاباً خاصّاً بالعرب دون غيرهم ، لأنَّ القرآن الكريم أنزله الله تعالى لجميع البشر وليس للعرب وحدهم ..
( يأيّها الناس قد جاءكم برهن من ربّكم وأنزلنا إليكم نوراً مُبيناً (174) فأمّا الذين ءامنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضل ويهديهم إليه صرطاً مستقيماً ) [ النساء : 4/174-175 ]
( وما أرسلنك إلاّ كافَّة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ سبأ : 34/28 ] ) ..
وإنَّ الجزم بإنّ الكلمتين ( قرءناً عربيّاً ) لا تعنيان إلاّ قرآناً بلغة قوم العرب ، يقتضي أنّ نهاية الآية الكريمة ( لعلّكم تعقلون ) خطابٌ موجّهٌ حصراً للعرب .. وهذا يتعارض مع حقيقة القرآن الكريم ككتاب للبشريّة جمعاء ..
2 - ودليلٌ آخر على أنّ كلمة ( عرب ) تعني التمام والكمال والخلو من العيب والنقص ، هو قول الله تعالى : ( إنّا أنشأنهنَّ إنشاءً (35) فجعلنهنَّ أبكاراً (36) عُرُباً أتراباً ) [ الواقعة : 56/35-37 ](1/1748)
فكلمة ( عُرُباً ) مشتقّة من الجذر ( ع ر ب ) ، ولا تخرج في معناها عن إطار المعنى الذي يحمله هذا الجذر ، ونرى أنّها لا يمكن أن تعني أنَّ أُولئك اللاتي سينشأهنّ الله تعالى في الآخرة لأصحاب اليمين ينتمين لقوميّة مُحدّدة .. فالأولى بمعيار القرآن الكريم عقلاً ومنطقاً أن يكون معنى كلمة ( عُرُباً ) هو أنّ اللاتي سينشأهنّ الله تعالى في الآخرة ، كاملات تامّات خاليات من أيِّ عيب أو نقص ..
3 - ومن متعلّقات القرآن الكريم كونه عربيّاً أنّه غير ذي عوج ..
( ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كلِّ مثلٍ لعلّهم يتذكرون (27) قرءاناً عربيّاً غيرَ ذي عِوَجٍ لعلّهم يتَّقون ) [ الزمر : 39/27-28 ]
4 - والقرآن الكريم عربي لأنّه فُصّلت آياته تفصيلاً كاملاً لكلِّ عالمٍ ومتعلّمٍ يريد أن ينهل من علومه ..
( كتب فُصِّلت ءايته قُرءاناً عربيّاً لقوم يعلمون ) [ فصّلت : 41/3 ]
5 - والله تعالى أنزل القرآن الكريم حال كونه حُكماً تامّاً كاملاً لا عيب فيه ولا نقص ..
( وكذلك أنزلنه حُكماً عربيّاً ) [ الرعد : 13/37 ]
فالحكم مسألة مُجرّدة تماماً عن اللغة من حيث خصوصيّتها القوميّة ، وبالتالي نرى أنَّ كلمة ( عربيّاً ) تُبيّن لنا وجه الكمال والتمام والخلو من أيِّ عيب أو نقص في الحكم الذي أنزله الله تعالى ..
6 - ومن خصائص إنزال القرآن الكريم أنّه أُنزل بلغة و أسلوب وتبيان ( لسان ) ، بحيث يتّصف بالكمال والتمام والخلو من أيّ عيب أو نقص .. وليس بلغة وأسلوب وتبيان كتبيان البشر الذي لا بُدّ وأن يحمل العيب والنقص ، لأنّ علم البشر - مقارنة مع علم الله تعالى - علمٌ ناقصٌ ..
( ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يُعلِّمه بشرٌ لسان الذي يُلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربيٌّ مبين ) [ النحل : 16/103 ]
( نزلَ به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المُنذِرين (194) بلسان عربيٍّ مُبين ) [ الشعراء : 26/193-195 ](1/1749)
( وهذا كتب مصدِّقٌ لساناً عربيّاً ليُنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ) [ الأحقاف : 46/12 ] ..
ففي الآية الأخيرة نرى أنّ الذين يُنذرهم القرآن الكريم ( الذين ظلموا ) ، والذين يُبشّرهم القرآن الكريم ( المحسنين ) ، موجودون في كلِّ الأمم ، وليسوا حصراً على قومٍ مُحدّدين ( قوم العرب ) .. ولذلك فالكلمتان ( لساناً عربيّاً ) تعنيان لغةً وأسلوباً وتبياتاً كاملاّ تامّاً خالياً من أيِّ عيب أو نقص ..
وحكمة الله تعالى تقتضي أن يُرسل كلّ ُرسولٍ بلغة قومه وبأسلوبهم وبطريقة تبيانهم ، حتى يُبيّن لهم المنهج الذي يحمله ..
( وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليُبيِّن لهم ) [ إبراهيم : 14/4 ]
ولذلك فجميع الرسالات السابقة نزلت ( صياغة ) بلغات البشر الوضعيّة ، لأنها تحمل مناهج لأقوامٍ مُحدّدين في أزمنة مُحدّدة ، وبالتالي لم تكن قولَ الله تعالى ، إنّما كانت فقط كلامَ الله تعالى .. بينما نرى أنَّ منهج البشريّة جمعاء ( القرآن الكريم ) نزل قولاً لله تعالى ، بلغةٍ فطريّة نطق بها أبو البشريّة جمعاء ( آدم عليه السلام ) ، في العالمين ( عالم الأمر وعالم الخلق ) ..
فمنهج البشريّة جمعاء لا بُدّ أن يكون بلسانٍ فطريٍّ يجمع البشريّة جمعاء ، وبلغة فطريّة هي اللغة الأولى التي عرفتها البشريّة .. وهذا لم يتوفّر إلاّ باللغة الفطريّة التي حافظ عليها الأميّون ( لغة ) منذ آدم عليه السلام إلى مبعث مُحمّد صلى الله عليه وسلم..
ومن مشتقّات الجذر ( ع ر ب ) كلمة الأعراب والتي تصوِّر لنا البشر الذين يتظاهرون بالكمال والتمام ولا يعترفون بعيوبهم ، فهمزة التعدّي تُبيّن لنا - إضافة لما يبيّنه لنا القرآن الكريم من صفات الأعراب - أنّهم يتعدّون على صفة الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص ، هذه الصفة التي لا يتّصفون بها ..(1/1750)
والجزم بتفسير كلمة الأعراب في جميع كُتب التفسير ، بأنّها لا تعني إلاّ البدو ( سكان البادية ) ، يتعارض تماماً مع روح القرآن الكريم ، الذي يصف البشر ويُقيّمهم حسب انتماءاتهم العقيديّة ، لا حسب انتماءاتهم الجغرافيّة والإقليميّة ..
ولو كانت كلمة الأعراب لا تعني إلاّ البدو ( سكان البادية ) ، لاستُبدلت - في كتاب الله تعالى - بكلمة البدو ، فكلمة البدو كلمة قرآنيّة ، وفي القرآن الكريم لا تُوجَد كلمة مُرادفة لكلمة أُخرى بالمعنى الذي يتصوّره بعض البشر ..
( وقد أحسن بي ربّي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البَدوِ ) [ يوسف : 12/ 100 ]
ومما يُقابل كلمة عربي التي تعني - كما رأينا - الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص ، هو كلمة ( أعجمي ) ، التي تعني عدم الكمال وعدم التمام ، وتعني وجود العيب والنقص .. يقول الله تعالى ..
( ولو نزَّلنه على بعض الأعجمين (198) فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين (199) كذلك سلكنه في قلوب المجرمين (200) لا يُؤ منون به حتى يَروا العذاب الأليم ) [ الشعراء : 26/198-201 ]
من الواضح في هذه الصورة القرآنيّة أنَّ كلمة ( الأعجمين) لا تعني أبعاداً قوميّة ، ولا تعني غيرَ البشر ، إنَّما تعني صفاتٍ سلبيّةً في نفوس بعض الأعجمين ، تحمل من العيب والنقص والابتعاد عن الحق ما يجعلهم لا يُؤمنون بالقرآن الكريم ، ولا يرون فيه الحقَّ ودلائل الإعجاز التي تُبيّن كماله وتمامه وخلوّه من أيِّ عيب أو نقص ..
ولو أخذنا هذه الكلمة ( الأعجمين ) حسب المعنى الذي ذهبت إليه التفاسير ، لتناقض ذلك مع ما يحمله القرآن الكريم من أدلّة ، ومع الواقع الذي نراه بأمِّ أعيننا ..(1/1751)
- يتناقض هذا المذهب من التفسير مع كون القرآن الكريم أُنزل للبشريّة جمعاء ، وليس لقوم العرب وحدهم .. فبعض الأعجمين ( إن كانت كلمة الأعجمين تحمل معنىً قوميّاً كما تذهب التفاسير ) أُنزِل عليهم القرآن الكريم ، لأنّهم من جملة الناس الذين أُنزل إليهم القرآن الكريم .. وبالتالي فالآية الكريمة ( ولو نزَّلنه على بعض الأعجمين ) لا يُمكن أن تعني بعض ما هو ليس من قوم العرب ، لأنّ المجرمين الذين تصفهم الآيات الكريمة التالية لهذه الآية ، والذين لا يُؤمنون بالقرآن الكريم حتى يروا العذاب الأليم ، موجودون في قوم العرب وفي كلِّ الأقوام ..
- ويتناقض هذا المذهب من التفسير مع الواقع ، فغير العرب الكثير منهم آمن بالقرآن الكريم ، والله تعالى يقول عن بعض الأعجمين ( ما كانوا به مؤمنين ) ..فلا تُوجد أُمّة إلاّ وفيها من آمن بالقرآن الكريم .. ولذلك فإنَّ الجزم بأنَّ العبارة القرآنيّة ( بعض الأعجمين ) تعني بعض القوميّات الأخرى ، يتناقض مع وجود المؤمنين بالقرآن الكريم في كلِّ القوميّات ، ومع كون القرأن الكريم منهجاً لكلِّ القوميّات دون استثناء ..
والآية الكريمة التالية ، بتفسيرها المنسجم مع روح القرآن الكريم ككتاب مُنزل للبشريّة جمعاء ، ومع ساحة رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم والتي هي للبشريّة جمعاء ، تُؤكّد صحّة التفسير لكلمة أعجمي ..
( ولو جعلنه قُرءاناً أعجميّاً لقالوا لولا فُصِّلت ءايته ءَأعجميٌّ وعربيٌّ قل هو للذين ءامنوا هُدىً وشِفاءٌ والذين لا يُؤمنون في ءاذانهم وَقرٌ وهو عليهم عمىً أُولئك يُنادون من مكان بعيد ) [ فصّلت :41/44 ]
ذهبت التفاسير - تقليداً - إلى أنّ كلمة ( ءَأعجميٌّ ) في هذه الآية الكريمة تعني قرآناً بلغة غير قوم العرب ، وإلى أنّ كلمة ( وعربيٌّ ) تعني رسولاّ عربيّاً ، أو قوماً عرباً .. وهذا المذهب من التفسير يتعارض مع القرآن الكريم في النقاط التالية :(1/1752)
1 - الكلمتان ( ءَأعجميٌّ وعربيٌّ ) كلمتان قرآنيّتان مُتتاليتان بينهما حرف عطف ، وإعادة كلٍّ منهما إلى أمرٍ مختلفٍ عن الأمر الذي تُعاد إليه الكلمة الأخرى دون إيِّ دليلٍ ، أمرٌ يتعارض مع انسجام روح النصّ القرآني .. فالأولى أن تُعاد الكلمتان إلى أمرٍ واحدٍ ..
2 - إذا كان المقصود - كما ذهبت التفاسير - بالعبارة القرآنيّة ( ولو جعلنه قرءاناً أعجميّاً لقالوا لولا فُصّلت ءايته ءَأعجميٌّ وعربيٌّ ) أنّه لو أُنزل القرآن الكريم بلغة قوميّة أُخرى ، لقال العرب - مُحتجِّين - كيف يكون القرآن بلغة مخالفة للغتهم القوميّة وللغة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لو كان هذا المذهب من التفسير صحيحاً ، لأدّى ذلك - سواء علم من يجزم بهذا التفسير أم لم يعلم - إلى أنَّ لغير العرب مبرِّرات الاحتجاج على كون لغة القرآن الكريم تتعارض مع لغاتهم القوميّة ، وعلى كون لغة الرسول صلى الله عليه وسلم تتعارض أيضاً مع لغاتهم القوميّة .. وبالتالي فهذا المذهب من التفسير يتعارض تماماً مع حقيقة القرآن الكريم ككتاب للبشريّة جمعاء ، ومع حقيقة بعث محمّد صلى الله عليه وسلم للبشريّة جمعاء ، بعيداً عن القوميّات ولغاتها ..
3 - نهاية الآية الكريمة ( قل هو للذين ءامنوا هُدىً وشفاءٌ والذين لا يُؤمنون في ءاذانهم وَقرٌ وهو عليهم عَمىً أُولئك يُنادون من مكان بعيد ) ، تُبيّن حقيقة تفاعل البشريّة جمعاء مع القرآن الكريم ، وليس العرب وحدهم ، فانقسام البشريّة إلى قسم يؤمن به وقسم لا يؤمن به ، مسألة لا يمكن حصرها بقوم العرب ..(1/1753)
إنَّ الله تعالى يقول لنا من خلال هذه الصورة القرآنيّة ، ولو جعلنا هذا القرآن بماهيّة ليست كاملة وليست تامّة وليست خالية من أيِّ عيب أو نقص ، ولو جعلنا آياته ليست مفصَّلة وليست مبيّنة بتمام كامل من أيِّ عيب أو نقص ، لكان القرآن الكريم حاوياً على العيب والنقص ، ولرأوا فيه العيب والنقص ، ولحسبوا أنَّ فيه من الكمال والتمام حسب ما يناسب أهواءهم من هذا العيب ، وبالتالي لقالوا كيف يكون ذلك ، أعيب ونقص ، وكمال وتمام..
وهكذا نرى كيف أنّ الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص ، وهذا ما يتّصف به القرآن الكريم ، كتاباً وحُكماً ولساناً ، هو نتيجة لكون مفرداته فطريّة مُوحاة من الله تعالى بعيداً عن أيّ اختيارٍ بشريٍّ ، ونتيجة لربط هذه المفردات مع بعضها بعضاً في العبارة القرآنيّة ، وفق حكمة مطلقة وعلمٍ مطلقٍ من الله تعالى ..
[line]
http://www.islamiyyat.com/islamic.gif
---
عبدالرحيم
03-10-2006, 06:55 PM
المطلب الثاني: دعوى أن المعرب في القرآن، دليل بشرية مصدره:
قال أحدهم:
" هنا كانت شهادة العرب المعاصرين أن تلك القصص كان محمد يسمعها وتملى عليه ويدرسها، لكن ترى هل كان ذلك صحيحا؟ المتأمل بفهم وتعقل يرى أن محمدا قبل إعلانه للنبوة كان يذهب إلى غار حراء للتعبد، ترى على طريقة من التعبد في المغارات ؟ فالعباد هناك كثيرون والدراسة مستفيضة في تلك الخلوة وهذا ما قاله العرب ولم ينكره القرآن: كذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون (الانعام 105) ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (النحل 103) [1](1/1754)
من الواضح هنا أن هناك قوم كانوا يقصون على محمد القصص التي جاء بها القرآن وكان بينهم رجل غير عربي وذلك واضح من قولهم درست، أعانهم عليه قوم آخرون، ورد القرآن عليهم لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا قرآن عربي مبين والمتأمل في القرآن يجد أكثر من مأتي كلمة غير عربية مثل: أباريق إناء للماء بالفارسي، الأرائك السرر بالحبشية، أسباط قبائل بالعبرية،أسفار كتب بالسريانية،اليم بحر بالزنجية أو العبرية، أواب المسبح بالحبشية،الجبت الشيطان بالحبشية،جهنم النار بالعبرية، راعنا كلمة سب بلغة اليهود [2]، سريا نهر بالسريانية، سندس رقيق الديابج [3] بالفارسية، الصراط طريق بلغة الروم، القسطاس الميزان بلغة الروم،غساق البارد المنتن بلغة الترك، منسأة العصا بلغة الحبشة، والذي يريد المزيد عليه بكتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي وغيرها كثير
لكن السؤال المهم هل صدق القرآن عندما رد عليهم بأن القرآن عربي مبين أم صدق العرب عندما قالوا أنه يتعلم من بشر حتى وإن كان بينهم بعض العجم ؟ ".
لكن أولئك العرب قالوا أيضاً: " الملائكة بنات الله " [انظر الزخرف: 19]. وقالوا: " إن الله حرّم عليهم الإبل في حالات.. " [المائدة: 103]. وقَتلوا أبناءهم افتراءً على الله جل جلاله [انظر الأنعام: 140]. فهل يُصَدَّقون ؟
والأعجب منه، زعمُ فريق من أهل الكتاب أن المشركين خير ـ عند الله ـ من المسلمين ! " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا " [النساء: 51].. هل كل قَوْلٍ مصدَّق بمجرد أنه دعوى ؟! هل هذا هو المنهج العلمي ؟(1/1755)
وقد سبق بيان أن منهج القرآن الكريم في الرد على الشبهات هو الكلام العام، دون الخوض في دقائق تفاصيل الرد.. تاركاً للمسلمين ذلك. فالقرآن المجيد أكبر من الخوض في تفاصيل التفاصيل؛ فيكون عرضة للدخول في جدل عقيم ـ قلتَ وقلتُ، قصدتُ وقصدتَ... إلخ ـ.
وصدق الله جل جلاله في وصفهم: " انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " [الأنعام: 24].
والسؤال هنا: بما أن المعرب دليل بشرية مصدر القرآن الكريم، فلماذا لم يدَّعِ أحدٌ من العرب القدرة على معارضة القرآن الكريم ؟ ولماذا عجزت أمهات العرب أن يلدن مثل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ؟
رغم أن ظروف الاستزادة من التعلم الكَسبي، وكافة الأسباب الدنيوية لأثرياء العرب وتجَّارهم كانت مهيأة لهم أكثر من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
هل من المعقول أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم متقناً لـ " الألفاظ العبرية، والفارسية، والآشورية، واليونانية، والفينيقية، والبهلوية، والآرامية، والسريانية، والحبشية.. "، وجميع لهجات العرب ؟! [4]
إن ظروف اليتم والفقر وعدم الخروج من مكة قبل البعثة (إلا مرتين، وكلا المرتين لا يمكن أن يكون تعلم من خلال السفر فيهما تلك اللغات، كما سبق بيانه في الفصل الأول من الباب الأول)، والحصار في شعب أبي طالب، ومراقبة مختلف الأعداء لكل حركاته.. ثم كثرة أعباء الدعوة، وإنشاء وإدارة الدولة الإسلامية.. تمنعه من طلب علم كَسبِيٍّ يسير، يمكنه من تعلم أساسيات القراءة والكتابة، فكيف بتعلم لغاتٍ شتى (ناهيك عن لهجاتها) في زمن قياسي، بلا قواميس مكتوبة، أو معلمين معروفين، أو أبسط أدوات التعليم كاللوح والدفاتر.. رغم كل ذلك، تعلَّمَ ما تعجز عن تعليمه أكبر جامعات العالم المعاصر، في الظروف ذاتها !
المطلب الثالث: كلمات أعجمية في القرآن الكريم، لا يعرفها اللسان العربي المبين:
قال أحدهم:(1/1756)
" في القرآن كلمات عبرية وكلدية وسريانية عجز مفسرو المسلمين عن تفسيرها لجهلهم بتلك اللغات. [5] ومن هذه الكلمات: توراة – تابوت - جنة عدن - جهنم - حَبر - سكينة - طاغوت - فرقان - ماعون - ملكوت وغيره. فمن أراد معرفة حقيقة معنى هذه الكلمات القرآنية عليه أن يراجع قواميس اللغات العبرية والكلدية والسريانية. ومن له إلمام بعلم صرف اللغة العربية واشتقاقها لا يسعه إلا الاعتراف بأن كثيراً من هذه الكلمات ليست من أصل عربي، ولم تُصَغْ من أصولها حسب قواعد اللغة العربية. مع أن هذه الأصول نفسها موجودة في العربية، كما هي موجودة في اللغات الأخرى المذكورة ".
وقال غيره:
" وفي سورة عبس ألآية 28 " فأنبتنا فيها حباً، وعنباً وقضبا ". ولا أحد من المفسرين يعرف معنى " قضبا ".. [6] وفي نفس السورة، ألآية 31 نجد: " وحدائقا [الصواب: وَحَدَائِقَ] غُلبا، وفاكهةً وأبّا ".... والكلمة قد تكون سريالية واصلها Ebba أو قد تكون مشتقة من الكلمة العبرية Ebh، ولكنها قطعاً ليست عربية، ولا يعرف العرب معناها ". [7]
وأختم عرض الشبهات، بتساؤل مَن كتبَ تحت عنوان " الكلام الأعجمي ":
" جاء في سورة الشعراء 193-195 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. وجاء في سورة الزمر 28 قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ. وجاء في سورة الدخان 58 فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. وجاء في سورة النحل 103 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.(1/1757)
ونحن نسأل: كيف يكون القرآن عربياً مبيناً وبه كلمات أعجمية كثيرة من فارسية وأشورية وسريانية وعبرية ويونانية ومصرية وحبشية وغيرها؟ نذكر منها: آدم البقرة 34 عبرية // أباريق الواقعة 18 فارسية // ابراهيم النساء 4 أشورية // أرائك الكهف 31 عربية أو فارسية // استبرق الكهف 31 فارسية معرب اسطبر // إنجيل آل عمران 48 يونانية // تابوت البقرة 247 مصرية // توراة آل عمران 50 عبرية // جهنم الأنفال 36 عبرية // حبر التوبة 31 فينيقية // حور الرحمان 72 بهلوية // زكاة البقرة 110 عبرية // زنجبيل الإنسان 17 بهلوية // سبت النمل 124 عبرية // سجّيل الفيل 4 بهلوية // سرادق الكهف 29 فارسية // سكينة البقرة 248 آرامية // سورة التوبة 124 سريانية // صراط الفاتحة 4 لاتينية // طاغوت البقرة 257 حبشية // عدن التوبة 72 سريانية // فرعون المزمل 15 سريانية // فردوس الكهف 107 بهلوية // ماعون الماعون 7 عبرية // مشكاة النور 35 حبشية // مقاليد الزمر 63 بهلوية // ماروت البقرة 102 آرامية أو بهلوية أو عبرية // هاروت البقرة 102 آرامية أو بهلوية أو عبرية // الله الفاتحة 1 عبرية عن الوه وسريانية عن إلاهه ".
الجواب:
1. تعود اللغة العربية وأكثر تلك اللغات المزعوم وجودها في القرآن الكريم إلى أصل واحد، فقد أكدت أحدث الدراسات الأثرية والتاريخية واللسانية، ظهور لغة ساميَّة مشتركة بين شعوب ممالك الهلال الخصيب ومصر، منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد. اللغة العربية الفصحى ـ التي أصبحت اللغة الأدبية للجزيرة العربية ـ منبثقة عن تلك اللغة.. والخلاف بين لهجاتها، كان خلافاً في لفظ الكلمات المكتوبة فقط. [8](1/1758)
ومن ذلك ما جاء في كتاب تاريخ اللغات السامية (لإسرائيل ولفنسون): " والواقع أنه ليس أمامنا كتلة من الأمم ترتبط لغاتها بعضها ببعض، كالارتباط الذى كان بين اللغات السامية ". [9] وهذا يدلنا على كثرة الجذور اللغوية المشتركة بين عائلة اللغات السامية.. فإذا علمت أن العربية والعبرية من أشدهم تشابهاً ـ إن لم يكونا أشدهم ـ على الإطلاق، علمت كثرة الجذور اللغوية التى تشتركان فيها.
والتشابه يتعدى الجذور المجردة إلى التشابه فى الكلمات بعينها، يقول (ولفنسون) : " على أن هناك كلمات مشتركة فى جميع اللغات السامية، يرجَّح أنها كانت مادة من اللغة السامية الأصلية ". [10]
هكذا يفعل (ولفنسون) عند وجود كلماتٍ عربية لها ذات الصوت العبري، فإنه ينسبها إلى السامية الأم، ولا ينسبها ـ كما يفعل مثيروا الشبهات ـ إلى العبرية. بل يقول أكثر من ذلك: " ولكن يجب ألا يبالغ الباحث فى مسألة تأثير الآرامية والعبرية في العربية الشمالية، إذ ينبغى أن يحترس من الخطأ فى نسبة بعض الكلمات العربية إلى إحدى أخواتها السامية، ظناً منه أنها منقولة منها، فقد يوجد عدد كبير من الألفاظ له رنة آرامية أو عبرية، وهو في الواقع كان يُستعمل عند العرب قبل أن يحدث الاتصال بين هذه اللغات..
وقد أشرنا فى هذا الكتاب غير مرة، إلى أن وجود تشابه فى ألفاظ وأساليب لا يدل فى كل الأحوال على اقتباس، بل إثبات الاقتباس يحتاج إلى أدلة أخرى غير التشابه. وقد غفل بعض كبار المستشرقين عن هذه النظرية، فوقعوا فى أغلاط كثيرة، أخذها عنهم صغار الباحثين بدون روية، وقلدوهم فيها تقليداً مطلقاً ". [11](1/1759)
2. تبادل التأثر والتأثير بين اللغات، قانون اجتماعي إنساني، واقتراض اللغات بعضها من بعض، ظاهرة إنسانية. واللغة العربية ليست بدعاً من اللغات الإنسانية، بل إنها تميزت عنها بالبراعة في تمثل الكلام الأجنبي، ومن ثم صياغته على أوزانها، وإنزاله على أحكامها، وجعله جزءاً لا يتجزأ من أجزائها.
مثلاً كلمة (لجام): معرب لفظ (لكام أو لغام) عن الفارسية. وقد جُمِعت على: (لُجُم)، على وزن: (كُتُب). وصُغِّرت على (لجُيم)، وأتِيَ بالمصدر منها (الإلجام). [12]
ولم يزعم أحد أن الألفاظ التي تدخل لغة ما، ثم تحورها على كيفية النطق عندها، وتجري عليها قوانين لغتها، ويستعملها أبناؤها استعمال غيرها من المفردات.. لم يزعم أحد أن البليغ إذا أوردها في كلامه، تكون محل انتقاد من الآخرين، أو تحط من فصاحة اللسان وتنزل بالكلام عن مرتبة البيان.
هذه الألفاظ تنصهر داخل اللغة مع مرور الزمن، ثم تندرج في ثقافة اللغة التي استقبلتها دون أن يعلم أكثرهم أنها دخيلة قبل مئات (أو آلاف) السنين، وحتى المتخصص باللغة يجد صعوبة بالغة في استخراجها.
والألفاظ المعربة الموجودة في القرآن الكريم، كانت قد دخلت العربية قبل نزوله بمئات السنين، فأصبحت فصيحة من صميم اللسان العربي، تكلم بها بلغاء العرب وفصحاؤهم.
وما دامت فصيحة، فنزول القرآن الكريم بلسان العرب، يقتضي شمولها في ثناياه. [13](1/1760)
3. أخذ تقعيد أسس المنهج النقدي العلمي لعلم اللغات عقوداً طويلة.. حتى استقر؛ ولهذا يعد هذا العلم من العلوم المعاصرة. وكثير من الكلمات التي عدها العلماء السابقون معربة، أظهرت الدراسات الحديثة أصلها العربي الساميّ الأصيل. فالحبشية والعربية لها أصل واحد (اليمنية القديمة). كما أن بين العربية والعبرية [14] أصل واحد، فالشعوب السامية ـ ذات الأصل اللغوي الواحد ـ كلها قدِمَت من شبه جزيرة العرب.. ومثلها اللهجة النبطية، فالنبط أصولهم عربية على الأرجح. ولا يجوز نسيان الأثر اللغوي لحضارة العرب البائدة، التي كانت حضارة كبرى قبل اندثارها ـ كما تدل الاكتشافات الأثرية ـ فمن غير المستبعَد أن تكون أدخلت بعض الألفاظ إلى الحضارات المجاورة ـ كالفارسية ـ وبعد اندثارها بقيت تلك الألفاظ، فظن الناس أنها ذات أصل غير عربي.. [15]
مثلاً: كلمة (غساقاً) بمعنى: البارد المنتن. ذكر أكثر العلماء أن أصلها تركي.. وبعد التحقيق وفق أسس البحث العلمي، تبين بالأدلة القطعية أنها عربية أصيلة. [16]
ومثلها كلمة: " منسأة " بمعنى عصى، فهي عربية أصيلة. جاء في معجم مقاييس اللغة: " نَسأْتُ ناقتي.. رفَقت بها في السَّير. ونَسأْتها: ضربتها بالمِنسأة: العَصَا. وهذا أَقْيَسُ؛ لأنَّ العصا كأنَّه يُبعَد بها الشَّيءُ ويُدفَع ". [17]
4. بالنظر إلى الكلمات المذكورة تجد أن عدداً منها كان أسماء شخصيات وأماكن ـ وما يتعلق بها ـ.. لا يمكن إلا أن تُسمَّى باسمها، ولا يوجد عاقل يطلب تسميتها بغير اسمها، بل لو فعل القرآن الكريم ذلك، لعدَّه خصومه مثلبة !
ولو قمنا بجمع الكلمات المزعوم أنها دخيلة معرَّبة، وهي مائة كلمة معربة في القرآن الكريم ـ كما ذكرت تلك الصفحات التنصيرية ـ، وبعمل نسبة مع عدد كلمات القرآن الكريم من غير المكرر، وهي: (17458) كلمة، [18] يكون الناتج: " 99.427 % ".(1/1761)
كل هذا دون حذف أسماء الأماكن والأشخاص، وما هو عربي أصيل، دلت الدراسات على أصالته..
إنه لإعجاز ـ وأي إعجاز ـ أن يوجَد نصٌّ محكم طويل مكتوب باللغة العربية، تحدث عن شتى العلوم الدينية، والدنيوية، وآيات الله في الأنفس والآفاق، وتنظيم علاقة الحاكم برعيته، وأحكام الأسرة.. عددُ كلماته غير المكررة (17458) كلمة، ولا يوجد فيه سوى " 0.573% " من كافة ما زُعِمَ أنه معرب !
كيف إن حُذف ما لا يجوز عده من المعرب ؟
5.عرَف العرب قبل الإسلام الكلمات المُدَّعاة أنها مُدخَلة بهدف إبهار الناس، ولم يرد أن أحداً من سكان مكة قال بأنها غريبة عنه لا يعرفها.
فكيف يتهمون محمداً صلى الله عليه وسلم بأنه قد أدخل كلمات، عرَفها الناس وتداولوها قبل أن يولد بعقود ؟! [19]
6. وجود عدد ـ وإن كان نادراً جداً ـ من الألفاظ ذات الأصل غير العربي، ومن مختلف اللغات القديمة، يحمل إشارة إلى عالمية الدعوة الإسلامية.
7. يخلو القرآن الكريم من تراكيب، أو جُمل، أو أشباه جُمل، غير عربية. فكل ما ذكروه من المعرب، مجرد لفظٍ لأدواتٍ الحسية، ليست معنوية.
وحتى تلك الألفاظ النادرة، لم يتنزل القرآن الكريم بها، إلا بعد أن استعملتها العرب ردحاً من الزمان، وبعد أن قاموا بتشذيبها وتهذيبها وصبغها بالصبغة العربية الخالصة. [20]
صارت عربية لأن الكلمات التي في أصولها أعجمية، أخذتها العرب واستعملتها، فعرَّبتها بألسنتها.. ثم نزَلَ بها القرآن بعد أن اختلطت بكلام العرب في أشعارها ومحاوراتها، وجَرَت مجرى العربي الصحيح.. ومن ثم، وقَعَ بها البيان، ونَزَل بها القرآن. [21]
ختاماً، هذه دراسة قام بها الدكتور علي حلمي موسى ـ الحاصل على دكتوراه الفيزياء الذرية النظرية من جامعة لندن ـ بتجربة حسابية رقمية على جذور الأرقام القرآنية مستخدماً الحاسوب.(1/1762)
قارنَ منها الجذور للكلمات الواردة في آيات القرآن الكريم، مع الجذور للكلمات في أبرز معاجم اللغة العربية، وفيما يلي بعض الأرقام والإحصاءات التي خرج بها:
1. ألفاظ القرآن الكريم التي لها جذور هي الأسماء والأفعال: (51899).
2. ألفاظ القرآن الكريم التي أخذت من جذر غير ثلاثي ـ بعضٌ منها مُعرّب مثل: برزخ وخردل وسلسبيل ـ عددها: (167) لفظاً.
أي أن نسبة ألفاظ القرآن الكريم التي لها جذر ثلاثي: ( 98 % ).
فهو بحق " لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " [النحل: 103].
3. أكثر ألفاظ القرآن عدداً هي المبدوءة بحرف الهمزة وعددها: (8170)، ثم حرف القاف وعددها: (4079).
4. عدد الجذور الثلاثية للكلمات القرآنية المبدوءة بالهمزة هو: (76) جذراً، وعددها في الصحاح للجوهري [22]: (187). أي أن القرآن الكريم استخدم: (40% ) من جذور الكلمات المبدوءة بالهمزة.
5. مجموع الجذور الثلاثية للكلمات القرآنية هو: (1640)، ومجموع الجذور الثلاثية في الصحاح للجوهري هو: (4814)، أي أن القرآن الكريم استخدم ما نسبته ( 34% ).
وعلى هذا يكون القرآن الكريم قد استخدم أكثر من ثلث الجذور الثلاثية للألفاظ العربية، في ( 600 ) صفحة فقط من القطع المتوسط.
إنَّ أي أديبٍ ـ جاهلي أو معاصر ـ مهما بلغت قدرته الأدبية، ومهارته البيانية، وموهبته اللغوية، لم يستخدم أكثر من (5 %) من أصول كلمات اللغة، فما معنى أن يستخدم القرآن الكريم أكثر من ثلث الكلمات العربية ؟
هذه دلالة واضحة على ظاهرة التناسق العددي في الجذور الأصلية للكلمات القرآنية، ودلالة واضحة على غزارة المادة اللغوية فيه..
وهذا كله يدل على أنَّ: القرآن الكريم ليس كلام بشر، بل هو كلام الله سبحانه وتعالى.
كما حفِظَ كتاب الله جل جلاله اللغةَ من الضياع، فلولاه: لتشعبت اللغة إلى لهجات، وضاعت الفصحى في خضمِّ العامِّيَّات. [23]
وسبحان من كلامه القرآن !
==========================================(1/1763)
1) بل أنكره: فآية الأنعام جاء بعدها قوله تعالى: " اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ(106) ". أما آية النحل فقد جاء قبلها: " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(102) ". وبعدها: " إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) ".
2) اليهود المعاصرون يطلقون ذلك اللفظ أيضاً على معنيين، الأول: " اعتنى بـ، حافظ على.. ". والثاني: " سوء، بؤس ". انظر: المعرب في القرآن الكريم، د. محمد بلاسي، ص218. نقلاً عن المعجم العبري الإنجليزي، ص949.
3) الصواب: الديباج. وهو القماش المصنوع من الحرير. انظر: معجم اللغة العربية، أديب اللجمي وآخرون 2/572 (الديباج).
4) ذكر السيوطي في الإتقان، ص335. نقلاً عن أبي بكر الواسطي قوله: " القرآن من اللغات خمسون لغة : لغة قريش وهذيل وكنانة وخثعم والخزرج وأشعر ونمير وقيس وجرهم واليمن وأزدشنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ولخم وسعد العشيرة وحضرموت وسدوس والعمالقة وأنمار وغسان ومذحج وخزاعة وعطفان وسبأ وعُمان وبنو حنيفة وثعلب وطي وعامر بن صعصعة وأوس ومزينة وثيقف وجذام وبلى وعذرة وهوازن والنمر واليمامة ". وذكر شواهداً عليه ـ في الموضع ذاته، تحت عنوان: " النوع السابع والثلاثون فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز ". وهنا يجب التذكير بقول الإمام الشافعي في الرسالة، ص42 : " ولسان العربِ أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً. ولانعلمه يُحيطُ بجميع علمها إنسان غير نبي ".
5) لم يذكر مثالاً واحداً على زعمه، كما لم يجد الباحث أي كلمة منها عجِزَ واحدٌ من المفسرين عن بيان معناها.(1/1764)
6) القضب: كلمة عربية أصيلة. جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس 5/82: " (قضب) القاف والضاد والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قطْعِ الشَّيء. يقال: قَضَبْتُ الشيءَ قَضْبا.. والقضيب: الغُصْن. والقَضْب: الرَّطْبة، سمِّيت لأنَّها تُقْضَب. والمَقَاضب: الأرَضُون تنبت القَضْب. وقَضَبت الكرم: قطعتُ أغصانَه أيّامَ الرَّبيع. وسيفٌ قاضِبٌ وقضيب: قطّاع. ورجلٌ قَضّابةٌ: قطَّاعٌ للأمور مقتدِرٌ عليها. وقُضَابة الكرم: ما يتساقط من أطرافه إذا قُضِب ". ومن التعريف يتبين أن العرب تقصد بالقضب: ما يُقطَع من الشجر. وغالباً ما يكون الأعصان الزائدة لتأكل منها الدواب، وما تأكله الدواب هو العلف..
وجاء التعبير بـ (قضباً) عند الحديث عن النبات الذي يُقطع فينبت أصله؛ ليكون أدل على القدرة، وعموم النفع للدواب، ومن ثم للناس. انظر: في تفسير القرآن وأسلوبه المعجز، د. نور الدين عتر، ص262.
7) بل عربية ويعرف العرب معناها قبل الإسلام ـ كما سبق بيانه ـ ويرى روفائيل نخلة اليسوعي أنها من (ebo) وتلفظ (أبا) في الآرامية، وهي بمعنى: " ثمرة ". انظر: المعرب في القرآن الكريم، د. محمد بلاسي، ص147.
8) انظر: في الشعر الجاهلي واللغة العربية، أحمد عثمان، ص74. والكتاب كله في الرد بالأدلة العلمية على ما أثاره المستشرق (مرجليوث) وتلميذه طه حسين، ومن بعدهما لويس عوض، من شبهات حول أصالة مفردات اللغة العربية.. يريدون منها إثبات أن: " اللغة العربية ليست عربية !! ". وخلص بعد تلك الأدلة إلى النتيجة التالية، ص93: " العبرانية والسريانية والكلدانية ولهجات الآراميين كلها عربية.. ويمكننا القول ـ نتيجة للاكتشافات الأثرية الحديثة ـ بأن كلمة (سامِيَّة) هنا تعني: (عربية) ".(1/1765)
9) ص 10. ثم ذكر ص 13 : " العالِم أولسهوزن (Olshausen) يقول فى مقدمة كتابه عن اللغة العبرية: إن العربية هي أقرب لغات الساميين إلى اللغة السامية القديمة، وأيد رأيه هذا بجملة أدلة، ارتاح لها كثير من علماء الإفرنج ".
10) ص 14.
11) ص 86.
12) انظر: المعرب في القرآن الكريم، د. محمد بلاسي، ص113. ولكن هذا الاستشهاد بكلمة (لجام) لم يقبله أحمد فارس الشدياق حين تحدث عن وجوب التحفظ قبل الحكم بتعريب أي كلمة، دون الرجوع إلى الأصول الاشتقاقية والعلاقات الدلالية والحياة الاجتماعية، قبل إصدار الحكم. حيث قال: " إني لا أنكر أن يكون قد دخل في لغة العرب ألفاظ من لغة العجم وهي أسماء لأشياء لم تكن معروفة عندهم، كلفظة: " إستبرق " مثلاً. إلا أنه ما كان بخلاف ذلك لا يصح أن يُحمَل عليه، فلا يصح أن يقال: إن اللجام معرَّب؛ لأن العرب عرفت الخيل وما يلزم لها، قبل جميع الأمم ". انظر: لغة القرآن، د. أحمد مختار، ص122. نقلاً عن كتاب: منتخبات الجوائب لأحمد فارس الشدياق.
13) انظر تفصيل الأدلة على ذلك: المعرب في القرآن الكريم، د. محمد بلاسي، ص125-134.
14) حين كان علماء الآثار الإسرائيليون يمسحون صحراء سيناء ـ بعد احتلالها نتيجة حرب 1967م ـ بحثاً عن آثار مرحلة تيه بني إسرائيل فيها، زمن سيدنا موسى عليه السلام. كانوا يوصون المنقبين عن الآثار بالبحث عن كتابات ونقوش أثرية عربية؛ لأن العبرية نشأت في القرن 10ق.م. بينما كان التيه في المنتصف الثاني للقرن 14ق.م، على الراجح تاريخياً. انظر: في الشعر الجاهلي واللغة العربية، أحمد عثمان، ص137-139. وهذه شهادة من الخصوم على سبق العربية للعبرية.
15) انظر تفصيل ذلك والأدلة عليه في كتاب: المعرب في القرآن الكريم، د. محمد بلاسي، ص67-100.
16) انظر تفاصيل البحث فيها: المرجع السابق، ص263-267.
17) لابن فارس 5/324 (نسأ).(1/1766)
18) بحسب إحصائيات الحاسوب، انظر ملتقى أهل التفسير (كم عدد كلمات القرآن الكريم من غير المكرر ؟) على الرابط التالي:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=15991&postcount=2
19) ومن هذه الكلمات، ما ورد في أبيات الشعر الجاهلي التالية:
ـ للنابغة: عَفا ذو حُساً مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ .. .. فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ (الأريك: مفرد أرائك)
وله: لِأَنَّكَ مَوضِعُ القُسطاسِ مِنها .. .. فَتَمنَعُ جانِبَيها أَن تَميلا (القسطاس)
وله: لا وارِدٌ مِنها يَحورُ لِمَصدَرٍ .. .. عَنها وَلا صَدِرٌ يَحورُ لِمَورِدِ (يحور)
ـ للأعشى: صَرَمتُ وَلَم أَصرِمكُمُ وَكَصارِمٍ .. .. أَخٌ قَد طَوى كَشحاً وَأَبَّ لِيَذهَبا (أبّ)
وله: كَأَنَّ جَنِيّاً مِنَ الزَنجَبيـ .. .. ـلِ خالَطَ فاها وَأَرياً مَشورا (زنجبيل)
ـ لتأبط شراً: وَبَقايا الأَسباطِ أَسباطِ يَعقو .. .. بَ دارِسِ التَوراةِ وَالتابوتُ (الأسباط، التابوت)
وله: خَفَضتُ بِساحَةٍ تَجري عَلَينا .. .. أَباريقُ الكَرامَةِ يَومِ لَهوِ (أباريق)
وله: عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ .. .. مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ (غساق)
ـ للمتلمس: لَهُ جُدَدٌ سودٌ كَأَنَّ أَرَندَجاً .. .. بِأَكرُعِهِ وَبِالذِراعَينِ سُندُسُ (سندس)
ـ لابن عمرو السكوني: وَنَهنَهتُ رَيعانَ العَديِّ كَأَنَّهُ .. .. غَوارِبُ تَيّارٍ من اليَمِّ يُجنَبُ (اليم)
ـ لامرئ القيس: وَيَمنَعُها بَنو شَمجى بنِ جَرمٍ .. .. مَعيزَهُم حَنانَكَ ذا الحَنانِ (حنان)
ـ لأبي طالب: أَمِن أَجلِ حَبلٍ ذي رِمامٍ عَلَوتَهُ .. .. بِمِنسَأَةٍ قَد جاءَ حَبلٌ وَأَحبُلُ (منسأة)
وقد تم الاستفادة من برنامج: " الموسوعة الشعرية " الإصدار الثالث للمجمع الثقافي، إشراف: محمد السويدي، أبو ظبي.
20) انظر: قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، أ.د. فضل حسن عباس، ص94.(1/1767)
21) انظر: إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر، د. علي النملة 2/642.
22) هو إسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ) إمام في اللغة والأدب، يُضرب بجودة خطه المثل.رحل إلى بلاد العرب، وأخذَ اللغة عنهم مشافهة، ثم رجع إلى نيسابور مدرساً وناسخاً للمصاحف. انظر: معجم الأدباء، ياقوت الحموي 6/163.
23) انظر: إعجاز القرآن البياني، د. صلاح الخالدي، ص 332.
---
(1/1768)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفضل كتاب في متشابه القرءان للحفاظ؟
---
أفضل كتاب في متشابه القرءان للحفاظ؟
---
شرقان
11-21-2004, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ما هو أفضل كتاب في متشابه أيات القرءان للحفاظ ؟ الأفضل في المتشابه مع اسم دار النشر
مع العلم أني سأشتريه مطبوعا حيث أن معرض الكتاب يبدأ غدا لدينا في الكويت
مشكورين غير مأمورين وبارك الله فيكم أخوتنا الكرام
---
شرقان
11-21-2004, 02:53 PM
بسم الله
مع العلم أني وجدت هذا الموضوع الممتاز لكنه لم يفضل أحدا على آخر
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=327&highlight=%C7%E1%E3%CA%D4%C7%C8%E5
فهل من قول فصل في كتابين حيث سأشتري اثنين بدلا من واحد إن شاء الله
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 03:44 PM
نظرت في التاريخ فإذا بالمعرض لا يزال قائماً في الكويت وسينتهي بعد ثلاثة ايام ، فقلت لعلك تستفيد من الجواب أخي شرقان .
الكتب المصنفة في المتشابه كثيرة ، ولعل أول من صنف فيه الإمام الكسائي رحمه الله المتوفى عام 189هـ. وكتابه متشابه القرآن مطبوع بتحقيق صبحي التميمي عام 1402هـ بليبيا .
وهناك متن منظوم للحافظ السخاوي رحمه الله (ت643هـ) اسمه (هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبيين متشابه الكتاب) وقد حقق مرات من أمثلها : تحقيق عبدالقادر الحسني وأصدره مركز جمعة الماجد بدبي عام 1414هـ . ثم حققه مرة أخرى مع بعض العناية الدكتور عبدالله الحكمي ، ولعلك تجد هذه الطبعة لدى المكتبات السعودية في المعرض كالرشد مثلاً.
وهناك كتاب عنوان (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ) للباحث محمد طلحة بلال أحمد منيار ، وهو مجلد من أفضل ما كتب في هذا الموضوع بحسب اطلاعي .(1/1769)
وهناك كتب كثيرة رأيتها لمعاصرين في هذا الموضوع ، للشيخ محمد عبدالعزيز المسند ، والدكتور محمد الصغير وغيرهم ، وفيها كلها خير ونفع ، وهذا الموضوع تظهر فيه بعض الإبداعات للمؤلفين ، فكل له طريقة في حصر المتشابه فلا تستهن بكتاب منها ، فما تجشم مؤلفوها عناء التأليف إلا لأنهم رأوا أنهم أتوا بما ينفع إن شاء الله .
وفقك الله ونفعك بها وجميع الإخوة الكرام.
---
شرقان
11-29-2004, 04:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل / عبدالرحمن الشهري
أشكر لك تجشمك الكتابة بعد أن نسيت الموضوع إذ أُهمل عدة أيام فقدت بعدها الأمل
لقد كان كتاب المتشابه هو همي الأول حين زرت المعرض لكن لك أن تتصور أني صادق حين أقول لك أني لم أجد إلا كتابين فقد بعد ثلاث ساعات بحث أحدهما للكرماني ولكني حين تصفحته وجدته سيئ الطباعة فصرفت عنه النظر ووجدت كتابا آخر وهو إغاثة اللهفان إلى ضبط متشابهات القرءان للأستاذ عبدالله عبدالحميد الوراقي من إصدار دار القمة في مصر وهو كتاب مميز نفيس يقع في 240 صفحة واعتمد فيه صاحبة طريقة جديدة لمعرفة المتشابهات بإن يربطها باسم السورة وسأعطيك مثالا بسيطا ففي قوله تعالى (وترى الفلك فيه مواخر) فأنت تعلم أن هذه الآية من متشابهات القرءان لكن فيه تقدمت مرة واحدة في سورة فاطر فهو يقول أنك تستطيع أن تربط بين تقدم فيه وبين اسم السورة وهي فاطر فالفاء حرف مشترك لأجله قدمت الفاء وهلم جرا على أغلب المتشابهات ولكنه في بعض الأحيان يبدو متكلفا وتكون طريقة استحضار الاستنباط أصعب من حفظ المتشابه نفسه ورغم هذا فالكتاب رائق ممتاز مع أني تمنيت فصلا لقصص الأنبياء فهي وإن لم تتشابه لفظا فقد تشابها معنى وتحتاج للبسط في مكان واحد والله أعلم(1/1770)
عموما فالمعرض هذه السنة سيئ جدا فلا تجد إلا الكتب الموجودة في المكتبات كما أن عدد دور النشر المشاركة من السعودية قليل جدا لا يتعدى العشر على أكثر تقدير حيث أني كنت أبحث عن كتاب إعانة الحفاظ من إصدار الهيئة العالمية لتحفيظ القرءان بجدة ، علما بأني وجدت كتبا عديدة في المتشابه في المكتبات خارج المعرض لكني أعتقد أن إغاثة اللهفان أفضلها أو بالأصح أسهلها
أشكرك جزيل الشكر وجزاك الله خير وسأبحث عن كتاب آخر للمتشابه حتى أعي الموضوع من جوانب أخرى كما تفضلت وأتمنى أني قد أفدت في بسط كتاب إغاثة اللهفان
والسلام عليكم
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 04:53 PM
الحمد لله أنك قرأت الرد الآن فقد خشيت أن تهجرنا بسبب تركنا الجواب ، فمعذرة لك ، وقد أردنا إفادتك فأفدتنا وفقك الله . وما ذكرته عن أفكار الكتاب الذي ابتعته (إغاثة اللهفان) طريفة ، ولذلك - كما قلت لك - لا تستهن بكتاب منها ، فإنك ربما لوجمعت الأفكار الرائعة من جميع كتب المتشابه لخرجت بكتاب كامل ، وهكذا العلم يتغازر بكثرة بحثه ودرسه ومناقشته ، وهذا سر عجيب من أسرار العلم نفسه ، وسر أعجب من أسرار عظمة القرآن الكريم .
أسأل الله لك التوفيق ، ونحن رهن إشارتك إن تعذر عليك شراء الكتاب الذي تريد .
---
أبو أنس الغامدي
07-17-2006, 03:30 PM
إن الرجوع إلى كتب التفسير ومحاولة استخلاص مافيها- في رأيي انه - يفيد الشيء الكثير مثل المحرر الوجيز والكشاف ( مع تجنب ما فيه من مآخذ ) وغيرها من كتب التفسير والرجوع إليها كمصدر أساسي ثم هذه الكتب في المتشابه ، وهناك كتاب لعله يفيد في مثل هذا وهو
درة التنزيل وغرة التأويل : محمد بن عبد الله الإسكافي ، دار المعرفة ، بيروت.
مثاله في قوله تعالى ? كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?(1/1771)
? كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ?
" والجواب عندي أنه أخبر في الأولى عما عاقبهم به من العذاب الذي لم يملك الناس إيقاعه ، ولم يمكن بعضهم من أن يفعل ببعض مثله ، وهو ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند نزع أرواحهم ، وإخبارهم إياهم بمصيرهم إلى عذاب يحرقهم ، وفي الثانية أخبر عما أنزله بهم من العذاب الذي مكن الناس من فعل مثله ، وهو الإهلاك والإغراق ، لأن ذلك مما أقدر الله العباد عليه ، فالنوعان هما : العذاب الأول من أحكام الآخرة بعد ظهور أشراط الساعة ، والعذاب الثاني من أحكام عذاب الدنيا ،والذين يبين ذلك أنه قال في الأولى ? كفروا بئايات الله ? فأخبر عن أعظم ما ارتكبوه وهو الكفر ، وذكر آيات الله وهو الاسم الذي يفيد استحقاق العبادة التي هي مضادة للكفر كما قال في سورة آل عمران ? كذبوا بئاياتتنا فأخذهم الله بذنوبهم ? أي : اخذهم من أنعم عليهم ليشكروا لما عصوا وكفروا بذنوبهم التي ارتكبوها ، ثم قال : ? والله شديد العقاب ? والمراد به عقاب الآخرة كما قال تعالى : ? ولعذاب الآخرة اش وأبقى ? ويشهد لذلك قوله في الثانية : ? كذبوا بئايات ربهم ? فذكر هذا الاسم دون غيره ؛ لأن فيه معنى أنه نعمهم وثبتهم ورباهم وقام بمصالحهم ، حتى بلغوا حد التكليف المبلغ الذي قدروا فيه على أداء حق الإنعام ، فلما غيروا ما أنعم الله به عليه من جهته ، وصرفوه إلى معصيته وتقووا بنعمته على مخالفته ، سلبهم ذلك في الدنيا بأن عجل هلاكهم فأغرقهم ، والعقاب المؤخر ذكره في هذه الآية الأخيرة مما يفعله أهل الدنيا بعضهم ببعض ، فذكره عقيب إنعامه عليهم وتغييرهم له بوضع الكفر موضع الشكر ، فغير الله سابغ الأنعام بيد الانتقام . وكما غيروا غير عليهم فالعقاب الأول أولى أن يكون المراد به عقاب الآخرة ؛ لأن(1/1772)
ليه الإخبار بالاحتراق ن والثاني هو العذاب بالإغراق"
درة التنزيل وغرة الأويل، ص47/48.
---
(1/1773)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مناقشة رسالة ماجستير لأحد أعضاء الملتقى بجامعة الأزهر
---
مناقشة رسالة ماجستير لأحد أعضاء الملتقى بجامعة الأزهر
---
أبو صفوت
11-29-2006, 12:31 PM
بمشيئة الله وتوفيقه سوف تناقش رسالة الماجستير للزميل أبو زياد محمد عطاالله العزب . بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر - فرع الزقازيق يوم الاثنين الموافق 14/11/1427هـ ، 4/12/2006
عنوان الرسالة :
الكشف والبيان عن تفسير القرآن للإمام الثعلبي من أول سورة المنافقون إلى سورة الناس تحقيقا ودراسة
وتتكون لجنة المناقشة من :
الأستاذ الدكتور / إبراهيم موسى عبد الله . مشرفا
الأستاذ الدكتور / علي محمد الشريف . مشرفا
الأستاذ الدكتور / الحسيني عمر . مناقشا خارجيا
الأستاذ الدكتور / محمد متولي إدريس . مناقشا داخليا
نسأل الله التوفيق لأبي زياد وأن تكون هذه الدرجة دافعا له للاجتهاد في خدمة كتاب الله .
---
أحمد البريدي
11-29-2006, 03:53 PM
نسأل الله التوفيق لأخينا أبي زياد محمد عطاالله العزب , وهذا الجزء الذي حققه في رسالته الماجستير , سبق وأن حقق في ثلاث رسائل علمية في جامعة أم القرى كلها نوقشت قبل عام 1420أي قبل سبع سنوات من الآن, وكنت أحدهم , فهل الباحث عثر على نسخة غير النسخ التي تم التحقيق عليها فهل هناك إضافة جديدة من الباحث ننتظر الجواب .
---
أبو زياد محمد
01-15-2007, 12:31 PM(1/1774)
الإخوة الأفاضل من القائمين على هذا الملتقى المبارك ومن الزائرين له أحييكم جميعاً بتحية الإسلام . وأتقدم بخالص شكري وتقديري إلى فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد البريدي – حفظه الله – لما له من الفضل علي في مساعدتي في رسالة الماجستير والتي هي بعنوان تفسير الكشف والبيان للإمام الثعلبي كما أني أرسلت إلى الدكتور البريدي رسالة خاصة ذكرت له فيها بعض النتائج التي توصلت إليها في الرسالة وهي من أول تفسير سورة المنافقون إلى آخر تفسير سورة الناس وأشار علي بأن أضع هذه النتائج على الملتقى , فجزاه الله عني خيراً على ما أسدى إلي من معروف . أما عن الرسالة فهي من أول تفسير سورة المنافقون إلى آخر سورة الناس . وقد اعتمدت على نسختين : نسخة مصورة من دار الكتب المصرية والأخرى من مركز الملك فيصل أرشدني إليها فضيلة الدكتور أحمد البريدي . ولعل أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث على قدر معرفتي المتواضعة : 1- تبين لي أن سورة المزمل كلها مكية بما فيها الآية الناسخة لفرضية قيام الليل خلافا لما يذكره كثير من المفسرين من أن الآية الناسخة مدنية . وذلك بوقوفي على الأسانيد والحكم عليها وبما ورد في حديث عائشة في صحيح مسلم . 2- تبين لي أن القول المنسوب إلى مجاهد في نفيه لرؤية المؤمنين ربهم في الجنة عند تفسير قوله إلى ربها ناظرة لا تصح نسبة القول إلى مجاهد . حيث حكمت على الأسانيد الواردة عن مجاهد والتي قال فيها لا يراه أحد من خلقه فوجدتها ضعيفة . والذي ثبت عن مجاهد في هذه الآية أنه قال : تنتظر الثواب من ربها . وهذا لا يعني أنه ينكر رؤية رب العالمين في الجنة . وليس في كلامه الذي ثبت بسند صحيح تصريح بذلك ، وتضعيف السند أولى من أن ينسب إلى إمام كمجاهد قول كهذا . ولقد ورد عن مجاهد أيضاً بسند صحيح التصريح بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة ، فلقد أخرج الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/291-293)بسنده عن(1/1775)
مجاهد أنه قال في قوله تعالى :"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " [سورة يونس آية 26] قال : الحسنى : الجنة ، والزيادة : النظر إلى الرب . وأخرج بإسنادين مختلفين عن مجاهد في قوله :"إلى ربها ناظرة" قال : تنظر إلى ربها . فبذلك ثبت أن مجاهد لا ينفي الرؤية بل يثبت رؤية الله ، أما ما ثبت عنه من أنه قال : تنتظر ثواب ربها , فيحمل هذا على أن الثواب هو رؤية الله مادام هو يثبت الرؤية . ثم وجدت بعد ذلك كلاما للإمام الدارمي في رده على المريسي قريبا من هذا . قال الإمام الدارمي رداً على من تمسك بأثر مجاهد : " قلنا نعم تنتظر ثواب ربها ، ولا ثواب أعظم من النظر إلى وجهه " . وهذا خلافا لمن خطَّأ مجاهد في هذا القول . 3- تبين لي أن سورة الأعلى مكية كلها خلافا لمن زعم أنها مدنية لذكر زكاة الفطر فيها . واستدللت على ذلك بما رواه البخاري عن البراء بن عازب قال : " أول من قدم علينا من أصحاب النبي e مصعب بن عمير وابن أم مكتوم , فجعلا يقرئاننا القرآن , ثم جاء عمار وبلال وسعد , ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين , ثم جاء النبي e فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به, حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون : هذا رسول الله e قد جاء , فما جاء حتى قرأت " سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى" في سور مثلها . 4- سورة البينة مدنية خلافا لمن قال إنها مكية . واستدللت بالحديث الذي رواه أحمد عن أبي حبة البدري قال : لما نزلت : " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب " إلى آخرها قال جبريل عليه السلام : يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبياً فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأبي : إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة " . 5- سورة التكاثر مدنية خلافا لمن ذهب أنها مكية . واستندت إلى ما أخرجه البخاري عن أبي بن كعب قال : كنا نرى هذا من القرآن - لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب - حتى(1/1776)
نزلت ألهاكم التكاثر . 6- سورة الكوثر مدنية خلافا لمن ذهب إلى أنها مكية . واستندت إلى الحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك قال : " بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معنا إذ أغفى إغفاءة أو أغمي عليه ، فرفع رأسه متبسماً فقال : هل تدرون مم ضحكت ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال أنزلت علي سورة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } ثم قرأ حتى ختم السورة". كما قمت بالترجيح بين الروايات الواردة في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك من خلال كلام العلماء بأن الذي يخلص إليه من هذه الروايات أن الآية فيها ثلاثة أسباب للنزول : الأول : أنه في الواهبة نفسها للنبي وهذا ضعيف كما تم بيانه . الثاني : أنه في شرب العسل . الثالث : أنه في تحريم النبي - صلى الله عليه وسلم - مارية على نفسه . والسببان الأخيران صحيحان ، لكن هناك اختلاف في المرأة التي شرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها العسل ، فورد أنها حفصة وزينب بنت جحش وهذا في الصحيحين ، وورد أنها سودة عند ابن مردويه , ولكن رجَّح الحافظ ابن حجر طريق الصحيحين عن طريق ابن مردويه , وورد أن شرب العسل كان عند أم سلمة ، وضعفه الحافظ ابن حجر بالإرسال والشذوذ .قلت : وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/171) وفيه : الواقدي وهو متروك الحديث كما في ميزان الاعتدال (6/273) ، وداود بن الحصين وهو متروك أيضاً كما في ميزان الاعتدال (3/7) فتبقى مسألة شرب العسل منحصرة في حفصة وزينب بنت جحش ، وقد بين الحافظ ابن حجر أنه من الممكن الجمع بينهما فقال في فتح الباري (9/289) : " …. ، وطريق الجمع بين هذا الاختلاف : الحمل على التعدد ، فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد ، ويمكن أن تكون القصة التي وقع فيها شرب العسل عند حفصة سابقة ، ويكون تحريم العسل واختصاص نزول الآية بالقصة التي فيها أن عائشة وحفصة هما المتظاهرتان " . والسبب الثالث :(1/1777)
وهو تحريم النبي مارية على نفسه صحيح أيضاً كما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (8/158 ، 159) وقال :" أخرجه النسائي بسند صحيح ، والضياء المقدسي بسند صحيح " .وهذا خلاف من ضعفه من العلماء . فيبقى أن الآية نزلت في هذين السببين في تحريم العسل وتحريم مارية ، وقد ذهب العلماء إلى الجمع بينهما ، فقال الإمام الشوكاني في فتح القدير (5/ 335) " ... ، فهذا سببان صحيحان لنزول الآية ، والجمع ممكن بوقوع القصتين : قصة العسل ، وقصة مارية ، وأن القرآن نزل فيها جميعاً . وفي كل واحد منهما أنه أسر الحديث إلى بعض أزواجه " . قلت : وهذا ما يسميه العلماء بتعدد الأسباب والنازل واحد . إلى غير ذلك مما ورد في البحث المتواضع . وذكرت هذه كأمثلة . والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزاني وأن يغفر لي سيئاتي . إنه ولي ذلك والقادر عليه .
---
المؤمن
01-24-2007, 09:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في علمك ،ووفقك الله في مسيرتك العلمية ؛وأسأل الله لك أن يوفقك إلى إنجاز رسالة في الدكتورة تكشف الحجاب عن كتاب آخر من تراثنا الممتد عبر القرون . أخوك محمد نذير الجزائري
---
أبو زياد محمد
01-24-2007, 10:43 PM
جزاك الله خيرا أخي محمد . وبارك فيكم . ونفع بكم
---
(1/1778)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صلاة التراويح من المسجد الحرام والمدينة للعام الحالى بث حى صوت وصورة
---
صلاة التراويح من المسجد الحرام والمدينة للعام الحالى بث حى صوت وصورة
---
أبو محمد الظاهرى
09-29-2006, 01:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صلاة التراويح من المسجد الحرام والمدينة للعام الحالى بث حى صوت وصورة
مع إمكانية الحفظ بالجهاز ...
هذا هو الرابط
http://www.ahdaf.net/ramadan1427/salat
اللهم ارزقنا عمرة فى رمضان ... نسألكم الدعاء بذلك ...
---
الجكني
09-29-2006, 01:26 AM
اللهم استجب لأبي محمد الظاهري دعاءه ويسر أمورنا وأموره وجميع المسلمين ،اللهم آمين
---
أبو محمد الظاهرى
09-30-2006, 02:59 PM
اللهم استجب لأبي محمد الظاهري دعاءه ويسر أمورنا وأموره وجميع المسلمين ،اللهم آمين
آمين....
وجزاكم الله خيراً سيدى الشيخ ...
---
(1/1779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب ( 1 )
---
ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب ( 1 )
---
مرهف
05-18-2003, 01:07 PM
التعريف بابن عادل
ـ اسمه ونسبه ولقبه وكنيته (1):
هو أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني.
وقد تفرد صاحب السحب الوابلة وكناه بأبي الحسن ،ولم يذكر غيرها؛ وهي خلاف ما تعارف عليه الناس في من اسمه عمر ؛ خاصة في عصر المماليك ؛ فعلى فرض صحة هذه الكنية يمكننا القول : ربما كانت له كنيتان : الأولى هي أبو حفص ،والثانية:أبو الحسن ، ولكن ابن عادل يشتهر بالأولى أكثر.
والمشهور في لقبه :سراج الدين ،غيرأنه ورد بلقب زين الدين في معجم الدراسات القرآنية وعند محقق نفحة الريحانة ،ونسب ذلك إلى معجم المؤلفين، ولكن الذي في معجم المؤلفين أنه سراج الدين، ولقبه بزين الدين خلاف المشهور ،والله أعلم.
وأما نسبه النعماني ، فهي نسبة إلى ( نعمان ) ،وتضبط : إما بضم النون وسكون العين ، أو بفتح النون وسكون العين، فعلى الاحتمال الأول ـ وهو بضم النون وسكون العين ـ فإنها اسم مشترك لثلاث مدن وهي (2):
ـ النُّعمانية: وهي بلدة عل شط دجلة بين بغداد وواسط في نصف الطريق، وأهلها شيعة غالية.
ـ النُّعمانية: وهي قرية بمصر.
ـ نُعمان ،وهي معرّة النعمان،وهي مدينة كبيرة من بلاد الشام بين حلب وحماة،ولكن المشهور والمعروف في النسبة إليها بـ ( المعري ) ،ولم أجد من نسب إليها بالنعماني.
أقول: وقد تكون نسبة النُّعماني ـ بضم النون ـ إلى النعمان بن بشير الصحابي الجليل ـ وستأتي ترجمته ـ ،فتكون من قبيل بيان نسبه الذي يرجع إليه، كما تقول :عمري وبكري، لا إلى بلدٍ ولد فيه، أو رحل إليه والله أعلم
أو بفتح النون وسكون العين ،فنسبة أيضاً إلى عدة مدن ومواضع في الحجاز وبلاد الشام (3):(1/1780)
ـ نَعمان ، بلد في بلاد الحجاز .
ـ نعمان :واد يسمى نعمان الأراك ، وهو بين مكة والطائف.
ـ واد لهذيل على ليلتين من عرفات .
ـ واد يسكنه بنو عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل ،بين أدناه ومكة نصف ليلة .
ـ واد قرب الكوفة من ناحية البادية .
ـ واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة.
وكذلك إلى عدة مواضع كثيرة في اليمن (4)، ولا أرى داعياً لذكرها لاستبعاد كونه منها .
فذهب محققو اللباب المطبوع إلى أنه منسوب إلى النعمانية ـ بضم النون ـ وهي البلدة بين بغداد وواسط وأنه دخل إليها واستوطن فيها فنسب إليها (5).
و استبعد هذا الكلام؛ لكون هذه البلدة قد عرف أهلها بأنهم شيعة غالية ؛ولايظهر التشيع هذا في ابن عادل من خلال تفسيره ، ثم إن ابن عادل مذهبه حنبلي ،ويقرر المسائل العقدية والأصولية على مذهب أهل السنة والجماعة، والله أعلم.
وذهب الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع إلى أنها نسبة إلى نعمان ـ دون أن يضبطها ـ البلدة الشامية وجعل نسبة الدمشقي قرينة على ذلك، وظاهر كلامه أن البلدة هي معرة النعمان؛إذ لم يشر إلى موضع البلدة الشامية التي ابن عادل منها ،ولايشتهر في بلاد الشام بلدة بهذا الاسم سواها.(1/1781)
والذي أراه ـ إن كانت نسبة النعماني لبلدة ـ أن يكون ضبطها بفتح النون وسكون العين ،نسبة إلى واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة (6)،وأن ابن عادل ينسب إليها أصالة،وأستبعد أن يكون من مصر لأن شيوخه من بلاد الشام كما سيأتي، هذا مع العلم أن عصره كان فيه فحول العلماء والمحدثين في مصر ؛فلو كان من مصر لقدمت نسبة النعماني على الدمشقي كما هي عادة المؤرخين في تقديم النسب الأصلي ثم نسب البلد التي نزل بها ، ولو رحل إلى مصر لذُكر لنا شيخ من شيوخه على الأقل ، فيتعين أن يكون من بلاد الشام ؛ولا ينسب بالنعماني في بلاد الشام إلا لموضعين :معرة النعمان ،ونعمان الواد القريب من الفرات، ثم إن النسبة إلى معرة النعمان هي المعري ،ولم نر من نسب إليها بالنعماني ، وعلى فرض ترجيح كون نعمان الشامية ؛فهو من الوادي المذكور ،ثم إن نسبة ( الدمشقي ) قرينة قوية في ذلك ، ترجح ما قلته والله أعلم.
هذا كله إذا قلنا بأنه منسوب إلى بلدة ، استنادا لما نقل أنه ورد في آخر الجزء الأول من تفسيره الموجود في المكتبة الأحمدية بحلب: ( جمعه وعلقه لنفسه عمر بن علي بن عادل النعماني منشأً ، الحنبلي مذهباً) (7).
ولكن الذي في النسخة الأحمدية في الصفحة الأخيرة من الجزء الأول [ الورقة297/آ] أنه : ( النعماني نسباً ،الحنبلي مذهباً )،وكذلك أيضا جاء في غلاف الجزء الثالث من نسخة تشستربتي [الورقة 1/ب] أنه :( النعماني نسباً ، الحنبلي مذهباً ) .
وعليه فتكون هذه النسبة إلى النعمان بن بشير ،فيكون ضبطها بضم النون وسكون العين.
أقول : والذي أميل إليه أنه النعماني نسباً ، فيكون ابن عادل منسوباً إلى الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه ،وهذا مايرجح أن ولادته كانت بدمشق ،وأصله خزرجي من بلاد الحجاز والله أعلم .
.................................................. .......(1/1782)
ـ انظر : ذيل التقييد للفاسي 2/248 ،السحب الوابلة لابن حميد 2/793 ،نيل السائرين في طبقات المفسرين صـ243 ،مجلة المجمع العلمي العربي المجلد 20/831 ، مقال بعنوان :ترجمة مفقودة ،للأستاذ راغب الطباخ ،معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 2/568 ، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 6/466 ،كشف الظنون 2/1543 ،هدية العارفين 1/794 ،الأعلام للزركلي 5/58 ، نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة للمحبي ت: الحلو 6/347 ،مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صـ15 العدد 17 رجب 1417 بعنوان :ابن عادل وتفسيره اللباب في علوم القرآن ،للدكتور محمد عبد الرحمن الشايع ،ومنه عن معجم الدراسات القرآنية لابتسام الصفار ص332 ،طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي ص 418
2 ـ معجم البلدان لياقوت الحموي 5/339 ،ت عبد العزيز الجندي ، ط دار الكتب العلمية ، الأنساب للسمعاني 5/509 ،ت عبد الله عمر البارودي ،ط دار جنان ، لب اللباب في تحرير الأنساب للسيوطي 2/299 ، ت محمد أحمد وأشرف عبد العزيز ، ط دار الكتب العلمية
3 ـ انظر معجم البلدان 5/339 ، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ،عبد الله البكري 4/1316 ت مصطفى السقا طـ عالم الكتب بيروت (د ، ت )
4 ـ انظرها في معجم البلدان 5/339 ، معجم المدن والقبائل اليمنية ،إبراهيم أحمد القحفي ص 435،436، ط منشورات دار الحكمة ، صنعاء 1985 ،وانظر فتح رب الأرباب 2/388 .
5 ـ اللباب 1/21 المقدمة ط دار الكتب العلمية ، ولم يذكروا دليلاً لما ذهبوا إليه .(1/1783)
6ـ وهي رحبة مالك بن طوق ،بينها وبين دمشق ثمانية أيام ،ومن حلب خمسة أيام ،وإلى بغداد مئة فرسخ ، وإلى الرقة نيف وعشرون فرسخاً، وهي بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات أسفل من قرقيسيا ، قال البلاذري :لم يكن لها أثر قديم وإنما أحدثها مالك بن طوق التغلبي في خلافة المأمون . انظر معجم البلدان 3/34 ط دار الفكر ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ،أحمد بن علي القلقشندي ص 177 ط دار الكتب العامية أولى 1405، 1984 .
7 ـ كما نقل ذلك الأستاذ راغب الطباخ رحمه الله في مقاله في مجمع العلمي العربي 20/381 ،وتبعه عليه الدكتور محمد الشايع في مجلة الإمام محمد بن سعود ص 16.
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2003, 11:36 AM
بمناسبة ذكر تفسير ابن عادل رحمه الله ، أود أن أشير إلى أنه تم دراسة منهج ابن عادل في التفسير مع تحقيق سورة الفاتحة منه في قسم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
والذي قام بذلك هو الدكتور مناع بن محمد القرني الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد. وأشرف عليه الأستاذ الدكتور زاهر الألمعي وفقه الله. وقد نوقشت الرسالة عام 1415هـ
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2003, 01:45 PM
بسم الله
وللفائدة ؛ فقد طبع الكتاب كاملاً في عشرين مجلداً عن دار الكتب العلمية بتحقيق كل من عادل أحمد عبدالموجود وعلي محمد معوّض ، وشارك في تحقيقه برسائل علمية كل من الدكتور محمد سعد رمضان حسن ، والدكتور محمد المتولي الدسوقي .
وهو كتاب ضخم حافل بنقولات كثيرة ؛ إلا أني لا حظت بعد مطالعتي له ، وقراءة مواضع منه أنه يعتمد كثيراً على تفسير الرازي ، والدر المصون للسمين الحلبي . فهل توافقني على هذا الرأي يا أخي مرهف ؟
---
مرهف
05-20-2003, 06:08 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه :(1/1784)
أما لتحقيق سورة الفاتحة وبيان منهج ابن عادل في تفسيره فقد سمعت به وحاولت الحصول عليه أثناء إعدادي لبحث الماجستير في تحقيق جزء من تفسيرابن عادل ودراسته لكني لم أستطع وحبذا لو أدتموني في النتائج التي توصل إليها صاحب الرسالة في الأمور الآتية :
نسبة النعماني التي ينسب إليها ابن عادل .
مولده ووفاته وشيوخه .
هل كتابالمحرر في الفقه الحنبلي صحيح النسبة إليه .
إذ أن هذه الأمور مازال الغموض يسحوذ عليها وتحتاج إلى بيان وبحث ز
وأنا أوافق الأخ أبا مجاهد في أن ابن عادل يعتمد كثيراً على تفسير الرازي والدر للسمين الحلبي وأضف لذلك اعتماده على تفسير البغوي وتفسير القرطبي أيضاً وسأوضح ذلك إن شاء الله في ذكر مصادر ابن عادل في السلسلة الثانية إن شاء الله تعالى .
أما بالنسبة لتحقيق تفسير ابن عادل في دار الكتب العلمية فإني أذكر أننا عندما بدأنا بتحقيق تفسير ابن عادل مع مجموعة من زملائي في قسم التفسير وعلوم القرآن (جامعة أم درمان )لنيل درجة الماجستير لم يكن الكتاب مطبوعاً ، ونفاجأ عندما نعلم ونحن في بداية عملنا أن دار الكتب العلمية بدأت بطبعه محققاً فانتابنا الخوف من أمرين :
الأول : أن الموافقة جاءت على أساس أن الكتاب غير مطبوع ، فتخوفنا من رفض الرسائل بسبب طباعته .
الثاني : السرعة التي أخرج فيها الكتاب مع صعوبة التحقيق فيه للأخطاء الكثيرة من فروق النسخ والسقط وغير ذلك من عيوب المخطوطات خاصة بعدما علمنا أن دار الكتب العلمية سرقت الموضوع وعلمت أننا نقوم بتحقيقه على شكل رسائل علمية لتقوم الكلية بطبعه كاملاً بتحقيق علمي ، فأخرجت دارالكتب العلمية الكتاب بتحقيق نجاري .(1/1785)
ولكن المشرفين على الرسائل وهم : شيخنا الدكتور نور الدين عتر والدكتور بديع السيد اللحام أشاروا علينا بأن نرفق مع الرسائل الأخطاء العلمية التي وقعت في طبعة دار الكتب العلمية لبيان أهمية استمرار هذا المشروع .وبالفعل قام عدد من الزملاء بذلك فخرجوا بطامات من الأخطاء العلمية من سقط كلمات وجمل وغير ذلك .
ثم ماذا تفسر خروج أربع كتب محققة لعادل عبد الموجود وشركاه في سنة واحدة وكل كتاب في أكثر من سبع مجلدات ؟ هذا مع علمنا بقيمة الكتب التي تطبعها دار الكتب العلمية إذ تتميز بأنها تجارية لا يوثق فيها كثيراً إلا أن يكون الكتاب مصوراً من نسخ قدية نسأل الله السلامة وإنا لله وإنا إليه راجعون .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2003, 10:35 PM
بسم الله
أنا أوافق الأخ مرهف فيما ذكر عن طبعات دار الكتب العلمية ببيروت ، فطبعاتها رديئة ، كثيرة الأخطاء المطبعية بشكل يصعب وصفه ؛ ولذلك فإني أحرص ألا أشتري طبعاتها إلا عندما يتعذر الحصول على طبعات أخرى لما نشرته .
وقد تقرر ذلك عندي منذ زمن ، وطبعاتهم في الأعم الأغلب تجارية . إلا ما ذكره الأخ مرهف من الطبعات القديمة المصورة عن طبعات أخرى .
ولا نقصد بتعليقنا السابق التقليل من شأن ما يقوم به الباحثون الجادون من تحقيق لكتب حققت بتحقيقات تجارية تشوه الكتاب وتسيء إليه أكثر من خدمته .
ومن الكتب التي أرى أنها لا زالت بحاجة إلى تحقيق علمي رصين كتاب الشوكاني في التفسير : فتح القدير ؛ فمع تعدد طبعاته وتنوعها إلا أن كل الطبعات التي رأيتها مليئة بالتصحيفات والأخطاء ، ولم تخدم الكتاب الخدمة المطلوبة .
ولا أدري هل حقق الكتاب تحقيقاً جيداً ، أم لا ؟
---
(1/1786)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسماء131 كتابا من كتب التفسير المطبوعة
---
أسماء131 كتابا من كتب التفسير المطبوعة
---
عبدالرحمن السديس
04-25-2003, 12:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فهذه مشاركة كتبتها على عجل بمناسبة افتتاح ملتقى أهل التفسير المبارك النافع بإذن الله، وقد اختصرت في العناوين، ولم أذكر المحقق في الغالب، ولا عدد الأجزاء، ولا دار النشر؛ لأن ذلك يأخذ مني وقتا كبيرا، وذلك لقلة دربتي على الطباعة في الحاسب، لكن اجعل هذه الأسماء كالفهرس لكتب التفسير، وأيضا لم أرتبها لكن حاولت على عجل أن أجعل المختصرات بجوار الأصول وكتب الأحكام متوالية وأما الباقي فهي في الغالب مبعثرة من غير ترتيب وبإمكانك أن تنقلها إلى الوورد في جهازك وترتبها على الحروف إن شئت ففيه هذه الميزة على ما أطن، وبإمكانك البحث فيها من خلال الضغط على ctrl + f ولاحظ أني لم أذكر كتب غريب ومفردات القرآن ولا كتب الإعراب، ولم أستوعب كل المطبوع فقد فاتني شيء كثير لعل من وقف على شيء منه أن يوافي به مشكورا ، وتنبيه أخير، قد يوجد أخطاء في أسماء الكتب أو المؤلفين نظرا لأني لم أقف عليها جميعها بل بعضها مأخوذ بواسطة إما فهارس أومراجع و..
وإليك المقصود :
1-جامع البيان / الطبري
2-مختصر تفسير الطبري /التجيبي
3- تفسير الطبري / تهذيب صلاح الخالدي
4-مختصر تفسير الطبري / الصابوني
5-تفسير القرآن العظيم /ابن كثير
6-مختصر تفسير ابن كثير /آل الشيخ
7-مختصر تفسير ابن كثير/ الرفاعي
8-مختصر تفسير ابن كثير المسمى عمدة التفسير/ أحمد شاكر
9-مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني
10-مختصر تفسير ابن كثير /محمد كريم راجح
11-مختصر تفسير ابن كثير / محمد موسى نصر(1/1787)
12-مختصر تفسير ابن كثير/ المباركفوري
13-فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير / محمد كنعان
14-أيسر التفاسير من ابن كثير / خالد العك
15-تفسير القرآن العظيم/ ابن أبي حاتم
16-معالم التزيل /البغوي
17-تفسير القرآن العظيم/ عبد الرزاق الصنعاني
18-أضواء البيان /الشنقيطي
19-فتح القدير /الشوكاني
20-زبدة التفسير من فتح القدير / الأشقر
21-نفح العبير زبدة التفسير من فتح القدير / الأشقر
22-الفتح الرباني مختصر تفسير الشوكاني / عبد العزيز آل الشيخ
23-فتح البيان /صديق القنوجي
24-الجلالين /المحلي والسيوطي
25-حاشية الصاوي على الجلالين / الصاوي
26-الفتوحات الإلهية على تفسير الجلالين / العجيلي
27-قرة العينين على تفسير لجلالين/ محمد أحمد كنعان
28-مهذب تفسير الجلالين /علي مصطفى خلوف وآخرون
29-قرة العين من البيضاوي والجلالين / النبهاني
30-الدر المنثور/السيوطي
31-مدارك التنزيل /النسفي
32-البحر المحيط / أبو حيان
33-التسهيل /ابن جزي الكلبي
34-روح المعاني / الألوسي
35-تيسير الكريم الرحمن / السعدي
36-تفاسير الأحكام: زاد المسير /ابن الجوزي
37-الجامع لأحكام القرآن / القرطبي
38-مختصر تفسير القرطبي / دار الكتاب العربي
39-أحكام القرآن / الجصاص
40-التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية /ملا جيون
41-أحكام القرآن / إلكيا الهراسي
42-أحكام القرآن / جمعه البيهقي من كلام الشافعي
43-القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز /السمين الحلبي
44-أحكام القرآن / ابن العربي
45-نيل المرام في تفسير آيات الأحكام /صديق خان القنوجي
46-تفسير آيات الأحكام / مناع القطان
47-تفسير آيات الأحكام / أشرف على طبعه وتنقيحه محمد علي السايس
48-الإكليل في استنباط التنزيل / السيوطي
49-روائع البيان في تفسير آيات الأحكام / الصابوني
50-تفسير آيات الأحكام / محمد علي قطب
51-تفسير آيات الأحكام / أحمد الحصري
52-المصطفى من آيات الأحكام / د. فريد مصطفى(1/1788)
53-أيسر التفاسير / أبو بكر الجزائري
54-الكشاف / الزمخشري (تنبيه: الكشاف من تفاسير المعتزلة لكنه أساس في علم البلاغة حتى قيل المفسرون عيال على الزمخشري في البلاغة لذلك ذكرته دون غيره من كتب التفسير للمعتزلة والرافضة)
55-المحرر الوجيز / ابن عطية
56-التحرير والتنوير / ابن عاشور
57-توفيق الرحمن / فيصل آل مبارك
58-محاسن التأويل /القاسمي
59-مختصر تفسير القاسمي / صلاح ارقه دان
60-صفوة التفاسير /الصابوني
61-الضوء المنير على التفسير/ الصالحي (جمع لتفسير ابن القيم وقد جمع باسم التفسير القيم وجمع باسم بدائع التفسير)
62-نظم الدرر في تناسب الآيات والسور / البقاعي (ليست تفسيرا خالصا)
63-بصائر ذوي التمييز / الفيروز آبادي (ليست تفسيرا خالصا)
64-تفسير القرآن الكريم / ابن عثيمين (طبع منه عدة أجزاء)
65-كتب التفسير العلمي(5): التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)/ تفسير الرازي
66-مختصر تفسير الرازي / خالد العك
67-الجواهر /طنطاوي جوهري
68-كشف الأسرار النورانية القرآنية / محمد الأسكندراني
69-القرآن ينبوع الغلوم والمعارف / علي فكري
70-التفسير العلمي للآيات الكونية / حنفي أحمد
71-التفسير الكبير / بن تيمية (جمع د.عبدالرحمن عميرة)
72-أنوار التنزيل / البيضاوي
73-تفسير البيضاوي وبهامشه حاشية الكازروني
74-حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي / الشهاب
75-حاشية محيي الدين زاد على البيضاوي
76-مواهب الجليل من تفسير البيضاوي
77-لباب التأويل /الخازن
78-مختصر تفسير القرآن الكريم العظيم / محمد علي قطب (مختصر لتفسير الخازن)
79-إرشاد العقل السليم / أبو السعود
80-التفاسير الاجتماعية (5): في ظلال القرآن / سيد قطب
81-تفسير المراغي / المراغي
82مختصر تفسير المراغي / د.حميدة النيفر
83-صفوة الآثار والمفاهيم / عبد الرحمن الدوسري (لم يكمل)
84-تفسير القرآن الكريم / محمود شلتوت
85-تفسير المنار / محمد رشيد رضا
86-بحر العلوم / السمرقندي(1/1789)
87-الكشف والبيان /الثعلبي
88-الجواهر الحسان/الثعالبي
89-غرائب القرآن / النيسابوري
90-السراج المنير /للخطيب الشربيني
91-النهر الماد من البحر / أبو حيان (مختصر من البحر)
92-الدر اللقيط من البحر المحيط / تاج الدين الحنفي (مختصر للمحيط)
93-تفسير ابن باديس / ابن باديس
94-تنوير المقباس من تفسير ابن عباس/ أبو الطاهر الفيروز آبادي (ينظر في صحته)
95-تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة / عبد العزيز الحميدي
96-تفسير ابن عباس / علي بن أبي طلحة / راشد الرجال
97-تفسير الثوري / سفيان الثوري
98-اللباب / ابن عادل الحنبلي
99-التفسير الوسيط / الواحدي
100-الوجيز في تفسير الكتاب العزيز / الواحدي
101-تفسير القرآن / العز بن عبد السلام
102-روح البيان / البروسوي
103-تنوير الأذهان من تفسير روح البيان / تحقيق الصابوني
104-التفسير المنير / د. الزحيلي
105-تبصير الرحمن وتيسير المنان / المهايمي
106-تفسير القرآن / الماوردي
107-تفسير سفيان بن عيينة
108-التفسير المختصر المفيد / محمد رضا
109-التفسير الواضح / محمد أحمد حجازي
110-المختار من تفسير القرآن / محمد متولي الشعراوي
111-التفسير الوجيز / د. الزحيلي وأصحابه
112-التفسير المأثور عن عمر بن الخطاب / جمع إبراهيم حسن
113-تفسير ابن جريج / علي حسن عبد الغني
114-تفسير القرآن الكريم / عبد الجليل عيسى
115-المنتخب في تفسير القرآن / الزرقاني
116-تفسير السدي الكبير / محمد عطا
117-تفسير الحسن البصري / جمع د. محمد عبد الرحيم
118-تفسير القرآن وإعرابه وبيانه / محمد علي الدرة
119-المنتخب في تفسير القرآن / لجنة القرآن والسنة /دار الأرقم
120-الميسر /لجنة من العلماء في وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية
121-تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن / السعدي
122-تفسير محمد بن إسحاق / محمد بن إسحاق / تحقيق محمد أبو صعيليك(1/1790)
123-فتح الرحمن في تفسير القرآن / عبد المنعم تعليب
124-تفسير القرآن / أبو المظفر السمعاني
125-تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها/ جمع عبد الله أبو السعود بدر
126-مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها /جمع سعود الفنيسان
127-التسهيل في علوم التنزيل / مصطفى العدوي (على شكل أسئلة وأجوبة ولم يكمل)
128-الروض الريان في أسئلة القرآن / الحسين بن سليمان بن ريان
129-تفسير محمد البهي (طبع كل سورة لوحدها)
130-الوجيز في تفسير القرآن الكريم / شوقي ضيف
131-التفسير الوسيط / محمد سيد طنطاوي.
= نسخة لملتقى أهل الحديث .
---
عبدالرحمن السديس
04-25-2003, 01:45 AM
يضاف :
132-تفسير ابن رجب / جمع طارق عوض الله
133-مرويات الإمام أحمد في التفسير / الدكتور حكمت بشير
---
عبدالرحمن السديس
04-25-2003, 10:58 AM
يضاف :
134- تفسير الإمام ابن المنذر
135- تفسير ابن أبي زمنين
أفاده أخونا صقر.
---
عبد الحكيم
04-13-2004, 10:37 PM
السلام عليكم,كنت اريد السؤال عن اماكن طبع بعض التفسيرات عموما و بيعها في مصر خصوصا ان امكن
1- تهذيب الطبري للخالدي
2- مختصر الرازي للعك
3- تفهيم القران للمودودي
4- تففسير ابن باديس[/size][/size]
---
مساعد الطيار
04-13-2004, 11:33 PM
إخوتي الكرام :
شكر الله سعيكم ، وكم أتمنى لو اكتمل التعريف بالمفسِّر ؛ كنية واسمًا ولقبًا ووفاةً .
كما يُستحسن ذكر اسم التفسير لتتم الفائدة .
---
الميموني
04-14-2004, 04:26 PM
= تفسير ابن أبي زمنين : مختصر لتفسير يحيى بن سلام
= أحكام القرآن للطحاوي: في مجلدين
بعض الكت تحتاج لتنبيه مهم في أسمائها
---
معروفي
10-25-2006, 10:10 AM
الأخ عبدالحكيم :
مختصر ( تهذيب و تقريب تفسير الطبري ) للدكتور صلاح الخالدي - طبع دار القلم بدمشق .
في سبعة مجلدات
---
منصور مهران
10-25-2006, 10:41 AM
ويضاف :
1 - تفسير الحداد اليمني
2 - تفسير السُّلمي(1/1791)
3 - تفسير عبد الرزاق صاحب المصنف
4 - تفسير ابن وهب الدينوري ، المسمى : الواضح في تفسير القرآن الكريم
5 - تفسير يحيى بن سلام صاحب ( التصاريف )
6 - جامع البيان في تفسير القرآن - محمد بن عبد الرحمن الإيجي الشيرازي
7 - مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد - محمد بن عمر الجاوي
8 - التفسير الوسيط - تأليف الدكتور وهبة الزحيلي
9 - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - محمد الأمين الهرري
10 - زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة ( لم يتمه المؤلف )
---
طالب المعالي
10-25-2006, 11:58 PM
وانا اضع صوتي مع صوت الشيخ مساعد في اهمية ذكر الاسم والكنية واللقب والوفاة
---
عبدالقادر
10-26-2006, 12:04 AM
هناك أيضا التفسير القيم لابن القيم
---
منصور مهران
10-26-2006, 03:42 AM
وهذا ( تفسير التستري ) أبي محمد سهل بن عبد الله التستري المتوفى سنة 283 هج .
وحقيقته أجوبة أجاب بها لما سُئل عن بعض آيات في القرآن الكريم ، وكانت الأجوبة ذات مغزى صوفي ، سمعها منه مريدوه ، وجمعها أبو بكر البلدي وهو ابن أحد تلامذة المؤلف - كما نقله المعتني بالكتاب عن غيره .
فليس هذا تفسيرًا لجميع القرآن ، ووجدت فيه فوائد كثيرة بغض النظر عن نزعة التصوف التي فيه ، والكتاب غني بالشواهد من الأحاديث القدسية والنبوية والأشعار وتخريجاتها جميعا متواضعة جدا ، وصفحات الكتاب نحو مئتي صفحة بخلاف المقدمة المقتضبة والفهارس .
ومما يؤسف له أن هذه النشرة لم تؤخذ عن مخطوطة بل هي مأخوذة عن إحدى طبعتين مصريتين قديمتين : طبعت الأولى سنة 1908 م والثانية سنة 1911 م .
والله المستعان .
---
الجكني
10-26-2006, 04:15 AM
1-تفسير السلمي:مجلدان
2-تفسير ابن عربي الصوفي:مجلدان
---
عصام البشير
10-26-2006, 05:03 PM
هناك أيضا التفسير القيم لابن القيم
ينظر الرقم 61، من موضوع الشيخ السديس وفقه الباري.
---
عبدالرحمن السديس
11-06-2006, 05:09 PM
ويضاف :(1/1792)
3 - تفسير عبد الرزاق صاحب المصنف
بارك الله فيكم
تقدم ورقمه 17 .
وهنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7759&highlight=%DF%CA%C8+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%E 3%D8%C8%E6%DA%C9
في مشاركة رقم 8 شيء من الترتيب لهذا التفاسير .
---
(1/1793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً
---
صدر حديثاً
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2004, 04:51 PM
صدر حديثاً في الدراسات القرآنية ..
* المتشابه اللفظي في القرآن ومسالك توجيهه عند ابن الزبير الغرناطي.
*المختصر البارع في قراءة نافع لابن جُزَيّ الكلبي .
*المنتقى في علوم القرآن.
*تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان بتحقيق الصميل.
*مناهج المفسرين للدكتور الشرقاوي.
* الطراز في شرح ضبط الخراز للإمام التنسي.
*مختصر التبيين لهجاء التنزيل لأبي داود سليمان بن نجاح .
*موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
وغيرها .. تجد التفاصيل في زاوية
صدر حديثاً - شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://www.tafsir.net/index.php?do=recentreleased)
وأحب هنا أن أعرض أمراً للمشاركة من الجميع .
نرغب في التعاون من الجميع في جميع أنحاء العالم لتنشيط زاوية (صدر حديثاً) وذلك بالكتابة إلى شبكة التفسير على العنوان info@tafsir.net بالجديد من :
- الكتب.
- الرسائل.
- المجلات العلمية.
- البحوث المتخصصة في المجلات.
- الصوتيات.
على أن يكون تعريفاً مختصراً يشتمل على الآتي :
* عنوان الكتاب .
* اسم المؤلف ، والمحقق إن كان تحقيقاً.
* الدار الناشرة ، وعدد الصفحات وحجم الكتاب.
* رقم الطبعة وسنة الطبع.
* موضوع الكتاب باختصار ، ويستعان في ذلك بمقدمة المؤلف أو المحقق.
وفقكم الله جميعاً وأنا واثق بإذن الله من أنكم سوف تتعاون معنا في ذلك ، وما أريد أن أشق عليكم ، ولكن النفع مشترك ، والفائدة متعدية.
---
الراية
12-12-2005, 01:17 PM
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/moh-2600-k.jpg
أفلا تتفكرون
تأليف : عبدالعزيز بن ناصر الجليل
الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع - الرياض - السعودية
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2005(1/1794)
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 1
اسم السلسلة : سلسلة وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم
الرقم في السلسلة : 17
عدد الصفحات : 455
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 25.0 ريال سعودي ($6.67)
نبذة عن الكتاب :
وقف المؤلف في خاتمة هذه الرسالة مع أهم ما ورد فيها من وقفات ، فقال :
الوقفة الأولى :
تحدثت في المقدمة عن الدوافع التي دفعت إلى الكتابة في ضوء قوله تعالى : (أفلا تتفكرون) ، وبيَّنت أنها دعوة إلى التفكير السليم ، وأنها دعوة إلى استخدام العقل في التفكير فيما ينفع العبد في شؤونه المختلفة – ولا سيما أمور دينه وآخرته – وبينت أن من الدوافع لهذا الموضوع انفتاح الدنيا في هذا الزمان ، وتعقيدات الحياة بحيث سيطر على تفكير كثير من عقولنا هذه الدنيا ، وتشتت الذهن في وديانها مما أدى إلى الغفلة عن الآخرة ، والغاية التي من أجلها خلق الله عز وجل الخلق ، وتبلد الفكر أمام آيات الله عز وجل ، ومن الدوافع أيضاً ما نراه من مظاهر الخلل في التفكير عند كثير منا وخطورة هذا الخلل فيما يترتب عليه قرارات ومواقف وأحكام ؛ فبيان الأسباب والعلاج هو من أهم الدوافع للكتابة في هذا الموضوع .
الوقفة الثانية :
وقفت مع أهم الآيات التي تدعو إلى التفكر والتبصر والتدبر ؛ وقسمتها إلى ثمان مجموعات :
- الأولى : الآيات التي تدعو إلى التفكر والتدبر لكتاب الله عز وجل .
- الثانية : الآيات التي تدعو إلى التفكر في آيات الله تعالى في الآفاق .
- الثالثة : الآيات التي تدعو إلى التفكر في آيات الله تعالى في الأنفس .
- الرابعة : الآيات التي تدعو إلى التفكر في آلاء الله ونعمه المتواصلة .
- الخامسة : الآيات التي تدعو إلى التفكر في سير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم وعاقبة الفريقين .
- السادسة : الآيات التي تدعو إلى التفكر في النفس ومحاسبتها : ما عليها وما لها .(1/1795)
- السابعة : الآيات التي تدعو إلى التفكر في حقيقة الدنيا والآخرة .
- الثامنة : الآيات التي تدعو إلى التفكر في آيات الله عز وجل الخارقة .
ثم ذكرت بعد ذلك أهم ما وقفت عليه من الأحاديث والآثار التي تدعو إلى التفكر والتدبر .
· الوقفة الثالثة :
فصَّلت في الباب الأول من هذا الكتاب أقسام التفكير ومجاريه ومجالاته ، وركزت على مجالات التفكير النافع الذي ذكرت أقسامه الثمانية في الوقفة السابقة ، وجعلتها فصولاً وشرحتها ، وذكرت أهم الثمار التي يُحصل عليها من التفكر في هذه المجالات النافعة ، وهذا هو أطول مبحث في هذا الكتاب .
· الوقفة الرابعة :
وهو الباب الثالث ، وفيه تطرقت لما يسمى بالخلل في التفكير وذكرت أهم المظاهر التي بدت لي من نفسي ومن بعض الناس مما يدل على خلل في التفكير سواء كان ذلك الخلل صغيراً أو كبيراً ، وضمنت كثيراً من هذه المظاهر بعض الأسباب ووسائل العلاج ومن أهم هذه المظاهر التي تطرقت إليها :
- الغرور بالعقل والوثوق الزائد به .
- السلبية في التفكير .
- الغموض والاضطراب في التفكير .
- التعميم في المواقف .
- التقليد الأعمى والجمود في التفكير .
- التفكير التسويغي .
- المبالغة والتهويل .
- الفكر العجول المتسرع .
- التفكير المتشكك الموسوس .
- الأحادية في النظرة والتفكير .
- التفكير الإنعزالي .
- التفكير الهابط الدنيء .
- التفكير العاطفي الانفعالي .
- كثرة التفكير في نقد الآخرين وعيوبهم .
- الخلل في ترتيب الأوليات في التفكير .
وختمت الحديث عن مظاهر الخلل في التفكير ببعض الوصايا والنصائح التي وجهتها لنفسي ولإخواني المسلمين ، والتي رأيت من شأنها أنها تقضي على كثير من مظاهر الخلل أو تضعفها كثيراً .
---
ش.م
12-12-2005, 10:22 PM
جهد طيب وقسم مهم لمتابعة أحدث ثمرات العقول وكنوز المعارف والعلوم
أتمنى أن يسهم كل من يقع في يده كتاب جديد بالتعريف به
---
موراني
12-13-2005, 12:28 AM(1/1796)
نظرا الى قلة اتصالي بالجهات التي تصدر عنها هذه الكتب التراثية المحققة فأرجو أن ينشر
هنا حسب الامكان عنوان الناشر علاوة على الموقع والهاتف والفاكس وذلك من أجل الحصول على هذه الكتب مباشرة
وللجميع شكري الجزيل
---
ابن الجزيرة
12-13-2005, 05:23 AM
صدر للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ تفسير سورة آل عمران في مجلدين طباعة رائعة من إصدارات دار ابن الجوزي , وعرض في معرض مكة عام 1426هـ , وهو متوفر الآن في المكتبات بسعر جيد (38 ) ريال للمجلدين , وأعتذر إن كان أحد الأخوة قد أعلن عنه في الملتقى . وقد أبدع الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا الكتاب كما فعل في سورتي الفاتحة, والبقرة , وكذلك تفسيره للنساء , والمائدة , وجزء لا بأس به من الأنعام حيث لم يتمها ـ رحمه الله ـ وهذا هو التفسير المطول للشيخ حيث يختلف عن تعليقه على الجلالين , وتفسير الدورات واللقاء المفتوح , فلم يتوسع الشيخ فيه خاصة اللقاء المفتوح والدورات . ( انظر كتاب جهود ابن عثيمين في التفسير و علوم القرآن لشيخنا الدكتور / أحمد البريدي ـ حفظه الله ـ )
---
خالد الشبل
12-13-2005, 08:38 AM
قد تفيد بعضهم زيارة هذه الرابطة (http://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_17095.shtml).
---
الراية
03-22-2006, 01:32 PM
صدر حديثاً من منشورات دار ابن الجوزي
شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية
تأليف د.مساعد الطيار
(قرأت هذا في إعلان للناشر بمجلة البيان )
---
الراية
04-02-2006, 02:18 PM
ضوابط و آثار استعانة المفسر بالقراءات
تأليف د.عادل الشدي
الناشر/مدار الوطن
غلاف – 94صفحة
نشر البحث بمجلة جامعة الملك سعود فرع العلوم التربوية والدراسات الإسلامية
العدد(17/1) تاريخ 1425هـ
اشتمل على مقدمة
المبحث الأول بين الدلالة اللغوية والدلالة الاصطلاحية
المبحث الثاني مكانة القراءات في التفسير
المبحث الثالث شروط المفسر الذي يتعرض للقراءات(1/1797)
المبحث الرابع ضوابط مهمة في تعامل المفسر مع القراءات
المبحث الخامس استعانة المفسر بالقراءات في إيضاح المعنى
---
الراية
04-05-2006, 01:09 PM
المعجزة و الرسول
من خلال سورة الفرقان
تأليف
ا.د.مصطفى مسلم
الناشر / دار القلم - دمشق
غلاف – 225 صفحة
---
الراية
06-15-2006, 05:19 PM
سلسلة الابحاث التعليمية في رعاية الموهبوين في العلوم الشريعة (2)
قراءة حمزة ورد ما اعترض به عليها
عبدالله بن صالح العبيد
دار البشائر الاسلامية
80صفحة
---
أبو حمد المطيري
06-16-2006, 12:09 AM
بحوث في القراءات أ.دأحمدشكري
دار العلوم الأردن
والمؤلف عبارة عن خمس بحوث أكثر من قيمة
---
الراية
08-06-2006, 12:20 AM
منهج القرآن ا لكريم في مدح القلة و ذم الكثرة
توفيق علي زبادي
دار الكتب العلمية - 344 صفحة
http://www.al-ilmiyah.com/Upload/2-7451-5217-3.jpg
---
الجكني
08-09-2006, 07:30 AM
صدر-ولا أدري أحديثاً أم لا ؟-كتاب "المبهج في القراءات السبع المتممة بابن محيصن والأعمش ويعقوب وخلف " للإمام سبط الخياط (ت 541) بتحقيق سيد كسروي حسن ،نشرة :دار الكتب العلمية الطبعة الأولى(1427) وللفقيركاتب هذه الحروف وقفة مع هذا التحقيق إن شاء الله 0
---
الراية
11-17-2006, 04:55 PM
الخلاف التصريفي و أثره الدلالي في القران الكريم
(رسالة علمية من جامعة القصيم – نوقشت عام 1427هـ)
فريد بن عبدالعزيز الزامل السليم
الناشر / دار ابن الجوزي
مجلد واحد / 512 صفحة
السعر = 23ريال
---
الراية
03-14-2007, 01:01 PM
البرهان في تناسب سور القران
للامام ابن الزبير الغرناطي [ ت:708هـ]
تحقيق
د.سعيد الفلاّح
دار ابن الجوزي
مجلد لطيف 302 صفحة
19 ريال
(طبع الكتاب بهذا التحقيق قديما عام 1407هـ بمطابع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية)
اعتمد المحقق على نسختين خطية ، إحداها نسخت سنة 856هـ
---
أمين الشنقيطي
03-17-2007, 07:41 AM(1/1798)
السلام عليكم روحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه بعض الكتب الحديثة في القراءات والتفسير المعروضة في (معرض الكتاب بالجامعة الإسلامية بالمدينة 1428هـ)
الفتح الرباني في علاقة القراءات بالرسم العثماني د:محمد محمد سالم محيسن جامعة الإمام1415هـ
الإمام أبوجعفر ابن جرير الطبري تأليف علي بن عبد العزيز بن علي الشبل جمعة الإمام 1419هـ
منهج أبي البركات الأنباري في إعراب القرآن في كتابه البيان في غريب إعراب القرآن
د: عبد المقصود محمد عبد المقصود مكتبة الثقافة الدينية
إيفاء الكيل بشرح متن الذيل في فن الضبط :عبد الزاق علي موسى ،طبع غراس للنشر الكويت 1427هـ
الأحاديث الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن رواية ودراية ،أحمد عبد الله الباتلي قسم السنة جامعة الإمام كنوز إشبيليا
معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات د: إبراهيم الدوسري 1425هـ عمادة البحث العلمي جامعة الإمام.
التلقين وأثره في الرواية عند المحدثين د:محمد عبد الكريم بن عبيد
مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعد الآي راجعها محمد عبد الواحد الدسوقي تحقيق جمال السيد رفاعي،
الوجيز في علوم القرآن مصطلح الحديث أصول الفقه إعداد محمد عبد المعطي
كيف ننتفع بالقرآن مجدي الهلالي
حملة القرآن من الصحابة الكرام د:سيد محمد ساداتي دار الحضارة
إبراز المعاني بالأداء القرآني د:إبراهيم سعيد الدوسري
كيف تحفظ القرآن د: راغب السرجاني
مفردة الحسن البصري لأبي علي الأهوازي د: عمر يوسف حمدان دار اين كثير للنشر عمان
الروضة الندية شرح متن الجزرية في التجويد تأليف محمود محمد عبد المنعم
منهجية التفكير العلمي في القرآن الكريم وتطبيقاتها التربوية :دخليل عبد الله الحدري جامعة أم القرى
المفسرون مدارسهم ومناهجهم القسم الأول د: فضل حسن عباس(1/1799)
الجامع تفسير القرآن لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري برواية سحنون بن سعيد (240هـ)،تحقيق وتعليق ميكلوش موراني ،دار الغرب الإسلامي.
---
(1/1800)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يفسر لي عبارة البيضاوي هذه في أول تفسيره مشكوراً ؟
---
من يفسر لي عبارة البيضاوي هذه في أول تفسيره مشكوراً ؟
---
حافظ عبدالمنان
11-29-2005, 10:07 PM
قال البيضاوي رحمه الله في أنوار التنزيل :
وإنما كسرت الباء - في بسم الله - ومن حق الحروف المفردة أن تفتح لاختصاصها بلزوم الحرفية والجر ، كما كسرت لام الأمر ولام الإضافة داخلة على المظهر للفصل بينهما وبين لام الابتداء ولام التأكيد . أهـ
ما هي هذه القاعدة في حركات الحروف المفردة ، وما معنى اختصاصها ، وما قصده بقوله : كما كسرت لام الأمر ....
إلخ .
أفيدونا بارك الله فيكم بسرعة إجابتكم
---
جمال أبو حسان
11-30-2005, 10:04 AM
قد اجاب عن هذا السؤال كل من اصحاب الحواشي على البيضاوي وبخاصه الشيخ زادة والشهاب الخفاجي وتجد جوابا مطولا فيهما والله اعلم واذا لم يسعفك الاطلاع فلعلي اشرح العبارة في لقاء اخر
---
حافظ عبدالمنان
11-30-2005, 12:40 PM
قد اجاب عن هذا السؤال كل من اصحاب الحواشي على البيضاوي وبخاصه الشيخ زادة والشهاب الخفاجي
الشيخ أبو حسان حفظك الله وجزاك خيرا
ما هي أسماء هذه الحواشي ، وهل توجد منها على النت للتحميل ؟؟
أفيدوني بارك الله فيكم
---
جمال أبو حسان
11-30-2005, 02:41 PM
الحاشية الاولى اسمها حاشية الشيخ زادة على تفسير البيضاوي وهي مطبوعة في تركيا والثانية اسمها عناية القاضي وكفاية الراضي او حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي وهي مطبوعة في بيروت وهناك حاشية كبيرة طبعت من قريب واسمها حاشية القونوي على تفسير البيضاوي ومعها حاشية ابن تمجيد وهي مطبوعة في بيروت ايضا
ولا اعلم ايا من هذه الحواشي وضع على الشبكة العنكبوتية والله اعلم بحقيقة الحال
---
حافظ عبدالمنان
12-01-2005, 04:46 AM
جزاكم الله خيرا
---
خالد الشبل(1/1801)
12-03-2005, 11:28 AM
أخي حافظ
أصل الحروف التي يُتكلّمُ بها، وهي على حرف واحد، الفتحُ، لأنه - أي الفتح - أخف الحركات، فاختاروه لها، ولكن قد تكون علة تفارق الحركةُ من أجلها هذا الأصل، وهي اللبس.
فكسروا الباء الجارّة ليفرقوا بين ما يَجُرُّ، وهو حرف فقط، وبين ما يَجُرُّ وقد يكون اسمًا، كالكاف.
كما أنهم كسروا اللام في (لِزيدٍ) ليفرقوا بين لام التوكيد ولام الإضافة. فلو قلتَ: إنَّ هذا لِزيد، فاللام للمِلك. ولو قلت: إنّ هذا لَزيد، فهذه للتأكيد، مزحلقة.
وإذا قلتَ: لِتذهبْ، فهي لام الأمر، وهي مكسورة. وإذا قلتَ: لََتذهبُ، فهي لام التوكيد، وهي مفتوحة.
فخالفوا بين الحركات من أجل الفرق.
وقوله: ولام الإضافة داخلةً على المظهر، نحو: لِزيد، لأنك إن أدخلتها على المضمر فتحت، فتقول: لَه، إذ لا لبس في المضمر.
---
(1/1802)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل توافقون على هذا الاستنباط .؟
---
هل توافقون على هذا الاستنباط .؟
---
علال بوربيق
11-12-2006, 06:42 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
قال تعالى : " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. "
يقول الإمام القرطبي في تفسيره بعدما تكلم على أحكام الغلول :
- العاشرة: ومن الغُلُول حبس الكُتُب عن أصحابها، ويدخل غيرها في معناها. قال الزُّهِريّ: إيّاك وغلولَ الكتب. فقيل له؛ وما غُلُول الكتب؟ قال؛ حبسها عن أصحابها. وقد قيل في تأويل قوله تعالى: " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ " أن يكتم شيئاً من الوَحْي رَغْبةً أو رَهْبةً أو مُداهنة. " (1)
أظن أن حبس الكتب عن مستحقيها، و عن الباحثين يدخل في الغلول أيضا .
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القرطبي (2/247) ، دار الفكر بيروت (1415هـ-1995م)
---
محمد سفر العتيبي
11-14-2006, 10:50 PM
مرحباً أخي علال
سأفترض أن السؤال من شقين:
س1: هل توافقون على استنباط الإمام القرطبي؟؟
س2: هل توافقون على استنباطي؟؟(1/1803)
الآية تفهم أكمل ما يكون الفهم بعد محاولة استيعاب -- أو الإحاطة إن أمكن على عسر هذا - بالسياق التي نزلت فيه, كسبب نزولها, والآثار الواردة فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم رضوان الله. مع التحذير من القول في القرآن الكريم بالرأي, ربما لظروف نفسية معينة, كأن يمنع أحدهم كتبه عن آخر, فيتذكر الأخير قول أحد المفسرين المتأخرين الذي يستق مع تلك الظروف النفسية, فيربط هذا بهذا, ويحدث هنا الخطأ في التأويل مالم يكن المرجع الآثار الثابتة عن سلفنا الصالح في القرون الفضلى وليس القرون الوسطى التي عاش فيها الإمام القرطبي رحمه الله - القرن السابع-- وحقيقة قراءة كتاب ((التذكرة)) مثلاً للإمام ابن فرح القرطبي, لاتجعلك تثق بمستوى تمييزه ونباهته واختياراته كثيراً, بل فيها كثيراً مما لايمكن ان يقبله عقل, كبعض الخرافات. ويكاد أن يكون نصف هذا الكتاب الوعظي ((مضروباً))
وجوابي: ننظر في الاثار الواردة عن النبي وصحابته حول هذه الاية الكريمة, ثم نتثبت من صحتها ثم نقول بها إن صحت, ونكل علم مالا نعلم الى عالمه والى الله عز وجل ينتهي علم كل عليم, ففوق كل ذي علم عليم, وكان الله بكل شيء عليماً, وأمر هذه الآية يسير
وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير
---
د. أنمار
11-17-2006, 04:07 AM
وحقيقة قراءة كتاب ((التذكرة)) مثلاً للإمام ابن فرح القرطبي, لاتجعلك تثق بمستوى تمييزه ونباهته
!!!!!!!
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2006, 08:07 AM
الغلول في هذه الآية هو أخذ شيء من المغنم خفية ، وما ورد في سبب نزول هذه الآية مع تعدد الأقوال فيه يدل في غالبه على هذا المعنى . ولستُ أدري وجه دخول حبس الكتب في هذا المعنى كما ذهب إليه الإمام القرطبي رحمه الله ، واستدلاله بقول الإمام الزهري في رأيي ليس في محله ؛ حيث إن كلام الإمام الزهري هذا مقيد بغلول الكتب ، ولا يعني أن الزهري يحمل هذه الآية على هذا المعنى .(1/1804)
ثم إن الغلول أخذٌ قبل القسمة ، وحبس الكتب منعٌ . ثم إن حبس الكتب عن مستحقيها فيه تفصيلٌ :
فإن كان منعاً بغير حق ، عن طالب حريص يحافظ على الكتاب ويعرف قيمته فهذا لا يجوز . وإن كان منعاً بحق لأي سبب صحيح فلا أرى به بأساً ، واقرأ كلام العلماء في استعارة الكتب وآدابها تجد لهم تفصيلاً في ذلك ، وقصصاً متفرقة .
وأما تعقيب الأخ محمد بن سفر وفقه الله فهو تعقيب ضعيف غير مقبول ، فليته يتأمل جيداً في الموضوع قبل طرحه ، ويحرص على تنقيح مشاركته جيداً من الناحية العلمية والإملائية ، فهو لم ينصف الإمام القرطبي في كلامه ، بل أساء إلى نفسه بكلامه الضعيف فيه ، وأما القرطبي فهو القرطبي صاحب التفسير وحسبك به إماماً موفقاً في تفسيره وفي كتابه التذكرة ، وما أورده فيه من الآثار لا يعني أنه يقول بها ، وهذا موضوع ليس هذا محل بحثه . إلا أن التأدب مع هؤلاء الكبار لا يتهاون فيه ، ورحم الله امرأ قال خيراً فغنم ، أو سكت عن شر فسلم .
---
علال بوربيق
11-18-2006, 01:01 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فضيلة د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري قولك : " ولستُ أدري وجه دخول حبس الكتب في هذا المعنى كما ذهب إليه الإمام القرطبي رحمه الله . "
مراد الإمام القرطبي : أن تستعير كتابا فلا ترده إلى صاحبه ، فحبسه عنه من الغلول .
---
عبدالرحمن الشهري
11-18-2006, 02:12 PM
جزاك الله خيراً أخي علال . لقد ذهب عن ذهني تماماً أن المقصود بقول الزهري أخذ الكتاب من مالكه ثم عدم رده إليه ، وهذا الوجه ظاهر الدخول في المعنى وفقك الله . ولم أتنبه إلا لمنع الكتاب من الإعارة ابتداءً .
جزاك الله خيراً أخي الكريم .
---
علال بوربيق
12-03-2006, 01:22 PM
وفيك بارك الله فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري
قالوا قديما :
وكل ما فهمه ذو الفهم **** ليس بنص لعروض الوهم
---
(1/1805)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن دخول زوار المنتدى في حديث :(ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون ...) الحديث
---
سؤال عن دخول زوار المنتدى في حديث :(ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون ...) الحديث
---
محب السنة
06-23-2003, 09:24 AM
هل يدخل رواد هذا المنتدى :
في قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ..................)
وهل قوله : ( في بيت من بيوت الله ) جرى مجرى الغالب أم أنه قيد مشروط لحصول الأجر ؟؟؟
للنقاش وبيان الراجح بالدليل
---
خالد الشبل
06-23-2003, 10:50 AM
أذكر أن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - خصص الحديث فيما إذا كانوا في المسجد ، فالقيد مشروط .
---
خالد الباتلي
06-23-2003, 04:49 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
فالكرامات الأربع المذكورة في الحديث وردت مقيدة في صحيح مسلم ج 4 ص 2074بلفظ : "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده "
ووردت مطلقة في صحيح مسلم ج 4 ص 2074 أيضا بلفظ :" لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ".
بل جاء في فضل هذه المجالس مارواه الطبراني في المعجم الكبير ج 6 ص 212 عن سهيل بن حنظلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم : قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم وبدلت سيئاتكم حسنات ". وصححه الألباني في الصحيحة ( 2210)
والله أعلم
---
عبدالله بن بلقاسم
06-26-2003, 12:12 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:
الإشكال يحتاج إلى نظر من جهتي الرواية والدراية،
أما من جهة الرواية(1/1806)
فقد راجعت طرق الحديث في كتب السنة، السنن وغيرها،
فكانت على ما رواه مسلم في صحيحه رحمه الله تعالى ، من سياقه للحديث بروايتين
الأولى من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بالقيد المذكور
والثانية من طريق الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد بدونه،
فلا شك في ورود الحديثين مرة بإطلاق ومرة بقيد، فلا محل للترجيح من جهة الرواية
واللفظان يدلان على أن أصل الحديث واحد والله أعلم
فإن كانا لفظين لحديث واحد كان القيد في الأول زيادة من ثقة وهي مقبولة لأن راويها أبو صالح وهو ثقة
ووجب العمل بهذه الزيادة التي هي قيد الحديث، ثم يصار إلى مسرح الدراية للنظر،
وأما من الجهة الأصولية :
فإن حمل المطلق على المقيد في حال اتحاد السبب والحكم هو مذهب عامة الأصوليين والفقهاء
قال في المراقي
وحمل مطلق على ذاك وجب إن فيهما اتحد حكم والسبب
قال الشارح:
يعني أنه إذا ورد في الوحي نص فيه إطلاق وآخر فيه تقييد وكان سببهما واحدا وحكمهما أيضا واحد فإن المطلق يحمل على المقيد كتققيد الدم في قوله: حرمت عليكم الميتة والدم بقيد المسفوحية في قوله أو دما مسفوحااهـ
وعليه
فالسبب هنا واحد وهو الجلوس لذكر الله عز وجل
والحكم واحد وهو نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة وذكر الله عز وجل،
وعلى هذا يقوى قول من قال بالتقييد:
وهو المفهوم من كلام النووي رحمه الله تعالى مع أنه لا يرى اعتبار القيد لأنه جرى مجرى الغالب لكنه يجعل النصين بمعنىواحد ويمنع القيد بمانع جريانه الأغلبي،
قال في شرحه على صحيح مسلم ج: 17 ص: 22
ويلحق بالمسجد فى تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع فى مدرسة ورباط ونحوهما ان شاء الله تعالى ويدل عليه الحديث الذى بعده فإنه مطلق يتناول جميع المواضع ويكون التقييد فى الحديث الأول خرج على الغالب لا سيما فى ذلك الزمان فلا يكون له مفهوم يعمل به
ونقله عنه في تحفة الأحوذي ولم يتعقبه،
قلت:(1/1807)
نعم لمفهوم المخالفة موانع منها كونه جاريا مجرى الغالب،
لكن في كونه كذلك هنا نقاش
إذ هل الغالب أن الناس لا يذكرون الله إلا في المساجد،!! محل نظر،
ويعتضد هذا باعتبار مفهوم المخالفة في النصوص، فلا يصار إلى المانع إلا بقرينة ظاهرة قوية، وإلا أبطلت كثير من النصوص،
ويدل لذلك عمومات الأدلة الدالة على فضل ذكر الله في المساجد
كقوله تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه
وقوله تعالى: ومن أظلم ممنع منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها
والله تعالى أعلم
---
خالد الباتلي
06-28-2003, 12:05 AM
أخي الشيخ / عبدالله بلقاسم
جزاك الله خيرا على هذا التحقيق والتحرير في هذه المسألة
ولعلك تتعاهدنا بمثل هذه التحقيقات البديعة
وفقك الله
---
عبدالله بن بلقاسم
06-28-2003, 12:39 AM
وانت يا أخي الكريم الفاضل الشيخ خالد بن عبدالعزيز الباتلي
جزاك الله خيرا على كلمتك الأخوية المشجعة الطيبة،
والكلمة الطيبة صدقة،
---
محب السنة
06-28-2003, 11:52 AM
جزاك الله خيراً أخانا بالقاسم على هذا التوضيح والبيان .
وجزاك الله خيراً أخانا الباتلي على بيان مواضع القيد والإطلاق .
---
(1/1808)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب الإكسير في علم التفسير للطوفي ، حاول تحصيله
---
كتاب الإكسير في علم التفسير للطوفي ، حاول تحصيله
---
أبو تيمية
06-19-2003, 01:38 PM
من أحسن الكتب التي وقفت عليها مما يتعلق موضوعها بعلوم القرآن كتاب الإكسير في علم التفسير للعلامة الطوفي ، و قد طبع الكتاب طبعتين ، إحداهما قبل ثلاثين سنة و الأخرى مصورة عنها .
و عندي هاهنا اقتراحان :
الأول : أن يقوم الإخوان في المنتدى بدراسة ما فيه من اجتهادات للطوفي رحمه الله و هي كثيرة .
و الثاني : البحث عن أصوله الخطية ، و إعادة إخراجه إخراجا علميا يليق به ، مع خدمة فقراته و جمله بعزو الآيات و تخريج الأحاديث و عزو الأقوال و توثيقها من مصادرها الأولى ، و كافة صنوف الدراسة العلمية للكتاب ، و هذا الأخير لمن وجد في نفسه الأهلية لذلك ، علما أن الكتاب ينفع طرحه ضمن مراحل الدكتوراه أو الماجستير لطلاب الداراسات العليا في كليتي الشريعة و الآداب ؛ لأن مادة الكتاب شملت علمي التفسير و البلاغة ، و الله الموفق .
---
مساعد الطيار
06-19-2003, 04:58 PM
الأخ الفاضل أبو تيمية حفظه الله
الكتاب كما ذكرتَ ، غير أن اسمه كما ذكر مؤلفه سليمان بن عبد القوي الحنبلي المعروف بالطوفي ( ت : 716 ) (الإكسير في قواعد علم التفسير )، ولا أدري لم لم يوضع عنوان مؤلفه على الغلاف الكتاب .(1/1809)
وقد قال في سبب تأليفه لهذا الكتاب : » فإنه لم يزلْ يتلجلجُ في صدري إشكال علمِ التفسيرِ ، وما أطبق عليه أصحاب التفاسير ، ولم أر أحدًا منهم كشفه فيما ألَّفه ، ولا نحاه فيما نحاه ، فتقاضتني النفس الطالبة للتحقيقِ ، الناكبةُ عن جمرِ الطريقِ ؛ لوضع قانونٍ يعوَّلُ عليه ، ويصار في هذا الفنِّ إليه ، فوضعت لذلك صدرَ هذا الكتاب ، مُرْدِفًا له بقواعدَ نافعةٍ في علم الكتابِ ، وسميتُه الإكسير في قواعد علم التفسير ، فمن ألَّفَ على هذا الوضعِ تفسيرًا ، صار في هذا العلمِ أوَّلاً وإن كان أخيرًا ، ولم أضع هذا القانون لمن يجمدُ عند الأقوالِ ، ويصمدُ لكلِّ من أطلق لسانَه وقال ، بل وضعته لمن لا يغترُّ بالمحالِ ، وعرف الجالَ بالحقِّ ، لا الحقَّ بالرجالِ ، وجعلته بحسبِ هذا على مقدمةٍ وأقسام « (ص : 1 ).
وأقسام الكتاب كما يأتي :
- مقدمة في بيان التفسير والتأويل (ص : 1 ـ 2 ) .
- القسم الأول : سبب احتياج بعض قراء القرآن للتفسير والتأويل ( ص : 3 ـ 16 ) .
- القسم الثاني : في بيان العلوم التي اشتمل القرآن عليها ، وينبغي للمفسر النظر فيها ( ص : 17 ـ 28 ) .
- القسم الثالث : في علم المعاني والبيان ؛ لكونهما من أنفس علوم القرآن ( ص : 29 ـ 233 ) .
وجلُّ مباحث هذا الكتاب في علم البلاغة ، وقد طرح في القسم الأول كلامًا مهمًا في يدخل في علم أصول التفسير ؛ كإشارته إلى بعض قواعد الترجيح .
---
أبو تيمية
06-19-2003, 05:09 PM
الشيخ مساعد وفقكم الله و بارك الله فيكم
ما ذكرتموه صحيح ، ،،(1/1810)
فالكتاب أكثر مباحثه في علم البلاغة ، و هي بلا شك من الأدوات التي ينبغي للمفسر تحصيلها ، و لذلك تجد الطوفي في كتابه الإكسير يمزج بينهما ، كما تقرأ ذلك في مباحث الكتاب ، و يمكن القول أن جل مباحث الكتاب تخريج للبلاغة على آيات القرآن ، فهو يمثل بالآيات في تضاعيف مباحث البلاغة ، و بخصوص ما قدم به لكتابه ، فهو حقيقة لب الكتاب و هو القانون الذي وضعه لفهم أقاويل المفسرين و الترجيح بينها و كأنه استفاد كثيرا منه من شيخ الإسلام ابن تيمية و الله أعلم .
---
(1/1811)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي جميع مؤلفات الشيخ الدكتور مساعد الطيار؟
---
ما هي جميع مؤلفات الشيخ الدكتور مساعد الطيار؟
---
أبو يعقوب
02-05-2007, 06:34 PM
السلام عليكم
كيف حالكم يا أعضاء ملتقى أهل التفسير
عندي سؤال
ما هي جميع مؤلفات الشيخ الدكتور مساعد الطيار
وحبذا لو ذكرتم اسم دار النشر
---
مساعد الطيار
02-05-2007, 06:47 PM
أخي الكريم أبا يعقوب ، أشكرك على حرصك وسؤالك ـ وإليك بيانها :
صدر عن دار ابن الجوزي بالدمام الكتب الآتية :
1 ـ فصول في أصول التفسير .
2 ـ تفسير جزء عم .
3 ـ مفهوم التفسير والتاويل والتدبر والاستنباط والمفسر .
4 ـ أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم .
5 ـ التفسيراللغوي للقرآن الكريم .
6 ـ شرح مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية .
7 ـ المحرر في علوم القرآن .
وصدر عن دار المحدِّث بالرياض الكتابين الآتيين :
1 ـ متن تفسير جزء عم .
2 ـ مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير .
---
أبو يعقوب
02-05-2007, 06:59 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن
الحمدلله أنك أول من رد علي
أشكرك على هذا التعريف
ولي سؤال
ما الفرق بين
-تفسير جزء عم
-ومتن تفسير جزء عم
---
مساعد الطيار
02-05-2007, 07:19 PM
المتن الذي كان في تفسير جز عم ، فرِّغ في متن جزء عم ، مع تصحيح بعض العبارات ، لكنه يتميز بكونه حاشية على المصحف من القطع الكبير .
---
خالد البكري
02-05-2007, 09:06 PM
بارك الله فيك أبا عبدالملك ونفع الله بعلمك وللمسلمين
---
محب الطبري
02-05-2007, 10:44 PM
نفع الله بعلمكم وياليتكم رفعتم الكتابين الأخيرين.
---
أبو يعقوب
02-06-2007, 02:57 PM
المتن الذي كان في تفسير جز عم ، فرِّغ في متن جزء عم ، مع تصحيح بعض العبارات ، لكنه يتميز بكونه حاشية على المصحف من القطع الكبير .
جزاك الله خيرا(1/1812)
وأسأل الله الكريم أن ينفع بما كتبت وبما ستكتب..
---
ابن الجزيرة
02-06-2007, 05:06 PM
كتابكم متن تفسير جزء عم مهم وخاصة للطلاب، لكن عدم توفره في غالب المكتبات مشكلة نأمل منكم المبادرة في حلها، فهو مناسب لإقامة مسابقات في التفسير لطلاب الحلقات وغيرهم.
---
أبو عاتكة
02-08-2007, 08:20 AM
اتمنى من الشيخ حفظه الله ان يواصل تفسير أجزاء القرآن قدر المستطاع على منوال تفسير جزء عم فقد استفدت منه كثيرا وهو مميز كونه جمع لي بين فهم المعنى من الآية إجمالا ومعرفة مفرداتها والاطلاع على بعض الأقوال والاجابة عن بعض اللطائف ...
اتمنى أن تواصل ...
---
الماوردي
02-08-2007, 11:14 AM
هل يوجد شيء من كتب الشيخ مساعد الطيار في الإنترنت على صيغة pdf أو غيرها
---
محمد البويسفي
02-08-2007, 03:34 PM
السلام عليكم
الشيخ الفاضل مساعد الطيار كم وددت الحصول على على كتبكلكني لم أجدهاهنا - المغرب- باستثناء كتاب: مفهومالتفسير و التأويل و الاستنباط
أسأل كيف يمكن الحصول على هذه الكتب؟ و هل موجودة على الشبكة العنكبوتية؟
و جزاكم الله خيرا
---
نياف
02-08-2007, 04:39 PM
بحوث في التفسير
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=627
مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=272
تفسير جزء عم
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=271
---
(1/1813)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات 100( تربويات )
---
مختارات 100( تربويات )
---
د. محمد مشرح
10-21-2005, 07:38 AM
مختارات 100( تربويات )
النقاء الذي نفتقده *
في أول مقابلة تلفزيونية له بعد خروجه من السجن فاجأ الزعيم الماليزي أنور إبراهيم الناس عندما ذهب يتحدث عن خصمه (محاضير محمد) ويقول إن محاضير ظلمني كثيراً.. ولكن إذا كان لمحاضر سيئة واحدة بظلمي فإن له الكثير الكثير من الحسنات لماليزيا وشعبها؟!
والمعلوم أن محاضر محمد هو من وقف وراء الحملة التي أطاحت بإبراهيم وسجنه بشكل مهين من موقع الرجل الثاني في الحزب والدولة إلى السجن مع تهم مست عرضه وشرفه بصورة لم يسبق أن تعرض لها أحد!
ومع هذا كله يؤكد أنور إبراهيم في نهاية حديثه بأن الإنصاف يقتضي أن نقول بأن محاضير رجل عظيم يستحق الاحترام!
لكن الحقيقة أيضاً أن ما فعله وقاله أنور إبراهيم هنا وفي وقت ما زال يحمل مرارة الظلم والقهر.. هو الأكثر عظمة ويستحق الاحترام والتأمل.. فالعدل والإنصاف وتجسيد «ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا» وبهذه الصورة الجميلة صفة من صفات أهل الجنة وأخلاق من أخلاق التمكين الحضاري وجزء من النقاء الفردي الذي يقف وراء المعجزة الماليزية ويفسر لنا سر الفعل الاستثنائي للماليزيين.. وهو خلق مفقود وأمر صعب.. صعب يعجز عنه الكثير ممن يقومون الليل ويصومون النهار ويتصدرون للدعوة.(1/1814)
ويقف فقدان هذا الخلق وهذا النقاء الفردي وراء التخلف ووراء كل الإرباك الذي تعيشه الأمة ويكفي أن نعرف أننا غالباً ما نتجاوز الإنصاف إلى دائرة الظلم وفي كل حالاتنا تقريباً عند الحب وعند الكره على السواء؛ فإذا أحببنا (فلاناً) فإننا نتجاوز الإنصاف بهذا الحب فنعطيه حقه وحق الآخرين ونحمله ما لا يطيق حتى نكسر ظهره والآخرين، وإذا ما بغضنا (فلانا) فإننا نتجاوز الإنصاف إلى الظلم فنجرد هذا من كل حسناته ونحمله سيئات الإنس والجن ونجره إلى عثرته جراً وبكل سرور حتى يخيل لك أحياناً بأننا أمة ممتحنة في نفسها فكلما تحرك أبناؤها لفعل شيء ما حتى يحولون بدون إنذار إلى سباع تأكل بعضها لحوم بعض ويحسبون أنهم يقفون على ثغرة بينما هم في الحقيقة يفتحون ثغرة جديدة على الجدار بل ثغرات عديدة لصالح الشيطان
* الصحوة نت -أحمد عثمان
---
(1/1815)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رمضان شهر القرآن
---
رمضان شهر القرآن
---
محمد بن إبراهيم الحمد
10-18-2005, 10:19 PM
رمضان شهر القرآن
إن القرآن الكريم: كلام الله، ورسالته الأخيرة للبشرية، وهو آخر الكتب السماوية، وخاتمَها، وأطولُها، وأشملها؛ فيه نبأ السابقين، وخبر اللاحقين، وفيه الحُكْم، والحِكمة، والأحكام.
والقرآن الكريم: هو المهيمن على الكتب السابقة، والحكَم عليها؛ فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما حكم عليه بالرد فهو مردود قد دخله التحريف والتبديل.
والقرآنُ محفوظٌ من الزيادة والنقص، والتحريف والتبديل؛ فلقد أنزله الله وتكفل بحفظه، قال -عز وجل-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
والقرآن جاء في الذروة من البلاغة والإعجاز؛ فهو معجزٌ في لفظه ومعناه، معجزٌ في إخباره عن الغيوب السابقة واللاحقة؛ معجزٌ في حِكَمِه وأحكامه وكلِّ ما جاء به.
بل هو معجز في تأثيره في القلوب؛ فما يسمعه أحد وهو مُلْقٍ سمعَه إلا ويأخذ بمجامع قلبه، ويستحوذ على نياط فؤاده؛ فتشهد كلُّ ذرة في كيان جسده: أن هذا كلام رب العالمين الذي تَنَزَّه عن شوائب اللبس وخَلُصَ من أكدار الشبهات، وتجافى عن مضاجع القلق، وبَرِىء من وَصْمَة التعقيد، وسَلِمَ من معرَّة اللغو والخطأ.
والقرآنُ الكريمُ مشتملٌ على أعدل الأحكام، وأعظمها، وأشرفها، وأشملها، فلم يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا وأحاط بها إجمالاً وتفصيلاً، يشهد بذلك كلُّ منصف ولو لم يكن مسلماً.
ومن خصائص القرآن الكريم: أن قارئه لا يَمَلُّ قراءته، وأن سامعه لا يسأمه، ولا يمجّه، بل الإكباب على تلاوته يزيده حلاوة، وترديدُه يوجب له محبةً، وغيرُه من الكلام يُعادىَ إذا أعيد، ويُملُّ من كثرة الترديد.
ورحم الله الإمام الشاطبي إذ يقول:(1/1816)
وإنَّ كِتَابَ اللهِ أوثقُ شَافِعٍ = وأغنى غَناءًا واهباً مُتَفَضِّلا
وخيرُ جليسٍ لا يُمَلُّ حديثُهُ = وتَرْدَادُه يزدادُ فيه تَجَمُّلا
فيا أيُّهَا القَارِي بهِ مُتمسِّكاً = مُجِلاً له في كلِّ حالٍ مُبَجِّلا
هنيئاً مريئاً والداكَ عليهِما = مَلابسُ أنوارٍ مِن التَّاجِ والحُلى
هذا القرآن هو: طريق السعادة، وسبيل العزة للفرد والأمة، قال-سبحانه وتعالى-: (طه{1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)، وقال: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)، وقال: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
القرآن الكريم: نور الصدور، وجلاء الهم والغم، وفرح الفؤاد، وقرة العين.
وكتابُ ربِّك إن في نفحاتِه = مِن كلَّ خيرٍ فوقَ ما يُتَوقّعُ
نورُ الوجودِ وأنسُ كلِّ مُرَوَّعٍ = بكروبِه ضاق الفضاءُ الأوسعُ
والعاكفون عليه هم جلساءُ مَن = ْلجلاله كلُّ العوالم تخشعُ
فادفن همومَك في ظِلال بيانِهِ = تَحْلُ الحياةُ وتطمئنَّ الأضلعُ
فبكل حرفٍِ من عجائب وحيه = نبأٌ يبشر أو نذيرٌ يقرعُ
القرآن الكريم: حبل الله المتين، وصراطُه المستقيم، سمّاه الله نوراً وتبياناً، وموعظة ورحمةً، وشفاءً لما في الصدور، لا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَقُ عنه كثرة الردّ، لا يعوجّ فيقوَّم، ولا يزيغ فيُستعتَب، فيه القصص العجيبة، ودلائل التوحيد والنبوة، فيه المواعظ الحسنة، وفيه البراهين الجلية القاطعة، التي تسبق إلى الأفهام ببادئ الرأي، وأول النظر، ويشترك كافةُ الخلق في إدراكها؛ فهو مثل الغذاء ينتفع به كلُّ إنسان، بل كالماء الذي ينتفع به الصبي، والرضيع، والرجل القوي والضعيف.
في القرآن حثٌّ على كل خلق جميل، وفيه التنفير من كل خلق ساقط رذيل (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).(1/1817)
هذا القرآن: هو الذي أحرزت به الأمةُ السعادةَ، وهو الذي اجتثَّ منها عروقَ الذِّلة والاستكانة، وهو الذي رباها وأدَّبها، فزكَّى منها النفوسَ، وصفَّى القرائحَ، وأذكى الفِطَنَ، وجلا المواهبَ، وأعلا الهممَ، وأرهف الحسَّ، وقوّى العزائم، واستثار العقول.
وهو الذي غرس الإيمان في الأفئدة، وملأ القلوبَ بالرحمة، وحفز الأيديَ للعملِ النافعِ، والأرجلَ للسعيِ المثمرِ، ثم ساق تلك القوى-على ما في الأرض من شرِّ وباطَلٍ وفسادٍ- فطهرها منه تطهيراً، وعمَّرها بالحق والإصلاح تعميراً.
هذا القرآن: هو الذي أنار العقول بالنور الإلهي؛ فأصبحت كشافةً عن الحقائق العليا، وطهَّر النفوس من أدران السقوط والإسفاف؛ فأصبحت نزاعةً إلى المعالي، مُقْدِمَةً على العظائم.
وبهذه الروح القرآنية اندفعت تلك النفوس بأصحابها تفتحُ الآذانَ قبل البلدان، وتمتلك بالعدل، والإحسانِ الأرواحَ قبل الأشباح.
هذا القرآن: هو الذي أخرج الله به من رعاة الغنم رعاةَ الأمم، ومن خمول الجهل أعلام الحكمة والعدل والعلم.
الله أكبر إن دينَ محمدٍ = وكتابه أقوى وأقومُ قِيلا
طلعت به شمسُ الهدايةِ للورى = وأبى لها وصفُ الكمال أفُولا
والحقُّ أبلجُ في شريعته التي = جمعت فروعاً للهدى وأصولا
لا تذكر الكتب السوالف عنده = طلع الصباحُ فأطفئوا القِنديلا
هذا هو القرآن، وها نحن في شهر القرآن، قال الله -سبحانه وتعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
فقوله -عز وجل-: (أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) يحتمل عدة معانٍ تدور حول هذا الشهر، ومَيْزةِ إنزال القرآن فيه:
- فقد يكون المرادُ إنزالَ القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في رمضان، كما جاء ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
- وقد يكون المرادُ أن ابتداءَ إنزالِ القرآن على محمد – صلى الله عليه وسلم - كان في شهر رمضان.(1/1818)
- وقد يكون المراد أن القرآن قد نزل في مدح رمضان، والثناء عليه، والتنويه بشأنه.
ما أحرانا في هذا الشهر أن نجدد العهد بالقرآن، وأن نكثر من تلاوته وتدبره، وعقله، والتخلّق بأخلاقه، والامتثال بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، وأن يكون ذلك دأباً لنا في بقية أعمارنا؛ لنسعد في دنيانا وآخرتنا، ولِننال الثواب الجزيل من ربنا -عز وجل-.
ولقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة في فضل تلاوة القرآن الكريم؛ فالله -عز وجل- أمر بتلاوة كتابه، وبين أن هذا هو دَأَبُ الصالحين، فقال -عز وجل-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ{29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ حرفاً من كتاب الله؛ فله بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" رواه مسلم.
فقراءة القرآن خير وأجر وبركة في كل وقت، وهي في رمضان أعظم وأكبر.
ولقد كان جبريل -عليه السلام- يأتي النبي– صلى الله عليه وسلم - في رمضان؛ فيدارسه القرآن كل ليلة، كما في الصحيحين عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله – صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة".
وفي العام الذي تُوفي فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عارضه جبريل القرآن مرتين، رواه البخاري.(1/1819)
فيا لسعادة من أحب القرآن، وأقبل عليه تعلماً، وتعليماً، وتلاوة، وبذلاً، وعملاً لأجل نشره، والدعوة إليه؛ فيا لسعادة ذلك، ويا لعزته في الدنيا والآخرة، ويا لِحرمان من حُرم ذلك الخير، وصُدّ عن ذلك النور.
---
أحمد البريدي
10-18-2005, 11:08 PM
شكر الله لك د محمد هذه اللفتة الطيبة ولا غرابة فهي لفتة يسيرة من كتابكم الرائع في أحاديث رمضان والذي آمل من فضيلتكم أن تواصل في طرح شيئ من أفكاره , نفع الله بكم .
---
إبراهيم الحميضي
10-19-2005, 02:41 PM
مرحباً بالشيخ محمد ، لقد ازداد الملتقى جمالاً وبهاءً بانضمامه إليه ، والشيخ من أهل العلم والدعاة المعروفين ، ومن المكثرين من التأليف ؛ حيث ناهزت مؤلفاته القيمة الماتعة الثمانين ، في فنون متنوعه ، وهو المشرف العام على موقع دعوة الإسلام ، وله عناية كبيرة بمؤلفات المفسر الكبير الشيخ محمد الطاهر بن عاشور فياليته يتحفنا بشيء من أخباره وطرائفه العلمية.
---
محمد بن إبراهيم الحمد
10-19-2005, 09:59 PM
أشكر الأخ الدكتور أحمد البريدي على مروره الكريم.
كما أشكر الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم الحميضي على مشاعره الطيبة واستجابة لطلبه سأزود الملتقى بنبذ عن سيرة ابن عاشور وبمقالات نادرة له – بإذن الله -.
وإن أردتم الخيار من هذه المقالات فلكم ذلك:
1- اللذة مع الحكمة.
2- احترام الأفكار.
3- مجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
4- الإنسان على الأرض.
5- عمر الإنسان.
6- أثر الدعوة المحمدية في الحرية والمساواة.
7- المدينة الفاضلة.
8- من يجدد لهذه الأمة أمر ديتها.
9- العلم عند الله.
وللمعلومية فإن هذه المقالات تبين عن علم جم، وعبقرية فذة، وعن جدة في الطرح، وعن عمق في التفكير.
وقد لا تظفر بتلك المعلومات في غير تلك المقالات مع العلم أن بعضها كتبها قبل مائة سنة أي لما كان عمره 25 سنة.
وهذه المقالات نشرت في مجلات قديمة.(1/1820)
وإن أردتم نبذة عن الصداقة العظيمة التي جمعت بينه وبين العلامة الشيخ محمد الخضر حسين فإن ذلك كله قريب ميسور.
ولكم ولرواد الملتقى تحياتي ودعواتي.
---
أبو بيان
10-19-2005, 11:10 PM
الشيخ الكريم محمد الحمد وفقه الله
نرحب بك معنا في هذا الملتقى أحسن ترحيب,
فحَيَّاك الله,
وكُلُّ ذلك نريد,
وقد استمتعت وكثيرٌ من إخواني بمقالاتك المُختارة لكبار كُتَّاب العربية,
وما أجمل أن نراها بين مقالات الملتقى ليستمتع بها من لم يرها من إخواننا القراء.
---
أبو حسن
10-20-2005, 12:52 AM
مرحبا بكم شيخنا الفاضل وأسأل الله أن ينفع بعلمكم ونرجو منك ياشيخ ألا تبخل علينا بالمشاركة والتفاعل في هذا المنتدى فنحن منكم نستفيد
---
إبراهيم الحميضي
10-21-2005, 11:09 PM
شكراً لك ياشيخ محمد على تلبية الطلب ، وقد مرّ ذكر شيء من سيرته في هذا الملتقى ، ولعلنا نظفر منك بالمزيد ، كيف حصّل الشيخ محمد الطاهر هذه العلوم الغزيرة في هذا العصر ، حتى إنه سبق عصره بقرون ؟ ثم هات المقالة الأولى ، بارك الله فيك .
---
محمد بن إبراهيم الحمد
10-23-2005, 06:33 AM
نزولاً عند رغبة الأخ الفاضل الشيخ د. إبراهيم الحميضي، فقد أضفت مقال اللذة مع الحكمة للعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور - رحمه الله -
وهذا رابط المقال.. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4135)
---
(1/1821)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل من السنة قول " آمين " ؟
---
هل من السنة قول " آمين " ؟
---
عبدالله فهد السبيعي
07-29-2004, 11:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
مسألة : كما هو معلوم أنه إذا قرأ المصلي سورة الفاتحة ، فإنه يُستحب له قول " آمين " بعد الإنتهائه من القراءة ، لما ورد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن هل من السنة قول " آمين " عند الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة لمن هو في غير الصلاة ؟
أرجو منكم التكرم بإفادتي
بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
07-29-2004, 11:37 PM
التأمين خارج الصلاة حكمه كالتأمين في الصلاة فيه ثلاثة أقوال :
- أنه سنة ، وهذا هو الذي عليه الأكثر.
- أنه واجب ، للأمر بذلك في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . رواه البخاري ومسلم .
- أنه مسنون للمأموم دون الإمام.
فيكون التأمين بعد الفاتحة سنة لمن قرأها خارج الصلاة أيضاً والله أعلم.
---
عبدالله فهد السبيعي
07-29-2004, 11:55 PM
أخي الفاضل عبدالرحمن الشهري
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وزادك من علمه ونفع بك الإسلام وأهله
---
(1/1822)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يصح الاستدلال بهذه الآية
---
هل يصح الاستدلال بهذه الآية
---
عبد العزيز
05-23-2003, 10:02 PM
هنك من يقول إ ن جزاءفعل السيئة فعل سيئة بعدها ويستدل بقوله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) فهل هذا الاستدلال صحيح ؟ وهل قال به احد من السلف؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2003, 11:39 PM
أخي عبد العزيز وفقك الله
سؤالك غير واضح .
ويبدو أنك لم تطلع على تفسير السيئة هنا !
فلعلك تقرأ أقوال المفسرين التالية ،وأنا على يقين بأن الإشكال الذي أوردته سيزول .
قال ابن جرير في تفسيره لهذه الآية : ( وقوله:{ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} وقد بيَّنا فيما مضى معنى ذلك، وأن معناه: وجزاء سيئة المسيء عقوبته بما أوجبه الله عليه، فهي وإن كانت عقوبة من الله أوجبها عليه، فهي مَساءة له. والسيئة: إنما هي الفعلة من السوء، وذلك نظير قول الله عزّ وجلّ{وَمَنْ جاءَ بالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إلاَّ مِثْلَها}
وقد قيل: إن معنى ذلك: أن يجاب القائل الكلمة القزعة بمثلها. ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب، قال: قال لي أبو بشر: سمعت ابن أبي نجيح يقول في قوله: {وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها} قال: يقول أخزاه الله، فيقول: أخزاه الله. حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله:{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها } قال: إذا شتمك بشتيمة فاشتمه مثلها من غير أن تعتدي.)
وفي زاد المسير لابن الجوزي : (قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} قال مجاهد، والسدي: هو جواب القبيح إذا قال له كلمة أجابه بمثلها من غير أن يعتدي. وقال مقاتل: هذا في القصاص في الجراحات والدماء. )(1/1823)
وقال القرطبي : ( قوله تعالى: {وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} قال العلماء: جعل الله المؤمنين صِنفين؛ صنف يعفون عن الظالم فبدأ بذكرهم في قوله: {وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ}. وصنف ينتصرون من ظالمهم. ثم بين حدّ الانتصار بقوله: {وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} فينتصر ممن ظلمه من غير أن يعتدي. قال مقاتل وهشام بن حُجَير: هذا في المجروح ينتقم من الجارح بالقصاص دون غيره من سب أو شتم. وقاله الشافعي وأبو حنيفة وسفيان. قال سفيان: وكان ابن شُبْرُمَة يقول: ليس بمكة مثل هشام. وتأوّل الشافعي في هذه الآية أن للإنسان أن يأخذ من مال من خانه مثل ما خانه من غير علمه؛ واستشهد في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لهند زوج أبي سفيان: "خذي من ماله ما يكفيك وولدك" فأجاز لها أخذ ذلك بغير إذنه .... وقال ابن أبي نجيح: إنه محمول على المقابلة في الجراح. وإذا قال: أخزاه الله أو لعنه الله أن يقول مثله. ولا يقابل القذف بقذف ولا الكذب بكذب. وقال السُّدِّي: إنما مدح الله من انتصر ممن بغى عليه من غير اعتداء بالزيادة على مقدار ما فعل به؛ يعني كما كانت العرب تفعله. وسُمي الجزاء سيئةً لأنه في مقابلتها؛ فالأوّل ساء هذا في مال أو بدن، وهذا الاقتصاص يسوءه بمثل ذلك أيضاً . )
وجاء في تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور : ( ..أي أن المُجازيء يجازيء من فَعَل معه فَعلةً تسوءه بفعلة سيئة مثل فعلتِه في السوء، وليس المراد بالسيئة هنا المعصية التي لا يرضاها الله، فلا إشكال في إطلاق السيئة على الأذَى الذي يُلحق بالظالم .(1/1824)
ومعنى {مثلها} أنها تكون بمقدارها في متعارف الناس، فقد تكون المماثلة في الغرض والصورة وهي المماثلة التامة وتلك حقيقةُ المماثلة مثل القصاص من القاتل ظلماً بمثل ما قَتَل به، ومن المعتدي بجراح عمد، وقد تتعذر المماثلة التامة فيصار إلى المشابهة في الغرض، أي مقدار الضرّ وتلك هي المقاربة مثل تعذر المشابهة التامة في جزاء الحروب مع عدوّ الدين إذ قد يلحق الضر بأشخاص لم يصيبوا أحداً بضرّ ويَسْلَمُ أشخاص أصابوا الناس بضرّ، فالمماثلة في الحَرب هي انتقام جماعة من جماعة بمقدار ما يُشفي نفوس الغالبين حسبما اصطلح عليه الناس.) .
---
عبد العزيز
05-24-2003, 12:00 AM
أخي أبو مجاهد وفقه الله
جزاك الله خيرا صحيح أني لم أبين السؤال حق البيان ولكني أردت أن أقول هل هذه الاية تصلح للاستدلال على تتابع السيئات لدى المرء أي إذا فعل سيئة فإن الله يجازيه بأن يفعل هو سيئة بعدها .
كما قال بعض السلف إن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها
لعل سؤالي الآن أصبح واضحا .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-24-2003, 12:39 AM
بسم الله
أقول أخي الكريم بعد أن بينت سؤالك :
الآية بعد معرفة تفسيرها لا تدل على أن فعل معصية يجر إلى فعل معصية أخرى ؛ إذ هي خارج محل السؤال .
وما ذكره السلف في هذا المعنى يمكن أن يستدل له بأدلة أخرى :
منها قول الله تعالى : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) وقوله تعالى : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) .ونحو ذلك من الآيات في هذا المعنى .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2004, 01:30 AM
فائدة لها صلة بما سبق :
قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل :( فصل: وأما الصّرْف
وأما الصرف فقال تعالى:
"وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون"(1/1825)
فأخبر سبحانه عن فعلهم وهو الانصراف، وعن فعله فيهم وهو صرف قلوبهم عن القرآن وتدبره لأنهم ليسوا أهلاً له، فالمحل غير صالح ولا قابل، فإن صلاحية المحل بشيئين حسن فهم، وحسن قصد، وهؤلاء قلوبهم لا تفقه، وقصودهم سيئة. وقد صرح سبحانه بهذا في قوله: " ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون "
فأخبر سبحانه عن عدم قابلية الإيمان فيهم، وأنهم لا خير فيهم يدخل بسببه إلى قلوبهم فلم يسمعهم سماع إفهام ينتفعون به وإن سمعوا سماعاً تقوم به عليهم حجته، فسماع الفهم الذي سمعه به المؤمنون لم يحصل لهم.
ثم أخبر سبحانه عن مانع آخر قام بقلوبهم يمنعهم من الإيمان لو اسمعهم هذا السماع الخاص، وهو: الكبر والتولي والإعراض.
فالأول: مانع من الفهم، والثاني: مانع من الانقياد والإذعان، فأفهام سيئة وقصود رديئة، وهذه نسخة الضلال وعلم الشقاء، كما أن نسخة الهدى وعلم السعادة فهم صحيح وقصد صالح. والله المستعان.
وتأمل قوله سبحانه: "ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم"
كيف جعل هذه الجملة الثانية سواء كانت خبراً أو إعادة عقوبة لانصرافهم فعاقبه عليه بصرف آخر غير الصرف الأول، فإن انصرافهم كان لعدم إرادته سبحانه ومشيئته لإقبالهم، لأنه لا صلاحية فيهم ولا قبول، فلم ينلهم الإقبال والإذعان فانصرفت قلوبهم بما فيها من الجهل والظلم عن القرآن، فجازاهم على ذلك صرفاً آخر غير الصرف الأول كما جازاهم على زيغ قلوبهم عن الهدى إزاغة غير الزيغ الأول.
كما قال: " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم "
وهكذا إذ أعرض العبد عن ربه سبحانه جازاه بأن يعرض عنه، فلا يمكنه من الإقبال عليه. ولتكن قصة إبليس منك على ذكر تنتفع بها أتم انتفاع، فإنه لما عصى ربه تعالى ولم ينقد لأمره وأصر على ذلك، عاقبه بأن جعله داعياً إلى كل معصية، فعاقبه على معصيته الأولى بأن جعله داعياً إلى كل معصية وفروعها صغيرها وكبيرها.(1/1826)
وصار هذا الإعراض والكفر منه عقوبة لذلك الإعراض والكفر السابق. فمن عقاب السيئة السيئة بعدها كما أن من عقاب الحسنة الحسنة بعدها.)
و قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره :
"وفي قوله عن المنافقين: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً) بيانٌ لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين؛ وأنه بسبب ذنوبهم السابقة, يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها، كما قال: (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)، وقال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقال تعالى: (وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجساً إلى رجسهم)؛ فعقوبة المعصية المعصيةُ بعدها, كما أنّ من ثواب الحسنة الحسنة بعدها, قال تعالى: (ويزيد الذين اهتدوا هدى)" [ص 42].
---
(1/1827)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأبحاث الصوتية ... (في الأَصْوَاتِ المُشْتَرَكَةِ)
---
الأبحاث الصوتية ... (في الأَصْوَاتِ المُشْتَرَكَةِ)
---
فرغلي عرباوي
06-03-2004, 10:29 PM
الأبحاث الصوتية ... (في الأَصْوَاتِ المُشْتَرَكَةِ)
النَّشيشُ صَوْتُ غَليانِ القِدْرِ والشَرابِ
الرَّنِينُ صَوْتُ الثَّكْلَى والقَوْس
ِ
القَصِيفُ صَوْتُ الرَّعْدِ والبَحْرِ وهَدِيرُ الفَحْل
ِ
النَقِيقُ صَوْتُ الدَّجَاجِ والضِّفْدَع
ِ
الجَرْجَرَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الفَحْلِ وَحِكَايَةُ صَوْتِ جَرْعِ المَاء
َ
القَعْقَعَةُ صَوْت السِّلاَح والجِلْدِ اليَابسِ والقِرْطَاس
ِ
الغَرْغَرَةُ صَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ وَتَرَدُّدُ النَّفَسِ في صَدْرِ الْمُحْتَضَر
ِ
العَجِيجُ صَوْتُ الرَّعْدِ والحَجِيجِ والنِّسَاءَ والشَّاء
َ
الزَّفِيرُ صَوْتُ النَارِ والحِمارِ والمَكْرُوبِ إذا امْتَلأ صَدْرُهُ غَمّاً فزَفرَ بِه
ِ
الخَشْخَشَةُ والشَّخْشَخَةُ صَوْتُ حَركَةِ القِرْطَاسِ والثَّوْبِ الجَدِيدِ والدِّرْع
ِ
الصّهْصَلِقُ الصَّوْتُ الشّدِيدُ للمَرْأةِ والرَعْدِ والفَرَس
ِ
الجَلْجَلَةُ صَوْتُ السَّبُعِ والرَّعْدِ وحَرَكَةُ الجَلاَجِل
ِ
الحَفِيفُ صَوْتُ حَرَكَةِ الأغْصَانِ وجَناحِ الطَّائِرِ وحرَكَةُ الحَيَّة
ِ
الصَّلِيل والصَّلْصَلَةُ صَوْتُ الحَدِيدِ واللِّجَام والسَّيْفِ والدَّرَاهِمِ والمَسَامِير
ِ
الطَّنِينُ صَوْتُ الذُّباب والبَعُوضِ والطُّنْبُور
ِ
الأَطِيطُ صوتُ النَّاقَةِ والجَمَلِ والرَّجُلِ إذا أثْقَلَهُ ما عَلَيْه
ِ
الصَّرِيرُ صَوْتُ القَلمِ والسَّرِيرِ والطِّسْتِ والبَابِ والنَّعْل
ِ
الصّرْصَرَةُ صَوْتُ البَازِي والبَطِّ والأَخْطَب
ِ
الدَّوِيُّ صَوْتُ النَّحْلِ والأذُنِ والمَطَرِ والرَعْد
ِ(1/1828)
الإنْقَاضُ صَوْتُ الدَجَاجَةِ والفُروجِ والرَّحْل والمِحْجَمَةِ (إذا شَدَّها الحجَّامُ
بمَصِّهِ)
التَّغْريدُ صَوْتُ المُغَفي والحَادِي والطَّائِرِ (وكلُّ صَائِتٍ طرِب الصَّوتِ فهو
غَرِد)
الزَّمْزَمَةُ والزَّهْزَمَةُ صَوْتُ الرَّعْدِ ولَهَبِ النَّارِ وحِكَايَة صَوْتِ المَجَوسِيِّ إذا
تَكَلَّفَ الكَلامَ وهو مُطْبِقٌ فَمَه
ُ
الصَّئِيُّ صَوْتُ الفِيلِ والخِنْزِيرِ والفأرِ واليَرْبُوعِ والعَقْرَبِ.
فقه اللغة للثعالبي
---
(1/1829)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصيدة: "<إمام المرسلين فداك روحي..>"
---
قصيدة: "<إمام المرسلين فداك روحي..>"
---
صالح العمري
01-31-2006, 10:57 PM
إمام المرسلين فداك روحي...
ردّا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقياما ببعض حقّه...
صالح بن علي العمري- الظهران
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحي = وأرواحُ الأئمةِ والدُّعاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي = وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقاةِ
ويا علم الهدى يفديك عمري = ومالي.. يا نبي المكرماتِ!!
ويا تاج التقى تفديك نفسي = ونفسُ أولي الرئاسةِ والولاةِ
فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا = فما للناس دونك من زكاةِ..
فأنتَ قداسة ٌ إمَّا استُحلّتْ = فذاكَ الموتُ من قبل الممات!!
ولو جحد البريّةُ منك قولاً = لكُبّوا في الجحيم مع العُصاةِ
وعرضُك عرضُنا ورؤاكَ فينا = بمنزلة الشهادةِ والصلاةِ
رُفِعْتَ منازلاً.. وشُرحت صدرا = ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ
وذكرُكَ يا رسولَ اللهِ زادٌ = تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ = وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ
ومَا لِجنان ِ عَدنٍ من طريقٍ = بغيرِ هُداكَ يا علمَ الهُداةِ
وأعلى اللهُ شأنكَ في البَرَايا = وتلكَ اليومَ أجلى المُعجزاتِ
وفي الإسراءِ والمعراج ِ معنى = لقدركَ في عناقِ المكرماتِ
ولمْ تنطقْ عنْ الأهواءِ يوما = وروحُ القدسِِ مِنكَ على صِلاتِ
بُعثتَ إلى المَلا بِرّاً ونُعمى = ورُحمى.. يا نبيَ المَرْحَمَاتِ
رَفَعْتَ عن البريّةِ كلُّ إصرٍ = وأنتَ لدائها آسي الأُساةِ
تمنّى الدهرُ قبلك طيفَ نورٍ = فكان ضياكَ أغلى الأمنياتِ
يتيمٌ أنقذ َ الدّنيا.. فقير ٌ = أفاضَ على البريّةِ بالهِبَاتِ
طريدٌ أمّنَ الدنيا.. فشادت = على بُنيانِهِ أيدي البُنَاةِ..
رحيمٌ باليتيمة والأُسارى = رفيقٌ بالجهولِ وبالجُنَاة ِ(1/1830)
بليغٌ علّم الدنيا بوحي ٍ = ولم يقرأ بلوح ٍ أو دواةِ
حكيمٌ.. جاءَ باليُسْرى.. شَفيقٌ = فلانتْ منهُ أفئدة ُ القُساةِ
فمنكَ شريعتي.. وسكونُ نفسي = ومنكَ هويتي.. وسمو ذاتي
ولي فيكَ اهتداءٌ .. واقتفاءٌ = لأخلاقِِ العُلا والمَكْرماتِ
وفيك هدايتي.. وشفاءُ صدري = بعلمكَ أو بحلمكَ والأناةِ
ومنك شفاعتي في يومِِ عَرْض ٍ = ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةِ
ومنك دعاءُ إمسائي وصحوي = وإقبالي وغمضي والتفاتي
رسولَ اللهِ قد أسبلتُ دَمْعي = ونزَّ القلبُ من لَجَجِ ِ البُغَاةِ
فهذي أمّةُ الإسلام ضجّتْ = وقد تُجبى المُنى بالنائباتِ!!
هوانُ السيفِ من هُونِ المُباري = ولِينُ الرمحِ من لِينِ القناةِ
وقد تَشفى الجسومُ على الرزايا = ويعلو الدينُ من كيدِ الوشاةِ!!
وفي هزِّ اللواءِ رؤى اتحادٍ = ولمُّ الشمل ِ من بعد الشتاتِ !!
وقد تصحو القلوبُ إذا اسْتُفزّتْ = ولَفحُ التَّارِ يوقظ ُ من سُبَاتِ!!
ألا بُترتْ روافدُ كلِّ فضٍّ = تمرّغَّ في وحول ِ السيئاتِ
ألا أبْلِغْ بَنِي عِلمان عنّي = وقد عُدَّ العميلُ من الجُنَاةِ !!
أراكمْ ترقصونَ على أَسانا = وتَسْتَحْلون مَيْلَ الغانياتِ!!
وإن مسَّ العدوَ مَسيسُ قَرح ٍ = رفعتمْ بيننا صوتَ النُّعاةِ!!
وإنْ عَبستْ لكم "ليزا"* خَنَعْتمْ = خُنوع َ المُوفضينَ إلى مَناةِ !!
وإن ما هَاجتْ الشُبُهاتُ خُضْتم ْ = بألسنةٍ شِحاح ٍ فاجراتِ !!
"حوارُ الآخرِ " استشرى فذبّوا = عن المعصومِ ألسنةَ الجُفاةِ !!
وصوت "الآخرِ " استعلى فردّوا = عن الهادي سهامَ الإفتئاتِ ..
رميتمْ بالغلو دُعاة ديني... = فهل من حُجّةٍ نحو الغُلاة ؟!!
أكُرّارٌ على قومي كُماةٌ... = وفي عينِ المصيبةِ كالبنات ِ؟!!
ومن يرجو بني علمان عوناً = كراجي الروح ِ في الجسدِ الرُّفات!!
رسولَ الحُبِّ في ذكراك قُربى = وتحتَ لواكَ أطواقُ النجاةِ
عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلّى = ضياءٌ .. واعتلى صوتُ الهُداةِ(1/1831)
يحارُ اللفظُ في نجواكَ عجزا = وفي القلب اتقادُ المورياتِ
ولو سُفكتْ دمانا ما قضينا = وفاءك والحقوقَ الواجباتِ....
* ليزا: كوندليزا رايز
---
ابن الجزيرة
02-01-2006, 05:17 AM
جزاك الله خيراً على هذه القصيدة الرائعة جداً , وعلى المساهمة في الذود عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , نسأل الله أن ينتقم لرسوله ممن تطاول على ذاته أنه قوي عزيز .
---
مساعد الطيار
02-01-2006, 07:46 AM
لا فُضَّ فوك يا صالح ، فوالله لقد كنت أنتظر مبادراتكم المعهودة في تسجيل مثل هذا الحدث في شعركم الرائق ، فأسأل الله رب العرش العظيم أن يصدَّ عن وجهك النار يوم لا ينفع مال ولا بنون .
وكم اتمنى ان تتحفنا بجديدكم فتطرحه في هذا الملتقى .
محبكم ..
---
(1/1832)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن منهج الحافظ ابن كثير في تفسيره
---
سؤال عن منهج الحافظ ابن كثير في تفسيره
---
الغزالي
04-05-2007, 07:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في كتابه العزيز ( وأما بنعمة ربك فحدث ) فقد أنعم الله علي بقراءة أوائل تفسير ابن كثير
وخاتمة تفسيره ؛ وقد ظهرت لي أشياء أود الاستفسار عنها لأنني بحثت في الملتقى حول هذا فلم أجد شيئا.
وقد راسلت د. عبدالرحمن إن كان تكلم عن الحافظ ابن كثير في برنامجه ( أهل التفسير ) أو لا ولم يرد علي.
وقد رأيت ابن كثير في عزوه للأحاديث يورد الحديث في مسند الإمام أحمد أولاً ثم يعزوه للصحيح إن وجد
فمثلا يقول قال الإمام أحمد : ..... ويسوق الإسناد والمتن ثم يقول أخرجه البخاري من حديث كذا ؛ وهذا من خلال
الاستقراء - وقد يوجد خلاف هذا فلم أقف على الكتاب كله - فلماذا يقدم المسند على الصحيحين في العزو ؟
هل هو باعتبار السن كما يظهر لي ؟
أمر آخر لاحظته في تفسير ابن كثير وهو صناعته الحديثية في تفسيره ؛ ومن ذلك أنه يورد أحاديث لا للاستشهاد
بها وإنما لمجرد إعلالها وقد تكرر هذا كثيرا لا سيما فيما ينقله عن ابن أبي حاتم في تفسيره وتارة الثعلبي وغيرهم
وربما أعل حديثا خرّجه الطبري في تفسيره - وهذا نادراً ما وقفت عليه ولا يحضرني الآن -
ورأيته يورد أحاديث ويعلها دون الكلام على أسانيدها فربما يختصر فيقول ضعيف أو إسناده ضعيف
أو لأنه أعله فيما سبق لا سيما أنه يكرر الأحاديث باعتبار الآيات فيورد مثلا حديثا عند تفسير آية قد أورده في مقدمة
تفسيره.
ومما لاحظته عنايته بمتون الأحاديث فتارة يعل الأحاديث بما في متونها غرابة وربما لا يشير إلى علة الحديث.
ولدي تساؤل : هل هناك دراسات جامعية حول منهج الحافظ ابن كثير في تفسيره لا سيما الصناعة الحديثية ؟(1/1833)
فإن لم يمكن فعسى أن يكون هذا فاتحة خير لجمع الأحاديث والأخبار التي أعلها ابن كثير في تفسيره ومن ثم
دراسة الصناعة الحديثية للحافظ ابن كثير.
وجزاكم الله خيراً
---
أحمد البريدي
04-06-2007, 04:40 PM
أخي الكريم : الناظر في تفسير ابن كثير يتفق معك فيما قلت حتى قيل : إن تفسير ابن كثير هوشرح لمسند الإمام أحمد , وابن كثير محدث كما هو مفسر فالصنعة الحديثية بارزة فيه بل هي من أهم مميزاته , ولقد درس منهج ابن كثير في أكثر من رسالة :
فمنها رسالة الدكتور سليمان اللاحم , ورسالة الدكتور مطر الزهراني ورسالة للدكتور محمد الفالح وهي مطبوعة .
---
أحمد بزوي الضاوي
04-06-2007, 06:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الغزالي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للاشتغال بتفسير القرآن الكريم عامة ، و تفسير ابن كثير خاصة ، أما عن الرسائل الجامعية فهناك دراسة مهمة للأستاذ الدكتور إسماعيل سالم عبد العال ، الأستاذ بقسم الشريعة كلية دار العلوم ، جامعة القاهرة ، عنوانها : " ابن كثير و منهجه في التفسير " و لعلها أول دراسة علمية عن ابن كثير و تفسيره القيم ، و قد طبعت الرسالة بالقاهرة سنة 1984 م .
كما أشرفت على مجموعة من الرسائل العلمية للحصول على الإجازة لمجموعة من الطلبة ، كان موضوعها تفسير القرآن بالسنة من خلال تفسير ابن كثير . و قام طلبة آخرون بتخريج الأحاديث الواردة في تفسير ابن كثير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
د.خضر
04-07-2007, 11:50 AM
قلت: هذه الأحاديث التي أوردها العلامة ابن كثير خدمت حديثياً من خلال قسم السنة
وعلومها بكلية أصول الدين بالقاهرة ، والشكر موصول للأساتذة جميعاً على ما أفادوا .
---
أحمد الطريقي
04-07-2007, 04:34 PM(1/1834)
يظهر ان الحافظ يبدأبالمسند للامام احمد اولا لانه يحوي مافي غيره وغيره لا يحويه ثم يكتفي بعد العزو اليه ان يشير الى من يشاركه في روايته او انه يستظهر المسند اسرع من غيره فيبدأبه وهو حافظ حجة وكم في تفسيره من الفرائد التي قلما توجد عند غيره ولا زالت كنوزه تنتظر من يخرجها ودرره ومن ينظمها
---
الغزالي
04-08-2007, 12:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً جميعا أيها السادة الأفاضل جزاء ما كتبتم وأفدتم
أستاذي أحمد البريدي - حفظه الله - :
مقولة " تفسير ابن كثير شرح لمسند الإمام أحمد " فيها تجوز في العبارة إذ ابن كثير كما استقرأت منهجه يفسر القرآن
بالقرآن ثم بالسنة لا أنه يشرح السنة بالقرآن كما قال سبحانه ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين الناس ما نزل عليهم ) وربما
لأن المسند استوعب الكتب الستة كما قال الأستاذ أحمد الطريقي - ويوجد فيها ما لا يوجد في المسند - أو ربما لأنه
يستحضر مسند أحمد - وقد كنت أظن من تأملي أنه يحفظ مسند أحمد -. وكنت أتمنى أن أعرف من قائل تلك العبارة.
أستاذي أحمد الضاوي - حفظه الله - :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم ردكم المهذب وما تفضلتم به من ذكر الرسائل الجامعية
أستاذي د. خضر - حفظه الله - :
أحسنتم على مداخلتكم الجميلة فبارك الله فيكم
أستاذي أحمد الطريقي - حفظه الله :
أحسنتم ؛ كلامكم حسن وهو متجه.
---
عبدالرحمن الشهري
04-08-2007, 01:10 PM
الأخ الكريم الغزالي رعاه الله ووفقه لكل خير
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعدُ :(1/1835)
فمعذرة على عدم ردي على سؤالكم الكريم - كما ذكرتم - فلا أذكر أنه وردني سؤال بهذا الخصوص مع عنايتي بكل ما يردني على بريدي بصفة مستمرة . وأما منهج الحافظ ابن كثير رحمه الله فقد عرضته في إحدى حلقات برنامج أهل التفسير قبل شهرين تقريباً في الحلقة العاشرة من البرنامج . ولعله يتيسر قريباً رفع هذه الحلقات كاملة على موقع البرنامج صوتاً وكتابة .
وأما عناية ابن كثير بمسند الإمام أحمد فهي ظاهرة من سيرته ومن خلال تفسيره وغيره من كتبه ، لأنه كان يحفظ المسند ، ومنهجه في إيراد الأحاديث غير مطرد ، فربما قدم الرواية من مسند الإمام أحمد مراعاة لتقدم الإمام أحمد ، ولا سيما إن كان الحديث مروياً من طريقه ثم يتبعه بأصحاب الكتب الستة ، وربما قدمهم وخاصة البخاري ومسلم .
وقد تعرض باحثون للصناعة الحديثية في تفسير ابن كثير في رسائل جامعية ، وقام المخرجون للأحاديث من محققي الكتاب بالكلام عن هذه الأحاديث والآثار بما يكفي . ولعلي أذكر لك عناوين تلك البحوث والكتب التي تعرضت لهذه المسألة فهي قريبة غير أن الوقت الآن لا يفي بالمطلوب فإلى مشاركة قادمة . وللحديث صلة
---
الغزالي
04-08-2007, 01:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي د. عبدالرحمن
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ؛ أما بعد :
فشكر الله رسالتكم الجميلة ؛ وأنتهزها فرصة لأقول لكم : ( جزاكم الله خيراً ) على برنامجكم الماتع فأنا لا يفوتني
البرنامج وإن كنت لم أتابع البرنامج من حلقاته الأولى بل بدأت من حلقة الزمخشري وراسلتكم عبر البريد وربما لم
تصل الرسالة - وكانت مذيلة باسمي الحقيقي ولا أحبذ ذكره- وقد طلبت في رسالتي إعادة حلقة ( ابن كثير ) إن تيسر
وخاتمة رسالتي أقول إن جهودكم بالإضافة للدكتور محمد الخضيري ود. مساعد كانت سببا في حبي للتفسير والعناية
به وكنت أتمنى أن تستمر حلقات مدارستكم التفسير التي كانت في ( أفانين القرآن ) فهي نافعة جداً.
---(1/1836)
أبو عبد الرحمن المدني
04-08-2007, 03:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل : الغزالي وفقه الله.
بالنسبة للسؤال الأول المتضمن كثرة إيراد ابن كثير لأحاديث المسند فكما ذكر المشايخ الفضلاء من عنايته وحفظه للمسند.
وبالنسبة لكثرة الروايات الحديثية في التفسير فذلك لأمور:
أولا: جمع كل يتعلق في الآية من مباحث أو معان , فقد يكون هناك رواية لا تشمل لفظا أو معنى توجد في رواية أخرى
فيوردها رحمه الله إكمالا للمعنى وتتميما له كما هو صنيعه في الآية الأولى من سورة الإسراء, فقد ساق ما يقرب من
ثلاثين ورقة في ذكر روايات حديث الإسراء حتى يكون لدى القارئ صورة متكاملة عن القصة وجوانبها.
ثانيا: لبيان الراجح من المرجوح فإنه يذكر الروايات بسندها ليبين ما تقوم به الحجة في المتن أو السند ولا تقوم به حجه
كصنيعه رحمه الله عن تفسيره للآية الثالثة من سورة النساء حيث ساق جملة من الأحاديث وناقش عللها ليرد على
الشيعة في التزوج بأكثر من أربع نسوة.
ثالثا: ذكر الشواهد والمتابعات للمتن الذي يستدل به رحمه الله.
وقد أفادنا بهذه الفوائد شيخنا الأستاذ الدكتور حكمت بشير حفظه الله
---
الغزالي
04-08-2007, 08:45 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أستاذي أبو عبدالرحمن المدني - وفقه الله - :
بارك الله فيكم على ما أتحفتمونا فيه من أسباب كثرة الروايات الحديثية ؛ وبارك في شيخكم د. حكمت بشير.
ما تفضلتم به أن ابن كثير يجمع كل ما يتعلق بالآية من المرويات واضح في تفسيره ؛ وقد أردت قبل فترة
قراءة قصة الإسراء فذهبت لابن كثير في أوائل سورة سبحان فوجدته جمع مرويات الباب فأغنى عن البحث
عن دوواين السنة للنظر في كل حديث ؛ وهذه إشارة فيما يظهر لي للتفسير الموضوعي عند ابن كثير وقد لا أوافق
على ذلك والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 06:12 PM(1/1837)
حياكم الله أخي الغزالي ، وأعتذر إليكم فرسالتكم وصلت حقاً ، وقد طلبت منهم إعادة الحلقة التي طلبتم غير أنني أقع في الحرج من هذا مع القناة ، فلو وردهم طلب الإعادة من غيري لكان أفضل ، ولذلك لم أكرر طلبي فلم يعيدو الحلقة التي طلبتم وأعادو حلقة (أدب المفسرين) بناء على طلبات من الإخوة المشاهدين جزاهم الله خيراً فمعذرة أخي العزيز.
وأعتذر أنني لم أجبك على الرسالة في حينها ، وأرجو قبول عذري رعاكم الله وسددكم .
وشكر الله لكم دعواتكم وتشجيعكم وحسن ظنكم ، ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد والإخلاص .
---
الغزالي
04-10-2007, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أود معرفة من هو المشرف على البرنامج ؟ إن كان الأستاذ علي نور فلدي معرفة شخصية به ولو طلبته لأجاب
ومن هو مخرج البرنامج ؟ إن كان الأستاذ وائل بكر فقد عرفته في تسجيل برنامج ( صناعة الحديث ) ويمكن الطلب منه
وأنا أعذرك في هذا ؛ وكنت أتمنى من المتخصصين في العلوم القرآنية تسجيل برنامج ( صناعة التفسير ) على غرار
النجاح الذي حققه ( صناعة الحديث ) في الدورة البرامجية القادمة والتي تليها إن لم تكفي وقد ألمح لهذا مدير القناة
الشيخ راشد في آخر حلقة من ( صناعة الحديث ) في الدورة الأولى.
واسلم لمحبك
---
عبدالرحمن الشهري
04-10-2007, 04:19 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على حرصك .
وقد تيسرت الأمور بارك الله فيك ، ولدي تسجيل كامل لجميع الحلقات ، وقد كلفت به أحد الفضلاء لرفعه على موقع البرنامج صوتاً وكتابة بإذن الله قريباً .
وأما المشرف فهو مجدي عبدالحميد والمخرج الأخ رضا غلاب ، وأما وائل بكر وعلي نور فكلاهما صديقان فاضلان ولا علاقة لهما ببرنامج أهل التفسير ، وهناك تطوير قريب بإذن الله للبرنامج لعله يحوز على رضاكم إن شاء الله بعد نقل تصويره من مكتبتي إلى استديوهات قناة المجد .
---
(1/1838)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المنظومة الميسرة في نظم نواقض الإسلام العشرة (( نريد النقد ))
---
المنظومة الميسرة في نظم نواقض الإسلام العشرة (( نريد النقد ))
---
أبو مهند القصيمي
03-04-2006, 11:37 PM
المنظومة الميسرة في نظم نواقض الإسلام العشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأصلي وأسلم على النبي الأمين وبعد :
فقد طلبت من أستاذي / فهد العتيبي نظم نواقض الإسلام العشرة فنظمها لي كما ترون وللمعلومية الأستاذ أبو تركي مدرس لغة انجليزية ولكن محب للنحو وهو شاعرٌ ... ومن ثم طلبت منه إنزالها في الملتقى لتعم الفائدة فأجابني إلى طلبي وهو يطلب انتقاداتكم
الحمدُ لله العليِّ القادرِ = الواحدِ الفردِ القويِّ القاهرِ
مُصلياً على النبيِّ الهاشمي = وآلهِ وصَحْبهِ الأكارمِ
فهذهِ مَنظومةٌ مُيَسَّرةْ = نَواقضُ الإسلامِ فيها عَشَرةْ
ألَّفَها إمامُنا المُجَدِّدُ = ذاكَ الإمامُ واسْمُهُ مُحمَّدُ
أوَّلُها بالقَصْدِ والإرادَةْ = إشراكُ غيرِ اللهِ في العبادةْ
وثانيها اتِّخاذُ مَخلوقينا = وسائطاً للهِ ينفعونا
والثالثُ التَّشكيكُ في الكفَّارِ = في كُفرِهِمْ لِقِلَّةِ الأوزارِ
والرابعُ اعتقادُ بَعْضِ الهَدْيِ = أَكْملُ من هديِ النَبيِّ المَهْدي
والخامسُ البُغضُ لشَرعِ المصطفى = ولو بهِ يَعملُ دوماً ما انتفى
والسادسُ استهزاؤهُ بالدِّينِ = بالهَزْلِ أو بالجِدِّ واليقينِ
والسابعُ السِّحْرُ ومِنهُ الصَّرْفُ = وغيرُهُ المَذكورُ وهو العَطْفُ
وثامنُ النواقضِ المُظاهَرَةْ = والعَونُ للكفارِ والمُناصَرَةْ
والتاسعُ اعتقادُهُ بوِسْعِهِ = خُروجُهُ عن دينهِ وشَرْعِهِ
والعاشرُ الإعْراضُ عن تعلُّمِهْ = منْ فعلِهِ ناهيكَ عن تَفَهُّمِهْ
تَمَّتْ وأدْعُو اللهَ في الخِتامِ = بالعَيشِ والموتِ على الإسْلامِ(1/1839)
نظمها/ فهد العتيبي
في محرم 1427هـ
---
عبدالرحمن الشهري
03-08-2006, 12:56 AM
بارك الله فيك أبا مهند ، وبارك في الأستاذ فهد العتيبي على منظومته . وهناك بعض الأفكاروالمقترحات :
- في قوله (وثانيها اتِّخاذُ مَخلوقيناوسائطاً) فيه كسر لدخول الواو عليه وبحذفها يستقيم ولعله إضافة من الناسخ .
- في تعبير البيت السابع قلق في العبارة لو حاول الناظم تبديله لكان أفضل ، ولعله لو قال :
ثالثُها الشَّكُّ بكُفْرِ الكافرِ * حاذِرْ من الرُّكُونِ صَاحِ حاذِرِ
فيكون التشكيك في كفر الكافر لا في الكافر نفسه ، ويكون التحذير من الركون للكفار ممهداً للنهي عن المظاهرة في الناقض الثامن .
---
أبو مهند القصيمي
03-11-2006, 11:38 AM
مشكور يا شيخ عبد الرحمن ...
لكن البيت الذي قلت فيه كسر يقول الأستاذ هو يقرأ بمهزة وصل لا قطع ،،،
أما البيت الذي في تشكيك الكفار فسأوصل إليه الانتقاد وشكراً ،،
---
(1/1840)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إجابة الكسائي التي تدل على فهمه وحفظه وقوة ذاكرته
---
إجابة الكسائي التي تدل على فهمه وحفظه وقوة ذاكرته
---
طارق
02-13-2006, 12:12 AM
سُئل الكسائى : كم في القرآن آية أولها شين ؟
فأجاب : أربع آيات :
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )(البقرة: من الآية185)
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ )(آل عمران: من الآية18)
(شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (النحل:121)
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً )(الشورى: من الآية13)
(( من كتاب البرهان في علوم القرآن )) للزركشي
فانظروا ـ رحمكم الله ـ إلى سرعة البديهة ، وحضور الذهن ، وقوة الذاكرة ،
ومتانة الحفظ .
وقد أحببت أن أنقل لكم هذه المعلومة للفائدة .
---
(1/1841)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين أجد مخطوطات تفسير قوام السنة الأصبهاني ؟ رحمه الله
---
أين أجد مخطوطات تفسير قوام السنة الأصبهاني ؟ رحمه الله
---
أبو عدنان
04-08-2006, 03:27 AM
السلام عليكم .
أين أجد مخطوطات تفسير قوام السنة الأصبهاني ؟ رحمه الله
فقد فيل انه صنف خمسة تفاسير !
فأين ذهبت .
بارك الله فيكم.
---
(1/1842)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الأول : مقدمات )
---
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الأول : مقدمات )
---
أبومجاهدالعبيدي
04-02-2003, 09:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وأفضل المرسلين محمد بن عبدالله ، وعلى آله الطيبين ،وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فهذه بداية مشاركاتي في هذا المنتدى الطيب المبارك - إن شاء الله - وستكون مرتبطة بالقرآن الكريم من خلال دراسة موضوعات علوم القرآن دراسة تأصيلية نقدية .
عسى الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته ، كما أسأله سبحانه أن يجعلنا داخلين فيمن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم :( خيركم من تعلم القرآن وتعلمه ) رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه .
وبهذه المناسبة ؛ فإني أرحب بمشاركات الأعضاء الجادة والمفيدة ، وتسرني تعليقاتهم وملاحظاتهم البناءة ، وأرحب باستفساراتهم وأسئلتهم في هذا الموضوع .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى . آمين
---
أبومجاهدالعبيدي
04-02-2003, 09:12 AM
من المهم أن نعلم أن علم علوم القرآن مِمَّا ينبغي الحرص عليه والاهتمام به ؛ لارتباطه الوثيق بالأصل الأول من أصول العلم - الذي هو القرآن الكريم - .
فعلوم القرآن علمٌ يعين على فهم القرآن ، ولاشك أن فهم القرآن مِمَّا يتعين على كل مسلم يريد العلم بما في القرآن ، فكيف بطالب العلم الذي يريد أن يكون عالماً فقيهاً مُعَلِّماً ناصباً نفسه للعلم .
وأودُّ التأكيد هنا على أهمية تأصيل مباحث وموضوعات علوم القرآن ، وذلك بالرجوع إلى أصول العلم بدلاً من الرجوع إلى آراء الرجال وما كتبوه من مؤلفات ، وقبولِ أقوالهم وأخذها على أنها من المسلّمات .(1/1843)
ولو أننا نظرنا نظرة فاحصة في مؤلفات علوم القرآن - وخاصة المتأخرة - لوجدنا أنّ أكثرها ترجع في الغالب إلى ما كتبه كل من الزركشي في ( البرهان في علوم القرآن ) والسيوطي في ( الإتقان في علوم القرآن ) دون الرجوع إلى المصادر التي اعتمدوا عليها ورجعوا إليها .
ومن أهم الأصول التي لابُدّ من الرجوع إليها ونحن نبحث في موضوعات علوم القرآن ، كتب السنة ، ولو أن العلماء وطلبة العلم جَرَدُوا كتب السنة واستخرجوا ما فيها من أحاديث تتعلق بموضوعات ومباحث ومسائل علوم القرآن لوجدوا علماً طيباً مباركاً ، يغنيهم عن كثير من الأقوال والآراء التي لا مستند لها من نقل صحيح ، وقد تخالف في كثير من الأحيان ما تدل عليه النصوص الصحيحة الثابتة .
وهذا يقودنا إلى الحديث عن أمر مهم يتفرع عن أهمية الاعتماد والرجوع إلى أصول العلم المعتبرة وهو : وجوب ردّ الأقوال المخالفة لهذه الأصول ، فإذا ورد قول في مسألة من مسائل علوم القرآن أو في أي علم آخر ، وهذا القول يخالف مخالفة صريحة كتاب الله تعالى وسنة نبيه r وما أجمع عليه سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين ومَن تبعهم بإحسان من الأئمة المهديين - فإنه يجب رده ، ولايُلتفت إليه ؛ بل لايُعدُّ قولاً من الأقوال - ولا كرامة - .
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( قال أبو عمر : ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات ، وجاء عن الصحابة ، وصح عنهم فهو علمٌ يدان به ، وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فبدعة وضلالة ) [ من كتاب جامع بيان العلم وفضله 2/946].
ومن أمثلة الأقوال التي ذكرت في كتب علوم القرآن واشتهرت مع مخالفتها لنصوص القرآن الكريم الصريحة ، قولهم : إن القرآن له نزولان :
الأول : نزول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا .(1/1844)
الثاني : نزوله من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم .[ هكذا قال مؤلف كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم الدكتور محمد أبو شهبة ص46 ]
فهذا القول بعضه صحيح وبعضه ضعيف مردود ، فالصحيح هو أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ؛ لثبوت ذلك في آثار صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره ، كما سيأتي - إن شاء الله - ، والضعيف المردود هو قولهم : إن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من السماء الدنيا .
فهذا قول يخالف مخالفة صريحة ما جاء في آيات كثيرة من أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من الله مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام ، كما قال سبحانه وتعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ )[ الشعراء : 192 - 194 ] ، وقوله جلَّ وعلا :( وَالَّذِينَ ءَاتَيْناَهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَبِّكَ بِالْحَقِّ )[ الأنعام : 114 ] ، وقوله تعالى :( يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) [ المائدة : 67 ] .
فهذه الآيات - وغيرها كثير - تدل بوضوح أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من ربه جلّ وعلا ، لا من السماء الدنيا ولا من اللوح المحفوظ ولا من غير ذلك .
وسيأتي تقرير ذلك في الكلام عن كيفية نزول القرآن إن شاء الله.(1/1845)
ثُمَّ إن ذكر مثل هذه الأقوال المخالفة للأصول المعتبرة فيه تكثير للأقوال ، وتسويدٌ للصفحات بدون فائدة تذكر ، وأقرب مثال على ذلك ما ورد من أقوال في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف حتى أوصلها بعضهم إلى أكثر من خمسة وثلاثين قولاً ، وأكثرها أقوال مبنية على اجتهادات عقلية لايدلّ عليها دليل ، بل كثير منها يخالف مخالفةً صريحة دلالة الأحاديث الصحيحة كقول من قال : إن العدد { سبعة } لا مفهوم له وإنَّما يراد به التكثير والمبالغة من غير حصر .
فهذا قول ضعيف مردود - وإن كان له مستند في اللغة - لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي دلت على أن العدد سبعة الذي بعد الستة وقبل الثمانية هو المراد .
وهنا أمرٌ آخر مهم في التعامل مع القول المخالف للأصول الصحيحة المعتبرة عند أهل العلم ، وهو أنه لاينبغي اعتماد هذه الأقوال أصلاً ، ولا ذكرها على أنها أقوال في المسألة إلاَّ في أضيق الحدود وعند الحاجة إلى ذلك .
ومن باب أولى لاينبغي الاشتغال بالرد عليها ؛ لأنها لاتستحق ذلك .
وقد أشار ابن عبد البر - رحمه الله - إلى أن القول المخالف لما جاء في القرآن ، ولما ثبت في السنة ، ولما أجمع عليه علماء الأمة لاينبغي الاشتغال به وبالرد عليه .
قال - رحمه الله - وهو يقرر ثبوت النسخ في أحكام الله : ( وفيه أيضاً دليلٌ على أن في أحكام الله - عزوجل - ناسخاً ومنسوخاً على حسب ما ذكر الله في كتابه ، وعلى لسان رسوله ، واجتمعت على ذلك أمته r فلا وجه للقول في ذلك ) ا هـ . [التمهيد 17/47-48]
وقال في موضع آخر : ( وفي ذلك دليلٌ على أن في أحكام الله تعالى ناسخاً ومنسوخاً وهو ما لا اختلاف فيه بين العلماء الذين هم الحجة على مَن خالفهم ) ا هـ . [الاستذكار 7/204]
فقوله هذا يدل على أن المسائل الواضحة الثبوت ، الظاهرة الاستدلال لاتحتاج إلى إطالة القول فيها ، ولا إلى كثرة الاستدلال على تقريرها .(1/1846)
ومِن هنا نعلم أن الذين ألفوا في علوم القرآن وأكثروا من إيراد الشبه المخالفة للصواب وتوسعوا في الرد عليها لم يوفقوا للمنهج السديد الذي كان ينبغي أن يسلكوه ويسيروا عليه ، وهو عدم التعرض لهذه الشبه أصلاً وعدم إيرادها فضلاً عن الاشتغال بالرد عليها .
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان ؟ ! .
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا ، بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها ، ونشراً لها ، واهتماماً بها .
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها ، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة ، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه .
وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه ، وعن سماعها ، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/138-148 ، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه . ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510-516 ] .
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل ، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين .
بل إقامة الحجة على أهل الباطل مِمَّا أوجبه الله عزوجل على أهل العلم ، وإيضاح الحق لهم عند الحاجة أمرٌ متعين ، ولايجوز لمن كان عنده علم أن يكتمه إذا وجدت الحاجة إليه .(1/1847)
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى :(الحق من ربك فلا تكن من الممترين )[آل عمران : 60] : ( وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة ، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق ، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل ، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا ، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون ، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه ، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه . ) انتهى كلامه رحمه الله .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-02-2003, 09:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن تقسيم موضوعات علوم القرآن إلى قسمين :
أحدهما : موضوعات لابُدّ من تعلّمها وإتقانها لمن أراد دراسة القرآن الكريم ومعرفة أحكامه .
ومن هذه الموضوعات علم الناسخ والمنسوخ ، وقد ذكر ابن عبد البر في باب ( معرفة أصول العلم وحقيقته ، وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقاً ) قولاً ليحيى ابن أكثم ، قال فيه : ليس من المعلوم كلها علم هو أوجب على العلماء ، وعلى المتعلمين ، وكافة المسلمين على العلماء وعلى المتعلمين ، وكافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه ؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً ، والعلم به لازم ديانة ، والمنسوخ لايُعمل به ، ولاينتهي إليه ، فالواجب على كل عالم علمُ ذلك لئلا يوجب على نفسه أو على عباد الله أمراً لم يوجبه الله عزوجل ، أو يضع عنه فرضاً أوجبه الله عزوجل ) ا هـ . [جامع بيان العلم وفضله 1/767 ]
فهذا يبيّن أن علم الناسخ والمنسوخ لابُدّ من تعلمه ومعرفته وإتقانه ، لأهميته في فهم القرآن الكريم ، والعمل بأحكامه .(1/1848)
ومِمَّا يعين على معرفة الناسخ والمنسوخ معرفة زمن النزول ، وأين نزل ، وفيمن نزل ، ومعرفة المكي والمدني ، ومعرفة السيرة والتاريخ ، ولذلك كانت هذه من العلوم التي ينبغي الوقوف عليها والعناية بها والميل بالهمة إليها كما قال ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى - .
والقسم الثاني : موضوعات يحسن تعلمها ومعرفتها ، لما لها من أثر محمود على مَن علمها وأتقنها .
ومن ذلك معرفة فضائل الآيات والسور وأي ذلك أفضل وأعظم عند الله .
أخرج مسلم في صحيحه ، عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا أبا المنذر ! أتدري أيّ آية في كتاب الله معك أعظم ؟ } قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم ، قال : { يا أبا المنذر ! أتدري أيّ آية في كتاب الله معك أعظم ؟ } قال : قلتُ : { ا؟للَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ" } [ البقرة : 255 ] قال : فضرب في صدري ، وقال : { والله ! ليَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر }أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين ، باب : فضل سورة الكهف ، وآية الكرسي رقم [810] ص 316 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) .
ذكر ابن عبد البر هذا الحديث في كتابه جامع بيان العلم وفضله ، باب : معرفة أصول العلم وحقيقته ... مستدلاً به على أن معرفة فضائل الآيات مِمَّا يطلق عليه اسم العلم ، ومهما يُهنّأ مَن علمه على علمه به ، ويستحق المدح والثناء على هذا العلم .
__________________
---
أبومجاهدالعبيدي
06-05-2003, 02:48 PM
بسم الله
هذا الدرس في تعريف مصطلح علوم القرآن :
علوم القرآن مركب إضافي ، يتضح معناه ببيان معنى جزأيه ، وهما "علوم" و "قرآن" .
ف"علوم" جمع علم ، والعلم في اللغة : مصدر بمعنى الفهم والمعرفة ، يُقال علمت الشيء أعلمه علماً :عرفته ) كما في لسان العرب . والعلم ضد الجهل .
وأما في الإصطلاح ؛ فقد اختلفت في تعريفه عبارات العلماء باختلاف الإعتبارات .(1/1849)
فعلماء الشريعة يعرفونه بتعريف ، وأهل الكلام يعرفونه بتعريف آخر ،وله عند الفلاسفة والحكماء تعريف ثالث .
وليس شيء من تعريفات هؤلاء بمراد هنا ؛ وإنما المراد : العلم في اصطلاح أهل التدوين ، فهم يطلقونه على مجموعة مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة ، كعلم التفسير ، وعلم الفقه ، وعلم الطب .....، وهكذا ، وجمعه :علوم . فعلوم العربية : العلوم المتعلقة باللغة العربية ، كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والشعر والخطابة وغيرها . هذا ما يتعلق بلفظ "علوم" .
وأما لفظ " القرآن" فقد اختلفوا فيه ، فقيل : إنه اسم غير مشتق ، وقيل : إنه مشتق ، والقائلون باشتقاقه اختلفوا أيضاً ، فمنهم من قال : إنه مهموز مشتق من "قرأ" ، ومنهم من قال : إنه غير مهموز مشتق من "القَري" ، أو من "قرن" على خلاف بينهم ليس هذا محل تفصيله .
ولعل أرجح الأقوال وأقواها في معنى القرآن في اللغة : أنه مصدر مشتق مهموز من قرأ يقرأ قراءة وقرآناً ، فهو مصدر من قول القائل : قرأت ، كالغفران من "غفر الله لك" ، والكفران من "كفرتك" ، والفرقان من "فرّق الله بين الحق والباطل" .
وأما تعريف القرآن في الإصطلاح فهو : كلام الله تعالى ، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ، المتعبد بتلاوته
وأما تعريف " علوم القرآن" كمركب إضافي ، فله معنيان :
أحدهما : لغوي يُفهم من هذا التركيب الإضافي بين "علوم" و "القرآن" وهو أنها العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم ، سواء كانت خادمة للقرآن بمسائلها أو أحكامها أو مفرداتها ، أو أن القرآن دل على مسائلها ، أو أرشد إلى أحكامها .
فالمعنى اللغوي لعلوم القرآن يشمل كل علم خدم القرآن ، أو أُخذ من القرآن ، كعلم التفسير ، وعلم التجويد ، وعلم الناسخ والمنسوخ ، وعلم الفقه ، وعلم التوحيد ، وعلم الفرائض ، وعلم اللغة وغير ذلك .(1/1850)
والثاني : اصطلاحي خاص بعلم مدون ؛ ويُعرّف "علوم القرآن" عَلَماً على علم مدون بأنه : علم يضم أبحاثاً كليةً هامةً ، تتصل بالقرآن العظيم من نواحٍ شتى ، يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً .
وهذا التعريف _في نظري _ أجود تعريف لعلوم القرآن من بين التعاريف الأخرى التي ذكرها من عرف هذا العلم . والله الموفق والهادي إلى سواء سبيل .
من المراجع التي أفدت منها فيما ذكرته سابقاً :
1-كتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ المحقق محمد محمد أبو شهبة .
2-كتاب :دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي .
3- كتاب :القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للشيخ محمد بن عمر بازمول .
4- مذكرة علوم القرآن لطلاب الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين في الرياض للشيخ مناع القطان .
وغير ذلك من مراجع علوم القرآن المعروفة .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-13-2005, 07:32 AM
لم تكن علوم القرآن بخافية على العلماء المبرزين قبل التدوين بل كانت مجموعة في صدورهم إلا أن اصطلاح (علوم القرآن) لم يظهر إلا في فترة متأخرة ، حيث ظهر هذا الاصطلاح في أول ما ظهر في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري حين ألف محمد بن خلف بن المرزبان (ت309هـ) كتابه (الحاوي في علوم القرآن) .
واعتقد بعض الباحثين أن أول عهد لظهور اصطلاح (علوم القرآن) هو بداية القرن الخامس حين ألف علي بن إبراهيم الحوفي (ت430هـ) كتابه (البرهان في علوم القرآن) وهذا غير صحيح ؛ لأن اسم كتاب الحوفي (البرهان في تفسير القرآن) ؛ ولأنه ظهرت كتب في القرن الذي قبله تناولت علوم القرآن بمعناها المدون وأسبقها ما ذكرت لابن المزربان وغيره .
أهم المؤلفات في علوم القرآن (كفن مدوّن) قديماً :(1/1851)
ظهرت مؤلفات كثيرة بعد ذلك في علوم القرآن كفن مدون ففي القرن الرابع الهجري . ألف أبو الحسن الأشعري (ت324هـ) كتابه (المختزن في علوم القرآن) ، وألف محمد بن علي الأدفوي (ت388هـ) كتابه (الاستغناء في علوم القرآن) .
وفي القرن السادس الهجري ألف ابن الجوزي (ت597هـ) كتابه (فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن) و(المجتبى في علوم القرآن) و(المجتنى من المجتبى) .
وفي القرن السابع الهجري ألف القزويني (ت625هـ) كتابه (الجامع الحريز الحاوي لعلوم كتاب الله العزيز) وألف أبو شامة المقدسي (ت665هـ) كتابه (المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز) ، وألف ابن تيميه (ت827هـ) كتابه (مقدمة في أصول التفسير) وهي مع إيجازها قيمة جداً وطبعت مراراً .
وفي القرن الثامن الهجري ألف بدر الدين الزركشي (ت794هـ) كتابه (البرهان في علوم القرآن) وطبع في أربعة مجلدات بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم ، وهو من أفضل المؤلفات في علوم القرآن الكريم ومن أحسنها تنظيماً وتبويباً وأسلوباً.
وفي القرن التاسع الهجري ألّف جلال الدين السيوطي (ت911هـ) كتابه (التحبير في علوم التفسير) ذكر فيه 102 نوعاً من علوم القرآن ، ثم ألف كتابه القيم (الإتقان في علوم القرآن) ذكر فيه ثمانين نوعاً من أنواع علوم القرآن على سبيل الإجمال والدمج ، ثم قال بعد سردها (ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاث مائة) ، وقد طبع الكتاب عدة مرات وصدر أخيراً في أربعة مجلدات بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم ، ويعد هذا الكتاب أصل من الأصول المؤلفة في هذا العلم ولئن قيل أن المفسرين عيال على تفسير الطبري، فإن علماء علم القرآن عيال على الإتقان .(1/1852)
فترت همة التأليف بعد ذلك بل قال بعض العلماء أن التأليف تلك الفترة توقف أو كاد وظهرت مؤلفاته معدودة مثل (الفوز الكبير في أصول التفسير) تأليف ولي الله الدهلوي (ت1176هـ) ، وألف ابن عقيله (ت1150هـ) كتابه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن) .
المؤلفات في علوم القرآن بمعناه المدون في العصر الحديث :
وقد نشط التأليف في العصر ا لحديث فصدرت مؤلفات كثيرة وأبحاث عديدة ليس المقام مقام إيرادها ولا حصرها ولعل من أشهرها :
1. "مناهل العرفان في علوم القرآن" : للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ، وطبع في مجلدين وهو بحق من أ فضل المؤلفات في هذا العلم ، فهو إضافة إلى اشتماله على كثير من علوم القرآن ، فقد اعتنى صاحبه بالرد على الشبهات الواردة في كل علم قديماً أو حديثاً وهو حين يوردها يسوق حججها وبراهينها ثم يكر عليها فلا يبقى لها أثراً ، وإضافة إلى هذا فإنه يقدم هذه العلوم بأسلوب أدبي يشدك إليه شداً حتى لتحسب نفسك ، وأنت تخوض عويص القضايا تقرأ قطعة أدبية ولست أعنى بها سلامته من كل عيب ففيه هنات لا تكاد تذكر .
2. "المدخل لدراسة القرآن الكريم" : للدكتور محمد محمد أبو شهبه ألفه لطلبة الدراسات العليا في الجامعة الأزهرية ، ويقع في مجلد تبلغ صفحاته نحو خمس مائة صفحة .
3. "مباحث في علوم القرآن" : للدكتور صبحي الصالح ألفه لطلبة كلية الآداب بجامعة دمشق ويقع في نحو ثلائمائة صفحة .
4. "مباحث في علوم القرآن" : للشيخ مناع القطان ويقع في نحو ثلاثمائة صفحة وقال في مقدمته : كانت طبعته الأولى استجابة لرغبة بعض إخواننا في تقديم أبحاث مختصرة عن أهم مباحث علوم القرآن يستطيع شبابنا المسلم الذي لا يتيسَّر له التعمق في الدراسات الإسلامية أن يجد فيها من الثقافة اللازمة له ما يكفيه مئونة البحث في مراجع هذا العلم ، ويجنَّبَه عناء فهم أساليبها ، وقد أصاب وفقه الله فقد سد كتابه هذا ثغرة في حاجة طلبة العلم.(1/1853)
5. "التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريقة الإتقان" : تأليف الشيخ طاهر الجزائري ، وهي مباحث انتخبها الجزائري انتخاب العالم الذواق والمحقق المتقن ، اعتنى بنشرها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة .
6. "لمحات في علوم القرآن" : تأليف الشيخ محمد الصباغ وهي محاضرات ألقاها على طلاب كليتي الآداب والتربية في جامعة الرياض .
7. "علوم القرآن الكريم" : للدكتور عدنان زرزور وهي محاضرات ألقاها على طلابه ويقع في مجلد تبلغ صفحاته 460 صفحة .
8. "المنار في علوم القرآن" : للدكتور محمد علي الحسن وهي محاضرات ألقاها على طلابه في كلية التربية بجامعة الرياض .
9. "مدخل إلى علوم القرآن والتفسير" : للدكتور فارق حماده وهو أيضاً محاضرات ألقاها على طلاب كلية اللغة العربية بمراكش .
10. "علوم القرآن والحديث" : للشيخ محمد على داود وهي محاضرات ألقاها على طلبة دائرة اللغة العربية في جامعة اليرموك.
11. "من علوم القرآن" : للدكتور فؤاد علي رضا ويقع في نحو 240 صفحة .
12. "التبيان في علوم القرآن" : للدكتور القصيبي محمود زلط تجاوزت صفحات المائتين .
13. "دراسات في علوم القرآن" : للدكتور أمير عبد العزيز وتبلغ صفحاته نحو الثلاثمائة صفحة .
هذه بعض المؤلفات في العصر الحديث في علوم القرآن كفن مدوَّن والمؤلفات غيرها كثيرة ، ولعلك تلاحظ أن أغلبها قد ألفها أصحابها لطلابهم ، وأحسب أن هذا يؤدي إلى الإجمال في الحديث وتيسير المادة وعدم الخوض في دقائق المسائل ووعر المسالك ، واختيار السبيل الأسهل والأيسر ، وهذا المنهج يحرم الباحثين المتخصصين من نيل مرادهم والحصول على بغيتهم ، كما يحرم المؤلفين من الإبداع في القول ، ومن إعمال الذهن والتجديد في الآراء ، بل أدى بهم إلى التسليم في كثير من المسائل والقضايا ونقلها كما هي من غير تمحيص خشية من الدخول في تفاصيل تخرج به عن هدفه من التأليف .(1/1854)
والحق أن كثيراً من المباحث في علوم القرآن لا تزال بحاجة إلى النظر في مسائلها وإعادة الكتابة فيها ، وعدم الاكتفاء والتسليم بما قاله فلان وفلان من غير دليل ، وعلوم القرآن أوسع من أن يحيط بها أبناء جيل أو أجيال من البشر .
ومما لا شك فيه أن التاريخ كله لا يعرف كتاباً درسه الدارسون وألف في علومه المؤلفون وصنف فيه المصنفون مثل القرآن الكريم ، ولا تزال المؤلفات تدون ولا يزال العلماء يبحثون ويتدبرون ، ولا يزال القرآن نقياً لم تكدره الدلاء وفائضاً لم تنقصه كثرة الواردين ، وسيظل نوراً يستضيء به طلاب الحقيقة ، وهدي يُهتدى به الناس إلى يوم القيامة .
منقول من هنا (http://www.islamweb.net.qa/quran/3loom/4.htm)
---
سلسبيل
07-13-2005, 02:29 PM
جزاكم الله خير ا شيخنا الكريم وإن شاء الله تتواصل هذه المجالس المباركة
---
أبومجاهدالعبيدي
07-13-2005, 02:43 PM
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثاني : مسائل مهمة في نزول القرآن ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=371&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثالث : مسائل في الوحي ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=372&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الرابع : في الأحرف السبعة ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الخامس : وقفات حول النسخ في القرآن ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=25&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
---
أبو صلاح الدين
07-13-2005, 03:31 PM
بلرك الله فيك أخي في الله.
وانتظروا موضوعي الجديد في الأحرف السبعة, فهو مهم جدا.
---
سلسبيل
07-15-2005, 06:39 PM(1/1855)
هل علم الناسخ والمنسوخ من المباحث المتعلقة بعلوم القرآن كعلما على فن معين مثل أسباب النزول والمكي والمدني ؟
أم أنها علما مستقلا بذاته كالتجويد والتفسير وغيرها ؟
وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
07-15-2005, 08:09 PM
ويُعرّف "علوم القرآن" عَلَماً على علم مدون بأنه : علم يضم أبحاثاً كليةً هامةً ، تتصل بالقرآن العظيم من نواحٍ شتى ، يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً .
لعل في هذا التعريف جواباً لسؤال الأخ سلسبيل ...
فعلم الناسخ والمنسوخ من حيث العموم يبحث في علم أصول الفقه ...
ثم منه ما يتعلق بالقرآن الكريم ، وهو علم : ناسخ القرآن ومنسوخه
ومنه ما يتعلق بالسنة النبوية ، وهو علم : ناسخ الحديث ومنسوخه .
وقد أفرد بالتصنيف من هذه الجهات الثلاث .
---
أبو مهند النجدي
07-18-2005, 06:14 AM
جزاكم الله خير على هذه الإفادة
---
الباحث7
03-09-2007, 02:56 PM
هل هناك كتاب يمكن اعتباره موسوعة في هذا العلم بحيث يغني عن غيره من الكتب؟
---
عبدالله المعيدي
03-10-2007, 12:34 AM
جزاكم الله خير ا ياشيخ محمد ونفع بكم ...
وإن شاء الله تتواصل هذه المجالس المباركة ..
---
(1/1856)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المنظومة الدَّاليَّة في السُّنَّة لأبي الخطابْ الكلوَذاني
---
المنظومة الدَّاليَّة في السُّنَّة لأبي الخطابْ الكلوَذاني
---
أبو مهند النجدي
09-03-2006, 11:13 AM
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (4)
المنظومة الدَّاليَّة في السُّنَّة
لأبي الخطابْ الكلوَذاني
• دَعْ عَنْكَ تِذْكَارَ الخَليْط المُنْجِدِ •
قرأها وقدم لها وعلّق عليها
هانئ بن عبد الله بن جبير
---
أبو مهند النجدي
09-18-2006, 05:50 AM
رابط من مكتبة مشكاة
http://www.almeshkat.net/books/open....t=10&book=2661
رابط من صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2813
---
(1/1857)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من آداب مخالفة التلاميذ لشيوخهم في الترجيح
---
من آداب مخالفة التلاميذ لشيوخهم في الترجيح
---
الميموني
10-03-2006, 02:34 AM
الاختلاف سنة فطرية و جبلة بشرية و متى كان بدليل و كان الحامل عليه طلب الحق و الرغبة في الوصول للحقائق فهو مفيد و قد يخالف التلميذ شيخه و قد يرد عليه بأدب و حكمة و لا يفسد هذا للود قضية ...
من أجود ما وقفت عليه من العبارات الجزلة حول هذا المعنى قول العلامة الفقيه قاضي غرناطة ومفتيها أبو عبد الله محمد بن الأزرق .
( ومخالفة التلميذ الشيخ في بعض المسائل إذا كان لها وجه و عليها دليل قائم يقبله غير الشيخ من العلماء ليس من سوء أدب التلميذ مع الشيخ، و لكن مع ملازمة التوقير الدائم، و الإجلال الملائم، فقد خالف ابن عباس : عمر وعليا وزيد بن ثابت رضي اللهُ عنهم، وكان قد أخذ عنهم، وخالف كثير من التابعين بعض الصحابة ، و إنما أخذوا العلم عنهم، وخالف مالك كثيرا من أشياخه، و خالف الشافعي و ابن القاسم وأشهب مالكا في كثير من المسائل وكان مالك أكبر أساتيذ الشافعي، وقال : ( لا أحد أمن علي من مالك). وكاد كل من أخذ العلم أن يخالفه بعض تلامذته في عدة من مسائل، ولم يزل ذلك دأب التلاميذ مع الأساتيذ إلى زماننا هذا، وقال: وشاهدنا ذلك في أشياخنا مع أشياخهم، رحمهم الله قال: ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه ) اهـ. نفح الطيب: 3 / 437(1/1858)
وهذا الذي قاله هذا العالم الجليل حق ، و الحامل عليه تغليب الدليل على محبة الشيخ والرغبة في نصرة مذهبه - حتى و إن كان هذا الشيخ من كبار العلماء و من المتبحرين في علوم الشرع . و أما الاستدلال بعمل العلماء العاملين قديما وحديثا في سلوكهم هذه الطريقة ورغبتهم في هذا المهيع فما أحسن كلامه فيه و إن كان لم يذكر من تلك المثلة إلا الجملة اليسيرة التي يتم بها الاستدلال ويتضح بها الحال ، وتعقيبه على ذلك بقوله : ( : ولا ينبغي للشيخ أن يتبرم من هذه المخالفة إذا كانت على الوجه الذي وصفناه ). تعقيب صحيح في محله فالنفوس ضعيفة، ورما شق على بعض الشيوخ مخالفة تلميذه النجيب له في ترجيح و اختيارمبني على نظر و استدلال وبخاصة إن اشتهر عند أهل زمانه مخالفته له في هذا ولو كانت بأدب و إجمال، لكن يكبح العالم الفهم المنصِف – و ما أقل وجوده – هذا وغيره من مخالفة الأهواء بأمور منها:
- تحسين الظنون، و اتهام النفس، و الرغبة في الخير للجميع واهتضام حق نفسه أمام حق الله تعالى وحق العلم فذلك أهدى و أولى. و الله المستعان . فقد رأينا من يغضب من تلميذه إذا رآه يقرأ على غيره، فضلا عن أن يَحظَّه على ذلك و يبين له منازل أهل العلم بإنصاف، لينتفع بكل منهم، فيعرف بالمقارنة بين طرائق الشيوخ اختلاف الأفهام و يستبصر أكثر في فهم العلوم، ويرتقي بالإكثار عن درجة المقلين، ثم يتعرف عن طريق ذلك على خطأ المخطئين من شيوخه بمعرفته الصواب من غيرهم، مع ما يجلبه ذلك له من سمو النفس و علو الهمة و قلة التعصب على الوجه المذموم. ....
---
فهد الوهبي
10-03-2006, 03:50 AM
أخي الكريم الشيخ عبد الله ..
إن كلام السلف رحمهم الله من أنفع الكلام وأدقه ، ومن بركته أن يستمر نفعه أزماناً متطاولة حتى ينتفع به من لم يكن في ذهن قائله أن يصل إليه ...(1/1859)
وما ذكرت بارك الله فيك من كلام القاضي أبي عبد الله بن الأزرق حق وصدق .. وليست المصيبة اليوم واقعة في إنكار العلماء على طلابهم أن يخالفوهم أو أن ينتموا إلى غيرهم ، فما نراه في علمائنا سددهم الله ووفقهم لكل خير هو ما يوافق كلامه رحمه الله من الحرص على نفع الطلاب وتزكيتهم بالطرق النافعة .
ولكن الأمر الذي يحتاج إلى وقفة هو موقف الطلاب من العلماء ، وتعالم الصغار على الكبار ، وكثرة الردود من مجهولي الحال أو المعروفين بغير العلم على العلماء ...
ولهذا كثر القيل والقال وكثرت الردود وضاع العلم الحقيقي الذي ينبغي لطلاب العلم الاعتناء به ..
ومما كثر إهماله أدب الطلاب مع العلماء ـ بلا تقديس ـ ومعرفة الإنسان لقدره وبضاعته من العلم ، وخوفه مما تخط يده من العلم ألا يكون موافقاً ... بل أصبح الحال كما ترى .. نسأل الله الهداية والسداد ..
وبارك الله فيكم ..
---
أبو حذيفة
10-03-2006, 04:21 AM
متى خلصت النية وحسن القصد انكسرت النفس أمام الحق قال عبد الغني بن سعيد رحمه الله : لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في المدخل بعث إلي يشكرني ويدعو لي فعلمت أنه رجل عاقل
---
الميموني
10-07-2006, 05:10 PM
جزاكم الله خيرا ياشيخ فهد و ياشيخ أبا حذيفة
---
(1/1860)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصادر التفسير
---
مصادر التفسير
---
أحمد بزوي الضاوي
08-17-2006, 03:03 AM
ذهب الزركشي إلى أن تفسير القرآن قسمان، منه ما ورد تفسيره بالنقل، ومنه ما لم يرد ، وبهذه الطريقة المنهجية الرائعة استطاع هذا العالم الجليل أن يبين أن مصادر التفسير الأساسية - والتي كاد العلماء يجمعون عليها أمرهم - خمسة :
1- القرآن الكريم .
2- السنة النبوية الشريفة .
3- أقوال الصحابة .
4- أقوال التابعين .
5- اللغة وعلومها .
وفي ذلك يقول : "واعلم أن القرآن قسمان أحدهما ورد تفسيره بالنقل عمن يعتبر تفسيره ، وقسم لم يرد.
والأول على ثلاثة أنواع : إما أن يرد التفسير عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أو عن الصحابة ، أو عن رؤوس التابعين . فالأول يبحث فيه عن صة السند، والثاني ينظر في تفسير الصحابي ، فإن فسره من حيث اللغة فهم أهل اللسان فلا شك في اعتمادهم ، وإن فسره بما شاهده من الأسباب والقرائن فلا شك فيه ، وحينئد إن تعارضت أقوال جماعة من الصحابة فإن أمكن الجمع فذاك، وإن تعذر قدم ابن عباس ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشره بذلك حيث قال :"اللهم علمه التأويل" . وقد رجح الشافعي قول زيد في الفرائض ، لقوله -صلى الله عليه وسلم- "أفرضكم زيد"، فإن تعذر الجمع جاز للمقلد أن يأخذ بأيها شاء . وأما الثالث وهم رؤوس التابعين إذ لم يرفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا إلى أحد من الصحابة -رضي الله عنهم- فحيث جاز التقليد فيما سبق، فكذا هنا، والأوجب الإجتهاد .الثاني : مالم يرد فيه نقل عن المفسرين . وهو قليل، وطريق التوصل إلى فهمه النظر إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها، واستعمالها بحسب السياق..." .
أولا : القرآن :(1/1861)
يقسم العلماء القرآن الكريم من حيث الوضوح والبيان إلى قسمين: الأول بين بنفسه ، والثاني يحتاج إلى بيان ، وهذا البيان قد نجدله في القرآن ، أو في السنة أو غيرها من المصادر التي أوردناها سابقا .
فالقرآن الكريم كلما قرأه الإنسان قراءة واعية، وصادقة مترفعة عن كل هوى ، إلا تفتقت له أسراره ، وعندها يتضح له أن هناك بعض الآيات التي أشكل عليه أمرها في سورة من السور، قد ارتفع إشكالها بقراءة آية أخرى تكون موضحة ومفسرة لها، كما يتبين له أن ما أجمل في موضع قد فصل في آخر، وما اختصر في مكان قد بسط في مكان آخر. ومن ثم دأب المفسرون على القول إن القرآن يفسر بعضه بعضا، وفي ذلك يقول الدكتور صبحي الصالح : " "القرآن يفسر بعضه بعضا" ،
يردد المفسرون هذه العبارة كلما وجدوا أنفسهم أمام آية قرآنية تزداد دلالتها وضوحا بمقارنتها بآية أخرى، وإن لهم أن ينهجوا في تأويل القرآن هذا المنهج لأن دلالة القرآن تمتاز بالدقة والإحاطة والشمول ، فقلما نجد فيه عاما أو مطلقا أو مجملا ، ينبغي أن يخصص أو يقيد أو يفصل ، إلا تم له في موضع آخر ما ينبغي له من تخصيص أو تقييد أو تفصيل ولقد كانت هذه الدلالة الشاملة جديرة أن توحي إلى العلماء وضع مصطلحات خاصة يرمز كل منها إلى السمة البارزة في كل فكرة يدعو إليها القرآن ، وفي كل مشهد يصوره ، ومن هنا نشأ في الدراسات الإسلامية ما يسمى بمنطوق القرآن ومفهومه ، وعامه وخاصه، ومطلقه ومقيده، ومجمله ومفصله."(1/1862)
فإذا كانت هذه هي طبيعة الذكر الحكيم ، فإنه يتعين على مفسره جمع الآيات التي أشكل عليه فهمها ، ثم يعرضها على الآيات الأخرى ليزيل إشكالها ويرفع غموضها، وبذلك يخرج بتفسير قرآني للقرآن الكريم. ومن ذلك أن يحمل المجمل على المبين ليفسره، ومثاله قوله تعالى :{فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} ، فسرتها الآية الثالثة والعشرون من سورة الأعراف : {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}، كما أنه يحمل العام على الخاص، وقد غالى بعض العلماء في ذلك وهو القاضي جلال الدين البلقيني لدرجة لا يتصور معها بقاء العام على عمومه دون تخصيص ، ومثاله -أي العام الباقي على عمومه- عزيز، إذ ما من عام وإلا يتخيل فيه التخصيص . فقوله تعالى :{يا أيها الناس اتقوا ربكم} قد يخص منه غير الكافر. و {حرمت عليكم الميتة } خص منه حالة الاضطرار، وخص منه السمك والجراد. و{حرم الربا} وخصص منه العرايا" .
ويؤكد ذلك الدكتور صبحي الصالح فيقول :"ومن المحقق أن العالم غالبا تصحبه قرينة تمنع بقاءه على عمومه نحو {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله}. فلا يراد من أهل المدينة والأعراب إلا القادرون على الجهاد ، أما العجزة فلا يشملهم التعبير لأن العقل يقضي بخروجهم ".
وقد يحمل المطلق على المقيد كلفظ مسفوح في قوله تعالى : {قل لا أجد في ما أوحي إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير}، فلفظ مسفوحا "قيد لفظ الدم المطلق في قوله جد وعلا :{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخزير} .(1/1863)
ومنه كذلك الجمع بين ما يتوهم أنه مختلف كالآيات التي تتحدث عن خلق آدم ، ومنه كذلك حمل بعض القراءات على بعضها ، مثال ذلك قراءة ابن مسعود -رضي الله عنه- : (أو يكون لك بيت من ذهب) المفسرة للفظ الزخرف في القراءة المشهورة : {أو يكون لك بيت من زخرف }. ومن القراءات ما يختلف زيادة ونقصانا ، فتكون الزيادة في إحداها مفسرة ومبينة للقراءة الأخرى .
وهناك من العلماء من يرى أنها من أوجه القرآن. والبعض يرى أنها ليست قرآنا ، بل هي من قبيل التفسير، إلا أنهم لا يختلفون في كونها مرجعا مهما من مراجع تفسير القرآن بالقرآن، وفي ذلك يقول الدكتور محمد حسين الذهبي : "ومما يؤيد أن القراءات مرجع مهم من مراجع تفسير القرآن بالقرآن ما روى عن مجاهد أنه قال : "لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس ما احتجت أن أسأله عن كثير مما سألته عنه".
وهكذا يتضح لنا أن القرآن هو المصدر الأول للتفسير ، وهو عمل يتميز بصفتين : بالأهمية والصعوبة . وتتمثل أهميته في أننا إذا توصلنا إلى استخراج تفسير قرآني للقرآن الكريم ، فإن ذلك سيخلصنا من كثير من التناقضات التي نجدها في بعض التفاسير، كما أنه سيوقفنا على المعنى الحق للذكر الحكيم .
أما صعوبته فتكمن في تفرق الآيات التي يفسر بعضها بعضا مما يتطلب عملا دؤوبا من أجل جمعها ثم تصنيفها حسب الموضوعات ثم النظر فيها من حيث منطوق القرآن ومفهومه، ومجمله ومفصله ، ومطلقه ومقيده، وعامه وخاصه.
ثانيا : السنة النبوية الشريفة :(1/1864)
يعتبر المصطفى -عليه الصلاة والسلام- أعلم البشر بكتاب الله تعالى جملة وتفصيلا، فقد وقف على معرفة مطلقة ومقيده ، وعامه وخاصه، ومفهومه ومنطوقه ، وحلاله وحرامه، ونهيه وأمره، وكان كلما أشكل عليه شيء من الذكر الحكيم راجع جبريل - عليه السلام- الذي يبلغه عن ربه ما يرفع الإشكال، ويوضح الغرض ويتم الحجة . ومن ثم يحق لنا أن نعتبر الرسول- عليه الصلاة والسلام - أول مفسر للذكر الحكيم ، وقد فهم الصحابة -رضوان الله عليهم- ذلك فكانوا يراجعونه -عليه الصلاة والسلام- في كل ما أشكل عليهم فهمه من القرآن الكريم، حتى إننا لنجد في كتب الحديث المعتبرة بابا خاصا بالتفسير ، وهو متضمن للكثير من التفسير المأثور عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-مثال ذلك ما رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (الصلاة الوسطى صلاة العصر)" .
وبذلك أصبحت السنة -من أقواله وأفعاله وتقريراته -عليه الصلاة والسلام- مصدرا أساسيا من مصادر التفسير ، فإذا "لم يستطع القارئ أن يفهم القرآن من القرآن ، فإنه يتجه إلى السنة كما أسلفنا تحقيقا لقوله تعالى :{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} . وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : (ألا إني أوتيت علم الكتاب ، وأوتيت مثله معه )".(1/1865)
والأخذ بالسنة في التفسير يحتاج إلى شيء من التفقه في علوم الحديث وذلك حتى يميز صحيحها من ضعيفها وموضوعها، وقد حذر العلماء من النقل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بغير علم، لأن ذلك قد يوقعهم في الكذب عليه من غير أن يشعروا ، ومثال تحذيراتهم ما أثبته الزركشي في البرهان حيث يقول :"وهذا هو الطراز الأول، لكن يجب الحذر من الضعيف فيه والموضوع ، فإنه كثير، وإن سواد الأوراق سواد في القلب، قال الميموني : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ثلاث كتب ليس لها أصول : المغازي والملاحم والتفسير. قال المحققون من أصحابه : ومراده أن الغالب أنها ليس لها أسانيد صحاح متصلة ، ولا فقد صح من ذلك كثير".
أوجه بيان السنة للقرآن
يمكننا النظر إلى بيان السنة للقرآن الكريم من وجهين :
الأول :
هو ما يتعلق ببيان السنة النبوية الشريفة لمجمل القرآن الكريم نحو بيانه -صلى الله عليه وسلم - لمواقيق الصلاة ، وعدد ركعاتها وكيفيتها ، وفي ذلك يقول -عليه الصلاة والسلام - :(صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
كما أنها توضح مشكله ، ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى : {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجرثم أتموا الصيام إلى الليل}.
فقد عمل عدى ابن حاتم بحرفية النص ، وقال : يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين ، عقالا أبيض وعقالا أسود أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : ( إن وسادتك لعريض، إنما هو سواد الليل وبياض النهار) .
وقد كان بعض الصحابة يراجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أشكل عليه من القرآن ، مثلما حدث من عمر بن الخطاب الذي لم يتبين له معنى الكلالة فراجع الرسول الكريم .(1/1866)
كما أن السنة تخصص عا القرآن الكريم وتقيد مطلقه. ومثال ذلك تخصيصه -صلى الله عليه وسلم - لكلمة "الظلم " في قوله تعالى : {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} بالشرك، وكذلك تقييده "اليد" في قوله تعالى : {فاقطعوا أيديهما} باليد اليمنى . كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - قد يبين معنى لفظة مبهمة أو غامضة ، كبيان المغضوب عليهم باليهود ، والضالين بالنصارى . وذلك في قوله تعالى : {غير المغضوب عليهم ولا الضالين }.
وقد يكون بيانه -عليه الصلاة والسلام - للقرآن الكريم عبارة عن تأكيد لما جاء فيه نحو قوله : (إنه لا يحل مال امرىء إلى بطيب منه) ، فإنه يوافق قوله تعالى : {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} .
الثاني :
من حيث الموضوعات الكبرى التي تعرض لها الذكر الحكيم وهي ثلاث :
1- الأحكام الفقهية المتعلقة بالحلال والحرام ، وبالعبادات والمعاملات : ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم - : (لا وصية لوارث) فهذا بيان منه أن آية الوصية للوالدين والأقربين منسوخ حكمها وإن بقيت تلاوتها.
وقد بين كذلك أحكاما زائدة على ما جاء في القرآن الكريم، كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وتحريم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع، والقضاء باليمين مع الشاهد. وقد يكون بيانه -صلى الله عليه وسلم- لما ورد من أحكام فقهية في القرآن الكريم إما "بالقول وحده أو بالفعل وحده ، أو بهما معا، كما صلى وقال :(صلوا كما رأيتموني أصلي) وحج وقال : (خذوا مناسككم )".
2- ما يتعلق بالعقيدة وضرب الأمثال لها : من ذلك ما ورد في السنة من وصف الجنة وما بها من نعيم مقيم، والنار وما بها من جحيم وعذاب أليم ، فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :(يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتبولون، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك ، يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس).(1/1867)
3- والقسم الثالث من بيان السنة للقرآن الكريم هو ما يتعلق بالقصص القرآني : وقد ورد شيء قليل منه في كتب السنة المعتبرة ، ومن ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه فقال : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار، قال أخبرني سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس -رضي الله عنهما- إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو صاحب بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر، فقال : كذب عدو الله . حدثنا أبي بن كعب ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل ، فسئل أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا . فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه . فقال له : بلى لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك ... إلى آخر الحديث ) .
ومما ورد في كتب السنة الصحيحة من تفسيره -صلى الله عليه وسلم - لبعض آي القرآن الكريم يتبين لنا أنه قد أوتي جوامع الكلم، وأن من القرآن ما لا يتوصل إلى تفسيره إلا عن طريقه . من ذلك "تفصيل وجوه أمره ونهيه ، ومقادير ما فرضه الله من أحكام . وهذا البيان هو المقصود بقوله -صلى الله عليه وسلم - :(ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)" .
وبذلك تكون السنة هي المصدر الوحيد لتفصيل أحكام الحلال والحرام، والعبادات والمعاملات ، ومن تجاوز تفسير السنة لتلكم الأمور المجملة فقد افترى على القرآن ، وتجنى على صحب الرسالة ذلك "أن الإتجاه إلى تفسير القرآن من غير اعتماد على السنة، والإستعانة بها في هذا الباب خروج على الشريعة . فقد قال تعالى : {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم } .
والذين يتركون السنة زاعمين أنهم يأخذون بالقرآن يهجرون القرآن والسنة معا ويحاربون تبليغ النبي -صلى الله عليه وسلم - لرسالته".(1/1868)
ومما سبق يمكننا القول إن القرآن خير مفسر لكتاب الله تعالى ، لأنه سبحانه وتعالى ، أعلم بما جاء في كتابه، ويأتي بعده في الأهمية والأفضلية السنة النبوية المطهرة ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يتصف بالعصمة ، ومعرفته مستمدة من علم الله سبحانه وتعالى ، كما أن وظيفته الأساسية هي التبليغ والشرح والبيان، ومن ثم فتفسيره - صلى الله عليه وسلم- للقرآن أمر توقيفي لا مجال للإجتهاد فيه.
هل فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم - القرآن الكريم ؟
اختلف أهل السنة في الكمية التي فسرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم. وقد نشأ هذا الخلاف بين العلماء بعد أن تناقل الناس الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- والذي مفاده أن الرسول- عليه الصلاة والسلام- ما كان يفسر من كتاب الله إلا آيا يعلمه إياهن جبريل. ومن ثم انقسموا إلى فريقين :
1- الفريق الأول يقول إن الرسول قد فسر القرآن كله، وقد قال به جمع من السلف، وحكى ذلك عنهم القرطبي في تفسيره حيث قال :"وروى الأوزاعي عن حسان ابن عطية قال كان الوحي ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك(2) ، وروى سعيد بن منصور : حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال : القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن ، وبه عن الأوزاعي قال : قال يحيى بن أبي كثير : السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاض على السنة . قال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - وسئل عن هذا الحديث الذي روى أن السنة قاضية على الكتاب ، فقال : ما أجسر على هذا أن أقوله ، ولكن أقول : إن السنة تفسر الكتاب وتبينه " .
وهذه الأقوال كلها وإن كانت لم تصرح بأن السنة قد فسرت القرآن كله، إلا أننا إذا أمعنا فيها النظر وجدناها تفيد ذلك .(1/1869)
ولعل الإمام الطبري (224هـ/310هـ) هو أول مفسر بين أن السنة مفسرة لكل القرآن الكريم، وإن كان لم يصرح بذلك، وإنما يفهم من خلال مناقشته لحديث السيدة عائشة السابق الذكر. وهذا نص كلامه: "أما الخبر الذي روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلى آيا بعدد ، فإن ذلك مصحح ما قلنا من القول في الباب الماضي قبل وهو : إن من تأويل القرآن ما لا يدرك علمه إلا ببيان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذلك تفصيل جمل ما في آيه من أمر الله ونهيه ، وحلاله وحرامه ، وحدوده وفرائضه ، وسائر معاني شرائع دينه الذي هو مجمل في ظاهر التنزيل ، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة ، لا يدرك علم تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- وما أشبه ذلك مما تحويه آي القرآن من سائر حكمه الذي جعل الله بيانه لخلقه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا يعلم أحد من خلق الله تأويل ذلك إلا ببيان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بتعليم الله إياه ذلك بوحيه إليه ، إما مع جبريل أو مع من شاء من رسله إليه ، فذلك هو الآي التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفسرها لأصحابه بتعليم جبريل إياه ، وهن لا شك آي ذوات عدد ...
ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يفسر من القرآن شيئا إلا آيا بعدد، هو ما يسبق إليه أوهام أهل الغباء، من أنه لم يكن يفسر من القرآن إلا القليل من آيه واليسير من حروفه ، كان إنما أنزل إليه -صلى الله عليه وسلم - الذكر ليترك للناس بيان ما أنزل إليهم، لا ليبين ما أنزل إليهم ... ".
وهو نفس ما يستخلص من مناقشة الإمام عبد الحق بن عطية(481هـ/542هـ) لدلالة الحديث الذي روته السيدة عائشة، من أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفسر شيئا من القرآن برأيه إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.(1/1870)
ولعل أول من صرح بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم -قد فسر القرآن كله هو الإمام ابن تيمية ، وذلك في تابه "مقدمة في أصول التفسير" حيث يقول : "يحب أن يعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه ، فقوله تعالى : {لتبين للناس ما نزل إليهم}( يتناول هذا وهذا ".
وإذا كان الرسول قد بين المعاني والألفاظ القرآنية ، فإن ذلك يعني أنه قد فسر لصحابته كل القرآن الكريم : أمره ونهيه ، حلاله وحرامه، محكمه ومتشابهه ناسخه ومنسوخه ، عمومه وخصوصه .
ولا يفهم من هذا أن ابن تيمية يعتبر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد فسر القرآن كله آية آية تفسيرا قوليا ، وإنما قصده أنه قد فسره كله بالمعنى الشامل للسنة، أي بالقول والفعل والإقرار. وفي ذلك يقول الدكتور صبري متولي : "إن التفسير النبوي للقرآن ليس معناه الحجم المقروء الذي وصل إلينا ، بل إن أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريراته تعد تفسيرا للقرآن . وقد قالت عائشة -رضي الله عنها- :(كان خلقه القرآن)" .
ويفهم هذا كله من قول ابن تيمية -رحمه الله- : "كل ما حكم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فهو مما فهمه من القرآن : قال الله تعالى : {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} . وقال تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون }. وقال تعالى : { وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}. ولهذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (ألا إني أوتيت القرىن ومثله معه) يعني السنة ، والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لأنها تتلى كما يتلى ".(1/1871)
وجدير بالذكر أن ما بين أيدينا من تفسيرات الرسول -صلى الله عليه وسلم- للذكر الحكيم ليست هي كل ما قاله في ذلك، بل هو ما وصلنا عن طريق الرواة ، وهناك احتمال كبير في أن قسما كبيرا من تفسيراته -صلى الله عليه وسلم - للقرآن الكريم قد ضاعت مع موت الصحابة أو استشهادهم في حروب الردة التي استشهد فيها جمع كبير من علماء الصحابة ، وقراء القرآن الكريم ، وحفظة السنة النبوية.
2- وأما الفريق الثاني فيرى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسر جزءا من القرآن الكريم ، وقد قال بذلك الإمام السيوطي ، وصاحب مقدمة كتاب المباني، وهو كتاب مجهول اعتنى آرثر جفري بنشر مقدمته في التفسير، وقد جاء فيها ما نصه : " إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر إلا آيا معدودة من قبله . إن الذين شاهدوا نزول القرآن نجما نجما ، وعاينوا الحوادث التي نزل فيها ، وعرفوا المتقدم فيه والمتأخر، لم يحتاجوا في بيان أحكامه في باب الخصوص والعموم ، والناسخ والمنسوخ إلى ما يحتاج إليه من بعدهم ممن لم يشاهد تلك الأحوال ، لا سيما وهم أرباب اللغة العربية التي نزل بها القرآن ، قد نشأوا عليها حتى كانت لهم طبعا وسجية لم ينكت فيها مراس لغة أخرى بفساد ، فما الذي كان يحوجهم إلى تفسير ما يتلى عليهم مما هم بحقيقته عارفون إلا آيا معدودة قد أجملت فيها أحكام الشريعة بحيث لا يوقف عليه إلا بيان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما الذي يغنينا عن طلب ما عرفوه لمشاهدة أحوال النزول ، ولسلامة طباعهم في اللغة العربية بما أمكننا من شدة الجهد لعلنا نقف من ذلك بعد الجهد على بعض ما كانوا يقفون عليه عفوا".
وقد قال بذلك أيضا جماعة من العلماء المحدثين ، ومنهم الدكتور عبد شحاته الذي يرى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يمكنه أن يفسر كل القرآن لأن منه ما استأثر الله سبحانه بعلمه. وفي ذلك يقول :(1/1872)
"والحق أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الكثير من معاني القرآن لأصحابه كما تشهد بذلك كتب الصحاح، ولم يبين كل معاني القرآن ، لأن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها ، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله ، قال ابن عباس (التفسير على أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله)".
وللشيخ متولي شعراوي رأي قويم في هذه المسالة ، فهو ينظر إليها بناء على التفريق بين آيات الأحكام والآيات الكونية ، فإذا جاز لنا أن نقول إن الرسول فسر القرآن كله فإن ذلك سيضعنا أمام مفارقة غريبة ، إذ كيف سيفسير الآيات الكونية ، أيفسرها على حقيقتها التي هي عليها في الواقع، أم يفسرها بما تطيقه عقلية معاصريه ؟، وفي ذلك يقول: "لم يفسر لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن ، لأنه لو فسره لكان يجب أن يفسره بما تطيقه عقول معاصريه، ولو فسره بالأشياء التي توجد في القرن العشرين أو الثلاثين أو الأربعين لتعجب معاصروه أيما تعجب، ولاستعظموه أيما استعظام ، لأنه للآن مازال أناس ينكرون أن الأرض تدور، ولو أنه -صلى الله عليه وسلم - فسره على قدر عقل معاصريه ومعلوماتهم الكونية لحجر علينا ولجمد القرآن ، لأن من يتصدر لتفسير القرآن بعد ذلك سيواجه بأن الرسول فسره هكذا، وعليك ألا تزيدعن ذلك، ولذلك فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك تفسير القرآن حتى تأخذ كل مرحلة فكرية من لمحات القرآن بقدر ما تستطيع ، وذلك في أمور الكونيات ، أما المطلوب من الأحكام فقد بينها صلوات الله عليه وأوضحها للناس" .
ويستخلص من ذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر القرآن كله،لأنه لو فسره كله لكان أحد أمرين :
1- ستصبح تفاسير القرآن الكريم عبارة عن تحصيل حاصل، لا تضيف شيئا.(1/1873)
2- سينتج عن ذلك جمود القرآن جمودا يجعله متجاوزا بمضي الزمن، فضلا عن أنه يشكل مصادرة خطيرة للعقل البشري.
ويرى الدكتور محمد بلتاجي أنه ليس في قولنا بعدم تفسيره -صلى الله عليه وسلم- لكل القرآن تعارض مع وظيفة الرسول كمبين للذكر الحكيم، وهذا نص كلامه :"ولايعارض هذا كله قوله تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} ، لأن البيان المطلوب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هنا هو أن يبين للصحابة وللمسلمين من بعدهم ما يفسر لهم ما ورد في القرآن من أصول العقيدة وأصول الدين، وما ورد فيه من الأحكام التشريعية العملية التي احتاج إليها المسلمون في عصره. وحديث معاذ بن جبل صريح في أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرر لمعاذ أنه سيقابل قضايا لا يجد نص حكمها مفصلا في آيات القرآن ، ولا فيما فسره من السنة ، ومن ثم أقره رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على بذل جهده فيها بقياس الشبيه ، وبغير ذلك من أوجه الاعتبار التي علمها لهم ، فالبيان الذي أمر به الله رسوله ، وقام به الرسول هو ما يفسره القرطبي بقوله: "وأنزلنا إليك الذكر : يعني القرآن ، لتبين للناس ما نزل إليهم في هذا الكتاب من الأحكام ، والوعد والوعيد ، بقولك وفعلك ، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- مبين عن الله عز وجل مراده مما أجمله في كتابه من أحكام الصلاة والصيام ، وغير ذلك مما لم يفصله" .(1/1874)
والراجح أنه ليس هناك تعارض بين الرأيين خاصة إذا أخذنا في الإعتبار أن ابن تيمية - وهو من أشد من يصرون على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد فسر القرآن كله لأصحابه- لم يجعل تفسير الرسول قاصرا على السنة القولية وحدها ، بل أخذ بعموم مفهوم مصطلح السنة من قول وفعل وإقرار ، هذا من جهة . ومن جهة أخرى فإن ما كان يحثه على الإصرار على موقفه السابق هو خشيته أن يظن الناس أن في القرآن ما لا يدرك علمه إلى الله، وأن الخطاب القرآني بالنسبة للمخاطبين به من قبيل الكلام الأعجمي، حيث اتخذ ذلك تكأة لكل التأويلات المنحرفة والضالة ، خاصة ما يتعلق منها بالصفات، حيث اعتبروها من المتشابه الذي لا يعلم معناه . وفي ذلك يقول ابن تيمية : "ويبين ذلك أن الصحابة والتابعين لم يمتنع أحد منهم عن تفسير آية من كتاب الله ، ولا قال هذه من المتشابه الذي لا يعلم معناه، ولا قال قط أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة المتبوعين إن في القرآن آيات لا يعلم معناها ولا يفهمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أهل العلم والإيمان جميعهم وإنما قد ينفون علم بعض ذلك عن بعض الناس. وهذا لا ريب فيه.
وإنما وضع هذه المسألة المتأخرون من الطوائف بسبب الكلام في آيات الصفات وآيات القدر وغير ذلك " .
فابن تيمية قد ناقش هذه القضية بشكل مفصل ، وبين أن القرآن قد جاء ليتعبد به ، وليتدبر ، فيكون هداية وعبرة للعالمين، ومن ثم يستحيل أن نكون مأمورين بتدبره والتفكر فيه ثم يعجم علينا بعضه أو جله . وقد دفعه ذلك إلى التفريق بين فهم معنى الآية وإدراك تأويلها على ما سنبينه عند الحديث عن الفرق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة .(1/1875)
كما أن الذين قالوا إن الرسول لم يفسر إلى بعض القرآن قد يكونون على حق وصواب، ذلك أن ما وصلنا من السنة القولية في تفسير القرآن الكريم لا يشمله كله ولا حتى جله ، بل لا يتجاوز بعض الآيات التي أشكل فهمها على بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن ثم فإن هذا الفريق لم يعبر أفعال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتقريراته من قبيل التفسير المباشر لكلام الله تعالى وفضلا عن ذلك فإن
أكثر ما وصلنا من تفسيراته -عليه الصلاة والسلام- قد تزيده علي القصاص والوضاع، وغيرهم من أهل الضلالة والهوى، حتى إن ذلك ليخدش في قيمته العلمية .
وقد نص ابن تيمية وغيره من علماء أهل السنة على ضرورة دراسة ما ينسب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا المجال دراسة علمية نقدية تتناول السند والمتن ، وذلك لتمحيص صحيحها من زائفها . وقد تناولنا ذلك بشيء من التفصيل عند حديثنا عن موقف أهل السنة من الحديث النبوي الشريف.
ويستخلص مما سبق أن من قالوا إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسر القرآن كله قد أخذوا بمفهوم التفسير العملي ، وهو الذي كان شائعا في صدر الإسلام. وأما من قالوا إنه - عليه الصلاة والسلام- لم يفسر إلا بعض القرآن الكريم فإنهم أخذوا بمفهوم التفسير النظري وهو الذي ظهر بعد أن بدأت مرحلة تدوين العلوم ، ومن ثم يجوز لنا القول إن كلا الرايين صحيح باعتبار صحة المبدأ الذي صد عنه .
ثالثا : الصحابة :
اشتهر كثير من الصحابة رضوان الله عليهم بالتفسير ، منهم الخلفاء الأربعة. وأكثر من روى عنه منهم الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أما الثلاثة الباقون فلم يرو عنهم إلا النزر القليل ، ومنهم عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد الله بن الزبير .
واختلف العلماء في حكم التفسير المأثور عنهم ، ويمكننا أن نصنف آراءهم إلى ثلاثة أقسام :(1/1876)
1- من يقول بالأخذ بقول الصحابي في التفسير مطلقا ، وممن قال بذلك الحاكم في تفسيره ، حيث اعتبره بمنزل الحديث المرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذهب إلى ذلك ابن تيمية -رحمه الله- حيث قال في "مقدمة في أصول التفسير" : "إذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة ، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها ، ولما لهم من الفهم التام ، والعلم الصحيح ، لاسيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين منهم عبد الله بن مسعود".
بل إننا نجده يتهم كل من يتأول القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف على غير ما أثر عن الصحابة، وذلك حيث يقول : "إن من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله ، محرف للكلم عن مواضعه ، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالإضطرار من دين الإسلام" .
وفي هذا ما يثبت إيمان ابن تيمية بأهمية قول الصحابي وضرورة الإحتجاج به مطلقا .
2- من يرده مطلقا ولا يعتبره حجة نحو ما ذهب إليه الإمام الغزالي الذي انتصر لعدم الإحتجاج بقول الصحابي . قد رجح الشيخ محمد الخضري قوله على أقوال غيره محتجا بأن "الصحابي ليس محجورا عليه أن يستنبط أو يقيس فلعله قال ما قال عن استنباط أو اجتهاد. وتعيين الأشياء التي لا مجال للرأي فيها عسر ضبطه ، ولنضرب لذلك مثلا أقل الحيض وأكثره ، فقد قال الحنفية : إن أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة ، لا ينقص عن ذلك لحظة ولا يزيد عملا بفتوى بعض الصحابة. وقالوا إن هذا لا مجال للرأي فيه مع أنه من الأمور التي يمكن للفقيه أن يفتي فيها بالمشاهدات وسؤال ذوات الشأن".(1/1877)
3- وذهب الأحناف إلى التفصيل فقالوا : إذا كان قول الصحابي في بيان أسباب النزول ونحوه مما لا مجال للرأي فيه فله حكم المرفوع، لانه لا يعقل -عندهم- أن يقول فيه برأيه . ومن ثم اتفقوا على الأخذ به ، كما أنهم اتفقوا على الأخذ بقوله في الأمور التي فيها مجال للرأي شريطة أن تكون مما تعم به البلوى ولم يعرف له مخالف من الصحابة ، وقد اعتبروه إجماعا سكوتيا .
أما إذا كان قوله فيما يكون مظنة للإجتهاد والإستنباط فقد اختلفوا فيه ، فمنهم من اعتبره موقوفا مادام لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي هذه الحالة لا يعتبرونه ولا يأخذون به ، لأنه لما لم يرفعه علم أنه اجتهد فيه، والمجتهد قد يصيب ويخطئ . ومنهم من جعله حجة لظن سماعه من الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحتى إن فسروه برأيهم فإصابتهم للحق أقرب لأنهم أدرى الناس بكتاب الله لما شاهدوه وعاينوه من الأحوال حال نزوله ، ولما تلقوه من تفسيره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ونستنتج من مجموع هذه الأقوال ما يلي :
1- تفسير الصحابي له حكم المرفوع مالم يكن للرأي فيه مجال، وهو موقوف إن كان كذلك مادام لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
2- إذا كان قول الصحابي من قبيل المرفوع فلا يجوز رده ، بل يتعين على المفسر الأخذ به ، ولا يعدل عنه إلى غيره .
3- اختلف العلماء في وجوب الأخذ بقول الصحابي المحكوم عليه بالوقف ، وقد يرجح الاخذ به لما يمتاز به الصحابة من جملة صفات وخصائص لا تتوفر في من أتى بعدهم ، والواقع أن المأثور عن الصحابة هو أحد أمرين :
أ- ما يروونه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويكون حكمه عندئذ سنة نبوية يتعين الأخذ بها مطلقا.(1/1878)
ب- ما هو من قبيل الرأي والإجتهاد منهم ، ونقل عنهم الإختلاف فيه، كما وقع بينهم في بعض الأحكام الفقهية التي لم يرد فيها نص من الكتاب أو السنة فهذا يستأنس به في تأويل النص . أما إذا أجمع الصحابة على رأي فقهي معين فإن قولهم يكون حجة ، فيؤخذ به ، ولا يتجاوز إلى غيره .
وخلاصة الأمر أن قول الصحابي حجة خاصة فيما لا سبيل فيه للرأي ، أسنده أم لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لاحتمال روايته عن الرسول من جهة ، إذ لا يعقل أن يقول برأيه في قضايا لا مجال للإجتهاد فيها.
أما ما يصدر فيه عن رأيه واجتهاده فيؤخذ به مالم يكن فيه مصادرة عقلية ، أو مخالف صريحة لنص مأثور، أو تناقض مع معطيات العلم الحديث .
رابعا : التابعون :
عمل التابعون على تفسير القرآن الكريم ، وقد اشتهر منهم في ذلك أعلام منهم : الحسن البصري ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والضحاك .
وقد كانوا يعتمدون في فهمهم للقرآن الكريم على ما جاء في القرآن نفسه ، ثم على صحيح ما روى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم على ما سمعوه من الصحابة من أقوال وآراء ، وعلى ما أخذوه عن أهل الكتاب ، ثم على رأيهم واجتهادهم .
أما حكم تفسير التابعي للقرآن الكريم ، فقد اختلف فيه العلماء ، ويمكننا أن نصنفهم إلى طوائف ثلاث :
الأولى : وهي التي قالت بعدم حجية قول التابعي وقد قال بذلك ابن عقيل، وشعبة بن الحجاج ، وهو أحد روايتي الإمام أحمد ، وهو رأي الإمام أبي حنيفة النعمان الذي كان يقول : إذا آل الأمر إلى الحسن وإبراهيم فهم رجال ونحن رجال.
الثانية : وهي تتشكل من المفسرين الذين يأخذون بأقوال التابعين في التفسير مطلقا، وأحد روايتي أحمد بن حنبل وبعض المالكية .(1/1879)
الثالثة : وأما الطائفة الثالثة فقد ذهبت إلى التفصيل ، فقالوا إذا فسر التابعي القرآن الكريم برأيه فرأيه ليس حجة على من خالفه ، وأما إذا أجمعوا على رأي ما فيكون قولهم حجة وهو ما ذهب إليه ابن تيمية -رحمه الله - "وقال شعبة بن الحجاج وغيره، (أقوال التابعين في الفروع ليست حجة ، فكيف تكون حجة في التفسير) يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم ، وهذا صحيح . أما إذا اجتمعوا على الشيء فلا يرتاب من كونه حجة على غيرهم ممن خالفهم ، وهذا صحيح . أما إذا اجتمعوا على الشيء فلا يرتاب من كونه حجة ، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك".
وتفسير التابعي رغم اعتماده أساسا على الرواية والنقل ، يمكن أن يتطرق إليه النقد من جهات ثلاث :
1- لم يعاصر التابعون الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما يرجح أن ما وصلنا عنهم هو من قبيل آرائهم واجتهاداتهم الشخصية ، مما يجعله لا يرقى إلى قوة ومرتبة المسند إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
2- يندر فيه الإسناد الصحيح مما يقوي الشك فيه ، كما أن الصحيح فيه قد اختلط بغير الصحيح بسبب حذف الإسناد .
3- اشتماله على الإسرائيليات التي تسربت إليهم عن طريق أهل الكتاب أو زنادقة الشعوب الداخلية ، مما يشوه -في عمومه- صفاء العقيدة ،
وواقعية المنهاج الإسلامي في الحياة . ولعل ذلك هو ما جعل ابن تيمية -رحمه الله - رغم ميله الشديد إلى الأخذ بالمأثور والإبتعاد ما أمكن عن الرأي - لا يأخذ بقول التابعي مطلقا ، بل وجدناه يميل إلى التفصيل كما سبق أن بينا.
4- ما لفقه أصحاب المذاهب المتطرفة لإعطاء وجودهم شرعية .(1/1880)
ولا يفهم مما سبق أنه يمكننا أن نتجاوز كل ما قاله التابعون إلى الإجتهاد والرأي بل لا بد من الإستئناس بأقوالهم ، خاصة ونحن نعلم أنهم أدرى وأعلم منا في شتى المجالات التي تعتبر أساسا في فهم النص القرآني ، كاللغة وعلومها وعلوم القرآن ، ثم ما يمتازون به من صفات نفسية عالية ، وما يتمتعون به من أخلاق ربانية تتمثل في الصفاء والزهد ، والورع ، والتقوى والإخلاص، مما يجعلهم عاملين بما علموا. وقد وعد الله سبحانه من كان ذلك شأنه بأن يعلمه مالم يعلم.
خامسا : اللغة وعلومها :
من البديهي أن تكون اللغة العربية وعلومها من المصادر الأساسية في تفسير الخطاب القرآني ، ذلك أن القرآن الكريم قد أنزل إلى العرب خاصة، وإلى الناس عامة، ومن ثم فهو يخاطبهم بلغتهم ويتحداهم بأن يأتوا بمثله، فكان ذلك تأكيدا لإعجاز بيانه، وسمو بلاغته .
وقد اشترط العلماء بالتفسير الإحاطة باللغة العربية وعلومها في كل من يريد اقتحام باب التفسير ، وقد نص على ذلك الشيخ أبو زهرة في كتابه "المعجزة الكبرى" ، حيث يقول :"ولا شك أن اللغة هي الأساس الأول لكل هذه المصادر. ولا نقصد باللغة ما تومىء إليه المعاجم فقط ، فإن تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يمكن أن يكون مخالفا للعربية ومعانيها ، لأنه العربي الذي ينطق بجوامع الكلم، وليس في الكلام العربي ما يكون أصدق مصدر للإستعمال العربي الصحيح من أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم- ".(1/1881)
وهذا المنهج قد سلكه الصحابة رضوان الله عليهم في تفسير القرآن الكريم ، فكانوا كلما أشكل عليهم معنى آية كريمة راجعوا أهل الفصاحة والبلاغة من العرب الخلص فكانوا يحلون إشكالها بتفسيرها لغويا والإستشهاد على ذلك بما جاء في شعرهم "فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسأل أصحابه عن معنى قوله تعالى في الآية 47 من سورة النحل { أو يأخذهم على تخوف} فيقول له شيخ من هذيل : هذه لغتنا . التخوف : التنقص . فيقول له عمر : هل تعرف العرب ذلك في أشعارها ؟ فيقول له نعم ، ويروي قول الشاعر :
تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن
فيقول عمر رضي الله عنه لأصحابه : عليكم بديوانكم لا تضلوا. قالوا : وما ديواننا ؟ قال : شعر الجاهلية ، فإن فيه تفسير كتابكم، ومعاني كلامكم " .
وقد اشتهر ابن عباس بالرجوع إلى الشعر القديم عند تفسيره للذكر الحكيم مما يدل على معرفته الواسعة بلغة العرب وإلمامه الكبير بغريبها . ومن ذلك ما يروى عنه في تفسير قوله تعالى : {وابتغوا إليه الوسيلة}(1) ، فقال الوسيلة الحاجة ، واستدل على ذلك ببيت من شعر عنترة :
إن الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحلي وتخضبي(1/1882)
كما أننا نجد علماء المسلمين ينصون على أن من معايير الحكم على تفاسير المفسرين موافقتها لما تعارفت عليه العرب في لغاتها ، فمن تجاوز دلالتها ومعانيها فهو مجحف ، وتفسيره مغرض . وقد نقل صاحب الإتقان عن الزركشي أن من أهم شروط المفسر إحاطته باللغة وعلومها، كما عرض آراء العلماء في هذا المصدر فوجدناهم يقررونه كأساس لأي تفسير سليم ، باستثناء الإمام أحمد في إحدى الروايات المأثورة عنه فإنه يكره الإستشهاد على معنى من القرآن الكريم ببيت من الشعر: "إن القرآن نزل بلسان عربي ، وهذا قد ذكره جماعة ، ونص عليه أحمد في مواضع ، لكن نقل الفضل بن زياد عنه أنه سئل عن القرآن يمثل له بيت من الشعر. فقال : ما يعجبني ، فقيل ظاهره المنع، ولهذا قال بعضهم في جواز تفسير القرآن بمقتضى اللغة روايتان عن أحمد. وقيل الكراهة تحمل على صرف الآية عن ظاهرها إلى معان خارجة محتملة يدل عليها القليل من كلام العرب ولا يوجد غالبا إلا في الشعر ونحوه، ويكون المتبادر خلافها ، وروى البيهقي في الشعب عن مالك قال : لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلى جعلته نكالا " .
بل إن العلماء بالتفسير وعلومه لا يجوزون تفسير القرآن إلا لمن كان محيطا إحاطة شافية كافية باللغة وعلومها ، وقد نص على ذلك كثير من العلماء ، من ذلك ما أورده السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن ": "ومنهم من قال يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها وهي خمسة عشر علما :
أحدهما : اللغة ، لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد : لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب " وتقدم قول الإمام مالك في ذلك ، ولا يكفي في حقه معرفة اليسير منها ، فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر .(1/1883)
الثاني : النحو ، لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب فلا بد من اعتباره ، أخرج أبو عبيد عن الحسن أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها النطق ويقيم بها قراءته ، فقال حسن فتعلمها ، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها .
الثالث : التصريف ، لأن به تعرف الأبنية والصيع . قال ابن فارس : ومن فاته علمه فاته المعظم ، لأن "وجد " مثلا كلمة مبهمة فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها ...
الرابع : الإشتقاق ، لأن الإسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح .
الخامس والسادس والسابع : المعاني والبيان والبديع ، لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى ، وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها ، وبالثالث وجوه تحسين الكلام ، وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة وهي من أعظم أركان المفسر" .
مما سبق يتضح لنا أن اللغة وعلومها مصدر أساسي في تفسير القرآن وأي تجاهل له يفضي -لا محالة - إلى التفسيرات الباطلة التي صنفها العلماء بالتفسير ضمن التفسير بالتأويل المذموم . أو التفسير على المذهب .
وفي ختام حديثنا عن مصادر التفسير عند أهل السنة نشير إلى أن المنهج التفسيري الذي وضعوه لا يكفي فيه أن تكون هذه المصادرة الخمسة هي عمدته ، بل لا بد من احترام التسلسل الذي وضعوه بحيث لا نتجاوز المصدر الأول إلى المصدر الذي يليه إلى بعد التأكد بأنه لا يوجد له تفسير فيه . وفي ذلك يقول ابن تيمية : "فإن قال قائل : فما أحسن طرق التفسير ؟ فالجواب : أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن ، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر ، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر .(1/1884)
فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له ... وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في النسة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن ، والأحوال التي اختصوا بها ، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح ، لاسيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ، ومنهم عبد الله بن مسعود " .
ويقول في موضح آخر : "وإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين". وجاراه في ذلك ابن كثير (ت 774هـ) في تفسيره .
وهو نفس رأي الإمام الزركشي (ت 794هـ) في كتابه "البرهان في علوم القرآن"، وإن كان لم ينص على قول التابعي بل تجاوزه إلى ذكر النظر والإستنباط - أي الرأي القائم على أسس علمية رصينة - كمرجع من مراجع التفسير.
ويتضح لنا مما سبق أنه لا يكون متبعا لمنهج اهل السنة في التفسير من فسر القرآن بغير هذه المصادر أو من تجاوز مرحلة من مراحل التفسير إلى المرحلة التي تليها ، كأن يكون للآية المزمع تفسيرها تفسير قرآني ولكنه يتجاوزه إلى تفسير الصحابي أو التابعي .
هذا ما اتضح لنا من خلال تتبعنا لنظرية أهل السنة في التفسير ، وإن كنا نميل إلى أن اتباع منهج أهل السنة في التفسير لا يعني بالضرورة التمسك الحرفي بالخطوات المنهجية التي اتبعوها في تفسيرهم للخطاب القرآني ، بقدر ما يعني عدم التعارض مع المبادئ الأساسية التي سطروها في نظريتهم التفسيرية ، ومع النتائج التي توصلوا إليها في تطبيقاتهم.
كما أننا نلاحظ أن هذه المصادر التفسيرية تنقسم إلى قسمين :
1- مصادر أساسية في التفسير وهي :
أ- القرآن الكريم .
ب- السنة المطهرة .
ح- أقوال التابعين ، ويحتج بإجماعهم على أمر ما ، أما إذا اختلفوا فيستحسن أن يختار أحد أقوالهم .
2- مصادر فرعية ، وهي :
أ- الفقه وأصول الفقه .
ب- علوم البلاغة(1/1885)
ح - علوم العربية .
وهذه تشكل مجموعة العلوم الضرورية التي يتعين على المفسر الإستعانة بها عند مباشرته تفسير القرآن الكريم، ويسمونها العدة الكسبية . وقد وضعوا على رأس هذه المصادر ، شرطا أساسيا ينبغي توفره في المفسر حتى تتحقق أهليته للقيام بهذه الوظيفة الشريفة ، وهو ما تعارفوا على تسميته بالعدة الوهبية ، أو علم الموهبة ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء} .
موقف مفسري أهل السنة من الحديث
لما كان أهل السنة يعتمدون في تفسيرهم للقرآن الكريم على النقل والرواية أكثر من اعتمادهم على الرأي والدراية ، فإننا نجدهم قد وضعوا نظرية نقدية متكاملة الجوانب، وذلك لنقد الأحاديث والأخبار، احترازا من تسرب الموضوعات إلى تفاسيرهم، مما يكون له الأثر السيء على كيان الأمة الإسلامية .
وهذه النظرية النقدية في الحديث تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول :
ينظر إلى المتن خاصة وبالأساس ، وهذا عمل جليل قام به رواد أهل السنة خاصة منهم ابن تيمية الذي بين في "مقدمة في أصول التفسير" بعض الأحاديث المردودة بسبب متنها لا إسنادها . من ذلك قوله : "وكما أن على الحديث أدلة يعلم بها أنها صدق ، وقد يقطع بذلك، فعليه أدلة يعلم بها أنها كذب ويقطع بذلك ، مثل ما يقطع بكذب ما يرويه الوضاعون من أهل البدع والغلو في الفضائل ، مثل حديث عاشوراء وأمثاله مما فيه : أن من صلى ركعتين كان له كأجر كذا وكذا نبى ، وفي التفسير من هذه الموضواعات قطعة كبيرة، مثل الحديث الذي يرويه الثعلبي والواحدي والزمخشري في فضائل سور القرآن سورة سورة، فإنه موضوع باتفاق أهل العلم".(1/1886)
وهذا المنهج ليس حادثا في الأمة بل هو ما جرى عليه الصحابة الذين لم يكن لهم سبيل إلى نقد الحديث النبوي الشريف إلا من حيث المتن ، حيث لا توجد بين الصحابي والرسول -صلى الله عليه وسلم- سلسلة إسناد، فكان أن نما بينهم هذا النوع من النقد الداخلي للنصوص ، وعلى أساسه ردوا كثيرا من الأحاديث التي تأكد لهم مخالفتها لهدى الرسول -صلى الله عليه وسلم - ولم يكونوا يتهمون الصحابي ناقل الحديث بالكذب، بل كانوا يحملون ذلك على السهو والنسيان، "وإنما يقع له الوهم غالبا لأحد الأسباب التالية :
1- أن يحدث بما سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يدري أنه منسوخ.
2- أن يقع له انقلاب بين شيئين أو لفظين ، فيجعل كل واحد منهما مكان الآخر وهذا هو "المقلوب".
3- أن يقول مع رواية الحديث قولا من عند نفسه متصلا بنص الحديث، فيظنه السامعون أنه مرفوع وهذا هو "المدرج".
4- أن يروي الحديث في مورد يجعله يتحمل من المعنى أكثر مما يحتمل .
5- أن لا يضبط لفظ الحديث بحيث يختلف المعنى .
6- أن يروي الحديث على غير وجهه لغفلته عن سبب الورود .
7- أن يقع له غلط فيروي واهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يسمعه منه " .
وقد اشتهرت السيدة عائشة -رضي الله عنها- بنقد متن الأحاديث ، وذلك لما علمته من أحوال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولما امتازت به من فكر متوقد وما حباها الله به من فهم وتبصر. وقد كثر نقدها لروايات أبي هريرة ، وعمر ، وابن عمر ، وجابر ، كما نقدت تفسير كعب الأحبار لآية الرؤية .(1/1887)
ويعترف أهل السنة بأن نقد المتن ليس لكل من هب ودب، بل هو لصفوة مختارة علمت السنة الصحيحة علما وعملا ، وطالت خبرتها بعلم الحديث والسيرة النبوية العطرة ، وبما كانت عليه أحواله -صلى الله عليه وسلم - في الغضب والرضى، وفي الشدة والرخاء ، وفي السلم والحرب . يقول ابن قيم الجوزية في كتابه "المنار المنيف في الصحيح والضعيف ": "وسئلت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده ؟ فهذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعلم ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه ، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار ومعرفة سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وهديه فيما يأمر به وينهى عنه . ويخبر عنه ويدعو إليه ، ويحبه ويكرهه ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول - صلى الله عليه وسلم - كواحد من أصحابه فمثل هذا يعرف من أحوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهديه وكلامه، وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز : ما لا يعرفه غيره
وهذا شأن كل متبع مع متبوعه، فإن للأخص به ، الحريص على تتبع أقواله وأفعاله مع العلم بها ، والتمييز ما يصح أن ينسب إليه وما لا يصح، ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم ، والله أعلم".
ونقد المتن ليس عملية ذاتية ، ذوقية أو مزاجية ، بل هي عملية علمية معيارية، مبنية على أصول ومقاييس وضوابط جمعها ابن القيم في اثنى عشر معيارا وهي :
1- "فمنها اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
2- ومنها تكذيب الحسن له .
3- ومنها سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه .
4- ومنها مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة .
5- ومنها أن يدعى على النبي -صلى الله عليه وسلم - أنه فعل امرا ظاهرا بمحضر من الصحابة كلهم ، وأنهم اتفقوا على كتمانه ولم ينقلوه.(1/1888)
6- ومنها أن يكون الحديث باطلا في نفسه ، فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
7- ومنها أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء ، فضلا عن كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي هو وحي يوحى .
8- ومنها أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا .
9- ومنها أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق .
10- ومنها أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه.
11- ومنها مخالفة الحديث صريح القرآن .
12- ومنها ما يقترن بالحديث من القرائن التي يعلم بها أنه باطل".
وبالوقوف على نظرية أهل السنة في نقد المتن ، أو ما يسمى بالنقد الداخلي للنصوص، وعدم اقتصارهم على نقد السند وحده ، يتبين لنا تهافت ما وصموا به من أنهم "زوامل أسفار" لا شأن لهم بالنظر والدارية، وإنما همتهم النقل والرواية ، بل إننا نجد كثيرا من أهل السنة من ينص على أن العبرة بالدراية لا بالرواية . يقول القرطبي : "قال معاذ بن جبل : اعلموا ما شئتم أن تعلموا ، فلن يأجركم الله بعلمه حتى تعملوا . قال ابن عبد البر : وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل قول معاذ من رواية عباد بن عبد الصمد وفيه زيادة : إن العلماء همتهم الدراية وإن السفهاء همتهم الرواية ..." .
والواقع أن أهل السنة والجماعة لم تكن لديهم تفرقة حادة بين النقل والعقل، والرواية والدراية ، بل كان لديهم منهج قويم يستفيد من الإثنين ويجعلهما متأزرين متعاضدين، فالنقل الصحيح لا يتعارض عندهم أبدا مع العقل الصريح .
القسم الثاني :
أما بالنسبة لنقد السند فقد وضع أهل السنة قواعد لمعرفة الموضوع من الأحاديث جمعها الدكتور مصطفى السباعي في أربع قواعد وهي :
1- أن يكون راوية كذابا معروفا بالكذب ، ولا يرويه ثقة غيره ، وقد عنوا بمعرفة الكذابين وتواريخهم وتتبعوا ما كذبوا فيه بحيث لم يفلت منهم أحد .(1/1889)
2- أن يعترف واضعه بالوضع، كما اعترف أبو عصمة نوح بن ابي مريم بوضعه أحاديث فضائل السور .
3- أن يروي الراوي عن شيخ لم يثبت لقياه له ، أو ولد بعد وفاته ، أو لم يدخل المكان الدي ادعى سماعه فيه ، كما ادعى مأمون بن أحمد الهروي أنه سمع من هشام بن عمار، فسأله الحافظ ابن حبان : متى دخلت الشام ؟ قال : سنة خمسين ومائتين . قال ابن حبان : فإن هشاما الذي تروى عنه مات سنة خمس وأربعين ومائتين ...
4- وقد يستفاد الوضع مع حال الراوي وبواعثه النفسية ، مثل ما أخرجه الحاكم عن سيف بن عمير التميمي أنه قال : كنا عند سعد بن طريف فجاء ابنه من الكتاب يبكي فقال : مالك ؟ قال ضربني المعلم . فقال سعد : لأخزينهم اليوم . حدثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعا : (معلمو صبيانكم شراركم ، أقلهم رحمة لليتيم ، وأغلظهم على المسكين)".
والملاحظ أن العلماء اهتموا بنقد السند أكثر من اهتمامهم بنقد المتن ، وذلك لأنه يجوز أن تكون هناك أخبار تتمثل فيها كل مواصفات الحديث الصحيح ، ولكنها رغم ذلك قد تكون غير صحيحة النسبة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، ومن ثم فنقد السند هو العملية الأولى التي يتعين على دارس الحديث القيام بها وتأتي بعد ذلك عملية نقد المتن التي تزكي وتعضد العملية الأولى .
وأهل السنة وهم يضعون نظريتهم في التفسير -فضلا عما سبق- عنوا بمسألتين هامتين بالنسبة للتفسير ، وهما :
* خبر الآحاد .
* الحديث المرسل .
خبر الآحاد :
تعريفه لغة : " الآحاد جمع أحد بمعنى الواحد ، وخبر الواحد هو ما يرويه شخص واحد " .
تعريفه اصطلاحا : وأما تعريفه اصطلاحا فقد عرفه الحافظ ابن حجر بأنه الحديث الذي لم يجمع شروط المتواتر. ويوضح ابن حزم ذلك فيشير إلى أنه ما ينقله من الأخبار واحد عن واحد.(1/1890)
حكمه : يرى ابن حزم أن خبر الآحاد إذا اتصل برواية العدول إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم- وجب العمل به ووجب العمل بصحته أيضا، وهو رأي الإمام مالك والحسين بن علي الكرابيسي والحارث المحاسبي ، وهو قول الإمام أحمد أيضا.
وأما الجمهور فيرون أنه حجة العمل به وإن أفاد الظن : "وقال الحنفيون والشافعيون وجمهور المالكيين وجميع المعتزلة والخوارج : إن خبر الواحد لا يوجب العلم . ومعنى هذا عند جميعهم أنه قد يمكن أن يكون كذبا أو موهوما فيه ... وقال سائر من ذكرنا : إنه يوجب العمل".
وأما ابن تيمية فيرى أن جمهور العلماء على اختلاف مذاهبهم يرون أن خبر الأحاد يوجب العلم إذا تلقته الأمة بالقبول . "ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أو عملا به أنه يوجب العلم. وهذا هو الذي ذكره المصنفون في أصول الفقه من أصحاب أبي حنيفة ، ومالك والشافعي وأحمد إلى فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا في ذلك طائفة من أهل العلم أنكروا ذلك . ولكن كثير من أهل الكلام أو أكثرهم يوافقون الفقهاء وأهل الحديث والسلف على ذلك. وهو قول أكثر الأشعرية كأبي إسحاق وابن فورك" ثم يورد ابن تيمية أسماء علماء المذاهب الأربعة الذين قالوا إن خبر الآحاد يوجب العلم : "والأول هو الذي ذكر الشيخ أبو حامد ، وأبو الطيب ، وأبو إسحاق وأمثاله من أئمة الشافعية ،
وهو الذي ذكره القاضي عبد الوهاب وأمثاله من المالكية ، وهو الذي ذكره شمس الدين السرخسي وأمثاله من الحنفية . وهو الذي ذكره أبو يعلى وابو الخطاب . وأبو الحسن بن الزاغوني وأمثالهم من الحنبلية ".
كما يذكر أسماء من أنكر ذلك من العلماء . "وأما الباقلاني فهوالذي أنكر ذلك وتبعه مثل أبي المعالي ، وأبي حامد، وابن عقيل، وابن الجوزي، وابن الخطيب، والآمدي، ونحو هؤلاء".(1/1891)
وقد بين ابن تيمية أنه لا قيمة لمخالفة هؤلاء لإجماع أهل العلم بالحديث لأن العبرة بأصحاب الإختصاص في الحديث الذين وقفوا حياتهم لخدمة هذا العلم الجليل :"وإذا كان الإجماع على تصديق الخبر
موجبا للقطع به فالإعتبار في ذلك بإجماع أهل العلم بالحديث، كما أن الإعتبار في الإجماع على الأحكام بإجماع أهل العلم بالأمر والنهي والإباحة" .
ويرى ابن تيمية أن مما يوقع الغلط في الحديث الذين يقولون فيه أقوالا ويصدرون فيه أحكاما على غير هدى ، ولا بصيرة ولا علم ، فيصححون الضعيف ، وقد يضعفون الصحيح ، ويعتمدون ذلك في مقالاتهم ومناظراتهم .
والثاني : أدعياء علم الحديث الذين ينتسبون له وليسوا من أهله، بحيث لم تتكون لديهم خبرة واسعة به، ولم يملكوا بعد ملكة نقدية، ولا حسا حديثيا يمكنهم من دراسة الحديث من حيث السند والمتن ، فيكون قولهم فيه وحكمهم عليه قول العالم المدقق الذي يصدر في حكمه عن بينة وعلم "والناس في هذا الباب طرفان : طرف من أهل الكلام ونحوهم من هو بعيد عن معرفة الحديث وأهله ، لا يميز بين الصحيح والضعيف، فيشكك في صحة أحاديث أو في القطع بها مع كونها معلومة مقطوعا بها عند أهل العلم به ، وطرف ممن يدعي اتباع الحديث والعمل به ، كلما وجد لفظا في حديث رواه ثقة، أو رأى حديثا بإسناد ظاهره الصحة يريد أن يجعل ذلك من جنس ما جزم أهل العلم بصحته ، حتى إذا عارض الصحيح المعروف أخذ يتكلف له التأويلات الباردة، أو يجله دليلا له في مسائل العلم، مع أن أهل العلم بالحديث يعرفون أن مثل هذا غلط" .(1/1892)
وكأن ابن تيمية -رحمه الله - يلمح للمفسرين أن لا يسارعوا في الحكم على الحديث ، ويبنوا عليه أحكاما ، أو يحملوا عليه معنى آية من آي الذكر الحكيم إلى بعد أن يستفتوا أهل العلم بالحديث، ويعملوا بفتواهم، فهذا هو المنهج القويم الذي يتعين على المفسر العمل به وصولا إلى الحقيقة ، وعملا بالعلم لا بالظن الباطل أو الزيغ والهوى . وقد بين ابن تيمية أن كثيرا من المفسرين قد جانبوا الحقيقة وبعدوا عن الصواب لما تنكبوا هذا الطريق.
الحديث المرسل :
عرفه ابن الصلاح بأنه : " حديث التابعي الكبير الذي أدرك جماعة من الصحابة وجالسهم ، كعبيد الله بن عدي بن الخيار، ثم سعيد بن المسيب وأمثالهما إذا قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وقد قيده ابن الصلاح برواية التابعي الكبير . وجمهور الفقهاء والأصوليين يعممون ذلك ، فيجعلونه الحديث الذي يرسله التابعون وغيرهم.
وأما حكمه فقد اختلفوا فيه ، ويمكننا أن نصنف آرائهم إلى ثلاثة أقسام :
1- الفريق الأول : قال بحجية الحديث المرسل . وقد قال بذلك الإمام مالك، وأبو حنيفة ، وهو المشهور عن الإمام أحمد بن حنبل. "قال : والإحتجاج به مذهب مالك وأبي حنيفة وأصحابهما في طائفة والله أعلم.
قلت : وهو محكي عن الإمام أحمد بن حنبل في رواية ".
2- وأما الفريق الثاني فلا يعتبر الحديث المرسل حجة في الدين ، وقد قال بذلك ابن حزم في كتابه "الإحكام في أصول الأحكام" : "المرسل من الحديث هو الذي سقط بين أحد رواته وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- ناقل واحد فصاعدا ، وهو المنقطع أيضا، وهو غير مقبول ولا تقوم به حجة لأنه عن مجهول ، وقد قدمنا أن من جهلنا حاله ففرض علينا التوقف عن قبول خبره، وعن قبول شهادته حتى نعلم بحاله".(1/1893)
وذهب إلى ذلك كل من الإمام مسلم في مقدمة كتابه . ورواه ابن عبد البر في جماعة من أصحاب الحديث، وقال فيه ابن الصلاح : "وما ذكرناه من سقوط الإحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه هو الذي استقر عليه آراء حفاظ الحديث، ونقاد الأثر وتداولوه في تصانيفهم"(3) . ويعلق على ذلك الشيخ أحمد شاكر بقوله : "لأنه حذف منه راو غير معروف ، وقد يكون غير ثقة ، والعبرة في الرواية بالثقة واليقين، ولا حجة في المجهول ".
3- الفريق الثالث : يعتبره حجة بشرط ، وهو قول الإمام الشافعي، وبعض العلماء . "وهذه الشروط أربعة : ثلاثة في الراوي المرسل، وواحد في الحديث المرسل . وإليك هذه الشروط :
أ- أن يكون المرسل من كبار التابعين .
ب- وإذا سمي من أرسل سمي ثقة .
ج- وإذا شاركه الحفاظ المأمونون لم يخالفوه .
د- وأن ينضم إلى هذه الشروط الثلاثة واحد مما يلي :
1) أن يروي الحديث من وجه آخر .
2) أو يروي من وجه آخر مرسلا أرسله من أخذ العلم عن غير رجال المرسل الأول .
3) أو يوافق قول الصحابي .
4) أو يفتي بمقتضاه أكثر أهل العلم".
وقد ذهب إلى قبول الحديث المرسل بشروط الإمام ابن تيمية ، ويمكن أن نجمعها في ثلاثة شروط :
1- أن تتعدد طرف الحديث المرسل .
2- أن يخلو عن المواطأة قصدا، أو الإتفاق بغير قصد. وفي هذين الشرطين يقول : "والمراسيل إذا تعددت طرقها ، وخلت عن المواطأة قصدا، أو الإتفاق بغير قصد كانت صحيحة قطعا ، فإن النقل إما يكون صدقا مطابقا للخبر، وإما أن يكون كذبا تعمد صاحبه الكذب ، أو أخطأ فيه، فمتى سلم من الكذب العمد والخطأ كان صادقا بلا ريب".(1/1894)
3- أن يكون الحديث طويلا يذكر فيه واقعة أو قصة بتفاصيل ما جاء فيها من أحداث وأقوال، وجاء آخر فحدث بمثل ما حدث به الأول من غير زيادة ولا نقصان إذ " المقصود أن الحديث الطويل إذا روي مثلا من وجهين مختلفين من غير مواطأة امتنع عليه أن يكون غلطا، كما امتنع عليه أن يكون كذبا، فإن الغلط لا يكون في قصة طويلة متنوعة وإنما يكون في بعضها . فإذا روى هذا قصة متنوعة ، ورواها الآخر مثلما رواها الأول من غير مواطأة امتنع الغلط في جميعها ، كما امتنع الكذب في جميعها من غير مواطأة".
ودفاع ابن تيمية عن الإحتجاج بالحديث المرسل هو بمثابة رد اعتبار للتفسير الأثري خاصة، وللتفسير عامة، ذلك أن أغلب ما يروى في التفسير من أحاديث يكون مرسلا مما يجعل البعض يطعن فيه. والمدقق في كتب تفسير القرآن الكريم يجد أن أغلب ما يحتاجه المفسر من أحاديث هو من نوع الأحاديث الطويلة التي تكلم عنها ابن تيمية ، ثم هو يوضح أن الشروط التي اشترطها في الحديث المرسل حتى يؤخذ به، ليس تهمة للصحابة ، ولا للتابعين - وهم من هم في التقوى والصلاح والفضل والعلم - وإنما احترازا من أن يكونوا قد غلطوا فيه ، "فإن من عرف الصحابة كابن مسعود ، وأبي بن كعب ، وابن عمر ، وجابر وأبي سعيد ، وأبي هريرة ، وغيرهم علم يقينا أن الواحد من هؤلاء لم يكن ممن يتعمد الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضلا عمن هو فوقهم ... وكذلك التابعون بالمدينة ومكة والشام والبصرة فإن من عرف مثل أبي صالح السمان، والأعرج، وسليمان بن يسار، وزيد بن أسلم،وأمثالهم ، علم قطعا أنهم لم يكونوا ممن يتعمد الكذب في الحديث، فضلا عمن فوقهم ... وإنما يخاف على الواحد من الغلط ، فإن الغلط والنسيان كثيرا ما يعرض للإنسان ".(1/1895)
وبذلك رد ابن تيمية الإعتبار إلى التفسير الأثري ، وبين أن اعتماده على المراسيل ليس قادحا فيه ، فالحديث المرسل حجة، وصحيح بل مقطوع بصحته . أما الشروط التي اشترطها فيه فإنما يقصد منها طمأنينة القلب والإحتراز مما قد يكون فيه من الغلط ، وإلا فالصحابة والتابعون منزهون عن تعمد الكذب.
---
(1/1896)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حاجة الأمة إلى العلماء الربانيين وخطر رفع العلم
---
حاجة الأمة إلى العلماء الربانيين وخطر رفع العلم
---
إمداد
05-20-2005, 02:17 PM
حاجة الأمة إلى العلماء الربانيين وخطر رفع العلم
د. أحمد العمراني
مَنِ العالم حقيقة الذي نخشى فقدانه؟ وما العلم المطلوب؟ وكيف واقع الأمة اليوم تجاه العلم والعلماء؟
إن أول ما يجب التسليم به هو أن علم البشر وعلم الخلائق كلها لا يساوي شيئاً أمام علم الله المطلق، لقوله ـ تعالى ـ: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]. فعِلْمُ الله مطلق لا حد له ولا حصر، يعلم الجزئيات والكليات، ولا يغيب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء، سواء أكان في السر أم في العلن. قال ـ تعالى ـ: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [الأنعام: 3].
- بل إن علم الخلائق جملة سواء أكانوا ملائكة، أم رسلاً، أم أنبياء أم علماء هم من عطاء الله؛ حيث يقول ـ سبحانه ـ: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 31 - 32].
وعن أُبَيِّ بن كعب قال: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: بَيْنَا مُوسَى فِي مَلأ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْكَ فَقَالَ مُوسَى: لا، فَأُوحِىَ إِلَى مُوسَى: بَلَى! عَبْدُنَا خَضِرٌ».(1/1897)
- وفي رواية: «قال: فَانْطَلَقَا ـ موسى والخضر ـ يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ؛ فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا، فَعُرِفَ الخَضِرُ، فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ الخضِرُ: يَا مُوسَى! مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ في الْبَحْرِ».
إنها نصوص رائعة من نصوص شرعنا، نصوص ناطقة ومعبرة، لهذا وجب على كل عالم أو متعلم، إرجاع العلم الى الله أولاً. وقد عنون البخاري ـ رحمه الله ـ باباً من أبوابه الحديثية بقوله: «باب مَا يُسْتَحَبُّ لِلْعَالِمِ إذَا سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَيَكِلُ الْعِلْمَ إِلَى اللَّهِ».
وهو المنهج الذي سار عليه السلف الصالح، فعن ابن أم عبد الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود أنه قال: «مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ: لاَ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86](4). بل هو النهج الذي سار عليه سلفنا الصالح في كتاباتهم واجتهاداتهم؛ فقلما يخلو مقال لهم أو كتاب من ختم بكلمة: (الله أعلم).
? العلم الذي يُخشى من رفعه:
ورد العلم في نصوص شريعتنا بعدة معانٍ من أهمها:
- بمعنى الخشية، قال ـ تعالى ـ: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. قال ابن مسعود: «ليس العلم بكثرة الحديث، ولكن العلم بالخشية».(1/1898)
- بمعنى: النور: قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]. قال إمامنا مالك: «إن العلم ليس بكثرة الرواية، ولكنه نور جعله الله في القلوب».
- بمعنى: القرآن: حيث سمّى الحق ـ سبحانه ـ القرآن علماً في قوله ـ تعالى ـ: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: 6]. كما عرَّف النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن بالعلم في قوله: «أبا المنذر! أي آية معك في كتاب الله أعظم ـ مرتين؟ قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب في صدري، وقال: ليهنك العلم أبا المنذر!».
- بمعنى: الحديث: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: لقد ظننتُ يا أبا هريرة! أنه لا يسألني عن هذا الحديث أحد أوْلى منك؛ لِمَا رأيت من حرصك على الحديث، وإن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قِبَل نفسه». وفي رواية: «والذي نفسي بيده! لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك؛ لما رأيت من حرصك على العلم».(1/1899)
وأخرج الشيخان في صحيحيهما، واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي مُوسَى ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضاً، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الماءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِي قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ».
? فَضْلِ الْعِلْمِ عامة والعلوم الشرعية خاصة:
وهذا أمر لا يخفى على عاقل أريب؛ فنصوص الوحيين ناطقة بفضله، مغرية بتمثله؛ حيث يقول ـ سبحانه ـ: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة». وقال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له». وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة نبيه».
وقال ابن عمر: «العلم ثلاثة أشياء: كتاب ناطق، وسنة ماضية، و (لا أدري)».
قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ: (واتفق أهل الشرائع على أن علوم الشريعة أفضل العلوم، وأعظمها أجراً عند الله يوم القيامة). وقال محمد بن القاسم بن خلاد: (العقل دليل الخير، والعلم مصباح العقل، وهو جلاء القلب من صدى الجهل).
? آداب طلب العلم:(1/1900)
1 - النظر فيمن يؤخذ عنه العلم: وهذا يعني أنَّ تعلُّمَ العلم الشرعي: هو تديُّن وعبادة وتقرب إلى الله، لهذا يجب الاحتياط في أخذه، وحسن تلقيه من أهله؛ فعن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: (إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ؛ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ!).
2 - ضرورة التخصص في العلم: قال ـ تعالى ـ: {فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]. وقال ـ سبحانه ـ: {وَلَوْ رَدُّوهُ إلَى الرَّسُولِ وَإلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما العلم بالتعلُّم». وقال أيضاً ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون» وهم أهل العلم.
3 - ضرورة الإخلاص في طلب العلم: وهو أمر لا يتمارى فيه اثنان، ولا يتناطح فيه عنزان؛ فكل عمل خلا من الإخلاص فَقَدَ قيمته؛ فالإخلاص أساس اليقين، ومن تيقن أمراً دام على السير في نطاقه قال ـ تعالى ـ: {وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
4 - الابتعاد عن تعلُّم العلم المذموم: ولا يخلو أمر من ثنائية تخالفه، أو تضاده؛ فما من شيء في الكون إلا وفيه النافع والضار؛ فالعلم علمان: علم نافع، وعلم ضار. ومن العلم الضار أن يتعلم الإنسان ما يضره أو يضر غيره، أو ما لا ينفع مطلقاً، لهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتبس علماً من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد»(1/1901)
5 - ضرورة بذل الجهد في طلب العلم: ومن المسلّم به أن الله ـ عز وجل ـ بنى حياة الإنسان على الأخذ ثم العطاء، فلا نيل دون جهد؛ فالجنة تُنال بالعمل، والنار تتجنب بالعمل، وتحقيق النجاح في الدنيا والفوز في الأخرى يتحقق بالعمل، وخصوصاً العلم؛ فلا يعقل أن يكتسب الإنسان علماً دون أن يبذل جهداً مقابل الحصول عليه، وهذا ما أكده أحد الصحابة الأجلاء فيما أخرجه مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «لاَ يُسْتَطَاعُ الْعِلْمُ بِرَاحَةِ الجِسْمِ»
6 - تجنب الخصال المبعدة عن التعلم: والعلم مطلوب، وبذل النفس والمال والعاطفة من أجل الحصول عليه أمور أساسية، ولكن هناك خصلتان تمنعان من توفره والحصول عليه، خصلتان يجب تجنبهما، وهما: الحياء في طلبه، والاستكبار عن أخذه، وفي ذلك يقول التابعي الجليل مجاهد بن جبر: «لاَ يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحٍ وَلاَ مُسْتَكْبِرٌ»وَقَالَتْ عَائِشَةُ ـ رضي الله عنها ـ: «نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ! لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِى الدِّينِ
? خطورة رفع العلم وآثاره:
قال -صلى الله عليه وسلم-: «من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويثبت الجهل، ويُشرب الخمر، ويظهر الزنا». وقال النبي الأمين: «بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ، يَزُولُ الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ فِيهَا الجهل»
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً؛ فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا»(1/1902)
وفي رواية البخاري عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعاً، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ»
وإن كنا لا ننكر وجود الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة فإن ما أصبحنا نشاهده اليوم من اتِّباع العامة للسفهاء، وهجر العلماء لَخَيْر دليل على أننا أضحينا أقرب إلى وقوع الآفة التي حذرنا منها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإن حديث نبينا واقع لا محالة فينا.
ولعل من الآثار السلبية الواضحة لغياب العلم ورفعه ما يلي:
1 - حصول خلل في العقيدة:
إن غياب العلم برفعه أو بتغييبه عن واقع الأمة يُسهِّل على الشر والجهل العمل بسرعة من أجل الانتشار والتأثير، وأخطر تأثير يتسلط على الإنسانية بسبب غياب العلم: الجهل والتجهيل؛ حيث يحصل للناس نسيان الحقائق ثم تركها؛ فالابتعاد عنها، ثم استبدالها بما يضاد العلم والمعرفة. وأهم ما اكتسبه الإنسان بالعلم: العلم بالله وعبادته وتوحيده؛ فإذا غاب العلم حصل ابتعاد الناس عن توحيد الله وعبادته كما أمر، ثم يخلق الناس لأنفسهم؛ بسبب الجهل وغياب العلم آلهة تعبد، وهذا ما أكده ابن عباس حبر الأمة فيما أخرجه البخاري في صحيحه معلقاً قال: «صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِى قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ...»
2 - الاستخفاف بالعلم والعلماء:(1/1903)
وهذا أمر خطير؛ لأنه بحصوله يفقد الناس أطباءهم الروحيين، ويحصل الضلال المبين، وقد حذر الفقيه الجليل الإمام ابن حزم الظاهري من حدوث هذا الأمر؛ فقال منكراً على أهل زمانه استخفافهم بالعلماء: «صار الناس في زماننا يعيب الرجل من هو فوقه في العلم ليرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويُزهى على من هو دونه، فذهب العلم وهلك الناس»
ولن نذهب بعيداً، وننكر حدوث هذا الأمر، فكم استمعنا عبر الفضائيات إلى من يسب العلماء! وكم قرأنا من مقالات تطعن في علم بعضهم، وتسفِّه فكر الآخر؛ وهذا كله مع الأسف الشديد من قلة العلم وغياب فقه العلم.
3 - جرأة الفساق على العلم:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أمام الدجال سنين خَدَّاعة يُكَذَّبُ فيها الصادق، ويُصَدَّقُ فيها الكاذب، ويُخَوَّن فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرُّوَيْبِضة. قيل: وما الروبيضة؟ قال: الفُوَيْسق يتكلم في أمر العامة»(10).
الرُّوَيْبِضة: أي الفاسق، وفي رواية التافه الذي يتكلم في أمور الدين وهو جاهل لأيسر قضاياه، وأمثال هؤلاء كثيرون في زمننا، بل وفي كل الأزمنة التي مرت بالمسلمين، ولكنهم سيظهرون بكثرة في زمننا لغياب العلماء، وابتعادهم عن واجبهم ومسؤوليتهم، وترك الحبل على الغارب لمن لا يحسن الكلام؛ فكيف بالفتوى وإصدار الأحكام؟
4 - ولاية الدين من غير أهله:
وهذا يعني الترامي ـ إن صح التعبير ـ على العلم الشرعي من غير أهله وذويه، أو تولية غير أهله له؛ حيث يتقدم للفتوى من لا يدريها، ويُقدّم لها من لا يستحقها، كما يُقدمون لتعليم الناس، فيحتلون بذلك مناصب هم أبعد ما يكونون عنها،(1/1904)
فتولي أمر الفتوى وأمر الدين من غير أهله وذويه يطعن الأمة في عمقها، ويسبب تشتتها وتمزقها؛ إذ الدين هو موحدها وجامع كلمتها، وبتوليه من غير أهله تحصل كارثة في الأمة؛ إذ يمكن قبول أي ارتماء على أي مهنة أو حرفة إلا الارتماء على العلوم الشرعية وأمور الدين.
5 - كثرة المعارف وقلة العمل:
حيث روي عن زياد بن لبيد قال: ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً، فقال: «ذاك عند ذهاب العلم، قلت: يا رسول الله! وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا، ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ قال: ثكلتك أمك، زياد! إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوَ ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل، لا يعملون بشيء مما فيهما؟»
- وعن أبي هريرة قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عليه، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقَرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بَهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ...»
والعلم أيضاً مطلوب؛ لأنه طريق العمل؛ فلا عمل دون علم، والله لا يُعبَد بالجهل، وهو القائل: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا} [الأنعام: 132]. والعلم إذا لم يكن ثمرة في القلب، والجوارح، والمعاملات؛ فكأنه لم يكن.
وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضاً: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في جوف البحر ليصلُّون على معلم الناس الخير»
6 - اتِّباع أهل الكتاب:(1/1905)
وقد حذر الشارع المسلمين من عداوة أهل الكتاب لأهل الإيمان من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبيّن لنا في القرآن أن عداوتهم لن تنقطع، ولن يرضوا عن حالنا إلا إذا أبعدونا عن ديننا، أو نتبع ملتهم، فقال ـ سبحانه ـ: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]. وقال أيضاً: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82].
كما أخبر الرسول الكريم بأن من سنن الله في خلقه، وفي هذه الأمة اتباع أهل الكتاب في كل ما نحلوه وفعلوه، فقال: «لتتبعُنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه»
فالأمة مطالبة اليوم بالحذر، وبالاحتياط فيما تأخذ وتتبع؛ فالإسلام لا يعادي الأخذ من الآخر ولا الاستفادة من تجارب الأمم وحضارتهم، ولكنه يعادي التقليد الأعمى، والتلقي السالب الذي يسلب المرء من كرامته وشخصيته وهويته؛ حيث قال -صلى الله عليه وسلم- محذراً من التقليد كيفما كان: «لا تكونوا إمَّعة تقولون: إنْ أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا»وعن حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: قلت لإسحاق بن راهويه: ما معنى قوله: «إمَّعة»؟ قال: تقول: إن ضل الناس ضللتُ، وإن اهتدوا اهتديت»
منقول من مجلة البيان وللموضوع بقية (http://www.albayan-magazine.com/bayan-211/bayan-02.htm)
---
(1/1906)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف أعرف عدد التحقيقات لمخطوط ما ؟
---
كيف أعرف عدد التحقيقات لمخطوط ما ؟
---
أم حمد
01-13-2007, 01:02 AM
السلام عليكم:
ودي استفسر
إذا أراد الواحد تحقيق مخطوط , وقد سبق تحقيقه , فكيف يصل إلى معلومية عدد المرات التي حقق فيها المخطوط, ودار النشر , لأن كثيير من المخطوطات قديم تحقيقها , وطبعاتها نافذه
الرجاء الرد لمن لديه معلومة
ممتنة للجميع
---
عبدالرحمن الشهري
01-13-2007, 01:44 AM
يمكنك معرفة ذلك بسؤال أهل الخبرة بالكتب ، والمتابعين للمطبوعات وأخبارها ، ولو ذكرتِ لنا اسم الكتاب إن شئتِ في الملتقى فلن تعدمي بإذن الله مجيباً من الزملاء في الملتقى ففيهم من أهل الخبرة والاطلاع من سيتولى الجواببإذن الله ، ولا أتوقع أن يفوت على مجموعهم كتاب ذو بال .
وفقكم الله لكل خير.
---
أم حمد
01-13-2007, 04:02 AM
شكرا د. عبدالرحمن
والمخطوطة هي في البلاغة :
المصباح في شرح المفتاح
لعلي بين محمد بن علي الجرجاني
---
مروان الظفيري
01-27-2007, 09:52 AM
الأخت الفاضلة أم حمد
كتاب :
المصباح في شرح المفتاح ؛
لعلي بن محمد بن علي الجرجانيّ
لم يطبع
وما زال مخطوطا حتى الآن
وهو با نتظارك
لإخراجه من ظلمات القبور ( عفوا ) ؛ بل من محابس المخطوطات
ونحن بانتظارك
ورهن إشارتك ؛ لمساعدتك في ذلك
وأهلا وسهلا ومرحبا
---
أم حمد
02-12-2007, 03:42 AM
شكرا لردك
ولكني علمت من المصباح حقق
من قبل فريد النكلاوي
ولكنه ربما يحتاج مرة اخرى اشكرك
---
(1/1907)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل مجلة أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى أول شهر 8- 2006
---
حمل مجلة أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى أول شهر 8- 2006
---
أبو محمد الظاهرى
08-13-2006, 12:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشرى سارة بإذن الله....
حمل مجلة أهل الظاهر على هيئة كتاب إليكترونى... الموضوعات حتى أول شهر 8- 2006
(الموضوعات عبارة عن أرشيف المنتدى وعددها يقترب من ألف موضوع ومقال)
وهذا الكتاب الالكترونى مهم جداً فى حالة الرجوع إلى أحد الأبحاث أو المقالات دون الدخول إلى الشبكة ...
حمل من الرابط
http://www.m5zn.com/download1.php?fi...d4eeb8c62c.zip
وجزاكم الله خيراً ...
---
أبو محمد الظاهرى
08-19-2006, 12:06 AM
رابط آخر للتحميل
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=GHFWVRtQp
---
(1/1908)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شيخنا حمد الزيدان بحاجة لدعائكم وتبرعكم يا أهل الرياض !
---
شيخنا حمد الزيدان بحاجة لدعائكم وتبرعكم يا أهل الرياض !
---
أبو العالية
11-11-2006, 11:30 AM
الحمد لله ، وبعد ..
شيخنا الزاهد حمد الزيدان حفظه الله وأمده بالصحة والعافية .
مستشار مركز الدعوة والأرشاد بالدمام .
وإمام وخطيب جامع الرضوان بحي عبد الله فؤاد بالدمام
هذا الجامع الذي يقام فيه كل صيف الدروس العلمية النافعة ،
وقدكان من بينها أن قرأت على شيخنا متن الرحبية في الفرائض كاملاً وشرحه لنا الشيخ شفاه الله .
عانىشيخنا كثيراً من تشمع الكبد عافانا الله واياكم جميعاً ، وأجريت للشيخ زراعة للكبد ونرجوا الله أن تكون قد نجحت .
والشيخ بحاجة ماسة للدم في مستشفى التخصصي بالرياض .وفصيلة الدم o+
من الساعة8 صباحا حتى 2 ظهرا
فالله الله يا أهل الخير بالتبرع لشيخنا .
أسأل لله العلي القدير أن يلبس شيخنا لباس الصحة والعافية وان يتمها عليه عاجلاً غير آجل .
اللهم آمين .
---
الطبيب
11-11-2006, 12:20 PM
الشيخ حمد معروف بحبه للخير ونشر العلم وخدمة طلبة العلم ...
وجهوده في جامع الرضوان لن ننساها ...
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
ودمتم ،،،
---
ابن الجزيرة
11-11-2006, 10:29 PM
نسأل الله أن يعجل في شفائه ، وأن يبارك في عمره وعمله .
---
أحمد البريدي
11-11-2006, 11:01 PM
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .(1/1909)
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه .
---
المسيطير
11-11-2006, 11:13 PM
الشيخ الكريم / أبالعالية
جزاكم الله خير الجزاء .
وأسأل الله تعالى أن يعجل بالفرج والشفاء لأخينا الشيخ / حمد الزيدان
موقع ( freeblood ) ، وفيه أرقام وجوالات من يحملون فصيلة الدم المطلوبة ، ويرغبون التبرع ، فما عليك إلا الإتصال والتنسيق معهم ، وهذا رابط أصحاب الفصيلة :
http://www.freeblood.com/modules.php?s=search&do=1&m=1
وهذا رابط الموقع :
http://www.freeblood.com/index.php
__________________
---
عبدالرحمن الشهري
11-17-2006, 06:27 AM
هذا هو صباح الجمعة 26/10/1427هـ . رجعت من صلاة الفجر ، ودلفتُ إلى الانترنت ، فاستوقفني في موقع نور الإسلام خبر وفاة الشيخ حمد الزيدان رحمه الله يوم أمس الخميس ، وسوف يصلى عليه بعد صلاة الجمعة اليوم في جامع الراجحي . ومع عدم معرفتي الشخصية للشيخ حمد من قبل ، إلا أنني أحببته في الله لذكره الحسن الذي يدل على ما كان يبذله الشيخ من الجهد في خدمة الإسلام والدعوة إليه ، وأسأل الله أن يحسن مكافأته على ما بذله في حياته ، وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يغفر له ذنوبه ، وأن يجمعنا به في جنات النعيم .
اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله .
أحسن الله العزاء في وفاته ، ونحن في شبكة التفسير نعزي أهله وذويه وطلابه ومحبيه في وفاته ، ونسأل الله أن يجبر مصابهم ، وأن يلهمهم الصبر . إنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا نص الخبر :
وفاة الداعية الزيدان والصلاة عليه بعد الجمعة في جامع الراجحي
توفي مساء هذا اليوم الخميس فضيلة الشيخ حمد بن محمد الزيدان عضو مركز الدعوة والإرشاد بالدمام بعد صراع مع مرض ألم به أجري له على أثره عملية زراعة كبد عاجلة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض يوم الخميس الماضي دخل بعدها بغيبوبة مصاباً بنزيف داخلي(1/1910)
حتى أتاه الأجل الموعود وسيصلى عليه بإذن الله تعالى بعد صلاة الجمعة في جامع الراجحي ـ حي الجزيرة ـ بالرياض .
والشيخ حمد الزيدان ولد في بلدة الجوى بمنطقة القصيم عام 1373 هـ درس في المعهد العلمي في بريدة وتخرج من كلية الشريعة بالرياض عام 1394 هـ وتعين معلماً في المعهد العلمي بالدمام عام 1395 هـ وانتقل لإدارة المعهد بعد عامين تقريباً إلى عام 1411 هـ ثم انتقل إلى مركز الدعوة والإرشاد بالدمام عام 1411 هـ إلى أن وافته المنية .
وقد استطاع ـ رحمه الله ـ أن يجعل مركز الدعوة والإرشاد بالدمام شعلة بالمنطقة تنير الهدى للناس ، وتولى الشيخ إمامة وخطابة عدة جوامع كان من آخرها جامع الرضوان بحي عبدالله فؤاد .
لقد عرف عنه رحمه الله حبه لهذا الدين وبذل نفسه وماله لخدم الإسلام والمسلمين . فرحم الله الشيخ رحمة واسعة .
وشبكة نور الإسلام تعزي الأمة الإسلامية وذوي الفقيد بوفاة الشيخ ونقول :
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء بأجل مسمى .
أرقام الاتصال للعزاء :
الأبناء :
محمد ( الكبير ) 0555920769
ـ عمر / 0505143633
ـ يوسف / 053883488
ـ عبدالله / 0503889667 .
الإخوة ـ القصيم ـ :
إبراهيم ( الكبير ) /0504117793
عبدالله : 0506127244
المصدر (http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=3552&Itemid=25)
---
أحمد البريدي
11-17-2006, 04:55 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله .
---
ابن الجزيرة
11-17-2006, 11:40 PM
اللهم ارحمه، وعافه واعف عنه، واخلف على أهله بخير .
---
أبو العالية
11-18-2006, 11:04 AM
الحمد لله وبعد ..
إنا لله وإنا إليه راجعون .
جبر الله مصيبتنا بفقد شيخنا الكريم .
اللهم برِّد مضجعه ، وأكرم نزله ، وأرفع درجته ، واغفر لنا وله يا رب العالمين .
---
الطبيب
11-18-2006, 11:38 AM(1/1911)
اللهم اغفر له وارحمه، واجبر مصابنا فيه، وعوضنا خيراً يا رب العالمين ...
كنت بالأمس في درس الشيخ خالد السبت حفظه الله (أعمال القلوب)، وكان قد سافر إلى الرياض ليصلي على الشيخ حمد رحمه الله ويشارك في دفنه جزاه الله خيراً، ثم جاء الشيخ من الرياض إلى الدرس مباشرة ..
وسئل الشيخ خالد بعد الدرس عن الشيخ حمد رحمه الله، فأثنى عليه خيراً وقال أنه من أول من قام بالدعوة في هذا البلد (وقد كان مدير مكتب الدعوة بالدمام سابقاً)، وكان يدعو إلى الله في غربة، وفي منطقة نائية لم يكن بها كثير عمران أو سكان، وكان الناس يستغربون منه مثل هذا، إلى أن آتت جهوده ثمارها من المحاضرات والدورات العلمية وغيرها. وكان هذا حدود عام 1397 هـ !!
اللهم أجزل له المثوبة وارفع درجته في عليين ..
آمين.
ودمتم ،،،
---
(1/1912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عاجل الى الكرام
---
عاجل الى الكرام
---
جمال أبو حسان
04-01-2007, 12:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله
ما هي اسماء الكشافات والمعاجم التي عنيت باحصاء المؤلفات حول القران الكريم وموضوعاته وعلومه وكل ما يتعلق به
اريد مثلا الكتب التي هي على شاكلة معجم مصنفات القران لعلي شواخ اسحق والكشاف الذي صنعه الدكتور عبد الله الجيوسي وما صنعته الدكتورة ابتسام مرهون الصفار
---
(1/1913)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > :::: للتحميل كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ::::
---
:::: للتحميل كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ::::
---
مسك
11-25-2005, 06:27 PM
اسم الكتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
اسم المؤلف : الملا علي القاري
نبذة عن الكتاب :
المصابيح للبغوي جمع الأحاديث مجردة من الأسانيد، فذكر الخطيب التبريزي الصحابي الراوي وخرج الأحاديث وزاد باباً ثالثاً على الكتاب وسماه " مشكاة المصابيح " وشرحه نحو 9 علماء منهم القاري في كتابنا هذا وهو فقيه حنفي يذكر تراجم الصحابة الرواة، والفوائد اللغوية والفقهية والحديثية وفي السلوك. وطبع معه الإكمال في تراجم رجال المشكاة للتبريزي.
::::: اضغط لتحميل الكتاب ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=22&book=2190)
---
(1/1914)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب الآيات الواردة في ذم التقليد
---
طلب الآيات الواردة في ذم التقليد
---
بنت السنة الطاهرة
10-01-2005, 06:29 PM
السلام عليكم
عندي طلب لوسمحتون
أيات قرأنيه تذم التقليد الاعمى للاباء والاجداد
ومسامحة على الازعاج
---
أحمد البريدي
10-01-2005, 07:01 PM
من الايات قوله تعالى :" أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم " واحسن من أذكر لك الآيات أحيلك إلى مرجع لهذا الموضوع وغيره : وهو كتاب تصنيف آيات القرآن لمحمد اسماعيل ففيه بغيتك .
---
بنت السنة الطاهرة
10-01-2005, 07:20 PM
مشكور اخي لكن ماحصلت
هذا الكتاب
---
أحمد البريدي
10-01-2005, 09:43 PM
هذا مقال في ذم التقليد وقد ذكر جملة من الايات والأحاديث :هنا (http://aliman.org/figtab2/takled.htm)
وكذلك هذا الرابط هنا (http://alimam.ws/index.php?pg=artv&ref=232)
وارجعي ايضا إلى جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر في باب ذم التقليد
---
بنت السنة الطاهرة
10-02-2005, 01:02 PM
أخي الكريم الرابط الاول لم يشتغل
عشر أيات فقط عن ذم التقليد
---
(1/1915)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نسيان القرآن بعد حفظه كبيرة ( دراسة فقهية )
---
نسيان القرآن بعد حفظه كبيرة ( دراسة فقهية )
---
الصبر الجميل
01-08-2007, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن نسيان القرآن مذموم ولكن ما حكم هذا النسيان ؟ ذهب جمهور الفقهاء إلى أن نسيان القرآن الكريم بعد حفظه لغير عذر حرام وعده بعضهم من الكبائر .
وإليك بعض أقوالهم في ذلك
من أقوال الحنفية
قال الخادمي في بريقة محمودية 4/194:
( ومنها نسيان القرآن بعد تعلمه ) ... لأن المعدود هنا ذنب التفريط في محفوظه لعدم تعاهده ودرسه ) اهـ
وفي كشف الأسرار لعبد العزيز البخاري 4/276 :
( قال الشيخ رحمه الله : إنما يصير النسيان عذرا في حق الشرع إذا لم يكن غفلة فأما إذا كان عن غفلة فلا يكون عذرا كما في حق آدم عليه السلام وكنسيان المرء ما حفظه مع قدرته على تذكاره بالتكرار فإنه إنما يقع فيه بتقصيره فيصلح سببا للعتاب ولهذا يستحق الوعيد من نسي القرآن بعدما حفظه مع قدرته على التذكار بالتكرار ) اهـ
من أقوال المالكية :
في الاستذكار لابن عبد البر 2/487 :
( عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت في هذا الحديث الحض على درس القرآن وتعاهده والمواظبة على تلاوته والتحذير من نسيانه بعد حفظه وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم من حديث سعد بن عبادة أنه قال من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم(1/1916)
قال أبو عمر : ومن حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي أجور أمتي حتى يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها وحديث بن مسعود أنه كان يقول تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها ... ) اهـ
من أقوال الشافعية :
وفي مغني المحتاج 1/39 :
(ونسيانه أو شيء منه كبيرة والسنة أن يقول أنسيت كذا لانسيته ويندب ختمه أول نهار أو ليل والدعاء بعده وحضوره والشروع بعده في ختمة أخرى وكثرة تلاوته) اهـ .
وفي حاشية البجيرمي على شرح المنهج 1/447 :
(قال حج في حاشية الإيضاح ظاهر كلامهم توقف التوبة على تمام حفظ ما نسيه من القرآن وتمام قضاء الفوائت وإن كثرت حيث قال وخروج من المظالم بردها أو برد بدلها إن تلفت لمستحقها ما لم يبرئه منها ومنها قضاء نحو صلاة وإن كثرت ويجب عليه صرف سائر زمنه لذلك ما عدا الوقت الذي يحتاج لصرف ما عليه من مؤنة نفسه وعياله وكذا يقال في نسيان القرآن أو بعضه بعد بلوغه ا هـ ) اهـ
وفي طرح التثريب 3/ 102
(الخامسة ) : فيه الحث على تعاهد القرآن بالتلاوة والدرس والتحذير من تعريضه للنسيان بإهمال تلاوته . وفي الصحيحين عن ابن مسعود مرفوعا { بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي . استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها } .
وفي الصحيحين أيضا عن أبي موسى الأشعري مرفوعا { تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها } .
وفي سنن أبي داود والترمذي عن أنس مرفوعا { عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها } , تكلم فيه الترمذي , وفي التنزيل { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا }(1/1917)
وفي سنن أبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعا { من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم } ,قيل معناه مقطوع اليد وقيل مقطوع الحجة وقيل منقطع السبب وقيل خالي اليد من الخير صفرها من الثواب وقد ذكر صاحب العدة وهو أبو المكارم الروياني من أصحابنا : أن نسيان القرآن من الكبائر ) اهـ
وفي أسنى المطالب 1/64:
( ونسيانه كبيرة ) , وكذا نسيان شيء منه لخبر { عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها } وخبر { من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله - عز وجل - يوم القيامة أجذم } رواهما أبو داود ) اهـ .
وفي حاشية الرملي عليه :
( قوله : ( ونسيانه كبيرة ) موضعه إذا كان نسيانه تهاونا وتكاسلا ) اهـ
وفي أسنى المطالب أيضا 3/340 قال وهو يعدد الكبائر :
( وَنِسْيَانَ الْقُرْآنِ ) لِخَبَرِ التِّرْمِذِيِّ { عُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا } قَالَ فِي الرَّوْضَةِ لَكِنْ فِي إسْنَادِهِ ضَعْفٌ وَتَكَلَّمَ فِيهِ التِّرْمِذِي ) اهـ
وفي فتاوى الرملي 4/376 :
(سئل ) عمن نسي القرآن هل يجب عليه حفظه أم لا فإن قلتم بوجوبه فهل تركه كبيرة وهل يفرق بين البالغ وغيره ؟
( فأجاب ) بأنه إن نسيه وهو بالغ تهاونا وتكاسلا كان نسيانه كبيرة ويجب عليه حفظه إن تمكن منه للخروج عن المعصية ) اهـ
وفي فتاوى ابن حجر الهيتمي 1/36 :
( وسئل ) رضي الله عنه بما لفظه :
صرحوا بأن نسيان القرآن كبيرة فكيف ذلك مع خبر الصحيحين لا يقول أحدكم نسيت آية كذا وكذا , بل يقول نسيت وخبرهما أنه سمع رجلا يقرأ فقال - رحمه الله - لقد أذكرني آية كنت أسقطتها وما المراد بالنسيان وهل يعذر به إذا كان لاشتغاله بمعيشة عياله التي لا بد منها ؟ وهل يشمل ذلك نسيان الخط بأن كان يقرؤه غيبا , ومن المصحف فصار لا يقرؤه إلا غيبا وفي عكسه هل يحرم أيضا ؟(1/1918)
( فأجاب ) بقوله :
لا تنافي بين الحديثين والحديث الدال على أن نسيان القرآن كبيرة أما الأول فلأن الأمر بأن يقول نسيت بتشديد السين أو أنسيت إنما هو لرعاية الأدب مع الله تعالى في إضافة الأشياء إليه ; لأنها منه بطريق الحقيقة خيرها وشرها , ونسبتها للعبد إنما هي من حيث الكسب والمباشرة فأمرنا برعاية هذه القاعدة العظيمة النفع العزيزة الوقع التي ضل فيها المعتزلة ومن تبعهم كالزيدية , فليس في هذا الحديث أن النسيان كبيرة ولا أنه غير كبيرة كما اتضح مما قررته .(1/1919)
وأما الثاني فهو دليل على أن المراد بالنسيان المحرم أن يكون بحيث لا يمكنه معاودة حفظه الأول إلا بعد مزيد كلفة وتعب لذهابه عن حافظته بالكلية , وأما النسيان الذي يمكن معه التذكر بمجرد السماع أو إعمال الفكر فهذا سهو لا نسيان في الحقيقة فلا يكون محرما وتأمل تعبيره صلى الله عليه وسلم بأسقطتها دون أنسيتها يظهر لك ما قلناه ولا يعذر به وإن كان لاشتغاله بمعيشة ضرورية لأنه مع ذلك يمكنه المرور عليه بلسانه أو قلبه فلم يوجد في المعايش ما ينافي هذا المرور فلم يكن شيء منها عذرا في النسيان نعم المرض المشغل ألمه للقلب واللسان والمضعف للحافظة عن أن يثبت فيها ما كان فيها لا يبعد أن يكون عذرا ; لأن النسيان الناشئ من ذلك لا يعد به مقصرا لأنه ليس باختياره , إذ الفرض أنه شغل قهرا عنه بما لم يمكنه معه تعهده وقد علم مما قررته أن المدار في النسيان إنما هو على الإزالة عن القوة الحافظة بحيث صار لا يحفظه عن ظهر قلب كالصفة التي كان يحفظه عليها قبل . ونسيان الكتابة لا شيء فيه ولو نسيه عن الحفظ الذي كان عنده ولكنه يمكنه أن يقرأه في المصحف لم يمنع ذلك عنه إثم النسيان لأنا متعبدون بحفظه عن ظهر قلب , ومن ثم صرح الأئمة بأن حفظه كذلك فرض كفاية على الأمة , وأكثر الصحابة كانوا لا يكتبون وإنما يحفظونه عن ظهر قلب وأجاب بعضهم عن الحديث الثاني بأن نسيان مثل الآية أو الآيتين لا عن قصد لا يخلو منه إلا النادر وإنما المراد نسيان ينسب فيه إلى تقصير , وهذا غفلة عما قررته من الفرق بين النسيان والإسقاط , فالنسيان بالمعنى الذي ذكرته حرام بل كبيرة ولو لآية منه كما صرحوا به , بل ولو لحرف كما جزمت به في شرح الإرشاد وغيره لأنه متى وصل به النسيان ولو للحرف إلى أن صار يحتاج في تذكره إلى عمل وتكرير فهو مقصر آثم ومتى لم يصل إلى ذلك بل يتذكره بأدنى تذكير فليس بمقصر وهذا هو الذي قل من يخلو عنه من حفاظ القرآن ; فسومح به وما قدمته من(1/1920)
حرمة النسيان وإن أمكن معه القراءة من المصحف نقله بعضهم عن جماعة من محققي العلماء وهو ظاهر جلي والله أعلم ) اهـ .
وفي الزواجر لابن احجر الهيتمي 1/201
( الكبيرة الثامنة والستون : نسيان القرآن أو آية منه بل أو حرف ) أخرج الترمذي والنسائي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها } . وأبو داود عن سعد بن عبادة : { ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم } .
وأخرج محمد بن نصر عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال : { إن من أكبر ذنب توافى به أمتي يوم القيامة لسورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها } . وأخرج ابن أبي شيبة عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {عرضت علي الذنوب فلم أر فيها شيئا أعظم من حامل القرآن وتاركه } : أي بعد ما كان حامله بأن نسيه .
وأخرج أيضا عن سعد بن عبادة : { ما من أحد يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله وهو أجذم } . وأخرج محمد بن نصر عن سعد بن عبادة : { من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم } .
تنبيهات :
عد نسيان القرآن كبيرة هو ما جرى عليه الرافعي وغيره , لكن قال في الروضة : إن حديث أبي داود والترمذي : { عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها } في إسناده ضعف . وقد تكلم فيه الترمذي انتهى .
وكلام الترمذي الذي أشار إليه هو قوله عقبه " غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وذاكرت به محمد بن إسماعيل : أي البخاري فلم يعرفه واستغربه . قال محمد : ولا نعرف للمطلب بن حنطب أي رواية سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . قال عبد الله : وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس . " انتهى كلام الترمذي(1/1921)
وبه يعلم أن مراد النووي بقوله " في إسناده ضعف " أي انقطاع لا ضعف في الراوي الذي هو المطلب لأنه ثقة كما قاله جماعة . لكن قال محمد بن سعيد : لا يحتج بحديثه لأنه يرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وليس له لقي . وبين الدارقطني أن فيه انقطاعا آخر وهو أن ابن جريج راويه عن المطلب المذكور لم يسمع من المطلب شيئا كما أن المطلب لم يسمع من أنس شيئا فلم يثبت الحديث بسبب ذلك , وما ذكر أنه لم يسمع من أحد من الصحابة شيئا يرد عليه قول الحافظ المنذري : إنه روى عن أبي هريرة .
وحديث : { ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم } فيه انقطاع وإرسال أيضا , وسكوت أبي داود عليه معترض بأن فيه يزيد بن أبي زياد وليس صالحا للاحتجاج به عند كثيرين . لكن قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود لا أعلم أحدا ترك حديثه , وغيره أحب إلي منه . وقال ابن عدي : هو من شيعة أهل الكوفة ومع ضعفه يكتب حديثه انتهى , وبالتعبير فيه بامرئ الشامل للرجل وغيره يعلم أن ذكر الرجل في الحديث الذي قبل هذا إنما هو للغالب .
ومنها : الظاهر من الروضة أنه موافق للرافعي على ما مر عنه من أن ذلك كبيرة فإنه لم يعترضه في الحكم , وإنما أفاد أن الحديث ضعيف على ما مر , ومن ثم جرى مختصرو الروضة وغيرهم على ذلك , وبه يتضح قول الصلاح العلائي في قواعده :
إن النووي قال : اختياري أن نسيان القرآن من الكبائر لحديث فيه انتهى , فأراد باختياره لذلك أنه أقر الرافعي عليه وذلك مشعر باختياره واعتماده . نعم قوله ( لحديث فيه ) فيه نظر لأنه لم يختره لذلك الحديث , كيف وهو مصرح بضعف ذلك الحديث والطعن فيه , إنما سبب تقريره للرافعي على ذلك اتضاحه من جهة المعنى وإن كان في دليله شيء على أن الذي مر أن فيه انقطاعا وإرسالا , وقد يؤخذ من تعداد طرقه التي أشرت إليها فيما مر جبر ما فيه .(1/1922)
وبما وجهت به كلام العلائي مع النظر فيه من الجهة السابقة يعلم ما في قول الجلال البلقيني لم يظهر من كلام النووي اختيار كونه كبيرة خلافا للعلائي , وبذلك أيضا يرد قول الزركشي : إنه في الروضة خالف الرافعي في كون نسيان القرآن كبيرة .
ومنها : قال الخطابي : قال أبو عبيدة : الأجذم المقطوع اليد . وقال ابن قتيبة : الأجذم هاهنا المجذوم . وقال ابن الأعرابي : معناه لا حجة له ولا خير فيه . وجاء مثله عن سويد بن غفلة .
ومنها : قال الجلال البلقيني والزركشي وغيرهما : محل كون نسيانه كبيرة عند من قال به إذا كان عن تكاسل وتهاون انتهى , وكأنه احترز بذلك عما لو اشتغل عنه بنحو إغماء أو مرض مانع له من القراءة وغيرهما من كل ما لا يتأتى معه القراءة , وعدم التأثيم بالنسيان حينئذ واضح لأنه مغلوب عليه لا اختيار له فيه بوجه بخلاف ما إذا اشتغل عنه بما يمكنه القراءة معه , وإن كان ما اشتغل به أهم وآكد كتعلم العلم العيني لأنه ليس من شأن تعلمه الاشتغال به عن القرآن المحفوظ حتى نسي ويؤخذ من قولهم إن نسيان آية منه كبيرة أيضا أنه يجب على من حفظه بصفة من إتقان أو توسط أو غيرهما كأن كان يتوقف فيه أو يكثر غلطه فيه أن يستمر على تلك الصفة التي حفظه عليها فلا يحرم عليه إلا نقصها من حافظته , أما زيادتها على ما كان في حافظته فهو وإن كان أمرا مؤكدا ينبغي الاعتناء به لمزيد فضله إلا أن عدمه لا يوجب إثما ... ومنها : قال القرطبي :
لا يقال حفظ جميع القرآن ليس واجبا على الأعيان , فكيف يذم من تغافل عن حفظه ؟ لأنا نقول : من جمعه فقد علت رتبته وشرف في نفسه وقومه , وكيف لا ؟ ومن حفظه فقد أدرجت النبوة بين جنبيه , وصار ممن يقال : فيه هو من أهل الله وخاصته , فإذا كان كذلك فمن المناسب تغليظ العقوبة على من أخل بمرتبته الدينية , ومؤاخذته بما لا يؤاخذ به غيره , وترك معاهدة القرآن يؤدي إلى الجهالة انتهى ) اهـ
من أقوال الحنابلة :(1/1923)
في الفروع لابن مفلح 1/551 :
( ويستحب ختم القرآن في سبع , وهل يكره في أقل أم لا ؟ أم يكره دون ثلاث ؟ فيه روايات , وعنه هو على قدر نشاطه وذكر ابن حزم أنهم اتفقوا على إباحة قراءته كله في ثلاثة أيام واختلفوا في أقل , ويكره فوق أربعين عند أحمد , وقيل يحرم لخوف نسيانه , وقدم بعضهم فيه يكره , وهذا مراد ابن تميم بقوله بحيث ينساه , قال أحمد : ما أشد ما جاء فيمن حفظه ثم نسيه )اهـ
مطالب أولي النهى 1/604 :
( ( وكره تأخير ختم ) القرآن ( فوق أربعين ) يوما ( بلا عذر ) , قال أحمد : أكثر ما سمعت ; أن يختم القرآن في أربعين . ولأنه يفضي إلى نسيانه والتهاون به . ( وحرم ) تأخير الختم فوق أربعين ( إن خاف نسيانه قال ) الإمام ( أحمد : ما أشد ما جاء فيمن حفظه ثم نسيه ) اهـ
وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/212 :
( مسألة : في رجل يتلو القرآن مخافة النسيان , ورجاء الثواب , فهل يؤجر على قراءته للدراسة ومخافة النسيان أم لا ؟ وقد ذكر رجل ممن ينسب إلى العلم أن القارئ إذا قرأ للدراسة مخافة النسيان أنه لا يؤجر , فهل قوله صحيح أم لا ؟
الجواب : بل إذا قرأ القرآن لله تعالى فإنه يثاب على ذلك بكل حال , ولو قصد بقراءته أنه يقرؤه لئلا ينساه , فإن نسيان القرآن من الذنوب , فإذا قصد بالقراءة أداء الواجب عليه من دوام حفظه للقرآن , واجتناب ما نهي عنه من إهماله حتى ينساه , فقد قصد طاعة الله , فكيف لا يثاب .
وفي الصحيحين : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها } .
وقال صلى الله عليه وسلم : { عرضت علي سيئات أمتي فرأيت من مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها } ) اهـ
وفي كشاف القناع 1/147 وفي المبدع 1/188 :
( اختار الشيخ تقي الدين بأنه يباح لها أن تقرأه إذا خافت نسيانه بل يجب لأن ما لا يتم الواجب إلا به واجب ) اهـ
تتمة :(1/1924)
في المصنف لابن أبي شيبة (7/162) باب في نسيان القرآن :
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد قال : حدثني فلان عن سعد بن عبادة قال : حدثنيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما من أحد يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله وهو أجذم } .
(2) حدثنا وكيع عن ابن أبي داود عن الضحاك قال : ما تعلم رجل القرآن ثم نسيه إلا بذنب ثم قرأ الضحاك { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } ثم قال الضحاك : وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن .
(3)حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم بن أبي أمية عن طلق بن حبيب قال : من تعلم القرآن ثم نسيه من غير عذر حط عنه بكل آية درجة وجاء يوم القيامة مخصوما .
(4) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { عرضت علي الذنوب فلم أر فيها شيئا أعظم من حامل القرآن وتاركه) اهـ
تنبيهان :
التنبيه الأول :(1/1925)
ذهب بعض أهل العلم إلى أن النسيان الذي ورد فيه الوعيد هو النسيان بمعنى ترك العمل لا نسيانه بعد حفظه ففي الاستذكار لابن عبد البر 2/487 : ( وقد كان بن عيينة يذهب في أن النسيان الذي يستحق عليه صاحبه اللوم ويضاف إليه فيه الإثم هو الترك للعمل به ومعلوم أن النسيان في كلام العرب الترك قال الله عز وجل ( فلما نسوا ما ذكروا به ) الأنعام 44 أي تركوا وقال ( نسوا الله فنسيهم ) التوبة 67 أي تركوا طاعة الله فترك رحمتهم ونحو ذلك حدثني سعيد بن نصر وإبراهيم بن شاكر قالا حدثنا عبد الله بن عثمان قال حدثنا سعد بن معاذ قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا نعيم بن حماد قال سمعت سفيان بن عيينة يقول في معنى ما جاء من الأحاديث في نسيان القرآن قال هو ترك العمل بما فيه قال الله تعالى ( اليوم ننسكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ) الجاثية 34 وليس من اشتهى حفظه وتفلت منه بناس له إذا كان يحلل حلاله ويحرم حرامه قال : ولو كان كذلك ما نسي النبي صلى الله عليه وسلم شيئا منه قال الله عز وجل ( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ) الأعلى 6 7 وقد نسي رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أشياء وقال ذكرني هذا آية أنسيتها ) اهـ . وفي الزواجر لابن احجر الهيتمي 1/201
( وحمل أبو شامة شيخ النووي وتلميذ ابن الصلاح الأحاديث في ذم نسيان القرآن على ترك العمل , لأن النسيان هو الترك لقوله تعالى : { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي } قال : وللقرآن يوم القيامة حالتان :
إحداهما : الشفاعة لمن قرأه ولم ينس العمل به .
والثانية : الشكاية على من نسيه : أي تركه تهاونا به ولم يعمل بما فيه , قال : ولا يبعد أن يكون من تهاون به حتى نسي تلاوته كذلك انتهى .(1/1926)
وهذا الذي زعم أنه لا يبعد هو المتبادر من النسيان الواقع في الأحاديث السابقة فهو المراد منها خلافا لما زعمه . وسيأتي في حديث البخاري في كتاب الصلاة تشديد عظيم وعذاب أليم لمن أخذ القرآن ثم رفضه ونام عن الصلاة المكتوبة , وهذا ظاهر في النسيان أيضا .) اهـ
التنبيه الثاني :
ذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بنسيان القرآن أي نسيه بحيث لا يستطيع أن قرأه من المصحف قال الخادمي في بريقة محمودية 4/194: ( ومنها نسيان القرآن بعد تعلمه ) من القراءة من المصحف لا عن ظهر القلب , وإن ذهب إليه بعض فلا يدخل في الوعيد من حفظ سورة مثلا , ثم نسيها إن قدر على القراءة من المصحف كما مر ... ) اهـ
ولعل مرادهم أنه يرجع إلى المصحف فيتذكر الموضع الذي نسيه بالمراجعة كما تقدم عن ابن حجر الهيتمي ولا يمكن أن يكون مرادهم أنه ينسى القرآن كليا ثم يقرأه من المصحف وإلا لما أمكن وجود شخص ينسى القرآن فيستحق الوعيد المذكور لأن كل من يعر ف القراءة سيقرأه من المصحف ) اهـ
وفي مطالب أولي النهى 1/604
( قال أبو يوسف يعقوب ) , صاحب الإمام أبي حنيفة ( في معنى حديث نسيان القرآن : المراد بالنسيان : أن لا يمكنه القراءة في المصحف ) , وهو من أحسن ما قيل في ذلك .
( ونقل ابن رشد المالكي الإجماع على أن من نسي القرآن لاشتغاله بعلم واجب أو مندوب , فهو غير مأثوم ) اهـ
كتبه / عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
منقوووول
---
د. أنمار
01-11-2007, 10:13 AM
جزاك الله خيرا
---
الصبر الجميل
01-11-2007, 01:20 PM
وإياكم سيدي الكريم
---
عبدالله المعيدي
01-17-2007, 02:24 AM
بحث مبارك .. جزيت خيراً ..
---
أبو المنذر
01-17-2007, 05:45 AM
حفظناه على أمل قراءته
لك منا جزيل الشكر ومن الباري الثواب ان شاء الله
---
(1/1927)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رأيكم في تفسير ابن رجب الحنبلي جمع طارق عوض الله محمد
---
رأيكم في تفسير ابن رجب الحنبلي جمع طارق عوض الله محمد
---
طلال العولقي
06-02-2003, 01:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإنه يسعدني المشاركة معكم والاستفادة من علومكم :
ما رأيكم بارك الله فيكم عن تفسير ابن رجب الحنبلي الذي جمعه الشيخ طارق عوض الله محمد ؟
---
مساعد الطيار
05-08-2004, 10:28 AM
السلام عليكم أيها الإخوة الكرام
أما عن سؤالكم يا أخ طلال فأجيبكم بما يأتي :
1 ـ لا يوجد كتاب آخر جمع التراث التفسيري لابن رجب غير هذا الكتاب ، ومن ثَمَّ ، فهو الأنفع في بابه حتى يظهر ما يدل على خلاف ذلك .
2 ـ أن هذا الأسلوب من الكتب يعتبر جمعًا لمتفرق ، وهذا الجمع يعتمد على قدرة الجامع له ؛ لأنه يلاحظ على من يجمع تفسير إمام من الأئمة من خلال كتبه المتنوعة أنه يقع في إدخال ما ليس من التفسير في التفسير ، فيتضخم الكتاب بما لا داعي له .
وعلى العموم لم أجد ضابطًا عند من يفعل هذه الطريقة يستأنس به في طريقة جمع التفسير المنثور في كتب هؤلاء الأئمة الأعلام .
3 ـ لقد قرأت هذا الكتاب واستفدت منه فوائد نفيسة ، إذ قرَّب إليَّ معلومات ما كنت لأحصل عليها إلا بقراءة كاملة لتراث ابن رجب ، وقد كفانا ذلك الشيخ طارق عض الله حفظه الله .
وعلى وجه العموم فالكتاب نافع جدًّا ، لكن أن يكون فيه نقص في مواضع تكلم عليها ابن رجب فهذا يحتاج إلى استقراء جديد ، وهذا ليس خاصَّا بهذا الجمع ، بل هو في كل جمع لتفسير علم من الأعلام ، فقد تختلف وجهات النظر فيما يُنقل ويُترك ، والله الموفق .
---
عبد الله العمري
02-14-2006, 02:10 AM
وعليكم السلام جميعاً ورحمة الله وبركاته
أما سؤالك يا أخ طلال عن التفسير الآنف الذكر :(1/1928)
فلا يخفاك ما لابن رجب من علو كعب في العلم ، ولست بصدد الحديث عن ذا . إنما بحد قول من قال : إذا عُلم المنبع ساغ الشرب . أما بذل الأخ / طارق عوض الله فيه فقد أوعب . وكما ذكر أخينا الشيخ / مساعد الطيار من أنه جمع منثور كلام ابن رجب المتفرقة في كتبه حول بعض الآيات ، وإن كان يتنبه إلى أنه لا يعد تفسيراً له قواعد التفسير المعلومة عند المختصين ، وإنما ذاك كلام على بعض الآيات من حيث سوق بعض الأحكام وسرد عدد من الآثار ، وجمع كلام القوم حول بعض الآيات .
فابن رجب رحمه الله لم يسق الآية ليفسرها وإنما _ في أغلب الأحايين _ يسوقها لتكون شاهداً على ما يريده ثم يتكلم عليها بزيادة ايضاح ..
عموما .. هذا الكتاب _ ولعل أحد يوافقني _ لا يُنصح به من أراد البدء في قراءة التفسير .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه .
عبد الله العمري
a-seraj1@maktoob.com
---
الجنيدالله
02-25-2006, 12:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة تسميته بتفسير ابن رجب فيها تجاوز فابن رجب رحمه الله لم يصنف تفسيرا , وان صنف فليس كل مافي هذا الجمع يمكن ان يكون في تفسيره. وهكذا كل من جمع تفسير فلان.
والذين بدؤوا الجمع لأقوال المفسرين في الرسائل الجامعية كان عنوانهم جمع مرويات فلان ,
فلأولى أن يسمى جمع أقوال أو أراء ابن رجب رحمه الله في التفسير , وليس تفسير فلان .
وفق الله الجميع
---
عبدالرحمن الشهري
07-10-2006, 10:56 AM
صدرت عن دار البشائر الإسلامية في بيروت الطبعةُ الأولى (1427هـ) من (تفسير سورتي النصر والإخلاص) تصنيف الحافظ الإمام عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى (736-795هـ) بتحقيق وتعليق الأستاذ محمد بن ناصر العجمي وفقه الله . وهذا التفسير مضمن في عمل الشيخ طارق عوض الله أيضاً.
---
السائح
07-10-2006, 12:21 PM
جزاك الله خيرا أخي الأستاذ الكريم أبا عبد الله.(1/1929)
ما ذكروه من أن هذه الطبعة أولى فيه تجوّز؛ فقد سبق طبع هذين الكتابين مع كتاب بيان فضل علم السلف بعناية الشيخ محمد بن ناصر العجمي قبل نحو عشرين سنة عن الدار السلفية بالكويت فيما أذكر.
وقد قرّظ العملَ وصدّره الشيخ عبد الله الجبرين.
وعلى كل حال، الخطب سهل يسير، ولم أقف على طبعة دار البشائر الإسلامية، ولست أدري هل نبّهوا على سبق طبع الكتابين أم لا.
---
عبدالرحمن الشهري
07-10-2006, 12:48 PM
الأستاذ الكريم السائح حفظه الله
ليس في التقديم للكتاب إشارة إلى أنه سبق طباعة هذا الكتاب من قبل ، ولكن لعلهم يقصدون بالطبعة الأولى أي لدار البشائر الإسلامية ، والمحقق هو الأستاذ العجمي نفسه ، وكتبه وتحقيقاته المتأخرة أصبحت تطبع في دار البشائر الإسلامية جزاه الله خيراً وجزاك أنت خيراً على تنبيهك وسؤالك .
---
السائح
07-10-2006, 02:19 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا ونفعنا بعلمك.
---
أبو محمد الريشي
07-10-2006, 10:16 PM
السلام عليكم
نوقشت في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية أطروحة دكتوراه في عام 1412هـ بعنوان " تفسير ابن رجب الحنبلي : جمع ودراسة " للدكتور عبيد العبيد
وهذا تعريف موجز بالرسالة :
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة.
تقع الرسالة في جزء واحد عدد صفحاتها (864) على وجهين :
اشتمل القسم الأول على نبذة عن ابن رجب ومنهجه فى التفسير مع بيان موارده فى ذلك وفيه ثلاثة فصول .
الفصل الأول: ترجمة ابن رجب الحنبلي رحمه الله.(1/1930)
الفصل الثاني : منهج ابن رجب في التفسير وفيه: منهجه في تفسير القرآن بالقرآن والقرآن بالسنة، والقرآن بأقوال الصحابة والتابعين واهتمامه بأسباب النزول والقراءات، وآيات الأحكام، والشعر . الفصل الثالث: موارد ابن رجب الحنبلي في التفسير : ذكر الباحث من خلاله الموارد التفسيرية الحديثية، والفقهية، اللغوية، والموارد العامة، عرض تفسير ابن رجب من خلال مؤلفاته مرتبة حسب مواضعها في السور.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج ومنها:
1. أن ابن رجب إلى جانب كونه محدثاً فقهياً أصولياً فهو أيضاً مفسر متقن.
2. إعتماد ابن رجب على الأحاديث النبوية في التفسير مع الحكم عليها.
3. دقة استنباط للأحكام من الآيات، نقله في هذا التفسير عن كتب ليست بأيدينا بل هي من المفقود.
التعريف : من موقع الجامعة .
وعلى حد علمي لم تطبع الرسالة إلى الآن .
---
العبادي
07-11-2006, 02:22 PM
1/ ذكر السيخ طارق -حفظه الله- في مقدمة كتابه (مبينا منهجه في الجمع): (وقد كان اختياري لمادة التفسيرمن كتب الإمام على أساس اعتبار مواضع التفسير فقط، أما إذا تعرض الإمام للآية مستدلا أو مستشهدا بها على حكم ما أو معنى ما، من غير أن يتعرض إلى تفسيرها، فهذا لا يدخل في خطتي، فقط يدخل ما تعرض له الإمام بالتفسير، سواء قصد إلى ذلك قصدا، أو تضمنه كلامُه.
هذا؛ والإمام ابن رجب كثير الاستطراد في كلامه، فإذا تعرض لتفسير آية ربما استطرد إلى تفصيل القول فيما يتعلق بها من أحكام وغيره، وكثيرا ما يكون هذا الاستطراد مهما في التفسير، بل ربما يكون تفسير الآية لا يتم إلا بمثل هذا التفصيل، وحينئذ، فإن هذا كله يدخل في هذا التفسير، فلم أرَ أن لا يتضمن كتابي هذا مثل هذه المادة، لا سيما وأنها تتماشى مع عادة الإمام ابن رجب في التفسير فيما أفرده من رسائل في التفسير، كـ"تفسير سورة النصر" وغيرها...) ا.هـ. ص12-13(1/1931)
2/ من المعلوم ان الطبعة الأولى لجمع الشيخ: طارق عوض الله كانت في عام 1422-2001 عن دار العاصمة، فتكون بهذا رسالة الدكتور عبيد العبيد متقدمة بعشر سنوات تقريبا.
ويبقى السؤال موجها لمن استطاع أن يطلع على هذه الرسالة:
هل طبعت؟ أو يمكن أن تطبع؟
وما ميزات هذا الجمع؟ مع مقارنة بين العملين.
---
طلال العولقي
11-27-2006, 02:43 AM
المشايخ والأخوة الأفاضل :
مساعد الطيار
عبدالله العمري
الجنيدالله
عبدالرحمن الشهري
السائح
أبومحمد الريشي
العبادي
جزاكم الله خيراً على إرشادي وتوجيهي.
---
(1/1932)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > انتفاع الميت بالصدقة ثابت بالسنة وإجماع الأمة ،
---
انتفاع الميت بالصدقة ثابت بالسنة وإجماع الأمة ،
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 09:59 AM
انتفاع الميت بالصدقة ثابت بالسنة وإجماع الأمة ،
---
(1/1933)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دروس التفسير في عصرنا الحاضر ما مقومات نجاحها شارك مأجورا
---
دروس التفسير في عصرنا الحاضر ما مقومات نجاحها شارك مأجورا
---
عبدالله بن بلقاسم
06-26-2003, 10:39 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن دروس التفسير كثيرة ومتعددة، وقد يحتاج بعض طلبة العلم لألقاء درس في التفسير في أحد المساجد ورغبة في التشاور مع أهل العلم والفضل أرغب إليكم أن تتفضلوا بعرض الاقتراحات المناسبة لطريقة العرض والبيان ،والأساليب المناسبة لإلقاء الدرس الذي يحضره طلبة العلم والعوام، وكيف يمكن إثراء دروس التفسير، وكيف ترون التسلسل في العرض، وما أهم المهمات التي ينبغي أن يعرفها الناس عن الآية،
فلا يبخل من عنده سابق تجربة أو رأي، أو اقتراح أن يسعف به عسى الله أن يكتب له أجر ذلك
وجزى الله الجميع خير الجزاء
---
أبو أحمد الشهري
07-21-2003, 03:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا أن تكون بخير يا شيخ عبد الله
هناك شريط للشيخ محمد المنجد اسمه طريقة إعداد دروس التفسير ولكن الشريط قديم شي ما
والشيخ ابن عثيمين يرى طريقة للتفسير وهي :
ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه أولا ـ أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية ـ ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها ، لأن هذا يفيده أن يكون قويا في التفسير غير عالة على غيره
غفر الله لي ولك
---
خالد الباتلي
10-08-2003, 11:17 PM
أشكر الأخ الكريم على طرح هذه الفكرة المفيدة ، كما أستغرب عدم المشاركة والتفاعل معها ، لاسيما والمنتدى يزخر بكثير من أصحاب التخصص الذين مارسوا تدريس التفسير سنين عددا .
فالله الله – أيها الإخوة – بالكتابة ونقل الخبرات .
وجزى الله الجميع خيرا .
---
حسن الكبهي
10-09-2003, 08:44 AM(1/1934)
أخي الكريم الشيخ عبدالله صاحب المشاركات العلمية النافعة وفقه الله لما يحب ويرضى
وان كنت لست من أهل العلم لكني وددت ان أشاركك همك هذا وأساهم معك ببعض الأفكار المتواضعة ولكن حبذا لو أنك أوضحت لمن الدرس فهل هو لطلاب العلم مع العوام جميعا ام لكل درسه وهل هي كلمة قصيرة ام درس يزيد على النصف ساعة وهل هناك كتاب معين ام لم تقرر بعد.
وسأحاول متواضعا بعض المقترحات النافعة ان شاء الله
---
عبدالله بن بلقاسم
10-13-2003, 12:20 AM
الحمد لله حمدا كثيرا
والصلاة والسلام على من بعث مبشرا ونذيرا
أمابعد:
فجزى الله الأخوة الكرام الشيخ خالد والشيخ أبا أحمد الذي أضافوا تعليقاتهم
وإجابة للأخ الكريم حسن الكبهي
فالدرس في المسجد للناس يحضره طلاب العلم والعوام،
بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
حسن الكبهي
10-15-2003, 10:05 AM
الأخ الكريم عبد الله بن بلقاسم، هذه بعض الأفكار ألفيتها مفيدة وهي مستقاة من ملاحظاتي وتجربتي وتجربة بعض الاخوة ومن بعض الكتب مثل (ابن خلدون-سلسلة البكار-القاري منهج الطلب)
إن درس التفسير هذا يحوي عدة عناصر مكونة له وهي: 1)صاحب الدرس 2)المكان 3)المنهج 4)الوقت 5(المتلقي 6)طريقة العرض
إن تصورك لدرسك بهذه الأجزاء يضيف لك أمرين، الأول هو معرفة أين الخلل أي في أي جزء والثاني هو تسهيل تحسينه إذ أنك قد عرفت مكان الضعف. وعليه فانه من المستحسن أن تبدأ بتحديد ما هو المطلوب منك في كل عنصر.
v صاحب الدرس
1- النية الخالصة لله وحده وعدم مراعاة الناس و النية الصادقة في بذل الوسع لإيصال معنى كلام الله للناس
2- التحضير ولا يكتفي بتفسير واحد له فالإتقان في الاستعداد ويكتفي بهذا لوضوح الأمر فيه
3- وينبغي أن يكون المنهج واضحا هل هو بالأثر أو علمي أو اللغة أو الدمج بينهم
v المكان
وهو المسجد وهذا يساهم في التقبل والاستماع
v المادة العلمية(1/1935)
1- من الأفضل أن يكون هناك كتاب أو تفسير تسير عليه ولا يعني التقيد الكامل به
2- قد يتفق الجميع أن اختيار تفسير مبسط هو الأنسب لمثل هذه الدروس وهذا يترك لك في اختياره وقد رأيت كثيرا من العلماء ينصح بالتفسير الميسر والجلابين ولكني رأيت تفسيرا مبسطا وهو غير معروف عند كثير من الناس وهو التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيّ وقد ألفت رسالة ماجستير عنه من الجامعة الإسلامية وهي للزبيدي وقد ذكر في توصيته أن هذا التفسير ينصح أن يدرس في مرحلة الثانوية وقد رأيته يحوي المواعظ والأحكام واللغة والترجيح والعقيدة إضافة انه يحوي على مقدمة نافعة جدا تصلح أساسا لدرس التفسير
v الوقت
1- وجدت أن كثيرا من الناس يفضلون بين المغرب والعشاء لقصر الوقت ولغيرها فقد يكون مناسبا للدرس
2- يفضل ألا يزيد عن 30-40 دقيقة كما قال الزهري رحمه الله إذا طال الدرس كان للشيطان منه نصيب
v المتلقي
1- وهما نوعان 1)طلبة علم 2) عامة فطلبة العلم يريدون علما في الدرس والعامة تريد فهما ميسرا أو مواعظ وكلاهما ستتعرض له في الدرس إذ أن القرآن يحوي على هذا وهذا ولكن الأمر في كيفية العرض التي ينبغي أن تجنبهم الملل كما سيأتي.
2- لابد من تعليم الجميع هدي السلف في التعامل مع القرآن وآدابه وكيفية أخذه
v طريقة العرض
وتشمل على نقاط كثيرة:
نبدأ بما ذكره ابن خلدون في نقطتين هامتين:
1- التدرج فالبداية لابد أن تكون ميسرة ثم تترقى معهم إلى المتوسط ولا أنصح بالمرحلة المتقدمة إذ يوجد عامة في الدرس وهذا يشمل الشرح والمادة والعرض والتدرج سنة الله "إن الله لطيف لما يشاء"
2- ألا يطول على المتعلم في الفن الواحد والكتاب الواحد بتقطيع المجالس وتفريق ما بينها لأنه ذريعة للنسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض
3- ألا تتوسع في شرح علوم الآلة من النحو والبلاغة والأصول فتذكر ولكن بدون توسع وتعنى بمقصد الآية فهو أولى(1/1936)
4- الناس تحب الذي يترجل فان استطعت ألا تقرأ الدرس من ورقة فهو أحب لهم لأنه يتبادر إلى النفس بدون قصدها انه كما أن الشيخ يقرأ فلا داعي للحفظ فإذا احتجنا قرأنا كما يقرأ الشيخ وهذا وان لم يتعمد الناس هذا الشعور إلا انه يتولد في النفس وهذا من حيلها والله وحده الهادي سبحانه
5- حبذا لو يتخلل الدرس تلاوة الآيات مجودة لأن القرآن هو الذي يؤثر في النفوس كما تعلم
6- اللغة: أنا افضل عدم التقيد باللغة العربية الفصحى في الشرح بشكل كامل بل لو تخلل ذلك مخاطبة الناس أحيانا باللغة العامية فهذا حسن وهو من طرق الجذب وهو مفيد ومجرب
7- ذكر المفاهيم الخاطئة التي بين الناس عن معنى هذه الآيات وذكر الصحيح منها
8- النكت والملح والألغاز القرآنية فيها نوع تجديد وترويح
9- التنويع في الأسلوب فمرة يغلب جانب الوعظ ومرة جانب الأحكام ومرة القصص على حسب تخولك أنت
10- لابد من التركيز على الجانب العملي في القرآن إذ لا يحتاج الإنسان إلى ترف علمي بل إلى عمل يطبقه كما كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يرون القرآن رسائل من الله بالليل يطبقونها بالنهار
11- حاول أن تبني منهج التفكر والتدبر في القرآن وعلم الناس كيف يتفكرون مع ضرب الأمثلة
12- اطلب من كل شخص أن يفسر الآية بينه وبين نفسه ثم فسرها لهم أنت حتى تزيد التفاعل ويعلمون مقدار إصابتهم للصواب وهذا مما يزيد ملكة التفسير عندهم
13- لابد من متابعة خاصة لطلبة العلم فتحفظ وجوههم وأسمائهم وتتابعهم في تكوين الملكة عندهم
14- شرح كيف تلقى الصحابة رضي الله عنهم هذه الآيات وشيء من فقه هذا التلقي عندهم
15- الخروج عن المعهود واستعمال وسائل تعليمية توضيحية مثل السبورة والأوراق والكمبيوتر وقد رأيت بعض المشايخ من يستعمل ذلك في المساجد
16- اعرض مشكلة أو سؤالا ثم اطلب جوابه في الدرس القادم فهذا يدفعهم للبحث اليسير(1/1937)
17- عند الاختلاف لك أن تذكر الأقوال والراجح عندك بدون اشغال الناس كيفية الترجيح وخاصة إذا كان مما يحتاج إليه إلى علم الآلة
18- احرص على التجديد دائما في العرض
19- استعمل طرح السؤال واستمع إلى أجوبة الحاضرين
20- إيجاد طريقة لتفاعلهم خارج الدرس من مثل السؤال الذي جوابه في المرة القادمة أو كتابة بحث من ورقتين فقط وعليه جائزة كتاب وغيرها
21- مهم جدا ربط الآيات بواقع الناس وهذا الذي يشترك الناس في حبه وبالذات فيما يتعلق بحال الأمة والذل الذي تلبسها وسبيل الخروج منه
22- الاستغفار: وهذا نادرا ما رأيته في الدروس ولكن علمته عن الشناقطة حفظهم الله وحفظ بلادهم إذ أن الشيخ لما يأتي الدرس يطلب من الحاضرين الاستغفار برهة بنية أن يفتح الله عليه ثم يسألهم من صام ومن تصدق ومن عمل حسنا بنية أن يفتح الله عليه وفي هذا شحذ وجمع للهم والجهد في الطلب وتربية أن العلم والفضل بيد الله فيطلب منه هو وحده سبحانه
هذا جهد بسيط واعتذر عن التقصير وأسال الله أن ينفع بهذه الفوائد واسأل الله من فضله ورحمته فانه لا يملكها إلا هو
---
عبدالله بن بلقاسم
10-16-2003, 12:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أحسن الذي سماك حسنا
فقد أحسنت وأجملت
أودع الله قلبك إيمانا تفرح به ما حييت، وحلاوة تجد لذتها ما بقيت
وسكب بين جنبيك يقينا يجعل مر الحياة حلوا، وإخلاصا يستوى عندك فيه مدح المادحين، وذم الحاسدين
ورفعك في عليين
وكتب لك الإمامة في الدين
أخوك عبدالله
---
عبدالرحمن الشهري
10-16-2003, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الشيخ عبدالله بلقاسم وفقه الله ونفع به وبعلمه(1/1938)
أشكرك على هذا السؤال ، حيث إنه مع إيمان الجميع بأهمية دروس التفسير ، وكونها من أول وأولى ما يجب العناية به ، وتعليمه للناس بجميع طبقاتهم ، إلا أنه يصح أن يقال بأن دروس التفسير في المساجد (دروس مظلومة!) ، فأنت على كثرة ما ترى من دروس العلم في المساجد والحلقات إلا أنك تجد نصيب دروس التفسير وعلوم القرآن ضئيلاً بينها ، والمتخصصون في هذا العلم ، ومن لهم به عناية هم السبب في هذا التقصير ، حيث لم يتصدوا لتعليم الناس ، والبحث عن الطرق الكفيلة بتحبيب الناس في هذا العلم ، وتنشيطهم لطلبه.
منذ سنوات التعليم الأولى والطالب يدرس معاني القرآن الكريم ، ولا يزال يترقى ويترقى معه علم التفسير حتى يصل إلى درجة التخصص العليا في هذا العلم الواسع ، الذي يقضي المرء وما قضى منه نهمة ، لاتصاله بكل العلوم لمن أراد التوسع ، حيث إن علم التفسير لا يستقيم لصاحبه إلا بتوظيف كل العلوم فيه .
ولذلك فقد كثرت المؤلفات في التفسير بشكل كبير ، فلا يكاد عالم من العلماء إلا ويكون له مصنف واحد أو أكثر في تفسير القرآن الكريم والغالب أن يكون تصنيفه في التفسير في آخر حياته بعد اكتمال عقله وعلمه وآلته ، وحتى يومنا هذا لا يزال بعض العلماء يضعون التفاسير التي يرون حاجة الأمة إليها ، وكل من هؤلاء العلماء يذكر في مقدمة تفسيره أنه رأى حاجة الناس ماسة إلى هذا التفسير فاستعان بالله ووضعه لهم على طريقة ارتضاها في التصنيف.
ونظراً لطول القرآن الكريم ، وضيق الوقت المخصص للتفسير فإنك نادراً ما تجد أحداً يتم تدريس تفسير القرآن الكريم. بل أغلب العلماء يتوقف عند سور معينة في أول القرآن أو وسطه. ولذلك فلا بد عند الرغبة في تدريس التفسير في حلقات العلم من النظر إلى الأمور التالية:(1/1939)
أولاً : المستوى العلمي للطلاب. فإذا كان الطلاب أو المستفيدون من الدرس بصفة عامة من المبتدئين في طلب العلم ، أو من عامة الناس ، فإنه من المناسب - في رأيي - أن يقرأ كتاب مختصر في التفسير كتفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي ، ويقوم الشيخ بالتعليق اليسير على كلام المؤلف. بحيث يقرب المعنى من أذهان المستمعين ، من غير إطالة وإملال. ويكون الحرص في مثل هذه الحالة على إيصال معنى الآيات الظاهر للناس ، بحيث يفهمون القرآن ، ويدخل في ذلك ما لابد من ذكره في بعض الآيات من أسباب النزول ، وبعض القصص التي لا تفهم الآيات إلا بذكرها. وقد ذكرها السعدي في مواضعها. وأظن أنه بهذه الطريقة يستطيع الشيخ أن ينتهي من تفسير القرآن الكريم للناس في وقت معقول. ويفهم الناس المقصود بأوجز عبارة ، وأقل إشارة. وهذا الكلام يصح أن يقال في المجتمع الذي يتكلم أهله العربية. وأما المجتمعات التي لا تتكلم العربية فلها طريقة أخرى يمكن الحديث عنها ، والمقصود من هذا كله هو إيصال معاني كلام الله للناس بطريقة ميسرة ، ولذلك كثرت كتب التفسير في الوقت الراهن التي تسعى إلى هذه الغاية ، وهي تفسير القرآن للناس من غير إطالة مملة ، ولا إيجاز مخل ، مع الحرص على صواب التفسير ، ووضوح العبارة.(1/1940)
وقد شعر القائمون على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالحاجة إلى تفسير ميسر للقرآن الكريم ، يقتصر على القول الصحيح حسب الوسع والدليل ، ليفهمه المبتدئ ، ويتذكر به المنتهي ، ويتمكن من يريد الترجمة لمعاني القرآن من الاستفادة منه ، فاستعانوا بالله في وضع (التفسير الميسر) الذي سار في الناس ، وله نصيب من اسمه ، وتلقوه بالقبول ولله الحمد. وقد شارك فيه عدد كبير من العلماء منهم شيخنا الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع وفقه الله وأمثاله من العلماء ، ولا يعرف قيمة هذا التفسير إلا من عرف اختلاف أقوال السلف في التفسير ، وعرف صعوبة التوفيق بينها والاختيار منها بناء على قواعد معتبرة عند أهل الفن.
ومن الذين لهم جهد مشكور في تيسير التفسير وتقريبه للناس ، الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار ، حيث كتب في ذلك تفسيراً لجزء عم ، سار فيه على طريقة المتن والحاشية. وهو يقوم الآن بالكتابة في تفسير جزء تبارك ، ولعله يحدثنا عن تجربته في التدريس فهو صاحب دروس كثيرة وفقه الله ونفع به.
ثانياً : الوقت المحدد للدرس. وقد تحدث أخي الحبيب حسن الكبهي عن ذلك وعن غيره فأجاد.
وأريد أن أذكر نفسي وإياكم بما قاله ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره لعل ذلك ينشطنا للعمل ، وهو قوله:
(وبعد -أرشدني الله وإياك - فإني لما رأيت العلوم فنوناً ، وحديث المعارف شجونا ، وسلكت فإذا هي أودية ، وفي كل للسلف مقامات حسان وأندية ، رأيت أن الوجه لمن تَشَزَّن - استعد وتأهب - للتحصيل ، وعزم على الوصول ، أن يأخذ من كل علم طرفاً خيارا ، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا ، ولن يرتقي هذا النجد ، ويبلغ هذا المجد ، حتى ينضي مطايا الاجتهاد ، ويصل التأويب بالإسآد (=يهزل رواحل الاجتهاد) ، ويطعم الصّبِرَ ، ويكتحل بالسهاد.(1/1941)
فجريت في هذا المضمار صدر العمر طلقا ، وأدمنت حتى تفسختُ أينا ، وتصببت عرقا ، إلى أن انتهج بفضل الله عملي ، وحزت من ذلك ما قسم لي ، ثم رأيت أن من الواجب على من احتبى ، وتحيز في العلوم واجتبى ، أن يعتمد على علم من علوم الشرع ، يستنفد فيه غاية الوسع ، يجوب آفافه ، ويتتبع أعماقه ، ويضبط أصوله ، ويحكم فصوله ، ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه ، ويفي بدفع الاعتراضات عليه ، حتى يكون لأهل ذلك العلم كالحصن المشيد ، والذخر العتيد ، يستندون فيه إلي أقواله ، ويحتذون على مثاله.
فلما أردت أن أختار لنفسي ، وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي ، سبرتها بالتنويع والتقسيم ، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم ، فوجدت أمتنها حبالاً ، وأرسخها جبالا ، وأجملها آثارا ، وأسطعها أنوارا ، علم كتاب الله جلت قدرته ، وتقدست أسماؤه الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) الذي استقل بالسنة والفرض ، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض ، هو العلم الذي جعل للشرع قواما ، واستعمل سائر المعارف خداما ، منه تأخذ مبادئها ، وبه تعتبر نواشئها ، فما وافقه منها نصع ، وما خالفه رُفِضَ ودُفِع ، فهو عنصرها النمير ، وسراجها الوهاج وقمرها المنير ، وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله تعالى ، وتخليصاً للنيات ، ونهياً عن الباطل وحضاً على الصالحات ، إذ ليس من علوم الدنيا فيحتل حامله من منازلها صيدا ، ويمشي في التلطف لها رويدا ، ورجوت أن الله تعالى يحرم على النار فكراً عَمَرَتهُ – أكثر عمره – معانيه ، ولساناً مرن على آياته مثانيه ، ونفساً ميزت براعة وصفه مباهيه ، وجالت سومها في ميادينه ومغانيه ، فثنيت إليه عنان النظر ، وأقطعته جانب الفكر ، وجعلته فائدة العمر ، وما ونيت - عَلِمَ الله - إلا عن ضرورة بحسب ما يلم في هذه الدار من شغوب ، ويمس من لغوب ، أو بحسب تعهدِ نصيبٍ من سائرِ المعارف).(1/1942)
إلى أن قال :(وأنا أسأل الله – جلت قدرته – أن يجعل ذلك كله لوجهه ، وأن يبارك فيه ، وينفع به ، وأنا وإن كنت من المقصرين ، فقد ذكرت في هذا الكتاب كثيراً من علم التفسير ، وحملت خواطري فيه على التعب الخطير ، وعمرت به زمني ، واستفرغت فيه مُنَّتِي ، إذ كتاب الله تعالى لا ينفذ إلا بتصريف جميع العلوم فيه ، وجعلته ثمرة وجودي ، ونخبة مجهودي ، فليستصوب للمرء اجتهاده ، وليعذر في تقصيره وخطئه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل).
وفي كلامه هذا نفائس كثيرة منها :
- أن هذا العلم من أشرف العلوم ، وأنه قد اختاره رحمه الله من أجل هذا ، ورأى أنه أولى العلوم بإنفاذ العمر فيه وتدبره.
- أن علم التفسير علم واسع ، قد اتخذ كل العلوم خادمةً له ، فلا بد منها للمفسر على قدر الوسع والطاقة ، وبقدر التمكن في العلوم الخادمة ، يفتح الله بتوفيقه ومنه وكرمه على عبده.
- أن طلب علم التفسير يحتاج إلى الصبر والأناة ، وقضاء العمر فيه ، فكل يوم يزيد في التأمل والتدبر يزيد العلم والفهم للقرآن الكريم ، ولعل شهر رمضان إن شاء الله يكون محطة مناسبة لزيادة التأمل والتدبر والقراءة للقرآن الكريم ، ومحاولة تقييد الفوائد والأفكار والاستنباطات التي يفتح الله بها على العبد في هذا الشهر الكريم.
- أن في كلام ابن عطية رحمه الله إشارة إلى التخصص في التفسير وهو علم من علوم المقاصد ، وأنه لا بد للمتخصص فيه من إتقان علوم الآلة ، وهذه مسألة مهمة ينبغي تدبرها والعناية بها.
وما كتبه أخي الكريم حسن وفقه الله كافٍ في هذا ، فقد فصل وفقه الله في جميع الجوانب فجزاه الله خيراً ، ولكنني قد كتبت هذا الكلام قبل الإجازة الصيفية الماضية ، وكنت أؤمل أن أقوم بإكماله على وفق رأي ارتضيته ، فلما قرأت كلامه ، عرفت أن الأمر قد تأخر جداً ، وأن طرح ما كتبته ولو كان ناقصاً خير من التمادي في التأخير ، فهذه بعض الأفكار التي أردت أن أشارك بها ، مع أنها مقطعة الأوصال.(1/1943)
وللحديث صلة إن شاء الله وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
حسن الكبهي
10-19-2003, 07:42 AM
أخي عبد الله أشكرك وأشكر أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن صاحب الأدب و العلم
عذرا قد تأخرت في الرد وذلك لأن الله عز وجل قد رزقني محمدا والحمد لله أسال الله سبحانه ان ينبته نباتا حسنا
أخي عبد الله انك بدعائك هذا قد أحييت في نفسي أمورا كادت ان تطفأ لما أعرفه من نفسي فانا شديد التقصير مع الله أسأله سبحانه الا يمقتنا
وانه لم يمر علي مثل هذا الدعاء ولو كانت لي دعوة مستجابة لطلبت اجابة هذا الدعاء ولا أجد ان أكافئك عليه الا بـ جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-19-2003, 08:05 AM
أخي الكريم حسن الكبهي وفقه الله
نبارك لكم قدوم الضيف المبارك (محمد) أسأل الله أن يرزقكم بره ، وأن يجعله من عباده الصالحين.
أخي الكريم ما رأيك لو أعدت النظر في مشاركتك الكريمة ، وهذبتها وأضفت إليها ما تراه يستحق الإضافة أو التعديل في العبارة أو غيرها. ومن ثم يعاد طرحه بدل المشاركة الأولى ويتم استبعاد مشاركتي وغيرها وتفرد مشاركتكم فقط مع السؤال وتصبح بعد ذلك أصلاً يرجع إليه في مسألة تدريس التفسير؟
يسعدني تلقي ردك. فمن المهم تنقيح العلم لتعم الفائدة وفقك الله.
---
حسن الكبهي
10-19-2003, 10:39 AM
الشيخ الكريم عبد الرحمن أحسن الله اليكم
أشكر لكم تهنئتكم واقول جزاكم الله خيرا
ما كنت أظن ان ما ذكرته قد نال استحسانكم والشيخ عبد الله فهي مجرد أفكار
ثم ما كان لمثلي ان يرد اقتراحا لكم وانتم من انتم وانا من أنا
لكن أقول هذه الأيام كما قال سفيان الثوري رحمه الله حينما استفتاه رجل وهو بالسوق فقال له سفيان دعني فقلبي في درهمي الان أو كما قال رحمه الله(1/1944)
وانا قلبي مشغول بأمور كثيرة هذه الأيام أخشى ان احسن فأسيئ ولذلك فاني اتنازل لكم عن حق التعديل والاضافة وكل شيئ اعمل ما تريد فما كنت لاراجع من بعدك ثم أرجو منك الا تحذف ما كتبته انت والا تفردني في هذا الموضوع وان تحذف اسمي بالكلية
ارجو ان تعذرني والسلام عليكم اخي الحبيب الشيخ عبد الرحمن
---
عبدالله بن بلقاسم
10-23-2003, 04:32 PM
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد:
ولماذ تحذف مشاركتك يا أبا عبدالله جزاك الله خيرا
والله لا آذن، لا آذن لا آذن
وفقك الله
ومبارك محمد ياأخي الكريم حسن
رزقك الله بره،وأقر به عينك،وجعله صالحا،
---
الجامع الصغير
11-07-2003, 12:34 AM
يرفع للفائدة ..
---
محمد الربيعة
02-05-2007, 09:59 PM
هذا الموضوع يرد التساؤل عنه كثيراَ ، وبما أن هذا الموقع المبارك موقع متخصص ، فإنني أقترح أن يطرح كل ذي تجربة من أهل التفسير تجربته ، ويبرز ماتميزت به وما وجده من ثمار حسنة فيها لعلنا نخرج بأفكار جديدة وعملية تثير دروس التفسير أو ترسم منهجاَ صحيحاَ لدروس التفسير .
ولعلي أن أطرح تجربة سلكتها في منهج تدريسي لطلاب الجامعة ، وطلاب المسجد فرأيت ثمرتها وفائدتها ، وأثرها في الطلاب و تفاعلهم . والتجربة تتلخص في الآتي :
أولاَ : اختيار كتاب معتمد حسب مستوى الطلاب ( كتفسير عمدة التفسير ، أو ابن سعدي أو البغوي ، أو الجلالين )
ثانياَ : أن يعتمد الدرس على المناقشة والمدارسة لا على القراءة ، كماهو منهج مجاهد رحمه الله مع ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال (عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقف عند كل آية، أساله فيم نزلت، وكيف كانت؟) . وهذا الجانب يجعل الطلاب يتفاعلون مع الدرس ويشاركون بالتأمل ويعتادون التدبر .(1/1945)
ثالثاَ : الانطلاق في الدرس من بيان مقصد السورة ومحورها الأساسي الذي يجمعها ، ثم عرض هذا المحور على مقاطع السورة وآياتها ، وأفضل طريقة لاستخراج المقصد هي طول التأمل في السورة ومحاولة الربط بين اسمها ومضمونها ، وافتتاحيتها وخاتمتها ، وما ركز عليه فيها ، والربط بين موضوعاتها ، وللاستفادة من استخراج المقصد يمكن الرجوع لعدد من التفاسير منها ( نظم الدرر ، ومصاعد النظر ، والتحرير والتنوير ، والظلال ، وصفوة التفاسير ) وغيرها . وهذا الجانب - في نظري - من أهم ماينبغي التركيز عليه ، لأن مقصود السورة يعطي تعريفاَ عاماَ بالسورة .
رابعاَ : حصر المسائل التي تطرق لها المؤلف في الكتاب المعتمد ، ومناقشة الطلاب فيها ، دون قراءة كاملة للكتاب
خامساَ : تحضير بعض المسائل المهمة مما لم يعرض لها المؤلف ، وخاصة فيما يتعلق بأسرار التعبير ، والحكم ، والأحكام المستنبطة ، ويمكن أن يطلب من الطلاب استنباط ذلك بالتأمل في الآيات .
سادساَ : ربط الآيات بالواقع الاجتماعي وواقع الأمة ، وهذا جانب من أعظم الجوانب التي تبرز درس التفسير ، وهو مما نفقده في وقتنا الحاضر مع أهميته وعظم أثره ، وذلك أن القرآن منهج حياة وهدى للناس ، يجب أن ينطلق العالم والداعية منه في تصحيح حياة الناس ومعالجة مشكلاتهم . وقد رأينا أثر دروس الشعراوي رحمه الله في التفسير وتفاعل الناس معها مع التحفظ على ما يلحظ عليه في المعتقد ، وهو أيضاَ الذي أبرز دروس الشيخ صالح المغامسي وفقه الله .
هذا منهج مقترح وهو جامعٌ بين التفسير العلمي والواقعي . وقد جربته فرأيت أثره بحمد الله تعالى في نفسي وفي نفوس الطلاب . نسأل الله تعالى أن ينفع به ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
---
محمد الربيعة
02-05-2007, 11:13 PM
أقترح على مشرفنا الكريم تثبيت هذا الموضوع فترة من الزمن لعلنا أن نطالع تجارب الأخوة الأعضاء .
---
العبادي
02-07-2007, 10:39 PM(1/1946)
جزى اللهُ مشرفَنا الحبيب خيراً على إحالته على هذا المشاركة التي مضت عليها أعوام وطوتها أيام...
وقد وجدت فيها ما أثار الشجن، وحدا القلب لأن أتحدث عن أحد الذين أعجبت بدروسهم إعجابا جعلني أسأل: أين هي الجهود في التعريف بهذا الشيخ الفاضل ودروسه الطيبة المتميزة ومنهجه الفريد؟
إنه الشيخ :محمد راتب النابلسي -أمدّ الله في عمره وبارك فيه-.
هذا الشيخ الذي يسلبك منذ أن يفتر ثغره بأول كلمة، حيث تجد عذوبة اللفظ، وصدق اللهجة، وانتقاء العبارة، وحسن الاستشهاد، وبراعة التمثيل...
مع هدوء وبعد عن التكلف عجيبين
بعبارة سهلة ميسرة يفهمها الجميع، وصوغ للمعاني الكبيرة في كلمات واضحة مختارة بعناية، مشوبة أحيانا بالعامّية الشاميّة مما يعطي الدرس ميزة خاصة!
لا أقول هذا عن تجربة شخصية فحسب، بل كل من عرفته من طلبة العلم وشُداته ممن سمع دروس الشيخ قال هذا الكلام وأعظم منه، بل إن أحدهم قال لي: أنا لا أعيش معاني القرآن حتى أقرأ تفسير الآيات من ابن جرير وابن عاشور ثم أتوّجها بسماع دروس الشيخ النابلسي!
لقد كان همُّ الرجل أن يزرع في نفوس مستمعيه عظمة القرآن وجلاله وجماله، وأن يكون لهم النبراس الذي يضيء لهم ظلمات الحياة، والملجأ الذي يكتنّون به من وحشة الطريق
فتجده لا يتجاوز آية حتى يستلهم ما يفتح الله به عليه من الدروس والمواعظ والحكم وغيرها.
وقد فسر القرآن الكريم كاملا أكثر من مرة، فحينا يختصر ويشير إلى بعض المعاني بإيجاز، وحينا يطنب ويستطرد ويورد الأمثلة والشواهد ويروي من مواقف الحياة المُعاشة ما يوصل به المعنى الذي يريده إلى نفوس مستمعيه.
لذا كانت السمة البارزة على دروس الشيخ هي: أن يعيش المؤمن معاني القرآن الكريم، ويجد أثرها في حياته وسلوكه علما وعملا وحالا ومنهاج حياة، وأن يجد من معين القرآن قريبا مما وجده سلفنا الصالح من عبرة وادّكار.(1/1947)
والشيخ لم يكتب تفسيرا للقرآن، وإنما كانت دروسا سمعية مسجلة، لذا لن يجد المستفيد بُغيته كاملة حتى يستمع لها بنفسه، والتفريغ الموجود للدروس أفقدها الكثير من المتعة والفائدة، لأن ما أُلقي ليس كما حُرر وكتب.
موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية (http://www.nabulsi.com/)
الدمام
19/1/1428
---
أبو عاتكة
02-08-2007, 11:06 PM
أقترح مراجعة أشرطة الشيخ سلمان العودة في تفسيره المسمى إشراقات فأسلوبه فيها جميل وتحليله للآيات يجذب المستمع .. والناس ترغب في سماع المعلومة الجديدة وذكر اللطائف من الآيات والإشارات والاستنباطات يثري الدرس ويرغب في الاستماع والحضور
وأقترح أن يقوم المفسر بربط الآيات مع واقع الناس الذي يعيشونه ويجعل القرآن في درسه نقطة انطلاق وتوجيه للحضور ...
---
أبومجاهدالعبيدي
03-14-2007, 11:50 PM
يرفع لإعادة النظر وللمقارنة بينه وبين هذا الموضوع :
طلب اقتراحات لتدريس مقرر التفسير في الشريعة وأصول الدين (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7547)
---
(1/1948)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > محاسن التأويل للقاسمى رحمه الله.
---
محاسن التأويل للقاسمى رحمه الله.
---
شريف المنشاوى
04-30-2006, 01:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الأخوة الكرام :
أبحث عن تفسير القاسمى رحمه الله . فأين أجده على النت ؟
كما أرجو منكم تقييماً علمياً لهذا الكتاب .
دمتم بخير و جزاكم الله خيراً .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-30-2006, 02:43 PM
مارأيكم في تفسير القاسمي ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=36&highlight=%E3%CD%C7%D3%E4+%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1)
منهج القاسمي في تفسيره محاسن التأويل – دراسة تحليلية ونقدية (http://www.iugaza.edu/ara/research/journal_article.asp?article_id=407)
---
شريف المنشاوى
04-30-2006, 11:32 PM
مارأيكم في تفسير القاسمي ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=36&highlight=%E3%CD%C7%D3%E4+%C7%E1%CA%C3%E6%ED%E1)
منهج القاسمي في تفسيره محاسن التأويل – دراسة تحليلية ونقدية (http://www.iugaza.edu/ara/research/journal_article.asp?article_id=407)
جزاك الله خيراً أخى الكريم / العبيدى
هذا عن الشق الثانى من السؤال .
فماذا عن الأول ؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
عبدالرحمن الشهري
05-01-2006, 12:52 AM
تفسير القاسمي ليس موجوداً على هيئة الكترونية - حسب علمي - إلا عند شركة الضحى السورية ، وقد وعدني مديرها أن يهدينا نسخة منه للملتقى إن شاء الله . فلعلي أراسله الآن لأذكره بوعده بمناسبة سؤالكم الكريم.
---
شريف المنشاوى
05-01-2006, 02:50 AM
تفسير القاسمي ليس موجوداً على هيئة الكترونية - حسب علمي - إلا عند شركة الضحى السورية ، وقد وعدني مديرها أن يهدينا نسخة منه للملتقى إن شاء الله . فلعلي أراسله الآن لأذكره بوعده بمناسبة سؤالكم الكريم.(1/1949)
بارك الله فيك وجعل ذلك فى ميزان حسناتك د/ عبد الرحمن ... آمين .
و لعل ذلك يكون قريباً إن شاء الله .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
الأزهري الأصلي
05-19-2006, 12:35 AM
السلام عليكم:
كم نحن في شوق لهذا الكتاب.
أخوكم
---
(1/1950)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رفقاً بكتب القراءات
---
رفقاً بكتب القراءات
---
الجكني
08-10-2006, 10:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كم يحز في النفس من الأسى والأسف عندما أرى هذا التلاعب بكتب القراءات منتشراً ولا يقف أحد لإيقافه
1- كتب تحقق اسماً لا رسماً
2- كتب يعلق عليها من لا يفهم أساسيات هذا العلم ،ومن يظن أن القراءات إنما هي نقل و"000 "
3- كتب 000
وإني لما رأيت هذا التلاعب أحببت أن أخدم هذا العلم وأرد إليه حقه من هؤلاء فارتسمت منهجاً ،أعرف أنه شاق وخطير وهو تتبع كل ما كتب عن القراءات ممن هو ليس من أهلها ،أو كان من أهلها وخانته العبارة في مسألة ما ،وكلنا غير معصومين من الخطأ والنسيان والغفلة 0
واول ما أبدأ به :هو آخر كتاب وقع في يدي وتملكته وهو كتاب "المبهج "لسبط الخياط "الذي طبع بتحقيق :سيد كسروي حسن ،ولابد من ذكرأنه لاشك في أن المحقق قام بجهد جبار في (تعليقه ) ومعاذ الله أن أقول في (تحقيقه )فشتان ما هما 0
وكم فرحت عندما وقعت عيناي على هذا الكتاب وكتب على غلافه :
تحقيق : سيِّد كسروي حسن
وانتاب هذا الفرح شيء من الاستغراب لكون الطبعة جاءت في (3) مجلدات ،ولا أخفي على القارىء الكريم أنه كان معي شيخي وأستاذي الدكتور الشيخ المقرئ :إبراهيم بن سعيد الدوسري حفظه الله ،وهو الذي رآه قبلي ونبهني عليه ،ولم يكتف بذلك بل تكرم وتفضل بإهدائه لي ولم يسمح لي بدفع ثمنه ،ولعل هذا أحد الأسباب التي جعلتني أستعجل في قراءته والنظر فيه 0
ومعرفتي بكتاب "المبهج " قديمة ،وعلاقتي معه وطيدة ،حيث عرفته مخطوطاً غير محقق،وعرفته بعد تحقيقه مطبوعاً على الآلة الكاتبة ،وذلك قبل "الكمبيوتر "،أما تحقيقه فقد عرفته عن :
1- أول من حققه وهو أستاذنا الشيخ الدكتور :عبد العزيز السبر(1/1951)
2- التحقيق الثاني له ،وهو رسالة علمية (لا أتذكر هل هي للماجستير أو الدكتوراة ) قامت بها إحدى الباحثات الفضليات في جامعة أم القرى بمكة ،وعذراً لأني لا أتذكر اسمها 0
وقد قام كل منهما بالجهد المشكور في خدمة الكتاب من حيث التحقيق الأكاديمي المعروف 0
لا أريد أن أطيل في المقدمة ،وأدخل في المراد مباشرة فأقول وبالله التوفيق :
لاحظت في هذا التحقيق المذكور الأمور التالية :
1- التعليق الطويل في الترجمة ،فهل يعقل يا ناس أن يكون المتن سطراً واحداً والحاشية على كلمة منه أو علم فيه صفحتان بل وأحياناً أكثر ؟؟انظروا إلى الصفحات :27و28و29و30وانظروا إلى ترجمة الأعلام فيه 0
2- التصحيف الكثير والأخطاء في الأعلام
3- الاتكال على النقل دون تمحيص وتدقيق
4- التعليق بما يخرج الكتاب عن قصد مؤلفه ،وهذا نحو إدخال بعض أبيات الشاطبية ونقل ما قال شراحها فيها ،ويا ليته يكون في سطر أو سطرين أو حتى عشرة ،بل زاد إلى أن عد بالصفحة 0
وهنا أذكر نماذج من هذا (ا000 ) بكتب القراءات وادعاء (تحقيقها )
1- ص15:س 15 قال :"عبد القادر "صوابه :عبد القاهر
2- ص16س:1و2 قال :"وأبي النرسي وأبي القلانسي0
صوابه :وأبي( الغنائم) النرسي وأبي( العز) القلانسي
3-ص16س14:"صالح بن علي تكرر مرتين مما قد يوهم أنهما شخصان 0
4-ص16س15:قال "بن رزيق " صوابه :"زريق"0
5- ص17س4:قال :"أبو عبد الله " صوابه حذف كلمة (أبو) 0
6- ص17س5:قال "دِكة"وضبطها بالكسر مع أنها في المصدر الذي ينقل عنه هي بالفتح ،وهو الصواب ،قال في "القاموس" :(الدكة بالفتح)وقال شارحه الزبيدي :والعامة تكسره 0التاج:(دك)
7- ص18س10قال نقلاً عن ابن الجزري "المقرئ المحقق " وهذه ليست عبارة ابن الجزري بل هي : إمام مقرئ ضابط ثقة محقق "
8- ص 18س13:قال :" قال ابن عطاف رحمه الله على هذا 000الخ
وهذا تحريف وتصحيف صوابه :قال ابن عطاف :رحمة الله على هذا 00الخ والفرق واضح 0(1/1952)
9- ص18س17:قال:" الجويني "بالنون ،وهو تحريف وتصحيف ،صوابه :الجويمي بالميم ،وهي موضع في بلاد فارس
10-ص33س 2 من أسفل ،قال:" ننجيك < بالجيم ،وليس كذلك بل هي بالحاء (ننحيك ) لأنها هي التي أنكرت على ابن شنبوذ رحمه الله تعالى 0
11-ص34س16:قال :"الهاربين " صوابه :"الهبارين "
12-ص 34س24:قال :"كل رف فيه "صوابه (في)
13-ص34س25 قال:"بهذه " صوابه (يهذه ) من الهذ 0
14-ص34س26قال :" للعطش " صوابه :للعطشي وهي الكلمة التي كان ابن شنبوذ يقولها لابن مجاهد رحمهما الله تعالى 0
15-ص412س2من أسفل :قال "دعاءُ" و " ملجأٍ" وهو خطأ صوابه أن تكون الكلمتان منصوبتين حتى ينطبق الكلام على القاعدة ،وهي من القواعد التي يعرفها المبتدى في القراءات 0
16-ص 413س3و4 قال :"يؤخذ " و"يؤخذكم " والصواب "يؤاخذ "و "يؤاخذكم "
17-ص413س5قال:"بعد ذكره" صوابه (بعدم )
18-ص 413س1من أسفل قال :"الشمس ابن الجوزي " ما لابن الجوزي وهذا ؟؟الصواب (ابن الجزري ) 0
هذه بعض الملحوظات في الجزء الأول فقط 0
وإن تجدد النشاط لربما تتبعت كل الكتاب ،ولا أقصد – يعلم الله – إلا التنبيه على أن هذا العلم أصبح يتولى تحقيق كتبه من لم يقدر ذلك ،ولا أريد أن أنشد :
"حتى سامها كل مفلس"
---
د. أنمار
08-11-2006, 02:31 AM
سعادة الدكتور وهل طبعه الدكتور السبر أو غيره.؟
---
الجكني
08-11-2006, 03:16 AM
لا أعلم بأن د/السبر أو الباحثة الأخرى طبعا الكتاب ،والاعتراض ليس على "الطبعة " إنما على ما يسمى "تحقيقاً " و"تسمين " كتب العلماء بأشياء لو رأوها في كتبهم لتبرؤا منها 0
---
السائح
08-11-2006, 01:57 PM
2- ص16س:1و2 قال :"وأبي النرسي
صوابه :وأبي( الغنائم) النرسي
جزاك الله خيرا
نعم كنية النرسي: أبو الغنائم
لكن لقبه: أُبَيّ
---
الجكني
08-11-2006, 02:59 PM
جزاك الله خيراً أخي السائح على هذا الاستدراك ،ولو أن المحقق ضبطها كما ضبطت في الأصل الذي نقل عنه لما وقع إلباس 0
---(1/1953)
السائح
08-12-2006, 01:32 AM
وجزاك خيرا أخي الجكني وبارك فيك.
---
الجنيدالله
08-12-2006, 03:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسالة الأخرى التي حقق فيها كتاب المبهج كانت للدكتورة وفاء عبدالله قزمار كرسالة دكتوراه بجامعة أم القرى سنة 1405 هـ ، وعملها فيه يقارب عمل الدكتور السبر.
والمبهج لايزال يحتاج إلى عمل اكثر ، فلو أنك أخي السالم نقلت للدكتور السبر طلبي ورجائي أن يزيد على تحقيقه الأول ما جد لديه من المراجع ويصلح ما فاته ويضيف عليه دراسة أسانيد وطرق الكتاب وما يقرأ به منه الآن ويطبعه ، فندعوا لك وله بأن يرفع الله قدركم ويزيدكم من الأجر.
وأما التاجر كسروي فإن كان لديك وقت قراجع طبعته لكتاب الكشف للثعلبي وقارنها مع الطبعة الشيعية في لبنان وستعجب كيف أنك اقتنيت طبعته للمبهج ؟ غفر الله لنا وله .
أما كتب القراءات عموماً فلم يطبع منها بتحقيق علمي سليم إلا كتب معدودة .
هذا فيما هو مطبوع منها وليس كرسالة جامعية إذ الحصول على الرسائل الجامعية في زماننا أصعب من الحصول على مخطوطاتها وإن مضى على مناقشتها سنين عدة .
وفي نظري أن طبعة أوبرتزل المستشرق للتيسير - مع ما فيها وما يقال عنها - أحسن من طبعات كثير من كتب القراءات التي طبعها مسلمون .
وتهمة هذا المستشرق واضحة الحقد على الإسلام والحرص على تشويه صورته من خلال الطعن في قراءات القرآن الكريم ، فبم نتهم هؤلاء ؟ غفر الله لهم ولنا وستر علينا وعليهم .
---
د. أنمار
09-14-2006, 08:26 PM
وفي نظري أن طبعة أوبرتزل المستشرق للتيسير - مع ما فيها وما يقال عنها - أحسن من طبعات كثير من كتب القراءات التي طبعها مسلمون
.
وما رأيكم في تحبير التيسير تحقيق مفلح القضاة
---
مروان الظفيري
10-15-2006, 01:36 PM
حسما للمسألة فإن شيخنا وأستاذنا العلامة الجليل
المحقق الجهبذ الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن(1/1954)
وهو من هو في مجال التأليف والتحقيق ، حيث تجاوزت كتبه المحققة
المئة والخمسين كتابا ، منها أكثر من خمسة كتب في القراءات
مد الله في عمره ، وأنسأ في أجله
(وقد جهزت ترجمة وافية عنه ، أسأل العلي القدير أن
ييسر لي نشرها قريبا ـ بمشيئته تعالى ـ )
وقد قام بتحقيق هذا الكتاب النفيس ، بعد أن تأكد
أن الكتاب لم يطبع حتى الآن ، ومن ثمة استأذن
الشيخ الأستاذ الدكتور :عبد العزيز السبر
وأذن له الشيخ ؛ لأنه لن يطبع الكتاب نهائيا
بسبب ظروفه الخاصة ، كما تفضل مشكورا بأن
يرسل له مقدمة تحقيقه للكتاب ، وكل ذلك جرى هاتفيا بين الاثنين ...
كما أنه عنده علم بالرسالة الأخرى التي حقق فيها كتاب المبهج ،
و كانت للدكتورة وفاء عبدالله قزمار ، حيث قدمتها رسالة دكتوراة في
جامعة أم القرى سنة 1405 هـ
وقال لي هاتفيا البارحة ليلا :
مضى عليها دهر طويل ؛ ولعلها تنام نومة عبّود !!!!
ووعدته بأن أرسل له الملحوظات التي تفضل بها الأخوة الكرام
في هذا المنتدى الكريم
---
منصور مهران
10-15-2006, 03:29 PM
ورد في تعليق الأخ الدكتور الجكني جزء من شطر بيت من الشعر ( حتى سامها كل مفلس ) ، وكنت قرأت البيت غير منسوب في كتاب الجمهرة لابن دريد ص 847 تحقيق رمزي بعلبكي ؛ هكذا :
وقد ضَمُرَت حتى بدت من هُزالها = كُلاها وحتى استامها كلُّ مُفْلِسِ
وكنت قرأته منذ زمن ونسيت موضعه ، حتى أتم الله علي النعمة ووجدته برواية أخرى في معجم الأدباء منسوبا إلى أبي علي الآمدي الحسين بن سعد ص 1062 تحقيق إحسان عباس ، ثالث أبيات ثلاثة والرواية فيه هكذا :
لقد هُزِلَتْ حتى بدا من هُزالها = كُلاها وحتى سامها كل مفلس
ثم نسب الأبيات إلى علي بن أحمد بن سلّك الفالي - بالفاء - ص 1646 ، ولم يعلق المحقق في الموضعين ، والأبيات بلا نسبة في كتاب : الإفادات والإنشادات لأبي إسحاق الشاطبي ، ص 87 .(1/1955)
والفعل ( هُزِلَ ) من الأفعال التي تستعمل مبنية للمجهول ، وبعض اللغويين يجيز استعماله مبنيا للمعلوم تقول : الناقة هزلها طولُ السفر فهُزِلت ، كما تقول هَزَلَتْ فهي مهزولة .
والمغزى من الاستشاد به في تعليق الدكتور واضح وبيّن ، وبالله التوفيق .
---
مروان الظفيري
10-15-2006, 11:17 PM
شكرا للأخ الأستاذ البحاثة منصور مهران
تعقيبه المفيد
وبالمناسبة ، ومتابعة له ، أقول :
جاءت الأبيات في تاريخ الإسلام ؛ لشمس الدين الذهبيّ :
في ترجمة :
عليّ بن أحمد بن علي بن سلِّك الفاليّ. أبو الحسن المؤدِّب. وفال بليدة قريبة من إيذج.
أقام بالبصرة، وسمع، القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان النّهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت.
ثم استوطن بغداد.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة.
مات في ذي العقدة.
قلت: روى عن ابن خربان كتاب "المحدّث الفاصل" للرّامهرمزيّ.
رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصّيريّ.
ومن شعره:
تصدَّرَ للتّدريس كلُّ مُهوَّسِ=بَليدٍ تسمّى بالفَقيهِ المدرَّسِ
فَحَقٌّ لأهل العِلْم أن يتمثَّلوا=ببيتٍ قديم شاعَ في كلِّ مجلسِ
لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هُزَالها=كُلاها، وحتّى استامها كلُّ مُفْلسِ
وجاءت الأبيات في الوافي بالوفيات ؛ لخليل بن أيبك الصفديّ :
في ترجمة أبي علي الآمدي
الحسين بن سعد بن الحسين، أبو علي الآمدي. كان إماماً في اللغة والأدب.
قدم بغداد، وسمع بها محمد بن محمد بن غيلان، والحسن بن علي الجوهري، ومحمد بن
أحمد بن حسنون النرسي، ومحمد بن الحسين بن الفراء، أبا يعلى. وسافر إلى الشام، وسمع
بدمشق: محمد بن مكي بن عثمان الأزدي، وبصور: عبد الوهاب ابن الحسين بن عمر بن
برهان الغزال، وسعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي، والخطيب أبا بكر.
ودخل بغداد ثانياً، وروى بها شيئاً من شعره، وتوجه إلى أصبهان، وأقام بها إلى أن مات
سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
ومن شعره: من الخفيف
لست أنسى وقوفنا نتشاكى=بدموع الجفون حتى الصباح(1/1956)
وفراقي لكم وقد نشر الصب=ح جناحيه خيفة الافتضاح
ومنه: من الطويل
تصدر للتدريس كل مهوس=بليدٍ تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلن أن يتمثلوا=بيتٍ قديمٍ شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها=كلاها وحتى سامها كل مفلس
وجاء في كتاب الكشكول ؛ لبهاء الدين العاملي :
أحمد بن علي بن الحسين المؤدب المعروف بالغالي، توفي سنة 448، ومن شعره:
تصدّر للتدريس كل مهوّس=بليد تسمّى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا =ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدى من هزالها=كلاها وحتى رامها كل مفلس
وجاءت الأبيات بلا نسبة في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ؛ للمحبي
وقد جاء البيت الشاهد بلا نسبة في أنوار الربيع في أنواع البديع ؛ لابن معصوم
ومثله في نفاضة الجراب في علالة الاغتراب ؛ للسان الدين ابن الخطيب
---
السائح
10-16-2006, 12:49 AM
رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصّيريّ.
-------
أحمد بن علي بن الحسين المؤدب المعروف بالغالي
الصحيح أن اسمه: المبارك، والصيري تصحيف عن الصيرفي، والغالي مصحّفة عن الفالي.
---
منصور مهران
10-16-2006, 02:54 AM
أشكر لكم يا أهل الفضائل فقد تعلمت منكم أكثر مما قدمت لكم ، وأسال الله لي ولكم كل برّ ورشادٍ .
---
مروان الظفيري
10-16-2006, 06:34 AM
شكرا لأخي السائح التنبيه والتصحيح
وما ذلك إلا بسبب رجوعنا إلى النسخ الإلكترونية ،
ولأننا بعيدون جدا عن مكتبتنا وكتبنا
وقد تمّ التصحيح ..
وهو أبو الحسين بن الطُّيوري، المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم
الصيَّرفي البغدادي المحدِّث، ويعرف بالحمامي، أو ابن الحمامي .
سمع أبا علي بن شاذان فمن بعده. قال ابن السمعاني:
كان مكثراً صالحاً أميناً صدوقاً، صحيح الأصول صيِّناً وقور كثير الكتابة وقال غيره:
توفي في ذي القعدة، سنة 500 هجرية ،
عن تسع وثمانين سنة،
وكان عنده ألف جزء بخط الدارقطني.
---
مروان الظفيري
10-16-2006, 09:51 AM(1/1957)
من طرائف التصحيف
وذلك ماحدث مع نسبة الفالي ، فتصحفت عند الكثيرين
إلى القالي (بالقاف ، بدلا من الفاء)
وبنى على ذلك دراسة عن شاعرية أبي علي القالي ، وميزات شعره !!!!
والخبر والشعر ، هو :
وحكى الخطيب أبو زكرياء يحيى بن علي التبريزي اللغوي أن أبا الحسن
علي ابن أحمد بن علي بن سلك الفالي الأديب كانت له نسخة بكتاب
" الجمهرة " لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها
فباعها واشتراها الشريف المرتضى أبو القاسم المذكور بستين ديناراً،
وتصفحها فوجد بها أبياتاً بخط بائعها أبي الحسن الفالي وهي:
أنست بها عشرين حولاً وبعتها = لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها = ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ = صغارٍ عليهم تستهل شؤوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرةٍ = مقالة مكوي الفؤاد حزين:
"وقد تخرج الحاجات يا أم مالك = كرائم من ربٍ بهن ضنين "
وهذا الفالي منسوب إلى فالة - بالفاء - وهي بلدة بخوزستان قريبة من إيذج،
أقام بالبصرة لمدة طويلة، وسمع بها من أبي عمرو ابن عبد الواحد
الهاشمي وأبي الحسن ابن النجاد وشيوخ ذلك الوقت، وقدم بغداد
واستوطنها وحدث بها.
وأما جده سلك فهو بفتح السين المهملة وتشديد اللام وفتحها وبعدها كاف،
هكذا وجدته مقيداً، ورأيت في موضع آخر بكسر السين وسكون اللام، والله أعلم بالصواب.
( انظر : وفيات الأعيان ، لابن خلكان )
---
د.أحمد شكري
10-16-2006, 10:08 AM(1/1958)
شكرا للأخ الدكتور السالم على إثارته هذا الموضوع الخطير جدا وقد كنت وما زلت أتألم كثيرا عندما أرى تحقيقا غير مقبول علميا لأحد كتب القراءات، هذا العلم الذي تجرأ عليه فعلا كثيرون فعدوا على كتبه زاعمين تحقيقها والتعليق عليها، ووقعوا في هنات كثيرة وأخطاء مؤلمة مريرة، والأمر لا يقف عند تحقيق واحد بل أكثر وفي ذهني أسماء لبعض من حقق في القراءات فأساء للكتاب والكاتب وعلق تعيلقات تدل على عدم معرفته بعض مبادئ هذا العلم، ولا يقف الأمر عند هذا فتجد أسماء لامعة على بعض كتب القراءات لترويجها بين الناس وأذكر على سبيل المثال كتاب النشر صدرت له عدة طبعات كتب على أحدها أنه بمراجعة الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله وهو طبعة مشحونة بالأخطاء والتصحيفات وأنا أجزم أن أستاذ الجيل الضباع لم يطلع عليها بهذه الصورة ولا يقبل أن تنشر هكذا واسمه عليها، وكذلك الطبعة الأخرى للكتاب كتب عليها أنه بمراجعة الشيخ محمد أحمد دهمان رحمه الله وهي كذلك مليئة بالأخطاء، وهذا الكتاب تحديدا أعني النشر بحاجة ماسة لإعادة تحقييقه ونشره بصورة لائقة ، وكنت من سنوات سمعت أن فضيلة الدكتور أيمن رشدي سويد يقوم بتحقيقه ومراجعته على أصول النشر فليته يتم عمله ويتحفنا به وأنا أشيد بسلسلة كتب القراءات التي صدرت عن الجمعية الخيرية بجدة حيث تحقيقها في غاية الجودة وقام به متخصصون ببراعة.
كما أن الرسائل الجامعية في هذا الجانب وهو جانب تحقيق كتب القراءات غطى جانبا جيدا منها ولكن معظم هذه التحقيقات للأسف لم تطبع، ويوجد عدد غير قليل منها في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وفي جامعة أم القرى وغيرهما.
وردا على سؤال الأخ الدكتور أنمار عن الرأي في تحبيبر التيسير بتحقيق الأخ الفاضل والعالم العامل والمقرئ الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة فهو عمل متقن متميز وهو رسالة علمية في جامعة القرآن الكريم في السودان.(1/1959)
ولعلي من خلال هذا التعليق أقدم اقتراحاً أرجو أن تتبناه الجمعية الخيرية في جدة أو الهيئة العالمية للقرآن الكريم أو الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف أو هذا الموقع المبارك أو أية جهة غيورة على علم القراءات وهو تتبع ما حقق من كتب القراءات تحقييقا جيدا ونشره أو إعادة نشره في سلسلة خاصة وفق أسس موحدة وتشكيل لجنة علمية لهذا الغرض النبيل، واختيار كتب لم تنشر بعد مهمة في هذا العلم وتكليف من يؤنس فيه القدرة على تحقيقها وذكرت قيد مهمة وأنا أقصده فإن بعض كتب القراءات القديمة على فضل أصحابها ومكانتهم لا حاجة ماسة لنشرها الآن خاصة الكتب التي تحتوي أوجها غير مقروء بها أو قراءات شاذة تشكل على العامة.
وأخيرا أشيد بتحقيق العلامة حاتم صالح الضامن حفظه الله وقد حقق عدة كتب في القراءات نشرت حديثا في دبي وتفضل علي بإهدائي نسخة منها وكل الشكر للإخوة الذين أبدوا آراءهم في هذا الموضوع .
---
د.أحمد شكري
10-16-2006, 10:16 AM
أعتذر عن الأخطاء الطباعية في مشاركتي حيث سبقت اليد بإرسالها قبل إتمام المراجعة وهي أخطاء في التذكير والتأنيث في موضعين، وزيادة (أنه) دون داع في سياقها وزيادة أحرف في كلمات وإن كانت بعض هذه الأخطاء ظاهرة إلا أنني أحببت الاستدراك بهذه المشاركة لئلا يظن أننا نتكلم عن حسن التحقيق ونقع في سوء التحرير.
---
مروان الظفيري
10-26-2006, 08:12 PM
أخبرني شيخي العلامة الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن ـ حفظه الله تعالى ـ
قبل قليل ـ بالهاتف ـ أنه انتهى من تحقيق كتاب التيسر ، وسوف يدفع به قريبا
إلى دار البشائر بدمشق ؛ لتتولى طباعته
وأخبرني أيضا أنه سجل أكثر من (700 ) سبعمئة غلطة وتصحيف وتحريف ، وما إلى ذلك
حول طبعة أوبرتزل المستشرق للتيسير ،
وكتب حتى الآن أكثر من (45 ) صفحة حول ذلك ... !!!!
---
الجكني
10-26-2006, 08:31 PM(1/1960)
بشرك الله بخير 0وهل بالامكان تزويد أخيكم بعنوان المحقق الفاضل0
---
مروان الظفيري
10-26-2006, 11:01 PM
هلا وغلا بأخي الحبيب
وشيخي العلامة الأستاذ الدكتور حاتم ـ حفظه الله ـ
الآن في دبي ، ويعمل في كلية الدراسات العربية والإسلامية
في دبي ..
وكان منذ سنتين مدير مركز جمعة الماجد
وغادره بإرادته ، إلى بغداد
وخرج منها إلى الإمارات في هذا الصيف
وتجد ياأخي رقم هاتفه على الخاص
وأهلا وسهلا بالحبيب الغالي
---
أمين الشنقيطي
10-31-2006, 04:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله هذه الأقلام المباركة خير الجزاء،فقد قدمت فوائد جليلة لايستغني عنها أي باحث قديم وحديث،
وتقديراً لجهود الإخوة الكرام:أقدم مسائل بين يدي إخواني تتعلق بمجال التحقيق العلمي،
المسألة الأولى: (في مجال نقد البحوث القديمة)كما يعلم الجميع أنّ في البحوث القديم الذي قد يُعذر أصحابه لأسباب كثيرة،
وفيها الجديد الذي هو محاولة توجيه نظر إخواننا الباحثين إلى أعمالهم السابقة،
لذا أقترح على الباحثين السابقين القيام بعمل تقييم جديد لبحوثهم ورسائلهم السابقة،أو تقديم دعوة لأحد الفضلاء من الباحثين في هذا الملتقى للقيام بذلك ومن ثم العمل على إعادة نشر ماسبق عمله وفق ضوابط متعارف عليها،
المسألة الثانية وهي (سلسسلة النشر) وهي مادة علمية دسمة وقد اشتركت الجامعات السعودية وغيرها في إخراجها وفق نهج علمي معروف لدى الأقسام العلمية في تلك الجامعات،
ولكن قد يلاحظ التكرار في اختيار كتب هذه السلسلة وقد حصل لي أن حققت كتاب غاية الاختصار لأبي العلاء الهمذاني، وفي عام المناقشة،أخرجته الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن بجدة بتحقيق أحد الباحثين،وكان الأولى في نظري طلب هذه المعلومة من أحد منسوبي تلك الجامعات لتكون المسألة في الاختيار عن يقين.(1/1961)
المسألةالثالثة: (سلسلة شروح الشاطبية) والأنظام التي نظمت على غرارها،أرى أيضا أن هناك من الباحثين من استوعب كثيرا منها ككتاب الدكتور عبد الهادي حميتو وغيرها،
لكن السؤال الذي يمكن طرحه هل بقي جديد ؟ وهنا أحث إخواني الباحثين على محاولة إيجاد ذلك وفق أسس علمية ومما أحسب من الجديد في مجال (سلسلة الشاطبية)هو إخراج مايتعلق بالمسائل والمشكلات والتحريرات، ورصد آفاق مايقرأ به ومالايقرأ به.
وأخيرا :خير الكلام ماقل ودل.وفق الله الجميع وتقبل الله منا ومنكم،وعيدكم مبارك.
---
أبو حسام
11-12-2006, 02:29 AM
تحية طيبة للإخوة الفضلاء
فقد صدرت الطبعة الأولى1427هـ لكتاب المبهج لسبط الخياط في ثلاثة مجلدات بعنوان :
(المبهج في القراءات السبع المتممة بابن محيصن والأعمش ويعقوب وخلف ) ؟
بتحقيق سيد كسروي حسن
دار الكتب العلمية توزيع مكتبة عباس الباز مكة المكرمة
واعتمد الباحث على نسخة خطية واحدة وهذا الذي جعله يسقط اختيار اليزيدي من الكتاب فعنوان الكتاب كما هو معلوم
(المبهج في القراءات الثمان وقراءة الأعمش وابن محيصن واختيار خلف واليزيدي )
---
محمد سعيد الأبرش
11-12-2006, 08:04 AM
أخي الجكني لو نظرت إلى تحقيقات المحقق المذكور بين مطبوعات دار الكتب العلمية لزال عنك العجب.............
ولله الأمر من قبل ومن بعد
---
مروان الظفيري
12-25-2006, 07:53 PM
أخبرني شيخي وأستاذي العلامة الدكتور حاتم صالح الضامن ـ حفظه الله ـ
أن تعليقاته وملاحظاته بلغت على التيسير ـ حتى الآن ـ تسع مئة وثماني ملاحظات ؛
فتأملوا ؛ يارعاكم الله !!!!
نأمل من الله أن يكون عونا له ؛ حتى يظهر لنا هذا الكتاب النفيس ، في بابته ، محققا
تحقيقا علميا ، يسرّ العلماء والباحثين .
---
د . يحيى الغوثاني
12-25-2006, 08:32 PM
شكرا للأخ الدكتور السالم على إثارته هذا الموضوع الخطير جدا(1/1962)
ولعلي من خلال هذا التعليق أقدم اقتراحاً أرجو أن تتبناه الجمعية الخيرية في جدة أو الهيئة العالمية للقرآن الكريم أو الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف أو هذا الموقع المبارك أو أية جهة غيورة على علم القراءات وهو تتبع ما حقق من كتب القراءات تحقييقا جيدا ونشره أو إعادة نشره في سلسلة خاصة وفق أسس موحدة وتشكيل لجنة علمية لهذا الغرض النبيل، واختيار كتب لم تنشر بعد مهمة في هذا العلم وتكليف من يؤنس فيه القدرة على تحقيقها وذكرت قيد مهمة وأنا أقصده فإن بعض كتب القراءات القديمة على فضل أصحابها ومكانتهم لا حاجة ماسة لنشرها الآن خاصة الكتب التي تحتوي أوجها غير مقروء بها أو قراءات شاذة تشكل على العامة.
وأخيرا أشيد بتحقيق العلامة حاتم صالح الضامن حفظه الله وقد حقق عدة كتب في القراءات نشرت حديثا في دبي وتفضل علي بإهدائي نسخة منها وكل الشكر للإخوة الذين أبدوا آراءهم في هذا الموضوع .
أثني على شكركم واغتباطكم بما قام به الدكتور الفاضل السالم الجكني
واثني على اقتر احكم
ونحن في دار الغوثاني للدراسات القرآنية جادون في السعي لتحقيق هذا الهدف
وتم نشر جزء من سلسلة كشاف الدراسات القرآنية ( الرسائل الجامعية ) للدكتور عبد الله الجيوسي
كخطوة عملية لهذا الهدف
وخطتنا في نشر التراث
1 ـ اختيار الرسائل العلمية ( الدكتوراه ) والتي هي تحقيق ودراسة وقد شهد لها المتخصصون بقيمتها العلمية
2 ـ ثم رسائل الماجستير ( دراسة وتحقيق ) والتي لم يسبق طباعتها
3 ـ البحوث التي تضيف جديدا لمكتبة الدراسات القرآنية والتي حازت على امتياز وتفوق
وقد أوكلنا إلى سعادة المحقق البحاثة الدكتور مروان العطية أن يرشح لنا ما يراه مناسبا في هذا الإطار
كما نشكر الدكتور أحمد شكري الذي كان له جهود في مراجعة بعض الأعمال التي قمنا بنشرها كشرح الجزرية للشيخ ملا علي القاري وغيره ولا زال جزاه الله خيرا(1/1963)
ويسعدني هنا أن أرحب بأي قائمة للدراسات القرآنية من التي لم تطبع وهي مخدومة خدمة جيدة وترون أهمية نشرها
فتفضلوا وأدرجوا ما ترونه كذلك ...
---
د . يحيى الغوثاني
12-25-2006, 08:45 PM
وبخصوص اقتراح سعادة الدكتور أمين الشنقيطي
المسألة الثانية وهي (سلسسلة النشر) وهي مادة علمية دسمة وقد اشتركت الجامعات السعودية وغيرها في إخراجها وفق نهج علمي معروف لدى الأقسام العلمية في تلك الجامعات،
حبذا أن تتحفونا بما لديكم من معلومات حول ما طبع من سلسلة أصول النشر وما لم يطبع
فنحن الآن في تفاوض مع الدكتور أيمن رشدي سويد لنشر كل ما يقوم بتحقيقه والشيخ حفظه الله منذ عشرين سنة قد فرغ وقته لخدمة هذه الصول ولتنقيح التحريرات من خلال الرجوع للمصادر
وقد تم نشر بعض المتون التي خدمها كالعقيلة وناظمة الزهر والجزرية
فأقترح هنا اقتراحاً وهو :
حبذا لو خصصنا موضوعاً مستقلا حول ( سلسلة أصول النشر ) ما طبع منها وما لم يطبع وما نوقش وما لم يناقش كرسالة علمية
ما رأيكم دام فضلكم
---
أمين الشنقيطي
01-09-2007, 10:20 PM
شيخنا المبارك الدكتور يحي الغوثاني :وفقني الله وإياك في الدارين،
جزاك الله خيرا على هذه المبادرة الطيبة، تجاه ما نشر من أصول النشر، ومالم،وماسجل ومالم.
والعنوان الذي ذكرته مهم جداً،لمافيه من توفير المال والوقت والجهد.
أرجوا أن يتعاون فيه الأعضاء في هذا الملتقى،وقد وقفت فيه على بعض المشاركات الجيدة لبعض الأعضاء جزاهم الله خيراً.
لكن قبل تحديد الموضوع،أرجوا أن يكون ضابط المشاركة،في الكتاب أو الرسالة،
اسم الكتاب كاملا، مؤلفه، دار النشر،سنة النشر، عدد الطبعات،عدد نسخ الكتاب،عدد المحققين له إن كانو أكثر من واحد، مكان توفر نسخة منه، حجم الكتاب وعدد صفحاته،إمكانية نشره عن طريق أخرى غير المؤلف،بعد موافقته الخطية،
ثمّ بعد الانتهاء من جمع ماتيسر أرى أن يتولى باحث من أعضاء الملتقى،(1/1964)
- بيان مالديه من اعتراض وفق ضابط الفائدة وليس التشهير، ووفق أدب الملكية الخاصة حال اشتراك الكتاب،
ثم يذكر المنهجية التي سار عليها مؤلفان في كتابيهما.
ثم يعمل على المقارنة بين منهجين متفقين.
ثمّ المقارنة بين منهجين مختلفين.
ثمّ يذكر بعض ملاحظاته على أسانيد المؤلف على حدة. طريقا طريقا، مع جرح مختصر أو تعديل مختصر.(على طريقة تقريب التهذيب لابن حجر).
ثمّ يذكرعدد القراءات(المتواترة) التي توفر عليها الكتاب.
ثم يعمل على استخلاص أكثرالكتابين إيرادا لها على الإطلاق.
وأشياء أخرى تحتاج إلى الاستخلاص .
وهذا: لتقوم بهذه المصادر القيّمة في القراءات، الحجة العلمية المنهجية.
وفق الله الجميع.
---
(1/1965)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير بالماثور والرأي وتطبيقات على ذلك
---
التفسير بالماثور والرأي وتطبيقات على ذلك
---
ابن عبد الوهاب السالمى
04-24-2003, 05:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذن شيخنا الفاضل في نقل موضوع قد كتبتة في ملتقي اهل الحديث في هذا الموضوع واحتاج الي تعليقة علية وجزاة الله خيرا
التفسير بالماثور والراي وامثلة عليهما
بسم اللة الرحمن الرحيم
سوف نبداء بحمد اللة تيمننا دراسة لنوعين من انواع التفاسير كما ذكرا شيخنا الشيخ مساعد الطيار
الاول التفسير بالماثور
تفسيرالامام المفسر الفقية المورخ البارع ابن جرير الطبري
الثاني التفسير الراي
تفسير التفسير الكبير لامام فخر الدين الرازي
المطلب الاول تعريف بصاحب التفسير
المطلب الثاني منهج المفسرواسلوبة الذي اتبعة في تفسيرة
المطلب الثالث توفير الكتاب لدرستةان امكن
اولا التفسير بالماثور
كتاب الامام المفسر الفقية البارع ابن جرير الطبري
المقدمة
قبل البدء في تعريف الامام ابن جرير احب ان انقل قول الشيخ مساعد الطيار حتي لايستدرك علينا احد الاخوةفيقول ان الشيخ قد وصف تفسير ابن جرير بانة قد يدخل في التفسير بالراي المحمود
قال الشيخ
من حُكِمَ على تفسيره بأنه من التفسير بالمأثور قد حِيفَ عليه وتُنُوسي جهده الخاص في الموازنة والترجيح بين الأقوال التي يذكرها عن السلف، وأشهر مثالٍ لذلك إمام المفسرين ابن جرير الطبري، حيث يعدّه من يقابل بين التفاسير بالمأثور والتفسير بالرأي من المفسرين بالأثر، وهذا فيه حكم قاصرٌ على تفسير الإمام ابن جرير، وتعامٍ أو تجاهلٌ لأقواله الترجيحية المنثورة في كتابه.
هل التفسير منسوب إليه أم إلى من يذكرهم من المفسرين؟!
فإذا كان تفسيره هو؛ فأين أقواله وترجيحاته في التفسير؟!
أليست رأياً له؟
أليست تملأ ثنايا كتابه الكبير؟!(1/1966)
بل أليست من أعظم ما يميّز تفسيره بعد نقولاته عن السلف؟!
إن تفسير ابن جرير من أكبر كتب التفسير بالرأي، غير أنه رأي محمود؛ لاعتماده على تفسير السلف وعدم خروجه عن أقوالهم، مع اعتماده على المصادر الأخرى في التفسير.
كما أن تفسيره من أكبر مصادر التفسير المأثور عن السلف، وفَرْقٌ بين أن نقول: فيه تفسير مأثور، أو أن نقول: هو تفسير بالمأثور؛ لأن هذه العبارة تدل على أنه لا يذكر غير المأثور عن السلف، وتفسير ابن جرير بخلاف ذلك؛ إذ هو مع ذكر أقوالهم يرجِّح ويعلِّل لترجيحه، ويعتمد على مصادر التفسير في الترجيح. ولكي يَبِين لك الفرق في هذه المسألة: وازن بين تفسيره وتفسير عَصْرِيّهِ ابنِ أبي حاتم (ت: 327) الذي لا يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقوالهم فلا يرجح ولا يعلق عليها، أليس بين العالمين فرق؟
المطلب الاول
التعريف بابن جرير الطبري :
هو أبو جعفر ، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ، الإمام الجليل ، المجتهد المطلق، صاحب التصانيف المشهورة ، وهو من أهل آمل طبرستان، ولد بها سنة 224هـ أربع وعشرين ومائتين من الهجرة ، ورحل من بلده في طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، سنة ست وثلاثين ومائتين ، وطوّف في الأقاليم ، فسمع بمصر والشام والعراق ، ثم ألقى عصاه واستقر ببغداد ، وبقى بها إلى أن مات سنة عشر وثلاثمائة .
مبلغه من العلم والعدالة :(1/1967)
كان ابن جرير أحد الأئمة الأعلام ، يُحكم بقوله ، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، فكان حافظًا لكتاب الله ، بصيرًا بالقرآن ، عارفًا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن ، عالمًا بالسنن وطرقها ، وصحيحها وسقيمها ، وناسخها ومنسوخها ، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام ، ومسائل الحلال والحرام ، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم .. هذا هو ابن جرير في نظر الخطيب البغدادي، وهي شهادة عالم خبير بأحوال الرجال ، وذكر أن أبا العباس بن سريج كان يقول : محمد بن جرير فقيه عالم ، وهذه الشهادة جد صادقة ؛ فإن الرجل برع في علوم كثيرة ، منها : علم القراءات ، والتفسير ، والحديث ، والفقه ، والتاريخ ، وقد صنف في علوم كثيرة وأبدع التأليف وأجاد فيما صنف .
مصنفاته :
كتاب التفسير،
وكتاب التاريخ المعروف بتاريخ الأمم والملوك،
وكتاب القراءات،
والعدد والتنزيل ،
وكتاب اختلاف العلماء ،
وتاريخ الرجال من الصحابة والتابعين ،
وكتاب أحكام شرائع الإسلام ،
وكتاب التبصر في أصول الدين
وغير هذا كثير .
ولكن هذه الكتب قد اختفى معظمها من زمن بعيد ، ولم يحظ منها بالبقاء إلى يومنا هذا وبالشهرة الواسعة ، سوى كتاب التفسير ، وكتاب التاريخ .(1/1968)
وقد اعتبر الطبري أبا للتفسير ، كما اعتبر أبا للتاريخ الإسلامي ، وذلك بالنظر لما في هذين الكتابين من الناحية العلمية العالية ، ويقول ابن خلكان : إنه كان من الأئمة المجتهدين ، لم يقلد أحدًا ، ونقل : أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي ذكره في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين ، قالوا : وله مذهب معروف ، وأصحاب ينتحلون مذهبه ، يقال لهم الجريرية ، ولكن هذا المذهب الذي أسسه ـ على ما يظهر ـ بعد بحث طويل ، ووجد له أتباعًا من الناس ، لم يستطع البقاء إلى يومنا هذا كغيره من مذاهب المسلمين ؛ ويظهر أن ابن جرير كان قبل أن يبلغ هذه الدرجة من الاجتهاد متمذهبًا بمذهب الشافعي ، يدلنا على ذلك ما جاء في الطبقات الكبرى لابن السبكي ، من أن ابن جرير قال : أظهرت فقه الشافعي ، وأفتيت به ببغداد عشر سنين .
علو همته :
كان رحمه الله عالي الهمة متوقد العزم ـ قال : عند تفسيره للقرآن : أتنشطون لتفسير القرآن ؟ قالوا : كم يكون قدره ؟ قال : ثلاثون ألف ورقة ، فقالوا هذا ما يفني الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة .
اتهامه بالوضع للروافض :
وقد اتُهِمَ رحمه الله بأنه كان يضع للروافض، وهذا رجم بالظن الكاذب ، ولعله أشبه على صاحب هذا القول ابن جرير آخر ، وهو محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي .
وفاته :
مرض أبو جعفر بذات الجنب فجاءه الطبيب فسأل أبا جعفر عن حاله ، فعرّفه حاله وما استعمل وما أخذ لعلته ، وما انتهى إليه في يومه ، فقال له الطبيب : ما عندي فوق ما وصفته لنفسك شيء ، فلما كان يوم السبت لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة كانت منيته ودفن يوم الأحد ، ولم يؤذن به أحد ، فاجتمع على جنازته ما لا يحصى عددهم إلا الله ، وصلى على قبره شهورًا ليلاً ونهارًا .
هذا هو ابن جرير ؛ وهذه هي نظرات العلماء إليه ، وذلك هو حكمهم عليه ، ومن كل ذلك تبين لنا قيمته ومكانته .
التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه :(1/1969)
يعتبر تفسير بن جرير من أقوم التفاسير وأشهرها ، كما يعتبر المرجع الأول عند المفسرين الذين عنوا بالتفسير النقلي ؛ وإن كان في الوقت نفسه يعتبر مرجعًا غير قليل الأهمية من مراجع التفسير العقلي ؛ نظرًا لما فيه من الاستنباط ، وتوجيه الأقوال ، وترجيح بعضها على بعض ، ترجيحًا يعتمد على النظر العقلي ، والبحث الحر الدقيق .
ويقع تفسير ابن جرير في ثلاثين جزءًا من الحجم الكبير ، وقد كان هذا الكتاب من عهد قريب يكاد يعتبر مفقودًا لا وجود له ، ثم قدّر الله له الظهور والتداول ، فكانت مفاجأة سارة للأوساط العلمية في الشرق والغرب أن وجدت في حيازة أمير ( حائل ) الأمير حمود ابن الأمير عبد الرشيد من أمر اء نجد نسخة مخطوطة كاملة من هذا الكتاب ، طبع عليها الكتاب من زمن قريب ، فأصبحت في يدنا دائرة معارف غنية في التفسير المأثور .
ما قيل في تفسيره :
ولو أننا تتبعنا ما قاله العلماء في تفسير ابن جرير ، لوجدنا أن الباحثين في الشرق والغرب قد أجمعوا الحكم على عظيم قيمته ، واتفقوا على أنه مرجع لا غنى عنه لطالب التفسير ، فقد قال السيوطي رضي الله عنه " وكتابه ـ يعني تفسير محمد بن جرير ـ أجل التفاسير وأعظمها ، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال ، وترجيح بعضها على بعض ، والإعراب ، والاستنباط ، فهو يفوق بذلك على تفسير الأقدمين " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما التفاسير التي في أيدي الناس ، فأصحها تفسير ابن جرير الطبري ، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة ، وليس فيه بدعة ، ولا ينقل عن المتهمين ، كمقاتل بن بكير والكلبي " .
وقال النووي : " أجمعت الامة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري " .
ويذكر صاحب لسان الميزان : أن ابن خزيمة استعار تفسير ابن جرير من ابن خالوية فرده بعد سنين ، ثم قال : " نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير " .(1/1970)
وقال ابو حامد الإسفرايني : " لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرًا " .
اختصار الطبري لتفسيره :
أن هذا التفسير كان أوسع مما هو عليه اليوم ، ثم اختصره مؤلفه إلى هذا القدر الذي هو عليه الآن ، فابن السبكي يذكر في طبقاته الكبرى " أن أبا جعفر قال لأصحابه : أتنشطون لتفسير القرآن ؟ قالوا : كم يكون قدره ؟ فقال : ثلاثون ألف ورقة ، فقالوا : هذا ربما تفنى الأعمار قبل تمامه ، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة ، ثم قال : هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا ؟ ، قالوا : كم قدره ؟ فذكر نحوًا مما ذكره في التفسير ، فأجابوه بمثل ذلك ، فقال : إنا لله ، ماتت الهمم ، فاختصره في نحو ما اختصر التفسير " أ.هـ .
أولية تفسيره :
هذا ونسطيع أن نقول إن تفسير ابن جرير هو التفسير الذي له الأولية بين كتب التفسير ، أولية زمنية ، وأولية من ناحية الفن والصناعة .
أما أوليته الزمنية ، فلأنه أقدم كتاب في التفسير وصل إلينا ، وما سبقه من المحاولات التفسيرية ذهبت بمرور الزمن ، ولم يصل إلينا شيء منها ، اللهم إلا ما وصل إلينا منها في ثنايا ذلك الكتاب الخالد الذي نحن بصدده .
وأما أوليته من ناحية الفن والصناعة ؛ فذلك أمر يرجع إلى ما يمتاز به الكتاب من الطريقة البديعة التي سلكها في مؤلفه ، حتى أخرجه للناس كتابًا له قيمته ومكانته
ونريد أن نعرض هنا لطريقة ابن جرير في تفسيره ، بعد أن أخذنا فكرة عامة عن الكتاب، حتى يتبين للقارئ أن الكتاب واحد في بابه ، سبق به مؤلفه غيره من المفسرين ، فكان عمدة المتأخرين ، ومرجعًا مهمًا من مراجع المفسرين ، على اختلاف مذاهبهم ، وتعدد طرائقهم ،
طريقة ابن جرير في تفسيره :(1/1971)
تتجلى طريقة ابن جرير في تفسيره بكل وضوح إذا نحن قرأنا فيه وقطعنا في القراءة شوطًا بعيدًا ، فأول ما نشاهده ، أنه إذا أراد أن يفسر الآية من القرآن يقول " القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا ، ثم يفسر الآية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده إلى الصحابة أو التابعين من التفسير المأثور عنهم في هذه الآية ، وإذا كان في الآية قولان أو أكثر ، فإنه يعرض لكل ما قيل فيها ، ويستشهد على كل قول بما يرويه في ذلك عن الصحابة أو التابعين .
ثم هو لا يقتصر على مجرد الرواية ، بل نجده يتعرض لتوجيه الأقوال ، ويرجح بعضها على بعض ، كما نجده يتعرض لناحية الإعراب إن دعت الحال إلى ذلك ، كما أنه يستنبط الأحكام التي يمكن أن تؤخذ من الآية من توجيه الأدلة وترجيح ما يختار .
ويوكد ما سبق قول الشيخ مساعد الطيار وكذلك ذكرة الشيخ صالح ال الشيخ
إنكاره على من يفسر بمجرد الرأي :
ثم هو يخاصم بقوة أصحاب الرأي المستقلين في التفكير ، ولا يزال يشدد في ضرورة الرجوع إلى العلم الراجع إلى الصحابة أو التابعين ، والمنقول عنهم نقلاً صحيحًا مستفيضًا ، ويرى أن ذلك وحده هو علامة التفسير الصحيح ، فمثلاً عند ما تكلم عن قوله تعالى في الآية (49) من سورة يوسف ( ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناسُ وفيه يعصِرون ) نجده يذكر ما ورد في تفسيرها عن السلف مع توجيهه للأقوال وتعرضه للقراءات بقدر ما يحتاج إليه تفسير الآية ، ثم يعرج بعد ذلك على من يفسر القرآن برأيه ، وبدون اعتماد منه على شيء إلا على مجرد اللغة ، فيفند قوله ، ويبطل رأيه ، فيقول ما نصه " .. وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من أهل التأويل ، ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب ، يوجه معنى قوله ( وفيه يعصرون ) إلى وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث ، ويزعم أنه من العصر ، والعصر التي بمعنى المنجاة، من قول أبي زبيد الطائي :
صاديا يستغيث غير مغاث ولقد كان عصرة المنجود(1/1972)
أي المقهور
وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه خلافه قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين .
موقفه من الأسانيد :
ثم إن ابن جرير وإن التزم في تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها ، إلا أنه في الأعم الأغلب لا يتعقب الأسانيد بتصحيح ولا تضعيف ، لأنه كان يرى ـ كما هو مقرر في أصول الحديث ـ أن من أسند لك فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة أو الجرح ، فهو بعمله هذا قد خرج من العهدة ومع ذلك فابن جرير يقف من السند أحيانًا موقف الناقد البصير، فيعدل من يعدل من رجال الإسناد ، ويجرح من يجرح منهم ، ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها ، ويصرح برأيه فيها بما يناسبها ، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى في الآية ( 94) من سورة الكهف : ( .. فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا )يقول ما نصه : " روى عن عكرمة في ذلك ـ يعني في ضم سين سدًا وفتحها ـ ما حدثنا به أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا القاسم ، قال : حدثنا حجاج ، عن هرون ، عن أيوب ، عن عكرمة قال : ما كان من صنعة بني آدم فهو السَّد يعني بفتح السين ، وما كان من صنع الله فهو السُّد ،ثم يعقب على هذا السند فيقول : وأما ما ذكر عن عكرمة في ذلك ، فإن الذي نقل ذلك عن أيوب هرون ، وفي نقله نظر ، ولا نعرف ذلك عن أيوب من رواية ثقاة أصحابه " أ.هـ .
موقفه من القراءات :(1/1973)
كذلك نجد أن ابن جرير يعنى بذكر القراءات وينزلها على المعاني المختلفة ، وكثيرًا ما يرد القراءات التي لا تعتمد على الأئمة الذين يعتبرون عنده وعند علماء القراءات حجة ، والتي تقوم على أصول مضطربة مما يكون فيه تغير وتبديل لكتاب الله ، ثم يتبع ذلك برأيه في آخر الأمر مع توجيه رأيه بالأسباب ، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية (81) من سورة الأنبياء ( ولسليمان الريح عاصفة ) يذكر أن عامة قراء الأمصار قرءوا ( الريح ) بالنصب على أنها مفعول لـ "سخرنا" المحذوف ، وأن عبد الرحمن الأعرج قرأ ( الريح ) بالرفع على أنها مبتدأ ثم يقول : والقراءة التي لا استجيز القراءة بغيرها في ذلك ما عليه قراء الأمصار لإجماع الحجة من القراء عليه .
سبب عناية ابن جرير بالقراءات :
ولقد يرجع السبب في عناية ابن جرير بالقراءات وتوجيهها إلى أنه كان من علماء القراءات المشهورين ، حتى أنهم ليقولون عنه : إنه ألف فيها مؤلفًا خاصًا في ثمانية عشر مجلدًا ، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك وشرحه ، واختار منها قراءة لم يخرج بها من المشهور، وإن كان هذا الكتاب قد ضاع بمرور الزمن ولم يصل إلى أيدينا ، شأن الكثير من مؤلفاته .
تقديرة الاجماع الائمة(1/1974)
كذلك نجد ابن جرير في تفسيره يقدر إجماع الأمة ، ويعطيه سلطانًا كبيرًا في اختيار ما يذهب إليه من التفسير ، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية ( 230) من سورة البقرة ( فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره ) يقول ما نصه : " فإن قال قائل : فأي النكاحين عنى الله بقوله : فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره ؟ النكاح الذي هو جماع ؟ أم النكاح الذي هو عقد تزويج ؟ قيل كلاهما ؛ وذلك أن المرأة إذا نكحت زوجًا نكاح تزويج ثم لم يطأها في ذلك النكاح ناكحها ولم يجامعها حتى يطلقها لم تحل للأول ، وكذلك إن وطئها واطئ بغير نكاح لم تحل للأول ؛ لإجماع الأمة جميعًا ، فإذا كان ذلك كذلك " فمعلوم أن تأويل قوله : فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره ، نكاحًا صحيحًا ، ثم يجامعها فيه : ثم يطلقها ، فإن قال : فإن ذكر الجماع غير موجود في كتاب الله تعالى ذكره ، فما الدلالة على أن معناه ما قلت ؟ قيل : الدلالة على ذلك إجماع الأمة جميعًا على أن ذلك معناه " .
تحاكمة الي المصطلحات النحوية
تاثر ابن جرير بنحاة الكوفين و كلام العرب ، ذلك أنه اعتبر الاستعمالات اللغوية بجانب النقول المأثورة وجعلها مرجعًا موثوقًا به عند تفسيره للعبارات المشكوك فيها ، وترجيح بعض الأقوال على بعض .(1/1975)
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى : (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين .. )(هود/40) نراه يعرض لذكر الروايات عن السلف في معنى لفظ التنور ، فيروى لنا قول من قال : إن التنور عبارة عن وجه الأرض ، وقول من قال : إنه عبارة عن تنوير الصبح ، وقول من قال إنه عبارة عن أعلى الأرض وأشرفها ، وقول من قال : إنه عبارة عما يختبز فيه .. ثم قال بعد أن يفرغ من هذا كله : " وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله ( التنور ) قول من قال : التنور : الذي يختبز فيه ، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب ، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب .
كذلك نجد ابن جرير يتعرض كثيرًا لمذاهب النحويين من البصريين والكوفيين في النحو والصرف ، ويوجه الأقوال ، تارة على المذهب البصري ، وأخرى على المذهب الكوفي ، فمثلاً عند قوله تعالى : ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف )(إبراهيم/18) يقول ما نصه : " اختلف أهل العربية في رافع ( مثل ) فقال بعض نحويي البصرة : إنما هو كأنه قال : ومما نقص عليكم مثل الذين كفروا ، ثم أقبل يفسره كما قال : مثل الجنة .. وهذا كثير .
وقال بعض نحويي الكوفيين : إنما المثل للأعمال ، ولكن العرب تقدم الأسماء لأنها أعرف ، ثم تأتي بالخبر الذي تخبر عنه مع صاحبه ، ومعنى الكلام : مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد .. إلخ .(1/1976)
والحق أن ما قدمه لنا ابن جرير في تفسيره من البحوث اللغوية المتعددة والتي تعتبر كنزًا ثمينًا ومرجعًا في بابها ، أمر يرجع إلى ما كان عليه صاحبنا من المعرفة الواسعة بعلوم اللغة وأشعار العرب ، معرفة لا تقل عن معرفته بالدين والتاريخ ، ونرى أن ننبه هنا إلى أن هذه البحوث اللغوية التي عالجها ابن جرير في تفسيره لم تكن أمرًا مقصودًا لذاته ، وإنما كانت وسيلة للتفسير ، على معنى أنه يتوصل بذلك إلى ترجيح بعض الأقوال على بعض ، كما يحاول بذلك ـ أحيانًا ـ أن يوفق بين ما صح عن السلف وبين المعارف اللغوية بحيث يزيل ما يتوهم من التناقض بينهما .
تعرضة الاحكام الفقهية
، يعالج فيه ابن جرير أقوال العلماء ومذاهبهم ، ويخلص من ذلك كله برأي يختاره لنفسه ، ويرجحه بالأدلة العلمية القيمة ، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى : ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) (النحل /8) نجده يعرض لأقوال العلماء في حكم أكل لحوم الخيل والبغال والحمير ، ويذكر قول كل قائل بسنده .. وأخيرًا يختار قول من قال : إن الآية لا تدل على حرمة شيء من ذلك ، ووجه اختياره هذا فقال : ما نصه : " والصواب من القول في ذلك عندنا ما قاله أهل القول الثاني ـ وهو أن الآية لا تدل على الحرمة ـ وذلك أنه لو كان في قوله تعالى ذكره ـ ( لتركبوها ) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للركوب لا للأكل ، لكان في قوله ( فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) (النحل/5) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للأكل والدفء وللركوب ، وفي إجماع الجميع على أن ركوب ما قال تعالى ذكره ( ومنها تأكلون ) جائز حلال غير حرام ، دليل واضح على أن أكل ما قال ( لتركبوها ) جائز حلال غير حرام ، إلا بما نص على تحريمه ، أو وضع على تحريمه دلالة من كتاب أو وحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما بهذه الآية فلا يحرم أكل شيء .(1/1977)
وقد وضع الدلالة على تحريم لحوم الحمر الأهلية بوحيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى البغال بما قد بينا في كتابنا كتاب الأطعمة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ؛ إذ لم يكن هذا الموضع من مواضع البيان عن تحريم ذلك ، وإنما ذكرنا ما ذكرنا ليدل على أن لا وجه لقول من استدل بهذه الآية على تحريم الفرس " أ.هـ .
واخيرا منهجهة في الخوض في في مسائل اهل الكلام
ولا يفوتنا أن ننبه على ما نلحظه في هذا التفسير الكبير ، من تعرض صاحبه لبعض النواحي الكلامية عند كثير من آيات القرآن ، مما يشهد له بأنه كان عالمًا ممتازًا في أمور العقيدة ، فهو إذا ما طبق أصول العقائد على ما يتفق مع الآية أفاد في تطبيقه ، وإذا ناقش بعض الآراء الكلامية أجاد في مناقشته ، وهو في جدله الكلامي وتطبيقه ومناقشته ، موافق لأهل السنة في آرائهم ، ويظهر ذلك جليًا في رده على القدرية في مسألة الاختيار .(1/1978)
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )(الفاتحة/7) نراه يقول ما نصه : " وقد ظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله ( ولا الضالين ) وإضافة الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه ، وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنه مغضوب عليهم ، دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية ، جهلاً منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه ، ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه ،لوجب أن يكون كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره ،وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك من فعله ، ولوجب أن يكون خطأ قول القائل : تحركت الشجرة إذا حركتها الرياح ، واضطربت الأرض إذا حركتها الزلزلة ،وما أشبه ذلك من الكلام الذي يطول بإحصائه الكتاب ، وفي قوله جل ثناؤه ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) (يونس/22) وإن كان جريها بإجراء غيرها إياها ، ما يدل على خطأ التأويل الذي تأوله مَن وصفنا قوله، في قوله ( ولا الضالين ) ، وادعائه أن في نسبة الله جل ثناؤه الضلالة إلى من نسبها إليه من النصارى، تصحيحًا لما ادعى المنكرون أن يكون لله جل ثناؤه في أفعال خلقه سبب من أجله وجدت أفعالهم ، مع إبانة الله عز ذكره نصًا في آيٍ كثيرة من تنزيله : أنه المضل الهادي ، فمن ذلك قوله جل ثناؤه : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون )(الجاثية/23) فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره ، ولكن القرآن نزل بلسان العرب على ما قدمنا البيان عنه في أول الكتاب ، ومن شأن العرب إضافة الفعل إلى من وجد منه وإن كان مشيئة غير الذي وجد منه الفعل غيره ، فكيف بالفعل الذي يكتسبه العبد كسبًا ،ويوجده الله جل ثناؤه عينًا منشأة ، بل ذلك أحرى أن يضاف إلى مكتسبه كسبًا له بالقوة منه عليه ،(1/1979)
والاختيار منه له ، وإلى الله جل ثناؤه بإيجاد عينه وإنشائها تدبيرًا .أ.هـ .
وعلى الإجمال فخير ما وصف به هذا الكتاب ما نقله الداودي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه حيث قال : فثم من كتبه ـ يعني محمد بن جرير ـ كتاب تفسير القرآن ، وجوده ، وبين فيه أحكامه ، وناسخه ومنسوخه ، ومشكله وغريبه ، ومعانيه ، واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله ، والصحيح لديه من ذلك ، وإعراب حروفه ، والكلام على الملحدين فيه ، والقصص ، وأخبار الأمة والقيامة ، وغير ذلك مما حواه من الحكم والعجائب كلمة كلمة ، وآية آية ، من الاستعاذة ، وإلى أبي جاد ، فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد وعجيب مستفيض لفعل " أ.هـ .
هذا وقد جاء في معجم الأدباء ج18 ص64ـ65 وصف مسهب لتفسير ابن جرير ، جاء في آخره ما نصه " وذكر فيه من كتب التفاسير المصنفة عن ابن عباس خمسة طرق ،وعن سعيد بن جبير طريقين ، وعن مجاهد بن جبر ثلاث طرق ، وعن الحسن البصري ثلاث طرق ، وعن عكرمة ثلاثة طرق وعن الضحاك بن مزاحم طريقين ،وعن عبد الله بن مسعود طريقًا ،وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،وتفسير ابن جريج ، وتفسير مقاتل بن حبان ، سوى ما فيه من مشهور الحديث عن المفسرين وغيرهم ، وفيه من المسند حسب حاجته إليه ، ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به ، فإنه لم يدخل في كتابه شيئًا عن كتاب محمد بن السائب الكلبي ، ولا مقاتل بن سليمان ، ولا محمد بن عمر الواقدي؛ لأنهم عنده أظناء والله أعلم ، وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبي ، وعن ابنه هشام ، وعن محمد بن عمر الواقدي ، وغيرهم فيما يفتقر إليه ولا يؤخذ إلا عنهم .
---
(1/1980)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الآن الساعة .. ( الرابعة والنصف فجراً ) .. ( 4.30 ) ..حدث عظيم ..!!
---
الآن الساعة .. ( الرابعة والنصف فجراً ) .. ( 4.30 ) ..حدث عظيم ..!!
---
خالد البكري
12-22-2006, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وقام القائل
" إنّ الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الأخير ينزل إلى السماء الدنيا فيقول:
هل من تائب فأتوب عليه ؟
هل من مستغفر فأغفر له ؟
هل من سائل فأعطيه ؟
حتى يطلع الفجر " رواه البخاري ومسلم
وهل هناك حدث أعظم وأجل من نزول الرب سبحانه وتعالى
هل تتأمل كيف يراك سبحانه وتعالى وأنت قائم تصلي
هل رأيت من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كيف كان يبكي وهو يصلي
عن عبد الله بن الشَّخيّر رضي الله عنه قال ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء ) رواه أبو داوود
طوبى لمن سهرت بالليل عيناه……. وبات في قلقٍ في حبِّ مولاه
وقام يرعى نجوم الليل منفردًا……. شوقًا إليه وعين الله ترعاه
ولا يخفى على أحد فضل
( قيام الليل )
قال تعالى ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) وقال تعالى مادحاً المؤمنين ( والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً ) وقال سبحانه يصف قيام الليل ( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً ) قال الطبري ( أشد وطأً أي أشد مواطأة بين القلب واللسان وأجمع على التلاوة ) هذا وإن للتهجد في نظر الشرع أهمية كبيرة في حياة المسلم لذا فقد حذَر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك قيام الليل لمن اعتاده . فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل " رواه البخاري(1/1981)
وأما وقت التهجد فهو الثلث الأخير من الليل، فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ؟
قالت " كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل، وإلا توضأ وخرج " رواه البخاري
اللهم اجعلنا ممن يقوم الليل إيماناً واحتساباً ووفقنا لما تحب وترضى . اللهم آمين
هل بالإمكان ترك ما بيدك الآن
والصلاة ركعتين للرحمن
محبكم في الله :
خالد البكري
---
أبو حذيفة
12-23-2006, 12:48 AM
جزاك الله خيرا وأعانني وإياك وجميع المسلمين على قيام الليل
---
نورة
12-23-2006, 01:03 AM
جزاك الله خيرا وأعانني وإياك وجميع المسلمين على قيام الليل
اللهم آمين
وحينها لا تنسونا من الدعاء
---
خالد البكري
12-23-2006, 10:09 AM
جزاك الله خيرا وأعانني وإياك وجميع المسلمين على قيام الليل
اللهم آمين ،، جزاك الله خير أخي أبو حذيفة وأشكرك على مرورك للموضوع وتعقيبك
---
خالد البكري
12-23-2006, 10:10 AM
اللهم آمين
وحينها لا تنسونا من الدعاء
بارك الله فيك أختي نورة والله يوفقك على قيام الليل وأشكرك على مرورك وتعقيبك
---
(1/1982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رأي في كتاب قواعد التفسير
---
رأي في كتاب قواعد التفسير
---
حسين الخالدي
09-12-2005, 02:04 AM
كتاب قواعد التفسير لفضيلة الشيخ والأخ الكبير خالد السبت من أفضل ما كتبه المعاصرون في خدمة التفسير وقد رتبه الشيخ ترتيبا يتوافق مع كونه مصنفا مستقلا في قواعد هذا العلم وهو ترتيب من الواضح أن الشيخ بذل جهدا ذهنيا شاقا في الوصول إليه
وشفع الرسالة بكتيب للقواعد مجردة عن الدليل والتمثيل والتعليق لتسهيل حفظها فأحسن في ذلك أيما إحسان
وهذا الكتاب في نظري أخذ صفة الإستقصاء وهو ميدان له أهله وسلعة لها راغبوها ولكن لي رأي أن يعيد الشيخ النظر في الكتاب لتهذيبه وإختصاره وذلك بالإقتصار على أمات القواعد والأصول التي تصلح بعد تجريدها للتدريس كمتن في أصول التفسير للمبتدئين مع المحافظة على الأمثلة ففي ذلك يعم نفعها ويتداولها عدد أكبر من الراغبين ولا شك أن الشيخ أولى الناس بهذا العمل لأن صاحب البيت أدرى بما فيه
وشكرا
---
(1/1983)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التعريف بكتب التفسير للشيخ الطيار
---
التعريف بكتب التفسير للشيخ الطيار
---
الطبيب
08-21-2006, 03:21 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ،،،
الإخوة الفضلاء ...
للشيخ مساعد الطيار حفظه الله دورة علمية بعنوان (التعريف بكتب التفسير) ألقاها على ما أظن صيف عام 1424 هـ بالدمام، وكأني أذكر أن الشيخ كان يعتزم إخراج مادتها في كتاب، فهل خرج الكتاب ؟ وهل هي موجودة على الشبكة ؟
أفيدونا رعاكم الله ..
ودمتم ،،،
---
الطبيب
08-28-2006, 12:07 AM
أفيدونا مأجورين ...
ودمتم ،،،
---
مساعد الطيار
08-28-2006, 06:14 AM
الأخ الفاضل الطبيب
كنت قد عزمت على إخراج هذه المعلومات في كتاب ، وجلُّها مكتوبٌ عندي ، وقد نفَّذت ( دار المحدِّث ) الكََتْبَةَ الأولى لما كنت أعددته من هذه المادة العلمية ، لكني لما نظرت فيها وجدتها تحتاج إلى جهد كبير لإخراجها بما يليق بها ، فتركتها لأجل أن يتيسر وقت مناسب لإخراجها ، أسأل الله العون والتوفيق والإخلاص في القول والعمل .
---
الطبيب
08-29-2006, 12:42 AM
آمين ...
وأسأل الله أن يعجل بذلك.
ودمتم ،،،
---
(1/1984)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم الدعاء بـ « اللهم إني أسألك عيشة السعداء ... ومنازل الأنبياء» ؟
---
حكم الدعاء بـ « اللهم إني أسألك عيشة السعداء ... ومنازل الأنبياء» ؟
---
عبدالرحمن السديس
07-19-2006, 08:14 PM
حكم الدعاء بـ « اللهم إني أسألك عيشة السعداء ... ومنازل الأنبياء» ؟
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد اشتهر عند بعض الأئمة ـ وغيرهم ـ في دعاء القنوت قولهم :
اللهم إني أسألك عيشة السعداء وميتة الشهداء ومنازل الأنبياء ، أو ومنازل الصديقين والأنبياء ..
وهذه الجملة ( منازل الأنبياء ) الدعاء بها من الاعتداء المنهي عنه في الدعاء
قال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسيره 8/207 :
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا معتمر بن سليمان قال، أنبأنا إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، عن عباد بن عباد، عن علقمة، عن أبي مجلز {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [(55) سورة الأعراف]، قال: لا يسأل منازلَ الأنبياء عليهم السلام.
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 1/130: وَمِنْ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ : أَنْ يَسْأَلَ الْعَبْدُ مَا لَمْ يَكُنْ الرَّبُّ لِيَفْعَلَهُ . مِثْلُ : أَنْ يَسْأَلَهُ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ .
10/555: وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ الْمَكْرُوهُ مِثْلُ الدُّعَاءِ بِبَغْيٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ دُعَاءِ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ .
15/22: وقَوْله تَعَالَى { إنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } قِيلَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ فِي الدُّعَاءِ كَاَلَّذِي يَسْأَلُ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .(1/1985)
22/477: وَالدُّعَاءُ بِبَعْضِ أُمُورِ الدِّينِ قَدْ يَكُونُ مِنْ الْعُدْوَانِ ...كَمَا لَوْ سَأَلَ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ .
ونحوه في بيان تلبيس الجهمية 2/352 ، وغيره .
---
سيف الدين
07-19-2006, 08:41 PM
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 1/130: وَمِنْ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ : أَنْ يَسْأَلَ الْعَبْدُ مَا لَمْ يَكُنْ الرَّبُّ لِيَفْعَلَهُ . مِثْلُ : أَنْ يَسْأَلَهُ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ .
10/555: وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ الْمَكْرُوهُ مِثْلُ الدُّعَاءِ بِبَغْيٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ دُعَاءِ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ .
15/22: وقَوْله تَعَالَى { إنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } قِيلَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ فِي الدُّعَاءِ كَاَلَّذِي يَسْأَلُ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
22/477: وَالدُّعَاءُ بِبَعْضِ أُمُورِ الدِّينِ قَدْ يَكُونُ مِنْ الْعُدْوَانِ ...كَمَا لَوْ سَأَلَ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ .
ونحوه في بيان تلبيس الجهمية 2/352 ، وغيره .
بارك الله فيك ..
كيف نوفّق بين ما ذهب اليه العلماء وبين قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء
---
عبدالرحمن السديس
07-20-2006, 06:06 PM
أخي الفاضل وفقك الله
اسمح لي أن أحيلك على هذا الرابط ففيه أشياء مفيدة من اعتراضات الإخوة على الكلام المذكور وشيء من الجواب عليها
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=171556
---
الغني بالله
08-14-2006, 04:27 PM
جزاك الله خيرا ورفع قدرك.
---
(1/1986)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقسام الناس في القرآن
---
أقسام الناس في القرآن
---
أبومجاهدالعبيدي
01-10-2004, 11:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فهذا موضوع لطيف من موضوعات القرآن ، أحببت أن أطرحه هنا حتى يشارك فيه الجميع - ممن له رغبة في المشاركة - .
وهو موضوع : أقسام الناس في القرآن
وقد ورد في القرآن الكريم تقاسيم متعددة للناس عموماً ، ولبعضهم على وجه الخصوص .
وسأبدأ بذكر أحد هذه التقاسيم ، وهو تقسيم الناس في سورة الفاتحة .
قسم الله عز وجل الناس في سورة الفاتحة إلى ثلاثة أقسام :
الأول : المنعم عليهم
الثاني : المغضوب عليهم
والثالث : الضالون
ومن فائدة معرفة هذا التقسيم ما ذكره ابن القيم في مدارج السالكين عن المعاني التي تضمنتها هذه السورة :
قال : ( فصل في بيان تضمنها للرد على الرافضة
وذلك من قوله "اهدنا الصراط المستقيم" إلى آخرها.
ووجه تضمنه إبطال قولهم: أنه سبحانه قسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
منعم عليهم وهم أهل الصراط المستقيم، الذين عرفوا الحق واتبعوه.
و مغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق ورفضوه.
و ضالون وهم الذين جهلوه فأخطأوه.
فكل من كان أعرف للحق، وأتبع له: كان أولى بالصراط المستقيم.
ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم: هم أولى بهذه الصفة من الروافض. فإنه من المحال أن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -ورضي الله عنهم- جهلوا الحق وعرفه الروافض، أو رفضوه وتمسك به الروافض.(1/1987)
ثم إنا رأينا آثار الفريقين تدل على أهل الحق منهما. فرأينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحوا بلاد الكفر، وقلبوها بلاد إسلام. وفتحوا القلوب بالقرآن والعلم والهدى. فآثارهم تدل على أنهم هم أهل الصراط المستقيم. ورأينا الرافضة بالعكس في كل زمان ومكان. فإنه قط ما قام للمسلمين عدو من غيرهم إلا كانوا أعوانهم على الإسلام. وكم جروا على الإسلام وأهله من بلية؟ وهل عاثت سيوف المشركين عباد الأصنام -من عسكر هولاكو وذويه من التتار- إلا من تحت رءوسهم؟ وهل عطلت المساجد، وحرقت المصاحف، وقتل سروات المسلمين وعلماؤهم وعبادهم وخليفتهم، إلا بسببهم ومن جرائهم؟ ومظاهرتهم للمشركين والنصارى معلومة عند الخاصة والعامة، وآثارهم في الدين معلومة.
فأي الفريقين أحق بالصراط المستقيم؟ وأيهم أحق بالغضب والضلال، إن كنتم تعلمون؟
ولهذا فسر السلف الصراط المستقيم وأهله: بأبي بكر وعمر، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم، وهو كما فسروه. فإنه صراطهم الذي كانوا عليه. وهو عين صراط نبيهم. وهم الذين أنعم الله عليهم، وغضب على أعدائهم، وحكم لأعدائهم بالضلال، وقال أبو العالية -رفيع الرياحي و الحسن البصري، وهما من أجل التابعين الصراط المستقيم: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه وقال أبو العالية أيضاً في قوله صراط الذين أنعمت عليهم: هم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر وهذا حق. فإن آله وأبا بكر وعمر على طريق واحدة. ولا خلاف بينهم، وموالاة بعضهم بعضاً، وثناؤهم عليهما، ومحاربة من حاربا، ومسالمة من سالما: معلومة عند الأمة. خاصها وعامها. وقال زيد بن أسلم الذين أنعم الله عليهم: هم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر.(1/1988)
ولا ريب أن المنعم عليهم: هم أتباعه، والمغضوب عليهم: هم الخارجون عن اتباعه، وأتبع الأمة له وأطوعهم: أصحابه وأهل بيته. وأتبع الصحابة له: السمع والبصر، أبو بكر وعمر. وأشد الأمة مخالفة له: هم الرافضة، فخلافهم له معلوم عند جميع فرق الأمة. ولهذا يبغضون السنة وأهلها، ويعادونها ويعادون أهلها. فهم أعداء سنته صلى الله عليه وسلم. وأهل بيته وأتباعه من بنيهم أكمل ميراثاً؟ بل هم ورثته حقاً.
فقد تبين أن الصراط المستقيم: طريق أصحابه وأتباعه. وطريق أهل الغضب والضلال: طريق الرافضة.
وبهذه الطريق -بعينها- يرد على الخوارج. فإن معاداتهم الصحابة معروفة.) انتهى
وللموضوع صلة ، وأرجو من الإخوة الأعضاء المشاركة بذكر ما يرونه حول هذا الموضوع .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-25-2004, 07:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أقسام الناس في القرآن ما جاء في أول سورة البقرة ، حيث دلت الآيات أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
مؤمنون ، وكافرون ، ومنافقون .
قال ابن كثير رحمه الله بعد تفسيره للآية رقم 20 من سورة البقرة :
( فإذا تقرر هذا صار الناس أقساما :
مؤمنون خلص وهم الموصوفون بالآيات الأربع في أول البقرة
وكفار خلص وهم الموصوفون بالآيتين بعدها
ومنافقون ؛ وهم قسمان :
خلص وهم المضروب لهم المثل الناري
ومنافقون يترددون تارة يظهر لهم لمع الإيمان وتارة يخبو وهم أصحاب المثل المائي وهم أخف حالا من الذين قبلهم .(1/1989)
وهذا المقام يشبه من بعض الوجوه ما ذكر في سورة النور من ضرب مثل المؤمن وما جعل الله في قلبه من الهدى والنور بالمصباح في الزجاجة التي كأنها كوكب دري وهي قلب المؤمن المفطور على الإيمان واستمداده من الشريعة الخالصة الصافية الواصلة إليه من غير كدر ولا تخليط كما سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله ثم ضرب مثل العباد من الكفار الذين يعتقدون أنهم على شيء وليسوا على شيء وهم أصحاب الجهل المركب في قوله تعالى" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا " الآية ثم ضرب مثل الكفار الجهال الجهل البسيط وهم الذين قال تعالى فيهم " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " .
فقسم الكفار هاهنا إلى قسمين داعية ومقلد كما ذكرهما في أول سورة الحج " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد " وقال " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير " .
وقد قسم الله المؤمنين في أول الواقعة وفي آخرها وفي سورة الإنسان إلى قسمين سابقون وهم المقربون وأصحاب يمين وهم الأبرار .
فتلخص من مجموع هذه الآيات الكريمات أن المؤمنين صنفان :مقربون وأبرار ، وأن الكافرين صنفان : دعاة ومقلدون ، وأن المنافقين أيضا صنفان : منافق خالص ومنافق فيه شعبة من نفاق كما جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم " ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ") انتهى ما أورده ابن كثير
---
أبومجاهدالعبيدي
01-25-2004, 08:21 AM(1/1990)
ومن تقسيمات القرآن للناس ما جاء في سياق آيات الحج من بيان كونهم ينقسمون إلى قسمين في قوله تعالى : {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .
روى ابن جرير عن ابن زيد أنه قال في قوله . { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا } : ( قال كانوا أصنافا ثلاثة في تلك المواطن يومئذ : رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأهل الكفر , وأهل النفاق . فمن الناس من يقول : { ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } إنما حجوا للدنيا والمسألة لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها , ومنهم من يقول . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة } الآية . قال . والصنف الثالث { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } . .. الآية .)
وروى عنه كذلك أنه قال في قوله : في : { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } : ( إنما حجوا للدنيا والمسألة , لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها , { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } قال : فهؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب } لهؤلاء الأجر بما عملوا في الدنيا . ) .
---
داود عيسى
02-24-2004, 01:27 AM
بارك الله فيك يا أخي ابومجاهد على هذا التقسيم وهداك الله لما فيه رفعة للمسلمين......
أسأل بخصوص تقسيمك الأول للناس
المغضوب عليهم والضالين
المغضوب عليهم علمنا بأنهم هم الذين اعرضوا عن الحق بعد العلم به كبرا وحسدا(وهم اليهود)
الضالين البعيدين عن الصواب جيرة وجهلا (النصارى)(1/1991)
هل المقصود بالمغضوب عليهم والضالين لا يختصر على اليهود والنصارى؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-26-2004, 08:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا جواب سؤالك يا أخي عيسى من كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في تفسيره لسورة الفاتحة :
( وأما قوله: (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم, والضالون العاملون بلا علم, فالأول صفة اليهود, والثاني صفة النصارى, وكثير من الناس إذا رأي في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون, ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم, وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء, ويعوذ من طريق أهل هذه الصفات, فياسبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له, ويفرض عليه أن يدعو به دائماً مع ظنه أنه لا حذر علي منه, ولا يتصور أنه يفعله, هذا من ظن السوء بالله , والله أعلم ) انتهى
انظر تفسيره كاملاً لسورة الفاتحة
هنا (http://www.islamna.net/gbooks/A02.htm)
---
أبومجاهدالعبيدي
03-25-2004, 07:39 PM
ومن تقسيمات القرآن للناس ، تقسيمهم باعتبار قيامهم بالشكر ، فأقسام الناس من جهة امتثالهم لهذه العباده الجليله ( الشكر) ثلاثة أقسام :
قسم يشكرون ....
قسم شكرهم قليل ...
قسم لا يشكرون ...
أولاً : قسم الشاكرين :
و هم قله – جعلنا الله منهم – و جاء النص في بيان قلتهم في مواضيع من القرآن الكريم كثيره ، منها قوله تعالى ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )
و هؤلاء القله أعلى الناس مقاماً ، و هم الذين لهم الزياده و حسن الجزاء ، كما قال تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )
و قال سبحانه بعد ذكره لنجاة لوط عليه السلام ( نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر )
و قال عزوجل ( وسيجزي الله الشاكرين)
و هؤلاء أقل الخلق كما تقدم(1/1992)
و ذكر الإمام احمد رحمه الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يقول : اللهم اجعلني من الأقلين .فقال عمر : ما هذا ؟! فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ، إن الله عز وجل قال ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )
ثانياً : قسم المقلين :
أي يشكرون الله تعالى ، و لكن هذا الشكر قليل ، و وجه قلته كونه في أوقات يسيره ، و في فترات متباعده ، و على بعض النعم لا كلها ، كما قال تعالى ( قليلا ما تشكرون) وذلك بعد تعداد النعم و بيان كثرتها و منافعها ، قال تعالى هو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلاً ما تشكرون )
ثالثاً : قسم لا يشكرون :
و هذه صفة أكثر الخلق ، كما جل جلاله في ثلاثة مواضع من كتابه ولكن اكثر الناس لايشكرون)
و في موضعين ( ولكن اكثرهم لا يشكرون )
وقال جل جلاله في سورة الاعراف ( و لا تجد أكثرهم شاكرين )
و هذا الصنف من الناس هم أبغض الخلق الى الله عزوجل ، فإن الله تعالى قسم الناس الىشكور و كفور ، فأبغض الأشياء اليه الكفر و أهله ، و أحب الأشياء اليه الشكر و أهله ، قال تعالى (انا هديناه السبيل إما شاكراً و إما كفوراً ) ، و قال تعالى ( و اشكروا لي و لا تكفرون )
و هذا النكران من هؤلاء قد يكون لجهلهم بقدر النعمه ، أو منعمها ، او لكفرهم و جحودهم – عياذاً بالله – كما قال تعالى ( فأبى اكثر الناس إلا كفوراً)
فبين أن سبب إبائهم هو بسبب كفران النعم ، فالشكران ضد الكفران ، و كثرة الكافرين تبين قلة الشاكرين .
و هذا التصوير الرباني لواقع الناس يشعر بالحسره الشديده على العباد المنكرين الجاحدين ، و حقاً إن الانسان لظلوم كفار ، يلبس ثياب النعمه فتكسوه من شعره الى أخمص قدميه صحه و عافيه و مالاً و ولداً وأمناً ، ثم لا يلوي على صاحبها و مسبغها بالشكر و العرفان"
منقول باختصار من هنأ (http://alzaeem.com/magazine/modules.php?name=News&file=article&sid=35)
---
أبومجاهدالعبيدي(1/1993)
10-29-2006, 10:53 AM
وينقسم الناس في القرآن باعتبار التوبة إلى قسمين : تائب وظالم.
فمن لم يتب فهو ظالم.
قال الله تعالى : { وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (الحجرات:11).
---
عمار
10-29-2006, 06:32 PM
جزاكم الله خيرا يا شيخ على هذا الموضوع اللطيف...وأرجو أن تسمح لي بمشاركة بسيطة :
.................................................. .................................................. ................................
قال تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات
بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير } ( سورة فاطر ، الآية رقم : 32)
قال ابن كثير في تفسيره : (11 / 322) :
( يقول تعالى : ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم ، المصدق لما بين يديه من الكتب ، الذين
اصطفينا من عبادنا ، وهم هذه الأمة ، ثم قسّمهم إلى ثلاثة أنواع :
فقال : ( فمنهم ظالم لنفسه ) ، وهو : المفرّط في فعل الواجبات ، المرتكب لبعض المحرّمات.
(ومنهم مقتصد ) ، وهو : المؤدي للواجبات ، التارك للمحرمات ، وقد يترك بعض المستحبات ، ويفعل بعض المكروهات.
(ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) ، وهو : الفاعل للواجبات والمستحبات ، التارك للمحرمات والمكروهات
وبعض المباحات)
---
(1/1994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شبهات القرآنيين و الرد عليها - للشيوخ المهتمين
---
شبهات القرآنيين و الرد عليها - للشيوخ المهتمين
---
الإسلام ديني
01-30-2007, 12:53 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفيكم يا شيوخي الكرام بطائفة تصول و تجول هذه الايام في المنتديات الإسلامية
للقضاء على السنة النبوية
فهؤلاء يطلق عليهم القرآنيين
و يزعمون بأن كل شيء غير القرآن الكريم يعتبر من الشيطان " و العياذ بالله "
تحاورت مع العديد منهم و لاحظت بأن هناك فروقات بينهم
فمنهم من يأخذ ببعض السنة النبوية - حسب مزاجه!!!؟؟
و منهم من يأخذ بما يوافق القرآن الكريم - حسب فهمه
و منهم من يرد السنة النبوية إذا عارضت عقله أو فهمه
و منهم من يرد السنة النبوية إن لم يكن لها ذكرا في القرآن الكريم
كـ السواك - إطلاق اللحى - النوافل - ......الخ من أفعال أو أقوال أو إقرارات النبي عليه الصلاة و السلام
التي لم يذكرها القرآن الكريم
و منهم من يرد كل السنة بحجة أنها من الشيطان - و العياذ بالله
الشاهد
أن لهؤلاء
شبهات كثيرة
رددنا على بعضها و البعض الآخر يحتاج إلي مشايخ
كمشايخنا المتواجدين في هذا المنتدى - أطال الله في أعمارهم و جزاهم عنا خير الجزاء
فقبل أن أنقل هذه الشبهات لهذا المنتدى
أريد أن آخذ رأيكم و رأي المشرفين و موافقتكم و موافقة المشرفين على هذا العمل
بإنتظار الرد منكم
/////////////////////////////////////////////////
---
الجندى
01-30-2007, 01:29 PM(1/1995)
قد خصص اخواننا فى منتدى التوحيد قسم لمناقشة هذه الفئة ، بعد ان لوحظ محاولة انتشارهم وترويجهم لما يعتقدون وعدم وجود منتديات تهتم بالرد عليهم ، وبفضل الله استطاع الاخوة جمع ما يكفى المسلم للرد على شبهات هذه الفئة من مختلف المواقع ومن مساهمات طلاب العلم ، وتجد فى القسم كتب ومقالات ومناظرات مع منكرى السنة بمختلف درجاتهم
رابط القسم
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30
---
الإسلام ديني
01-31-2007, 08:43 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بالأخ الحبيب " الجندي "
كيف الحال
معاك أخوك " الهاوي "
أنا يا أخي في موضوعي هذا أتكلم عن موقع " اهل القرآن " الذي يديره أحمد صبحي منصور
جزاك الله خيرا على هذا الرابط
و إن شاء الله سأطلع على ما فيه
و لقد سجلت في منتداكم الرائع " التوحيد "
بس أحتاج لمساعدتك لتفعيل إشتراكي بسرعة :)
لقد سجلت بهذا الإسم " الإسلام ديني "
/////////////////////////////////////////////////
---
الجندى
01-31-2007, 04:26 PM
حياك الله أخى الهاوى
أنا يا أخي في موضوعي هذا أتكلم عن موقع " اهل القرآن " الذي يديره أحمد صبحي منصور
هناك ردود عدة على صبحى منصور وصاحبه محمد شحرور وقد سبق دعوة الأول للحوار واعتذر للانشغال ، ومن امثلة المواضيع التى ترد عليه :
- أحمد صبحي منصور يسب النبي صلى الله عليه و سلم من أجل الكلاب (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3722)
- نقض أصول منكرى السنة ... (رد كذب وتدليس وجهل أحمد صبحى منصور) (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4090)
- هكذا صنع اليهود أحمد صبحي منصور!! (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3729)
- صبحي منصور و نظرية المؤامرة (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3804)(1/1996)
- لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ : كلمة عن أحمد صبحي منصور (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4164)
- قاصمة الظهر وواصمة الدهر! (مع كتاب "القرآن وكفى" لأحمد صبحى منصور) (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3631)
- صبحي منصور ينكر السنة القولية و الفعلية (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3746)
- أحمد صبحي منصور (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3681)
ويمكنك الرجوع للقسم للاطلاع على المزيد من المقالات حوله .
اما بخصوص موقعه أو منتداه لا أدرى ايهما هو ، فيمكنك وضع روابط ردودنا عليهم بدلا من مناقشتهم .
---
الإسلام ديني
02-01-2007, 11:02 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب على هذه الروابط و التي سأستفيد منها بإذن الله تعالى
لقد إطلعت عليها سريعا و بعجالة
للأسف ليس فيها ردود على كل الشبهات
أخي الكريم
سأضع لهم هذه الروابط - إن تمكنت - بإذن الله تعالى
المشكلة يا أخي الحبيب
أن هناك كتاب كثر غيره يكتبون شبهاتهم " شبهات جديدة "
/////////////////////////////////////////////////
---
الإسلام ديني
02-06-2007, 08:22 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم " الجندي "
إلي الآن لم يفعل معرفي لمنتدى التوحيد !!؟؟
/////////////////////////////////////////////////
---
الجندى
02-06-2007, 02:04 PM
بل تم تفعيل اسمك يا أخى جرب المشاركة الآن
---
(1/1997)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الأقوى لتحميل المواقع بالكامل (عربي) Offline Explorer Enterprise 4.2.2390
---
الأقوى لتحميل المواقع بالكامل (عربي) Offline Explorer Enterprise 4.2.2390
---
سامي عبدالعزيز
06-01-2006, 02:55 PM
الجوائز التى حاز عليها :- اختيار المحررين لموقع التحميل الشهير Download.com
لتحميل البرنامج : http://dl.filekicker.com/send/file/167627-YJTV/eesetup.exe
التعريب مع نفس البرنامج : من واجهة البرنامج الرئيسية إضغط View ثم Languages و أخيرا Arabic
التسجيل : Name:piaodown
Email:piaodown@eyou.com
Serial:bnRzdfgaZ09FRQFwaWFvZG93bgExMDAwMAFwaWFvZG9 3bkBleW91LmNvbQ
الكراك : http://www.easy-sharing.com/365129/offlineexplorerpro_crack.zip.html
---
وائل حجلاوي
12-12-2006, 11:50 AM
السلام عليكم
رابط تحميل البرنامج لم يعمل عندي
وشكراً
---
سامي عبدالعزيز
12-12-2006, 03:05 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.download.com/Offline-Explorer-Enterprise/3000-2377_4-10609698.html?tag=lst-0-1
تفضل هذة الوصلة واضغط فيها على Download Now
---
سَعِيدٌ الأسْمَريّ
12-20-2006, 03:20 AM
جزيت خيرا
---
(1/1998)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول ماخرج مخرج الغالب
---
سؤال حول ماخرج مخرج الغالب
---
محمد البكري
09-12-2005, 06:10 PM
إلى الأساتذة الفضلاء :
قرأت حول تفسير قول الله تعالى " وإذاضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا .... الآية
وجاء التعليق على "" إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا "" فذكر المفسر رحمه الله أنها خرجت مخرج الغالب وأن المنطوق إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له .
أرجو التكرم من المشرفين _ وفقهم الله __ تسليط الضوء على هذه النقطة ومدى اطرادها في غيرها من الآيات وجزاكم الله خيراً.
---
(1/1999)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حمل : المجموعة الثانية من كتب العقيدة (( 5 شروح للعقيدة الطحاوية ))
---
حمل : المجموعة الثانية من كتب العقيدة (( 5 شروح للعقيدة الطحاوية ))
---
أبوأسامة ريان
05-30-2006, 10:11 PM
شرح الشيخ العلامة المحدث / عبدالعزيز بن باز
http://www.9q9q.net/index.php?f=ehdnom90
شرح الشيخ العلامة / صالح الفوزان
http://www.9q9q.net/index.php?f=9C7UvTSq
شرح الشيخ العلامة / عبدالعزيز الراجحي
http://www.9q9q.net/index.php?f=NQMpqo0y
شرح الشيخ / سفر الحوالي
http://www.9q9q.net/index.php?f=5A3HJhRP
شرح الشيخ / صالح آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=mplwYVMj
---
يوسف الأمريكي
06-01-2006, 03:48 PM
السلام عليكم ،
أحببْتُ أن أنبّه أن الشروح المذكورة أعلاه هي شروح أحادية البعد والمفروض أن نذكر شروح أخرى تلتزم بالنص أكثر من أن تكون مؤلفات جديدة تشرح مذهبا ما...وهذا هو رأي والسلام عليكم ورحمة الله
يوسف الأمريكي
---
(1/2000)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول علامة الركوع في المصحف
---
سؤال حول علامة الركوع في المصحف
---
عبد الرحمن
05-28-2003, 10:38 PM
يوجد أحياناً في المصحف علامة الركوع (ع ) حيث يستحسن الركوع لاكتمال الموعظة والمعنى ..
فمن يعرف أصل هذه العلامات ومن أول من وضعها وهل يوجد مصدر أو مرجع لها ؟؟
---
الحارث
05-29-2003, 06:04 AM
الأخ عبد الرحمن بارك الله فيك :
في أيّ مصحف توجد هذه العلامة ( ع ) ؟
---
عبد الرحمن
06-02-2003, 02:43 PM
تجدها في المصاحف المطبوعة في الباكستان على الهوامش الجانبية
ووجدتها في مصحف - لا أذكر أين طبع - مثبتة على أواخر الآيات .. وفي آخر المصحف شرح يبين فائدتها وهي اكتمال المعنى واستحباب الركوع لمن كان في صلاة ..
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2003, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبدالرحمن وفقه الله
العلامة التي سألت عنها وهي علامة (ع) ، ومعناها استحباب الركوع لمن كان يقرأ إماماً بالناس في الصلاة ، أومنفرداً أن يركع عندها لاكتمال المعنى، علامة يمكن قياسها على بقية علامات المصحف التي وضعها العلماء كعلامة الوقف الجائز والممنوع وغيرها ، والقول بجوازها.
وأنت تسأل عن علامات الوقوف ونحوها من مثل علامات الركوع التي ذكرتها ، والعلماء الذين أشرفوا على طباعة المصاحف المتأخرة اعتمدوا على كتب الوقف والابتداء مثل كتاب أبي عمرو الداني وغيره ، واعتمدوا على التفسير والمعنى الصحيح الذي يناسب الوقف ، ويكتمل عنده المعنى بحسب ما رأته اللجنة المكلفة بهذا من العلماء.
ولم ينصوا على أنهم رجعوا في مثل هذه العلامات على كتاب بعينه..(1/2001)
ومن الكتب النافعة في ذلك كتاب محمد طاهر الكردي (تاريخ القرآن). فهو كتاب جيد في هذا الباب ، وكذلك كتابه الآخر (الخط العربي) رحمه الله وقد كان خطاطاً ماهراً ، كتب المصحف مرات عديدة ، وهو من أهل مكة المكرمة.
---
مساعد الطيار
06-03-2003, 02:33 PM
الأخ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأفيدكم ان هذه العلامة من إبداعات علماء القارة الهندية ـ فيما يبدو ـ وقد تتبعتها في بعض الكتب التي تشير إلى رموز المصاحف ، فلم أجد لها ذكرًا إلا في كتاب منوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن ، لنحمد الصادق الهندي ، وقد طُبِع طبعة قديمة ، وذلك عام 1290 ، ومنه نسخة في مكتبة جامعة الإمام ، وقد شرح هذا الرمز الموجود في المصحف المكتوب بخط النستعليق الذي يقرأ به الباكستانيون ، قال : ( ورمز ع هذه علامة الركوع ) ص : 33 من الكتاب .
والمراد أن القصة أو المقطع قد تمَّ وما بعده مستأنف ، فيصلح أن تركع على هذا الموضع .
وكتاب كنوز ألطاف البرهان فيه كل ما يتعلق بالمصحف الباكستاني من رموز موجودة في الحواشي ، وهو مفيد في معرفة هذه الرموز .
وإني أنصح الأئمة بأخذ هذه الركوعات الموجودة في هذا المصحف ؛ لأن الذي وضعها تتبع المعاني ، وقد وُفِّقَ فيها إلى حدٍّ كبير ، وهي أحسن في تتبع المعاني من الأثمان والأرباع والأحزاب والأجزاء الموجودة في المصحف المصري ومن تبعه من المصاحف الأخرى المطبوعة في الشام والعراق والمملكة العربية السعودية .
---
عبد الرحمن
06-03-2003, 03:11 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/2002)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > صدر حديثاً (الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي) للخالدي
---
صدر حديثاً (الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي) للخالدي
---
عبدالرحمن الشهري
01-26-2007, 12:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار عمار بالأردن (1427هـ) كتاب جديد للأستاذ الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله بعنوان :
الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه اصول الكافي
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1082545b91a297f2ec.jpg
ويقع الكتاب في 324 صفحة من القطع العادي ، وقد تناول فيه المؤلف بالعرض والنقد المنصف لأخطاء الكليني وتأويلاته المنحرفة للآيات القرآنية ، وتأتي أهمية الكتاب من أهمية كتاب الكليني عند الرافضة ، والكتاب جيدر بالقراءة والاطلاع جزى الله مؤلفه خير الجزاء على جهوده المتواصلة في خدمة القرآن الكريم .
---
(1/2003)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!!
---
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!!
---
المزمل
08-30-2004, 05:38 PM
الحمد لله على كل حال, الحمد لله الذي كفانا وآوانا وهدانا , الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى, القائل : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } [ سورة المؤمنون : 1-5 ].
اللهم إنا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا, اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا, اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه لا إله إلا أنت نعوذ بك من شر أنفسنا ونعوذ بك من شر الشيطان وشركه .
والصلاة والسلام على خير خلق الله إمام المتقين, وقائد الغر المحجلين الذي كان يقول في دعائه: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وفي رواية ثانية : وَالْعِفَّةَ))[أخرجه الإمام مسلم برقم : 2721] .
ثمَّ أما بعد:
فهذا هو اللقاء السادس مع سلسلة إصلاح الأسرة ، تحت عنوان ((وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!! )) ، فبعد أن تكلمنا في اللقاء السابق عن (الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع ؟؟؟) نتكلم اليوم عن مثال صارخ عن العفة والعفاف والذي يضربه لنا النبي الكريم يوسف عليه السلام ولنا معه وقفات لتكون مثالاً للشاب المسلم اليوم ؟؟؟؟
تمهيد :
الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في الإنسان، ولا يكبت الغرائز ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها ويسيرها في مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محورًا تدور عليه الآداب النفسية والاجتماعية.(1/2004)
إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتًا، ولا تبني أسرة، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعًا طاهرًا.
إن الإسلام يقصد إلى حياة أسرية كريمة محترمة تشترك فيها الآمال والآلام، ويؤخذ بها حساب الحاضر والمستقبل. محضنٌ لذرية صالحةٍ ومنشأٌ لجيلٍ طاهرٍ، فيه الأبوان حارسان أمينان لا يفترقان.
هذا المجتمع الكريم النابت في تعاليم الإسلام يتميز بآدابه، ويلتزم بأحكامه، هذا المجتمع يجعل جريمة الزنا قصيةً في ركن لا يطالها إلا فئات شاذة لا يؤبه لها.
إن الذي يكبح هذه الجريمة، ويضيق دائرتها هو الإسلام بأحكامه وآدابه وعقائده بدءًا من الإيمان بالله وخشيته وتقواه وحسن مراقبته سبحانه، ثم تنقية المجتمع من بواعث الفتن، ومواطن الريب .
ففي المجتمع المسلم التزامٌ للملابس السابغة المحتشمة التي تكرم ابن آدم وتحميه ، مع أدب غض البصر، وكف العيون الخائنة من البحث عن العورات ، وتحريم الخلوة بين الرجل والمرأة غير ذات المحرم طهارة لقلوبهم وقلوبهن. وقال صلى الله عليه وسلم : ((ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما)) [صحيح أخرجه الإمام الترمذي،حديث (2165)، وقال : حديث حسن صحيح غريب. وصححه ابن حبان (4576) ، والحاكم (1/114-115)]،والمباعدة بين مجالس الرجال ومجالس النساء، حتى في المساجد ـ دور العبادة ـ فللرجال صفوفهم وللنساء صفوفهن ، ومنع الاختلاط المحرم في التعليم والعمل وكل مجال يقود إلى الفتنة،مع تيسير سبل الزواج ، والتزام الاستئذان والاستئناس حتى لا تقع العين على عورات النساء احتراماً لها ولكرامتها ،أو تلتقي العين بمفاتن المرأة حفاظاً عليها وعلى أعراض المسلمين .
وقد ضرب لنا الله تبارك وتعالى مثالاً عن العفة والعفاف في القرآن الكريم وهو عفة يوسف عليه الصلاة والسلام وهو الذي أردت الحديث عنه في هذا اللقاء ...........!!!
ملخص قصة يوسف عليه السلام كاملة :(1/2005)
ولد سيدنا يوسف وكان له 11 أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذت تراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن ، واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم اجتمع شمله مع إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه.
وقبل البدأ ؟؟؟
قبل أن نتحدث عن بعض الوقفات المستخلصة من قصة يوسف عليه السلام، أود الإشارة لعدة أمور.
تختلف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء، فجاء قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة.
قال تعالى في سورة يوسف : (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) .
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟
1 ـ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم.
2 ــ وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم.
3 ــ وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات.
4 ــ وقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة.(1/2006)
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها.. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة.. إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية.. يلتحم مضمونها وشكلها، ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها. (( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ )) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.
القصة القرآنية للمراودة في سورة يوسف عليه السلام :
(( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) (23) ، ودعت امرأة العزيز -برفق ولين- يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها; لحبها الشديد له وحسن بهائه, وغلَّقت الأبواب عليها وعلى يوسف, وقالت: هلمَّ إليَّ, فقال: معاذ الله أعتصم به, وأستجير مِن الذي تدعينني إليه, من خيانة سيدي الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله, إنه لا يفلح مَن ظَلَم فَفَعل ما ليس له فعله : (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) (24)ولقد مالت نفسها لفعل الفاحشة, وحدَّثت يوسفَ نفسُه حديث خطرات للاستجابة, لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عمَّا حدثته به نفسه, وإنما أريناه ذلك; لندفع عنه السوء والفاحشة في جميع أموره, إنه من عبادنا المطهرين المصطفَين للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده : (( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (25) ، وأسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج, وأسرعت تحاول الإمساك به, وجذبت قميصه من خلفه; لتحول(1/2007)
بينه وبين الخروج فشقَّته, ووجدا زوجها عند الباب فقالت: ما جزاء مَن أراد بامرأتك فاحشة إلا أن يسجن أو يعذب العذاب الموجع ، (( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ ))(26) ، قال يوسف: هي التي طلبت مني ذلك, فشهد صبي في المهد مِن أهلها فقال: إن كان قميصه شُقَّ من الأمام فصدقت في اتِّهامها له, وهو من الكاذبين ، (( وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ )) (27) ، وإن كان قميصه شُقَّ من الخلف فكذبت في قولها, وهو من الصادقين ، (( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ))(28) ، فلما رأى الزوج قميص يوسف شُقَّ من خلفه علم براءة يوسف, وقال لزوجته: إن هذا الكذب الذي اتهمتِ به هذا الشاب هو مِن جملة مكركن -أيتها النساء-, إنَّ مكركن عظيم ، (( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ)) (29)،قال عزيز "مصر": يا يوسف اترك ذِكْر ما كان منها فلا تذكره لأحد, واطلبي -أيتها المرأة- المغفرة لذنبك؛ إنك كنتِ من الآثمين في مراودة يوسف عن نفسه, وفي افترائك عليه ، (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (30) ،ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة العزيز: امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه), إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح ، (( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً(1/2008)
وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ))(31) ، فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها, أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها, وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد, وما يأكلنه من الطعام, وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام, ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن, فلما رأينه أعظمنه وأجللنه, وأخَذَهن حسنه وجماله, فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول, وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر; لأن جماله غير معهود في البشر, ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة ، (( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ))(32) ، قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به, ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب لي فامتنع وأبى, ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن, ولَيكونن من الأذلاء ، ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ )) (33) ، قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة, وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن, وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم ، (( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))(34)، فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو السميع(1/2009)
لدعاء يوسف, ودعاء كل داع مِن خلقه, العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه, وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم ، (( ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ )) (35) ثم ظهر للعزيز وأصحابه -من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته- أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر; منعًا للفضيحة.
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام
هذا النموذج الرائع يضربه الله تعالى لنا حتى نتعظ ونعتبر وحتى يعلم الناس أجمعين أن العفة لا تكون هكذا بمجرد الخاطرة وإنما لابد لها من همة وإرادة . هذه القصة التي يضربها الله عز وجل في سورة يوسف نقف فيها وقفات:
الأولى : الاستعانة بالله تعالى :
إن الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة به والفرار إليه هو من أقوى الأسباب التي تنال بها العفة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: (( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا ولكن الله يزكي من يشاء)) من الذي يحفظك من الفتنة؟ من الذي يحفظك من الزنا؟ من الذي يغض بصرك حقٌا؟ من الذي يجعلك تغض بصرك؟ هو الله عز وجل رب العالمين, ولذلك فلا يغتر إنسان بنفسه, لا يغتر إنسان بثقته بل ينبغي عليه أن يتهم نفسه دومًا بقلة الهمة وبضعف الإرادة وأن يستعين بالله عز وجل لكي يصرفه عن السوء والفحشاء.
فهذا النبي الكريم يوسف عليه السلام لما طلبت منه امرأة العزيز وهمت به وهم بها إلتجأ إلى من؟ ما قال: ((قال معاذ الله)) أي استعيذ بالله منكِ ومن شرك, ((قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)).
الثانية: عدم الاغترار بالنفس والركون إليها :(1/2010)
إذ ينبغي على الإنسان ألا يعتمد على الثقة الزائدة بالنفس والاغترار بها , لما جاءت النسوة إلى امرأة العزيز ولُمنها على فعلتها قالت: ((ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين )) اذا فعل يوسف عليه السلام؟ التجأ إلى الله رب العالمين (( قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه)) أن أسجن وأن أحبس أن تقيد حريتي هذا أحب إلي من أن أقع في الفاحشة (( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) إذا لم تصرف ربي أنت عني كيدهن سأصغي إليهن وستذهب قوتي وستخور عزيمتي وسأستمع إلى ما تقول فأسألك ربي أن تصرف عني كيدهن, فماذا كان الجواب؟ (( فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم )) وهكذا فإن الإنسان إذا ألمّت به فتنة ينبغي أن يلجأ إلى الله عز وجل, ولا ينبغي أن يخوض هذه الفتنة بغير استعانة بالله.
انظر ماذا يقول ربنا في الذين اتقوا إذا جاءهم الشيطان وسول لهم سوء الأعمال, قال سبحانه وتعالى: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم،إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)) الذين اتقوا إذا مرّ عليهم طيف أو خاطرة من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون, وكيف يكون التذكر؟ يكون بالاستعاذة من الشيطان وبالإستعانة بالله عز وجل.
الثالثة : الدخول على النساء :(1/2011)
إن التساهل من المسلمين في دخول الرجال والخدم في البيوت من أكثر أسباب وقوع الكثير من الحوادث التي تسببت في انتهاك الأعراض, قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو يذكر لنا هذا العزيز الذي كان بالفعل ديوثًا, يقول الحافظ ابن كثير: كان زوجها ـ أي العزيز ـ لين العريكة وكان سهلاً أو أنه عذرها لأنها رأت أنها لا صبر له عنها, ولذلك تجرأت المرأة على أن تطلب هذا الطلب علانية بين النساء , تطلب من يوسف عليه السلام أن يفعل فيها الفاحشة, ولذلك فإن الإنسان ينبغي عليه ألا يدخل الخدم على النساء, ليتقي الله عز وجل هذا الذي يركب ابنته مع السائق فيوصل السائق ابنته إلى الجامعة أو إلى المدرسة, ما هذا؟ أين الغيرة؟ أما تغار على عرضك أيها المسلم, لا ينبغي للمسلم أن يفعل هذا, لا ينبغي للرجل أن يترك خادمه يباشر النساء أو أن يدخل عليهن, يقول صلى الله عليه وسلم : ((إياكم والدخول على النساء)) قال رجل: يا رسول الله, أرأيت الحمو؟ ـ أي قريب الزوج أيدخل على المرأة ـ قال: ((الحمو الموت)), أي: إذا أدخلت الحمو إلى بيتك كأنك أدخلت الموت على أهلك.
الرابعة: الصحبة السيئة :
في هذه القصة أن الصحبة السيئة من أسباب الوقوع في الفواحش, ألا ترى أن امرأة العزيز لما انتشرت هذه الفضيحة بين النساء ماذا فعلت النساء اللاتي كن حولها؟ شجعنها على ذلك وذهبن إلى يوسف يطلبن منه أن يرضخ لكلامها فقال يوسف عليه السلام: ((إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) وقال يوسف: (( ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)) أي في اشتراكهن في هذه الجريمة.
الخامسة : الإشاعات :(1/2012)
فلولا الإشاعات لما علمت النسوة بأمر امرأة العزيز (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (30) ،ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة العزيز: امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه), إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح .
بدأ الموضوع ينتشر.. خرج من القصر إلى قصور الطبقة الحاكمة أو الراقية يومها.. ووجدت فيه نساء هذه الطبقة مادة شهية للحديث. إن خلو حياة هذه الطبقات من المعنى، وانصرافها إلى اللهو، يخلعان أهمية قصوى على الفضائح التي ترتبط بشخصيات شهيرة.. وزاد حديث المدينة: (( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ )) وانتقل الخبر من فم إلى فم.. ومن بيت إلى بيت.. حتى وصل لامرأة العزيز ..... وما حدث من النسوة (( رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ))
ومن أعظم الآداب في هذا الباب الكف عن إشاعة الفاحشة في المؤمنين ومحبة ذلك والرغبة فيه عياذًا بالله. إذا انتشر بين الأمة الحديث عن الفواحش ووقوعها فإن الخواطر تتذكرها ويخف على الأسماع وقعها، ومن ثم يدبُّ إلى النفوس التهاون بوقوعها ولا تلبث النفوس الضعيفة والخبيثة أن تُقدم على اقترافها ولا تزال تتكرر حتى تصير متداولة. وانظر إلى ما تفعله كثيرٌ من وسائل الإعلام في الناس والنفوس. (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيع الفاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)) [النور:19].
السادسة : كتم صوت الحق بالسجن :(1/2013)
ربما كان دخوله للسجن بسبب انتشار قصته مع امرأة العزيز ونساء طبقتها، فلم يجد أصحاب هذه البيوت طريقة لإسكات هذه الألسنة سوى سجن هذا الفتى الذي دلت كل الآيات على برائته، لتنسى القصة. قال تعالى في سورة (يوسف): (( ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)) وهكذا ترسم الآية الموجزة جو هذا العصر بأكمله.. جو الفساد الداخلي في القصور، جو الأوساط الأرستقراطية.. وجو الحكم المطلق.
إن حلول المشكلات في الحكم المطلق هي السجن.. وليس هذا بغريب على من يعبد آلهة متعددة. كانوا على عبادة غير الله.. ولقد رأينا من قبل كيف تضيع حريات الناس حين ينصرفون عن عبادة الله إلى عبادة غيره. وها نحن أولاء نرى في قصة يوسف شاهدا حيا يصيب حتى الأنبياء. صدر قرارا باعتقاله وأدخل السجن. بلا قضية ولا محاكمة، ببساطة ويسر.. لا يصعب في مجتمع تحكمه آلهة متعددة أن يسجن بريء. بل لعل الصعوبة تكمن في محاولة شيء غير ذلك.
دخل يوسف السجن ثابت القلب هادئ الأعصاب أقرب إلى الفرح لأنه نجا من إلحاح زوجة العزيز ورفيقاتها، وثرثرة وتطفلات الخدم. كان السجن بالنسبة إليه مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر في ربه.
خاتمة :
ألا فاتقوا الله رحمكم الله واستمسكوا بدينكم، والزموا آدابه وحدوده، عبوديةً خالصةً، وسلوكًا لمسالك الطهر والعفة يصلح الفرد كما يصلح المجتمع، فتسعدوا في الدنيا، وتسلموا وتفوزوا في الآخرة وتفلحوا، ثم صلوا وسلموا على نبيكم نبي الرحمة والهدى فقد أمركم ربكم جل وعلا قائلاً عليمًا: (( إِنَّ اللَّهَ ملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)) [الأحزاب:56].
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما سمعنا وأن يغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.(1/2014)
كما أسأل الله تعالى أن يقينا الزلات وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأزواجه وذريته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
حسام الدين سليم الكيلاني
منقول من موقع صيد الفوائدhttp://www.saaid.net
---
(1/2015)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية
---
إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية
---
الأثري
01-31-2007, 03:15 AM
صدر حديثأ من مكتبة دار المنهاج
للنشر والتوزيع بالرياض
كتاب :
إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية مع المقارنة بكتاب إعجاز القرآن للباقلاني
تأليف : د. محمد بن عبد العزيز العواجي
تقديم : أ.د حكمت بن بشير بن ياسين
وأصل الكتاب رسالة تقدّم بها الباحث لنيل درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية قسم الدراسات القرآنية وحصل على الدرجة بتقدير ممتاز
والتي قُسمت إلى مقدمة وتمهيد وأربعة أبواب وخاتمة
التمهيد في إعجاز القرآن تعريفه ونشأته
المبحث الأول : تعريف إعجاز القرآن
المبحث الثاني : نشأة العلم إعجاز القران
المبحث الثالث : المراحل التي مر بها التأليف وتطوره
المبحث الرابع : أشهر مسائله ومباحثه
المبحث الخامس: ثمرة دراسة إعجاز القرآن
الباب الأول: إعجاز القرآن الشمولي عند شيخ الإسلام
الفصل الأول: شمولية القرآن وهيمنته
المبحث الأول : أنه جمع علم الكتب السابقة عليه
المبحث الثاني : أن القرآن فيه تفصيل كل شيء
المبحث الثالث : شدة حاجة البشر إلى القرآن
المبحث الرابع : القرآن آية صدق النبي صلى الله عليه وسلم
المبحث الخامس: إظهار معجزات الأنبياء في القرآن
المبحث السادس : التدرج في التحدي
الفصل الثاني: أوجه الإعجاز التي تكلم عليها شيخ الإسلام
المبحث الأول : إعجاز القرآن في أسمائه وأوصافه
المبحث الثاني : إعجاز القرآن في السورة القصيرة والآية والآيتين
المبحث الثالث : إعجاز القرآن في حروف المعجم
المبحث الرابع : إعجاز القرآن في الأخبار بالمغيبات
المبحث الخامس: إعجاز القرآن ليس في الأمثال اللغوية فقط
المبحث السادس : إعجاز القرآن في تناسبه وارتباط بعضه ببعض(1/2016)
المبحث السابع: الإعجاز العلمي والكوني في القرآن
الباب الثاني: إعجاز القرآن البياني وكلام شيخ الإسلام فيه
الفصل الأولى: إعجاز القرآن في أساليبه
المبحث الأول : إعجاز القرآن في الأقسام
المبحث الثاني : إعجاز القرآن في الاستفهام
المبحث الثالث : إعجاز القرآن في ضرب الأمثال
المبحث الرابع : إعجاز القرآن في القصص
المبحث الخامس: إعجاز القرآن في المخاطبات بحسب الحاجات
المبحث السادس: بيان القرآن في للحق بالأدلة العقلية والقياس البين
الفصل الثاني :خصائص الألفاظ والمعاني التي في القرآن عند شيخ الإسلام
المبحث الأول : قوة لفظ القرآن وأثرها في المعنى
المبحث الثاني : خصائص الألفاظ والمعاني
المبحث الثالث : أنه لا ترادف بين كلماته وحروفه
المبحث الرابع : لا يخالف بين الألفاظ إلا لاختلاف المعاني
المبحث الخامس: العطف والتغاير
المبحث السادس: ليس في القرآن تكرار بعينه
المبحث السابع : ليس في القرآن كلام لا معنى له
الباب الثالث : علاقة القرآن بغيره وكلام شيخ الإسلام في ذلك
الفصل الأول : الفرق بين القرآن وغيره
المبحث الأول : الفرق بين إعجاز القرآن والكتاب السابقة
المبحث الثاني : بيان إعجاز القرآن في أوصاف المتبعين له والمعرضين عنه
المبحث الثالث : الفرق بين الشعر والقرآن كما بينه القرآن
الفصل الثاني : الرد على من طعن في القرآن كما بينه القرآن
المبحث الأول : تنزيه القرآن للرسولين -عليهما السلام-
المبحث الثاني : دلالة الحال على صدق النبي صلى الله عليه وسلم
المبحث الثالث : الرد على من زعم أنه تعلمه من أهل الكتاب
المبحث الرابع : دلالة القصص على أنه لم يتعلمه من أحد
المبحث الخامس: مطاعن المشركين في القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لتبرير مواقفهم
المبحث السادس: دلالة القرآن على أنه منزل من الله بلفظه ومعناه
المبحث السابع : الرد على من زعم أن لفظه من الرسول ومعناه من الله(1/2017)
الباب الرابع : المقارنة بين إعجاز القرآن عند ابن تيمية وعند الباقلاني
الفصل الأول : المقارنة بينهما في بعض أوجه إعجاز القرآن
المبحث الأول : التحدي في القرآن
المبحث الثاني : القدر المعجز من القرآن
المبحث الثالث : هل في القرآن مجاز
المبحث الرابع : اختلاف أهل الملة في إعجاز القرآن
الفصل الثاني : المقارنة بينهما في الوجوه والمعاني التي يشتمل عليها نظم القرآن
المبحث الأول : ما يرجع إلى جملته
المبحث الثاني : عدم التفاوت والتباين في نظم القرآن
المبحث الثالث : افتتاح بعض السور بحروف المعجم
المبحث الرابع : موافقة الأحكام الشريعة للعقل
المبحث الخامس: اقتصار الإعجاز على وجوه البلاغة وموقف كل منهما
الخاتمة
منقول
المصدر : http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=494
---
سهل المنال
04-08-2007, 11:21 PM
جزاك الله خيرا
---
محب القراءات
04-09-2007, 12:34 AM
جزى الله شيخنا الدكتور / محمد العواجي خير الجزاء ونفع بعلمه .
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 06:17 AM
جزاكم الله خيراً . وقد سبق التعريف بالكتاب في الملتقى بارك الله فيكم
صدر حديثاً (إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام ابن تيمية) للـ د.محمد العواجي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7148)
---
(1/2018)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة
---
طريقة حفظ القرآن الكريم عند الشناقطة
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اشتهر أهل شنقيط ولا سيما طلبة العلم بمحفوظاتهم الواسعة ، وطريقتهم التي يسيرون عليها في حفظ العلم . وأشرف محفوظاتهم التي يعنون بها عناية فائقة حفظ كتاب الله الكريم . فلهم في حفظه طريقة جديرة بالدراسة والاتباع لما فيها من الدقة ، والاحتياط . وقد صنف الأخ الكريم إبراهيم بن أب الحسني الشنقيطي وفقه الله كتاباً شرح فيه طريقة الشناقطة في حفظ القرآن الكريم . عنونه بعنوان هذه المشاركة ، وقرظه عدد من علماء شنقيط حفظهم الله .
ويقع الكتاب في 136 صفحة من القطع العادي . وقد اشتمل الكتاب على المباحث الآتية :
المبحث الأول : تعريفات مهمة .
المبحث الثاني : الأدلة من الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة على الترغيب في حفظ القرآن الكريم .
المبحث الثالث : من فوائد حفظ القرآن الكريم .
المبحث الرابع : أمور أساسية تعين على حفظ كتاب الله تعالى .
- الخطوات التي تعين على الحفظ .
- المطعومات التي تساعد على الحفظ .
- أمور تضف الذاكرة وتعيق عملية الحفظ.
المبحث الخامس : التعريف بالشناقطة .
- الصلاحيات الممنوحة لشيخ المحظرة .
- شروط العقاب .
- العقاب عند الشناقطة .
- سرد طريقة الشناقطة في حفظ القرآن العظيم .
- فوائد القراءة الجهرية .
- أهم القواعد المتبعة في المحضرة .
- أقرب الطرق التربوية إلى طريقة الشناقطة .
المبحث السادس: مشكلة النسيان وكيف عالجها الشناقطة .
- التغليظ في نسيان القرآن بعد حفظه .
المبحث السابع: بعض المآخذ على طريقة الشناقطة .
- القول في إجازة المرأة .
المبحث الثامن: بعض الأخطاء الشائعة في تلاوة القرآن العظيم .
المبحث التاسع : خطة الحفظ المتقن .(1/2019)
- نظام الوجبات المقترحة على طالب الحفظ .
- الخاتمة .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_25344451dd94f3602e.jpg
آهٍ على عهد المحاضر والهوى = غضُّ الأزاهرِ ، والزمانُ شبابُ
ولكل وادٍ ظله ومروجه = ولكل عطرٍ في نداه هبابُ
وتلاوة القرآن تصعد للسما= وجلالها بجمالها منسابُ
وكأنما الألواح ظمأى بالضحى = وكأنما أقلامها الأنخابُ
والأصبحيُّ مرابط ومبجلٌ = في هالةٍ يحلو بها الترحابُ
لا يرتجي نقداً ولا عوناً ولا = تنتابه الراحاتُ والأتعابُ
وتثارُ ألفُ قصيدةٍ وحكايةٍ = للأصمعي وما انتقى الأعرابُ
---
فهد الوهبي
09-30-2006, 06:27 AM
جزاك الله خيراً
اسأل الله أن ينفع به ..
---
الغني بالله
09-30-2006, 01:58 PM
جزاك الله خيرا مشرفنا الفاضل.
---
معروفي
10-24-2006, 06:55 AM
شيخنا الحبيب :
هل يمكن أن تذكر لنا الدار التي طبعت الكتاب و مكان الدار حتى يتسنى لنا الوصول إليه ، و جزاكم الله خيراً .
---
عبدالرحمن الشهري
10-24-2006, 07:51 AM
ليس عليه معلومات أي ناشر ، ويبدو أنه قد نشر بطريقة شخصية عن طريق المؤلف مباشرة ، وليس هناك معلومات الموزع أيضاً ، غير أنه يباع في المكتبات في الرياض كالرشد والعبيكان وغيرها ، وعليه رقم هاتف جوال للتوزيع الخيري رقمه 0569703726 ورقم آخر 0507074313 يمكن الاستفادة منهما في الحصول على الكتاب إن شاء الله . والكتاب ممتع ، وقد قرأته كاملاً قبل ليالٍ ، ولا سيما في سرده لطريقة الشناقطة في حفظ القرآن من ص 84 حتى ص 98 فجزى الله مؤلفه خيرا .
---
معروفي
10-24-2006, 09:04 AM
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل فأنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولعل الله تعالى ييسر لي الحصول عليه .
---
أمين الشنقيطي
11-01-2006, 07:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2020)
جميل جداً من فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري،واعضاء الملتقى، أن يقرأوا في طريقة حفظ الشناقطة في أي بلد وفي الزمن السابق وحتى اليوم،والجميل أن يوصي بقراءة الكتاب المذكور أعلاه،وإن كنت لم أقرأه أنا أيضا.
وأحسب أن الذين حفظوا علم القرآن خاصة، كانت طريقتهم أكثر مرونة وسلاسة،من تلك التي تقوم على حفظ العلوم اللغوية خاصة فهؤلاء طريقتهم تمتاز بتعقيد أكثر، ,اثمّ إنّ الأعظم من هذين حفظ جميع علوم الشريعة في وقت العالم.
وبخصوص قضية الاستيعاب بعد الحفظ:
فإن الشرح وحفظ الشرح وطريقة استيعابه من الشيخ من أعظم المسائل في الحفظ،
وقد سمعت من الوالد حفظه الله أن من أكثر الأساليب المرغب فيها هي التكرار للمشروح بعد الدرس مباشرة، وملاصقة عالم متمكن من العلم المراد حفظه،ومؤاخاة طالب علم نجيب،
أخيراً أحسب بالإضافة لما سبق أن طريقة مراجعة هذه العلوم اصعب مما سبق فهل من مرجع يفيد منه الإخوة، كما أفادوا من طريقة الحفظ،وفقني الله وأعضاء الملتقى لحفظ كتابه وعدم نسيانه،وحفظ علوم الشريعة المباركة وفق فهم شرعي صحيح.
---
(1/2021)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن ابن عقيل رحمه الله
---
سؤال عن ابن عقيل رحمه الله
---
مهاجر
04-08-2006, 03:36 AM
بسم الله
السلام عليكم
في برنامج مبادئ العلوم الذي تبثه قناة المجد الفضائية في هذه الآونة ، استضاف البرنامج الشيخ الدكتور فهد الرومي ، حفظه الله ، وأثناء إحدى المداخلات تكلم الشيخ الدكتور مصطفى مسلم ، حفظه الله ، أستاذ علوم القرآن بجامعة الشارقة ، عن تحقيق جامعة الشارقة لكتاب لإمام يدعي ابن عقيل المكي ، وقد أشكل علي هذا الاسم ، فما أعرفه أن ابن عقيل هو الإمام الحنبلي المعروف ، رحمه الله ، المتوفى سنة 513 هـ ، أو بهاء الدين بن عقيل ، الإمام النحوي ، صاحب الشرح الشهير ، على ألفية ابن مالك ، رحمه الله ، المتوفى سنة 769 هـ ، فهل من ترجمة للإمام الذي ذكره الشيخ مصطفى مسلم ، حفظه الله ، وجزاكم الله خيرا
---
الكشاف
04-08-2006, 07:17 PM
اسمه ابن عقيلة المكي وليس ابن عقيل .
وهذا الكتاب تجد خبره هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4391
---
مهاجر
04-10-2006, 03:54 AM
جزاك الله خيرا أيها الكريم
---
(1/2022)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الأمة الإسلامية بين اليأس والتفاؤل
---
الأمة الإسلامية بين اليأس والتفاؤل
---
إمداد
06-03-2005, 05:53 PM
الأمة الإسلامية بين اليأس والتفاؤل
لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن معلا اللويحق
http://media.al-islam.com/download.aspx?id=188
__________________
---
(1/2023)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإكليل .. في استنباط التنزيل
---
الإكليل .. في استنباط التنزيل
---
يوسف السليم
11-24-2006, 05:01 PM
الحمد لله رب العالمين , اللهم إياك نعبد وإياك نستعين .. وبعد ..
فهذه كلمة مختصرة جداً , عن سفر من أسفار مكتبة التفسير , يقصد منها لفت عناية طلاب علم القرآن الكريم لهذا الكتاب البديع ..
يصنف الكتاب من المختصرات في التفسير , حيث أنه مجموع في 3 مجلدات متوسطة , وقد أخذت مقدمة الكتاب ومنهج دراسته وتحقيقه قريباً من نصف المجلد الأول , أضف إلى ذلك تحقيق الكتاب الذي قد يشغل أكثر الصفحة ..
معلومات عن الكتاب :
الإكليل
في استنباط التنزيل
---
للإمام جلال الدين السيوطي
(ت 911هـ)
--
دراسة وتحقيق
الدكتور عامر بن علي العرابي
(3 مجلدات ) حجم متوسط
دار الأندلس الخضراء
للنشر والتوزيع
جدة
وذكر المحقق في منهج دراسته أسباب اختياره للكتاب :
1- قلة كتب أحكام القرآن التي لا ترتبط بمذهب فقهي معيّن , فأردت أن أضيف للكتب المطبوعة هذا الكتاب مخدوماً محقّقاً , مخرج الأحاديث والآثار .
2- صغر حجمه مع كثرة فوائده , وغزارة مادته وفرائده .
3- اهتمامه بالمسائل الاعتقادية , والردود على الفرق المنحرفة .
4- ذكر الاستنباطات الدقيقة بعبارة بليغة موجزة , كشأن الإمام السيوطي في كثير من مؤلفاته الجامعة .
5- اهتمامه بالمأثور , إذ حوى ما يقرب من الألف والأربع مائة بين حديث وأثر .
6- منهجه المتفرد في دراسته الآيات , فهو لا يقتصر على آيات الأحكام , بل يتتبع آيات القرآن في الأحكام وغيرها , ويتلمس ما يستنبط منها معتمداً على فهمه الخاص , أو ناقلاً لأقوال العلماء والمفسرين , فيقول- مثلاً- : " فيها كذا " أو " استدل بها على كذا " فكان بهذا مستدركاً لما تركه المفسرون , أو جامعاً لما تناثر في كتبهم .(1/2024)
7- أخذ أئمة التفسير منه , مثل الأئمة : الألوسي , والقاسمي , والشنقيطي .
قال عنه الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي :
"ومن أهم الكتب المختصة في آيات الأحكام كتاب السيوطي، الإكليل في استنباطات التنزيل، وهو كتاب صغير الحجم كثير العلم غزير الفائدة، أوراقه قليلة، حيث جمع فيه ما يستنبط من هذه الآيات ـ التي هي آيات الأحكام ـ خمسمائة آية أورد ما يستنبط منها دون أن يرجح في ذلك مذهبا من المذاهب بأسلوب مختصر دقيق، ٍولهذا فإن بعض أهل العلم يمتحنون طلابهم في الاستنباط من هذا الكتاب، عندما يذكر ـ مثلا ـ الكثير من المسائل المستنبطة من الآية الواحدة، ٍيقال بين وجه الاستنباط في هذه المسألة وهكذا على طريقة الامتحان ."
وقال أيضاً : "ولهذا فإن السيوطي ـ رحمه الله ـ كان موفقا في كتابه الإكليل في استنباطات التنزيل حين لم ينسب مذهبا من المذاهب إلى القائل به ، يأتي بالآية يقول قول الله كذا فيه كذا وفيه كذا وفيه كذا ، أي أخذ منه كذا وكذا ، سواء كان ذلك الأخذ صحيحا أو ضعيفا أنا لا يعنيني هذا ، أنا أبين لك وجه الاستنباط كيف استنبط العلماء من هذه الآية وما استنبطوا منها ، ولذلك بالإمكان أن أتكلم في نفس الآية في موضع استنبط منه العلماء حكما وفي الموضع الذي يليه استنبطوا حكما مخالفا للسابق.." سلسلة العلوم الشرعية – للددو .
نموذج من الكتاب :
" قوله تعالى: ( لتكونوا شهداء على الناس ..)
قيل : أي لتكونوا حجة فيما تشهدون به , كما أنه صلى الله عليه وسلم شهيد , بمعنى حجة , قيل : ففيه دلالة على حجية إجماع الأمة ..
قوله تعالى : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ..)
أي صلاتكم إلى بيت المقدس , استدل به على أن الإيمان قول وعمل . " ج1 ص 324
هذا النموذج يمثل صفحة كاملة من متن الكتاب ( المختصر )..
في الختام :
- يبدو أن طبعات الكتاب قليلة ..(1/2025)
_ سألت عنه كثيراً من المكتبات فلم أجده, إلا مكتبة وجدت عندها نسخة وحيدة حظيت بها – بحمد الله -..
والله أعلم ..
مقال سابق عن الكتاب
http://www.tafsir.org/vb/redirector.php?url=http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=822&highlight=%C7%E1%C5%DF%E1%ED%E1
---
أحمد البريدي
11-24-2006, 06:18 PM
أخي الكريم : يحبذ إضافة ما عندك تحت المشاركة الأصلية فهو أولى من التفريق , نفع الله بك .
---
(1/2026)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسالة الماجستير والدكتوراة للدكتور:عبد السلام المجيدي
---
رسالة الماجستير والدكتوراة للدكتور:عبد السلام المجيدي
---
سلطان الفقيه
03-24-2006, 02:09 PM
باذن الله سنضع رسالتي الماجستير والدكتوراه للدكتور:عبد السلام المجيدي ( للتحميل) الأولى بعنوان:
(تلقي النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرءان من جبريل عليه السلام). والثانية:(كيفية تلقي الصحابة القرءان من النبي صلى الله عليه وسلم)).
وكتاب آخر اسمه:(السلسبيل المورود...) وسنذكر سيرة الدكتورالشخصيه بإذن الله.
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2006, 03:00 PM
جزاكم الله خيراً ، ولعلي أنقلها إن شاء الله لمكتبة الشبكة بعد رفعكم لها .
---
سلطان الفقيه
03-24-2006, 06:25 PM
وأنتم جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن على اشرافكم على هذا الملتقى المبارك .نسأل الله أن يعينكم ويبارك فيكم.
---
(1/2027)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله سيرته من الداخل ؟
---
شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله سيرته من الداخل ؟
---
أبو العالية
12-17-2006, 02:54 PM
لقاء مع الأم الكبيرة الفاضلة أم عبدالله زوجة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
هذا اللقاء أجرته إحدى الاخوات الداعيات والمشرفه على أحد المنتديات مع أم عبدالله حفظها الله زوجة سماحة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله )احببت ان انقل لكم هذا اللقاء المميز فكم فيه من فوائد .
والآن إلى إجابات ما تيسر من الأسئلة :
س: هل يوجد تغير في همة الشيخ في العلم والدعوة والعبادة بين شبابه وشيخوخته رحمه الله ؟ج : لم أجد أي نقص أو ضعف في همة الشيخ رحمه الله في العلم والدعوة والعبادة مع تقدمه في العمر ولكن على العكس فقد كانت مشاغله رحمه الله تزداد مع مرور الوقت كما هو الحال في عبادته ودعوته حتى أنه رحمه الله في شدة مرضه لم يفرط بلحظة واحدة دون ذكر أو عبادة أو تدريس أو توجيه .
..*..*..*. .*..
س: أغرب ما رأيتي من الشيخ رحمه الله في حياته ؟ج: لقد كانت حياته رحمه الله مثالاً يحتذى ومما يعجب له الإنسان صبره وهمته رحمه الله في طلب العلم ثم صبره وهمته في التعليم ونشر العلم الشرعي وكذلك فيه رحمه الله زهداً وورعاً ربما يستغربه من لا يعرف الشيخ رحمه الله عن قرب .
..*..*..*. .*..
س: كيف يتعامل الشيخ رحمه الله مع أولاده في حياتهم الخاصة ؟ج: كان تعامله رحمه الله مع أبناءه وبناته ينقسم إلى مرحلتين :(1/2028)
الأولى مرحلة الطفولة والصبا وفيها يحرص رحمه الله على رعايتهم والقرب منهم ثم متابعة تحصيلهم العلمي بعد التحاقهم بالمدارس كما يحرص رحمه الله في هذه المرحلة على توجيههم وإرشادهم وغرس بعضاً من مبادئ الدين الإسلامي في نفوسهم فكان مثلاً يصطحب الأولاد معه إلى المسجد لأداء بعض الفروض وكان رحمه الله يشجعهم على صيام بعضاً من أيام رمضان دون أن يرى في ذلك مشقة عليهم بالإضافة إلى تشجيعهم على حفظ قصار السور ويكافئهم على ذلك .
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الشباب والنضج فكان رحمه الله في هذه المرحلة شديداً فيما يتعلق بتأدية الواجبات الدينية حريصاً على تأديبهم ومحاسبتهم في حالة التقصير وكان يتبع في ذلك التوجيه باللين وإذا تطلب الأمر أكثر من ذلك فإنه لا يتردد في اتخاذ ما يرى بأنه كافياً لتعديل الخطأ وتقويم الأبناء ، إضافة إلى ذلك كان رحمه الله يضع كامل ثقته في أبناءه ويترك لهم بعض الأمور ليتعودوا على الاعتماد على أنفسهم كما كان رحمه الله يحثهم دائماً على البر والصلة وكان يتفقدهم في ذلك .
..*..*..*. .*..
س: لماذا لم يكن الشيخ رحمه الله يحني لحيته ؟
ج: ربما لم يكن لديه الوقت لتعهد لحيته بالحناء وأظن أنني سمعته رحمه الله يقول مثل ذلك .
..*..*..*. .*..
س: متى يشتد غضب الشيخ رحمه الله وكيف كان يتعامل مع غضبك ؟ج: يشتد غضبه رحمه الله إذا انتهكت حرمات الله ، وكان يتعامل مع غضبي على أحد الأبناء مثلاً بتهدئتي وتقديم النصيحة للمخطئ وفي العموم كان الشيخ رحمه الله هادئاً لا يغضب بسرعة كما أنه رحمه الله إذا غضب فإنه سرعان ما يزول غضبه وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى كنت أغبطه عليها .
..*..*..*. .*..(1/2029)
س: كيف كان يقوم الشيخ رحمه الله من نومه ؟ هل يضع منبهاً أم يطلب من أحد إيقاظه ؟ج: كان رحمه الله يعتمد على الله ثمّ على المنبه وعلينا في إيقاظه وفي الغالب كان رحمه الله ينهض من نومه قبل المنبه وقبل أن أقوم بإيقاظه .
..*..*..*. .*..
س: س: هل كان الشيخ رحمه الله يخرج مع العائلة للتنزه في الخارج ؟ج: نعم كان للعائلة رحلة أسبوعية وهي يوم الجمعة بعد الصلاة حيث نخرج إلى منطقة برية قريبة ونتناول طعام الغداء وكان يستغل ذلك الوقت في مشاركة أبناءه في بعض المسابقات كالجري وحل الألغاز وكان يصطحب معه بندقية صغيرة حيث يتبارى مع أبناءه على الرماية وغير ذلك .
..*..*..*. .*..
س: كيف كان صيام الشيخ رحمه الله طوال العام ؟ج: كان الشيخ رحمه الله طوال عمره يداوم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وست من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء.
..*..*..*. .*..
س: لماذا كان الشيخ رحمه الله لا يكلم النساء مباشرة في سؤال على الهاتف ؟ج: لا أدري ولكن ربما رحمه الله أنه رأى من غير المصلحة أن يظهر صوت المرأة السائلة ، أما النساء التي تطلب الفتوى بالهاتف الخاص فكان رحمه الله يرد عليهن ويقضي حاجاتهن .
..*..*..*. .*..
س: كيف كان الشيخ رحمه الله يختار أسماء أولاده ؟ج: كان يختار بعض الأسماء مثل عبد الله وعبد الرحمن وكان يترك البقية شورى بيننا وكنا نختار الاسم ثم نعرضه عليه فيوافق أو يطلب اختيار اسم آخر.
..*..*..*. .*..(1/2030)
س: ما هي الأشياء التي كانت تفرح الشيخ رحمه الله ؟ج: مما لا شك فيه أن الشيخ رحمه الله كان يزداد سعادة عندما يرى عزاً للإسلام والمسلمين أما سعادته في منزله فكانت تتجلى في جلساته مع أبناءه كباراً وصغاراً وبعد ذلك كنت تلحظ علامة السعادة والفرح عند استقباله لأحفاده فكان رحمه الله يفتح بشته ثم يدخلهم ويبدأ بالسؤال عنهم ثم يفتح بشته ويكرر ذلك عدة مرات بعدها يأخذهم إلى مكتبته وكان يحتفظ بها بنوع معين من الحلوى كنا نحرص على ألا يجدوه إلا عنده رحمه الله فيعطيهم منها وكانوا يسمونها حلاوة أبوي كما كان رحمه الله برغم مشاغله يعودهم في منازلهم إذا سمع بمرض أحدهم وكذلك يذهب لزيارتهم في المستشفى إن كانوا هناك وكان لذلك أكبر الأثر في نفوس الأحفاد وآبائهم وأمهاتهم .
..*..*..*. .*..
س: كم عدد أبناء الشيخ رحمه الله الذكور والإناث ؟
ج: عدد الذكور من أبناء الشيخ رحمه الله خمسة .
عدد الإناث من أبناء الشيخ رحمه الله ثلاث .
..*..*..*. .*..
س: مَن أقرب أبناء الشيخ رحمه الله إلى قلبه من الأبناء والبنات .ج: كان رحمه الله يقوم بتربية أبناءه على العدل في كل شيء كبير الأمور وصغيرها وإذا كان يرى تميزاً في أحد أبناءه عن البقية فإنه لا يمكن أن يصرح بذلك لأن من غير العدل الذي يحرص رحمه الله على توخيه في أمور أبسط من ذلك فما بالكم في ذلك.
..*..*..*. .*..
س: مَن أشد أبناءه تأثراً بفقده ؟
ج: كلهم كانوا متأثرين والحقيقة أنني كنت أشعر بأننا لسنا الوحيدين الذين فقدناه ولكن كان رحمه الله والداً للجميع فكان فقده صدمة للمسلمين في كل أنحاء الأرض.
..*..*..*. .*..(1/2031)
س: سؤال عن خطوات الشيخ في بداية مشواره في طلب العلم ودور أمنا الغالية في مساعدته ؟ج: كان الشيخ رحمه الله تعالى قد تولى التدريس في الجامع الكبير بعنيزة خلفاً لشيخه عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمهما الله تعالى قبل اقتراني به ولكن ما زال رغم ذلك يعتبر نفسه في مرحلة طلب العلم أما مساعدتي له فكانت في عدم إشغاله عن التفرغ لطلب العلم ونشره حيث أقوم على خدمته وتوفير كل ما يحتاجه ويعينه على طلب العلم وكذلك متابعة الأبناء والقيام عليهم إلا فيما يتعلق بالأشياء التي تتطلب إخباره عنها ليتدخل في التوجيه والحل .
..*..*..*. .*..
س: كيف كان رحمه الله يوفق بين الدعوة التي أخذت جل وقته وبين مسؤلياته والتزاماته الأسرية والاجتماعي ة ؟ج: كان رحمه الله ينظم وقته ويهتم بذلك كثيراً فلتدريس والفتوى والدعوة وقت وللعبادة أوقات وللأسرة والأبناء وقت وكذلك للالتزامات العائلية وصلة الرحم أيضاً وقت وكان رحمه الله عندما لا يستطيع الوفاء بالالتزاما ت الأسرية حضورياً كان يحرص على المشاركة حتى ولو هاتفياً .
..*..*..*. .*..
س: ما كانت سياسة الشيخ رحمه الله التربوية في تعليم وتوجيه أبناءه ؟ج: نظرته وسياسته في تربية أبناءه سبق التطرق لها أما ما يتعلق بالتعليم فكان رحمه الله لا يجبر أبناؤه على تخصصات بعينها بل كان يستشيرهم بذلك وما أدل على ذلك من كون أبناءه قد تخرجوا من كليات مختلفة منها الكليات العلمية والكليات الشرعية والكليات العسكرية.
..*..*..*. .*..(1/2032)
س: بحكم عمل الشيخ وارتباطاته فإنه لا بد أن يتغيب عن بيته وأسرته فما دوركم حفظكم الله في هذا الأمر وكيف كنت تغطين فراغ الشيخ رحمه الله في حياة أبناءه ؟ج: حتى لو تغيب رحمه الله عن المنزل سواءً في ارتباطاته العلمية والتدريسية داخل عنيزة أو إذا كان مسافراً كان رحمه الله متابعاً لأبنائه حتى ولو لم يكن موجوداً بالمنزل وذلك بالسؤال عنهم هاتفياً وكذلك بتفقدهم عند عودته ودوري لا يذكر فقد كان حسه معنا دائماً وفي العموم كنت أشعر الأبناء بأن والدهم مسؤولياته كبيره وأعمال كثيرة وأصبرهم بذلك وكان رحمه الله يعوضهم عن ذلك حال عودته.
..*..*..*. .*..
س: كيف كان الشيخ رحمه الله يتعبد في بيته ؟ج: كان يحرص رحمه الله على تأدية السنن الرواتب في المنزل إلا في حدود ضيقة وكان رحمه الله تعالى يقوم آخر الليل ليصلي ما تيسر ثم يوتر قبل الفجر إضافة إلى الذكر والاستغفار الذي لا ينقطع .
..*..*..*. .*..
س: كيف كان برنامج الشيخ اليومي ومتى كان وقت نومه رحمه الله واستيقاظه ، وقت الغداء ، وقت العشاء ، وقت الفطور ؟(1/2033)
ج: ينهض الشيخ رحمه الله من نومه آخر الليل فيصلي ما شاء الله ثم يوتر قبل أذان الفجر وبعد الأذان يصلي راتبة الفجر ويوقظ أهل بيته لأداء الصلاة ثم يذهب لأداء صلاة الفجر وبعدها يعود ثم يبقى في فناء المنزل لقراءة أوراده وما تيسر من القرآن الكريم حتى قرب طلوع الشمس بعدها يخلد للنوم حتى حوالي الثامنة صباحاً وذلك في الأيام التي لا يكون مرتبطاً بها في التدريس بالجامعة بعدها يتناول طعام الإفطار ويبدأ بإنهاء أعماله وقراءاته ومطالعاته في مكتبته بالمنزل يتخلل ذلك أداءه رحمه الله لسنة الضحى حتى أذان الظهر وبعد أداء صلاة الظهر يعود للمنزل لتناول طعام الغداء مع الأبناء في الواحدة والنصف ويتلقى مكالمات الهاتف ويرد على أسئلة المتصلين حتى قبل العصر بحوالي عشرين دقيقة بعدها يخلد للراحة لمدة ربع ساعة أو ربما أقل من ذلك حتى أذان صلاة العصر فيذهب للصلاة ويبقى بالجامع لقضاء حاجات الناس الذين يتوافدون للجامع لمعرفتهم أن الشيخ رحمه الله يبقى بعد صلاة العصر للنظر في حاجاتهم وفتاواهم ثم يعود قبل المغرب إلى مكتبته للمطالعة حتى المغرب ليخرج بعدها للصلاة ثم يجلس للدرس اليومي بجامعه رحمه الله حتى بعد العشاء يعود بعدها غالباً للمنزل فيتناول عشاءً خفيفاً ثم يعود للمكتبة وفي بعض الأحيان يكون مرتبطاً بإلقاء محاضرات عبر الهاتف إلى مناطق خارج المملكة وهذا البرنامج هو السائد طوال العام إلا أنه يختلف في المواسم مثل رمضان أو الحج وكذلك في الأجازات الصيفية كما أن للشيخ رحمه الله ارتباطات ليست يومية وإنما لقاءات أسبوعية وهي إما أن تكون في المنزل أو خارجه مثل لقاءاته رحمه الله كل ليلة أربعاء في المنزل مع القضاة وكذلك له لقاءات مع الخطباء وأساتذة الجامعة ورجال الحسبة وغير ذلك حتى الحادية عشر أو الثانية عشر ثم يخلد بعدها للنوم .
..*..*..*. .*..
س: ما هو برنامج الشيخ رحمه الله في رمضان خاصة بعد الفطور ؟(1/2034)
ج: الشيخ رحمه الله في رمضان له برنامج مختلف حيث يقضي معظم الوقت في الجامع لقراءة القرآن الكريم وقضاء حوائج الناس وكان رحمه الله يستقبل الفقراء وبعض طلبة العلم طوال الشهر الكريم في المنزل يتناول معهم طعام الإفطار وبعد صلاة المغرب يعودون لتناول طعام العشاء وكان يستغل ذلك الوقت للرد على الفتاوى عبر الهاتف وكذلك يحضر إلى المنزل الكثير من الناس إما للسلام على الشيخ رحمه الله أو لطلب الفتوى .
..*..*..*. .*..
س: أين يحب أن يقضي الشيخ رحمه الله وقت الراحة ؟
ج: ليس للشيخ رحمه الله وقت للراحة بالمعنى المعروف فالشيخ رحمه الله طوال وقته مشغول حتى أنه إذا أراد الجلوس معنا في بعض الأوقات فإن الهاتف يأخذه ويقتطع من وقته جزءاً طويلاً فكان رحمه الله راحته في نشر العلم وقضاء حوائج الناس والفتوى .
..*..*..*. .*..
س: كم ساعة كان ينام الشيخ رحمه الله ؟
ج: كان نومه المتصل لا يتعدى ثلاث إلى أربع ساعات ومجموع ساعات نومه رحمه الله لا تتعدى ست ساعات يومياً .
..*..*..*. .*..
س: مَن مِن طلاب الشيخ رحمه الله كان يثني عليه ويديم ذكره ويسعد بزيارته ؟ج: كان ينظر رحمه الله إلى طلابه وكأنهم أبناؤه وكان لا يخص أحدهم بالثناء وإنما يرى أنهم سواسية كما كان رحمه الله يستقبلهم في منزله ويشاركهم في مناسباتهم ويعينهم ويدعمهم عند الحاجة كما كان رحمه الله يشاركهم في رحلات واجتماعات دورية .
..*..*..*. .*..
س: كيف كانت أسرة الشيخ رحمه الله تتعامل مع زهد الشيخ وورعه ؟
ج: كنا نرى أنه رحمه الله قدوة في كل شيء وكنا نكبر زهده وورعه بل كان ذلك مما يبعث فينا الراحة والطمأنينة حيث أنه رحمه الله لا يحب التكلف ولا يريد من حوله أن يكونوا متكلفين بل كان بسيطاً يحب اليسر في كل أموره .
..*..*..*. .*..
س: هل بكى الشيخ رحمه الله عند وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ؟(1/2035)
ج: كان تأثره كبيراً عند وفاة شيخه عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وقد لمس جميع من حوله من الناس مدى تأثره رحمهما الله وجمعنا بهم في جنات النعيم .
..*..*..*. .*..
س: هل سافر الشيخ يوماً لغير العلم وإلى أين ؟
ج: لا لم يسافر أي سفر لغير العلم فكان مثلاً يسافر إلى مكة المكرمة للعمرة ثم تجده يحدد مواعيد للدروس بالحرم ويسافر مثلاً للرياض أو الطائف لحضور اجتماع هيئة كبار العلماء ثم تجده يحدد مواعيد للدروس في أحد المساجد ومواعيد للمحاضرات وهكذا .
..*..*..*. .*..
س: ما هي مظاهر كرم الشيخ رحمه الله مع المحتاجين ؟
ج: كنا نلمس اهتمامه رحمه الله بالمحتاجين سواءً البعيدين أو القريبين فكان مثلاً يتفقد المحتاجين من أسرته وأقاربه ويساعدهم ويقضي حاجاتهم كما كان رحمه الله يهتم كثيرا بجيرانه من ذو الحاجات فكان يساعدهم بكل ما يحتاجونه بل يزورهم ويواسيهم في همومهم ويشاركهم في مناسباتهم وأفراحهم .
..*..*..*. .*..
س: ما تعلمت من الشيخ رحمه الله ؟ وهل تعلمت أمور الفتوى ؟ هل أفتيتي في يوماً ما ؟
ج: تعلمت من الشيخ رحمه الله كل شيء يتعلق بأمور الحياة سواءً من الناحية الاجتماعية أو الشرعية، أما أمور الفتوى فلم أكن أتجرأ على ذلك ولكن كنت أعرض ما أتلقاه من أسئلة عليه رحمه الله ثم انقل فتاواه وإجاباته إلى السائلين .
..*..*..*. .*..
س: قبل وفاته رحمه الله بماذا أوصى أحبته وأهل بيته ؟ج: الشيخ رحمه الله لم يوص قبل وفاته مباشرة ولكن كان رحمه الله طوال حياتنا معه وطوال حياته رحمه الله مع الناس كان يوصيهم ويوجههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
..*..*..*. .*..(1/2036)
س: نريد منك نصيحة لزوجات الدعاة وطلاب العلم ؟ج: أن يحفظن أزواجهن في السر والعلن وأن يعملن على تهيئة الظروف المناسبة لمواصلة أزواجهن أداء واجباتهم الدعوية والعلمية ، كما أحثهن بأن لا يجزعن من كثرة انشغال أزواجهن بالرحلات والمطالعة والقراءة وغير ذلك من أمور الدعوة لأنهن بإذن الله تعالى مشتركات في الأجر ومن جهز غازياً فقد غزا .
..*..*..*. .*..
س: موقف طريف للشيخ رحمه الله مع أبناءه أو جيرانه ؟ج: كان الشيخ رحمه الله بسيطاً مع أبناءه وجيرانه وجميع المحيطين به ومن الأشياء الجميلة والطريفة أن الشيخ كان رحمه الله يقوم بتسجيل أناشيد وتلاوات قصيرة لأبنائه وربما يكون معهم أحد أبناء الجيران على شريط كاسيت وكان رحمه الله يعيدها عليهم في جلساته معهم بعد أن يكبروا حتى أننا نحتفظ بهذه التسجيلات حتى الآن .
..*..*..*. .*..
س: ما هو دأب الشيخ رحمه الله في استقبال ضيوفه ؟ج كان رحمه الله يستقبل ضيوفه بكل ترحيب وبساطة فكان لا يتكلف لهم ولا يشعرهم بأنهم ضيوف وقل ما يمر يوماً دون أن يصطحب معه رحمه الله ضيوفاً إما للغداء أو للعشاء أو بين ذلك وكنا نفرح بضيوفه ونكرمهم .
..*..*..*. .*..
س: طلب من الشيخ رحمه الله تعجبت منه وترددت في تنفيذه ؟(1/2037)
ج: قد يخفى على الجميع أنني كنت لا أحسن القراءة والكتابة بمعنى أنني لم أتلق تعليماً من أي نوع وبعد اقتراني بالشيخ رحمه الله كنت مهمومة ومنشغلة بخدمته وتوفير البيئة المناسبة والمريحة له لينطلق رحمه الله في طلب العلم والتعليم وبعد إنجاب أبنائنا انشغلت وتفرغت لتربيتهم إضافة إلى معاونتي ومعاضدتي للشيخ رحمه الله في حياته العلمية والعملية وبعد أن كبر الأولاد وبدأت أشغالي ومسئولياتي تقل نوعاً ما تفاجأت بأن الشيخ رحمه الله بدأ يشجعني ويحثني على الالتحاق بمدارس الكبيرات وقد ترددت في البداية ولكن ما لبثت أن قررت الالتحاق بالمدرسة وقد كان رحمه الله طوال فترة دراستي يتابع مستوى تحصيلي بل كان لا يرضى أن يوقع على كشف النتائج الخاص بي أحد من أبنائي بل يقول أنا من يوقع كل ما يخصك من الشؤون المدرسية وقد كانت فترة الدراسة فترة لا تنسى فيها من المواقف الرائعة والفوائد الجمة ما لا يمكن حصره .
..*..*..*. .*..
س: ما نوع الهدايا التي يقدمها رحمه الله لك ولأبنائه والناس ؟
ج: طوال عمره رحمه الله لم يبخل على قريب ولا بعيد بكل ما يستطيع ولكن أعز الهدايا التي يقدمها لنا هي دعواته رحمه الله لي ولأبنائي التي أسأل الله تعالى أن يتقبلها ويكتبها في ميزان حسناته وأن يرزقني وأبناءه رحمه الله بره بعد وفاته إنه سميع مجيب .
..*..*..*. .*..
س: سؤال من د. يوسف السعيد : هل كان الشيخ رحمه الله ينقل لك ما يحدث في المسجد من أحداث ظريفة ؟ج: كان يذكر رحمه الله تعالى دائماً بعض المواقف التي يرى أنه من الملائم ذكرها لنا أما قصة الابن د.يوسف فربما أنه ذكرها لكن طول المدة وتقادم الوقت أدى إلى نسيانها .
..*..*..*. .*..
س: الشيخ رحمه الله حينما كان يسافر للدعوة كيف تتعاملين معه ؟(1/2038)
ج: كنت أحثه وأشجعه وأسهل عليه وأوفر له ما يحتاجه وفي العموم كانت سفراته رحمه الله قليلة وكنت أرافقه في معظم رحلاته وسفراته ، أما السفر إلى خارج المملكة فلم يسافر رحمه الله إلا مرة واحدة وهي رحلته العلاجية إلى أمريكا والتي لم تستغرق إلا حوالي عشرة أيام وكنت أرافقه فيها.
..*..*..*. .*..
س: ما هو تعامل الشيخ رحمه الله مع الانترنت في أول دخول لها بالمملكة ؟ج: كان من المبادرين إلى الاستفادة من هذه الخدمة وتسخيرها لخدمة العلم الشرعي ونشره وما أدل على ذلك من عمله رحمه الله على إنشاء موقع له على الإنترنت يحوي جميع نتاجه العلمي والذي قامت ولله الحمد مؤسسته الخيرية بعد وفاته رحمه الله بتطويره والإشراف عليه .
..*..*..*. .*..
س: متى اشترى الشيخ رحمه الله جهاز الرد الآلي ؟
ج: من الأشياء التي تخفى عن الكثيرين أن الشيخ رحمه الله كان مهتماً بكل ما يتعلق بالأجهزة والألكترون يات الحديثة بل أن هناك من يزوده بكل ما يستجد حتى أنك تجد عند الشيخ رحمه الله بعض الأجهزة التي ربما لم تنتشر في الأسواق ومن أمثلة هذه الأشياء ما يتعلق بالساعات الألكترونية وأجهزة تحديد القبلة وأجهزة التسجيل والهواتف الثابتة والنقالة وأجهزة تخزين المعلومات الصوتية وأجهزة الرد الآلي على الهاتف وغيرها وبناءً على ذلك فقد كان الشيخ رحمه الله من المبادرين لاقتناء جهاز الرد الآلي أول ما نزل إلى أسواق المملكة وكان رحمه الله يحتاجه كثيراً وكان يبرمجه ويسجل عليه الرسائل بنفسه خاصة في حالة سفره حيث يقوم بتغيير الرسائل المسجلة من أماكن إقامته وكان مرجعاً لنا في مثل هذه الأمور .
..*..*..*. .*..
س: هل يشتري الشيخ رحمه الله الجرائد ؟ وكيف يعرف الشيخ الأخبار المحلية والعالمية ؟(1/2039)
ج: كانت تأتي إلى المنزل إحدى الجرائد المحلية بصورة إهداء وهي جريدة الجزيرة وكان رحمه الله يطلع عليها ويتصفحها إذا سمح وقته بذلك وربما طلب منا قص بعض المقالات أو الأخبار المهمة لأنه رحمه الله يحتفظ ببعض منها، كما كان يتزود بالأخبار عن طريق المذياع وخاصة في وقت الإفطار في الثامنة أو السابعة صباحاً حيث يستمع على إذاعة القرآن الكريم وإذاعة لندن كما كان يطيل الاستماع إلى التقارير الإذاعية في حالة وجود أخبار أو أحداث هامة .
..*..*..*. .*..
س: كم عرض على الشيخ رحمه الله الانتقال للرياض ؟
ج: عرض عليه رحمه الله الانتقال من عنيزة عدة مرات فقد عرض عليه الانتقال إلى المدينة المنورة وإلى مكة المكرمة وإلى الرياض كما عين رحمه الله قاضياً في الإحساء ولكن رحمه الله كان يرى بأن بقاءه في عنيزة فيه مصلحة أكبر ولذلك رفض جميع هذه العروض .
..*..*..*. .*..
س: حين زيارة الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله وغيرهم من الأمراء ماذا كان الشيخ رحمه الله يقدم لهم ؟ج: زار الشيخ رحمه الله في منزله الطيني بعنيزة كل من الملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وكانوا غفر الله لهم يعجبون من بساطة مسكنه وورعه وزهده في هذه الدنيا .
..*..*..*. .*..
س: هل اقترح أحد على الشيخ رحمه الله تركيب جهاز للصدى في مسجده وهل ركب الجهاز في المسجد ؟ج: كان الشيخ رحمه الله لا يرى ذلك .
..*..*..*. .*..
س: هل كان الشيخ رحمه الله متزوج من غيرك ؟ وكم زوجة كان متزوجاً ؟
ج: لا لم يكن الشيخ رحمه الله متزوجاً من غيري فقد تزوج الشيخ رحمه الله تعالى زوجتين توفيت عنه الأولى ثم تزوج من الثانية ولكن لم يرد الله سبحانه وتعالى أن يدوم ذلك الزواج .
..*..*..*. .*..
س: نريد منك نصيحة للرجال من لديهم أكثر من زوجة ؟
ج: العدل .. العدل .. العدل .
..*..*..*. .*..(1/2040)
س: لو طلبت من الوالد رحمه الله أن ينصح فتاة ماذا هو قائل فبماذا تتوقعين أن يوجه نصحه لي كفتاة ؟ج: ينصحك كما ينصح بناته وجميع بنات المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن وطاعة وبر الوالدين وصلة الرحم وحفظ الزوج واتقاء الله سبحانه وتعالى في تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة مبنية على اللين والرفق .
..*..*..*. .*..
س: كيف تلقى الشيخ رحمه الله خبر إصابته بالمرض وكيف أخبركم بذلك ؟
ج: تلقى رحمه الله خبر إصابته بالمرض بالصبر والاحتساب حتى أنه رحمه الله حمل هم تلقينا نحن للخبر وقد ذكر لي أحد أبنائي بعد ذلك بأن الوالد رحمه الله طلب منهم عدم ذكر شيء لوالدتكم وأخواتكم واتركوا ذلك لي ، وقد قام رحمه الله بنقل الخبر لنا بالتدريج نسأل الله تعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته .
..*..*..*. .*..
س: هل كان الشيخ رحمه الله يحدثكم عن المجاهدين في الشيشان وغيرها خصوصاً أنه بلغنا أنه كان حريصاً على أخبارهم بل وإفتائهم ؟
ج: كان يحرص رحمه الله على متابعة أحوال المسلمين في كل مكان في فلسطين وفي الجزائر وأفغانستان والشيشان .
..*..*..*. .*..
..*..*..*. .*..
س: علمنا أن الشيخ رحمه الله في مرضه كان يرفض أن يطلق على المرض بالخبيث وكان يسميه الخطير.. هلا حدثتنا عن هذه النقطة وعن صور صبره رحمه الله ؟
ج: لم يكن ذلك بعد مرضه فقط بل كان هذا رأيه رحمه الله من قبل ذلك وكأنه رحمه الله يكره كلمة خبيث، أما صور صبره رحمه الله فقد تجلت أثناء مرضه فقد كنت أعلم أنه يعاني من ألم شديد وقد كان الألم يوقظه من نومه عدة مرات في الليل ولكنه عندما يسأل عن الألم كان يرد بوجود ألم ولكنه يضيف بأنني أقول ذلك من باب الإخبار وليس من باب الشكوى لأنه رحمه الله يعرف جزاء الصابرين .
منقول من منتدى الأحبة
رحمه الله شيخنا رحمة واسعة فقد كان مدرسة مكاملة والله .(1/2041)
اللهم ارحمه وبرِّد مضجعه ، وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم آمين .
---
(1/2042)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > Spyware Doctor v3.5.1.498 مكافح ملفات التجسس المتميز
---
Spyware Doctor v3.5.1.498 مكافح ملفات التجسس المتميز
---
سامي عبدالعزيز
04-28-2006, 05:36 AM
http://dl2.filehd.com/download.php?get=598608905
http://absba8.absba.org/teamwork13/spware1.jpg
---
(1/2043)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب ترتيب كتب علم التفسير وعلوم القرآن على مراحل التعلم.
---
طلب ترتيب كتب علم التفسير وعلوم القرآن على مراحل التعلم.
---
مستفيد
06-01-2003, 01:46 PM
السلام عليكم و رحمة الله
مشايخنا الأفاضل وفقكم الله ، هناك من الشباب المتدين ممن وفقهم الله لحفظ القرآن الكريم كليا أو جزئيا يسألون :
أحسن الله إليكم نريد أن ترتبوا لنا أهم الكتب التي تساعد على الرسوخ في هذا العلم الجليل على مراحل و اخترنا أن تكون كما يلي :
المرحلة الأولى ( ذكر كتب مختصرة جامعة )
المرحلة الثانية ( ذكر كتب متوسطة )
المرحلة الثالة (ذكر كتب مطولة )
المرحلة الرابعة ( ذكر كتب متخصصة معمقة)
وفقكم الله للخير.
تلميذكم البار ( مستفيد) غفر الله له و لوالديه و لجميع المسلمين
---
أحمد البريدي
06-01-2003, 01:59 PM
أحيلك إلى مشاركة أخي أبي مجاهد القيمة ففيها جوابك :http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
---
مستفيد
06-01-2003, 02:13 PM
رفع الله قدرك بالسنة يا شيخنا
و هذا جواب فضيلة الشيخ أبو مجاهد حفظه الله ، لمن أرادهَا
.............................
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم]
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن :
أولاً- التفسير
المرحلة الأولى :
التفسير الوجيز للواحدي أو زبدة التفسير للأشقر إضافة إلى التفسير الميسر ، ويمكن أن يستفاد من تفسير الجلالين .
المرحلة الثانية :
الوسيط للواحدي مع تفسير البغوي أو اختصار الرفاعي لتفسير ابن كثير أو المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير .ومن الكتب الجيدة في هذه المرحلة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي .
المرحلة الثالثة :(1/2044)
تفسير ابن كثير [مع الحرص على الطبعات الجيدة له ، ومن أفضل طبعاته الطبعة التي حققها البنا في سبع أو ثمان مجلدات ، وطبعة دار طيبة بتحقيق السلامة في ثمان مجلدات ، ومن أفضلها في تحقيق الأحاديث والآثار طبعة جديدة حققها جماعة من إصدار مكتبة أولاد الشيخ للتراث في خمسة عشر مجلداً ]. ويمكن الإكتفاء لغير المتخصصين بفتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد كنعان فهو أجود مختصرات ابن كثير الكاملة .
ويرجع الباحثون إلى تفسير ابن جرير الطبري وابن عطية ،وتفسير القرطبي وأبي حيان .
وإذا ما أراد طالب العلم أن يكون له كتب يكثر من الرجوع إليها فليحرص على أضواء البيان للشنقيطي وتفسير السعدي وظلال سيد قطب .
ومن الكتب التفسيرية المتميزة بالدقة والتحرير تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور .
ثانياً - علوم القرآن :
المرحلة الأولى :
أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين ، وكتاب الوجيز في علوم القرآن العزيز لمشعل الحداد
المرحلة الثانية :
التحبير في علوم التفسير للسيوطي،و مباحث في علوم القرآن للقطان أو دراسات في علوم القرآن لفهد الرومي.
المرحلة الثالثة :
البرهان للزركشي ، والإتقان للسيوطي ويستفاد من ترتيبه وتهذيبه لمحمد عمر بازمول .ومن الكتب الجيدة كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع ، ويستفاد كذلك من كتاب :في علوم القرآن عرض ونقد للدكتور أحمد حسن فرحات .
ثالثاً- أصول التفسير وقواعده :
المرحلة الأولى :
بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، والقواعد الحسان في تفسير القرآن للسعدي .
المرحلة الثانية :
فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار ، وتفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه لعلي العبيد .مع مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية .
المرحلة الثالثة :
قواعد التفسير لخالد السبت ، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي .
رابعاً- مناهج المفسرين :
المرحلة الأولى :(1/2045)
القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لحمود النجدي.
المرحلة الثانية :
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي .[وعلى هذا ملاحظات كثيرة ]
المرحلة الثالثة :
التفسير والمفسرون للذهبي ، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للرومي ، وكتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات للمغراوي .
خامساً – كتب غريب القرآن :
المرحلة الأولى :
الترجمان والدليل لآيات التنزيل للمختار الشنقيطي
المرحلة الثانية :
غريب القرآن لابن قتيبة.
المرحلة الثالثة :
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ، وعمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي .
ويستفاد من أمهات كتب اللغة ، وخاصة كتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس .
سادساً – كتب أسباب النزول :
يستفاد من كتب أسباب النزول للواحدي والسيوطي ، مع الحرص على معرفة الصحيح منها بالرجوع إلى كتاب الوادعي : الصحيح المسند من أسباب النزول .
ومن أهم الكتب في هذا الباب كتاب العجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر ؛ إلا أن المطبوع منه ناقص .
سابعاً- كتب الناسخ والمنسوخ :
يستفاد من الكتب المشهورة في هذا العلم وهي :
الناسخ والمنسوخ للنحاس بتحقيق اللاحم ، وكتاب القاسم بن سلام الهروي بتحقيق المديفر ، وكتاب الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب بتحقيق أحمد حسن فرحات وغيرها .
ومن الكتب المهمة في دراسة هذا الفن : كتاب النسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد .
وبعد : فهذه الكتب المقترحة اجتهاد من كاتبها ، وأرحب بإضافاتكم ومقترخاتكم .
.....................................
ثم أجاب فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري وفقه الله بمايلي :
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد
وهذه قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن لغير المتخصصين كنت كتبتها إجابة لطلب بعض الإخوة وأغلبها ذكره أخي أبو مجاهد وفقه الله أعلاه .(1/2046)
وهي قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن والتجويد ومناهج المفسرين وأصول التفسير ، من أراد الاقتصار عليها كفته بإذن الله ، ولم يحتج إلى غيرها ، بشرط أن يدمن النظر فيها ويراجعها حتى يتقنها ، ومن أراد بعد ذلك أن يتوسع فالقرآن الكريم وما دار حوله من علوم لا يكاد يأتي عليها الحصر ، وأما إتقان تلاوة كتاب الله فلا بد فيها من التلقي عن المقرئين المتقنين ، ولا يكفي فيها الأخذ من الكتب أو الأشرطة إلا لمن عجز، والله الموفق لمن يشاء من عباده للاستفادة من دقائق العمر في ما ينفع.
1- علم التجويد – أحكام نظرية وملاحظات عملية وتطبيقية ، ليحيى عبدالرزاق الغوثاني ، الطبعة الأولى 1417هـ .
2- مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ، تحقيق صفوان عدنان داوودي ، ط.دار القلم بدمشق – الطبعة الأولى 1412هـ .
3- الوجيز في علوم الكتاب العزيز لمشعل الحداري (وليس الحداد) ، ط.غراس للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى 1423هـ .
4- التفسير الوجيز للواحدي ، تحقيق عدنان داوودي ، ط.دار القلم (مجلدان)
5- تفسير الإمام ابن كثير ، ط.دار المعرفة ببيروت (مجلد واحد) ، الطبعة الأولى 1423هـ .
6- زاد المسير في علم التفسير لعبدالرحمن بن الجوزي ، تحقيق زهير الشاويش ، ط.المكتب الإسلامي (مجلد واحد) ، 1423هـ
7- المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله بن يوسف الجديع ، نشر مركز البحوث ببريطانيا – ليدز – توزيع مؤسسة الريان ، الطبعة الأولى 1422هـ
8- أسباب النزول للواحدي ، بتحقيق السيد أحمد صقر أو غيره .
9- القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لأبي عبدالله محمد الحمود النجدي ، ط.مكتبة دار الإمام الذهبي – الطبعة الأولى 1412هـ .
10- تفسير القرآن الكريم – أصوله وضوابطه ، للدكتور علي بن سليمان العبيد ، ط.مكتبة التوبة ، الطبعة الأولى 1418هـ(1/2047)
والآراء في هذا متباينة والغرض واحد منها جميعاً والتوسع في دراسة التفسير وعلوم القرآن الكريم يعني التوسع في علوم الآلة ولا بد وأهمها علوم اللغة العربية فهي من أنفع العلوم للتدبر في معاني كتاب الله. والله الموفق
..................................
ثم زاد فائدة أخرى شيخنا الفاضل أبو مجاهد رفع الله قدره
أرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يضيفوا ما يرونه مناسباً من الكتب في التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين إلى هذا الموضوع ، حتى يتيسر الإطلاع عليها في مكان واحد .
وأضيف هنا : صدر حديثاً كتاب جيد في أسباب النزول بعنوان : صحيح أسباب النزول للعلي ، بتقديم الدكتور صلاح الخالدي .
وقد صدر قبل مدة اختصار أحمد شاكر لتفسير ابن كثير كاملاً ، حيث كان المختصر شاكر رحمه الله قد انتهى من تسويده كاملاً قبل وفاته ، وكان قد طبع سابقاً بعنوان عمدة التفسير من تفسير ابن كثير في خمسة أجزاء في مجلدين إلى سورة الأنفال .
وهذه الطبعة الجديدة اهتم بها المعتني بها [ لا يحضرني اسمه الآن ] وراجع أصلها وحققه على نسخ خطية .
..............................................
و هذه فائدة أخرى من الشيخ الافضل أحمد البريدي وفقه الله :
شكر الله لك ابامجاهد على هذا الجهد ولي ملاحظة يسيرة وهي : ذكرت ان تفسير الجلالين يصلح للمبتدئين ويرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خلاف ذلك بل يراه لطلاب العلم ولا ينصح به للمبتدئ ذكر هذا عند تعليقه على تفسير الجلالين سورة الزمر اخر الشريط العاشر ووجهة نظره ان المؤلف يذكر اشياء لللاختصار وتحتاج الى بيان يقصر عنها فهم المبتدئ وانا اوفق الشيخ رحمه الله على هذا والشواهد كثيرة ويدل على هذا كثرة الحواشي والتعليقات على تفسير الجلالين واخرها صنيع الشيخ رحمه الله فما رايك وفقك الله
..............................................
و هذه فائدة الأخ الفاضل ابو حيان(1/2048)
من المفيد في هذا الباب كتاب الدكتور مساعد الطيار :أنواع التصنسف في علم التفسير
و كذلك الدورة التي ألقاها فضيلته في الدمام قبل عامين في الصيف قبل الماضي وهي دورة قيمة كانت عن مقدمات في علم التفسير أنصح الإخوة بالرجوع إليها وقد ذكر الشيخ طريقة جيدة وعملية في طلب علم التفسير.
وللشيخ اليوم محاضرة بعنوان : كيف يستفيد طالب العلم من كتب التفسير تستطيع سماعها من موقع البث الإسلامي في الساعة 8:15
و للشيخ خالد السبت دورة بعنوان مهمات في علوم القرآن قدمها في الصيف الماضي في الدمام وفيها فوائد قيمة.
وبالنسبة للمبتدئين فالشيخ خالد ينصح دائما بكتاب التفسير الميسر وبالمناسبة فإن الكتاب يقرأ على الشيخ وكان قد بدأ فيه من مدة وقطع جزءا كبير منه وهو الآن في سورة الدخان تقريبا (وهذا قلما يتفق لأحد في هذا الزمان أن يشرح هذا القدر من التفسير هذا ان وجد من يلقي دروسا في التفسير! ) والدرس ينقل في موقع البث الإسلامي
وهو درس قيم جدا وقد شرفني الله يحضور جزء لا بأس منه أسأل الله التوفيق والمداومة.
................................................
ثم أضاف فائدة أخرى شيخنا الفاضل أبومجاهدالعبيدي فقال :
أخي الكريم أحمد البريدي وفقك الله
أنا معك في ملاحظتك الوجيهة ، والرأي رأي شيخنا العالم ابن عثيمين رحمه الله ، وذكري له كما تلاحظ جاء في الأخير بلفظ : ويمكن أن يستفاد من تفسير الجلالين ، وسبب ذكري له هنا أنه يصلح أن يكون للمبتدئ الذي يريد أن يقرأ كتاباً على شيخ ، أما إذا كان يريد القراءة بنفسه فلعل التفسير الميسر الصادر عن المجمع لنخبة من العلماء هو المرشح لذلك .(1/2049)
وأما ما ذكره أخي أبو حيان عن الشيخ المفضال المعروف بالعمق وسعة الإطلاع الذي أحببناه من خلال قراءة كتبه والاستفادة منها = أنه يرى أن يبتدئ طالب العلم بالتفسير الميسر فنعم إذا كان يقرأ لنفسه ، أما إذا كان يقرأ على شيخ فوجهة نظري أن التفسير الميسر ميسرٌ كاسمه ، والأولى أن يختار كتاب آخر للقراءة على شيخ كالجلالين أو البيضاوي أو الوجيز للواحدي .
ولى طلب منك يا أخي أبا حيان أرجو أن تحققه ، أن تبلغ سلامي للشيخ الفاضل خالد السبت ، وأن تقبل عني على رأسه ، وتنقل له رجاءنا له بالمشاركة معنا في هذا الملتقى .
.......................................
وجهة نظر وأسماء
وجهة نظر
إن هذه البادرة الطيبة في رسم منهج لإخراج طالب علم متأصل في التفسير تعد خطوة مهمة وممتازة في وقتنا الذي يعز فيه المتخصصون ، ولكن لي وجهة نظر في رسم المنهج ، ألا وهي :
ـ مراعاة سن الطالب ، واختيار الكتاب الذي يتناسب مع مستواه العمري .
ـ مراعاة القدرات العقلية لكل سن ولسن واحد ، أي لربما يتوافق اثنان في سنً لنفرض ( 15 ) سنة ولكن أحدهما يعي أكثر من الآخر فما يتناسب مع القوي لا يتناسب نع الضعيف ، وما يتناسب مع الضعيف يتناسب مع القوي ولكن يؤخر مستواه إن لم يتأثر الضعيف به .
ـ مراعاة المراحل التي يمر بها الطالب ، ووضع الأنسب له ، فيقرأ أولاً ـ لمن كان سنه ( 15 ) ، ذو مستوى وسط ـ أصول التفسير بقواعد مبسطة خارجة عن الخلافيات ، ثم يدرس معها مختصراً من مختصرات تفسير ابن كثير لأن الأصل استوعب هذه القواعد ، أو أي تفسير طبق الأصول المتفق عليها في التفسير ز
ويدرس معها كتاب مبسط في علوم القرآن يعرفه بالمباحث العامة لعلوم القرآن ككتاب مورد الظمآن في علوم القرآن للشيخ صابر حسن محمد أبو سليمان ن ط الدار السلفية ، وهكذا نرتقي به درجة وراء درجة .(1/2050)
ـ مراعاة الخلفية العلمية ، فيقترح لكل من يريد قراءة تفسير ما تفسيراً يتناسب ومستواه الثقافي وتخصصه فليس كل القراء يصبرون على البلاغة و الإعراب ...
مراعاة المدرس لهذا الطالب .
وأعرض بعض الأسماء لكتب علوم القرآن والتفسير مع التعريف بها تعريفاً يسيراً :
التحبير في علم التفسير ، لجلال الدين السيوطي ، ط دار الكتب العلمية ، وكأن السيوطي رحمه الله كتبه قبل أن يكتب الإتقان ، ويعرض فيه مباحث علوم القرآن بشكل مختصر مفيد .
علوم القرآن الكريم للأستاذ الدكتور الشيخ نور الدين عتر حفظه الله ، ط دار الخير ، وهو كتاب منهجي أكاديمي كذلك يعرض فيه مباحث علوم القرآن مبسطة سهلة وبعبارة واضحة ، وهو مقرر في كلية الشريعة في دمشق وغيرها .
القرآن الكريم هدايته وإعجازه ، محمد الصادق عرجون ، ط دار القلم ، وهو كتاب علمي أراد به الكاتب تأصيل جوانب من التفسير على منهج السلف الصالح بنظرة متأصلة ، وهو كتاب جدير بالقراءة .
إعجاز القرآن ، محمد صادق الرافعي ، ط دار القلم ، وهو كتاب غني عن التعريف لا ينفك المتخصص أن يكون في مكتبته .
هدي القرآن الكريم إلى معرفة العوالم والتفكير بالأكوان ، للمحدث الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله ،ط دار الفلاح حلب ، وهو كتاب يعرض للعوالم التي تحدث عنها القرآن كالكرسي والملائكة والجن و... وشرح هذه العوالم بالأحاديث النبوية ، وأعتبر هذا الكتاب من كتب التفسير العلمي البديع .
دراسات في التفسير وأصوله ، للدكتور محيي الدين البلتاجي ، ط دار الثقافة وهو كناب يحدث فيه عن تاريخ التفسير ومناهجه العامة ومدارسه ويناقش موضوعات تتعلق في علوم القرآن .
أصول التفسير وقواعده لخالد عبد الرحمن العك ، ط دار النفائس وهو كتاب واسع حاول مؤلفه أن يستوعب الموضوع من جوانبه فوفق في جوانب ، ويؤخذ عليه جوانب ولكنه كتاب نافع في الجملة .(1/2051)
أوجز التفاسير من تفسير ابن كثير لخالد عبد الرحمن العك ، ط دار البشائروهو تفسير كاسمه اختصر فيه تفسير ابن كثير اختصاراً شديداً واستكمل بعض الأمور من تفسير القرطبي وذبل معه أسباب النزول مخرجة واعتمد على صحيحها كما قال ، وقدم للكتاب بمقدمة لطيفة في أصول التفسير والتعريف به ،
العجاب في بيان الأسباب ، أحمد بن علي ، شهاب الدين أبو الفضل المتوفى سنة 773 هـ تحقيق عبد الحكيم محمد الأنيس ، ط دار ابن الجوزي ، الطبعة الأولى 1997 ، وهو كتاب في أسباب النزول لم أطلع عليه بعد
___________________________________
تلميذكم البار : مستفيد ـ عفا الله عنه
---
مستفيد
06-01-2003, 02:19 PM
و هذا رابط الجواب عَلى سُؤالِي الأول ، لمن أحب ذلك
السؤال الأول : من أين أبدأ في تحصيل هذا العلم ؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=312
وفقكم الله لعبادته و حسن طاعته
---
الطبيب
04-29-2006, 02:44 PM
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الشافي ..
---
(1/2052)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > شرح مبسط لتحفة الأطفال
---
شرح مبسط لتحفة الأطفال
---
مهاجر
03-01-2006, 05:25 AM
بسم الله
السلام عليكم
فهذا شرح مختصر لمنظومة "تحفة الأطفال" في علم التجويد ، للشيخ سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري ، رحمه الله ، نسبة إلى جمزور ، بلد معروفة قريبة من مدينة "طندتا" ، بنحو أربعة أميال ، وأظن "طندتا" ، الآن هي مدينة "طنطا" ، المدينة المعروفة في دلتا مصر .
وهو ، كغالب أهل دلتا مصر ، شافعي المذهب ، فشمال مصر يغلب عليه المذهب الشافعي ، منذ دخل المذهب مصر على يد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي ، رحمه الله ، وكان شافعي المذهب ، فأعاد مصر إلى المذهب السني في الاعتقاد ، وإن غلب عليه مذهب الأشاعرة ، في الأصول والمذهب الشافعي في الفروع ، بعد أن كان مذهب حكامها ، العبيديين ، الخبثاء ، المنسوبين لفاطمة ، رضي الله عنها ، زورا وبهتانا ، هو المذهب الرسمي لمصر ، وإن بقي أهلها متمسكين بمذهب أهل السنة والجماعة ، بل وغلب مذهبهم المذهب الإسماعيلي الباطني الخبيث في بعض مدن مصر ، كمدينة الإسكندرية ، التي غلب عليها المذهب المالكي ، وعدت بحق أيام بني عبيد ، قاتلهم الله ، قلعة السنة في مصر ، والله أعلم .
وسوف أقتصر ، إن شاء الله ، على شرح الأبيات المتعلقة بالمسائل العلمية التي حوتها المنظومة دون غيرها ، ومع أول هذه الأبيات :
وبعد : فهذا النظم للمريد ******* في "النون والتنوين" و "المدود"
وقوله رحمه الله : "النظم" هو مصدر بمعنى اسم المفعول "المنظوم" ، فهو من باب تبادل الصيغ ، أي نيابة صيغة عن صيغة في الدلالة على معنى معين ، فهنا ، على سبيل المثال ، ناب المصدر "نظم" عن اسم المفعول "منظوم" في الدلالة على معنى المنظوم وهو الأبيات الشعرية ذات الوزن والقافية ، والله أعلم .(1/2053)
والملاحظ على المنظومات العلمية ، أنها تكتب دوما ، على أوزان بحر "الرجز" ، أحد البحور الشعرية المعروفة في علم العروض ، وما ذاك إلا لسهولة التصرف في أوزانه ، وهو ما يتيح للناظم حرية أكبر في نظم المسائل العلمية ، والله أعلم .
وقد أفصح الشيخ ، رحمه الله ، عن مضمون منظومته في هذا البيت ، وإن لم يستوعب ، فمنظومته تزيد على ما ذكره ، ففيها أحكام النون الساكنة والتنوين ، وأحكام الميم الساكنة ، وأحكام النون والميم المشددتين ، وأحكام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين ، وأحكام لام "أل" ولام الفعل ، وأحكام المدود ، وهي ، من وجهة نظري القاصرة ، أفضل فصول المنظومة ، فقد فصل فيها أنواع وأحكام المدود ، تفصيلا بديعا ، كما سيأتي إن شاء الله ، فجزاه الله خيرا عما قدم .
وبداية مع أشهر أحكام التجويد على الإطلاق :
أحكام النون الساكنة والتنوين :
وقبل الخوض فيها لا بد من تعريف النون الساكنة والتنوين مع بيان الفرق بينهما :
فالنون الساكنة : هي ذلك الحرف المعروف من حروف المعجم ، ونطقه : (نون) ، وقد قيدت في هذا الموضع بكونها ساكنة ، أي خالية من أي حركة ، كما في قوله تعالى : "من هاد" .
وأهم ما يلزمنا معرفته عن هذا الحرف في هذا الموضع :
أولا : مخرجه ، ولمعرفة المخرج دور كبير جدا في معرفة الحكم التجويدي ، وتعليله ، فبه نعرف ، على سبيل المثال ، ما حكم النون الساكنة إن أتى بعدها حرف حلقي ، "أي مخرجه من الحلق" ، ولماذا تظهر النون في هذا الموضع بالذات .......... الخ ، كما سيأتي إن شاء الله .
ولمعرفة مخرج الحرف ، فإننا نتبع طريقة مبسطة : وهي أن نأتي بهمزة متحركة قبل الحرف ، ثم نأتي بالحرف بعدها ساكنا ، فعلى سبيل المثال :
إذا أردنا معرفة مخرج العين : فإننا ننطق بلفظ " أع" ، بفتح الهمزة وتسكين العين ، فيتضح لنا أن مخرج العين هو : الحلق ، وبالتحديد وسط الحلق .(1/2054)
وفي حالة النون ، فإننا نستخدم نفس الطريقة ، فننطق بلفظ : "أن" ، فيتضح لنا أن مخرج النون هو : "طرف اللسان" ، وبالتحديد : "رأس اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين" ، لأن رأس اللسان سوف يصطك بالحنك الأعلى ، وبالتحديد بالمنطقة التي تلي الثنيتين ، من أعلى الحنك ، وهذا المخرج مختص بأي نون سواء كانت متحركة أم ساكنة ، بتصرف من "منحة ذي الجلال" للشيخ علي محمد الصباغ ، رحمه الله ، ص24 .
ثانيا : صفاته ، فلكل حرف صفات يتميز بها ، ولهذه الصفات دور كبير في معرفة أحكامه التجويدية ، وحاصل صفات النون أنها :
حرف جهري .
متوسط ، بين الرخاوة والشدة ، لأنه من الحروف المتوسطة التي يجمعها قولك : "لن عمر" ، فعل أمر من اللين .
مستفل ، من "الاستفال" ، وهو تسفل اللسان وانخفاضه إلى قاع الفم عند النطق بالحرف .
منفتح ، من "الانفتاح" ، وهو عبارة عن انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى وخروج الريح من بينهما عند النطق بالحرف ، حلاف الحروف المطبقة ، من "الإطباق" ، وهو انطباق طائفة من اللسان على ما يحاذيها من سقف الحنك وانحصار الصوت بينهما عند النطق بحروفه ، فلا ريح تخرج من الفم عند النطق بالحرف ، وإنما يحجز اللسان ، بطائفة منه ، الهواء المندفع من الجوف عند النطق بالحرف المطبق ، وحروف الإطباق : الصاد والضاد والطاء والظاء ،
مصمت ، (أي حرف النون) ، غير مقلقل ، فحروف القلقلة يجمعها قولك : (قطب جد) ، والنون ليست منها .
ولكن أبرز صفة يتميز بها حرف النون هي : "الغنة" ، وهي صفة للنون والتنوين والميم الساكنة فقط .
والغنة ، في تعريف أهل الاصطلاح : صوت لذيذ مركب في جسم النون والتنوين ، فهو تبع لها في المخرج والصفات والأحكام ، والميم الساكنة ، ولا عمل للسان فيه ، لأن مخرج الغنة هو الخيشوم .
وحكمها : المد ، ومقداره : حركتان .
ويتضح من المقارنة بين غنتي النون والميم أن الأولى أقوى من الثانية ، والله أعلم .(1/2055)
وأما التنوين فهو لغة : التصويت ، ومنه : نون الطائر إذا صوت (أي أصدر صوتا) .
واصطلاحا : نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء لفظا ووصلا ، لا خطا ووقفا .
فلا يظهر التنوين في الخط ، أي الكتابة ، فإذا قلت على سبيل المثال : رأيت محمدا ، فإنك تكتبها ألفا منونة ، وتنطقها نونا ساكنة زائدة بعد الدال ، ولا تكتب : محمدن ، إلا في الخط العروضي ، (الخط الخاص بعلم العروض) ، لأن المراد منه معرفة أوزان الأبيات الشعرية عن طريق التفعيلات ، ولا يمكن ذلك إلا بكتابة كل حرف ينطق به اللسان ، مع تحديد حركته ، وإن لم يكتب في الخط الإملائي المعروف ، والله أعلم .
وأما أقسامه فهي مما يختص به علم النحو ، وأبرزها إجمالا :
تنوين التمكين : وهو الذي يلحق آخر الأسماء ، كقولك : رأيت محمدا ، وسمي بذلك لأنه يدل على تمكن الاسم في باب الاسمية ، فالتنوين من أبرز علامات الأسماء ، كما أشار إلى ذلك العمريطي رحمه الله ، بقوله :
فالاسم بالتنوين والخفض عرف ******* وحرف خفض وبلام وألف .
تنوين المقابلة : وهو التنوين الذي يلحق آخر جمع المؤنث السالم ، كقولك : رأيت مسلمات ملتزمات ، بالخفض مع التنوين ، لأن جمع المؤنث السالم يخفض بالكسرة ، وسمي بذلك لأنه يقابل النون التي تلحق آخر جمع المذكر السالم ، والتي تأتي عوضا عن التنوين ، كقولك : رأيت مسلمين ملتزمين ، والتنوين وعوضه يحذفان عند الإضافة ، كقولك : مسلمات مصر كثيرات ، و : مسلمو مصر كثيرون .(1/2056)
تنوين التنكير : كقولك : رأيت سيبويه ، بكسر سيبويه ، لأن كل اسم ينتهي بـ : "ويه" يبنى على الكسر ، ولكن هنا يزاد على الكسر التنوين ، إذا أردت بـ : "سيبويه" ، أي رجل يحمل هذا الاسم ، خلاف ما لو قصدت سيبويه ، رحمه الله ، النحوي المشهور ، صاحب "الكتاب" ، الفارسي ، العجمي نسبا لا الأعجمي لسانا ، فإنك تبنيه على الكسر دون تنوين ، ومعناه بالفارسية : طعم التفاح ، وقد توفي ، رحمه الله ، في 32 من عمره ، فالله دره ، عمر قصير وعمل عظيم ، وهكذا فليكن علماء أمة التوحيد .
تنوين العوض : وهو إما أن يكون عوضا عن :
كلمة : كقوله تعالى : (وكل كانوا ظالمين) ، فتقدير الكلام : وكل أمة منهم كانت ظالمة فاستحقت عقاب الله ، عز وجل ، فعوض عن المضاف إليه : أمة ، بالتنوين ، وهذا من المواضع التي تظهر فيها بلاغة القرآن الكريم في الإيجاز ، بحيث يصل المعنى لذهن القارئ بأقل عدد ممكن من الكلمات دون نقص أو خلل ، والله أعلم .
أو جملة ، كقوله تعالى في سورة الروم : (ويومئذ يفرح المؤمنون) ، فتقدير الكلام : فيوم إذ ينتصر الروم ، أهل الكتاب ، على الفرس ، عبدة النار ، يفرح المؤمنون بنصر الله ، لأن أهل الكتاب أقرب للمسلمين من الفرس الوثنيين ، فكانوا أحق بتأييد المسلمين من هذه الجهة ، ولا شك أن دليل الإعجاز هنا أبلغ وأوضح منه في حالة الكلمة ، لأن التعويض عن جملة كاملة بحركة واحدة ، أبلغ من التعويض عن كلمة بنفس الحركة ، والله أعلم .
تنوين الترنم : وهو يقع في الشعر ضرورة ، أي لضرورة النظم ، ويلحق الأفعال ، والأصل فيها ألا تنون ، لأن التنوين من علامات الاسم ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك . وتفصيل ما سبق يطلب من كتب النحو ، والله أعلم .
ومن مسائل هذا البيت :
الفرق بين النون الساكنة والتنوين :
أولا : أن النون الساكنة تظهر كتابة ولفظا ، خلاف التنوين ، فهو لا يظهر إلا لفظا .(1/2057)
ثانيا : أن النون الساكنة قد تتوسط ، "أي تأتي في وسط الكلمة" ، وقد تتطرف ، "أي تأتي في طرف الكلمة" ، خلاف التنوين فهو لا يقع إلا متطرفا ، فلا يتصور تنوين في وسط كلمة .
ثالثا : أن النون تقع في الأسماء ، كقولك : "نعمان" ، والأفعال ، كقولك : "نصلي" ، بينما التنوين لا يقع إلا في الأسماء فقط ، فهو من العلامات التي يعرف بها الاسم ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
.
رابعا : أن النون لا تسقط وقفا ، أي عند الوقوف عليها ، إن كانت متطرفة ، كالوقوف عليها ، في كلمة : "من" ، في قوله تعالى " (من هاد) ، أو وصلا .
بينما التنوين يسقط وقفا ، كما في لفظ "أترابا" ، في قوله تعالى : (وكواعب أترابا) ، إن وقفت عليه ، ويعوض عنه بمد يعرف بـ : "مد العوض" ، ومقداره حركتان ، ولا يسقط التنوين وصلا بطبيعة الحال ، والله أعلم .
وقوله : "والمدود" :
يعلم منه أن الشيخ ، رحمه الله ، قد تعرض لمسألة المدود ، وقد أفرد لها ، الجزء الأخير من المنظومة ، كما سيأتي بيانه تفصيلا إن شاء الله .
والمد لغة : الزيادة ، ومنه قيل لمد البحر "مد" لأنه زيادة في موج البحر حتى يصل إلى الشاطئ ، وعكسه : "القصر" ، وهو النقص .
واصطلاحا : زيادة المد في حروف اللين لأجل همزة أو ساكن ، هكذا عرفه الشيخ علي محمد الصباغ ، رحمه الله ، وقد يرد على التعريف أمران :(1/2058)
الأول : أنه طبقا لقواعد علم النطق في صناعة التعاريف والحدود ، لا بد أن يكون الحد المعرف خاليا من أي كلمة تدل على "المعرف" ، بفتح الراء ، صيغة اسم مفعول ، وقد ذكر الشيخ ، رحمه الله ، هنا ، كلمة "المد" ، في تعريف "المد" ، فلزم منه الدور ، وهو توقف الشيء على نفسه ، وهذا غير جائز في اصطلاح أهل المنطق ، وعليه فإنه يمكن أن يستبدل لفظ : المد ، بـ : زيادة الصوت ، فيقال بأن المد : هو زيادة الصوت في حروف اللين لأجل همزة أو ساكن ، والخلاف يهون إذا ما أردنا بالتعريف مجرد إيصال المعنى لذهن الناظر ، بأي صيغة كانت ، دون التقيد بهذه الحدود المنطقية الدقيقة ، فعلى سبيل المثال : التعريف بالمثال قد يكون أبلغ من التعريف بالحد المنطقي ، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ، رحمه الله ، فلو سئلت عن تعريف الخبز ، على سبيل المثال ، فأيهما أسهل : أن تأتي للسائل برغيف خبز ، وتقول له هذا هو الخبز ، أم أن تعرفه بقولك : هو ذلك القرص المستدير المصنوع من الدقيق .......... الخ ، لا شك أن الأول أسهل وأبلغ في إفهام السائل ، والله أعلم .(1/2059)
والثاني : أن الشيخ ، رحمه الله ، قال : (في حروف اللين) ، والمد يكون في حروف المد (الألف والواو والياء) ، وحروف اللين : (الواو والياء إن سكنتا وفتح ما قبلهما) ، فاكتفى الشيخ ، رحمه الله ، بذكر حروف اللين فقط ، وقد يخرج قول الشيخ ، رحمه الله ، بأنه قصد بحروف اللين ، حروف المد جميعها ، لأن المتأمل في حرف الألف ، يجد أنه ساكن في نفسه ، وما قبله لا بد أن يكون مفتوحا فلا يعقل في اللغة أن تأتي ألف بعد ضم أو كسر ، وعليه يكون حرف الألف حرف مد ولين في نفس الوقت ، ويكون قول الشيخ : (حروف اللين) ، شاملا لحروف المد ، وزيادة ، فيشمل : حروف المد : (الألف الساكنة ، المفتوح ما قبلها ، والواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والياء الساكنة ، المكسور ما قبلها ، وقد جاءت كلها في كلمة : "نوحيها") ، وحروف اللين : (الواو والياء إن سكنتا وفتح ما قبلهما ، كقوله تعالى ، في سورة قريش : "من خوف" ، فالواو ساكنة مسبوقة بخاء مفتوحة ، وقوله تعالى : "إليه يصعد" ، إن وقفت على "إليه" ، فالياء ساكنة مسبوقة بلام مفتوحة) ، والله أعلم .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
احمد اليماني
03-01-2006, 10:04 AM
جزاك ربي الجنة
---
ضياء الإسلام
03-01-2006, 09:54 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بعلمك وجعله في ميزان حسناتك
---
مهاجر
03-03-2006, 01:27 AM
بسم الله
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان ، ونفعكما ونفع بكما
وعودة للمنظومة ، حيث شرع الناظم ، رحمه الله ، فيما وضع له هذا النظم فقال :
للنون إن تسكن وللتنوين ******* أربع أحكام فخذ تبييني
فبدأ بأشهر أحكام التجويد ، وهي أحكام النون الساكنة والتنوين :
فللنون الساكنة والتنوين ، ولا يكون إلا ساكنا ، لذا ألحق بالنون الساكنة ، أربع أحكام :
والحكم لغة : هو المنع ، ومنه قول جرير :
أبني حنيفة أحكموا سفهائكم ******* إني أخاف عليكم أن أغضبا(1/2060)
أي امنعوا سفهائكم من إلحاق الأذى بي ، لأني أخاف غضبي عليكم ، فهجائي كما عرفتم .
وقول حسان رضي الله عنه :
فنحكم بالقوافي من هجانا ******* ونضرب حين تختلط الدماء
أي نمنع ونقيد من هجانا ، بالقوافي ، فاستعار معنى القيد والمنع ، من القيد الحسي ، إلى القيد المعنوي ، وهو التقييد بالقوافي التي تردع كل معتد .
وقول زهير :
القائد الخيل منكوبا دوابرها ******* قد أحكمت حكمات القد والأبقا
أي ألجمت ومنعت بحكمات صنعت من القد والأبق .
وأما الحكم اصطلاحا : فهو إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه :
فهو إما إيجابي ، يستفاد منه الإثبات ، كما في مسألتنا هذه ، لأننا نثبت ، إيجابا ، للنون الساكنة والتنوين 4 أحكام .
أو سلبي ، يستفاد منه النفي ، كقولك : زيد لم يقم ، ففيه الحكم بعدم قيام زيد ، فكأنك أثبت نفي القيام لزيد ، فأثبت له بذلك حكما سلبيا ، والله أعلم .
وقد نص الناظم ، رحمه الله ، على أن أحكام النون الساكنة والتنوين : 4 أحكام ، وهي :
الإظهار ، والإدغام بقسميه ، بغنة ، وغير غنة ، كما سيأتي إن شاء الله ، والإقلاب ، والإخفاء ، وقد خالف الجعبري ، رحمه الله ، المتوفى سنة 732هـ ، فجعلها ثلاثة ، بإسقاط الإقلاب ، وإدخاله في الإخفاء ، لأن الإقلاب ، كما سيأتي إن شاء الله ، يؤول في حقيقته إلى الإخفاء .
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان أول هذه الأحكام ، وهو :
الإظهار ، فقال :
فالأول الإظهار قبل أحرف ******* للحلق ست رتبت فلتعرف
همز فهاء ثم عين حاء ******* مهملتان ثم غين خاء
وبداية ، مع تعريف الإظهار :
فالإظهار لغة : البيان ، وقد يأتي بمعنى العلو والارتفاع ، ومنه ظهر الدابة ، أي أعلاها .
والظهور قد يكون :
حسيا : كعلو الراكب ظهر الدابة .(1/2061)
أو معنويا : وهو علو الشأن ، ومنه قوله تعالى : (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) ، أي ليعليه على الدين كله ، إما بالسنان والطعان وإما بالحجة والبرهان ، فالإسلام ظاهر ، ولو غلب أهله ، لأنه الدين الحق الذي أقام الله ، عز وجل ، الآيات والبراهين على صدقه وصدق من أرسله به ، والله أعلم .
ومنه قوله تعالى : (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) ، أي مرتفعين منتصرين ، والله أعلم .
واصطلاحا : هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في المظهر .
وعرفه ابن الجزري ، رحمه الله ، فقال : فصل الحرف الأول عن الثاني من غير سكت عليه ، احترازا عما يتوهم من تحقيق الإظهار بالسكت .
فاستفدنا من التعريف الأول : أن الإظهار ، كاسمه ، إظهار للنون الساكنة ، بحيث يخرجها المتلفظ من مخرجها الأصلي ، وهو طرف اللسان ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، مع اجتناب إظهار الغنة ، فلا غنة في الإظهار ، رغم أن الغنة صفة ملازمة لجسم النون ، ومع ذلك لا تظهر إذا أتى بعدها حرف من حروف الإظهار .
واستفدنا من التعريف الثاني : أن النون تفصل تماما عن حرف الإظهار في النطق ، فلا تدغم فيه ، كما هو الحال في الإدغام ، ولا تقلب إلى ميم ، كما في الإقلاب ، ولا تذهب ذاتها مع بقاء صفتها ، أي الغنة ، كما في الإخفاء ، وإنما تبقى بذاتها وصفتها مفصولة عن حروف الإظهار ، مستقلة بالنطق ، ظاهرة ظهورا بينا لا خفاء فيه .
يقول الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله :
(وحقيقة الإظهار أن ينطق بالنون والتنوين على حدهما ثم ينطق بحروف الإظهار من غير فصل بينهما وبين حقيقتهما ، فلا يسكت على النون ولا يقطعها عن حروف الإظهار .
وتجويده إذا نطقت به : أن تسكن النون ، ثم تلفظ بالحرف ولا تقلقل النون بحركة من الحركات ، ولا تسكنها بثقل ولا ميل إلى غنة ، (لأن هذا يقرب من الإخفاء) ، ويكون سكونها بلطف) .(1/2062)
وإذا نظرنا إلى حروف الإظهار ، فإننا نجد أنها ، كلها ، من الحروف الحلقية ، (أي التي تخرج من الحلق) ، ولذا سمي هذا الإظهار بالإظهار الحلقي ، تمييزا له عن الإظهار الشفوي ، الخاص بالميم الساكنة ، كما سيأتي بيانه إن شاء الله ، وهذا ما يفسر علة الإظهار ، كما بينها الشيخ الضباع ، رحمه الله ، بقوله :
(والعلة لإظهار النون الساكنة والتنوين عند الأحرف الستة المذكورة ، بعد مخرجهما ، (أي النون والتنوين) عن مخرجهن ، (أي حروف الإظهار) ، لأنهن من الحلق ، والنون من طرف اللسان ، والإدغام إنما يسوغه التقارب) ، فالمسافة بين الحلق وطرف اللسان ، مسافة كبيرة ، ناسب معها الإظهار ، دون الإدغام ، الذي يسوغه التقارب ، والإخفاء ، الذي يلزم له نوع تقارب .
ويواصل الشيخ ، رحمه الله ، فيقول : (ثم لما كان النون والتنوين سهلين لا يحتاجان في إخراجهما إلى كلفة ، (لأن مخرجهما ، وهو طرف اللسان قريب) ، وحروف الحلق أشد الحروف كلفة وعلاجا في الإخراج ، (لبعد مخرجها ، وهو الحلق) ، حصل بينهما وبينهن تباين لم يحسن معه الإخفاء كما لم يحسن الإدغام إذ هو قريب منه ، فوجب الإظهار الذي هو الأصل) .
ورغم اتحاد مخرج الحروف الحلقية ، إلا أنها ، في الحقيقة ، تتوزع على مناطق الحلق الـ 3 : أقصاه ووسطه وأدناه من جهة اللسان ، أي المنطقة التي تتصل بأصل اللسان مباشرة .
فمن أقصاه : يخرج الهمز والهاء ، ويسمى الإظهار في هذه الحالة : "إظهارا أعلى" :
ومنه :
قوله تعالى : (من ءامن) .
وقوله تعالى : (كل ءامن) .
وقوله تعالى : (من هاد)
وقوله تعالى : (جرف هار)
والإظهار هنا يكون أعلى من الإظهار عند حروف وسط الحلق و أدناه .
ومن وسطه : تخرج العين والحاء المهملتان ، ويسمى الإظهار في هذه الحالة : "إظهارا أوسط" :
ومنه :
قوله تعالى : (من عمل) .
وقوله تعالى : (حقيق على)
وقوله تعالى : (من حكيم) .
وقوله تعالى : (عليم حكيم) .(1/2063)
والإظهار هنا يكون أعلى من الإظهار عند حروف أدنى الحلق ، وأدنى من الإظهار عند حروف أقصى الحلق .
ومن أدناه : تخرج الغين والخاء المعجمتان ، ويسمى الإظهار في هذه الحالة : "إظهارا أدنى" :
ومنه :
قوله تعالى : (من غل) .
وقوله تعالى : (عفوا غفورا) .
وقوله تعالى : (من خزي) .
وقوله تعالى : (يومئذ خاشعة) .
والإظهار هنا ، هو أدنى أنواع الإظهار ، فهو أدنى من الإظهار عند حروف أقصى ووسط الحلق ، والسبب في ذلك أن المسافة بين مخرج النون الساكنة والتنوين ، ومخرج الغين والخاء ، قد قلت عن مثيلتها بين مخرج النون الساكنة والتنوين ، وحروف وسط الحلق وأقصى الحلق ، بل إن هذا القرب البين ، قد سوغ لبعض القراء ، أن يخفي النون الساكنة والتنوين ، عند الغين والخاء ، كما فعل أبو جعفر ، رحمه الله ، فغير الحكم من إظهار إلى إخفاء ، وإن كان أضعف درجات الإخفاء ، فمخرج الغين والخاء قريب جدا ، إن لم يكن ملاصقا ، لمخرج القاف والكاف ، وهما حرفا الإخفاء ، التاليين مباشرة لحروف الإظهار ، ولذا فإن الإخفاء عندهما يكون في أدنى درجاته ، فسوغ هذا التقارب ، إخفاء النون الساكنة والتنوين ، عند الغين والخاء ، فكأن أبا جعفر ، رحمه الله ، جعل مخرج الغين والخاء والقاف والكاف ، مخرجا واحدا ، فحرفان مخرجهما أدنى الحلق من جهة اللسان (وهما الغين والخاء) ، وحرفان مخرجهما أقصى اللسان الملاصق لأدنى الحلق تماما (وهما القاف والكاف) ، فقرب المسافة ، كما تقدم ، مسوغ لمذهب أبي جعفر ، رحمه الله ، ويلزم من ذلك القول بعكس هذا القول ، فيقال : إذا كان الأمر كذلك فلم لا تظهر النون الساكنة والتنوين عند القاف والكاف ، بحيث يضمان لحروف أدنى الحلق ، لا أن يضم حرفا أدنى الحلق لهما ، كما في مذهب أبي جعفر ؟ ، والجواب أن هذا من الناحية الاصطلاحية ، قد يكون جائزا ، ولكن عمدتنا في القراءة ، التلقي ، فالقراءة سنة متبعة ، للرواية فيها أوفر نصيب ، فهي الحاكمة(1/2064)
على القواعد ، لا العكس ، فإذا تعارضت الرواية مع قاعدة يسوغ العمل بها ، قدمت الرواية قولا واحدا ، لأن هذا العلم ، كما سبق ، من علوم التلقي ، وسيأتي إن شاء الله ، في باب المدود أمثلة لمدود ، لا تمد ، لورود الرواية بذلك ، رغم كونها من جهة القواعد الاصطلاحية ، صالحة لأن تمد .
وهذا الحال كحال قواعد علم النحو تماما ، فالعبرة بما نقل من القراءات المتواترة ، لا القواعد المستحدثة بعدها ، فالنحو فرع القرآن ، والتجويد فرع القرآن ، فمنه استنبطا ، فكيف يسوغ الحكم على الأصل بالفرع ، والله أعلم .
وقد لخص الشيخ الضباع ، رحمه الله ، ما سبق ، بقوله :
(وكلما بعد الحرف كان التبيين أعلى :
فتظهر النون الساكنة والتنوين عند الهمزة والهاء إظهارا بينا ويقال له : أعلى .
وعند العين والحاء أوسط .
وعند الغين والخاء أدنى .
ولا خلاف بين القراء العشرة في ذلك ، إلا ما كان من مذهب أبي جعفر من إخفائهما عند الغين والخاء المعجمتين .
ووجهه عنده : قربهما من حرفي أقصى اللسان : القاف والكاف) ، والله أعلم .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
أبو عمار المليباري
03-04-2006, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . لقد وضع الله القبول لهذا المتن على مستوى العالم ، فهو متن يصلح للمبتدئين في هذا الفن . ولذا فقد اهتم العلماء رحمهم الله به وشرحوه ، وفيما يلي بيان لأهم شروح التحفة :
1- فتح الملك المتعال شرح تحفة الأطفال للميهي ابن شيخ الجمزوري . وهو أطول الشروح على الإطلاق .
2- فتح الأقفال شرح تحفة الأطفال للشيخ الجمزوري نفسه . ويعتبر مختصراً لشرح ولد شيخه .
3- منحة ذي الجلال شرح تحفة الأطفال للشيخ علي الضباع . ويعتبر من أجود الشروح .
4- تقريب المنال شرح تحفة الأطفال للشيخ حسن دمشقية .
وأنصح طلاب العلم أن يحفظوا هذا المتن ويفهموا شرحه قبل أن ينتقلوا إلى الجزرية . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
مهاجر(1/2065)
03-05-2006, 05:14 AM
بسم الله
كما قلت أخي أبا عمار ، حفظك الله ، فما أشبهه بمتن كمتن الورقات للجويني ، رحمه الله ، متن صغير وضع له القبول في الأرض ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، ولعل أصحاب المتون المشتهرة قد أخلصوا النوايا فكتب لهم القبول في الدنيا والآخرة .
وعودة للمنظومة
فقد شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين ، وهو الإقلاب ، فقال :
والثالث : الإقلاب عند (الباء) ******* (ميما) بغنة مع الإخفاء
وبداية مع تعريف الإقلاب :
لغة : فهو ، كما يقول الشيخ الضباع رحمه الله : تحويل الشيء عن وجهه ، يقال : قلبه أي : حوله عن وجهه ، ومنه قوله تعالى : (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) ، أي نحولهم ذات اليمين وذات الشمال ، ومنه دعاء : (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) ، أي يا محول القلوب من الكفر للإيمان ، ومن الإيمان للكفر ، ومنه : (القلب) الجارحة المعروفة ، سمي بذلك لسرعة تقلبه ، فهو أشد غليانا من المراجل ، كما ورد في الحديث ، والغليان مظنة التقلب والاضطراب .
واصطلاحا : جعل حرف مكان آخر ، ففيه تقلب النون الساكنة ميما ، ولكن هذا التعريف ينقصه ، الخطوة الثانية من خطوات الإقلاب وهي : إخفاء الميم الساكنة المنقلبة عن النون الساكنة أو التنوين ، لإتيان الباء بعدها ، وهو ما يعرف بالإخفاء الشفوي ، كما سيأتي إن شاء الله ، فكأن الإقلاب يشمل حكمين :
قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم ساكنة .
ومن ثم إخفاء الميم الحاصلة ، مع غنة ، كما ذكر الناظم ، رحمه الله ، في تعريف الإقلاب .
وعليه يكون هذا التعريف ، مقتصرا على نصف التعريف المختار .
وقيل : هو عبارة عن قلب مع خفاء لمراعاة الغنة .
أو : جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة .
والتعريف المصدر بـ "قيل" ، هو أجود هذه التعاريف ، لأنه شمل كل خطوات الإقلاب ، فنبه على :(1/2066)
القلب ، ثم الإخفاء ، ثم الغنة ، التي تنتج من إخفاء الميم الساكنة إذا أتى بعدها باء ، فالغنة صفة ملازمة للميم الساكنة ، وإن كانت أضعف من غنة النون ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
ومنه قوله تعالى : (أن بورك) ، فهنا نون ساكنة ، أتى بعدها باء ، فالحكم هو قلب النون الساكنة إلى ميم ، ولذا رسم فوقها "ميم صغيرة" ، في المصاحف المتداولة للتنبيه على هذا القلب ، ومن ثم تخفى الميم الساكنة ، مع الإتيان بالغنة ، لأنه جاء بعدها باء ، فانتقلنا من أحكام النون الساكنة إلى أحكام الميم الساكنة ، فمن الإقلاب ، وهو أحد أحكام النون الساكنة إلى الإخفاء الشفوي ، وهو أحد أحكام الميم الساكنة .
ومنه قوله تعالى : (أنبئهم) ، وهو كالمثال السابق تماما ، ولكن هنا أتت النون الساكنة والباء في كلمة واحدة .
ومنه قوله تعالى : (سميع بصير) ، وهو مثال لتنوين أتى بعده باء ، فيكون حكمه كحكم النون الساكنة ، تماما بتمام ، وبطبيعة الحال لا يكون الإقلاب ، في حالة التنوين ، إلا من كلمتين ، لأن التنوين لا يأتي إلا متطرفا ، (أي في نهاية الكلمة) ، فلا يأتي في وسط الكلمة أبدا ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
وهناك عدة ملاحظات تجدر الإشارة إليها :
أولا : وجه قلب النون الساكنة ، ميما ، إذا أتى بعدها باء :
فوجهه : أن النون حرف له غنة ، والباء حرف شفوي ، يلزم إطباق الشفتين عند نطقه ، والإتيان بالنون من طرف اللسان ، مع إظهار غنتها ، ثم الانتقال مباشرة إلى إطباق الشفتين للإتيان بالباء من مخرجها ، أمر فيه كلفة ، فلا يحسن إظهارهما معا في نفس الوقت لثقل ذلك .
فإن قال قائل : إذا تعذر الإظهار ، فالإدغام يحل محله ، والجواب :(1/2067)
أن إدغام النون الساكنة في الباء ، أمر غير مستحسن ، لقلة التناسب بينهما ، فالمخرج مختلف ، فالنون من طرف اللسان ، والباء شفوية ، والصفات مختلفة ، فالأولى تغن ، والثانية لا غنة فيها ، والباء من حروف الشدة ، التي يجمعها قولك : (أجد قط بكت) ، والنون من الحروف المتوسطة ، التي يجمعها قولك : (لن عمر) ، فلا هي بالشديدة ولا الرخوة .
فلم يبق إلا قلب النون إلى حرف يشترك معها بعض الخصائص ، ويشترك مع الباء في خصائص أخرى ، فكأنه قنطرة يعبر اللسان عليها من النون إلى الباء دون كلفة أو مشقة ، فناسب أن نأتي بحرف الميم :
لأنه يشترك مع النون في صفة الغنة ، بل هما الحرفان الوحيدان اللذان يختصان بها ، فلا غنة في سواهما ، ويشترك مع الباء في المخرج ، لأن الميم من الحروف الشفوية كالباء ، فسهل بذلك الانتقال من النون الساكنة إلى الباء دون كلفة أو مشقة .
ولكن الميم الساكنة ، سواء كانت أصلية ، كما في أحكام الميم الساكنة ، كما سيأتي إن شاء الله ، أو منقلبة عن نون ساكنة أو تنوين ، كما في أحكام النون الساكنة ، الميم الساكنة إذا أتى بعدها باء ، فإنها تخفى إخفاء شفويا ، ويأتي شرح الإخفاء الشفوي تفصيلا إن شاء الله .
ومع يلزمنا معرفته هنا ، أمران :
الأمر الأول : التنبيه على الإتيان بالغنة ، فهي صفة ملازمة للإخفاء سواء كان حقيقيا ، في النون الساكنة والتنوين ، أو شفويا في الميم الساكنة .
الأمر الثاني : أنه يجب على القارئ الاحتراز من كز الشفتين على الميم المنقلبة عن النون أو التنوين في اللفظ ، لئلا يتولد من كزهما غنة ممططة ، (من المط) ، من الخيشوم ، والنطق السليم ، كما ذكر الشيخ الضباع رحمه الله ، يكون بتسكين الميم بتلطف من غير ثقل أو تعسف . اهـ .(1/2068)
ويضاف إلى ذلك أنه كما يجب الاحتراز من كز الشفتين ، فإنه يجب الاحتراز أيضا من انفراجهما ، فالصحيح هو ضمهما ضما لطيفا ، مع إبقاء فرجة صغيرة بينهما تسمح باندفاع لطيف للهواء الخارج من تجويف الفم ، والله أعلم .
---
مهاجر
03-08-2006, 01:49 AM
بسم الله
السلام عليكم
أعتذر عن خطئي في إدراج حكم الإقلاب قبل حكم الإدغام
وعودة للإدغام حيث شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيانه فقال :
والثان : إدغام بستة أتت ******* في (يرملون) عندهم قد ثبتت .
وبداية مع تعريف الإدغام :
فهو لغة : الإدخال ، يقال أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه ، وأدغمت الميت في اللحد إذا جعلته فيه .
واصطلاحا : التقاء حرف ساكن (وهو النون الساكنة أو التنوين) بمتحرك (وهو أحد حروف الإدغام) ، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عنه ارتفاعة واحدة .
والعلاقة بين التعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي ، واضحة ، فصورة المسألة : إدغام أو إدخال حرف في حرف ، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا ، لأن الساكن إذا أدغم في متحرك ، آل اللفظ إلى النطق بحرف مشدد ، فالحرف المشدد ، في لغة العرب ، هو عبارة عن حرفين أولهما ساكن ، وثانيهما متحرك ، فالدال في لفظ دابة ، على سبيل المثال ، هي دالان ، أولاهما ساكنة ، والثانية متحركة ، فكأن أصل الكلمة : (ددابة) ، بدالين ساكنة ومتحركة ، كما تقدم ، والله أعلم .(1/2069)
ومن تعاريفه الموجزة : النطق بالحرفين كالثاني مشددا ، وهذا تعريف جيد ، مع وجازته ، لأن حقيقة الإدغام تؤول إلى ذلك ، فإدغام النون الساكنة في الياء ، على سبيل المثال ، كما في قوله تعالى : (من يقول) ، يؤول عند النطق إلى النطق بياء مشددة ، فجسم الحرف الساكن ، قد أدغم في جسم الحرف المتحرك ، فزالت حركة اللسان به ، فلم نعد نحتاج لحركتين : حركة اللسان بالحرف الساكن ، ثم حركته بالحرف المتحرك ، وإنما يكفينا في هذه الحالة حركة واحدة ينتج عنها النطق بالحرف الثاني مشددا ، فالأمر هنا خلاف الإظهار ، هناك إبقاء كامل لجسم الحرف الساكن ، (النون الساكنة أو التنوين) ، وهنا زوال كامل لجسم الحرف ، بإدغامه في تاليه المتحرك ، وإن بقي أثر الحرف ، في حالة الإدغام بغنة ، كما سيأتي إن شاء الله .
وحروف الإدغام 6 : يجمعها لفظ : (يرملون) ، من الرمل ، وهو الإسراع في المشي ، وهو سنة من سنن طواف القدوم ، فقط ، دون أي طواف آخر ، كالإفاضة والوداع ، ويكون في الأشواط الـ 3 الأولى فقط ، ويسن للرجال دون النساء لئلا ينكشف شيء من أجسادهن ، بسببه ، والله أعلم .
ثم قسم الناظم ، رحمه الله ، حروف الإدغام إلى قسمين أولهما :
لكنها قسمان قسم يدغما ******* فيه بغنة (بينمو) علما
فالقسم الأول : هو حروف الإدغام بغنة ، ويجمعها لفظ : (ينمو) .
وسبق تعريف الغنة بأنها : (صوت لذيذ مركب في جسم النون والتنوين ، فهو تبع لها في المخرج والصفات والأحكام ، والميم الساكنة ، ولا عمل للسان فيه ، لأن مخرج الغنة هو الخيشوم) .
والغنة ، كما سبق ، صفة ملازمة للنون والتنوين والميم إذا سكنت ، وأقواها غنة النون ، ويلحق بها بطبيعة الحال ، غنة التنوين ، لأن التنوين في حقيقة لفظه ، نون ساكنة ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .(1/2070)
ومعنى الإدغام بغنة : أننا سوف ندغم النون الساكنة أو التنوين في حروف الإدغام بغنة ، ولكن هذا الإدغام لن يكتمل ، لأن جسم النون سوف يزول بلا إشكال ، ولكن صفتها ، وهي الغنة ، لن تزول ، فكأن جسم الحرف زائل وأثره باق ، وهذا الأثر الباقي هو المانع من اكتمال الإدغام ، وعليه اصطلح العلماء على تسمية هذا الإدغام بـ : (الإدغام الناقص) ، وعلله الشيخ الضباع ، رحمه الله ، بقوله : (لأن دخول الغنة نقصه عن كمال التشديد) ، فالحرف المشدد الناتج من عملية الإدغام لن يكون كامل التشديد ، بل سيضعف تشديده ببقاء الغنة ، والله أعلم .
ومسوغ الإدغام في حالة النون : التماثل ، التقاء متماثلين ، (أي نون مع نون ، أو ميم مع ميم أو لام مع لام ..........) ، فكأن هذا الإدغام يؤول في النهاية إلى إدغام ، سيأتي بيانه إن شاء الله ، يسمى : (إدغام المثلين ، وبالتحديد الصغير في هذه الحالة لتسكين الأول وتحريك الثاني) ، وعلى هذا فهو غير مختص بالنون الساكنة فقط ، وإنما يشمل أي حرفين متماثلين ، والله أعلم .
ومنه :
قوله تعالى : (من نور) .
وقوله تعالى : (يومئذ ناعمة) .
ومسوغ الإدغام في الميم : التجانس ، لأنهما يشتركان في صفات كثيرة ، لعل أبرزها : الغنة ، فهي مما انفردا به دون بقية الحروف ، وإن كانت غنة النون أظهر من غنة الميم ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، فضلا عن تقاربهما في المخرج ، فالميم ، مخرجها "الشفتان" ، والنون مخرجها "طرف اللسان" .
ومنه :
قوله تعالى : (ممن منع) .
وقوله تعالى : (مثلا ما) .
ومسوغ الإدغام مع الياء والواو : التقارب ، فمخرج النون "طرف اللسان" ، قريب من مخرج الواو "الشفتين" ، ومخرج الياء "وسط اللسان" ، فجوز هذا التقارب الإدغام ، والله أعلم .
ومنه ، في حالة الواو :
قوله تعالى : (من وال) .
وقوله تعالى : (غشاوة ولهم) .
وفي حالة الياء :
قوله تعالى : (من يقول) .
وقوله تعالى : (وبرق يجعلون) .(1/2071)
والملاحظ في الإدغام ، إجمالا ، أن سببه ، عكس سبب الإظهار ، ففي الإظهار ، حسن الفصل بين النون الساكنة والتنوين من جهة ، وحروف الإظهار من جهة أخرى ، لتباعد مخرج كل منهما ، وفي الإدغام حسن إدماجهما في حروف الإدغام ، لتماثل المخرج في حالة الإدغام مع النون ، وتقاربه في بقية حروف الإدغام ، والله أعلم .
مسألة : الغنة المتبقية ، صفة أي الحرفين المدغمين ؟
إذا تقرر أن الإدغام في هذه الحالة لابد أن يكون بغنة ، فإنه يحسن أن نتعرف على الحرف الذي يسبب هذه الغنة :
ففي حالة النون : الغنة غنة المدغم فيه ، أي النون الثانية ، والملاحظ هنا أن كلا حرفي الإدغام يحمل صفة الغنة ، فهو إدغام حرف مغن في حرف مغن ، غنتهما متماثلة تبعا لتماثلهما ، والله أعلم .
وفي حالة الميم : الغنة غنة المدغم ، أي النون ، والملاحظ هنا أن كلا حرفي الإدغام يحمل صفة الغنة ، فهو إدغام حرف مغن في حرف مغن ، ولكن غنة المدغم ، أي النون ، أقوى من غنة المدغم فيه ، أي الميم ، وعليه ظهرت غنة الأول على غنة الثاني ، وغلبت في اللفظ ، والله أعلم .
وهذا الرأي هو الرأي الراجح ، وهناك قول آخر بأن الغنة هي غنة المدغم فيه ، ولا يخفى رجحان هذه القول لأن فيه ترجيحا لغنة على غنة أقوى منها ، فكيف يغلب الأدنى على الأعلى ، ويلزم من هذا القول : القول بذهاب جسم النون الساكنة وصفتها أيضا ، فتخرج هذه الصورة من عموم تعريف الإدغام الناقص ، لأنه أصبح كاملا ، بزوال المدغم وصفته أيضا ، وهذا هو حد الإدغام الكامل ، ورغم كمال الإدغام المستلزم زوال أي غنة ، بقيت غنة المدغم فيه ، فصارت هذه الصورة جامعة لكلا نوعي الإدغام ، فهي إدغام كامل ، ومع ذلك بغنة ، كما في الإدغام الناقص ، والعمل بالقول الأول يرفع عنا حرج هذا التأويل الدقيق ، والله أعلم .(1/2072)
وفي حالة الواو والياء : الغنة غنة المدغم ، أي النون ، بالإجماع ، لأنه لا غنة للواو والياء أصلا ، حتى يقال بترجيح غنة النون على غنتهما ، أو العكس ، والله أعلم .
ثم نبه الناظم ، رحمه الله ، إلى مسألة مهمة :
وهي مسألة وقوع النون الساكنة ، وحرف الإدغام في كلمة واحدة ، فقال :
إلا إذا كانا بكلمة فلا ******* تدغم كـ (دنيا) ، ثم صنوان تلا
وقد وقع ذلك في القرآن الكريم في 4 كلمات :
دنيا ، وصنوان ، وقنوان ، وبنيان .
فطبقا لقاعدة الإدغام المعروفة ، يتم النطق بحرف الإدغام مشددا ، فتنطق دنيا : ديا ، وتنطق صنوان : صوان ، وتنطق قنوان : قوان ، وتنطق بنيان : بيان ، وهذا نطق غير صحيح بطبيعة الحال ، لالتباس هذا النطق بنطق المضعف ، وهو ما تكرر أحد أصوله كـ : (حيان) ، و (رمان) .
لأن كلمة دنيا : لا تضعيف فيها ، فحروفها دال ونون وياء وألف المد ، بينما كلمة ديا (إذا ما أدغمنا النون في الياء طبقا لقاعدة الإدغام الأصلية) ، فيها تضعيف ، فحروفها : دال وياء مشددة ، (وهي ياءان إحداهما ساكنة والأخرى متحركة) ، وألف المد ، فاختلفت بنية الكلمة ، بل واختلف معناها ، فالدنيا من الدنو ، والديا من الدي ، وكذا الحال في بقية الكلمات ، فإن الإدغام فيها يغير بنية الكلمة ومعناها ، والله أعلم .
ثم ذكر الناظم ، رحمه الله ، القسم الثاني من الإدغام ، وهو الإدغام بغير غنة ، فقال :
والثان : إدغام بغير غنه ******* في اللام والراء وكررنه
وفي بعض نسخ المتن :
والثان : إدغام بغير غنه ******* ورمزه "رل" فأتقننه
فحروفه حرفان : اللام والراء ، ويجمعها قولك : رل ، أي أسرع ، يقال رل زيد في سيره ، إذا أسرع ، والله أعلم .(1/2073)
وهذا الإدغام ، يختلف عن سابقه ، بأنه لا غنة فيه ، فلا يصدر من الخيشوم أي صوت أثناء نطقه ، لأن إدغام النون الساكنة والتنوين في اللام والراء ، إدغام كامل ، يذهب فيه جسم الحرف المدغم ، وصفته ، وهي الغنة ، خلاف النوع الأول ، ففيه يذهب جسم الحرف المدغم ، ولكن يبقى أثره الدال عليه ، وهو الغنة التي تصدر من الخيشوم ، ولذا كان ناقصا ، ومن نطق بالإدغام في حالة اللام والراء ، بلا تكلف ، فإنه لا يجد حاجة لإخراج غنة من خيشومه .
إذ يتم الإدغام مباشرة بنطق لام مشددة ، كما في :
قوله تعالى : (هدى للمتقين) ، فنطقها مباشرة بلا تكلف إخراج غنة : هدللمتقين
وقوله تعالى : (ولكن لا يعلمون) ، فنطقها : ولكلا يعلمون
أو نطق راء مشددة ، كما في :
قوله تعالى : (من ربهم) ، فنطقها : مربهم .
وقوله تعالى : (رؤوف رحيم) ، فنطقها : رؤوفرحيم ، والله أعلم .
يقول الشيخ الضباع رحمه الله :
وهذا على ما عليه جمهور أهل الأداء عن القراء العشرة
وروى بعضهم إدغامهما فيهما بغنة ، كما في قراءة "نافع" و"أبي جعفر" و "ابن كثير" و "أبي عمرو" و "يعقوب" و"ابن عامر الشامي" و "حفص" ، وعليه يكون ناقصا ، لأن الغنة تمنع كمال تشديد الحرف المدغم فيه ، كما سبقت الإشارة على ذلك ، والله أعلم .
ووجه الإدغام في اللام والراء : قرب مخارج النون واللام والراء ، فكلها من حروف طرف اللسان ، فتكون من الحروف المتقاربة ، التي تقاربت مخارجها ، واختلفت صفاتها ، فصفات النون غير صفات اللام غير صفات الراء ، بل جزم الفراء ، رحمه الله ، باتحاد مخارجها ، فكلها من نفس المخرج من طرف اللسان ، فتكون من الحروف المتجانسة ، وهي الحروف التي اتحدت مخارجها دون صفاتها ، ويأتي بيان التماثل والتقارب والتجانس تفصيلا إن شاء الله .(1/2074)
وأيضا ، والكلام للشيخ الضباع رحمه الله : لو لم يدغما فيهما لحصل الثقل لاجتماع المتقاربين (على رأي الجمهور) ، أو المتجانسين (على رأي الفراء رحمه الله) ، فبالإدغام تحصل الخفة ، لأنه يصير في حكم حرف واحد .
ووجه حذف الغنة : المبالغة في التخفيف ، لأن بقاءها يورث ثقلا ما ، وسبب ذلك قلبهما حرفا ليس فيه غنة ولا شبيها بما فيه غنة .
فالنون الساكنة سوف تنطق عند إدغامها باللام والراء ، لاما مشددة ، أو راءا مشددة ، وهذان حرفان لا غنة فيهما ، بل ولا شبه لهما بما فيه غنة ، فهما أبعد ما يكونان عنها ، فعلام التكلف بالإتيان بغنة في غير موضعها ؟ ، والله أعلم .
وأشار الناظم في ختام كلامه على الإدغام إلى حكم من أحكام (الراء) ، بقوله : (ثم كررنه) ، أي : احكم بأن حرف الراء من حروف التكرير ، لكن يجب إخفاء تكريره .
والتكرير لغة : إعادة الشيء بصفته الأولى أكثر من مرة ، ومنه الكر : أي العودة بعد الفر على نفس صفة الهجوم الأول .
واصطلاحا : ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف ، وحرف التكرار : الراء ، وهذا الارتعاد يؤدي لتكرار نطق الحرف ، ولا شك أن هذا من اللحن المخل بالقراءة ، فالناظم ، رحمه الله ، لم يذكر هذه الصفة ، ليعمل بها، كما قد يوهم لفظ : كررنه ، وصيغته صيغة الأمر الدالة على وجوب الفعل ، وإنما ذكرها لتجتنب ، لأنها مما يخل بالقراءة ، فمتى ما أظهر القارئ تكرير الراء ، فإن الراء المخففة ، سوف تنطق راءين ، والمشددة راءات متعددة ، والله أعلم .
---
مهاجر
03-12-2006, 03:38 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم ، رحمه الله ، الكلام على الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين فقال :
والرابع : الإخفاء عن الفاضل ******* من الحروف واجب للفاضل
والإخفاء لغة : الستر ، يقال : اختفى الرجل عن أعين الناس بمعنى : استتر عنهم .(1/2075)
واصطلاحا : النطق بحرف ساكن عار ، أي خال ، من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول ، وهو النون الساكنة والتنوين .
ففي هذا الحكم ، نجد أن حروف الإخفاء ، وهي بقية حروف الهجاء ، ما عدا حروف الإظهار والإدغام والإقلاب ، وقد جمعها الناظم ، رحمه الله ، بفوله :
في خمسة من بعد عشر رمزها ******* في كلم هذا البيت قد ضمنتها
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ******* دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
فحروف الإخفاء : هي الحروف التي صدرت بها كلمات البيت الثاني .
في هذا الحكم ، نجد أن حروف الإخفاء ، تأتي في مرتبة وسط بين حروف الإدغام من جهة ، وحروف الإظهار من جهة أخرى ، فلا هي بالقريبة مخرجا من النون الساكنة والتنوين ، حتى يسوغ إدغامها ، ولا هي بالبعيدة عنهما ، كحروف الإظهار الحلقية ، حتى يسوغ إظهارها ، فوجب إخفاء النون الساكنة والتنوين عندها ، لأن الإخفاء وسط بين الإدغام التام والإظهار ، فالأول : إذهاب كامل للحرف وصفته، والثاني : والثاني إبقاء لهما معا ، بينما الإخفاء : إذهاب للحرف دون صفته ، فيذهب جسم النون الساكنة والتنوين ، ويبقى أثرهما ، وهو الغنة ، التي تصدر من الخيشوم ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
نلاحظ أن الشيخ الضباع ، رحمه الله ، قد قيد الإدغام هنا بـ : "التام" ، وهو الذي يكون مع اللام والراء ، لأن الغنة تذهب فيه تماما ، خلاف الإدغام الناقص مع حروف : "ينمو" ، إذ ذهب جسم النون وبقيت صفتها ، فنقصت الغنة من كمال تشديد الإدغام ، فعد بذلك ناقصا ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك تفصيلا ، وعليه فإن الإخفاء ، لا ينفرد بالغنة ، دون بقية الأحكام ، وإنما يشاركه في ذلك الإدغام الناقص ، فالإدغام الناقص بذلك يشبه الإدغام الكامل من وجه : وهو إذهاب الحرف بعد إدغامه ، ويشبه الإخفاء من وجه : بقاء صفة الحرف وهي الغنة .(1/2076)
ويمكن القول بأن الغنة صفة لازمة للإخفاء ، فلا إخفاء إلا بغنة ، سواء كان حقيقيا ، كما في النون الساكنة والتنوين ، أو شفويا ، كما في الميم الساكنة ، خلاف الإدغام ، فالغنة غير ملازمة له ، فقد يأتي بغنة ، فيكون ناقصا ، كما في الإدغام مع حروف "ينمو" وقد يأتي بغير غنة ، فيكون كاملا ، كما في الإدغام مع حروف "رل" ، والله أعلم .
والإخفاء كالإظهار له ثلاث مراتب ، تبعا لقرب المخرج أو بعده عن مخرج النون الساكنة والتنوين :
فأدناه : عند الطاء والدال المهملتين والتاء المثناة من فوق ، لقرب مخارج هذه الحروف من مخرج النون .
ومن ذلك :
قوله تعالى : (أنداد) .
وقوله تعالى : (من دابة) .
وقوله تعالى : (قنوان دانية) .
وقوله تعالى : (ينطقون) .
وقوله تعالى : (من طين) .
وقوله تعالى : (صعيدا طيبا) .
وقوله تعالى : (ينتهوا) .
وقوله تعالى : (من تحتها) .
وقوله تعالى : (جنات تجري) .
وأقصاه : عند القاف والكاف ، لبعد مخرجهما عن مخرج النون الساكنة ، فهي تخرج من طرف اللسان ، وهما يخرجان من أصل اللسان ، من المنطقة التالية مباشرة لأدنى الحلق من جهة تجويف الفم ، وسبقت الإشارة إلى أن هذا المخرج قريب جدا من مخرج الغين والخاء ، وهما من حروف الإظهار الأدنى ، نظرا لقرب مخرجهما ، وهو أدنى الحلق من جهة تجويف الفم ، من مخرج القاف والكاف ، فالتداخل حاصل بين هذين المخرجين ، وكما قد يقع الخطأ في الإخفاء عند الغين والخاء ، قد يقع أيضا بالإظهار عند القاف والكاف ، فوجب التنبيه على ذلك ، والله أعلم .
ومن ذلك :
قوله تعالى : (ينقلبون) .
وقوله تعالى : (ولئن قلت) .
وقوله تعالى : (سميع قريب) .
وقوله تعالى : (ينكثون) .
وقوله تعالى : (من كل) .
وقوله تعالى : (عادا كفروا) .
وأوسطه عند بقية الحروف .
وهي "الصاد" المهملة ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (ينصركم) .
وقوله تعالى : (أن صدوكم) .
وقوله تعالى : (ريحا صرصرا) .(1/2077)
و "الذال" المعجمة ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (منذر) .
وقوله تعالى : (من ذكر) .
وقوله تعالى : (سراعا ذلك) .
و"الثاء" المثلثة ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (منثورا) .
وقوله تعالى : (من ثمره) .
وقوله تعالى : (جميعا ثم) .
و "الجيم" ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (أنجيناكم) .
وقوله تعالى : (إن جاءكم) .
وقوله تعالى : (شيئا جنات) .
و "الشين" المعجمة ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (ينشر لكم) .
وقوله تعالى : (لمن شاء) .
وقوله تعالى : (عليم شرع) .
و "السين" المهملة ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (منسأته) .
وقوله تعالى : (أن سيكون) .
وقوله تعالى : (عظيم سماعون) .
و "الزاي" ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (فأنزلنا) .
وقوله تعالى : (فإن زللتم) .
وقوله تعالى : (يومئذ زرقا) .
و "الفاء" ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (انفروا) .
وقوله تعالى : (وإن فاتكم) .
وقوله تعالى : (خالدا فيها) .
و "الضاد" ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (منضود) .
وقوله تعالى : (إن ضللت) .
وقوله تعالى : (قوما ضالين) .
و "الظاء" ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (انظروا) .
وقوله تعالى : (من ظهير) .
وقوله تعالى : (ظلا ظليلا) .
والغنة تتناسب في تفخيمها أو ترقيقها ، مع درجة تفخيم حرف الإخفاء أو ترقيقه ، فإذا كان حرف الإخفاء مفخما ، كالصاد والقاف والكاف والضاد والطاء ، وهي من حروف : (خص ضغظ قظ) ، فإن الغنة تكون مفخمة ، وإذا كان مرققا كالتاء والدال ، فإن الغنة تكون مرققة .
وينبه الشيخ الضباع ، رحمه الله ، إلى أنه يجب على القارئ أن يحترز في حالة إخفاء "النون" من أن يشبع الضمة قبلها أو الفتحة أو الكسرة ، لئلا يتولد من :
الضمة واو ، كما في قوله تعالى : (كنتم) ، لأن إشباع الضمة يغير الكلمة إلى : (كونتم) .
والفتحة ألف ، كما في قوله تعالى : (عنكم) ، لأن إشباع الفتحة يغير الكلمة إلى : (عانكم) .
والكسرة ياء ، كما في قوله تعالى : (منكم) ، لأن إشباع الكسرة يغير الكلمة إلى : (مينكم) .(1/2078)
وليحترز أيضا من إلصاق اللسان فوق الثنايا العليا عند إخفاء "النون" ، لأن ذلك يؤدي لإظهار النون ، فمخرجها طرف اللسان مع أعلى الثنايا ، وإلصاق طرف اللسان بأعلى الثنايا ، يؤدي إلى إظهار النون حتما ، وهذا خلاف المطلوب هنا ، فالمطلوب إخفاؤها لا إظهارها ، فيجب أن يتوقف طرف اللسان عن الارتفاع ، عند الإتيان بالنون في حالة الإخفاء قبل تماسه مع أعلى الثنايا ، والله أعلم .
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن النون الساكنة في حالة الإخفاء ، تكون عارية ، أي خالية ، عن أي حركة ، فلا يرسم عليها ، السكون ، لأن ذاتها قد ذهبت ، خلاف الإظهار ، فإن السكون يرسم عليها ، لأن ذات النون باقية ، وهذا من علامات الرسم الموضحة للفرق بين الحكمين .
والله أعلى وأعلم .
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
03-15-2006, 01:10 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم انتقل الناظم ، رحمه الله ، إلى الكلام عن أحكام النون والميم المشددتين ، ولهما حكم واحد فقط ، أجمله الناظم ، رحمه الله ، بقوله :
وغن ميما ثم نونا شددا ******* وسم كلا حرف غنة بدا
فالغنة صفة لازمة لهما مطلقا ، إلا أن غنة النون أظهر من غنة الميم ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، في أكثر من موضع ، وإذا شددا كان إظهار غنتهما آكد ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (من الجنة) .
وقوله تعالى : (وذا النون) .
وقوله تعالى : (إني) .
وقوله تعالى : (ثم) .
وقوله تعالى : (المزمل) ، بتشديد الميم الثانية مع كسرها ، فالغنة في الميم الأولى ، موجودة ، ولكنها أظهر في الميم الثانية لأنها مشددة .
وقوله تعالى : (فأمه) . منحة ذي الجلال ص65_66 .
ومقدار الغنة ، كما سبق ، حركتان .
وعلى القارئ أن يحترز عند الإتيان بالغنة في "النون" و "الميم" في نحو :
قوله تعالى : (إن الذين) .
وقوله تعالى : (وإما فداء)(1/2079)
لئلا يتولد من ذلك حرف مد ، فيصير اللفظ : (إين الذين) ، و (وإيما فداء) ، وهذا تعسف في القراءة ينتج عنه زيادة في كلام الله عز وجل . . منحة ذي الجلال ص66 .
وبعد ذلك انتقل الناظم ، رحمه الله ، إلى الكلام على أحكام الميم الساكنة ، فهي تالية النون الساكنة ، لتقارب النون والميم في المخرج والصفات ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، فقال :
و"الميم" إن تسكن تجي قبل الهجا ******* لا "ألف لينة" لذي الحجا
فالميم الساكنة تأتي قبل أي حرف من حروف الهجاء ، بلا إشكال ، ما عدا "الألف اللينة" ، لأن الألف اللينة ، كما تقدم ، هي : ألف ساكنة مفتوح ما قبلها ، لابد أن يكون ما قبلها متحركا ، بل ومفتوحا ، على وجه الخصوص ، وهذا واضح بلا إشكال ، لأن الألف يناسبها الفتح ، فلا يتصور أن تسبق الألف اللينة ، أو ألف المد ، بحرف مكسور ، لأن الكسر يناسبه الياء ، أو حرف مضموم ، لأن الضم يناسبه الواو ، أو ساكن ، لكراهية توالي ساكنين ، فإذا صححنا مجيء الميم الساكنة قبل الألف اللينة ، فقد جوزنا توالي ساكنين ، ولا قائل بذلك ، بل
إن هذا مما اجتنبه العرب في لغتهم ، واحتالوا لمنع وقوعه بعدة أمور ، منها :
تحريك الأول منهما ، تحريكا عارضا ، إذا كانا بكلمتين ، كقوله تعالى : (لم يكن الذين كفروا) ، فكسر نون "يكن" ، كسر عارض لأن أصلها نون ساكنة ، لجزم الفعل بـ : "لم" ، وهي متبوعة بألف الوصل الساكنة أيضا في : "الذين" ، فساغ تحريك الأول تحريكا عارضا بالكسر لتلافي التقاء الساكنين ، وقد أشار الحريري ، رحمه الله ، في ملحة الإعراب ، إلى هذه المسألة بقوله :
وإن تلاه ألف ولام ******* فاكسر وقل : ليقم الغلام(1/2080)
أي إن تلا الفعل الأمر ، (المبني على السكون) ، ألف ولام ، (والألف ، هي ألف الوصل ، الساكنة ، التي تأتي ملازمة للام التعريف دوما ، على خلاف يرد تفصيله لاحقا إن شاء الله) ، فاكسر آخر حرف من حروف الفعل كراهية التقاء ساكنين ، وهما : (آخر حرف من حروف الفعل ، وألف الوصل الساكنة) .
والله أعلم .
ومنها : حذف أولهما ، إن وقعا في كلمة واحدة ، وقد وقع هذا في نفس المثال السابق : (لم يكن الذين كفروا) ، فأصل الفعل : يكون ، فلما جزم ، سكن آخره ، وما قبله ساكن ، أيضا ، لأن واو المد ، التي يضم ما قبلها ، ساكنة دائما ، فالتقى ساكنان في كلمة واحدة ، فحذف أولهما ، وهو الواو ، وبقي الآخر وهو النون .
ومن فوائد هذه المسألة : أنه يجب التفريق بين حذف حرف من وسط الكلمة ، وبالتحديد من الموضع قبل الأخير ، وحذف حرف من آخر الكلمة ، فالأول يكون لعلة صرفية ، كمنع التقاء ساكنين ، كما تقدم ، والثاني يكون لعلة إعرابية ، كالفعل المضارع المعتل الآخر ، فإنه يجزم بحذف آخره ، كقولك : لم يخش المؤمن أحدا إلا الله ، فحذفت الألف من الفعل : "يخشى" ، وبقيت الفتحة في "يخش" دالة عليها ، والله أعلم .
ومنها ، أيضا ، وهو يتعلق بعلم التجويد ابتداء ، المد اللازم في مثل قوله تعالى : (الحاقة) ، فألف المد ساكنة ، وهي متبوعة بحرف مشدد ، (والحرف المشدد في حقيقته حرفان : ساكن ومتحرك) ، فكأن ألف المد الساكنة أتبعت بقاف ساكنة ، فقاف متحركة ، فيكون أصل الكلمة : الحاققة ، بتوالي ساكنين ، فجيء بالمد اللازم ، لتلافي هذا الأمر ، ويأتي مزيد بيان لذلك ، إن شاء الله ، عند الكلام على أحكام المدود ، والله أعلم .
ثم بدأ الناظم ، رحمه الله ، في سرد أحكام الميم الساكنة ، فقال :
أحكامها ثلاثة لمن ضبط ******* "إخفاء" "إدغام" و "إظهار" فقط(1/2081)
وسبقت الإشارة إلى معنى : الإخفاء والإدغام والإظهار ، عند الكلام على أحكام النون الساكنة ، وما قيل هناك يقال هنا ، وإن اختلفت حروف الأحكام في الميم الساكنة ، عنها في النون الساكنة ، فحروف الإخفاء ، في حالة النون الساكنة ، على سبيل المثال : 15 حرفا ، وفي حالة الميم الساكنة : حرف واحد فقط ، كما سيأتي إن شاء الله .
ومن الإجمال إلى التفصيل :
فـ "الأول" : الإخفاء عند الباء ******* وسمه الشفوي للقراء .
وسبقت الإشارة إليه ، عند الكلام على الإقلاب ، في أحكام النون الساكنة ، فالإقلاب ، يؤول في حقيقته إلى الإخفاء الشفوي ، لأن قلب النون الساكنة ، إذا جاء بعدها باء ، إلى ميم ساكنة يعني : حصول صورة الإخفاء الشفوي ، تماما كما لو أتت الميم الساكنة ابتداء ، وجاء بعدها باء ، فالميم في الصورة الأولى منقلبة غير أصلية ، وفي الثانية أصلية ، والله أعلم .
ويكون هذا الإخفاء الشفوي ، مصاحبا بالغنة ، لأن للميم غنة ، وإن كانت أخف من غنة النون ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع ، سواء كان :
سكونها متأصلا ، كما في :
قوله تعالى : (يعتصم بالله) .
وقوله تعالى : (يوم هم بارزون) .
أو عارضا نحو :
قوله تعالى : (بأعلم بالشاكرين) .
وقوله تعالى : (أعلم بالظالمين) ، في قراءة أبي عمرو ويعقوب .
وهذا هو المختار الذي عليه جمهور أهل الأداء . وذهب جماعة إلى إظهارها عندها إظهارا تاما ، أي : من غير غنة ، (فلا غنة في الإظهار كما سبقت الإشارة إلى ذلك) ، والعمل على الأول . منحة ذي الجلال ، ص68_69 .
ووجه هذا الإخفاء : هو أن الميم والباء حرفان متجانسان ، بمعنى :
أن مخرجهما واحد ، فكلاهما شفوي .
وصفاتهما مختلفة :
فالباء على سبيل المثال مقلقلة ، لأنها من حروف : (قطب جد) ، بينما الميم لا تقلقل .
والباء شديدة ، لأنها من حروف : (أجد قط بكت) ، والميم متوسطة بين الرخاوة والشدة ، لأنها من حروف : (لن عمر) .(1/2082)
والغنة من صفات الميم ، والباء لا غنة لها .
فناسب تجانسهما الإخفاء ، دون :
الإظهار ، لأنه يحسن عند التباعد الكامل بين الحرفين .
والإدغام ، لأنه يحسن عند التقارب الكامل بين الحرفين ، كالمتماثلين ، ويأتي الكلام عنهما ، عند الكلام على الإدغام الصغير .
والله أعلى وأعلم .
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
03-17-2006, 02:03 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان الحكم الثاني ، وهو الإدغام ، فقال :
والثان : إدغام بمثلها أتى ******* وسم "إدغاما صغيرا" يا فتى .
فالحكم الثاني من أحكام الميم الساكنة هو : الإدغام الصغير أو : "إدغام المثلين" ، وقد يطلق عليه كلا الوصفين فيقال : "إدغام المثلين الصغير" .
وهو يحصل في حالة واحدة ، وهي : أن تتبع الميم الساكنة بميم متحركة ، أو أي حرف ساكن بنفس الحرف متحركا ، كما في :
قوله تعالى : (أم من أسس) .
وقوله تعالى : (خلق لكم ما في الأرض)
ووجه تسميته بـ : "المثلين" ، أنه لا يحصل إلا عند التقاء ميم بميم مثلها ، أو أي حرف بمثيله ، كما سيأتي عند الكلام على المتماثلين إن شاء الله .
ووجه تسميته بـ : "الصغير" ، أن الميم الأولى ساكنة ، والثانية متحركة ، خلاف ما إذا كانت الأولى متحركة ، والثانية ساكنة ، فيسمى المثلان بـ : "الكبير" .
أو كانا متحركين ، فيسمى المثلان بـ : "المطلق" ، والله أعلم .
وبطبيعة الحال يكون هذا الإدغام بغنة ، لأن الحرف المدغم له غنة ، والحرف المدغم فيه له غنة ، أيضا ، فاجتمعت له الغنة من جهتين ، وقد يقال هنا : بأن الغنة هي غنة المدغم فيه ، أي الميم الثانية ، وهي المتحركة ، كما قيل في إدغام النون الساكنة في نون مثلها ، والله أعلم .
وأما الفتى : فهو من يتأتى منه العلم ، واصله الشاب من حين بلوغه خمس عشرة سنة إلى أن يبلغ ثلاثين سنة . بتصرف من منحة ذي الجلال ص69_70 .
ثم ذكر الناظم ، رحمه الله ، الحكم الأخير وهو : الإظهار ، فقال :(1/2083)
والثالث : "الإظهار" في البقية ******* من أحرف وسمها : "شفوية" .
وبقية الحروف ، وهي : 26 حرفا ، إذا أتت بعد الميم الساكنة ، أظهرت الميم الساكنة بلا غنة ، وذلك نحو :
قوله تعالى : (أنعمت) ، فالميم الساكنة متبوعة بتاء متحركة ، في كلمة واحدة .
وقوله تعالى : (تمسون) ، فالميم الساكنة متبوعة بسين متحركة ، في كلمة واحدة .
وقوله تعالى : (لعلكم تتقون) ، فالميم الساكنة متبوعة بتاء متحركة ، في كلمتين .
وقوله تعالى : (مثلهم كمثل) ، فالميم الساكنة متبوعة بكاف متحركة ، في كلمتين .
ووجه تسميته : الإظهار الشفوي :
تمييزه عن الإظهار "الحقيقي" ، أو "الحلقي" ، وهو الإظهار ، في حالة النون الساكنة ، وسمي بذلك لكون حروفه كلها ، حلقية ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
والإظهار المطلق ، الذي اصطلح على إطلاقه إذا ما أتت النون الساكنة وأحد حروف الإدغام في نفس الكلمة ، فلا يدغمهما القارئ ، خلاف ما قد يبدو للوهلة الأولى ، لأن الإدغام لا يكون إلا من كلمتين ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (صنوان وغير صنوان) ، وسبقت الإشارة إلى ذلك تفصيلا ولله الحمد .
وأما الإظهار هنا فقد سمي : "شفويا" ، نسبة إلى مخرج الميم المظهرة ، وهو الشفتان ، كما قد علم ، والله أعلم .
وأخيرا نبه الناظم ، رحمه الله ، إلى خطأ يقع فيه بعض القراء فقال :
واحذر لدى "واو" و "فا" أن تختفي ******* لقربها والاتحاد فاعرف(1/2084)
فعلة الإخفاء الشفوي ، كما تقدم ، هو التجانس بين الميم والباء فمخرجهما واحد ، وقد يسبب هذا بعض اللبس لبعض القراء ، لأن الواو ، أيضا تشترك مع الميم في المخرج ، فكلاهما شفوي ، وعليه فإن القياس يقتضي الإخفاء عند الواو ، في مثل قوله تعالى : (وهم فيها) ، ومما يزيد اللبس أن اللسان قد ينساق بسهولة وراء هذا الإخفاء ، لموافقته لشروط الإخفاء الشفوي القياسية ، ولكن الحكم ، كما سبق ، للرواية لا القياس إذا ما تعارضا ، فتظهر الميم الساكنة إذا جاء بعدها واو ، والله أعلم .
وكذا الأمر بالنسبة للفاء ، وإن كان الخطب فيها أهون ، لأن مخرجها لا يماثل مخرج الميم ، ولكنه يقترب منه بدرجة كبيرة ، فالميم ، كما تقدم شفوية ، والفاء مخرجها من بطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا ، فلمخرجها متعلق بالشفتين ، وإن كان مقتصرا على الشفة السفلى دون العليا ، فالحرفان متقاربان ، لتقاربهما في المخرج واختلافهما في الصفات ، فتظهر الميم الساكنة إذا أتى بعدها فاء ، والله أعلم .
فائدة :
في البيت : لف ونشر غير مرتب ، لأن الناظم أتى بـ "الواو" أولا ، ثم "الفاء" ثانيا في الشطر الأول من البيت ، ثم عكس في الشطر الثاني ، وبين سبب هذا اللبس في حالة "الفاء" أولا وهو : تقارب المخارج ، وبعده ذكر السبب في حالة "الواو" وهو : اتحاد المخرج ، ولو كان اللف والنشر مرتبين ، لذكر العلة عند "الواو" أولا ثم "الفاء" مراعاة لسياق الشطر الأول من البيت ، وقد جاء كلا النوعين : اللف والنشر المرتب وغير المرتب في التنزيل :
فمن المرتب ، وهو الأصل ، قوله تعالى : (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع) ، فقابل كل صنف بنظيره مع التزام الترتيب ، فأتى بالأعمى ثم الأصم ، ثم ذكر نقيض الأعمى وهو البصير ثم نقيض الأصم وهو السميع .(1/2085)
ومن غير المرتب ، وهو الفرع ، قوله تعالى : (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) ، فأتى أولا بأصحاب الوجوه البيض ثم أتبعهم بأصحاب الوجوه السود ، ولما فرع بـ "أما" ، ذكر الآخرين أولا والأولين آخرا .
والله أعلى وأعلم .
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
03-19-2006, 04:27 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان أحكام "أل" ولام الفعل فقال :
للام "أل" حالان قبل الأحرف ******* أولاهما : إظهارها فليعرف
فهذا نوع جديد من الإظهار ، وسبق لنا :
الإظهار الحلقي ، وهو من أحكام النون الساكنة ، إن أتى بعدها حرف من حروف الحلق ، كما تقدم بيان ذلك تفصيلا ولله الحمد .
والإظهار المطلق ، وهو من أحكام النون الساكنة ، إن اجتمعت مع حرف من حروف الإدغام في كلمة واحدة ، كقوله تعالى : (صنوان) ، فالنون الساكنة متبوعة بواو ، والواو من حروف الإدغام ، ومع ذلك أظهرت النون ، لأنه يشترط في الإدغام ، كما تقدم ، أن يكون من كلمتين ، كلمة فيها النون الساكنة ، وكلمة فيها حرف الإدغام .
والإظهار الشفوي ، وهو من أحكام الميم الساكنة ، وسبقت الإشارة إليه تفصيلا ، ولله الحمد .
وهذا الإظهار الرابع ، وهو إظهار لام أل إن جاء بعدها حرف من حروف : (ابغ حجك وخف عقيمه) .
وبداية مع تعريف لام "أل" : فهي لام ساكنة زائدة على بنية الكلمة ، مسبوقة بهمزة وصل ، مفتوحة ، عند البدء بها ، سواء صح تجريد الكلمة من اللام أم لم يصح .
وقيد : مسبوقة بهمزة وصل ، قيد مهم جدا ، فهي مسبوقة بهمزة وصل ، لا همزة قطع ، لأن :(1/2086)
همزة الوصل ليست من بنية الكلمة ، بل هي همزة زائدة ، تثبت في أول الكلام ، وتسقط في وسطه ، فلا اعتبار لها في النطق إذا جاءت في وسط الكلام ، وأما إذا ابتدئ الكلام بحرف ساكن ، فإنها تأتي قبله ، والسبب في ذلك ، كما يقول أحد المشايخ الكرام ، في مصر ، وهو الشيخ سيد أبو زيد ، حفظه الله ، وهو من المتخصصين في اللغة الإنجليزية :
أن العرب تستقبح البدء بساكن لثقل ذلك على لسان المتكلم ، فعلى سبيل المثال :
لفظ "اخرج" ، أوله ساكن ، وهو الخاء ، فأتي بهمزة الوصل لتفادي البدء بساكن ، مع ملاحظة أن حركة همزة الوصل تكون مماثلة لحركة الحرف قبل الأخير من مضارع الفعل الذي تأتي في أوله ، فالفعل "خرج" ، مضارعه : يخرج ، فقبل آخره مضموم ، وعليه يبدأ في الأمر بألف وصل مضمومة ، وأما في الفعل "ضرب" ، فالمضارع منه "يضرب" ، فقبل آخره مكسور ، وعليه يبدأ في الأمر بألف وصل مكسورة ، وهكذا .
وهذا ، كما يقول الشيخ سيد ، حفظه الله ، من لطائف اللغة العربية ، فالبدء بساكن أمر يستثقله اللسان ، ويظهر هذا جليا في النطق ببعض الكلمات الإنجليزية ككلمة : (street) ، على سبيل المثال ، وهي تعني بالعربية : طريق ، كما هو معلوم ، فإن الناطق بها يحرص على تسكين أولها ويركز على ذلك تركيزا شديدا ، فيه نوع مشقة ، ليخرج اللفظ صحيحا من جهة النطق ، والله أعلم .
وأما همزة القطع : فهي همزة أصلية ، لا تسقط أبدا ، لأنها من بنية الكلمة الأصلية ، كالهمزة في الفعل : "سأل" ، والفعل : "أكل" ، والفعل : "أمر" ................ الخ .
وظاهر كلام الناظم ، رحمه الله ، أنه يعتبر اللام فقط ، دون همزة القطع ، هي أداة التعريف في الكلمات التي تأتي في أولها ، وهي مسألة اختلف النحاة فيها :
فمن قائل بأن "أل" ، بأكملها ، هي أداة التعريف ، فتكون همزة الوصل داخلة فيها .(1/2087)
ومن قائل بأن أداة التعريف اللام فقط بدليل سقوط همزة الوصل عند وصل الكلام ، وإلى هذا الخلاف أشار الحريري ، رحمه الله ، في ملحة الإعراب ، بقوله :
وآلة التعريف "أل" فمن يرد ******* تعريف كبد مبهم قال "الكبد"
وقال قوم إنها اللام فقط ******* إذ ألف الوصل متى تدرج سقط
وجاء بعده ابن مالك ، رحمه الله ، فأشار إلى نفس الخلاف في ألفيته الشهيرة ، بقوله :
أل حرف تعريف ، أو اللام فقط ******* فنمط عرفت قل فيه : النمط .
ومن اعتبر "أل" بأكملها ، كالخليل بن أحمد ، رحمه الله ، قال بأن الهمزة فيها : همزة قطع ، واحتج لذلك بأنها مفتوحة ، والأصل في همزة القطع أن تكون مكسورة ، كقولك : ليقم الغلام ، ولا تفتح ولا تضم إلا لعارض ، وليس هنا عارض يقتضي ضمها أو فتحها ، وأما استعمالها كهمزة وصل عند النطق ، رغم أنها همزة قطع ، فهو من باب التسهيل في النطق لكثرة استعمال هذا اللفظ .
ومن اعتبر "اللام" فقط ، كسيبويه ، رحمه الله ، قال بأن الهمزة : همزة وصل ، أتي بها ليتوصل إلى نطق اللام الساكنة ، عند البدء بها ، لأن البدء بالساكن ، كما تقدم ، أمر مستقبح في لغة العرب ، وقد يرد على ذلك : القول بأن تحريك الساكن نفسه أولى من الإتيان بمتحرك قبله ، فإذا كانت اللام ساكنة ، فلم لا تحرك هي دون أن يلجأ إلى النطق بهمزة وصل متحركة قبلها ، والجواب : أنها لو حركت إلى الكسر لالتبست بلام الجر ، لأنها مكسورة دوما ، ولو حركت إلى الفتح لالتبست بلام الابتداء ، ولو حركت إلى الضم لكان هذا خروجا على لغة العرب ، فضم اللام في أول الكلام مما لا نظير له في لغة العرب ، والله أعلم . بتصرف من "منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل" ، للشيخ محمد محيي الدين ، رحمه الله ، (1/148) .
وكما سبق ، فإن اللام تظهر إذا أتى بعدها أحد حروف : (ابغ حجك وخف عقيمه) .
وهو ما أشار إليه الناظم ، رحمه الله ، بقوله :(1/2088)
قبل "أربع" مع "عشرة" خذ علمه ******* من (ابغ حجك وخف عقيمه) .
ومن ذلك :
قوله تعالى : (الأول)
قوله تعالى : (البر)
قوله تعالى : (الغني)
قوله تعالى : (الحليم)
قوله تعالى : (الجنة)
قوله تعالى : (الكبير)
قوله تعالى : (الودود)
قوله تعالى : (الخبير)
قوله تعالى : (الفتاح)
قوله تعالى : (العليم)
قوله تعالى : (القيوم)
قوله تعالى : (اليقين)
قوله تعالى : (الملك)
ولفظ (الهادي) ، ولم يضعه الشيخ الضباع ، رحمه الله ، في شرحه ، بين قوسي الآية المعروفين .
وأما حكمها الثاني فهو : الإدغام ، وهو ما أشار إليه الناظم ، رحمه الله ، بقوله :
ثانيهما : إدغامها في "أربع" ******* و "عشرة" أيضا فرمزها فع
فمع بقية الأحرف ، تدغم هذه اللام فيها ، بحيث تسقط من اللفظ ، وينطق بالحرف التالي لها مشددا ، كقولك : الشمس ، فلفظك بها يكون : أشمس ، بهمزة وصل إذا بدأت بها الكلام ، فشين مشددة مباشرة ، مع إسقاط "اللام" من اللفظ .
وأما إذا جاءت في وسط الكلام كقولك : رأيت الشمس بازغة ، فإن همزة الوصل واللام ، كليهما ، يسقط من اللفظ ويكون لفظك : رأيتشمس بازغة ، فبعد التاء تأتي الشين المشددة مباشرة ، والله أعلم .
ووجه الإدغام في هذه الحالة : التسهيل ، بحيث يسهل النطق باللفظ دون كلفة ، وهذا يظهر جليا عند محاولة إظهار اللام في مثل لفظ : الشمس ، ففيه من الكلفة والخروج عن مألوف النطق ما فيه ، والله أعلم .
وأما أحرف الإدغام فجمعها الناظم ، رحمه الله ، في هذا البيت :
طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم ******* دع سوء ظن زر شريفا للكرم
بحيث يؤخذ من كل كلمة من كلمات البيت الحرف الأول منها ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (الطامة) .
وقوله تعالى : (الثواب)
وقوله تعالى : (الصادقين)
وقوله تعالى : (الراكعين)
وقوله تعالى : (التوابين)
وقوله تعالى : (الضالين)
وقوله تعالى : (والذاكرين)
وقوله تعالى : (الناصحين)
وقوله تعالى : (الدين)
وقوله تعالى : (السائحون)(1/2089)
وقوله تعالى : (الظالمين)
وقوله تعالى : (الزجاجة)
وقوله تعالى : (الشاكرين)
وقوله تعالى : (الليل)
وخرج بقيد "أل" المعرفة ، "أل" الموصولة ، في مثل قول الشاعر :
وما أنت بالحكم الترضى حكومته ******* ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
أي : ما أنت بالحكم الذي ترضى حكومته .
و "أل" الزائدة :
كقول الشاعر :
من القوم الرسول الله منهم ******* لهم دانت رقاب بني معد
وقول الآخر :
باعد أم العمرو من أسيرها ******* حراس أبواب لدى قصورها
وعند التحقيق لا يظهر كبير فرق ، لأن المراد هنا ليس تحديد نوع "أل" ، حتى يمكن الاستفادة من ذلك نحويا أو بلاغيا ، وإنما المراد معرفة كيفية التلفظ ، والقارئ قد ينطق اللفظ صحيحا دون معرفة معناه ، وإن كان لفظا قرآنيا ، فبعض ألفاظ القرآن قد تشكل على الأعاجم من المسلمين ، الذين لا دراية كبيرة لهم بلغة العرب ، بل قد تشكل على كثير من العرب ، أصحاب اللغة في زماننا الحاضر ، ومع ذلك ينطقونها نطقا سليما ، فتحديد نوع "أل" هل هي معرفة ، بضم الميم وكسر العين ، كقوله تعالى : (زين للناس حب الشهوات) ، أو موصولة كقوله تعالى : (والسارق والسارقة) أي والذي سرق والتي سرقت ، أو زائدة كما في لفظ : (الرسول) ولفظ (العمرو) في البيتين السابقين ، أو لبيان الجنس كقوله تعالى : (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ، أو للاستغراق كقوله تعالى : (إن الإنسان لفي خسر) ، أو للمح الصفة كقولك : رأيت الفضل بن محمد ، .............. الخ ، تحديد كل ذلك ، وإن كان مهما لدارس علوم الشريعة ، وبالأخص علوم النحو والبلاغة ، فإنه لا يلزم دارس علم التجويد ، لأنه سيأتي على سبيل المثال لينطق : وما أنت بالحكم الترضى حكومته ، فيدغم اللام في التاء ، ويشدد التاء في لفظ "الترضى" ، فيكون نطقه : أترضى ، فلا يعنيه نوع "أل" ، وإنما يكفيه نطقها نطقا سليما ، والله أعلم .(1/2090)
وللشيخ الضباع ، رحمه الله ، رأي ينقض ما سبق ، لأنه رأى جواز إظهار اللام أو إدغامها في غير "أل" المعرفة ، وعليه يجوز أن ينطق باللام في لفظ "الترضى" ، ويجوز أن يخفيها ، وهنا يظهر فرق يستدعي معرفة نوع اللام ، فإذا ما كانت موصولة أو زائدة ، جاز فيها كلا الوجهين ، الإظهار والإدغام ، والله أعلم .
وقد اصطلح العلماء على تسمية اللام في حالة الإظهار بـ : "اللام القمرية" ، تشبيها لها بلام القمر ، بجامع الظهور في كل ، وفي حالة الإدغام بـ : "اللام الشمسية" تشبيها لها بلام الشمس ، بجامع الإدغام في كل ، وإلى هذا أشار الناظم ، رحمه الله ، بقوله :
واللام الاولى سمها "قمرية" ******* واللام الاخرى سمها "شمسية"
منحة ذي الجلال ص78 .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
03-21-2006, 04:46 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم ، رحمه الله ، الكلام على "لام الفعل" ، فقال :
وأظهرن لام فعل مطلقا ******* في نحو : قل نعم وقلنا والتقى
فمثل الناظم ، رحمه الله ، بقوله : "قل نعم" لـ : لفعل الأمر الذي وقعت اللام في آخره ، ومنه :
قوله تعالى : (أنزلني) ، فلام "أنزل" ، متصلة بنون الوقاية ، التي جيء بها ليسوغ اتصال الفعل بياء المتكلم التي يناسبها الكسر ، والفعل لا يكسر لثقله ، فأتي بنون الوقاية لتقي الفعل كسرة ياء المتكلم ، وأظهرت اللام لأن حكمها الإظهار مطلقا ، ما لم تتصل بلام أو راء ، كما سيأتي إن شاء الله .
وقوله تعالى : (اجعلني) ، وما قيل في "أنزلني" يقال في "اجعلني" تماما بتمام ، والله أعلم .
ومثل ، رحمه الله ، بقوله : "قلنا" لـ : الفعل الماضي الذي وقعت اللام في آخره ، ومنه :
قوله تعالى : (جعلنا) ، فلام الفعل "جعل" ، وهو مبنى على الفتح المقدر لاتصاله بـ "نا" الدالة على الفاعلين ، وإن شئت قلت : مبني على السكون العارض لاتصاله بـ "نا" ، لامه متصلة بالنون ، فحكمها الإظهار مطلقا .(1/2091)
وقوله تعالى : (أنزلنا) ، وما قيل في "جعلنا" يقال في "أنزلنا" تماما بتمام ، والله أعلم .
وكأن الشارح ، رحمه الله ، تعمد الإتيان بالفعلين : "جعل" و "أنزل" ، في صورتي : الأمر تارة والماضي تارة أخرى ، ليسهل حفظ شواهد المسألة ، والله أعلم .
ومثل الناظم ، رحمه الله ، بقوله : "التقى" لـ : الفعل الماضي الذي وقعت اللام في وسطه ، ومنه :
قوله تعالى : (فالتقمه الحوت) ، فلام الفعل "التقم" ، اتصلت بالتاء ، وعليه فحكمها الإظهار مطلقا .
وقوله تعالى : (ألحقنا بهم) ، فلام الفعل "ألحقنا" ، اتصلت بالحاء ، وعليه فحكمها الإظهار مطلقا .
وينبه الشيخ الضباع ، رحمه الله ، على قصر هذا الحكم على ما عدا اللام والراء بقوله :
ومحل هذا الإظهار إذا لم تقع ، (أي لام الفعل) ، قبل لام أو راء ، فإن وقعت قبلهما أدغمت فيهما وجوبا نحو :
قوله تعالى : (وقل لهم) ، ومسوغ الإدغام هنا : التماثل ، فاللامان متماثلان اسما وصفة ، فكلاهما اسمه اللام ، والصفات واحدة تبعا لاتحاد الموصوفين في الحقيقة ، فحقيقة اللام الأولى هي نفسها حقيقة اللام الثانية ، وان اختلفت حركتهما ، فالأولى ساكنة ، والثانية متحركة ، وسبق أن الإدغام في هذه الحالة يسمى : إدغام مثلين صغير ، لأن الأول منهما ساكن والثاني متحرك ، وحكمه : وجوب الإدغام ، والله أعلم .
وقوله تعالى : (وقل رب) ، فاللام والراء : متقاربان ، لأن مخرجهما متقارب :
فمخرج اللام : أدنى إحدى حافتي اللسان بعيد مخرج الضاد إلى منتهى طرفه مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا .
ومخرج الراء : ظهر طرف اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين .
فكلاهما يطلق عليه وصف : "الذلاقة" ، لخروجهما من ذلق اللسان أي : طرفه ، وإن اختلف المخرج عند التحقيق الدقيق ، فضلا عن تعلق مخرج كل منهما باللثة العليا ، وإن كان مخرج الراء أخص ، لأنه يتعلق باللثة التي تعلو الثنيتين فقط ، والله أعلم .(1/2092)
وصفاتهما متقاربة :
فكلاهما متوسط بين الرخاوة والشدة ، لأنهما من حروف "لن عمر" .
وكلاهما ذلق ، أي خفيف سريع النطق يخرج من طرف اللسان ، لأنهما من حروف "فر من لب" .
وكلاهما مستفل ، منفتح ، منحرف عن مخرجه إلى مخرج غيره .
وتستقل الراء بأن من صفاتها : "التكرير" ، وهو قبولها التكرير ، لارتعاد طرف اللسان عند النطق بها ، وهذه الصفة تعرف لتجتنب لا ليعمل بها ، منحة ذي الجلال ص27_29 .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
03-24-2006, 03:17 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم ، رحمه الله ، الكلام على المثلين والمتقاربين والمتجانسين فقال :
إن في الصفات والمخارج اتفق ******* حرفان فـ "المثلان" فيهما أحق
أي إن اتفق الحرفان ، مخرجا ، وصفة ، فوصف "المثلين" فيهما أحق ، ولا يكون ذلك ، عند التحقيق إلا في حالة تماثل الحرفين اسما ورسما ، أي أنهما بالفعل متماثلان ، تماثلا كاملا :
كالباءين في :
قوله تعالى : (اذهب بكتابي) ، مع ملاحظة أنه في هذا المثال : الحرف الأول ساكن ، والثاني متحرك ، فيأخذ المثلان هنا وصفين إضافيين ، هما :
"الصغير" ، فيقال بأن حكمهما : "مثلين صغير"
و"الإدغام" ، فيقال بأنهما مثلان صغيران يجب فيهما الإدغام ، ويكون نوع الإدغام هنا : "إدغام مثلين صغير" ، ويستثنى من ذلك ما إذا كان أولهما حرف مد ، فحرف المد : حرف ساكن ، والذي بعده متحرك ، فتحققت صورة المثلين الصغير ، في نحو :
قوله تعالى : (في يومين) ، فياء المد الطبيعي الساكنة في : "في" يليها ياء متحركة .
وقوله تعالى : (قالوا وهم) ، فواو المد الطبيعي الساكنة في : "قالوا" يليها واو ساكنة .(1/2093)
ومع تحقق شروط المثلين الصغير إلا أن الإدغام لا يصح في هذين الموضعين لأن السكون هنا سكون اصطلاحي ، لا لفظي ، فحقيقته تؤول إلى الكسر في الآية الأولى ، وإلى الضم في الآية الثانية ، لأن حرف المد الساكن يأخذ حركة الحرف المتحرك الذي يسبقه ، فكأن الحرفين في الحقيقة متحركان ، "والله أعلم .
وقوله تعالى : (يذهب بالأبصار) ، مع ملاحظة أن الحرفين متحركان ، فيأخذ المثلان هنا وصفين إضافيين هما :
"الكبير" ، فيقال بأن حكمهما : "مثلين كبير" .
و "الإظهار" عند الجمهور ، و"الإدغام " في أحد الوجهين عن "أبي عمرو" و"يعقوب" .
وكالتاءين في :
قوله تعالى : (ربحت تجارتهم) ، فالتاء الأولى ساكنة والثانية متحركة ، فيكون الحكم : "إدغام مثلين صغير" .
وقوله تعالى : (الموت تحبسونهما) ، فالتاءان متحركان ، فيكون حكمهما : "مثلين كبير" ، وإظهاره واجب عند الجمهور .
وكاللام في :
قوله تعالى : (بل لا يخافون) ، فاللام الأولى ساكنة والثانية متحركة ، فيكون الحكم : "إدغام مثلين صغير" .
وكالميمين في :
قوله تعالى : (الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين)
عند وصل "الرحيم" بـ "مالك" ، وكلاهما متحرك فيكون الحكم "إدغام مثلين كبير" ، وإظهاره واجب ، ولكن هذا التخريج مقتصر على قراءة حفص فقط ، خلاف بقية القراءات ، حيث يقف القارئ على ميم "الرحيم" ، فيسكنها ، ويمد مدا عارضا للسكون (2 أو 4 أو 6 حركات ، كما سيأتي إن شاء الله) ، ثم يدغمها في ميم "مالك" ، والله أعلم .
ثم انتقل الناظم ، رحمه الله ، إلى الكلام على المتقاربين ، فقال :
وإن يكونا مخرجا تقاربا ******* وفي الصفات اختلفا يلقبا
متقاربين .....................(1/2094)
ففي البيت "تضمين" ، وهو الإتيان بما يتم معنى بيت في بيت تال له ، وهو مما يعاب في النظم ، وعذر الناظم ، رحمه الله ، أنه لم يؤلف هذا النظم كنظم الشعراء ، وإنما نظمه كبقية المنظومات العلمية ، لبيان مسائل علمية ، فالشعر فيها تابع لا متبوع ، وخادم لا مخدوم ، والله أعلم .
فالمتقاربان : حرفان تقارب مخرجاهما ، ولم يتحد ، واختلفت صفاتهما ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (قد سمع) :
فمخرجهما : طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العليين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى ، ولكن الدال تخرج قبل التاء ، فترتيب خروج حروف هذا المخرج : الطاء ثم الدال ثم التاء ، فمخرجهما عند التحقيق متقارب جدا ، ولكنه مختلف ، والله أعلم .
وهذه الحروف يقال لها : "نطعية" ، لخروجها من نطع الغار أي سقفه . "منحة ذي الجلال" ، ص25 .
وأما صفاتهما فهي مختلفة :
فالسين حرف مهموس ، من حروف : "سكت فحثه شخص" ، والهمس هو : خفاء الصوت بالحرف لضعفه بسبب جريان النفس معه حالة النطق به ، والدال غير مهموسة ، فهي من الحروف الجهرية .
والدال من الحروف الشديدة ، لأنها من حروف "أجد قط بكت" ، بينما السين من الحروف الرخوة .
والدال من حروف القلقلة : (قطب جد) ، والسين لا قلقلة فيها .
والسين من حروف الصفير : "الصاد والزاي والسين" ، والدال لا صفير فيها .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص27_29 .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
03-27-2006, 04:58 AM
بسم الله
السلام عليكم
معذرة على الخطأ في المشاركة السابقة ، عند الكلام على الدال والسين ، كمثالين على المتقاربين ، فقد جاء بها :
فمخرجهما : طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العليين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى ، ولكن الدال تخرج قبل التاء ، فترتيب خروج حروف هذا المخرج : الطاء ثم الدال ثم التاء ، فمخرجهما عند التحقيق متقارب جدا ، ولكنه مختلف ، والله أعلم .(1/2095)
وهذه الحروف يقال لها : "نطعية" ، لخروجها من نطع الغار أي سقفه . "منحة ذي الجلال" ، ص25 .
وهذا خطأ ، بطبيعة الحال ، لأن محل الدراسة حرفا الدال والسين ، وليس الدال والتاء ، فالدال والتاء من المتجانسين ، كما سيأتي إن شاء الله ، وأما الدال والسين فهما من المتقاربين ، لأنهما ، كما تقدم ، مختلفان في الصفات ، وأما المخرج ، وهو محل الخطأ في المشاركة السابقة ، فمتقارب :
فالدال مخرجها : طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العليين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى ، وحروف هذا المخرج يقال لها : "نطعية" ، لخروجها من نطع الغار أي سقفه . "منحة ذي الجلال" ، ص25 .
وأما السين فمخرجها : طرف اللسان وفويق الثنيتين السفليتين ، ويقال لحروف هذا المخرج : "أسلية" ، لخروجها من أسلة اللسان : أي ما دق منه ومن بين الثنايا .
وبهذا يتضح أن مخرجي الدال والسين متقاربان ، فكلاهما من حروف طرف اللسان ، ولكن الدال تتعلق بالثنيتين العلويتين ، وسقف الحنك ، وأما السين ، فتتعلق بفويق الثنيتين السفليتين ، المقابلتين للعلويتين ، والله أعلم .
وبعد ذلك انتقل الناظم ، رحمه الله ، إلى الكلام على المتجانسين فقال :
متقاربين ، أو يكونا اتفقا ******* في مخرج دون الصفات حققا
بـ "المتجانسين" ثم إن سكن ******* أول كل فـ "الصغير" سمين
أو حرك الحرفان في كل فقل ******* كل "كبير" وافهمنه بالمثل
فالمتجانسان ، حرفان لهما نفس المخرج ، ولكنهما مختلفان في الصفات ، فمن ذلك :
الطاء والتاء :
فكلاهما يخرج من طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العلويتين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى ، فهما من الحروف النطعية كالدال تماما ، لاتحادهم في المخرج .
وأما صفاتهما فمختلفة :(1/2096)
فالتاء من الحروف المهموسة ، لأنها من حروف "سكت فحثه شخص" ، والهمس هو عبارة عن خفاء التصويت بالحرف لضعفه بسبب جريان النفس معه حالة النطق به ، وأما الطاء فهي من الحروف الجهرية ، والجهر هو عبارة عن ظهور التصويب بالحرف لقوته بسبب انحصار الصوت الحاصل من عدم جريان النفس معه في حالة النطق به .
والتاء من حروف الاستفال ، والاستفال هو عبارة عن تسفل اللسان وانخفاضه إلى قاع الفم عند النطق بالحرف ، والطاء من حروف الاستعلاء ، لأنها من حروف "خص ضغط قظ" ، والاستعلاء هو عبارة عن استعلاء طائفة من اللسان عند النطق بالحرف .
والتاء من حروف الانفتاح ، وهو عبارة عن انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى وخروج الريح من بينهما عند النطق بحروفه ، والطاء من حروف الإطباق ، وهو عبارة عن انطباق طائفة من اللسان على ما يحاذيها من سقف الحنك وانحصار الصوت بينهما عند النطق بحروفه .
والطاء من حروف القلقلة ، لأنها من حروف "قطب جد" ، بينما التاء ليست من حروف القلقلة ، والقلقلة هي عبارة عن تقلقل المخرج بالحرف عند خروجه ساكنا حتى يسمع له نبرة قوية .
ويشتركان في :
وصف الشدة ، فكلاهما من حروف : "أجد قط بكت" ، والشدة هي عبارة عن لزوم الحرف لمخرجه وحبس الصوت من أن يجري معه .
ووصف الإصمات ، وهو عكس الذلاقة ، التي تعني سرعة النطق بالحرف لخفته .
فاتضح مما سبق أن التاء والطاء ، من الحروف المتجانسة ، لأن المخرج واحد ، والصفات ، أو معظمها إن أردت الدقة ، مختلفة ، وهذا هو حد المتجانسين ، كما سبق ، ومن أمثلة ذلك :
قوله تعالى : (أحطت) ، فالطاء ساكنة متبوعة بتاء متحركة ، فيكون الحكم هنا : "إدغام متجانسين صغير" ، لأن الأول ساكن والثاني متحرك ، والإدغام هنا واجب ، كما هو الحال في "إدغام المثلين الصغير" ، والله أعلم .(1/2097)
وقوله تعالى : (الصالحات طوبى) ، فالتاء والطاء ، كلاهما ، متحرك ، فيكون الحكم هنا : "متجانسين كبير" ، وإظهاره كإظهار "المثلين الكبير" ، عند الجمهور ، ما عدا "أبا عمرو" و "يعقوب" ، رحمها الله ، في أحد الوجهين عنهما ، فقد اختارا فيه الإدغام ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، والله أعلم .
ومن ذلك أيضا :
الدال والتاء :
فالمخرج واحد وهو : طرف اللسان مع ما يقابله من أصلي الثنيتين العلويتين مصعدا إلى جهة الحنك الأعلى ، كما تقدم عند الكلام على التاء والطاء .
والصفات مختلفة :
فالتاء مهموسة والدال جهرية .
والدال مقلقلة ، لأنها من حروف "قطب جد" ، والتاء غير مقلقلة .
ويشتركان في الشدة لأنهما من حروف "أجد قط بكت" ، والاستفال ، والانفتاح ، والإصمات .
ومن أمثلة ذلك :
قوله تعالى : (قد تبين) ، فالدال ساكنة متبوعة بتاء متحركة ، فيكون الحكم هنا : "إدغام متجانسين صغير" ، لأن الأول ساكن والثاني متحرك ، والإدغام هنا واجب ، كما هو الحال في "إدغام المثلين الصغير" ، والله أعلم .
وقوله تعالى : (المساجد تلك) ، فالدال والتاء ، كلاهما ، متحرك ، فيكون الحكم هنا : "متجانسين كبير" ، وإظهاره كإظهار "المثلين الكبير" ، عند الجمهور ، ما عدا "أبا عمرو" و "يعقوب" ، في أحد الوجهين عنهما ، فقد اختارا فيه الإدغام ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، والله أعلم .
وأخيرا وضع الناظم ، رحمه الله ، قاعدة كلية لمعرفة "الصغير" و "الكبير" ، سواء كان في المتماثلين أو المتقاربين أو المتجانسين ، فقال :
بـ "المتجانسين" ثم إن سكن ******* أول كل فـ "الصغير" سمين
أو حرك الحرفان في كل فقل ******* كل "كبير" وافهمنه بالمثل
فإذا سكن الأول وتحرك الثاني فهو : "صغير" ، واجب الإدغام .
وإذا حرك الاثنان فهو : "كبير" ، حكمه الإظهار عند الجمهور ، خلاف "أبي عمرو" و "يعقوب" ، في أحد الوجهين عنهما ، فقد اختارا فيه الإدغام ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .(1/2098)
وبالإضافة إلى ذلك يوجد نوع ثالث في حالة :
تحريك الأول وتسكين الثاني ، أي عكس الصغير فهو : "المطلق" ، ومنه قوله تعالى : (ما ننسخ) ، فنون "ننسخ" الأولى متحركة والثانية ساكنة ، وحكمه : "الإظهار" .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
04-04-2006, 03:30 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم بدأ الناظم ، رحمه الله ، الكلام على المد ، أنواعه ، أحكامه ، فقال :
والمد أصلي وفرعي له ******* وسم أولا "طبيعيا" وهو
ما لا توقف له على سبب ******* ولا بدونه الحروف تجتلب
بل أي حرف غير همز أو سكون ******* جا بعد مد فـ "الطبيعي" يكون
وبداية مع تعريف المد :
فهو لغة : المط والزيادة ، ومنه :
قوله تعالى : (كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا) ، أي سنزيده من العذاب ، وأكد الفعل "نمد" ، بالمصدر "مدا" ، والله أعلم .
واصطلاحا : عبارة عن إطالة الصوت بالحروف .
أو : إطالة زمن الصوت بحرف عن مقدار المد الطبيعي عند وجود سببه .
فالمد الطبيعي ، "ومقداره حركتان" كما سيأتي إن شاء الله ، لازم لاجتلاب أي حرف ، فإذا ما وجد سبب إضافي غير اجتلاب الحرف ، كأن يقع بعد حرف المد همز كما في قوله تعالى : (السماء) ، لزمت إطالة زمن الصوت ، تبعا لنوع المد ، فهو في هذا المثال ، يطول إلى 4 أو 5 حركات ، أو 6 حركات عند الوقوف على الهمزة المتطرفة "أي التي جاءت في آخر الكلمة" ، فالزيادة حاصلة على مقدار المد الطبيعي بمقدار 2 أو 3 أو 4 حركات على التفصيل السابق ، والله أعلم .
ويقابل المد : القصر ، وهو :
لغة : الحبس أو المنع ، ومنه قوله تعالى : (حور مقصورات في الخيام) .(1/2099)
ومنه قول البلاغيين والأصوليين : تقديم المعمول على العامل يفيد القصر والحصر ، كما في قوله تعالى : (إياك نعبد) ، فتقدم المعمول ، أي المفعول به ، ضمير النصب المتصل "إياك" ، على عامله ، أي الفعل ، "نعبد" ، فلزم من ذلك قصر العبادة على الله ، عز وجل ، دون من سواه ، وحصر هذا المعنى في صرف العبادة لله ، عز وجل ، دون من سواه ، خلاف قولك : نعبد إياك ، فإنه لا يمنع وجود معبود آخر ، كأن يقول قائل : أعبدك وأعبد سواك ، "لأن ضمير النصب المنفصل إذا تأخر فالأصل فيه الاتصال ، وهو هنا كاف المخاطب الراجعة إلى الله عز وجل" ، فقوله صحيح لغة وإن كان فاسدا معنى ، خلاف قوله : إياك أعبد وفلان ، فهو فاسد لغة ومعنى ، والله أعلم .
واصطلاحا : إثبات حرف المد من غير زيادة عليه .
أو : عدم الزيادة على المد الطبيعي لعدم وجود سبب لها .
فعلى سبيل المثال : في قوله تعالى : (قال) ، لم يأت بعد حرف الألف ، حرف المد ، همز أو سكون ، وهما سببا المد على تفصيل يأتي إن شاء الله ، بل جاء بعدها حرف اللام ، فامتنعت الزيادة عن حركتين ، المقدار الطبيعي في هذه الصورة لتخلف شرط الزيادة ، وهو مجيء الهمز أو السكون بعد ألف المد ، كما تقدم ، والله أعلم .
والمد كما ذكر الناظم ، رحمه الله ، ينقسم ، بشكل رئيسي ، لقسمين :
المد الطبيعي : وهو المد اللازم لاجتلاب الحروف ، فبدونه لا يمكن النطق بالحرف أصلا ، لأن أي حرف ، غير الهمز أو الحرف المسكن ، يأتي بعد حرف المد ، يلزم للنطق بالحرف السابق للمد حركتان :
حركة الحرف نفسه ، وحركة حرف المد ، كما في قوله تعالى : (قال) و : (قيل) و : (نوحيها) .(1/2100)
فلفظ : قال : عند النطق به ، يمد القارئ ألف المد بمقدار حركتين ، ليأتي باللفظ على وجهه ، لأنه إن أهمل المد الطبيعي في هذا اللفظ ، بأن أتى بحركة القاف فقط ، فسوف تكون صورة النطق : قل ، بفتح القاف مع نطقها بسرعة وفتح اللام ، وهذا فساد في النطق يترتب عليه فساد في المعنى .
وكذا في قوله تعالى : (قيل) ، بإهمال المد الطبيعي ، وإسقاط ياء المد ، تكون صورة اللفظ : قل ، بكسر القاف مع نطقها بسرعة وفتح اللام .
وكذا في قوله تعالى : (نوحيها) ، وهي لفظة حوت حروف المد الثلاثة : الألف والواو والياء ، فبإهمال المد الطبيعي فيها ، تكون صورة اللفظ : نحه ، بضم النون وكسر الحاء وفتح الهاء ، والنطق بجميعها سريعا دون إعطاء الضم أو الكسر أو الفتح حقه ، لإهمال حروف المد ، والله أعلم .
وبهذا يتضح قول الناظم رحمه الله :
ما لا توقف له على سبب ******* ولا بدونه الحروف تجتلب
فهو لا سبب له ، لأنه لم يأت بعد حرف المد همز أو سكون أصلي أو عارض ، وبدون المد الطبيعي لا تجتلب الحروف ، بل يفسد النطق أصلا والمعنى تبعا ، كما تقدم ، والله أعلم .
وشرطه أن يأتي بعد حرف المد ، أي حرف ، إلا الهمز والسكون ، لأنهما سببا المد الفرعي بأنواعه ، كما سيأتي إن شاء الله ، والكلام هنا على المد الأصلي .
وأما المد الفرعي ، فقد أشار إليه الناظم ، رحمه الله ، بقوله :
والآخر الفرعي موقوف على ******* سبب كهمز أو سكون مسجلا
فالفرعي ، خلاف الأصلي ، مبني على سبب ألا وهو :
وقوع الهمز بعد حرف المد ، سواء كانا بكلمة واحدة ، كما في قوله تعالى : (السماء) ، فألف المد متبوعة بهمز ، وكلاهما جاء في كلمة واحدة ، أو كانا بكلمتين منفصلتين ، كما في قوله تعالى : (لا إله إلا الله) ، فألف المد في "لا"، والهمز في كلمة "إله" .(1/2101)
أو وقوع السكون بعد حرف المد ، سواء كان أصليا ، كما في قوله تعالى : (الحاقة) ، فألف المد متبوعة بقاف مشددة ، وهي في حقيقتها : قاف ساكنة متبوعة بقاف متحركة ، فحصل تلاقي الساكنين ، (ألف المد الساكنة والقاف الساكنة ، أي أولى القافين) ، والسكون أصلي .
أو كان عارضا في الوقف دون الوصل ، كما في قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين) ، بالوقوف على العالمين ، وأما إن وصلت فلا سكون ، وكذا في قوله تعالى : (يرونهم مثليهم رأي العين) ، بالوقوف على العين فإن وصلت فلا سكون ، وعليه لا مد لأن السكون طارئ يزول بالوصل ، ويأتي مزيد بيان لكل هذه الأنواع ، إن شاء الله ، والله أعلم .
وقد زاد الشيخ الضباع ، رحمه الله ، سببين آخرين من الأسباب المعنوية ، وهما :
التعظيم : وهو في "لا" النافية للجنس ، أو لا "التبرئة" ، في كلمة التوحيد نحو قوله تعالى : (لا إله إلا الله) ، وهو في نفس الوقت مد منفصل ، جائز المد ، كما سيأتي إن شاء الله ، فلا يظهر سبب التعظيم في حالة المد المنفصل ، لأن القارئ سينصرف أول ما ينصرف إلى السبب اللفظي ، أي سبب المد المنفصل ، فيمد 2 أو 4 أو 5 حركات ، ولكنه إن كان ممن يلتزم قصر المنفصل ، أي لا يمده ، فعندئذ ، يكون مده تعظيما ، بالأصالة ، لأنه لولا هذا السبب المعنوي لما مد أصلا لأنه لا يمد المنفصل ، كما تقدم ، فلا تخريج لمده في تلك الحالة إلا كونه مد تعظيم ، والله أعلم .(1/2102)
والتبرئة : وهو مد "لا" التبرئة ، أيضا ، وقد روي عن حمزة ، رحمه الله ، في نحو قوله تعالى : (لا ريب) ، فهنا ألف مد بعدها راء ، فالصورة صورة المد الطبيعي الذي لا يزاد فيه عن حركتين ، ورغم ذلك مد حمزة ، رحمه الله ، مراعاة للمعنى ، فالآية تبرئ كتاب الله ، عز وجل ، من الريب وهذا معنى يحسن التنبيه عليه بالمد ، ووجه المد فيه : التوسط ، أي 4 حركات ، وإذا جاء بعد "لا" همزة ، أشبع المد ، كما في قوله تعالى : (لا إكراه) ، ففي هذه الصورة المد مد منفصل ، فيعمل القارئ المد المنفصل ويهمل مد التبرئة عملا بأقوى السببين ، لأن المد المنفصل أقوى من مد التبرئة ، فالسبب اللفظي أقوى من السبب المعنوي ، والله أعلم . بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص91 .
ثم انتقل الناظم ، رحمه الله ، إلى ذكر حروف المد وشروطها ، وحروف اللين ، فقال :
حروفه "ثلاثة" فعيها ******* من لفظ "واي" وهي في "نوحيها"
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم ******* شرط وفتح قبل ألف يلتزم
واللين منها الياء وواو سكنا ******* إن انفتاح قبل كل أعلنا
فحروف المد هي : "الألف والواو والياء" ، وهي مجموعة في لفظ : "واي" ، وهو لفظ لا معنى له ، ولذا عبر عنه الناظم ، رحمه الله ، بقوله : من لفظ "واي" ، ولم يقل : من كلمة "واي" ، لأن الكلمة لفظ مفيد ، كما أشار إلى ذلك ابن مالك ، رحمه الله ، في أول ألفيته بقوله :
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ******* واسم وفعل ثم حرف الكلم
واللفظ غير المفيد كـ "واي" يسميه النحويون : مهملا ، والله أعلم . شرح ابن عقيل رحمه الله (1/15) .
وقد أتت هذه الحروف مستوفية شروطها ، في كلمة واحدة هي :
قوله تعالى : (نوحيها) ، فالواو مضموم ما قبلها ، والياء مكسور ما قبلها ، والألف مفتوح ما قبلها .
وكذا في قوله تعالى : (وأوتينا) .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص92 .
ولكن هذه الحروف لا تكون حروف مد إلا وفق قيد ، ذكره الناظم ، رحمه الله ، في البيت التالي :(1/2103)
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم ******* شرط وفتح قبل ألف يلتزم
فيلزم أن تكون هذه الحروف ساكنة ، فخرج بذلك الألف والواو والياء ، إن تحركت ، فلا يقال عن الواو في قوله تعالى : (ولقد أهلكنا) ، بأنها واو مد ، لأنها متحركة بالفتح .
ولا يقال عن الياء في قوله تعالى : (كذلك زين) ، بأنها ياء مد لأنها متحركة بالكسر .
ويلزم أيضا : أن تكون حركة الحرف الذي يسبقها موافقة لجنسها :
فجنس الألف : الفتح ، فيلزم أن يكون ما قبلها مفتوح ، والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا .
وجنس الواو : الضم ، فيلزم أن يكون ما قبلها مضموم .
وجنس الياء : الكسر ، فيلزم أن يكون ما قبلها مكسور .
وأما إذا سكنت الواو والياء ، وفتح ما قبلها ، فيقال عندئذ :
بأنهما استوفيا الشرط الأول : وهو كونهما ساكنتين ، ولكن الشرط الثاني : اختل ، لأن الفتح ليس من جنس الواو أو الياء ، فيقال لهما في هذه الحالة : حرفا "لين" ، لسهولة خروجهما بهذه الصورة ، وحروف اللين هي سبب مد اللين العارض للسكون ، كما سيأتي إن شاء الله ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (بيت) ، إن وقفت على التاء ، فالياء ساكنة مفتوح ما قبلها ، ولذا يسمى هذا المد : مد لين عارض للسكون ، لأن السكون غير أصلي ، فالتاء متحركة ، فلما وقف القارئ عليها سكنها ، فعرض السكون لحرف اللين فتولد مد اللين العارض للسكون ، كما سيأتي إن شاء الله .
وقوله تعالى : (خوف) ، إن وقفت على الفاء ، فالواو ساكنة مفتوح ما قبلها .
وعليه يقال بأن حروف المد ثلاثة : الألف المفتوح ما قبلها ، والواو المضموم ما قبلها ، والياء المكسور ما قبلها .
وحروف اللين : الواو الساكنة المفتوح ما قبلها ، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها .(1/2104)
وحروف المد أقوى من حروف اللين ، لأن موافقة ما قبلها لها في الحركة يكسبها قوة ليست موجودة في حروف اللين التي يكسبها فتح ما قبلها ، والفتح أخف من الضم والكسر ، يكسبها ليونة تجعلها أدنى من حروف المد ، وترتب على ذلك :
أن المد المبني على حروف اللين أضعف من المد المبني على حروف المد ، فعلى سبيل المثال : مد اللين العارض للسكون في قوله تعالى : (بيت) ، إن وقفت عليها ، أضعف من المد العارض للسكون في قوله تعالى : (رب العالمين) ، إن وقفت على : "العالمين" ، لأن الياء في "بيت" ياء لينة ساكنة مفتوح ما قبلها ، بينما الياء في "العالمين" ياء مدية ، مكسور ما قبلها ، فكأن المد فرع عن سببه قوة وضعفا ، فكلما كان السبب أقوى كان المد أقوى ، والعكس صحيح ، ويأتي مزيد بيان لذلك إن شاء الله عند الكلام على هذين المدين ، والله أعلم .
فائدة : الألف يقال عنها بأنها : حرف مد ولين في نفس الوقت ، لأنه لا يتصور وجود ألف ما قبلها غير مفتوح ، فدائما ما قبلها مفتوح ليناسب جنسها ، وهذا حد حرف المد .
وهي في نفس الوقت ساكنة مفتوح ما قبلها ، وهذا حد حرف اللين ، فاجتمع فيها الوصفان في نفس الوقت بشكل لا ينفك عنها أبدا ، خلاف الواو والياء اللتان تستقلان بأحد الوصفين دون الآخر ، ولا يمكن اجتماع كلا الوصفين فيهما في نفس الوقت ، كما تقدم في الأمثلة .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
04-06-2006, 03:30 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان أحكام المد ، فقال :
للمد أحكام ثلاثة تدوم ******* وهي الوجوب والجواز واللزوم
فأحكام المد ثلاثة :
الوجوب : ويكون في المد المتصل .
والجواز : في المد المنفصل ، ويلحق به : المد العارض للسكون ، ومد اللين العارض للسكون ، ومد البدل ، ومد الصلة الكبرى ومد الصلة الصغرى .(1/2105)
واللزوم : كما في المد اللازم بأقسامه الأربعة : الكلمي المثقل ، والكلمي المخفف ، والحرفي المثقل ، والحرفي المخفف ، على تفصيل يأتي إن شاء الله .
مسألة : أحوال حرف المد مع الهمز :
أولا : أن يتقدم حرف المد وتأتي الهمزة بعده في نفس الكلمة ، وهذه هي صورة المد المتصل ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (جاء) ، فألف المد متبوعة بالهمز المتطرف .
وقوله تعالى : (قروء) ، فواو المد متبوعة بالهمز المتطرف .
وقوله تعالى : (بريء) ، فياء المد متبوعة بالهمز المتطرف .
ثانيا : أن يكون حرف المد في آخر كلمة والهمزة أول كلمة أخرى ، وهذه هي صورة المد المنفصل ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (بما أنزل) ، فألف المد في "بما" متبوعة بالهمز الذي جاء في أول الكلمة التالية : "أنزل" .
وقوله تعالى : (قوا أنفسكم) ، فواو المد في "قوا" متبوعة بالهمز الذي جاء في أول الكلمة التالية : "أنفسكم" .
وقوله تعالى : (في أمها) ، فياء المد في "في" متبوعة بالهمز الذي جاء في أول الكلمة التالية : "أمها" .
ثالثا : أن تتقدم الهمزة على حرف المد ، وهذه صورة مد البدل ، وهو كالمد الطبيعي ، يمد بمقدار حركتين ، عند غير ورش ، رحمه الله ، كما سيأتي إن شاء الله ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (ءامن) ، فالهمز قد سبق ألف المد .
وقوله تعالى : (أوتي) ، فالهمز قد سبق واو المد .
وقوله تعالى : (إيمانا) ، فالهمز قد سبق ياء المد ، والله أعلم .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص94_95 .
ومن المسائل التي تحسن الإشارة إليها قبل الخوض في بيان أنواع المد ، مسألة مقاديره ، بشكل إجمالي ، ومن ثم يأتي تفصيلها عند بيان كل نوع إن شاء الله ، لأن لكل نوع مقدارا معينا ، فهي إجمالا :(1/2106)
6 حركات : وهي أعلاها ، وتكون في المد اللازم وما يندرج تحته كمد الفرق وجوبا ، والمد المتصل عند ورش وحمزة رحمهما الله ، والمد المتصل إن تطرف ووقف القارئ عليه عند عاصم رحمه الله ، والمد المنفصل عند ورش وحمزة رحمهما الله جوازا ، والمد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون جوازا ، والحركة مقدار ضم الإصبع ، وهي تختلف بطبيعة الحال تبعا لطريقة التلاوة ، فلا يتصور أن مقدار الحركة عند من يقرأ بقراءة التحقيق المتأنية ، هو نفس مقدارها عند من يقرأ بقراءة الحدر السريعة ، والله أعلم .
5 حركات : وتكون في المد المتصل وجوبا ، والمنفصل ومد الصلة الكبرى جوازا ، ويطلق على هذا المقدار : "فويق التوسط" .
4 حركات : وتكون في المد المتصل ، في أحد أوجهه ، وجوبا ، والمنفصل والمد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون جوازا ، ويطلق على هذا المقدار : "التوسط" .
حركتان : وتكون في المد الطبيعي وما يندرج تحته كمد الصلة الصغرى ومد العوض ومد التمكين ، ومد البدل عند غير ورش ، رحمه الله ، والمد المنفصل والمد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون ومد الصلة الكبرى إن قصرتها ، على تفصيل يأتي لكل ذلك إن شاء الله .
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان أول الأنواع ، فقال :
فواجب إن جاء همز بعد مد ******* في كلمة وذا بمتصل يعد
فالمد المتصل صورته : أن يأتي بعد حرف المد همز في نفس الكلمة ، سواء تطرفت الهمزة ، أي جاءت في آخر الكلمة ، كما في :
قوله تعالى : (جاء) ، وقوله تعالى : (سيئ) ، وقوله تعالى : (قروء) .
أو لم تتطرف ، كما في :
قوله تعالى : (أولئك) .
وأما حكمه : فهو الوجوب شرعا ، لوروده نصا عن ابن مسعود رضي الله عنه .
يقول ابن الجزري رحمه الله : (تتبعت قصر المتصل ، فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة) ، وهذا استقراء كامل من إمام معتمد في هذا الفن ، فلا محيد عنه ، والله أعلم .
يقول الشيخ الضباع رحمه الله :(1/2107)
وله ، أي المد المتصل ، محل اتفاق ومحل اختلاف :
فمحل الاتفاق : هو أن القراء اتفقوا على اعتبار أثر الهمزة ، وهو الزيادة المسماة بالمد الفرعي . اهـ ، فلا يوجد قارئ إلا وقد اعتبر هذا الأثر ، ولو بحركة واحد زائدة عن مقدار المد الطبيعي كما سيأتي إن شاء الله .
ومحل الاختلاف هو : تفاوتهم في مقدار تلك الزيادة ، على حسب مذاهبهم فيه :
فأطولهم مدا : "ورش" و"حمزة" ، رحمهما الله ، وقدر بثلاث ألفات ، والألف هنا هي : ألف المد ، ومقدار مدها في حالة المد الطبيعي : حركتان ، فيكون المجموع 3 * 2 = 6 حركات ، وهذا حالهما في المنفصل ، فهما أطول الناس مدا في البابين ، والله أعلم .
ثم عاصم ، رحمه الله ، بألفين وألفين ونصف ، (أي 4 أو 5 حركات) ، وإن تطرف الهمز ووقف القارئ عليه ، كما في قوله تعالى : (والسماء) ، زيد في الحركات حركة واحدة فأصبحت : 6 حركات .
ثم الشامي وعلي ، رحمهما الله ، بألفين ، (أي 4 حركات) .
ثم قالون وابن كثير وأبو عمرو ، رحمهم الله ، بألفين وألف ونصف ، (أي 4 أو 3 حركات) ، وهذا أقل ما ورد في هذا النوع ، والله أعلم .
والحاصل بالنسبة لمن يقرأ بقراء حفص عن عاصم ، كما هو الحال عندنا في مصر ، أنه يمد المتصل (4 أو 5 حركات) ، إلا إن تطرف الهمز ووقف القارئ عليه فإنه يمد (6 حركات) ، والله أعلم .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص97 .
مسألة :
وجه المد في هذا النوع : أن حرف المد ضعيف والهمز قوي صعب ، لأنه من حروف الحلق ، وهي أشد الحروف ، فزيد في المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوي ، فكأن المد عماد لحرف المد الضعيف ليقوى على النهوض أمام الهمز القوي .
وقيل : ليتمكن من النطق بالهمزة على حقها من شدتها وجهرها ، فكأن المد هنا لمراعاة الأقوى لا الأضعف ، لأنه يخشى من سريان الضعف من حرف المد إلى الهمزة المجاورة له عند النطق .(1/2108)
وقيل : ليستعان به على النطق بالهمزة ، وليكون صونا لحرف المد عن أن يسقط عند الإسراع لخفائه وصعوبة الهمز ، فكأن هذا القول قد جمع القولين السابقين فراعى ضعف حرف المد ، وشدة الهمز ، والله أعلم .
وأما وجه التفاوت في مراتب المد فلأجل مراعاة سنن القراءة ، فالقراءة سنة متبعة ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، وكل قارئ يلتزم في قراءته بما صح إسناده عنده .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص97 .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
04-08-2006, 03:25 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان أحكام المد الجائز ، فبدأ بـ "المد المنفصل" :
وجائز مد وقصر إن فصل ******* كل بكلمة وهذا "المنفصل"
فالمد المنفصل ، كالمتصل ، يشترط فيه وقوع الهمز بعد حرف المد ، ولكن في المنفصل يلزم أن يكون حرف المد في آخر كلمة ، والهمز في أول الكلمة التالية ، أي أنه لا يقع إلا من كلمتين منفصلتين ، خلاف المتصل الذي يقع من كلمة واحدة كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
ومن أمثلته :
قوله تعالى : (بما أنزل) ، فحرف المد ، الألف ، وقع في آخر كلمة "بما" ، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أنزل" .
قوله تعالى : (قوا أنفسكم) ، فحرف المد ، الواو ، وقع في آخر كلمة "قوا" ، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أنفسكم" .
قوله تعالى : (في أمها) ، فحرف المد ، الياء ، وقع في آخر كلمة "في" ، والهمز وقع في أول الكلمة التالية "أمها" .
وكما هو الحال في المتصل ، فإن القراء متفاوتون في المنفصل على قدر مراتبهم في التحقيق والترتيل والتوسط والحدر أيضا .
فأطولهم مدا : "ورش" و"حمزة" ، رحمهما الله ، وقدر بثلاث ألفات ، فهما أطول الناس مدا في بابي المتصل والمنفصل ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، والله أعلم .
ثم عاصم ، رحمه الله ، بألفين وألفين ونصف .
ثم ابن عامر الشامي والكسائي ، رحمهما الله ، بألفين .(1/2109)
ثم ابن كثير والسوسي ، رحمهما الله ، بألف فقط ، وهذا أقل ما ورد في هذا النوع ، والله أعلم .
يقول الشيخ الضباع رحمه الله :
وهذه الرتبة الأخيرة ، "أي رتبة ابن كثير والسوسي رحمهما الله" ، عارية عن المد الفرعي ، وهي الخامسة الزائدة على المتصل .
فهي لا مد فرعي فيها أصلا ، وإنما يقتصر فيها على المد الطبيعي .
ويواصل الشيخ ، رحمه الله ، فيقول :
والحاصل : أن المد المنفصل والمتصل اتفقا في الزيادة ، وتفاوتا في النقص ، فلا يجوز فيهما الزيادة على ست حركات ، ولا يجوز نقص المتصل عن ثلاث حركات ولا المنفصل عن حركتين .
ثم إن المد المنفصل لا يجري حكمه المتقدم من اعتبار المراتب إلا في الوصل ، فلو وقف القارئ على حرف المد عاد إلى أصله وسقط المد الزائد لعدم موجبه .
بتصرف يسير من "منحة ذي الجلال" ص98_99 .
بمعنى أنه إذا وقف القارئ ، على سبيل المثال ، على : (بما) ، في قوله تعالى : (بما أنزل) ، وكان ممن يمد المنفصل ، فإنه لا يمد ، لأن هذا المد لا يثبت إلا في حالة الوصل فقط ، وبطبيعة الحال ، هذا الوقف غير متصور في المد المتصل ، لأنه يقع في كلمة واحدة ، ولا يتصور أن يقف القارئ على جزء كلمة إلا لعارض طارئ لا يصح إطلاق الوقف عليه أصلا ، فهو خلاف الوقف الاضطراري على آخر كلمة لقصر النفس أو ما شابه ذلك ، والله أعلم .
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في الكلام على المد العارض بالسكون ، فقال :
ومثل ذا إن عرض السكون ******* وقفا كـ "تعلمون" "نستعين"(1/2110)
ويندرج في المد العارض للسكون ، مد اللين العارض للسكون ، لاشتراكهما في السكون وقفا لا وصلا ، فهو يقع في حالة إذا ما كان حرف المد أو حرف اللين ، هو الحرف قبل الأخير في الكلمة ، وتبعهما حرف متحرك ، فلما وقف القارئ على الحرف المتحرك سكن ، فنجم عن ذلك التقاء ساكنين ، أحدهما أصلي وهو : سكون حرف المد (الذي يكون دائما ساكنا موافقا لجنس حركة الحرف الذي يسبقه) ، أو حرف اللين (الذي يكون ساكنا ما قبله مفتوح) ، والآخر عارض وهو : سكون الحرف الأخير في الكلمة ، وهو أصلا متحرك ، إلا أن القارئ لما وقف عليه سكنه ، والتقاء الساكنين سواء كان أحدهما أصلي والآخر عارض كما في هذه الصورة ، أو كان كلاهما أصلي كما في المد اللازم ، أمر مستقبح في لغة العرب ، فيجتنب بالمد ، وعليه يمد القارئ هنا : المد العارض للسكون ، أو مد اللين العارض للسكون ، ويكون مقدار المد : 2 أو 4 أو 6 حركات ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (تعلمون) ، إن وقفت على النون ، فالحرف قبل الأخير ، حرف مد ، وهو واو المد ، وما بعده أصله متحرك بالفتح ، وهو حرف النون ، فلما وقف القارئ على النون ، سكنت ، فالتقت واو المد الساكنة مع النون الساكنة عرضا ، وهذا هو السبب الثاني من أسباب المد الفرعي ، وهو مجيء السكون ، الأصلي أو العارض كما في هذا المثال ، بعد حرف المد ، فيمد القارئ عند الوقوف على النون : 2 أو 4 أو 6 حركات ، والله أعلم .
وكذا قوله تعالى : (نستعين) ، إن وقفت على النون ، فيكون سبب المد التقاء ياء المد الساكنة مع النون الساكنة عرضا .
وقوله تعالى : (المآب) ، إن وقفت على الباء ، فيكون سبب المد التقاء ألف المد الساكنة مع الباء الساكنة عرضا .(1/2111)
وأما في قوله تعالى : (خوف) ، فالواو هنا واو لين لا مد ، لأنها ساكنة مفتوح ما قبلها ، فلا تكون واو مد لأنها ليست من جنس حركة ما قبلها ، أو لأن حركة ما قبلها ليست من جنسها ، فإذا وقف القارئ على الفاء تولد سكون عارض ، فالتقى الساكنان : سكون واو اللين ، وسكون الفاء العارض ، فيمد القارئ : 2 أو 4 أو 6 حركات ، ولكن يميز هذا المد بوجود حرف لين فيه ، فيقال : مد لين عارض للسكون ، والله أعلم .
وكذا في قوله تعالى : (والصيف) ، إن وقفت على الفاء ، فيكون سبب المد التقاء ياء اللين الساكنة مع الفاء الساكنة عرضا .
وقوله تعالى : (العين) ، إن وقفت على النون ، فيكون سبب المد التقاء ياء اللين الساكنة مع النون الساكنة عرضا .
ملاحظات :
أولا : المد العارض للسكون أقوى من مد اللين العارض للسكون ، وإن تساويا في مقدار المد ، لأن حرف المد الأصلي أقوى من حرف اللين .
ثانيا : لا تتحقق صورة هذين المدين إلا عند الوقف ، أما إن وصل القارئ ، فلا مد فرعي ، وإنما يكون المد هنا مدا طبيعيا مقداره حركتان ، فهو ، من اسمه ، مد عارض ، شرطه الوقف العارض .
ثالثا : يلزم القارئ توحيد القراءة ، فإن التزم المد في هذه الصورة : حركتين ، فليمد طوال قراءته بهذا المقدار كلما عرض له هذا المد ، وإن التزم : أربعا فأربع ، وإن التزم ستا فست ، وهناك وجه آخر يجوز اختلاف مقدار المد في القراءة الواحدة ، فيمد مرة حركتين ، ومرة 4 حركات ، ومرة 6 حركات ، أو 2 و 4 ، أو 2 و 6 ، أو 4 و 6 .......................... ، وتوحيد القراءة أصح ، والله أعلم .
رابعا : لهذا المد ، كما تقدم ، 3 أوجه :
أولا : وجه الطول : ومقداره 6 حركات ، وتخريج هذا الوجه : مساواته بالمد اللازم ، الذي يكون فيه كلا السكونين أصليا ، فكأن القارئ هنا يعتد بالسكون العارض اعتدادا كاملا ، فينزله منزلة السكون الأصلي ، ويمد تبعا لذلك 6 حركات كالمد اللازم .(1/2112)
ثانيا : وجه التوسط : ومقداره 4 حركات ، وتخريج هذا الوجه : أن القارئ يراعي اجتماع الساكنين
ولكنه في نفس الوقت لا يسوي بين سكونين أصليين كسكوني اللازم ، وسكونين أحدهما أصلي والآخر عارض كما في هذا النوع .
ثالثا : وجه القصر : ومقداره حركتان ، وتخريج هذا الوجه : أن السكون عارض لا أصلي ، والوقف يجوز فيه التقاء الساكنين بلا إشكال ، فكأن القارئ هنا يهمل التقاء هذين الساكنين إهمالا كاملا لجواز التقاءهما وقفا ، كما تقدم ، دون إشكال ، والله أعلم .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص100_101 .
وبعده مد البدل ، وفيه يقول الناظم رحمه الله :
أو قدم الهمز على المد وذا ******* بدل كـ "ءامنوا" و "إيمانا" خذا
وسبب هذا المد ، كما أشار إلى ذلك الناظم رحمه الله ، تقدم سبب المد "الهمز" ، على حرف المد ، عكس الصورة القياسية للمد ، كما في :
قوله تعالى : (ءامنوا) : حيث تقدم الهمز على ألف المد ، وأصل الكلمة : أأمنوا ، بهمزة مفتوحة يليها همزة ساكنة ، والقاعدة الصرفية : أنه إذا اجتمع مثلان "أي حرفان متماثلان" ، كالهمزتين في "أأمنوا" ، أولهما متحرك والثاني ساكن ، فإن الثاني يقلب إلى حرف مد من جنس حركة الحرف الأول ، وجنس حركة الحرف الأول هنا الفتح ، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى ألف مد ، لأن الفتح يناسبه الألف ، فأصبح اللفظ : "ءامنوا" ، والله أعلم .
وكذا قوله تعالى : (إيمانا) : حيث تقدم الهمز على ياء المد ، وأصل الكلمة : إأمانا ، بهمزة مكسورة يليها همزة ساكنة ، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى ياء مد ساكنة ، فأصبح اللفظ : "إيمانا" .
وقوله تعالى : (أوتي) : حيث تقدم الهمز على واو المد ، وأصل الكلمة : أأتي ، بهمزة مضمومة يليها همزة ساكنة ، فناسب أن تقلب الهمزة الثانية إلى واو مد ساكنة ، فأصبح اللفظ : "أوتي" .
ومقدار هذا المد ، عند غير ورش رحمه الله ، حركتان ، فهو كالمد الطبيعي ، والله أعلم .
ملاحظة :(1/2113)
قد يجتمع مد البدل مع مد آخر في نفس الموضع ، وعليه يقال بأنه : إذا اجتمع سببان للمد قدم أقواهما ، فعلى سبيل المثال :
يقدم المد المنفصل على مد البدل في قوله تعالى : (رءا أيديهم) ، فـ "ألف المد" في "رءا" ، مسبوقة بهمزة ، وهذا هو سبب مد البدل ، ومتبوعة بهمزة "أيديهم" ، التي وقعت في الكلمة التالية ، وهذا هو سبب المد المنفصل ، فيقدم المنفصل على البدل لأنه أقوى منه ، والله أعلم .
وكذا في قوله تعالى : (وجاءوا أباهم) ، فـ " واو المد" في "جاءوا" ، مسبوقة بهمزة ، وهذا هو سبب مد البدل ، ومتبوعة بهمزة "أباهم" ، التي وقعت في الكلمة التالية ، وهذا هو سبب المد المنفصل ، فيقدم المنفصل على البدل لأنه أقوى منه ، والله أعلم .
ويقدم المد المتصل على مد البدل في قوله تعالى : (ورئاء الناس) ، فـ " ألف المد" في "رئاء" ، مسبوقة بهمزة ، وهذا هو سبب مد البدل ، ومتبوعة بهمزة وقعت في نفس الكلمة ، وهذا هو سبب المد المتصل ، فيقدم المتصل على البدل لأنه أقوى منه ، والله أعلم .
ويقدم المد اللازم على مد البدل في قوله تعالى : (ءآمين) ، فـ " ألف المد" في "ءآمين" ، مسبوقة بهمزة ، وهذا هو سبب مد البدل ، ومتبوعة بسكون أصلي ، هو سكون أولى ميمي الميم المشددة الواقعة بعد حرف المد ، وهذا هو سبب المد اللازم ، فيقدم اللازم على البدل لأنه أقوى منه .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص105_106 .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
04-10-2006, 03:50 AM
بسم الله
السلام عليكم
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في الكلام على المد اللازم ، وهو أقوى المد ، وأعلاها مقدارا ، فقال :
ولازم إن السكون أصلا ******* وصلا ووقفا بعد مد طولا(1/2114)
فالمد اللازم ، كما يظهر من البيت السابق ، شرطه : أن يأتي بعد حرف المد السكون ، وهو السبب الثاني من أسباب المد ، فخرج بذلك المد المتصل والمنفصل لأن حرف المد فيهما يأتي بعده السبب الأول من أسباب المد وهو الهمز ، ولكن هذا السكون مقيد بكونه "أصليا" ، أي أنه من نفس بنية الكلمة لا عارض عليها بسبب الوقف ، فخرج بهذا القيد المد العارض للسكون ومد اللين العارض للسكون لأن السكون التالي لحرف المد فيهما سكون عارض نتيجة الوقف كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، وهو ما أكده الناظم ، رحمه الله ، بقوله : وصلا ووقفا ، ليشير إلى أن السكون هنا من نفس بنية الكلمة لا كسكون المد العارض الذي يثبت وقفا لا وصلا ، والله أعلم .
وهو أقوى أنواع المد ، كما تقدم ، وحكمه : الوجوب ، ومقداره : 6 حركات ، ومن ذلك :
قوله تعالى : (الصاخة) ، فألف المد متبوعة بخاء مشددة ، والخاء المشددة في حقيقتها : خاء ساكنة متبوعة بخاء متحركة ، فتحصل لدينا : ألف مد ساكنة متبوعة بخاء ساكنة سكونا أصليا ، والتقاء ساكنين أمر مستقبح ، كما تقدم ، فيجتنب في هذه الصورة بالمد ، وبما أن السكون التالي لحرف المد هنا أصلي ، وقفا ووصلا ، فالمد حتم لازم في جميع الحالات ، والله أعلم .
وقوله تعالى : (الطامة) ، وما قيل في الآية السابقة يقال في هذه الآية ، إلا أن الحرف المشدد التالي لألف المد هنا هو الميم المشددة ، فنتج لدينا ، تبعا للتفصيل السابق ، ألف مد ساكنة متبوعة بميم ساكنة سكونا أصليا ، وعليه لزم المد .
وقوله تعالى : (الضالين) ، وقد اجتمع فيه نوعان من المد سببهما السكون :
فالأول : هو المد اللازم ، الذي سببه مجيء اللام المشددة بعد ألف المد الساكنة ، فنتج لدينا : ألف مد ساكنة متبوعة بلام ساكنة سكونا أصليا ، وهذا هو سبب المد اللازم ، فيمد القارئ وجوبا 6 حركات .(1/2115)
والثاني : مد عارض للسكون ، عند الوقوف على آخر الكلمة ، فينتج لدينا ياء مد ساكنة متبوعة بسكون غير أصلي ، وهذا قيد مهم جدا يتبين به الفرق بين النوعين ، كما تقدم ، وهذه صورة المد العارض ، ولكن لما كان سببه هنا غير أصلي ، أي أنه ليس من نفس بنية الكلمة ، كما هو الحال في اللازم ، جاز فيه المد والتوسط والقصر ، 2 أو 4 أو 6 حركات ، على التفصيل السابق في المد العارض ، والله أعلم .
وقوله تعالى : (أتحاجوني) ، وقد وقع فيه المد اللازم في موضعين :
الموضع الأول : ألف المد الساكنة المتبوعة بالجيم المشددة ، فينتج لدينا ألف مد ساكنة متبوعة بجيم ساكنة ، على التفصيل السابق .
والموضع الثاني : واو المد الساكنة المتبوعة بالنون المشددة ، فينتج لدينا واو مد ساكنة متبوعة بنون ساكنة ، على التفصيل السابق .
ويضيف الشيخ الضباع ، رحمه الله ، قيدا مهما لالتقاء الساكنين في هذا النوع ، فيقول :
ويشترط أن يكون الساكن متصلا بحرف المد في كلمته ، كما مثلنا ، فإن انفصل عنه تعين حذف المد لفظا نحو:
قوله تعالى : (وقالوا اتخذ) ، فواو المد الساكنة في "قالوا" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "اتخذ" ، لذا يكون المد هنا مدا طبيعيا مقداره حركتان .
وقوله تعالى : (والمقيمي الصلاة) ، فياء المد الساكنة في "المقيمي" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "الصلاة" ، لذا يكون المد هنا ، أيضا ، مدا طبيعيا مقداره حركتان .
وقوله تعالى : (إذا السماء) ، فألف المد الساكنة في "إذا" منفصلة عن ألف الوصل الساكنة في "السماء" ، لذا يكون المد هنا ، أيضا ، مدا طبيعيا مقداره حركتان .
بتصرف من منحة الجليل ص107_108 .
ثم شرع الناظم ، رحمه الله ، في بيان أقسام هذا المد فقال :
أقسام لازم لديهم أربعة ******* وتلك كلمي وحرفي معه
كلاهما "مخفف مثقل" ******* فهذه "أربعة" تفصل
فتبين لنا من البيتين السابقين أن أقسام المد اللازم تؤول إلى 4 أقسام :(1/2116)
المد اللازم الكلمي ، ويتفرع عنه نوعان : كلمي مخفف وكلمي مثقل .
والمد اللازم الحرفي : ويتفرع عنه نوعان : حرفي مخفف وحرفي مثقل .
ثم شرع ، رحمه الله ، في بيان المد الكلمي ، بصفة عامة دون التطرق لأنواعه ، فقال :
فإن بكلمة سكون اجتمع ******* مع حرف مد فهو كلمي وقع
فشرطه ، كما تبين من الأمثلة السابقة ، أن يجتمع سكون أصلي مع حرف المد ، في كلمة واحدة ، ولذا سمي بالكلمي ، نحو :
قوله تعالى : (دابة) ، فلفظ : "دابة" كلمة تتكون من أكثر من حرف من حروف المعجم ، وقد وقعت فيها باء مشددة بعد ألف المد الساكنة ، فنتج لدينا اجتماع ساكنين أصليين : ألف المد والباء الأولى من بائي الباء المشددة ، فلزم المد ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع .
وثناه ببيان المد الحرفي ، بصفة عامة أيضا دون التطرق لأنواعه ، فقال :
أو في ثلاثي الحروف وجدا ******* والمد وسطه فحرفي بدا
فهو يقع في الحروف المقطعة الموجودة في أول السور بشرط : أن يكون هجاء الحرف على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ، كما في :
قوله تعالى : (ن) ، فهجاء حرف (ن) : نون ، وهو كما يظهر يتكون من 3 أحرف ، أوسطها حرف مد وهو "الواو" ، وهو حرف ساكن جاء بعده نون ساكنة سكونا أصليا ، باعتبار أن الحروف المقطعة تقرأ منفصلة حرفا حرفا ، ولازم ذلك الوقوف على كل حرف ، فيتولد سكون في آخر هجائه ، كما هو الحال في النون التالية لواو المد في هذا المثال ، وعليه تتحقق صورة المد اللازم : اجتماع ساكنين أصليين ، أولهما حرف مد ، فيمده القارئ 6 حركات ، كما تقدم ، والله أعلم .
ومنه قوله تعالى : (ص) ، فهجاء حرف (ص) : صاد ، فهو أيضا ثلاثي ، وسطه ألف مد ساكنة متبوعة بدال ساكنة سكونا أصليا ، على التفصيل السابق ، وعليه تتحقق صورة المد اللازم ، فيمده القارئ 6 حركات ، والله أعلم .
بتصرف من منحة ذي الجلال ص110_111 .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
04-15-2006, 03:10 AM(1/2117)
بسم الله
السلام عليكم
ومن الإجمال إلى التفصيل حيث يقول الناظم رحمه الله :
كلاهما مثقل إن أدغما ******* مخفف كل إذا لم يدغما
فاللازم الكلمي ، كما تقدم ، ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : الكلمي مخفف :
وصورته أن يأتي في الكلمة بعد حرف المد ، حرف غير مشدد ، بشرط أن يكون ساكنا ، وقد ورد في موضعين في سورة يونس في :
قوله تعالى : (ءآلآن) ، فألف المد الساكنة متبوعة بلام ساكنة غير مشددة ، فيمد القارئ 6 حركات ، لاجتناب التقاء الساكنين ، كما تقدم ، دون تشديد ، لأن الحرف التالي لحرف المد غير مشدد ، فلا يتكلف القارئ تشديدا لا سبب له ، وفي الآية دلالة على ما تقدم في مسألة : إعمال أقوى السببين ، فقد اجتمع في هذه الكلمة سببان للمد :
أحدهما : المد اللازم ، وسبق تفصيله .
والآخر : مد البدل حيث تقدمت همزة الاستفهام ، سبب المد ، على حرف المد ، الألف الساكنة ، ومقداره حركتان .
وبطبيعة الحال يعمل هنا بأقوى السببين وهو المد اللازم ، فهو أقوى أنواع المد على الإطلاق ، والله أعلم .
ومن ذلك أيضا :
قوله تعالى : (محياي) ، عند من أسكن الياء سكونا أصليا ، لا عارضا ، فاجتمع ساكنان أصليان : ألف المد والياء الساكنة غير المشددة ، فيكون المد : مدا لازما مخففا ، مقداره : 6 حركات ، وأما من وقف اضطرارا فإنه يمد أيضا 6 حركات أو 2 أو 4 ، لأن سبب المد في هذه الحالة ، وهو السكون ، غير أصلي ، فسكونه لأجل الوقف ، كما تقدم في المد العارض للسكون ، والله أعلم .
وأما القسم الثاني : فهو الكلمي المثقل :
وصورته أن يأتي بعد حرف المد ، حرف مشدد ، وهو كما سبق مكون من حرفين مدغمين أولهما ساكن وثانيهما متحرك ، فالتقى ساكنان أصليان ، كما في المد الكلمي المخفف ، فيمد القارئ ، أيضا ، 6 حركات ، ولكنه يراعي التشديد في الحرف التالي لحرف المد ، وهذا هو الفرق بين النوعين : المثقل والمخفف ، فمن ذلك :(1/2118)
قوله تعالى : (الحاقة) ، فألف المد الساكنة متبوعة بقاف مشددة .
وقوله تعالى : (الصاخة) ، فألف المد الساكنة متبوعة بخاء مشددة ، وسبقت الإشارة إلى هذه الأمثلة تفصيلا ، والله أعلم .
وأما الحرفي ، فهو لا يقع إلا في أوائل السور ، في الحروف المقطعة ، وهو ينقسم أيضا إلى قسمين :
القسم الأول : الحرفي المخفف ، وصورته أن يأتي حرف مد هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد ، ولا يأتي بعده ما يوجب إدغامه فيه ، لئلا يتولد من هذا الإدغام حرف مشدد ينقل الصورة من المد الحرفي المخفف إلى المد الحرفي المثقل ، كما سيأتي إن شاء الله ، فمن ذلك :
قوله تعالى : (ص * والقرآن ذي الذكر) ، فـ "ص" هجاءه : صاد ، بتسكين الدال ، فتحققت صورة المد اللازم : حرف مد متبوع بسكون أصلي ، ولم يأت بعد الدال في : صاد ما يوجب إدغامها فيه ، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا ، وإن وصل فلا إدغام للدال في الواو في "والقرآن" ، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد ، بل يعقبه حرف ساكن
مخفف ، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي المخفف .
وقوله تعالى : (ق * والقرآن المجيد) ، فـ "ق" هجاءه : قاف ، بتسكين الفاء ، فتحققت صورة المد اللازم : حرف مد متبوع بسكون أصلي ، ولم يأت بعد الفاء في : قاف ما يوجب إدغامها فيه ، فالقارئ إن وقف عليها فلا شيء بعدها أصلا ، وإن وصل فلا إدغام للفاء في الواو في "والقرآن" ، وعليه فلا حرف مشدد هنا يعقب حرف المد ، بل يعقبه حرف ساكن مخفف ، وهذه هي صورة المد اللازم الحرفي ، كما تقدم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : (ن * والقلم وما يسطرون) ، عند من يقف على "ن" ، ولا يصلها بما بعدها ، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل ، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله ، فإن وقف على "نون" ، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف : واو مد ساكنة في "نون" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا ، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد .(1/2119)
وقوله تعالى : (يس * والقرآن الحكيم) ، عند من يقف على "يس" ، ولا يصلها بما بعدها ، لأنه إن وصلها انقلبت الصورة إلى مد لازم حرفي مثقل ، كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله ، فإن وقف على "يس" ، تحققت صورة المد اللازم الحرفي المخفف : ياء مد ساكنة في "سين" بعدها نون ساكنة سكونا أصليا ، فيمد القارئ 6 حركات دون تشديد .
وأما القسم الثاني فهو : الحرفي المثقل ، وصورته أن يأتي بعد حرف هجاءه 3 أحرف أوسطها حرف مد كاللام فهجائها : (لام) ، أن يأتي بعده حرف أول حرف في هجائه يدغم في آخر حرف من هجاء الحرف الأول ، كالميم فإن هجائها : (ميم) ، فيدغم القارئ ميم آخر لفظ : لام في ميم أول لفظ : ميم ، وهو إدغام مثلين صغير كما تقدم ، فيتولد من هذا الإدغام ميم مشددة ، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل ، لأن حرف المد ، وهو الألف الساكنة في : لام ، يكون في هذه الصورة متبوعا بميم مشددة ، نتجت من الإدغام السابق ، فمن ذلك :
قوله تعالى : (الم) ، فاللام تمد مدا لازما حرفيا مثقلا على التفصيل السابق .
وقوله تعالى : (طسم) ، فالسين هجاؤها : (سين) ، والميم بعدها هجاؤها : (ميم) ، فيدغم القارئ النون الساكنة في آخر : سين في الميم في أول : ميم ، كما سبق في أحكام النون الساكنة ، فيتولد من ذلك ميم مشددة ، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل ، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد ، الياء الساكنة في "سين" ، على التفصيل السابق .
وقوله تعالى : (يس * والقرآن الحكيم) ، عند من يصل "يس" بـ "والقرآن الحكيم" ، فلفظ : سين ، متبوع بواو ، فيكون الحكم عند الوصل : إدغام النون الساكنة في الواو كما تقدم في أحكام النون الساكنة ، فيتولد من ذلك واو مشددة ، فتتحقق صورة المد اللازم المثقل ، بوقوع حرف مشدد بعد حرف المد ، الياء الساكنة في "سين" ، على التفصيل السابق .(1/2120)
وقوله تعالى : (ن * والقلم وما يسطرون) ، عند من يصل "ن" بـ "والقلم وما يسطرون" ، كالمثال السابق تماما .
بتصرف من منحة ذي الجلال ص112_113 .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
المهند المصرى
04-18-2006, 09:46 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خير
---
أبوعبيدالله المصرى
04-20-2006, 03:00 AM
جزاك الله خيراً
---
مهاجر
04-25-2006, 11:26 AM
بسم الله
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان ، وبارك فيكما ، ونفعكما ونفع بكما
وعودة للمنظومة :
حيث بدأ الناظم ، رحمه الله ، تفصيل القول في المد اللازم الحرفي فقال :
واللازم الحرفي أول السور ******* وجوده وفي "ثمان" انحصر
يجمعها حروف "كم عسل نقص" ******* وعين ذو وجهين والطول أخص
فالمد اللازم الحرفي بنوعيه المخفف والمثقل ، لا يقع إلا في أول السور ، أي في الحروف المقطعة في أوائل السور ، فلا يقع ، كالمد اللازم الكلمي ، في أواسط السور ، لأنه لا توجد في القرآن حروف تنطق مفردة مقطعة إلا في أوائل السور .
وحروف المد اللازم الحرفي يجمعها قولك : "كم عسل نقص" ، أو "سنقص علمك" ، أو
"عسلكم نقص" ، وكلها تمد مدا لازما حرفيا ، مقداره 6 حركات ، كما تقدم ، باستثناء "العين" ، فلها وجهان :
التوسط : ومقداره 4 حركات .
والطول : ومقداره 6 حركات ، وهو الأشهر ، كما أشار إلى ذلك الناظم ، رحمه الله ، بقوله :
"وعين ذو وجهين والطول أخص".
وقيل هما :
الطول : ومقداره 6 حركات كما تقدم .
والقصر : ومقداره حركتان .
يقول الشيخ الضباع رحمه الله : ويتحصل منهما جواز الثلاثة . اهـ ، وفي نسخة للناظم بدل الشطر الثاني من البيت الثاني "وعين ذو وجهين والطول أخص" : "وعين ثلث لكن الطول أخص" ، أي لها 3 أوجه ، أشهرها : الطول ، وهذا يؤيد القول بجواز جميع الأوجه المذكورة ، والله أعلم .
بتصرف يسير من "منحة ذي الجلال" ص115 .(1/2121)
وقد قسم الناظم ، رحمه الله ، حروف المد اللازم الحرفي إلى 3 أقسام ، فقال :
وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف ******* فمده مدا طبيعيا ألف
وذاك أيضا في فواتح السور ******* في لفظ "حي طاهر" قد انحصر
فالقسم الأول : ما يمد مدا لازما ، وهو سبعة أحرف يجمعها قولك "من قص سلك" ، ولو تتبعت هذه الحروف في فواتح السور فإنك ستجد علامة المد عليها ، فهي تمد مدا لازما مقداره 6 حركات على الدوام ، ونلاحظ أن هذه الحروف عند كتابتها ، كـ "ميم" و"نون" ، و"قاف" و"صاد" و"سين" و"لام" و"كاف" ، فإنها تتكون من 3 حروف ، أوسطها حرف مد من جنس حركة الحرف الذي يسبقه ، كـ "الألف" في "قاف" و"الواو" في "نون" و"الياء" في "سين" ، ولما كانت هذه الحروف تنطق مقطعة ، فإن القارئ سيقف لا محالة على آخرها ، فيلتقي حرف المد الساكن مع سكون آخر الحرف عند قطعه ، فيمد القارئ مدا لازما لاجتناب التقاء الساكنين ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
والقسم الثاني : ما يمد مدا طبيعيا ، وهو خمسة أحرف يجمعها قولك : "حي طهر" ، وقد أدخل الناظم ، رحمه الله ، معها الألف ، فقال : "حي طاهر" ، رغم أن الألف ، عند التحقيق ، كما أشار هو نفسه بقوله : "وما سوى الحرف الثلاثي لا ألف" ، عند التحقيق لا تدخل في هذا القسم لأنه لا حرف مد في هجاء الألف أصلا ، فلفظ "ألف" ، لا يوجد فيه حرف مد حتى يقال بمده مدا طبيعيا ، والملاحظ في حروف هذا القسم أنها تكتب على حرفين آخرهما حرف مد : "حا" ، "يا" ، "طا" ، "ها" ، "را" ، وعليه لا سبب للمد اللازم فيها لعدم التقاء ساكنين ، ولو تتبعت هذه الحروف في فواتح السور فإنك لن تجد علامة المد عليها ، فمدها ، كما تقدم : مد طبيعي مقداره حركتان ، والله أعلم .
والقسم الثالث : ما لا يمد أصلا ، وهو حرف "الألف" ، كما تقدم ، لأنه لا يوجد في بنيته حرف مد أصلا .(1/2122)
والقسم الرابع : ما يجوز فيه القصر والتوسط والمد وهو حرف "العين" ، من فاتحتي مريم والشورى ، "كهيعص" و "عسق" ، فالعين تختلف عن حروف القسم الأول في كونها تكتب على 3 أحرف أوسطها حرف لين ساكن ، وليس حرف مد ، لأن الياء في "عين" ، ساكنة مفتوح ما قبلها ، وعليه فإن حركة الحرف السابق لحرف المد ليست من جنس حرف المد ، فالعين في "عين" ، كما تقدم ، مفتوحة فناسبها من حروف المد الألف ومع ذلك جاء بعدها ياء لين ساكنة ، ولعل هذا هو السر في جواز القصر والتوسط بالإضافة إلى الطول ، لأن القارئ عندما يقطع الحرف عن تاليه سيقف على النون في "عين" ، فيتولد سكون بعد حرف اللين الساكن ، وهذه صورة مد اللين ، ومد اللين ، كما تقدم ، يمد : 2 أو 4 أو 6 حركات ، والله أعلم .
والعين ترسم عليها علامة المد تماما كحروف القسم الأول .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص117_118 .
مسألة : كم حركة مد في : "الم" و "عسق" :
في "الم" ، "الألف" لا مد فيها أصلا ، و "اللام" من حروف القسم الأول التي تمد 6 حركات ، ويتولد عند إدغام ميم آخر "لام" في ميم أول "ميم" ، وهو إدغام مثلين صغير ، كما تقدم ، يتولد منه حركتان ، و"الميم" من حروف القسم الأول فتمد 6 حركات ، فيكون المجموع :
0+6+2+6=14 .
وفي "عسق" ، "العين" يجوز فيها 3 أوجه ، كما تقدم ، فيكون مدها على : 2 أو 4 أو 6 حركات ، ويتولد عند إخفاء النون في آخر"عين" وأول "سين" ، حركتان ، لأن النون الساكنة إذا أتى بعدها سين فإنها تخفى ، والغنة ملازمة للإخفاء ومقدارها حركتان كما تقدم ، و"السين" من حروف القسم الأول فتمد 6 حركات ، ويتولد عند إخفاء النون في آخر "سين" وأول "قاف" ، حركتان ، والقاف من حروف القسم الأول فتمد 6 حركات فيكون المجموع :
2+2+6+2+6=18 ، في حالة القصر في العين .
أو : 4+2+6+2+6=20 ، في حالة التوسط في العين .
أو : 6+2+6+2+6=22 ، في حالة الطول في العين ، والله أعلم .(1/2123)
ثم ختم الناظم ، رحمه الله ، بذكر كلمة جامعة لكل فواتح السور سواء كانت ممدودة أم مقصورة أم لا مد فيها أصلا أم يجوز فيها كل الأوجه فقال :
ويجمع الفواتح الأربع عشر ******* "صله سحيرا من قطعك" ذا اشتهر .
فهي : 14 حرف يجمعها :
قولك : "صله سحيرا من قطعك" ، أي بادر بصلح من قطعك ، ولو في وقت السحر قبل أن يسبقك إلى الفضل فيبدأ هو بصلحك .
أو قولك : "نص حكيم له سر قاطع" .
أو قولك : "سر حصين كلامه قطع" .
أو قولك : "طرق سمعك النصيحة" .
بتصرف من "منحة ذي الجلال" ص118 .
وبهذا تكون أبيات المسائل العلمية في هذه المنظومة المباركة قد انتهت وبقيت بعض المسائل الإضافية في باب المد يأتي الكلام عنها إن شاء الله .
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله
---
مهاجر
04-29-2006, 06:44 PM
بسم الله
السلام عليكم
وتلخيص الأنواع السابقة :
أولا : المد الأصلي : وهو المد الطبيعي : وهو المد اللازم لاجتلاب النطق بالحرف ، ومقداره ، كما تقدم ، حركتان ، كما في قوله تعالى : (قال) ، فألف المد لم يأت بعدها أحد سببي المد الفرعي : الهمز أو السكون .
ثانيا : المد الفرعي : وهو المد الذي أتى فيه بعد حرف المد أحد سببي المد الفرعي : الهمز أو السكون ، وترتيبه تنازليا من حيث القوة :
أولا : المد اللازم : وهو أقوى الأنواع ، وسببه ، كما تقدم ، السكون الأصلي وقفا ووصلا الذي يأتي بعد حرف المد في كلمة واحدة ، كقوله تعالى : (الحاقة) ، ومقداره : 6 حركات .(1/2124)
ثانيا : المد المتصل : وسببه ، كما تقدم ، مجيء الهمز بعد حرف المد في كلمة واحدة ، كقوله تعالى : (السماء) ، ومقداره 4 أو 5 حركات (إذا تطرف الهمز ووقف القارئ عليه ، كالوقوف على الهمز في "السماء") ، وقد يقال في حالة الوقوف على الهمز في قوله تعالى : (السماء) ، أن حرف المد ساكن ، والسكون طارئ على الهمز بعده فوقع التقاء الساكنين في مد واجب المد ، وهذه هي صورة المد العارض للسكون ، وهو ، كما سبق يمد : 2 أو 4 أو 6 حركات ، فلقائل أن يقول : فلنمده بمقدار حركتين ، وهذا بطبيعة الحال غير جائز هنا لأنه ليس عارضا للسكون مطلقا ، فالحرف الساكن هنا هو الهمز ، وهو سبب أصيل للمد ، لا أي حرف ساكن آخر ، فيلزم هنا مراعاة سبب المد الأصلي الهمز ، فلا يمكن إهماله بأي حال من الأحوال ، ولو كان ساكنا ، ولقائل أن يقول : فلنمده بمقدار 4 حركات ، وهذا أيضا غير دقيق ، لأن المد المتصل يمد في حالة الوصل بمقدار 4 حركات ، فلم يحصل التمايز بين الصورتين ، فبقي لدينا احتمال واحد وهو مده بمقدار 6 حركات وهو الاحتمال الأخير وهو الصحيح هنا لأنه به يحصل التمايز بين صورة وصل الكلام أو الوقف على الهمز ، وفي نفس الوقت يراعي القارئ فيه سبب المد الأصلي الواجب ، والله أعلم .
ثالثا : المد العارض للسكون : وسببه ، كما تقدم ، سكون غير لازم أتى بعد حرف المد في كلمة واحدة ، كما في قوله تعالى : (وإياك نستعين) ، بالوقوف على النون ، ومقداره : 2 أو 4 أو 6 حركات .(1/2125)
رابعا : المد المنفصل : وسببه ، كما تقدم ، مجيء الهمز بعد حرف المد في كلمتين بحيث يكون حرف المد آخر كلمة والهمز في أول الكلمة التالية ، كما في قوله تعالى : (بما أنزل) ، ومقداره : 2 أو 4 أو 5 حركات ، وسبب تأخر هذا المد في الرتبة : أن حرف المد وسببه قد انفصلا بحيث أتى حرف المد في كلمة وسبب المد في كلمة أخرى ، بخلاف الأنواع السابقة التي اجتمع فيها حرف المد مع سببه في كلمة واحدة ، ولو وقف القارئ على الكلمة الأولى "التي تنتهي بحرف المد" ، كـ : (بما) في هذه الآية ، لسقط المد وتحول إلى مد طبيعي .
خامسا : مد البدل : وسببه كما تقدم ، تقدم الهمز على حرف المد ، كما في قوله تعالى : (ءامنوا) ، ومقداره حركتان ، وهو أضعف أنواع المد ، لمخالفته الصورة الأصلية للمد الفرعي : وهي تقدم حرف المد على سببه لا العكس كما هو حاصل هنا ، والله أعلم .
وبهذا الترتيب قال الناظم :
أقوى المدود لازم فما اتصل ******* فعارض فذو انفصال فبدل .
وفائدة الترتيب السابق تظهر في أمرين :
أولا : عند اجتماع نوعين من المد في آية واحدة :
فإذا جاء مد منفصل بعد مد متصل في آية واحدة ، على سبيل المثال ، فمد القارئ المتصل : 4 حركات ، فإنه لا يصح أن يمد المنفصل بعده بمقدار 5 حركات ، وإن كان هذا جائز في الأصل ، لأن المنفصل يمد : 2 أو 4 أو 5 حركات ، كما تقدم ، لأن هذا يوهم السامع أن المنفصل أقوى من المتصل ، لأن الأول مد بمقدار : 5 حركات والثاني بمقدار 4 حركات ، وهذا أمر غير صحيح ، بطبيعة الحال ، وعليه يمد المنفصل في هذه الحالة بمقدار : 2 أو 4 حركات .
والعكس بالعكس ، فإذا جاء المتصل بعد المنفصل ، ومد القارئ المنفصل : 5 حركات ، فإن القارئ يمد المتصل : 5 حركات ، على الأقل ، أيضا ولا يمده : 4 حركات ، وإن كان هذا جائزا في الأصل ، لئلا يظن السامع أن المتصل أضعف من المنفصل حيث مد الأول 4 حركات والثاني 5 حركات .(1/2126)
ثانيا : عند اجتماع سببين للمد في كلمة واحدة ، فيقدم سبب المد الأقوى ، وسبقت الإشارة إلى ذلك ، كما في قوله تعالى : (ءآمين) : حيث اجتمع سبب مد البدل "بتقدم الهمز على حرف المد" ، وسبب المد اللازم "بمجيء سكون أصلي بعد حرف المد" ، فيقدم الثاني على الأول لأنه أقوى .
وكما في قوله تعالى : (وجاءوا أباهم) ، حيث اجتمع سببان للمد : سبب المد المنفصل "بمجيء الهمز بعد واو المد في كلمتين" وسبب مد البدل "بتقدم الهمز على واو المد" ، فيقدم المنفصل لأنه أقوى ، والله أعلم .
وبقيت بعض أنواع المد التي يذكرها علماء التجويد في كتبهم ومن أبرزها :
مد هاء الصلة ، وهو ينقسم إلى نوعين :
مد هاء الصلة الصغرى : وفيه تأتي هاء ضمير الغائب بين متحركين ، ليس الثاني منهما ، أي الذي يأتي بعدها ، همزا ، ومقداره : حركتان ، كما في :
قوله تعالى : (به قبل) ، فهاء ضمير الغائب وقعت بين باء وقاف متحركتين ، والثاني بطبيعة الحال ليس همزا ، والله أعلم .
وقد وقعت بعض الحالات الاستثنائية التي تحققت فيها صورة مد الصلة الصغرى ، ومع ذلك لا يمده القارئ ، كما في :
قوله تعالى : (يرضه لكم) ، فهاء الضمير وقعت بين ضاد ولام متحركتين ، ومع ذلك لم يحصل مد الصلة الصغرى في هذه الآية ، فتحقق السبب وتخلف المسبب ، ولا يسأل في هذا الموضع عن سبب تخلف المد رغم تحقق صورته مراعاة لسنة القراءة ، فهي الضابط الأول في هذا الأمر ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك .
وقوله تعالى : (أرجه وأخاه) : فهاء الضمير وقعت بين جيم وواو متحركتين ، ومع ذلك لم يحصل مد الصلة الصغرى ، والله أعلم .
والنوع الثاني هو : مد هاء الصلة الكبرى : وفيه تأتي هاء الضمير بين متحركين ثانيهما ، أي الحرف الذي يأتي بعد الهاء : همز ، ومقداره : 2 أو 4 أو 6 حركات ، كما في :
قوله تعالى : (مقداره ألف) ، فهاء الضمير وقعت بين راء وهمزة متحركتين ، والهمزة هي التي وقعت بعد الهاء .(1/2127)
وكمد هاء الصلة الصغرى ، وقعت بعض الحالات الاستثنائية ، التي تحقق فيها السبب وتخلف المسبب مراعاة لسنة القراءة ، كما في :
قوله تعالى : (فألقه إليهم) ، فهاء الضمير وقعت بين قاف وهمزة متحركتين ، والهمزة هي الواقعة بعد الهاء ، ومع ذلك لا يمد القارئ لعدم مجيء الرواية بالمد .
وأما في قوله تعالى : (افتراه بل) : فيظهر أن الهاء وقعت بين ساكن "وهو ألف المد" ومتحرك وهو "الباء" فلم تتحقق صورة مد الصلة الصغرى فلا يمد القارئ ، وقد يشتبه الأمر على القارئ إذا اعتبر حركة الحرف السابق لحرف المد ، وهو بطبيعة الحال متحرك بحيث يلائم حرف المد ، فيعتبرها حركة سابقة ، وحركة الحرف التالي للهاء حركة لاحقة ، وعليه يقال بأن صورة مد الصلة الصغرى قد تحققت فيمده القارئ ، وهذا أمر غير صحيح لأن الحركة السابقة ، كما تقدم ، ليست حركة حرف المد ، فهو ساكن دوما ، ولكنها حركة الحرف السابق له .
ورغم ذلك وقعت صورة استثنائية وهي :
قوله تعالى : (فيه مهانا) ، فالهاء وقعت بين حرف مد ساكن سابق "ياء المد" وميم متحركة لاحقة ، ومع ذلك وردت الرواية بالمد ، فتحقق المسبب رغم تخلف السبب ، والله أعلم .
ومن أنواعه أيضا :
مد العوض : وفيه يقف القارئ على تنوين مفتوح ، وهو عند التحقيق أحد فروع المد الطبيعي ، كما في قوله تعالى : (وجنات ألفافا) ، فإذا وقف القارئ على "ألفافا" ، فإنه يمد حركتين عوضا عن التنوين .
ومد التمكين : للفصل بين واوين أو ياءين ، وهو أيضا ، عند التحقيق ، أحد فروع المد الطبيعي ، كما في قوله تعالى : (آمنوا وعملوا) ، فيمد القارئ حركتين للفصل بين : واو المد في "آمنوا" والواو المتحركة في "وعملوا" .(1/2128)
ومد الفرق : وهو عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في قوله تعالى : (الآن) ، وسميت بذلك لأنها تفرق بين الاستفهام والخبر ، فهي بالمد استفهامية ، وبالقصر خبرية ، ومقدار هذا المد : 6 حركات ، فهو عند التحقيق : مد لازم كلمي مخفف ، لأن ألف المد متبوعة بلام ساكنة في كلمة واحدة ، والله أعلم .
وبهذا ينتهي هذا الشرح المختصر لهذه المنظومة المباركة ، وإحقاقا للحق ، فإن معظم المعلومات التي ذكرتها فيه زيادة على كلام الشيخ علي محمد الضباع ، رحمه الله ، في "منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال" ، هي من كلام أحد المشايخ الكرام ، عندنا في مصر ، ويدعى الدكتور : عبد الله ، ومن العجيب أنني لا أعرف بقية اسمه ، رغم حضوري لمجلسه في المركز الإسلامي في حي الزيتون بمدينة القاهرة ، وهذا بطبيعة الحال تقصير مني ، فجزاه الله عني وعن إخواني خيرا ، والله أعلم .
تم بحمد الله
---
زكرياء توناني
12-08-2006, 01:04 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/2129)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح : أن يكون التاريخ بالهجري .
---
اقتراح : أن يكون التاريخ بالهجري .
---
المحرر
03-05-2004, 01:28 PM
وفقكم الله .
---
المنهوم
03-05-2004, 05:36 PM
كلنا نويد هذا الأقترح
ولكن الظاهر لي والله اعلم ان ذلك فيه صعوبة لأن البرامج التي تدعم ذلك قليلة
---
بدر
03-06-2004, 03:29 AM
جزاكم الله خير على الحرص
نتمنى أن يتم استبدال التاريخ الميلادي بالهجري
لكن توجد مشاكل في خاصية التاريخ الهجري و عدم توافقه التام مع البرنامج .
سوف نسعى لعمل التاريخ الهجري فيما بعد إن تم التوافق التام إن شاء الله .
بارك الله فيكم .
---
المحرر
03-07-2004, 02:01 AM
بارك الله فيكم .
---
د.أبو بكر خليل
11-05-2005, 11:36 PM
اقتباس
( نتمنى أن يتم استبدال التاريخ الميلادي بالهجري )
---------------------------------------------------------------
كنت أود التعقيب لولا التذييل الوارد في المشاركة المتقدمة :
( وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيمِ )
----------------------------------------------------------------
و لست بعائب ، و لكني أذكر أن : " الباء " إنما تدخل على المتروك ( المستبدل ، بفتح الدال ) ،
فنقول :
نتمنى أن يستبدل بالتاريخ الميلادي التاريخ الهجري ،
قال الله عز و جل - حكاية عن قول موسى عليه السلام لبني إسرائيل - : { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذى هو خير } .
فالذي تركوه و طلبوا إبداله : المن و السلوى ( الذي هو خير ) ،
و طلبوا : فومها و عدسها و بصلها ( الذي هو أدنى ) مكانهما .
************************************************** ***و أرجو اعتبار مشاركتي تلك من باب التفاعل مع المشاركات المتقدمة ، و ليست اعتراضا عليها ، و إنما تتميما للفائدة و الله تعالى أعلم و أحكم
---
المحرر
11-24-2005, 01:35 AM(1/2130)
جزاك الله خيراً يا دكتور ، وبارك فيك .
وسبب هذا الخطأ أنَّ مثل هذه العبارات دارجة على الألسن .
حفظك الله .
---
د.أبو بكر خليل
11-24-2005, 02:25 AM
شكر الله لكم حسن تقبلكم ، و كل منا يقع في مثل ذلك ، بل في أشد منه ، و ما أبرئ نفسي
---
(1/2131)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مسألة : في كون الخارج على الإمام مبتدع
---
مسألة : في كون الخارج على الإمام مبتدع
---
ناصر الغامدي
04-02-2006, 04:44 PM
هذا موضوع مكرر
لا أدري كيف حصل التكرار
لذا حذفت المحتوى هنا
---
(1/2132)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير العز بن عبدالسلام للتحميل " ملف ورد "
---
تفسير العز بن عبدالسلام للتحميل " ملف ورد "
---
مسك
11-20-2005, 12:35 PM
اسم الكتاب : تفسير العز بن عبدالسلام ( اختصار تفسير الماوردي )
المؤلف : العز بن عبدالسلام
نبذة عن الكتاب :
قال الشيخ عبدالله الوهيبي محقق الكتاب :
بعد الدراسة المختصرة لتفسير العز يتلخص مما سبق:
أنّ تفسيره يمتاز بالأمور التالية :
1- رجوعه إلى مصادر أصيلة وقديمة في التفسير
2- جمعه لأقوال السلف والخلف الكثيرة في تفسير الآية مع ترجيحه لبعض الأقول
3- عنايته باللغة بذكر أصول الكلمات واشتقاقها والفرق بينهما بين الألفاظ المتقاربة مع الاستشهاد بالشعر في بعض المواضع
4- أسلوبه الواضح السهل في تفسير الكلمات وصياغة الأقوال بعبارة موجزة مع الدقة .
5- أنه لم يستطرد في تفسير آيات الأحكام .
6- أنه لم يُكثر من الأخبار الأسرائيلية مع اختصار ما ذكره منها .
7- تنبيهه على المكي والمدني في أول كل سورة ,
ومما يؤخذ عليه ما يلي :
1- أنه لم يعتين بالقراءات حيث يذكرها بدوت إشارة إلى أنها قراءة , وبدون نسبة الأقوال إلى من قراء بها إلا في مواضع قليلة .
2- ترك كثير من الأقوال بدون نسبة وترجيح .
3- أنه لم يخرج الأحاديث التي استشهد بها ولم يعقب على الاسرائيليات والأقوال الضعيفة إلا في حالات قليلة .
4- أنه قد يستشهد بأجزاء من ابيات ويدمجها في التفسير دون التبيه على أنها جزء من بيت ,وهذا يوقع في الاشتباره والخلط في الكلام .
::::: اضغط لتحميل تفسير العز بن عبدالسلام ::::: (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=41171)
---
(1/2133)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"
---
"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"
---
جمال حسني الشرباتي
03-28-2006, 07:07 AM
السلام عليكم
أرغب أن أعرف توجيهكم لقوله تعالى (لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ)233 البقرة من حيث استخدام الحق للتركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وعدم استخدامه للفظة "والد"
وقد وردت لفظة والد في الكتاب دالة على من له صفة الوالدية من حيث التناسل ذكرا كان أو أنثى كما في قوله (("واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً" لقمان: 33، )
فهل يمكن لي أن أفهم أنّ القرآن الكريم إن أراد ذكر الأب البيولوجي استخدم التركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وإن أراد الحديث عمن يحمل صفة الوالدية ذكرا أو أنثى استخدم لفظة "والد"
بالإنتظار
---
لؤي الطيبي
03-28-2006, 07:29 PM
الأخ الفاضل جمال
السلام عليكم ورحمة الله
قد يراد بقوله تعالى : ( المولود له ) ، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم ، فمع أن الوالدة هي التي ولدت ، لكن المولود للأب .
ثم إن الولد ينتسب لوالده برابطة التوالد والنسب ، فهو المسؤول عنه ، وهو الذي يتكفله ويرعاه ، فهو ليس مولوداً للأم ، وإنما مولود للأب ، فالأم والدة والأب مولود له !
ولما كان من المحتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة ، قال تعالى : ( والوالدات ) بالجمع لتشمل كل الزوجات ، وقال : ( وعلى المولود له ) خاصّة بواحدة من الزوجات .
وكما ترى فإن لفظة ( والد ) لا تفي بهذه المعاني ، لأنها قد تُطلق في القرآن الكريم على الأب والأم معاً ، كما في قوله تعالى : ( وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) ، وقوله : ( وبالوالدين إحساناً ) .
والله أعلم(1/2134)
---
جمال حسني الشرباتي
03-28-2006, 08:07 PM
الأستاذ الفاضل لؤي
قولك (قد يراد بقوله تعالى : ( المولود له ) ، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم ، فمع أن الوالدة هي التي ولدت ، لكن المولود للأب . )
لا أظنّ أنّه مراد السياق بأيّ نوع من أنواع الدلالات---لأنّ الآية تناولت جانبين متساويين من علاقة كل منهما بولده
"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا "
"وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"
فلا يستخدم الولد من قبل المرأة للإضرار بالوالد "الأب"
ولا يستخدم الولد من قبل الرجل للإضرار بالوالدة
فلا أجد مسوغا أنّ السياق أراد أن يشعرنا بأفضلية الوالد من حيث ترسيخ فكرة أنّ الولد له فاستخدم تركيب "مولود له"
أنت مؤدب جدا معي ولا تنتقد قولي مع أنّي أريدك أن تفعل
---
روضة
03-28-2006, 08:47 PM
( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ (233) البقرة
جاء في القرآن الكريم لفظ (الأمهات) في بعض المواضع، ولفظ (الوالدات) في مواضع أخرى، وأحياناً يعبر القرآن بكلمة (الوالد)، ومرتين جاءالتعبير القرآني بـ (المولود له).(1/2135)
في الآية الكريمة السابقة أتى القرآن الكريم بلفظة (الوالدات) ولم يأتِ بلفظة (الأمهات) التي جاء بها في سياق الحديث عن المحرمات من النساء، لما أن كل كلمة ملتحمة في سياقها، تنتظم فيه انتظامَ الدرة في سلكها، وعن الحكمة البيانية وراء هذا الاختيار قال الأستاذ الدكتور فضل عباس: "إن كلمتي (آباء وأمهات) في قول الله تعالى: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ (23) النساء، لاشك بأنهما أجمل إيقاعاً، وأعذب نطقاً من كلمتي (والدات) و(والدين)، ولكننا نقرأ قول الله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِلِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، فنجد أن هاتين الكلمتين: (والدات)، و(المولود له) جاءتا من حيث الخفة والجرس بما لا مزيد عليه من جمال وروعة، ولكن ليس من أجل تلك الخفة وذلك الجمال الإيقاعي فحسب جاءت كل كلمة في موضعها، ذلك لأن (الآباء) و(الأمهات) جاءا في سياق التحريم، ففيهما من الإجلال والتنفير ما لا مزيد عليه، وكذلك كلمتا (الوالدات) و(المولود له)، فيهما من العاطفة والحنان والتذكير والرحمة ما لا مزيد عليه كذلك" أ.هـ. [بحث (الكلمة القرآنية)، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، ص56].
وأُضيف إلى هذا أنه أتى في سياق التحريم باللفظة التي تدل على الأصل، وهي (الأمهات)؛ للإشارة إلى سبب التحريم، حيث إنها هي الأصل، فكيف يتزوج الفرعُ الأصلَ! أما في سياق الرضاعة فجاء بما هو أصل الرضاع وسببه، وهو الولادة، فقال: (والوالدات).
================(1/2136)
أما (المولود له) فهو الوالد، وعبّر به للإعلام بعلة الوجوب، فهذا الولد يُنسب لأبيه، ومنافعه تعود على إليه، فهو الحقيق بهذا الحكم، الجدير برعايته، قال أبو حيان: "ولطيفة في قوله: (وعلى المولود له) وهو أنه لمّا كُلّف بمؤن المرضعة لولده من الرزق والكسوة، ناسب أن يُسلَّى بأن ذلك الولد هو وُلِد لك لا لأمه، وأنك الذي تنتفع به في التناصر وتكثير العشيرة، وأن لك عليه الطواعية كما كان عليك لأجله كلفة الرزق والكسوة لمرضعته" [البحر المحيط، (500:2)].
واللام مشعرة بالنفع الحاصل من الولد، فهي تُستعمل في النفع [ينظر: فوائد في مشكل القرآن، ابن عبد السلام، ص100].
ودلالة اسم المفعول (المولود له) أكثر توكيداً للمعنى وإثباتاً له وتقريراً من دلالة الفعل في (وُلد له).
---
کوثر
03-29-2006, 08:55 PM
الإخوة الكرام
هذا رأيي و ما أعرف أيستحمل النص القرآني هذا التعبير:
إنه أراد بقوله هذا أن يشمل حتي الذي ولد من الزنا
فإن هنا الأب لا يسمي أبا وإن كان أبا
فبنسبة نظر الناس إنه لا يسمي أبا و لكن المولود له
و اعتبر هذا من الأدب القرآني
و إنه أيضا أخرج بقوله هذامن تولي عن يتيم
أو بأي عنوان أخر يتولي عن طفل
وكما قلت هذا مما أظنه-والله أعلم-
و يحتاج إلي دراسة أكثر
و من الله التوفيق
---
روضة
03-29-2006, 10:09 PM
أظن أن هذا بعيد، لأمرين:
الأول: أنه لا يتناسب مع سياق الآيات الكريمة، حيث انتقل الحديث عن أحكام الطلاق إلى الحديث عما نتج من النكاح، وهو الأولاد، فشرع في بيان حكم الإرضاع ومدته، وحكم الكسوة والنفقة، وغيرها من الأحكام، فالسياق يتحدث عن طلاق ناتج عن زواج شرعي.
الثاني: هذه الأحكام تترتب على الزواج الشرعي الصحيح.
فقوله تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن): إلزام للزوج بتوفير المطعم والملبس بما يكفي حاجة الولد* والزوجة.(1/2137)
ومعلوم أن الحقوق لا تثبت للولد ولا عليه إن كان ابن زنا ـ والعياذ بالله ـ، وكذلك الزوجة تفقد حقوقها إن كانت العلاقة زنا لا زواجاً شرعياً.
=================
* عدل النظم القرآني عن رزق الأولاد وكسوتهم إلى رزق الأمهات وكسوتهن؛ لأنهن السبب في توصيل ذلك إليهم.
والله تعالى أعلم.
---
البحر الرائق
04-02-2006, 12:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ،و الصلاة والسلام على من لانبى بعده ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
إن التعبير القرآنى هو أدق و أنسب تعبير بما يناسب المراد و الحال ، وكما يقول العلماء أن البلاغة هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، فإننا نعترف بأن القرآن هو أبلغ أسلوب ، كيف لا ؟ و هو كلام العليم الحكيم .
و بالنظر إلى الآية موضع النظر من حضراتكم يتبين لنا صحة ما نقول ، و لعلى أكون موفقا حينما اقول أن فى المناقشات السابقة سؤالين أساسيين هما
1- لماذا عبر البيان القرآنى عن كلمة الأمهات بالوالدات ؟
2-لماذا عبر البيان القرأنى عن الآباء بالمولود له ؟
و للإجابة على السؤالين ينبغى التدقيق فى السياق القرآنى ، فالسياق يتحدث عن أحكام الطلاق،وهنا نجد ان الحديث عن تحديد مسؤلية الرضاعة بين الزوج والزوجة إذا حدث الانفصال وبينهما أطفال رضع ،وهنا اختلف العلماء ،فمنهم من قال أن الوالدات هنا تعنى الأمهات سواء كن فى عصمة أزواجهن ام مطلقات لأن اللفظ عام فى الكل و لا يوجد ما يقتضى تخصيصه و الفريق الأخر يقول ان المراد بالوالدات هنا خصوص المطلقات لأن سياق الآيات قبل ذلك فى أحكام الطلاق ،و لأن المطلقة عرضة لإهمال العناية بالولد و ترك إرضاعه ، ولعلى ارى أن القولين لا يتعارضان فالكلمة عامة تشمل جميع الوالدات و إن كان يراد التركيز على المطلقات بصفةخاصة لأنهن اكثر عرضة للإهمال .
و نعود إلى صلب سؤالنا ؛لماذا عبر عن الامهات بالوالدات ؟(1/2138)
يقول الشيخ سيد طنطاوى (و عبر عن الأمهات بالوالدات للإشارة إلى أنهن اللائى ولدن أولادهن ، و أنهن الوعاء الذى خرجوا منه إلى الحياة ، و منهن يكون الغذاء الطبيعى المناسب لهذا المولود الذى جاء عن طريقهن ) .
و انا ارى أن التعبير بلفظ الوالدة فيه تذكير للمرأة حينما تهم فى الإهمال فى ولدها انتقاما من أبيه الذى طلقها و أهملها انها والدة هذا المولود و فيه تذكير بالمشاق التى تعرضت لها أثناء الولادة فيهون عليها القيام بإرضاع ولدها ، و يؤكد لنا هذا ورود التعبير القرآنى ( و الوالدات يرضعن أولادهن ) فالوالدات : مبتدأ مرفوع ، وخبره الجملة الفعلية يرضعن أولادهن و هى جملة خبرية اللفظ انشائية المعنى أى عليهن إرضاع أبنائهن ، و عبر عن الطلب بصفة الخبر ، للإشعار بأن إرضاع الأم لطفلها أمر توجبه الفطرة و تنادى به طبيعة الامومة ، و لا يحتاج لأن يكون أمرا صريحا من الله تعالى .
والإجابة على السؤال الثانى يجيب عنها الزمخشرى بقوله ( فإن قلت لم قيل : المولود له دون الوالد ؟ قلت ليعلم أن الوالدات إنما ولدن لهم ، لأن الأولاد للأباء لا للأمهات ، لذلك ينسبون إليهم لا إلى أمهاتهم ، كما قال المامون بن الرشيد :
فإنما أمهات الناس أوعية = مستودعات و للآباء أبناء
فكان عليهم أن يرزقوهن و يكسوهن إذا ارضعن و لدهم .
و لعلنا نلحظ من طرف خفى ذلك التذكير الإلهى للرجل بأن المرأة قد ولدت له ، و اللم هنا للملكية و يترتب على الملكية حصول المصلحة ، و بما ان المرأة قد عادت عليك بالنفع و المصلحة و قد ولدت لك ولدا، و كأنه يقول له فلا ينبغى عليك بعدها أن تبخل عليها برزقها و كسوتها
هذا و ما كان من صواب فمن الله وحده ، و ما كان من خطأ أو أو سهو أو نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه بريئان ،
ـــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
ــــــــــــــــــــــ(1/2139)
شكوت إلى وكيع سوء حفظى = فأرشدنى إلى ترك المعاصى
و أخبرنى بأن العلم نور= و نور الله لا يهدى لعاصى
---
کوثر
04-05-2006, 03:52 PM
شكرا جزيلا علي الإيضاح
و الله يوفقكم
---
(1/2140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن تفسير ابن جزي الكلبي
---
استفسار عن تفسير ابن جزي الكلبي
---
أبو همام
11-27-2004, 04:36 PM
أفيدوني عن كتاب التسهيل لابن جزي الكلبي؟ طبعاته، والدراسات حوله، وهل حقق منه شيء؟
---
مساعد الطيار
11-27-2004, 06:49 PM
أخي الكريم
هذا الكتاب لم يُطبع طباعة حسنة حتى الآن ، وتحقيقاته الموجودة فيها أخطاء .
والتفسير من التفاسير المختصِرة للأقوال ، والمرجِّحة بينها ، وإن لم يلتزم ذكر مستند الترجيح في أغلب ترجيحاته .
ومقدمة الكتاب من المقدمات التفسيرية النفيسة .
وقد ذكر فيها موضوعات مهمة لطالب علم التفسير ، وإن لم يذكر تطبيقاتها في تفسيره ، فقد ذكر أنواع اختلاف التنوع ، وأسباب الاختلاف ، وقواعد الترجيح ، فضلاً عن غيرها من الموضوعات الأخرى التي تزخر بها مقدمة تفسيره .
كما أنه استفاد كثيرًا من تفسير ابن عطية ، وله تعليقات على بعض منازل العبادة التي ذكرها بعض المتصوفة ؛ كالتقوى ، والصبر ، والتوكل وغيرها ، لذا قد يذكر بعض كلامهم وأحوالهم في هذه المقامات .
وقد قام بدراسة منهجه ( الزبيري ) في مجلدين ، وهي من أفضل الدراسات لمنهج مفسر من المفسرين .
والكتاب بحاجة إلى تحقيق علمي يتناسب مع فضل هذا المؤلَّفِ الذي قضى مؤلِّفه شهيدًا في البحر رحمه الله رحمة واسعة .
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 03:49 PM
شكرالله لكم يا أبا عبدالملك جوابكم الموفق ، ولا عدمناك أخاً براً شفيقا .
أما التسهيل لعلوم التنزيل فقد سبق الحديث حوله في الملتقى على هذا الرابط :
تفسير ابن جزي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1325).(1/2141)
وذكر أحد الإخوة أن الباحث سامي بن مساعد الجهني المدرس بمعهد الحرم المكي الشَّريف كتب رسالته للماجستير في جامعة أم القرى , بعنون :(تخريج الأحاديث والآثار في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل) وحصل فيها على تقدير ممتاز , مع التوصية بالطباعة.
وهو يقوم الآن على خدمة الكتاب على ثمان نسخ خطِّية , وسيرى النور قريباً – إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
---
(1/2142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل يعلم أحدكم شيئاً عن موسوعة الجامع الأكبر الإلكترونية نرجوا الإفادة
---
هل يعلم أحدكم شيئاً عن موسوعة الجامع الأكبر الإلكترونية نرجوا الإفادة
---
ابن الجزيرة
12-07-2005, 08:22 PM
رأيت في معرض الكتاب في مكة المكرمة موسوعة الجامع الأكبر تحوي 10000 مجلد ونرجوا ممن عنده أي معلومة عنه من الأعضاء الفضلاء أن يتحفنا بها, وجزاكم الله خيراً .
---
خالد الشبل
12-07-2005, 08:59 PM
ربما يفيدك هذا الرابط (http://alsaha2.fares.net/sahat?128@174.hEhAugY7yFd.8@.1dd867de).
---
ابن الجزيرة
12-07-2005, 11:28 PM
جزاك الله خيراً ولعل الأمر قد اتضح لي ولاتجتمع أمتي على ضلالة .
---
مساعد الطيار
12-08-2005, 11:58 AM
الموسوعات الإلكترونية ، وهموم الباحثين
إن مما يؤسف (عليه) أن أغلب من ينتج هذه الموسوعات يقصد الربح بتكثير المواد العلمية ، مع قلة البرمجة العلمية الموصلة للمعلومة بأيسر طريق .
ولا يخرج من هذا الوصف إلا النزر القليل ، كألأقراص المدمجة الصادرة عن حرف .
ولقد تعجبت من بعض من اشتهر صيتهم في الموسوعات ( بدون ذكر اسم ) فقد أخرجوا للنحو موسوعة بلا كتاب سيبويه ، واخرجوا في موسوعة اخرى كتاب الطبري بدون مقدمة العلمية التي تزيد على مائة صفحة ، وسقط عندهم من لسان العرب صفحات .
وموسوعة اخرى إذا أنزلتها على جهازك أفسدت عليك بعض ( برامج الويندوز ) ، وغير هذا من الخلل الذي يوجد في هذه الموسوعات .
ولا زلنا نتمى من هؤلاء الذين فتح الله عليهم في العمل على الموسوعات أن يخطو خطوة ثانية تهدف إلى الإتقان في العمل ، كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه ) ، ومن الأفكار المطروحة في ذلك :(1/2143)
الاندماج العلمي والتقني والمالي بين أصحاب هذه الموسوعات لإنشاء شركة ضخمة لإعادة صياغة الموسوعات الإلكترونية ، ولا زلنا نسمع بالاندماج بين شركات عملاقة ، وبين بنوك ذات أموال سيالة ، ثمتصل بهذا الاندماج إلى مستوى أفضل مما كانت عليه منفصلة .
ويحسن الاستفادة من أصحاب رؤوس الأموال لتنفيذ مثل هذا المشروع ، فيدخلون مساهمين فيه ليرفعوا المستوى الاقتصادي الذي يعاني منه أصحاب هذه المشاريع .
والمشروع يحتاج إلى ما يحتاج إليه أي مشروع اقتصادي نفعي ، غير أن ما يمس بالجمهور المستفيد من النتاج العلمي يقوم ـ في ظني ـ على :
1 ـ المبرمجين الذين يُعدُّون الطرق الأولية لمسالك البحث في هذه الموسوعات ، فهم من يقوم بصنع الأساسات ، وهذه الأساسات ـ مع الأسف ـ في كثير من الموسوعات لا تتعدى البحث باللفظة أو بجزء من اللفظة أو بالجملة ، ولم يحصل تطور كبير في هذا المجال مع مضي السنوات لهؤلاء في العمل في هذه الموسوعات .
2 ـ المدخلين لكتب التراث ، وهؤلاء يحسن انتقاؤهم بعناية ؛ لأن قِلَّة الأخطاء أصل وهدف ، وليس أمرًا ثانويًّا ، وكلما كان المدخل دقيقًا في كتابته قلَّت أخطاؤه ، وسهلت عملية المراجعة بعده .
3 ـ المراجعين لتصحيح المُدخَل ، وهؤلاء لابد أن يتصفوا بكونهم أصحاب حسِّ في التقاط الخطأ ، إذ هذه المهمة لا تصلح لكل أحد ، فكم يمرُّ ببعض من يقرأ أخطاء هي ملء العين ولا ينتبه لها ، وقد يتساهل بعض الباحثين بهذه المرحلة ، ويظن أن كثيرين يقدرون عليها ، وفي نظري أن هناك أشخاص متميزون لا تصلح إلا لهم ، وقد جرَّبت هذا في بعض كتبي إذ أسندتها إلى من يراجعها لإصلاح خطئها ، فظهر لي أن بعضهم لا يتقن هذه المهارة .
وأخيرًا ، كم نتمى أن نصل إلى المستوى العلمي الدقيق في هذه البرامج النافعة ، التي انتفعنا بها على ما فيها من الملحوظات فكيف إذا كانت بصورة برمجية دقيقة متعددة المنافذ في البحث .
---
ابن الجزيرة(1/2144)
12-09-2005, 11:02 PM
جزاك الله خيراً شيخنا على مرورك , وقد سمعنا بدرسكم في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا نعلم تفاصيل هذا الدرس فهلا أخبرتنا .
---
مساعد الطيار
12-21-2005, 06:18 AM
هو درس شهري ، في الأسبوع الثاني من كل شهر ، لكل شهر موضوع يحدد في حينه ، وسيكون في شهر محرم من السنة القادم ـ إن شاء الله ـ في مقدمة تفسير ابن جزي الكلبي .
---
ابن الجزيرة
12-21-2005, 06:23 PM
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم على هذه الجهود المباركة .
---
(1/2145)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من ضوابط التفسير: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية
---
من ضوابط التفسير: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية
---
أبو المثنى الحكمي
06-29-2003, 01:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه،وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد:
فقبل الشروع في بيان هذا الضابط أجد من الأهمية بمكان أن أقدم بمقدمتين مرتبطتين به.
الأولى: تعريف العادات في اللغة والاصطلاح
أمَّا في اللغة فيقول ابن فارس:" العين والواو والدال أصلان صحيحان يدلُّ أحدهما:على تثنيةٍ في الأمر ،والآخر جنس من الخشب ...والعادة:الدُّربة والتمادي في شيء حتى يصير له سجية، ويقال للمواظب على الشيء :المعاود" (1)
وقال الراغب :" العَوْدُ:الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه إما انصرافاً بالذات،أو بالقول والعزيمة قال تعالى { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } [ المؤمنون:107] ...والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال ،حتى يصير ذلك سهلاً تعاطيه كالطبع ، ولذلك قيل:العادة طبيعة ثانية"(2).
وقال ابن منظور :" العادة الديدن يعاد إليه" (3).
وأمّا في الاصطلاح فيقول الجرجاني :" العادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول،وعادوا إليه مرَّة بعد أخرى " (4).
وأوضح منه من عرَّفها بـ"السلوك المتكرر الذي تمارسه جماعة من الناس"(5).
الثانية:تعريف الجاهلية في اللغة والاصطلاح
في اللغة:الجَهل :ضدُّ العلم ،وقد جَهِلَ من باب فهِمَ وسَلِمَ،وتجاهَلَ أرى من نفسه ذلك وليس به(أي الجهل).واستجهله:عدَّه جاهلاً،واستخفه أيضاً،والتجهيل:النِّسبة إلى جهل "(6).
وفي الاصطلاح:"الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام ، من الجهل بالله ورسوله،وشرائع الدين،والمفاخرة بالأنساب ،والكْبر،والتجبر،وغير ذلك"(7) .(1/2146)
وقيل هي "الحالة المخالفة لما أراد الله التي كان عليها الناس قبل مجيء الهدى لهم"(8)
فتبين مما سبق أن المقصود بعادات العرب في الجاهلية ما كانت تفعله جماعة من الناس باستمرار وتكرر من غير نكير،سواء كان لعقيدة أو خلق أو معاملة،وسواء وافقه الإسلام أو عارضه، وسيتضح ذلك ـ إنشاء الله ـ من خلال الأمثلة.
يتبع الحلقة الثانية ـ بإذن الله ـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(1) معجم مقاييس اللغة ؛لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ،المتوفى سنة 395هـ (4/181) مادة (عَوَدَ)تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون ،دار الجيل،بيروت ـ لبنان.
(2) مفردات ألفاظ القرآن ؛ تأليف العلامة (الراغب) الحسين بن محمد الأصفهاني ،(ص:593) مادة (عَوَدَ) تحقيق صفوان عدنان داوودي ، الطبعة الثانية 1418هـ = 1997م ،دار القلم بدمشق،والدار الشامية ببيروت.
(3) لسان العرب ؛لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، المتوفى سنة 711هـ ،(9/459) مادة ( عَوَدَ)الطبعة الأولى ، دار صادر،بيروت ـ لبنان.
(4) التعريفات ؛ لعلي بن محمد بن علي ،السَّيِّد الزين ،أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي ،المتوفى سنة 826هـ ،(ص:104) الطبعة الأولى 1418هـ =1997م،دار الفكر ، بيروت ـ لبنان.
(5) عادات أهل الجاهلية ـ دراسة موضوعية في ضوء القرآن الكريم ـ ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد ناصر بن محمد بن عبد الله الماجد ( ص:14).
(6) مختار الصحاح ؛ لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ،المتوفى سنة 721هـ (1/49) مادة ( جَهِلَ) تحقيق محمود خاطر ، الطبعة الأولى 1415هـ =1995م ، مكتبة لبنان ،بيروت ـ لبنان.(1/2147)
(7) النهاية في غريب الحديث والأثر ؛ للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير،المتوفى سنة 606هـ (1/323) مادة ( جَهِلَ ) تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي،دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان.؛اللسان (11/130) مادة ( جَهِلَ).
(8) عقائد أهل الجاهلية في ضوء القرآن الكريم وموقفه منها ، ( رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد نهلة بنت محمد الناصر ( ص: 17).
---
نصرمنصور
05-26-2005, 03:00 AM
أين الحلقة الثانية ؟
---
أبو عمر السوري
05-26-2005, 03:24 AM
لا أحب الإنتظار كثيرا في مثل هذه الدرر
فلا تتأخر علينا يا شيخ
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2005, 04:44 PM
الحلقة الثانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=2093)
---
(1/2148)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > باحث فلكي يؤكد ولادة شهر رمضان المبارك غداً
---
باحث فلكي يؤكد ولادة شهر رمضان المبارك غداً
---
ابن الجزيرة
10-03-2005, 05:22 PM
بريدة : عبدالرحمن المطلق
أكد الباحث الفلكي خالد بن صالح الزعاق المشرف على مرصد بريدة الفلكي أن يوم الاثنين سيكون آخر يوم في شهر شعبان، وبين الزعاق أن كسوف الشمس في يوم الاثنين سيكون بمثابة ولادة الشهر الجديد، حيث سيحتل الهلال بطن الشمس وسيشاهد الجميع عملية ظهوره من الجهة العلوية للشمس كناية عن ولادته، مؤكداً أن هذه العملية تتم كل شهر، إلا أننا لا نراها، وتكون غير واضحة للعيان، فيما سيعتبر دخول شهر رمضان هذا العام مغايراً للسنوات الماضية، حيث ستتم ولادة الهلال أمام الجميع، مبيناً أن كسوف الشمس سيحدث في ظهر يوم الاثنين 29 شعبان 1426هـ الموافق 3/10/2005م، وسيشاهد في المملكة جزئياً، كما يشاهد أيضاً في أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا ويشاهد بشكل كامل في تونس وليبيا وشمال الجزائر والسودان، وسيبقى الكسوف حلقياً لمدة (31)ثانية وسيكون الجزء المنكسف من قرص الشمس 0.9 .
الرابط http://www.alwifaq.net/news/akhbar.php?do=show&id=2895
---
أبو صلاح الدين
10-05-2005, 04:21 PM
شكرا على الفائدة.
وأود أن أؤكد أن الحساب الفلكي حساب قطعي.
---
عصام البشير
10-05-2005, 09:48 PM
لو كان قطعيا لما قال جمع من الفلكيين الآخرين إن بداية شهر رمضان يوم الأربعاء.
والله تعالى أغنانا بالرؤية البصرية عن هذا التكلف.
---
الباجي
10-06-2005, 08:04 AM(1/2149)
أخي الفاضل الشيخ عصام اختلافهم ليس بسبب عدم قطعية الحسابات الفلكية في جل مباحثها؛ وإنما هو راجع إلى اختلاف اصطلاحهم في مفهوم الشهر ومتى يبدأ. بل الحسابات الفلكية للاقتران - مثلا - يقينية من عهد اليونان والفراعنة وغيرهم. وقد صرح بإفادتها القطع جمع من فقهاء المسلمين في مختلف العصور.
وليس في معرفة الحسابات الفلكية اليوم تكلف، بل ساعد التقدم العلمي الهائل في هذا المجال، وفي مجال الإتصالات على أن تصبح نتائجه في متناول الجميع، وبأيسر السبل. كما ساعدت الأدوات العلمية في سرعة استخراج النتائج بالنسبة للباحثين في هذا المجال، إضافة إلى صناعة أحدث وسائل الرصد، والأقمار الصناعية ... وهلم جرا.
---
عصام البشير
10-06-2005, 07:37 PM
أخي الباجي
وفقك الله للخير.
ألا ترى أن النتيجة واحدة؟
قوم من الفلكيين يقولون بداية الشهر الثلاثاء، وآخرون يقولون الأربعاء.
فمن أحال على الفلك لتوحيد الناس في الصيام والإفطار، فقد أحال على غير مليء.
أما الرؤية - مع القول بتوحيد المطالع - فأمر في غاية اليسر:
أول من يرى الشهر بالضوابط الشرعية المعروفة يتبعه كافة المسلمين.
وإن أخطأ ذاك الشاهد فلا ضير، فإن مبنى الأحكام الشرعية على غلبة الظن.
ألا ترى أن الراوي الثقة قد يهم، وحديثه يبنى عليه ما لا يحصى من الأحكام؟
والله أعلم.
---
محمد الأمين
10-06-2005, 09:01 PM
هذا جهل بالغ من الفلكي، لأن ولادة الهلال (وهو أمر قطعي ليس فيه خلاف) لا يعني إمكانية رؤية الهلال. وبعض العوام يعتقدون أن مجرد ولادة الهلال هي بداية للشهر، وهو غلط. فالشهر يولد عندما نتمكن من رؤية الهلال، وهذا لا يكون إلا بعد مضي ساعات من ولادة الهلال، ولذلك فرمضان يبدئ يوم الأربعاء قطعاً وليس الثلاثاء. والدول التي تعتمد على الرؤيا الجماعية مثل المغرب، تجدها متوافقة مع الحسابات القطعية.
====
http://www.ibnamin.com/hilal_dialog.htm(1/2150)
هزاع: ما معنى ولادة القمر فلكياً؟
أحمد: أشكرك يا أخي على سؤالك. فإن أكثر الخلاف يأتي ممن يتكلم في المسألة وهو لا يفهمها ويستكبر أن يسأل عما يشكل عليه. وصدق من قال: لو سكت من لا يعلم، لذهب الخِلاف. هناك الولادة الحسابية وتعريفها خروج الهلال ولو بلحظة عن خط تتابع الأرض-القمر-الشمس. والكل مجمعون بأنه من المستحيل العملي والعلمي رؤية الهلال في هذه اللحظة. هذا لا خلاف فيه البتة. وهناك الولادة بمعنى (الوجود والمشاهدة) فيمكن باستخدام المعدات المتطورة رؤية الهلال قبل ظهوره بساعات حسب تطور العلم والآلات. ويجب أن تمضي فترة تقدر بالساعات حتى يمكن للهلال أن يُرى. طبعاً ليست إمكانية الرؤية متعلقة بعمر الهلال فحسب، بل بعوامل كثيرة أخرى مثل زاوية الهلال عن الأفق وعوامل الجو.
هزاع: ما هي تلك العوامل؟
أحمد: بعض هذه العوامل قد يختلف العلماء في تفاصيلها. وأهمها:
1- عمر الهلال (لا يمكن رؤيته بالعين المجردة لأقل من 15.5 ساعات، وغالباً 18 ساعة).
2- البعد الزاوي بين القمر و الشمس عند غروبها (على الأقل 8 درجات).
3- ارتفاع القمر عن الأفق الغربي وقت غروب الشمس (لا يمكن رؤيته لأقل من 5 درجات). وإذا كان قد غرب قبل غروب الشمس، فحتماً لن تتمكن من رؤيته.
انظر هذا الموقع: http://aa.usno.navy.mil/faq/docs/islamic.html
هزاع: ومتى يبدأ اليوم الشرعي؟
أحمد: اليوم الشرعي يبدأ من غروب الشمس ولكن الفيصل هو إدراك جزء من الليل قبل حلول الفجر. أما الشهر القمري فيبدأ عندما يبدأ القمر بتخلفه عن الشمس. فإذا بدأ القمر تأخره عن الشمس في ساعات النهار لا يلاحظ ولا يشاهد، وفي هذه الحالة سيظهر القمر بعد الغروب أكثر وضوحاً. والشرع لا يعتبر أجزاء اليوم.
هزاع: ما الفرق بين ولادة الهلال وإمكانية الرؤية؟(1/2151)
أحمد: الفلكيون الخلص قد اتفقوا على أن الاقتران : هو اجتماع وتراصف الأرض والشمس والقمر في خط واحد، بحيث يكون القمر بين الشمس والأرض. مما يحجب ضوء الشمس عن القمر كلية، مسبباً اختفاءه. والبعض يسمي هذه بالولادة. ويدقق البعض منهم فيقول: إن ميلاد الهلال هو خروج القمر من الاقتران، أو خروجه من المحاق. أي بحيث تكون الشمس أمامه من جهة الغرب ، والقمر خلفها من جهة الشرق ، فيظهر بالولادة نور الشمس على جزء من القمر . ولا يخفى عليك أن زمن الاقتران لا يتجاوز الدقيقتين.
وأما إمكان الرؤية : هو حصولها بالقدرة البصرية على رؤية الهلال بعد ولادته . وهذا يتحقق بعد ساعات عديدة من ولادة الهلال.
هزاع: هل العلماء متفقون على حساب هذه الأمور بدقة؟
أحمد: أجمع علماء الفلك على أن ولادة الهلال تتم في وقت محدد بالدقيقة إن لم يكن بالثانية. وعلماء الفلك قاطبة لا يختلفون في ذلك التحديد إلا إذا اختلف علماء الرياضيات في نتيجة جمع عشرين مع خمسة عشر أو نحو ذلك من النتائج القطعية. وإنما الاختلاف بين الفلكيين في مسألة إمكان رؤية الهلال بعد اتفاقهم على وقت ولادته .
---
عصام البشير
10-08-2005, 04:52 PM
والدول التي تعتمد على الرؤيا الجماعية مثل المغرب، تجدها متوافقة مع الحسابات القطعية.
هذا غير صحيح.
الرؤية عندنا يقوم بها نظار الأوقاف والقوات المسلحة.
ولا تسل عن العدالة!
وأهل مكة أدرى بشعابها.
ويتم الإعلان دون أن يذكر مَن رأى الهلال، ومَن شهد عند الوزارة.
بل هو إعلان عن ثبوت الهلال فقط، دون أدنى شفافية.
وإنما الاختلاف بين الفلكيين في مسألة إمكان رؤية الهلال بعد اتفاقهم على وقت ولادته .
عن هذا نتحدث، ومن هذا الاختلاف هربنا.
وقد كُلفنا شرعا بالرؤية، أصابت أو أخطأت. لأن مبنى الأحكام على غلبة الظن، وهي حاصلة برؤية الشاهد العدل.
والله أعلم.
---
محمد الأمين
10-10-2005, 03:06 AM
عن هذا نتحدث، ومن هذا الاختلاف هربنا.(1/2152)
وقد كُلفنا شرعا بالرؤية، أصابت أو أخطأت. لأن مبنى الأحكام على غلبة الظن، وهي حاصلة برؤية الشاهد العدل.
والله أعلم.
الاختلاف المذكور هو عن حالة مختلفة. أي عندما يقول أحد الفلكيين بأن الرؤية غير ممكنة، ويقول غيره ممكنة بصعوبة. وفي هذه الحالة تكون الرؤية البصرية هي المعيار الفاصل. أما عن حالتنا فالفلكي يتحدث عن ولادة الهلال فقط، ويظن أن هذا يكفي لإثبات دخول الشهر، وهو غلط بلا شك، بل دخول الشهر يكون برؤية الهلال.
وأما قولك بأن الرؤية تؤدي لغلبة الظن فصحيح، إلا إذا تعارضت مع الحسابات القطعية، فالقطعي مقدم عن الظني، كما أفاد السبكي في فتواه.
---
(1/2153)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول كتاب "المقدمات الأساسية في علوم القرآن" لعبد الله الجديع .. مع ترجمة مؤلفه
---
سؤال حول كتاب "المقدمات الأساسية في علوم القرآن" لعبد الله الجديع .. مع ترجمة مؤلفه
---
أبو حاتم
04-28-2003, 12:02 PM
ماذا يقول المتخصصون عن هذا الكتاب من جهة التحقيق العلمي ، وهل أضاف شيئاً في هذا العلم له اعتبار، أم أنه في عداد هذا الزخم الهائل الذي تقذفنا به المكتبات صباح مساء مما لا يغني ولايسمن من جوع !! كتب تحمل ألقاب نكرة ولا تكاد تجد فيها سوى النقل المحض والتكرار المجرد لأراء العلماء المتقدمين والمتأخرين بلا تمحيص ولا تحرير ولا حتى فهم في بعض الأحيان !! ـ أستغفر الله ـ
لا تظنوا أنني ألمز أحداً بعينه ، ولكنها الحقيقة المرة !! ومن جرب كتجربتي عرف كمعرفتي ـ وهي تجربة محدودة وقاصرة ـ
عفواً اخوتي الفضلاء تجاوزت المقصود لكن هذه هموم وأشجان ظاهرة في حياتنا العلمية . نسأل الله أن يقيض لها من أمثال الشيخ الفاضل / مساعد الطيار ـ حفظه الله ورعاه ـ
من يحترم التخصص ويبدع فيه ، ويتمثل بقول الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ : دققوا كي لا يضيع دقيق العلم = من يحفظ لنا دقائق العلم .
اخوتي الفضلاء : من اطلع على كتاب الجديع فليخبرنا عنه بشرط أن يكون متخصصا، أو مطلعا ناقداً ، ومن له صلة بالشيخ الفاضل/ مساعد الطيار ، فلينقل لنا رأيه في الكتاب .
دمتم بخيروعافية..
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2003, 05:15 PM
أخي الكريم أبا حاتم وفقه الله
أشكرك على هذا السؤال الذي يدل على ما وراءه من العقل والعلم ، وقديماً قيل : اختيار المرء قطعة من عقله.(1/2154)
الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله وبارك في علمه رجل محقق ، صاحب عمق علمي قل أن تجده عند غيره ، وله في علم الحديث اليد الطولى ، وله مشاركة بديعة في بقية العلوم ، وهو لا يرى التصنيف إلا إذا كان فيه تجديد وإضافة ، وإلا فإنه يرى أن الترك أولى إذا لم يكن فيه شيء من ذلك.
وقد اطلعت على عدد من كتبه ، وأخص منها بالذكر المصنفات التالية :
1- تيسير علم أصول الفقه. وهو من أنفع ما قرأت في أصول الفقه على كثرة المصنفات فيه.
2- العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية ، طباعة دار الإمام مالك والصميعي.
3- المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف - طباعة مؤسسة الريان.
4- كشف اللثام عن طرق حديث غربة الإسلام.
5- تحقيقه لكتاب المقنع في علوم الحديث لابن الملقن.
6- الأجوبة المرضية عن الأسئلة النجدية.
7- تحقيق كتاب اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن لضياء الدين المقدسي.
8- تحقيق كتاب الأسامي والكنى لأحمد بن حنبل.
9- تحقيق كتاب الرد على من يقول (ألم) حرف لعبدالرحمن بن مندة الأصفهاني.
10- المقدمات الأساسية في علوم القرآن - من منشورات مركز البحوث الإسلامية - بليدز - بريطانيا. وسيأتي الحديث عنه.
وله كتب مخطوطة بعضها يطبع الآن ، وبعضها لم يطبع إلى الآن ، وهي حسب علمي :
1- أحكام العورات في ضوء الكتاب والسنة.
2- إقامة البرهان على تحريم المحل المكروه.
3- التبيين لطرق حديث الأربعين.
4-تحرير البيان في سجود القرآن .
5- تحرير علوم الحديث. طبع مؤخراً. 1425هـ
6- تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي.
7- حكم الطهارة لغير الصلوات.
8- طرق حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف).
9- علل الحديث.
10- الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام.
11- إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح.
12- إعفاء اللحية (دراسة حديثية فقهية).
13- الإعلام بحكم القراءة خلف الإمام.
14- التبيين لطرق حديث الأربعين.(1/2155)
15- تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي .
وغيرها.
ومؤلفات الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع مؤلفات محررة في أسلوبها ، ولغتها ، وعلمها ، بل وفي طباعتها.
فهو من الذين يحرصون على دقيق العلم - كما تفضلت - ولا يلقي الكلام على عواهنه ، دون خطام أو زمام. وله في كتبه اجتهادات قد يوافق عليها وقد يخالفه البعض شأن كل من سلك طريق التحقيق في العلم.
وأما كتابه المقدمات الأساسية في علوم القرآن
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_2924145a4df6bc34e4.jpg
فهو من منشورات المركز الإسلامي في ليدز ، وهو المركز الذي يرأسه الشيخ الجديع ، بعد رحيله إلى ليدز بعد حرب الخليج الثانية نظراً لأنه - حسب علمي كما أخبرني من أثق به - كان في الكويت ، ورحل بعد الحرب إلى بريطانيا وأنشأ هذا المركز ولا يزال إلى الآن.
ولي مع هذا الكتاب تجربة شخصية ، حيث قرأته ولله الحمد - إلى الآن مرتين قراءة كاملة فاحصة سوى الرجوع إليه في بعض المسائل ، وقفت عند عباراته ، ووازنت كلامه بكلام المؤلفين ، وانتفعت به أيما انتفاع ، ولا زلت أرغب في إعادة قراءته ، وأنصح من يستشيرني من الطلاب بقراءة هذا الكتاب ، فقد اعتنى به عناية كبيرة ، فانتقى مباحثه العلمية ، وحرر عباراته ، وأجاد تقسيمه ، وأجاد طباعته حتى أصبح بغية طلاب العلم. وهو يقع في 604 صفحات.(1/2156)
وحتى لا يظن ظان أنه لم يأت بجديد ، وإنما كرر ما قاله السابقون ، قال في المقدمة :(لقد كانت الرغبة لدي في تحرير مقدمات مهمة تتصل بالكتاب العزيز قديمة ، وذلك على سبيل المشاركة في تقريب العلوم الأساسية لفهم الكتاب والسنة ، دون بخس لما سبق به أهل العلم في هذا الباب ، ولكن بمنهج محرر يجمع بين صحيح النقل ، وصريح العقل دون تكلف ، مجانب الاستدلال بالضعيف من الأخبار ، غير جار على المعتاد من التقليد لا في المضمون ولا في الأسلوب ، إذ لو كنا مجرد نقلة لكان الإبقاء على مؤلفات الأقدمين أولى من تكلف التصنيف).
وقد حصر حديثه في مقدمات أساسية في علوم القرآن ، لأن علوم القرآن بمعناها العام لا حصر لها بأنواع معينة. ولذلك فإن الكلام فيها إنما هو من حيث النظر إلى معرفة مقدمات أساسية ينبغي الإلمام بها لكل راغب في دراسة القرآن العزيز ، توضح مزاياه ، وتحقق إسناده ، وتهدي إلى معرفته وفهمه.
ومن خلال الدراسة تحصل له أن البحث في ذلك يتناول معرفة المقدمات الست التالية :
المقدمة الأولى: نزول القرآن.
المقدمة الثانية : حفظ القرآن.
المقدمة الثالثة : نقل القرآن.
المقدمة الرابعة : النسخ في القرآن.
المقدمة الخامسة :تفسير القرآن.
المقدمة السادسة : أحكام قراءة القرآن .
وقد أدرج مباحث أخرى مثل الكلام على خصائص القرآن ، وأسلوبه اللغوي ، وأسلوب القصة فيه ، وقوانين الجدل والمناظرة ، وطريقة وأنواع الأحكام فيه ، وشبه ذلك.(1/2157)
فالكتاب من أفضل ما قرأت في علوم القرآن على الإطلاق ، مع أنني لا أدع كتاباً في علوم القرآن إلا وأشتريه وأقرأه ، أو أطلع عليه اطلاعاً يكشف لي عن مميزاته سواء كان لمتقدم أو لمعاصر. وهذا الكتاب ينتفع به المتخصص وغير المتخصص على حد سواء ، بل إنني أنصح بعض الطلاب بإدمان النظر في هذا الكتاب ، والاستغناء به عن غيره لمن لا يسعفه الوقت. ومحاسنه كثيرة ، وربما يُخالَف في قليل مما ذكره واعتمده ورجحه ، ولكنني أحترم رأيه وما ذهب إليه ، ولا يدعني ذلك أقلل من شأنه وفقه الله .
والمشكلة التي نعاني منها في تقييمنا للكتب أحياناً ، أننا نحكم على كتب محررة رائعة ، بأحكام عامة باردة ، قد يقولها كل أحد ، فلو سأل أحدنا عن رأيه في كتاب لابن جرير ، قال : جيد !! ينتفع به !! وربما يقول البعض : لابأس به. ويقول مثل هذا في (كتيبات) تصدر لبعض المؤلفين المغمورين ، فلم يعد لكلمة جيد معنى.
من أجل ذلك أحببت أن أذكر بقيمة هذا الكتاب ، لعل طالب علم يقرأه فيدعو لي بدعوة صالحة بظهر الغيب أنا في أمس الحاجة إليها.
وأرجو أن ييسر الله حديثاً قادماً حول مباحث منتقاة من هذا الكتاب في ملتقى أهل التفسير.
---
أبو أنس
04-28-2003, 11:38 PM
شيخنا الفاضل / عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبعد: فنشكر لك هذا البيان الشافي والرد المؤصل الذي لا يدل إلا على أنك سبرت هذا الكتاب كغيره ، ولقد سبق وأن أوصيت بقراءة كتب هذا الشيخ المبارك لكني بحثت عنها كثيراً فـ(ـلم أجدها فيما بين يدي من مراجع !!!!) فهل لك أن تتكرم بذكر مظان وجوده في المكتبات التجارية أو على أي المواقع الالكترونية؟؟ وجزاك الله خيراً ونفعنا بالعلم وجعلنا من أهله.......
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2003, 11:51 PM
حياك الله يا أبا أنس وأسأل الله لنا ولك العون والتوفيق.(1/2158)
وأما بالنسبة لكتب الشيخ عبدالله الجديع وفقه الله ، فهي متوفرة في مكتبات الرياض كالرشد والعبيكان والتدمرية وربما يكون بعض كتبه عزيز الوجود كالمنهاج المختصر في النحو والصرف ولكنني رأيته كثيراً في المكتبات التي تبيع الكتاب المستعمل، فكنت أرشد إليه بعض الإخوة المهتمين بكتبه.
وأما في أبها فربما تجدها في مكتبة الرشد أو العبيكان في أبها ، ولست على يقين لبعد عهدي بها كما تعلم.
ويؤسفنا يا أبا أنس أنه لا يوجد في ملتقى أهل التفسير حتى الآن خدمة التوصيل للمنازل !!
أسأل الله لك التوفيق.
---
أبو حاتم
04-29-2003, 09:17 AM
لا عدمناك أيها الشيخ الفاضل/عبدالرحمن الشهري سلمك الله ، ورزقني وإياك من العلم مانرجوا..
أشكرك جدا على هذا التفصيل ،وعلى هذا الرد العلمي الرصين..
لعلي أشرع في قراءة الكتاب في هذا الأسبوع بحول الله .....
تحية خاصة لمشرفنا / عبدالرحمن الشهري وللأعضاء جميعا......
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2003, 08:42 AM
ترجمة عبدالله بن يوسف الجديع بقلمه وفقه الله
وهذا أمر له صلة بما تقدم .
وهو أنني كنت كتبت رسالة للشيخ الكريم عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله ورعاه ، وسألته فيها عن بعض المسائل العلمية في كتابه هذا ، وفي غيره ، كما سألته عن كتبه التي لم تطبع بعد ، وطلبت منه أن يكتب لي ترجمة لنفسه . فأجابني -وفقه الله - برسالة طويلة. فأحببت أن أضع هنا ما يتعلق بترجمته منها ، ليطلع الجميع على ترجمة هذا الشيخ الجليل وفقه الله ، وقد ذكرت له في رسالتي أنني أريد ترجمته لنشرها ، فأنا أعتبر نشري لها بناء على أصل سؤالي له ، وهذه الترجمة هو الذي كتبها بنفسه . قال وفقه الله :
(بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري ، وأحبك الله كما أحببتني فيه، وجمعنا وإياك في الجنة.
أخي الكريم.. اعذرني ابتداء على تأخر إجابتي، فكثرة انشغالي حالت بيني وبين ذلك.(1/2159)
ما سألت عنه من كتبي إن كان منشوراً أو غير منشور، فالشأن في جميع ما سميت مما لم تطلع عليه بعد أنه لم ينشر بعد، سوى كتاب (تحرير علوم الحديث) فإنه على وشك الصدور، تمم الله بخير.
وأما ما رغبت في ترجمة لأخيك، فالعجالة لا تسمح بتفصيل، لكني أذكر لك بإيجاز:
أنا عبدالله بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب الجديع العنزي.
بصري المولد والنشأة ، من أسرة عملها الحرث والزرع، في قضاء أبي الخصيب من مدينة البصرة، في قرية تسمى بـ(اليهودي) مع أن لا أثر فيها ليهودي !
ولدت سنة 1959 ميلادية.
تلقيت الدراسة الابتدائية في قريتي، كما تلقنت قراءة القرآن وحفظت منه طرفاً وتعلمت أحكام التجويد على شيخي الأول محمود بن فالح ، رفع الله قدره ، ثم وأنا ابن اثنتي عشرة سنة لحقت بالمدارس الشرعية، والتي سميت من بعد بـ(المعهد الإسلامي) في مدينة البصرة، وبقيت في هذا المعهد حتى تخرجت منه سنة 1978م ، وفيه بنيت لدي قاعدة العلوم الشرعية، تلقيت فيه العلوم على منهاجها القديم الأزهري على مشايخ كرام، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، رفع الله أقدارهم وأحسن ثوابهم، أجلهم في نفسي شيخي العلامة أبو عمر عادل بن كايد البصري، رحمه الله، والذي عنه تلقيت علوم الحديث والعقائد والفرق.
وأستاذي في العربية العلامة خليل بن عبدالحميد العقرب، والذي كان يقول: إني أجد للحن إذا سمعته ألماً في أذني، وشيخي الفقيه الشافعي عبدالكريم الحمداني، وابنه شيخنا نزار الحمداني، وشيخي وخالي إبراهيم الفائز، وشيخي الفقيه نجم الفهد، وغيرهم، أحسن الله جزاءهم.
رقيت المنبر وأنا ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة، وعملت إماماً في مدينة (الزبير) لأكثر من سنتين، قبل أن أفارق العراق إلى دولة الكويت صيف سنة 1978م، وهناك بقيت حتى سنة 1993م، وكانت محل تنمية العلوم الشرعية، كانت فسحة العمر في تخريج الفروع على الأصول.(1/2160)
عملت إماماً في وزراة الأوقاف وخارجها لنحو من ثماني سنين، ومشرفاً على برامج السنة النبوية في شركة (صخر) أول جهة تصدر برامج السنة على الحاسب الآلي، وذلك لمدة أربع سنين. كما أتممت حفظ القرآن وما فتح الله به من السنة أثناء مكثي في الكويت.
وفي هذه الفترة كتبت عدداً كبيراً من الأبحاث، وجميع ما نشر لي قبل سنة 1993م فهو مما أنجزته في الكويت، إلى أبحاث أخرى من إنجاز تلك الفترة لم تنشر بعد.
وفي بريطانيا أرض المهجر، اجتهدت في إيجاد صيغة أبقى من خلالها في نفس طريقي في البحث والتحقيق، فأنشأت مركزاً خاصاً بي للبحث العلمي، والحمد لله نحن ماضون في ذلك على هذا النحو.
أحد أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ، والذي يضم عدداً كبيراً من علماء الأمة ، وشغلت وظيفة الأمين العام للمجلس لمدة سنتين، طلبت العفو منها دفعاً عن نفسي الانشغال بعمل إداري ، وأرأس اللجنة الفرعية للفتوى التابعة للمجلس ، كذلك المستشار الشرعي لمسجد مدينة ليدز الكبير، وأقوم بالعمل الاستشاري في المجالات المالية الإسلامية لبعض الشركات.
لي ولدان: محمد ويوسف. وزوجتي إنجليزية مسلمة، والحمد لله.
هذه خلاصة في السيرة الذاتية).
ثم أجاب على الأسئلة ثم ذيل ذلك فكتب (وفقكم الله، وإلى صلة إن شاء الله.
أخوكم
عبدالله بن يوسف الجديع).
وقد أحببت نشرها لأن عدداً كبيراً من طلاب العلم لا يعرف تفاصيل سيرة هذا الشيخ الجليل مع كثرة تآليفه وكتبه ، ولا سيما في علم الحديث ، ولا أعرف له ترجمة أوسع من هذه ، فلعل طالباً للعلم ينتفع بها .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-08-2004, 01:12 AM
يرفع للفائدة ، فهو موضوع جدير بالقراءة
---
فهد الناصر
05-11-2004, 06:57 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه المعلومات القيمة .(1/2161)
وأشكرك أخي عبدالرحمن على كتاباتك المميزة . وهذا الرجل كنت منذ زمن أبحث عن ترجمته والآن شفيت غليلي بارك الله فيك وفيه. ويا حبذا لو واصلت التعريف بمثل هذه الكتب المميزة في الدراسات القرآنية لنستفيد جميعاً ، خاصة من لم يكن متخصصاً فيعرف ما يعتني به وما يعرض عنه.
أظن أن كتابه تحرير علوم الحديث طبع فقد رأيته في إحدى المكتبات في مجلدين. فهل رأيته أخي الكريم ؟
أخوك
فهد
---
المحرر
05-14-2004, 01:14 AM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14786&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
---
عبدالرحمن الشهري
09-13-2004, 06:51 PM
صدر للشيخ عبدالله بن يوسف الجديع ثلاثة كتب جديدة ، وكلها من منشورات مركز الجديع للبحوث والاستشارات بليدز ببريطانيا ، وتوزيع مؤسسة الريان ، وهي :
1- الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام . الطبعة الأولى 1425هـ . ويقع في 635 صفحة من القطع العادي .
2- إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح. دراسة فقهية مفصلة في ضوء نصوص الكتاب والسنة ، الطبعة الأولى 1425هـ . ويقع في 264 صفحة من القطع العادي .
3- اللحية (دراسة حديثية فقهية). ويقع في 334 صفحة من القطع العادي .
.. للإحاطة والفائدة . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
حرر في 28/7/1425هـ .
---
أبو حسن
08-22-2005, 02:19 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
---
أبو حسن
08-22-2005, 02:27 PM
شيخنا الفاضل هل بالإمكان إعطائنا رأيكم في كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان
ودراسات في علوم القرآن للرومي
وقد بحثت عن كتابي القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لحمود النجدي وكتاب الوجيز في علوم القرآن العزيز لمشعل الحداري
ولم أجدها هل بالإمكان إرشادي إلى مظانها
---
عبدالرحمن الشهري
08-22-2005, 11:09 PM(1/2162)
أما كتاب شيخي مناع القطان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، فهو كتاب مشهور ، زادت طبعاته عن خمس وثلاثين طبعة ، وأجودها طبعة دار المعارف كما قال رحمه الله. والكتاب تلقي بالقبول ، وقرر في الكليات والأقسام المتخصصة وما يزال. ولعله يكون للحديث عنه وفقت آخر.
وأما كتاب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي حفظه الله ، فهو كتاب قيم ، وقد سبق أن تعرضت لبعض مزايا طبعته الأخيرة في موضوع بعنوان:
كتاب ( دراسات في علوم القرآن الكريم) للأستاذ الدكتور فهد الرومي في طبعته الثالثة عشرة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3316)
وفيه كفاية إن شاء الله.
---
أبو حسن
08-23-2005, 12:10 AM
جزيت خيرا
---
أبو العالية
12-20-2006, 08:49 PM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن .
ولكن لي وقفة تحرير مع الكتاب أرجو كتابتها قريباً
ودمتم على الخير أعواناً
---
علال بوربيق
12-21-2006, 09:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
وقع بين يدي منذ شهور كتابيه " تحرير علوم الحديث. "و تحقيقه لكتاب : "المفاريد " لأبي يعلى الموصلي.
فوجدته بحكم تخصصي قد أزال الاشكال عن كثير من القضايا خصوصا أنه يعتمد كلام المتقدمين مع العزو إلى مصدره، مع مناقشة هادئة للمتأخرين، ولازالت كتب الشيخ تزيل الغبار عن كثير من تراث الأمة، نسأل الله أن يطيل في عمره
قال صادق الرافعي : " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحمل قوة المدافع، لا من يحمل ألواحا من خشب ."
---
أبو العالية
12-23-2006, 10:34 AM
الحمد لله ، وبعد ..
ولكن ليته فعل ذلك التحرير والعزو في المقدمات جزاه الله خيراً كما فعل في كتابيه .
فهي أشبه ما تكون كتابة إجمالية مأصلة على الراحج عنده .
جزاه الله خيراً ونفع به الإسلام والمسلمين .
---
عبدالرحمن الشهري
12-28-2006, 06:51 PM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن .(1/2163)
ولكن لي وقفة تحرير مع الكتاب أرجو كتابتها قريباً
ودمتم على الخير أعواناً
وأنت كذلك أخي الكريم . ونحن في انتظار تحريراتك التي تضاف لهذا الكتاب وفقك الله .
---
أبو أنس العبسي
04-13-2007, 06:07 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
---
(1/2164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خطأ اصطلاحي شائع: الحرم القدسي الشريف
---
خطأ اصطلاحي شائع: الحرم القدسي الشريف
---
محمد بن جماعة
03-16-2007, 06:19 PM
الأسماء الإسلامية الصحيحة: "المسجد الأقصى المبارك" أو "بيت المقدس" أو "مسجد إيلياء" للإشارة إلى الأقصى في تاريخه القديم والحديث.
لا تقل: "الحرم القدسي الشريف" لأن المفهوم الشرعي المتعلق بلفظ (الحرم) خاص بالحرم المكي والحرم المدني.
=====
المصدر: موقع مداد القلم (http://www.midadulqalam.info/midad/modules.php?name=News&file=article&sid=231)
تعليق من نبيل شبيب:
عقب نشري مقالا (http://www.midadulqalam.info/midad/modules.php?name=News&file=article&sid=174) تضمّن تعبير "الحرم القدسي الشريف" الواسع الانتشار نسبيا، نبهّتني الأخت الكريمة آية محمد يوسف، الناشطة عبر موقع "أخوات من أجل الأقصى" إلى عدد من المخاطر المرتبطة باستخدام هذا التعبير، وما يثيره من التباسات بشأن حقيقة تسمية المسجد الأقصى المبارك وشمولها لما يسمّيه كثيرون الحرم القدسي الشريف (وكنت أسميه كذلك حتى الآن وقد صحّحت المقال المذكور في هذه الأثناء، وعزمت على تجنّب ذلك مستقبلا) كما لو كان اسم المسجد الأقصى مقتصرا على بناء واحد (هو المسجد القبلي الذي شاع خطأ إفراده بتسمية الأقصى) من أبنية ومنشآت ومساجد وأروقة وساحات عديدة داخل السور المحيط بجميع ذلك في مدينة القدس.(1/2165)
وبعد التواصل أكرمتني الأخت آية يوسف ببعض ما يتوافر لديها في ثلاثة مواضيع أنشرها معا (بتاريخ وصولها في مداد القلم) تحت العنوان أعلاه، وهي مواضيع يكمل بعضها بعضا، وإن تكرّرت فيها بعض العبارات، آملا أن تساعد الكتّاب وعامّة القرّاء على إدراك حجم الخطر المرتبط بالتهاون في استخدام التسمية الصحيحة، وداعيا إلى الالتزام بذلك على الدوام، جنبا إلى جنب مع بذل كلّ فرد من موقعه ما يستطيع، في خدمة المسجد الأقصى المبارك، وفي خدمة تحريره وتحرير فلسطين وكلّ أرض ترزح تحت الاحتلال والاغتصاب.
نبيل شبيب
1- إثبات المفهوم: الأقصى ليس حرما شرعا وكذلك (الإبراهيمي)
2- هو كله المسجد الأقصى ... لا الحرم القدسي
3- المسجد الأقصى المبارك ... مفاهيم يجب أن تصحح ... وأسماء يجب الالتزام بها
إثبات المفهوم: الأقصى ليس حرما شرعا وكذلك (الإبراهيمي)
آية محمد يوسف
شيخ الإسلام ابن تيمية - مجموع الفتاوى - برمجية المكتبة الشاملة (ج2/ ص 190) أو مجلد 27/ صفحة 14- 15:(1/2166)
((فَصْلٌ وَلَيْسَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مَكَانٌ يُسَمَّى "حَرَمًا" وَلا بِتُرْبَةِ الْخَلِيلِ وَلا بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْبِقَاعِ إلاّ ثَلاثَةَ أَمَاكِنَ: أَحَدُهَا هُوَ حَرَمٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ حَرَمُ مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. وَالثَّانِي حَرَمٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ وَهُوَ حَرَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِيرٍ إلَى ثَوْرٍ بَرِيدٌ فِي بَرِيدٍ؛ فَإِنَّ هَذَا حَرَمٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ كَمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَفِيهِ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ مُسْتَفِيضَةٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالثَّالِثُ "وَجُّ" وَهُوَ وَادٍ بِالطَّائِفِ. فَإِنَّ هَذَا رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ رَوَاهُ أَحْمَد فِي الْمُسْنَدِ وَلَيْسَ فِي الصِّحَاحِ وَهَذَا حَرَمٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ لاعْتِقَادِهِ صِحَّةَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ حَرَمًا عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، وَأَحْمَد ضَعَّفَ الْحَدِيثَ الْمَرْوِيَّ فِيهِ فَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ. وَأَمَّا مَا سِوَى هَذِهِ الأَمَاكِنِ الثَّلاثَةِ فَلَيْسَ حَرَمًا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ الْحَرَمَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ صَيْدَهُ وَنَبَاتَهُ وَلَمْ يُحَرِّمْ اللَّهُ صَيْدَ مَكَانٍ وَنَبَاتَهُ خَارِجًا عَنْ هَذِهِ الأَمَاكِنِ الثَّلَاثَةِ)).
شيخ الإسلام- اقتضاء الصراط المستقيم ص 434-برمجية المكتبة الشاملة (ج 2/ ص 343)
((والأقصى اسم للمسجد كله ولا يسمى هو ولا غيره حرماً وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة. وفي وادي وج بالطائف نزاع بين العلماء)).
أحمد فتحي خليفة – دليل أولى القبلتين - مقدمات حول بيت المقدس:(1/2167)
((لكن المسجد الأقصى يختلف عن سابقيه بأنهما حرم وهو بغير ذلك، وهي من رحمة الله تعالى على عباده في أكناف بيت المقدس، أمّا هما فقد حرّم قتل حيوان فيهما، أو قطع شجر وغيرها من المحرمات، أما المسجد الأقصى فيسمح فيه ما حظر فيهما ويحظر فيه ما يحظر في المساجد عامة من بيع وشراء ونشد الضالة)). (الإشارة إلى الحرمين الشريفين)
إثبات التسمية الأقصى لا الحرم
قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} -الإسراء:1-
قال تعالى: {وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة} -الإسراء: 7-
- عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله "أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أيّ؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه." (رواه البخاري بلفظين)
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول -صلى الله عليه وسم- ومسجد الأقصى." (رواه البخاري بأربعة ألفاظ)
مجير الدين الحنبلي – (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل) تحت عنوان "صفة المسجد الأقصى وما هو عليه"
(تنبيه) قد تقدّم عند ابتداء ذكر صفة المسجد أنّ المتعارف عند الناس أن الأقصى هو الجامع المبني في صدر المسجد من جهة القبلة الذي فيه المنبر والمحراب الكبير. وحقيقة الحال أنّ الأقصى هو اسم لجميع المسجد ممّا دار عليه السور .. فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره، من قبّة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة. والمراد بالمسجد الأقصى هو جميع ما دار عليه السور.
(نقلا عن كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب - ص 451)
أصل التسمية الخاطئة: الحرم
دليل المسجد الأقصى المبارك على المركز الفلسطيني للإعلام:(1/2168)
هذا وقد أطلق على هذه المنطقة بكاملها اسم المسجد الأقصى المبارك منذ العهد النبوي وحتى الفترة المملوكية والتي فيها أطلق عليه اسم الحرم الشريف، حيث فصل المماليك إدارة المسجد الأقصى المبارك عن القدس وعينوا عليه ناظرا خاصا عرف بناظر الحرم الشريف، ثم ألحقوا به المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث صار يلقب صاحب هذا المنصب بناظر الحرمين الشريفين.
عبد الله معروف – دورة علوم الأقصى الأولى- الدرس الأول:
ولم تثبت تسمية المسجد الأقصى حرماً عن أحد من العلماء المحققين ولما تكلم الإمام بدر الدين الزركشي عن الأحكام المتعلقة بالمسجد الأقصى لم يذكر منها شيئاً في تسميته حرماً وإنما سماه المسجد الأقصى كما هو شأن بقية العلماء. إعلام الساجد بأحكام المساجد ص 191 فما بعدها.
كما أنّ الشيخ مجير الدين الحنبلي لم يستعمل كلمة الحرم في وصف المسجد الأقصى في كتابه "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، وكذلك الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه " الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية ".
(الحنبلي وصف الأقصى أواخر سنة 900 هـ أي قبل العصر التركي بعشرين عاما ولم يورد تسمية الحرم.
والملاحظ -من كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب-أنّ كلّ من وصف الأقصى قبل العصر المملوكي لم يستعمل كلمة الحرم، وإنما استخدموا الاسم المسجد الأقصى للإشارة إلى المساحة الكاملة. وأول من بدأ باستخدام هذه الكلمة "الحرم" -حسب كتاب شراب- هو العمري (ص 431 في كتاب شراب)، ثم الصاحب تاج الدين أحمد ابن أمين الملك (ص 433 في نفس الكتاب)، ثم محمد كرد علي 1925م، ثم توثيق الهيئة العربية العليا لآثار المسجد عقب الحريق 1969م، وأخيرا محمود العابدي سنة 1972م. كما ونصت الهيئة على أن (الأقصى في الحقيقة يشمل الحرم القدسي الشريف بأجمعه).
إثبات التسمية: القبلي لا الأقصى للجزء من الأقصى(1/2169)
شيخ الإسلام - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم – المكتبة الشاملة (ج 2 / ص 343-344)
(بعد أن أورد ما دار بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكعب الأحبار بشأن البناء في المسجد الأقصى) فبنى مصلى المسلمين في قبلي المسجد".
وهو الذي يسميه كثير من العامة اليوم: الأقصى. والأقصى: اسم للمسجد كله، ولا يسمى هو ولا غيره حرما، وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة. وفي وادي "وج" -الذي بالطائف- نزاع بين العلماء.
فبنى عمر المصلى الذي هو في القبلة.
مجير الدين الحنبلي – "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" تحت عنوان "صفة المسجد الأقصى وما هو عليه"- (إشارات إلى "الجامع القبلي" نقلا عن كتاب شراب)
وصدر الجامع القبلي، وبعض الشرقي مبنيان بالرخام الملون (ص 442)
وبجوار هذا الجامع القبلي من جهة الشرق قبو كبير معقود يسمى النجارة، يوضع فيه آلة المسجد. ولعله من بناء الفاطميين. والله أعلم. وبه فم ثان لبئر الورقة. (ص 444)
(في وصف سلم البائكة الجنوبية الشرقية الثاني جهة القبلة) والسلم الثاني يليه من جهة قبة الطومار. وهي على طرف صحن الصخرة من جهة الزيتون. وهذا السلم مقابل لسور المسجد الأقصى القبلي. (ص 447)
(في وصف مصلى الأقصى القديم ومكان آخر لعله بناء تحت أشجار الزيتون في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى) ويتوصل إلى كل من المكانين المذكورين من تحت سور المسجد القبلي. (ص 452)
(والملاحظ -من كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب – أن معظم من وصف الجامع القبلي قبل العصر المملوكي أشاروا إليه بـ "الجامع الذي في صدر المسجد جهة/ عند القبلة". من ذلك وصف الاصطرخي للأقصى ص:391).
هو كله المسجد الأقصى ... لا الحرم القدسي
آية محمد يوسف(1/2170)
المسجد الأقصى ليس مجرد بناء ذي قبة رصاصية أو ذهبية، وإنما هو كل الساحة المسورة الواقعة فوق هضبة موريا بالقدس، والتي تضم الجامع القبلي ذا القبة الرصاصية، وقبة الصخرة ذات اللون الذهبي، ومبان أخرى.
وهو ثاني مسجد وضع في الأرض، بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، بناه الأنبياء، وجدده المسلمون بعد فتح القدس. ويخطئ الكثيرون بإطلاق "الحرم القدسي" على المسجد الأقصى، وإطلاق "المسجد الأقصى" على جامعه القبلي، لأن هذا يعني قصر الأقصى على جزء صغير منه، واعتبار ما حوله مجرد حرم/ حمى له، مما يسهل التفريط في المسجد المبارك، كما أن الأقصى ليس حرما بالمعنى الشرعي كحرمي مكة والمدينة.
1- الجامع القبلي: المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك، يطلق عليه الناس خطأ "المسجد الأقصى المبارك"، ولكنه في الحقيقة الجامع المبني في صدر المسجد جهة القبلة، ومن هنا جاءت تسميته بـ"القبلي". وهو موضع صلاة الإمام في المسجد الأقصى المبارك، ومكان المنبر والمحراب الرئيسيين.
2- قبة الصخرة: قلب المسجد الأقصى المبارك، أعظم أثر معماري إسلامي، والمعلم المميز لمدينة القدس، ويرجح أن تكون الصخرة الواقعة تحتها هي الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء. ويخطئ الناس بالقول بأنها غير الأقصى، لأنها جزء لا يتجزأ منه.
3- المصلى المرواني: بناء يقع تحت الساحات الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، وهو عبارة عن تسوية بنيت فوق أرضية الأقصى الأصلية المنحدرة ليتسنى بناء المصلى الرئيسي فوقها. يطلق عليه اليهود والصليبيون اسم "اسطبلات سليمان" ليوهموا الناس أنه من بناء سليمان عليه السلام، والصحيح أنه من بناء الأمويين.(1/2171)
4- حائط البراق: هو الحائط الذي ربط عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته (البراق) في رحلة الإسراء، على الأرجح. ويزعم اليهود وبعض النصارى الذين يطلقون عليه اسم حائط المبكى أنه الجدار الغربي لهيكلهم المزعوم، ويقفون عنده للبكاء على ملكهم الضائع، بل واتخذوه منطلقا لتدمير منطقة باب المغاربة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، والنفاذ إلى الأقصى المبارك.
المسجد الأقصى المبارك.. مفاهيم يجب أن تصحح.. وأسماء يجب الالتزام بها
آية محمد يوسف
أولا المفاهيم:
التعريف
المسجد الأقصى المبارك هو الساحة المسورة شبه المستطيلة الواقعة فوق هضبة موريا في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة بالقدس. وهذه الساحة أغلبها مكشوف، باستثناء عدة أبنية، أهمها الجامع القبلي (المبني في صدر الأقصى جهة القبلة وتعلوه قبة رصاصية)، وقبة الصخرة (المبنية في قلب الأقصى، ولونها ذهبي). كما يضمّ المسجد الأقصى المبارك عدة مصليات وقباب أخرى، وأسبلة مياه، ومواضئ، وآبار، ومصاطب، ومحاريب، وأروقة، ومدارس، وغيرها مما يقع داخل سوره.
ويخطئ البعض بإطلاق اسم "الحرم القدسي الشريف" على هذه الساحة، وإطلاق اسم "المسجد الأقصى" على الجامع القبلي، والذي هو المصلى الرئيسي داخل الأقصى، لأنهم بذلك يقصرون المسجد الأقصى المبارك على جزء صغير منه فقط ، ممّا يسهّل التفريط في الأجزاء الأخرى، ويمهّد الطريق أمام المساعي الصهيونية لتقسيم الأقصى، والاستيلاء على بعض أجزائه!
إضافة إلى ذلك، فلفظ الحرم الذي بدأ إطلاقه منذ العصر المملوكي بقصد التشريف، خطأ شرعا، لأن في الإسلام حَرَمان فقط باتفاق العلماء هما حرما مكة والمدينة اللذان تقع عليهما أحكام فقهية خاصة. على أن كون المسجد الأقصى ليس حرماً لا يقلل من مكانته، فإن له الكثير من الفضائل الواردة في القرآن والسنة.(1/2172)
فالأصحّ أن يسمى باسمه الصريح الوارد في القرآن الكريم، قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير."
البناء والتاريخ
عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله "أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه." (رواه البخاري)
يدلّ هذا الحديث الصحيح على أن المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع في الأرض، وذلك بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، مما يؤكد على أنه لم يقم قبله كنيس ولا هيكل ولا أي مبنى لعبادة غير الله.
ويرجح أن يكون آدم عليه السلام هو أول من بناه، ثم عمره النبيون بعده، ومنهم إبراهيم عليه السلام- الذي جدد أيضا بناء المسجد الحرام-، وسليمان عليه السلام- الذي جدد بناء المسجد الأقصى المبارك ودعا لمن صلى فيه.
وعقب الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15هـ)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جامعا في صدر المسجد الأقصى المبارك في موضع يعتقد أنه نفس الموضع الذي يقوم عليه الآن الجامع القبلي. ثم جاء الأمويون، وبنوا الجامع القبلي الحالي، وكذلك قبة الصخرة. وفي العهود اللاحقة، اعتنى المسلمون بإعمار المسجد المبارك، وترميمه، والبناء فيه، خاصة في العهد المملوكي.
ويخطئ البعض بالاعتماد على الرواية اليهودية المحرّفة القائلة بنسبة معبد أو هيكل مكان الأقصى إلى أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام. فالمسجد الأقصى أقيم قبل بعثتهم جميعا ابتداء، ثمّ إنّهم، أساسا، أنبياء مسلمون لله تعالى، كما وصفهم القرآن، وما كان لهم أن يشيدوا بناء لعبادة غير الله.(1/2173)
كما يخطئ البعض بالقول بأنّ المسجد الأقصى المبارك بناء أموي. فهذا يتعارض صراحة مع الحديث الشريف الذي يؤكد أنّه ثاني مسجد وضع في الأرض. ويعود هذا الخطأ إلى الخطأ الأول الشائع الذي يقصر المسجد الأقصى المبارك على الجامع القبلي فقط.
فالواجب أن يتمّ الاعتماد -خاصة عند الحديث عن تاريخ المسجد الأقصى المبارك وبنائه- على القرآن الكريم والحديث الشريف، اللذين هما أدق وأصح المراجع، لا سيما في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ البيت المقدس.
ثانيا: الأسماء:
مما سبق يتضح ضرورة الالتزام والسعي إلى إلزام الآخرين باستخدام الأسماء التالية، تجنبا لاختلاط المفاهيم:
1- "المسجد الأقصى المبارك" بدلا من "الحرم القدسي" للإشارة إلى كامل مساحة المسجد الأقصى المبارك.
2- "الجامع القبلي" بدلا من "المسجد الأقصى" للإشارة إلى الجامع المبني في صدر المسجد جهة القبلة.
3- الأسماء الإسلامية الصحيحة: "المسجد الأقصى المبارك" أو "بيت المقدس" أو "مسجد إيلياء" للإشارة إلى الأقصى في تاريخه القديم والحديث، ونبذ كلمتي المعبد/ الهيكل.
---
(1/2174)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات الصيام حكم وأحكام " دعوة للتأمل "
---
آيات الصيام حكم وأحكام " دعوة للتأمل "
---
أحمد البريدي
10-27-2003, 09:21 PM
في هذا الشهر الكريم دعوة لأعضاء الملتقى لتدارس آيات الصيام واستنباط ما فيها من حكم وأحكام وسوف أذكرها تباعاً ان شاء الله , حيث سأذكر مقدمة مشتملة على بعض الفوائد المستنبطة من كل آية , وأدع المجال لإستنباط البقية :
الآية الأولى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره الفوائد المستنبطة من هذه الآية فقال :
1 ــــ من فوائد الآية: أهمية الصيام؛ لأن الله تعالى صدره بالنداء؛ وأنه من مقتضيات الإيمان؛ لأنه وجه الخطاب إلى المؤمنين؛ وأنّ تركه مخل بالإيمان.
2 ــــ ومنها: فرضية الصيام؛ لقوله تعالى: { كتب }.
3 ــــ ومنها: فرض الصيام على من قبلنا من الأمم؛ لقوله تعالى: { كما كتب على الذين من قبلكم }.
4 ــــ ومنها: تسلية الإنسان بما ألزم به غيره ليهون عليه القيام به؛ لقوله تعالى: { كما كتب على الذين من قبلكم
5 ــــ ومنها: استكمال هذه الأمة لفضائل من سبقها، حيث كتب الله عليها ما كتب على من قبلها لتترقى إلى درجة الكمال كما ترقى إليها من سبقها.
6 ــــ ومنها: الحكمة في إيجاب الصيام؛ وهي تقوى الله؛ لقوله تعالى: { لعلكم تتقون }.
7 ــــ ومنها: فضل التقوى، وأنه ينبغي سلوك الأسباب الموصلة إليها؛ لأن الله أوجب الصيام لهذه الغاية؛ إذاً هذه الغاية غاية عظيمة؛ ويدل على عظمها أنها وصية الله للأولين، والآخرين؛ لقوله تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} [النساء: 131] .(1/2175)
ويتفرع على هذه الفائدة اعتبار الذرائع؛ يعني ما كان ذريعة إلى الشيء فإن له حكم ذلك الشيء؛ فلما كانت التقوى واجبة كانت وسائلها واجبة؛ ولهذا يجب على الإنسان أن يبتعد عن مواطن الفتن: لا ينظر إلى المرأة الأجنبية؛ ولا يكلمها كلاماً يتمتع به معها؛ لأنه يؤدي إلى الفتنة، ويكون ذريعة إلى الفاحشة؛ فيجب اتقاء ذلك؛ حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من سمع بالدجال أن يبتعد عنه حتى لا يقع في فتنته(1).
8- ومن فوائد الآية: حكمة الله سبحانه وتعالى بتنويع العبادات؛ لأننا إذا تدبرنا العبادات وجدنا أن العبادات متنوعة؛ منها ما هو مالي محض؛ ومنها ما هو بدني محض؛ ومنها ما هو مركب منهما: بدني، ومالي؛ ومنها ما هو كفّ ــــ ليتم اختبار المكلف؛ لأن من الناس من يهون عليه العمل البدني دون بذل المال؛ ومنهم من يكون بالعكس؛ ومن الناس من يهون عليه بذل المحبوب؛ ويشق عليه الكف عن المحبوب ومنهم من يكون بالعكس؛ فمن ثَم نوَّع الله سبحانه وتعالى بحكمته العبادات؛ فالصوم كف عن المحبوب قد يكون عند بعض الناس أشق من بذل المحبوب؛ ومن العجائب في زمننا هذا أن من الناس من يصبر على الصيام، ويعظمه؛ ولكن لا يصبر على الصلاة، ولا يكون في قلبه من تعظيم الصلاة ما في قلبه من تعظيم الصيام؛ تجده يصوم رمضان لكن الصلاة لا يصلي إلا من رمضان إلى رمضان ــــ إن صلى في رمضان؛ وهذا لا شك خطأ في التفكير؛ لكن الصلاة حيث إنها تتكرر كل يوم صار هيناً على هذا الإنسان تركها؛ والصوم يكون عنده تركه صعباً؛ ولهذا إذا أرادوا ذم إنسان قالوا: إنه لا يصوم، ولا يصلي ــــ يبدؤون بالصوم.
يتبع ...
---
أحمد البريدي
11-06-2003, 02:08 AM
الآية الثانية :(1/2176)
{)أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:184)
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره الفوائد المستنبطة من هذه الآية فقال :
1 ــــ من فوائد الآية: أن الصوم أيامه قليلة؛ لقوله تعالى: { أياماً معدودات ].
2 ــــ ومنها: التعبير بكلمات يكون بها تهوين الأمر على المخاطب؛ لقوله تعالى: { أياماً معدودات }.
3 ــــ ومنها: رحمة الله عز وجل بعباده؛ لقلة الأيام التي فرض عليهم صيامها.
4 ــــ ومنها: أن المشقة تجلب التيسير؛ لقوله تعالى: { فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر }؛ لأن المرض، والسفر مظنة المشقة.
5 ــــ ومنها: جواز الفطر للمرض؛ ولكن هل المراد مطلق المرض - وإن لم يكن في الصوم مشقة عليه؛ أو المراد المرض الذي يشق معه الصوم، أو يتأخر معه البرء؟ الظاهر الثاني؛ وهو مذهب الجمهور؛ لأنه لا وجه لإباحة الفطر بمرض لا يشق معه الصوم، أو لا يتأخر معه البرء؛ هذا وللمريض حالات:
الأولى: أن لا يضره الصوم، ولا يشق عليه؛ فلا رخصة له في الفطر.
الثانية: أن يشق عليه، ولا يضره؛ فالصوم في حقه مكروه؛ لأنه لا ينبغي العدول عن رخصة الله.
الثالثة: أن يضره الصوم؛ فالصوم في حقه محرم؛ لقوله تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } [النساء: 29] .
6 ــــ ومن فوائد الآية: جواز الفطر في السفر؛ لقوله تعالى: { أو على سفر فعدة من أيام أخر }؛ وللمسافر باعتبار صومه في سفره حالات ثلاث:(1/2177)
الأولى: أن لا يكون فيه مشقة إطلاقاً؛ يعني: ليس فيه مشقة تزيد على صوم الحضر؛ ففي هذه الحال الصوم أفضل؛ وإن أفطر فلا حرج؛ ودليله أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر، كما في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «خرجنا مع رسول الله (ص) في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحرّ؛ وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وابن رواحة»(1)؛ ولأن الصوم في السفر أسرع في إبراء ذمته؛ ولأنه أسهل عليه غالباً لكون الناس مشاركين له، وثقلِ القضاء غالباً؛ ولأنه يصادف شهر الصوم - وهو رمضان.
الحال الثانية: أن يشق عليه الصوم مشقة غير شديدة؛ فهنا الأفضل الفطر؛ والدليل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فرأى زحاماً، ورجلاً قد ظُلل عليه، فسأل عنه، فقالوا: صائم؛ فقال (ص): «ليس من البر الصيام في السفر»(1)؛ فنفى النبي صلى الله عليه وسلم البر عن الصوم في السفر.
فإن قيل: إن من المتقرر في أصول الفقه أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ وهذا يقتضي نفي البر عن الصوم في السفر مطلقاً؟.
فالجواب: أن معنى قولنا: «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب» يعني أن الحكم لا يختص بعين الذي ورد من أجله؛ وإنما يعم من كان مثل حاله؛ وقد نص على هذه القاعدة ابن دقيق العيد في شرح الحديث في العمدة؛ وهو واضح.
الحال الثالثة: أن يشق الصوم على المسافر مشقة شديدة؛ فهنا يتعين الفطر؛ ودليله: ما ثبت في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فشُكي إليه أن الناس قد شق عليهم الصيام وإنهم ينتظرون ما يفعل؛ فدعا بماء بعد العصر، فشربه، والناس ينظرون؛ ثم جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل له: إن بعض الناس قد صام فقال (ص): «أولئك العصاة! أولئك العصاة!»(2)؛ والمعصية لا تكون إلا في فعل محرم؛ أو ترك واجب.(1/2178)
7 ــــ ومن فوائد الآية: أن السفر الذي يباح فيه الفطر غير مقيد بزمن، ولا مسافة؛ لإطلاق السفر في الآية؛ وعلى هذا يرجع فيه إلى العرف: فما عده الناس سفراً فهو سفر؛ وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأن تحديده بزمن، أو مسافة يحتاج إلى دليل.
8 ــــ ومنها: أن المتهيئ للسفر كالخارج فيه ــــ وإن كان في بلده؛ فإنه يجوز أن يفطر؛ وكان أنس بن مالك يفعل ذلك، ويقول: «السنة»(3)؛ لكن هذا الحديث فيه مقال؛ على ذلك.
9 ــــ ومن فوائد الآية: أن الظاهرية استدلوا بها على أن من صام في السفر لم يجزئه؛ لقوله تعالى: { فعدة من أيام أخر }، فأوجب الله سبحانه وتعالى على المريض، والمسافر عدة من أيام أخر؛ فمن صام وهو مريض، أو مسافر صار كمن صام قبل دخول رمضان، وقالوا: «إن الآية ليست فيها شيء محذوف»؛ وهذا القول لولا أن السنة بينت جواز الصوم لكان له وجه قوي؛ لأن الأصل عدم الحذف؛ لكن أجاب الجمهور عن هذا بأن الحذف متعين، وتقدير الكلام: فمن كان مريضاً، أو على سفر فأفطر فعليه عدة من أيام أخر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام في رمضان في السفر والصحابة معه منهم الصائم، ومنهم المفطر، ولم يعب أحد على أحد(4)؛ ولو كان الصوم حراماً ما صامه النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنكر المفطر على الصائم.
10 ــــ ومن فوائد الآية: أنه لو صام عن أيام الصيف أيام الشتاء فإنه يجزئ؛ لقوله تعالى: { فعدة من أيام أخر وجهه: أن { أيام } نكرة.
11 ــــ ومنها: حكمة الله سبحانه وتعالى في التدرج بالتشريع، حيث كان الصيام أول الأمر يخير فيه الإنسان بين أن يصوم، ويطعم؛ ثم تعين الصيام كما يدل على ذلك حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.(1/2179)
12 ــــ ومنها: أن من عجز عن الصيام عجزاً لا يرجى زواله فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً؛ ووجه الدلالة أن الله سبحانه وتعالى جعل الإطعام عديلاً للصيام حين التخيير بينهما؛ فإذا تعذر الصيام وجب عديله؛ ولهذا ذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية في الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يطيقان الصيام، فيطعمان عن كل يوم مسكيناً(1).
13 ــــ ومنها: أنه يرجع في الإطعام في كيفيته ونوعه إلى العرف؛ لأن الله تعالى أطلق ذلك؛ والحكم المطلق إذا لم يكن له حقيقة شرعية يرجع فيه إلى العرف.
14 ــــ ومنها: أنه لا فرق بين أن يملّك الفقير ما يطعمه، أو يجعله غداءً، أو عشاءً؛ لأن الكل إطعام؛ وكان أنس بن مالك حين كبر يطعم أدُماً، وخبزاً(2).
15 ــــ ومنها: أن ظاهر الآية لا يشترط تمليك الفقير ما يطعم؛ وهو القول الراجح؛ وقال بعض أهل العلم: إنه يشترط تمليكه؛ فيعطى مداً من البر؛ أو نصف صاع من غيره؛ وقيل: يعطى نصف صاع من البر، وغيره؛ واستدل القائلون بالفرق بين البر وغيره بما قاله معاوية في زكاة الفطر: «أرى المد من هذه - يعني البر - يعدل مدين من الشعير»(3) فعدل به الناس، وجعلوا الفطرة من البر نصف صاع(4)؛ واستدل القائلون بوجوب نصف صاع من البر، وغيره بحديث كعب بن عجرة رضي الله عنه حين أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بحلق رأسه وهو محرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له مبيناً المجمل في قوله تعالى: {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} [البقرة: 196] ، فقال في الصدقة: «أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع»(5)؛ ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين طعام وآخر.
16 ــــ ومن فوائد الآية: أن طاعة الله ــــ تبارك وتعالى ــــ كلها خير؛ لقوله تعالى: { فمن تطوع خيراً فهو خير له }.(1/2180)
17 ــــ ومنها: ثبوت تفاضل الأعمال؛ لقوله تعالى: { وأن تصوموا خير لكم }؛ وتفاضل الأعمال يستلزم تفاضل العامل؛ فينبني على ذلك أن الناس يتفاضلون في الأعمال؛ وهو ما دل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع السلف، والواقع؛ قال الله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلًّا وعد الله الحسنى} [الحديد: 10] ، وقال تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضَّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًّا وعد الله الحسنى وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً * درجات منه ومغفرة ورحمة} [النساء: 95، 96] ؛ والنصوص في هذا كثيرة.
18 ــــ ومن فوائد الآية: التنبيه على فضل العلم؛ لقوله تعالى: { إن كنتم تعلمون }.
---
أحمد البريدي
11-10-2003, 01:11 AM
الآية الثالثة :
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185)
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره الفوائد المستنبطة من هذه الآية فقال :
1 ــــ من فوائد الآية: بيان الأيام المعدودات التي أبهمها الله عز وجل في الآيات السابقة؛ بأنها شهر رمضان.
2 ــــ ومنها: فضيلة هذا الشهر، حيث إن الله سبحانه وتعالى فرض على عباده صومه.(1/2181)
3 ــــ ومنها: أن الله تعالى أنزل القرآن في هذا الشهر؛ وقد سبق في التفسير هل هو ابتداء إنزاله؛ أو أنه نزل كاملاً؛ والظاهر أن المراد ابتداء إنزاله؛ لأن الله ــــ تبارك وتعالى ــــ يتكلم بالقرآن حين إنزاله؛ وقد أنزله جل وعلا مفرقاً؛ فيلزم من ذلك أن لا يكون القرآن كله نزل في هذا الشهر.
4 ــــ ومنها: أن القرآن كلام الله عز وجل؛ لأن الذي أنزله هو الله، كما في آيات كثيرة أضاف الله سبحانه وتعالى إنزال القرآن إلى نفسه؛ والقرآن كلام لا يمكن أن يكون إلا بمتكلم؛ وعليه يكون القرآن كلام الله عز وجل؛ وهو كلامه سبحانه وتعالى لفظه، ومعناه.
5 ــــ ومنها: ما تضمنه القرآن من الهداية لجميع الناس؛ لقوله تعالى: { هدًى للناس }.
6 ــــ ومنها: أن القرآن الكريم متضمن لآيات بينات واضحة لا تخفى على أحد إلا على من طمس الله قلبه فلا فائدة في الآيات، كما قال عز وجل: { وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } [يونس: 101] .
7 ــــ ومنها: أن القرآن الكريم فرقان يفرق بين الحق، والباطل؛ وبين النافع، والضار؛ وبين أولياء الله، وأعداء الله؛ وغير ذلك من الفرقان فيما تقتضي حكمته التفريق فيه.
8 ــــ ومنها: وجوب الصوم متى ثبت دخول شهر رمضان؛ وشهر رمضان يثبت دخوله إما بإكمال شعبان ثلاثين يوماً، أو برؤية هلاله؛ وقد جاءت السنة بثبوت دخوله إذا رآه واحد يوثق بقوله(1).
9 ــــ ومنها: لا يجب الصوم قبل ثبوت دخول رمضان.
ويتفرع على هذا أنه لو كان في ليلة الثلاثين من شعبان غيم، أو قتر يمنع من رؤية الهلال فإنه لا يصام ذلك اليوم؛ لأنه لم يثبت دخول شهر رمضان؛ وهذا هو القول الراجح من أقوال أهل العلم؛ بل ظاهر حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما أن من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم (ص)(2): أي أن صيامه إثم.(1/2182)
10 ــــ ومن فوائد الآية: التعبير بـ { شهر رمضان }؛ قال أهل العلم: «وهذا أولى»؛ ويجوز التعبير بـ «رمضان» - بإسقاط «شهر» ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً... ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً»(3)، وقوله (ص): «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة»(4)؛ ولا عبرة بقول من كره ذلك.
11 ــــ ومن فوائد الآية: تيسير الله - تبارك وتعالى - على عباده، حيث رخص للمريض الذي يشق عليه الصوم، وللمسافر مطلقاً أن يفطرا، ويقضيا أياماً أخر.
12 ــــ ومنها: إثبات الإرادة لله عز وجل؛ وإرادة الله تعالى تنقسم إلى قسمين:
إرادة كونية: وهي التي بمعنى المشيئة؛ ويلزم منها وقوع المراد سواء كان مما يحبه الله، أو مما لا يحبه الله؛ ومنها قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء} [الأنعام: 125] ؛ وهذه الآية، كقوله تعالى: {من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم} [الأنعام: 39] .
وإرادة شرعية: بمعنى المحبة؛ ولا يلزم منها وقوع المراد؛ ولا تتعلق إلا فيما يحبه الله عز وجل؛ ومنها قول الله تبارك وتعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً} [النساء: 27، 28] .
13 ــــ ومن فوائد الآية: أن شريعة الله سبحانه وتعالى مبنية على اليسر، والسهولة؛ لأن ذلك مراد الله عز وجل في قوله تعالى: { يريد الله بكم اليسر }؛ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»(1)؛ وكان (ص) يبعث البعوث، ويقول: «يسروا ولا تعسروا؛ وبشروا ولا تنفروا»(2)؛ «فإنما بعثتم ميسرين؛ ولم تبعثوا معسرين»(3).
14 ــــ ومنها: انتفاء الحرج والمشقة والعسر في الشريعة؛ لقوله عز وجل: { ولا يريد بكم العسر }.(1/2183)
15 ــــ ومنها: أنه إذا دار الأمر بين التحليل، والتحريم فيما ليس الأصل فيه التحريم فإنه يغلب جانب التحليل؛ لأنه الأيسر، والأحب إلى الله.
16 ــــ ومنها: الأمر بإكمال العدة؛ أي بالإتيان بعدة أيام الصيام كاملاً.
17 ــــ ومنها: مشروعية التكبير عند تكميل العدة؛ لقوله الله تعالى: { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم }؛ والمشروع في هذا التكبير أن يقول الإنسان: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» ؛ وإن شاء أوتر فقال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» ؛ وإن شاء أوتر باعتبار الجميع فقال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» ؛ فالأمر في هذا واسع - ولله الحمد.
18 ــــ من فوائد الآية: أن الله يشرع الشرائع لحكمة، وغاية حميدة؛ لقوله تعالى: { لعلكم تشكرون }.
19 ــــ ومنها: الإشارة إلى أن القيام بطاعة الله من الشكر؛ ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله} ؛ وقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}»(4)؛ وهذا يدل على أن الشكر هو العمل الصالح.
20 ــــ ومنها: أن من عصى الله عز وجل فإنه لم يقم بالشكر، ثم قد يكون الإخلال كبيراً؛ وقد يكون الإخلال صغيراً - حسب المعصية التي قام بها العبد.
تنبيه:(1/2184)
استنبط بعض الناس أن من كانوا في الأماكن التي ليس عندهم فيها شهور، مثل الذين في الدوائر القطبية، يصومون في وقت رمضان عند غيرهم عدة شهر؛ لأن الشهر غير موجود؛ وقال: إن هذا من آيات القرآن؛ فقد جاء التعبير صالحاً حتى لهذه الحال التي لم تكن معلومة عند الناس حين نزول القرآن؛ لقوله تعالى: { ولتكملوا العدة }.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-10-2003, 07:14 AM
شكر الله لك يا أخي الكريم أباخالد على هذه النقول النافعة .
وعندي سؤال حول قول الشيخ رحمه الله في الفائدة الرابعة : ومنها: أن القرآن كلام الله عز وجل؛ لأن الذي أنزله هو الله، كما في آيات كثيرة أضاف الله سبحانه وتعالى إنزال القرآن إلى نفسه؛ والقرآن كلام لا يمكن أن يكون إلا بمتكلم؛ وعليه يكون القرآن كلام الله عز وجل؛ وهو كلامه سبحانه وتعالى لفظه، ومعناه.
فمع صحة كون القرآن كلام الله - وهذا حق لا شك فيه - إلا أنه لا يظهر لي أن في الآية دليلاً عليه . وأكثر ما ذكر الشيخ هنا مستفاد من أدلة أخرى .
وكذلك قول الشيخ في الفائدة الرابعة عشر :
انتفاء الحرج والمشقة والعسر في الشريعة؛ لقوله عز وجل: { ولا يريد بكم العسر }.
هل هو على اطلاقه ؟
أرى أن هذه الآية وما في معناها لا تدل على انتفاء العسروالمشقة في الشريعة ؛ لأن الواقع يدل على وجود شيء من ذلك في بض التكاليف ، ولكن المعنى والله أعلم : أن الله لا يريد ذلك ، والإرادة هنا شرعية بمعنى المحبة ، ومعلوم أن نفي الإرادة الشرعية لا يلزم عدم وجود الشيء الذي لا يراد كما نبه الشيخ على ذلك .
فما تعليقكم وفقكم الله ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
09-15-2006, 06:39 AM
يرفع لقرب رمضان وطلباً للفائدة
---
عبدالله الرابغي
09-15-2006, 10:34 PM
اليسر والعسر شيئان نسبيان
ما قد يكون عسيرا على انسان يكون يسيرا على آخر والعكس
وديننا دين اليسر بدلالة هذه الآية وآيات أخر(1/2185)
فإذا نظرنا إلى من كان قبلنا وبماذا كانوا يؤمرون تبين لنا ذلك وأذكر على ذلك مثالين:
1- صيام من قبلنا: اذا نام أحدهم وقت الافطار فإنه يؤمر بالامساك حتى يحين موعد الافطار من اليوم الثاني.
وفي ديننا الأمر مختلف كما هو واضح.
2- أمر بني إسرائيل بقتل أنفسهم طلبا للتوبة.
وفي ديننا يكفي الانسان الندم.
---
أحمد البريدي
09-15-2006, 11:50 PM
اعتذر منك أخي الكريم أبا مجاهد , في عدم الرد في حينه , لعدم اطلاعي عليه , وما سألت عنه سأفرد له موضوعاً مستقلاً إن شاء الله أتحدث فيه عن ملامح منهج الشيخ في استنباط الفوائد من الآيات .
---
(1/2186)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > درة التنزيل
---
درة التنزيل
---
ش.م
06-21-2004, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله
سمعت عن طبعة جديدة محقق لكتاب
درة التنزيل وغرة التأويل
لمحقق سعودي أخرجه في 3 أجزاء
علما بأني أمتلك نسخة من دار نشر لبنانية في مجلد واحد، بلا تحقيق أو تعليق
وُجد هذا الكتاب عندنا في معرض الكتاب الأخير في أواخر العام الميلادي الماضي
ولكني لم أحصل عليه
ولم أعرف اسم المؤلف أو دار النشر
هل منكم من يدلني على تلك المعلومات عنه بارك الله فيكم؟
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2004, 07:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ؛ درة التنزيل وغرة التأويل لأبي عبدالله محمد بن عبدالله الأصبهاني المعروف بالخطيب الأسكافي
دراسة وتحيق وتعليق الدكتور : محمد مصطفى آيدين
في ثلاثة أجزاء طبع عام 1422 - 2001 .
وهذه الطبعة ضمن سلسلة الرسائل العلمية الموصى بطبعها رقم 30 التي أصدرها معهد البحوث العلمية بجامعة أم القرى - مكة المكرمة .
وقد نال بتحقيقها درجة الدكتوراه من كلية الدعوة وأصول الدين : قسم الكتاب والسنة .
وهي موجودة بين يدي الآن .وقد استغرقت الداسة 214 صفحة من الجزء الأول .
---
ش.م
06-25-2004, 10:01 PM
جزاك الله خيرالجزاء يا أستاذ على ما تفضلت به من معلومات قيمة
هل يمكن أن أعرف كيف أحصل عليها فأنا لست من السعودية ولكن من بلد خليجي مجاور؟
ما عنوان الدار التي نشرته وهل يمكن أن ترسله لي بالبريد إن راسلتها؟
---
(1/2187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يصح قول ( براءة الذئب من دم يوسف ) مع أنه لم تحصل المهاجمة ؟
---
هل يصح قول ( براءة الذئب من دم يوسف ) مع أنه لم تحصل المهاجمة ؟
---
المسيطير
04-25-2006, 09:34 PM
كثيرا مانسمع هذه العبارة عند ارادة تبرأة الرجل مما علق به من تهمة ، فيقال :
( هذا الرجل برئ من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف ) .
اي كما أن الذئب برئٌ من دم يوسف عليه السلام ، فهو لم يأكل يوسف عليه السلام كما قال اخوته ( فأكله الذئب ) ؛ فكذلك هذا الرجل برئ .
فهل تصح هذه العبارة مع أنه لا ذئب ، ولا دم ، ولا مهاجمة ، ولا أكل ، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام ؟ .
ما رأي الأفاضل ؟.
ملحوظة :
سبق طرح الإشكال ، لكن أعيد طرحه للمشايخ الفضلاء رجاء الإستزاده من أصحاب التخصص .
---
إبراهيم الحميضي
04-26-2006, 02:33 PM
لايظهر لي في هذه العبارة بأس ، وأما قولك : ( مع أنه لا ذئب ، ولا دم ، ولا مهاجمة ، ولا أكل ، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام ؟ ) فيحاب : بأنه لو كان كذلك لم يكن الذئب بريئاً ، ولم يصح المثل .
---
المسيطير
04-27-2006, 01:14 AM
الشيخ الدكتور / إبراهيم الحميضي
جزاكم الله خير الجزاء .
وجه الإشكال هو عدم المناسبة - فيما يظهر لي - .
فلو كان هناك ذئب حقيقي ، وفي قميص يوسف عليه السلام دم حقيقي ، ولم يكن هناك إعتداء ، لكان من الممكن أن نقول : ( إن الذئب يريء من دم يوسف ) .
فالذئب موجود ، والدم موجود ، لكن لا علاقة بينهما ، فنُفيت تهمة ( أن الذئب أصاب يوسف عليه السلام وخرج منه الدم ).
لكن لم يكن هناك ذئب ، ولا دم ، ولا قميص ممزق !! .
فحصل الإشكال لصاحبك .
ولعلك - إن أذنت لي - أبين بالمثال وجه الإشكال( بالنسبة لي ):
لو قيل :(1/2188)
فلان بريء من التهمة كبراءة ( سعيد من دم زيد ) لقيل وما مناسبة التشبيه ، فالمشبه به (سعيد وزيد) لم يحدث بينهما دم حتى يتم النشبيه بهما ، بل لا يوجد رجل اسمه سعيد حتى يتم ذكره في المثل .
وأنا متعلم فاعذرني .
زادك الله من فضله .
---
علال بوربيق
04-28-2006, 10:11 PM
بسم الله شيخنا المسيطير، لقد وقفت طويلا أمام هذا المثل ، والأمر ببساطة أن العرب تتوسع في الأمثال
قال الميداني: قال إبراهيم النظام : يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام :
- إيجاز اللفظ
- إصابة المعنى
- حُسْن التشبيه
- جَوْدة الكناية
فهو نهاية البلاغة "(1).
ومن نظر في أمثال العرب، علم أنها لا تشترط في المثل أن يكون صحيحا، بل فيها الغث والسمين، والجاهلي والإسلامي، ومنها ما اشتمل على خرافات الأعراب، وعربدة السكرى، وهذيان المجانين، ومنها ما كانت تكتبه الأعراب في خرزات للإستشفاء بزعمهم، وكثيرمن الأمثال جارية على ألسن العرب، وهم لايريدون وقوع الأمر. ألا تراهم يقولون : " لا أَرْضَ لك، ولا أُمَّ لك، ويعلمون أن له أرضاً، وأماً ".جاء في مجمع الأمثال : " قال المبرد : سمع أعرابي في سنة قَحْط بمكة يقول .
قد كُنْتَ تَسْقِيَنا فما بَدَا لَكَا **** رَبَّ العباد ما لَنَا وما لَكَا.
أنزل علينا الغيث لا أبا لكا.
قال : فسمعه سليمان بنُ عبد الملك فقال : أشهد أنه لا أبا له ولا أم ولا ولد ".
واخترت لك من هذا السفر العظيم هذا المثل الذي هوقريب من لقبي، قالت العرب:" جَاءَ بأُمَّ الرُّبَيْقِ عَلَى أُرَيْقٍ "(1/2189)
قال أبو عبيد : أم الرُّبَيْقِ الداهية، وأصله من الحيات . قلت : هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويَدُور به كالرِّبقْةَ، ورَبَقْتُ فلاناً في هذا الأمر، أي أوقعته فيه حتى ارْتَبَقَ وارْتَبَكَ، فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها، وأما أُرَيْق فأصله وُرَيْق تصغير أَوْرَق مُرَخَّما، وهو الجمل الذي لونُه لونُ الرمادِ، وقال أبو زيد : هو الذي يَضْرِب لونُه إلى الخضرة، فأبدل من الواو المضمومة همزة، كما قالوا : وُجُوه وأُجُوه ووُقِّتَتْ وأُقِّتَتْ، قال الأصمعي : تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغُولَ على جمل أورق "(2)
ــــــــــــــــــ
(1) مجمع الأمثال للميداني (1/14)، وقد حوى هذا السفر العظيم (6000) مثل.
(2) مجمع الأمثال (1/261)
---
أبو عبد المعز
04-29-2006, 12:47 AM
السلام عليكم....
ما استشكله الأخ المسيطير متفرع عن إشكال آخر وهو دلالة اللام في كلمة "الذئب"
-لا يجوز أن تكون للاستغراق...
-لا يجوز أن تكون اللام للجنس....
-لا يجوز أن تكون للحقيقة الذهنية..
-يبقى أن تكون عهدية....لكن أي عهد؟
احتمالان:
-أن يكون هناك ذئب معروف في بادية الشام فاتهمه إخوة يوسف زورا.....وهذا الاحتمال ضعيف في نظري.
-أن الذئب فرد متوهم اختلقه خيال الاخوة ليحملوه وزر قتل يوسف. فهو ذئب اعتباري لا يوجد في الخارج....
فيكون المعنى:بريء براءة الذئب الذي فكر فيه الاخوة وتوهموه....
وعليه يكون استشكال الاخ المسيطير في محله....والله اعلم.
---
الباجي
04-29-2006, 03:06 AM
الشيخ الدكتور / إبراهيم الحميضي
جزاكم الله خير الجزاء .
وجه الإشكال هو عدم المناسبة - فيما يظهر لي - .
فلو كان هناك ذئب حقيقي ، وفي قميص يوسف عليه السلام دم حقيقي ، ولم يكن هناك إعتداء ، لكان من الممكن أن نقول : ( إن الذئب يريء من دم يوسف ) .(1/2190)
فالذئب موجود ، والدم موجود ، لكن لا علاقة بينهما ، فنُفيت تهمة ( أن الذئب أصاب يوسف عليه السلام وخرج منه الدم ).
لكن لم يكن هناك ذئب ، ولا دم ، ولا قميص ممزق !! .
فحصل الإشكال لصاحبك .
ولعلك - إن أذنت لي - أبين بالمثال وجه الإشكال( بالنسبة لي ):
لو قيل :
فلان بريء من التهمة كبراءة ( سعيد من دم زيد ) لقيل وما مناسبة التشبيه ، فالمشبه به (سعيد وزيد) لم يحدث بينهما دم حتى يتم النشبيه بهما ، بل لا يوجد رجل اسمه سعيد حتى يتم ذكره في المثل .
وأنا متعلم فاعذرني .
زادك الله من فضله .
وفقك الله ...
هناك ذئاب حيث ذهبوا في تلك البادية، وهذا كان ظاهرا عندهم معلوما ... وهي مظنة الإعتداء على البشر ... وقد تخوف نبي الله يعقوب - عليه السلام - من ذلك ... فجاؤوا على قميصه بدم ... ووقع منهم اتهام لفرد غير معين من جنس تلك الذئاب بأنه أكل يوسف ... ثم جاء ما يفيد براءة الذئب من تلك التهمة ( بدم كذب ) ... فمن مجموع ذلك أخذ الناس قولهم ذاك ... وضربوه مثلا لكل من ثبتت براءته مما اتهم به ... أو أرادوا براءته مما رمي به ...
والله أعلم.
---
عطية زاهدة
04-29-2006, 11:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد استعرضتُ إجابات الإخوة الكرام ،
ومع أنها جميعا موضع التقدير والاحترام إلّا أنّني أودًّ أن أبيّنَ أنَّ الأخ المسيطير قد أحسَّ بأنَّ في المثلِ أكثرَ منْ إشكالٍ وذلك من خلال إنزالِهِ للمثلِ على وقائع قصة يوسف في القرآن المجيد : "قالوا يا أبانا: إنّا ذهبْنا نستبقُ وتركنا يوسُفَ عندَ متاعِنا فأكلَهُ الذئبُ " .. "وجاءوا على قميصِهِ بدمٍ كذِبٍ"..(1/2191)
حقّاً لم يكن هناك دمٌ قْد أُهريقَ من يوسُفَ ، ولم يكن هناك قتلٌ لِيوسُفَ .. وعلى هذا فقدْ كان الصحيحُ هو أنٍ يأتيَ المثلُ هكذا : فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منَ اتهامِ إخوةِ يوسفَ بأكلِه.. أوْ منعاً لأيِّ التباسٍ : فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منَ اتهامِ إخوةِ يوسفَ لهُ بأكلِهِ يوسفَ.
ولا ريْبَ أنَّه من الممكن أنْ يتبادرَ إلى ذهنِ مَنْ يسمعُ المثلَ :" فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منْ دمِ يوسفَ" ولم يكن قدْ علمَ بقصة يوسُفَ من القرآنِ الكريمِ أنَّه كان هناكَ قتلٌ ليوسُفَ أوْ إراقةٌ لدمِ يوسُفَ.
اعتمادا على كتاب : "خفايا وخبايا قصة يوسف" – عطية عبد المعطي زاهدة – مدرس علوم متقاعد
(الكتاب غير منشور).
---
ابو حنين
04-30-2006, 07:22 AM
بما ان الموضوع لا يتعلق بالتفسير و إنما مجرد تجاذب الحديث
حول المعاني و اللغة فإني أستطيع المشاركة فأقول :
ربما أن المقصود بالذئب - في المثل السائد يا إخوان - جنس الذئب و ليس ذئبا معينا
حيث : إن الذئاب ربما تغضب من تلك التهمة بسبب الإيقاع بجنس الذئاب في تهمة
أكل نبي - و هي ليست تهمة سهلة - كما أن البراءة منها تعني براءة قوية و هنا بيت القصيد
فالمثل يضرب بشدة البراءة و الخروج من التهمة - حيث ان المعتدى عليه في الدعوى الكيدية نبي !!!! و ليس أي أحد !!!!!!
و ليس ذئبا بعينه تم اتهامه في تلك الحادثة التي لم تكن !! بل ربما
مجرد إضافة أدبية جميلة لا بأس بها من النواحي الأدبية و اللغوية
لإختلاق إخوة يوسف عليه السلام لتلك القصة!!!!
=====================
و قد أعجبني كثيرا الكلام المختصر للشيخ د / إبراهيم الحميضي
================================
انهت المشاركة في الموضوع !!!!
====================
و هنا أذكرا أحجية فيها نوع من الدعابة للصغار _ كان يقال في المرحلة المتوسطة :
ما اسم الذئب الذي أكل يوسف؟؟ !!!!
... و للمعلومية كان بعض الطلاب يفكر في الجواب(1/2192)
=======================
وفق الله القائمين على هذا المنتدى ,,, و المشاركين من علماء و طلاب علم و
الصعاليك المتطفلين عليهم مثلي !!!
و السلام عليكم
ابو طارق \ أمريكا
---
ابو حنين
05-01-2006, 03:13 PM
يقول :
المثل القائل : براءة الذئب من دم يوسف ...
===================
يقول
ضرب هذا المثل لكون إخوة يوسف اجتهدوا كثيرا في إثبات أكل الذئب ليوسف
فجاؤا بالدليل على ذلك و هو ثوبه و الدم عليه !!! حيث لا مجال لإنكار قولهم !!!!!
---------------------
و كانت براءة الذئب بذلك براءة قويه جدا حيث كان الذئب في ورطة لكونه متهم من الصعب أن تثبت براءته !!! حيث الدليل موجود عليه ... بإجماع الإخوة ووجود الدم على ثوبه !!!!
-----------------
هذا القول وقع في نفسي كثيرا !!!!
=================
و لكن اعتقد أن كاتب الموصضوع كان يسأل من ناحية شرعية لا أدبية بلاغية !!!
فإذا كان كذلك فلأمر يترك لأهل العلم - فليتهم يفيدوننا و الله اعلم !!
---
(1/2193)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم تفسير التابعي الذي صرح بكون كل ما معه من التفسير قد تلقّاه عن الصحابي
---
حكم تفسير التابعي الذي صرح بكون كل ما معه من التفسير قد تلقّاه عن الصحابي
---
محمد رشيد
05-20-2003, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ذكر الزرقاني ـ رحمه الله ـ في ( المناهل ) أن العلماء رحمهم الله اختلفوا في تفسير التابعي ، أهو في حكم المرفوع أو ليس في حكمه ، و أن العلة في كونه في حكم المرفوع ـ عند من يقول بذلك ـ هو أن التابعي جل ما معه من التفسير إنما هو من الصحابي …… و لكن هل يطرد هذا في كل التابعين ؟
لأن من التابعين من صرح بأن كل ما معه من التفسير إنما أخذه كله من الصحابي ، فمجاهد مثلا يقول ( عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات أستوقفه عند كل اية و أسأله عنها ) أو ما في معناه .
و هذا عكرمة مولى ابن عباس يقول ما معناه ( كل ما علمتكم من تفسير ما بين اللوحين إنما أخذته من ابن عباس )
فهل يؤخذ من ذلك أن تفسيري مجاهد وعكرمة هما في الحقيقة تفسير لابن عباس ، وبالتالي يكون لهما حكم الرفع عند بعض العلماء كما ذهب الى ذلك الحاكم كما في مستدركه ؟
وهنا أمر اخر مبني على الأمر الأول : قال الامام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ (لم يصح عن ابن عباس في التفسير الا مائة حديث فقط ) أو ما في معناه.
فهل ننسب الى ابن عباس تفسير كل من مجاهد و عكرمة ، لأنهما صرحا بأن كل ما معهما من التفسير إنما هو من ابن عباس فنكون قد نسبنا الى ابن عباس تفسير ولكن ليس من طريقه مباشرة ؟
سؤال اخر : ما المراد من قول الامام أحمد ( ثلاثة لا أصل لها التفسير و المغازي و الملاحم ) ؟
هل هذا على سبيل الغالب في التفسير المأثور كما أشار الى ذلك الزرقاني(1/2194)
هل ( مسلمة أهل الكتاب ) هم من أسلموا وكانوا من قبل من أهل الكتاب ككعب الأحبار ووهب بن منبه ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2004, 12:57 AM
حول القول المنسوب للإمام أحمد : قال الميموني : سمعت الإمام أحمد يقول : ثلاثة كتب ليس لها أصول : المغازي , الملاحم , التفسير .
الجامع لأخلاق الراوي ( 2/ 162 )
قال الخطيب البغدادي : وهذا الكلام من أحمد محمول على وجه وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها لسوء أحوال مصنفيها وعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها . اه
وذكر الألباني رحمه الله أن مراده أن أغلبها مراسيل ، وليست متصلة الأسانيد .
وقد رجعت إلى رسالة : تفسير التابعين للدكتور محمد بن عبدالله الخضيري ، وكنت أظنه سيحسم الخلاف في مسألة حكم تفسير التابعي ، إلا أنه لم يفعل ذلك ، وذكر كلاماً عاماً يبدو لي أنه لم يحرره التحرير المطلوب .
وكأني به قد أخر بحث هذه المسألة حتى ضاقت به المدة فكتبها على عجل . مع أن رسالته هذه تعتبر من الرسائل المتميزة .
---
مساعد الطيار
07-09-2004, 05:06 PM
أخي الكريم
مثل هذه التعميمات التي تصدر عن بعض التابعين في أن كل ما عندهم قد تلقوه عن الصحابة ، أو عن واحد منهم مما لا يؤخذ على إطلاقه ، لكن يُستأنس به ، كما أن موافقته لتفسير الصحابي يُستأنس بكونه أخذ عنه ، ولا يُجزم بأخذه بسبب هذه الموافقة فقط ؛ لأن احنمالأن يتفقا من غير توالف أو نقل التابعي عن الصحابي واردٌ .
والصحيح في هذا أن ما لم ينسبه إلى غيره فهو له ، إلا إذا قامت شواهد دالة على أنه نقله عن الصحابي .
وقد ورد هذا المذهب عن قتادة ، فقد زعم أن ما قاله في التفسير مما سمعه ، فكانه ليس له رأي مستقل في تفسيره .
وأما قول مجاهد فليس فيه أنه لم يقل برأيه ، وإنما فيه أنه أخذ التفسير عن ابن عباس ، وليس من لازم ذلك أنه لم يقل برأيه .(1/2195)
وأما رأي الإمام أحمد فقد فسره غير ما واحد ، ومن أقربها إلى الصواب ما ذكره شيخ الإسلام في غير ما موضع من كتبه كمقدمة في أصول التفسير ومنهاج السنة النبوية ، وقد بين أن المراد بهذه االعبارة أن هذه الكتب يغلب عليها المراسيل .
أما عبارة الحاكم ، فالظاهر انها مخصوصة بأسباب النزول وما في حكمها ، كما قد بين ذلك في كتابه معرفة علوم الحديث .
وعلى كلٍ فهذه الموضوعات جديرة بالدراسة والتأمل ، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى .
---
أبو بيان
07-09-2004, 06:25 PM
وممَّا فُسِّرَت به عبارة الإمام أحمد :
أنه أراد تفسيراً بعينه؛ هو تفسير مقاتل بن سليمان (ت:150),
ويُقّوِّيه ما قاله ابن المبارك (ت:181) رحمه الله عن تفسير مقاتل:
( ما أحسنه من تفسير لو كان فيه "حدثنا" ).
ولعل هذا يرجع إلى المعنى الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية(ت:728) رحمه الله , فيما ساقه شيخنا الطيار وفقه الله.
---
(1/2196)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال مهم في التجويد
---
سؤال مهم في التجويد
---
مسلم السعدون
05-23-2006, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الافاضل ارشدوني هل ان الياء التي حذفت في كلمة ارهبون(البقرة40) او كلمة دعان او كلمة كيدون الياء المحذوفة هل تقرء حال الوصل او لا اي هل حذفت رسما وتلفظا ام رسما فقط وبقيت القراءة سنقلها لنا السلف من القراء. ارجوا الاجابة.والسلام عليكمارجوا الاجابة على بريديhashem_bukhamsin@yahoo.com
---
(1/2197)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تنبيه الغافلين للسمرقندي كتاب الكتروني رائع
---
تنبيه الغافلين للسمرقندي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
07-16-2006, 12:22 PM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
تنبيه الغافلين
بأحاديث سَيّد الأنبياء والمُرسَلين
مولانا الشيْخ نصْر بنُ مُحَمّد بن إبْراهيم السَمَرقنديّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 832 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f3e52643.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/5909870c9c.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/0cbfe01cf7.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Tanbeeh.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=275153
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
أبو فاطمة الأزهري
07-16-2006, 08:11 PM
الأخ عادل بارك الله فيك
لتسمح لي أنبه أن الكتاب مشحون بالأحاديث الضعيفة والأخبار الموضوعة و التي لا أصل لها فينبغي التنبه عند قراءته بل وعند نشره أيضاً وحبذا لو تفكرت قبل نشره.
ومن هذه الأحاديث التي لا أصل لها ما ذكره في باب الخوف من الله :(1/2198)
حدثنا الفقيه أبو جعفر حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن القاري حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا داود بن المحبر عن ميسرة عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب "أن عمر وأبي بن كعب وأبا هريرة رضي اللَّه تعالى عنهم دخلوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا يا رسول اللَّه من أعلم الناس؟ قال العاقل، قالوا يا رسول اللَّه من أعبد الناس؟ قال العاقل، قالوا يا رسول اللَّه من أفضل الناس؟ قال العاقل، قالوا يا رسول اللَّه أليس العاقل من نمت مروءته وظهرت فصاحته وجادت كفه وعظمت منزلته؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين. العقل المتقي، وإن كان في الدنيا خسيسا دنيئا" أهـ
قلت : ومعلوم أن الأحاديث في فضل العقل لا يصح منها شيء كما نص على ذلك العلماء والله أعلم .
---
القعقاع محمد
07-18-2006, 11:32 AM
جزاكم الله خيراً
---
(1/2199)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > فيروس الماكرو الذي يصيب المستندات و خصوصاً الورد Macro
---
فيروس الماكرو الذي يصيب المستندات و خصوصاً الورد Macro
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 11:56 AM
يقوم هذا النوع من الفيروسات بتغيير بعض المستندات الموجودة في الهارد و خصوصا الورد , قد تجد بعض التصرفات الغير منطقية في بعض الاحيان مثل طلب باسوورد لفتح ملف تعرف انك لم تضع عليه باسوورد , و ايضا تجد بعض الكلمات قد تغير مكانها و اضيفت كلمات جديدة لا علاقة لها بالموضوع
---
(1/2200)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حول عدد ركعات التراويح
---
حول عدد ركعات التراويح
---
إمداد
10-06-2006, 01:47 AM
مجلة البحوث الإسلامية العدد السادس والعشرون - الإصدار : من ذو القعدة إلى صفر لسنة 1410هـ > البحوث > بحث فيما نسبه البهوتي في الروض المربع إلى عمر بن الخطاب في صلاة التراويح (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 276) (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 277) بحث فيما نسبه الشيخ منصور البهوتي في الروض المربع إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح في رمضان وتخريجه ومناقشة أهل العلم في ذلك بقلم : د . رويعي راجح الرحيلي أستاذ مساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة(1/2201)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد فهذا تتمة بحث : استحباب صلاة التراويح عشرين ركعة والوتر ثلاث ركعات جماعة في ليالي رمضان المبارك ذكر الشيخ البهوتي - رحمه الله - في كتابه الروض المربع : صلاة التراويح ، فقال : والتراويح سنة مؤكدة ، سميت بذلك لأنهم يصلون أربع (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 278) ركعات ويتروحون ساعة - أي يستريحون - ، عشرون ركعة ، لما روى أبو بكر عبد العزيز في الشافي : عن ابن عباس سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1327). أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة . تفعل : ركعتين ركعتين في جماعة ، مع الوتر بالمسجد أول الليل ، والأفضل وسنتها في رمضان ، لما روي في الصحيحين من حديث عائشة : صحيح البخاري الجمعة (882),صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (761),سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1604),سنن أبو داود الصلاة (1373),مسند أحمد بن حنبل (6/169),موطأ مالك النداء للصلاة (250). أنه ( صلى الله عليه وسلم ) صلاها لياليا ، فصلوها معه ، ثم تأخر وصلى في بيته باقي الشهر ، وقال : إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها . ثم قال : وفي البخاري : أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب فصلى بهم التراويح انظر الروض المربع 1 \ 72 - 73 الطبعة السابعة طبع دار الكتب العلمية بيروت . .(1/2202)
هذا الذي ينسبه الشيخ - رحمه الله - إلى عمر من رواية البخاري ، هو صحيح كما قال : 1 - ولفظ ما رواه البخاري بسنده إلى عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال : خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط قال في النهاية الرهط من الرجال ما دون العشرة وقيل إلى الأربعين انظر مادة رهط . ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ، يريد آخر الليل ، وكان الناس يقومون أوله . هذا هو الحديث الذي أشار إليه البهوتي رحمه الله ،وفيه عدة مسائل
الأولى : أن هذه الرواية جاء فيها أن عمر - رضي الله عنه - أمر أبيا أن يؤم الناس في صلاة التراويح ، وقد جاءت آثار أخرى (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 279) تدل على أنه أمر غيره بما أمره به .
الثانية : أن هذه الرواية لم يذكر فيها عدد الركعات في صلاة التراويح عند عمر - رضي الله عنه - ، وقد جاءت روايات أخرى تبين ذلك .
الثالثة : أن هذه الرواية بينت بعض الأسباب التي جعلت عمر - رضي الله عنه - ، يجمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وجاءت روايات أخرى توضح أسبابا أخرى .
الرابعة : أن في هذه الرواية ما يشعر بأن صلاة التراويح آخر الليل أفضل عند عمر - رضي الله عنه - ، وجاءت روايات أخرى تؤيد ذلك ، والجواب عنه .
الخامسة : أن في هذه الرواية ما يشعر بأنه - رضي الله عنه - ، ما كان يصلي التراويح مع الجماعة في بعض الأحيان ، والجواب عن ذلك .(1/2203)
السادسة : أن عمر - رضي الله عنه - حين أمر بإقامة صلاة التراويح جماعة في أول الليل قال : نعم البدعة هذه ، وبيان محمل ذلك . سنبحث هذه المسائل - إن شاء الله - مع بيان مناقشة أهل العلم لذلك مع ما يرجحه الدليل ، وإليك إياها واحدة واحدة .
أما المسألة الأولى: فهي أن عمر رضي الله عنه أمر في هذا الأثر أبي بن كعب بأن يؤم الناس في صلاة التراويح جماعة ، فنعم . . وقد جاءت آثار أخرى تدل على أنه رضي الله عنه أمر غيره بمثل ما أمر أبيا رضي الله عنه .
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 280)
2 - فقد ذكر صاحب كنز العمال : أن ابن سعد روى بسنده إلى ابن أبي مليكة ، قال : بلغني أن عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن السائب المخزومي حين جمع الناس في رمضان ، أن يقوم بأهل مكة كنز العمال 8 \ 409 ، رقم 23470 ، قال الهندي : رواه ابن سعد . وراجعته في مظانه ولم أعثر عليه . . وسيأتي عن عمر رضي الله عنه ، أنه صلى خلفه حين قدم مكة معتمرا .
3 - وروى البيهقي وغيره بسندهم إلى عروة بن الزبير : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس على قيام شهر رمضان ، الرجال على أبي بن كعب ، والنساء على سليمان بن أبي حثمة .
4 - وروى الإمام مالك في الموطأ بسنده عن السائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطاب : أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس في رمضان بإحدى عشرة ركعة ، فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى يعتمد على العصا من طول القيام ، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر . فهؤلاء أربعة أمرهم عمر رضي الله عنه أن يقوموا للناس بصلاة التراويح جماعة . أبي بن كعب وتميم الداري وعبد الله بن السائب المخزومي وسليمان بن أبي حثمة الذي أمره أن يصلي بالنساء .
(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 281)(1/2204)
وفي بعض الروايات : أن عمر رضي الله عنه أمر تميما الداري أن يصلي بالنساء . فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري : أن سعيد بن منصور روى من طريق عروة : أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب ، فكان يصلي بالرجال وكان تميم الداري يصلي بالنساء فتح الباري 4 \ 203 . .
ثم قال ابن حجر رحمه الله : وقد رواه محمد بن نصر في كتاب قيام الليل له من هذا الوجه ، فقال : سليمان بن أبي حثمة بدل تميم الداري فتح الباري 4 \ 203 . . ثم جمع بينهما : بإمكان أن يكون عمر رضي الله عنه ، أمر تميما الداري بذلك في وقت ، وأمر سليمان بن أبي حثمة في وقت آخر فهو يقول : ولعل ذلك في وقتين فتح الباري 4 \ 203 . .
وجمعه رحمه الله متجه وحسن حتى لا يكون هناك تضاد بين الروايات ، إذن عمر رضي الله عنه كما أمر أبيا بأن يؤم الناس في صلاة التراويح أمر غيره بمثل ذلك - والله أعلم - كما دلت له الآثار السابقة .
المسألة الثانية: فهي أن هذه الرواية التي ذكرها البخاري وأشار إليها البهوتي - رحمه الله - ، لم يذكر فيها عدد ركعات صلاة التراويح عند عمر رضي الله عنه ، ومثلها .
5 - ما رواه ابن أبي شيبة بسنده إلى عروة : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أبيا : أن يصلي بالناس في شهر رمضان مصنف ابن أبي شيبة 2 \ 396 ، مطبعة الدار السلفية ، حدثنا وكيع أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه . . فهي رواية مجملة كرواية عبد الرحمن بن عبد القارئ التي رواها (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 282) البخاري ، ولكن جاءت آثار مروية عن عمر رضي الله عنه تبين هذا الإجمال .(1/2205)
6 - فقد روى الإمام مالك في الموطأ بسنده عن السائب بن يزيد ، قال : أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس في رمضان بإحدى عشرة ركعة ، فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى يعتمد على العصا من طول القيام ، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر . فالأثر هذا دل على أن عمر رضي الله عنه هو بنفسه الذي أمر أبيا وتميما الداري بأن يصليا للناس إحدى عشرة ركعة ، لكن ابن أبي شيبة ساقه بلفظ آخر ، وأن أبيا وتميما هما اللذان كان يصليانها كذلك ، ولم يذكر في الأثر أن عمر أمرهما بذلك .
7 - فقد روى ابن أبي شيبة بسنده إلى السائب : أن عمر جمع الناس على أبي وتميم ، فكانا يصليان إحدى عشرة ركعة ، يقرآن بالمئين - يعني في رمضان . وليس بين الروايتين فيما يظهر لي خلاف لأنه وإن لم يصرح ابن أبي شيبة في روايته بأن عمر أمرهما أن يصلياها إحدى عشرة ركعة إلا أنه لا بد أن يكون قد أقرهما على ذلك فيكون ذلك (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 283) هو ما أراده عمر رضي الله عنه : لأنه من المستبعد ألا يكون عنده علم بذلك ، وما دام أنه لم ينكر عليهما فقد أقرهما أن تصلى التراويح إحدى عشرة ركعة . وقد جاءت روايات أخرى تدل على أن عمر رضي الله عنه قد أقر من صلاها - أي التراويح - عشرين ركعة غير الوتر .
8 - فقد روى البيهقي في المعرفة بسنده عن السائب بن البرقان ، قال : كنا نقوم زمن عمر بن الخطاب بعشرين ركعة والوتر انظر حاشية شرح معاني الآثار للشيخ محمد زهري 1 \ 352 ، ووصف إسناده بأنه صحيح . .
9 - وروى ابن أبي شيبة بسنده إلى حسن - عبد العزيز - قال : كان أبي ابن كعب يصلي بالناس في رمضان بالمدينة عشرين ركعة ويوتر بثلاث . فهذان الأثران دلا على أن صلاة التراويح قد صليت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشرين ركعة ، فلا بد أن يكون قد علم ذلك وأقر من صلاها كذلك ولم ينكر عليهم .(1/2206)
10 - وروى الإمام مالك عن يزيد بن رومان أنه قال : كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث وعشرين ركعة .
11 - وذكر ابن قدامة بصيغة الجزم ، فقال : ولنا أن عمر لما جمع الناس على أبي بن كعب كان يصلي لهم عشرين ركعة ، وقد روى الحسن : أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب فكان يصلي لهم عشرين ركعة انظر المغني والشرح الكبير 1 \ 799 . . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 284) بل إنه ورد عن عمر رضي الله عنه أنه أمر أن تصلى التراويح عشرين ركعة .
12 - فقد روى ابن أبي شيبة بسنده إلى يحيى بن سعيد : أن عمر بن الخطاب أمر رجلا يصلي بهم عشرين ركعة مصنف ابن أبي شيبة 2 \ 393 ، حدثنا وكيع عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد . . وجاءت رواية أخرى تدل على أن الصحابة صلوا التراويح زمن عمر بن الخطاب ثلاث عشرة ركعة .(1/2207)
13 - قال ابن حجر : وأخرج وهب من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد بن يوسف عن جده السائب بن يزيد قال : كنا نصلي زمن عمر في رمضان ثلاث عشرة ركعة ، قال ابن إسحاق - أحد رجال السند - وهذا أثبت ما سمعت في ذلك وهو موافق لحديث عائشة فتح الباري 4 \ 254 . . فابن إسحاق هنا يثبت رواية من روى أنها - أي صلاة التراويح - صليت عشرين ركعة في زمن عمر رضي الله عنه ، لكنه كان يرى أن ما روي في هذا الأثر أثبت بصيغة التفضيل ، وذلك لما وافقه من حديث عائشة ، وحديث عائشة الذي يعنيه هو ما رواه البخاري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه صحيح البخاري رواه البخاري في (العلم) باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين برقم (71) ومسلم في (الزكاة) باب النهي عن المسألة برقم (1037). (3376),سنن الترمذي رواه البخاري في (العلم) باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين برقم (71) ومسلم في (الزكاة) باب النهي عن المسألة برقم (1037). (439),سنن النسائي رواه البخاري في (العلم) باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين برقم (71) ومسلم في (الزكاة) باب النهي عن المسألة برقم (1037). (1697),سنن أبو داود رواه البخاري في (العلم) باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين برقم (71) ومسلم في (الزكاة) باب النهي عن المسألة برقم (1037). (1341),مسند أحمد بن حنبل (6/36),موطأ مالك رواه البخاري في (العلم) باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين برقم (71) ومسلم في (الزكاة) باب النهي عن المسألة برقم (1037). (265). سأل عائشة رضي الله عنها : كيف كانت صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في رمضان ؟ فقالت : ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا ، فقلت : يا رسول الله : أتنام قبل أن توتر ؟ قال : يا عائشة : إن عيني تنامان ولا ينام قلبي إذا ظاهر الروايات(1/2208)
المأثورة عن (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 285) عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاختلاف في كون صلاة التراويح ، هل كانت تصلى مع الوتر ثلاثا وعشرين ركعة ، أو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ؟ بل إن السائب بن يزيد نفسه روى مرة أن صلاة التراويح في عهد عمر كانت تصلى إحدى عشرة ركعة ، ومرة روى أنها كانت تصلى ثلاث عشرة ركعة على ما سبق ، وروى أيضا أنها كانت تصلى ثلاثا وعشرين ركعة .
14 - فقد روى البيهقي بسنده عن السائب بن يزيد أنه قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة ، وكانوا يقرءون بالمئين ، وكانوا يتوكئون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام . هذه الروايات ظاهرها الاختلاف ، وفي نظري أنه لا تعارض حقيقي بينها لأن الجمع بينها ممكن . فاختلاف الروايات عن السائب بن يزيد الذي جاء النقل عنه بأنه مرة قال : أمر عمر بن الخطاب أبيا وتميما الداري بأن يصليا للناس إحدى عشرة ركعة في رمضان ، وجاء عنه في رواية أخرى أنه قال : كنا نصلي على عهد عمر بن الخطاب ثلاث عشرة ركعة ، وقال في رواية ثالثة عنه : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب بعشرين ركعة والوتر ، فإن هذا الاختلاف يجاب عنه من ناحيتين : الأولى: بأنه لا يستبعد أن يكون السائب بن يزيد قد علم أن عمر رضي الله عنه أمر أبيا وتميما بأن يصليا للناس بإحدى عشرة ركعة في بادئ الأمر ، ثم إن الناس صلوا في زمن عمر بن الخطاب ثلاث عشرة (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 286) أمر أبيا أ ركعة ، فلم يعبهم عمر رضي الله عنه ، وأقرهم على ذلك ، فروى ذلك السائب بن يزيد ، ثم إن الناس بعد ذلك صلوا التراويح عشرين ركعة والوتر ، فلم يعبهم عمر بن الخطاب وأقرهم على ذلك ، لدليل علمه أو اجتهاد منه ، فروى ذلك السائب بن يزيد ، وكان معنى ذلك أن صلاة التراويح إذا صليت على صفة من تلك الصفات الثلاث ، كان ذلك جائزا ولا لوم على أحد فعل ذلك . وقد جمع البيهقي بين(1/2209)
الروايات بمثل هذا الجمع ، فهو يقول : كانوا يقومون بإحدى عشرة ركعة ، ثم كانوا يقومون بعشرين ، ويوترون بثلاث والله أعلم سنن البيهقي 2 \ 496 . .
وما زال المسلمون إلى يومنا هذا منهم من يصلي التراويح مع الوتر إحدى عشرة ركعة ، ومنهم من يصليها ثلاث عشرة ركعة ومنهم من يصليها ثلاثا وعشرين ركعة لأن كل ذلك سنة .
الثانية: طريق الترجيح ، وذلك أن الرواية المأثورة عن عمر من طريق السائب بن يزيد التي ذكر فيها أن صلاة التراويح كانت تصلى في زمن عمر رضي الله عنه ثلاثا وعشرين ركعة ، أيدتها روايات أخرى مروية عن السائب بن رومان ويحيى بن سعيد وحسن هو عبد العزيز ، والسائب بن برقان والحسن البصري على ما ذكره ابن قدامة ، ولا شك أن كثرة الطرق من أسباب الترجيح كما هو معروف في مصطلح الحديث فيكون رواية من روى أن صلاة التراويح كانت في عهد عمر تصلى عشرين ركعة والوتر هي الراجحة ، ولعل ذلك كان آخر الأمر يقول ابن حبيب من المالكية : رجع عمر إلى ثلاث وعشرين ركعة .
أما ما ذكر ابن إسحاق من كون رواية السائب بن يزيد التي روى (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 287) فيها عن عمر بأن صلاة التراويح كانت تصلى في عهده ثلاث عشرة ركعة ، وأنها أثبت عنده من غيرها من الروايات ، لموافقة حديث عائشة رضي الله عنها السابق . وكذلك قول اللخمي من المالكية : الذي آخذ به ما جمع عليه عمر : إحدى عشرة ركعة انظر التاج والإكليل لمختصر خليل للمواق المتوفى عام 897 هـ . .(1/2210)
فالجواب عما ذكره ابن إسحاق رحمه الله من وجهين : أولا: أنه لم ينف صحة صلاة التراويح عشرين ركعة في زمن عمر رضي الله عنه وإنما رجح رواية السائب بن يزيد لأن التراويح كانت تصلى في زمن عمر ثلاث عشرة ركعة لموافقة حديث عائشة رضي الله عنها السابق . وذكر ابن حجر ما يؤيد هذا الرأي وأنه هو الأولى لحديث عائشة هذا ، ثم قال : مع كون عائشة أعلم بحال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من غيرها فتح الباري 4 \ 254 . .
وقد أجاب بعض أهل العلم عن هذا . فإن الشيخ محمد زهري النجار : ذكر حديث ابن عباس الذي ذكره ابن حجر في فتح الباري وغيره وهو : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : صلى التراويح عشرين ركعة مع الوتر . ثم قال : قال : العلامة القارئ مجيبا عنه : ولا يبعد أن ابن عباس حصل له من العلم من غير طريق عائشة من سائر المؤمنين . قال : وعلى كل تقدير فالعمل بالحديث الضعيف جائز عند الكل (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 288) "يعني فضائل الأعمال "قال ويكفينا ما رواه البيهقي في المعرفة بإسناد صحيح عن السائب بن البرقان "كنا نقوم زمن عمر بن الخطاب بعشرين ركعة والوتر " ، فهذا كالإجماع من غير منكر في هذا الإجماع وقد ورد : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي .(1/2211)
ثانيا: قال ابن قدامة - رحمه الله - في الجواب عن حديث عائشة رضي الله عنها في كون النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة : بأن كونه ( صلى الله عليه وسلم ) لم يزد على إحدى عشرة ركعة محمول على صلاة التهجد - وهي الصلاة في الليل بعد القيام من نوم - لأن سياق حديث عائشة رضي الله عنها يشير إلى ذلك حيث بينته بقولها : صحيح البخاري نشر في كتاب(فتاوى إسلامية) من جمع الشيخ محمد المسند ج2 ص387 . (3376),صحيح مسلم نشر في كتاب(فتاوى إسلامية) من جمع الشيخ محمد المسند ج2 ص387 . (738),سنن الترمذي نشر في كتاب(فتاوى إسلامية) من جمع الشيخ محمد المسند ج2 ص387 . (439),سنن النسائي نشر في كتاب(فتاوى إسلامية) من جمع الشيخ محمد المسند ج2 ص387 . (1697),سنن أبو داود نشر في كتاب(فتاوى إسلامية) من جمع الشيخ محمد المسند ج2 ص387 . (1341),مسند أحمد بن حنبل (6/36),موطأ مالك نشر في كتاب(فتاوى إسلامية) من جمع الشيخ محمد المسند ج2 ص387 . (265). كان يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن . . إذن الذي يترجح من سياق هذه الآثار أن صلاة التراويح صليت زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشرين ركعة مع الوتر ، وأنه أقر ذلك ، ولم يظهر له مخالف فهو إجماع ، أو كالإجماع ، كما قال ذلك ابن قدامة والشيخ القارئ ، وقد وافقه على ذلك ثلاثة من أئمة أهل العلم ، أبو حنيفة والشافعي وأحمد رحمهم الله ، ولم يمنعوا أحدا أن يصليها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، وهذا يدل على أن فعلها ثلاثا وعشرين ركعة عند الأئمة الثلاثة أفضل ، فحذار ممن يتطاول على هؤلاء الأئمة الأعلام ، بزعم أن صلاة التراويح ثلاثا وعشرين ركعة بدعة ، لأنه لا يقال لعمل فعله عمر رضي الله عنه أو أقره ووافقه عليه أئمة الهدى بأنه بدعة . وذهب الإمام مالك رحمه الله إلى أن صلاة التراويح تصلى تسعا وثلاثين ركعة ، وحجته في ذلك عمل أهل المدينة ، قال نافع :(1/2212)
أدركت الناس يقومون تسعا وثلاثين ركعة ، ويوترون منها بثلاث ، قال (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 289) مالك : وهو لم يزل عليه الناس ، وقد كره رحمه الله أن ينقص من ذلك انظر التاج والإكليل لمختصر خليل مع كتاب مواهب الجليل 1 \ 71 . . ولكن أهل العلم ناقشوا دليل الإمام مالك رحمه الله في ذلك ، فإن ابن قدامة رحمه الله قال : بأن صالحا مولى التوأمة ، هو الذي قال : أدركت الناس يقومون بإحدى وأربعين ركعة يوترون بخمس ، وذلك مردود بأن صالحا ضعيف ثم لا ندري من الناس الذي أخبر عنهم ؟ فلعله قد أدرك جماعة من الناس يفعلون ذلك وليس بحجة ، ثم لو ثبت أن أهل المدينة كلهم فعلوه لكان ما فعله عمر وأجمع عليه الصحابة في عصره أولى بالاتباع . ثم قال : قال بعض أهل العلم إنما فعل هذا أهل المدينة لأنهم أرادوا مساواة أهل مكة ، فإن أهل مكة يطوفون سبعا بين كل ترويحتين ، فيجعل أهل المدينة مكان كل سبع أربع ركعات ، وما كان عليه أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أولى وأحق بالاتباع المغني والشرح الكبير 1 \ 799 . . إذن الآثار التي رويت عن عمر رضي الله عنه تدل على أن صلاة التراويح كانت تصلى في عهده مع الوتر ثلاثا وعشرين ركعة ، وهو إما إجماع أو كالإجماع وقد فعل المسلمون ذلك إلى يومنا هذا ، وهو دليل على فضل ذلك على ما سواه ، والله أعلم بالصواب .(1/2213)
المسألة الثالثة: فهي أن رواية البخاري التي أشار إليها الشيخ البهوتي رحمه الله أشارت إلى بعض الأسباب التي جعلت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقد قال عبد الرحمن بن عبد القارئ : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 290) عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب انظر ص 1 رقم الأثر 21 . . فإن الأثر دل على أن السبب الذي جعل عمر رضي الله عنه يجمع المسلمين في صلاة التراويح على إمام واحد هو ما شاهده من تفرقهم في المسجد أوزاعا مع أنهم جميعا يصلون صلاة واحدة ، وهذا اجتهاد من عمر ولا أحد ينازع أنه من أهل الاجتهاد بل من أعظم المجتهدين . لكن هذا الأثر لم يذكر أسبابا أخرى ، وقد جاءت آثار أخرى تدل على أسباب أخرى . منها أن كثيرا من الناس لا يحسنون القراءة ، فأراد عمر رضي الله عنه أن يجمع المسلمين في صلاة التراويح على إمام واحد يحسن القراءة .
15 - فقد ذكر صاحب كنز العمال أن ابن منيع روى عن أبي بن كعب أن عمر بن الخطاب أمره أن يصلي بالليل في رمضان ، فقال : إن الناس يصومون النهار ولا يحسنون أن يقرءوا ، فلو قرأت عليهم بالليل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا شيء لم يكن ، فقال : قد علمت ولكنه حسن ، فصلى بهم عشرين ركعة . ومنها أيضا أنه روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أنه أشار على عمر رضي الله عنه بأن تقام صلاة التراويح جماعة وحرضه على ذلك .(1/2214)
16 - فقد ذكر صاحب كنز العمال : أن ابن وهب روى بسنده عن (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 291) علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أنا حرضت عمر على القيام في شهر رمضان وأخبرته أن فوق السماء السابعة حظيرة يقال لها : حظيرة القدس سكنها قوم يقال لهم : الروح ، فإذا كان ليلة القدر استأذنوا ربهم تبارك وتعالى في النزول إلى الدنيا فيأذن لهم ، فلا يمسون بأحد يصلي ، أو على الطريق إلا دعوا له فأصابه منهم بركة ، فقال عمر : يا أبا الحسن فحرض الناس على الصلاة حتى تصيبهم البركة ، فأمر الناس بالقيام انظر كنز العمال 8 \ 400 ، رقم 23479 ، قال الهندي : رواه ابن وهب ، بسند ضعيف . . ومنها أيضا أن بعض الناس ، قبل أن يجمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على إمام واحد كانوا يميلون إلى أحسن الناس صوتا ، يعني وإن لم يكن يحسن القراءة .(1/2215)
17 - فقد ذكر صاحب كنز العمال : أن ابن سعد وغيره رووا بسندهم إلى نوفل بن إياس الهذلي قال : كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب فرقا في المسجد في رمضان هاهنا وهاهنا ، وكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا فقال عمر : ألا أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني ، أما والله لئن استطعت لأغيرن هذا ، فلم أمكث ثلاث ليال حتى أمر أبي بن كعب ، فصلى بهم ، ثم قام في آخر الصف ، فقال : لئن كانت هذه البدعة لنعمت البدعة هي . إذن عمر رضي الله عنه حينما جمع الناس في صلاة التراويح ، كانت هناك أسباب دعته إلى الاجتهاد في هذه المسألة ، تفرق الناس وهم يصلون صلاة واحدة فكانوا في المسجد أوزاعا ، ثم خوفه على أن يجتمع الناس على شخص لا يحسن القراءة ، ثم خوفه من الناس أن يجتمعوا على شخص لحسن صوته ، وإن لم يحسن القراءة ، ثم مشاورة بعض الصحابة له بذلك . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 292) فإذا اجتهد عمر رضي الله عنه وجمع الناس على إمام واحد ، كان ذلك من حقه ، ومن مثل عمر في اجتهاده ؟ وقد شهد له أهل العلم بذلك ، وليس في الشرع ما يمنع ذلك ، فهذا هو الأولى إن شاء الله . فتاوى نور على الدرب البحوث العلمية فتاوى ابن باز مجلة البحوث الإسلامية فتاوى اللجنة الدائمة مجلة البحوث الإسلامية تصفح برقم المجلد > العدد السادس والعشرون - الإصدار : من ذو القعدة إلى صفر لسنة 1410هـ > البحوث > بحث فيما نسبه البهوتي في الروض المربع إلى عمر بن الخطاب في صلاة التراويح المسألة الرابعة : فهي أن في رواية البخاري التي أشار إليها البهوتي رحمه الله فيها ما يشعر بأن صلاة التراويح عند عمر رضي الله عنه عند آخر الليل أفضل من صلاتها في أول الليل في جماعة ، فقد جاء في أثر عبد الرحمن بن عبد القارئ قول عمر رضي الله عنه : والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون . وقال عبد الرحمن بن عبد القارئ الذي روى عنه ذلك : يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله انظر رواية البخاري(1/2216)
ص 1 ، الأثر رقم ( 1 ) وانظر مصنف ابن شيبة 2 \ 396 ، رواه بسنده . . وليس هذا فقط ، بل جاءت روايات أخرى عن عمر رضي الله عنه تؤكد هذا وتقويه .
18 - فقد ذكر صاحب كنز العمال : أن مسددا روى بسنده : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : استقبل عمر الناس من القيام فقال : ما بقي من الليل أفضل مما مضى . 19 - وروى ابن أبي شيبة بسنده عن السائب قال : قال عمر : إنكم تدعون أفضل الليل . آخره مصنف ابن أبي شيبة 2 \ 396 ، حدثنا وكيع قال : حدثنا أسامة بن يزيد عن محمد بن يوسف الأعرج عن السائب . . 20 - وروى ابن أبي شيبة بسنده عن حبيب قال : قال رجل : ذهب الليل ، فقال عمر : ما بقي من الليل خير مما ذهب مصنف ابن أبي شيبة 2 \ 396 ، حدثنا وكيع ، قال أخبرنا مسعر عن حبيب . . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 293) هذه الآثار المروية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، تدل على أن صلاة التراويح آخر الليل ، أفضل من صلاتها أول الليل ، وهذا يتفق مع سيرته وديدنه ، فقد كان رضي الله عنه ، يصلي الليل في آخره ، وأقره على ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، كما بينته في مجلة التضامن الإسلامي انظر الجزء الخامس السنة الثالثة والأربعون ذو القعدة عام 1408 هـ ، ص 29 من مجلة التضامن الإسلامي . . وهناك بينت أيضا أن أبا بكر رضي الله عنه كان يصليها في أول الليل ، وأقره على ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . وقد ذكر الطحاوي رحمه الله : أن الأفضل أن يصليها المسلم في البيت منفردا ، ولعله يحتج في ذلك بما روي عن عمر رضي الله عنه هنا ، وقد ذكر الطحاوي رحمه الله من أدلته : عموم حديث زيد بن ثابت : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : صحيح البخاري رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (5762),صحيح مسلم رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه(1/2217)
برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (781),سنن الترمذي رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (450),سنن النسائي رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (1599),سنن أبو داود رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (1447),مسند أحمد بن حنبل (5/187),موطأ مالك رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (293),سنن الدارمي رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (1366). خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة وهو حديث صحيح . وجمع رحمه الله بين هذا الحديث وحديث أبي ذر الذي جاء فيه سنن الترمذي الصوم (806),سنن أبو داود الصلاة (1375),سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1327),سنن الدارمي الصوم (1777). أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) صلى بأصحابه التراويح جماعة . ثم قال : إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب لهم قيام تلك الليلة ، وهو حديث صحيح أيضا يدل على أن صلاة التراويح جماعة أول الليل أفضل ، فكان جوابه رحمه الله ، أن قال : فتصحيح هذين الأثرين يوجب أن حديث أبي ذر هو على أن يكتب له بالقيام مع الإمام قنوت بقية ليلته ، وحديث زيد بن ثابت يوجب أن ما فعل في بيته أفضل من ذلك حتى لا يتضاد هذان الأثران شرح معاني الآثار 1 \ 350 . . فحمل رحمه الله حديث أبي ذر على أن الصلاة مع الإمام في التراويح (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 294) مجزئة ولكن الأفضل أن تصلى في البيت(1/2218)
لحديث زيد بن ثابت . ومن الحجة له أيضا : أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كان آخر الأمرين منه ترك صلاة التراويح جماعة في المسجد وصلاها في البيت منفردا . ثم ذكر عن بعض الصحابة والتابعين ، بأنهم كانوا يحبذون صلاة التراويح في البيت ، وما كانوا يصلونها مع الجماعة ، ذكر منهم ابن عمر ، وإبراهيم النخعي وإسحاق بن سويد ، وعروة ، وسعيد بن جبير ، والقاسم ، وسالم ، ونافع ، ثم قال : فهؤلاء الذين روينا عنهم ما روينا من هذه الآثار ، كلهم يفضل صلاته وحده في شهر رمضان على صلاته مع الإمام ، وذلك هو الصواب . ولكن أهل العلم سوى الطحاوي ، جنحوا إلى ما ذهب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين أمر أن تقام صلاة التراويح جماعة في أول الليل ، وكلهم نص على أن ذلك أفضل ، أعني أبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد رحمهم الله ، وقد نقل عن الإمام مالك رواية غير معتمدة في المذهب : بأن صلاتها في البيت أفضل ولكن أصحابه بينوا بأن المراد من ذلك على هذه الرواية ، مشروط بمن قوي على ذلك ، وليس كل الناس يقوى عليها ، وبأنه مشروط بما إذا كانت المساجد لم تعطل من جراء ذلك ، وإلا كانت الصلاة في البيت منفردا مفضولة مواهب الجليل 2 \ 70 ، 71 . . وهكذا ذكر النووي عن الشافعية قولا غير معتمد في المذهب ، وقال : بأن ذلك مشروط ، بأن يكون من فعل ذلك حافظا للقرآن ولا يخاف الكسل في أدائها لو انفرد ، ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه ، فإن فقد شرطا من هذه الشروط فالجماعة أفضل بلا خلاف في المذهب المجموع 4 \ 30 . . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 295) وحينما سئل الإمام أحمد رحمه الله : عن تأخير صلاة التراويح قال : لا ، سنة المسلمين أحب إلي ، ونقل ابن قدامة عنه عند أبي عبد الله فعلها في جماعة المغني والشرح الكبير 1 \ 799 ، 800 . .(1/2219)
وبهذا يتضح أن الأئمة الأربعة على خلاف رأي الشيخ رحمه الله . يقول ابن حجر : جنح الجمهور إلى ما ذهب إليه عمر رضي الله عنه فتح الباري 4 \ 252 . . والإجابة عن الآثار التي رويت عن عمر رضي الله عنه وهي تدل بظاهرها على أن صلاة التراويح آخر الليل في البيت أفضل بإطلاق بعضها ، يعني سواء كانت في صلاة ليال رمضان أو غيره مثل أثري السائب وحبيب ، وبعضها في صلاة التراويح خاصة ، كما في أثري عبد الرحمن بن عبد القارئ وابن عباس . فالجواب عنها بأنه من المستبعد أن يأمر عمر بن الخطاب المسلمين بالمفضول ليتركوا الأفضل لا سيما وقد وافقه جماعة الصحابة ولا يستبعد أن يكون فهم ذلك من سنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فإنه كان قد صلاها وقد ذكر ذلك الباجي رحمه الله انظر تنوير الحوالك 1 \ 138 . . ثم إن ما جاء في أثري عبد الرحمن بن عبد القارئ وغيره يمكن حمله على أن المراد من أخر صلاتها في آخر الليل جماعة لا منفردا . وقد نقل النووي عن صاحب الشامل : أن الجماعة أفضل عند أبي العباس وأبي إسحاق من الشافعية واحتجا بإجماع الصحابة وإجماع أهل الأمصار على ذلك . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 296) واحتج النووي على كونها أفضل وأنه هو المذهب عند الشافعية بما روي عن عمر رضي الله عنه حين جمع الناس على أبي بن كعب انظر المجموع 4 \ 30 . .(1/2220)
وقد ناقش ابن قدامة رحمه الله : ما احتج به الطحاوي فقال : حديث أبي ذر : وهو أن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام تلك الليلة ، فقال : إن هذا خاص في قيام رمضان وهو مقدم على عموم ما احتجوا به - يعني من حديث زيد بن ثابت - الذي جاء فيه : صحيح البخاري الأذان (698),صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (781),سنن الترمذي الصلاة (450),سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1599),سنن أبو داود الصلاة (1044),مسند أحمد بن حنبل (5/186),موطأ مالك النداء للصلاة (293),سنن الدارمي الصلاة (1366). إن صلاة النافلة في البيت أفضل إلا المكتوبة . ثم قال : أما ترك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : صلاته التراويح جماعة فمعلل بكونه ( صلى الله عليه وسلم ) خشي أن تفرض على أمته ، وقد أمن أن يفعل ذلك بعد وفاته ( صلى الله عليه وسلم ) .(1/2221)
وأما الآثار التي احتجوا بها عن بعض الصحابة والتابعين فيقول ابن قدامة : إن من فضل منهم الصلاة وحده في البيت في النوافل ، مرادهم صلاة الليل دون ما يعمها ، يعني ما كانوا يعنون صلاة التراويح لأنها تصلى في جماعة انظر : المغني والشرح الكبير 1 \ 800 . . وقد ذكر النووي : بأن الدليل على كون صلاة النافلة في البيت أفضل ليس على عمومه وأنه مخصوص : لأن كثيرا من النوافل شرعت فيها الجماعة ، وذلك كصلاة العيدين ، والكسوف ، والاستسقاء ، وكذلك التراويح مشروع فيها الجماعة في المسجد وأنه الأفضل بخلاف غيرها من النوافل انظر شرح صحيح مسلم للنووي 6 \ 41 . . والذي يظهر مما سبق أن حجة من يقول : بأن صلاة التراويح الأفضل أن تصلى جماعة في أول الليل ، هي الراجحة ، وهذه مذهب عمر رضي الله عنه لأنه من المستبعد أن يأمر بذلك ويحث الناس عليه وغيره أفضل (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 297) منه ، ويكفينا في ترجيح ذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فعل ذلك وشاهد من فعله ولم ينكره ولولا خشية أن تفرض لاستمر على ذلك صلى الله عليه وسلم ، بل إن عمر رضي الله عنه فعل ذلك بمشاهدة الصحابة ، ولم ينكر عليه منهم أحد ، وقال في ذلك : نعمت البدعة على ما سيأتي وهذا ما درج عليه المسلمون في الحرمين الشريفين وغيرهما إلى يومنا هذا .(1/2222)
المسألة الخامسة: فهي أن في هذه الرواية التي رواها البخاري ، وأشار إليها البهوتي رحمه الله من رواية عبد الرحمن بن عبد القارئ ما يشعر بأن عمر رضي الله عنه حين أمر بأن تصلى صلاة التراويح جماعة ، ما كان يصلي معهم في بعض الأوقات وذلك أنه جاء في الأثر قول عبد الرحمن بن عبد القارئ ، فخرجت معه - يعني عمر - ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة إمامهم . قال ابن حجر عند كلامه على الأثر : وقوله : فخرجت معه ليلة والناس يصلون بصلاة إمامهم فيه إشعار بأن عمر كان لا يواظب على الصلاة معهم ، وكان يرى أن الصلاة في بيته ولا سيما في آخر الليل أفضل فتح الباري 4 \ 253 . . ويؤيد ما قاله ابن حجر رحمه الله : 21 - ما رواه محمد بن نصر في قيام الليل من طريق طاوس عن ابن عباس قال : كنت عند عمر في المسجد فسمع هيعة الناس فقال : ما هذا ؟ قيل : خرجوا من المسجد ، وذلك في رمضان ، قال : ما بقي من الليل أحب إلي مما مضى فتح الباري 4 \ 253 ، قال ابن حجر : رواه محمد بن نصر في قيام الليل . . 22 - وقد روى ابن أبي شيبة هذا الأثر ، لكنه لم يقل في روايته : أن (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 298) ابن عباس قال : كنت عنده في المسجد ، وإنما قال : دعاني عمر رضي الله عنه لأتغذى عنده - قال أبو بكر : يعني "السحور "في رمضان . وذكر الأثر . فإن هذه الآثار تدل على أن عمر لم يكن يواظب على صلاة التراويح جماعة كما يقول ابن حجر رحمه الله ، ولا غضاضة في ذلك فهذه حال السنة ، لم يؤمر بها عمر ولا غيره أمر إيجاب ، فكونه رضي الله عنه لم يواظب عليها لدلالة هذه الآثار على ذلك فنعم . لكن كونه كان يؤخر ذلك من أجل أن يصليها في بيته لأنه أفضل كما يقول ابن حجر رحمه الله ، فلا لما بينته في المسألة التي قبل هذه ، ولأن أثر ابن عباس هنا محمول على أن عمر رضي الله عنه ، لم يدرك صلاة التراويح كلها فقد يكون صلى معهم بعضها ثم انصرف ، يدل عليه أن ابن عباس يقول : كنت(1/2223)
عند عمر في المسجد . وهذا يوحي بأنه صلى معهم شيئا منها ، وإلا لماذا كان في المسجد . وقد جاءت روايات أخرى عن عمر رضي الله عنه تدل على أنه كان يصلي التراويح مع جماعة المسلمين في أول الليل . 23 - فقد روى ابن أبي شيبة بسنده عن عبد الله بن السائب ، قال : كنت أصلي في رمضان فبينما أنا أصلي سمعت تكبير عمر على باب المسجد قدم معتمرا فدخل فصلى خلفي . 24 - وجاء في أثر نوفل رقم ( 17 ) أن عمر حين أمر أبي بن كعب : أقام في آخر الصف انظر ص 14 ، رقم الأثر 17 . . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 299) 25 - وروى البيهقي بسنده إلى زيد بن وهب قال : كان عمر بن الخطاب يروحنا في رمضان ، - يعني بين الترويحتين - قدر ما يذهب الرجل من المسجد إلى سلع كنز العمال 8 \ 409 ، رقم 3472 ، قال الهندي : رواه البيهقي . . وسلع جبل معروف بالمدينة ، قريب من المسجد النبوي ، حوالي ربع ساعة ، للمشي على الأقدام . وفي نظري أنه لا داعي للتأويل ، إذ لا يستبعد أن يكون عمر رضي الله عنه هو إمامهم في تلك الليلة بناء على ظاهر الرواية ، وقد نقل ابن قدامة عن الإمام أحمد ، ما يشير على أن عمر كان يصلي بهم التراويح في بعض الأحيان . قال ابن قدامة : وقال الإمام أحمد : وقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اقتدوا بالخلفاء ، وقد جاء عن عمر أنه كان يصلي في الجماعة المغني والشرح الكبير 1 \ 799 . . إذن عمر رضي الله عنه خالف عادته حين أمر المسلمين بأن يصلوا صلاة التراويح جماعة في أول الليل فكان يصلي معهم وذلك دليل على أنه كان يرى ذلك أفضل وبخاصة حين قال في ذلك : نعم هذه البدعة على ما سيأتي .(1/2224)
المسألة السادسة : فهي أن رواية البخاري التي أشار إليها البهوتي رحمه الله ، جاء فيها قول عمر رضي الله عنه حين أمر بأن تقام صلاة التراويح جماعة في أول الليل ورأى المسلمين قد فعلوا ذلك ، قال : نعم البدعة . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 300) والبدعة لها عند أهل العلم معنى لغوي ومعنى شرعي اصطلاحي . فالمعنى اللغوي : هو أن يبدع الإنسان وينشئ أمرا لم يكن معهودا له . والبدع كما يقول صاحب اللسان : الشيء الذي يكون أولا انظر : مادة بدع في اللسان لابن منظور 8 \ 6 . . وعليه فلو أن الإنسان كان من عادته ألا يأكل اللحم مثلا ، وأكله أخيرا فإنه يعد مبتدعا في اللغة ، لأنه عمل عملا وأنشأه على غير عادته ، والظاهر أن عمر رضي الله عنه عنى بقوله في صلاة التراويح أو الليل : نعمت البدعة المعنى اللغوي ، وذلك لأنه رضي الله تعالى عنه كان من عادته وديدنه أنه يصلي صلاة الليل ومنها التراويح والوتر آخر الليل لا أوله ، فلما أمر المسلمين أن يصلوا تلك الصلاة في أول الليل وصلى معهم على خلاف عادته قال : نعمت البدعة يعني في حق نفسه لا أنه عنى البدعة الشرعية ، التي قال الشاطبي معناها : أن يحدث أمرا في الشرع على غير مثال انظر : الاعتصام 1 \ 36 ، 37 . . فهي أخص من البدعة اللغوية ومن ظن : أن قول عمر رضي الله عنه من ذلك القبيل فقد أخطأ الصواب ويعجبني ما قاله الشاطبي في قول عمر رضي الله عنه ، فهو يقول : فالعلوم الخادمة للشريعة وما كان له أصل في الشرع ليس ببدعة شرعية ، ومن سمى ذلك بدعة ، فإما على المجاز ، كما سمى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيام الناس في ليالي رمضان بدعة ، وإما جهلا بجوامع السنة والبدعة ، فلا يكون قول من قال ذلك معتدا به ولا معتمدا عليه انظر : الاعتصام 1 \ 36 ، 37 . . وهذا الذي قاله الشاطبي رحمه الله حق ، ولكنني لست معه ، في أن عمر رضي الله عنه سمى قيام الناس في ليالي رمضان بدعة . وإنما كان يعني بقوله(1/2225)
هذا نفسه لأنه كان قد خالف عادته وديدنه في أنه يصلي صلاة الليل ومنها الوتر في آخر الليل ، وأقره رسول الله (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 301) ( صلى الله عليه وسلم ) على ذلك كما هو ثابت . فهي إذن بدعة لغوية وليست شرعية ، ولو كانت شرعية ، فإن عمر قطعا لا يريدها بل هي مجاز كما قال الشاطبي رحمه الله . والدليل على أن عمر رضي الله عنه ما كان يقصد بقوله : البدعة الشرعية التي هي إحداث أمر في الشرع على غير مثال ، ما يأتي : 1 - أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) صلى التراويح جماعة في رمضان . فقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى عروة بن الزبير : أن عائشة رضي الله عنها أخبرته صحيح البخاري رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (1908),صحيح مسلم رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (761),سنن النسائي رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (1604),سنن أبو داود رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (1373),مسند أحمد بن حنبل (6/268),موطأ مالك رواه البخاري في (الإيمان) باب فضل من استبرأ لدينه برقم (52) ومسلم في (المساقاة) باب أخذ الحلال وترك الشبهات برقم (1599). (250). أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد ، فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم ، فصلوا معه ، فأصبح الناس ، فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فصلى فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج(1/2226)
لصلاة الصبح فلما قضى الفجر ، أقبل على الناس فتشهد ثم قال : أما بعد : فإنه لم يخف علي مكانكم ، ولكني خشيت أن تفرض عليكم ، فتعجزوا عنها ، فتوفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والأمر على ذلك . أفترى أن عمر يسمي صلاة التراويح جماعة بدعة وقد فعلها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ وهل فعل عمر رضي الله عنه بعد ذلك على غير مثال سابق ؟ كلا . 2 - وروى الطحاوي بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) شاهد أناسا يصلون بصلاة أبي فقال : نعم ما صنعوا . قال ابن حجر معقبا على هذا الحديث : هو ضعيف ، والمحفوظ : (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 302) أن عمر هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب ، يعني على إمام واحد فتح الباري 4 \ 252 . . لكن هذا المحفوظ عن عمر رضي الله عنه ، لا يمنع أن يكون الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) رأى بعض الناس فعل ذلك تطوعا فلم يمنعهم ، وما كل الناس اجتمعوا على إمام واحد في عهده ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإنما كان ذلك في عهد عمر رضي الله عنه . 3 - ونقل ابن حجر عن ابن التين : من أن عمر استنبط ذلك من تقرير النبي ( صلى الله عليه وسلم ) تلك الليالي وإن كان كره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك ، فإنما كرهه خشية أن تفرض عليه ، وترجح هذا عند عمر رضي الله عنه لما في الاختلاف من افتراق الكلمة فتح الباري 4 \ 252 . وهذا مؤيد لهذا الحديث الذي قال فيه ابن حجر أنه ضعيف . وأهل العلم المعتد بهم يعرفون أن ما سنه عمر سواء كان عن توقيف أو عن اجتهاد منه لا يقال فيه أنه بدعة شرعية في الدين . ولما ذكر ابن قدامة مشروعية صلاة الجماعة في التراويح قال : ولنا إجماع الصحابة على ذلك - يعني في عهد عمر - وجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأهله في حديث أبي ذر المغني والشرح الكبير 1 \ 800 . . أفترى أن الصحابة يجمعون على بدعة في الدين ولا يعارضون عمر في ذلك لو كانت كذلك ، بل إن(1/2227)
بعض الصحابة امتدح عمر رضي الله عنه في صنيعه ذلك بعد وفاته . 4 - فقد ذكر صاحب كنز العمال : أن ابن شاهين روى عن أبي إسحاق الهمداني قال : خرج علي بن أبي طالب في أول ليلة من (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 303) رمضان والقناديل تزهر - أي تضاء - وكتاب الله يتلى فقال : نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله تعالى بالقرآن . فهل يدعو علي رضي الله عنه لعمر بن الخطاب بالمغفرة والرحمة لو كان عمله بدعة شرعية أحدثت على غير مثال في الشرع ، أو كان ذلك العمل في مقابل السنة ، لو كان الأمر كذلك لكانت مذمومة ولما وافقه الصحابة ولما دعا له علي بن أبي طالب بعد وفاته . ثم لو لم يشهد لعمر رضي الله عنه فعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم في عهده على جواز اجتماع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح بخصوصها لكان في أصول الشرع ما يشهد لعمله لأن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أقام صلاة الجماعة في كثير من النوافل كصلاة العيدين والاستسقاء والكسوف ، وأوضح من ذلك . 5 - ما رواه البخاري في باب - صلاة النوافل جماعة - بسنده إلى ابن شهاب قال : أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري : صحيح البخاري رواه البخاري في (الاستقراض وأداء الديون) باب هل يعطى أكبر من سنه برقم (2392) ومسلم في (المساقاة) باب من استسلف شيئا وقضى خيرا منه برقم (1600). (1130). أنه عقل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعقل مجة مجها في وجهه من بئر كانت في دارهم فزعم محمود : أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : كنت أصلي لقوم ببني سالم ، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم ، فجئت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقلت له : إني أنكرت بصري ، وإن الوادي الذي بيني (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 204) وبين قومي(1/2228)
يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه ، فوددت أنك تأتيني فتصلي من بيتي مكانا أتخذه مصلى ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : سأفعل ، فغدا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأبو بكر رضي الله عنه بعدما اشتد النهار ، فاستأذن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : أين تريد أن أصلي من بيتك ؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فكبر وصففنا وراءه ، فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم . أليس في ذلك دليل لما صنعه عمر رضي الله عنه حين أمر بأن يجتمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح لأن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) صلى تلك الركعتين بمن كان خلفه جماعة ولم ينكر ذلك . وحاشا عمر رضي الله عنه أن يبتدع في الدين أمرا لا يريده الشرع أو لا يقره ، وهذا من مسوغات تأويل قوله : نعمت البدعة وإنه لم يرد البدعة الشرعية في الدين . ولو فرض أن عمر رضي الله عنه ، كان يقصد بالبدعة في الدين ، فإن مراده متجه على حد قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : صحيح مسلم الزكاة (1017),سنن النسائي الزكاة (2554),سنن ابن ماجه المقدمة (203),مسند أحمد بن حنبل (4/359),سنن الدارمي المقدمة (512). من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين ، أو كما قال ( صلى الله عليه وسلم ) .(1/2229)
ويعجبني ما قاله ابن حجر رحمه الله : حين قال : والتحقيق أن البدعة : إن كانت مما يندرج تحت مستحسن فهي حسنة ، وإن كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة ، وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة فتح الباري 4 \ 303 . . فإن قيل : إن ترك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صلاة التراويح جماعة هو السنة (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 305) وصلاتها جماعة هو البدعة ، لأن الفعل في مقابلة الترك كما ذكره في مواهب الجليل : فإنه قال : يعني البدعة جمعهم على قارئ واحد ، لأنهم كانوا قبل ذلك يصلون أوزاعا فجمعهم رضي الله عنه على قارئ واحد ، فهذا الجمع هو البدعة ، فإن قيل قد صلى بهم ( صلى الله عليه وسلم ) ثم ترك ، فكيف يجعل جمعهم بدعة ، فيقال : لما فعله عليه الصلاة والسلام ثم تركه فتركه السنة ، وصار جمعهم بعد ذلك بدعة حسنة مواهب الجليل 2 \ 70 . . وقد ثبت بأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ترك صلاة التراويح جماعة وتوفي على ذلك . فقد روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : صحيح البخاري الإيمان (37),صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (760),سنن الترمذي الصوم (683),سنن النسائي الصيام (2202),سنن أبو داود الصلاة (1371),مسند أحمد بن حنبل (2/241),سنن الدارمي الصوم (1776). من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقد من ذنبه ، قال ابن شهاب - أحد رواة السند - فتوفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما صحيح البخاري م1 ج2 \ 251 ، وانظر كنز العمال 8 \ 407 ، رقم 23466 . . قال ابن حجر في فتح الباري : يعني على ترك الجماعة فتح الباري 4 \ 252 . . وفي نظري أن هذا ليس فيه دليل على أن عمر أراد بدعة شرعية ، لأن ترك الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إنما كان شفقة وخشية أن تفرض(1/2230)
، فليس جمع الناس بعد وفاته ( صلى الله عليه وسلم ) بدعة شرعية ، وعمر رضي الله عنه هو أولى من غيره بمعرفة ذلك ، ولو كانت بدعة شرعية لما عملها ولما حث عليها رضي الله عنه .
وأما ما أراده عمر رضي الله عنه بقوله : نعمت البدعة ، فإن صاحب مواهب الجليل بعد أن ذكر أقوال بعض أهل العلم في معنى المراد من قول عمر قال : وأجاب سند - من علماء المالكية - بأنه أراد بالبدعة جمعهم مواظبة في المسجد في أول الليل على قارئ واحد ، (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 306) لا أصل الصلاة ، أما قيام رمضان فكان مشروعا كما بينا بأن قيام الليل بينهم معتاد فضلا عن رمضان ، ألا ترى إلى قول عمر : والتي تنامون عنها أفضل ؟ فخير قيام صلاة الليل آخر الليل فلم تستحق البدعة في ذلك من كل وجه مواهب الجليل 2 \ 70 . . وأخيرا أنقل كلام ابن الأثير رحمه الله في النهاية فإنه قال : وفي حديث عمر رضي الله عنه في قيام رمضان "ونعمت البدعة هذه "البدعة بدعتان : بدعة هدى ، وبدعة ضلالة ، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار ، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه ، وحض عليه الله ورسوله ، فهو في حيز المدح ، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به ، لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قد جعل له في ذلك ثوابا صحيح مسلم الزكاة (1017),سنن النسائي الزكاة (2554),سنن ابن ماجه المقدمة (203),مسند أحمد بن حنبل (4/359),سنن الدارمي المقدمة (512). من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها وقال في ضده : صحيح مسلم الزكاة (1017),سنن الترمذي العلم (2675),سنن النسائي الزكاة (2554),سنن ابن ماجه المقدمة (203),مسند أحمد بن حنبل (4/359),سنن الدارمي المقدمة (512). ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها وذلك إذا كان في خلاف(1/2231)
ما أمر الله به ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومن هذا النوع قول عمر رضي الله عنه : "نعمت البدعة هذه "لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة مدحها ، لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يسنها لهم ، وإنما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنما عمر رضي الله عنه جمع الناس عليها وندبهم إليها ، فبهذا سماها بدعة وهي على الحقيقة سنة لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : سنن الترمذي العلم (2676),سنن ابن ماجه المقدمة (44),مسند أحمد بن حنبل (4/126),سنن الدارمي المقدمة (95). عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، وقوله : سنن الترمذي المناقب (3662),سنن ابن ماجه المقدمة (97),مسند أحمد بن حنبل (5/382). اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر انظر النهاية مادة : بدع . . (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 307) وأنا قلت فيما مضى بأن عمر قصد البدعة في حق نفسه لأنه من عادته أن يؤخر صلاة الليل فلما صلاها مع المسلمين حين أمر بها أن تصلى جماعة ، قال ما قال : وقصد البدعة اللغوية ، إن شاء الله ولم أر من قال ذلك . وأخيرا أختتم حديثي عن صلاة التراويح جماعة في رمضان في فقه عمر رضي الله عنه وأهل العلم بعده بأثر رواه البيهقي في القراءة في التراويح فقد روى البيهقي وغيره بسندهم إلى أبي عثمان النهدي قال : دعا عمر رضي الله عنه بثلاثة قراء ، فاستقرأهم ، فأمر أسرعهم : أن يقرأ للناس في رمضان ثلاثين آية ، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمسا وعشرين آية وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية .
---
(1/2232)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عن تفسير نظم الدرر إلكترونيا
---
سؤال عن تفسير نظم الدرر إلكترونيا
---
عبدالرحيم
08-22-2005, 05:12 PM
إخوتي الأكارم..
هل تفسير نظم الدرر للبقاعي موجود إلكترونيا
سؤاء على شبكة الإنترنت أو على cd
جزاكم الله خيرا
---
(1/2233)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول أول من تعلم الخط العربي
---
حول أول من تعلم الخط العربي
---
محمد رشيد
09-05-2003, 05:40 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته ، من الذي علّم ( حرب بن أمية ) الكتابة ؟ حيث في رواية الداني بسنده إلى زياد بن أنعم أنه ( عبد الله بن جدعان ) ـ و هذا ما استظهره الزرقاني ـ وفي رواية الكلبي عن عوانة أنه ( بشر بن عبد الملك ) و الذي ورد أنه علم حرب بن أمية الكتابة ثم قدم من العراق و تزوج بنت حرب ـ و هي أخت أبي سفيان الصحابي الجليل رضي الله عنه ـ فعلّم عددا من القرشيين الكتابة ..... فأين أجد مصادر هاتين الروايتين ؟ و هل هناك من درسهما سندا ؟ و هل بالفعل لم يتم القرآن إلا حين كان للنبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أربعون كاتبا ؟
و أين تقع الأنبار من العراق ـ الآن ـ أسأل الله تعالى العزيز القدير أن يطهرها من المخنثين ، و أن يخذل من عاونهم من المنافقين ـ آمين ـ
---
أضواء البيان
09-07-2003, 10:29 PM
ذكرت هاتان الروايتان في:
المزهر في علوم اللغة، للسيوطي.
بلوغ الأرب في علوم العرب، للألوسي
---
محمد رشيد
09-08-2003, 10:40 PM
هل هناك من بحث مدى صحتهما
---
(1/2234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إضافة قيمة في علم الرسم العثماني (مبروك )
---
إضافة قيمة في علم الرسم العثماني (مبروك )
---
أضواء البيان
03-15-2007, 01:59 PM
نوقشت يوم الأربعاء الموافق 24 / 2 / 1428هـ
رسالة ماجستير بعنوان : كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، دراسة تاريخية وموضوعية
مقدمة من الباحثة : مها بنت عبدالله الهدب
المعيدة في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تكونت لجنة المناقشة من :
فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن سعيد الدوسري . ( المشرف على الرسالة مقررا )
فضيلة الشيخ الدكتور : بدر بن ناصر البدر ( عضوا )
فضيلة الشيخ الدكتور: السالم محمد محمود الشنقيطي. ( عضوا )
وقد منحت الباحثة درجة الماجستير بتقدير: ممتاز
نبارك للزميلة الفاضلة ، ونسأل الله أن ينفعها وينفع بها
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2007, 02:07 PM
ما شاء الله تبارك الله .
مبارك للأخت الكريمة مها ، ونسأل الله لها التوفيق والسداد ، وأن تكون هذه الدرجة عوناً لها على الطاعة والبحث العلمي والاستمرار في خدمة الدراسات القرآنية .
---
محب القراءات
03-16-2007, 06:34 AM
نبارك للأخت مها , ونسأل الله تعالى أن ينفع برسالتها وان يجعلها مباركة .
ونتمنى أن نرى عرضا لملخص بحثها وعناصره في هذا الملتقى المبارك .
---
(1/2235)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتب تحدثت عن التفسير اللغوي للقرآن الكريم
---
سؤال عن كتب تحدثت عن التفسير اللغوي للقرآن الكريم
---
سعد آل محمود
04-13-2006, 12:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة أعضاء المنتدى من مسؤولين وأعضاء، أرجو منكم إفادتي عن مراجع هذا العلم
ولكم الشكر
---
شعلة
04-13-2006, 12:51 PM
إليك أهم المصادر فيما أعلم :
التفسير اللغوي للقرآن الكريم د. مساعد الطيار
الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم د. محمد الشايع
وفقكم الله وأعانكم
---
سعد آل محمود
04-13-2006, 04:50 PM
بارك الله فيكم
وشكر لكم جهدكم
لكم مني الدعاء
---
مساعد الطيار
04-15-2006, 06:26 PM
1 ـ كتاب قضايا اللغة في كتب التفسير / المنهج ـ التاويل ـ الإعجاز ، للدكتور الهادي الجطلاوي ، نشر كلية الآداب ـ سوسه ، العربية ، دار محمد علي الحامي الجمهوؤية التونسية .
2 ـ العربية والنص القرآني ( دراسة للقضايا اللغوية في كتب إعراب القرآن ومعانيه في أوائل القرن الثالق الهجري ) ، للدكتور عيسى شحاته علي ، نشر دار قباء لطباعة والنشر والتوزيع / القاهرة .
3 ـ الدراسات اللغوية خلال القرن الرابع الهجري ( نزول القرآن الكريم ودوره في نشأة الدراسات اللغوية / مصادر البحث اللغوي ـ الأماي والمجالس ـ كتب علوم القرآن ـ المعاجم اللغوية ـ الظواهر اللغوية ، للدكتور حمودي زين الدين ، دار الكتب العلمية .
4 ـ التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن ، لعودة خليل أبو عودة ، مكتبة دار المنار ، الأردن ـ الزرقاء .
---
(1/2236)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الشوكاني
---
تفسير الشوكاني
---
ناصر السنة
06-30-2004, 11:37 PM
هل تفسير الشوكاني تفسير لاهل السنة والجماعة ام انه تفسير للزيدية
---
عبدالرحمن الشهري
07-01-2004, 12:11 AM
مرحباً بكم أخي الكريم ناصر السنة مرة أخرى وأسأل الله لك التوفيق.
تفسير الشوكاني :(فتح القدير الجامع بين الرواية والدراية في التفسير) من تفاسير أهل السنة والجماعة . وقد تأول بعض الصفات في تفسيره على خلاف منهجهم لكن ذلك لا يخرجه عن منهجهم إن شاء الله ، فقل من يسلم من المؤاخذات. وقد سبق نقاش حول هذا في مشاركة سابقة لبعض الإخوة الفضلاء على هذا الرابط :
تأويل الشوكاني لبعض آيات الصفات في تفسيره (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1120&highlight=%C7%E1%D4%E6%DF%C7%E4%ED).
---
ناصر السنة
07-01-2004, 08:15 PM
بارك الله فيك اخي الكريم
---
(1/2237)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى الكريم ( أي القرآن ) ولماذا اضيفت صفة الكريم للقرآن
---
ما معنى الكريم ( أي القرآن ) ولماذا اضيفت صفة الكريم للقرآن
---
أم عبدالرحمن
04-12-2007, 04:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اساتذتي الاجلاء
مطلوب مني الرد على
معنى ال كلمةكريم ( أي القرآن ) ولماذا اضيفت صفة الكريم للقرآن
وجزاكم الله خيرا
---
محمد كالو
04-12-2007, 06:55 PM
لقد وصف القرآن الكريم نفسه بعدة أوصاف وهو أعرف بذلك وهو كلام رب العالمين خير القائلين :
1 ـــ { هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } سورة آل عمران : 138.
2 ـــ { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ } سورة النساء : 105.
3 ـــ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } سورة النساء : 174 ـــ 175.
4 ـــ { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } سورة المائدة : 15 ـــ 16.
5 ـــ { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } المائدة : آية 66.(1/2238)
6 ـــ { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ } المائدة : آية 68.
7 ـــ { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْء } سورة الأنعام : 38.
8 ـــ { وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ َ } سورة الأنعام: آية 92.
9 ـــ { وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } سورة الأعراف : 204.
10 ـــ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } سورة يونس : 57.
11 ـــ { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ } سورة الاسراء : 9.
12 ـــ { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } سورة الزمر : 23.
13 ـــ { ْوَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } سورة فصلت : 41 ـــ 42.
14 ـــ { اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانٌَ } سورة الشورى : 17.
15 ـــ { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } سورة الزخرف : 4.
16 ــ { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } سورة الزخرف : آية 36.(1/2239)
17 ـــ { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } الزخرف: آية 43 ـــ 44.
18 ـــ { هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ } سورة الجاثية : 20.
19 ـــ { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } سورة محمد : 24.
20 ـــ { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } سورة ق : 1.
21 ـــ { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } سورة القمر : 40.
22 ـــ { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ، لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ } سورة الواقعة : 77 ـــ 79.
23 ـــ { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } سورة الحديد : 16.
24 ـــ { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } سورة الحشر : 21.
25 ـــ { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلاً } سورة المزمل : 4 ـــ 5 .
26 ـــ { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } سورة البروج : 21 ـــ 22.
27 ـــ { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } سورة الطارق : 13 ـــ 14.
28 ـــ { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا، قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ } سورة الكهف : 1 ـــ 2.(1/2240)
29 ـــ { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } سورة النحل : 89 .
30 ـــ { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } سورة طه : 124.
هذا بعض ما يتصف به القرآن من صفات وآثار حسنة فهو كتاب مبارك عزيز كريم مجيد وهو بيان وهدى وموعظة ورحمة وشفاء وذكر ونور نزل بالحق ليحكم بين الناس ويدخل المؤمنين في رحمة الله وفضله ويهديهم صراطاً مستقيماً وهو عليٌّ حكيم وبصائر للناس وقول ثقيل وفصل وما هو بالهزل, لذا فهو ـــ أي حقائقه التي جُعِلت هذه الألفاظ وعاءاً لها وهي كالأمثلة لتقريب تلك الحقائق والمعاني العميقة إلى الأذهان ـــ في كتاب مكنون ولوح محفوظ .
ونرى من هذه الصفات الكثيرة للقرآن صفة بارزة ومتداولة أكثر من غيرها على ألسنة الناس وهي ( الكريم ) قال الله تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) والكرم غاية في الوصف.
ويمكن أن ألخص وصف القرآن نفسه بأنه كريم لعدة أمور:
أولاً : لحسن ما فيه من بلاغة وفصاحة وإصابة المعنى .
ثانياً : كريم كرامة صاحبه وهو الله الكريم سبحانه.
ثالثاً : كريم كرامة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً : كريم لأن فيه تكريم الله لخلقه حين خاطبهم بنفسه ووجه إليهم كلامه مباشرة.
خامساً :كريم لأنه يبدأ في كل سورة ببسم الله الكريم .
سادساً : كريم لأنه يتضمن المكارم الدنيوية والأخروية .
سابعاً : كريم لأنه كتاب معطاء ، يعطي الثواب الجزيل على من قرأ حرفاً واحداً كما قال عليه السلام : من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف( رواه الترمذي وغيره ) .(1/2241)
ثامناً : كتاب كريم لأن جميع أرباب العلوم والمعرفة يغترفون منه وهو معين لا ينضب؛ فتجد الأصولي والفقيه والنحوي والأديب والمفكر والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والطبيب والمشرع والحاكم كلهم يأخذون منه ويستدلون بآياته ومع ذلك يبقى خالداً معطاءً .
تاسعاً : كتاب كريم حيث يكرم حافظه ويرفعه درجات قال عليه السلام : حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة ( رواه الطبراني ).
عاشراً : كتاب كريم لأنه كثير الخير والبركة .
والله تعالى أعلم.
---
أم عبدالرحمن
04-13-2007, 03:51 PM
ادعو الله تعالى أن يكرمك
وجزاك الله خيرا على هذا الشرح الوافي الكافي
والسلام عليكم
---
(1/2242)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة لأهل الملتقى
---
دعوة لأهل الملتقى
---
mohamadsyr
04-18-2004, 02:45 AM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ))
رحم الله الرنتيسي ونسأل الله تعالى أن يتقبله في زمرة الشهداء كما نسأله سبحانه أن يجمعنا معه عند حوض النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد :
إخوتي أهل ملتقى التفسير كلنا سمعنا وشاهدنا خبر اغتيال القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي فالذي أدعو إليه وأرجو أن يلبى النداء هو :
أن نعمل في ملتقى التفسير على نشر الآيات القرآنية التي تبعث في الأمة الأمل وتبعدها عن اليأس والقنوط
من خلال قراءات بيانية لهذه الآيات تدل على أننا نعيش القرآن واقعا لا مجرد تلاوة من غير تدبر .
لذلك فالواجب علينا أن نخصص رسائل اليوم وغدا احتراما لأرواح شهدائنا في مجال بث الأمل والحث على العودة إلى القرآن دستور الأمة الأول ودليل التائهين وملاذ الخائفين فاليوم الأمة في حالة ذهول وألم عجيب
فهيا ياحامل راية القرآن قم بواجبك وأظهر لنا أنك تعيش الأحداث وهذا لا يعني أني أنكر على الذين ينشرون أبحاثا ودراسات ترتبط بالدراسة الأكاديمية أو ترتبط بكتب التفسير أو تعلم التفسير ولكنني أرجو فقط تخصيص يوم أو يومين على الأقل ( مراعاة للأحداث التي تقع بالأمة وخاصة ما حدث اليوم من اغتيال لرمز من رموز الجهاد في سبيل الله ) لنشر الآيات التي توجه المسلمين إلى طريق النجاة والعرة في الدنيا والآخرة
أملي كبير أن يلبى طلبي فالحمد لله أهل الملتقى أصحاب علم وفضل فأفيدونا من علمكم فكلنا متعطشون إلى قراءة الواقع وتحليل الأحداث من منظار كتاب ربنا سبحانه وتعالى
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2004, 05:30 PM(1/2243)
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمد ورحم الله الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وتقبله عنده شهيداً .
وأتفق معك في أهمية الكتابة حول آيات الجهاد والشهادة في القرآن الكريم كتابة بيانية تبعث الأمل في نفوس المؤمنين بوعد الله ونصره لهذا الدين . وأرجو أن تجد هذه الدعوة صدى في نفوس الإخوة الكرام في الملتقى وفقهم الله وأخص أخي الكريم الأستاذ محمد إسماعيل عتوك الذي عودنا على دراساته البيانية المتفردة وفقه الله.
---
محمد إسماعيل
04-19-2004, 02:27 AM
تلبية لدعوة الأخ (mohamadsyr )، واستجابة مني لرغبة أخي عبد الرحمن الشهري، أتقدم إليكم بهذه المشاركة، هدية لروح الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، تقبله الله تعالى في قافلة الشهداء، وغفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر00 اللهم آمين!
ركزوا رفاتك في الرمال لواء= يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارًا من دم= يوحي إلى جيل الغد البغضاء
ــــــــــــــــــــــــ
من أ سرار الإعجاز البياني في القرآن
قال الله تعالى في صفة اليهود:(وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) [البقرة:61]
وقال جل جلاله في الآية الأخرى:{ ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وضربت عليهم المسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }
[آل عمران:112]
أخبر الله تعالى في هاتين الآيتين الكريمتين عن اليهود، بأنهم مَوْسُومون بالذلة، والمسكنة، وغضب من الله تعالى؛ لكفرهم بآياته، وقتلهم لأنبيائه بغير حق، وعصيانهم له، واعتدائهم على خلقه0(1/2244)
وفي قوله سبحانه:{ وضربت عليهم الذلة والمسكنة } استعارة مكنية؛ حيث شبه كلاًّ من ( الذلة والمسكنة ) بالخيمة، التي تضرب على من فيها، فتشتمل عليه0 أو: بالطين، الذي يضرب على الحائط، فيلزمه00 وعلى الوجهين يكون كناية عن كون اليهود أذلاءَ صاغرين، وأهل مسكنة وفقر؛ إما على الحقيقة، وإما لتصاغرهم، وتفاقرهم0 فلا يوجد يهودي على وجه الأرض، وان كان غنياً، خالياً من زي الفقر، وخضوعه ومهانته
وفي قوله سبحانه:{ وضربت عليهم الذلة }، ثم قوله:{ ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس } ما يسأل عنه00 وهو: لماذا أطلق سبحانه لفظ ( الذلة ) في الأول، وقيده في الثاني؟
ويجاب عن ذلك بأن المراد بالذلة الأولى: الذلُّ، والمهانة، والصغار على إطلاقه0 أما الذلة الثانية فالمراد منها ـ كما ذكر الفخر الرازي:" أن يحاربوا، ويقتلوا، وتغنم أموالهم، وتسبى ذرا ريهم، وتملك أراضيهم "0 وفسرها الألوسي بذلة هدْر النفس، والمال، والأهل0
ومما يدل على أن المراد بالذلة، في كل من الآيتين، ما ذكرناه من معنى، أن السياق يقتضيه؛ إذ ورد ضرب الذلة عليهم في آية البقرة عقب قوله تعالى، حكاية عن اليهود من بني إسرائيل:
{ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم }0
ثم أخبر سبحانه عنهم بقوله:{ وضربت عليهم الذلة00 } الآية، فجاء بضمير الغائب، عقب ضمير المخاطب للإشارة إلى أن ذلك راجع إلى اليهود جميعهم، وشامل للمخاطبين بقوله تعالى:{ فإن لكم ما سألتم }، ولمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة0 ولهذا وهِم من عدَّ ذلك من قبيل الالتفات.(1/2245)
أما ضرب الذلة عليهم- في آية آل عمران- فقد ورد عقب قوله تعالى، في معرض الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين:{ لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون }[آل عمران:111]0 أي: لن يضروكم إلا ضررًا مقتصرًا على أذى، بقول من طعن في الدين، أو تهديد، أو نحو ذلك0 وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار منهزمين، ولا يضروكم بقتل، أو أسر، ثم لا يكون لهم نصر من أحد، ولا يمنعون منكم0
ثم أخبر سبحانه عقب ذلك عنهم بقوله:{ ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وضربت عليهم المسكنة }0 أي: أينما وجدوا، أخذوا، وقتلوا0 فهو كقوله تعالى:{ فاقتلوهم حيث ثقفتموهم }[البقرة:191]0
أما قوله تعالى:{ إلا بحبل من الله وحبل من الناس } فيقتضي أن تلزمهم هذه (الذلة)، فلا تزول عنهم، أينما وجدوا، إلا بحبل من الله وحبل من الناس، على ألا يظهروا المحادَّة لله ورسوله، بالاتفاق؛ لقوله تعالى:{ عن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين }[المجادلة:20]00 وقوله تعالى:{ ألم يعلموا أنه من يُحادِدِ الله ورسوله فإن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم }[التوبة:63]0
فليس معهم حبل مطلق، بل مقيد، فهذا الحبل لا يمنعهم أن يكونوا أذلة، إذا فعلوا ما لم يعاهدوا عليه0 والمراد بالحبل: العهد والذمة0 أي: لا عز لهم قط إلا بهذه الواحدة، وهي التجاؤهم إلى العهد والذمة، لما قبلوه من الجزية0
وفي ذلك تنبيه على أن الكافر يحتاج إلى عهدين: عهد من الله تعالى، وعهد من الناس، يبذلونه له00 والأول يقتضي أن يكون ذلك الكافر من أهل كتاب أنزله الله تعالى، فإن لم يكن فلا عهد له، لا من الله تعالى، ولا من الناس0(1/2246)
فالاستثناء ـ هنا كما قال الألوسي متابعاً في ذلك الزمخشري ـ استثناء مفرَّغ من أعمِّ الأحوال0 والمعنى على النفي. أي: لا يسلمون من الذلة في حال من الأحوال، إلا في حال أن يكونوا معتصمين بذمة الله تعالى، أو كتابه الذي آتاهم، وذمة المسلمين، فإنهم بذلك يسلمون من القتل، والأسر،وسَبْي الذراري، واستئصال الأموال0
وقوله تعالى:{ وباءوا بغضب من الله }0أي: رجعوا به، واحتملوه وهو كناية عن استحقاقهم له، واستيجابهم إياه0 وهو من قولهم: باء فلان بفلان: إذا صار حقيقاً أن يقتل به0 فالمراد: صاروا أحقَّاء بغضب الله سبحانه00 وفي تنوين( الغضب ) تعظيم لشأنه، وتفخيم له، وفي وصفه بكونه من الله تعالى تعظيم بعد تعظيم، وتفخيم بعد تفخيم0
ويفهم مما تقدم أن ( الذلة ) المذكورة في الآيتين، وكذلك ( المسكنة )، لم تلصق باليهود، بعد ظهور دولة الإسلام ـ كما ذكر بعض المفسرين؛ وإنما ضربت عليهم ـ كما ذكر الشيخ ابن تيمية، من حين بعث المسيح صلى الله عليه وسلم فكذبوه، واستمر ذلك في أحفادهم، وسيستمر إلى يوم القيامة0 يدل على ذلك قوله تعالى:{ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة }[آل عمران:55]0
فإذا ثبت ما ذكرناه، كان ذلك من باب المعجزات؛ لأنه- مع كونه إخبارًا عما مضى- هو إخبار عن غيب وقع، وعن غيب سيقع، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها!
ــــــــــــــــــــــــــ
وللحديث بقية إن شاء الله!
محمد إسماعيل عتوك
---
عبدالرحمن الشهري
04-19-2004, 10:35 AM
بارك الله فيكم .
---
محمد إسماعيل
04-19-2004, 03:03 PM
تتمة لما ذكرته في المقال السابق أقول، وبالله المستعان:(1/2247)
أشار الله جل جلاله بقوله:{ ذلك } الأولى، في الآيتين الكريمتين السابقتين، إلى ما تقدم ذكره، من ضرب الذلة، والمسكنة على اليهود، وإلحاق الغضب بهم00 وما بعدها، من قوله تعالى:{ بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله00 } تعليل للمشار إليه0أي: ذلك المشار إليه كائن بسبب كفرهم، وقتلهم الأنبياء بغير حق0
أما { ذلك } الثانية، من قوله تعالى:{ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }- في الآيتين الكريمتين- فهو إشارة إلى كفر أولئك اليهود بآيات الله تعالى، وقتلهم الأنبياء بغير حق00 وما بعدها تعليل له0 وليس تكريرًا للأول، يراد به التأكيد ـ كما ذهب إلى ذلك أكثر المفسرين؛ لأن التأكيد يجب أن يكون بشيء أقوى من المؤكَّد0 ومعلوم أن العصيان أقلُّ حالاً من الكفر بآيات الله تعالى0 فلهذا لا يجوز تأكيد الكفر به0 وكذلك لا يجوز تأكيد قتل الأنبياء بالاعتداء؛ لأنه أقلُّ حالاً منه0
وعلى هذا يكون قوله تعالى:{ بما عصوا } راجع إلى قوله تعالى:{ كانوا يكفرون بآيات الله }0 وقوله تعالى:{ وكانوا يعتدون } راجع إلى قوله تعالى:{ ويقتلون النبيين بغير الحق }0 فيكون جل جلاله قد ذكر شيئين، وقابلهما بشيئين؛ كما ذكر أولاً شيئين، وقابلهما بشيئين00 وهذا نوع من اللفِّ والنشْر لطيفِ المسلك، ويعد من محاسن الكلام، وجودة تركيبه0 وبذلك يخرج عن التكرير بدعوى التأكيد؛ كما ذكرنا أنفا0
وذكر الفخر الرازي وجهًا آخر محتملا؛ وهو أن يكون المراد من قوله تعالى{ ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات00 }: مَن تقدم من اليهود00 ويكون المراد من قوله تعالى{ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }: مَن حضر منهم في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم0(1/2248)
وعلى هذا لا يلزم التكرار أيضًا؛ فكأنه تعالى بيَّن علة عقوبة من تقدم منهم، ثم بيَّن أن من تأخر منهم، لما تبع من تقدم، كان لأجل معصيته، وعداوته مستوجبًا لمثل عقوبتهم، حتى يظهر للخلق جميعًا أن ما أنزله الله بالفريقين منهم، من البلاء والمحنة، ليس إلا من باب العدل والحكمة!
وقال تعالى: في آية البقرة:{ ويقتلون النبيين بغير الحق }، ثم كرر ذلك بصيغة أخرى في آية آل عمران، فقال:{ ويقتلون الأنبياء بغير حق }0 وقد سبق ذلك قوله تعالى، في أول آل عمران:{ ويقتلون النبيين بغير حق }[آل عمران:21]، ثم قوله تعالى، في النساء:{ وقتلهم الأنبياء بغير حق }[النساء:155]00 فدلَّ ذلك على أن بين ( النبيين ) و( الأنبياء ) وبين ( غير الحق ) و( غير حق ) فرقًا في الدلالة0 فما هذا الفرق، وما فائدته؟
وقد أجاب أبو حيان عن الأول بقوله:" ولا فرق في الدلالة بين(النبيين) و(الأنبياء)؛ لأن الجمعين، إذا دخلت غليهما الألف واللام، تساويا، بخلاف حالهما، إذا كانا نكرتين، لأن جمع السلامة، إذ ذاك ظاهر في القلة، وجمع التكسير على (أفعلاء) ظاهر في الكثرة "00 ولهذا عدَّ أبو حيان هذه المخالفة بين الجمعين من باب التفنن في الكلام0 وللمفسرين أقوال أخرى في التعليل لذلك، لم نذكرها خشية الإطالة0(1/2249)
والظاهر أن ما قاله أبو حيان هو الأنسب بالمقام0 فكلا الجمعين يراد به التعبير عن الكثرة للعلة التي ذكرها؛ وهي اقتران كل منهما بالألف واللام00 ولكن خولف بينهما، فجيء بـ(النبيين) في أول آل عمران، وفي البقرة بصيغة جمع السلامة؛ ليكون موافقًا لما ذكِر بعده من الجموع؛ وهو قوله تعالى:{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }[البقرة:62]0 وقوله تعالى في أول آل عمران:{ إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم }[آل عمران:21]0 فجيء بـ(النبيين)؛ ليكون موافقا لما قبله، وما بعده00 فلو جيء ـ في الموضعين- بـ(الأنبياء) بدلا من (النبيين)، لكان نشزًا من الكلام، يأباه النظم البليغ!
أما السؤال الثاني فقد أجيب عنه بأن الحق الأول، عرِّف بـ (ال) العهدية إشارة إلى الحق المعهود، الذي أذن الله تعالى أن تقتل النفس به، وهو المذكور في قوله تعالى: { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق }[الأنعام:151]0 وعلى هذا جاء قوله عليه الصلاة والسلام:" لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان، وقتل نفس بغير حق "00 أما الحق الثاني فنكِّر؛ لأن المراد به تأكيد العموم0 أي: لم يكن هناك حق، لا هذا الذي عرفه المسلمون ولا غيره0
وفي قوله تعالى:{ ويقتلون النبيين بغير الحق } أو { الأنبياء بغير حق } ما يسأل عنه؛ لان قتل الأنبياء ـ عليهم السلام ـ لا يكون بحق، ولا غير حق، ولكن يكون على الحق00 فلم ذكر ذلك؟.. وما الفائدة من ذكره؟(1/2250)
وأجاب أبو حيان عن ذلك بقوله:" لم يرد هذا على أن قتل النبيين ينقسم إلى قتل بحق، وقتل بغير حق0 بل ما وقع من قتلهم؛ إنما وقع بغير الحق؛ لأن النبي معصوم من أن يأتي أمرًا يستحق عليه فيه القتل00 وإنما جاء هذا القيد على سبيل التشنيع لقتلهم، والتقبيح لفعلهم مع أنبيائهم0 أي: بغير الحق عندهم0 أي: لم يدَّعو في قتلهم وجهًا، يستحقون به القتل عندهم "0
هذه هي صفات اليهود القبيحة، وهذه هي أخلاقهم البشعة، تكشف لنا عنها هذه الآيات الكريمة، وتفضح أصحابها، الذين يحاولون سترها بثوب شفاف من الرياء والخداع والمكر00 ولهذا استحقوا غضب الله تعالى، وضرب الذلة والمسكنة عليهم إلى يوم القيامة0 فواهم كل الوهم أولئك الذين يعتقدون، أو يظنون أن اليهود ينشدون السلام، ويسعون من أجل تحقيقه0 فهم لا يطلبون سلامًا، ولكن يطلبون استسلامًا0 وأنى لهم ذلك، وما زال في هذه الأمة شباب، يحملون على الأكف أرواحهم الطاهرة، ويستقبلون الموت بصدوهم العارية؛ ليفجروا أجسامهم دفاعًا عن الشرف والعزة والكرامة، ابتغاء مرضاة ربهم، وما زال نداؤهم يتردد صداه عبر الآفاق:
فلسطين تحميك منا الصدور فإما الحياة وإما الردى
ــــــــــــــــ
محمد إسماعيل عتوك
---
عبد القادر يثرب
04-20-2004, 11:50 PM
بارك الله بكم وبارك بهذه المشاعر الطيبة تجاه الشهداء
وشكر خاص للأستاذ الفاضل محمد اسماعيل عتوك على أبحاثه القيمة في إعجاز القرآن الكريم
---
(1/2251)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب فتوح الشام للواقدي " ورد "
---
حمّل كتاب فتوح الشام للواقدي " ورد "
---
مسك
10-30-2004, 04:18 PM
يعد الكتاب من أهم الكتب في ذكر تواريخ الشام وذكر معاركها ويتكون الكتاب من جزأين بدأ في الجزء الأول بذكر وصية للجند وذكر المعارك ، وفي الجزء الثاني ذكر الفتوحات التي تمت في بلاد الشام.
أضغط هنا لتحميل الكتاب ولا تنسانا من الدعاء ... zip (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31705)
---
(1/2252)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار ومشورة
---
استفسار ومشورة
---
منصور مهران
12-23-2006, 11:45 AM
تلقيت اليوم كتاب ( المبهج في القراءات السبع المتممة بابن محيصن والأعمش ويعقوب وخلف ) تأليف سبط الخياط البغدادي ، وهو عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله ، المتوفى سنة 541 هج .
وهذا الكتاب في ثلاثة أجزاء ، وعليه عبارة ( تحقيق ) سيد كسروي حسن ؟ من إصدارات دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1427 هج = 2006 م .
وظننت أن هذا الكتاب لقي عناية من بعض طلاب الدراسات العليا ، في مرحلة الماجستير أو مرحلة الدكتورية ، وكأني سمعت بهذا منذ أمد بعيد ، ورغبت أن أتحقق من ظني ومدى صحته :
فهل لديكم يا إخواني معرفة بالكتاب وبمن حققوه غير هذا ؟
---
نورة
12-23-2006, 01:39 PM
الشيخ الفاضل
نفع الله بك
قد تُحدث عن الكتاب هنا في الملتقى
وتجده على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6188&highlight=%C7%E1%E3%C8%E5%CC
---
منصور مهران
12-23-2006, 11:48 PM
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )
فإن عبادك يؤاخذون
---
(1/2253)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصحف العريس للنشر المكتبي
---
مصحف العريس للنشر المكتبي
---
Mohmmad
06-21-2005, 12:30 AM
هل سبق وان جرب أحدكم برنامج مصحف النشر المكتبي من شركة العريس الاصدارالرابع ...؟؟؟
أرجو إفادتي عن البرنامج .. وجودة الخط المستخدم فيه ..؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
06-21-2005, 01:42 AM
أخي الكريم محمد وفقه الله
جربت برنامج (مصحف النشر المكتبي لحرف) وبرنامج مصحف النشر لشركة العريس الإصدار الرابع ، فوجدت أن مصحف النشر المكتبي لشركة العريس في إصدارته رقم 4 أفضل من حيث جودة الخط وقربه الشديد من خط عثمان طه لمصحف المدينة النبوية. ومن الملاحظات التي رأيتها فيه من حيث الاستخدام :
- لا بد أن تحدد الدقة التي تكتب بها كل مرة تفتح البرنامج حتى تكون الطباعة على طابعة الليزر واضحة . وهي 2400 بدل 300 التي هي الدقة الافتراضية للبرنامج . وقد كتبت للشركة المبرمجة بذلك فذكروا لي أنهم قد تلافوا هذا في النسخة رقم 4.2 ولعلها صدرت هذه الأيام.
- أن الآيات فيه تكون على هيئة صورة ، ويكبر حجم الملف من أجل ذلك. فمثلاً : لو كتبت بحثاً في 900 صفحة مثلاً في ملف وورد ، وهذا الملف محفوظ تحت مجلد سميته (الرسالة) فإنه حجم مجلد الرسالة يصل إلى 35 جيجا تقريباً. ولا تستطيع حفظه على قرص ليزر مثلاً. ولكنك لو نظرت إلى حجم ملف الوورد فقط تحت المجلد لوجدت حجمه لا يتجاوز 300 ميجا بايت. والسبب في ذلك حجم الملفات المخفية للصور التي تمثلها الآيات القرآنية لمصحف العريس. فيكون الحل في هذه الحالة هو أن تحفظ ملف الورود بمفرده دون المجلد.
- ثقل تعامل الجهاز مع البرنامج ، وتقل هذه المشكلة إذا كانت مواصفات الجهاز متقدمة .(1/2254)
- رأيت الأخ أيمن صالح شعبان وفقه الله ، ذكر بعض الأخطاء في مصحف النشر لشركة العريس في مشاركة سابقة في الملتقى ولم يتسن لي مراجعتها والتحقق منها فلعلك تفعل ذلك وفقك الله.
وانظر المشاركة هنا
بيان بالأخطاء التي وقعت في برنامج العريس للرسم العثماني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3184)
---
Mohmmad
06-22-2005, 09:42 PM
حقيقة لم اقتن البرنامج ... ولذلك سالت عنه ... من باب البحث عن الأجود ...
والواقع أنني طلبت من الأخ أيمن أن يضع لنا نسخة مكتملة من البرنامج الذي قام بإعداده بخط عثمان طه ..... لكن يبدو أنه شغل بمصحف ويب .... وفي تقديري الخاص أن حاجتنا للمصحف الذي هو بخط عثمان طه ..... أكبر من حاجتنا لمصحف ويب ... هذه وجهة نظري ...
وفقك الله
---
عبدالرحيم
06-23-2005, 10:56 PM
أخي الفاضل ..
هل جربت مصحف الدوالج ؟
http://arabiasoftware.com/as/Software/DefaultA.asp?CatId=4&SubCatId=401&SoftId=178
جربته في أطروحتي ووجدته يسيراً جداً
---
Mohmmad
06-25-2005, 05:04 PM
جربته .. لكن خطه ليس بذاك
---
(1/2255)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سنن سعيد بن منصور للتحميل لأول مرة على ملفات ورد
---
سنن سعيد بن منصور للتحميل لأول مرة على ملفات ورد
---
مسك
07-27-2005, 06:52 AM
اسم الكتاب : سنن سعيد بن منصور
اسم المؤلف : الإمام الحافظ سعيد بن منصور
وهو أحد الأئمة الحفاظ وأحد رجال الكتب الستة ممن رضيه الجماعة وأخرجوه في كتبهم
نبذة عن الكتاب :
الكتاب شامل لمعظم أبواب الدين مع الإهتمام بما يتعلق بالفقه والأحكام والاختلاف فيها , وإبراز هذا الإختلاف وهذا الذي دعاه إلى الإهتمام بأقوال الصحابة والتابعين وفتاويهم .
قيمة الكتاب العلميّة :
1- أحد الكتب القليلة التي تعني بتخريج الآثار عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم .
2- يمتاز الكتاب بـ علوّ الإسناد
3- كثرة العزو إليه عند الفقهاء والمحدثين والمفسرين وغيرهم .
4- تفرد المصنف ببعض الآثار التي لا توجد في غيره .
5- ذكره لبعض الآثار التي يشاركه فيها بعض أصحاب الكتب المفقودة كعبد بن حميد وابن المنذر
6- تفرده ببعض الطرق التي تقوي طرقاً أخرى .
وما يؤخذ على الكتاب :
1- أنه يخلي بعض الكتب من سننه أحياناً من التبويب كما صنع في فضائل القرآن
2- إخلاله أحيانا بترتيب بعض الأحاديث التي تتعلق بتفسير الآيات التي يتطرق لها في كتاب التفسير
3- وقوع المؤلف في بعض الأوهام في بعض الأحيان والشكّ في أحيان أخرى .
4- عدم ذكره للآيات التي يتطرق لتفسيرها .
5- إخراجه بعض الأحاديث من طريق بعض الرواة الذين أشتّد ضعفهم .
::::: أضغط هنا لتحميل سنن الحافظ سعيد بن منصور ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=8&book=1932)
نسخ وترتيب وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية
---
أبو صلاح الدين
07-28-2005, 03:35 PM
شكرا جزيلا لك, وبارك الله فيك.
---
(1/2256)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من أجل محمد ، موقع جديد يحتاج لمشاركاتكم
---
من أجل محمد ، موقع جديد يحتاج لمشاركاتكم
---
فداك رسولي
04-09-2006, 09:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذا إخواني موقع جديد لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، رغبت في عرضه عليكم يا كرام فأنتم أهل القرآن لتقوموا بالمشاركة فيه ونشره لتعم الفائدة والأجر
http://www.formohammad.com/
---
طالبة العلم ..
04-11-2006, 09:00 PM
جزاكم الله خير ..
هل هذا الموقع الذي أشر عليه الشيخ محمد المنجد
---
رشا عصر
04-14-2006, 01:07 AM
http://جزاكم اللهhttp://www.shumool.com/m/ خير
---
(1/2257)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف تسجل الاعمال علينا;;
---
كيف تسجل الاعمال علينا;;
---
tafza
03-25-2005, 10:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته;
من امضى يومه في غير حق قضاه ، او فرض اداه ، او مجد بناه ،او حمد حصله او خير اسسه او علم اقتبسه فقد عق يومه؛؛
كيف تسجل علينا الاعمال التي نقوم بها في الدنيا وتعرض علينا في الاخرة ؛؛
ـ اذا كان الناس في العصور الخالية لا يتصورون كيف تسجل اعمال الانسان واقواله ثم تعرض عليه يوم القيامة فان الانسان القرن الحادي والعشرين يجب عليه ان لا يستبعد ذلك وخاصة بعد تقدم الانسان في اكتشاف مناهل الحياة والاختراعات ؛؛
ولقد اثبت العلم اليوم ان ما يقوم به الانسان من عمل او يتحدث من كلام يسجل عليه تسجيلا دقيقا وسيبقى هذا التسجيل قائما الى ما شاء الله ؛؛
فنحن حين نريد الكلام ؛ نقوم بتحريك الشفاه وتتحرك الالسنة فتتحرك معها موجات في الهواء وقد كتب الله لهذه الموجات ان تظل محفوظة لا تزول ولا تمحى ؛ فتظل هذه الامواج الصوتية تتحكرك منذ ان تكلم الانسان فهذه قضية سلم بها العلماء في القرن العشرين وهي لا تصطدم مع ما جاء به الاسلام في تسجيل اعمال الانسان واقواله بل تتفق معه الاتفاق كله ؛؛
واما عن الاعمال التي يقوم بها في الضوء او الظلام امام مشهد من الناس او في الخلوة فهي ايضا مسجلة لان الانسان تصدر منه حرارة بصورة مستمرة وهذه الموجات الحرارية التي تصدر من الانسان تظل مكانها لا تزول ؛؛
ويمكن ان تلتقط لها صور فتعطينا صورا فوتوغرافية عن اعمالنا التي قمنا بها ؛؛
واذا كان العلم يستطيع ان يخرج صورا لما مضى في العهود القديمة فقد استطاع ان يصور ما وقع قبل ساعات ؛؛(1/2258)
{ الاسلام يتحدى } والتفاصيل العلمية ـ يتضح منها جليا ان اجهزة الكون تقوم بتسجيل كامل لكل اعمال الانسان فكل ما يدور في اذهاننا يحفظ الى الابد وكل ما ننطق به من كلمات تسجل بدقة فائقة ؛؛
فنحن نعيش امام كاميرات تعمل دائما ولا تفرق بين ليل او نهار ؛ حتى اعمالنا القلبية والعضوية كلها تسجل بدقة تامة ؛ وما بيدنا الا ان نسلم ان كلا منا سوف يقدم امام محكمة الهية ؛ التي اعدت هذا النظام العظيم لتحضير الشهادات والله اعلم ؛؛
---
(1/2259)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج حديث الترغيب في الحج والترهيب من تأخيره أكثر من خمس سنوات
---
تخريج حديث الترغيب في الحج والترهيب من تأخيره أكثر من خمس سنوات
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 10:26 AM
تخريج حديث الترغيب في الحج والترهيب من تأخيره أكثر من خمس سنوات
---
(1/2260)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات
---
نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات
---
مساعد الطيار
06-26-2003, 02:39 PM
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد فتح الأخ الفاضل أبو مجاهد زاوية مفيدة في هذا الملتقى ، وأعاد عنوانها للتوافق مع مضمونها أكثر ، ولتكون واضحة لمن أراد أن يشارك فيها .
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=41)
وهذه الزاوية نفيسة جدًّا ، لأنك قد تجد في كتابٍ من كتاب الأدب ، أو من كتب التاريخ ، أو من كتب التراجم ، أو غيرها = تعليقات على بعض الآيات هي كالشوارد التي لا يمكن أن تُعقَل بعقالٍ إلا عقال التقييد ، وقد كفانا الأخ الفاضل أبو مجاهد في هذا الملتقى مكان عقلِ هذه الفوائدِ ، فكل من ظفر بصيد طرحه في هذه الزاوية ، حتى يجتمع لأرباب هذا التخصص فوائد هذه الشوارد في مكان واحد يرتادونه ، وينهلون منه .
وإني أستأذنه في طرح هذه المشاركة مستقلة ، لطولها ، ثمَّ يمكن بعد ذلك ضمُّها إلى زاويته المباركة .
وهذا الصيد الذي أقدمه لكم من نفائس الوزير الحنبلي ابن هبيرة ( ت : 560 ) ، وهي تدلُّ على فكر ثاقب ، ونظر عميق ، وتدبر في كتاب الله ، وسعة اطلاعٍ في العلم ، وسأرتبها مرقمة ، وسأحذف مما ذكره المصدر ما لا علاقة له بالآيات ، وهو صالح لأن يخرج في كراسٍ صغير مع التعليق عليه ، وموازنته بما ذكره غيره من العلماء في الآيات التي أظهر فيها فوائد والله الموفق .
قال ابن رجب في ذيل الطبقات 1/264
قال ابن الجوزي في المقتبس :(1/2261)
(1) سمعت الوزير يقول : الآيات اللواتي في الأنعام ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ) [الأنعام: من الآية151] محكمات ، وقد اتفقت عليها الشرائع ، وإنما قال في الآية الأولى : ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [البقرة: من الآية73 ] في الثانية : ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأنعام: من الآية152] وفي الثالثة : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: من الآية21] ؛ لأن كل آية يليق بها ذلك ، فإنه قال في الأولى : ( أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [الأنعام: من الآية151] والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له ، ويدعوا العقل إلى بر الوالدين ، ونهى عن قتل الولد ، وإتيان الفواحش ؛ لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته ، فكذلك هو ، ينبغي أن يجتنبها ، وكذلك قتل النفس ، فلما لاقتت هذه الأمور بالعقل ، قال : ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ولما قال في الآية الثانية : ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ ) [الأنعام: من الآية152] والمعنى : أذكر لو هلكت فصار ولدك يتيماً ، واذكر عند ورثتك ، لو كنت الموروث له ، واذكر كيف تحب العدل لك في القول ؟ فاعدل في حق غيرك ، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن ، فلاق بهذه الأشياء التذكر ، فقال : ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأنعام: من الآية152] وقال في الثالثة : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) [الأنعام: من الآية153] ، فلاق بذلك اتقاء الزلل ، فلذلك قال : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: من الآية21] .
(2) قال : وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) [صّ: من الآية80] قال : ليس هذا بإجابة سؤاله ، وإنما سأل الانتظار ، فقيل له : كذا قدر ، لا أنه جواب سؤالك ، لكنه مما فهم .(1/2262)
(3) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) [التوبة: من الآية51] قال : إنما لم يقل : ما كتب علينا ؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن ، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له ، إن كان خيراً فهو له في العاجل ، وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل .
(4) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( حِجَاباً مَسْتُوراً ) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير : يقولون : ساتراً ، والصواب : حمله على ظاهره ، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ .
(5) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ) [الكهف: من الآية39] قال : ما قال : ما شاء الله كان ولا يكون ، بل أطلق اللفظ ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن .
(6) قال : وتدبرت قوله تعالى : ( لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) [الكهف: من الآية39] فرأيت لها ثلاثة أوجه .
أحدها : أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته ، ويسلم الأمر إلى مالكه .
والثاني : أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله ، فلا يخاف منهم ؛ إذ قواهم لا تكون إلا بالله ، وذلك يوجب الخوف من الله وحده .
والثالث : أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء بطبيعتها ، فإن هذه الكلمة بينت أن القوىّ لا يكون إلاَّ بالله .
(7) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) [الكهف:97] قال ( التاء ) من حروف الشدة ، تقول في الشيء القريب الأمر : ما استطعته ، وفي الشديد : ما استطعته ، فالمعنى : ما أطاقوا ظهوره لضعفهم ، وما قدروا على نقله لقوته وشدته .(1/2263)
(8) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ) [طه: من الآية15] قال : المعنى إني قد أظهرت حين أعلمت بكونها ، لكن قاربت أن أخفيها بتكذيب المشرك بها ، وغفلة المؤمن عنها ، فالمشرك لا يصدق كونها ، والمؤمن يهمل الاستعداد لها .
(9) قال : وقرأت عليه ما جمعه من خواطره ، قال : قرأ عندي قارئ ، قال : ( هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي ) [طه: من الآية84] فأنكرت في معنى اشتقاقها ، فنظرت فإذا وضعها للتنبيه ، والله لا يجوز أن يخاطب بهذا ، ولم أر أحداً خاطب الله عز وجل بحرف التنبيه إلا الكفار ، كما قال الله عز وجل : ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ) [النحل: من الآية86] ، ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا ) [لأعراف: من الآية38] وما رأيت أحداً من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه ، والله أعلم .
فأما قوله : ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ ) [الزخرف:88] فإنه قد تقدم الخطاب بقوله : يا رب ، فبقيت ( ها ) للتمكين ، ولما خاطب الله عز وجل المنافقين ، قال : ( هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [النساء: من الآية109] وكرم المؤمنين بإسقاط ( ها ) فقال : ( هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ ) [آل عمران: من الآية119] وكان التنبيه للمؤمنين أخف .
(10) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ ) [الانبياء: من الآية110] المعنى : أنه إذا اشتدت الأصوات وتغالبت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان . والله عز وجل يسمع كلام كل شخص بعينه ، ولا يشغله سمع عن سمع .
(11) قال : وقوله : ( قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) [الانبياء: من الآية112] قال : المراد منه : كن أنت أيها القائل على الحق ؛ ليمكنك أن تقول : احكم بالحق ، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول : احكم بالحق .(1/2264)
(12) وقال في قوله تعالى : ( لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ) [النور: من الآية53] قال : وقع لي فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أن المعنى : لا تقسموا واخرجوا من غير قسم ، فيكون المحرك لكم إلى الخروج الأمر لا القسم ؛ فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه .
والثاني : أن المعنى نحن نعلم ما في قلوبكم ، وهل أنتم على عزم الموافقة للرسول في الخروج ؟ فالقسم هاهنا إعلام منكم لنا بما في قلوبكم . وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما في القلوب .
والثالث : أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم ، ولولا أنكم في محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم . وبهذا المعنى وقع المتنبي ، فقال :
وفي يمينك ما أنت واعده ما دل أنك في الميعاد متهم
(13) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ ) [الفرقان:8] قال : العجب لجهلهم حين أرادوا أن يلقى إليه كنز أو تكون له جنة . ولو فهموا علموا أن كل الكنوز له وجميع الدنيا ملكه . أو ليس قد قهر أرباب الكنوز ، وحكم في جميع الملوك ؟ وكان من تمام معجزاته أن الأموال لم تفتح عليه في زمنه ؛ لئلا يقول قائل قد جرت العادة بأن إقامة الدول ، وقهر الأعداء بكثرة الأموال ، فتمت المعجزة بالغلبة والقهر من غير مال ، ولا كثرة أعوان ، ثم فتحت الدنيا على أصحابه ، ففرقوا ما جمعه الملوك بالشره ، فأخرجوه فيما خلق له ، ولم يمسكوه إمساك الكافرين ، ليعلموا الناس بإخراج ذلك المال : أن لنا داراً سوى هذه ، ومقراً غير هذا .
وكان من تمام المعجزات للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه لما جاءهم بالهدى فلم يقبل ، سلّ السيف على الجاحد ، ليعلمه أن الذي ابتعثني قاهر بالسيف بعد القهر بالحجج .
ومما يقوي صدقه أن قيصر وكبار الملوك لم يوفقوا للإيمان به ؛ لئلا يقول قائل : إنما ظهر لأن فلان الملك تعصب له فتقوى به ، فبان أن أمره من السماء لا بنصرة أهل الأرض .(1/2265)
(14) وقال في قوله تعالى : ( فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ ) [الفرقان: من الآية19] قال : المعنى : فقد كذبكم أصنامكم بقولكم ؛ لأنكم ادعيتم أنها الآلهة وقد أقررتم أنها لا تنفع فإقراركم يكذب دعواكم .
(15) وقال في قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ) [الفرقان: من الآية20] قال : فهو يدل على فضل هداية الخلق بالعلم ، ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كالطبيب ، والطبيب يكون عند المرضى ، فلو انقطع عنهم هلكوا .
(16) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ) [النمل: من الآية19] قال : هذا من تمام برّ الوالدين . كأن هذا الولد خاف أن يكون والده قصرا في شكر الرب عز وجل ، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما ؛ ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا .
(17) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ ) [القصص: من الآية80] قال : إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء ، فمن كان هكذا فهو عالم . ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم .
(18) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ) [القصص: من الآية71] وفي الآية التي تليها : ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) [القصص: من الآية72] قال : إنما ذكر السماع عند ذكر الليل والإبصار عند ذكر النهار ؛ لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار ، ويرى بالنهار أكثر مما يرى بالليل .
وقال المبرد : سلطان السمع في الليل ، وسلطان البصر في النهار .(1/2266)
(19) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) [فاطر: من الآية3] قال : فطلبت الفكر في المناسبة بين ذكر النعمة وبين قوله تعالى : ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) [فاطر: من الآية3] فرأيت أن كل نعمة ينالها العبد فالله خالقها ، فقد أنعم بخلقه لتلك النعمة ، وبسوقها إلى المنعم عليه .
(20) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ) [سبأ: من الآية46] قال : المعنى : أن يكون قيامكم خالصاً لله عز وجل ، لا لغلبة خصومكم ، فحينئذ تفوزون بالهدى .
(21) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ) [يّس: من الآية20] وفي الآية الأخرى : ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ) [القصص: من الآية20] فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره : أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه ؛ فإن الناس يقولون : الرئيس الأجل فلان ، فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه ، وهو صاحب يس أمر بالمعروف ، وأعان الرسل ، وصبر على القتل ، والآخر إنما حذر موسى من القتل ، فسلم موسى بقبوله مشورته . فالأول هو الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر ، والثاني هو ناصر الآمر بالمعروف . فاستحق الأول الزيادة . ثم تأملت ذكر أقصى المدينة ، فإذا الرجلان جاءا من بُعد في الأمر بالمعروف ، ولم يتقاعدا لبعد الطريق .
(22) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي ) [يّس: من الآية 26ـ27] قال : المعنى : يأتيهم يعلمون بأي شيء وقع غفرانه . والمعنى : أنه غفر لي بشيء يسير فعلته ، لا بأمر عظيم .(1/2267)
(23) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ . إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ . فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) [الدخان: من الآية 34ـ37] قال : ربما توهم جاهل أنهم لم يجابوا عما سألوا ، وليس كذلك ؛ فإن الذي سألوا لا يصلح أن يكون دليلاً على البعث ؛ لأنهم لو أجيبوا إلى ما سألوا لم يكن ذلك حجة على من تقدم ، ولا على من تأخر ، ولم يزد على أن يكون لمن تقدم وعدا ، ولمن تأخر خبراً ، اللهم إلا أن يجيء لكل واحد أبوه ، فتصير هذه الدار دار البعث . ثم لو جاز وقوع مثل هذه كان إحياء ملك يضرب به الأمثال أولى ، كتبع ، لا أنتم يا أهل مكة ، فإنكم لا تعرفون في بقاع الأرض .
(24) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) [غافر: من الآية7] قال : علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين ، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم . وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه ، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده ، حيث تحته على إكرام محبوبه .
(25) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً ) [الواقعة: من الآية65] ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) [الواقعة: من الآية70] قال : تأملت دخول اللام وخروجها ، فرأيت المعنى : أن اللام تقع للاستقبال ، تقول : لأضربنك ، أي فيما بعد ، لا في الحال . والمعنى ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ . أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ . لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً ) [الواقعة: من الآية 63ـ65] أي : في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد ، وذلك أشد العذاب ، لأنها حالة انتهاء تعب الزراع ، واجتماع الدين عليه ، لرجاء القضاء بعد الحصاد ، مع فراغ البيوت من الأقوات .(1/2268)
وأما في الماء : فقال : ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) [الواقعة:70] أي الآن ؛ لأنا لو أخرنا ذلك لشرب العطشان ، وادخر منه الإنسان .
(26) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) [الممتحنة: من الآية5] قال : المعنى : لا تبتلينا بأمر يوجب افتتان الكفار بنا ، فإنه إذا خذل المتقي ونصر العاصي فتن الكافر ، وقال : لو كان مذهب هذا صحيحاً ما غلب …
(27) وذكر صاحب سيرة الوزير قال : سمعته يقول في قوله تعالى : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى . قَالَ هِيَ عَصَايَ ) [طه:18ـ17] قال : في حمل العصا عظة ؛ لأنها من شيء قد كان نامياً فقطع ، فكلما رآها حاملها تذكر الموت .
قال : ومن هذا قيل لابن سيرين رحمه الله : رجل رأى في المنام أنه يضرب بطبل ؟ فقال : هذه موعظة ؛ لأن الطبل من خشب قد كان نامياً فقطع ، ومن أغشية كانت جلود حيوان قد ذبح . وهذا أثر الموعظة .
(28) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) [البقرة: من الآية10] قال : المريض يجد الطعوم على خلاف ما هي عليه ، فيرى الحامض حلواً ، والحلو مراً . وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلاً ، والباطل حقاً …
(29) قال وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ) [المدثر:25] قال : العرب لا تعرف ذا ولا هذا إلا في الإشارة إلى الحاضر . وإنما أشار هذا القائل إلى هذا المسموع . فمن قال : إن المسموع عبارة عن القديم ، فقد قال : هذا قول البشر …
(30) وكان يقول في قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ) [الأنعام: من الآية123] إنه على التقديم والتأخير ، أي : جعلنا مجرميها أكابر …
(31) وقال : الحبس غير مشروع إلا في مواضع .
أحدها : إذا سرق فقطعت يمينه ، ثم سرق فقطعت رجله ، ثم سرق : حبس ولم يقطع ، في إحدى الروايتين .(1/2269)
الثاني : أمسك رجل رجلاً لآخر فقتله : حبس الممسك حتى يموت ، في إحدى الروايتين أيضاً .
الثالث : ما يراه الإمام كفَّا لفساد مفسد ؛ لقوله تعالى : ( وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ) [صّ:38] وما يراه أبو حنيفة في قطاع الطريق ، فإنه يحبسهم حتى يتوبوا ، فأما الحبس على الدين فمن الأمور المحدثة ، وأول من حبس فيه شريح القاضي ، وقضت السنة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان : أنه لا يحبس على الدين ، ولكن يتلازم الخصمان .
فأما الحبس الذي هو الآن فإني لا أعرف أنه يجوز عند أحد من المسلمين . وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم ، غير متمكنين من الوضوء والصلاة ، ويتأذون بذلك بحره وبرده . فهذا كله محدث . ولقد حرصت مراراً على فكه ، فحال دونه ما قد اعتاده الناس منه ، وأنا في إزالته حريص والله الموفق .
(32) وقال في حديث الزبير في شراج الحرة : فيه جواز أن يكون السقي للأول ، ثم الذي بعده . إلا أن هذا في النخل خاصة ، وما يجري مجراه . وأما الزرع وما لا يصبر على العطش أكثر من جمعة ونحو ذلك : فإن الماء يتناصف فيه بالسوية ، كما قال تعالى : ( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ) [القمر: من الآية28] .
(33) وقال في سورة الضحى لما توالى فيها قسمان ، وجوابان مثبتان ، وجوابان نافيان ، فالقسمان : ( وَالضُّحَى . وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) [الضحى: 1ـ2] والجوابان النافيان : ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) [الضحى:3] والجوابان المثبتان : ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى . وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) [الضحى: 4ـ5] .
ثم قرر بنعم ثلاث ، وأتبعهن ثلاث : كل واحدة من الوصايا شكر النعمة التي قوبلت بها .
فإحداهن : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ) [الضحى:6] وجوابها : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) [الضحى:9] .(1/2270)
والثانية : ( وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) [الضحى:7] فقابلها بقوله : ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) [الضحى:10] وهذا لأن السائل ضال يبغي الهدى .
والثالثة : ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) [الضحى:8] فقابلها بقوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) [الضحى:11] .
وإنما قال : ( وَمَا قَلَى ) [الضحى: من الآية3] ولم يقل : وما قلاك ؛ لأن القلى بغض بعد حب ، وذلك لا يجوز على الله تعالى . والمعنى : وما قلى أحداً قط ، ثم قال : ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ) [الضحى:4] ولم يقل : خير من الإطلاق . وإنما المعنى خير لك ولمن آمن بك .
وقوله : ( فَآوَى ) [الضحى: من الآية6] ولم يقل : فآواك ، لأنه أراد : آوى بك إلى يوم القيامة …
(34) وقد ذكر الوزير في كلامه على شرح حديث : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو الذي أفرد من كتابه ( الإفصاح ) فوائد غريبة .
فذكر في أول كلامه : أن اختصاص المساجد ببعض أرباب المذاهب بدعة محدثة ، فلا يقال : هذه مساجد أصحاب أحمد ، فيمنع منها أصحاب الشافعي ، ولا بالعكس ؛ فإن هذا من البدع . وقد قال تعالى في المسجد الحرام : ( سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ) [الحج: من الآية25] وهو أفضل المساجد …
انتهى ، ولله الحمد والمنة .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2005, 10:29 AM
تعليقاً على قول الوزيرابن هبيرة : ( قوله تعالى : ( حِجَاباً مَسْتُوراً ) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير : يقولون : ساتراً ، والصواب : حمله على ظاهره ، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ .)
قال ابن القيم مبيناً معنى الحجاب ، ولم وُصف بهذا الوصف : (... ووصفه بكونه مستوراً ، فقيل: بمعنى ساتر، وقيل: على النسب ، أي: ذو ستر.(1/2271)
والصحيح أنه على بابه ، أي : مستوراً عن الإبصار فلا يرى . ومجيء مفعول بمعنى فاعل لا يثبت ، والنسب في مفعول لم يشتق من فعله ، كمكان مهول، أي: ذي هول، ورجل مرطوب أي: ذي رطوبة ، فأما مفعول فهو جار على فعله فهو الذي وقع عليه الفعل كمضروب ومجروح ومستور.) شفاء العليل 1/187 .
---
عمر المقبل
04-03-2007, 12:08 AM
سبحان الله !
اليوم فرغت من قراءة ترجمة هذا الوزير العالم ، وفرحت بهذه الاستنباطات الدقيقة منه ،وقلت ـ في نفسي ـ : لعلي أنقلها في الملتقى ، وأحظى بلفت النظر إليها ، فلقد طربت لها جداً ..
وقبل أن أذكرها بحثت حتى لا تتكرر المواضيع ، فإذا بالشيخ المفيد ـ أبي عبدالملك ـ يسبقني إليها ،وما ذاك عليه بغريب ، فهو سباق إلى كل خير ..
أحببت تسجيل هذه الخاطرة ،وأنا بصدد كتابة الموضوع ..
فعلاً .. كم في هذا الملتقى من فوائد ومفيدين !!
لا حرمنا الله إياهم ،ولا من علمهم وتحقيقهم .
ولعلي لا أخلي هذه المداخلة من فائدة وقفت عليها في ترجمة هذا الإمام لها صلة بالقرآن ،وهي :
قال ابن رجب في "الذيل" 2/138 (ط.العثيمين ـ عن مكتبة العبيكان) :
قال صاحب سيرته :
ولقد كنا يومًا بالمجلس على العادة لسماع الحديث، إذ دخل حاجبه أبو الفضائل بن تركان ، فسار الوزير بشيء لم يسمعه أحد.
فقال له الوزير: أدخل الرجل، فأبطأ عليه !
فقال الوزير: أين الرجل ؟ فأبطأ، فقال : أين الرجل ؟
فقال الحاجب : إن معه شملة صوف مكورة ،. وقد قلت له : اتركها مع أحد الغلمان خارجًا عن الستر وادخل !
قال: لا أدخل إلا وهي معي !
فقال له الوزير : دعه يدخل وهي معه، فخرج وعاد ، وإذا معه شيخ طوال من أهل السواد، وعليه فوطة قطن، وثوب خام، وفي رجليه جمجان، فسلم، وقال للوزير: يا سيدي ! إن أم فلان - يعني: أم ولده - لما علمت أني متوجه إليه. قالت لي: باللّه سلم على الشيخ يحيى ـ تعني ابن هبيرة ـ عني، وادفع إليه هذه الشملة فقد خبزتها على اسمه !(1/2272)
فتبسم الوزير إليه وأقبل عليه، وقال: الهدية لمن حضر، وأمر بحلها، فحلت الشملة بين يديه ، وإذا فيها خبز شعير مشطور بكامخ ، اكشوث (وهو جرادٌ ونحوه) ، فأخذ الوزير منه رغيفين، وقال : هذا نصيبي، وفرق الباقي على من حضر من صدور الدولة، والسادة الأجلة .
وسأله عن حوائجه جميعها ، وتقدم بقضائها على المكان، ثم التفت إلى الجماعة ،وقال :
هذا شيخ قد تقدمت صحبتي له قديمًا، واختبرته في زرع بيننا فوجدته أمينًا، ولم يظهر منه تأفف بمقال الشيخ، ولا تكبر عليه، ولا أعرض عنه، بل أحسن لقاءه، وقضى حوائجه، وأجزل عطاءه.
ثم حكى : أنه كان بينه وبين هذا الشيخ زرع، وأنهم خشوا عليه من جيش عظيم نزل عندهم فقرأوا على جوانبه القرآن فسلم ولم يرع منه سنبلة واحدة.
---
محمد الشايع
04-04-2007, 05:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ذكرتني ابا عبد الملك _ وما كنت ناسيا _ فرائد وشوارد العالم الوزير ابن هبيرة فقد وقفت عليها قديما
وأعجبت بها ونقلتها وعلقت على بعضها بنية نشرها فصرفتني الشواغل والتكاسل عنها فعسى أن اعود إليها
---
مساعد الطيار
04-04-2007, 05:29 PM
أستاذنا الكريم أبا تركي ، هذه بشرى طيبة ، وأأسأل الله أن يبارك لك في وقتك ، وأن يعينك على نشرها .
---
غانم الغانم
04-06-2007, 06:08 AM
بحث زميلنا الشيخ / عبدالعزيز الخزيم (المعيد بجامعة القصيم) في رسالته الماجستير
(أقوال الوزير ابن هبيرة في التفسير) وننتظرمناقشته إن شاء الله قريباً
أسأل الله للجميع التوفيق
---
(1/2273)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مَن ينقذ القرآن الكريم مِمن يعملون على تحميله مالا يحتمل ؟
---
مَن ينقذ القرآن الكريم مِمن يعملون على تحميله مالا يحتمل ؟
---
عبدالرحيم
06-05-2005, 07:08 PM
عجيب أمر غير المتخصصين من المسلمين، كيف يسمحون لأنفسهم بتناول القرآن الكريم الذي نزل لهداية البشر على أنه أرقام نزلت لـ... ( غير ما أنزلت من أجله ) ؟
فقد جعلوا منه مجرد أرقام وحسابات متناسقة مما يُذهِب هيبته، وأثره في النفوس.
فاستبدلوا العظة من القصص بأرقام ... مجرد أرقام.
وكذا فعلوا بأدلة التوحيد، وأحكام الشريعة ...
ثم يقولون " إنه إعجاز عددي " .
كلا: إنه بدعة البهائية ومن خدعتهم
إخوتي الأكارم، ما رأيكم بالموجود هنا:
http://www.alargam.com
---
سلطان الدين
06-07-2005, 11:17 AM
أخي عبدالرحيم
هناك إطلاقات لاينبغي التلفظ بها , من ذلك قولك - وفقك الله - (مَن ينقذ القرآن الكريم ) !!
القرآن كلام الله وصفة من صفاته , فهل يُنقذ كلام الله أو صفة من صفاته من بعض خلقه !! أرجو تأمل قبح العبارة !
ومن ذلك كتاب لبعض طلاب العلم أسماه (آيات مظلومة) فمن ذا الذي يجريء على ظلم الله أو صفة من صفته = والله يقول (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
---
خالدعبدالرحمن
06-07-2005, 02:50 PM
بسم الله الرحم الرحيم
حين نريد التكلم عن القرآن ، فاننا ننطلق من ثابت أكيد في قلب كل مؤمن وعقله ، ألا هو :
أن القرآن كلام الله العليم الحكيم .
ومُقتضى هذه البدهية الراسخة ، أن كلام الله هو المثال على تمام الحكمة وتمام العلم ، و آية على عظمة صاحبه وهو الله سبحانه .
من هنا كان لكل كلمة في القرآن مرادها ، ومعناها ، ومكانها ، ومركزيتها..
ومن هنا كان مفهوم التوقيفي في القرآن مفهوم بديهي ، يتناسب وكلام العليم الحكيم .(1/2274)
وبالتالي ، فأن يكون في القرآن هذا الطيف الشامل للأعداد ، و الأرقام ،و مرات التكرار .. فذاك تدبير اللطيف الخبير ( بما يعني اللطف من الدقة )
وأن تكون ترتيب السور و الآيات وأعدادها بهذا الشكل ، فلا يُنكر حكمته و أنه آية من آيات الله في كتابه ،أقول : لا يُنكر ذلك إلا جاهل جاحد !
و أما ما يفعله البعض من ( خلط الأرقام ) بعمليات حسابية متنوعة ،
هي أقرب إلى الخلط منها إلى الحق .. والله أعلم !
وقد يكون هذا باب علم متكامل عظيم ، لكن ما يحدث في واقعنا – ما زال –خلطاً!!
فمتى يتحول هذا الحساب إلى علم ؟؟
1- إذا كان بهدف ! فلا بد من هدف واضح وراء إجراء أي معادلة حسابية.كأن يكون الهدف هو حساب عمر الأمة الفلانية ، أو النبي الفلاني ، ...الخ .
-2 أن يكون هناك قواعد ثابتة مضطردة ، تنطبق حيث طبقتها في القرآن على مثل الهدف الذي سبق لك اختياره ..فمتى تضرب ؟ ومتى تقسم أو تجمع أ, تطرح ؟!!ومتى تستخدم حساب الجُمّل ، ومتى تستخدم عدد التكرار أو رقم الآية أو الكلمة ؟ ومتى تبدأ العد من أول القرآن ، ومتى تبدأ العد من أول السورة ؟!!
وحتى يكون ذلك ! أرى كثيراً مما يُسمى" إعجازا" عددياً هو مجرد خلط أرقام وتكلف ..
ولا أُنكر أن منه ما هو مُحكم واضح صريح ، يُصدق ويُحدث به .
وهو البسيط بلا تكلف ... و أمثلته كثيرة لمن أراد البحث .
و أرى أن تراعى جميع أوجه القراءات قبل الحديث عن أي استنتاج عددي .فهذا أولى
، فلسنا مضطرين لمثله حتى نترك نصاً أو وجهاً من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، فينضبط لنا استنتاج ما !!
---
عبدالرحيم
06-08-2005, 06:46 PM
وهل هذا من الإعجاز ؟
http://www.bilal-prayer.com/Quran.html
---
محمد سفر العتيبي
05-27-2006, 10:26 PM
جزاك الله خيراً أخي عبد الرحيم,(1/2275)
وتاريخ أمثال هؤلاء الجهلة المساكين, ((خليط من المتناقضات: المعتزلة والصوفية والأشعرية الخ وكما ترى يجمعهم الجهل بالدين وأهله)) أظنه قديم, حسب ماقرأت في أحد كتب القرن الثامن أو التاسع وليست مشكلة عصرية, وغالباً منسؤها المرض النفسي وأحلام اليقظة لبعض الفاشلين,
جاهدوهم بما تستطيعون
---
د.حسن خطاف
07-30-2006, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوي الأستاذ عبد الرحيم ، ما تطلبه صعب المنال لأن جذوره مرتبطة بقضية الصراع والتدافع بين الحق والباطل هذا عندما تكون هناك نية سيئة لقلب معاني القرآن ، ولكن الجهل والتعالم قريب من هذا أيضا.
والذي يهمنا في هذا أن نحصن أنفسنا ، وأن تكون عندنا الفهم الكافي لكتاب الله تعالى لكي نذود عنه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
وهذه المسألة في واقع الأمر قديمة جدا ، فالتلاعب بالقرآن وتحميله ما لا يحتمل ولي أعناق النصوص ليست وليدة الساعة ، وصنيع اولئك لن يغير شيئا إن شاء الله تعالى بعد قيام بواجب التعريف بكتاب الله ، فالله تكفل حفظ القرآن ، وكفى به حافظا ونصير، ولكن ذاك لا يعفينا من مهمة الانتصار له .
ول
---
د.حسن خطاف
07-30-2006, 01:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأستاذ عبد الرحيم ، ما تطلبه صعب المنال لأن جذوره مرتبطة بقضية الصراع والتدافع بين الحق والباطل هذا عندما تكون هناك نية سيئة لقلب معاني القرآن ، ولكن الجهل والتعالم قريب من هذا أيضا.
والذي يهمنا في هذا أن نحصن أنفسنا ، وأن يكون عندنا الفهم الكافي لكتاب الله تعالى لكي نذود عنه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
وهذه المسألة في واقع الأمر قديمة جدا ، فالتلاعب بالقرآن وتحميله ما لا يحتمل ولي أعناق النصوص ليست وليدة الساعة ، وصنيع اولئك لن يغير شيئا إن شاء الله تعالى بعد قيام بواجب التعريف بكتاب الله ، فالله تكفل حفظ القرآن ، وكفى به حافظا ونصيرا، ولكن ذاك لا يعفينا من مهمة الانتصار له .
ول
---
الجندى(1/2276)
08-01-2006, 03:39 PM
الاخوة الكرام
قد مر علينا مثل هذه النوعية فى منتدى التوحيد فهل نحيلهم عليكم لتناقشوهم فيما ذهبوا اليه ؟
---
أحمد بزوي الضاوي
08-01-2006, 10:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام يتعين أن لا نشغل أنفسنا بحروب وهمية وهامشية في الوقت نفسه ، و يتعين علينا أن نعلم أن القرآن الكريم هو هداية الله تعالى للناس أجمعين ، باختلاف أنواعهم وأجناسهم ومشاربهم الثقافية ، وتخصصاتهم العلمية. وعليه فإن حقيقة إعجاز القرآن الكريم تتمثل في أن كل إنسان يجد فيه ضالته ، فالمسألة في اعتقادي مرتبطة بفهمنا لطبيعة القرآن الكريم ، وإشكالية تلقيه ( " نظرية التلقي " أو ما يمكن أن نصطلح عليه بجمالية تلقي الخطاب القرآني ). و العبرة بالحجة والدليل . أما إلقاء القول على عواهنه ، واتهام الناس في صدق توجههم ، و التشكيك في نواياهم ، ونسبتهم للفرق الضالة دون سند مقبول ، فإن ذلك أمر مجاف للحق و الحقيقة ، للأننا نعرف من الإخوة من يبحث في الإعجاز الرياضي للقرآن الكريم وهم من الإخوة العلماء الأفاضل المشهود بصدق توججه ، فلماذا كل هذا التحامل ، ولصالح من نقوم بذلك ، ولماذا نريد أن نحجر الواسع .
---
ناصر
08-02-2006, 05:08 AM
أخي عبدالرحيم
هناك إطلاقات لاينبغي التلفظ بها , من ذلك قولك - وفقك الله - (مَن ينقذ القرآن الكريم ) !!
القرآن كلام الله وصفة من صفاته , فهل يُنقذ كلام الله أو صفة من صفاته من بعض خلقه !! أرجو تأمل قبح العبارة !
ومن ذلك كتاب لبعض طلاب العلم أسماه (آيات مظلومة) فمن ذا الذي يجريء على ظلم الله أو صفة من صفته = والله يقول (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
إذا أمكن أن تشرحوا لي معنى كون القرآن صفة من صفات الله, و جزاكم الله خيرا.
---
العبادي
08-06-2006, 10:37 PM
للأخ ناصر وفقه الله:(1/2277)
الذي بين أيدينا اليوم بين دفتي المصحف هو كلام الله تعالى، كما قال سبحانه: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) أي: حتى يسمع القرآن، فالقرآن هو كلام الله تبارك وتعالى، لذا فهو صفة من صفاته سبحانه، لا يشابهه فيها أحد من خلقه، لأن الله لا يشابهه أحد.
وهذا مثل بقية صفاته سبحانه، فكما أنه سبحانه يسمع ويبصر، هو كذلك يتكلم، ومن كلامه: القرآن الكريم.
وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
---
المعظم لربه
09-02-2006, 04:13 PM
هذه واحدة...
والثانية الطامة..
من مِن الصحابة -بعد النبي طبعا- تلفظ بما يسمى "الإعجاز"؟؟
أم ترانا نصبح متى نشاء أعلم منهم, ومتى نشاء هم أعلم؟؟
بل أقول: يسعنا ما وسع أبا بكر وعمر والمهديين..... ولا نستعمل البتة هذه اللفظة العاجزة "الإعجاز", ولو قالت بها الأمة البعدية كلها!.
---
(1/2278)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أبواب الخير
---
أبواب الخير
---
فريق الاعلام الدعوي
06-14-2004, 12:25 AM
http://workforislam.com/media_team/022task/abwab-adv.jpg
تفضل هنا رعاك الله (http://workforislam.com/media_team/022task/abwab.htm)
---
(1/2279)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رأي ابن المبارك في القراء
---
رأي ابن المبارك في القراء
---
الجكني
10-05-2006, 12:52 AM
قال الإمام القدوة ابن المبارك رحمة الله عليه :" إنه ليعجبني من القراء كل طلق مضحاك ، فأما من تلقه بالبشر ويلقاك بالعبوس كأنه يمنّ عليك بعلمه فلا كثّر الله في القراء مثله " شعب الإيمان :6/257
قلت :اللهم آمين (ثلاث مرات ) .
وما أكثر في زماننا هذا ممن دعى عليهم الإمام ،فتلقاه وتبش في وجهه ،ويلقاك بالعبوس .
ويرحم الله تعالى شيخنا الشيخ المقريء عبد الفتاح المرصفي ،الذي كان لا يمل الجلوس معه ولا محادثته ولم يكن يلقاك إلا بالبشر والسرور حتى كنا نظن أننا نحن الشيخ وهو - حاشاه- التلميذ .
---
منصور مهران
10-05-2006, 01:44 AM
لله دَرُّ الأستاذ الدكتور الجكني ؛ دائما يوجه الأنظار إلى مسائل ذات بهجة : ما بين عويصة علمية ومعها ضميمة اجتماعية ، وبين توجيه وجيه لقول من الأقوال ، وكل ذلك لا يخلو من طرافة ورِقّة ترانا اليوم أحوج إلى مثلها في مواجهة الحياة العصيبة .
واليوم نقرأ له نقدا اجتماعيا قلما أفسح العلماء له مكانا في كلامهم ، وكثرما لقي فاعله لوما من الناس الذين يظنون أن التجهم هو الوقار وهو سمت الأكابر من أهل العلم . ولو علم المتجهمون ما يحدثونه من نفرة في نفوس طلابهم لراجعوا أنفسهم كثيرا قبل تقطيب الجبين ، فالبشاشة تهيئ النفس لتلقي أشد الأقوال صعوبة واستغلاقا ، ودونكم كتب الأمة تروي نوادر نعيمان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - في أدب جم وعفة لفظ و سلاسة وسماحة - ، وتروي نوادر ابن عباس رضي الله عنهما وتحكي لطائف الشعبي المحدث الفقيه وغيرهم كثير ممن جمعوا بين العلم والوقار والفكاهة البريئة .(1/2280)
ولو أن أحدنا تدبر قول ربنا عز وجل : ( وأنه هو أضحك وأبكى ) ، وتأمل قول عمر رضي الله عنه لما سئل : هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال عمر : نعم ، والإيمان والله أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي ... لتعلمنا كيف نستجيب لما جبله الله فينا من دون إخلال بالمروءة أو ذهاب لماء الوجه ، ولعل بعضنا أدرك الشيخ الحافظ المتقن للقرآن الكريم شيخنا عامر عثمان رحمه الله فقد كان ذا علم عميق بالقراءات ورسم القرآن وجودة حفظه ودقة تلقينه ومع ذلك كان ذا دعابة وله قفشات تستخرج الضحكة من نفس المغموم في لمح البصر بما وهبه الله من خفة الدم والروح ، ووالله إنه مثل رائع نذكره الآن ونكثر له الدعاء إلى الله أن يتغمده بالرحمة والرضوان .
طاب وقتكم بالبر والبشاشة يا كل من قرأ هذا القول منا وظن بنا خيرا ثم ابتسم .
---
عائشة
10-06-2006, 01:42 AM
بسم الله الرمن الرحيم
طرح فى غاية الاهمية .......... واعتقد ان من انجح الوسائل نجاحا فى عملية الاقراء حصول الانسجام والالفة بين المعلم والمتعلم واظن ان من التواضع ان يكون المقرىء اكثر بشاشةًو طلاقة ً للوجه عند تعليمه كتاب ربه حتى لا يُنفرمنه فلماذا العبوس يا ترى؟ هل املاه علينا الدين ام اننا نريد ان .............
الاحظ ان العديد من المقرئين لا يلتف لهده القضية وان كانت هى الاساس فى نجاح مهمته.
---
(1/2281)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم بين المادحين والقادحين..كتاب د.إبراهيم عوض
---
ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم بين المادحين والقادحين..كتاب د.إبراهيم عوض
---
كرم
02-22-2007, 07:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يسعدني أن أقدم لحضراتكم هذا الكتاب الصغير في حجمه الكبير في قيمته ومحتواه الذي يتناول فيه الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله بالنقد ترجمة المستشرق الفرنسي الشهير جاك بيرك للقرآن الكريم التي صدرت في عام 1990 .
اسم الكتاب بالكامل "من معارك الاستشراق ضد المصحف الشريف...ترجمة جاك بيرك بين المادحين والقادحين" والكتاب من مطبوعات مكتبة زهراء الشرق بالقاهرة ..ونسخته الإليكترونية بصيغة PDF ومساحتها 2.468 ميجا
مقدمة المؤلف
تدور هذه الدراسة حول ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم وما فيها من محاسن ومآخذ مقارنة بغيرها من الترجمات الفرنسية المشابهة كترجمة سافاري ومونتييه وبلاشير ومحمد حميد الله و بو بكر حمزة وصلاح الدين كشريد.كما تتطرق إلى الصخب الذي أحدثته تلك الترجمة عند صدورها منذ اعوام وكيف انقسم حيالها المثقفون المصريون المعنيّون بهذا الجانب من نشاط المستشرقين :فكان هناك من استقبلها مادحًا مشيدًا بها وبعبقرية صاحبها وتفرُّد عمله ،كما هناك من عابها وبيّن ما فيها من أخطاء ومزاعم تمسُّ القرآن المجيد والنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وكان على رأس الفريق الأول الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي ،أما الفريق الثاني فلعل أظهر من نطق باسمه الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة المنوفية التي وضعت دراسة مفصّلة ذكرت فيها طائفة غير قليلة من الغلطات التي وقع فيها بيرك والشبهات التي أثارها حول القرآن والرسول عليه السلام.(1/2282)
والملاحظ أن الذين دافعوا عن الترجمة لم يحاولوا أن يدلِّلوا على صحة ما يقولون مكتفين بالعبارات الإنشائية العامة دون أن يشركوا معهم القارئ في قراءة الترجمة نفسها كما فعلت الأستاذة المذكورة،فضلا عن أن الأستاذ حجازي (بوصفه رئيس تحرير مجلة "إبداع"القاهرية التي أخذت جانب المستشرق الفرنسي على طول الخط)قد رفض نشر مقال تنتقد فيه صاحبته الترجمة المشار إليها وصاحبها. وقد خمنت أنها د.زينب عبد العزيز ،إذ إن الإشارات والتلميحات التي وردت في مقال الأستاذ حجازي في المجلة المذكورة لتنطبق على الأستاذة انطباقًا قويًا. كذلك فقد سدّد الشاعر المصري عدة اتهامات خطير تمسُّ ضمير كاتبة المقال وتقدح في نياتها،لكن دون أن يشفع شيئًا من هذه التُّهم بأي برهان.
وهذا الموقف من جانب الأستاذ حجازي يناقض تمام المناقضة صراحه المستمر في الدفاع عن حرية الفكر وهجومه العارم على ما يسميه "فقه المصادرة".
رابط الكتاب
http://www.4shared.com/file/11046536/2f49445e/Jaque_berk.html
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2007, 12:08 PM
أحسن الله إليكم أخي كرم على هذه الهدايا الثمينة التي تتعاهدنا بها ، أسأل الله يجعل هذه الجهود في موازين أعمالك الصالحة ، فهناك عدد كبير ممن ينتفع بها والحمد لله .
وقد قرأت هذا الكتاب قديماً وانتفعت به فبارك الله في الدكتور إبراهيم عوض وفي علمه ووقته . وهناك كتاب آخر تعرض لنقد هذه الترجمة أراه من الكتب المتميزة في نقد ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن بالفرنسية للأستاذة الدكتورة زينب عبدالعزيز ، وقد قرأتها أيضاً وليتكم تفكرون في نقلها لصيغة PDF لينتفع بها القراء حفظكم الله ووفقكم .
---
كرم
02-22-2007, 05:52 PM(1/2283)
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل على ردكم ومروركم الكريم .بالنسبة لكتاب الدكتورة زينب فلا أملكه للأسف ولذلك فأنا أقترح أن يكون الكتاب التالي بإذن الله هو كتاب الدكتور إبراهيم عوض "القرآن والمستشرقون...دراسة لترجمات نفر من المستشرقين الفرنسيين للقرآن وآرائهم فيه" والذي يتناول بالدراسة والتمحيص ترجمات القرآن الخاصة بكل من :مونتييه و سافاري وبلاشير إلى جانب الشيخ أبو بكر حمزة .وهذه الدراسة تمثل الباب الأول من الكتاب ..أما الباب الثاني منه فيتناول ترجمة أربعة دراسات عن القرآن وتعليق الدكتور إبراهيم حفظه الله عليها.
وهذا هو فهرست الكتاب المقترح:
http://img506.imageshack.us/img506/3900/57105185zu8.png
---
الكشاف
02-23-2007, 06:09 AM
شكراً جزيلاً على هذا الكتاب القيم . كنت أبحث عنه منذ زمن ولم أجده ، وقد قرأته الآن فجزاك الله خيراً يا كرم .
لدي سؤال تقني لو تكرمت : كيف تصنع هذه الكتب بصيغة صورة هكذا بشكل واضح في التصوير بارك الله فيك وكم يستغرق هذا من الوقت ؟
---
(1/2284)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > * * وجد تفسيرها في المنام . .
---
* * وجد تفسيرها في المنام . .
---
أبو بيان
06-09-2004, 10:33 AM
* قال عبد الله بن وهب:
كتب إليَّ إبراهيم بن سويد، قال: سمعت زيد بن أسلم يقول:
(التمستُ تفسيرهذه الآية { الذين يمشون على الأرض هَوناً } فلم أجِدْها عند أحد، فاُتِيتُ في النوم، فقيل لي:
هم الذين لا يُريدون يفسدون في الآرض).
رواه ابن وهب في تفسيره من الجامع 2/93، وابن جرير في تفسيره 19/44، وإسناده صحيح.
* تأمَّل ، واكتب تعليقاً *
---
المنهوم
06-09-2004, 11:01 AM
التعليق /
يا أخي هل تحتاج هذه الآية إلى ان يبحث عن من يفسرها له ثم لا يجد ذلك
وفي النهاية يجد تفسيرها في المنام فهذا والله من تلاعب الشيطان بهوالاء الذين يعتمدون على المنامات
فألاية تفسيرها واضح ولله الحمد
---
ابو حنيفة
06-09-2004, 02:50 PM
C:\Documents and Settings\AmeerX\سطح المكتب\وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض..مصطفى اسماعيل.اضغط هنا.wav
قال القرطبي في تفسيره:(1/2285)
[لَمَّا ذَكَرَ جَهَالَات الْمُشْرِكِينَ وَطَعْنَهُمْ فِي الْقُرْآن وَالنُّبُوَّة ذَكَرَ عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا وَذَكَرَ صِفَاتهمْ , وَأَضَافَهُمْ إِلَى عُبُودِيَّته تَشْرِيفًا لَهُمْ , كَمَا قَالَ : " سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ " [ الْإِسْرَاء : 1 ] . وَقَدْ تَقَدَّمَ فَمَنْ أَطَاعَ اللَّه وَعَبَدَهُ وَشَغَلَ سَمِعَهُ وَبَصَره وَلِسَانه وَقَلْبه بِمَا أَمَرَهُ فَهُوَ الَّذِي يَسْتَحِقّ اِسْم الْعُبُودِيَّة , وَمَنْ كَانَ بِعَكْسِ هَذَا شَمَلَهُ قَوْله تَعَالَى : " أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ " [ الْأَعْرَاف : 179 ] يَعْنِي فِي عَدَم الِاعْتِبَار ; كَمَا تَقَدَّمَ فِي " الْأَعْرَاف " . وَكَأَنَّهُ قَالَ : وَعِبَاد الرَّحْمَن هُمْ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض , فَحُذِفَ هُمْ ; كَقَوْلِك : زَيْد الْأَمِير , أَيْ زَيْد هُوَ الْأَمِير . فَ " الَّذِينَ " خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف ; قَالَهُ الْأَخْفَش . وَقِيلَ : الْخَبَر قَوْله فِي آخِر السُّورَة : " أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَة بِمَا صَبَرُوا " [ الْفُرْقَان : 75 ] وَمَا بَيْن الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر أَوْصَاف لَهُمْ وَمَا تَعَلَّقَ بِهَا ; قَالَهُ الزَّجَّاج . قَالَ : وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْخَبَر " الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض " . وَ " يَمْشُونَ " عِبَارَة عَنْ عَيْشهمْ وَمُدَّة حَيَاتهمْ وَتَصَرُّفَاتهمْ , فَذَكَرَ مِنْ ذَلِكَ الْعِظَم , لَا سِيَّمَا وَفِي ذَلِكَ الِانْتِقَال فِي الْأَرْض ; وَهُوَ مُعَاشَرَة النَّاس وَخُلْطَتهمْ . قَوْله تَعَالَى : " هَوْنًا " الْهَوْن مَصْدَر الْهَيِّن وَهُوَ مِنْ السَّكِينَة وَالْوَقَار . وَفِي التَّفْسِير : يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض حُلَمَاء مُتَوَاضِعِينَ , يَمْشُونَ فِي اِقْتِصَاد . وَالْقَصْد وَالتُّؤَدَة وَحُسْن السَّمْت مِنْ أَخْلَاق(1/2286)
النُّبُوَّة . وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيّهَا النَّاس عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ فَإِنَّ الْبِرّ لَيْسَ فِي الْإِيضَاع ) وَرُوِيَ فِي صِفَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا زَالَ زَالَ تَقَلُّعًا , وَيَخْطُو تَكَفُّؤًا , وَيَمْشِي هَوْنًا , ذَرِيع الْمِشْيَة إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطّ مِنْ صَبَب . التَّقَلُّع , رَفْع الرِّجْل بِقُوَّةٍ وَالتَّكَفُّؤ : الْمَيْل إِلَى سُنَن الْمَشْي وَقَصْده . وَالْهَوْن الرِّفْق وَالْوَقَار . وَالذَّرِيع الْوَاسِع الْخُطَا ; أَيْ أَنَّ مَشْيه كَانَ يَرْفَع فِيهِ رِجْله بِسُرْعَةٍ وَيَمُدّ خَطْوه ; خِلَاف مِشْيَة الْمُخْتَال , وَيَقْصِد سَمْته ; وَكُلّ ذَلِكَ بِرِفْقٍ وَتَثَبُّت دُون عَجَلَة . كَمَا قَالَ : كَأَنَّمَا يَنْحَطّ مِنْ صَبَب , قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاض . وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يُسْرِع جِبِلَّة لَا تَكَلُّفًا . قَالَ الزُّهْرِيّ : سُرْعَة الْمَشْي تُذْهِب بَهَاء الْوَجْه . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : يُرِيد الْإِسْرَاع الْحَثِيث لِأَنَّهُ يُخِلّ بِالْوَقَارِ ; وَالْخَيْر فِي التَّوَسُّط . وَقَالَ زَيْد بْن أَسْلَم : كُنْت أَسْأَل عَنْ تَفْسِير قَوْله تَعَالَى : " الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا " فَمَا وَجَدْت مِنْ ذَلِكَ شِفَاء , فَرَأَيْت فِي الْمَنَام مَنْ جَاءَنِي فَقَالَ لِي : هُمْ الَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ أَنْ يُفْسِدُوا فِي الْأَرْض . قَالَ الْقُشَيْرِيّ ; وَقِيلَ لَا يَمْشُونَ لِإِفْسَادِ وَمَعْصِيَة , بَلْ فِي طَاعَة اللَّه وَالْأُمُور الْمُبَاحَة مِنْ غَيْر هَوَك . وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مَرَحًا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ كُلّ مُخْتَال فَخُور " [ لُقْمَان : 18 ] . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : بِالطَّاعَةِ(1/2287)
وَالْمَعْرُوف وَالتَّوَاضُع . الْحَسَن : حُلَمَاء إِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَجْهَلُوا . وَقِيلَ : لَا يَتَكَبَّرُونَ عَلَى النَّاس . قُلْت : وَهَذِهِ كُلّهَا مَعَانٍ مُتَقَارِبَة , وَيَجْمَعهَا الْعِلْم بِاَللَّهِ وَالْخَوْف مِنْهُ , وَالْمَعْرِفَة بِأَحْكَامِهِ وَالْخَشْيَة مِنْ عَذَابه وَعِقَابه ; جَعَلْنَا اللَّه مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ وَمِنْهُ . وَذَهَبَتْ فِرْقَة إِلَى أَنَّ " هَوْنًا " مُرْتَبِط بِقَوْلِهِ : " يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض " , أَنَّ الْمَشْي هُوَ هَوْن . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَيُشْبِه أَنْ يُتَأَوَّل هَذَا عَلَى أَنْ تَكُون أَخْلَاق ذَلِكَ الْمَاشِي هَوْنًا مُنَاسَبَة لِمَشْيِهِ , فَيَرْجِع الْقَوْل إِلَى نَحْو مَا بَيَّنَّاهُ . وَأَمَّا أَنْ يَكُون الْمُرَاد صِفَة الْمَشْي وَحْده فَبَاطِل ; لِأَنَّهُ رُبَّ مَاشٍ هَوْنًا رُوَيْدًا وَهُوَ ذِئْب أَطْلَس . وَقَدْ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَكَفَّأ فِي مَشْيه كَأَنَّمَا يَنْحَطّ فِي صَبَب . وَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الصَّدْر فِي هَذِهِ الْأُمَّة . وَقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام : ( مَنْ مَشَى مِنْكُمْ فِي طَمَع فَلْيَمْشِ رُوَيْدًا ) إِنَّمَا أَرَادَ فِي عَقْد نَفْسه , وَلَمْ يُرِدْ الْمَشْي وَحْده . أَلَا تَرَى أَنَّ الْمُبْطِلِينَ الْمُتَحَلِّينَ بِالدِّينِ تَمَسَّكُوا بِصُورَةِ الْمَشْي فَقَطْ ; حَتَّى قَالَ فِيهِمْ الشَّاعِر ذَمًّا لَهُمْ : كُلّهمْ يَمْشِي رُوَيْدَا كُلّهمْ يَطْلُب صَيْدَا قُلْت : وَفِي عَكْسه أَنْشَدَ اِبْن الْعَرَبِيّ لِنَفْسِهِ . تَوَاضَعْت فِي الْعَلْيَاء وَالْأَصْل كَابِر وَحُزْت قِصَاب السَّبْق بِالْهَوْنِ فِي الْأَمْر سُكُون فَلَا خُبْث السَّرِيرَة أَصْله وَجُلّ سُكُون النَّاس مِنْ عِظَم الْكِبْر
---
أبو بيان
06-12-2004, 07:12 AM(1/2288)
أشكر الإخوة الذين تفضلوا بقراءة هذا الموقف والتعليق عليه، وحقيقةً يزداد يقيني بحاجتنا إلى منهج علمي في التعامل مع مواقف السلف وأخبارهم وأقوالهم، وليست الحاجة- في نظري- تأصيلية بقدر ما هي تحصيلية، فواجب الأدب مع أعلام السلف وعلمائهم، وتقديرهم قدرهم، وفهم أقوالهم على ما أرادوا، لا على ما نفهم، .. كل ذلك ممَّا لا يخفى على من مارس العلم وعاناه.
* وهذا أمر جليل يحتاج إلى كتابة مستقلة، كما يحتاج إلى تنبيه دائم من طلبة العلم لمن يتجاوز هذا الأصل العلمي الشرعي، وزجره عنه.
- - - - - - - - -
الأخ المنهوم وفقه الله:
كتبت ثلاث جُمل, ولها ثلاث وقفات:
1- قلت: (هل تحتاج هذه الآية إلى ان يبحث عن من يفسرها له ثم لا يجد ذلك)،
وأقول:
من الخطأ أن ننظر إلى مواقف السلف وأقوالهم بهذا الطريقة؛ لأمور منها: أننا نتحدث عن علماء وأئمة، ثم أننا إنما أخذنا العلم عنهم، وعبارتك هذه بعيدة عن منهج البحث القائم على العلم والعدل؛ فإن القاضي في مثل هذا المقام ليس هو رأيك أو نظرك الخاص الذي هو نسبي خالص، وإنما ما بُني على علم وعدل.
- ثم أخي الفاضل، ما المانع أن تحتاج هذه الآية إلى من يفسرها؟ بل إني أراها بحاجة إلى بيان يزيل عن سامعها فهماً خاطئاً ليس هو مقصود الآية.
وسأعيد قراءة الموقف، وسأعبر عنه بقريب من عبارتك؛ ولكن بالنظر إلى نصف الكأس المملوء، فأقول:
كم تحتاج هذه الآية إلى من يفسرها، ويزيل الفهم الخاطئ لها، وكم بذل السلف من جهد وسؤال في تحصيل ذلك العلم وتحمله، وتبليغه للناس؟.
- ثم أخي الحبيب، كيف عرفت أنه لم يكن يعرف معنى الآية؟، أليس من الممكن أن يكون يعرف لها معنىً، وإنما أراد التثبت منه بسؤال أهل العلم عنه، كما هي عادتهم رحمهم الله؟، ومثل ذلك كثير في سيرهم، وأولى بهم.
- ثم هل تعرف زيد بن أسلم؟
2- وقلت: (وفي النهاية يجد تفسيرها في المنام فهذا والله من تلاعب الشيطان بهوالاء الذين يعتمدون على المنامات)،(1/2289)
وأقول:
أحسنت في نقدك لمن يتلاعب بهم الشيطان في المنام، فيعتمدون على ذلك،
ولكنك في هذا المقام بحاجة إلى تحقيق أن رُؤياه هذه من تلاعب الشيطان، بل الأولى بها في نظري أن تكون من الرحمن، فإنه معنىً صحيح في نفسه، ولا يأباه سياق النص، وذَكَره معتمداً عليه ومصوباً له أئمة التفسير من ابن جرير ومن بعده الكثير.
- فهل تلاعب الشيطان بزيد بن أسلم فأعطاه هذا المعنى الصحيح؟
وهل خفيت هذه الناحية على علماء التفسير من لدن إمامهم ابن جرير إلى ابن عطية والقرطبي وغيرهم؟ فتنبهت لها دونهم؟
ثم إني أقول بعد ذلك: إن زيد بن أسلم لم يعتمد على هذه الرؤيا في تفسيره على أنها مصدر تفسيرها فقط، ولولا أن المعنى صحيح عنده لما ذكره وهو الإمام المفسر.
3- وقلت: (فالاية تفسيرها واضح ولله الحمد)،
وأقول:
الحمد لله على ذلك، ولولا زيد بن أسلم وأمثاله من أئمة التفسير لخاض فيها الناس بالحق وبالباطل،
والحمد لله على رؤيا زيد رحمه الله، فإنها رؤيا صالحة، وقد جاءت السنة بحمد الله على ما هذا سبيله من الرؤى.
وليس في قولي هذا تهويل لأمر الؤى ولا رفعاً لها فوق محلها الشرعي في الاعتقاد والاستشهاد والاستبشار.
وشكر الله لك أخيراً على مشاركتك وحرصك على الفائدة، وفقك الله ورعاك.
- - - - - - - - - -
وشكر الله لأخي أبا حنيفة على إفادته بهذا النقل الطيب.
- - - - - - - - - -
* وتعليقي على هذا الموقف- وليس بآخر تعليق لكم إن شاء الله-:
من عاش التفسير في يقظته، خوطِبَ به في منامه
---
المنهوم
06-12-2004, 11:21 AM
جزاك الله خيرا اخي ابو بيان
على هذا التوجيه
ونريد تعليقك على هذه الرؤيا لأنه قد توقف التعليق عليها وقد مضى عليها فترة فترت فيها
---
موراني
06-12-2004, 12:46 PM
يقول الاخ (المنهوم) :
فألاية تفسيرها واضح ولله الحمد
وأقول : لو كان هكذا لم يجمع ابن جرير الطبري التفاسير المختلفة في هذا الموضع :
بل يقول :(1/2290)
أنهم يمشون على الأرض بالسكينة والوقار
ويقول أيضا : بالطاعة والعفاف والتواضع
ويقول ايضا : لا يتكبرون على الناس ولا يتجبرون ولا يفسدون في الأرض
ويقول أيضا :
لا يجهلون على من جهل عليهم
وذلك بروايته وبأسانيده
ويضيف ابن كثير في تفسيره الى ذلك تفسيرا آخر .
ويقول أبو الوليد ابن رشد في البيان والتحصيل ان المراد بالصورة الصفة لأن آدم موصوف......... لأن صفة الله عز وجل قديمة غير مخلوقة وصفات آدم مخلوقة ومحدثة.... ألخ .
ومن ذلك أيضا كما جاء في شرح أبي الوليد ابن رشد هذه الآية التي نحن بصدد هاهنا . ( ج 18 , ص 510 )
أما الاحالة على المنام فليس فيها تلاعب ما من قريب أو بعيد : وهنا أنضم بقولي الى ما قال (أبو بيان) وأذكر بعض الفقرات من الطبقات الكبرى لابن سعد :
قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة بلغه عن عمر بن عبد العزيز أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله فقال لي يا عمر إن وليت من أمر الناس شيئا فخذ بسيرة هذين
عامر بن ربيعة يصلي من الليل وذلك حين نشب الناس في الطعن على عثمان فصلى من الليل ثم نام فأتي في المنام فقيل له قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى
وما جاء عند القرطبي في تفسيره على سبيل المثال :
الرؤيا مصدر رأي في المنام, رؤيا على وزن فعلى كالسقيا والبشرى؛ وألفه للتأنيث ولذلك لم ينصرف. وقد اختلف العلماء في حقيقة الرؤيا؛ فقيل: هي إدراك في أجزاء لم تحلها آفة, كالنوم المستغرق وغيره؛ ولهذا أكثر ما تكون الرؤيا في آخر الليل لقلة غلبة النوم؛ فيخلق الله تعالى للرائي علما ناشئا, ويخلق له الذي يراه على ما يراه ليصح الإدراك, قال ابن العربي: ولا يرى في المنام إلا ما يصح إدراكه في اليقظة, ولذلك لا يرى في المنام شخصا قائما قاعدا بحال, وإنما يرى الجائزات المعتادات.
.................................(1/2291)
وهكذا , والمنام في العادة مصدر الصالحات في هذه الروايات وليس فيه شيء
من تلاعب الشيطان , بل هو وسيلة من الوسائل لادراك الحق .
بتحياتي
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2004, 11:29 PM
أخي أبا بيان حياك الله .
هل يصلح هذا التعليق ؟
إذا تغلغلَ فكرُ المرءِ في طَرَفٍ *مِنْ عِلْمِهِ غَرقتْ فيه خواطرُهُ
أرجو ذلك .
---
ابو بشرى
06-13-2004, 06:50 AM
إذا طغت فكرة ما على عقل المرء وصارت محور تفكيره تغلغلت حتى تملأ عقله فتطفح في منامه
وقد حكى ذلك غير المسلمين فمكتشف الصيغة الكيميائية للبنزين الحلقي قال إنه نام يوما بعد إجهاد
في البحث فرأى حية وقد وضعت ذيلها في فمها فصحا من نومه وقد اهتدى إلى فتح في الكيمياء الحيوية
هذا مثال على هذه المسألة ولو أنها ليست في مجال التفسير
وسؤالي : أليس في الآية كناية يراد بها المعنى البعيد لا القريب
كما في قولنا : فلان يمسح على رؤوس اليتامى
فالمراد بقولنا هذا :العطف والإحسان والصدقة على اليتامى لا مجرد المسح على الرأس فذلك سهل على كل أحد
س/ أكذلك المشي هونا ليس هو المراد بل عدم الإفساد في الأرض؟
---
أبو بيان
06-13-2004, 08:50 AM
- الأخ الفاضل المنهوم:
أعتذر عن التأخر, وقد علقت بما رأيت, وشكر الله لك قبول الجواب.
- - - - - - - - - -
- الأخ الفاضل موراني:
بارك الله فيك على حضورك ومشاركتك,
ويعجبني كثيرأ النفس المغربي في مشاركاتك- أعني به نفائس المغرب مما لا يكاد يُعرف إلا بحسرة على بعده أو فقده.
- - - - - - - - - -
- أخي الفاضل د/ عبد الرحمن:
تعليقك صالح في كل ما قرأت,
وهو هنا أصلح وأحسن.
- - - - - - - - - -
- أخي العزيز أبو بشرى:
نفرح دائماً بإطلالك, ونتمنى أن يتواصل,
وجواباً على سؤالك أقول:
( لا نُحاصر معنى الآية )
وأعنى بذلك أن فيها من الشمول ما يجمع الحس والمعنى, وكلما أمكن توسيع معنى الآية بما هو من معناها كان أفضل.
---
ابو بشرى
06-14-2004, 06:33 AM(1/2292)
أخي العزيز أبا بيان
لم أحاصر معنى الآية قصدا
وقد سهوتُ عن كلمة تبعد الإشكال في السؤال
وأعيد السؤال مصححا هنا
س/ أكذلك المشي هونا ليس هو المراد فقط بل عدم الإفساد في الأرض؟
---
أبو بيان
06-15-2004, 06:42 PM
نعم هو كذلك
بالإضافة إلى باقي المعاني الصحيحة التي ذكرها المفسرون كابن جرير وغيره.
---
(1/2293)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب القناعة لابن السني للتحميل ( وورد )
---
كتاب القناعة لابن السني للتحميل ( وورد )
---
مسك
08-26-2005, 01:00 PM
اسم الكتاب : كتاب القناعة
اسم المؤلف : ابن السني
نبذة عن الكتاب :
1- يتناول الكتاب بابًا من أبواب الرقاق، ألا وهو القناعة وفضل مَنْ تحلَّى بها، وقد كتبه المؤلف على طريقة المحدثين فيخرِّج الأحاديث والنصوص الواردة في الباب بسنده.
2- قسَّم الكتاب إلى أبواب، ووضع لكل باب عنوانًا، وأدرج تحت كل عنوان ما يناسبه من نصوص.
3- وقد اشتمل الكتاب على 71 نصًّا، ما بين أحاديث مرفوعة، وآثارٍ موقوفة على الصحابة والتابعين، وأبياتِ شعرٍ؛ ومنها الصحيح ومنها الضعيف
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=14&book=1976)
نسخ وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية
---
(1/2294)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أوائل مدوني التفسير من المحدثين
---
أوائل مدوني التفسير من المحدثين
---
ابن العربي
07-13-2005, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
1/ الحسن البصري ( ت 110 هـ )
كان من علماء التابعين ومن المشتهرين بالتفسير رأى مائة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف التفسير ورسالة في الرد على القدرية لعبد الملك بن مروان
وورد في كتب التراجم أنه ممن اتخذ الكتاب والصحيفة لتدوين العلم ففي الطبقات الكبرى لابن سعد :" أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد قال : كان علم الحسن في صحيفة مثل هذه وعقد عفان بالابهام والسبابتين "
2/ عطاء بن أبي مسلم الخرساني ( ت 135هـ )
قال الداودي في ترجمته :" له كتاب تنزيل القرآن وتفسيره وناسخه ومنسوخه رواية يونس بن راشد الحراني عنه "
كما اورده محمد فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي ونسب له التفسير
3/ زيد بن اسلم العدوي ( ت 136 هـ )
قال ابن عبد البر في التمهيد :" وزيد بن اسلم أحد ثقات أهل المدينة وزعمو أنه كان أعلم أهل المدينة بتأويل القرآن بعد محمد بن كعب القرضي "
ولزيد تفسير يرويه عنه ولده عبد الرحمن وكان من العلماء
4/ أبان بن تغلب الربعي الكوفي ( ت 141 هـ )
قال الداودي :" صنف كتاب معاني القرآن لطيف والقراءات روى له مسلم والأربعة .
5/ علي بن أبي طلحة الهاشمي ( ت 143 هـ )
قال ابن حجر :" نقل البخاري من تفسيره رواية معاوية بن صالح عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما شيئاً كثيراً في التراجم وغيرها ولكنه لا يسميه ويقول : قال ابن عباس أو يذكر عن ابن عباس "
وانتقلت مروياته في التفسير إلى أمهات كتب التفسير ابتداء من القرن الثالث الهجري
وجمع ونشر عام 1411هـ بالقاهرة تحقيق راشد الرحال .
6/ عبد الملك بن جريج ( ت 150 هـ )(1/2295)
قال الداودي أنه صنف التفسير رواه عنه حجاج بن محمد المصيصي الحافظ سمعه منه في الاملاء ، ولم يتحر الدقة في تفسيره هذا قال السيوطي : أما ابن جريج فإنه لم يقصد الصحة وإنما روى ما ذكر في كل آية من الصحيح والسقيم .
والله اعلم
---
(1/2296)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فن الدعاء
---
فن الدعاء
---
د. محمد مشرح
09-27-2004, 01:40 PM
فن الدعاء187
يا رجائي ولا مُرَجّى سواك يا غنيُّ ولا غنى ليَ عنك
يا رحيم سبحانك ما دعاك مخلص ساجد أراد رضاك *
وصل على حبيبك وآله ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
( أحضر قلبك عند قراءة الدعاء فلعلك ممن يستجاب له )
* ابتهالات أبي يوسف
فن الترويح على النفس136
يا مي يا ما
وأصله أن رجلا كان يمشي في وهدة الليل فرأى أو تخيل شبحا فأراد أن يقرأ سورة يس لتكون حرزا له ولكنه ارتبك ولم يستطع أن يتجاوز حرف الياء والألف فضل يرددها (يا يا يا يا يا ...) فلما لم يستطع أن يتجاوزهما قال : يامي يامى ...
فن توجيه الحدث 135
ليلة النصف من شعبان بقلم الشهيد حسن البنا
إخوان أون لاين - 01/10/2003
الإمام الشهيد حسن البنا
إعداد وتقديم: عبد الحليم الكناني
هذا أثرٌ جليل من تراث الداعية الفقيه حسن البنا، يتناول فيه مسألة الاحتفال بليلة النصف من شعبان والأدعية والصلوات التي تُؤدى فيها، ويبين الأحكام الشرعية في ذلك كله بأسلوب علمي موضوعي رصين، يشهد بعلو كعبه في علوم التفسير والحديث والفقه وأصوله.
ثم يبين الواقع من عوام المسلمين من أخطاء وتجاوزات تتعلق بهذا الأمر ويردها إلى الصواب البيِّن من أحكام الشريعة الغراء، ثم ينتقل بفقهٍ عميق إلى الطريقة المثلى لمواجهة المنكرات والأخطاء التي تقع من عوام الناس في هذه الليلة، وهنا يبدو الفقه العميق لآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويركز- رحمه الله- على القاعدة الشرعية العظيمة في هذا الباب وهي ألا يؤدي إنكار المنكر إلى منكرٍ أكبر منه، وأن الأمر بالمعروف لا بد أن يكون بالمعروف، وهي قواعد وآداب عظيمة غفل عنها- ولا يزال- كثيرٌ من المتصدين للدعوة والإصلاح بين جماهير المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2297)
نُشر هذا المقال بجريدة (الإخوان المسلمون)، العدد (20) من السنة الأولى (1352م)، وأُعيد نشره بنفس الجريدة في شعبان سنة 1353هـ.
بعث إلينا أحد الإخوان بمحلة دمنة دقهلية يسأل عما ورد في ليلة النصف من شعبان، وما يفعله الناس فيها من الدعاء ونحوه، وسنجيبه- إن شاء الله تعالى- ونُذكِّر القراء َالكرام بالمنهج الذي أشرنا إليه في العدد الأول في الفُتيا من أننا نتحرى الحق جهد استطاعتنا مما بين أيدينا من المراجع والنصوص، ثم نقدمه للقراء على أنه مبلغ جهدنا واستطاعتنا؛ فمن وجد دليلاً غير ما أوردنا أو حجة غير ما وجدنا فليتقدم بذلك مشكورًا، فإن الحق يجب أن يكون طلبة الباحث وغايته، وفوق كل ذي علم عليم، والله المستعان.
الكلام في ليلة النصف من شعبان يتصل بنواحٍ ثلاث؛ أُولاها: ما ورد في هذه الليلة. وثانيها: الحق والباطل مما يعتقده العامة فيها ويتلونه. وثالثها: حكم هذا الدعاء المعروف.
أولاً: ما ورد فى فضل هذه الليلة
1- قول الله تبارك وتعالى في أول سورة الدخان: ?إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ? (الدخان: 3، 4). اختلف العلماء في الليلة المقصودة في هذه الآية الكريمة، فمنهم من ذهب إلى أنها ليلة القدر التي تكون في رمضان، ومنهم من ذهب إلى أنها ليلة النصف من شعبان، ومنهم من ذهب إلى أن ليلة القدر قد تكون في النصف من شعبان، فكأنه يريد أن يجمع بين القولين؛ وهو قول ضعيف جدًّا، لا يثبت أمام التحقيق فلندعه، ولنحصر البحث في القولين اختصارًا.
فأما القول بأنها ليلة القدر فهو الراجح الوارد عن جمهرة المفسرين والعلماء المحققين، وقد تعقبوا أدلة القائلين بأنها ليلة النصف من شعبان بما يبدو أمامنا صالحًا لرده، وإليك نماذج من ذلك:(1/2298)
- قال الألوسي في تفسيره عند قوله تعالى: ?فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِين?: "هي ليلة القدر على ما روى ابن عباس وقتادة وابن جبير ومجاهد وابن زيد والحسن، وعليه أكثر المفسرين والظواهر معهم، وقال عكرمة وجماعة: هي ليلة النصف من شعبان".
وقال الطبري في تفسيره عن هذه الآية الكريمة: واختلف أهل التأويل في تلك الليلة، أي ليلة من ليالي السنة هي؟ فقال بعضهم: هي ليلة القدر، ثم ذكرهم، وقال بعد سردهم: "وقال آخرون: بل هي ليلة النصف من شعبان، ولم يذكرهم"، ثم قال: "والصواب في ذلك قول من قال هي ليلة القدر؛ لأن الله- جل ثناؤه- أخبر أن ذلك كذلك"، وقد أُكد هذا المعنى في ذلك البحث نفسه.
وقال النيسابوري في تفسير الآية الكريمة أيضًا: وأكثر المفسرين على أنها ليلة القدر لقوله تعالى: ?إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ? (القدر:1)، وليلة القدر عند الأكثر في رمضان.. ثم نقل كلام الطبري وقال بعده: وزعم بعضهم كعكرمة وغيره أنها ليلة النصف من شعبان، وما رأيت لهم دليلاً يعول عليه، فها أنت ترى من أقوال هؤلاء الأعلام أن الآية الكريمة لا تصلح أن تكون دليلاً في فضل ليلة النصف من شعبان.
2- ما ورد من أحاديث في فضل هذه الليلة، ومن ذلك:
أ- ما أخرجه بن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن علي- كرم الله وجهه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألاَ من مستغفر لي، فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه! ألا مبتلىً فأعافيه! ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".(1/2299)
ب- ومنها: ما أخرجه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي وابن ماجه عن عائشة قالت: فقدت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعًا رأسه إلى السماء، فقال: "يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟"، فقلت: ما بي من ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: "إن الله- عز وجل- ينزل في ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب".
ج- ومنها ما أخرجه أحمد بن حنبل في المسند عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "يطلع الله- عز وجل- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس".
ولو صحت هذه الأحاديث وسلمت من العلل لكانت أدلة قوية في فضل الليلة، ولكنها جميعها تكلم فيها المحدثون وأعلُوها، فمنها ما ذكروا ضعف إسناده كما قال العراقي في الحديث الأول، ومنها ما ذكروا أن في إسناده لينًا كما ذكر الحافظ المنذري في الحديث الثالث، حتى قال الحافظ أبوبكر العربي: "لا يصح فيها شيء".
وإذ تطمئن إليه النفس أن هذه الأحاديث- مع التسليم بضعفها وتعليلها- تكفي لأن تجعل لهذه الليلة فضلاً على غيرها من ليالي هذه الشهر، وتجعل القيام بما ورد من العبادات- كقيام ليلها- قيامًا شرعيًّا، وصيام يومها صيامًا شرعيًّا، كذلك من المستحبات بناءً على قاعدة العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، بشرط ألا يُتخذ ذلك ذريعة إلى التعبد فيها بما لم يرد به دليل.
ثانيًا: عقائد عامة في هذه الليلة وعبادتهم فيها
أولاً: يعتقدون أن هذه الليلة هي الليلة التي يُفرَق فيها كل أمر حكيم، فيقضى فيها أمر السنة كلها فيما يتعلق بشئون الخلق، وقد علمت - مما تقدم- الخلاف في الليلة المقصودة بترجيح أنها ليلة القدر.(1/2300)
ثانيًا: يعتقدون أن من حضر الدعاء الذي يدعون به في المسجد بعد المغرب وصلى الصلاة التي ذكروها، وحضر هذا الاجتماع الذي يجتمعونه لم يمت هذه السنة، وثبَّت الله ورقة أجله، ويتشاءمون إذا فاتهم هذا الجمع، وهي عقيدة باطلة لا أساس لها من الدين ألبتة.
ثالثًا: يقرأون سورة (يس) في هذه الليلة، ويجمعون بينها وبين الدعاء بكيفية خاصة، ولم أرَ في ذلك دليلاً.. نعم، إن قراءة القرآن مستحَبة في كل وقت، ولكن تخصيص هذه الليلة سورة خاصة وبكيفية خاصة أمر لا يثبت إلا بدليل خاص، وليس عندنا هذا الدليل، ومن وجده فليأت به.
رابعًا: يذكرون أن لهذه الليلة صلاةً خاصة؛ هي مائة ركعة، يُقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة ?قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد? إحدى عشرة مرة، وإن شاء صلى عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة مائة مرة ?قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد?، ذكر ذلك الإمام الغزالي في الإحياء، وقال: كان السلف يصلون هذه الصلاة ويسمونها صلاة الخير، ويجتمعون فيها، وربما صلوها جماعة.
روي عن الحسن أنه قال: حدثني ثلاثون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة، وقضى له بكل نظرة سبعين حاجة، أدناها المغفرة.. هكذا قال الإمام الغزالي في كتاب(الإحياء).
وقد تعقبه الحافظ العراقي بأن حديث صلاة نصف شعبان حديث باطل، وهو رأي جمهور العلماء فيه، بدليل أنه لم يرد في كتاب من كتب الحافظ الإثبات، ولم يسنده راويه إلى صحابي معروف، ولم يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علمت أن تخصيص وقت بعبادة خاصة يحتاج إلى دليل شرعي، ولا دليل على هذه الصلاة كما رأيت.
خامسًا: الدعاء بالصيغة المعروفة، وقد أفردناه ببحث خاص لأهميته وكثرة اختلاف الناس فيه.
ثالثًا: دعاء نصف شعبان، وينقسم الكلام فيه إلى ثلاثة أقسام
(أ) صيغته:
يلاحظ بعض العلماء في صيغة هذا الدعاء أمورًا تخالف ظواهر الأدلة الشرعية، منها.(1/2301)
(1) نسبة التجلي الأعظم وإبرام الأمور والفصل فيها... إلى ليلة النصف من شعبان، وقد علمت رجحان أن ذلك في ليلة القدر لا في ليلة النصف.
(2) نسبة المحو والإثبات إلى أم الكتاب، وإن كانت اللوح المحفوظ فلا محو فيها ولا إثبات، وإن كانت علم الله تبارك وتعالى فكذلك؛ فكيف يقال في هذا الدعاء: اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا أو محرومًا... إلخ، فامح اللهم شقاوتي... إلخ!
وقد اختلف المفسرون في تفسير الآية الكريمة: ?يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ? (الرعد: 39)، وعندي أنهم- جزاهم الله خيرًا- لو أمعنوا النظر فيما قبل الآية وما بعدها لَمَا كان ثمة داعٍ لهذا الخلاف، فقد نزلت الآيات حين سألت قريش النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يستعجل لها العقوبة، فأنزل الله قوله تعالى: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً? (الرعد من الآية 38)، إشارة إلى أحكام البشرية عليهم- عليهم الصلاة والسلام- ?وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب? (الرعد من الآية 38)، إشارة إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يأتي بالآيات من نفسه، ولا يستطيع ذلك إلا بإذن الله، فلا معنى لسؤاله إياه. ?لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٍ?، إشارة إلى أن الحوادث تقع في آجالها ومواعيدها الغائبة في تقدير الله تبارك وتعالى، لا تستقدم لحظة ولا تستأخر، فلا لزوم لإرهاقهم نبيهم - صلى الله عليه وسلم- باستعجال ما لم يحن وقته بعد. ?يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ? (الرعد: من الآية 39)، يفعل الله ما يشاء ويترك ما يشاء، يوجد ما يشاء ويعدم ما يشاء، إشارة إلى مطلق تصرفه سبحانه وتعالى في شئون الخلق إيجادًا وعدمًا، وتنبيهًا لهم إلى أن سؤال الآيات واستعجال العقوبات إنما يكون لله وحده ?وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ? (الرعد: من(1/2302)
الآية 39) علمه أو لوحه قد أثبت فيه ذلك المحو وذلك الإثبات على النحو الذي يقع فيه ?وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ? (الرعد:40).
وسواء وقع هذا الذي ثبت في أم الكتاب وجودًا أو عدمًا في حياتك، أو توفيتك قبل وقوعه فذلك لا يقدح في مهمتك؛ وهي تبليغ الشريعة، فعليك أن تبلغهم ما أمرت به، وعلينا أن نحاسبهم بعد ذلك على مواقفهم منك.
هذا التفسير للآيات مطابق لظاهرها، مُخرج لكل خلاف فيها متفق مع السياق، منسجم مع أسباب النزول بعيد عن الكلفة والتعسف فيما أعتقد، والله أعلم بمراده. وإنما عرضت له هنا أن هذه الآية الكريمة لا تصلح حجة للذين يصححون صيغة الدعاء، وعليهم البحث عن دليل آخر.
(3) سؤاله- تبارك وتعالى- محو الشقاوة والحرمان والطرد والتقتير في الرزق وإثبات أضدادها من السعادة والقبول والسعة في الرزق، وإثبات هذا الاعتراض على صيغة الدعاء... يزج بنا في مأزق القضاء والقدر؛ وهو ما يحتاج إلى بحوث مستقلة، والإمساك عنه خير، والخلاف فيه شديد، ومن ذلك نعلم أن اعتراض العلماء على صيغة هذا الدعاء مبني على خلاف شديد يتسع له مجال الرأي، وتكثر فيه مواطن الشبهات، ولا شك أن دعاءً مُجمَعًا على صيغته خير وأجدى من دعاء تُثار حوله كل هذه المشكلات.
(ب) أصله:(1/2303)
هذا الدعاء لم يرد في القرآن طبعًا، ولا في الأحاديث الصحيحة، وكل ما علمنا عن أصله أنه ذكر، أو بعضه قد ورد على لسان بعض الصحابة والتابعين الصالحين، قال الألوسي في تفسيره: أخرج بن أبي شيبة في المصنف وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته: "يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا فامح عني اسم الشقاوة، وأثبتني عندك سعيدًا، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محرومًا مقترًا عليَّ رزقي، فامح حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدًا موفقًا للخير، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت: ?يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ?، وأخرج عبد بن حميد وغيره عن عمرو- رضي الله عنه- أنه قال- وهو يطوف بالبيت-: "اللهم إن كنت كتبت عليَّ شقوة أو ذنبًا فامحه واجعله سعادة ومغفرة، فإنك تمحو ما شئت، وتثبت وعندك أم الكتاب"، وذكر مثله عن شقيق أبي وائل هذا ما ورد في آثار كثيرة عن الصحابة والتابعين في النهي عن سؤال محو الشقاوة وإثبات السعادة، نقل ذلك بن جرير الطبري عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير، وعن مجاهد كذلك من طرق عدة، وذكر صاحب الإبداع أنه نقل عن اليافعي أن أول ما يدعى في ليلة النصف من شعبان: "اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه".
هذا ما ورد في أصل الدعاء، ويلاحظ عليه ما يأتي:
(1) أنه ليس مأثورًا كله جملة واحدة عن أحد من الصحابة أو التابعين.
(2) أن فيه ما يصدم بآراء بعضهم- رضوان الله عليهم.
(3) أنه لم يؤثر عن النبي- صلى الله عليه وسلم- والدعاء بالمأثور أولى قطعًا.
(4) أننا لا نعرف درجة ثبوت نسبته إلى مَنْ نُسب إليه من الأئمة.
(ج) كيفيته:(1/2304)
يتلى هذا لدعاء بتلقن الإمام أو غيره عدة مرات، وهم يقولونه خلفه بأصوات عالية، مع أن كثيرًا منهم لا يفهمون معناه، ويخطئون في ألفاظه من حيث الإعراب، ويرددونه بحالة لا تدل على الخشوع أبدًا، ولا يقولونه إلا في هذه الليلة، حتى صار شعارًا لها، منسوبًا إليها، وكل ذلك مخالف للأحكام من عدة نواحٍ:
منها: (1) التخصيص الذي يحتاج إلى دليل شرعي وهو غير موجود.
ومنها: (2) فقدان الخشوع وحضور القلب والله تعالى يقول: ?ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً? (الأعراف: 55).
ومنها: (3) رفع الأصوات بهذه الحال، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه يرفعون أصواتهم في الدعاء، فنهاهم عن ذلك بالحديث الصحيح: "أربعوا عن أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمًا؛ إنما تدعون سميعًا بصيرًا".
منها: (4) أن الداعين لا يتذوقون معناه، ولا تتأثر به قلوبهم؛ ولأن يناجي أحدهم ربه بحاجته التي يشعر بها، ويجد في نفسه أثرها، أنفع وأجدى من ترديد ألفاظ ملقنة، لا يدرك معناها.
خلاصة البحث
إذا تقرر هذا علمت أن خلاصة البحث تنحصر في هذه الأمور:
أولاً: ليلة النصف من شعبان ليلة فاضلة، وإحياؤها بأي طاعة من طاعات الله وصوم يومها مستحب.
ثانيًا: تخصيصها بعبادات خاصة من قراءة (يس)، وصلاة الخير، والدعاء الخاص أمر لا دليل عليه من الشرع، فالواجب عدم التقيد به، وعدم اتخاذه شعارًا لها.
ثالثًا: هذا الدعاء الذي تعوده الناس لم يثبت أصله من الكتاب والسنة، وصيغته محل خلاف عظيم، والكيفية التي يلقيه الناس بها مخالفة للأحكام الشرعية.
خاتمة
الناس في ليلة النصف من شعبان قسمان:
- قسم يتحمس لهذه التقاليد الموروثة تحمسًا عظيمًا، ويدافع عنها دفاعًا قويًّا، ويلتمس لأصحابها الحجج والمعاذير، ومنهم فريق من أئمة المساجد ومن أهل العلم، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الأقوال الشرعية قبل ذلك، فإنكم بلا شك ستتركون هذا الحماس".(1/2305)
- وقسم يتحمس ضدها تحمسًا عظيمًا كذلك؛ فيحقر من شأنها، وينحي باللائمة على فاعليها، وقد يؤديه ذلك إلى السب والشتم، بل إلى الاشتباك أحيانًا، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الذين يفعلون ذلك؛ إنما يفعلونه لأنهم يعتقدون أنه من الدين، فهم حَسَنُو النية، وحَسَنُ النية لابد من الرفق معه، وإن هذا المظهر من المظاهر الدينية يوقظ في المسلمين روح الشعور بالإسلام والحماس له، ومقاومته بهذه الوسائل من التحقير والعنف يهدم في نفوس العامة ما بقي فيها من تقديس الدين واحترمه، ويقوي دعاية الخروج على الدين والاستهتار به، وإذن فيكون ضرر هذه المقاومة أشد من نفعها".
والذي يوجبه الدين على كل مسلم استخدام الحكمة في الأمر والنهي، ولا سيما في المظاهر التي تتعلق بأعمال الجماهير مجتمعة، فإنها أحوج ما تكون إلى حسن السياسة ودقة المسلك، فعلى الرعاة والمرشدين واجب قدسي؛ هو أن ينشروا هذه الأحكام بين الناس في ظل التعليم الصحيح، والحب الخالص، وتبادل شعور العطف، والتعاون في البحث عن الحقيقة.. وبمرور الزمن والدأب على الإرشاد يتعرف الجمهور الحق، فيعود إليه، والله الهادي إلى سواء السبيل.
---
(1/2306)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهارس ملتقى أهل التفسير > فهرس الرسائل العلمية في القرآن وعلومه
---
فهرس الرسائل العلمية في القرآن وعلومه
---
عبدالله الميمان
07-08-2004, 05:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إتماماً للفائدة لسابقه ، هذا فهرس بعض الرسائل المجازة في جامعات السعودية وبعض الجامعات العربية في موضوع القرآن وعلومه :
48712 -حقائق التفسير الأدبي : تحقيق ودراسة /محمود النقراشي عبدالعزيز - : دكتوراه
48702 -الإمام القشيري وكتابه لطائف الإشارات في التفسير /محمد سعيد محمد عطية عرام - : دكتوراه
48681 -ابن جزي الكلبي وجهوده في التفسير من خلال كتابه التسهيل لعلوم التنزيل /عبدالحميد محمد ندا - : ماجستير
48675 -سيد قطب ومنهجه في التفسير /إسماعيل الحاج أمين الحاج - : ماجستير
48604 -الشنقيطي ومنهجه في التفسير في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن /أحمد سيد حسانين - : ماجستير
48553 -الإمام الحسيني الفراء المعروف بالبغوي وكتابه التفسير المسمى معالم التنزيل /محمد علي محمود عثمان - : دكتوراه
48506 -النص القرآني بين التفسير والتأويل /عبدالفتاح إبراهيم عبدالرحمن - : دكتوراه
48486 -أبوجعفر النحاس وأثره في التفسير /أحمد هليل منصور الرشادين -
--------------------------------------------------------------------------------
50250 -رشى ومنهجه في التفسير /عبدالرازق أحمد قنديل - : دكتوراه
49547 -التفسيرات التركيبية للشواذ الجيوفيزيائية في المنطقة الواقعة شمال واحة سيوة - جمهورية مصر العربية /محمد شرف الدين حافظ - : ماجستير(1/2307)
49535 -الدخيل في تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للإمام الشوكاني : تحقيق ودراسة من أول سورة آل عمران إلى قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم من الآية 92 من سورة آل عمران) /فاطمة سليمان بن سعد العكوز - : ماجستير
49121 -ترجيحات ابن العربي في التفسير من خلال كتابه أحكام القرآن : تحقيق ودراسة من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة النساء /محمد سيدي عبدالقادر - : دكتوراه
49120 -مرويات سنيد في التفسير : من أول القرآن إلى آخر سورة الإسراء جمعا ودراسة /سعيد محمد بابا سيلا - : دكتوراه
49119 -اختيارات الإمام الشوكاني في التفسير من خلال كتابه فتح القدير : من أول الكتاب إلى نهاية سورة الإسراء : تحقيق ودراسة /علي بن حميد السناني - : دكتوراه
49118 -اختيارات الإمام الشوكاني في التفسير من خلال كتابه فتح القدير : تحقيق ودراسة من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس /فايز حبيب الترجمي - : دكتوراه
49117 -مرويات أبي بكر بن أبي شيبة في التفسير : من سورة الكهف إلى سورة الناس : جمعا ودراسة /عادل بن سعد الجهني - : دكتوراه
51668 -الاتجاه العلمي في التفسير : أدواره وأصوله : دراسة تاريخية ومنهجية في ضوء علوم القرآن /عبدالرزاق هرماس - : دكتوراه
51480 -وكيع بن الجراح ومروياته في التفسير : من أول سورة مريم إلى نهاية سورة التحريم /مها سليم الحربي - : ماجستير
51474 -المرويات الموقوفة للخلفاء الراشدين الثلاثة الأول وبقية العشرة في التفسير : جمع ودراسة وتخريج /فيصل عابد اللحياني - : دكتوراه
51414 -ابن جريج : مروياته وأقواله في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة الحج, دراسة حديثية وتفسيرية /أميرة علي الصاعدي - : دكتوراه(1/2308)
51408 -الإمام أبي جعفر الباقر : مروياته وآراؤه في كتب التفسير بالمأثور والسنة المطهرة /أحمد عبدالله العمودي - : ماجستير
51404 -مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير من أول سورة المؤمنون إلى نهاية سورة الناس : جمعا ودراسة وتخريجا /إحسان محمد علي عزام - : ماجستير
51170 -آراء ابن حزم الظاهري في التفسير : جمعا ودراسة /أحمد عبدالعزيز القصير - : ماجستير
51149 -أثر الالتحاق بجماعة تحفيظ القرآن على التحصيل الدراسي في مادة التفسير لدى تلاميذ الصف الثالث المتوسط بمدينة جدة التعليمية /عبدالله أحمد القطيمي الغامدي -
--------------------------------------------------------------------------------
52709 -مرويات التفسير في معاجم الطبراني في سورة آل عمران : جمعا ودراسة /منى عمر السليم - : ماجستير
52050 -التفسير الموضوعي للقصص القرآني على ضوء الوحدة الموضوعية للسورة /مليكة نايت لشقر - : ماجستير
52030 -الرازي أصوليا من خلال التفسير الكبير /لخضر زحوط - : ماجستير
51906 -دراسة أسلوبية لظاهرة الحذف في القرآن الكريم من خلال كتب التفسير /علي بوزياني - : ماجستير
51707 -الاتجاه الموضوعي في تفسير القرآن الكريم بالمغرب : الشيخ محمد المكي الناصري نموذجا من خلال تفسيره التيسير في أحاديث التفسير /أمينة أبوالفيال - : دكتوراه
51702 -العقائد المسيحية وعلم التفسير الإسلامي : دراسة تحليلية منهجية /مصطفى بوهندي - : دكتوراه
51694 -ابن الزبير الغرناطي وجهوده في التفسير من خلال ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل /ميمونة هوشمين - : دكتوراه
51677 -ابن قتيبة وجهوده في الدفاع عن منهج أهل السنة في التفسير والحديث من خلال كتابيه مشكل القرآن ومختلف الحديث /حسن المعتمد - : ماجستير
53818 -لامنسوخ في القرآن في علم التفسير وفلسفة التربية القرآنية /عبدالوهاب سرالختم أحمد - : دكتوراه(1/2309)
53534 -القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير وآثارها في التفسير والأحكام /سامي محمد عبدالشكور - : ماجستير
53526 -مرويات أبي بكر بن أبي شيبة في التفسير : من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الإسراء : جمعا ودراسة /عبدالقدوس راجي بن محمد موسى - : دكتوراه
53518 -ابن تيمية ومنهجه في التفسير /علي سيف عبدالقادر - : ماجستير
53517 -أسباب الخطأ في التفسير : دراسة تأصيلية /طاهر محمود محمد يعقوب - : دكتوراه
53300 -اختيارات الإمام البخاري في التفسير التي لم يعزها إلى أحد في صحيحه : عرض وتحليل /عايد بن عبدالله بن عيد الحربي - : ماجستير
52972 -أسلوب الجملة التفسيرية في القرآن الكريم : دراسة تركيبية دلالية /حسين إرشيد الأسود العظامات - : ماجستير
52749 -الدخيل في تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للإمام الشوكاني : في سورة آل عمران, من قوله تعالى كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلى نهاية السورة /دلال سليمان بن زيد المسلم - : ماجستير
54290 -التفسير الموضوعي للقرآن الكريم : مفهومه, تطوره, منهجه, نموذج منه /أحمد عبادي - : دكتوراه
54281 -مدرسة مكة في التفسير /أحمد العمراني - : دكتوراه
54275 -أصول الفقه ومنهج توظيفه في التفسير عند ابن الفرس من خلال كتابه أحكام القرآن /محمد عبدالوهاب أبياط - : دكتوراه
54259 -الصحيح المسند من التفسير النبوي للقرآن الكريم /القاضي برهون - : دكتوراه
54256 -أصول التفسير وقواعده في جامع البيان للإمام الطبري /عائشة الهيلالي - : دكتوراه
54215 -التناسب القرآني وآليات اشتغاله من خلال الخطاب التفسيري : تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي نموذجا /فارس عبدالعزيز - : دكتوراه
54135 -شواهد القرآن في كتاب سيبويه وأثرها في كتب التفسير /محمد مصطفى - : دكتوراه
53830 -مصادر التفسير /أحمد حسن علي قرينات - : ماجستير(1/2310)
54326 -أصول وقواعد التفسير عند المعتزلة /إدريس ودغيري - : دكتوراه
54324 -علم أصول التفسير, محاولة في البناء /مولاي عمر بن حماد - : دكتوراه
54320 -الشيخ الخروبي وتفسيره رياض الأزهار وكنز الأسرار : حياته ومنهجه مع تحقيق الجزء الأول من هذا التفسير الجليل /محمد حسين القدافي - : دكتوراه
54313 -الاتجاه الاجتماعي في التفسير في العصر الحديث /محمد السيسي - : دكتوراه
54307 -أثر المذهبية في التفسير /عبدالرحمن حسي - : دكتوراه
54303 -التفسير الفقهي في العصر الحديث /عبدالنبي عالم - : دكتوراه
54302 -التفسير الفقهي عند ابن عطية /عبدالسلام محمد - : دكتوراه
54298 -التفسير التاريخي بين التصورات الوضعية والتصور الإسلامي /محمد أوغانم - : دكتوراه
60274 -جهود الإمام القسطلاني في التفسير : جمع وتوثيق ودراسة وتعليق /نوال رمضاني - : دكتوراه
57802 -التفسيرات الجيولوجية للبيانات التثاقلية على طول وادي النيل والمناطق المجاورة بمصر /أحمد بخيت عثمان سليمان - : دكتوراه
57745 -التفسير الموضوعي : دراسة تاريخية نقدية /محمد محمود محمد بني الدومي - : ماجستير
57644 -التفسير الجيولوجي لشذوذ الجاذبية على منطقة منخفض القطارة بالصحراء الغربية بمصر /يسري عبدالمجيد درويش - : دكتوراه
57643 -التفسير الجيولوجي لقياسات الجاذبية الأرضية لمنطقة فاغور - مباركة بصحراء مصر الغربية /علية محمد حماد الحسيني - : دكتوراه
57368 -التفسير الجيولوجي للنتائج الجيوفيزيائية لمنطقة منخفض القطارة بالصحراء الغربية - ج.م.ع /حمزة أحمد إبراهيم - : ماجستير
54800 -منهج وهبة الزحيلي في تفسيره للقرآن الكريم التفسير المنير /محمد عارف أحمد فارع - : ماجستير
54332 -مدرسة المدينة في التفسير /عبدالمجيد بوشبكة - : دكتوراه
63084 -إجماع السلف في التفسير ومدى الأخذ به عند مفسري الخلف /بهيجة الشدادي - : دكتوراه(1/2311)
63072 -التفسير العقلي والنقلي في القرن الرابع عشر : ضوابطه ومناهجه /محمد بليتش - : دكتوراه
63043 -شعر الدفاع عن الثغور الإسلامية بالمغرب بين التفسير الأسطوري والتأويل التاريخي (1830 - 1930) /سعيدة إدريسي تفراوتي - : دكتوراه
60787 -التفسير التاريخي بين التصورات الوضعية والتصور الإسلامي /عبدالسلام أبوسعد - : دكتوراه
60775 -التفسير عند ابن عطية الغرناطي /عبدالسلام أبوسعد - : دكتوراه
60301 -التفسير المقاصدي عند مفسري الغرب الإسلامي /نورالدين قراط - : دكتوراه
60296 -علوم القرآن من خلال مقدمات كتب التفسير /لطيفة أحادوش - : دكتوراه
60293 -تفسير ابن جرير الطبري من بداية التفسير إلى آخر سورة البقرة : دراسة وتحقيق /عبدالعزيز حفاصي - : دكتوراه
64081 -البيضاوي ومنهجه في التفسير /أبوالفتوح عبدالحميد محمد - : دكتوراه
63869 -أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص : دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه /عمادالدين محمد الرشيد - : دكتوراه
63554 -منهج الإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة 505هـ/1111م في التفسير من خلال كتابه إحياء علوم الدين /عدنان محمد يوسف يعقوب - : ماجستير
63550 -منهج الإمام محمد بن إدريس الشافعي (المتوفى سنة 204هـ/820م) في التفسير /عبدالواسع عبدة هزير خالد المخلافي - : ماجستير
63546 -نعم الله على الإنسان في ضوء سورة النحل : دراسة في التفسير الموضوعي /عبداللطيف عبدالرحمن سليمان - : ماجستير
63483 -منهج سعيد بن جبير (المتوفى سنة 95هـ - 317م) في التفسير /خميس جمعة حسن أبوعصبة - : ماجستير
63325 -منهج الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في التفسير بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الهجريين /ناظرة بنت محمد - : ماجستير
63089 -مناهج الفقهاء في التفسير اللغوي لنصوص الأحكام من خلال ما اختلفوا فيه /عائشة موسى - : دكتوراه
---
عبدالرحمن الشهري
07-08-2004, 08:50 AM(1/2312)
حياكم الله أخي الكريم عبدالله وجزاكم خيراً على هذا الجهد المبارك.
نريد أن نضيف هذه الرسائل للقاعدة الخاصة بالرسائل العلمية المقهرسة في شبكة التفسير. فهل تتكرم بذكر الجامعات التي قدمت إليها هذه الرسائل بالتحديد .
دليل الرسائل العلمية (http://www.tafsir.net/rslj.php)
---
عبدالله الميمان
07-09-2004, 12:30 AM
وجزاك خيراً ، لكن ليس عندي ما يشير إلى مكان تقديمها ، والرقم هو رقم الوثيقة في مركز مكتبة الملك فيصل في الرياض ، وعذراً إذا تعارض هذا الموضوع مع دليل الموقع لأني لم أعلم به إلا ساعتي ذه ، بعد وضعكم إياه ..
---
مساعد الطيار
07-14-2004, 02:25 AM
أخي الكريم عبد الله
شكر الله لك هذا الجهد .
أرجو إعادة النظر في بعض الرسائل ، فهي ليست في الدراسات القرآنية .
وفقني الله وإياك لكل خير .
---
عبدالله الميمان
07-14-2004, 09:58 PM
نعم ... جزاك الله خيراً د.مساعد ، والسبب أنني نسختها من فهرس مجمع الملك فيصل وقد كان الخطأ في الإدراج منهم ، وهذه التي وقع فيها الخطأ :
49547 -التفسيرات التركيبية للشواذ الجيوفيزيائية في المنطقة الواقعة شمال واحة سيوة - جمهورية مصر العربية /محمد شرف الدين حافظ - : ماجستير
57644 -التفسير الجيولوجي لشذوذ الجاذبية على منطقة منخفض القطارة بالصحراء الغربية بمصر /يسري عبدالمجيد درويش - : دكتوراه
57643 -التفسير الجيولوجي لقياسات الجاذبية الأرضية لمنطقة فاغور - مباركة بصحراء مصر الغربية /علية محمد حماد الحسيني - : دكتوراه
57368 -التفسير الجيولوجي للنتائج الجيوفيزيائية لمنطقة منخفض القطارة بالصحراء الغربية - ج.م.ع /حمزة أحمد إبراهيم - : ماجستير
---
محمد بن علي
10-01-2005, 08:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الأستاذ عبدالله الميمان...
جزاكم الله خيرا على هذه الجهود ، وسؤالي هو : هل من سبيل للحصول على بعض من هذه الرسائل العلمية إن لم تكن قد طبعت ؟ .(1/2313)
ويظهر لي أن البعض منها قد طبع ، حبذا لو تكرمتم بالإشارة إلى ذلك .
بارك الله فيكم .
---
عبدالله الميمان
12-26-2005, 02:30 PM
السلام عليكم .. آسف جداً لتأخر الرد ، نعم أخي تحصل على ما تريد مما لم يطبع بطريقتين ، الأولى : بإذن من المؤلف وتحصل على النسخة كاملة من مركز الملك فيصل ، والثانية تحصل على تصوير ما تريد على ألا يزيد عن ثلث عدد صفحات البحث من دون الحاجة إلى إذن ، هذا عدا الإطلاع على ما تشاء من الرسائل عندهم في المركز ... وفقك الله ..
---
أبو محمد نائل
03-30-2006, 01:09 PM
توثيق راق ، حفظ العلم في توثيقه ومدارسته .
---
أبو العالية
05-29-2006, 10:02 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .
ويضاف أيضاً :
مرويات أبي العالية رفيع بن مهران الرياحي _ عبد السلام بن حمدان اللوح _ دكتوراه ( السودان )
ولم تطبع بعد ، وتصفحتها سريحاً مصورة ووجدتها قيمة .
---
خادمة القرآن
06-28-2006, 12:49 AM
أفيدوني جزاكم الله خيرا بموضوعات مقترحة لتقديم رسالة الماجستير في علوم القرآن بحيث تكون مفيدة وذات قيمة علمية .
---
سلطان الفقيه
06-28-2006, 10:50 PM
الأخت : خادمة القرءان ـ وفقكِ الله ـ
انظري مواضيع مقترحة للرسائل العلمية .
---
أحمد بزوي الضاوي
10-30-2006, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الرسائل العلمية التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
--------------------------------------------------------------------------------
رسائل دكتوراه السلك الثالث، وأطاريح دكتوراه الدولة التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي :
1- منبهة الشيخ أبي عمرو الداني : الحسن بن أحمد وكاك . أول أطروحة دولة عن القراءات القرآنية بدار الحديث الحسنية ، تقع في مجلدين ، نوقشت 1408هـ/1988م.(1/2314)
2- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش : عبد الهادي حميتو .دكتوراه دولة. تقع في سبعة أجزاء، عملت وزارة الأوقاف المغربية على طبعها، كما وضعت منها خمسة أجزاء على موقعها الرسمي يمكن تحميله من هناك على هذا الرابط : http://www.habous.gov.ma
3- القصد النافع لبغية الناشئ والبارع لأبي عبدالله الخراز : نعيمة شابلي.
4- القول النافع على الدرر اللوامع لابن بري : لابن الطالب العلوي محمد ابن سي محمد الموريطاني.
5- شرح الدرر اللوامع للإمام المنتوري : فؤاد ريشة .
6- إيضاح الأسرار والبدائع على الدرر اللوامع لابن المجراد : وخيتي يوسف .
7- معين الصبيان على الدرر اللوامع للجزولي السملالي : خديجة آيت طالب .
8- تفصيل عقد الدرر للشيخ ابن الغازي : سعيد وديدي .
9- تحصيل المنافع ليحيى بن سعيد الكرامي : الحسن طالبون .
10- طرق رواة نافع : محمد اللويزي .
11- شرح طيبة النشر لابن الجزري للنويري: رشيدة ناصر- علو عزيزة.
12- رسائل وأجوبة ابن القاضي (دراسة وتحقيق) : محمد أبو الوافي .
13- فهرس محمد بن عبدالسلام الفاسي : محمد أمين زلو .
14- علم النصرة في قراءة إمام أهل البصرة لابن/ القاضي : عبدالعزيز كارتي .
15- كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري: أحمد اليزيدي .
16- الدرة الصقيلة في شرح العقلية للبيب : عبد العلي آيت زعبول .
17- ري الظمآن في عدد آي القرءان للمنتوري : عبد المجيد بوشبكة .
18- تنبيه العطشان على مورد الظمآن للشوشاوي : ميلود الضعيف .
19- الأقراط والشنوف بمعرفة الابتداء والوقوف لابن عبد السلام الفاسي: طاهر الشفوع .
20- الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرراللوامع لابن القاضي : أحمد البوشيخي .
21- المنهج المتدارك في شرح دالية ابن المبارك للمنجرة : العربي الخامر.
22- ابن جرير الطبري ومنهجه في توظيف القراءات القرءانية من خلال تفسير جامع البيان : الشليخي رحمة .(1/2315)
23- القراءات والتقديم والتأخير في القرءان الكريم : باب ولد أبو مدين .
24- القراءات التي تضمنها المحتسب في ضوء فكرة الترخص : سعيد مصطفى عياش.
25- منهج الإمام الشاطبي في القراءات : غوردو محمد .
26- الوسيلة إلى كشف العقلية لعلم الدين السخاوي " دراسة وتحقيق " : الإدريسي الطاهري محمد .
27- ابن عطية الأندلسي قارئا : تمام نعيمة .
28- قراءات الصحابة رضي الله عنهم : لحدودي بنيونس .
29- المدرسة القرآنية بالمغرب والأندلس في القرن الثامن : عزوزي حسن .
30- إتقان الصنعة في تجويد السبعة لأبي العباس بن شعيب : صدقي الحسن .
31- الزمخشري ومنهجه في توظيف القراءات القرآنية: مرزوق عبدالرحيم .
32- كفاية التحصيل في شرح التفصيل لمسعود محمد جموع : السايب عبدالرحمن .
33- فتح المنان شرح مورد الظمآن لابن عاشر : الهبطي الإدريسي عبدالسلام .
34- الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعود محمد جموع : خربوشة الطيبي .
35- تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي " دراسة وتحقيق ": الحسن وكاك .
36- اختلاف القراء وأثره في التفسير و استنباط الأحكام : عبد الهادي حميتو .
37- الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى تأليف أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي (ت 1082 هـ ) : محمد بن علي بالوالي .
38- قراء القرنين الرابع والخامس الهجري بالأندلس والمغرب الأقصى: العمريش الحسين .
39- أعد عدد من طلبة وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي التي يرأسها شيخنا تحقيقا علميا لكتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري . كما أنهم يقومون بإعداد رسائل علمية في مجال القراءات القرآنية في الغرب الإسلامي.
هذا ما استطعت الوصول إليه، مع العلم أن رصيد أستاذنا أكبر من ذلك بكثير، ولعلني مستقبلا سأوفق لجمع كل الرسائل والأطاريح التي أشرف عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ في القراءات خاصة والدراسات القرآنية.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(1/2316)
---
(1/2317)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمالية حذف المفعول
---
جمالية حذف المفعول
---
جمال حسني الشرباتي
12-07-2004, 07:24 PM
السلام عليكم
عندما يراد التركيز على فعل الفاعل يحذف المفعول فيزدان النص جمالا
قال تعالى(((ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل))
فلقد حذف المفعول في
1-يسقون(أغنامهم)
2-تذودان(أغنامهما)
3-لا نسقي(غنمنا)
4-فسقى لهما ((غنمهما))
من لديه نصوص أخرى فيها حذف للمفعول فليشارك
المصدر--دلائل الإعجاز للجرجاني156
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 08:05 AM
ذكر السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن ما نصه :
( قاعدة في حذف المفعول اختصارًا واقتصارًا .
قال ابن هشام : جرت عادة النحويين أن يقولوا بحذف المفعول اختصارًا واقتصارًا .
ويريدون بالاختصار الحذف لدليل ، ويريدون بالاقتصار الحذف لغير دليل ، ويمثلونه بنحو كلوا واشربوا ، أي : أوقعوا هذين الفعلين .
والتحقيق أن يقال : يعني كما قال أهل البيان : تارة يتعلق الغرض بالإعلام بمجرد وقوع الفعل من غير تعيين من أوقعه ومن أوقع عليه فيجاء بمصدره مسندًا إلى فعل كون عام ، فيقال حصل حريق أونهب .
وتارة يتعلق بالإعلام بمجرد إيقاع الفعل للفاعل فيقتصر عليهما ولا يذكر المفعول ولا ينوي إذ المنوي كالثابت ولا يسمى محذوفًا لأن الفعل ينزل لهذا القصد منزلة مالا مفعول له ومنه { ربي الذي يحيي ويميت } { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } { كلوا واشربوا ولا تسرفوا } { وإذا رأيت ثم } إذ المعنى : ربي الذي يفعل الإحياء والإماتة وهل يستوي من يتصف بالعلم ومن ينتفي عنه العلم وأوقعوا الأكل والشرب وذروا الإسراف ، و إذا حصلت منك رؤية(1/2318)
ومنه { ولما ورد ماء مدين ...} الآية ألا ترى أن عليه الصلاة والسلام رحمهما إذ كانتا على صفة الذياد وقومهما على السقي ، لا لكون مذودهما غنمًا وسقيهم إبلًا . وكذلك المقصود من لا نسقي : السقي لا المسقيّ . ومن لم يتأمل قدّر: يسقون إبلهم ، وتذودان غنمهما ، ولا نسقي غنمًا .
وتارة يقصد إسناد الفعل إلى فاعله ، وتعليقه بمفعوله فيذكَران ، نحو { لا تأكلوا الربا } { ولا تقربوا الزنا } وهذا النوع الذي إذا لم يذكر محذوفه قيل محذوف .
وقد يكون اللفظ ما يستدعيه فيحصل الجزم بوجوب تقديره نحو { أهذا الذي بعث الله رسولًا } { وكل وعد الله الحسنى } .
وقد يشتبه الحال في الحذف وعدمه نحو { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن } قد يتوهم أن معناه نادوا فلا حذف أوسموا فالحذف واقع . ) انتهى 2/821-822 بتحقيق مصطفى البغا .
---
أحمد البريدي
02-02-2005, 04:37 PM
إتماماً للموضوع والفائدة فإن العلماء أصلوا قاعدة فقالوا : حذف المفعول مشعرٌ بالعموم النسبي , وقد تعرضت لهذا الموضوع في رسالتي أنقله بنصه :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : حَذْفُ المعمولِ يُؤْذِنُ بِعُمومِ العاملِ (1 )
وفي مَوضعٍ آخر قال :" حَذْفُ المفعولِ يُفيد العُمومَ ".( 2)
عند تفسيره لقوله تعالى :{ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَة}(آل عمران: من الآية15)(1/2319)
قال :" مُطهَّرةٌ مِن كُلِّ رِجْسٍ حِسِّيٍّ أو مَعنويٍّ ، فالحِسِّيُّ مثل البولِ ، والغائطِ ، والحيضِ ، والعَرَقِ المُنْتِنِ ، والمخَاطِ ، وما أشبهَ ذلكَ ، والمعنويُّ مثل الغِلِّ ، والحِقْدِ ، والفُجورِ ، وكراهيةِ الزوجِ ، وما أشبهَ ذلكَ ، فالله أطْلَقَ وقال : { مُطَهَّرَة} ولم يَقُلْ : مِن كذا وكذا ،مِن أجلِ إفادةِ العمومِ ؛ لأنّ مِن القواعدِ المعروفةِ أنّ حَذْفُ المعمولِ يُؤْذِنُ بِعُمومِ العاملِ ، ولهذا أمثلةٌ كثيرةٌ ، مثلاً قوله تعالى للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - :{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى - وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى - وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}(الضحى:6- 8) قال : { فَآوَى } ولم يَقُل : فآواكَ ، وقال : { فَهَدَى} ولم يَقُل : فَهدَاكَ ، وقال : { فَأَغْنَى} ولم يَقُل : فأغْنَاكَ ، بل حَذَفَ المعمولَ لِيُؤْذِنَ على عُمومِ العاملِ ، فالرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وَجَدَهُ رَبُّهُ يتيمًا فآواهُ ، ولكن ما آواه وحدهُ بل آواه وآوى به حتّى جعلهُ فئة لكلِّ مُؤمنٍ ، ضالاً فهداهُ وهَدَى بهِ ، عائلاً فأغناهُ وأغنى بهِ ، مِن أينَ للعربِ هذه الغنائمَ العظيمةِ التي ما فكّروا أنْ يَغنموها ، كيف يَغْنَمُ العربُ رعاةُ الشياه والإبلِ أرضَ فارسَ والرومِ إلاّ باتِّباعِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَدِينِهِ : المهِمُّ أنّ هذه قاعدة معروفة مُقرَّرة وهو أنّ حَذَفَ المعمولَ يُؤْذِنُ بِعُمومِ العاملِ".(3 )
وعند تفسيره لقوله تعالى :{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}(البقرة: من الآية216)
ذكر مِن فوائدها :" عُموم علم الله - عز وجل - ؛ لقوله تعالى :{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ }؛ فحذفُ(1/2320)
المفعولِ يُفيد العمومَ ، كما قال تعالى : {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى - وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى - وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}(الضحى:6- 8) : كُلها مَحذوفةُ المفاعيلِ : آواكَ ، وآوَى بِكَ أيضاً ؛ وأغناكَ ، وأََغْنَى بِكَ ؛ وهَدَاكَ ، وهَدَى بِكَ ".(4 )
هذا ما قرَّرهُ الشيخُ رحمه الله في هذه القاعدةِ ، والأَوْلَى أنْ نُقيِّدَ ذلكَ بالعمومِ النسبيِّ ، فنقولُ :حذفُ المفعولِ يُفيد العمومَ النسبيَّ ، ومعنى العمومِ النسبيِّ أي : المعنى المناسب له ، كما نَصَّ على ذلكَ شيخُهُ السعديُّ رحمه الله فقال :" القاعدة الرابعة عشرة : حَذْفُ المتعلّقِ المعمولِ فيه : يُفيد تعميمَ المعنى المناسبِ له ".( 5)
ثم قال السعديُّ مُبيِّنًا أهمّية هذه القاعدةِ :" وهذه قاعدةٌ مفيدةٌ جدًّا ، متى اعتبرها الإنسانُ في الآياتِ القرآنية أكسبتهُ فوائدَ جليلة .
وذلكَ أنّ الفعلَ وما هو معناه متى قُيِّدَ بشيءٍ تَقَيَّدَ بهِ ، فإذا أطْلَقَهُ الله تعالى ، وحَذَفَ المتعلّقَ كانَ القَصْدُ مِن ذلك َالتعميمُ . ويكونُُ الحذفُ هُنا أحسنَ وأفْيَدَ كثيرًا مِن التصريحِ بالمتعلّقاتِ وأجمعَ للمعاني النافعةِ " ثم ذكر أمثلةً لذلكَ .( 6)
وقال الشوكانيُّ رحمه الله :"ذكرَ علماءُ البيانِ أنّ حذفَ المتعلّقِ يُشْعِرُ بالتعميمِ ، نحوَ: زيدٌ يُعطِي ويَمْنَع ، ونحو قوله تعالى :{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ }(يونس:من الآية25) فينبغي أنْ يكونَ ذلكَ مِن أقسامِ العمومِ ، وإنْ لم يَذكُره أهلُ الأصولِ ".(7 )
[line]
( 1 ) تفسير سورة آل عمران صـ ( 87 ) .
( 2 ) تفسير سورة البقرة ( 3 / 50 ) ، تفسير سورة المائدة صـ ( 145 ) ، شرح القواعد الحسان صـ ( 49 ) القاعدة الرابعة عشرة .
( 3 ) تفسير سورة آل عمران صـ ( 87 ) .
( 4) تفسير سورة البقرة ( 3 / 50 ) .(1/2321)
( 5 ) القواعد الحسان صـ ( 39 ) . وانظر : شرح القواعد الحسان لابن عثيمين صـ ( 49 ) .
( 6 ) القواعد الحسان صـ ( 39 ) .
( 7) إرشاد الفحول ( 2/439 ) .
---
(1/2322)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مناهج المفسرين في كتب التفسير...
---
مناهج المفسرين في كتب التفسير...
---
محمود الشنقيطي
04-23-2006, 07:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء
هل تعلمون بحوثا أو كتبا تتناول بالتفصيل جل أو كل كتب التفسير من حيث دراسة منهج كل كتاب وطريقة مؤلفه فيه وأهم السمات البارزة في تفسيره مع الترجمة لأرباب المؤلفات في التفسير؟؟؟
---
أبو حذيفة
04-25-2006, 02:10 AM
أخي الكريم
كل كتاب من كتب التفسير تقريباً كتب منهج مؤلفه ، وعليك إن أردت التوسع اقتناء ما كتب عن كل مفسر ، وإن أردت الإختصار فقد تناول الذهبي رحمه الله في التفسير والمفسرون بيان منهج عدد كبير من كتب التفسير ، وإن كان رحمه الله قصر في بيان جانب مهم وهو جانب الإعتقاد حيث أدرج كثيرا من الكتب التي أول أصحابها في الصفات وعدها من كتب أهل السنة ، وهذا لا شك فيه تجوز ولو فصل ووضح لكان أحسن .
وأحسن طريقة في معرفة منهج مؤلف أن تقرأ كتابه ، فاقرأ في كتب التفسير وسوف تعرف من منهج المؤلف أمراً ربما غاب عن غيرك .
---
جمال أبو حسان
04-25-2006, 08:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله
قد كتب الاستاذ الدكتور فضل عباس كتابا بعنوان التفسير اساسياته واتجاهاته وهو مطبوع وكتب ايضا كتابا مهما جدا وهو بعنوان مناهج المفسرين في العصر الحديث وانا الى الان لم اقرا مثله وهو قيد الطباعة فاني قد انتهيت من مراجعته وعما قليل سنرسله الى المطبعة واني لارجو ان يسد فراغا كبيرا في المكتبة وعندما يطبع سانشر خبره واهم ما فيه بعون الله تعالى
---
(1/2323)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معرض الرياضِ الدولي للكتاب ومواعيد الزيارة والفعاليات المصاحبة
---
معرض الرياضِ الدولي للكتاب ومواعيد الزيارة والفعاليات المصاحبة
---
يراع العربية
02-23-2007, 04:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى إخوتي أهل التفسير , بل إلى من أحب العلم والقراءة الفريدة , معرض الرياض الدولي للكتاب سيبدأ
انطلاقته - بإذن الله تعالى - في التاسع من شهر صفر 1428هـ ,والمعرض يشهد إقبالاً كبيراً من دور نشر عربية
وأجنبية !
أحببتُ أن أزفَّ الخبر لمن جهلهُ , و أذكرَ به من نساه , بتوفيق الباري لكم جميعاً , وفي الرابط -أدناه - المصدر
والتفاصيل
http://www.riyadhbookfair.org/
---
نورة
02-23-2007, 05:01 AM
بوركت أخية
---
يراع العربية
02-23-2007, 10:41 PM
بوركت أخية
وبورك فيكِ أيضاً , شكر الله لكِ .
---
عبدالرحمن الشهري
02-27-2007, 11:20 AM
اليوم الثلاثاء 9/2/1428هـ افتتاح المعرض .
مواعيد زيارة المعرض :
الفترة الصباحية : من 9:00 صباحا إلى الساعة 12:00 ظهرا
الفترة المسائية : من 4:00 عصرا إلى الساعة 10:00 مساء
م اليوم التاريخ الفترة الصباحية الفترة المسائية
1 الثلاثاء 9/2/1428ه الموافق 27/2/2007 م الافتتاح
1 الاربعاء 10/2/1428ه الموافق 28/2/2007م (الفترة الصباحية)للجميع الفترة المسائية للرجال
2 الخميس 11/2/1428ه الموافق 1/3/2007 م للجميع للرجال
3 الجمعة 12/2/1428ه الموافق 2/3/2007 م للجميع
4 السبت 13/2/1428ه الموافق 3/3/2007 م للجميع
5 الاحد 14/2/1428ه الموافق 4/3/2007 م للجميع للرجال
6 الاثنين 15/2/1428 ه الموافق 5/3/2007 م للجميع للرجال
7 الثلاثاء 16/2/1428ه الموافق 6/3/2007 م للجميع
8 الاربعاء 17/2/1428ه الموافق 7/3/2007 م للجميع
9 الخميس 18/2/1428ه الموافق 8/3/2007 م للجميع(1/2324)
10 الجمعة 19/2/1428ه الموافق 9/3/2007 م للرجال
الندوات والمحاضرات المصاحبة في ملف مرفق .
---
ابن الجزيرة
02-27-2007, 07:43 PM
أين سيقام المعرض؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-27-2007, 08:28 PM
في مركز المعارض بشمال الرياض ، مقابل حي المروج بالرياض .
---
أم حمد
02-27-2007, 11:38 PM
(( للجميع للرجال))
هل تقصد بعبارتك هذه الرجال فقط؟
شكرا لك
---
عبدالرحمن الشهري
02-27-2007, 11:44 PM
معذرة فقد اختلطت خانات الجدول بعد وضعها في المنتدى ، لكن في الملف المرفق تظهر بوضوح .
للجميع في الفترة الصباحية
للرجال في الفترة المسائية
وهكذا .
---
ابن الجزيرة
02-28-2007, 12:55 AM
جزاك الله خيراً شيخنا .
---
نواف الحارثي
02-28-2007, 01:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فشكر الله للجميع على هذا الحرص والاهتمام ، كما أود ممن سيذهب إلى المعرض أن يتحفنا ببعض ما في المعرض من مميزات وهل يختلف عن سابقه ، وكيف الاسعار ؟ وهل يستحق زيارة لمن هم خارج الريااااااض !
غفر الله لكم .
---
طارق الفريدي
02-28-2007, 01:16 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ........
جزاكم الله خيراً على هذا الاهتمام .
للبحث عن كتاب معين في المعرض اضغط هنا :
http://www.riyadhbookfair.org/search/db_paging3.asp?keyword0=%E1%D3%C7%E4+%C7%E1%DA%D1% C8&keyword1=&keyword2=&keyword3=&keyword4=&D1=&b1=%C7%C8%CD%CB
---
نواف الحارثي
02-28-2007, 01:21 AM
السلام عليكم :
أخي طارق لاأملك إلا أن أقول لك : غفر الله لك وللأهل الملتقى على هذا الرابط .
---
(1/2325)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حوار مع سيئة
---
حوار مع سيئة
---
ام احمد
04-05-2006, 06:07 PM
ليلة الجمعة .. وبالتحديد الساعة 11 مساءً انتهيت من كل أعمالي ..
ماذا أفعل ؟! أين اذهب ؟! لدي فراغ كثير .. إختلوت بنفسي .. وتركت أهلي وأصحابي .. وأنا أفكر ماذا افعل !!
خطرت لي خاطرة , عزمت على فعلها , وكانت الخاطرة سيئة , أغلقت الأبواب والنوافذ , وأطفأت الأنوار , وخيم الظلام في غرفتي , وقلت للمعصية " هيت لكِ " .
فسمعت صوتاً ينشد يقول :
" أسفاً لعبد كلما كثرت أوزارة قلٌ استغفاره , وكلما قرب من القبور قوى عنده الفتور
" يا مدمن الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكما "
" غرٌك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا "
فانتبهت .. وخفت .. وتلفٌت حولي .. وأخذت أردد يا ويلي !! من صاحب الصوت ؟! ثم رأيت شيئاً لا أستطيع وصفة فقمت خائفاً وفتحت الأنوار , فرأيت شيئاً أسوداً لا أستطيع وصفة .
قلت : من أنت ؟ .
قالت : أنا سيئتك .
قلت : وما سبب مجيئك إلىٌ في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟.
السيئة : جئت لأنصحك , وإن كان النصح لا يُِقبل مني , ولكن " الحق ما شهدت به الأعداء "
قلت : هيا تكلميٌ , ماذا عساك أن تقولين .
السيئة : هل تظن أنك وحيدُ هنا ؟!
قلت : وماذا وراء هذا السؤال ؟.
السيئة : إنني رايتك مطمئن أثناء فعل المعصية , و كأنك أمنت من حساب
الله تعالي !!.
قلت غاضباً : هذا ليس من شأنك , ولا أحب أحداً أن يتدخل في أمور حياتي ..
السيئة مبتسمة : لقد قلت إني ناصحة , ويبدو أنك لا تريد النصيحة .
ثم تحركت " السيئة " خارجة من الغرفة وهي تقول :
" توارى بجدران البيوت عن الورى
وأنت بعين الله والله ينظر "
" وتخشى عيون الناس إن ينظُروا بها
ولم تخشَي عين اللهِ واللهُ ينظرُ "(1/2326)
فتدبرت ما قالت , وتأثرت به وقلت لها , كرري علىٌ ما ذكرت , فأعادت الكلام علىٌ حتى ندمت على ما كنت ناوياً فعله
فناديتها قائلاً : تعالِ , يا سيئة وهات ما عندك .
السيئة : وشرطي أن تسمع ما عندي , ولا تكون متكبراً على , وعلىٌ نصحيتي .
قلت : تفضلي .
السيئة : إني أراك كثيراً ما تخلو بمعاصي الله , وهذه صفة سيئة , تفسد عليك علاقتك بالله تبارك وتعالي , وتبطل أعمالك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت مقاطعاً : وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
السيئة : قال " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء , فيجعلها الله عزوجل هباءً منثوراً .
قال الصحابي ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا , جلهم لنا , أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟
قال : أما إنهم إخوانكم , ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها , فسكتت السيئة وسكت " عبد الله "
ثم قال : إنه لحديث خطير ومخيف
السيئة :- نعم ولهذا أنا أشفقت عليك وأردت نصحك , قبل أن تكون أعمالك هباءً منثوراً , فاِلحق بنفسك يا عبد الله .
ثم قالت : وكما أن فعل السيئة في الخلوة يفسد علاقتك بالله كما أوضحنا , فكذلك هي تفسد علاقتك بالناس .
قلت : ولكن الناس لا يعلمون أني أفعل المعاصي ؟ فكيف تفسد العلاقة معهم ؟
السيئة : هذا ما حكاه الصحابي أبو الدر داء – رحمه الله – حين قال :
" إن العبد يخلو بمعاصي الله , فيلقي الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر "
فأنتبه لنفسك يا عبد الله ,.. وأحكم زمام هواك , فلا تفلته إلاٌ لرضاء مولاك ..
قلت : ولكني وإن عصيت الله فان أكثر أعمالي السيئة صغيرة , وأعتقد أنها لا تؤثر في صحفيتي يوم القيامة
السيئة : لا تكن كتلك " المرأة الجاهلية " التي تركت الغزل بحجة أنه ماذا يفيدها نسيج خيط على خيط كل ساعة .(1/2327)
وما علمت هذه الجاهلة أن ثياب الدنيا قد اجتمعت خيطاً خيطاً . وأنا سيئة ولكني اعلم منك في مدي تأثيري بصحائف الخلق يوم القيامة
وكما قيل :
" النملة أعلم بما في بيتها من الجمل "
قلت متسائلاً أين أنا من هذه المفاهيم ؟
لقد كنت في غفلة عمياء , وإني غررت بالدنيا والله .
السيئة : تحرك يا عبد الله ومازلت في الوقت متسع لتعوض تقصيرك بحق ربك سبحانه
فأنا السيئة ..
*أنا سبب هلاكك يوم القيامة .
*أنا سبب بغض العباد لك في الدنيا .
*أنا سبب محق البركة من عملك .
*أنا سبب ضعف حفظك وعملك .
قلت مقاطعاً : وكل ذلك من آثارك .
السيئة : بل وأكثر من ذلك فأنه يكفي أن من آثاري أن تولد السيئة السيئة كما أخبرنا بعض السلف عندما قالوا :
" إن من ثواب الحسنة حسنة بعدها
وإن من عقاب السيئة سيئة بعدها "
قلت : وما العمل الآن , وقد نويت فعل السيئة وأحكمت غلق الأبواب والنوافذ .
السيئة : أعلم أن العبد إذا نوى السيئة فلم يفعلها فأنه تكتب له حسنة , إن تركها من أجل الله تعالي , كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن ربه .. " ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة "
فتب الى الله يا عبد الله , واستغفر لذنبك فإن الله غفور رحيم .. وأحكم غلق الأبواب والنوافذ , وأطفأ الأنوار في غرفتك ولكن ! لطاعة الله تعالي .
فإن سيئة السر تمحوها حسنة السر " وهذه بتلك "
" من كتاب حوارات إيمانية "
للأستاذ / جاسم المطوع
---
رشا عصر
04-09-2006, 08:04 AM
بارك الله فيكى اختى الغاليه (ام احمد) ونفع بهذا الموضوع المفيد
فالسيئه داء قاتل دواؤه المراقبه والخوف من الله ومحاسبة النفس
واستسمحكى اختى الحبيبه ان ازيد بهذه العشر نصائح لابن القيم للصبر عن المعصية
1- علم العبد بقبح المعصية ورذالتها و دنائتها و أن الله حرمها ونهى عنها صيانة وحماية للعبد عن الرذائل .. كما يحمى الوالد الشفيق ولده عن ما يضره ..(1/2328)
2- الحياء من الله ... فإن العبد متى علم بنظر الله اليه ومقامه عليه وأنه بمرئى من الله و مسمع كان حييا يستحى أن يتعرض لمساخط ربه .. والحياء أن تنفتح فى قلبك عين ترى بها أنك قائم بين يدى الله ..
3- مراعاة نعم الله عليك و احسانه اليك فاذا كنت فى نعمة فارعها فان المعاصى تزيل النعم .. من أنعم الله عليه بنعمة فلم يشكرها عذبه الله بذات النعمة ..
4- الخوف من الله و خشية عقابه .
5- حب الله .. فإن المحب لمن يحب مطيع .. .. إنما تصدر المعصية من ضعف المحبة ..
6- شرف النفس وزكائها وفضلها وحميتها .. فكل هذا يجعلها تترفع عن المعاصى ..
7- قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها والضرر الناشئ منها
من سواد الوجه وظلمة القلب وضيقه وغمه.. فإن الذنوب تميت القلوب ..
8- قصر الأمل ويعلم الأنسان أنه لن يعمر فى الدنيا ويعلم أنه كالضيف فيها وسينتقل منها بسرعة فلا داعى أن يثقل حمله من الذنوب فهى تضره ولا تنفعه .
9- مجانبة الفضول فى مطعمه ومشربه وملبسه فأن قوة الداعى الى المعاصى إنما تنشأ من هذه المفاضلات ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد .. بطالته وفراغه .. فأن النفس لا تقعد فارغة .. إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ..
10- السبب الأخير هو السبب الجامع لهذه الأسباب كلها.. وهو ثبات شجرة الأيمان فى القلب .. فصبر العبد عن المعاصى إنما هو بحسب قوة إيمانه فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أقوى .. وإذا ضعف الايمان ضعف الصبر .. ومن ظن أنه يقوى على ترك المخالفات والمعاصى بدون الإيمان الراسخ الثابت فقد غلط .........
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ 000 فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ 000 من سرهُ زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
ولا تبخل أخي المسلم بإرسالها إلى غيرك لينتفع بها
قال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله(1/2329)
(( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِى التى فيها معادى ))
-----------------------
وكذلك من عقوبات معصيه الله انها تصغر النفس وتحتقرها حتى تكون اصغر شيء واحقره كما ان الطاعه تنميها وتزكيها وتكبرها
قال تعالى (( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ))
والمعنى : قد افلح من كبرها واعلاها بطاعة الله واظهرها وقد خسر من اخفاها وحقرها وصغرها بمعصيه الله
فهل تحب ان تذل لبشر مثلك؟؟؟
ام ان تذل لربك وخالقك الذي اوجدك من العدم؟؟؟
---
ام احمد
04-09-2006, 10:29 AM
حياك الله اختي الغالية رشا عصر
(استسمحكى اختى الحبيبه ان ازيد بهذه العشر نصائح لابن القيم للصبر عن المعصية)
مشاركتك اثرت الموضوع بارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك الله خيرالجزاء بعدد انفاس البشر وعدد حبات المطر وعدد اوراق الشجر وكبر البر والبحر وجزاء لا عد له ولا حصر
اللهم امين
---
(1/2330)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قالب البحوث والرسائل الإصدار السابع
---
قالب البحوث والرسائل الإصدار السابع
---
الماوردي
10-06-2006, 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا هو الإصدار السابع من قالب البحوث والرسائل بعد إضافات كبيرة على الإصدار السابق "السادس" ويتميز بإضافات جزلةٍ وواجهات جديدة أنيقة وحل إشكالات كثيرة يحتاجها الباحثون فنضعه بين إيدي إخواننا الباحثين إسهاما في إعانتهم في بحوثهم بعد أن عمل عليه العدد الوافر من أصحاب رسائل الماجستير والدكتوراه ونُسخ أصله آلاف المرات وحاز على إعجاب الكثيرين من المختصين والباحثين في مختلف الأصقاع وفي مقدمتهم شركة ميكروسوفت، كما أقيمت عليه دورات تدريبية لجملة من الباحثين وأساتذة الجامعات.
وهذا القالب معد لكتابة أي مكتوب على الوورد بطريقة سهلة وممتعة ويحتوي على خدمات ضخمة وتسهيلات للكثير من العمليات المعقدة في البرنامج ولا سيما البحوث العلمية فقد خدم في طريقة كتابة الحواشي والأنماط والعناوين وغيرها كثير...
كما أن مما يميزه أنه متوافق مع لوائح الدراسات العليا في جامعات المملكة العربية السعودية.
ويمتاز هذا الإصدار السابع بما يلي:
• متوافق مع وورد الشهير إصدار 2002 / 2003.
• إدراج الحواشي السفلية بكل دقة وسرعةALT+X مع قوسين صغيرين وبدونهما.
• يسهل عملية التعامل مع الأنماط ( العناوين ).
• معالجة كثير من مشاكل الحاشية التي قد تؤثر على جمال مظهر الرسالة أو البحث.
• يتيح عمل ترويسات للصفحة على وجه أو وجهين مع إمكان كتابة نصوص متنوعة داخل الترويسة.
• يسهل كتابة أبيات الشعر المتقابلة الأشطر والمتداخلة الأشطر مع التصرف الكامل فيها.
• يتيح إدراج رموز كثيرة وأقواس متنوعة مثل صلى الله عليه وسلم.(1/2331)
• يسهل التعامل مع مصحف قالون حيث يوفرعليك الجهد في كتابة أي آية كريمة وضبطها بالشكل بطريقة سريعة.
• يحتوي على عمل ترقيم دقيق ومتسلسل [ للمخطوطات] بطريقتين داخلية وخارجية.
• يقوم هذا البرنامج بإجراء تعديلات هائلة على البحث أوالرسالة ويصحح كثير من أخطاء الكتابة.
• يقوم بعملية الفهرسة لجميع النصوص بكل دقة ، وعمل جدول محتويات
• يمكن تثبيت القالب وإزالته عدة مرات.
رابط التحميل:
http://www.saaid.net/book/p/qaleb7.zip
ولعرض أي إشكال أو ملاحظة أو اقتراح نأمل المراسلة على هذا البريد :
swasil@gawab.com أو s_wasil@hotmail.com
---
(1/2332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين فضيلة الشيخ /محمد الخميس
---
أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين فضيلة الشيخ /محمد الخميس
---
أبوحفص الحنبلي النجدي
08-07-2004, 10:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [آل عمران :102].
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } [النساء: 1].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد:
فإن تفسير الجلالين لجلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطي من التفاسير المختصرة السهلة الشائعة بين الناس، وكثير قراؤه، وهو تفسير جيد نافع، غير أن فيه بعض زلات رأيت من واجبي التنبيه عليها، وتحذير الناس منها ليكونوا على بينة من أمر دينهم، حتى لا يقعوا في مزالق تؤثر على سلامة عقيدتهم.(1/2333)
والمفسران لهما جلالتهما وقدرهما، وأنا أقل من أن أحكم على هذين الإمامين الجليلين بشيء ولكن هي أمور وجب علي شرعاً التنبيه عليها والتحذير منها، ولا أحاكم شخصهما، إنما أناقش أموراً قرراها في كتابهما.
ولا أدعي أنني أوفيت الأمر والموضوع وحقه، ولكن هذه أمثله لهنات وزلات وقعت في الكتاب { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } .
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المبحث الأول
التأويلات في بعض آيات الصفات
جاء في تفسير الجلالين تأويل بعض آيات الصفات على خلاف الظاهر وعلى خلاف منهج السلف في ذلك، ومن الأمثلة على ذلك:
• المثال الأول: صفحة (2) من سورة الفاتحة آية رقم (3) قوله تعالى: { الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } .
قال المؤلف: " أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير لأهله ".
* قلت: الرحمن الرحيم اسمان دالان على صفة الرحمة فالله تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء وعمت كل حي، والمؤلف رحمه الله اقتصر على لازم الرحمة ولم يثبت صفة الرحمة والقواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات وإمرار آيات الصفات على ظاهرها دون تأويلها بما يخرجها عن حقيقة معناها، فإن التأويل بما ينافي حقيقة معنى الصفة هو تعطيل لها، بل ونوع من الإلحاد فيها.
• المثال الثاني: الآية (158) من سورة الأنعام في قوله: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } .
قال المؤلف: " أو يأتي ربك: أي علاماته الدالة على الساعة ".(1/2334)
• قلت: هذا صرف اللفظ عن ظاهره وتعطيل لصفة الإتيان. قال ابن جرير في تفسير هذه الآية: " يقول جل ثناؤه: هل ينتظر هؤلاء العادلون بربهم الأوثان والأصنام إلا أن تأتيهم الملائكة بالموت فتقبض أرواحهم أو أن يأتيهم ربك يا محمد بين خلقه في موقف القيامة " (1).
• المثال الثالث: الآية (32 و 76 و 134 و 146) من سورة آل عمران والآية (94) من سورة المائدة والآية (109) من سورة التوبة عطل صفة المحبة وصرفها عن ظاهرها إلى الثواب فقال: " يحببكم الله: بمعنى يثبكم الله ".
والصواب أن يقال: إن الله يحبكم وإذا أحبكم يثبكم لأن المثوبة من آثار المحبة لا عين المحبة.
• المثال الرابع: الآية (32 و 58 و 140) من سورة آل عمران عطل صفة الغضب وصرفها عن ظاهرها إلى العقاب فقال في قوله تعالى: " { لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } : بمعنى أنه يعاقبهم ".
والصواب: أن من نتائج عدم محبة الله لهم أن يعاقبهم.
• المثال الخامس: الآية (54) من سورة الأعراف قوله تعالى: { مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ } .
قال المؤلف: "بقدرته".
* قلت: هذا صرف للفظ عن ظاهره وتعطيل لصفة الأمر. قال ابن جرير في تفسير هذه الآية: " يقول تعالى ذكره: إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم كل ذلك بأمره أمرهن فأطعن أمره، فلله الخلق كله والأمر الذي لا يخالف ولا يرد أمره دون ما سواه من الأشياء كلها ودون ما عبده المشركون من الآلهة والأوثان التي لا تضر ولا تنفع ولا تأمر " (1).
فالصواب أن يقال: إن المراد من الأمر كلام الله وحكمه وهو غير القدرة.
• المثال السادس: صفحة (186) من سورة الأعراف الآية رقم (54) وطه الآية (5) ص (374) والسجدة الآية رقم (4) ص (501) في قوله تعالى: { اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } .
قال المؤلف: " استواء يليق به ".(1/2335)
* قلت: إن كان المؤلف يريد به تفويض كيفية الاستواء فهذا حق لأن الكيفية على الوجه اللائق به سبحانه ولا يعلم ذلك إلا الله كما قال مالك: ".. والكيف مجهول ".
وأما إن كان يريد بذلك أن معنى الاستواء نفسه مجهول فهذا فرار من إثبات صفة العلو والاستواء على العرش لأن السلف ذكروا أن الاستواء معناه العلو والارتفاع والاستقرار (1).
وعبارة المؤلف تحتمل كلا المعنيين، ولكن السلف لم يجهلوا معنى الاستواء كما قال الإمام مالك وغيره: " الاستواء معلوم ".
• المثال السابع: ص138 من سورة المائدة الآية رقم (64) في قوله تعالى: { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } .
قال المؤلف: " مبالغة في الوصف بالجود وثنى اليد لإفادة الكثرة إذ الغاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه ".
* قلت: لا شك أن الله سبحانه بسط فضله وجوده وإحسانه الديني والدنيوي على عباده لكن المصنف أغفل إثبات صفة اليدين بل صرفها عن حقيقتها وقد أجمع أهل السنة على القول بما تظافرت على إثباته النصوص من الكتاب والسنة من أن لله يدين حقيقية على الكيفية اللائقة بجلاله والتثنية هنا إثبات لأنهما يدان وليس يدا ً واحدة وفي الحديث " وكلتا يدي ربنا يمين " (2) فيجب المصير إلى هذا القول وتفسير الآية على هذا المعنى، نعم الجود من لوازم إثبات صفة اليد لكن لا يجوز تفسير الآية باللازم وترك الملزوم فيجب إثبات صفة اليدين ولوازمها ومن القواعد المقررة عند أهل السنة الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات.
• المثال الثامن: صفحة (248) من سورة يونس الآية رقم (21) في قوله تعالى: { قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً } .
قال المؤلف: " مجازاة ".(1/2336)
* قلت: حقيقة المكر تدبير محكم في إنزال العقوبة بالمجرم من حيث لا يشعر فهو أخص من مطلق الجزاء، لأنه عقوبة على وجه مخصوص، فالمكر من الله تعالى تدبير لرد كيد الكائد في نحره، وإنزال العقوبة به من حيث لا يشعر، ومجازاته بجنس عمله ونيته. هذا ومما يجب أن يعلم أنه لا يطلق على الله تعالى اسم ماكر استنباطاً من الآية، حاشا لله، بل يقال إن الله تعالى هو خير الماكرين، والله يمكر بالكافرين والمنافقين، فيقف القائل عند حدود ما ورد في النصوص مقيداً، حتى لا يكون موهماً بنسبة شيء إلى الله تعالى مما لم يرد.
• المثال التاسع: صفحة (297) من سورة الرعد الآية رقم (9) في قوله تعالى: { الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } .
قال المصنف: " المتعال على خلقه بالقهر ".
* قلت: هذا أحد معاني العلو الثابتة له سبحانه، فهو المتعالي على كل شيء بقهره، والمتعالي عن كل سوء ونقص بكماله والمتعالي بذاته فوق خلقه. فالله تعالى هو المتعال بأنواع ثلاثة، فلا يجوز قصر " المتعال " على نوع واحد.
• المثال العاشر: صفحة (479) من سورة القصص الآية رقم (88) في قوله تعالى: { إِلا وَجْهَهُ } .
قال المؤلف: " إلا إياه ".
* قلت: غفر الله للمؤلف فقد حرف معنى صفة الوجه إلى معنى الذات وهذا تعطيل واضح فالوجه من صفات الله الحقيقية التي تليق به سبحانه ولا شك أن الوجه يستلزم الذات فقوله تعالى: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } معناه كل شيء فانٍ إلا تعالى أي يبقى وجهه تبارك وتعالى لا يهلك فيلزم من بقاء وجهه بقاء ذاته فلا يجوز إرادة اللازم ونفي الملزوم. بل يجب إثبات الملزوم مع إثبات اللازم.
• المثال الحادي عشر: صفحة (257) من سورة فاطر الآية رقم (10) في قوله تعالى: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } .
قال المؤلف: " إليه يصعد الكلم الطيب قال يعلمه وهو لا إله إلا الله والعمل الصالح يرفعه يقبله ".(1/2337)
* قلت: غفر الله للمؤلف فليس معنى إليه يصعد الكلم الطيب العلم، فهذا صرف للنص عن ظاهر معناه إلى معنى غير ظاهر وتعطيل لصفة علو الله، بل معناه: أن الكلم الطيب من قراءة وتسبيح وتحميد وتهليل وكل كلام حسن طيب يرفع إلى الله ويعرض عليه ويثني الله على صاحبه بين الملأ الأعلى و(العمل الصالح) من أعمال القلوب وأعمال الجوارح (يرفعه) الله تعالى إليه أيضاً كالكلم الطيب.
وقيل: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب وذلك لأن العمل الصالح برهان على صحة وصدق الكلم الطيب الصادر من العبد على لسانه فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة فهي التي ترفع كلمه الطيب فإذا لم يكن له عمل صالح لم يرفع له قول إلى الله تعالى (1)، وهذه الآية من أعظم حجج أهل السنة على أهل البدع في باب إثبات صفة العلو لله تعالى.
• المثال الثاني عشر: صفحة (500) من سورة لقمان الآية رقم (27) في قوله تعالى: { مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } .
قال المؤلف: " المعبر بها عن معلوماته ".(1/2338)
* قلت: تفسير كلمات الله بمعلوماته خلاف ما فهمه السلف منها، وهو بالتالي عدول عن ظاهر اللفظ، بل كلماته سبحانه هي كلامه وقوله الذي لا نفاد له، لأنه سبحانه أول بلا ابتداء، آخر بلا انتهاء، لم يزل ولا يزال يتكلم بما شاء إذا شاء فلا حد لكلامه سبحانه فيما مضى ولا فيما يُستقبل، وما يقدر من الأشجار والبحور لتكتب به كلمات الله لا نفاد له، وتفسير كلمات الله وبمقدوراته، أو معلوماته تفسير لها بأمور وجوديه وعدمية، وكلمات الله تعالى الموصوفة بأنها لا تنفد هي أمور وجودية، وكأن هذا التفسير الذي ذكره المؤلف يرجع إلى مذهب الأشاعرة والماتريدية الحنفية في كلام الله، وهو أن كلام الله معنى واحد نفسي قديم فلا يوصف بالتعدد، وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة، فإنهم يقولون: لم يزل الله ولا يزال يتكلم بما شاء إذا شاء وكيف شاء وكلماته لا نهاية لها، فيوصف تعالى بأنه قال ويقول ونادى وينادي كما أخبر بذلك تعالى عن نفسه وهو أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثاً من خلقه (1).
• المثال الثالث عشر: صفحة (502) من سورة السجدة الآية رقم (5) في قوله تعالى: { يَعْرُجُ إِلَيْهِ } .
قال المؤلف: " يرجع الأمر والتدبير ".
* قلت: يستفاد من مجموع أقوال السلف في تفسير هذه الآية أن العروج بمعنى الصعود فالملائكة تنزل بأمر الله تعالى إلى الأرض ثم ترجع صاعدة بأمر ربها، وهذا إثبات لعلو الله تعالى على خلقه، قال ابن جرير الطبري: " وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار ذلك اليوم في عروج ذلك الأمر إليه ونزوله إلى الأرض ألف سنة مما تعبدون من أيامكم خمس مئة في النزول وخمس مئة في الصعود، لأن ذلك أظهر معانيه وأشبهها بظاهر التنزيل " (2).(1/2339)
• المثال الرابع عشر: صفحة (556) من سورة ص الآية رقم (75) في قوله تعالى: { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } .
قال المؤلف: " أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق لم يتول الله خلقه ".
* قلت: غفر الله للمؤلف فليس تولي خلق آدم معنى اليدين بل هو تعطيل لصفة اليدين وعدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما فهمه السلف، قال ابن جرير الطبري: " أي شيء منعك من السجود { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } يقول: لخلق يدي يخبر تعالى ذكره بذلك أنه خلق آدم بيديه كما حدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة قال: أخبرني عبيد المكتب، قال: سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر قال: خلق الله أربعة بيده: العرش، وعدن، والقلم، وآدم ثم قال: لكل شيء كن فكان " (1).
ولولا أن المقصود بذلك خلقه آدم باليدين حقيقة، ما كان هناك مزية لآدم ولا تشريف له، فإن كل المخلوقات تولى الله خلقها، وخلقها بقدرته فمن هنا يبطل تأويل من فسر اليدين بالقدرة أو بتولي الخلق أو غير ذلك.
• المثال الخامس عشر: سورة الزخرف الآية رقم (3) في قوله تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } .
قال المؤلف: " أوجدنا الكتاب بلغة العرب ".
* قلت: هذا كلام باطل؛ لأن المؤلف تأثر بالزمخشري وهو جهمي معتزلي، فقد قال: (... أي خلقناه) (2).
والصواب: ما قاله ابن جرير وابن كثير: ( أي أنزلناه ...) (3).
• المثال السادس عشر: صفحة (566) من سورة الزمر الآية رقم (67) في قوله تعالى: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } .(1/2340)
قال المؤلف: " ما عرفوه حق معرفته، أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره { وَالأَرْضُ جَمِيعاً } حال: أي السبع (قبضته) أي مقبوضه له: أي في ملكه وتصرفه { يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ } مجموعات (بيمينه) بقدرته .. ".
* قلت: غفر الله للمؤلف فليست القدرة هي معنى اليمين فهذا عدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما فهمه السلف، قال ابن جرير: " يقول تعالى ذكره: وما عظم الله حق عظمته، هؤلاء المشركون بالله الذين يدعونك إلى عبادة الأوثان ... وقوله: { وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } يقول تعالى ذكره: والأرض كلها قبضته في يوم القيامة { وَالسَّماوَات } كلها { مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } فالخبر عن الأرض متناه عند قوله: يوم القيامة، والأرض مرفوعة بقوله: { قَبْضَتُه } ثم استأنف الخبر عن السموات فقال: { وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } وهي مرفوعة بمطويات ورُوي عن ابن عباس وجماعة غيره أنهم كانوا يقولون: الأرض والسماوات جميعاً في يمينه يوم القيامة ... وقال: آخرون بل السماوات في يمينه والأرضون في شماله " (1).
وقد أخرج البخاري في صحيحه (13/393) ح 7412 في الإيمان، باب: قول الله تعالى لما خلقت بيدي من حديث نافع عن ابن عمر مرفوعاً: " إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه، ثم يقول أنا الملك " فهذا الحديث حجة في تفسير الآية بأن السماوات يطويها ربنا بيمينه ويقبض الأرض ويهزهن ويقول أنا الملك، وإذ قد ثبت النص فلا مجال لتأويل.
• المثال السابع عشر: صفحة (660) من سورة الحديد الآية رقم (3) في قوله تعالى: { وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ } .
قال المؤلف: " الظاهر: بالأدلة عليه، والباطن عن إدراك الحواس ".(1/2341)
* قلت: الأولى تفسير هذين الاسمين (الظاهر والباطن) بما فسرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء " (2) فيكون اسمه الظاهر دالاً على علوه على خلقه واسمه الباطن دالاً على إحاطة علمه وأنه لا يحجبه شيء فسمعه واسع لجميع الأصوات، وبصره نافذ إلى جميع المخلوقات.
• المثال الثامن عشر: سورة الواقعة الآية رقم (74) في قوله تعالى: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } .
قال المؤلف: " وقيل: (باسم) زائد ".
* قلت: الصواب أن "اسم" غير زائد؛ قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: " فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى " (1).
• المثال التاسع عشر: صفحة (678) من سورة الصف الآية رقم (4) في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ } .
قال المؤلف: " إن الله يحب ينصر ويكرم ".
* قلت: إن كان المؤلف يقصد أن هذا تفسير المحبة فهذا تعطيل لها، وإن كان يقصد أن هذا من آثار المحبة ومن لوازمها مع إثبات المحبة لله فهذا حق إن الله إذا أحب عبداً يكرمه وينصره ويجزيه.
• المثال العشرون: صفحة (692) من سورة الملك الآية رقم (1) في قوله تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ } .
قال المؤلف: " بيده: في تصرفه ".
* قلت: هذا تعطيل لصفة اليد وعدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما فهمه السلف، قال ابن جرير: " الذي بيده الملك: بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما نافذ فيهما أمره وفضاؤه " (2).
فلا ينبغي تفسير صفة بأخرى لأن التصرف غير اليد وإن كان لازماً لها ومن القواعد المقررة والمتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات.
• المثال الحادي والعشرون: صفة (693) من سورة الملك الآية رقم (16) في قوله تعالى: { أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } .(1/2342)
قال المؤلف: " من في السماء: سلطانه وقدرته ".
* قلت: هذا تعطيل لصفة العلو وعدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما جاءت به رسل الله وأنزلت به الكتب وصرح به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأطبقت عليه العاقلة المؤمنة بشهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأطبقت عليه الأمم ولاسيما هذه الأمة قبل ظهور الجهمية من أن الله تعالى في السماء على عرشه فوق عباده، قال ابن جرير في تفسير هذه الآية: "من في السماء: وهو الله" (1).
وقال الإمام مالك: " إن الله في السماء وعلمه في كل مكان ".
وقال أبو حنيفة: " من أنكر أن الله في السماء فقد كفر ".
• المثال الثاني والعشرون: صفحة (697) من سورة القلم الآية رقم (42) في قوله تعالى: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } .
قال المؤلف: " هو عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة للحساب والجزاء ".
* قلت: هذا أحد القولين في تفسير الآية أن المراد بها شدة الهول يوم القيامة، وعليه فليست من آيات الصفات.
والقول الثاني: أن المراد في الآية هنا أن الله يكشف عن ساقه، ويدل على هذا الحديث الثابت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقاً واحدا ً" (2).
وهذا ومما يجب أن يعلم أن الذين فسروا الآية بالتفسير الأول لم ينفوا عن الله تعالى صفة الساق التي ثبتت بها السنة، لكنهم لم يروا أن الآية دالة عليها ولم يعدوها من آيات الصفات، إنما أثبتوا الصفة – صفة الساق – بالسنة ولا منافاة بين القولين، فالله يكشف عن ساقه يوم شدة الهول، وذلك بخلاف المعطلة الذين ينفون صفة الساق، ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسنة، بل حملوا الآية والحديث على شدة الأمر.
وهذا وإن كان محتملاً في الآية لكنها لا يحتمل في تفسير الحديث، لورود الساق مضافة إلى الضمير العائد على الله تعالى (1).(1/2343)
• المثال الثالث والعشرون: صفحة (701) من سورة المعارج الآية رقم (4) في قوله تعالى: { تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } .
قال المؤلف: " إلى مهبط أمره من السماء ".
* قلت: الصواب في معنى الآية أن الملائكة الروح – وهو جبريل عليه السلام – تصعد إلى الله تعالى، والهاء ضمير عائد على الله عز وجل، { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } قيل إن مدة صعودهم يوم مقداره بالنسبة للخلق يساوي خمسين ألف سنة، ولكن المهم أن قوله تعالى: { إِلَيْهِ } إي: إلى الله تعالى.
• المثال الرابع والعشرون: صفحة (734) من سورة البروج الآية رقم (14) في قوله تعالى: { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ } .
قال المؤلف: " المتودد إلى أوليائه بالكرامة ".
* قلت: فيه نظر، لأن فيه رائحة صفة المحبة بالإكرام، والصواب أن يقال: الودود، صيغة مبالغة بمعنى فاعل، أي: المحب لمن تاب إليه وأناب.
قال ابن جرير رحمه الله: " هو ذو المغفرة لمن تاب إليه من ذنوبه وذو المحبة له " (2).
• المثال الخامس والعشرون: صفحة (734) من سورة البروج الآية رقم (16) في قوله تعالى: { فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } .
قال المؤلف: " لا يعجزه شيء ".
* قلت: هو في نفيه للعجز لم يثبت كمال القدرة على فعل ما أراد، ومن أثبت القدرة فقد نفى العجز ضمناً، بخلاف العكس ولكن الآية فيها إثبات لصفة الإرادة، وفيه إثبات لقدرة الله تعالى التي ليس لها منتهى، ولا يعجزه شيء، فما أراده – سبحانه – فعله، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه.
• المثال السادس والعشرون: صفحة (736) من سورة الأعلى الآية رقم (1) في قوله تعالى: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى } .
قال المؤلف: " الأعلى: صفة لربك ".(1/2344)
* قلت: الأعلى: اسم من أسماء الله يشتمل على إثبات صفة العلو لله تعالى ومعناه الأعلى من كل شيء، فهو أفعل تفضيل دال على علوه تعالى بكل معاني العلو فهو الأعلى قدراً ومنزلة، وهو الأعلى بالقهر والغلبة، وهو الأعلى بذاته فوق كل شيء وفي ذكر اسمه الأعلى في هذا الموقع بيان لموجب استحقاقه للتسبيح وهو التنزيه عن النقائض.
• المثال السابع والعشرون: صفحة (739) من سورة الفجر الآية رقم (22) في قوله تعالى: { وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } .
قال المؤلف: " وجاء ربك، أي: أمره ".
* قلت: تأويل المجيء بأمر الله هذا باطل وخلاف لظاهر النص وعدول عنه إلى معنى آخر وخلاف لما فهمه السلف من الآية.
قال ابن جرير: " يقول تعالى ذكره: وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفاً صفاً بعد صف " (1).
فالمجيء صفة من صفات الله على الحقيقة على ما هو لائق بالله بلا معرفة الكيف ومن الدلائل على بطلان تأويل المجيء بالأمر أن الملائكة من أمر الله فلا معنى لمجيء الأمر مع تصريح مجيء الملائكة لأنه يكون ذكراً للملائكة بلا فائدة.
• المثال الثامن والعشرون: صفحة (746) من سورة العلق الآية رقم (15) في قوله تعالى: { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } .
قال المؤلف: " ما صدر منه أي يعلمه فيجازيه عليه ".
* قلت: العلم من لوازم الرؤية لكن الرؤية غير العلم.
قال ابن جرير في تفسير الآية: " يقول تعالى ذكره: ألم يعلم أبو جهل إذ ينهى محمداً عن عبادة ربه والصلاة بأن الله يراه فيخاف سطوته وعقابه " (1).
المبحث الثاني
قصر العام على بعض أفراده
وذلك أن اللفظ أحياناً قد يصدق على عدة معان ويطلق عليها ويحتملها كلها أو يقصد به مجموعها، فلو قيل بأحدها فقط وطرح الباقي، ولم يلتفت إليه لكان اطراحاً لمعان حقه هي جزء من مدلولات اللفظ.
وإليك الأمثلة لذلك:
• المثال الأول: صفحة (50) من سورة البقرة الآية رقم (255) في قوله تعالى: { وَهُوَ الْعَلِيُّ } .(1/2345)
قال المؤلف: " وهو العلي: فوق خلقه بالقهر ".
وفي سورة النحل الآية رقم (50) في قوله تعالى: { يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِ } .
قال المؤلف: " أي عالياً عليهم بالقهر ".
* قلت: هذا قصر لمعنى (العلي) على أحد مدلولاته وإغفال لباقي ما يدل عليه هذا الاسم من المعاني فإنه سبحانه العلي بذاته العلي على جميع مخلوقاته وهو العلي بعظمة صفاته وهو العلي الذي قهر المخلوقات ودانت له الموجودات وخضعت له الكائنات فلابد من إثبات كل هذه المعاني لله.
• المثال الثاني: سورة النحل الآية رقم (36) في قوله تعالى: { وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } .
قال المؤلف: " الطاغوت: الأوثان ".
* قلت: الطاغوت كل ما عبد من دون الله وهو راضٍ بالعبادة.
• المثال الثالث: صفحة (674) من سورة الأعراف الآية رقم (180) في قوله تعالى: { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } . والآية (24) من سورة الحشر في قوله تعالى: { لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } .
قال المؤلف: " التسعة والتسعون الوارد بها الحديث ".
* قلت: التسعة والتسعون من أسماء الله الحسنى لأن أسماء الله غير محصورة بعدد لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " (1).
• المثال الرابع: صفحة (747) من سورة البينة الآية رقم (1) في قوله تعالى: { مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ } .
قال المؤلف: " أي عبدة الأصنام.
* قلت: فيه نظر فالمشركون عباد الصالحين والقبور والجن والأشجار والأحجار فإن غالب المشركين كانوا عبدة للصالحين، وهذا كان مبدأ الشرك في الأرض، الغلو في الصالحين ثم اتخاذ أصنام بأشكالهم ثم عبادتهم من دون الله.
• المثال الخامس: صفحة (753) من سورة الكافرين الآية رقم (2) في قوله تعالى: { أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } .
قال المؤلف: " ما تعبدون: من الأصنام ".(1/2346)
* قلت:قوله ما تعبدون أي الأصنام فيه نظر؛ لأنه قصر للعام على بعض أفراده، والصواب المعبودات سواء كان من الصالحين أو القبور أو الأشجار أو الأصنام، يقول: قل لهم: لا أعبد ما تعبدن من دون الله من هذه المعبودات الباطلة التي اتخذتموها من دونه، ولا أصرف لها شيئاً من العبادة، بل إنما أتوجه بعبادتي وأصرفها لله تعالى الذي يستحقها وأبيتم أن تعبدوه.
المبحث الثالث
في الإسرائيليات
يقصد بالإسرائيليات هنا ما ورد من حكايات نقلاً عن أهل الكتاب من بني إسرائيل، ومعلوم لنا جميعاً أنه فيما يتعلق بالإسرائيليات فهي ثلاثة أنواع:
1- ما ورد شرعنا بتصديقه، فهذا نصدقه ونحكيه.
2- ما ورد شرعنا بتكذيبه، فهذا لا نشتغل به ولا نحكيه إلا على سبيل بيان بطلانه.
3- ما لم يرد شرعنا بتصديق له ولا تكذيب، فهذا وإن حكي فإنه لا يصدق ولا يكذب لأنه يحتمل الأمرين.
وإليك أمثلة النوع الثاني:
• المثال الأول: صفحة (18) من سورة البقرة الآية رقم (102) في قوله تعالى: { وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ } .
قال المؤلف: " من الحسر وكانت دفنته تحت كرسيه لما نزع ملكه ".
* قلت: حادثة نزع ملك سليمان لا يمكن التصديق بصحتها إذ هي من حكايات بني إسرائيل التي لا تتناسب مع مناصب الأنبياء وحفظ الله لهم.
• المثال الثاني: صفحة (287) من سورة يوسف الآية رقم (52) في قوله تعالى: { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ } .
قال المؤلف: " ذلك: أي طلب البراءة (يعلم) العزيز أني لم أخنه في أهله ".(1/2347)
* قلت: ظاهر كلام المؤلف أن يوسف هو القائل ذلك والأولى حمل الآية على أن امرأة العزيز هي التي قالت ذلك فيكون معنى الآية: أي ليعلم زوجي أني لم أركب الفاحشة، وإنما راودت يوسف مراودة فامتنع مني وما أبرئ نفسي فإن نفوس البشر ضعيفة تغلب عليها الشهوات إلا ما رحم ربي وهذا ما رجحه ابن تيميه وابن القيم وابن كثير وقاله الماوردي في تفسيره وهو أليق بسياق الآية (1).
• المثال الثالث: صفحة (362) من سورة الكهف الآية رقم (83) في قوله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ } .
قال المؤلف: " اسمه الاسكندر ".
* قلت: ليس هناك دليل صحيح حتى يقطع المؤلف أن اسم ذي القرنين الاسكندر فلقد قال تعالى بعد ذلك: { سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً } أي: سأتلو عليكم من أحواله، ما يتذكر فيه، ويكون عبرة وأما ما سوى ذلك من أحواله فلم يتله عليهم (2) ثم الظاهر أن الاسكندر هو المقدوني وهو كان من المشركين، فلم يكن من المسلمين فضلاً عن أن يكون من أولياء الله.
• المثال الرابع: صفحة (363) من سورة الكهف الآية رقم (93) في قوله تعالى: { حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ... } .
قال المؤلف: " بفتح السين وضمها هنا وبعدهما، جبلان بمنقطع بلاد الترك... ".
* قلت: قطعه بأن السد من بلاد الترك لا دليل عليه .
• المثال الخامس: صفحة (553) من سورة ص الآية رقم (34) في قوله تعالى: { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ } .
قال المؤلف: " ثم أناب: رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه ".
* قلت: فيه نظر لأن هذا تنقيص لهذا النبي واستيلاء على أزواجه المطهرات، وهذا مما يعلم بطلانه إذ أن أعراض الأنبياء محفوظة من الله تعالى.(1/2348)
- تنبيه: مما يلتحق بالإسرائيليات قول المؤلف في سورة الأحزاب الآية (37) في تفسير قوله تعالى: { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } .
قال: " مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها ".
* قلت: هذا كلام فيه نظر من وجهين:
الأول: أنه غير ثابت رواية.
والثاني: أنه غير صحيح دراية لأنه مخالف لمنصب النبوة، والصواب ما قاله ابن كثير عن الحسن بن علي رضي الله عنهما: " أن الله تعالى أعلم نبيه أنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوج فلما أتاه زيد رضي الله عنه ليشكوها إليه قال: اتق الله وأمسك عليك زوجك.
فقال الله تعالى: قد أخبرتك أني مزوجكها وتخفي في نفسك ما الله مبديه ".
قال ابن كثير: وهكذا روي عن السدي أنه قال نحو ذلك ".
- الحاصل: أن أسطورة عشق النبي - صلى الله عليه وسلم - ومحبته إياها وكتمان ذلك كلها باطلة لا أصل لها.
وإنما الصواب: أن الله تعالى قد أخبر نبيه أنه سيزوجه إياها فكتم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك مخافة أن يقول الناس كيف يتزوج محمد زوجة ابنه (المتبنى).
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أما بعد:
فهذه أمثله على هنات وزلات وقعت في تفسير الجلالين، ولم أقصد الاستيعاب وإنما أردت التنبيه على أمثله، أرجو أن يستفيد منها القارئ، وقد نبهت أن هذه التنبيهات ليس معناها انتقاص الكتاب أو هضمه حقه، وإنما هو واجب شرعي يمليه علي الدين، ولعل هذا يكون فاتحة خير، لعمل تنبيهات على تفاسير أخرى مما هو شائع بين أيدي الناس، وذلك على حسب الوسع واتساع الوقت إن شاء الله تعالى، والله أسأل القبول، وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو عبد الرحمن: محمد بن عبد الرحمن الخميس
1/4/1414هـ
---
أبوحفص الحنبلي النجدي
08-11-2004, 12:02 AM
وهو في هذا الرابط من الملفات المرفقة
---
مؤمل(1/2349)
08-13-2004, 01:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا حفص وفقه الله /
قرأت تعليقات الشيخ على تفسير الجلالين ، وهي تعليقات مسددة وفيها فوائد طيبة بارك الله فيه وجزاه الله خيرا على نصحه للأمة والأئمة . وقد وجدت مواضع مما يمكن التعليق عليه للفائدة إذا كان يبلغ الشيخ أو من يهمه الأمر لعله يكون مساهمة في الإثراء والفائدة ، ولعل الله يكتبنا في زمرة الناصحين وننال معهم أجرا ولطفا ، والله كريم وهّاب ، وهنا بعض ما عنّ لي أن أعلق عليه مما يخص المبحث الأول : التأويلات في بعض آيات الصفات :
وهي مرتبة على الأمثلة التي ذكرها الشيخ في تعليقه :
المثال السابع : قوله : (ومن القواعد المقررة عند أهل السنة الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات) اهـ لو يحذف هذه العبارة أفضل ، أرى أنه لا فائدة من ذكرها هنا وفيها تهويل.
المثال التاسع : قوله : (فلا يجوز قصر المتعال على نوع واحد) يريد قصر معنى "المتعال" الخ .. ولو قال لا ينبغي مثلاً أو الأصح أفضل من قوله لا يجوز ، لأنه قد يجوز أن المعنى المناسب من المعاني الثلاثة هنا هو هذا ، بحسب اجتهاد المؤلف، وليس هو بصدد إثبات المعاني الثلاثة أو نفيها، وإنما هو يفسر الآية.
المثال العاشر : قوله : (غفر الله للمؤلف فقد حرف معنى صفة الوجه إلى معنى الذات وهذا تعطيل واضح) اهـ فيه مبالغة! فقصاراه أن المؤلف رحمه الله فسّر اللفظ (الوجه) بلازمه هنا فهو كنظائره في تفسير باللازم ، ولا بأس بالاستفصال كما قد فعل الشيخ في المثال الأول مثلا .(1/2350)
المثال الخامس عشر : قوله : (هذا كلام باطل؛ لأن المؤلف تأثر بالزمخشري) اهـ لا وجه للاقتصار على الزمخشري والقول بأن المؤلف تأثر به ، فهذه مصيبة عمّت في الأمة وعلمائها في عموم أعصارها بعد القرن الثالث والرابع .. ثم تفسير المؤلف جعلناه بأوجدناه مقاربٌ والله أعلم فتأمل! إذ ما يَرِدُ على لفظ أوجدناه يرِدُ على جعلناه ، وهو لا ينافي أنه تعالى أنزله وأنه كلامه عزّ وجلّ... الخ ما هو مقرر في عقيدتنا أهل السنة والجماعة خلافاً للجهمية ومن على شاكلتهم القائلين بخلق القرآن، والمؤلف ليس منهم بلا شك .
المثال السادس عشر : قوله : (والأرض مرفوعة بقوله قبضتُهُ) اهـ سهوٌ ! بل قبضته مرفوعٌ بـ "الأرض" لأنه خبره، ولا يصح العكس هنا لفساد المعنى .. وكذلك قوله عن السماوات "وهي مرفوعة بمطويات" مثله .
المثال الثامن عشر : قوله : (الصواب أن اسم غير زائد) اهـ لو قال : والأصح كان أجود ، والله أعلم بالصواب ، لأن ما ذكره المؤلف وجه محتمل معروف ، وليس هناك ما ينفيه شرعاً .
المثال العشرون : قوله : (هذا تعطيل لصفة اليد...) اهـ ليس كذلك والله أعلم ، بل هو تفسير للآية بلازم معناها وهو المراد من الآية ، لأن قوله بيده الملك مجازٌ [على قول من يثبت المجاز في القرآن ولا نريد أن ندخل في هذه المسألة] عن كمال ملكه وتصرفه وهو المقصود ، وليس المقصود –والله أعلم- أنه سبحانه وتعالى يضعه أي الملك الآن وأبداً في يده ، فلا وجه لاتهام المؤلف بالتعطيل هنا ، وقسها بآية سورة القلم "يوم يكشف عن ساق" يتّضح لك الأمر .(1/2351)
المثال السادس والعشرون : قوله : (قال المؤلف : الأعلى صفة لربّك . قلت : الأعلى اسم من أسماء الله ...) يريد أن لفظ "الأعلى" اسم من أسماء الله الحسنى وليس مجرد صفة كسائر الصفات ، ومعلوم أن الأسماء أخص من الصفات ، وهو كذلك .. لكن لا ينافيه كلام المؤلف لأن مراده الإعراب النحويّ، فقوله صفة أي نعتٌ ، فكلمة "الأعلى" صفةٌ لكلمة "ربّ" في الآية لا لكلمة "اسم" هذا مراد المؤلف، والله أعلم.
---
أبوعبدالله الشافعي
08-16-2004, 06:13 AM
جزاكم الله خيرا أخي ولكن هلا تخبرنا أين طبع الكتاب وسنة الطبع وهل هو متوفر أم لا
---
(1/2352)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسائل علمية في علوم القرآن
---
رسائل علمية في علوم القرآن
---
أضواء البيان
08-04-2003, 11:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقترح جمع الرسائل العلمية المتعلقة بعلوم القرآن مع بعض المعلومات المتعلقة بها ، مثل الجامعة أو الكلية التي نوقشت فيها ، الدرجة العلمية ، الناشر.....إلخ
وأبدأ برسالة جميلة قيمة في أسباب النزول عنوانها أسباب النزول وأثرها في بيان النصوصـ دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه) د. عماد الدين محمد الرشيد.
أطروحة نال بها الباحث درجة الدكتوراه بدرجة امتياز من جامعة دمشق في ذي القعدة عام 1419هـ.
الناشر: دار الشهاب.
---
أضواء البيان
08-06-2003, 10:04 PM
يا أخوان جزاكم الله خيرا الموضوع مهم ومفيد جدا للباحثين والمهتمين بدراسة علوم القرآن خاصة وأن الرسائل الجامعية تفيد الباحث من حيث المراجع المتعلقة بالموضوع وتتناول وتعالج أهم المسائل المتعلقة به ومن الممكن أن توفر على الباحث جهد كبير وتفتح له آفاق أكبر ناهيك عن النتائج والتوصيات التي يخرج بها الباحث في نهاية البحث، جزى الله مشائخنا في مرحلة الدراسات العليا كل خير أذكر لأحدهم قوله أحرص على كل رسالة علمية تقع بين يديك ، فهلا لبيتم طلبي!!!
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2003, 02:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب اضواء البيان وفقه الله ونور بصيرته . أشكرك على انضمامك لملتقى أهل التفسير أولاً ، وأعتذر إليك بسبب التأخر في الإجابة على سؤالك أو اقتراحك الكريم. وهو اقتراح نفيس يدل على بصرك بالعلم ، وحرصك على الخير. والسبب في التأخر هو سفر المشرفين وانشغالهم في الفترة الماضية فمعذرة ، والعذر عند كرام الناس مقبولُ!(1/2353)
وأما ما تفضلتم به من الإشارة إلى أهمية جمع الرسائل العلمية المتعلقة بالتخصص ، فأبشرك أننا بصدد الانتهاء من هذا المشروع النافع . وهي من الجوانب الرئيسة في موقع التفسير هذا ، وما هذا الملتقى إلا جانب يسير من موقع التفسير الذي أرجو أن يرى النور قريباً إن شاء الله. وتشكل قاعدة بيانات الرسائل العلمية الجامعية المتخصصة ركناً مهماً من أركانه. وقد بشرنا الدكتور عبدالله الجيوسي وفقه الله من جامعة اليرموك في الأردن بأنه قد أنتهى من جمع الرسائل العلمية منذ أكثر من أحد عشر عاماً خلت. وتوشك أن تصدر.
أشكرك مرة أخرى وأعتذر إليك ، وأرجو أن تتحقق رغبتك قريباً في حلة تعجبك وترضيك إن شاء الله.
---
التفسير1000
03-21-2004, 12:44 AM
الإخوة الفضلاء : لعل من المناسب وضع روابط للمواقع التي يوجد بها رسائل مختصة بعلوم القرآن ، ومما يشار إليه في هذا الباب الجامعات والأقسام القرآنية بها ، ففي هذا توفير للجهد وتعاون مثمر في سبيل غايتنا المنشودة . وإليكم على سبيل المثال رابط قسم التفسير بالجامعة الإسلامية بالمدينة .
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/aduhayah/Browse/quran/tafsir/
وشكر الله للجميع سعيه .
---
أحمد الطعان
03-25-2006, 09:30 PM
رسالتي بعنوان " موقف الفكر العربي العلماني من النص القرآني . دعوى تاريخية النص نموذجاً " وستنشر قريباً إن شاء الله عز وجل في دار ابن حزم في الرياض بعنوان " العلمانيون والقرآن الكريم . تاريخية النص " . نوقشت الرسالة في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة سنة 2003 م من قبل كل من الأستاذين الفاضلين د. محمد عمارة ود. حسن حنفي أما المشرف فهو د. سيد رزق الحجر .
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2006, 06:37 AM(1/2354)
نسأل الله لكم التوفيق يا دكتور أحمد . ونحن ننتظر صدور رسالتكم ، وأسعدني إشراف الأستاذ د.سيد رزق الحجر فهو من الأساتذة الفضلاء الذين عرفتهم وصحبتهم كثيراً في كلية الشريعة وأصول الدين بأبها ، فقد مكث في الكلية يدرس مادة المذاهب المعاصرة والمنطق مدة طويلة .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2006, 08:07 AM
وهنا وصف لما دار في مناقشة رسالة الدكتور الطعان (http://www.almujtamaa-mag.com/detail.asp?InNewsItemID=117293&InTemplateKey=print) فقد تحولت المناقشة - حسب تعبير الناقل إلى مواجهة بين الإسلام والعلمانية .
---
(1/2355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب وتعليقات ودرس الشيخ خالد السبت
---
سؤال عن كتاب وتعليقات ودرس الشيخ خالد السبت
---
زيد العنزي
10-05-2005, 11:36 PM
اخواني اين اجد كتاب قواعد التفسير للشيخ خالد السبت
وسمعت الشيخ يقول في احد اشرطته ان تعليقاته على تفسير سورة البقرة من مختصر تفسير بن كثير ستخرج قريبا فهل خرجت
وماذا عن دروسه حفظه الله وهل له درس شهري لمن اراد المجيء من خارج المنطقة
---
عبدالرحمن الشهري
10-07-2005, 09:32 AM
كتاب (قواعد التفسير) للدكتور الفاضل خالد بن عثمان السبت - وفقه الله - متوفر في معظم المكتبات في الرياض وجدة ومكة وأبها وغيرها ، وقد نشرته دار ابن عفان في مجلدين ، ومعهما كتيب صغير جرد فيه المؤلف القواعد ليسهل حفظها.
وأما دروسه فله درس يومي في التفسير في التعليق على مختصر المصباح المنير من تفسير ابن كثير ، وتجد كثيراً من حلقاته في موقع البث الإسلامي (http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=31).
وأما عن طباعة ما أنجزه من التعليقات في دروسه ، فلا علم لي بذلك ، ولعل طلابه كأخي أبي معاذ البخيت يتكرم بالجواب فهو أدرى بشيخه وفقهما الله لكل خير.
---
تابع الأثر
10-08-2005, 10:54 PM
سمعت ذلك من الشيخ الفاضل خالد السبت في درسه قواعد التفسير الذي عقد في جامع البلوي بالفيصلية بالمدينة لهذا العام وهو درس نافع ماتع أنصح الأخوة بالأستماع إليه.ولكن إلى الآن لم أجد شيئا.فلعل طلاب الشيخ يفيدوننا في ذلك.
---
أبو حسن
10-09-2005, 06:16 PM
هناك كتاب مناهل العرفان للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني رحمه الله
بتحقيق وتعليق : الشيخ خالد بن عثمان السبت
---
(1/2356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من هو إبن الصائغ المذكور ؟
---
من هو إبن الصائغ المذكور ؟
---
مروان الحسني
02-13-2006, 06:18 PM
إخواني الأفاضل
ينقل الشهاب الخفاجي في حاشيته الرائعة على تفسير البيضاوي المسماة ب
( عناية القاضي و كفاية الراضي ) كثيرا عن حواشي الكشاف لإبن الصائغ , و ينص على أن الحواشي عنده بخط مؤلفها ...
و سؤالي هو :
من هو إبن الصائغ المذكور و ما مصير حاشيته ؟ هل هي مخطوطة ؟ و أين ؟
---
الجنيدالله
03-07-2006, 11:01 PM
السلام عليكم
لعله اخي الكريم يعني الحسام الماضي في ايضاح غريب تفسير البيضاوي لابي بكر بن احمد ابن الصائغ الحنبلي ت 714 والله اعلم
---
مروان الحسني
03-08-2006, 04:54 PM
من النقول التي جمعتها تبين لي أن الجعبري و أبو حيان هما أساتذة
لإبن الصائغ , فهو كما يبدو إبن الصائغ الزمردي ( ت 776 هج ) و لكن لا ذكر للكتاب بين مؤلفاته !
---
منصور مهران
03-13-2006, 05:07 PM
نعم هو أبو بكر بن أحمد بن الصائغ الحنبلي المتوفى سنة 714 ، وحاشيته على أنوار التنزيل للبيضاوي تسمى : ( الحسام الماضي في إيضاح غريب القاضي ) انظر هدية العارفين ج 1 ص 235 . وليست الحاشية على الكشاف كما في سؤال أخينا الأديب مروان الحسني . وهذه الحاشية غير مطبوعة فيما أعلم ، ويقع في خلدي أني رأيت اسم مخطوطة ابن الصائغ في بعض فهارس المخطوطات ولكن ذاكرتي لا تواتيني بذلك الآن فعذرا لأخي على أمل العودة إلى الموضوع بشيء من الإيضاح ، وبالله التوفيق .
---
مروان الحسني
03-13-2006, 07:27 PM
أخي الكريم
الشهاب الخفاجي ينص و بكل وضوح أن حواشي إبن الصائغ هي على الكشاف و ليست على أنوار التنزيل ! و شكرا على المداخلة
---
الجنيدالله
03-16-2006, 01:03 AM
السلام عليكم
هو محمد بن عبدالرحمن بن علي الصائغ الحنفي
---(1/2357)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > Nokia PC Suite 6.7.22 (عربي) للتحكم في جوالات نوكيا
---
Nokia PC Suite 6.7.22 (عربي) للتحكم في جوالات نوكيا
---
سامي عبدالعزيز
05-21-2006, 02:46 PM
يتطلب وصلة أشعة أو كيبل أو بلو توث
يقوم بـ حفظ نسخة من محتويات الهاتف إلى الكمبيوتر واستعادة النسخ المحفوظة. نقل المعلومات والصور والفيديو بين الهاتف المتنقل والكمبيوتر.ضبط تزامن الهاتف مع جهاز الكمبيوتر ونقل مواعيد ومهمات التقاويم بينهما.. يدعم أيضا مواعيد برنامج الاوتلوك اكسبرس. تحرير محتويات الهاتف كدليل الأرقام والرسائل القصيرة والملاحظات والتقويم عن طريق الكمبيوتر. إمكانية نقل الملفات بين هاتفين متنقلين كأن تنقل محتويات هاتفك القديم إلى الجديد.تركيب برامج وألعاب الجافا في الهواتف التي تدعمها.
الحجم
18.55 mb
بيئة عمل البرنامج
Win9x/ME/2000/XP/2003
موقع البرنامج
http://europe.nokia.com/nokia/0,8764,72014,00.html
االجوالات التي يدعمها
http://www.europe.nokia.com/nokia/0,,79898,00.html
تنزيل النسخة العربية
http://nds2.nokia.com/files/support/global/phones/software/Nokia_PC_Suite_67_rel_22_ara.msi
تنزيل النسخة الانجليزية
http://nds2.nokia.com/files/support/global/phones/software/Nokia_PC_Suite_67_rel_22_eng.msi
---
(1/2358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك فرق في المعنى بين قوله ( ثم إني دعوتهم جهارا) وبين(ثم إني أعلنت لهم ؟
---
هل هناك فرق في المعنى بين قوله ( ثم إني دعوتهم جهارا) وبين(ثم إني أعلنت لهم ؟
---
أبو صفوت
12-30-2003, 03:09 PM
هل هناك فرق في المعنى بين قوله ( ثم إني دعوتهم جهارا) وبين(ثم إني أعلنت لهم ؟
فهل هناك فرق بين الدعوة جهارا والإعلان بالدعوة؟
---
أبو صفوت
12-31-2003, 10:10 PM
للرفع
---
أبو صفوت
01-03-2004, 08:33 AM
للرفع
---
أضواء البيان
01-03-2004, 06:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لعل الجواب يتضح من كلام الزمخشري في تفسير الآية حيث يقول: قد فعل عليه الصلاة والسلام كما يفعل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: في الابتداء بالأهون والترقي في الأشد فالأشد، فافتتح بالمناصحة في السر، فلما لم يقبلوا ثنى بالمجاهرة، فلما لم ثؤثر ثلث بالجمع بين الإسرار والإعلان.
---
أبو صفوت
01-03-2004, 08:40 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك
لكن كلام الزمخشري هذا هو خلاف ما عليه أهل السنة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالمعتزلة والزمخشري لهم تبع يرون أنه يترقى من الأهون إلى الأشد وهذا باطل كما قرره أهل السنة فيبقى لنا إذن البحث عن سبب آخر غير الذي ذكره الزمخشري
---
أبو خالد السلمي
01-03-2004, 08:52 PM
يمكن أن يكون الجهر بمعنى تكلف رفع الصوت في الخُطَب والمناداة ، كما في قوله تعالى ( ولا تجهر بصلاتك ) ، وقوله ( ولا تجهروا له بالقول ) ، والإعلان هو تحديث الداعي للمدعو بالصوت العادي لكن في حضور آخرين ، والإسرار هو تحديث الداعي للمدعو في مجلس خاص بهما لا يحضره سواهما ، فهذه ثلاثة مراتب في الدعوة :
1) الجهار
2) الإعلان
3) الإسرار(1/2359)
وعلى هذا يكون الترتيب في الآية على سبيل التدلي باعتبار درجة ارتفاع الصوت وانخفاضه ، بينما يكون الترتيب على سبيل الترقي باعتبار أن الدعوة جهارا لجمع كبير في خطبة نفعها أقل من نفع مجلس فيه بضعة أشخاص في محاورة ، وهذا نفعه أقل من نفع مجلس خاص ليس فيه سوى الداعي والمدعو .
هذا ما بدا لي على سبيل التدبر للآية الكريمة ، والآية تحتاج إلى المزيد من التأمل ، والله تعالى أعلم .
---
أخوكم
01-05-2004, 07:00 AM
لأنه كثيرا ما يفسر القرآن بعضه بعضا بدون كثير تكلف منا ، فهاكم من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن جميع الآيات التي وردت فيها كلمة ( ج هـ ر )
وكلمة ( ع ل ن ) بجميع اشتقاقاتهما ، فتأملوها فربما وقعتم على التفريق الصحيح في آيات سورة نوح _ عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء أفضل الصلاة وأتم التسليم
جـ هـ ر
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً
لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ
فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّن
وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ {3}
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ {47}
وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ
سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ {10}
وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {75}(1/2360)
وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً {110}
وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى
إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ {110}
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {13}
شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى {7}
)ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً) (نوح:8)
ع ل ن
أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ {77}
لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى
وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ {19}
لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ
وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {4} أَلَمْ يَأْتِكُمْ
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً
---
أخوكم
01-05-2004, 07:08 AM(1/2361)
وحتى تكتمل الفائدة اقتطفت لكم من لسان العرب ما قالوه عن كلمتي ( ج هـ ر ) و ( ع ل ن )
================================================== ================================================== =====================================
جهر
الجَهْرَةُ ما ظَهَرَ . ورآه جَهْرَةً لم يكن بينهما سِترٌ; ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً . وفي التنزيل العزيز : أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشيء . وقوله حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً قال ابن عرفة : أَي غير محتَجب عنا ، وقيل : أَي عياناً يكشف ما بيننا وبينه . يقال : جَهَرْتُ الشيء إِذا كشفته . وجَهَرْتُه و اجْتَهَرْته أَي رأَيته بلا حجاب بيني وبينه . وقوله تعالى : بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هو أَن يأْتيهم وهم يَرَوْنَهُ . و الجَهْرُ العلانية . وفي حديث عمر : أَنه كان مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لصوته . يقال : جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته ، فهو جَهِيرٌ و أَجْهَرَ فهو مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت وجَهَرَ الشيءُ : عَلَنَ وبَدا; وجَهَرَ بكلامه ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً و جِهاراً و أَجْهَرَ بقراءته لغة . وأَجْهَرَ و جَهْوَرَ أَعلن به وأَظهره ، ويُعَدَّيانِ بغير حرف ، فيقال : جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه . وقال بعضهم : جَهَرَ أَعْلى الصوْتَ . وأَجْهَرَ : أَعْلَنَ . وكلُّ إِعْلانٍ : جَهْرٌ وجَهَرتُ بالقول أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ . ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت ، وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه . و الجَهْوَرِيُّ هو الصوت العالي . وفرسٌ جَهْوَرٌ وهو الذي بأَجَشِّ الصوتِ ولا أَغَنَّ . و إِجْهارُ الكلام : إِعْلانُه . وفي الحديث : فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ أَي عالية الصوت ، ويجوز أَن يكون من حُسْنِ المَنْظَرِ . وفي حديث العباس : أَنه نادى بصوتٍ له جَهْوَرِيٍّ أَي شديدٍ عالٍ ، والواو زائدة ، وهو(1/2362)
منسوب إِلى جَهْوَرَ بصوته . وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ ، كلاهما : عالِنٌ عال; قال : ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ
وقد جَهُر الرجل ، بالضم ، جَهَارَةً وكذلك المُجْهَرُ و الجَهْورِيُّ والحروفُ المَجْهُورَةُ ضد المهموسة : وهي تسعة عشر حرفاً; قال سيبويه : معنى الجَهْرِ في الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضعها حتى منع النَّفَس أَن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت ، غير أَن الميم والنون من جملة المجهورة وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة فهذه صفة المجهورة ويجمعها قولك : " ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطيع " . وقال أَبو حنيفة : قد بالغوا في تَجْهِير صوت القَوْس; قال ابن سيده : فلا أَدري أَسمعه من العرب أَو رواه عن شيوخه أَم هو إِدْلال منه وتَزَيُّدٌ ، فإِنه ذو زوائد في كثير من كلامه . و جَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً و جِهاراً عالَنَهُمْ . ويقال : جاهَرَني فلانٌ جِهاراً أَي علانية . وفي الحديث : كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلاَّ المُجاهِرينَ قال : هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأَظهروها وكشفوا ما ستر الله عليهم منها فيتحدثون به . يقال : جَهَرَ و أَجْهَرَ و جاهَرَ ومنه الحديث : وإِن من الإِجهار كذا وكذا وفي رواية : من الجِهار وهما بمعنى المُجَاهرة ومنه الحديث : لا غِيبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجاهِرٍ ولقيه نَهاراً جِهاراً ، بكسر الجيم وفتحها وأَبى ابن الأَعرابي فتحها . و اجْتَهَرَ القوم فلاناً : نظروا إِليه جِهاراً . وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً و اجتهرهم كثروا في عينه; قال يصف عسكراً : كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ
لَيْلٌ ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ(1/2363)
وكذلك الرجل تراه عظيماً في عينك . وما في الحيّ أَحد تَجْهَرُه عيني أَي تأْخذه عيني . وفي حديث عمر ، إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم . و الجُهْرُ حُسْنُ المَنْظَرِ . ووجهٌ جَهيرٌ ظاهرُ الوَضاءة . وفي حديث علي ، أََنه وصف النبي ، فقال : لم يكن قصيراً ولا طويلاً وهو إِلى الطول أَقربُ ، مَنْ رآه جَهَرَهُ معنى جهره أَي عظم في عينه . الجوهري : جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته عظيم المَرْآة . وما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان ، بالضم ، أَي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن مَنْظَره . ويقال : كيف جَهْراؤكُمْ أَي جماعتكم; وقول الراجز : لا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي
فقد أَرُدُّ حِينَ لا مَرَدِّ
وقد أَرُدُّ ، والجِيادُ تُرْدِي
نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي
يقول : إِن استعظمتِ منظري فإِني مع ما ترين من منظري شجاع أَردّ الفرسان الذين لا يردهم إِلاَّ مثلي . ورجل جَهِيرٌ بَيِّنُ الجُهُورةِ و الجَهَارَة ذو مَنْظر . ابن الأَعرابي : رجل حَسَنُ الجَهارَةِ و الجُهْر إِذا كان ذا منظر; قال أَبو النجم : وأَرَى البياضَ على النِّساءِ جَهارَةً
والْعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْماءِ
والأُنثى جَهِيرَةٌ والاسم من كل ذلك الجُهْرُ; قال القَطامِي : شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً
وما غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر(1/2364)
قال : ما بمعنى الذي : يقول : ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع لمنظره ، وأََنت تابعة في البيت للمبالغة . وجَهَرتُ الرجل إِذا رأَيت هيئته وحسن منظره . و جُهْرُ الرجل : هيئته وحسن منظره . وجَهَرَني الشيء واجْتَهَرَني : راعني جماله . وقال اللحياني : كنتُ إِذا رأَيتُ فلاناً جَهَرْتُه واجْتَهَرْتُه أَي راعك . ابن الأَعرابي : أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنين ذوي جَهارَةٍ وهم الحَسَنُو القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ . وأَجْهَرَ : جاء بابن أَحْوَلَ . أَبو عمرو : الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ . والأَجْهَرُ : الأَحولُ المليح الحَوَلَةِ . والأَجْهَرُ : الذي لا يبصر بالنهار ، وضده الأَعشى . و جَهْراءُ القوم : جماعتهم . وقيل لأَعرابي : أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بنو أَبي بكر بن كلاب ؟ فقال : أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبي بكر ، وأَما جَهْرَاءِ الحيِّ فبنو جعفر; نصب خواص على حذف الوسيط أَي في خواص رجال وكذلك جَهْراء ، وقيل : نصبهما على التفسير . وجَهَرْتُ فلاناً بما ليس عنده : وهو أَن يختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو في مَنْظَرِه . والجَهْراء : الرابية السَّهْلَةُ العريضة . وقال أَبو حنيفة : الجَهْراء الرابية المِحْلالُ ليست بشديدة الإِشراف وليست برملة ولا قُفٍّ . و الجَهْراء ما استوى من ظهر الأَرض ليس بها شجر ولا آكام ولا رمال إِنما هي فضاء ، وكذلك العَراءُ . يقال : وَطِئْنا أَعْرِيةً و جَهْراواتٍ قال : وهذا من كلام ابن شميل . وفلان جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ له . وهمُ جُهرَاءُ للمعروف أَي خُلَقَاءُ له ، وقيل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ في معروفه; قال الأَخطل جُهَراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ
خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ(1/2365)
وأَمر مُجْهَر أَي واضح بَيِّنٌ . وقد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي شهَّرْته ، فهو مَجْهور به مَشْهور . و المَجْهُورة من الآبار : المعمورة ، عَذْبَةً كانت أَو مِلحة . وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جهراً واجْتَهَرَها : نزحها; وأَنشد : إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ
أَو خالياً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ
أَي من كثرتنا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ . وحَفَر البئرَ حتى جَهَر أَي بَلَغ الماءَ ، وقيل : جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ والماء . الجوهري : جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما فيها من الحمأَة ، قال الأَخفش : تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو . وفي حديث عائشة ، وَوَصَفَتْ أَباها ، رضي الله عنهما ، فقالت : اجْتَهَرَ دَفْنَ الرَّواء; الاجْتِهارُ الاستخراج ، تريد أَنه كَسَحَها . يقال : جَهَرْتُ البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً; يقال : ركيةٌ دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ ، والرَّواءُ : الماءُ الكثير ، وهذا مثل ضربته عائشة ، رضي الله عنها ، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره ، شبهته برجل أَتى على آبار مندفنة وقد اندفن ماؤُها ، فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى نبع الماء . وفي حديث خيبر : وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه; أَي استخرجوه وأَكلوه . وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما فيها . و المَجْهُورُ الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب; قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ : قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها
عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً ، وهْوَ مَجْهُورُ(1/2366)
وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا : لم يصيبوا خيراً . والعينُ الجَهْراءُ كالجاحظَة; رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ والأَجْهَرُ من الرجال : الذي لا يبصر في الشمس ، جَهِرَ جَهَراً وجَهَرَتْهُ الشمسُ : أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ . وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ : وهي التي لا تبصر في الشمس; قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ : جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ
بَصَراً ، ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني
ها نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال : قال يصف فرساً يعني الجَهْراءَ; وقال أَبو منصور : أُرى هذا البيت لبعض الهُذَلِيين يصف نعجة; قال ابن سيده : وعمَّ به بعضهم . وقال اللحياني : كُلُّ ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ; وقيل : الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل . و الجُهْرَةُ الحَوَلَةُ ، والأَجْهَرُ : الأَحْوَلُ . رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ ، والاسم الجُهْرَةُ; أَنشد ثعلب للطرماح : على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ(1/2367)
والمُتَجاهر : الذي يريك أَنه أَجْهَرُ; وأَنشد ثعلب : كالنَّاظِر المُْتَجاهر وفرس أَجْهَرُ : غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه . و الجَهْوَرُ الجَريءُ المُقْدِمُ الماضي . وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة . وجَهَرْنا بني فلان أَي صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ . وحكي الفرّاء : جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته . ولَبَنٌ جَهِيرٌ : لم يُمْذَقْ بماء . و الجَهِيرُ اللبن الذي أُخرج زُبْدُه ، والثَّمِيرُ : الذي لم يخرج زبده ، وهو التَّثْمِير . ورجل مِجْهَرٌ بكسر الميم ، إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه . و المُجاهَرَةُ بالعداوة : المُبادَأَةَ بها . ابن الأَعرابي : الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ ، والجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ; قال : وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال : بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فغاب عني; قال ابن الأَعرابي : مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر . و الجَوْهَرُ معروف ، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ والجَوْهَرُ : كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به . و جَوْهَرُ كُلِّ شيء : ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه; قال ابن سيده : وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب ، وقيل : الجوهر فارسي معرّب . وقد سمَّت أَجْهَرَ و جَهِيراً و جَهْرانَ و جَوْهَراً
================================================== ================================================== ================================================== ==================================
علن
العِلانُ و المُعالَنة و الإِعْلانُ المُجاهرة . عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً و يَعْلِنُ و عَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً و عَلانية فيهما إذا شاع وظهر , و اعْتَلَنَ ؛ و عَلَّنه و أَعْلَنه و أَعْلَن به ؛ وأَنشد ثعلب : حتى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بنا ,
وأَعْلَنُوا بك فينا أَيَّ إِعْلانِ(1/2368)
وفي حديث المُلاعنة : تلك امرأَة أَعْلَنَتْ ؛ الإِعْلانُ في الأَصل : إِظهار الشيء , والمراد به أَنها كانت قد أَظهرت الفاحشة . وفي حديث الهجرة : لا يَسْتَعْلِنُ به ولسنا بمُقِرِّين له ؛ الاسْتِعْلانُ أَي الجهرِ بدِينه وقِراءته . واسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ به . و عالَنَه أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ ؛ قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب : كلٌّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَه ,
ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كما عَلَنُوا .
و العِلانُ و المُعالَنة إذا أَعْلَن كل واحد لصاحبه ما في نفسه ؛ وأَنشد : وكَفِّي عن أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي ,
وإِعْلاني لمن يَبْغِي عِلاني
وأَنشد ابن بري للطّرِمّاحِ : أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني بَشِيراً
عَلانِيةً , ونِعْمَ أَخُو العِلانِ
ويقال : يا رجل اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ . و اعْتَلَنَ الأَمرُ إذا اشتهر . و العَلانية على مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية : خلافُ السِّهر , وهو ظهور الأَمر . ورجل عُلَنَةٌ لا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح به . وقال اللحياني : رجل عَلانِيَة وقوم عَلانُونَ ورجل عَلانيٌّ وقوم عَلانِيُّونَ وهو الظاهر الأَمر الذي أَمره عَلانيَة و عَلْوَانُ الكتاب : يجوز أَن يكون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِيَة . يقال : عَلْوَنْتُ الكتاب إذا عَنْوَنْته . و عُلْوَانُ الكتاب : عُنْوانُه .
---
(1/2369)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {8}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {8}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-29-2004, 06:28 PM
(((يوم العلاض )))
مثل وقوفك يوم العرض عريانا = مستوحشا قلق الاحشاء حيرانا
واقرا كتابك يا عبدي على مهل = فهل ترى فيه حرفا غير ماكانا
لما قرات ولم تنكر قرائته = إقرار لمن عرف الاشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه ياملائكتي = وامضوا بعبد عصى للنارعطشانا
المشركون غدوا في النار والتهبوا = والمؤمنون بدار الخلد سكانا
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
((مامنكم من احد الا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان , فينظرعن يمينه فلا يرى الا ما قدم وينظر عن شماله فلا يرى الا ما قدم . فينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة )) {رواه البخاري واحمد ومسلم والترمذي عن عدي بن حاتم}
الاولون والآخرون امام الله عزوجل في ساحة العرض المهيب ...
وفي ساحة العرض هذه هناك نسبة اهل الجنة ونسبة اهل النار .........
عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((يقول الله تعالى ياآدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك .فيقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار ؟كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين .فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ,قالوا:يارسول الله وأينا ذلك الواحد ؟قال:ابشروا فان منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج الف ثم قال والذي نفسي بيده اني لارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة فكبرنا فقال ارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة فكبرنا فقال ارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة فكبرنا فقال ما انتم في الناس الا كالشعرة السوداء في جلد الثور الابيض او كشعرة بيضاء في جلد ثور اسود ))
{اخرجه البخاري ومسلم واحمد}(1/2370)
هذه النسبة (1000=999+1)اذن(999)الى النار وواحد فقط الى الجنة .ان الانسان مهما عمل من خير واطاع الله عزوجل فان عمله لايدخله الجنة الا برحمة الله عزوجل لهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لن يدخل احد عمله الجنة قالوا ولا انت يارسول الله ؟قال ولا انا الا ان يتغمدني الله بفضل ورحمة فسددوا وقاربوا ولا يتمنين احدكم الموت اما محسنا فلعله ان يزداد خيرا وإما مسيئا فلعله يستعتب ))
{اخرجه البخاري ومسلم عن ابي هريرة}
القرآن الكريم يؤكد هذا المعنى فيقول الله عزوجل :
((قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون*الذين يتبعون الرسول النبي الامي )) {الاعراف آية:156}
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((ان الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والارض مائة رحمة,كل رحمة طباق ما بين السماء والارض فجعل منها في الارض رحمة واحدة فيها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض ,فاذا كان يوم القيامة اكملها بهذه الرحمة ))...
{رواه البخاري ومسلم والترمذي واحمد}
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ((والذي نفسي بيده الله ارحم بعبيده من الشفيقة بولدها ))
{رواه البخاري والترمذي}
إذن رحمة الله هي من تدخل العبد الصالح الى الجنة ,وما العمل الصالح الا وسيلة تقودنا الى رحمة الرحمن الرحيم ...
يتبع (((الموازين والحساب)))
-----------------------
---
(1/2371)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > برنامج لإستعادة الملفات المحذوفة Restoration
---
برنامج لإستعادة الملفات المحذوفة Restoration
---
سامي عبدالعزيز
04-03-2006, 01:42 AM
http://www.up4world.com/download.php?id=bxMyazJrcCefSoX1P1l3
وهذا رابط أخر للبرنامج لمن لم يتمكن من تحميله من الرابط السابق
http://www3.telus.net/mikebike/Restoration.zip
---
(1/2372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل العواصم من الشيطان للشيخ العدوي
---
حمل العواصم من الشيطان للشيخ العدوي
---
أويس القرني
07-17-2004, 01:28 AM
العواصم من الشيطان
---
(1/2373)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح إن كان متاح
---
اقتراح إن كان متاح
---
علال بوربيق
06-21-2006, 12:18 AM
شيوخنا الأفاضل أحمد البريدي، ومساعد الطيار، وعبد الرحمن الشهري، وأبو مجاهد العبيدي، وناصر الماجد:السلام عليكم ورحمة الله:
هذا اقتراح سجلته في مشاركتي على هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=24497#post24497
وأحببت أن أعيدها هنا لأنه المكان اللائق به
" شيخنا عبد الرحمن الشهري هناك اقتراح ، ولكن لا أدري هل خبراء الموقع لهم القدرة على تحقيقه أم لا ؟ هل يمكن أن تحدد عدد المشاركات في الموضوع الواحد مثلا بخمسين مشاركة ثم تفتح صفحة تقويمية وتقييمية للموضوع توضع خلالها الضوابط والقواعد والفوائد للموضوع المطروح، وتعتبركالخلاصة لهذا الموضوع. فإني قرأت كثيرا من الموضوعات يذهب بها الإخوة يمينا وشمالا ثم تبتلعها صفحات الملتقى إلى غير رجعة ، ودمتم في رعاية الله وحفظه محبكم علال بوربيق "
---
أحمد البريدي
09-26-2006, 01:53 PM
شكر الله لك , وهو اقتراح جيد , لكن في الغالب لا تصل المشاركات إلى هذا العدد , وسنحاول إن شاء الله أن تكون المشاركات في الموضوع نفسه .
---
(1/2374)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة الى التوحيد ياأهل التفسير
---
دعوة الى التوحيد ياأهل التفسير
---
خالد العمري
09-01-2004, 05:53 PM
نداءات لإخلاص الدعوات لرب الأرض والسماوات
شريط نزل حديثاً للشيخ/ حسن قارى الحسيني
يدعو الى التوحيد ويقيم الحجه على مشركي هذا الزمان ,عباد الأضرحه و القبور.
من بداية الشريط الى نهايته لا تسمع إلا الأدله القرانيه الدامغه, لم يستدل ولو بحديث واحد لكي
لا يأتي من يقول هذا الحديث ضعيف ,ولم يعرج على أقوال الأئمه السابقين فضلاً عن اللاحقين.
الشريط فريد في بابه, ينصح بتوزيعه على العوام الجهله الذين تمتلئ بهم بلاد المسلمين وعلى
الرافضه والصوفيه .
الرجاء من الأخوة المساهمه في نشر الرابط في جميع المنتديات
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22445
---
(1/2375)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في معنى آية سورة المائدة !
---
إشكال في معنى آية سورة المائدة !
---
أبو عاتكة
05-20-2004, 11:50 AM
يقول الله تعالى (( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الفاسقين )) وإشكالي في كون الله عز وجل أخبر عن أهل الكتاب أنهم ليسو على شيء حتى يقيموا التوراة والإنجيل ومعلوم أن القرآن نسخ الكتب السابقة والخطاب كان موجها في الآية لمن هم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
---
سليمان العجلان
05-20-2004, 01:03 PM
الله سبحانه وتعالى ذكر في ما أنزل على أهل الكتاب نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى في سورة الصف ((واذ قال عيسى ابن مريم يابني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد........))وهذا يعني أنهم لو امنوا بكتبهم ايمانا صادقا لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ،وهل أصدق من أن يبشرهم به نبيهم الذي يزعمون أنهم يؤمنون به !فلو صدقوا في ايمانهم بالتوراة والانجيل لآمنوا بمحمدصلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند ربه، ولهذا قال تعالى في سورة البقره((ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عندربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون))
---
د. هشام عزمي
05-20-2004, 05:12 PM
بسم الله ...(1/2376)
المقصود بالتوراة و الإنجيل هنا هي الكتب قبل التبديل و التحريف فلا سبيل لإقامتها إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم المهيمن الذي يشهد لما أنزله الله فيهما و يشهد على ما حرفه الناس فيهما و هذا ما أخبرنا به الله في سورة المائدة في قوله تعالى "مهيمناً عليه" فما وافق القرآن هو صدق أنزله الله و ما خالفه كذب و ما لم يوافقه و لم يخالفه نتوقف فيه فلا نصدقه و لا نكذبه .
أما المقصود بقوله تعالى "وما أنزل إليكم من ربكم" فهو القرآن الكريم فهم ليسوا على شيئ حتى يقيموا التوراة الصحيحة و الإنجيل الصحيح و القرآن المنزل و هذا كله لا يمكن بلوغه إلا بالقرآن المصدق المهيمن .
و هذا نفس ما قاله ابن حزم رحمه الله في الفصل ج1 ص92 :
وأما قول الله عز وجل " يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم " فحق لا مرية فيه وهكذا نقول ولا سبيل لهم إلى إقامتها أبداً لرفع ما أسقطوا منها فليسوا على شيء إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والإنجيل كلهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وجداؤ عدم ويكذبون بما يدل فيهما مما لم ينزله الله تعالى فيهما وهذه هي إقامتهما حقاً فلاح صدق قولنا موافقاً لنص الآية بلا تأويل والحمد لله رب العالمين .
و بالله التوفيق .
---
سليمان داود
05-20-2004, 11:34 PM
السلام عليكم
نعم
انه توضيح رائع
---
خالد الناصر
05-21-2004, 12:15 AM
الاخ الفاضل سليمان داود:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:(1/2377)
فإن انكارك على أخيك قوله:اشكال في معنى الآيه،ليس له آساس من الصحة،فلامانع أن يكون هناك اشكال في كثير من الآيات القرآنيه،أو الآحاديث النبويه،أو النصوص العلميه،حيث إن الاشكال عندي وعندك لايعني خطأ في النص،وإنماهو إشكال في فهمي وفهمك للنص،ولازال العلماء قديما وحديثا يستعملون هذا المصطلح في كثير مما يشكل،فيقال:لدي اشكال في كذا وكذا،وهكذا،فعمل الاخ صحيح ولاتثريب عليه،وأشكرك على غيرتك على كتاب الله فجزاك الله خيرا.
---
أبو عاتكة
05-21-2004, 05:26 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة وكتب لكم الأجر والمثوبة
---
(1/2378)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار حول الفاصلة القرآنية ...
---
استفسار حول الفاصلة القرآنية ...
---
زكرياء توناني
12-25-2006, 07:19 PM
- أرجو من الإخوة أن ينقلوا تعريف الفاصلة القرآنية عند الرماني مع الإحالة على رقم الصفحة ، وإذا وجدت تعريفات للمعاصرين فحبذا أن يدرجوها أيضا ...
- ما الفرق بين الفاصلة والسجع ؟
- هل يوجد سجع في القرآن ؟
---
روضة
12-26-2006, 05:15 PM
يمكنك مراجعة كتاب الدكتورة عائشة عبد الرحمن الإعجاز البياني للقرآن، ص253 ، ورسالة الرماني، ص97، ضمن الرسائل الثلاث، وقد سبق الحديث عن الفاصلة في هذا الموقع:
الفاصلة القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2371&highlight=%C7%E1%DD%C7%D5%E1%C9)
الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2351&highlight=%C7%E1%DD%C7%D5%E1%C9)
الأسباب الصوتية لاختيار المفردة القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2361&highlight=%C7%E1%DD%C7%D5%E1%C9)
---
(1/2379)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بيعٌ رابح
---
بيعٌ رابح
---
موسى أحمد زغاري
03-13-2006, 08:38 PM
بسم الله الرحن الرحيم
بيعٌ رابح
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى :
{{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }} (111)التوبة .
هيا بنا إخواني نتدبر هذه الآية الكريمة :
{إن الله اشترى}
من المشتري ؟ الله سبحانه وتعالى .
من البائع ؟ العبد المؤمن .
أي صفقة من هذه ؟ ومع من تتعامل ؟
إذن التفاصيل مثيرة تستدعي الاهتمام وإصاخة السمع ، وفتح العقول والصدور .
ثم قال الله تعالى :
{أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ }
ثم إن الله عز وجل قدم النفس على المال ، لأن التضحية بالنفس أصعب من التضحية بالمال ، فكان هذا التقديم والتأخير موافقاً للترتيب المعنوي حسب الأصعب فالأسهل . ولو اختلف لما كان صحيحاً ، لأن النفس أعز من المال ، وأدْعَى للمحافظة عليها .وجعل لذلك خير جزاء وهو الجنة .
ولكن البلاغة في الآية جاءت باستعارة البيع والشراء لهذه التضحية ، وهذا الجزاء ، فالله العزيز لم يقل من يضحي بدمه وماله أعطيه الجنة ، أو أدخله الجنة ، وإنما استعار البيع والشراء لهما . أي للتضحية وفي المقابل الجزاء .
وقوله { بأن لهم الجنة } متعلق بـ { اشترى }، ودخلت الباء هنا على المتروك على بابها ، وسماها أبو البقاء ( باء المقابلة )، كقولهم ( باء العوض ) ، وكقولهم ( باء الثمانية ) .(1/2380)
وقال الحسن ومجاهد ومقاتل : ثامنهم فأغلى ثمنهم .
وفيه لطيفةٌ، وهي أن المشتري لا بدَّ وأن يغاير البائع، وهنا البائعُ هو اللهُ تعالى، والمشتري هو الله، وهذا إنما يصحُّ في حقِّ القيم بأمر الطفل الذي لا يمكُنُه رعاية المصالح في البيع والشراء وصحَّة هذا البيع مشروطة برعاية الغبطة؛ فهذا جارٍ مجرى التَّنبيه على كون العبد كالطِّفلِ الذي لا يهتدي إلى رعاية مصالح نفسه؛ وأنَّهُ تعالى هو الرَّاعي لمصالحه بشرط الغبطةِ.
ثم قوله تعالى { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
عبر عن القتال بصيغة المضارع ، وبصيغة الإخبار ، ولم تأتِ بصيغة الأمر . لماذا ؟
عبر سبحانه بصيغة الإخبار وفيها معنى الأمر ،كما في قوله تعالى :
{ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } (11) الصف .
وبصيغة المضارع ، لدلالة على أن استمرار الجهاد في سبيله سبحانه ، وفي هذه الصيغة دلالة إشارة على أن الجهاد مستمر إلى يوم القيامة ، ويعضده ما جاء في الحديث الشريف (( الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة لا يبطله عدل عادل أو جور جائر )) .(1/2381)
وقوله تعالى: { فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ } بيانٌ لكون القتالِ في سبيل الله بذلاً للنفس وأن المقاتِلَ في سبيله باذلٌ لها وإن كانت سالمةً غانمة، فإن الإسنادَ في الفعلين ليس بطريق اشتراطِ الجمعِ بينهما ولا اشتراطِ الاتصافِ بأحدهما البتةَ بل بطريق وصفِ الكلِّ بحال البعضِ فإنه يتحقق القتالُ من الكل سواءٌ وجد الفعلان أو أحدَهما منهم أو من بعضهم بل يتحقق ذلك وإن لم يصدُرْ منهم أحدُهما أيضاً كما إذا وُجدت المضاربةُ ولم يوجد القتلُ من أحد الجانبين أو لم توجد المضاربةُ أيضاً فإنه يتحقق الجهادُ بمجرد العزيمة والنفير وتكثيرِ السواد، وتقديمُ حالةِ القاتلية على حالة المقتوليةِ للإيذان بعدم الفرقِ بينهما في كونهما مصداقاً لكون القتالِ بذلاً للنفس وقرئ بتقديم المبنيِّ للمفعول رعايةً لكون الشهادة عريقةً في الباب وإيذاناً بعدم مبالاتِهم بالموت في سبيل الله تعالى بل بكونه أحبَّ إليهم من السلامة .
ثم قال تعالى: { وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْءانِ } قال الزجاج: نصب { وَعْداً } على المعنى، لأن معنى قوله: { بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ } أنه وعدهم الجنة، فكان وعداً مصدراً مؤكداً. واختلفوا في أن هذا الذي حصل في الكتب الثلاثة ، ما هو؟
فالقول الأول: أن هذا الوعد الذي وعده للمجاهدين في سبيل الله وعد ثابت، فقد أثبته الله في التوراة والإنجيل كما أثبته في القرآن.
والقول الثاني: المراد أن الله تعالى بين في التوراة والإنجيل أنه اشترى من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، كما بين في القرآن.
والقول الثالث: أن الأمر بالقتال والجهاد هو موجود في جميع الشرائع.
و يبدو أن المعنى الراجح في تفسير قوله تعالى :
{ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ } .
ما جاء عند :ابن كثير حيث قال :(1/2382)
قَوْله " وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن " تَأْكِيد لِهَذَا الْوَعْد وَإِخْبَار بِأَنَّهُ قَدْ كَتَبَهُ عَلَى نَفْسه الْكَرِيمَة وَأَنْزَلَهُ عَلَى رُسُله فِي كُتُبه الْكِبَار وَهِيَ التَّوْرَاة الْمُنَزَّلَة عَلَى مُوسَى وَالْإِنْجِيل الْمُنَزَّل عَلَى عِيسَى وَالْقُرْآن الْمُنَزَّل عَلَى مُحَمَّد صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
وما جاء عند القرطبي :
{وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ }
إِخْبَار مِنْ اللَّه تَعَالَى أَنَّ هَذَا كَانَ فِي هَذِهِ الْكُتُب , وَأَنَّ الْجِهَاد وَمُقَاوَمَة الْأَعْدَاء أَصْله مِنْ عَهْد مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام . و " وَعْدًا " و " حَقًّا " مَصْدَرَانِ مُؤَكدَانِ .
وهما يحتملان القول الأول والثالث ولا يحتملان القول الثاني .
ثم قال تعالى: { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } والمعنى: أن نقض العهد كذب. وأيضاً أنه مكر وخديعة، وكل ذلك من القبائح، وهي قبيحة من الإنسان مع احتياجه إليها، فالغني عن كل الحاجات أولى أن يكون منزهاً عنها. وقوله: { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ } استفهام بمعنى الإنكار، أي لا أحد أوفى بما وعد من الله.
والجملة تذييل مقرر لمضمون الأمر السابق.
" و التذييل هو أن تأتي في الكلام جملة تحقق ما قبلها ".
وهنا قال الله في مطلع الآية { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } ، ثم تحقق الكلام بقوله { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ }
ثم قال: { فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذالِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }{ فَاسْتَبْشِرُواْ } التفات إلى خطابهم لزيادة التشريف والاستبشار إظهاراً لسرورهم .(1/2383)
" والالتفات أسلوب بديعي ،وهو أن تتغير صيغة الخطاب بين فقرات الجملة الواحدة من مخاطب إلى غائب إلى متكلم ".
وليست السين فيه للطلب، والفاء لترتيبه أو ترتيب الأمر به على ما قبله أي فإذا كان كذلك فاظهروا السرور بما فزتم به من الجنة، وإنما قال سبحانه: { بِبَيْعِكُمُ } مع أن الابتهاج به باعتبار أدائه إلى الجنة لأن المراد ترغيبهم في الجهاد الذي عبر عنه بالبيع، ولم يذكر العقد بعنوان الشراء لأن ذلك من قبله سبحانه لا من قبلهم والترغيب على ما قيل إنما يتم فيها هو من قبلهم، وقوله تعالى: { الَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ } لزيادة تقرير بيعهم وللإشعار بتميزه على غيره فإنه بيع الفاني بالباقي ولأن كلا البدلين له سبحانه وتعالى، ومن هنا كان الحسن إذا قرأ الآية يقول: أنفس هو خلفها وأموال هو رزقها { وَذَلِكَ } أي البيع الذي أمرتم به { هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } الذي لا فوز أعظم منه، وما في ذلك من البعد إشارة إلى بعد منزلة المشار إليه وسمو رتبته في الكمال.والإشارة إلى الجنة التي جعلت ثمناً بمقابلة ما بذلوا من أنفسهم وأموالهم، وفي ذلك إعظام للثمن ومنه يعلم حال المثمن .
واعلم أن هذه الآية { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ }مشتملة على أنواع من التأكيدات:
فأولها: قوله: فيكون المشتري هو الله المقدس عن الكذب والخيانة، وذلك من أدل الدلائل على تأكيد هذا العهد.
والثاني: أنه عبر عن إيصال هذا الثواب بالبيع والشراء، وذلك حق مؤكد.
وثالثها: قوله: { وَعْداً } ووعد الله حق.
ورابعها: قوله: { عَلَيْهِ } وكلمة «على» للوجوب.
وخامسها: قوله: { حَقّاً } وهو التأكيد للتحقيق.
وسادسها: قوله: { فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْءانِ } وذلك يجري مجرى إشهاد جميع الكتب الإلهية وجميع الأنبياء والرسل على هذه المبايعة.(1/2384)
وسابعها: قوله: { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } وهو غاية في التأكيد.
وثامنها: قوله: { فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ } وهو أيضاً مبالغة في التأكيد.
وتاسعها: قوله: { وَذالِكَ هُوَ الْفَوْزُ }
وعاشرها: قوله: { الْعَظِيمُ } فثبت اشتمال هذه الآية على هذه الوجوه العشرة في التأكيد والتقرير والتحقيق.
والله أعلم .
---
(1/2385)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الفضيلة الذاتية
---
الفضيلة الذاتية
---
ابن الشجري
10-13-2006, 11:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان وله الحمد ثانيا بمحمد والقرآن وله الحمد ثالثا بشهر رمضان ، وصلى الله علي خير من صلى وصام وقام لله الواحد الديان .
وبعد
فنحن في موسم عظيم من مواسم الجد في العبادة واغتنام ساعات العمر .
ولاشك أن تخصيص الأزمان الفاضلة بالاجتهاد في الطاعة أمر محمود انتهجه سلف هذه الأمة رحمهم الله ، وهي مسألة لا اعتبار بخلاف من خالف فيها وأدرجها في البدع الإضافية ، فكما أن هناك أماكن خصها الله بتشريف وتعظيم كبيته سبحانه ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم وغيرهما من الأماكن الفاضلة التي مستند تعظيمها الوحيين الشريفين أو أحدهما ، فكذلك هنالك أوقات خصها الله تعالى بشرف الزمان ، كليلة القدر والليال العشر ويومي عرفة والنحر وشهر رمضان وغيرها من الأزمان والأوقات الفاضلة التي تنبعث فيها همم الصالحين وتشمرعن ساعد الجد والاجتهاد في اغتنامها بكل عمل مشروع ، وإن لرمضان لنفس تنبعث معه الهمم الشريفة للأعمال الفاضلة .(1/2386)
وكل مسلم أدرى بنفسه وبما يجدها فيه من قربة وطاعة فكل إنسان على نفسه بصيرة ، وحيث يرى نشاط نفسه وانشراح صدره لأي باب من أبواب الخير والعمل الصالح ، كل ذلك حسب طاقته وقدرته وانشراح صدره لما وفق له ، فكل ميسر لما خلق له ، والموفق من وفقه الله لمعرفة أبواب الخير وطرقها ولزوم أقربها إلى قدرته وانبعاث همته ، وإنه لملحظ نفيس يجب على المسلم التفطن له والعناية به ومثله معدود في فقه النفس والأولويات والتمييز بين الصالح والأصلح ...، فمن الناس من يفتح عليه في باب الصدقة والبذل والعطاء حتى خشي المأمون يوما أن لا يثاب على صدقة لما وجد من لذة ومسارعة في هذا العمل ، وفي نفس الوقت قد يكون هناك مشمر في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس لديه همة الأول في البذل والعطاء ، وآخر يجد من المعونة في قيام الليل والاستغفار بالأسحار مالا يجدها في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورابع يجد من الإقبال على العلم والتعليم والتعلم والتأليف مالا يجده في باب من أبواب الخير الأخرى ... ، فالكمال عزيز والنقص لازم ونية الخير قد تبلغ بالمؤمن مالا يبلغه بأعماله ، وإذا شعر المؤمن بمعنى العبودية وأن العنت أمامه في كل ميدان يغفل فيه عن هذا المعنى وفق لباب من أبواب الخير يكون منبع سعادته وسروره في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، ورحم الله الإمام أحمد عندما سأله ابنه عبدالله أن يوصيه بوصية تنفعه فأجابه قائلا : يابني استكثر من نية الخير .!
وقبل الشروع في المقصود أود أن أنبه لوجوب التفرقة بين تخصيص هذه الأوقات الفاضلة بالاجتهاد في الطاعات والقربات المشروعة , وبين تخصيصها بإنشاء عبادة مشروعة في أصلها ، فالأول كإطالة قيام الليل في شهر رمضان عن سائر الشهور لمن وفق لقيام الليل ، وكإدامة تلاوة كتاب الله طيلة شهر رمضان كما كانت عادة السلف رحمهم الله فقد كان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان لم يشتغل بغير المصحف .(1/2387)
وأما الثاني فكتخصيص ليلة سبع وعشرين من رمضان بعمرة مثلا , فهذه مسألة فيها نزاع بين أهل العلم ، وكأن الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام يرى بدعية مثل هذا التخصيص ، وتابعه في هذا بعض المعاصرين من أهل العلم .
والأمة لازالت بخير ماركبت ثبج سنة المطفى صلى الله عليه وسلم واقتفت أثره ، وارتسمت خطاه وعلمت أن الخير في اقتفاء أثره ولزوم هديه ، وأنت ترى كم يلحق أحدهم من العنت والمشقة عند الحيدة عن هذا الطريق ، واجتهاده في باب من أبواب العبادة على غير هدى وبصيرة ، كمن يأت في رمضان بأكثر من عمرة ، فلربما اعتمر بعضهم عنه وعن كافة أسرته ، والعجيب عند حلقه رأسه أو تقصيره تجد أنه يأخذ في كل عمرة جزء يسير من شعره تاركا الجزء المتبقي للعمرة التي تليها كما ذكر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله رؤيته لمثل هؤلاء ، وهذا الفعل وإن كان لا يخلو من نية خير قد يثاب عليها كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله ، إلا أن صاحبها قد أوقع نفسه في حرج وعنت ومشقة دخلت عليه من تركه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومادرج عليه أخيار الأمة وأعلامها النبلاء من سلفنا الصالح رحمهم الله ، فلم يأت صلى الله عليه وسلم إلا بأربع عمر أنشأ لكل عمرة منهن سفرة مستقلة ، وكان هذا حال السلف رحمهم الله ، فقد كان الإمام أحمد وغيره من أهل العلم يمضي العام والعامين والثلاثة وأكثر من ذلك دون أن يعتمر ، بل ربما فات أحدهم الحج ولم يستطع أن يأت بحجة الإسلام كابن عبدالبر وابن حزم الأندلسيان رحمهم الله ، ولعل بعد الشقة وقيام المانع والعذر حال دون أدائهم لهذا الركن العظيم .
وقد حدثني المحدث الكبير الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله ، أن أحد شيوخنا الكبار وقد سماه لي ، قام بالحج نيابة عن ابن عبدالبر رحمه الله ، كما قام أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري بالحج عن صاحبه . فجزاهما الله خيرا على وفائهم وحسن تكرمهم .(1/2388)
ولا شك أن ما خلقه الله لنا في هذا العصر من وسائل النقل وسبل الراحة باعثا على أن يستكثر المرء من قصده البيت الحرام لحج أو عمرة ، وهذا فضل من الله تفضل به علينا فله الحمد والمنة .
والعمرة في رمضان فضلها أشهر من أن أعطف القلم بالحديث عنه ، فليس هذا ما دعاني للكتابة والتنبيه .
إنما كان الداعي للكتابة هو غفلة الكثير من الناس وربما شارك في هذا بعض طلاب العلم ، عن النظر إلى الأصلح للقلب الذي هو محل نظر الجبار جل في علاه كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح ، واعتبار قاعدة الموازنة بين المصالح وتقديم الأصلح ، ومعرفة الأولويات والفاضل من المفضول ، وما كان خيره ونفعه قاصرا على صاحبه وبين ماكان نفعه متعديا للآخرين ، والأمر في هذا كله يرتكز في المقام الأول على النيات والله المستعان ، وكما قيل : فكم من قائم محروم ونائم مرحوم ، ورب عمل لايأبه له صاحبه فضلا عن الناس ، يكون سبب نجاة صاحبه وفوزه يوم القيامة ، ( فإماطة الأذى عن الطريق صدقة ، وربما كانت حينا سبب من أسباب دخول الجنة ) **.
أسأل الله لي ولكم من فضله العظيم ، فمدار الأمر في كل هذا على ما تعلق بقلب العامل قبل قالبه .(1/2389)
عليه أحببت أن أذكّر بقاعدة فقهية نافعة ، كان للزمان كما نحن الآن في شهر رمضان داع لذكرها والتنويه بها ، لما رأيت الكثير ممن استرعاهم الله على بعض خلقه تركوا رعيتهم من زوجات وذراري ، وأضاعوا الكثير من الحقوق ، قاصدين البيت العتيق للاعتكاف أو المجاورة ، وربما ضاق بأحدهم الحال والوقت في الانشغال بالمطعم والمشرب وترتيب المسكن واستقبال الوفود من الأقارب والأصحاب ، والأخذ معهم في ماجريّات الحياة ، فلم يغنموا الوقت في الصالحات من الأعمال ، وربما أوقعوا أسرهم من خلفهم في عنت ومشقة ، والأعظم من هذا كله خسارتهم للركن العظيم في أي عبادة بدنية كانت أو قلبية ألا وهو الخشوع والطمأنينة والسكينة والإقبال على الله بقلب خاشع مقبل مطمئن .
والقاعدة تقول : ( أن الفضيلة المتعلقة بذات الفعل مقدمة على الفضيلة الزمانية والمكانية ) .
فالمسلم ينبغي عليه أن يحرص بأن يكون في العبادة حيث كان قلبه ، فلربما فاق مصل في مسجد حيه من ركب الصعب والذلول وجاور البيت الحرام ، وبيان ذلك كله في مضمون هذه القاعدة العظيمة .
فكل فضيلة متعلقة بذات الفعل ، كالخشوع من الصلاة وإن كان في مسجد الحي ، وتلاوة القرآن العظيم بتدبر ، يفوقان في المثوبة والأجر ما لو كانت هذه الصلاة في البيت الحرام مع افتقاد المصلي للخشوع والطمأنينة ، أو قراءة القرآن لأكثر من ختمة دون خشوع ودموع ومسألة وتدبر ، فهنا فضيلة قائمة بذات الفعل وهي الخشوع والطمأنينة ، فإن تعارضت مع الفضيلة المكانية وهي الصلاة في البيت الحرام أو الزمانية وهي المجاورة في هذا الشهر العظيم مثلا ، فالمقدم منهما ماتعلق بذات الفعل لا ماتعلق بشئ خارج عنه .
وزيادة في تجلية الأمر فلو صلى مصل في مكة في مسجد خارج الحرم خلف إمام رق قلبه من قراءته ودمعت عينه واستجمع فكره وقلبه وأقبل على صلاته لكان أفضل من صلاته بين الركن والمقام فاقدا لكل هذا أو أكثره ...(1/2390)
فلو سأل سائل وقال : أنا إن بقيت في بيتي أتلو كتاب الله بتدبر وخشوع وتأمل وبكاء أو تباك وأصلي في مسجد حيي خلف إمام أجد دموعي تسابق تلاوته وخشوعي يضارع طمأنينتي ومع هذا قائم بحق رعيتي وربما لم أجد هذا لو سافرت إلى البيت الحرام وصليت بين الركن والمقام منشغل البال بالأهل والعيال فأي الحالين أفضل وأكمل ، لقلنا له بل بيتك ومسجدك وإمامك فا لزم ، فهنا تواجد فضيلة لها تعلق بذات الفعل ولبه ، وهناك تواجد الفضيلة له تعلق بالمكان أوالزمان ، والمقدم ماكان تعلقه بذات الشئ لا بما كان خارجا عنه .
كانت هذه إلماحة عابرة كمذقة الشارب حول هذه القاعدة ، وإلا فالكلام حولها يطول وكنت سأحرر الكلام فيها وأزينه بكلام أهل العلم ، إلا أني خشيت من فوات مناسبة إيرادها ، فأسرعت بها لهفة للعجلان ، واحتسبت انشغالي بها عن مدارسة القرآن بالموعود عند الواحد الديان ، ولعل لنا من عودة إن شاء الله لبسطها وتحريرها وتزيينها بكلام أهل العلم .
ـــــــــــــــــــــــــــ
إنا لله وإنا إليه راجعون من تسارع الزمان وتصرم الأعمار ، فيعلم الله لقد حال الحول على هذا المكتوب ، وكان شبه منسي على الحاسوب ، حتى استخرجته بنقرة ، فكان أن خرجت زفرة ، وفاضت العبرة ، لما تذكرت من الأهل والأحباب من جمعتني بهم أرمضة ، وغدت منهم دورهم وأوطانهم مقفرة ، وأفتقدناهم في الجمعة والجماعة ، ولم يعد لنا من موعد معهم إلا الساعة ، حتى غدو تحت الجنادل والدثور وحدهم ، بعد أن كنا نسمع أصواتهم ، ونأنس بأشخاصهم ، حال بيننا وبينهم سياج حق ، فقامت لهم معنا حقوق .
حق الدعاء بالرحمة والمغفرة والصدقة ...، إني لأتذكر في ساعة كريمة بعض من فقدتهم ، فيكون أول ما أذكر حاجتهم لتأدية حقهم علي من رحم أو أخوة أو مودة أو وفاء ... ، بالدعاء لهم فما أحوجهم والله لأنفاس إخوانهم المؤمنين ، والجزاء من جنس العمل .(1/2391)
وكم أزدري يعلم الله من يتحدث عن والديه أو أحدهما أو عزيز عليه بعد فقده ، ثم تراه يأتي بذكره متشدقا دون ترحم أو استغفار ، عندها أظن به قلة وفائه وزيف معدنه .
سنة كاملة مضت ،،، فهل تركتنا أم نحن تركناها ، أمّا هي فقد أبلت فينا بلاء حسنا ، وعملت فينا بكل معول لها ، وما أكثرها وأكثر أوصابها وأكدارها ، أمّا نحن ففريقان غانم وغارم فنعوذ بالله من المأثم والمغرم .
وإني يعلم الله مذ عهدت الصيام وعقلت شهر رمضان ماعلمت أنه مرعلى كما بين رمضاننا هذا ورمضان العام ، فما زالت الكثير من أحداث رمضان العام راسخة في الذهن كأنما تفصلنا عنها أيام . وإن في هذا لعبرة لنا جميعا فقد تسارع الزمان بشكل مخيف ، فلم تعد الأعمار بالأعمار وإن كان الليل هو الليل والنهار هو النهار ، فياسعادة من اغتنم أنفاس عمره في عمل صالح وبادر بما يحب قبل أن يبادر بما لا يحب .
إليك مولاي سف عبرتي ، على أن بدت شيبتي ، ولم أفق بعد من غيبتي
إليك ألقيت معاقد الآثام من عنقي ، فتقبلني على ماكان مني
فوعزتك وجلالك ماعهدت منك إلا كل جميل
أذنب وتغفر ، وأخطى وتعفو ، وأجحد وتشكر
وأنت القوي الغني المهيمن الكريم الرحمن الرحيم
فالحمد لك مولاي إذ شرفتني برداء العبودية
والحمد لك مولاي إذ كسوتني من سترك الجميل
فيا أعظم من سوئل ويا أكرم من أعطى ويا أفضل من وهب ويا أرحم من رحم
ويا أصدق من وعد
نسألك وأنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
أن ترحم أمواتنا وأموات المسلمين وأن تملأ عليهم قبورهم نورا ورحمة
وأن تتجاوز عنهم وترفع درجتهم وتكرم نزلهم
وأن ترحمنا رحمة من عندك لا تغادرنا حتى نلقاك وأنت راض عنا
وإني لأرجو الله حتى كأني أرى بجميل الظن ما الله صانع
اللهم ارزقنا صدق التوكل عليك وحسن الظن بك
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2006, 10:30 PM(1/2392)
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه الهام ، والقاعدة الجليلة . وقد عزيتني بمقالك لعدم قدرتي هذا العام ، على المجاورة بالبيت الحرام . ولعلك تزيد هذه القاعدة بياناً وتأصيلاً في قابل الزمان بارك الله في علمك .
ليلة 23/9/1427هـ
---
عمار
10-15-2006, 09:25 PM
جزاك الله خيرا أخي الأستاذ الكريم فلقد عزّيتني أيضا بمقالك...أسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبتَ في
ميزان حسناتك.
وأغتنمها فرصة لأذكرك بما وعدتنا من بعثٍ لـ..." بعث الفكرة "...فلعلك - جودا وكرما - تزجيها مع نسيمات العيد السعيد.
حليف النّدى يدعو النّدى فيجيبه ** سريعا ويدعوه النّدى فيجيب
---
المحب الكبير
11-03-2006, 03:18 PM
جزاك الله خيرا وأحسن إليك على هذه الكلمات المباركات
---
(1/2393)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الحكمة في تشريع الحج وأحكامه وفوائده
---
الحكمة في تشريع الحج وأحكامه وفوائده
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
01-15-2007, 02:08 PM
الحكمة في تشريع الحج وأحكامه وفوائده
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخليله وصفوته من عباده نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله ، واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فإني أشكر الله عز وجل على ما منّ به من هذا اللقاء في خير بقعة بإخواني في الله؛ للتواصي(1/2394)
والتناصح بالحق، والتعاون على البر والتقوى، والتذكير بالله وبحقه، والتذكير بهذه الشعيرة العظيمة شعيرة الحج، وما فيها من الخير العظيم، والمنافع الكبيرة والعواقب الحميدة للمسلمين في كل مكان. فأسأله جل وعلا أن يجعله لقاءً مباركاً، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يتقبل منا ومن سائر إخواننا حجاج بيت الله الحرام وغيرهم من المسلمين، أسأل الله أن يتقبل منا جميع أعمالنا التي نتقرب بها إليه سبحانه وتعالى. ثم أشكر أخي معالي الشيخ راشد الراجح مدير جامعة أم القرى ورئيس هذا النادي على هذه الدعوة لهذا اللقاء، وأسأل الله جل وعلا أن يبارك في جهوده ، وأن يعينه على كل خير ، وأن يجعلنا وإياكم وإياه من الهداة المهتدين ، إنه خير مسؤول . أيها الأخوة : شعيرة الحج أمرها عظيم وفوائدها كثيرة وحكمها متنوعة، ومن تأمل كتاب الله وتأمل السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الموضوع عرف عن ذلك الشيء الكثير. ولقد شرع الله سبحانه هذه الشعيرة لعباده لما في ذلك من المصالح العظيمة ، والتعارف ، والتعاون على الخير، والتواصي بالحق ، والتفقه في الدين، وإعلاء كلمة الله، وتوحيده ، والإخلاص له، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة والفوائد التي لا تحصى . ومن رحمته سبحانه أن جعل الحج فرضاً على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فالحج فريضة عامة على جميع المسلمين: رجالاً ونساءً ، عرباً وعجماً، حكاماً ومحكومين، مع الاستطاعة، كما قال عز وجل: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} [1] . فالآية الكريمة واضحة في أن هذا الحج واجب على جميع الناس مع الاستطاعة. والحج مرة في العمر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل: أفي كل عام يا رسول الله؟ قال: ((لو قلتها لوجبت، الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع)) [2] . وهذا من تيسير الله أيضاً ومن نعمته(1/2395)
العظيمة أن جعلها مرة في العمر؛ لأنه لو كان أكثر من ذلك لكانت المشقة عظيمة بسبب الكلفة الكبيرة بالنسبة للبعيدين عن هذه البقعة المباركة، ولكن الله بلطفه ورحمته جعل الحج مرة في العمر، ومن زاد فهو تطوع. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)). [3] متفق على صحته. وفي الصحيحين أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) [4] . وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة))[5]. فالحج له شأن عظيم وفوائد كثيرة ، ومن فوائده العظيمة أنه إذا كان مبروراً فجزاؤه الجنة والسعادة وغفران الذنوب ، وهذه فائدة كبيرة وكسب لا يقاس بغيره. والله جل وعلا جعل هذا البيت مثابة للناس وأمناً، كما قال جل وعلا: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} [6] ، يثوبون إليه من كل مكان مرة بعد مرة، ولا يشبعون من المجيء إليه؛ لأن في المجيء إليه خيراً عظيماً وفوائد جمة، وهو مؤسس على توحيد الله والإخلاص له، قال تعالى: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود} [7] . فالله هيأ هذا البيت لخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ليقيمه على توحيد الله، والإخلاص له، وعدم الإشراك به، وقد سئل عليه الصلاة والسلام عن أول بيت وضع للناس، قال: ((هو المسجد الحرام)) [8] . والله يقول في كتابه العظيم: {إن أول وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين} [9] . فهو أول بيت وضع للعبادة العامة ، وقد بين سبحانه وتعالى أنه أسس على توحيد الله والإخلاص له. فمن الواجب على كل مسلم قصد هذا البيت أن يخلص العبادة لله وحده، وأن يجتهد في أن تكون أعماله كلها لله وحده:(1/2396)
في صلاته ودعائه ، في طوافه وسعيه، وفي جميع عباداته ؛ ولهذا قال الله تعالى: {وطهر بيتي} [10] ، أي طهر مكان البيت من الشرك. "للطائفين" ، وقد بدأ بالطواف؛ لأن الطواف لا يفعل إلا في هذا البيت العتيق، ما من عبادة في الدنيا فيها طواف إلا حول البيت العتيق، أما الطواف بالقبور والأشجار والأحجار فهو من الشرك الأكبر، كالصلاة لها والسجود لها. وإن طاف بها تقرباً لله فهو بدعة، ليس هناك طواف يتقرب به لله إلا بالبيت العتيق، وتطهيره يكون بتنزيهه من الشرك بالله والبدع المضلة، وألا يكون حوله إلا توحيد الله والإخلاص له وما شرع من العبادة. فالواجب على حماة هذا البيت والقائمين عليه، أن يطهروا هذا البيت من الشرك والبدع والمعاصي، حتى يكون كما شرع الله بيتاً مقدساً مطهراً من كل ما حرمه الله. وفي البيت العتيق آيات بينات: مقام إبراهيم ، وأرض الحرم كلها مقامات لإبراهيم، فالصفا والمروة والبيت العتيق ومنى ومزدلفة وعرفات، كلها مقامات تذكر بهذا النبي العظيم، والرسول الكريم، وما بذله من الجهود والأعمال الجليلة في سبيل توحيد الله والإخلاص له، ودعوة قومه إلى توحيد الله واتباع شريعته. ويقول سبحانه في شعيرة الحج العظيمة: {الحج أشهر معلومات} [11] ، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة، أي شهران وبعض الشهر، ثم يقول تعالى: {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} . هذه من المنافع العظيمة والفوائد الكبيرة، أن الوافد لهذا البيت العتيق وفد لإخلاص العبادة لله وحده دون الشرك به سبحانه وتعالى، مع التطهر والحذر من كل ما يخالف شرع الله سبحانه، حتى تكون العبادة كاملة لله عز وجل، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، وبذلك يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، إذا حج فلم يرفث ولم يفسق. والرفث هو: الجماع وما يدعو إليه من ملامسات ونظرات وكلمات وغيرها، كما وضح ذلك العلماء رحمهم الله. والفسوق : المعاصي كلها، المحرمة في(1/2397)
الحج ، والمحرمة مطلقاً، ومن المحرم في الحج: قص الأظافر بعد الإحرام، وقص الشعر ، والتطيب ، ولبس المخيط ، وتغطية الرأس للرجل ، ولبس القفازين للرجل والمرأة ، والنقاب للمرأة ، إلى غير هذا مما حرم الله على المحرم. وهناك محرمات عامة، كالزنى والسرقة والظلم في النفس والمال والعرض وأكل الربا إلى غير ذلك مما هو محرم على الجميع في الحج وغيره. {ولا جدال} وعلى المؤمن أن يكون بعيداً عن الجدال والمراء الذي يثير العداوات والشحناء. فالحج وسيلة للمحبة والتعاون والصفاء، ومن حكمه العظيمة ترك ما يسبب البغضاء والشحناء من رفث أو فسوق أو جدال، فهو وسيلة عظيمة إلى صفاء القلوب واجتماع الكلمة والتعاون على البر والتقوى، والتعارف بين عباد الله في سائر أرض الله. ولقد كان عند العرب جدال في جاهليتها فنهى الله عن ذلك، فلا جدال في الحج، لا من جهة ما كانت عليه في الجاهلية ولا من جهة ما يسبب البغضاء والشحناء، كل ذلك لا يجوز، فإذا صدر منك لأخيك غيبة فتب إلى الله منها واستسمحه من ذلك حتى تكون الكلمات في الحج كلها تدعو إلى الخير والبر والتقوى والتعاون على الخير والصفاء، والبعد عن كل ما يسبب الفرقة والاختلاف. أما الجدال بالتي هي أحسن فهذا مطلوب دائماً في كل وقت، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [12] . هذا مطلوب في حق المحرم وغيره، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } [13] . فلا حرج في الجدال بالتي هي أحسن لإزالة الشبه وإيضاح الحق بأدلته مع البعد عن أسباب الشحناء والعداوة. ثم قال جل وعلا: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} [14] .وفي هذا حث وتحريض على أنواع الخير ، فعلى الحاج أن يحرص على فعل الخير بكل وسيلة، والله سبحانه يعلمه ويجازيك عليه، والخير يشمل القول والعمل؛ فالكلمة الطيبة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كله خير، والصدقة والمواساة وإرشاد(1/2398)
الضال وتعليم الجاهل كله خير، فجميع ما ينفع الحاج أو ينفع المسلم من قول أو عمل مما شرعه الله وما أباحه جل وعلا كله خير. ثم قال سبحانه وتعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} . فالله جل وعلا أمر الحاج بالتزود بالنفقة وبكل ما ينفعه في الحج، من العلم النافع والكتب المفيدة وكل ما ينفع نفسه أو غيره، وكلمة {وتزودوا} كلمة مطلقة تشمل أنواع التزود من أمور الدنيا والدين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان أناس يحجون من غير زاد ويقولون: نحن المتوكلون، فأنزل الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. والآية عامة تعم جميع الناس، فعلى جميع الناس في كل أصقاع الدنيا أن يتزودوا من العلم ومن المال ومن كل ما ينفعهم في حجهم ، حتى لا يحتاجوا للناس. والله تعالى يقول: {فإن خير الزاد التقوى} ، أي: خير الزاد للمؤمن ولإخوانه التقوى، أن يتقي الله بطاعته والإخلاص له، وفي نفع إخوانه الحجاج ، وتوجيههم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر، ومواساة المحتاج منهم بالطريقة الحسنة وبالأسلوب المناسب. ثم كرر سبحانه فقال: {واتقون يا أولي الألباب} . أمر بعد أمر أكد فيه سبحانه وتعالى التقوى لما فيها من الخير العظيم، كما قال سبحانه: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [15] ، وسئل النبي عليه الصلاة والسلام : أي الناس أكرم ؟ قال: ((أتقاهم)) [16] . فأتقى الناس لله هو أكرمهم عنده وأفضلهم عنده، من عرب وعجم، وأحرار وعبيد، ورجال ونساء، وجن وإنس، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام والأنبياء ، ثم بعدهم الأفضل فالأفضل. وقد قال تعالى: {يا أولي الألباب} ؛ لأن أولي الألباب – وهي العقول الصحيحة- هم الذين يعقلون عن الله، وهم الذين يفهمون مراده، وهم الذين يقدرون النصائح والأوامر، بخلاف فاقدي العقول فلا قيمة لهم، ومن أعرض عن الله وغفل عنه فليس من أولي الألباب،(1/2399)
وإنما أولو الألباب المقبلون على الله ، الراغبون في طاعته، الراغبون فيما ينفع الناس، الناس كلهم مأمورون بالتقوى ، لكن أولي الألباب لهم ميزة؛ لما أعطاهم الله من العقل والبصيرة ، كما قال جل وعلا في آية أخرى: {وليذكر أولو الألباب} [17] ، فكلنا مأمورون بالتذكر والتقوى لكن أولي الألباب لهم شأن ولهم ميزة في فهم أوامر الله وتنفيذها، وهكذا قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [18] ، فيه آيات للجميع لكل أحد، لكن لا يفهمها ولا يعقلها ولا يقدرها إلا أولو الألباب. ويقول سبحانه: {وأذن في الناس بالحج} [19] ، أي : أذن يا إبراهيم وأعلن للناس بالحج، وقد فعل ونادى الناس وأعلن عليه الصلاة والسلام، والدعاة إلى الله ينادون بالحج اقتداء بإبراهيم والأنبياء من بعده، وبنبينا عليه الصلاة والسلام. "يأتوك رجالاً" ، أي: مشاة. وقد استنبط بعض الناس من الآية الكريمة أن الماشي أفضل ولكن ليس بظاهر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حج راكباً وهو القدوة والأسوة، عليه الصلاة والسلام، ولكن الراجل يدل فعله على شدة الرغبة وقوتها في الحج، ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون أفضل ، فمن جاء ماشياً فله أجره والراكب الذي رغب في رحمة الله وإحسانه له أجره وهو أفضل. {وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} ، من كل فج ، أي: طريق واسع بعيد من المشرق والمغرب ومن كل مكان ، يريدون وجه الله والدار الآخرة. لماذا أتوا؟ {ليشهدوا منافع لهم} [20] ، هذه المنافع أبهمها الله تعالى، ولكنه شرحها في مواضع كثيرة، منها قوله بعد ذلك: "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات" ، وكل ما يفعله الحاج من طاعة لله ونفع لعباده مما ذكر ومما لم يذكر كله داخل في المنافع. وهذه من حكم الله في إبهامها، حتى يدخل فيها كل ما يفعله المؤمن والمؤمنة من طاعة لله ونفع لعباده. فالصدقة على الفقير منفعة، وتعليم الجاهل منفعة، والأمر بالمعروف(1/2400)
والنهي عن المنكر منفعة ، وفي الدعوة إلى الله منافع عظيمة، والصلاة في المسجد الحرام منفعة، والقراءة منفعة، وتعليم العلم منفعة، وكل ما تفعله مما ينفع الناس من قول أو عمل أو صدقة أو غيرها مما شرعه الله أيضاً داخل في المنافع. فينبغي للحاج أن يستغل هذه الفرصة العظيمة ويعمرها بتقوى الله، والحرص على جميع المنافع التي ترضي الله وتنفع عباده، فيشتغل بذكر الله في مكة وفي المشاعر وفي جميع الأماكن ، ويشتغل بطاعة الله فيما ينفع الناس، إن كان عنده علم، يعلم الناس ويفقه الناس ويدعو إلى الله ويرشد إليه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وإن كان عنده مال يحسن إلى الناس ويواسي الفقير ويعين على نوائب الحق، ويعمر الوقت بذكر الله وقراءة القرآن، ويعتني بأداء المناسك كما شرعها الله ويتحرى في ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعظم المنافع أن يكون هدفه في جميع الأمور توحيد ربه والإخلاص له ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الهدى. ومما ينبغي للحاج، أن يتفقه في دينه، ويسأل إذا لم يكن عنده علم، ويحضر حلقات العلم في المسجد الحرام وفي مساجد مكة وفي المسجد النبوي، ويسأل أهل العلم، ويطلب الكتب المفيدة، ويلتمس المنسك الإسلامي الذي ليس فيه ما يخالف الشرع، ويحذر البدع والأقوال المرجوحة ، ويتحرى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يكون حجه مبروراً، وحتى تكون رحلته مباركة نافعة له ولغيره، وحتى يستفيد منها بعد ذلك في بلاده. والحج أحكامه معروفة ومناسكه معلومة لأهل العلم، وقد عرفها الكثير من المسلمين الذين ارتادوا الحج ، ولكن الكثير من الناس يجهل الأحكام، فعليه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه ويحرص على معرفة الأحكام الشرعية في مسائل الحج، وهكذا كل منسك يتحرى فيه صاحبه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعض عليها بالنواجذ ، وهكذا يحرص على كتب أهل العلم التي تعتني بالدليل وإيضاح الحق بحجته ينبغي(1/2401)
أن يعتني بها. ويجب على المؤمن الحاج وغيره أن يحذر كل ما حرم، الله في الحج وفي غيره، في بيته وفي طريقه وفي مجتمعه مع إخوانه وفي كل مكان، وأن يسأل الله التوفيق والإعانة على ذلك، والله جل وعلا يحب من عباده أن يسألوه ويتضرعوا إليه وهو جواد كريم سبحانه وتعالى. والمشروع للحاج عند وصوله إلى الميقات أن يغتسل إذا تيسر له ذلك، وأن يتوضأ ويصلي ركعتين سنة الوضوء إلا أن يكون إحرامه بعد فريضة فإن ذلك يكفيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم في حجة الوداع بعد صلاة الظهر في ذي الحليفة، وإذا كان منزله قريبا من الميقات كأهل الطائف والمدينة واغتسل في بيته كفاه ذلك، لكن لا يحرم إلا إذا وصل الميقات، والمراد بالإحرام نية الحج أو العمرة أو كليهما والتلبية بذلك. أما التجرد من المخيط فلا بأس أن يفعله قبل ذلك في بيته أو في الطريق، وهكذا الغسل كما تقدم. ويتجرد من المخيط ويلبس ملابس الإحرام، ثم يركب سيارته، والأفضل أن يكون إحرامه بالحج أو العمرة بعد الركوب ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم بعد أن ركب دابته، والمراد بذلك نية الدخول في الحج أو العمرة. ثم يكثر من التلبية ويستمر فيها مع ذكر الله وتسبيحه والاستغفار والتوبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل، إلى أن يشرع في طواف العمرة إن كان إحرامه بعمرة، فإذا شرع في الطواف قطع التلبية. أما إن كان إحرامه بالحج فإنه يستمر في التلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة، فبعد الرمي صباح العيد يقطع التلبية ويشتغل بالتكبير. ولابد في رمي الجمار من أن يتحقق أو يغلب على ظنه أن الحجر وصل إلى الحوض، فإن لم يتحقق ذلك أو يغلب على ظنه أعاد الرمي في الوقت، فإن خرج من منى ولم يعد فعليه دم؛ لأنه ترك واجباً، أما إذا تيسر له أن يعيد الرمي في أيام منى أعاده مرتباً بالنية ولا شيء عليه. ومن المعلوم أنه يمكن للحاج أن يتعجل في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة بعد رمي(1/2402)
الجمار، بعد الزوال. وإذا أحب أن يسافر طاف للوداع وسافر، هذا إذا كان قد طاف طواف الحج ، أما إذا لم يكن قد طاف طواف الحج فلا مانع أن يكون طواف الحج هو طواف الوداع، فطواف الإفاضة يكفيه عن طواف الوداع إذا سافر بعده، وإن تأخر ورمى الجمار يوم الثالث عشر بعد الزوال فهذا هو الأفضل وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ومن غابت عليه شمس يوم الثاني عشر وهو في منى لزمه المبيت وأن يرمي يوم الثالث عشر بعد الزوال، ومن فاته الرمي حتى غابت الشمس يوم الثالث عشر لزمه دم عن ترك هذا الواجب العظيم. أما فيما يتعلق بعرفة فهي الركن الأعظم للحج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة)) [21] ، فلابد في الحج من الوقوف بعرفة يوم التاسع بعد الزوال ، هذا هو المشهور عند جمهور أهل العلم ، ويقول بعضهم : إذا وقف قبل الزوال أجزأه؛ لأنه يعد من عرفة. لكن المشروع أن يقف بعد الزوال إلى غروب الشمس، وإن وقف ليلة النحر أجزأه ذلك قبل طلوع الفجر، ومن فاته الوقوف بعرفة حتى طلع الفجر فاته الحج، ومن وقف نهاراً وانصرف قبل الغروب فقد ترك واجباً فعليه دم عند جمهور أهل العلم. ويشرع للحاج أن يكثر في عرفات من الدعاء والذكر والتلبية ، مع رفع الأيدي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، والسنة أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم مع القصر ، بأذان وإقامتين في مسجد نمرة إن تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر ذلك، فعلى كل جماعة أن يصلوا في مكانهم تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم يبقى الحاج في محله من عرفة، وعرفة كلها موقف ، ويدعو الله في جميع الأحوال: جالساً أو مضطجعاً أو قائماً، ويكثر من الذكر والتلبية إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت الشمس انصرف بسكينة ووقار وهدوء إلى مزدلفة، ويصلي بها المغرب والعشاء قبل أن يحط الرحال، بأذان واحد وإقامتين ، يصلي المغرب ثلاثاً والعشاء اثنتين، ولا يصلي بينهما شيئاً ، ولا بين الظهر والعصر في عرفات ؛ لأن النبي(1/2403)
صلى الله عليه وسلم لم يصل بينهما شيئا. ويمكن للحاج بعد صلاة المغرب والعشاء أن يفعل ما يشاء ، فإن شاء نام، وإن شاء أكل، وإن شاء قرأ القرآن، وإن شاء ذكر الله. ويمكن للضعفاء أن ينفروا إلى منى في النصف الأخير من الليل، والأفضل بعد غروب القمر قبل الزحمة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص لهم، رحمة بهم وتخفيفاً عنهم. ويمكنهم الرمي قبل الفجر، ومن أخر الرمي إلى الضحى فلا بأس ، والرمي في الضحى للأقوياء هو الأفضل وهو السنة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. ومن طاف بعد الرمي أو قبل الرمي أجزأه، ولكن تأخير الطواف بعد الرمي والذبح والحلق يكون أفضل، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، لكن لو قدم فلا بأس، وما سئل النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: ((لاحرج)) [22] ؛ في الرمي والذبح والحلق والتقصير والطواف والسعي. والخلاصة أن السنة في يوم العيد : الرمي أولاً، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير ، والحلق أفضل، ثم يتحلل، ثم الطواف والسعي إن كان عليه سعي. وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنحنا جميعاً الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يفقههم في الدين، وأن يرزقهم النشاط المتواصل لمعرفة أمور الدين والتعلم والرغبة فيما عند الله. كما نسأله سبحانه أن يولي عليهم خيارهم ، وأن يصلح قادتهم، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين في كل مكان لتحكيم شريعة الله والرضا بها وإيثارها على ما سواها، إنه جل وعلا جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان. -------------------------------------------------------------------------------- [1]سورة آل عمران ، الآية 97 [2]رواه الإمام أحمد في (مسند بني هاشم) بداية مسند عبد الله بن العباس برقم 2637، والدارمي في (المناسك) باب(1/2404)
كيف وجوب الحج برقم 1788 [3]رواه البخاري في (الحج) باب وجوب العمرة وفضلها برقم 1773، ومسلم في (الحج) باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة برقم 1349 [4]رواه البخاري في (الحج) باب فضل الحج المبرور برقم 1521، ومسلم في (الحج) باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة برقم 1350 [5]رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة ) مسند عبد الله بن مسعود برقم 3660، والترمذي في (الحج) باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة برقم 810 [6]سورة البقرة، الآية 125 [7]سورة الحج ، الآية 26 [8]رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء ) باب قول الله تعالى: "ووهبنا لداود سليمان" برقم 3425، ومسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) أول الكتاب (باب) برقم 520 [9]سورة آل عمران ، الآية 96 [10]سورة الحج ، الآية 26 [11]سورة البقرة ، الآية 197 [12]سورة النحل، الآية 125 [13]سورة العنكبوت ، الآية 46 [14]سورة البقرة ، الآية 197 [15]سورة الحجرات ، الآية 13 [16]رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء ) باب قول الله تعالى : "واتخذ الله إبراهيم خليلا" برقم 3353 ، ومسلم في (الفضائل) باب من فضائل يوسف برقم 2378 [17]سورة إبراهيم ، الآية 52 [18]سورة آل عمران ، الآية 190 [19]سورة الحج ، الآية 27 [20]سورة الحج ، الآية 28 [21]رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلي برقم 18475، والترمذي في الحج باب ما جاء فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج برقم 889 [22]رواه البخاري في (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها برقم 83 ، ومسلم في (الحج) باب من حلق قبل النحر أو نحر قبل الرمي برقم 1306 "
المصدرhttp://www.quransite.com/modules.php?name=News&file=article&sid=638&mode=&order=0&thold=0
---
(1/2405)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طائفة" الأميش":سلفيون نصارى !!
---
طائفة" الأميش":سلفيون نصارى !!
---
أبو عبد المعز
03-05-2006, 11:06 PM
طائفة" الأميش":سلفيون نصارى !!
مقتطفات مهداة إلى:
-التغريبيين....زمار الحي لا يطرب عندهم فلعلهم يطربون.
-الغربيين..........الذين يحترمون"ظلامييهم" فلا تشنيع ولا استهزاء ولا اعتقال......
Amish
طائفة نصرانية متفرعة عن الفرقة المنونية Mennonites التي تاسست في
1693 بالالزاس الفرنسية.ثم هاجروا إلى القارة الامريكية واستقروا بكندا والولايات المتحدة.
يتميز الأميش برفضهم المطلق للحضارة الغربية وقيمها الصناعية والاستهلاكية.. ويتخذون ملابس ونمط عيش محافظا جدا.
عددهم 40000 متوزعين على ضيعات جماعية في اوهيو وانديانا و انطاريو بكندا...
التنظيم:
-المجموعات يترأسها مجلس من الشيوخ الكبار ( ما يشبه أهل الحل والعقد)
-لا حق للنساء في هذا المجلس.
-اللحية إجبارية عند الرجال بعد الزواج مباشرة.
-النساء يضعن غطاء على الشعر.
-المقصد الأسمى عند الجميع هو التواضع.
-لا يجوز اقتطاع التأمين الاجتماعي عندهم.
-لا يجوز اقتطاعات التقاعد عند الأميش.
-التعاون الاجتماعي بديل للتأمين والتقاعد والمعاش.
-عدد الأطفال في أسرة الأميش من 8إلى 10.
-لا يستعملون البرادات والثلاجات ....وأحيانا يتخذون ثلاجة جماعية ..أو يسلمون حاجاتهم لجيرانهم من غير الأميش للاحتفاظ بها.
-لا تجوز الاسمدة الكيمياوية بل الطبيعية فقط.
-لا يجوز دفع الضرائب...وهم معفون منها.(لا تنس أنهم في امريكا والامتناع عن دفع الضرائب هناك تجديف قريب من الكفر )
التربية:
-يلتحق الصبيان بالمدارس الابتدائية القريبة وهي طبعا من انشاء الاميش.(1/2406)
-عندما يصل الشاب إلى سن 18 يرسل إلى العالم الخارجي لمدة ثلاث سنوات ليتعرف على العالم الصناعي الحديث....وهم أحرار في البقاء هناك أو العودة إلى طائفتهم....والعجيب في الأمر أن الشبان الذين يفضلون الحياة الغربية العصرية لا يتجاوز 10و15 في المائة.والغالبية العظمى يفضلون التقشف والعيش في حضن الأميش بدون أي ضغط مادي أو معنوي.
اللغة:
-رغم وجودهم في ولاية أمريكية (بنسلفانيا)إلا أن الأميش لا يستعملون اللغة الانجليزية بل لغتهم هي الديتش..... Deitschوهي لهجة ألمانية.
الفن:
-تنسج نساء الأميش quilt وهي غطاءات مزخرفة توضع على السرير عادة....لكن الزخرفة فيها عبارة عن معينات ومربعات...لأن التصوير حرام عند طائفة الأميش.
وهذه الغطاءات لا يعتبرونها فنا...لأنه عندهم لا يخلق الجمال إلا الله.وكلمة"فن"عندهم لا معنى لها.
عندما تسال الأميشات النساء عن أجمل شيء في العالم فالجواب يكون دائما على هذا الترتيب:
-اسرتي وأبنائي.
-حديقتي
-نسيجي quilt
نمط الحياة:
-لا سيارات ولا دراجات.... عربات تجرها الحصان فقط.
-لا يقبلون أي شيء من الدولة.
-لا يحتاجون إلى مساعدات أو منح.
-لا يقبلون الخدمة العسكرية.
-لا يقبلون المشاركة في الانتخابات ولا الاستفتاءات.....
-لا يقبلون بوليصات التأمين.
-لا يدخنون.
-لا عنف ولا خصومات.
-الأطفال لآبائهم وليس للدولة.
-يحبون الكرم والضيافة.
-لا معبد.
-لا بناية ثقافية.
الشعائر والطقوس:
-احتفالات دينية كل اسبوعين –يوم الأحد-تقام في ضيعات الأميش حيث تتكون المجموعة من 40 عائلة.
- الاحتفال 4 ساعات من الابتهالات والصلوات لكن بدون موسيقى فهي حرام عند الأميش.
راجعوا موسوعة ويكيبيديا في الموضوع.
http://fr.wikipedia.org/wiki/Amish
---
أبو الهيثم
03-09-2006, 03:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يعني كنت لا أحب أن تقول سلفيون ،،، لأن لا وجه لتشبيه النصار الكفار الضلال(1/2407)
بالفرقة الناجية ،،، التي تتسمى بالسلفيين نسبة إلى تمسكهم بما كان عليه الجيل الأول و ما يليه ممن اتبععوهم بإحسان
و لكن كان يليق من باب الوصف أن تقول مثلا أصوليون
إلى غير أن عرضك المجرد ، يثير عندي و عند كل ذي إيمان غيرة على الحق ،، فكان من منهج القرآن و السنة أن إذا ذكر هؤلاء ،، فلابد من التعقيب بالبراءة منهم ومن رجسهم أي شركهم .
فبارك الله فيك ، نرجو عرضك أن يكون منصفا ، من الوجهه الشرعية
---
أبو الهيثم
03-09-2006, 03:59 AM
كما أننا نرجو لهؤلاء الإسلام ، فوالله لا نواليهم ولا نحبهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن عيسى عبد الله و رسوله ، و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه ،
---
د. هشام عزمي
03-10-2006, 12:31 AM
مقتطفات مهداة إلى:
-التغريبيين....زمار الحي لا يطرب عندهم فلعلهم يطربون.
-الغربيين..........الذين يحترمون"ظلامييهم" فلا تشنيع ولا استهزاء ولا اعتقال......
هذا كلام الأخ أبي عبد المعز .. فقط لكشف اللبس .
---
أبو عبد المعز
03-10-2006, 01:05 AM
الأخ عزمي....
أنت لبيب حقا....لقد أدركت أن بيت القصيد في مقالي هو الإهداء.....شكرا على كشف اللبس.
---
عبدالرحيم
03-10-2006, 11:24 AM
أخي الكريم،،
هل تتكرم ببيان الفرق بينهم وبين المورمون ؟
وشكراً لكم
---
أبو عبد المعز
03-10-2006, 05:52 PM
الأخ الفاضل عبد الرحيم-حفظك الله-..
بعض الفقرات التعريفية بطائفة المورمون:
-يسمون أنفسهم"قديسو نهاية العالم" أو المورمون.
-يعتقدون أن الكنيسة أسسها المسيح عليه السلام شخصيا......عكس الطوائف الأخرى التي ترجع الكنيسة الى قديسهم بولس.فالكنيسة عندهم إلهية وليست رسولية.(1/2408)
-يعتقدون أن نظامهم الكنسي موروث عن السيد المسيح أما الأنظمة الأخرى والتغييرات التي طرأت عليها فهي بدع وهرطقة......ويسمون قرون التغيير في عقيدة ونظام الكنيسة النصرانية التي استمرت 18 قرنا "الكفر الكبير" أو البدعة الكبيرة"la « Grande Apostasie ».
-يعتقدون أن يوسف سميث...1820هو أول أنبياء كنيستهم...ويزعمون أن هذا الرجل احتار إلى أي كنيسة ينتمي فاعتزل باحثا عن الحقيقة إلى أن ظهر له يوما في غابة قريبة من بيته ملك أو الرب الأب أو الابن-تعالى الله عما يقول الضالون- فارشدوه إلى تأسيس الكنيسة الحقة....لأن الكنيسة الموجودة تائهة ضالة.
-يعتمد المورمون على الكتاب المقدس عند النصارى....لكنهم يعتمدون أيضا على كتاب مورمون.... ومورمون عندهم نبي ومؤرخ !قديم عاش في القارة الأمريكية في فترة 400 بعد الميلاد=قبل اكتشافها من قبل الاروبين.ومخطوطات هذا النبي المؤرخ اكتشفها يوسف سميث في إحدى تلال ولاية نيويورك بإلهام من الرب.ونشر هذا الكتاب سنة 1830.وظهرت اول ترجمة له بالفرنسية سنة 1852.
محتوى هذا الكتاب يدور حول تسجيلات حولية تاريخية مقدسة للشعب المسيحي الذي عاش في القارة الامريكية قبل اكتشافها...وهي حوليات تؤرخ لألف عام لشعب من معتقداته أن المسيح ابن الله نزل على الأرض ليخلص البشرية من أخطائها...
-معنى هذا أن النصرانية عند المورمون ليس وافدة مع الفاتحين والغزاة الاروبيين بل هي دين محلي ....بل هي النصرانية الحقة.
-يقدر عدد المورمون في العالم 13 مليون....منهم 36 الف في فرنسا....و151 الف في كندا. وهو الدين الرابع في الولايات المتحدة الامريكية.
-لا علاقة مباشرة بين المورمون والأميش.....باستثناء موقف الرفض للتراث النصراني...مع تسجيل أن الأميش موقفهم في جوهره رفض لنمط العيش الغربي فقط....أما المورمون فهم يبدعون ويكفرون كل الكنائس السابقة.
أرجو أن يكون هذا القدر القليل كافيا.
ولك تحياتي...
---(1/2409)
عبدالرحيم
03-10-2006, 07:05 PM
جزاكم الله خيراً،،
سمعت من أحد الإخوة (وهو دكتور في مقارنة الأديان) زارهم في نيويورك ولاحظ أنهم قد اقتبسوا بعض عباداتهم عن الإسلام..
هل تأكد لديك شيء من هذا؟
---
أبو عبد المعز
03-10-2006, 07:22 PM
أخي الحبيب:
ليس لدي شيء...وموضوع مقارنة الأديان هذا ليس لي فيه إلا ما قد تعلم أنت أو أقل مما تعلم.......
ولعل هذا الدكتور يشيرإلى أمر معروف عند طائفة المورمون وهو إباحتهم لتعدد الزوجات..كالمسلمين.
ولو شئت رأيي -وهو مجرد رأي-فمن المستبعد من طائفة تكفر إخوانهم النصارى أن تقتبس من المسلمين وهم كفار عند جميعهم.....بل الملحوظ عند هؤلاء الاعتزاز الشديد بالذات حتى أن أرضهم قدسوها....وقدسوا أسلافهم فيها....فلا يناسب نفسياتهم الاقتباس من غيرهم.
والله اعلم.
---
د. هشام عزمي
03-10-2006, 11:38 PM
الحمد لله رب العالمين ،
لم ياخذ المورمون شيئًا من دينهم من المسلمين بل حدث أن اتفقوا معهم في قليل من المسائل واختلافهم أكبر وأعظم .. أما تعدد الزوجات فقد أباحوه في البداية بغرض زيادة نسلهم وتكثير عددهم ثم حرموه !
ويختلف المورمون في نظرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم عن بقية الفرق النصرانية ؛ فهم يعتبرونه نبي الله حقًا وأن الله أرسله لغرض محدد .. أخبرني بهذا أحد منصريهم من عدة سنوات ثم تأكدت منه عندما اطلعت على بعض مواقعهم وانظر هذا الرابط على سبيل المثال :
http://library.lds.org/library/lpext.dll/ArchMagazines/Ensign/2000.htm/ensign%20august%202000.htm/a%20latterday%20saint%20perspective%20on%20muhamma d.htm
والله أعلم .
---
عبدالله حسن
03-15-2006, 08:14 AM
بين الحين و الاخر يحاكم بعض المورمون في امريكا بتهمة تعدد الزوجات .. يبدو ان الضغوط السياسية هي التي تجبرهم على التقية و المورمون يؤمنون بوجود انبياء على قيد الحياة في كل زمن.. فلهم في هذا العصر على الاقل نبي واحد !(1/2410)
---
(1/2411)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدونى أفادكم الله ....
---
أفيدونى أفادكم الله ....
---
** متفكرة فى خلق الله **
09-13-2005, 03:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..... والحمد لله رب العالمين ..... والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه
وتابعيه ......
اخوتى فى الله سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته ......
فى قوله تعالى فى سورة البقره
? ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ......... ?
أهذا يعنى أنه لا يجوز للمسلم أن ينكح نصرانية أم ماذا ؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا .....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .....
فى رحاب الله .....
---
أبو حسن
09-13-2005, 04:11 PM
قريبا الإجابة بإذن الله
---
أبو زينب
09-14-2005, 12:23 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
دلت الآية على أن زواج المسلم بالمراة المشركة كالوثنية و البوذية و الملحدة لا يصح . أما المرأة الكتابية ( اليهودية و النصرانية ) فقد أباح الشرع التزوج بها لقول الله تعالى " و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين " ( المائدة 5 )
و الفرق بين المشركة والكتابية هو أن المشركة لا تؤمن بدين أصلا أما الكتابية فتشترك مع المسلم بالإيمان بالله و اليوم الآخر و بوجوب فعل الخير و الفضائل و تجنب الشر و الرذائل .
و ليس هناك تعارض بين آية البقرة و آية المائدة لأن ظاهر لفظ الشرك لا يتناول أهل الكتاب لقوله تعالى " ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب و لا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم " البقرة 105 - " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين " البينة1 . ففرق بينهم في اللفظ و العطف يقتضي المغايرة .
و لكن ..(1/2412)
ذهب بعضهم إلى أن لفظ " المشركات " يعم كل مشركة سواء كانت وثنية أو يهودية أو نصرانية . فقد روي عن ابن عباس أنه قال " إن الآية عامة في الوثنيات و المجوسيات و الكتابيات و كل من على غير الإسلام حرام . فعلى هذا تكون آية البقرة ناسخة لآية المائدة . و قد جاء في الموطأ عن ابن عمر أنه قال : و لا أعلم إشراكا أعظم من أن تقول المرأة " ربها عيسى " .
و إليك ما جاء في " الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي:
واختلف العلماء في تأويل هذه الآية فقالت طائفة : حرم الله نكاح المشركات في سورة ( البقرة ) ثم نسخ من هذه الجملة نساء أهل الكتاب فأحلهن في سورة ( المائدة ) وروي هذا القول عن ابن عباس وبه قال مالك بن أنس و سفيان بن سعيد الثوري و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وقال قتادة و سعيد بن جبير : لفظ الآية العموم في كل كافرة والمراد بها الخصوص في الكتابيات وبينت الخصوص آية ( المائدة ) ولم يتناول العموم قط الكتابيات وهذا أحد قولي الشافعي وعلى القول الأول يتناولهن العموم ثم نسخت آية ( المائدة ) بعض العموم وهذا مذهب مالك رحمه الله ذكره ابن حبيب وقال : ونكاح اليهودية والنصرانية وإن كان قد أحله الله تعالى مستقل مذموم(1/2413)
وقال إسحاق بن إبراهيم الحربي : ذهب قوم فجعلوا الآية التي في ( البقرة ) هي الناسخة والتي في ( المائدة ) هي المنسوخة فحرموا نكاح كل مشركة كتابية أو غير كتابية قال النحاس : ومن الحجة لقائل هذا مما صح سنده ما حدثناه محمد بن ريان قال : حدثنا محمد بن رمح قال : حدثنا الليث عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن نكاح الرجل النصرانية أو اليهودية قال : حرم الله المشركات على المؤمنين ولا أعرف شيئا من الإشراك أعظم من أن تقول المرأة ربها عيسى أو عبد من عباد الله ! قال النحاس : وهذا قول خارج عن قول الجماعة الذين تقوم بهم الحجة لأنه قد قال بتحليل نكاح نساء أهل الكتاب من الصحابة والتابعين سعيد بن المسيب و سعيد بن جبير و الحسن و مجاهد و طاوس و عكرمة و الشعبي و الضحاك وفقهاء الأمصار عليه وأيضا فيمتنع أن تكون هذه الآية من سورة ( البقرة ) ناسخة للآية التي في سورة ( المائدة ) لأن ( البقرة ) من أول ما نزل بالمدينة و ( المائدة ) من آخر ما نزل وإنما الآخر ينسخ الأول وأما حديث ابن عمر فلا حجة فيه لأن ابن عمر رحمه الله كان رجلا متوقفا فلما سمع الآيتين في واحدة التحليل وفي أخرى التحريم ولم يبلغه النسخ توقف ولم يؤخذ عنه ذكر النسخ وإنما تؤول عليه وليس يؤخذ الناسخ والمنسوخ بالتأويل(1/2414)
وذكر ابن عطية وقال ابن عباس في بعض ما روي عنه : إن الآية عامة في الوثنيات والمجوسيات والكتابيات وكل من على غير الإسلام حرام فعلى هذا هي ناسخة للآية التي في ( المائدة ) وينظر إلى هذا قول ابن عمر في الموطأ : ولا أعلم إشراكا أعظم من أن تقول المرأة ربها عيسى وروي عن عمر : أنه فرق بين طلحة بن عبيد الله وحذيفة بن اليمان وبين كتابيتين وقالا : نطلق يا أمير المؤمنين ولا تغضب فقال : لو جاز طلاقكما لجاز نكاحكما ! ولكن أفرق بينكما صغرة قماة قال ابن عطية : وهذا لا يستند جيدا وأسند منه أن عمر أراد التفريق بينهما فقال له حذيفة : أتزعم أنها حرام فأخلي سبيلها يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أزعم أنها حرام ولكني أخاف أن تعاطوا المومسات منهن وروي عن ابن عباس نحو هذا وذكر ابن المنذر جواز نكاح الكتابيات عن عمر بن الخطاب ومن ذكر من الصحابة والتابعين في قول النحاس وقال في آخر كلامه ولا يصح عن أحد من الأوائل أنه حرم ذلك ....اهـ
و الله أعلم .
---
** متفكرة فى خلق الله **
09-16-2005, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..... والحمد لله رب العالمين ..... والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه
وتابعيه ......
جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الكريم أبو زينب ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين .....
اللهم أمين يارب العالمين ......
ولى سؤال آخر بعد إذنكم ...
لماذا سميت سورة الإسراء بهذا الاسم رغم ان حادثة المعراج أكبر فى إعجازها من حادث الإسراء ؟؟؟؟؟؟
أو بمعنى أدق هل هناك بين اسم السورة بنى اسرائيل والاسم الآخر الاسراء ؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا ....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .........
فى رحاب الله .....
---
أبو زينب
09-26-2005, 04:03 PM(1/2415)
سميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل في عهد الصحابة فعن عائشة رضي الله عنها " قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل"( جامع الترمذي في " أبواب الدعاء "). وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم : " إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي " .
يقول ابن عاشور في سبب تسميتها سورة بني إسرائيل : " و وجه ذلك أنها ذكر فيها من أحوال بني إسرائيل ما لم يذكر في غيرها . وهو استيلاء قوم أولى بأس " الآشوريين " عليهم ثم استيلاء قوم آخرين وهم " الروم " عليهم وتسمى أيضا سورة ( سبحان ) لأنها افتتحت بهذه الكلمة ."
أما عن العلاقة بين الإسراء و بني إسرائيل فقد تناولها المفسرون بالتحليل فذكروا عدة نقاط منها :
1- ذكر فيها الإسراء إلى المسجد الأقصى تنويها بالمسجد الأقصى و تذكيرا بحرمته .
يقول الرازي في تفسيره : والمسجد الأقصى هو طرف الرحلة. والمسجد الأقصى هو قلب الأرض المقدسة التي أسكنها الله بني إسرائيل ثم أخرجهم منها. فسيرة موسى وبني إسرائيل تجيء هنا في مكانها المناسب من سياق السورة في الآيات التالية:
{ وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلاً؛ ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكورا. وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وكان وعداً مفعولاً. ثم رددنا لكم الكرة عليهم، وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها. فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وليتبروا ما علوا تتبيراً. عسى ربكم أن يرحمكم، وإن عدتم عدنا، وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً }..(1/2416)
وهذه الحلقة من سيرة بني إسرائيل لا تذكر في القرآن إلا في هذه السورة. وهي تتضمن نهاية بني إسرائيل التي صاروا إليها؛ ودالت دولتهم بها. وتكشف عن العلاقة المباشرة بين مصارع الأمم وفشو الفساد فيها، وفاقاً لسنة الله .
2- في ذلك رمز إلى أن إعادة بناء المسجد الأقصى ستكون على يد أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
و أنقل هنا لطيفة لابن عاشور : و في هذا الوصف بصيغة التفضيل باعتبار أصل وضعها معجزة خفية من معجزات القرآن إيماء إلى أنه سيكون بين المسجدين مسجد عظيم هو مسجد طيبة الذي هو قصي عن المسجد الحرام فيكون مسجد بيت المقدس أقصى منه حينئذ .فتكون الآية مشيرة إلى جميع المساجد الثلاثة المفضلة في الإسلام على جميع المساجد الإسلامية والتي بينها قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي " ( أحمد 11755 )
3- المسجد الأقصى لم يكن آنذاك مسجدا لكن هذا إشارة إلى أنه سيكون مسجدا .
4- الإيماء إلى أن الله تعالى جعل هذا الإسراء رمزا إلى أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ستهيمن على سائر الشرائع و تختمها .
يقول الرازي : والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، إلى محمد خاتم النبيين ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعاً. وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، وارتباط رسالته بها جميعاً. فهي رحلة ترمز إلى أبعد من حدود الزمان والمكان؛ وتشمل آماداً وآفاقاً أوسع من الزمان والمكان؛ وتتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تتكشف عنها للنظرة الأولى.(1/2417)
5- كل أنبياء بني إسرائيل صلوا خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم و في هذا إيماء إلى أن النبوة انتقلت من بني إسرائيل إلى هذه الأمة المحمدية و التي أصبحت رافعة راية التوحيد وهي التي عليها البلاغ ...
6- الحكمة من إسرائه من بيت المقدس دون مكة لأنه محشر الخلائق فيطؤه بقدمه ليسهل على أمته يوم القيامة وقوفهم ببركة أثر قدمه أو لأنه مجمع أرواح الأنبياء فأراد الله أن يشرفهم بزيارته صلى الله عليه وسلم أو أسوى به منه ليشاهد من أحواله و صفاته ما يخبر به كفار مكة صبيحة تلك الليلة فيكون إخباره بذلك مطابقا لما رأوا و شاهدوا و دليلا على صدقه في الإسراء .( فتح الرحمن -الأنصاري )
7 - سر الربط بين المسجدين (من كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية" تأليف : د.صلاح الخالدي ):
ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهناك سر بديع لطيف للربط بين المسجدين، فمن بعض حِكم هذا الربط :
أ - المسجد الأقصى وما حوله شهد وجود رسالات سابقة، منها اليهودية والنصرانية، كان أصحابها هم الخلفاء على الناس، والأمناء على الدين والإيمان، والوارثين للأرض المباركة. والمسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة، وولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة والوراثة والأمانة. فبما أن الأمة الجديدة تقيم حول المسجد الحرام، فلا بد لها كي تحقق خلافتها وأمانتها على البشرية من أن تتملك ما حول المسجد الأقصى، وأن ترثه هي من الذين يقيمون حوله.
ب - أن السورة تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى وما حوله فهو مبارك ومقدس كبركة وقدسية المسجد الحرام وما حوله.(1/2418)
ج - تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد المسجدين، ومن أطماع الأعداء الكافرين في المسجدين، وأن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى، هو الخطر الذي يتهدد المسجد الحرام. فلما أخذ الصليبيون الأقصى وما حوله، واستقروا فيه، توجهت أنظارهم وبرامجهم ومطامعهم نحو المسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الحرام في مكة المكرمة، فقام " أرناط ، ملك الكرك الصليبي، بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز، كادت تنجح لولا أن الله هيأ لهذه الأمة صلاح الدين الأيوبي.
د - أن السورة تقدم للمسلمين المستضعفين في مكة المحاربين هناك بشرى ربانية، بالفرج والنصر والتمكين، فستنتهي تلك المرحلة الحرجة التي يعيشونها في مكة، وسيكتب الله لهم التمكين، فيفتحون البلاد، ويصلون للمسجد الأقصى والأرض المباركة، متابعين خطى رسولهم صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، ويفتحون تلك البلاد، ويقيمون عليها حكم الله، ويعيدون تشييد المسجد الأقصى وبناءه. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان ممهداً لفتح بلاد الشام، وكان إسراؤه إلى المسجد الأقصى إرهاصاً ربانياً بفتح المسلمين الحقيقي القادم لهذه الأرض.
أما المعراج فقد وقع ذكره في سورة النجم و لم يذكر في سورة الإسراء و ذلك لـ:
1- تعجيز المشركين بحادثة الإسراء فقد كانت الرحلة من مكة إلى بيت المقدس تستمر شهرا كاملا و هم يعرفون أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يذهب إليها قط لذلك أنكروا " الحادثة الأرضية" و لم يستطيعوا إنكار " المعراج ".
2- تخصيص الإسراء دون المعراج في هذه السورة ( بني إسرائيل ) للتأكيد على علاقة الإسلام ( مكة ) بالشرائع السابقة ( القدس) و هيمنته عليها .
و الله أعلم .
---
(1/2419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول المقدارالذي فسره النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن
---
حول المقدارالذي فسره النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن
---
العرباض
06-12-2004, 03:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخوتي الكرام قراء هذا الموضوع أسعفوني بالدراسات المفصلة حول موضوع عدد الأحاديث المفسرة للقرآن الكريم و جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
06-12-2004, 05:31 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم العرباض بين إخوانكم في ملتقى أهل التفسير.
مما يحضرني من الدراسات السابقة في هذا :
- التفسير الصحيح (الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور) للأستاذ الدكتور حمت بشير ياسين في أربعة أجزاء.
- التلازم بين الكتاب والسنة لصالح بن سليمان البقعاوي .
- الجواهر واللآلي المصنوعة في تفسير القرآن العظيم للشيخ عبدالله التليدي .
والأخ الكريم الشيخ خالد الباتلي يكتب رسالته للدكتوراه بعنوان (الأحاديث المرفوعة في التفسير - دراسة حديثية) فلعله يتكرم بإفادتكم إن شاء الله.
وقد سبق مناقشة الموضوع في مشاركات سابقة تحسن مراجعتها ومنها :
- إشكال - يا أهل التخصص - في (مقدمة شيخ الإسلام) ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=175).
- التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=215).
- هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=317).
بارك الله فيكم وفي علمكم أخي العرباض.
---
خالد الباتلي
06-15-2004, 01:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فالتفسير النبوي مصطلح واسع، فهناك أحاديث واردة في: أسباب النزول وفي التفسير الموضوعي وفي الاستشهاد بالآيات وفي التفسير اللفظي .(1/2420)
والأحاديث الواردة بهذا النظر تبلغ الآلاف .
ومحل بحثي - الذي مازال في بداياته - في الأخير منها وهو التفسير اللفظي أو النصي، مثل ماورد من تفسيره صلى الله عليه وسلم المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى، والعدل بالفدية، وويل بواد في جهنم، والصلاة الوسطى بصلاة العصر، ونحو ذلك .
وقد بلغ المجموع الكلي لما وقفت عليه: (362) حديثاً، منها (52) حديثاً في الصحيحين أو أحدهما.
وأسأل الله العون والتوفيق .
---
مساعد الطيار
06-15-2004, 01:52 AM
الشيخ الفاضل خالد حفظه الله
هلاَّ تكرمتم ببيان مصطلحاتكم التي ذكرتموها ( التفسير النبوي ) و ( التفسير الموضوعي ) ، وهل بحثكم هذا بحث أكاديمي ، أم ماذا ؟
ولكم جزيل الشكر .
---
فيصل القلاف
06-15-2004, 07:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مسألة القدر الذي فسره النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن، هل كله أم بعضه؟
لعل الصواب والله أعلم أن المسألة لفظية بحتة، ولا ينبني عليها عمل ألبتة.
لكن نلاحظ في ذلك أن لا يكون القول بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسر كل القرآن ذريعة إلى القول بوجود المجمل في القرآن، أعني المجمل الذي لا يعلم أحد تفسير معناه ولا مبين له في الشرع.
إذ هذا قول طائفة من أهل البدع المتكلمة الذين يجيزون التكليف بما لا يطاق، قولاً منهم بنفي الحكمة عن أفعال الله. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
ونلاحظ كذلك أن من قال بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن لا يريد أنه بين كل دقائقه وأسراره، فلا مجال إلى الاجتهاد في تفسيره، قولاً منهم بسد أبواب الاجتهاد، اتهاماً للأمة بانقراض مجتهديها.
بل نقول أن هذا القرآن العظيم مازال الله يفتح فيه للعلماء في كل عصر من وجوه الإعجاز والعظمة والأسرار واللطائف الشيء الكثير، مما لم يذكره الأولون، لا جهلاً منهم، لكن تنصيصاً من الآخر لقلة العلم في أهل زمانه، فالله المستعان.(1/2421)
وهذه الأمور لا شك خارجة عن مسمى التفسير الذي هو مجرد بيان المعنى.
هذا بيان الذي أظنه صواباً. أما بيان وجهه فكما يأتي إن شاء الله تعالى.
أما الذين قالوا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسر كل القرآن فاستدلوا بالآيات الواضحات التي يفهمها العربي بالسليقة من غير بيان. وذلك كقوله تعالى: ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) وقوله تعالى: ( قل هو الله أحد ) وكقوله تعالى: ( قل أعوذ برب الناس ) ونحو ذلك. وهذا كثير جداً في كتاب الله تعالى.
وفي هذا القسم يقول ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما: ( وقسم تعرفه العرب بلسانها ).
وأظهر من ذلك كله أنهم استقرؤوا ما جاء من أحاديث في التفسير فلم يجدوها أتت على كل آيات القرآن. بل ولو جمعوا لذلك الأحاديث غير المباشرة في التفسير والأفعال وأقوال الصحابة ونحو ذلك.
فحاصل هذا أن من القرآن ما هو أظهر من أن يحتاج إلى بيان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك لم يبينه صلى الله عليه وآله وسلم.
أما الفريق الآخر القائل بأن اللنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن، فيرد عليهم مستدلاً بقوله تعالى: ( ثم إنا علينا بيانه ) وقوله تعالى: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ).
ويدفعون استدلال الفريق الأول بأن تفسير تلك الآيات مجرد قراءتها، وبهذا يسلم لهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن.
وبهذا يتبين أن كل الخلاف في الآيات الواضحات التي فهمها الصحابة من مجرد قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها، من غير أن يتبعها بتفسير.
فمن سمى هذا القسم غير مفسر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسر كل القرآن.
ومن قال بأنه فسرها بقراءته لها وإقرارهم على فهمهم من غير أن يتأولها إلى غير ظاهرها، قال بأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن.
فالخلاف في مسمى فقط، ولا مشاحة في الاصطلاح.(1/2422)
هذا ما ظهر لي والله أعلى وأعلم.
وننتظر التقويم من مشائخنا الفضلاء أهل التخصص، جزاهم الله خيراً.
---
امل
06-17-2004, 05:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبعد فأقول والله اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله ولكن فسر ما اجمل منه من قصص السابقين وكذلك بعض الالفاظ التي حملت معنى غير واضح للمؤمنين وهذا لان المسلمين في ذلك الوقت كانوا أقرب للغة القرآن ويعرفون معانيه ودلالات ألفاظه فكانت مهمة النبي هو هدايتهم وتوصيل القرآن إليهم وكانو إذا التبس عليهم المعنى سألوه عليه الصلاة والسلام فأجابهم وبقي القرآن مع تعاقب العصور والبعد عن اللغة العربية الفصحى يصعب معناه على كثير من الأذهان وإلى جانب هذا فإن القرآن مجالا واسعا للبحث حيث تتكشف لبعض العلماء الأجلاء معاني وامور لم يعرفها من سبقهم عندما يفسرون آياته وكانت تلك حكمة من عدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم وسبحان الله العليم الحكيم
---
(1/2423)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ثقافة الحوار في القرآن
---
ثقافة الحوار في القرآن
---
مولاي عمر
01-18-2006, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة الحوار في القرآن
الدكتور مولاي عمر بن حماد
كلية الآداب المحمدية
benhammad@maktoob.com
1- بين يدي الوضوع
يأتي هذه الموضوع في إطار ما يمكن تسميته إعادة استدعاء القرآن الكريم.ذلك لأن القرآن الذي صنع هذه الأمة حتى تسمت به وعرفت بين الناس بأنها أمة القرآن، قد تقلصت مساحات حضوره في حياتها بشكل كبير.و لمعترض أن يقول كيف وهو يتلى آناء الليل و أطراف النهار، فأقول إن هذا الأمر لا يغير من الحقيقة شيئا، فالقضية ليست طلبا لمزيد من التلاوة بل هي دعوة لما فوق ذلك، وأعني به التدبر والفهم والعمل. فمن الملاحظات الجلية أن الاستنباط من القرآن الكريم لم يعد بالشكل الذي كان عليه من قبل ! فإذا كانت الأمة في عصورها السالفة جعلت القرآن منطلقها وغايتها ومحور اهتمامها، منه تنطلق وإليه تعود، به تقيس، وعلى ضوئه تحاكم وتزن ما تتعرف عليه من ثقافات الشعوب والحضارات، فإن وضعنا الحالي تغير كثيرا!! وهذا الوضع يحتاج منا إلى مراجعة شاملة في إطار السؤال الكبير:"كيف نتعامل مع القرآن الكريم؟"
ولئن كان الإشكال بهذه السعة والشمول، فإن إدعاء استيعابه في ورقة مهما كان شأنها هو ضرب من الخيال،إلا أن ذلك لا يمنع من المساهمة في إثارته ، التي نرجو ألا تخلو من فائدة .وهكذا و انطلاقا من قاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله" اخترت مجال الحوار في القرآن الكريم عسى أن نساهم فيه ضمن دعوة عامة إلى مزيد من التواصل لعله يخفف من حدة ما نسمع ونرى من صراع الأفراد والشعوب والحضارات وما يتبعه...(1/2424)
أما العنوان الذي اخترته لهذه المداخلة فهو "ثقافة الحوار في القرآن" فلقد تعمدت ذلك لأبرهن أن الحوار لم يكن هامشا ضيقا أو ثانويا في النص القرآني بل شكل معلما بارزا فيه. إن القرآن جاء بالحوار، ودعا إليه، وحدد ضوابطه، وحذر من منزلقاته ...فإذا جمعنا كل ذلك تجمع لدينا ما يمكن تسميته ثقافة الحوار في القرآن الكريم.
2- حجم الآيات في موضوع الحوار:
لم ترد كلمة حوار في القرآن الكريم إلا في آيات ثلاث، جاءت اثنتان منها في سورة الكهف في معرض الحديث عن قصة صاحب الجنتين وحواره مع صاحبه الذي لا يملك مالا كثيرا فقال تعالى عنهما في الموضع الأول:" وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا" الكهف 34 وقال تعالى عنهما في نفس السورة: "قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا" الكهف 37
أما الآية الثالثة التي وردت فيها هذه كلمة حوار فهي من سورة المجادلة في قوله تعالى:" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير" المجادلة 1
إلا أن الحوار باعتباره وسيلة تواصلية أوسع من حصره في هذه الكلمة، فقد جاء التعبير عنه بمفردات أخرى قريبة منه من أهمها الجدل التي وردت في تسعة وعشرين موضعا منها :
1. "ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما" النساء 106
2. "ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا" النساء 108
3. "ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين" الأنعام 25
4. "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون" الأنعام 121(1/2425)
5. "قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين" الأعراف 71
ثم إن الحوار في القرآن لا يمكن حصر مساحته في الآيات التي تتضمن مادة حوار أو جدل أو ما في حكمهما… بل نعتبر كل المواد الحوارية الواردة في القرآن الكريم شاهدة لهذا الموضوع من ذلك مثلا قوله تعالى لموسى عليه السلام:" اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"طه 43 فقد أورد ابن كثير أقوالا عديدة في بيان المراد بالقول اللين ثم لخص ذلك بقوله:" والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين سهل رفيق, ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع, كما قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".فانظر كيف جعل قوله تعالى :"فقولا له قولا لينا" شبيها بقوله تعالى :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة"الآية
3- الدعوة إلى الحوار في القرآن الكريم:
أول مقام يمكن التنبيه عليه في مساحة الحوار في القرآن الدعوة إلى الحوار وقد جاءت في سياقات عديدة.ومن النصوص الصريحة الداعية إلى التمسك بالحوار وسيلة للتواصل قوله تعالى:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" النحل 125(1/2426)
وفيها يأمر تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله بالحكمة. قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة "والموعظة الحسنة", أي بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس, ذكرهم بها ليحذروا بأس الله تعالى, وقوله: "وجادلهم بالتي هي أحسن" أي من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب, كقوله تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم" الاية, فأمره تعالى بلين الجانب كما أمر به موسى وهارون عليهما السلام حين بعثهما إلى فرعون في قوله: "فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى".
وقوله: "إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله" الآية، أي قد علم الشقي منهم والسعيد, وكتب ذلك عنده وفرغ منه, فادعهم إلى الله ولا تذهب نفسك على من ضل منهم حسرات, فإنه ليس عليك هداهم إنما أنت نذير عليك البلاغ وعلينا الحساب "إنك لا تهدي من أحببت", "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء".
4 - مستويات الحوار في القرآن الكريم
من الملاحظات الأساسية التي يمكن الخروج بها أن الحوار في القرآن الكريم كان على جميع المستويات مما يدل على أنه سيبقى هو أفضل وسيل للتواصل على الإطلاق.وبيان ذلك على الشكل التالي:
4-1 - الحوار بين الأنبياء والملائكة:(1/2427)
ويشهد لهذا القسم آيات كثيرة منها قوله تعالى عن ابراهيم عليه السلام:" "فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود" هود 74 إذ لما أخبر إبراهيم عليه السلام بما ينتظر قوم لوط من العذاب كما في قوله تعالى :"ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين" العنكبوت31 قال عليه السلام عند ذلك: "إن فيها لوطاً" فرد عليه الملائكة:" قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته" الآية العنكبوت 32
ففي آية هود وصف موقف إبراهيم بأنه جدال منه وفي آية العنكبوت فصل قول إبراهيم دون وصف له بالجدال، ثم مدح موقف إبراهيم بقوله تعالى:" إن إبراهيم لحليم أواه منيب "
4 -2 -الحوار بين الأنبياء و أقوامهم
وهذا من أبرز المجالات التي برز فيها الحوار وسيلة أولى في الإقناع ويمكن اعتبار المساحة الحوارية في القرآن الكريم بين الأنبياء و أقوامهم من أوسع المساحات ونحن هنا لا يمكن أن نستوعب كل ما ورد فيها من نصوص بله ما فيها من الإشارات والدلالات! ويمكن تقسيم ذلك إلى مستويات متعددة:
1. المستوى العام : ونقصد به العرض العام للدعوة والذي يبرز فيه عادة النبي في مقابل الملأ ومن ذلك قوله تعالى عن نوح عليه السلام:"لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين * قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون" الأعراف 61
2. المستوى الخاص: ونقصد به حين يتوجه الحوار إلى شخص بعينه وقد يكون هذا الشخص :
- سلطة: وأبرز مثال في هذا المستوى هو فرعون و الحوار بينه وبين موسى عليه السلام وكذلك النمرود والحوار بينه وبين ابراهيم(1/2428)
- قرابة: وأبرز مثال يخلده القرآن الكريم هو الحوار الذي جرى بين ابراهيم ووالده وعنه قال تعالى:" واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا"مريم 41 -48 .
و مثاله أيضا ما كان بين نوح وولده وفي قال تعالى :" ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين" هود 42
4 -3 -الحوار بين المؤمنين وأقوامهم(1/2429)
وهذا مستوى آخر من مستويات الحوار في القرآن الكريم وفيه جاءت الآية الصريحة في تسمية الحوار باسمه وإن بينا بما فيه الكفاية أن الأمر أوسع من ذلك…قال تعالى :" واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا" الكهف 32 وما بعدها.. ولقد سمى الله تعالى كلام كلا الطرفين حوارا ومحاورة منه وهنا تبرز أهمية مقارعة الحجة بالحجة.
5- آداب الحوار
ونظن إن هذا الجانب من أهم العناصر التي نريد التذكير بها من خلال القرآن الكريم. ونقول في البداية بأن الأمر لا يتجاوز المعالم الكبرى ولا ندعي لهذه الورقة أنها تستطيع الإحاطة ولن تفعل ذلك ورقة بعده حين يتعلق الأمر بالاستنباط من القرآن الكريم فهذا الكتاب لا تنقضي عجائبه ولا يبلى على كثرة الرد.
ويمكن اعتبار" بالتي هي أحسن" أوجز صيغة دالة على المنهج الذي يدعو القرآن الكريم أتباعه إلى التزامه في الحوار مع القريب والبعيد .و قوله تعالى "بالتي هي أحسن " تشمل المنهج والمضمون والزمان والمكان وكل العناصر المتداخلة في عملية الحوار …ومع ذلك وجدنا في القرآن الكريم إشارات تفصيلية ومنها:
5-1- مطالبة الطرف المحاور أن يحاور بعلم :(1/2430)
فقد عاب القرآن الكريم على من يجادل بغير علم في أكثر من آية ومن ذلك قوله تعالى:"ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد" الحج 8 وقوله تعالى:"ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير"الحج 3 وقوله تعالى:" ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير" لقمان 20
5 -2 - الانطلاق من فرضية تساوي الطرفين المتحاورين في الخطأ والصواب :
وهذا ضابط هام من أجل إيجاد أرضية مشتركة للحوار، وهو مما يساهم في دعم التواصل وقد دل على ذلك قوله تعالى:" وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"سبأ 21" هذا من باب اللف والنشر أي واحد من الفريقين مبطل والآخر محق لا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال, بل واحد منا مصيب"
ومثله في نفس الآية قوله تعالى: "قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون" معناه التبري منهم أي لستم منا ولا نحن منكم …كما قال تعالى: "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون"يونس 41 لكن انظر كيف نسب الجرم لنفسه والعمل لخصمه وهذا لا يكون إلا من الذي على يقين تام أنه ليس مجرما !!!
5 -3 - تجاوز الأدلة المتشابهة اكتفاء بالقطعية:(1/2431)
وأبرز مثال يظهر في هذا المقام هو الحوار الذي جرى بين إبراهيم والنمرود، قال تعالى:" ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين" البقرة 258 ففي هذا المشهد الحواري يتبين لنا كيف أن إبراهيم لم يقف عند قول النمرود أنا أحيي وأميت مع أنه لا يفعل ذلك حقيقة ، بل انتقل بالحوار إلى حجة أقوى لن يستطيع معها المحاور مجاراتهولذلك قال تعالى عنه بعد إقامة الحجة عليه"فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين"
5 -4 - عدم الانسياق إلى القضايا الهامشية:
وأبرز مثال وجدناه في هذا المقام هو الحوار الذي جرى بين فرعون وموسى عليه السلام، قال تعالى:" فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى" طه 47 وما بعدها وواضح في هذه الآية أن موسى أدرك أن فرعون يريد بسؤاله :" قال فما بال القرون الأولى" صرفه عن الحديث عن الله ، إلا أن جواب موسى كان عن الله وليس عن القرون الأولى :" قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى"
6 - القضايا المطروحة للحوار
يمكن القول في البداية بأن كل القضايا التي دعا إليها القرآن الكريم كان الحوار هو الوسيلة الأمثل في الإقناع بها وهكذا فإن قضايا الإيمان والتوحيد والبعث والنشور والنبوة والقرآن وغير ذلك … في كل ذلك كان الحوار هو الوسيلة.
6 -1 - الحوار في موضوع القرآن:
سلك القرآن في إثبات أنه من عند الله طرقا متعددة أهمها:
• الطريقة الأولى الرد على شبهات المنكرين:(1/2432)
وتجلى ذلك في نفي وجود طرف بشري يعلم رسول الله كما زعم كفار قريش وقتها: قال تعالى:" ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين" النحل 103
وتجلى أيضا في التذكير بما علم من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وانه لم يكن يقرأ ولا يكتب، قال تعالى :"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون"العنكبوت 48
وتجلى ثالثا في التذكير بأن الأمر أساسه مشيئة الله ، بدليل أنه لبثا عمرا طويلا لا يحدثهم بشيء مما ينكرونه عليه ، قال تعالى :" قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون " يونس 16
وتجلى رابعا في التصريح بأن الافتراء أمر يلزم صاحبه ولا يتعداه قال تعالى:" أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون" هود 35
• الطريقة الثانية وهي التحدي والإعجاز:(1/2433)
والإعجاز باب واسع أفرده بالتأليف أكثر من واحد وحسبنا التذكير هنا ببعض الآيات ذات الصلة بالموضوع التي يتحدى فيها الله المكذبين بالقرآن بمستويات مختلفة ودرجات متفاوتة بين المطالبة بكل القرآن كما في قوله تعالى: أم يقولون تقوله بل لايؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين" الطور 33 ، إلى المطالبة بعشر سور مثله كما في قوله تعالى:" أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" هود 13 ، إلى سورة مثله كما في قوله تعالى:" أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين"يونس38 ونحوه في سورة البقرة قال تعالى :" وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين"اليقرة 23 ، وفي موضوع الإعجاز حسم القرآن الأمر في قوله تعالى:" قال تعالى :" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" الاسراء 88
6 -2- الحوار في موضوع البعث والنشور:
موضوع البعث واحد من أهم القضايا التي اعترض عليها الكفار وكان وسيلة القرآن المثلى في الإقناع هي الحوار وإقامة البراهين.(1/2434)
قال تعالى:" وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون"يس78 إن في الآية إرشاد لكل من تلقى سؤالا عمن يحيي العظام وقد تحولت إلى رميم أن يجيب السائل بأن المحيي هو الذي أنشأها أول مرة ، لما تقرر في العقول السليمة أن الإعادة أسهل من الإنشاء من عدم وذلك مثل قوله تعالى :"كما بدأنا أول خلق نعيده" الأنبياء 104 وهو نفس السؤال الذي يتكرر هنا في قوله تعالى:" أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم" ولا يكون الجواب إلا بنحو ما تدل عليه بقية الآية:" بلى وهو الخلاق العليم"
7 - الحوار مع أهل الكتاب
يشمل مصطلح أهل الكتاب اليهود والنصارى… ونظن أن مجرد هذا الاصطلاح يدل على معنى تواصلي عميق ينص على المشترك وهو تلقي الوحي مع ما يترتب على ذلك من العلم والابتعاد عن الغواية والهوى و ما في حكمه، ومثله مصطلح بني إسرائيل ففيه تذكير للمخاطبين بأنهم من سلالة نبي من الأنبياء مع كل ما يترتب على ذلك …
وموضوع أهل الكتاب في القرآن الكريم موضوع شاسع لا تزعم هذه الورقة أنها قادرة على استيعابه ولذلك سأكتفي بالموضوع الأساسي الذي هو الحوار لأقول بان القرآن الكريم قد حاور أهل الكتاب ودعا إلى محاورتهم وفق آداب خاصة:(1/2435)
فقال تعالى مرشدا إلى خصوصية أهل الكتاب:" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون" العنكبوت 46، وقال تعالى:" قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"البقرة 136
إنه تأسيس لأرضية مشتركة، وبحث عن المشترك الذي يجعل إمكانية اللقاء المطلوبة واردة وممكنة ولعل أصرح آية في الدعوة إلى الانطلاق من موطن اللقاء قوله تعالى:" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" آل عمران 64
و الحوار مع أهل الكتاب في شقهم النصراني قد كان لهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقفة خاصة حين لقي صلى الله عليه وسلم وفد نجران فكان هذا الموقف الصريح من عيسى عليه السلام قال تعالى:" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم * فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين" آل عمران 61(1/2436)
وفي الآية تذكير بأن خلق عيسى له نظير :"إن مثل عيسى عند الله" أي في قدرة الله حيث خلقه من غير أب "كمثل آدم" حيث خلقه من غير أب ولا أم بل "خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" فالذي خلق آدم من غير أب, قادر على أن يخلق عيسى بطريق الأولى والأحرى, وإن جاز ادعاء البنوة في عيسى لكونه مخلوقاً من غير أب, فجواز ذلك في آدم بالطريق الأولى, ومعلوم بالإتفاق أن ذلك باطل, فدعواها في عيسى أشد بطلاناً وأظهر فساداً... ولهذا قال تعالى: "الحق من ربك فلا تكن من الممترين" أي هذا هو القول الحق في عيسى الذي لا محيد عنه ولا صحيح سواه, وماذا بعد الحق إلا الضلال. ثم قال تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم, أن يباهل من عاند الحق في أمر عيسى بعد ظهور البيان " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " أي نحضرهم في حال المباهلة "ثم نبتهل" أي نلتعن "فنجعل لعنة الله على الكاذبين" أي منا أو منكم.
وقصة وفد نجران مليئة بالدلالات والعبر، ولا يتسع المقام لتفصيلها.
8 - خلاصات مؤسسة لثقافة الحوار انطلاقا من القرآن من الكريم(1/2437)
في ختام هذا العرض أعود وأذكر بأهم الخلاصات التي يمكن الخروج والتي تؤسس لثقافة الحوار انطلاقا من القرآن الكريم .وتأتي أهمية هذه الخلاصات من كونها تتزامن مع حملة مسعورة تتهم الإسلام بكل عناصر الاقصاء و الرفض و الكراهية . إننا نعتبر أن مجرد إنزال كتاب سماوي ليكون معجزة هذا النبي أكبر دعوة للحوار ومقارعة الحجة بالحجة !ولقد لا حظنا كيف أن هذا الكتب نفسه موضوع للتداول ويقيم الحجة من ذاته انه من عند الله ليرد على كل الذين يريدون نفي هذه الصفة عنه ويدعو كل المكذبين إلى الاتيان بمثله بعشر سور !منه بسورة منه! وهاهي الأيام لا تزيد حقيقة القرآن إلا نصاعة تحقيقا لوعد الله :"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" ويتزامن هذا الكلام مع تأسيس الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالرباط والتي ستعقد مؤتمرها العلمي الأول بتاريخ….
ثم إن هذا الحوار لا يكتفي القرآن بدعوة المؤمنين به إليه بل يدعو كل الناس إلى ذلك
ثم إن هذا الحوار لا يعني التلفيق ولا يعني السفسطة …بل له آدابه وله شروطه وله أفقه وكل ذلك تحدث عنه القرآن الكريم بما حاولت الورقة تقريبه قدر الإمكان .
وأخيرا أقول إن كل حديث عن الحوار أو التواصل لا يمكن أن يكون مثمرا خارجيا إلا بقدر إثماره داخليا، و كل تقليل من دور الحوار الداخلي سينعكس سلبا على حوارنا الخارجي…
---
الكشاف
02-26-2006, 09:56 PM
شكراً جزيلاً .
حول محور (الحوار بين الأنبياء و أقوامهم) صدر عن مكتبة الإرشاد باليمن - صنعاء ـ صدرت رسالة علمية بعنوان حوار الأنبياء مع أقوامهم في القرآن الكريم للباحث عبده عبدالله محمد الحميدي . وعدد الصفحات 621 صفحة . وفيها أفكار جيدة.
---
أحمد الطعان
02-27-2006, 01:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
د. مولاي عمر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2438)
موضوعكم ممتع جداً جزاكم الله خيراً وجعله في صحيفة حسناتكم ... وأجزل لكم المثوبة .
---
(1/2439)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول طبعات كتاب فتح القدير للشوكاني
---
سؤال حول طبعات كتاب فتح القدير للشوكاني
---
شعبة بن عياش
10-12-2003, 02:47 PM
الأساتذة الأفاضل
أود سؤالكم عن طبعة متميزة لفتح القدير
وما تقييمكم لهذا التفسير في الجانب الفقهي؟
---
أبو بيان
10-15-2003, 09:43 PM
طبعات " فتح القدير " للشوكاني رحمه الله كثيرة منها :
- طبعة شركة مصطفى البابي الحلبي , سنة 1349هـ , ثم طبعة أخرى سنة 1383هـ .
- طبعة دار الفكر , بيروت , سنة 1401هـ , في خمسة مجلدات .
- طبعة دار الوفاء بالمنصورة ودار الخاني بالرياض , سنة 1418هـ , في خمسة مجلدات مع الفهارس في السادس . وهي بتحقيق د/عبد الرحمن عميره , وعلى تحقيقه وتقديمه ملاحظات ليست بالقليلة , لكنها من أوضح الطبعات , وأفضل من غيرها .
---
(1/2440)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك دراسة لآية أحكام ؟
---
هل هناك دراسة لآية أحكام ؟
---
أحمد الفالح
10-31-2006, 04:45 PM
هل في هذا الملتقى نموذج دراسة آية أحكام دراسة تفسيرية فقهية ؟
أرجوا إفادتي ، ولكم جزيل الشكر ،،،،
---
أحمد بزوي الضاوي
11-04-2006, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
هناك كثير من البحوث أنجزت عن دراسة آيات الأحكام ، أما عن طريقة دراستها فنوجزه في ما يلي : بعد تحديد الآية أو الآيات موضوع الدراسة فإننا نبدأ بتحديد :
1- سبب النزول .
تاريخ النزول .
موقعها من السورة .
موقعها من القرآن الكريم .
أقوال المفسرين فيها عامة .
أقوال مفسري آيات الأحكام بحسب المذهب الفقهي .
بعد الفراغ من جمع المادة العلمية نعيد تصنيفها تصنيفا موضوعيا ، بحيث نستنبط الحكم الفقهي أو الأحكام الفقهية التي تتضمنها الآية أو الآيات موضوع الدراسة ، ثم ننتقل إلى دراسة الجانب الأصولي لمعرفة طرق الاستنباط ، وإقامة الحجج و البراهين لترجيح رأي على الآراء الأخرى في حالة الخلاف الفقهي . دون أن ننسى تحديد عوامل استخراج المعنى عند كل مفسر رجعنا إليه ، للوقوف على الأدوات التي استخدمها لتحديد مراد الله تعالى من الخطاب . وذلك هو المدخل لمعرفة منهج المفسر .
وأتمنى لكم التوفيق و النجاح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/2441)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جزى الله خيراً من أعان ( السنن الكونيه في الآيات القرآنية )
---
جزى الله خيراً من أعان ( السنن الكونيه في الآيات القرآنية )
---
أبو البراء بن المكدي
03-12-2005, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ....
أخواني الكرام .. أهل الملتقى . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
منذ وقت ليس بالقصير وأنا أفكر في موضوع من الأهمية بمكان وكلما أجمعت همتي لأبدأ فيه ... يقدر الله شيئاً ، فأقف .. وقَدَرُ الله كله خير ....
وما أن وفقني الله بالاشتراك في هذا المنتدى المبارك حتى انشرح صدري مما رأيت من الأخوة طلبة العلم من المتخصصين في الدراسات القرآنية في هذا الملتقي ...
الموضوع :
السنن الكونية في الآيات القرآنية
وعزمت على أن أجمع الآيات والمواضع التي ذكرت السنن الربانية والكونية في كتاب الله ، ولعلمي بنفسي وأني لست أهلاً لهذا ولكن ما هو إلا طلباً لفَهَم في كتاب الله نهدي به قلوبنا ونفهم به حديث ربنا إلينا ما أقدمت على ذلك ..
]لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[ [يوسف:111]
فهل من نصيحة ؟!!
فالمؤمنون نَصحة .. والمستشار مؤتمن .. والدال على الخير كفاعله ..
فإما أن يكفينا بعض إخواننا هذا العمل
فإذا وجِدَ بحث موجود بالفعل كففنا وَسلِمنا من ولوج باب صعب ومرتقى لسنا من أهله ... والله المستعان ونرجو من الله أن نجد على الخير أعواناً ولا نعدم منكم نصحاً .. والحمد لله أولاً وأخراً .
---
أبو زينب
03-13-2005, 12:13 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل أبو البراء(1/2442)
يقوم الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بإلقاء درس أسبوعي و ذلك يوم الإربعاء في مسجد الإيمان بدمشق . و كل مرة يتناول موضوعا قرآنيا في سلسلة من ثماني إلى عشر حلقات .و هذه الفترة يتطرق إلى " السنن الكونية في القرآن الكريم" و قد انتهى إلى الحلقة الخامسة .
و يمكنك الاستماع إلى الحلقات على الروابط التالية :
http://bouti.com/wave/dirasat_09_02_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_16_02_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_23_02_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_02_03_2005.wma
http://bouti.com/wave/dirasat_09_03_2005.wma
و رغم الخلاف مع العلماء حول بعض آراءه و لكني أراه عالما جليلا قدم للإسلام و المسلمين أعمالا جديرة بالدراسة و الاستفادة .
أرجو أن تجد في دروسه ما يعينك على مشروعك .
---
جمال حسني الشرباتي
03-13-2005, 10:08 PM
السلام عليكم
إذا زودت أهل المنتدى بنموذج عن آية فيها ما تريد بحثه فقد تكون نصيحتهم ذات قيمة أعلى مما لو لم يكن بين أيديهم مثل هذا النموذج--فسارع بتزويدنا به
---
عبدالرحمن الشهري
03-14-2005, 10:10 AM
حياكم الله أخي الكريم . وأهلاً بكم في ملتقى أهل التفسير . وقد سبق أن كتب أخي الكريم الشيخ ناصر الماجد(*) مقالة عن الآيات الكونية في القرآن الكريم ،وهو موضوع مقارب لما ذكرتم لعله يفتح النقاش حول المقصود ، وقد نشرت المقالة في شبكة التفسير بتاريخ 1/2/1425هـ بعنوان :
سمات الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم هذا نصها .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد:(1/2443)
فيطيب لي أن أقدم التهنئة لنا جميعاً بهذه الخطوة المتميزة ، لهذا الملتقى القرآني ، وهذه الشبكة العلمية ، وأسأل الله تعالى أن يجزي كل داعم ومؤازر خير الجزاء ، وأحببت أن أقدم هذه المشاركة سائلا الله تعالى أن يعصمني فيها من زلل الرأي وخطل القول.
كثيراً ما تستوقف المرء آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن شواهد القدرة الإلهية في الآفاق والأنفس ، ولقد استوقفني كثيراً منهج القرآن في اختيار تلك الآيات وأسلوب عرضها وتوظيفها في الغرض الذي سيقت له. لقد تميز المنهج القرآني بسمات عديدة ، هي جديرة بالعناية من المشتغلين بالدراسات القرآنية ، تدبراً وتأصيلاً ، لاستنباط المنهج القرآني في عرض تلك الآيات الكونية ، ذلك أن حديث القرآن عنها أخذ جزءاً غير قليل ، وفي ظني ـ وبلا مبالغة ـ فإن الباحث في الدراسات القرآنية يمكن أن يقدم في ذلك رسالة علمية كاملة ورصينة. ويمكن تقسيم تلك السمات على ثلاثة أقسام رئيسة:
القسم الأول : سمات تتعلق بذات الأمر الكوني (الظاهرة الكونية) فهي سمة لتلك الآية الكونية التي تحدث عنها القرآن وأشار إليها.
القسم الثاني: سمات تتعلق بطريقة القرآن الكريم في عرضها وأسلوب ذكرها وإيرادها.
القسم الثالث: سمات تتعلق بالغرض والغاية الذي سيقت لأجله تلك الظواهر الكونية.
ويمكن أن نوجز هذه الأقسام بعبارة مختصرة: الدليل ، والأسلوب ، والغاية. وتصور هذه الأقسام الثلاثة ، يفتح أفقاً واسعاً في الدراسة والنظر.
وأعتذر إلى القارئ الكريم عما سيلاحظه من نوع إجمال أو اختصار شديد ، إذ المقصود لفت النظر إلى هذا الموضوع العلمي ، لعل الله تعالى ييسر من يتولى هذا بشكل أوسع.
السمة الأولى:(1/2444)
من أبرز السمات التي تميز الآيات الكونية المشار إليها في القرآن الكريم ؛ أنها منتزعة من البيئة المعاشة ، والفضاء المحيط بنا ، فالأرض بجبالها وسهولها ونباتها وحيوانها وبرها وبحرها ، أمور محسوسة مدركة ، وهذه سمة سارية في كل الآيات الكونية في القرآن الكريم، وهي بهذا تتميز بعدد من الأمور، منها:
* أنها لما كانت منتزعة من البيئة ؛ فهذا يجعل الناس جميعا يستوون في الشعور بها والإحساس بوجودها بلا تميز ، فصاحب القصر الكبير في المدينة ، والخيمة الصغيرة في البدو ، يستويان في الإحساس بها، والعالم والأمي يستويان ، فمن منا لم يشاهد السماء أو النبات أو حتى الجمال ، بل إن هذه الآيات الكونية بين جوانحنا نحن، ولذا قال تعالى يلفت نظر عباده لهذه الحقيقة ?وفي أنفسكم أفلا تبصرون?.
* وكونها منتزعة من البيئة المعاشة ؛ يجعلها سهلة الإدراك، لا تحتاج إلى أدوات علمية ولا إلى تقنية عصرية، فنظرك إلى السماء وما فيها أو الأرض وما عليها، لا تحتاج معه ـ مثلاً ـ إلى مجهر مخبري، أو مكبر فضائي بل يكفيك الوسائل الفطرية التي ركبت فيك لتدرك بها هذه الآيات.
* وهذا يجعل الحجة ـأيضا ـ تقوم على الخلق جميعا؛ لأنهم يستوون في ملكات الإدراك والفهم لها.
* ولأنها منتزعة من الواقع، فهذا يجعلها تكرر بصفة مستمرة، تعايشها النفس، ويتملاها العقل.
السمة الثانية:
ومن السمات السارية في الآيات الكونية التي ذكرها القرآن الكريم، أنها متنوعة الأشكال متعددة الأنواع، فمن السماء بأفلاكها ونجومها وما فيها من مظاهر العظمة والروعة، إلى الأرض بسهولها وجبالها، والبحر بموجه وأحيائه، وهذا التنوع في الآيات الكونية والتعدد يحقق عدداً من الأهداف:(1/2445)
* منها انتفاء الملل والسأم لتعدد وتنوع ما يذكر من الظواهر الكونية، فمرة تحلق بنا الآيات إلى فضاءات الأفلاك والعوالم العلوية، ثم ما تلبث أن تحط بنا إلى جبال الأرض وتنحدر بنا إلى سهولها ثم تخوض بنا لجج البحر لتغوص بنا أعماقه وتنتهي بنا إلى قيعانه، في تنوع أخآذ يملك الحس والشعور.
* ومنها الاستحواذ على اهتمام الناس بمختلف مشاربهم وشتى اهتمامهم ، إذ الناس مختلفون فيما يستوقفهم ويسترعي انتباههم، فالفلاح – مثلاً- ربما استوقفه ولفت نظره ما لا يستوقف البحار وهو على ظهر سفينته، أو البدوي وهو يرعى غنمه وإبله في الصحراء ، وكذا الحال في العالم والتاجر والصانع.
السمة الثالثة :(1/2446)
تتميز الآيات الكونية التي يتحدث عنها القرآن الكريم، بأنها حقائق ضخمة، وخلق عظيم، بلغ النهاية دقة ، والغاية تعقيداً ، ولا يقدر قدرها إلا الذي أبدعها وخلقها سبحانه وبحمده، ومع هذا فيتميز منهج القرآن الكريم في عرضها والاستدلال بها؛ بأنه سهل ميسور قريب المأخذ، لا يُشق بها على الأفهام، ولا تكد بها الأذهان، وهذه خصيصة وسمة سارية في كل الظواهر الكونية التي أشار القرآن الكريم لها، وإن الخشوع ليأخذك وأنت ترى ضخامة هذه الحقائق الكونية، وهي تعرض من خلال آيات القرآن الكريم، ذلك العرض السهل المأخذ القريب المعنى، بخلاف ما نراه في كثير من الأدلة العقلية، التي يسوقها المتكلمون والنظار في تقرير الحقائق الكبرى والقضايا الكلية، ولهذه السمة عدد من المسوغات؛ فمع كون القرآن كلام الله عز وجل ـ بينه وبين كلام الخلق كما بين الخالق والمخلوق ـ فقد أراد الله تعالى أن تكون تلك الآيات الكونية شواهد حق على صدق القرآن الكريم، وصحة ما قرره من حقائق غيبية، وبراهين صدق على المبلغ له، وهذا يقتضي أن تكون تلك الأدلة قريبة المأخذ سهلة التناول، لا يشق على آحاد الناس وعامتهم إدراكها، وهذا ما نراه جليا ليس عند العلماء والمهتمين بهذه العلوم، فهم مظنة هذا، بل نرى آثار هذا الوضوح والقرب على الأمي الذي لا يقرأ حرفا ولا يفك خطاً، أو حتى تلك العجوز التي احدودب ظهرها، حتى إن المرء لتأخذه الدهشة من الخشوع والإخبات الذي يراه على محيا ذلك الرجل الأمي والمرأة العجوز عند سماعهما لآيات القرآن الكريم، وهي تستعرض بعض المظاهر الكونية في هذا الكون العظيم، وتأمل هذا فيمن حولك تجد صدقه.
على أنه لا يراد بهذا أن العالم والأمي يستويان في درجة الإدراك، بل المقصود أنهما يستويان في حصول أصل الإدراك، وإن تفاوتا في درجته ومبلغه.
السمة الرابعة :(1/2447)
وبناء على السمة السابقة فإنه لا توجد آية كونية ورد الإشارة إليها في كتاب الله، إلا وهي مدركة لجميع المخاطبين بها، يستوي في ذلك المتقدمون والمتأخرون، فالمتقدمون قد فهموا المراد بها على نحو ما انتهى إليه علمهم ، وأدركوا دلالتها على ما سيقت له، ولا يؤثر في هذا ولا يعود عليه بالنقض ما تم اكتشافه حديثاً ؛ وذلك لأمرين بارزين:
- الأول: أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، الذي خاطب به الخلق جميعاً منذ نزل وإلى أن تقوم الساعة ، ومقتضى هذا أن يخاطب الله تعالى الخلق بما يدركونه ويعقلونه، وإلا خرج عما وصف به من البيان والهدى واليسر للمدكر، وهذه قضية مُسلَّمة لم يكن هناك ما يدعو إلى تقريرها؛ لولا أنا رأينا من كلام بعض المعاصرين من يناقض هذا.
- الثاني: أن القرآن الكريم حَمَّال للوجوه ، واسع المعاني ، عام الدلالة ، وهذه أمور يجب أن لا يغفل عنها المهتمون بالنواحي الطبيعية الكونية، فلا يجوز قصر دلالة الآية على ما دلت عليه المكتشفات الحديثة، لأن آيات القرآن الكريم تحتملها وتحتمل ما سبق من كلام المتقدمين بل وربما بقيت فيها دلالات لم يهتد إليها الخلق بعد.
ومن الخطأ أن تنحو كثير من الدراسات المعاصرة ـ في موقفها من المأثور في التفسيرـ منحى؛ التخطئة للمتقدمين في فهمهم لتلك الظواهر الكونية الواردة في كتاب الله تعالى، أو الزعم بأنهم لم يفهموا ما أراد الله تعالى من تلك الآيات الواردة في القرآن ، وأحسب هذا تعدٍ واضح وخطلاً في القول ، وإلا فهل يجزم هو ـ أيضا ـ على سبيل القطع بأن ما قرر في ضوء المكتشفات العلمية هو مراد الله تعالى.
وإذاً ـ وهو مهم ـ فَفَهمُ أصل الدلالات القرآنية مدركة عند المتقدمين والمتأخرين ، وربما فضل المتأخر على المتقدم بأحد أمرين:
* إما من جهة توسيع الدلالة القرآنية (زيادة الدلالة) في ضوء اكتشاف ما لم يكن مدركاً.(1/2448)
* أو من جهة فهم الآية على نحو أكثر دقة(وضوح المعنى) باعتبار أن المكتشفات العلمية تساعدنا في ذلك.
السمة الخامسة :
هذه الظواهر الكونية وما تدل عليه من حقائق علمية، لم تذكر في القرآن الكريم لمجرد الذكر، أو من أجل بيانها للناس ودلالتهم عليها ابتداء، وإنما هي سيقت مساقا تابعا للغرض والهدف الذي ذكرت في ثناياه، ولقد رأينا أن تلك الآيات الكونية سيقت في سبيل الاستدلال بها على قضايا كبرى(كالألوهية والنبوات والبعث) وهذا يدلنا على الغاية التي سيقت لها، بل فوق هذا فالقرآن الكريم قد وصفه المتكلم به سبحانه بأنه هدى ورحمة وبيان ورشاد للخلق جميعاً ـ وفي الحق ـ فهذا الأمر قضية مفصلية في تأصيل الدراسات المتعلقة بالظواهر الكونية الواردة في القرآن الكريم، لأنه حينما يستنبط لنا أحد الباحثين ـ مثلاً ـ أن القرآن فيه ما ينظم الوجبات اليومية ونحو ذلك، فهو في الحقيقة نزول بالقرآن الكريم عن مقاصده الكبرى وغاياته العظمى، وإلا ما قيمة التنظيم الذي يريد إثباته من حيث هداية البشرية والأخذ بيدها إلى ما فيه نجاتها وسعادتها، وأمثال هذه الدراسات التي تقحم في ميدان التفسير كثيرة ولا سيما ما تعلق منها بالحساب العددي( الإعجاز العددي).
وإذاً فيجب أن يُقتصر بتلك الظواهر فهماً واستنباطاً على ما يحقق الغاية التي سيقت لها، فهذا الغرض والمقصد هو الهدف الأصيل لسياقها، وكل ما تحقق مع هذا الهدف فهو تبع له دائر في فلكه، لا يجوز أن يجنح بنا النظر والاستنباط عن هذه الدائرة.
السمة السادسة :(1/2449)
ولما كان الغرض والغاية من تلك الحقائق الكونية المذكورة في القرآن الكريم الاستدلال بها على المسائل الكبرى في هذا الدين، فإن تفاصيل وأجزاء تلك الحقائق الكونية غير مرادة؛ لأنها لا تحقق الهدف، وإن شئت فقل بعبارة أدق لا يستفيد منها أكثر المخاطبين بهذا الهدف، فإن أكثر الناس لا يدرك تفاصيل الحقائق الكونية، مما يجعله لا يستوعب الحديث عنها بهذا القدر التفصيلي، وفي هذا الإطار وبهذا القصد المحدد لا يساعد على تحقيق الغاية، ولا يفهم من هذا أن القرآن الكريم لم يرد فيه مواضع جاءت مفصلة، إذ وردت ألفاظ القرآن الكريم في غاية الدقة والانتقاء لتعبر عن أوصاف دقيقة كقوله تعالى في وصف إحدى مراحل تخلق الجنين في رحم أمه :?ثم خلقنا العلقة مضغة? ، فلفظ المضغة دقيق جداً ، بل عجيب في التعبير عن خصائص هذه المرحلة من مراحل نمو الجنين تحار ـ فعلاً ـ من دقة التعبير، خاصة إذا اطلعت على ما يذكره أهل الطب. ومثل هذا ينطبق تماماً على قوله تعالى في وصف هذه المضغة :?مخلقة وغير مخلقة?.
وإنما أردت القول: إن الألفاظ القرآنية ـ في سياق ذكر آيات الكون ـ تتسم بعموم وإجمال لافت للنظر إلى جلالها وجمالها، ودلالتها على الغرض الذي سيقت له، دون الخوض في تفاصيل وأجزاء الآيات الكونية، وهذا يجعلنا نسير في عرضنا وبياننا لتلك الآيات مع المنهج القرآني بلا تفصيل يخرج بنا عن المنهج القرآني في عرض تلك الآيات الكونية.
السمة السابعة :
أن منهج القرآن في عرض الآيات الكونية وسياقها لم يكن على نحو جاف جامد خال من الشعور، بعيد عن العواطف ، إن آيات القرآن الكريم تسوقها لك حتى تجعلك تخالطها شعوراً وحساً، وروحاً وجسداً، وكثيراً ما استشعرت جلالها وجمالها على نحو طاغ ، يسوقك إليها من حيث لا تدرى ، ويملك عليك السمع والبصر، ويأخذ بمجامع القلب ، يستغرق الشعور والإحساس ويستثير كوامن النفس.(1/2450)
حاول أن تتأمل الآيات القرآنية التي تحدثت عن البحر – مثلاً- وأنت على ظهر سفينة تمخر بك عبابه وتشق أمواجه ، أو في ليلة برية تزينها النجوم ، وتأمل وصف القرآن الكريم لتلك النجوم كيف يكون شعورك كيف تحس بمظاهر الجلال والجمال في تلك الآيات القرآنية والكونية الواسعة وهذا ما لا تجده في غير القرآن الكريم، وفضلاً عن هذا فإنها تربي وتنمي في المؤمن شعور الإحساس بهذا الكون الذي يعيش فيه ، وتوجد لغة وجدانية بينه وبين الكون المحيط به ، رابطاً روحياً شفافاً. فكل المخلوقات هي عالم من الإدراك والإحساس يصطف جميعاً ليسبح هذا الخالق العظيم جل جلاله ، وصدق الله القائل :?وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً?.
وجانب آخر لهذه السمة ؛ يتمثل في تعدد العبارة وتنوع الأسلوب ، فكثيراً ما تحدث القرآن الكريم عن السماء بنجومها والأرض بجبالها وسهولها، لكنك في كل مرة تلحظ اختلاف الأسلوب وتنوع العبارة.
السمة الثامنة :
هذا الخصائص والسمات كلها تدفع المرء إلى مزيد من التأمل في هذه الآيات الكونية، والسياق القرآني لها يفتح الآفاق في النفس البشرية حتى تبحر في أعماق هذه الظواهر الكونية تأملاً وتفكراً فيها، ولذا نلحظ وبشكل لافت أن أكثر الآيات القرآنية التي سيقت فيها الظواهر الكونية، تختم غالباً بالدعوة والحث على النظر والتفكر والتأمل.
وأمر آخر أن هذه الدعوة للتأمل جاءت مطلقة عامة ولذا نرى أن المتعلق في الآية يحذف بصورة مطردة نحو قوله تعالى :?إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون? ، وفي موضع ?يتفكرون? و?يعلمون? و?يعقلون? وأيضاً?يذكرون? ، ومتعلق الإيمان والتفكر والعلم والعقل والتذكر محذوف، ومن المقرر أن حذف المتعلق يجعل دلالة الكلام أوسع منه لو عُيِّن ، ولذا رأينا حذف المتعلق سمة قرآنية لازمة.
السمة التاسعة :(1/2451)
إن هذه السمات جميعاً، وغيرها مما لم يذكر، لا يمكن أن تجتمع في أي نوع من الأدلة البشرية التي يسوقها النظار والمتكلمون في المسائل الإلهية التي يتناظر فيها عقلاء العلم وأذكياؤه، وصدق الله القائل :? ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً?.
وأختم هذا المقال بسرد بعض الايات الكونية الواردة في القرآن الكريم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم :
?أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {60} أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {61} أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {62} أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63} أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {64} قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {65} بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {66} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67} لَقَدْ(1/2452)
وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {68} قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ {69} وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {70}?
وكذلك قوله تعالى :
?فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ {17} وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ {18} يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ {22} وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {23} وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24} وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ {25} وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ {26} وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي(1/2453)
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27}?
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* ناصر بن محمد الماجد .
المحاضر بكلية أصول الدين بالرياض .
المصدر . (http://www.tafsirmail.com/index.php?subaction=showfull&id=1079908381&archive=&start_from=&ucat=1&do=maqalat)
--
ولعلك أخي الكريم تحدد : ماذا تقصد بالسسن الكونية ؟ وما هي طبيعة الكتابة التي تنوي القيام بها ؟ هل هي كتابة ستقدم لدرجة علمية ، أم تصنيف خاص عن الموضوع لسد الحاجة التي ترون نقصها ؟ أم ماذا ؟ وفقكم الله لكل خير.
---
عمر المقبل
03-15-2005, 12:15 AM
هناك رسالة دكتوراه للشيخ د.حسن بن صالح الحميد ،عنوانها : ( سنن الله في الأمم من خلال القرىن ،دراسة موضوعية ) وهي ـ حسب علمي ـ لم تطبع ،وعندي نسخة منها ،وتقع في 862 صفحة ،وقد أشرف عليها أ.د.ناصر العمر .
والباحث قوي في مثل هذه المواضيع ،وقد لمست ذلك منه خلال تدريسه لنا في كلية الشريعة عام 1412هـ .
---
أبو البراء بن المكدي
03-15-2005, 01:43 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاكم الله خيراً على اهتمامكم وأعتذر عن عدم التوضيح وهو كما يلي باختصار :
أقصد بالسنن الكونية : هي سنن الله سبحانه وتعالي في القرى وسننه في البلدان وسننه في الأمم ، سننه مع الكافرين الظالمين ، سننه مع الأمم الطاغية ، سننه مع المستضعفين ....
أما الآيات القرآنية فمنها :
يقول الله : [ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ :
( كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ ) بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] [لأعراف:96] .
ويقول تعالى :[ إِنَّ اللَّهَ ( لا يُغَيِّرُ ) مَا بِقَوْمٍ ( حَتَّى يُغَيِّرُوا ) مَا بِأَنْفُسِهِمْ ] [الرعد: من الآية11] .(1/2454)
ويقول تعالى :[وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ :
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ .
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ .
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً .
( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي ) شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ][النور:55] .
فإذا عبدوا دون أن يشركوا : استُخلِفوا ، ومُكِنوا ، وبُدلوا من بعد خوفهم أمنا .
وأيضاً مثل قول الله تعالى :
ويقول : [ (فَلَمَّا نَسُوا ) مَا ذُكِّرُوا بِهِ ( فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ ) أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى ( إِذَا فَرِحُوا ) بِمَا أُوتُوا ( أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ) فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ] [الأنعام:44] .
وأرجو أن يكون قد بان المراد من الكلام فلو فعَّلنا البحث وتقصينا الآيات لكان موضوعاً – إن شاء الله – جديراً أن نُكمل فيه ونطيل فيه النفس ...
ملحوظة هامة :
ولي ملحوظة هامة وهي أنني ما دخلت في هذا الملتقى المبارك – إن شاء الله – إلا رجاء التعلم والفائدة ، فإن رأى أحد خطأ فلا يبطأ التنبيه فالمؤمن مرآة أخيه ونحن نقبل إن شاء الله أي تصويب للفهم .. أسأل الله أن يسدد الفهم وأن يجعلنا متبعين لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم ،
وبالنسبة لسؤال شيخنا عبد الرحمن عن القصد فهو خاص بالباحث وليس رسالة علمية .
والله من وراء القصد .
---
جمال أبو حسان
03-15-2005, 09:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله قد عقدت جامعة الزرقاء الاهلية مؤتمرا في العام الماضي حول السنن الكونية في الكتاب والسنة وستطبع بحوث هذا المؤتمر في كتاب خاص قريبا ويمكن مراسلة الجامعة للافادة من بحوث هذا المؤتمر
---
جمال أبو حسان
03-15-2005, 09:36 AM(1/2455)
عنوان المؤتمر في جامعة الزرقاء هو السنن الالهية في الكتاب والسنة وليس السنن الكونية وانا اعتذر عن الخطا
---
جمال أبو حسان
03-15-2005, 09:37 AM
هناك رسالة دكتوراة في تخصص العقيدة للدكتور شريف الخطيب حول السنن الكونية واحسبها غير مطبوعة وصاحبها احد مدرسي كلية الشريعة بجامعة ال البيت بالاردن ويمكن مراسلته للافادة من كتابه
---
أبو البراء بن المكدي
03-15-2005, 06:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
شيخنا الكريم : د / جمال
وأين لنا بالمؤتمر أو بالكاتب وبيننا وبينه مفاوز وليس لدينا أي بيانات عنه .
فلو تكرمتم بمساعدتنا كان ذلك أنفع لنا نفع الله بك .
---
جمال أبو حسان
03-16-2005, 02:23 PM
الاخ ابو البراء الكندي كتاب المؤتمر حول السنن الالهية سيطبع قريبا وعندما يصدر ساعلن عنه في هذا المنتدى الحواري الرائع
---
(1/2456)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حَمِّل : خط شبيه بخط عثمان طه وهو من أحسن الخطوط لكتابة الآيات
---
حَمِّل : خط شبيه بخط عثمان طه وهو من أحسن الخطوط لكتابة الآيات
---
أحمد القصير
01-25-2006, 12:15 AM
الخطوط التالية شبية جداً بخط عثمان طه والذي كتبت به المصاحف في مجمع الملك فهد رحمه الله وهو من أحسن الخطوط لكتابة الآيات
---
أبو يعقوب
01-25-2006, 02:53 PM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
01-25-2006, 03:05 PM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
---
عبدالرحمن السديس
01-26-2006, 12:17 AM
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
هذا الخط بأنواعه الثلاثة ، لكن لا حظت أنه يضيف بعض الحركات من عنده ! كالكسرة على لفظ "الله" ولا تظهر عندي وقت الكتابة هنا !
---
الراية
01-27-2006, 03:04 PM
المجمع يصدر برنامجاً للنشر الحاسوبي
يسر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أن يعلن عن اكتمال العمل على مشروع إنتاج أحد البرامج الحاسوبية المتميّزة، التي تخدم الباحثين وطلبة العلم وغيرهم،
بعنوان: مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي.
ويستخدم البرنامج المذكور في البحث عن نصوص الآيات القرآنية في المصحف، وكتابتها بخط الرسم العثماني (المطابق للرسم المستخدم في مصحف المدينة النبوية) في برامج النشر المكتبي.
ويتميّز البرنامج عن غيره من البرامج الأخرى المتوافرة في الأسواق بما يلي:
(1) إمكان كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في برنامج تحرير النصوص (مايكروسوفت وورد) MS-Ward؛ وذلك على هيئة خط True type font (مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، مما يسهل أعمال التحرير والتنسيق.(1/2457)
(2) إمكان كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في عدد من برامج الرسم والنشر المكتبي المشهورة، وهي: فوتوشوب PhotoShop، وإن ديزاين InDesign، وإليستريتور Illustrator. ويتم إدراج الآيات أيضاً على هيئة خط True Type Font (مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، وهذه خدمة هامة، وغير متوافرة في كثير من البرامج الأخرى المماثلة.
(3) سرعة ودقة نتائج البحث، حيث يمكن الوصول إلى الآيات المقصودة والبحث في المصحف بكامله في ثوان معدودة.
(4) السهولة والمرونة في استخدام البرنامج والتعامل معه حتى من قبل غير ذوي الاختصاص، مع المحافظة على البساطة وأناقة التصميم.
(5) توافر العديد من الخيارات الخاصة التي تتيح للمستخدم التحكم في حجم ولون الخط، ومكان كتابة تخريج الآية، وإحاطة النص القرآني بأقواس مزخرفة وغير ذلك الخدمات الأخرى.
(6) يتوافر في البرنامج خاصية الاتصال بموقع المجمع على شبكة الإنترنت؛ وذلك لتحديث الخدمات والخط المستخدم في كتابة الآيات القرآنية؛ مما يساعد على التحسين المستمر للبرنامج وخدماته وسهولة تلافي ما قد يظهر من أخطاء أو مشاكل فنية مستقبلاً.
(7) توافر نسخة أخرى من البرنامج مخصصة للعمل على بيئة أجهزة الماكنتوش Mac operating systems تتضمن معظم الخصائص الموجودة في نسخة نظام الويندوز؛ وذلك لندرة البرامج الحاسوبية التي تقدم خدمة كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في نظام الماكنتوش.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي هو نتاج عمل دؤوب استمر لأكثر من ثلاث سنوات تحت إشراف إدارة الحاسب الآلي والجهات العلمية في المجمع بالتعاون مع شركة حرف لتقنية المعلومات.
http://www.qurancomplex.org/News/NewsItem.asp?l=arb&CatLang=0&CatID=3&NewsID=504
ولم اقف على هذا البرنامج في الاسواق حتى الآن .
ومن وقف عليه فليخبرنا مشكورا مأجورا
---
لطفي الزغير(1/2458)
01-28-2006, 07:37 PM
بارك الله فيكم جميعاً، وجزاكم خيراً .
---
محتسب لله
02-11-2006, 07:50 AM
جزاكم الله خيراً
---
أيمن صالح شعبان
04-23-2006, 06:55 AM
جزاك الله خيرا على هذه الخطوط الرائعة أستاذنا المفضال .
بس هذه الخطوط من إنتاجي !!!!!!!!!!!!!!!
لا عليك فقد وضعتها منذ فترة مع تجربة برنامج مصحف ويب لكنها لا تغطي كافة الرسم العثماني فلينتبه .
---
إبراهيم الحميضي
09-14-2006, 06:04 PM
جزاك الله خيرا
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:22 PM
جزاكم الله خير الجزاء
---
بندر الرقابي
09-17-2006, 10:13 PM
جزاك الله خيرا.
---
البتول
09-18-2006, 09:08 PM
نشكركم على ما قدمتم
---
ابو يزيد
09-22-2006, 03:57 PM
كل شرط جرا نفعا فهو ربا
---
أبو بيان
09-23-2006, 02:04 PM
حتى ننظر ...
---
علال بوربيق
09-23-2006, 10:07 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
بارك الله في أحمد القصير ، وجعل ما قدم في ميزان حسناته يوم القيامة .
ولإخينا أبي زيد - جزاه الله خيرا - نقول :
ولازم من انتفاء الشرط *** عدم مشروط لدى ذي الضبط
---
د.خضر
09-24-2006, 02:03 PM
أشكر لكم حسن صنيعكم رغم أني لم أحمل الخطوط لأنكم اعتذرتم عن ذلك إلا بعد الرد وشكرا
---
(1/2459)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أجوبة ابن حزم على اعتراضات نفاة تحريف التوراة والأنجيل
---
أجوبة ابن حزم على اعتراضات نفاة تحريف التوراة والأنجيل
---
سمير القدوري
12-24-2005, 10:36 PM
في هده الحلقة سننثر ردود ابن حزم على 11 اعتراضا لأهل الكتاب كانوا يجابهون بها المسلمين من بينها 7 مواضغ من القرأن وهي الأتية
1. سورة المائدة: 68.
2. سورة آل عمران: 93.
3. سورة المائدة: 44.
4. سورة المائدة: 47.
5. سورة المائدة: 66.
6. سورة النساء: 47.
7. سورة المائدة الآية 43.
فجاء ابن حزم فنقل القضية من حيز الجدال الدي يحوم حول المشكلة دون الغوص فيها أقصد النزاغ حول التحريف دون التعرض لمضمون الكتب المعنية.
وبعد أن أتى ابن حزم على تلك الكتب من داخلها أصبح الجدال السابق بدون فائدة. لكنه يتبرع على خصمه في بحثها معه ولينتزع من يده القشة الأخيرة.
ثم يكر ابن حزم على من اغتر من المسلمين بمغالطات ومراوغات الخصم فيوجه سهام النقد لهم لقلة مبالاتهم بفهم كتاب الله الدي حسم الأمر بالنسبة للمسلمين.
وقد حققت كلام ابن حزم ولم أعول على طبعات الفصل لأنها سقيمة.
وإليكم كلامه بنصه :
[ جواب عن اعتراضات لليهود وغيرهم في مسألة التحريف ]
قال أبو محمد: وقد اعترض بعضهم فيما كان يدعى عليهم من تبديل التوراة, وكتبهم المضافة إلى الأنبياء, قبل أن نبين لهم أعيان ما فيها من الكذب البحت, فقال:" قد كان في مدة دولتهم أنبياء, وبعد دولتهم, ومن المحال أن يقر أولئك الأنبياء على تبديلها ".
قال أبو محمد: فجواب هذا القول أن يقال له:(1/2460)
[ 1 ] إن كان يهودياً: كذبت, ما في شيءٍ من كتبكم أنه رجع إلى البيت مع زربابيل بن صلتيال بن صدقياً الملك نبي أصلاً, ولا كان معه في البيت نبي - بإقرارهم- أصلاً, وكان ذلك قبل أن يكتبها لهم عزرا بدهر. وقبل رجوعهم إلى البيت مع زربابيل مات دانيال آخر أنبيائهم في أرض بابل, وأما الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل بعد سليمان فكلهم كما بينا إما مقتول بأشنع القتل أو مخاف مطرود منفي لا يسمع منهم كلمة إلا خفيا, حاشا مدة الملوك المؤمنين الخمسة في بني يهوذا و بنيامين خاصة, وذلك قليل تلاه ظهور الكفر, وحرق التوراة, وقتل الأنبياء. وهو كان خاتمة الأمر, وعلى هذه الحال وافاهم انقراض دولتهم. وأيضاً, فليس كل نبي يبعث بتصحيح كتاب من قبله, فبطل اعتراضهم بكون الأنبياء فيهم جملة .
[ 2 ] وإن كان نصرانياً يقر بالمسيح وزكريا ويحيى عليهم السلام, قيل له: إن المسيح بلا شك كانت عنده التوراة المنزلة كما أنزلها الله تعالى, وكان عنده الإنجيل المنزل.
قال الله تعالى (( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولاً إلى بني إسرائيل)) سورة آل عمران 48- 49 , إلا أنه عرض في النقل عنه بعد رفعه عارض أشد وأفحش من العارض في النقل إلى موسى عليه السلام, فلا كافة في العالم متصلة إلى المسيح عليه السلام أصلاً, والنقل إليه راجع إلى خمسة فقط وهم متى, وباطره بن يونا, ويوحنا ابن سبذاي ,ويعقوب ويهوذا أبناء يوسف فقط.(1/2461)
ثم لم ينقل عن هؤلاء إلا ثلاثة فقط, وهم لوقا الطبيب الأنطاكي, ومارقش الهاروني, وبولش البنياميني. وهؤلاء كلهم كذابون قد صح عليهم الكذب جهاراً, على ما نوضحه بعد هذا إن شاء الله تعالى. وكل هؤلاء مع ما صح من كذبهم وتدليسهم في الدين, فإنما كانوا متسترين بإظهار دين اليهود ولزوم السبت بنص كتبهم كلها, ويدعون إلى التثليث سراً, وكانوا مع ذلك مطلوبين حيث ما ظفروا بواحد منهم ظاهراً قتل. فبطل الإنجيل والتوراة برفع المسيح عليه السلام بطلاناً كلياً.
وهذا الجواب إنما كان يحتاج إليه قبل أن يظهر من كذب توراتهم وكتبهم ما أظهرنا, وأما بعد ما أوضحنا من عظيم كذب هذه الكتب بما لا حيلة فيه, فاعتراضهم ساقط, لأن يقين الباطل لا يصححه شيءٌ أبدا, كما أن يقين الحق لا يفسده شيءٌ أبداً .
فاعلموا الآن أن كل ما عورض به الحق المتيقن ليبطل به, أو عورض به دون الكذب المتيقن ليصحح به, فإنما هو شغب وتمويه, وإيهام وتخييل وتحيل فاسد بلا شك, لأن يقينين لا يمكن البتة في البنية أن يتعارضا أبداً, وبالله تعالى التوفيق .
[ 3 ] فإن قيل: فإنكم تقرون بالتوراة والإنجيل, وتستشهدون على اليهود والنصارى بما فيهما من ذكر صفات نبيكم, وقد استشهد نبيكم عليهم بنصها في قصة الرجم للزاني المحصن , ورُويَ أن عبد الله بن سلام ضرب يد عبد الله بن صوريا إذ وضعها على آية الرجم . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ التوراة وقال آمنت بما فيك .
وفي كتابكم:
[1] (( يا أهل الكتاب لستم على شيءٍ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم )) سورة المائدة 68.
[2] وفيه أيضاً (( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين )) سورة آل عمران 93.
[3] وفيه أيضاً:(( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء )) سورة المائدة آية 44.(1/2462)
[4] وفيه (( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)) سورة المائدة 47.
[5] وفيه :(( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم )) سورة المائدة 66.
[6] وفيه (( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم )) سورة النساء 47.
[7] وفيه (( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله)) سورة المائدة الآية 43.
[ الجواب ]
قلنا وبالله تعالى التوفيق: كل هذا حق- حاشا قوله عليه السلام آمنت بما فيك فإنه باطل لم يصح قط- وكله موافق لقولنا في التوراة والإنجيل بتبديلهما وليس شيء منه حجة لمن ادعى أنهما بأيدي اليهود والنصارى كما أُنزلا, على ما نبين الآن إن شاء الله تعالى بالبرهان الواضح.
قال أبو محمد
[ أ ] أما إقرارنا بالتوراة والإنجيل, فنعم, وأي معنى لتمويهكم بهذا, ونحن لم ننكرهما قط بل نكفر من أنكرهما؟ إنما قلنا إن الله تعالى أنزل التوراة على موسى عليه السلام حقاً, وأنزل الزبور على داود عليه السلام حقاً, وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام حقاً, وأنزل الصحف على إبراهيم وموسى عليهما السلام حقاً, وأنزل كتباً لم تسم لنا على أنبياء لم يسموا لنا حقاً نؤمن بكل ذلك. قال الله تعالى (( صحف إبراهيم وموسى )) سورة الأعلى 19. وقال الله تعالى(( وإنه لفي زبر الأولين )) سورة الشعراء 196.
وقلنا ونقول: إن كفار بني إسرائيل بدلوا التوراة والزبور فزادوا ونقصوا, وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء (( لا معقب لحكمه )) سورة الرعد 41. وبدل كفار النصارى الإنجيل كذلك فزادوا ونقصوا, وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء, لا يسأل عما يفعل وهم يسألون , فدرس ما بدلوا من الكتب المذكورة, ورفعه الله تعالى, كما درست الصحف وكتب سائر الأنبياء جملة فهذا هو الذي قلنا.(1/2463)
وقد أوضحنا البرهان على صحة ما أوردنا من التبديل والكذب في التوراة والزبور ونورد إن شاء الله تعالى في الإنجيل أيضا, وبالله تعالى نتأيد , فظهر فساد تمويههم بأننا نقر بالتوراة والزبور والإنجيل, ولم ينتفعوا بذلك في تصحيح ما بأيديهم من الكتب المكذوبة المبدلة, والحمد لله رب العالمين .
[ ب ] وأما استشهادنا على اليهود والنصارى بما فيهما من الإنذار بنبينا صلى الله عليه وسلم فحق, وقد قلنا آنفاً أن الله تعالى أطلقهم على تبديل ما شاء رفعه من ذينك الكتابين, كما أطلق أيديهم على قتل من أراد كرامته بذلك من الأنبياء الذين قتلوهم بأنواع المُثَل, وكف أيديهم عما شاء إبقاءه من ذينك الكتابين حجة عليهم, كما كف أيديهم عمن أراد كرامته بالنصر من أنبيائه الذين حال بين الناس وبين أذاهم , وقد غَرَّق الله تعالى قوم نوح عليه السلام, وقوم فرعون نكالاً لهم, وغرق آخرين شهادة لهم, وأملى لقوم ليزدادوا إثما , وأملى لقوم آخرين ليزدادوا فضلاً . هذا ما لا ينكره أحد من أهل الأديان جملة, وكان ما ذكرنا زيادة في أعلام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الواضحة, وبراهينه اللائحة, والحمد لله رب العالمين . فبطل اعتراضهم علينا باستشهادنا عليهم بما في كتبهم المحرفة من ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم.
[ ج ] وأما استشهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوراة في أمر رجم الزاني المحصن وضرب بن سلام رضي الله عنه يد ابن صوريا إذ جعلها على آية الرجم فحق, وهو مما قلنا آنفاً أن الله تعالى أبقاه خزياً لهم وحجة عليهم , وإنما نحتج عليهم بهذا كله بعد ثبات رسالته صلى الله عليه وسلم بالبراهين الواضحة الباهرة بالنقل القاطع للعذر على ما قد بينا, ونبين إن شاء الله تعالى, ثم نورد ما أبقاه الله تعالى في كتبهم المحرفة من ذكره عليه السلام إخزاء لهم, وتبكيتاً وفضحا لضلالهم, لا لحاجة منا إلى ذلك أصلاً, والحمد لله رب العالمين .(1/2464)
[ د ] وأما الخبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ التوراة وقال: آمنت بما فيك , فخبر مكذوب, موضوع, لم يأت قط من طريق فيها خير, ولسنا نستحل الكلام في الباطل لو صح, فهو من التكلف الذي نهينا عنه, كما لا يحل توهين الحق ولا الاعتراض فيه .
[ 1 ] وأما قول الله عز وجل (( يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم )) المائدة 68. فحق لا مرية فيه, وهكذا نقول, ولا سبيل لهم إلى إقامتهما أبداً, لرفع ما أسقطوا منهما, فليسوا على شيء إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم, فيحصلون حينئذ مقيمين للتوراة والإنجيل, لأنهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وُجد أو عُدم, ويكذبون بما بدل فيهما مما لم ينزله الله تعالى فيهما, وهذه هي إقامتهما حقاً, فلاح صدق قولنا موافقاً لنص الآية بلا تأويل, والحمد لله رب العالمين .
[ 2 ] وأما قوله تعالى (( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين )) آل عمران آية 93. فنعم, إنما هو في كذب كذبوه ونسبوه إلى التوراة على جاري عادتهم زائد على الكذب الذي وضعه أسلافهم في توراتهم, فبكتهم عليه السلام في ذلك الكذب المحدث بإحضار التوراة إن كانوا صادقين فظهر كذبهم . وكم عرض لنا هذا مع علمائهم في مناظراتنا معهم قبل أن نقف على نصوص التوراة, فالقوم لا مؤونة عليهم من الكذب حتى الآن إذا طعموا بالتخلص في مجلسهم ذلك بالكذب, وهذا خلق خسيس, وعار لا يرضى به مصحح, ونعوذ بالله من مثل هذا .
[ 3 ] وأما قوله تعالى(( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله)) المائدة 44. .(1/2465)
فنعم. هذا حق على ظاهره كما هو, وقد قلنا إن الله تعالى أنزل التوراة, وحكم بها النبيون الذين أسلموا كموسى وهارون وداود وسليمان ومن كان بينهم من الأنبياء عليهم السلام, ومن كان في أزمانهم من الربانيين والأحبار الذين لم يكونوا أنبياء لكن حكاماً من قبل الأنبياء عليهم السلام قبل حدوث التبديل , هذا هو نص قولنا, وليس في هذه الآية أنها لم تبدل بعد ذلك أصلاً, لا بنص ولا بدليل , وأما من ظن بجهله من المسلمين أن هذه الآية نزلت في رجم النبي صلى الله عليه وسلم لليهوديين اللذين زنيا وهما محصنان, فقد ظن الباطل, وقال بالكذب, وتأول المحال, وخالف القرآن, لأن الله تعالى قد نهى نبينا عليه السلام عن ذلك نصاً بقوله (( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ َمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً )) المائدة 48.
وقال عز وجل(( ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك )) المائدة 49 .
قال أبو محمد فهذا نص كلام الله عز وجل الذي ما خالفه فهو باطل .(1/2466)
[ 4 ] وأما قوله تعالى: (( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه )) المائدة 47. فحق على ظاهره لأن الله تعالى أنزل فيه الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم, واتباع دينه, فلا يكونون أبداً حاكمين بما أنزل الله تعالى فيه إلا باتباعهم دين محمد صلى الله عليه وسلم, فإنما أمرهم الله تعالى بالحكم بما أنزل في الإنجيل الذي ينتمون إليه فهم أهله, ولم يأمرهم قط تعالى بالحكم بما سمي إنجيلاً وليس إنجيلا, ولا أنزله الله تعالى- كما هو- قط. فالآية موافقة لقولنا, وليس فيها أن الإنجيل لم يبدل لا بنص ولا بدليل, إنما فيه إلزام النصارى الذين يسمون بأهل الإنجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه, وهم على خلاف ذلك .
[ 5] وأما قوله تعالى: (( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم )) المائدة 66, فحق كما ذكرناه قبل, ولا سبيل لهم إلى إقامة التوراة والإنجيل المنزلين بعد تبديلهما إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم, فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والإنجيل حقاً لإيمانهم بالمنزل فيهما , وجحدهم ما لم ينزل فيهما وهذه هي إقامتهما حقاً .
[ 6 ] وأما قوله تعالى (( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم )) النساء 47. فنعم, هذا عموم قام البرهان على أنه مخصوص, وأنه تعالى إنما أراد مصدقاً لما معكم من الحق لا يمكن غير هذا, لأننا بالضرورة ندري أن معهم حقاً وباطلاً, ولا يجوز تصديق الباطل أوالحكم به ألبتة, فصح أنه إنما أنزله تعالى مصدقاً لما معهم من الحق.
[7] وأما قوله تعالى ((وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله)) المائدة 43.(1/2467)
فإنما هو على الاستخفاف بهم والتوبيخ لهم, كقول القائل لآخر: أنا أعلم منك ثم يأتيه ثانية فيسأله فيقول المسؤول كيف تسأل وأنت أعلم مني؟ , وقد قلنا إن الله تعالى أبقى في التوراة والإنجيل حقاً ليكون حجة عليهم وزائداً في خزيهم, وبالله تعالى التوفيق, فبطل تعلقهم بشيءٍ مما ذكرنا والحمد لله رب العالمين.
[ الرد على بعض المسلمين من نفاة وقوع التحريف ]
قال أبو محمد: وبلغنا عن قوم من المسلمين ينكرون بجهلهم القول بأن التوراة والإنجيل اللذين بأيدي اليهود والنصارى محرفان, وإنما حملهم على هذا قلة اهتبالهم بنصوص القرآن والسنن, أترى هؤلاء ما سمعوا قول الله تعالى (( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون)) آل عمران 71, وقوله تعالى: (( وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )) البقرة : 146. وقوله تعالى :(( وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون )) آل عمران 78,(1/2468)
وقوله تعالى(( يحرفون الكلم عن مواضعه )) المائدة 13, ومثل هذا في القرآن كثير جداً . ونقول لمن قال من المسلمين " إن نقلهم نقل تواتر يوجب العلم وتقوم به الحجة ", لاشك في أنهم لا يختلفون في أن ما نقلوه من ذلك عن موسى وعيسى عليهما السلام لا ذكر فيه لمحمد صلى الله عليه وسلم أصلاً, ولا إنذاراً بنبوته, فإن صدقهم هؤلاء الغافلون في بعض نقلهم, فواجب أن يصدقوهم في سائره, أحبوا أم كرهوا, وإن كذبوهم في بعض نقلهم فواجب أن يكذبوهم في سائره أحبوا أم كرهوا, وإن كذبوهم في بعض وصدقوهم في بعض فقد تناقضوا, وظهرت مكابرتهم, ومن الباطل أن يكون نقل واحدٌ جاء مجيئاً واحداً بعضه حق وبعضه باطل . وما ندري كيف يستسهل مسلم إنكار تحريف التوراة والإنجيل, وهو يسمع كلام الله عز وجل(( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار )) سورة الفتح 29. وليس شيءٌ من هذا فيما بأيدي اليهود والنصارى مما يدعون أنه التوراة والإنجيل, فلابد لهؤلاء الجهال من تصديق ربهم عز وجل أن اليهود والنصارى بدلوا التوراة والإنجيل, فيرجعون إلى الحق, أو يكذبوا ربهم ويصدقوا اليهود والنصارى, فيلحقوا بهم, ويكون السؤال عليهم كلهم حينئذ واحداً فيما أوضحناه من تبديل الكتابين, ومما أوردناه مما فيهما من الكذب المشاهد عياناً مما لم يأت نص بأنهم بدلوهما, لعلمنا بتبديلهما يقيناً, كما نعلم ما نشاهده بحواسنا مما لا نص فيه , فكيف وقد اجتمعت المشاهدة والنص .(1/2469)
حدثنا أبو سعيد الجعفري , حدثنا أبو بكر بن الأدفوي محمد بن علي المصري , ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس , ثنا أحمد بن شعيب, عن محمد بن المثني, عن عثمان بن عمر , ثنا علي- هو ابن المبارك- , ثنا يحيى – هو بن أبي كثير-, عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة رضي الله عنه , قال :" كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد".
قال أبو محمد هذا نص قولنا والحمد لله رب العالمين . ما نزل القرآن والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقه صدقاه , وما نزل النص بتكذيبه, أو ظهر كذبه كذبنا به , وما لم ينزل نص بتصديقه أو بتكذيبه وأمكن أن يكون حقاً أو كذباً, لم نصدقهم ولم نكذبهم, وقلنا ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقوله كما قلنا في نبوة من لم يأتنا باسمه نص, والحمد لله رب العالمين .
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد, ثنا إبراهيم بن أحمد البلخي, ثنا الفربري, ثنا البخاري محمد بن إسماعيل , ثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف , أنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود, قال, قال ابن عباس :" كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضاً لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب و قالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ".(1/2470)
قال أبو محمد: هذا أصح إسناد عن ابن عباس رضي الله عنه, وهو نفس قولنا, وماله في ذلك من الصحابة مخالف , وقد روينا أيضاً أن عمر رضي الله عنه أنه أتاه كعب الحبر بسفر وقال له هذه التوراة أفأقرؤها؟ فقال له عمر بن الخطاب: " إن كنت تعلم أنها التي أنزلت على موسى, فاقرأها آناء الليل والنهار". فهذا عمر لم يحققها.
---
سمير القدوري
12-25-2005, 03:53 PM
نورد هنا فقرة جميلة شارك بها الجويني في مناقشة حجج أهل الكتاب في دفع تهمة التحريف وهي قولهم:
"إن القول بالتبديل مشروط:
(1) بإمكانه, وإمكانه مشروط:
(2) بتعلق العلم بحصر نسخ التوراة والإنجيل المبثوثة في أقطار الأرض مع اتساع رقعتها, ومشروط أيضا:
(3) بانقياد كل فرد من أفراد الفريقين( يعني اليهود والنصارى) عالمهم وجاهلهم, وزاهدهم وعابدهم, وبرهم وفاجرهم, وإجماعهم على رأي واحد ومقالة واحدة, مع تباين الآراء واختلافها".
[ قال الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي بعد نقله لهدا الكلام: " هده الشبهة أثارها علماء النصارى القدماء مثل يوحنا الدمشقي, ويحيى بن عدي اليعقوبي, والمطران أيشوعاب بن ملكون مطران نصيبين النسطوري المدهب" نقلا عن كتاب في مقارنة الأديان بحوث ودراسات, دار الجيل – مكتبة الزهراء القاهرة 1990م ص114] قلت: ودكرها أيضا عمار البصري النصراني صاحب المناظرات مع أبي الهديل العلاف. ودلك في كتابه البرهان وكتابه المسائل والأجوبة الدي حققه ميشال الحايك وطبعته كلية القديس يوسف ببيروت.
وكان جواب الجويني في غاية البساطة والقوة:
يقرر الجويني قاعدة ذهبية مفادها أن أكثر الأخطاء العلمية والعقائدية إنما جاءت من أخد الحجج مسلمة تسليما مطلقا بلا إخضاع مقدماتها للنقد الصارم بقصد التأكد أّولا من صحتها فيقول:
" إن أكثر العمايات في العلوم إنما جاءت من أخد الحجج مسلمة, من غير امتحان الفكر وتدقيق النظر في تصحيح مقدماتها".(1/2471)
ثم يكر على كلام خصومه بالنقض لأساسها فيبين أن هدا الانتشار الحالي لنسخ تلك الكتب لم يكن كذلك في كل الأزمان وأنه قد أتى على توراتهم زمان لم تكن عندهم أصلا بعد خراب البيت على يد نبوخدنصر الفارسي واحتاج الأّمر إلى مجيء الكاتب الهاروني عزرا لترى النور هده النسخة من الأسفار الخمسة التي عندهم يقول الجويني أنه لا معنى لدعوى استحالة الاتفاق بين النصارى واليهود على تبديل التوراة لأنه حين تدوين عزرا للتوراة الحالية لم يكن على وجه الأرض نصراني واحد أصلا( لأن عزرا عاش قبل المسيح بما يزيد على أربعة قرون) ثم يعترض على دعوى العصمة المزعومة لعزرا فيقول: أما عزرا وإن رفعوا قدره, فناسخها من نسخة, فوقوع التبديل ممكن, لحرصه على استمرار رئاسته (الدينية), وعدم القول بعصمته لما نعلم له من الإقدام على الصغائر والكبائر. ورئاسة بني إسرائيل كان شأنها عظيما( يعني أن حرصه على ألا يفقد منصبه الرفيع كفيل بأن يدفعه للتبديل). ثم ينتقل إلى نقض دعوى اتفاق النصارى واليهود على نسخة واحدة من الأسفار الخمسة (المنسوبة لموسى) بإيراد تلك الفروق المشهورة بين النسخة اليونانية والنسخة العبرانية في أعمار الآباء بين آدم ونوح المدكورة في سفر التكوين, ثم يزيد الأمر بيانا بمخالفة النسخة السامرية من التوراة لكلا النسختين السالفتين ويدكر الجميع ( النصارى واليهود. والسامريين) بأن بعضهم يتهم البعض الأخر بالتحريف في مواضع الاختلاف تلك فبطل بدلك دعوى الأجماع على نسخة واحدة من التوراة.
---
سمير القدوري
12-29-2005, 03:09 PM
لقد استعرضنا جملة من الأقوال حول مسألة التحريف ولا شك أنها يمكن تقسيم القائلين إلى فريقين كبيرين: الفريق القائل بوقوع التحريف في النص والمعنى وأنصاره كثيرون نخص بالذكر بعض من وصلتنا آراؤهم:
1- الجاحظ.
2- علي بن ربن الطبري.
3- القاضي عبد الجبار.
4- ابن حزم.
5- إمام الحرمين أبو المعالي الجويني.(1/2472)
6- طاهر بن مطهر المقدسي.
7- السموأل بن يحيى المغربي.
8- الأنباري. وهو من أنصار تحريف التوراة و الإنجيل وينتقي حججه من الفصل لابن حزم.
9- أحمد بن عبد الصمد الخزرجي.
10- أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي صاحب كتاب الإعلام بما في دين النصارى..
11- أبو البقاء صالح بن الحسين الجعفري مؤلف تخجيل من حرف الإنجيل.
12- القرافي. وهو ينقل كثيرا عن القرطبي و الخزرجي والسموأل المغربي والجعفري.
13- علاء الدين الباجي الشافعي.
14- نجم الدين الطوفي الحنبلي.
15- ابن تيمية. وقد حرر تقريرا جامعا لمختلف آراء من سبقه كما بيناه سابقا.
16- ابن قيم الجوزية. وينقل عن ابن تيمية وعن القرافي و السموأل المغربي.
17- عبد الله الترجمان وهو من كبار أنصار وقوع التحريف في الأناجيل تبعا لابن حزم.
18- مؤلف الرسالة الهادية في الرد على الموسوية عبد السلام المهتدي كتبها ردا على اليهود بعدما أسلم. وقد خص القسم الثالث منها بالبحث: في تغييرهم بعض كلمات التوراة.
19- زيادة النصب رأسي انتقل من النصرانية للإسلام. وقد تأثر بما قاله عبد السلام المهتدي.
20- الشيخ رحمة الله الهندي(ت 1891م).
ويقابل هذا الفريق فريق ثان لم يكتب في مسألة التحريف كتابا مفردا أو مبحثا مفردا ضمن رد له على أهل الكتاب وإنما تمسك بوقف نظري مفاده القول بوقوع التحريف في المعنى لأنه اعتقد أن كتب اليهود والنصارى منقولة نقل تواتر ومن هؤلاء.
1- القاضي أبو بكر الباقلاني(ت.403هـ).(1/2473)
2- القاضي عيسى بن سهل الجياني(ت 486هـ) . ورأيه موجود في كتابه التنبيه على شذوذ ابن حزم, ففيه يعيب على ابن حزم القول بتحريف كتب أهل الكتاب ويقول له:" ولليهود والنصارى أن يقولوا لابن حزم نحن على ملل أتاتنا بها رسلنا فإن أنت أنكرت ذلك كفرت بما جاء في كتابك(يعني القرآن) ووجب قتلك حسب شرعك, وليس تحريف من حرف منا وخروج من خرج عنا بمبطل لشرعنا كما لم يبطل الخوارج وأهل البدع شريعتكم ولا نقضوا بظهوركم ديانتكم" ثم قال ابن سهل: وهذا كلام صحيح كاف لبيان بهتان ابن حزم... ولو أنه استدل عليهم بأن دينهم منسوخ وشريعتهم منسوخة بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم لأصاب الحق ونجا من المعضل" انتهى كلامه بالمعنى.
وقد بينا سابقا كيف رد ابن حزم على أنصار هذا الكلام قبل نحو أربعين سنة من ظهور كتاب ابن سهل. وابن سهل هنا متأثر بلا شك بمذهب الباقلاني.
3- فخر الدين الرازي(ت 606هـ). وآراؤه منثورة في تفسيره.
4- عبد الرحمن ابن خلدون, وهو مثأثر برأي البخاري الذي نقلناه آنفا.
ولا شك أن الفريق الأول ساق من الاعتراضات والمعضلات ضد الكتب التي انتقدها ما من شأنه إخراس لسان الفريق الثاني المستند على موقف نظري إن لم نقل عاطفي مرده إلى أنهم ظنوا أن القدسية والجلالة التي يحظى بها كلام الله في نفوسهم كمسلمين هي نفس القدسية عند غيرهم وأن هذا الشعور كفيل بردع أي محاولة لتحريف كلام الله. لكن قد خفي على هذا الفريق أن الله تعالى قد يسلب من أقوام نعمة كلامه المنزل إن بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار.
---
(1/2474)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير سورة يوسف دروس وعبر/الشخ ناصر
---
تفسير سورة يوسف دروس وعبر/الشخ ناصر
---
المدونة
05-30-2004, 09:50 PM
تفسير سورة يوسف دروس وعبر
مقدمة :
1- سيكون التفسير موضوعي وليس تحليلي
2- أن هذه الدروس المستفادة حصيلة عشرة سنوات .
+ سبب اختيار هذه السورة :
ذكر المفسرون أنها نزلت وهي مكية جواب لكثير من الإشكاليات في ذلك الوقت ونحن الآن في محنة وبلاء وشدة تشابه ذلك الوقت .وقد نزلت في وقت حرج وهو عام الحزن .
+ قوله تعالى : ( الر. تلك آيات الكتاب ……..لقوم يعقلون )
موضوع العقل :العقل هو الذي يعقل به الإنسان الأشياء وبه يميز .ويحتاجه الإنسان في كثير من أمور الدنيا.ويمنع صاحبه مما لا يليق به لذلك سمي حبل الدابة عقال
#قاعدة ( العاطفة تعاد إلى العقل والعقل يعاد إلى الشرع ) مثال قصة سعد رضي الله عنه عندما قال انتظر حتى آتي بأربعة شهود قال صلى الله عليه وسلم أتعجبون من غيرة سعد …..) الحديث فذا ليس ثناء على سعد وإنما اثبت خطأ سعد .فهنا أرجع الشارع العاطفة إلى العقل ثم الشرع .
+قوله تعالى: ( نحن نقص عليك أحسن القصص ........) الآيات
1- في قوله أحسن القصص قولان أ- ليست قصة يوسف وإنما هي من أحسن قصص القرآن. ب-أنها هي قصة يوسف لأنها أكمل قصة في القرآن وأشمل . أيضا فيها عجائب من البلاء والفوائد أيضا لأنه كل من ذكر فيها من الأشخاص كانت نهايتهم سعيدة فهي محل فأل .
2- أسلوب القصة في التربية : بين إفراط وتفريط فمنهم لا يرد في موعظته أو أسلوبه قصة قط ومنهم يروي كل قصة مهما كانت ولو كذب .
+قوله تعالى: ( قال يا أبتي إني رأيت أحدى عشر كوكبا ........) الآيات
1- قوة الارتباط بين الابن وأبيه حيث ربي الابن على الرجوع إلى أبيه في كل شئ .وهذا من أهم أمور التربية ولابد أن ينمى في نفوس الأطفال .(1/2475)
2- حسن توجيه يعقوب عليه السلام( يا بني لا تقصص ......) جمع بين النهي والتعليل والتوجيه وهذا غاية التربية مع الابن فليس أمر ونهي فقط . كذلك حادثة النبي صلى الله عليه وسلم مع الحسن رضي الله عنه عندما أخذ منه تمره الصدقة قال له كخ كخ لم يكتفي بالنهي فقط بل زاد أما علمت أنا لا نأخذ الصدقة كأنه يخاطب رجل .
3- نقل يعقوب أبنه نقله تربوية منهجية من المحنة إلى المنحة (وكذلك يجتبيك ربك ) فأتى بكذلك التي تدل على أنه لا يحصل ذلك ألا بالابتلاء . هذا أسلوب لابد أن يتعامل به الإنسان مع الآخرين عندما يصادفهم ابتلاء.
4- أن رؤيا الصغار تقع وقد يكون لها شأن عظيم للأمة .
5- ربط الأبناء بآبائهم الصالحين (ويعلمك ربك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب ....)الآيات
6- أن الأجداد يقال لهم أباء ,كذلك الأعمام .
7- إعادة الفضل لأهله (وكذلك يجتبيك ربك ...) الآيات.وهذا ظاهر في قصة يوسف .عكس ما قال قارون (إنما أوتيته على علم عندي ..) قبله إبليس (قال أنا خير منه ..)
8- تربية أنفسنا وأبناءنا بالرجوع إلى من هو أعلم منا .وهذا يحتاج إلى تربية .
9- (عليم حكيم ) عند كثير من الناس انفصام بين علمنا النظري والتطبيق العملي . أيضا معالجة القدر الكوني بالقدر الشرعي فيعقوب عرف أن يوسف سيكون له ابتلاء من قبل أخوته لكن عالج ذلك بالقدر الشرعي قال ( لا تقصص رؤياك على أخوتك ....) .
10- الأخذ بالأسباب وهذا متعلق بما سبق وقد ورد الأخذ بالأسباب في قصة يوسف كثير . من ذلك (اذكرني عند ربك ..) فهنا كان يمارس يوسف التوكل مع الأخذ بالأسباب .كذلك يعقوب عليه السلام (يا بني لا تدخلوامن...)وقوله (يا بني أذهبوا فتحسسوا ....)إذا الأخذ بالأسباب عقيدة .
*فالناس في الأخذ بالأسباب :
أ-أن الأسباب لا تؤثر فمن مات في حادث سيارة فالسيارة لم تؤثر إنما الله أماته فهذا باطل(1/2476)
ب- أن السبب هو المؤثر بنفسه فمثلا من أكل دواء شفي به فهذا باطل .
ج-أن الله هو جعل هذا السبب مؤثر ولو شاء أثر ولو شاء لأذهب هذا الأثر مثل ما أذهب حرارة النار فهذا هو الحق .
+ قاعدة : (من أتخذ سبب لم يجعله الله سببا فهو شرك )
+ الخلاصة :ترك الأسباب قدح في العقل , والاعتماد على الأسباب قدح في التوحيد ، والصحيح أخذ الأسباب والاعتماد على الله
+ موضوع الرؤى :
1- أهمية الموضوع :
أ- تعلق النفوس به لأنه فيه شئ من الغيب .
ب- اعتماد بعض الناس عليه في أشياء تشريعية
ج- أصبحت الرؤى ميدان للبدع والمعاصي .
د- ضل بالرؤى كثير من الناس كما كان في أمر المهدي
ه- كثرة الرؤى في الأحداث .
2- الأدلة على الرؤى :
ثابتة بالكتاب والسنة :
أ- الكتاب وردت ست مرات في القرآن : ثلاثة في قصة يوسف ورابعا في عزوة بدر وخامسا رؤيا إبراهيم وسادسا دخول المسجد الحرام .
ب- الأحاديث : أكثر من أن تحصى ولم ينكر أحد من أهل السنة ولم ينكر ذلك إلا الفلاسفة .
3- المنهج في التعامل مع الرؤى.
الرؤى ثلاثة أنواع : أ- رؤيا صالحة . ب- رؤيا من حديث النفس . ج- رؤيا من الشيطان .
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل مع كل واحدة منها ، فالرؤيا الصالحة بشرى وحديث النفس يعرض عنها الإنسان وهذا هو الأكثر بين الناس أما رؤيا الشيطان وهو يحزن المؤمن ويقوم وهو مثقل فيستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان ويبصق عن يساره ثلاثاً وينقلب على جنبه الأخر ويقوم يصلي .
4- الجزم بالتعبير .(1/2477)
لا يجزم بالتعبير وإنما هي بشرى لـ: أ- لأنه قد يكون الرائي كاذب . ب- وقد لا يكون الرأي دقيق في نقل الرؤيا . ج- ولا تدري هل هي رؤيا صالحة أو حديث نفس أو من الشيطان . د- قد لايكون المعبر من أهل التعبير لأنها صارت تجارة . هـ - أن المعبر قد يصيب أو يخطئ كما أخطأ أبو بكر في تفسير رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم. و- أيضا قد يكون هناك خطأ في تنزيل الرؤيا في موضعها فتكون مثلا لأهل فلسطين فتنزل على أهل العراق . أو خطأ في تنزيل وقتها وهو الأكثر لأن الناس يحبون العجلة .
5- حكم الكذب في الرؤيا .
قال صلى الله عليه وسلم : (من تحلم ما لم يحلم كلف أن يعقد بين شعيرتين)
6-على من تعرض الرؤيا .
تعرض على من عرف صدقه وعلمه وتقواه .
7- ما هو أصل علم التعبير .
هو علم إلهام لقوله تعالى : ( وكذلك نعلمك من تأويل الأحاديث ..)
8- عدم التعجل في التأويل والتعبير قال مالك رحمه الله : ( أيلعب بالنبوة ..)
9- الرؤيا أما بشارة أو نذاره وكليهما جاء في تفسير يوسف لصاحبي السجن فأحدهما كانت بشارة والأخرى كانت نذاره ليتوب .
10- رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق ،لكن لابد أن يكون بصفاته .
11-عدم اشتغال الجالس بها .
12- الستر على الرأي في أهله .
13- عدم انشغال طلبة العلم بالتفسير بالرؤيا عن العلم .
14- التلازم بين الرؤيا والرأي لذلك لابد أن يكون سماع الرؤيا من الشخص صاحب الرؤيا إن أمكن.
15- جميع الرؤى في القرآن فيها تلازم بين الرؤيا والتعبير وفيها تقارب .
+ قوله تعالى : ( قالوا أرسله معنا .....) يستفاد من ذلك :
1- أسلوبهم في محاورة أبيهم يتضح أنهم يريدون شئ وقد لاحظ أبيهم ذلك .
2- قوله تعالى : ( وما آنت بمؤمن لنا ..) كثير من المفسرين قالوا أنهم جابوا القميص دون تمزيق وهذه غير صحيحه لأنه يبعد أن يكون تخطيط وتدبير جماعي تفوت عليهم ذلك .
3- جواز اللعب المباح الخالي من المحرمات .(1/2478)
4- قوله تعالى : ( بل سولت ......) يعلم من تعبير الرؤيا أنهم كاذبون .ثم قال فصبر جميل وهو الذي لا شكوى فيه , فما أحوج المربين لهذا الدرس فيعقوب عليه السلام مع علمه بالفعل لم يطردهم أو يضربهم فهذا حكمه من يعقوب عليه السلام فهو لم يستغرق في اللحظة الحاضرة فهو فقد يوسف ولا يريد أن يفقد آخر غيره فهو يرى الطرد عجز وليس قوه .
5- قوله تعالى : ( وجاءت سيارة ....)من رحمة الله أن أرسل السيارة فالفرج يأتي بعد الشدة , أيضا يوسف ينام في البئر وهو مطمئن ساكن ( وأوحينا إليه ....) .وغيره ينام في القصور وهو في ضنك وحزن وهم
6- قوله تعالى : ( وشروه بثمن .....) إن السارق يتصرف في البضاعة بسرعة ولو كان بأبخس الأثمان
7- قوله تعالى : ( وقال الذي اشتراه ...) الآباءو المربون يحتاجون إلى فراسة العزيز حيث أمل في يوسف فقال أكرمي مثواه . كذلك امرأة فرعون في موسى عليه السلام كذلك الراهب في الغلام , فتفرس الآباء بأبنائه وتوجيهم التوجيه الصحيح يكون نفع للأمة .
8- قوله تعالى : ( والله غالب على أمره ...) فالله هو الغالب مهما بلغ المخلوق من القوة لا يستطيع شئ أمام الله سبحانه وهو الخالق .
+ قوله تعالى : ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض .......) يستفاد من الآيات :
1- ما أحوجنا إلى التمكين خاصة في هذا الوقت لكن بعد استيفاء شروطه . قوله تعالى : ( وكذلك..) نوع من التمكين هو التمكين في بيت العزيز وهذا بداية لتمكين الأعم عندما أصبح ملك . إذا عرفنا هذا التمكين عرفنا أنه لا يمكن للكفار التمكين إلا تمكين مؤقت لفساد المسلمين .
2- قوله تعالى : ( ولنعلمه من تأويل الأحاديث ...) هذا يشمل الرؤيا وتأويل كل شئ في تصرف الأحداث والحكمة فيها ودراستها , لأن الأحداث لابد أن الإنسان يتصرف فيها بحكمه . قال تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الخوف أو من الأمن ....) فليس كل العلماء يستطيع الاستنباط من الأحداث .(1/2479)
3- قوله تعالى ( ولما بلغ أشده .....) فليس كل من أوتي علم أوتي حكمه .
4- قوله تعالى : ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ....) أن العبرة ليس في العدد وأن مقياس القلة والكثرة لا ينبني عليه حكم فقد يكون الحق مع القلة
5- قوله تعالى : ( وكذلك نجزي ....) ( لا نضيع أجر المحسنين ) أ- شهد الله ليوسف بالإحسان ب- قال صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه ) فيوسف ارتبط معه الإحسان في حياته منذ الصغر وهو عند العزيز وهو في السجن وهو ملك وعندما جاء أخوته وعندما عرفه أخوته , فإحسان يوسف هو الذي جعله له التمكين . ومن صور إحسان يوسف :
ü الامتناع عن إتيان امرأة العزيز عل نفسه وعلى المرأة وعلى العزيز
ü اختيار السجن على التخلص من كيد النساء .
ü وهو داخل السجن (إنا نراك من المحسنين ). على المسلم إذا ابتلي أن يكون أعظم إحسانا في البلاء سواء كان لسجناء أو الحراس .
ü إحسانه مره أخرى إلى امرأة العزيز بعفة لسانه ( ما بال النسوة التي قطعن ...) فلم يذكر امرأة العزيز على حده .
ü إحسانه إلى الناس باختيار منصب خزائن الأرض مع علمه بصعوبة المنصب وإتيان سبع شداد .
ü إحسانه لأخوته عندما اتهموه بالسرقة .
ü إحسانه الأخير في قوله تعالى ( ربي قد أتيتني م الملك....)
· لهذا الإحسان مكن يوسف في الأرض.
+ قوله تعالى : ( وراودته التي هو في بيتها ...)
يستفاد من ذلك :
1- موضوع المرأة من اخطر الموضوعات من أعداء الإسلام - الاختلاط , قيادة المرأة ,عمل المرأة – لأن الأعداء عرفوا أن المرأة مفتاح للخير والشر إذا صلحت المرأة صلح البيت .
2- أن الأدباء يكتبون عن المرأة منذ القدم بلهجة الغرام .أما في قصة يوسف جاءت دقيقة التوجيه ولا تخرج عن الفضيلة .لتكون نموذجا لكل من يكتب أدبا أو قصة .
3- خطورة الخلوة والحديث إلى المرأة .
4- ذكر بعض المفسرين إسرائيليات غير مناسبة في هذا الموضع ويرد عليها:
أ- أن الله سمى هذه أحسن القصص .(1/2480)
ب- أنها قالت وغلقت الأبواب فمن أين جاءت هذه الروايات.
5- جميع الإيرادات موجودة فالأسباب متوفرة والموانع ممتنعة مع ذلك قمة العفة لأنه عنده مانع أهم منها وهو (برهان ربه )فيوسف أحسن هنا لثلاثة لنفسه , وللعزيز , وللمرأة .
6- قال تعالى (إنه ربي أحسن مثواي ) قيل فيه : أ- أن المقصود به ربه جل وعز . ب- أن المقصود به العزيز وهذا رأي شيخ الإسلام.
7- قال تعالى ( إنه لا يفلح الظالمون) سمى يوسف هذا العمل ظلم مع أن المرأة هي الداعية فهي راضية مع ذلك ذكر أنه ظلم وهذا رد على ما يفعل في الغرب يقولون إذا كانت المرأة راضية فهو مسموح.
8- قوله تعالى : ( ولقد همت به وهما بها ..) أطال بها المفسرون قال بعضهم أنه فيه تقدير وتأخير (ولقد همت به فلما رأى برهان ربه هما بتركها ) . وأقوى الأقوال هو رأي شيخ الإسلام بن تيمية أن الهم بها على وجه وهو هم القلب فهي همت هما حقيقيا بالفعل وهو هم هم القلب .وقال العلماء وهو صفة مدح لأنه امتنع مع وجود أسباب المعصية فالأحاديث جاءت أن الإنسان لا يحاسب على هم القلب وإنما على الفعل فيوسف هنا لم يذنب بدليل أنه لم يرد بعد ذلك استغفار له لأنه لم يذنب نبي في القرآن إلا وجاء بعده استغفار .
+ قوله تعالى : ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً ......) يستفاد من الآيات :
1- هل كيد الشيطان أضعف من كيد النساء هذا غير صحيح لأن كيد النساء أثر من كيد الشيطان . فكيد الشيطان رده الله إلى الوسوسة بعكس كيد الإنسان لكنه من أثر كيد الشيطان
2- قوله تعالى : ( وقالت نسوة في المدينة ...) كل شيء جاوز الاثنين فهو شائع ,فإذا كان عندك قضية خاصة فلا تطلع عليها أحد فإذا ضاق صدرك بها فغيرك من باب أولى ,وإذا كان عندك سر فلا تحدث به إلا لمن يحتاج إليه أو تحتاج أنت إليه.(1/2481)
3- قول النسوة (إنها لفي ضلال مبين ) ليس من باب الشفقة عليها وإنما من باب الشماتة ونشر الخبر فهذه النسوة شمتن بها فوقعن بمثل ما وقعت به وهذا أمر خطير
4- قوله تعالى : ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) فمكر أخوة يوسف عاد عليهم وهذا مصير كل مكر وهو عمل قلبي أن يكون الظاهر شيء يراد به الإصلاح والباطن شيء آخر .
5- المعصية إذا فشت يكون سهل ارتكابها لذلك كان حد الزنا لا يثبت إلا بأربع شهود لأن الشيوع لا يكون إلا بعد الثلاثة , والستر ليس على الشخص فقط وإنما أيضا الستر على المعصية لأنها إذا فشت سهل ارتكابها, فانظر إلى امرأة العزيز لما راودته في المرة الأولى غلقت الأبواب أما لما فش الأمر قالت إن لم يفعل ما أمره , فالستر مطلوب والستر علاج لأن صاحبه يكون عنده هيبة أما إذا فش أمره زاد فيه ولم يبالي به .
6- قوله تعالى : ( فستعصم ...) الذي قال ذلك هي امرأة العزيز تقصد يوسف فإذا جاءك هم فاتجه إلى الله فهو العاصم قال تعالى (ففروا إلى الله ..)
7- امرأة العزيز قالت ( ليسجنن وليكون ) فأكدت السجن بالنون لأنها تملكه لكن الصغار ليس بيدها فلم تؤكده.
8- قوله تعالى : ( قال ربي السجن أحب ...) لم يطلب يوسف هنا السجن كما ذكر بعض المفسرين وإنما هو خير بين أمرين كليهما فاسد لكن السجن أخف فساده من فعل الفاحشة لذلك قال أحب إلي.
9- قوله تعالى( وألا تصرف عني ... وهو السميع البصير ) معناه أنه سبحانه كما سمع قول يوسف وكشف عنه فهو يسمع كل من يدعوه ويلتجأ إليه .
قوله تعالى : ( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننا .....)
1- سجنوه بعد ما رأوا أنه بريء, فائدة هنا أن الذي لا يستند إلى الحق فإن حكمه إلى الهوى فهو لا يضبطه ضابط كما في قصة إبراهيم عليه السلام (ثم رجعوا إلى أنفسهم إنكم ...) كذلك في قصة يوسف عليه السلام بعد ما ظهرت برأته سجنوه.(1/2482)
2- قوله تعالى : ( حتى حين ) قال العلماء الحين الوقت الغير محدد بزمن فكل سجن بغير تهمة أو حقيقة أو عدم ثبوت شيء عليه عند القاضي فسجنه يكون إلى حين يخرج متى ما أرادوا.
3- لماذا سجنوه ذكر العلماء : أ-صدور الأمر من النساء ب- أرادوا أن ينقطع الخبر وهذا غير صحيح ج-أن السبب هو الهوى .
4- للسجن وقفه فهو أبرز ما في قصة يوسف وهو أمر قديم كم هدد فرعون موسى بالسجن والسجن يكون بالحق ويكون بالباطل ومن فوائد السجن :
أ- ابن تيمية مات في سجنه وأحمد ابن حنبل شهرة حياته كانت في السجن فالسجن بلاء ومحنة لا يتمناه أحد ويوسف اختاره لأنه أهون من الأمر الآخر والسجن ذكر العلماء أنه إكراه قال موسى عليه السلام لما هدده فرعون بالسجن (أولو جئتك بشيء مبين ) .
ب- أن السجن يكون لأمر شريف أو أمر حقير فإذا كان السجن لشرف فهو رفعة وعلاوة وينقلب منحه ومكانه.وقد يكون السجن لا لشريف ولا لحقير كسجن المدين أو أي قضية خاصة.
ج- أشد ما يعانيه المسجون ليس السجن لكن أن يسجن لأمر حقير لا يقتنع هو به لأنه يجمع بين سجن الروح والبدن.
د- يمكن أن يحول المسجون السجن إلى منحة وذلك أن يكون مكان للعبادة وطلب العلم والخلوة والمحاسبة ومعرفة الناس في الشدائد,وكثير من حفظ القرآن في السجن.
+ سيرة يوسف في السجن .
1- الدعوة إلى الله خاصة التوحيد وهذا واضح في صاحبي السجن خاصة التوحيد والتحاكم إلى الله .
2- الإحسان إلى السجناء ويتضح ذلك في قوله ليوسف أنا نراك من المحسنين .بل الإحسان إلى السجانين وذلك عندما جاءه رسول الملك ... – فلابد للإنسان أن يعامل الناس بأخلاقه لا بأخلاقهم –
3- صدق يوسف والتجائه إلى الله.
4- الصبر العجيب وهو نوعان اختياري واضطراري وقد مارسهما يوسف في السجن , عندما أدخل السجن فهذا صبر اضطراري وعندما جاءه رسول الملك بالخروج هذا صبر اختياري .
5- الأخذ بالأسباب (اذكرني عند ربك )
6- ثبات يوسف حتى تثبت براءته .(1/2483)
7- عدم الاستغراق في اللحظة الحاضرة فأول ما يستغرق السجين في اللحظة الحاضرة هو الخروج من السجن لكن لم يستغرق يوسف في هذه اللحظة.
+ قوله تعالى (لا يأتيكم طعام .....) بعض المفسرين قال أنه قبل ما يأتيكم الطعام أخبركم عن هذا الطعام وهذا قول ضعيف والصحيح أنه قال سأخبركم بالتأويل الرؤيا قبل أن يأتيكم الطعام لكن الآن أخبركم بموضوع آخر أهم,وهذا فطنه من يوسف لجلب انتباههم لما يقول لذلك دعاهم ونفوسهم متلهفة لسماع لما يترتب على سماع ما بعده . وهنا لفته ليس كونك داعيا كافي في سماع الناس لكن لابد من المؤثر واختيار الوقت والكلمة المناسبة في المكان المناسب .
8- الداعية إلى الله لا يستطيع أحد رده عن الدعوة مهما كان هذا الصدود إذا أغلق عليه باب فتح له أبواب .
9- قوله تعالى (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (يوسف:38) التأثر العائلي في الصلاح والفساد قال في بداية السورة قال تعالى: (َكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف:6)
10- قوله تعالى : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39
بدأ يوسف بأهم شي في الوجود وهو التوحيد.
11- (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية40) جعل يوسف الحكم عبادة قال في الآية بعدها ( في دين الملك ) فسمى الحكم دين .(1/2484)
12- قوله تعالى : ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42)
أ- قال العلماء أن ظن في القرآن تدل على اليقين وقال بعضهم أن يوسف قال ظن لأن المعبر لا يقطع بالتعبير .
ب- قال بعض المفسرين أن يوسف عوقب لأنه ذكر الملك ونسي الله والصحيح أن الذي نسي هو السجين وهذا من الأخذ بالأسباب وقوة كمال التوحيد فالمفرط هو الذي يندم ثم يوسف الذي دعا السجين إلى التوحيد ينسى ذلك , أيضا إذا كان نسي على قولكم فهو لاشي عليه لأن الناسي لا شئ عليه.
13- فائدة أن السجين إذا خرج من السجن لا ينسى إخوته في السجن وفعل وصاياهم .
+قوله تعالى : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ) (يوسف:43)
قد تكون في محنة وترى جميع الأبواب مغلقة لكن يجعل الله لك مخرج من حيث لا تحتسب لكن بشرط التقوى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) مثل قصة خروج يوسف من السجن قال العلماء : من فضل الله أن الرائي هو الملك والرؤيا تخص الناس وهذا عجيب ولا تعجب من أمر الله (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود:73) .
1- قوله تعالى : ( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ) (يوسف:44)
لماذا قالوا هذا الكلام قال المفسرون هذه مشكلة الملأ حول الملك يضلونهم وهي مشكلة كل من يقرب أهل السوء فهولاء ضلوا الملك رغم أن الرؤيا أصبحت سبب في نجاة البلد من مجاعة .
2- من الفوائد أن تعبير يوسف لم يكن أبتداء وإنما عندما عجزوا عن التعبير.(1/2485)
3- أيضا الرؤيا فتوى لقوله ( أفتنا ...)
4- تعبير يوسف فيه حكم :
أ- سبب في خروجه من السجن
ب- أنه سبب في قربه من الملك .
ج- أنه سبب في براءته .
د- أنه وسيلة من أكبر الوسائل في معرفة الناس به .
ه- سبب في توليه مصر .
و- سبب في قدوم أخوته وأبويه .
+ قوله تعالى : ( فأرسلون ) الدقة والنظام لم يذهب مباشرة أيضا الأدب في مخاطبة الملوك فخاطبه بصيغة الجمع.
+ قوله تعالى : ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ........) (يوسف:46)
1- الصديق كثير الصدق ( وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) قال العلماء هي درجة بعد النبوة لذلك وصف بها أبو بكر.
2- من نجاح الداعية هو صدقه ولو في أدق شيء فعلى طلاب العلم الاهتمام بذلك والحذر من الكذب أو كثرة التورية.
3- الأدب في خطاب الساقي في مخاطبته ليوسف .
4- كرم خلق يوسف حيث لم يعاتب الساقي على نسيانه بل أجابه بسرعة ولم يطلب الخروج أو مقابلة الملك في التعبير أو اشتراط الخروج
5- أيضا من كرم يوسف أنه قرن التعبير بفوائد لم ترد في الرؤيا لكنهم يستفيدون منها.
قوله تعالى : ( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) (يوسف:50)
1- لم يستغرق يوسف في اللحظة الحاضرة رغم طول سجنه وهنا صبر اختياري .
2- استغلال الفرصة في قوله (عن النسوة ..)(1/2486)
3- قوله صلى الله عليه وسلم : ( لو لبثت في السجن مثل يوسف لأجبت الداعي ) لا يفهم من أن يوسف أصبر من النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أنه صلى الله عليه وسلم في الشعب وهو أعظم سجن في التاريخ حيث سجن هو وأهله سنوات ولم يتضجر ولم يرجع ولم يلين . فيحل الحديث على أ- من كرم النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه ورفع مكانة يوسف عليه السلام . ب- إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته أن إذا أتيحت له فرصة أن لا يفوتها.
4- هل يجوز أن يقول المسجون لا أخرج حتى تظهر براءتي الصحيح لا .و يوسف سجن بتهمه تخص عرضه أما الداعية سجن لأنه داعية فمن أي شي تريد براءة .فرق بين من يقول لا أتنازل ومن يقول أريد أن اقدم براءتي.
5- دقة عبارات يوسف في مواضع (ارجع إلى ربك ..) ولم يقل ارجع إلى امرأة العزيز. أيضا لم يقل التي راودتني . وهذا من كمال خلقه حتى في عباراته .أيضا هنا دقة عبارة النسوة ( حاشا لله ) ولم ينبذنا امرأة العزيز .
6- قالت امرأة العزيز ( قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)(يوسف: من الآية51)
هذا اعتراف بالحقيقة وقد جاء الاعتراف في عدة مواضع كما في اعتراف إخوت يوسف .والاعتراف بالحقيقة من أصعب شيء لكن الحق أحق أن يتبع .
7- قوله تعالى : ( ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) (يوسف:52) وهذه سنة إلهية إلى يوم القيامة فعمل المنافقين لا يمكن أن يتم ومهما بينوا للناس أنه صلاح . فكل من يستخدم منهج غير المنهج الصحيح عن محمد صلى الله عليه وسلم نقول لهم (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)(يونس: من الآية81)(1/2487)
8- قوله تعالى : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53) قال يعقوب لابناءه ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) والتسول ورد بالقران في مواضع قال الله عن السامري (بل سولت لي نفس ...) كلمة سولت أي زينت ومهدت وكلمة أمارة صفة لنفس أي تأمر وتكرر التسول للمعصية .
+ ملاحظة : إذا حصل خطأ في مظهرك نبهك الناس لكن النفس لا يعلمها ألا الله ,وتسويل النفس لحظات إذا ثبت فيه المسلم زالت وألا كان لذة ساعة وحسرة دهر.
9- قوله تعالى : ( حصحص الحق ) إذا كان قولك ثابت وحق لا تتأثر ولو اتهمت ستحصل براءتك بل قد تأتي براءتك على لسان من أتهمك .
10- مشهد أخير من هذه القصة قوله تعالى : ( أتوني به استخلصه ...) هذه المرة قال أستخلصه لنفس أما المرة الأولى لم يقل ذلك وما بينهما إلا أيام لو استعجل يوسف لما نال هذه المنزلة , وهنا انتقل يوسف من الابتلاء بالضراء إلى الابتلاء بالسراء لكن ما هي المؤهلات التي أهلت يوسف لهذه المنزلة ,-التقوى , الصبر , الإحسان , الخلق , الصدق , الدعوة –
11- ما سر إعجاب الملك به (إنك اليوم لدينا مكين ....) أ- الدقة في تعبير الرؤيا ب- حسن الخلق ج- ثباته على مبدؤه د- حرصه على سلامة عرضه هـ- رجاحة العقل وعدم تعجله . و- عندما كلمه (فلما كلمه ...) والإنسان يحكم عليه من الكلام فالملك هنا لم يصدر بالحكم حتى كلمه .(1/2488)
12- قوله تعالى : ( اجعلني على خزائن الأرض .....) هل تجوز طلب الولاية , هل يوسف طلب الولاية رأي شيخ الإسلام يقول توصلت أن يوسف لم يطلب الولاية يوسف جاء للملك وقال له الملك (إنك اليوم لدينا ..) قال الملك سنفعل بك وعرض عليه عروض فكان جواب يوسف لا أريد كل ذلك ولكن أريد شيء آخر يكون فيه خدمة المسلمين فقوله ( اجعلني ...) ليس طلب ابتداء ولكن معناه أنك إذا كنت لابد من تكليفي بعمل اجعلني على خزائن الأرض قال به جمهور من المفسرين .
· لكن نرجع للمسألة هل يجوز طلب الولاية الصحيح أن الحكم باقي ليس منسوخ لكن متى يكون الأمر ممنوع إذا كان لحظ النفس أو تخشى على نفسه أو يعرف من هو أكفأ منه أما نهي النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمره عن طلب الإمارة لأن كفاءة عبد الرحمن كثير في الصحابة فالأولى أن لا تسأل أما إذا لم يكن فيه أحد وجاءت فرصة فطلبه مشروع كما في قصة يوسف .
· لماذا اختار يوسف هذه الولاية خاصة.
أ- أنها أرفع ولاية بعد الملك بل قيل هو الأمر الناهي .
ب- أنها تناسب مؤهلاته ( إني حفيظ عليم) .
ت- أن ولاية المال هي التي تتعلق بالناس في معاشهم وحياتهم فهو يريد أن يرتبط بالناس .
ث- لاحظ يوسف أن أكثر ما يكون اللعب في المال والمسألة محتاجة سياسة وعدل.
*هل يجوز أن يقبل مسلم ولاية عند كافر . اختلف العلماء
1- بعضهم قالوا لا يجوز مطلقا . أما قصة يوسف فإنها شرع من قبلنا وقيل أن يوسف أعطي ولاية كاملة وهو الأمر الناهي .
2- يجوز إذا كان يحصل مصلحة للمسلمين .
3- أنه يجوز عامة عند الكفار بشروط : أ- أن لا تكون المشاركة إقرار للكافر ب- أن تكون المصلحة تغلب المفسدة ج- أن لا يرتكب ناقض من نواقض الإسلام في عمله .
* هل يجوز مدح النفس ؟
التزكية المنهي عنها هي التي فيها مفاخرة أو قول في الباطل أو لا حاجة إليها .أما إذا كان لها مصلحة فهي جائزة قال صلى الله عليه ( ومن يعدل إن لم أعدل )(1/2489)
*قوله تعالى : ( لا نضيع أجر المحسنين ) هذه سنة عند الله قال تعالى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
* الابتلاء بالسراء :
الإمام أحمد ابتلي بالسراء والضراء فبعد أن ابتلي بالضراء جاءت السراء فثبت . يوسف عليه السلام بعد انتهاء ابتلاء الضراء ثبت بها ثبات الحق فجاء بعدها الابتلاء بالسراء .والابتلاء بالسراء أشد من الابتلاء بالضراء لأن السراء قليل من يثبت فيها وكثير من الناس لا يرى السراء ابتلاء . فيوسف يخرج من السجن مباشرة يكون له منصب العزيز فهذا ابتلاء عظيم أيضا الصبر في السراء يكون اختياري أما الضراء اضطراري .
1- لماذا يوسف لم يطلب بعد أن خرج من السجن أن يرى أبوه ؟
لأن يوسف ملتزم بأمر الله عز وجل فلا يفعل إلا ما أوحي إليه قوله تعالى : ( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ....... )(يوسف: من الآية76).
2- مشروعية الضيافة حيث أضاف يوسف أخوته . لكن لماذا لم يعرفه أخوته لأمرين:
أ-مدة السنوات والصغير يتغير بسرعة . ب-الطارق الذهني لا يتصور أن الذي رموه في البئر وبيع يصير ملك
3-كيف عرف أن لهم أخ عن طريق المحادثة والسؤال .
+ قوله تعالى : ( وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) (يوسف:59) هنا جمع بين صفتين عظيمتين في القيادة القلوب وقيادة الإحسان , فنحتاج إلى هذه في تربية أبناءنا في البيت
· المهابة أحسن شيء في التربية فلا خوف محض ولا محبة محضة وهذه صفة الرسول
4- قوله تعالى : ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:78) يوسف لم يلين الكلام معهم هنا للمصلحة العامة.(1/2490)
5- قوله تعالى : ( وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (يوسف:62)
يوسف وضع مع الكيل بضاعتهم وقولهم منع منا الكيل أي في المستقبل وفعل هذا يوسف كرما منه لأخوته وليرجعوا إليه بسرعة لأن يوسف استقرى من بضاعتهم المزجاة أنهم قليوا المال وأيضا وسيلة ليضغطوا على أبيهم لأن يوسف يدرك أن أباهم لن يرسله معهم وهذا من باب الحيلة والحيلة نوعان مشروع وممنوع فتجوز الحيلة بضوابط الشرع .
6) في تولي يوسف يشرف على العمل بنفسه فيوسف عنده اشراف مباشر فهو يباشر بنفسه ويتحدث مع الناس.
7) قوله تعالى : ( فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (يوسف:63)
كلموا أبيهم مباشرة قبل أن يفتحوا متاعهم فهم متهيبون لهذا الأمر ويعرفون أن المؤمن لا يخدع مرتين . لكن لما جاءوا بالأدلة والحقائق وجد يعقوب نفسه أن لابد أن يوافق مع ذلك أخذ منهم الوثائق والبراهين – وهنا فرق بين أخذ يوسف وأخيه فأخذ هم يوسف كان بكل سهولة أما لما أرادوا أخذ أخيه في هذه المرة كان لا بد من المواثيق وذلك لأنه عرف تاريخهم فالإنسان هو الذي يكتب تاريخه .
8) قوله تعالى : ( إلا أن يحاط بكم ..) أهمية الاستثناء وحاجتنا إليه.
9) قوله تعالى : ( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (يوسف:67) قال العلماء إذا أرسل أحد أبناءه وكان فيه خطر الأحسن أن لا يرسلهم جميعا بل يفرقهم – وهذا باب عظيم بالأخذ بالحيطة .(1/2491)
10) قوله تعالى : ( فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) (يوسف:70) أما هناك فقال(قال لفتيانه اجعلوا ...) لأهمية الكتمان هنا أيضا قال ( أيتها العير إنكم لسارقون ..)وقال ( معاذ الله أن نأخذ ..) ولم يقل سرق لمعرفة براءتهم .
11) قوله تعالى : ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) (يوسف:73)
الذي يعلم أنه بريء تجد دفاعه عن حقه قوي لذا قالوا لأبيهم ( يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ)(يوسف: من الآية81)أما مع يوسف قالوا (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) (يوسف:17) فكلامهم هذا غير موثق .
12) قوله تعالى : ( قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) (يوسف:77)
لم يقلها يوسف علانية وهذا هو الحكمة والعقل قال صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرع لكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب )
13) قوله تعالى : ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ....) (يوسف:78) كلمات قوية واستعطاف مع ذلك لم يخضع يوسف للعاطفة لأجل المصلحة العامة .(1/2492)
14) قوله تعالى : ( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (يوسف:80) صار موقفهم هنا ضعيف بسبب جرمهم السابق رغم كثرة أدلتهم هنا مع ذلك لم يصدقهم أبوهم بسبب أن السيرة السابقة لا تنمحي بالسهولة .
15) قوله تعالى : ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:83) قال يعقوب بدعائه (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا ) فضم يوسف وأخيه ولأخ الأكبر رغم أنه يراه مشترك معهم في الجرم مع ذلك ضمه بالدعاء وهذا من أحسن التربية
16) قوله تعالى : ( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ.....) (يوسف:84) هنا فرق بين حالهم (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) (يوسف:85)وحاله ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (يوسف:86)
17) قوله تعالى : (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) (يوسف:88) )قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ) (يوسف:89)
1- أثر الأسلوب الجميل الذي أستخدمه أخوة يوسف (مسنا وأهلنا الضر ).(1/2493)
2- يوسف لم يقل ( أنا يوسف ) وإنما قال (هل علمتم ما فعلتم بيوسف....)فكل أمر عظيم سواء كان خير أو شر لابد أن يمهد له لأن النفوس ضعيفة . بل حتى في إصال الخبر لأبيه مهد له بإرسال القميص لأنه شم الرائحة قبل أن يصل إليه .
3- ( هل علمتم ...) ماذا فعلوا بأخيه ؟ في أول السورة قالوا ( ليوسف وأخوه ...) فدل على أنهم ضايقوا أخوه أيضا كذلك من الإذاء التفريق بينه وبين يوسف .
4- (إذ انتم جاهلون ) خلق عظيم ليوسف حيث إنه ذكر لهم الذنب ثم ذكر لهم العذر .وهذا من أعظم مكارم الأخلاق
5- ( قالوا تاالله لقد أثرك الله علينا ...) الاعتراف بالخطأ أمر صعب رغم أنه شجاعة .
6- ( قال لا تثريب عليكم اليوم ....) حتى الكلمة القاسية لم يقلها يوسف بل زاد على ذلك أن دعا لهم ((يغفر الله لكم ..)
7- ( أنه من يتقي ويصبر فأن الله لا يضيع ..) بالتقوى والصبر تنال الإمامة بالدين قال تعالى (وجعلناهم أئمة يهدونا بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يتقون) .
8- ( اذهبوا بقميصي هذا .....) أتخذ قرار مجيء أبوه فدل أن هذا الأمر كان يشغله لكن ينتظر أمر ربه أن يأذن له
9- فائدة : إن أول خبر كان سيئ للأب كان عن طريق القميص ثم جاء يوسف بأول خبر حسن عن طريق القميص وهذا أمر معروف عند علماء النفس (أن الأمر السيئ يزال بمثله أو أعظم منه) .
10- رجوع يوسف بعد مدة طويلة . هنا قاعدة ( الأمر الذي لم يحصل به يقين لا يقطع به) فأخوة يوسف كانوا يقولون لأبيهم (تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرض أو تكون من الهالكين ) فقطعوا بالأمر وصار خلاف ما قطعوا به
11- ذكر العلماء أن الشخص إذا أرسل رسالة يغلب عليه أنه لا يصدق استحسن أن يرسل معه قرينه. كما في قصة أبو هريرة في حديث ( من قال لاإله إلا الله دخل الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم خذ نعلي ومن رأيته فأخبره ) فهي قرينة
12- ( فأتوا بأهاليكم أجمعين ) أكد بأجمعين حتى لا يتركوا أحد من أل يعقوب هذا من كمال الكرم .(1/2494)
13- (فارتد بصيرا ) هنا علاج العمى أو غيره بالصعق وهو نوعين الكهربائي والمعنوي .
14- (يا أبانا أستغفر لنا ....) أ- طلبوا منه الاستغفار فإذا دعا لهم دليل على أنه سمح لهم ب- قالوا ( ذنوبنا ) فاعترفوا بجميع ذنوبهم .
+ سؤال : طلب الدعاء من الغير .الشيخ ابن تيمية لا يرى ذلك وقال الشيخ ناصر يجوز كما في قصة أويس القرني وطلب عمر من العباس استسقاء في أمر عام فكذلك الأمر الخاص.
15- ( سوف استغفر لكم ....) أ- الأصل العفو والسماح على الفور إلا إذا كان هناك مصلحة محققة كما في قصة يعقوب ب- قال بعض العلماء إن شرهة يعقوب عليهم كانت كبيرة فكأنه لم يعفوا على الفور
16- ( رفع أبويه على العرش .......) هل يجوز السجود للبشر .قالوا أنه كان جائز قبل شرعنا ثم حرم وقالوا هذا كان سجود تحية ثم لما جاء شرعنا أبدلها بالسلام إكراما لهذه الأمة أنهم لا يخضعوا لأحد ألا لله
17- (فلما دخلوا على يوسف ..........وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) الأمن في القرآن كثير هو دليل على أهميته في الحياة وتبليغ الدعوة .هناك ارتباطين الخوف والجوع وبين الأمن والغناء كما في سورة قريش وقوله تعالى ( ربي اجعل هذا البلد آمن ورزق أهله من الثمرات ................)
18- (قال يا أبتي هذا تأويل رؤياي ...........) هنا دقة عبارة يوسف عليه السلام في أمرين :
أ- قال (بيني وبين أخوتي ) رغم أنه لم ينزعه هو الشيطان وإنما احترام مشاعر اخوته .
ب- ( قال ربي قد أتيتني من الملك ........) تمني الموت هل يجوز ؟ الصحيح أن يوسف تمنى حسن الخاتمة ولم يتمنى الموت .
الخاتمة
1- (ذلك من أنباء الغيب .....) هذه الآية أقوى دليل على بطلان الإسرائيليات في قصة يوسف لأن الله جعلها من علم الغيب .
2- ( إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون ..) هذه الوصية عامة سواء كانوا اخوة يوسف وامرأة العزيز .(1/2495)
3- هذه القصة من الإعجاز القرآني حيث هذا النبي صلى الله عليه وسلم الأمي يذكر هذه القصة كاملة .
4- ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) بعض الأشخاص يريد إصلاح الناس كلهم أو إصلاحهم بالقوة هذا خطأ لأن الذي يهمك هو البلاغ والهداية بيد الله .
5- (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله ...............) هذه هي البصيرة لكن الذين يريدون الإصلاح بوسائل غير مشروعة هذا خطأ .
6- فائدة : في أربع مواقع في القرآن يخبر الرسول أنه يموت قبل أن يرى الانتصار \ يونس الرعد .......
7- عمل يوسف عليه السلام كان على بصيرة فكان عاقبته ونهايته حسنه وعمل اخوته كان على غير بصيرة فكانت عاقبته حسرة وندامة .
8- ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا ...) في قصة يوسف كل حدث ليوسف يقال أنه نهاية يوسف ثم بعد ذلك يكون الفرج.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
25/ 1 / 1425هـ
فوائد ودروس من سورة يوسف
من درس الشيخ /ناصر العمر
---
(1/2496)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مختصر رسالة أصول وكليات في التفسير
---
مختصر رسالة أصول وكليات في التفسير
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
12-17-2003, 06:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا مختصرٌ لرسالة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله (أصول وكليات – من أصول التفسير وكلياته لا يستغني عنها المفسر للقرآن).
ومن أصول التفسير وكلياته:-
1) النكرة في سياق النفي، أو سياق النهي، أو الاستفهام، أو سياق الشرط تفيد العموم.
2) المفرد إذا أضيف يفيد العموم.
3) العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب.
4) تنزيل جميع الحوادث والأفعال الواقعة، والتي لا تزال تحدث على العمومات القرآنية.
5) دخول الألف واللام على الأوصاف، وعلى أسماء الأجناس، تفيد استغراق جميع ما دخلت عليه من معاني.
ومن مقاصد القرآن:
1) الدعوة إلى توحيد الله ومعرفته.
2) الدعوة إلى صحة ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه.
3) تقرير المعاد.
4) ذكر العقوبات المعجلة كنموذج من جزاء الآخرة.
5) دعوة المشركين إلى الإسلام بذكر محاسن الإسلام.
6) ما دلت عليه الآيات الكريمة من المعاني مطابقة وتضمناً، فإن لوازم هذه المعاني تابعه لذلك المعنى.
7) حمل الآيات التي يفهم منها التعارض والتناقض على الحالة المناسبة اللائقة بها.
8) حذف المتعلقات من مفعولات وغيرها يدل على تعميم المعنى.
9) الأحكام المقيدة بشروط أو صفات تدل على أن تلك القيود لابد منها في ثبوت الحكم.
10) إذا أمر الله بشيء كان ناهياً عن ضده، وإذا نهى عن شيء كان أمراً بضده.
11) إذا أثنى الله على نفسه بنفي شيء من النقائص كان إثباتاً للكمال المنافي لذلك النقص.(1/2497)
12) إذا أثنى الله على رسله وأوليائه ونزههم عن شيء من النقائص فهو مدح لهم بما يضاد ذلك النقص.
13) إذا نفى الله النقائص عن دار النعيم يدل على إثبات ضد ذلك.
14) إذا وضح الحق وظهر، تبطل المعارضات وتضمحل المجادلات.
15) ما نفاه القرآن، فإما أن يكون غير موجود، أو كان موجوداً ولكنه غير مفيد ولا نافع.
16) الرجوع إلى المحكم عند ورود الشبهات والأوهام.
17) الجمع بين الإيمان والعمل الصالح.
18) الجمع بين التقوى والبر.
19) الأسماء التي تدل على عدة معاني فإذا اجتمعت هذه المعاني في نص يكون كل اسم له معنى وإذا افترقت فكل اسم له معنى (1).
20) أهمية الهدى، وثماره، وثناء الله على أهل الهدى.
21) الأمر بالإحسان، والثناء عليه، وعلى أهله، وبيان ثواب المحسنين.
22) الأمر بالصلاح والإصلاح، والنهي عن الفساد والإفساد.
23) ثناء الله على اليقين وعلى الموقنين.
24) الأمر بالصبر، والثناء على الصابرين.
25) الأمر بالشكر، والثناء على الشاكرين.
26) ذكر الخوف، والخشية، والأمر بهما، والثناء على أهلهما، وذكر ثوابهم.
27) الأمر بالإنابة والحث عليها، وبيان ثواب المُنيبين.
28) الأمر بالإخلاص لله، والثناء على المخلصين.
29) ذم التكبر والمتكبرين، والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم.
30) الأمر بالعدل، والنهي عن الظلم.
31) الأمر بالصدق والثناء على أهله، والنهي عن الكذب وذم أهله.
32) معرفة حدود الله.
33) بيان عظم شأن الأمانة.
34) ذكر العهود والوعود التي بين العبد وبين الله، وبين العبد وبين العباد.
35) ذم الإسراف والتبذير، وعكسه التقتير والبخل.
36) مدح المعروف وأهله، وذم المنكر وأهله.
37) الأمر بالاستقامة والثناء عليها وعلى أهلها.
38) القرآن شفاء لأمراض القلوب كلها.
39) ذم النفاق وأهله.
40) وصف القرآن بالإحكام والمتشابه.
41) ذكر معية الله في القرآن، وأنها على نوعان: معية خاصة للمؤمنين، ومعية عامة لجميع الناس .(1/2498)
42) ذكر الدعاء والدعوة في القرآن والسنة.
43) ذكر الطيبات والخبائث.
44) ذكر النفقات، وتشمل: النفقات الواجبة، والنفقات المستحبة.
45) الأمر بالتوكل والثناء على أهله.
46) مدح الله للعقل الذي يفهم الحقائق النافعة، ويعمل بها، ويعقل صاحبه عن الأمور الضارة.
47) العلم: هو معرفة الهدى بدليله.
48) لفظ "الأمة" في القرآن على أربعة معاني: طائفة من الناس، المدة، الدين والملة، الإمام في الخير.
49) لفظ "الإستواء" في القرآن على ثلاثة معاني: إذا عدي بعلى بمعنى العلو والارتفاع، وإذا عدي بإلى بمعنى القصد، وإذا لم يعد بشيء بمعنى كمُل.
50) الأمر بالتوبة والثناء على أهلها.
51) الأمر بلزوم الصراط المستقيم ومدح أهله.
أسأل الله – تعالى – أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وألا يجعل لأحد منه شيئاً، وأن ينفع بي أمة الإسلام، ويجعلني مفتاح كل خير مغلاق كل شر، إنه على كل شيء قدير.
اختصره: أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي
عفا الله عنه وغفر له
------------------
الحاشية:
(1) ذكر هذه القاعدة فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله، في الدورة العلمية الثالثة التي أقيمت في إمارة الشارقة، وقد شرح هذه الرسالة شرحاً وافياً فجزاه الله خيراً.
---
محمد رشيد
12-17-2003, 07:51 PM
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي عبدالله
---
(1/2499)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر الابتداء بالنكرة
---
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر الابتداء بالنكرة
---
محمد إسماعيل
04-06-2004, 02:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
سر الابتداء بالنكرة وسر العدول بها من الفتح إلى الضم
قال الله تعالى في حق أهل الجنة:{ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب* سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار }[الرعد:23- 24 ]00 وقال سبحانه في صفة عباده:{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا }[الفرقان:63 ]0
ما سر ابتداء الملائكة- عليهم السلام- تحيتهم لأهل الجنة بقولهم:( سلامٌ )، بالتنكير؟
وما الفرق بين تسليمهم، بالضم، وتسليم عباد الرحمن، بالفتح، في المعنى؟
وفي الإجابة عن ذلك نقول بعون الله وتعليمه:
حدُّ المبتدأ- في اللغة- أن يكون معرفة0 أو: نكرة مفيدة؛ وإلاَّ، فلا فائدة في الإخبار عنه. وتفيد النكرة في مواضع كثيرة؛ كأن تكون منعوتة، أو مستفهمًا عنها، أو منفية. فإن لم تكن كذلك فلا يجوز الإخبار عنها إلا أن يكون الخبر شبه جملة مقدَّم عليها؛ نحو قولنا: في العلم نورٌ، وفوق كل ذي علم عليمٌ.
وفي العربية أبواب رفعت فيها النكرة بالابتداء سوى ما ذكرنا ؛ وذلك لمعان مازجت الكلام، وأخرجته عن أن يكون خبرًا محضًا0 ومن ذلك ما دخله معنى الدعاء، من المصادر، والأحداث؛ نحو قولك: سلامٌ عليكم0 فـ( سلام ) مرتفع على الابتداء، وارتفاعه من وجهين:
- أحدهما أنك لما كنت داعيًا، وكان الاسم المبتدأ النكرة هو المطلوب بالدعاء، صار كالمفعول، ووقع موقعه؛ فكأنك قلت: أسال الله تعالى سلامًا عليك ، ولكنك لم تنصبه؛ كما نصبت ( سقيًا )، في قولك:(1/2500)
- سقيًا لكم؛ لأنك تريد أن تشوب الدعاء بخبر عن نفسك؛ وكأنك تريد أن تقول: سلامٌ مني عليكم. فصار السلام في حكم المنعوت بقولك:( مني )، فقويَ الرفع فيه على الابتداء. وهذا هو الوجه الثاني من الوجهين اللذين حسَّنا الابتداء بالنكرة، والتقديم لها.
ألا ترى أن كل من يقول: سلامٌ عليكم؛ إنما يريد أن يشعر المخاطب أنه مسلِّم، ومحيٍّ ؟
فالسلام صادرٌ منه؛ لأنه في معنى التحيَّة.
وليس كذلك: سقيّا لكم؛ لأن المتكلم ليس بساقٍ، وإنما هو طالبٌ السقيَ من الله تعالى للمخاطب؛ فهو مفعول0 ولو كان السلام مقتصرًا على معنى الدعاء فقط، لما جاز فيه غير النصب، ولكان قولنا: سلامًا عليكم؛ كقولنا: سقيًا لكم، في دلالة كل منهما على معنى الدعاء.
فإذا تأملت ما ذكرناه، تبين لك أن المراد من قوله تعالى:{ سلامٌ عليكم بما صبرتم } هو الدعاء لهم بالسلامة، والعافية، مع السلام عليهم الذي هو عبارة عن التحيَّة.. وأن المراد من قوله تعالى:{ قالوا سلامًا } هو الدعاء لهم بالسلامة، فقط.
تأمل بعد ذلك كيف جاء سلام الملائكة منصوبًا، وجاء في مقابله سلام إبراهيم- عليه السلام- عليهم مرفوعًا، في قول الله تعالى:{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام }[ الذاريات:24- 25].
قال الزمخشري في كشافه: ” سلامًا- مصدر سادٌّ مَسدَّ الفعل، مستغنى به عنه، وأصله: نسلم عليك سلامًا0 وأما سلامٌ فمعدول به إلى الرفع على الابتداء، وخبره محذوف، معناه: عليكم سلامٌ، للدلالة على ثبات السلام؛ كأنه قصد أن يحييهم بأحسن مما حبوه به، أخذًا بأدب الله تعالى.. وهذا- أيضًا- من إكرامه لهم“.(1/2501)
وقال الشيخ السهيليُّ:” نصب الأول؛ لأنه لم يقصد الحكاية، ولكنه جعله قولاً حسنًا، وسمَّاه سلامًا؛ لأنه يؤدي معنى السلام، في رفع الوحشة ، ووقوع الأنس. وحكي لنا عن إبراهيم- عليه السلام- قوله ، فرفع بالابتداء ، وحصل من الفرق بين الكلامين- في حكاية هذا ورفعه ، ونصب ذلك- إشارة لطيفة ، وفائدة شريفة ؛ وهو أن السلام من دين الإسلام، والإسلام ملة إبراهيم- عليه السلام- وقد أمرنا بالاتباع ، والاقتداء به ؛ فحُكيَ لنا قوله ، ولم يحك لنا قول أضيافه؛ إذ لا فائدة في تعريف كيفيَّته ، وإنما الفائدة في تبيين قول إبراهيم ، وكيفيَّة تحيَّته ، ليقع الاقتداء به“.
فإذا عرفت ذلك أدركت سر البيان في تسليم الله تعالى على أنبيائه- عليهم السلام- برفع السلام، وتنكيره. ومن ذلك قوله تعالى في التسليم على نوح- عليه السلام-:{ سلامٌ على نوح في العالمين }[ الصافات:79 ]. فهذا سلام من الله تعالى على نبيه نوح- عليه السلام- تضمن معنيين: أحدهما: التحيَّة0 والثاني: الدعاء له بالسلامة، وثبوتهما في العالمين جميعًا0 بمعنى: أن لا يخلو أحد منهم منها؛ كأنه قيل: ثبَّت الله تعالى التسليم على نوح- عليه السلام- وأدامه في الملائكة، والثقلين، يسلمون عليه من آخرهم.
تأمل بعد ذلك كله قول الله تعالى في جزاء المؤمنين الصابرين:{ أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلامًا }[ الفرقان:75 ]، لعلك تعرف الفرق بين السلام الذي يراد به التحية، والسلام الذي يراد به مجرد الدعاء بالسلامة.
والسلام عليك أخي القارىء، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورحمة الله، وبركاته، سلامًا يتجدَّدُ في العالمين تجدُّدَ الليل، والنهار، والحمد لله رب العالمين!
ـــــــــــــــ
انتظر أخي القارىء مقالنا التالي عن سر البيان في تعريف لفظ السلام، وتنكيره0
محمد إسماعيل عتوك.
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2004, 08:19 PM(1/2502)
جزاك الله خيراً على هذا التفصيل والبيان ، فهذه مسألة مهمة يكثر السؤال عنها ، ولا يحسن توجيهها إلا القليل. ونحن في انتظار مقالتكم القادمة وفقكم الله وزادكم علماً وبصيرة.
---
(1/2503)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مكانة أهل الحديث ومآثرهم وجهود العلماء في السنة والعقيدة والتفسير للشيخ ربيع المدخلي
---
مكانة أهل الحديث ومآثرهم وجهود العلماء في السنة والعقيدة والتفسير للشيخ ربيع المدخلي
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
12-23-2006, 09:23 AM
مكانة أهل الحديث ومآثرهم وآثارهم الحميدة في الدّين للدكتور ربيع هادي المدخلي أستاذ مساعد بكلية الحديث الشريف إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد- فإن الله بعث محمداً- صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرين. وإن أسعد الناس بهديه واتباعه وحبه ومولاته ونصرة ما جاء به من الحق هم صحابته الكرام ومن اتبعهم بإحسان من القرون المفضلة. ومن سلك سبيلهم وترسم خطاهم إلى يوم الدين. ثم إن من يدرس أحوال السابقين واللاحقين من الفرق المنتسبة إلى أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- ويدرس مناهجهم وعقائدهم وأفكارهم بإنصاف وفهم وتجرد يجد أن أهل الحديث هم أشدُّ الناس أتباعاً وطاعة وتعلقاً وارتباطاً بما جاءهم به نبيهم محمد- صلى الله عليه وسلم- كتاباً وسنة في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم ودعوتهم واستدلالهم واحتجاجهم وهم على غاية من الثقة والطمأنينة بأن هذا هو المنهج الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه الطريق السليم والصراط المستقيم. وما عدا ذلك من المناهج والسبل فأمر لم يشرعه الله ولم يرض به ولا يؤدي إلا إلى الهلاك والعطب0 فمن هم أهل الحديث إذا ؟ هم من نهج نهج الصحابة والتابعين لهم بإحسان في التمسك بالكتاب(1/2504)
والسنة والعض عليهما بالنواجذ وتقديمهما على كل قول وهدي سواء في العقائد أو العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو السياسة والاجتماع. فهم ثابتون في أصول الدين وفروعه على ما أنزله الله وأوحاه على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم-. وهم القائمون بالدعوة إلى ذلك بكل جد وصدق وعزم. وهم الذين يحملون العلم النبوي وينفون عنه تحريف المغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. فهم الذين وقفوا بالمرصاد لكل الفرق التي حادت عن المنهج الإسلامي، كالجهمية والمعتزلة والخوارج والروافض والمرجئة والقدرية، وكل من شذ عن منهج الله واتبع هواه في كل زمان ومكان لا تأخذهم في الله لومة لائم. هم الطائفة التي مدحها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وزكاها بقوله: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة ". هم الفرقة الناجية الثابتة على ما كان عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، الذين ميزهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحددهم عندما ذكر أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقيل: من هم يا رسول الله ؟ قال:" من كان على ما أنا عليه وأصحابي". لا نقول ذلك مبالغة ولا دعاوى مجردة، وإنما نقول الواقع الذي تشهد له نصوص القرآن والسنة، ويشهد له التاريخ وتشهد به أقوالهم وأحوالهم ومؤلفاتهم. هم الذين وضعوا نصب أعينهم قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103). وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور: 63). فكانوا أشد الناس بعداً عن مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأبعدهم عن الفتن. وهم الذين جعلوا دستورهم {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي(1/2505)
أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (النساء: 65). فقدروا نصوص القرآن والسنة حق قدرها وعظموها حق تعظيمها فقدموها على أقوال الناس جميعاً وقدموا هديها على هدى الناس جميعاً واحتكموا إليها في كل شأن عن رضى كامل وصدور منشرحة بلا ضيق ولا حرج وسلموا لله ولرسوله التسليم الكامل في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم. هم الذين يصدق فيهم قول الله: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور: 51). هم بعد صحابة رسول الله جميعا وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون هم سادة التابعين وعلى رأسهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن الحنفية وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وسالم بن عبد الله بن عمر والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق والحسن البصري ومحمد بن سيرين وعمر بن عبد العزيز ومحمد ابن شهاب الزهري ثم أتباع التابعين وعلى رأسهم مالك والأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عينة وإسماعيل بن علية والليث بن سعد وأبو حنيفة النعمان. ثم أتباع هؤلاء وعلى رأسهم عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح والإمام محمد بن إدريس الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وعفان بن مسلم. ثم تلاميذ هؤلاء الذين سلكوا منهجهم وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني. ثم تلاميذهم كالبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأبي داود والترمذي والنسائي. ثم من جرى مجراهم في الأجيال بعدهم كابن جرير وابن خزيمة والدارقطني في زمنه والخطيب البغدادي وابن عبد البر النمري0 وعبد الغني المقدسي وابن قدامة وابن الصلاح وابن تيمية والمزي والذهبي وابن كثير وأقران هؤلاء في عصوهم ومن تلاهم واقتفى أثرهم في التمسك بالكتاب والسنة إلى يومنا هذا.(1/2506)
هؤلاء الذين أعنى به أهل الحديث جهودهم في خدمة السنة عموماً: وتدوين أسماء رواتها وبيان أحوالهم من عدالة وضبط وإتقان أو ضعف وكذب وتدليس وغير ذلك من أحوالهم من أنواع الجرح والتعديل مما يتعلق بالأسانيد والمتون بدون مجاملة لأحد لا تأخذهم في الله لومة لائم وتلك ميزة خاصة لأمة محمد- صلى الله عليه وسلم- امتازت بها على سائر الأمم حققها الله على أيدي أئمة أهل الحديث الذين أبدوا من الكفاءات العلمية المدهشة ما لا يلحقهم ولا يدانيهم فيها أهل أي علم من العلوم. وبرهنت أعمالهم وجهودهم وما خلفوه من تراث عظيم على عبقريات عظيمة وقرائح متوقدة وعقول خصبة قادرة على تشقيق علوم الحديث وتنويعها إلى حد تحار فيه الألباب. من هذا الإنتاج العظيم أنواع المؤلفات اللاتي ذكرها: ا- الجوامع. 2- المسانيد. 3- والصحاح. 4- السنن. 5- المستخرجات. 6- كتب مفردة في أبواب مخصوصة. ككتب في رؤية الله في الآخرة وكتب في الإخلاص والتوحيد. والطهور والسواك والأذان وصفة الصلاة. 7- كتب مفردة في الآداب والأخلاق والترغيب والترهيب. 8- كتب في التفسير. 9- كتب في المصاحف والقراءات. 10- كتب في الناسخ والمنسوخ. 11- كتب في الأحاديث القدسية. 12- كتب في المراسيل. 13- الأجزاء عندهم تأليف الأحاديث المروية عن رجل واحد من الصحابة أو من بعدهم. 14- الفوائد. 15- الوحدانيات. 16- الثنائيات والثلاثيات إلى العشاريات. 17- كتب في الشمائل والسير والمغازي. 18- كتب في أحاديث شيوخ مخصوصين. 19- كتب في جمع طرق بعض الأحاديث. 20- كتب في رواة بعض الأئمة أو في غرائب حديثهم0 21- كتب في الأحاديث الأفراد. 22- كتب في المتفق والمفترق وفي المؤتلف والمختلف. وكتب في المتشابه. 23- كتب في معرفة الأسماء والكنى والألقاب. 24- كتب في مبهم الأسانيد أو المتون. 25- كتب في الأنساب. 26- كتب في معرفة الصحابة. 27- كتب في تواريخ الرجال وأحوالهم. 28- كتب المعاجم. 29- كتب الطبقات. 30-(1/2507)
كتب في علوم الحديث أي مصطلحه0 31- كتب في الضعفاء وكتب في الثقات وكتب فيهما. 32- كتب في العلل. 33- كتب في الموضوعات. 34- كتب في بيان غريب الحديث. 35- كتب في اختلاف الحديث. 36- كتب في الأمالي. 37- كتب في رواية الأكابر عن الأصاغر. 38- كتب في أدب الرواية. 39- كتب في العوالي. 40- كتب في الأطراف أي أطراف الأحاديث0 41- كتب في الزوائد. 42- كتب في الجمع بين بعض الكتب- الحديثية فهذه هي بعض المجالات التي كان يخوضها علماء الحديث والأثر تأليفاً ودراسة وهو يدل على همم عالية وعقول متفتحة خصبة واسعة الأفاق و إذا كان يحق للأمة أن ترفع رؤوسها وتعتز بأسلافها فبهؤلاء العباقرة وبعلومهم الواسعة النافعة وعقولهم النيرة المتفتحة، في الوقت الذي كان غيرهم ولا يزال يبذلون جهودهم في الحجر على العقول ودفع الأمة إلى الجمود القاتل المؤدي إلى الهلاك والضياع والفناء0 جهودهم الخاصة بالعقيدة والدعوة إلى الكتاب والسنة والتثبيت عليهما والدفاع عنهما: كان الصحابة- رضوان الله عليهم- ومن سلك منهجهم واتبعهم بإحسان في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، مؤمنين إيماناً كاملاً بما جاء في كتاب الله المجيد وسنة رسوله المطهرة في باب أسماء الله وصفاته المقدسة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل وكذلك في الإيمان بالقدر والجنة والنار وعذاب القبر ونعيمه وسائر المعتقدات التي حصل فيها الانحراف من بعض الفرق والله الخالق العليم الحكيم- قد فطر الناس وأعدهم وهيأهم وأعطاهم عقولاً تناسب الحق وتوافقه وأنزل إليهم كتباً تتضمن من العقائد والشرائع ما يوافق العقول السليمة والفطر الصحيحة التي سلمت من الانحراف والفساد0 فيتلقى حواريو الأنبياء ومن ورثهم بحق واتبعهم بإحسان ما جاء به الرسل والكتب بالإيمان والتسليم. وهذا كان موقف الصحابة الكرام ومن اتبعهم بإحسان. ولما ذرت قرون شياطين البدع وقفوا لهم بالمرصاد فضللوهم وبدعوهم وكفروا من(1/2508)
يستحق التكفير وقتلوا بعض رؤساء البدع والفتن والزندقة ثم ردوا في مقالاتهم ومؤلفاتهم على أهل البدع وبينوا خطرها وضررها على الإسلام والمسلمين. وثبتوا المسلمين على كتاب ربهم وسنة نبيهم وبينوا لهم أن الواجب عليهم الإعتصام بكتاب ربهم وسنة نبيهم- صلى الله عليه وسلم- ومنابذة الأهواء وأهلها. إيمانا منهم أن القرآن والسنة كافيان غاية الكفاية في كل ما يجب على المرء الإيمان به واعتقاده كفيلان بهداية الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة. وأن الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة في مخالفتهما فاستناداً إلى ما جاء في الكتاب والسنة من وجوب اتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وطاعته والانقياد له وإيجاب رد ما تنازع الناس فيه إلى الله والرسول والوعيد الشديد لمن خالف هذا المنهج وشرع في الدين ما لم يأذن به الله. ومن تحذير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من البدع وذمه لها وحكمه على كل بدعة أنها ضلالة وأنها مردودة لا يقبلها الله. قام من لحقتهم هذه الفتن من الصحابة بقمع أهلها والرد عليهم فقام علي- رضي الله عنه- بقتل الخوارج وروى هو وغيره من الصحابة عن رسول الله ما يحض على قتلهم وأنه من أفضل ما يقرب إلى الله. وأحرق غلاة الشيعة بالنار حينما غلوا فيه ورفعوه إلى درجة الألوهية. ولما بلغ عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- أن قوماً ينفون القدر وأن الأمر عندهم أنف قال لمن اخبره بهم: " إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني براء منهم وأنهم مني برآء والذي نفسي بيده لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ما قبل الله منه شيئاً حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ". وسئل مالك عمن يقول: "القرآن مخلوق"، قال: "هو عندي كافر فاقتلوه". وعن ابن المبارك والليث بن سعد وابن عيينة وهشيم وعلي بن عاصم وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح مثله ومثله عن النووي ووهب بن جرير ويزيد بن هارون 0 وقيل لعبد الرحمن بن مهدي: إن الجهمية يقولون: إن القرآن مخلوق. فقال: "إن(1/2509)
الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى ، وأرادوا أن ينفوا أن يكون القرآن كلام الله أرى أن يستتابوا وإلا ضربت أعناقهم" 0 وقال الربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي:" لما كلم حفص الفرد الشافعي فقال حفص القرآن مخلوق فقال له الشافعي- رضي الله عنه- " كفرت بالله العظيم " . وسئل مالك عن الاستواء فقال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا صاحب بدعة وأمر به فأخرج وكان يقول: إن الله في السماء. وأخرج رجلاً من حلقته لأنه مرجيء"0 وقال سعيد بن عامر: " الجهمية أشر قولاً من اليهود والنصارى. قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم: ليس على العرش شيء" . وقال ابن المبارك:" لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ها هنا بل على العرش استوى". وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال:" فوق سماواته على عرشه… وإنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية" . وقال البخاري: "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم " . ونقل الإمام البخاري أقوال كثير من الأئمة في تضليل وتكفير الجهمية في إنكارهم أن الله في السماء وفي قولهم إن القرآن مخلوق0 (راجع خلق أفعال العباد له)0 وخرج البيهقي بسند جيد عن الأوزاعي قال: "كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته". وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال:" اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير فمن فسر شيئاً منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وفارق الجماعة لأنه وصف الرب بصفة لا شيء". وأخرج ابنا أبي حاتم في مناقب الشافعي عن(1/2510)
يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: "لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر وأما قبل قيام الحجة، فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (انظر فتح الباري) (13/406- 407). وروى الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة 279 في جامعه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- "إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد". وقال عقبه: هذا حديث حسن صحيح. وروى عن عائشة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ثم قال: "وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا قالوا قد ثبتت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟. هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينه وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر. فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: "إن الله لم يخلق آدم بيده" وقالوا:" إن معنى اليد هاهنا القوة". وقال إسحاق بن إبراهيم:" إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه". وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً. وهو كما قال الله تعالى: في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الترمذي كتاب الزكاة عقب حديث 662 جـ3 ص 43 طبعة الحلبي). وروى أيضا حديث الحسن البصري عن أبي هريرة(1/2511)
مرفوعاً في السماوات والمسافات بينها وأن العرش فوقها وذكر الأرضيين والمسافات بينها ثم قال هذا حديث غريب من هذا الوجه. ثم اثبت استواء الله على عرشه فقال: "وهو على العرش" كما وصف في كتابه (48- كتاب التفسير حديث 3298)(5/404) طبعة الحلبي. أما المؤلفات في نصرة العقيدة والرد على أهل البدع فهو كثيرة لا تحصى نذكر منها ما يأتي: ألف الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والحديث المتوفى سنة 241 هـ: كتاب: الرد على الجهمية والزنادقة 0 وألف كتاب: السنة. وألف ابنه عبد الله كتاب: السنة. وألف أبو بكر بن أبي شيبة المتوفى سنة 235 هـ كتاب: الإيمان. وألف الإمام البخاري المتوفى سنة 256 هـ: كتاب: خلق أفعال العباد ضمنه الرد على الجهمية المعطلة لصفات الله والقائلين بخلق القرآن0 وضمن كتابه الجامع الصحيح ثلاثة كتب في هذا المجال: كتاب: الإيمان وضمنه الرد على المرجئة. وكتاب: التوحيد وضمنه الرد على معطلة الجهمية. وكتاب: الاعتصام وضمنه وجوب اتباع الكتاب والسنة وضمنه الرد على أهل الرأي المفرقين في القياس والرد على منكري حجية خبر الآحاد . وألف أبو داود كتابه: السنن وأدخل فيه كتاب السنة وضمنه الرد على القدرية والمرجئة والجهمية المعطلة وهو يضع تراجم واضحة بأسماء هذه الفرق كقوله بباب الرد على الجهمية في موضعين من كتاب السنة في الموضوع الأول رد عليهم إنكار استواء الله على العرش وفي الموضوع الثاني رد عليهم إنكار النزول. ووضع الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد ابن ماجة مقدمة لكتابه السنن في اتباع سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استغرقت 98 صفحة وضمنها ستة وستين حديثاً ومائتي حديث. وضمنها أبواباً كثيرة من جملتها باب فيما أنكرت الجهمية ذكر فيه إنكارهم الرؤية والكلام والاستواء على العرش وساق أحاديث في الرد عليهم وذكر الخوارج وغيرهم من المبتدعة وعقد باباً في اجتناب الرأي. وألف عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 280 هـ(1/2512)
كتاب: الرد على الجهمية. وكتاب: الرد على بشر المريسي. وصنف أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي المتوفى سنة 292 هـ كتاب: السنة. وصنف أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري المتوفى سنة 360 هـ كتاب: الشريعة. وكتاب: التصديق بالنظر إلى وجه الله وما أعد لأوليائه. وألف أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشافعي الطبراني صاحب التصانيف المتوفى سنة 360 هـ كتاب: السنة. وألف الإمام أحمد بن محمد بن هانىء أبو بكر الأثرم المتوفى سنة 273 هـ كتاب: السنة. وألف الإمام أبو علي حنبل بن إسحاق الشيباني ابن عم الإمام أحمد بن حنبل وتلميذه المتوفى سنة 273 هـ كتاب: السنة. وألف الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال مؤلف علم أحمد وجامعه المتوفى سنة 311 هـ كتاب: السنة وهو في ثلاث مجلدات. وألف الإمام أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني ذو التصانيف المتوفى سنة 369 هـ كتاب: السنة. وألف أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل الشيباني المتوفى سنة 287 هـ كتاب: السنة. وصنفه أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين الحافظ الكبير ذو التصانيف العجيبة المتوفى سنة 385 هـ كتاب: السنة 0 وصنف الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفى سنة 324 هـ كتاب:الإبانة وكتاب: الموجز على طريقة أهل الحديث في إثبات الصفات وضمنه الرد على الجهمية وغيرهم من فرق التعطيل. وألف الإمام الحافظ خشش بن أصرم المتوفى 253 هـ كتاب: الاستقامة والرد على أهل البدع. وألف إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة المتوفى سنة 311 هـ كتاب: التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل. وألف إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هـ عقيدة على منهج أهل الحديث وجرى في تفسيره الكبير الشهير على المنهج نفسه0 وصنف أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة الحافظ الرحال المتوفى سنة 301 هـ كتاب: السنة. وصنف(1/2513)
الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق الشافعي النيسابوري المتوفى سنة 342 هـ المعروف بالصبغي كتاب: الأسماء والصفات. وكتاب: الإيمان بالقدر . وألف أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال الأصبهاني المتوفى سنة 349 هـ كتاب: السنة. وألف أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي الشافعي المتوفى سنة 377 هـ كتاب: التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع. وصنف الإمام الحافظ الكبير أمير المؤمنين في الحديث أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385 هـ كتاب: الصفات. وكتاب: النزول. وكتاب: الرؤية. وألف الإمام الحافظ عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المتوفى سنة 387 هـ كتاب: الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة، والإبانة الصغرى، والسنة0 وألف الإمام الحافظ الجوال صاحب التصانيف الكثيرة محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة المتوفى سنة 395 هـ كتاب: التوحيد، وكتاب الإيمان. وألف الإمام الزاهد شيخ الإسلام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي المتوفى سنة 490 هـ كتاب: الحجة في مجلد . وألف الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي محدث بغداد المتوفى سنة 418 هـ كتاب: شرح أصول السنة. وألف الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني المتوفى سنة 438 هـ رسالة في إثبات الاستواء والفوقية. وألف الإمام الكبير أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي المتوفى سنة 481 هـ كتاب: الفاروق في صفات الله. وكتاب: ذم الكلام. وألف الإمام الزاهد شيخ الإسلام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي المتوفى سنة 490 هـ كتاب: الحجة في مجلد. وافتتح الإمام محي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي الشافعي المتوفى سنة 516 هـ كتابه: شرح السنة. بكتاب الإيمان من ص 7- 231 ضمنه الأبواب الآتية: 1- باب الإيمان بالقدر 30- باب وعيد القدرية0 3- باب الرد على الجهمية0 4- باب الرد على من قال بخلق القرآن0(1/2514)
5- باب الاعتصام بالكتاب والسنة0 6- باب رد البدع والأهواء0 7-باب مجانبة أهل الأهواء. ونهج في كتابه التفسير نهج أهل الحديث والسنة في إثبات الصفات ومخالفة أهل الأهواء في ذلك0 وألف العلامة أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي صاحب شيخ الإسلام الهروي المتوفى سنة 532 هـ عقيدة على منهج السلف. وألف الإمام الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الطلحي الأصبهاني المتوفى سنة 535 هـ كتاب: الحجة في بيان المحجة على منهج أهل الحديث. وألف الإمام الحافظ محدث الإسلام عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي الحنبلي، صاحب التصانيف المتوفى سنة 600 هـ كتاباً في الصفات في جزأين تذكرة الحفاظ 4/1374 0 وألف الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية- رحمه الله- المتوفى سنة 728 هـ عدداً من الكتب في: العقيدة والدعوة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، ومحاربة البدع، كالعقيدة الواسطية، والعقيدة الحموية، والعقيدة التدمرية، واقتضاء الصراط المستقيم، ومنهاج السنة، والرد على البكري، والرد على الاخنائي، والفتاوى، وكلها تهدف إلى العودة بالأمة الإسلامية إلى الكتاب والسنة وإلى منهج السلف الصالح. وألف تلميذه الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية- رحمه الله- المتوفى سنة 751 هـ كتاب: الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، وكتاب: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية. والقصيدة النونية في مجال العقيدة. وأعلام الموقعين في باب الاعتصام بالسنة. وألف الإمام الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 هـ كتاب: العلو للعلي الغفار جمع فيه نصوص الكتاب والسنة في علو الله وما بلغه من أقوال الصحابة والتابعين وأئمة الحديث وأئمة الفقه وأتباعهم إلى عصره. وألف العلامة القاضي صدر الدين علي بن علي بن أبي العز الحنفي الصالحي(1/2515)
الدمشقي المتوفى سنة 792 هـ رسالة سماها الإتباع موضوعها وجوب اتباع السنة كما شرح العقيدة الطحاوية على منهج أهل الحديث في الصفات والقرآن والقدر وغيرها من العقائد الإسلامية. ثم كانت حركات الدعوة إلى الكتاب والسنة وتصحيح العقائد ومحاربة البدع في العالم الإسلامي. كحركة الصنعاني والشوكاني في اليمن. وحركة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وحركة أهل الحديث في الهند امتداداً لدعوة أهل الحديث ومنهجهم وهي لا تزال قائمة إلى قيام الساعة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة ". يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء عن عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان الثوري يقول لرجل من العرب: " ويحكم، أطلبوا العلم، فإني أخاف أن يخرج العلم من عندكم فيصير إلى غيركم، فتذلون... أطلبوا العلم، فإنه شرف في الدنيا وشرف في الآخرة " وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: " يرزق الله العلم السعداء، ويحرمه الأشقياء ". وقال عبد الملك بن مروان لبنيه: " يا بني، تعلموا العلم، فإن استغنيتم كان لكم كمالاً، فإن افتقرتم كان لكم مالاً " وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: " زيادة العلم: الابتغاء، ودرك العلم: السؤال... فتعلم ما جهلت، واعمل بما عملت " 000 (جامع بيان العلم وفضله) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنزل عنها فنام وراحلته عند رأسه فاستيقظ وقد ذهبت، فذهب في طلبها فلم يقدر عليها حتى أدركه الموت من العطش، فقال : والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي، فرجح فنام، فاستيقظ، فإذا راحلته عند رأسه، فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح " متفق عليه.
---(1/2516)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سلسة التوحيد العملى 1- اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً
---
سلسة التوحيد العملى 1- اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً
---
أبو عبد الرحمن المصري
03-08-2005, 11:09 AM
سلسلة التوحيد العملى
1-( اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معا )
فى القرن الماضى كان اكبر صنم يعبده المسلمون تلك الاضرحة والقبور الموجودة بالمساجد على اختلاف المسلمون فى درجة وكيفية الاعتقاد فى أصحاب هذه الأضرحة ولذلك كان هم من يتكلم فى التوحيد الحق هو محاربة الاعتقادات الباطلة فى اصحاب القبور ولكن اليوم تغيير الصنم ولم يعد صنما ساذجا كتلك الأصنام التى عبدها كفار مكة من حجر او عجوة 0 الان الصنم الجديد له قدره وتاثير مشاهد واحيانا يقع فى عبادته المسلم الملتزم بدين ربه واخطر ما فى الامر هو عدم الإدراك لحقيقة هذا الصنم والخلط فى التعامل معه 0انه الصنم الاكبر الذى يشترك لاول مرة المسلمون مع المشركون من كل الملل فى عبادته انه (الاسباب ) لذلك لنا وقفتين الاولى مع صنم الاسباب فى الشرع والثانية مع الواقع الاليم الذى يبين ويؤكد الوقوع فى عبادته لترى التوحيد العملى عند المسلمين ثم نشرع في تصحيح المسار
الوقفة الاولى ( صنم الاسباب )(1/2517)
اورد شيخ الاسلام ابن تيمية عن الاسباب قوله (" الالتفات الى الاسباب شرك وترك الاسباب بالكلية نقص فى العقل ومنع الاسباب ان تكون اسبابا قدح فى الشرع ") واضيف قول ابن القيم (" ان الله ياتى بالاشياء بالاسباب وياتى بالاشياء بغير الاسباب وياتى بالاشياء بضد الاسباب ") سبحانه انه على كل شىء قدير " وانظر الى ايات القران اولا امرت بالاسباب قال تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة " ثم نهت عن الالتفات والاعتماد عليها فقال تعالى " ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا " ثم بين انه قد ياتى النصر بغيرها قال تعالى " ولقد نصركم ببدر وانتم اذلة " هذه تربية عملية مع الامر بالاسباب لا اريد التوسع فى شرح كلام ابن تميمة فهو موجود للاستزادة (مجموع الفتاوى حـ8) ولكن الواقع العملى يبين الاكتفاء بالالتفات الى الاسباب والركون اليها والاعتماد عليها حتى اصبحت صنما اعظم0 تامل ما يحدث للناس من مكروه او غيرة كيف يرجعونه الى اسباب او اشخاص او احداث وقد قال تعالى " والى الله ترجع الامور " لهذا عرف السلف التوحيد بقولهم " ان ترى كل شىء من الله رؤية تقطع الالتفات الى الاسباب " 0انت اذا اردت فعل شىء تنظر الى نفسك وقدرتها عليه فان استطعت اقبلت وان عجزت اعرضت او تنظر الى قدره الناس معك وتفعل كذلك وكل هذا نظر الى الاسباب اما النظر الى رب الاسباب فانت احيانا تتوجه اليه عند وجود القدرة والاسباب او عند وجود بعض القدرة وبعض الاسباب ولا تتوجه اليه عند استحالة الاسباب وهذا نقص فى توحيدك وايمانك تامل زكريا عليه السلام " ذكر رحمت ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداءا خفيا قال ربى انى وهن العظيم منى واشتعل الراس شيبا ولم اكن بدعائك ربى شقيا وانى خفت الموالى من ورائى وكانت امراتى عاقرا 000000 " انه يتوجه الى ربه مع استحالة الاسباب ويؤكد الاستحالة بين يدى الدعاء "وهن العظم " وهو اقوى ما فيه 0000 اشتعل الراس شيبا(1/2518)
0000000 امراتى عاقرا000 ولكن الايمان واليقين بقدرة الله وتجربته السابقة مع ربه "ولم اكن بدعائك ربك شقيا " دفعته الى التوجه لربه ولسان حاله يقول ما سالتك وخذلتنى او طلبت منك وتركتنى فبسابق اجابتك لى اسالك 0 هذا توحيد عملى من زكريا عليه السلام فى خصوصيات حياته0 ان كثيرا من الناس وقفوا مع صنم الاسباب ولم يتوجهوا الى الله فى كل حركاتهم وامالهم اصبح "الله " فى حياتهم هو الذى يصلون له ويزكون ويعتمرون ويحجون ويذهبون الى بيته يوم الجمعة وليس موجودا فى باقى حياتهم وليس ادل على ذلك من تجارب الشعوب0 والامثال التى هى افراز لتجارب الشعوب اصدق دليل ففى مصر تجربة شعب فى مثل جحا المصرى قالوا له اين تذهب يا جحا قال الى السوق لاشترى حمارا قالوا له قل ان شاء الله فقال واقول ان شاء الله ليه الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق فلما عاد خاليا قالوا ماذا فعلت قال ان شاء الله الفلوس اتسرقت 0انه النظر الى الاسباب واليقين عليها الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق وغاب عنه السلب بعد العطاء 0واكثرنا جحا اذا توفرت له الاسباب اقبل على الفعل ملتفتا اليها واذا لم تتوفر له الاسباب اعرض ولم بلتفت الى ربه واسمائةوصفاته التى امرنا ان ندعوه بها "ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها" – سالت الكثيرين واسالك 0 لله كم اسم0 000 الكل يجيب تسعة وتسعين اسما مع ان الاسماء فى الحقيقة اكثر من ذلك كما سنبين فيما بعد ولكن السؤال الاهم دعوت الله بكم اسم من الاسماء التسعة والتسعين اجابه الكثيرين لا تتعدى اصابع اليدين او اليد الواحدة واسال نفسك 0مع ان كل موقف من مواقف حياتك تحتاج فيه ان تدعوا الله باسم يتناسب مع هذا الموقف ولن تموت لن تموت حتى تتعرض لجميع المواقف التى تستلزم الدعاء بجميع الاسماء حتى اذا كنت فى قبرك وسئلت من ربك تكون الاجابة ليس كما يقول الناس ولكن كما جربته فى حياتك وكما قال ابراهيم "الذى خلقتى فهو يهدين والذى هو يطعمنى(1/2519)
ويسقين واذا مرضت فهو يشقين والذى 0000000 " وكما سنشرح فى مقالاتنا القادمة ان شاء لله 0الان ادعوك اولا للمشاركة ثانيا ارجوك ان تجيب على السؤال دعوت الله بكم اسم من اسمائه التسعة والتسعين بحضورمع الاسم وما هى هذة الاسماء وسوف اجيب على الجميع بمفاجأة وفى انتظار مشاركتكم والسلام عليكم ورحمة الله0
---
(1/2520)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث بعنوان " الفوائد البدعية في فضل الصحابة وذم الشيعة " للتحميل
---
بحث بعنوان " الفوائد البدعية في فضل الصحابة وذم الشيعة " للتحميل
---
مسك
11-13-2005, 12:35 PM
اسم البحث : الفوائد البدعية في فضل الصحابة وذم الشيعة
اسم الباحث : الدكتور أحمد فريد
نبذة عن البحث :
هذا كتاب تقرُّ به أعين أهل السنة والجماعة ويزداد به الروافض والمبتدعة الذين وقعوا فى أصحاب النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ذلة على ذلتهم وكمدًا وحسرة ببدعتهم، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا ،وليس من المؤمنين أحق بهذا الدفاع بعد الأنبياء والمرسلين من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم .
وفيه براءة الصحابة الكرام مما افتراه عليهم أو على بعضهم من غلبت عليه الشقاوة ، وتردَّوا بأردية الحماقة والغباوة ، ومرقوا من الدين ، واتبعوا سبيل الملحدين ، وركبوا متن عمياء ، وخبطوا خبط عشواء ، فباءوا من الله بعظيم النكال ، ووقعوا فى أهوية الوبال والضلال مالم يتداركهم الله بالتوبة والرحْمة ، فيعظموا خير الأمم وهذه الأمة ، أماتنا الله على محبتهم ، وحشرنا فى زمرتهم.
أراد به الكاتب أن يكون تذكرة للإخوان بفضائل الصحابة الكرام ، وتسلية لهم فى طريق دعوتهم إلى الله عز وجل ، يلهب عواطفهم ، ويشحذ هممهم فى الصبر على الدعوة ، وبذل النفس والنفيس فى سبيل انتشار هذا الدين ، وفتح قلوب العباد والبلاد لدعوة سيد المرسلين
***** أضغط هنا لتحميل البحث ***** (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=2160)
---
مسك
11-13-2005, 01:14 PM
حبذا تعديل عنوان الكتاب إلى :
الفوائد البديعية في فضل الصحابة وذم الشيعة
---
خالد الشبل
11-14-2005, 04:32 PM
لعلها ( البديعة ) أخي مسك.
---
مسك
11-17-2005, 10:58 AM
لعلها كذلك :)
بورك فيك ونفعك ونفع بك ..
---(1/2521)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > مشرفو رسائل علمية عبر الأنترنت ( اقتراح )
---
مشرفو رسائل علمية عبر الأنترنت ( اقتراح )
---
حمدي
04-04-2006, 12:51 AM
مشرفون أنلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد / أصحاب الفضيلة أساتذتي الكرام أعزائي أعضاء الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي فكرة جديدة أود أن أعرضها عليكم حتى نناقشها عسى الله أن يكون مفيدا.
الفكرة : حبذا لو تبرع بعض المشايخ في ملتقانا بأوقاتهم الثمينة للإشراف على الطلاب الذين يكتبون بحوثا للتخرج أو نيل أية درجة أخرى للإشراف على هؤلاء الباحثين عبر الإنترنت
( ملتقى أهل التفسير ) والإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم حول هذه البحوث حتى تخرج هذه البحوث على أفضل ما يمكن.
الدافع وراء فكرة: إن السبب الذي دفعني إلي طرح هذا الموضوع هو الصعوبات التي واجهني خلال بحثي في السنة.ومن الأسباب كذلك أن أحد الطلاب في الجامعة الإسلامية التي أدرس فيها كان يعرض بحثه على أستاذ في الجامعة الإسلامية بالمدينة ليبدي فيه آرائه لأنه كان منتسبا بعدا عن الجامعة وعن مشرفه الرسمي فبحث عن أستاذ من أية جامعة ليساعده في بحثه وذلك عبر الإنترنت (البريد الإلكتروني) فوفقه الله أن التقى بالأستاذ المذكور وكان مخلصا فاستفاد منه كثرا ... يقول لي هذا الطالب :( يا حمدي لقد استفدت من هذا المشرف الذي ساعدني عبر النت أكثر مما تتصوره حتى أنه أرسل إلي تزكية تحمل توقيعه....) ولقد رأيت التزكية بعيني .
أساتذتي الكرام هذه هي الفكرة وأرجومن سماحتكم أن تنظروا في القضية جزاكم الله خيرا
رجاء
أنا شخصا أود أن أتعرف على أحد الأساتذة الكرام أعرض عليه بحثي حتى آخذ بإرشاداته واقتراحاته وذلك عبر عنواني bahamadi03@hotmail.com(1/2522)
وأخيرا أشكر الجميع وحتى نلتقي أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. والسلام عليكم ورحمة الله
حمدي باه طالب في الجامعة الإسلامية بالنيجر
السنة الرابعة قسم اللغة العربية
---
البتول
04-04-2006, 12:26 PM
أضم صوتي لصوت الأخ خاصة وبارك الله فيه
---
محمدعالى
04-04-2006, 10:20 PM
أخى الكريم صاحب الفكرة النيرة
لقد سبقتنى بها فطالما وددت ان يكون فى الملتقى
من يساعد طلاب العلم فى الجامعات على انجاز بحوثهم فى أكمل وجه
لاسيما إذاكان جل المشاركين من الأساتذة الكبار فى الجامعات الاسلامية
فالنستغل هذه العولمة والتقدم التكنلوجي فى طلب العلم
ونشره والدفع به نحو العالم ليعلم أنه الحق
اخوتنا الكرام جسدوا معنا هذه الفكرة القيمة
وأنا أول من يطلب المساعدة فلدي بحث فى موضوع
’’العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب’’بين التأصيل ةالتطبيق.
أفيدونا جزاكم الله خيرا .
---
ضياء الإسلام
04-04-2006, 10:31 PM
أنا أيضا أضم صوتي إلى صوتك وهو اقتراح رائع بارك الله فيك وعليك وجعله في ميزان حسناتك وحسناتنا وأتمنى من مشايختا الأفاضل ألا يحرمونا من فيض علمهم وجزاهم الله عنا خير الجزاء .
---
أبو حذيفة
04-11-2006, 01:58 AM
فكرة جيدة جزاك الله خيراً .
---
إيمان البحر
04-15-2006, 07:12 AM
وأنا أضم صوتي إلى أصواتكم وأرجو أن يكون قريباً فالمناقشة عبر الموقع تفيدالفتيات وتجنبهم الحرج وجزاكم الله خيراً
---
أبو حذيفة
04-17-2006, 02:02 AM
من باب نشر العلم لا ما نع لدي لمن أراد الإشراف على بحثه شريطة أن يكون في التخصص .
---
د.عبد الله الجيوسي
04-17-2006, 04:34 PM
وأنا أضم صوتي إلى أصواتكم وأرجو أن ينجح العمل
---
أحمد البريدي
04-17-2006, 06:16 PM(1/2523)
فكرة طيبة , وتحتاج إلى كتابة آليات تنفيذها , ولعل أول خطوة عملية ما بدأ به الدكتور أبو حذيفة من استعداده للقيام بهذه المهمة , لكن مشكلة بعض الباحثين يريد من مشرفه أن يقوم بكتابة البحث بدلاً منه .
وفيما يتعلق بالأخوات , فأنا أقترح عليهن تكوين رابطة للمتخصصات , ليساعد بعضهن بعضاً , ويرفعن الحرج التي أشارت إليه الأخت إيمان , مع أن المشايخ لن يقصروا إن شاء الله , عند الحاجة .
---
برعدي الحوات
09-26-2006, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فكرة جيدة، وأنا بدوري مستعد لتقديم المساعدة للطلاب الباحثين، متى كان الأمر ممكناً، والتوفيق من الله عز وجل للجميع. والسلام عليكم
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
جمال أبو حسان
09-26-2006, 11:39 AM
وانا ضم صوتي الى الاصوات المساعدة واعلن استعدادي للمساعدة بحسب ما عندي من الطاقة والقدر
---
الجكني
09-26-2006, 11:30 PM
والعبد الضعيف يضم صوته واستعداده 0
---
العنزي
10-27-2006, 10:06 AM
وانا أضم صوتي إلى أصوات الأخوة وأشكر الاخ حمدي على هذه الفكرة.
---
الماوردي
11-10-2006, 11:29 AM
بارك الله فيكم
فكرة رائعة
---
(1/2524)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
---
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
---
جمال حسني الشرباتي
02-04-2005, 08:46 PM
قد يحتج علينا الأباضية بآية 23 من سورة الجن---كدليل لمعتقدهم بخلود العصاة غير التائبين في النار
وإليكم الآيات
((قال تعالى((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَراًّ وَلاَ رَشَداً قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ))20-23 الجن
سياق الآيات---بداياتها كلام عن الشرك---أوسطها كلام عن البلاغات والرسالات وعقب آخرا بهذا التهديد "وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً"
فالكلام إذن عن أمر جلل---عن عصيان من نوع خاص- عن عصيان شامل لكل شىء--عصيان شامل كل الرسالات وكل البلاغات---عصيان يشمل كل ما يمكن أن يعصى به الله---وأوله وأهمه ماذكر في السياق --شرك ورفض للرسالات والبلاغ وهذا هو الكفر بعينه المستحق فاعله الخلود الأبدي
قال الألوسي في روح المعاني(( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي في الأمر بالتوحيد إذ الكلام فيه فلا يصح استدلال المعتزلة ونحوهم بالآية على تخليد العصاة في النار))
---
موراني
02-04-2005, 10:22 PM
يقول المفسر الاباضي هود بن محكم الهواري ( من القرن الثالث الهجري) في الآية : ومن يعص الله ورسوله....) الى آخر الآية :
عذاب جهنم , يعني المشركين
انكم أيها المشركون أضعف ناصرا من محمد عليه السلام وأصحابه , أي : انه لا ناصر لكم .
ج 4 , ص 425(1/2525)
انني لا أرى احتجاجا على أهل السنة في هذا التفسير من قريب أو بعيد
---
جمال حسني الشرباتي
02-05-2005, 03:16 AM
بالفعل---فقد اطلعت على تفسيره وليس فيه أي احتجاج على أهل السنة---إنما قول الألوسي فيه ما يشير إلى إحتجاج المعتزلة بها والأباضية في هذه الفكرة تبع لهم
ولم أر الخليلي يذكرها في كتابه
ومشاركتي هذه أصلا كانت إجابة لسؤال زميل
ولكن ما حصل أن عوامهم يذكرون هذه الآية في منتدياتهم--فأحببت أن أناقشها
---
(1/2526)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى تنزيل القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة - ؟
---
ما معنى تنزيل القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة - ؟
---
أبو عبيدة الهاني
04-03-2007, 11:01 PM
الحمد لله
السادة الأفاضل..
ما معنى تنزيل القرآن - الذ هو كلام الله تعالى حقيقة - ؟
سيما إذا علمنا أن التنزيل هو تحريك الشيء من الأعلى إلى الأسفل على التدريج.. كما يقتضيه بناء التفعيل الدال على الكثرة الدالة على التدريج.
هل أفاد المفسرون في ذلك شيئا يعول عليه؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-03-2007, 11:29 PM
تجد الجواب مفصلاً هنا : مسائل مهمة في نزول القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=371&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
---
أبو عبيدة الهاني
04-03-2007, 11:45 PM
جزاك الله تعالى خيرا...
ولي بعض التعليقات والأسئلة... أستعرضها تباعا بعد إذنكم...
---
أبو عبيدة الهاني
04-04-2007, 08:01 AM
في الواقع.. الأسئلة كثيرة... أسأل الله تعالى أن يوسع صدور أهل العلم لتفهما والإجابة عنها...
المسألة الأولى:
قال الدكتور محمد القحطاني: النزول في اللغة : النزول في الأصل انحطاط من علو ، ويطلق ويراد به الحلول ، كقوله تعالى : ( فإذا نزل بساحتهم ) أي : حلّ . يقال : نزل فلان بالمدينة : أي حل بها . وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة ، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية . انتهى.
فقد عينتم الحلول كمعنى للنزول لغة.. وأنه لم ينقل في الشرع إلى معنى آخر.. والسؤال الأول أن الحلول في حد ذاته له معاني عديدة
فالحلول يقال بمعنى:
ـ القيامِ بالغيرِ، كحلول الأعرَاضِ بمَحالِّها – أي بالأجسام – كحلول اللون في الجسم.(1/2527)
ـ ويقال بمعنى الاستقرار، كحلول الجوهر أو الجسم في الحيِّز: وهو الفراغ المُتَوَهَّمُ الذي يشغَلُه شيءٌ مُمتَدٌّ أو غير ممتدٍّ.
ـ وقد يقال على الاتصاف، كحلول الصفة بالموصوف.
ـ وقد يقال الحلولُ على التقويم ، كحلول الصورة في المادة.
فأي المعاني من هذه ينطبق على حلول القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة - حلولا حقيقيا في ذات جبريل عليه السلام أو في ذات الرسول صلى الله عليه وسلم.. فالتفصيل لازم في مثل هذه الألفاظ - التي لم تعهد مستعملة من طرف الشرع كالحلول - وبيان المراد منها... سيما إذا كان الكلام على حلول القرآن الذي هو بمعنى صفة من صفات الله تعالى لكون مرجعه إلى الكلام الذاتي...
وبعبارة أخرى: هل يجوز أن تحل صفة من صفات الله تعالى في ذات من ذوات المخلوقات... وهل ذلك يكون على إثر انفصال للصفة أو اتصال لذات الخالق بذات المخلوق أو على طريق أخرى؟؟
وهذه الأسئلة كما لا يخفى متفرعة على تفسير النزول "بالحلول".. والجواب عنها ضروري لبيان أدلة اعتبار "الحلول" على ظاهره...
المسألة الأولى:
قال الدكتور محمد القحطاني: من المعلومات التي لا مجال للشك فيها في دين الإسلام أن القرآن الكريم لم ينزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة. انتهى
لقائل أن يقول:
ماذا نقول في مثل قوله تعالى:
(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) [آل عمران:7]
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) [الكهف:1]
فالإنزال هو الهبوط من أعلى إلى أسفل دفعة واحدة، وقد عبر به دون نزّل بالتشديد المشعر بالتدريج إيذانا بأن الله تعالى ألقى القرآن في قلب نبيه صلى الله عليه وسلم أولا دفعة واحدة بلا واسطة ثم نزل به جبريل ثانيا بحسب الوقائع، ومن ثم قال تعالى وقت سبق النبي جبريلَ عند نزول الوحي: (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه:114].
---(1/2528)
جمال أبو حسان
04-04-2007, 10:21 AM
لا اعلم ان احدا من العلماء المعتبرين قال ان القران قد نزل دفعة واحدة على قلب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في المقال اعلاه
واما هذه الاسئلة وما يشبهها فقد اجاب عن كثير منها الباقلاني في كتابه الشهير الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به
على ان في بعض قوله ما لا يتابع عليه
---
أبو فاطمة الأزهري
04-04-2007, 12:27 PM
قال الله تعالى : " أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ... " فهل نزل ذلك دفعة واحدة ؟؟؟
---
أبو عبيدة الهاني
04-04-2007, 08:15 PM
شكرا لكما أخي جمال وأخي الأزهري..
لعلني أجيب الأخ الأول بأن عدم الوجدان لا يقتضي عدم الوجود.. وما ذكرته مشفوع بدليله.. ولا تناقض بين إنزال القرآن جملة واحدة على قلب النبي صلى الله عليه وسلم أولا، وبين تنزيله ثانيا منجما على حسب الوقائع بواسطة جبريل عليه السلام تذكيرا وتثبيتا لما قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم..
وإذا تكرم الأخ الفاضل جمال بذكر بعض ما يتعلق بالنزول - بمعنى الحلول! - الحقيقي للقرآن - الذي هو كلام الله حقيقة!- وما فهمه من جواب عن تلك الأسئلة من كلام الباقلاني أو غيره سيكون في ذلك إثراء للموضوع بلا شك...
أخي الأزهري... ما علاقة إنزال القرآن - كلام الله حقيقة - بإنزال الماء!؟ ما وجه الشبه بين الإنزالين؟! أو كيف يتم القياس بينهما؟؟
جزاكم الله خيرا...
---
أبو فاطمة الأزهري
04-06-2007, 04:29 PM
.
فالإنزال هو الهبوط من أعلى إلى أسفل دفعة واحدة،
أليس هذا قولك ؟؟ كلاماً عاماً ؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-06-2007, 06:22 PM
أشكر الأخ أبا عبيدة الهاني على مناقشته وأسئلته، وإن كنت أرى أن ما كتبته في الموضوع المحال إليه في الرابط السابق يكفي.
وأظن أن الموضوع لا يحتاج إلى البحث عن الكيفية ؛ لأنه موضوع غيبي ليس هناك ما يوضحه إلا الأدلة الثابتة من القرآن والسنة.(1/2529)
فأرى أن يقتصر على بيان ما دلت عليه ، ولا حاجة للخوض في التفاصيل لأن ذلك لا يفيد كثيراً.
وأنصح من أراد التوسع في هذا الموضوع بقراءة ما كتب الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع في كتابه : نزول القرآن.
وأرجو أن يكون فيما ذكر كفاية.
---
أبو عبيدة الهاني
04-06-2007, 08:06 PM
جزاك الله خيرا يا دكتور محمد..
وسيكون فيما ذكر كفاية..
على أن المحال يعتقد ولا يفسر ...
---
د.خضر
04-07-2007, 10:00 AM
" قل صدق الله .."
---
د.خضر
04-07-2007, 11:41 AM
" قل صدق الله .."
---
أبو عبيدة الهاني
04-07-2007, 01:40 PM
صدق الله العظيم، وبلغ نبيه المصطفى الأمين، ونحن على ذلك من الشاهدين، وبه مؤمنون ومصدقون إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
لكن الشرع المنقول، لم يأت بما تحيله العقول.. والله العزيز ذو الجلال، لم يكلف باعتقاد المحال..
وكل ما أردت استيضاحه ممن يحكم بحلول كلام الله حقيقة في المخلوقات أن يفسر ما تحت حكمه من تصورات... ما هي حقيقة الكلام عنده، ما هي حقيقة نزوله، كيف تلقى جبريل الكلام حقيقة وكيف حل فيه.. وليس ذلك سؤالا عن الكيفية بمعنى الحقيقة.. فذلك لا يسئل عنه.. لكن المراد تصور الموضوع والمحمول في القضية.. أو قل المسند والمسند إليه... فلا بد من تعقل ذلك كله لكي يكون حكمنا مبنيا أولا على فهم.. ثم لكي يعرف مدى مطابقته للواقع في نفس الأمر بما يتلائم مع الحقيقة من عدمه...(1/2530)
أعرف أن هذه الموضوعات محرجة جدا لمن اعتقد أن كلام الله تعالى حقيقة حروف وأصوات... والتزم جواز انفصال ذلك الكلام من ذاته تعالى ليتصل بجبريل الأمين عليه السلام... لكن إذا اعتقد ذلك فلا بد أن يسأل نفسه هل انتقال الكلام الحسي على ذلك من ذات إلى ذات جائز عقلا حتى يتفرع على ذلك الحكم بوقوعه؟؟ بمعنى آخر هل يجوز في العقل انتقال الصفات من ذات إلى ذات؟؟ فالكلام صفة.. وهذا متفق عليه سواء بين من يعتبره صفة معنوية وبين من يعتبره حروفا وأصواتا.. لكن يظهر على كلا القولين أن انتقال الصفات وقيامها بذاتها أثناء الانتقال محال كما أحلنا جواز انتقال ما تسميه النصارى أقانيم وحلولها في ذوات المخلوقات... أما إذا اتصلت الذوات أثناء عملية الانتقال فذلك من أمحل المحال أيضا...
وليس هذا خوضا في الحقيقة أصلا.. وإنما هي أسئلة تدور حول معرفة جواز ذلك من عدمه قبل الحكم بوقوعه ... ولو حكمنا على كل قول خالف العقل بأنه واقع ولا يجوز الخوض فيه بالعقل لكونه بحث عن الكيفية لالتزمنا الكثير من شناعات الفرق المنحرفة وعجزنا عن الرد عليهم بحجة أن الخوض في الكيفية ممنوع شرعا...
لم أتجرأ على طرح هذه الموضوعات الشائكة إلابعد ما تبين لي أن الملتقى يضم ثلة من العلماء لا بأس بها... فلست متوجها بكلامي إلى عوام الناس.. والمرجو من السادة الأفاضل بحث هذه المسائل والإجابة عنها بما يشفي الغليل.. فإن لم يفعل ذلك في مثل هذه الملتقيات فأين سيفعل...
---
د.إلياس أنور
04-07-2007, 04:49 PM
يا أخي الكريم حفظك الله لنا أن نكتفي في غيبيات كنه النازل من الله ـ عز وجل ـ بالتصديق
فحسب وعندما يأتي من يريد الجدال من أصحاب الفرق المنحرفة الضالة فسيكون لكل حادثة
حديث ولكل سؤال جوابه المناسب له، المهم عندي كدارس للقرآن مع إيماني به أن أهتم بهدايات
هذا المنزل المصدَّق مع استثمار الوقت في نشره وتعاليمه لا التدقيق والتحقيق في أمور لن(1/2531)
ـ وأقول " لن" زمخشرية ـ أجنى من خلفها الشيء الكثير ‘
وعندي ـ كمتخصص في القرآن وعلومه ـ أنك لن تضار بعدم معرفتك لما تتفضل بطرحه وكفاك
أخي الفاضل مقدمة ما قدمت أنت به في مشاركته الأخيرة ، وكفاك أيضاً ما قاله الأخ الدكتور
أبو مجاهد خاصة وبقية أصحاب المشاركات في هذا الموضوع عامة ، ومن وجهة نظري لن تجد
أكثر من ذلك إلا إذا كنت مصراً على المزيد فمرحبا بمزيد من عندك وكلنا آذان صاغية.
مع تحياتي.
---
(1/2532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > دروس صوتية في التفسير لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
---
دروس صوتية في التفسير لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 06:25 PM
دروس في التفسير
لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
مجموعة من الدروس العلمية النادرة تم تسجيلها منذ نصف قرن تقريبا في المسجد النبوي بالمدينة ، وفي منزل الشيخ رحمه الله أثناء مرضه
جمع هذه المادة من عدة مصادر الدكتور خالد بن عثمان السبت ، الأستاذ بكلية المعلمين بالدمام وهي لا توجد مجتمعة بهذه الكيفية لدى أي مصدر آخر
ورغم عدم وضوح الصوت في بعض الأشرطة التي تم تسجيل هذه المادة منها إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية هذه الدروس التي تعتبر بحق تراث علمي ينبغي المحافظة عليه
تم إصدار هذه المادة في كتاب من خمسة مجلدات بعنوان :
"العذب النمير
من مجالس الشنقيطي للتفسير"
اعتنى به وعلق عليه
خالد بن عثمان السبت
http://www.islammessage.com/booksww/rm/index.php
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:43 PM
جزاكم الله ألف خير وأسأل الله لكم المزيد من العطاء .....
---
نورة
09-16-2006, 09:27 PM
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
---
(1/2533)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > جواهر القرآن لأبي حامد الغزالي كتاب الكتروني رائع
---
جواهر القرآن لأبي حامد الغزالي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
03-21-2007, 07:05 AM
جواهر القرآن لأبي حامد الغزالي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
جَوَاهِرُ القرْآن
المُؤلف
أبو حامد مُحَمّد بْنُ مُحَمّد الغزاليّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 421 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/6c483097b1.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/c2b1e9bc47.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0307/1ca5a63417.jpg
روابط التنزيل
http://www.aldoah.com/upload/uploaded/596_01174448515.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=308228
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2534)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن حدود الموالاة والمعاداة في الدين
---
سؤال عن حدود الموالاة والمعاداة في الدين
---
علي الريعان
05-28-2004, 10:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أخوتي الأعزاء .. المرة الأولى التي أشارك معكم .. آمل أن أكون ضيفاً خفيفاً ..
سؤالي سوف يكون مباشر .. أرجو أن أجد منكم أخوتي تجاوباً قد يسهم في تخلصي من دوامة أعاني منها وكثير من الأخوة غيري ...
قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم }[المائدة: 51
أرجو بيان حدود الموالاة التي يجيزها الشارع الحكيم مع اليهود والنصارى ؟؟؟ وهل يدخل في حكم الآية السابقه غير اليهود والنصارى (( بوذيين ،، .... )) ؟؟!!000066
والله يحفظكم ويرعاكم ويجزل لكم المثوبة جميعاً .
---
أبوحذيفة1
05-29-2004, 05:12 PM
أهلا بك أخي الحبيب
أخي الكريم لعل الأخوة لم يجيبوا على سؤالك لأنك لم تسأل عن نقطة معينة وإنما تسأل عن موضوع تولى الكفار بالعموم وهذا يحتاج لبسط وشرح طويل.
لكن هذه بعض الروابط لعل تراجعها أولا فإن وجدت فيها ضالتك فالحمد لله وإن اشكل عليك شيء فلعل الأخوة يساعدوك
http://www.khayma.com/kshf/R/brauh.htm
http://www.islammessage.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=1913
http://www.salafi.net/books/book46.html
http://www.saaid.net/arabic/ar45.htm
---
أحمد البريدي
05-29-2004, 08:13 PM
وعليكم السلام : أخي الكريم هذه المسألة من المسائل المهمة في عقيدة المسلمين , والكلمات اليسيرة لا تكفي فيها وأحبذ أن تراجع إحدى هذه الكتب :
الولاء والبراء في الإسلام د . محمد القحطاني
الموالاة والمعاداة لمحماس الجلعود وهو أجود من الذي قبله على شهرته .(1/2535)
الولاء والبراء د. صالح الفوزان .
وفقك الله .
---
علي الريعان
05-30-2004, 03:25 AM
كاتب الرسالة الأصلية : أبوحذيفة1
أهلا بك أخي الحبيب
أخي الكريم لعل الأخوة لم يجيبوا على سؤالك لأنك لم تسأل عن نقطة معينة وإنما تسأل عن موضوع تولى الكفار بالعموم وهذا يحتاج لبسط وشرح طويل.
لكن هذه بعض الروابط لعل تراجعها أولا فإن وجدت فيها ضالتك فالحمد لله وإن اشكل عليك شيء فلعل الأخوة يساعدوك
http://www.khayma.com/kshf/R/brauh.htm
http://www.islammessage.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=1913
http://www.salafi.net/books/book46.html
http://www.saaid.net/arabic/ar45.htm
جزاك الله خير أخي الكريم على تفاعلك وإرشادي لكم هائل من المواقع التي تتناول هذه العقيدة المهمة لدى كل مسلم ...
سوف أعكف على قراءة مضمون تلك المواقع وأعود إن شاء الله .
---
(1/2536)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > بُحيث متواضع في الجهر والهمس....إهداء لشيخنا الكريم / عبد الرحمن الشهري
---
بُحيث متواضع في الجهر والهمس....إهداء لشيخنا الكريم / عبد الرحمن الشهري
---
عمار
09-18-2006, 08:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
غبتُ عن الملتقى ليالي وأياما نظرا لبعض الظروف الصحية ، واليوم أعود وفي داخلي ظمأ شديد!
أعود اليوم حاملا هدية بسيطة لشيخنا الكريم / د. عبد الرحمن الشهري - وفقه الله - ، عسى يتذكرنا بدعوات في ظهر الغيب.
وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم :
( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) ، فإنه يسرّني ويشرّفني أن أتقدم بالشكر لفضيلة شيخنا الدكتور./ غانم قدوري الحمد على كرمه معي وتشريفه إياي ببعض المناقشات والحوارات ...والتي خرجتُ منها بفوائد " قدّوريّة " ولله الحمد ، وكذلك على تفضله عليّ بالاطلاع على ما كتبتُ وتشجيعه لي جزاه الله خيرا ، وجعل ذلك في ميزان حسناته.
محب الجميع :
عمار الخطيب
---
عبدالرحمن الشهري
09-18-2006, 02:46 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الإهداء ، وسأقرأ البحث إن شاء الله .
---
أبو الجود
09-18-2006, 03:00 PM
نرد على المقال حتى نحمل المرفقات نفع الله بها وبكاتبها وجزاه خيرا
---
أبو بيان
09-18-2006, 05:18 PM
رد المكره ... للتحميل
مع الشكر والدعاء لأخي عمار جزاه الله خيراً.
---
د. أنمار
09-18-2006, 06:55 PM
نرد وأمرنا للسميع العليم
---
الكشاف
09-18-2006, 09:55 PM
بارك الله فيك .
---
نورة
09-19-2006, 05:01 AM
نرد حتى نحمل المقال
نفع الله بك
---
عمار
09-19-2006, 06:17 PM
بارك الله فيكم جميعا...ولا حرمنا الله من أمثالكم ، فالإهداء كان بصفة خاصة للشيخ عبد الرحمن - وفقه الله -... وكذلك لجميع الأحبة في ملتقانا عامة.
أشكر الجميع على جبر الخاطر بمرورهم العاطر
---(1/2537)
خادمة القرآن
09-20-2006, 10:46 PM
أرغب في الحصول على البحث
وجزاكم الله خيرا
---
عمار
09-20-2006, 11:10 PM
الأخت الكريمة / خادمة القرآن
تجدين ما تطلبين في المرفقات بعد الرد على الموضوع!...أم أنّ الملف لا يظهر عندكم ؟
وشكرا
---
أبو عاتكة
09-21-2006, 03:31 PM
جزاك الله خيرا ...
---
عبدالله الشهري
09-22-2006, 04:26 PM
وفقك الله.
---
حامد بن يحيى
09-24-2006, 06:50 PM
جزاكم الله خيرا
ونسأله تبارك و تعالى أن ييسر لنا أمر هذه الملفات المرفقة
---
أحمد بزوي الضاوي
09-25-2006, 02:52 AM
جزاكم الله خيرا
---
(1/2538)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل من مجيب
---
هل من مجيب
---
أبو حذيفة
03-26-2006, 02:00 AM
هل حقق مخطوط تفسير سورة ق لنجم الدين الطوفي ؟
---
الكشاف
03-26-2006, 06:56 AM
السلام عليكم
إن لم أكن واهماً أنه حقق ، وأن لدي نسخة من التحقيق . وسأتأكد بإذن الله من هذا وأخبرك قريباً يا أبا حذيفة ، وقد رأيت الباحثين مؤخراً عنوا بكتب الطوفي ونشرها ، وآخرها كتابه في التحسين والتقبيح الذي طبع قريباً.
---
(1/2539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن ابن زنجلة
---
سؤال عن ابن زنجلة
---
رجاء
12-22-2005, 08:01 PM
أريد معلومات عن الامام ابن زنجلة وكتابه الحجة منهجه فيه غير ما كتبه محققه الافغاني
واللهم أعن من أفاد وأجزه عني خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
12-23-2005, 11:47 PM
هناك رسالة دكتوراه بعنوان :
حجية القراءات لأبي زرعة :دراسة تحليلية صوتية صرفية
للباحث هشام سعيد محمود النعيمي ، بكلية الآداب بجامعة بغداد ، ولا أدري عن كيفية الحصول عليها .
---
(1/2540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أحكام الجنائز وبدعها للألباني كتاب الكتروني رائع
---
أحكام الجنائز وبدعها للألباني كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
06-19-2006, 05:15 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
أحْكامُ الجَنائزوبدَعُها
محمد ناصر الدين الألباني
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 587 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/e85547b18d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/677a4af745.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/9784472143.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Alganaez.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=270709
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب (قتلى القرآن) لأبي إسحاق الثعلبي (ت427هـ)
---
عرض كتاب (قتلى القرآن) لأبي إسحاق الثعلبي (ت427هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
12-10-2005, 04:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/images/gatla-alquran.jpg
ضمن سلسلة إصدارات مركز البحوث(1) بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض ، صدر كتاب (قتلى القرآن) في طبعته الأولى (1425هـ) للإمام أبي إسحاق الثعلبي(ت427هـ) المفسر المشهور صاحب كتاب (الكشف والبيان في تفسير القرآن) وأبرز شيوخ الإمام الواحدي (ت468هـ) المفسر المشهور صاحب التفاسير الثلاثة (البسيط) و (الوسيط) و(الوجيز).
وقد حقق هذا الكتاب الدكتور الفاضل ناصر بن محمد بن عثمان المنيع الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ، والمتخصص في التفسير وعلوم القرآن. وهو عضو معنا في هذا الملتقى العلمي وفقه الله ، وسبق له أن حقق جزءاً من تفسير الإمام الثعلبي في رسالته لنيل الدكتوراه ، فهو خبير بمنهج الثعلبي وكتبه.
وقد أشار المحقق في تلخيصه لموضوع الكتاب إلى أن هذا الكتاب (فريدٌ في بابه ، جديدٌ في موضوعه ، سرد فيه مؤلفه الإمام المقرئ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المتوفى سنة (427هـ) قصصاً روى أكثرها بإسناده عن سلف هذه الأمة ، ممن قرأ القرآن الكريم ، فتوفي متأثراً بمعاني الآيات الكريمة). الصفحة ح من المقدمة.
والكتاب لم يطبع من قبل ، وقد قدم المحقق للكتاب بترجمة لمؤلفه ، ودراسة للكتاب ، ثم أتبع ذلك بنص الكتاب محققاً تحقيقاً علمياً ، مذيلاً بخاتمة ذكر فيها أهم النتائج ، وبمجموعة من الفهارس الفنية.
ومن أبرز النتائج :
- أن الثعلبي - بحسب المحقق - أول من ألف في موضوع قتلى القرآن استقلالاً.
- عناية الثعلبي بالإسناد ، فغالب قصصه مسندة.(1/2542)
- تقدم وفاة المؤلف ، وغزارة مادة الكتاب العلمية جعلته مصدراً مهماً لكتب الأخلاق وتهذيب السلوك والتوبة.
- اشتمال الكتاب على قصص غريبة ينتبه لها ، ويحذر منها لمجاوزتها الحد المقبول.
ويقع الكتاب في 125 صفحة من القطع العادي.
--- الحواشي ----
(1) أصدر مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود عدداً من البحوث والدراسات القرآنية القيمة ، وقد أفردت لها مقالة عرضت فيها لكل تلك البحوث ، لعلها تنشر قريباً بإذن الله.
---
ش.م
12-12-2005, 10:27 PM
كتاب جميل في موضوعه فريد في مادته
يبين الأثر العظيم الذي يتركه الكتاب العظيم في النفوس العظيمة
بحثت عن أصل الكتاب بلا تحقيق ويبدو أنه قليل الوجود
والحمد لله أن يسر إخراجه وتحقيقه بهذاالشكل
جزاك الله خيرا يا شيخ على عرضه وتقديمه وجزى الشيخ المحقق بمثل ويسر وصول الكتاب لأيدي القراء والمهتمين
---
الميموني
12-20-2005, 07:21 PM
جزاكم الله خيرا
---
ناصر المنيع
12-21-2005, 10:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل الشكر لك أخي الدكتور/ عبدالرحمن ... جزاك الله خيرا على هذا العرض الموفق والاختصار البديع لمحتويات هذا الكتاب الأثري ... الذي فيه فوائد وغرائب ولطائف ترك ذكرها الدكتور/ عبدالرحمن حتى يثير فضولكم لقراءة الكتاب
وقد أخجلتني بهذ الثناء والإطراء الذي لا أستحقه ..
ولعل الله أن ييسر طبع الكتاب ونشره قريبا ...
مع الاعتبار بملحوظة الدكتور ... وهي ورود بعض القصص المنكرة .
---
عبدالرحمن الشهري
12-25-2005, 08:21 AM(1/2543)
وفقكم الله يا دكتور ناصر لكل خير ، وأرجو أن نراه قريباً مطبوعاًَ طبعة متاحة للجميع في المكتبات التجارية. وقد لفت نظري أن بعض الذين قاموا بالترجمة للواحدي من محققي كتابه الكبير في التفسير (البسيط) نسبوا هذا الكتاب للواحدي دون تشكيك فيه ، واكتفاء بما ذكره ابن رجب في لطائف المعارف (ص533) ، وقد نبهتم - وفقكم الله - على خطأ ابن رجب هذا في تحقيقكم ص 31 ، غير أن خروج الكتاب مطبوعاً قطع الشك بنسبته للثعلبي ، ولله الحمد.
---
خالد الشبل
12-25-2005, 08:56 AM
ما شاء الله. بارك الله فيك يا أبا عبد الله.
ننتظر يا د. ناصر هذا الكتاب، جزاكم الله خيرًا.
---
(1/2544)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد كتب تعتني بالدراسة الحديثية للإسرائليات الموجودة في التفاسير
---
هل يوجد كتب تعتني بالدراسة الحديثية للإسرائليات الموجودة في التفاسير
---
عبدالمنعم
11-27-2005, 04:33 PM
هل يوجد كتب تعتني بالدراسة الحديثية للإسرائليات الموجودة في التفاسير؟
ارجو ارشادي إليها
واين اجدها سواء مطبوعة او على الانترنت .
---
(1/2545)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التوجيه القراني لقراءة كلمة (تجارة) بالنصب وبالرفع
---
التوجيه القراني لقراءة كلمة (تجارة) بالنصب وبالرفع
---
أبوأحمدعبدالمقصود
10-20-2005, 05:50 PM
ماالتوجيه القرانى والفرق في المعنى بين قراءة كلمة تجارة( بالنصب وقرائتها بالرفع على اعتبار كان الناقصة والتامة في قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النساء:29)
---
صالح صواب
10-20-2005, 09:32 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
أعتقد أن الفرق بين القراءتين واضح، ما دام السائل قد قال في معرض سؤاله (كان التامة والناقصة)..
والمعلوم أن (كان) التامة تكتفي بمرفوعها، بخلاف (كان) الناقصة التي ترفع المبتدأ، ويكون اسمَها، وتنصب الخبر وهو خبرها.
فعلى قراءة الكوفيين (عاصم وحمزة والكسائي) بالنصب، لا بد من تقدير (اسم كان) فيكون : إلا أن تكون الأموال تجارة، أو إلا أن تكون المعاملة تجارة، أو نحو ذلك من التقديرات.
أما على قراءة الباقين (بالرفع)، فلا حاجة لتقدير (اسم كان) فالمعنى: إلا إن حصلت تجارة عن تراض منكم، أو وقعت تجارة، فـ(كان) التامة بمعنى وجد أو حدث أو حصل، ومثلها في القرآن الكريم كثيرا جدا.
---
أبوأحمدعبدالمقصود
10-20-2005, 11:51 PM
جزاكم الله خيرا هذا معلوم ولكني اردت المعنى البلاغي اوماالمراد بين حصلت تجارة عن تراض منكم،ومعنى وجد أو حدث
---
جمال حسني الشرباتي
10-21-2005, 08:25 PM
السلام عليكم
في قراءة النصب أو الرفع لآية(1/2546)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النساء:29) لا بد من التركيز على أنّ الإستثناء من النوع المنقطع---أي أن المعنى لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل لكنّ التجارة التي عن تراض غير منهي عنها
ولا فرق من حيث المعنى بين القرائتين--إلّأ أنني أظنّ ظنّا أنّ قراءة الرفع التي لا حاجة فيها لتقدير محذوف أقوى من ناحية بلاغية من قراءة النصب التي نحتاج فيها لتقدير محذوف هو "إلّا أن تكون التجارة تجارة عن تراض"
---
(1/2547)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل خطر لك أن تتعلم أصول القراءات العشر الصغرى على يد أستاذ متمكن مثل الضباع تفضل إذن
---
هل خطر لك أن تتعلم أصول القراءات العشر الصغرى على يد أستاذ متمكن مثل الضباع تفضل إذن
---
د. أنمار
04-22-2004, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله
إخواني الأفاضل بين يديكم كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
تأليف
العلامة الشيخ علي محمد الضباع إمام عصره ودرة مصره
أتمه عام 1357 هـ الموافق 1938 م
ويظهر أنه كان قبل توليه مشيخة القراء
فقد عني بقراءته وأذن بتدريسه
الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي خلف الحسيني
شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية
ولمعرفة أهمية وقوة ووضوح الكتاب انظر فهرس المحتويات
فالشيخ الضباع بدأ ببعض المقدمات الأساسية، ثم شرح أساسيات ومصطلحات علم القراءات وتعاريفه التي يقوم عليها، ثم فيما يقرب من نصف الكتاب ذكر أصول كل قارئ على حدة مستفيدا مما أصّله قبل ذلك، وابتدأ بحفص، ثم أتبعه برواة القراء العشرة مكتفيا بذكر ما اختلفوا فيه مع حفص رضي الله عنهم.
ولا يخفى ما لهذا المنهج من سهولة لمن أتقن رواية حفص رحمه الله تعالى.
وأؤكد لكم أن هذا الكتاب هو عمدة معظم إن لم يكن كل من جاء بعد الضباع وقد قرأت لبعض المعاصرين ممن أفردوا القراءات أو كتبوا فيها فرأيتهم يعولون على هذا الكتاب بشكل لا يخفى على من تأمل أعمالهم ثم نظر في كتاب الضباع هذا.
وأترككم مع هذا الكتاب الرائع، وسأنقل منه ما تيسر، ومن سيتابع ما ينزل متتاليا سيجد نفسه مع الوقت مطلعا ومحيطا بالقراءات العشر الصغرى بشكل مرضي، لا ينقصه بعدها إلا التطبيق على يد شيخ مجاز بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(1/2548)
ولا أنسى تذكيركم أن باب المشاركة مفتوح لمن عنده الكتاب ويريد أن يصف بابا أو أكثر ويساعد في إكمال الكتاب ليكسب الأجر العظيم من عند الله والأعمال بالنيات، فاللهم أخلص لنا ثواب من نفعل، ووفقنا لما تحب وترضى آمين.
===============
محتويات الكتاب
خطبة الكتاب
أولا : المقدمة
ثانيا: المقصد في بيان أصول القراءات
الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء
الصلة،
المد والتوسط والقصر
الإشباع
التحقيق و التسهيل والإبدال والإسقاط والنقل
التخفيف
الفتح والإمالة والتقليل
الترقيق والتفخيم والتغليظ
الاختلاس والإخفاء
التتميم
التشديد
التثقيل
الإرسال
الوقف والسكت والقطع
الإسكان
الروم
الإشمام
الحذف
الإبدال
ياءات الإضافة
ياءات الزوائد
ثالثا : الخاتمة في بيان مذهب القراء في الأصول.
أصول قراءة عاصم برواية حفص
ثم كل من جاء بعد ذلك فإنما ذكر مواضع الخلاف مع حفص فقط
أصول قراءة عاصم برواية شعبة
أصول قراءة حمزة براوييه
أصول قراءة الكسائي براوييه
أصول قراءة خلف العاشر براوييه
أصول قراءة أبي عمرو براوييه
أصول قراءة يعقوب براوييه
أصول قراءة أبي جعفر براوييه
أصول قراءة نافع برواية ورش
أصول قراءة نافع برواية قالون
أصول قراءة ابن كثير براوييه
أصول قراءة ابن عامر براوييه
=====================
نص الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه وجعلهم أهله وخاصته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين نالوا مودته.(1/2549)
أما بعد، فلما كان من أشرف العلوم وأعلاها، وأحسن الفهوم وأسناها، علم قراءات القرآن. إذ به يحفظ القرآن من التحريف والتغيير ويصان. ولذلك اعتنى به السلف والخلف وشغفوا به أيما شغف. فألفوا فيه التآليف العديدة. وأتوا فيه بالمسائل المحررة المفيدة. ولما كان من أهم ما يلزم لطالبيه كما قرره الأئمة الثقات، معرفة الأصول الدائرة على اختلاف القراءات عن لي أن أجمع في ذلك من رياض القراء الأفاضل ثمرات يانعة. فاستخرت الله تعالى وجمعت هذه النبذة اللطيفة التي هي إن شاء الله تعالى مباركة نافعة. وسميتها:
(الإضاءة في بيان أصول القراءة)
ورتبتها على مقدمة، ومقصد، وخاتمة.
فالمقدمة: في فوائد مهمة يحتاج القارئ إلى معرفتها
والمقصد: في بيان أصول القراءة المطلوب العلم بها
والخاتمة في أصول كل قراءة على حدتها،
حسب ما تضمنته الشاطبية والقصيدة الجزرية المعروفة بالدرة المضية.
وأسأل الله من فضله العظيم أن ينفع بها النفع العميم، كل من تلقاها بقلب سليم. وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم.
المقدمة
ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيه، ومن حيث إن موضوع هذه النبذة من مباحث علم القراءات فلنتكلم على مبادئه العشرة. فنقول:
حد هذا الفن: أنه علم تعرف به كيفية أداء الكلمات القرآنية واختلافها معزوا لناقله. أو يقال علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع،
وموضوعه: الكلمات القرآنية من حيث أحوالها الأدائية التي يبحث عنها كالمد والقصر والإظهار والإدغام ونحو ذلك.
وثمرته: العصمة من الخطأ في القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل واحد من الأئمة القراء، وتمييز ما يقرأ به وما لا يقرأ به إلى غير ذلك من الفوائد.
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بكلام رب العالمين،
ونسبته لغيره من العلوم: التباين،(1/2550)
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري، وأول من دون فيه أبو عبيد القاسم بن سلام
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به،
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وحكم الشارع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما، (قال في الهامش: والقيام به بفضل القيام بالفروض العينية إذ تركه يوجب إثم الجميع)
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحجازيون.
المقرئ والقارئ
المقرئ: بضم الميم وكسر الراء: من علم القراءة أداء ورواها مشافهة وأجيز له أن يعلم غيره.
والقارئ: هو الذي جمع القرآن حفظا عن ظهر قلب، وهو مبتدئ ومتوسط ومنته. فالمبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى أربع أو خمس، والمنتهي من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها.
فائدة : حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة لئلا ينقطع عدد التواتر فيتطرق إليه التبديل والتغيير. وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية، وكذا تعلم القراءات وتعليمها كما مر.
فائدة: يجوز عند مالك أخذا الأجرة على تعليم القرآن للمؤمن ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحق ما أخذتم عليه أجرا كلام الله) ولئلا يضيع كتاب الله ولأن عمل أهل المدينة استقر عليه، وقال أبو حنيفة وأصحابه بالمنع، وأجازه الشافعي وأحمد إذا شارطه واستأجره. اهـ
فائدة: اعلم أن الخلاف عند القراء علىقسمين خلاف واجب وخلاف جائز.
فالخلاف الواجب هو خلاف القراءات والروايات والطرق، والفرق بين الثلاثة أن كل خلاف ينسب للإمام فهو قراءة وما ينسب للآخذين عنه ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب لمن أخذ عن الرواة وإن سفل فهو طريق.
فلو أخل بشيء منها كان نقصا في الرواية(1/2551)
والخلاف الجائز: هو خلاف الأوجه المخير فيها القارئ كأوجه الاستعاذة وأوجه البسملة بين السورتين والوقف بالسكون والروم والإشمام وبالطويل والتوسط والقصر في نحو متاب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون ذلك نقصا في الرواية
اهـ
======================
يتبع إن شاء الله،
---
د. أنمار
04-22-2004, 06:45 AM
[الاستعاذة ]
فائدة : الاستعاذة مصدر استعاذ أي طلب التعوذ والعياذ،
ويقال لها التعوذ، وهو مصدر تعوذ بمعنى فعل العوذ،
ومعنى العوذ والعياذ في اللغة اللجأ والامتناع والاعتصام
فإذا قال القارئ: أعوذ بالله فكأنه قال ألجأ وأعتصم وأتحصن بالله
ثم صار كل من التعوذ الاستعاذة حقيقة عرفية عند القراء في قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو غيره من الألفاظ الواردة.
فإذا قيل لك تعوذ أو استعذ فالمراد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
والتعوذ ليس من القرآن بالإجماع.
ولفظه لفظ الخبر، ومعناه الإنشاء أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم.
وقد ورد في لفظه وصيغته أخبار وآثار مختلفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن السلف من بعده.
وقد ذكر الداني منها في بعض تآليفه أربع صيغ:
1 - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
2 - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
3 - أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم
4 - أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
وزاد عليها غيره ألفاظا أخر نحو:
أعوذ بالله القادر من الشيطان الفاجر
أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي
أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الخبيث المخبث والرجس النجس
أعوذ بالله من الشيطان.(1/2552)
والمختار لجميع القراء من حيث الرواية أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لموافقته اللفظ الوارد في سورة النحل.
وقد حكى الأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو العز القلانسي وغيرهما الاتفاق عليه،
وقال الداني في تيسيره: اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظ الاستعاذة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دون غيره وذلك لموافقة الكتاب والسنة، فأما الكتاب فقوله عز وجل لنبيه عليه السلام فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأما السنة فما رواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه، وبذلك قرأت وبه آخذ. اهـ
فإن قلت: إذا كان الوارد في الكتاب والسنة لفظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما تقد فلم جوزوا غيره؟
قلت: الآية لا تقتضي إلا طلب أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم، لأن الأمر فيها هو استعذ مطلق، وجميع ألفاظ الاستعاذة بالنسبة إليه سواء. فبأي لفظ استعاذ القارئ جاز وكان ممتثلا، والحديث ضعيف كما حققه أكثر الأئمة.
وإنما اختاروا أعوذ مع أن الآية تقتضي أستعيذ لوروده في مواضع كثيرة من القرآن
كقوله تعالى: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين الآية
قل أعوذ برب الفلق
قل أعوذ برب الناس
ولوروده أيضا في عدة أحاديث، اهـ
وحكم التعوذ :
الندب عند الجمهور وقال بعضهم بوجوبه
ومحله:
قبل القراءة على ما عليه جمهور العلماء وقيل بعدها لظاهر الآية، وهو غير صحيح بل الآية جارية على أصل لسان العرف وعرفهم وتقديرها عند الجمهور إذا أردت القراءة فاستعذ فهي على حد إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا
وإذا أكلت فسم الله
أي إذا أردتم القيام، وإذا أردت الأكل
[والجهر والإسرار بالتعوذ]
والجهر به شاع عند أهل الأداء عن القراء العشرة(1/2553)
وروى إسحق المسيبي عن نافع إخفاءه أي الإسرار به في جميع القرآن، قال الداني في التيسير: ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القراءة وعند الابتداء برؤوس الأجزاء وغيرها في مذهب الجماعة اتباعا للنص ، واقتداء بالسنة، ثم قال وروى إسحاق المسيبي عن نافع أنه كان يخفيها في جميع القرآن. اهـ
فوجه الجهر بالتعوذ:
لينصت السامع للقراءة من أولها، فلا يفوته منها شيء، لما علم وتقرر في النفوس أن التعوذ شعار القراءة وعلامتها وليس بقرآن.
ووجه الإسرار به:
ليحصل الفرق بين ما هو قرآن وما ليس بقرآن لأن التعوذ ليس من القرآن بالإجماع كما مر.
والجهر هو المشهور المعمول به لجميع القراء.
وقيد الإمام أبو شامة إطلاقهم الجهر وتبعه كثيرون بما إذا كان القارئ بحضرة من يسمع قراءته
قال:
لأن السامع ينصت للقراءة من أولها فلا يفوته منها شيء لأن التعوذ شعار القراءة وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن يفوته شيء منها.اهـ
وقيده أيضا الإمام ابن الجزري بما إذا جهر القارئ بالقراءة فإن أسرها أسر الاستعاذة
قال:
وكذلك إذا قرأ في الدور ولم يكن في قراءته مبتدئاً فإنه يسر بالتعوذ لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي فإن المعنى الذي من أجله استحب الجهر وهو الإنصات فقد في هذه المواضع.
ويعني بالمواضع ما ذكره أبو شامة ومسئلة من قرأ سرا، ومسئلة من قرأ في الدور
[أوجه التعوذ مع البسملة ]
واعلم أنه يجوز في التعوذ إذا كان مع البسملة أربعة أوجه لجميع القراء:
الأول الوقف عليهما
الثاني الوقف على التعوذ ووصل البسملة بأول القراءة
الثالث وصله بالبسملة والوقف عليها
الرابع وصله بالبسملة مع وصلها بأول القراءة.
وسواء أكانت القراءة أول سورة غير براءة فلا خلاف في البسملة لجميع القراء وإن كانت في أثناء سورة ولو براءة جاز الإتيان بالبسملة وتركها(1/2554)
وعلى تركها، فيجوز الوقف على التعوذ ووصله بالقراءة إلا أن يكون في أول القراءة اسم الجلالة نحو: الله لا إله إلا هو، أو ما فيه ضمير يعود على الله تعالى نحو: إليه يرد علم الساعة فالأولى ألا يوصل لما في ذلك من البشاعة.
وإن عرض للقارئ ما قطع قراءته فإن كان أمرا ضروريا كسعال أو كلام يتعلق بالقراءة فلا يعيد التعوذ. وإن كان أجنبيا ولو ردا لسلام أعاده، وكذا لو قطع القراءة ثم بدا له فعاد إليها.
[البسملة]
فائدة
البسملة مصدر بسمل إذا قال بسم الله أو إذا كتبها فهي بمعنى القول أو الكتابة، ثم صار حقيقة عرفية في نفس بسم الله الرحمن الرحيم
وهو المراد هنا، وبسمل من باب النحت وهو أن يختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة بقصد إيجاز الكلام وهو غير قياسي
ومن المسموع منه : سمعل ، إذا قال السلام عليكم
وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله
وهيلل إذا قال لا إله إلا الله
وحمدل إذا قال الحمد لله
وحيعل إذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح
وهو كثير لكنهم مع كثرته يعدونه من العيوب
وقال بعضهم إنه لغة مولدة،
قال الماوردي: يقال لمن بسمل مبسمل وهي لغة مولدة. اهـ
والبسملة ليست من القرآن عند المالكية وآية من كل سورة عند الشافعية، اتفاقا عندهم في أول الفاتحة، وعلى الأصح في غيرها.
وآية من القرآن نزلت للفصل بين السور ليست من الفاتحة ولا من كل سورة على المرتضى عند الحنفية وهو المشهور عن الإمام أحمد.
والخلاف في غير البسملة التي في وسط سورة النمل، أما هي فبعض آية منها بلا خلاف.(1/2555)
ووجه الخلاف بين القراء في إثبات البسملة وحذفها أن القرآن نزل على سبعة أحرف ونزل مرات متكررة فنزلت البسملة في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها، فإثباتها قطعي، وحذفها قطعي. وكل منهما متواتر وفي السبع، فمن قرأ بها فهي ثابتة في حرفه، متواترة إليه، ثم منه إلينا. ومن قرأ بحذفها فحذفها في حرفه متواتر إليه ثم منه إلينا، ومن روي عنه إثباتها وحذفها فالأمران تواترا عنده كل بأسانيد متواترة،
وبهذا يجمع بين الأحاديث الواردة في إثباتها والأحاديث الواردة في حذفها،
وبه كما قال بعض العلماء قد يرتفع الخلاف بين أئمة الفروع ويرجع النظر إلى كل قارئ بذلك الحرف وتلك القراءة في الصلاة بها وتبطل بتركها أيا كان. وإلا فلا. ولا ينظر إلى كونه شافعيا أو مالكيا أو غيرهما.
فائدة
أحكام الكلمات القرآنية المختلف فيها على قسمين مطردة ومنفردة
فالمطردة، هي كل حكم جار في كل ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم كالمد والقصر والإظهار والإدغام والفتح والإمالة ونحو ذلك، ويسمى هذا القسم أصولا
والمنفردة هي ما يذكر في السور من كيفية قراءة كل كلمة قرآنية مختلف فيها بين القراء مع عزو كل قراءة إلى صاحبها ويسمى فرش الحروف وسماه بعضهم بالفروع مقابلة للأصول
---
د. أنمار
04-22-2004, 06:47 AM
المقصد في بيان أصول القراءات
الأصول: جمع أصل وهو في اللغة ما يبنى عليه غيره
وفي اصطلاح القراء عبارة عن الحكم المطرد أي الحكم الكلي الجاري في كل ما تحقق فيه شرطه كما مر
والأصول الدائرة على اختلاف القراءات [37 ] سبعة وثلاثون
وهي
1 . الإظهار
2 . والإدغام
3 . والإقلاب
4 . والإخفاء
5 . والصلة،
6 . والمد
7 . والتوسط
8 . والقصر
9 . والإشباع
10 . والتحقيق
11 . و التسهيل
12 . والإبدال
13 . والإسقاط
14 . والنقل
15 . والتخفيف
16 . والفتح
17 . والإمالة
18 . والتقليل
19 . والترقيق
20 . والتفخيم
21 . والتغليظ
22 . والاختلاس
23 . والإخفاء
24 . والتتميم
25 . والتشديد(1/2556)
26 . والتثقيل
27 . والإرسال
28 . والوقف
29 . والسكت
30 . والقطع
31 . والإسكان
32 . والروم
33 . والإشمام
34 . والحذف
35 . والإبدال
36 . وياءات الإضافة
37 . وياءات الزوائد
وها أنا أذكر معنى كل منها لغة واصطلاحا على وجه مختصر مع مراعاة لحالة المبتدئين فأقول:
1 . الإظهار
2 . والإدغام
3 . والإقلاب
4 . والإخفاء
[الإظهار]
يتبع ..
---
د. أنمار
04-23-2004, 12:33 AM
1- الإظهار 2- والإدغام 3- والإقلاب 4- والإخفاء
[1- الإظهار]
الإظهار لغة: الإبانة والإيضاح
واصطلاحا: فصل الحرف الأول من الحرف الثاني من غير سكت عليه
أو يقال: هو عبارة عن النطق بالحرفين كل واحد منهما على صورته موفى صفته مخلصا إلى كمال بنيته
[2- الإدغام]
والإدغام، ويقال له الادِّغام، وهما مصدران لبابي الأفعال والافتعال
معناه لغة: الإدخال والستر، يقال أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه
قال الشاعر:
وأدغمت في قلبي من الحب شعبة *** يذوب لها حرا من الوجد أضلعي
وصناعة: التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد
فقولنا:
التلفظ بساكن فمتحرك يدخل فيه المظهر والمدغم والمخفي،
وبلا فصل، بأن ينطق بالحرفين دفعة واحدة يخرج به المظهر
ومن مخرج واحد يخرج به المخفي. إذ ليس مخرجه ومخرج المخفي عنده واحد.
وسمي هذا المعنى إدغاما لخفاء الساكن عن المتحرك فكأنه داخل فيه، لا أنه داخل فيه حقيقة لأن الحرفين ملفوظ بهما على الصحيح.
فالتسمية اصطلاحية حسب.
والتعريف المذكور قريب من قول الإمام ابن الجزري: اللفظ بحرفين حرفا كالثاني مشددا.
لأن قوله اللفظ بحرفين يشمل الثلاثة، وحرفا خرج به المظهر، وكالثاني خرج به المخفي.
وعلى هذا ليس هو إدخال حرف في حرف بل هما ملفوظ بهما وغاية الأمر أن المدغم لما خلط بالمدغم فيه صارا كأنهما شيء واحد،(1/2557)
ولذا قال الإمام ابن الجزري في بعض كتبه: هو عبارة عن خلط الحرفين وتصييرهما حرفا واحدا مشددا، كيفية ذلك أن يصير الحرف الذي يراد إدغامه حرفا على صورة الحرف الذي يدغم فيه فإذا صار مثله حصل حينئذ مثلان، وإذا حصل المثلان وجب الادغام حكما إجماعيا. فإن جاء نص بإبقاء نعت من نعوت الحرف المدغم فليس ذلك الإدغام بإدغام صحيح لأن شروطه لم تكمل وهو بالإخفاء أشبه. اهـ بتصرف
والإظهار هو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب والإدغام فرعه لاحتياجه إليه كما سيأتي.
[فائدة الإدغام]
وفائدة الإدغام تخفيف اللفظ لثقل النطق بالحرفين المتفقين في المخرج أو المتقاربين، أي لثقل عود اللسان إلى المخرج أو مقاربه، حتى شبه النحويون النطق بهما بشي المقيد يرفع رجلا ثم يعيدها إلى موضعها أو قريب منه. وشبهه بعضهم بإعادة الحديث مرتين، وذلك ثقيل على السامع.
وقال أبو عمرو بن العلاء المازني: الإدغام لغة العرب الذي يجري على ألسنتها، ولا يحسنون غيره.
ومنه قول الشاعر:
عشية تمنى أن تكون حمامة *** بمكة يغشاها الشتا والمحرم
ولابد من سلب الأول حركته ثم ينبو اللسان بهما نبوة واحدة، فتصير شدة الامتزاج في السمع كالحرف الواحد ويعوض عنه التشديد ، وهو حبس الصوت في الحيز بعنف،
فإن قلت: التعبير باللفظ بساكن فمتحرك يناقض قولهم التشديد عوض الذاهب
فالجواب: ليس التشديد عوض الحرف بل عما فاته من لفظ الاستقلال، وإذا أصغيت إلى لفظك بحقه ساكنا، ينتهي إلى محرك مخفف، على الإجمال فهو اصطلاح، كما مر، ولا مشاحة في ذلك.
[الإدغام الكبير و الإدغام الصغير]
وينقسم الإدغام إلى كبير وصغير
فالكبير هو: ما كان أول الحرفين فيه محركا ثم يسكن للإدغام فهو أبدا زيد عملا، ولذا سمي كبيرا، وقيل لكثرة وقوعه، وقيل لما فيه من الصعوبة، وقيل لشموله المثلين المتقاربين والمتجانسين،
والصغير هو: ما كان أولهما فيه ساكنا، وينقسم إلى واجب وجائز وممتنع
[أسباب وشروط وموانع الإدغام](1/2558)
وللإدغام بنوعيه أسباب وشروط وموانع
فأسبابه ثلاثة وهي: التماثل والتجانس والتقارب
فالتماثل هو: أن يتفق الحرفان مخرجا وصفة، أو يقال هو أن يتحد الحرفان في الاسم والرسم، كالباء في الباء، فإن اسمهما واحد وذاتهما في الرسم واحدة.
والتجانس هو: أن يتفق الحرفان مخرجا ويختلفا صفة أو يختلفا مخرجا ويتفقا صفة، كالدال في التاء، والتاء في الطاء، وكالدال في الجيم.
والتقارب هو: أن يتقاربا مخرجا أو صفة أو مخرجا وصفة معا، كالدال مع السين والشين، وكاللام مع الراء.
وشروطه في الكبير: أن يلاقي المدغم المدغم فيه خطا ولفظا أو خطا لا لفظا، ليدخل نحو: إنه هو، ويخرج نحو: أنا النذير، وأن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إن كانا بكلمة واحدة، ليدخل نحو خلقكم، ويخرج نحو خلقك،
وفي الصغير في المثلين: تقدم الساكن، وألا يكون الساكن حرف مد. وألا يكون هاء سكت، إلا أن هذا الشرط اختلفوا فيه فمنهم من اعتبره ومنهم من لم يعتبره
وفي المتجانسين والمتقاربين: تقدم الساكن وألا يكون أولى الحرفين حرف حلق، نحو: فسبحه، وأبلغه، وفاصفح عنهم، ولا تزغ قلوبنا.
وموانعه في الكبيرنوعان: متفق عليها ومختلف فيها.
فالمتفق عليها أربعة:
1 - تنوين الأول نحو واسع عليم، وشديد تحسبهم.
2 - تشديده نحو: تم ميقات، والحق كمن
3 - كونه تاء ضمير غير مكسورة، نحو: كنت ترابا، خلقت طينا
4 - الإخفاء قبله نحو: فلا يحزنك كفره.
واختص بعض المتقاربين بخفة الفتحة، أو بسكون ما قبله، أو بهما معا، أو بفقد المجاور، أو عدم التكرر.
والمختلف فيها خمسة:
1 - حذف الحرف الفاصل بالجزم أو ما ينوب عنه نحو: ومن يبتغ غير، ويخل لكم، ولتأت طائفة، وآت ذا القربى. والمشهور الاعتداد بهذا المانع في المتقاربين وإجراء الوجهين في غيره، على أنه اتفقت الطرق الصحيحة كلها على إظهار: ولم يؤت سعة، للجزم وخفة الفتحة.
2 - توالي الاعتلال في: آل لوط، واللائي يئسن(1/2559)
3 - صيرورة المدغم حرف مد بإسكانه، نحو: جاوزه هو والذين
4 - كسر تاء الضمير في: جئت شيئا فريا
5 - خفة الفتحة مع عدم التكرار في: الزكاة ثم، والتوراة ثم.
فإذا وجد السبب والشرط، وارتفع المانع جاز الإدغام أو وجب، حسب الرواية.
[3- الإقلاب]
وأما الإقلاب، ويقال له القلب، فمعناه لغة: التحويل
وعرفا: جعل الحرف حرفا آخر، أو يقال جعل حرف مكان آخر، وقد اشتهر أنه الحكم المعرف من أحكام النون الساكنة والتنوين الأربعة، وهو إبدالهما عند ملاقتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا لا يبقى للنون والتنوين أثرا.
وقد يطلق على بعض أحكام تسهيل الهمز كما سيأتي.
[4- الإخفاء]
وأما الإخفاء فمعناه لغة: الكتم والستر
واصطلاحا: النطق بحرف ساكن عار أي خال، عن التشديد على حالة بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو النون الساكنة أو التنوين أو الميم الساكنة،
أو يقال هو: النطق بالحرف بحالة بين الإظهار والإدغام.
قال ابن الجزري: وحقيقته أن يبطل عند النطق به الجزء نصف المكمل فلا يسمع إلا صوت مركب على الخيشوم. اهـ
واعلم أنه إذا ثقل الإظهار وبعد الإدغام، عدل إلى الإخفاء، وهو يشاركه في إسكان المتحرك دون القلب.
وقال صاحب المصباح والأهوازي: فيه تشديد يسير.
والتحقيق الأول لعدم الامتزاج. ولهذا يقال أدغم هذا في هذا، وأخفى عنده. اهـ
وقد يستعمل الإخفاء أيضا بمعنى إخفاء الحركة وهو: نقصان تمطيطها وهو الاختلاس الآتي بيانه إن شاء الله تعالى
5- الصلة.
يتبع ..
---
(1/2560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عندما يحزن العيد .
---
عندما يحزن العيد .
---
خالد الشبل
11-13-2004, 08:17 PM
ولدي رآني مطرقاً في العيدِ=مستغرقاً في الصمت والتنهيدِ
فرنا إليّ بمقلتيه محدِّقاً=وجرى إليّ بفطرة المولود
وقف الصغير مسائلاً ببراءة:=(ما لي أراك مُكدراً في العيد)؟!
قل لي بربك يا أبي ما تشتكي=صعب عليّ أراك غير سعيد
فالعيد يوم للسرور وللرضا=والأنس والإسعاد والتجديد
والعيد وصل والتقاء أحبة=والعيد مأدبةٌ ولبس جديد
والعيد طرحٌ للكآبة جانباً=لتعيش منطلقاً بلا تقييد
والعيد يومٌ في ظلال خميلة=أو روضة محفوفة بورود
والعيد في سمع الورى ترنيمةٌ=هو فرحة كبرى بلا تنكيد
الناس حولي للحياة تبسموا=واستقبلوا الدنيا بخير نشيد
فعلامَ تبدو يا أبي متجهماً=ومخالفاً للعرف والتقليد؟!
أم يا ترى هي حكمةٌ أُلهِمتَها=وسواك ذو سفه وغير رشيد؟!
صوّبت لابني نظرة أودعتها=ردّي وفيضَ مشاعري لوليدي
لا زالتَ غضاً يا صغيري ناشئاً=فاسعد بيومك والغد المنشود
فأجابني: ما عدتُ غراً يا أبي=فارْوِ الغليل وقل بلا تمهيد
قلت استمع فلقد أثرتَ مشاعري=ونكأتَ جرحاً نازفاً بوريدي
كيف السرور ومسجدي الأقصى اشتكى=من حال أمتنا وكيد يهود؟!
كيف السرور وصفوةٌ من أمتي=في الأرض بين مشرد وطريد؟
هم إخوة في الله يجمعنا بهم=دين يسوِّي سيداً بمسود
كيف السرور ولم تزل أخواتنا=يصرخْنَ من وَغْدٍ ومن عربيد
يحملن في أحشائهن معرّة=من صلب كلب كافر رعديد
بُحّتْ حناجرهن علّ مروءة=تأتي بمعتصم أو ابن وليد
لو أنّ قتلَ النفس مشروعٌ لنا=لقتلن أنفسهن بالتأكيد
كيف السرور وقد رأينا مسلماً=مدّ اليمينَ مُصافحاً ليهودي(*)
فإذا بهذا الوغد يصفعُ خده=صفعاً أُحسّ لهيبه بخدودي
فرأيت يا ولدي الهوان مجسداً=هل بعد صفع الخد من تجسيد؟؟
العيد يوم نعود قلباً واحداً=والحبّ يغمره مع التوحيد(1/2561)
حبّ لغير مصالح ترجى به=حب لوجه إلهنا المعبود
العيد يوم تحرر الأفهام من=رِقِّ التصوّر، من عمى التقليد
العيد إن عاد الجهاد وكلّنا=مستبشرون بعَوْدِهِ المحمود
سيعود حتماً لا محالة يا فتى=بمشيئة المولى ورغم حسود
وسنُطلق الأقصى الأسير وعندها=سيكون حقاً ذاك يوم العيد
شعر: أحمد حسبو
المصدر : مجلة البيان : العدد 122
---
(1/2562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة : ما نص مفسرٌ على رده أو بطلانه من الأقوال
---
سلسلة : ما نص مفسرٌ على رده أو بطلانه من الأقوال
---
أبومجاهدالعبيدي
08-12-2004, 03:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من طرائق موازنة المفسرين بين الأقوال الواردة في التفسير ردُّ بعضها ، وبيان ضعفه أو بطلانه .
ومن المفيد للباحث في التفسير أن يعرف هذه الأقوال ، وينظر في مستند من ردها ، ويجتهد في تحرير ذلك وبحثه لينظر هل رده لذلك القول مقبول أو لا . إلى غير ذلك من المهمات التي تنفع الباحث في هذا المجال .
ولو جمعت هذه الأقوال بطريقة منهجية لكانت صالحة لتقديمها كرسالة علمية
وهذا أوان الشروع في ذكر بعض الأمثلة على ما نص مفسر على رده من الأقوال :
قال ابن العربي في تفسيره لقول الله تعالى : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } :
( قوله تعالى { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ } فِيهِ مَسْأَلَةٌ بَدِيعَةٌ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ , وَهِيَ أَنَّ الْمَصْدَرَ قَدْ يُضَافُ إلَى الْمَفْعُولِ , كَمَا يُضَافُ إلَى الْفَاعِلِ , تَقُولُ : أَعْجَبَنِي ضَرْبُ زَيْدٍ عَمْرُو , عَلَى الْأَوَّلِ , كَمَا تَقُولُ : كَرِهْت ضَرْبَ زَيْدٍ عَمْرًا , عَلَى الثَّانِي .(1/2563)
وَقَدْ جَهِلَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ هَذَا الْمِقْدَارَ , فَعَقَدَ فَصْلًا فِي تَرْغِيبِ النَّاسِ فِي الدُّعَاءِ قَالَ فِيهِ : فَاهْتَبِلُوا بِالدُّعَاءِ , وَابْتَهِلُوا بِرَفْعِ أَيْدِيكُمْ إلَى السَّمَاءِ , وَتَضَرَّعُوا إلَى مَالِكِ أَزِمَّةِ الْقَضَاءِ , فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } وَأَرَادَ لَوْلَا سُؤَالُكُمْ إيَّاهُ , وَطَلَبُكُمْ مِنْهُ , وَرَأَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إلَى فَاعِلٍ . وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ , وَإِنَّمَا هُوَ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إلَى الْمَفْعُولِ . وَالْمَعْنَى قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلْكُفَّارِ : مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ بِبَعْثِهِ الرُّسُلَ إلَيْكُمْ , وَتَبْيِينِ الْأَدِلَّةِ لَكُمْ , فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ عَذَابُكُمْ لِزَامًا .)
وما رده ابن العربي مروي عن السلف في تفسير الآية ؛
جاء في تفسير الطبري : ( حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله قُلْ ما يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي قال: يعبأ: يفعل. وقوله: لَوْلا دُعاؤُكُمْ يقول: لولا عبادة من يعبده منكم، وطاعة من يطيعه منكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ما يَعْبَأُ بِكُمْ رَبّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ يقول: لولا إيمانكم، وأخبر الله الكفار أنه لا حاجة له بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين، ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حبَّبه إلى المؤمنين.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله لَوْلا دُعاؤُكُمْ قال: لولا دعاؤكم إياه لتعبدوه وتطيعوه. )(1/2564)
وقد وافق الطاهر ابن عاشور ابنَ العربي في تضعيفه للقول السابق ، فقال : ( والدعاء: الدعوة إلى شيء، وهو هنا مضاف إلى مفعوله، والفاعل يدل عليه {رَبِّى} أي لولا دعاؤه إياكم، أي لولا أنه يدعوكم. وحذف متعلق الدعاء لظهوره من قوله: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} ، أي الداعي وهو محمد صلى الله عليه وسلم فتعين أن الدعاء الدعوة إلى الإسلام. والمعنى: أن الله لا يلحقه من ذلك انتفاع ولا اعتزاز بكم. وهذا كقوله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا لِيَعْبُدون ما أُريد منهم مِن رزق وما أُريد أن يُطْعِمُون} (الذاريات: 56، 57).
وضمير الخطاب في قوله: {دُعَآؤُكُمْ} موجّه إلى المشركين بدليل تفريع {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} عليه وهو تهديد لهم، أي فقد كذبتم الداعي وهو الرسول عليه الصلاة والسلام. وهذا التفسير هو الذي يقتضيه المعنى، ويؤيده قول مجاهد والكلبي والفراء. وقد فسر بعض المفسرين الدعاء بالعبادة فجعلوا الخطاب موجهاً إلى المسلمين فترتب على ذلك التفسير تكلفات وقد أغنى عن التعرض إليها اعتمادُ المعنى الصحيح فمن شاء فلينظرها بتأمل ليعلم أنها لا داعي إليها. وتفريع {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} على قوله: {لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ} ، والتقدير: فقد دعاكم إلى الإسلام فكذبتم الذي دعاكم على لسانه.)
وقد فصل الشنقيطي رحمه الله الأقوال في تفسير هذه الآية ، وبين أنها كلها صحيحة .
يتبع إن شاء الله ، مع رجاء المشاركة من الإخوة الكرام
---
أحمد البريدي
08-14-2004, 01:11 AM
اقتراح موفق ابا مجاهد ونأمل أن نرى ذلك مترجما على صفحات الملتقى .
---
عبدالرحمن السديس
08-14-2004, 05:07 PM
قال العلامة أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي في الفنون 1/396:(1/2565)
قال بعض الفقهاء : ما أكثر ما أدخل المفسرون في النسخ ما ليس منه ! كقولهم: { اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } ، قالوا :نسخت بقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } وقوله لما عظم ذلك عليهم ، لما قال : {حَقَّ تُقَاتِهِ } ، فكان نسخا .
والعلماء من الفقهاء والأصوليين : أنكروا ذلك إنكارا شديدا ، وقالوا: مهما أمكن أن يكون تفسيرا فلا يجعل نسخا ، وقد أمكن أن يكون القوم ظنوا أن {حَقَّ تُقَاتِهِ } يزيد على ما يدخل تحت استطاعتهم حيث سألوه (1)فقال: " حق تقاته أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر ". فلما انظمّ هذا القول إلى ظنونهم ، أزال الباري سبحانه الإشكال ، وفسر كلامه بما أراد من الحق وعناه ، مثلما فسر قوله : { وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ } ، ولم يكن ذلك نسخا ، بل كان تفسيرا ، وبيانا لمقدار الحق .
كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة ، فبطل ما ادعوه من النسخ .
---------------
(1) يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الذي أشار إليه ابن عقيل روي مرفوعا ، وموقوفا والموقوف أظهر قاله ابن كثير . راجع كلامه عند تفسير آية آل عمران.
---
أبومجاهدالعبيدي
08-19-2004, 03:04 PM
جاء في تفسير ابن العربي :(1/2566)
( قوله تعالى : { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } . هذا خبر ، والخبر من الله سبحانه لا يجوز أن يقع بخلاف مخبره ، ونحن نرى الكافرين يتسلطون على المؤمنين في بلادهم وأبدانهم وأموالهم وأهليهم ، فقال العلماء في ذلك قولين : أحدهما : و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا في الحجة ، فلله الحجة البالغة . الثاني : و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا في الحجة يوم القيامة . قال القاضي : أما حمله على نفي وجود الحجة من الكافر على المؤمن فذلك ضعيف ؛ لأن وجود الحجة للكافر محال ، فلا يتصرف فيه الجعل بنفي ولا إثبات . وأما نفي وجود الحجة يوم القيامة فضعيف ؛ لعدم فائدة الخبر فيه ؛ وإن أوهم صدر الكلام معناه ؛ لقوله : { فالله يحكم بينهم يوم القيامة } فأخر الحكم إلى يوم القيامة ، وجعل الأمر في الدنيا دولة تغلب الكفار تارة وتغلب أخرى بما رأى من الحكمة وسبق من الكلمة ، ثم قال : { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } . فتوهم من توهم أن آخر الكلام يرجع إلى أوله ، وذلك يسقط فائدته . وإنما معناه ثلاثة أوجه :..) ثم ذكرها
تنبيه : ما ضعفه ابن العربي قد نقل ابن جرير وابن عطية إجماع أهل التأويل عليه .
وفي هذا الإجماع نظر ..
وقد نص ابن عاشور على رد القول الذي ضعفه ابن العربي بقوله [ أي ابن عاشور ] : ( فالآية وعد محض دنيوي، وليست من التشريع في شيء، ولا من أمور الآخرة في شيء لنبوّ المقام عن هذين.) اه
---
أبومجاهدالعبيدي
02-03-2005, 02:41 AM
لابن عاشور تعليق على ما اشتهر عند المفسرين وغيرهم من كون قول الله عز وجل : {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} يدل على أنه لا يغلب عسر يسرين . قال رحمه الله :
( وجملة: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} مؤكدة لجملة: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} وفائدة هذا التأكيد تحقيق اطراد هذا الوعد وتعميمه لأنه خبر عجيب.(1/2567)
ومن المفسرين من جعل اليسر في الجملة الأولى يسر الدنيا وفي الجملة الثانية يسر الآخرة وأسلوب الكلام العربي لا يساعد عليه لأنه متمحض لكون الثانية تأكيداً.
هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم «لن يغلب عسر يسرين» قد ارتبط لفظه ومعناه بهذه الآية. وصُرح في بعض رواياته بأنه قرأ هذه الآية حينئذ وتضافر المفسّرون على انتزاع ذلك منها فوجب التعرض لذلك، وشاع بين أهل العلم أن ذلك مستفاد من تعريف كلمة العسر وإعادتها معرفة ومن تنكير كملة «يسر» وإعادتها منكَّرة، وقالوا: إن اللفظ النكرة إذا أعيد نكرة فالثاني غير الأول وإذا أعيد اللفظ معرفة فالثاني عين الأول كقوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول}(المزمل: 15، 16).
وبناء كلامهم على قاعدة إعادة النكرة معرفة خطأ لأن تلك القاعدة في إعادة النكرة معرفة لا في إعادة المعرفة معرفة وهي خاصة بالتعريف بلام العهد دون لام الجنس، وهي أيضاً في إعادة اللفظ في جملة أخرى والذي في الآية ليس بإعادة لفظ في كلام ثان بل هي تكرير للجملة الأولى، فلا ينبغي الالتفات إلى هذا المأخذ، وقد أبطله من قبل أبو علي الحسين الجرجاني في كتاب «النظم» كما في «معالم التنزيل». وأبطله صاحب «الكشاف» أيضاً، وجعل ابن هشام في «مغني اللبيب» تلك القاعدة خطأ.(1/2568)
والذي يظهر في تقرير معنى قوله: «لن يغلب عسر يسرين» أن جملة: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} تأكيد لجملة {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} . ومن المقرر أن المقصود من تأكيد الجملة في مثله هو تأكيد الحكم الذي تضمنه الخبر. ولا شك أن الحكم المستفاد من هذه الجملة هو ثبوت التحاق اليسر بالعسر عند حصوله، فكان التأكيد مفيداً ترجيح أثر اليسر على أثر العسر، وذلك الترجيح عبر عنه بصيغة التثنية في قوله: «يسرين»، فالتثنية هنا كناية رمزية عن التغلب والرجحان فإن التثنية قد يكنى بها عن التكرير المراد منه التكثير كما في قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} (الملك: 4) أي ارجع البصر كثيراً لأن البصر لا ينقلب حسيراً من رَجعتين. ومن ذلك قول العرب: لَبَّيْك، وسَعْدَيك، ودَوَاليك» والتكرير يستلزم قوة الشيء المكرر فكانت القوة لازِمَ لازِممِ التثنية وإذا تعددت اللوازم كانت الكناية رمزية.
وليس ذلك مستفاداً من تعريف {الْعُسْرِ} باللام ولا من تنكير «اليسر» وإعادته منكراً.) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
02-23-2005, 09:26 AM
ومما ضُعف من الأقوال ما نُقل في تفسير قول الله تعالى : { {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَروا } ( الفتح : 25) من أن المراد بها : لو تزيّلوا عن بطون النساء وأصلاب الرجال. وقد ذكر القرطبي هذا القول مرفوعاً ؛ حيث قال : ( وقال عليّ رضي الله عنه: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ} فقال: «هم المشركون من أجداد نبيّ الله ومن كان بعدهم وفي عصرهم كان في أصلابهم قوم مؤمنون فلو تزيَّل المؤمنون عن أصلاب الكافرين لعذب الله تعالى الكافرين عذاباً أليماً». )
قال ابن العربي مضعفاً هذا القول : ( وقد قال جماعة إن معناه لو تزيّلوا عن بطون النساء وأصلاب الرجال.(1/2569)
وهذا ضعيف؛ لأن مَن في الصلب أو في البطن لا يوطأ ولا تصيب منه معرّة. وهو سبحانه قد صرح فقال: {وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ} وذلك لا ينطلق على مَن في بطن المرأة وصُلب الرجال، وإنما ينطلق على مثل الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، وأبي جندل بن سهيل.)
وهذا المثال يضاف إلى أمثلة : من بيان القرن للقرآن أن تُفسر الآية بتفسير وفي الآية نفسها ما يدل على بطلانه
---
العتيق
02-25-2005, 11:44 PM
من مباحث هذه السلسة المباركة : ما رُدَّ من الأقوال التفسيرية لمخالفته السنة النبوية .
وهذا كثير ٌ عند الطبري وابن كثيرٍ رحمهما الله تعالى .
مثاله قوله تعالى : ( ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) [ البقرة : 196] .
فقد روي عن بعض السلف تعيين مقدار الصيام و الصدقة بما يخالف الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه .
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 07:19 AM
قال الرازي : ( اختلفوا في {الإِنسَانَ} في قوله: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ} فقال بعضهم: إنه الكافر، ومنهم من بالغ وقال: كل موضع في القرآن ورد فيه ذكر الإنسان، فالمراد هو الكافر، وهذا باطل، لأن قوله : { يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ..} (الانشقاق:6-7) لا شبهة في أن المؤمن داخل فيه ، وكذلك قوله: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} (الدهر: 1) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} (المؤمنون: 12) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} (ق: 16)(1/2570)
فالذي قالوه بعيد، بل الحق أن نقول: اللفظ المفرد المحلى بالألف واللام حكمه أنه إذا حصل هناك معهود سابق انصرف إليه، وإن لم يحصل هناك معهود سابق وجب حمله على الاستغراق صوناً له عن الإجمال والتعطيل. )
---
أبومجاهدالعبيدي
07-26-2005, 01:21 AM
في قول الله تعالى : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) [النحل:69] قولان مردودان ، أحدهما صحيح في نفسه ، ولكن في كونه مراداً هنا ضعف . والآخر باطل مضحك .
وإليك الفصيل من تفسير القرطبي :
( قوله تعالى: ( فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ ) الضمير للعسل؛ قاله الجمهور. أي في العسل شفاء للناس.
وروي عن ابن عباس والحسن ومجاهد والضحاك والفراء وابن كَيْسان: الضمير للقرآن؛ أي في القرآن شفاء . النحاس: وهذا قول حسن؛ أو فيما قصصنا عليكم من الآيات والبراهين شفاء للناس. وقيل: العسل فيه شفاء، وهذا القول بيّن أيضاً؛ لأن أكثر الأشربة والمعجونات التي يتعالج بها أصلها من العسل.
قال القاضي أبو بكر بن العربيّ: من قال إنه القرآن بعيد ما أراه يصحّ عنهم ، ولو صح نقلاً لم يصح عقلاً؛ فإن مساق الكلام كلّه للعسل، ليس للقرآن فيه ذكر.
قال ابن عطية: وذهب قوم من أهل الجهالة إلى أن هذه الآية يراد بها أهل البيت وبنو هاشم، وأنهم النحل، وأن الشراب القرآن والحكمة، وقد ذكر هذا بعضهم في مجلس المنصور أبي جعفر العباسيّ، فقال له رجل ممن حضر: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم، فأضحك الحاضرين وبُهِت الآخر وظهرت سخافة قوله . ). )
---
أبو علي
07-26-2005, 08:54 AM
يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) 69 النحل.
نتوقف عند الكلمات التالية لمعرفة إن كان الضمير يعود على العسل أم على القرآن : شفاء ، للناس ، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).(1/2571)
الشفاء رحمة ، وكل نعمة ينتفع بها الإنسان هي رحمة.
للناس : الناس جمع مطلق للبشر المؤمنون والكافرون .
لا شك أن القرآن رحمة للمؤمنين فقط وشفاء لهم فقط أما الكافرين فهو عليهم عمى والله جعل على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا.
إذن فالضمير هنا يعود على العسل، فهو شفاء لكل الناس مؤمنهم وكافرهم لأن النحل يتغذى من (كل) الثمرات ، وحيث أنه كذلك فإن الثمرات تتميز عن بعضها بنسبة وجود الفيتامينات والنشويات والأملاح ، فقد توجد مادة بروتينية أو معدنية في ثمرة من الثمرات ولا توجد في أخرى.
وأكثر الأمراض تنشأ من سوء التغذية ، فإذا لم ينوع الإنسان من الطعام فإنه يتعرض للمرض لاحتياج جسمه إلى فيتامينات أو أملاح معدنية كالفوسفور والكالسيوم والحديد وغيره، فإذا داوم على أكل العسل فإنه يشفى من المرض لأن العسل نتاج (كل) الثمرات التي تحتوي على (كل) ما يحتاجه الجسم من سكريات وفيتامينات و,,,,
نأتي الآن إلى قوله تعالى : إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).
النحلة هي الحشرة التي يخرج من بطنها العسل، ولقد زودها الله بأداة تدافع بها عن الشهد وعن نفسها ألا وهي تلك الشوكة التي تلسع بها من يقترب من بيتها، ومن حكمة الله أن النحلة إذا لسعت إنسانا أو حيوانا أو أي خطر يهددها فإنها تفقد شوكتها وتموت في الحين لكي لا تعود إلى العسل وهي تحمل المكروب أو السموم ممن لسعته، فقد تلسع ثعبانا أو حيوانا فلو أنها عادت إلى العسل لتلوث العسل بالسم ثم يأكل الإنسان فيمرض أو يموت ، وبدلا من أن يكون العسل شفاء للناس يصبح سما وهلاكا.
الدبور حشرة تشبه النحلة إلا أنها لا تنتج العسل ولذلك فهي لا تموت إذا لسعت أحدا.
هذا ما هداني الله إليه في قوله تعالى : إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).
والحمد لله رب العالمين.
---
أيمن صالح شعبان
07-28-2005, 03:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2572)
موضوع جيد جدا فضيلة الدكتور مجاهد حفظه الله سيما هو يمس كافة أنواع العلوم من لغة إلى أصول ووصلا بالحديث النبي الشريف والآثار ويحضرني في هذا الباب الكثير من تعليقات ابن كثير وتحريراته التاريخية في تفسيره الموسوم بتفسير القرآن العظيم كما حقق القول في تفسير قوله تبارك وتعالى (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) في سورة يس ...
لكن الموضوع يحتاج استقراءًا تاما وانتخاب جيد للمصنفين أصحاب التحريرات الجياد والله الموفق ..
---
أبومجاهدالعبيدي
07-31-2005, 10:36 PM
قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (البقرة:62)
بين الإمام ابن تيمية سبب نزول هذه الآية ، وبعض الأقوال في تفسيرها ، وأبطل بعض الأقوال التي قيلت في المراد بـ (الَّذِينَ آمَنُوا ) هنا ، فقال :
( وأما ما يذكره طائفة من المفسرين في قوله ( إن الذين آمنوا ) أن فيهم أقوالا ً :
أحدها : أنهم هم الذين آمنوا بعيسى قبل أن يبعث محمد . قاله ابن عباس .
والثاني : أنهم الذين آمنوا بموسى وعملوا بشريعته إلى أن جاء عيسى ، فآمنوا به وعملوا بشريعته إلى أن جاء محمد . وقالوا هذا قول السدى عن أشياخه .
والثالث : أنهم طلاب الدين ، كحبيب النجار ، وقس بن ساعدة ، وسلمان الفارسي ، وأبي ذر ، وبحيرا الراهب ؛ آمنو بالنبي قبل مبعثه ، فمنهم من أدركه وتابعه ، ومنهم من لم يدركه .
والخامس : أنهم المنافقون .
والسادس : أنهم الذين آمنوا بالأنبياء الماضين والكتب المتقدمة فلا يؤمنوا بك ولا بكتابك.
فهذه الأقوال ذكرها الثعلبي وأمثاله ولم يسموا قائلها . وذكرها أبو الفرج ابن لجوزي إلا السادس ، وسمّى قائل الأولَيْن ، وذكر أنهم المنافقون عن الثورى .(1/2573)
وهذه الأقوال كلها مبتدعة ، لم يقل الصحابة والتابعون لهم بإحسان شيئاً منها . وما نقل عن السدي غلط عليه ...
وما نقل عن ابن عباس لا يثبت .
وهي أقوال باطلة ؛ فإن من كان متمسكا بشريعة عيسى قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم من غير تبديل فهم النصارى الذين أثنى الله عليهم .
وكذلك من تمسك بشريعة موسى قبل النسخ و التبديل فهم اليهود الذين أثنى الله عليهم .
و طلاب الدين كحبيب النجار كان على دين المسيح ، وكذلك بحيرا الراهب و غيره .
و كل من تقدم من الأنبياء و أمتهم يؤمنون بمحمد ؛ فليس هذا من خصائص هذا النفر القليل .)
من كتاب الرد على المنطقيين ص493-495 .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-08-2005, 11:43 PM
قال ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة : ( الوجه الرابع والثلاثون : بيان أن كثيراً من المفسرين رد ألفاظ القرآن من العموم إلى الخصوص كما عند كثير من المؤولة :
إنك تجد عند كثير من المعروفين بالتفسير من رد كثير من ألفاظ القرآن عن العموم إلى الخصوص نظير ما تجده من ذلك عند أرباب التأويلات المستنكرة ، ومتى تأملت الحال فيما سوغوه من ذلك وجدتها عائدة من الضرر على الدين بأعظم مما عاد من ضرر كثير من التأويلات ، وذلك لأنهم بالقصد إلى ذلك فتحوا لأرباب التأويلات الباطلة السبيل إلى التهافت فيها فعظمت بذلك الجناية من هؤلاء وهؤلاء على الدين وأهله .(1/2574)
وتجد الأسباب الداعية للطائفتين قصد الإغراب على الناس في وجوه التفسير والتأويل وادعاؤهم أن عندهم منها نوادر لا توجد عند عامة الناس لعلمهم أن الأمر الظاهر المعلوم يشترك الناس في معرفته فلا مزية فيه، والشيء النادر المستظرف يحل محل الإعجاب ، وتتحرك الهمم لسماعه، واستفادته لما جبل الناس عليه من إيثار المستظرفات والغرائب، وهذا من أكثر أسباب الأكاذيب في المنقولات والتحريف لمعانيها ونحلتها معاني غريبة غير مألوفة وإلا فلو اقتصروا على ما يعرف من الآثار وعلى ما يفهمه العامة من معانيها لسلم علم القرآن والسنة من التأويلات الباطلة والتحريفات، وهذا أمر موجود في غيرهم كما تجد المتعنتين بوجوه القرآن يأتون من القراءات البديعة المستشنعة في ألفاظها ومعانيها الخارجة عن قراءة العامة وما ألفوه ، ما يغربون به على العامة ، وأنه قد أوتوا من علم القرآن ما لم يؤته سواهم ، وكذلك أصحاب الإعراب يذكرون من الوجوه المستكرهة البعيدة المتعقدة ما يغربون به على الناس ، وكذلك كثير من المفسرين يأتون بالعجائب التي تنفر عنها النفوس ويأباها القرآن أشد الإباء :
كقول بعضهم : "طه" لفظة نبطية معناها يا رجل ويا إنسان ، وقال بعضهم هي من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مع يس ، وعدوا في أسمائه طه ويس
وقال بعضهم في نون والقلم إنها الدواة كأنه لما رأى هذا الحرف قد اقترن بالقلم جعله الدواة
وقال بعضهم في صاد إنها فعل ماض مثل رام وقاض .
وكما قال بعضهم في قوله : " إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً " ، هو الذي له سحر أي رئة . أفترى أراد بقوله لموسى : " إني لأظنك يا موسى مسحورا " ، هذا المعنى ، وأراد الكفار بقولهم : " إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون " ، هذا المعنى.(1/2575)
وكما قال آخرون في قوله : " من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة " : إن المعنى يرزقه ، واستشهدوا بقولهم أرض منصورة أي ممطورة ، ولو تأمل هذا القائل سياق الآية وآخرها لعلم أن تفسير النصر بالرزق يزيل معنى الآيات عن وجهه الذي قصد به .
وقال آخرون في قوله : " فاليوم ننجيك ببدنك " ، أي بدرعك وننجيك نلقيك على نجوة من الأرض .
وقال آخرون في قوله : " فصل لربك وانحر " ، إن المراد به ضع يدك على نحرك ، وتكايس غيره، وقال المعنى : استقبل القبلة بنحرك فهضموا معنى هذه الآية التي جمعت بين العبادتين العظيمتين الصلاة والنسك .
وقال آخرون في قوله : " أعجب الكفار نباته " ، أنهم الزراع وهل أطلق سبحانه الكفار في موضع واحد على غير الكافرين به ، وكما قيل في قوله : " كمشكاة فيها مصباح " .
إن المشكاة هذا الموضع الذي يشكو المتعبد فيه إلى الله .
وأضعاف أضعاف ذلك من التفاسير المستنكرة المستكرهة التي قصد بها الإغراب والإتيان بخلاف ما يتعارفه الناس كحقائق السلمي وغيره مما لو تتبع وبين بطلانه لجاء عدة أسفار كبار . ولولا قصد الإغراب والإتيان بما لم يسبق إليه غيره لما أقدم على ذلك . كما قال بعض الرافضة : في قوله : " مرج البحرين يلتقيان " هما علي وفاطمة : " بينهما برزخ لا يبغيان " هو النبي صلى الله عليه وسلم : " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " هما الحسن والحسين .(1/2576)
وجناية هؤلاء من القرآن جناية عظيمة . وبسبب ما اعتمدوه قال القائل : كلام الله لا يستفاد منه يقين، لاحتمال اللفظة منه عدة وجوه وقد فسرت بذلك كله، ولو شرح كتاب من كتب العلوم هذا الشرح ، لأفسده الشارح على صاحبه ، ومسخ مقاصده وأزالها عن مواضعها والمقصود أن حمل عمومات القرآن على الخصوص تعطيل لدلالتها ، وإخراج لها عما قصد بها ، وهضم لمعناها وإزالة لفائدتها كقول بعضهم في قوله تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
إن المراد به علي بن أبي طالب . وهذا كذب قطعاً على الله أنه أراد علياً وحده .
بهذا اللفظ العام الشامل لكن من اتصف بهذه الصفة وقول هذا القائل أو غيره في قوله تعالى : " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون * لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين " : انه علي بن أبي طالب ، وفي قوله " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " : أنه علي بن أبي طالب .
وقول الآخر في قوله : " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار " : عمر بن الخطاب ، " رحماء بينهم " : أبو بكر " تراهم ركعا سجدا " : عثمان " يبتغون فضلاً من الله ورضواناً " علي .
وقول الآخر في قوله : " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " : هم الخبز .
وفي قوله : " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " : إنها أرض فلسطين والأردن .
وفي قوله : " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " : هو أما بعد فهضموا هذا المعنى العظيم لإعطائه الحق في أتم بيان .
وفي قوله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد " : المراد به المشط . ومن هذا يضع الرافضة المشط بين أيديهم في الصلاة .(1/2577)
وقد يقع في كلام السلف تفسير اللفظ العام بصورة خاصة على وجه التمثيل لا على التفسير معنى اللفظة في اللغة بذلك ، فيغير به المعنى ، فيجعله معنى اللفظة في اللغة، كما قال بعضهم في قوله : " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " : إنه الماء البارد في الصيف ، فلم يرد به أن النعيم المسؤول عنه هو هذا وحده .
وكما قيل في قوله : " ويمنعون الماعون " : إنه القدر والفأس والقصعة فالماعون اسم جامع لجميع ما ينتفع به فذكر بعض السلف هذا للسائل تمثيلاً وتنبيهاً بالأدنى على الأعلى . فإذا كان الويل لمن منع هذا فكيف بمن منع ما الحاجة إليه أعظم ، وإذا كان العبد يسأل عن شكر الماء البارد فكيف بما هو أعظم نعيماً منه.
وفي قوله : " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " : هم الغداء والعشاء .
وفي قوله : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة " : أنها المرأة الموافقة . فهذا كله من التمثيل للمعنى العام ببعض أنواعه . فإن أراد القائل أن الأدلة اللفظية موقوفة على عدم التخصيص أنها موقوفة على عدم قصرها على هذا وأشباهه ، فنعم هي غير مقصورة عليه ولا مختصة به ولا يقال لفهم هذه الأنواع منها تخصيصاً .
ونظير هذا ما يذكره كثير من المفسرين في آيات عامة أنها في قوم مخصوصين من المؤمنين والكفار والمنافقين، وهذا تقصير ظاهر منهم وهضم لتلك العمومات المقصود عمومها، وكأن الغلط في ذلك إنما عرض من جهة أن أقواماً في عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه، قالوا أقوالاً وفعلوا أفعالاً في الخير والشر فنزلت بسبب الفريقين آيات حمد الله فيها المحسنين وأثنى عليهم، ووعدهم جزيل ثوابه وذم المسيئين ووعدهم وبيل عقابه، فعمد كثير من المفسرين، إلى تلك العمومات فنسبوها إلى أولئك الأشخاص وقالوا إنهم المعنيون بها .(1/2578)
وكذلك الحال في أحكام وقعت في القرآن كان بدو افتراضها أفعال ظهرت من أقوام ، فأنزل الله بسببها أحكاماً، صارت شرائع عامة إلى يوم القيامة ، فلم يكن من الصواب إضافتهم إليهم، وأنهم هم المرادون بها إلا على وجه ذكر سبب النزول فقط ، وأن تناولها لهم ولغيرهم تناول واحد،
فمن التقصير القبيح أن يقال في قوله : " يا أيها الناس اعبدوا ربكم " .
أن المراد بالناس أهل مكة فيأتي إلى لفظ من أشمل ألفاظ العموم ، أريد به الناس كلهم عربهم وعجمهم ، قرناً بعد قرن إلى أن يطوي الله الدنيا فيقول : المراد به أهل مكة ، نعم هم أسبق وأول من أريد به إذ كانوا هم المواجهين بالخطاب أولاً ، وهذا كثير في كلامهم كقولهم : المراد بقوله : كذا وكذا أبو جهل أو أبي بن خلف أو الوليد بن المغيرة أو عبدالله بن أبي .
أو عبدالله بن سلام من سادة المؤمنين كما يقولون في كل موضع ذكر فيه : " ومن عنده علم الكتاب " .
إنه عبدالله بن سلام ، وهذا باطل قطعاً فإن هذا مذكور في سورة مكية كسورة الرعد حيث لم يكن عبدالله بن سلام قد أسلم ، ولا كان هناك .
وكذلك يقولون في قوله : " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة " .
إن المراد به عبدالله بن أبي وكان من أحسن الناس جسماً . والصواب أن اللفظ عام في من اتصف بهذه الصفات وهي صحة الجسم وتمامه ، وحسن الكلام وخلوه من روح الإيمان ومحبة الهدى وإيثاره كخلو الخشب المقطوعة التي قد تساند بعضها إلى بعض من روح الحياة التي يعطيها النمو أو الزيادة والثمرة ، واتصافهم بالجبن والخور الذي يحسب صاحبه أن كل صيحة عليه . فمن التقصير الزائد أن يقال : إن المراد بهذا اللفظ هو عبدالله بن أبي .(1/2579)
ومن هذا قولهم في قوله تعالى : " إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم " : إنه أبو جهل ابن هشام وكذلك في قوله : " فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى " : إنه أبو جهل ، وكذلك في قوله : " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون " إلى آخرها ، وكذلك في قوله : " ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم ..... " إلى آخرها : إنه الوليد بن المغيرة .
وكذلك قوله : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " : إنه النضر بن الحارث . وفي قوله : " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين " .
إنها في أناس معينين وأضعاف ذلك مما إذا طرق سمع كثير من الناس ظن أن هذا شيء أريد به هؤلاء ومضى حكمه وبقي لفظه وتلاوته حتى قال بعض من قدم العقل على النقل ، وقد احتج عليه بشيء من القرآن : دعني من كلام قيل في أناس مضوا وانقرضوا : .
ومن تأمل خطاب القرآن وألفاظه وجلالة المتكلم به وعظمة ملكه وما أراد به من الهداية العامة لجميع الأمم قرناً بعد قرن إلى آخر الدهر وأنه جعله إنذاراً لكل من بلغه من المكلفين لم يخف عليه أن خطاب العام إنما جعل بإزاء أفعال حسنة محمودة ، وأخرى قبيحة مذمومة ، وأنه ليس منها فعل إلا والشركة فيه موجودة أو ممكنة ، وإذا كانت الأفعال مشتركة كان الوعد الوعيد المعلق بها مشتركاً إلا ترى أن الأفعال التي حكيت عن أبي جهل بن هشام والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأضرابهم وعن عبدالله بن أبي وأضرابه كان لهم فيه شركاء كثيرون حكمهم فيها حكمهم .
ولهذا عدل الله سبحانه عن ذكر بأسمائهم وأعيانهم إلى ذكر أوصافهم وأفعالهم وأقوالهم ، لئلا يتوهم متوهم اختصاص الوعيد بهم وقصره عليهم ، وأنه لا يجاوزهم ، فعلق سبحانه الوعيد وقصره عليهم وأنه لا يجاوزهم فعلق سبحانهه الوعيد على الموصوفين بتلك الصفات دون أسماء من قامت به إرادة لتعميم الحكم وتناوله لهم ، ولأمثالهم ممن هو على مثل حالهم .(1/2580)
وهذا الحكم فيمن أثنى عليه ومدحه بما صدر منه من قول أو فعل عدل سبحانه عن ذكره باسمه وعينه إلى ذكره بوصفه وفعله ليتناول المدح لمن شركه في ذلك من سائر الناس ، فإذا حمل السامع قوله : " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " وقوله : " والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون " .
ونظائرها على أبي بكر الصديق أو علي بن أبي طالب فقد ظلم اللفظ والمعنى وقصر به غاية التقصير وإن كان الصديق أول وأولى من دخل في هذا اللفظ العام وأريد به .
ونظير ذلك ما ذكره بعضهم في قوله : " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " إلى قوله " يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً " .
إن المراد بذلك عن علي بن أبي طالب فجمع إلى حمل هذا اللفظ العام المجاهرة بالكذب والبهت غي دعواه ونزولها في علي فإن السورة مكية ، وعلي كان بمكة فقيراً قد رباه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره ، فإن أبا طالب لما مات اقتسم بنو عبد المطلب أولاده ، لأنه لم يكن له مال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً ورباه عنده، وضمنه إلى عياله فكان فيهم .
ومن تأمل هذه السورة علم يقيناً أنه لا يجوز أن يكون المراد بألفاظها العامة إنساناً واحداً فإنها سورة عجيبة التبيان افتتحت بذكر خلق الإنسان ومبدئه وجميع أحواله من بدايته إلى نهايته ، وذكره أقسام الخلق في أعمالهم واعتقاداتهم ومنازلهم من السعادة والشقاوة ، فتخصيص العام فيها بشخص واحد ظلم ، وهضم ظاهر للفظها ومعناها ، وشبيه بهذا ما ذكره بعضهم في قوله تعالى : " ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً " .
أنها نزلت في أبي بكر الصديق وابنه عبد الرحمن .(1/2581)
ونظيره ما تقدم من تفسير قوله : " محمد رسول الله " إلى آخر الآية ، وقسمة جملها بين العشرة من الصحابة . ومن تأمل ذلك علم أن هذا تفسير مختل ، مخل بمقصود الآية ، معدول به عن سنن الصواب .
وهذا باب يطول تتبعه جداً ، ولو أن الذين ارتكبوا ما ذكرنا من التفاسير المستكرهة والمستغربة ، وحملوا العموم على الخصوص ، وأزالوا لفظ الآية عن موضوعه علموا ما في ذلك من تصغير شأن القرآن ، وهضم معانيه من النفوس ، وتعريضه لجهل كثير من الناس بما عظم الله قدره ، وأعلى خطره ، لأقلوا مما استكثروا منه ولزهدوا فيما أظهروا الرغبة فيه ، وكان ذلك من فعلهم أحسن وأجمل وأولى بأن يوفى معه القرآن بعض حقه ، من الإجلال والتعظيم والتفخيم ، ولو لم يكن في حمل تفسير القرآن على الخصوص دون العموم إلا ما يتصوره التالي له في نفسه ، من أن تلك الآيات إنما قصد بها أقوام من الماضين دون الغابرين ، فيكون نفعه وعائدته على البعض دون البعض لكان في ذلك ما يوجب النفرة عن ذلك ، والرغبة عنه ، وبحكمة بالغة عدل الرب تعالى عن تسمية من ذكر هؤلاء أنهم مراد باللفظ إلى ذكر الأوصاف والأفعال التي يأخذ كل أحد منها حظه، ولو سمى سبحانه أصحابها بأسمائهم لقال القائل لست منهم .) انتهى كلامه
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2006, 11:25 PM
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عند تفسيره لقول الله عز وجل : { يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً } (الطور:9) :(1/2582)
( ...وهذه الآية تدل على أن قول الله تبارك وتعالى في سورة النمل: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون }. فإن هذه الآية هي نفس هذه الآية التي في الطور من حيث المعنى، فيكون قوله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب } يعني يوم القيامة ولا شك، ومن فسرها بأن ذلك في الدنيا وأنه دليل على أن الأرض تدور فقد حرَّف الكَلم عن مواضعه، وقال على الله ما لا يعلم، وتفسير القرآن ليس بالأمر الهين، لأن تفسير القرآن يعني أنك تشهد على أن الله أراد به كذا وكذا، فلابد أن يكون هناك دليل: إما من القرآن نفسه، وإما من السنة، وإما من تفسير الصحابة - رضي الله عنهم - أما أن يحول الإنسان القرآن على المعنى الذي يراه بعقله أو برأيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» .
والمهم أن تفسير قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب } يراد به ما في الدنيا، تفسير باطل لا يجوز الاعتماد عليه، ولا المعول عليه، أما كون الأرض تدور أو لا تدور، فهذا يعلم من دليل آخر، إما بحسب الواقع، وإما بالقرآن، وإما بالسنة، ولا يجوز أبداً أن نحمل القرآن معاني لا يدل عليها من أجل أن نؤيد نظرية أو أمراً واقعاً، لكنه لا يدل عليه اللفظ، لأن هذا أمر خطير جداً.) انتهى
وللاطلاع على المزيد من الأقوال في تفسير آية النمل ينظر هذا الموضوع :
هل قوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة ...) في الدنيا أم في الآخرة ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1938)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-24-2006, 07:09 AM
قال الواحدي في أسباب النزول في بيان زمن نزول سورة الفاتحة : ( اختلفوا فيها، فعند الأكثرين هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن...
وعند مجاهد : أن الفاتحة مدنية.(1/2583)
قال الحسين بن الفضل: لكل عالم هفوة وهذه بادرة من مجاهد ؛ لأنه تفرد بهذا القول والعلماء على خلافه.) ص117-118 بتحقيق ماهر الفحل.
---
أبو علي
05-24-2006, 09:51 AM
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عند تفسيره لقول الله عز وجل : { يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً } (الطور:9) :
( ...وهذه الآية تدل على أن قول الله تبارك وتعالى في سورة النمل: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون }. فإن هذه الآية هي نفس هذه الآية التي في الطور من حيث المعنى، فيكون قوله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب } يعني يوم القيامة ولا شك، ومن فسرها بأن ذلك في الدنيا وأنه دليل على أن الأرض تدور فقد حرَّف الكَلم عن مواضعه، وقال على الله ما لا يعلم، وتفسير القرآن ليس بالأمر الهين، لأن تفسير القرآن يعني أنك تشهد على أن الله أراد به كذا وكذا، فلابد أن يكون هناك دليل: إما من القرآن نفسه، وإما من السنة، وإما من تفسير الصحابة - رضي الله عنهم - أما أن يحول الإنسان القرآن على المعنى الذي يراه بعقله أو برأيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» .
والمهم أن تفسير قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب } يراد به ما في الدنيا، تفسير باطل لا يجوز الاعتماد عليه، ولا المعول عليه، أما كون الأرض تدور أو لا تدور، فهذا يعلم من دليل آخر، إما بحسب الواقع، وإما بالقرآن، وإما بالسنة، ولا يجوز أبداً أن نحمل القرآن معاني لا يدل عليها من أجل أن نؤيد نظرية أو أمراً واقعاً، لكنه لا يدل عليه اللفظ، لأن هذا أمر خطير جداً.) انتهى
وللاطلاع على المزيد من الأقوال في تفسير آية النمل ينظر هذا الموضوع :(1/2584)
هل قوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة ...) في الدنيا أم في الآخرة ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1938)
================
السلام عليكم
رحم الله الشيخ بن عثيمين،
لو كان تفسير السلف - الذين عاصروا التنزيل- للآية 88 من سورة النمل هو التأويل وأن الجبال التي تمر مر السحاب سيكون ذلك عند قيام الساعة لقال الله (كذلك يريكم الله آياته) بدلا من (سيريكم) باعتبار أن تأويل الآية مفهوم لللمعاصرين للتنزيل ، ، لكن الله أتى بفعل (سيريكم) لنستدل به أن تأويل هذه الآية 88 وكل آيات سورة النمل التي ضربها الله أمثالا لأحداث المستقبل سيظل غيبا إلى أجل مسمى في المستقبل.
سأضيف إن شاء الله قولا جديدا (أراه قيما) عن الآية 88 من سورة النمل .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
05-27-2006, 05:39 AM
نحن في انتظار الجديد !
---
أبومجاهدالعبيدي
06-15-2006, 05:49 AM
قال ابن كثير عند تفسيره لآية النسخ في سورة البقرة : ( والمسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله تعالى، لما له في ذلك من الحكم البالغة، وكلهم قال بوقوعه. وقال أبو مسلم الأصبهاني المفسر: لم يقع شيء من ذلك في القرآن، وقوله هذا ضعيف مردود مرذول. )
وقال حاكماً على قول أورده ابن جرير في تفسير قول الله تعالى : ? وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ?(لأعراف: من الآية150): ( وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولا غريبًا، لا يصح إسناده إلى حكاية قتادة، وقد رَدّه ابن عطية وغير واحد من العلماء، وهو جدير بالرد، وكأنه تَلَقَّاه قتادة عن بعض أهل الكتاب، وفيهم كذابون ووَضّاعون وأفاكون وزنادقة.)(1/2585)
وهذا القول هو ما أورده ابن جرير بقوله : (حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: "أخذ الألواح"، قال: رب، إني أجد في الألواح أمةً خيرَ أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فاجعلهم أمتي! قال: تلك أمة أحمد! قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون= أي آخرون في الخلق= السابقون في دخول الجنة، رب اجعلهم أمتي! قال: تلك أمة أحمد! ....)إلخ .
وقال : ( وقوله: { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا } اختلف السلف والأئمة في المراد بقوله: { ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا } فقال بعض الناس: العود هو أن يعود إلى لفظ الظهار فيكرره، وهذا القول باطل، وهو اختيار بن حزم وقول داود، وحكاه أبو عمر بن عبد البر عن بُكَيْر ابن الأشج والفراء، وفرقة من أهل الكلام.)
---
فهد الرومي
06-15-2006, 09:41 AM
أفرد بعضُ المؤلفين في علوم القرآن لهذا النوع من التفسيرِ باباً سمَّاه ابنُ عقيلة في كتابه الزيادة والإحسان (علم غرائب التفسير التي هي مردودة عند العلماء غير مقبولة) ج9 ص:362. وأشار إلى كتاب محمود بن حمزة الكرماني العجائب والغرائب وهو مطبوع بتحقيق د. شمران سركال يونس العجلي كما ذكر المحقق.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-17-2006, 06:06 AM
شكر الله للدكتور فهد هذه الإضافة .
وكتاب محمود بن حمزة الكرماني الذي أشار إليه الشيخ الكريم مطبوع في مجلدين ، وعنوانه : غرائب التفسير وعجائب التأويل . قال مؤلفه في مقدمته : ( فإن أكثر العلماء والمتعلمين في زماننا يرغبون في غرائب لتفسير القرآن وعجائب تأويله ، ويميلون إلى المشكلات المعضلات في أقاويله ؛ فجمعت في كتابي هذا منها ما أقدر أن فيه مقنعاً لرغبتهم ومكتفى لطلبتهم....) 1/87-88 .
قال السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن : النوع التاسع والسبعون
في غرائب التفسير(1/2586)
ألف فيه محمود بن حمزة الكرماني كتاباً في مجلدين سماه العجائب والغرائب ضمنه أقوالاً ذكرت في معاني الآيات بنكرة لا يحل الاعتماد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير منها.
من ذلك من قال في حمعسق إن الحاء حرب عليّ ومعاوية، والميم ولاية المروانية، والعين ولاية العباسية، والسين ولاية السفيائية، والقاف قدوة مهدي، حكاه أبومسلم. ثم قال: أردت بذلك أن يعلم أن فيمن يدعي العلم حمقى.
ومن ذلك قول من قال في آلم معنى ألف: ألف الله محمداً فبعثه نبياً، ومعنى لام: لامه الجاحدون وأنكروه، ومعنى ميم: ميم الجاحدون المنكرون من الموم وهوالرسام.
ومن ذلك قول من قال في "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" أنه قصص القرآن، واستدل بقراءة أبي الجوزاء: ولكم في القصاص، وهوبعيد، بل هذه القراءة أفادت معنى غير معنى القراءة المشهورة، وذلك من وجوه إعجاز القرآن كما بينته في أسرار التنزيل.
ومن ذلك ما ذكره ابن فورك في تفسيره في قوله ( ولكن ليطمئن قلبي) إن إبراهيم كان له صديق وصفه بأنه قلبه: أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآها عياناً. قال الكرماني: وهذا بعيد جداً.
ومن ذلك قول من قال في "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" أنه الحب والعشق، وقد حكاه الكواشي في تفسيره.
ومن ذلك قول من قال في "ومن شر غاسق إذا وقب" إنه الذكر إذا انتصب.
ومن ذلك قول أبي معاذ النحوي في قوله تعالى "الذي جعل لكم من الشجر الأخضر" يعني إبراهيم "ناراً" أي نوراً وهومحمد صلى الله عليه وسلم "فإذا أنتم منه توقدون" تقتبسون الدين. انتهى ما ذكره السيوطي.
قلت : وللزمخشري عناية بالتنبيه على الأقوال الضعيفة المنقولة في تفسير بعض الآيات ، وهو يصدر هذه الأقوال بقوله : ( ومن بدع التفاسير ...)
وللغماري كتاب بهذا العنوان : بدع التفاسير
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2006, 07:24 AM(1/2587)
من الأقوال التي نص ابن كثير على ردّها أو ضعفها في تفسير قول الله تعالى :? وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ? (البقرة:30) :
قال رحمه الله : ( { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ } أي: واذكر يا محمد إذ قال ربك للملائكة، واقصص على قومك ذلك. وحكى ابن جرير عن بعض أهل العربية - وهو أبو عبيدة -أنه زعم أن "إذ" هاهنا زائدة، وأن تقدير الكلام: وقال ربك. ورده ابن جرير.
قال القرطبي: وكذا رده جميع المفسرين حتى قال الزجاج: هذا اجتراء من أبي عبيدة.)
[line]
وقال أيضاً : ( وليس المراد هاهنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط، كما يقوله طائفة من المفسرين، وعزاه القرطبي إلى ابن مسعود وابن عباس وجميع أهل التأويل، وفي ذلك نظر، بل الخلاف في ذلك كثير، حكاه فخر الدين الرازي في تفسيره وغيره، والظاهر أنه لم يرد آدم عينًا إذ لو كان كذلك لما حسن قول الملائكة: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } فإنهم إنما أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك.)
[line]
وقال : ( وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام الرازي، حدثنا ابن المبارك، عن معروف، يعني ابن خَرّبوذ المكي، عمن سمع أبا جعفر محمد بن علي يقول: السّجِلّ ملك، وكان هاروت وماروت من أعوانه، وكان له في كل يوم ثلاث لمحات ينظرهن في أم الكتاب، فنظر نظرة لم تكن له فأبصر فيها خلق آدم وما كان فيه من الأمور، فأسَر ذلك إلى هاروت وماروت، وكانا من أعوانه، فلما قال تعالى: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } قالا ذلك استطالة على الملائكة.(1/2588)
وهذا أثر غريب. وبتقدير صحته إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن الباقر، فهو نقله عن أهل الكتاب، وفيه نكارة توجب رده، والله أعلم. ومقتضاه أن الذين قالوا ذلك إنما كانوا اثنين فقط،وهو خلاف السياق.
وأغرب منه ما رواه ابن أبي حاتم -أيضًا-حيث قال: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن أبي عَبْد الله، حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، قال: سمعت أبي يقول: إن الملائكة الذين قالوا: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } كانوا عشرة آلاف، فخرجت نار من عند الله فأحرقتهم.
وهذا -أيضًا-إسرائيلي منكر كالذي قبله، والله أعلم.)
---
أبومجاهدالعبيدي
10-17-2006, 10:28 PM
? إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ? (النساء:17)
جاء في تفسير فتح القدير للشوكاني : ( قوله : { ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ } معناه قبل أن يحضرهم الموت ، كما يدل عليه قوله : { حتى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الموت } وبه قال أبو مجلز ، والضحاك ، وعكرمة ، وغيرهم ، والمراد قيل : المعاينة للملائكة ، وغلبة المرء على نفسه ، و «من» في قوله : { مِن قَرِيبٍ } للتبعيض ، أي : يتوبون بعض زمان قريب ، وهو ما عدا وقت حضور الموت .
وقيل معناه : قبل المرض ، وهو ضعيف ، بل باطل لما قدمنا ، ولما أخرجه أحمد، والترمذي ، وحسنه ، وابن ماجه ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في الشعب ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ".) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
11-12-2006, 10:52 AM(1/2589)
قال الله تعالى : ( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ }
ذكر ابن كثير أن المراد بقوله تعالى : " بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ " : أنها ليست مذللة بالحراثة . ثم قال :
( وقد زعم بعضهم أن المعنى في ذلك قوله تعالى: ( إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ ) ليست بمذللة بالعمل ثم استأنف فقال: ( تُثِيرُ الأرْضَ ) أي: يعمل عليها بالحراثة لكنها لا تسقي الحرث، وهذا ضعيف؛ لأنه فسر الذلول التي لم تذلل بالعمل بأنها لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث كذا قرره القرطبي وغيره. )
---
أبومجاهدالعبيدي
12-08-2006, 11:00 PM
قال الله تعالى : ? وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ? (الانبياء:87)
جاء في تفسير القرطبي - (ج 11 / ص 331) : ( قوله تعالى: ( فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات )
قيل: معناه استزله إبليس ووقع في ظنه إمكان ألا يقدر الله عليه بمعاقبته.
وهذا قول مردود مرغوب عنه، لانه كفر. )
وفي أضواء البيان للشنقيطي - (ج 4 / ص 307) :
( أما قول من قال : إن { أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } من القدرة فهو قول باطل بلا شك . لأن نبي الله يونس لا يشك في قدرة الله على كل شيء ، كما لا يخفى .)
والتفسير الصحيح للآية هو ما ذكره الشنقيطي بقوله : ( وقوله : { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } فيه وجهان من التفسير لا يكذب أحدهما الآخر :(1/2590)
الأول أن المعنى { لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } أي لن نضيق عليه في بطن الحوت . ومن إطلاق « قدر » بمعنى « ضيق » في القرآن قوله تعالى : { الله يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ } [ الرعد : 26 ] أي ويضيق الرزق على من يشاء ، وقوله تعالى : { لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ الله } [ الطلاق : 7 ] الآية . فقوله : { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } أي ومن ضيق عليه رزقه .
الوجه الثاني أن معنى { أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } لن نقضي عليه ذلك . وعليه فهو من القدر والقضاء . « وقدر » بالتخفيف تأتي بمعنى « قدر » المضعفة : ومنه قوله تعالى : { فَالْتَقَى المآء على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } [ القمر : 12 ] أي قدره الله .).
---
محمود الشنقيطي
12-09-2006, 11:11 AM
ألا ترى يا شيخنا الكريم أبا مجاهد وغيرك من المشايخ الأجلاء, أن هذا الموضوع بهيكله الحالي يتخذ شكلا موسوعيا ربما صعب إن لم يستحل حصره (في جانب الرسائل العلمية) خلافا لما لو كان الموضوع منصبا على تفسير واحد بعينه كالطبري وابن ابي حاتم وابن كثير وغيرهم رحمة الله على الجميع ؟؟
ارجو الإجابة على السؤال ,والمعذرة على قطع تواتر النقولات في هذا الباب الماتع ...
---
أبومجاهدالعبيدي
12-09-2006, 11:21 AM
ألا ترى يا شيخنا الكريم أبا مجاهد وغيرك من المشايخ الأجلاء, أن هذا الموضوع بهيكله الحالي يتخذ شكلا موسوعيا ربما صعب إن لم يستحل حصره (في جانب الرسائل العلمية) خلافا لما لو كان الموضوع منصبا على تفسير واحد بعينه كالطبري وابن ابي حاتم وابن كثير وغيرهم رحمة الله على الجميع ؟؟.
لا شك أخي محمود أن الأمر كما ذكرت وفقك الله.
ومن أراد البحث في هذا الموضوع فلا بد من حصر مجال بحثه بطريقة مناسبة.
ومن ذلك :
الأقوال التي ردها الصحابة والتابعون في التفسير.
الأقوال المردودة عند ابن عطية في تفسيره.(1/2591)
الأقوال التفسيرية التي ردها ابن عاشور في تفسيره.
ونحو ذلك.
وأشكرك على هذا التنبيه
---
أبومجاهدالعبيدي
12-11-2006, 09:51 AM
جاء في تفسير الثعالبي - (ج 2 / ص 31) ما نصه :
( وقوله عز وجل : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفواحش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ . . . } الآية : لما تقدم إنكار ما حرمه الكُفَّار بآرائهم أتبعه بذِكْرِ ما حرم اللَّه عز وجل .
والفَوَاحِشُ في اللغة ما فَحُشَ وشنع ، وأصله من القُبْحِ في النظر ، وهي هنا إنما هي إشارة إلى ما نص الشرع على تحريمه ، فكل ما حرمه الشَّرْعُ ، فهو فاحش ، والإثم لفظ عام في جَمِيعِ الأفعال والأقوال التي يَتَعَلَّقُ بمرتكبها إثم . هذا قول الجمهور .
وقال بعض الناس : هي الخَمْرُ . وهذا قول مردود؛ لأن هذه السورة مَكيّة ، وإنما حرمت الخَمْرُ ب «المدينة» بعد أُحد.)
وقد أخذ الثعالبي هذا الحكم عن ابن عطية؛ إذ هو يعتمد عليه في أغلب تفسيره وينقل ترجيحاته وأقواله .
ونص كلام ابن عطية :
( { والإثم } أيضاً : لفظه عام لجميع الأفعال والأقوال التي يتعلق بمرتكبها إثم ، هذا قول الجمهور .
وقال بعض الناس : هي الخمر واحتج على ذلك بقوله الشاعر :
شربت الإثم حتى طار عقلي ...
قال القاضي أبو محمد : وهذا قول مردود لأن هذه السورة مكية ولم تعن الشريعة لتحريم الخمر إلا بالمدينة بعد أحد لأن جماعة من الصحابة اصطحبوها يوم أحد وماتوا شهداء ، وهي في أجوافهم ، وأيضاً فبيت الشعر يقال إنه مصنوع مختلق ، وإن صح فهو على حذف مضاف .) المحرر الوجيز - (ج 3 / ص 32)
وهذا النقل يدل على أثر معرفة المكي والمدني في التفسير ، وعلى أهمية إلمام المفسر بهذا العلم.
ولابن عطية رحمه الله اهتمام بهذا العلم ، وقد اعتمده في الحكم على كثير من الأقوال الواردة في التفسير.(1/2592)
ومن ذلك قوله في تفسير سورة الأحزاب : ( وقوله تعالى : { وسبحوه بكرة وأصيلاً } أراد في كل الأوقات مجدد الزمان بطرفي نهاره وليله ، وقال قتادة والطبري وغيره الإشارة إلى صلاة الغداة وصلاة العصر .
قال الفقيه الإمام القاضي : وهذه الآية مدنية فلا تعلق بها لمن زعم أن الصلاة إنما فرضت أولاً صلاتين في طرفي النهار ، والرواية بذلك ضعيفة
تنبيه : "أثر معرفة المكي والمدني في التفسير" موضوع جدير بالبحث. فهل بحث هذا الموضوع؟
لعل أحداً يفيدنا عن ذلك.
---
أضواء البيان
12-11-2006, 08:28 PM
قال ابن جُزيّ - رحمه الله تعالى - عند تفسير قول الله عز وجل : ( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم ) المائدة: 34
قال: قيل هي في المشركين ، وهو ضعيف لأن المشرك لا يختلف حكم توبته قبل القدرة عليه وبعدها.
---
أبومجاهدالعبيدي
12-12-2006, 10:55 PM
في بيان همّ يوسف المذكور في قول الله تعالى : ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ? أورد ابن الجوزي في زيد المسير خمسة أقوال ، ومنها ما ذكره بقوله :
( والقول الخامس : أنه همّ بالفرار منها ، حكاه الثعلبي ، وهو قول مرذول ، أفَتراه أراد الفرار منها ، فلما رأى البرهان ، أقام عندها؟! )
زاد المسير - (ج 3 / ص 416)
تنبيه : تجد هنا دراسة مفصلة لأقوال المفسرين في هذه المسألة :
دراسة أقوال المفسرين في المراد بهمّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6309)
---
أبومجاهدالعبيدي
12-15-2006, 11:32 PM
قال الله تعالى : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ النحل:1].(1/2593)
قال الإمام الشنقيطي في تفسيره : ( وقول الضحاك ومن وافقه : إن معنى : { أتى أَمْرُ الله } اي فرائضه وحدوده - قول مردود ولا وجه له ، وقد رده الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره قائلاً : إنه لم يبلغنا أن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استعجل فرائض قبل أن تفرض عليهم ، فيقال لهم من أجل ذلك قد جاءتكم فرائض الله فلا تستعجلوها . أما مستعجلو العذاب من المشركين فقد كانوا كثيراً . اهـ ). أضواء البيان - (ج 2 / ص 459)
---
أبومجاهدالعبيدي
12-21-2006, 08:05 AM
في بيان همّ يوسف المذكور في قول الله تعالى : ? وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ? أورد ابن الجوزي في زيد المسير خمسة أقوال ، ومنها ما ذكره بقوله :
( والقول الخامس : أنه همّ بالفرار منها ، حكاه الثعلبي ، وهو قول مرذول ، أفَتراه أراد الفرار منها ، فلما رأى البرهان ، أقام عندها؟! )
زاد المسير - (ج 3 / ص 416)
تنبيه : تجد هنا دراسة مفصلة لأقوال المفسرين في هذه المسألة :
دراسة أقوال المفسرين في المراد بهمّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6309)
ومما له صلة بتفسير هذه الآية ما جاء في هذا النقل المهم للإمام ابن تيمية رحمه الله؛ حيث قال :(1/2594)
( وَأَمَّا قَوْلُهُ : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } فَالْهَمُّ اسْمُ جِنْسٍ تَحْتَهُ " نَوْعَانِ " كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد الْهَمُّ هَمَّانِ : هَمُّ خَطَرَاتٍ وَهَمُّ إصْرَارٍ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَّ الْعَبْدَ إذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَإِذَا تَرَكَهَا لِلَّهِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً } وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْرُكَهَا لِلَّهِ لَمْ تُكْتَبْ لَهُ حَسَنَةً وَلَا تُكْتَبُ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَيُوسُفُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَمَّ هَمًّا تَرَكَهُ لِلَّهِ وَلِذَلِكَ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ لِإِخْلَاصِهِ وَذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ إذَا قَامَ الْمُقْتَضِي لِلذَّنْبِ وَهُوَ الْهَمُّ وَعَارَضَهُ الْإِخْلَاصُ الْمُوجِبُ لِانْصِرَافِ الْقَلْبِ عَنْ الذَّنْبِ لِلَّهِ . فَيُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ إلَّا حَسَنَةٌ يُثَابُ عَلَيْهَا ؟ وَقَالَ تَعَالَى : { إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }.(1/2595)
وَأَمَّا مَا يُنْقَلُ : مِنْ أَنَّهُ حَلَّ سَرَاوِيلَهُ وَجَلَسَ مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَأَنَّهُ رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى يَدِهِ وَأَمْثَالَ ذَلِكَ فَكُلُّهُ مِمَّا لَمْ يُخْبِرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذٌ عَنْ الْيَهُودِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ كَذِبًا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْحًا فِيهِمْ وَكُلُّ مَنْ نَقَلَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَعَنْهُمْ نَقَلَهُ ؛ لَمْ يَنْقُلْ مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرْفًا وَاحِدًا .(1/2596)
وَقَوْلُهُ : { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي } فَمِنْ كَلَامِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ كَمَا يَدُلُّ الْقُرْآنُ عَلَى ذَلِكَ دِلَالَةً بَيِّنَةً لَا يَرْتَابُ فِيهَا مَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى : { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } { قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ } { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ } { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } فَهَذَا كُلُّهُ كَلَامُ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَيُوسُفُ إذْ ذَاكَ فِي السِّجْنِ لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ إلَى الْمَلِكِ وَلَا سَمِعَ كَلَامَهُ وَلَا رَآهُ ؛ وَلَكِنْ لَمَّا ظَهَرَتْ بَرَاءَتُهُ فِي غَيْبَتِهِ - كَمَا قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ : { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ } أَيْ لَمْ أَخُنْهُ فِي حَالِ مَغِيبِهِ عَنِّي وَإِنْ كُنْتُ فِي حَالِ شُهُودِهِ رَاوَدْتُهُ - فَحِينَئِذٍ : { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ }.(1/2597)
وَقَدْ قَالَ كَثِيرٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ إنَّ هَذَا مِنْ كَلَامِ يُوسُفَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَذْكُرْ إلَّا هَذَا الْقَوْلَ وَهُوَ قَوْلٌ فِي غَايَةِ الْفَسَادِ وَلَا دَلِيلَ عَلَيْهِ ؛ بَلْ الْأَدِلَّةُ تَدُلُّ عَلَى نَقْضِهِ.)
[مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 2 / ص 373)]
---
أبومجاهدالعبيدي
01-11-2007, 07:29 PM
تفسير الهجر الوارد في قول الله تعالى : ? وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ? (النساء: من الآية34)
قال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر - (ج 2 / ص 333)
( وَالْوَعْظِ التَّخْوِيفِ بِالْعَوَاقِبِ كَأَنْ يَقُولَ لَهَا اتَّقِي اللَّهَ فِي حَقِّي الْوَاجِبِ عَلَيْك وَاخْشِ سَطْوَةَ انْتِقَامِهِ ، وَلَهُ أَنْ يَهْجُرَهَا فِي الْمَضْجَعِ بِأَنْ يُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ فِي الْفِرَاشِ وَلَا يُكَلِّمُهَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَوْ يَعْتَزِلُ عَنْهَا فِي فِرَاشٍ آخَرَ كَمَا قَالَهُ غَيْرُهُ وَالْكُلُّ صَحِيحٌ ، وَالثَّانِي أَبْلَغُ فِي الزَّجْرِ وَذَلِكَ لِأَنَّهَا إنْ أَحَبَّتْهُ شَقَّ عَلَيْهَا هَجْرُهُ فَتَرْجِعُ عَنْ النُّشُوزِ أَوْ كَرِهَتْهُ فَقَدْ وَافَقَ غَرَضَهَا فَيَتَحَقَّقُ نُشُوزُهَا حِينَئِذٍ .
وَقِيلَ اُهْجُرُوهُنَّ مِنْ الْهَجْرِ بِضَمِّ الْهَاءِ وَهُوَ الْقَبِيحُ مِنْ الْقَوْلِ ، أَيْ أَغْلِظُوا عَلَيْهِنَّ فِي الْقَوْلِ وَضَاجِرُوهُنَّ لِلْجِمَاعِ وَغَيْرِهِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهِ شِدُّوهُنَّ وِثَاقًا فِي بُيُوتِهِنَّ مِنْ هَجَرَ الْبَعِيرَ أَيْ رَبَطَهُ بِالْهِجَارِ وَهُوَ حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ الْبَعِيرُ ، وَهَذَا الْقَوْلُ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ وَالشُّذُوذِ وَإِنْ اخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ.)(1/2598)
وقد علّق ابن العربي في أحكام القرآن على ما ذهب إليه ابن جرير بقوله : ( قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : يَا لَهَا هَفْوَةٌ مِنْ عَالِمٍ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ ، ...
وَعَجَبًا لَهُ مَعَ تَبَحُّرِهِ فِي الْعُلُومِ وَفِي لُغَةِ الْعَرَبِ كَيْفَ بَعُدَ عَلَيْهِ صَوَابُ الْقَوْلِ ، وَحَادَ عَنْ سَدَادِ النَّظَرِ ؛ فَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ وَالْحَالَةُ هَذِهِ مِنْ أَخْذِ الْمَسْأَلَتَيْنِ مِنْ طَرِيقِ الِاجْتِهَادِ الْمُفْضِيَةِ بِسَالِكِهَا إلَى السَّدَادِ ؛ فَنَظَرْنَا فِي مَوَارِدِ " هـ ج ر " فِي لِسَانِ الْعَرَبِ عَلَى هَذَا النِّظَامِ فَوَجَدْنَاهَا سَبْعَةً : ضِدَّ الْوَصْلِ .
مَا لَا يَنْبَغِي مِنْ الْقَوْلِ .
مُجَانَبَةُ الشَّيْءِ ، وَمِنْهُ الْهَجْرَةُ .
هَذَيَانُ الْمَرِيضِ .
انْتِصَافُ النَّهَارِ .
الشَّابُّ الْحَسَنِ .
الْحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ فِي حِقْوِ الْبَعِيرِ ثُمَّ يُشَدُّ فِي أَحَدِ رُسْغَيْهِ .
وَنَظَرْنَا فِي هَذِهِ الْمَوَارِدِ فَأَلْفَيْنَاهَا تَدُورُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الْبَعْدُ عَنْ الشَّيْءِ فَالْهَجْرُ قَدْ بَعُدَ عَنْ الْوَصْلِ الَّذِي يَنْبَغِي مِنْ الْأُلْفَةِ وَجَمِيلِ الصُّحْبَةِ ، وَمَا لَا يَنْبَغِي مِنْ الْقَوْلِ قَدْ بَعُدَ عَنْ الصَّوَابِ ، وَمُجَانَبَةُ الشَّيْءِ بُعْدٌ مِنْهُ وَأَخْذٌ فِي جَانِبٍ آخَرَ عَنْهُ ، وَهَذَيَانُ الْمَرِيضِ قَدْ بَعُدَ عَنْ نِظَامِ الْكَلَامِ ، وَانْتِصَافُ النَّهَارِ قَدْ بَعُدَ عَنْ طَرَفَيْهِ الْمَحْمُودَيْنِ فِي اعْتِدَالِ الْهَوَاءِ وَإِمْكَانِ التَّصَرُّفِ .
وَالشَّابُّ الْحَسَنُ قَدْ بَعُدَ عَنْ الْعَابِ ، وَالْحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الْبَعِيرُ قَدْ أَبْعَدَهُ عَنْ اسْتِرْسَالِهِ فِي تَصَرُّفِهِ وَاسْتِرْسَالِ مَا رُبِطَ عَنْ تَقَلْقُلِهِ وَتَحَرُّكِهِ .(1/2599)
وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا ، وَكَانَ مَرْجِعُ الْجَمِيعِ إلَى الْبُعْدِ فَمَعْنَى الْآيَةِ : أَبَعِدُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ .
وَلَا يُحْتَاجُ إلَى هَذَا التَّكَلُّفِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْعَالَمُ ، وَهُوَ لَا يَنْبَغِي لِمِثْلِ السُّدِّيِّ وَالْكَلْبِيِّ فَكَيْفَ أَنْ يَخْتَارَهُ الطَّبَرِيُّ ، فَاَلَّذِي قَالَ : يُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ جَعَلَ الْمَضْجَعَ ظَرْفًا لِلْهَجْرِ ، وَأَخَذَ الْقَوْلَ عَلَى أَظْهَرْ الظَّاهِرِ ، وَهُوَ حَبْرُ الْأُمَّةِ ، وَهُوَ حَمَلَ الْأَمْرَ عَلَى الْأَقَلِّ ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ الْأُصُولِ .
وَاَلَّذِي قَالَ يَهْجُرُهَا فِي الْكَلَامِ حَمَلَ الْأَمْرَ عَلَى الْأَكْثَرِ الْمُوفِي ، فَقَالَ : لَا يُكَلِّمُهَا وَلَا يُضَاجِعُهَا ، وَيَكُونُ هَذَا الْقَوْلُ كَمَا يَقُولُ : اُهْجُرْهُ فِي اللَّهِ ، وَهَذَا هُوَ أَصْلُ مَالِكٍ .
وَقَدْ رَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ : بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ لَهُ نِسَاءٌ فَكَانَ يُغَاضِبُ بَعْضَهُنَّ ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَتُهَا يَفْرِشُ فِي حُجْرَتِهَا وَتَبِيتُ هِيَ فِي بَيْتِهَا فَقُلْت لِمَالِكٍ : وَذَلِكَ لَهُ وَاسِعٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّه تَعَالَى : { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ } وَاَلَّذِي قَالَ : لَا يُكَلِّمُهَا وَإِنْ وَطِئَهَا فَصَرَفَهُ نَظَرُهُ إلَى أَنْ جَعَلَ الْأَقَلَّ فِي الْكَلَامِ ، وَإِذَا وَقَعَ الْجِمَاعُ فَتْرُكِ الْكَلَامِ سَخَافَةٌ ، هَذَا وَهُوَ الرَّاوِي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ .
وَاَلَّذِي قَالَ : يُكَلِّمُهَا بِكَلَامٍ فِيهِ غِلَظٌ إذَا دَعَاهَا إلَى الْمَضْجَعِ جَعَلَهُ مِنْ بَابِ مَا لَا يَنْبَغِي مِنْ الْقَوْلِ .(1/2600)
وَهَذَا ضَعِيفٌ مِنْ الْقَوْلِ فِي الرَّأْي ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ رَفَعَ التَّثْرِيبَ عَنْ الْأَمَةِ إذَا زَنَتْ وَهُوَ الْعِقَابُ بِالْقَوْلِ ، فَكَيْفَ يَأْمُرُ مَعَ ذَلِكَ بِالْغِلْظَةِ عَلَى الْحُرَّةِ .)
---
صالح الفويه
01-16-2007, 10:22 PM
طابت أيامك يا حبيبنا الغالي
---
أضواء البيان
01-19-2007, 09:11 PM
تفسير التصدق الوارد في قوله تعالى: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) البقرة: 280
ذكر الإمام الرازي - رحمه الله تعالى: في التصدق قولان:
الأول: وأن تصدقوا على المعسر بما عليه من الدين إذ لا يصح التصدق به على غيره.
والثاني: أن المراد بالتصدق الإنظار ، وقال: وهذا القول ضعيف، لأن الإنظار ثبت وجوبه بالآية الأولى، فلا بد من حمل هذه الآية على فائدة جديدة، ولأن قوله: ( خير لكم ) لايليق بالواجب بل بالمندوب.
---
عمار
02-28-2007, 09:18 AM
قال القرطبي – رحمه الله – عند تفسير قول الله عز وجل : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء :34
" وقد راعى بعضهم في التفضيل اللحية! وليس بشيء.." اهـ
الجامع لأحكام القرآن ، تحقيق : د.عبد الله التركي – (ج 6 ص 280)
قلتُ : وهذا القول – أي التفضيل باللحية – من الغرائب!
---
أبومجاهدالعبيدي
03-14-2007, 11:27 PM
أورد ابن كثير في تفسير قول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (غافر:56) ما نصه :(1/2601)
وقال كعب وأبو العالية: نزلت هذه الآية في اليهود: { إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ } قال أبو العالية: وذلك أنهم ادعوا أن الدجال منهم، وأنهم يملكون به الأرض. فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم آمرا له أن يستعيذ من فتنة الدجال، ولهذا قال: { فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .
وهذا قول غريب، وفيه تعسف بعيد، وإن كان قد رواه ابن أبي حاتم في كتابه، والله أعلم .)
تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 152)
---
(1/2602)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة لمناقشة رسالة ماجستير لأحد أعضاء الملتقى بعنوان:منهج الاستنباط من القرآن الكريم
---
دعوة لمناقشة رسالة ماجستير لأحد أعضاء الملتقى بعنوان:منهج الاستنباط من القرآن الكريم
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 07:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف تناقش بمشيئة الله تعالى رسالة الماجستير التي تقدم بها أخونا الكريم الشيخ فهد بن مبارك الوهبي المعيد بكلية المعلمين بتبوك ورئيس قسم الدراسات القرآنية بها وفقه الله إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وذلك يوم :
السبت 29/4/1427هـ الساعة الثامنة صباحاً
عنوان الرسالة :
منهج الاستنباط من القرآن الكريم
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة :
1- أ. د. محمد بن عبد الرحمن الشايع - مشرفاً
2- د. محمد بن عبد الله الوهيبي ( الأستاذ في قسم التفسير بفرع جامعة الإمام بالأحساء )
3- د. سعيد بن جمعة الفلاح - الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية اصول الدين بالرياض .
نسأل الله لأخينا الشيخ فهد بن مبارك الوهبي التوفيق والسداد ، وأن يجعلها عوناً له على طاعة الله ، ومبارك مقدماً .
---
أبو بيان
05-22-2006, 08:29 AM
وفقك الله أخي فهد وأعانك, ومبارك مقدماً.
---
ابن الجزيرة
05-22-2006, 10:37 AM
مبارك مقدماً, ونسأل الله أن ييسر أمره, وأن يوفقه للحق والسداد .
---
مساعد الطيار
05-22-2006, 05:12 PM
أسأل الله لك التوفيق يا أخي فهد ، وأسأل الله أن تكون المناقشة هادئة هادفة تفيد الباحث ومن يحضر إليها .
---
أبو العالية
05-23-2006, 12:31 PM
الحمد لله ، وبعد ..
فتح الله عليه ، وألهمه رشده ، ووفقه لكل خير ، ومنحه كبير علمه ، ودقائق درره .
ومبارك مقدماً للشيخ فهد جزاه الله خيراً
وحبذا المسارعة في النشر .
---(1/2603)
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2006, 02:34 PM
أرجو لك التوفيق أخي الكريم
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2006, 04:30 PM
بعون الله وتوفيقه نوقشت الرسالة صباح اليوم - السبت 29/4/1427هـ - وكانت مناقشة موفقة ، أوصت اللجنة بعدها بمنح الأخ فهد بن مبارك الوهبي درجة الماجستير بتقدير ممتاز ولله الحمد .
ونحن في الملتقى نبارك لأخينا الكريم أبي سلاف ونسأل الله أن يجعل هذه الدرجة العلمية عوناً له على طاعة الله ، ورفعة في درجاته في الدارين . ونحن في انتظار مشاركاته بعد فراغه من هذه المرحلة العلمية العليا .
---
مساعد الطيار
05-28-2006, 07:14 AM
أسأل الله لأخي فهد البركة في العمر والعمل ، فلقد حضرت مناقشته ، واستفدت من طرح المناقشين ومشاركات المشرف الفاضل في الدفاع عن الأخ فهد في بعض مواطن الرسالة ، ولقد كانت مناقشة جيدة ، ولله الحمد .
وأسأل الله أن ينفع بها الأخ فهد ، وأن يوفقه لإتمام مشواره العلمي .
---
ابن الجزيرة
05-28-2006, 12:09 PM
مبروك ونسأل الله أن ينفع بالشيخ ويبارك في عمره وعمله .
---
فهد الوهبي
06-03-2006, 08:08 PM
أحمد الله تعالى على ما وفق وأعان .. فهو أهل الثناء والشكر ..
وأشكر الإخوة الذين تفضلوا بحضور المناقشة وأخص منهم الدكتور مساعد الطيار والشيخ بجاد العماج حفظهما الله ..
كما أشكر الدكتور عبد الرحمن الشهري على متابعته وفقه الله ..
وأشكر جميع الإخوة الشيخ أبو مجاهد العبيدي وأبو العالية وابن الجزيرة وأبو بيان .. على تفضلهم ودعواتهم ..
وأسأل الله تعالى أن تكون عوناً على الطاعة ..
---
أحمد الطعان
06-04-2006, 12:10 AM
مبارك أخي فهد بن مبارك ... وهبك الله عز وجل طول العمر ، وحسن العمل ، وبركة العلم . آمين .
---
ابو حنين
06-04-2006, 10:53 AM
الله ينفع به و برسالته ......و يجعلها حجة لا لا عليه ...
---
(1/2604)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب في البيان القرآني والتفسير البياني
---
كتب في البيان القرآني والتفسير البياني
---
ش.م
12-04-2005, 12:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله
هل يمكن أن نذكر بعض أسماء الكتب التي تتحدث في بيان القرآن؟
وهل من كتب تخصصت في التفسير البياني ولو لسورة أو جزء من القرآن؟
أرجو أن نسجل هنا كل ما يعرفه أساتذتي الأفاضل والشيوخ الأكارم من الكتب القديمة والحديثة في مجال التفسير البياني وبيان القرآن وبلاغته
جزاكم الله خيرا
---
د.عبد الله الجيوسي
12-05-2005, 09:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السائل الحبيب
الكتب التي كتبت في البيان القرآني كثيرة جدا ، والتفاسير التي ركزت على الجانب البياني كثيرة كذلك، واختصارا أبدأ بذكر التفاسير التي ركزت على الجانب البياني لا حصرا ولا استقراءا وإنما ذكرا لأهمها:
- تفسيرالكشاف، للزمخشري(438هـ).
- وتفسير البيضاوي.
- وتفسير أبي السعود.
- وتفسير الألوسي.
وقد كان الزمخشري مرجعا لمن بعده في هذا الميدان.
أما الكتب فلعلي اذكر لك من العناوين ما هو ألصق بالمطلوب:
- التفسير البياني للقرآن الكريم، لبنت الشاطئ ( عائشة عبد الرحمن) رحمها الله 2 ج
فسرت مجموعة من سور جزءي تبارك وعم.
- البيان القرآني ، للدكتور محمد رجب البيومي.
- هنالك كتب في نظم القرآن منها نظم القرآن لمحمد السيد شيخون.
- البلاغة فنونها وأفنانها للدكتور فضل عباس فقد فصل فيه القول وأورد فيه الكثير من الامثلة القرآنية على أصناف البيان.
وعموما فلعلك أخي السائل تستطيع قريبا الوصول إلى اسماء الكتب والرسائل والمقالات في مثل هذه المجالات من خلال الكشاف الذي وعدنا به
---
ش.م
12-12-2005, 10:00 PM
شكر الله لكم أخي الفاضل ويسر لكم ما تريدون تنفيذه وأثابكم عليه(1/2605)
عندي بفضل الله معظم ما أِرتم إيله وأرجو الاستزادة مما عندكم من العناوين الجديدة للكتب الحديثة خاصة فإنني في عجلة من أمري بسبب قرب انتهاء معرض الكتاب عندنا
وأريد من يدلني على كتاب بحوث ودراسات مهداة للدكتور فضل عباس، من أي دار نشر هو؟ ومن وكيلهم؟
جزيتم خيرا أجمعين
---
(1/2606)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون
---
القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون
---
عبدالرحمن السديس
06-19-2003, 08:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فعندي سؤال وهو:
من أراد أن يقرأ في الصلاة بقراءة غير التي اعتاد عليها أهل بلدة هل يلزمه ، أو ينبغي له ، أو يستحسن له أن يخبرهم قبل ذلك أم لا ؟
أو يقال: الأفضل له ألا يقرأ بقراءة غير التي اعتادوها ، لكي لا يشوش عليهم.
أو يقال: إن القراءة بقراءة غير التي اعتادوها مطلوبة لمن يحسن ذلك ، وتكون تعليما لهم، ونشرا للعلم فيهم ، ورفعا للجهل عنهم.
في نظري القاصر أن القول الأخير أقوى وأولى ، وإخبارهم فيه مصلحة لكي لا يظن خطؤة .
نريد رأي المشايخ ، ومن وجد نقلا عن الأئمة فليبادر به مشكورا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2003, 01:06 PM
بسم الله
السؤال:
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش، علما بأنا تداولنا القراءة برواية حفص عن عاصم؟
الجواب :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . وبعد:
القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبرة في نفسها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بها لمن لم يعهدها، بل عهد غيرها كالقراءة برواية حفص -مثلا- تثير بلبلة في نفوس المأمومين، فتترك القراءة بها لذلك، أما إذا كان القارئ بها في صلاته منفردا، فيجوز لعدم المانع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه، وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(عضو) عبد الله بن قعود
(عضو) عبد الله بن غديان
(نائب رئيس اللجنة) عبد الرزاق عفيفي
(الرئيس) عبد العزيز بن باز(1/2607)
http://www.qurancomplex.org/qfatwa/display.asp?f=40&l=arb&ps=subFtwa
---
إبراهيم الدوسري
06-20-2003, 09:31 PM
قال الإمام ابن مفلح الحنبلي ( ت 763 هـ ) في الفروع 1 / 423 :
" وفي المذهب : وتكره قراءة ما خالف عرف البلد " .
---
عبدالرحمن السديس
06-22-2003, 01:19 PM
جزاكما الله خيرا
---
أبو حسن الشامي
06-24-2003, 01:27 PM
بارك الله في الأخ د. إبراهيم الدوسري لنقله قول ابن مفلح
وما زلت أذكر يوم أن أنهى أحد الشباب من بلدتنا دراسة علم القراءات في السعودية وعاد ليؤم الناس في المسجد، وقرأ بقراءة غير القراءة التي يقرؤها أهل البلدة، وهي قراءة حفص، فما كان منهم بعد الصلاة إلا أن قاموا بالإستهزاء به وبسبّه وبأنه أتاهم بقرآن جديد من السعودية !!!
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2003, 06:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ومما يجري في هذا المهيع ، أنني سمعت غير واحد يذكر أن الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله عندما كان في الرياض ، دخل إلى المسجد الكبير في وسط الرياض ، فتأخر الإمام فتقدم الشيخ الأمين لإمامة الناس - وكانت صلاة جهرية - فنسي الشيخ رحمه الله أنه في الرياض ، وقرأ بقراءة نافع المدني رحمه الله. لا أدري هل قرأ برواية ورش عنه ، أم برواية قالون.
فساء ذلك بعض المأمومين ممن لا يعرفون نافعاً ولا الشيخ الشنقيطي . وإنما يعرفون أن آية سورة الفاتحة (مالك يوم الدين) وليس (ملك يوم الدين) !
فلما سلم الشيخ رحمه الله من الصلاة ، التفت إلى الناس وشرع في التسبيح والتهليل بعد الصلاة. فجاءه أحد كبار السن ممن ساءهم ما سمعوه منه ، وعدوه زلة لا تغتفر ، وعبثاً بالقرآن لا يسعهم السكوت عنه. فجلس إلى الشيخ أو حدثه واقفاً ، وقال وهو غاضب : ما هذه القراءة التي سمعتك تقرأها في الصلاة ؟
فقال الشيخ الشنقيطي : هذه قراءة نافع.
فقال الرجل - سامحه الله - بلهجته :(الله لا ينفعك أنت وإياه)! ثم تركه وذهب.(1/2608)
فأدرك الشيخ رحمه الله أنه قد فات عليه أنه يصلي بأناس لم يألفوا هذه القراءة ، وكان درساً للشيخ رحمه الله يذكره دائماً لطلابه.
وقد حدثني أحد الزملاء عن أحد الأئمة المتقنين للقراءات في إحدى مدن السعودية ، أنه يصر على أن يقرأ بالقراءات وهو يؤم أناساً من كل الطبقات ، فيقرأ مرة بقراءة حفص ، ومرة بقراءة خلف ، وهكذا. فنفر منه الناس ، وشكوه إلى المسؤلين. فلا يزيده ذلك إلا إصراراً على فعله هذا.
فما كان من الناس إلا أن تركوه ، وذهبوا إلى المساجد المجاورة ، وبعضهم من جيران المسجد الأقربين ، ويتركه ويذهب إلى غيره ، ولا يكاد يخلو هذا الإمام الفاضل كل مرة من رجل عابر يستنكر قراءته لمخالفتها لعرف البلد.
فالأمر في هذا يحتاج إلى نوع من الحكمة ، وليس كل ما يعلم يقال. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
عبدالله الحسني
06-26-2003, 12:56 AM
الحمد لله
إذا ما فائدة تعلم القراءات ؟
لتكون متداولة بين طلبة العلم فقط !!
العامي يتبع العالم ، كما يتعلمون العلم يتعلمون القراءة .
أما إذا أعملنا ترك مالم يعتاده الناس ، فحينها تهجر كثيرا من السنن.
ومن قال: إن معظم العامة بهذه المثابة ؟
الذي يشاهده ويلمسه الجميع أن العامة إذا وثقوا بعلم الرجل قبلوا منه ، وإن لم يعرفوه ، أولم يثقوا بعلمه لم يقبلوا منه بل ربما جهلوه وبدعوه .
في قصة الجامع الكبير: لو الذي قراء في الجامع الكبير مكان العلامة الشنقيطي العلامة ابن باز ، هل سينكر هذا العامي عليه ؟!
مع ملاحظة أنه لم ينكر إلا شخص واحد.
اليوم ولله الحمد الناس خف عنهم الجهل ، والعلم انتشر ومنذ سنوات طوال وفي إذاعة القرآن في السعودية برنامج القراءات (الطلاب الذين في المدينة) ويقرأ الطلاب فيه بالقراءات العشر ، وهو يبث ويسمعه معظم الناس ولا يستغرب.
أضف إليه التلاوات في إذاعة القرآن مثل:
الحصري لورش
أبو سنينة ، والحذيفي لقالون
قارئ نسيت اسمه كان يقرأ لقنبل(1/2609)
والمنشاوي وعبد الباسط لهم قراءة لغير حفص كانت تذاع ، وغيرهم.
وأهم من هذا كله أنه في الحرمين يقرأ الأئمة براوية حفص ، ويصلي خلفهم المسلمون من كل مكان ،والذي لا يحضر إلى مكة يسمعهم بعدة وسائل كالمذياع ،والتلفاز ،و.. وهولاء المسلمون منهم من يقرأ للسوسي عن أبي عمرو كأهل الريف في السودان والصومال وغيرها ، ومنهم يقرأ لقالون وهم أهل تونس وليبيا وغيرهم ، ومنهم من يقرأ لورش وهم أهل الجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرهم ،ومنهم من يقرأ لابن كثير وهم بعض سكان الولايات السوفيتية السابقة (1) وغير ذلك ، ولم يقع من هولاء ولله الحمد استنكار لقراءة أئمة الحرم برواية حفص
ولم يراع عوام هولاء فتنوع لهم القراءة مثلا ، فلماذا نراعى غيرُهم، ولا نراعيهم!!
ــــــــــــــــــــــ
(1) أخبرني بذلك أحد المشايخ المقرئين أنه رأى بعض أهل تلك البلاد يقرأون لابن كثير.
---
أبو حسن الشامي
06-28-2003, 09:52 AM
بارك الله بالأخ عبدالله الحسني وبتعليقه النفيس
وإتماما للقصة التي ذكرتها أعلاه، فإنه بعد سنة أو سنتين، وبعد جهد مشكور قام به هذا الشاب في بلدتنا، من تعليم القرآن وإنشاء حلقات لذلك، إلى بيان علم القراءات للناس وتوضيحه لهم، فلقد أصبح أهل بلدتنا هم من يطلبون منه التنويع في القراءات، ولقد أتم ولله الحمد في مسجد البلدة ختم القرآن على ثلاث أو أربعة قراءات للآن
فالمطلوب ألا يبادر الشخص بتلاوة قراءة مخالفة لقراءة أهل البلد قبل أن يثقوا به وبعلمه وبفضله.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد
---
عبدالله الحسني
06-28-2003, 06:38 PM
شكرا لك أخي على تمام القصة وليتها جاءت كاملة ،
إذًا هذا نموذج عملي لما تقدم ذكره ، وأذكر أن الشيخ أحمد الطويل قال كلاما نحو هذا
---
أخوكم
07-03-2003, 06:37 PM
الذي أعلمه هو :
أن هذه المسألة إنما هي جزئية تندرج تحت قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد .(1/2610)
ومرجع ذلك هو لاجتهاد القارئ مراعيا في ذلك المكان والزمان والأحوال والأعيان .
ولذا لا يمكن حصرها في قول واحد لا ثاني له .
---
أحمد القصير
07-04-2003, 02:57 PM
هل تهجر السنن خوفاً من افتتان العوام ؟
كنا قبل زمن ليس بالبعيد السائد في بلادنا هو المذهب الحنبلي ، ولم يكن العلماء وطلبة العلم يعرفون في تحرير المسائل سوى المذهب ، وحينما بدأ الانفتاح في تحرير المسائل واتباع الدليل وكان ذلك تقريباً على يدي الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله واجهت دعوته رفضاً ومصادمة قوية من طلبة العلم فضلاً عن العوام ، حتى رفعوا به للملك فيصل رحمه الله ، وحصل أشياء يطول ذكرها وهي مسطرة في ترجمة الشيخ ، ثم بعد ذلك انتشر العلم وبدأ الناس يعرفون الخلاف في المسائل الفقهية ، وأصبح تحرير المسائل واتباع الدليل هو الذي يتميز به المحقق من غيره .
وفي وقتنا هذا هناك بعض المسائل والسنن التي لم تكن معروفة لدى عامة الناس وحينما أثيرت لاقت بعض الانتقادات وما لبث الناس أن اعتادوا عليها ، مثل رفع الإصبع في التشهد ، وهيئة ومكان وضع اليدين حال الوقوف في الصلاة ، وترك السكوت بين قراءة الفاتحة والسورة التي تليها للإمام في الصلاة الجهرية وغيرها .
وهكذا في مسألة القراءات لو انتشرت بين العامة فإنها مع مرور الوقت ستصبح أمراً مألوفا ، إذ المسألة تحتاج فقط إلى اعتياد من قبل العامة مع الثقة بالقارئ ، ومع مرور الوقت سيدرك الجميع أن الكل قرآناً ، والله الموفق .
---
(1/2611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (موارد الحافظ ابن كثير في تفسيره) للدكتور سعود الفنيسان
---
صدر حديثاً (موارد الحافظ ابن كثير في تفسيره) للدكتور سعود الفنيسان
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2006, 12:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت عن مكتبة التوبة بالرياض الطبعة الأولى (1427هـ) ، من كتاب (موارد الحافظ ابن كثير في تفسيره للأستاذ الدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعميد كلية الشريعة بالرياض سابقاً . ويقع الكتاب في مجلدين من القطع العادي ، بلغت صفحاتهما 982 صفحة .
http://www.tafsir.net/images/muared.jpg
وقد أشار في مقدمته إلى أن هناك دراسات كثيرة دارت حول تفسير ابن كثير ، غير أنه لم يكتب أحد في موارده كتابة مستقلة ، وأن ابن كثير قد أودع في تفسيره من أمهات (الكتب في علوم العقيدة ، والحديث ، والتفسير ، واللغة ، والتاريخ ما يزيد على 200 كتاب ، هذا عدا كتبه التي تزيد على ستين كتاباً ذكر منها في التفسير خاصة 30 كتاباً).
وقد نبه في تقديمه للكتاب إلى أمور ، أذكرها باختصار :
أولاً : أن ابن كثير قد ينقل الرواية لمؤلف بعينه ، ولا يصرح باسم كتابه ، مع أن ذلك المؤلف له أكثر من كتاب في الرواية – وفي هذه الحالة – فإني لا أبحث عن ذلك الكتاب عند حصر مرات تكرره في صفحات التفسير المرقومة في كتابي هذا ، إنما أكتفي بتسجيل اسم الكتاب فقط ، لأن عملاً مثل هذا هو شأن المحقق للتفسير ، وعملي فيه ليس تحقيقاً للنصوص ولكنه استخلاص لموارده وجمع لأهم فوائده وشوارده.
ثانياً : إنني لم أقم بإحصاء موارد ابن كثير التفصيلية من الآثار غير المسندة سواء كانت للصحابة أو للتابعين أو من بعدهم . وإنما اكتفيت بالأحاديث والآثار المسندة فقط ، ولو فصلت غير ذلك لطال الأمر .(1/2612)
ثالثاً : ما يروى أنه سكت عنه ابن كثير من الأحاديث في تفسيره ولم يحكم عليه سواء رواها بإسناد أو بدون إسناد فالحال حينئذٍ : إما أن الحديث صحيح عنده وهو من الوضوح بمكانٍ . أو أنه موافق على تصحيح من صححه من العلماء السابقين واكتفى بعزوه إليهم فقط كالترمذي أو الحاكم مثلاً ، أو أن للحديث عنده عاضد يعضده فيتقوى به . أو يراه من أحاديث بني إسرائيل التي تجوز روايتها . وقد يكتفي الحافظ ابن كثير بتضعيف الحديث أو أحد رجاله عند وروده أول مرة ، وإذا تكرر لا يشير إلى ضعفه اعتماداً على ما ذكره سابقاً ، وهذا ما جعل كثيراً من الباحثين ينتقد ابن كثير في هذا ، وخاصة عند إيراده بعض الأحاديث الإسرائيلية والناقد له منتقد ولا شك.
قال المؤلف :( ورسمت لبحثي خطة ذكرت فيها بعد المقدمة خمسة أبواب رئيسية ، اشتملت على ثمانية عشر فصلاً ، وها هي بين يديك مجملة ، ثم مفصلة :
المقدمة : وفيها أهمية الموضوع وسبب الكتابة فيه .
الباب الأول : حياة الحافظ ابن كثير وطريقته في التفسير ، وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : مولده ونشأته وعصره وشيوخه وتلاميذه ووفاته.
الفصل الثاني : مصنفاته المطبوعة وغير المطبوعة.
الفصل الثالث : طريقة ابن كثير في تفسيره .
الباب الثاني : الموارد التفصيلية التي اعتمدها ابن كثير في التفسير ، وفيه أربعة فصول :
الفصل الأول : موارده التفصيلية في القراءات القرآنية .
الفصل الثاني : موارده التفصيلية من كتب التفسير وعلوم القرآن .
الفصل الثالث : موارده التفصيلية من كتب الحديث .
الفصل الرابع : موارده التفصيلية من كتب التاريخ والسيرة .
الباب الثالث : الكتب التي اعتمدها ابن كثير في تفسيره ، وفيه سبعة فصول :
الفصل الأول : كتب العقيدة .
الفصل الثاني : كتب التفسير وعلوم القرآن .
الفصل الثالث : كتب السنة .
الفصل الرابع : كتب الفقه .
الفصل الخامس : كتب التاريخ والسير .
الفصل السادس : كتب اللغة .(1/2613)
الفصل السابع : الأشعار .
الباب الرابع : الفوائد الحديثية التي اشتمل عليها التفسير وفيه أربعة فصول :
الفصل الأول : الأحاديث التي تكلم عليها ابن كثير بتصحيح أو تضعيف .
الفصل الثاني : الأحاديث التي سكت عنها ابن كثير .
الفصل الثالث : الرجال الذين تكلم فيهم ابن كثير بجرح أو تعديل .
الفصل الرابع : الرجال الذين ذكر ابن كثير أقوالهم دون إسناد أو عزو لكتاب .
الباب الخامس : أهم المسائل والفوائد العلمية في التفسير .
الفهارس .
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2006, 12:33 PM
- ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=103) .
- صدر حديثاً (اليسير في اختصار تفسير ابن كثير) بإشراف الشيخ صالح بن حميد . (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5207)
- هل يوجد شرح لتفسير ابن كثير ؟ (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4770).
- لو أجرينا مفاضلة بين "عمدة التفسير" و "المصباح المنير" في اختصار تفسير ابن كثير. (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4562)
---
(1/2614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف...8)
---
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف...8)
---
د. محمد مشرح
09-20-2004, 11:22 AM
1-يوسف الصديق عليه السلام
بدأت معالم الشخصية الفذة في يوسف عليه السلام من صباه. فلقد أحبه أبوه عليه السلام أشد الحب وأعمقه . وما ذلك إلالشيء توسمه فيه،وتميزبه عن سائرأخوته.وقدسبب له ذلك محنا طوالا؛اكانت بمثابة الجانب الاخر ذي السمه القاسيه من جانبي التربيه. فارق أبويه وهوفي سن مبكرة جد اً، وذاق ألم الاغتراب وهو في سن الثانيه عشرةمن عمره. ليس هذا فحسب بل إن ألم العبوديه قداجتمع إلى ألم الاغتراب ليشكلا شبحا مظلما في نفس يوسف الصغير السن كان كافيا بأن يترك آثارا نفسية متعددة تكون كفيلة بتذويب شخصيته إلى الحضيض . لكن عناية الله كانت مع يوسف عليه السلام في محنه كلها . وهو دليل على نبوته ، وعلى أن الله تعالى يتولى حفظ أنبيائه وعباده المؤمنين من صغرهم ، ويدل أيضا على خطورة التربية المنا هضة للفطرة ؛ حيث إن الله تعالى لم يترك فطر أنبيائه تدنس وتسودها الأفعال المشينة ؛ إنهم يحملون رسالة الله إلى الناس ؛ وذلك يعني أيضا مواجهة أهل الباطل والشر بكل مكرهم وجبروتهم وطغيانهم وجميع قوتهم ؛مما يستدعي وجود نفوس نظيفة قوية تعرض الحق عرضا صحيحا وتتحمل ماتلقاه من عنت ومشقة إلى أن يتضح {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(165)لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا(166)}( )(1/2615)
إن المرحلة التي مر بها يوسف عليه السلام" مرحلة الاغتراب والعبودية ! وفي سن مبكرة وفي بيت يعج بالرفاهية وبجانب امرأة ذات منصب وجمال " لهي مرحلة تحيط بها الفتن من كل جانب ، ولايتأتى لشخصية عادية أن تتجاوزها بسلام وتنجو من غوائلها ؛ فمن هذه الشخصية التي تجاوزت تلك المرحلة البالغة الصعوبة ؟ ماالسمة التي تميزت بها طيلة عمرها في أيام الشدة والرخاء ؟ الأمر الذي يزداد بسببه التأثير، وقوة التحريك بقابلية النفوس للتصديق بالرسالة التي يحملها ... ولايتأتى للدعاية المضادة أن تصل إلى ماتريد، والقابلية للتصديق عنصر أساسي فى العمل الإعلامي حتى إن نجاح الكذب فى العمل الدعائي يرتبط بعدم اكتشافه..,,( )
---
أحمد البريدي
09-20-2004, 09:25 PM
حياك الله بين إخوانك
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه المواضيع آمل منكم إتحافنا بالمزيد .
---
د. محمد مشرح
09-21-2004, 07:53 AM
حييت ومن الشر وقيت
---
(1/2616)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة - أنجدوني إخواني
---
الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة - أنجدوني إخواني
---
مروان الحسني
02-16-2006, 09:32 PM
السلام عليكم إخواني الكرام
أريد الحصول على رسائل دكتوراه و ماجستير في علم النحو من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة , فهل أحد منكم يفك عني هذا المصاب الجلل ؟ لقد أرسلت لهم رسالتين بالبريد الإلكتروني و لكن لا إجابة , و أنا مستعد لأي تكاليف أو مشقة و فهل من مجيب ؟
---
سعودالعكوز
02-18-2006, 02:39 PM
لا أعلم من سر تعقيد العاملين هناك ..
محدثك خاطبهم بالهاتف ووعدت خيراً ..!!
وخاطبتهم بالفاكس..
إلا أن وجدتها في مكان أخر ولله الحمد ..
أعانك الله على تهميشهم .. الملحوظ
---
تلميذ الشيخ
02-21-2006, 01:32 AM
اخى الحبيب انا احد خريجى هذه الجامعة ولكنى اقول لك لا فائدة ترجى منها فى السنوات الاخيرة ذهب عصرها الذهبى برجاله لك الله يااخى
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2006, 11:10 AM
الأخ الكريم طارق الفريدي معيد بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية وهو أحد أعضاء الملتقى الفضلاء . فلعلك تخاطبه أخي مروان برسالة خاصة ، فلعله يتمكن من مساعدتك إن شاء الله. وللعلم فهذه المشكلة في معظم الجامعات لدينا والله المستعان ، لأنه ليس هناك نظام ينظم هذا الأمر.
---
مروان الحسني
02-21-2006, 06:08 PM
أتمنى و الله الحصول على بعض الرسائل أو على الأقل على أجزاء تهمني منها , لماذا كتم العلم يا إخواني أولا يعلمون أن من كتم العلم لجم بلجام من نار ؟
---
الماوردي
02-26-2006, 06:13 AM(1/2617)
من أسهل أساليب العثور على الرسائل السعودية عموما البحث عنها في مكتبة الملك فهد فالمفترض أن جلّ الرسائل سعودية مودعة فيها وتعاملهم جيد جدا ويمكنونك من تصوير الثلث وإرساله إليك مجانا إن كنت خارج الرياض
وعليه فابحث عن الرسالة في الإنترنت ثم راسلهم بما تريد.
والرابط هو: http://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/
وفقك الله.
---
أبو حذيفة
03-12-2006, 12:04 AM
أخي الكريم من أسهل ما في الجامعة الحصول على ما طلبته وكل الذي عليك أن تحدد اسم الرسالة ثم تتصل بالجامعة وتطلب تحويلة المكتبة وهم سوف يحولوك مباشرة علىقسم المخطوطات لأن الرسائل الجامعية محفوظة هناك والأخ أحمد الرحيلي رجل فاضل ومتجاوب وهو مدير قسم المخطوطات بقي أن تعلم أنهم يمكن أن يصوروا لك مقاطع من الرسالة العلمية أما تصوير الرسالة كاملا فلا بد من إذن الباحث وهم سيعطوك رقمه ثم تستأذن منه ولن يرفض غالباً .وإن لم يتحقق لك ما ذكرت فأنا مستعد أن أخدمك .
---
(1/2618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال ارجو الاجابه عليه
---
سؤال ارجو الاجابه عليه
---
zimofox
03-27-2004, 08:28 PM
ما سبب اختلاف او اتفاق العلماء في تكرار كلمة الحق في سورة الرعد
لو كانوا متفقين فما سبب تكرار كلمة الحق في سورة الرعد
و لو كانوا مختلفين فما سبب الاختلاف
---
أحمد البريدي
03-27-2004, 10:56 PM
حياك الله بين إخوانك : كما ارجو توضيح سؤالك وذكر الآية لنتمكن من إجابتك وفقك الله .
---
(1/2619)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > منتدى أهل التحقيق والتصنيف
---
منتدى أهل التحقيق والتصنيف
---
مصطفى علي
03-27-2006, 03:45 PM
الأخوة الأجلاء
تم فتح منتدى خاص بأهل التحقيق والتصنيف ، آملاً فيه محاولة التقريب بين الناشرين والمحققين وخدمة المبتدئين في هذا المجال . والتفاعل للخدمات العلمية .
المنتدى باسم منتدى أهل التحقيق والتصنيف .
http://www.ahlaltahkek.com
ولا تنسونا من صالح دعائك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
مصطفى علي
04-19-2006, 12:33 AM
عفواً المنتدى بدأت ثماره وتم اتفاقات بين بعض دور النشر وبعض المحققين
والله من وراء القصد
---
(1/2620)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب (الروضة الندية شرح متن الجزرية)
---
كتاب (الروضة الندية شرح متن الجزرية)
---
نجم
02-28-2004, 08:25 AM
السلام عليكم
أخي طالب العلم
إذا كنت من أهل مصر
يمكنك الآن الحصول على نسخة من كتاب (الروضة الندية شرح متن الجزرية) تأليف /محمود بن محمد العبد
وذلك من دار الصحابة بطنطا أو دار الإيمان بالمنصورة أو من المكتبة الأزهرية بالقاهرة
وسنقوم برفعه للمنتدى قريبا إن شاء الله
والسلام عليكم
---
عبدالرحمن الشهري
02-28-2004, 12:41 PM
جزاك الله خيراًَ أخي الحبيب نجم . وأرجو التكرم بإرسال الكتب المتخصصة على البريد الخاص بمكتبة شبكة التفسير مباشرة ليتم حفظه هناك بطريقة منظمة ويشار إليه هنا بإذن الله. شاكراً لك حسن تعاونك ، وكثرة فوائدك وفقك الله.
بريد المكتبة : books@tafsir.org
---
(1/2621)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > مهم جدا جدا/هل يوجد بحث في ( القراءات الشاذة المروية عن القراء السبعة)
---
مهم جدا جدا/هل يوجد بحث في ( القراءات الشاذة المروية عن القراء السبعة)
---
العويدي
01-28-2007, 08:29 AM
هل سبق لأحدكم الاطلاع على موضوع في ( القراءات الشاذة المروية عن القراء السبعة ) ؟
أرجو إفادتي في هذا .
---
أمين الشنقيطي
01-31-2007, 02:15 PM
أخي العويدي سلمك الله.
لايوجد عنوان بالاسم الذي ذكرته،
لكن الموضوع وهو شواذ القراء العشرة كدراسة تطرقت إليه في رسالتي الانفرادات عند علماء القراءات وكتبت عنه بعنوان انفرادات القراء العشرة هنا في ملتقى التفسير، ويمكن الإفادة أكثر في الموضوع من كتاب الدكتور عبد الصبور شاهين تاريخ القرآن/258، وكتاب القراءات الشاذة محمود الصغير 203، وفق الله الجميع.
---
(1/2622)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أضواء على تفسير سورة البقرة للدكتور صبحي الصالح رحمه الله
---
أضواء على تفسير سورة البقرة للدكتور صبحي الصالح رحمه الله
---
أبو صلاح الدين
10-12-2005, 09:42 PM
الكاتب: د. صبحي الصالح
المصدر: مجلة الفكر الإسلامي-العدد2
أضواء على تفسير سورة البقرة
تمهيد عام:
سورة البقرة هي أطول سور القرآن كلها، فتعداد آياتها في المصاحف المشهورة مئتان وست وثمانون آية، وهي مدنيّة بالإجماع، نزل معظمها في أول الهجرة النبوية، وفيها آية نزلت في حجة الوداع، قَدْ عدّها كثير من العلماء آخِرَ ما نزل من القرآن، وهي قوله تعالى: "واتقوا يوماً تُرْجَعون فيه إلى الله ثم تُوَفّى كلّ نفسٍ ما كسبَتْ، وهم لا يُظْلَمون" الآية 281.
ولقد تضمّنت هذه السورة – بسبب طولها – مقاطع كثيرة فيها قواعد كلية وفروع تفصيلية لابدّ من الإشارة إليها إجمالاً قبل الخوض في شرح مفرداتها وتفسير معانيها. وما في مستهلّها من حروف مقطّعة (الم) يُلْجِئنا فوق ذلك إلى تِبْيان الحكمة من فواتح السور ولو ظللنا عاجزين عن تأويل كُنْهها وحقيقتها.
إن أعجب ما في هذه السورة أنها – رغم طولها وإسهابها وتنوّع أغراضها – تدور حول محور أساسي يكاد يكون ثابتاً: وهو هدى القرآن تتبايَنُ إزاءه مواقفُ الناس، من متّقين مفلحين، وكَفَرةٍ خاسرين، ومنافقين مُفْسِدين. وعلى رسم هذه المواقف وتحليل سماتها، انطوى من أول السورة مقطع غير قليل.
وترغيباً للناس في اتّباع سبيل المتقين المهتدين، تتمهّل السورة في عرض نماذج من الوصايا الدينية، وصور من التكاليف الشرعية: فمن دعوة إلى التحلي بخصال العابدين، وانتظار البشارة بما وعد الله أولئك السعداء من النعيم المقيم، إلى افتراض الفرائض، وتحديد الأوامر، وإلقاء التبعات على عواتق المؤمنين.(1/2623)
ففي سورة البقرة نتلو آيات تحضّنا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، وآيات أخرى تحرّم علينا الخمر والميسر، وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا ومزاولة السحر، ومقاربة النساء في ظروف معينة، ونكاح المؤمنين المشركات وتزويج المشركين المؤمنات، وإثارة الفتن بتهديد الحرّيّات والإكراه في الدين، ومقاطع تتفاوت إطناباً وإيجازاًَ توضح أحكام القتال والقصاص في القتلى، والوصيّة للوالدين والأقربين، معاملة اليتامى ومخالطتهم في المعيشة، والنفقات والمستحقين لها من الناس، وقضايا الزوجية والطلاق والرضاعة والعدّة وخِطْبة المعتدّة ونفقتها ومتعة المطلّقة والإيلاء من النساء، وكتابة الدّيْن والإشهاد عليه، وأداء الرهان، ومسائل الأَيْمان والعفو عن يمين اللغو... كل ذلك بأسلوب يجمع إلى دقة الفقه والتشريع أجملَ التوجيه وأحلاه، في قصة تُحْكَى أو واقعة تُرْوَى، أو موعظة مؤثّرة تمسّ شغاف القلوب.
ولكي يتمّ التناسق بين البدء والختام، انتهت السورة بمثل ما استُهِلّت به من عرض تحليلي لخصال المؤمنين المتقين الذين وُصفوا في المطلع بأنهم يؤمنون بما أنزل إلى محمد r وما أنزل من قبله، وبالآخرة هم يوقنون، ثم وُصفوا في الخاتمة بأنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولا يفرّقون بين أحد من رسله، ويقولون: "سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا، وإليك المصير". ويبتهلون إلى الله في دعاء ضارع مستغيث: أن يخفّف عنها التكاليف والآصار، ويكتب لها النصر على القوم الكافرين. وهكذا دارت السورة بدءاً ووسطاً وختاماً حول موضوع واحد منسجم متناغم، يصوّر بوجه عام مواقفَ الناس إزاء هداية القرآن، ويعتني بوجه خاص بتصوير أدق اللمحات للمتقين الذين اهتدوا بوحي القرآن، وآمنوا بالله أخلص الإيمان، وتحملوا تكاليف الدين في خضوع وإذعان.(1/2624)
تلك لمحة عابرة عن محتوى السورة، آثرنا بها أن نلقي أضواء تعيننا على تفسيرها، وتعين القارئ على استيعاب كلياتها العامة، وتَرَقّب بعض جزئياتها التفصيلية، التي ستتعاقب في مواضعها المناسبة شرحاً وتحليلاً وبياناً.
فواتح السور:
على أنّ في مستهلّ السورة حروفاً ثلاثة مقطعة ((ألفْ – لامْ – ميمْ))، فما هي حقيقتها. وإن تكُ سراً استأثر الله بعلمه فما حكمة تنزيلها وعدّها هي ونظائرها في بعض السور آيات تتلى وترتّلُ ترتيلاً؟
لعلّ من المفيد – ونحن نواجه أول استهلال بالحروف المقطّعة حسب ترتيب المصاحف – أن نتكلم على هذه الحروف بصورة عامة، تمهيداً لاستخلاص حكمة تستسيغها عقولنا في افتتاح سورٍ من كتاب الله بحروف نماثلها في التقطيع.
إن صيغ هذه الحروف مختلفة، فمنها البسيطة المؤلفة من حرف واحد، مثل: (ص) و(ق)، ومنها المؤلفة من حرفين، مثل: ((حم)) و(الر) و((طسم))، ومنها المؤلفة من أربعة أحرف، وهي في سورتين إحداهما الأعراف التي في أولها ((المص)) والأخرى سورة الرعد التي في مستهلها ((المر)) وليس في القرآن سورة تفتتح بخمسة حروف مقطّعة إلا سورة مريم التي في أولها ((كهيعص)).
ولقد مضى السلف الصالح يعتقدون بأنّ هذه الفواتحُ نظِمت في القرآن على هذا النمط منذ الأزل لتعجز البشر عن الإِتيان بمثل هذا الكتاب المجيد لو كان بعضهم لبعض ظهيراً. وآثروا – رغم خوضهم في حكمة ورودها – أن يحيطوها بِجوّ من التورع عن تفسيرها، والتخوّف من إبداء رأي صريح فيها، فهي من المتشابه الذي لا يعلم تأويلَه إلا الله، وهي سرّ هذا القرآن.
والاعتقاد بأزلية هذه الحروف قد أحاطها بالسرّية، وسرّيّتها قد أحاطتها بالتفسيرات الباطنية، وتفسيراتها الباطنية خلعت عليها ثوباً من الغموض لا داعي إليه، ولا معوّل عليه.(1/2625)
وأدخَلُ تلك الآراء معنى الغموض قولُ مَنْ عدّ هذه الحروف على حساب ((الحُمّل)) ليستنبط منها مدة بقاء هذه الأمة، أو التنبيه على كرامة شخص أو شيعة معينة: زعم بعضهم مثلاً أن عدد هذه الحروف – مع حذف المكرّر – للإشارة إلى بقاء هذه الأمة، وزعم آخرون أن بعض الأئمة استخرج من قوله تعالى (الم. غُلبت الروم) أنّ بيت المقدس يفتحه المسلمون في سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، وأن الأمر وقع كما قال!
وهذا الضرب من الاستخراج الحسابي يعرف باسم (عدّ أبي جاد)، وقد شدّد العلماء في إنكاره والزجر عنه، وأكدوا أنه من جملة السحر، وأنه لا أصل له في الشريعة، وللمتصوفة في هذا المجال آراء أبعد شطحاً، وأغرب لفظاً، وأغمض معنى، تستمدّ سرّيّتها من مصطلحاتهم وأسرارهم، وتنبئ عن مدى توغّلهم في الشطحات الغامضة البعيدة.
ورأى بعضهم أنّ هذه الفواتح حروف مقطّعة كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه تعالى، أو يكتفى به عن كلمة تؤلف مع سواها جُملاً يتصل معناها بما بعدها أو يشير إلى الغرض من السورة المفتتحة بها، كقولهم في (ألر): أنا الله أرى، وفي (طسم): طور سيناء وموسى، لأن السورتين اللتين تفتتحان بهذه الحروف تقصّان خبر صاحب التوراة عليه السلام في طور سيناء.
ولا يخفى على أحد ما في هذه الآراء كلها من التخرصات والظنون: فقد قيل في كل مما ذكرنا أقوال مختلفة يذهب فيها الباحثون مذاهب شتى. وأمثال هذه التأويلات لا تتناهى ولا تقف عند حدّ، وما هي إلا آراء شخصية مردّها هوى كل مفسّر وميله.
وآثر قوم أن يقولوا: إن الفواتح برمّتها، وعلى اختلاف صيغها، اسم الله الأعظم، عُبّر عنه تعبيرات مختلفة تباين ما عهدناه في تأليف كلامنا.
وشبيه بهذا رأي من قال: إن أوائل السور قَسَم أقسم الله فيه بنفسه، لأن كل فاتحة منها اسم من أسماء الله، ولا يبعد عن هذا التأويل اعتبار هذه الحروف أسماءً علَمية للقرآن بوجه عام، أو لبعض سور القرآن المفتتحة بها بوجه خاص.(1/2626)
ما الذي نختاره إذن لتفسير هذه الفواتح أو لتبيان الحكمة من إيرادها في بعض السور على الأقل؟
يخيّل إلينا – ونسأل الله ألا نكون مخطئين – أن رأي الإمام السيد رشيد رضا في هذه الفواتح هو أقربها إلى الصواب. ونرى لزاماً علينا أن ننقل عبارته بنصها من تفسير المنار: ((من حسن البيان وبلاغة التعبير، التي غايتها إفهام المراد مع الإقناع والتأثير، أن ينبّه المتكلمُ المخاطبَ إلى مهمّات كلامه والمقاصد الأولى بها، ويحرص على أن يحيط علمه بما يريده هو منها، ويجتهد في إنزالها من نفسه في أفضل منازلها. ومن ذلك التنبيه لها قبل البدء بها لكيلا يفوته شيء منها. وقد جعلت العرب منه هاء التنبيه وأداة الاستفتاح، فأيّ غرابة في أن يزيد عليها القرآن الذي بلغ حد الإعجاز في البلاغة وحسن البيان، ويجب أن يكون الإمام المقتدى، كما أنه هو الإمام في الإصلاح والهدى؟! ومنه ما يقع في أثناء الخطاب من رفع الصوت وتكييفه ما تقتضيه الحال من صيحة التخويف والزجر، أو غُنّة الاسترحام والعطف، أو رنّة النعي وإثارة الحزن، أو نغمة التشويق والشجو، أو هيعة الاستصراخ عند الفزع، أو صخب التهويش وقت الجدل، ومنه الاستعانة بالإشارات وتصوير المعاني بالحركات، ومنه كتابة بعض الكلمات أو الجمل بحروف كبيرة أو وضع خط فوقها أو تحتها...)) إلى آخر ما ذكره رحمه الله.
وإن إنطباق هذه الحكمة على الواقع النفسي لمن كان القرآن موجهاً إليهم حين نزول الوحي، لا يزيدنا إلا استمساكاً بهذا الرأي. ولأمر ما افتتحت جميع السور التي في أولها حروف مقطّعة بذكر الكتاب، وهذا ينطبق حتى على سور: مريم، والعنكبوت، والروم، ون، لأنها – وإن لم تفتتح بذكر الكتاب – قد اشتملت على معان تتعلق بإثبات الوحي والنبوة.(1/2627)
ومن المعلوم أن هذه السور كلها مكية إلا البقرة التي نفسرها وآل عمران التي تليها. فأما المكية فلدعوة المشركين إلى إثبات النبوة والوحي، وأما الزَهّرَاوَان (أي البقرة وآل عمران) فلمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وتحريك دواعي النظر عندهم للإيمان بالدين الحنيف. ويزداد هذا الرأي وضوحاً إذا سلّمنا بأن الزَهْرَاوَيْن كانتا من أوائل السور نزولاً في المدينة كما هو المشهور، وبنزولهما مفتتحتَيْن بهذه الحروف المقطّعة تمّت الحكمة الإلهية من تنبيه اليهود إلى الدعوة الجديدة وإثارة اهتمامهم بها، فلم يعد في استمرار الإفتتاح بتلك الحروف بعد الزهرواوَيْن حكمة ظاهرة باهرة، ولذلك نزل الوحي بعدهما خالياً من تلك الفواتح.
فإذا استُهلّت سورة البقرة بهذه الحروف المقطّعة (الم) فالحكمة – والله أعلم وأحكم – إثارةُ أهل المدينة، ولا سيما اليهود وبعض العرب الذين لمَّا يعتنقوا الإسلام، إلى الاهتمام بما يوحيه الله إلى نبيّه في القرآن "ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين".
---
(1/2628)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحوال المفردة القرآنية (1) :
---
أحوال المفردة القرآنية (1) :
---
د. أبو عائشة
08-19-2004, 01:59 AM
أولاً : البناء للمعلوم والمجهول :
كان أسلوب البناء للمجهول من الظواهر البارزة في القرآن الكريم ويعد بحق واحداً من أهم الأساليب التي استخدمت في التعبير القرآني لا من حيث الكثرة التي برزت خاصةً في السور القصيرة التي تعلقت بالحديث عن يوم القيامة ، وإنما للفنية الرائعة التي استخدم بها هذا الأسلوب فإنا لو عرضنا النص القرآني على الأغراض التي ذكر البلاغيون والنحاة أن من أجلها يُستغنى عن الفاعل ويبنى للمجهول ، وهي إما للعلم به أو الجهل به أو الخوف منه نجده يرفض كما يقول أحد الباحثين - أن يكون حذف الفاعل ( سبحانه ) من أجل واحدٍ منها ، وإنما هو كما ذهبت إليه بنت الشاطئ بحق : ( من أجل تركيز الاهتمام على الحدث بصرف النظر عن محدثه )(1) ، يقول الطاهر بن عاشور في حديثه عن قوله تعالى : (( يومَ يُنْفَخُ في الصورِ ))( النبأ : 18 ) : ( وبُنِيَ ينفخ إلى المجهول لعدم تعلق الغرض بمعرفة النافخ ، وإنما الغرض معرفة هذا الحادث العظيم ... )(2) ، وعُلِّل مثل هذا الأسلوب بـ (عدم تعلق الغرض بمعرفة الفاعل)(3) ، وهو ما أفاد منه وأشار إليه محمود نحلة (4) ، ومن هذا قوله تعالى: (( يومَ ينفخ في الصورٍ … وفتحت السماء … وسيرت الجبال ))( النبأ : 18 – 20 ) ، و(( إذا الشمس كورت … وإذا الجبال سيرت … وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حُشرت وإذا البحار سُجَرت … ))( التكوير : 1 ـ 6 ) والعمدة في مثل هذا الأسلوب وفي مثل هذا الاستخدام على كلام بنت الشاطيء التي قالت إن استعمال الأفعال المبنية للمجهول يطرد في وصف اليوم الآخربحيث يمكن أن يُعدَّ ظاهرةً أسلوبيةً في هذا المقام ، وتضيف : ( ولا أعرف أنّ أحداً من اللغويين أو(1/2629)
المفسرين ألتفت إلى اطراد هذه الظاهرة الأسلوبية ، وإنما عني أكثرهم بالصناعة النحوية في ذاتها وقالوا في ( زُلزلت ) حُذِفَ الفاعل للعلم به غير ناظرين إلى ما لهذه الظاهرة من أثرٍ في التعبير والذي نراهُ أنّ استعمال الفعل مبنياً للمجهول في مثل هذه الآيات فيه نصّ على الطواعية والانبعاث التلقائي وكأنما تزلزل الأرض وترج الجبال ... تلقائياً دون حاجةٍ إلى فاعل ... ) (5) وقد أشار كثيرُ من القدماء إلى البناء للمجهول لغرض صرف التركيز إلى المفعول به وتوجيه الانتباه إليه ، وهذا ما أشار إليه الإسكافي حين فرّق بين قوله تعالى :(( وَ يطاف عليهم بآنيةٍ من فضةٍ ))( الإنسان : 15 ) ، وقوله تعالى : (( ويطوف عليهم ولدانُ مخلدون ))( الإنسان : 19 ) فذكر بأنّ ( القصد ) في الأولى كان متوجهاً إلى وصف ما يطاف به دون وصف الطائفين فلما كان المعتمد بالإفادة ذاك ، بُني الفعل ( مقصوداً ) به ذكر المفعول لا الفاعل فقال تعالى واصفاً هذه الآنية (( بآنية من فضةٍ وأكوابٍ كانت قواريرا قوارير من فضةٍ ))( الإنسان : 15 - 16 ) ولهذا لم يُسمِ فاعله (ويطاف) ولأنه جاء بعد قوله تعالى:(( وذللت قطوفها تذليلاً ))( الإنسان : 14 )(6) وفي الآية الثانية قُصد إلى وصف الفاعلين الذين يطوفون بهذه الآنية فوجب ذكرهم لتعلق الصفة بهم (7) ، ولعل أفضل من أوضح هذا كان ابن جني الذي ذكر أن أصل وضع المفعول أن يكون فضلة وبعد الفاعل فإذا عنى المتحدث ذكره قدّمه على الفاعل ، فإذا ازدادت عنايتهم به قدموه على الفعل الناصب له فإن تظاهرت العناية به عقدوه على أنه رب الجملة وتجاوزوا به حدَّ كونه فضلة ... ثم زادوا على هذه الرتبة .. فحذفوا ضميره ونووه ولم ينصبوه على ظاهر أمره رغبةً به عن صورة الفضلة ولم يرضوا له هذا حتى صاغوا الفعل له وبنوه على أنه مخصوصٌ به وألفوا ذكر الفاعل مظهراً أو مضمراً واطرح ذكر الفاعل وهذا يدلَ على شدة عنايتهم بالفضلة وكذلك قولهم :(1/2630)
ضُرِبَ زيد إنما الغرض منه أن يعلم أنه منضربٌ وليس الغرض أن يُعلم من الذي ضربه (8) ونفى في موضعٍ آخر أن يكون البناء للمجهول ملزماً للجهل بالفاعل مستدلاً بقوله تعالى : (( وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً )) ( النساء : 38 ) و(( خُلِقَ الإنسانُ من عجل ))( الأنبياء : 37 ) وهذا مع قوله تعالى : (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه .. )) ( ق : 16 ) وقوله سبحانه : (( خَلَقَ الإنسان من عَلق )) ( العلق : 2 ) فالغرض الإخبار عن وقوع الفعل به حسب وليس الغرض فيه ذكر من أوقعه به(9) بل إن الأمر تجاوز مثل هذه الإشارات إلى إيجاب إعراب ( زيدٍ ) مبتدأ مثلاً في جواب من سأل : من قام وردّ كلام النحاة في كونه فاعلاً لأنَ ( اللبس لم يقع عند السائل إلا فيمن فعل الفعل فوجب أن يتقدم الفاعل في المعنى لأنه مُتعلق غرض السائل وأما الفعل فمعلوم عنده ولا حاجة به إلى السؤال عنه )(10) وبهذا يُعرف أن النص القرآني يريد أن يلفت انتباه المتلقي ويركزه على المتحدث عنه ( النفخ في الصور وحمل الأرض ودك الجبال ... ) وأن ينقل إليه هذه الصورة ويجسدها أمام ناظريه .. وليس لذكر الفاعل سبحانه أثرٌ هنا في حيوية النص ما دام سبحانه معلوماً متعيناً إذ إن ذكره سبحانه بالإضافة إلى أنه سيكون تطويلاً لا مسوغ له فأنه يضيّع في الوقت نفسه تركيز الانتباه على الحدث ومشاهد يوم القيامة (11) قال تعالى : (( أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيفَ خُلقت )) ( الغاشية : 17 ) و (( فلينظر الإنسان مِمَّ خُلقَ خُلِقَ من ماءٍ دافق )) ( الطارق : 5 - 6 ) و (( أم خُلقوا من غيرِ شيءٍ أم هم الخالقون )) ( الطور : 35 ) ففّرق - سبحانه - في الآية الأخيرة في البناء ، مع أن الفعل واحد لأن الفعل كان دعوة للتفكر في مادة الخلق فلا يتناسب معه ذكر الفاعل وفي الثاني سؤال بعد معرفة مادة الخلق أو عدم معرفتها فناسب أن يذكر فاعله لأنهم إن عرفوا فسيتعين عليهم النفي إذ هذا ليس في(1/2631)
مقدرتهم وإن لم يعرفوا تعين النفي أيضاً لأن من لا يعرف منشأ الخلق غير قادرٍ عليه .. والله أعلم .
وقد يحذف الفاعل لغايةٍ تعبيرية منها الأدب في الحديث وتنزيه الفاعل عما لا يليق أن ينسب إليه رغم أنه هو فاعله حقيقة قال تعالى على لسان الجنّ : (( إنا لا ندري أشرٌ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )) ( الجن : 10 ) فلا يخفى ما في قولهم هذا من الأدب حيث لم يصرحوا بنسبة الشر إلى الله - تعالى - كما صرحوا في الخير وإن كان فاعل الكل هو الله - تعالى - فهم بهذا قد جمعوا بين الأدب وحسن الاعتقاد (12) وهذا أكثر من أن يُحصى في القرآن الكريم مثل (( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) ( الفاتحة : 7 ) فنسبوا الإنعام له تعالى وبنوا الغضب على اسم الفاعل والضلال على اسم الفعل من غير ذكر فاعلٍ له تنزيهاً له تعالى وأدباً من نسبة ما ظاهرة الغضب والضلال له تعالى .(1/2632)
وقد يُحذف الفاعل على الرغم من تعلق السياق به ، قال تعالى : (( وإن سعيه سوف يُرى )) ( النجم : 40 ) فعلى الرغم من أن الغرض متعلق بالفاعل إذ في ذكر ( الرائي ) زجراً للإنسان ، غير أن حذفه أعطى هذا التعبيرمن القوة والتهويل الشيء الكثير ، ذلك أن الآية في مقام تهديد الناس وإنذارهم فحذف الفاعل ( الرائي ) ليصحّ أن يكون الكل فاعلاً لهذه الرؤية . وقال تعالى : (( يُسقون من رحيق مختوم )) ( المطففين : 25 ) وذكر الفاعل كان ضرورياً هنا لبيان أثر النعيم الذي يعيش فيه أهل الجنة ذلك أنهم لا يكلفون عناء السُّقيا ولا مشقة اجتلاب الماء فهم لا يستقون وإنما يُسقون على أن فعل السقيا - كما يقول الدكتورنحلة - قد ورد مرّة أخرى مبنياً للمجهول في وضعٍ مناقض تماماً للوضع السابق ، ولكن البلاغة القرآنية المعجزة استخدمت البناء للمجهول استخداماً بارعاً وحذفت الفاعل مع تعلق الغرض به وإن اختلف الغرضان قال تعالى : (( ... تصلى ناراً حامية تًسقى من عينٍ آنية )) ( الغاشية : 4 - 5 ) فجاء فعل السقيا في موضع العذاب كما جاء من قبل في موضع النعيم والسقيا من ماء شديد الحرارة (( كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم ))( الدخان : 46 ) فلما كان الشراب هكذا ما كان معقولاً أن يشربوه بأنفسهم فلابد إذن من إرغامهم على ذلك ولا يكون إلا بفعل فاعل في حذفه وعدم ذكره بلاغة أكبر من ذكره ليترك للخيال فرصة تصور هؤلاء الجبابرة الذين يرغمون العاصين على تجرع هذا الشراب (13).
الحواشي :
1) ينظر : الأسس النفسية 137 ، وينظر : رأي بنت الشاطئ في الإعجاز البياني 222 – 224 .
2) المقدمات وتفسير الفاتحة 137 .
3) المصدر السابق 160 .
4) ينظر : دراسات قرآنية 133 – 134 .
5) الإعجاز البياني في كتاب العربية الأكبر 206 – 207 .
6) وفي هذا إشارة للمشاكلة والمناسبة وستأتي في كلام إبراهيم السامرائي .
7) ينظر : درّة التنزيل 51 .(1/2633)
8) ينظر : المحتسب 1 / 65 – 66 ويستدل على هذا في موضع أخر بقراءة ( يوم يُقال لجهنم ) ( ق 30 ) المحتسب 2 / 284 .
9) ينظر : المحتسب 1 / 135 .
10) الإتقان 1 / 338 وذكر السيوطي أنه قول ان الزملكاني في البرهان .
11) ينظر : الأسس النفسية 137 .
12) ينظر : التفسير الوسيط 16 / 192 ، وروح المعاني 29 / 88 ، وتفسير القاسمي 16 / 5949 .
13) ينظر : لغة القرآن 392 .
د. عامر مهدي العلواني
مدرس البلاغة والنقد في قسم اللغة العربية
جامعة الأنبار
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 11:58 AM
بحث ماتع ، وتحليل موفق . جزاك الله خيراً
---
(1/2634)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرة في تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير الطبري بالتعاون مع دار هجر
---
نظرة في تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير الطبري بالتعاون مع دار هجر
---
مساعد الطيار
05-04-2003, 07:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن ولاه ، أما بعد ، فقد طلب مني الإخوة الكرام في موقع ثمرات المطابع أن أكتب لهم ما رأيت في تحقيق الإخوة الأفاضل في دار هجر لكتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، فاستعنت بالله ، وكتبت ما يأتي :
أولاً : مميزات هذه الطبعة :
1 ـ الاعتماد على نسخة فريدة لم تَعتمِد عليها الطبعات السابقة ، وتدارك كثير من السقط الموجود في المطبوع .
لقد كنت أترقب صدور هذه الطبعة بفارغ الصبر ، لما سمعت من وجود نسخة لم يسبق أن وقف عليها من حقق الطبعات السابقة ، وكنت أن تحلَّ بعض الإشكالات التي كنت أرى أنها بسبب سقط في العبارة ، وقد كان ذلك ، إذ ظهر في هذه الطبعة أن كثيرًا مما وقع الإشكال فيه كان بسبب السقط في النسخة المطبوعة ، ومن ذلك على سبيل المثال ( 27 : 47 من طبعة الحلبي ) ووازنها بطبعة دار هجر ( 22 : 20 ) ، ومثال آخر ( 27 : 59 من طبعة الحلبي ) ووازنها بطبعة دار هجر ( 22 : 50 ) .
2 ـ وضع أجزاء وصفحات طبعة البابي الحلبي ـ وهي الأكثر تداولاً بين الناس ـ على الحاشية اليمنى أو اليسرى من الصفحة ، وفي ذلك الصنع فائدة لمن يريد أن يوازن بين التحقيقين ، أو تكون عنده النسخة القديمة فيعرف مقابلها من التحقيق الجديد .
وهذا العلم يُحبَّذُ أن يجعل في كل تحقيق جديد لكتاب سارت طبعة من طيعاته بين الناس ، لتكون الفائدة منه أعمُّ ، ولا يفقد طالب العلم ما كان له من تعليقات على الطبعة القديمة .(1/2635)
3 ـ وضع السور والآيات المفسَّرة في المجلد على كعب المجلد ، وهذا يسهِّل الرجوع إلى الموضع الذي يريده الباحث .
4 ـ ذكر فروق النُّسخ ، وذلك يجعل للقارئ فرصة التخيُّر والاجتهاد ، فيما لو رأى أن ما اختاره المحققون ليس مما يحالفه الصواب .
5 ـ تخريج الأحاديث ، وبعض الآثار ، وهو مع وجازته يفيد في عملية البحث العلمي ، ويقرِّب المعلومة لمن يريد أن يتوسع في التخريج .
6 ـ شرح المفردات الغريبة التي تحتاج إلى شرح .
7 ـ تخريج القراءات تخريجًا موجزًا .
ومن حيث العموم فالحواشي لم تكن مثقلة بما لا يفيد ، وهذا من محاسن التحقيق من هذه الجهة .
وأحب أن اختم هذه المميزات بشكر الشيخ الفاضل معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي على جهوده المشهودة في خدمة كتب التراث ، وما قام به من إخراج لكتب كبار ، وتيسير توزيعها على طلبة العلم ، وذلك جهد يشكر له ويذكر ، ويحبذا لو وُجِدَ مثله ممن يقومون بخدمة التراث وإخراجه على هذا السبيل .
ثم أقول إن توجيه ملحوظات على هذا العمل العظيم لا تغمطه حقه ، ولا تنقص من قدره ، بل يكفيه ما ففيه من المميزات ، لكن لكل رأي خاصٌّ في إخراج الكتاب ، وإني إذ أقدِّم رؤيتي المتواضعة ـ التي أرجو أن تكون رؤية موفقة ـ أتمنى أن يُستفاد منه علميًا .
ثانيًا : لما كان كل جهد بشري عرضة للاختلاف في طريقة إخراجه ، فإني رأيت بعض الملحوظات التي كان يحسن بهذه النسخة أن تتولاها ، خصوصًا أن المتوقع بعد صدورها أن لا يكون بعدها تحقيق لهذا الكتاب .
ومن هذه الملحوظات :
1 ـ عدم الاستفادة من تعليقات آل شاكر ، مع ما فيها من ثروة علمية لا تخفى على من قرأ في طبعة محمود شاكر رحمه الله ، إذ كان له عناية فائقة بالتحقيق والتعليق على كتب التراث ، وله في ذلك منهج نفيس لا يخفى على من يقرأ في تراثه.(1/2636)
ومن الملاحظ أن المحققين استفادوا كثيرًا من تحقيقه ، وإن لم يشيروا إليه ، ويظهر هذا جليًّا بموازنة عمل المحققين بين القسم الذي حققه محمود شاكر والقسم الذي لم يحققه .
2 ـ عدم بيان المصطلحات النحوية التي يستعملها الطبري ، وقد كان بيان هذه المصطلحات مما اعتنى به محمود شاكر رحمه الله ، وكم كنت أتمنى لو وجِدَ هذا التعريف بالمصطلحات ليكون قارئُ التفسير على علمٍ بها خصوصًا ، وأن الطبري يتبع مصطلحات النحو الكوفي ، وهي مخالفة للمصطلحات الدارجة اليوم .
3 ـ عدم الاستفادة من تحقيق الدكتورة هدى قراعة لكتاب معاني القرآن للأخفش ، وتظهر فائدة عملها في هذا الكتاب في إرجاعها لنقول الطبري من معاني القرآن للأخفش ، وتحديدها بالصفحات ، كما قامت في الفهارس بوضع فهرس خاصٍّ بهذه النقول .
كما أنه لم يتابع في نقوله النحوية واللغوية بما عند الفراء في معانيه ، وقد استفاد الطبري من كتاب الفراء كثيرًا ، بل يظهر أنه عمدة عنده .
هذا ، وقد ظهر لي من خلال الموازنة أن الطبري ينقل من معاني القرآن للفراء ، وقد ينص عليه أحينًا ، كما قد تتبعه محمود شاكر في المواطن التي حققها .
وينقل كذلك من مجاز القرآن لأبي عبيدة ، وكذلك تتبعها محمود شاكر في المواطن التي حققها .
وينقل من الأخفش ، وهو ما تكفلت به الدكتورة هدى قراعة ، وجعلت له جدولاً في فهارس معاني القرآن .
وإذا نقل عنهم قلَّ أن ينص على أسمائهم ، بل ينسبه إلى أهل العربية أو اللغة أو النحو من البصرة أو الكوفة .
وهناك نصوص لم أعثر عليها في هذه الكتب الثلاثة ، ولعلها للكسائي أو قطرب أو غيرهما ، والله أعلم .
وتظهر فائدة إرجاع هذه النقول إلى أصولها أنَّ الطبري قد يحكيها أحيانًا بالمعنى ، فتستغلق العبارة ، فإذا عاد القارئ إلى الأصل الذي نقلها منه الطبري اتضحت عبارته .
4 ـ عدم ترقيم الآثار .(1/2637)
5 ـ عدم القيام بالفهارس التي هي أهمُّ من الفهارس الموجودة في التحقيق ، ومن هذه الفهارس المهمة : فهرس اللغة ، فهرس الغريب ، فهرس أساليب العرب ، فهرس مصطلحات الطبري ، فهرس قواعد الترجيح ، فهرس الفوائد العلمية .
6 ـ كان من المحبذ لو أدرجت استدراكات ابن عطية وابن كثير على الطبري ، فهما ممن كان لهما عناية بكتابه ، ولهما عليه استدراكات علمية مفيدة .
7 ـ ومن المحبذ لو وضعت النسخ التي اعتمدت في التحقيق في جدول يذكر فيه اسم النسخة والمواضع التي تحتويها النسخ .
8 ـ صِغَرُ الهوامش الجانبية ، مع أن القارئ لا يخلو من حاجته للتعليق على هذا الكتاب ، فلو كانت الحواشي أوسع لاستفيد منها في التعليق .
9 ـ كان يمكن أن يستعاض عن هذا الحجم الكبير ، ويمكن أيضًا أن تُدخل تعليقات آل شاكر المهمة ، واستدراكات ابن عطية وابن كثير = لو كان إخراج الكتاب فنيًّا على غير هذه الصورة ، ومن المعلوم أن الأمور الطباعية قد تطورت ، حتى لقد ظهر تفسير ابن عطية وابن الجوزي وابن كثير وغيرها في مجلد واحد .
وليس المراد أن يكون إخراجه مضغوطًا مثل هذه الكتب ، لكن المراد أن تحقيق ذلك ممكن ، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك أن تقوم بالموازنة بين طبعة دار الغرب لمعجم الأدباء الذي يتألف من سبع مجلدات ، سابعها فهارس ، مع الطبعة القديم التي كانت في عشرين جزءًا ، وهي بلا فهارس علمية .
وطبعة دار الغرب أجمل وأرقى من تلك ، فهلا كانت طبعة تفسير الطبري بمثل هذا المقاس ، واستفيد من الحواشي النافعة التي تضاف إليها .
10 ـ من المصادر التي اعتمدت في هذه الطبعة كتاب التبيان للطوسي ، وقد جاء ذكره في المراجع ( 26 : 1336 ) كالآتي : التبيان في تفسير القرآن ( شيعي ) لشيخ الطائفة الطوسي .(1/2638)
والملحوظة أن الإحالات عليه ترد في مرويات عن السلف كمرويات مجاهد وقتادة وغيرهما . ولا أدري ما القيمة العلمية في كون الطوسي ذكر هذه المرويات ، وهي موجودة عند الطبري بالإسناد ؟!
ينظر ـ على سبيل المثال ـ بعض الإحالات إليه في المجلد ( 22 ) الصفحات ( 11 ، 54 ، 133 ، 152 ، 165 ، 166 ) وغيرها كثير .
وهذا الكتاب ليس من كتب التفسير المعتمدة عند أهل السنة حتى يُذكر ، والإرجاع إليه في قضية لا تخصه بحيث يقال إنها لا توجد إلا فيه . وحبذا لو ألغيت هذه الترجيعات .
11 ـ لقد شارك في هذا العمل مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر ، وهذا يعني أن الذي قام بالعمل فريق ، وفي مثل النوع من العمل يفضَّل ذكر الفريق الذي شارك ، ويبين ما قام به كل واحد من أعضائه ، وهذا أولى من عدم ذكرهم مع ما لهم من جهد ، كما أنَّ فيه توكيدًا وإقناعًا للقارئ خصوصًا إذا عرفت تخصصات هؤلاء العاملين .
ومن باب الفائدة فإني أذكر كتابًا سار على هذا الأسلوب ، وشدَّما أعجبني بحسن إخراجه ، وببيان ما قام به كل واحد من فريق العمل ، وهو كتاب العود الهندي عن أمالي في ديوان الكندي ، لعبد الرحمن بن عبيد الله السقاف .
وقد ذُكِرَ في صفحة مستقلة أعضاء العمل ، ومهمة كل واحدٍ منهم ، ولقد كان إخراجه بديعًا يناسب ما في هذا التأليف من الإبداع والحُسن . وكم أتمنى أن يحرص ناشرو الكتب الإسلامية على حسن الإخراج للكتب ، فكم من كتاب يعينك على القراءة بحسن إخراجه .
12 ـ كم كنت أود لو كانت المقدمة للكتاب تتناسب مع جلالة مؤلفة وعظمة تأليفه ، وأن يستخرج منهجه من خلال ما قام به المحققون ؛ إذ الكلام عن منهجه جاء وصفيًا خاليًا من الأمثلة مع تيسرها لمن قام بتحقيقه ، وبقي معه مدة من الزمن .
ولقد وقع في الحديث عن منهجه بعض الأخطاء أحببت أن أذكر أهمها ، فمنها :(1/2639)
- جاء في ص 50 : » فالترجيح بالروايات هو أقوى مرجحات الطبري لما يختاره من المعاني التي يستنبطها « .
أقول لم يكن هذا هو المنهج العام الذي سار عليه الطبري ، بل كان يرجح بعض الروايات التي فيها ضعف ، فهو ينظر إلى المعنى أكثر من نظره للإسناد أو لطبقة المفسر ، إلا في حالات قليلة ، وهذا ظاهر من منهجه .
- وجاء في الصفحة نفسها : » وكان الأولى به أن يتحرى نقد الأسانيد ؛ خاصة أنه ساق كثيرًا من الإسرائيليات ، ولعل دافعه إلى ذلك أنه ساق السند بتمامه ، ومن أسند لك فقد حمَّلك أمانة البحث عن رجال الإسناد ، وبالتالي فقد أخلى عهدته ... « .
على هذا الكلام ملحوظتان :
الأولى : أن اشتراط التحري في أسانيد التفسير ليس هو المنهج الذي قام عليه منهج المحدثين الذين فرقوا بين أحاديث الحلال والحرام والمرفوعات وغيرها ، بل لقد نصوا على قبول الروايات التفسيرية على ما فيها من ضعف ، وعمل المحدثين والمفسرين على هذا ، والطبري مثال لذلك ، لذا لا تجد عنده نقد أسانيد مرويات التفسير إلا نادرًا ، لأن هذه الروايات مما تلقاه العلماء بالقبول ، وعملوا بها في فهم كلام الله ، ولا يُعترض عليها إلا في حالة وقوع نكارة تدعو إلى تحري الإسناد .
ومن أقوال أئمة الحديث في ذلك ما ذكره البيهقي في مقدمة كتابه العظيم ( دلائل النبوة ) :
قال عبد الرحمن بن مهدي : » إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال = تساهلنا في الأسانيد ، وتسامحنا في الرجال . وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام = تشدَّدنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال « ( دلائل النبوة / 1 : 43 ) .
قال يحيى بن سعيد القطان : » تساهلوا في التفسير عن قومٍ لا يوثِّقونهم في الحديث ، ثمَّ ذكر ليث بن أبي سليم ، وجويبر بن سعيد ، والضحاك ، ومحمد بن السائب ؛ يعني : الكلبي .(1/2640)
وقال : هؤلاء يُحمد حديثهم ( كذا ، ولعل الصواب : لا يحمد ) ، ويُكتب التفسير عنهم « ( دلائل النبوة للبيهقي / 1 : 35 ـ 37 ) ..
قال البيهقي :» وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم لأن ما فسروا به ؛ ألفاظه تشهد لهم به لغات العرب ، وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط « ( دلائل النبوة / 1 : 37 ) .
وقال البيهقيُّ ( ت : 458 ) : » … وأما النوع الثاني من الأخبار ، فهي أحاديث اتفق أهل العلم بالحديث على ضعف مخرجها ، وهذا النوع على ضربين :
ضرب رواه من كان معروفًا بوضع الحديث والكذب فيه ، فهذا الضرب لا يكون مستعملاً في شيء من أمور الدين إلا على وجه التليين .
وضرب لا يكون راويهِ متَّهمًا بالوضع ، غير أنه عُرفَ بسوء الحفظِ وكثرة الغلطِ في روايته ، أو يكون مجهولاً لم يثبت من عدالته وشرائط قبول خبره ما يوجب القبول .
فهذا الضرب من الأحاديث لا يكون مستعملاً في الأحكام ، كما لا تكون شهادة من هذه صفته مقبولةً عند الحكَّام . وقد يُستعمل في الدعوات ، والترغيب والترهيب ، والتفسير ، والمغازي ؛ فيما لا يتعلق به حكمٌ « ( دلائل النبوة / 1 : 33 ـ 34 ) .
وإذا عُرِفَ هذا ، فإن ما ذُكر من الكلام على الأسانيد الدائرة الضعيفة ( ص : 187 ) مع أنه عن بعض الأسانيد ، فإنه لا فائدة فيه من جهة العمل التفسيري ؛ لأن هذه الأسانيد التي حكم عليها بالضعف مما اشتهر أخْذُ المفسرين به ، وقد سبق بيان أن منهج المحدثين قبول هذه الروايات في التفسير ، والله أعلم .(1/2641)
الثانية : أن الطبري لم يَسِرْ على قاعدة من أسند فقد حمَّلك البحث عن الإسناد ، والدليل على ذلك ما سبق من أنه اعتمد على هذه الروايات في بيان كلام الله ، ولم ينتقدها ، ولو كان إنما ذكرها فقط لجاز أن يقال بهذا ، مع أني أرى انه لا يقال به إلا بنص صريح من المؤلف أنه أراد هذه القاعدة في منهجه ، وذلك ما لا تجده عند ابن جرير لا نصًّا ولا استقراءً ، بل منهجه مخالف لها ، والله أعلم .
وهناك بعض الملحوظات في الكلام على منهج الطبري في الإسرائيليات والقراءات ، اتركها لضيق المقام .
وأخير أقول : إن هذا الكتاب كتابٌ للأمة ، وأرى أن المشاركة في تحسينه بأي صورة من الواجبات ، وأرجو أن يكون هذا التحقيق الذي خرج له هو التحقيق الإمام الذي ليس له ما بعده ، وما ذكرته فمن باب النصح والحرص على هذا الكتاب العظيم ، وما توفيقي إلا بالله .
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2004, 06:09 PM
جزاك الله خيراً.
يرفع للفائدة .
---
المنهوم
05-17-2004, 06:49 PM
جزاك الله خيرا يا شيخنا
---
عبدالله الزيادي
07-28-2004, 11:36 AM
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي أنّ الطبعة الثانية أفضل من الأولى لأنه تم تتميم بعض السقط والنقص فهل من توضيح ؟
---
المقرئ
07-28-2004, 02:40 PM
إلى الشيخ المفيد : مساعد الطيار سدده الله ووفقه
حقيقة تشكر على ثنائك لهذا الجهد الكبير فالإنصاف عزيز في هذا الزمان ولا يستغرب ذلك من متجرد مثلك
وجهود الشيخ لا ينكرها إلا حاسد
ومن له عناية بما قام به الشيخ من إخراج عرف قدر الجهد الذي قام به الشيخ ومن معه في إخراج الكتاب وقد كان لي وقفات مع كثير من الكتب التي أخرجها الشيخ قبل طباعته للكتاب وقد كانت محل إغلاق
فمثلا المقنع قارنته مع نسختين : النسخة المشهورة في مجلد واحد والنسخة الأخرى مع حاشية سليمان بن عبد الوهاب وقد وجدت فروقات كبيرة جدا وسقطا في المطبوع دلنا عليه عمل الشيخ
فضلا عن تشكيل النص ووضع علامات الترقيم(1/2642)
وانظر إلى الكافي فقد كانت النسخة المطبوعة بجميع الطبعات فيها إغلاق كبير ولما كنا نقرأ على شيخنا ابن عثيمين هذا الكتاب وقد كان معنا نسخة خطية واحدة ومع هذا في بعض الأحيان تستغلق علينا كلمة فيصوبها الشيخ بما يراه ومن نافلة القول إنك لتعجب من ذكاء وفقه الشيخ فقد كانت عين الصواب مع صعوبة التقدير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
وأما المسند فهو من عجائب الزمان لو لم يكن للشيخ إلا هذا الجهد لكفاه فخرا على طول الزمان وأخطاء النسخ السابقة بالعشرات وبعض الطبعات بالمئات
إلى غير ذلك من الكتب التي خرجت
وأما تفسير الطبري فقد كان لي معه مراجعات ولم أقرأ الكتاب كله -يسر الله ذلك- ولكن كان لي بعض التصحيفات في أسماء الرجال وبعض النصوص المشكلة
ولما خرج الكتاب رجعت إليه بلهف فوجدت الحل فيها
فنحن وبكل صراحة نريد نصا سليما ، أهل العلم يعرفون كيف يصلون إلى التحقيق لا نريد حواش بقدر ما نريد النص كاملا سليما
وأما ما ذكرته فهي وجهة نظر محترمة وقد تكون محقا ولكن لي رأيا مخالفا فاسمعه ممن هو أدنى منك :
قد يأتي غيرك ويقول لو زيد فيه أيضا مقارنة ترجيحاته بغيره
وغيرك يقول لو زيد فيه القراءات التي لم يذكرها
وغيرك يقول لو أشير إلى المسائل التي تكلم عنها الطبري في غير كتابه
وغيرك يقول : لو كان التخريج مطولا وتختلف الآراء في طريقة التخريج
وغيرك يقول : لو نسبت الأقوال الفقهية وذكرت مراجعها وزيد فيها اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية
وهكذا
عموما رأيي الشخصي :
أن المحققين يكفينا منهم سلامة النص وبذا يكونون قد دخلوا في مرتبة الكمال الطباعي
فإن حصل عزو فقط للمصادر الذي يذكرها المؤلف نفسه دون زيادة فهذا متمم الكمال أما أن ننقل كتابا آخر في داخل هذا الكتاب فأنا ضد هذه النظرية
وإن كانت فلسفة العمل الأكاديمي على هذه الفكرة فكل له رأيه
المقرئ
---
مساعد الطيار
07-29-2004, 04:50 AM
شكر الله لك تعقيبك يا أخي(1/2643)
ووجهات النظر ليس لها حد كما ذكرت ، لكني ذكرت ما أرى أنه أنسب لوضع هذا المؤلََّف العظيم ، وفي الأمر سعة ولله الحمد ، وذلك من الاختلاف المحمود ، ولله الحمد .
---
أبو حسن
09-22-2005, 02:52 PM
نسأل الله لكم التوفيق
---
أبو صلاح الدين
09-22-2005, 03:18 PM
بارك الله فيكم يا د. مساعد. وشكرا للتعقيب القيم للمقرئ, وجزى الله د. التركي خير الجزاء.
---
الراية
03-24-2006, 02:44 PM
للتذكير بالموضوع
وهذا ذكر للنسخ الخطية المعتمدة في التحقيق
http://www.thamarat.org/images/BooksBig/nas-66.jpg
النسخ المعتمدة في التحقيق :
(1) النسخة الأصل
تاريخ النسخ : بها جزآن مؤرخان بتاريخ سنة 391هـ
نوع الخط وصفته : أندلسي عدد الأوراق : 2001 ما عدا جزئيين لم يذكر عدد أوراقهما
بداية المخطوط : يبدأ بتفسير الآية 19 من سورة البقرة
نهاية المخطوط : تفسير طرف من أول سورة قريش
حالة المخطوط : بها مقابلات في بعض أجزائها
ملاحظات : تضم هذه النسخة أجزاء متفرقة من الكتاب ناقصة من أولها ، وأجزاء أخرى ليست بالقليلة على مدار النسخة .
مصدره : خزانة جامعة القروييين بفاس وعنها نسخة مصورة بمعهد المخطوطات بأرقام (287-279) رقمه : (80/37/40/491،40/791)
إضافة : هناك جزء صور من المكتبة البريطانية ويُمثل السفر الثالث من هذه المخطوطة كتب على ورق غزال ، في أواخر القرن الهجري الرابع ويقع في 77 ورقة من القطع المتوسط ومسطرته ما بين (22-27) سطر
يبدأ في أثناء الآية 57 من سورة البقرة
وينتهي بالآية 102من السورة نفسها .
(2) النسخة الثانية :
نسخة الخزانة العامة بالرباط
تاريخ النسخ : بدون
نوع الخط وصفته : معتاد عدد الأوراق : 255 معدل عدد الأسطر في الصفحة :18
بداية المخطوط : من أول الكتاب
نهاية المخطوط : بانتهاء الآية 61 من سورة البقرة
حالة المخطوط : ناقص نقص كبير
ملاحظات : هو جيد في أوله ثم مال إلى الاختصار في آخره(1/2644)
مصدره : الخزانة العامة بالرباط وعن مصدره لدى معهد المخطوطات محفوطه برقم (76) رقمه : 299ق
(3) النسخة الثالثة :
اسم الناسخ : عبدالحق بن عمر الشهير بالخطيب المصري
تاريخ النسخ : 5/12/1144
نوع الخط وصفته : نسخ معتاد
مقاس الورقة : من القطع الكبير
عدد الأوراق : 2141 معدل عدد الأسطر في الصفحة :47
ملاحظات : النسخة تضم الكتاب كاملاً مصدره : مكتبة أيا صوفيا رقمه : (100-101)
(4) النسخة الرابعة
اسم الناسخ : لم يذكر
تاريخ النسخ : 17/1/1140هـ
نوع الخط وصفته : نسخ معتاد
مقاس الورقة : من القطع الكبير
عدد الأوراق : 1567 هذه عدد أوراق الكتاب ما عدا ربعه الأخير الذي يمثل الجزء الرابع لم تذكر عدد أوراقه .
معدل عدد الأسطر في الصفحة : 45
ملاحظات : تضم الكتاب كاملاً ، في أربعة مجلدات
مصدره : محفوظة بمكتبة أيا صوفيا رقمه : 169-172
(5) النسخة الخامسة
اسم الناسخ : راجع الملاحظات
تاريخ النسخ : راجع الملاحظات
نوع الخط وصفته : نسخ
ملاحظات :
(1) هذه النسخة تضم الكتاب كاملاً ، في خمس مجلدات مصدره : مكتبة أيا صوفيا
(2) كتب الجزء الثالث من النسخة : عامر الشبابيبي المالكي الأزهري ، سنة 1140
3- كتب الجزء الخامس والأخير : عامر بن أحمد بن عامر الأشموني الشافعي الأزهري
(6) النسخة السادسة
اسم الناسخ : سلامة بن الحاج سلامة بن الحاج حجازي
تاريخ النسخ : شوال /1147 هـ
عدد الأوراق : 887 معدل عدد الأسطر في الصفحة : 40-45 سطرا
بداية المخطوط : من أواخر الجزء السابع ، (74) من سورة الأنعام
نهاية المخطوط : إلى بداية الجزء العشرين (93) من سورة النحل
مصدره : مركز الملك فيصل رقمه : 100-101
(7) النسخة السابعة
عنوانها (عنوان المخطوط) : جامع البيان في تأويل القرآن
اسم الناسخ : كتب على الجزء التاسع عشر أن ناسخه هو : علي بن محمد بن عباد عبدالصمد الديديلي الشافعي ، وأنه كتبه بالقاهرة
تاريخ النسخ : أنظر الملاحظات (3)(1/2645)
عدد الأوراق : 4974
عدد الأجزاء : 25 مجلدة
حالة المخطوط : تشمل في الأصل التفسير كاملاً ،
إلا أنه فقد المجلد الثالث منهما ويشمل : من أثناء تفسير الآية (150) من سورة البقرة إلى أثناء الآية (220 ) من السورة نفسها
ملاحظات :
1- هذه النسخة هي التي اعتمد عليها محمود شاكر – رحمه الله – في تحقيقه للتفسير
2- وقع في بعض أجزاء النسخة أنها أوقفت من : المعز الأشرف العالي السيفي صرغتمس ، رأس نوبه الأمراء الجندارية المالكي الناصري .
3- من الجزء الرابع إلى الجزء العشرين من هذه النسخة قد كتبت ما بين شهر ذي الحجة سنة أربع عشرة وسبعمائة وشهر ربيع أول سنة ست عشرة وسبعمائة .
انتهى وصف النسخ الخطية ،،،،
* من الملاحظات الفنية
سوء و رداءة تجليد دار هجر
وهذا في اغلب اصدارتها
مثل: المقنع مع الانصاف والشرح الكبير ، و الاقناع ، والكافي ، وتفسير الطبري ، ومسند الطيالسي، وغيرها .
لكن عندما يعاد طبع الكتاب من دار أخرى
مثل: دار عالم الكتب او غيرها ، يكون التجليد أفضل ، والسعر أقل !
---
(1/2646)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
حكيم السبيعي
06-06-2004, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من حكيم السبيعي إلى أحبته في ملتقى أهل التفسير
ما أقول لكم إلا ما أقوله لمن أحببتهم:
وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
أهلا وسهلاً بالذين أودهم
وأحبهم في الله ذي الآلاءِ
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى
غر الوجوه وزين كل ملاءِ
يا طالبي علم النبي محمدِ
ما أنتم وسواكم بسواءِ
يا نضَّر الله وجوهكم طلاب العلم؛ كيف لا؟ والعلم حياة القلوب، ونور البصائر، وشفاء الصدور، ورياض العقول، ولذة الأرواح، وأنس المستوحشين، ودليل المتحيرين، وهو الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال، وهو الإمام والعمل مأموم، وهو الكاشف أمام ظلمات الشبهات، والسد في موج الشهوات، والغنى لكل ذي فقر، والكنز الذي ليس بعده كنز.
قال معاذ رضي الله عنه:"طلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة..، منار سبل أهل الجنة، وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدِّث في الخلوة، والدليل على السراء، والمعين على الضراء، والسلاح على الأعداء"
مدارسته كالصيام والقيام أو أعظم من الصيام والقيام، والحاجة إليه أعظم من الحاجة إلى الشراب والطعام؛ كما قال أبوعبدالله أحمد بن حنبل:الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب مرة أو مرتين، وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه(1/2647)
ولما كان هذا .. دعتني نفسي أن ألج هذا الملتقى المبارك:ملتقى أهل التفسير، فأنتظم في سلكهم، وأحشر نفسي في زمرتهم، وقد قال عمر رضي الله عنه: (لقاء الإخوان جلاء الأحزان)، وقال عمر رضي الله عنه: ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به، وكان التابعي مالك بن دينار يقول: لم يبق من روح الدنيا الا ثلاثة: لقاء الإخوان و التهجد بالقرآن و بيت خال يذكر الله فيه، وقال الحسن: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكرونا بالآخرة، وأهلونا يذكرونا بالدنيا". وسئل سفيان: ما ماء العيش؟ قال: "لقاء الإخوان". وقيل: حلية المرء كثرة إخوانه، وقال خالد بن صفوان: "إن أعجز الناس من يقصر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر بهم".
هذا أخ من بني السبعان قد نزلا
لا يبتغي عندكم مالا ولا خولا
وإنما جاء يرجو صحبة شرفت
في العلم ، والعلم أعلى ما رجي أملا
أسأل الله أن يحشرني وإياكم في زمرة العلماء ، وأن يسلك بنا طريق الجنة ، وأن يرفع درجتنا، ويقبل توبتنا، وويغسل حوبتنا، ويجيب دعوتنا، ويثبت حجتنا.
اللهم اجعلنا من أنصار دينك ، وحملة كتابك، ووراث شرعك، وإخوان نبيك صلى الله عليه وسلم
---
أحمد البريدي
06-06-2004, 09:52 PM
وعليكم السلام :
حياك الله بين إخوانك مفيداً ومستفيداً , ويسعدنا انضمامك إلينا .
---
خالد الشبل
06-12-2004, 05:28 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حللت أهلا ، ووطئت سهلا ، فحيهلاً بك .
---
(1/2648)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مخطوط للتحقيق
---
مخطوط للتحقيق
---
mohamadfa
06-26-2004, 03:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الكرام كنت أنوي تحقيق كتاب الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز ولكن بين لي الأخ أبو مجاهد أن هذا المخطوط قد حقق ونشرته دار الكتب العلمية والآن أنا أبحث عن مخطوط آخر غير محقق كي أسجله في قسم الدراسات العليا قسم اللغة العربية للحصول على رسالة الماجستير وقد كان الأخ الكريم أحمد البريدي دلني على مواضيع مرتبطة باختصاصي كما قام بهذه الخدمة الأخ الكريم أحمد القصير فجزاهما الله خيرا إلا أنني تحولت من الدراسة التطبيقية إلى تحقيق المخطوطات والغاية من هذا التحول تحقيق أكبر قدر من الاطلاع على المكتبة الإسلامية فأرجو من كل أخ له اطلاع على المخطوطات أن يدلني على مخطوط في تفسير القرآن الكريم له علاقة بعلم البلاغة من بيان أو بديع أو معاني حتى أتمكن من تسجيله في كليتي وجزى الله الجميع حسن الجزاء
أخوكم محمد
mohamadfa@al-islam.com
---
(1/2649)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أركان القرآءة المقبولة (3) :موافقة خط المصحف
---
أركان القرآءة المقبولة (3) :موافقة خط المصحف
---
أحمد البريدي
05-29-2003, 12:59 AM
تقدمت الحلقتان الأولى والثانية على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=224
وإليك الحلقة الثالثة :
المبحث الثاني :موافقة الرسم ولو احتمالاً وقال بعضهم : أو تقديراً.
وإليه أشار الشاطبي بقول : أوكان للرسم احتمالاً يحوي .
المطلب الأول :أهمية هذا الركن :
قال مكي وسقط العمل بما يخالف خط المصحف من الأحرف السبعة التي نزل بها القران بالإجماع على خط المصحف (1).
وقال ابن الجزري : أجمعت الأمة المعصومة من الخطأ على ما تضمنته هذه المصاحف وترك ما خالفها من زيادة أو نقص أو ابدال كلمة بأخرى مما كان مأذونا فيه توسعة عليهم ولم يثبت عندهم ثبوتاً مستفيضاً أنه من القران(2) .
وقال ايضاً : كتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صرح به غير واحد من السلف (3) .
وقال مكي : مصحف عثمان الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه واطرح ما سواه مما يخالف خطه فقرئ بذلك لموافقة الخط لا يخرج شئ منها عن خط المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه وبعث بها إلى الأمصار وجمع المسلمين عليها ومنع من القراء ة بما خالف خطها وساعده على ذلك زهاء اثني عشر ا لفاً من الصحابة و التابعين واتبعه على ذلك جماعة المسلمين بعده وصارت القراءة عند جميع العلماء بما يخالفه بدعة وخطأ وإن صحت ورويت (4) .
المطلب الثاني : المراد بهذا الركن .(1/2650)
قال ابن الجزري : نعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر " قالوا أتخذ الله ولداً " في البقرة بغير واو "وبالزبر وبالكتاب المنير " بزيادة الباء في الاسمين ثم قال فلو لم يكن ذلك كذلك في شئ من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم .
وقولنا "ولو احتمالاً" نعني به ما يوافق الرسم ولو تقديراً إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقاً وهو الموافقة الصريحة وقد تكون تقديراً وهو الموافقة احتمالاً فإنه خولف صريح الرسم في مواضع إجماعاً نحو "السماوات والصالحات " .
وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقاً ويوافق بعضها تقديراً نحو "مالك يوم الدين "فإنه كتب بغير ألف في جميع المصاحف فقراءة الحذف تحتمله تحقيقاً كما كتب "ملك الناس" وقراءة الألف محتمله تقديراً كما كتب"مالك الملك " فتكون الألف حذفت اختصاراً .... وقد توافق اختلافات القراءات الرسم تحقيقاً نحو "أنصار الله ، ونادته الملائكة ،ويغفر لكم ،ويعلمون ،وهيت لك " ونحو ذلك مما يدل تجرده عن النقط والشكل وحذفه وإثباته على فضل عظيم للصحابة رضي الله عنهم في علم الهجاء خاصة وفهم ثاقب في تحقيق كل علم فسبحان من أعطاهم وفضلهم على سائر هذه الأمة(1) .
المطلب الثالث : أقسام الرسم
قال الزرقاني : "اعلم أن الرسم هو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها والعثماني هو الذي رسم في المصاحف العثمانية وينقسم إلى قياسي وهو ما وافق اللفظ وهو معنى قولهم : تحقيقاً. و إلى سماعي وهو ما خالف اللفظ وهو معنى قولهم :تقديراً. وإلى احتمالي وسيأتي.
ومخالفة الرسم اللفظ محصورة في خمسة أقسام وهي :
1- الدلالة على البدل نحو "الصراط"
2- الزيادة نحو "مالك "
3- الحذف نحو "لكنا هو "
4- الفصل نحو "فمال هؤلاء "
5- الأصل الوصل نحو "ألا يسجدوا "(1/2651)
فقراءة الصاد والحذف والإثبات والفصل والوصل خمستها وافقها الرسم تحقيقاً وغيرها تقديراً لأن السين تبدل صاداً قبل أربعة أحرف منها الطاء كما سيأتي وألف مالك عند المثبت زائدة وأصل " لكنا " الإثبات وأصل " فمال " الفصل وأصل " ألا يسجدوا " الوصل فا البدل في حكم المبدل منه وكذا الباقي وذلك ليتحقق الوفاق التقديري لأن اختلاف القراءتين إذا كان يتغاير دون تضاد ولا تناقض فهو في حكم الموافق وإذا كان بتضاد أو تناقض ففي حكم المخالف والواقع الأول فقط وهو الذي لا يلزم من صحة أحد الوجهين فيه بطلان الآخر .
تحقيقه : أن اللفظ تارةً يكون له جهة واحدة فيرسم على وفقها فالرسم هنا حصر جهة اللفظ فمخالفه مناقض وتارة يكون له جهات فيرسم على إحداها فلا يحصر جهة اللفظ فاللافظ به موافق تحقيقاً وبغيره تقديراً لأن البدل في حكم المبدل منه وكذا بقية الخمسة . القسم الثالث : ما وافق الرسم احتمالاً . ويندرج فيه ما وقع الاختلاف فيه بالحركه والسكون نحو "القُدْس " وبالتخفيف والتشديد نحو "ينشركم " بيونس ، وبالقطع والوصل المعبر عنه بالشكل نحو " ادخلوا " بغافر ، وباختلاف الإعجام نحو "يعلمون " و"يفتح " وبالإعجام والإهمال نحو " ننشزها " وكذا المختلف في كيفية لفظها كالمدغم والمسّهل والممال والمرقق والمدور فإن المصاحف العثمانية هكذا كلها لتجردها عن أوصافها(1) .
المطلب الرابع : تنبيهات تتعلق بهذا الركن :
1- قال أبو شامة : ولعل مرادهم بموفقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلمة أو نقصانها .فإنه فيما يروى من ذلك عن أبي بن كعب وابن مسعود رضي الله عنهما من هذا النوع شيئاً كثيراً فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقرا عليه في العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سبق تفسيره .(1/2652)
أما ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف فلا اعتبار بذلك في الرسم فإنه مظنة الإختلاف وأكثره اصطلاح وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع من ذلك كالصلاة والزكاة والحياة فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو فليكتف في مثل ذلك بالأمرين الآخرين وهما :
صحة النقل والفصاحة في لغة العرب
2- قال ابن الجزري :على أن مخالفة صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ألا ترى أنهم لم يعدو إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء " تسئلن" في الكهف وقراءة " وأكون من الصالحين " والظاء من "بضنين " ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلا ف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشدتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى لو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة أتباع الرسم ومخالفته (3).
ويتبع ان شاء الله بقية البحث
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 10:27 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا خالد على هذا البحث وغيره ، وأعتذر عن عدم المشاركة في مناقشة ما تطرحونه كثيراً ، لرغبتي في كتابة تليق بكم ، ثم كثرت علينا البحوث ، فأصبحنا نكتفي بالقراءة. فسامحنا وليس عدم المشاركة إلا لهذا السبب ، وليس لعدم علمنا بها أو عدم استفادتنا منها.
أخي الكريم : بالنسبة لموضوع رسم المصحف ، فقد كُتبتْ فيه - كما تعلم - كتب كثيرة قديماً وحديثاً. ولم أر أجمع من كتاب الدكتور غانم قدوري الحمد الذي طبع عام 1400هـ بعنوان (رسم المصحف - دراسة لغوية تأريخية). حيث استوعب الموضوع ، وفصل القول فيه تفصيلاً يشفي الغليل. فما أدري ما رأيكم يا أبا خالد في هذا الكتاب ؟ وفقكم الله.
---
أحمد البريدي
05-31-2003, 12:24 AM(1/2653)
للأسف ابا عبد الله لم أطلع على الكتاب فلعلك تكتب لنا ما يخص موضوعنا بارك الله فيك .
---
(1/2654)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسر
---
القول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسر
---
د.حاتم الشريف
07-21-2006, 03:22 PM
القَوْلُ المُحَرِّرلترجمة أبي صالح باذام المُفَسِّر (دراسةٌ لمسألةِ سماعه من ابنِ عباسٍ ، ولِمَنْزِلَتِه في الرّواية قَبولاً أو رَدًّا )
[line]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العظيم الأفضال، والصلاة والسلام على النبيّ وأزواجه والآل.
أما بعد : فهذا مقالٌ كان يعتلج في قلبي من مُدّة، وتشغلني عن كتابته مشاغل عديدة. ثم عزمتُ على الصبر له، والثبات على كتابته؛ فقد خشيتُ -والله- أن أُحَاسَبَ إن تركتُه على عدم البيان، إذ إن الصواب الذي بدا لي فيه مهجورٌ غير مشهور، بل لو قلتُ: مجهولٌ غير معلوم عند الأكثرين = لكان قولاً قريبًا من الحقّ، إن لم يكن الحق عينه.
فاستعنتُ بالله وكتبتُه على عجل، ولم أنشط إلى تجويد ترتيبه. لكني أرجو أن أكون قد نصحتُ فيه لله ولكتابه ولرسوله، أن بيّنتُ القول الصواب في حكم رواية أحد الرواة، ممّن كان الإعراض عن قبول روايته هو القول المشتهر المستقر، فأظهرت الدراسةُ فيه خلافَ ذلك.
ولمّا كان هذا الراوي مفسّرًا، وله نسخةٌ تفسيريّة، كان لحكم روايته أثر على تفسير كتاب الله تعالى، مع ما له من الأثر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا الراوي هو: أبو صالح باذام مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب .
فقد تُكلِّم في رواية هذا الراوي من جهتين:
-من جهة تضعيفه هو وجرحه.
-ومن جهة عدم سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما .
فدرستُ هاتين الجهتين، وتبيّن لي فيهما أنهما مخالفتان للصواب، كما ستراه في طيّات هذا المقال.
وسوف أبدأ بمسألة سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما ، ثم بمسألة منزلته من الجرح والتعديل.
فأقول (مستعينًا بالله تعالى) :(1/2655)
هو أبو صالح باذام (وقيل: باذان) مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها.
تابعي كبير: سمع عليّ بن أبي طالب، وابن عباس، وأبا هريرة، وأمّ هانئ.
وروى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن سالم الأسدي (تاريخ ابن معين برواية الدوري رقم 2388)، وإسماعيل بن عبدالرحمن السُّدّي (ت فق)، وجعدةُ بن أمّ هانئ (س)، وأبو هند الحارث بن عبدالرحمن الهَمْداني، وسفيان الثوري [كذا ذكره المزّي، وهو لم يدرك أبا صالح، فقد وُلد سفيان سنة 97هـ، أي بعد وفاة أبي صالح، كما أنه إنما يروي عنه بواسطة الكلبي ومنصور بن المعتمر والسُّدِّي وغيرهم]، وسليمان الأعمش (ونفى أبو حاتم سماعه منه في المراسيل رقم 298)، وسماك بن حرب (ت س)، وسيّار بن الحكم (معرفة الرجال لابن محرز: 2/ رقم 269)، وعاصم بن بهدلة (سي)، وأبو قلابة عبدالله بن زيد الجرمي (قد)، وعثمان بن عاصم بن حَصين أبو حَصين (القدر للفريابي رقم 414، ومسند الشاميين للطبراني رقم 1385، والمحدث الفاصل للرامهرمزي 291)، وعمّار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري [ذكره المزّي، وهو لم يدرك أبا صالح، وطبقتُهُ طبقةُ من يروي عن رجلين عنه]، وعمران بن سليمان، ومالك بن مِغْوَل، ومحمد بن جُحادة (4)، ومحمد بن السائب الكلبي (ت فق)، ومنصور بن المعتمر (تفسير الطبري 3/313-314)، وموسى بن عُمير القرشي، وأبو مكين نوح بن ربيعة.
هؤلاء هم الرواة عنه الذين ذكرهم المزّي في تهذيب الكمال (4/6)، وأضفت إليهم آخرين قيّدتُهم وقيّدتُ مصادر رواياتهم عنه.
وهو مكيٌّ، ثم كوفيّ. كان يناصر آل عليّ رضي الله عنه .
توفي في خلافة الوليد بن عبدالملك، أي بين (86هـ - 96هـ)، في قول الدولابي. وأمّا الذهبي فأرّخه ظنًّا بين سنة (110هـ - 120هـ)، كما في تاريخ الإسلام (3/311)، والأوّل أقرب.
هذه أهمّ معالم سيرته، وسيأتي أثناء سياق ما يتعلّق بسماعه وبمنزلته في الرواية أشياء أخرى مهمّة مُتَمِّمةٌ لهذه السيرة.(1/2656)
وأبدأ أوّلاً بما يتعلّقُ بسماعه من ابن عباس رضي الله عنهما خاصّةً، وسيأتي في أثناء ذلك إثبات سماعه من بقيّة شيوخه المذكورين آنفًا:
فقد شُكِّك في سماعه من ابن عباس، وأكثر ما يستدل به أصحاب هذا التشكيك، بقول ابن حبان في المجروحين (1/185) : « يحدث عن ابن عباس، ولم يسمع منه ».
وهذه هي العبارة التي ذكرها العلائي في جامع التحصيل (رقم 55)، وابن الملقن في البدر المنير (2/485)، وأبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل (رقم 80)، والحافظ ابن حجر في التهذيب (1/417).
ومما يؤيد هذا القول: أن الإمام مسلمًا في كتابه التفصيل، تعقّب حديث أبي صالح عن ابن عباس في لعن زوارات القبور، بقوله: « هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتّقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماعٌ من ابن عباس ». (فتح الباري لابن رجب 3/201).
ونقل مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (2/345)، عن ابن عدي أنه نفى سماعه من ابن عباس أيضًا، وهو أمرٌ لا وجود له في الكامل لابن عدي!
وقد كان هذا القول هو المستقرّ عند عامّة الباحثين، بل لا أعرف إلا من قال به. وكان هو المستقرّ عندي أيضًا، خاصةً مع عبارة الإمام مسلم التي وقفت عليها.
ثم أوّل ما حَرّكني للبحث هو أني وقفت على العبارة التالية في منتخب علل الخلال لابن قدامة (127 رقم 60)، وهي قول مُهَنّى: « قال أحمد بن حنبل: لم يكن عند أبي صالح من الحديث المسند. يعني: إلا شيءٌ يسير. (قال مهنى:) قلت: أي شيء؟ قال: عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال تعالى:{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة [البقرة:195]، قال: النفقة في سبيل الله ».
والذي استوقفني منها هو قول الإمام أحمد بأنّه ليس عند أبي صالح من الأحاديث المسندة إلا الشيء اليسير، ثم ضرب مثالاً لهذا اليسير بأثر موقوفٍ على ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية.(1/2657)
وسبب هذا التوقف مني عند هذا الوصف: أن المسند عند المحدثين أكثر ما يُطْلَق على المرفوع المتّصل (حقيقةً أو ظاهرًا)، وقد يطلقونه (بقلة) على غير المرفوع إذا كان مُتّصلاً. وتفسير ابن عباس هنا غير مرفوع، ومعنى ذلك أن الإمام أحمد قصد بـ(المسند) في وصفه لحديث أبي صالح عن ابن عباس: الاتصال، أي: إنه متصل!
هذا أوّل ما استوقفني، ودعاني لبحث هذه المسألة.
فلمّا رجعتُ إلى تفسير الطبري عند تفسير هذه الآية، وجدته أخرجه من وجهين عن شعبة بن الحجاج، عن منصور بن المعتمر، عن أبي صالح [قال في أحد الوجهين في التعريف به: الذي كان يحدث عنه الكلبي]، عن ابن عباس، أنه قال في هذه الآية: « تنفق في سبيل الله، وإن لم يكن لك إلا مِشْقصٌ أو سهم ». (تفسير الطبري: 3/313-314).
فاستوقفني فيها أنها من رواية شعبة، عن منصور، عن أبي صالح، عن ابن عباس. ومن المعلوم لدى المشتغلين بالسنّة: دلالةُ رواية شعبة بن الحجاج على سماع الرواة الذين روى عنهم بعضهم من بعض، لا في طبقة شيوخه وشيوخهم، بل في طبقة شيوخ شيوخه وشيوخهم أيضًا. إذْ لمّا روى شعبة، عن حصين، عن أبي مالك، قال: سمعت عمارًا؛ قال ابن أبي حاتم لأبيه: « فأبو مالك سمع من عمار شيئًا؟ قال: ما أدري ما أقول لك! قد روى شعبة، عن حصين، عن أبي مالك: سمعت عمارًا. ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار، ما كان شعبةُ يرويه .. ». (العلل: رقم 34). ووجه الاحتجاج بقوله: « ما كان شعبة يرويه »، إذ الظاهر أنه لولا صحّة السماع لما رواه شعبة، والمعنى: أن شعبة لا يروي إلا ما كان مُتّصلاً.(1/2658)
ومن العبارات المهمّة أيضًا، لكن ظاهرها يخص شيوخ شعبة، قَوْلُ شعبة: « كل شيء حدثتكم به، فذلك الرجل حدثني به أنه سمعه من فلان؛ إلا شيئًا أبيّنه لكم ». (تقدمة الجرح والتعديل: 173). ومن ذلك ما أخرجه السرّاج في مسنده (رقم 742) بإسناد صحيح إلى شعبة، قال: «ما سمعتُ من رجل حديثًا، إلا قال لي: حدثنا، أو: حدثني؛ إلا حديثًا واحدًا: قال قتادة: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من حُسن الصلاة إقامة الصف. أو كما قال؛ فكرهتُ أن تَفْسُدَ عليَّ من جودة الحديث».
فلمّا وجدتُه من رواية شعبة عن منصور عن أبي صالح عن ابن عباس، ازددتُ ثقةً أن الإمام أحمد بكلامه السابق أراد وَصْفَ حديث أبي صالح عن ابن عباس بالاتصال، وهذا يعني إثباته للسماع.
فرجعتُ إلى الأثر السابق، وعزمتُ على تخريجه. فكان أوّل مصدر رجعت إليه بعد تفسير الطبري، هو تفسير ابن أبي حاتم، فما أشدّ فرحي عندما تحقّق ظنّي، عندما وجدتُ أبا صالح يصرّح بالسماع، بالإسناد الصحيح إليه، وفي هذا الخبر نفسه الذي ذكره الإمام أحمد !!!
قال ابن أبي حاتم في تفسيره (1/330 رقم 1742) : « حدثنا يونس بن حبيب: حدثنا أبو داود: حدثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت أبا صالح مولى أمّ هانيء، أنه سمع ابن عباس يقول في قوله تعالى :{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}[البقرة:195]، قال: أنفق في سبيل الله، وإن لم تجد إلا مِشْقصًا ».
وبذلك جزمتُ بصحّة فهمي لكلام الإمام أحمد، وأنه كان يثبت سماع أبي صالح من ابن عباس. وأن شعبة أيضًا كان يثبت هذا السماع، ولذلك روى عن أبي صالح عن ابن عباس، وأنه اطّرد على قاعدته في التثبّت من السماع في هذا الإسناد تحديدًا. وأخيرًا قام الدليلُ الصحيح، والذي اعتمده الإمام أحمد من قبل = على أن أبا صالح قد سمع من ابن عباس!! ثم يأتي كلام الإمام أحمد لينفي عن صيغة التصريح بالسماع في ذلك الخبر احتمال التصحيف؛ لأنه أثبت بها الاتصال!(1/2659)
ولا شكّ أن هذا الإثبات للسماع، بإمامة وجلالة مُثْبِتَيْهِ، وبقيام الدليل على صحّته = أجل وأرجح من أقوال النُّفاة. كيف وقد وافقهم ثالثٌ باللفظ الصريح، كما يأتي؟؟!
ولكنّي أحببتُ مزيدًا من التأكد، فواصلتُ التنقيب، حتى وقفتُ على الخبر التالي:
قال الرامهرمزي في المحدّث الفاصل (291-292) : « حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل: حدثنا عبدالرحمن بن صالح: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصين، قال: كنّا عند أبي صالح، فقال: قال أبو هريرة: إن في الجنة شجرةً يسير الراكب في ظلّها سبعين عامًا. فقال شقيق الضبّي: ما سمعنا في الجنة بظعن ولا سير! قال: أفتكذّبُ أبا هريرة؟! قال: لا، ولكن أكذّبُك.
قال: وكان أبو صالح مولى أمّ هانئ وقع في السهم لجعدة بن هبيرة، فبعث به إلى أمّ هانئ، فأعتقته، وقالت لابن عباس: اكتُبْ له عِتْقَه، ففعل. وكانت تقول لأبي صالح: تعلّم، فإنّ الناس يسألونك. وتقول: خرج من بيت علم » .
وهذا إسنادٌ صحيح.
محمد بن عبدوس بن كامل السلمي السراج البغدادي (ت293هـ)، وهو أحد الحفاظ الأثبات. (تاريخ بغداد: 2/381-382).
وعبدالرحمن بن صالح الأزدي (ت235هـ)، وهو ثقة، لم يُتكلّم فيه إلا ببدعة التشيّع. (التهذيب: 6/197-198).
أبو بكر بن عياش (ت194هـ)، وهو مشهور في الثقات المكثرين.
وأبو حَصين هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي (ت127هـ)، وهو ثقة ثبت مشهور.
وأخرجه ابن جرير الطبري مختصرًا (22/316-317)، لكن فيه فوائد إسناديّة.
حيث قال الطبري: « حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو حصين، قال: كنّا على بابٍ في موضع، ومعنا أبو صالح وشقيق (يعني الضبي). فحدّث أبو صالح، فقال: حدثني أبو هريرة، قال: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلها سبعين عامًا. فقال أبو صالح: أتكذّب أبا هريرة؟! فقال: ما أكذب أبا هريرة، ولكنّي أكذبك أنت. قال: فشقّ على القرّاء يومئذٍ » .(1/2660)
وبهذا الإسناد الصحيح يزداد السابق صحّة، وفيه فائدة، وهي أن أبا صالح قد سمع من أبي هريرة أيضًا، فقد صرّح بالسماع منه.
أمّا الخبر نفسه المتعلّق بأبي صالح، والذي يظهر أنه من كلام أبي حصين، فهو خبرٌ جليل الفوائد:
-ففيه أن عبدالله بن عباس هو الذي كتب عِتْقَ أبي صالح.
-وفيه أن أبا صالح سمع من أمّ هانئ بنت أبي طالب أخت أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. وقد صرّح بالسماع منها أيضًا في مسند أحمد (رقم 26891)، ومعجم الطبراني (24/412).
-وفيه أنه تلقَّى علمه من آل بيت النبوة، كابن عباس، وبنت عمّه أم هانئ رضي الله عنها .
-وفيه ثناءٌ من هذه الصحابيّة الجليلة على هذا التابعي الجليل!
وأمّا جعدة بن هبيرة الوارد في الخبر فهو ابن أمّ هانئ، حيث إن أمّ هانئ تزوجت بهبيرة بن أبي وهب المخزومي، فولدت منه جعدة وغيره.
وبذلك نعلم قِدَمَ طبقة أبي صالح، ولا نعجب حينها من ذكر ابن سعد له في طبقة التابعين الذين سمعوا من مثل ابن عمر وأسامة بن زيد وابن عباس وعائشة وأمثالهم. فانظر طبقات ابن سعد (7/297) (8/413).
بل لم يقف الأمر عند هذه الطبقة، فقد قال الدولابي في الكنى (2/656): « سمع من علي، وابن عباس، وهو أبو صالح صاحب التفسير، وكان علويًّا، هلك في إمارة الوليد بن عبدالملك ».
فهاهو الدولابي لا يثبت سماعه من ابن عباس فقط، بل من علي رضي الله عنه ! وليس في ذلك غرابة، وهو عَتيقُ أخته أمّ هانئ بنت أبي طالب.
وبذلك لا يبقى شكٌّ في سماع أبي صالح من ابن عباس رضي الله عنهما .
لكن جاء في عبارة الإمام أحمد التي فتح الله بها عليّ بهذا التحرير: أن أبا صالح لم يرو عن ابن عباس إلا القليل، مع أنّ رواية أبي صالح عن ابن عباس نسخةٌ شهيرةٌ في التفسير!
الجواب: أن النسخة الشهيرة عن أبي صالح عن ابن عباس، هي من رواية محمد بن السائب الكلبي، وهو الذي وضع هذا الإسناد، وكذب على أبي صالح.(1/2661)
ومصداقُ ذلك أن ما رواه أبو صالح عن ابن عباس، من غير رواية الكلبي عنه، قليلٌ جدًّا، كما قال الإمام أحمد، وكما تراه في التفاسير.
فليس له في الكتب الستة عن ابن عباس؛ إلا حديث « لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتّخذين عليها المساجد والسُّرُج ».
أخرجه أبو داود (رقم 3227)، والترمذي وقال: « حديث حسن » (رقم 320)، والنسائي (رقم 2043)، وابن ماجه (رقم 1575).
وهو من حديث شعبة بن الحجاج أيضًا، عن محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
وليس لأبي صالح عن ابن عباس حديثٌ سواه في إتحاف المهرة لابن حجر (7/18-19)، إلا ثلاثة أحاديث عند الدارقطني، كلّها من رواية الكلبي عن أبي صالح، وقد نبّه الدارقطني على كذب الكلبي فيها (سنن الدارقطني رقم 4227).
هذا ما يتعلّق بسماع أبي صالح من ابن عباس رضي الله عنهما .
---
د.حاتم الشريف
07-21-2006, 03:33 PM
أما منزلته من الجرح والتعديل:
فالحقّ يُقال: إن من أعظم ما أضرّ بأبي صالح روايةُ الكلبي عنه لذلك التفسير الموضوع على ابن عباس رضي الله عنهما .
ولم يكتفِ الكلبي بذلك، حتى ادّعى أن أبا صالح قال له: « كل شيء حدثتك فهو كذب ». (التاريخ الكبير للبخاري: 1/101، والأوسط: 3/399 رقم 609، والضعفاء: رقم 337، ومنتخب علل الخلال لابن قدامة: 127 رقم 60، والكامل لابن عدي: 2/69، 7/114، 115، والأسماء والصفات للبيهقي: رقم 875، 876).
وقد رُوي عنه هذا التكذيب بلفظ آخر مجمل، غير صريح بتكذيب أبي صالح، وهو أنه قال للثوري: « ما حدثت عني، عن أبي صالح، عن ابن عباس، فهو كذب، فلا تروه ». (الجرح والتعديل 7/271، والمجروحين 2/254).
وسواءً أقال العبارة الأولى التي زعم أن أبا صالح اعترف له فيها بالكذب، أو قال الثانية التي تحتمل تكذيبه نفسه، فالكلبي نفسه كذّاب، ولا يجوز أن يُجْرح أحدٌ بكلام كذّاب.(1/2662)
ولذلك فما أحسن تصرّف البخاري عندما أورد هذه العبارة في ترجمة الكلبي، لا في ترجمة أبي صالح. للذي ذكرناه من أن الكلبي نفسه كذاب، ومن جهة أن الكلبي قد ملأ الدنيا بتفسيره المطوَّل المكذوب هذا، فما باله يحدّث بما عَرّفه شيخُه -بزعمه- أنه كَذِبٌ؟! ولماذا لم يمتنع عن رواية هذا التفسير الموضوع ؟!!
وقد بيّن يحيى بن معين من يستحق التكذيب في هذه النسخة، حيث قال (كما سيأتي) : « الكلبي إذا روى عن أبي صالح فليس بشيء؛ لأن الكلبي يحدّث به مَرّةً من رأيه، ومَرَّةً عن أبي صالح، ومَرَّةً عن أبي صالح عن ابن عباس. فإذا حدّث غير الكلبي عن أبي صالح: فليس به بأس ».
ووازن هذين الموقفين المنصفين من عبارة الكلبي تلك بقول الجوزجاني في أحوال الرجال (رقم 64) : « أبو صالح مولى أمّ هانئ، كان يقال له دُرُوزَن: غير محمود (ثم أسند إلى سفيان الثوري:) عن الكلبي، قال: قال أبو صالح: كل ما حدثتُك كذب » .
فـ(غير محمود) لا تساوي في الدلالة اتّهامه بالكذب، فإن قصد أنه غير محمود لكنه غير كذاب: فعبارته موهمةٌ، لا تؤدّي هذا المعنى؛ إذ كيف يَسْتدل لكونه غير كذاب بوصفه بالكذب؟! وإن استدلّ لوصفه بالكذب بعبارة الكلبي، فهذا ما لا يُقبل؛ إذ كيف يُجرح أحدٌ بقول كذاب؟!
وأحسب الجوزجاني وصفه بهذا الوصف لكونه من شيعة علي رضي الله عنه ؛ لأنه ذكره في شيعة الكوفة، كما أنّ أبا صالح قد وصفه الدولابي بأنه علوي، ومراده بذلك أنه ممن له ميلٌ إلى عليّ رضي الله عنه. وهذا سببٌ من أسباب انحراف الجوزجاني عنه، فإنه (كما هو معروف عنه) فيه مَيْلٌ زائدٌ عن شيعة علي رضي الله عنه .(1/2663)
وقد ظهر لي سبب افتراء الكلبي لهذه الفرية، التي يدّعي فيها أن أبا صالح أقرّ على نفسه بالكذب، مع ما لا يخفى من بُعْد وقوع مثل هذا الإقرار في العادة، مما يشهد على كذب دعوى هذا الإقرار نفسها، وهذا السبب هو أن أبا جناب يحيى بن أبي حيّة، قال: « حلف أبو صالح: أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئًا ». (الجرح والتعديل 7/271). فيبدو أن الكلبي لمّا بلغه أن أبا صالح كذّبه، واجه التكذيب بالتكذيب !!
وعلى عدم اعتماد تكذيب الكلبي لأبي صالح عامة النقّاد؛ لأنّ من ضعّف أبا صالح منهم، لم يصل الأمر بغالبهم درجة اتّهامه بالكذب، بل ظاهر عبارات غالبهم أنه خفيف الضعف؛ وهذا ردٌّ لقول الكلبي، وهو حريٌّ بكل ردّ.
ومع ذلك: فقد استصحب شؤمُ كَذِب الكلبي بتلك النسخة أبا صالح في غير سياقه الصحيح، في كثير من الأحيان.
وهذا ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (5/563-564)، يردّ على قول عبدالحق الإشبيلي عن أبي صالح: « ضعيف جدًّا »، بردٍّ يقول فيه: « وضعفُ الكلبي لا ينبغي أن يُعْدِي أبا صالح، وليس ينبغي أن يُمَسَّ أبو صالح بكذبة الكلبي عليه، حيث حكى عنه أنه قال له: كل ما حدثتك عن ابن عباس كذب، وفي رواية: فلا تحدث به. فهذا من كذب الكلبي، وهو عندهم كذاب ».
ولكن يبدو أنّ كذب الكلبي قد أخرج عبارات في أبي صالح تُوهِمُ أنه في حالته من الكذب أو قريبًا منها !
فانظر قول الدارمي في ردّه على المريسي (54) : « قد أجمع أهل العلم بالأثر أن لا يحتجوا بالكلبي، في أدنى حلال أو حرام، فكيف في تفسير توحيد الله وتفسير كلامه!! وكذلك أبو صالح ». فلا أدري: هل جُرّ أبو صالح بالمجاورة (كما يقول أهل النحو)؟! أم قصد أنه لا يُعتمد على نسخة الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس؟! أم قصد استضعافَ تفسير أبي صالح الموقوف عليه لا روايته عن ابن عباس؟!!(1/2664)
فمن نظر في أقوال أئمة الجرح والتعديل، والتي سيأتي ذكرها، يعلم أن أبا صالح لا يصح اتّهامُه وتركُه، وأن أقصى ما يمكن أن يصل إليه من الضعف، هو الضعف الذي سببه قلّة الحفظ وضعف الضبط، وهو سببٌ لا يُنزله إلى مراتب الضعف الشديد أبدًا، ما دام معلومَ العدالة.
ومن ثَمَّ: يستحقُّ كل قول يدلّ على ترك أبي صالح التركَ المعني به ترك الرواية، والدالَّ على شدّة الضعف = أن يكون قولاً مردودًا، لا يؤثر في أبي صالح؛ لأنه يشهد على عدم صحّة تصوّر قائله لحقيقة حال أبي صالح. ومن لم يصحّ تصوّره لا يصح حُكْمُه، ولا يصحّ اعتماد حكمه من بعده.
فانظر قول البيهقي في الأسماء والصفات (2/312): « وأبو صالح هذا، والكلبي، ومحمد بن مروان: كلّهم متروك عند أهل العلم بالحديث، لا يحتجّون بشيء من رواياتهم؛ لكثرة المناكير فيها، وظهور الكذب منهم في رواياتهم ».
هذا القول مثالٌ صحيح لشؤم رواية الكلبي عن أبي صالح في التفسير، ومثال على عدم صحّة التصوّر لحال أبي صالح !
ونحوٌ منه قول ابن عدي: « وباذام عامّةُ ما يرويه تفاسير، وما أقلّ ما له من المسند. وهو يروي عن: علي، وابن عباس. وروى عنه: ابن أبي خالد تفسيرًا كثيرًا، قدرَ جزء. وفي ذلك التفسير ما لا يتابعه عليه أحد، ولا أعلم أحدًا من المتقدّمين رضيه ». (الكامل 2/71، ووقع فيه تصحيفات، وتصويبها من مختصر الكامل للمقريزي 201 رقم 300).
قلت: إن قصد ابن عدي بما لا يتابع عليه من التفسير رواية الكلبي، فهذا ما لا يصح أن تُلْحَق نكارته بأبي صالح. وإن قصد ما سوى ذلك، فما أورد له ابن عدي شيئًا يقتضي تضعيف تفسيره.
فقد أخرج ابن عدي (2/70) في ترجمة أبي صالح خبرين عنه متعلّقين بالتفسير، والأصل أنه أخرجهما لبيان مثالٍ لما يُستنكر عليه من التفسير.
أمّا الأول: فهو أن أبا صالح قال في قوله تعالى:{ويأتوكم من فورهم} [آل عمران:125]: « من غضبهم ».(1/2665)
وهذا تفسير لم ينفرد به أبو صالح، بل هو قول مجاهد، وقولٌ لعكرمة مولى ابن عباس، وللضحاك، وله وجه في اللغة صحيح. (تفسير الطبري 6/30-32).
وأمّا الثاني: فرواية أبي صالح عن أمّ هانئ، قالت: « فيّ نزلت هذه الآية {وبنات عملك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك} [الأحزاب:50]، فقالت: أراد النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يتزوّجني، فنُهي عنّي؛ لأني لم أُهاجر ».
وهذا السبب لنزول الآية الذي أورده ابن عدي، والذي يُفهم من إيراده إيّاه أنه مثالٌ لما يُستنكر من مرويات أبي صالح في التفسير = ليس فيه نكارة ظاهرة، بل قد خالفه غيره من أئمة الحديث، فقد أخرجه الترمذي (رقم 3214)، وقال: « هذا حديث حسن، لا أعرفه إلا من هذا الوجه من حديث السُّدِّي ». (ووازنه بتحفة الأشراف 12/450 رقم 17999)، والحاكم وصحّحه (2/420) (4/53). وذكره عددٌ من المفسّرين عند هذه الآية، دون نكير منهم لها.
وانفراد أبي صالح عن أمّ هانئ بهذا السبب، وهو مولاها، لا غرابة فيه. على أنّ أصل القصّة ثابتٌ في الصحيح، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أمّ هانئ. فقد أخرجه مسلم (4/1959 رقم 2527)، من حديث أبي هريرة: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خطب أمّ هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني قد كبرتُ، ولي عيال. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده )).
وله شاهدٌ من حديث أمّ هانئ نفسها عند الطبراني في الكبير (24/436-437) والأوسط (رقم 4254، 5615)، بإسناد جيّد إلى الشعبي، عن أمّ هانئ رضي الله عنها . وأخرجه ابن سعد (10/146-147)، عن الشعبي، بالقصّة.(1/2666)
وقد جوّد أبو صالح مولاها الخبر عنها، كما في لفظه الآخر عند ابن سعد في الطبقات (10/147)، بإسناد صحيح إليه، حيث قال: « خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّ هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني مُؤْيمة، وبنيّ صغار. فلمّا أدرك بنوها، عرضت نفسها عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (( أمّا الآن فلا ))؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى أنزل عليه {يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن} إلى قوله {اللاتي هاجرن معك} [الأحزاب:50]، ولم تكن من المهاجرات ».
ففي هذا الخبر بيانٌ للخبرين، وأن الآية لم تنزل في أمّ هانئ، ولكن كان فيها بيان حكمها، وهو أحد معاني السلف في قولهم: « نزلت في كذا »، أي في بيان حكم قصّة فلان أو تُخبر عن مثل ما وقع لفلان. (وانظر: المحرّر في أسباب النزول للدكتور خالد المزيني 2/816-818، فهذا التحرير يناقشُ ترجيحَه).
فهذا هو الخبر الثاني لابن عدي يتبيّن أنه لا نكارة فيه أيضًا، وأن ابن عدي إن قصد بإخراجه الاستدلال به على ما ذكره: من رواية أبي صالح لما لا يُتابع عليه في التفسير وما يُستنكر عليه فيه، كما هو الأصل من منهج ابن عدي = أنه استدلالٌ في غير محلّه؛ لأنه لا نكارة فيه.
وأمّا إن لم يقصد ابن عدي الاستدلال بالخبرين السابقين على مناكير أبي صالح في التفسير، وهذا خلاف الأصل، فلماذا لم يذكر ما يستدل به؟! فهذا أكثر دلالة على عدم صحّة ما ذهب إليه، لأنه فَقَدَ دليلاً واحدًا عليه، وأنه لم يجد حديثًا واحدًا يشهد لصحة قوله!
وممّا يؤكّد على نقص ما كان لدى ابن عدي في أبي صالح، قولُه عنه: « ولا أعلم أحدًا من المتقدّمين رضيه ». فإن هذه العبارة المنقوضة بالواقع (كما يأتي)، تدل على النقص الذي سيؤدّي إلى خطأ التصوّر أيضًا عند ابن عدي رحمه الله.(1/2667)
على أن شيخ الإسلام ابن تيميّة قد تعقّب عبارة ابن عدي هذه، بقوله في مجموع الفتاوى (24/351) : « وهذا كقول من قال: لا أعلم أنهم رضوه. وهذا يقتضي أنه ليس عندهم من الطبقة العليا، ولهذا لم يخرج البخاري ومسلم له ولأمثاله؛ لكن مجرّد عدم تخريجهما للشخص لا يوجب ردّ حديثه. وإذا كان كذلك، فيقال: إذا كان الجارح والمعدِّل من الأئمة، لم يُقبل الجرح إلا مفسَّرًا، فيكون التعديل مقدّمًا على الجرح المطلق ».
لكن الذي يستوقف في شأن ابن عدي، أنه قد أورد عبارة قاسيةً في أبي صالح، ومع نقص تصوّره عنه، لم يعتمدها!
فقد أخرج ابن عدي (2/68)، والبخاري في الضفعاء (رقم 44)، والأوسط (3/60)، وغيرهما، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: « كنّا نسمّي أبا صالح دروغ زن، وتفسيره كذّاب ».
وقد جاءت في بعض المصادر « دروزن »، فانظر السنن الكبرى للنسائي (3/368).
والذي في المعجم الذهبي (فارسي-عربي) للدكتور محمد التونجي (295):
« دُروغ زَن: كاذب ».
وهذا الوصف هو أشدّ ما جاء في أبي صالح، ولكن يعارضه معارضة قويّة قول من قبله (وهم من أجلّ الأئمة وأشدّهم تحرّيًا)، وقولُ من ضعّفه تضعيفًا خفيفًا.
ومن دلائل عدم اعتماده أيضًا أن الإمام النسائي لم يعتمده، فقد قال في السنن الكبرى (3/368 رقم 3295): « هو ضعيف الحديث، وهو مولى أمّ هانئ، وهو الذي يروي عنه الكلبي. وقال ابن عيينة، عن محمد بن قيس، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كُنّا نُسمي أبا صالح دُرُوْزَنْ، وهو بالفارسيّة: كذّاب؛ إلا أن يحيى بن سعيد لم يتركه، وقد حدّث عن إسماعيل بن أبي خالد عنه، وقد رُوي أنه قال في مرضه: كل شيء حدّثتكم فهو كذب ».(1/2668)
فانظر كيف اكتفى بوصفه بأنه « ضعيف الحديث »، وهو الوصف الذي ذكره أيضًا في كتابه الضعفاء (رقم 74)، مع علمه بعبارة حبيب بن أبي ثابت. ثم انظر إلى استثنائه « إلا أن يحيى بن سعيد لم يتركه »، وظاهرها بيان سبب عدم اعتداده بهذا التكذيب. أمّا ما نقله في آخر ترجمته، فلا يخفى على أبي عبدالرحمن النسائي أنه من رواية الكلبي، ولذلك قدّمه بصيغة التمريض، ولذلك لم يعتمده أيضًا.
وأمّا ما نقله المزّي (تهذيب الكمال 4/7) من أن النسائي قال عنه: « ليس بثقة»، وهي عبارة جرح شديد من النسائي، ففوق كونه مخالفًا لما جاء في كتابي النسائي (السنن، والضعفاء)، فقد شكَّك الإمام الذهبي في صحّتها، حيث قال في السير (5/37-38): « وقال النسائي: ليس بثقة، كذا عندي، وصوابه: بقوي. فكأنها تصحّفت، فإن النسائيَّ لا يقول: ليس بثقة في رجل مُخَرَّج في كتابه ».
وما أحسن كلام الذهبي هذا، خاصّةً مع إخراج النسائي له في المجتبى، مُبَوِّبًا على حديثه وحده (رقم 2043)، دون تعقُّبٍ منه بضعفه. وإنما تعقّب حديثًا آخر، كان يرى أنه لا يصح، في (السنن الكبرى)، كما نقلنا كلامه آنفًا.
وهذا التصرّف من النسائي يصلح أن يكون من نصيب من كان في آخر مراتب القبول؛ حيث إن الأصل فيمن أخرج له النسائي في المجتبى، دون إعلال لحديثه، أنه مقبول. وأمّا قوله عنه ضعيف، فلا يعارض تلك المنزلة، كما بيّنتُه في المرسل الخفي (1/309-311، 352)، من أن (ضعيف) وصفٌ قد يوصف به من كان في آخر مراتب القبول؛ لأن فيه ضعفًا موازنةً بالثقة. ويَكْثُر وصف المقبول بهذا الوصف إذا أخطأ، ويزدادُ عدد المقبولين الموصوفين بالضعف في أحكام من كان نَفَسُهُ حادّ، كالنسائي، على عَدَدِهم في أحكام الأئمة المعتدلين في ألفاظهم.
هذه هي أهم ألفاظ الجرح، وذكرنا أنّ من أسبابها رواية الكلبي التفسير عن أبي صالح، ثم دعواه أنه كذب في روايته.(1/2669)
كما أن من أسبابها أن أبا صالح لم يكن مبرّزًا في التفسير تبريز مفسّري عصره، من أمثال مجاهد وغيره من تلامذة ابن عباس. كما أنه لم يكن مبرّزًا في العلم كأئمة التابعين في زمنه، من أمثال الشعبي. كما أنه كانت له صنعة لم تكن من صنائع كبار العلماء، وهي تعليم الصبيان في الكُتّاب. فمِثْلُهُ إذا انتُقِصَ من علمه، أو استُخِفَّ بمعارفه، ومن أئمة التابعين = لا نستغرب ذلك. لكن لا يلزم من ذلك أن لا يكون له اعتباره في العلم، فإن البدر عند الشمس ينمحي نوره.(1/2670)
فإن « كان مجاهد ينهى عن تفسير أبي صالح » [كما في التاريخ الكبير للبخاري (2/144)، والكامل لابن عدي (2/70)، والجرح والتعديل (2/432)، لكنه جاء مطلقًا غير مقيد بالتفسير عند ابن أبي حاتم]؛ فإن لمجاهد (الذي فاق أئمة التابعين قاطبةً في التفسير) أن لا يراه أهلاً لذلك. خاصّةً أنه يُذكر عنه كثرة اعتماده على الصُّحُف، وأنه يأخذ عنها دون إكثار من الأخذ من العلماء، كما قال مغيرة بن مِقْسم: إنما أبو صالح صاحب الكلبي يُعَلّم الصبيان، (ويُضَعِّفُ تفسيره): قال: كُتُبٌ أصابها، (وتعجّب ممن يروي عنه). [أخرجه صالح بن الإمام أحمد كما في العلل رواية المروذي وغيره رقم 315، وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/782-783، والعقيلي في الضعفاء 1/166]. فهذا الاستضعاف مقبول من إمام المفسّرين مجاهد، وهذا التعليل بالأخذ من الكتب له وجهه في زمنهم. أمّا اليوم وقبله بدهور، فلا يصح الاعتماد على هذه الأحكام لاستضعاف علم أبي صالح في التفسير. ولذلك نقل عنه تفسيره اثنان من جلّة التابعين، ورأياه أهلاً له، وهما إسماعيل بن عبدالرحمن السُّدِّي المفسِّر الكبير، وإسماعيل بن أبي خالد الأحمسي التابعيّ الثقة الحجّة الذي قال عنه العجلي: « كان لا يروي إلا عن ثقة ». (التهذيب: 1/292). وأودع كثيرًا من أقواله في التفسير أئمة التفسير في كتبهم، كابن جرير وابن أبي حاتم، في حين أنهما تجنّبا تفسير الكلبي ومقاتل بن سليمان والواقدي وأمثالهم
وأمثالهم([1])، بل لقد استعرضتُ كل ما رواه له ابن جرير في التفسير، فلم أجد فيه ما يُستنكر، بل عامة تفسيره متابعٌ عليه من أئمة التفسير في زمنه، كمجاهد وعكرمة وأمثالهما.
وفي هذا المعنى قِصّة الشعبي مع أبي صالح، فقد قال إسماعيل بن أبي خالد:(1/2671)
« رأيتُ الشعبي مرَّ بأبي صالح، فأخذ بأذنه فعركها، ثم قال: يا مَخْبَثَان، تفسر القرآن وأنت لا تقرأه ». ومعنى قوله: « وأنت لا تقرأه »، أي: لا تحفظه؛ كما جاء في بعض ألفاظ الخبر. (العلل ومعرفة الرجال برواية المروذي وغيره: رقم 314، وتاريخ ابن معين برواية الدوري: رقم 3164، المعرفة والتاريخ للفسوي: 2/685، 785، وتاريخ ابن أبي خيثمة: رقم 2452، والضعفاء للعقيلي: 1/165، وتفسير الطبري: 1/86، والكامل لابن عدي: 2/70، وجاء عندهما بلفظ: وأنت لا تحسن تقرأ).
ولا شك أن لحفظ القرآن أو لجودة قراءته أهمّيته، لكنه ليس شرطًا من شروط المفسّر([2]).
وهذا إسماعيل بن أبي خالد الذي روى هذه الحكاية عن الشعبي، وهو أخصّ تلامذة الشعبي وأوثقهم فيه، يكون هو نفسه أشهر وأكثر من روى تفسير أبي صالح، وكأنه لم ير في نقد الشعبي ما يقتضي ردّ تفسير أبي صالح، مع إجلاله وتعظيمه لشيخه الشعبي.
وكأني ألمح من عَرْك الشعبي لأُذُنِ أبي صالح، أن القصّة جاءت على وجه المزاح والدعابة! خاصةً أنهما قرينان في السنّ تقريبًا !!
وهذا كُلّه ليس له علاقةٌ بقبول رواية أبي صالح؛ لأن القبول لا علاقة له بعلمه في التفسير. لكن إيراد هذه الأقوال في ترجمة أبي صالح مع عبارات الجرح والتعديل، قد تعزّزُ في نفس الناظر بغير أناة قبول الجرح وتقدّمه عنده على التعديل. لكن بعد هذا البيان عن مكانة أبي صالح في التفسير، وبالتأكيد على أنه لا علاقة بين هذه العبارات ومنزلته في الجرح والتعديل = لا يبقى لهذه العبارات أثرٌ في تعزيز الجرح على التعديل ولا العكس.(1/2672)
فإذا عُدْنا إلى بقيّة عبارات الجرح، أجد أهمّها (بعدما سبق) ما جاء في التهذيب (1/416) : « قال أحمد: كان ابن مهدي ترك حديث أبي صالح ». فقد يُظنّ أن الترك هنا هو الترك الاصطلاحي، الذي يُقصد به شدّة الضعف. لكن الصحيح أن عبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان لمّا كانا لا يرويان إلا عن ثقة أو مقبول الرواية عندهما([3])، قيّد العلماءُ مَنْ رويا عنه، ومن تجنّبا الرواية عنه أو له. فيكون حينها من تجنّبا الرواية عنه غير مقبول الحديث عندهما، فقد يكون شديد الضعف، وقد يكون خفيفَ الضعف؛ لأن هذين الصنفين كليهما لا يُحتجّ بحديثهما. وقد يعبّر العلماء عن ذلك بأنهما رويا عن فلان وتركا حديثَ فلان، أو روى عنه أحدهما وتركه الآخر، والمقصود بالترك هنا ما هو أعمّ من الترك الاصطلاحي؛ لأن شرط هذين العالمين ترك الرواية عن خفيف الضعف وشديده.
ويبيّن هذا المعنى بوضوح النُّقول التامّة التالية:
قال الإمام أحمد في العلل (رقم 3289) : « كان ابن مهدي لا يُحدّثُ عن إسماعيل عن أبي صالح شيئًا، من أجل أبي صالح، وكان يحيى بن سعيد يحدّث عنه، وكان في كتابي عنه عن سفيان عن السُّدِّي عن أبي صالح، فلم يحدثنا به [يعني: عبدالرحمن بن مهدي] ».
وعَبّر عن هذا بلفظ آخر في موضع آخر، فقال (رقم 3309): « كان عبدالرحمن بن مهدي ترك حديث أبي صالح باذام، وكان في كتابي عن السدي عن أبي صالح، فتركه، فلم يحدثنا به عنه ».
وقال في موضع آخر (رقم 4381) : « كان عبدالرحمن بن مهدي لا يحدّث عن باذام أبي صالح » .(1/2673)
فعبدالرحمن بن مهدي لم يقل عن أبي صالح « متروك الحديث »، وإنما ترك الحديث عنه؛ لأنه لا يحدث إلا عن مقبول الرواية مُحْتَجٍّ بحديثه، لا لأنه شديد الضعف عنده. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميّة عن راوٍ: « وأمّا قَوْلُ من قال: تركه شعبة، فمعناه أنه لم يرو عنه. وشعبة، ويحيى بن سعيد، وعبدالرحمن بن مهدي، ومالك، ونحوهم، قد كانوا يتركون الحديث عن أناس لنوع شبهة بلغتهم، لا توجب ردّ أخبارهم، فهم إذا رووا عن شخص كانت روايتهم تعديلاً له، وأما ترك الرواية فقد يكون لشبهة لا توجب الجرح ». (مجموع الفتاوى 24/349-350).
ومن العبارات التي قد يستدل بها على كذب أبي صالح، ما رواه سفيان بن عيينة، قال: « سمعت إسماعيل أو مالك بن مغول (الشك من الحميدي الراوي عن سفيان)، قال: سمعت أبا صالح يقول: ما بمكّة أحدٌ إلا وقد علمتُه القرآن، أو علمت أباه. (قال سفيان:) فسألت عَمرو بن دينار عن أبي صالح؟ فقال: لا أعرفه ». (المعرفة والتاريخ للفسوي 2/685، والضعفاء للعقيلي 1/166).
قلت: من نظر في الذين صحّ سماع عَمرو بن دينار منهم، ومن أدركهم أبو صالح، علم أن أبا صالح أكبر من عَمرو بن دينار. ولذلك ذكر الحافظ عَمرو بن دينار في الرابعة، بينما ذكر أبا صالح في الثالثة.
ثم إن أبا صالح ممن نزل الكوفة، فقد ذكره ابن سعد في الطبقات (8/413) في أهل الكوفة، وذكره الجوزجاني في أحوال الرجال (رقم 64)، وابن أبي خيثمة في تاريخه (رقم 3775) في الكوفيين أيضًا. ولما ذكره البرديجي في طبقات الأسماء المفردة (رقم 179)، قال عنه: « كوفي ». ومعنى ذلك أنه استقرّ في الكوفة، وهو ما يشهد له الرواة عنه، فكلّهم أو عامّتهم كوفيون.
فإذا كان قد استقرّ بالكوفة، ثم إنه يَكْبُرُ عَمرو بن دينار في السنّ، فمعنى ذلك أنه خرج من مكّة في صغر عَمرو بن دينار.(1/2674)
ثم إن أبا صالح كان معلّمَ كُتّاب، فهو لم يقصد من إخباره عن نفسه تعليمَه أهلَ مكّة: أنه كان إمامًا في القراءة أو علوم القرآن (كالتفسير) في زمنه بمكّة، ولَفْظُ أبي صالح يشهد لهذا المعنى.
فأن يَخْفَى ذِكْرُ أبي صالح (مُعَلّم الكُتّاب) على عَمرو بن دينار المكي ليس بالأمرالمستغرب، ولا في ذلك دليلٌ على كذب أبي صالح !!
[line]
أمّا عبارات التضعيف الخفيف، سوى ما سبق:
فقال علي بن المديني: « ليس بذاك، ضعيف ». (سؤالات محمد بن عثمان رقم 118)، وقال الإمام مسلم -كما سبق- : « قد اتّقى الناس حديثَه ». (فتح الباري لابن رجب 3/201). وذكره أبو زرعة في الضعفاء (2/604 رقم 42). وقال الدارقطني: «ضعيف». (السنن 5/472 رقم 4692)، وقال أبو أحمد الحاكم: « ليس بالقوي عندهم ». (التهذيب 1/417).
وأمّا الأزدي فقال: « كذاب »، والجورقاني فقال: « متروك ». (التهذيب 1/417)، وكلاهما لا يُقبل منهما ذلك، أمّا الأول فلأنه هو متكلَّم فيه، وأمّا الثاني، فلأنه معارضٌ بمن هم أجل منه وأعرف وأولى بعلم ذلك.
ومن هنا أبدأ بذكر من قَبِلَ حديث أبي صالح، وجعله في دائرة المحتجّ بهم، ولو كان في آخر مراتب القبول.
وأبدأ بقرين عبدالرحمن بن مهدي، والمشهور بالتشدّد أكثر من ابن مهدي، ألا وهو يحيى بن سعيد القطان، فهو أحد أشهر وأجل وأشدّ من لا يروي إلا عن ثقة، وقد روى لأبي صالح، كما في عبارات الإمام أحمد السابقة.
ولم يكتف القطان بذلك حتى كان يقول: « لم أرَ أحدًا من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أمّ هانئ، وما سمعت أحدًا من الناس يقول فيه شيئًا، ولم يتركه شعبة، ولا زائدة، ولا عبدالله بن عثمان ». (الجرح والتعديل 2/432، وضعفاء العقيلي 1/166).(1/2675)
قلت: فهؤلاء: شعبة، وزائدة بن قدامة، وإسماعيل بن أبي خالد، ومنصور بن المعتمر، ويحيى القطان يروون عن أبي صالح أو يروون له، وكلّهم ممن لا يروى إلا عن ثقة، كما سبق في حديثنا عن إسماعيل والقطان، وكما هو مشهور عن شعبة، ومعلومٌ في زائدة بن قدامة ومنصور بن المعتمر. (انظر: زوائد رجال صحيح ابن حبان ليحيى الشهري 1/174، 176-177، 184). أما عبدالله بن عثمان، فأحسبه عبدالله بن عثمان بن معاوية البصري، صاحب شعبة وشريكه، أحد أجلّ الثقات وأتقنهم (تهذيب التهذيب 5/317-318)، ويصحّ الاستشهاد بذكره في هذا السياق أنه أحد من لا يروي إلا عن ثقة، فإذا انضَمَّت إلى ذلك صلته القويّة بشعبة، قَوِيَ هذا الاستشهاد.
وبذلك يصحّ إدراج هؤلاء الستة ضمن الذين حكموا لأبي صالح بالقبول، وفيهم أعرف الناس به، كتلميذيه إسماعيل بن أبي خالد ومنصور بن المعتمر، وأعرف الناس بالرجال وأشدّهم في التعديل كشعبة والقطان.
وأمّا يحيى بن معين فاختلف قوله فيه، فمرّةً أطلق القول فيه بالضعف، فنقل
عنه ابن أبي خيثمة (رقم 2450، وهي رواية ابن حبان في المجروحين 1/185)، أنه قال: « ضعيف الحديث ».
ومَرّةً فَصّل القول فيه، فقال: « الكلبي إذا روى عن أبي صالح فليس بشيء؛ لأن الكلبي يحدث به مَرّةً من رأيه، ومَرّةً عن أبي صالح، ومَرّةً عن أبي صالح عن ابن عباس. فإذا حدّث غير الكلبي عن أبي صالح فليس به بأس ». (تاريخ ابن أبي خيثمة رقم 3765).
وأولى قولَيْ ابن معين بالترجيح قولُه المفصّل على قوله المجمل؛ لفضل البيان على الإجمال، ولاحتمال الإجمال تفسيره بالبيان، خاصّةً أنّ «ضعيف» تحتمل أن تكون بمعنى «لا بأس به»، كما سبق.(1/2676)
أضف إلى ذلك: أن ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/432) قد اقتصر من قولي ابن معين على قوله المفصّل، من رواية ابن أبي خيثمة عن ابن معين، ولفظه أوضح في المراد، حيث نقل عن كتاب ابن أبي خيثمة إليه أنه قال: « سمعت يحيى بن معين يقول: أبو صالح مولى أمّ هانئ ليس به بأس، فإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء، وإذا روى عنه غير الكلبي فليس به بأس ». وأسنده بهذا اللفظ أيضًا ابن عبدالبرّ في الاستغنا في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى (2/766-767 رقم 892)، من غير طريق ابن أبي حاتم.
وقد نصّ ابن أبي حاتم في مقدّمة الجرح والتعديل (2/38): أنه عند تناقض قول الإمام فإنه سيكتفي بالأرجح، حيث قال: « ونظرنا في اختلاف أقوال الأئمة في المسؤولين عنهم، فحذفنا تناقُضَ قَوْلِ كل واحد منهم، وألحقنا بكل مسؤول عنه ما لاقَ به وأشبهه من جوابهم ».
وقد أحسن ابن أبي حاتم في ترجيحه هنا، لظهور أدلة الترجيح !
وهذا ما مال إليه ابن شاهين أيضًا في تاريخ أسماء الثقات، فمع نقله عن ابن معين اختلاف قوله في أبي صالح، إلا أنه ذكر أبا صالح في الثقات (تاريخ أسماء الثقات رقم 125، ونصوص ساقطة من طبعات أسماء الثقات للدكتور سعدي الهاشمي: 54).
وقال أبو حاتم الرازي: « أبو صالح باذام صالح الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به ». (الجرح والتعديل 2/432).
فصالح الحديث من آخر مراتب القبول، وأمّا قوله « لا يحتج به » فقد بيّنتُ بالأدلّة في شرح كتاب ابن الصلاح أن المقصود بها في مثل هذا السياق: أنه ليس في درجة من يُقال عنه « حُجّة »، أي ليس ممن يُحتجّ به إذا انفرد بأصل لا يقع في ضبطه وإتقانه ما يجبره، وأن ضبطه وإتقانَه لا يجبر الانفرادَ بما تتوافر الدواعي على نقله غالباً.(1/2677)
ولذلك لما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميّة عبارة أبي حاتم في أبي صالح، قال (مجموع الفتاوى 24/350) : « وأمّا قول أبي حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتجُّ به، فأبو حاتم يقول مثل هذا في كثير من رجال الصحيحين؛ وذلك أن شرطه في التعديل صعب، والحجّة في اصطلاحه ليس هو الحجّة في [اصطلاح] جمهور أهل العلم ».
فهذا أبو حاتم (وهو من المتشدّدين) ومن أهل الاستقراء، يرى أبا صالح مقبولاً غير ضعيف.
وقال العجلي (رقم 138) : « روى عنه إسماعيل بن أبي خالد في التفسير، ثقة، وهو مولى أمّ هانئ، روى عن علي بن أبي طالب ».
وقول الحافظ في التهذيب (1/417) : « وثّقه العجلي وحده »، يعني به أن العجلي هو وحده الذي بلغنا عنه أنه قال عنه لفظ: « ثقة »؛ وإلا فإن الحافظ نفسه نقل كلام القطان وابن معين في قبوله.
والعجليّ سَهْلٌ في إطلاق الثقة على المقبولين ولو في آخر مراتب القبول، ولا يلزم من ذلك ردّ توثيقه؛ لأن الراوي الذي يصفه العجلي بثقة لا ينزل عنده عن درجة الراوي المقبول. وأمّا دعوى توثيق العجلي للمجاهيل، فهي دعوى غير صحيحة، وقد رددت عليها في مقال مفرد منشور.
وبقي من دلالات القبول لأبي صالح: أن أصحاب السنن الأربعة أخرجوا له دون تعقّب، كما في حديث « زوارات القبور » الذي سبق تخريجه. فقد أخرجه أبو داود والنسائي في المجتبى ساكتَينِ عليه، بل بوّبَ النسائي لحديثه الذي انفرد به في الباب. وأمّا الترمذي فقد حسّن له ما لا يعرفه إلا من حديثه (رقم 3190، 3214).
في حين قد صحّح له الحاكم (1/439) (2/185) (4/283).
[line]
وبعد هذا العرض نخرج بالمفاصل التالية:
أوّلاً: القول بتكذيب أبي صالح وتضعيفه الشديد لا وَجْهَ له ولا دليل عليه.(1/2678)
ثانيًا: أن من ضَعّفه لم يذكر دليلاً على تضعيفه، حتى المتوسعون في الكلام على الرواة: كالعقيلي، وابن حبان، وابن عدي. بل سبقت مناقشة الحديثين اللذين في التفسير اللذين ساقهما ابن عدي في ترجمة أبي صالح، وبيّنّا أنه لا دلالة فيهما على الضعف البتّة.
ثالثًا: أن عبارات التضعيف الخفيف من بعض الأئمة قابلها من بعضهم ما يدل على القبول أيضًا، كما هو مع ابن معين، والنسائي (على ما أرجّحُه فيه). ممّا لا يجعلنا نستبعد أن يكون غيرهما مثلهما، فيقول أحدهم عن أبي صالح: « ضعيف »، وهو يقصد بذلك أنه في آخر مراتب القبول. وقد يُقَوّي هذا القول أن عبارات التضعيف جاءت عند غير ما إمامٍ عقب حديث مُسْتَضْعف لأبي صالح، كما عند النسائي في (الكبرى)، والدارقطني في (السنن).
رابعًا: أن الذين حكموا بقبوله فيهم بعض أشدّ العلماء وأكثرهم علماً بالرواة، كشعبة، والقطان، وابن معين، وأبي حاتم. ثم إن أبا صالح مشهور، ورواياته متداولة، وتفسيره نسخةٌ معروفة. لذلك فإن خفاء حاله على هؤلاء الأئمة مستبعد، وهم أولى بالصواب ممن لم يظهر لنا من أدلتهم إلا عبارات لا يصح أن يعتمد عليها، كعبارة الكلبي، أو عبارة حبيب بن أبي ثابت، ونحوها، مما لا يصح أن يعارض الواقع في عدالته الذي عرفه ألصق الناس به، كإسماعيل بن أبي خالد، ومنصور بن المعتمر. كما لا يصح أن يعارض الواقع في ضبطه الذي عرفه أولئك الأئمة فلم يجدوا في حديثه ما يدل على ضعفه، ولا أتى المعارضون لهم بما يدل على سوء ضبطه؛ مع تشدّد قابليه ومزيد احتياطهم !
خامسًا: أبو صالح رجلٌ جليل، من طبقةٍ جليلة، مولى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . أفلا يكفيه قول أمّ هانئ الصحابيّة الجليلة بنت عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها لأبي صالح: « تعلّم، فإن الناس يسألونك، وتقول عنه: خرج من بيت علم »، كما سبق عنها؟!(1/2679)
ولذلك فما أحسن ترجيح الذهبي في شأن أبي صالح، مع أنه مطّلع على عامّة ما قيل فيه، وعلى أشدّه، كما تجده في الميزان (1/296). إلا أنه ذكر أبا صالح في كتابه: من تُكلِّم فيه وهو موثّق أو صالح الحديث (رقم 48)، وهو الكتاب الذي قال في مقدّمته: « هذا فصلٌ نافع في معرفة ثقات الرواة الذين تكلّم فيهم بعضُ الأئمة بما لا يوجب ردّ أخبارهم، أو فيهم بعض اللين، وغيرهم أتقن منهم وأحفظ: فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح، فلا ينزل عن رتبة الحسن. اللهم إلا أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه، وهي التي تُكُلِّم فيه من أجلها، فينبغي التوقُّفُ في تلك الأحاديث ».
فأبو صالح عند الإمام الذهبي لا ينزل عن رتبة من يُحَسّن حديثُه.
وهذا الترجيح خيرٌ وأَوْفَقُ من ترجيح الحافظ ابن حجر في (التقريب)، عندما قال عن أبي صالح: « ضعيف، يُرسل ». وعنه زاد شُيُوع هذا الترجيح، وكِدْتَ أن لا ترى إلا قائلاً به، أو بأشدّ منه.
وقد دافع شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي صالح أيضًا، ونقلنا بعضًا من عباراته في مواطن متفرّقةٍ سابقًا. وختم دفاعه بقوله: « أن حديث مثل هؤلاء يدخل في الحسن الذي يحتجّ به جمهور العلماء، فإذا صحّحه من صحّحه كالترمذي وغيره، ولم يكن فيه من الجرح إلا ما ذُكر = كان أقل أحواله أن يكون من الحسن ». (مجموع الفتاوى 24/349-351).
ونخلص من ذلك أن أبا صالح مقبول الحديث، وأنه قد سمع: علي بن أبي طالب، وعبدالله بن عباس، وأبا هريرة، وأمّ هانئ.
فانظر كم من حديث ردّه المتأخّرون بحجّة ضعف أبي صالح، أو بحجّة عدم سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما ، وكان الصواب أن يكون الأصل في حديثه القبول، وأنه سمع من ابن عباس؛ إلا إذا جاء ما يقتضي تخطيئه، كغيره من الرواة المقبولين.(1/2680)
وما دمنا نتحدّث عن أثر ذلك الترجيح الخاطئ على أحكام المتأخرين، وما دامت أكثر روايات أبي صالح في التفسير؛ فإني أُذكّر المفسّرين بأثر مهم جدًّا، في أنوا ع آيات القرآن من جهة فهمها وتفسيرها. وهو أثرٌ على أصالته وأهمّيته، فقد حال ترجيح المتأخرين المخالف للصواب في شأن أبي صالح دون استفادتهم منه، أو تحرّجوا من الاعتماد عليه، إذا كانوا من أهل النظر في الأسانيد!
ألا وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما : « نزل القرآن على أربعة أوجه: حلال وحرام: لا يسع أحدًا جهلهما، ووجه عربي: تعرفه العرب، ووجه تأويل: يعلمه العلماء، ووجه تأويل: لا يعلمه إلا الله U، ومن انتحل فيه علمًا فقد كذب » .
أخرجه الفريابي في القدر (رقم 414)، والطبراني في مسند الشاميين (رقم 1385)، من طريق محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سُليم الكلبي، عن أبي حَصين عثمان بن عاصم، عن أبي صالح مولى أمّ هانئ، عن ابن عباس .. به.
وهذا إسنادٌ حسنٌ، وهو موقوف على ابن عباس.
ويؤيده ما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (1/70) ن طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن الثوري، عن أبي الزناد، قال: قال ابن عباس: « التفسير على أربعة أوجه: وَجْهٌ تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعْذَرُ أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله ».
وهذا إسنادٌ حسنٌ إلى أبي الزناد، لكن في سماعه من ابن عباس نظر. غير أنها متابعة حسنةٌ لرواية أبي صالح، موافقةٌ لها في الإسناد (بوقف الخبر على ابن عباس) وفي المتن (بالمعنى الواحد).(1/2681)
ووازن هذا برواية الكلبي الكذّاب لهذا الخبر، فقد أخرجه ابن جرير (1/70) من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. فما كفاه أن سمعه موقوفًا، حتى أحبّ أن يجعله مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ولا شك أن هذا الخبر وما فيه من تفصيل هو بكلام ابن عباس أشبه منه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن تمعّن في جُمَله علم ذلك، إذا كان له ذوق يسير بكلام النبي صلى الله عليه وسلم وما يليق به.
فهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أحد الآثار الجليلة التي حال دون الاستفادة منها والاعتداد بها سوء التصوّر الذي كان ثابتًا في أذهان عامة المتأخرين والمعاصرين عن أبي صالح وعن روايته عن ابن عباس رضي الله عنهما ! فها هو يظهر أنه أثرٌ ثابتٌ، نقدّمه تحفةً أثريّةً لأهل العلم وطلبته، رجاء ثوابها وأن نُذكر بدعوة صالحة من قلب صالح.
أسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبتُه صوابًا، وأن يكتب لي به ثوابين لا ثوابًا. والله أعلم.
والحمد لله ربّ البريّة، والصلاة والسلام على هادي البشريّة، وعلى أزواجه والذريّة.
---الحواشي -----
([1]) إلا الشيء اليسير جدًّا لهؤلاء، من غير اعتماد. فانظر: معجم الأدباء لياقوت (6/2454).
([2]) لم يذكر السيوطي في النوع الثامن والسبعين: (في معرفة شروط المفسّر وآدابه) أن يكون حافظًا للقرآن، في كتابه الإتقان (2/1197-1224).
بل المحققون أن حفظ القرآن ليس شرطًا في المجتهد المطلق، فانظر البحر المحيط للزركشي (6/199-200)، والتحبير شرح التحرير للمرداوي (8/3869).
([3]) انظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (رقم 137، 503)، وزوائد رجال صحيح ابن حبان للشيخ الدكتور يحيى الشهري (1/178، 187).
---
د.حاتم الشريف
07-21-2006, 03:52 PM
لقراءة البحث منسقاً على ملف وورد .
القول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسر (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=212)(1/2682)
---
عبدالرحمن الشهري
07-21-2006, 07:03 PM
الحمد لله رب العالمين .
أرحب بأخي العزيز الشيخ حاتم الشريف في ملتقى أهل التفسير ، وأدعو له بالتوفيق والسداد فيما يكتبه ويحرره من مسائل علم الحديث الشريف ، والتي يهمنا منها هنا المسائل ذات الصلة بالدراسات القرآنية وما أكثرها . كما أشكره على هذا البحث الذي ألقى فيه الضوء على مسألة علمية حول أحد رجال التفسير من التابعين الذين وقع اللبس والخطأ في الحكم عليهم من قبل أكثر أهل التراجم وهو أبو صالح باذام رحمه الله ، وأرجو أن ينال هذا الموضوع حظه من العناية ، وأن ينتفع الباحثون بهذه النتيجة التي توصلتم إليها في دراساتهم وبحوثهم مستقبلاً .
شكر الله لكم يا أبا محمد هذه اللفتة العلمية البديعة ، والتي لا تستغرب من أمثالكم من أهل العلم الواسع ، والتدقيق المتأني .
---
أحمد القصير
07-21-2006, 09:59 PM
نرحب بشيخنا الكريم الدكتور حاتم الشريف ، ونشكر له انضمامه لأسرة الملتقى ونشكر له هذا البحث المهم والمفيد ونحن بحاجة إلى تعليقاتكم ومشاركاتكم نسأل الله للجميع التوفيق والسداد
---
السائح
07-22-2006, 01:17 AM
حياكم الله وبياكم.
نورتم الملتقى بحضوركم ومشاركتكم القيمة.
شكر الله لكم يا أبا محمد هذه اللفتة العلمية البديعة ، والتي لا تستغرب من أمثالكم من أهل العلم الواسع ، والتدقيق المتأني .
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ونفع بكم.
---
مساعد الطيار
07-22-2006, 03:25 PM
حياك الله أبا محمد
وأول الغيث قطرة .
ولقد سرَّني اشتراكك في الملتقى ، وطرحك لهذا الموضوع الدقيق المتعلق بمفسر من مفسري السلف ، وأتمنى ـ أيها الشيخ الشريف ـ أن تواصل المشوار معنا في هذا الملتقى ، وياليتكم تلقون الضوء على التفريق بين رأي المفسر وروايته ، إذا كان المفسر متهمًا في روايته .
---
عبدالله العلي
07-22-2006, 04:22 PM
أهلا بالشيخ الكريم
ونرجو دوام التواصل .. نفع الله بكم
---
خالد الباتلي(1/2683)
07-22-2006, 05:32 PM
أولا: أرحب بفضيلة الدكتور حاتم الشريف وفقه الله في هذا الملتقى، وكم سرني رؤية اسمه مشاركا فهو مكسب في هذا الملتقى المتميز بمضمونه ومشرفيه وأعضائه.
ثم أشكره ثانيا على هذه الدرة النفيسة التي أتحفنا بها، وهذا البحث المحرر الحبير في هذه المسألة الهامة في علمي التفسير والحديث.
وليسمح لي الإخوة بالتعليق على الجانب الأول من البحث، وهو إثبات سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما، فالأمر كما ذكر الشيخ كان في اعتماد عدم سماعه، وكنت مؤمنا بذلك، وبعد المقال نقلني من الإيمان إلى الشك، وصرت في منزلة بين المنزلتين، منزلة إثبات السماع، ومنزلة نفيه.
ولعلي أذكر ما يجول في ذهني في المسألة، وسأجعل ذلك على شكل محاورة بين اثنين: المثبت –يعني للسماع- ويمثل ذلك بحث الشيخ أعلاه، والنافي للسماع، فإلى المحاورة:
قال المثبت: ثبت عندي صحة سماع أبي صالح من ابن عباس رضي الله عنهما، بالأدلة القاطعة.
قال النافي: بل الذي نعتقده عدم السماع، فهات ما عندك لننظر فيه.
قال المثبت: جاء في منتخب علل الخلال لابن قدامة (127 رقم 60)، قال مُهَنّى: « قال أحمد بن حنبل: لم يكن عند أبي صالح من الحديث المسند. يعني: إلا شيءٌ يسير. (قال مهنى:) قلت: أي شيء؟ قال: عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال تعالى:{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة:195]، قال: النفقة في سبيل الله »
والمسند يحمل على المتصل بدليل التصريح بالسماع في رواية ابن أبي حاتم كما سيأتي، ولأن الحديث غير مرفوع.
قال النافي:المشهور عند المحدثين أن المسند هو: المتصل المرفوع.
ثم إن عبارة الإمام أحمد ليست نصا في ذلك.
ومع ذلك فهي مقابلة بعبارة الإمام مسلم وهي نص صريح على ما نقول، وهكذا تبعه الحافظ ابن حبان وغيرهما في نصوص صريحة، فليس قبول عبارة الإمام أحمد –لو كانت نصا- بأولى من قبول عبارة مسلم ومن تابعه.(1/2684)
قال المثبت: الأثر المذكور جاء من رواية شعبة، عن منصور، عن أبي صالح، عن ابن عباس. ومن المعلوم لدى المشتغلين بالسنّة: دلالةُ رواية شعبة بن الحجاج على سماع الرواة الذين روى عنهم بعضهم من بعض، لا في طبقة شيوخه وشيوخهم، بل في طبقة شيوخ شيوخه وشيوخهم أيضًا.
قال النافي: ما ذكرته عن شعبة رحمه الله مشهور عنه، لكنه قرينة أغلبية ليس دليلا قطعيا، وهذه القرينة يستفاد منها ويفزع إليها في مواضع، وليس هذا منها لأن نصوص النقاد – مسلم ومن معه- صريحة قاضية بعدم سماعه.
ويؤيد ما نقول المثال الذي نقلته من العلل لابن أبي حاتم 1/448 –وليتك أكملته- ونصه:
"سألت أبي عن اختلاف حديث عمار بن ياسر في التيمم، وما الصحيح منها؟
فقال: رواه الثوري، عن سلمة، عن أبي مالك الغفاري، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم ...قلت: فأبو مالك سمع من عمار شيئا؟ قال: ما أدرى ما أقول لك! قد روى شعبة، عن حصين، عن أبي مالك، سمعت عمارا، ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويه، وسلمة أحفظ من حصين. قلت: ما تنكر أن يكون سمع من عمار، وقد سمع من ابن عباس؟ قال: بين موت ابن عباس وبين موت عمار قريب من عشرين سنة".
فترى أن أبا حاتم أشار إلى ما أشرت إليه من تميز شعبة في هذا، بل نقل روايته التي فيها التصريح بسماع أبي مالك من عمار، ومع هذا جعلها مرجوحة وقوى عدم السماع.
وقال ابن رجب في (شرح العلل) 2/ 594 –بعد أن ذكر بعض أوهام الرواة في التصريح بالسماع-:" وحينئذ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد، فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الإخبار عن شيوخه ويكون منقطعاً".
ونخشى أن يكون ما ذكرته أيها المثبت من جملة تلك الأشياء.(1/2685)
قال المثبت:إليك أيها النافي الحجة الدامغة، والبرهان الساطع على ما نقول وهو التصريح بالسماع الذي جاء عند ابن أبي حاتم في تفسيره (1/330 رقم 1742) قال: « حدثنا يونس بن حبيب: حدثنا أبو داود: حدثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت أبا صالح مولى أمّ هانيء، أنه سمع ابن عباس يقول في قوله تعالى :{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}[البقرة:195]، قال: أنفق في سبيل الله، وإن لم تجد إلا مِشْقصًا ».
قال النافي: رواية أبي صالح عن ابن عباس من الروايات المشهورة، ولم يوقف في شئ منها على التصريح بالسماع سوى ما ذكرت، وقد توارد الأئمة الحفاظ: مسلم، فابن حبان، فالعلائي، فابن الملقن، فابن حجر، وغيرهم على نقل عدم السماع، ولو كان سماعه محفوظا لاشتهر لأن هذا مما تتوافر الهمم على نقله، فلعل هذا خطأ من بعض النساخ، أو وهم من بعض الرواة، فالأخطاء في التصريح بالسماع واردة وعليها أمثلة، وسبق النقل عن ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الإخبار عن شيوخه ويكون منقطعاً.
قال المثبت: ثمة بعض القرائن التي تدل على قدم طبقة أبي صالح –ذكرها الشيخ في أصل المقال- مما يدل على سماعه ممن هو قبل ابن عباس فضلا عنه.
قال النافي: عدت بنا إلى مسألة شائكة تساقطت عليها عمائم الرجال وتكسرت فيها النصال على النصال، وهي: متى يحكم بسماع الراوي ممن روى عنه؟ وقد صنف فيها كتب، وجرت بسببها ردود ومناقشات، ولا مجال هنا للخوض فيها، لكن لايخفى أن الأئمة يفرقون بين تقريب إمكان السماع بذكر بعض القرائن، مثل: أدرك فلانا، أو: كان قديما يمكنه السماع منه، أو يذكرون سماع من هو أصغر من المسؤول عنه، أو يذكرون سماعه ممن مات قبل من وقع عليه السؤال، ونحو ذلك، فهذه قرائن وليست أدلة على إثبات السماع.
قال ابن رجب في (شرح علل الترمذي) 2/599:"وسئل –يعني الإمام أحمد- عن أبي ريحانة سمع من سفينة؟ قال: ينبغي هو قديم، قد سمع من ابن عمر.(1/2686)
قيل –القائل ابن رجب-: لم يقل إن حديثه عن سفينة صحيح متصل، إنما قال: هو قديم ينبغي أن يكون سمع منه، وهذا تقريب لإمكان سماعه، وليس في كلامه أكثر من هذا".
قال المثبت: يدل على ما نقرره تصريح أحد الأئمة بذلك فقد قال الدولابي في ترجمته من الكنى (2/656): « سمع من علي، وابن عباس".
قال النافي: رحمك الله أيها المثبت، فأين هذا الواحد من الجماعة؛ مسلم ومن معه الذين نقلوا عدم السماع، فقبول الجماعة أولى بالقبول لأنه أبعد عن الغلط.
وبعد ..فهذه معاقد حجج الطائفتين، ومنزع أدلة الفريقين، ولست أجزم بأحد المذهبين، بل أستخير فيها حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين.
---
أبوكاظم
07-27-2006, 01:45 AM
جزاكم الله خيرا.
وعندي سؤال لفضيلتكم عن هذه العبارة:
"وقد ظهر لي سبب افتراء الكلبي لهذه الفرية، التي يدّعي فيها أن أبا صالح أقرّ على نفسه بالكذب، مع ما لا يخفى من بُعْد وقوع مثل هذا الإقرار في العادة، مما يشهد على كذب دعوى هذا الإقرار نفسها، وهذا السبب هو أن أبا جناب يحيى بن أبي حيّة، قال: « حلف أبو صالح: أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئًا ». (الجرح والتعديل 7/271). فيبدو أن الكلبي لمّا بلغه أن أبا صالح كذّبه، واجه التكذيب بالتكذيب !!"
لا يخفى على جنابكم ضعف أبي جناب فلا يحتج بما حكاه إلا أن يكون لهذه الحكاية راو آخر مع أن الكلبي لا يعتد به على كل حال.
---
فهد الناصر
07-28-2006, 10:39 PM
بحث متميز ، وتعقيبات مفيدة .
نرحب بالدكتور حاتم الشريف في الملتقى فهو مكسب علمي للملتقى .
---
ابن وهب
08-06-2006, 02:59 PM
في البداية نرحب بالأخ الكريم الشيخ حاتم العوني
فائدة
ذكر الشيخ حاتم الشريف - وفقه الله-
((فقد قال الدولابي في الكنى (2/656): « سمع من علي، وابن عباس، وهو أبو صالح صاحب التفسير، وكان علويًّا، هلك في إمارة الوليد بن عبدالملك ».))انتهى
وقد أخطأ الشيخ في نسبة هذا الكلام إلى الدولابي(1/2687)
فهذا كلام الواقدي وقد ساق الدولابي سنده إلى الواقدي
ولكن أبامحمد العوني - وفقه الله -
ظن - فيما أحسب - أن كلام الواقدي ينتهي عند ترجمة ماهان
وفي الحقيقة كلام الواقدي متصل
فإن نازع شخص في هذا وقال من أين لك أن هذا كلام الواقدي
فيقال له أولا السند الذي ساقه الدولابي
ثانيا هذا الكلام يشبه كلام الواقدي فقوله
(وكان علويا) مثلا يشبه كلام الواقدي فهو يكثر من هذا فيقول عن فلان أنه ( كان عثمانيا )وعن آخر أنه ( كان علويا)
وقوله (هلك في خلافة ) هذا أيضا يشبه كلام الواقدي
فثبت بهذا أن العبارة = عبارة الواقدي لا الدولابي
والموضوع يحتاج إلى مزيد
ولكن المقصود ان هذه عبارة الواقدي لا الدولابي
---
ثانيا
وهذا أذكره على سبيل الاحتمال وان كان فيه ضعف
أن عبارة (ولايثبت له سماع من ابن عباس )يحتمل = كلام ابن رجب لامن كلام الامام مسلم
فتكون العبارة هكذا
(هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتّقى الناس حديثه، )
انتهى كلام الامام مسلم
(ولايثبت له سماع من ابن عباس )ابتداء كلام من ابن رجب
ذكرت هذا الاحتمال وقد بينت أنه احتمال ضعيف
ولااستطيع الجزم إلا بمراجعة كتاب الناسخ والمنسوخ للامام مسلم وهذا الكتاب هو في حكم المفقود - والله أعلم
طبعا الاصل ان الكلام متصل ولكن ذكرت هذا الاحتمال للفائدة
ولكن الذي أكاد أجزم به ان عبارة (ولايثبت له سماع من ابن عباس ) من تعبير ابن رجب حتى وان كان الكلام لمسلم فيكون ابن رجب قد نقل كلام الامام مسلم بالمعنى
قد يقال فكان ماذا ؟
فالجواب
أن في هذا فوائد للمتأمل لمعرفة عبارات الأئمة وألفاظهم
فإن قيل المعنى واحد حتى ولم يكن الامام مسلم قد قال هذا بحروفه فقد ذكر المعنى
وهو المقصود
قلنا لانزاع وإنما ذكرنا هذا للفائدة
والله أعلم بالصواب
وللموضوع تتمة بإذن الله
---
عبدالرحمن الشهري
01-05-2007, 02:52 PM(1/2688)
لقيت في حج هذا العام 1427هـ أخانا الكريم فضيلة الشيخ الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني حفظه الله ورعاه ، فتذاكرنا حول هذا البحث وما توصل إليه من نتائج ، وما عقب به الإخوة الفضلاء من تعقيبات ، وشكر الإخوة على تعقيباتهم ودعواتهم ، واعتذر بكثرة الصوارف عن التعقيب مع متابعته لما كتب حول البحث في الملتقى ، ووعد بذلك مستقبلاً إن شاء الله .
فأما ما عقب به أخي الكريم الشيخ خالد الباتلي وفقه الله فعلق عليه بقوله :
لو افترضنا جدلاً عدم وجود كلام للعلماء حول لقاء أبي صالح لابن عباس وسماعه منه ، ونظرنا إلى القرائن التي احتفت بحال هذا الرجل لتبين لنا أنها تؤيد لقاءه لابن عباس ، وسماعه منه ، وقد مر ذكرها في البحث ، ولو تأملها الناظر بتمعن لتبين له هذا ، ومثلها قرينة رواية شعبة ودلالتها عند المحدثين .
وأما القول بأن المشهور عند المحدثين في المسند أنه هو المتصل المرفوع فحسبُ دون الموقوف ، فهذه مسألةٌ طال فيها الكلام ، وليس للمحدثين فيها قول فاصلٌ ، والقدر المشترك المتفق عليه بين المحدثين في تعريف المسند أنه المتصل إلى من أسند إليه سواء كان مرفوعاً أم موقوفاً ، بل إن تمثيل الإمام أحمد عندما سأله مهنى بالأثر الموقوف يدل على أنه يعده مسنداً بدليل قوله في أول الكلام : لم يكن عند أبي صالح من الحديث المسند. يعني: إلا شيءٌ يسير .
وأما تعقيب الأخ الكريم الشيخ ابن وهب فقد ذكر الدكتور حاتم الشريف أن استداركه الأول صحيح ، وأن الكلام للواقدي وليس للدولابي ، وقد صحح هذا الوهم في بحثه وهو يعده الآن للطباعة مع بعض الأبحاث الأخرى ، وسألني عن اسم الأخ الكريم ابن وهب حتى ينسب هذا الاستدراك إليه فلم أعرفه ، وذكر أنه ذكر في البحث أنه قد نبهه بعض الفضلاء لهذا الوهم . وأما ملحوظته الثانية حول تمييز كلام الإمام مسلم عن كلام ابن رجب فلم يتبين له بعد البحث صوابها .(1/2689)
هذا ما بقي في الذاكرة مما دار من الحديث ، علقته قبل فواته ، والله الموفق سبحانه وتعالى .
الرياض 16/12/1427هـ
---
(1/2690)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب نفيس في الأسواق ( نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام )
---
كتاب نفيس في الأسواق ( نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام )
---
مساعد الطيار
09-26-2004, 10:19 PM
كتاب نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام ، للإمام الحافظ محمد بن علي القصاب ، من علماء القرن الرابع والخامس .
حقق الكتاب الأفاضل : د / علي بن غازي التويجري (1) ، وإبراهيم بن منصور الجنيدل ( 2 ـ 3 ) ، والدكتور شايع بن عبده بن شايع الأسمري .
وصدر عن دار ابن القيم ودار ابن عفان .
منهج المؤلف :
1 ـ سار المؤلف على ترتيب السور ، فبدأ بالفاتحة وختم بالناس .
2 ـ لم يلتزم الطريقة المعتادة في تفسير السورة آية آية .
3 ـ اعتمد المؤلف منهجًا فريدًا ، حيث يذكر عنوانًا للآية التي سيتعرض للحديث عنها ، فمثلاً في سورة التغابن ذكر العناوين الآتية :
ذكر التأكيد ، وذكر فيه تعليقه على قوله تعالى : ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ... )
ذكر الاحترازات ، وذكر فيه تعليقه على قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم .. ) .
ذكر الصبر على أذى الزوجة ، وذكر تعليقه على قوله تعالى : ( وإن تعفوا تصفحوا ... )
المعتزلة ، وذكر تعليقه على قوله تعالى : ( ومن يوق شح نفسه ... ) الآيتين .
وذكر الرد عليهم من هذه الآية .
وقد سار في أغلب كتابه على هذا الأسلوب ، وحشد فيه جملة من المسائل الفقهية والعقدية واللطائف والمُلح ، والرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة .(1/2691)
وقد قال في مقدمته ؛ منبئًا عن مقصده في هذا الكتاب : (( هذا كتاب نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام والمنبية ( أي : المخبرة ) عن اختلاف الأنام في أصول الدين وشرائعه ، وتفصيله وجوامعه ، وكل ما يحسن مقاصده ، ويعظم فوائده من معنى لطيف في كل فن تدل عليه الآية من جليلها وغامضها ، وظاهرها وعويصها ، أودعته بعون الله تعالى كتابي هذا عدة على المخالفين ، وحجة على المبتدعين ... )) ( 1 : 77 ـ 78 ) .
والكتاب مليئ بلطائف عجيبة ، واستدلالات مطربة ، ونفائس ودرر متناثرة في جنباته .
وأنقل لك مثالاً من هذا الكتاب :
قال القصاب : (( دَعْوَى :
وفي قوله تعالى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ( البقرة : 111 ) = دليل على أن كل مدعي دعوى محتاج إلى تثبيتها وإقامة البرهان عليها ، ثم لا يقبل ذلك البرهان إلا أن يكون مأخوذًا عن الله ـ جل وتعالى ـ لقوله في الآية التي قبل هذه حيثادعى القوم أن لا تمسهم النار إلا أياما معدودة : ( قل أتخذتم عند الله عهدًا فلن يُخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لاتعلمون ) ( البقرة : 80 ) .
فلم يصحح لهم دعواهم إلا بعهد يكون عنده ، أو بضمان يسبق منه لهم ؛ ليكون الارتياب زايلاً عن صحتها ومحققًا لها )) ( 1 : 136 ) .
وبالجملة فالكتاب نفيس ، وهو يدل على أن النظر الموضوعي ، والنفَسَ التربوي ، والتطبيق الواقعي للقرآن موجودًا في مصنفات العلماء ، لكن كثيرًا منها لا زال مخبوءًا حبيس دور المخطوطات .
فنعم ما قدَّم المحققون لنا من تراث أئمتنا ، وفقنا الله وإياهم لما يحب ويرضى .
---
موراني
09-26-2004, 11:23 PM
لكم الشكر الجزيل على هذه احلإالة على هذا الكتاب الهام .
هل هناك عنوان لدار النشر لكي أطلب هذا الكتاب منها مباشرة ؟
احتراما وتقديرا
موراني
---
مساعد الطيار
09-27-2004, 05:54 AM
د موراني وفقه الله(1/2692)
أشكر لكم اهتمامكم بتراث هذه الأمة ، وإليك عنوان الدارين المصدرتين للكتاب :
دار ابن القيم للنشر والتوزيع
هاتف : 8274545 / فاكس : 8056554
الدمام / مدينة العمال / ص ب : 20745 / الرمز البريدي : 31951 بريد الخبر
المملكة العربية السعودية .
دار ابن عفان للنشر والتوزيع
القاهرة : 11 درب الأتراك خلف الجامع الأزهر
ت : 5066420
محمول : 0101583626
ص ب : 8 بين السرايات
جمهورية مصر العربية
---
موراني
09-27-2004, 10:04 PM
بارك الله فيكم يا أستاذ مساعد الطيار .
أما المكتبة في درب الأتراك , فأعرفها شخصيا .
سأتصل بدار ابن القيم بالدمام بفاكس بعد عودتي من القيروان بعد عشرة أيام لحصول على هذا الكتاب الثمين .
شكرا جزيلا
موراني
---
(1/2693)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى : تمَّ تحقيق كتاب البلقيني ( مواقع العلوم في مواقع النجوم )
---
بشرى : تمَّ تحقيق كتاب البلقيني ( مواقع العلوم في مواقع النجوم )
---
مساعد الطيار
09-23-2006, 01:47 PM
قام الباحث / السعيد فؤاد عبد ربه إبراهيم المدرس المساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بطنطا التابع لجامعة الأزهر الشريف ؛ قام بتحقيق كتاب ( مواقع العلوم في مواقع النجوم ) لجلال الدين عبد الرحمن البلقيني ( ت : 824 ) رحمه الله تعالى، وقد نال به درجة الدكتوراه عام 1426 / 2005م .
وقد اعتمد الباحث فيث تسميته لهذا الكتاب على ما جاء في صفحة العنوان للمخطوطة ، وكذا في تسمية المؤلف لكتابه هذا ، واستدرك على السيوطي رحمه الله تعالى في تسميته لهذا الكتاب بـ ( مواقع العلوم من مواقع النجوم ) .
وقد أفاد بأن الكتاب إنما عُرِف من جهة السيوطي رحمه الله تعالى .
وقد وجد نسخة فريدة لهذا الكتاب في الخزانة الزكية ( نسبة للعلامة أحمد زكي باشا رحمه الله تعالى ) .
---
أبو بيان
09-23-2006, 02:15 PM
هل طُبِع؟
---
مساعد الطيار
09-23-2006, 02:19 PM
لما يُطبع .
وقد يتبنى مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الشاطبي طباعة هذا السِّفر النفيس .
---
عبدالرحمن الشهري
09-23-2006, 02:38 PM
بشرك الله بالخير يا أبا عبدالملك ، ونرجو أن نراه مطبوعاً قريباً.
---
أحمد البريدي
09-23-2006, 10:04 PM
بشرى طيبة , والعبرة بطباعته , فكم هي الرسائل القيمة حبيسة الأدراج .
---
أبو العالية
09-24-2006, 10:28 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
جزاك الله خيراً يا شيخ مساعد على زفِّ البشارات المفرحات لكل مؤمن .
ولكن إن لم يطبع ( وسيأخذ وقتاً ) فلا أقل من تحميله على الملتقى المبارك .
ودمتم على الخير أعواناً
محبكم في الله
---(1/2694)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لمن يرغب الحصول على الموسوعة الشاملة .
---
لمن يرغب الحصول على الموسوعة الشاملة .
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2006, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلني على بريدي الرسالة الآتية :
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أرجو أن تنشر في المنتدى مَن يريد الموسوعه الشامله
الجزء الأول يرسل اسمه الثلاثي +الدوله والمدينه+صندوق البريد والرمز البريدي
إلى إيميلي ahmad6132@hotmail.com
وإن شاء الله تصل إليه مجاناً
أخوك أبو عبدالله
جزى الله أخي أبا عبدالله خيراً على عرضه هذا وبارك فيه .
---
أحمد الفالح
07-16-2006, 02:44 AM
جميل جدا يادكتور عبدالرحمن ،،،
راسلته أتمنى أن يكون صحيحاً ماقاله ،،،
لك خالص الشكر
---
(1/2695)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل بين التعليم والوعظ فرق أم أنهما بمعنى واحد ؟؟
---
هل بين التعليم والوعظ فرق أم أنهما بمعنى واحد ؟؟
---
ابواحمد
09-28-2006, 07:59 AM
قال تعالى :
) فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(البقرة: من الآية275)
)وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (لأعراف:145)
)يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57)
)وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:232)
)فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (الطلاق:2)(1/2696)
)وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:231)
)إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58)
)إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90
)
)يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (النور:17)
فما رأي الاخوة بارك الله فيكم؟؟؟؟؟؟
---
ابواحمد
10-01-2006, 05:41 AM
اللهم يسر لنا من يجيب ....
---
مروان الظفيري
10-01-2006, 04:08 PM
أخي الحبيب أنقل لك ماقاله الفيروزآباديّ في كتابه الموسوعي :
بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز ؛ وذلك في هاتين المادتين
فتبصر بهما :
(بصيرة في علم) :
عَلِمه يَعْلَمه عِلْمًا: عَرَفَهُ حَقَّ المعرفة. وعَلم هو فى نفسه. ورجل عالِم وعَلِيم من عُلَمَاء. وعلَّمه العِلم وأَعلمه إِيّاه فتعلّمه. والعَلاَّم والعلاَّمة والعُلاَّم: العالِم جِدًّا. وكذلك التِّعْلِمَة والتِعْلامة.(1/2697)
والعِلم ضربان: إِدراك ذات الشَّىءِ، والثانى الحكم على الشىءِ بوجود شىءٍ هو موجود له، أَو نفى شىءٍ هو منفىّ عنه. فالأَوّل هو المتعدّى إِلى مفعول واحد، قال تعالى: {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}، والثَّانى: المتعدّى إِلى مفعولين، نحو قوله: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ}. وقوله: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ}، إِشارة إِلى أَن عقولهم قد طاشت.
والعلم من وجهٍ ضربان: نظرىّ وعملىّ. فالنظرىّ: ما إِذا عُلم فقد كمل، نحو العلم بموجودات العالَم، والعملىّ: ما لا يتم إِلاَّ بأَن يُعمل، كالعلم بالعبادات.
ومن وجهٍ آخر ضربان: عَقْلىّ وسمعىّ.
والعلم منزلة / من منازل السّالكين، إِن لم يصحبه السّالك من أَوّل قَدَم يضعه، إِلى آخر قدم ينتهى إِليه يكون سلوكه على غير طريق موصِّل، وهو مقطوع عليه ومسدود عليه سُبُل الهدى والفلاح، وهذا إِجماع من السادة العارفين. ولم ينه عن العلم إِلاَّ قُطَّاع الطَّريق ونُوَّاب إِبليس.(1/2698)
قال سيّد الطَّائفة وإِمامهم الجُنَيد -رحمه الله-: الطُّرُق كلُّها مسْدودة على الخَلْق إِلاَّ من اقتفَى أَثَر رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. وقال: منْ لَمْ يحفظ القرآنَ ولم يكتب الحديث لا يُقتدَى به فى هذَا الأَمر؛ لأَن عِلمنا مقيّد بالكتاب والسنَّة. وقال أَبو حفص: من لم يزِن أَفعاله وأَقواله فى كلّ وقت بالكتاب والسنَّة ولم يتَّهم خواطره لا يعدّ فى ديوان الرِّجال. وقال أَبو سليمان الدّارانى: ربَّمَا يقعُ فى قلبى النُكْتة من نُكَت القوم أَيّامًا فلا أَقبل منه إِلاَّ بشاهدين عدلين: الكتاب والسنَّة. وقال السّرىُّ: التصوّف اسم لثلاثة معان: لا يطفىءُ نورُ معرفته نورَ ورعه. ولا يتكلَّم فى باطن علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب، ولا تحمله الكرامات على هتك أَستار محارم الله. وقال الجنيد: لقد هممت مرة أَن أَسأَل الله تعالى أَن يكفينى مُؤنة النِّساءِ، ثم قلت: كيف يجوز أَن أَسأَل هذا ولم يسأَله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أَسأَله، ثمّ إِنَّ اللهَ تعالى كفانى مُؤنة النساءِ حتى لا أُبالى أستقبلتنى امرأَة أَو حائط. وقال: لو نظرتم إِلى رجل أُعطى من الكرامات أَن تربَّع فى الهواءِ فلا تغترُّوا به حتىَّ تنظروا كيف تجدونه عند الأَمر والنهى وحفظ الحدود وآداب الشريعة. وقال النُّورىّ أَبو الحسين: من رأَيتموه يدّعى مع الله حالةً تُخرجه عن حدّ العلم الشرعىّ فلا تقربُوه. وقال النصر أَبادى: أَفضل التصوف ملازمة الكتاب والسنَّة، وترك الأَهواء والبِدَع، وتعظيم كرامات
المشايخ، ورؤْية أَعذار الخَلْق، والمداومة على الأَورَاد، وترك ارتكاب الرُّخَص والتأْويلات.(1/2699)
والكلمات الَّتى تُروى عن بعضهم فى التزهيد فى العلم فمن أَنفاس الشيطان، كمن قال: نحن نأْخذ علمنا من الحىّ الَّذى لا يموت، وأَنتم تأخذونه من حَىّ يموت. وقال آخر: العلم حجاب بين القلب وبين الله. وقال آخر: إِذا رأَيت الصّوفىَّ يشتغل بحدّثنا وأَخبرنا فاغسِل يدك منه. وقال آخر: لنا علم الحروف ولكم علم الورق. وقيل: لبعضهم: أَلا ترْحل حتى تسمعَ من عبد الرزَّاق فقال: ما يصنع بالسمّاع من عبد الرزَّاق مَن يسمع من الخلاَّق؟! وأَحسن أَحوال قائل مثل هذه أَن يكون جاهلاً يُعذر بجهله، أَو والها شاطحا مصرفاً بسخطه، وإِلاَّ فلولا عبد الرزَّاق وأَمثاله من حفَّاظ السنة لما وصل إِلى هذا وأَمثاله شىء من الإِسلام، ومن فارق الدليل ضلَّ عن السّبيل. ولا دليل إِلى الله والجنَّة إِلاَّ الكتاب والسنة.(1/2700)
والعلم خير من الحال. الحال محكوم عليه والعلم حاكم، والعلم هادٍ والحال تابع. الحال سيف فإِن لم يصحبه علم فهو مِخْراق لاعب. الحال مركوب لا يجارَى، فإِن لم يصحبه علم أَلقى صاحبه فى المتالف والمهالك. دائرة العلم تسع الدّنيا والآخرة، ودائرة الحال ربَّما تضيق عن صاحبه. العلم هادٍ والحال الصّحيح مهتدٍ به. فهو تركة الأَنبياء / وتُراثهم.، وأَهله عَصَبتهم ووُرّاثهم، وهو حياة القلب، ونور البصائر، وشفاءُ الصّدور، ورياض العقول، ولذَّة الأَرواح، وأُنْس المستوحِشين، ودليل المتحيّرين. وهو الميزان الَّذى يوزن به الأَقوال والأَفعال والأَحوال. وهو الحاكم المفرِّق بين الشَّك واليقين، والغَىّ والرّشاد، والهُدَى والضلال، به يعرف الله ويعبد، ويُذْكر ويوحّد. وهو الصّاحب فى الغُربة، والمحدِّث فى الخلوة، والأَنيس فى الوحشة، والكاشف عن الشبهة، والغِنَى الَّذِى لا فقر على من ظفر بكنزه، والكَنَفُ الذى لا ضَيْعة على من أَوى إِلى حِرْزه. مذكراته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه قُرْبة، وبذله صدقة، ومدارسته تُعدل بالصّيام والقيام، والحاجة إِليه أَعظم من الحاجة إِلى الشَّرَاب والطعام؛ لأَن المرء يحتاج إِليهما مرة أَو مَرَّتين فى اليوم، وحاجته إِلى العِلْم كعدد أَنفاسه، وطلبه أفضل من صلاة النافلة، نصّ عليه الشافعىّ وأَبو حنيفة.
واستشهد اللهُ -عزَّ وجلَّ- أَهلَ العلم على أَجلّ مشهود وهو التوحيد، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وفى ضمن ذلك تعديلهم فإِنَّه لا يُستشهد بمجروح.(1/2701)
ومن هاهُنا يوجَّه -واللهُ أَعلم- الحديث: "يَحمل هذا العلمَ من كلِّ خَلَف عُدولهُ، ينفُون عنه تحريف الغالين، وتأْويل المبطلين" وهو حجة الله فى أَرضه، ونوره بين عباده، وقائدهم ودليلهم إِلى جنَّته، ومُدْنيهم من كرامته. ويكفى في شرفه أَن فَضْل أَهلِه على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وكفضل سيّد المرسلين على أَدنى الصّحابة منزلة، وأَنَّ الملائكة تضع لهم أَجنحتها، وتُظِلُّهم بها، وأَنَّ العالِمَ يستغفر له مَن فى السموات ومن فى الأَرض حتىَّ الحيتان فى البحر، وحتىّ النَّملة فى جُحْرِهَا، وأَن الله وملائكته يصلُّون على معلِّمِى النَّاس الخير، وأَمر الله أَعْلَمَ العبادِ وأَكملهم أَن يسأَل الزِّيادة من العلم فقال: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}.
واعلم أَنَّ العلم على ثلاث درجات: أَحدها: ما وقع من عِيانٍ وهو البصر. والثانى: ما استند إِلى السمع وهو الاستفاضة. والثالث: ما استند إِلى العلم وهو علم التجربة.
على أَن طُرُق العلم لا تنحصر فيما ذكرناه فإِنَّ سائر الحواسّ توجب العلم، وكذا ما يدرك بالباطن وهى الوِجدانيّات، وكذا ما يدرك بالمخبِر الصّادق، وإِن كان واحدا، وكذا ما يحصل بالفكر والاستنباط وإِن لم يكن تجربة.
تمّ إِنَّ الفرق بينه وبين المعرفة من وجود ثلاثة:
أَحْدها: أَن المعرفة لُبّ العلم، ونسبة العلم إِلى المعرفة كنسبة الإِيمان إِلى الإِحسان. وهى علم خاصّ متعلَّقه أَخفى من متعلَّق العلم وأَدَقَّ.
والثانى: أَنَّ المعرفة هى العلم الذى يراعيه صاحبه [ويعمل] بموجبه ومقتضاه. هو علم يتَّصل به الرعاية.
والثالث: أَن المعرفة شاهدة لنفسها وهى بمنزلة الأُمور الوِجدانيّة لا يمكن صاحبُها أَن يشكَّ فيها، ولا ينتقل عنها. وكشفُ المعرفة أَتمّ من كشف العلم، على أَنَّ مقام العلم أَعلى وأَجَلّ، لما ذكرنا فى بصيرة (عرف).(1/2702)
ومن أَقسام العلم العلم اللَّدُنىّ. وهو ما يحصل للعبد بغير واسطة، بل إِلهام من الله تعالى، كما حصل للخضر بغير واسطة موسى، قال تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً}. وفَرَق / بين الرّحمة والعلم وجَعَلَهما مِن عنده ومن لدنه إِذ لم يكن نَيْلهما على يد بَشَر. وكان من لدنه أَخصّ وأَقرب ممّا عنده، ولهذا قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً} فالسُّلطان النَّصِير الذى من لدنه أَخصّ من الذى من عنده وأَقرب، وهو نصره الذى أَيّده به (والَّذِى من عنده)، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}.
والعلم اللّدنّىّ ثمرة العبوديّة والمتابعة والصّدق مع الله والإِخلاص له، وبذل الجُهد فى تلقِّى العلم من مِشكاة رسوله ومن كتابه وسنَّة رسوله وكمالِ الانقياد له، وأَمّا علم مَن أَعرض عن الكتاب والسنَّة ولم يتقيّد بهما فهو من لَدُن النفس والشيطان، فهو لدنِّىٌّ لكن مِن لدن مَنْ؟ وإِنما يُعرف كون العلم لدنّيًّا روحانيًّا بموافقته لما جاءَ به الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم عن ربّه عزَّ وجلَّ. فالعلم اللدُنىّ نوعان: لدُنىّ رَحْمانىّ، ولدُنىّ شيطانىّ وبطناوىّ والمَحَكّ هو الوحى، ولا وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.(1/2703)
وقول المشايخ: العلم اللدنىّ إِسناده وُجوده، يعنى أَنَّ طريق هذا العلم وِجدانه، كما أَن طريق غيره هو الإِسناد؛ وإِدراكه عِيانُه، بعنى أَنَّ هذا العلم لا يوجد بالفكر والاستنباط، وإِنما يوجد عِياناً وشهودا؛ ونعته حكمُه، يعنى أَن نعوته لا يوصل إِليها إِلاَّ به فهى قاصرة عنه. يعنى أَن شاهده منه ودليله وجوده؛ وإِنِّيَّته لِمِّيِّته، فبرهان الإنّ فيه هو برهان اللِّمّ، فهو الدَّليل وهو المدلول، ولذلك لم يكن بينه وبين الغيب حجاب وبخلاف ما دُونه من العلوم.
والذى يشير إِليه القوم هو نور من جَناب الشهود بمجرد أَقوى الحواسّ وأَحكامها، وتقرير لصاحبها مقامها. فيرى الشهود بنوره، ويفنى ما سواه بظهوره. وهذا عندهم معنى الحديث الرّبانىّ: "فإِذا أَحببته كنت سمعه الَّذى يسمع به، وبصره الذى يبصره به، فبى يسمع، وبى يبصر". والعلم اللَّدنىّ الرّحمانىّ هو ثمرة هذه الموافقة والمحبّة الَّتى أَوجبها التقرّب بالنَّوافل بعد الفرائض. واللدنّىّ الشيطانىّ هو ثمرة الإِعراض عن الوحى بحكم الهوى. والله
وجاء فيه :
(بصيرة في وعظ) :
الوَعْظُ والعِظَةُ والمَوْعِظَة مصادر قولك: وَعَظْتُه أَعِظَه، وهو زَجْرٌ مقتَرِنٌُ بتخويف. وقال الخليل: هو التَّذْكِير بالخَيْر، ومنه قولُ النبىّ صلَّى الله عليه وسلم: "السَّعِيدُ من وُعِظَ بغَيْره" قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} قال رؤبة ويروى للعجّاج:
*لما أَوْنا عَظْعَظَتٍْ عِظْعاظَا * نَبْلُهُم وَصَدَّقُوا الوَعّاظَا*
يقولُ: كان وَعَظَهُم النُوَبَ واعِظٌ وقال لهم إِنْ ذهبتم هلكتهم، فلمّا ذهبوا أَصابهم ما وَعَظَهم به فصدّقوا الوُعّاظ [حينئذ]. وفى الحديث: "يأْتِى على النَّاسِ زَمانٌ يُستَحَلُّ فيه الرِبّا بالبيع، والقَتْلُ بالمَوْعِظة" وهو أَنْ يُقْتَل البَرِىءُ ليتَّعظ به المُرِيب.
---
ابواحمد
10-03-2006, 01:45 AM(1/2704)
أشكرك ايها الاخ الكريم على مشاركتك واطمع من الاخوة في مزيد من التفريق الدقيق بينهما ماجورين ......
---
الكشاف
10-04-2006, 01:22 AM
الوعظ هو نوع من أنواع التعليم ، فبينهما عموم وخصوص فالتعليم أعم والوعظ أخص والله أعلم .
---
ابواحمد
10-11-2006, 06:37 AM
للرفع ومزيد من التفاعل
---
(1/2705)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أرجوا إعادة تحميل كتاب بدائع البرهان في شرح عمدة العرفان
---
أرجوا إعادة تحميل كتاب بدائع البرهان في شرح عمدة العرفان
---
شريف بن أحمد مجدي
03-06-2006, 08:18 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخوتي الكرام رجاء ممن لديه كتاب بدائع البرهان للأزميري أو ممن حمله من مكتبة الشبكة أن يعيد لي رفعه لحاجتي إليه حيث أن الملف الموجود بالمكتبة لم يعمل معي وجزاكم الله خيرا
---
حامد بن يحيى
03-07-2006, 12:10 AM
لا تنساني من صالح دعائك
إليك الملف
---
شريف بن أحمد مجدي
03-07-2006, 02:02 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أشكر لك أخي الكريم أهتمامك وأسأل الله عز وجل أن يجزيك خير الجزاء ولكن ما رفعته هو كتاب عمدة العرفان فى تحرير أوجه القرآن وأنا أريد كتاب بدائع البرهان في شرح عمدة العرفان وليس عمدة العرفان فى تحرير أوجه القرآن
---
حامد بن يحيى
03-07-2006, 02:18 PM
أعتذر لك أخي عن هذا الخلط ، وجدت الكتاب عندي بهذا الاسم فظننت أنه هو.
أسأل الله أن يمدك أحد الإخوة به.
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 11:17 AM
بارك الله فيك
---
القعقاع محمد
07-11-2006, 12:13 PM
أخي الكريم ..
بارك الله فيك
الرابط المذكور هو لكتاب "عمدة العرفان" وليس لبدائع البرهان
حبذا لو تعيد تحميل البدائع
---
(1/2706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الله أهل الثناء والمجد
---
الله أهل الثناء والمجد
---
سلسبيل
11-22-2005, 10:26 AM
الله
أهل الثناء والمجد
بقلم الأديب الشيخ الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني
إمام وخطيب جامع الشيخ ابن باز بمكة المكرمة
والأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
[line]
قرّبوا ريشتي وهاتوا دواتي واتركوني من التي واللواتي
لم يعد في فؤاد مثلي مكان للتغني بالحب والغانيات
كم تأمّلت من أعاجيب حبّ وغرام في الأعصر الخاليات
لأناس ذابوا هياما وشوقا وافتتانا بروعة الفاتنات
كم فؤادٍ بلوعة الحبِّ يكوى وصريعٍ للأعين القاتلات
فإذا بالغرام يغدوا حديثا والمحبّون كومةً من رفاة
قصصٌ في مجالس الأنس تروى ثم ترمى في حيّز المهملات
فتعاليت عن غرام بئيس دنيوي مآله لانبثاث
وسقيت الفؤاد من نهر حبّ يوقظ القلب من عميق السبات
كم شفى الحبّ غلّة من نفوس وسقاها من سلسبيل فرات
فاستمع يا زمان هذا محبّ سوف يتلو أنشودة للرواة
يا خلايا الفؤاد يا كل نبض هات ما عندكم من الحب هات
حدثينا عن الهوى حدّثينا وأبيني بأصدق البيّنات
أشعلي جذوة الهوى في نفوس عن مراقي سعودها لاهيات
هذه نفحة من الطهر تسري في فضاء يعجّ بالمغريات
ضجّ هذا الفضاء مما دهاه من جحيم الآثام والمنكرات
وإذا بثّ في البرايا خطايا جاءك البثّ عابقاً من قناة
هذه باقة من الورد نشوى من أزاهير قلبي العاطرات
هذه قصّة من الحبّ تتلى في حروفٍ فتّانة ساحراتي
ومعاني أضحت بمحراب روحي ساهرات لربها ساجدات
هذه غرفة من الحبّ تسقي برواها ضمائراً صاديات
هذه نسمة شذاها تجلى في سماءٍ الهوى بمسكٍ فتات
وسلاف البيان يحلو مذاقاً لقلوبٍ شفافةٍ مرهفات
بعت ذاتي على حبيبٍ قريبٍ من فؤادي ومنه حبي وذاتي
تاه لبّي وذاب قلبي لربي فهو حبّي وسلوتي في حياتي
وله كل ذرّة في كياني ومماتي ومنسكي وصلاتي(1/2707)
يا مرادي هذه ترانيم حبٍّ من فيوض المشاعر الخاشعات
أنت أهل الثناء والمجد فامنن بعبير من الثناء المواتي
ما ثنائي عليك إلا امتنان ومثال للأنعم الفائضات
يا محبّ الثناء والمدح إني من حيائي خواطري في شتات
ذابت النفس هيبةً واحتراماً وتأبّت عن بلع ريقي لهاتي
حبّنا وامتداحنا ليس إلا ومضةً منك يا عظيم الهبات
لو نظمنا قلائداً من جمانٍ ومعانٍ خلابةٍ بالمئات
لو برينا الأشجار أقلام شكر بمداد من دجلة والفرات
لو نقشنا ثناءنا من دمانا وبذلنا أرواحنا الغاليات
لو نُشرنا في ذاته أو رُمينا برماح فتّاكةٍ مشرعات
أو جهدنا نفوسنا في قيامٍ وصيامٍ حتى غدت ذاويات
أو مزجنا نهارنا بدجانا في صلاة وألسن ذاكرات
أو قطعنا مفاوزاً من لهيبٍ ومشينا بأرجلٍ حافيات
أو سجدنا على شظايا رصاصٍ أو زحفنا زحفا على المرمضات
أو بكينا دماً وفاضت عيون بلهيب المدامع الحارقات
ما أبنّا عن همسة من معاني في حنايا نفوسنا ماكنات
ما أتينا بذرة من جلال أو شكرنا آلائك الغامرات
أي شيء يقوله الشعر لما يتغنى بخالق الكائنات
ما نسجناه من بيانٍ بديعٍ ليس إلا خواطراً قاصرات
هدي الشعر لافتراس المعاني إنما الطيبون للطيبات
أي شيء أتقى وأنقى وأرقى من حروفٍ بمدحه مترعات
فالق الحبّ والنوى جلّ شأنه وضياء الدجى ونور السّراة
قابض باسطٌ معزّ مذلٌّ لم يزل مرغما أنوف الطغاة
شافع واسعٌ حكيمٌ عليمٌ بالنوايا والغيب والخاطرات
خافض رافع سميع بصير لدبيب للنمل فوق الحصاة
يهتف العابدون من كل جنسٍ وبلادٍ على اختلاف اللغات
لم يغب عنه همسةٌ أو هتافٌ للمنادين من جميع الفئات
نافع مانع قوي شديد قاصم ظهر كل باغٍ وعات
كم تألّى ذوو عنادٍ وكفرٍ فاستحالت عروشهم خاويات
كم أتى بطشه فأردى شعوباً لاهياتٍ في دورها آمنات
ظاهر باطن حسيب رقيب ليس يخفى عليه مثل القذاة
أولٌ آخرٌ علىٌّ غنيٌّ كيف تحصى آلاءه الوافرات
باعثٌ وراثٌ كفيلٌ وكيلٌ وأمانٌ للأنفس الخائفات(1/2708)
وجميلٌ جماله فاض طهراً وصفاءً يرفّ بالمبدعات
بارئ حافظٌ حميد مجيد فارج الهمّ كاشف المعضلات
الوليّ المتين ما خاب ظنٌّ لنفوس في فضله طامعات
مؤمنٌ محسنٌ شكورٌ صبورٌ للأذى والجحود والافتئات
خالقٌ رازقٌ سميعٌ مجيبٌ ويداه تفيض بالأعطيات
السلام القدوس كم من فيوض نتفيا ظلالها الوارفات
وله الكبرياء هل من ولي غيره قد أباد كل الولاة
مستوٍ فوق عرشه في علوٍّ وقريب بجوده للعفاة
ليس شيء كمثله فهو ربٌّ من يضاهيه في صفاة وذات
ما أتى من صفاته فهو حقّ وكمال برغم أنف النفاة
إنه الواحد الذي لا يضاهى في معاني أسمائه والصفات
ناصرٌ قادرٌ على كل شيء وهو حيّ منزّه عن سبات
قاهرٌ غالبٌ قوي عزيزٌ ونصيرٌ للمهتدين الهداة ِ
غافرٌ راحمٌ رحيمٌ تجلى حلمه في عطائه للجناة ِ
تتألى عليه بعض البرايا وتراها في فضله راتعات ِ
مرسل البرق منزل الغيث صفوا وهو محي العظام بعد الفتات
صمدٌ تصمد البرايا إليه وأنيس الضمائر الموحشات
المليك القدير ذو الطول بشرى لمحبي توحيده بالعداة
ما أتوا كاهنا ولم يستغيثوا بقبورٍ مطمورةٍ بالكفاة
قصدهم أو دعائهم ليس إلا للكريم العظيم ذي المقدرات
تلك فحوى العقيدة الحقّ تتلى بوضوح في كتبه المنزلات
يا نبيّ الهدى ويا خير صوتٍ حين يتلى متيماً للحداة
يا محباً تعلم الحبّ منه ثم آتى ثماره الناضجات
ما رأينا في دفتر المجد أسمى منك حبّاً برغم كيد الوشاة
صغت للدهر قصّة من نضالٍ وفعالٍ أبيّةٍ ذائعات
وحروفٍ منسوجةٍ من ضياءٍ ما توارى عن شاشة الذاكرات
لو رميتم مفاتح الأرض عندي وأتيتم بالشمس والمقمرات
ليس في شرعة الهوى من نكوصٍ وعهودٍ مأجورةٍ مشتراة
والأمور الصعاب تبدو لعيني في رضى من أحبّه هيّنات
فإذا أظلم الدجى قام يدعو ويناجي بأدمعٍ واجفات
يا إلهي إن كنت راضٍ فإني لا أبالي بما أتو من أذات
ومضى ثابت الخطى لا يبالي بالتحدي والمكر والشائعات
أورق الحبّ والرضى في قلوبٍ بثّ فيها معنى التقى والأناة(1/2709)
أحدٌ والأحزاب والفتح تروي أروع الحبّ للأباة الكماة
بسيوفٍ غيورةٍ صارماتٍ وخيولٍ إلى الوغى ذابحات
كم رؤوس تعجّب الموت منها ودماءٍ منثورةٍ عابقات
أمهر الحبّ جعفر وخبيب بنفوسٍ من أجله زاهقات
يبتلى آل ياسرٍ ثم تهدى إلى المنايا سميّة الساميات
ضمّخت سكّة الهوى للصبايا بعبيرٍ من همّة القانتات
إنها درّة بعقدٍ مضيءٍ يتحلى بالكمّل المحصنات
وبلال في وقدة الرمل يلقى لينادي بلاته أو منات
كلّما أمعنوا عذابا ينادي أحدٌ لم تطق سواها شفاتي
وأبو جابرٍ ينادي كفاحاً ويمنّى بأحسن الأمنيات
وحبيبٌ يبضّع الجسم حيّاُ بسيوفٍ غدّارةٍ خائنات
لم يلن عزمه وما صاغ حرفاً من ذلة أو خضوعٍ للغواة
سطّروا قصّة الهوى بحروفٍ سوف تبقى عن البلا خالدات
هكذا الحبّ لوعة وامتثالٌ واشتياقٌ تصاغ في تضحيات
مبدع الكون يا لها من عقولٍ في تملي آياته ذاهلات
واسع الفضل كيف ترجى نجاةٌ لنفوسٍ عن هديه معرضات
هائماتٍ في غفلةٍ عن هداه غارقاتٍ في حمأة الموبقات
وقلوبٍ كئيبةٍ كيف تسلو وهي من فيض حبّه مقفرات
كيف يسري معنى الرضى في نفوس من شذا طيف أنسه خاليات
كم بهذا الوجود مما نراه من صنوفٍ بفضله شاهدات
لو تأملت صفحة الكون مما بثّ فيه من رائع المعجزات
أرسل الفكر في فضاءٍ بعيدٍ وسماءٍ تعجّ بالنيّرات
هل رأيت السماء والشمس تزهو في ضحاها والبدر في الحالكات
هل تأملت منظر النجم لمّا يسحر العين في دجى المظلمات
كلها الأرض والمجرّات تبدو عند ربي كحلقة في فلاة
هل تأملت روعة الروض لمّا يتبدى بأحسن المزهرات
من غصونٍ ريانةٍ وورودٍ وفروعٍ زكيّة مثمرات
وخرير المياه يهدي لحوناً يتهادى بين الربى والنبات
وغناءً يسري إلى كل قلبٍ لطيورٍ صدّاحةٍ شاديات
ورُخاءً مأمورةً من رياحٍ حين تمضي إلى الرُّبى لاقحات
كم ترى من حدائق مفعمات بغصونٍ قطوفها دانيات
وحقولٍ جميلةٍ لحبوبٍ تتجلى في أبدع السنبلات
هل تأملت أنهراً وبحوراً كم بها من عوالمٍ سابحات(1/2710)
هذه الفلك آية هل تراها وهي تفري عبابه ماخرات
منظر مذهلٌ فلول البرايا تمتطيه بأضخم الباخرات
رابط الجأش كم طوى في حشاه من ضحايا أمواجه العاتيات
لم تغيره حادثات الليالي والبرايا ما بين غادٍ وآت
هل تأملت أمة النحل تغدوا لعبيرٍ من الشذى راشفات
ثم تهدي بطونها من رضابٍ وشفاءٍ لأنفسٍ مزمنات
في بناءٍ معقدٍ هندسيٍّ يتحدى خوراق الهندسات
هل تأملت عالم النمل فيه روعةٌ في فلوله المنشرات
في نظام ودقّة لا تبارى وتفاني في الكسب والاقتيات
ليس للخامل الكسول احترامٌ في قوانين عيشها الصارمات
وألوفّ من المخاليق تمضي في دروبٍ مرسومةٍ واضحات
من فراشٍ وزاحفٍ وطيورٍ وأليفٍ يقنى ومن كاسرات
وإذا جفّت العيون السواقي واستحالت رياضنا مجدبات
وبدا وجه أرضنا مقفهرٌّ قابلتك الغيوم بالبشريات
فإذا بالمغيث يزجي سحاباً ويفيض الثجاج بالمعصرات
تكتسي الأرض حلّة من نضار في وجوهٍ وضّاءةٍ باسمات
لو تأملت أبدع الصنع فيما بين جنبيك من بديع العضات
من فؤاد ومنطق واعتدال والنهى والدلائل الباهرات
والبلايين من خلاياك تمضي والكريّات أضخم الناقلات
لو تأمّلت في كتاب كريم في معاني آياته المحكمات
في الضحى والأنعام والنحل فيضٌ من ضياءٍ والنور والذاريات
من يعيد الرواء للأرض لما يطمس الجدب أوجهاً ضاحكات
من يعافي المريض من بعد سقمٍ وقنوطٍ من طبّ مستشفيات
من يبث السرور في كل بيتٍ بالبنين الأطهار أو بالبنات
من يسلّي النفوس بالصبر لمّا تبتلى بالنوازل القاصمات
من يغيث القلوب مما دهاها من همومٍ بئيسةٍ جاثمات
من يواري عيوبنا .. من حبانا بستورٍ من سترهِ مسدلات
من هدى العقل لاكتشافٍ بديعٍ لعلومٍ عجيبة مذهلات
كلما زادت العقول اكتشافاً وابتكاراً تتيه في المهمهات
علمها واكتشافها ليس إلا قطرةً من بحوره الزاخرات
إن في ساحة العلوم اهتداءً ودليلاً للأنفس الحائرات
كم هدينا بفضله لعلومٍ بمزايا توحيده هاتفات(1/2711)
إن في مسرح الحياة اعتباراً في ثنايا آياتها الماثلات
يا جهولا بربّه يا غفولاً عن صريح الآيات والبيّنات
كم نرى في حياتنا من فنونٍ ورسومٍ خلاّبةٍ هائمات
أين عيناك عن تملّي جمالٍ في أفانين فضله الناطقات
في جمال الأكوان في كل همسٍ في بديع المسموع والمبصرات
في شروقٍ للشمس أو في غروبٍ في نجومٍ مطلّة آفلات
في انبلاج الصباح في هدئة الليل في لحون الشداة
في سحابٍ مسخّرٍ في غمامٍ في بروقٍ برّاقةٍ ضاحكات
في هتاف الطيور من كل فنٍّ في غناء الحمائم الساجعات
في الشذا في الندى في الورود في بسمة الفجر في سكون البيات
في الرُّبى في الضحى في الأنهار في طلعة البدر في الزواهر الحالمات
في التقاء البحرين ملحٌ أجاجٌ ليس يطغى على الزلال الفرات
في رحيق الأزهار في نفحة العطر في رياضها الناظرات
في دلال الملاح في رقّة الحب في المحاجر الآسرات
في قدودٍ فتّانة في خدودٍ في ثغورٍ وضّاءةٍ باسمات
في جمال الغزال في جفلة الظبي في عيون المهات
في اختيال الطاؤوس في عالم البحر في علوِّ البزاة
في هدير الجِمال في سطوة الأسد في انطلاقة الصافنات
في قضاء الأرواح في قصّة النومِ في حديثنا والسُّكات
في بديع الألون في نغمة الصوت في قلوبنا الخافقات
في اختلاف الأذواق في بسمة المرء في دموعه الذارفات
في صنوف الأرزاق من كلّ طعمٍ في فيوضات جوده المغدقات
في مذاق الثمار في باسق النخل في الجنا في النواة
إنه الله سلوةً وضياءً في سماءِ العبّادِ والعابداتِ
عد إلى ظلّه الظليل التماساً للرضى وحسن الصِّلاة
حيث يكسوك حُلّةً من حنانٍ وأمانٍ في هجمة العاديات
وترنّم بذكره فهوة غرسٌ سوف تجني ثمارهُ اليانعات
إنّ صدق المحبّ يبدو جليّاً في عيونٍ بالدمع مغرورقات
وامتثالاً لأمره واحتراما لمواثيق حبّه المبرمات
وقياماً بحقّه من صلاةٍ وصيامٍ ومنسكٍ وزكاةِ
هذه همستي إلى كل قلبٍ عاشقٍ للرضى وهذي وصاتي
ونداءٌ مضمّخٌ بعبيرٍ لأناسٍ يستروحون العظاة(1/2712)
فاعمر الوقت بالتراتيلِ وانصب تحت جنح الدجى وحين الغداة
واغنم العمر فالمنايا خفايا كم دهى الخطب أنفساً غافلات
ليس تغنيك توبةٌ أو بكاءٌ حين تمنى بهجمة النازعات
إنه موعدٌ وما عنه مأوى لو سكنت البروج والناطحات
أين أهل السلطان والجاهِ ممن تاه فخراً في الأعصر الماضيات
أولم يفتك الرّدى بقصورٍ وديارٍ بأهلها آهلات
كدّر الموت صفوهم ثمّ بادوا وتجلّت رسومهم دارسات
أين من غرّه جمالٌ ومالٌ من كبار السادات والسيدات
سكنوا باطن الثرى بعد عزٍّ في ظلال المنازل الشامخات
أكل الترب حسنهم وتمشى الدود يرعى في أعظمٍ باليات
إن في صرعة الزّمان اعتبارا كيف تمضي أيامه خاطفات
فلتبادر إلى اغتنام الليالي ولحوقٍ للركب قبل الفوات
حين تمضي إلى إلهٍ عظيمٍ وعليمٍ بالجهرِ والخافيات
جامع الناس في مقامٍ رهيبٍ ومعيد العظام بعد الشتات
في مقامٍ تكون فيه البرايا خاضعات لربها مهطعات
فيه تجثوا قوافل الناس خوفاً ويحل الذهول بالمرضعات
لو رأيت الأبناء ولّوا فراراً عن نداءالآباء والأمّهات
هلعٌ يُمطر الورى فاستكانوا في وجيفٍ وأعينٍ شاخصات
وبكاءٍ وحرقةٍ ثم يدنو كوكب الشمس من حفاةٍ عراة
ليس للمرء ملجأ فيه إلا بمزايا أعماله الصالحات
ولمن واجهوا فلول الخطايا بدروعٍ من التقى سابغات
ودعاة لهديه في البرايا بقلوبٍ رفيقة راحمات
يقطف المؤمنون أزهار أمنٍ ويرون البشائر المرضيات
حورُ عينٍ وسندسٍ وثمار وفيوض من أنهرٍ جاريات
في نعيم لا ينقضي ومزيدٍ لوجوهٍ لربها ناظرات
يا إلهي إني مقرّ بذنبي وخطايا جوارحٍ مسرفات
ما جهلت المقام أو كان قلبي مشرئبّاً إلى دروب العصاة
ضعف نفسي وحسن ظني بربي جرّني للقصور في واجباتي
يا رحيما بعبده يا عفوّاً يا محل الآمال والمكرمات
يا إلهي ومن إليه التجائي يا ربيع الأفكار والذكريات
رضّني بالقضاء وامنن بفضلٍ وببردٍ للعيش بعد الوفاة
يا منى خاطري وسلوى فؤادي ليس إلا إلى رضاك التفاتي(1/2713)
منك حولي وقوتي واتكالي يا نصيري فلا تكلني لذاتي
جِدْ على عبدك المرجّى نوالاً من عطايا آلائك المشرقات
واهدي قلبي يا خالقي وارض عنّي فالرضا منك منتهى الأمنيات
أنت ألبستني من الفضل ثوباً بل ثياباً فضفاضةً ضافيات
يا غياث الملهوف من كل كربٍ يا معيناً للمرء في المعضلات
لا تدعني لحادثات الليالي وأجرني مما به الغيب آت
وقني من لهيب نارٍ تلضّى بسياجٍ من التقى والثبات
يا جواداً بلطفه يا عفوّاً لرزايا كبائرٍ أهو هنات
يا ملاذاً تهفو إليه البرايا والمرجى لفك أسر العناة
أُمْحُ عنّي صحائفاً من ذنوبي واعف عنّي يا غافر السيّئات
فاقتراف الذنوب عنوان ضعفي والتمادي في غيّها من سماتي
يا أنيسي عُدّتي واعتمادي وملاذي في ظلمة النائبات
وسروري وبهجتي ورجائي وضيائي في مدلج الحالكات
هذه لوعتي وهذي دموعي واشتياقي وقصّتي وشكاتي
أبتغيها ذخراً ليومٍ عظيمٍ يا إلهي لعلّ فيها نجاتي
وصلاةً زكيّةً وسلاماً للنبي الكريم خير الدعاةِ
[line]
بحث عنها في الشبكة العنكبوتية الشيخ :أيمن سامي المشرف العام لمنتديات الفقه
---
إمداد
11-25-2005, 11:00 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم سلسبيل
وهذا رابط التسجيل الصوتي للقصيدة بصوت الشيخ ناصر الزهراني وفقه الله
مع قصائد أخرى جميلة
http://www.salafi.net/audiotapes/n_alzhrany.html
---
(1/2714)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى : إصدار مصحف ( بانعمة) للمعاقين بإشراف الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله .
---
بشرى : إصدار مصحف ( بانعمة) للمعاقين بإشراف الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله .
---
المسيطير
04-23-2006, 12:09 AM
المشايخ الفضلاء /
هاتفتُ ليلة البارحة ( 23/3/1427هـ) الشيخَ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله تعالى فبشرني بخروج إصدار جديد من المصحف الإلكتروني يخدم المعاقين ، خاصة ممن ابتلوا(بالشلل الرباعي)- عافاهم الله - .
ثم قال :
هل تذكر الأمنيات التي تمناها (عبدالله بانعمة) في لقاءه في قناة المجد ؟.
قلت : نعم .
فقال : تمنى (بانعمة) ثلاث أمنيات :
الأولى : أن يسجد لله تعالى .
الثانية : أن يدخل على والدته يوم العيد أو غيره فيحتضنها ويقبلها كفاء ما قدمت له .
الثالثة : أن يقرأ من المصحف ويقلب صفحاته .
قال الشيخ / يوسف الحوشان :
وأبشرك بأننا قد حققنا أمنية ( بانعمة ) الثالثة ، فعملنا على إخراج مصحف يخدم المعاقين من أمثال ( بانعمة ) شفاه الله تعالى .
وقد انتهينا منه ، وسنسافر غدا إلى (عبدالله بانعمة) في جده ، وسنهديه هذا الإصدار .
فهاتفته قبل قليل ، فقال :
نحن الآن عند (عبدالله بانعمة) والمشهد لا يوصف ، وقد سجلت قناة المجد اللقاء كاملا ، من حين دخولنا ، وحتى ودعناه ، ولعله يبث قريبا بإذن الله تعالى .
وسميناه مصحف (بانعمة) لأنه صاحب الفكرة .
وطريقة المصحف تعتمد على الصوت ، فيقول القارئ مثلا :
بداية المصحف ، فتظهر له الفاتحة .
أو يقول له :
نهاية المصحف ، فتظهر له نهايته .
أو يقول :
سورة الأنعام ؛ فتظهر له السورة .
ثم فيقول : آية (50) فتظهر له الآية .
وإذا أراد قلب الصفحات فيقول :
(التالي) فيظهر التالي أو (السابق) فيظهر السابق .
أو يقول : صفحة ( 324 ) فتظهر له الصفحة .(1/2715)
ويوجد فيه إمكانية تكبير الآية ، فيعطي القارئ أمرا معينا (تم إيضاحه في طريقة الإستخدام) فيكبر الآية أو يصغر الخط - حسب الأمر - .
أيضا إمكانية سماع القرآن على عدة قرّاء متقنين ، وقد بدأوا في الإصدار الأول بالشيخ / المنشاوي رحمه الله تعالى .
وسيتم بيان ذلك من قبل الشيخ يوسف الحوشان في معرض (جيتكس) المقام حاليا في الرياض ، حيث سيتم عرض المصحف .
وقد استأذنت الشيخ وفقه الله بنشر هذا الإيضاح فأذن لي .
وقد أحببت أن يكون ملتقى أهل التفسير أول ملتقى في بيان المشروع ، فخصصته به .
أسأل الله تعالى أن يبارك في الشيخ يوسف الحوشان وفي علمه وعمره وعمله وأهله وذريته وماله وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لايحتسب .
--
---
أبومجاهدالعبيدي
04-23-2006, 06:11 AM
ما شاء الله
نسأل الله أن يكتب الأجر لكل من ساهم في هذا الجهد المبارك
وشكرا لك أخي المسيطير على هذه البشرى
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2006, 07:43 AM
أحسن الله إليك يا أبا محمد وبشرك بما يسرك في الدارين على هذه البشارة الطيبة ، التي ستدخل السرور على كثير من المحرومين من نعمة القدرة على تقليب صفحات كتاب الله ، وتلاوته .
وأخي الكريم الدكتور يوسف الحوشان وفقه الله رجل مبارك ، وقد عرض عليَّ يوماً مشروعه هذا في صيغة مقاربة ، ودعوت له بالتوفيق ، وقد ألقى بحثاً حول هذا المشروع في مؤتمر جائزة الأمير سلطان الخيرية للقرآن الكريم للعسكريين ونشرت أعمال ذلك المؤتمر بعد ذلك عن هيئة الجائزة .
أسأل الله أن يوفقه وإخوانه القائمين معه على هذا العمل المبارك لكل خير ، وأن ينفع بهم ، وأن يهيئ لهم أسباب نشر هذه المشروعات العلمية على نطاق واسع للمحتاجين إليها بأسعار مناسبة ، والله لا يضيع أجر المحسنين المخلصين .
---
مساعد الطيار
04-23-2006, 01:29 PM
بشرك الله بالجنة .(1/2716)
وإني لأسأل الله تعالى أن يبارك في الشيخ يوسف الحوشان وفي علمه وعمره وعمله وأهله وذريته وماله وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لايحتسب ، وأن لا يحرمنا وإياه من الأجر ، فإنه يُغبط على ما عنده من المشاريع النافعة ، أسأل الله أن ييسر له إتمامها .
---
محمود الشنقيطي
04-23-2006, 04:00 PM
(لمثل هذا فليعمل العاملون)
وايم الله لقد أحببت هذا الرجل د/الحوشان ولما أعرفه أو ألتق به, ولكن الذي أعرفه عن قرب هو أخي عبد الله باناعمه الذي كان يكرر أمانيه تلك في كل مجلس يجلسه سيما في مواسم الخيرات كرمضان وإن المرء ليستوطن العجب جنانه حين يرى أقواما لا تزيدهم الصحة والعافية والغنى إلا علوا في الأرض وفسادا فاللهم لا تشغلنا بنعمك وآلائك عن عبادتك وشكرك ومراقبتك ودعائك واشف أخانا عبد الله باناعمه وجميع مرضى المسلمين واجعل ما حل بهم رفعة للدرجات وحوا للسيئات ومضاعفة للحسنات آمين
---
المسيطير
04-23-2006, 08:32 PM
المشايخ الفضلاء /
د.مساعد الطيار
د.عبدالرحمن الشهري
أبامجاهد العبيدي
محمود الشنقيطي
جزاكم الله خير الجزاء .
أسأل الله تعالى أن يستجيب دعائكم ، ويبارك جهودكم ، وأن يزيدكم من فضله .
والشيخ يوسف وفقه الله يسعد بإضافاتكم وإقتراحاتكم .
وأشرف بنقلها له .
ولعلي أدعوه للمشاركة في هذا الملتقى العلمي المتميز ، فيفيدنا بما عنده - وفقه الله -.
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2006, 09:21 PM
وأنت كذلك يا أبا محمد وفقك الله وجزاك خيراً.
وأخي أبو عبدالله الدكتور يوسف الحوشان أحد أعضاء الملتقى ، ولكنه من المُقِلِّين في المشاركة ربما لانشغاله بأمور كثيرة أعانه الله ووفقه . وتجد مداخلاته في المشاركات الآتية :
- أسانيد الطبري . مشاركة رقم (6) ، ورقم (9) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3746).
- ما حكم وضع المصحف في الجوال ؟ مشاركة رقم (8) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3697).
---(1/2717)
يوسف الحوشان
04-23-2006, 11:39 PM
غفر الله للجميع
لابد من توضيح الآتي:
هذا العمل المبارك فكرة وتمويل الأخ المبارك-أحسبه والله حسيبه-(عماد بن فهد الدغيثر)
رئيس شركة(سيمانور) وفقه الله وأصلح أهله وولده وهو من الأخفياء ومعه فريق البرمجة
والعمل جار على إضافة الكتب العلمية( السمعية -والمقروءة) على البرنامج
جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم باخوانكم
---
المسيطير
04-25-2006, 07:38 PM
غفر الله للجميع
لابد من توضيح الآتي:
هذا العمل المبارك فكرة وتمويل الأخ المبارك-أحسبه والله حسيبه-(عماد بن فهد الدغيثر)
رئيس شركة(سيمانور) وفقه الله وأصلح أهله وولده وهو من الأخفياء ومعه فريق البرمجة
والعمل جار على إضافة الكتب العلمية( السمعية -والمقروءة) على البرنامج
جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم باخوانكم
الشيخ المبارك الدكتور/ يوسف الحوشان
جزاكم الله خير الجزاء .
دعوات الناس لاتنقطع ، وفرحهم لا يوصف ، وقلّ أن حدثت أحدا بما تفضلتم بطرحه إلا اغرورقت عيناه بالدمع فرحا بما منّ الله تعالى به على أخيهم .
والشكر موصول لأخينا الفاضل المهندس / عماد المديفر ، وقد عرفته محبا للخير ، باذلا له ، ومسارعا إليه ، مع حرصٍ شديد على إخفاءه .
أسأل الله تعالى أن يبارك له في عمره وعمله وأهله وذريته وماله ، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب .
وكأني فهمت مما ذكرتم أعلاه أنكم ستضيفون مكتبة علمية ، فأقترح عليكم إضافة الموسوعة الشاملة ففيها من الخير ما لا يمكن إحصاءه .
أسأل الله أن يوفقكم لكل خير .
وأن يزيدكم من فضله .
---
ابن الجزيرة
04-25-2006, 08:02 PM
بشرك الله بالجنة , ووالله إن من ساهم في هذا المشروع هو من يغبط حقاً ؛ فنسأل الله أن يتقبل عملكم ويجعله خالصاً لوجهه الكريم .
---
المسيطير
04-27-2006, 12:44 AM
المشايخ الفضلاء /(1/2718)
سعدتُ هذه الليلة بزيارة المعرض والإطلاع على المصحف الإلكتروني (مصحف بانعمة) ، ولقد شرفني الشيخ يوسف برؤية مقطع مرئي للأخ عبدالله بانعمة - شفاه الله - وهو يستعرض المصحف بنبرات صوت ملؤها الفرح ، وعبارات ثناء ملؤها الشكر والحمد ، مع دمعات حرّى ملؤها الأمل .
وكان موقفا مؤثرا للمشاهد البعيد فضلا عن الحاضر القريب ..
كما شرفني بأن شرح لي أحد المختصين عن المصحف وطريقة عمله ، وهو كما ذُكر أعلاه .
وهو بحق مفخرة من أعظم المفاخر ، حُق للشيخ الدكتور يوسف الحوشان وفقه الله والمهندس عماد الدغيثر أن يفخروا بها مدى الزمن .
وحُق لنا كذلك أن نفرح ونسعد ونشرف ونتشرف بنشر العمل وذكره بين الناس .
والدال على الخير كفاعله .
أسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم وإياهم ووالدينا وعلمائنا وإخواننا في الفردوس الأعلى .
---
المسيطير
04-28-2006, 02:24 PM
المشايخ الفضلاء /
( بشرى أخرى )
أسأل الله تعالى أن يجزي القائمين عليها كل خير .
وقد عرضتها على الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان بالأمس
وها أنا أعرضها عليكم اليوم .
قال تعالى :
( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
يجري الآن الإعداد للإفادة من المشروع عن طريق التحكم بالمؤشر بواسطة :
حركة العين
فيحرك المؤشر بأي إتجاه عن طريق العينين .
فيرفع عينيه فيرتفع ، ويخفضهما فينخفض ، ويغمز يالعين اليمنى فيفتح (كليك يمين) ، واليسرى (كليك يسار) ، وبهما مرتين (كليك مرتين) ....إلخ .
وبواسطة هذه الطريقة يستطيع المعاق - شفاه الله - أن يدخل للمواقع العامة ويطلع ويقرأ ويتصفح ، ويفتح الأيقونات بحركة عينيه .
ويستطيع أيضا الذهاب لـ (إبدأ) واختيار ما يريد من أدوات (إبدأ) ويفتح ويغلق ...إلخ .
ولا أستبعد أن يأتي اليوم الذي يستطيع - من خلال هذا المشروع - أن يكتب ويحرر ويصمم ويبرمج أيضا بواسطة :
حركة العينين
( وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ )(1/2719)
( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
والحمد لله على كل حال .
--
---
الكشاف
04-29-2006, 06:21 PM
بشرى طيبة ، وفقكم الله لكل خير.
---
نورة
10-25-2006, 01:16 PM
ما شاء الله
نسأل الله أن يكتب الأجر لكل من ساهم في هذا الجهد المبارك
وشكرا لك أخي المسيطير على هذه البشارات المتتالية
لا حرمنا وإياكم الأجر
---
د . يحيى الغوثاني
10-26-2006, 09:44 AM
الله أكبر
الأخ المسيطر موضوعك رائع ومؤثر
والدكتور يوسف الحوشان تعرفت عليه في إحدى الدورات في الرياض ولقد رأيت فيه نبوغ الشباب حكمة الشيوخ وهمة الأفذاذ
ويتمتع بفهم ثاقب وذهن وقاد
وحدثني عن مشروع جبار لخدمة القرآن أسال الله أن يحقق له أهدافه
ولي استفسار
هل الشيخ عبد الله بالنعمة هو الشيخ المعروف بجدة مشرف في جمعية تحفيظ القرآن في جنوب جدة ومعيد في جامعة أم القرى
أم تشابه في الأسماء
أرجو التوضيح
فالموضوع أقلقني
لأنني منذ مدة قابلته في منزل العلامة الشيخ عبد الله بن بية وكان بكامل صحته وعافيته
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2006, 11:15 AM
الأخ الدكتور يحي الغوثاني وفقه الله :
أولاً أشكرك على ألبومك المتميز (وسائل إبداعية في حفظ القرآن) فقد انتهيت من سماعه للتو قبل دقائق ، فأجزل الله لك الثواب فقد أفدت فيه وأجدت ونرجو أن نرى أمثاله في خدمة القرآن وطلابه قريباً.
ثانياً : أتطفل بالجواب على سؤالك عن الأخ عبدالله با نعمة ، هذا الأخ شاب أصيب بحادثة أقعدته عن الحركة إلا رقبته فيما يبدو لي ، وقد اشتهر بعد أن عقدت قناة المجد العامة حلقة عنه في برنامج من برامجها . ولعلك تقصد أنت الأخ عادل باناعمة المعيد بجامعة أم القرى ، ولعله رئيس تحرير مجلة الجسور أيضاً ، وهو شخص آخر غير صاحب القصة .
---
د . يحيى الغوثاني
11-23-2006, 06:44 AM
سعادة الشيخ عبد الرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم وعلى ذوقكم وتوضيحكم(1/2720)
ونسأل الله للأخ بانعمة الصحة والعافية والشفاء ورفع الدرجات
والله يتولاكم ويرعاكم
---
أبو عاتكة
11-23-2006, 03:05 PM
جزاك الله خيرا
هل يمكنني الحصول على البرنامج من الانترنت
---
يوسف الحوشان
11-23-2006, 07:45 PM
غفر الله للجميع
يمكن الحصول على البرنامج للاخوة المعاقين عن طريق البريد ص ب 63428 الرياض 11516
وارسال رسالة للاخوة في دار الرسم العثماني على الفاكس 2179125 1 966+
واخوكم الضعيف مشرف على البرنامج وهو نتيجة فريق عمل غفر الله لهم جميعا
---
(1/2721)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > في ظلال القرآن كتاب الكتروني رائع
---
في ظلال القرآن كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
02-17-2007, 10:36 PM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
لا يُعرف كتابٌ كثُر فيه الكلام واختُلف فيه ككتاب " في ظلال القرآن " للأستاذ سيد قطب -رحمه الله- وقد كتب فيه من كتب وتكلم من تكلم بين قادح ومادح ، ومتعصبٍ له أو عليه ، والإنصاف عزيز .
وفي مقدمة البرنامج وتحت عنوان ( في ظلال القرآن ما له وما عليه ) دراسة متجردة - إن شاء الله - عن أي هوىً ، الحقُّ رائدها سواء لسيدٍ أو عليه ، وهدفها أن يعرف طلاب العلم ورواده ما على هذا الكتاب من خطأ أو صواب.
في ظلال القرآن
سيد قطب
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 15 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/83865a12a6.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/7a25de7dbc.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/02072/39d30a0b5d.jpg
روابط التنزيل
ملفان رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم الضغط على أحدهما لفك الملفات
الملف الأول
http://sa32.com/files/68fe0af3995921df/Zelal.part1.rar.html
الملف الثاني
http://sa32.com/files/9c43c223a6d001ef/Zelal.part2.rar.html
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
د.خضر
03-06-2007, 03:22 PM
جزاكم الله خيرا . ولكنا ما وجدنا على الرابطين سوى صورة طبيعية فحسب
---
فهد الوهبي
03-06-2007, 03:42 PM
الرابط لا يعمل
---(1/2722)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا المعنى لكلمة "كورت" صحيح أم لا ؟؟؟
---
هل هذا المعنى لكلمة "كورت" صحيح أم لا ؟؟؟
---
هيثم أبو الحسن
04-12-2007, 12:21 PM
السلام عليكم يا أخوة
اردت ان اسألكم عن بعض ما لدى من تفسيرات و التى قد أكون مخظئا فى ما ذهبت اليه من معانى :
اولا : علمت ان الشمس ليست كاملة الأستدارة ,
فهل يمكن أن نقول عن الآية التى ذكرت تكور الشمس (إذا الشمس كورت) و التى فسرها العلماء بأنه إذا الشمس أنطفأ نورها او نحيت من مكانها
هل يمكن ان نقول ان المعنى هو اذا الشمس أصبحت كاملة الأستدارة و بالتالى يكون القرآن قد المح الى أن الشمس ليست مستديرة حاليا ؟؟
ثانيا : نفس الكلام عن كلمة دحاها , فهل صحيح ان اللفظ فى الآية يعنى ان الأرض قد أصبحت كالبيضة و لقد وجدت بالفعل فى القواميس العربية ان الكلمة يمكن ان تشير الى بيضة النعامة ؟
فما رأيكم و جزاكم الله خيرا..
---
(1/2723)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مواعظ المفسرين (5/12)
---
مواعظ المفسرين (5/12)
---
عمر المقبل
10-04-2006, 01:22 AM
الموعظة الخامسة
قال العلامة السعدي في تفسيره لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا) [الكهف الآيات 107-108] .
(أي: إن الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، وشمل هذا الوصف جميع الدين، عقائده، وأعماله، أصوله، وفروعه الظاهرة، والباطنة، فهؤلاء -على اختلاف طبقاتهم من الإيمان والعمل الصالح -لهم جنات الفردوس ...
فجنة الفردوس نزل، وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح، وأي ضيافة أجل وأكبر، وأعظم من هذه الضيافة ؟! المحتوية على كل نعيم، للقلوب، والأرواح، والأبدان، وفيها ما تشتهيه الأنفس. وتلذ الأعين، من المنازل الأنيقة، والرياض الناضرة، والأشجار المثمرة،. والطيور المغردة المشجية، والمآكل اللذيذة، والمشارب الشهية، والنساء الحسان، والخدم، والولدان، والأنهار السارحة، والمناظر الرائقة، والجمال الحسي والمعنوي، والنعمة الدائمة، وأعلى ذلك وأفضله وأجله، التنعم بالقرب من الرحمن ونيل رضاه، الذي هو أكبر نعيم الجنان، والتمتع برؤية وجهه الكريم، وسماع كلام الرؤوف الرحيم، فلله تلك الضيافة، ما أجلها وأجملها، وأدومها وأكملها"، وهي أعظم من أن يحيط بها وصف أحد من الخلائق، أو تخطر على القلوب.(1/2724)
فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علما حقيقيا يصل إلى قلوبهم، لطارت إليه قلوبهم بالأشواق، ولتقطعت أرواحهم من ألم الفراق، ولساروا إليه زرافات ووحدانا، ولم يؤثروا عليه دنيا فانية، ولذات منغصة متلاشية، ولم يفوتوا أوقاتا تذهب ضائعة خاسرة، يقابل كل لحظة منها من النعيم من الحقب آلاف مؤلفة، ولكن الغفلة شملت، والإيمان ضعف، والعلم قل، والإرادة نفدت فكان ما كان، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) انتهى.
---
فهد الوهبي
10-04-2006, 04:44 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/2725)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية
---
فرغلي عرباوي
03-31-2004, 01:14 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية
****************************
تخرج الغين المعجمة من المخرج الثالث من مخارج الحلق , وهي حرف مجهور رخو مستعلِ منفتح مصمت , مفخم , والغين أقوى من الخاء و ولولا ما بينهما من الجهر والهمس لكانت الخاء غينا إذ المخرج واحد والصفات متقاربة , وقد أخطأ من قال من العلماء بترقيقه والمعول عليه ما ذكر في النشر لابن الجزري رحمه الله وجزاه الله عنا خير الجزاء , والخاء يقع الخطأ فيها من أوجه :
****************************
1. ترقيقها ولا بد من تفخيمها لما فيها من الجهر والاستعلاء , والكثير من الناس يرققها لاسيما إذا أتى بعدها ألف نحو )غَافِرِ الذَّنْبِ)(غافر: من الآية3) – ) الْغَافِرِينَ)(لأعراف: من الآية155) .
****************************
2. ومنهم من يدغمها فيما بعدها خطأ , وخاصة لو وقع بعدها القاف لقرب المخرجين , والغين في المخرج قبلها وقريبة منها , فيخاف أن يلتبس اللفظ بالإدغام نحو )رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا )(آل عمران: من الآية8) – ) مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوب)(التوبة: من الآية117).
****************************
3. ومنهم من يدخل صوتها في العين الحلقية إذا وقعت بعدها لقرب المخرجين من بعض والتحفظ بتجويد اللفظ بها وإعطائها حقا أولى وأحسن نحو ) رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً)(البقرة: من الآية250) – ) أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً)(الكهف: من الآية96).
****************************(1/2726)
4. والبعض من عوام الناس يبدل الغين الحلقية خاء فيما لو وقعت بعدها الهاء الحلقية , والتلفظ بذلك فاحش ولحن في كتاب الله , فمن لم يعتن بإظهارها نحى بها نحو الإدغام أو الإخفاء نحو ) أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)(التوبة: من الآية6).
****************************
5. والبعض من المتساهلين يبدلها خاء خالصة فيما لو وقع بعدها الشين اللسانية , لاشتراك الخاء الحلقية والشين اللسانية في الهمس والرخاوة وبعد الغين من الشين فمن لم ينتبه لهذا يميل طبعه إلى الخطأ وهو لا يشعر وهذا أمر يجده المرء في نفسه ويسمعه من غيره فاحذره في نفسك أن تقع في هذا الخطأ ونبه عليه غيرك مع مطالبة نفسك بدقائق الإخلاص لله تعالى والأمثلة ) يَغْشَى طَائِفَةً )(آل عمران: من الآية154) – ) يَغْشَاهُمُ)(العنكبوت: من الآية55) – ) وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ)(ابراهيم: من الآية50).
****************************
6. على القارئ أن يحذر من الإدغام في الغين إذا جاورت أختها , أو تكررت بسبب اجتماع وتجاور المثلين نحو )وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً)(آل عمران: من الآية85).
****************************
7. وهناك خطأ شائع بين كثير ممن يدعي الإتقان في علم التجويد حيث أنهم يضمون شفتهم إلى الأمام عند نطقهم بالغين المفتوحة , فيخرج صوتها مخلوط بصوت الضم نحو )ُ الْغَافِرِينَ)(لأعراف: من الآية155) – )غَافِرِ الذَّنْبِ)(غافر: من الآية3) وللخلاص من هذا المحذور ألا يضم القارئ شفتيه للأمام أبدا عند تلفظه بالأحرف المفتوحة, فإن ضم الشفتين فيه إشارة للضم ولا حرف مضموم هنا البتة.
****************************
8. والبعض ينحو بصوتها نحو القلقلة فتجده يلفظ الغين مهتزة الصوت مضطربة المخرج وذاك في حالتي الوصل والوقف نحو ) الْمَغْضُوبِ)(الفاتحة: من الآية7) .
****************************(1/2727)
9. بعض أهل الجزيرة العربية يلفظ الغين في لهجتهم العامية قريبة من صوت القاف , فهذا وأمثاله يخشى عليه أن يقرأ القرآن بهذا الصوت العامي وذلك لا يجوز في القراءة القرآنية بالإجماع نحو ) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ)(الفاتحة: من الآية7) فينطقون خطأ هكذا ( قير المغضوب ) قريبة من صوت القاف .
****************************
10. ومن الخطأ أيضا أن يجعل القارئ صوت الغين المستعلية تؤثر على الأحرف التي بعدها ولاسيما إذا كانت مرققة نحو ) غَفَرَ )(يّس: من الآية27) – ) أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا)(القصص: من الآية63).
****************************
11. وهناك خطأ شائع عند من تلقوا قرآنهم من الكاسيت أو من المصحف فقط دون التلقي من الشيوخ المجازيين المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنهم يضمون الشفتين عند النطق بالغين وهي ساكنة , فإن ذلك يؤثر على صفاء ونقاء صوتها نحو )ا رَبَّنَا اغْفِرْ )(آل عمران: من الآية147), بل يجب على القارئ أن يجعل هيئة شفتيه عندها كما لو نطق بالغين وهي ساكنة منفردة .
****************************
12. والبعض يختلس صوتها وصلا ولا يعطي الغين حقها من الفترة الزمنية التي هي من حقها كسائر الحروف الهجائية وهذا الاختلاس فيه تبعيض للحركة وذلك لا يجوز إلا فيما أحكمت فيه الرواية الأمثلة ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً)(آل عمران: من الآية85) .
****************************
13. والبعض ينطقها ممطوطة بزيادة حرف بعدها , وهو ما يسميه علماء القراءات بالإدخال , حيث أن القارئ أدخل حرفا في كتاب الله لم يكن موجودا نحو ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً)(آل عمران: من الآية85 ) ويكون المط بتطويل كسرة الغين حتى يتولد منها ياء مديه .
****************************
ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ(1/2728)
******************
(( انتظر قريبا : على نفس الموقع (((بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية
))) لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف ))
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
(1/2729)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل كتاب العزلة للإمام الخطابي
---
حمّل كتاب العزلة للإمام الخطابي
---
مسك
09-15-2004, 01:51 PM
العزلة
الشيخ أبو سليمان حمد بن إبراهيم الخطابي
يعد كتاب العزلة من أهم الكتب التي ألفت في بابه، حيث يعرض مؤلفه الفرق بين الخلطة والعزلة، ويخلص في النهاية إلى أن العزلة هي الأجدى والأنفع في زمان معين، وليس في كل الأزمان.
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=30900)
---
(1/2730)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الطبرسي--شيعي أم سني؟؟
---
الطبرسي--شيعي أم سني؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
02-09-2005, 03:56 AM
السلام عليكم
قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ))67 المائدة
عندي منهج أحسبه صائبا في تمييز المفسر الشيعي----ولما وضع موقع التفسير الأردني تفسير الطبرسي بين أمهات كتب التفسيرولم يضعه بين كتب الشيعة--رغبت في أن أعرف إن كان سنيا أم شيعيا--فبحثت عن تفسيره للآية التي ذكرتها اعلاه فكان قوله
((أكثر المفسرون فيه الأقاويل فقيل: إن الله تعالى بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برسالة ضاق بها ذرعا، وكان يهاب قريشا، فأزال الله بهذه الاية تلك الهيبة، عن الحسن.
وقيل يريد به إزالة التوهم من أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئا من الوحي للتقية، عن عائشة.
وقيل غير ذلك. وروى العياشي في تفسيره بإسناده عن ابن عمير، عن ابن أذينة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله، قالا: أمر الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينصب عليا (عليه السلام) للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه هذه الاية، فقام بولايته يوم غدير خم
وهذا الخبر بعينه قد حدثناه السيد أبو الحمد، عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني، بإسناده عن ابن أبي عمير في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل(1/2731)
. وفيه أيضا بالاسناد المرفوع إلى حيان بن علي الغنوي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الاية في علي (عليه السلام)، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده (عليه السلام)، فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "
. وقد أورد هذا الخبر بعينه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره بإسناده مرفوعا إلى ابن عباس، قال: نزلت هذه الاية في علي (عليه السلام) أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي (عليه السلام)، فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "
وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السلام) أن الله أوحى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستخلف عليا (عليه السلام)، فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الاية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه.
والمعنى: إن تركت تبليغ ما أنزل إليك، وكتمته، كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك في استحقاق العقوبة))
ولقد وضح الأمر بأنه شيعي---وسؤالي هو:
ما مدى صحة الروايات التي أرجعوها لإبن عباس رضي الله عنهما حول سبب نزول هذه الآية؟؟؟
---
محمد الأمين
02-13-2005, 11:01 PM
لا شك أنها روايات مكذوبة
وهذا المقال يوضح لك تخريج عامة التفاسير المنسوبة لابن عباس بكل يسر وسهولة:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm
---
(1/2732)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى : انطلاق الفصل الدراسى الجديد السبت القادم بالأكاديمية الاسلامية!
---
بشرى : انطلاق الفصل الدراسى الجديد السبت القادم بالأكاديمية الاسلامية!
---
ناصر
02-23-2007, 08:00 AM
بشرى : انطلاق الفصل الدراسى الجديد السبت القادم !
تقرر - بإذن الله - أن يبدأ انطلاق الفصل الدراسي الثالث للسنة الثانية لعام 1428 هجرية السبت القادم ، الموافق : 6/2/1428هجرية الموافق 24/2/2007م .
وبهذه المناسبة تسر إدارة الأكاديمية الإسلامية المفتوحة أن تدعو جميع الراغبين في الالتحاق بالفصل الدراسي الثالث للسنة الثانية لعام 1428هـ المبادرة بالتسجيل .
للمزيد http://islamacademy.net/arabic/index.asp
---
الجعفري
02-23-2007, 07:31 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/2733)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمع الآيات التي فهمت خطأ
---
جمع الآيات التي فهمت خطأ
---
أضواء البيان
01-06-2004, 12:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقترح جمع الآيات التي تفهم خطأ ، لعل الأخوة يفيدوننا في منشأ هذا الفهم الخاطيء والتفسير الصحيح لها، مثل قوله تعالى في سورة يوسف: ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) وهل هناك كتب معينة عالجت ذلك؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
01-08-2004, 07:17 AM
بسم الله
اقتراحك أخي الكريم وجيه
وقد اهتم بهذا الموضوع العلماء قديما وحديثاً ، إلا أن الموضوع لا زال بحاجة إلى كتابة .
ومن الكتب قي ذلك :
تفسير آيات أشكلت لشيخ الإسلام ابن تيمية في مجلدين .
كتاب بعنوان : ( آيات مظلومة ) [ مع التحفظ على العنوان ]
وهناك كتاب للدكتور صلاح الخالدي بعنوان : أخطاء في فهم الآيات [ أو نحو هذا العنوان ]
وقد نشر بحث لطيف في مجلة آفاق الثقافة بعنوان : ما ظهر لفظه وخفي معناه .[ وقد ذكرته في فهرس البحوث والمقالات في المجلات ] .
وهناك رسائل أفردت بعض الآيات بالتفسير ، فالآية التي مثلت بها كتب فيها رسالة مفردة .
ويفيد في هذا المجال : كتاب دفع إيهام الاضطراب في آيات الكتاب للعلامة الشنقيطي .
هذا ما حظرني الآن ، وأنا أكتب خارج مكتبتي ، ومع ذلك فحبذا لو طرح هذا الموضوع في الملتقى .
---
(1/2734)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قوله تعالى :(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين..).
---
قوله تعالى :(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين..).
---
حسين الخالدي
08-02-2003, 08:55 PM
قول الله -جل وعلا-: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ هذه الآية أشكلت على كثير من العلماء، وحصل في كلام كثير منهم اضطراب، وحصل فيه تفسير لهذه الآية بما قد يناقضها مما يأتي من الآيات بعدها، ولكن هدى الله -جل وعلا- بهذا الكتاب وبيانه مَن هداهم الله -جل وعلا- فعلموا تأويل هذه الآية على وجهها الصحيح بإذن الله جل وعلا.
فقد ذهب طائف من العلماء، وهو الذي شرحه وبيَّنه وفصَّله أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى أن قول الله -جل وعلا-: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ معناه: أنه لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين متروكين حتى تأتيهم البينة، يعني أن الله -جل وعلا- لن يترك أهل الكتاب الذين كفروا، ولن يترك المشركين هكذا، بل لا بد أن يرسل إليهم رسولًا يبين لهم آيات الله -جل وعلا- ويدعوهم إلى الإسلام.
وهذا يوافق قول الله -جل وعلا-: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ويماثله قول الله -جل وعلا-: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ يعني: لما كنتم قومًا مسرفين نعرض عنكم، ولا نرسل إليكم ذكرا، هذا لا يكون؛ لأن الله -جل وعلا- خلق الخلق لحكمة، وهي عبادته.(1/2735)
ولا تعرف الخلق الطريق إليها إلا بالأنبياء والمرسلين كما قال الله -جل وعلا-: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ فالله -جل وعلا- خلق الخلق لعبادته.
وإذا خلقهم لعبادته فلن يتركهم جل وعلا هملًا لا يعرفون شيئًا، بل لا بد أن يرسل إليهم الرسل، ويقيم عليهم الحجة، فالله -جل وعلا- ذكر في هذه الآية أنه لن يترك المشركين، ولا الكافرين من أهل الكتاب حتى تأتيهم البينة.
وهذه البينة بيَّنها الله -جل وعلا- قال: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً أي: يتلو هذا القرآن العظيم الذي هو منزل من عند الله مطهر ولهذا لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أي: في هذه الصحف أحكام قيمة؛ لأن قوله جل وعلا: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ .
قال بعض العلماء: "الكتب" هنا جمع كتاب بمعنى حكم؛ لأن مادة "كتب" تأتي بمعنى حكم، كما قال الله جل وعلا: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي وبعض العلماء يقول: إن قوله جل وعلا: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أي: أن هذا القرآن مشتمل على كتب سابقة من الكتب التي لم تنسخ، ولم تُحَرَّف.
فذكر الله -جل وعلا- من تلك الكتب أحكامًا وافق القرآن تلك الكتب عليها كما تقدم في قوله جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى فقوله جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى إلى آخره هذا مما ذكر في صحف إبراهيم وموسى.(1/2736)
وقوله جل وعلا: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ إلى آخر الآية هذا مكتوب في التوارة، وفي دين الله -جل وعلا- في هذا القرآن: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وقال الله -جل وعلا-: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ففي صحف موسى وإبراهيم مذكور أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وفي كتاب الله -جل وعلا- في آيات كثيرة قال تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى .
فدل ذلك على أن قوله: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أي: أن هذا القرآن مشتمل على شيء من الكتب السابقة مما لم يُنْسَخ، أو يُغَيَّر، والقرآن قد وافق تلك الكتب عليها، وهذا معنى ليس ببعيد، وإن كان الأكثرون على الأول.
ثم قال جل وعلا: وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ أهل الكتاب لما جاءتهم البينة من عند الله تفرقوا، فاليهود منهم من آمن بموسى، ومنهم من كفر، والنصارى منهم من آمن بعيسى، ومنهم من كفر، ومنهم من قال: إنه هو الله، ومنهم من قال: إنه ابن الله، ومنهم من قال: إنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
ولما جاءتهم البينة، وهو نبينا -صلى الله عليه وسلم- اختلفوا فمنهم من آمن به، ومنهم من أعرض عنه، سواء من اليهود أو من النصارى، أو من المشركين فتفرقوا في هذا النبي مع وضوح البينة، ومع ذلك تفرقوا.
قال بعض العلماء: إن الله -جل وعلا- ذكر هذه الآية إعلامًا لهذه الأمة بألا تتفرق كما تفرق اليهود والنصارى، وهم الذين أوتوا الكتاب، وتفرق المشركون.(1/2737)
وفيها توبيخ لمن تفرق بعد أن جاءته آيات الله -جل وعلا- فدلت هذه الآية على التحذير من الفرقة والاختلاف، وأن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يجب أن تكون أمة واحدة كما قال الله -جل وعلا-: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وفي الآية الأخرى وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ .
تفسير جزء عم شرح الشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد تفسير سورة البينة
---
(1/2738)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كتابان تنصيريان يزعمان الأصل النصراني للقرآن الكريم
---
كتابان تنصيريان يزعمان الأصل النصراني للقرآن الكريم
---
عبدالرحيم
06-04-2005, 10:13 PM
إخوتي الأفاضل:
كنت قد كتبت هذا الموضوع في إحدى المنتديات اللادينية قبل حوالي السنة..
رداً على النصارى الذين يكثرون الاقتباس من الكتابين (( دون أن يشيروا إلى ذلك ؟؟!!! ))
وسأعيد نشره ـ بإذن الله تعالى ـ بناء على طلب أخ كريم في هذا المنتدى
مع ملاحظة أن بعض التعبيرات فيه تناسب تلك المنتديات
=====================
بسم الله
أحزن كثيراً والله على الزملاء الذين يتخبطون هنا وهناك ، كالذي يهرب من الرمضاء فيذهب إلى النار.
لا أدري كيف يثق بمصادره من تؤكد له تلك المصادر أموراً لا يقبلها عقل ولا منطق..
وليت الأمر كذلك بل المصادر نفسها تتناقض مع أخواتها
بل إن المصدر ذاته يناقض نفسه مرات ومرات
وصدق الله العظيم في كلامه الخالد " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كبيراً ".
ولنأخذ مثالاً على تناقضهم قد يطول بعض الشيء ولكنه مثال حي تطبيقي على تخبط بعض الضالين الذين ضلوا وأضلوا كثيرا ممن يتبعون كل ناعق.
المثال على ذلك هو كتابان مشهوران جداً يعتبران من أعمدة كتب المنصرين و(( الباحثين )) النصارى في الديانة الإسلامية حول مصادر القرآن الكريم.
الكتاب الأول: قس ونبي ، بحث في نشأة الإسلام . لأبي موسى الحريري.
الكتاب الثاني : القرآن دعوة نصرانية ، في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي . للأستاذ الحداد.
وكما ترون فإن كلا الكتابين لم يصرح المؤلفان باسميهما ... ولكن .. لا بأس من التعريف بهما .
مؤلف كتاب : قس ونبي . هو الأب ج. قزي ، مدرس جامعي معروف في إحدى أشهر الجامعات التبشيرية في أحد بلاد الشام. وما زال على قيد الحياة إلى الآن .(1/2739)
أما مؤلف كتاب : القرآن دعوة نصرانية هو الأب يوسف درة الحداد .. ولد في يبرود في سوريا سنة 1913 وتوفي سنة 1979درس اللاهوت في القدس.
ولكنه قبيل وفاته جمدت الكنيسة التي يتبعها نشاطاته لأنها وجدت في كتابه اقتباسات كثيرة من القرآن فخشيت على الرعية من أن يتبدل فكرها أكثر من الفائدة المتوخاة من الكتاب!!!
وهذه حكمة الله تعالى ودرس لأمثاله لعلهم يتعظون..
ومدحه الأب جورج فاخوري البولسي ( ما زال على قيد الحياة ) ولكنه تحفظ على بعض الشوائب التقنية في الكتاب . كما صرح بذلك في الصفحة 281 من الطبعة الثالثة من الكتاب التي صدرت سنة 1993.
الكاتبان أنهكا نفسيهما في إثبات العلاقة بين الإسلام والنصرانية وكيف أن الإسلام اقتبس منها.
كتاب الحريري أقرب إلى الموضوعية الأكاديمية إلا أنه في نفس الوقت الأقسى عبارة.
ولننتقل إلى أهم ما في كتابيهما وهو ورقة بن نوفل.
قال الحداد: " القرآن كله دعوة نصرانية . وقد درس محمد هذه الدعوة مدة خمس عشرة سنة بعد زواجه من خديجة، ثرية مكة ، على يد ورقة بن نوفل " ص11
أما الحريري: " القس اختار محمداً وتبناه " ص65.
ولكن كلا الكتابين لما يتحفانا بذكر نبذة كاملة عن حياة ورقة.. رغم أنه أساس الكتابين وهذا خلل منهجي خطير في الكتابين .. يؤكد سوء نية الكاتبين ووجود مواقف في سيرة ورقة يريدان إخفاءها.
والذي يعنينا هو تاريخ ولادة ورقة..
ولد ورقة سنة 508 للميلاد وتوفي سنة 611 للميلاد. وهذا التاريخ مهم لنبحث في مدى ( صدق ) حضرة الأبوين.
لما ولد سيدنا محمد كان عمر ورقة ( 60 عاما ) .
أي تزوج سيدنا محمد من خديجة وعمر ورقة ( 85 عاما ).
وبعث سيدنا محمد وعمر ورقة ( 100 عام ). وكان أعمى حينها.
يقولون انتحر محمد بعد وفاة ورقة.
أي أن الدعوة الإسلامية والعهد النبوي استمر ( 4 أعوام ).
وهذا إعجاز ( زماني ) حققه سيدنا محمد نشكرهم على جهدهم في إثباته !!.
ماذا كان دين قس مكة العريق في النصرانية ؟؟!!(1/2740)
جاء في البداية والنهاية لابن كثير : 2/340:
" أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وزيد بن عمرو بن نفيل وعبدالله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث كانوا ثم صنم لهم يجتمعون إليه قد اتخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيدا كانوا يعظمونه وينحرون له الجزور ثم يأكلون ويشربون الخمر ويعكفون عليه فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوبا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب الثالثة فلما رأوا ذلك اغتموا له وأعظموا ذلك فقال عثمان بن الحويرث ماله قد أكثر التنكس إن هذا لأمر قد حدث وذلك في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل عثمان يقول أيا صنم العيد الذي صف حوله صناديد وفد من بعيد ومن قرب تنكست مغلوبا فما ذاك قل لنا أذاك سفيه أم تنكست للعتب ... ".
إذن ورقة ظل يعبد الأصنام طيلة 60 سنة .
وأكد تلك الحادثة يوم ولادة سيدنا محمد في السيرة الحلبية : 1/116 " وذكر أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل وعبد الله بن جحش كانوا يجتمعون إلى صنم فدخلوا عليه ليلة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوه منكسا على وجهه فأنكروا ذلك فأخذوه فردوه إلى حاله فانقلب انقلابا عنيفا فردوه فانقلب كذلك الثالثة ".
خرج ورقة بن نوفل يطلب الدين الأصح بعد أن استمر في عبادة الأصنام 60 سنة ، فما الدين الذي اتبعه ؟
جاء في الاستيعاب في أثناء الحديث عن زيد بن عمرو ( أحد مصادر القرآن بحسب الزملاء النصارى ) 2/616 " ومن خبره في ذلك خرج في الجاهلية يطلب الدين هو وورقة بن نوفل فلقيا اليهود فعرضت عليهما يهود دينهم فتهود ورقة .
ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم فترك ورقة اليهودية وتنصر وأبى زيد بن عمرو أن يأتي شيئا من ذلك وقال : ما هذا إلا كدين قومنا نشرك ويشركون... ".(1/2741)
هل لاحظتم زيد بن عمرو اعتبر النصرانية شرك لا يختلف عن شرك المشركين .. قارنوا ذلك بعقيدة ورقة مصدر القرآن..
فلننتقل الآن إلى مناقشة وضع ورقة كأستاذ عميق في النصرانية ..
حقيقة الموقف بهدوء وموضوعية ...
عبد ورقة وأصحابه الأصنام ستين عاماً ولم يطلعوا على أي كتاب من الأديان الأخرى
انقلب الصنم الذي كانوا يعبدونه بعد ولادة سيدنا محمد
خرج في رحلة البحث عن الحقيقة كل من ورقة وزيد بحثا عن الدين الحنيف ( المستقيم )
تهودا لما التقيا باليهود وتعلما على يديهما
هل تهودا في لحظة ؟!
من المؤكد أنهما بقيا عند اليهود ليتعلما
ثم التقيا بعض النصارى الذين عرضوا دينهم
رفض زيد النصرانية لأنها ديانة تقوم على الشرك.
وافق ورقة .
نفهم من هنا من خلال دراسة شخصية ورقة أن شخصيته لينة سهلة الانقياد للآخرين
بينما لزيد شخصية قوية.
وأيضاً: ورقة لم يكن عنده تلك الخلفية الثقافية التي تؤهله أن يحكم في صحة الأديان.
بسهولة غادر اليهودية واعتنق المسيحية ولا أدري ماذا كان سيفعل لو قابل هندياً ؟!
المهم:
لاحظ تناقض الحداد في أثناء حديثه عن تأثر محمد بالموحدين ... ذكر معلمي محمد من الموحدين:
قس بن ساعدة 29 كلمة ، أسعد الحميري32 ، المتلمس40 ، سيف بن ذي يزن 41 ، صرمة 66 ، وكيع 117 ، زيد بن عمرو 270 ، أمية بن الصلت 493.
أما ورقة المسكين فقط ( 23 كلمة ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
وعاد وذكرهم ص272 ولم يذكر ورقة بينهم ؟؟!!
وقد يقول قائل ربما الأستاذ الحداد قصد أنه نصراني وليس موحداً فنقول له قد وقع في تناقض لأنه قال ص145:" وورقة بن نوفل .. الذي ربما تنصر ".
وفي ص149 اقرأ بتأمل " .. ورقة بن نوفل ، ابن عم خديجة ، ذاك القس الحنيف المتنصر (؟) الذي ترجم الإنجيل ". [ علامة الاستفهام منه ونحن نضع أمامها !! ]
وكان زميله الحريري أشجع منه فقد صرح في فصل عنوانه " نصرانية القس ورقة "(1/2742)
ما شاء الله ، إن دين النصارى يصل فيه الإنسان إلى أعلى المراتب بسرعة البرق !!
صار ورقة ( قس مكة ) في زمن قياسي وبعد تقلبه بين الوثنية واليهودية !!؟؟!!
وانظر إلى عبارته التي أدان نفسه بها بنفسه
" لقد قيل عن القس ورقة أنه كان على دين موسى ثم صار على دين عيسى.. " ص16.
( قيل ) أي أنه يشك في ذلك وما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
ثم يذكر أن الحنيفية هي التحنث وهي الأبيونية وهي النصرانية.
والنصرانية هي الإسلام ؟؟!! انظر: الحريري ص109 وما بعدها.
" إن التحنث أو التعبد أو الصوم و الخلوة عادة نصرانية " الحريري ص289.
ولاحظ القنبلة التي فجرها بعد أن أعمى الله بصيرته ..
ففد نقل عن ابن الأثير أن أول من تحنث هو عبد المطلب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم تناقض الحداد معلنا أن الحنيفية هي المسيحية " أطلقوا على دعوتهم للنصرانية باسم الحنيفية وسموا التعبد والصيام على طريقتهم : التحنف " ص289.
ولاحظ المسكين الذي تشفق عليه عندما تقرأ: " ولكن جماعة من العقول من المستقلة أبت أن تقبل اليهودية والنصرانية كما هما بل اكتفت بعبادة الله... وهؤلاء أطلق عليهم الشعب لفظ حنفاء ". ص142.
يبدو أنه ينسى ما يكتبه أو كتبه بعد أن شرب ( كأسا ) منعشاً . ما هذا التناقض يا حضرة الأب المحترم؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله تشفق على المسكين عندما تقرأ عبارته " اقتران التحنف باسم قس مكة ، ورقة بن نوفل ، برهان على نصرانيته ".
أعود وأؤكد لكم أني لا أجرّح بورقة البريء من كل تلك الخزعبلات
ماذا كانت مهمة ورقة ؟؟!!
لقد كان يترجم الإنجيل إلى العربية وهذا الإنجيل المترجم كان يلقيه على تلميذه محمد فأصبح قرآناً.
فقط .. أرأيتم ما أسهل تلك المهمة المقنعة.
يقول الحريري " نذكر بمهمة القس ورقة التي عُرف بها ولم يُعرف بغيرها .. أن القس ورقة كان ينقل الإنجيل العبراني إلى العربية ". ص71.(1/2743)
" أما النجاح الثاني الذي تحقق على يد القس فيقوم على نقل الإنجيل العبراني إلى لسان عربية مبين وسُميَ النقل قرآناً . والقرآن في الحقيقة القراءة العربية للكتاب العبراني ". ص20.
ولكن الحريري ناقض نفسه عندما تحدث عن ترجمات الإنجيل العبراني.. " وضع في الأصل باللغة الآرامية ثم نقل إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية وربما إلى العربية ". ص72.
ربما : يبني عليها بناءه المتين
هنيئا لكم بهذا المدرس الجامعي العلمي ... ؟!
أما الحداد فقد ذكر نقلا عن الصحيحين " ورقة بن نوفل ، قس مكة ، كان يترجم الكتاب والإنجيل من العبرانية إلى العربية ، وذلك بجوار محمد وحضوره ". ص211. أي صحيحين يقصد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
محمد كان بجوار ورقة أثناء ترجمة الإنجيل ؟؟!!
ورقة انتظر حتى صار عمره 100 سنة فقام بترجمة الإنجيل.
لو كان ورقة هو النبي الحقيقي ( كما ذكر الحريري أكثر من مرة في كتابه ) فلماذا تأخر كل تلك الفترة في ترجمة الإنجيل ؟!
ألم يخش أن يتوفاه الله قبل أن يلتقي بمحمد صلى الله عليه وسلم ؟! كل هذه الدرر كانت موجودة لدى ورقة ولم يفرج عنها إلا بحضور محمد ؟!
والحقيقة تقول إن الإنجيل لم يترجمه إلى العربية أحد في عصر النبوة ولا قبله.
الحقيقة يا سادة نشرتها دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ، ومجلس كنائس الشرق الأوسط في كتابهم المليء بصور فلسطين ( عدا المسجد الأقصى ؟؟؟!!! ) وعنوان الكتاب : المرشد إلى الكتاب المقدس ، طبعة 1996م.
أول ترجمات الإنجيل إلى العربية:
يقول ص 79:
" عام 639م طلب القائد العربي عمر بن سعد بن أبي وقاص من البطريرك اليعقوبي يوحنا أن يضع ترجمة للإنجيل في اللغة العربية ربما تم ذلك حوالي ذلك التاريخ ...
عام 867م أعمال الرسل والرسائل كلها ، مكتبة سانت كاترين ، سيناء ..........
حوالي سنة 930م أسفار التوراة الخمسة وأشعيا ، قام بها العالم اليهودي سعيد الفيومي...(1/2744)
وأول ترجمة كاملة للكتاب المقدس بعهديه تمت في روما ... وعرفت بالبروباغاندا !! ".
هل مجلس الكنائس أصدق أم الأبوين الكريمين أصدق ؟؟!!
أشفق عليكم يا من يلعب بكم هؤلاء وهؤلاء !!
لماذا لم يشر مجلس الكنائس العالمي إلى ورقة ولو بإشارة ؟؟!!!!
أطلت عليكم في الحديث عن ورقة وأسأل الله تعالى أن ييسر لي متابعة الحديث عن علاقة ورقة بزواج سيدنا محمد بخديجة وعلاقته بالوحي ، ونتعرف على شخصية جديدة من شخوص هذه الرواية هي شخصية عداس بن مرداس....
وسنجد هنالك تناقضات تكاد تقتل قارئها من الضحك..
---
عبدالرحيم
06-04-2005, 10:49 PM
دور المزعوم لورقة في زواج السيدة خديجة بسيد البشر محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام:
ذكر الحريري ص 37 أن أبا طالب (( ألح )) على سيدنا محمد أن يعمل عند خديجة رضي الله عنها .. ثم أعجبت السيدة خديجة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه الزواج.
ويبالغ في ذكر تأثير أبي طالب على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ص38 معبراً عنه بـ " المخطط الذي يتنفذ على يد أبي طالب وخديجة .. ولم تبخل علينا كتب السير والأخبار فيما كان عليه القس والعم والزوج. لقد كان لكل منهم دوره فيما دبّر الله على أيديهم ".
حسناً لقد طلب منا الرجوع إلى كتب السير والأخبار .. وله ما يريد حضرة المدرس الجامعي الصادق جداً..(1/2745)
جاء في السيرة الحلبية 1 / 226 : " أن خديجة رضي الله تعالى عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أذهب إلى عمك فقل له تعجل إلينا بالغداة فلما جاءها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له يا أبا طالب تدخل على عمي فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد بن عبد الله فقال أبو طالب يا خديجة لا تستهزئى فقالت هذا صنع الله فقام فذهب وجاء مع عشرة من قومه إلى عمها .. وخطب أبو طالب يومئذ فقال الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد أي معدنه وعنصر مضر أي أصله وجعلنا حضنة بيته أي المتكفلين بشأنه وسواس حرمه أي القائمين بخدمته وجعله لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وقد بذل لها من الصداق ما عاجله وآجله إثنتي عشرة أوقية ونشا أي وهو عشرون درهما والأوقية أربعون درهماً .... وعند ذلك قال عمها عمرو بن اسد هو الفحل لا يقدع كلاهما وأنكحها منه وقيل قائل ذلك ورقة بن نوفل اي فإنه بعد أن خطب أبو طالب بما تقدم خطب ورقة فقال الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا على معاشر قريش إني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله وذكر المهر فقال أبو طالب قد أحببت أن يشركك عمها فقال عمها اشهدوا على معاشر قريش أنى قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد وأولم عليها صلى الله عليه وسلم نحر جزورا ".
ها قد رجعنا يا حضرة الأب فقل لنا ما عندك ؟!(1/2746)
قال الأب الحريري ص38: " وعندما بلغت الساعة الحاسمة أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا وأرسل محمد إلى أعمامه فحضروا ... وخطب ولي أمره أبو طالب وقال : ... وخطب القس ورقة ولي أمر خديجة وقال: الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضّلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها . وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم فاشهدوا عليّ يا معشر قريش. إني زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله . وفرح أبو طالب فرحاً شديداً وقال : الحمد لله ... وهو بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير ".
فلنقارن بين ما قاله القزي الصادق المصدَّق وبين ما جاء في السيرة :
1. ورد في السيرة أن أبا طالب قال لخديجة لما أخبرته بعزمها الزواج من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : " يا خديجة لا تستهزئي ". أي أنه لم يكن من ( المخططين ) لهذا الزواج .
2. ورد في السيرة قبل هذه الفقرة ذكر للوسطاء بين السيدة خديجة وسيدنا محمد لإقناعه بالزواج ومنهم نفيسة بنت منية وغلامها ميسرة وغيرهما ولم أجد في أي مرجع من مراجع السيرة ذكر للوسيط ورقة.
3. ادعاؤه بأن ورقة هو ولي أمر خديجة وهذا ما تنفيه كل كتب السيرة . كيف يكون ورقة ولي أمرها وعمها موجود ؟؟!!
4. والذي يؤكد ذلك أن أبا طالب رفض حديث ورقة ( الذي تكلم بصفته عضوا في الوفد ليس أكثر ) والدليل على استياء أبي طالب من حديث ورقة قوله بعد أن أنهى ورقة حديثه: " قد أحببت أن يشركك عمها " ولهذا لم يتم عقد الزواج إلى بعد موافقة عمها الصريحة.
5. اشتراط موافقة ولي أمر خديجة ( عمها ) والمهر دليل على أن الزواج لم يكن حسب شريعة النصارى.
6. لاحظوا النص الذي ذكره ( أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا ) وورقة ليس من أعمامها بل لم يُذكر ( رغم حضوره مع الوفد ) لأن وجوده أقل أهمية من وجودهم..
7. ليس لورقة كل تلك القداسة والهالة والاحترام لدى قريش بل ولدى أقاربه وهذا مهم كما سيمر معنا قريباً.(1/2747)
8. أخفى الحريري بخبث شديد وأمانة علمية منقطعة النظير قول ورقة: " ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم "... بل حوّر الكلام بحيث يصبح الشرف والمكانة لورقة وأهله أسمى مما لبني هاشم كما هو متواتر في التاريخ .
9. كما حذف اعتراض أبي طالب على حديث ورقة.. فكيف دبرا أمر الزواج إذاً ؟؟ ولماذا حذفه ؟؟
10. وأخبث عبارة قالها الحريري كانت في نهاية الفقرة : " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " من أين جاء بكلمة ( الزواج ) ؟؟؟؟!!!!!!!!!
ظن المسكين الذي يجهل تعابير العربية أن ( بعد ) معناها ( الأمر التالي ) ولكن المعنى الصحيح هو ( فوق ) لأن أبا طالب كان يذكر ذلك أثناء افتخاره بنسبه وأخلاق محمد ... أي محمد فوق كل ذلك له كذا وكذا من الصفات..
ولاحظوا تلك الخباثة المنقطعة النظير : لقد جعل عبارة " بعد هذا ( الزواج ) له نبأ عظيم وشأن خطير " في آخر خطبة أبي طالب مع انها كانت في وسطها.
ويمضي المسكين في خيالاته وأوهامه: " يلاحظ ثانية أن القس لم يكن حاضراً حفلة الزواج ومتقدما على الحاضرين وحسب بل كان محتفلا بالعقد ومكللا فهو الذي أبرم العقد وشهد عليه وأعلن على الحضور ما جرى هو المحتفل الأول بالعقد أو قل هو الكاهن الذي ربط باسم الله ما لا يحل إنسان بحسب تعاليم الإبيونيين كاهن نصراني يبارك الزواج فعلى أي دين يكون الزوجان إذن ".
أسئلة :
1. هل التكليل في بيت خديجة أم في الكنيسة ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
2. لماذا أصر أبو طالب أن يصدر الموافقة على الزواج من عم خديجة.
3. لا يوجد في كلام ورقة أي حرف يدل على النصرانية .. وأين اختفت عبارات التكليل المعروفة ؟؟
4. هل المهر والصداق المتقدم والمتأخر موجود عند النصارى ؟؟؟؟؟؟؟؟
5. هل سأل الكاهن المكلل الحاضرين : من له اعتراض على الزواج فليتكلم ، أو ليصمت إلى الأبد ؟؟(1/2748)
6. تلميح الحريري إلى أن الزواج كان نصرانياً . والدليل عدم زواج محمد على خديجة يتناقض مع ما ذكره وأخوه الحداد في مقدمة كتابيهما ـ في أن الإسلام مأخوذ عن الهراطقة ـ أن النصرانية بدعة لا تمانع تعدد الزوجات ؟؟؟؟
فكر الحريري وجمع قواه ثم نطق باثاً سموم حقده مستنتجا ما حاول التأسيس له من قواعد باطلة بأدلة واهية ظاناً أن كل الطير يؤكل لحمه . معتبراً أن ما يصدق على مصادر دينه لابد أن يصدق على مصادر الدين الحق ...
قال الحريري الصادق ص41 : " مهما كان جريئاً لا يخطر بباله وهو الخادم أن يتزوج من سيدته التي أشفقت عليه واستخدمته في تجارتها وقد كان قومها قد طلبوها للنكاح قبل ذلك ورفضت وذكروا لها الأموال فلم تقبل . لن يكون لمحمد ذلك لولا دافع دبَّر له المناسب . ومن يكون هذا الدافع غير القس ؟ فلولا ذاك القس لما كان ما كان ، ومتى أراد القس شيئاً كان ".
وهذا ذكرني بقوله ص54: " القس قدير على كل شيء في كل حال ".
الرد:
1. ناقض نفسه ( كعادتهم ) فقد ذكر هو بنفسه وساطة نفيسة لتقنع سيدنا محمد بالزواج من خديجة ومن بعث نفيسة سوى خديجة رضي الله عنها.
2. رفضت الزواج من قومها الأغنياء رفضا طبيعيا لأنها غنية ولا تريد المال. بل تريد الصدق والطهارة العفة ومكارم الأخلاق التي وجدتها في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
3. عبارته : وهو الخادم ، سيدته ... من قال أنه الخادم وهي السيدة ؟
بل كان وكيل أعمالها .. موظفاً مسؤولاً في شركتها ( بحسب تعابيرنا ) وهل كل الموظفين خدم ؟!
لاحظوا بالله عليكم عبارات الحقد والغيظ من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهل الثروة هي التي تحكم على الإنسان ؟؟
لو كان الحريري مسيحياً حقيقياً لآمن بأن المال ما هو إلا شيطان وما الثروة بمقياس يقاس به الشريف والوضيع إلا عند .......... !!!!!!!!!(1/2749)
ما هذا الكلام يا حريري ص61: " القس دبر ، والزوجة نفذت ، والعم عضد ، والنبي استسلم لإرادة الله. على هؤلاء قامت الدعوة الجديدة ".
وفي ص 39 يذكر الحريري المتناقض أن أبا خديجة رفض فقالت له : " أما تستحي ؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش ؟ فلم تزل به حتى رضي ".
لماذا لم تتوجه إلى الزعيم القس الذي يقول للشيء كن فيكون ؟؟!!
ولماذا لم تخبر أباها أن تلك إرادة ورقة سيدك وأبوك وقس كنيستك المطاع ؟
لاحظ معي يا زميلي الاضطراب الشديد عند من وصفهم الله تعالى في سورة الفاتحة بوصفهم الأليق بهم..
يقول ص40 بعد أن ذكر القصة المعروفة في محاولة رقية أخت القس ورقة الزواج بعبد الله بن عبد المطلب أو على الأقل الحمل منه بولد ولو سفاحاً حيث سحبت ثوبه تريد مضاجعته ولكنه أبى.. رغم عرضها المغري بذبائح سخية من الإبل.
" ونلاحظ .. كيفية زواج والد محمد المدعو عبد الله (؟) [ علامة السؤال من عنده ] .. وقد عرضت رقية أخت القس ورقة نفسها عليه .. إلا أنها لم توفق بالزواج من عبد الله ".
هذا هو ورقة الذي إذا أراد شيئاً كان ؟؟ ما هذا التناقض .
بل نفس ورقة كان قد خطب خديجة ولكنها لم توافق عليه كما هو معروف ومشتهر في كتب السيرة. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 14.
فكيف ينسجم هذا مع أحلام الأستاذ الجامعي المحترم ؟
الحداد يؤكد سطوة ورقة وحظوته حيث عبّر عن هذا الزواج بأنه " زواج مصلحة مدروس " قام به " ورقة أقوى شخصية في مكة والحامي الأكبر للنصارى فيها والحجاز كلها ". ص288.
والله يا زملاء إني أخشى على أعصابكم لكن هذا ما قال به الأب الصادق المصدق حرفياً.
واقرأ في نفس الصفحة : " وهل كان قس مكة النصراني وسيدة قريش التي تأتمر بأمره يرضيان بهذا الزواج لو لم يكن مثلهما نصرانياً ".
خديجة التي رفضت الزواج بورقة تأتمر بأمره... خديجة النصرانية لم تعرف جبريل الذي نزل على سيدنا محمد.(1/2750)
لم تذكر لنا يا عزيزي أي أمر ائتمرت به خديجة من قبل ورقة ونفذته .. اذكر لنا أمراً واحداً.
وليثبت الحداد نصرانية سيدنا محمد ادعى أن الحاضنة بركة ( أم أيمن ) الحبشية مسيحية " فكان محمد طفلا في حضانة مسيحية " ص277.
لا أدري أين ذهب عقل الحداد وهو يكتب هذا الكلام ... هل من المعقول أن يسلم النصارى أبناءهم إلى المسيحيين الذين قتّلوهم وأجبروهم على الرحيل إلى صحراء العرب بدعوى أنهم هراطقة ؟؟!!
وأنه تعمد .. يقول ص322 في تفير قوله تعالى في سورة الضحى " ووجدك ضالاً فهدى " " هداية في الطفولة في بيئة نصرانية لا تكون إلا العماد النصراني ولا يستقيم غير ذلك ". وذكر أن حليمة أخذت سيدنا محمد إلى ورقة الذي عمده في غار حراء وعمره ست سنين.
وماذا قال الحريري . لقد قال ص40 أنه سافر إلى الشام وعمده بحيرا.
هل يوجد أحد من نصارى النادي تعمد مرتين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه هي الأسس التي اعتمدوا عليه لإثبات نصرانية سيدنا محمد .
ألا تشفقون إخواني على هؤلاء الذي بحثوا واجتهدوا ليبحثوا في أصل الإسلام ولم يجدوا أقوى من تلك الأدلة.
أليست تلك شهادة للإسلام بأنه كاملُ !
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد بأن محمداً عبده ورسوله.
ويتابع درة الحداد درره ص335 " وحدهم النصارى من بني إسرائيل والمتنصرون معهم من العرب بزعامة ورقة بن نوفل وعبد المطلب الأول جد محمد الأعلى يقولون بإسلام القرآن لأنه إسلامهم ".
أليس استقسام عبد المطلب بالأزلام عدة مرات دليل شركه .. أم أن الحداد يوافق أن النصرانية شرك.
ومن هو عبد المطلب الأول والثاني وهل هناك أقنوم ثالث لعبد المطلب ؟؟!!!
هل تنازل بنو هاشم عن السقاية والرفادة وسدنة البيت الحرام لورقة ؟ من قال بذلك ؟
كم من مرة كانت تسيل دماء العرب لنول ذلك الشرف العظيم .. وكيف ناله ورقة وآله بتلك السهولة ؟!(1/2751)
وأختم قصة زواج سيدنا محمد بطرفة قالها الحريري ص57: " ولكن، لابد لنا أن نسأل لا عن نبوة محمد ، بل عن نبوة خديجة .. ".
فالإله مصدر الوحي هو ورقة والنبي هي خديجة أما محمد فـ......
الحريري277: " وهنا تبرز خصوصاً تلك الشخصية الجبارة التي لعبت الدور الأول في هداية ورقة ".
علاقة ورقة بالوحي:
الحريري ص65: " لقد أراد القس أن يكون محمد خليفة له على عمله الروحي بين العرب ويحافظ على استمرارية النصرانية .. ".
وص194: " جل همنا أن نقدم الدليل للمرة الألف على أن القرآن العربي هو قراءة ميسرة للكتاب الأعجمي وعلى أن محمداً لم يكن ليعرف أية لغة أعجمية .. ".
تلك مهمة ورقة التي نجح بها كما قال الحريري ص205: " تحقق على يد القس والنبي فمرده إلى جمع الفرق والشيع والأحزاب النصرانية المنتشرة في مكة والحجاز آنذاك وجعلها دينا واحدا وأمة واحدة وما الإسلام في حقيقته وجوهره إلا دين التوحيد ".
وهنا نلاحظ التناقض الواضح الفاحش :
محمد نصراني ابن نصراني ابن نصراني ( الحداد291 ) فكيف يحتاج شخصاً كان عريقا في الوثنية ولم يتنصر إلا في سني حياته الأخيرة. فمن الأحق بتعليم الآخر والجدر بذك ؟؟؟!!
لماذا احتاج محمد إلى ورقة لو كان محمد نصرانياً ابن نصراني ابن نصراني ؟؟
ورقة الذي حابا الوثنيين حتى لا يلاقي نفس مصير زميله الشجاع زيد بن عمرو الذي قتله عباد الأصنام وتركو ورقة ؟؟ لماذا تركو ورقة وقتلوا زيداً فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما علاقة ورقة العجوز الكبير في السن العاجز الأصم الأعمى ( الحريري ص62 ) بغار حراء ذلك الغار الذي يقع على قمة جبل النور ذلك الجبل الشاهق العالي الذي يعجز أشد الرجال وأقواهم عن صعوده إلا بشق النفس ؟؟
ثم لو كنت النصرانية عريقة في مكة فلماذا رحل ورقة وأصدقاؤه خارجها بحثاً عن الدين الحنيف ؟
يقول الحداد ص316: " فنحن مدينون بنبوءة محمد النبي العربي إلى زعماء النصرانية بمكة ".(1/2752)
هل اعترف الحداد بنبوة سيدنا محمد .... هل لذلك لفظته الكنيسة التي يتبعها ، ومنعت قراءة كتابه ؟
اللهم ثبت علينا العقل والدين
وفجأة أثناء وجودنا مع هذا الكم الكبير من زعماء النصرانية في مكة يفجر الحريري القنبلة ص34: " ولسنا نجد في مكة في أيام النبي محمد ، غير القس ورقة يلازم محمداً طوال أربع وأربعين سنة ".
لا يوجد نصارى في مكة أعلم من ورقة الذي عبد الأصنام 60 سنة ؟!
أما ملازمة محمد لورقة الذي كان يلبس طاقية الإخفاء فقد غابت عن أبي جهل وأبي سفيان ومعارضو محمد الذين احتاروا في أصل القرآن..
هل تتذكرون كم كلمة كتب الزميل الراعي عن ورقة وأثره في أصل القرآن ؟؟
وهيا بنا لنلتقي بعداس النينوي:
يقول الحريري ص59: " لم تتوان خديجة عن البحث والاستشارات لتهدئ من روع زوجها فقد كانت تذهب به إلى القس ورقة تارة وإلى عداس النينوي طوراً ثم كتبت خديجة إلى بحيرا تسأله عن جبريل ".
بزعمه: خديجة النصرانية لا تعرف جبريل.
ورقة قس مكة لا يعرف جبريل.
عداس لا يعرف جبريل.
خديجة لا تثق بورقة ولذلك بعثت برسالة إلى بحيرا.
أهملت خديجة كل الجالية النصرانية في مكة وبعثت برسالة إلى بحيرا.
وأختم مع هذا الخلط العجيب لعدة أمور ليس لها علاقة ببعضها:
يقول الحريري ص54: " حاولوا تجنب خطر ما أدركوا وما عرفوا . وما تجنبوه من مخاطر كان إثباتاً أخطر لما نبحث عنه . لقد حاولوا إثبات نبوة محمد فيما هم في الحقيقة يثبتون نبوة القس. والقس قدير على كل شيء في كل حال. أما الذين تعاونوا مع القس وسمعوا نداءه وذهلوا بتدابيره فأولهم وأهمهم زوج النبي وأبو طالب عمه وكفيله . وأبو بكر صديقه الحميم ، ووالد خديجة بعد رضاه ، وأخوها عمرو ، وغيرهم كثير. كلهم انصاعوا لتدابير الله على يد القس ووكيله في مكة واتُخِذوا فيما دبر. وبارك الراهب بحيرا والراهب عداس النينوي وسلمان الفارسي هذا التدبير ".
الله أكبر ولله الحمد(1/2753)
أسأل الله تعالى أن ييسر البحث القادم حول نصرانية مكة في عهد النبوة وتناقضهما في ذلك.
---
عبدالرحيم
06-04-2005, 10:57 PM
الديانة النصرانية في مكة:
يقول الحريري بثقة بالنفس قل نظيرها ...
" هذه الشهادات وغيرها في كتب السير والأخبار تدل على وجود نصراني واسع في مكة ". ص18.
وص99: " وتشهد كتب الأخبار على وجود مناخ نصراني عام طغى على بيت محمد ".
ولكن.. قال ص105: " فلا شرك إذن ولا جهل بالله ولا إنكار وجوده ولا الوثنية بمعناها الحقيقي كان موجودا في مكة. ولئن طاب لكتاب السير والأخبار إثبات ذلك ".
لنكمل روايته الخيالية " فمكة لم تكن مشركة ولا وثنية ولا جاهلة بالله وبالتالي لم تكن في عصر الجاهلية.. وربما منادمة محمد للرهبان ومعرفته بهم والتجاؤه إليهم في ملماته وصعوباته وأمراضه خير شاهد على إلمام محمد بالنصرانية، أو على تنصره كما عرفنا ".
ولا أدري ما هي التماثيل والأصنام التي كانت حول الكعبة هل كانت ( ألعاب البوكيمون ) ؟!
كيف سكت الوثنيون من قريش على النصارى رغم أن الوثنية كانت تدر على قريش الأرباح الهائلة..
أم ............... دينهم واحد ؟؟!!
لاحظ حيرة الحداد ص254 " وما كان قس مكة ورقة بن نوفل ليطوف مع مريده محمد حول الكعبة .. لو كانت الكعبة معبد أوثان ".
هل طردتك الكنيسة لأمر بيسط أيها الأب المسكين ...
لقد دفنت محروماً لأنك ( دون أن تدري ) كنت بكتاباتك سبباً في هداية بعض شباب النصارى !!!!!!
ها أنت تحت التراب .. كيف ستقابل ربك بتلك الأكاذيب ؟؟!!
إذن سيدنا محمد لم يحطم الـ360 صنما التي كانت موجودة حول الكعبة وداخلها يوم الفتح ..
أنا متيقن بأن الحداد والحريري يتحدثون عن شيء آخر لا علاقة له بالإسلام ولا الجاهلية ولا بكل جزيرة العرب.. بل ولم يوجد على سطح الأرض.
هل يؤمنان بوجود حياة على سطح المريخ ؟؟!! فيها مكة وكعبة وورقة .... ذلك أقرب للمنطق يا دعاة البحث العلمي .(1/2754)
مشفق والله على طلبة الجامعة التي تحمل اسم الأقنوم الثالث ...
كيف يتحمل طلبة لبنان ما يدرسهم أستاذهم من أغلوطات ؟؟!!!
وإن كان معلموهم كذلك فكيف سيتخرجون ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
بأي علمٍ سيناظرون المسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
واستفد مما يضيف الحداد ص303 : " ورقة بن نوفل قس مكة .. والذين يلتفون حوله من عبد المطلب جد محمد إلى أبي طالب عم محمد إلى عبد الله والد محمد إلى السيدة خديجة ابنة عمه . إلى محمد نفسه الذي يدور في فلكه قبل مبعثه ، كانوا كلهم نصارى على مذهب النصرانية الإسرائيلية ".
(( بدون تعليق ))
والآن مع الحلقة الأخيرة من حلقات : تناقضات الحداد والحريري :
يقول ص 290: " إن التعبد والصوم والخلوة ليس من شرع إبراهيم ولا من شرع موسى ولا عادة نصرانية وممارسة الخلوة على انفراد عادة رهبانية ".
ولكنه يقول ص322: " ومنذ زمن المزمور الثالث في الزبور اعتاد أتقياء الله ممارسة الخلوة والنوم في بيت الله ينتظرون منه وحياً.. ".
وخذ هذا التناقض للمدرس الجامعي الحريري :
ص42 " فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده وكان يخلو بغار حراء ". وكرر نفس العبارة ص43.
ولكنه بعد أسطر قليلة في نفس الصفحة قال : " ولكن ، لم يك محمد يعرف وحده أهمية الخلوة إعداداً للنفس وانقطاعاً إلى الله لو لم يتعرف على أناس مارسوها قبله ولو لم يتبع في ذلك مسيرة جده وندماء جده أمثال أبي أمية بن المغيرة والقس ورقة بن نوفل وغيرهما فعن هؤلاء أخذ محمد الطريقة وعلى خطواتهم سار في إعداد حياه الروحية ورسالته العلنية إلى الناس ".
وبعد أسطر يقول : " ولا نعرف بالحصر مقومات خلوة محمد في غار حراء ولا كيفيتها ".
ثم يكتشف أنها معروفة محصورة في نقاط محددة ص45 " وفي كتب السيرة وصف لها بما يتفق والتقاليد النصرانية في ذلك الحين ".
ثم يعددها : وهي التحنف ، الزهد والانقطاع عن الناس ، الصيام ، أعمال البر والإحسان ، شهر رمضان ، الطواف حول الكعبة.(1/2755)
ثم يقول ص46: " هذه بعض مقومات خلوة النبي في غار حراء كلها عادات نصرانية .." .
هل هناك تناقض ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
رأفة بطلابك يا أستاذ حرام عليكم ..
ونسي انه قال ص43: " كان رسول الله يجاور في حراء من كل سنة شهراً وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية ".
وذكر ص142: " الصيام سنة عامة في كل الأديان والمذاهب ".
وقد صدق الحريري عندما عبر عن نفسيته وهو يحاول اثبات مصدر القرآن بقوله " وجميعنا كنا ضحية بلبلة في الاسلام لا حدود لها ولا نهاية ". ص219.
البلبلة صنعتها يداك وعقلك يا حريري عندما حسبت مصادر دين الإسلام كمصادر دينك .
هذه البلبلة صدر عنها اعتراف الحريري بنجاح دعوة سيدنا محمد حيث قال ص200 " لقد نجح القس في ذلك وتوقف نجاحه على نجاح تلميذه ونجح التلميذ ومآثر نجاحه يدل عليها أثره الكبير في تاريخ العالم ".
احذر يا أستاذ قزي كي لا يخسرك طلاب الجامعة بعد ان تلفظك كما لفظت الكنيسة صديقك اليبرودي.
ومن سيعلم طلابكم خفايا الإسلام وأصول القرآن .... بعدكم أيها الأب العلامة.
الحمد لله رب العالمين على نعمة الصراط المستقيم
اخواني المسلمون :
بعد كل هذا .... لنقرأ معاً سورة الفاتحة ونتفكر في معانيها وخاصة آخر آية منها .
بتصرف عن كتاب:
القرآن ليس دعوة نصرانية ، الدكتور سامي عصاصة ، دار الوثائق ، دمشق ، 2003م.
-------------------------------
إخوتي الأفاضل: أعتذر منكم مرة أخرى لبعض ( الشطحات الاستفزازية ) الضرورية في منديات الحوار الديني.
ولضيق الوقت لم ( أنقحها ) لتكون أليق بناديكم الكريم.
وعزائي أنكم أهل العلم والفضل
مع محبتي
---
سمير القدوري
12-19-2005, 02:05 AM
بارك الله في الشيخ عبد الرحيم وأمده بتأيده .(1/2756)
قد قال ابن حزم أن الله نفعه بمحك أهل الجهل له, فكان ذلك سببا في ظهور تواليف له عظيمة المنفعة وأنه لولا استثارتهم لكامنه وقدحهم لزناده لما نشط لتأليفها, ولا غرو فقد كان قدوم القسيس فندر لتركية زمن السلطان عبد الحميد سببا في ظهور كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي.
---
عبدالرحيم
12-19-2005, 09:50 PM
أضحك الله سنك أخي الكريم..
أكرمكم الله.. حنانيك علينا أين أنا من رحمة الله الهندي!! رحمه الله تعالى وجمَعَنا به أنا وأنت وأحبابنا.. إخواناً على سرر متقابلين,,
لكن مداخلتك أسعدتني وأضحكتني كثيراً حيث عادت بي الذاكرة إلى ردي على تلك الشبهة، ولو رأيتني حين كان يسيل القلم سيلاً وتهدر (لوحة المفاتيح) هدراً.. يكاد يطير قلبي لها فرحاً !!!
لتكتمل لسيادتكم صورة مشاعري تجاه هذه الشبهة، فقد زارني في البيت أحد الإخوة الدعاة العاملين في المدارس والمساجد، وأحد أبرز مقرئي القرآن في بلدتي الصغيرة..
أطلعْتُهُ على ((بعض)) الشبهات ـ كعادتي حين أضيِّف الأعزاء فلا يكررون الزيارة !! ـ، فخرج لا يلوي على أحد... وأضحى كلما رآني في المسجد يقول: ما زلتَ مسلماً ؟!!!
وفي إحدى المرات شاهدته من بعيد فغمزته: ما زلتُ مسلماً والحمد لله ، ألا تريد زيارتي ؟!!
من أكثر ما ساءني استدلالهم بشهادات لعدد من المتسمين بأسماء المسلمين.. ومنهم محمد عزة دروزة في كتابه: " القرآن المجيد ".
ذكر (الأستاذ الحداد) عن كتاب: " القرآن المجيد " شبهات.. من كثرة عجِيبِها، غلبَ على ظني أن (دروزة) حاله كحال نصر أبو زيد وخليل عبد الكريم.. الخ وبدأت أصوغ الخطوط العريضة لردودي على أساس الرد عليه وعليهم.
ثم شرح الله صدري أن أبحث في ترجمته أو على الأقل الاطلاع على أفكاره من كتبه، وهي للأسف في غالبها مفقود (أو بأحسن الأحوال، ما يسمى: أوائل الطبعات).(1/2757)
حتى المكتب الإسلامي الذي نشر كتاب (المبشرون والقرآن) لا يعلمون عن الكتاب شيئاً رغم أنهم طبعوه مرتين في أوئل السبعينات!
والكتاب الوحيد المتاح، وُضعَ عليه إشارة (محظور) في المكتبة العامة.
لمصلحة من يُغيَّب كتاب مثله تتجاوز صفحاته 450 صفحة؟!
ثم عثرت على مذكراته وهي ست مجلدات من القطع الكبير وإذ به أحد أعلام الجهاد المنسيين في فلسطين.. وإذ بكتابه يحوي قصصاً وحوادث برَّرت سبب عدم ذكره في إعلامنا!!
المهم:
في المكتبة الظاهرية بدمشق ـ وهي تشتهر باحتوائها أوائل الطبعات ـ وجدت الكتاب الذي أكثرَ الأستاذ الحداد النقل عنه : " القرآن المجيد ". ط المكتبة العصرية / بيروت (د.ت)
وجدته كتاباً صغير القطعِ قليل الصفحات (حوالي 130 بحسب ذاكرتي) بدأت (الرطوبة) تأكل من صفحاته الصفراء.. فقررت أن أسبقها وقراءته كله عدة مرات، والتركيز على مظان مواضع الشبهات.
وإذ بالرجل لا يقول شيئاً يخالف الحق!! وحتى عند حديثه عن " ما يسمونه ـ عن قصد ـ (جمع) القرآن الكريم في عهد سيدنا عثمان ".. تجده تعامَلَ معها بموضوعية ونزاهة..
شعرت بالحرج، وترحمت على دروزة.. وقررت ألا أغادر دمشق إلا بعد الاطلاع على " القرآن والمبشرون " مهما كان الثمن..
وبعد عدة أمور (بيني وبين ربي) وإذ بالمكتبة العامة ترفع الحظر عن الكتاب وتسمح بالاطلاع عليه.. وإذ بالكتاب كما توقعت...
والحمد لله الحنان المنان ذي الجلال والإكرام، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه...
وإليكم جزءاً من أطروحتي، ذكرت فيه بعضاً من شبهاتهم التي نسبوها ـ تقليداً لأستاذهم الحداد ـ إلى (دروزة) وهو منها براء..
-------------------------
لقد أخطأ كتاب صفحات الإنترنت التنصيرية الاختيار ـ كالعادة ـ، ولكن خطأهم التالي أشد وأفدح.
فهم لم يتورعوا حتى عن التزوير عند النقل عن علماء المسلمين المعاصرين لهم، قبل موتهم !!(1/2758)
انظر مثلاً ما فعلوه بما يكثرون من نقله عن الأستاذ محمد عزة دروزة، وقد شاءت حكمة الله تعالى أن يعمي بصيرتهم؛ ليفضحهم.. حيث قاموا بذلك التحريف في حياته !! لذا فقد ألَّف بنفسه كتاباً لبيان ذلك التحريف والبتر أسماه " القرآن والمبشرون ". رد فيه على بتر وتحريف المدعو: " الأستاذ الحداد " عند النقل عن كتابات دروزة، في سلسلة الحداد المسماة: " دروس قرآنية ".
ومن العجيب أن تلك النصوص ما زالت مواقع الإنترنت التنصيرية مصرَّة على نقلها عن الأستاذ الحداد محرَّفة، مبتورة عن سياقها.. رغم أن دروزة ـ رحمه الله ـ رد عليهم..
ومن ذلك ما جاء في صفحة ( هل القرآن معصوم ؟ ) : أثناء الحديث عن حالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين نزول الوحي: " وقال علماء المسلمين إنه كان يُؤخذ من الدنيا (القرآن المجيد لدَرْوزة)... لما أُصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر، وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم (القرآن المجيد دروزة ص54) ". [1]
ومما حرَّفت صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) في النقل عن كتب دروزة، ومما جاء فيها: " وقد فصّل الأستاذ دروزة " موقف القران السلبي" من المعجزة، في (سيرة الرسول 225-226) قال: وقف الزعماء إزاء هذا الموقف القراني من تحديهم، واخذوا يطالبون النبي ص. بالمعجزات والآيات برهانا على صدق دعواه اولا؛ ثم اخذوا يدعمون مطالبهم بتحد اخر، وهو سنة الانبياء السابيقن الذين جاؤوا بالآيات والمعجزات (الإسراء 90 – 93؛ الحجر 6-7؛ الفرقان 7-8؛ القصص 48؛ الانبياء 5 ولا نغدو الحق اذا قلنا إن المستفاد من الايات القرانية المكية أن الموقف تجاه هذا التحدي المتكرر كان سلبيا... ".(1/2759)
لكن، من يقرأ ما كتبَ دروزة في تحليله لموقف المشركين من معجزة القرآن الكريم، يجد قوله: " وننبه مع ذلك، إلى أن الموقف السلبي الذي تمثله النصوص القرآنية، لم يكن سلبياً بوجه عام.. أما من ناحية الحِجاج والبرهنة والتدليل والتنبيه إلى أهداف الدعوة النبوية، فإنها كانت إيجابية كل الإيجابية، وهذه نقطة جديرة بالتنبيه في صدد الرسالة المحمدية ". ثم أخذَ يذكر الأدلة في الحكمة من كون معجزة القرآن الكريم فيما يحمله؛ لأنها مزية من مزاياه. تلك المعجزة ترشِّحه للخلود والعموم، بعكس معجزات الأنبياء الأخرى، التي وقعت وانقضت.
رسالة الإسلام حيَّة خالدة، لذا وجبَ أن يكون دليلها حياً خالداً كخلودها. [2]
ومما قال محمد عزة دروزة في مقدمة كتاب " القرآن والمبشرون " فاضحاً تحريف " الأستاذ الحداد " ومَن ما زال ينقل عنه ! : " قرأت في صيف سنة 1968م أربعة كتب مطبوعة [3] في مطبعة حريصا البولسية في لبنان لمبشر سمى نفسه الأستاذ الحداد، بعنوان مشترك هو: " دروس قرآنية "... والخوري مطَّلِع على كتب تفسير المسلمين... غير أنه جرى على بتر ما ينقل واللعب فيه. حيث يهمل تتمات مهمة، كما ظهر لي يقيناً مما نقله من كتبي (القرآن المجيد) و(عصر النبي) و(سيرة الرسول) التي ينقل عنها كثيراً. حيث أورد روايات منها أوردتها فيها للتفنيد، فرواها دون تفنيدي لها..(1/2760)
والخوري الحداد وأمثاله أذكى من أن يجهلوا أنهم أعجز من أن ينالوا من القرآن والرسالة الإسلامية ورسولها العظيم.. بل هم يعرفون أن هذه الكتب لن يكون لها رواج بين المسلمين. والمتبادَر أنهم إنما يكتبونها بقصد تشويه القرآن والرسالة المحمدية وتهوينها في نظر بني مللهم؛ إبقاءً لهم على ما هم عليه، ليظلوا مطايا لهم يركبونها، وبقراً يحلبونها، ومدرار منافع ومآرب يجنونها. كما وصفت آية التوبة أمثالهم المتقدمين: " إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.. (34) " ".[4]
ثم أخذ يُفصِّل الرد على الأب الحداد، في تحريفه عما نقل عنه وعن غيره من المتقدمين والمتأخرين من علماء المسلمين... بل تحريفه المقصود في نقله عن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة !! وقد وقع كتاب دروزة في أكثر من أربعمائة وخمسين صفحة.
فإن كان حال " الأستاذ الحداد " أحد أقطاب المنصرين المهاجمين للقرآن الكريم هكذا، فكيف التلاميذ ؟! [5]
وصدق الله العظيم " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " [آل عمران: 71].
------------------------------
ملاحظة: تبين لي من خلال تتبع المواضِعِ التي بتَروا فيها أقوال المفسرين عن سياقها.. الخ أنهم يبحثون عن تفاسير ليست بين أيدي العامة كتفسير النسفي الذي نقلوا عنه كثيراً . بكتابة المجلد والصفحة دون ذكر الآية الكريمة.. والطبعة المتوفرة لدي أيضاً قديمة والبحث فيها مزعج لدرجة أن الآيات فيها غير مرقمة!!
وكنت أضطر لقراءة المجلد كاملاً .. وكان كما توقعت فالنسفي ـ رحمه الله ـ بريء مما نسبوا إليه.
وكذا فعلوا بالبتر والتحريف عن كتب دروزة التي يعاني (المختصون) صعوبة في إيجادها، فكيف بالعامة .. وهم غالب رواد الإنترنت ؟!
هوامش:(1/2761)
===================================
[1] قام الباحث بقراءة كتاب: " القرآن المجيد " عدة مرات ولم يجد عبارة: " يؤخذ من الدنيا ". وخاصة ما كتبَ تحت عنوان: " الوحي الرباني والوحي القرآني "، ص15-28. أما ما ذكرَ دروزة من روايات حول جمع القرآن الكريم ـ وسبق مناقشتها في الفصل الثاني من الباب الأول ـ ، فقد قسمها إلى أربع مجموعات، ثلاث منها للروايات وجعل القسم الرابع للحكم عليها، ووضع له عنوان: " تعليقات على الروايات والأقوال وترجيح تدوين وترتيب القرآن في عهد النبي، ومرجِّحات ذلك ". وجاء أول القسم الرابع: " ومن الحق أن نقول: إن ما في المجموعات الثلاث التي أوردناها، ما ليس موثَّقاً بالإسناد القوي، وما يتحمَّل النظر والتوقف ... ". ثم أخذَ يفصِّل في الرد على الشبهات التي توهِم وقوع الخطأ في جمع القرآن الكريم. انظر: ص 74 وما بعدها.
[2] انظر سيرة الرسول / صور مقتبسة من القرآن الكريم، محمد عزة دروزة، مطبعة الاستقامة، القاهرة، ط1، 1948م. ص225-236.
[3] هي كما ذكَر: الإنجيل والقرآن، والقرآن والكتاب / الجزء الأول، والقرآن والكتاب / الجزء الثاني، ونظم القرآن والكتاب.
[4] القرآن والمبشرون، محمد عزة دروزة، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1973م، ص6-15.
[5] ومن أشهر تلاميذه المعاصرين، صاحب أشهر المواقع التنصيرية على الإنترنت، القمص " زكريا بطرس " الذي ظهَرَ كثيراً بعد منتصف الليل على فضائية " الحياة " التنصيرية، في دروس متسلسة لنقد القرآن الكريم (قبل إصابته بمرض السرطان وانقطاعه عن لقاء الناس) !! ومن تابعها وجد وضوح التحريف وبتر النصوص.(1/2762)
مثلاً: قال بتاريخ 11/9/2005م: " القرآن قال: " رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ " حد وهو يصلي يقول: والعنهم ؟ إحنا لما بنصلي بنقول: باركهم، لكن ده: " وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا " ". ومن يعود إلى سورة الأحزاب يجد أن ذلك من حديث الكفار في النار: " يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا(67)رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا(68) ".
---
سمير القدوري
12-20-2005, 07:42 PM
لك ما تحب يا شيخ عبد الرحيم
فانظر المشاركة التي ستأتي
---
(1/2763)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > أدلة المؤيدين للتفسير العلمي
---
أدلة المؤيدين للتفسير العلمي
---
د.علي أسعد
05-28-2006, 02:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أدلة المؤيدين للتفسير العلمي
حاول المؤيدون للتفسير العلمي التأصيل لهذا الاتجاه لبيان مشروعيته، فكان تأصيلهم يستند إلى طرق ثلاث، الأولى منها تتمثل في جمع الأدلة التي يمكن أن يستدلوا بها، الثانية: الرجوع إلى العلماء السابقين لبيان أنهم يقولون بهذا الاتجاه ، الثالثة: التطبيقات وذلك بتفسير الآيات على ضوء العلوم الحديثة. وسأقتصر في هذا البحث على بيان أدلتهم(1) ، التي كانت في جلها محاولة للبرهان على الإعجاز العلمي بالدرجة الأولى ، لذا سأنطلق في تعريف التفسير العلمي من تعريف أحمد عمر أبو حجر الذي لم يميز فيه بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي كشأن أكثر المؤيدين(2) ، إذ يقول: هو " التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم ، والكشف عن سر من أسرار إعجازه ، من حيث أنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن ، فدل ذلك على أنه ليس من كلام البشر ، ولكنه من عند الله خالق القوى والقدر. " (3)
استدل المؤيدون على مشروعية التفسير العلمي بأدلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية والآثار والمعقول.
أولاً - القرآن الكريم :(1/2764)
1-قال تعالى : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) [ الأنعام : 38 ] رجح الرازي أن المراد بالكتاب هو القرآن ، لأن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد ، انصرف إلى المعهود السابق ، وهو هنا القرآن(4) ، فأخذ مؤيدو التفسير العلمي بهذا الوجه من التفسير ، محتجين بأنه طالما أن أحد أوجه تفسير الكتاب في الآية هو القرآن ، فلا بد أن يكون مراداً لله تعالى ، وفي هذا دلالة على أن القرآن يحوي كل شيء ، حتى العلوم(5) ، يبين هذا ابن عاشور عند تفسيره لقوله تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) [ النحل : 89 ] فالكتاب فيه اللام للعهد ، وهو القرآن ، و(كل شيء) يفيد العموم ، وهو عموم " في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشرائع : من إصلاح النفوس ، وإكمال الأخلاق ، وتقويم المجتمع المدني ، وتبيين الحقوق ، وما تتوقف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية ، وصدق الرسول ) ، وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية ، ووصف أحوال الأمم ، وأسباب فلاحها وخسارها ، والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ ، وما يتخلل ذلك من قوانينهم وحضارتهم وصنائعهم . وفي خلال ذلك كله أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بياناً لكل شيء على وجه العموم الحقيقي إنْ سلك في بيانها طريق التفصيل … فيؤول ذلك العموم العرفي بصريحه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه ، وهذا من أبدع الإعجاز "(6) .(1/2765)
2-أشار القرآن الكريم إلى الإعجاز العلمي بقوله تعالى : (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ) [ القصص : 49- 50 ] فالله عز وجل تحدى أهل الكتاب " بما يشتمل عليه القرآن من الهدى ببلاغة نظمه ، وهذا دليل على أن ما يشتمل عليه من العلم والحقائق هو من طرق إعجازه ."(7) ، وذلك لأنه جاء به أمي في أمة أميِّة لا علم لها بدقائق العلوم(8) ، فقد كان يخبر أهل الكتاب بعلوم دينهم مع أنه كان أمياً (9) قال تعالى : ( مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) [ هود : 49 ].
3- قال تعالى: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [ فصلت : 53 ] إن من معاني الآية العلامة و العبرة ، وأيضاً الآية من القرآن الكريم (10) ، وعلى هذين المعنيين يكون معنى قوله تعالى:( سنريهم آياتنا….) أنه يشمل نوعين من الآيات يريهما سبحانه لعباده في الآفاق وفي أنفسهم ، نوع مشهود لم يخبر عنه القرآن ، وإنما جاء توجيه عام بالنظر إليه ، ونوع ثان مشهود أيضاً لكن خصه القرآن بالذكر "فإذا نظر فيه الناس رأوا فيه تصديق ما أخبر به القرآن الكريم" (11).(1/2766)
أما قوله : (حتى يتبين لهم أنه الحق ) فإن المقصود به الحق الذي يتبين بآيات الآفاق والأنفس وهو صدق القرآن ، وصدق ما جاء به من عقائد وشرائع ، فالآية السابقة لهذه الآية تدل على ذلك ، وهي قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) [ فصلت : 52 ] فالذي من عند الله هو القرآن الكريم(12) ، والحق الذي يظهر بآيات الآفاق والأنفس ، حق بمعنى عام ، وحق بمعنى خاص ، "فالحق بالمعنى الخاص هو ما سيقت الآية لإثباته من اعتقاد أو حكم شرعي ، فقوله تعالى -مثلاً- : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ) [ الروم : 20 ] يدل على صفة الخلق وهذا حق .أما الحق بالمعنى العام فهو دلالة مجموع آيات الآفاق والأنفس على أن القرآن حق من عند الله ". ومن معاني صيغة الاستقبال في قوله : ( سنريهم ) الإشارة إلى أن الله تعالى سيري آياته لكل جيل حتى ينقضي أجله ، فيري آياته للجيل الذي يأتي بعده (13) .
ثانياً - الأحاديث النبوية :(1/2767)
1-ما أخرجه الترمذي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ( علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ….. }(14) حيث استدلوا بعموم الحديث .إذ وجدوا فيه إشارة إلى شمولية القرآن الكريم ، وفي هذه الشمولية يدخل الإخبار عن العلوم الحديثة .
2-وكذلك عموم(15) قوله صلى الله عليه وسلم :{ إن الله لو أغفل شيئاً لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة } (16).
3- جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قال : سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحُمُرِ ـ الأهلية ـ فَقَالَ : { لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [ الزلزلة : 7-8 ] }(17) فهذا نص يدل على أن كل ما دخل تحت عموم نص قرآني ، يعتبر قد نص عليه القرآن ، فصدقة الحمر الأهلية لم تذكرها الآية وإنما دلت عليها عن طريق الشمول والعموم (18).(1/2768)
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ }(19) استدل ابن عاشور بهذا الحديث على حجية تعلق ما جاء به القرآن من الإشارات العلمية بالإعجاز ، وعلى دوامه وعمومه ، وذلك بإشارة الحديث إلى مسألتين :
الأولى : أن قوله : ( ما مثله آمن عليه البشر ) يدل على أن كل نبي جاء بمعجزة في أمر خاص ، آمن على شرطها قومه .
الثانية :قوله : ( وإنما كان الذي أوتيت وحياً ) دل على أنه ليست معجزته كمعجزات الرسل السابقين من قبيل الأفعال كقلب العصا ، وانفجار الماء …. ، وإنما معجزته هي القرآن بما فيه من ألفاظ ومعانٍ يعجز البشر عن الإتيان بمثلها ، وعلى هذا يؤمن به البشر الذين يبتغون إدراك ذلك .ويدل على ذلك تعقيبه بقوله : ( فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً ) عطف بالفاء التي تدل على الترتيب ، فالصلة بين كونه أوتي وحياً ، وبين كونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعاً ، لا تظهر إلا إذا كانت المعجزة لجميع الأزمان حتى يكون الذين يدخلون الدين لأجلها كثيرون (20) .
ثالثاً - الآثار :
أن امرأة جاءت تحتج لدى عبد الله بن مسعود رَضِي اللَّه عَنْه فيما بلغها عنه من قوله : ( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ ….(21) ) وكانت حجتها أنها قرأت القرآن فلم تجده فقَالَ لها : ( لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ أَمَا قَرَأْتِ ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) قَالَتْ بَلَى قَالَ فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ )(22)(1/2769)
فالصحابة كانوا يرون أن كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه قد نص عليه القرآن بعموم تلك الآية ، رغم السياق الذي وردت فيه ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فالمخترعات الإنسانية المستقبلية كانت غيبية في ذلك العصر لذلك لم يكن القرآن يذكر شيئاً منها إلا عن طريق الإشارة الكافية ، أو العبارة العامة (23) .
وكذلك بعموم الآثار التالية :
ما أخرجه سعيد بن منصور عن ابن مسعود رَضِي اللَّه عَنْه أنه قال : ( من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين ) (24) ، وقول عبد الله بن مسعود رَضِي اللَّه عَنْه : (من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن ) ، وقول أبي الدرداء رَضِي اللَّه عَنْه : ( لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوها )(25) .
رابعاً - المعقول :
1_ أمرنا الله عز و جل بآيات صريحة في كتابه بتدبر القرآن ، قال تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) [ محمد : 24 ] وقوله تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) [ النساء : 82 ] وحتى يكون التدبر في محله ينبغي أن يكون بحسب محتوى الآية وما يتصل بها من موضوعها(26) ، ففي القرآن ـ مثلاً ـ آيات تتحدث عن الكون ، فلا مانع من أن يذكر المفسر عند تفسير هذه الآيات ما يتعلق بها مما اكتشفه العلم الحديث من أسرار الكون .
2_ إن القرآن حمّال وجوه ، لا تحكّم في فهم أسراره (27) ،فالسلف فصلوا في علوم اهتموا بها ، لذلك ليس هناك ما يمنع من أن نسير على آثارهم في علوم أخرى ، ترجع لخدمة المقاصد القرآنية ، أو لبيان سعة العلوم الإسلامية ، أو إيضاحاً لمعنى الآية ، أو استطراداً في العلم لمناسبة التفسير(28) .(1/2770)
3_ إن الله سبحانه استدل في كتابه على العلم والقدرة والحكمة بأحوال السموات والأرض ، وكيفية أحوال الضياء والظلام والشمس والقمر والنجوم ، وكررت هذه الأمور في كثير من السور ، فلو لم يكن البحث عنها ، والتأمل فيها جائزاً ، لما ملأ الله كتابه منها (29) .
4_ إن القرآن معجزة باقية ومقاصده ترجع إلى عموم الدعوة "فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام " الناس ممن يأتون في عصور انتشار العلم (30) .
5_ "إن من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة" (31) .
6_ إن التفسير العلمي هو الذي يخلصنا من بعض الخرافات التي فسرت بها الآيات الكونية(32) ، وهو الذي يقينا من أن نعلل بعض الظواهر الكونية تعليلاً غير علمي (33).
7_ إن القول بالتفسير العلمي يحقق لنا فوائد كثيرة منها :
أ_ استمالة غير المسلمين .
ب_ رد مزاعم القائلين بأن هناك تعارضاً بين الدين والعلم .
ج_ الحث على الانتفاع بقوى الكون (34) .
د_ تمتلئ النفس رهبة وإيماناً بعظمة الله وقدرته ، حينما يرى الإنسان تفسير القرآن على دقائق المخلوقات وخواصها ، حسب ما تصورها علوم الكون(35) .
هـ_ إثبات أن القرآن موحى به من عند الله تعالى ، وذلك بإظهار ترقي العلم للحقيقة القرآنية (36) .(1/2771)
يظهر من خلال هذه الأدلة حرص المؤيدين على تأصيل التفسير العلمي ، وذلك بالبحث عن أدلة تدل على إمكانيته ومشروعيته ،فإلى أي مدى وفقوا في ذلك ؟ حاول المفسرون أولاً التوفيق بين العلم والقرآن ، ومن ثم أخذوا يبحثون عن أدلة تسوغ تطبيقاتهم التوفيقية ، فكانت هذه التطبيقات ذاتها هي الدالة على الدليل ، وليس الدليل هو الذي دل عليها ، فالقرآن هو تفصيل لكل شيء إذا قام المفسر بالإسهاب التفصيلي في أي أمر يذكره القرآن ،والإعجاز العلمي أشار إليه القرآن بتحديه لأهل الكتاب – الذين كانوا أهل علم – بأن يأتوا بأهدى من هذا الكتاب ، لأن النبي الذي تحداهم بذلك أمي لا علم له بمعارفهم ، فلزم عن ذلك عند المفسر العلمي بأن يكون القرآن سبق إلى الإشارة للعلوم الحديثة ، فألزم ما لا يلزم ؛ إذ لا يشترط ذلك . أما الآية الثالثة من أدلة القرآن الكريم فهي متعددة المعاني(37) ،لذلك لا يمكن إنكار المسوغ إلى أحد هذه المعاني دون غيرها .
وكذلك بالنسبة إلى الأحاديث والآثار ، ويضاف إلى ما سبق أن صحيحها غير صريح ، إذ لا تتجاوز الإشارة فيها أموراً عامة لا يشترط أن تكون العلوم الحديثة داخلة ضمنها . أما أدلتهم من المعقول فجلها يشير إلى أهداف يريد المفسر أن يحققها.
والحمد لله رب العالمين د.علي محمد أسعد
********************************************
(1)الهدف من ذلك هو مناقشتها من قبل الباحثين ومعرفة مدى صحة الاستدلال بها.
(2)علما أني أميز بينهما.
(3)التفسير العلمي للقرآن في الميزان ، ص66 .
(4)التفسير الثاني للكتاب هو اللوح المحفوظ ، انظر : التفسير الكبير ، ج12/215 .
(5)انظر : الإسلام في عصر العلم ، ص364-365.
(6)التحرير والتنوير ، ج14/253.
(7)ن.م، ج20/139.
(8)انظر : ن.م ، ج1/127.
(9)انظر : ن.م، ج1/129.
(10)انظر : لسان العرب مادة : أيا .
(11)دليل الأنفس بين القرآن الكريم والعلم الحديث ،ص55.
(12)انظر : ن.م ، ص57.(1/2772)
(13)انظر : ن.م ،ص56.
(14)أخرجه أحمد في مسنده ، ج1 /197 ، رقم الحديث : 704 . - وأخرجه الترمذي في سننه ، كتاب فضائل القرآن 46 ،باب ما جاء في فضل القرآن 14 ، رقم الحديث : 2906 ، ج5/172.
. وقد قال عنه الترمذي : " هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول وفي الحارث مقال ."
(15) انظر : التفسير بمكتشفات العلم التجريبي بين المؤيدين والمعارضين ، مجلة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، العدد 4، رجب 1411هـ فبراير 1991مـ ، ص38.
(16)الإكليل في استنباط التنزيل ، ص12 . في سند الحديث أبو أمية ابن يعلى وقد ضعفه غير واحد ، انظر : الذهبي ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، ج1/254 .
(17)أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب تفسير القرآن 68 ، باب ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره 402 ، ج4/1898 ، رقم الحديث 4679 . وانظر في شرح الحديث : فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج8/726 .
(18)الإسلام في عصر العلم ، ص369.
(19)أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب فضائل القرآن 69 ، باب كيفية نزول الوحي وأول ما نزل 1 ، ج4/1905 ، رقم الحديث : 4696 .
(20)انظر : التحرير والتنوير ،ج1/128.
(21)الواشمة : من تقوم بعمل الوشم وهو أثر وخز الجلد بالإبر ، المستوشمة : التي تطلب لنفسها الوشم ، المتنمصات : التي تزيل الشعر من الوجه أو الحاجب ،المتفلجات : المفرقات بين الأسنان . انظر : النهاية في غريب الحديث والأثر ، ج3/201 .
(22)أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب تفسير القرآن رقم 68 ، باب وما آتاكم الرسول فخذوه رقم 364 ، ج4/1853 ، رقم الحديث 4604/4605 . وأخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة 37 ، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة رقم 33 ، ج3/1678 ، رقم الحديث : 2125 .
(23)انظر : الإسلام في عصر العلم ، ص369-370.
(24)الإتقان في علوم القرآن ، ج2 /1025 .
(25) البرهان في علوم القرآن ، ، ج2/154 .
(26)انظر : التفسير العلمي للآيات الكونية ، ص 494 .(1/2773)
(27)انظر : التبيان في علوم القرآن ،ص 132 .
(28)انظر : التحرير والتنوير ، ج1 /44 .
(29)انظر : مفاتيح الغيب م7ج14 /122 .
(30)انظر : التحرير والتنوير ، ج1/ 44 _45 .
(31)ن.م ، ج1/45 .
(32)انظر : التفسير العلمي للآيات الكونية ، ص485 .
(33)انظر : الإسلام في عصر العلم ، م.س ، ص 222 .
(34)انظر : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر ، ص 602 .
(35)انظر : مناهل العرفان في علوم القرآن ، ص18-20 .
(36)انظر : تفسير المنار ، ج1 /212 .
(37) ذكر ابن الجوزي أن في قوله تعالى : ( سنريهم آياتنا ) [فصلت:53]خمسة أقوال : "أحدها : في الآفاق : فتح أقطار الأرض ، وفي أنفسهم : فتح مكة قاله الحسن ومجاهد والسدي . والثاني : أنها في الآفاق : وقائع الله في الأمم الخالية ، وفي أنفسهم : يوم بدر ، قاله قتادة ومقاتل . والثالث : أنها في الآفاق : إمساك القطر عن الأرض كلّها ، وفي أنفسهم : البلايا التي تكون في أجسادهم قاله : ابن جريج ، الرابع : أنها في الآفاق : آيات السماء كالشمس والقمر والنجوم ، وفي أنفسهم حوادث الأرض قاله : ابن زيد … الخامس : أنها في الآفاق : آثار من مضى قبلهم من المكذبين ، وفي أنفسهم كونهم خُلقوا نطفاً ثم عَلَقاً ثم مضغاً ثم عظاماً إلى أن نُقلوا إلى العقل والتمييز ، قاله الزجاج" . زاد المسير في علم التفسير ، ج7/267-268 .
---
أحمد الطعان
05-28-2006, 05:31 AM
بارك الله فيك أخي د.علي أسعد على هذه المشاركة القيمة ... وجعلها في ميزان حسناتك ...
---
أحمد البريدي
05-28-2006, 09:50 PM
شكر الله للدكتور علي , هذا البحث المتميز , ولقد ذكرت في حاشية (1) ما نصه :الهدف من ذلك هو مناقشتها من قبل الباحثين ومعرفة مدى صحة الاستدلال بها .
فليتك حفظك الباري بعد عرض الأدلة أن تتولى مناقشتها لتعم الفائدة .
---
د.حسن خطاف
07-04-2006, 02:01 AM(1/2774)
أخي الدكتور علي بارك الله بك على هذا العمل ، ونرجو ان تلحقنا بالفرق الدقيق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي
---
العبادي
07-07-2006, 09:57 PM
ما زلنا ننتظر سعادة الدكتور علي الفرق بين التفسير العلمي، والإعجاز العلمي، إذا هذه المسألة -وكل ما يتعلق بالتفسير العلمي- من أهم القضايا التي كثر الكلام عليها هذه الأيام، وبين الفينة والأخرى نرى كتابا أو مقالا فيه، فحبذا لو زدتنا فيها علما، ومناقشة لما استدلوا به ..نفع الله بك وأعانك.
---
د.علي أسعد
07-08-2006, 09:42 PM
جزاك الله خيرا أخي د. حسن على سؤالك الهام وإن كنت أتمنى أن تكون المناقشة في إطار الموضوع المطروح ، وأجيب باختصار:
تفاوتت آراء الباحثين المعاصرين في التمييز بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي فمنهم من جعل المراد منهما واحدا ؛ كالدكتور أحمد عمر أبو حجر إذ عرف التفسير العلمي بأنه: " التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم ، والكشف عن سر من أسرار إعجازه ، من حيث أنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن ، فدل ذلك على أنه ليس من كلام البشر ، ولكنه من عند الله خالق القوى والقدر. "
يلاحظ أن الدكتور أبو حجر لم يميز بين التفسير العلمي والإعجاز، بل جعل غاية المراد من التفسير العلمي تحقيق الإعجاز القرآني ؛لإثبات أن القرآن الكريم من عند الله عزوجل .
أما الدكتور فهد الرومي في تعريفه للتفسير العلمي فقد حاول التمييز،إذ يقول: هو:"اجتهاد المفسر في كشف الصلة بين آيات القرآن الكريم الكونية ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إعجاز للقرآن يدل على مصدره ، و صلاحيته لكل زمان ومكان "_ ، وذكر الصلة في تعريفه "ليشمل ما هو تفسير وما هو من قبيله كالاستئناس بالآية في قضية من قضاياها".(1/2775)
الملاحظ في هذا التعريف ، أنه لا يحصر الصلة بين الآية ومكتشفات العلم التجريبي بدلالة اللفظ ، إنما يكفي مجرد الاستئناس بهذه العلوم في قضية من قضايا الآية ، حتى يطلق على هذا مصطلح التفسير العلمي .
بينما نجد أن تفريق الدكتور عبد المجيد الزنداني بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي أوضح ؛ إذ يعرف التفسير العلمي بأنه : "هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية
أما الإعجاز العلمي : فهو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية التي يؤول (يصير وينتهي) إليها معنى الآية أو الحديث ويشاهد الناس مصداقها في الكون فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل كما قال تعالى ) لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون( [الانعام : 67] وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون، تزيد المعنى المستقر وضوحاً وعمقاً وشمولاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم ، فيزداد بها الإعجاز عمقاً وشمولاً ، كما تزداد السنة الكونية وضوحا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها".
كذلك الدكتور وهبة الزحيلي يميز بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي ، حيث يعرف الأخير بأنه :"هو الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية ، أي أنه يأتي متأخراً عن اكتشاف النظرية العلمية"_، فإذا ثبت عدم إدراك هذه الحقيقة بالوسائل البشرية في زمن الوحي ، وقد أخبر بها القرآن فتسمى عندئذٍ إعجازاً".(1/2776)
يُلاحظ على هذا التعريف ، أنه رغم حرصه على فصل التفسير العلمي عن الإعجاز العلمي ، فإن هذا الأخير ، يدخل ضمن التفسير العلمي ولو لم يصرح به ، لأن تعريف التفسير العلمي سابق الذكر ، جاء مطلقاً غير مقيد بمعرفة أهل عصر الوحي ،أو عدم معرفتهم ؛ أي أنه شامل لهذين الاحتمالين ، لذلك يمكن اعتبار الإعجاز العلمي جزءاً من التفسير العلمي .
على ضوء التعريفين السابقين نجد أن الإعجاز العلمي نوع أو صورة من صور التفسير العلمي، وإن أخذت الدراسات المعاصرة ذات الصلة منحاً إعجازياً ، فكل إعجاز تفسير علمي وليس كل تفسير علمي إعجاز.
لم ينحصر الأمر بالتعريفات المقدمة بل نلحظ هذا التفاوت في طريقة التقسيم ونوعية التبني لنوع دون آخر عند رواد التفسير العلمي من أصحاب الاختصاص بالعلوم الشرعية؛ فمثلاً الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور يقول بجميع أنواع التفسير العلمي ، فهو يرى أنه لا مانع من ذكر تفاريع العلوم خدمة للمقاصد القرآنية ، كجلب مسائل من علم التشريح لزيادة بيان عظمة القدرة الإلهية عند تفسير قوله تعالى في خلق الإنسان :( مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ) [ الحج : 5 ] أو لمناسبة بين معنى الآية والمسائل العلمية ، أو أنها تزيد في فهم المعنى ، أو بقصد التوسع لرد المطاعن عن القرآن، أو لإثبات أسبقية القرآن في ذكره لبعض العلوم ، حيث لم تكن معلومة وقت نزول الوحي.
هذا على عكس الدكتورة هند شلبي التي جعلت التفسير العلمي مقتصراً على الإعجاز العلمي حيث ترى أن " القول بالتفسير العلمي بالقرآن يعود إلى إبراز صفة الإعجاز فيه باعتباره صادراً عن الله وبالتالي شاهداً على صدق الرسالة المحمدية " .
"فالذي يحسن فهمه حينئذ من مثل عبارتي الإعجاز العلمي في القرآن أو التفسير العلمي هو ملاحظة ما احتوى عليه هذا النص من معان يتعذر صدورها عن بشر زمن نزول القرآن لأنها تكشف عن واقع لم تكن العقول البشرية قد نضجت بعد لتقف عليه".(1/2777)
كذلك الشيخ رشيد رضا لا يقول بجميع أشكال التفسير العلمي ، وإنما يقصرها على الإعجاز العلمي الذي يجعله قسمين ، الأول : هو عجز العلوم عن أن تبطل أو تنقض شيئاً من القرآن الكريم ، رغم أن ما ذكر فيه كان منذ أربعة عشر قرناً.
الثاني : وهو ذكره لمسائل علمية لم تكن معروفة في عصر نزوله ، تم اكتشافها في هذا العصر .
أما الدكتور محمد الصادق عرجون فيقصر التفسير العلمي على زيادة بيان المعنى القرآني بالعلوم ، في سبيل تبيان الهداية الإلهية التي أودعها الله في القرآن ؛ فهذه العلوم إنما تكون مساعدة " في بيان المعنى الذي يهدي إليه أسلوب الآيات ، ويكون هذا التفسير بمثابة دائرة معارف قرآنية تسد لدى العالم الإسلامي فراغاً يشعر به كل مسلم."
كذلك يحرص سيد قطب على الاستفادة من العلوم في تفسير القرآن ، ولكن دون أن يجري وراء النظريات لإثبات مصداقيته ، وإنما لتوسيع مدلول النص القرآني ، بما يُكشف في الآفاق والأنفس ، فمثلاً لا مانع من تتبع ما كشفه العلم من دقة وتناسق في هذا الكون ، بما فيه من أرض ، وشمس وقمر ….، لتوسيع مدلول قوله تعالى : ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)[الفرقان : 1] .
إن هذا التفريق بين أشكال أو صور التفسير العلمي ، لا يخرج المفسر المقتصر على شكلٍ منه ، عن دائرة التفسير العلمي ، لأنه كغيره يقول بضرورة الاستفادة من نتائج العلوم خدمة للنص القرآني ،لكنه يعكس الأهداف التي يتوخاها المفسر من اتجاهه نحو شكل دون آخر ، والأسباب التي جعلته يقتصر عليه ، فمثلاً حين رأى سيد قطب أن العلم متغير متبدل ، من جهة ، وأننا نجعل حاكمية للعلم على النص حين نثبت مصداقية القرآن به ، من جهة أخرى ، اقتصر على توظيف العلم في توسيع المدلول القرآني .(1/2778)
إن التفسير العلمي جنس تنضوي تحته أنواع عديدة ، والإعجاز العلمي نوع منه ، فالتفسير العلمي أعم من الإعجاز العلمي ، لذلك يمكن القول إن كل إعجاز علمي هو تفسير علمي وليس كل تفسير علمي هو إعجاز، فمثلا أن تذكر الآية ظاهرة المطر دون التفصيل في أسبابها من أجل الاستدلال على وحدانية الله عز وجل ، فيفصل المفسر العلمي في بيان أسباب هذه الظاهرة التي كشف عنها العلم الحديث ، وذلك خدمة للمقصد ، فهذا إسهاب علمي يفسر أو يعلل علمياً الظاهرة التي ذكرتها الآية، وليس إعجازا،وللإعجاز أيضا صور عديدة منها المقبول ومنها المرفوض ، وليس موضوع البحث للتفصيل فيها ، وإنما من أجل مناقشة مدى دلالة الأدلة المطروحة على الإعجاز، وإن شاء الله عز وجل أفصل في بحث مستقل صور الإعجاز العلمي ، مع ملاحظة أن ما تم ذكره ليس بالضرورة أن يكون مقبولا.
د.علي أسعد – كلية الشريعة - جامعة دمشق .
---
د.حسن خطاف
07-23-2006, 04:38 PM
مشكور أخي الدكتور علي على هذا التفريق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي وفق الله ويسر خطاط في هذا المجال وفي غيره
---
(1/2779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اليقين الديني واليقين التجريبي
---
اليقين الديني واليقين التجريبي
---
أبو صلاح الدين
10-12-2005, 03:51 PM
الموضوع لأستاذنا الجليل وشيخنا الكبير العلامة: أد. محمد بلتاجي رحمه الله
اليقين الديني واليقين التجريبي
1 ـ هناك فارق كبير بين العلوم ذات الطابع التجريبي ـ التي يقوم اليقين فيها على التجربة المادية ـ والعلوم ذات الطابع الإنساني، التي يُعرض فيها لقضايا الدين والوحي، ذلك أن قضايا العلوم التجربية تمثل ـ عند الوصول إليها بصورة يقينية حقائق خارجية، لها وجود يمكن الرجوع إليه خارج الذات التي توصلت إليها، وخارج كل ذوات البشر، بحيث يكون من اليقيني أن تتكرر النتيجة التجريبية كلما توفرت شروطها، وظروفها، بصرف النظر عن المكونات الذاتية والوجدانية لمن يقوم بها ومن يشاهدها. فإذا كانت إضافة عنصر ما إلى عنصر آخر ـ في ظروف خاصة ـ تنتج تركيباً معيناً، فإنه كلما أضيف العنصرات ـ في نفس الظروف المطلوبة ـ فإن الإضافة لابدّ أن تنتهي إلى نفس النتيجة اليقينية التي سبق التوصل إليها، بحيث لا تتخلف النتيجة أبداً إلا إذا كان التخلف راجعاً إلى تغير شيء من شروط التجربة وظروفها. ومهما تكن عقيدة القائم بالتجربة، وجنسه، وسنّه، وتكوينه الوجداني والنفسي، فلابدّ أن تنتهي تجربته بنفس نتيجتها ما دام قد التزم بكافة شروطها وتيسرت له موادها.(1/2780)
وهنا يمكن الفصل حقاً بين (ذاتية القائم بالتجربة ومكوناته الشخصية الخاصة) وبين (موضوع هذه التجربة)، وذلك لأن التجربة، مرجعاً يقينياً خارجاً عن ذوات البشر جميعاً، غير متأثر بعقائدهم وصفاتهم الخاصة. وهذا المرجع اليقيني الخارجي الذي لا يتخلف هو (الطبيعة والوجود المادي). ومن هنا نستطيع تكرار التجربة دون حدود واثقين من أنها ـ عند توفر كل شروطها ـ لابدّ أن تنتهي إلى نفس النتيجة، أياً كان القائم بها.
أما المعارف ذات الطابع الإنساني المتداخل مع ذات الإنسان ووجوده الباطني والنفسي بصورة ما ـ فإن اليقين فيها مختلف عن اليقين الذي عرضنا له في التجريبيات الموضوعية، ذلك أن الأمر في الإنسانيات ـ وإن اعتمد على شواهد الطبيعة والوجود المادي الخارج عن الذات ـ فإن مرجع اليقين، والتوقف، والرفض فيه إلى الذات الإنسانية التي تُعرض عليها هذه الشواهد الخارجية، فتمزجها بمكوناتها الخاصة، تنظر إليها من خلال تجاربها الذاتية وخصوصياتها النفسية والوجدانية، وتنتهي فيها إلى نتيجة ما لا تستطيع نقلها إلى الآخرين، كما ينقل العالم التجريبي يقينه، ونتيجته في التجربة المادية إلى الآخرين، بوصفها وصفاً مادياً دقيقاً، وتكرارها أمامهم إلى أن يقوموا بها هم أنفسهم ليصلوا فيها إلى نفس يقينه، ذلك أن المعرفة البشرية التي تدخل خصوصيات الذات في تكوينها ترجع إلى أمور واعتبارات يستحيل نقلها والبرهنة عليها خارج الذات بصورة كاملة قاطعة، كما يتيسر ذلك في التجريبيات الموضوعية.
فللإيمان بصدق الدين مثلاً شواهد موضوعية خارج الذات، لكن وجهة النظر الخاصة إليها ويقين الإنسان فيها ترجع في الحقيقة إلى مكونات الذات الخاصة، بحيث تكون هذه الشواهد ملائمة بالنسبة لشخص ما لأن تنتهي به إلى يقين ثابت في أن الدين والوحي حق، وأن مقولاتهما من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر ـ حق.(1/2781)
لكن هذه الشواهد المادية نفسها حينما تعرض على شخص آخر يختلف عن السابق في مكوناته الذاتية وتجاربه وظروفه ـ فإن هذه الشواهد يمكن أن تنتهي به إلى نقيض النتيجة السابقة من رفض دعوى صدق الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر وتفسير الوجود تفسيراً مادياً مطلقاً، بما في ذلك ظواهر (النبوة) و (الوحي) و (نشأة التدين) وكل القضايا العقدية والتاريخية المتصلة بذلك.
وحينئذ، هل يستطيع أي الرجلين أن ينقل يقينه الباطن إلى الآخر كما هو عنده تماماً؟ وهل يستطيع أن يبرهن ـ ببرهان خارج عن ذاتهما معاً، أي ذوات البشر جميعاً ـ على صحة معتقده بصورة تجريبية يقينية لا يملك الآخر معها إلا التسليم؟
لو أن هذا الأمر كان ممكناً حقاً لكان الناس منذ ظهرت قضية الدين قد انحازوا فيها جميعاً ـ وهم على يقين لا يتزعزع ـ إلى قول واحد لا سبيل لعاقل إلى مخالفته ورفضه ـ كما يحدث عادة في مجال النتائج اليقينية للعلم التجريبي بشتى فروعه ـ لأن صاحب اليقين الديني عندئذ كان سيدلل على يقينه الباطني بأدلة خارجة عن ذاته وذات معارضه وذوات البشر جميعاً، كما يدلل صاحب التجربة العلمية على صحة تجربته بدعوة الناس إلى تكرارها بشروطها وظروفها مرات عديدة ليروا أن نتيجتها لا تتخلف مرة واحدة إذا ما توفرت هذه الشروط والظروف، بصرف النظر عن شخص القائم بها ومكوناته النفسية والوجدانية الخاصة وجنسه وسنه وكافة خصوصياته.
لكن ذلك لم يحدث، ويبدو أنه لن يحدث، ما دام أمر الاعتقاد البشري ـ في المعرفة التي تتداخل فيها والذات البشرية على السابق ـ ليس مرجعه الأخير خارج الذات، بحيث يمكن تكرار التجربة فيه مرات لا حصر لها كلما توفرت ظروفها، وبحيث تنتهي التجربة في كل مرة ـ دون تخلف ـ إلى نفس النتيجة التي لا يملك العاقل إلا التسليم بها.(1/2782)
2 ـ ولا شك أن الأنبياء الذين عاينوا تجربة الوحي وعايشوها بأنفسهم كانوا أكثر المؤمنين بها يقيناً، ومع هذا لم يستطيع واحد منهم أن ينقل يقينه الباطن هذا إلى البشر جميعاً بحيث لا يتخلف واحد منهم عن التسليم بصحته، ولا إلى كل مَن لقيهم ولقوه من معاصري كل نبي.
وفي النصوص والتواريخ الدينية نماذج متعددة لم يستطيع فيها النبي أن ينقل شيئاً من يقينه إلى أفراد من أقرب الناس إليه بينما يستطيع أصغر الباحثين التجريبيين ـ حين يصل إلى نتيجة يقينية ـ أن ينقل يقينه المكتشف فيها إلى الناس جميعاً، حيث يرجع فيها إلى أمور خارجة عن ذوات البشر، بحيث تتكرر النتيجة كلما توفرت نفس ظروف اكتشافها، فلا يكون أمام العاقل إلا التسليم بصحتها.
وقد يثير شيئاً من العجب لدى بعض الناس أن يعرفوا أن بعض آيات القرآن الكريم قد عرضت لتقرير هذه الحقيقة فيما يختص بأثر النصوص الدينية ـ بما تتضمنه من دلائل وشواهد للإيمان ـ في قلوب الناس وعقولهم، حيث تبين بصورة صريحة أن الآيات التي تزيد الإيمان في قلوب بعض الناس وتهديهم إلى اليقين هي نفسها التي لا تزيد بعضهم الآخر إلا جحوداً واصراراً على الرفض، فهي تحدث تأثيرين متناقضين تجاهها وتجاه قضية (الدين) بعامة، وذلك تبعاً لاختلاف الخصوصية الذاتية لدى نوعين من البشر، يقول تعالى: (وتنزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) الإسراء: 82.
3 ـ وقد يأتي إلى الذهن في هذا المجال موضوع (المعجزات الدينية) باعتبارها أمراً يصدر عن الأنبياء خارقاً للعادات والقوانين الطبيعية، بحيث يكون من شأنها أن تحمل مشاهديها ـ وكل مَن يصلهم خبرها اليقيني ـ على التسليم بصدورها عن قوة أعلى من البشر، فما يتضمن التسليم بقضية الدين الأساسية، وهي أن الوحي من الله سبحانه وتعالى ولا يمكن أن يكون صادراً عن ذات النبي أو غيره من البشر.(1/2783)
وقد يقال بناء على ذلك إن المعجزة في هذا تؤدي ـ من حيث أثرها ـ نفس دور التجربة العلمية التي سبق أن أشرنا إليها، لأن كلا منهما تؤدي ضرورة إلى تسليم المشاهدين بها ويقينهم فيها، وإن كانت التجربة العلمية كشفاً لقانون مطرد من قوانين الطبيعة، يكشف العقل عنه فلا تتخلف نتائجه إذا توفرت شروطها، أما المعجزة الدينية فهي في حقيقتها كسر للقوانين المطردة في الطبيعة لا يستطيع الإنسان له تفسيراً إلا بالتسليم بصدوره عما وراء هذه الطبيعة حيث يستحيل تفسيرها في نطاقها.
لكن استقراء تواريخ النبوات يدلنا في وضوح على أن (المعجزة الدينية) لم تقم في تاريخ النبوة بنفس الدور الذي قامت ـ وتقوم به ـ (التجربة العلمية) في تاريخ العلم والتطور التجريبي المادي. وقد بدا الفارق بينهما أكثر وضوحاً في القرون الأخيرة على وجه الخصوص، منذ أخذ الناس يتقبلون نتائج العلوم التجريبية باليقين والتصديق، متى توفرت لهم الدلائل المادية على صدفها، بصرف النظر عن أي اعتبار آخر كان يصدهم من قبل عن هذا التصديق. ولست تجد الآن إنساناً عاقلاً ينازع في أية نتيجة أو قانون علمي ثبتت صحته بطريق المنهج التجريبي في الطبيعة وموادها.
فالاكتشاف في مجال التجريبيات يحمل طابع الإلزام لجميع البشر، لأن دلائل اليقين فيه والاستدلال عليه ترجع في النهاية ـ كما سبق ـ إلى الوجود المادي الخارج عن الذات البشرية في خصوصها وعمومها.(1/2784)
فمتى توصل العلماء التجريبيون إلى اكتشاف قانون ما من قوانين الوجود، في الطبيعة، أو الكيمياء، أو الطب، أو العلوم الرياضية، أو غيرها من مختلف العلوم التي تعتمد قوانينها أساساً على التجربة الموضوعية ـ فلن تجد إنساناً عاقلاً يحكِّم (ذوقه الخاص) أو (مكونات وجدانه الباطني) أو غيرهما من خصوصيات وجوده الذاتي، في قبوله أو رفضه، لأن مرجع اليقين فيه خارج الذات. وحتى (الفرض العلمي) الذي لا يرقى إلى مستوى القانون اليقيني، فإن موقف العلماء من قبوله أو رفضه أو التوقف فيه لا يرجع إلى شيء من خصوصيات الذات (أو الذوق الباطني) أو (مكونات وخصائص الوجدان)، إنما يرجع إلى اعتبارات وحقائق مادية تدركها عقول العلماء في مواد الطبيعة وقوانينها الأخرى التي حظيت منهم جميعاً بالقبول.
أما فيما يتصل بأثر (المعجزة الدينية) في تاريخ النبوات فإن الأمر يختلف عن ذلك، حيث لم تؤد معجزات الأنبياء إلى تصديق معاصريهم جميعاً، بل لم تؤد إلى إيمان كل مَن عاينوا المعجزة بأنفسهم.
وفيما يتصل بموسى وأخيه هارون (ع)، فإننا نجد في العهد القديم أنه بعد أن تحققت معجزة العصا أمام فرعون والمصريين، اشتدّ قلب فرعون فلم يسمع لهما، ولم يؤمن بهما رغم حدوث المعجزة أمامه، وكلم الرب موسى وهارون قائلاً: إذا كلمكما فرعون قائلاً هاتيا عجيبة تقول لهارون: خذ عصاك واطرحها أمام فرعون فنصير ثعباناً. فدخل موسى وهارون إلى فرعون وفعلا هكذا كما أمر الرب. طرح هارون عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعباناً. فدعا فرعون أيضاً الحكماء والسحرة. ففعل عرافو مصر أيضاً بسحرهم كذلك. طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصى ثعابين. ولكن عصا هارون ابتلعت عصيهم. فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب» (سفر الخروج، الاصحاح السابع، 8 ـ 13).(1/2785)
وفيما يتصل بالمسيح (ع) فإننا نجد في إنجيل يوحنا عن إحيائه لليعازر أن المسيح (ع) جاء إلى قبره «وكان مغارة وقد وضع عليه حجر، قال يسوع: ارفعوا الحجر. قالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام. قال لها يسوع: ألم أقل لك إن آمنت ترين بحد الله. فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال: أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي. وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: لعازر هلم خارجاً. فخرج الميت ويداه ورجلاً مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: حلوه ودعوه يذهب.
فكثيرون من اليهود الذين جاؤوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به وأما قوم منهم فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. فجمع رؤوساء الكهنة والفريسيون تجمعاً وقالوا: ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا» (يوحنا، الاصحاح الحادي عشر، 29 ـ 40).
وبعد أن أبرأ المسيح (ع) الأكمه فجعله يبصر، حدث أيضاً الشقاق بين اليهود بسبب ذلك، وانقسم رأيهم فيه بين مصدق لنبوته ومكذب لها على رغم المعجزة (انظر: يوحنا، الاصحاح التاسع).
فهانحن نرى أن المشاهدين الذين كان لهم دين سماوي سابق يعرف المعجزة الدينية قد انقسموا أمام المعجزات الخارقة للعادات الطبيعية المادية التي حدثت على يد المسيح (ع)، فبعضهم آمن، ولم يؤمن بعضهم الآخر.
وقد حدث مثل هذا أيضاً بالنسبة لرسولنا محمد (ص)، فلم يؤمن به كل مَن وصلته أنباء معجزاته أو عاصرها.(1/2786)
ومما لا شك فيه أن (القرآن الكريم) أعظم معجزاته وأبقاها على مر الزمن ومع هذا أن بعض آياته تذكر بوضوح أن قارئي القرآن وسامعيه لا يستوون من حيث أثره فيهم، فمنهم مَن يؤمن به ويستقر في قلبه أنه اليقين والحق وأن فيه شفاء القلوب مما تجد من هواجس الشك والريبة، ومنهم مَن لا يزيده إلا خساراً وكفراناً وجحوداً.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن خرق نواميس الطبيعة المادية بالمعجزات الإلهية ـ مهما بلغت في الإعجاز ـ يمكن أن يؤدي ببعض الناس إلى الإصرار على الجحود والكفر ومحاولة تفسير المعجزة بصورة تبعدهم عن الالتزام بالإيمان بصدق الدين والوحي. يقول تعالى: (ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعجرون. لقالوا: إنما سكِّرت أبصارنا، بل نحن قوم مسحورون) الحجر: 14 ـ 25. وذلك أن الأمر في الإيمان يرجع إلى اعتبارات باطنة في قلب الانسان من الهداية والضلال، تمتزج فيها المشيئة الإلهية بالاختيار البشري في صورة لا يتوقف الإيمان فيها على مجرد الشواهد المادية الخارجية التي تحدث في الطبيعة المادية كما هو الحال في العلم المادي التجريبي وقوانينه الملزمة للناس جميعاً بيقينها، كرجوع أمر اليقين فيها إلى أمور التجربة المادية وحدها دون أن تتداخل فيها الاعتبارات والخصوصيات الذاتية.
يقول الله تعالى في ذلك عن بعض الكافرين: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها، قل إنما الآيات عند الله، وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون؟ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أولى مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) الأنعام: 109 ـ 110، ثم يفصل ذلك بقوله تعالى: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة، وكلمهم الموتى، وحشرنا لعيهم كل شيء قبلا، ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله، ولكن أكثرهم يجهلون) الأنعام: 111.(1/2787)
وقد أحالت هذه الآية أمر الإيمان إلى مشيئة الله تعالى، هذه المشيئة التي تتداخل في قلب الإنسان من حيث الهداية والإضلال، فتهدي إلى سبل اليقين قوماً اختاروا الإيمان واتجهوا إليه، كما تضل عن هذه السبل قوماً آخرين اختاروا الكفر واتجهت إليه قلوبهم وأعمالهم، كما قال تعالى في آيات أخرى: (يضل به كثيراً، ويهدي به كثيراً، وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) البقرة: 26 ـ 27.
وكما قال تعالى عن الاختيار البشري الذي تيسر له المشيئة الإلهية. السبل إلى ما اتجه إليه اختياره (والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى. وما خلق الذكر والأنثى. إن سعيكم لشتى. فأما مَن أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره اليسرى. وأما مَن بخل واستغنى. وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى. وما يُغنى عنه ماله إذا تردى. إن علينا الهدى. وإن لنا للآخرة والأولى) سورة الليل: 1 ـ 3.
4 ـ هل هذا الاختلاف بين طبيعة العلم التجريبي في الماديات، والعلم في المجالات التي تتداخل فيها خصوصيات الذات البشرية بالتقويم والنظر والتوجيه ـ يتضمن نوعان من الغض من قيمة ذلك العلم الذي لا يمكن البرهنة الخارجية على اليقين فيه بصورة موضوعية خالصة لا تتدخل فيها الذات ولا يملك العقل إلا التسليم أمامها؟
قد يقول بعض الناس ذلك، وقد يبنون عليه أنه ينبغي قصر مفهوم كلمة (العلم) على النوع الذي يمكن البرهنة اليقينية عليه خارج الذات كلما توفرت شروطها المادية. وقد يدعون ـ وقد حدث بالفعل ـ إلى طرح النوع الآخر من دائرة (العلم البشري). وهم ينتهون من ذلك كله إلى الدعوة إلى تفسير الوجود تفسيراً مادياً لا يؤمنون فيه إلا بالمعرفة التجريبية التي يكون مرجعها النهائي خارج الذات البشرية وخصائصها ومكوناتها النفسية والعقلية والوجدانية.(1/2788)
وقد يرد عليهم بأن الحياة البشرية لن يتيسر لها أبداً طرح كل ما تتداخل الذات في تقويمه، وما تكون الخصائص والمكونات الوجدانية والنفسية دخل كبير في قبوله ورفضه، ذلك أن تقويم الإنتاج الأدبي والفني، أو النظرة الخاصة إلى القيم الجمالية في الطبيعة أو في الفن، أمور لابدّ أن يتدخل فيها (الذوق الخاص) و (خصوصية التكوين النفسي والوجداني)، مهما حاول النقاد أن يقعدوا لها قواعد موضوعية مضبطة خارج الذات.
فبالرغم من أنه يمكن فعلاً وضع قواعد موضوعية منهجية لتقويم الأعمال الأدبية والفنية، ومقاييس للجمال والجودة فيها، وفي الطبيعة أيضاً، بحيث يتفق عليها جمهور الناس ـ إلا أنه من المقطوع به أن يظل هناك في مجال تقويم مثل هذه الأعمال ـ إلى جوار هذه القواعد المنضبطة الخارجة عن خصوصيات الذات ـ جانب ينبع مباشرة من المكونات النفسية والعقلية والوجدانية الخاصة لذات الإنسان الذي يطالع العمل الأدبي أو الفني ويقومه. أعني أنه سيظل هناك جانب ينبع عن (الذوق الخاص) وخصوصية التكوين النفسي والوجداني، وهو جانب من العسير جداً على عقل الناقد أن يرصده، ويخلص إلى مصادره الأساسية في نفسه وخبراته ومكوناته الشعورية واللاشعورية، بحيث يستطيع بعد ذلك أن يعبر عنه في وضوح. وحتى إذا فرضنا أن ذلك أمر ميسور له، فإن نقل اليقين، أو النفور، الصادر عنه، إلى الناس أمر عسير جداً، بل نظن أنه غير مستطاع بصورة كاملة، لما في ذلك الجانب من خصوصية شديدة.(1/2789)
وأيضاً فإن الحجة التي يستند إليها القائلون بوجوب قصر مجال (العلم البشري) على ما يمكن البرهنة اليقينية عليه تجريبياً خارج الذات ـ لا تكفي الوصول إلى هذه النتيجة، لأن عدم استطاعتنا البرهنة على قضايا الاعتقاد بصورة تجريبية مباشرة ـ كتلك التي تجري في علوم الطبيعة أو الكيمياء مثلاً ـ لا يلزم منه بالضرورة أن مضمون هذه القضايا الاعتقادية باطل، لأن الحياة المادية نفسها ـ وفي نطاق التجريبيات التي يتعلقون بها ـ أمور كثيرة جداً ينحصر مجال العلم البشري بها ـ حتى الآن على الأقل ـ في فروض ونظريات لا يستطيع أصحابها البرهنة اليقينية عليها بصورة تجريبية قاطعة حاسمة كتلك التي يطلبونها وينادون باشتراطها في كل ما يصح إطلاق (العلم) عليه عندهم، ذلك أن مثل هذه البرهنة اليقينية على هذه الفروض لم تتح لأصحابها الدين يتقدمون بها كفروض واحتمالات فحسب.
ولا يكاد يخلو مجال من مجالات المعرفة البشرية من هذه الأمور التي يقوم العلم البشري فيها على مجرد (الافتراض)، حتى يصل الافتراض إلى أكبر القضايا وأخطرها مثل (الأصل المادي للكون): كيف تكوّن؟ وممّ؟ وما المراحل التي مر بها؟ وكتصوير لشيء من الأسئلة التي لا تجد لها في دائرة العلم البشري حتى الآن أجوبة يقينية أو أدلة تجريبية قاطعة نجد العالم ب. ي. ليفين بعد أن تناول بعض النظريات في (تركيب المجموعة الشمسية) و (تكوين الكواكب) و (عمر الأرض) وما يتصل بذلك من قضايا.
يقول في خاتمة دراسته: «وما زال هناك الكثير الذي يجب إنجازه لنحصل على صورة كاملة عن أصل المجموعة الشمسية.(1/2790)
فبعض المشاكل لم تدرس بالمرة، وبعضها الآخر يجب أن يتم بعضه بتفصيل أكبر. فمثلاً، لماذا لا تكاد كتلة تابع الأرض (القمر) Moon تبلغ إلا 82 مرة أقل من كتلة الأرض نفسها، بينما للكواكب الأخرى نوابع ذوات كتل أصغر آلاف وملايين المرات من كواكبها؟ وكيف تشكل سطح القمر؟ ولماذا ليس للمريخ جبال عالية أو سلاسل جبال؟ وما هو أصل هذا الحشد الهائل من المذنبات التي أنت منها المذنبات التي نراها اليوم؟ وما هو أصل الغضاريف Chondrukes هذه الكرات الدقيقة التي هي إحدى المكونات الهامة لمعظم الشهب؟.
كل هذه الأسئلة، وعديد غيرها، إما ينتظر الجواب، وإما أن الإجابة عليه ما زالت عامة ذات طبيعة تقريبية» (أصل الأرض والكواكب).
فالقول بأن مجال (العلم التجريبي) كله، وما ينبني عليه من قضايا أساسية، يمكن البرهنة عليه تجريبياً بصورة قاطعة ينتفي فيها (التساؤل) أو (الفرض) أو (عدم اليقين) ـ قول يتضمن كثيراً من الخداع والبطلان. ومن ثم ليس لأحد أن يحاول قصر (المعرفة البشرية) على العلم التجريبي، وعد كل ما عداه خرافة أو أسطورة، بحجة أنه غير مستوف لشروط اليقين التجريبي القاطع، لأنه يبدو أيضاً أنه مكتوب على البشر أن تظل أمامهم دائماً ـ مهما تقدموا في شتى مجالات المعرفة ـ أمور لا يتيسر لهم فيها اليقين القاطع الذي يطلبونه، ويتحقق لهم فعلاً في بعض القضايا التجريبية.
فإذا نادى أحد بوجوب طرح كل ما لا يمكن البرهنة المادية عليه تجريبياً ـ وبصورة مباشرة متكررة ـ من مجال المعرفة والاعتقاد البشري، فإنه يجاب عليه بأن ذلك نفسه يؤدي إلى طرح كثير من القضايا التي تدخل في صميم بحث العلم التجريبي، والتي لا يستطاع ـ حتى الآن على الأقل ـ البرهنة اليقينية عليها تجريبياً، أو حتى الوصول فيها إلى ظن راجح بأدلة.
فإن قيل: إن العلم التجريبي سوف يصل في وقت ما ـ بطريق البحث المتتابع جيلاً بعد جيل ـ إلى اليقين العلمي في هذه القضايا.(1/2791)
فإنه يقال أيضاً: إن وصول البشرية إلى إجابات يقينية عن كل شيء في الوجود المادي ـ دون أي استثناء ـ إنما هو، حتى الآن، مجرد (فرض) تجد له هو الآخر معارضة قوية فيما يذكره كثير من العلماء التجريبيين من أن حل كثير من مشكلات الوجود المادي بإجابات مقنعة، كثيراً ما يقودنا إلى أسئلة أخرى لا تجد جواباً، فإذا بحثنا عن إجابة لها، ووصلنا إلى حل ألغاز بعضها، فإن هذا الحل نفسه كثيراً ما يقودنا هو الآخر إلى تساؤلات أخرى تتطلب الجواب ... وهكذا، حتى يدرك العقل البشري أن محاولاته المستمرة لتعليل الظواهر المادية، وتعليل العلة، وعلة العلة، أمر لن يقوده في النهاية إلى العلم الشامل الكامل الذي ينكشف معه كل شيء بإطلاق دونما أي خفاء، لأن أسرار الوجود المادي وعلله تبدو أكبر بكثير جداً مما يمكن العقل البشري أن يحيط به بشمول.
وحتى إن يحقق ذلك الفرض، وأصبحت البشرية عالمة علماً شاملاً محيطاً بكل جوانب الوجود المادي من أصغر ذرة في الأرض إلى أبعد نجم وكوكب من الكون، فإن ذلك كله لا يكفي ـ في ذاته ـ للبرهنة على بطلان قضية الدين ومضمونها، لا بعد أن يصل البشر إلى السيطرة الكاملة على كل قوانين الخلق والوجود المادي، بحيث يصبح في مقدورهم خلق الحياة من العدم، والإحاطة القاطعة بكنه (الروح)، والقضاء على ظاهرة (الموت)، وغير ذلك من الأمور التي قطعت النصوص الدينية بعجز البشر المؤبد عن الوصول إليها أو الإحاطة بأسرارها.(1/2792)
أما قبل ذلك، فإن الدعوة إلى طرح قضايا الاعتقاد الديني من مجال (العلم البشري) بحجة أنه لا يمكن البرهنة على صحتها بصورة تجريبية مادية مباشرة قابلة للتكرار، دعوة تتضمن شيئاً كثيراً من ترتيب النتائج على مقدمات لا تؤدي إليها لما سبق أن عرضنا له ـ ثم هي أيضاً دعوة تخالف ـ في نظري ـ الأسلوب العلمي المتبع في العلوم التجريبية ذاتها، حيث لا يُطرح احتمال ما من ماجل البحث ـ بصورة نهائية ـ إلا بعد أن تقوم أدلة قاطعة على وجوب طرحه لأنه لا احتمال لليقين فيه. ومثل هذه الأدلة القاطعة لم تقم أبداً بالنسبة لبطلان قضايا الدين ومضامينه على وجه العموم، بل إن النقيض هو الذي يحدث دائماً بالنسبة للباحث المحايد حيث تقوم أدلة بالغة القوة على صدق قضية الدين.
5 ـ لكن، ألا يقودنا ذلك كله إلى تساؤل هام:
ولِمَ لَمْ تكن معجزات الدين ونصوصه وبراهينه، بالنسبة لكل من تعرض عليه، في قطعية التجربة المادية اليقينية التي سبق أن عرضنا لها، بحيث لا يملك الإنسان أمامها إلا التسليم بصحتها، دون احتمال منه لرفض أو رد وبحيث يمكن تكرر البرهنة المادية عليها ـ عند توفر شروطها ـ أمام كل مَن تعرض عليه؟
إن القرآن الكريم يعرض وجهة الدين في الإجابة عن هذا التساؤل الهام حين يقول الله تعالى لرسوله الذي كان الحزن يملأ قلبه لعدم إيمان الناس جميعاً بصدق القرآن: (لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) الشعراء: 3 ـ 4. يعني ـ كما يقول ابن كثير وغيره ـ : لو شئنا لأنزلنا آية تضطر الخلق جميعاً إلى الإيمان بها قهراً، بحيث لا يكون أمام واحد منهم أدنى احتمال لتكذيب أو رفض، ولكنا لا نفعل ذلك، لأنا لا نريد من أحد إلا الإيمان الاختياري، الذي يعطى فيه شيء من حرية الإرادة والاختيار الحقيقي الذي سيحاسب الإنسان على أساسه.(1/2793)
ويعرض القرآن الكريم لخلق الكون والإنسان فيقول: (الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون. يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم. الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) السجدة: 4 ـ 9. ثم يرسل الله إليهم رسله بالكتب، والبينات، والمعجزات، فيختار كثير منهم الكفر والجحود لأنهم لا يصدقون بإمكان بعث الأجساد بعد موتها وانحلالها واختلاطها بالأرض (وقالوا: أإذا ضللنا في الأرض أننا لي خلق جديد؟ بل هم بلقاء ربهم كافرون) السجدة: 10. ثم يصور الله الموت وما بعده بالنسبة لهم فيقول: (قل: يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم، ثم إلى ربكم ترجعون ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم: ربنا أبصرنا وسمعنا فأرجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون) السجدة: 11 ـ 12. فعندئذ فحسب يستيقن الذي جحدوا في الدنيا بصحة ما أتى به إليهم الدين. فيطالبون الرجوع إلى الدنيا ليؤمنوا، وذلك لن يكون. ويعقب الله سبحانه وتعالى على ذلك كله بقوله: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها، ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) السجدة: 13. أي لو شئنا لأجبرنا الخلق على الهداية، لكنا أردنا أن يكون منهم اختيار، وعلمنا أن منهم مَن يختار الكفر ومنهم مَن يختار الإيمان.(1/2794)
فموجز التفسير الديني في هذه القضية ـ كما يستخلص من نصوص القرآن الكريم ـ أن الخالق سبحانه وتعالى لو شاء لفطر الخلق جميعاً على طبيعة مؤمنة لا تتأثر بدواعي الجحود وليس معها احتمال لكفر، ولو شاء لجعل معجزات الأنبياء ونصوص الدين في صورة تحمل ـ بذاتها ـ الالزام واليقين إلى الناس جميعاً، بحيث تخضع أعناق الخلق لها، فلا يملك واد منهم أمامها تكذيباً أو رفضاً. لكنه لو فعل ذلك لكان معناه (جرّ الخلق جميعاً على الإيمان) مما تنتفي معه عند كل منهم أية خصوصية للنظر والاختيار بين الإيمان والكفر وبهذا الجبر الشامل للخلق جميعاً تُلغي الخصوصيات الفردية، ومكونات الذات الخاصة التي هي مناط الحرية والاختيار. وإذا آمن الناس جميعاً بهذا الإلزام الجبري فإن حكمة الله من خلق الكون وخلافة الإنسان في الأرض لم تكن لتتحقق لأنه (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) المُلك: 2. وهذا الابتلاء والتمايز في العمل يقتضي قسطاً من الحرية وخصوصية الذات في النظر والاخيار، مما يتناقض معه جبر الخلق جميعاً على الإيمان بحكم طبيعة خلقهم، أو بآية تنزل عليهم من السماء متضمنة إلزام الخلق جميعاً على الإيمان الجبري عبر عنه بخضوع الأعناق.
فالحاصل أن الله سبحانه وتعالى لا يُعصى ولا يُكفر به قسراً، لأنه لو شاء لما كفر به مخلوق، إنما اقتضت مشيئته في الخلق أن يعطي لكل منهم شيئاً من خصوصية الذات في النظر والاختيار حتى يكون للحساب معنى ومجال، ومن هنا لم يضمن آياته ـ في ذاتها ـ معنى الالزام القسري لكل مَن تعرض عليه دون إفساح لخصوصية ذاته في النظر والاختيار.(1/2795)
ويضاف إلى ذلك أيضاً أن آيات القرآن الكريم تبين ـ في آيات متعددة ـ أنه رغم إفساح المجال لخصوصية كل ذات في النظر في قضية الدين ـ فإن آيات الله ـ سواء في الطبيعة المادية أو في النصوص الدينية ـ وإن لم تتضمن بذاتها ضرورة معنى الإلزام للخلق، إلا أنها آيات محكمة، من شأنها أن الإنسان إذا جرد ذاته من هوى النفس الذي يميل إلى إسقاط التكاليف أو التخفف منها، واتجه إلى البحث عن الحقيقة في ذاتها، مهما وافقت هوى النفس أو خالفته، فإنه لابدّ أن يفتي ـ بنظره الخاص وحريته واختياره ـ إلى الإيمان بصدق الدين والوحي، لأن الله قد بثَّ في الكون ـ وفي نفس الانسان ذاتها ـ ما يهديه إلى الحق واليقين إن طلبه بروح خالصة غير ملتبسة بهوى النفس.
فنظرية القرآن في هذا المجال أن الله تعالى قد أنصف الإنسان حين أعطاه شيئاً من حريته وخصوصية ذاته في النظر والاختيار حسب تكوينه الخاص، ثم أنصفه حين بث في نفسه وفي كل مجالات الكون المخلوق دلائل واضحة على صدق الدين والوحي (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) فصلت: 53. فمن يتجه إليها بضمير مستقيم يوجهه الله إلى اليقين، أما من يتجه ابتداء إلى طريق الجحود والإنكار، أو من لم يُعن أصلاً بقضية الدين واستغرقته شهواته ومطالبه في الحياة الدنيا واكتفى بها، فسوف يجحد الطريق ميسراً أيضاً للمضي فيما اختاره، ومن ثم ينبني على ذلك الحساب.(1/2796)
6 ـ وبعد، فسوف تظل قضايا الدين والوحي والقرآن والغيب مجالاً للنظر والبحث والدراسة والجدل، وسوف يظل موقف الناس منها ـ كما كان دائماً ـ مختلفاً بين التصديق والتكذيب، واليقين والجحود، والتوقف العاجز عن أي منهما، والانصراف عن الموضوع أصلاً بالاستغراق في مطالب الحياة الدنيا المادية والصراع على وسائلها لكن الأمر الذي لا ريب فيه أنها ستظل قضية حية ماثلة في ضمائر الخلق على نحو ما، أما المؤمنون فبحكم إيمانهم بها ومعايشتهم المتجددة لها، وأما غيرهم فلأن واحداً من الناس، سواء كان جاحداً، أم متوقفاً أم منصرفاً جاحداً، لن يستطيع أبداً ـ وهذا ما يبدو لنا حتى الآن ـ أن يجد أدلة يقينية على كذب قضية الدين والوحي. وحتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون أن يتجاهلوها وينصرفوا عها بصورة نهائية، فسوف يظل لهذه القضية ـ على الرغم من إراداتهم الواعية ـ وجود كامن في غور من أعماق وجودهم. وربما كان ذلك الوجود الكامن أثراً للميثاق الأزلي الذي واثق الله الخلق جميعاً به قبل أن يوجدوا في الحياة الدنيا، كما يقول تعالى: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى. شهدنا، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) الأعراف: 172. وكثيراً ما تحدثنا وقائع الحياة عن أفراد استغرقتهم حياتهم المادية، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وحصروا وجودهم وتفكيرهم وإرادتهم فيها، وظنوا وقتاً ما أن قضية (الدين) لم تعد شيئاً مذكوراً بالنسبة لهم، ثم فجأهم بعد ذلك اكتشافهم ـ بصورة أو بأخرى ـ . ذلك الوجدو الكامن الذي لم يمت قط رغم استتاره الطويل العميق في غور مجهول من أعماق النفس، سوءا ملهم ذلك الاكتشاف المفاجئ على طر القضية على مجال التفكير والنظر مرة أخرى، أو عاد إلى كونه القديم وغلبته الإرادة الواعية المتجهة بكليتها إلى الحياة الدنيا وحدها.(1/2797)
وغاية ما يتبعه غير المؤمن بالدين إنما هو الشك في الصدق، القائم على ظنون وتفسيرات الكون والحياة تخالف التفسير الديني، فهو يفسر نشأة الدين مثلاً بخوف الإنسان البدائي من ظواهر الطبيعة التي لم يفهمها فهماً علمياً صحيحاً، ولم يرجعها إلى أسبابها المادية الحقيقية، بسبب عدم توفر وسائل المعرفة التجريبية له عندئذ، مما حمله على الاعتقاد في أن هناك كائنات أعلى من الإنسان متحكمة فيه، وفي هذه الظواهر التي هالته، ومن ثم يسعى إلى إرضائها بالقرابين والصلوات والأدعية، التي تتطور بدورها ـ وبتدخل عوامل كثيرة ـ حتى تنتهي إلى الأديان الأخيرة في تاريخ البشرية.
وهناك نظرية أخرى تقول إن نشأة الدين كانت رد فعل ضد هذا الخوف من ظواهر الطبيعة. كما يقول الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون Henri Bergson (1859 ـ 1941م):
«وثمة نظرية أصبت الآن قديمة، تقول إن الدين قد نشأ عن الخوف الذي تبعثه فينا الطبيعة في مثل هذه الحالات: فالخوف أول مَن أوجد الآلهة في العالم. ومن الشطط في الواقع أن رفض بعضهم هذه النظرية رفضاً تاماً. فمما لا شك فيه أن انفعال الإنسان بإزاء الطبيعة أصل من أصول الأديان. ولكن نعود فنقول: إن الدين ليس خوفاً بقدر ما هو رد فعل ضد الخوف، ولم يصبح إيماناً بآلهة فوراً» ومن ثم يقول إنه وجد أن أصل المعتقدات التي درسها «إنما هو رد فعل دفاعي تقوم به الطبيعة محاربة لتثبيط مصدره العقل. ورد الفعل هذا يثير في العقل ذاته صوراً وآراء تُفني التصور المثبط، أو تمنعه من أن يصير إلى فعل، فنرى كائنات تنبثق، وليس من الضروري أن تكون شخصيات تامة، بل يكفي أن تكون لها نيات، بل أن تكون هي نيات.
فالاعتقاد إذن يعني في جوهره الثقة، واصله الأول ليس هو الخوف، بل الأمان من الخوف».(1/2798)
لكن ذلك كله وما يماثله لا يعدو في الحقيقة باب الظن الذي لا يستطاع البرهنة عليه بصورة يقينية مباشرة، كتلك التي يطلبها الباحث في العلم التجريبي، إنما هي ظنون وتفسيرات تعتمد ـ بصورة أساسية ـ على التجميع العقلي المجرد لبعض الظواهر المرصودة، ومحاولة سلكها في إطار عقلي منطقي موحد، لكن لا سبيل إلى البرهنة اليقينية عليه بصورة حاسمة. وإن لم يمنع ذلك بالطبع من حماس بعض الناس له واعتقادهم الذاتي في صحته.
ومن ثم يبقى التفسير الديني للكون ـ كما هو في الكتب المقدمة عامة، وفي القرآن بصفة خاصة ـ قائماً لم يُنقض لأن الاحتمال العقلي المجرد ـ بصرف النظر حتى عن الدواعي القوية للإيمان ـ يتسع له، كما يتسع لتلك الظنون والتفسيرات المناقضة له، ومن ثم تبقى القضية قائمة وحية وماثلة ـ كما كانت دائماً على مر العصور ـ ثم هي محتاجة إلى البحث والدراسة والحوار بين الآراء والتفسيرات المتعارضة، كما كانت أيضاً على مر العصور.
-----------------------------
* مدخل الى الدراسات القرانية
---
(1/2799)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الجواب الكافي لابن القيم كتاب الكتروني رائع
---
الجواب الكافي لابن القيم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
06-14-2006, 07:12 PM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
الجَوَابُ الكَافي
لِمَنْ سَألَ عَن الدَّواء الشَّافي
ابن قيم الجوزية
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 589 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/4bda3c068f.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/056f368739.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/16705af304.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Algawap.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265121
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2800)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير الجلالين
---
حمل تفسير الجلالين
---
طويلب علم صغير
05-21-2003, 09:22 AM
حمل تفسير الجلالين
---
(1/2801)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عِبَر في رجب الخير ::: غزوة تبوك
---
عِبَر في رجب الخير ::: غزوة تبوك
---
hedaya
08-15-2005, 09:08 AM
تدور الأفلاك دورتها، وتمر السنون مر السحاب، ويظلنا شهر رجب الخير، وللمسلمين مع رجب ذكريات وبطولات، ففيه كانت رحلة الإسراء والمعراج، وفيه كان خروج رسول الله في غزوة تبوك، وفيه كانت معركة اليرموك، وفيه كان دخول المسلمين إلى دمياط بعد جلاء الصليبيين عنها، وفيه كان فتح بيروت وتحريرها من قبضة الصليبيين، وفيه كان دخول السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي إلى القدس الشريف، حيث صلى الجمعة في المسجد الأقصى المبارك بعد 88 عامًا من الاحتلال الصليبي لها، وكان ذلك في ذكرى الإسراء والمعراج.
واليوم نقلب وإياكم عباد الله صفحات التاريخ الإسلامي المجيد إلى رجبَ من السنة التاسعة للهجرة لنعيش وإياكم أحداث غزوة العسرة التي تساقط فيها المنافقون وثبت فيها المؤمنون وذل فيها الكافرون وعز فيها المجاهدون ولنا فيها عبرة.
فبعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بقي أمام المسلمين تهديد أكبر قوة عسكرية في ذلك الزمان لهم، وهي قوة الروم، فقد قتل الروم مبعوث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن عمير الأزدي رضي الله عنه.
ثم بلغ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أن قيصر الروم يجهز جيشًا للقضاء على دولة المسلمين، وكان المسلمون في زمن عُسرة وفقر شديد وحر أشد وأقسى، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يتوانى في هذه الظروف عن الخروج لقتال الروم قبل أن يجوسوا خلال ديار الإسلام.(1/2802)
ولهذا قرّر -صلى الله عليه وسلم- أن لا يمهل الروم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام، فأعلن التأهب والتجهز للقتال، وبعث إلى القبائل من العرب، وإلى أهل مكة يستنفرهم، وكان من عادته إذا أراد غزوة يواري بغيرها، لكنه نظرًا لخطورة الموقف أعلن أن اللقاء سيكون مع الرومان في تبوك، حتى يميز الخبيث من الطيب، فالأمر عصيب، رحلة تحت أشعة الشمس الحارقة ورمال الصحراء الملتهبة.
وتسابق المسلمون في إنفاق الأموال لتجهيز الجيش، حتى بلغ ما أنفقه عثمان بن عفان -رضي الله عنه - وحده عشرة آلاف دينار وثلاثمائة بعير وخمسين فرسًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم ارض عن عثمان، فإني راضٍ عنه"، وجاء أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- بكل ما لديه، وجاء عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بنصف ماله، وهكذا كان الصحابة: عبد الرحمن بن عوف، والعباس وطلحة وعاصم بن عدي-رضي الله عنهم-، كما أرسلت النساء بالذهب والحلي لتجهيز الجيش الإسلامي
هذا حال المؤمنين... أما المنافقون:
فكانوا يحاولون تثبيط الهمم فيقول بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحر وغاب عنهم أن نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال بـ 30 ألف مقاتل، فلما سمع الروم بذلك فزعوا وولوا الأدبار واندحروا إلى حصونهم وقلاعهم فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ.
ولئن انقضت غزوة تبوك، فما انتهت دروسها وعبرها ومواعظها، ففي كل حدث منها عظة وعبرة، وأول هذه الدروس: أن الله كتب العزة والقوة لهذه الأمة، متى ما صدقت وأخلصت، فها هو جيش الإسلام يقف في وجه الكفر بكل قوته فيهزمه بإذن الله: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ...
ومن هذه الدروس: أن العدو ما تسلل سابقاً ولاحقاً إلا من خلال زمرة المنافقين والعملاء ...(1/2803)
ومن هذه الدروس: أن مواجهة الأعداء، لا يشترط فيها تكافؤ القوى: يكفي المؤمنين أن يعدُّوا أنفسهم بما استطاعوا من قوة وثقة بالله، ويتعلقوا به، ويثبتوا، ويصبروا، وعندها يُنصروا.
---
(1/2804)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهارس ملتقى أهل التفسير > مواضيع مقترحة للرسائل العلمية
---
مواضيع مقترحة للرسائل العلمية
---
أحمد البريدي
05-03-2003, 06:17 PM
من يضع اللبنة الأولى للمشروع :
بما أن هذا الموقع بحمد الله سجل فيه مجموعة من المتخصصين, ويرتاده مجموعة كذلك؛ فإنه كثيرا ما يمر عليهم ويصادفهم أثناء القراءة مواضيع غير محررة أو أفكار ترد حال القراءة يحب الباحث لو تبلورت وأشبعت بحثاً فيسجلها فتكون رهن مفكرته فقط, وفي المقابل هناك مجموعة من الأخوة في الدراسات العليا أحياناً يواجهون صعوبة في اختيار مواضيع لرسائلهم العلمية ولذا فأقترح ما يلي :
1- أن يطرح مواضيع مقترحة للرسائل العلمية , مع إيضاح الفكرة وإن تيسر أن يكتب ما يسهل للباحث في إعداد الخطة فحسن .
2-لا يلزم أن يكون الموضوع لم يبحث بل يكفي عدم علم الكاتب له ويبقى دور الأخوة في الإفادة حول ذلك لمن أطلع على شيئ من ذلك .
3- هناك مواضيع درست في رسائل سابقة لكنها لم تعط حقها من البحث, أو قصر الباحث في تناولها فحبذا لو أشار من أطلع على ذلك إلى جوانب القصور وبين صورة جديدة للبحث .
4- ارجو من الأخوة عدم الا ستهانة بأي فكرة او موضوع في التخصص فكم من الأفكار فجرها أخوة إلى أعمال كبيرة.
5- ارجو طرح المواضيع المقترحة تحت هذا العنوان .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
عبدالرحمن الشهري
05-03-2003, 07:43 PM
حياكم الله يا أبا خالد ، وأبارك لملتقى أهل التفسير إسناد الإشراف إلي فضيلتكم وفقكم الله وسددكم.(1/2805)
وأما ما أشرت به - وفقك الله - فنعم الرأي ، وأنا أتفق معك في هذا الأمر. وأنا على ثقة بأن هناك موضوعات كثيرة تدور في أذهان كثير من طلاب العلم ، سواء كانوا من المتخصصين أو من غيرهم. فإن الأفكار والخواطر لا تعرف وطناً كما تعلم. وقد أصاب الغرور بعض المتخصصين فظن أن هذا التخصص علامة تجارية مسجلة لا يجوز تسجيلها لغيره !! بينما هناك من طلاب العلم الذين ليسوا متخصصين بمصطلح هذا الزمان يفوقون المتخصصين علماً وفكراً واطلاعاً ودقة مأخذ ، ولطافة منزع فالله المستعان. وما أصدق قول الشبيبي شاعر العراق وقد أجاد في وصف زماننا :
فتنةُ الناسِ -وُقِيْنا الفِتَنا- *** باطلُ الحَمْدِ ومَكْذوبُ الثَّنا
لم تزلْ -ويحكَ يا عصرُ أَفِقْ- *** عَصْرَ ألقابٍ كِبارٍ وكُنى
حَكَمَ الناسُ على الناسِ بما *** سمعوا عنهم وغَضُّو الأعْيُنا
فاسْتَحالت -وأَنا مِن بعضِهم - *** أُذني عَيْنًا وعيني أُذُنا
وما أجمل اعتراضه بقوله : (وأنا من بعضهم) وأصدقه على مثلي!!
ولكن ألا تعلم يا أبا خالد أن غيرة طلاب العلم على الأفكار ، أشد من غيرتهم على البنات الأبكار ؟!
وأن بعضهم يخفي فكرة بحثه عن نفسه أحياناً ، خوفاً عليها من السرقة ، وأن يسبقه إلى تسجيلها سابق ؟
وأنك عندما تسأل بعض الزملاء عن عنوان بحثه الذي ينوي تقديمه ، عرض ولمح ، وحاول أن يغير الموضوع ، ثم يستحلفك بالأيمان المغلظة أن لا تبوح لأحد بهذا الأمر ، وأن تحفظه كما يحفظ الأمناء السر؟
وربما حدثك بقصص كثيرة من أن فلاناً أخبر فلاناً بموضوعه فأصبح مسروقاً ، قد سطا عليه فلان فمسخه وسجله ، أو أخذه فلان فشوهه ؟
ألم تعلم أن بعض طلاب العلم إذا علم أن أحداً قد سبقه إلى بحث الموضوع الفلاني ، علاه الهم والحزن ، وربما عاده الأصحاب من شدة الحزن ؟ حتى صدق في بعضهم قول الشاعر ، الذي قهره الوسواس :
لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة
وعلى نفسك من نفسك حاذر !!!(1/2806)
هذه الصحراء ما عادت أمينة ..
ولكن الذي يطلب بعلمه ما عند الله ، لا يبخل بالعلم على أهله ، وتلفت يا أخي يمنةً ويسرةً وانظر في حال العلم في هذا الزمان ، تجد البركة قد نزعت منه لما طلبت به الدنيا ، وكثرت الألقاب ، وخلت الديار من العلماء الربانيين إلا من رحم الله فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أخي الكريم : جزاك الله خيراً على هذه الفكرة الرائدة ، وأسأل الله للجميع التوفيق ، وهذا يدل على سلامة صدرك يا أبا خالد إن شاء الله ، رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل.
وأما تثبيت الموضوع فالأمر إليك إن رأيت تثبيته فافعل ، ولكن أخشى أن تكثر الموضوعات المثبتة فلا يبقى لها قيمة ، كما يفعل بعض الإداريين في هذا الزمان !! يكتب على كل معاملة يريد إنجازها (عاجل جداً) حتى لا يبقى لهذه الكلمة معنى، وأصبح من يعمل معه ، لا يفرق بين (عاجل جداً) وبين غيرها من العبارات ، حيث لم يستعملها في موضعها اللائق بها. فما رأيك؟! وفقك الله
---
الإداوة
05-04-2003, 02:38 AM
الأخ الفاضل / عبد الرحمن
في الحقيقة أضع يدي وأشدها على تثبيت الموضوع ، ولعله يكفي منها مقاومة .. تلك الرزيئة بين طلاب العلم ..والتي أشرت أنت مشكوراً إليها.. ثم إن الأمة فيها خير للأمثلة الطيبة الطاهرة التي .. تتعامل بالقرآن قبل أن تتحدث به وعنه ..فيعطون مجالهم وليخدموا الكثير من المبتدئين المتعثرين على جنبات الطريق .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-05-2003, 11:06 AM
بسم الله
نشكر الأخ الشيخ البريدي على اقتراحه هذا ، ونبشر الأخوة الباحثين بأن هذا الموضوع محل اهتمام القائمين على هذا الملتقى ، وهنا إعدادات جيدة لمشروع كبير حول هذا المقترح ، لعلها ترى النور قريباً .
ونحن نؤمل أن يكون هذا الملتقى مرجعاً للباحثين من جميع أنحاء العالم ، فنسأل الله العون والسداد .
---
مساعد الطيار
05-05-2003, 10:19 PM(1/2807)
الأخ الفاضل أحمد البريدي حفظه الله ، الإخوة الكرماء الذين أيدوا رأيه ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد دار نقاش حول فكرتكم ، وكان التأييد حليفها ، وقد ذكر بعضهم تقسيمًا للموضوعات التي يصل إليها الباحث من خلال قراءاته المتنوعة في علوم القرآن والتفسير ، ويودُّ لو أنها تُبحث ، وقال : إنَّ هذا الموضوع ـ في نظري ـ ذو شقين :
الأول : موضوعات يرى الباحث أنها مما يصلح بحثه ، وبثُّه للجمهور .
الثاني : موضوعات يرى الباحثُ أنها مما يصلح بحثه ، ولا يصلح بثُّه ؛ لئلا يسطو عيه من هو ليس بأهل له ، فيفسده .
وتحديد الموضوع بين هذين القسمين مما تختلف فيه الآراء ، وهو يرجع إلى الباحث الذي يطرح الموضوع ، فقد يرى أن هذا الموضوع يصلح للطرح العام ، وأن ذاك الموضوع يصلح للطرح الخاص الذي يكون فيه الباحث مستوثقًا ممن يأخذ هذا البحث .
هذه وجهة نظر . وعلى العموم ، فإنني أوافقك على هذه الفكرة الرائعة التي تعين الباحثين ، والذي أتمنى ـ كما يتمناه غيري ـ أن يكون هذا المنتدى مرجعًا يستفيد منه أهل التخصص ، ولذا أهيب بهم أن يكتبوا في هذا الملتقى العلمي أفكارهم وآراءهم وبحوثهم واستفساراتهم ليستفيد منها غيرهم ، والدال على الخير كفاعله .
ولأطرح لكم أيها الإخوة الفضلاء فكرة موضوع :
لا يخفى على من يقرأ تفسير السلف ما يقع عندهم من تغاير في التفسير ، كما لا يخفى عليهم ما حبَّره الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته الرائعة في أصول التفسير التي هي كالمنارة في هذا العلم العزيز ، وإذا كان هذا مما يُعلم ولا يَخفى ، فإنني أرى أن العناية بالجانب التطبيقي لما ذكره شيخ الإسلام لم يَحْضَ بعناية تامة في الرسائل العلمية .(1/2808)
وياحبَّذا لو ابتدأ طلاب الدراسات العليا بقراءة متأنية لرسالة شيخ الإسلام ، وللكتب التي تُعنى بعبارات السلف وتحررها ؛ كتفسير ابن عطية ، ثمَّ يقتسمون سور القرآن ، ويبدأون بتطبيق هذا المنهج لمعرفة توجيه أقوال السلف وأسباب اختلافهم ونوعه ومصادرهم التي اعتمدوها ومعرفة مدى احتمال الآية لها من عدمه ، وما إلى ذلك من الموضوعات التي تتعلق بتفسير السلف خاصة .
وإنما تكون دراسة هذا الموضوع من خلال تفسير السلف ؛ لأنهم هم العمدة في التفسير ، وإلى أقوالهم ترجع العلماء، فحري بمن تخصص في هذا العلم أن يدرس تفسيرهم على أنه أصل لا فضلة ، وحُجَّة يحتكم إليه في فهم القرآن ، وليس عرضة لردِّ فلان أو علان بأدنى ما يكون به الرد دون التعرف على طريقتهم في تفسيرهم .
وهذا الموضوع ـ كما عايشته ـ من أمتع علوم التفسير ، وفيه من اللذة والفائدة ـ مع ما فيه من كدِّ الذهن ، والتفكير في حلِّ العبارات المشكلة ـ ما لا يعرفه إلا من جرَّب هذا السبيل .
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ، إنه ولي ذلك ، والقادر عليه .
محبكم : أبو عبد الملك .
---
أحمد البريدي
05-06-2003, 12:25 AM
اشكر اخي ابا عبد الملك على وضع لبنة هذا المشروع واعلم ان لديه افكارا كثيرة لعله يطرحها مستقبلا
وأنا اضم صوتي الى صوته بالعناية بتفسير السلف
فإن كثيرا من الناس عزفوا عن علم التفسير من اجل ما دخله من العلوم ، فكل مفسر برع في فن ادخل فنه في تفسيره غالبا حتى لا تكاد تفرق بين هذا التفسير ومؤلف في ذلك الفن ,
بينما نجد السلف رحمهم الله عبارتهم موجزة لكنها تحمل معاني كثيرة , ومنهج واضح .
وفي هذا السياق فإني اقترح الموضوع التالي:
" مرويات السلف في تفسير القرآن بالقرآن " جمعا ودراسة(1/2809)
ولقد قمت بجرد لتفسير الطبري رحمه الله فخرجت بمئات المرويات ، ومن المعلوم ان تفسير القرآن بالقرآن لم يحض بالعناية كبقية طرق التفسير الأخرى فتأصيله من خلال فعل السلف وصنيعهم أولى .
وقد تبين لي من خلال القراءة السريعة جملة من الأمور والاسئلة لعلها تعين الباحث في وضع خطته منها :
1-ابن عباس اكثر من روي عنه ذلك من الصحابة .
2-ابن زيد اكثر من روي عنه ذلك من التابعين .
3-احيانا يروى عن بعضهم اختلاف في الاية المفسرة بالكسر, ويكون هذا الاختلاف من قبيل اختلاف التضاد فما وجه ذلك.
4-هل هناك فرق بين الاستشهاد بالقرآن وبين تفسير القرآن بالقرآن .
5-اوجه تفسير القرآن بالقرآن عند السلف.
6-عبارتهم في الربط بين الآيات .
7-عمدتهم في ذلك.
8-هناك تشابه في العبارات فهل اخذ بعضهم من بعض .
وهذه أشياء كتبتها على عجل بعد طول عهد وقصدي جعلها كمقدمة لفتح الموضوع فقط ولا تنسنا من صالح دعائك
---
أحمد القصير
05-07-2003, 01:24 AM
اشكر الأخوة الأفاضل على هذه الفكرة الطيبة ، وأخص بالشكر أخي وزميلي الشيخ / أحمد البريدي ، وبما أن جميع التعليقات كانت حول الفكرة دون الإدلاء باقتراح مواضيع ، فهاكم هذا الموضوع ، وهو في الحقيقة مشروع كبير يحتاج إلى عدة رسائل ، وهو عبارة عن وجهة نظر ، وقد يكون للآخرين رأي آخر ، هذا الموضوع هو :
علوم القرآن ، رواية ودراية .
اقصد بذلك جمع الروايات في كل موضوع من مواضيع علوم القرآن من جميع كتب السنة ، ودراستها دراسة حديثية ( رواية ) ، ونظرية ( دراية ) .
مثل : جمع الروايات في نزول القرآن .
وجمع الروايات في جمع القرآن . وهكذا .
---
أحمد البريدي
05-07-2003, 05:16 AM
شكر الله لأخي وزميلي ابي خالد هذا الاقتراح وتأكيدا على ما ذكر انه يحتاج الى رسائل متعددة فلقد وقفت على:(1/2810)
اقتراح كتبه الأخ ابو بيان في مقاله الماتع النافع : وقفات مع الإسرائيليات في كتب التفسير الموجود على هذا الرابط : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=143
محاولة جمع واستقصاء ما رواه الصحابة من الإسرائيليات , ثم استخلاص ما صح منها , ثم استخراج منهجهم وقواعدهم في التعامل معها .
ولعل أخي ابا بيان يكتب بعض العناصر حول هذا الموضوع .
---
أبو بيان
05-07-2003, 09:38 AM
ما ذكرته أخي الفاضل هي العناصر .
ولا أُخفيك أخي الحبيب , أني في ثلاث مرات كلما كتبت موضوعاً مقترحاً , أو مشاركةً في هذا الموضوع ؛ ينقطع الإتصال , فلا أضيفه في ذلك الوقت !! .
ولكني ثابت على الوصل - إن شاء الله - , وسأضيف كل ما أراه صالحاً مفيداً , وأنا على يقين أنه كلما زاد المرء إفادةً ؛ زاد استفادة , و " أنفق ياابن آدم أُنفق عليك " .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-07-2003, 09:46 AM
بسم الله
أضم صوتي إلى صوت الأخ الكريم : أحمد القصير ، وكنت قد نبهت على أهمية مثل هذه المواضيع في مقدمة موضوعات علوم القرآن دراسة ـاصيلية نقدية تحت هذا الرابط : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25
وأضيف موضوعاً آخر له صلة بهذا الموضوع ، وهو موضوع :الأقوال الضعيفة والشاذة في علوم القرآن - جمع ونقد ودراسة
ومن الموضوعات المهمة المتعلقة بعلم علوم القرآن :موضوع :أقوال أهل السنة في علوم القرآن
---
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
05-07-2003, 11:58 AM
الرأي الذي تفضل به صاحبي أبو خالد البريدي موفق وأرجو التثبيت
وإليكم بعض الموضوعات التي تعن لأخيكم ويتمنى أن تبحث سواء في الرسائل أو بحوث الترقية
ومنمها على سبيل المثال :
جمع أسانيد كل مفسرمن مفسري السلف والحكم عليها لتكون بمثابة الفهرس بيد الباحث
تحرير المقصود بتفسير القرآن بالقرآن وحقيقة الفرق بين نوعيه القطعي والاجتهادي
" بالسنة وتحقيق الفرق بين الصريح والضمني.(1/2811)
جمع تفسير القرآن بالسنة من جميع مظانه والحكم عليه وتصنيفه .
حقيقة عصمة الأنبياء وأثرها في التفسير .
القول بالإعجاز العلمي وتقرير ضوابطه .
التفاسيرالتي أحدثت أثرا فيما جاء بعدها من كتب التفسير .
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2003, 12:47 PM
وفقكم الله جميعاً ، وهذه بعض الروابط ذات العلاقة .
رسائل الماجستير والدكتوراه المناقشة بالجامعة الإسلامية - قسم التفسير (http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/index.htm)
رسائل الماجستير والدكتوراه المسجلة بالجامعة الإسلامية - قسم التفسير (http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/musajjal/index.htm)
الرسائل المناقشة بالجامعة الإسلامية - قسم القراءات (http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/qirat/Munakash/Index.Htm)
وللحديث بقية إن شاء الله .
---
مساعد الطيار
05-08-2003, 06:09 PM
الأخ الفاضل أحمد البريدي ، وفقه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،
فأشكرك على اعتنائك بهذه الصفحة ومتابعة ما يجدُّ فيها ، وأفيدك في موضوع تفسير القرآن بالقرآن الذي طرحته بأن مقاتل بن سليمان( ت : 150 ) رائد في هذا المجال ، وهو متوفى قبل ابن زيد ( 182 ) ، وكلاهما من أتباع التابعين .
وكتاب مقاتل في التفسير ـ مع ما فيه من نفائس علمية ـ مهمل متروك ، وهو من الكتب التي يحسن النظر فيها ثانيةً .
وإني لأعرف أن بعض قارئي هذا الكلام قد يستغربونه ، لما قد علموا من الكلام في مقاتل ، غير أن من قرأ في التفسير ، ونظر في كتاب هذا العالم = وجد مصداق ما أقول ، ولعله يتسنى لي الحديث عن هذا التفسير لاحقًا ، والله الموفق .
....(1/2812)
وعودًا على موضوع البحوث ، فإني قد طلبت من الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري أن ينزِّل البحوث المتعلقة بعلوم القرآن والتفسير إن أمكن ذلك ، وها هو قد بدأ كما رأيت ، وقد جاءتني فكرة أكبر من ذلك ، وهي الاجتهاد في طلب المشاركة بخطة البحث التي قدمها المتخصصون ليستفيد منها من يريد تقديم بحث في هذا التخصص ، بل قد يكون في هذه المقدمات مفاتيح لموضوعات أخرى ، أتمنى أن يدرس هذا الاقتراح ، كما أتمنى ممن شارك في هذا الملتقىمن أصحاب الرسائل العلمية التي قُبِلَت أو انتهى منها أصحابها أن يتحفوا الملتقى بها .
وأقول لك :إن في مجال الدراسات العليا والبحث العلمي همومًا واقتراحات أرجو أن ييسر الله لي طرحها في هذا الملتقى ، فإني ما زلت عازمًا على طرح مقترحات تخص الدراسات العليا في هذا التخصص ، وعلى طرح بعض الرؤى في مجال البحوث العلمية فيه ، ليكون هذا الملتقى حلقة نقاش واسعة للارتقاء بالدراسات المتخصصة في هذا المجال إلى محل أسمى وأرفع .
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .
محبكم : أبو عبد الملك .
---
أحمد البريدي
05-08-2003, 08:07 PM
شكر الله للجميع تفاعلهم ونحن بانتظار الأفكار الجديدة
واؤكد على ما ذكر ابو عبد الملك من كتابة عناصر تعين الباحث في وضع الخطة
كما امل مساعدة من اراد تبني احد هذه المواضيع وذلك بأن يقوم من يريد ذلك بمراسلة صاحب الفكرة عن طريق الرسائل الخاصة في الموقع .
واما سبب اهتمامي بهذه الصفحة كما اشار اخي ابو عبد الملك فراجع إلى قناعتي في الفكرة فلعل بحثا قام به احد الأخوة فرزقنا منه دعوة صالحة بظهر الغيب كما أعده واخبره ان العناية في الصفحة مستمرة وعندي افكار متعلقة بها لتسهيل الاستفادة منها عند كثرة المواضيع ان شاء الله فارجو مواصلة طرح الأفكار واحتساب الأجر عند الله تعالى(1/2813)
كما ان ما اضافه اخي ابوعبد الله من رابط المواضيع المسجلة في الجامعات خطوة رائدة ارجو منه مواصلة ذلك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
مسترشد
05-11-2003, 01:50 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الجهود المباركة ونفع الله بكم .
---
مرهف
05-11-2003, 10:01 AM
بسم الله :
تلبية لطلب الأستاذ الدكتور مساعد حفظه الله من المشاركين في النتدى أن يذكروا رسائلهم العلمية التي انتهوا منها رجاء النفع فأحببت أن أتحفكم بأن تفسير ابن عادل الحنبلي الدمشقي ( اللباب من علوم الكتاب ) يقوم بتحقيقه مجموعة من طلاب الدراسات العليا ـ ماجستير ـ باختصاص التفسير وعلوم القرآن ويبلغ عددهم حوالي ( 25 ) طالباً في جامعة أم درمان ـ السودان ـ في دمشق و قد انتهى قسم لا بأس به منه ، وقد أكرمني الله تعالى بتحقيق ودراسة جزء منه ـ المتعلق بسورة الحجر والنحل والإسراء ـ وانتهيت منه وناقشت وكان المشرف فضيلة الأستاذ الدكتور نور الدين عتر حفظه الله ،وسأقدم نبذة عن حياة المؤلف ابن عادل الدمشقي الحنبلي ، وتعريفاً بالكتاب إن شاء الله تعالى .
وأما بخصوص المقترحات للرسائل العلمية فأضيف إلى ما مر ضرورة تفعيل الرسائل المتعلقة بالتفسير الموضوعي لمرحلة الماجستير ، وإغناء هذا الجانب بالبحث وطريقة الكتابة فيه لحاجة هذا العصر لمثل هذا النوع من التفسير وقد قمت بكتابة ( غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ) وانتهيت من غزوتي بدر وأحد ، ووجدت فيهما من الفوائد والعبر المستنبطة من الآيات التي تحدثت عن الغزوة ما يبعث في النفس نشوة الإيمان ويفتح في العقل مدارك للفهم كانت مغلقة وأسأل الله أن ييسر الباقي .
ومن المواضيع المقترحة لذلك :
ـ الحوار في القرآن الكريم ـ دراسة تأصيلية لمفهوم الحوار وأسسه وقواعده وأثره وأنواعه .
ـ علم النفس في القرآن الكريم ـ دراسة لفطرة النفس البشرية وأمراضها وكيف عالجها القرآن الكريم .
وجزاكم الله خيراً
---(1/2814)
أبو صهيب
05-11-2003, 11:44 AM
بارك الله بكم
جهود تشكرون عليها
فجزاكم الله خيرا
---
فهد الوهبي
05-15-2003, 02:11 AM
مر بي خلال كتابتي لأحد البحوث موضوع رأيت أنه من المهم بحثه وهو :
علاقة علوم القرآن بالتفسير .
ولكي يتضح المراد فإن ذلك يكون من خلال ما يلي :
مدى اتصال هذه العلوم بالتفسير ، وهل على المفسر الاطلاع على جميع علوم القرآن قبل التفسير؟
وهل آيات القرآن على رتبة واحدة في ذلك أم تختلف؟
ولعل القارئ الكريم يلاحظ الفرق بين حاجة المفسر عند تفسيره لقوله تعالى : ( والله على كل شيء قدير ) وبين حاجته عند قوله : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) .
وهل كل ما ذكر من علوم القرآن يصح إسناده للقرآن؟
فقد نجد من يجعل من علوم القرآن علم أصول الفقه والنحو والبلاغة وغيرها .
ولعل في هذا إشارة للمقصود والله أعلم .
---
مساعد الطيار
05-16-2003, 03:05 PM
الأخ الفاضل فهد الوهبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ، فإني أوافقك على هذا الموضوع ، وهو من الموضوعات الطريفة التي غُفِل عنها ، وظنَّ كثير من الباحثين أن علوم القرآن هي علوم التفسير ، وأرى أن في الموضوع جملة من النقاط تحتاج إلى تجلية لإدراك ما طرحته ،و منها أمران :
الأول : المراد بالتفسير ؛ لأنه بتحديد المراد به يمكن أن تقوَّم علوم القرآن عليه ، ويُنظر في علاقتها بالتفسير .
الثاني : الفرق بين أصول الموضوعات وتطبيقاتها ، وأمثِّل لذلك بعلم الناسخ والمنسوخ ، فتجد أن أصول هذا العلم ومقدماته لا يستفاد منها جميعها في التفسير ، أما ما قاله العلماء من كون هذه الآية منسوخة ، فإنه يبنى عليه فهم المعنى ، وبيان المراد بالآية ، فهل يقال : إن علم الناسخ والمنسوخ ( على إطلاقه ) من العلوم التي يحتاجها المفسر ؟
ولو تأملت ، ما السبب الذي جعل بعض الباحثين لايكاد يفرق بين علوم التفسير وعلوم القرآن ؟(1/2815)
= لظهر لك أمران :
الأول : كون هذين العلمين يبحثان في موضوع واحد ، وهو آيات القرآن وسُوَرِهِ .
الثاني : أنك تجد كثيرًا من علوم القرآن التي ليس لها أثر في بيان المععنى ، تجدها في كتب التفسير ، فقد يختلط على قارئي التفسير الأمر ، ويظنون انها من علوم التفسير بسبب ذكرها في كتبه .
ويظهر أنه كان من أثر هذين السببين ،ـ مع عدم تحرير المراد بالتفسير عند الناظر في هذه العلوم ـ عدم الاعتناء بما اقترحته من هذا البحث .
لكن الموضوع يحتاج إلى استقراء مادته ، لينظر هل يمكن أن يصل إلى أن يكون بحثًا علميًّا أكاديميًا .
والله الموفق .
محبكم : أبو عبد الملك .
---
أحمد البريدي
05-18-2003, 05:27 PM
طرق تفسير القرآن غدت مادة للدراسات العلمية فتم دراسة : تفسير الصحابة و تفسير التابعين والتفسير اللغوي لكننا نجد ان تفسير القرآن بالقرآن وتفيسر القرآن بالسنة لم يبحثا حتى الآن على الرغم من أهميتهما ولذ فإني اقترح افرادهما بالدراسة بحيث يبحث كل موضوع لوحده أو يجمعا في بحث واحد نظرا للتشايه في بعض مواضيعهما ويكون عنوان البحث :
تفسير القرآن بالوحيين "القرآن والسنة" دراسة تأصيلية
وسوف اطرح بحثا مختصرا كنت قد بحثته قبل مدة في تفسير القرآن بالقرآن على حلقات بمشيئة الله تعالى لعلها تفتح شيئا من افكار هذا الموضوع .
---
الراغب
05-20-2003, 05:25 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أشكر القائمين على هذا المشروع الخيِّ المبارك وأوصيهم ونفسي باتباع سبيل المخلصين أسأل الله أن ينظمني وإياهم في سلكهم .
مشاركة فيما طرحه الأخ الفاضل أحمد البريدي فيما يخص الرسائل العلمية .. لدي مايلي :
1/ جمع الآيات التي فسرها النبي عليه الصلاة والسلام أو استشهد بها ، مع ذكر مناسباتها ، وأوجه دلالتها .(1/2816)
2/ حين يتلو المسلم كلام ربه تبارك وتعالى فإنه يمر به الكثرة الكاثرة من الآيات التي يجد فيه منزع التربية سواءً كانت فرديةً في علاقته مع نفسه ، أم كانت مع الآخرين وأمثلته كثيرةٌ معلومة ، فماذا لو جُمع تفسيرٌ يُعنى بهذ الأمر لاسيما مع حاجة الأمة الماسة إلى مثله ، ويكون من ثلاثة محاور :
# التفسير التربوي .
#التفسير السلوكي .
# التفسير الدعوي .
أو يكون مُسماها : الجوانب التربوية ( السلوكية ) ( الدعوية ) في كتاب الله . ولامُشاحة في الإصطلاح .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-21-2003, 05:38 AM
من الموضوعات التى تستحق البحث :
- موضوع : تحزيب القرآن - تاريخه ، وهدي السلف فيه [ مع دراسة التحزيب المعروف الذي استقرت عليه المصاحف اليوم ، وهل يمكن إعادة النظر فيه أم أن هذا الأمر قد استقر وتلقته الأمة بالقبول ؟] .
- موضوع : اختلاف التنوع في التفسير - دراسة تأصيلية تطبيقية على سورة الفاتحة والبقرة [ وهكذا إلى آخر القرآن على شكل مشروع متسلسل لأطروحات علمية ] .
-موضوع: الأقوال التي ذمها الله في كتابه [ ينظر كتاب كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء لابن القيم ص151-152 بتحقيق ربيع خلف ففيه إشارة إلى هذا الموضوع مع أمثلة توضحه ].
-موضوع : القراءات المردودة في كتب القراءات والتفسير .
-موضوع : أقوال المحدثين في التفسير - جمع ودراسة [ جمع أقوال المحدثين في التفسير من خلال كتب السنة ، مع دراسة مناهجهم في ذلك ]
-موضوع : أقوال أبي عبيد القاسم بن سلام في التفسير وترجيحاته - جمع ودراسة [ له تميز واضح ، وأثر كبير على من بعده ]
- ترجيحات ابن العربي المالكي في التفسير [ مع جمع أقواله من كتبه الأخرى ] موضوع جدير بالعناية .
---
أحمد البريدي
05-27-2003, 01:46 PM(1/2817)
شكر الله للأخوة جميعا ما سطروه وارجو ان لا تجف محابرهم , فعلم التفسير وما يتعلق به من اوسع العلوم وكثير من علومه تحتاج الى مزيد من الدراسة خاصة فيما يتعلق بالجانب التطبيقي .
---
أحمد البريدي
05-27-2003, 05:14 PM
من مواضيع التفسير الموضوعي التي أراها جديرة بالبحث : حديث القرآن عن القرآن
ومن النقاط التي تعين على ذلك :
- اسماؤه وصفاته وطريقة إنزاله .
- فضائله وخصائصه .
- في أقسام الناس تجاهه : 1- المؤمنون به وعلامات ذلك ومقتضيات ذلك الإيمان
المعرضون عنه : موقفهم منه
: نظرتهم إليه
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2003, 05:38 PM
أخي أبا خالد وفقه الله
(حديث القرآن عن القرآن)
عنوان كتاب ثمين لشيخنا الجليل محمد بن عبدالرحمن الراوي وفقه الله ، وقد طبع مرات.
فهل ترى بعده حاجة إلى طرق الموضوع من جانب آخر؟ وفقك الله.
---
أحمد البريدي
05-27-2003, 11:45 PM
احسنت ابا عبد الله وله قدم السبق في ذلك لكن لا يخفى عليك ان طريقته ليست تفسيرا موضوعيا بالمعنى الاصطلاحي إذ اصل كتابه حلقات إذاعية وهي اشبه بالخواطر الجياشة مرتبا اياها على ترتيب المصحف فافتقد ما يلي :
تقسيم الموضوع إلى عناصر مترابطة .
عزو الاراء وتوثيق النقولات
ولا شك ان الذي يريد بحث الموضوع سيستفيد من الكتاب كثيرا
---
المتفقه
05-28-2003, 03:59 PM
أشكر جميع من أفادنا بفائدة
حقيقة كثيرا ما التقي ببعض الإخوة فيقولون : لماذا لا يوجد اهتمام بتفاسير السلف ـ تحقيقا و نشرا ـ من قبل أهل الإختصاص ؟
فلا أجد ـ حينها ـ جوابا !
و من هنا أغتنم الفرصة لأطلب من الأفاضل توضيح الأمر بزيادة النفع لي و لمن سيقرأ ما يُكتب. و بالله التوفيق.
---
أحمد البريدي
05-30-2003, 06:25 PM
ملخص للمواضيع المقترحة السابقة مرتبة بحسب المشاركات:(1/2818)
1- توجيه أقوال السلف وأسباب اختلافهم ونوعه ومصادرهم التي اعتمدوها ومعرفة مدى احتمال الآية لها من عدمه ، وما إلى ذلك من الموضوعات التي تتعلق بتفسير السلف خاصة .
2- مرويات السلف في تفسير القرآن بالقرآن " جمعا ودراسة .
3- علوم القرآن ، رواية ودراية بحيث تجمع الروايات في كل موضوع من مواضيع علوم القرآن من جميع كتب السنة ، ودراستها دراسة حديثية ( رواية ) ، ونظرية ( دراية ) .
مثل : جمع الروايات في نزول القرآن .
وجمع الروايات في جمع القرآن . وهكذا .
4- محاولة جمع واستقصاء ما رواه الصحابة من الإسرائيليات , ثم استخلاص ما صح منها , ثم استخراج منهجهم وقواعدهم في التعامل معها .
5- الأقوال الضعيفة والشاذة في علوم القرآن - جمع ونقد ودراسة .
6- أقوال أهل السنة في علوم القرآن .
7- جمع تفسير القرآن بالسنة من جميع مظانه والحكم عليه وتصنيفه .
8- حقيقة عصمة الأنبياء وأثرها في التفسير .
9- القول بالإعجاز العلمي وتقرير ضوابطه .
10- التفاسيرالتي أحدثت أثرا فيما جاء بعدها من كتب التفسير .
11- الحوار في القرآن الكريم ـ دراسة تأصيلية لمفهوم الحوار وأسسه وقواعده وأثره وأنواعه .
12- علم النفس في القرآن الكريم ـ دراسة لفطرة النفس البشرية وأمراضها وكيف عالجها القرآن الكريم .
13- علاقة علوم القرآن بالتفسير .
14- تفسير القرآن بالوحيين "القرآن والسنة" دراسة تأصيلية
15- الجوانب التربوية ( السلوكية ) ( الدعوية ) في كتاب الله .
16- تحزيب القرآن - تاريخه ، وهدي السلف فيه [ مع دراسة التحزيب المعروف الذي استقرت عليه المصاحف اليوم ، وهل يمكن إعادة النظر فيه أم أن هذا الأمر قد استقر وتلقته الأمة بالقبول ؟] .
17- اختلاف التنوع في التفسير - دراسة تأصيلية تطبيقية على سورة الفاتحة والبقرة [ وهكذا إلى آخر القرآن على شكل مشروع متسلسل لأطروحات علمية ] .(1/2819)
18- -الأقوال التي ذمها الله في كتابه [ ينظر كتاب كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء لابن القيم ص151-152 بتحقيق ربيع خلف ففيه إشارة إلى هذا الموضوع مع أمثلة توضحه ].
19- القراءات المردودة في كتب القراءات والتفسير .
20- أقوال المحدثين في التفسير - جمع ودراسة [ جمع أقوال المحدثين في التفسير من خلال كتب السنة ، مع دراسة مناهجهم في ذلك ]
21- أقوال أبي عبيد القاسم بن سلام في التفسير وترجيحاته - جمع ودراسة [ له تميز واضح ، وأثر كبير على من بعده ]
22- ترجيحات ابن العربي المالكي في التفسير [ مع جمع أقواله من كتبه الأخرى ] موضوع جدير بالعناية .
23- حديث القرآن عن القرآن
هذا هو ملخص ما سبق من مواضيع مقترحة مع العلم ان منها ما قد تم بحثه مثل جمع التفسير النبوي وهوكتاب طبع وقد اطلعت عليه قديما وارجو مواصلة الإقتراحات مع التنبيه على ماتم بحثه لمن علم ذلك وبارك الله في حهود الجميع .
---
أبو العالية
06-02-2003, 02:44 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فجزى الله المشايخ الفضلاء والإخوة الكرماء على هذه الفوائد العائدة علينا لنرتقي ونتزود بالعلم ، فشكر الله سعي من ساهم بذلك بفكرة أو بتوجيه
أو فائدة .
وأقترح كموضوعٍ :
مرويات أبي العالية في التفسير
جمعاً ودراسة .
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
---
أبومجاهدالعبيدي
06-03-2003, 07:29 PM
بسم الله
أخي أبا العالية حياك الله
وبمناسبة اقتراحك بحث تفسير أبي العالية أحب إحاطتك بأن تفسيره قد كتبت حوله رسالتان علميتان في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام - الرياض .
الأولى رسالة ماجستير بعنوان : تفسير أبي العالية من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة النحل جمعاً ودراسةً وتحقيقاً . من إعداد : خليفة جاسم الكواري .
وقد نوقشت هذه الرسالة عام 1410هـ .(1/2820)
الثانية :تفسير أبي العالية من أول سورة الإسراء إلى آخر سورة الناس جمعاً ودراسةً وتحقيقاً ، وهي ماجستير أيضاً من إعداد نورة عبدالله الورثان .
ونوقشت عام 1413هـ .
وأبشر الإخوة جميعاً بأن جميع الرسائل المسجلة في كلية أصول الدين بالرياض ستنشر هنا إن شاء الله .
وقد طلبت ذلك من رئيس قسم القرآن الشيخ إبراهيم الدوسري وفقه الله ، ورحب بالفكرة وأبدى الإستعداد للتعاون معنا فيما يفيد الباحثين .
---
أحمد البريدي
06-05-2003, 03:13 AM
من المواضيع التي أراها جديرة بالبحث :
استدراكات الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين
لقد قام الشيخ ابن عثيمين بالتعليق على سورفي النصف الأخير من القرآن معتمداً تفسير الجلالين أصلاً له , ومن ثم كان له استدراكات على المؤلف جلال الدين المحلي متنوعة : تفسيرية وعقدية وإعرابية والتعليق على ما فيه من اسرائيليات او تعيين ما ابهم في القرآن بلا دليل , وغير ذلك وكانت هذه الإستدراكات موفقة في أغلبها وبعضها محل نظر وتأمل , فهي بحاجة إلى الدراسة والمناقشة .
---
مساعد الطيار
06-07-2003, 09:17 AM
الإخوة الكرام
1 ـ لقد جُمِع كثير من تفسير السلف ، وبقي منه بعض يحتاج إلى جمع ، ويمكن أن يكون سلسلة بعنوان ( تفسير المقلين من علماء السلف ) .
ويمكن تقسيمه حسب المدن أو الأقاليم ، فيقال : تفسير المقلين من علماء مكة ، تفسير المقلين من علماء المدينة .
ويمكن ان يجمع علماء هذين البلدين تحت عنوان تفسير المقلين من علماء الحجاز .
وهكذا في علماء الكوفة والبصرة والشام وغيرها .
ومن البحوث المعاصرة :
2 ـ أثر الانحراف الفكري المعاصر على تفسيرات المعاصرين .
3 ـ مفهوم المعجزة عند الفرق ، وأثره في موضوع الإعجاز .
4 ـ دراسة موازنة بين كتب الوقف والابتداء .
5 ـ دراسة موازنة لمصطلحات علماء الوقف والابتداء وتطبيقاتهم لها من خلال سورة أو أكثر .
6 ـ التفسير في كتب البلاغة دراسة وتحرير .(1/2821)
7 ـ اتجاهات التفاسير المعاصرة ، ومدى تلبيتها لحاجة المتعلم اليوم .
8 ـ دراسة موضوعية في كيفية دراسة منهج المفسر مع التطبيق على تفسير من التفاسير .
9 ـ دراسة موضوعية للعلوم القرآنية المعاصرة ؛ كالتفسير الموضوعي واتجاهات المفسرين ومناهجهم واإعجاز العلمي وغيرها .
10 ـ سؤالات الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم واستشكالاتهم في التفسير .
أرجو أن يكون في هذه البحوث فائدة لطلابها ، كما أتمنى لمن أطلع عليها وعرف عن بعضها أنه قد بُحِث أن يخبر عنها في هذه الزاوية ، ولكم من الله الجزاء الأوفى .
محبكم: أبو عبد الملك .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-07-2003, 01:17 PM
بسم الله
الموضوع الذي اقترحه الشيخ أبو عبد الملك : أثر الانحراف الفكري المعاصر على تفسيرات المعاصرين سبق أن سجل موضوع بعنوان مقارب وهو :الانحراف الفكري في التفسير المعاصر دوافعه ومجالاته وآثاره بحث في قسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض من قبل : يحيى ضاحي شطناوي . وقد نوقش منذ فترة .
ومن المواضيع المقترحة :
أقوال البيهقي في التفسير جمعاً ودراسة .
جهود الخطيب البغدادي في التفسير وعلوم القرآن جمعاً ودراسة .
---
مساعد الطيار
06-07-2003, 04:17 PM
شكر الله لك يا أبا مجاهد على هذه المعلومة .
ويا حبذا إذا كان الدكتور يحيى يطلع على هذا الملتقى أن يتحف قراءه بنبذة موجزة عن بحثه .
والدكتور الفاضل زميل دراسة أيام دراسة الماجستير ، حفظه الله ورعاه .
ومن الموضوعات التطبيقية التي تحتاج استقراءً لأقوال السلف ( مفهوم النسخ عند السلف وتطبيقاته في تفاسيرهم ).
---
أحمد البريدي
06-11-2003, 11:14 PM
شكر الله للجميع ما كتبوا , ولقد أقترح أحد الزملاء أن تكون المرحلة الثانية من هذا المشروع :
اختيار بعض المواضيع المقترحة , والتعاون في كتابة تصور للجوانب المناسبة والمهمة , لمن أراد الكتابة فيه , فما رأيكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-12-2003, 01:26 AM
بسم الله(1/2822)
اقترح البقاء على هذه الطريقة ، وأما التفصيل حول موضوع ما ؛ فيمكن طرحه في موضوع مستقل ، فيذكر من كان لديه رغبة في اختيار أحد الموضوعات أنه يريد بحثه ، ويشاركه الأخوة في طرح تصوراتهم حول الموضوع المختار .
هذا رأيي ، والأمر شورى .
---
مساعد الطيار
06-12-2003, 04:19 PM
أضم صوتي لاقتراح أبي مجاهد
---
أحمد البريدي
06-14-2003, 06:09 PM
الرأي ما ترون , ونبقى على الطريقة السابقة , وآمل متابعة طرح المواضيع المقترحة , وتفعيل الموضوع . وشكر الله للجميع مشاركاتهم .
---
طالب العلم
06-16-2003, 07:44 PM
أشكر لكم أيها الأحباب إهتمامكم بمثل هذه المواضيع ، والتي تهم طلاب العلم والمبتدئين في الدراسات العليا أمثالى : كما أتمنى أن يكون هناك إقتراحات لعناصر البحث حتى تعم الفائدة ويحصل النفع ولكم منا أيها المشايخ الفضلاء والاساتذة الكرماء أجمل التقدير وأوفره .
---
أحمد البريدي
06-17-2003, 11:32 AM
كتب الأخ الفاضل محمد يوسف في هذا الملتقى مقالا , ذكر فيه : ما نقله الزرقاني من إجماعات أهل العلم في مسائل علوم القرآن .
ومن المعلوم أن هناك إجماعات لا يصدق عليها الإجماع , لوجود الخلاف .
فقلت : لو جمعت هذه الإجماعات , ودرست ؛ لتحرير ما يصح الإجماع فيها من عدمه , لحصل فيه خير كثير .
ويكون عنوان البحث : الإجماع في مسائل علوم القرآن جمعا ودراسة .
ومن الممكن مراجعة مقال الأخ الفاضل محمد يوسف ؛ للإطلاع على بعض النماذج .
---
مساعد الطيار
06-17-2003, 11:32 PM
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد جرى بيني وبين أخي الفاضل أحمد البريدي محادثة حول كيفية إفادة الباحثين الذين يريدون اختيار موضوع من الموضوعات المطروحة ، لكنهم يخشون أن لو طرحوه في الملتقى العام أن يأخذه أحد ويسبقهم في تسجيله .(1/2823)
وحلاًّ لهذه المشكلة رأينا أنه يمكن أن يتصل من يريد موضوعًا بأحد المشرفين عبر بريده في الملتقى، ويستفيد منه ، كما يمكن المشرف أن يُفيد الباحث بطريقة لا تذهب بالموضوع عليه من سؤالات يوجهها إلى من يرى لهم اهتمامًا بالموضوع .
وبهذا يكون الموضوع محصورًا بين المشرفين وصاحب الموضوع ، ولا يُمكَّن منه غيره حتى يتركه هو .
والله الموفق .
---
أبو المثنى الحكمي
07-02-2003, 02:59 PM
الأخوة الفضلاء جزاكم الله خيراً على هذه الفكرة،وأخص بالشكر مبتكرها الشيخ أحمد البريدي.
أرجو التكرم بتعميم هذه الفكرة بذكر بعض المخطوطات النفيسة التي لم تحقق بعد،وجزيتم خيراً.
---
أبو خالد، وليد العُمري
07-02-2003, 06:59 PM
*
* المقولات التي أقرها القرأن العظيم: وقد كتبت نبذة تتعلق به.
* الأقوال التي أمر الله الأنبياء ( أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) بقولها:
نحو: ( قل إن الأمر كله لله ) ، ونحو : (قل كونوا حجارة أو حديدًا ....).
وهذا بحث نافع ، وممتع، إذا رُتب موضوعيًا، وأستفيد من طريقة القرآن في الإجابة على الشُبه، والاستفسارات، والسؤالات.......
والله تعالى أعلم.
---
أحمد البريدي
07-11-2003, 05:07 PM
تقدم الملخص الأول للمواضيع المقترحة ,وهذا الملخص الثاني مع إهمال ما نبه الأخوة على ما تم بحثه من قبل:
24- استدراكات الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين .
25- سلسلة بعنوان ( تفسير المقلين من علماء السلف ) .
26- مفهوم المعجزة عند الفرق ، وأثره في موضوع الإعجاز .
27 ـ دراسة موازنة بين كتب الوقف والابتداء .
28ـ دراسة موازنة لمصطلحات علماء الوقف والابتداء وتطبيقاتهم لها من خلال سورة أو أكثر .
29 ـ التفسير في كتب البلاغة دراسة وتحرير .
30 ـ اتجاهات التفاسير المعاصرة ، ومدى تلبيتها لحاجة المتعلم اليوم .
31 ـ دراسة موضوعية في كيفية دراسة منهج المفسر مع التطبيق على تفسير من التفاسير .(1/2824)
32 ـ دراسة موضوعية للعلوم القرآنية المعاصرة ؛ كالتفسير الموضوعي واتجاهات المفسرين ومناهجهم واإعجاز العلمي وغيرها .
33 ـ سؤالات الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم واستشكالاتهم في التفسير .
34-قوال البيهقي في التفسير جمعاً ودراسة .
35-جهود الخطيب البغدادي في التفسير وعلوم القرآن جمعاً ودراسة .
36- مفهوم النسخ عند السلف وتطبيقاته في تفاسيرهم .
37- الإجماع في مسائل علوم القرآن جمعا ودراسة .
38- المقولات التي أقرها القرأن العظيم.
39-الأقوال التي أمر الله الأنبياء ( أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) بقولها:
نحو: ( قل إن الأمر كله لله ) ، ونحو : (قل كونوا حجارة أو حديدًا ....).
شكر الله للجميع ما كتبوا , سائلا المولى عزوجل ان يكتب لهم الأجر والمثوبة ,مع أملي بمواصلة الاقتراحات متذكرين أن الدال على الخير كفاعله.
وأما اقتراح الأخ الفاضل ابو المثنى الحكمي بشأن إضافة بعض المخطوطات النفيسة التي لم تحقق بعد، فهو اقتراح رائع , إلا أنه من الصعب معرفة كل ما حقق منها لكن ممكن يطرح وينبه الأخوة على ما تم تحقيقه ,وأنا اطرح الموضوع عليكم هل ترون ان نفرده في قسم مستقل أو نضيفه في هذا القسم , وعندي مجموعة من فهارس االمخطوطات في التفسير وعلوم القرآن استعرضتها وقمت باستخراج مجموعة منها , أراها من المخطوطات التي تستحق التحقيق , مع عدم علمي بما تم تحقيقه منها.وأنا منتظر لرأيكم.
واعتذر عن تأخر الرد في الفترة الماضية لسفري وعدم وجود الوقت الكافي للمتابعة .
---
أحمد البريدي
07-19-2003, 04:52 AM
من المواضيع المهمة :اراء ابن تيمية في علوم القرآن
وهو من المواضيع التي سجلت في قسم القرآن في جامعة الإمام وألغيت كما في الفهرس المعد من القسم .
---
حسن الكبهي
07-19-2003, 09:25 AM
سلام عليكم ، قد أضفت هذه الأسطر في طرح الشيخ مساعد الا انني وجدت ان لها ارتباطا هنا ايضا فاني انقلها من هناك الى هنا:
علم جديد(1/2825)
أشكر الجميع على اثراء هذه الفكرة التي مازالت بحاجة للمزيد
أود ان ألفت النظر الى مسألة فيما يتعلق بالدراسات العليا والبحث العلمي في دراسات القرآن الا وهي:
اننا نجد ان مصادر العلم هي فقط القرآن والسنة وما كان بعدها يجب ان يكون في نفس اطارهما لكننا نجد ان علوم الشريعة المنبثقة منهما كثير فهناك:
علم المصطلح و علم الفقه وأصول الفقه وغيرها كثير، وبالنسبة للقرآن فيوجد التفسير و علوم القرآن و أصول التفسير و غريب القرآن و أسباب النزول و الناسخ والمنسوخ و التجويد وغيرها
لكنها كلها علوم انبثقت من القرآن ولخدمة القرآن والذي أراه انه يوجد علوم أخرى اما ان تكون جديدة تحتاج لأظهار واما ان تكون مبعثرة في الكتب تحتاج الى تجميع وتهذيب كما هو الحال في اسباب النزول مثلا
والذي أحث عليه اخواني القائمين على البحث العلمي هو اظهار الجديد أو المجمّع المهذب من هذه العلوم الخادمة لكتاب الله
هذه مجرد فكرة والله أعلم وهو الهادي الى الصواب
---
أبومجاهدالعبيدي
07-21-2003, 06:47 AM
موضوع : علوم القرآن عند ابن تيمية الذي ذكر الشيخ أحمد البريدي أنه ألغي ، تقدم به مرة أخرى أحد الزملاء وهو الأخ : بجاد القحطاني ، وهو موضوع طويل ، ولا أدري ما آخر أخباره مع الكلية !
وللفائدة : فقد تقدمت إحدى الطالبات بموضوع : علوم القرآن عند ابن القيم ، وما أدري كذلك هل قبل أم لا ؟ .
---
أحمد البريدي
07-23-2003, 03:16 AM
كثيرا ما يذكر المفسرون في موضوع المكي والمدني قولهم : سورة كذا مكية إلا آية كذا وكذا معتمدين آحيانا على أسلوبها دون إيراد أدلة تثبت هذا الإستثناء , ولذا اقترح ما يلي :
جمع ما قيل باستثناءه ودراستها لمعرفة هل يصح الا ستثناء من عدمه . مع العلم أن للموضوع تعلق بأسباب النزول.
وهذا الموضوع من الموضوعات التطبيقية التي ادعو دائما لتبنيها لتحرير كثير من الأقوال الموجودة في علوم القرآن .
---
حسن الكبهي(1/2826)
07-26-2003, 04:21 PM
لو نظرنا الى أقسام القرآن لوجدنا :
1- التوحيد 2- القصص 3- التشريع
وهناك من قسم القرآن الى أكثر من هذا (مثلا: انظر تفسير ابن جزي -المقدمة)
فلو أننا جمعنا كل آيات القرآن الخاص بكل قسم ( جمعا - دراسة - استنباطا) لكانت هذه نظرة مفسرة لكل القرآن تحت أقسام قليلة من 3 الى 6 أقسام
واذا ما أردنا التفصيل، فاننا نحتاج الى فهرس لكل مواضيع القرآن، ومن ثم نبدأ بتفسيرها موضوعا موضوعا تحت نور الوحيين القرآن والسنة
فهذه وجهتا نظر لتفسير القرآن: عامة تحت أقسام قليلة ، وخاصة كل موضوع على حدة
والله أعلم
---
أحمد البريدي
07-28-2003, 12:36 AM
تراجم معاني القرآن كثيرة وبلغات شتى وهذا شيء يفرح إلا أنه من الملاحظ على كثير من هذه الترجمات أنهاأعمال فردية وارتجالية , غير مبنية على أصول , قام مترجمها بدافع الحماس أو غير ذلك... ,ولذا فقد حصل فيها أخطاء كثيرة .
فحبذا لو قام أحد الأخوة بدراسة تأصيلية لترجمة معاني القرآن , ثم قام بتقويم لتراجم لغة من اللغات كأن تكون الأنجليزية مثلا , وهذا سيكون له فائدة كبرى مع علمي وإدراكي لصعوبة مثل هذا البحث , حيث يحتاج إلى أن يكون مجيدا للغة أخرى , لكن من تأمل تخبط الناس فيما يتعلق بالترجمة وحاجتهم إلى وضع أصول لهذا العلم أدرك أهمية الموضوع وخاض الصعاب , اسأل الله تبارك وتعالى أن يهيىء له رجلا جلدا صبورا .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-28-2003, 01:22 AM
موضوع دراسة التراجم لمعاني القرآن وتقويمها التي ذكرها أخي الشيخ أحمد من أهم ما ينبغي لأقسام القرآن الكريم في الكليات الشرعية العناية به .
ولا بد من تفريغ متخصصين علم تفسير القرآن لتعلم اللغة المراد دراسة تراجم معاني القرآن بها ، فإذا أتقن تلك اللغة كان عليه مسؤليتان :
الأولى : القيام بترجمة معاني القرآن إلى تلك اللغة ترجمة دقيقة مأمونة .(1/2827)
الثانية : دراسة الترجمات السابقة وتقويمها وبيان الجيد منها من غيره ، وما يمكن الاستفادة منه ، وما يحسن إيقاف طباعته ، وهكذا .
ورأيي أن مثل هذه الأعمال تصلح مشاريع بحث لما بعد الماجستير والدكتوره .
---
أحمد البريدي
07-28-2003, 01:59 AM
لاحظت عند قرائتي لتفسير ابن عطية كثرة استدراكاته على اثنين ممن سبقه من المفسرين الكبار وهما :
1- ابن جريرالطبري .
2- ابو العباس المهدوي .
وقد تم دراسة استدراكاته على ابن جرير في رسالة مستقلة وبقي فيما أعلم استدراكاته على ابي العباس المهدوي .
ومن المواضيع ايضا : علوم القرآن عند ابن عطية .
ومن قرأ الجزء الأول من تفسيره تبين له مجموعة كثيرة منها .
---
مرهف
07-30-2003, 02:24 AM
بسم الله :
جزى الله خيراً كل من أغنى وأثرى وأفاد ، وإنني لما رأيت التهجم العنيف والتحدي الشديد من الطابور الخامس وأذنابهم ، وأعداء الإسلام على كتاب الله متسترين تحت شعارات براقة مغرية وأهمها التجديد فإني أقترح أن يكتب موضوع في ( دراسة الإتجاهات التجديدية المعاصرة ووضع قواعد التجديد لفهم كتاب الله المجيد ) يعرف فيه بالتيارات المنحرفة ومعنى التجديد في التفسير والضوابض والقواعد العامة ويذكر أسماء من لهم باع في التفسير وأثروا على التفسير في منهجه وتاريخه وأرجو أن أكون قد وفقت في عرض الفكرة والله أعلم . فما رأيكم
---
أحمد القصير
07-30-2003, 04:40 PM
من الموضوعات المقترحة :
علوم القرآن / دراسة موضوعية .
يشتمل على العناصر التالية :
أولاً : نشأة علوم القرآن ، ويشمل :
أ / علوم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
ب/ علوم القرآن في عهد الصحابة رضي الله عنهم .
ج/ علوم القرآن في عهد التابعين .
د/ علوم القرآن في عهد التدوين .
ه/ علوم القرآن في الوقت المعاصر .
ثانياً : المؤلفات في علوم القرآن ، ويشمل :
أ/ الكتب المفردة في علوم القرآن .
ب/ علوم القرآن في كتب التفسير .(1/2828)
ج/ علوم القرآن في كتب الحديث ، وهكذا .
ثالثاً : مناهج المؤلفين في علوم القرآن ، ويكون ذلك لأهم المؤلفات على سبيل الإيجاز ، ويشمل ما يلي :
أ/ مناهج المؤلفين في علوم القرآن .
ب/ مناهج المفسرين في علوم القرآن .
رابعاً : أثر علوم القرآن في مناهج المفسرين .
خامساً : مصادر علوم القرآن .
سادساً : أنواع المؤلفات في علوم القرآن .
سابعاً : عناية العلماء بعلوم القرآن .
ثامناً : علوم القرآن والمستشرقين .
هذه بعض العناصر على سبيل الإجمال ويمكن الزيادة عليها والتعديل ، والله تعالى أعلم .
---
أحمد القصير
07-30-2003, 04:42 PM
ومن الموضوعات :
الإسرائيليات المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم في التفسير ، جمعاً وتخريجاً ودراسة .
---
أحمد القصير
07-30-2003, 04:47 PM
إشارة إلى ما ذكر من بعض الموضوعات المقترحة أفيد الأخوة بالمسجل منها ، وهي :
1- المقولات في القرآن الكريم ، تقدم به أحد طلبة الدكتوراه في جامعة أم القرى .
2- التفسير النبوي للقرآن الكريم ، مسجل في الجامعة الإسلامية لرسالة ماجستير ودكتوراه ، عام 1408 هـ . ويتناول جمع النصوص التي فسر بها النبي صلى الله عليه وسلم القرآن .
---
حسن الكبهي
07-31-2003, 07:56 AM
يوجد في تراثنا الالآف من الكتب المخطوطة موجودة أو مفقودة، فأنا ادعو من له استطاعة لتحقبق واخراج هذا التراث الضخم والذي بلغت عدته 262 مليون مجلد مخطوط كما أحصيت حتى سنة 1948 ويقال بعد ذلك أنها أحصيت بمئات الملايين . انظر منهج البحث العلمي د. ثريا ملحس ص246
وهذه الدعوة مؤيدة من الكثير كما هو مرفق في الملف والذي يدعو فيه د. حسام عفانة لذلك. ارجو الاطلاع عليه
---
حسن الكبهي
07-31-2003, 07:59 AM
عفوا نسيت ارفاق الملف في الرد السابق ، دونك الملف
---
أحمد البريدي
08-10-2003, 02:03 PM(1/2829)
شكر الله لك هذا الجهد , ونتمنى المواصلة , وأما اقتراحك فهو محل قبول , وسبق ان اقترحه أحد الأخوة , ووافقته عليه , وطلبت من الأخوة رأيهم في هذا الموضوع , وأنا منتظر , وسيكون بمشيئة الله تعالى في موضوع مستقل تحت عنوان :
مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية
وقد قمت باستخراج مجموعة لا بأس بها من جملة من الفهارس ,فمن كان عنده وجهة نظر فليرسلها عبر بريد الملتقى , وأنا له شاكراً .
---
حسن الكبهي
08-16-2003, 07:59 AM
بالنسبة للمخطوطات أرى ان يهتم ايضا بايجاد طريقة لأدارة أمرها ومن ذلك:
1- ما هي المخطوطات المتعلقة بالتفسير
2- أين توجد الان؟
3-بحث عن كيف تحقق مخطوطا
4- كيف يمكن لى البحث عن المخطوطات
5- ماذا عن المخطوطات الضائعة
مثال ذلك انا أبحث عن مخطوط تفسير بقي بن مخلد الضائع بواسطة بعض العلاقات في المغرب العربي والاندلس ولو اني وجدته لحققته بنفسي لكني لست في درجة تحقيق مخطوطات التفسير فسوف أسلمه لأحد الشيوخ وغيرهذا المخطوط كثير ولكني أعني علم التفسير
فنعم حبذا لو كان في الملتقى طريق يسهل التعرف على المخطوطات
---
أمين الشنقيطي
08-23-2003, 12:05 AM
أقدمتم جزاكم الله خيرا على طرح ماكنا طلبة العلم جميعا نتمناه من أفكار،فلاتنسونا من دعائكم،
وأضيف هنا أن الفكرة التى تكون نواة لرسالة علمية،تمرّ بمراحل عديدة معروفة لدى الباحثين،
ولهذا لايمتنع علينا أن نساعد بعضنا بعضا فى أخذ كل منا بيد الآخر فى تقديم فكرة أوموضوع مناسب لمقدرة الطالب نفسه،فمثلا أنا أعرف فلانا من الناس متخصص فى التفسيرحاليا ولكنه يتقن أصول الفقه مثلا فلامانع من تنبيهه على مايناسبه ولايكون فى ذلك أي سرقة،أواستلال،
ولكن أحذر كثيرا من الباحثين فى السير فى مخطط لرسالة سبق تسجيلها،أوفكرة تبناها باحث ،أو عنوان سبق اختياره،فهذا كمن يخطب على خطبة أخيه وهو يعلم.(1/2830)
وأرجو من الإخوة الباحثين طرج الجديد فى علم القراءات،من موضوعات ،ورسائل مخطوطة تحت أيديهم تحسب لهم ،ليتم التواصل،
وفى نيتى ان شاء الله بحث مسئلة تفرد القارئ بالرواية،وأسبابه،ومايتفرع على هذا التفرد. أرجوا المشورة.والله معنا.
أخوكم د:أمين الشنقيطي
أستاذ مساعد بقسم القراءات
الجامعة الاسلامية.
---
أحمد البريدي
09-01-2003, 12:00 AM
حياك الله د. أمين الشنقيطي
نعم تحذيرك في محله , ونربأ بطلبة العلم مقارفته , ولولا اننا في تخصص شرعي ما أقدمنا على مثل هذه الخطوة , ولذا فمن يرغب في موضوع من المواضيع فليراسلني مؤكدا عزمه على اختيار الموضوع , وسوف انبه على أن هذا الموضوع تم اختياره من دون ذكر من اختاره, فلا يتقدم به أحد , كما ارجو من الأخوة الذين سجلوا أحد هذه المواضيع مراسلتي حتى يتم التنبيه كذلك . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
أحمد البريدي
09-19-2003, 10:58 PM
الملخص الثالث للمواضيع المقترحة :
40- جمع ما قيل باستثناءه في موضوع المكي والمدني ودراستها لمعرفة هل يصح الا ستثناء من عدمه كقولهم : سورة كذا مكية إلا آية كذا .
41 - جمع كل آيات القرآن الخاص :1 - التوحيد 2- القصص 3- التشريع ثم تفسيرها تفسيرا موضوعيا ( جمعا - دراسة - استنباطا).
42- دراسة تأصيلية لترجمة معاني القرآن , ثم دراسة تفويميه لتراجم لغة من اللغات كأن تكون الأنجليزية مثلا .
43-استدراكات ابن عطية على ابي العباس المهدوي " تم تسجيله من قبل أحد الباحثين "
44- علوم القرآن عند ابن عطية .
45- دراسة الإتجاهات التجديدية المعاصرة ووضع قواعد التجديد لفهم كتاب الله المجيد .
46- علوم القرآن / دراسة موضوعية .
يشتمل على العناصر التالية :
أولاً : نشأة علوم القرآن ، ويشمل :
أ / علوم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
ب/ علوم القرآن في عهد الصحابة رضي الله عنهم .
ج/ علوم القرآن في عهد التابعين .
د/ علوم القرآن في عهد التدوين .(1/2831)
ه/ علوم القرآن في الوقت المعاصر .
ثانياً : المؤلفات في علوم القرآن ، ويشمل :
أ/ الكتب المفردة في علوم القرآن .
ب/ علوم القرآن في كتب التفسير .
ج/ علوم القرآن في كتب الحديث ، وهكذا .
ثالثاً : مناهج المؤلفين في علوم القرآن ، ويكون ذلك لأهم المؤلفات على سبيل الإيجاز ، ويشمل ما يلي :
أ/ مناهج المؤلفين في علوم القرآن .
ب/ مناهج المفسرين في علوم القرآن .
رابعاً : أثر علوم القرآن في مناهج المفسرين .
خامساً : مصادر علوم القرآن .
سادساً : أنواع المؤلفات في علوم القرآن .
سابعاً : عناية العلماء بعلوم القرآن .
ثامناً : علوم القرآن والمستشرقين .
47 - الإسرائيليات المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم في التفسير ، جمعاً وتخريجاً ودراسة .
ولكي تتضح الفكرة الكاملة للموضوع فلا بد من مراجعة ما كتبه مقترح الموضوع .
---
فخر الدين
10-09-2003, 03:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إخواني المشائخ الكرام :برأيكم أي هذه الموضوعات ترونه أولى بالتأليف في هذه الفترة.
وهلا زودتمونا بتصور عن الأسس للكتابة في هذا الموضوع الذي تقترحونه.
وجزاكم الله خيرا.
---
متعلم
12-06-2003, 03:24 PM
شكر وثناء لصاحب هذه الفكرة المباركة ، ودعوة صادقة من الأعماق لمن قام ويقوم على هذا المنتدى المبارك ، زادكم الله حرصاً وتوفيقاً وتسديداً ...وإلى الأمام أعانكم الله ،،،
---
خالد الباتلي
12-14-2003, 02:21 PM
قراءات الصحابة الخارجة عن مصحف عثمان رضي الله عنه : جمعا وتخريجا ودراسة .
وقد سبق طرح الموضوع على الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1145
---
أحمد القصير
12-14-2003, 08:47 PM
أخي الكريم : خالد الباتلي ، حفظه الله :
حول موضوع قراءات الصحابة ، اقترح أن يكون العنوان : القراءات المسندة غير المتواترة ، جمعا وتخريجا ودراسة .(1/2832)
وهذا العنوان أدق ، ليشمل القراءات المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنها غير متواترة ، مثل قراءة : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر } .
وأما تقييدها بالخارجة عن مصحف عثمان فيرد عليه أن هناك قراءات موافقة للرسم العثماني لكنها غير متواترة ، بمعنى أنها في حكم الشاذ .
هذا ما أراه حول العنوان ، والعلم عند الله تعالى .
---
أحمد البريدي
12-20-2003, 09:59 PM
طرح الشيخ عمر المقبل موضوعاً في التفسير الموضوعي بعنوان : مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن.
ولمعرفة المزيد عنه اذهب إلى الرابط التالي :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=4424#post4424
---
أبومجاهدالعبيدي
12-20-2003, 10:24 PM
من الموضوعات المقترحة
منهج القرآن في الرد على شبهات المخالفين وأباطيلهم
وهو موضوع مهم في التفسير الموضوعي ، وقد سبق التنبيه عليه هنا على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1078&highlight=%CA%D6%C7%E3%E4%C7)
وكذلك هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1069&highlight=%DA%C7%C8%D1+%D3%C8%ED%E1)
---
عمر المقبل
12-23-2003, 12:08 AM
من خلال تصفحي لكتاب : (طبقات ابن سعد) وجدت أن فيه ثروة علمية تتعلق بالآثار المسندة في التفسير ، فهل من باحث ؟
وميزة أسانيد ابن سعد أنها قصيرة ، إلا أن فيها من الرجال غير المشهورين الكثير .
---
Mohmmad
12-23-2003, 03:33 PM
هناك أربع أو خمس رسائل مسجلة في جامعة الإمام تحت عنوان الأحاديث والاثار الواردة في طبقات ابن سعد جمع ودراسة وتخريج....
---
عمر المقبل
12-24-2003, 07:15 AM
الرسائل التي تفضل أخونا محمد بذكرها لم تكن خافية ، بل كدت أسجل فيها ، ولكن كان مرادي لفت النظر إلى المادة المتعلقة بتخصص التفسير فقط .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-16-2004, 08:16 AM
بسم الله(1/2833)
لفت نظري وأنا أقرأ في كتب التفسير المختلفة مسألة مهمة في التفسير أرى أنها تصلح كرسائل ماجستير أو دكتوراه ، وهي :
انفرادات المفسرين
أو : ما انفرد به أحد المفسرين
أو : الأقوال التي تقرد بها أحد المفسرين
أو نحو هذا .
والمقصود : أن هناك أقوال انفرد بها أحد المفسرين مخالفاً إجماع من قبله ، أو ليس له فيها سلف ، وهذا الأقوال قوية ، ولها حظ من النظر .
فلو جمعت هذه الأقوال لكانت ودرست ، واستنبط منها فوائد متعلقة بالموضوع لكانت موضوعاً نفيساً ,
ومن أمثلة ذلك :
ما ذكره ابن العربي المالكي بقوله : ( (قوله تعالى : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } . فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : قال المفسرون بأجمعهم : أقسم الله هنا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا له ، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون . قالوا : روي عن ابن عباس أنه قال : " ما خلق الله وما ذرأ ولا برأ نفسا أكرم عليه من محمد ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره " .
وهذا كلام صحيح ، ولا أدري ما الذي أخرجهم عن ذكر لوط إلى ذكر محمد ، وما الذي يمنع أن يقسم الله بحياة لوط ، ويبلغ به من التشريف ما شاء ؛ فكل ما يعطي الله للوط من فضل ويؤتيه من شرف فلمحمد ضعفاه ؛ لأنه أكرم على الله منه . أولا تراه قد أعطى لإبراهيم الخلة ، ولموسى التكليم ، وأعطى ذلك لمحمد ، فإذا أقسم الله بحياة لوط فحياة محمد أرفع ، ولا يخرج من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذكر لغير ضرورة . )
ومن الأمثلة كذلك ما ذكره الرازي في تفسير الفرقان في قول الله تعالى في سورة آل عمران :( من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان ) [ يراجع تفسيره لهذه الآية في تفسيره الكبير ] .
والأمثلة كثيرة جداً ، والمراد التنبيه .
---
ابن العربي
02-11-2004, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم على هذه المواضيع ولكن آمل من سعادتكم تحديد ما يصلح للماجستير ، وما يصلح لدكتوراه
وشكراً
---(1/2834)
أمين الشنقيطي
02-14-2004, 10:40 PM
السلام عليكم جميعا:
إجابة على الاستفسار الأخير،وتذكيرا بعض فوائد ماعرفته فى المرحلتين،
أولا:مرحلة الماجستير هى مرحلة تعتمد وبشكل كبير على الجمع وتنمية المقدرة ، والتتبع الشامل للبحث، وقد يتعب الباحث كثيرا لذلك ، ولكونه لازال فى بدايات البحث ولذا ينبغى عليه قبل البدء أن يحدد بحثا فى حدود إمكانيته خاصة كما هو معلوم فى البحوث الأكاديمية ،
ثانيا مرحلة الدكتوراة ،وهذه مرحلة أدق وأكثر موسوعية مع المقدرة على النقد الهادف ،مع التزام أمر هام وهو الجدة والابتكار والأسلوب الأدبي الرصين الذى هو فى نظري فى حاجة إلى التخصص فيه فترة على أحد المتخصصين إلى جانب توصيات المشرفين.
وفيما إذا قرأ الإخوة هذين الأمرين بجانب مراجعة كتب البحث المساعدة، أرجوا أن يوفق إلى سلوك الطريق الأرشد واختيار بحث مفيد يتوج بالنجاح والاستحسان . وفق الله الجميع
---
أحمد البريدي
04-10-2004, 08:54 PM
من المواضيع
كليات القرآن عند الراغب الأصفهاني في كتابه المفردات جمعاً ودراسة .
وقد جمعها محقق الكتاب صفوان داوودي تجدها ضمن فهارس الكتاب وعددها 49 قاعدة ويبقى على الباحث التأكد من ذلك ومن ثم دراستها لمعرفة صحة إطلاق الكلية عليها من عدمه .
---
أحمد القصير
04-10-2004, 10:46 PM
علمت من أحد الأخوة أن موضوع كليات القرآن مسجل في جامعة الإمام ، واعتقد أنه قد أتى على ما عند الراغب .
---
أحمد البريدي
04-10-2004, 11:44 PM
موضوع الكليات جانب تطبيقي استبعد أن يأتي عليها شخص في رسالة واحدة , ولذا أرى التأكد في مثل هذه المواضيع حتى لا نغلق ابواباً بمجرد الظن , وأشكر لك متابعتك .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-05-2004, 07:02 AM
من موضوعات التفسير التي يجدر تناولها بالدراسة والبحث موضوع :
عرف القرآن والمعهود من استعمالاته(1/2835)
وقد كتبت بحثاً مختصراً عنه هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2279&highlight=%DA%D1%DD+%C7%E1%DE%D1%C2%E4)
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 07:36 AM
تفسير ابن عاشور تفسير حافل بالفوائد ، ملئ بالكنوز ، غني بالدرر
وقد لفت انتباهي وأنا أقرأ فيه تعقباته على أقوال قيلت قبله في التفسير ، فلو جمعت تعقباته على المفسرين قبله ، واستراكاته عليهم لكانت موضوعاً جيداً نافعاً جديراً بالدراسة للدكتوراه .
وظني أنه يحتاج إلى عدة رسائل .....
فالموضوع المقترح هو :
استدراكات ابن عاشور على من قبله من المفسرين - جمعاً ودراسة
---
عبدالعزيز محمود المشد
02-08-2005, 11:43 PM
جزاكم الله خيراً على هذا الجهد فيي خدمة كتاب الله
وأفيدكم علماً بأن قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر له باع كبير في هذا الموضوع بمفهوم أعم من الإسرائيليات وهو " الدخيل في كتب التفسير " وينقسم إلى قسمين " دخيل النقل " و يشمل الإسرائيليات ، والأحاديث الضعيفة , والموضوعة
"ودخيل الرأي " ويشمل الأقوال الفاسدة في التفسير كأقوال الباطنيه وغيرهم
وموضوع رسالتي الماجستير في هذا المجال وعنوانها
" الدخيل في تفسيري ابن أبي حانم والآلوسي من أوا سورة الأعراف إلى نهاية سورة التوبة " وهي استكمال لعمل بدأه بعض الزملاء وأستكمله بعضهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / عبدالعزيز محمود المشد
---
أحمد البريدي
02-09-2005, 02:13 PM
شكر الله لك يا شيخ عبد العزيز مداخلتك وارجو أت تفيدنا ببعض الموضوعات والمشاريع التي عملت في جامعتكم فلعل الأخوة يستفيدون منها .
---
أبو معاذ البلقاوي
03-23-2005, 05:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2836)
الحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد فهذه قائمة بعناوين مقترحة للرسائل والأبحاث العلمية في مجال الدراسات القرآنية جمعتها من مصادر متعددة خلال فترة بحثي عن موضوع لرسالة الماجستير وأحب أن ينتفع بها إخواني، آملا منهم ألا يبخلوا عليّ بدعوة في ظهر الغيب ، أو توجيه أو زيادة أو استدراك حتى تتم المنفعة بها والله الموفق. أبو معاذ البلقاوي المدينة النبوية ص.ب 10218 ddn@gawab.com
1- توجيه أقوال السلف وأسباب اختلافهم ونوعه ومصادرهم التي اعتمدوها ومعرفة مدى احتمال الآية لها من عدمه ، وما إلى ذلك من الموضوعات التي تتعلق بتفسير السلف خاصة .
2- مرويات السلف في تفسير القرآن بالقرآن " جمعا ودراسة .
3- علوم القرآن ، رواية ودراية بحيث تجمع الروايات في كل موضوع من مواضيع علوم القرآن من جميع كتب السنة ، ودراستها دراسة حديثية ( رواية ) ، ونظرية ( دراية ) .
مثل : جمع الروايات في نزول القرآن .
وجمع الروايات في جمع القرآن . وهكذا .
4- محاولة جمع واستقصاء ما رواه الصحابة من الإسرائيليات , ثم استخلاص ما صح منها , ثم استخراج منهجهم وقواعدهم في التعامل معها .
5- الأقوال الضعيفة والشاذة في علوم القرآن - جمع ونقد ودراسة .
6- أقوال أهل السنة في علوم القرآن .
7- جمع تفسير القرآن بالسنة من جميع مظانه والحكم عليه وتصنيفه .
8- حقيقة عصمة الأنبياء وأثرها في التفسير .
9- القول بالإعجاز العلمي وتقرير ضوابطه .
10- التفاسير التي أحدثت أثرا فيما جاء بعدها من كتب التفسير .
11- الحوار في القرآن الكريم ـ دراسة تأصيلية لمفهوم الحوار وأسسه وقواعده وأثره وأنواعه .
12- علم النفس في القرآن الكريم ـ دراسة لفطرة النفس البشرية وأمراضها وكيف عالجها القرآن الكريم .
13- علاقة علوم القرآن بالتفسير .
14- تفسير القرآن بالوحيين "القرآن والسنة" دراسة تأصيلية
15- الجوانب التربوية ( السلوكية ) ( الدعوية ) في كتاب الله .(1/2837)
16- تحزيب القرآن - تاريخه ، وهدي السلف فيه [ مع دراسة التحزيب المعروف الذي استقرت عليه المصاحف اليوم ، وهل يمكن إعادة النظر فيه أم أن هذا الأمر قد استقر وتلقته الأمة بالقبول ؟] .
17- اختلاف التنوع في التفسير - دراسة تأصيلية تطبيقية على سورة الفاتحة والبقرة [ وهكذا إلى آخر القرآن على شكل مشروع متسلسل لأطروحات علمية ] .
18- الأقوال التي ذمها الله في كتابه [ ينظر كتاب كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء لابن القيم ص151-152 بتحقيق ربيع خلف ففيه إشارة إلى هذا الموضوع مع أمثلة توضحه ].
19- القراءات المردودة في كتب القراءات والتفسير .
20- أقوال المحدثين في التفسير - جمع ودراسة [ جمع أقوال المحدثين في التفسير من خلال كتب السنة ، مع دراسة مناهجهم في ذلك ]
21- أقوال أبي عبيد القاسم بن سلام في التفسير وترجيحاته - جمع ودراسة [ له تميز واضح ، وأثر كبير على من بعده ]
22- ترجيحات ابن العربي المالكي في التفسير [ مع جمع أقواله من كتبه الأخرى ] موضوع جدير بالعناية .(سجِّل)
23- حديث القرآن عن القرآن
هذا هو ملخص ما سبق من مواضيع مقترحة مع العلم ان منها ما قد تم بحثه مثل جمع التفسير النبوي وهوكتاب طبع وارجو مواصلة الإقتراحات مع التنبيه على ماتم بحثه لمن علم ذلك وبارك الله في حهود الجميع .
24 - استدراكات الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين .
25- سلسلة بعنوان ( تفسير المقلين من علماء السلف ) .
26- مفهوم المعجزة عند الفرق ، وأثره في موضوع الإعجاز .
27- دراسة موازنة بين كتب الوقف والابتداء .
28- دراسة موازنة لمصطلحات علماء الوقف والابتداء وتطبيقاتهم لها من خلال سورة أو أكثر .
29- التفسير في كتب البلاغة دراسة وتحرير .
30- اتجاهات التفاسير المعاصرة ، ومدى تلبيتها لحاجة المتعلم اليوم .
31- دراسة موضوعية في كيفية دراسة منهج المفسر مع التطبيق على تفسير من التفاسير .(1/2838)
32- دراسة موضوعية للعلوم القرآنية المعاصرة ؛ كالتفسير الموضوعي واتجاهات المفسرين ومناهجهم والإعجاز العلمي وغيرها .
33- سؤالات الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم واستشكالاتهم في التفسير .
34- أقوال البيهقي في التفسير جمعاً ودراسة .
35- جهود الخطيب البغدادي في التفسير وعلوم القرآن جمعاً ودراسة .
36- مفهوم النسخ عند السلف وتطبيقاته في تفاسيرهم .
37- الإجماع في مسائل علوم القرآن جمعا ودراسة .
38- المقولات التي أقرها القرأن العظيم.
39- الأقوال التي أمر الله الأنبياء ( أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) بقولها:
نحو: ( قل إن الأمر كله لله ) ، ونحو : (قل كونوا حجارة أو حديدًا ....).
40- جمع ما قيل باستثناءه في موضوع المكي والمدني ودراستها لمعرفة هل يصح الاستثناء من عدمه كقولهم : سورة كذا مكية إلا آية كذا .
41- جمع كل آيات القرآن الخاص :1 - التوحيد 2- القصص 3- التشريع ثم تفسيرها تفسيرا موضوعيا ( جمعا - دراسة- استنباطا).
42- دراسة تأصيلية لترجمة معاني القرآن , ثم دراسة تفويميه لتراجم لغة من اللغات كأن تكون الأنجليزية مثلا .
43- استدراكات ابن عطية على ابي العباس المهدوي
44- علوم القرآن عند ابن عطية .
45- دراسة الإتجاهات التجديدية المعاصرة ووضع قواعد التجديد لفهم كتاب الله المجيد .
46- علوم القرآن / دراسة موضوعية .
يشتمل على العناصر التالية :
أولاً : نشأة علوم القرآن ، ويشمل :
أ / علوم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
ب/ علوم القرآن في عهد الصحابة رضي الله عنهم .
ج/ علوم القرآن في عهد التابعين .
د/ علوم القرآن في عهد التدوين .
ه/ علوم القرآن في الوقت المعاصر .
ثانياً : المؤلفات في علوم القرآن ، ويشمل :
أ/ الكتب المفردة في علوم القرآن .
ب/ علوم القرآن في كتب التفسير .
ج/ علوم القرآن في كتب الحديث ، وهكذا .(1/2839)
ثالثاً : مناهج المؤلفين في علوم القرآن ، ويكون ذلك لأهم المؤلفات على سبيل الإيجاز ، ويشمل ما يلي :
أ/ مناهج المؤلفين في علوم القرآن .
ب/ مناهج المفسرين في علوم القرآن .
رابعاً : أثر علوم القرآن في مناهج المفسرين .
خامساً : مصادر علوم القرآن .
سادساً : أنواع المؤلفات في علوم القرآن .
سابعاً : عناية العلماء بعلوم القرآن .
ثامناً : علوم القرآن والمستشرقين .
47- الإسرائيليات المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم في التفسير ، جمعاً وتخريجاً ودراسة .
48- كليّات القرآن
49- أحاديث وآثار علوم القرآن في الكتب الستة
50- نظرية التصوير الفني عند ....... (ابن القيم.)
51- ابن القيم والتفسير الموضوعي.
52- الخطاب النفسي في القرآن
53- علم أسباب النزول وأثره في توضيح سمات المجتمع المسلم في عصر النبوة
54- الأحاديث والآثار الواردة في نزول القرآن وجمعه (دراسة وتحقيق)
55- النووي الجاوي ومنهجه في التفسير (مراح لبيد)
56- سور (الحمد) في القرآن
57- أسس احتفظ الأمة بكيانها في القرآن
58- شخصية المسلم كما يصوغها القرآن
59- آيات السؤال والجواب في القرآن
60- ظاهرة النداء في القرآن
70- قاعدة : السياق وأثرها في التفسير.
71- الإعداد الروحي للجهاد في القرآن
72- المثبطات عن الجهاد في القرآن
73- قانون التدافع بين الحق والباطل في القرآن
74- ارتباط الفاصلة بالنص القرآني
75- تفسير القرآن باللغة عند الصحابة
76- نظرية الرافعي في إعجاز القرآن
77- علم الصرف وأثره في تفسير كتاب الله
78- تفسير كعب الأحبار وقيمته العلمية
79- صيغ المبالغة ودلالاتها في القرآن
80- الإحسان في القرآن
81- تطبيق سيد قطب لنظرية التصوير الفني في تفسيره
82- عطف البدء على الختام في سور القرآن
83- حوار الآباء والأبناء في القرآن
84- منهج القرآن في عرض القصة
85- مناهج التأليف في القصص القرآني(1/2840)
86- قصة بني إسرائيل بين القرآن المكي والمدني (مقارنة في الأسلوب والغاية )
87- الاتجاه السنني في تفسير المنار / الظلال
88- إصلاح العقيدة في تفسير المنار / الظلال
89- الإصلاح السياسي في تفسير المنار / الظلال
90- قصة ......... في القرآن (آدم/نوح/هود/صالح....)
91- الدخيل في تفسير ....
92- التيسير ورفع الحرج في القرآن
93- مواثيق الله مع الناس في القرآن
94- غزوة ..... في القرآن
95- منهج المودودي في تفسيره (تفهيم القرآن).
96- البرّ في القرآن
97- معالم الشخصية الإسلامية في الظلال.
98- الصد عن سبيل الله في القرآن
99- منهج القرآن في علاج الشبهات
100- منهج القرآن في علاج الشهوات
101- توجيه القراءات وأثره في التفسير
102- الإيجاز في القرآن (من أقسام البلاغ عند الرماني)
103- الاختلاف في أسباب النزول وأثره في التفسير
104- الاتجاه البياني في تفسير التحرير والتنوير
105- أهل الكتاب كمصدر من مصادر التفسير عند الصحابة
106- القواعد الترجيحية في التفسير
107- الجوانب التربوية في سور القرآن
108- علاقة السور بأسمائها
109- النظم القرآني في تفسير الرازي
110- منهج القرآن في التغيير
111- الذوق القرآني
112- عناية النساء بتفسير القرآن
113- سعيد حوى ومنهجه في التفسير
114- ( فنقلات ) الزمخشري ، دراسة و تحليل
115- الأسماء الواردة في القرآن (انظر البرهان والإتقان)
116- جمع القرآن الكريم ودعاوى المناوئين
117- اختلاف معاني الآيات باختلاف القراءات
118- صفات عباد الرحمن في سور القرآن
119- العزة في القرآن
120- موجبات النعيم في القرآن
121- موجبات العذاب في القرآن
122- حقوق المرأة في القرآن
123- حقوق الإنسان في القرآن
124- الفرائض والواجبات في القرآن
125- المندوبات في القرآن
126- المباحات في القرآن
127- المكروهات في القرآن
128- المحرمات في القرآن(1/2841)
129- الوصايا العشر في آخر سورة الأنعام (( قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم...)) دراسة موضوعية
130- نعيم المؤمنين في القرآن
131- عذاب الكافرين في القرآن
132- تطبيق إحدى قواعد التفسير في أحد التفاسير
133- الوسطية في القرآن
134- القرآن ودعاوى الإرهاب
135- منهج القرآن الكريم في بناء الحضارة الإنسانية
136- صفات المتقين في القرآن
137- الجمل والآيات المعترضة في القرآن جمعا ودراسة
138- مفهوم الأمة المسلمة كما يصوغه القرآن
139- آيات المناسبات في القرآن
140- الدنيا كما يصوغها القرآن
141- مقاصد القرآن الكريم
142- التربية الإيمانية في القرآن
143- خضوع الكائنات لرب الأرض والسماوات
144- التبعية في القرآن
145- علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير من القرن الثامن إلى العصر الحالي
146- المنهج الاجتماعي عند ابن باديس والإبراهيمي
147- آيات الإعجاز العلمي بين التفسير العصري والأثري ... دراسة مقارنة
148- مقاصد القرآن عند العز بن عبد السلام دراسة تطبيقية. ( وهي : الإذن والإطلاق ، والطلب، والنداء، والتكرير ، والأمثال ، ومدح الأفعال ومدح الفاعلين، وذم الأفعال ، وذم الفاعلين، والوعد بالخير العاجل، والوعد بالخير الآجل، والوعيد بالشر العاجل، والوعيد بالشر الآجل) ، ويمكن إفراد كل مقصد بدراسة مستقلة.
149- العشرة الزوجية في القرآن
150- معالم انتصار الأمم في القرآن.
---
جمال أبو حسان
03-24-2005, 09:26 AM
موضوع الاستثناءات في المكي والمدني بين السور قد عالجته رسالة ماجستير في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية لطالبة مجدة كان يشرف عليها الاستاذ الدكتور فضل عباس والرسالة من محفوظات مركز ايداع الرسائل الجامعية في مكتبة الجامعة الاردنية
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2005, 09:51 PM
شكر الله لكم أخي أبا معاذ البلقاوي على هذا الجهد وبارك الله لك في وقتك وعلمك.
---
أحمد القصير
04-06-2005, 01:29 PM(1/2842)
من الموضوعات الجديرة بالدراسة:
الوعظ في القرآن الكريم/ دراسة موضوعية.
---
أحمد البريدي
04-06-2005, 02:05 PM
اشكر الأخوة وخاصة الأخ ابا معاذ البلقاوي , على بث الروح في هذا الموضوع من جديد , وكنت ارجو لو فعل الموضوع من عدة جوانب خاصة فيما تم تسجيله من هذه المواضيع أو تم بحثه , وليكن ديدنا بث روح التعاون بين الباحثين فيما يخدم العلم وأهله . شكر الله للجميع جهدهم ولا تنسونا من دعوة صالحة .
---
أبو معاذ البلقاوي
04-10-2005, 10:56 AM
نسأل الله تعالى أن يوفِّق الجميع لما يحب ويرضى
وجزاكم الله خيرا على تشجيعكم لأبنائكم
جعلنا الله وإياكم من العلماء العاملين
ونفع بنا وبكم في الدارين
ونحن بانتظار المزيد من مشاركاتكم و اقتراحاتكم
والله يحفظكم ويرعاكم.
---
garti
05-21-2005, 09:51 PM
الأخ الفاضل أحمد البريدي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بداية لا يسعني إلا أن أثمن فكرتك باتخاذ هذا الملتقى منبرا إعلاميا للباحثين والمهتمين بعلوم القرءان وتخصيص حيزا للتعريف بالمشاؤيع العلمية المزمع إنجازها أو ما يكون منها صالحا للاختيار أو التتمة أو التحقيق والاستدراك أو الإضافة والدراسة ...إلخ ولعمري أن مثل هذا التواصل من شأنه أن يسد فراغا كبيرا ويختزل جهود سنوات وأعمار يبدرها بعض الباحثين على مواضيع لا أقول تافهة ولكن قتلت واهترأت بحثا ، وبالمناسبة فقد أسسنا بمعية مجموعة من الاساتذة الأفاضل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية مركزا للدراسات القرءانية ونشتغل فيع على إنجاز فهرس ومعجم للبحوث والدراسات الجامعية حول القرءان الكريم بمختلف الجامعات المغربية ونأمل أن ننتهي قريبا منه ليستفيد منه الباحثون والمهتومن بهذا الحقل المعرفي من الدراسات الشرعية ، عمواما أؤيدك أخي أحمد في اقتراحك وسأمدك بفهرس أولي مما يتوفر بين يدي كي نؤسس لهذا العمل الأكاديمي الجاد . والله الموفق للصواب
---
أحمد البريدي(1/2843)
05-23-2005, 06:26 PM
شكر الله لك مداخلتك , وبما تحمله من بشارة لتأسيس مركز الدراسات القرآنية , وأتمنى لكم التوفيق والتسديد , وبمثل هذه المشاريع التكاملية نصل بإذن الله إلى ما نصبو إليه , ونؤمله , وإننا في هذا الملتقى جميعاً متشوقون لرؤية هذا الفهرس على صفحات الملتقى وارجو ان يكون قريباً .
---
طالب المعالي
06-20-2005, 07:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك موضوع جدير بالإهتمام ، ولو خرج مثله إلى النور ، لنال مخرجه من الدعاء مالله به عليم
الموضوع هو ( الانحرافات في كتب التفسير ) أو بهذا المعنى
والموضوع عبارة عن مشروع تقدمت به طالبة في جامعة الإمام ، واقتصرت على سورة البقرة حسب ظني
يتتبع الباحث فيه كل انحراف في كتب التفسير المنحرفة كالزمخشري والجوهري وعدة كتب مختارة في عدة عقائد ، ويرد عليها
---
طالب المعالي
06-29-2005, 02:48 PM
ومن الموضوعات الجديرة بالاهتمام ، دراسة مناهج المفسرين واتجاهات التفسير في قرن من القرون ، كما فعل الددكتور : فهد الرومي في رسالته المسماة
( اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر )
فيدرس مثلا اتجاهات التفسير في القرن الحادي عش ، او الثاني عشر ..........الخ
---
طالب المعالي
06-29-2005, 02:51 PM
حبذا لو كانت من بعض الإخوة في هذا الملتقى المبارك ، اجتهادات في الدلالة على مخطوطات قيمة لتحقيقها من قبل طلبة الدراسات العليا
---
محمد بن عبد الله الخضيري
08-09-2005, 02:14 AM
هناك الكثير من الأمثلة المتداولة في كتب علوم القرآن فيا حبذا لو تتبع باحث كتب التفسير بالأثر وأخرج ما يقابلها من كلام السلف الأصرح والأكثر دلالة .
---
yahia
08-11-2005, 12:06 PM
السلام عليكم
أريد أن أكتب في أصول التفسير
ماأهم ما كتب فيه
ما هي الدراسات التي كتبت على أضواء البيان
---
أحمد البريدي
08-11-2005, 12:19 PM
الأخ طالب المعالي :(1/2844)
لهذا الموضوع قسيم وهو مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية تجده على هذا الرابط مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=873)
---
طالب المعالي
08-17-2005, 02:22 PM
الأخ الدكتور : أحمد البريدي
بارك الله فيك
---
أحمد البريدي
12-20-2005, 08:16 PM
من المواضيع التي أراها جديرة بالبحث :الترجيح بالقرآن , والمراد به تتبع ما رجحه المفسرون من الأقوال التفسيرية استدلالاً بأية أخرى .
---
ناصر الغامدي
01-04-2006, 05:14 PM
هذه مشاركتي ، مع أنني لست بمتخصص مثل بعض الكتاب هنا
لكن قلبت ذاكرتي فوجدت فيها ما يلي :
أذكر أن للسيوطي تفسير كبير جداً غير الدر المنثور وكنت قد قرأت أنّه جمع فيه من الآثار ما لم يجمعه غيره .
فإن كان ما قلته هنا صحيح فإن ذلك الكتاب يحتاج إلى من يخدمه .
إما بتحقيق ، أو ما فاته من آثار ، .....
والبحث الآخر : محوره الخطاب القراني وبيان أنّه صالح في كل زمان ومكان وعند كل الحوادث والفتن ، والرد على الليبراليين الداعين إلى تغيير خطابنا الإسلامي .
ما أدري هل وصلت الفكرة ؟
أقصد أن الليبراليين دائماً ما يدندنون حول تغيير خطابنا الإسلامي حيث أنه - في نظرهم - خطاب غير صالح لمواجهة التحديات ومواجهة العالم الحديث الملئ بالتغيرات ...
فنحتاج إلى تحديد مواضع خطابنا المرفوض نحن المسلمين ، والاستشهاد له من القران .
وثالثة الأثافي :
بحث في خطورة التوسع في تفسير القران بما يخدم العلوم الطبيعية الحديثة وغيرها
أرجوا أن يقبل ولو واحداً مما ذكرت
---
نعيمان
01-12-2006, 05:52 PM
أشكر فضيلة الدكتور أحمد البريدي على هذا الاقتراح الذي يدل على تميز موضوعه ، وإخلاص واضعه ؛ كما نحسبه ، والله حسيبه ، ولا نزكيه على الله تعالى .(1/2845)
فإن اختيار الموضوعات التي يُراد البحثُ فيها يشق مشقة كبيرة على الباحثين ، وقد يمكث واحدهم سنواتٍ طوالاً عجافاً دون أن يُغاث فيه بما يعصر ، وبخاصة أن كثيراً من الأساتذة يضنّون أثرة ، أو يجهلون ما يوجهون به طلبتهم نحو موضوع ما ، ثم إذا أصاب الطالب الخيرة ( عنواناً مناسباً ) وقع في الحيرة ( حيرة تناوله ) ؛ من حيث وضع خطة محكمة للكتابة فيه ، أو التواصل مع جامعاتنا المتعددة التي قد يعسر على باحث ما الوصول إلى معرفة ما بحث مما لم يبحث ، أو ما بحث ولم يكن هذا البحث جامعاً ، أو ..... .
فهذه التقنية العلمية المعاصرة التي منّ الله تعالى بها علينا ( الشبكة العنكبوتية ) قد أراحت كثيراً من الباحثين ، فقرّبت الشقة ، وقاربت الخطى ، وصفّت اللبنات ، وأزالت العقبات .
وهذا المقترح المتميز أزاح عن كواهلهم أثقالاً ناءوا ( ناؤوا) بحملها !
فأسأله تعالى أن يجعل هذا في موازين حسنات كل من أسهم في بناء هذا الموضوع ، وبخاصة فضيلة واضعه ؛ والدال على الخير كفاعله . أو كما قال حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله .
وإني لآمل من حضراتكم الكريمة أن يفرد موضوع مستقل للطلبة العلم المبتدئين عن كيفية بناء الخطط ، وعن كيفية البحث العلمي ، من خلال خبرات الباحثين المتمكنين ، فإن هناك طوارف وشوارد تكاد لا تذكر كتابة في الكتب المتخصصة ، وإنما تلقط التقاطاً من أفواه المجربين ؛ ليكون في ذلك تأصيلاً علمياً في مجال البحث ، وإفادات جلى ، مع النية المخلصة في أننا بخدمة الكتاب الكريم يسلس لنا قياد كل شيء بإذن الله تعالى .
وفقكم الله تعالى جميعاً لما يحب ويرضى .(1/2846)
وتطبيقاً لهذا الاقتراح الذي ذكرت آنفاً ، أتمنى أن يقوم الأساتذة الأفاضل بوضع خطط تطبيقية لبعض الموضوعات التي اختارها الأفاضل هنا كنماذج بحثية ؛ رغم أن الأمر هنا قد استقرّ على أن يتصل من يختار موضوعاً ما بواضعه أو غيره . لكنني أرى في هذا مزيد فائدة ، وإضافة مقترح ، لا نقضاً لما استقر ووضح .
وتقبلوا فائق تقديري واحترامي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته
نعيماااان
---
د.خضر
01-16-2006, 12:11 PM
بمزيد من التأمل تصفحت آراء الأحبة العلماء في هذا الموضوع ، وشكر الله للجميع ما تم طرحه، وأريد أن أبين أمرا من الأهمية بمكان في هذا النطاق وهو:
أن أصنافا من الناس في نماء متدافع نحو هدم القرآن عن طريق هدم تفسيره ، وعلى هذا فإني أنبه إلى أن نقد المرويات قد تم في مؤلفات تفسيرية عديدة منها الدر المنثور، والطبري، وابن كثير، والخازن، وهلم جرا، وللأسف أصبح معظم من يسجل رسالة علمية في هذا النطاق يذهب مستجلبا النفع من غيره فينقل نقد هذه المرويات سريعا سريعا دون جهد يذكر، وعليه يناقش وينال مرتبة علمية هي تحمله دون العكس !!!! فالمرويات ـ من وجهة نظري ـ لا ينقصها إلا تبني الطبع والنشر فحسب، وبتمام طبعها يظهر ما صح عن السلف وما اختلق عليهم .
أما ما يتعلق بتفسير أهل السنة والجماعة، فهو عندي الجدير بالتتنقيب والتعب، وذلك من خلال أمور:
1ـ تجميع آيات من القرآن تم حولها النقاش مع العلمانيين واللادينيين ، وزكمت أنوفنا من نتن القول علي الفضائيات، كمفترياتهم فيما يتعلق بالآيات التي تتحدث عن المرأة ، ودورها ، وما لها وما عليها ، من وجهة نظري مثل هذا الموضوع له من الصدارة ما له ، خاصة أن مجتمعنا مستهدف من خلال هذا الثغر" .(1/2847)
2ـ اقترح تفسيرا متكاملا للقرآن الكريم يتقاسمه جمع من طلاب العلم من ذوي الخبرة اللغوية، فيفسرون القرآن تفسيرا بيانيا يظهر وجوه إعجازه، ويبادر الخصوم بأسرار القرآن الكامنة فيه، خاصة أن التفسير البياني لم نجد فيه إلا كتابات عصرية محدودة ـ رغم غزارة محتواها ـ كما كتب شيخنا محمد رجب البيومي، وبنت الشاطىء ود/ محمد عبدالله دراز، والرافعي، أما الزمخشري وابن عاشور فلله درهما
من مؤسسين ، إلا أن الأمر في حاجة إلى مشمر في هذا المجال الذى أخاله يقض مضاجع الجاهلين من أعداء الإسلام ويفند أقاويلهم خاصة أن معظمهم من الجاهلين بفقه العربيه.
وبذا أٌراني أحيي هذا المسعى بصفة عامة، وأقترح ما تم من موضوعات وتقبلوا تحياتي.
والله الموفق
---
ابن الجزيرة
01-16-2006, 02:35 PM
جزاك الله خيراً يادكتور على هذه اللفتة الكريمة .
---
طالب يتعلم
01-18-2006, 08:27 AM
من المواضيع التي أراها جديرة بالبحث :الترجيح بالقرآن , والمراد به تتبع ما رجحه المفسرون من الأقوال التفسيرية استدلالاً بأية أخرى .
الدكتور الفاضل هل لك ان توضح لنا اكثر حول هذا الموضوع
فالتنقيب في جميع التفاسير يكاد يكون امرا مستحيلا
أم أن المقصود قصر البحث على التفاسير المشهورة كالطبري وابن كثير والبغوي ونحوها .
---
أحمد البريدي
01-18-2006, 11:58 AM
أخي طالب يتعلم :
إن عدد الترجيحات , ونطاق البحث من كتب التفسير , تحكمه خطة البحث , والمرحلة الدراسية للباحث .
---
الجنوبي
01-19-2006, 12:16 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد سجلت هذا الموضوع كرسالة دكتوراة
موقف الإمام ابن كثير من آراء الإمام ابن جرير الطبري من سورة ص حتى آخر القرآن
فمارأيكم و هل سيق بحثه من قريب أو بعيد
---
أحمد البريدي
01-19-2006, 11:36 AM
أخي الجنوبي : نعم لقد سجل هذا الموضوع في الجامعة الإسلامية قديماً , بعنوان : استدراكات ابن كثير على ابن جرير .
---
الجنوبي(1/2848)
01-19-2006, 04:41 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله لكم حسن ردكم أخي الفاضل
وعندي سؤال
المادة المتعلقة التفسير و علوم القرآن للخطيب البغدادي
غالباً توجد في أي من مصنفاته
ثم هل له مصنفات في هذا الجانب
---
فاختة
03-15-2006, 01:44 PM
السلام عليكم جزاكم الله خير الجزاء على ماتقدموه لنا من مقترحات قيمة وبناءة
أود مساعدتي في اختيار موضوع لمرحلة الدكتوراه تحتاجه الأمة في التفسير
مارأيكم في استخراج منهج من القرآن بغرض تربية النفس على الثبات من خلال القصص القرآني .
---
محمد الحوري
03-16-2006, 02:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الفضلاء ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أطرح موضوعا أراه في نظري مهما وأرجو أن تفيدونا فيه
هذا الموضوع هو " وضع منهجية للبحث في التفسير التحليلي والتفسير المقارن وعلوم القرآن" وأعني أن توضع هناك قواعد يلتزم بها من أراد البحث في التفسير التحليلي على غرار ما يتحدث عنه العلماء في التفسير الموضوعي .
وأن ننظر في مناهج المفسرين ونرى مدى التزامهم بهذه القواعد
---
أحمد البريدي
03-17-2006, 01:23 PM
الأخ الجنوبي :عند جمع أقوال /ؤلف ما في فن من الفنون , فلا بد من استعراض كتبه , فربما تجد في كتاب ما لا تجده في كتاب آخر.
الأخت فاختة :
موضوع جيد إن لم يكن تم بحثه في رسائل سابقة .
---
الماوردي
03-19-2006, 06:13 AM
لكن يلحظ أن كثيرا من الموضوعات تتقاطع مع التخصصات اللغوية فما الفارق الدقيق بين ما يمكن يقبل منها وما يرد ليكون الباحث على بينة من أمره ولئلا يضيع عليه الوقت ولعل أحدا يفيدنا في الناحية الرسمية والمنهجية لذلك.
---
أبو معاذ البلقاوي
04-02-2006, 12:20 AM
وصلني من البريد:
من الحسن آيت بلاوي
الى فضيلة الشيخ أبي معاذ البلقاوي(1/2849)
من الصدف أنني سجلت بحثي لنيل الماجستير بجامعة الجنان لبنان تحت عنوان استدراكات ابن عطية على المهدوي في المحرر الوجيز عرض ومناقشة وترجيح
فوجدته قد اقترحتموه في قائمتكم تحت رقم 43
فارجو ان تضيفوا اليه عبارة مسجل حتى يعلم الجميع أنه تحت ضوء الدرس والتحليل
وفي الاخير تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير
والسلام
---
حمدي
04-03-2006, 08:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
أشكر أستاذنا البريدي على الإقتراح الميمونة ومن إخلاص صاحب الرأي جزاه الله خير الجزاء فقد لقي الاقتراح قبولا من المشرفين والأعضاء . وأنا بدوري أرجوا أن يرسل المشرفون رسائل خاصة إلى الأعضاء عند بداية تطبيق الإقترا ح لإشعار الجميع حتى نستفيد نحن الجدد لأننا لسنا نتقن تصفح هذه الصفحات المباركة كما ينبغى حتى نطلع على كل جديد في الملقتى وأخيرا أشكر الجميع والسلام عليكم ورحمة الله أخوكم حمدي باه الجامعة الإسلامية بالنيجر السنة الرابعة قسم اللغة العربيةِ
---
نور الرحمن_ماجستير
06-20-2006, 10:41 PM
الأستاذ الفاضل أبو معاذ البلقاوي : أدعو الله لك أن يجزيك خير الجزاء على هذه القائمة القيمة والتي سوف تعين العديد من الباحثين إن شاء الله على اختيار موضوعات قيمة لرسائلهم ولكني أريد أن أنوه على أن الموضوع رقم 147والذي عنوانه " آيات الإعجاز العلمي بين التفسير العصري والأثري ... دراسة مقارنة " هو تقريبا نفس موضوع رسالتي للماجستير والذي بعنوان " تفسيرالإشارات العلمية في القرآن الكريم بين القدماء والمحدثين 000دراسة نقدية " فأحببت الإشارة إلى ذلك حتى لا يتكرر العمل في نفس الموضوع وتضيع جهود الباحثين هباءا .
وجزاكم الله خيرا
---
سلطان الفقيه
06-22-2006, 02:43 PM
الاستاذ :أبو معاذ البلقاوي ـ حفظه الله ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على هذه القائمة ،والذي سينتفع بها الأخوة بإذن الله
لكن أستاذي العزيز هناك بعض الأبحاث قد بحثت مثل :(1/2850)
1ـ السياق وأثره في التفسير .
2ـ الإيجاز في القرءان .
3ـ القواعد الترجيحية في التفسير.
4ـ توجيه القراءات .
5ـ البر في القرءان .
6ـ الإجماع في مسائل علوم القرءان .
7ـ الوسطية في القرءان .
وعلى العموم فإن ذلك لا يعني أن الإنسان يقف مكتوف الأيدي بحيث لا يبحث في هذه المواضيع ،وإنما قد تأتي رسالة مكملة للأولى ،وقد قيل كم ترك الأول للآخر .
بارك الله فيك .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2006, 06:19 PM
الاستاذ :أبو معاذ البلقاوي ـ حفظه الله ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على هذه القائمة ،والذي سينتفع بها الأخوة بإذن الله
لكن أستاذي العزيز هناك بعض الأبحاث قد بحثت مثل :
1ـ السياق وأثره في التفسير .
2ـ الإيجاز في القرءان .
3ـ القواعد الترجيحية في التفسير.
4ـ توجيه القراءات .
5ـ البر في القرءان .
6ـ الإجماع في مسائل علوم القرءان .
7ـ الوسطية في القرءان .
وعلى العموم فإن ذلك لا يعني أن الإنسان يقف مكتوف الأيدي بحيث لا يبحث في هذه المواضيع ،وإنما قد تأتي رسالة مكملة للأولى ،وقد قيل كم ترك الأول للآخر .
بارك الله فيك .
الأخ الكريم سلطان الفقيه ...
هل أنت متأكد من أن موضوع : "الإجماع في مسائل علوم القرءان " قد بحث؟
---
سلطان الفقيه
06-25-2006, 11:18 PM
الدكتور :أبو مجاهد العبيدي ـ حفظكم الله ـ
بارك الله فيكم على هذا التنبيه فأنا قد خانتني الذاكرة ـ على ما أظن ـ فالإجماع ليس في علوم
القرءان وإنما في التفسير وهي بعنوان:
(الإجماع في التفسير ) لمحمد عبد العزيز الخضيري ـ رسالة ماجستير .
---
أحمد البريدي
09-15-2006, 04:24 PM
نرجو من الجميع أن يواصلوا مقترحاتهم , خدمة للقرآن , وأهله .
---
ام البراء
09-18-2006, 09:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية وثناء وشكر
شكراً لكل من ساهم في عرض وطرح المواضيع القيمة
فجزيتم عني ألف ألف خير ونفع الله بكم(1/2851)
ولقد نظرت فلم أجد يهدى لكم غير الدعاء المستجاب للصالحيين
---
منذر عادل الحمد
09-26-2006, 01:53 AM
الاساتذة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
آمل مساعدتي من خلال ارشادي حول العناوين الآتية ان كان ثمة رسائل علمية اكاديمية قد كتبت فيها ام لا؛اذ انني كلما اسقر رايي على موضوع اجد من سبقني الى الكتابة فيه والعناوين هي:
1- الشيخ الصابوني وجهوده في التفسير من خلال كتبه الاربعة ومختصريه للطبري وابن كثير
2- منهج محمد حسين فضل الله في تفسيره من وحي القران
3- منهج الشيخ محمد فريد وجدي المتوفى سنة 1954م في تفسيريه:المصحف المفسر وصفوة العرفان
4- الاتجاه الفقهي او الجانب الفقهي في تفسير روح المعاني للالوسي
والله اسال ان يهدينا سواء السبيل
اخوكم/منذر الحمد
فلسطين
---
أحمد البريدي
10-02-2006, 01:37 AM
أخي الكريم :
أرسلت لك وجهة نظري على بريدك , فلعلك تنظر فيه .
---
منذر عادل الحمد
10-17-2006, 10:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
من من الاخوة بإمكانه ارشادي الى رسائل الدكتوراة الاتية:
1- الموازنه بين الإمامين الجصاص وابن العربي في أحكام القرآن /عبدالرحيم صالحي
2- مقارنه بين تفسيري أحكام القرآن لابن العربي وأحكام القرآن للكيا الهراسي /عمار محمد التمتام
3- أصول الفقه ومنهج توظيفه في التفسير عند ابن الفرس من خلال كتابه أحكام القرآن /محمد عبدالوهاب ابياط
4- أحكام القرآن لابن الفرس , تحقيق تفسير الفاتحه والبقره مع التعريف بعلم احكام القرآن والمؤلف /محمد الصغير بن يوسف
هذه العناوين وقفت عليها من خلال تصفحي لمركز الملك فيصل للبحوث غير انني عندما ارسلت بقريب لي الى المركز لتصوير بعض الصفحات منها اجابه احد الاخوة العاملين هناك بان هذه الرسائل غير موجودة وانما توجد اسماؤها واسماء مؤلفيها واسماء الجامعات التي قدمت اليها
وبارك الله فيكم وفي جهودكم الطيبة
اخوكم/منذر
فلسطين
---(1/2852)
أحمد القصير
10-18-2006, 06:28 PM
في مكتبة الملك فهد يمكنك الوقوف عليها والتصوير منها، ابحث في الصفحة الآتية للتأكد من وجودها
http://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/index.htm
وهذا رابط الصفحة
http://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/index.htm
---
(1/2853)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف الجمعُ بين قول ابن كثير- رحمه الله - هذا, وبين حديث حذيفة رضي الله عنه .؟؟
---
كيف الجمعُ بين قول ابن كثير- رحمه الله - هذا, وبين حديث حذيفة رضي الله عنه .؟؟
---
محمود الشنقيطي
01-04-2007, 07:56 PM
ذكر الإمام المفسر ابن كثير عليه رحمة الله ومغفرته في بداية سورة البقرة في حديثه عن المنافقين ما نصه:
تنبيه ( قول من قال كان عليه الصلاة والسلام يعلم أعيان بعض المنافقين إنما مستنده حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقا في غزوة تبوك الذين هموا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلماء الليل عند عقبة هناك عزموا على أن ينفروا به الناقة ليسقط عنها فأوحى الله إليه أمرهم فأطلع على ذلك حذيفة ولعل الكف عن قتلهم كان لمدرك من هذه المدارك أو لغيرها والله أعلم
فأما غير هؤلاء فقد قال الله تعالى : { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم } الاية وقال تعالى : { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا } ففيها دليل على أنه لم يغر بهم ولم يدرك على أعيانهم وإنما كان تذكر له صفاتهم فيتوسمها في بعضهم كما قال تعالى { ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول })
وليس الإشكال عندي في هذا التقرير منه رحمه الله, لوضوحه ووضوح أدلته عليه, لكن الإشكال عندي هو ما جاء عنده رحمه الله في تفسيره لقول الله { سنعذبهم مرتين } حيث يقول ( وذكر لنا أن عمر قال لحذيفة أنشدك الله أمنهم أنا ؟ قال لا ولا أومن منها أحدا بعدك)(1/2854)
فما دام حذيفة رضي الله عنه لا يعلم سوى أسماءأولئك الأربعة عشر الذين تآمروا على قتل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلمَ سأل عمرُ رضي الله عنه حذيفةَ وهو لم يكن معهم وحاشاه,ولمَ لمء يبيِّنْ له حذيفة أن علمه بالمنافقين مقتصرٌ على أولئك فقط..؟؟
فقول حذيفة رضي الله عنه : (لا ولا أومن منها أحدا بعدك) يظهر لي أنه يشمل الأربعة عشر وغيرهم.. فما مدى صحة ذلك؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
01-05-2007, 08:15 AM
السلام عليكم
أصل الكلام في كتاب الطبري رحمه الله(وذكر لنا أن عمر رضي الله عنه قال لحذيفة أنشدك بالله أمنهم أنا؟ قال لا والله ولا أؤمن منها أحداً بعدك؟ )
وطريقة بناء الكلام للمجهول فيها دلالة على عدم ثقة الطبري رحمه الله في سنده---فإن كان الأمر كذلك---لا حاجة بنا للتفقه في هذا الكلام أو البحث عن تأويلات له---
وقد لاحظت أنّ ابن عاشور قد أعرض عنه ولم يذكره
---
محمود الشنقيطي
01-05-2007, 09:13 AM
السلام عليكم
وطريقة بناء الكلام للمجهول فيها دلالة على عدم ثقة الطبري رحمه الله في سنده---فإن كان الأمر كذلك---لا حاجة بنا للتفقه في هذا الكلام أو البحث عن تأويلات له---
الشيخ جمال: بورك فيك
ليس إيراد الطبري للأثر بصيغة المجهول كافياً لتقرير عدم الحاجة للتفقه في هذا الكلام والبحث عن تأويلاته ,فقد روى الأثر الهيثمي في مجمع الزوائد فقال:
وعن حذيفة قال : دعي عمر لجنازة فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت : اجلس يا أمير المؤمنين فإنه من أولئك فقال : نشدتك بالله أنا منهم ؟ قال : لا ولا أبرئ أحدا بعدك) رواه البزار ورجاله ثقات..
ج2, ص:42 في باب النهي عن الصلاة على المنافقين
---
جمال حسني الشرباتي
01-05-2007, 03:10 PM
الشيخ جمال: بورك فيك
ليس إيراد الطبري للأثر بصيغة المجهول كافياً لتقرير عدم الحاجة للتفقه في هذا الكلام والبحث عن تأويلاته ,فقد روى الأثر الهيثمي في مجمع الزوائد فقال:(1/2855)
وعن حذيفة قال : دعي عمر لجنازة فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت : اجلس يا أمير المؤمنين فإنه من أولئك فقال : نشدتك بالله أنا منهم ؟ قال : لا ولا أبرئ أحدا بعدك) رواه البزار ورجاله ثقات..
ج2, ص:42 في باب النهي عن الصلاة على المنافقين
السلام عليكم
أخي الشيخ الشنقيطي
بارك الله بك ----بكلامك يتغيّر الكلام----
---
(1/2856)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين نجد التقرير العلمي لمصحف المدينة ؟
---
أين نجد التقرير العلمي لمصحف المدينة ؟
---
إبراهيم الحميضي
11-27-2005, 09:09 PM
أرغب في الحصول على نسخة من التقرير العلمي لمصحف المدينة النبوية الذي حرره فضيلة الدكتور عبد العزيز القارئ عام 1405 ، حيث بلغني أن فيه أبحاثاً قيمة ولا سيما فيما يتعلق بالوقف ، ولم أجده في موقع المجمع ، فأرجو ممن يملك نسخة منه ورقية أو حاسوبية أن يزودنا بها وشكراً .
---
مساعد الطيار
11-28-2005, 04:49 PM
أخي الدكتور إبراهيم
التقرير يوزع بشحِّ شديد في مجمع الملك فهد ، وقد حصلت على نسخة منه أثناء كتابتي لرسالة الماجستير ( الوقف وأثره في التفسير ) ، وهو مفيد جدًّا ، إذ فيه التنبيه على عمل اللجنة وتجديدها في طباعة المصحف ، فذكر في التقرير ما أبقوا وما حذفوا من الموجود في المصحف المصري الذي اعتمدوه ، مع التعليل لذلك ، وهو في ( 67 صفحة ) .
وفي التقرير في موضوع الوقوف نبهوا عليه من مخالفتهم للمصحف المصري في ( خمسة وخمسين وخمسمائة ) موضع ، وهي محصورة في قوائم موجودة في المجمع ، وقد ذكرالتقرير تفصيل ثمانية مواضع من هذه المخالفة مع تعليل مخالفتهم للمصحف المصري .
ولعله يمكن الحصول على التقرير العلمي للطبعة الثانية للمصحف ، إن كانوا كتبوا تقريرًا علميًّا في ذلك .
---
صالح الفويه
12-03-2005, 10:38 PM
على ذكر مصحف المدينة وهذا الجهد القيم
الذي نتمنى ان تتوسع المطبعة في فتح مجالات اخرى تساهم في بناء هذا الجهد المبارك
ومما يجب التنبيه عليه ضروره ان يكون القائم على مثل هذه الاعمال من الناس البارزين
امثال الشيخ عبد العزيز قارئي حيث تصفحت النسخة المترجمة الى اللغة الانجليزية
فوجت ان هذا المترجم ضعيف في لغة القوم ضعيف في مدارك القرآن والمراد منه(1/2857)
وهذا مما يسبب نتائج عكسية على رسالة القرآن ونصوصة ومدلولاته
وأتمنى من القائمين على المطبعة ان يتلافوا مثل هذه الاخطاء في الطبعات القادمه
---
(1/2858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تساؤل حول مسألة الولاء ....
---
تساؤل حول مسألة الولاء ....
---
نسر الاسلام
03-30-2004, 12:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي تساؤل بسيط أرجوا منكم ان تساعدوني فيه
يقول الله عز وجل
(( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ))
ويقول سبحانه
(( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ))
ومن المعلوم أن الموالاة تقتضى الحب والقرب والمودة ... ولذا فان الله أمرنا بعدم موالاة الكفار ... ومنهم اليهود والنصارى
ولكن إخوتي تساؤلي هو
ما هي الحكمة من تشريع الله سبحانه للزواج من اليهودية أو النصرانية من أهل الكتاب ... مع أن هذه العلاقة تقتضي الحب والود والولاء ليهودية أو نصرانية مع وجود تحريم الولاء لهم .... ؟؟؟
هل من تفصيل للمسألة يرحمنا الله وإياكم ؟؟
جزاكم الله خيرا
أخوكم المحب
---
المنهوم
03-30-2004, 01:10 PM
يا أخ نسر الاسلام
لا تخلط بين المفاهيم فالذي نهى الله عنه هو المؤدة من اجل الدين فأنت تحب اخيك المسلم لانه على دينك ومذهبك وتبغض الكافر لانه على غير دينك
وأما المؤدة والمحبة بين الزوجين المسلم واليهودية او النصرانية فهذه المحبة من اجل الزوجية لا من اجل الدين فأنت تحبها لانها زوجتك وتبغضها لأنها على غير دينك فتجمع بين الحب والبغض في آن واحد
والمحبة والمؤدة لهما اسباب كثيرة فأفهم رعاك الله
---
أبومجاهدالعبيدي
03-30-2004, 08:51 PM
سبق الجواب بالتفصيل عن هذا التساؤل تحت هذا الموضوع
حوار علمي حول تفسير آية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=537&highlight=%CD%E6%C7%D1+%DA%E1%E3%ED)
---(1/2859)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدكتورة أمينة تفتي بجواز إمامة المرأة للرجال (أرجو من الجميع المشاركة للرد عليها)
---
الدكتورة أمينة تفتي بجواز إمامة المرأة للرجال (أرجو من الجميع المشاركة للرد عليها)
---
عمار
03-14-2005, 01:33 AM
ما إن لامست كلماتها الأثير حتى سرعان ما انتشر الخبر بين الناس -خاصة هنا في أمريكا وكندا - انتشار النار في الهشيم! والناس ما بين مصَفّقٍ ومفسّق!
ستكون الدكتورة أمينة أول امرأة تخطب الجمعة وتصلي بالناس - إن أرد الله ذلك -
فَنِعْمَ الخطيب (ـة) ونعم الحضور!!
تقول د. أمينة ودود - أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة قرجينيا الأمريكية - :
"لا يوجد في سلوكيات النبي محمد عليه الصلاة ما يمنع أن تؤم المرأة المسلمين رجالا ونساء"، وتؤكد في كتابها أن الرسول الكريم وافق على إمامة المرأة المسلمة، وعدم إعطائها هذا الحق جعلها تفقد مكانتها كقائدة روحية وفكرية!!!"
وتستدل بما يلي :
1- لم يرد نص صحيح صريح بيبن عدم جواز إمامة المرأة للرجال والنساء!!
2- "أجاز الطبري وأبو ثور إمامة المرأة للرجال و النساء في الصلاة مستدلين بما
رواه أبو داؤد من حديث أم ورقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورها في بيتها وجعل لها مؤذناً يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل داره".
لقد قمتُ - والحمد لله - بتجهيز بعض النقاط للرد عليها ، وإني أحب أن يشارك الجميع بما عندهم ليكون في النهاية ردّا علميا صلبا يلقم المتطاول حجرا بل يخرسه إلى الأبد -إن شاء الله -.
لذا أرجو من الإخوة حصر جميع الأدلة التي تقول بعدم جواز إمامة المرأة (للرجال)...والتأكد من سلامة المتن والسند، وأيضا مناقشة النقطة الثانية بعدل وإنصاف.
ملاحظة : سأقوم بترجمة الردود - بعد جمعها - إلى الإنجليزية ومن ثم إرسالها إلى موقعهم. وإن وصلني ردٌ منهم قمتُ بإدراجه هنا - إن شاء الله-.(1/2860)
وجزاكم الله خيرا.
---
جمال حسني الشرباتي
03-14-2005, 04:28 AM
ولقد ورد في كتاب ((بداية المجتهد ونهاية المقتصد) لإبن رشد ما يلي
المسألة الرابعة) اختلفوا في إمامة المرأة، فالجمهور على أنه لا يجوز أن تؤم الرجال واختلفوا في إمامتها النساء، فأجاز ذلك الشافعي، ومنع ذلك مالك وشذ أبو ثور والطبري، فأجازا إمامتها على الإطلاق، وإنما اتفق الجمهور على منعها أن تؤم الرجال، لأنه لو كان جائزا لنقل ذلك عن الصدر الأول، ولأنه أيضا لما كانت سنتهن في الصلاة التأخير عن الرجال علم أنه ليس يجوز لهن التقدم عليهم، لقوله عليه الصلاة والسلام "أخروهن حيث أخرهن الله" ولذلك أجاز بعضهم إمامتها النساء إذ كن متساويات في المرتبة في الصلاة، مع أنه أيضا نقل ذلك عن بعض الصدر الأول، ومن أجاز إمامتها فإنما ذهب إلى ما رواه أبو داود من حديث أم ورقة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا يؤذن لها، وأمرها أن تؤم أهل دارها
---
أبو زينب
03-14-2005, 08:51 AM
لست من العلماء حتى أناقش بالدليل و النص هذا الموضوع . و لكن خطرت لي عدة أسئلة أرجو أن يجيب عليها من يدعي جواز إمامة المرأة للرجل :
1 – إذا كان ذلك جائزا فهذا يؤدي إلى جواز إمامة المرأة في الجمعة .لو جاءتها العادة قبل صلاة الجمعة بساعة أو نصف ساعة , ما العمل ؟ بل لو جاءتها العادة أثناء الخطبة أو أثناء الصلاة , ما هو الحل ؟ هل تنزع ثيابها لتتأكد ..؟
2- إذا كانت متزوجة و لها رضيع هل تحمله معها إلى المسجد و تقطع الخطبة لإرضاع ابنها ؟
3 – إذا أجزنا لها إمامة الرجال سيتزاحم من في قلوبهم مرض على الصلاة خلف الإمامة , و لا داعي للتوضيح أكثر.(1/2861)
4 - ما دامت " الإمامة " جائزة فالنيابة من باب أولى أي أن المرأة ستنوبها امرأة . و يكون مكانها خلف "الإمامة " أي في الصف الأول أي أن النائبة ستقف بين الرجال و هذه هي الطامة الكبرى : الاختلاط . ولكم أن تتصوروا الباقي من لمس الفخذ الفخذ و اليد اليد ..و ستأتي النائبة بزوجها ليصلي بجانبها و الآخر كذلك و غيره بخطيبته و جارته و صديقته ...
5 - لماذا لم يبعث الله – و لا مرة – رسولة إلى قومها ؟؟
6 – مجرد استفسار : هل يبيح اليهود في كنيسهم مثل هذا ؟
---
عمار
03-14-2005, 05:04 PM
جزاكما الله خيرا............
أخي جمال - بارك الله فيك - هي ترفض إجماع الجمهور على عدم جواز إمامة المرأة للرجال بحجة أنه " إجماع جمهور فقط" وليس إجماع العلماء كلهم...وأطنبتْ في شرح معنى "الإجماع" ومعنى "الجمهور" . ونادتْ بعدم تجاهل رأي الطبري وغيره.
.................................................. .................................................. ..
يا أبا زينب...شكرا لك على إثارة هذه الأسئلة والحقيقة أن الشيخة (سنا لا علما!) ناقشتْ بعض هذه النقاط في فتواها التي أصدرتها...وسأضع لك الترجمة باختصار :
1- لا يوجد في القرآن ما يمنع النساء من الصلاة إذا أتاهنّ الحيض....أما الأحاديث التي وردت فبعضها يجيز ذلك وبعضها يحرم (حيث ورد أن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كنّ يفعلن ذلك "أي يصلّين وهنّ حائضات " )
صرّحت بهذا في مقالة لها لكنها لم تذكر الأحاديث!
2- ربما تقول لك "أعطيه لزوجي!!"
3- تدعي الدكتورة أمينة أن الحديث الذي رواه البخاري ومسلم (ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء) لا يعتمد عليه، حيث أن القرآن الكريم حذر في كثير من الآيات من فتنة المال والولد ولم يذكر شيئا عن النساء.
"جاء هذا في ردها على من يقول بأن النساء فتنةٌ للرجال، ويبدو لي أنها ترفض المتن لا السند".
---
أبو زينب
03-14-2005, 05:10 PM(1/2862)
نص السؤال :
لعلكم تابعتم ما تناقلته وسائل الإعلام من إعلان أمينة ودود، عزمها على إمامة المصلين في صلاة الجمعة، فنرجو تفصيل القول في هذه المسألة؟
وبماذا نرد على من يستند إلى جواز إمامة المرأة للرجال بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه (أمر أم ورقة أن تؤم أهل دارها) رواه أبو داود والدارقطني والحديث حسنه الشيخ الألباني..
جزاكم الله عنا كل خير
المفتي :اللجنة الدائمة لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا
2005/3/14 التاريخ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد انعقد إجماع الأمة سلفا وخلفا على أنه لا مدخل للنساء في خطبة الجمعة ولا في إمامة صلاتها، وأن من شارك في ذلك فصلاته باطلة إماما كان أو مأموما، أما الحديث الذي ورد في السؤال، فإن هذا الحديث على فرض صحته لا علاقة له بموضوع النازلة، فإنه يتحدث عن إمامة خاصة داخل البيت بالنساء أو بهن وببعض أهل البيت من الرجال على أوسع التفسيرات وأكثرها ترخصا، ولا علاقة للحديث المذكور بصلاة الجمعة وخطبة الجمعة.
هذا ما جاء في بيان مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا حول إمامة المرأة لصلاة الجمعة وإلقائها لخطبتها وإليك نص البيان:
ورد إلى مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا استفسار حول مدى مشروعية إمامة المراة لصلاة الجمعة وإلقائها لخطبتها وذلك بمناسبة ما أعلن عنه مؤخرا من اعتزام بعض النساء على إلقاء خطبة الجمعة وإمامة صلاتها بأحد مساجد نيويورك
والمجمع إذ يستنكر هذا الموقف البدعي الضال ويستبشعه فإنه يقرر للأمة الحقائق التالية:(1/2863)
أولا: أن الحجة القاطعة والحكم الأعلى هو الكتاب والسنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ) وأن الإجماع على فهم نص من النصوص حجة دامغة تقطع الشغب في دلالته، فقد عصم الله مجموع هذه الأمة من أن تجمع على ضلالة، وأن من عدل عن ما أجمع عليه المسلمون عبر القرون كان مفتتحا ! لباب ضلالة، متبعا لغير سبيل المؤمنين، وقد قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) ( النساء: 115 ) وقال صلى الله عليه وسلم في معرض بيانه للفرقة الناجية في زحام الفرق الهالكة ( من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي )
ثانيا: لقد انعقد إجماع الأمة في المشارق والمغارب على أنه لا مدخل للنساء في خطبة الجمعة ولا في إمامة صلاتها، وأن من شارك في ذلك فصلاته باطلة إماما كان أو مأموما ، فلم يسطر في كتاب من كتب المسلمين على مدى هذه القرون المتعاقبة من تاريخ الإسلام فيما نعلم قول فقيه واحد: سني أو شيعي، حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي يجيز للمرأة خطبة الجمعة أو إمامة صلاتها، فهو قول محدث من جميع الوجوه ، باطل في جميع المذاهب المتبوعة، السنية والبدعية على حد سواء!
ثالثا: لقد علم بالضرورة من دين الإسلام أن سنة النساء في الصلاة التأخير عن الرجال ، فخير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ))خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها(( وما ذلك إلا صيانة لهن من الفتنة وقطعا لذريعة الافتنان بهن من جميع الوجوه، فكيف يجوز لهن صعود المنابر والتقدم لإمامة الرجال في المحافل العامة؟(1/2864)
رابعا: لم يثبت أن امرأة واحدة عبر التاريخ الإسلامي قد أقدمت على هذا الفعل أو طالبت به على مدى هذه العصور المتعاقبة من عمر الإسلام، لا في عصر النبوة ولا في عصر الخلفاء الراشدين ولا في عصر التابعين، ولا فيما تلا ذلك من العصور، وإن ذلك ليؤكد تأكيدا قاطعا على ضلال هذا المسلك وبدعية من دعا إليه أو أعان عليه.
ولو كان شيئا من ذلك جائزا لكان أولى الناس به أمهات المؤمنين وقد كان منهن الفقيهات النابغات، وعن بعضهن نقل كثير من الدين، وحسبك بالفصيحة البليغة العالمة النابهة الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولو كان في ذلك خير لسبقونا إليه وسنوا لنا سنة الإقتداء به، لقد عرف تاريخ الإسلام فقيهات نابغات ومحدثات ثقات أعلام، وقد أبلى النساء في ذلك بلاء حسنا وعرفن بالصدق والأمانة حتى قال الحافظ الذهبي: (لم يؤثر عن امرأة أنها كذبت في الحديث) ويقول رحمه الله : ( وما علمت من النساء من اتهمت ولا من تركوها ) ( ميزان الاعتدال : 4 / 604 ).
وحتى كان من شيوخ الحافظ بن عساكر بضع وثمانون من النساء! ومثله الإمام أبو مسلم الفراهيدي المحدث الذي كتب عن سبعين امرأة، ومن النساء في تاريخ هذه الأمة من كن شيوخا لمثل الشافعي والبخاري وابن خلكان وابن حيان وغيرهم!! ومع ذلك لم يؤثر عن واحدة منهن أنها تطلعت إلى خطبة الجمعة أو تشوفت إلى إمامة الصلاة فيها مع ما تفوقن فيه على كثير من الرجال يومئذ من الفقه في الدين والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم .
لقد عرف تاريخ الإسلام المرأة عاملة على جميع الأصعدة، عرفها عالمة وفقيهة، وعرفها مشاركة في العبادات الجماعية، ومشاركة في العمليات الإغاثية، ومشاركة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكنه لم يعرفها خطيبة جمعة ولا إمامة جماعة عامة من الرجال.(1/2865)
وبهذا يعلم بالضرورة والبداهة من دين المسلمين أن الذكورة شرط في خطبة الجمعة وإمامة صلوات الجماعة العامة، وأمام من يجادل في ذلك عمر نوح لكي يفتش في كتب التراث ليخرج لنا شيئا من ذلك، وهيهات هيهات! وما ينبغي لهم وما يستطيعون!
خامسا: أما تعويل من زعم ذلك على ما روي من أن أم ورقة قد أذن لها النبي صلى الله عليه وسلم في إمامة أهل بيتها فإن هذا الحديث على فرض صحته لا علاقة له بموضوع النازلة، فإنه يتحدث عن إمامة خاصة داخل البيت بالنساء أو بهن وببعض أهل البيت من الرجال على أوسع التفسيرات وأكثرها ترخصا فأين ذلك من خطبة الجمعة والإمامة العامة للصلاة؟؟
إن المجمع ليحذر الأمة من الافتتان بمثل هذه الدعوات الضالة المارقة من الدين، والمتبعة لغير سبيل المؤمنين، ويدعوهم إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، ويذكرهم بان هذا العلم دين وأن عليهم أن ينظروا عمن يأخذون دينهم، وأن القابض على دينه في هذه الأزمنة كالقابض على الجمر، ويسأل الله لهذه الأمة السلامة من الفتن والعافية من جميع المحن، وأن يحملها في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة، إنه ولي ذلك والقادر عليه
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
والله أعلم.
http://www.islam-online.net/fatwaapplication/arabic/display.asp?hFatwaID=122622
---
عمار
03-14-2005, 11:25 PM
جزاك الله خيرا يا أبا زينب.....وإن كنت أحببتُ أن يفنّدوا شبهاتها الواحدة تلو الأخرى لا أن يردوا عليها بشكل عام. لكن يوجد في هذا الرد نقاط مهمة جدا.
---
إمداد
03-22-2005, 11:13 PM
خطبة تتكلم عن اول بدعة في هذا العصر خطبة امراة واماتها لصلاة الجمعة للشيخ محمدالمنجد
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خطبة الشيخ محمد المنجد عن خطبة الجمعة من قبل المرأة، وكعادته حفظه الله كلامه درر(1/2866)
تتكلم عن اول بدعة في هذا العصر ..... خطبة امراة واماتها لصلاة الجمعة
الا لعنة الله على المنافقين والمنافقات...
بل المؤذن امراة كاشفة الراس وفى كنيسة ....اى عبث هذا بقيمنا الاسلامية...
انا لله وانا اليه راجعون
http://38.113.141.121/2005/03/masjidomar18.rm
---
الجندى
03-23-2005, 02:33 AM
موضوع له علاقة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27882
---
المحرر
03-28-2005, 01:32 AM
أخي الشيخ الجندي وفقه الله
أين منتدى التوحيد ؟
---
أبو عبد الرحمن المصري
03-29-2005, 12:29 PM(1/2867)
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:فلا يجوز للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة مطلقاً، ومنها صلاة الجمعة، ولا أن تخطب فيهم خطبة الجمعة فضلاً عن أن تتولاها، ولا يجوز للرجال أن يصلوا خلفها، أو يستمعوا خطبتها، بل ولا يجوز لجماعة النساء إقامة الجمعة إذا لم يحضرهن رجال تصح بهم الجمعة، ولو فعلن شيئاً من ذلك لم تصح الصلاة ولا الجمعة، ووجب عليهن إعادتها ظهراً، ووجب على من صلى خلفهن من الرجال إعادة صلاته.ومن طالع كتب الفقهاء على اختلاف مذاهبهم ظهر له ذلك دون تكلف ولا عناء، حيث إنهم يشترطون لصحة الإمامة بالرجال أن يكون إمامهم ذكراً، ولصحة إقامة الجمعة أن يحضر عدد لا يقل عن ثلاثة من الذكور المميزين (على اختلاف بينهم في اشتراط البلوغ والعدد المشترط).هذا الحكم من أوضح شرائع الإسلام، وعليه أهل القرون المفضلة(الصحابة والتابعين وتابعيهم) ومن بعدهم من الأئمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من العلماء المعتبرين، حتى ليبلغ أن يكون معلوماً من الدين بالضرورة، فلا يكاد يجهله أحد من المسلمين، بل لا أعلم أحداً من المبتدعة خالف فيه، وذلك لتتابع الأجيال من عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_ وإلى يومنا هذا على العمل بمقتضاه، وعدم مخالفته.ولم يسجل التاريخ – فيما أعلم – أن امرأة خطبت الجمعة بالمسلمين، وهذا التقرير مستند إلى سنة النبي _صلى الله عليه وسلم_ القولية والفعلية وسنة الخلفاء الراشدين والصحابة المهديين، فقد كان من الصحابيات من هن من أكابر أهل العلم ومرجع كبار الصحابة في الفتوى، كعائشة وغيرها من زوجات النبي _صلى الله عليه وسلم_ ومع ذلك لم يسند النبي _صلى الله عليه وسلم_ إليهن إمامة الرجال، أو خطبة الجمعة بهم، ولا في واقعة واحدة.وقد التزمن بهذا الحظر بعد وفاة النبي _صلى الله عليه وسلم_ فما أمّت الرجال منهن امرأة، ولا خطبت الجمعة، فلو كان جائزاً(1/2868)
لفعلنه، كما كن يعلمن الرجال العلم ويفتينهم، خاصة مع حاجة الصحابة إلى علمهن، ولأن المرأة مأموة بالتأخر عن صفوف الرجال كما في حديث أبي هريرة مرفوعا "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها " رواه مسلم .فكيف تكون إماماً للرجال مما يقتضيها أن تكون أمام صفوفهم ، كما أن تولي المرأة الخطبة يقتضيها رفع صوتها وهذا منكر آخر، حيث نهى الشرع المرأة أن ترفع صوتها ولو في العبادة كما في الذكر والتكبير والتلبية في الحج والعمرة. وبناء على ما تقدم يكون من خالف هذا الحكم فأفتى بضده، أو عمل بغير مقتضاه مرتكباً خطأً صريحاً، ومعصية بينة، ومنكراً ظاهراً، وهو شذوذ عن جماعة المسلمين وخروج عن قولهم ، ما كان ليقع لولا ضعف أهل الحق، وقوة أهل الباطل المادية، حتى طمعوا أ يقلبوا الباطل حقاً.فيجب على المخالف التوبة من هذا المنكر إن كان وقع فيه، أو تركه وعدم فعله إن لم يفعله بعد، فإن أصر على المخالفة فهو إما صاحب هوى، أو جاهل بالشرع، وكل منهما ليس بأهل أن يتولى الإمامة أو الخطابة، لو كان ممن تصح منه، كما يجب على من علم بهذا المنكر في أي مكان أو زمان أن ينكره حسب طاقته، كما لا يجوز للمسلمين تمكين أحد من ذلك، ولا موافقته عليه، ولا الاقتداء به فيه وإني أوصي نفسي وجميع إخواني المسلمين بالتمسك بعرى هذا الدين، والرضا بعقائده، وشرائعه، فإنه الدين الذي أكمله الله لنا، ورضيه، وأتم به النعمة علينا، وامتن بذلك، فقال _جل وعلا_: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" كما أوصيهم ونفسي بالصبر على ما يعرض من الابتلاء والتمحيص في هذا الزمان العصيب على أهل الإسلام، وليقتدوا بالأنبياء من قبلهم الذين ابتلوا فصبروا فأثنى الله عليهم وأمر بالاقتداء بهم، فقال: "فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل".ولنعلم أن أهل الكفر من أهل الكتاب والمشركين لن يقبلوا منا بأقل من اتباعهم في(1/2869)
ملتهم جميعها، مهما سرنا في ركابهم، وداهناهم، وأسخطنا ربنا لنرضيهم، سواء في مثل قضية مساواة الرجل بالمرأة في كل شيء، وهي ذريعة هذا المنكر الشنيع، أو ما كان أجل من ذلك من العقائد والشرائع، كما قال _جل وعلا_--: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم". نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يثبت مهتديهم.والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
---
د.خضر
03-29-2005, 12:44 PM
الموضوع باختصار شديد هو : أن أمريكا ومن خلال خطوات مدروسة تريد تصدير كل شىء للعرب والمسلمين وبجرعات منظمة ومنتظمة كان آخرها بدعة إمامة امرأة للرجال والنساء ، وكون المؤذن إمراة أيضا عارية الرأس وأخري علي الجزيرة الفضائية تحمل من سفاح ويفخر أبوها بحفيده ابن الزنا وتكون ضمن المنظمات للصلاة المزعومة أظن أن الأمر لا يدور علي الفقه لبيات الحلال والحرام بقدر دورانه علي استيعاب ما تريده قوي الشر والعدوان من تقديمه لنا كنموذج شاحب لجمع من الماسون والعلمانيين الذين يريدون ان يقولوا وبصراحة حبيثة يا نساء المسلمين يا من طلبتم العفة واحترام قوامة الرجل ، واحترمتم أنفسكم ، وتعففتم عن الحرام بل عن مجرد الدخول والخروج بعيدا عن بيوتكم دون داع ثوروا على مجتمعكم واكفروا بثوابتكم البالية ، واعلموا أن المرأة أصبحت عندنا في أمركا تصنع كل شيء هذا هو المراد المستهدف وإلا فالحق أبلج والباطل لجلج وليس مع العين أين أبو عمر
---
الجندى
03-29-2005, 01:14 PM
الأخ الفاضل المحرر حفظه الله ورعاه ،،،
معذرة على التأخير فى الرد فلم الحظ سؤالكم الكريم إلا الآن ، بالنسبة للتوقف الأول فكان بسبب اختراق للسيرفر على يد رافضى - عليه من الله ما يستحق - ، أما التوقف الثانى الذى بدأ منذ ايام ولا يزال حتى الآن فذلك بسبب انتقالنا إلى سيرفر جديد وإن شاء الله نعود قريباً .
---
(1/2870)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يستقيم هذا الدليل على الترتيب التوقيفي لسور الكتاب المجيد؟
---
هل يستقيم هذا الدليل على الترتيب التوقيفي لسور الكتاب المجيد؟
---
أبو عبد المعز
09-21-2004, 10:29 PM
القرآن أربعة ارباع:
الربع الاول
يبتدئ بسورة البقرة
وينتهي بسورة الأنعام
الربع الثاني
يبتدئ بسورة الأعراف
وينتهي بسورة الكهف(منتصف القرآن)
الربع الثالث
يبتدئ بسورة مريم
وينتهي بسورة فاطر
الربع الأخير
يبتدئ بسورة يس
وينتهي بسورة الناس
...
والآن....فلنلاحظ:
كل السور المفتتحة للأرباع من ذوات الحروف المقطعة..وهى على التوالي
الم------المص-------كهيعص------يس.
سورة الأنعام الخاتمة للربع الاول من ذوات الحمد"الحمد لله الذي خلق السموت والارض..."
سورة الكهف الخاتمة للربع الثاني (النصف)هي ايضا من ذوات الحمد "الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب"
سورة فاطر الخاتمة للربع الثالث هي ايضا من ذوات الحمد "الحمد لله فاطر السموت والارض"
...
السور الخواتم..مستهلة بحمد الله ..وهذا مناسب مع جعل الشريعة الحمد فى ختام الامور.."وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين"
السور البادئة مستهلة بالحروف...وهذا انسب ما يكون للبدايات..فلنتذكر ان اول ما نزل من القرآن..هو "اقرا"
والقراءة تكون للحروف...
....
بقي أمر...سورة الناس ليست من ذوات الحمد...
ولكن ..اليس ثمة سورة بعد الناس...بلى..انها الفاتحة..وهي من ذوات الحمد..وهي خاتمة وفاتحة للقرآن..
وفي ذلك اشعار الى ان كلام الله تعالى لا ينفد...ينتهي ليبتدئ..والله اعلم
...
وبعد..
فإن كان ما لاحظناه صحيحا ..فهل يدل على ان ترتيب سورالقرآن الكريم توقيفي...
---
الشيخ أبو أحمد
09-22-2004, 08:42 AM
على ماذا اعتمدت في "التربيع"؟؟
على العدد, أم على الكم؟؟
ولماذا؟؟.
---
أبو حسن الشامي
07-25-2005, 11:00 AM(1/2871)
التربيع يعتمد على عدد الآيات ... والله أعلم ...
---
(1/2872)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اعتذار عن توقف الملتقى ، ومرحباً بكم مرة أخرى !
---
اعتذار عن توقف الملتقى ، ومرحباً بكم مرة أخرى !
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2004, 12:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الفضلاء والأخوات الفاضلات !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم مرة أخرى في ملتقى أهل التفسير ، ونعتذر عن هذا الخلل الفني ، وإن كان قد زاد للأسف عن دقيقتين.
دون أي مقدمات ظهر خلل في إضافة بعض المشاركات في الملتقى ، ثم تطور الأمر فتوقفت قاعدة بيانات الملتقى دون ظهور السبب ، فلما بحثنا عن السبب ظهر لنا أن المستضيف لديه مشكلة ، وتوقعنا انتهاء المشكلة خلال يوم أو يومين ، فزادت ولا زالت ، فحزمنا أمتعتنا وانتقلنا إلى مستضيف آخر ، والحمد لله أننا فعلنا ذلك ولم نتريث ، وقد انتقلنا بدون أي خسائر في البيانات ولا الأرواح .
وبقدر الحرج الذي أصاب القائمين على ملتقى أهل التفسير ، والهم الذي ركبنا جراء التوقف ، إلا أنه أسعدنا كثرة الاتصالات والأسئلة التي وردت إلينا من المحبين والمشاركين ، مما دفعنا للبحث عن حلول عاجلة ترضيهم فجزاهم الله خيراً على حرصهم وعنايتهم التي شملوا بها هذا الملتقى العلمي والقائمين عليه ، ونسأل الله لنا ولكم جميعاً التوفيق والإخلاص في القول والعمل. وقد نال هذا التوقف عدداً من المواقع الصديقة كموقع المشكاة وصيد الفوائد ، ولعلهم قد تجاوزوا المشكلة بإذن الله وفقهم الله جميعاً فلنا فيهم أسوة ومعتبر ، فظني أنهم قد فقدوا شيئاً من بياناتاهم ردها الله إليهم.
وقد كنت قديماً قرأت أبياتاً للبحتري في الفراق والشوق ، تذكرتها لما عاد الملتقى اليوم بسلام بعد لأيٍ ، وهي قوله ولله ما أحسن ما قال :
بودي لو يهوى العذول ويعشقُ = ليعلم أسبابَ الهوى كيف تعلقُ(1/2873)
وزَورٌ أتاني طَارقاً فحسبتهُ = خيالاً أتى من آخر الليلِ يطرقُ
أُقَسِّمُ فيه الظنَّ طوراً مكذباً= به أنه حقٌ ، وطوراً أصدقُ
أخافُ وأرجو بطلَ ظني وصدقَهُ = فللهِ شَكِّي حين أَرجو وأَفْرَقُ
ولو علمَ الناسُ التلاقي وحُسنَهُ = لحُبِّبَ من أجلِ التلاقي التفرقُ
والشاهد في البيت الأخير !
ها هو هلال شعبان يوشك أن يتلاشى كما يتلاشى كل شيء جميل في هذه الحياة ، وصدق من وصفه بالقصير فما أسرع ما تقضت أيامه ولياليه . ولا يعزينا في سرعة تقضيه إلا أننا نرقب بعده هلالاً عزيزاً على قلوبنا هو هلال شهر رمضان المبارك 1425 ، نسأل الله أن يبلغناه ، وأن يوفقنا فيه لما يحبه ويرضاه. ومعذرة مرة أخرى للانقطاع ، وفقكم الله لكل خير ، ولا حرمنا من فوائدكم .
---
مسك
10-13-2004, 12:55 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا الفاضل عبدالرحمن الشهري ...
مبارك علينا جميعاً عودة المتلقى .. والحمد لله على سلامة الأرواح وقواعد البينات ..
---
أبو الجود
10-13-2004, 10:17 PM
الحمد لله عاد ملتقانا أسأل الله أن لا يحرمنا منه ثانية و بارك الله في القائمين عليه و يسر لهم
---
أخوكم
10-14-2004, 01:46 AM
اللهم اجمعنا في جنات الفردوس
---
الراية
10-14-2004, 02:44 PM
جزاكم الله خيرا
ولاشك في حرصكم ومثابرتكم على الخير ونفع اخوانكم
لازلتم مسددين وثبتكم الله وزادكم خيرا ...اللهم آمين
---
طويلب علم صغير
10-14-2004, 10:09 PM
هل لملتقى أهل التفسير ارشيف مثل موقع ملتقى اهل الحديث ؟
حمل ارشيف موقع ملتقى اهل الحديث على جهازك - على الرابط التالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23109
---
أبو سارة
10-16-2004, 11:31 AM
الف مبروك رجوع المنتدى يأبو عبدالله
والحمدلله إنه بدون خسائر
وفقك الله لكل خير
---
خالد الشبل
10-17-2004, 10:56 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(1/2874)
الحمد لله على السلامة ، وما دام أنه لا خسائر في الأرواح ولا البيانات فالأمر هيّن :)
مشكلات المستضيف همٌّ لأصحاب المواقع .
أما صيد الفوائد فقد قالوا :
"كما نعتذر للإخوة عن توقف الموقع في الفترة السابقة بسبب تعطل السيرفر
وقد انتقلنا إلى سيرفر جديد ونسأل الله التوفيق والسداد ".
الله يعينكم - أخي أبا عبد الله - على عملكم .
لك تحياتي .
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2004, 01:19 AM
بارك الله فيكم جميعاً وشكر لكم تعاونكم ودعاءكم. وانطلاق الموقع الحقيقي لا يكون إلا بمشاركاتكم وتفاعلكم.
---
(1/2875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أخبار مؤتمر (التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم) الذي عقد في بيروت.
---
أخبار مؤتمر (التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم) الذي عقد في بيروت.
---
د.عبد الله الجيوسي
02-14-2006, 12:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأكارم
لقد أنهى المؤتمر الذي عُقد في مدينة بيروت قبل يومين 10-12 من شباط أعماله، حيث كان تحت عنوان :
التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم
وذلك بالاشتراك بين المعهد العالمي للفكرالاسلامي والملتقى الفكري للإبداع . حيث شارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين.
وقد قدمت قيه قرابة 50 ورقة ، أرجو أن أتمكن من تزويدكم بخلاصتها في الأيام القريبة، وقد شاركت فيها بورقة كانت بعنوان :
تطور البحث العلمي في العصر الحديث من خلال الرسائل الجامعية( الدراسات القرآنية نموذجا)
وسأعمل إن شاء الله تعالى على تزويدكم بها وبملخصها إن رغب الإخوة في ذلك إلا إنني سأرفق لكم برنامج المؤتمر وأسماء الذين شاركوا فيه في هذه المشاركة.
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2006, 01:01 PM
جزاك الله خيراً أبا البراء على هذه الفوائد ، وقد اطلعت على جدول المؤتمر ، وفيه أوراق مهمة نريد الحصول عليها أو ملخصها على الأقل . ومنها إضافة إلى بحثكم الذي شاركتم به فهو مهم ، وأعرف عنايتك بتتبع هذه الدراسات وفقك الله :
- الدراسات الاستشراقية المعاصرة ، رضوان السيد .
- تجديد التجويد في ضوء الدرس الصوتي الحديث مع مراجعة أحكام الضاد ، د.غانم قدوري الحمد . ولعله إن شاء الله ينشر بحثه في الملتقى وسأراسله من أجل ذلك.
- تجديد مناهج التفسير : أطروحة أبو القاسم الحاج حمد أنموذجاً ، أحميدة النيفر.
- القرآن الكريم والتأويلية العلمانية ، د.أحمد إدريس الطعان . ولعله يتفضل كذلك بنشره هنا ، وسأراسله من أجل هذا .(1/2876)
- التفسير الموضوعي مفهوماً ومنهجاً . الطاهر الميساوي .
شكر الله لكم مرة أخرى أبا البراء ، وبارك في علمكم ، وليتكم تزودوننا برابط موقع المؤتمر على الانترنت إن كان له رابط .
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2006, 01:06 PM
وجدت هذا التعريف بالمؤتمر وأهدافه ، على موقع مجلة إسلامية المعرفة التي تصدر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي . فأحببت نقله للفائدة.
يعتزم المعهد العالمي للفكر الإسلامي - بالتنسيق مع الملتقى الفكري للإبداع تنظيم مؤتمر في بيروت حول: "التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم"، وذلك أيام : 5-7 شباط/فبراير 2006م، وحرصاً على استقطاب جهود الباحثين والمهتمين بموضوع المؤتمر، فإن اللجنة المنظمة للمؤتمر تدعو الراغبين بالمشاركة البحثية في أي محاور المؤتمر المرفقة أن يرسلوا رغبتهم بالمشاركة مرفقة بعناوينهم وملخصاً عن الموضوع الذي يرغبون الكتابة فيه في أجل لا يتجاوز 30/9/2005، آملين أن تشكل مشاركات الباحثين إضافة نوعية في مجال خدمة المعارف القرآنية الحديثة.
مقدمة:(1/2877)
كان القرآن الكريم ولا يزال النص المؤسس للحضارة الإسلامية، ومحور البناء الأول للمعارف والعلوم التي نشأت أو ارتقت في السياق المعرفي الحضاري الإسلامي؛ ولهذا السبب تحتل علوم القرآن وفي مقدمتها تفسير القرآن وتأويله موقع العمود الفقري لمشاريع النهضة الإسلامية وتطلعاتها الإصلاحية. ثم إن استمرارية القرآن محفوظاً من غير تحريف أو تبديل جعلت منه مركزاً يجتمع حوله المسلمون بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم، كما جعله موضوعاً للدرس من قبل المسلمين وغير المسلمين. لكن ما أصاب العلوم الشرعية من انقطاع الاجتهاد لفترات طويلة أثّر أكثر ما أثر على دراسة القرآن وتدبّره واكتشاف أسراره ونبعيَّة معانيه التي لا تخلَق على كثرة الرد، فضلاً عن بروز نزعات سادت في تفاسير القرآن، فصنفت التفاسير بين مأثورة أو رأيية أو معتزلية أو إشارية أو فقهية...، وكلها تصنيفات تعكس مذهبية حكمت التعامل مع القرآن الكريم، وهي أثر لما ساد من تيارات في التاريخ الإسلامي.
هذه المنهجية في التعامل مع القرآن تركت مساحة كبيرة من خصائص القرآن ودلالاته الكلية التي لا يمكن التمكُّن منها من خلال تفسيره الجزئي. وقد أدرك الباحثون في القرن العشرين العجز عن الاستفادة من القرآن الكريم في معالجة القضايا الملحة وقصور المنهجية السائدة في دراسته، فحاولوا التطوير في هذا المجال ولا تزال الجهود في هذا المجال مستمرة حتى يومنا هذا.(1/2878)
ورغم ذلك فإن بناء مناهج "التعامل" مع القرآن الكريم وتدبره ماتزال في تطور مستمر، وتتطلب الكثير من الجهد، ولكن هذا لا يمنع من ملاحظة التطورات الحاصلة في دراسة القرآن الكريم ومناهجه، في العقود الأخيرة، حيث حصلت تغيرات كبرى كان لها أثر واضح في نمو البحث والدرس العلمي بعيداً عن الصراع الأيديولوجي الذي استنزف الجهود طيلة ما يقارب أربعة عقود من القرن الفائت، رافق ذلك تعمق في التواصل مع المعارف الغربية التي كانت قد تطورت بشكل هائل خلال تلك المدة، (وخصوصاً اللسانيات)؛ فتطورت حركة الترجمة وتتصاعد وتيرتها، كل هذا جعل مناخ العقود الأخيرة مختلفاً، فاستقبلت المعرفة الغربية في التسعينات بنوع من التقدير وبحفاوة في بعض الأحيان، صحيح أن ذلك كان شاملاً لنخب قليلة، لكنه صار ظاهرة واضحة آخذة بالاتساع، يكفي دليلاً على ذلك الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية في مختلف الجامعات العربية والإسلامية.
كما ظهرت في العقود الأخيرة مشروعات جديدة مستفزة في دراسة القرآن الكريم، كانت سبباً آخر للدفع باتجاه اكتشاف المعرفة الغربية والتحقق منها، وكان من آثار ذلك تطور التفكير في التفسير الموضوعي والمفردات القرآنية، وفي الوقت نفسه طبقت نظريات النقد الأدبي (على نحو متفاوت من الوعي بطبيعة النص أو بتجاهل لهذه الطبيعة)، وجرت دراسات عديدة في الأسلوبية (أسلوبية القرآن الكريم)، واستخدم علم الدلالة في دراسات القرآن الكريم، كما بدأ التساؤل عن المناهج الجديدة في التفسير، ويمكن ملاحظة أعمال كثيرة أخرى.
لابد أن ما سبق ذكره سيكون له أثرٌ عميقٌ في تراكم مباحث التعامل مع القرآن الكريم، ولأن الحقبة الحديثة لم تحظ بالدرس والفحص بعد؛ فإن المؤتمر يأخذ على عاتقه طرح التساؤلات حول منجزات هذه الحقبة معرفياً ما أثارته أو عمقته من أسئلة حول القضايا المنهجية المتعلقة بدراسة القرآن الكريم.
أهداف المؤتمر:(1/2879)
يهدف المؤتمر إلى رصد الإنجازات المعرفية الحديثة حول القرآن، وربط الجهود المبذولة في هذا المجال بغية الإسهام في دفع البحث العلمي في القرآن نحو مزيد من التقدم؛ مع إجراء مراجعة نقدية لهذه المعطيات تمهيداً لاستكشاف آفاق البحث القرآني بالمعارف الحديثة، ويركز المؤتمر التراكم في الدراسات القرآنية.
محاور المؤتمر:
يتناول المؤتمر ثلاثة محاور تغطي التساؤلات والتجارب المعاصرة في الدراسات القرآنية، وذلك من خلال العناوين التالية وما تشتمل عليه من عناصر أساسية هي موضوع الأوراق المقترح الكتابة فيها من قبل الراغبين بالمشاركة:
المحور الأول: التطورات المنهجية في دراسة القرآن الكريم: (نقد المناهج، التفسير الموضوعي، المفردة القرآنية، قواعد وأصول التفسير، قضية التأويل وأبعادها، الدراسات الدلالية والأسلوبية).
المحور الثاني:قضايا إشكالية في التعامل مع القرآن الكريم (التاريخي والمطلق في النص، اللغة والتطور الدلالي، القرآن والسنة وحدود العلاقة بينهما، القواعد اللغوية واللسانيات).
المحور الثالث: رصد الاتجاهات الحديثة والدراسات التطبيقية المعاصرة للقرآن الكريم: (جغرافياً: العالم العربي والإسلامي والغربي/ نماذج: القراءات المعاصرة للقرآن، تجربة توشيكو إيزوتسو، دراسة كريستوفر لوكسمبورغ حول لغة القرآن، جديد الاستشراق عموماً، مسألة النظم أو الحجاج، تقييم القراءة المعاصرة لقضايا: الحرية والمرأة والتاريخ والحضارة من خلال القرآن الكريم).
مواصفات البحوث المطلوبة للحلقة الدراسية
1. يتصف البحث بما هو متعارف عليه من التحديد الدقيق للموضوع والأصالة العلمية والمنهجية الواضحة والتوثيق الكامل للمراجع والمصادر في مواقعها من صلب البحث، وليس على شكل قائمة ببليوغرافية.(1/2880)
2. يتضمن البحث تحليلاً ناقداً وتقويمياً وأميناً للحالة الراهنة لموضوع البحث ويستوعب المصادر التراثية والمعاصرة المتنوعة بما في ذلك الدوريات والعلمية والأطروحات الجامعية والكتب المنهجية وبحوث المؤتمرات والندوات العلمية.
3. يضع الباحث الهدف من بحثه ويصوغ نتائجه وتوصياته بشكل محدد.
4. يكون حجم البحث حوالي عشرة آلاف كلمة.
5. آخر أجل لتأكيد الرغبة بالمشاركة والمحور الذي تودون الكتابة فيه هو: 30/7/2005.
6. آخر أجل لتحديد الموضوع الدقيق الذي تودون المشاركة فيه مع إرسال لمحة عنه لا تقل عن (500) كلمة هو 15/9/2005.
7. آخر أجل لتسليم البحوث جاهزة مطبوعة على ورق A4 ومرفقة بقرص مغناطيسي مدمج هو 30/11/2005.
المصدر (http://www.eiiit.org/article_read.asp?articleID=749&catID=266&adad=297)
---
د.عبد الله الجيوسي
02-18-2006, 12:07 PM
السلام عليكم
فيما يخص اوراق الملتقى لم نحصل على نسخة اليكترونية بعد وقد وعدنا بان تصلنا عبر الاميل ، واعدكم ان شاء الله تعالى بارسالها حال وصولها، وعموما موقع الملتقى على الانترنت هو هذا الرابط
http://almultaka.net
وعندى الاوراق التي قدمت ، لكن نسخة ورقية وانا على استعداد لتزويدكم بما تريدون
، وفيما يخص ورقتي التي قدمتها سوف ازودكم بها قريبا ان شاء الله تعالى ان رغبتم
لدي استفسار حول موعد ندوة الملك فهد عن الاستشراق ان كان لديكم علم بذلك
---
المسلم الحاضر
02-18-2006, 11:46 PM
جزاك الله خيرا د.عبدالله بن محمد الجيوسي ونآمل تزويدنا ولو بملخص عن بحثكم وبعض البحوث الاخرى ولكم الشكر
---
أحمد الطعان
02-19-2006, 12:38 AM
الأخ عبد الله الجيوسي
تحية طيبة ..
بالنسبة لبحثي الذي شاركت به في المؤتمر فقد نشرته في ملتقانا هذا ... شكراً على مراسلتك وتواصلك
والسلام عليكم ..
---
(1/2881)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إطلالة حول آية كريمة
---
إطلالة حول آية كريمة
---
محمد البكري
03-02-2004, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناَ).
فقد امتن الله على عباده المؤمنين برابطة قوية ، ووشيجة متأصلة ، تتجلى في القول الحكيم :(إنما المؤمنون إخوة). يقول الأستاذ سيد قطب ـرحمه الله :(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) في كل مجال ، وعلى وجه الاطلاق ، فيختارون أحسن مايقال ليقولوه ، بذلك يتقون أن يفسد الشيطانُ ما بينهم من المودة ، فالشيطان ينزغ بين الإخوة بالكلمة الخشنة تفلت ، وبالرد السيئ يتلوها ، فإذا جو الود والمحبة والوفاق مشوب بالخلاف ، ثم بالجفوة ، ثم بالعداء.
والكلمة الطيبة تأسو جراح القلوب ، تُندي جفافها ، وتجمعها على الود الكريم ، فالشيطان يتلمس سقطات فمه ، وعثرات لسانه ، فيغري بها العداوة والبغضاء بين المرء وأخيه ، والكلمة الطيبة تسد عليه الثغرات ، وتقطع عليه الطريق ، وتحفظ حرمة الأخوة آمناً من نزغاته ونفثاته)ا هـ.
وقد يقول القارئ الكريم :لِمَ كل هذه المقدمة؟!
فأقول إن مما ميز الله به هذا الملتقى المبارك هو الطرح الرصين ، والأسلوب المميز ، والعبارات المؤدبة.
فأملاً في استمرار هذا المنهج كتبت هذه الكلمات ؛ لأذكر نفسي وإخواني بهذا ، عملاً بقوله تعالى :(وَذَكِّرْ).
وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
03-02-2004, 02:46 AM(1/2882)
وأنت كذلك أخي الكريم محمد جزاك الله خيراً على حسن ظنك بإخوانك أولاً ، وحسن ابتداءك معنا ثانياً. فما أحوجنا إلى هذه الذكرى جميعاً ، وما ذكرته وفقك الله هو الحق الصريح ، والمنهج السديد الذي نرجو أن نستمسك به ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، فإننا نلتقي عبر صفحات هذا الملتقى بالكلمة المكتوبة فحسب ، والمنهج أن نتقي الله قبل أن نكتب تلك الكلمة !
مرحباً بك في ملتقى أهل التفسير ، وأرجو أن نرى لهذه المشاركة أخوات ، ولا تكن كحوليات زهير بن أبي سلمى!
---
(1/2883)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل يقال صفر الخير؟!!!
---
هل يقال صفر الخير؟!!!
---
عبدالله المعيدي
02-20-2007, 11:19 PM
هل يقال صفر الخير؟
ينتشر على ألسنة بعض الناس وأقلام بعض الكتاب عبارة (صفر الخير) لشهر صفر مقابلة لمن يتشاءمون به «وهذا من باب مداواة البدعة ببدعة، والجهل بالجهل» فهو كغيره من الشهور لا يُقال فيه صفر خير ولا شر (ابن عثيمين)
---
(1/2884)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حتى لا تكرر حرف الرَّاء
---
حتى لا تكرر حرف الرَّاء
---
أبو بيان
03-07-2005, 05:09 PM
قال ابن بلبان الدمشقي الحنبلي (ت:1083):
(تنبيه:
مما يجب على القارئ إخفاء تكرير الراء؛ لأنه حرف قابل له, ويتأكد ذلك إذا كانت مُشَدَّدة؛ لأن القارئ إذا لم يتحرز من ذلك, جَعَلَ من الحرف المشدد حروفاً, ومن المخفف حرفين, وكل ذلك غير جائز, وطريق السلامة من هذا المحذور:
أن يُلصِقَ اللافظ ظهر لسانه على حنكه لصوقاً مُحكَماً مَرَّةً واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث عند كل رِعدَة حرف).
بُغيَة المستفيد في علم التجويد (ص:46).
---
طارق
02-18-2006, 12:26 PM
الأخ الفاضل أبو بيان
بارك الله فيك
وجزاكم الله خيراً
---
(1/2885)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ما هو رأيكم لو فعلتم مثل هذا في الملتقى ؟
---
ما هو رأيكم لو فعلتم مثل هذا في الملتقى ؟
---
أبو صفوت
09-05-2003, 10:29 AM
على هذا الرابط ما يسمى بالكيبورد العربي فما هو رأيكم لوفعلتم مثل هذه الفكرة هنا توفير للوقت
آسف لإزعاجكم
http://www.4quran.net/vb/newreply.php?action=newreply&threadid=99
---
عبدالرحمن الشهري
09-05-2003, 04:04 PM
حياكم الله أخي الكريم أبا صفوت وأشكرك على مشاركاتك المستمرة وفقك الله.
بالنسبة لاقتراحك لم يتبين لي المقصود منه فلو وضحت لي ذلك وفقك الله.
---
أبو صفوت
09-06-2003, 02:14 AM
أقصد صورة الكيبورد العربي المكتوب عليها أيقونات للسلام ورد السلام وعبارات الشكر ونحو ذلك مما يوفر بعض الوقت على من يكتب لو تفضلت شيخنا بفتح الرابط ونظرت إلى صورة الكيبورد المرسومة لوجدت عليها هذه الأيقونات . ويا حبذا لو أبدلتم لفظ الشكر بلفظ جزاك الله خيرا
جزاكم الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
---
(1/2886)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الرسائل الجامعية المطبوعة في التفسير وعلوم القران...الكل يشارك
---
الرسائل الجامعية المطبوعة في التفسير وعلوم القران...الكل يشارك
---
الراية
09-10-2003, 09:42 PM
من باب الفائدة من هذه الرسائل العلمية التي بذل فيها الجهد من البحث والسؤال وغير ذلك ...احب ان يذكر كل واحد منا ماوقف عليه من الرسائل ( ماجستير او دكتوراة)المطبوعة في هذا الموضوع التفسير وعلوم القرآن...
ولعلي أذكر ما وقفت عليه ....ومن الله نستمد العون
1- الامام المتولي(ت:1313هـ)...وجهوده في علم القراءات
للشيخ/ د.ابراهيم الدوسري
الناشر: مكتبة الرشد في مجلد واحد
2- التفسير اللغوي في القرآن الكريم
للشيخ/ د.مساعد الطيار
الناشر/ دار ابن الجوزي في مجلد واحد
3- منهج ابن كثير في التفسير
للشيخ/د. سليمان اللاحم
الناشر / دار المسلم في مجلد واحد
4- تفسير التابعين...عرض ودراسة وموزانة
للشيخ/د.محمد بن عبد الله بن علي الخضيري
الناشر/ دار الوطن في مجلدين
5- قواعد التفسير.....جمعً ودراسة
للشيخ/د.خالد بن عثمان السبت
الناشر/ دار ابن عفان في مجلدين
6-قواعد الترجيح عند المفسرين.....دراسة نظرية تطبيقية
للشيخ/ د.حسين بن علي بن حسين الحربي
الناشر/ دار القاسم في مجلدين
7- القراءات وأثرها في التفسير والاحكام
للشيخ/د.محمد عمر سالم بازمول
الناشر/ دار الهجرة في مجلدين
8- المقارنة بين منهجي الامامين ابن جرير و ابن كثير في التفسير
للشيخ/ محمد مختار بن طالب بن محمد آل نوح
الناشر/ دار ماجد عسيري في مجلد
9- علوم القرآن بين البرهان وبين الاتقان....دراسة مقارنة
للشيخ/ حازم سعيد حيدر
الناشر/ مكتبة دار الزمان بالمدينة النبوية في مجلد واحد.
10-تحقيق (( العجاب في بيان الاسباب )) لابن حجر العسقلاني
للشيخ/د.عبد الحكيم محمد الأنيس(1/2887)
الناشر/ دار ابن الجوزي في مجلدين
11- تحقيق (( ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل))
للامام الحافظ العلامة احمد بن ابراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي(ت:708هـ)
للشيخ/د.سعيد الفلاّح
الناشر/ دار الغرب الاسلامي في مجلدين
12- الامام الشوكاني مفسراً
للشيخ/د.محمد حسن الغماري
الناشر / دار الشروق في مجلد واحد
13- تحقيق (( العمدة في غريب القران )) لـ الامام مكي بن طالب القيسي (ت:437)
للشيخ/د.يوسف المرعشلي
الناشر / مؤسسة الرسالة....في مجلد واحد
14- تحقيق (( نزهة الاعين النواظر في علم الوجوه والنظائر )) للحافظ ابن الجوزي ( ت:597)
للشيخ / محمد عبد الكريم كاظم الراضي
الناشر/مؤسسة الرسالة في مجلد واحد
15- النظم القرآني في آيات الجهاد
للشيخ/د.ناصر بن عبد الله بن ناصر الخنين
الناشر/ مكتبة التوبة في مجلد واحد
16- الامام السيوطي وجهوده في علوم القرآن
للشيخ/د.محمد بن يوسف الشربجي
الناشر/دار الكتبي في مجلد واحد
17- درساة الطبري للمعنى من خلال تفسيره " جامع البيان عن تأويل آي القرآن"
للاستاذ/ محمد المالكي
الناشر/ وزارة الاوقاف المغربية في مجلد واحد
18- تحقيق (( آيات أشكلت على كثير من المفسرين)) لشيخ الاسلام ابن تيمية (ت:728هـ)
للشيخ/ عبد العزيز بن محمد الخليفة
الناشر/ مكتبة الرشد في مجلدين
19- الوجوه والنظائر في القران الكريم......دراسة وموازنة
للشيخ/د.سليمان القرعاوي
في مجلد
20- الاجماع في التفسير
للشيخ/د.محمد بن عبد العزيز الخضيري
في مجلد واحد
21- تحقيق (( العقد النضيد في شرح القصيد )) للامام ابي العباس احمد بن يوسف الشهير بـ السمين الحلبي (ت:756هـ) وهو شرح للشاطبية في القراءات السبع
للشيخ/ د.أيمن رشدي سويد
الناشر/ دار نور المكتبات في مجلدين
(( تنبيه المطبوع من الكتاب هو من اوله الى اول باب الفتح والامالة))
---
عبدالرحمن الشهري
09-11-2003, 02:33 AM(1/2888)
وفقك الله أخي الراية وجزاك خيراً على جهودك في ملتقى أهل التفسير. واشكرك على هذه المشاركة ، ولا أخفيك أننا نطمع في موقع التفسير أن يكون لدينا قائمة بالرسائل العلمية المطبوعة وغيرها إن شاء الله . وعسى أن يكون ذلك قريباً بجهودك وأمثالك من المخلصين في هذا الملتقى المبارك. وفقكم الله جميعاً.
أرجو منك الاستمرار في ذلك وفقك الله.
---
الراية
09-11-2003, 10:03 AM
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن.....
وجزاك الله خيراً
ولعلي أضيف من الرسائل:-
1- اسباب اختلاف المفسرين
للشيخ/د.سعود الفنسيان
2- الفتنة وموقف المسلم منها في ضوء القرآن
للشيخ/د.عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني
الناشر/دار القاسم في مجلد واحد
لمزيد من التعرف على الكتاب......اضغط هنا (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=75&artid=894)
---
(1/2889)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أيصح أن نجعل اختيار مفسر ترجيحا ؟ وهل نعتبر سرد جملة من الأقوال ترجيحا ؟
---
أيصح أن نجعل اختيار مفسر ترجيحا ؟ وهل نعتبر سرد جملة من الأقوال ترجيحا ؟
---
طالِب
05-26-2006, 02:45 PM
شيوخنا الكرام :
عندما أجد مفسر فسر آية بتفسير معين وعند الرجوع لمفسر آخر أجد أنه فسر الآية بتفسيرين أو أكثر هل أعتبر تفسير الأول ترجيحا أم اختيارا ؟ وهل هناك فرق كما أعلم بين الترجيح والاختيار ؟
ثم عندما أرى مفسرا سرد أقوالا جمة دون تصريح منه بترجيح شيئ منها هل يعتبر ذلك داخل في الترجيحات ؟
وفق الله الجميع لكل خير .
---
ابن الجزيرة
05-26-2006, 05:54 PM
حياك الله, وإليك هذا الرابط فلعلك تجد فيه غايتك :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4887&highlight=%DF%ED%DD+%C3%C8%CF%C3
---
مساعد الطيار
05-26-2006, 08:24 PM
لعل في هذا الرابط إجابة على سؤالك ، فقد طُرح هذا الموضوع من قبل
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3885&highlight=%E6%C7%E1%C7%CE%CA%ED%C7%D1
---
(1/2890)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > .. يا نجوم السماء لو مد ساقي وضحي لي ..
---
.. يا نجوم السماء لو مد ساقي وضحي لي ..
---
ولد الديرة
11-07-2005, 05:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن لنا اعتبار صفحة السماء مجرد محطٍّ لتأملات العشاق والشعراء. فهي المظلَّة التي تطل وتحيط بعالم الارض .. والتي لا تتوانى من التاثير على الحياة العامة والخاصة..... والجميع أمام تدخلها الدائم والكلِّي القدرة .... لا حول لهم ولا قوة
وقد انكب الإنسان منذ أقدم العصور على دراسة السماء ومحتوياتها، تحرِّكه تلك القناعة الميتافيزيائية بأن للسماء سيطرة مطلقة على الأرض. إذ كان يؤمن أن الطبيعة واحدة وأن الطاقة التي تحرك كل ما فيها واحدة .. وبالتالي فكل حركة في هذا الكون لها تأثيرها وتبعاتها عليه وعلى محيطه.
لقد اشتملت دراسة الإنسان للفضاء الخارجي على وصف حركة النجوم وأبعادها من جهة ووصف تأثير هذه الحركة ونتائجها من جهة أخرى . واكتسبت دراسة علم الفلك أهمية بالغة كونها إرتبطت بمختلف علوم الطبيعة، وذلك بسبب تأثير الأفلاك على جميع ما يحدث في (عالم ما دون القمر)... ولم يكن يُنظَر إلى هذا العلم على أنه شكل إنساني صرف من أشكال المعرفة، بل هو علم إلهي بحت ..
إن كان اكتشاف العجلة قديما يعد ثورة في الحضارة الإنسانية .. فهو اليوم (بالمفهوم العام) أساس في تشكيل مفردات حياتنا المعاصرة ... ومن هنا ندرك خاصية ( ّدائرية) المخلوقات ممّا يصنف جمادا أو إنسانا أو أي شيء مخلوق ... وما حالة ( الّدائرية ) تلك إلا تأكيداً لمخلوقيتها وخضوعها للخالق ...
والدائرة تعبير عن العبادة ، وهي العلة من خلق المخلوقات والمفعلة للغاية .. لأن معنى الحمد والتسبيح .. هو إرتباط قوة صغرى بقوة أكبر منها ... وهنا نلمح ... (العلاقة بين المركز والمحيط )(1/2891)
قال تعالى ( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون )
الدائرة (أصل) النشأة الكونية .. بدءً من الكون الكبير ... وإنتهاءً بجزئيَّات الذرّة الصغيرة .. فكل المخلوقات تحركها خاصية الـ ( الدوران) . حول محور خارجي أو حول مادَّتها ... ومن خواص ( الدائرة ) أنها عندما تدور حول أي محور يمر بالمركز .. تُعطي الناتج أو الشكل نفسه ... مما يميزها عن كافة الأشكال الهندسية الأخرى.. ولا بد من الإشارة إلى أن أي مقطع في (الدائرة) يُعطي دائرة ، والمقطع الذي يمر بالمركز يُعطي دائرة عظيمة - أي أوسع دائرة هندسية - ......
قال تعالى ( خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى الا هو العزيز الغفار )
ومن المعروف رياضيا أن مساحة الدائرة غير مبرهنة بشكل نهائي ، مثل الأشكال الهندسية الأخرى ، وأنّ قانون المساحة المُتعامل به هو للتقريب النسبي ، وهو ما يؤكد لنا أن الدائرة لا تخضع لتحديد ( قطعي ) ، ولهذا أصبح تعريفها علميا ورياضيا : بأنها منحنى مغلق يبتدء بنقطة معينة ويعود للنقطة نفسها .. ( حنيفا )
قال تعالى ( فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون )
ولأن الدائرة فيها معنى العبادة .. والدوران حول (محور) يعد أساسي ومركزي ( مقدّس ) وهو الضابط لموقعها العام وموضعها الخاص ضمن كامل الموقع ، كما يضبط حركيَّتها بمسافات متساوية ( الوحدانية ) مما يساعد على الحركة المنتظمة ( العدل الشامل ) ضمن حركة الأجرام السماوية الأخرى...... والسنة الزمنية كما هو العام ، هما نتاج للدائرية في حركة الأرض والشمس والقمر... ومن هنا .. فإن الدائرة (أساس الزمن) .. وصراع الإنسان مع مفردات الحياة صراع مع مفردات الزمن ، وسعي نحو الظّفر والخلود ...(1/2892)
قال تعالى ( الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء )
قال تعالى ( لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون )
قال صلى الله عليه وسلم .. ( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) ..
***
القرآن !!
إستقراء آيات القرآن مرتبطاً بإستقراء آخر في موقع آخر في صفحة السماء .. ويعكس مضموناً ورسماً متطابقاً في الموقعين .. ويتفعل بينهما التأثير ... وهذا هو القرآن ..
ولأن القرآن (أصل) في صفحة السماء، مثلما هو أصل في الأرض ، وجب أن يكون قائما على أساس التناسق العام الموجود في الكون والحياة ، وهو التناسق الدائري المتحرك . وبذلك يكون قانون ومنطق القرآن متطابقا مع قانون ومنطق الكون والحياة (الجبلة) أيضا .. وقد روعي في تنزيل وحي القرآن- وليس الإنزال - مسايرة حالة الضبط المشاهدة في صفحة السماء من موقع التنزيل ولفترة إمتدت لـ 23 سنة .. فكان التنزيل (( منجماً )) حيث كانت مواقع التنجيم بين الآيات تتطابق و مواقع النجوم في صفحة السماء ..
قال تعالى .. ( فلا أقسم بمواقع النجوم * وانه لقسم لو تعلمون عظيم * انه قرآن كريم ) .
التفسير ... وانه لقسم لو تعلمون عظيم .. ( قسم ) من القسمة أو التقسيم .. فمواقع النجوم موزعة بما يتوافق مع وصف الآية وبأنه تقسيم عظيم .. ثم يأتي السياق في الآية التي تليها .. انه قرآن كريم .. انه .. الضمير يعود للتقسيم المتمثل في مواقع النجوم.. ورغم أن مواقع النجوم في حالة تغاير نتيجة دوران الأرض .. فإنها وبذلك التغاير تتطابق مع آيات القرآن الكريم . وحالة تحقيق التطابق بين رسم القرآن ومواقع النجوم .. فهذا هو ( القرآن ) .(1/2893)
القرآن .. تفعيل التأثير من خلال إستقراء ثنائي اليقين .. ( النجوم + الآيات ) .. والمعلومات الفلكية – على سبيل المثال - تفيد أن الكوكب يؤثر ويتأثر إذا إجتمع مع كوكب آخر في درجة واحدة أو ضمن نطاق عدة درجات .. وتقدم التعريف الفلكي لتلك الحالة بـ ( قران أو اقتران ) .
الإنسان الفرد أكان ( ذكراً أم أنثى ) هو بحاجة إلى التزاوج ( الإقتران ) مع الطرف الآخر ليتفعل بينهما التأثير .. ويتناسل الأبناء .. لذلك نقول .. تم عقد قران فلان على فلانه .. حالة محصورة بين ( 2 ) ..
قال تعالى .. ( والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود ) ..
مواقع التنجيم بين الآيات ( الشاهد ) .. ومواقع النجوم في صفحة السماء المتطابقة مع مواقع التنجيم بين الآيات.. هو .. ( المشهود ) .. وكلاهما ( قرآن ) .
قال تعالى .. ( اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا )
لو أردنا محاكاة تطابق مواقع النجوم مع آيات القرآن فمن البديهي أن نتحرى الوقت المثالي والذي يعطينا أفضل صورة مشاهدة للنجوم في مواقعها .. ومن المعلوم أن أفضل الأوقات هو وقت الفجر .. كما هو المقصود من قوله تعالى .... ( إن قران الفجر كان مشهودا ) وقرآن الفجر .. هو لمواقع النجوم في السماء .
لم نكن ندرك أهمية التنجيم بين الآيات .. والتنجيم بين الآيات خضع لحالة التوافق مع مواقع النجوم .. ووضوح الرسالة حجة علينا حين لم تغفل الآيات أهمية التحديد ووضع العلامات بين الآيات ..
قال تعالى .. ( علمه شديد القوى ) ... ( علمه ) .. أي حدد العلامات بين الآيات .. والضمير الملحق بالفعل ( علمه ) يعود للإسم السابق للفعل وهو ( الوحي ) .. لا لشيء آخر
قال تعالى .. ( الرحمن * علم القرآن )
( علم القرآن ) .. أي حدد العلامات ( التنجيم ) بين آياته .
قال تعالى ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا )(1/2894)
ملامسة تطابق التنجيم بين الآيات مع مواقع النجوم في صفحة السماء يفًعل التأثير .. وأثر تفعيل ( القرآن ) يتحقق بين قطبي القران في ( السماء والأرض ) .. لذلك تقول الآية ... وننزل من القران .. فتأثير النجوم عند إقترانها بالمتطابق مع آيات القرآن .. يحقق - كما ورد في الآية - .. ( الشفاء والرحمة ) .
قال تعالى ( لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )
وهنا مثال توضيحي لحالة ( التأثير ) على الجبل ( لو أنه كان عين الإنزال للقرآن .. ويحوي قطبه الآخر أو الصورة الأخرى لمواقع النجوم .. والمحققة للقرآن – ( او سورة من مثله ) ..
قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
متى ما تطابقت الصورة والمعلومات بين آيات معينة مع مواقع النجوم في صفحة السماء ... يكون ( القرآن ) .. وبالقرآن يتفعل التأثير .. ومن هذا المنطلق نعي مكمن التحدي فمن بمقدوره تقديم حقيقة واحدة ومتطابقة من موقعين إحداهما في السماء ( مواقع النجوم ) والآخر في الأرض ( آيات القرآن الكريم ) .. إضافة إلى تفعيل التأثير جراء إقتران تلك الحقيقة الواحدة في الموقعين المختلفين .. فهذا خارج عن قدرات الجن والإنس ..(1/2895)
الإيمان بالحقيقة القائلة .. ( أن هذا القرآن هو رسالة الله للعالمين و للناس كافة ) .. يقودنا إلى إدراك حقيقة أخرى .. ألا وهي عالمية الرسالة .. والتي تفرض أن يكون تلقي وإدراك رسالة الله وفق قاعدة عادلة ... والصياغة العربية للتنزيل لا تعيق غير الناطقين بالعربية من إدراك رسالة الله وبكل وضوح .. فلغة القرآن العربية تعكس تفاصيل معلوماتية لكتب علمية محفوظة بين دفتيه بخاصية مدركة للألسن المختلفة .. ووفق هذا السياق تتوزع الأسرار العلمية في هامش لا يحكمه الإدراك إلا من منظور الشكل والرسم والتموقع والعدد والقيمة العددية .... وأشياء أخرى .. وتصل الرسالة للمتلقي كركائز علمية وفق سياق معلوماتي .. وفي ذات الوقت لا نجد أن اللغة العربية كانت من بين تلك الركائز .. وما كانت صياغة لغة القرآن بـ ( العربية ) إلا مراعاة لحالة مستوى الإدراك عند ( الأعراب ) ولعلهم يعقلون .. وإن كنا نقر بأن الصياغة العربية للقرآن تعين الناطقين بها من معانقة الكثير من أسرارهذا الكتاب العظيم .. أو هكذا مفترض .
قال تعالى ( ولو جعلناه قرانا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته ااعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد )
بقي شيء ... يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح كتاب الله ( ( وقال الرسول يرب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا ) ..
ماذا عن مصداقية قول الرسول في القرآن الكريم .. ونحن نعيش واقع معلوم .. لم نرى فيه أن هناك قصوراً تجاه القرآن الكريم وتدبره في سائر البلاد الإسلامية ... وما يعلمه الكل عن هذه البلاد تحديداً .. هو خدمة هذا القرآن ومن كل جوانبه ... ونعلم أننا قوم محمد ( ص ) المعنيين في الآية ... فكيف هي مصداقية قول النبي في الآية وواقع الحال ..(1/2896)
.. مصداقية الرسول صلى الله عليه وسلم ... تجدها من خلال الجهود الموثقة لحالات تدبر لآيات هذا القرآن الكريم ... ولا أعتقد أن هناك أي حالات تدبر .. في كامل إرشيفنا العظيم ....
شكراً للجميع ..
.
---
ابن الشجري
11-12-2005, 12:24 AM
ولد الديرة / مع غير احترامي الشديد لمثل هذه الطلاسم التي تزيد الذهن شططا وتجعل القلب قزعا حتى تدعه فزعا من كل كلمة قد يكون كاتبها أول الناس جهلا بمعناها قبل مبناها .
لما قرأت عنوان مكتوبكم فاستوقفني كما استوقفني سابقه ( الاتصال بالسماء ) !! ، ولا أكذبك الحديث كما لا أكذب القارئ الكريم ، أني اتهمت نفسي في نفوري من هذه العنوانات ، ذات النزعة الفلسفية الطلسمية الباطنية ، خشية من كونها تحمل عمقا أدبيا وترشيحا فكريا عميقا أو مسليا على أحسن الأحوال ، كما ترشح العين جآذرها ، حتى بدأت بالقراءة ، فكدت أسقط من أول الطريق وأتعثر من كلام ماهو إلا كالحجارة المتراصة التي يكبر بعضها البعض الآخر ، فكم من الكلام مالو تجسد في صورة ملموسة لكان حريا به أن يكون معولا تكسر به الحجارة ، أو وعاء لجمع مادة الزئبق والناتروجين وتلككم المواد في أقسام المختبرات العلمية التجريبية .
لقد وجدت عبارات فلسفية رمزية غارقة في بحر المنطق المتبطن بما الله به عليم ، ليس باستطاعة الذهن العربي تمنطقها ونقف باطنها مالم يكن قد تلوث بشيئ من غثاء القوم ، ولعله لا يخرج بعد الانتهاء من القراءة بأكثر من الإعجاب الكبير بتعمية المقصود عن فهم القارئ مهما تكن سحبانيته ، نوعا من الفن زعموا!.(1/2897)
صدقني وقد يكون معي من يصدقني أن هذا لايزيد صاحبه أوالقارئ له إلا بعدا عن الحق الذي قد يكون أقرب إليه من مارن أنفه ، والذي يستطيع أن يصل إليه بعبارة أسهل وأشفى وأنقى وأتقى من هذه المصطلحات التي هي أليق بأن تصب في قالب مختبرات الكيماء أوالفيزياء أوالجولوجيا ليصاغ منها مواد لرقاقات الحاسوب ، أومضادات تتسلط على صعاليكه التي آذت الكثير من تلكم الأجهزة ، وفي أحسن الأحوال مجسمات هندسية وآلات جيولوجية لأهل العلم بتقويم البلدان .
فمالك ـ هدانا الله وإياك للحق ـ مالك ولهذا الشطط في العبارة الذي لا أستطيع أن أحكم على كل عبارة منها لنفرتها عن القلب والفكر والسمع ، وغربتها على الفهم القرآني والصفاء الإيماني الذي هو أشد صفاء من الكوكب الدري في كبد السماء .
لقد كان الأصمعي رحمه الله يسمع القصيدة فيعجبه سبكها ورصفها ولكن لفقهدها ماء الحياة يجري بين حروفها يشبهها بالطيلسان الطبري ـ لجودة حياكته وقلة بهائه ـ فكيف بمثل هذه التراكيب التي ليست من لغة الكتاب ، وإن كانت من نفس قوم شقوا في حياتهم كما هي شقاوتهم في أخراهم من باطنية ونحوهم .
فليس كلام الله محل رمزية العناوين وتعمية وتفخيم المضامين ، واللعب بالكلام والأحاجي واللغيزات ، حتى يكون الكلام كنافقاء الجربوع له ظهر وباطن ، تعالى الله وتعالت صفاته .
لقد آثرت المرور والرد بالإجمال ، مع أن هناك أحرفا مرصوصة أراها قد أينعت وشبت عن الطوق وحان قطافها وإتلافها قبل أن تفسد أخواتها ، لكن لحسن الظن بالكاتب وسؤ الظن بفهمي ، فلعلي قد فقدت شيئا من عربيتي بسبب كثرة هذه الكتابات التغريبية العلمية التجريبية التي ليست من قبيل الكلام الذي يجب أن يتعامل مع كتاب الله به ، أقول لعل لكثرتها دورا في تشتيت الذهن وفقد الحس اللغوي والغيرة القرآنية .(1/2898)
مع احترامي الشديد مرة أخرى للحق الذي بين أسطرها على رأسه كلام الله العظيم ، فلي رجاء شديد أن تعلم أني لست إلا مناصحا عن مثل هذه المشارب التي قد أثرت على فكر كثير من حملة الأقلام وأرباب اللسان ، حتى غدا يؤلف بعضهم الكتاب ربما لايعلم مامراده منه سوى التغريب والتعمية على الفهم بالترميز الذي قد لايفقهه هو فضلا عن القارئ .
وإنك لتطالع لأحدهم ديوان شعر فتود أن تظفر منه ولو ببيت واحد تفهمه وتسر به وتتمثل فلا تستطيع ، حتى لربما سوف لك شيطان شعرك! بأن تكتب ككتابه هذا ، فلعله يدر الدراهم قبل در الهم .
فما أسهله ! حتى لم يفقه سهولة إلا تفاهته وجمجمته وإن استطال تقعر شقشقته ، ويعلم الله أني لوشئت أن أوألف كل يوم ديونا كهذائهم لفعلت ، لكن بحمد الله مازال لدي شئ من عربيتي وذائقتي فالله يحفظها لي ويزيدني بها ثباتا وحبا وكل محب لها ، فإنما هي دين .
واسمع مني ، وأنا أدعوك وأدعو القارئ الكريم أن يتكئ على أريكته ويمد لهذا الكلام (ساقيه )! .
جرح غار من الزمان على تفاحة الأيام
هذا هو الربيع يقطف رمان الحياة
على جدران من الماء في قاع النار
زمن بح صوته ينادي(يا نجوم السماء )!
تولى ثم ولى بنوه وما سكن الشام
هل لك بقبلة على خد كتاب من ورق النعام
لاتقولي قبس من النار بل هو الماء الزلال
عصفور صغير يتدلى من نافذة الأحلام
ويأخذ بيد الزمان ويكسر الأغلال
تنهد (بلومد ساقي وضحي لي )!
هاهي خبزتي ورغيفي
لقد اكتفيت من الزمان بلبس النعال
ها أنا أكتب ويكتب كل قاطف أزهار
قم فخذ بيد جمال صام في الرمضاء
صيف خريف شتاء لاتكتب على الجدران
واكتب العنوان فوق السماء
فهذا زمن
(الاتصال بالسماء)!
إنا لله وإنا إليه راجعون .(1/2899)
هل وجدت مايغريك في مثل هذه الكلمات العربية المبنى ؟ لا أظن ، مع أنها كتبت بأحرف عربيه وعلى مثلها يتهالك مبغض أهل العربية ، أدري لماذا يمجها السمع ويغض عنها الطرف ، لأنها افتقدت رو ح العربية وتراكيبها ولبها ومعناها ، فهكذا يكون الجسد بلاروح ، فكيف لو تطالع زبد القوم ، لرأيت غثاء له رائحة أنكى من رائحة الثوم ، وأنا أقول هذا لحسن الظن بكم وبمعاهدكم التي ثقفتكم وخرجتكم ـ فالديرة ـ في كل مكان وغالبا بمعناها المصطلحي الدارج شمالا أو جنوبا شرقا وغربا لازالت من أبعد الأماكن عن هذه الخزعبلات والترهات ، فماذا أصابك رحمك الله ، وهلا استرقيت من هذا الداء الذي أراه يسري لقلمك شعرت به أم لم تشعر .
إن ما تكتبه في جملته ـ أعني كهذا المقال والاتصال بالسماء فهما ما أمكنني تتبعه ـ لا يعدو أن يكون كهذه الفقاعات النتنة التي تقذف بها تلكم المطابع من دواوين تفسد الطبع قبل الأخلاق والقيم ، ولعلك من المبغضين لها إن شاء الله ، إذا أخي صدقني ما هاهنا إلا كما هناك على أحسن الأحول وأقربها منزعا لحسن الظن بشخصكم .
ولست بهذا أقارن بين كلامك وكلامهم هيهات ، لكن قلبي من كلامك أشد ارتجافا ونفورا ، ذاك أن كلامهم قد علمنا بطلانه فاسترحنا من تكلف الرد عليه إذ هو ساقط مرذول ، وفي سياقه مايدعو العاقل إلى تخطيه ونسيانه ، بل في ذكر أسماء أربابه التي أصبحت علوانات على فساد القيم ومحاربة الدين مايردع من مطالعتها فضلا عن اقتنائها والنظر فيها والتى لا ثمن لها ولاقيمة في سوق العربية والفكر والعلم بوجه .
إنما مثل كتابكم هذا فيه حق وباطل وفيه صعود وهبوط وفيه مايفهمه القارئ ومالاتفهمه أنت ، حتى انقلبت القوس ركوه ، وأصبح الفكر منه في بلوة ، ولقرآة مثله للقلب قسوة ، وكنت أقرأ فيه غدوة ، حتى تمنيت أني أخذت غفوة .(1/2900)
وفي الختام فقد آثرت أن يكون ردي إجمالا لاتفصيل فيه ، حتى لايغتر بباطله مغتر ، أو تسوف نفس غرير على العلم لتسور مثل هذا السبيل في الكتابة التي ليست إلا من طرق الباطنية والرمزية بحيث لاتخفى على عاقل إن شاء الله ، وقد أحسنا الظن بصاحبنا ، وإن كنا أقذعنا له في القول ، فما أصدق النعما ن حيث يقول :
ومن دعى الناس إلى ذمه = ذموه بالحق وبالباطل
فإن كان هذا خطأ مني لفهم أسلوبه الكتابي ، مع صحة معتقده الذي لا يعلمه إلا الله ، والذي بعض رموز كتابته تدل على ضده ، فليعذرنا وليتحمل جفوتنا وليتذكر ما أثر عن العرب : ( يداك أوكتا وفوك نفخ) ، ونحن نعتذر إليه عن جرح شخصه ، مع عدم احترامي لما كتبت يده ، وليكن في هذا مدعاة له أن يجتهد في تتبع أسلوب العلماء في الكتابة ويأخذ بغرزهم ، ولو كان هناك فتحا أدبيا لشددنا على يده وباركنا طريقه وكنا أول السائرين على أثره ، لكن هيهات ، فإنما هو بخر الفلسفة والباطنية أعز الله القارئ الكريم .
وإن كان غير هذا فنكله إلى الله الذي يعلم جليات الأمور وخفيها ، وننصحه بأن يتقي الله وأن لا يدس السم في العسل ، ويعلم بأن مشتاره لايجهل أين كيلانه ، ويفرق بين أنواعه ويعلم ناصحه من فاسده .
كتبت ما كتبت أحسب أني أصبت ، فإن كان هذا فالحمد لله وحده ، وإن كنت قد أخطأت فليبين لي حر كريم مواطن زللي أكن له أول الشاكرين ، وأسارع في تعديل ما أخطأت به في حق مقال صاحبنا ، فما كتبت إلا غيرة لكتاب الله ثم للعلم والعربية ، وإن للحفيظة لسورة تذهب الحلم عن العلم ، فنعوذ بالله من عجلة في غير محلها كما نعوذبه من تريث في أمر كان العجلة منه في حلها .
*ولي وقفة قبل الختام ـ كلمة راس ـ بيني وبين ولد الديرة لايشركنا في ذلك ثالث :(1/2901)
أقول لك ياصاحبي ودع هذا الكلام بيني وبينك ، كم يطربني اسمك ـ الديرة ـ ويهز خافقي ويذكرني الحنين للماضي وأيامها بربيعها وشتائها وضريبها القاسي ، ألاتذكر تلك الوجوه الصبوحة التي خط الشيب والدهر فيها خطط ، والتي ماعرفت مشربا لدينها غيرهدي نبيها صلى الله عليه وسلم ، ألا تذكرتلك المآذن التي ترتفع فيها الأصوات الرخيمة من أباء قد شارفت أعمارهم على القرن من الزمان ، وأحدهم يمد صوته ( الله أكبر) يهتز لها القلب وتبقى حديثا في شفاه الموحدين ، ويعلم الله مازال جرسها في أذني ماحييت ، ألأ تذكر نسيم الصباح وشجر العسال وعناكيد الربيع ، وإن نسيت فلن أنسى حبيبات النيم وطعمه المز، ألاتذكر رائحة الغنم وهي تساق في اليوم الشاتي الذي تلتصق ذرات هتانه بخد الأرض ، وكل راع يسارع أن يستفرد ببهمه وهم يرددون في صوت كأني أسمعه الآن فرق فرق فرق فرق .
فياليتنا لم نكبر ولم تكبر البهم .
فبسم تلك الأيام أدعوك وأناشدك أن تتجرد للحق وأن تجرد من نفسك خصما لها ، وأن تعلم بأن الكتابة في علوم الشرع دين لا تحل إلا لمن عب من مصادره الصافية وارتوى ، ولا يغرنك كثرة الخبث ( فما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ولا يستهوينك فكر جديد وإن نعق به الناعقون ، فما الدين إلا ماغرزه ورسمه الأولون .
أراني الله منك ما يسر قلبي ويبهج خاطري وخاطر كل محب للحق، وإني لمنتظر منك انتظار من عظم أمله في الله بأن تعيد قراءة أفكارك وكلامك ، وتنظر في كلام السلف ، وتعلم بأن كلام الله لا يمكن فهمه أو السير في علمه إلا على نهج الأمة الأمية العربية ، ولا يقبل بحال من الأحوال الاجتهادات الفلسفية أو التجريبية .
ويعلم الله لوددت أن الحق معك ثم أتبعك ولا أجد في ذلك غضاضة ، لكن وعزة العزيز في علاه إنك على خطأ في القول وإن أحسنا بك الظن فليس أحد بالمعصوم .
محب الديرة.
---
د.أبو بكر خليل(1/2902)
11-12-2005, 02:02 AM
إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء ،
فادع الله له بالهداية من تلك الغواية ، و لا تتعب نفسك في مناظرته ، ف" ولد الديرة " على بينة من أمره و بصيرة بمراده ،
و معتقده المبطن يظهره كلامه المذكورآنفا
و قارن كلامه هذا و اقرنه بما جاء في مشاركة العضو " شموخ قلم " في " الملتقى المفتوح " - و عنوانها :" مسألة مهمة و مشكلة ..نرجو المساعدة.. " - و يسأل فيها عن حكم القول بتأثير النجوم و الأبراج في صفات الإنسان و شخصيته ؟،
و انظرها بالضغط على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4218
ثم اقرنها بمشاركة ولد الديرة نفسه التي عنونها هو ب ( شوفوا لنا حل .. ) ،
و انظرها بالضغط على هذا الرابط كذلك :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=844
*فستسبين لك بعض جوانب المسألة ، و سيتبين لك معتقده الذي يبطنه ، و الذي أظهره كلامه و " تأويله الباطني " للقرآن الكريم ،
و قد قيل بحق : " ما فيك يظهر على فيك " ، و كذا قيل بصدق : " قلب المرء مخبوء تحت لسانه " .
* و الذي أراه أن علاج مثله و ما يثيره من أباطيل : الإعراض عن مجادلته ، و إهمال مناظرته في تلك الدعاوى الباطلة ،
فذلك أجدى في إخمادها و عدم نشرها ،
هذا ما أراه صوابا ،
و الله أعلم
* فسيتبين لك أن " وراء الأكمة ما وراءها " ، و أنه " أمر مبيَت بليل "
---
ولد الديرة
11-12-2005, 12:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل / إبن الشجري و د . ابو بكر خليل
يقول تعالى .. ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) ...
الله سبحانه وتعالى هو الذي سخر لنا ما في السماوات والأرض .. وجعلها وكل ما فيها آيات لقوم يتفكرون ... وأسأل الله ان أكون بمشاركتي هذه ممن عنتهم الآية ..
ويقول تعالى .. ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره ان في ذلك لايات لقوم يعقلون ) ..(1/2903)
الله سبحانه وتعالى هو الذي سخر لنا الليل والنهار والشمس والقمر .. والنجوم أيضاً مسخرات بأمر الله لنا .. وكل ذلك آيات - فقط - لقوم يعقلون .. وأسأل الله ان أكون بمشاركتي هذه ممن عنتهم الآية ...
وإذا كنت أحاول التقيد بإتباع ما يريده الله طبقاً لما جاء في الآيات البينات .. فلماذا تضيق صدوركم ..
شكرا لكما ..
.
---
د.أبو بكر خليل
11-12-2005, 03:09 PM
تضيق صدورنا من معتقدك الباطني و تأويلك الباطني لآيات القرآن الكريم ، مما لا سند له من الدلالات
لألفاظ العربية ، التي نزل بها ،
و إليك بعض شطحاتك تدل على " تأويلك الباطني " ، و هذا واحد منها ، تقول و تدعي :
(( قال تعالى .. ( الرحمن * علم القرآن )
( علم القرآن ) .. أي حدد العلامات ( التنجيم ) بين آياته .
قال تعالى ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا )
ملامسة تطابق التنجيم بين الآيات مع مواقع النجوم في صفحة السماء يفًعل التأثير .. وأثر تفعيل ( القرآن ) يتحقق بين قطبي القران في ( السماء والأرض ) .. لذلك تقول الآية ... وننزل من القران .. فتأثير النجوم عند إقترانها بالمتطابق مع آيات القرآن .. يحقق - كما ورد في الآية - .. ( الشفاء والرحمة ) . )) .
_ فقارنه و اقرنه بما أوردته من تساؤل للمشارك " شموخ ؟ قلم " عن حكم الاعتقاد في تأثير النجوم و الأبراج في الإنسان ، ليتبين لك انكشاف غرضك و ظهور فساده ،
* فإن كنت صادقا في طلب الحق فاسأل من شئت من العلماء المعتبرين بل العاديين ، أو ارجع لأي من التفاسير المعتبرة للقرآن الكريم ، ليصح فهمك و معتقدك ،
*** و تأمل قول الإمام القرطبي المفسر في كتابه " الجامع لأحكام القرآن " ، قال :
[ و لا يقبل الاحتجاج و لا الاستدلال إلا بالرجوع إلى التفاسير التي كتبها الأئمة الأعلام و الثقات المشاهير من علماء الإسلام ] .
---
(1/2904)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نحو النحو الحسابى- مطلوب مشاركين فى بحث مصفوفة موقع إعراب إسم الله فى القرآن الكريم
---
نحو النحو الحسابى- مطلوب مشاركين فى بحث مصفوفة موقع إعراب إسم الله فى القرآن الكريم
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-07-2006, 02:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مصفوفة إسم الله فى القرآن الكريم هو الخطوة الأولى إن شاء الله لمصفوفة المتشابهات اللفظية فى القرآن الكريم
باعتبار أن لفظ الجلالة " الله" هو مفتاح القرآن الكريم
وهناك مثال لجزء منها مرفق ، يمكن تحميله ( وقد تمت مراجعته مرة واحدة)
ومطلوب مراجعين ومشاركين فيها
حيث المطلوب هو:
1- تعديل الرسم الإملائي المعاصر المكتوب في قاعدة البيانات ليوافق رسم " الكتبة الأولى" كما في مصحف المدينة المنورة
2- مراجعة الإعراب لإسم الله فى القرآن الكريم
3- مراجعة بيانات موقع الآية فى القرآن الكريم ( رقم السورة × رقم الآية).
مطلوب مراجعتان/:
مراجعة شخص+ مراجعة شخص آخر ( على دراية بالنحو ورسم المصحف ، ومستخدم لقواعد البيانات بالأكسس)
فإن أفاد الشخصان بعدم وجود أخطاء ، فيتم النشر
إن أفادا وجود أخطاء وتم تصحيحها ، فيتم إعادة المراجعة من شخصين آخرين للتأكد من عدم وجود أخطاء.
بعد انتهاء المراجعة ، قد يتم
4- جمع الإحصائيات.
5- مراجعة الإحصائيات.
( وإن كان هدف البحث هو التحليل الحسابي للنحو القرآني ، لا جمع الإحصائيات ولكنها فرصة سانحة للدقة العددية).
المشترك سيكون مشترك فى البحث لا فقط مراجع / فيتم التعاون لضبط قائمة التأثيرات النحوية المؤثرة على لفظ الجلالة.
باعتبار أن لفظ الجلالة هو محور القرآن الكريم ، فحتما سيكون هو المفتاح الأول للتحليل الحسابي للتراكيب النحوية للقرآن الكريم- إن صح تعبير " تراكيب نحوية".
-____________-(1/2905)
للإشتراك فى هذا العمل أرسل رسالة إلى
estratigy@yahoo.com
ليتم إرسال لك النسخة التي ستقوم بمراجعتها إن شاء الله مع التفاصيل
وهي ليست للنشر حتى يتم اعتمادها من الباحثين جميعا
---
أبو بيان
06-07-2006, 01:41 PM
أخي يسري:
- ما معنى قولك إن لفظ الجلالة هو مفتاح القرآن الكريم, ومحور القرآن الكريم؟
- ومن ذكر ذلك؟
- وما المراد بالتحليل الحسابي للنحو القرآني؟
- وما فائدته؟
- وماذا كُتِبَ فيه؟
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
06-07-2006, 07:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذ أبو البيان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأبدأ من الآخر ( أعنى من آخر أسئلتك إلى أولها)
أولا: لم يكتب فيه شيء بعد ( فهذا هو أول موضوع – على حد علمي)
وهذه خطة الأبحاث التي يتفرع عنها هذا البحثhttp://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5773
ثانيا: فائدته هو
الكشف عن رابط دقيق يربط آيات القرآن الكريم على نحو حيادي تام ( لا يتأثر برؤية الباحث)
بحيث تشكل هيكل الدراسة القرآنية بشكل دقيق يمكن ضبطه بشكل حسابي.
فدوما الدراسات القيمة فى مجال القرآن الكريم ، وما يتم الإستشاهد بها تتوقف على مدي ( رؤية ) الدارس لكتاب الله .
فتتزايد نتائج الدراسة على حسب ( رؤية ) وعلم الباحث مع تحليه بالموضوعية فى بحثه
ومن ثم قد تختلف النتائج باختلاف الدارس( باستثناء الأمور المعلومة من الدين بالضرورة)
ولكن هذه الدراسة تهدف إلى وجود " روابط منهجية" يتم الكشف عنها فى القرآن الكريم وتتبعها فى أي موضوع بشكل دقيق بحيث تقود لنتائج محددة ( مهما إعيد البحث فيها بمختلف الأساليب تقود لنفس النتائج المحددة)
وذلك بتتبع رابط اللغة ( حيث كشفت بحمد الله وجود روابط للقرآن الكريم تقود لترابط القرآن الكريم ،)وهذه الروابط مقننة حسابيا
وهذا يقودنا إلى السؤال التالى لك وهو:
ما المراد بالتحليل الحسابي للنحو القرآني:(1/2906)
أولا: هذا الموضوع ما زال فى بدايته ، ومن ثم لم يتضح بعد.
ولكن فى المثال المذكور
مثلا يتم تحليل الجملة القرآنية باستخدام المصفوفة
راجع المثال المرفق فى أعلي:
ولاحظ
تلاقي الصفوف × الأعمدة
هو عملية ضرب ، ينتج عنها الحقول
وإن لاحظت أن هناك ( عمود واحد) [التواب الرحيم]
تداخل معه صفان " أن الله هو" ، "إن الله هو"
نتج عنها حقلان " أن الله هو التواب الرحيم" " إن الله هو التواب الرحيم"
هذا أسلوب حسابي ، لتحليل الجملة القرآنية
إن تتبعت روابط الرحيم _ بغيره من كلمات القرآن_
ستقودك إلى: " الرحمن الرحيم" "الرحيم الغفور"
لا يمكنك الكشف عن الإرتباطات الناتجة عن هذا إلا بتمثيل بياني
تميهدا لكشف المعادلة الحسابية لترابط هذه الجزئية من القرآن الكريم
، ومن ثم تجد أن القرآن الكريم ، يستخرج منه معطيات ، هذه المعطيات تترابط معا بشكل ( تقوم بالكشف عنه)
ومن ثم لا تصبح الدراسات القرآنية تعكس ( رؤية ) صاحبها
ولكنها تكون دقيقة جدا بروابط اللغة بأسولب حسابي ، يمكن برهنته والتأكد من صحتها ، والتوصل لنفس النتائج بدقة مهما تعدد بحثها وإختلفت أساليب الدراسة( فلا يمكن إختلاف الآراء لأن النتيجة يمكن برهنتها من طريق آخر)
ومن فائدة ذلك :
تكتشف الفرغات التى فى بحثك _ التى تتطلب تتبع وإتيان بآيات آخري لتتكامل
وتكتشف الأجزاء فى بحثك التى لا تتوائم مع الآيات التى أتيت بها فى الدراسة
ومن ثم تجد أن بحثك القرآن الكريم هو الذي يضعه آياته موضعها فى بحثك ( لا الباحث هو الذي يضع الآيات موضعها) - هيمنة القرآن على بحثك-
مع العلم أن كل هذه العمليات تكون بعد ( قراءة التفاسير المتفق عليها للآيات) أي الفهم المتعارف عليه للآيات ، فليس هذا أسلوب لتفسير القرآن ، ولكنه إستخراج نتائج من القرآن الكريم ومن ثم فليس تفسير.(1/2907)
ولكن عموما هناك بعض الأبحاث التي تم عملها باستخدام هذا الأسلوب ، وأفادت نتائج لم يكن من الممكن التوصل إليه إلا عبر هذا الأسلوب
يمكنك الإطلاع عليها هنا :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5772
وهذا البحث وغيره بهدف تفصيل هذا الأسلوب البحثي
أما عن أن للفظ الجلالة هو مفتاح ، أو محور القرآن الكريم
فهذه دراسة تطول ولا يمكن الحديث عنها دون أمثلة ، ولكن فقط يمكن القول أن لفظ الجلالة " الله" باستخدام تتبع الروابط المنهجية أفاد وجود شبكة حسابية دقيقة جدا ، تربطه مع أسماء الله الحسني الآخري
يمكن تمثيلها بيانيا ، ورؤية روابطها بشكل بياني ، ويمكن عمل معادلة حسابية لها
ولكن هذا هي المرحلة الثانية من البحث بعد " مصفوفة لفظ الجلالة فى القرآن الكريم" المطلوب مراجعتها حاليا.
ولهذا دوما نكرر
على دارسين القرآن أن يتعلموا الرياضيات ، حتى العصر القادم إن شاء الله هو مجال التقنين الحسابي للدراسات القرآنية
وأتمني أن نتبادل النقاش فى هذه النقاط حتى تتضح الفكرة
وشكرا لك على نقاشك الذي فصل هذه الجزئية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/2908)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الزمر تفسير / وتقسيم موضوعي - 2-
---
سورة الزمر تفسير / وتقسيم موضوعي - 2-
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-11-2006, 01:22 AM
الأخوة والأخوات الكرام سبق أن بينت طريقتي في تقسيم سورة الزمر حسب موضوعات كل ثمن من الأثمان التي تستغرقها السورة. وقد أرفقت تخطيط هيكلي لموضوعات السورة. وفيما يلي متابعة لتفسير سورة الزمر.
الجزء(23)- الحزب (2)- تتمة الربع الثالث
الموضوعات الرئيسة:
أولاً: الآيات: 1- 3
مصدر القرآن الكريم، والأمر بالعبادة الخالصة لله تعالى، ونفي ادّعاءات المشركين وتهديدهم
من قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) }.
المفردات اللغوية:(1/2909)
تنزيل الكتاب: أي هذا القرآن تنزيل من الله لا من غيره. العزيز: أي في مُلكه وسلطانه. الحكيم: إمَّا بمعنى: الحاكم؛ فالقرآن حاكم على معارضيه بالحُجَّة، وحاكم على غيره من الكتب السماوية بما فيه من التفصيل والبيان، وإمَّا بمعنى: المُحكِم المتقِن في صنعه وتدبير خلقه؛ فالقرآن مشتمل على البيان الذي لا يحتمل الخطأ، وإمَّا بمعنى الموصوف بالحكمة؛ فالقرآن مشتمل على الحكمة كاتِّصاف منزِّله بها جل جلاله. بالحق: الباء للملابسة؛ أي مُتَلَبِّساً بالحق: وهو مطابقة الواقع لجميع أخباره، فالواقع تابع لأخباره. مخلصاً له الدين: أي مفرداً إيّاه بالعبادة، خالياً من الشرك والرياء. ألا لله الدين الخالص: ألا: أداة استفتاح تفيد التنبيه، أي لله وحده خالص العبادة لا يُشاركه في ذلك أحد سواه. أولياء: أي شركاء وهي الأصنام. ليقربونا إلى الله زلفى: أي قربى بمعنى: تقريباً لنا عند الله. لا يهدي: لا يوفِّق للاهتداء إلى الحقّ. كاذب: أي في زعمه أنَّ الآلهة تقرِّبه إلى الله كفّار: أي شديد الكفر بعبادته غير الله.
المعنى الإجمالي:
يخبر الله تعالى عن عظمة القرآن وجلالة من تكلّم به ونزل منه، وأنّه نزل من الله الذي وصْفه الألوهية للخلق، المتَّصِف بجميع صفات العَظَمَة والكمال، فهو العزيز الغالب لكلِّ شيء، الذي ذلَّ له كل شيء، وقهر بعزَّته كل مخلوق، الحكيم في خلقه وأمره وتدبيره، الذي يضع الأشياء في مواضعها المناسبة، فما أنزله إلا بمحض مشيئته ومقتضى حكمته؛ فقال تبارك وتعالى: { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.(1/2910)
ثمَّ بيَّن الله تعالى أنَّه نزَّل هذا الكتاب الكريم على أشرف الخلْق، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنَّه أنزله مُتلبِّساً بالحق مشتملاً عليه لهداية الخلق، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، فهو الحق في أخباره الصادقة، وأحكامه العادلة، فكل ما دلَّ عليه فهو أعظم أنواع الحق؛ فقال تبارك وتعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}.
ولمّا كان هذا الكتاب الكريم نازلاً من الحقّ، مشتملاً على الحق، عظُمت فيه النعمة وجلَّت، ووجب القيام بشكرها، وذلك بإخلاص الدين لله، لهذا جاء الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم أن أخلص لله جميع دينك، وادع الخلق إلى ذلك، وأعلمهم بوجوب إخلاص الدين لله بشرائعه الظاهرة والباطنة؛ الإسلام والإيمان والإحسان، وذلك بأن يُفرد الله وحده بها، ويُقصد بها وجهه تعالى؛ فقال تعالى:{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}.
وتوحيد الله وإخلاص الدِّين له ليس كلمةٌ تُقال باللسان _ كما هي حال كثير من الخلق إلا من رحم الله _ إنما هو منهاج حياة كامل؛ فالقلب يعتقد ويوحِّد الله ويدين له وحده بالعبادة والمحبَّة والانقياد, فالله وحده هو القويّ القاهر فوق عباده، والعباد ضِعافٌ مهازيل لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً، والله وحده هو المانح المانع؛ لأنّه الغنيّ وهم الفقراء.
فإذا ما وحَّد القلب الله حقَّ التوحيد بثَّه إلى الجوارح فنطقت كلّها بتوحيد الله؛ فاللسان يوحّد أن لا إله إلا الله، وكذلك اليد والسمع والبصر وجميع الجوارح، فتبدو آثار هذا التوحيد في التصورات والمشاعر، كما تبدو في السلوك والتصرّفات، ولهذا يأتي مباشرة قوله تعالى: { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} كلمات مدويَّة عالية في تعبير مجلجل بأداة الاستفتاح (ألا)، وفي أسلوب القصر: (لله الدين الخالص)، لتقرِّر الآيات الكريمات ما سبق وأكَّدته من وجوب الإخلاص لله وحده بالعبادة والطاعة.(1/2911)
{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} أمر بالتوحيد ونهي عن الشرك وذمٌّ لمن أشرك، فهو تعالى وحده الذي يجب اختصاصه بالدِّين، والعبادة والطَّاعة يجب أن تكون له، فهو سبحانه لا يقبل من العمل إلاّ ما أخلص فيه العامل له وحده لا شريك له؛ لأنه أغنى الشركاء عن الشرك المُفسد للقلوب والأرواح، والدنيا والآخرة.
{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ذلك الذي يُصلح القلوب ويزكِّيها ويُطهِّرها، لا رياء ولا محبَّة ولا طاعة لمخلوق إلا فيما يُرضي الخالق، فكما أنّ لله تعالى الكمال كلّه، وله التّفضُّل على عباده من جميع الوجوه، فكذلك له الدِّين الخالص الصافي من جميع الشوائب، فهو الدِّين الذي ارتضاه سبحانه لنفسه، وارتضاه لصفوة خلقه، وأمرهم به؛ لأنه متضمِّن للتألُّه له في حبِّه، وخوفه، ورجائه، والإنابة إليه، في تحصيل مطالب عباده.
وإذا كان رأس العبادة الإخلاص لله، نهى عن الشرك وأخبر بذمّ من أشركوا به ونفى حجّتهم؛ فقال تبارك وتعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} فقد احتجّوا بأنهم يتولّون الأصنام بعبادتهم ودعائهم معتذرين عن أنفسهم قائلين: ما نعبدهم إلا ليُقرِّبونا إلى الله تقريباً، ولترفع حوائجنا له وتشفع لنا عنده وإلا فنحن نعلم أنّها لا تخلق ولا ترزق ولا تملك من الأمر شيئاً، فأخبر تعالى أنَّ عبادتهم مردودة عليهم، وهدّدهم بأنّه سيحكم بين الخلائق يوم القيامة ويفصل في خلافاتهم، وسيجزي بعدله كلاً بما يستحقّه من إنعام وتكريم أو شقاء وتعذيب؛ فقال تبارك وتعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.(1/2912)
ثمّ استأنف الله تبارك وتعالى بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} لِيُثير في نفوس السامعين سؤالاً عن مصير حالهم في الدنيا من جرّاء اتخاذهم أولياء من دونه، وليعمّ الكلام كلّ كافر كذّاب، فيكون الجواب بأنّ الله لا يهدي من هو كاذب كفّار؛ أي: يذرهم في ضلالهم ويمهلهم إلى يوم الجزاء بعد أن بيّن لهم الدين فخالفوه، وأتتهم الآيات فجحدوها وكفروا بها، فأنَّى لهم الهدى وقد سدُّوا على أنفسهم الباب، وعوقبوا بأن طبع على قلوبهم، فهم لا يُؤمنون.[/size]
هداية الآيات:
1ً. بيان علو مرتبة القرآن وجلالة شأنه وأهمية نزوله؛ حيث ذكر تعالى تنزيل الكتاب، وأتبع ذلك بعض أسمائه الحسنى المتضمِّنة لصفاته العليا فقال: { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}. قال ابن سعدي رحمه الله: الكلام وصف المتكلم، والوصف يتبع الموصوف، فكما أن الله تعالى الكامل من كل وجه الذي لا مثيل له، فكذلك كلامه كامل من كل وجه لا مثيل له، فهذا وحده كافٍ في وصف القرآن، دالٍّ على مرتبته.
2ً. تقرير النبوة المحمديّة؛ لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ}.
3ً. تقرير التوحيد، والأمر بإخلاص العبادة لله من جميع أنواع الشرك كبيرها وصغيرها؛ لقوله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}. وقوله تبارك وتعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.
4ً. بيان أنَّ الدين الخالص من شوائب الشرك وغيره هو لله تعالى، وما سواه من الأديان فليس بدين الله الخالص الذي أمر به؛ لقوله تبارك وتعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.
5ً. أنَّ دعاء الشفعاء، واتِّخاذ المعبودات من دون الله وسائط من أصول كفر الكفَّار؛ لقوله تعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}.(1/2913)
6ً. كل عبادة لا تكون لله وحده فهي مردودة على أصحابها غير مقبولة ولو قصدوا بها التقرب إلى الله تعالى.
7ً. بيان فساد قياس المشركين الذين اتخذوا الأصنام شفعاء لترفع حوائجهم لله وتشفع لهم عنده، كما أنّ الملوك لا يوصل إليهم إلا بوجهاء وشفعاء ووزراء يرفعون إليهم حوائج رعاياهم، ويتعطَّفونهم ويمهدون لهم الأمر؛ لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}. قال ابن سعدي رحمه الله تعالى: " هذا القياس من أفسد الأقيسة؛ لأنه يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق، مع ثبوت الفرق العظيم عقلاً، ونقلاً، وفطرة؛ فإن الملوك إنما احتاجوا للوساطة بينهم وبين رعاياهم؛ لأنهم لا يعلمون أحوالهم فيحتاجون إلى مَن يعلِّمهم بأحوالهم، وربما لا يكون في قلوبهم رحمة لصاحب الحاجة فيحتاج من يعطفهم عليه ويسترحمه لهم، ويحتاجون إلى الشفعاء والوزراء ويخافون منهم فيقضون حوائج من توسطوا لهم مراعاة لهم ومداراة لخواطرهم.
وهم أبضاً فقراء قد يمنعون لما يخشون من الفقر. وأمَّا الرَّبُّ تعالى فهو الذي أحاط علمه بظواهر الأمور وبواطنها ولا يحتاج إلى مَن يخبره بأحوال رعيته وعباده، وهو سبحانه وتعالى أرحم الراحمين، وأجود الأجودين، لا يحتاج إلى أحد من خله يجعله راحماً لعباده، بل هو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم، وهو الذي يحثُّهم ويدعوهم إلى الأسباب التي ينالون بها رحمته، وهو يريد من مصالحهم ما لا يريدون لأنفسهم.(1/2914)
وهو الغنيُّ الذي له الغنى التَّام المطلق الذي لو اجتمع الخلق من أوَّلهم لآخرهم في صعيد واحد فسألوه فأعطى كلاً منهم ما سأل وتمنَّى لم ينقصوا من غناه شيئاً. وجميع الشفعاء يخافونه فلا يشفع أحد إلا بإذنه، وله الشفاعة كلها. فبهذه الفروق يُعلم جهل المشركين به، وسفههم العظيم، وشدَّة جراءتهم عليه. ويُعلم أيضاً الحكمة في كون الشرك لا يغفره الله تعالى؛ لأنه يتضمَّن القدح في الله سبحانه وتعالى" . ا.هـ
فوائد في العقدية مستنبطة من الآيات الكريمات:
- بيان علو الله عز وجل؛ لقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ}، والنزول معلوم أنه لا يكون إلا من أعلى؛ وفي ذلك ردّ على من يقول أن الله تعالى في كل مكان.
- قوله تعالى {مِنَ اللَّهِ} فيه دلالة على أن القرآن الكريم كلام الله، والإنزال من الله على قسمين:
أ ) أعياناً قائمة بنفسها، فهذه مخلوقة؛ كقوله تعالى:{وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}، وقوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}، وقوله تعالى: { يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا}.
ب ) أوصاف لا تقوم إلا بغيرها، وهذه غير مخلوقة؛ كالقرآن الكريم، فهو كلام لا يقوم إلا بالغير.
- أن الشرك نوعان: شرك أكبر؛ كهذا الذي في الآية الكريمة، وشرك أصغر لا يخرج من الملّة؛ كالرياء. وقد فصَّل أبو البقاء الشرك على النحو التالي:
1- شرك الاستقلال: أي إثبات إلهين مستقلين، كإله الخير وإله الشرّ عند المجوس.
2- شرك التبعيض: وهو تركيب الإله من آلهة كشرك النصارى.
3- شرك التقريب، وهو عبادة غير الله ليقرِّب إلى الله زلفى، كشرك متقدِّمي الجاهليَّة.
4- شرك التقليد، وهو عبادة غير الله تبعاً للغير، كشرك متأخريّ الجاهليَّة.
5- شرك الأسباب، وهو إسناد التأثير للأسباب، كشرك الفلاسفة والطبائعيين ومن تبعهم في ذلك.
6- شرك الأغراض، وهو العمل لغير الله.(1/2915)
- إثبات الأسماء التالية لله تعالى: {الْعَزِيزِ - الْحَكِيمِ}، وما تضمَّنته من صفات وأثر: فالعزيز: ذو العزة، والعزة لله تعالى أنواع: عزة قدر، وعزة قهر، وعزة امتناع. والحكيم: ذو الحكم، والحكمة، والإحكام.
- الهداية المنفية في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} هي هداية التوفيق، لا هداية الإرشاد؛ فالمراد نفي عناية الله بهم؛ أي العناية التي بها تيسير الهداية عليهم حتى يهتدوا.
فوائد أصولية مستنبطة من الآيات الكريمات:
*يؤخذ من مفهوم قوله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} وجوب الإخلاص لله تعالى في العبادة، ووجوب النية فيها، ولا عبادة بدون نية صحيحة.
*يؤخذ من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} أن الحكم إذا عُلِّق بوصف زاد بازدياده ونقص بنقصانه؛ فكلما توغَّل العبد في الكذب على الله جل جلاله، وفي الكفر به ازداد غضب الله تعالى عليه، وازداد بُعْد الهداية الإلهية عنه.
*ويؤخذ منها: أن الإخلاص في العبادة والطاعة يؤدي إلى الثبات على طريق الهدى.
ثانياً: الآيات 4 – 7
تنزيه الله تعالى عن الولد والشريك، وإقامة البراهين الدّالّة على وحدانيته،
وكمال غناه، وقدرته، وعلمه، وإحاطته
من قوله تعالى: { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (1) }.
إلى قوله تعالى: { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ.......(7) }.
المفردات اللغوية:(1/2916)
لو أراد الله أن يتَّخذ ولداً: أي كما زعم ذلك مَن زعمه مِن سفهاء الخلق. لاصطفى: لاختار. سبحانه: أي تنزَّه عمَّا ظنُّ به الكافرون، أو نسبه إليه الملحدون. القهار: أي الشديد الغلَبَة لكلّ شيء لا يغلبه شيء، ولا يصرفه عن إرادته. خلق السموات والأرض بالحق: أي خلقهما وما فيهما من المكونات ملتبسة بالحق والصواب، مشتملة على الحكم والمصالح فما خلقهما عبثاً ولا باطلا. يكور الليل على النهار: أي: يدخل كلاً منهما على الآخر، والتكوير: اللف على الجسم المستدير، ومنه كوَّر العمامة والمَتاع: أي ألقى بعضه على بعض. وسخَّر الشمس والقمر: أي ذلَّلهما وجعلهما منقادين للعمل على ما جعل لهما من نظام السير. الغفَّار: الساتر لذنوب عباده برحمته. خلقكم من نفس واحدة: أي: آدم عليه السلام . ثم جعل منها زوجها: هي حواء التي خلقت من ضلع آدم عليه السلام. وأنزل لكم من الأنعام: أي خلقها لكم بقدر نازل منه, والأنعام: الإبل والبقر والغنم _ الضأن والمعز. ثمانية أزواج: ثمانية أصناف؛ أي جعل من كل صنف من الإبل والبقر والضأن والمعز ذكراً وأنثى. خلقاً من بعد خلق: أي طوراً بعد طور، بالتدريج من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى عظام مكسوة لحماً. في ظلمات ثلاث: هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة. فأنّى تُصرفون: استفهام إنكاري للتعجب؛ أي تعدلون عن عبادته إلى عبادة غيره، أو تصرفون عن الحق بعد هذا البيان. غنيٌّ عنكم: أي غير مفتقر لكم، فلا يضره كفركم كما لا ينتفع بطاعتكم. ولا يرضى لعباده الكفر: لكمال إحسانه ورحمته بهم. وإن تشكروا يرضه لكم: أي إن توحِّدوا الله وتخلصوا له الدِّين يرضى لكم ذلك ويثيبكم عليه. ولا تزر وازرة وزر أخرى: أي لا تحمل نفس آثمة ذنب نفس أخرى. عليم بذات الصدور: أي بما تضمره القلوب وتستره.
وجه الربط:(1/2917)
لمَّا أخبر الله تبارك وتعالى بالحُكم بين أولئك الذين اتخذوا من دونه أولياء، وهدّدهم بعدم التوفيق والاهتداء بعد أن حجبوا أنفسهم عن أنوار الهداية، احتجَّ تعالى عليهم بأنهم كاذبون كفَّارون في زعمهم البنوّة له سبحانه وقصد إلى إبطال شركهم ببيان استحالة اتِّخاذ الشريك في حقِّه سبحانه، مع إقامة الأدلَّة الدَّالَّة على ذلك.
المعنى الإجمالي:
استأنف الحقّ جل جلاله كلامه بقوله: { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} لتحقيق الحقّ، وإبطال القول بأنّ الملائكة بنات الله، أو كما قال النصارى أنّ (عيسى) ابن الله، وقال اليهود أنّ (عزير) ابن الله - تعالى الله عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً - ببيان استحالة اتخاذ الولد في حقّه سبحانه على الإطلاق ليندرج فيه استحالة ما قيل اندراجاً أوليّاً.
ولو أراد الله أن يكون له ولد – كما زعم ذلك من زعمه من سفهاء الخلق – لاصطفى من مخلوقاته الذي يشاء اختياره، واختصّه لنفسه وجعله بمنزلة الولد، ولم يكن له حاجة إلى اتخاذ الصاحبة، ولكنّه سبحانه منزّه عمّا ظنّ به الكافرون أو نسبه إليه الملحدون، ولهذا نزَّه سبحانه نفسه عن ذلك بقوله: { سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} فهو تبارك وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد، القهّار لجميع العالم العلويّ والسفليّ، الذي قهر الأشياء فدانت له وذلّت وخضعت، ووحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهار لا يكون إلا واحداً، وذلك ينفي الشركة له من كل وجه.(1/2918)
ثمّ لمّا أبان الله سبحانه تعالى كونه منزّهاً عن الولد بكونه إلهاً واحداً قهّاراً أعقبه ببيان الأدلَّة الدَّالة على الوحدانية وكمال القدرة وكمال الاستغناء عن أحد من خلقه، فذكر بعض الآيات الكريمات في تقرير التوحيد بذكر الأدلّة والبراهين التي لا تدع للشكّ مجالاً في نفوس العقلاء، فذكر ثلاثة أدلّة: خلق السموات والأرض وما فيهما من العوالم، وتذليل الشمس والقمر لقدرته، وتسييرهما في نظام ومسار دقيقين، وخلق الإنسان الأول وتشعيب الخلق منه، وخلق ثمانية أزواج من أنواع الأنعام ذكراً وأنثى.
الدليل الأول وأقسامه من العالم العلوي: أ- قوله تعالى: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} فيخبر سبحانه أنّه أبدع وأوجد العالَم العلويَّ من السموات والأرض إبداعاً قائماً على الحقِّ والصواب، لأغراض ضرورية وحِكم ومصالح، فلم يخلقهما باطلاً وعبثاً، وجعلهما في أبدع نظام. وهذا يدلُّ على وجود الإله القادر، وعلى استحالة أن يكون له شريك أو صاحبة أو ولد، فهو واحد، كامل القدرة، كامل الاستغناء عن غيره.
ب- قوله تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} أي يُغشي كلاً منهما الآخر، حتى يُذهب ضوءه أو ظلمته، أو يجعلهما متعاقبين متتابعين، يطلب كل منهما الآخر طلباً حثيثا، كقوله تعالى: { يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} (الأعراف:54) { يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} (الحديد:6).(1/2919)
ج- ثمّ بيّن كيفية تصرفه في السموات والأرض، فقال تبارك وتعالى: { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً} أي: سخّر الشمس والقمر تسخيراً منظماً وسيراً مقنناً إلى مدة معلومة ووقت معيَّن في علم الله تعالى، وهو انتهاء الدنيا وانقضاء هذه الدار وخرابها، فيُخرب الله آلاتها وشمسها وقمرها، ويُنشئ الخلق نشأة جديدة ليستقرّوا في دار القرار؛ الجنّة أو النّار.
وذيَّل تعالى الآية الكريمة بأداة التنبيه (ألا) للتنبيه على شرف ما دخلت عليه، والتنويه به، وللدَّلالة على المراد، وهو: إثبات كمال القدرة الإلهية مع الترغيب في طلب المغفرة، فقال: {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} أي تنبَّهوا أنَّ مَن خلق هذا العالم بأجرامه العظيمة قادر على الانتقام ممن عاداه، فهو الذي لا يُغالب، القاهر لكل شيء، الذي لا يستعصي عليه شيء، ومع هذا فهو ساتر لذنوب عباده، غفّار لمن عصاه ثمّ تاب وأناب إليه.
ومن تلك اللَّفتة إلى آفاق الكون الكبير ينتقل الحقّ جلّ جلاله إلى لمسة في أنفس العباد؛ مشيراً إلى آية الحياة القريبة منهم في أنفسهم وفي الأنعام المسخّرة لهم، وهذا هو: الدليل الثاني وأقسامه من العالَم السفلي:
أ- قوله تعالى: { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} أي خلقكم أيّها النّاس على اختلاف أجناسكم وألسنتكم وألوانكم من نفس واحدة، هي آدم عليه السلام ، ثمّ جعل من جنسها زوجها، وهي حواء، ثمّ شعّب الخلق منهما، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} (النساء:1) وهذا الجزء من الدليل في عالَم الأرض مشتمل كما هو واضح على أدلَّة ثلاثة.(1/2920)
ب- قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}فقد استدلّ سبحانه بما خلقه من الأنعام بعد الاستدلال بخلق الإنسان؛ لأنّ المخاطبين بالقرآن يومئذٍ قوام حياتهم بالأنعام ولا تخلوا الأمم من الحاجة إلى الأنعام كل حين، والأنعام الثمانية هي المذكورة في سورة الأنعام: { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} (الأنعام:143) وقوله تعالى: {وَمِنَ الْإبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} (الأنعام:144).
ج- قوله تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} أي يبتدئ خلقكم ويقدِّره في بطون أمهاتكم في مراحل متعاقبة متدرجة من نطفة إلى علقة إلى مضغة ثم يتكون العظام، ثم تكسى العظام باللحم والعروق والأعصاب، ثم تنفخ فيه الروح، فيصير إنساناً خلقاً آخر في أحسن تقويم. وتكون مراحل خلق الإنسان في ظلمات أغشية ثلاثة هي: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، ثم ظلمة المشيمة.
ثمَّ ذيَّل هذه الآية الكريمة كالآية السابقة بما تشير إلى الهدف وهو: الإيمان بالموجد الخالق المنشئ، فقال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} أي هذا الذي خلق السموات والأرض وما بينهما، وخلق الإنسان هو الربُّ المربِّي لكم، الذي له الملك الحقيقي المطلق في الدنيا والآخرة، الواحد الأحد الذي لا إله إلا هو، ولا يشاركه أحد فيه، فلا تنبغي العبادة إلا له، فكيف تعبدون معه غيره، مع ما يوجب استحقاقه لها، وكيف تعدلون عن الحق بعد هذا البيان.(1/2921)
وبعد أن بيَّن الحق جل جلاله بالأدلَّة القطعة وجوب الإيمان به ووجوب الإخلاص في عبادته، أعلم عباده أنَّ كفرهم به لا يضرُّه أبداً؛ لأنَّه هو الغنيُّ عمَّا سواه من المخلوقات، فقال تبارك وتعالى: { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ} وهذا كقوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام : {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنَّكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً".
ثمَّ ذكر تعالى أنه لكمال إحسانه بعباده لا يرضى لهم الكفر، لما يسببه لهم من شقاء وخسران، كما أنهم إن آمنوا وشكروا يرضى لهم ذلك، لرحمته بهم، فيثيبهم أحسن ثواب، ويجزيهم أحسن جزاء، قال تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}.
ثمَّ أعلن تعالى مبدأ المسؤولية الفردية في الدنيا والآخرة الذي هو من مفاخر الإسلام، فقال تبارك وتعالى: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي لا تحمل نفس عن نفس شيئاً من الآثام والذنوب، بل كل إنسان مطالب بأمر نفسه وعمله من خير أو شرّ، وهي كقوله تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر:38) ، وقوله تعالى: { كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (الطور:21). والجزاء على قدر العمل، فقال تعالى: { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} أي مآلكم ومصيركم إلى ربكم يوم القيامة، فيخبركم بأعمالكم من خير وشرّ، إنه خبير بما تضمره القلوب وتستره، فلا تخفى عليه خافية.
هداية الآيات:(1/2922)
1- بيان بطلان الشرك، والتنديد بالمشركين؛ لقوله عز وجل:{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}.
2- وجوب تنزيه الله تبارك وتعالى عن كل ما وصفه به الكافرون الجاحدون؛ لقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ}.
3- إثبات خلق السموات والأرض، وأنه سبحانه خلقهما بالحق، ولم يخلقهما باطلاً أو عبثا؛ لقوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}. ويترتَّب على هذه الفائدة الردّ على الفلاسفة والطبائعيين الذين يقولون بقدم العالَم، وأنه أزلي، فقوله تعالى: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} أي أوجدهما من العدم.
4- أن خلق السموات والأرض، وتعاقب الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، وخلق الإنسان في أصله، وخلق ثمانية أزواج من الأنعام، دليل على وجود الله وكمال قدرته واستغنائه عن الصاحبة والولد.
5- دلَّ تكوير الليل على النهار، وتكوير النهار على الليل على كروية الأرض ودورانها حول نفسها.
6- دلّ تسخير الشمس والقمر بالطلوع والغروب لمنافع العباد، وجريانهما في فلكهما إلى يوم القيامة، على كمال قدرة الله ودِقَّة نظامه ومراعاته مصالح العباد؛ {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً}.
7- بيان أهمية معرفة أسماء الله تعالى وصفاته؛ لقوله: { أَلَا} وهي أداة للتنبيه على شرف ما دخلت عليه، والتنويه به؛ {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}.
8- التنبيه على أنَّ الله تعالى عزيز غالب، غفَّار ستير لذنوب خلقه برحمته، وفي هذا جمع بين الرهبة والرغبة؛ لقوله تعالى: {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}، فالرهبة من الله العزيز الغالب، والرغبة في إخلاص العبادة والطاعة لله.(1/2923)
9- دلَّ قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} على الأصل الإنساني الواحد؛ أي خلقكم مع اختلاف أجناسكم وأصنافكم وألوانكم وألسنتكم من نفس واحدة وهو آدم عليه السلام ، ثم جعل منها زوجها، وهي حواء، ثم شعَّب منهما الخلق.
10- بيان أنَّ الله الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم مربيكم، وهو المالك الواحد الأحد؛ لقوله تعالى: { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}.
11- النداء الصارخ في تسفيه الذين اتَّخذوا من دون الله أولياء؛ لقوله تعالى: { فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}.
12- بيان غنى الله تعالى عن خلقه، وافتقار جميع الخلق إليه؛ لقوله تعالى:{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ}.
13- الشكر في قوله تعالى: { وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} بمعنى الإسلام؛ لأنها جاءت في مقابلة الكفر؛ في قوله تعالى: { وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}.
14- من مفاخر الإسلام ومبادئه الكبرى تقرير مبدأ المسؤولية الشخصية؛ لقوله تعالى: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وذلك يدفع إلى العمل، ويمنع الخمول والكسل، ويخلِّص الناس من فكرة النصارى بإرث الخطيئة، ويفتح باب الأمل لبناء الإنسان نفسه ومجده والاعتماد على نفسه دون تأثر بأفعال الآخرين، وذلك غاية التكريم الإلهي للإنسان.
15- بيان شمول علم الله جل جلاله وإحاطته بالكليَّات والجزئيّات، وبالكبائر والصغائر، وبالفعل الحاصل والقول المقول، وبما يسبقه من نيَّة وحديث نفس وعزمٍ وهمٍّ، وغير ذلك من مراحل تكوين الفعل والقول؛ لقوله تعالى: { فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.(1/2924)
16- الإشارة إلى أنّ القلب هو الذي عليه مدار الصلاح؛ لأن الحساب على ما في القلب؛ لقوله تعالى: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}. وهذا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
فوائد في العقيدة مستنبطة من الآيات الكريمات:
- إثبات صفة الإرادة لله جل جلاله؛ لقوله: { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ}، وإرادة الله تعالى على قسمين:إرادة كونية، وإرادة شرعية، وهي التي ترادف المحبَّة، والفرق بينهما: أنَّ الإرادة الكونية يلزم وقوعها، وتتعلَّق فيما يحبَّه الله تعالى وفيما لا يحبُّه، أمَّا الإرادة الشرعيَّة فلا يلزم وقوعها، وهي متعلِّقة فيما يحبَّه الله.
- إثبات المشيئة لله؛ لقوله: { لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}، والمشيئة قسم واحد، وهي ترادف الإرادة الكونية.
- إثبات الربوبية لله جل جلاله، وما يستلزمه من إثبات الألوهية؛ لقوله: { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}.
- دلَّ قوله تعالى: { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} على إثبات البعث والقيامة، وبيان كمال عدالة الله تعالى.
- إثبات صفة الرضا لله تعالى؛ لقوله تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}، والرضا من صفات الله جل جلاله الفعلية التي يفعلها متى شاء، إذا شاء، كيف شاء. وكلُّ صفة متعلِّقة بمشيئة الله فهي صفة فعليَّة، وأفعاله الفعلية سبحانه مقرونة بالحكمة. وفي ذلك ردٌّ على أهل التعطيل الذين يحرفون هذه الصفة بإرادة الثواب، أو الثواب.(1/2925)
- أنه لا تلازم بين الإرادة والرضا، وجهه قوله تعالى: { وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}، مع أنه أخبر في آيات كثيرة أن الكفر واقع بإرادته، فقد يريد الله شيئاً، لكن لا يرضى به، فهو يريد كون ما لا يرضاه، وقد أراد الله خلق إبليس، وهو لا يرضاه، وقد يرضى ما لا يريده، فهو يريد من كلِّ أحدٍ الشكر له تعالى، ولكنه هل أراده؟ والجواب لا؛ لأنه لو أراده لوقع.
- إثبات الأسماء التالية لله جل جلاله وما تتضمّنه من صفات وحُكْم: {اللَّهُ}،{الْوَاحِدُ}،{الْقَهَّارُ}،{الْغَفَّارُ} {الْغَنِيّ}.
فوائد أصولية:
* الشرط في قوله تعالى: { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} لا يلزم وقوعه ولا جوازه، بل هو محال، وإنما قصد تجهيلهم فيما ادّعوه وزعموه، فهذا من باب الشرط، ويجوز تعليق الشرط على المستحيل لمقصد المتكلم.
* بيان تناسب خاتمة الآية بما يناسب سياقها في قوله تعالى: { هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} بعد قوله تعالى: { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} عملاً بالقاعدة الأصولية المعروفة. فناسب ختم الآية باسم الله {الْوَاحِدُ}؛ "لأنه لو كان له ولد لاقتضى أن يكون شبيهاً له في وحدته؛ لأنه بعضه وجزء منه. وناسب ختم الآية باسم الله {الْقَهَّارُ}؛ لأنه لو كان له ولد لم يكن مقهوراً، ولكان له إدلال على أبيه، ومناسبة منه، فوحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهار لا يكون إلا واحداً، وذلك ينفي الشركة من كل وجه". ا.هـ (تفسير السعدي بتصرف)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-11-2006, 06:03 AM
نفع الله بك أختي الكريمة ، ورزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-11-2006, 02:47 PM(1/2926)
شكر الله لأخي الكريم فضيلة الدكتور ابو مجاهد العبيدي ، وأتطلع لرأيكم د. فيما يسر الله تعالى من تفسير وتقسيم . نفع الله بكم وبارك لنا بعلمكم.
---
يوسف الحوشان
06-11-2006, 07:46 PM
ماشاء الله لاقوة الا بالله
لعل الأخت الكريمة كتبت, وبقي علينا المراجعة والتنقيح لتعم الفائدة
وإنه لعمل عظيم - نسأل الله تمامه -
---
ابو الروب
06-12-2006, 12:28 AM
مشا الله تبارك الله هلا ذكرتي المصادر لكي استفيد لاني طالب علم جديد
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-12-2006, 01:06 AM
فضيلة الدكتور يوسف الحوشان: جزاك الله عني خير الجزاء ، ورفع قدرك ، وبارك الله لنا بعلمك، أثلجت صدري بقولك: " بقي علينا المراجعة والتنقيح لتعم الفائد" وأنا بانتظار توجيهات واقتراحات أهل العلم والفضل أمثالكم.
أخي الكريم أبو الروب: شكر الله لك اهتمامك. ولعل طلبك بتوضيح مثال عن التقسيم الموضوعي قد اتضح الآن من خلال تقسيم سورة الزمر. والمقصود كما رأيت ضم الآيات المتعلقة بموضوع متشابه تحت عنوان رئيس ومن ثَمَّ شرح مفرداتها وتفسيرها بمعنى إجمالي مع محاولة ربط الآيات ببعضها أثناء التفسير الإجمالي لها، ثم استنباط بعض الفوائد من الآيات كما هو مشار في تفسيري تحت عنوان: هداي الآيات. كذلك أقف مع بعض الفوائد في العقيدة، أو الفقه، أو الأصول، وأحياناً تكون الفوائد مسلكية.
أما المراجع فهي كثيرة جداَ ابتداء من أمهات كتب التفسير التي قد تتجاوز (25) تفسيراَ. إلى جانب بعض كتب المفردات والإعراب وغير ذلك. وراجع إن شئت موضوعي الموسوم بـ (رحلتي مع كتاب الله، حفظه وتدبره وتفسيره) وفقنا الله وإياك لما يحب من القول والعمل، ورزقنا الإخلاص والقول.
---
ابو الروب
06-13-2006, 10:22 AM(1/2927)
نعم جزاكم الله خيرا ولذا اقترح عليكم ان تجمعي تفسير سورة الزمر في صفحة واحدة حتى اذا انتهيتي منها نستطيع ان نحفظها في مجلد في المستندات الا ان كان لكم نظرة اخرى فانتم ابصرد لا حرمنا الله من فوائدكم
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-13-2006, 03:19 PM
أبشر أخي الكريم ، واقتراحك محل اهتمامي. وأسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بما علمنا ويجعله خالصا لوجه الكريم، وينفع بما أكتب وأفسر أهل الملة والدين، ويجعل القرآن حجة لنا لا علينا ويرفعنا به دنيا وأخرى. والله ولي التوفيق.
---
(1/2928)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من لطائف النظم القرآني(الجملة الاسمية والفعلية)
---
من لطائف النظم القرآني(الجملة الاسمية والفعلية)
---
د.عويض العطوي
08-05-2006, 11:33 PM
من لطائف النظم القرآني
الجملة الفعلية والاسمية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد.
فهذا الموضوع يدخل ضمن إطار البلاغة التي يمثل النص القرآني قمتها، كما أنه يسهم في فهم دلالة النص لأنه يبين بعض الفروق في دلالات الألفاظ والتراكيب، ومن ذلك الجملة الاسمية والفعلية.
أولا: الجانب النظري:
مما لاشك في اختلاف دلالة الجملة عن المفرد، ولاشك في اختلاف دلالة نوعي الجملة(اسمية وفعلية)، وسنركز الحديث هنا في الدلالة الوضعية للجملة بغض النظر عن موقعها.
وسأجعل الشواهد الجامعة بين الجملتين هي الأساس .
لحظ الدارسون من خلال الموازنة بين الجملتين ، أن هناك فوارق دلالية ناتجة عن التغيرات الأسلوبية فيهما ، ويمكن أن نجمل ذلك فيما يأتي:
أ- أن الجملة الاسمية أكثر لواحق من الفعلية ، (( ذلك أنها قد تتركب من اسم وفعل ؛ فكل ما يُكوِّن الفعل في جملتها من لواحق تحمله معه … وبذلك تحمل الجملة الاسمية الفعل ولواحقه ، ثم تتميز عنه بأشكال أخرى ، أو قل بلواحق على صور شتى … وبجانب هذه اللواحق للخبر في الجملة الاسمية توجد لواحق أحياناً للاسم الأول المرفوع فيها [ المبتدأ ] … ومن لواحق مبتدأ الجملة الاسمية : التوابع : نعته، والعطف عليه وتوكيده والبدل منه … وهناك لواحق أخرى … وبذلك يتضح أن لواحق الجملة الاسمية تتعدد تعدداً واسعاً ))( ) .(1/2929)
وهذا ملحظ جدير بالعناية، وهو ربما يفسر لنا تنوع دلالة الجملة الاسمية بين الثبوت والدوام والتجدد، وذلك أنها تتداخل فيها كل مميزات الجملة الفعلية ولا عكس ، ولهذا تحمل الاسمية من الدلالات ما لا تحمله الفعلية ، ومن ذلك دلالة التأكيد مثلاً، وهي ما أشار إليه ابن الأثير في حديثه عن (الخطاب بالجملة الفعلية والجملة الاسمية والفرق بينهما) حيث يقول :(( وإنما يعدل عن أحد الخطابين إلى الآخر لضرب من التأكيد والمبالغة ))( ).
ويظهر من شواهده التي ساقها أنه يقصد بدلالة التأكيد والمبالغة الجملة الاسمية أولاً وما فيها من مؤكدات مثل (إنّ)، و(اللام) في خبرها ، و(لام) الابتداء ، و(لام) القسم( ) ، وأما الفعلية فلم يذكر لها إلا نون التوكيد الثقيلة والخفيفة على سبيل الإلحاق حيث قال :((وكذلك فاعلم أن لنون الثقيلة متصلة بهذا الباب))( ) .
ب- أن التقديم للاسم أو الفعل في التركيب القابل لذلك يشعر بأهمية المقدم ،فإن قيل مثلاً: سافر زيد ، فهذه جملة فعلية ، فإذا قُدِّم (زيد) فقيل: زيد سافر كانت اسمية ، وهذه الجملة الاسمية لا تشعر بثبوت ولا استمرارية ، بل هي مثل سابقتها ، إلا أن هناك دلالات أخرى نتجت عن تغير موقع الكلمة، ففي الفعلية بُني الاسم على الفعل وجُعل الفعل هو الأهم وأنت به أعنى، وفي الاسمية بُني الفعل على الاسم ، فاحتمل الفعل ضميره ، فتعددت الدلالة ، فقد دلت الجملة أولاً على أهمية الاسم واعتناء المتكلم أو المخاطب به ، ودلت ثانياً على التأكيد لتكرر الإسناد( )، وربما دلت على الاختصاص( ) .(1/2930)
وهذا التقديم للمعتنى به منهما له مواطن تقتضي تقديمه وتأخير غيره ، ولعلنا نجد بغيتنا في هذا الأمر فيما سطره عبد القاهر بقوله، عن تقديم المتحدث عنه بعد واو الحال:(( إذا علم السامع من حال رجل أنه على نية الركوب والمضي إلى موضع، ولم يكن شك وتردد أنه يركب أو لا يركب، كان خبرك فيه أن تقول: (قد ركب)، ولا تقول :(هو قد ركب) ، فإن جئت بمثل هذا في صلة كلام، ووضعته بعد واو الحال حسن حينئذ ، وذلك قولك:(جئته وهو قد ركب)، وذلك أن الحكم يتغير إذا صارت الجملة في مثل هذا الموضع ، ويصير الأمر بمعرض الشك، وذاك أنه إنما يقول هذا من ظن أنه يصادفه في منزله، وأنه يصل إليه من قبل أن يركب، فإن قلت : فإنك قد تقول: (جئته وقد ركب) بهذا المعنى ، ومع هذا الشك - فإن الشك لا يقوى حينئذ قوته في الوجه الأول أفلا ترى أنك إذا استبطأت إنساناً فقلت: أتانا والشمس قد طلعت، كان ذلك أبلغ في استبطائك له من أن تقول: أتانا وقد طلعت الشمس...))( )،وهذا كلام في غاية الجمال لكنه يحتاج إلى تبيين وإيضاح، ولعل ما سيأتي من تحليل للشواهد وموازنات بين الجمل الاسمية ما يسهم في ذلك .
د- أن الجملة الاسمية ، الأصل فيها أنها تدل على الثبوت والاستمرار ، بخلاف الفعلية فهي تدل على التجدد والحدوث، وهذا ليس على إطلاقه بل لذلك تفصيل مرده في الجملة الاسمية إلى نوع الخبر، فله الأثر الكبير في تغير الدلالة ، يقول الكفوي :((الجملة الاسمية تدل بمعونة المقام على دوام الثبوت، وإن دخل عليها حرف النفي دلت على استمرار الثبوت، وإذا دخل عليها حرف الامتناع دلت على استمرار الامتناع، وإذا كان خبرها اسماً فقد يقصد بها الدوام والاستمرار الثبوتي بمعونة القرائن، وإذا كان خبرها مضارعاً فقد يفيد استمراراً تجددياً))( ) .
(( أما الفعلية فإنها تفيد الحدوث: يجيء الشتاء، يفوز المجتهد... وقد تفيد الاستمرارية بالقرائن... ومنه قول المتنبي:(1/2931)
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم))( )
وخلاصة القول في هذا أن الحكم على الجملة الاسمية بأنها تفيد الثبوت والاستمرار دائماً حكم لا يصح على إطلاقه بل هي خاضعة في ذلك لنوع خبرها ، فإن كان اسماً مفرداً أو جملة اسمية مثل: الضوء ساطع، والله فضله عظيم ، فهي تفيد الثبوت لعدم وجود منازع لدلالة الاسم فيها، وربما تدل على الدوام بالقرائن ، وإن كان الخبر فيها فعلاً مضارعاً دلت على التجدد والنشوء، وإن كان ماضياً دلت على الانقضاء فلا استمرارية ولا تجدد ( ) .
تحليل الشواهد القرآنية
ومما تنوع فيه الأسلوب بين الجملتين ، قوله تعالى : { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ} [247 البقرة ] ، فقوله جل ذكره: (ونحن أحق) و (ولم يؤت) حالان عطفت إحداهما على الأخرى( )، واختلفتا في الاسمية والفعلية، فما سر ذلك ؟ .(1/2932)
يقول الطاهر بن عاشور :(( وجعلوا الجملة حالاً للدلالة على أنهم لما ذكروا أحقيتهم بالملك لم يحتاجوا إلى الاستدلال على ذلك؛ لأن هذا الأمر عندهم مسلم معروف ، إذ هم قادة وعرفاء وشاوول رجل من السوقة ، فهذا تسجيل منهم بأحقيتهم عليه ، وقوله: (ولم يؤت سعة من المال) معطوفة على الحال فهي حال ثانية، وهذا إبداء مانع فيه من ولاية الملك في نظرهم ، وهو أنه فقير وشأن الملك أن يكون ذا مال ...))( )، ولو عدنا إلى الجملة الاسمية: (ونحن أحق) لرأينا أنها تدل على أنهم أرادوا إظهار أنفسهم وإشهارها ، لذا قدموا ضميرهم (نحن) ثم جاءوا بـ(أحق) الدالة على التفضيل، ثم ذكروا ما فيه التفضيل ، ثم نصوا على المفضَّل عليه (منه)، فالكلام مبني على إظهار اختصاصهم وفخرهم، وهذا ما تنوء به الجملة الاسمية على النمط الذي سيقت عليه( )، يقول الحرالي :(( فثنوا اعتراضهم بما هو أشد، وهو الفخر بما ادعوه من استحقاق الملك على من ملكه الله عليهم، فكان فيه حظ من فخر إبليس حيث قال حين أمر بالسجود لآدم: أنا خير منه ))( ) .
أما الحال الثانية فقد جاءت فعلية فعلها مضارع منفي، وكان يمكن أن تجيء مكانها الاسمية فيقال : (وهو فقير) فتتناسق الجملتان ، فما سر العدول عنها إلى الفعلية ؟.(1/2933)
إن أول ما يلحظ في الفرق بينها أن الفعلية نافية ، والاسمية مثبتة ، والمناسب هنا النفي ؛ لأنهم أرادوا بمجموع كلامهم إبراز أحقيتهم بالملك ، فذكروا ذلك بإثبات الأحقية لهم ، فكان من المناسب أن يضيفوا ما يبين عدم أحقيته وذلك بأن ينفوا عنه ما به يكون الملك في نظرهم وهو المال ؛ لأن الحاكم يتقوى به ويجلب به الأعوان، و (( ليكفي نوائب الأمة فينفق في العدد والعطاء، وإغاثة الملهوف))( ) ، فلو قيل : (وهو فقير) لكان في ذلك إثبات لفقره فحسب ، وأما (ولم يؤت سعة من المال ) ففيه تصريح بفقره ، وأنه وإن ملك منه شيء إلا أنه لا يفي بالمطلوب ، فلا بد من (سعة المال) ، وفيه تنصيص على نوع المفقود وهو (المال)، وأنه لو ملكه لربما قبل منه ذلك، ولعل فيه إشعاراً بأنه لا سبيل إلى اغتنائه بحال من الحال ، مثل قولهم : فلان لم يؤت العلم ، أي: مهما تعلم لا يُفلح ، فهذا مثله .
ومن الشواهد أيضاً قوله تعالى : { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }[266 البقرة ] ، فقوله جل ذكره: (وأصابه الكبر) حال ، وكذلك (وله ذرية ضعفاء) فهو حال من الهاء في ( أصابه)( )، وهي حال متداخلة ، إحداهما جاءت فعلية فعلها ماض ، والثانية جاءت اسمية على تقديم الخبر شبه الجملة ، فما سر مجيء كل منها على ما جاءت عليه ؟.(1/2934)
لو قيل : له فيها من كل الثمرات وهو كبير محتاج لاحتمله الأسلوب، لكننا نجد أن جملة: (وأصابه الكبر) أدل على المطلوب وأعظم تصويراً لما سيقت له، وذلك لما في هذا الفعل(وأصابه) من الدلالة التي أشار إليها السمين بقوله :(( وأتى به في هذه الآيات كلها ، نحو : فأصابه وابل، وأصابه الكبر ، فأصابها إعصار ؛ لأنه أبلغ وأدل على التأثير بوقوع الفعل على ذلك الشيء ، من أنه لم يُذكر بلفظ الإصابة ، حتى لو قيل : وَبَل ، وكَبِر ، وأعصرت لم يكن فيه ما في لفظ الإصابة من المبالغة ))( ) ، وهذا يعني أن (وهو كبير) لا تعطي من مدلول سطو الكبر فيه، وتأثيره عليه ما تعطيه (وأصابه)، ثم التعبير بالماضي يدل على وقوع ذلك وتحققه ، وأن حالته هذه سابقة وما زالت ، وهذا يشعر بشدة الحاجة التي هو فيها ، ولو قيل بالاسمية: ( وهو كبير ) لما أشعر بذلك ألبتة ؛ لأنه لا دلالة فيها على المضي .
أما جملة ( وله ذرية ضعفاء ) فكان يمكن أن يكون مكانها ( وأبناؤه صغار محتاجون ) لكن ما ذُكر ، فيه تقديم للخبر (له) المشعر باختصاص ذلك به، ومجيء المبتدأ بهذا اللفظ:( ذرية ) وهي كلمة تشعر بالضعف بخلاف ( أبناء ) ، وقد جاءت في قوله تعالى: { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}[37 إبراهيم] وهو مشابه لهذا الموضوع في المسكنة والحاجة ، وكذلك وصفها (بضعفاء) ، ففيه إظهار لمدى مسكنة هذه الذرية ، يقول الطاهر بن عاشور:((وصف صاحبها بأقصى صفات الحاجة إلى فائدة جنته ، بأنه ذو عيال فهو في حاجة إلى نفعهم وأنهم ضعفاء - أي صغار - ...، وقد أصابه الكبر فلا قدرة له على الكسب غير تلك الجنة ...، فحصل من تفصيل هذه الحالة أعظم الترقب لثمرة هذه الجنة ))( ) .(1/2935)
ويتضح لنا من هذا أن بيان اختصاص الاسمية بموقعها والفعلية بمكانها أمر لا يتوقف على دلالة الثبوت والاستمرار أو الحدوث والتجدد فقط ، بل هناك نظم الجملة له دلالته، ونوع الفعل له دلالته، واختيار اللفظ المعبّر له دلالته ، وإن كانت دلالة النشوء في الفعل ظاهرة؛ لأنه يدل على الحركة، وهي تقتضي التجدد ، فهو -كذلك-أقدر من الاسم على التصوير الحركي، وربما تظهر تلك الدلالة بصورة أوضح في الشواهد التي يلتقي فيها الحالان في الإثبات أو النفي، ويمكن لأحدهما أن يحل مكان الآخر دون قلق في التركيب، وإن كان هناك تفاوت في المعنى ، ومن ذلك قوله تعالى : {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[40 آل عمران ] ، فقوله تعالى:( وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر ) جملتان حاليتان ، جيء بهما لتعليل الاستعلام الحاصل من زكريا عليه السلام ((على سبيل الاستعظام لقدرة الله))( ) ((لتعذر عمل المكانين الذين هما سبب التناسل وهما: الكبر ، والعقْرة))( )، يقول أبوحيان معللاً اختلاف الجملتين:((وكانت الجملة الأولى فعلية؛ لأن الكبر يتجدد شيئاً فشيئاً، فلم يكن وصفاً لازماً، وكانت الثانية اسمية والخبر(عاقر)؛ لأن كونها عاقراً أمر لازم لها لم يكن وصفاً طارئاً عليها، فناسب لذلك أن تكون الأولى جملة فعلية ، وناسب أن تكون الثانية جملة اسمية))( ).(1/2936)
ولعلنا نلحظ أن في قوله:(وقد بلغني الكبر) إشارةً إلى أن هذا الكبر الذي لحقه هو المعهود عادة في منع الإنجاب ، وهو ما توحي به ( أل ) في ( الكبر ) ، ولو قيل : (وأنا كبير) لكان فيه إخبار بكبره فحسب، وليس فيه إشارة إلى بلوغ الكبر المانع؛ لأنه ليس كل كبر يمنع من الإنجاب، ثم إن في الجملة الاسمية: ( وأنا كبير ) لو قدرناها ما يدل على أن هذا الكبر وصف لازم ، وهذا ليس بحق، بل الكبر وصف عارض طارئ بعد أن لم يكن ، وأما جملة: ( وامرأتي عاقر ) فجاءت اسمية ولم تكن ( وقد عقرت ) ؛ لأن ذلك يوحي بتجدد العقم بعد أن لم يكن ، وهذا مخالف للواقع ولطبيعة العقم ؛ إذ هو حالة قديمة مستديمة فيها كما أشار إليه أبو حيان من قبل .
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى :{ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ}[61 المائدة] ، فقوله جل ذكره: ( وقد دخلوا ) في موضع الحال من فاعل ( قالوا ) أو ( آمنا ) ، (وهم قد خرجوا به ) حال أخرى ( ) ، أما عن سر المخالفة بين الحالين فيقول ابن عطية : ((وقوله (وهم) : تخليص من احتمال العبارة أن يدخل قوم بالكفر ثم يؤمنوا، ويخرج قوم وهم كفرة فكان ينطبق على الجميع : وقد دخلوا بالكفر وقد خرجوا به، فأزال الاحتمال قوله تعالى: (وهم قد خرجوا به) أي: هم بأعينهم))( )، وبقيت الحال الأولى على فعليتها من غير ذكر ضميرهم؛ لأن الحديث عن اليهود المعاصرين له صلى الله عليه وسلم والمنافقين الذين لا ينتفعون بإرشاد ( )، فهم معلومون ولا يلتبس معهم غيرهم فلا حاجة لذكر ضميرهم ليميزهم ويخصصهم .(1/2937)
ويلمح أبوحيان سراً آخر وراء هذه المخالفة فيقول :(( وقيل معنى (هم) للتأكيد في إضافة الكفر إليهم، ونفي أن يكون من الرسول ما يوجب كفرهم من سوء معاملته لهم، بل كان يلطف بهم ويعاملهم بأحسن معاملة ، فالمعنى : أنهم هم الذين خرجوا بالكفر باختيار أنفسهم، لا أنك أنت الذي تسببت لبقائهم في الكفر ، والذي نقول : إن الجملة الاسمية الواقعة حالاً المصدرة بضمير ذي الحال المخبر عنها بفعل أو اسم يحتمل ضمير ذي الحال آكد من الجملة الفعلية، من جهة أنه يتكرر فيها المسند إليه فيصير نظير: قام زيد زيد( )، ولما كانوا حين جاءوا الرسول أو المؤمنين قالوا : آمنا ملتبسين بالكفر، كان ينبغي لهم ألا يخرجوا بالكفر ، ... بل يخرجون بالرسول مؤمنين ظاهراً وباطناً ، فأكد وصفهم بالكفر بأن كرر المسند إليه تنبيهاً على تحققهم بالكفر وتماديهم عليه ، وأن رؤية الرسول لم تجْدِ عنهم شيئاً ولم يتأثروا بها ))( ) .
ويقول أيضاً (( وخالف بين جملتي الحال اتساعاً في الكلام ))( ) ، وهذا القول الأخير وزنه في البلاغة قليل ؛ لذلك نحاه أبوحيان جانباً ، وأتبعه بالتحليل المطول الجميل السابق الذي أكد فيه أن دلالة الجملة الحالية الاسمية على التأكيد - وهو أحد دلالاتها - نابع من جهة تركيبها ونظمها، وما ذكره ابن عطية أيضاً كان رائعاً ؛ لأن الكلام يحتمله ،وهكذا تأتي الجملة القرآنية بكل مكوناتها مصورة للمعنى المراد أدق تصوير وأبينه بحيث لا يختلط مع غيره ، ولا يختلط معه غيره.(1/2938)
ومن الشواهد أيضاً قوله تعالى : { وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ ، سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ}[49-50 إبراهيم] ، فجاءت الحال مفردة في (مقرنين) ، وجملة اسمية في (سرابيلهم من قطران) وفعلية في (وتغشى وجوههم النار)( ) ، ولعل السر في مجيء الحال المصورة للباسهم الناري اسمية أن المراد وصف نوع اللباس لا فعل اللبس ، وهذا ثابت غير منشأ ولا محدث ، ولو قيل: (يلبسون من قطران) لأفهم ذلك أنهم يحدثون فعل اللبس آناً بعد آن، وما تدل عليه الآية هو ديمومة لبسهم ذلك لا تجدده أما غشيان النار لوجوههم فهو حادث متجدد بدليل تغير الجلود وسقوط فروة الوجه عند شرب الحميم - حمانا الله من ذلك - فلما كان غشيان النار لوجوههم متكرراً متجدداً - وهو أنكى في العذاب - جاء التعبير معه بالفعل .(1/2939)
ومن الشواهد الجامعة بين الجملتين قوله تعالى :{ وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى }[8-10 عبس] ، يقول السمين:(( (يسعى) : حال من فاعل(جاءك)، وقوله: (وهو يخشى) جملة حالية من فاعل (يسعى) فهو حال من حال، وجعلها حالاً ثانية معطوفة على الأول ليس بالقوي))( ) ، فالأظهر فيها أنها حال متداخلة، يقول عبدالستار سعيد عن دلالة هاتين الجملتين :(( دلالة (يسعى) غير دلالة (وهو يخشى) ففي (يسعى) دلالة على تصوير حركة الماشي الذي يقطع الطريق شيئاً فشيئاً ، وفي (وهو يخشى) إثبات الخشية من الله لذلك الماشي ، والجملتان حاليتان لاتقوم إحداهما بما قامت به الأخرى))( )؛ لأن الحال الأولى حركية فعلية فناسب إظهارها الفعل لما فيه من التنصيص على الحركة وهي (السعي) من أول الأمر ، وهي حركة تنشأ شيئاً فشيئاً وهذه هي دلالة الفعل ، ولو قيل: (وهو يسعى) لكان في ذلك لفتاً للساعي ذاته لا لفعله ، فلما كان الساعي معلوماً والاهتمام إنما بتصوير حالته وهيئته في قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم طالباً للمزيد من الخبر كان الفعل هو الأنسب لتصوير تلك الحال ، أما الحال الثانية فجاءت لبيان استقرار الخشية من الله في قلبه ، أو لإظهار ضعفه حيث كان أعمى لا قائد له فهو يخاف العثار والسقوط والهوام( ) ، وجيء بالضمير للتنصيص على أن ذلك الساعي هو من هذه الحالة ، أو لتأكيد اتصافه بالخشية وديمومتها فيه ، خاصة إذا نظرنا للخشية بأنها عمل قلبي الأصل فيه الديمومة فتناسبه الجملة الاسمية الدالة على ذلك .(1/2940)
وهكذا تتعدد الشواهد وتتنوع الصيغ والأساليب ، لكن يبقى للجملة الفعلية التي عمادها الفعل دلالتها الخاصة التي يسندها فيها لواحق وسوابق ، كأدوات النفي ونونا التوكيد ، وكل ذلك يؤثر في دلالة الجملة الفعلية ، وكذلك الاسمية فدلالة التوكيد فيها أظهر وأقوى لتعدد أدوات التوكيد معها على ما سبق ذكره ، وتبقى للفعل دلالة الإنشاء والحركة ، وللاسم دلالة الثبوت والسكون، ويظل للسياق والقرائن في ذلك الأثر الكبير في الحكم بهذا أو ذاك .
_____________________
( 1) - تجديد النحو 253، 254.
( 2) - المثل السائر 2/269 .
( 3) - انظر المثل السائر 2/269 وما بعدها .
(4 ) - المثل السائر 2/274 .
( 5) - انظر بعض هذا في تجديد النحو 253 وما بعدها.
( 6) - انظر الطراز 2/25 وما بعدها .
( 7) - دلائل الإعجاز 135، 136 .
( 8) - الكليات : 1010 المتن والحاشية .
(9 ) - البلاغة فنونها وأفنانها ( علم المعاني ) 92،والبيتان في ديوان المتنبي(بشرح العكبري) 3/378،379، ولمزيد من معرفة هذه الفروق بين الجملتين يحسن الاطلاع على ما قيل حول قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ} [62 الأعراف] في حق نبي الله نوح عليه السلام، و قوله تعالى:{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [68 الأعراف]في حق نبي الله هود عليه السلام، انظر ذلك بتوسع في: مفاتيح الغيب 14/127،وملاك التأويل1/401،والبحر المحيط 5/87 ، ونظم الدرر 7/436 ، وتفسير أبي السعود 3/238 ، وروح المعاني المجلد الرابع الجزء الثامن 156 ، والتحرير والتنوير 8 القسم الثاني 203.
( 10) - ينظر بعض هذا في البلاغة فنونها وأفنانها ( علم المعاني ) 92.
( 11) - انظر الكشاف، وكلام الزمخشري الممتع عن الفرق بين الواوين ، وكذلك تعليق ابن المنير عليه 1/292 وانظر أيضاً البحر المحيط 2/575 والدر المصون 2/521 .
( 12) - التحرير والتنوير 2/491 .(1/2941)
( 13) - انظر الضمير المنفصل في النظم القرآني دراسة بلاغية تطبيقية (رسالة ماجستير) 270 .
( 14) - نظم الدرر 3/416، 417 .
( 15) - التحرير والتنوير 2/491 .
( 16) - انظر البحر المحيط 2/672 ،673 ، والدر المصون 2/597 ، 598 .
( 17) - الدر المصون 2/598 .
( 18) - التحرير والتنوير 3/54 .
( 19) - البحر المحيط 3/137 .
( 20) -التحرير والتنوير 3/242 ، وقد قال هذا على أن (أنّى) يقصد بها المكان.
( 21) - البحر المحيط 3/136 .
( 22) - انظر التبيان 1/449 .
( 23) - المحرر الوجيز 5/147 .
( 24) - انظر المحرر الوجيز 5/146 ، والبحر المحيط 4/310 .
( 25) - لعل الصحيح أنه نظير : قام زيد ، قام زيد ليظهر تكرر الإسناد ، فالقيام أسند إلى زيد مرتين، أما ما ذكره فهو تكرار في الفاعل من غير تكرر للعامل؛ وبهذا لم يتكرر الإسناد، وإنما يتكرر في الجملة الواحدة في مثل آية الاستشهاد.
( 26) - البحر المحيط 4/310 ، 311 .
( 27) - البحر المحيط 4/310 .
( 28) - انظر الفريد في إعراب القرآن المجيد 3/179،180 .
( 29) - الدر المصون 10/688 .
( 30) - الحال في الأسلوب القرآني 127 .
( 31) - البحر المحيط 10/407 .
---
ناصر الصائغ
08-07-2006, 03:04 PM
بارك الله فيكم يا أبا عمر ونفع الله بعلمكم
---
(1/2942)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ/ محمد المختار الشنقيطي حرص الأئمة على هذه السنة بهذه الكيفية ربما أبطل الصلاة.!
---
الشيخ/ محمد المختار الشنقيطي حرص الأئمة على هذه السنة بهذه الكيفية ربما أبطل الصلاة.!
---
محمود الشنقيطي
01-02-2007, 01:44 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, فهذا كلام نفيس للشيخ حفظه الله حول حرص بعض الأئمة على اتباع السنة في ظهور بياض خد الإمام عند تسليمه,ويغفلون عن فرفق لباسهم مع لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم, خصوصا من (يُنَشُّونَ) الغتر ويحتاجون إلى الانصراف عن القبلة قبل تلفظ أحدهم بالسلام,وأترككم معة كلام الشيخ حيث يقول:(1/2943)
(ومن أمثلة الانحراف الجزئي : الذي يقع فيه البعض بل لربما يكون من طلبة العلم بل بعض الأئمة في المساجد قد يقع في ذلك ، وهو أنهم إذا أرادوا التسليم من الصلاة فإن أحدهم ينحرف بصدره فيحرك الصدر إلى اليمين أو يحركه إلى اليسار ؛ لأنه أطلع أن السُّنة والحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم رُؤي بياض خَدِّه " ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يلبس العمائم والغتر الموجودة في زماننا ، فهو يريد أن يُرِي من وراءه صفحة خده ، فيحتاج أن ينحرف عن الصلاة ، فإذا سبق ذلك لفظ التسليم أثر في صلاته وحكم ببطلانها ، ولذلك ينبغي التنبه لهذا إضافة إلى الحركة الزائدة ، فعلى كل من أراد أن يطبق السُّنة أو يسمع بالأحاديث أن يزنها بالموازين الشرعية ، وألا يحرص على سنة على وجه يضيع الفرض ، فإن من سلم والغترة على وجهه وانحرف وجهه حتى أصبح على كتفه فقد سلم وتحققت فيه السُّنة بغض النظر عن كون الناس رأوا خده أو لم يروه ؛ لأن المقصود أن تكون الذاقنة على منكبه كما فعل صلى الله عليه وسلم أو قريباً من المنكب ، وهذا هو المقصود ، والأصل عندهم أن تكون قريباً من المنكب ، فإذا فعل ذلك فقد حصل المقصود من الانصراف عن الصلاة ) انتهى
---
مساعد الطيار
01-03-2007, 10:57 AM
بيان لطيف جدًا ، فتح الله على الشيخ ، وأجزل له المثوبة .
نحن أصحاب الشماغ والغترة ـ أسأل الله لنا العافية ـ تكثر منا الحركات بالتعديل والتزيين لها أثناء الصلاة ، حتى صارت لازمة من لوازم القيام في الصلاة ، فلا تكاد تجد أحدًا ـ إلا من رحم الله ـ يقوم من ركوع أو سجود إلا مسَّ شماغه أو غترته ، وعدَّل فيهما ، وكلام الأئمة في قدر الحركات التي تبطل الصلاة معروف وواضح ، فأسأل الله أن يخلصنا من هذه العادة السيئة .
---
أبو محمد الظاهرى
01-05-2007, 08:50 PM
جزاكم الله خيراً شيوخنا الكرام
---
عبدالله المعيدي
01-17-2007, 01:07 AM(1/2944)
بيان لطيف جدًا ، فتح الله على الشيخ ، وأجزل له المثوبة .
نحن أصحاب الشماغ والغترة ـ أسأل الله لنا العافية ـ تكثر منا الحركات بالتعديل والتزيين لها أثناء الصلاة ، حتى صارت لازمة من لوازم القيام في الصلاة ، فلا تكاد تجد أحدًا ـ إلا من رحم الله ـ يقوم من ركوع أو سجود إلا مسَّ شماغه أو غترته ، وعدَّل فيهما ، وكلام الأئمة في قدر الحركات التي تبطل الصلاة معروف وواضح ، فأسأل الله أن يخلصنا من هذه العادة السيئة .
صدقت والله ياشيخ مساعد !!
وجزى الله الشيخ محمد خيراً ..
---
(1/2945)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما ينبغي تجنبه عند تفسير كتاب الله تعالى
---
ما ينبغي تجنبه عند تفسير كتاب الله تعالى
---
أحمد القصير
08-14-2003, 06:21 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
ذكر العلماء رحمهم الله شروطاً وآداباً لمن أراد تفسير كتاب الله تعالى ، ومن هذه الآداب :
1- أن يتجنب الألفاظ التي لا يليق إطلاقها عند تفسير كتاب الله تعالى ، سواء منها ما يتعلق بحق الله تعالى ، أو ما يتعلق بحق كلامه سبحانه ، أو ما يتعلق بحق النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بحق الصحابة أو التابعين أو الأئمة ، أوغير ذلك .
2- و يدخل في هذا الموضوع ما لا يليق إدخاله في التفسير لعدم تعلقه به .
وهذا الموضوع قد ذكر العلماء بعض الأمثلة له ، لكن نريد من الأخوة إن يشاركوا بما لديهم حتى تعم الفائدة ، فربما كان عند البعض ما ليس في الكتب أو عند الآخرين ، وقد يقع البعض في الخطأ دون علم منه بذلك خاصة لمن تصدى لتدريس مادة التفسير ، أو قام بكتابة بحث في هذا التخصص .
---
أحمد القصير
08-14-2003, 06:23 PM
من الألفاظ التي ينبغي تجنبها :
1- عند الإعراب ينبغي أن لا يقال في أسماء الله تعالى مفعولاً به ، وإنما يقال لفظ الجلالة منصوب والعامل فيه هو كذا .
2- ينبغي عدم إطلاق ضمير الغائب أو المستتر على الله تعالى .
3- ينبغي عدم إطلاق لفظ الزائد على بعض الحروف ، والأولى التعبير بـ « التأكيد » أو « الصلة » أو « زائد إعراباً لا معنى » قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : « والأولى أن نقول: للتوكيد فقط؛ ولا نقول: «زائد»؛ لئلا يفهم السامع أن في القرآن ما ليس له معنى ».
4- ينبغي أن لا يقال : « فعل مبني للمجهول » وإنما يقال : « مبني لما لم يسم فاعله » لأن الفاعل قد يكون هو الله سبحانه .
---(1/2946)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل لأول مرة على النت..رسالة الشنقيطى منع جواز المجاز فى المنزل للتعبد والإعجاز.....
---
حمل لأول مرة على النت..رسالة الشنقيطى منع جواز المجاز فى المنزل للتعبد والإعجاز.....
---
أبو محمد الظاهرى
04-26-2006, 07:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
حمل لأول مرة على النت...رسالة الإمام الشنقيطى رحمه الله ..منع جواز المجاز فى المنزل للتعبد والإعجاز.....
رابط التحميل http://www.uploading.com/?get=ZETAB2HT
وجزاكم الله خيراً....
---
مرهف
04-27-2006, 02:23 AM
الأخ أبا محمد الظاهري : الرابط لم يفتح معي فهلا أرفقت رسالة الإمام الشنقيطي لنحملها من الموقع هنا مباشرة ولك الأجر إن شاء الله
---
أبو محمد الظاهرى
04-27-2006, 08:01 PM
جزاكم الله خيراً أخى على التنبيه.....
إذا لم تستطع التحميل من الموقع السابق...اذهب الى موقع اهل الاثر.....
http://www.ahlalthar.com/vb/index.php
---
أبو محمد الظاهرى
04-27-2006, 08:10 PM
وهذا هو الملف للتحميل من هنا
---
ناصر
04-28-2006, 07:24 AM
http://islam.moved.in/majaz.pdf
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 11:05 AM
جزاكم الله خيراً
---
أبو محمد الظاهرى
06-23-2006, 10:49 AM
معذرة اخوتى الكرام... هذه هى الرسالة للتحميل من الملتقى هنا..
اضغط الزر الأيمن للماوس واختر حفظ باسم ..
---
(1/2947)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > دراسة مختصرة لكتاب الفرقان الحق(الفرقان الأمريكي)
---
دراسة مختصرة لكتاب الفرقان الحق(الفرقان الأمريكي)
---
ناصر الماجد
05-28-2006, 09:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردني سؤال عن الفرقان الحق: حقيقته وكيف يرد عليه، وكان جوابي عليه فيما يأتي، أحببت عرضه في هذا الملتقى المبارك، راجيا منكم التعليق عليه، واستكمال النقص فيه، والله يرعاكم.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن تولاه، وبعد فالكلام عن هذا الكتاب الموسوم بالفرقان الحق، وبيان ما فيه من ضلال ربما يطول، غير أني أختصر ذلك في الفقرات الآتية راجيا أن تكون أساسا لدراسة شاملة للكتاب:
أولا/ وصف الكتاب:
هو: عبارة عن كتاب يقع في ثمانية وستين وثلاثمئة ورقة (368)، ويتألف من عدد من الموضوعات، كل موضع جعل تحت اسم خاص، كهيئة سور القرآن الكريم، وبلغت تلك الموضوعات (أو السور ): سبعا وسبعين، مع مقدمة وخاتمة، ومن الأمثلة على أسماء تلك الموضوعات(أو السور) التي تضمنها هذا الكتاب: الفاتحة، المحبة، المسيح، الثالوث، المارقين، الصَّلب، الزنا، الماكرين، الرعاة، الإنجيل، الأساطير، الكافرين، التنزيل، التحريف، الجنة، الأضحى، العبس، الشهيد، الأنبياء، ... .
كما أن الموضوعات (أو السور) مقسمة إلى مقاطع مرقمة، كهيئة الآيات القرآنية.
ومن الملفت للنظر أن محاولة مشابهة القرآن الكريم واضحة تماما، حتى طريقة خط الكتاب، تشابه رسم المصحف العثماني، ولذا قال د. أنيس شورش: "إن الكتاب مشابه للقرآن من حيث الأسلوب والجوهر... لكنه يحتوي على رسالة الإنجيل".
وقد سماه الواضعون له باسم: الفرقان الحق، وكتب باللغة العربية، وترجم إلى اللغة الانجليزية.(1/2948)
ويزعم واضعوه أن هذا الكتاب وحيي من الله تعالى إلى من دعوة بالصفي، كما ورد ذلك نصا في الكتب: "ولقد أنزلنا الفرقان الحق وحيا، وألقيناه نورا في قلب صفينا ليبلغه قولا معجزا بلسان عربي مبين، مصدقا لما بين يديه من الإنجيل الحق صنوا فاروقا محقا للحق، ومزهقا للباطل، وبشيرا ونذيرا للكافرين" (التنزيل:5، 4/ ص:325).
وقد صدر علنا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م.، عن دار "واين بريس" و "أوميجا"، واستغرق العمل عليه سبع سنوات من عام 1991م.
ثانيا/ القائمون عليه.
ينسب هذا الكتاب بشكل صريح وعلني إلى جماعة إنجيلية (بروتستانتية) تقع في ولاية تكساس الأمريكية، ولهم موقع الكتروني باسم: مركز المحبة الإلهية.
وأما الواضع الحقيقي لهذا الكتاب فهو د. أنيس شورش، أحد نصارى العرب من فلسطين، وكان ممن هاجر إلى أمريكا للعيش فيها، وله جهود كبيرة في التنصير، ومحاربة الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم.
ويقال: إن الإدارة الأمريكية تدعم هذا المشروع وتقف وراءه، على أن وزارة الخارجية الأمريكية قد نفت ذلك، على موقعها الالكتروني في الشبكة العالمية.
ثالثا/ أهداف الكتاب:
هذا الكتاب جزء من مشروع، بعيد المدى، هادف إلى صرف المسلمين ـ خصوصا ـ عن دينهم، وإخراجهم من ملتهم، مع دعوة صريحة لعقيدة النصارى المحرفة، وقد جاء هذا صريحا على لسان د. أنيس شورش، حيث يصف الكتاب بأنه: "أداة لتنصير المسلمين". ، وهذا من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى تقرير، فالكتاب دعوة إلى النصرانية بشكل صريح تماما، جاء في الكتاب: " إنا أنزلناه فرقانا حقا مصدقا لقولنا في الإنجيل الحق ومذكرا للكافرين فسنتنا واحدة وآيتنا واحدة لا نبدلها في إنجيل حق أو في فرقان حق ولا يغيرها زمان أو مكان ولا ينسخها الثقلان ولا أهل الضلال والبهتان" (المعجزات:7).(1/2949)
ولهذا رأينا الحرص الشديد على مشابهة أسلوب القرآن، وطريقته في ذكر السور والآيات، بل ورأينا منهم اقتباسا كثيرا لبعض الكلمات والجمل القرآنية، بل وحتى بعض الأساليب القرآنية، تأمل ما ورد في هذا الكتاب: " ومثل الذين كفروا وكذبوا بالإنجيل الحق أعمالهم كرماد، اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال الأكيد) (الثالوث: 18، ص:66) وقارن هذا بما في القرآن الكريم إذ يقول تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ) ( سورة إبراهيم أية: 18) ، وهذا أمر مقصود من واضعي هذا الكتاب للتلبيس على الناس، وخداع الجهال من عامة المسلمين، آملين أن يبلغ بالمسلمين الجهل درجة يظنون معها أن هذا الكتاب هو القرآن المنزل من عند الله عز وجل.
والحقيقة إن الكتاب يأتي حلقة في سلسلة الحملة الصليبية المعاصرة، على الإسلام وأهله، هذه الحملة التي جيش لها الصليبيون، كل طاقاتهم وإمكاناتهم؛ العسكرية، والفكرية، والإعلامية، والتقنية.
ويأتي هذا الاستهداف المباشر للقرآن الكريم، لما علمه أهل الصليب من أثره على المسلمين، فمنه يستمدون قوتهم، وبه بقاؤهم وذكرهم، فعلموا ـ بعد طول تجارب ـ أنه لن يتحقق لهم ما يتمنونه من القضاء على الإسلام باعتباره دينا، ولا على المسلمين باعتبارهم أمة ذات هوية، إلا بإبعادهم عن هذا المصدر.
وفي هذا السياق؛ ما نراه من دعوات متزايدة من دول الغرب، المطالبة بتهذيب القرآن الكريم ـ زعموا ـ وذلك بحذف آيات منه، ولا سيما تلك التي تأصل مبدأ الولاء والبراء، وتدعوا إلى جهاد الأعداء.(1/2950)
والقائمون على هذا الكتاب، يعلمون مدى الحساسية عند المسلمين تجاه هذه الدعوات وأمثالها، وهذا ما جعلهم يتدرجون في نشره بين الناس والدعوة إليه، حيث بدأ ظهوره على نطاق ضيق في العالم الإسلامي، في بعض المدارس الخاصة المنتمية في مناهجها للغرب، كما تم إرساله على بعض العناوين البريدية الالكترونية، ونشره الكتاب على موقع إلكتروني.
رابعا: بعض ما يدعو إليه الكتاب:
تضمن الكتاب كثيرا من الدعوات، إلا أنها تلتقي في محورين، هما:
الأول: الدعوة إلى النصرانية.
الثاني: الطعن في دين الإسلام.
فأما الدعوة إلى النصرانية فالكتاب طافح بها، فهو في الحقيقة كتاب يدعو إلى النصرانية، بكل عقائدها ومفاهيمها ونظرتها للحياة والإنسان، والثناء على المنتسبين إليها، وبيان أنها الملة الحقة التي لا يقبل الله غيرها، وأن المنتسبين إلى هذا الملة، هم أهل الجنة، وهاك مثالا على بعض هذا: جاء في الكتاب: "يا أيها الذين ظلموا من عبادنا لقد جاءكم الفرقان الحق يبين لكم كثيراً مما كنتم تجهلون من الإنجيل الحق، ومما كنتم تكتمون" (الصلب: 1، ص:44) ، وفيه أيضا جاء: "فرقان أنزلناه نوراً ورحمة للعالمين، وما يزيد الذين كفروا إلا نفوراً، إذ جعل الشيطان على قلوبهم أكنة أن يفقهوه، وفي آذانهم وقرا، ويزيد الذين آمنوا بالإنجيل الحق من قبله نوراً وإيماناً فوق إيمانهم، فهم لا يعثرون) (الفرقان:13، ص: 56) .
كما في الكتاب جهد واضح لتبرير عقيدة التثليث وتسويغها في العقول، من ذلك قوله: " وما كان لكم أن تجادلوا عبادنا المؤمنين في إيمانهم وتكفروهم بكفركم فسواء تجلينا واحدا أو ثلاثة أو تسعة وتسعين فلا تقولوا ما ليس لكم به من علم وإنا أعلم من ضل عن السبيل"(التوحيد:2).(1/2951)
وأما الطعن في دين الإسلام، فكثير على نحو يدعو إلى الاستغراب من هذه المبالغة، ففيه طعن في الإسلام، والنبي الذي جاء به، والقرآن الذي أنزل عيه، والشريعة التي دعا إليها، والمسلمين الذي اتبعوا هذه الملة واعتنقوها، وهاك أمثلة على بعض هذا:
• في الكتب تأكيد على أن الله تعالى لم ينزل القرآن الكريم، وإنما هو وحي الشيطان وأن النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه من الشيطان، والتأكيد على هذا الأمر في أكثر من موضع من هذا الكتاب، ووصف النبي صلى الله عليه وسلمبالكذب والزور والبهتان، وسوى ذلك من الألفاظ البذيئة النابية، جاء في الكتاب: "إن الشيطان إذا أراد أن يضل قوما استحوذ على أميِّ منهم فأغواه فأغوى قومه وزين لهم سوء أعمالهم فأضلهم وهو بضلالهم فرحون وأوردهم نارا تلظى وهم لا يشعرون" (الإفك:3، 4) وكقوله: "يا أيها الذين كفروا من عبادنا لقد ضل رائدكم وقد غوي.. إن هو إلا وحي إفك يوحى علمه مريد القوى.. فرأى من مكائد الشيطان الكبرى... كلما مسه طائف من الشيطان زجره صحبه فأخفى ما أبدى.. ..وإذا خلا به قال إني معك، فقد اتخذ الشيطان ولياً من دوننا... فلا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس إذ ينزل عليه رجزاً "(الغرانيق: 1، 11).
• الطعن في المسلمين وثلبهم ووصفهم بل نقيصة، جاء في الكتاب: " فسيماؤكم كفر وشرك وزنى وغزو وسلب وسبي وجهل وعصيان" (الكبائر 3- 259-260)، وفي موضع آخر: " ولا تغلوا في دين لقيط، ولا تقولوا علينا غير الحق المبين" (الفرقان" 29، ص:69) .(1/2952)
• إثارة الشبه حول شرائع الإسلام وأحكامه، والتشكيك فيها، ومما يجدر لفت النظر إليه؛ أن غالب الشبهات التي أثاروها، هي شبه قديمة، قد قال بها المستشرقون قديما، ولاكتها ألسنتهم حتى ملتها؛ كموقف الإسلام من المرأة، ومشروعية الصلاة والصوم، والحدود والقصاص، وهذا أمر كثير يطول تتبعه، جاء في الكتاب المزعوم: " وما كان النجسُ والطمثُ والمحيضُ والغائطُ والتيممُ والنكاحُ والهجرُ والضربُ والطلاقُ إلا كومةُ رِكْسٍ لفظها الشيطان بلسانكم " (الطهر: 6).
ومما يدعو إلى التأمل: هذه المحاولة المبالغ فيها، للنيل من شريعة الجهاد خصوصا، فقد كانت حاضرا بشكل ملفت في الكتاب، ومن الأمثلة على ذلك: " وافتريتم علينا الكذب إذ زعمتم بأنا أوحينا إليكم بشرعة الكفر والقتل والضلال. ألا أنا لا نوحي بقتل عبادنا ولو كانوا كافرين. لكنها شرعة الكفر من وحي شيطان عنيد" (الهدى:5،6) وفي موضع آخر: " وزعمتم بأنا قلنا قاتلوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين علي القتال وما كان القتال سبيلنا وما كنا لنحرض المؤمنين علي القتال إن ذلك إلا تحريض شيطان رجيم لقوم مجرمين"( الموعظة: 2) وفي موضع آخرها: " فلا تطيعوا أمر الشيطان ولا تصدقوه إن قال لكم: كلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم".
خامسا/ بعض النقد الموجه لكتاب الفرقان الحق.
مع ما يدركه الناظر في هذا الكتاب، من الوهلة الأولى، من سيما الضعف وعلامات التهافت فيه، وفيما يدعو إليه، فمن الواجب أن يدرس دراسة شاملة له تأتي على جوانبه المختلفة، كمصدره، وموضوعاته التي يعالجها، ومضمونه الذي يدعو إليه، قياما بالحجة ودفاعا عن كتاب الله، ولكي تستبين سبيل المجرمين.
ويمكن أن تقوم دراسة الكتاب وبيان ما فيه من ضلال على محورين اثنين:
أولهما: النقد العام للكتاب، كالكلام عن مصدره، ونبيه الذي جاء به، ومعارضته لما علم من دين النصارى، ونحو ذلك، مما سأشير إلى طرف منه قريبا بإذن الله تعالى.(1/2953)
ثانيهما: النقد التفصيلي، وهو النقد الذي يوجه إلى الكتاب تفصيلا، وذلك باستعراض الكتاب كاملا، وبيان ما فيه من ضلال على التفصيل، وهذا مما يطول بمثله المقام هنا، ولفضيلة الدكتور صلاح الخالدي كتاب صدر في عام 1426هـ، باسم: الانتصار للقرآن، تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن" اعتنى فيه بهذه الناحية التفصيلية، وإن كان يحتاج إلى مزيد دراسة.
وفيما يلي إشارات مختصرة إلى عدد من الجوانب العامة التي يمكن الطعن في الكتاب من خلالها، ونقده في ضوئها:
• أن أول ما يجب أن يتوجه له في بيان ضلال هذا الكتب، بيان ما في الملة التي يدعو إليها من تهافت وتعارض وتبديل، وهذا مجال واسع وميدان كبير، ولم يزل أهل الإسلام على مر التاريخ يقيمون الحجج والبراهين على ضلال هذا الملة وتبديل أهلها، ولو لم يكن في ذلك إلا نقض أصل عقيدة التثليث، وفكرة الصلب التي تقوم عليها النصرانية المحرفة لكفى.
• ثم إن رد الطعون والشبهة التي أثارها هذا الكتاب على الإسلام وشرائعه، جانب آخر، يُؤكد به بطلان ذلك الكتاب وتهافته، وقد سبق الإشارة إلى أن تلك الشبه قد أثارها المستشرقون قديما وأجاب على أكثرها الدارسون والباحثون.(1/2954)
• يُزعم في هذا الكتاب أنه وحي من الله تعالى، نزل على نبيً يقال له: الصفي ـ كما تقدم ـ غير أن لا شيء يعرف عن هذا النبي، لا عن سيرته ولا دعوته ولا جهاده، فلا يعرف من هو؟ ولا إلى من ينتمي؟ ولا أين ظهر؟ ولا متى كان ظهوره؟ كل ما هنالك أن هذا الوحي نزل في سبعة أيام كما جاء في الكتاب نفسه: " واصطفيناه وشرحنا صدره للإيمان وجعلنا له عينا تبصر وأذنا تسمع وقلبا يعقل، ولسانا ينطق، وأوحينا إليه بالفرقان الحق، فخطه في سبعة أيام وسبع ليال جليدا" ( الشهيد:2 ،ص:360-361) ومبالغة في الإيهام والتلبيس على الناس يقتل هذا " الصفي " على يد أعدائه المسلمين كما جاء في الكتاب "لقد طوعت لكم أنفسكم قتل صفينا شاهدين على أنفسكم بالكفر، أفتقتلون نفسا زكية، وتطمعون برحمتنا وأنتم المجرمون، لا جرم أنكم في الدنيا والآخرة أنتم الأخسرون، وختمتم بدمه آية تكوى بها جباهكم وتشهد عليكم بأنكم كفرة مجرمون، وأنه الصفي الأمين، وأن الفرقان الحق هو كلمتنا وهو الحق اليقين، ولو كره الكافرون " ( الشهيد: 7، ص: 363)، وهنا يحق لنا أن نتساءل عن هذا النبي، الذي خرج وبعث، فلم يسمع به أحد، ثم قتل ولم يدر به بشر، في هذا كله في هذا الوقت الذي تقارب فيه العالم، وتطورت فيه وسائل الاتصال وتقنيات التواصل بين البشر، فلو وقعت أدنى الحوادث وأقلها؛ لتسامع بها العالم، وتنادى بها البشر.
ـ وفي الحق ـ فهذا الكتاب ومن زعم أنه جاء به مثل الزنيم، لا يعرف له أصل ولا منبت، كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
• وأمر آخر يدل على تناقض من وضع هذا الكتاب مع اعتقاد النصارى، ووجه ذلك: أنا نعلم أن النصارى بملتهم المحرفة لا يؤمنون بني يأتي بعد عيسى عليه السلام، وإنما يؤمنون بعودته مرة أخرى، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يزعمون في هذا الكتاب الداعي إلى ملتهم؛ أنه وحي الله النازل على نبي يقال له: "الصفي" .(1/2955)
ومن مما يثير السخرية أن ذات الكتاب يقرر ـ في معرض تكذيبهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ـ أنه لا نبي بعد عيسى عليه السلام، جاء في الكتاب" وما بشرنا بنى إسرائيل برسول يأتى من بعد كلمتنا وما عساه أن يقول بعد أن قلنا كلمة الحق وأنزلنا سنة الكمال وبشرنا الناس كافة بدين الحق ولن يجدوا له نَسْخا ولا تبديلا إلى يوم يُبْعَثون " (الأنبياء:16) فكيف يدعي واضعوا هذا الكتاب بأنه وجي من الله لنبي يقال له الصفي.
• وفي الوقت الذي يقرر هذا الكتاب أن القرآن الكريم، إنما هو وحي الشياطين ورجسهم، نجده وبشكل فاضح ومخزي، يحاكي القرآن الكريم، في ترتيبه، وأسلوبه، وطريقة تأليفه، بل ويقتبس من ألفاظة، وجمله، وتراكيبه ـ وفي الأمثلة التي سقناها من هذا الكتاب ما يدل على هذا ـ بل يصح أن يقال: إن هذا الكتاب تلفيق وتحوير لآيات القرآن الكريم، إذ رأيناه كثيرا ما يقتطع بعض الآيات من القرآن والمعاني فيسوقها يقرر بها باطله محرفا الآيات ومغيرا مواضعها، يدرك هذا من قرأ القرآن الكريم بدون أدنى مشقة، وإذا؛ فكيف يجوز لوحي الله ـ الذي زعموا ـ أن يحاكي مقلدا وحي الشياطين، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
وإن السبب الحقيقي وراء هذه المحاكاة لأسلوب القرآن الكريم شعورهم الباطني بمدى التميز والإعجاز في القرآن الكريم نظما ومعنى.(1/2956)
• غير أن ما يثير السخرية حقا أن تلك المحاولة لمحاكة القرآن الكريم ومشابهته، جاءت ركيكة على نحو مخجل، في نظم الكلام وألفاظه، وأساليبه ومعانيه، مع الأخطاء في اللغة والاشتقاق، مما يدل على أن من ألف هذا الكتاب، ليس له معرفة بأساليب العرب وبيانهم، يشعر بذلك أدنى من له تذوق للسان العربي، فضلا عن الضعف المخزي في بلاغة النظم، وبديع البيان، فسبحان من خذل أعداء الله تعالى مع ما عندهم من وسائل القوة وأسبابها، ومع ما نعرفه من تمكن نصارى العرب في اللغة، وصدق الله القائل: { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }.
• ومما يلاحظ في الكتاب، أنه موجه للمسلمين خصوصا، وهذا أمر غريب حقا، فالدعوة فيه إلى النصرانية، لم تستهدف أحدا سوى المسلمين، فلم تخاطب الأمم الوثنية، أو تلك الملحدة، مع أن تلك الأمم ـ بكل حال ـ أشد كفرا بالله تعالى وبعدا عن ملته، إذ هي لا تؤمن بالله، ولا كتبه، ولا رسله، ولا ملائكته، ولا اليوم الأخر، فهي أحق أن تدعى، أو على أقل تقدير أن يوجه لهم من الدعوة بقدر ما وجه للمسلمين، وأن يبين ضلال عقائدهم كما فعلوا مع المسلمين.
وأغرب من هذا أن الكتاب وهو موجه لدعوة المسلمين، فإنه يصدر أحكاما نهائية عليهم، بأنهم خاسرون، وأنهم من أهل النار، جاء في الكتاب: " وأوردكم جهنم جميعا وإنْ منكم إلا واردها وكان عليه أمرا مقضيا ..... وطبع الشيطان على قلوبكم وسمعكم وأبصاركم فأنتم قوم لا تفقهون . لا جَرَمَ أنكم في الآخرة أنتم الخاسرون " (المنافقون: 3، 6) فكيف يصح بعد هذا كله أن يكون كتاب دعوة للمسلمين.(1/2957)
• هذا الكتب ليس فيه أي أثارة من تسامح، على ما يزعم النصارى في دينهم، فهو كتاب قائم على البذاءة والشتيمة والوقيعة بفحش وإقذاع، على نحو مبالغ فيه، ينزه عن مثله الوحي الإلهي، ولا يكون مثل هذا البذاءة إلا من السوقة وسفلة الناس، ومن نظر في الكتاب حتى على عجل لن يخطئه هذا الشعور بتلك البذاءات الواردة فيه، فالكتاب يفيض بالبذاءات في حق الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهو ـ في زعمهم ـ كافر ومنافق وضال، وسارق وقاتل، ومرجعه النار، وأتباعه منافقون كفرة ضالون، قتلة، ومصيرهم النار، جاء في هذا الكتاب وهو يصف شريعة المسلمين:" فشرعة أهل الكفر شرعة قومٍ حفاة، عراة، غزاة، زناة، أميين مفترين ومعتدين ضالين ظالمين" (سورة الجنة 14-266)، وأما الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين كما في القرآن الكريم فقد وصفها بالآتي: "فهم في كهوف تعج بالقتلة والكفرة والزناة يتمرغون في حمأة الفجور، تلفحهم زفرات الغرائز، وتسوطهم شهوة البهائم، فهم في الرجس والموبقات غارقون وفي شغل فاكهون، متكئون على سرر مصفوفة، والمسافحات مسجورات في المواخر يطوف عليهم ولدان اللواط بأكواب الرجس والخمر الحرام، يلغُون فيها، فلا هم يطفئون أوارهم ولا هم يرتوون" (الجنة 3، 4-262-263) فهل يجوز أن تكون هذه البذاءات والفحش في الكلام وحيا إلهية يخاطب الناس ويدعوهم إلى الإيمان والهدى، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.(1/2958)
• وفضلا عن هذا فالكتاب المزعوم يسلب عن محمد صلى الله عليه وسلم ودينه وأتباعه، أي أثرة من حق، وأي بقية من خير، وهذا ليس من العدل والإنصاف الذي هو من صفة الوحي الإلهي، القائم على العدل حتى مع كفار المشركين وأهل الكتاب، ومن المقطوع به أن عقلاء العالم على مر التاريخ ـ مهما كانت درجة مخالفتهم للإسلام ـ لم يزالوا يعرفون للنبي صلى الله عليه وسلمفضله وفضل شرائعه التي جاء بها، ومنكر هذا كمن يحجب الشمس بيده، لقد زُعم في هذا الكتاب أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم تكن له أي حسنة ولم يدع إلى أي فضيلة وبر وعدل وإنصاف، وهذه كذبة كبرى لا يجرؤ عليها حتى الشيطان الرجيم، ذلك أن نعلم يقينا أن كثيرا من الفضائل التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلموتضمنها القرآن الكريم مما تتفق عليه الملل الإلهية جميعا، ومنها النصرانية على ما فيها من تحريف.
وفي هذا السياق قارن ذلك بما تضمنه القرآن الكريم من عدل ونصفة مع أهل الكتاب والملل السابقة، ففرق بين الحق والباطل، وذكر الذي لهم من الحق، الذي لا يحملنا مخالفتهم لنا على جحده، وتكذيبه، وهاك مثالا على ذلك يقول تعالى: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ) (سورة آل عمران: 113،114)
سادسا/ الواجب تجاه هذا الكتاب وأمثاله.(1/2959)
إن هذا الكتاب وما يرمي إليه من أطماع، لا يستهدف فئة بعينها، ولا يوجه إلى دولة دون أخرى، إنه استهداف للإسلام باعتباره دين مليار مسلم، وللمسلمين باعتبارهم أمة تميزت بهويتها وملتها، وهذا الاستهداف العام يجعل المسؤولية عامة للأمة جميعها، كل بحسبة:
فعلى مستوى الدول، يجب أن يعلم قادة المسلمين؛ أن أهل الصليب هم الأعداء، ما بقي إيمان وكفر، ولن يرضوا بأقل من أن نكون شعوبا مغلوبة على أمرنا، مستذلة لهم، مأسورة لسلطانهم، ولن يرضوا ـ ما وسعهم ـ أن يبقونا على ما نحن فيه من تخلف وبعد عن التأثير في العالم، فليتقوا الله وليكونوا في مستوى الأمانة والمسؤولية، ولا تكن دنياهم أعظم عندهم من دينهم .
وعلى مستوى العلماء وأهل الرأي وقادة الفكر، فالمسؤولية عظيمة، في الوقوف سدا منيعا، أمام هذا المشاريع الصليبية، ببيان الحق والدعوة إليه، وكشف الباطل والتحذير منه، وهنا لا بد من إنشاء المراكز العلمية المختصة التي ترصد حراك أعداء الإسلام، وتحذر الأمة منهم وتكشف خططهم ووسائلهم.
وعلى مستوى الأفراد وعامة الأمة، يجب عليهم من الدفاع عن الإسلام والتحذير من خطط الأعداء بحسب جهدهم وقدرتهم، وما يبلغه علمهم.
ومما يجب أن يُعلم يقينا أن الخطورة ـ في حقيقة الأمر ـ ليست من أمثال هذا الكتاب المتهافت المبطل، وإنما الخشية كلها فيما تخطط لو الدوائر الصليبية وترمي إليه من خلال هذه المشاريع وأمثالها، ونحن نعلم مدى تأثير تلك الدوائر الصليبية على القرار في العالم الإسلامي، سياسيا وإعلاميا، بل حتى على الصعيد التعليمي، فجيب أن، تتضافر جهود أهل الإسلام عموما لصد غارات المبطلين، وفضح أهدافهم، وهتك أستارهم.
وبعد، فالله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه، ورد كيد المفسدين، وانتحال المبطلين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.(1/2960)
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنتة نبيه وعباده الصالحين، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وأن يجعل تدبريهم في تدميرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
أحمد البريدي
05-29-2006, 10:45 PM
لقد قرأت هذه المقالة النافعة الماتعة التي عرضت فيها وفصلت وبيّنت ,فشكر الله لك ما خط يراعك , ولقد ذكرني صنيعهم ومحاكاتهم للقرآن , بما كان يُروى من صنيع مسيلمة ومحاكاته , حينما أتى بكلمات يضحك منها الصبيان , فذهب هراءه , وغلب على قائله وصف الكذاب , و بقي القرآن محفوظاً بحفظ الله .
وإني بهذه المناسبة أشد من عضد إخواني أن لا يبخلوا علينا بمثل هذه الدراسات المتأنية , فمع الوقت سنجد أننا قد أتينا على كثير من القضايا المتعلقة بالملتقى , مع أن بعض الأخوة يريدون أن يُطرح كل يوم موضوعاً جديداً , لكن العبرة كما تعلمون بنوع ما يطرح لا بكثرته , وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
مساعد الطيار
05-30-2006, 11:08 PM
بارك الله فيك يا دكتور ناصر على هذا النقد الموجز ، ولعل الله ييسر لكم ان تكتبوا فيه كتابًا مفصلاً .
---
أحمد الطعان
05-30-2006, 11:34 PM
جزاكم الله خيراً د. ناصر وبارك فيكم
---
د.حسن خطاف
07-04-2006, 02:38 AM
أخي الدكتور ناصر بارك الله بك ، وما ذكرته ونقلته يتفق تماما مع أخلاق القوم
---
أريام
07-04-2006, 03:56 AM
جزاك الله خيرا ، ولو لم يكن في نقده الا الداعم له لكفى (ويقال: إن الإدارة الأمريكية تدعم هذا المشروع وتقف وراءه، ) سدد الله قلمك
---
عبدالرحيم
07-09-2006, 09:29 PM
من أجمل الدراسات فيه:
كتاب الدكتور صلاح الخالدي " الانتصار للقرآن / تهافت فرقان متنبئ الأمريكان "، مؤسسة الفرسان، عمان / الأردن.
وبحث إلكتروني بعنوان القرآن الأمريكي أضحوكة القرن الحادي والعشرين (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1660)
---(1/2961)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءات وبعض ثمارها .....
---
القراءات وبعض ثمارها .....
---
أبو عمار المليباري
03-13-2004, 12:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يستهين البعض بعلم القراءات عللى أنه علم يقتصر نفعه على التلاوة فقط ولا يتعدى إلى المقاصد والمعاني . أقول : هذا قول من لا يعرف شيئاً بعلم القراءات . فإن أكبر رد على هذا هو اهتمام السلف الأول بهذا العلم . وأعتبر أن أكبر فوائد وثمار هذا العلم هو الحفاظ على تواتر القرآن ، فإن القراءات العشر الثابتة في هذا العصر هي كلها متواترة لا مجال للشك فيها . فكيف يريد الواحد منا أن تكون القراءة متواترة ولم يشتغل فيها أحد فينا . إن هذا لعجاب .
ومن ثمارها وفوائدها : معرفة إعجاز القرآن ، فوجوه الإعجاز لا تقتصر على الإعجاز اللغوي فقط بل تعدت إلى أوجه القاءة أيضاً فلا يمكن أن ترى كتاباً اشتمل على عدة أوجه في المعاني والقراءات ولم تجد فيه أي تناقض أو تضارب بينها . (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) .
هذا ما عندي في هذه العجالة .... وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
(1/2962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم خلوة المرأة بالقرد ؟!
---
حكم خلوة المرأة بالقرد ؟!
---
عبدالرحمن السديس
05-17-2005, 12:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم أما بعد :
فهذه فائدة غريبة ذكرها بعض فقهائنا الحنابلة رحمهم الله
في الإنصاف للعلامة المرداوي20/59:
تحرم الخلوة .. ، ولو بحيوان يشتهي المرأة ، وتشتهيه هي ؛ كالقرد ، ونحوه .
ذكره ابن عقيل ، وابن الجوزي ، والشيخ تقي الدين [ابن تيمية]رحمه الله. اهـ
وانظر : الاختيارات ص 291
أقول : سبحان الله ، قد حدث في هذا الزمان من شذوذ بعض البشر أعظم مما يخشى من القرد !!
فإلى الله المشتكى .
---
عبدالرحمن السديس
05-17-2005, 05:06 PM
عكسها
قال العلامة المرداوي في الإنصاف 20/57 ط التركي
فائدة
قال ابن عقيل: يحرم النظرُ مع شهوةِ تخنيثٍ وسحاقٍ ، وإلى دابةٍ يشتهيها ، ولا يعِفُ عنها ، وكذا الخلوة بها .
قال في الفروع: وهو ظاهر كلام غيره .اهـ
وقد نص عليه جمع بعده ، رحم الله الجميع .
---
(1/2963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أخلاق المصلحين في القرآن الكريم .. وقفة تأمل واقتداء ...
---
أخلاق المصلحين في القرآن الكريم .. وقفة تأمل واقتداء ...
---
فهد الوهبي
03-06-2007, 02:33 PM
الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين، وبعد..
فإن الدعاة والمصلحين هم الأولى باتباع منهج القرآن الكريم ولقد كان الغرض الأكبر للقرآن العظيم هو إصلاح الأمة بأسرها. فإصلاح كفارها بدعوتهم إلى الإيمان ونبذ العبادة الضالة واتباع الإيمان والإسلام، وإصلاح المؤمنين بتقويم أخلاقهم وتثبيتهم على هداهم وإرشادهم إلى طريق النجاح وتزكية نفوسهم(1).
ولقد سجل القرآن العظيم في ذلك أعظم المناهج وأعدلها ، وأصلحها لكل زمان ومكان، فقد انتهج نهجاً ربانياً في إصلاحه ، وسلك سياسة حكيمة وصل بها من مكان قريب إلى ما أراد من هداية الخلق، واتخذ جميع الوسائل المؤدية إلى نجاة هذا الإصلاح الوافي بكل ما يحتاج إليه البشر(2).
والإصلاح هو دعوة الرسل وجميعهم بُعثوا بالإصلاح والصلاح ، ونهوا عن الشرور والفساد، فكل صلاح وإصلاح ديني ودنيوي فهو من دين الأنبياء قال شعيب عليه الصلاة والسلام : ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه ينيب ) [هود: 88](3).
قال ابن سعدي : " وظيفة الرسل وسنتهم وملتهم إرادة الإصلاح بحسب القدرة والإمكان فيأتون بتحصيل المصالح وتكميلها أو بتحصيل ما يقدر عليه منها وبدفع المفاسد وتقليلها ويراعون المصالح العامة على المصالح الخاصة، وحقيقة المصلحة هي التي تصلح بها أحوال العباد وتستقيم بها أمورهم الدينية والدنيوية ،... فعلى العبد أن يقيم من الإصلاح في نفسه وفي غيره ما يقدر عليه "(4).(1/2964)
وهذا المنهج القرآني في الإصلاح معجزٌ من جهات كثيرة لا يمكن إحصائها: معجزٌ في خصائصه، ومعجزٌ في الجوانب التي اعتنى بها ، ومعجزٌ في أولويات هذا الإصلاح، ومعجزٌ في تنوع الأساليب التي اتبعها، ومعجزٌ في صفات المصلحين الذين حملوا هذا المنهج ، وكل واحد مما سبق باب عظيم للتأمل والتدبر والإقرار بعظمة هذا الكتاب المبارك .
وسوف أذكر نتفاً في أخلاق وصفات المصلحين في القرآن ليكون ذلك قدوة لكل مصلح ومعلم ومربي ، اسأل الله التيسير والسداد ..
لقد أمر الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهو أعظم المصلحين باتباع منهجهم فقال تعالى: ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين ) [الأنعام: 90] وقال تعالى: ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً ) [الفرقان: 57] وقال: ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) [ ص: 86 ] وقال: ( ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترب حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور ) [الشورى: 23].
وإن المتأمل في صفات من قاموا بمنهج الإصلاح القرآني وسيرتهم وأخلاقهم ؛ يعلم يقيناً ذلك الإعجاز الذي صاحب تطبيق هذا المنهج على أيدي المصلحين من الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام ، ولا يمكن أن تجتمع تلك الصفات في أصحاب منهج أرضي أو بشري ، مما يدل دلالة يقينية على إلهية ذلك المنهج وربانيته:
بعدهم عن التعلق بالدنيا وعن المن على المدعوين :(1/2965)
لم يكن رسل الله عليهم الصلاة والسلام طُلاَّب دنيا ، ولا أهل منٍّ أو استكبار حاشاهم ، لقد ردَّدَ كثير من الأنبياء عليهم السلام قوله: ( وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ) [الشعراء: 109، 127 ، 145 ، 164 ، 180] ( ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله ) [هود: 29] وقال تعالى: ( يا قوم لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون) [هود: 51].
وهذه نغمة نسمعها من جميع الرسل ، وهي جديرة بالعناية ، ومقياس صدق الداعي، وبرهان أن دعوته تتصل بالقلب والوجدان ، وحسبك أن الله يقول : ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ، اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون ) [ يس : 20ـ21 ].
وهذه الآيات العظيمة تبين عظمة أولئك المصلحين عليهم الصلاة والسلام فلم يكونوا باحثين عن مناصب أو مراكز دنيوية كما هو الشأن في كثير من دعاة الإصلاح الأرضي، ولذا كان هذا المنهج الذي قاموا به منهجاً ربانياً جاء ليحقق مصالح العباد في الدنيا والآخرة ، لا كما يريد أصحاب الغرائز الدنيوية ممن يدعي الإصلاح فيريد أن يرتقي بدعوته إلى أغراضه ومآربه الدنيوية.
كما لم يكونوا ممن إذا علم غيره استكبر عليه أو استعبده بل كانوا يرون ذلك انحرافاً عن المقصد الأصلي للإصلاح والتربية والدعوة وهو طلب الأجر من الله تعالى .
وعلى هذا لا يجوز للدعاة والمربين أن يمنوا على الله أو على أحد من الناس بما يقومون به من نشر الدعوة إلى الله ، أو يستكثروا جهادهم في الدعوة فمهما يقدموا فهو في جنب الله قليل قليل(5).
حلمهم عليهم الصلاة والسلام:
قال تعالى : ( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ، قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ، قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين ) [ الأعراف : 59 ـ 61 ].(1/2966)
وهنا نتأمل في حال نوح عليه الصلاة والسلام كيف يستمع إلى قومه وهم يصفونه بما جاء ليخرجهم منه ، وكيف لو كان هذا النعت موجهاً لأحد مدعي الإصلاح الأرضي، كيف سيكون الحال ، ولكن نوحاً عليه الصلاة والسلام لم يزد أن دافع عن نفسه ولم يوغر هذا الكلام صدره بل ما زاد إلا نصحاً لهم وحرصاً على هدايتهم ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً ...
وعند نقل الصورة لحال من قد ينتسب للدعوة اليوم أو العلم ؛ نجد الفرق الكبير بين ذلك الخلق العظيم وبين أخلاق هؤلاء ، أصبح الحديث مع البعض فضلاً عن النقد والحوار أحد الشروخات لتلك الشخصية الرفيعة! .
موافقة العمل للقول :
وهذا يتبين جلياً عند النظر في صفات الرسل المصلحين في القرآن العظيم.
يقول شعيب عليه السلام : ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) .
وإن الناظر في سير الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام يتعجب من تلك السيرة الأخاذة التي ـ لولا عنت المعاندين ـ تكفي في تصديق دعوتهم ورسالتهم واتباعهم ، لقد كان من خصائصهم الصدق والرحمة والصبر والتواضع والحوار والإنصاف والأدب ومخالطة الناس ، كل ذلك كان سجية لا تكلفاً .
وعندما نرجع إلى حالنا نرد الطرف وهو حسير ، كيف أصبح المنهج الذين ندعو إليه في الغالب عبارات تردد بلا واقع نراه في أحوالنا .
إن المحزن أن نجد أن النخبة التي تُعلق بها الآمال بعد الله تعالى أصبحت لا تلتزم بمنهج الأنبياء في الأخلاق والسيرة ..
كل ذلك الحديث السابق لم يقصد به التعميم ، بل المقصود مجرد الإشارة ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
ــــــــــــــــ
حواشي :
(1) التحرير والتنوير : ( 1 / 81 ).
(2) مناهل العرفان: ( 2 / 731 ).
(3) تيسير اللطيف المنان : ( 1 / 390 ).
(4) تيسير الكريم الرحمن : ( 1 / 387 ). وانظر : القواعد الحسان : ( 30 ).
(5) المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة لعبد الكريم زيدان : ( 2 / 17 ).
---
أبو عمرو
03-06-2007, 04:44 PM(1/2967)
السلام عليكم
مشاركة طيبة مباركة ما شاء الله
عسى أن نستفيد ونطبق ثم نلتزم ونرجو الله الثبات لا أن نتحول عند أول احتكاك ونيأس من أول محاولة ونبرر أخطاءنا وتجاوزاتنا وسوء تعاملنا أحيانا مع أشخاص بأنهم هم من بدأ أو تكلم. فكثيرا ما ننتقد أناسا بما نحن واقعون فيه ونجد لأنفسنا المبررات ونحجرها على غيرنا، ونسمح لأنفسنا بما نمنعه عن غيرنا. فالمصلحون أطباء الأرواح وعليهم مراعاة أحوال المرض والمريض. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
فهد الوهبي
03-18-2007, 01:58 PM
جزاك الله خيراً... آمين ...
---
د.يسري خضر
03-19-2007, 07:59 AM
[.جزاكم الله خيرا علي هذه التذكرةالنافعة ان شاء الله
---
(1/2968)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب (الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد) للحافظ المنتجب الهمذاني (ت643)
---
صدر حديثاً كتاب (الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد) للحافظ المنتجب الهمذاني (ت643)
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2007, 08:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن مكتبة دار الزمان بالمدينة المنورة الطبعة الأولى (1427هـ) الكاملة من كتاب :
الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد
http://www.tafsir.net/images/hamathani.jpg
للعلامة الحافظ المقرئ النحوي المنتجب الهمذاني المتوفى سنة 643هـ بمدينة دمشق الشام .
وقد حققه كاملاً الباحث الفاضل محمد نظام الدين الفتيّح ، وقد طبع الكتاب في ستة مجلدات ، متوسط عدد صفحات كل جزء منها 600 صفحة ، على ورق صقيل أصفر مريح للناظر فيه ، وذيله بستة عشر فهرساً خادماً للباحثين فيه فجزاه الله خيراً على هذه الخدمة الجليلة لهذا الكتاب الثمين الذي يعد من عمد كتب إعراب القرآن الكريم المتوسطة التي أثنى عليها العلماء المتقدمون . ومن ذلك قول الزركشي في برهانه :(وقد انتدب الناس لتأليف إعراب القرآن ، ومن أوضحها كتاب الحوفي ، ومن أحسنها كتاب المشكل ، وكتاب أبي البقاء العكبري ، وكتاب المنتجب الهمذاني).
والكتاب قد طبع بتحقيق باحثين من قبلُ في رسالتني علميتين ، غير أنه لم يكن بالمستوى المؤمل من حيث التحقيق والإخراج معاً ، وقد استدرك المحقق محمد نظام الدين الفتيّح على عمل الباحثين السابقين له كثيراً من الأخطاء التي لا تغتفر في تحقيق مثل هذا الكتاب القيم . كما حقق جزءاً منه شيخي الجليل الأستاذ الدكتور الحسن بن خلوي موكلي الأستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بأبها في رسالته للدكتوراه ، غير أنه لم يطبع رسالته تلك.(1/2969)
وفي هذا الكتاب فوائد لم تقتصر على إعراب القرآن والصناعة النحوية فحسب ، بل تعدت ذلك إلى بيان المعاني ، والقراءات وتوجيهها ، وغير ذلك من الفوائد التي تظهر بالاطلاع عليه كاملاً ، نسأل الله أن يجزي مؤلفه ومحققه خيراً .
24/1/1428هـ
---
أبو يعقوب
02-15-2007, 12:47 AM
جزاك الله خيرا
---
أبو فاطمة الأزهري
02-18-2007, 12:00 AM
جزاكم الله خيراً
فضيلة الدكتور عبد الرحمن ،
ما رأيكم في الطبعة التي بتحقيق الدكتور فؤاد خيمرـ من علماء الأزهر ـ وهي في أربع مجلدات ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-18-2007, 12:03 AM
أخي الكريم أبا فاطمة الأزهري وفقه الله : لم أطلع على هذه الطبعة ، ولا أعلم عنها شيئاً .
---
مروان الظفيري
02-18-2007, 06:39 PM
أولا = هو الدكتور فؤاد مخيمر !!!!
ثانيا = ليس هناك أجود من تحقيق أخي وصديقي الباحث الفاضل محمد نظام الدين الفتيّح ـ حفظه الله ـ
(وهو أصلا من أهالي بلدتي دير الزور ، ويقيم في المدينة المنورة منذ أكثر من ثلاثين عاما )
وكنت كلما ذهبت للمدينة المنورة أشاهده يعمل فيها بصبر لامثيل له ، من صبر العلماء ،
وتحملهم لمشاق التحقيق ، ومزالقه الكثيرة ..
ثالثا = هو يعمل فيها منذ أكثر من عشر سنوات ، واطلع على طبعة قطر ، ثم تابع العمل فيها
وقد نقد الطبعة السابقة وبين مافيها من سقطات وهفوات عجيبة غريبة ، وقد بلغت المئات ،
وأثبت هذا النقد في مقدمة الجزء الأول من طبعته هذه ، واحتلت هذه النقدات مئات الصفحات ؛
لكي يثبت ذلك لمن يريد التثبت ..
رابعا = وقد تفرغ لها في السنوات الأخيرة تفرغا كاملا ، وأنا بدوري عرضتها
على مركز جمعة الماجد في دبيّ ،
الذي اعتذر عن طباعتها ؛ لأن من منهجه ألا يطبع الكتب المطبوعة سابقا!!!!!!!
رابعا = خدمها بالفهارس الفنية ، والتي لاغنى عنها ، في مثل هذا الكنز الرائع ،
وقد رأيته في الصيف الماضي يعمل في تصحيح تجارب الطباعة الأخيرة ، كما كان يعمل(1/2970)
في صنع فهارسها الفنية المتنوعة ...
ومن هنا قلت :
ليس هناك أجود من تحقيق أخي وصديقي الباحث الفاضل محمد نظام الدين الفتيّح ـ حفظه الله ـ
---
أبو فاطمة الأزهري
02-22-2007, 10:31 AM
أحسن الله إليك أخي مروان
نعم ، الصواب ما ذكرته أنت والذي أوقعني في ذلك هو التباس اسمه باسم أحد الأساتذة الآخرين .
وبالمناسبة فقد شارك الدكتور مخيمر الدكتور فهمي حسن النمر في تحقيق الكتاب المذكور .
وبم أن فضيلة الدكتور عبد الرحمن ـ بارك الله فيه ـ لم يطلع عليها فهل لي أن أعرف ما أخذه الباحث محمد نظام الدين عليها من مؤاخذات خاصة وأنها المتاحة لدينا .
وجزاكم الله خيراً
---
مروان الظفيري
02-22-2007, 11:26 AM
أخي الحبيب أبا فاطمة الأزهري ـ حفظه الله ـ
سبب متابعة أخي المحقق الأستاذ محمد نظام الفتيح
لتحقيق هذا الكتاب النفيس ، هو ماوقع فيه هذان المحققان من زلات وهنات
في تحقيقهما !!!
وهذا ماشجعه على متابعة عمله المتميز هذا
وأنا عندي هذه المقدمة بخط يده ، تلك التي أشرت إليها ، والتي
قدمتها لمركز جمعة الماجد ، من أجل طبع الكتاب عندهم ، قبل أن
تتفضل دار الزمان بطباعته .. ولكنني لا أستطيع نقل ما فيها ؛
(وهي عجيبة غريبة ، لايقع فيها صغار المحققين !!!!)
لأن الكتاب ُطبع ، وهذه النقدات جميعها في مقدمة الجزء الأول
ويمكنك الاطلاع عليها ـ إن أحببت ـ علما أن الكتاب ـ هديتي من المؤلف ـ
لم أستلمها للآن ؛ ولعلي آخذها منه عند ذهابي للعمرة في الإجازة الصيفية
ـ بمشيئة الله تعالى ـ
وليت من حصل على هذه الطبعة يسجل لنا هنا بعض ماجاء في مقدمتها
وجزاه الله خيرا
واثابك الله خيرا ياأخي الفاضل المفضال
---
(1/2971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول آيات التكفير باختصار
---
حول آيات التكفير باختصار
---
أبو صلاح الدين
07-05-2005, 10:26 AM
آية الحكم بغير ما أنزل الله لا يخفاكم أن المقصود بالكفر فيها الكفر الأصغر,كما قال أهل السنة والجماعة(انظر مقالي غزو معاقل التكفير). وأحب أن أنقل لك قول الشيخ سفر الحوالي في كتابه منهج الأشاعرة ص75 قال : " وقد فسر السلف رضي الله عنهم قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " بأنه كفر دون كفر أو كفر لا يخرج من الملة . قال ابن القيم في كتاب الصلاة وحكم تاركها " وهذا قول الصحابة جميعاً " وجاء ذلك عن ابن عباس من الصحابة وعطاء وطاووس من التابعين وأبو عبيد والإمام أحمد من تابع التابعين وكذلك جاء عن الإمام البخاري في صحيحه وغيرهم من الأئمة والعلماء مالا يحصيهم إلا الله تبارك وتعالى " أنتهى كلامه !!.( وقد حذفه في الطبعة الثانية .. !!!) .
إلا أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يوصل صاحبه إلى الكفر الأكبر المخرج من الملة إذا كان جاحداً أو مستحلا, أو مستهزءا أو ما شابه ذلك كما قرر أهل السنة والجماعة.
فإذا فعله مستحلاً له أو ما شابه ذلك خرج بذلك من الملة والعياذ بالله. وصور الاستحلال ظلمات بعضها فوق بعض فأدناها أن يرى جواز الحكم بغير ما أنزل الله.
يدل على ذلك سبب نزول الآية فقد جاء عند مسلم (كتاب الحدود) ما يبين حال من نزلت فيهم الذين قالوا " ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ", إليك الحديث:
عن البراء بن عازب قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم .. الحديث .(1/2972)
فتأمل قولهم((نعم)), فقد جعلوه ديناً كباقي الشرائع المنصوص عليها في كتابهم ، وبهذا النص وغيره تفهم معنى التبديل الذي أراده العلماء ويظهر لك ضابط الحكم بالخروج من الملة لمن حكم بغير ما أنزل الله. فإن حكم إنسان بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر ، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين.
قال الإمام الحافظ إسماعيل بن اسحاق القاضي المتوفى سنة (282هـ) في آيات الحكم بغير ما أنزل الله –" فمن فعل مثل ما فعلوا ( أي اليهود ) واقترح حكماً يخالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور حاكماً كان أو غيره ".
إليك -ثانية- نص الحديث من صحيح مسلم كاملا فاصلا قاطعا: جعلت تعليقاتي على متن الحديث بين أقواس هكذا (( )) :
( 1700 ) قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة . كلاهما عن أبي معاوية . قال يحيى : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عبدالله بن مرة، عن البراء بن عازب . قال :(1/2973)
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما (( أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة ) ) مجلودا . فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقا " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " قالوا : نعم(( تنبه أخي القارئ إلى هذه الكلمة جيدا)) . فدعا رجلا من علمائهم . فقال " أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " قال : لا . ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك . نجده الرجم . ولكنه كثر في أشرافنا . فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه . وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد . قلنا : تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع . فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم(( أي أنهم بدلوا التوراة وحرفوها وغيروا الأحكام الموجودة فيها بتبديلها, فحذفوا حكم الله من التوراة, ووضعوا مكانه ما شرعوا هم بأهوائهم..,فتأمل)) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه " . فأمر به فرجم . فأنزل الله عز وجل : { يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر . إلى قوله : إن أوتيتم هذا فخذوه } [ 5 /المائدة /41 ] يقول(( أي العالم اليهودي الذي سبق ذكره في أول الحديث)) : ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه . وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا (( كلمة "فاحذروا" واضحة كل الوضوح لكل ذي عينين في أنهم يسخطون على حكم الله ويأنفون منه, بل يفضلون حكم أهوائهم على حكم الله, وهذا هو الكفر بعينه كما يقول أهل السنة والجماعة )). فأنزل الله تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [ المائدة /44 ] . ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [ المائدة /45 ] . ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [ المائدة /47 ] . في الكفار كلها .
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي(الصحيح المسند ص95), وهو كما قالا.(1/2974)
وشذ وكيع بن الجراح, فرواه عن الأعمش بدون "فأنزل الله...إلخ" ؛ لأنه قد خالف أبا معاوية, وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير الكوفي.. أحفظ الناس لحديث الأعمش, وهو أحفظ مائة مرة لحديث الأعمش عن وكيع – مع اعترافنا بإمامة وكيع وجلالته- وإليك الدليل:
1- قال أيوب بن إسحاق بن سافري سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا أبو معاوية أحب إلينا يعنيان في الأعمش.
2- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش.
3- قال معاوية بن صالح سألت يحيى بن معين من أثبت أصحاب الأعمش قال بعد سفيان وشعبة أبو معاوية الضرير وقال عثمان بن سعيد الدارمي سألت يحيى بن معين أبو معاوية أحب إليك في الأعمش أو وكيع فقال أبو معاوية أعلم به.
4- قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: " قال لنا وكيع من تلزمون قلنا نلزم أبا معاوية قال أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبع مائة فقلت لأبي معاوية إن وكيعا قال كذا وكذا فقال صدق.."
5- قال عباس الدوري: قال يحيى(أي بن معين): كان عند وكيع عن الأعمش ثماني مائة. قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش. قال: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده.
6- قال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا نعيم يقول لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة.
7- قال إبراهيم الحربي قال لي الوكيعي ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
انظر كل هذه النقول في ترجمة أبو معاوية في تهذيب الكمال. وبهذا تعلم أنه مقدم على وكيع في الأعمش؛ لقوته فيه, ولطول الملازمة.
فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقت أنا عليه. هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
---
أبو صلاح الدين
07-05-2005, 10:55 AM
أين أنتم أيها الأحبة في الله...؟!!
---
أبومجاهدالعبيدي(1/2975)
07-05-2005, 01:20 PM
القول الذي نسبته لابن القيم ، وهو " وهذا قول الصحابة جميعاً " جاء في أكثر طبعات مدارج السالكين بلفظ : "وهذا تأويل ابن عباس وعامة [الصحابة]" وقد بحثت في صحة هذه النسبة ، وبعد النظر في المأثور في تفسير هذه الآية لم يظهر لي وجه هذه الكلمة ؛ لأنه لم يرو في هذا المعنى عن الصحابة ما يكفي للحكم بأنه قول عامة الصحابة ، فغلب على ظني أن في الكلمة تصحيفاً ، وأن الصحيح : ( تأويل ابن عباس وعامة أصحابه ) لأنهم هم الذين نقل عنهم هذا القول . وقد سألت الباحث علي القرعاوي أحد محققي مدارج السالكين في قسم العقيدة في كلية أصول الدين في الرياض عن هذه الكلمة ، فأكد لي أن الصحيح المعتمد في أكثر مخطوطات الكتاب هو ما غلب على ظني ؛ فالحمد لله على توفيقه . ثم وجدتها كذلك في طبعة أخرى بتحقيق عامر بن علي ياسين ، فتبين أن الصحيح :"وعامة أصحابه" .
---
أبو صلاح الدين
07-05-2005, 08:38 PM
بارك الله فيك, وزادك علما وفقها.
أنت لم تبد رأيك في هذا المقال, فأتحفني به أخي الحبيب إن كان في استطاعتك.
---
أبو صلاح الدين
07-06-2005, 01:22 AM
تعليقا على كلام أخينا في الله القحطاني, أقول:
أنا قلت في "الغزو": (( قال ابن القيم في كتاب الصلاة وحكم تاركها " وهذا قول الصحابة جميعاً " ))
وما هو مذكور أعلاه إنما هو من كلام الشيخ سفر الحوالي.
فتنبه أخي القارئ, فإني قد عزوت وكذلك الحوالي لكتاب "حكم تارك الصلاة" وليس لـ "مدارج السالكين".
فلا أعرف كيف اختلط الأمر على أخينا القحطاني... جل من لا يسهو.
وجزاكم الله خيرا.
---
أبو صلاح الدين
07-06-2005, 01:25 AM
أقبلوا إخوتي في الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-06-2005, 05:14 AM
لم يختلط الأمر عليّ وفقك الله ، وإنما أردت التنبيه على أن في نسبة هذا القول إلى الصحابة جميعاً نظراً(1/2976)
ثم إن هذا القول بنصه ليس في كتاب الصلاة لابن القيم ، وإنما ذكر ابن القيم التفريق بين الكفر الأكبر والأصغر - أو بين كفر الجحود والكفر العملي - وبيّن أن الصحابة لا يخرجون العبد من دائرة الإسلام بالكلية لوقوعه في بعض الأعمال التي هي من الكفر العملي . وهذا نص كلامه :
( فصل الكفر نوعان: كفر عمل ، وكفر جحود وعناد
وها هنا أصل آخر، وهو أن الكفر نوعا: كفر عمل ، وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً، من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه. وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه. وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان. وإلى مالا يضاده، فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان .(1/2977)
و أما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعاً، ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه: فالحاكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله صلى الله سبحانه الحاكم ، ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد، ومن الممتنع أن يسمى الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ويسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الصلاة كافراً ولا يطلق عليهما اسم الكفر، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه، وإذا نفى عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل، وانتفى عنه كفر الحجود والاعتقاد . وكذلك قوله لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض فهذا كفر عمل، وكذلك قوله من أتى كاهناً فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد وقوله " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمناً بما عمل به وكافراً بما ترك العمل به ، فقال تعالى " وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون " فأخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضاً ولا يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم. ثم أخبر أنهم عصوا أمره وقتل فريق منهم فريقاً وأخرجوهم من ديارهم. فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب ، ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، فكانوا(1/2978)
مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه. فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي، والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي، وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح " سباب المسلم فيوق وقتاله كفر" ففرق بين قتاله وسبابه، وجعل أحدهما فسوقاً لا يكفر به والآخر ، ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية، كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان.
وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله وبالإسلام والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم. فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين: فريقاً أخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على أصحابها بالخلود في النار، وفريقاً جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان. فهؤلاء غلوا، وهؤلاء جفوا. وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل ، ....) إلخ كلامه
فابن القيم يبين طريقة الصحابة في مسائل التكفير عموماً ، ولم يذكر أن الصحابة اتفقوا على أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر .
---
أبو صلاح الدين
07-06-2005, 12:07 PM
أخي في الله... شكرا لك.
قول الإمام ابن القيم "وهذا التفصيل " أي الكلام المتقدم الذي ذكره هو, وفيه الكلام على مسألة الحكم بغير ما أنزل الله.
هذا ما بدا لي, فتأمل أخي الحبيبب, فإن كان صوابا, فمن الله.
وأنت-بارك الله فيك وزادك علما- تركت صلب الموضوع ولبه, فلم تعلق عليه معترضا أو مؤيدا, ثم تكلمت على فرع صغير في المقال.
بارك الله في الجميع.
---
(1/2979)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معاني كلمة "الهدى" في القرآن العظيم
---
معاني كلمة "الهدى" في القرآن العظيم
---
أبو عبيدة الهاني
04-05-2007, 08:42 PM
الحمد لله
الهدى في القرآن على أربعة عشر وجها:
ـ أحدها: الثبات. ومنه: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) [الفاتحة:6] أي: ثبتنا عليه.
ـ والثاني: البيان. ومنه: (عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ) [البقرة:5]، [لقمان:5].
ـ والثالث: الرسول. ومنه: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى) [البقرة:38]، [طه:123].
ـ والرابع: محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ومنه: (مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى) [البقرة:159].
ـ والخامس: السنة. ومنه: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام:90].
ـ والسادس: الإصلاح. ومنه: (لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) [يوسف:52].
ـ والسابع: الدعاء. ومنه: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) [الرعد:7]
ـ والثامن: القرآن. ومنه: (أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى) [الإسراء:94]، [الكهف:55]
ـ والتاسع: الإيمان. ومنه: (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) [الكهف:13]
ـ والعاشر: الإلهام. ومنه: (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه:50] أي: ألهم كيف المعاش.
ـ والحادي عشر: الموت على الإسلام. ومنه: (وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
ـ والثاني عشر: الإسلام. ومنه: (إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) [الحج:67]
ـ والثالث عشر: التوحيد. ومنه: (إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ) [القصص:57]
ـ والرابع عشر: التوراة. ومنه: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى) [غافر:53]
"البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني
---
أضواء البيان
04-05-2007, 10:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/2980)
ورد لفظ الهدى وما اشتق منه في(305) موضعا، في اثنتين وستين سورة من سور القرآن الكريم، ذكر فيها علماء الوجوه والنظائر ثمانية وعشرين وجها، مع اختلاف بينهم في معنى اللفظ في الآية الواحدة ، وقد سبق لي في رسالة الماجستير دراسة هذه الأوجه، وهي:
البيان - التوفيق - الإرشاد - الدليل - الدعاء - دين الإسلام - الإيمان - التوحيد - الرسل والكتب - القرآن - التوراة - السّنة - الإلهام - الإصلاح - الثبات - المعرفة - الاستبصار - التعليم - التقديم - الفضل - الثواب - الصواب - الإذكار - الموت على الإسلام - أمر النبي صلى الله عليه وسلم - الاسترجاع - لا يهدي إلى الحجة - التوبة .
ثم عقدت موازنة بين أقوال العلماء في الأوجه، من حيث الإتفاق والإنفراد ، وخلصت إلى أنهم اتفقوا في أربعة عشر وجها، هي : البيان ، الإسلام ، الإيمان ، الدعاء ، الرسل والكتب ، المعرفة ، أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، القرآن ، التوراة ، التوحيد ، السنة ، الإصلاح ، الإلهام ، الرشاد.
وبعد دراسة الأوجه ، لاحظت الآتي:
1 - أن عددا من الأوجه المذكورة له معان متقاربة تعود في مدلولاتها إلى معنى الهدى اللغوي ( الإرشاد ) ، وهي : البيان ، الدعاء ، المعرفة ، الإلهام ، التوفيق ، التعليم .
2 - أن عددا من الأوجه المذكورة يُسمّى في حد ذاته: هدى ؛ لأنه يُهتدى به، وهي : الإيمان ، الإسلام ، الرسل والكتب ، أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، القرآن ، التوراة ، السنة ، الدليل .
3 - أن وجه ذكر ( الثبات ، الموت على الإسلام ) ضمن أوجه الهدى ؛ لأنهما عين الهدى - إن صح التعبير.
4 - أن ( الصواب ، الاستبصار ) هما الغرض من الهدى .
5 - أن معنى ( التقديم ) يحتمل معنى الهدى اللغوي .(1/2981)
6 - أن اعتبار ( الإذكار ) وجها من أوجه كلمة الهدى ، استنادا على ورود كلمة الضلال بمعنى النسيان أمر فيه نظر ؛ فليس ما يُقابل الضلال الإذكار في كل حال، إذ قد ورد في قوله تعالى: ( في كتاب لا يضل ربي ولاينسى ) طه: 52 ومعنى ( يضل ) في الآية غير ( ينسى ) إذ التكرار يفيد معنى جديد .
7 - أن اعتبار ( الفضل ) وجها من أوجه ورود كلمة الهدى بصيغة التفضيل ، أمر لايُسلم به في كل حال ، إذ أن المقصود منها الزيادة في نفس الهدى .. وإلا لكان الفضل وجها لكل كلمة وردت على هذه الصيغة !
8 - حاولت بعد تأمل طويل استنباط وجه إطلاق معنى ( الإصلاح - الثواب ) على كلمة ( الهدى ) إلا أنني لم أهتد فيها إلى شيء ، مع التنبيه على أن أحدا من المفسرين لم يتعرض لهذين المعنيين .
9 - أن ما ذُكر من أن ( هدى يعني : لا يهدي إلى الحجة ) و ( هدى يعني : الاسترجاع ) وجهان لكلمة الهدى أمر غير صحيح ، لأ ن كلمة الهدى في القولين لم تُفسر !!
10 - أن اعتبار كلمة ( التوبة ) وجها من أوجه كلمة الهدى استنادا على قوله تعالى : ( إنا هدنا إليك ) أمر فيه نظر ، لاختلاف أصل الكلمة موضع الاستدلال عن أصل كلمة الهدى .
---
(1/2982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > Supernova قارئ الشاشة للمكفوفين
---
Supernova قارئ الشاشة للمكفوفين
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 12:25 AM
http://www.dolphincomputeraccess.com/downloads/index.asp
هذا لينك البرنامج من شركتة الاصلية
قم باختيار البرنامج ثم قم بالتسجيل
بعدها في دونلود اختار مجموعة اللغة واختار منها العربية
---
(1/2983)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دلوني على مصمم مواقع انترنت جيد رعاكم الله .
---
دلوني على مصمم مواقع انترنت جيد رعاكم الله .
---
عبدالرحمن الشهري
04-05-2007, 03:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدى بعض الجهات الإسلامية رغبة في تصميم مواقع على الانترنت ، وترغب التعامل مع جهة موثوقة سواء كان شخصاً بمفرده أو شركة والثاني أفضل لها على أن يكون مقيماً في الرياض لسهولة التواصل .
أرجو ممن لديه القدرة والرغبة مراسلتي على بريدي am33s@hotmail.com
الرياض في 17/3/1428هـ
---
(1/2984)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خلاصة لما تم تقييده في كتاب إشاراتٌ في أحكام الكفارات لـ د. عبدالله الطيار
---
خلاصة لما تم تقييده في كتاب إشاراتٌ في أحكام الكفارات لـ د. عبدالله الطيار
---
أبو مهند النجدي
03-31-2006, 02:17 AM
خلاصة لما تم تقييده في كتاب إشاراتٌ في أحكام الكفارات لـ د. عبدالله الطيار
ملف للتحميل
---
(1/2985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (( فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم ))
---
صدر حديثاً (( فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم ))
---
وائل حجلاوي
11-22-2006, 05:48 PM
فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم
( 3 مجلدات )
إعداد
مركز الدراسات القرآنية
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
يسد هذا ((الفهرست)) ثغرة كبيرة في صرح مكتبة الدراسات القرآنية ويلبي حاجة في نفوس الباحثين والمشتغلين بآي الذكر الحكيم, وذلك لأنه اعتمد على المنهج العلمي في استقراء مادته وجمعها, كما أن المكتبة القرآنية خالية من معجم يلم أشتات كتب التفسير المخطوطة والمطبوعة والمفقودة, القديمة والحديثة, على اختلاف مناهجها وتعدد مشاربها, إضافة إلى أن القائمين على عمله فريق من المتخصصين بالدراسات القرآنية.
ويرصد ((الفهرست)) المصنفات التي كتبها أصحابها شرحاً لكتاب الله باللغة العربية دون غيرها من لغات الشعوب الإسلامية, منذ صدر الإسلام, حتى العصر الحاضر, سواء كان هذا الشرح تفسيراً كاملاً للقرآن الكريم, أو مقتصراً على تفسير بعض سوره أو بعض آياته.
وتشمل مادة الفهرست الموضوعات التالية:
1- التفاسير بمختلف اتجاهاتها وأحجامها.
2- كتب غريب القرآن.
3- كتب أحكام القرآن
4- كتب الوجوه والنظائر.
5- كتب مناسبات الآي والسور.
6- كتب تعليل المتشابه اللفظي وتوجيهه.
7- كتب مشكل القرآن.
8- كتب متشابه القرآن المعنوي.
9- كتب تشبيهات القرآن.
10- كتب أمثال القرآن.
11- كتب أقسام القرآن.
منهج ((الفهرست))
تم جمع مادة ((الفهرست)) بعد جرد المصادر وتفريغ المعلومات على بطاقات, وقد تضمن ((الفهرست)) ما يربو على ستة آلاف بطاقة, وحوت كل بطاقة خمسة حقول غالباً هي: عنوان الكتاب, واسم المؤلف, والبيانات عن الكتاب, والمصادر, والملاحظات.
---
أحمد البريدي
11-23-2006, 02:39 PM(1/2986)
بشرك الله بالخير يا شيخ وائل , ولا شك أن هذه الأعما ل الموسوعية من أهم المهمات للمتخصصين , جزى الله القائمين عليه خيراً .
---
عبدالرحمن الشهري
11-23-2006, 03:51 PM
هذا الفهرست قد صدر قديماً عام 1424هـ ، وقد سبق الحديث حوله في الملتقى . وفقكم الله جميعاً .
وللأسف فإن الحصول عليه فيه صعوبة بالغة ، ولم أعثر على نسخة إلا في زيارتي الأخيرة الأسبوع الماضي للمدينة النبوية ، فقد طلبته من فضيلة الشيخ الجليل الدكتور حاتم سعيد حيدر الباحث بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف ، فأعطاني نسخة منه ، تبين لي فيما بعدُ أنها نسخته الخاصة غفر الله له وأحسن إليه .
وهو يقع في ثلاثة مجلدات .
---
نور القرآن
11-24-2006, 01:08 AM
أستاذنا الفاضل / د: عبد الرحمن إذا كان الحصول على هذا المؤلف صعب {{وللأسف فإن الحصول عليه فيه صعوبة بالغة}} ، فمن أين للباحثين الحصول مثل هذه المؤلفات المهمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حيث أن منهجيته تختلف عن كثير من فهرسات تفاسير القرآن وعلومه مثل معجم تفاسير القرآن الكريم للأستاذ علي شواخ وكذلك معجم الدكتورة ابتسام الصفار وغيرها
أقترح أن يكون لجمعية القرآن الكريم وعلومه دوراً فى هذا الأمر ،فمثلا بتوفير الكتاب بشكل ما لأعضاء الجمعية وإن كان اقتراحا ليس فيه إيثار ،
أو بتقديم طلب إلى المسؤولين عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ـ أثابهم الله جميعا على جهودهم ـ بتوسيع نشر هذا المؤَلف على المؤسسات والمحافل العلمية على أقل تقدير لتوسعة الإفادة
وجزاكم الله خير ا وأدام الله عليكم نعمة العلم والعمل
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2006, 06:28 AM
- مجمع الملك فهد يصدر فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3034).
- سؤال حول (فهرست مصنفات تفسير القرآن) الذي حوى أكثر من 6000 عنوان ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6279)(1/2987)
وأما صعوبة الحصول على مطبوعات مجمع الملك فهد أو بعضها ، فلستُ أدري سببها ، هل هي بسبب صعوبات إدارية أم في عملية تسويق هذه المطبوعات ، وحتى المطبوعات المتوافرة فهي لا تطرح إلا بعد مضي وقت طويل على طباعتها كسنة أو أكثر . ولعل الله يعين القائمين على المجمع فيذللوا هذه الصعوبات ، فإن الكتاب مهما بذل في طباعته وخدمته وتغليفه والتأنق في ذلك يقل الانتفاع به إذا لم يقع في يد الباحثين .
---
الراية
11-24-2006, 10:42 AM
للاسف الشديد كما ذكر الدكتور عبدالرحمن الشهري
واضيف ان غالب اصدارات المجمع يصعب الحصول عليها .
---
وائل حجلاوي
11-30-2006, 03:13 AM
شكراً للجميع
في الحقيقة لم يكن عندي أي معلومات عن هذا الفهرست ولم أعلم أنه كُتب عنه في هذا الملتقى المبارك
وكنت منقطعاً عن تصفح الشبكة العنكبوتية طوال الأسبوع الماضي
المهم: عندما سمعت من أحد الأصدقاء عن هذا الفهرست سارعت في اليوم التالي إلى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قسم المبيعات
وسألت عنه ( وكنت أظنه قرص مدمج CD )
ولم يكن معروضاً
أجاب الموظف بالنفي
ثم
بعد أن بحث في جهاز الحاسب عن إصدارات المجمع أخبرني عن توفر كتاب من 3 مجلدات وليس قرص مدمج CD
فسارعت لطلب نسختين منه
وفعلاً تم تسليمي النسختين ودفعت الثمن وخرجت...
ولم أتنبه إلى التاريخ المكتوب على فهرسة مكتبة الملك فهد للكتاب وكان 1424هـ إلا بعد أن نبه شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى إلى ذلك
تاريخ شرائي للكتاب 1/11/1427هـ الساعة الثامنة صباحاً
والسلام عليكم
---
الكشاف
12-02-2006, 01:49 PM(1/2988)
القائمون على المجمع ما طبعوا هذه الكتب إلا حرصًا على نشر العلم ، لكن قد تعوقهم بعض القضايا التي لا تخفى على من يكون له معاملة في الدوائر الحكومية من الإجراءات الإدارية المعقدة ، والتراتيب المملة التي تصيب بالإحباط والسآمة ، والمجمع مرتبط بأكثر من دائرة أكبر منه ، ولا يمكن أن ينفرد بقراره ، لذا فبيع الكتب ونشرها يدخل في هذه الجوانب الإدارية . فهناك وزارة الشؤون الإسلامية من جهة ، وهناك وزارة الإعلام من جهة أخرى ، ووزارة المالية . ولا أعفي القائمين على المجمع من كثرة التأنق في ديكورات الكتاب أحياناً كالغلاف الذي يغلف به الغلاف الخارجي فهو يأخذ وقتاً طويلاً وهو فضلة بعد الغلاف الأصلي للكتاب وهو غلاق ممتاز ، فإن التأنق لا حد له .
ولو أسند المجمع موضوع التوزيع لإحدى المكتبات الكبيرة لكان أوسع انتشاراً من أن يتولى المجمع بنفسه ذلك .
---
الجنيدالله
12-25-2006, 08:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفهرس المذكور موجود الان بقسم المبيعات بالمجمع بسعر 39 ريالا
وصدر عن المجمع ايضا كتاب بيان تلبيس الجهمية لشيخ الاسلام ابن تيمية في 10 مجلدات الاول للدراسة واخرها للفهارس وهي في الاصل رسائل جامعية بجامعة الامام وسعرها 138 ريالا
---
(1/2989)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سلسلة شرح سنن أبي داود [كاملاً بحمد الله] - للشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد -
---
سلسلة شرح سنن أبي داود [كاملاً بحمد الله] - للشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد -
---
إمداد
03-06-2005, 02:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبذة عن السلسلة: سلسلة مكتملة مكونة من 373 شريطاً بصيغتين rm & mp3 تشرح كتاب سنن أبي داود السجستاني رحمه الله رواية ودراية [كاملة بحمد الله]، والتي ابتدأ شرح الشيخ فيها عام 1420 - 1424هـ في المسجد النبوي الشريف.
اضغط هنا وتوكل على الله (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1906)
منقول
---
(1/2990)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسالة إلى أهل التراجعات والتنازلات و ....!
---
رسالة إلى أهل التراجعات والتنازلات و ....!
---
الباحث7
01-27-2004, 10:40 AM
] وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ [
قال تعالى: ] وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا [ [الإسراء] .
ـــــــــــــــــــ
يذكر ابن كثير تفسيراً إجمالياً لهذه الآيات، فيقول: «يخبر تعالى عن تأييده رسوله صلوات اللَّه عليه وسلامه، وتثبيته، وعصمته، وسلامته من شر الأشرار، وكيد الفجار، وأنه تعالى هو المتولي أمره ونصره، وأنه لا يكله إلى أحد من خلقه، بل هو وليه، وحافظه وناصره ومؤيده، ومظفره، ومظهر دينه على من عاداه وخالفه وناوأه، في مشارق الأرض، ومغاربها، صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين».
ويذكر البيضاوي تفسيراً تفصيلياً فيقول: « ]وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ [ نزلت في ثقيف، قالوا لا ندخل في أمرك حتى تعطينا خصالاً نفتخر بها على العرب: لا نعشر، ولا نحشر، ولا نجبى في صلاتنا، وكل ربا لنا فهو لنا، وكل ربا لغيرنا فهو موضوعٌ عنا، وأن تمتعنا باللات سنة، وأن تحرّم وادينا كما حرمت مكة، فإن قالت العرب لم فعلت ذلك، فقل: إن اللَّه أمرني، وقيل نزلت في قريش قالوا: لا نمكنك من استلام الحجر حتى تلم بآلهتنا وتمسّها بيدك.(1/2991)
والمعنى أن الشأن قاربوا بمبالغتهم أن يوقعوك في الفتنة بالاستنزال ]عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [ ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك بافتتانك ولياً لهم، بريئاً من ولايتي. ]وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ [ ولولا تثبيتنا إياك ]لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً [ لقاربت أن تميل إلى اتباع مرادهم. والمعنى أنك كنت في صدد الركون إليهم لقوة خدعهم وشدة احتيالهم، ولكن أدركتك عصمتنا، فمُنعت أن تقرب من الركون، فضلاً عن أن تركن إليهم، وهو صريح في أنه، عليه الصلاة والسلام ما همّ بإجابتهم مع قوة الدواعي إليها، ودليلٌ على أن العصمة بتوفيق اللَّه وحفظه. ]إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ[ أي لو قاربت لأذقناك ]ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ [ أي عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، ضعف ما نعذب به في الدارين، بمثل هذا الفعل، غيرك؛ لأن خطأ الخطير أخطر».
ويذكر سيد ما يتعلق بظلال هذه الآيات فيقول: «يعدّد السياق محاولات المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأولها فتنته عما أوحى اللَّه إليه ليفتري عليه غيره، وهو الصادق الأمين. لقد حاولوا هذه المحاولة في صورٍ شتى: منها مساومتهم له أن يعبدوا إلهه في مقابل أن يترك التنديد بآلهتهم، يجعل أرضهم حراماً، كالبيت العتيق الذي حرّمه اللَّه، ومنها طلب بعض الكبراء أن يجعل لهم مجلساً غير مجلس الفقراء...
والنص يشير إلى هذه المحاولات، ويفصّلها، ليذكر فضل اللَّه على الرسول في تثبيته على الحق، وعصمته من الفتنة. ولو تخلى عنه تثبيت اللَّه وعصمته لركن إليهم، فاتخذوه خليلاً، وللقي عاقبة الركون إلى فتنة المشركين، وهي مضاعفة العذاب في الحياة والممات، دون أن يجد له نصيراً منهم يعصمه من اللَّه.(1/2992)
هذه المحاولات التي عصم اللَّه منها رسوله، هي محاولات أصحاب السلطان مع أصحاب الدعوات دائماً: محاولة إغرائهم لينحرفوا _ ولو قليلاً_ عن استقامة الدعوة وصلابتها، ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها، في مقابل مغانم كثيرة. ومن حملة الدعوات من يفتن بهذا عن دعوته؛ لأنه يرى الأمر هيناً. فأصحاب السلطان لا يطلبون إليه أن يترك دعوته كلية، إنما هم يطلبون تعديلات طفيفة، ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق. وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة، فيتصور أن خير الدعوة، في كسب أصحاب السلطان إليها، ولو بالتنازل عن جانبٍ منها.
ولكن الانحراف الطفيف في أول الطريق، ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق. وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزءٍ منها، ولو يسير، وفي إغفال طرفٍ منها، ولو ضئيل، لا يملك أن يقف عند ما سلّم به أول مرة؛ لأن استعداده للتسليم يتزايد، كلما رجع خطوةً إلى الوراء!.
والمسألة مسألة إيمان بالدعوة كلها. فالذي ينزل عن جزءٍ منها، مهما صغر، والذي يسكت عن طرفٍ منها، مهما ضؤل، لا يمكن أن يكون مؤمناً بدعوته حق الإيمان. فكل جانبٍ من جوانب الدعوة، في نظر المؤمن هو حق كالآخر، وليس فيها فاضل ومفضول، وليس فيها ضروري ونافلة، وليس فيها ما يمكن الاستغناء عنه، وهي كل متكامل، يفقد خصائصه كلها حين يفقد أحد أجزائه، كالمركب يفقد خواصه كلها إذا فقد أحد عناصره.
وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات، فإذا سلّموا في الجزء، فقدوا هيبتهم وحصانتهم، وعرف المتسلطون أن استمرار المساومة، وارتفاع السعر ينتهيان إلى تسليم الصفقة كلها.
والتسليم في جانب، ولو ضئيل، من جوانب الدعوة، لكسب أصحاب السلطان إلى صفها، هو هزيمة روحية، بالاعتماد على أصحاب السلطان في نصرة الدعوة. واللَّه وحده هو الذي يعتمد عليه المؤمنون بدعوتهم، ومتى دبّت الهزيمة في أعماق السريرة، فلن تنقلب الهزيمة نصراً.(1/2993)
لذلك امتنّ اللَّه على رسوله صلى الله عليه وسلم أن يثبته على ما أوحى اللَّه، وعصمه من فتنة المشركين له، ووقاه الركون إليهم _ولو قليلاً_ ورحمه من عاقبة هذا الركون، وهي عذاب الدنيا والآخرة مضاعفاً، وفقدان المعين والنصير .
منقول من http://www.al-waie.org/home/
---
(1/2994)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ابن برجان : هل من راغب في نشره؟
---
تفسير ابن برجان : هل من راغب في نشره؟
---
أحمد بزوي الضاوي
08-12-2006, 04:45 PM
حصلت على نسخة فريدة لجزء كبير من تفسير ابن برجان ، وقد قمت بتحقيقه خلال السنوات التي خلت، وهو الآن جاهز للطبع والنشر . من يرغب في طبعه و نشره يتصل بي لإمداده بالأصول والنص المحقق، والدراسة المرفقة .
---
(1/2995)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الترابي في محاضرة له على الجزيرة مباشر يستهزئ بعلامات الساعة
---
الترابي في محاضرة له على الجزيرة مباشر يستهزئ بعلامات الساعة
---
يوسف حميتو
04-24-2006, 01:38 AM
خبر أشهد به أمام الله ، كنت أتتبع مهاترة للمدعو حسن الترابي - الذي ليس له من الحسن إلا اسمه - على قناة الجزيرة مباشر بعنوان "تجديد الفكر الديني "، فإذا به في لحظة بدأ يستهزئ بعلامات الساعة ، وأحاديث المسيح الدجال ، ونزول المسيح عليه السلام ، وظهور من أخبر عنه النبي عليه السلام أنه يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ، بأسلوب حقير وتهريجي لا يمت إلى المحاضرة العلمية بشيء ، فمن الله عليه ما يستحق ، أنا لست ممن يتبنى منهج التكفير ، لكن والله لقد بلغت من الحنق والغيظ من ابن سلول هذا الزمان ، والله ما وجدت له من عذر أعذره به ، وما لي من حجة أحتج له بها ، ولا أخفي أني في زمن مضى أعجبت بكثير من أفكاره ، أما وقد ظهر لي منه ما ظهرفلا أحسبه إلا حادى الخط ، وكاد يتجاوزه ، هذا الدعي الأفاق أصبح اليوم حجة عند الدعاة على أبواب جهنم ، إن لم يكن قد أصبح كبيرهم الذي علمهم ، فعليه من الله ما يستحق ، عليه من الله ما يستحق ، عليه من الله ما يستحق ، اللهم أبرأ إليك مما جاء به من إفك ، وأعتذر إليك من عجزنا وقلة حيلتنا في صده ، اللهم كف أذاه وضلاله عن المسلمين ، واجعل لنا منه ومن أمثاله حصنا وملاذا وترسا نتترس به من سهام الضلال ، وإفك البطلان ، آمين .
---
محمود الشنقيطي
04-27-2006, 04:54 PM
أختلف معك يا أخي الكريم
فلقد تأثرت من تلك المحاضرة كثيراً(1/2996)
فهو يستهزئ بأمارات الساعات وعلاماتها وينسى أو يتناسلى أن اتجاه الناس إليه وجلوسهم بين يديه من علامات الساعة ورفع العلم واتخاذ الناس للرؤوس الجهال الضالين المضلين والغاوين المغوين واقرأ إن شئت قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)رواه البخاري
قال ابن حجر:(قال ابن بطال معنى أسند الأمر إلى غير أهله أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم فينبغي لهم تولية أهل الدين فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي ائتمنهم الله عليها)11/334
وقوله صلى الله عليه وسلم في رفع العلم بموت أهله وحال الناس آنذاك (اتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)
قال الواحدي في آخر مقدمة تفسيره (صدق رسول الله فقد هقبضت الفحول وهلكت الوعول وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته وهزمته كرَّة الجهل وعلت دولته ولم يبق إلا صبابة نتجرعها وأطمار نجتابها ونتدرعها)
فماذا عسانا أن نقول وما بال زمان يحاضر فيه الترابي معترضا على حكم الله وشريعته التي جاءت بمضاعفة نصيب الرجل على المرأة في الميراث.
قال الألباني :
والواقع في أكثر البلاد الإسلامية مصداق هذا الحديث الصحيح ومنه ما نحن فيه والله المستعان.
---
سيف الكلمة
04-29-2006, 08:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لى بمنتداكم جعله الله للخير ونفع بكم
حول
قوله صلى الله عليه وسلم في رفع العلم بموت أهله
يكون هذا والله أعلم عند قبض المؤمنين وليس الآن
الموجود الآن علماء لا يسمع صوتهم إلا قليلا إما لتقصير فى إبلاغ الرسالة أو للتغطية على أصواتهم بأصوات الرويبضة التى رفعها الإعلام الموجه من قبل أعداء الله
وما زال العلم متاحا ومن أراد أن يعرف الحق يمكنه بالسعى أن يصل إليه
وحول قضية التكفير قرأت هذا الموضوع للشيخ محمد رشيد أجلبه بنصه للفائدة :
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=1697(1/2997)
التكفير بمخالفة الإجماع
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد .. فقد وجدت تخبطا لدى طلبة العلم في تمييزهم ( المعلوم من الدين بالضرورة ) و ( المجمع عليه ) .. و تفرع على هذا الخبط في التمييز خبطا في الأحكام المبتنية على صحة التمييز ، فكتبت الضابط لحل هذا الإشكال ، و اسأل الله تعالى أن ينفع به و أن يجعله في ميزان حسناتي .. آمين
خذ مني هذا الضابط اخي الطالب و عض عليه
(( كل معلوم من الدين بالضرورة مجمع عليه ، و ليس كل مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة ))
فالإجماعات نوعين ، نوع علم من الدين بالضرورة ، و هذا هو الذي يكفر جاحده أيا ما كان ، و أيا ما ادعى ، و نوع لم يعلم من الدين بالضرورة ، و هو معظم الإجماعات المعلومة لدى الدارسين للفروع .
وخذ هذا الضابط النفيس للإمام ابن عابدين رحمه الله تعالى الذي ذكره في حاشيته القيمة (( رد المحتار على الدر المختار )) ، يقول 4 / 242 حلبي :
(( مطلب في منكر الإجماع
وهذا موافق لما قدمناه عنه من أنه يكفر بإنكار ما أجمع عليه بعد العلم به ، و مثله ما في نور العين عن شرح اللعدة أطلق بعضهم أن مخالف الإجماع يكفر ، و الحق أن المسائل الإجماعية تارة يصحبها التواتر عن صاحب الشرع كوجوب الخمس و قد لا يصحبها ، فالأول يكفر جاحده لمخالفته التواتر لا لمخالفته الإجماع ))
ثم قال :
(( أو لم يكن الإجماع إجماع الجميع أو كان ، و لم يكن إجماع الصحابة أو كان ، و لم يكن إجماع جميع الصحابة ، أو كان إجماع جميع الصحابة ، و لم يكن قطعيا بأن لم يثبت بطريق التواتر ، أو كان قطعيا لكن كان إجماعا سكوتيا ، ففي كل من هذه الصور لا يكون الجحود كفرا ، يظهر ذلك لمن نظر في كتب الاصول ، فاحفظ هذا الأصل فإنه ينفعك في استخراج فروعه حتى تعرف منه صحة ما قيل ؛ إنه يلزم الكفر في موضع كذا ، و لا يلزم في موضع آخر ))(1/2998)
فاحفظ و دقق في إناطة الحكم بالكفر بالتواتر وإناطته بمجرد الإجماع ، فإني رأيت ذلك مما يخلط فيه كثير من الطلبة ، حتى كان الطالب يكفر بمجرد الإجماع الذي قد يكون هو علمه لتوه بعد ن كان يجهله منذ ساعات
و الله تعالى الموفق
---
د.عبدالرحمن الصالح
04-29-2006, 11:15 AM
أخي كاتِب النّقْد: أنصحك بِإعادة قِراءة "تأويل مُخْتَلِف الحديث" لابن قُتيبة الدِّينَوَري، مرَّتين أو ثلاثاً ولا سيما "مقدمته". لعلك ستجد عُذْراً أعْوزَك للشَّيخ التُّرابيّ. فقد يّسَعُك ما وسِع عُلَماء الإسلام إزاء مثل إبراهيم بن سيّار النَّظام وغيره من "أهل النَّظر". ولكن خُذ في حُسبانك أنّ ابن قتيبة قد ألّف كتابه هذا وقد دالت دولَةُ المتكلّمين من المُعتزلة.
التُّرابيُّ ليس غريباً في آرائه التي تبدو أنت غريبا عليها. وهذا ليس عيباً ولكني لا أتَّفِق معك أنْ تتكلّم بعواطِفك، وَمِن دائِرة المحَدِّثين وّحدهم. فأُمةُ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم أوسع من حصرِها في مدرسةٍ أو مَذهب أو تيّار. وقَد أحْسَن أحدُ الإخوة حين أحالك على ابن عابدين.
لكن لا أخفي استِغرابي من كلامك بعد أن رأيت في عنوانك أنك تُعِدُّ للدكتوراه في أصول الفِقْه، وهو عِلْمٌ عقْليّ. وهُنا أغتَنِم فُرصة التشرّف بِمَحاورتك أنْ أدُلّ طلبة أصول الفقه في المراحل المتقدمة أن يقرأوا فصل "البيان" كاملاً من كتاب الأستاذ الدكتور مُحمد عابِد الجابري الموسوم"بنية العقلِ العربيّ". فهو مما لا يسوغُ تجاوُزُه.
وأنْ ألتَمِس من مُرتادي الملتقى أنْ إذا كان لديهم شيء عن كتاب ابن رُشد في أصول الفقه الذي ذكره في بداية المجتهد ، أيّ شيء عنه.
أخي الكريم :أنا أختلف معك في رأيِك في الشيخ حسن الترابي. ولكني أحبك كما أحبُّه.
وأقول لك شيئاً واحداً إن ردّ أخبار الآحاد هو موقف من التاريخ والتدوين وقدرة البشر على حفظ الخبر، ولا علاقة له بالدين أبداً.(1/2999)
ولا يعني هذا أن تجوز إساءة الأدب أو التطفُّل على العلم وردّ الأخبار جُزافاً ،ولكن حسبك بما قاله لك الأخ من قبل.وشكر اللهُ لك غيرتك على ما تظنه الحقّ.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
---
يوسف حميتو
05-01-2006, 04:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لجميع الإخوة المتدخلين ، وما فاتني الكثيرمما ذكروه ، ولكنها حمية حملتني على ذلك ، وغيرة وجهتني إلى ما كتبت ، فأن يقول الترابي ما قاله ليس بضرر إن كان من باب البحث العلمي والنقد الممنهج ، ولكن أن يكون كلامه مجرد تشكيك واستهزاء بأوصاف الدجال المذكورة في الأحاديث ، وببعض الأحاديث الأخرى المرتبطة بعلامات الساعة ، فهذا ما لا يمكن قبوله ، ولا شك أن الإخوة عالمون بأن مسألة خبر الواحد في العقائد معمول به ، وقد ثبتت به أكثر من عشرين فرعا من فروع العقائد ، أفبعد هذا نتحدث عن المعلوم من الدين بالضرورة ، هذا أمر مسلم به عقلا ونقلا لكن ليس هذا مجاله ، والرجل ليس من أهل العلم بمفهومه الإصطلاحي ، وحتى من يعظمه يسميه بالمفكر الإسلامي ، وهل العقائد محل نظر وتفكير ن أم محل التزام وتصديق ؟ .
لو كان الأمر مجرد كلام للنقاش والتفكير فليس فيه أدنى ضرر ، وقد قال الله تعالى :" وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " وهذا يعني أنه لا يصح إلا الصحيح أخيرا ، نعم هذا هو الحق الذي لا مرية فيه .
ثم إن الأمور التي تحدث عنها الترابي والشكل الذي تناولها به لا يمكن الحديث فيها أمام العامة ، والإسلام أحوج اليوم إلى غير هذا منه ومنا ، ولكن هي فتنة تثار وتشغل عن الأولويات والمهمات ، فكيف إذن نسير وفينا من يعقر مطينا وبين الفينة والأخرى يثير علينا ما نحن في غنى عنه .(1/3000)
هذا مع الإشارة إلى ما ورد في كلامي : وهو أني لم أكفر ، بل قلت : حادى الحد وكاد يجوزه ، وما تحتمل عبارتي هذه إلا حملها على الخوف من أن يقع الرجل بمنهجه في المحظور ، وأظن أن هذا من حق المسلم على المسلم .
وللأخ الصالح - وأدعو الله أن يجعل له من اسمه نصيبا - ما دخل المدارس الحديثية والفقهية والأصولية فيما نحن بصدده ؟ ووالله أخي الكريم لو سمعت كما سمعت ورأيت كما رأيت لفار الدم في راسك ، ولست أخفي سعادتي بنصحك ، كما لا أخفي استغرابي من استغرابك مني ، فإذا كان من العقل والشرع أن أتقبل الرأي من المخالف دون قبوله ، فهل من العقل أن أقبل منه منهجه وأسلوبه ؟ إن مسألتنا هاته ليست مسألة تجريح ولا تعديل ، المسألة مسألة خنجر تطعن به الأمة كل يوم من بعض من ينتسبون إليها ، وأنا حين كتبت ما كتبت لم يكن من باب العاطفة أو التحامل ، ولكن الدكتور الترابي ليس من عامة الناس ، بل هو ينسب إلى خاصتهم والمعاملة تختلف من هؤلاء إلى هؤلاء ، فإذا كان هذا الترابي في كل مرة يثير زوبعة لا رجاء من أن تكون أمر صلاح ، فما وجه النفع منه إذن ؟ أين غاب عنه فقه المآلات وفقه الموازنات وفقه الأولويات ؟ أما ينظر إلى ما تثيره فتاواه إن صحت تسميتها كذلك ؟ هذا ما أريد أن أناقشه ، وليس مسألة كفره من عدمها ، فإن كان قد أفتى أو فعل أو قال ليقال : جرئ ومتحرر ، فقد قيل ، ولكن فلينظر إلى عواقب ذلك ، هذا الضلال والإفك يتلقفه نوعان من الناس : نوع متربص بالأمة الدوائر من الملاحدة والعلمانيين ، ونوع مسكين حسن النية يعتقد الصواب فيما يقال له ، وهؤلاء وهؤلاء سواء في خطورتهما .(1/3001)
وفي الزمن الأول تعامل المحققون من العلماء مع كل من خرج بغير المألوف على الناس من العقائد والأحكام بما وجب التعامل به معه ، فلا عجب إذن من وجوب التعامل مع الترابي وأمثاله بما ينبغي التعامل معه به حسب مستلزمات الوقت والظرف ، - لكن دون أن يفهم القارئ أني أضع نفسي في مراتب العلماء - .
أخي الكريم : مرة أخرى اكررها ، الوضع يستلزم لم الأمة لا شتاتها ، ورص الصف لا تفتيته ، وشحذ العزم لا تثبيطه ، وما أظن الترابي بخرجاته المتلاحقة هاته يسدي للأمة خدمة أو يجلب لها نفعا ، وهو أمر سيحاسب عليه أمام الله تعالى ، فلينظر إلى الكم الهائل من الناس الذين سيفتنون بما يقول ، وما سيكون الحال ساعتئذ .
وعلى أي حال أرحب أخي بجميع ما وجهته إليه ترحيب الجذل الفرحان ، سائلا الله عزوجل لي ولك المغفرة والرحمة والثبات على رشد الأمر ، وأن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا ، والسلام عليكم ورحمة الله ويركاته .
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-01-2006, 06:41 PM
أخي الكريم : يسوؤني كثيراً إنكار المسيح الدّجال مع أنّ مِن مصلَحتنا أنْ لا يظهر (ومَن ذا يُحِبّ أنْ يُفتَتن)، وكيف لا يسوؤني إنكار شيء أنا أستعيذ بالله منه في كلّ صلاة مِن قبل أنْ أتعلّم القراءة؟!!
وبشأن الشيخ حسن فلا أخفيك أني أحياناً أُحِسّ أنّ به مسًّا من جنون، أو أنَّه في طريقه إليه.
ولكنَّه مع ذلك لا يَخلو مِن خير وفائدة، فهو شخصيَّةٌ مؤثَّرة داعية إلى التفكير مؤمن بِوجوب تحكيم الشَّريعة لم يَصْدُرْ عنه غير ذاك. ناهيك عن شجاعةٍ وجُرأةٍ ورجولةٍ وعمل دائب رغم كِبَر سِنِّه في سبيل ما يظنّ أنه الإصلاح.
ولا أُخْفيك سِرّاً أنّ بعض آرائه تُسبِّب لي ولك سوء هضم وتُغِصُّ كلّا منّا بِريقه.
ولكنِّي ما أزال أرى أنْ لا نُعاديه أو نسيء إليه في شيخوخته.وأمَّا أنّه مِنْ أهْل العِلْم أم لا فلا أخوضُ في أمْرٍ أنت أدْرى أنّه نِسْبيّ ، ولا أُحيلُك إلى قول الشَّاعِر :(1/3002)
وما العُلَماءُ والجُهَّالُ إلا * * قَريبٌ حينَ تنظُرُ مِن قريبِ
وفقنا الله تعالى لِمَراضيه وجعل مستقبَل حالِنا -أنا وأنت والقراء والترابي- خيراً منْ ماضيه، وهدانا لما اخْتُلِف فيه من الحقِّ بإذنه. والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراط مستقيم
---
يوسف حميتو
05-02-2006, 01:01 AM
أخي الكريم عبد الرحمن : أضحك الله سنك ، وقد أعجبني ردك فعلا ، فإن كان الرجل يكاد يجن ، فلله ما أعطى وله ما أخذ ، واقبل مني أزكى السلام ، وصادق الحب في الله ، وعسى أن تقبل صداقتي وأخوتي بارك الله فيك ، ولا جعله الله آخر العهد. بوركت .
---
(1/3003)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مواقع مهمة عن القرآن
---
مواقع مهمة عن القرآن
---
سليمان العجلان
08-18-2003, 06:25 AM
إليك هذه الروابط :
القرآن كاملاً بالفلاش
http://www.reciter.org
ترجمة معاني القرآن بالإنجليزية مع إمكانية مع إمكانية الربط بأي من التفاسير العربية الثلاثة (ابن كثير-الطبري-القرطبي)
http://www.thenoblequran.com/
ترجمة القرآن : باللغات (الإنجليزية-الإسبانية-الفرنسية-الألمانية-الدشتو-إيطالية-سواحلية-يابانية-بنغالية-ألبانية-ماليزية-تركية-بوسنية-صينية-إيندنوسية):
http://www.islamworld.net/
القرآن الكريم كاملاً ( للتحميل )
http://www.al-sunnah.com/download/nquran.zip
القرآن الكريم كاملاً ( للتحميل )
http://www.al-sunnah.com/download/pikthal.zip
ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية
http://www.islam-mauritius.org/koran/quran.htm
ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية
http://muttaqun.com/quran/toc_eng.html
القرآن الكريم ( على هيئة ملف pdf )
http://www.islammessage.com/pdf/e/QuranPikhtal.pdf
تفسير القرآن
Explanation (Tafseer) of the Holy Quran
http://www.troid.org/new/quran/tafseer/tafseer.htm
صفحة رائعة عن مواقع وروابط لمايتعلق بالقرآن الكريم
http://www.sultan.org/#quran
وهذا عنوان موقع مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية
وهو الآن بخمس لغات :
العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والاردو
http://www.qurancomplex.com
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، والله تعالى أعلم .
---
ابن رواحة
08-24-2003, 11:27 PM
وهناك موقع متميز ... يهتم بالقراء.... وما يتعلق بهم والتقنيات الحديثة....
http://www.qquran.com
---
نديم
05-13-2004, 11:17 PM
هذا موقع يحتوي على مقالات وكتب عن القرآن الكريم والإسلام(1/3004)
http://www.quranicstudies.com
---
(1/3005)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ما رأيكم برأي الشيخ عبد العزيز القارئ في القراء..؟
---
ما رأيكم برأي الشيخ عبد العزيز القارئ في القراء..؟
---
إبراهيم الجوريشي
10-13-2006, 01:41 PM
ذكر الشيخ عبد العزيز القارئ، في كتابه سنن القراء ومناهج المجودين:
" ومن أحسن من سمعته يتقن نغمة التحزين من قراء الإذاعات المنشاوي- رحمه الله ،
وممن يتقن القراءة بالألحلن مع المحافظة على الشروط المذكورة الشيخ محمد رفعت - رحمه الله، ولصوته وقراءته تأثير عجيب على النفس ولعل سر ذلك في اتقانه، وفي صدقه وخشوعه، فهو يقرأ من قلبه ، لا من حنجرته كما هو شأن أكثر قراء الإذاعات، لا يجاوز القران حناجرهم ،
وممن يرتل دون أن يلتزم بالألحان محمود خليل الحصري فترتيله مناسب للمتعلمين المبتدئين،
ومنهم عبد الباسط عبد الصمد فإنه مع جمال صوته لا يتقن الألحان ،
وممن يتكلف الألحان ويبالغ في ذلك حتى يكاد أن يخل أحيانا بالشروط مصطفى إسماعيل،
وأسوأ منه في ذلك أبو العينين شعيشع،
وأسوأ منهما الطبلاوي فإنه يخل كثيرا بقواعد الأداء وبالحروف، خاصة الراء ، وأما أشنع مثال على التطريب المذموم المجمع على تحريمه فما سمعته من شريط لدعي يسمى عنتر آتاه الله صوتا خلابا، وجهلا فادحا بالتجويد ، وجرأة بالغة على اللعب بالقران، وقد سمعت شيخ المقارئ المصرية السابق العلامة الشيخ عامر بن السيد عثمان المدفون ببقيع الغرقد - رحمه الله - سمعته يفتي بقتله إذا لم يتب .
وإنما مثلت بقراء الاذاعات لشهرتهم ، وسماع الناس لأصواتهم ، وانتشار ذلك بينهم". أ.هـ.
المصدر :
هامش(5) ص 100-101 ، سنن القراء ومناهج المجودين، تأليف الدكتور عبد العزيز القارئ ، نشر مكتبة الدار ، المدينة المنورة الطبعة الاولى 1414هـ
---
د. أنمار
10-13-2006, 01:48 PM(1/3006)
كنت عرضت هذا المقطع على الشيخ أيمن سويد حفظه الله قبل 23 سنة عند صدور الطبعة الأولى
فوافق على ما قيل في عنتر الجاهل المحرف لكتاب الله، وقد وصلتنا أيامها بعض أشرطته للحجاز. وسمعت شيئا منها، أسأل الله أن يكون الرجل قد تاب مما وقع فيه من الجرأة على كتاب الله بغير علم.
ولم يوافق على ما قيل في عبد الباسط واستغرب واستعجب !!!
ولم أعد أذكر ما قاله في بقية القائمة المذكورة.
---
نضال دويكات
10-13-2006, 01:54 PM
اولا : بالنسبة للمنشاوي فهذا كلام صحيح فالمنشاوي من أفضل القراء الذين تحس في قراءتهم الخشوع وهذه ميزة مباركة يعطيها الله لمن شاء
ثانيا : ما هو المقصود بالتلحين الذي لا يتقنه بعض الذين ذكرهم الشيخ في نقده لهم
ثالثا : أظن ان الشيخ بالغ في في نقده لبعض المشايخ من ناحية الاداء وخاصة في نقده للشيخ محمود الطبلاوي
بالنسبة للحصري مع انه يقرأ للمتعلمين المبتدئين إلا انه يملك صوتا له طابع خاص فصوته الرخيم الجميل يزخر بالخشوع الذي يصل الى القلب وله معحبون كثر
---
منصور مهران
10-13-2006, 04:33 PM
جاء في تعليق الأستاذ نضال سؤال عن المقصود بالتلحين في قراءة القراء ، ولي كلمة في شأن التلحين أحببت أن أطرحها للمناقشة في سياق الحديث الأصل ، قلت :
مادة ( لحن ) في اللغة تدور حول : الفحوى - المعنى - المذهب - الميل - الكناية والتعريض - الخطأ أو الصواب فهو من الأضداد - وصورة الصوت التي يخرج بها عن المعتاد لتغيير مرامي الكلام أو للتطريب ، ومن هذا الأخير قول المغنية (مراد) جارية علي بن هشام ، لأخرى : قولي أشعارا في مولاي حتى ألحنها ألحان النوح وأندبه بها . انظر الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصفهاني ص 88 ، فقد قُتِل مولاها بأمر المأمون سنة 217 هج .(1/3007)
واللحن والتلحين المقصود في هذا المقام : هو الأداء بصوت يتفاعل مع معاني الألفاظ ، كالذي نفهمه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلى أبي موسى الأشعري : ( لقد أعْطِيت مِزْمارا من مزامير آل داوود ) فالمزمار هنا الصوت الحسن تشبيها له بالآلة المعروفة ، ومزامير داوود ألحانه التي تنشأ من جمال صوته عند مناجاة ربه .
وأحسب أن المقصود بالتلحين هو ذاك حيث يتراوح الصوت بين حزنٍ وفرحٍ وتعجبٍ وسؤالٍ ، ونحوها مراعاة للمعاني مما يوقفك على بعض المعنى قبل النظر في كتاب ، وكان القارئ محمد صديق المنشاوي وأخوه محمود تلقيا هذا النهج عن والدهما - رحم الله محمدا وأباه وأطال عُمْرَ محمود - وله أعني محمدا قراءة عذبة شجية تأخذ بالنفس في دروب المعاني التي تتوارد من تنوع القراءات التي يزاوج بينها فلا ترجو له اختتاما للقراءة ، وأكثر ما كنا نسمعه في ليالي المآتم والمناسبات غير أن أصوات الاستحسان التي يطلقها المستمعون كانت تذهب الخشوع لأنها تنصرف إلى جانب الطرب بحلاوة المخارج وجرْس الألفاظ دون المعاني والعظات .
---
محمود الشنقيطي
10-13-2006, 08:53 PM
حفظ الله الشيخ القارئ وأطال على طاعة الله عمره,فكلامه في هذا الفن كلام رجل متخصص بصير خبير بما يقول ويقرر,إلا أني ومع ذلك يبدو في نظري أن اختلاف الأذواق أمرٌ شائع عند المستمعين المتذوقين للأصوات الندية -أو حتى غير الندية- وهذا من حكمة الله تعالى ,ولذا فلن تجد حكما مجمعا عليه عند المستمعين لأصوات القراء قاطبة,فالحسن عندي ربما كان مملاً لغيري ولا يجد معه خشوعا أبدا,والعكس أصحُّ..
وقد عجبت كغيري من قول الشيخ سدد الله خطاه وحفظه ورعاه أن الشيخ عبد الباسط لا يحسن الألحان ؛؛
وكفى بذلك دليلا على تفاوت السامعين في أحكامهم..(1/3008)
أما الحكم على الأداء التجويدي وسلامة المخارج وحسن الوقوف فهذا شأن المهرة بكتاب الله الذين ذكر الشيخ بعضهم وترك آخرين كالشيخ المقرئ: علي بن عبد الرحمن الحذيفي في تسجيلاته القديمة قبل كبر سنه..
و(كمهندس الوقوف)-إن صح التعبير- ومجيدها,الذي أشعر حين السماع إليه بكتاب الله مفسَّراً بينَ المعالم الوالد الشيخ/إبراهيم الأخضر شيخ قراء المسجد النبوي الشريف..
وكم نحن في الحقيقة بحاجة إلى من يجمع له له بين الكرامتين فيكون ندي الصوت حسنَه,جيدَ المخارج سليم الأداء,وتكون قراءته نوراً على نور,وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء,فاللهم لا تحرمناه..
---
عمار
10-14-2006, 04:34 PM
جزاكم الله خيرا يا شيخ محمود....لكن المسألة ليست مسألة أذواق وإنما مسألة علم! وإلا فما الفائدة من هذه الأحكام التي أطلقها الشيخ - حفظه الله - طالما أنه اعتمد على ذوقه الخاص فقط!
الشيخ يتحدث عن الألحان....وهذا علمٌ يدرّس وهو ما نسمّيه بعلم " المقامات " أو فن النغمات الصوتيّة....ولا أدري إن
كان الشيخ حفظه الله قد بنى أحكامه بناء على معرفته بهذا العلم أم أنه اعتمد على ذوقه الخاص كما تفضّلتم؟!
والتلحين أمرٌ يتفاوت فيه القراء كلّ بحسب إتقانه لهذا العلم...فتجد بعض القراء يتقنون مقاما معينا ولا يكادون يتجاوزونه...وتجد البعض الآخر يتنقل بين المقامات تنقلا عجيبا!
وأذكر نقلا عن بعض مشايخنا أنّ بعضَ قراء الإذاعة المصريّة قد درسوا هذا الفنّ في المعاهد الموسيقية!
---
نضال دويكات
10-15-2006, 12:27 AM(1/3009)
بارك الله فيك أخي عمار بالنسبة للتلحين الذي ذكره الشيخ لا اعتقد انه المقامات ، فالمقامات علم جميل يختص بطريقة الاداء ويتعلم سماعيا او على الآلات حسب ما يريد المتعلم، وتعلمه لا يضر باحكام التجويد فهو لا ينقص من قدرة القارئ على الاتقان بل العكس من ذلك ، وللعلم كل المقرئين يتلون حسب المقامات ، وحتى الذين لم يتعلموا تلك المقامات فهم يطبقونها سماعيا لان أي قراءة في الدنيا تكون على مقام او على مجموعة مقامات متزاوجه وطبيعة المقامات لها علاقات بمزاج الشخص ومواهبه ونفسيته ، فالشيخ السديس والشيخ والشريم يتلون في الغالب على مقام يسمى الرصد
والأكثرية في الحجاز تقراعلى مقام يسمى الحجاز نسبة لطبيعة قراءة اهل تلك المناطق والشيخ العجمي يقرأ في الغالب على مقام الكرد وهو مقام حزين ينتشر وينسب للاكراد والعفاسي على مقام النهاوند وغيره
المهم أعتقد ان الشيخ يقصد بالتلحين الخروج عن أحكام التجويد بالتكلف في الاداء كالمد الزائد عن المطلوب
---
محمود الشنقيطي
10-15-2006, 12:37 AM
جزاكم الله خيرا يا شيخ محمود....لكن المسألة ليست مسألة أذواق وإنما مسألة علم! !
شكرا لك ياعمار,ولو كنت لا اشك في أن حكم الشيخ اطال الله عمره بناءا على ذوقه الخاص ...
ثم ما دامت المسألة مسالة علم هل لهذا العلم -إن جازت تسميته بذلك- حدود وضوابط وقواعد كسائر العلوم أم لا ؟
الجواب كما هو معلوم: نعم..
وهل هنالك إجماع أو حتى شبه ميل جماعي من أرباب المقامات ومحترفيها على تفضيل مقامين أو ثلاثة على سائر المقامات؟؟
الجواب بالطبع: لا
وهذا مربط الفرس لان المسالة مسألة أذواق ..كما سبق وقلت فالقضية لا تتعدى كونهاتجسيدا لاختلاف وتنوع أذواق المستمعين والمرتلين فها أنت حفظك الله تعيب على بعض القراء عدم القدرة على التنقل بين المقامات وتعد ذلك مؤشرا لعدم البراعة والمهارة..(1/3010)
بينما يعد غيرك الثبات على نغم ومقام واحد لفترة طويلة إتقانا وامتيازاً , خلافا للتنقل بين المقاماتوالأنغام الذي يدل عند البعض على التخبط وعدم التمكن الإجادة....
---
إبراهيم الجوريشي
10-15-2006, 12:49 AM
جزاكم الله خيرا على مروركم وتعليقكم على هذا الموضوع
والشيخ هنا يقصد بالألحان المقامات والنغمات الموسيقية المستخدمة في قراءة القران الكريم
والذي اختاره الشيخ القارئ :
أن الاستعانة بالالحان وقانونها لتحسين الصوت بالقران لا بأس به بشروط أربعة:
1- عدم طغيانها على صحة التجودي والاحكام
2- عدم تعارض المقام والنغم مع وقار القران الكريم
3- أن يميل عند القراءة الى التحزين ليتحصل على الخشوع
4- الاخذ من المقامات على قدر الحاجة لتحسين الصوت وعدم التكلف في ذلك. اه بتصرف
وعلى حد علمي المتواضع ان القراء الذين ذكرهم الشيخ كلهم ممن يستخدم المقامات في تلاواته حتى الشيخ الحصري له علم وله تلاوات خارجية سجلت فيها ابداع واتقان للمقام
وايضا الشيخ عبد الباسط هو من العارفين والمجيدين له وخير دليل على ذلك مصحفه المجود فيه ابداع عجيب وتسجيلاته كثيرة يصعب حصرها
والله تعالى اعلم
وأشكر جميع مشايخي على مرورهم وتعليقاتهم
---
عمار
10-15-2006, 10:46 AM
بارك الله فيك أخي الكريم / إبراهيم الجوريشي على تعقيبكم المفيد.....
وأقول لأخي الكريم / محمود الشنقيطي....
قلتم : " فها أنت حفظك الله تعيب على بعض القراء عدم القدرة على التنقل بين المقامات وتعد ذلك مؤشرا لعدم البراعة والمهارة.."
أخي الفاضل...ما أقصده هو التنقل المحكم المتقن.. بحيث ينتقل القارئ من مقام إلى آخر بما يناسب الآيات من غير
نشاز.(1/3011)
مثال : لو قرأ قارئ - متقن لفن المقامات - آيات فيها ذكر النار مثلا - أعاذنا الله وإياكم منها -..فسيأتي بمقام الحجاز لأنه مقام حزين جدا...، ثم لو مر بآيات فيها ذكر الجنة مثلا - جعلنا الله وإياكم من أهلها - فسيأتي بمقام النهاوند لأنه مقام فيه فرح وهكذا....!
فهذا لا يتخبّط خبط عشواء بل يتنقّل تنقل الخبير البصير.
أما من يقرأ على مقام ثابت لا يتغيّر فهذا ليس عيبا...لكن التنويع - في نظري - يدلّ على التمكّن والإتقان.
ومثلُ هذا من يقرض الشعر على بحر معين لا يتجاوزه! بينما الآخر تجده يتنقل بين البحور ببراعة ومهارة تدل على إتقانه.
والتلحين في الأصل أمر فطريّ.....كالعروض! فإنك تجد بعض الإخوة ينظمون شعرا موزونا معتمدين على سليقتهم وأذنهم الموسيقية....ولو قلت لهم هذا بحر الطويل وهذا بحر الكامل ووو....يقولون ها!
لكن قد تخونهم أذنهم المرهفة أحيانا فتستسيغ كسرا عروضيا خفيا!
أمّا من درس هذا العلم وعرف وأتقن قواعده وضوابطه فيسهل عليه خوض بحور الشعر دون وجل أو تردد.
وقس على هذا من يقرأ القرآن...فإن البعض قد يأتي لأئمة المساجد ويقول : تلاوة طيبة ما شاء الله على مقام البيات!
فيرد الإمام : من هذا!
فهذا الإمام مثلا قد قرأ - بالفطرة - على مقام معين وهو لا يدري! لكن ربما تخونه فطرته أحيانا فيأتي بصوت نشاز
يهدم بعض درجات السلم الموسيقي!
أرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت.....وشكرا للجميع.
---
(1/3012)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما لا فائدة فيه من مسائل التفسير وعلوم القرآن [دعوة للمشاركة ]
---
ما لا فائدة فيه من مسائل التفسير وعلوم القرآن [دعوة للمشاركة ]
---
أبومجاهدالعبيدي
12-04-2003, 04:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على من وفقه الله لسلوك طريق العلم أن العمر قصير والوقت ثمين ، وأن مسائل العلم كثيرة لا يحاط بها ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) فينبغي لطالب العلم أن يحرص أشد الحرص على استغلال وقته في تحصيل ما ينفعه ويقربه إلى ربه ومولاه عز وجل ، وأن يكثر من الدعاء المأثور : " اللهم علمني ما ينفعني ، وانفعني بما علمتني ، وزدني علماً " وأن يكثر من الاستعاذة بالله من العلم الذي لا ينفع .
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علماً ينفعني } [رواه النسائي والحاكم].
وهناك كثير من مسائل العلم التي سودت بها الصفحات وملئت بها الكتب تدخل في العلم الذي لا ينفع ، فحري بمن رزقه الله العقل والحكمة أن لا يضيع وقته بالبحث فيها .
ونجد كثيراً من العلماء ينبهون على هذه القضية ، ويذكرون عن بعض المسائل : أنه لا فائدة منها ، أو بعبارة ابن جرير الطبري :وهذه من المسائل التي لا ينفع العلم بها ولا يضر الجهل بهاأو كما قال في أكثر من موضع .
ومن هذا المنطلق ، ولأنه يكثر في مثل هذه الملتقيات من يشغل نفسه وإخوانه بمسائل قد لا يترتب عليها فائدة ولا عمل = رأيت أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع لنجمع فيه المسائل التي من هذا القبيل مما له صلة بالتفسير وعلوم القرآن .
فأرجو من جميع الإخوة الأعضاء المشاركة فيه ، وذكر ما يرونه مناسباً من الفوائد والتنبيهات المتعلقة به .(1/3013)
وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى ، ورزقنا العلم النافع ، وأعاننا على العمل بما تعلمنا مما يقربنا إليه .
"اللهم إني أسألك علماً نافعاً، و أعوذ بك من علم لا ينفع".
---
أحمد البريدي
12-05-2003, 12:25 AM
اتفق معك ابا مجاهد على هذه الفكرة لأهميتها , ونحن في الملتقى بحاجة ماسة لمثل هذه الأفكار المميزة :
ومن المواضيع التي أرى عدم صرف الوقت لها هو : تعيين مبهمات القرآن والتي لم يرد نص صحيح في تعيينها وذكر الخلاف فيها وتسويد كثير من المفسرين كتبهم فيها , وقد نبه على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-06-2003, 07:44 AM
من مسائل التفسير التي لا يضر العلم بها ما ذكره الطبري رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة البقرة :(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )
فبعد أن ذكر تفسير هذه الآية ، أشار إلى وقت حصول بعث هؤلاء النبيين ، ومتى كان الناس أمة واحدة ، ثم قال :
( وقد يجوز أن يكون ذلك الوقت الذي كانوا فيه أمة واحدة من عهد آدم إلى عهد نوح عليهما السلام، كما روي عكرمة، عن ابن عباس، وكما قاله قتادة.
وجائزٌ أن يكون كان ذلك حين عَرض على آدم خلقه. وجائزٌ أن يكون كان ذلك في وقت غير ذلك- ولا دلالة من كتاب الله ولا خبر يثبت به الحجة على أيِّ هذه الأوقات كان ذلك. فغيرُ جائز أن نقول فيه إلا ما قال الله عز وجل: من أن الناس كانوا أمة واحدة، فبعث الله فيهم لما اختلفوا الأنبياءَ والرسل. ولا يضرُّنا الجهل بوقت ذلك، كما لا ينفعُنَا العلمُ به، إذا لم يكن العلم به لله طاعةً ).(1/3014)
قال شاكر تعليقاً على قول الطبري هذا : هذه حجة رجل تقي ورع عاقل . بصير بمواضع الزلل في العقول وبمواطن الجرأة على الحق من أهل الجرأة الذين يتهجمون على العلم بغيًا بالعلم . ولو عقل الناس لأمسكوا فضل ألسنتهم ولكنهم قلما يفعلون .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-09-2003, 09:06 PM
يكثر المفسرون عند تفسير البسملة من الحديث عن معنى الاسم ، والفرق بينه وبين المسمى ، وقد قرأت كلاماً طيباً لابن جرير الطبري في كتابه صريح السنة عن هذه المسألة ، ونص كلامه :
( القول في الأسم هل هو المسمى أم غير المسمى:
وأما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى ؟ فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ، ولا قول من إمام فيستمع ، فالخوض فيه شين والصمت عنه زين .
وحسب امرء من العلم به والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق ، وهو قوله { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } ، وقوله تعالى { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } .
ويعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى { له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى } ، فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر وضل وهلك.)
---
عاشق الفهم
12-09-2003, 11:00 PM
أحيي أخي الاستاذ أبو مجاهد لحرصه الكبير على ضوابط الفهم ومقاصد التفسير، وإني أتفق معه على طرحه من حيث المبدأ ولكنّي أحب أن أبيّن أن هناك من المسائل ما لا يجدي الخوض في تفصيلاتها والاختلاف عليها ، ومن المسائل ما يهم البحث في المعنى الحقيقي المقصود منها ، وخاصّة ان القرآن الكريم معجزة أبديّة لا تفنى عجائبه ولا يخلق على كثرة الردّ.
ومن ذلك ما تلقّاه الكثير بالقبول من القول بأنّ أسماء الله هي علامات عليه وليست صفات له والحقيقة أنها أسماء وصفات في نفس الوقت واسمح لي بتوضيح المسألة من خلال المثال التالي :(1/3015)
قال الله تعالى:"رب السماوات والارض وما بينهما فأعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميّا".
فهل المقصود بهذا التحدّي : هل تجد من تسمّى بإسمه ؟ كلا لأنّه يسهل على البشر أن يتسمّوا بأسماء الله تعالى وخاصّة ألمتألهين، ولكن المقصود من الآية الكريمة هو :هل تعلم له مثيلا في صفاته . فممكن لأي أحد أن يسمي نفسه : رحيم ، رحمان ، كريم جبّار ، قهّار.......الخ.ولكن لا أحد يستطيع أن يفعل فعله الذي يدلّ عليه الاسم المحدد.
وما يؤكّد المعنى كذلك قوله عز وجل :" وجعلوا لله شركاء قل : سمّوهم.. " .
ليس المقصود أظهروا أساميها فقولوا : اللات والعزّى ومناة ...إلخ. ، ولكن أظهروا حقيقة ماما يدّعونفيها من الإلهيّة. فظاهر من المعنى أنّ الله تعالى يتحدّاهم بشيء يعجزون عن القيام به وهو أن يسمّوهم . فهل يستطيع أحد أن يأتي بأفعال الله من الخلق والأمر والتدبير ؟!!.
والآية السابقة تؤكّد معنى الآية الاولى :"هل تعلم له سميّا". فهل بيان هذا الاختلاف في الفهم هو من فضول البيان أم أنّه يدخل في حقيقة التوحيد ؟. وأرجو أن اكون قد أصبت في فهم غرض أخي أبو مجاهد من المثال الذي أطلقه في إختلاف الناس في الفرق بين الإسم والمسمّى ، وقد أوضحت أنّ الفرق عظيم. وتقبّل إحترامي.
---
أبو بيان
12-11-2003, 01:37 AM
* عند تفسير قوله تعالى في سورة الأحقاف ( 21 ) { واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف } قال ابن جرير مبيناً المراد بالأحقاف :
وجائز أن يكون ذلك جبلاً بالشام , وجائز أن يكون وادياً بين عمان وحضرموت , وجائز أن يكون الشِّحرْ ,
وليس في العلم به أداء فرض , ولا في الجهل به تضييع واجب ,
وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوماً منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة أ.هـ
---
الباحث7
12-11-2003, 07:47 PM
ومن أمثلة ذلك :(1/3016)
قال تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً) (الكهف:32)
قال الشنقيطي في أضواء البيان : ( وكلام المفسرين في الرجلين المذكورين هنا في قصتهما كبيان أسمائهما، ومن أي الناس هما ـ أعرضنا عنه لما ذكرنا سابقاً من عدم الفائدة فيه، وعدم الدليل المقنع عليه. والعلم عند الله تعالى. )
( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) (الكهف:60)
قال الشنقيطي أيضاً :( ومعلوم أن تعيين «البحرين» من النوع الذي قدمنا أنه لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، وليس في معرفته فائدة، فالبحث عنه تعب لا طائل تحته، وليس عليه دليل يجب الرجوع إليه.)
وكما هو ظاهر من أكثر الأمثلة السابقة أنها تدخل تحت قسم تفسير المبهمات التي نبه عليها الشيخ أحمد البريدي أعلاه .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-23-2003, 11:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ومما لا فائدة منه في مسائل علوم القرآن : الاشتغال بعد كل حرف في القرآن ، وكم تكرر من مرات وهكذا
قال السيوطي في الإتقان في النوع التاسع عشر :
( فصل وتقدم عن ابن عباس عدد حروفه وفيه أقوال أخر والاشتغال باستيعاب ذلك مما لا طائل تحته وقد استوعبه ابن الجوزي في فنون الأفنان وعد الأنصاف والأثلاث إلى الأعشار وأوسع القول في ذلك فراجعه منه فإن كتابنا موضوع للمهمات لا لمثل هذه البطالات .
وقد قال السخاوي : لا أعلم لعدد الكلمات والرحوف من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك . )
وقد نقل محقق كتاب فنون الأفنان كلام السيوطي السابق وتعقبه فيه ، وذكر أن السيوطي نفسه قد ذكر في كتابه الإتقان شيئاً مما وصفه بالبطالات .(1/3017)
وعلى كل حال : المقصود ذكر بعض المسائل التي ذكر العلماء أن البحث فيها لا فائدة منه ، وقد تختلف وجهات النظر حيال كثير من هذه المسائل .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-27-2003, 11:31 AM
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لآية النحل : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112) :
(وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف، هو أن يقال: كيف أوقع الإذاقة على اللباس في قوله {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}. وروي أن ابن الراوندي الزنديق قال لابن الأعرابي إمامِ اللغة الأدب: هل يُذاق اللباس؟? يريد الطعن في قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ}. فقال له ابن الأعرابي: لا بأس أيها النسناس? هب أن محمداً صلى الله عليه وسلم ما كان نبياً! أما كان عربياً؟
قال مقيده عفا الله عنه: والجواب عن هذا السؤال ظاهر، وهو أنه أطلق اسم اللباس على ما أصابهم من الجوع والخوف. لأن آثار الجوع والخوف تظهر على أبدانهم، وتحيط بها كالباس. ومن حيث وجدانهم ذلك اللباس المعبرَّ به عن آثار الجوع والخوف، أوقع عليه الإذاقة، فلا حاجة إلى ما يذكره البيانيون من الاستعارات في هذه الآية الكريمة وقد أوضحنا في رسالتنا التي سميناها (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز): أنه لا يجوز لأحد أن يقول إن في القرآن مجازاً، وأوضحنا ذلك بأدلته، وبينا أن ما يسميه البيانيون مجازاً أنه أسلوب من أساليب اللغة العربية.(1/3018)
وقد اختلف أهل البيان في هذه الآية، فبعضهم يقول: فيها استعارة مجردة. يعنون أنها جيء فيها بما يلائم المستعار له. وذلك في زعمهم أنه استعار اللباس لما غشيهم من بعض الحوادث كالجوع والخوف، بجامع اشتماله عليهم كاشتمال اللباس على اللابس على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية التحقيقية، ثم ذكر الوصف، الذي هو الإذاقة ملائماً للمستعار له، الذي هو الجوع والخوف. لأن إطلاق الذوق على وجدان الجوع والخوف جرى عندهم مجرى الحقيقة لكثرة الاستعمال.
فيقولون: ذاق البؤس والضر، وأذاقه غيره إياهما. فكانت الاستعارة مجردة لذكر ما يلائم المستعار له، الذي هو المشبه في الأصل في التشبيه الذي هو أصل الاستعارة. ولو أريد ترشيح هذه الاستعارة في زعمهم لقيل: فكساها. لأن الإتيان بما يلائم المستعار منه الذي هو المشبه به في التشبيه الذي هو أصل الاستعارة يسمى «ترشيحاً» والكسوة تلائم اللباس، فذكرها ترشيح للاستعارة. قالوا: وإن كانت الاستعارة المرشحة أبلغ من المجردة، فتجريد الاستعارة في الآية أبلغ. من حيث إنه روعي المستعار له الذي هو الخوف والجوع، وبذكر الإذاقة المناسبة لذلك ليزداد الكلام وضوحاً.
وقال بعضهم: هي استعارة مبنية على استعارة. فإنه أولاً استعار لما يظهر على أبدانهم من الاصفرار والذبول والنحول اسم اللباس، بجامع الإحاطة بالشيء والاشتمال عليه، فصار اسم اللباس مستعاراً لآثار الجوع والخوف على أبدانهم، ثم استعار اسم الإذاقة لما يجدونه من ألم ذلك الجوع والخوف، المعبر عنه باللباس، بجامع التعرف والاختبار في كل من الذوق بالفم، ووجود الألم من الجوع والخوف. وعليه ففي اللباس استعارة أصلية كما ذكرنا. وفي الإذاقة المستعارة لمس ألم الجوع، والخوف استعارة تبعية.
وقد ألممنا هنا بطرف قليل من كلام البيانيين هنا ليفهم الناظر مرادهم، مع أن التحقيق الذي لا شك فيه:(1/3019)
أن كل ذلك لا فائدة فيه، ولا طائل تحته، وأن العرب تطلق الإذاقة على الذوق وعلى غيره من وجود الألم واللذة، وأنها تطلق اللباس على المعروف، وتطلقه على غيره مما فيه معنى اللباس من الاشتمال. كقوله: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}، وقول الأعشى: إذا ما الضجيع ثنى عطفها تثنت عليه فكانت لباسا
وكلها أساليب عربية. ولا إشكال في أنه إذا أطلق اللباس على مؤثر مؤلم يحيط بالشخص إحاطة اللباس، فلا مانع من إيقاع الإذاقة على ذلك الألم المحيط المعبر باسم اللباس. والعلم عند الله تعالى. ) انتهى[
---
أبومجاهدالعبيدي
02-04-2004, 09:00 PM
• قال ابن عاشور : ( وقد تصفحت أسباب النزول التي صحت أسانيدها فوجدتها خمسة أقسام:
الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ، ونحو ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ) ومثل بعض الآيات التي فيها ( ومن الناس ).(1/3020)
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها، مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية ( ومن كان مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام ) الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ومثل قول أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: يغزو الرجال ولا نغزو، فنزل قوله تعالى : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) الآية. وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها ، ولا يخشى توهم تخصيص الحكم بتلك الحادثة ، إذ قد اتفق العلماء أو كادوا على أن سبب النزول في مثل هذا لا يخصص، واتفقوا على أن أصل التشريع أن لا يكون خاصا.(1/3021)
والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها، فكثيرا ما تجد المفسرين وغيرهم يقولون نزلت في كذا وكذا، وهم يريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل. ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال ما حدثكم أبو عبد الرحمان? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض بن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال في أنزلت بصيغة الحصر. ومثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى : ( ومنهم ) ( ومنهم )، ولذلك قال ابن عباس: كنا نسمي سورة التوبة سورة الفاضحة. ومثل قوله تعالى ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) فلا حاجة لبيان أنها نزلت لما أظهر بعض اليهود مودة المؤمنين .
وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات. ....إلخ كلامه .
تنبيه النصوص التي أنقلها هنا تعبر عن رأي قائليها ، ولا يدل إيرادي لها أن أتفق مع كل ما فيها .
والغرض من جمع هذه الأقوال هو بيان أن هناك مسائل ذكر العلماء أنه لا فائدة فيها ، وقد تختلف وجهات النظر حول كثير من هذه المسائل .
فالمقصود : مجرد المثال .
---
عبد الله الخضيري
02-05-2004, 03:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عيدٌ مبارك على الجميع ،(1/3022)
كما أحب أن أؤكد على ما ذكره الأخ الكريم " عاشق الفهم " ، لكون بعض ما يذكره المفسرون قد يساعد على تشكيل الصورة و تهيئة تفسير الآية على الوجه الصحيح ، كما لا يستهان بالدلالات الثانوية في تفسير الآية .
و مما ذَكره ابن كثير و نصَّ على أن لا طائل تحته و لا حاصل له ، ما ورد في تعيين و ذكر أخبار نملة سليمان حيث يقول رحمه الله :
تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 360
أورد ابن عساكر من طريق اسحق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن الحسن أن اسم هذه النملة حرس ، و انها من قبيلة يقال لها بنو الشيصان ، وأنها كانت عرجاء ، وكانت بقدر الذيب .
و قد خافت على النمل أن تحطمها الخيول بحوافرها فأمرتهم بالدخول إلى مساكنهم ففهم ذلك سليمان عليه السلام منها فتبسم ضاحكا من قولها ....
ومن قال من المفسرين أن هذا الوادي كان بأرض الشام أو بغيره وأن هذه النملة كانت ذات جناحين كالذباب أو غير ذلك من الأقاويل فلا حاصل لها .
وعن نوف البكالي أنه قال كان نمل سليمان أمثال الذئاب هكذا رأيته مضبوطا بالياء المثناة من تحت وانما هو بالباء الموحدة وذلك تصحيف والله أعلم والغرض أن سليمان عليه السلام فهم قولها وتبسم ضاحكا من ذلك وهذا أمر عظيم جدا وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي قال خرج سليمان بن داود عليهما السلام يستسقي فاذا هو بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهى تقول اللهم أنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن سقياك والا تسقنا تهلكنا فقال سليمان ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم .
و فق الله الجميع لما يحب و يرضى
---
فهد الوهبي
02-05-2004, 07:52 PM
أشكر الأخ أبا مجاهد على هذا الموضوع الجميل ..
وكثيراً ما يذكر المفسرون بعد ذكر معلومات متعلقة بالآية أنها من ملح العلم وليس من متينه ..
وأحب أن أضيف :(1/3023)
بأنه ينبغي قبل تتبع الأمثلة أن نذكر الأصول العامة لهذه الأمثلة وسبب عدم دخولها في متين العلم وقد نبه العلماء رحمهم الله تعالى لذلك خلال ذكرهم لتلك الأمثلة ومن ذلك :
1- عدم اعتماد تلك المعلومات على دليل صحيح صريح ، وإنما هو نقل عن مرويات موجودة في الكتب.
2- عدم دخول تلك المعلومات فيما ينفع الإنسان في عبادته لربه بالعلم وفهمه لكتابه كما نبه لذلك الطبري رحمه الله .
3- عدم التحرير للمعلومة والاعتماد فيها على النقل المجرد ( عن غير المعصوم عليه الصلاة والسلام ) .
إلى غير ذلك من الأصول التي ارجو أن يهتم بتقييدها ، وإلا فإننا نخشى أن نكون بتتبعنا للأمثلة قد اشتغلنا بما نحذر منه ..
بورك فيك فضيلة الشيخ أبا مجاهد وجميع الإخوة ..
والله أعلم ..
---
أبومجاهدالعبيدي
02-08-2004, 11:28 PM
العلم النافع ما كان يترتب عليه عمل ، وما لايترتب عليه عمل فالكلام فيه مذموم :
وهذه قاعدة مهمة ينبغي الاهتمام بها ، ومراعاتها عند الكلام في مسائل العلم عموماً ، والكتاب فيها ، فما ليس تحته عمل ولايترتب على معرفته فائدةٌ دينية ولا دنيوية ، وما لاينفع العلم به ، ولايضر الجهل به فينبغي الإعراض عنه ، وعدم الكلام فيه .
وقد ذكر ابن عبدالبر آثاراً تدل على هذا المعنى المهم في كتابه في جامع بيان العلم وفضله . [انظر : باب ما تكره فيه المناظرة والجدل 2/938 - 494 .]
ومن ذلك ما ذكره بقوله : ( وذكر ابن وهب في جامعه ، قال : سمعتُ سليمان بن بلال يقول : سمعت ربيعة يُسأل : لِمَ قُدِّمت البقرة وآل عمران ، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة ، وإنَّما نزلتا بالمدينة ؟ .
فقال ربيعة : قد قُدّمتا ، وأُلِّف القرآن علم علم من أَلّفه ، وقد اجتمعوا على العمل بذلك ، فهذا مِمَّا ننتهي إليه ولانَسأَلُ عنه .) اه(1/3024)
فالكلام في هذه الأشياء ، وما كان في معناها ليس من طريقة العلماء العاملين الربانيين ، الذين يميزون بين نافع العلم وضاره ، وبين ما يُحتاج إليه منه ، وما لايحتاج إليه ، وإنَّما البحث في مثل هذه الأشياء من طريقة أهل الكلام والجدل الذين ذمّهم السلف وحذروا منهم .
وقد قال الإمام الشافعي - عليه رحمة الله - : إذا سمعت الرجل يقول : الاسم غير المسمى أو الاسم المسمى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين له .[ جامع بيان العلم وفضله 2/941 . ]
ورحم الله ابن جرير الطبري ، إذ قال : ( وأمَّا القول في الاسم أهو المسمى أو غير المسمى فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ولا قول من إمام فيستمع ، والخوض فيه شين ، والصمت عنه زين ) ا هـ . [من كتاب صريح السنة لابن جرير الطبري نقلاً عن كتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات لمحمد بن عبدالرحمن المفراوي 1/127 . ]
فأيّ مسألة من المسائل ليس فيها أثر يتبع أو قول من إمام معتبر ، وليس في العلم بها فائدة تذكر ، ولايترتب على جهلها أي ضرر فَلِمَ الخوض فيها وتضييع العمر ؟ ! ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
---
عبدالله بن بلقاسم
02-19-2004, 10:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأحب وقد انثغر ثغر الموضوع، وانكسر بابه، أن أنادي في أخرى المشاركين فيه بلزوم تقوى الله تعالى ورعاية حرمة السلف من الأئمة والعلماء، وحري بمن وفقه الله للنهل والعلل من مواردهم أن ينظر ما يقول،قبل أن يعيب صحائح العقول، وفرائد الفهوم، ،فكم من عائب صحيح المقولات، وآفته الأذهان السقيمات،
فإياك وموارد العطب بتجهيل دواوين العلم، وجبال النقل والفهم،وتصنيف أقوالهم إلى نافع وغيره،فأين نحن من ذاك، قصارانا أن نفهم أقوالهم(1/3025)
وليعلم كل واحد منا أن هذه الكتب ما كتبها أولئك الأقوام إلا بعد أن ذرعوا البلاد، معهم من الإخلاص ما نور الله به بصائرهم،وأنار بهم عقولهم،ولا أدعي لهم العصمة، ولا أمنع من تأمل كتبهم، غير أن العقبة كأداء، والطريق مزلة، ليست لكل أحد،
كيف يستطيع طالب العلم أن ينتزع النفع من سطور إولئك بجرة قلم، وما يدريك أن يكون لهذا الكلام نفع،
فوالله ما كنا بأحرص على الأوقات منهم، ولا أضن بالعمر منهم، فترى الأئمة يشتغلون بزغل العلوم، وتوافه الأفكار، وهم عمار الليل والنهار!!
على رسلكم رحمكم الله،
ارجع البصر كرتين، وردد النظر مرات،وأحسن بإولئك الظن،
فعبارة : هذا لا يضر الجهل به، كلمة يتقحم بحرها فحل مستقرئ لفروع العلوم، عالم بصروف الفنون،يقذف بهذه الكلمة الماحقة بعد أن يعلم يقينا أنه لا ينتفع بها في أي فن، ولا يحتاج إليها في أي زمن، ومن تراه يقول أنا لها،
وأسوق لك مثالا: فكم عاب متسرع قول الفقهاء، لو أن رجلا قال لامرأة إن طرت فأنت طالق لم تطلق،حتى صارت نكتة تلاك بألسن الجاهلين،وطرفة يرددها من لا يعرف أحكام الخارج من السبيلين،
وحين تقرأ العبارة في كتب الفقهاء تجد أنهم ساقوها لبيان رأس كبير من رؤوس مسائل الطلاق وهو تعليق الطلاق على المستحيل،فكان العائب أحق بالتوبيخ والتجهيل،
وما ضرك لو مررت على عبارة لم تنتفع بها، أن تدعها لغيرك،
فقل للعيون الرمد للشمس أعين
سواك تراها في مغيب ومطلع
وإني أعرف في مختصرات الفقه خاصة من بديع الجمل وتسلسلها ووضع كل كلمة في سياقها،وكنوز العلم التي تخرج منها ما يحار معه العقل، ويعظم به الإجلال والإعظام لإولئك السلف الصالح رحمهم الله برحمته الواسعة،
أقول ذلك ناصحا(1/3026)
ووفق الله الشيخ محمد المختار الشنقيطي حين نبه إلى أن أولئك المصنفين حين ألفوا كتبهم ألفوها في زمن مكتظ بالعلماء مزدحم بالأفذاذ من مصاقع الفضل النجباء، فكان يحسب لذلك ألف حساب ولا يضع كلمة في كتابه إلا وقد استفرغ وسعه نصحا للأمة، ثم ينصح – متع الله بحياته- أن يقرأ طالب العلم كتاب العالم وهو يجله ويجيل النظر ويعيده ولا يحكم بادي الرأي، فإذا فعل ذلك تغيرت أمور، وانكشفت عجائب،
وإني أنصح بإغلاق هذا الموضوع ، فإن أبيتم فلا أقل من مراعاة أمور:
أولها: وضع ضوابط لما يصح أن يقال عنه غير نافع،وقد تكلم العلماء في ذلك ومن نفيسه قول الشاطبي: العلم النافع هو الذي يترتب عليه العمل(عمل القلب، أو عمل الجوارح)،وما لا فليس بنافع. ويمكن إطالة النفس في هذا قبل فتح المجال للبحث
ثانيها: أن يقتصر التمثيل على نقول للعلماء،فينقل طالب العلم كلام المجتهدين بأن هذا مما لا فائدة فيه، أو قليل الفائدة، أو لايضر جهله،
ثالثها: التكرار بلا ملال بالوصية بحفظ حقوق العلماء،فمن حفظ حق السابقين أبقى الله له الذكر الحسن في الآخرين،ومن تسلط عليهم من المتهورين قيض الله له من يهينه بين العالمين،
وسامحوني إن كان في قلمي ذربا،
فقد قلت نصرة للعلماء وغضبا
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2004, 11:46 PM
جزى الله خيراً أخي الكريم أبا مجاهد على ما تفضل به ولا يزال من نفائس الفوائد ، وشوارد الفرائد.(1/3027)
وجزاك الله خيراً على غيرتك أخي الكريم أبا محمد (عبدالله بلقاسم) على أعراض العلماء ، وما قلت إلا الحق وفقك الله ، وما أظنه خطر ببال أخي أبي مجاهد النيل منهم رحمهم الله ، وإنما نظر إلى الأمر من الناحية التخصصية فيما أقدر ، فرأى كثيراً من المعلومات في كتب التفسير بعيدة عن صلبه ، خارجة عن سياق التفسير فيما يرى الناظر أول وهلة ، فأراد أن ينفعنا بذلك . وما كلامك هذا إلا من ذلك النفع إن شاء الله. فإنه ربما خفي حق العالم بين الناس ، حتى يعرض من كلام الناس ما يشم منه رائحة تنقص له ، فيقيض الله لأولئك العلماء من ينوه بذكرهم ، ويجلوه للناس حتى يكون أبين وأوضح ما يكون.
شكر الله لكم جميعاً ، وأحببت التعليق فقط بهذه الكلمات ، حتى لا يظن بنا أننا نتنقص علماءنا معاذ الله. ولم يخطر ببالي أنا شخصياً هذا الخاطر إلا عند قراءتي لكلامك أخي أبا محمد ، فجزاكم الله خيراً جميعاً. ولعل أبا مجاهد يعلق وفقه الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
02-20-2004, 02:42 PM
بسم الله
لقد رددت على وجهة نظر أخي عبدالله بلقاسم من عشرة وجوه ، ثم لما أردت إضافتها مُسحت ، فكسلت عن إعادتها مرة أخرى ، وقلت في نفسي : لعلي كتبتها مع شيء من حب الانتصار للرأي فعوقبت بضياعها .
ولكن مفادها : عدم قناعتي بما ذكر ، واستغرابي لتعليقه هذا . وآخر كلامه يرد على أوله ؛ لأن شرطي في هذا الموضوع هو ما قرره في آخر تعليقه .
ولا أدعي أني أنا المحق ، وهو المخطئ ؛ ولكن قناعتي أنه لو قرأ رسالة ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف ، وفكر فيما كتب ملياً لغير رأيه ، وشارك في هذا الموضوع بذكر مسائل لا تنفع ، ولا يضر الجهل بها .
والله المستعان .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2004, 01:19 AM(1/3028)
ومما نبه المفسرون إلى كونه مما لا طائل تحته في بيان معاني كلام الله ما ذكره الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير بقوله في تفسير قول الله تعالى :(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر:73) :
( ...والواو في جملة {وفتحت أبوابها} واو الحال، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة . وقد وهِم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في «تفسيره» فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إمّا لأن فيه مادة ثمانية كقوله: { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } (الكهف: 22)، فقالوا في {وفُتحَت أبوابها} جيء بالواو لأن أبْواب الجنة ثمانية، وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى:{التائبون العابدون} إلى قوله: { والناهون عن المنكر } (التوبة: 112) فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مُصادفة غريبة، وتنبُّه أولئك إلى تلك المصادفة تنبه لطيف ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بَلْهَ بلاغتِه، وقد زينه ابن هشام في«مغني اللبيب»، وتقدم الكلام عليها عند قوله تعالى: { التائبون العابدون } في سورة التوبة (112) وعند قوله: { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } في سورة الكهف (22) ) انتهى .
---
فهد الوهبي
03-29-2004, 07:40 PM
مما نبه له العلماء أنه ليس من متين العلم القول بالرأي فيما لا مجال للرأي فيه والاستدلال على ذلك بنصوص الوحيين الكتاب والسنة أو الربط بين المعلومات بدلالة ضعيفة أو غير صحيحة ولو كان الدليل والمدلول صحيحاً في نفسه لعدم صحة الارتباط ، وكذلك الاستدلال بما لا يصح الاستدلال به من الأدلة كالأحاديث الضعيفة والموضوعة وكذلك طرق الاستدلال الباطلة .
ومن ذلك :(1/3029)
قول ابن عطية في تفسير البسملة : " والبسملة تسعة عشر حرفا فقال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم (عليها تسعة عشر)[ المدثر: 30 ] إنما ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك وهم يقولون في كل أفعالهم بسم الله الرحمن الرحيم فمن هنالك هي قوتهم وباسم الله استضلعوا .
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه وهذه من ملح التفسير وليست من متين العلم وهي نظير قولهم في ليلة القدر إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظة هي في كلمات سورة إنا أنزلناه
ونظير قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فإنها بضعة وثلاثون حرفا قالوا فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول ".
وقال الثعالبي في تفسيرها : " والبسملة تسعة عشر حرفا قال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم عليها تسعة عشر إنما ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك وهم يقولون في كل أفعالهم بسم الله الرحمن الرحيم فمن هنالك هي قوتهم وباسم الله استضلعوا قال ع وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم ت ولا يخفي عليك لين ما بلغ هؤلاء ولقد أغنى الله تعالى بصحيح الأحاديث وحسنها عن موضوعات الوراقين فجزى الله نقاد الأمة عنا خيرا ".
ولذا فالقول في مثل ذلك بلا دليل صحيح ليس من منهج العلماء رحمهم الله تعالى .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-25-2005, 11:40 PM(1/3030)
ومما يدخل تحت هذا الباب : البحث في أحكام قد انقضت، ولا مجال لوقوعها . ومن أمثلة ذلك ما أورده الطاهر ابن عاشور عند تفسيره لآية التخيير في سورة الأحزاب ، وهي قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}
قال رحمه الله : ( ولا طائل تحت الاشتغال بأن هذا التخيير هل كان واجباً على النبي صلى الله عليه وسلم أو مندوباً، فإنه أمر قد انقضى ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يخالف أمر الله تعالى بالوجوب أو الندب. )
---
أخوكم
03-27-2005, 12:01 AM
جزاك الله كل خير ولا عدم المنتدى فوائد أمثالك فأكمل والله يرعاك
أما مشاركتي يا أخي الكريم فهي في تأصيل نفس الموضوع ، فقد ذكرتَ أن هناك مسائل تختص بالتفسير ومع ذلك فلا فائدة من البحث فيها
وقد يستغرب أحد إخوانك هذا الكلام ، لذا سأهديك دليلا يؤيدك ويعد أصلا وعمدة في الموضوع الذي سلكته
هذا الدليل هو قوله سبحانه :
(( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا )) سورة الكهف (22)
---
جمال أبو حسان
03-27-2005, 09:48 AM(1/3031)
اشكر الاخ الذي فتح الباب الى هذا الموضوع واود اولا ان اقول ليس كل ما قيل فيه انه عديم الفائدة هو كذلك فاني مثلا سمعت من يزري على البلاغة العربية وقواعدها المتاخرة بانه لا فائدة فيه للتفسير فقد ينكر الفائدة من لا علم عنده بالامر المنكور والمسالة تحتاج الى قليل من التريث
وقد كتبت بحثا بعنوان التجديد في التفسير مادة ومنهاجا الى مؤتمر التجديد في العلوم الاسلامية والعربية بجامعة المنيا ذكرت فيه اشياء كثيرة احسب ان فيها شيئا لا باس به من الاهميه
لكنني لا اعرف كيف ارسل البحث برمته الى هذا المنتدى الرائع
واقبلوا التحيات
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2005, 11:37 AM
يمكنك يا دكتور جمال إرسال البحث لبريدي أو البريد التالي tafsirnet@gmail.com وفقك الله وجزاك خيراً .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2006, 07:58 AM
قال الله تعالى : ? قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ ? (الأنعام:50)(1/3032)
جاء في تفسير فتح القدير للشوكاني : ( أمره الله سبحانه بأن يخبرهم لما كثر اقتراحهم عليه وتعنتهم بإنزال الآيات التي تضطرهم إلى الإيمان ، أنه لم يكن عنده خزائن الله حتى يأتيهم بما اقترحوه من الآيات ، والمراد خزائن قدرته التي تشتمل على كل شيء من الأشياء ويقول لهم : إنه لا يعلم الغيب حتى يخبرهم به ويعرّفهم بما سيكون في مستقبل الدهر { وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنّى مَلَكٌ } حتى تكلفوني من الأفعال الخارقة للعادة مالا يطيقه البشر . وليس في هذا ما يدل على أن الملائكة أفضل من الأنبياء . وقد اشتغل بهذه المفاضلة قوم من أهل العلم ، ولا يترتب على ذلك فائدة دينية ولا دنيوية . بل الكلام في مثل هذا من الاشتغال بما لا يعني ، « ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .) انتهى
وقال عند تفسيره لقول الله عز وجل : ? فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ? (يوسف: من الآية31) : ( واعلم أنه لا يلزم من قول النسوة هذا أن الملائكة صورهم أحسن من صور بني آدم ، فإنهنّ لم يقلنه لدليل ، بل حكمن على الغيب بمجرد الاعتقاد المرتكز في طباعهن وذلك ممنوع ، فإن الله سبحانه يقول : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } [ التين : 4 ] . وظاهر هذا أنه لم يكن شيء مثله من أنواع المخلوقات في حسن تقويمه وكمال صورته . فما قاله صاحب الكشاف في هذا المقام هو من جملة تعصباته لما رسخ في عقله من أقوال المعتزلة ، على أن هذه المسألة أعني : مسألة المفاضلة بين الملائكة والبشر ليست من مسائل الدين في ورد ولا صدر ، فما أغنى عباد الله عنها وأحوجهم إلى غيرها من مسائل التكليف .) انتهى
---
علال بوربيق
06-20-2006, 10:59 PM
بسم اله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على محمد الأمين ، وبعد:(1/3033)
في البداية أحب أن أبدأ مشاركتي بعبارتين سطرتهما أنامل الشاطبي رحمه الله لها علاقة بهذا الموضوع وكلاهما في المسألة الثانية عشر من كتاب الأدلة
- العبارة الأولى:قال الشاطبي:" كل عاقل يعلم أن مقصود الخطاب ليس هو التفقه فى العبارة بل التفقه فى المعبرعنه وما المراد به " الموافقات ص: 715 (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية )
وهذا أ صل العظيم وركن متين ينبغي للمشتغلين بالتفسير أن يتمسكوا به ويأووا إليه فمتى فهم المراد من الخطاب فإن الزيادة عليه تعد من التكلف الذي نهينا عنه شرعا وفي قصة عمربيان لما أقول: وقد تكفل الشاطبي رحمه الله بشرح هذا المثال فقال:" وذلك أنه لما قرأ:" وفاكهة وأبا " توقف في معنى الأب وهو معنى إفرادي لا يقدح عدم العلم به في علم المعنى التركيبي في الآية؛ إذ هو مفهوم من حيث أخبر الله تعالى في شأن طعام الإنسان أنه أنزل من السماء ماء فأخرج به أصنافا كثيرة مما هو من طعام الإنسان مباشرة كالحب والعنب والزيتون والنخل ومما هو من طعامه بواسطة مما هو مرعى للأنعام على الجملة فبقي التفصيل فى كل فرد من تلك الأفراد فضلا فلا على الإنسان أن لا يعرفه فمن هذا الوجه والله أعلم عد البحث عن معنى الأب من التكلف وإلا فلو توقف عليه فهم المعنى التركيبى من جهته لما كان من التكلف بل من المطلوب علمه لقوله:" ليدبروا أياته "
ثم ساق الشاطبي مثالا لما يتوقف فيه فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي، وذلك أن عمر سأل الناس على المنبر عن معنى " التخوف " فى قوله تعالى: " أو يأخذهم على تخوف " فأجابه الرجل الهذلي بأن " التخوف " فى لغتهم: التنقص، وأنشده شاهدا عليه:
تخوف الرحل منها تامكا قردا **** كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: " يأيها الناس تمسكوا بديوان شعركم فى جاهليتكم فإن فيه تفسيركتابكم." الموافقات ص: 32(1/3034)
- العبارة الثانية :قال رحمه الله :" فالحاصل أن لكل علم عدلا وطرفا إفراط وتفريط، والطرفان هما المذمومان والوسط هو المحمود " الموافقات:716
وذلك أن هذه الشريعة أمية وأن ما لم يكن معهودا عند العرب فلا يعتبر فيها وأنها لا تقصد التدقيقات فى كلامها ولا تعتبر ألفاظها كل الاعتبار إلا من جهة ما تؤدي المعاني المركبة فما وراء ذلك إن كان مقصودا لها فبالقصد الثاني ومن جهة ما هو معين على إدارك المعنى المقصود كالمجاز والاستعارة والكناية وإذا كان كذلك فربما لا يحتاج فيه إلى فكر فإن احتاج الناظر فيه إلى فكر خرج عن نمط الحسن إلى نمط القبح والتكلف وذلك ليس من كلام العرب فكذلك لا يليق بالقرآن من باب الأولى " وهوكلام نفيس ينبغي أن يجعل كالضابط لهذا الموضوع .
- بعض القواعد والضوبط لهذا الموضوع:
1- إذا توقف فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي فيجب البحث عن المعنى الإفرادي، ولا ينبغي لنا أن نقول : " إن البحث عن المعنى الإفرادي مما لا فائدة فيه ".
2- تجنب التدقيقات اللفظية ، والاصطلاحات المنطقية ،وتعيين المبهمات، فإن ذلك كله ليس من شأن الأمة الأمية التي نزل القرآن بلغتها، وسلك مجاري كلامها فهي لاتقصد التدقيقات، ولاتعتبر ألفاظها كل الاعتبار، بل حسبها ما أدى إلى المعنى أو كان معينا على تأديته.
3- تجنب كل مايشوش (إن صح هذا اللفظ فإني لم أجده في مواد اللغة ) على العامة حينما نعرض عليها شيئا من التفسير ولنا في قصة عمر رضي الله عنه المشهورة وتأديبه لضبيغ فقد ضربه وشرد به حين سأل عن أشياء من علوم القرآن لا يتعلق بها عمل وربما أوقع خيالا وفتنة وإن كان صحيحا لكنه غير مطلوب. والله أعلم(1/3035)
شيخنا عبد الرحمن الشهري هناك اقتراح ، ولكن لا أدري هل خبراء الموقع لهم القدرة على تحقيقه أم لا ؟ هل يمكن أن تحدد عدد المشاركات في الموضوع الواحد مثلا بخمسين مشاركة ثم تفتح صفحة تقويمية وتقييمية للموضوع توضع خلالها الضوابط والقواعد والفوائد للموضوع المطروح، وتعتبركالخلاصة لهذا الموضوع. فإني قرأت كثيرا من الموضوعات يذهب بها الإخوة يمينا وشمالا ثم تبتلعها صفحات الملتقى إلى غير رجعة ، ودمتم في رعاية الله وحفظه محبكم علال بوربيق
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2006, 11:36 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ علال بوربيق
إضافة قيمة ، واقتراح وجيه .
---
علال بوربيق
06-20-2006, 11:48 PM
وفيك بارك الله شيخنا أبا مجاهد العبيدي ، اقتراحي هذا هو ثمرة من ثمرات هذا الملتقى المبارك
دمتم في رعاية الله وحفظه
---
فهد الرومي
06-21-2006, 12:45 AM
حسن تتبع المسائل التي قيل أن لافائدة في معرفتها أو لاطائل تحتها على أن لايعمم ذلك على علم قائم كعلم المبهمات ففي معرفة بعض المبهمات فوائد كثيرة يستنبط بها سر الإبهام وحكمته والوجه البلاغي أوالنفسي أو غير ذلك كما تعرف احيانا حكمة التشريع وقد يعرف ببيانها فضل أصحاب الفضل أو كشف ستر بعض المنافقين ويدخل في المبهمات بعض أسباب النزول وحكمة إبهام من نزلت فيه السورة لاتخفي وحكمة بيانه في التفسيرلاتنكر.ولاأشك أن قصد الجميع في هذا الملتقى خيروأرادوا ماظهر وبان التكلف في بيانه ونص عليه علماء السلف والخلف كلون كلب أصحاب الكهف وعصا موسى من أي الشجر كانت والطير الأربعة التي أحياها الله لإبراهيم عليه السلام
---
علال بوربيق
06-21-2006, 02:58 PM(1/3036)
أستاذنا الفاضل الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي، ما ذكرتَه فيه خيركثير غير أن الأمر يحتاج إلى ضوابط تضبطه هل يمكن لك أن تعلق على هذه العبارة :" فهي لاتقصد التدقيقات، ولاتعتبر ألفاظها كل الاعتبار، بل حسبها ما أدى إلى المعنى أو كان معينا على تأديته."
---
فهد الرومي
06-22-2006, 01:07 AM
شكر الله لك أخي علال . مافهمته من عبارة الشاطبي رحمه الله تعالى لايؤهلني لتفسيرها فهي عبارة دقيقة أحسبها كذلك تحتاج لتمعن وتحقيق لغوي أصولي قرآني وأنا دون ذلك
---
(1/3037)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى لطلبة العلم : تفسير عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327هـ) محققاً تحقيقاً علمياً
---
بشرى لطلبة العلم : تفسير عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327هـ) محققاً تحقيقاً علمياً
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2005, 01:23 PM
في الورقة الأخيرة من الجزء الثاني من كتاب (التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا) الذي سبقت غلإشارة إليه في الملتقى ، والذي أصدرته دار ابن الجوزي بالدمام ، كتبوا هذه البشرى :
ترقبوا قريباً بإذن الله
تفسير ابن أبي حاتم
تحقيق
مجموعة من الباحثين
رسائل جامعية
وأرجو أن تكون هي سلسلة الرسائل العلمية التي قدمت لجامعة أم القرى وطبع بعضها قديماً ثم توقفت بعد ذلك. ومن كان لديه مزيد بيان عن هذه البشرى فليتفضل بها مشكوراً.
---
إبراهيم الحميضي
09-12-2005, 04:56 PM
نعم هو هي ، وسيصدر عن دار ابن الجوزي بالدمام ، وهو في طور المراجعة النهائية .
---
أبوخطاب العوضي
09-13-2005, 08:13 AM
وهذا ما أخبرني به الدكتور عيادة الكبيسي عن الأجراء التي بتحقيقه بأنها ستطبع في دار ابن الجوزي
---
(1/3038)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مجموعة من الأسئلة الحديثية وردتني تم الإجابة عليها
---
مجموعة من الأسئلة الحديثية وردتني تم الإجابة عليها
---
ماهر الفحل
09-15-2006, 11:37 AM
س : ما هي الطرق في ترتيب مصادر التخريج ؟
ج : اختلفت مناهج المخرجين في ترتيب مصادر التخريج فمنهم من يقدم العزو إلى المصنفات التي اشترط أصحابها الصحة ، وعلى هذا الاختيار يكون ترتيب الكتب على النحو الآتي :
صحيح البخاري ( ت 256 ه ) ، ثم صحيح مسلم ( ت 261 ه ) ، ثم صحيح ابن خزيمة ( ت 311 ه ) ، ثم صحيح ابن حبان ( ت 354 ه ) ، ثم مستدرك الحاكم ( ت 405 ه ) ، ( الحاكم أشترط في كتابه الصحة ولا يوفق على كثير من الأحكام ) وهؤلاء قد جاءت وفياتهم مرتبة أيضاً بما ينسجم مع ترتيب مصنفاتهم في الصحة عند جمهور علماء الحديث .
ومنهم من يقدم الكتب الستة ، ولهؤلاء ترتيب لا يتعلق بالتاريخ ، ولا بالصحة ، وإنما صلته بقيمة كل مصنف ، هكذا قالوا ، وفي بعض ما قالوه نظر وترتيب الكتب الستة عندهم على النحو الآتي : صحيح البخاري ( ت 256 ه ) ، ثم صحيح مسلم ( ت 261 ه ) ، ثم سنن أبي داود ( ت 275 ه ) ، ثم جامع الترمذي ( ت 279 ه ) ، ثم سنن النسائي ( ت 303 ه ) ، ثم سنن ابن ماجه (( 275 هـ)) .
ومنهم من يعتمد التاريخ ، فيقدم متقدم الوفاة على من توفي بعده . وبهذا يتقدم موطأ مالك ( ت 179 ه ( ، ثم مصنف عبد الرزاق ( ت 211 ه ( ، ثم مسند الحميدي ( ت 219 ه ( ، ثم مصنف ابن أبي شيبة ( ت 235 ه ( ، ثم مسند أحمد ( ت 241 ه ) ، ثم سنن الدارمي ( ت 255 ه ) على الكتب الستة كلها . وهذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة الأسلم التي نسير عليها في تخريجاتنا في كتب السنة ؛ لأن هذه الطريقة تجنبنا أمرين :
أولاً : الاضطراب في ترتيب المصادر الأخرى .(1/3039)
ثانياً : قد يكون أحد أصحاب الكتب الستة قد روى من طريق المتقدم فتأخير المتقدم عليه شذوذ .
: ما معنى المسند عند المحدثين ؟
ج : قال الزركشي في نكته 1/405 : (( وهو مأخوذ من السند ، وهو ما ارتفع وعلا عن سفح الجبل ؛ لأن المسنِّد يرفعه إلى قائله ، ويجوز أن يكون مأخوذاً من قولهم : فلان سند ، أي : معتمد . فسمِّي الإخبار عن طريق المتن مسنداً ؛ لاعتماد النقّاد في الصحة والضعف عليه ، وفي أدب الرواية للحفيد : أسندت الحديث أسنده وعزوته أعزوه وأعزيه ، والأصل في الحرف راجع إلى المسند وهو الدهر، فيكون معنى إسناد الحديث اتِّصاله في الرواية اتِّصال أزمنة الدهر بعضها ببعض . وحاصل ما حكاه المصنِّف في تعريفه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه المتصل إسناده وإن لم يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
والثاني : أنه المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يتصل .
والثالث : أنه المتصل المرفوع .
ويتفرع على هذه الأقوال أن المرسل هل يسمّى مسنداً ؟ فعلى الأول : لا يسمّى ؛ لأنه ما اتصل إسناده ، وعلى الثاني : يسمّى مسنداً ؛ لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعاً . وعلى الثالث : لا يسمّى مسنداً أيضاً ؛ لأنه فاته شرط الاتصال ووجد فيه الرفع . وينبني عليه أيضاً الموقوف –وهو المروي عن الصحابة – أنه هل يسمى مسنداً ؟ فعلى الأول : نعم ؛ لاتصال إسناده إلى منتهاه ، وعلى الثاني والثالث : لا . وكذلك المعضل – وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر – فعلى الأول والثالث : لا يسمى مسنداً ، وعلى الثاني يسمى )) وانظر عن معنى المسند لغة : لسان العرب 3/221 ، والتاج 8/215 ، والبحر الذي زخر 1/315 .
س : هل ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين ؟(1/3040)
ج : هو ما رواه ابن سعد 2 / 310 ، وابن أبي شيبة 14 / 291 ، وأحمد 1 / 223 و 266 و 279 و294 و312 و 359 ، ومسلم 7/89 (2353) ، والترمذي (3650) ، وفي الشمائل (381) ، وأبو يعلى ( 2452 ) و ( 2614 ) ، والطحاوي في شرح المشكل ( 1944 ) ، والطبراني في الكبير (12843) و ( 12844 ) من حديث عمَّار ابن أبي عمار مولى بني هاشم ، قال : سمعت ابن عباس يقول : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين .
وهذه رواية شاذة تفرد بها عمار ابن أبي عمار ، وأخطأ فيها فإن المتقنين من أصحاب ابن عباس رووا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين منهم عكرمة بن عمار وعمرو بن دينار وعروة بن الزبير وغيرهم، وقد ساق البخاري في تاريخه الصغير 1 / 27 – 29 ، رواياتهم ، ثم ساق رواية عمار ، وقال : (( ولا يتابع عليه ، وكان شعبة يتكلم في عمار . وقال الحافظ ابن كثير في السيرة 4/515 : (( ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح ، فهم أوثق وأكثر ، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة وإحدى الروايتين عن أنس ، والرواية الصحيحة عن معاوية .
وكذلك قد سبقه إلى مثل هذا البيهقي في دلائل النبوة 7/241 ، فقد قال : (( ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح فهم أوثق وأكثر )) .
وانظر : بلا بد كتابي كشف الإيهام الترجمة ( 405 ) .
س : ذكرتم في إحدى تعاليقكم أن كتاب العين ليس للخليلي ، ما هو الدليل على ذلك ؟
ج : الكتاب في نسبته إلى الخليل كلامٌ ، قال ابن جني : (( أما كتاب العين ، ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل فضلاً عن نفسه )) الخصائص 3/288 .(1/3041)
وقدِ اتُّهِمَ الليث بن المظَفَّرِ – راوية الخليل وتلميذه – بأنه هو الذي ( نحل الخليل بن أحمد تأليف كتاب العين جملة لينفقه باسمه ، ويرغب فيه مَنْ حوله ) التهذيب 1 / 28 غير أن الأزهري يضيف قائلاً : (( ولم أرَ خلافاً بين اللغويين أن التأسيس المجمل في أول كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد … وعلمت أنه لا يتقدم أحدٌ الخليلَ فيما أسسه ورسمه … )) التهذيب 1 / 401 .
والذي جعل العين مداراً للشك كثرة الخلل الواقع فيه ؛ لذلك جوبه بنقد كثير وجهه إليه أبو حاتم السجستاني وابن دريد وأبو علي القالي وأبو بكر الزبيدي وأبو منصور الأزهري وأحمد بن فارس ، وغيرهم . ينظر : نقاش ذلك في المعجم العربي : حسين نصار 1 / 280 ، وقارن بمقدمة محقق كتاب العين 1 / 18 – 27 .
وعدم ظهور الكتاب إلاَّ بعد خمسين سنة من وفاة الخليل ، وما قيل منه إنَّ الخليل بدأه في أواخر حياته (بعد 170 ه) ، وهي في الأغلب السنة التي مرض فيها وتوفي بعدها ( 175 أو 177 ه ) ، وقد كان عرض منهج الكتاب على تلميذه الليث بن المظَفَّرِ الذي عاد من الحج فأكمله بعد ، أو وصل فيه الخليل إلى آخر حرف العين ، وقيل : إنه أتمَّه ثمَّ أحرقه وألَّفهُ بعده الليث ؛ لأنه كان قد قرأه ، وقيل : غير ذلك .
ينظر : مشكلات في التأليف اللغوي ، د. رشيد العبيدي ، فصل ( كتاب الجيم ) .
س : ما هو تخريج رواية الخطيب منْ طريقِ ابنِ عُيَيْنَةَ عنْ وائلِ بنِ داودَ عنِ ابنِهِ بكرٍ ، عنِ الزُّهريِّ ، عنْ سعيدِ بنِ المسيبِ ، عنْ أبي هريرةَ ، قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( أَخِّرُوا الأَحمالَ فإنَّ اليدَ معلَّقةٌ ، والرِّجلَ مُوثقةٌ )) .(1/3042)
ج : هذا الحديث أخرجه الترمذي في العلل الكبير ( 706 ) ، والبزار ( 1081 ) كشف الأستار وأبو يعلى في مسنده ( 5852 ) ، والطبراني في الأوسط ( 4508 ) ، والبيهقي في الكبرى 6 / 122 ، والخطيب في تاريخ بغداد 13 / 45 ، كلهم من طريق قيس ابن الربيع ، عن بكر بن وائل ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وأخرجه أبو طاهر المخلّص في فوائده ل ( 9 / ب ) و ( 188 / أ ) ، وأبو القاسم ابن الجراح في المجلس السابع من أماليه 2/1 ، وأبو محمد المخلدي في فوائده ( 285 / 1 / 2 ) عن وائل بن داود ، عن ابنه بكر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً . كما في السلسلة الصحيحة ( 1130 ) والتعليقات على المقنع 2 / 535 .
وروي عن سفيان بن عيينة ، فاختلف عليه فيه : فأخرجه أبو داود في المراسيل ( 294 ) من طريق أحمد بن عبدة ، عن سفيان ، عن وائل أو بكر – هكذا على الشك – عن الزهري مرسلاً .
ورواه من سبق في الفقرة الثانية على ذلك النحو عن سفيان ، من طريق عبد الله بن عمران العابدي عن سفيان به .
أقول : العابدي هذا ذكره ابن حبان في ثقاته 8 / 363 ، وقال : (( يخطئ ويخالف )) وعلى هذا فليس هو ممن لا يحتمل تفرده بوصل هذا الحديث ، فإن في حفظه شيئاً ، زيادة على أنه قد خالف أحمد بن عبدة الثقة ( تقريب التهذيب 74 ) الذي رواه عن سفيان مرسلاً . ثم إن ابن عيينة من المكثرين المشهورين بكثرة تلامذته ، فَلِمَ ينفرد بوصل هذه السنة العزيزة العابديُّ هذا دون عامة أصحاب سفيان ؟
لذا قال البزار–وإليه المفزع في معرفة المفاريد– بعد أن رواه (1081) من طريق قيس بإسنادين اثنين: (( لا نعلم روى بكر إلا هذا بهذا الإسناد )) . وقال الطبراني : (( لَمْ يروه عن الزهري إلا بكر )) .(1/3043)
وطريق قيس ابن ربيع ضعيف بسبب ضعفه ، قال الحافظ في التقريب ( 5573 ) : (( صدوق ، تغير لمَّا كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به )) . وانظر: تهذيب الكمال 6/133 (5492)، لذا قال الهيثمي في المجمع 3 / 216 بعد أن نسبه إلى البزار والطبراني في الأوسط : (( وفيه قيس بن ربيع ، وثَّقه شعبة والثوري ، وفيه كلام )) ، وقال في 8 / 109 بعد نسبته إلى أبي يعلى : (( وفيه الحسين بن علي ابن الأسود وقيس بن الربيع ، وقد وثِّقا وفيهما ضعف )) .
فمن هذا يتبين أن المحفوظ رواية أحمد بن عبدة ، عن الزهري مرسلاً ، ولذا قال الإمام الترمذي في علله الكبير (706): (( سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع ، ولا أروي عنه )) . وضعَّف إسناده البيهقي في الكبرى 6 / 122 . وبهذا يظهر خطأ العلامة محدث الشام الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله – بتصحيحه الحديث في صحيح الجامع (228)، وفي الصحيحة ( 1130 ) .
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً عليه، أخرجه البيهقي في الكبرى 6/121–122. وبه يتقوَّى القول بضعف رواية من وصله مرفوعاً ، والله أعلم .
س : لماذا يسوق ابن حبان بعض الرواة في التابعين ثم يسوقهم في الصحابة ، وما هو القول الفصل في محمود بن لبيد وهل هو صحابي أم تابعي ؟
ج : ابن حبان يكرر الراوي في التابعين وفي الصحابة إذا كان هذا الراوي مختلفاً في صحبته ، أما محمود بن لبيد ترجمه البخاري في تاريخه الكبير 7 / 402 الترجمة ( 1762 ) وساق له خبراً مفاده أن له صحبة فقال: (( قال لنا أبو نعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل ، عن عاصم بن عمر ، عن محمود بن لبيد، قال : أسرع النبيُّ حتى تقطَّعت نعالنا يوم مات سعد بن معاذ )) .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/289 الترجمة ( 1329 ) : (( قال البخاري : له صحبة ، فخط أبي عليه ، وقال : لا تعرف له صحبة )) .(1/3044)
وقد أثبت صحبته الترمذي في الجامع 3 / 560 عقيب ( 2036 م ) فقال : (( ومحمود بن لبيد قد أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، ورآهُ وهو غلامٌ صغيرٌ )) .
وكذا فعل ابن عبد البرِّ حيث رجَّحَ قول البخاري في الاستيعاب 3/423، وقالَ ابن حجر في التقريب (6517 ) : (( صحابيٌّ صغير )) . وعدَّهُ تابعياً أبو حاتم وأبو زرعة الجرح 8/289 الترجمة (1329) .
والعجلي في ثقاته 2/266 ، قال: (( مدني تابعي ثقة )) ، ويعقوب بن سفيان. المعرفة والتاريخ 1/356 لذا قالَ الذهبي في تجريد أسماء الصحابة ( 2 / 63 الترجمة 687 ) : (( في صحبته خُلْفٌ )) .
أقول : ذكر ابن عبد البر في استيعابه 3 / 224 : أن ابن لبيد أسنُّ من ابن الربيع ، فإذا عُدَّ ابن الربيع صحابياً ، فابن لبيد أولى بالعدِّ ، والله أعلم .
ما هي واجبات المحقق ؟
واجبات وضوابط المحقق
1- تخريج الآيات ، يكتب اسم السورة ، ثم نقطتان ، ثم رقم الآية . هكذا البقرة : 43 .
2- تخريج الأحاديث من الكتب المسندة .
3- التخريج يرتب على حسب الوفيات .
4- صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، تكتب لهما الجزء والصفحة ورقم الحديث . للطبعات المشهورة .
5- الجزء والصفحة للكتب التي لم ترقم أحاديثها ورقم الحديث فقط للكتب التي رقمت أحاديثها ، أما إذا كان الكتاب مجلداً واحداً ولم ترقم أحاديثه فكتب نقطتان قبل رقم الصفحة . هكذا : 571 .
6- عند التخريج يستفاد من الكتب التي تجمع أسانيد كتب متعددة . مثل تحفة الأشراف ، وجامع المسانيد ، وإتحاف المهرة ، والمطالب العالية والمسند الجامع . وكذلك يستأنس بجامع الأصول ، وموسوعة أطراف الحديث ، والكتب المحققة المخرجة .
7- الاعتناء بعلامات التفريز .
8- كتب التخريج القديمة يستفاد منها كثيراً عند تخريجنا للأحاديث . مثل نصب الراية للزيلعي ، والتلخيص الحبير ، وتخريج أحاديث الإحياء ، وتحفة المحتاج ، وتخريج أحاديث الكشاف .
9- للتخريج خمس طرق :(1/3045)
الطريقة الأولى : عن معرفة راوي الحديث من الصحابة ، وهذه الطريقة نرجع إليها حينما نعرف اسم الصحابي الذي روى هذا الحديث . وعند تخريجنا لهذه الطريقة نستفيد من مجموعة من الكتب وهي : المسانيد ، والمسانيد هي الكتب التي تجمع أحاديث مسند كل صحابي على حدة . مثل مسند أحمد والحميدي ، والطيالسي ، وأبي يعلى . وكذلك المعاجم مثل معاجم الطبراني الثلاثة . فهي أيضاً على المسانيد إلا إن مسانيد الصحابة رتبت على حروف المعاجم . وكذلك كتب الأطراف مثل تحفة الأشراف ، وإتحاف المهرة .
الطريقة الثانية : فهي على طريقة معرفة أول لفظ من متن الحديث . وهذه طريقة نلجأ إليه حينما نعرف أول متن الحديث . وأفضل كتاب لهذه الطريقة هو كتاب موسوعة أطراف الحديث . وكذلك فيها فهارس الكتب المطبوعة حديثاً . وهناك كثير من الكتب ألفت مرتبة على الفهارس المعجمية مثل صحيح الجامع الصغير ، وضعيف الجامع الصغير ، والمقاصد الحسنة . وكشف الخفاء .
أما الطريقة الثالثة : فهي عن طريق معرفة كلمة مشتقة من فعل ثلاثي . مثل
(( إنما الأعمال بالنيات )) فالأعمال أصلها (( عمل )) والنيات أصلها (( نوى )) ونستعين على هذه الطريقة بفهارس صحيح مسلم للمرصفي . والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث لونسك . ولمسند أبي يعلى لحسين سليم أسد فهرس في مجلدين .
أما الطريقة الرابعة : فهي عن طريق معرفة موضوع الحديث . وهو أن نبحث عن الحديث في بابه الفقهي . ونلجأ إليها بالكتب المؤلفة على هذه الطريقة . مثل الجوامع والمستخرجات والمستدركات والسنن . وأحسن شيئ لهذه الطريقة . الرجوع لكتب شملت عدة كتب . مثل جامع الأصول ، ومجمع الزوائد والمطالب العالية .(1/3046)
أما الطريقة الخامسة : فهي النظر إلى نوع الحديث فإذا كان الحديث مرسلاً . بحثنا عنه في كتب المراسيل . وإذا كان متواتراً بحثنا عنه في الكتب التي ألفت في المتواتر . وإذا كان الحديث ضعيفاً نبحث عنه في الكتب المتخصصة في ذلك . مثل السلسلة الضعيفة . وإذا كان مشتهراً على السنة الناس نبحث عنه في المقاصد الحسنة وكشف الخفاء . وإذا كان الحديث من أحاديث الأحكام نبحث عنه في الكتب التي تعتني في هذا . مثل إرواء الغليل والتلخيص الحبير . و نصب الراية . وإذا كان الحديث من أحاديث التفسير يبحث عنه في كتب التفاسير المسندة مثل تفسير الطبري ، وابن أبي حاتم ، والبغوي ، وكتب الواحدي .
فعلى المخرج أن يخرج على إحدى هذه الطرق حسب الحال .
10 – عند تخريج الحديث يحكم على الأحاديث ؛ لأنا لا نستطيع أن نعمل بالحديث حتى نعرف صلاحيته من عدمها ونحن نبحث عن حكم المتقدمين فإذا كان الحديث في الصحيحين ، أو في واحد منهما ، فهو صحيح . وما دون ذلك يبحث عن أقوال أهل العلم في تصحيح الأحاديث وتعليلها . من ذلك كتب العلل . وكتب التخريج القديمة . وبعض الكتب التي شملت أحكاماً مثل جامع الترمذي ، وسنن الدارقطني . أما إذا لم نجد لأهل العلم تصحيحاً ولا تضعيفاً في ذلك الحديث المبحوث عنه . فنعمل قواعد الجرح والتعديل وقواعد المصطلح . وهو أمر صعب . نحن نعلم أن شروط صحة الحديث الاتصال ، والعدالة والضبط وعدم الشذوذ وعدم العلة . فإذا تخلف شرط من هذه الشروط عن الحديث فالحديث ضعيف . والشروط الثلاثة الأولى تكون في الإسناد ونستطيع أن نبحث عنها بمراجعة كتب الرجال . أما الشرطان الأخيران فهما يحتاجان إلى الحفظ . ولمعرفة عدالة الراوي وضبطهم نستفيد أكثر شيئ من تهذيب الكمال ، وميزان الاعتدال ، والتقريب ، وغيرها من كتب الرجال .
والحكم على الأسانيد على النحو الآتي :(1/3047)
أولاً : إسناده صحيح ، إذا كان السند متصلاً بالرواة الثقات ، أو فيه من هو صدوق حسن الحديث وقد توبع ، فهو يشمل السند الصحيح لذاته والسند الصحيح لغيره .
ثانياً : إسناده حسن إذا كان في السند من هو أدني من رتبة الثقة وهو الصدوق الحسن الحديث ولم يتابع ، أو كان فيه (( الضعيف المعتبربه )) أو (( المقبول )) أو (( اللين الحديث ))أو (( السيئ الحفظ )) ومن وصف بأنه (( ليس بالقوي )) أو (( يكتب حديثه وإن كان فيه ضعف )) ، إذا تابعه من هو بدرجته أو أعلى منزلة منه ، فهو يشمل السند الحسن لذاته والحسن لغيره .
ثالثاً : إسناده ضعيف إذا كان في السند من وصف بالضعف ، أو نحوه ويدخل فيه : المنقطع ، والمعضل ، والمرسل ، والمدلس رابعاً .
رابعا إسناده ضعيف جداً ، إذا كان في السند أحد المتروكين أو من اتهم بالكذب.
11- من أول واجبات المحقق ، رجوعه إلى النسخ الخطية العتيقة ، وإلى الكتب المساعدة مثل موارد صاحب المخطوط ، ومن استقى منه .
12 – الاعتناء بشرح ما لا بد من شرحه من غريب أو غيره .
13- ضبط الأسماء المشكلة بالحروف بالهامش مع شكلها بالشكل في المتن .
14- التخريج يكون بجمع الموارد على الصحابي أو تفصيله عند الحاجة .
15- تخريج النقولات عن العلماء من الكتب القديمة .
16- تتبع المذاهب سواء كانت لغوية أم فقهية أم غيرها وتوثيقها من المصادر التي تعنى بها .
17- ترجمه بعض المهملين الذين يرد ذكرهم بترجمة بسيطة .
18 – التعليق على المواطن التي يحتاج فيها إلى التعليق .
19- ينبغي وضع خطة خاصة عند تحقيق أي كتاب .
20- عند التحقيق يجب السير على منهج واحد . والإشارة إليه قبل بدأ العمل .
21- ينبغي شكل ما يشكل .
22- لا بد في التخريج من ذكر الصحابي .
23- عند تخريج أحاديث من في حفظه شيء ، يرجع إلى الكامل والضعفاء للعقيلي والميزان واللسان خشية أن تكون هذه الأحاديث مما أنكرت عليهم.(1/3048)
24- لا بد من معرفة مناهج المخطوطات عند تحقيق أي مخطوطة .
25- يستعان في ضبط المدن في معجم البلدان ، ومراصد الاصطلاح .
26- ويستفاد في ضبط الأنساب في كتاب الأنساب للسمعاني أو اللباب لابن الأثير .
27- ينبغي صنع الفهارس لأي كتاب يحقق . والمنهج السديد لصنع الفهارس فيما يأتي :
أ : اعتبار المدة ( آ ) أول حرف
ب : عدم التفريق بين ( أن ) و ( أنّ ) و ( إن ) وكذلك بين ( أما ) ( أمّا ) ( إمّا ) ، أي : لا يعتد بحركة الهمزة ، ولا تخفيف النون ، والميم ، وتشديدها .
ج : عدم التفريق بين همزة الوصل والقطع ، وعد الهمزة التي كتبت على الواو، والألف همزة .
ء : عدم الاعتداد بـ (( أل )) التعريف في الترتيب ، ويستثنى من ذلك لفظ الجلالة ولفظ اسم الموصول ، فتعدُ همزتها همزة أصلية .
ذ : عدم الاعتداد بجملة (( صلى الله عليه وسلم )) .
ه : عد الألف المقصورة ياءً في الترتب فتجئ (( صلّى )) مثلاً بعد (( صلوا )) .
ف : عد (( لا ))حرفاً مستقلاً . وضع بين الواو والياء .
ما هو تخريج حديث : (( مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً -ليُضِلَّ بهِ الناسَ- فلْيَتبوَّأْ مَقْعدَهُ من النارِ )) ؟
الجواب : هذا الحديث بهذه الزيادة منكر لا يصحّ ؛ وهو معلول بـ ( يونس بن بُكير ) ؛ فقد ضعّفه أبو داود والنسائي ، وهو ليس ممن يحتمل تفرّده في مثل هذا المقام ، وفيه من هذا الوجه ثلاث علل :
الأولى : تفرّده بهذه اللفظة المنكرة ، وهي تخالف أصل الحديث المتواتر الذي رواه أكثر من ستين صحابياً بدونها .
الثانية : أنّه معلول بالإرسال، فقد أخرجه البزار(كشف الأستار 209)، والطحاوي في شرح المشكل (418)، وابن عدي في الكامل (1/20) ، وابن الجوزي في الموضوعات (1/97) من طريق يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة بن مُصرّف ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن ابن مسعود، به ، موصولاً .(1/3049)
وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل(419) من طريق أبي معاوية الضرير محمد بن خازم ، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف ، عن أبي عمار ، عن عمرو بن شرحبيل ، به ، مرسلاً ليس فيه ابن مسعود .
الثالثة : أنه معلول بالانقطاع ؛ فإن طلحة بن مصرف لم يدرك عمرو بن شرحبيل كما نص عليه الطحاوي ( 1 / 371 ) .
وقال الطحاوي ( 1 / 371 ) : (( هذا حديث منكر )) ، وقال ابن عدي في الكامل ( 1 / 20 ) :
(( هذا الحديث اختلفوا فيه على طلحة بن مصرف )) ، وقال ابن حجر في نكته ( 2 / 855 ) : (( اتفق أئمة الحديث على أنّها زيادة ضعيفة )) . ومن عجبٍ أن الهيثمي لما أورده في " كشف الأستار "
( 1 / 114 حديث 209 ) قال : (( قلت : أخرجته لقوله : (( ليضلّ به الناس )) . لكنه لم يتنبّه إلى شيء من علل الحديث في المجمع ( 1 / 144 ) فقال : (( رجاله رجال الصحيح )) ، ومعلوم أنّ إطلاق الهيثمي هذا لا يستفاد منه صحة المتن ، فكلامه هذا لا يجامع الصحة ، فإنّ شروط الصحة عدالة الرواة وضبطهم والسلامة من الانقطاع والعلة وكثيراً ما يغترُّ بعضُ مَنْ ينتحلُ العلمَ بمثل قول الهيثمي هذا فيقع في الخطأ .
هل العلة تطلق فقط على الامر الخفي ؟(1/3050)
إنّ إطلاق العلة على الأمر الخفي القادح : قيد أغلبي ، لأنا وجدنا كثيراً من الأقوال عن العلماء الجهابذة الفهماء إطلاق لفظ العلة على غير الخفي ، وقد وجدنا في " علل الحديث " لابن أبي حاتم مائتين وسبعة وأربعين حديثاً أعلّت بالجرح الظاهر . ( انظر أرقامها في أثر علل الحديث : 15 - 16 ) ، وانظر إلى قول الحافظ ابن حجر حين قال : (( العلّة أعمّ من أن تكون قادحة أو غير قادحة خفية أو واضحة )) ( النكت 2 / 771 ) وقال : (( إنّ الضعف في الراوي علّة في الخبر والانقطاع في الإسناد علة الخبر ، وعنعنة المدلس علة في الخبر وجهالة حال الراوي علة في الخبر )) ( النكت 1 / 407 ) وفي حوار لنا مع شيخنا العلاّمة الدكتور هاشم جميل تنبهنا إلى أمر آخر ، وهو أنّ المحدّثين إذا تكلّموا على العلة باعتبار أن خلو الحديث منها يعدّ قيّداً لابدّ منه لتعريف الحديث الصحيح . فإنّهم في هذه الحالة يطلقون العلة ويريدون بها المعنى الاصطلاحي الخاصّ ، وهو : السبب الخفي القادح . وإذا تكلموا في نقد الحديث بشكل عام فإنّهم في الحالة يطلقون العلة ويريدون بها : السبب الذي يعلّ الحديث به : سواء أكان خفياً أم ظاهراً قادحاً أم غير قادح . وهذا توجد له نظائر عند المحدّثين ، منها : المنقطع : فهو بالمعنى الخاص : ما حصل في إسناده انقطاع في موضع أو في أكثر من موضع لا على التوالي .
وهذا المصطلح نفسه يستعمله المحدّثون أيضاً استعمالاً عاماً فيريدون : كلّ ما حصل فيه انقطاع في أيّ موضع في السند كان ، فيشمل المعلق ، وهو: الذي حصل فيه انقطاع في أول السند ، والمرسل ، وهو: الذي حصل فيه انقطاع في آخر السند والمعضل ، وهو : الذي حصل فيه انقطاع في أثناء السند باثنين فأكثر على التوالي . ويشمل أيضاً المنقطع بالمعنى الخاص الذي ذكرناه .(1/3051)
وهكذا نرى أنّ مصطلح المنقطع يستعمله المحدّثون استعمالاً خاصاً في المنقطع الاصطلاحي ، ويستعملونه استعمالاً عاماً في كلّ ما حصل فيه انقطاع فيشمل المنقطع الاصطلاحي، والمعلق ، والمرسل ، والمعضل ، وعلى هذا المنوال جرى استعمالهم لمصطلح العلّة ، فهم يستعملونه بالمعنى الاصطلاحي الخاص ، وهو : السبب الخفي القادح ، ويستعملونه استعمالاً عاماً ، ويريدون به : كل ما يعلّ الحديث به فيشمل العلة بالمعنى الاصطلاحي ، والعلة الظاهرة ، والعلة غير القادحة )) . وانظر : أثر علل الحديث : 17 - 18 .
هل العلة تكون فقط بالمتن ؟
العلّة تكون أحياناً في الإسناد ، وتكون أحياناً في المتن ، فإذا وقعت العلة في الإسناد : فأما أنْ تقدح في السند فقط أو فيه وفي المتن أو لا تقدح مطلقاً . وهكذا إذا وقعت العلة في المتن ، فعلى هذا يكون للعلة خمسة أقسام نشير إليها فيما يأتي :
1 – تقع العلة في الإسناد ولا تقدح مطلقاً .
مثاله : ما رواه المدلّس بالعنعنة ، فهذا يوجب التوقف عن قبوله ، فإذا وجد من طريق آخر قد صرّح فيها بالسماع تبين أنّ العلة غير قادحة . النكت 2 / 747 ، ومقدمة علل الدارقطني 1 / 40 ، ومقدمة البحر الزخار 1 / 19 .
2 – تقع العلة في الإسناد وتقدح فيه دون المتن(1/3052)
مثاله : ما رواه يَعْلَى بن عُبيد الطَّنَافسي ، عن الثوري ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( البيِّعان بالخيار )) . ( انظر تفصيل الروايات في جامع الأصول 1 / 574 حديث 407 ، والتلخيص الحبير 3 / 23 ، ومسند أبي يعلى 10 / 192 – 193 ، وإتحاف المهرة 8 / 528 حديث 9890 ، والمسند الجامع 10 / 439 حديث 7730 ) . فغلط يعلى في قوله : عمرو بن دينار ، إنّما هو عبد الله بن دينار كما رواه الأئمة المتقنون من أصحاب سفيان الثوري مثل : الفضل بن دكين ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ومخلد بن يزيد ، وغيرهم . علوم الحديث لابن الصلاح : 82 – 83 ، وتدريب الراوي 1 / 254 ، ومقدمة علل الدارقطني 1 / 40 ، ومقدمة البحر الزخار 1 / 19 .
3 – تقع العلة في الإسناد وتقدح فيه وفي المتن معاً
وذلك كأنّ يوجد في الحديث إرسال أو وقف ، أو إبدال راوٍ ضعيف براوٍ ثقة .
مثال ذلك : ما وقع لأبي أسامة – حماد بن أسامة الكوفي ، وهو ثقة ( تقريب التهذيب 1487 ) – في روايته عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر – وهو من ثقات الشاميين ( تقريب التهذيب 4041 ) – قدم عبد الرحمن الكوفة فكتب عنه أهلها، ولم يسمع منه أبو أسامة، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم – وهو من ضعفاء الشاميين ( تقريب التهذيب 4040 ) – فسمع منه أبو أسامة ، وسأله عن اسمه فقال : عبد الرحمن بن يزيد ، فظن أبو أسامة أنّه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه فيقول : حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر ، ولم يفطن إلا أهل النقد فيميزوا ذلك ونصّوا عليه كالبخاري ، وأبي حاتم ، وغير واحد . النكت 2/748 ، وتوضيح الأفكار 2/32 ، ومقدمة علل الدارقطني 1/41 ، ومقدمة البحر الزخار 1/19 .
4 - تقع العلة في المتن ولا تقدح فيه ولا في الإسناد(1/3053)
مثاله : كلّ ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين إذا أمكن الجمع رد الجميع إلى معنى واحد فإن القدح ينتفي عنهما . النكت 2 / 748 ، وتوضيح الأفكار 2 / 32 ، ومقدمة علل الدارقطني 1 / 41 ، ومقدمة البحر الزخار 1 / 19 .
5 – تقع العلة في المتن وتقدح فيه دون الإسناد
مثاله: ما انفرد مسلم (صحيحه 2/12 رقم 399) بإخراجه في حديث أنس - رضي الله عنه - من اللفظ المصرّح بنفي قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم)، فعلّل قومٌ روايةَ اللفظ المذكور لمّا رأو الأكثرين إنّما قالوا فيه: (( فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين )) من غير تعرّض لذكر البسملة وهو الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه (صحيح البخاري 1/189 رقم 743 ، وصحيح مسلم 2/12 رقم 399) .
ورأوا أنّ من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له ففهم من قوله : (( كانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين )) أنّهم كانوا لا يبسملون فرواه على فهم وأخطأ فيه ؛ لأنّ معناه أنّ السورة التي كانوا يفتتحون بها من السور هي الفاتحة ، وليس فيها تعرض لذكر البسملة . علوم الحديث : 83 ، والنكت 2/748 ، والباعث الحثيث: 67 ، ومقدمة علل الدارقطني 1/42 ، ومقدمة البحر الزخار 1/20 .
ما هو القول الفصل في زيادة الثقة ؟
زيادة الثقة من القضايا التي كَثُرَ الخلافُ فيها واتّسع النقاش لها ، وهي من القضايا الخفية المهمة في علل الحديث ، بل إنّ العمود الفقري لعلم العلل هو الزيادة من الرواة الثقات ، وقد عُرِّفت زيادة الثقة : بأنّها ما انفرد به الراوي من زيادة – في المتن أو في السند – عن بقيّة الرواة عن شيخ لهم ( اختصار علوم الحديث : 61 ) وصوّرها ابن رجب ( شرح العلل 2 / 635 ) : (( أن يروي جماعة حديثاً واحداً بإسناد واحد ومتن واحد ، فيزيد بعض الرواة فيه زيادة ، لم يذكرها بقية الرواة )) .(1/3054)
فالزيادة فنٌّ عظيم من فنون الحديث ، ومرجعه إلى الاختلاف بالروايات ، ومن الطبيعي أنْ يختلف الرواة في بعض الأحيان سنداً أو متناً ولا غرابة في ذلك . إذ يبعد عادة أن يكون الجميع في مستوى واحد من الاهتمام والتيقظ والتثبت والدقة والضبط منذ تلقي الأحاديث من أصحابها إلى حين أدائها ؛ لأن المواهب متفاوتة فمنهم من بلغ أوج مراتب الثقات ، ومنهم من هو أدنى هذه المراتب ، ومنهم من هو بين الحدين ، وهذا الفريق على درجات متفاوتة ، وهؤلاء الثقات كثيراً ما يشتركون في سماع الحديث من شيخ لهم ، فإذا حدّثوا به بعد مدّة من الزمن في جملة من الأحاديث المسموعة من مصادر شتى فإن مدى الاتفاق بينهم والاختلاف يتوقف على مقدار تيقظهم واهتمامهم ومذاكرتهم ودقتهم وحفظهم ، وبما أنّهم مختلفون في ذلك فإنهم قد يختلفون في أداء الرواية ، والزيادة لون من ألوان الاختلاف . والذي ينظر في صنيع الأئمة السابقين والمختصين في هذا الشأن يراهم لا يقبلونها مطلقاً ولا يردونها مطلقاً بل مرجع ذلك إلى القرائن والترجيح فتقبل تارة وتردّ أخرى ، ويتوقف فيها أحياناً . وهذا هو الرأي المختار المتوسط الذي هو بين القبول والردِّ فيكون حكم الزيادة حسب القرائن المحيطة بها حسب ما يبدو للناقد العارف بعلل الحديث وأسانيدها وأحوال الرواة بعد النظر في ذلك ، أما الجزم بوجه من الوجوه من غير نظر إلى عمل النقاد فذلك فيه مجازفة . وانظر بلابد ( أثر علل الحديث ص 254 – 280 ) .
هل إن مراسيل سعيد بن المسيب مقبولة ؟
قال الإمام النوويّ : (( اشتهر عند فقهاء أصحابنا أنّ مرسل سعيد بن المسيّب حجّة عند الشافعيّ ، حتى أنّ كثيراً منهم لا يعرفون غير ذلك ، وليس الأمر على ذلك ، وإنّما قال الشافعي – رحمه الله – في مختصر المُزني : وإرسال سعيد بن المسيب عندنا حَسَنٌ ، فذكر صاحب المهذب وغيره من أصحابنا في أصول الفقه في معنى كلامه وجهين لأصحابه .(1/3055)
منهم من قال : مراسيله حجة لأنّها فتشت فوجدت مسانيد .
ومنهم من قال : ليست بحجة عنده بل هي كغيرها على ما نذكره ، وإنّما رجّح الشافعي به ، والترجيح بالمرسل صحيح . وحكى الخطيب أبو بكر هذين الوجهين لأصحاب الشافعي ، ثم قال : الصحيح من القولين عندنا الثاني ؛ لأنّ في مراسيل سعيد ما لم يوجد مسنداً بحال من وجهٍ يصحّ ، وقد جعل الشافعي لمراسيل كبار التابعين مزية على غيرهم كما استحسن مرسل سعيد .
وروى البيهقي في مناقبه بإسناده عن الشافعي كلاماً طويلاً ، حاصله : أنّه يقبل مرسل التابعي إذا أسنده حافظ غيره أو أرسله من أخذ عن غير رجال الأول أو كان يوافق قول بعض الصحابة ، أو أفتى عوام أهل العلم بمعناه .
ثم قال البيهقي : فالشافعي يقبل مراسيل كبار التابعين إذا انضم إليها ما يؤكدها ، فإن لم ينضم إليها ما يؤكدها لم يقبلها ، سواء كان مرسل ابن المسيب أو غيره . قال : وقد ذكرنا مراسيل لابن المسيب لم يقل بها الشافعي حين لم ينضم إليها ما يؤكدها ، ومراسيل لغيره قال بها حين انضم إليها ما يؤكدها .
قال : وزيادة ابن المسيب على غيره في هذا أنّه أصحّ التابعين إرسالاً فيما زعم الحفّاظ فهذا كلام الخطيب والبيهقي وإليهما المنتهى في التحقيق ومحلهما من العلم . بنصوص الشافعي ومذهبه وطريقته معروف . وأما قول الإمام أبي بكر القفال المروزي في أول شرح التلخيص : قال الشافعي في الرهن الصغير : مرسل ابن المسيب عندنا حجة . فهو محمول على ما ذكره البيهقي والخطيب )) . انتهى كلام الإمام النووي .(1/3056)
ولكن ! اعترض عليه العلائي في " جامع التحصيل " على قوله بالتسوية بين مراسيل سعيد بن المسيب ومراسيل غيره، وتكلّم بكلام نفيس ، لا يسع المقال لنقله هنا ، فراجعه تجد فائدة –إن شاء الله تعالى- . ينظر : الكفاية : ( 571 – 572 ت 404 – 405 ه ) ، ومناقب الشافعي 2 / 31 ، ومختصر المزني 8/78 في آخر كتاب الأم للشافعي ، وإرشاد طلاب الحقائق 1 / 175 – 178 ، وتهذيب الأسماء واللغات 1 / 221 ، وجامع التحصيل : 46 .
ما هو القول الفصل في تعريف الحديث الحسن ؟
الحديث الحسن: وسطٌ بين الصحيح والضعيف، قال ابن القطّان في " بيان الوهم والإيهام " (1118): (( الحسن معناه الذي له حال بين حالي الصحيح والضعيف وبنحوه قال عقيب ( 1173 ) . وقال عقيب ( 1432 ) : (( ونعني بالحسن : ما له من الحديث منْزلة بين منْزلتي الصحيح والضعيف ، ويكون الحديث حسناً هكذا ؛ إما بأن يكون أحد رواته مختلفاً فيه ، وثقّه قوم وضعّفه آخرون ، ولا يكون ما ضعّف به جرحاً مفسراً ، فإنّه إن كان مفسراً قدّم على توثيق من وثّقه ، فصار به الحديث ضعيفاً )) ؛ ولما كان كذلك عَسُر على أهل العلم تعريفه .
قال الحافظ ابن كثير : (( وذلك لأنّه أمر نسبيٌ ، شيءٌ ينقدح عند الحافظ ، ربّما تقصر عبارته عنه )) (اختصار علوم الحديث : 37) .
وقال ابن دقيق العيد : (( وفي تحرير معناه اضطرابٌ )) . ( الاقتراح : 162 ) .(1/3057)
وذلك لأنّه من أدق علوم الحديث وأصعبها ؛ لأنّ مداره على من اخُتلف فيه ، وَمَن وهم في بعض ما يروي . فلا يتمكن كل ناقدٍ من التوفيق بين أقوال المتقدّمين أو ترجيح قولٍ على قولٍ إلا من رزقه الله علماً واسعاً بأحوال وقواعد هذا الفن ومعرفةٍ قوية بعلم الجرح والتعديل ، وأمعن في النظر في كتب العلل ، ومارس النقد والتخريج والتعليل عمراً طويلاً ، ومارس كتب الجهابذة النقاد حتى اختلط بلحمه ودمه ، وعرف المتشددين والمتساهلين من المتكلمين في الرجال ، ومن هم وسطٌ في ذلك ؛ كي لا يقع فيما لا تحمد عقباه ؛ ولذلك قال الحافظ الذهبي : (( ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدةً تندرج كل الأحاديث الحسان فيها ؛ فأنا على إياسٍ من ذلك ، فكم من حديثٍ تردد فيه الحفاظ هل هو حسنٌ أو ضعيفٌ أو صحيحٌ ؟ )) . ( الموقظة : 28 ) .
وللحافظ ابن حجر محاولةٌ جيّدةٌ في وضعه تحت قاعدة كليةٍ فقد قال في النخبة : (( وخبر الآحاد بنقل عدلٍ تامّ الضبط ، متصل السند غير معللٍ ولا شاذٍ : هو الصحيح لذاته … فإن خفّ الضبط ، فالحسن لذاته )) . ( النخبة 29 ، 34 ) .
وهي محاولةٌ جيدةٌ . وقد مشى أهل المصطلح على هذا من بعده . وحدّوا الحسن لذاته : بأنه ما اتصل سنده بنقل عدلٍ خف ضبطه من غير شذوذٍ ولا علةٍ )) . وشرط الحسن لذاته نفس شرط الصحيح ، إلا أنّ راوي الصحيح تامّ الضبط ، وراوي الحسن لذاته خفيف الضبط . وسمّي حسناً لذاته ؛ لأنّ حسنه ناشئ عن توافر شروط خاصّة فيه ، لا نتيجة شيء خارج عنه .(1/3058)
وقد تبين لنا : أنَّ راوي الحسن لذاته هو الراوي الوسط الذي روى جملة من الأحاديث ، فأخطأ في بعض ما روى ، وتوبع على أكثر ما رواه ؛ فراوي الحسن : الأصل في روايته المتابعة والمخالفة وهو الذي يطلق عليه الصدوق ، لأنّ الصدوق هو الذي يهم بعض الشيء فنزل من رتبة الثقة إلى رتبة الصدوق . فما أخطأ فيه وخولف فيه فهو من ضعيف حديثه ، وما توبع عليه ووافقه من هو بمرتبته أو أعلى فهو من صحيح حديثه . أما التي لم نجد لها متابعة ولا شاهداً فهي التي تسمّى بـ ( الحسان ) ؛ لأنّا لا ندري أأخطأ فيها أم حفظها لعدم وجود المتابع والمخالف ؟
وقد احتفظنا بهذه الأحاديث التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً وسمّيناها حساناً ؛ لحسن ظننا بالرواة ؛ ولأنّ الأصل في رواية الراوي عدم الخطأ ، والخطأ طارئٌ ؛ ولأنّ الصدوق هو الذي أكثر ما يرويه مما يتابع عليه . فجعلنا ما تفرد به من ضمن ما لم يخطأ فيه تجوزاً ؛ لأنَّ ذلك هو غالب حديثه ، ولاحتياجنا إليه في الفقه . وبمعنى هذا قول الخطّابي : (( … وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء )) . ولا بأس أن نحد ذلك بنسبة مئوية فكأنّ راوي الحسن من روى – مثلاً لا حصراً – مائتي حديث ، فأخطأ في عشرين حديثاً وتوبع في ثمانين . فالعشرون التي أخطأ فيها من ضعيف حديثه . والثمانون التي توبع عليها من صحيح حديثه . أما المائة الأخرى وهي التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً فهي من قبيل(1/3059)
( الحسن ) . ومن حاله كهذا : عاصم بن أبي النجود ، فقد روى جملة كثيرة من الأحاديث فأخطأ في بعض وتوبع على الأكثر فما وجدنا له به متابعاً فهو صحيح ، وما وجدنا له به مخالفاً أوثق منه عدداً أو حفظاً فهو من ضعيف حديثه. وما لم نجد له متابعاً ولا مخالفاً فهو (حسن) خلا روايته عن أبي وائل، وزر بن حبيش . وانظر : كتابنا كشف الإيهام الترجمة ( 328 ) . وممن حاله كحال عاصم : (( عبيدة بن حميد الكوفي ، وسليمان بن عتبة وأيوب ابن هانئ ، وداود بن بكر بن أبي الفرات ، ومحمد بن عمرو بن علقمة، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، ويونس بن أبي إسحاق ، وسماك بن حرب )).
وهذا الرأي وإن كان بنحو ما انتهى إليه الحافظ ابن حجر العسقلاني إلا أننا لم نجد من فصّله هكذا . وهو جدير بالقبول والتداول بين أهل العلم . وقد يتساءل إنسانٌ بأن من قيل فيهم : صدوق أو حسن الحديث قد اختلف المتقدمون في الحكم عليهم تجريحاً وتعديلاً . وجواب ذلك : أنّ الأئمة النقاد قد اطّلعوا على ما أخطأ فيه الراوي وما توبع عليه فكأنَّ المُجَرِّح رأى أن ما خولف فيه الراوي هو الغالب من حديثه ، والمُعَدِّل كذلك رأى أن ما توبع عليه هو غالب حديثه فحكم كلٌّ بما رآه غالباً ، غير أنا نعلم أنَّ فيهم متشددين يغمز الراوي بالجرح وإن كان خطؤه قليلاً ، ومنهم متساهلين لا يبالي بكثرة الخطأ ، وعند ذلك يؤخذ بقول المتوسطين المعتدلين .
ولذا نجد الحافظ ابن عدي في الكامل ، والإمام الذهبي في الميزان يسوقان أحياناً ما أنكر على الراوي الوسط ثم يحكمان بحسن رواياته الأخرى . والله أعلم .
هل حديث : (( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )) متواتر ؟
نعم وقد ورد عن عدّة من الصحابة – رضي الله عنهم - ، منهم :
جابر بن عبد الله ، عند أحمد ( 3 / 280 ) ، والدارمي ( 237 ) ، وابن ماجه ( 33 ) .
وخالد بن عرفطة ، عند أحمد ( 5 / 292 ) .
وزيد بن أرقم ، عند أحمد ( 4 / 366 ) .(1/3060)
وأبو سعيد الخدري ، عند أحمد ( 3 / 12 و 21 و 39 و 44 و 46 و 56 ) ومسلم ( 8 / 229 عقيب 3004 ) .
وسلمة بن الأكوع ، عند أحمد ( 4 / 47 و 50 ) ، والبخاري ( 1 / 38 عقيب 109 ) .
وابن عبّاس ، عند أحمد ( 1/233 و 269 ) ، والدارمي (238) ، والترمذي (2950) و (2951) .
وعبد الله بن عمرو ، عند أحمد ( 2 / 171 ) .
وابن مسعود ، عند أحمد ( 1 / 402 و 405 و 454 ) ، والترمذي ( 2659 ) .
وعقبة بن عامر ، عند أحمد ( 4 / 156 ) .
وعلي بن أبي طالب ، عند أحمد ( 1 / 130 ) .
ومعاوية بن أبي سفيان ، عند أحمد ( 4 / 100 ) .
ويعلى بن مرّة ، عند الدارمي ( 240 ) .
والمغيرة بن شعبة عند البخاري ( 2 / 102 ) ، ومسلم ( 1 / 10 عقيب 4 ) .
وأبو هريرة ، عند أحمد ( 2 / 413 ) ، والدارمي ( 599 ) ، والبخاري ( 1 / 38 و 7 / 54 ) ، ومسلم ( 1 / 8 حديث 3 ) .
وقد رواها جميعها ، ابن الجوزي في تقدمة الموضوعات ( 1 / 55 – 93 ) وبسط الكلام في تخريجها اللكنوي في الآثار المرفوعة : 21 – 36 .
ماهو القول الفصل في حماد بن سلمة ؟
حماد بن سلمة بن دينار البصري ، ثقة له أوهام . قال أحمد : هو أعلم الناس بحديث خاله حميد الطويل . وقال ابن معين : هو أعلم الناس بثابت – يعني : ثابت البُناني – ( الميزان 1 / 590 وما بعدها ، تهذيب التهذيب 3 / 11 وما بعدها ) . وقال الحافظ في التقريب : (( ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، تغير حفظه بأخرة )) ( التقريب 1499 ) .(1/3061)
إذن : فحمّاد بن سلمة في أول أمره ثقة له أوهام ، وهذا التعبير يشير إلى خفة في الضبط ، لكن خفة الضبط تنجبر بطول الملازمة للشيخ وشدة العناية بحديثه . وحماد – كما ذكرنا – كثير الملازمة لثابت البناني ، شديد العناية بحديثه ، إذن : فما حدّث به حماد قبل اختلاطه ، عن ثابت يعدّ من الحديث الصحيح . وحديثه عن غيره من قبيل الحسن ، ثم تغير حماد لما كبر فساء حفظه ، فكان حديثه في هذه المرحلة ضعيفاً . إذا عرفنا هذا : لننظر ماذا فعل الشيخان بحديث حماد بن سلمة : أما البخاري : فقد أخرج له في التاريخ ، لكن ترك الحديث عنه في الصحيح . وأما مسلم : فقد غربل حديثه ، وميّز منه أحاديث حدّث بها قبل الاختلاط .
ثم قسم هذه الأحاديث إلى قسمين :
القسم الأول : الأحاديث التي حدّث بها حماد عن ثابت ، وهذه أخرجها مسلم في الصحيح أصولاً محتجاً بها .
القسم الثاني : الأحاديث التي حدّث بها عن غير ثابت ، وهذه لم يخرّجها مسلم في الأصول ، وإنّما أخرجها في الشواهد .
يقول الذهبي : (( احتجَّ مسلمٌ بحمّاد بن سلمة في أحاديث عدّة في الأصول . وتحايده البخاري )) .
ويوضّح ما أجمله الذهبي هنا : كلام نقله الحافظ ابن حجر عن البيهقي يتحدث فيه عن حماد بن سلمة ، قال البيهقي : (( أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري ، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع قبل تغيره ، وما سوى حديثه عن ثابت – لا يبلغ اثني عشر
حديثاً – أخرجها في الشواهد )) . ( ميزان الاعتدال 1/590 وما بعدها ، وتهذيب التهذيب 3/11 والتقريب 1499 ، والكواكب النيرات : 460 ، وانظر لزاماً : أثر علل الحديث : 20 – 21 ) .
الرسالة:أرجو تخريج الحديث التالي:(1/3062)
عن ميسرة قال :قلت يا رسول الله ، متى كنت نبيا ؟ قال : (لما خلق الله الأرض واستوى فسواهن سبع سماوات ، وخلق العرش : كتب على ساق العرش : محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، وخلق الله الجنة التي اسكنها آدم وحواء ،فكتب اسمي على الأبواب والأوراق ،والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد ،فلما أحياه الله تعالى :نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله انه سيد ولدك ، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ) .
الجواب : هذاأخرجه ابن الجوزي في الوفاء بأحوال المصطفى : 331 بهذا المتن من طريق إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة ، عن عبد الله بن سفيان ،عن ميسرة ، به .
وذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 2/95 ونسبه لابن الجوزي في الوفاء بفضائل المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) .
وقد ورد مختصراً على : (( متى كنت نبياً ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( وآدم بين الروح والجسد )) .
أخرجه أحمد 4/66 و5/379 ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني : ( 2918 ) من طريق حماد بن سلمة ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن رجل .
وأخرجه ابن سعد 1/148 عن طريق ابن علية ، عن وهب بن خالد ، عن خالد الحذاء ، به .
وأخرجه أحمد 5/59 ، وابن أبي عاصم في السنة ( 410 ) ، والطبري في المنتخب من التذيل المذيل11/569 والطبري 20/ ( 834 ) عن طريق عبد الرحمن بن المهدي عن منصور بن سعد ، عن بديل ، عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة .
وأخرجه ابن سعد 7/60 والطحاوي في شرح المشكل ( 5977 ) والطبري 20/ ( 833 ) ، والحاكم 2/608 ، والبيهقي في دلائل النبوة 1/84 – 85 و2/129 من طريق إبراهيم بن طهمان ، عن بديل به .
وأخرجه ابن سعد 1/148 و الطحاوي شرح المشكل ( 5976 ) من طريق خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عبد الله بن أبي الجدعاء ، به .
كلهم اقتصروا على قوله : (( قلت : يا رسول الله ، متى كنت نبياً ؟ قال : وآدم بن الروح والجسد )) .(1/3063)
بارك الله في الأخ العزيز خالد أهل السنة على إحضار الشيخ للمنتدى والذي سيعطيني فرصة في طرح أسئلة له ومن مدة وأنا أتمنى أن تقوم الشبكة أعني شبكة الدفاع عن السنة باستضافة المشائخ والدعاة للاستفادة منهم والتعريف بهم
كلامي الآن للشيخ الفحل وفقه الله
أقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أحب أن أشكر لك جهودك في مجال السنة وأسأل الله أن يبارك في علمك ووقتك وجهدك وأن يطيل عمرك على طاعته .
سؤالي في مجال المصطلح
فقد وقع بيني وبين أحد المخالفين - وأظنه حبشي أو كوثري - نزاع حول الألباني رحمه الله .
فهو ينكر كون الألباني محدثا وعليه لا ينبغى له أن يتناول الأحاديث بالنقد فسارعت ببيان ماهو المحدث عبر كتابي المتواضع تيسير علوم الحديث للطحان وأنه من اهتم بالحديث رواية ودراية .
وانجر النقاش بيني وبينه في مواضيع لا داعي لذكرها
لكن في النهاية .
قرر الذي أناقشه قاعدة
ألا وهي
أنه لا يتناول التصحيح والتضعيف أحد إلا الحافظ
ثم نقل نقولات عن علماء أهاب أن أنتقدهم أو أعترض عليهم
وأنا طويلب علم ومكتبتي هزيلة ونفسي في البحث ليس بذاك .
كما أنني لا أعرف المواطن التي تكلم العلماء فيها في هذه المسألة
فرمت بمكر أن أنقل من كتابي السابق أن الحافظ له اصطلاحان عند أهل الفن
1- بمعنى المحدث .
2- أنه الذي حفظ الأحاديث حتى ما يفوته منها إلا النزر القليل .
لكن لم أشأ وضع هذه المعلومة لشعوري أنها لا تساعد في الحوار
فأردت أن أنشيء كلاما عاطفيا يستدر الدموع
ولكن كما تعرف أن أي شيء يفتقد العلمية لا يساوي الهباء المنثور .
ولذلك أحب أن تعطيني نصوص لأهل العلم تثبت أن الحفظ ليس شرطا لمن يصحح الأسانيد والمتون .
وأحب أن أبين أنني على يقين هذا المحاور يجوزها لمن هم على نحلته وإذا واجهناه بتصحيحات أهل السنة للأحاديث الواهية التي يستدل بها يقول :
تصحيح الأحاديث لا يقبل إلا من الحفاظ .
وهذا نص استدلاله على هذه المسألة :(1/3064)
اقتباس:
قال الحافظ السيوطي في ألفيته (10) في علم الأثر:
وخذه حيث حافط عليه نص ومن مصنف بجمعه يخص
وقال الحافظ سراج الدين البلقيني كما في "التدريب" (11): "الحسن لما توسط بين الصحيح والضعيف عند الناظر كان شيئا ينقدح في نفس الحافظ، وقد تقصر عبارته عنه كما قيل في الاستحسان فلذلك صعب تعريفه وسبقه إلى ذلك ابن كثير" اهـ
ففيه كما ترى اشتراط الحفظ في التحسين وأنه من خصائص الحافظ وبالأولى التصحيح (12).
وقال النووي في مختصر علوم الحديث (13) : "وقولهم: حديث حسن الإسناد أو صحيحه دون قولهم حديث صحيح أو حسن، لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة، فإن اقتصر على ذلك حافظ معتمد فالظاهر صحة المتن وحسنه " اهـ.
وقال السيوطي من التدريب تفريعا على قول النووي في المتن المذكور ءانفا ما نصه: "من رأى في هذه الأزمان حديثا صحيح الإسناد في كتاب أو جزء ولم ينص على صحته حافظ معتمد، قال الشيخ:- يعني ابن الصلاح-: لا يحكم بصحته لضعف أهلية أهل هذه الأزمان، والأظهر عندي جوازه لمن تمكن وقويت معرفته" انتهى كلام النووي (14) ما نصه (15): "ولم يتعرض المصنف ومن بعده كابن جماعة وغيره ممن اختصر ابن الصلاح، والعراقي في الألفية، والبلقيني، وأصحاب النكت إلا للتصحيح فقط وسكتوا عن التحسين" اهـ.
ثم قال (16): "ثم تأملت كلام ابن الصلاح فرأيته سوى بينه وبين التصحيح حيث قال: "فآل الأمر إذا في معرفة الصحيح والحسن إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في كتبهم " وقد منع فيما سيأتي، ووافقه عليه المصنف وغيره، أن يجزم بتضعيف الحديث اعتمادا على ضعف إسناده لاحتمال أن يكون له إسناد صحيح غيره. ولا شك أن الحكم بالوضع أولى بالمنع قطعا إلا حيث لا يخفى كالأحاديث الطوال الركيكة التي وضعها القصاص أو ما فيه مخالفة للعقل أو الإجماع " اهـ.(1/3065)
فهذا صريح في دفع ما صنع الألباني وأشياعه من الإقدام على التضعيف للأحاديث التي نص الحفاظ على تصحيحها من غير أن يكون لهه في ذلك سلف صرح بذلك، وهو يعلمون من أنفسهم أنه ليسوا بحافظ بل ولا
عشر الحافظ في المعنى، ألا فاعجبوا لهم، ثم اعجبوا.
الجواب : أخي الكريم بارك الله فيك على حرصك على السنة ، ونفع بك الإسلام .
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله محدث علامة معاصر خدم الإسلام والسنة النبوية ونصرت به عقيدة التوحيد ، ومؤلفاته النافعة الماتعة ينتفع بها كل أحد . وما ذكر من اشتراط الحفظ فهذا يختلف حسب كل زمان ، والشيخ ناصر قد توفر به آلات الحكم على الأحاديث ، ولا تغتر بأقوال المخالفين الحاقدين الذين يريدون أن ينالوا من الإسلام عن طريق النيل من علماء الأمة . والحافظ ابن الصلاح لم يرد غلق باب التصحيح والتضعيف أنما أراد التعسير وأنه لا يستطيعه كل أحد .
أما عن السؤال حول الفرق بين الاضطراب والاختلاف
الفرق بَيْنَ الاضطراب والاختلاف
الْحَدِيْث المضطرب : هُوَ ما اختلف راويه فِيْهِ ، فرواه مرة عَلَى وجه ، ومرة عَلَى وجه آخر مخالف لَهُ . وهكذا إن اضطرب فِيْهِ راويان فأكثر فرواه كُلّ واحد عَلَى وجه مخالف للآخر .
ومن شرط الاضطراب : تساوي الروايات المضطربة بحيث لا تترجح إحداها عَلَى الأخرى .(1/3066)
أما إذا ترجحت إحدى الروايات فلا يسمى مضطرباً ، بَلْ هُوَ مطلق اختلافٍ ، قَالَ العراقي : (( أما إذا ترجحت إحداهما بكون راويها أحفظ ، أو أكثر صُحْبَة للمروي عَنْهُ ، أو غَيْر ذَلِكَ من وجوه الترجيح ؛ فإنه لا يطلق عَلَى الوجه الراجح وصف الاضطراب ولا لَهُ حكمه ، والحكم حينئذ للوجه الراجح )) . وهذا أمر معروف بَيْنَ الْمُحَدِّثِيْنَ لا خلاف فِيْهِ ؛ لذا نجد المباركفوري يَقُوْلُ : (( قَدْ تقرر في أصول الْحَدِيْث أنّ مجرد الاختلاف لا يوجب الاضطراب ، بَلْ من شرطه استواء وجوه الاختلاف فمتى رجح أحد الأقوال قُدِّمَ )) .
فعلى هَذَا شرط الاضطراب تساوي الروايات ، أما إذا ترجحت إحداهما
عَلَى الأخرى فالحكم للراجحة،والمرجوحة شاذة أَوْ منكرة . وعليه فإن كَانَ أحد الوجوه مروياً مِنْ طريق ضعيف والآخر من طريق قوي فلا اضطراب والعمل بالطريق القوي ، وإن لَمْ يَكُنْ كذلك ، فإن أمكن الجمع بَيْنَ تِلْكَ الوجوه بحيث يمكن أن يَكُوْنَ المتكلم باللفظين الواردين عَنْ معنى واحد فلا إشكال أَيْضاً؛مِثْل أن يَكُوْنَ في أحد الوَجْهَيْنِ قَدْ قَالَ الرَّاوِي : عَنْ رجل ، وفي الوجه الآخر يسمي هَذَا الرجل ، فَقَدْ يَكُوْن هَذَا المسمى هُوَ ذَلِكَ المبهم ؛ فَلاَ اضطراب إذن ولا تعارض ، وإن لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بأن يسمي مثلاً الرَّاوِي باسم معينٍ في رِوَايَة ويسميه باسم آخر في رِوَايَة أخرى فهذا محل نظر وَهُوَ اضطراب إِذْ يتعارض فِيْهِ أمران :
أحدهما : أنه يجوز أن يَكُوْن الْحَدِيْث عَنْ الرجلين معاً .
والثاني : أن يغلب عَلَى الظن أن الرَّاوِي واحد واختلف فِيْهِ . فههنا لا يخلو أن يَكُوْن الرجلان كلاهما ثقة أو لا ، فإن كانا ثقتين فهنا لا يضر الاختلاف عِنْدَ الكثير ؛ لأنّ الاختلاف كيف دار فهو عَلَى ثقة ، وبعضهم يقول : هَذَا اضطراب يضر ؛ لأنه يدل عَلَى قلة الضبط .(1/3067)
إذن شرط الاضطراب الاتحاد في المصدر، وعدم إمكانية التوفيق بَيْنَ الوجوه المختلفة والترجيح عَلَى منهج النقاد وعلى ما تقدم يتبين لنا أنّ بَيْنَ الاضطراب والاختلاف عموماً وخصوصاً،وَهُوَ أن كُلّ مضطرب مختلف فِيْهِ، ولا عكس. فالاختلاف أعم من الاضطراب إِذْ شرط الاضطراب أن يَكُوْن قادحاً ، أما الاختلاف فربما كَانَ قادحاً وربما لَمْ يَكُنْ قادحاً.
ثُمَّ إنه ليس كُلّ اختلاف يؤدي إلى وجود الاضطراب ، إِذْ إن ما يشبه أن يَكُوْن اضطراباً ينتفي عَنْ الْحَدِيْث إذا جمع بَيْنَ الوجوه المختلفة أو رجح وجه مِنْهَا عَلَى طريقة النقاد لا عَلَى طريقة التجويز العقلي .
أما عن السؤال بأن الحديث إذا روي مرسلاً وروي مرة أخرى موصولاً .... فالجواب عنه على هذا التفصيل :
الوَصْل هنا بمعنى الاتصال، والاتصال هُوَ أحد الشروط الأساسية في صِحَّة الحَدِيْث، بَلْ هُوَ أولها ،
وكل من عرّف الصَّحِيح أبتدأ أولاً بذكر الاتصال، والاتصال : هُوَ سَمَاع الحَدِيْث لكل راوٍ من الرَّاوِي الَّذِي يليه .
ويعرف الاتصال بتصريح الرَّاوِي بإحدى صيغ السَّمَاع الصريحة ، وَهِيَ حَدَّثَنَا ، وأخبرنا ، وأنبأنا ، وسمعت ، وَقَالَ لَنَا ، وغيرها من الصيغ .
وهذا هُوَ الأصل . وربما حصل التصريح في السَّمَاع في بَعْض الأسانيد ، لَكِنْ صيارفة الحَدِيْث ونقاده يحكمون بخطأ هَذَا التصريح ، ثُمَّ الحكم عَلَى الرِّوَايَة بالانقطاع ، قَالَ ابن رجب : (( وَكَانَ أحمد يستنكر دخول التحديث في كَثِيْر من الأسانيد ، ويقول: هُوَ خطأ ، يعني ذكر السَّمَاع )). وَقَدْ بحث ابن رجب ذَلِكَ بحثاً واسعاً ، ثُمَّ قَالَ : (( وحينئذٍ ينبغي التفطن لهذه الأمور ، وَلاَ يغتر بمجرد ذكر السَّمَاع و التحديث في الأسانيد ، فَقَدْ ذكر ابن المديني : أن شُعْبَة وجدوا له غَيْر شيء يذكر فِيهِ الإخبار عن شيوخه ، ويكون منقطعاً )) .(1/3068)
وأعود إلى التفصيل السابق ثُمَّ أقول: أما إذا كَانَتِ الرِّوَايَة بصيغة من الصيغ المحتملة، مِثْل: عن ، أو أن أو حدث ، أو أخبر ، أو قَالَ ، فحينئذٍ يَجِبُ توفر شرطين في الرَّاوِي لحمل هذِهِ الصيغة عَلَى الاتصال :
الشرط الأول : السلامة من التَّدْلِيْس ، أي : أن لا يَكُون من رَوَى هكذا مدلساً .
الشرط الثاني : المعاصرة وإمكان اللقاء ، وَقَدِ اكتفى بهذين الشرطين كثيرٌ من المُحَدِّثِيْنَ ، وأضاف عَلَي بن المديني و البُخَارِيّ وآخرون شرطاً ثالثاً ، وَهُوَ : ثبوت اللقاء وَلَوْ مرة وَاحِدَة .
والاتصال في السَّنَد لا يشترط أن يَكُون في طبقة وَاحِدَة فَقَطْ ، بَلْ يشترط أن يَكُون من أول السَّنَد إلى آخره ؛ فإذا اختل الاتصال فِي مَوْضِع من المواضع سمي السَّنَد منقطعاً ، وَكَانَ يطلق عَلَيْهِ فِي القرون المتقدمة مرسلاً ، ثُمَّ استقر الاصطلاح بعد عَلَى أن المُرْسَل هُوَ : مَا أضافه التَّابِعيّ إلى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - .
ولما كَانَ الاتصال شرطاً للصحة فالانقطاع ينافي الصِّحَّة ، إذن الانقطاع أمارة من أمارات الضعف ؛ لأن الضَّعِيف مَا فَقَدْ شرطاً من شروط الصِّحَّة .
والانقطاع قَدْ يَكُون فِي أول السَّنَد ، وَقَدْ يَكُون فِي آخره، وَقَدْ يَكُون فِي وسطه، وَقَدْ يَكُون الانقطاع براوٍ واحد أو أكثر . وكل ذَلِكَ من نَوْع الانقطاع ، والذي يعنينا الكلام عَلَيْهِ هنا هُوَ الكلام عن الانقطاع فِي آخر الإسناد ، وَهُوَ مَا يُسَمَّى بالمرسل عِنْدَ المتأخرين ، وَهُوَ مَا أضافه التَّابِعيّ إلى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - .
لِذلِكَ فإن الحَدِيْث إذ روي مرسلاً مرة ، وروي مرة أخرى موصولاً ، فهذا يعد من الأمور الَّتِي تعلُّ بِهَا بَعْض الأحاديث ، ومن العلماء من لا يعدُّ ذَلِكَ علة ، وتفصيل الأقوال في ذَلِكَ عَلَى النحو الآتي :(1/3069)
القَوْل الأول : ترجيح الرِّوَايَة الموصولة عَلَى الرِّوَايَة المرسلة ؛ لأَنَّهُ من قبيل زيادة الثِّقَة .
القَوْل الثَّانِي : ترجيح الرِّوَايَة المرسلة .
القَوْل الثَّالِث : الترجيح للأحفظ .
القَوْل الرابع : الاعتبار لأكثر الرواة عدداً .
القَوْل الخامس : التساوي بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ و التوقف .
هَذَا ما وجدته من أقوال لأهل العِلْم في هذِهِ المسألة ، وَهِيَ أقوال متباينةٌ مختلفة ، وَقَدْ أمعنت النظر في صنيع المتقدمين أصحاب القرون الأولى ، وأجلت النظر كثيراً في أحكامهم عَلَى الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها ، فوجدت بوناً شاسعاً بَيْنَ قَوْل المتأخرين وصنيع المتقدمين ، إذ إن المتقدمين لا يحكمون عَلَى الحَدِيْث أول وهلة ، وَلَمْ يجعلوا ذَلِكَ تَحْتَ قاعدة كلية تطرد عَلَيْهَا جَمِيْع الاختلافات ، وَقَدْ ظهر لي من خلال دراسة مجموعة من الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها: أن الترجيح لا يندرج تَحْتَ قاعدة كلية ، لَكِنْ يختلف الحال حسب المرجحات والقرائن ، فتارة ترجح الرِّوَايَة المرسلة وتارة ترجح الرِّوَايَة الموصولة . وهذه المرجحات كثيرة يعرفها من اشتغل بالحديث دراية ورواية وأكثر التصحيح و التعليل ، وحفظ جملة كبيرة من الأحاديث، وتمكن في علم الرِّجَال وعرف دقائق هَذَا الفن وخفاياه حَتَّى صار الحَدِيْث أمراً ملازماً لَهُ مختلطاً بدمه ولحمه .
ومن المرجحات: مزيد الحفظ ، وكثرة العدد ، وطول الملازمة للشيخ . وَقَدْ يختلف جهابذة الحديث في الحكم عَلَى حَدِيث من الأحاديث ، فمنهم : من يرجح الرِّوَايَة المرسلة، ومنهم : من يرجح الرِّوَايَة الموصولة ، ومنهم : من يتوقف .
س : هل تعطى الزكاة في بناء المساجد ، وهل يدخل ضمن في سبيل الله ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة فأجابت :(1/3070)
س17: أجاز بعض العلماء صرف الزكاة في بناء المساجد والمستشفيات والمؤسسات الخيرية، وراح البعض يستجيز صرفها إلى النوادي الرياضية والجمعيات الثقافية الرياضية التي لا تحمل أي طابع إسلامي.
ج17: لا يجوز صرف الزكاة في بناء المساجد والمستشفيات والمؤسسات الخيرية وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع وهذا مضمونه:
( بعد الاطلاع على ما أعدته اللجنة الدائمة في ذلك من أقوال أهل العلم، في بيان المراد بقوله الله تعالى في آية مصارف الزكاة: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ، ودراسة أدلة كل قول، ومناقشة أدلة من فسر المراد بسبيل الله في الآية بأنهم الغزاة وما يلزمهم من أجل الغزو خاصة، وأدلة من توسع في المراد بها،ولم يحصرها في الغزاة؛ فأدخل فيها بناء المساجد والقناطر وتعليم العلم وتعلمه وبث الدعاة والمرشدين، إلى غير ذلك من أعمال البر ووجوهه. رأى أكثر الأعضاء الهيئة الأخذ بقول جمهور العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء: أن المراد بقوله تعالى: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) في آية مصارف الزكاة: الغزاة المتطوعين بغزوهم، وما يلزم لهم من استعداد، وإذا لم يوجدوا صرفت الزكاة كلها لما وجد من مصارفها الأخرى، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة من بناء المساجد وقناطر وأمثالها إلا إذا لم يوجد لها مستحق من الأصناف الثمانية المنصوص عليها في آية مصارف الزكاة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم )
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 10 ) صفحة (39-40). الفتوى(2909)
ج18: سبق أن بحثت كبار العلماء بالمملكة السعودية هذا الموضوع، وأصدرت قراراً بينت فيه الحكم، فتكتفي اللجنة بذكر مضمونه فيما يلي لاشتماله على الإجابة عن هذا الاستفتاء:(1/3071)
( بعد الاطلاع على ما أعدته اللجنة الدائمة في ذلك من أقوال أهل العلم في بيان المراد بقول الله تعالى في آية مصارف الزكاة : ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ، ودراسة أدلة كل قول، ومناقشة أدلة من فسر المراد بسبيل الله في الآية بأنهم الغزاة وما يلزمهم من أجل الغزو خاصة، وأدلة من توسع في المراد بها، ولم يحصرها في الغزاة، فأدخل فيها بناء المساجد والقناطر وتعليم العلم وتعلمه وبث الدعاة والمرشدين إلى غير ذلك من أعمال البر ووجوهه، ورأى أكثر أعضاء الهيئة الأخذ بقول جمهور العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء أن المراد بقوله تعالى: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) في آية مصارف الزكاة الغزاة المتطوعين بغزوهم، وما يلزم لهم من استعداد، وإذا لم يوجدوا صرفت الزكاة كلها لما وجد من مصارفها الأخرى، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة من بناء مساجد وقناطر وأمثالها، إلا إذا لم يوجد لها مستحق من الأصناف الثمانية المنصوص عليها في آية مصارف الزكاة.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 10 ) صفحة (47-48). الفتوى(1071)
س: لمن تصرف الزكاة ونأمل تفسير كل نوع من مستحقيها؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
ج16:تصرف للأصناف الثمانية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )(1/3072)
الفقير: الذي يجد بعض ما يكفيه. والمسكين: الذي لا شيء له، وقال بعض العلماء بالعكس، وهو الراجح. والمراد بالعاملين عليها: السعادة الذي يبعثهم إمام المسلمين أو نائبه لجبايتها، ويدخل في ذلك كاتبها وقاسمها. والمراد بالمؤلفة قلوبهم: من دخل في الإسلام وكان في حاجة إلى تأليف قلبه لضعف إيمانه. والمراد بقوله تعالى: ( وَفِي الرِّقَابِ ) : عتق المسلم من مال الزكاة، عبداً كان أو أمة، ومن ذلك فك الأسارى ومساعدة المكاتبين. والمراد بالغارمين: من استدان في غير معصية، وليس عنده سداد لدينه، ومن غرم في صلحٍ مشروع. والمراد بقوله تعالى: ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) : إعطاء الغزاة والمرابطين في الثغور من الزكاة ما ينفقونه في غزوهم ورباطهم. والمراد بابن السبيل: المسافر الذي انقطعت به الأسباب عن بلده وماله، فيعطي ما يحتاجه من الزكاة حتى يصل إلى بلده ولو كان غنياً في بلده. وإذا أردت التوسع في ذلك فراجع تفسير البغوي وابن كثير.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 10 ) صفحة ( 6 ).
الفتوى( 6375 )
س : ما هي أحكام زكاة الفطر ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
الفتوى رقم ( 2675 )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من مدير صوامع الغلال بالرياض إلى سماحة الرئيس العام، والمحال إليها من الأمانة برقم 1953 / 2 وتاريخ 11 / 10 / 1399 ه ونصه:(1/3073)
نرجو من سماحتكم التكرم بإصدار فتوى شرعية في مدى جواز إخراج زكاة الفطر من الحبوب غير القمح ومن الطعام ونقداً. حيث أن الدولة جرياً على عادتها في مساعدة المزارعين تقوم بشراء القمح منهم عن طريق المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بأسعار تشجيعية، تبلغ ثلاث ريالات ونصف للكيلو جرام الواحد؛ ليتم طحنه بمطاحن المؤسسة وإنتاج الدقيق الأبيض الذي يباع للمواطنين بأسعار رمزية تبلغ أحد عشر ريالاً، وثلاثة عشر ريالاً للكيس، حسب النوعية، غير أن تكلفة الإنتاج تبلغ أكثر من خمسة أضعاف هذا السعر وذلك مساعدة من الدولة للمواطنين وتخفيف غلاء المعيشة عنهم.
ولكن إذا ما تطلب الأمر بيع القمح للمواطنين فإنه لا يمكن للمؤسسة أن تبيعه بأقل من سعر مشتراه أي 3,5 ريالاً حتى لا يستفيد البعض بشراء القمح بأقل من 3,5 ريال ثم إعادة بيعه إلى المؤسسة بهذا السعر المرتفع، وذلك كنوع من الرقابة والمحافظة على الأموال العامة التي تقع مسئوليتها علينا أمام الله سبحانه وتعالى.
وأجابت بما يلي:
تخرج زكاة الفطر من البر والتمر والزبيب والأقط والأرز ونحو ذلك مما يتخذه الإنسان طعاماً لنفسه وأهله عادة ولا يجوز إخراجها من النقود.
وقد صدرت فتوى مفصلة من اللجنة الدائمة فيها بيان حكم زكاة الفطر وما تخرج منه ومن تخرج عنه مع الأدلة، هذا نصها:(1/3074)
زكاة الفطر عبادة، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تخرج منه، وذلك فيما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الناس في رمضان: صاعاً من التمر أو صاعاً من الشعير، على كل حر وعبد، ذكر أو أنثى من المسلمين )، وما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: ( كنا نخرج زكاة الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من الطعام أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقط أو صاعاً من التمر أو صاعاً من الزبيب ) متفق على صحته. ولا شك أن الفقراء والمساكين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان منهم من يحتاج إلى كسوة ولوازم أخرى سوى الأكل، لكثرتم وكثرة السنوات التي أخرجت فيها زكاة الفطر، ومع ذلك لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتبر اختلاف نوع الحاجة في الفقراء، فيفرض لكل ما يناسبه من طعام لأكله صغيراً أو كبيراً، ولم يعرف ذلك عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، بل كان المعروف الإخراج مما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من الأقوات، ومن لزمه شيء غير الطعام ففي إمكانه أن يتصرف فيما بيده حسب ما تقتضي مصلحته.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 9 ) صفحة (382-384) .
س : ما حكم زكاة عروض التجارة ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
الفتوى رقم ( 2324 )
س12: أتانا سائل من المغرب فذكر أنه حصل خلاف ونزاع ين علماء المغرب حول زكاة عروض التجارة، منهم من يوجب فيها الزكاة، ومنهم من لا يوجب فيها الزكاة؛ احتجاجاً بالآية، وأنها لم تذكر إلا الذهب والفضة، ويقول: إن غير الذهب والفضة من النقود والعروض لا تلحق لا بالذهب ولا بالفضة، وأما البقية من زكاة الحبوب والثمار والإبل والغنم والبقر فلا خلاف فيها، فنأمل الكتابة في هذا الموضوع ليقنع الخصم.أثابكم الله.(1/3075)
ج12:أولاً: اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة في عروض التجارة، فأوجبها الجمهور، ولم يوجبها داود بن علي الظاهري وجماعة، وقد استدل الجمهور بما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً فقال: منع العباس وخالد وابن جميل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنكم تظلمون خالداً، إن خالداً احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله )) فدل ذلك على أن الزكاة طلبت منه في دروعه وأعتاده وهي لا زكاة فيها، إلا أن تكون عروضاً جعلت للتجارة، وخالد لم يجعلها عروضاً للتجارة، وإنما احتبسها في سبيل الله، وبما رواه أبو داود عن سمرة بن جندب قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نخرج الزكاة مما نعده للبيع )، وبما رواه الدار قطني عب أبي ذر رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البز صدقته )) ) ولا خلاف في أنها لا تجب في عين البز، فثبت أنها واجبة في قيمته، وذلك إنما يكون إذا جعل للتجارة، وبما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن أبي عمرو بن حماس عن أبيه قال: أمرني عمر قال: أد زكاة مالك، فقلت: ما لي مال إلا جعاب وأدم، فقال: قومها ثم أد زكاتها. وبما ثبت عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارَّي قال: كنت على بيت المال زمان عمر بن الخطاب، فكان إذا خرج العطاء جمع أموال التجارة ثم حسبها غائبها وشاهدها، ثم أخذ الزكاة من شاهد المال عن الغائب والشاهد. وبما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: ( لا بأس بالتربص حتى المبيع والزكاة واجبة فبه )، وصح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: ( ليس في العروض زكاة إلا أن تكون لتجارة ) ، وقد اشتهر ما ذكر عن الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر فكان إجماعاً، وتأويل ما ذكر بحمله على صدقة التطوع خلاف الظاهر، بل خلاف لما صرح به من تسميته زكاة في بعض الأحاديث والآثار.(1/3076)
واستدل من لم يوجب الزكاة في عروض التجارة. بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة )) ، وثبت أيضاً أنه قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس فيما دون خمسة أوسق من الحب والثمر صدقة )) ، وثبت أنه قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة إلا صدقة الفطر )) ، وثبت أنه لما بين حق الله تعالى في الإبل والبقر والغنم والكنز سئل عن الخيل، فقال: (( الخيل لثلاثة: هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر )) فسئل عن الحمر، فقال: (( ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) )) فدل عموم ذلك على أنها ليس فيها زكاة، سواء أعدت للتجارة أم لا، ويجاب عن ذلك بحمله على عدم وجوب الزكاة في أعيانها، وهذا لا ينافي وجوب الزكاة في قيمتها من الذهب والفضة، فإنها ليست مقصودة لأعيانها فإنما هي مقصودة لقيمتها، فكانت قيمتها هي المعتبرة، وبذلك يجمع بين أدلة ونفي وجوبها في العروض وإثباتها فيها.
هل يزكى الذهب المعد للاستعمال ؟
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت :
الفتوى رقم ( 1797 )
س10: إنني أرغب من فضيلتكم إفادتي وإخواني عن موضوع زكاة الذهب أو الحلي الذهبية والفضية المعدة للاستعمال، وليس للبيع والشراء، حيث أن البعض يقول: إن المعد منها للبس ليس فيه زكاة، والبعض الآخر يقول: فيها زكاة سواء للاستعمال أو للتجارة، وأن الأحاديث الواردة في زكاة المعدة للاستعمال أقوى من الأحاديث الواردة بأنه لا زكاة فيها، آمل من سعادتكم التكرم بإجابتي خطياً على ذلك إجابة واضحة جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء؟(1/3077)
ج10: أجمع أهل العلم على وجوب الزكاة في حالي الذهب والفضة إذا كان حلياً محرم الاستعمال، أو كان معداً للتجارة أو نحوها. أما إذا كان حلياً مباحاً معداً للاستعمال أو الإعارة كخاتم الفضة وحلية النساء وما أبيح من حلية السلاح، فقد اختلف أهل العلم في وجوب زكاته؛ فذهب بعضهم إلى وجوب زكاته لدخوله في عموم قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ، الآية، قال القرطبي في تفسيره ما نصه: وقد بين ابن عمر في صحيح البخاري هذا المعنى، قال له أعرابي: أخبرني عن قول الله تعالى ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّة ) ، قال ابن عمر: ( من كنزها ولم يؤد زكاتها فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهراً للأموال ) ولورود أحاديث تقضي بذلك ومنها ما رواه أبو داود والنسائي والترمذي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب، فقال لها: (( أتعطين زكاة هذا؟ )) قالت: لا، قال: (( أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟ ))، فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت : هما لله ورسوله، وما روى أبو داود في سننه والحاكم في مستدركه والدارقطني والبيهقي في سننهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من ورق فقال: (( ما هذا يا عائشة ؟)) فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله، قال: (( أتؤدين زكاتهن؟ )) قلت: لا، أو ما شاء الله، قال: (( هو حسبك من النار )) ، وما رووا عن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحاً من ذهب فقلت: يا رسول الله، أكنز هو؟ فقال: (( ما بلغ أن يؤدي زكاته فزكي فليس بكنز )) ، وذهب بعضهم إلى أنه لا زكاة فيه؛ لأنه صار بالاستعمال المباح من جنس(1/3078)
الثياب والسلع، لا من جنس الأثمان،وأجابوا عن عموم الآية الكريمة بأنه مخصص بما جرى عليه الصحابة رضوان الله عنهم، فقد ثبت بإسناد صحيح أن عائشة رضي الله عنها كانت تلي بنات أخيها يتامى في حجرها لهن الحلي فلا تخرج منه الزكاة، وروى الدارقطني بإسناده عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، أنها كانت تحلي بناتها بالذهب ولا تزكيه نحواً من خمسين ألفاً، وقال أبو عبيد في كتابه الأموال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان يزوج المرأة من بناته على عشرة آلاف فيجعل حليها من ذلك أربعة آلاف، قال فكانوا لا يعطون عنه يعني الزكاة ، وقال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عمرو بن دينار قال: سئل جابر بن عبد الله : أفي الحلي زكاة؟ قال لا، قيل: وإن بلغ عشرة آلاف قال: كثير، وأجابوا عن الأحاديث الواردة نصاً في وجوب الزكاة فيه بأن في أسانيدها ما يضعف الأحتجاج بها، فقد وصفها ابن حزم في المحلى بأنها آثار واهية لا وجه للاشتغال بها، وقال الترمذي بعد روايته حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وقال ابن بدلر الموصلي في كتابه المغني عن الحفظ والكتاب فيما لم يصح فيه شيء من الأحاديث في الباب : باب زكاة الحلي، قال المصنف لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء عن الشوكاني في السيل الجرار تعليقاً على كتاب المغني عن الحفظ والكتاب، لم يرد في زكاة الحلي حديث صحيح وقال بعضهم زكاته عاريته.(1/3079)
والأرجح من القولين قول من قال بوجوب الزكاة فيها، إذا بلغت النصاب، أو كان لدى مالكيها من الذهب والفضة أو عروض تجارة ما يكمل النصاب؛ لعموم الأحاديث في وجوب الزكاة في الذهب والفضة، وليس هناك مخصص صحيح فيما نعلم، ولأحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة وأم سلمة المتقدم ذكرها، وهي أحاديث جيدة الأسانيد، لا مطعن فيها مؤثر، فوجب العمل بها. أما تضعيف الترمذي وابن حزم لها والموصلي فلا وجه له فيما نعلم من العلم بأن الترمذي رحمه الله معذور فيما ذكره؛ لأنه ساق حديث عبد الله بن عمرو من طريق ضعيفة وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق أخرى صحيحة، ولعل الترمذي لم يطلع عليها.
س ماهي مقادير أنصبة الزكاة ؟
سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت بتفصيل موسع :
أولاً : وجوب الزكاة بأدلتها :
هي فرض بل هي أحد أركان الإسلام الخمسة ، والأصل في فرضيتها الكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب : فمنه قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) ، وقوله عز وجل : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) ، وقوله تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) ، فكل مال زكوي لم تؤد زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة . والآيات الدالة على فريضتها كثيرة اكتفينا بما ذكرنا .(1/3080)
وأما السنة فالأحاديث الواردة في فريضتها كثيرة : منها ما ورد في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان )) ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال : (( أخبرهم – وفي لفظ: أعلمهم – أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم ، تؤخذ من أغنيائهم ، وترد على فقرائهم )) رواه البخاري ومسلم في الصحيحين . وثبت عن رسول الله أنه قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله )) متفق في صحته .
وأما الإجماع : فإن الأمة مجمعة على فريضتها .
ثانياً : الأنصباء ومقدار ما يخرج :
تجب الزكاة في بهيمة الأنعام ، والخارج من الأرض ، والنقدين ، وعروض التجارة .(1/3081)
أما بهيمة الأنعام فهي الإبل والبقر والغنم ، ولا تجب إلا في السائمة منها ، وهي التي ترعى في أكثر الحول ، فالإبل لا زكاة فيها حتى تبلغ خمساً ، فتجب فيها شاة ، وفي العشر شاتان ، وفي خمس عشر ثلاث شياه ، وفي العشرين أربع شياه ،فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض وهي التي لها سنة ، فإن عدمها أجزأه ابن لبون ، وهو الذي له سنتان ، وفي ست وثلاثين بنت لبون ، وفي ست وأربعين حقة ، وهي التي لها ثلاث سنين ، وفي إحدى وستين جذعة ، وهي التي لها أربع سنين ، وفي ست وسبعين بنتا لبون ، وفي إحدى وتسعين حقتان ، إلى عشرين ومائة ، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون ، وفي كل خمسين حقة ، فإذا بلغت مئتين اتفق الفرضان ؛ فإن شاء أخرج أربع حقاق ، وإن شاء خمس بنات لبون ، وليس فيما بين الفريضتين من شيء ، ومن وجب عليه سن فعدمها أخرج السن التي تليها من أسفل ومعها شاتان أو عشرون درهماً ، وإن شاء أخرج السن التي تليها من أعلى منها وأخذ شاتين أو عشرين درهماً من الساعي ، والأصل في ذلك ما ثبت عن أنس رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب ، لما وجهه إلى البحرين عاملاً عليها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين ، والتي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فمن سُئِلَها من المسلمين على وجهها فليعطها ، ومن سُئِل فوقها فلا يُعْطِ – في أربع وعشرين من الإبل فما دونها ، من الغنم من كل خمس شاه ، إذا بلغت خمساً وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى ، فإذا بلغت ستاً وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون أنثى ، فإذا بلغت ستاً وأربعين إلى ستين ففيها حقة ، طروقة الجمل ، فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة ، فإذا بلغت يعني : ستاً وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون ، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان(1/3082)
، طروقتا الجمل ، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة ،ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها ، فإذا بلغت خمساً من الإبل ففيها شاه ) الحديث . رواه البخاري ورواه مالك وغيره من حفاظ الإسلام واعتمدوه وعدوه من قواعد الإسلام ، وقالوا : إنه أصل عظيم يعتمد عليه ، وقال أحمد : لا أعلم في الصدقة أحسن منه ، وفي هذا الحديث دليل على أن الأوقاص ليس فيها شيء . وروى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه ، أن أبا بكر رضي الله عنه كتب له فريضة الصدقة التي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم : ( من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له ، أو عشرين درهماً ، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة وعنده الجذعة فإنها تقبل منه ، ويعطيه المصدق عشرين درهماً أو شاتين ، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده إلا بنت لبون فإنها تقبل منه بنت لبون ويعطي شاتين أو عشرين درهماً ، ومن بلغت صدقته بنت لبون وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصَّدق عشرين درهماً أو شاتين ، ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده ، وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه بنت مخاض ، ويعطي معها عشرين درهماً أو شاتين ) . وأخرج الدارقطني عن عبيد الله بن صخر قال : عهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عماله أهل اليمن أنه ليس في الأوقاص شيء ، وفي السنن نحوه من حديث ابن عباس ، والوقص ما بين الفريضتين ، كما بين خمس وعشر من الإبل يستعمل فيما لا زكاة فيه كأربع ،ولأبي داود والنسائي وأحمد وغيرهم، من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً: ( في كل سائمة إبل، في أربعين بنت لبون ..) ، والسائمة الراعية ، قال الجوهري وغيره: سامت الماشية رعت، وأسمتها: أخرجتها للمرعى، وتكلم بعض أهل العلم في بهز، وقال ابن معين : سنده صحيح ، وحكى الحاكم(1/3083)
الاتفاق على تصحيح حديث بهز عن أبيه عن جده .
وأما البقر فلا شيء فيها حتى تبلغ ثلاثين، فيجب فيها تبيع ، أو تبيعة :وهي التي لها سنة، وفي أربعين مسنة : وهي التي لها سنتان، وفي الستين تبيعان أو تبيعتان، ثم في كل ثلاثين تبيع ، وفي كل أربعين مسنة . والأصل حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، وأمرني أن آخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاً أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة ) رواه الخمسة وحسنه الترمذي وصححه النسائي وابن حبان والحاكم . زاد أبو داود : (وليس في العوامل صدقة ) صححه الدارقطني والمعنى ليس في التي يسقى عليها ويحرث عليها وتستعمل في الأثقال زكاة . وظاهر الحديث سواء كانت سائمة أو معلوفة ، وشرط السوم في إيجاب الزكاة في البقر مقيس على ما ثبت في الإبل والغنم من حديث أنس عبد البخاري وحديث بهز المتقدم .(1/3084)
وأما الغنم فلا زكاة فيها حتى تبلغ أربعين، فتجب فيها شاه إلى عشرين ومائة، فإذا زادت واحدة ففيها شاتان، إلى مئتين، فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث شاه ، في كل مائة شاة :شاة، ويؤخذ من المعز الثني ومن الظأن الجذع ولا يؤخذ تيس ولا هرمة ولا ذات عوار: وهي المعيبة ولا الربا: وهي التي تربي ولدها، ولا الحامل ولا كرائم المال إلا أن يشاء ربه، والأصل في ذلك ما ثبت من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في كتاب الصدقات الذي كتبهُ لهُ أبو بكر الصديق رضي الله عنه لّما وجهه إلى البحرين عاملاً عليها: ( هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين ..)، وذكر الإبل، قال : (.. وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة، فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين شاتان ، فإذا زادت على مائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث،فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة فإذا كانت سائمة الرجل شاة واحدة ، فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق ) رواه البخاري وأهل السنن وغيرهم. ولأبي داود وغيره من حديث عبد الله بن معاوية الغاضري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( … لا نعطي الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة، ولكن من أوسط أموالكم ، فإن الله لم يسألكم خياره، ولم يأمركم بشراره )).
انتهى الحديث . وتؤخذ مريضة من مراضٍ إجماعاً ، وكذا معيبة من معيبات ؛ لأن الزكاة مواساة ودلت الأحاديث أنها تخرج من أوساط المال، لا من خياره، ولا من شراره.
وأما الخارج من الأرض فيشمل:
الحبوب، والثمار، والمعدن، والركاز،وفيما يلي تفصيل الكلام على ذلك:
1-الحبوب والثمار:(1/3085)
تجب الزكاة في الحبوب وفي كل ثمر يكال ويدخر، ويعتبر لوجوبها في الحبوب والثمار شرطان:
أحداهما: أن تبلغ نصاباً قدره بعد التصفية في الحبوب والجفاف في الثمار خمسة أوسق، والوسق ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني:أن يكون النصاب مملوكاً له وقت وجوب الزكاة.
ويجب العشر فيما سقي بغير مؤونة كالغيث والسيوح وما يشرب بعروقه، ونصف العشر فيما سقي بكلفة؛ كالمكائن ، فإن كن يسقى نصف السنة بهذا ونصفها بهذا ففيه ثلاثة أرباع العشر، وإن سقي بأحدهما أكثر من الآخر أعتبر الأكثر ، فإن جهل المقدار وجب العشر ، وإذا أشتد الحب وبدا الصلاح في الثمر وجبت الزكاة، ولا يستقر الوجوب إلا بجعلها في الجرين ، فإن تلفت قبله بغير تعد منه سقطت الزكاة، سواء خرصت أم لم تخرص، ويجب إخراج زكاة الحب مصفى والثمر يابساً، وينبغي أن يبعث الإمام ساعياً إذا بدا صلاح الثمر، فيخرصه عليهم ليتصرفوا فيه، فإن كان أنواعاً خرص كل نوع وحده، وإن كان نوعاً واحداً خرص كل شجرة وحدها، وله خرص الجميع دفعة واحدة، ويجب أن يترك في الخرص لرب المال الثلث، أو الربع، فإن لم يفعل فلرب المال الأكل بعد ذلك ولا يحسب عليه، ولا تجب الزكاة في الخضراوات، والأصل في ذلك قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) ، وقال تعالى : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ) ، قال ابن عباس وغيره: حقه الزكاة المفروضة.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة )) ، متفق عليه، ولمسلم: (( ليس فيما دون خمسة أوساق من ثمر ولا حب صدقة )) ، ولأبي داود: (( زكاة )).(1/3086)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( فيما سقت السماء والعيون أو كان عثرياً العشر، وفيما سقي بالنضح نصف العشر )) ، رواه البخاري وغيره، ولمسلم من حديث جابر: (( وفيما سقي بالسانية نصف العشر )) .
وعن عتاب بن أسيد رضي الله عنه قال : ( أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرص العنب كما يخرص النخل ، وتؤخذ زكاته زبيباً ) رواه الخمسة.
وعن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع )) ، رواه أبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس في الخضراوات صدقة )) رواه الترمذي وغيره.
وللدارقطني عن علي وعائشة رضي الله عنهما معناه، وقال الترمذي: لا يصح في شيء، والعمل عليه عند أهل العلم أنه ليس في الخضراوات صدقة، وقال البيهقي: إلا أنها من طريق مختلفة يؤكد بعضها بعضاً، ومعها أقوال الصحابة، وقال الخطابي يستدل بحديث ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة أنها لا تجب في الخضراوات، وهو دليل في أنها إنما تجب فيما يوسق ويدخر من الحبوب والثمار دون مالا يكال ولا يدخر من الفواكه والخضراوات ونحوها وعليه عامة أهل العلم.
وأما النقدان فالذهب والفضة:
ولا تجب الزكاة في الذهب حتى تبلغ عشرين مثقالاً، فيجب فيه نصف مثقال ، ولا يجب في الفضة حتى تبلغ مئتي درهم، ومقدارها بالمثاقيل مائة وأربعون مثقالاً فيجب فيها خمسة دراهم، والأصل في ذلك قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ فهرس يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) .(1/3087)
وما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة )) متفق عليه، وعن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق فهاتوا الصدقة الرقة من كل أربعين درهماً درهماً وليس في تسعين ومائة شيء فإذا بلغت مائتين ففيهما خمسة دراهم )) رواه أحمد وأبو داود والترمذي ، وفي لفظ : (( قد عفوت لكم عن الخيل والرقيق وليس فيهما دون المائتين زكاة )) رواه أحمد والنسائي .
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة )) الحديث رواه أحمد ومسلم.
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا كانت لك مئتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم وليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار )) رواه أحمد أبو داود.
يجب في الركاز الخمس؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه: (( وفي الركاز الخمس )) متفق عليه، والركاز : ما وجد من دفن الجاهلية علبه علامتهم.
وأما عروض التجارة فما أعد لبيع وشراء من صنوف الأموال، وتجب الزكاة فيها إذا بلغت قيمتها نصاباً من الذهب أو الفضة، وملكها بفعله بنية التجارة بها، وتقوًّم عند الحول بما هو أحظ للفقراء والمساكين من ذهب أو فضة، والأصل في ذلك قواه تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ) يعني بالتجارة، قاله مجاهد وغيره. وقال البيضاوي وغيره أنفقوا من طيبات ما كسبتم أي الزكاة المفروضة.(1/3088)
وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) والتجارة داخلة في عموم الأموال ففيها حق مقداره بينه صلى الله عليه وسلم وهو ربع العشر، ومال التجارة أهم الأموال، فكانت أولى بالدخول في الآية من سائر الأموال، وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نخرج الصدقة مما نعده للبيع ) رواه أبو داود.
وقال عمر لحماس: أد زكاة مالك. فقال: ما لي إلا جعاب وأدم. فقال: قومها وأد زكاتها. وقد أحتج الإمام أحمد رحمه الله بهذه القصة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( وأما خالد فإنكم تظلمون خالداً، قد أحتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله )) متفق عليه. قال النووي وغيره فيه وجوب زكاة التجارة، وإلا لما أعتذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وللبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (( ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة )) قال النووي وغيره: هذا الحديث أصل في أن أموال القنية لا زكاة فيها.
ثالثاً: وجوب الزكاة :
لا تجب إلا بشروط خمسة : الإسلام، والحرية، وملك نصاب، وتمام الملك، ومضي الحول، إلا في الخارج من الأرض فكما سبق ذكره، وكذلك نتاج السائمة وربح التجارة فإن حولهما حول أصلهما إذا بلغ نصاباً، وإن لم يكن نصاباً فحوله يبتديء من حيت يتم نصاباً.
رابعاً: المصارف :
مصارف الزكاة ثمانية أصناف، ذكرها الله تعالى بقوله: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( الجزء 9 ) صفحة ( 167-184
س / ما حكم القنوت في صلاة الفجر وكذا في صلاة الوتر ؟(1/3089)
ج / صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في النوازل وكان يدعوا في قنوته على الكافرين ويدعوا للمستضعفين من المسلمين بالخلاص والنجاة من كيد الكافرين وأسرهم ثم ترك ذلك ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم فرضاً دون فرض ودليل ذلك حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعوا على أحياء من العرب ثم تركه .
وقد استحب الإمام مالك القنوت في الركعة الأخيرة من الصبح قبل الركوع ، وذهب الشافعي إلى أن القنوت سنة بعد الركوع من الركعة الأخيرة من الصبح ، وقال بذلك جماعة من السلف والخلف واحتجوا بأحاديث متعددة دلت على القنوت في الفجر . وقد نوقش هذا الرأي بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في النوازل فقط ثم ترك والأحاديث التي استدلوا بها لم تخص الفجر بل دلت الأحاديث الأخرى على تعميمه في سائر الفرائض ، وهم يخصون القنوت بالفجر ويقولون بالاستمرار واستدلوا أيضاً بما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا ونوقش بأن هذا الحديث ضعيف لأنه من طريق أبي جعفر الرازي وفيه كلام ليس باليسير ومع هذا فالأولى عدم القنوت في الفجر إلا في النوازل لكن كما سبق فإن تخصيص القنوت للفجر من المسائل الخلافية الاجتهادية ، فمن صلى وراء إمام يقنت في الصبح خاصة قبل الركوع أو بعده فعليه أن يتابعه ، وإن كان الراجح الاقتصار في القنوت بالفرائض على النوازل فقط .
أما القنوت في الوتر فيستحب لحديث الحسن بن علي رضي الله عنه قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر ، اللهم اهدني فيمن هديت وعافني ...
س : هل المتابعة التامة والقاصرة سواء ؟ وهل كلاهما يقويان ؟
ج : نعم كلاهما يقويان لكن التامة أفضل .
س : إذا صرح الراوي بـ " حدثنا " أو " أخبرنا " أو " أنبأنا " أو " سمعت " هل تكفي للسماع ؟(1/3090)
ج : نعم تكفي للسماع والاتصال ، إلا أن ينص أحد الأئمة على خطأ هذا السماع كما ذكر بعض ذلك عن الإمام أحمد كما في شرح علل الترمذي للعلامة ابن رجب.
س : هل يشترط في ضبط الكتاب المقابلة ؟
ج : نعم يشترط أن يقابله على أصل الشيخ أو أصل مصحح ؛ لاحتمال خطأه عند النسخ .
س : الحديث القدسي هل لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله ؟
ج : لا بل لفظه ومعناه من الله لكنه غير معجز ولا مقيد بتلاوته ومنه ما يلقيه الله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم بدون واسطة ومنه ما هو بواسطة ، أما القرآن فكله بواسطة ، وأما الحديث النبوي فمعناه من الله ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو وحي إما حقيقة أو إقراراً ؛ لمتابعة الوحي له .
س : متابعات الفساق والمتهمين هل تنفع كما ذهب إليه ابن حجر والسيوطي أم لا تنفع كما ذهب إليه أحمد شاكر ؟
ج : الصواب لا تنفع كما ذهب إليه أحمد شاكر - رحمه الله - .
س : هل يشترط في المتواتر والعزيز والمشهور العدد في الصحابة ؟
ج : نعم يشترط عند غير الحنفية .
س : هل يوجد فرق بين اختصار الحديث وتقطيع الحديث ؟
ج : الاختصار أعم فهو يشمل رواية الحديث بالمعنى .
س : المخالفة من الضعيف للثقات بالإسناد هل يسمى " سند منكر " ؟
ج : نعم يسمى سنداً منكراً .
س : (( لا يكتب حديثه )) للاعتبار أم للاستشهاد ؟
ج : معناه لا يكتب للاعتبار .
س : هل الاختلاف والاضطراب شيء واحد ؟
ج : الاختلاف أعم وأشمل لأنه يشمل القادح وغير القادح أما الاضطراب فهو للقادح فقط .
س : (( يرفع الموقوف ويسند المرسل لا يجوز الاحتجاج به )) هل عمداً أم خطأً ؟
ج : خطأً ، أي : أنه سيء الحفظ يخالف الثقات .
س: من اختلف فيه هل في عدالته أم في ضبطه ؟
ج : قد يكون في هذا أو في هذا لكن الغالب في الضبط .
س : ما معنى : (( قليل الحديث )) هل هو جرح ؟(1/3091)
ج : ليس جرحاً ، بل معناه : أن أحاديثه قليلة لا نتمكن من سبر مروياته ؛ لقلتها فيكون في ضبطه شيء يحتاج للاعتبار.
س : المختلف فيه إذا خالف الثقات حديثه شاذ أم منكر ؟
ج : المآل إلى الترجيح ، فإن رجح كونه ثقة فحديثه شاذ ، وإن رجح كونه ضعيف فمنكر.
س : هل صح الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِعَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدٍ لَمَّا قُطِعَ أنْفُهُ أنْ يَتَّخِذَ أنْفاً مِنْ ذَهَبٍ
ج : هذا الحديث اختلف فيه اختلافاً كثيراً :
فأخرجه علي بن الجعد (3264) ، وابن أبي شيبة (25255) ، وأحمد 4/342 و 5/23 ، وأبو داود (4232) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/23 ، وأبو يعلى (1501) و ( 1502 ) ، والطبراني في الكبير 17 / 371 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة بن أسعد ، أنّ جدّه عرفجة بن أسعد أصيب أنفه … مرسلاً ، وهو المحفوظ ، كما في تهذيب الكمال 17 / 192 .
وأخرجه أحمد 5/23 ، وأبو داود (4233) ، والترمذي (1770) وفي علله (533) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/23 ، والنسائي 8/163 و164 ، والطحاوي في شرح المعاني 4/257 و258، وابن حبان ( 5462 ) ، والطبراني في الكبير 17/ ( 369 ) و(370) ، والبيهقي 2/425 من طريق عبدالرحمان بن طرفة ، عن عرفجة بن أسعد ، قال : أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية … الحديث .
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/23 ، والبيهقي 2/425 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة ، عن أبيه ، عن جده .
وأخرجه أبو داود (4234) ، والبيهقي 2 / 426 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة بن أسعد ، عن أبيه ، أن عرفجة … فذكر معناه مرسلاً .
س : ما هو التلقين ؟
ج : التلقين –كما عرّفه الحافظ العراقي–: هو أن يلقّن الشيء فيحدث به من غير أن يعلم أنه من حديثه . شرح التبصرة والتذكرة 2 / 59 .(1/3092)
قال ابن حزم في الإحكام 1/142 : (( من صحّ أنه قبل التلقين – ولو مرة – سقط حديثه كله ؛ لأنه لم يتفقه في دين الله عز وجل ولا حفظ ما سمع )) .
وانظر عن التلقين وأسبابه وحكمه: النفح الشذي 1/323،وسير أعلام النبلاء 10/210، والنكت الوفية : 232/ ب ، وفتح المغيث 1/385 ، وتدريب الراوي 1/339 ، وتوضيح الأفكار 2/257 ، وتوجيه النظر 2/573 ، وأثر علل الحديث : 120
س : ما صحة حديث : إن باب النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرع الأظافر ؟
ج : هذا الحديث أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث : 19 من طريق كيسان مولى هشام بن حسّان ، عن محمد بن سيرين ، عن المغيرة ، به . وكيسان هذا : مجهول الحال ، لم يوثّقه سوى ابن حبّان في ثقاته 7/358 على عادته في توثيق المجاهيل .
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (1080)، وفي التاريخ الكبير 1 / 228 ، وأبو نعيم في أخبار أصفهان 2 / 110 و 365 من طريق أبي بكر الأصفهاني ، عن محمد بن مالك بن المنتصر، عن أنس بن مالك، قال : كان بابه يقرع بالأظافير .
أقول : وهو سندٌ ضعيف ؛ لجهالة أبي بكر الأصفهاني ، وابن المنتصر .
س : ذكر في بعض كتب المصطلح أن ابن حبان عد الجرح في الضعيف فأوصلها تسعاً وأربعين نوعاً ؟
ج : هذه الأقسام لم أقف عليها ، ولم يقف عليها من قبلي الحافظ ابن حجر كما ذكر في النكت على كتاب ابن الصلاح 1/492 ، بل أشار إلى عدم وجود هذه التقسيمات أصلاً ؛ إذ غمز من عزاها إلى مقدمة المجروحين – وهو الزّركشيّ في نكته 1 / 391 -، وبرجوعي إلى المجروحين 1/62–88 وجدته ذكر عشرين نوعاً حسب – هي في حقيقتها الأسباب الموجبة لضعف الرواة - ، صدّرها بقوله : (( فأما الجرح في الضعفاء فهو على عشرين نوعاً ، يجب على كلّ منتحلٍ للسنن طالب لها باحث عنها أن يعرفها )) .
س : هل الأحاديث التي انتقدها الدارقطني بالتتبع يسيرة ؟(1/3093)
ج : ليست باليسيرة ، فقد بلغت انتقادات الدارقطني وحده ( 218 ) ، وهذا فيما سوى ما انتقده أبو مسعود الدمشقي ، وأبو الفضل بن عمار ، وأبو علي الجياني .
ولربما أراد ابن الصلاح أنها يسيرة نسبياً إلى ما لا انتقاد عليه . والحقيقة أن هذه الانتقادات تتفرع عن الأقسام الآتية :
1- الزيادة التي تقع في بعض الأحاديث .
إذ قد ينفرد ثقة بزيادة لا يذكرها من هو مثله أو أحفظ منه ، فتحميل هذا الثقة تبعه أنه قد يكون غلط ؛ ظن مجرد ، وغاية ما فيها أنها زيادة ثقة لا تنافي رواية الأحفظ والأكثر .
2- الحديث الذي قد يرويه تابعي،المشهور أن روايته عن صحابي معين سمع منه ، فيروي الحديث بواسطة عن ذلك الصَّحَابيّ ،فيعلل الأول بزيادة الراوي في الطريق الثانية.وهذا مندفع بأنه لا مانع من كون ذلك التابعي قد سمع ذلك الحديث بعينه من ذلك الصحابي مباشرة ثم سمعه بواسطة وهكذا يكون الأمر فيمن بعدهم .
3- أن يشير صاحب الصحيح إلى علته ، كأن يرويه مسنداً ثم يذكر أنه روي مرسلاً ، فهذا من صاحب الصحيح ترجيح لرواية الواصل على المرسل .
4- ما يكون مداراً للاجتهاد وتكون علته مرجوحة بالنسبة إلى صحته .
وانظر : نكت الزركشي 1 / 287 ، والتقييد والإيضاح 42 ، وابن حجر 1 / 380 .
س : كم عدد معلقات الإمام البخاري في صحيحه ؟
ج : جملة ما في صحيح البخاري من التعاليق واحدٌ وأربعون وثلاث مئة وألف حديث ، وغالبها مكرر مخرّجٌ في الكتاب أصوله أو متونه ، وليس في الكتاب من المتون التي لم تخرّج في الكتاب – ولو من طريق أخرى – إلا مئة وستون حديثاً . وقد جمع الحافظ ابن حجر جميع هذه التعاليق ووصلها في كتاب مستقل سماه : " تغليق التعليق " .(1/3094)
أما صحيح مسلم فإنّ التعاليق الواردة فيه اثنا عشر . وكلّ حديث منها رواه متصلاً ثم عقبّه بقوله : (( رواه فلان )) ، غير حديث أبي جهيم فإنّه لم يصله ، وعلى هذا فليس في صحيح مسلم بعد المقدمة حديث معلّق لم يصله إلا حديث أبي جهيم . مقدمة شرح النووي 1/18 ، والإرشاد 1/127 والتعليق عليه ، وهدي الساري : 469 .
س : ما الفرق بين المهمل والمبهم عند المحدثين ؟
ج : المبهم : هو من أبهم ذكره في الحديث من الرجال والنساء ، أو : من ذكر بوصف غير دال على ذات معينة . ويقع في المتن والإسناد ، مثل جاء رجل ، أو عن ابن عم لي ، وهكذا .
أما المهمل : هو أن يذكر الراوي اسمه من غير نسبة تميزه ، وأكثر ما يقع في الإسناد ، كأن يكون للراوي أكثر من شيخ يسمى ( محمداً ) ، فيروي قائلاً : حدثنا محمد . انظر : معرفة أنواع علم الحديث : 557 ، والشذا الفياح 2/703 ، وتدريب الراوي 2/342 ، وشرح شرح النخبة : 71 .
س : من هو الفربري راوي صحيح البخاري ؟
ج : هو أبو عبد الله ، محمد بن يوسف بن مطر الفربريّ ، راوي الجامع الصحيح عن البخاري توفي سنة (320 ه) . قال صاحب الأنساب 4/334 عن الفربريّ : (( بفتح الفاء والراء ، وسكون الباء الموحدة وبعدها راء أخرى . هذه النسبة إلى فربر ، وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى )) ، ومثل هذا في وفيات الأعيان 4/290. وفي التاج 13/311 : (( فربر ، كسبحل ، وضبط بالفتح أيضاً ، وذكر الحافظ في التبصير الوجهين )) ، وبالوجهين في سير أعلام النبلاء 15 / 12 ، ومعجم البلدان 4 / 245 .
س : هل ورد عن الإمام سفيان الثوري أنه قال : من قدم علياً على عثمان فقد أزرى الصحابة ؟
ج : روي ذلك عن سفيان أنه قال : (( من قدم علياً على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألف قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ الذين أجمعوا على بيعة الرضوان )) . تاريخ دمشق 39/506 .(1/3095)
وروي عن الإمام أحمد أنه قال : (( من فضل علياً على عثمان فقد أزرى بأصحاب الشورى لأنهم قدموا عثمان )) تاريخ دمشق 39/508 .
وقال الخطابي في معالم السنن 7/18 : (( وقد نبئت عن سفيان أنه قال في آخر قوليه : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي )) .
الرسالة:بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله ..
نختلف نحن والأشاعرة على كتابين من أصول كتب أهل السنة، وهما "الإبانة عن أصول الديانة " للإمام الأشعري ، و " السنة " لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، السلفيون يثبتون هذين الكتابين للإمامين، بينما الأشاعرة يشككون في ذلك ، فيقولون : إن كتاب الإبانة الذي نقرؤه هو من الطبعة الهندية المحرفة وأن المجسمة هم من زادوا على مقالاته ، ويدعون أن كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل هو كتاب تجسيم محض مفترى على الشيخ ... ما رأيك وأنت من المحققين يا شيخ ، من من الفريقين على صواب ؟
جزاك الله خيراً .
ج : سئلت اللجنة الدائمة عن كتاب الإبانة فأجابت : (( اشتهر بين العلماء قديماً وحديثاً نسبة كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري ، وقلده فيما فيه أتباعه ، وخالفه جماعة من العلماء في بعض ما ذكره في الإبانة ونقدوه ، ولم ينكروا نسبته إليه . والأصل البقاء على ما اشتهر من نسبة هذا الكتاب إليه ، فإذا كان لدى من نفى ذلك حجة فليذكرها لينظر فيها ، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )) فتاوى اللجنة الدائمة 3/221
أما الكتاب السنة فهو ثابت لعبد الله بن أحمد بن حنبل .
س : هل هناك علامات يعرف بها الحديث الموضوع ؟
ج : من تلك العلامات :
1- أن يخالف أحكام العقل من غير قبول للتأويل .
2- أن يخالف الحسّ والمشاهدة .
3- أن يكون خبراً عن أمر عظيم تتوافر الدواعي على نقله ، ثم لا ينقله إلا واحد .
4- مناقضته لنص الكتاب أو السنة المتواترة أو الإجماع القطعي .(1/3096)
5- أن يصرح جمع كبير يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب ، أو التقليد بتكذيب راويه .
6- الإفراط بالوعيد الشديد على فعل الأمر اليسير ، أو الوعد العظيم على فعل صغير .
وغيرها من الأدلة التي تقوي في نفس الناقد الحكم على ذلك الحديث بالوضع . وانظر : نكت الزركشي 2/265 ، ونكت ابن حجر 2/845 .
س هل يقبل تدليس ابن عيينة ؟
ج : قال الزركشي في نكته : ((إن ابن عبد البر حكى عن أئمة الحديث أنهم قالوا : يقبل تدليس ابن عيينة ؛ لأنه إذا وقف أحال على ابن جريج ومعمر ونظرائهما.
وقال الكرابيسي : دلّس ابن عيينة عن مثل معمر ومسعر بن كدام ومالك بن مغول . وقال الحاكم في سؤالاته للدارقطني : سُئِل عن تدليس ابن جريج ، فقال : يتجنب تدليسه ، فإنه وحش التدليس لا يدلس إلاّ فيما سمعه من مجروح ، فأما ابن عيينة فإنه يدلّس عن الثقات .
وقال ابن حبان في ديباجة كتابه الصحيح : وهذا شيء ليس في الدنيا إلا لسفيان بن عيينة وحده ، فإنه كان يدلّس ولا يدلّس إلا عن ثقة متقن ، ولا يكاد يوجد لابن عيينة خبر دلّس فيه إلا وجد ذلك الخبر بعينه قد تبين سماعه عن ثقة ))
س : ما الفرق بين التدليس والارسال الخفي ؟
ج :يعرف الجواب من خلال النظر إلى الآتي :
1- الاتّصال : وهو الرواية عمّن عاصره وسمع منه ، ما قد سمعه منه .
2- الانقطاع : وهو الرواية عمَّن لَم يعاصره أصلاً .
3- الإرسال الخفي : وهو الرواية عمَّن عاصره ولم يسمع منه .
4- التدليس : هو الرواية عمّن عاصره وسمع منه ، ما لم يسمعه منه .
وانظر : نكت الزركشي 2/68 ، والتقييد والإيضاح 97 ، ونكت ابن حجر 2/614 ، وأثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء : 60 وما بعدها ، وأثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء : 73 وما بعدها .
س : ما معنى التدليس ؟(1/3097)
ج : التدليس: مأخوذ من الدَّلَس – بالتحريك – وهو اختلاط الظلام الذي هو سبب لتغطية الأشياء عن البصر. قال ابن حجر : وكأنه أظلم أمره على الناظر لتغطية وجه الصواب فيه . ومنه التدليس في البيع ، يقال : دلَّس فلان على فلان ، أي : ستر عنه العيب الذي في متاعه كأنه أظلم عليه الأمر ، وأصله مما ذكرنا – من الدَّلَس – .
وهو في الاصطلاح راجع إلى ذلك من حيث إن مَن أسقط مِنَ الإسناد شيئاً فقد غطّى ذلك الذي أسقطه ، وزاد في التغطية في إتيانه بعبارة موهمة ، وكذا تدليس الشيوخ فإن الراوي يغطّي الوصف الذي يُعرف به الشيخ أو يغطّي الشيخ بوصفه بغير ما يشتهر به . انظر : نكت ابن حجر 2 / 614 ، والنكت الوفية 137 / أ ، وتاج العروس 16 / 84 .
س : ما هو الصحيح في ضبط المسيب والد سعيد هل هو بكسر الياء أم بفتحها ؟
ج : بكسر الياء وفتحها ، جاء في القاموس وشرحه تاج العروس 3 / 90 : (( هو كمحدِّث : والد الإمام التابعي الجليل سعيد ، له صحبة ، روى عنه ابنه ، ويفتح ، ويحكون عنه أنه كان يقول : سيَّب اللهُ مَنْ سَيَّبَ أبي ، والكسر حكاه عياض وابن المديني … )) .
أقول : وكنت أضبطه بالكسر في كتبي السابقة ، ولم أستطع أن أختار إلا الفتح عند تحقيقي لمسند الشافعي بترتيب سنجر الجاولي ؛ لأنه ضبط كل ذلك بالفتح ، وأنا الآن أحذو
حذوه .
هل يعبر عن المتصل بالمؤتصل ؟
ج : قال الزركشي 1/410 :
(( قلت : والمؤتصل ، وهي عبارةالشافعي رضي الله عنه كما نقله البيهقي ، وقال ابن الحاجب : في تصريفه : هي لغة الشافعي )) .
وقال ابن حجر 1/510 : (( قلت : ويقال له : المؤتصل – بالفك والهمز – وهي عبارة الشافعي في الأم في مواضع . وقال ابن الحاجب في التصريف له : (( هي لغة الشافعي ، وهي عبارة عن ما سمعه كل راوٍ من شيخه في سياق الإسناد من أوله إلى منتهاه . فهو أعم من المرفوع )) .(1/3098)
ولذا فقد أخطأ كسروي لما حقق معرفة البيهقي فكانت تأتيه لفظة الشافعي فيغيرها ويقول إنها تصحيف ؟؟؟
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:29 PM
جزاكم الله الف خير
---
ماهر الفحل
09-18-2006, 04:22 AM
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم
---
عمار
09-19-2006, 06:27 PM
أحسن الله إليكم يا شيخ ، وجزاكم خيرا.
---
ماهر الفحل
09-19-2006, 10:30 PM
وأنتم أحسن الله إليكم وبارك فيكم ونفع بعلمكم .
أسأل الله العظيم أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
---
(1/3099)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن {وثيابك فطهر}>>>>
---
سؤال عن {وثيابك فطهر}>>>>
---
المتدبر
04-08-2006, 03:54 PM
هذه الآية من أوائل ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الترتيب الزمني بعد سورة العلق،،،،
مدخل:
إذا كان الرسول قد قد تزوج خديجة قطعا قبل النبوة ومعلوم أنه قد جامعها بل وانجب منها قبل أن يرسل إليه ...
سؤالى :
هل كان يغتسل من الجنابة؟ ..
وإذا كان لا يغتسل لأنه لم يشرع الغسل بعد....وفي هذه الآية لم يؤمر إلا بتطهير الثوب فقط
ألا يدل هذا على ان من اسلم من الكفار لم يؤمر بالغسل احتجاجا بهذه الآيه التي كانت في بدء التشريع فيقاس الكافر الذي أسلم عليها ولقوله تعالى في الكفار:{ إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}
أرجو ان يكون الجواب واضحا وبدون إستطراد ....فخير الكلام ماقل ودل ولم يطل فيمل
وشكرا لكم,,,,,
---
جمال حسني الشرباتي
04-08-2006, 05:43 PM
سؤالى :
هل كان يغتسل من الجنابة؟ ..
وإذا كان لا يغتسل لأنه لم يشرع الغسل بعد....وفي هذه الآية لم يؤمر إلا بتطهير الثوب فقط
ألا يدل هذا على ان من اسلم من الكفار لم يؤمر بالغسل احتجاجا بهذه الآيه التي كانت في بدء التشريع فيقاس الكافر الذي أسلم عليها ولقوله تعالى في الكفار:{ إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}
,,,
السلام عليكم
طلبت جوابا واضحا لسؤال غير واضح
فإذا كان سؤالك عن تفسير الآية فإن كتب التفسير أعطتها حقها فقد قال القرطبي
(قوله تعالى: { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } فيه ثمانية أقوال: أحدهما أن المراد بالثياب العمل. الثاني القلب. الثالث النفس. الرابع الجسم. الخامس الأهل. السادس الخلق. السابع الدين. الثامن الثياب الملبوسات على الظاهر.)
ولم أر في شرحه للأقوال كلاما عن قضية غسل الجنابة---أو قضية اغتسال الكافر إذا دخل الدين الإسلامي(1/3100)
أمّا من حيث كتب الفقه فقد جاء ( مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل) وهو مالكي المذهب
(( وَيَجِبُ غُسْلُ كَافِرٍ بَعْدَ الشَّهَادَةِ بِمَا ذُكِرَ ) ش : يَعْنِي أَنَّ الْكَافِرَ إذَا أَسْلَمَ وَتَلَفَّظَ بِالشَّهَادَةِ وَجَبَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ إذَا تَقَدَّمَ لَهُ سَبَبٌ يَقْتَضِي وُجُوبَ الْغُسْلِ مِنْ جِمَاعٍ أَوْ إنْزَالٍ أَوْ حَيْضٍ أَوْ نِفَاسٍ لِلْمَرْأَةِ فَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ الْغُسْلُ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ ، وَقِيلَ : يَجِبُ وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ سَبَبٌ ؛ لِأَنَّهُ تَعَبُّدٌ نَقَلَهُ ابْنُ بَشِيرٍ وَغَيْرُهُ وَقَبِلَهُ ابْنُ عَرَفَةَ وَقَالَ الْقَاضِي إسْمَاعِيلُ : الْغُسْلُ مُسْتَحَبٌّ وَإِنْ كَانَ جُنُبًا ؛ لِأَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ . )
وكما ترى أنّ المشهور لديهم وجوب الغسل إذا تقدم إسلامه سبب يوجب الغسل--وقال آخرون بوجوب الغسل مطلقا --وقال البعض باستحباب الغسل
الآن يمكن لنا أن نتحاور بمعزل عن تفسير الآية إن أردت
---
سيف الدين
04-08-2006, 10:17 PM
1- ان العرب كانت تعرف عادة الغسل قبل نزول البعثة ..
2- أرى ان الاية {وثيابك فطهّر} فيها معنى قريب لقوله تعالى {ولباس التقوى ذلك خير}
والله اعلم
---
المتدبر
04-09-2006, 06:11 PM
أخي جمال ...شكرا على التعقيب،،،،
ولكن ياترى ماهو الحق في معنى الآية مما نقلته ؟
وهل لا يجوز الخروج عن أقوال من سلف إذا كانت الاية تحتمل اكثر مما ذكر القرطبي؟
وهل يجب الوقوف عن التدبر لمعنى الاية والنظر في ملا بساتها من حيث وقت التنزيل ومكانه ؟
وما الفائدة إذا من معرفة المكي والمدني ؟
وهل يحق للمفسر أن يعرض عن النظر في الآية من حيث الترتيب الزمني ومكان النزول ؟
أسئلة متحتمة الجواب .....وبعدها يمكن لنا ان نتحاور ...والله الهادي إلى سواء السبيل،،(1/3101)
أخي سيف الدين ....إن الدعاوى إذا لم يقم عليها بينه فأصحابها ادعياء ...
فأرجو إثبات البينة القاطعة على ما ذكرتم من ان العرب كانت تعرف الغسل قبل البعثة، وإذا كان ذلك كما قلتم فلماذا يأمر الله المؤمنين بقوله : وإ ن كنتم جنبا فا طهروا ) وعليه يكون قد امرهم بما هم به عالمون ،،
والله اعلم وأحكم .
---
سيف الدين
04-09-2006, 06:31 PM
قد قرأت ذلك في السيرة الحلبية, وارجو المعذرة حيث ان مراجعي تبعد عني آلاف الاميال الان.. اما بالنسبة للامر بالغسل في الاية , اعتقد لان ذلك جاء ضمن السياق على الطهارة عند الصلاة
---
(1/3102)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عقيدة القاضي أبو الوليد الباجي ؟
---
عقيدة القاضي أبو الوليد الباجي ؟
---
baderan
02-15-2005, 12:12 AM
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى
أخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يشرفني الإنتساب في هذا المنتدى المتميز
ولكم الشكر على إثرائه بالمعلومات المفيدة فجزاكم الله خيرا
أخواني لدي إهتمام بشخصية القاضي أبو الوليد الباجي المالكي الأندلسي المشهور صاحب المنتقى
ولكن عند النظر في أقواله في مسائل العقيدة لم أجد الكثير سوى ما وجدت في كتابه المنتقى
فهل له مسائل في العقيدة في غير كتابه المنتقى ؟
وكما هو معروف أن له مناظرات مع ابن حزم فأين نجدها ؟ وما مناظراته في العقيدة مع باقي العلماء ؟
من من العلماء الذين كتبوا في عقيدته سواء بالتأييد أم الرد عليه ؟
ما المراكز التي لديها أهتمام بعلماء المالكية والمغرب ؟
ما المنديات التي تهتم وتناقش هذه المواضيع غير هذا المنتدى المبارك ؟
أرجو الفائدة النافعة للجميع ولا تحرمونا من مشاركاتكم البناءه ولو كانت معلومه بسيطة
ودعوة للمهتمين موفقه ومسدده .
---
أبوخطاب العوضي
02-15-2005, 08:17 AM
تفضل أخي الكريم هذا الموقع ربما يفيدك لأنه به شرحاً لوصية الإمام الباجي لولديه
اضغط هنا (http://www.almosleh.com/publish/cat_index_102.shtml)
والبقية ربما يفيدك بها الأخوة الفضلاء
في أمان الله
---
عبدالرحمن الشهري
02-15-2005, 12:48 PM
سؤال : له مناظرات مع ابن حزم فأين نجدها ؟
أخرجها الدكتور عبدالمجيد تركي في مجلد طبع في دار الغرب ، وهو متوفر في المكتبات. والدكتور عبدالمجيد تركي من المهتمين بكتب الباجي وتحقيقها.
---
baderan
02-15-2005, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو الخطاب العوضي(1/3103)
شاكر لك مرورك الكريم وجزاك الله خيرا على مساهمتك بهذا الموقع المفيد
فبارك الله في جهودكم وننتظر منك أخي وباقي الأعضاء الكرام إثراء الموضوع بمشاركات فعاله
أخي الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري
شكرا لمساهمتك الكريمة ولعلك أخي تتحفنا بنصوص من أقوال االقاضي أبو الوليد الباجي في
مسائل الإعتقاد سواء من كتبه أو ممن كتب عنه مطعمه بذكر إسم الكتاب والصفحة لتعم الفائدة للجميع
وعتب أخوي على باقي الأعضاء الكرام وأتوقع من أمثالهم في هذا المنتدى المتميز الكثير
وعاصفة من المشاركات والإثراء للموضوع
ولعلها الهدوء الذي يسبق العاصفة
شكرا لكما أخوي الكريمين مرة أخرى
---
جمال حسني الشرباتي
02-16-2005, 09:14 AM
قد تكون فائدة في هذا النقل عن المرحوم إبن تيمية(1/3104)
(("درء تعارض العقل والنقل: (2|101): «عن الحسين بن أبي أمامة المالكي قال: سمعت أبي يقول: "لعن الله أبا ذر الهروي، فإنّه أول من حمل الكلام إلى الحرم، وأول من بثه في المغاربة". قلت: أبو ذر فيه من العلم والدين والمعرفة بالحديث والسنة، وانتصابه لرواية البخاري عن شيوخه الثلاثة، وغير ذلك من المحاسن والفضائل ما هو معروف به، وقد كان قدم إلى بغداد من هراة، فأخذ طريقة ابن الباقلاني وحملها إلى الحرم، فتكلم فيه وفي طريقته من تكلم، كأبي نصر السجزي، وأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني، وأمثالهما من أكابر أهل العلم والدين بما ليس هذا موضعه. وهو ممن يرجح طريقة الصبغي والثقفي، على طريقة ابن خزيمة وأمثاله من أهل الحديث. وأهل المغرب كانوا يحجون، فيجتمعون به، ويأخذون عنه الحديث وهذه الطريقة ويدلهم على أصلها. فيرحل منهم من يرحل إلى المشرق، كما رحل أبو الوليد الباجي، فأخذ طريق أبي جعفر السمناني الحنفي صاحب القاضي أبي بكر. ورحل بعده القاضي أبو بكر بن العربي، فاخذ طريقة أبي المعالي في الإرشاد. ثم إنه ما من هؤلاء إلا له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من السنة والدين، ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وعدل وإنصاف». اهـ.
---
baderan
03-11-2005, 07:31 AM
ما أقوال أبو الوليد الباجي في الصفات ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جمال جزاك الله خير على تفاعلك مع الموضوع وجميع الأخوة المشاركين
أخواني هل أبو الوليد الباجي المالكي وافق الأشاعرة في جميع أقوالهم ؟
دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة العلمية الموثقه بالنص مع ذكر الكتاب والصفحة
وبالتوفيق والفائدة للجميع
---
جمال أبو حسان
03-15-2005, 01:44 PM(1/3105)
كان ينبغي على المحاور الكريم ان لا يجعل من المسالة المسماة بالصفات عنوانا للسؤال عن عقيدة ابي الوليد وهذا الامر من الامور التي استعدى الناس بسببها بعضهم على بعض وهي مما لا ينبغي ان يفرق جماعة المسلمين ولا ان يقض مضاجعهم ولعلي ان انسا الله تعالى في الاجل ومنح من الوقت فرصة ان اقفي على هذه المسالة بحوار ماتع تتطارح فيه انظار الباحثين الفضلاء
---
خالد الشبل
03-15-2005, 03:13 PM
ذكر شيخ الإسلام - رحمه الله - أن أبا الوليد الباجي - رحمه الله - كأبي بكر بن العربي ، يسلك ، أحيانًا ، مسلك الاجتهاد في العقليات فيغلط فيها ، كما غلط غيرهما .
فسبحان الله الذي أبى أن يكسوَ ثوب العصمة لغير الذي لا ينطق عن الهوى ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وقد نشرتِ الرئاسةُ العامةُ لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض عام 1406 هـ رسالةَ راهب فرنسا إلى المسلمين وجواب القاضي أبي الوليد الباجي عليها ، دراسة وتحقيق د. محمد عبد الله الشرقاوي . وهي من مقتنيات مكتبتي .
أنشد ابنُ سعيد في المُغرب ، في كتاب الديباجة في حُلى مملكة باجة ، له قوله :
إذا كنتُ أعلمُ علمًا يقينًا ** بأن جميعَ حياتي كَساعهْ
فَلِمْ لا أكونُ ضَنينًا بها ** وأجعَلَها في صَلاحٍ وطاعهْ
---
baderan
03-18-2005, 06:54 AM
السلام علييكم ورحمة الله وبركاته
الأخ المكرم الدكتور جمال شكرا لمرورك الكريم ولم أرد -حفظك الله - أن يستعدي أحد على
هذا الإمام الجهبذ , بل كان السؤال هو بيان أقواله في مسألة الصفات إن وقع أحد عليها وقرأها
إما في كتبه أو نقلت عنه في غيرها .
وهناك سؤال آخر يا حبذا لو تشاركنا دكتورنا الفاضل وهو :
هل خالف أبو الوليد الباجي الأشاعرة في بعض مسائل الإعتقاد ؟ ما هي تلك المسائل ؟
والشكر موصول لأخينا خالد الشبل فجزاك الله خيرا على مرورك ومشاركتك .(1/3106)
شكرا لكم مرة أخرى والسؤال مطروح للجميع ونود أن نكحل أعيننا بمشاركاتكم المتميزة .
---
baderan
03-22-2005, 09:53 PM
وجدنا أن الباجي رحمه الله يوافق بعض أهل الكلام في أسماء الله وصفاته فقط كما سأبين لك من خلال الروابط ولكن ماعدا ذلك وبعد قراءتي لكتبه أعتقد أنه صافي المعتقد أو أنه كان أشعري ورجع لطريق الحق قبل وفاته لأنه يعتمد على النقولات لا العقل كما ظهر في كتبه بينما الأشاعرة يعتمدون على الكتاب والسنه وما يختلفون فيه يأولونه حسب عقولهم ويضربون بكلام السلف الصالح عرض الحائط تحت شعار التجديد ولكني أعتقد أن الدين واحد بكل مافيه في كل زمان ومكان منذ زمن أبينا آدم إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهو التوحيد وأخذ الشرائع من الله سبحانه وتعالى لا من عقولنا وأن أختلفت الشرائع من نبي لنبي عليهم الصلاة والسلام
يقول أبن تيميه رحمه الله: ( وَبِحُسْنِ الْأَفْعَالِ وَقُبْحِهَا " فَأَكْثَرُ النَّاسِ يَقُولُونَ : إنَّهُ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ مَعَ السَّمْعِ وَالْقَائِلُونَ بِأَنَّ الْعَقْلَ يُعْلَمُ بِهِ الْحُسْنُ وَالْقُبْحُ أَكْثَرَ مِنْ الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْمَعَادَ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ قَالَ أَبُو الْخَطَّابِ : هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ والمتكلمين وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : الْمَعَادُ وَالْحُسْنُ وَالْقُبْحُ لَا يُعْلَمُ إلَّا بِمُجَرَّدِ الْخَبَرِ وَهُوَ قَوْل الْأَشْعَرِيِّ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ كَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَأَبِي الْمَعَالِي الجويني وَأَبِي الْوَلِيدِ الباجي وَغَيْرِهِمْ وَكُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مِنْ الْعُلُومِ مَا يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ وَالسَّمْعِ الَّذِي هُوَ مُجَرَّدُ الْخَبَرِ مِثْلَ كَوْنِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةً لِلَّهِ )(1/3107)
ويقول رحمه الله في موضع آخر (وَأَنَا كُنْت مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَأْلِيفًا لِقُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَطَلَبًا لِاتِّفَاقِ كَلِمَتِهِمْ وَاتِّبَاعًا لِمَا أُمِرْنَا بِهِ مِنْ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ وَأَزَلْت عَامَّةَ مَا كَانَ فِي النُّفُوسِ مِنْ الْوَحْشَةِ وَبَيَّنْت لَهُمْ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ كَانَ مِنْ أَجَلِّ الْمُتَكَلِّمِينَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَحْوِهِ الْمُنْتَصِرِينَ لِطَرِيقِهِ كَمَا يَذْكُرُ الْأَشْعَرِيُّ ذَلِكَ فِي كُتُبِهِ . وَكَمَا قَالَ أَبُو إسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ : إنَّمَا نَفَقَتْ الْأَشْعَرِيَّةُ عِنْدَ النَّاسِ بِانْتِسَابِهِمْ إلَى الْحَنَابِلَةِ وَكَانَ أَئِمَّةُ الْحَنَابِلَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي الْحَسَنِ التَّمِيمِيِّ وَنَحْوِهِمَا يَذْكُرُونَ كَلَامَهُ فِي كُتُبِهِمْ بَلْ كَانَ عِنْدَ مُتَقَدِّمِيهِمْ كَابْنِ عَقِيلٍ عِنْدَ الْمُتَأَخِّرِينَ ، لَكِنَّ ابْنَ عَقِيلٍ لَهُ اخْتِصَاصٌ بِمَعْرِفَةِ الْفِقْهِ وَأُصُولِهِ وَأَمَّا الْأَشْعَرِيُّ فَهُوَ أَقْرَبُ إلَى أُصُولِ أَحْمَدَ مِنْ ابْنِ عَقِيلٍ وَأَتْبَعُ لَهَا فَإِنَّهُ كُلَّمَا كَانَ عَهْدُ الْإِنْسَانِ بِالسَّلَفِ أَقْرَبَ كَانَ أَعْلَمَ بِالْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ . وَكُنْت أُقَرِّرُ هَذَا لِلْحَنْبَلِيَّةِ - وَأُبَيِّنُ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ تَلَامِذَةِ الْمُعْتَزِلَةِ ثُمَّ تَابَ )(1/3108)
فذكر أبن تيميه رحمه الله للأشعري وأبو المعالي الجويني بأنهم وافقوا أحد ما في تأويل الأسماء والصفات هذا لاينفي أنهم رجعوا للحق ومذهب السلف قبل وفاتهم كما بين أبن تيميه رجوع الأشعري وتوبته قبل وفاته في المقطع الثاني وكما هو معرف أن أبو المعالي الجويني رجع عن مذهب الأشاعرة وتاب قبل وفاته يرحمهم الله كما أن الباجي رحمه الله أمتدحه كثير من علماء السلف الصالح من أهل السنة والجماعه أمثال ابن عساكر وابن بشكوال والقاضي عياض كما أن كتبه يستدل به الكثير من العلماء مثل الذهبي على سبيل المثال لا الحصر ولو أن الباجي معتقده باطل لما نقل وأستدل من كتبه ولا أن يمتدحه كبار العلماء أمثال القاضي عياض وابن عساكر وابن بشكوال وهو مايوافق كلامي على أن ذكر أبن تيميه له لايدل على أنه ذو عقيدة باطله كما ذكر آنفاً لأبو الحسن الأشعري في موضع وذكر توبته قبل وفاته في موضع آخر وهذا مايجعلني شبه متأكد من عقيدة الباجي رحمه الله بالإضافة إلى ماورد في كتبه مثال وصية الباجي رحمه الله لولديه قال (التصديق بأركان الإيمان
فالإيمانُ باللهِ عزَّ وجلَّ وملائكته وكتبه ورسله، والتصديق بشرائعه؛ فإنه لا ينفع مع الإخلال بشيء من ذلك عمل، والتمسكُ بكتاب الله تعالى جدُّه.
حفظ القرآن والعمل به
والمثابرةُ على حفظه وتلاوته، والمواظبة على التفكر في معانيه وآياته، والامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه وزواجره.
التمسك بالكتاب والسنة
رُوِيَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قال: "تركتُ فيكم ما إنْ تَمسَّكتُم به لن تضِلُّوا بعدي: كتابَ الله تعالى وسنتي، عَضُّوا عليها بالنواجذ"( ).
طاعة الرسول ومحبته(1/3109)
وقد نصح لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان بالمؤمنين رحيماً، وعليهم مشفقاً، ولهم ناصحاً، فاعملا بوصيته، واقبلا مِنْ نصحه، وأَثبِتَا في أنفسكما المحبةَ له، والرضا بما جاء به، والاقتداءَ بسنته، والانقيادَ له، والطاعةَ لحكمه، والحرصَ على معرفة سنتِه، وسلوكَ سبيلِه، فإنَّ محبَّتَه تقود إلى الخيْر، وتُنجي مِنَ الهَلَكَةِ والشرِّ.
محبة الصحابة
وأشْرِبا قلوبَكما محبةَ أصحابه أجمعين، وتفضيلَ الأئمةِ منهم الطاهرين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ونفعنا بمحبتهم، وألزِما أنفسَكما حُسْنَ التأويلِ لما شَجَرَ بينهم، واعتقادَ الجميلِ فيما نُقِلَ عنهم؛ فقد رُوِيَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدُكم مِثْلَ أُحُدٍ ذهباً، ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه"( ). فمن لا يُبلَغُ نَصِيفُ مُدِّهِ مثلُ أُحُدٍ ذهباً، فكيف يُوازَنُ فضلُه، أو يُدْركُ شأوُه؟! وليس منهم رضي الله عنهم إلا من أنفق الكثير.
توقير العلماء والاقتداء بهم
ثم تفضيلُ التابعين ومَنْ بعدَهم مِنَ الأئمة والعلماء ـ رحمهم الله ـ والتعظيمُ لحقهم، والاقتداءُ بهم، والأخذُ بهديهم، والاقتفاءُ لآثارهم، والتحفُّظُ لأقوالِهم، واعتقادُ إصابتهم.)
---
المازني
03-24-2005, 07:46 AM
لمزيد من الفائدة ، أعلمكم بأنه توجد الآن نخبة من الطلبة بليبيا يقومون على تحقيق المنتقى في رسائل علمية ويمكنك الاتصال بي على البريد الخاص لو أحببت التواصل مع أحدهم ، ولعلهم سيعرضون لهذه القضايا تفصيلا .
---
(1/3110)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > استفسار عن بعض الأفاضل
---
استفسار عن بعض الأفاضل
---
محمد رشيد
04-16-2003, 04:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كثير من الفوائد التي أستفيدها من الموقع أدونها في الصفحات البيضاء من بعض الكتب ، و لعلي ـ إن كثرت الفوائد ـ أن أجعل لها دفاتر خاصة ، وأدون اسم صاحب الفائدة عليها من باب العزو ، و لكن هذا يستلزم مني معرفة الدرجة العلمية لبعضهم ، من كونه مثلا حاصل على الدكتوراه من جامعة كذا ، أو يدرس في جامعة كذا ، فأطلب التعريف من بعض من على الموقع ، خاصة الشيخ الفاضل / عبد الرحمن الشهري ، و الشيخ الطيار
وبارك الله في جهودكم
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2003, 01:34 AM
عذراً يا أخي الكريم فقد كنت كتبت لك رداً منذ قرأت سؤالك ولكن يبدو أنني أخطأت عندما أضفته فلم يعتمد.
على كل حال بالنسبة للتعريف بالمتخصصين في الموقع ، فسأقوم بإذن الله قريباً بكتابة تعريف جامع لكل واحد منهم فأمهلنا ، وأبشر بخير إن شاء الله.
---
محمد رشيد
04-20-2003, 02:42 PM
بارك الله فيك شيخنا العزيز ، ووالله إني أحبك في الله
---
(1/3111)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً
---
صدر حديثاً
---
الجكني
11-07-2006, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً أربعة أعداد متتالية من "مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وهي (132و133و134و135) واستلمتها يوم أمس فقط(15/10/1427) وهذه "فهرت" الأعداد الأربعة:
أولاً:العدد:(132):
1-خواتيم سورة البقرة :د/عماد زهير حافظ0
2-رسالة في وقف حمزة وهشام على الهمز/أحمد عبد الله المقرئ
3-الوسائل القولية المفضية إلى الشرك الأكبر/عواد عبدا لله المعتق
4-الإجارة على الإجارة وتطبيقها المعاصر:د/عبد الله موسى العمّار
5-عناية ابن هشام النحوي بتفسير القرآن الكريم وإعرابه وتوجيه قراءاته:
د/شايع عبده الأسمري
6-حق الطفل المسلم العقدي على أبويه"دراسة ميدانية":د/طارق عبد الله حجار
7-التعليم المتوسط التابع للجامعة الإسلامية خلال عشرين عاماً"دراسة تاريخية وصفية":
د/ :عيد حجيِّج الجهني
ثانياً:العدد:(133):
1-عناية الإسلام بالمرأة في ضوء الكتاب والسنة:د/ملفي ناعم الصاعدي
2-حقيقة كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين "دراسة عقدية أصولية مقارنة":د/عبد الرحمن عبد العزيز السديس
3-القواعد الفقهية للشيخ السعدي "دراسة وتحقيق":د/سليمان عبد الله أبا الخيل
4-دفع التعارض عن الأدلة الشرعية بالجمع:د/محمد المختار بن محمد الأمين
قلت:هو ابن "صاحب أضواء البيان" للمعلومية فقط 0
5-منهج التربية التعلمية في ضوء الكتاب والسنة:د/أحمد عبد الفتاح الضليمي
ثالثاً:العدد(134):
1-يتيمة الدرر في النزول وآيات السور ؛لشمس الدين محمد بن أحمد الموصلي المعروف ب"شعلة" (ت656)"دراسة وتحقيق :د/ محمد صالح البراك
2-الأحاديث الواردة فيمن انتسب إلى غير أبيه أو إلى غير قبيلته "جمعاً ودراسة":
د/عبد العزيز محمد الفريح(1/3112)
3-الوسائل الفعلية المفضية إلى الشرك الأكبر:د/عواد عبد الله المعتق
4-مسائل الإمام أحمد في الحج برواية أبي بكر المرّوذي:د/ عبد الرحمن علي الطريقي
5-اختلاف الرواية في الشاهد النحوي الشعري "دراسة في المنهج":
د/موسى مصطفى العبيدان
6-ألفاظ غير مشهورة دلت على عدد:د/سليمان سالم السحيمي
7-منهج التربية الإسلامية في تربية النفس ،مع دراسة أنموذجية من حياة الصحابة في تربية النفس:د/صالح إيشان عبد الرحيم
رابعاً:العدد(135)
1-تأملات في قول الله تعالى "ثم أتموا الصيام إلى الليل :د/عبد العزيز صالح العبيد
2-قرة العين في معنى قولهم :تسهيل الهمزة بين بين ،لأبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي الفاسي "دراسة وتحقيق":د/ أحمد عبد الله المقرئ
3-الثقات الذين تعمدوا وقف المرفوع أو إرسال الموصول:د/علي عبد الله الصياح
4-المراء في الدين :مفهومه وحكمه وأسبابه وآثاره وطرق الوقاية منه وعلاجه:
د/ محمد عبد العزيز العلي
5-مسقطات القصاص عن النفس في الفقه الإسلامي :د/عبد العزيز عمر الخطيب
6-العفو عند الخليفة أبي جعفر المنصور :أهدافه ومبرراته:د/طارق فتحي الدليحي
7-واجبات معلم العلوم الكونية في ضوء منهج التربية الإسلامية:د/صالح إيشان عبد الرحيم
---
أبو حسن
11-13-2006, 11:11 PM
صدر حديثا
كتاب البرهان في علوم القرآن
تحقيق الدكتور زكي أبو سريع
عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
ط: دار الحضارة
---
(1/3113)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صفحة لمتابعة دروس الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ورعاه
---
صفحة لمتابعة دروس الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ورعاه
---
إمداد
04-26-2005, 12:42 AM
أثناء تصفحي لبعض المنتديات عثرت عاى هذه الصفحة التي تحتوي على تفريغ دروس فضيلة الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير رعاه الله
http://www.rightword.net/Anuke/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=974
وهذه الصفحة فيها فهرسة دروسه الصوتية
http://www.liveislam.net/archive.php?tid=273
فأحببت أن أهديها لكم أيها الأخوة الكرام
---
إمداد
05-27-2005, 02:12 PM
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=423
---
إمداد
06-21-2005, 02:48 PM
شرح الأربعين النووية فضيلة العلامة الشيخ عبدالكريم الخضير – الطائف
1424
الدرس الأول
http://38.113.141.121/archiv1/jumada-2/khudair16.rm
الدرس الثاني
http://38.113.141.121/archiv1/jumada-2/khudair17.rm
الدرس الثالث
http://38.113.141.121/archiv1/jumada-2/khudair18.rm
الدرس الرابع
http://38.113.141.121/archiv1/jumada-2/khudair19a.rm
الدرس الخامس
http://38.113.141.121/archiv1/jumada-2/khudair20.rm
---
عبدالرحمن الشهري
06-21-2005, 07:13 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم إمداد ، وأمدك بعونه وتوفيقه على متابعتك ، وحرصك على نفع إخوانك طلاب العلم.
---
(1/3114)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهارس ملتقى أهل التفسير > "مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية "
---
"مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية "
---
أحمد البريدي
09-12-2003, 11:13 PM
لقد انتشر تراث المسلمين في علومه المتنوعة في بلاد شتى, وظهرت فهارس علمية لتلك المخطوطات قربت هذا التراث لمريديه وسهلت الاستفادة منه .
وقامت الجامعات الأكاديمية بفتح المجال لتحقيق هذا التراث فكانت خطوة رائدة , نفع الله بها , ينقصها فقط تبني طباعتها بعد تحقيقها .
و هذا الملتقى يضم بحمد الله تعالى نخبة من المتخصصين , وأهل الفضل , من بلاد شتى في مغرب الأرض وشرقها , لهم عناية بتفسير القرآن وعلومه , نأمل منهم التعاون لخدمة كتاب الله تعالى .فاجتماعهم بهذه الصورة فرصة لا تقدر بثمن .
ومن هنا جاءت هذه الفكرة لطرح مخطوطات متعلقة بالتفسير والقراءات وعلوم القرآن يقترح الأخوة تحقيقها , في رسائل علمية ؛ إذ إن الرسائل العلمية أقوى في تحقيق النص , وخدمته , من المشاريع التجارية .
راجياً أن يكون مع وصيفه "مواضيع مقترحة للرسائل العلمية " نعم المعين بعد الله تعالى لإخواننا في مشوارهم العلمي .
والمنهج هو نفس منهج المشروع الأول , بيد أني أؤكد على بيان ما حقق من مخطوطات يقترحها الأخوة حتى يتم استبعاده .
كما أني انبه إلى أن أي مخطوط يعزم أحد على تحقيقه فليراسلني وسأكتب أمام الموضوع عبارة " تم اختياره" رغبة في المحافظة علىاوقاتكم .
اسأل الله تعالى ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن يجعل العمل خالصاً لوجهه , والدال على الخير كفاعله .
---
أمين الشنقيطي
09-13-2003, 09:49 PM
أرجوا من الإخوة المتخصصين إفادتى عن كتاب الإشارة فى القراءات العشر لأبى نصر العراقى،وهل تقدم لتحقيقه باحث
،أو أخذ كرسالة علمية،أو كمنهج ،أو كجهد لمؤلفه،أو طالع نسخامتعددة منه،(1/3115)
أرجوممن يجد ذلك إفادتى خلال هذا الملتقى المبارك.
---
أحمد البريدي
09-19-2003, 07:48 PM
عندي فهرس منسوب للشيخ حماد الأنصاري رحمه الله اسمه " فهرس الكتب المخطوطة النادرة " الموجودة في مكتبة دار العلوم الألمانية وتسمى الآن مكتبة كارل ماركس بمدينة لايبزك .
وذكر فيما يتعلق بالتفسير ما يلي :
تفسير ابن مردويه ناسخه الحافظ المنذري
تفسير عبد بن حميد ناسخه ابن حجر
تفسير ابن المنذر ناسخه السيوطي
تفسير ابن ابي حاتم ناسخه الشوكاني
تفسير ابن ابي شيبة ناسخه الشوكاني
....الخ
وذكر انها كلها نسخ كاملة
وهذه التفاسير من انفس الكتب , فإن صح هذا فهو منة من الله تعالى , فهل سمعتم عن هذا الفهرس شيئاً نفياً أو اثباتاً , ارجو إفادتنا . فإنني استبعد وجود مثل هذه الكم الهائل من المخطوطات دون ان ينتشر هذا بين طلاب العلم , خاصة إذا علمنا أن أغلب هذه الكتب هي في حكم المفقود عند المتخصصين . إلا أن كاتب الفهرس أشار إلى أنها لم تفهرس فلعل هذا السبب في عدم الاطلاع عليها, كما أفاد ايضا أن هناك من ذهب إلى المدينة المذكورة ( وسماهم ) وأقر مسئول المكتبة بوجود هذه المخطوطات .
---
أمين الشنقيطي
09-22-2003, 09:07 PM
الأخ الكريم أحمد البريدي،
ماذكرت من مخطوطات ،لاعلم عندى عنها،ولكن بإمكانك سؤال المتخصصين،كالأستاذ الكتورعبدالعزيز القارئ،حفظه الله،والدكتور عبد الله الأمين،ووضع السؤال فى العنوان المثبت فى هذا الملتقى،أوسؤال أحد أبناء الأنصاري رحمه الله فلعل لهم دراية بالأمر. حفظكم الله.
---
أحمد البريدي
09-22-2003, 10:25 PM
اطلب تكرماً منك يا دكتور امين , القيام بسؤال من ذكرت , نظرا لقربك منهم وإفادتنا بذلك , وانا لك شاكرا , فإن الوصول إلى علم بهذا الفهرس يهم الجميع , ومن أعضاء الملتقى ممنهم في المانيا او قريبا منها يمكن تكليفهم بهذه المهمة بعد التأكد من وجودها.
---
أحمد البريدي
10-01-2003, 11:25 AM(1/3116)
مخطوطة : فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل لأبي يحيى زكريا الأنصاري .
حاشية قيمة على تفسير البيضاوي , شرح فيها مشكله ووضح مغلقه , وبين درجة كل حدبث فيه .
من نسخه الخطية :
المكتبة التيمورية برقم 188 تفسير .
دار الكتب برقم 178 .
وثلاث نسخ بكتبة الأزهر ارقامها : 227 – 314- 1487 تفسير .
المكتبة الظاهرية عدة نسخ ارقامها : 639/ 513- 3916-4473-6260 تفسير .
للاستزادة انظر : مقدمة تحقيق كتاب فتح الرحمن للأنصاري تحقيق عبد السميع محمد احمد حسنين .
---
أبو صفوت
10-11-2003, 09:02 PM
جزاكم الله خيرا
هل هناك من التفاسير المسندة ما هو مخطوط وكيف الوصول إليه؟
---
أحمد البريدي
10-16-2003, 01:09 PM
مخطوطة : تفسير ابن سلام المتوفى سنة 200هـ
نسخة ناقصة تجدها في مركز البحث العلمي في جامعة ام القرىبرقم 101 _ 100 _ 102_ 103تفسير
انظر الفهرس 1/37
---
مساعد الطيار
10-16-2003, 02:49 PM
الإخوة الأفاضل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فلقد أثرتم بذكر تفسير ابن سلام شوقًا إلى تحقيق هذا الكتاب النادر ، وكم اتمنى ان يتمَّ ذلك ، ومن باب التعريف بشيءٍ مما يتعلق بهذا الكتاب أقول :
أولاً : إن الأستاذ بالحاج سعيد شريفي قد ذكر في مقدمة تحقيقة لكتاب هود بن محكِّم الهواري الإباضي أنَّ الأساتذة الفضلاء حمود صمود والبشير المخنيني ورشيد الغزي قد حققوا ستة أجزاء من تفسير ابن سلام تحت إشراف الدكتور محمد طالبي ، وهي مصدَّرة بـ(دراسات حول ابن سلام) .
وهذه الرسائل قد اطَّلع عليها المحقق شريفي ، كما ذكر . ( 1 : 26 )
ومن باب الفائدة المستطردة ، فإنَّ الأستاذ المحقق إباضي المذهب ، وقد أفاد في تتبع إباضيات هود بن محكِّم ، وذكرها ، وقد كان هود يتصرف في نصِّ ابن سلام الذي هو أصل لكتابه ، وكتابه مختصر لكتاب ابن سلام ، لكنه يخالف معتقد ابن سلام ، فتراه يحذف ما يخالف عقيدته الإباضية ، أو يزيد عبارات إباضية .(1/3117)
ثانيًا : إن الدكتوره هند شلبي محققة كتاب التصاريف لابن سلام قد حققت جزءًا من التفسير ، وقد سمعت من الأستاذ الدكتور فهد الرومي أنه تحت الطبع ، ولعل هذا يتم .
ومن باب توارد المعلومات أقول : إن قراءة هذا المخطوط صعبة جدًّا ، فهو بخط مغربي قديم ، وقد أخبرني الأستاذ الدكتور فهد الرومي أنه التقى بالمستشرق الألماني ( ميكلوش موراني ) ، وقال له إن الخطَّ الذي كُتب به تفسير ابن سلام لا يستطيع قراءته أحدٌ سوى هند شلبي .
وإني لأرجو أن يعجِّل الله خروج هذا التفسير المبارك .
ومن باب الفائدة أيضًا ، فإن بعض الباحثين زعم أن الطبري ( ت : 310 ) قد استفاد من تفسير ابن سلام ( ت : 200 )، وهذا غير صحيح على الإطلاق ، فإن الطبري لم يأخذ من هذا التفسير حرفًا واحدًا ، وإنما فيه رواية يتيمة عن ابن سلام ، وهي في مسألة فقهية ، ويظهر أنها فيما كان يتداول من الروايات عن ابن سلام في المشرق قبل ذهابه إلى المغرب .
أما تفسيره فإنه لم يكتبه إلا في المغرب ، ولم يظهر في المشرق وقت ابن جرير ـ فيما يبدو ـ وأول من ظهرت استفادته منه من المشرقيين الماوردي ( ت : 450 ) في كتابه (النكت والعيون) ، فقد أكثر من النقل عن ابن سلام وحكى اختياراته التفسيرية .
ولم أطلع على من استفاد من تفسير يحيى من المشارقة قبل الماوردي ، والله أعلم .
---
أحمد البريدي
10-17-2003, 10:40 PM
شكر الله لك ابا عبد الملك هذه الفوائد , وبمثل هذه تكمن قيمة الملتقى .
---
أمين الشنقيطي
10-19-2003, 08:54 PM
الأخ الكريم :أحمد البريدي،
طلبت مني التحري عن (الفهرس المنسوب للشيخ العلامة حماد الأنصارى) رحمه الله ، وعنوانه فهرس الكتب والمخطوطات النادرة،
وقد سألت عنه عددا من أهل العلم ،ووجدت غايتى عند علامة التفسير وبحره الواسع،فضيلة الأستاذ الدكتور،شيخنا الشيخ حكمت ياسين بشير،الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة،(1/3118)
فأفادني بأنه موضوع،وباطل لا أصل له بهذا الشكل الغريب، وهو عنده ، وقد طالعه وحكم عليه بماقدمناه ،
وحسبك أخى أحمد بهذا المعلومة ،
وأحيلك على فضيلته،ومن أحيل على مليء فليحتل. وفقنى الله وأياك.
---
خالد الشبل
10-19-2003, 10:24 PM
أطلعني أحد أعمامي في المدينة - قبل أكثر من عام تقريبًا - على هذا الفهرس ، وفيه من نوادر كتب التفسير والحديث ، ولكن كيف صار موضوعًا؟ غريب
---
أحمد البريدي
10-20-2003, 11:16 AM
شكر الله لك د أمين هذه المعلومة .
وارجو من جميع الأخوة إفادتنا بأي معلومة عن هذا الفهرس سواء بالنفي أو الإثبات .
علماً أن لهذا الفهرس ذكر في كتاب تحفة الأحوذي كما أفادني بذلك الشيخ عبد الرحمن الشهري , فلعله يفيدنا بما بذلك .
---
العدوي
11-28-2003, 08:14 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد :
فقد صدر بحمد الله تعالى تفسير القرآن العظيم للإمام ابن أبي زمنين وهو يعد مختصرًا لتفسير ابن سلام بل إنه لم يحذف كثيرًا من أسانيد ابن سلام وأوردها كما هي ، وهو يعد مرجعًا هامًا للوقوف على أقوال ابن سلام - حتى التي حذف أسانيدها - ولو وجدت المخطوطة كاملة حقًا فسيكون عونًا لمن يقوم بتحقيقها
وللفائدة فللكتاب طبعتان :
طبعة دار الفاروق وهي الطبعة الأولى للكتاب
والطبعة الثانية وهي المسروقة كالعادة لأنها طبعت في دار الكتب العلمية
والطبعتان متوافرتان والله المستعان
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
---
أبو تيمية
11-28-2003, 10:08 PM
أمر ذلك الفهرس مشهور قبل أعوام ، و هو كما قال الشيخ حكمت لا أصل صحيح للمعلومات الواردة فيها ، و قد أشار إلى بعضه المباركفوري ، و قد ذهب جمع من الفضلاء و المحققين و الباحثين مرات و مرات إلى تلك المكتبة فلم يجدوا شيئا ،و كثير مما جاء في وصف تلك المخطوطات مبالغ فيه بل بعضه منكر و منكر جدا ، و التفصيل في موضعه.(1/3119)
و بخصوص تفسير ابن سلام فعندي منه نسخة فيلمية عن مخطوط أصلي جزائري و بخط مغربي مقروء لمن له دربة بالخطوط المغربية و المخطوطات عموما .
و قد كنت أسعى إلى نشره لكن بلغني أن جماعة قد انتهوا منه ، فيما حدثني به محقق أرجوزة الداني في القراءات الأخ محمد مجقان.
---
المنذر
12-04-2003, 01:53 PM
الأخ الفاضل ... أحمد البريدي .. تحية وبعد ..
فإن ما ذكرته من فهرس مخطوطات الشيخ حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ والذي كان يسميه بـ ( مسيل اللعاب ) لأنه ـ على حد كلامه ـ يشمل على مخطوطات نادرة يسيل لعاب طلبة العلم شوقا لها ، هو موجود وصحيح ،
وقد حدثني شيخنا الفاضل الدكتور فهد الرومي عن هذا الفهرس ـ وبحوزته نسخة منها ـ وأن الشيخ الأنصاري رحمه الله قد أخبره أنه طلب من بعض طلاب العلم في الجامعة الإسلامية بعد سقوط جدار برلين الذهاب إلى المكان الموجود في ألمانيا والذي فيه المخطوطات ـ حيث كان حريصا رحمه الله على نشرها ـ وقد ذهبوا إلى نفس المكان والغرفة التي فيها ولم يعثروا عليها ولم يجدوا شيئا ، فلا يدري هل نقلت إلى مكان غيره ، أو قد سرقت ..
أما بالنسبة لتفسير يحي بن سلام فإن النسخة التي بخط الكوفي القديم والتي يصعب قراءتها هي نسخة واحدة ، وهناك نسخ أخرى بخط مغربي يمكن قراءتها وهي في الجامعة الإسلامية ، وفي مكتبة الدكتور فهد الرومي نسخ منها ،
كما أن ما حققته د. هند شلبي ـ حفظها الله ـ هو الآن تحت الطبع على حد علمي .
وأيضا للاستزادة فإن هذا التفسير حقق من قبل د. عبدالسلام الكنوني في طنجة .
أسأل الله لي ولكم التوفيق .
---
أحمد البريدي
12-04-2003, 03:53 PM
الأخ الفاضل : المنذر وفقه الله .(1/3120)
شكر الله لك هذه المعلومات القيمة , والفهرس موجود ومتداول لكن السؤال عن وجوده ولقد كلفت أحد الأخوة في البحث عنه في مكتبة ليبزك في شرق المانيا ولم يعذر عليه ونتمنى حصول معلومة عنه او الحصول عليه ممن يعرفون عنه شيئا فما زال الموضوع معلقاً .
---
Mohmmad
12-14-2003, 04:20 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ أحمد ...
واصل بارك الله فيك ....
ملاحظة : أرجو أن تتواصل معي ....على بريدي الإلكتروني أن أمكن ....
مع شكري وتقديري ,,,
---
أبو صفوت
02-25-2004, 01:06 PM
مشايخنا الكرام
هل يمكن لكم أن تذكروا لنا أسماء بعض المخطوطات التي تصلح للرسائل العلمية حتى تثروا الموضوع ؟
---
موراني
05-10-2004, 07:40 PM
الى الدكتور مساعد بن سليمان الطيار , حفظه الله
لقد عثرت على ملاحظاتكم القيمة حول تفسير يحيى بن سلام البصري بمجرد صدفة كما هو العادة بين حين وآخر على صفحات الانترنيت
لقد أشرتم اليّ شخصيا في هذه السطور .
نعم , لقد نشر بعض أجزاء من التفسير على يد طلاب في كلية الشريعة بتونس
ولدي بعضها وهي مكتوبة على آلة الكتابة على شكل سييء للأسف
أما الاستاذة هند شلبي وهي عالمة بكتب ابن سلام لم تحضر الى الآن شيئا من هذا الكتاب
أثناء اقاماتي المتعددة بالقيروان من السنوات السابقة الى الآن قد عثرت على عدد كبير من اوراق متفرقة لهذا التفسير تزيد على مئات من الصفحات على الرق
كثير منها يقرأ بالسهولة غير أن أغلبيتها تتطلب من القاريء صبرا أكثر !
ما زالت هذه هذا الاوراق غير مرتبة الي الآن في هذه المجموعة القيمة والنادرة من نوعها بالقيروان ولا يهتم به أحد حسب علمي الى يومنا هذا للاسف .
ولكم تقديري واحترامي
أخوكم في التراث
موراني
( لقد سجلت في هذا الملتقى الجيد والمفيد لكي أرسل اليكم بهذه الملحوظات المتواضعة ودمتم جميعا بخير وعافية )
---
مساعد الطيار
05-11-2004, 07:43 AM
الأستاذ موراني(1/3121)
نشكر لكم مشاركتكم في هذا الملتقى ، ونرجو منكم مواصلة المشاركة بطرح ما لديكم من معلومات في التراث الإسلامي ، فحسب علمي أن لكم اهتماما به خصوصًا التراث الإسلامي في تونس ، والقيروان بالذات ، ولعل تسميكم بأهل القيروان دليل على عشقكم لتراث هذه المدينة العريقة ، ودمتم .
---
موراني
05-11-2004, 07:23 PM
الى الاستاذ أحمد البريدي
في حوزتي أيضا نسخة من هذا الفهرست للشيخ حماد الأنصاري منذ مدة
وفيه غرائب ونوادر حقا
لذلك أسرعت في البحث عن هذه المجموعة قبل ثلاثة أعوام وراسلت في شأن هذه التحف عدة مراكز في المانيا بحثا عن هذه المخطوطات حتى وصلت الى مكتبة الجامعة في مدينة لابزيج .
قبل ثلاثة أشهر تقريبا أرسلت الى قسم المخطوطات في هذه المكتبة نسخة من فهرست الشيخ المذكور غير انني لم أجد اجابة موضوعية في شأن هذه المجموعة الى اليوم
لقد أخبرت قبل شهر تقريبا أن المسؤول الذي يقرأ باللغة العربية غائب ........
صراحة : انّ هذا التعامل وعدم العناية من جانب المكتبة لم أجد له مثيلا حتى الآن.
مهما يكون من الأمر فرئيس قسم المخطوطات في برلين حيث يسجل كل مجموعة في ألمانيا لا يعلم شيئا عن وجود هذه المخطوطات النادرة .
أما أنا فسأتصل مرة أخرى بمكتبة لابزيج من أجل توضيح هذه الأمور قريبا .
ولكم الخير والعافية
موراني
---
أحمد البريدي
05-13-2004, 02:33 PM
الاستاذ موراني : اشكر لك إفادتنا بهذه المعلومة القيمة كما آمل منك المواصلة في البحث فلقد سررت كثيراً بحديثكم لأنكم من أهل المانيا واهل مكة أدرى بشعابها كما قيل , آمل منكم المواصلة وموافاتنا بالجديد , ومستعدون للتعاون معكم , للوصول إلى الحقيقة , شاكراً لكم انضمامكم لملتقى أهل التفسير .
---
عبد اللطيف سالم
06-27-2004, 05:08 AM
بسم الله
ربما تناقض الأخبار عن هذا الفهرس نتج بسبب عدم فهرسة تلك المكتبة والله وأعلم .
وشكر الله لك الأخ ( موراني ) وكلل جهودك بالنجاح .(1/3122)
ليت هذا الأمر يندب له جهد منظم من قبل دولة تعتني بذلك فترسل لجنة للبحث و الإطلاع على هذه المكتبة وتبين ما فيها من تراث إسلامي
لأن الجهود الفردية تكل وتيأس وقد تتعرض لضغوط تسبب تراجعها ، أما الجهود التي تتبناها دولة فإنها تحظى بالتقدير والاحترام بل وتنال المساعدة والتعاون .
---
صالح الدرويش
06-27-2004, 03:13 PM
الإخوة الفضلاء وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
هل من الممكن أن تتكرموا بكتابة عناونين المخطوطات من فهرس الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
من أجل التعرف عليها ، ومعرفة المطبوع منها والمخطوط والموجود والمفقود وتداول الرأي حول عناونين تلك المخطوطاطات ، وما يتعلق بها من أطروحات ستكون نافعة ومفيدة إن شاء الله من قبل الجميع في إدلاء كل برأيه حول ما يتعلق بها وإذا كان هناك رابط لتلك المخطوطات- الفهرس - من أجل تحميله والنظر فيه يكن خيرا على خير .
وفق الله الجميع لما فيه رضاه وجعلنا وإياكم ممن يفقه في الدين ويُعلم التأويل .
---
موراني
06-28-2004, 06:09 PM
.............................
وإذا كان هناك رابط لتلك المخطوطات.................
رابط؟ حتى الآن لا علم لنا بوجود هذه المخطوطات على الاطلاق
وما زلت على اتصال بالمكتبة وأرسلت اليهم بهذه القائمة (الغريبة) لتلك المخطوطات النادرة
موراني
---
موراني
07-01-2004, 07:38 PM
الى كل من يهتم بهذه المجموعة النادرة في مكتبة لايبزيج ( ان ثبت وجودها!) :
لقد طال عليّ الانتظار للاجابة على استفساراتي حول وجود هذه المخطوطات في مكتبة لايبزيج فذكّت المسؤولين مرارا على أنني في حاجة ماسة الى ردّ ما حتى ولو كانت سلبيا.....
لم أجد شيئا حتى أمس :(1/3123)
وصلتي رسالة من المكتبة قسم المخطوطات الشرقية أمس معناها ( الى جانب الاعتذار ! ) أن لدي المكتبة الآن (!) المستشرقة (التي اعرفها اسما فقط) فهي تقوم بمراجعة ما جاء في هذه القائمة وما هو موجود في المكتبة ضمن المخطوطات غير المفهرسة .....
هذه الظروف غير عادية وغير مقبولة في نظري : أن تكون هناك قسم للمخطوطات الشرقية فليس هناك من يستطيع أن يقرأ بالعربية , بل أن تكون له خبرة في المخطوطات كما يبدو لي .
فلذا ليس علينا الا الممارسة في الصبر..........
فصبر جميل والله المستعان
( كانت هذه الآية منقوشة في خاتم للمستشرق جولدزيهر , ختم به جميع الرسائل التي استلمها من زملائه ..............)
موراني
---
هيثم حمدان
07-19-2004, 06:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام في ملتقى أهل التفسير.
أسأل الله أن يبارك في جهودكم.
بين يدي الآن أحد فهارس مخطوطات جامعة لايبسغ (كارل مارك سابقاً) وهو:
Karl Vollers: Katalog der islamischen, christlich-orientalischen, jüdischen
und samaritanischen Handschriften der UB Leipzig. Leipzig 1985
وقد بحثتُ مراراً في الجزء الخاص بالتفسير، وتصفحتُ الأجزاء الأخرى فلم أجد شيئاً من التفاسير التي في فهرس الشيخ حماد الأنصاري (رحمه الله).
وكل ما في الفهرس من تفاسير: أنوار التنزيل للبيضاوي، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود.
غير أن القائمين على قسم المخطوطات أخبروني بأن هناك 130 مخطوطة غير مفهرسة، ولا يعرف ما في كنهها أحد! وأن المستشرقة القائمة على إعادة تنظيم المخطوطات تذهب إلى قسم المخطوطات مرة واحدة في الأسبوع فقط لكي تعمل على إعادة تنظيم المخطوطات، فقد يستغرق العمل على ذلك سنوات وسنوات.(1/3124)
وينبغي التنبه إلى أن المفهرس كثيراً ما ينقل أسماء كتب جاء ذكرها في المخطوط الذي يفهرس له، ويكتب أسماء تلك الكتب في سطر جديد باللغة العربية، وبقية الكلام باللاتينية، فيظن الناظر في الفهرس أن مخطوطات تلك الكتب موجودة في الجامعة.
وفي ظني أن ذلك حصل في فهرس آل البيت لعلل الدارقطني، فقد نقل المفهرس عبارة "كتاب العلل لأبي الحسن الدارقطني" من شرح البخاري الذي كان يفهرس له، فظن الناظر في الفهرس أن مخطوطة كتاب العلل بعينها موجودة في الجامعة.
هذا ظني والله أعلم.
وهناك فهرس آخر نظرتُ فيه منذ زمن ولا أذكر أنني رأيتُ فيه شيئاً من هذه التفاسير، وهو:
Heinrich Leberecht Fleischer: Codices Orientalium Linguarum. In: Robert
Naumann: Catalogus librorum manuscriptorum qui in bibliotheca senatoria
civitatis asservantur. Grimma 1838
وليت الدكتور موراني ينظر في الفهارس أكثر إن كان يجيد اللاتينية ويخبرنا بالنتيجة.
والله أعلم.
---
موراني
07-19-2004, 07:37 PM
ربما سأسافر الى لايبزيج شخصيا لكى أطلع على المخطوطات غير المفهرسة باحثا فيها عنما جاء ذكره في هذه القائمة الغريبة التي الآن بين يدي المكتبة أرسلتها اليها مصورا .
لا أظن أن الدخول الىخزائن المكتبة سيكون صعبا لاطلاع على ما هناك من المخطوطات التي لا يعرفها أحد حسب علمي .
على كل حال ساتصل بالمكتبة قريبا على مستوى الجامعي رسميا .
أما الفهارس التي ذكرها الاستاذ المحترم هيثم حمدان فلا تساعدنا في شيء
لمعرفة ما ذكر في هذه القائمة من التحف .
تقديرا
موراني
---
أحمد البريدي
07-19-2004, 08:12 PM
أشكرالأخوة جميعاً على هذه الإضافات الماتعة للوصول لمعلومة محددة والغيث أوله قطره , وارجو من الاستاذ موراني تعجيل هذه الزيارة التي نرتقب نتائجها , فأهل مكة أدرى بشعابها , شاكرأً له جهوده في الوصول إلى تحرير هذه المعلومة .
---
معاذ صفوت محمود
08-31-2005, 03:24 AM(1/3125)
كتاب جامع البيان حبيس الأرفف ولم يطبع هل من داعم مادي لطبعاته؟
---
محمد الطبراني
09-03-2005, 12:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: فإن كتاب تفسير ابن سلام في أجزائه الموجودة ينتظر النشر مند فترة طويلة، وقد نمي إلي اشتغال دة هند شلبي به. أما مختصره النفيس من صنعة ابن أبي زمنين المري فمعروف في أصلين مخحطوطين، أولهما في خزانة القرويين بفاس، وثانيهما بالمتحف البريطاني، وقد حققه أحد خريجي دار الحديث الحسنية سنوات خلت- لم يحضرني اسمه لبعدي عن خزانة كتبي-، وكنت اطلعت على عمله بنفس الدار وأفدت منه، قبل أن أعثر عليه مطبوعا كما علم من مشاركة الإخوة. والسلام
---
أحمد البريدي
09-06-2005, 05:53 PM
شكر الله لك د محمد : وخبر تحقيق د هند لهذا الكتاب نسمع به منذ زمن , ولم نر شيئاً فهل من جديد عنه .
---
مساعد الطيار
09-08-2005, 11:35 AM
لقد طُبِع مؤخرًا بدار الكتب العلمية ، تحقيق هند شلبي ، وظهر في جزئين ، وقد تُكِّلم عنه في الملتقى العلمي .
ينظر هذا الرابط :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3343&highlight=%E5%E4%CF+%D4%E1%C8%ED
---
أحمد البريدي
09-27-2005, 11:53 AM
شكر الله د مساعد لكن الحديث كان يدور عن خروجه كاملاً , ومشاركتك تفيد خروج جزء واحد فقط
---
أحمد البريدي
12-29-2005, 05:09 PM
تم بحمد الله تقديم خدمة جديدة في الملتقى يتعلق بتحميل المخطوطات تجدها على هذا الرابط :
طلبات المخطوطات في الدراسات القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4440)
---
أحمد الطعان
03-26-2006, 12:04 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد :(1/3126)
فقد صدر بحمد الله تعالى تفسير القرآن العظيم للإمام ابن أبي زمنين وهو يعد مختصرًا لتفسير ابن سلام بل إنه لم يحذف كثيرًا من أسانيد ابن سلام وأوردها كما هي ، وهو يعد مرجعًا هامًا للوقوف على أقوال ابن سلام - حتى التي حذف أسانيدها - ولو وجدت المخطوطة كاملة حقًا فسيكون عونًا لمن يقوم بتحقيقها
وللفائدة فللكتاب طبعتان :
طبعة دار الفاروق وهي الطبعة الأولى للكتاب
والطبعة الثانية وهي المسروقة كالعادة لأنها طبعت في دار الكتب العلمية
والطبعتان متوافرتان والله المستعان
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
حين كنت في المغرب منذ خمس سنوات أحضرت معي نسخة مخطوطة من تفسير ابن سلام لأحد أصدقائي الذي كان يدرس في رسالته للماجستير شخصية ابن سلام وتفسيره . وأظن أنه قدم دراسة جيدة حول هذا الموضوع . ربما سينضم إلى الملتقى قريباً ويمكن الاستفادة منه مباشرة .
---
أبو حذيفة
04-11-2006, 01:43 AM
بالنسبة للفهرس المذكور المأخوذ عن مكتبة الشيخ حماد رحمه الله غير صحيح وقد سافرت لألمانيا وسألت عن المكتبة ولم أجد من يعرفها . والذي أعتقد أن في ذلك الفهرس تفسير اسمه التفسير الكبير للإمام أحمد وهذا قد ذكر الذهبي أنه لا يصح .
---
برعدي الحوات
04-28-2006, 08:07 PM
[محمد الطبراني]بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: فإن كتاب تفسير ابن سلام في أجزائه الموجودة ينتظر النشر مند فترة طويلة، وقد نمي إلي اشتغال دة هند شلبي به. أما مختصره النفيس من صنعة ابن أبي زمنين المري فمعروف في أصلين مخحطوطين، أولهما في خزانة القرويين بفاس، وثانيهما بالمتحف البريطاني، وقد حققه أحد خريجي دار الحديث الحسنية سنوات خلت- لم يحضرني اسمه لبعدي عن خزانة كتبي-، وكنت اطلعت على عمله بنفس الدار وأفدت منه، قبل أن أعثر عليه مطبوعا كما علم من مشاركة الإخوة. والسلام.
------------------------------
*بسم الله الرحمن الرحيم(1/3127)
شكرا للأستاذ الفاضل على المعلومات الني قدمتها حول الكتابين [تفسير يحيى بن سلام]، و[مختصر تفسير يحيى بن سلام لأبي عبد الله ابن أبي زمنين (324/399)].
1- كتاب تفسير ابن سلام منشور، ويباع في الأسواق، رأيته في إحدى المكتبات بتطوان.
2- الأستاذ الذي حقق (مختصر تفسير يحيى بن سلام لأبي عبد الله ابن أبي زمنين) معروف، إنه الدكتور عبد السلام بن أحمد الكنوني أستاذ التعيم العالي بكلية أصول الدين بتطوان.
*وللإشارة فالكتاب نشرالمحقق منه الجزء الأول (قسم الدراسة)/الطبعة الأولى 1422هـ /2001م/ المطبعة ألطوبريس......والجزء(1) المنشور موجود في السوق منذ مدة طويلة . والسلام عليكم
---
أحمد البريدي
09-15-2006, 04:27 PM
نرجو من الجميع أن يواصلوا مقترحاتهم , خدمة للقرآن , وأهله .
---
أم معاذ
10-06-2006, 04:46 PM
مشايخنا الأفاضل
أرجو منكم ان تذكروا لي بعض المخطوطات التي ترونها جديدة بالتحقيق ولكم مني جزيل الشكر
---
أحمد البريدي
10-07-2006, 12:14 AM
أختي الكريمة :
عليك بتصفح الفهرس الشامل لمخطوطات آل البيت الخاص بالتفسير وعلوم القرآن , فهو على اسمه .
---
أم معاذ
10-09-2006, 08:50 PM
جزاك الله خيرا شيخي الكريم
---
(1/3128)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع عجيب يمكنك تقليب صفحات المصحف بالماوس وتقرأ منه كانك تقرأ من مصحف أمامك
---
موقع عجيب يمكنك تقليب صفحات المصحف بالماوس وتقرأ منه كانك تقرأ من مصحف أمامك
---
أبو المعتز القرشي
02-20-2007, 02:50 PM
هذا موقع عجيب يمكنك فيه بتقليب صفحات المصحف بالماوس وتقرأ منه كانك تقرأ من مصحف أمامك
http://www.quranflash.com/
---
خالد البكري
02-20-2007, 03:10 PM
جزاك الله خير أبو المعتز على هذا الرابط ونفع الله للاسلام والمسلمين
---
فهد الوهبي
02-21-2007, 01:44 AM
جزاك الله خيراً
---
نورة
02-21-2007, 04:15 AM
بارك الله فيك
---
مروان الظفيري
02-21-2007, 09:27 AM
نعم
إنه رااااائع ، ومفيد ، وعجيب
ويخدم كثيرا الأخوة الذين يستخدمون الحاسوب دائما
جزاكم الله خيرا
---
(1/3129)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فضائل التسيبح والاستغفار والتهليل (مخرَّجة)
---
فضائل التسيبح والاستغفار والتهليل (مخرَّجة)
---
جمال القرش
06-09-2006, 02:08 AM
أولاً : فَضْائل التسبيحِ وكيفيته
(أ) ـ التسبيح خفيف على اللسان حبيب إلى الرحمن ثقيل في الميزان
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ :
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " ق . البخاري /6406، مسلم/2694.
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:" لأنْ أَقُولَ :
سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " مسلم /.2695 .
3- عَنْ أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " ألا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ ؟ ! قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ ! فَقَالَ: " إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " مسلم / 2731 .
4- عَنْ سَعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم -: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟" فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ :كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟! قَالَ: " يُسَبحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ؛ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ" مسلم / 2697(1/3130)
5- عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فقَالَ : " مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ ! " قالت : نَعَمْ، قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ : أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ :
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ" مسلم / 2726 .
(ب) ـ التسبيح سبب في غفران الذنوب
6- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ قَالَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ - مِائَةَ مَرَّةٍ - حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" ق . البخاري / 6405، مسلم / 2691 .
7- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ قال حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ - مِائَةَ مَرَّةٍ - لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلا أَحَدٌ قال مِثْلَ مَا قال، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " مسلم / 2692 .
8- عَنْ أبي مَالكِ الأشعري - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأنِ أَوْ تَمْلأ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ … " مسلم / 223 .
(ج) ـ - التسبيح غراس الجنة(1/3131)
9- عَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " مَنْ قال:
سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ " ت . وانظر صحيح الترمذي / 3464 .
(د) ـ - استحباب التسبيح بالأصابع
10 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
" فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ . ت . وانظر صحيح الترمذي / 3410 .
تابع سلسلة محاضرات في فضائل التسيبح والاستغفار والتهليل
ثانيًا : - فضلُ الاستغفارِ
قَالَ تَعَالَى: { فَقٌلْتُ اسْتغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } نوح 10:12.
قَالَ تَعَالَى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } آل عمران : 135- 136 .
1- عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " مسلم / 2702
لَيُغَانُ: ما يتغشى القلب من الغفلة عن ذكر الله .(1/3132)
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ؛ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تعالى فَيَغْفِرُ لَهُمْ" مسلم/ 2749 .
3- عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عمر رضي الله عنهما عن رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنه قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ! تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ … )) مسلم / 80 .
4- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"د.ت . صحيح أبي داود /1516 .
ثالثًا : - فَضْلُ التهليل
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : " أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ " البخاري / 99 .
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ قال لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- عَشْرَ مِرَات- كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيل" ق ، البخاري / 6404، مسلم / 2693 .
3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فقَالَ:(1/3133)
" إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قال لابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنْ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؛ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ؛ رَجَحَتْ بِهِنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.."حم . وانظر الجامع الصحيح للوادعي 2/480 .
6- فَضْلُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ
1- عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ؛ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهُوَ مَعَكُمْ، وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم -، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ؛ فَقال لِي: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ " قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فدَاكَ أَبِي وَأُمّي! قَالَ: "لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ" ق . البخاري/ 4205، مسلم/ 2704.
من كتاب زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة / لـ جمال القرش
---
البلاغية
07-03-2006, 07:29 PM
بوركت
وجزاك ربي خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
---
(1/3134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري (مأخوذة من طبعة دار طيبة)
---
تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري (مأخوذة من طبعة دار طيبة)
---
عبدالرحمن السديس
12-15-2005, 02:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهرَه على الدِّين كُلِّه ولو كره المشركون ، وصلى الله على نبينا محمد وآله ، وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فلا يخفى عليكم أن كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري" للحافظ ابن حجر العسقلاني من أعظم كتب المسلمين ..
إلا أن عمل البشر ـ مهما بلغ صاحبه من العلم ـ لا بد فيه من النقص .. وهذا النقص يختلف من كتاب لآخر كما ، ونوعا ..
ومن المعلوم أنّ من النقص الذي لا يحسن التساهل معه هو:
ما كان متعلقا بالعقيدة ؛ إذ هي أغلى ما يملك العبد ، وأولى ما يحافظ عليه .
ولما أراد الإخوة في دار طيبة إخراج الكتاب بتحقيق الشيخ أبي قتيبة نظر الفاريابي ، كان في مقدمة اهتماماتهم التعليق على المسائل التي وقعت فيها مخالفة من الحافظ ابن حجر لمذهب أهل السنة والجماعة بسبب تأثره ـ غفر الله له ـ بعقائد الأشاعرة ؛ فكان أن يسر الله لهذه المهمة الكريمة الشيخ عبد العزيز الجليل ، فقام بعرض فكرة التعليق على الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك ، وعرض مشروع التحقيق عليه = فشرح الله صدره لذلك ، فعلق على مواضع كثيرة بيَّن فيها الحق ـ مذهب أهل السنة والجماعة ـ بيانا شافيا ، ومعلوم إمامة الشيخ في هذه الباب فقد أمضى حفظه الله قرابة نص قرن من الزمان في تدريس العقيدة السلفية ، ونشرها للناس ؛ فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء .(1/3135)
ولما كان من الصعب وصول الكتاب لإخواننا المسلمين في بعض البلاد ، أو عدم قدرة بعضهم على اقتنائه = عقدت العزم على نقل تلك التعليقات النفيسة النافعة ؛ ليعلقها الإخوة على نسخهم ، وسأبدأ ـ بإذن الله ـ بنقلها هنا واحدا تلو الآخر.. أسأل الله الإعانة على ذلك .
تنبيه : العزو للطبعة السلفية الأولى .
1 - قال الحافظ في المقدمة ص 136 :
قوله " استوى على العرش " هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى ، ووقع تفسيره في الأصل .اهـ
قال الشيخ البراك : قوله : " هو من المتشابه ... الخ " إن أراد ما يشتبه معناه على بعض الناس فهذا حق ؛ فإن نصوص الصفات ومنها الاستواء قد خفي معناها على كثير من الناس ، فوقعوا في الاضطراب فيها وعلِم العلماء من السلف وأتباعهم معانيها المرادة منها، فأثبتوها، وفوضوا علم حقائقها وكيفياتها إلى الله تعالى؛ كما قال الإمام مالك وشيخه ربيعة لما سئل عن الاستواء: " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب" وهذه قاعدة يجب اتباعها في جميع صفات الله تعالى ، وقد فسر السلف الاستواء: بالعلو والارتفاع والاستقرار.
وإن أراد بالمتشابه: (ما لا يفهم معناه أحد، فيجب تفويض علم معناه إلى الله تعالى) فهذا قول أهل التفويض من النفاة المعطلة ، وهو باطل؛ لأنه يقتضي أن الله سبحانه خاطب عباده بما لا يفهمه أحد ، وهذا خلاف ما وصف الله به كتابه من البيان والهدى والشفاء.
وهذا الاحتمال الثاني هو الذي يقتضيه سياق الحافظ عفا الله عنه..
---
أبو بيان
12-15-2005, 06:35 PM
شكر الله لك.
---
عبدالرحمن السديس
12-15-2005, 08:53 PM
جزاك الله خيرا
-----------------
2- قال الحافظ في المقدمة ص 208 :(1/3136)
قوله : (أطولهن يدًا) أي: أسمحهن، ووقع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافًا إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات ، وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به ؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منها على المعنى الذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك.اهـ
قال الشيخ البراك: قوله: "واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة... الخ": لفظ الجارحة لم يرد إطلاقه في الكتاب والسنة ولا في كلام السلف على صفة الرب سبحانه ؛ لا نفيًا ولا إثباتًا، وهو لفظ مجمل ، فيجب التفصيل فيه نفيًا وإثباتًا ؛ فإن أريد بالجارحة اليد التي تماثل أيدي المخلوقين ، فيد الله سبحانه ليست مثل يد أحد من الخلق .
وإن أريد بالجارحة اليد التي يكون بها الفعل، والأخذ، والعطاء، ومن شأنها القبض والبسط ؛ فيد الله كذلك ؛ فقد خلق آدم بيديه، ويأخذ أرضه وسماءه يوم القيامة بيديه، ويقبض يديه ويبسطهما كما جاء في الكتاب والسنة؛ فالنافي للمعنى الأول محق ، والنافي للمعنى الثاني مبطل.
ولا ريب أن أهل السنة متفقون على نفي مماثلة الله لخلقه في شيء من صفاته ـ لا اليد ولا غيرها ـ بل يثبتونها لله سبحانه على الوجه اللائق به مع نفي التمثيل ونفي العلم بالكيفية.
وقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "واتفق أهل السنة والجماعة": يدخل فيهم الأشاعرة ونحوهم من طوائف الإثبات كما يقتضيه آخر كلامه ، ومذهبهم في صفة اليدين لله نفي حقيقتهما ، ثم لهم في النصوص الواردة بذكر اليدين أحد منهجين:
إما التفويض، أي: تفويض المعنى.
وإما التأويل: بصرف لفظ اليد عن المعنى المتبادر ـ وهو الراجح ـ إلى معنى مرجوح كالقدرة والنعمة.
وهو صرف للكلام عن ظاهره بغير حجة صحيحة يسمونه تأويلاً، وهو في الحقيقة تحريف.
---
عبدالرحمن السديس
12-16-2005, 02:47 PM(1/3137)
3– قال الحافظ في الفتح 1 / 46 :قوله : ( وهو ) أي الإيمان ( قول وفعل يزيد وينقص ) ... والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطًا في صحته ، والسلف جعلوها شرطًا في كماله.
قال الشيخ البراك: قوله: "والفارق بينهم وبين السلف .... الخ": هذا الفرق بين المعتزلة والسلف لا يستقيم سواء أريد بشرط الصحة أو شرط الكمال: جنس العمل ، أو أنواع العمل الواجبة ، أو الواجبة والمستحبة ؛ فإن الأعمال المستحبة من كمال الإيمان المستحب، فلا تكون شرطاً لصحة الإيمان، ولا لكماله الواجب.
وأما الأعمال الواجبة: فليس منها شرط لصحة الإيمان عند جميع أهل السنة، بل بعضها شرط لصحة الإيمان عند بعض أهل السنة كالصلاة.
وأما عند المعتزلة: فالمشهور من مذهبهم ومذهب الخوارج أن ما كان تركه كبيرة فهو شرط لصحة الإيمان، وعلى هذا فلا يصح أن يقال: إن جنس العمل عندهم شرط لصحة الإيمان؛ لأن ذلك يقتضي أن الموجب للخروج عن الإيمان عندهم هو ترك جميع الأعمال، وليس كذلك، بل يثبت عندهم الخروج عن الإيمان بارتكاب ما هو كبيرة.
وأما عند السلف: فعمل الجوارح تابع لعمل القلب، وجنس عمل القلب شرط لصحة الإيمان، وجنس عمل الجوارح تابع أو لازم لعمل القلب، فيلزم من انتفاء اللازم انتفاء الملزوم ؛ فإن الإعراض عن جميع الأعمال دليل على عدم انقياد القلب.
هذا، ولا أعلم أحدا من أئمة السلف أطلق القول بأن الأعمال شرط أو ليست شرطا لصحة الإيمان أو كماله ، وإنما المأثور المشهور عنهم قولهم: "الإيمان قول وعمل" أو "قول وعمل ونية" ؛ يقصدون بذلك الرد على المرجئة الذين أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان، وخصوا الإيمان بالتصديق، أو التصديق والإقرار باللسان.
وبهذا يتبين أن ما ذكره الحافظ بإطلاق القول بأن الأعمال شرط لصحة الإيمان عند المعتزلة، وشرط لكماله عند السلف ليس بمستقيم لما تقدم.
---
عبدالرحمن الشهري(1/3138)
12-16-2005, 05:19 PM
وفقك الله أخي العزيز عبدالرحمن ، وهذه فوائد ثمينة نعلقها إن شاء الله على النسخة القديمة تباعاً ، أعانك الله وسددك. وللأخ الدكتور علي الشبل كتاب في ذلك لعلك اطلعت عليه.
---
عبدالرحمن السديس
12-16-2005, 09:30 PM
جزاك الله خيرا ، نعم اطلعت عليه ، وقد بذل جهدا مشكورا جزاه الله خيرا ، وقد قارنت بين تعليقاته وتعليقات الشيخ البراك إلى المجلد السابع تقريبا ، فوجدت بينها بونا كبيرا ، سيلحظه من قارن بينها .
------------------
4– قال الحافظ ابن حجر 1 / 157 : " قوله " فاستحيا الله منه " أي رحمه ولم يعاقبه .
قوله : " فأعرض الله عنه " أي سخط عليه ، وهو محمول على من ذهب معرضا لا لعذر ، هذا إن كان مسلما ، ويحتمل أن يكون منافقا ، واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أمره ، كما يحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم : فأعرض الله عنه " إخبارا أو ادعاء .
قال الشيخ البراك : قوله: "فاستحيا الله منه أي رحمه"، وقوله: "فأعرض الله عنه أي سخط عليه": في هذا التفسير للاستحياء والإعراض من الله عدول عن ظاهر اللفظ من غير موجب، والحامل على هذا التفسير عند من قال به هو اعتقاده أن الله لا يوصف بالحياء أو الإعراض حقيقة؛ لتوهم أن إثبات ذلك يستلزم التشبيه، وليس كذلك بل القول في الاستحياء والإعراض كالقول في سائر ما أثبته الله عز وجل لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات، والواجب في جميع ذلك هو الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات، وقد ورد في الحديث: "إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا" [أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه].
وفي ذكر الاستحياء والإعراض في هذا الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل، وشواهده كثيرة .
---
خالد الشبل
12-17-2005, 10:41 AM
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الرحمن.
ورحم الله الحافظ ابنَ حجر، فقد خلّف علمًا غزيرًا، وبحارًا زاخرة.(1/3139)
وجزى الله الشيخ الزاهد أبا عبد الله على تنبيهاته القيّمة خيرًا.
لمّا قال النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ضحك ربُّنا - عزّ وجلّ - من قنوط عباده، و قرب غيره، قال أبو رَزين العُقيلي، رضي الله عنه: أو يضحك الربُّ، عز و جل ؟
قال : نعم.
فقال: لن نعدم، من رَبّ يضحك، خيرًا.
---
عبدالرحمن السديس
12-17-2005, 04:22 PM
جزاكم الله خيرا
-----------------------------------------
5 – قال الحافظ في الفتح 1 / 229 : قوله: "إن الله لا يستحيي من الحق" أي لا يأمر بالحياء في الحق.
قال الشيخ البراك : قوله: "أي لا يأمر بالحياء في الحق": ليس في هذا تفسير للاستحياء مضافا إلى الله عز وجل، ولا تفسير لنفي الاستحياء؛ فليس فيه تعرض لإثبات الاستحياء أو نفيه عن الله عز وجل، بل هو بيان للمراد من سياق هذا الخبر في قوله: "لا يستحيي من الحق"، وهو المعنى الذي قدمت به أم سليم لسؤالها . وانظر: التعليق رقم (4)
---
عبدالرحمن السديس
12-17-2005, 08:57 PM
6- قال الحافظ في الفتح 1 / 352 : "والمراد باليد هنا القدرة".
قال الشيخ البراك : قوله: "والمراد باليد القدرة": يريد في قول ابن مسعود: "والذي نفسي بيده"، وهذا القسم كثيراً ما يقسم به النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: والذي نفسي في ملكه يتصرف فيها بقدرته ومشيئته. هذا هو معنى الكلام مركبا، فإذا أراد الحافظ أو غيره بقولهم: "المراد باليد هنا القدرة"(1/3140)
المعنى المراد من جملة القسم كان صحيحا، وإن أراد أن يد الله المراد بها قدرته؛ فهذا جار على مذهب أهل التأويل من نفاة الصفات الذين ينفون عن الله عز وجل حقيقة اليدين، ويؤولون ما ورد في النصوص بالقدرة أو النعمة. وهو تأويل باطل مبني على باطل، وهو: اعتقاد نفي حقيقة اليدين عن الله عز وجل. وهذا التأويل صرف للنصوص عن ظاهرها، كقوله تعالى: "ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي"، فلو كان المراد باليدين القدرة لما كان بين آدم وإبليس فرق؛ إذ الكل مخلوق بالقدرة. والحافظ رحمه الله جار في صفة اليد لله تعالى على طريق النفاة.
وانظر: تعليق رقم (2) .
---
عبدالرحمن السديس
12-18-2005, 04:22 PM
7 - قال الحافظ في الفتح1/508:
"والمراد بالمناجاة من قبل العبد حقيقة النجوى، ومن قبل الرب لازم ذلك، فيكون مجازا، والمعنى: إقباله عليه بالرحمة والرضوان".
قال الشيخ البراك: قوله: "ومن قبل الرب لازم ذلك ... الخ": هذا القول يتضمن نفي حقيقة المناجاة عن الله عز وجل. والمناجاة هي المسارة في الحديث. وقد ثبتت إضافة المناجاة إلى الله عز وجل في قوله سبحانه: "وقربناه نجيا"؛ فالله عز وجل كلم موسى عليه السلام فناداه وناجاه، فهو كليم الله ونجيه. وليس في هذا الحديث ذكر للمناجاة من الله تعالى، بل المناجاة في الحديث من طرف العبد. ونفي حقيقة المناجاة هو مذهب من ينفي الكلام عن الله تعالى من الجهمية والمعتزلة، بل ومذهب من يقول إن كلام الله معنى نفسي ليس بحرف ولا صوت كالكلابية والأشاعرة. ومذهب أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم إذا شاء متى شاء، ويكلم من شاء، فيسمعه كلامه؛ فموسى عليه السلام سمع كلام الله من الله. وهكذا الأبوان في قوله سبحانه: "وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ..." الآية. والذي يظهر أن الحافظ رحمه الله تعالى مشى في صفة المناجاة على مذهب أهل التأويل من الأشاعرة.
---
عبدالرحمن السديس
12-18-2005, 08:08 PM(1/3141)
8- قال الحافظ ابن حجر 1/508: "وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته "[أي:حديث : إن ربه بينه وبين القبلة]
قال الشيخ البراك : وقوله: "وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته...الخ": هذا صريح في أن الحافظ ـ عفا الله عنه ـ ينفي حقيقة استواء الله على عرشه ؛ وهو علوه وارتفاعه بذاته فوق عرشه العظيم.
وهذا مذهب المعطلة من الجهمية والمعتزلة، بل ومذهب كل من ينفي علو الله على خلقه؛ ومنهم الماتريدية ومتأخرو الأشاعرة ؛ وهو مذهب باطل مناقض لدلالة الكتاب والسنة والعقل والفطرة.
ومذهب سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الدين وجميع أهل السنة والجماعة: أن الله عز وجل فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه؛ أي ليس حالاً في مخلوقاته، ولا ينافي ذلك أنه مع عباده أينما كانوا، وأنه تعالى يقرب مما شاء متى شاء كيف شاء. وكذلك لا ينافي علوه واستواؤه على عرشه ما جاء في هذا الحديث من أنه سبحانه قِِبل وجه المصلي، أو بينه وبين القبلة؛ فالقول فيه كالقول في القرب والمعية؛ كل ذلك لا ينافي علوه ولا يوجب حلوله تعالى في شيء من المخلوقات؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:(1/3142)
"ولا يحسب الحاسب أن شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا ألبتة; مثل أن يقول القائل: ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله: { وهو معكم أين ما كنتم }، وقوله صلى الله عليه وسلم: { إذ قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه }، ونحو ذلك؛ فإن هذا غلط؛ وذلك أن الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله بينهما في قوله سبحانه وتعالى: { هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير }؛ فأخبر أنه فوق العرش يعلم كل شيء وهو معنا أينما كنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال: { والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه }؛ وذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال، فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى؛ فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا، ويقال: هذا المتاع معي لمجامعته لك; وإن كان فوق رأسك. فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة.... وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:(1/3143)
{ إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه فلا يبصق قبل وجهه } الحديث. حق على ظاهره وهو سبحانه فوق العرش وهو قبل وجه المصلي، بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات؛ فإن الإنسان لو أنه يناجي السماء أو يناجي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه وكانت أيضا قبل وجهه. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بذلك - ولله المثل الأعلى - ولكن المقصود بالتمثيل بيان جواز هذا وإمكانه، لا تشبيه الخالق بالمخلوق؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: { ما منكم من أحد إلا سيرى ربه مخليا به} فقال له أبو رزين العقيلي: كيف يا رسول الله وهو واحد ونحن جميع ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : {سأنبئك بمثل ذلك في آلاء الله؛ هذا القمر: كلكم يراه مخليا به وهو آية من آيات الله ; فالله أكبر } أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم". [مجموع الفتاوى 5 / 102 – 107 باختصار].
---
عبدالرحمن السديس
12-19-2005, 11:11 PM
9- قال الحافظ ابن حجر 1 / 514: " ويستفاد منه أن التحسين والتقبيح إنما هو بالشرع ... ".
قال الشيخ البراك : قوله: "ويستفاد منه أن التحسين والتقبيح إنما هو بالشرع": المراد بالتحسين والتقبيح: الحكم على الشيء بأنه حسن أو قبيح، وقد اختلف الناس فيما يعرف به حسن الأشياء وقبحها:
فمذهب المعتزلة: أن ذلك يعرف بالعقل، وأن حُسْن الحَسَنْ وقبح القبيح ذاتيان، وأن الشرع كاشف لذلك .
ومذهب الأشاعرة: أن الأشياء في ذاتها مستوية لاشتراكها في الصدور عن المشيئة، وإنما تكسب الحسن والقبح بالشرع؛ فالحسن ما أمر به الشرع، والقبيح ما نهى عنه، فالحسن والقبح عندهم شرعيان لا عقليان، ويجوز عندهم أن يأمر الله بما نهى عنه فيصير حسناً، وينهى عما أمر به فيصير قبيحاً. وهذا ظاهر الفساد.(1/3144)
ومذهب أهل السنة والجماعة: أن حسن الأشياء وقبحها يعرف بالعقل والشرع؛ فما أمر به الشرع فهو حسن في ذاته ، وزاده الأمر به حسناً، وما نهى عنه الشرع قبيح وزاده النهي قبحاً؛ فالحُسْن والقبح عند أهل السنة شرعيان وعقليان، ولكن الحكم بالوجوب والتحريم، وترتب العقاب موقوف على الشرع.
وبهذا يتبين أن الحافظ رحمه الله تعالى يذهب في التحسين والتقبيح مذهب الأشاعرة، ودعواه أن ذلك مما يستفاد من الحديث، وتوجيه ذلك بأن جهة اليمين مفضلة على اليسار وأن اليد مفضلة على القَدَم - يعني في الشرع - دعوى غير صحيحة. وما ذكره من الدليل هو حجة على خلاف ما ذهب إليه؛ فإن تفضيل اليمين على الشمال، واليد على القدم كما قد دل عليه الشرع فقد شهد به العقل والفطرة؛ فكل عاقل يدرك قبل ورود الشرع فضل الوجه على الدبر، وفضل اليد على الرجل، وفضل اليمين على الشمال، فتطابق على ذلك الشرع والعقل.
---
عبدالرحمن السديس
12-20-2005, 07:55 PM
9- قال الحافظ ابن حجر 1 / 514: " ويستفاد منه أن التحسين والتقبيح إنما هو بالشرع ... ".
قال الشيخ البراك : قوله: "ويستفاد منه أن التحسين والتقبيح إنما هو بالشرع": المراد بالتحسين والتقبيح: الحكم على الشيء بأنه حسن أو قبيح، وقد اختلف الناس فيما يعرف به حسن الأشياء وقبحها:
فمذهب المعتزلة: أن ذلك يعرف بالعقل، وأن حُسْن الحَسَنْ وقبح القبيح ذاتيان، وأن الشرع كاشف لذلك .
ومذهب الأشاعرة: أن الأشياء في ذاتها مستوية لاشتراكها في الصدور عن المشيئة، وإنما تكسب الحسن والقبح بالشرع؛ فالحسن ما أمر به الشرع، والقبيح ما نهى عنه، فالحسن والقبح عندهم شرعيان لا عقليان، ويجوز عندهم أن يأمر الله بما نهى عنه فيصير حسناً، وينهى عما أمر به فيصير قبيحاً. وهذا ظاهر الفساد.(1/3145)
ومذهب أهل السنة والجماعة: أن حسن الأشياء وقبحها يعرف بالعقل والشرع؛ فما أمر به الشرع فهو حسن في ذاته ، وزاده الأمر به حسناً، وما نهى عنه الشرع قبيح وزاده النهي قبحاً؛ فالحُسْن والقبح عند أهل السنة شرعيان وعقليان، ولكن الحكم بالوجوب والتحريم، وترتب العقاب موقوف على الشرع.
وبهذا يتبين أن الحافظ رحمه الله تعالى يذهب في التحسين والتقبيح مذهب الأشاعرة، ودعواه أن ذلك مما يستفاد من الحديث، وتوجيه ذلك بأن جهة اليمين مفضلة على اليسار وأن اليد مفضلة على القَدَم - يعني في الشرع - دعوى غير صحيحة. وما ذكره من الدليل هو حجة على خلاف ما ذهب إليه؛ فإن تفضيل اليمين على الشمال، واليد على القدم كما قد دل عليه الشرع فقد شهد به العقل والفطرة؛ فكل عاقل يدرك قبل ورود الشرع فضل الوجه على الدبر، وفضل اليد على الرجل، وفضل اليمين على الشمال، فتطابق على ذلك الشرع والعقل.
---
عبدالرحمن السديس
12-20-2005, 07:59 PM
10- قال الحافظ: 1/514 " لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص ، ولا مقابلة ، ولا قرب ... " .
قال الشيخ البراك: قوله: "لأن الحق عند أهل السنة والجماعة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضوا ... الخ":(1/3146)
مراد الحافظ بأهل السنة هنا الأشاعرة ، وهو يشير ـ عفا الله عنه ـ بهذا الكلام إلى مذهبهم في الرؤية ؛ أي في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وهو أنه سبحانه وتعالى يُرى لا في جهة ؛ فلا يقولون إن المؤمنين يرونه من فوقهم، ولا بأبصارهم، ولامع مقابلة. وهذا كله مبني على نفي علوه سبحانه؛ فحقيقة قولهم في الرؤية موافق لمن ينفيها كالمعتزلة؛ فإن قولهم يُرى لا في الجهة معناه أنه يُرى لا من فوق، ولا من تحت، ولا من أمام، ولا من خلف، ولا عن يمين، ولا عن شمال؛ وحقيقة هذا نفي الرؤية، فكانوا بهذا الإثبات على هذا الوجه متناقضين موافقين في اللفظ لأهل السنة بدعوى إثباتهم للرؤية، وموافقين في المعنى للمعتزلة. وليس في الحديث دليل على جنس هذه الرؤية، بل في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم يراهم من أمامه ومن خلفه. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر" يدل على أن المؤمنين يرون ربهم عياناً بأبصارهم من فوقهم من غير إحاطة؛ فقد شبه الرؤية بالرؤية ولم يشبه المرئي بالمرئي، ولعل الحافظ يريد بأهل البدع المعتزلة.
---
عبدالرحمن السديس
12-21-2005, 03:57 PM
11– قال الحافظ 2 / 144 : في قوله : " سبعة يظلهم الله في ظله " قال عياض: " إضافة الظل إلى الله إضافة ملك ، وكل ظل فهو ملكه. كذا قال ، وكان حقه أن يقول : إضافة تشريف ليحصل امتياز هذا على غيره .. ، وقيل : المراد بظله : كرامته وحمايته كما يقال : فلان في ظل الملك .(1/3147)
قال الشيخ البراك: قوله - صلى الله عليه وسلم - : "سبعة يظلهم الله في ظله": المتبادر أن المراد بالظل هنا ما يستظل به ويتقى به من الحر، وهو أثر الحائل المانع من شعاع الشمس، والظاهر أن المراد بالظل المضاف إلى الله عز وجل في الحديث هو ما يظل به عباده الصالحين يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، وهو أثر أعمالهم الصالحة كما في الحديث: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس...". [انفرد به أحمد وسنده متصل ورجاله ثقات].
وعلى هذا فهذا الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق كما قال سبحانه: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"، والمخلوق ليس صفة للخالق، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يوم لا ظل إلا ظله" يعني يوم القيامة. ومعناه: ليس لأحد ما يستظل به من حر الشمس إلا من له عمل صالح يجعل الله له به ظلا، وذلك من ثواب الله المعجل في عرصات القيامة.
هذا ولم أقف لأحد من أئمة السنة على تفسير للظل في هذا الحديث ، وهل هو صفة او مخلوق ، وما ذكرته هو ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
---
عبدالرحمن السديس
12-22-2005, 11:23 AM
قال الحافظ
---
عبدالرحمن السديس
12-22-2005, 02:32 PM
12– قال الحافظ: 3 / 158 : " وفي هذا الحديث من الفوائد : – غير ما تقدم – جواز استحضار ذوي الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم ، وجواز القسم عليهم لذلك "(1/3148)
قال الشيخ البراك: قوله: "في هذا الحديث من الفوائد – غير ما تقدم – جواز استحضار ذوي الفضل للمحتضر .... الخ": في هذا الاستنباط نظر؛ فإن التي استحضرت الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته، ويحتمل أن يكون استحضارها للرسول صلى الله عليه وسلم بمقتضى العادة وحكم القرابة ليسليها ويواسيها، ومما يؤكد رغبتها في ذلك أن أباها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي حضوره برد لحر المصاب، ولهذا أقسمت عليه بالمجيء، ولمَّا أقسمت عليه بر بقسمها. ولا ريب أنه يجوز استحضار من ينتفع بحضوره لدى المحتضر في أمر دين أو دنيا مما يعود إلى المحتضر أو أهله بالفائدة، ولا ريب أن استحضار من ينفع المحتضر وأهله بعلمه وتوجيهه مما يرغب فيه. وينبغي حمل قول الحافظ: "لرجاء بركتهم ودعائهم" على هذا؛ لأن مجالسة أهل العلم والصلاح فيها خير وبركة لمجالسيهم.
---
عبدالرحمن السديس
12-22-2005, 08:59 PM
13– قال الحافظ 3 / 463 : وقال المهلب : حديث عمر هذا يرد على من قال : إن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده ، ومعاذ الله أن يكون لله جارحة .(1/3149)
قال الشيخ البراك : قوله: "حديث عمر هذا يرد على من قال: إن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده": هذا المعنى الذي نفاه قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً، وقال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية: إنما يعرف من قول ابن عباس. ولفظه: "إن الحجر يمين الله في الأرض، فمن استلمه وقبله فكأنما صافح الله و قبل يمينه". يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "قوله : ( الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه) صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله، ولا هو نفس يمينه؛ لأنه قال : ( يمين الله في الأرض ) ، وقال : (فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه ) ومعلوم أن المشبه غير المشبه به؛ ففي نص الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحاً لله، وأنه ليس هو نفس يمينه، فكيف يجعل ظاهره كفراً وأنه محتاج إلى تأويل؟!".
[ التدمرية ص: 73،72 ، ط العبيكان، تحقيق د. السعوي]
وقوله: "ومَعاذ الله أن يكون لله جارحة":
انظر: تعليق رقم (2) .
---
عبدالرحمن السديس
12-23-2005, 02:48 PM
14- قال الحافظ 4 / 105 - 106 حديث رقم ( 1894 ): قوله : " أطيب عند الله من ريح المسك " اختلف في كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك – مع أنه سبحانه وتعالى منزه عن استطابة الروائح؛ إذ ذاك من صفات الحيوان، ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه – على أوجه:
قال المازري : هو مجاز؛ لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا، فاستعير ذلك للصوم لتقريبه من الله ، فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم ، أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم، وإلى ذلك أشار ابن عبد البر، وقيل: المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك .(1/3150)
وقيل: المعنى أن حكم الخلوف والمسك عند الله على ضد ما هو عندكم، وهو قريب من الأول، وقيل: المراد أن الله تعالى يجزيه في الآخرة، فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه تفوح مسكاً.
وقيل: المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك لا سيما بالإضافة إلى الخلوف، حكاهما عياض.
وقال الداودي وجماعة: المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر، ورجح النووي هذا الأخير، وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضا، فحصلنا على ستة أوجه".
قال الشيخ البراك : قوله: "... مع أنه سبحانه تعالى منزه عن استطابة الروائح ... إلخ": هذا الجزم من الحافظ رحمه الله بنفي صفة الشم عن الله تعالى الذي هو إدراك المشمومات لم يذكر عليه دليلاً إلا قوله: "إذ ذاك من صفة الحيوان"، وهذه الشبهة هي بعينها شبهة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة. وهي شبهة باطلة؛ فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه وسائر صفاته. وصفة السمع ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، وهذا الحديث - وهو قوله: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" - ليس نصاً في إثبات الشم، بل هو محتمل لذلك، فلا يجوز نفيه من غير حجة، وحينئذ فقد يقال: إن صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الإثبات فليتدبر، والله أعلم بمراده ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.(1/3151)
هذا وقد قال ابن القيم عند هذا الحديث: "بعد ذكر كلام الشراح في معنى طيبه وتأويلهم إياه بالثناء على الصائم والرضا بفعله، على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة، حتى كأنه قد بورك فيه فهو موكل به. وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله والرضا بفعله، وإخراج اللفظ عن حقيقته؟ وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنى ثم يدعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له. ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بأن مراده من كلامه كيت وكيت، فإن لم يكن ذلك معلوماً بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صلى الله عليه وسلم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به، وإلا كانت شهادة باطلة، وأدنى أحوالها أن تكون شهادة بلا علم.(1/3152)
ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك، فمثل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم. ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه؛ فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك، كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم، وأفعاله لا تشبه أفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه، والعمل الصالح فيرفعه، وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا. ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال؛ إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا، فإن قال رضا ليس كرضا المخلوقين، فقولوا استطابة ليست كاستطابة المخلوقين، وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب. [ الوابل الصيب، ص 44 – 45 ط دار الصحابة للتراث، ت: مصطفى العدوي ]. ويلاحظ أن ابن القيم اقتصر على لفظ الاستطابة دون لفظ الشم وقوفاً مع لفظ الحديث.
---
عبدالرحمن السديس
12-24-2005, 10:01 PM
15 – قال الحافظ ابن حجر 4 / 253 على حديث رقم ( 2010 ): " والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة".(1/3153)
قال الشيخ البراك : قوله: "والتحقيق أنها إن كانت – أي البدعة – مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة .... إلخ": تقسيم البدعة في الشرع إلى حسنة محمودة وسيئة مذمومة مذهب لبعض العلماء، وهو راجع إلى التوسع في معنى البدعة؛ وذلك بالنظر إلى معناها اللغوي ، فإنه يشمل كل ما أحدث في الإسلام مما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو كانت أصول الشريعة تقتضيه . ويجري على ذلك قول عمر رضي الله عنه في جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد ، وقد أدى هذا المذهب إلى التذرع به في تسويغ كل ما استحسنه الناس بآرائهم ، وعَدُّوه من الدين.
والتحقيق أن كل بدعة في الدين فهي سيئة مذمومة لقوله صلى الله عليه وسلم: "وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وعلى هذا فما تقتضيه أصول الشريعة مما أحدث بعد موته صلى الله عليه وسلم ليس بدعة شرعية بل لغوية.
16– قال الحافظ 5 / 183 على حديث رقم ( 2559 ): "وقد قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره، وقال: صورة لا كالصورة، انتهى.
وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد، وأحمد من طريق ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعا: "لا تقولوا: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله خلق آدم على صورته" وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك ...".(1/3154)
قال الشيخ البراك : قوله: "قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره .. إلخ": ابن قتيبة يعرف بخطيب أهل السنة ، وله جهود في الرد على الزنادقة والمعتزلة كما في "تأويل مختلف الحديث" له. وما ذهب إليه ابن قتيبة رحمه الله تعالى من إثبات الصورة لله عز وجل، وأنها ليست كصورة أحد من الخلق ـ فله سبحانه وتعالى صورة لا كالصور ـ هو مذهب جميع أهل السنة المثبتين لكل ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فكما يقولون: له وجه لا كوجوه المخلوقين، يقولون: له صورة لا كصور المخلوقين، وقد دل على إثبات الصورة لله عز وجل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل: "وتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفونها"، وهو نص صريح لا يحتمل التأويل، فلهذا لم يخالف أحد من أهل السنة في دلالته.
وأما حديث: "فإن الله خلق آدم على صورته" فقد استدل به أكثر أهل السنة على إثبات الصورة أيضاً، وردوا الضمير إلى الله تعالى، وأيدوا ذلك برواية من رواياته بلفظ: "على صورة الرحمن". ومن رد الضمير إلى آدم عليه السلام أو إلى المقاتل - وقصده نفي الصورة عن الله تعالى - فهو جهمي كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
ونفي الصورة هو مذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة والماتريدية ، ومنشأ ذلك هو توهم التشبيه في صفات الله تعالى ، فزعموا أن إثبات الصورة أو الوجه أو اليدين ونحو ذلك يستلزم التشبيه بالمخلوقات ، وهي حجة داحضة ، وطردها يستلزم نفي وجود الله سبحانه وتعالى .
ومن رد من أهل السنة الضمير إلى آدم عليه السلام وضعَّف رواية " على صورة الرحمن " فليس مقصوده التوصل إلى نفي الصورة عن الله عز وجل، وليس من مذهبه ذلك ، بل رأى لفظ هذا الحديث " خلق الله آدم على صورته " محتملا ، فترجح عنده عود الضمير إلى آدم أو إلى المقاتل. وهو منازع في تضعيفه لتلك الرواية وفي هذا الترجيح .(1/3155)
وبهذا يتبين أن إثبات الصورة لله عز وجل لا يتوقف على دلالة حديث " خلق الله آدم على صورته " ، ونقول : بل غلط المازري عفا الله عنه ، ولم يغلط ابن قتيبة.
17 – قال الحافظ 5 / 292 على حديث رقم ( 2685 ) : قوله : " أحدث الأخبار بالله " أي أقربها نزولا إليكم من عند الله عز وجل ، فالحديث بالنسبة إلى المنزول إليهم ، وهو في نفسه قديم " .
قال الشيخ البراك قوله: " فالحديث بالنسبة إلى المنزل إليهم ، وهو في نفسه قديم ": يريد أن وصف القرآن بأنه (حديث ) باعتبار نزوله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وأما نفس القرآن ، فهو قديم .
والقديم هو الذي لا بداية لوجوده ، وهذا جار على مذهب الأشاعرة في كلام الله تعالى؛ فإن كلام الله عندهم هو معنى نفسي ليس هو حروف وأصوات، وهو معنى واحد لا تعدد فيه ، وهو قديم لا تتعلق به مشيئة الله سبحانه ، فعندهم أن هذا القرآن المسموع المتلو المكتوب ليس هو كلام الله حقيقة ، بل هو عبارة عن ذلك المعنى النفسي .
وهذا خلاف ما عليه سلف الأمة وأئمتها وجميع أهل السنة ؛ فعندهم أن الله لم يزل يتكلم بما شاء إذا شاء ، كيف شاء ، وأنه يُسمِع كلامه من يشاء؛ فموسى عليه السلام سمع كلام الله من الله سبحانه، فعندهم أن القرآن العربي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة حروفه ومعانيه ، ليس كلام الله الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف ، كما قال تعالى : " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " ، وهو منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ، وعلى هذا فأهل السنة لا يقولون: القرآن قديم ، ولا يطلقون القول بأن كلام الله قديم ، بل يقولون : إن الله لم يزل يتكلم إذا شاء بما شاء ، أو يقولون : قديم النوع حادث الآحاد .
ومذهب الأشاعرة في كلام الله وفي القرآن هو أقرب إلى مذهب المعتزلة ، وهو يتضمن تشبيه الله سبحانه بالأخرس ، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا .
---(1/3156)
عبدالرحمن السديس
12-25-2005, 07:46 PM
18 – قال الحافظ 5 / 341 على الحديثين رقم ( 2731 ، 2732) : " وفيه طهارة النخامة والشعر المنفصل ، والتبرك بفضلات الصالحين الطاهرة ".
انظر : تعليق الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في هامش 1 / 327 .
19 – قال الحافظ 5/ 351 على الحديثين رقم ( 2731 ، 2732)
" وفي رواية موسى بن عقبة ، عن الزهري : فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بصير ، فقدم كتابه وأبو بصير يموت ، فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده ، فدفنه أبو جندل مكانه ، وجعل عند قبره مسجدًا ... " .
قال الشيخ البراك قوله: " وجعل عند قبره مسجدًا ": هذه الرواية منكرة لا تصح سندًا ولامتنًا ؛ فإن بناء المساجد على القبور مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرًا بالغًا؛ فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الذين يبنون المساجد على قبور الصالحين " أولئك شرار الخلق " ؛ وذلك أن اتخاذ القبور مساجد من أعظم وسائل الشرك ، فيمتنع مع هذا أن يبني أبو جندل مسجدًا عند قبر أبي بصير ، كيف وهو في عصر النبوة، والمعروف أن بناء المساجد على القبور لم يعرف في الإسلام إلا بعد القرون المفضلة؟! والذي يظهر أن قوله : " وجعل عند قبره مسجدًا " ليس في أصل رواية موسى بن عقبة ، وأن قوله " جُعل " مبني للمجهول ، فيكون الفاعل غير أبي جندل ، ولعلها من قول الحافظ أو غيره ، وأن أصل العبارة " وقد جعل " فليحرر من مغازي موسى بن عقبة.اهـ(1/3157)
أضاف الناشر: في رواية معمر عن الزهري: (...ورد كتاب النبي r وأبو بصير في الموت يجود بنفسه، فأعطي الكتاب فجعل يقرأه ويُسرُّ به حتى قبض والكتاب على صدره، فبُني عليه هناك مسجد يرحمه الله) [الروض الأنف 7/79 ط.دار إحياء التراث العربي] فورد الفعل (بُني) بصيغة ما لم يسم فاعله، ووردت لفظة (مسجد) مرفوعة على أنها نائب فاعل، وهذا يعني أن بناء المسجد لم يكن من أبي جندل رضي الله عنه، ويحتمل أنه حدث بعد ذلك بزمن طويل.
وانظر "السيرة النبوية الصحيحة" للدكتور أكرم العمري 2/451،452 بالهامش حيث ذكر رواية الزهري من مخطوط، ولم يذكر فيها قصة بناء المسجد.
والذي في "الإصابة" في ترجمة أبي بصير (6/375): (وعند موسى بن عقبة في المغازي من الزيادة في قصته: ...ولما كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل وأبي بصير أن يقدما عليه، ورد الكتاب وأبو بصير يموت، فمات وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم في يده، فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه). فلعله التبس على بعض النقلة عن موسى بن عقبة جملة: (وصلى عليه) بجملة: (بُني عليه هناك مسجد) أو جملة: (جعل عند قبره مسجدًا).
وانظر تعليق الشيخ عبد العزيز ابن باز هامش 1 / 525 .
20 – قال الحافظ 6 / 40 على حديث رقم ( 2826) قوله : " يضحك الله إلى رجلين " قال الخطابي : الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى ، وإنما هذه مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر فإذا رأوه أضحكهم ، ومعناه الإخبار عن رضا الله بفعل أحدهما وقبوله للآخر ومجازاتهما على صنيعهما بالجنة مع اختلاف حاليهما .
قال : وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة ، وهو قريب ، وتأويله على معنى الرضا أقرب ، فإن الضحك يدل على الرضا والقبول .
قال : والكرام يوصفون عندما يسألهم السائل بالبشر وحسن اللقاء ، فيكون المعنى في قوله : " يضحك الله " أي يجزل العطاء .(1/3158)
قال : وقد يكون معنى ذلك أن يعجب الله ملائكته ويضحكهم من صنيعهما ، وهذا يتخرج على المجاز ، ومثله في الكلام يكثر " .
قال الشيخ البراك: قول الخطابي: " الضحك الذي يعتري البشر عند ما يستخفهم الفرح أو الطرب .... إلخ ":
مذهب أهل السنة في الضحك المضاف إلى الله تعالى في هذا الحديث وغيره إثباته لله عز وجل على ما يليق به ويختص به ، وأنه ضحك لا كضحك المخلوقين كما يقولون مثل ذلك في سائر ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فعندهم أنه تعالى يضحك حقيقة، والضحك منه تعالى غير العجب، وغير الرحمة والرضا، لكنه يتضمن هذه المعاني أو يستلزمها.
ونفي حقيقة الضحك عن الله تعالى هو مذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة. وليس لهذا النفي من شبهة إلا من جنس ما تُنفى به سائر الصفات. ثم إن الذين نفوا الضحك عن الله عز وجل من الأشاعرة أو من وافقهم منهم من يسلك في النصوص طريقة التفويض فلا يفسرها، ولا يثبت ظاهرها إلا بلفظ دون معنى، ومنهم من يسلك فيها طريقة التأويل فيفسرها بما يخالف ظاهرها؛ وهذا هو الذي سلكه الخطابي فيما نقله عنه الحافظ رحمهما الله تعالى، وعفا عنهما.
ونقول: نعم، الضحك الذي يعتري البشر عند ما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى؛ فإن ذلك ضحك البشر وهو مختص بهم، وضحك الرب سبحانه مختص به. فليس الضحك كالضحك، كما يقال مثل ذلك في قدرته وإرادته وغير ذلك من صفاته سبحانه وتعالى.
وقول الخطابي: " وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة " فيه نظر، والأشبه أن هذا لا يصح عن البخاري، ويؤيد ذلك قول الحافظ رحمه الله تعالى عندما نقل قول الخطابي عن البخاري في كتاب التفسير حديث ( 4889 ) حيث قال: "قال الخطابي: وقال أبو عبد الله : معنى الضحك هنا الرحمة" قلت: - أي الحافظ - ولم أر ذلك في النسخ التي وقعت لنا من البخاري.
---
عبدالرحمن السديس
12-26-2005, 04:23 PM(1/3159)
21 – قال الحافظ 6 / 40 على حديث رقم ( 2826): قال: " وقال ابن الجوزي: أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ويمرونه كما جاء، وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه.
قلت: ويدل على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بإلى، تقول: ضحك فلان إلى فلان، إذا توجه إليه طلق الوجه، مظهرا للرضا عنه " .
قال الشيخ البراك : قول ابن الجوزي: " أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ويمرون كما جاء .... إلخ ":
المعروف عن ابن الجوزي نفي حقائق الصفات الخبرية - مثل الضحك والفرح - كما هو مذهب جمهور الأشاعرة. ثم إن كثيرًا منهم يفسر النصوص الواردة في تلك الصفات بما يخالف ظاهرها، كما فسروا المحبة والرضا بإرادة الإنعام.
وقد يفسرون الفرح والضحك بمثل ذلك، أو يفسرونهما بالرحمة والرضا. وهذه طريقة أهل التأويل منهم فيجمعون بين التعطيل والتحريف.
ومنهم من يذهب في نصوص الضحك والفرح ونحو ذلك مذهب التفويض؛ وهو إمرار ألفاظ النصوص من غير فهم لمعناها؛ فعندهم أنها لا تدل على شيء من المعاني. وهذا يقتضي أنه لا يجوز تدبرها لأن المتدبر يطلب فهم المعنى المراد، ولا سبيل إليه عندهم.
وقد زعم ابن الجوزي فيما نقله عنه الحافظ هنا أن هذا – أي التفويض – هو مذهب أكثر السلف. وهو باطل وغلط عليهم، بل إن السلف يثبتون ما أثبته الله عز وجل لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصفات.
ومن قال من السلف في نصوص الصفات: أمروها كما جاءت أو أمروها بلا كيف لا يريدون أنه لا معنى لها كما يدَّعي المفوضة من النفاة، بل يريدون إثبات ما يدل عليه ظاهرها وعدم العدول بها عن ظاهرها، فلا يجوز حمل كلامهم ذلك على ما يخالف المعروف من مذهبهم في صفاته سبحانه وتعالى.(1/3160)
22 – قال الحافظ 6 / 136 على حديث رقم ( 2994 – 2995): قال: "وقيل: مناسبة التسبيح في الأماكن المنخفضة من جهة أن التسبيح هو التنزيه، فناسب تنزيه الله عن صفات الانخفاض كما ناسب تكبيره عند الأماكن المرتفعة، ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي، ولم يرد ضد ذلك، وإن كان قد أحاط بكل شيء علمًا جل وعز".
قال الشيخ البراك : قوله: "ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو من جهة المعنى ... إلخ": مضمون هذا الكلام أن الله عز وجل كما يستحيل أن يكون في جهة السفل يستحيل أن يكون في جهة العلو، ولا يلزم من ذلك أن لا يوصف بالعلو المعنوي؛ فالمستحيل عليه هو العلو الحسي. ويراد بالعلو الحسي علو الذات، وبالمعنوي علو القدر والقهر. وهذا هو مذهب المعطلة من الجهمية والمعتزلة، ومن تبعهم من الأشاعرة؛ فإنهم جميعًا ينفون علو الله عز وجل بذاته فوق مخلوقاته، ولذا ينفون استواءه على عرشه، ثم إما أن يقولوا: إنه في كل مكان - وهذا هو القول بالحلول - وإما أن يقولوا: إنه لا داخل العالم ولا خارجه - وهذا يستلزم عدمه - وبهذا يعلم أن النزاع بين أهل السنة وبين أهل البدع إنما هو في علو الذات، وقد تضافرت كل أنواع الأدلة على إثبات أن الله سبحانه فوق سماواته على عرشه؛ فتطابق على ذلك الكتاب والسنة والعقل والفطرة، ومضى على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين، وقد أجمع على ذلك أهل السنة والجماعة، وبهذا يتبين أن ما ذكره الحافظ من نفي علو الذات واستحالته قول باطل، والذي يظهر أنه يرتضيه ويقول به عفا الله عنه.
23 – قال الحافظ 6 /142على حديث رقم (3005): "هذا كله في تعليق التمائم وغيرها مما ليس فيه قرآن ونحوه، فأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه؛ فإنه إنما يجعل للتبرك به، والتعوذ بأسمائه وذكره ... ".(1/3161)
قال الشيخ البراك : قوله: " فأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه": التمائم من القرآن قد اختلف فيها السلف؛ فرخص فيها بعضهم، منهم عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ومنهم من لم يرخص فيها كعبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال إبراهيم النخعي رحمه الله: كانوا يكرهون التمائم من القرآن وغير القرآن - يريد أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه - وهذا هو الراجح؛ وذلك لأمور:
منها: أن أحاديث النهي عن التمائم عامة فلا تخص إلا بدليل.
ومنها: أن تعليق التمائم من القرآن يفضي إلى امتهانه.
ومنها: أن ذلك وسيلة إلى تعليق غيرها؛ إذ يمكن أن يدَّعي كل من علق تميمة أنها من القرآن. والحافظ رحمه الله تعالى قد اختار هنا القول بالجواز.
---
عبدالرحمن السديس
12-27-2005, 04:09 PM
24- قال الحافظ 6 / 145 على حديث رقم ( 3010) "وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد، وأن معناه الرضا، ونحو ذلك".
قال الشيخ البراك : قوله: " وأن معناه الرضا ": هذا يقتضي نفي حقيقة العجب، وقد ثبتت صفة العجب لله تعالى بالكتاب والسنة كما قُرئ: {بل عجبتُ ويسخرون}، وكما قال تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم}. وفي الحديث: " عجب ربك من قنوط عباده ". وأهل السنة والجماعة يثبتون العجب لله تعالى على ما يليق به، كما يثبتون الضحك، والفرح، والحب، والبغض. والنفاة ينفون حقائق هذه الصفات. ومعلوم أن العجب الذي يثبت لله تعالى ليس كعجب المخلوقين؛ لا في حقيقته، ولا في سببه؛ فإن عجب المخلوق يكون لخفاء السبب كما قيل: إذا ظهر السبب بطل العجب، أما العجب من الله تعالى فإنه واقع مع كمال العلم، لكنه يقتضي أن الشيء الذي عجب الله منه قد تميز عن نظائره.(1/3162)
وتفسير العجب بالرضا لا يصح؛ فإن الله يعجب من بعض ما يحب ويرضى، ويعجب من بعض ما يبغض ويسخط كما في الآيتين والحديث. ومن يفسر من النفاة العجب بالرضا يفسر الرضا بالإرادة؛ فيؤول الأمر إلى تفسير العجب بالإرادة؛ وهذا كله من صرف ألفاظ النصوص عن ظاهرها بغير حجة؛ وهذا هو التحريف الذي نهى الله عنه في كتابه وذم به اليهود في قوله تعالى: "يحرفون الكلم من بعد مواضعه".
25 – قال الحافظ 6 / 291 على حديث رقم ( 3194) قوله: ( كتب في كتابه ) أي أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ ... إلخ ".
قال الشيخ البراك قوله: " أي أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ ... إلخ ": هذا يقتضي أن الله تعالى لم يكتب بنفسه ، بل أمر القلم أن يكتب ، وأن هذه الكتابة هي الكتابة في اللوح المحفوظ ، وأنه المراد بالكتاب في هذا الحديث.
وفي هذا نظر؛ فإنه لا موجب لصرف اللفظ هنا عن ظاهره ، فإن الله تعالى يكتب بنفسه ، بيده ما شاء إذا شاء ، وهذا على مذهب أهل السنة المثبتين لقيام الأفعال الاختيارية به.
وأما نفاة الأفعال الاختيارية كالمعطلة من الجهمية والمعتزلة وكذا الأشاعرة، فإنهم ينفون قيام الكتابة به سبحانه ، فلذا يتأولون كل ما ورد فيه إضافة الكتابة إليه . وإن كان يصح حمله على الأمر بالكتابة في بعض المواضع ، فإن ذلك لا يصح في كل موضع ؛ فإن اللفظ المحتمل يجب حمله على الظاهر ما لم يمنع منه مانع ، أو يدل دليل يوجب صرفه عن ظاهره ، وحمله على المعنى الآخر، وكذلك لا يتعين أن يكون المراد بالكتاب في هذا الحديث هو اللوح المحفوظ ، بل يحتمل أن يكون كتابًا آخر كتب الله فيه ما شاء ، ومنه قوله تعالى: " إن رحمتي غلبت غضبي " ؛ فالواجب إمرار الحديث على ظاهره على مراد الله ومراد رسوله من غير تكييف ولا تحريف.(1/3163)
وأما قول الحافظ: " ويحتمل أن يكون الكتاب: اللفظ الذي قضاه .... إلخ " فهو أبعد من التأويل الذي قبله ، ولا حجة له في قوله تعالى: " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي "؛ فإنه لا يمتنع أن يكون كتب الله هذا الحكم فيما شاء ، بل هذا هو الظاهر؛ فالآية نظير الحديث في نسبة الكتابة إلى الله عز وجل، ولا موجب لصرفهما عن ظاهرهما، إذ لم يدلا إلا على الحق.
---
عبدالرحمن السديس
12-28-2005, 06:36 PM
26 – قال الحافظ 6 / 291 ) على حديث رقم ( 3194) قوله: ( فهو عنده فوق العرش ) ، قيل: معناه دون العرش، وهو كقوله تعالى: " بعوضة فما فوقها " والحامل على هذا التأويل استبعاد أن يكون شيء من المخلوقات فوق العرش، ولا محذور في إجراء ذلك على ظاهره؛ لأن العرش خلق من خلق الله. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: " فهو عنده " أي ذكره أو علمه، فلا تكون العندية مكانية، بل هي إشارة إلى كمال كونه مخفيًا عن الخلق مرفوعًا عن حيز إدراكهم ".
قال الشيخ البراك : ما نقله الحافظ في شرح هذا الحديث تخبط الحامل عليه نفي علو الله بذاته على خلقه واستوائه على عرشه؛ فإن من ذهب إلى ذلك من الأشاعرة وغيرهم ينفون عن الله عز وجل عندية المكان، فليس بعض المخلوقات عنده دون بعض لأنه تعالى بزعمهم في كل مكان فلا اختصاص لشيء بالقرب منه، فلذا يتأولون كل ما ورد مما يدل ظاهره على خلاف ذلك؛ كقوله تعالى: "إن الذين عند ربك"، وكقوله في هذا الحديث: " فهو عنده فوق العرش"، فجرهم الأصل الفاسد إلى مثل هذه التأويلات المستهجنة التي ذكرها الحافظ وتعقب بعضها، وأهل السنة المثبتون للعلو والاستواء يجرون هذا الحديث وأمثاله على ظاهره، وليس عندهم بمشكل، فهذا الكتاب عنده فوق العرش، والله فوق العرش كما أخبر به سبحانه عن نفسه، وأخبر به أعلم الخلق به - صلى الله عليه وسلم - .(1/3164)
27 – قال الحافظ 6 / 292 على حديث رقم ( 3194) : قال: " والمراد من الغضب لازمه، وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب، لأن السبق والغلبة باعتبار التعلق، أي تعلق الرحمة غالب سابق على تعلق الغضب، لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدسة، وأما الغضب فإنه متوقف على سابق عمل من العبد الحادث ".
قال الشيخ البراك قوله: " المراد من الغضب لازمه .... إلخ ": صرف للفظ عن ظاهره من غير دليل يوجب ذلك، والموجب لذلك عند من تأوله هو امتناع حقيقة الغضب في حق الله تعالى؛ لأن ذلك بزعمهم يستلزم التشبيه. وبهذه الشبهة نفى الأشاعرة كثيرًا من الصفات، ونفى الجهمية المعتزلة جميع الصفات.
ومذهب أهل السنة والجماعة إثبات الغضب والرحمة وأنهما صفتان قائمتان بالله كسائر الصفات الذاتية والفعلية. ولا يستلزم شيء من ذلك مشابهته للمخلوق كما يقول الأشاعرة مثل ذلك في الصفات السبع التي يثبتونها. ولذلك يلزمهم أن يقولوا في سائر الصفات التي ينفونها نظير قولهم فيما أثبتوه.
والغضب الذي يفسر بأنه غليان دم القلب طلبًا للانتقام هو غضب المخلوق، وليس غضب الخالق كغضب المخلوق، وبهذا يتبين أنه لا موجب لتأويل الغضب بالإرادة أو العقوبة. ويلزم المتأول فيما تأوله نظير ما فر منه؛ إذ القول في الإرادة كالقول في الغضب.
---
عبدالرحمن السديس
12-30-2005, 02:47 PM
28 – قال الحافظ 6 / 299 على حديث رقم ( 3199 ) قال: " قال ابن العربي: أنكر قوم سجودها وهو صحيح ممكن، وتأوله قوم على ما هي عليه من التسخير الدائم، ولا مانع أن تخرج عن مجراها فتسجد، ثم ترجع. قلت: إن أراد بالخروج الوقوف فواضح، وإلا فلا دليل على الخروج، ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكل بها من الملائكة، أو تسجد بصورة الحال، فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين ".(1/3165)
قال الشيخ البراك : قوله: " قال ابن العربي : .... إلخ": دل القرآن على مثل ما دل عليه حديث أبي ذر من سجود الشمس؛ وذلك في قوله تعالى: "ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب"، كما دلت الآية على أن سجود هذه المخلوقات غير دلالتها بلسان الحال وصورة الحال على ربوبيته تعالى؛ إذ لو كان سجودها هو دلالتها على الخالق سبحانه أو تسخيرها وانقيادها للقدرة لما خص ذلك بكثير من الناس ونفاه عن كثير- وهم الذين حق عليهم العذاب - فإن الدلالة على الخالق سبحانه والانقياد لقدرته حاصلتان في جميع الناس وجميع المخلوقات، فالواجب إثبات سجود الشمس وما ذكر معها في الآية، وأنه سجود حقيقي يناسب هذه المخلوقات ولا يعلم العباد كيفيته، فإنكاره رد لما أخبر الله به ورسوله، وصرفه عن ظاهره لا موجب له، ولا دليل عليه، فإن هذه المخلوقات لها شعور بالعبودية لله تعالى تسبح وتسجد وتؤوب وتخشى كما قال تعالى: "وإن منها لما يهبط من خشية الله"، وقال تعالى: "ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه". وقال: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم".
29 – قال الحافظ 6 / 353 على حديث رقم ( 3303) قال: "ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين تبركا بهم .... إلخ".
قال الشيخ البراك : قوله: "ويؤخذ منه استحباب الدعاء ....": في هذا الاستنباط نظر؛ فإن مأخذه قياس الصالحين على الملائكة. ولا يخفى أن للملائكة شأنًا ليس كشأن الآدميين، وليس لهذا الاستنباط ما يعضده من هدي السلف الصالح، وطرد هذا القياس استحباب التعوذ عند حضور الأشرار، فالأظهر أن ما ذكر في الحديث من السؤال والتعوذ تعبدي لا يقاس عليه.(1/3166)
30 – قال الحافظ 6 / 366 على حديث رقم ( 3326) قال: " وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم، والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها .... إلخ ".
انظر التعليق رقم (16) .
31– قال الحافظ 6 / 389 على باب 8 من كتاب أحاديث الأنبياء .
قال: " والخليل فعيل بمعنى فاعل .... وأما إطلاقه في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة، وقيل: الخلة أصلها الاستصفاء، وسمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله تعالى، وخلة الله له نصره، وجعله إماما .... إلخ".
قال الشيخ البراك : قوله: "والخليل: فعيل بمعنى فاعل .... إلخ": في هذا غلط على اللغة وعلى الشرع؛ فالخليل كالحبيب: فعيل بمعنى مفعول، وهذا هو الغالب في هذه الصيغة؛ فحبيب بمعنى محبوب، وخليل بمعنى محبوب غاية المحبة، ومن ذلك قول أبي هريرة رضي الله عنه: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم " يخبر بذلك عن حبه للرسول صلى الله عليه وسلم، لا عن حب الرسول له؛ فتفسير الخليل بمعنى المحب بناء على أن فعيل بمعنى فاعل مبني على نفي صفة المحبة عن الله عز وجل كما هو مذهب الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، فجمعوا بين التعطيل والتحريف.
وأقبح من هذا تفسير الخليل بالفقير على أن اللفظ مأخوذ من الخَلَّة بمعنى الحاجة.
ومذهب أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل: يُحِبُّ ويُحَبُّ، كما في قوله تعالى: "يحبهم ويحبونه"، ومحبة الله لأوليائه ليست كمحبة المخلوق، وقد أنكر السلف والأئمة على الجهمية نفيهم للصفات، وأفتوا بقتل إمامهم الجعد بن درهم حين زعم أن الله عز وجل لم يكلم موسى تكليمًا، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً.
والحافظ رحمه الله تعالى وعفا عنه جرى فيما ذكره في معنى الخليل على مذهب الأشاعرة؛ فإنهم ينفون حقيقة المحبة عن الله عز وجل، وكثير منهم يؤولون النصوص الواردة فيها بأنواع التأويلات المخالفة لظاهرها كما ذُكر هنا.
---
عبدالرحمن السديس
01-01-2006, 07:55 PM(1/3167)
32 – قال الحافظ 6 / 436 على حديث رقم ( 3402)
قال: " وكانوا يرون أنه الخضر ... إلخ ".
قال الشيخ البراك : الخضر عبد من عباد الله الصالحين، وهذا الذي ذكره الله خبره مع موسى عليه السلام في سورة الكهف في قوله تعالى: " فوجدا عبدا من عبدنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ".
وصح في خبره حديث ابن عباس، عن أُبي رضي الله عنهما كما رواه البخاري وغيره.
وقد اختلف الناس فيه هل هو نبي أو غير نبي على قولين أصحهما أنه نبي كما أوضح ذلك الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان ( 4 / 162 )، ولابن حجر نفسه رسالة في إثبات ذلك اسمها: "الزهر النضر في نبأ الخضر".
كما اختلف الناس في حياته ووجوده في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، والذي رجحه الأئمة المتقدمون أنه قد مات، ولم يدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال كثير من المتأخرين بأنه حي، ولم يذكروا على ذلك دليلا يعول عليه في معارضة أدلة أهل القول الأول، بل كل ما ذكروه آثار لم يصح منها شيء، كما أوضح ذلك الحافظ رحمه الله تعالى في هذا الموضع، فالصواب، والله اعلم هو قول الأئمة كالبخاري وغيره.
وانظر أيضا تعليق الشيخ عبد العزيز بن باز ..
33 – قال الحافظ 6 / 444 على حديث رقم ( 3408) قال: " لأن الأنبياء أحياء عند الله، وإن كانوا في صورة الأموات بالنسبة إلى أهل الدنيا .... إلخ ".
قال الشيخ البراك : قوله: " لأن الأنبياء أحياء عند الله ..... إلخ ": إن أراد أنهم أحياء حياة برزخية تخالف في حقيقتها وأحكامها حياتهم في الدنيا وحياتهم بعد البعث فهذا حق، ولا يخرجون بذلك عن الوصف بالموت الذي هو مفارقة هذه الحياة الدنيا، كما لا تثبت لهم بهذه الحياة البرزخية أحكام الحياة التي بعد البعث، كما لم نثبت لهم أحكام الحياة الدنيا.(1/3168)
وإن أراد أنهم أحياء في قبورهم كحياتهم في الدنيا إلا أنهم في صور الأموات بالنظر لأهل الدنيا فهذا باطل؛ فإن الشهداء تنكح نساؤهم، ويقسم ميراثهم، وينقطع تكليفهم، وهذه أحكام الميت.
34 – قال الحافظ 6 / 488 على حديث رقم ( 3441) وإذا ثبت أنهم أحياء ـ الأنبياء ـ من حيث النقل فإنه يقويه من حيث النظر كون الشهداء أحياء بنص القرآن، والأنبياء أفضل من الشهداء .... إلخ " .
انظر : التعليق (33)
35 – قال الحافظ 6 / 600 على حديث رقم ( 3581)
قال: " وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء .... إلخ ".
قال الشيخ البراك : قوله: " وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء ... ": ليس في القصة تبرك بطعام الأولياء؛ فإن الضيف لم يقصد بأكله التبرك بطعام أبي بكر، وأبو بكر لم يقصد بأكله التبرك بأثر ذلك الضيف، وإنما الذي في الحديث أن الله عز وجل بارك في طعام أبي بكر رضي الله عنه بأن كثَّره كرامة لأبي بكر رضي الله عنه حيث أضاف بعض أهل الصفة طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم. وفيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم كما جرى مثل ذلك وأعظم منه من تكثير الطعام والشراب على يده صلى الله عليه وسلم .
وانظر في حكم التبرك بآثار الصالحين تعليق الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - في هامش 1 / 525
36 – قال الحافظ 7 / 23 على حديث رقم ( 3658) قال :" ... أما خلة الله للعبد فبمعنى نصره له ومعاونته .... إلخ ".
قال الشيخ البراك : في هذا صرف للكلام عن ظاهره بغير دليل. وانظر التعليق (31)
37 – قال الحافظ 7 / 29 على حديث رقم ( 3667)
قال: " والأنبياء أحياء في قبورهم .... إلخ ".
انظر التعليق (33)
---
عبدالرحمن السديس
01-03-2006, 08:07 PM
38 – قال الحافظ 7 / 124 على حديث رقم ( 3803) قال : " وليس العرش بموضع استقرار الله.. ".(1/3169)
قال الشيخ البراك: لا وجه لهذا النفي؛ فإن الله عز وجل مستو على عرشه كما أخبر سبحانه في سبعة مواضع من كتابه أنه استوى على العرش. ومن عبارات السلف في تفسير ( استوى ): استقر. ولكن نفي أن يكون العرش موضع استقرار الله مبني على نفي حقيقة الاستواء، وهو مذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة؛ فعندهم أن الله في كل مكان، أو يقال: إنه لا خارج العالم ولا داخله، ثم الواجب عندهم في نصوص الاستواء إما التفويض وإما التأويل؛ مثل أن يقال في معنى ( استوى ): استولى. وهذا هو الغالب عليهم، فيجمعون بين التعطيل والتحريف. وكل هذا بلا حجة من عقل ولا سمع.
ومذهب أهل السنة إثبات الاستواء بمعناه المعلوم في اللغة مع نفي التمثيل، ونفي العلم بالكيفية، كما قال الإمام مالك: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول".
ومعلوم أن استواء الله عز وجل على عرشه لا يستلزم حاجته سبحانه إليه؛ لأنه الغني عن كل ما سواه، وهو سبحانه الممسك للعرش وما دون العرش .
39 – قال الحافظ 7 / 156 على حديث رقم ( 3803) قال: " ومع ذلك فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء ... " .
قال الشيخ البراك: قوله: " أن الله منزه عن الحركة والتحول .... ": لفظ الحركة والتحول مما لم يرد في كتاب ولا سنة، فلا يجوز الجزم بنفيه، ونسبة نفيه إلى السلف والأئمة من أهل السنة والجماعة لا تصح. بل منهم من يجوز ذلك ويثبت معناه ويمسك عن إطلاق لفظه، ومنهم من يثبت لفظ الحركة، ولا منافاة بين القولين؛ فإن أهل السنة متفقون على إثبات ما هو من جنس الحركة كالمجيء، والنزول، والدنو، والصعود، مما جاء في الكتاب والسنة . والأولى: الوقوف مع ألفاظ النصوص.(1/3170)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: " وكذلك لفظ الحركة: أثبته طوائف من أهل السنة ... وقال: والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك ، ولم يثبت عنه إثبات لفظ الحركة، وإن أثبت أنواعًا قد يدرجها المثبت في جنس الحركة" الاستقامة: 1 / 71 – 72 .
ثم ذكر قول الفضيل بن عياض: " إذا قال لك الجهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه. فقل : أنا أومن برب يفعل ما يشاء " الاستقامة: 1 / 77 .
ونفي الحركة يتفق مع مذهب نفاة الأفعال الاختيارية من الأشاعرة وغيرهم، وهو الذي يقتضيه كلام الحافظ رحمه الله، وأما لفظ التحول فالقول فيه يشبه القول في لفظ الحركة.
40 – قال الحافظ 7 / 145 على حديث رقم ( 3827) قال: " والمراد بغضب الله إرادة إيصال العقاب ... ".
قال الشيخ البراك: الواجب إثبات حقيقة الغضب ، وحقيقة اللعن قولا وفعلا على ما يليق به سبحانه كسائر الصفات والأفعال، وتأويل الغضب بإرادة العقاب هي طريقة أهل التأويل من الأشاعرة وغيرهم ممن يثبت بعض الصفات وينفي بعضها، فيلزمهم القول فيما نفوه نظير قولهم فيما أثبتوه، وإلا كانوا متناقضين مفرقين بين المتماثلات.
وانظر : التعليق (27)
41 – قال الحافظ 7 / 412 على حديث رقم ( 4121) قال: "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة" وأرقعة بالقاف جمع رقيع، وهو من أسماء السماء، قيل: سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم، وهذا كله يدفع ما وقع عن الكرماني ( بحكم الملك ) بفتح اللام وفسّره بجبريل ؛ لأنه الذي ينزل بالأحكام.
قال السهيلي: قوله: "من فوق سبع سماوات" معناه أن الحكم نزل من فوق ، قال: ومثله قول زينب بنت جحش: "زوجني الله من نبيه من فوق سبع سماوات" أي نزل تزويجها من فوق، قال: ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله، لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضي إلى التشبيه ... ".(1/3171)
قال الشيخ البراك: قول السهيلي: "ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق ..... ": هذا يتضمن أن الفوقية منها ما يستحيل على الرب سبحانه فيجب نفيه، ومنها ما لا يستحيل عليه فلا مانع من إثباته، وعليه يحمل ما جاء من وصف الله تعالى بالفوقية. وهذا التفصيل مبني على نفي علو الله تعالى بذاته على خلقه واستوائه على عرشه؛ فالفوقية ثلاثة أنواع: فوقية الذات، وفوقية القدر، وفوقية القهر؛ فنفاة العلو من الجهمية ومن تبعهم يثبتون فوقية القدر والقهر دون فوقية الذات، وأهل السنة والجماعة يثبتون له سبحانه الفوقية بكل معانيها؛ كما قال تعالى: "وهو القاهر فوق عباده"، كما يقولون مثل ذلك في العلو؛ فعندهم أن الله سبحانه فوق سماواته على عرشه.
---
ناصر الغامدي
01-04-2006, 04:35 PM
بارك الله فيك ياشيخ عبدالرحمن .
---
عبدالرحمن السديس
01-07-2006, 08:40 PM
جزاك الله خيرا
42- قال الحافظ : 8 /155 في كلامه على مقدمة كتاب التفسير قوله: "الرحمن الرحيم: اسمان من الرحمة" أي: مشتقان من الرحمة ، والرحمة لغة: الرقة والانعطاف ، وعلى هذا فوصفه بها تعالى مجاز عن إنعامه على عباده، وهي صفة فعل لا صفة ذات ..
قال الشيخ البراك : مضمون هذا نفي حقيقة الرحمة عن الله تعالى، وحمل ما ورد في ذلك على المجاز، وتفسير الرحمة من الله عز وجل إما بإرادة الإنعام أو بالإنعام، وهذا جمع بين التعطيل والتحريف، وهو سبيل الجهمية ومن تبعهم.
والصواب أن الله عز وجل موصوف بالرحمة حقيقة كما دل على ذلك إسماه تعالى: الرحمن الرحيم.
والقول في الرحمة في حقه تعالى كالقول في سائر صفاته من علمه وسمعه وبصره تُثبت له على ما يليق به سبحانه من غير تكييف ولا تمثيل.(1/3172)
وتفسير الرحمة بالرقة يناسب رحمة المخلوق، ورحمة الخالق ليست كرحمة المخلوق، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، فالواجب اتباع سبيلهم، فإنه سبيل المؤمنين الذي قال الله عز وجل فيه: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" .
43- قال الحافظ 8/336 على حديث 4670: (قال: إنه منافق فصلى عليه) أما جزم عمر بأنه منافق فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله وإنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وصلى عليه إجراء له على ظاهر حكم الإسلام كما تقدم تقريره واستصحابا لظاهر الحكم ولما فيه من إكرام ولده الذي تحققت صلاحيته ومصلحة الاستئلاف لقومه ودفع المفسدة .. الخ
قال الشيخ البراك : الصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بالصلاة على ابن أبي بن سلول، بل وتكفينه بقميصه، الاستجابة لرغبة ولده، وتطييب قلبه، وتأليف عشيرته؛ إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم مخيرًا بين الاستغفار وتركه كما في قوله تعالى: "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم" فلما جاءه النهي انتهى؛ قال الله تعالى: "ولاتصل على أحد منهم".
44 – قال الحافظ : 8 / 336 على حديث رقم 4670 قال: "وتعقبه ابن المنير بأن الإيمان لا يتبعض، وهو كما قال .. ".
قال الشيخ البراك : هذا مبني على أن الإيمان هو التصديق، وأن العمل ليس من مسمى الإيمان؛ وهو مذهب المرجئة، وهو باطل، بل الإيمان كما قال أئمة السنة: قول وعمل، أو هو: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان.
وعلى هذا فالإيمان شعب كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة" وهذا يقتضي أنه يتبعض؛ فقد يترك العبد بعض تلك الشعب، أو كثيرا منها، وكذلك التصديق يتبعض باعتبار التفاوت في العلم بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.(1/3173)
وأما التصديق بما علم من خبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يتبعض ضرورة أنه يجب الإيمان بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا التصديق يتفاوت في القوة والضعف.
وبهذا يتبين أن إطلاق القول بأن الإيمان لا يتبعض لفظ مجمل يحتاج إلى تفصيل واستفصال عن مراد المتكلم، ولكن إذا عرف مذهبه في الإيمان عرف مراده، والله الهادي إلى سواء السبيل.
45 – قال الحافظ : 8 / 340 على حديث رقم ( 4672) قال: "وفيه جواز سؤال الموسر من المال من ترجى بركته شيئا من ماله لضرورة دينية".
قال الشيخ البراك : في هذا الاستنباط نظر؛ فإن عبد الله رضي الله عنه لم يقصد مطلق المال، وإنما قصد ما فيه أثر بركة النبي صلى الله عليه وسلم - وهو القميص - رجاء أن ينتفع والده بذلك، فموضع الاستدلال أخص من الاستنباط الذي ذكره الحافظ رحمه الله تعالى، وهو جار على سنن ما قبله من الاستدلال بمثل ذلك على التبرك بآثار الصالحين، وتقدم أن ذلك من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقاس عليه غيره.
وانظر التعليق (35) .
46 – قال الحافظ : 8 / 429 على حديث رقم ( 4731 ) قال: " وحكى ابن التين للداودي في هذا الموضع كلاما في استشكال نزول الوحي في القضايا الحادثة، مع أن القرآن قديم .. ".(1/3174)
قال الشيخ البراك : قوله: " فإن القرآن قديم ... ": هذا من إطلاقات الأشاعرة؛ فإن من مذهبهم أن كلام الله معنى نفسي واحد قديم، ومعنى ذلك أنه لا تتعلق به المشيئة، ولا بداية لشيء منه؛ فهذا القرآن المسموع المتلو عبارة عن ذلك المعنى النفسي، فإذا قالوا: القرآن قديم، فإنهم يريدون ذلك المعنى. وهذا مذهب باطل؛ لأن مقتضاه أن القرآن المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف ليس كلام الله حقيقة. وهذا خلاف ما عليه أهل السنة من أن القرآن كلام الله حقيقة كيفما تصرف متلوًا ومحفوظًا ومكتوبًا ومسموعًا. والله عز وجل تكلم به بمشيئته، وكثير منه يتعلق بحوادث في عصر النبوة، فنزل في شأنها القرآن خبرًا وأمرًا كالسور والآيات المتعلقة بالغزوات كبدر وأحد والأحزاب.
وانظر : التعليق (17)
---
الجعفري
01-09-2006, 08:17 AM
جزاك الله خيرا
---
نضال مشهود
09-01-2006, 04:49 PM
القول الواضح المبين في المراد بظل الله الذي وعد به المؤمنين العاملين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :
فقد حصل أخيراً اختلاف في حديث " سبعة يظلهم الله في ظله " وكثرت التساؤلات عن المراد منه فرأيت أن من واجبي أن أبين مراد رسول الله من هذا الحديث في ضوء النصوص النبوية والقواعد الشرعية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن ينفعني وينفع إخواني المسلمين بهذه الدراسة وأن يجعله في صحيفة حسناتي .
نص الحديث(1/3175)
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي قال: (سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال :إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عيناه " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ( 1 )
هذا الحديث : صحيح اتفق الشيخان على تخريجه نسأل الله أن يجعلنا من أهله .
لكن ما المراد من قوله : " يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " .
والجواب : أن هذا الظل إنما هو ظل العرش وإضافته إلى الله إنما هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه إضافة تشريف مثل:
1- قول الله تعالى : {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا }.
2- ومثل قوله تعالى : {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ }.
3- ومثل قوله تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}.
4- وقوله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}.
فإضافة هذه الناقة إلى الله إضافة تشريف, وإضافة البيت إلى الله -والمراد به الكعبة- إضافة تشريف, وكذلك إضافة الرسول إلى الله إضافة تشريف, وكل أولئك مخلوقون وإضافتهم إلى الله إضافة مخلوق إلى خالقه إضافة تشريف وإلا فالعالمون كلهم مخلوقون .
وهناك قواعد عظيمة يجب مراعاتها عند تفسير كلام الله وكلام رسوله .
منها قاعدة عظيمة يذكرها شيخ الإسلام في المضاف إلى الله ينبغي للباحث في قضايا التوحيد وما يتصل بها أن يراعيها ويجعلها نصب عينيه ومن لم يراعها وقع في الخطأ مهما بلغ من العلم والفضل . وسألخص كلامه بحسب ما يقتضيه المقام :
قال -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (9/290-291) وهو يتحدث عن الروح في الإنسان وأنها تدبر الجسم وتخاطب وأن نسمة المؤمن طائر تعلق من ثمر الجنة ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش .(1/3176)
وأن الأرواح أسودة عن يمين آدم وعن يساره، وأنها تقبض وترسل، وأنها تعرج إلى السماء، وأنها تسمى روحاً وتسمى نفساً باعتبارين .
ثم قال : " ولهذا تسمى الريح روحاً وقال النبي " الريح من روح الله" ، أي: من الروح التي خلقها الله .
ثم ذكر القاعدة العظيمة فقال : " فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك لا إضافة وصف إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها، فهو مِلك له وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به، فهو صفة لله .
فالأول : كقوله: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، وقوله: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا}، وهو جبريل، {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً . قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً . قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً } .
وقال : {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} .
وقال عن آدم: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} .
قلت : يعني أن هذه الأمور المذكورة في هذه الآيات التي مثل بها هي أعيان قائمة بذاتها فإضافتها إلى الله إضافة ملك، أو قل إضافة تشريف وليست من باب إضافة الصفة إلى الموصوف تعالى الله عن ذلك .
ثم قال -رحمه الله- : " والثاني: كقولنا علم الله وكلام الله وقدرة الله وأمر الله " .
قلت : يعني أن هذه الصفات الجليلة صفات لله قائمة بذاته، فإضافتها إليه من إضافة الصفة إلى الموصوف .(1/3177)
ثم قال -رحمه الله - : " لكن قد يعبر بلفظ المصدر عن المفعول به، فيسمى المعلوم علماً والمقدور قدرة، والمأمور أمراً, والمخلوق بالكلمة كلمة، فيكون مخلوقاً كقوله: { أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }، وقوله : { إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ }، وقوله: { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ... }, ومنه قوله في الحديث الصحيح للجنة: " أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي " كما قال للنار " أنت عذابي أعذب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها " .
قلت : أي إن الإضافات في هذه الأمثلة من إضافة المخلوق إلى الخالق عز وجل كقوله: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ}، أي مأموره، وقوله عن عيسى: إنه كلمته وكلمة منه أي أنه كان وخلق بالكلمة التي هي كلمة الله التي يخلق بها، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}. الآية .
وقوله للجنة: أنت رحمتي ، وللنار: أنت عذابي ، من إضافة المخلوق إلى الخالق .
وكل هذه الأشياء المذكورة أعيان قائمة بنفسها فإضافتها إلى الله من إضافة المخلوق إلى الخالق .
وذكر شيخ الإسلام هذه القاعدة العظيمة في موضع آخر(2) وجعل المضاف إلى الله في الكتاب والسنة ثلاثة أقسام ومثَّل لإضافة الصفة إلى الموصوف بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ} .
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }، وقوله " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك " .(1/3178)
قال وفي الحديث الآخر " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق " .
ومثَّل لإضافة المخلوقات إلى الخالق بقول الله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، وقوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}، وقوله : { رَّسُولُ اللَّهِ } [ الفتح : 29 ] و { عِبَادَ اللَّهِ } [ الصافات : 40 ] ،وقوله : { ذُو الْعَرْشِ } [ البروج : 15 ] ، وقوله : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } .
ثم قال -رحمه الله - فهذا القسم لا خلاف بين المسلمين في أنه مخلوق .
كما أن القسم الأول لم يختلف فيه أهل السنة والجماعة في أنه قديم وغير مخلوق ".
وقد لخص هذه القاعدة الشيخ عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في (فتح المجيد)(3) .
ثانياً – ومن القواعد التي يجب مراعاتها عند تفسير كلام الله وعند شرح كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حمل المبهم على المبين والمطلق على المقيد .
فإذا لم يراع هذه القواعد وقع في الزلل وفي القول على الله بغير علم .
ومن القواعد التي يجب مراعاتها في باب التوحيد وإثبات صفات الله: أن يثبت لله ما أثبت لنفسه وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل على أساس قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }، وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} ، وقوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}، أي: نظيراً وشبيهاً .
فإذا لم يراعِ العالم وطالب العلم هذه القواعد في أبواب تفسير كلام الله أو شرح وبيان حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقع في الزلل والقول على الله بغير علم .
وسوف أسوق في هذا البحث بعض الأحاديث التي نصّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على إكرام الله بعض عباده المؤمنين العاملين بأن يظلهم الله في ظل عرشه منها:(1/3179)
1- حديث أبي هريرة
قال الإمام الترمذي في الجامع (2/ 575) حديث 1306) :
حدثنا أبو كريب, قال :حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي, عن داود بن قيس, عن زيد بن أسلم, عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (من أنظر معسراً أو وضع له, أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه, يوم لا ظل إلا ظله).وفي الباب عن أبي اليسر, وأبي قتادة, وحذيفة, وابن مسعود وعبادة, وجابر .
حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/359) .
قال :حدثنا إسحاق بن سليمان حدثنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة وساق المتن مثله إلا أنه قال: (أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة) .
وهو حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه, كما قال الإمام الترمذي .
2-3 حديث معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت
قال الإمام أحمد في المسند (5/236-237) :
حدثنا وكيع حدثنا جعفر بن برقان, عن حبيب بن أبي مرزوق ,عن عطاء بن أبي رباح , عن أبي مسلم الخولاني قال أتيت مسجد أهل دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شي ردوه إلى الفتى فتى شاب .
قال: قلت: لجليس لي: من هذا ؟ قال: هذا معاذ بن جبل، قال: فجئت من العشي, فلم يحضروا, قال: فغدوت من الغد قال: فلم يجيئوا, فرحت فإذا أنا بالشاب يصلى إلى سارية فركعت ثم تحولت إليه, قال: فسلم فدنوت منه فقلت: إني لأحبك في الله قال: فمدني إليه, قال :كيف قلت؟ قلت: إني لأحبك في الله, قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكى عن ربه, يقول: (المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) .(1/3180)
قال : فخرجت حتى لقيت عبادة بن الصامت فذكرت له حديث معاذ بن جبل, فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن ربه عز وجل يقول : (حقت محبتي للمتحابين فيَّ وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ, وحقت محبتي للمتزاوين فيَّ, والمتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) .
إسناد حديث معاذ وعبادة بن الصامت رجاله رجال الصحيحين إلا جعفر بن برقان فإنه من رجال مسلم والأربعة , وثقه ابن معين وابن نمير إلا في حديث الزهري فإنه ضعيف فيه, وقال الإمام أحمد: لأبأس به في غير حديث الزهري, وقال : أبو حاتم محله الصدق يكتب حديث ، وقال الحافظ: صدوق يهم في حديث الزهري, ونقل فيه الذهبي توثيق ابن معين فقط.
وإلا حبيب بن أبي مرزوق فإنه" ثقة فاضل" من رجال الترمذي والنسائي وبقية رجاله رجال الصحيحين, فالحديث حسن لذاته يحتمل الصحة ويزداد قوة وصحة بحديث أبي هريرة السابق وبما يأتي بعده .
وأخرج البغوي حديث " سبعة يظلهم الله في ظله "... الحديث, في شرح السنة (2/354-355) ثم قال : " قيل في قوله : يظلهم الله في ظله معناه إدخاله إياهم في رحمته ورعايته, وقيل : المراد منه ظل العرش" .
وروي عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة في هذا الحديث" سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله "وعلق عليه المحقق بقوله: أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ص371) وفي سنده جعفر بن محمد بن الليث ضعفه الدار قطني وقال : كان يتهم في سماعه .
وقال البغوي : وروي عن سلمان أنه قال : " التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله يعني مع هؤلاء السبعة التي جاءت في الحديث .
وقال البغوي: " وروى أيضاً عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة " .(1/3181)
وأورد البيهقي في الأسماء والصفات (ص371) حديث السبعة، قال: ومعناه عند أهل النظر إدخاله إياهم في رحمته ورعايته كما يقال : أسبل الأمير أو الوزير ظله على فلان بمعنى الرعاية، وقيل : المراد بالخبر ظل العرش " .
أقول : وتأويله بالرحمة والرعاية غلط وأهل النظر هنا - فيما يبدو - هم أهل الكلام الذين دأبهم التأويل .
والحق أن المراد به: ظل العرش، كما هو ثابت بالأحاديث الصحيحة .
ثم ساق البيهقي بإسناده رواية شعبة عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة ورواية ابن سيرين عن أبي هريرة بدون إسناد .
وأخرجه الخطيب في تاريخه (9/253-254) والبيهقي في الشعب.
من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ " تحت عرشه " وعبد الله بن عامر ضعيف لكنه ليس بمتروك وحديثه حسن في المتابعات " قاله الحافظ في الفتح (2/147) .
ونقله عنه الألباني في الثمر المستطاب ( 2/631-632) .
وقال: يقويه الحديث الآخر المشار إليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن موقوف عليه، قال الحافظ : " لكن له حكم الرفع " وهذا القول للحافظ في الفتح (2/147).
- حديث معاذ من طريق أخرى
وقال الإمام أحمد في المسند (5/233) :
حدثنا روح ثنا الحجاج بن الأسود عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال : ( المتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة ) .
حديث معاذ هذا فيه الحجاج بن أبي زياد الأسود, وثقه الإمام أحمد وقال: رجل صالح وقال أبو حاتم: صالح الحديث وفيه شهر بن حوشب, قال الحافظ ابن حجر: صدوق كثير الإرسال والأوهام, وضعفه شعبة ووثقه الإمام أحمد وابن معين, وقال أبو حاتم:" ليس بدون أبي الزبير 4" , وقرنه مسلم :راجع الكاشف (1/ 491 ) .
وروح بن عبادة ثقة فاضل روى له الجماعة .
وعلى كل حال فهو يتقوى بما قبله وبما بعده من الأحاديث الواردة في هذا البحث.(1/3182)
وأخرج حديث عبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما- عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/328) وأبو يعلى الموصلي في مسنده وابن حبان كما في الإحسان (2/338) .
قال عبد الله بن أحمد: ثنا أبو أحمد مخلد بن الحسن أبو زميل إملاء من كتابه ثنا الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري ويكنى أبا عبد الله ولقبه أبو المليح الرقى عن حبيب بن أبي مرزوق به .
وساقه أبو يعلى بهذا الإسناد ورواه ابن حبان من طريق أبي يعلى به .
الحسن بن عمر الفزاري أبو المليح الرقى، قال فيه الحافظ الذهبي :"وثقه ابن معين وأحمد " وقال فيه الحافظ ابن حجر : " ثقة / بخ دس .
ومخلد بن الحسن قال فيه الذهبي : " وثقه النسائي " وقال الحافظ ابن حجر : " لا بأس به" .
فهذا الإسناد صحيح يحتمل التحسين ويقويه ما قبله وما بعده .
4- حديث العرباض بن سارية
قال الإمام أحمد في مسنده (4/ 128): حدثنا هيثم بن خارجة قال حدثنا ابن عياش يعني إسماعيل , عن صفوان بن عمرو وعبد الرحمن بن ميسرة عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله عز وجل : ( المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلاً ظلي)، قال عبد الله: وأحسبنى قد سمعته منه .
حديث العرباض رضي الله عنه في إسناده إسماعيل بن عياش الحمصي, قال فيه الذهبي: عالم الشاميين, قال يزيد بن هارون: ما رأيت أحفظ منه, وقال دحيم :هو في الشاميين غاية وخلط في المدنيين, وقال البخاري: إذا حدث عن أهل حمص فصحيح وقال أبو حاتم لين، الكاشف (1/ 249) .
وقال الحافظ ابن حجر: صدوق في روايته عن أهل بلده, مخلط في غيرهم .
أقول : والذي يترجح لي ما قاله فيه يزيد بن هارون و دحيم والبخاري, لاسيما ودحيم من أهل بلده فهو أعرف به من أبي حاتم وروايته هنا عن الشاميين الحمصيين .(1/3183)
صفوان بن عمرو السكسكي أبو عمرو الحمصي ثقة, وعبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي مقبول من الرابعة, وفيه الهيثم بن خارجه الخراساني، قال فيه الذهبي: " الحافظ ببغداد وكان يسمي شعبة الصغير" . الكاشف (2/344)
وقال أبو حاتم: "صدوق" . الجرح والتعديل (9/ 86) .
وقال :الحافظ ابن حجر: "صدوق خ س ق ".
فالحديث صحيح يحتمل التحسين ويتقوى بما قبله وبما بعده .
وحسَّن الألباني إسناد حديث العرباض هذا في مختصر العلو (ص 106) ثم قال: أخرجه أحمد (4/128) وقال : قال المنذري في الترغيب (4/48): بإسناد جيد .
5- حديث أبي قتادة
قال الإمام أحمد في المسند (5/ 300 و 308 ) .
حدثنا يونس وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة قال عفان في حديثه أنا أبو جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظى ,عن أبي قتادة قال :سمعت رسول الله يقول : (من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة) .
ورواه الإمام أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في سننه ( 2/ 176) من طريق عفان به .
حديث أبي قتادة في إسناده حماد بن سلمة الإمام قال فيه الحافظ ابن حجر ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة خت م 4 .
وقال فيه الذهبي : قال ابن معين إذا رأيت من يقع فيه فاتهمه على الإسلام" ثم قال الذهبي (قلت هو ثقة صدوق يغلط وليس في قوة مالك ) .
أقول: وكون حماد بن سلمة تغير بأخرة فإن تغيره لا يضر بكثير من أحاديثه .
ومنها هذا الحديث فإنه من رواية عفان عنه ,قال عبد الله بن أحمد سمعت يحيى بن معين يقول : من أراد أن يكتب حديث حماد فعليه بعفان بن مسلم .وقال النسائي: ( أثبت أصحاب حماد بن سلمة ابن مهدي وابن المبارك و عبدالوهاب الثقفي ) . الكواكب النيرات (ص461 ) .
أبو جعفر الخطمي هو عمير بن يزيد الأنصاري نزيل البصرة قال الحافظ ابن حجر ( صدوق )4."
وقال الحافظ الذهبي: ( ثقة ) . الكاشف ( 2/98 ) .(1/3184)
وقال ابن أبي حاتم: عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: أبو جعفر الخطمي ثقة .
وفيه محمد بن كعب القرظى: " ثقة حجة " قاله الحافظ الذهبي في الكاشف ( 2/213) .
وقال الحافظ ابن حجر: " ثقة عالم " التقريب .
فهذا الحديث بهذا الإسناد صحيح يحتمل التحسين ويزداد قوة بما قبله .
وبالجملة فهذا الحديث صحيح في أقصى درجات الصحة حيث روي عن عدة من الصحابة وبعض طرقه صحيح لا غبار عليه وبعضها صحيح يحتمل التحسين وبمجموع طرقه يقرب من التواتر .
ورواه البغوى في شرح السنة (8/ 199) من طريق الدارمي به وقال هذا حديث حسن وصححه الألباني في الجامع الصغير ( 6452) .
6- حديث أبي اليسر
قال أبو بكر بن أبي شيبة ( 7/552 ) حديث (22484 ) : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي قال : حدثني أبو اليسر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أنظر معسراً أو وضع له أظله الله في ظل عرشه " وهذا إسناد صحيح .
أبو بكر هو الإمام ورجال إسناده كلهم ثقات رجال الجماعة .
7- حديث سلمان رضي الله عنه :
قال البيهقي -رحمه الله- بعد أن نقل قول من قال: إن المراد بالخبر ظل العرش وإنما الإضافة إلى الله بمعنى الملك .
قال: واحتج من قال ذلك بما أخبرنا أبو الحسن بن بشران أنا إسماعيل الصفار حدثنا أحمد بن منصور حدثنا عبدالرزاق أنا معمر عن قتادة قال: إن سلمان: قال: " التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله تعالى يوم القيامة"، ثم ذكر السبعة في الخبر المرفوع " الأسماء والصفات ( ص 371 ) ، وحسن ابن حجر إسناده في الفتح ( 2/144).
والحاصل أن حديث سلمان يتقوى بما قبله من الأحاديث، وهي تزداد به قوة وصحة لاسيما وحديث سلمان في درجة الحسن كما قال الحافظ .(1/3185)
ولقد تمنيت ألا يذكر البيهقي والحافظ هذا التأويل لاسيما وقد دلت الأحاديث الصحيحة على مراد رسول الله من قوله" في ظله" حيث بينتْ هذه الأحاديث أن هذا الظل المبهم في حديث السبعة أنه ظل عرش الله ، وإن كان يظهر من كلامهما ترجيح ما دلت عليه هذه الأحاديث بل صرح الحافظ بترجيح ما دلت عليه هذه الروايات.
ويظهر والله أعلم أن بعض العلماء حينما يسوقون حديث السبعة لا يستحضرون هذه الأحاديث .
ويحتمل أنها لم تبغلهم ولولا ذلك لما لجأوا إلى التأويل المذكور .
أقوال العلماء في إثبات أن هذا الظل
إنما هو ظل العرش
1- الإمام ابن حبان :ابن حبان يرى أن الظل الوارد في حديث السبعة إنما هو ظل العرش ، قال –رحمه الله تعالى كما في الإحسان (2/332) :
(ذكر الخصال التي يرتجى لمن فعلها أو أخذ بها أن يظله الله يوم القيامة في ظل عرشه) .
ثم ساق حديث ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..) الحديث, من طريق حفص بن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة رضي الله عنهما مرفوعا .
فأنت ترى أنه أخذ هذه الترجمة التي فيها أن الظل إنما هو ظل العرش أخذها من هذا الحديث حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، وهذا أمر واضح .
2- الإمام محمد بن إسحاق ابن منده -رحمه الله-قال رحمه الله :
بيان آخر يدل على أن العرش(4) ظل يستظل فيه من يشاء الله من عباده
- أخبرنا علي بن الحسن بن علي ثنا إسحق بن الحسن بن ميمون ثنا شريح بن النعمان ثنا فليح بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة عن سعيد ين يسار عن أبي هريرة قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي) .
انظر كتاب التوحيد لابن منده (3/190-191) .(1/3186)
وساق هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه - مرفوعاً ثم أورد حديث : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) من ثلاث طرق وفي الطريق الأخيرة عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد .
وظاهر من ترجمة الإمام ابن منده لهذه الأحاديث أنه يعتقد أن الظل المذكور في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله أن المراد منه ظل العرش .
3- الإمام أبوجعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي رحمه الله
قال رحمه الله في شرح مشكل الآثار (15/73) بعد أن روى حديث أبي هريرة في السبعة الذين يظلهم الله في ظله من ثلاثة طرق في طريقين منها : (يظلهم بظله )، وفي الثالث : (يظلهم الله بظل عرشه) قال عقب ذلك :
(ثم نظرنا في الأصل المذكور في هذا الحديث مالمراد به ؟ فلم يكن في حديث مالك عن خبيب بن عبد الرحمن ما يدل على ذلك ما هو ؟ وهو قوله : (يظلهم الله في ظل عرشه) فأخبر بذلك أن الظل المراد في هذا الحديث هو ظل عرش الله عز وجل .
وقد روي في مثل هذا المعنى من الظل المذكور في كتاب الله عز وجل (وظل ممدود).
4-الإمام أبو عمر يوسف بن عبد البر -رحمه الله-
قال في التمهيد شرح الموطأ ( 17/431 ) :
في شرح حديث أبي هريرة : عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون لجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ".
قال:" قال أبو عمر فمن الحب في الله: حب أولياء الله, وهم الأتقياء العلماء الفضلاء ومن البغض في الله: بغض من حاد الله وجاهر بمعاصيه, أو ألحد في صفاته, وكفر به وكذب رسله, أو نحو هذا كله .
وأما قوله: "في ظل الله" فإنه أراد- والله أعلم – في ظل عرشه, وقد يكون الظل كناية عن الرحمة كما قال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ ) يعني بذلك: ما هم فيه من الرحمة والنعيم , وقال: (أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا) .
والظاهر أن ابن عبد البر يرجح ما دل عليه الحديث .(1/3187)
5 – الذين أشار إليهم البيهقي بقوله: فيما سبق "وقيل المراد بالخبر ظل العرش" فإن هؤلاء الذين أشار إليهم وقد يكونون عدداً كثيراً من علماء أهل السنة وأئمتهم الموجودين قبل عصره.
6 - الإمام ابن القيم شمس الدين محمد بن أبي بكر رحمه الله
- قال رحمه الله في طريق الهجرتين (ص/ 293) طـ - دار الوطن :
"لا ريب أن الحب والأنس المجرد عن التعظيم والإجلال يبسط النفس، ويحملها على بعض الدعاوى والرعونات والأماني الباطلة وإساءَة الأدب والجناية على حق المحبة.
فإذا قارن المحبة مهابة المحبوب وإجلاله وتعظيمه وشهود عز جلاله وعظيم سلطانه، انكسرت نفسه له وذلت لعظمته واستكانت لعزته وتصاغرت لجلاله وصفت من رعونات النفس وحماقاتها ودعاويها الباطلة وأمانيها الكاذبة، ولهذا في الحديث: (يقول الله عَزَّ وجَلَّ: أين المتحابون بجلالى؟ اليوم أُظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) ، فقال: (أين المتحابون بجلالي)، فهو حب بجلاله [سبحانه] وتعظيمه ومهابته ليس حباً لمجرد جماله، فإنه سبحانه الجليل الجميل.
والحب الناشئ عن شهود هذين الوصفين هو الحب النافع الموجب لكونهم في ظل عرشه يوم القيامة. فشهود الجلال وحده يوجب خوفاً وخشية وانكساراً، وشهود الجمال وحده يوجب حباً بانبساط وإدلال ورعونة. وشهود الوصفين معاً يوجب حباً مقروناً بتعظيم وإجلال ومهابة. وهذا هو غاية كمال العبد. والله أعلم .1هـ.
فأنت ترى أن هذا الإمام قد فسر الظل هنا بظل العرش الذي يستظل به المتحابون.
وقال -رحمه الله- في الكتاب نفسه (ص354) :
"الطبقة الخامسة: أئمة العدل وولاته الذين تؤمَّن بهم السبل ، ويستقيم بهم العالم ويستنصر بهم الضعيف ، ويذل بهم الظالم ويأْمن بهم الخائف ، وتقام بهم الحدود ويدفع بهم الفساد ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقام بهم حكم الكتاب والسنة وتطفأُ بهم نيران البدع والضلالة .(1/3188)
وهؤلاء الذين تنصب لهم المنابر من النور عن يمين الرحمن عز وجل يوم القيامة فيكونون عليها .
والولاة الظلمة قد صهرهم حر الشمس وقد بلغ منهم العرق مبلغه وهم يحملون أثقال مظالمهم العظيمة على ظهورهم الضعيفة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يُرى سبيل أحدهم إما إلى الجنة وإما إلى النار.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((المقسطون على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن تبارك وتعالى وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا))، وعنه : ((إن أحب الخلق إلى الله وأقربهم منه منزلة يوم القيامة إمام عادل، وإن أبغض الخلق إلى الله وأبعدهم منه منزلة يوم القيامة إمام جائر)) أو كما قال. وهم أحد السبعة الأصناف الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وكما كان الناس في ظل عدلهم في الدنيا كانوا في ظل عرش الرحمن يوم القيامة ظلاً بظل جزاءً وفاقاً". 1هـ.ّ
وهنا ذكر حديث السبعة الذي قال فيه النبي : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ومع ذلك حمل هذا الظل على ظل العرش.
وقال -رحمه الله- في الوابل الصيب (ص/54-55 . ط:دار الكتاب العربي)
جاء في الحديث "من ستر مسلما ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة ، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله تعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله تعالى حسابه ، ومن أقال نادما أقال الله تعالى عثرته ، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه " .
لأنه لما جعله في ظل الإنظار والصبر ونجاه من حر المطالبة وحرارة تكلف الأداء مع عسرته وعجزه نجّاه الله تعالى من حر الشمس يوم القيامة إلى ظل العرش " اهـ.
وهنا ذكر حديث: ( من أنظر معسرا أظله الله في ظل عرشه ) الذي رواه أبو هريرة وأبو قتادة وأقر ما دل عليه بل احتج به .
- وقال رحمه الله في الكتاب نفسه (ص65):(1/3189)
التاسعة والعشرون : أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل. اهـ
والإمام هنا يتكلم عن واحد من السبعة الذين يظلهم الله في ظله ومع ذلك ينص على أن الله يظله في ظل عرشه.
- وقال رحمه الله في روضة المحبين (ص/379-380ط:دار الحديث- القاهرة) :
التاسع والأربعون: أن مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة ، وعز الظاهر وعز الباطن ، ومتابعته تضع العبد في الدنيا والآخرة وتذله في الظاهر وفي الباطن ، وإذا جمع الله الناس في صعيد واحد نادى مناد ليعلمن أهل الجمع من أهل الكرم اليوم ألا ليقم المتقون فيقومون إلى محل الكرامة .
وأتباع الهوى ناكسو رؤوسهم في الموقف في حر الهوى وعرقه وألمه وأولئك في ظل العرش اهـ
وهنا ذكر –رحمه الله- أن من مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا والآخرة ومن ذلك إظلالهم في ظل العرش جعلنا الله منهم وجنبنا الهوى وكل أسباب الردى.
- ثم قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- :
الخمسون: أنك إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى فإن الإمام المسلط القادر لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه والشاب المؤثر لعبادة الله على داعي شبابه لولا مخالفة هواه لم يقدر على ذلك ، والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذات ، والمتصدق المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك والذي دعته المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عز وجل وخالف هواه والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفة هواه .
فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم القيامة .(1/3190)
وأصحاب الهوى قد بلغ منهم الحر والعرق كل مبلغ وهم ينتظرون بعد هذا دخول سجن الهوى فالله سبحانه وتعالى المسؤول أن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء وأن يجعل هوانا تبعا لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. اهـ
وهنا يتحدث عن السبعة المشهورين والمشهور حديثهم ويصرح بأن الله يظلهم في ظل عرشه.
7- ابن قتيبة رحمه الله
قال ابن قتيبة رحمه الله:
" والظل هنا ظل من دخان نار جهنم سطع ثم افترق ثلاث فرق وكذلك شأن الدخان العظيم إذا ارتفع أن يتشعب فيقال : لهم كونوا فيه إلى أن يفرغ من الحساب كما يكون أولياء الله في ظل عرشه أو حيث شاء من الظل ثم يؤمر بكل فريق إلى مستقره من الجنة والنار " (5 ) .
8- الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله
قال رحمه الله في تفسيره (14/47) في تفسير قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) : يقول تعالى مخبرا عمن يخاف مقام ربه فيما بينه وبينه إذا كان غائبا عن الناس فينكف عن المعاصي ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد إلا الله : بأنه له مغفرة وأجر كبير أي : يكفر عنه ذنوبه ويُجازى بالثواب الجزيل كما ثبت في الصحيحين(6 ) : (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ) فذكر منهم رجلا دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ,ورجلا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .
9- قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (ص 264) .(1/3191)
" وروى الأئمة عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :الإمام العادل ,وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ,ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ,ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ,ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " .
فأنت تراه قد حمل معنى في ظله في حديث السبعة على معنى الأحاديث المصرحة بأن هذا الظل إنما هو ظل عرش الرحمن .
10- الإمام ابن رجب -رحمه الله-
وقال الإمام ابن رجب -رحمه الله- في نهاية شرحه لحديث: ( سبعة يظلهم الله في ظله ... ) في شرحه لصحيح البخاري :
" وهذا الحديث يدل على أن هؤلاء السبعة يظلهم الله في ظله, ولا يدل على الحصر ولا على أن غيرهم لا يحصل له ذلك ؛فإنه صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أنظر معسراً أو وضع عنه , أظله الله في ظله ,يوم لا ظل إلا ظله) . خرجه مسلم من حديث أبي اليسر الأنصاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وخرّج الإمام أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة(7) " وهذا يدل على أن المراد بظل الله : ظل عرشه . انظر فتح الباري لابن رجب (6/51) .
11- الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني –رحمه الله- :
قال رحمه الله- في الفتح ( 2/144) في شرح حديث السبعة : قوله : " في ظله " قال عياض : إضافة الظل إلى الله إضافة مِلك وكل ظل فهو ملكه " كذا قال : وكان حقه أن يقول إضافة تشريف ليحصل امتياز هذا على غيره كما قيل : الكعبة بيت الله مع أن المساجد كلها ملكه .
وقيل المراد بظله: كرامته وحمايته كما يقال فلان في ظل الملك ، وهو قول عيسى بن دينار وقواه عياض .(1/3192)
وقيل المراد: ظل عرشه، ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن سبعة يظلهم الله في ظل عرشه فذكر الحديث ، وإذا كان المراد ظل العرش استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس فهو أرجح ، وبه جزم القرطبي(8)، ويؤيده أيضاً تقييد ذلك بيوم القيامة كما صرح به ابن المبارك في روايته عن عبيد الله بن عمر وهو عند المصنف في كتاب الحدود ، وبهذا يندفع قول من قال : المراد ظل طوبى أو ظل الجنة لأن ظلهما إنما يحصل لهم بعد الاستقرار في الجنة ، ثم إن ذلك مشترك لجميع من يدخلهما والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة ، فيرجح أن المراد ظل العرش)ا.هـ
فأنت ترى أن الحافظ يرجح في هذا السياق مرتين أن المراد بالظل في الأحاديث المضافة إلى العرش والتي لم يضف فيها الظل إلى العرش .
ومجموعها بلغ درجة التواتر والحافظ من أكثر العلماء اطلاعاً على هذه الأحاديث فقد ألف في ذلك رسالة سماها "معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال" وأورد جملة منها في كتابه الأمالي وقد نقل بيتين في ذلك عن أبي شامة وهما:
وقال النبي المصطفى أن سبعة يظلهم الله الكريم بظله
محب عفيف ناشيء متصدق وباك مصل والإمام بعدله
....ثم تتبعت بعد ذلك الأحاديث الواردة في مثل ذلك فزادت على عشر خصال وقد انتقيت منها سبعة وردت بأسانيد جياد ونظمتها في بيتين تذييلاً على بيتي أبي شامة وهما : وزد سبعة : إظلال غاز وعونه وإنظار ذي عسر وتخفيف حمله
وإرفاد ذي غرم وعون مكاتب وتاجر صدق في المقال وفعله(1/3193)
فأما إظلال الغازي فرواه ابن حبان وغيره من حديث عمر , وأما عون المجاهد فرواه أحمد والحاكم من حديث سهل ابن حنيف , وأما إنظار المعسر والوضيعة عنه ففي صحيح مسلم كما ذكرنا , وأما إرفاد الغارم وعون المكاتب فرواهما أحمد والحاكم من حديث سهل بن حنيف المذكور , وأما التاجر الصدوق فرواه البغوي في شرح السنة من حديث سلمان وأبو القاسم التيمي من حديث أنس , والله أعلم , ونظمته مرة أخرى فقلت في السبعة الثانية :
وتحسين خلق مع إعانة غارم خفيف يد حتى مكاتب أهله
وحديث تحسين الخلق أخرجه الطبراني من حديث أبي هريرة بإسناد ضعيف , ثم تتبعت ذلك فجمعت سبعة أخرى ونظمتها في بيتين آخرين وهما
وزد سبعة : حزن ومشي لمسجد وكره وضوء ثم مطعم فضله
وآخذ حق باذل ثم كافل وتاجر صدق في المقال وفعله
ثم تتبعت ذلك فجمعت سبعة أخرى ولكن أحاديثها ضعيفة وقلت في آخر البيت : " تربع به السبعات من فيض فضله " وقد أوردت الجميع في الأمالي , وقد أفردته في جزء سميته معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال " فتح الباري (2/143-144) .
12- الحافظ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي
وقد صرح –رحمه الله – في كتابه تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش (ص/132) وعنوان كتابه يفيد هذا .
13- العلامة محمد عبد الرحمن المباركفوري
قال – رحمه الله - في تحفة الأحوذي (4/534) في شرح حديث أبي هريرة عند الترمذي: (من أنظر معسرا أو وضع له ,أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه ,يوم لا ظل إلا ظله) : (أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه) : أي أوقفه الله تحت ظل عرشه " .
14- العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
قال - رحمه الله - في تفسيره ( ص 409 ) عند ذكر العبر والفوائد الجليلة التي اشتملت عليها قصة يوسف عليه السلام .(1/3194)
" ومنها: أن الهمَّ الذي همَّ به يوسف بالمرأة ثم تركه لله، مما يقربه إلى الله زلفى ؛ لأن الهمّ داع من دواعي النفس الأمارة بالسوء، وهو طبيعة لأغلب الخلق، فلما قابل بينه وبين محبة الله وخشيته، غلبت محبة الله وخشيته داعي النفس والهوى . فكان ممن ( خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، أحدهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله" وإنما الهم الذي يلام عليه العبد، الهم الذي يساكنه، ويصير عزماً، ربما اقترن به الفعل " .
15 - العلامة محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله تعالى- :
أورد – رحمه الله - في مختصر العلو (ص 105) حديث أبي هريرة - رضي الله عنه "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل"، قال وساق الحديث - يعني الذهبي -وأخرجه البخاري ، ثم ساق حديث أبي هريرة : (إن الله تعالى يقول أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي ) ، ثم قال الألباني : وقد ورد في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر .
وأورد الألباني في الإرواء (3/395) حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – مرفوعاً "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .." الحديث ، خرجه من صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي وموطأ مالك ، ثم قال: وللحديث شاهد من حديث سلمان بلفظ سبعة يظلهم الله في ظل عرشه فذكر الحديث رواه سعيد بن منصور بإسناد حسن كما في الفتح (2/ 121) .
فقول الألباني –رحمه الله- :
(وقد ورد في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر ).
وقوله: ( وللحديث شاهد من حديث سلمان (يعني حديث السبعة) يفيد أن الألباني يرى أن الظل إنما هو ظل العرش ، ويرى أن معنى الأحاديث كلها معنىً واحد .
وما أعتقد أن أحداً من علماء السنة السابقين يخالف هؤلا العلماء .
وأخيراً:(1/3195)
فإن المتأمل المنصف في النصوص النبوية والقواعد الشرعية لا يخالجه شك في أن المراد من الظل الوارد في النصوص النبوية – التي مر ذكرها في هذا البحث- إنما هو ظل عرش الله عز وجل.
هذا ما يسره الله لي ووفقني له من هذا البحث الذي أرجو الله الرؤوف الرحيم أن ينفعني به وأن يجعلني ممن يظلهم بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.
وصلى الله على نبينا محمد وإخوانه من النبيين والمرسلين وآله وصحابته أجمعين.
كتبه:
فضيلة الشيخ رَبِيع بن هَادي بن عُمَيْر الْمَدْخلِي حفظه الله
25/7/1427هـ
الحواشي:
(1) أخرجه أحمد ( 9665) و البخاري في كتاب: الأذان باب : من جلس في المسجد ينتظر الجماعة ( 660) و( 1423) و( 6806) ، ومسلم في كتاب: الزكاة باب : فضل إخفاء الزكاة ( 1031 )، والترمذي في كتاب الزهد باب : الحب في الله ( 2391 ) وغيرهم .
(2) مجموع الفتاوى (6/144-145)
(3) (ص39-40) .
(4) كذا والصواب " أن للعرش " ولعل الخطأ من النساخ أوالطابع .
(5 ) انظر زاد المسير( 8/450 ) لابن الجوزي .
(6) كذا هنا ! (في ظل عرشه) في هذا الحديث المعزو إلى الصحيحين ويغلب على الظن أن هذا من سهو النساخ والطابعين ولقد ذكره الحافظ ابن كثير في تفسير سورة يوسف (8/39)طـ . دار عالم الكتب) كما هو في الصحيحين (في ظله) على أنه قد ورد في بعض طرق هذا الحديث بهذا اللفظ (في ظل عرشه ) .
(7) هذا نص حديث أبي قتادة –رضي الله عنه- وحديث أبي هريرة نحوه كما ترى لكن الترمذي لم يرو حديث أبي قتادة .
(8) يشير إلى كلام القرطبي الذي أسلفناه قريباً في هذا البحث .
======
from http://dawasalafia.jeeran.com/archive/2006/8/85328.html
---
(1/3196)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > متى نعتمد الإحالة إلى رقم الآية من السورة بدلاً من الجزء والصفحة؟
---
متى نعتمد الإحالة إلى رقم الآية من السورة بدلاً من الجزء والصفحة؟
---
مساعد الطيار
03-14-2005, 10:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على الباحثين في كتب التفاسير كثرة الطبعات لبعض كتب التفقسير ، وتلك نعمة نحمد الله عليها ، لكن يقع هاهنا مشكلةٌ تحتاج إلى حلٍّ ، وهي أنك قد ترى فائدة منقولة من تفسير من التفاسير ، وليس في النقل إشارة إلى الآية التي ذُكرت الفائدة تحت تفسيرها ، فتجدك تريد الرجوع إليها فلا تستطيع .
فهل الإحالة إلى الآية والسورة تحلُّ المشكلة ؟
إنك ترى في البحث العلمي أن الباحث يُطالب بذكر الكتاب والباب والصفحة والجزء في كتاب البخاري مثلاً ، فلم لا يكون ذلك في التفاسير ، لحلِّ هذه المشكلة .
وإذا كانت هذه الطريقة تحلُّ المشكلة فلم لا نُعمِّمها ومالمانع من اعتمادها مع الإشارة إلى الطبعة التي يعتمدها الباحث ، وإن زاد الجزء والصفحة فذاك أفضل وأكمل .
إن باب الاجتهاد في البحث العلمي باب واسع ، وما دام هذا النوع من الإحالة يخدم القارئ المعنيَّ بالرجوع إلى أصول الكتب ، فلم لا يُنشر مثل هذا بين الباحثين ؟
أطرح هذا التساؤل لإخواني لعلي أجد منهم مطارحة لهذه القضية .
---
خالد الشبل
03-14-2005, 11:38 PM
ما ذكرته - أخي الدكتور مساعد - صحيح ، وإن كان الاقتصار على رقم الآية وحدها ربما يوقع في الأمر نفسِه ، إذ إنّ بعض التفاسير مطوّلة ، وقد يستغرق تفسيرُ الآية الواحدة بضعَ صفحات أو أكثر ، فيكون تحديدُ الجزء والصفحة والطبعة أسرعَ في الوصول إلى المعلومة .(1/3197)
كذلك في الإحالة في المعجمات اللغوية ، فالاقتصار على المادة وحدها ربما أطال الوقت في الوقوع على المعلومة ، وكذا لو اقتُصِر على الجزء والصفحة والطبعة ، إذ تتعدد الطبعات ، كما أسلفتَ . لذا فذكْر رقم الآية والجزء والصفحة أقربُ - في ظني - إلى الوصول إلى الموضع المقصود .
---
مساعد الطيار
03-15-2005, 06:39 AM
أشكرك أخي الكريم على هذه االمداخلة ، وقد أضفت إضافة مهمة للبحث العلمي بذكر كيفية الإحالة إلى المعجمات اللغوية ، فياحبذا لو طُرِح فهرس للمعجمات اللغوية المرتبة ترتيبًا يسهل به الوصول إلى المادة اللغوية ، مع ذكر كيفية ترتيبها ، وهذه تكون الإحالة فيها إلى الجزء والصفحة مع ذكر المادة اللغوية ، أما مالم يكن لها ترتيب يسهل الوصول به إلى مكان المادة فيُكتفى بالجزء والصفحة ، وهذه قضية أخرى من قضايا الإحالة إلى كتب العلوم .
---
أبو مريم المصري
03-15-2005, 08:12 AM
جزاك الله خيرا
كيف يمكن اعتماد الاقتراح؟ هل بمجرد الانتشار ؟ أم إدراج ذلك في كتب مناهج البحث في الجامعات ؟
وسؤالي أيضا متى تعتمد النسخ الالكترونيه في العزو ؟
---
أبو مريم المصري
03-15-2005, 08:14 AM
وهل عنوان الموضوع أصلا مقلوب أم أنا مخطئ ؟
---
فهد الوهبي
03-16-2005, 02:18 AM
أنا معك فضيلة الدكتور مساعد .. وقد لمست الحاجة لذلك من خلال عمل البحوث ...
---
أبومجاهدالعبيدي
03-16-2005, 01:48 PM
مثال يوضح المقال :
ذكر ابن كثير المثال النحوي المشهور : ( لا تأكل السمك وتشرب اللبن ) في تفسيره 1/251 [ط:دار ابن حزم] عند تفسيره للآية رقم42 من سورة البقرة .
---
(1/3198)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما هو تخريج و تحقيق حديث : " من أسلم فليختتن " ، و ما درجته ؟
---
ما هو تخريج و تحقيق حديث : " من أسلم فليختتن " ، و ما درجته ؟
---
د.أبو بكر خليل
08-25-2005, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و المرسلين ، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، وعلى آله و صحبه الكرام إلى يوم الدين .
أما بعد
الإخوة الأحبة
أحببت أن أطرح عليكم ما طرحته على إخوتكم في " ملتقى أهل الحديث " ، علني أجد مزيد غناء .
ومطلبي ما يلي :
الإخوة الأحبة
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
أخرج البيهقي عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من أسلم فليختتن " .
ذكره الإمام السيوطي في كتابه " الدر المنثور " ،
وذكره الإمام ابن حجر في كتابه " تلخيص الحبير " ،
ونقله عنه الإمام الشوكاني في كتابه " نيل الأوطار " ، و ذكر أن ابن حجر لم يضعفه ، و إن ضعفه هو بما لا حجة له فيه .
و لم أجد تخريجا لهذا الحديث أكثر مما ذكره السيوطي ، و قد تقدم .
- فهل أجد تخريجا أوفى ؟
وما درجة هذا الحديث من الصحة ( ما الحكم عليه ) ؟
أفيدونا أفادكم الله يا أهل التخريج .
أخوكم
د. أبو بكر عبد الستار خليل
---------------------------------------------------------------------
و قد تلقيت هذا الرد من أخي الشيخ / عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك حفظك الله ترجع إلى تحفة المودود بأحكام المولود للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
-----------------------------------------------------------------
ورد صاحبكم ، فقال :
ياأخي هذا ما ذكره ابن القيم :(1/3199)
(الوجه الثالث قال حرب في مسائله عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أسلم فليختتن وإن كان كبيرا . وهذا وإن كان مرسلا فهو يصلح للاعتضاد ) . (في الفصل الرابع) .انتهى .
وهو كما ترى عن حرب ( في مسائله ) مرسلا ، فهل هو غير ما عند البيهقي كما ذكر السيوطي ؟
وتعقب الشوكاني المذكور آنفا يخالف تعضيد ابن القيم ، و تعقبه مستند لما لايصح نقله عن ابن المندر .
فهل من مزيد أوفى في التخريج ، من غير إحالة على كتاب هنا أو هناك ، للإيضاح و تمام الإلمام .
وجزاكم الله خيرا .
-----------------------------------------------------------------
وأفاد الأخ / أبو ابراهيم الكويتي بما يلي :
[ ألق عنك شعر الكفر ، واختتن . قاله لرجل أسلم ] . ( حسن المتن ) وله شاهد مختصر جدا في الختان من رواية الزهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أسلم فليختتن ولو كان كبيرا . وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن شهاب قال : كان الرجل إذا أسلم أمر بالاختتان وإن كان كبيرا . وإسناده صحيح مقطوع أو موقوف . وفي الحديث : اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة . ثم روى الخلال عن الإمام أحمد أنه سئل عن حج القلف ؟ فقال : ابن عباس كان يشدد في أمره ، روي عنه أنه لا حج ولا صلاة له . قيل له : فما تقول : ؟ قال : يختتن ثم يحج . ثم ذكر عنه رواية أخرى فيها التسهيل في أمر الأقلف . والظاهر أن ذلك إذا خاف على نفسه . والله أعلم .
سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلدالسادس بقسميه
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
وقال عنه صحيح
---------------------------------------------------------------------
فقال صاحبكم :
جزاكم الله خيرا ، ولكن ماذا عن تحقيق حديث " من أسلم فليختتن " ؟
وفي أي مصنف للبيهقي ؟
و ما درجته من الصحة ؟
--------------------------------------------------------------------(1/3200)
و كان هذا آخر ما تلقيته من الشيخ / عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي :
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لعل هذا الأثر في الخلافيات للبيهقي ، ولم يطبع من أصله إلا ثلاثة مجلدات فقط ،وأما المختصر فهو مطبوع
وإسناد البيهقي هو نفس إسناد حرب ، وهو أنه مرسل من مراسيل الزهري، وهذا ما يشير له كلام السيوطي في الدر المنثور.)ز انتهى .
---------------------------------------------------------------------==============================================
فهل أجد مزيد تحقيق لهذا الحديث الشريف ؟
و ما القول في درجة صحته ؟
وجزاكم الله خيرا .
---
أبو عمار المليباري
08-29-2005, 06:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . حديث الزهري هذا أخرجه الإمام البخاري كما نقله الأخ الكويتي في (الأدب المفرد 1/428) من طريق ابن شهاب الزهري قال : (كان الرجلُ إذا أسلَمَ أُمِر بالاختتانِ وإنْ كان كبيرًا) ، ورواه أيضاً الإمام ابن عدي في (الكامل 5/10) في ترجمة عمر بن موسى الوجيهي وهو متروك الحديث . وأورده الإمام ابن عبد البر في (التمهيد 21/62) فهذا النص قريب جداً من المتن الذي ذكرتَه في سؤالك . وهو أيضاً من طريق الزهري فلماذا لا تكتفي به ؟(1) أم أنك تريد معرفة الكتاب الذي روى فيه البيهقي هذا الحديث ؟ .
-------------------------------------------------
1- وأنا في ظني أن الحديث الذي ذكرتَه هو نفسه الذي أخرجه البخاري وابن عدي إلا أن حرباً الكرماني رواه بالمعنى .
---
(1/3201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أولياء الله
---
أولياء الله
---
إمداد
07-09-2004, 01:15 AM
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد صَلَّى اللهُ وسلم عَلَيْهِ وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
إنَّ أولياء الله عز وجل هم كما قال الله تبارك وتعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63] فلا يكون الكافر ولياً من أولياء الله، فالكافر هو عدوٌ لله وهو الطاغوت ووليه الشيطان وهم حزبه وجنده وأعوانه
هل من الممكن أن يكون عوام أهل السنة والجماعة من أولياء الله، أم لا بد أن يكونوا علماء أو طلبة علم؟
إن أولياء الله -تبارك وتعالى- لا يشترط فيهم أن يكونوا علماء أو طلبة علم كما ذكر شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله.
فالولاية: هي إيمان وتقوى الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63] فكل من حقق الإيمان والتقوى فهو ولي لله تبارك وتعالى بالمعنى الخاص، وكل من آمن بالله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو ولي لله بالمعنى العام؛ لكن تنقص ولايته بمقدار ما يكون فيه من تقصير أو ارتكاب لما حرم الله، أو تفريط فيما أوجب الله تبارك وتعالى.
والعلماء إنما يفضلون على بعض العوام بأنهم يعلمون ما جاء عن الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتفصيل، وإلا فقد يوجد في بعض العوام من قوة الإيمان والصدق والإخلاص واليقين والرغبة والرهبة والإنابة وكل الأعمال الإيمانية الظاهرة أو الباطنة كما عند العلماء، أو ما هو أكثر من بعض العلماء؛ لكن المزية: أن العلماء يعلمون حدود ما أنزل الله على رسوله تفصيلاً، وهذه لا شك أنها مزية، ولكن لو تجرد العلم من التقوى لم ينفع صاحبه.
---(1/3202)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من يجيبني : من هم قائلو الأبيات الآتية ؟ مثاباً مأجوراً 0
---
من يجيبني : من هم قائلو الأبيات الآتية ؟ مثاباً مأجوراً 0
---
أبو مبارك
06-17-2003, 05:52 AM
الأخوة الأعزَّاء :
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : من يجيبني : من هم قائلي الأبيات الآتية ؟ مثاباً مأجوراً 0
الأخوة الأفاضل أرجو ممَّن له مزيد اطّلاع على الشِّعر العربي أن يجيبني على سؤالي هذا ، فقد بذلت جهدي المتواضع بحثاً عن قائلي هذه الأبيات ، فلم أوفَّق إلى ذلك ، فمن عنده استطاعة أن يفيدني ، وأن يكمل الأبيات ، فحسن سائلاً الله - سبحانه وتعالى – له الأجر والثَّواب والتَّوفيق في جميع أموره 0 والأبيات هي :
1. ألم تسأل فتخبرك الرُّسوم
2. يا ليتَ أيام الصِّبا رواجعاً
3. ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
4. ولا للما بهم أبداً دواء
5. فَأَصْبَحَ لاَ يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِمَا بِهِ أَصَعَّدَ فِيْ ُعْلوِ الْهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا
6. تُخْبِرُكَ العَيْنَانِ مَا القَلْبُ كَاتِمُ
7. أَمَا وَالَّذِيْ أَبْكَى وَأَضْحَكَ وَالَّذِيْ أَمَاتَ وَ أَحْيَا وَ الَّذِيْ أَمْرُهُ الأَمْرُ
8. لَعَمْرُكَ مَا الِفتْيَانُ أَنْ تَنْبُتَ اللِّحَى وَلَكِنَّمَا الفِتْيَانُ كُلُّ فَتى نَدْب
9. حتَّى يكونَ عزيزاً في نفوسهم أو أَنْ يبينَ جميعاً وهو مختار
10. فَبُحْ بالسَّرَائِرِ في أهْلِها وإيَّاكَ في غَيْرِهِمْ أنْ تَبُوحا
11. رَبِّ إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ اصْطِبَاراً فَاعْفُ عَنِّي يَا مَنْ يُقِيْلُ الْعِثَارَا
12. شكا إلي جملي طول السَّرى صبراً جميلاً فكلانا مبتلي
13. ويأوي إلى نسوة عطل وشعثا مراضيع مثل السعالى
14. و السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / طُوَيْلِبُ علمٍ
---
عبدالرحمن الشهري
06-17-2003, 10:02 AM
أخي الكريم أبا مبارك وفقه الله(1/3203)
هذه إجابات عجلى من الذاكرة أرجو منك التحقق منها ومراجعة الدواوين ، ولعلي أعود إلى المراجع فأتيقن من صحة النسبة .
وأرجو منك بيان المراد من هذه الشواهد . هل أنت بصدد تحقيق كتاب ، فأرجو ذكره وذكر المؤلف لأن هذا مما يقرب الأمر على من يريد نسبة الأبيات ، والأبيات التي لم أعرفها ليست غريبة ، فلو زدت الأمر إيضاحاً لربما نفع ذلك في معرفة القائل. وسأذكر لك الأبيات التي عرفتها ، والبقية فيما بعد إن يسر الله.
2- يا ليتَ أيام الصِّبا رواجعاً
هذا شطر من الرجز للشاعر العجاج بن رؤبة ، وهذا البيت من الشواهد المشهورة عند النحويين ، وهو من شواهد سيبويه رحمه الله فراجع الكتاب له.
3- يقول إذا اقلولى عليها وأفردت ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
هذا البيت للفرزدق من قصيدة شهيرة يهجو جريراً رحمه الله ، فراجع ديوانه وفقك الله.
4- فلا والله لا يلفى لما بي ولا للما بهم أبداً دواء
هذا البيت لمسلم بن معبد الوالبي وهو شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية ، من قصيدة يشكو فيها اعتداء المصدقين على إبله وأولها :
بكت إبلي وحق لها البكاء*** وفرقها المظالم والعداءُ
5- فَأَصْبَحَ لاَ يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِمَا بِهِ ***أَصَعَّدَ فِيْ ُعْلوِ الْهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا
هذا البيت للشاعر الأسود بن يعفر (بضم الياء والفاء) ، وكنت رأيته قبل يومين تقريباً في ديوانه الذي جمعه له الدكتور نوري حمودي القيسي.
7- أَمَا وَالَّذِيْ أَبْكَى وَأَضْحَكَ وَالَّذِيْ*** أَمَاتَ وَ أَحْيَا وَ الَّذِيْ أَمْرُهُ الأَمْرُ
هذا البيت لأبي صخر الهذلي ، وهو مشهور فراجعه في شرح أشعار الهذليين للسكري رحمه الله.
12- شكا إلي جملي طول السَّرى*** صبراً جميلاً فكلانا مبتلي
هذان البيتان أذكر أنهما نسبا لشاعر مغمور اسمه ملبد بن حرملة . ولا أذكر أين رأيت هذه النسبة ، وسأراجع الأمر إن شاء الله ، فتحقق من الأمر فهو في أكثر كتب النحو بلا نسبة.(1/3204)
أرجو أن تراجع النسبة وتزيد الأمر إيضاحاً في الأبيات التي لم تنسب فأكثرها كأنه من شعر ذي الرمة أو الأخطل وفقك الله.
---
عبدالله بن بلقاسم
06-17-2003, 09:48 PM
6- لأبي جندل الهذلي كما قال الميداني في مجمع الأمثال ص 240
وصدر البيت ، ولا جنّ بالبغضاء والنظر الشزر تحدثني عيناك ما القلب كاتم
أي لا يخفى نظر المبغض
9- البيت ليزيد بن حمار السكوني
في ديوان الحماسة ج: 1 ص: 108
قال يزيد بن حمار السكوني يوم ذي قار
إني حمدت بني شيبان إذ خمدت نيران قومي وفيهم شبت النار
3 ومن تكرمهم في المحل أنهم لا يعلم الجار فيهم أنه الجار
4 حتى يكون عزيزا من نفوسهم أو أن يبين جميعا وهو مختار
---
أبو مبارك
06-18-2003, 02:01 PM
الأستاذ الفاضل / عبدالرحمن الشهري حظه الله تعالى ورعاه
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد : أستاذي العزيز أتقدَّم إليكم ببالغ الشكر ، والتَّقدير ، على إجاباتكم الموفقة لسؤالي ، وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يثيبكم ، ويجزيكم عنِّي خيراً ، وكم أنا مسرور بهذا الإهتمام ، فقد كنت متردِّداً من وضع هذا السُّؤال في هذا الموقع ، ولكن توكلت على الله فوضعته ، فإذا بي أرى منكم هذا الإهتمام ، فجزكم الله خيراً 0
أمَّا إجابة طلبكم توضيح هذه الأبيات ، فأقول إنَّ هذه أبيات ضمن بحث متدِّم به لنيل درجة الماجستير بعنوان : (( الجملة الخبريَّة في القرآن دراسة نحويَّة بلاغيَّة )) ، وأنا على وشك تقديمها للمناقشة إن شاء الله 0 فادعوا الله لي بالتَّوفيق 0
وأقول : إذا كان عندكم أي ّ توجيه ، أوإرشاد ينفعني في بحثي ، أو يدلُّني على مراجع هامة ، أو دراسات سابقة تقرب من هذا الموضوع ، فجزاكم الله خيراً 0(1/3205)
وفي الأخير لا يسعني إلاَّ أن أتوجَّه إليكم بالشُّكر والتَّقدير لكم خاصَّة ، ولأخي الفاضل / عبدالله بن بلقاسم ، على إجابته أيضاً على سؤالي ، وأسأل الله تعالى أن يوفقني وإياه إلى ما يحبُّه ويرضاه 0 كما أتوجَّه بالشكر الجزيل لكلِّ من ساهم في دعم هذا الملتقى وإنجاحه 0
وأخيراً نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجمعنا جميعاً في مستقرِّ رحمته 0
بن عبيدالله 0
---
عبدالرحمن الشهري
06-18-2003, 02:45 PM
حياكم الله أخي الكريم أبا مبارك وفقه الله لما يحب ويرضى
أرجو لك التوفيق فيما أنت بصدده من البحث ، وأنصحك - إن لم تكن قد قرأتها - بقراءة كتب الدكتور محمد أبو موسى في البلاغة فقد ناقش القضايا التي تبحث فيها مناقشة لم يسبق إليها ولا سيما كتابيه خصائص التراكيب ودلالات التراكيب.
كما أنصحكم بقراءة كتاب الدكتور فاضل السامرائي (معاني النحو). فقد عالج هذا الموضوع من زاوية أخرى عميقة. وله كتاب آخر في الجملة في اللغة العربية كذلك.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
---
أبو مبارك
06-19-2003, 07:15 AM
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الأستاذ الفاضل / عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لكتابي الأستاذ فاضل السَّمرائي - حفظه الله - فقد اطلعت عليهن ، واستفدت كثيراً منهنَّ ، أمَّا كتب الدكتور محمد أبو موسى في البلاغة ، ولخاصة كتابيه خصائص التراكيب ودلالات التراكيب ، فلم أوفق لشيء منها بعد ، ولكن سأحاول البحث عنها ، والاستفادة منها 0
وأخيراً أقول لك : جزاك الله عنِّي خير الجزاء 000
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
خالد الشبل
06-19-2003, 02:49 PM
البيت الأول
ألم تسأل فتخبرك الرسوم ** على فرتاج والطللُ القديمُ
للبرج بن مسهر الطائي ، و ( فرتاج ) موضع في بلاد طيء ، وهو من شواهد سيبويه 3/34(1/3206)
والبيت الثاني نُسب لرؤبة ، وللعجاج . وهو في شرح المفصل 1/104 منسوباً لرؤبة ، وقال عبد السلام هارون - رحمه الله - محقق الخزانة : هو في ملحقات ديوان رؤبة ص 82 . وراجعت ديوان رؤبة وملحقاته فلم أظفر به .
---
أبو مبارك
06-19-2003, 07:11 PM
شكر خاص لأخي الفاضل / خالد الشبل حفظه الله ورعاه
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد : أخي العزيز أتقدَّم إليكم ببالغ الشُّكر ، والتَّقدير ، على إجابتكم الموفقة لسؤالي ، وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يثيبكم ، ويجزيكم عنِّي خيراً ، وكم أنا مسرور بهذا الإهتمام ، وأسأل الله أن يزيدك علماً وفهماً وتقىً 0
وإلى اللِّقاء في مشاركة أخرى ، إن شاء الله 0
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/3207)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هذا الملحق ليس من كتاب (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري
---
هذا الملحق ليس من كتاب (النشر في القراءات العشر) لابن الجزري
---
الجكني
11-24-2006, 07:33 AM
هذا ملحق انفردت به نسخة واحدة من عدد(8) نسخ خطية اعتمدت عليها في تحقيق "النشر"وهي التي رمزت لها بالرمز (ز).
وقد وجدته منفرداً في رسالة صغيرة في مكتبة الحرم المكي تحت رقم عامٍّ (183) ورقم (54) مكتوب على ورقة الغلاف:
(رسالة في القراءة لبعض المتقدمين)
وتبتدئ ب: بسم الله الرحمن الرحيم:
هذا من "النشر" المفقود في أكثر النسخ قبل (فرش الحروف) وحيث انتهى الحال إلى هنا فلنذكر مثلاً من القرآن في رواية رواية رواية (كذا) وطريق طريق تعلم قراءة القرآن واختلاف والروايات (كذا) ثم بجميع مذاهبهم في بعض الآيات، والتفريع على طريق هذا الكتاب، والله تعالى هو الموفق للصواب. اهـ
ثم: رواية ورش: إذا قرئ له…
وينبّه على أن هذه النسخة المكية مليئة بالتحريف والتصحيف، وقد أفردتُ هذا مع وجوده في متن نسخة (ز) لأنه اتضح لي أنه ليس لابن الجزري ، وإن كان له فقد أدمج فيه ما هو لغيره، حيث إن في ضمنها يقول (كتاب النشر) و(الطيبة) و(قال شيخنا) ويقصد به المؤلف نفسه، والله أعلم.
ويسعدني أن أهديه لهذا الملتقى العلمي المبارك خصوصاً ولإخواني أهل "التحريرات" عموماً ،لعلهم يجدوا فيه بغيتهم ،وأنبه هنا على أن البيتين المشهورين عن ابن الجزري في "تحرير"المسألة الأولى وهي :"البدل مع ذات الياء"وهما مذكوران هنا ،حيث قال كاتب هذا الملحق:"وجدتهما مكتوبين في حاشية كتاب لبعض تلاميذته الذي استفاد منه في (الروم) فكتبتهما وذكرتهما للشيخ حين رحلت إليه بشيراز وهما هذان البيتان:
كآتى لورش افتح بمد وقصره** وقلّل مع التوسيط والمد مكملا(1/3208)
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسطن** وقصر مع التقليل لم يك للملا "
انتهى
ولم يصرح باسم هذا التلميذ ،لكني وجدته وهو عثمان الناشري قال :"أنشدني لنفسه شيخنا العلاّمة محمد ابن الجزري" ثم ذكر البيتين ،(الإتحاف:81) .
هذا،وأذكر الملحق "كما هو لم أعلق عليه وإنما اكتفيت بتصحيحه ،وهذا نصه"كما هو في النسخة الخطية من "النشر" وفي النسخة المفردة منه ،والله تعالى أعلم .
[line]
الملحق
الأول: { فتلقى آدم } و { ءاته الله الملك } ونحو ذلك؛ مما اجتمع فيه المد بعد الهمزة، وذوات الياء، فيه بالتركيب ستة أوجه، يصح من طريق "الشاطبية" أربعة، ومن طريق "التيسير" واحد، ومن طريق "الطيبة" و"النشر" خمسة، وهي:
1- المد مع (بين بين) طريق "العنوان" و"المجتبى" وأحد الأوجه في "الإعلان" و"الشاطبية".
2- والمد مع (الفتح): طريق "الهادي" و"الهداية" و"التبصرة" وأحد الأوجه في "الإعلان" و"الشاطبية"
3- والتوسط مع (بين بين) طريق "التيسير" وبه قرأ على فارس وابن خاقان، وأحد أوجه "الإعلان" و"الشاطبية"
4- والتوسط مع (الفتح) طريق ابن بليمة، والأهوازي، وأحد الأوجه في "الإعلان"، ويحتمل من "الشاطبية"
والقصر مع (الفتح) طريق طاهر بن غلبون، وذكره ابن بليمة أيضا.
فهذه الأوجه الخمسة صحيحة تُخرج من نصوصهم، وبقي الوجه (السادس) وهو: القصر مع (بين بين)، قال شيخنا رحمه الله: لا أعلم نصّاً لأحد عن الأزرق، وإن كان يحتمله كلام (الشاطبي)، ولكن لا آخذ به، وإن كنت قرأت في ذلك ستة، فلا أقرأ إلا بما حققوه.
وقد نظم ذلك شيخنا رحمه الله قديما في بيتين وأنسبها، ورأيت البيتين لما كنت في (تبريز) مكتوبين في حاشية كتاب لبعض تلاميذته الذي استفاد منه في (الروم) فكتبتهما وذكرتهما للشيخ حين رحلت إليه بشيراز وهما هذان البيتان:
كآتى لورش افتح بمد وقصره** وقلّل مع التوسيط والمد مكملا
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسطن** وقصر مع التقليل لم يك للملا(1/3209)
الثاني: { ثُمّ اسْتَوَىَ إِلَى السّمَآءِ } و إلى { شَيْءٍ عَلِيمٍ } يجيء فيها بالضرب أربعة وهي
أ- إمالة { اسْتَوَىَ } و { فَسَوَّاهُنَّ } (بين بين) مع المدّ في { شَيْءٍ }
والتوسط، وفتحهما مع مدّه وتوسطه وهي صحيحة من طريق "الطيبة" ومحتملة من "الشاطبية":
فالإمالة مع مد { شَيْءٍ } طريق صاحب "العنوان" وشيخه صاحب "المجتبى"
والإمالة مع توسط { شَيْءٍ } طريق "التيسير" وأحد أوجه "الشاطبية"
والفتح مع مد { شَيْءٍ } طريق المهدوي، وأحد وجهي "الهادي" و"الكافي" ومحتمل من "الشاطبية"، والفتح مع (التوسط) طريق ابن بليمة، وطاهر بن غلبون، والوجه الثاني في "الهادي" و"الكافي" ولا يصح في "التيسير" سوى التوسط مع الإمالة. والله أعلم.
الثالث: { وَعَلَّمَ ءَادَم اْلأَسْمَاءَ } َإلى { صَدِقِينَ } فيه بالتركيب وهي ثلاثة { ءَادَم } و { أَنْبِئُونِي } في ثلاثة { هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ؛ يصح منها سبعة وهي: المد مع إبدال الثانية حرف مد: طريق ابن سفيان و"المهدوي" و"التجريد"، وأحد الوجهين في "التبصرة" و"الكافي" وأحد الأوده في "الإعلان" و"الشاطبية"
والتوسط مع التسهيل: طريق "التيسير" و"تلخيص" ابن بليمة في أحد وجهيهما، وأحد الأوجه في "الإعلان" و"الشاطبية"
والمد مع التسهيل: طريق "العنوان" و"المجتبى" والوجه الثاني في "التبصرة" و"الكافي"
والتوسط مع الياء المكسورة: طريق "التيسير" وابن بليمة في ثاني وجهيهما، وأحد الأوجه في "الإعلان" و"الشاطبية"
والقصر مع إبدال حرف مد، يخرج من ظاهر "الإعلان"، ومحتمل في "الشاطبية"، والقصر مع التسهيل طريق أبي الحسن طاهر بن غلبون في أحد الوجهين، ولابن بليمة أيضاً من "تلخيصه" وأحد أوجه "الإعلان" و"الشاطبية"
والقصر مع إبدال ياء مكسورة لابن غلبون في الوجه الثاني، ولابن بلّيمة أيضاً، وأحد الأوجه في "الإعلان" و"الشاطبية"(1/3210)
ويبقى المد مع الياء المكسورة، والتوسط مع إبدال حرف مدّ، قال شيخنا: لا أعلمهما نصّاً، ولكنهما يخرجان من إطلاق "الإعلان" و"الشاطبية" ولمّا كنت أقرأ على الشيخ منعني من الوجهين لكن لم يعزم هليّ كعزمه في منع قصر باب (ءامين) مع الإمالة (بين بين)، وإني أقرئ بهما عملاً بظاهر "الشاطبية" و"الإعلان" وإني لم أر نصّاً بامتناعهما، والله أعلم.
الرابع: { وَمِن النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَبِاْليَوْمِ الاَخِرِ } فيها ثلاثة أوجه وهي:
المد والتوسط والقصر في الألف بعد الهمزة المحققة والمغيَّرة بالنقل، والثلاثة واضحة عند الجمهور من القراء والمقرئين؛ لكن ههنا وجهان آخران منصوص عليهما وبما يخفان على بعض من لم يترّن في الفن وهما:
مدّ الألف الأولى التي هي بعد الهمزة المحققة مع قصر الألف الثانية التي بعد المغيّرة بالنقل، وكذا توسط الأولى مع قصر الثانية:
فيحصل خمسة أوجه فيها وفي أشباهها مثل { وَيَسْتَنْبِؤُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي } وقال تعالى: و { ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ } و { قَرْيَةٌ ءَامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا } { لِئِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِيلفِهِمْ } وكذا حال المغيرة بالتسهيل مع المحقق نحو { وَلَقَدْ جَاءَ ءَالَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ كَذَّبُوا بِئَايَتِنَا } والمغيّر بالبدل في أول الشعراء إلى قوله { مِن السماء ءاية }
الخامس: { يبني إسراءيل اذكروا } إلى { أُوفِ بعهدكم } من ظاهر "الشاطبية" ثلاثة أوجه، وهي: قصر { إسراءيل } مع توسط { أُوفِ } ؛ قال شيخنا: ولا يصح منها سوى وجهين وهما: (قصر) { إسراءيل } مع توسط { أُوفِ } ؛ طريق "التيسير" والداني وأصحابه، و(قصرهما) طريق طاهر بن غلبون، وأمّا قصر { إسراءيل } مع مدّ { أُوفِ } فلا أعلمه في كتاب من كتب القراءات.(1/3211)
وهذان الوجهان في "الطيّبة" وفيها أيضاً مدّهما؛ طريق "الهادي" و"العنوان" و"الكافي" وغيرها، لأنهم نصّوا على مدّ { إسراءيل } ومثّلوا به وظاهر عبارة "التبصرة" و"التجريد" والحصري وغيرهم، لأنهم لم يستثنوه، وتوسطهما من "تلخيص" ابن بليمة.
قلت: وعدم صحة قصر { إسراءيل } مع مدّ { أُوفِ } مشكل لأنه ظاهر "الشاطبية" وقد قرأنا به، ويمكن أن يكون مستثنى في بعض كتب (المدّ) ولم نظفر به لأن أكثر الكتب لم يكم عندنا حاضراً، ومن ذلك كتاب "الهداية" مسكوت عنه في "النشر" لم يصرّح فيه بالاستثناء ولا بعدمه، وهو صاحب المدّ، فيمكن أن يكون مستثنى ل { إسراءيل } ولأنه بفضي إلى إهمال مدّ باب { ءامن } تارة، وإلى استعماله أخرى، وهذا تخليط، فالأحسن أن يحال هذا الوجه أيضاً على احتمال "الشاطبية" ويكون معمولاً به كما تقدم في مدّ { أنبئوني } مع الياء المكسورة في { هؤلاء إن } ، وتوسطه مع إبدال حرف مدّ، والله أعلم.
السادس: { يضل به كثيراً ويهدي بع كثيراً } إذا وقف على { كثيراً } الثاني، يصح فيه من طريق الكتاب ثلاثة أوجه:
1- ترقيقهما؛ مذهب الجمهور، وهو الذي في "العنوان" و"المجتبى" و"التذكرة"، وأحد الوجهين في "الكافي"، وبه قرأ الداني على شيوخه الثلاثة؛ أبي الحسن والخاقاني وقارس
2- وتفخيم الأول من أجل الوصل وترقيق الثاني من أجل الوقف؛ طريق "الهادي" و"الهادية"، والوجه الثاني في "الكافي".
3- وتفخيمهما؛ طريق أبي طالب ابن غلبون، ومذهب أبي طاهر ابن أبي هاشم.
السابع: { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير } إلى { سألتم } يصح فيه من طريق الكتاب أربعة أوجه وهي:
1- إمالة { أدنى } مع ترقيق { خير } ؛ طريق "التيسير" وبه قرأ على أبي الفتح والخاقاني، وأحد الوجهين في "الشاطبية"، ومن "الإعلان" أيضاً.
2- وفتح { أدنى } وترقيق { خير } ، طريق "الهادي" و"الهداية" و"الكافي" و"التبصرة" و"التجريد" و"الشاطبية".(1/3212)
3- وفتح { أدنى } وتفخيم { خير } ؛ طريق التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون.
4- وإمالة { أدنى } وتفخيم { خير } ؛ طريق "العنوان" و"المجتبى".
الثامن: { ليس البر أن تولوا وجوهكم } الآية؛ يجيء فيها بالتركيب اثنا عشر وجهاً، ويصح منها ستة وهي:
1- ترقيق { البر } مع مد { ءامن } و { الآخر } { والنبيين } و { آتى المال } مع فتح { القربى } و { اليتامى } ؛ طريق "الهادي" و"الهداية" و"الكافي" و"التبصرة" و"التجريد"، ومن "الشاطبية" و"الإعلان".
2- والترقيق مع التوسط والإمالة؛ طريق "التيسير"، وبه قرأ على الخاقاني وأبي الفتح، وفي "الشاطبية" و"الإعلان".
ويبقى مع الترقيق المد والإمالة؛ قال شيخنا: ولا أعلمه في كتاب إلا أنه محتمل من "الشاطبية" و"الإعلان".
وأما الترقيق مع التوسط والفتح فمن طريق "تلخيص" ابن بليمة، ومحتمل أيضاً من "الشاطبية" و"الإعلان".
والتفخيم مع المد والإمالة؛ طريق "العنوان" و"المجتبى"، ومع القصر والفتح؛ طريق "التذكرة"، وبه قرأ الداني على أبي الحسن.
ويبقى التفخيم مع التوسط، ومع الفتح والإمالة؛ قال شيخنا: فلا أعلمه في كتاب بنص، وكذا التفخيم مع القصر والإمالة.
فهذه ستة منصوصة، ووجه محتمل، والباقي ممتنع.
التاسع: { ويعلمه الكتاب والحكمة } إلى { مومنين } فيها بالتركيب ثلاثة { إسرائيل } في ثلاثة { آية } ، تسعة في وجهي { كهيئة } ؛ ثمانية عشر في وجهي توقيق { طائراً } وتفخيمه؛ ستة وثلاثون في وجهي إمالة { الموتى } وفتحها؛ مائة وأرعة وأربعون، يصح منها بلا شك " أربعة عشر وجهاً: فأما { إسرائيل } و { آية } فتقدم في مسألة { بني إسرائيل } و { أوف } ستة أوجه، وهي تجيء هنا مع الزيادة عليها:
الأول: قصر { إسرائيل } مع توسط { آية } ومع توسط { كهيئة } مع ترقيق { طائراً } و { تدخرون } مع إمالة { الموتى } ؛ طريق "التيسير" و"الشاطبية".(1/3213)
الثاني: قصر الثلاثة مع ترقيق { طائراً } وتفخيم { تدخرون } ، وفتح { الموتى } ؛ طريق "التذكرة"، وقراءة الداني على أبي الحسن.
الثالث: مد الثلاثة مع تفخيم { طائراً } وصلاً ومع ترقيق { تدخرون } وفتح { الموتى } ؛ طريق "الهداية"، وأحد وجهي "الكافي" و"الهادي".
الرابع: توسط { إسرائيل } و { آية } مع قصر { هيئة } مع ترقيق { طائراً } و { تدخرون } وفتح { الموتى } ؛ طريق ابن بلينة.
الخامس: مدهما مع قصر { هيئة } مع ترقيق { طائراً } وتفخيم { تدخرون } وإمالة { الموتى } ؛ طريق "العنوان" و"المجتبى".
السادس: مد الثلاثة وترقيق { طائراً } و { تدخرون } وفتح { الموتى } في "الهادي و"الكافي".
السابع: مدهما وتوسط { هيئة } ، وترقيهما والفتح؛ في "الهادي" و"الكافي".
الثامن: توسطهما وقصر { هيئة } وترقيقهما وفتح { الموتى } ؛ في "التلخيص".
العاشر: { وقل للذين أوتوا الكتب والأميين ءأسلمتم } يصح فيها ستة أوجه:
1- المد مع الإبدال؛ من "الهادي" وة"الهداية" و"التجريد"، وأحد وجهي "الكافي"
2- والتوسط مع الإبدال؛ في "التيسير" وأحد وجهي "الإعلان"، ويحتمل لمكي، وبه قرأ الداني على أبي الفتح.
3- والقصر مع الإبدال؛ أحد وجهي "الإعلان".
4- والمد مع التسهيل؛ في "العنوان"، وأحد وجهي "الكافي".
5- والتوسط مع التسهيل؛ اختيار ابن بليمة، وهو في "الوجيز" للأهوازي.
6- والقصر مع التسهيل؛ وهو الذي في "التذكرة" و"تلخيص" ابن بليمة أيضاً، وبه قرأ الداني على أبي الحسن.
الحادي عشر: { فما آتيتموهن شيئاً } يجيء بالتركيب ستة أوجه، يصح منها أربعة وهي:
1- مد { آتيتموهن } و { شيئاً } ؛ طريق المهدوي و"الهادي"، واختيار الحصري، وهو الذي قرأنا به من "العنوان" و"المجتبى"، وأحد وجهي "الهادي" و"الكافي" و"الشاطبية"، ويحتمل في "التجريد".
2- توسطهما؛ من "التيسير" وابن بليمة، ومن "الشاطبية" و"الإعلان".(1/3214)
3- مد { آتيتموهن } وتوسط { شيئاً } ؛ الوجه الثاني في "الكافي" و"الهادي"، ومن "الشاطبية"، ويحتمل في "التجريد".
4- وقصر { آتيتموهن } وتوسط { شيئاً } ؛ من "التذكرة"، وبه قرأ الداني على ابن غلبون، وذكره ابن بليمة.
وأما توسط { آتيتموهن } ومد { شيئاً } ، وكذا قصر { آتيتموهن } ومد { شيئاً } فلا يعلمان بنص في كتاب ولا يقرأ بهما.
الثاني عشر: { ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } في الوقف بالتركيب من طريق الكتاب أربعة؛ وهي صحيح نصّاً:
1- ترقيقهما مع الإمالة؛ طريق "التيسير" و"الشاطبية"، وبه قرأ الداني على أبي الفتح والخاقاني.
2- وترقيقهما مع الفتح؛ طريق "الهادي" و"الهداية" و"الكافي" و"التبصرة" و"التجريد"، وابن بليمة.
3- وترقيق { مغفرة } وتفخيم { خير } مع الإمالة؛ طريق "العنوان" و"المجتبى".
4- وكذلك مع الفتح؛ طريق ابن غلبون، وبه قرأ عليه الداني.
الثالث عشر: { يبني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات } ؛ فيها بحسب التركيب أربعة وعشرون وجهاً وهي: ثلاثة { آدم } في وجهي واو { سوآت } ، ستة في وجهي { التقوى } ؛ اثنا عشر في وجهي تفخيم { خير } وترقيقه.
بل نقول: فيها ستة وثلاثون وجهاً وهي: ثلاثة { آدم } في ثلاثة واو { سوآت } ؛ تسعة مضوربة في وجهي { التقوى } ؛ ثمانية عشر وجهي { خير } يصح منه اثنا عشر وجهاً وهي:
مد { آدم } وأخويه مع قصر الواو، والإمالة، والترقيق؛ أحد الأوجه في "الشاطبية" و"الإعلان"، وكذلك مع الفتح والترقيق في "الهادي" و"الكافي" و"الهداية" و"التبصرة" و"التجريد"، والوجه الأخير في "الشاطبية" و"الإعلان".
وتوسط الثلاثة مع القصر والإمالة والترقيق من "الشاطبية" و"التيسير"، وقراءة الداني على أبي الحسن والخاقاني.
وقصر الثلاثة مع قصر الواو، والفتح والرتقيق؛ من "تلخيص" ابن بليمة، وأحد الأوجه في "الشاطبية".(1/3215)
وقصر الثلاثة مع قصر الواو والفتح والتفخيم؛ طريق "التذكرة"، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون؛ فهذه أوجه.
ويجوز ستة أخرى وهي: مد الأوليين مع قصر الواو، وقصر { من آيات } من أجل تغير السبب كما تقدم في { آمن } و { الآخر } مع الإمالة والفتح، وكذا توسطهما وقصر الأخيرين، فهذه عشرة أوجه.
الحادي عشر توسطهما؛ طريق الداني، وهما توسط الجميع مع الإمالة، وتوسط الثلاثة الأول مع قصر { من آيات الله } لتغير السبب، والله أعلم.
الرابع عشر: { إن الله لا يخفى عليه شيء } بالتركيب أربعة وهي صحيحة نصّاً:
الإمالة مع مد { شيء } ؛ طريق "العنوان" و"المجتبى"، ومن "الشاطبية".
والفتح مع مد { شيء } ؛ من "الهداية"، وأحد وجهي "الهادي" و"الكافي" و"الشاطبية"، ومحتمل في "التجريد".
والإمالة مع توسط { شيء } ؛ طريق ابن غلبون، وبه قرأ الداني وكذا هو لابن بليمة.
الخامس عشر: { قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً } فيصح فيه الأربعة الأوجه: إبدال الواو مع الإمالة؛ أحد وجهي "الشاطبية" و"التيسير"، وبه قرأ الداني على أبي الفتح والخاقاني.
والإبدال مع الفتح؛ أحد وجهي "الكافي" و"تلخيص" ابن بليمة و"التذكرة"، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون.
والتسهيل مع الفتح؛ طريق المهدوي وابن سفيان، والوجه الثاني، في "الكافي" و"التلخيص" و"التذكرة"، وبه قرأ الداني على أبي الحسن أيضاً، وفي "الشاطبية".
والتسهيل مع الإمالة في "الشاطبية"، وظاهر من "التيسير"، وطريق "العنوان" وشيخه الطرسوسي.
السادس عشر: { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السَّوء ولله المثل الأعلى } فيها بحسب التركيب ثمانية عشر وجهاً، يصح منها اثنا عشر وجهاً وهي:(1/3216)
مدّ { الآخرة } و { السَّوء } وتقليل { الأعلى } احتمال "الشاطبية"، ومدّ { الآخرة } و { السَّوء } وفتح { الأعلى } في "الهداية" والحصري، وأحد الوجهين في "الهادي" و"الكافي" و"الشاطبية" بالنسبة إلى { السَّوء } ، ويحتمل "التجريد".
ومدّ { الآخرة } وقصر { السَّوء } وتقليل { الأعلى } لصاحب "العنوان" و"المجتبى" ثمّ توسط { الآخرة } و { السَّوء } وتقليل { الأعلى } من "التيسير" و"الشاطبية" وتوسطهما وفتح { الأعلى } احتمال "الشاطبية" و"التبصرة" ومذهب الأهوازي، وتوسط { الآخرة } وقصر { السَّوء } وتقليل { الأعلى } من "الشاطبية" و"جامع البيان"، وتوسط { الآخرة } وقصر { السَّوء } وفتح { الأعلى } من "تلخيص" ابن بليمة، وتوسط { الآخرة } وقصر { السِّوء } وفتح { الأعلى } احتمال "الشاطبية"، وقصرهما مع فتح { الأعلى } من "التذكرة" و"التلخيص".
ويجوز في مدّ { الآخرة } وتوسطهما لمن له ذلك قصرها أيضاً عملاً بتغيّر السبب كما تقدم في نظائرهما.
السابع عشر: { يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً } بحسب التركيب تسعة يصح منها ستة بلا كلام، واثنان بالاحتمال:
مدّ { آمنوا } وترقيق { ذِكراً } مطلقاً، في "العنوان" و"المجتبى" واحتمال "الشاطبية" وأحد وجهي "الكافي" بالنسبة إلى الأخيرين، ومدّ { آمنوا } وتفخيم { ذكراً كثيراً } مطلقاً، مذهب أبي طاهر بن أبي هاشم، والهذلي، ومدّ { آمنوا } وتفخيم { ذكراً } مطلقاً وترقيق { كثيراً } مطلقا، من "الهداية" و"الهادي" و"الشاطبية" وتوسط { آمنوا } وترقيق { ذكراً كثيراً } مطلقاً، المكّي في أحد الوجهين، وكذا عن الداني.(1/3217)
وتوسط { آمنوا } وتفخيم { ذكراً كثيراً } مطلقاً لأبي الطيب، وتوسط { آمنوا } وتفخيم { ذكراً } وصلاً، وترقيق { كثيراً } لابن بليمة، وقصر { آمنوا } وترقيق { ذكراً كثيراً } مطلقاً لابن بليمة، ويحتمل للشاطبي، وقصر { آمنوا } وتفخيم { ذكراً } مطلقاً، وترقيق { كثيراً } من "التذكرة" و"الشاطبية".
الثامن عشر: { الطلاق مرتان } إلى { آتيتموهن شيئاً } فيها بحسب التركيب اثنا عشر وجهاً بضرب حالتي { الطلاق } في ثلاثة { آتيتموهن } والستة في وجهي { شيئاً } يصح منها ثمانية وهي:
تفخيم (اللام) ومدّ { آتيتموهن } و { شيئا } من "الهداية" و"الهادي" و"الشاطبية" والتفخيم مع مدّ { آتيتموهن } وتوسط { شيئا } من "التبصرة" و"الشاطبية"، والتفخيم مع توسطهما من "التيسير" و"الشاطبية" و"التبصرة"، وابن بليمة، والتفخيم مع قصر { آتيتموهن } وتوسط { شيئاً } لابن بلّيمة و"الشاطبية".
وترقيق (اللام) ومدّ { آتيتموهن } و { شيئاً } لصاحب "العنوان" و"المجتبى" وترقيق (اللام) ومدّ { آتيتموهن } وتوسط { شيئا } للخزاعي، والترقيق وتوسط { آتيتموهن } و { شيئا } لمكّي من قراءته على أبي الطيب، وترقيق (اللام) مع قصر { آتيتموهن } وتوسط { شيئا } من "التذكرة".
التاسع عشر: { وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف } إلى { آيات الله هزواً } فيها أربعة في ثلاثة { آيات } ، يصح منها سبعة وهي:
تغليظ { طلقتم }
و { ظَلَمَ } ومدّ { آيات } في "الهادي" و"التبصرة" و"الشاطبية" وأحد وجهي "الكافي" بالنسبة إلى الظاء،، وتغليظهما مع توسط { آيات } من "التيسير" و"الشاطبيةط و"التلخيص" وتغليظهما مع قصر { آيات } من "التذكرة" و"التلخيص" و"الشاطبية"
وترقيق المهملة، وتغليظ المعجمة مع مدّ { آيات } في "العنوان" و"المجتبى" ومثلُه لكن مع التوسط قراءة مكي على أبي الطيب، ومثلُه لكن مع قصر { آيات } في "التذكرة".(1/3218)
وتفخيم المهملة، وترقيق المعجمة ومد { آيات } لصاحب "الهداية" وأحد وجهي "الكافي" بالنسبة إلى الظاء.
العشرون: من طريق الأصبهاني: { ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك } النقل وتركه في { ملء } ومدّ (المنفصل) وقصره في { به } فيصير بحسب الضرب أربعة.
واعلم أولاً أن مدّ (المنفصل) لم يرد عنه إلا من كتاب "التجريد" و"الكامل" وأحد وجهي "الإعلان" وقد عُلِم له النقل من طريق الداني وابن سوار وغيهما، وهم ممن رَوَوْا عنه قصر (المنفصل) إلا الهذلي، قال شيخنا: ورواه سائر الرواة عنه بغير نقل، فيصح له ثلاثة أوجه بلا شبهة وهنّ:
النقل وتركه مع القصر، والنقل مع المدّ، فالنقل مع القصر من طريق المذكورين، ومع المدّ طريق الهذلي، وترك النقل كذلك من المسكوت عنهم إلا صاحب "التجريد" وأحد وجهي "الإعلان".
وأما ترك النقل مع المدّ فإن كان في "التجريد" و"الإعلان" فيصح، وإلا فالله أهلم، ولم يكن الكتابان عندي حتى أفتش.
الحادي والعشرون: { وإذ تأذنّ ربكم لئن شركتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } في { تأذنّ } تسهيل الهمزة وتحقيقها بضرب كل من حالتي { كفرتم إن } أعني المدّ والقصر، يصير أربعة، ويصح الجميع:
أما التسهيل مع المد فمن "الإعلان"، ومع القصر طريق الجمهور من المشارقة والمغاربة، والتحقيق مع المد طريق "التجريد"، ومع القصر طريق "المستنير".
الثاني والعشرون: { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } إلى قوله { بأيكم المفتون } فيه بحسب التركيب أربعة، فيصح منها ثلاثة بلا شك:
الأول: القصر مع الإبدال؛ طريق الهذلي والجمهور، وأحد الوجهين من "المبهج".
الثاني: القصر مع التحقيق؛ الوجه الآخر من "المبهج".
الثالث: المدّ مع الإبدال، طريق "التجريد".
وأما المدّ مع التحقيق فيمكن أن يكون في "الإعلان" ولم يكن عندي فأكشفه.(1/3219)
الثالث والعشرون: رواية قالون: { وإن تبدوا ما في أنفسكم } إلى { ويعذب من يشاء } فيه بحسب التركيب ثمانية أوجه باعتبار حالتي (المنفصل) في صلة ميم الجمع وإسكانه، والأربعة في وجهي { يعذب من } يصح منها ستة بلا شبهة وهنّ:
المدّ مع الصلة والإدغام، طريق صاحب "الهداية" وللحلواني، وصاحب "التبصرة" لأبي نشيط، وفي "الشاطبية".
والمدّ مع السكون والإدغام طريق صاحب "الهداية" لأبي نشيط، واختيار "التبصرة" ومن "التيسير" و"الشاطبية" وقراءة الداني على أبي الحسن.
والقصر مع الصلة والإدغام في "التيسير" و"الشاطبية" وقراءة الداني على أبي الفتح. والقصر مع الصلة والإظهار من "المستنير" من طريق الحلواني، وكذا من "الغاية" لأبي العلاء والقصر مع السكون والإدغام من "التيسير" و"الشاطبية" ومن "الكافي".
والقصر مع السكون والإظهار، من "الإرشاد" من جميع طرقه، ومن "المستنير" من طريق أبي نشيط.
الرابع والعشرون: { قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } فيها من طريق الكتاب ثمانية أوجه:
الأول: الصلة مع الفتح والقصر، وهو قراءة الداني على أبي الفتح من طريق أبي نشيط، وهو في "الشاطبية" و"التيسير".
الثاني: الصلة مع (بين بين) والقصر، وذلك من طريق الحلواني، وقراءة الداني على أبي الفتح عن السامرّي، وهو في "الهداية" و"تلخيص" ابن بليمة.
الثالث: مع الفتح والمدّ وهو في "الكامل" للحلواني.
الرابع: الصلة مع (بين بين) والمدّ، وهو لأبي نشيط من "تلخيص" ابن بليمة و"التبصرة" لمكي، ويجوز من "الشاطبية"، وهو أيضاً للحلواني في "المبهج".
الخامس: الإسكان مع (بين بين) والمدّ، وذلك من طريق أبي نشيط، وهو في "التيسير" و"الشاطبية" وبه قرأ الداني على أبي الحسن، وكذا هو في "تذكرته" وفي "الهداية" و"التبصرة" و"الكافي" و"المبهج".
السادس: الإسكان مع الفتح والمدّ وهو لأبي نشيط من "الكامل".(1/3220)
السابع: الإسكان مع (بين بين) والقصر للحلواني من "تلخيص" ابن بليمة، وبذلك قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على السامرّي من طريق أبي مهران عن الحلواني، وهو أيضاً لأبي نشيط من كتاب "الكافي" لابن شريح، فيصح من "الشاطبيةط.
ومثلُه قوله تعالى { وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة } مع زيادة وجه إبقاء الغنّة عند اللام، وبهذا الاعتبار يقتضي أن يكون فيها ستة عشر وجهاً، لكن يسقط الغنة مع وجود (بين بين) ومع الفتح من طريق المغاربة ك"التيسير" و"الشاطبية".
الخامس والعشرون: { ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه } الآية، فيه بحسب التركيب ثمانية أوجه صحيحة:
المدّ مع إدغام { يلهث ذلك } ، والصلة في { لعلهم يتفكرون } من "الهداية" للحلواني، وكذا في "غاية" أبي العلاء، وفي "التبصرة" و"الشاطبية" لأبي نشيط، والمدّ مع الإدغام والإسكان في "الكافي" و"الهادي" لأبي نشيط و"الهادي" واختيار "التبصرة" وبه قرأ الداني على أبي الحسن من جميع طرقه.
والمدّ مع الإظهار والصلة ليعض العراقيين، ومحتملة "الشاطبية"، والمدّ مع الإظهار والإسكان كذلك، والقصر مع الإدغام والصلة من "المستنير" لأبي نشيط، والقصر مع الإدغام والسكون من "العنوان" و"التيسير" و"الشاطبية" و"المستنير" لأبي نشيط، وقراءة الداني على أبي الفتح من طريق عبد الله بن الحسين.
والقصر مع الإظهار والصلة من "المستنير" من طريق الحلواني، وفي "جامع البيان" من قراءة الداني على أبي الفتح، وكذلك مع السكون؛ طريق "المستنير" للحلواني.
السادس والعشرون: { وهي تجري بهم } إلى { اركب معنا } فيها بحسب التركيب أربعة وهي صحيحة:(1/3221)
الصلة وإظهار { اركب معنا } الحافظ أبو العلاء للحلواني، والصلة مع الإدغام صاحب "الهداية" للحلواني، وصاحب "التبصرة" لأبي نشيط، في وجه، وقراءة الداني على أبي الفتح من طريق أبي نشيط، والسكون مع الإظهار في "الإرشاد" وبه قرأ الداني على أبي الفتح من طريق عبد الله بن الحسين، والسكون مع الإدغام من "التبصرة" و"العنوان" و"الكافي" و"التذكرة" وبه قرأ الداني على أبي الحسن، والكل محتمل في "الشاطبية".
السابع والعشرون: { إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى } فيها ستة أوجه من ضرب ثلاثة وهي أحوال ميم الجمع من حالتي { المؤتفكة } الصلة مع المدّ والهمز؛ من "الهادي" و"التبصرة" و"التيسير" و"الشاطبية" وكذلك من طريق أبي نشيط.
والصلة مع القصر والهمز؛ صاحب "الهداية" للحلواني، وقراءة الداني على أبي الفتح من الطريقين عن قراءته على عبد الباقي وعلى عبد الله بن الحسين من طريق الحلواني إلا أن الداني نسب أبا الفتح إلى الوهن وقال: طريق الحلواني هو الإبدال والصلة مع المدّ، والإبدال غير معروف، ومع القصر من "المستنير" و"الغايتين" و"المبهج" وتصحيح الداني للحلواني، تمّ وكمل بعون الله.
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2006, 07:46 AM
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة النفيسة ، والهدية الثمينة لا عدمنا فوائدك المتتابعة . وليتك ترفقها بعدُ في ملف وورد ، فإن برنامج المنتديات هذا يذهب بكثير من تنسيقات الطباعة ورونقها إلا بمعالجة وتنسيق متعب .
---
الجكني
11-24-2006, 11:37 AM
وجزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن ، ولك ما أردت وقد أرفقته هنا .
---
أبو الجود
11-24-2006, 12:14 PM
دائما مقدم خير بارك الله فيك وفي علمك ويسر لنا الاطلاع على النشر بتحقيقكم فالحقيقة نحن أهل القراءات بالأشواق للقاء هذا الحبيب والهدية ثمينه غالية لا تخرج إلا من قلب مخلص بارك الله فيك
---
الجكني
11-24-2006, 02:25 PM(1/3222)
وبارك الله فيكم وفي علمكم أخي "أبو الجود "فكاتب هذه الحروف إنما هو "خادم القراءات وأهلها" حقيقة لا "مجازاً"0
---
إبراهيم الجوريشي
11-24-2006, 02:42 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم الجكني
وبارك الله في جهودكم العلمية الرائعة النافعة
---
الجكني
11-24-2006, 02:58 PM
وأنتم كذلك شيخنا إبراهيم الجوريشي 0
---
د. أنمار
11-24-2006, 07:34 PM
ما شاء الله تبارك الله،
والشكر موصول للدكتور الجكني نفع الله به وبخدماته الجليلة للقراءات وأهلها.
---
الجكني
11-24-2006, 10:48 PM
ولكم أخي د/أنمار 0
---
عبدالرحمن الشهري
11-25-2006, 06:25 AM
بارك الله فيكم يا دكتور ، على إرفاق الملف بصيغة وورد .
---
محمد يحيى شريف
01-04-2007, 01:07 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
جزاك الله خيراً شيخنا على هذا النقل المفيد وأسأل الله تعالى أن يحفظكم منكل مكروه وأن يوفقكم لما فيه الخير والصلاح
محمد يحيى شريف الجزائري
---
طه محمد عبدالرحمن
01-04-2007, 03:15 PM
دائما مقدم خير بارك الله فيك وفي علمك ويسر لنا الاطلاع على النشر بتحقيقكم فالحقيقة نحن أهل القراءات بالأشواق للقاء هذا الحبيب والهدية ثمينه غالية لا تخرج إلا من قلب مخلص بارك الله فيك
صدقت و الله شيخنا الكريم .
---
الجكني
01-04-2007, 04:51 PM
وجزاك الله كل خير شيخنا محمد شريف الجزائري ،وحمداً لله على سلامتك حيث من فترة طويلة لم نر لك مشاركة فلعل المانع خيراً إن شاء الله0
أما أخي الشيخ طه عبد الرحمن فله كل الشكر والامتنان وجزاه الله كل خير ويسر أمره0
---
(1/3223)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال يا أهل التحقيق
---
سؤال يا أهل التحقيق
---
خادمة القرآن
07-30-2006, 05:51 AM
علماؤنا الأجلاء حفظكم الله ورعاكم :
عنوان كتاب السيوطي الذي تحدث فيه عن تناسب سور القرآن هل هو :" تناسق الدرر في تناسب السور " أو " أسرار ترتيب القرآن " ؟
فكلا الاسمان لنفس الكتاب ولكن أيهما أصح .
---
الجكني
07-30-2006, 06:29 AM
في هذا الملتقي موضوع بعنوان "العنوان الصحيح " كتب فيه الأستاذ أبو بيان شيئاً متعلقاً بهذه الجزئية فليراجع فضلاً لا أمراً0
---
خادمة القرآن
07-31-2006, 08:10 PM
عذرا فضيلة الشيخ ؛ منذ الأمس وأنا أبحث عن الموضوع الذي أشرتم إليه إلا أنني لم أجده ،
فهلا تفضلتم بنقل ما كتبه الاستاذ أبو بيان ، أو أفيدونا برأيكم .
وجزاكم الله خيرا
---
الجكني
07-31-2006, 10:57 PM
أختي خادمة القرآن أسعدك الله :
هذا نص كلامه :"كتاب "تناسق الدرر في تناسب السور "للسيوطي اختصره من كتابه"قطف الأزهار في كشف الأسرار" الذي يسميه اختصاراً ب"أسرار التنزيل " ،وفي مقدمة المؤلف لكتابه "تناسق الدرر" قال : وكنت سميته أولاً نتائج الفكر في تناسب السور" لكونه من مستنتجات فكري كما أشرت إليه ثم عدلت وسميته "تناسق الدرر في تناسب السور " لأنه أنسب بالمعنى وأزيد بالجناس0
ثم بين أبو بيان أن الكتاب طبع مرتين باسمين مختلفين وأن أحد المحققين (تلاعب) باسم العنوان فغيره من عند نفسه0(ابحثي في هذا الملتقي عن "العنوان الصحيح "فستجدينه إن شاء الله 0
دعائي لك بالتوفيق 0
---
صادق الرافعي
07-31-2006, 11:19 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه(1/3224)
أما بعد:فتيسيرا على الباحثة أنظري هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1761&highlight=%C7%E1%DA%E4%E6%C7%E4+%C7%E1%D5%CD%ED%CD
---
خادمة القرآن
08-01-2006, 04:18 PM
بارك الله في جهودكما مشايخنا الكرام ، لا حُرِمتم الأجر .
---
(1/3225)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول آية " ولا متخذات أخدان " ... ارجو المساعدة ...
---
حول آية " ولا متخذات أخدان " ... ارجو المساعدة ...
---
** متفكرة فى خلق الله **
11-04-2005, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على حبيبينا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ....
استأذنكم اخوانى الأفاضل فى توضيح أمر طرحه أحد الإخوة فى إحدى المنتديات الخاصة بالجامعات ....
فى ذلك المنتدى فى القسم الاسلامى به يتم عرض العديد والعديد من الامور الخاصة بالشباب من منظور الإسلام ومدى شرعيتها ..
المهم فى الأمر انهم مرات عديدة طرحوا موضوعات خاصة بحدود العلاقة بين الشاب والفتاة فى الكلية والدراسة .. فقام الكثير من الإخوة والأخوات ممن نحسبهم على خير ولا نزكى على الله احدا .. بالرد عليهم رد توضيحى وكثير منهم استشهد بالآية الكريمة فى قوله تعالى " ولا متخذات أخدان " ...
فقام هذا الأخ الكريم بعمل موضوع خاص بقوله تعالى فى تلك الآية .. واستعان فيه بتفسير علمائنا الأجلاء من ابن كثير والطبرى وغيرهم من العلماء الثقات واوضح فيها المقصود ب " الأخدان " وان الموضوع متعلق فى ذلك الأمر بالزنا وليس " الصداقة " فى الكلية ...
وهو يرى انه لا مانع من وجود تلك " الصداقة " بين الشاب والفتاة طالما انها علاقة " بريئة " على حد قوله ولا تلوثها أى شهوات كمنت أو ظهرت ..
بالطبع لا استريح مطلقا لقوله هذا ...(1/3226)
وما أطلبه منكم إخوانى الأفاضل هو الدليل الشرعى الذى أسوقه إليه فى هذا الموضوع لأن من ردوا فى موضوعه برفض فكرته قال لهم انه يتحدث عن كيفية الاستشهاد بتلك الآية الكريمة فى موضوع حدود العلاقة بين الشاب والفتاة بالكلية بأنها غير خاصة بالموضوع ولا يمكن ان نستشهد بها فيه ........
أفيدونى أفادكم الله فوالله ان الباطل يتجمل ويتلون ...
بل ويُسنَد من بعض الأفوه إلى العلماء الثقات !!!!!
وهذا منتدى جامعى عليه كل الأنواع والفئات من الشباب .. منهم الملتزمين ومنهم غير ذلك ...
ونظام الجامعات بمصر انها مختلطة وتكثر تلك الأمور فيها للأسف !!!
أفيدونى رحمكم الله ... وجزاكم الله عنى خيرا كثيرا ...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
فى رحاب الله ...
---
أبو زينب
11-05-2005, 08:49 AM
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
أرجوك أن تراجعي هذه الروابط علك تجدين فيها بغيتك :
حكم اتخاذ الأخدان والخليلات (http://63.175.194.25/index.php?cs=prn&ln=ara&QR=1114&dgn=4&dgn=2)
الحب الزائف والحب الحقيقي (http://www.al-forqan.net/linkdesc.asp?id=1663&ino=350&pg=14)
الشباب والشات والعلاقات العاطفية (http://www.islam-online.net/livedialogue/arabic/Browse.asp?hGuestID=Z45F21)(1/3227)
جاء في لسان العرب "( خدن ) الخِدْنُ والخَدِين الصديقُ وفي المحكم الصاحبُ المُحدِّثُ والجمع أَخْدانٌ وخُدَناء والخِدْنُ والخَدِينُ الذي يُخَادِنُك فيكون معك في كل أَمر ظاهر وباطن وخِدْنُ الجارية مُحَدِّثُها وكانوا في الجاهلية لا يمتنعون من خِدْنٍ يُحَدِّثُ الجارية فجاء الإسلامُ بهدمه والمُخادَنة المُصاحبة يقال خادَنْتُ الرجلَ وفي حديث عليّ عليه السلام إن احْتاجَ إلى مَعُونتهم فشَرُّ خليلٍ وأَلأَمُ خَدِينٍ الخِدْنُ والخَدِينُ الصديق والأَخْدَنُ ذو الأَخْدانِ قال رؤبة وانْصَعْنَ أَخْداناً لذاكَ الأَخْدَنِ ومن ذلك خِدْنُ الجارية وفي التنزيل العزيز مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافحاتٍ ولا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ يعني أَن يَتِّخِذْنَ أَصدقاء ورجل خُدَنةٌ يُخادِنُ الناسَ كثيراً "( ج13 ص 139 ).
يرى انه لا مانع من وجود تلك " الصداقة " بين الشاب والفتاة طالما انها علاقة " بريئة " على حد قوله ولا تلوثها أى شهوات كمنت أو ظهرت
ترى ما قول هذا " الأخ الكريم؟ " في الحديث الذي رواه أحمد و النسائي و البيهقي و ابن حبان و الطبراني و البزار و الذي يقول فيه الصادق الأمين " لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما "
وصدق أحمد شوقي في قوله :
نظرة فابتسامة فسلامٌ....فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ...
ففضيحة أو إجهاض ...؟
---
أبو زينب
11-06-2005, 09:21 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عدت للموضوع لخطورته أولا و لأن ردي في مداخلتي السابقة كان في عجالة .
و أحيلك إلى هذه المقتطفات من فتاوى الشبكة الإسلامية :
1-الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:(1/3228)
فالله سبحانه وتعالى حرم اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: ( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) [المائدة:5] واتخاذ الأخدان محرم سواء كان عبر الهاتف أو الدردشة في الإنترنت أو اللقاء المباشر، وغيرها من وسائل الاتصال المحرمة بين الرجل والمرأة.
وما يعرف اليوم بمواقع الدردشة فهي في معظمها أوكار فساد ومصايد للشيطان، أفسدت دين ودنيا كثير من أبناء وبنات المسلمين، فعلى المسلم أن يحذر منها، وأن يستغل وقته ويبذل جهده فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه،
2-الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يعرف باتخاذ الرجل صديقة أو عشيقة لا يجوز في الإسلام، وهو من أعظم المنكرات، وهو لون من الفاحشة التي كانت تمارس في الجاهلية، وجاء الإسلام بالنهي والزجر عنها، قال ابن عباس: كان أهل الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنى، ويستحلون ما خفي، يقولون: ما ظهر منه لؤم، وما خفي فلا بأس بذلك، فأنزل الله تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)[الأنعام:151]
وقد حرم الله سبحانه وتعالى اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات، على كل من الرجال والنساء.
فقال في خصوص النساء: (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) [النساء:25]أي أصدقاء.
وفي خصوص الرجال: (محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)[المائدة:5]
والسفاح هو: الإعلان بالزنى مع كل فاجرة. والمخادنة أن يكون للرجل امرأة قد خادنها وخادنته، واتخذها لنفسه صديقة يفجر بها، قاله ابن جرير الطبري في تفسيره.(1/3229)
ومن المعروف أن الإسلام يحرم كل علاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج. وليس في الإسلام ما يعرف بالحب بين الجنسين، وكم أحدثت تلك الصداقات من مفاسد عظيمة، لا يعلمها إلا الله تعالى، فضلاً عن ارتكاب معصية الله تعالى باستمتاع كل منهما بمن لا يحل له، والخلوة به، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: "لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" وفي مسند الإمام أحمد "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان."
3- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلتعلم الأخت السائلة أنه لا يوجد في الإسلام علاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وقد نص القرآن الكريم على نهي النساء والرجال على السواء عن اتخاذ الأخدان بقوله: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ [المائدة: 5].
وقوله: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ [النساء:25].
ولا شك أن تبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية وغيرهما من وسائل الاتصال لا شك أنه يدخل ضمن نطاق المخادنة المحرمة، وذلك لما يترتب على وجود هذا النوع من العلاقة من مفاسد قد يفضي في نهاية الأمر إلى الوقوع فيما هو أعظم، وهذا ما يظهر جليا عندما ذكرت أن هذا الشاب طلب أن يلقاك وجهاً لوجه.
وملخص القول في هذا أنه يجب عليك قطع الاتصال بهذا الشاب وأن تتوبي إلى الله عز وجل مما مضى.
اهـ.
و أقول :(1/3230)
لم ينهنا الله سبحانه عن اتباع الشيطان بل نهانا عن اتباع خطوات الشيطان فقال " و لا تتبعوا خطوات الشيطان" لأن الشيطان لا يأتي لابن آدم و يأمره بالعصيان بل يزين له الأمر و يغريه و يغويه حتى يقع في الحرام . ألم يقل لآدم عليه السلام " هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى " فهو لم يأمره بالأكل من الشجرة المنهي الأكل منها . و هكذا يفعل مع ذرية آدم .
و هنا أذكر بواقعة رواها البيهقي في شعب الإيمان :
أخبرني عمربن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أن أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني القاضي ببلخ ثنا محمد بن حاتم المروزي ثنا علي بن خشرم أنا ابن عيينة ثنا عمرو عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي : يبلغ به أن امرأة كانت في بني إسرائيل فأخذها الشيطان ( أي أصابها بالصرع ) فألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند راهب كذا و كذا و كان الراهب في صومعته فلم يزالوا يكلمونه حتى قبلها ثم أتاها الشيطان فوسوس إليه حتى وقع بها فأحبلها ثم أتاه الشيطان فقال الآن تفتضح فاقتلها و ادفنها فإن أتوك فقل ماتت و دفنتها قال : فقتلها و دفنها فأتى أهلها فألقى في قلوبهم أنه قتلها و دفنها فأتوه فسألوه فقال : ماتت و دفنتها فأتاه الشيطان فقال : أنا الذي ألقيت في قلوب أهلها أن دواءها عندك و أنا الذي وسوست إليك حتى قتلتها و دفنتها و أنا ألقيت في قلوب أهلها أنك قتلتها و دفنتها فأطعني لتنجو اسجد لي سجدتين ففعل .....
هدانا الله و إياك و هذا الأخ " الكريم " إلى ما فيه الخير و الفلاح .
---
(1/3231)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > (جامع البيان في القراءات السبع) لأبي عمرو الداني في طبعة جديدة
---
(جامع البيان في القراءات السبع) لأبي عمرو الداني في طبعة جديدة
---
عبدالرحمن الشهري
01-25-2007, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت طبعة جديدة لكتاب أبي عمور الداني في القراءات السبع المعنون بـ :
جامع البيان في القراءات السبع
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_1445945b91780b9806.jpg
وقد صدرت هذه الطبعة عن دار الحديث (1427هـ) في ثلاثة مجلدات . بتحقيق عبدالرحيم الطرهوني والدكتور يحيى مراد ، وقد اعتمد المحققان على النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية برقم 3 قراءات 6467 ، ولم يتسن لهما الحصول على غيرها كما ذكرا في المقدمة ص 1/72
---
نورة
01-26-2007, 12:46 AM
جزاكم الله خيرا
وأين نجد الكتاب في مكتباتنا؟
---
عبدالرحمن الشهري
01-26-2007, 12:52 AM
اشتريته من الرياض من مكتبة التدمرية ، ولا أدري عن غيرها .
---
د. أنمار
01-26-2007, 09:49 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله. كتاب كجامع البيان يحقق على نسخة واحدة فقط !!! أين هما من النسخة التركية وهي في مكتبة نور عثمانية رقم 62
والنسخة الهندية في مكتبة خدا بخش في بنكيبور باتنا رقم 110 .
وغيرهما.
لعل الله ييسر لإحدى المكتبات إحضار الطبعة التركية وبيعها في السعودية
---
مروان الظفيري
01-27-2007, 09:58 AM
لقد اقتنيته
وانصرفت عنه !!!!
وقد جاء به ( المحققان !!!!)
بالعجب العجاب ، في إخراج هذا الكتاب
من مسخ وتشويه وتحريف وتصحيف ........... !!!!!
فإلى الله المشتكى
---
محب القراءات
02-22-2007, 12:39 AM
أخي الفاضل / مروان الظفيري
آمل أن توضح لنا ما وجدته من تحريف وتصحيف لهذا الكتاب , وما هي أفضل نسخة موجودة بحسب علمك
وجزاك الله خيرا
---
مروان الظفيري
02-22-2007, 11:59 AM(1/3232)
أخي الفاضل محبّ القراءات
أولا = قلت : وقد جاء به ( المحققان !!!!)
بالعجب العجاب ، في إخراج هذا الكتاب
من مسخ وتشويه وتحريف وتصحيف ........... !!!!!
ولو أردت أن أكتبه ؛ لاحتجت إلى آلاف الصفحات
وهذا الأمر تركته منذ عشرين عاما !!!
ثانيا = كما قال أخي الفاضل الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ :
( لا حول ولا قوة إلا بالله. كتاب كجامع البيان يحقق على نسخة واحدة فقط !!! )
ثالثا = أفضل طبعة حتى الآن الطبعة التركية ؛ لكنني لاأنصح بشرائها في الوقت الحاضر
لمن لم يقتنيها ، أو مضطر إليها ؛ لما سيأتي ...
رابعا = أخبرني أخي المحقق الفاضل الدكتور عمار أمين الددو ، أنه راجع هذا الكتاب
في مجلداته الأربعة ـ وهي رسائل جامعية ـ لجامعة الشارقة ، وسوف يطبع الكتاب فيها
وقد بوشر في طباعته ،
وإن شاء الله تكون هذه الطبعة أجود طبعات الكتاب قاطبة .
---
نواف الحارثي
02-22-2007, 02:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأسأل الله للجميع السداد والتوفيق .
قرأت ما كتب عن موضوع تحقيق جامع البيان فأحببت أن أضيف فأقول :
1- الكتاب حقق كمشروع بجامعة أم القرى من عام 1406هـ فيما أظن ، وقد بدأ به أولا الدكتور : عبد المهيمن طحان ، وأكمل المشروع ولدي نسخة كاملة من الكتاب المحقق ، وقد استعارها أحد الإخوة الأعزاء منذ فترة لحاجته إليها وإلا لأخبرتكم عن منهجية الباحثين وعدد النسخ التي اعتمدوها .
2-الكتاب طبع أول طبعة تجارية - فيما أعللم- عام 1426هـ بدار الكتب العلمية ، بتحقيق (الحافظ المقرئ محمد صدوق الجزائري) وقد شريته قبل أيام ، ونظرت فيه الآن فلم أجد ما يشير إلى عدد النسخ التي اعتمدها المؤلف إلا أنه قال :
" عملنا في الكتاب .
1-قمنا بعونه تعالى بمقابلة الكتاب على أصل خطي ووضعنا أرقام صفحاته ضمن النص.
2-أثبتنا فروق النسخ ....." الخ .
وبالنظر في الكتاب فيظهر أن العمل غير رزين ، لأمور :(1/3233)
1-أن المحقق جعل مصورة واحدة مخطوطة في أول الكتاب ! فأين باقي النسخ ؟
2-أن الفروق ألتي أثبتها المحققق في النص قليلة جداً مقارنة بالفروق التي أثبتها الأخوة المحققين بجامعة أم القرى فيما نظرت فيه سابقاً .
3- أن المحقق ليس له أي تعليق على النص المحقق إلا ماندر .
4- لفت انتباهي قول المحقق في اثبات النص [ ما بين معكوفين زيادة من المخطوط] فكيف يثبت الزيادة دون أن يكون لديه إما مخطوطة أخرى -وهو لم يشر إليها - أو أن يكون لديه نص محقق أصلا ؟ وإلا فكيف يثبت هذه الزيادة !
وأخيرا يقول المثل العامي ( ريح أبو زيد ولا عدمه) والله يسامح من كان سببا في عدم طبع الكتاب المحقق في جامعة أم القرى . ونسأل الله أن يخرج ما يطبع بدبي . آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
د. أنمار
02-22-2007, 02:46 PM
4- لفت انتباهي قول المحقق في اثبات النص [ ما بين معكوفين زيادة من المخطوط] فكيف يثبت الزيادة دون أن يكون لديه إما مخطوطة أخرى -وهو لم يشر إليها - أو أن يكون لديه نص محقق
يغلب على الظن أنه يقصد الطبعة التركية
---
محب القراءات
02-23-2007, 01:34 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الإيضاح والبيان
---
د.أحمد شكري
02-25-2007, 10:31 AM
لعل بعض هذا الكلام يعيدنا إلى ما سبق طرحه في الملتقى عن تحقيق كتب القراءات وما فيه من فوضى كبيرة وأخطاء شنيعة
وما يزال الأمل معقودا على مثل هذاالملتقى وعلى الجمعيات والمتخصصة وكليات الشريعة أن تقوم ببعض الواجب وتصحح من الوضع ما أمكن
وكتاب جامع البييان يعد من أهم مصادر هذا العلم ويحتاج إلى اعتناء بالغ ورعاية فائقة وبانتظار طبعة جامعة الشارقة
وإن كنت أنبه إلى ضرورة المراجعة قبل إصداره فقد وجدت في كتاب الزيادة والإحسان عدة أخطاء لم تكن متوقعة
والله الموفق
---
(1/3234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نادرة عجيبة ذكرها الزمخشري عن شخص استهزأ بالقرآن !
---
نادرة عجيبة ذكرها الزمخشري عن شخص استهزأ بالقرآن !
---
عمر المقبل
03-21-2006, 10:44 PM
نقل العلامة الكبير الطاهر ابن عاشور التحرير والتنوير 15/234 في آخر تفسير سورة الملك عند قوله تعالى (فمن يأتيكم بماء معين ) ما نصه :
"ومن النوادر المتعلقة بهذه الآية ما أشار إليه في «الكشاف» [4/125] مع ما نقل عنه في «بيانه» ، قال :
وعن بعض الشُطَّار ( هو محمد بن زكرياء الطبيب كما بينه المصنف فيما نقل عنه ) أنها (أي هذه الآية ) تُليت عنده فقال :
تجيء به ( أي الماء ) الفُؤوس والمَعاول ، فذهب ماء عينيه .
نعوذ بالله من الجرأة على الله وعلى آياته . والله أعلم" انتهى كلام ابن عاشور ،وهو في الكشاف لكن بدون تسمية الرجل ،لذا نقلته بواسطة ابن عاشور رحمه الله .
قلت : جزاء وفاقاً ،فقد استهزأ بقدرة الله على ذهابه بالماء وتغويره للآبار ،فغوّر الله ماء عينيه !!
وهذا عقابه العاجل في الدنيا ،فإن لم يكن تاب ،فمن عند الله أشد وأبقى !!
نعوذ بالله من الخذلان ،والاستهزاء بآيات الرحمن !!
---
ابن الجزيرة
03-21-2006, 11:20 PM
جزاك الله خيراً شيخنا عمر على هذه النادرة العجيبة, وهكذا تعودنا منك على هذه اللمسات المباركة .
---
فهد الوهبي
03-24-2006, 11:52 PM
جزيت خيراً ..
والواجب أن يحذر الإنسان من فلتات اللسان عندما يتعلق الأمربشيء عظيم وجميع أمور الدين عظيمة ، سيما الحديث في عظمة الله تعالى وقدرته ...
نسأل الله السلامة والعافية ...
---
عدنان البحيصي
03-25-2006, 12:46 PM
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب
بارك الله فيك
---
(1/3235)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {13}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {13}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-06-2004, 03:31 PM
((( جسر جهنم )))
يقول الله عزوجل ((يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب *ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جآء امر الله وغركم بالله الغرور*فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير )) {الحديد آية:13-15}
هذه الآيات الكريمة تصور لنا الصراط والسير عليه.قال ابو امامة يعطى المؤمن النور.ويترك الكافر والمنافق بلا نور ,فاذا بقي المنافقون في الظلمة لايبصرون مواضع اقدامهم قالوا للمؤمنين...((انظرونا نقتبس من نوركم ))
فلما رجعوا وانعزلوا في طلب النور ((ضرب بينهم بسور ))اي هلا طلبتم النور مما علمتم في الدنيا التي تركتموها ورائكم ... {تفسير القرطبي}
في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا ان ارض المحشر في ظلمة فيقول:روى مسلم ان حبرا من احبار اليهود اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يامحمد اين يكون الناس يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات؟؟
فقال رسول الله هم في الظلمة دون الجسر .. {رواه مسلم عن ثوبان}
الناس على الصراط دون الصراط تمشي في ظلام,ويستمر الظلام,ولانور الا مما اكتنز الانسان من الاعمال الصالحة في الحياة الدنيا ((يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ))
هذه الاية تدل بوضوح على ان المؤمنين سبَاقون على الصراط ,والظلام قد عم المكان كله ,وقد يسأل سائل !!(1/3236)
اذا كان الصراط فوق النار الا تضيء النار الصراط ؟؟؟ جواب هذا نراه في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم قالوا والله ان كانت لكافية يارسول الله قال:فانها فضلت عليها بتسعة وستين جزء كلها مثل حرها))
{رواه البخاري ومسلم واحمد والترمذي ومالك}
قال ابو هريرة :اترونها حمراء كناركم هذه ؟لهي اسود من القار .{القار }الزفت {رواه مالك في الموطأ}
الصراط مركب على سواد مظلم...وجهنم سوداء مظلمة ,فالمؤمنون تصبح اعمالهم بقدرة الله نورا ,وهذا النور بقدر الاعمال الصالحة ,كلما كان العمل الصالح كثيرا كلما كان النور واسعا ,وسرعة مرور المؤمنين على الصراط بقدر اعمالهم ...
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((فيمر اولكم كالبرق,قال قلت:بابي انت وامي اي شيء كمرالبرق؟؟؟ قال الا ترون الى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ,ثم كمر الريح ,ثم كمر الطير,وشد الرجال تجري بهم اعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول:رب سلم سلم حتى تعجز اعمال العباد يجيء الرجل فلا يستطيع السير الا زحفا .قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأمر من امرت به فمخدوش ناج ومكدوس في النار والذي نفس ابي هريرة بيده ان قعر جهنم لسبعون خريفا))
{رواه مسلم}(1/3237)
هذا الحديث يوضح لنا كيف يمشي المؤمنون على الصراط ,انهم يمشون بسرعة متفاوتة ,فمنهم من يمر كالبرق اي بسرعة الضوء ,ومنهم من يمر كالريح العاصف ,ومنهم كالطير,وفي رواية كالفارس ,ومنهم راكبون على النجائب ,والنجائب حيوانات يركب عليها المؤمنون على الصراط,ومنهم من يهرول ,ومنهم ماش ,ومنهم مخدوش ناج,المؤمنون يمشون على الصراط بسرعة متفاوتة بحسب اعمالهم الصالحة ,والمنافقون والمنافقات ورائهم يقولون لهم:((انظرونا نقتبس من نوركم ))فيرد المؤمنون على هؤلاء المنافقين فيقولون ((ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا ))هنا يضرب السور بينهم وبين المؤمنين الذين سبقوهم,وفي هذا يقول الله عزوجل:((فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب )).يضرب السور في لحظة بقوله تعالى:((كن فيكون)).
ولهذا جائت كلمة(( ضرب)).وهذا السور هو الاعراف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم .يقول تعالى:((وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال))الحجاب اي بين النار والجنة حاجز ,اي سور ,وهو السور الذي ذكره الله تعالى بقوله ((فضرب بينهم بسور))..... {الحديد آية 13}
((وعلى الاعراف رجال))اي على اعراف السور وهي شرفه ومنه عرف الديك وعرف الفرس,وعن ابن عباس ان الاعراف سور له عرف كعرف الديك..... {تفسير القرطبي}
والسور هو الاعراف,يكون عليه ناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم,وبعد ان يضرب السور ينادي الكافرون المؤمنين الم نكن معكم..((ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وغرتكم الاماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور)) {الحديد آية:14}
وهنا نتسائل لماذا جاء لفظ((ينادونهم)).ولم يأت لفظ ((قالوا))؟؟
لان السور اصبح حاجزا بين المؤمنين والكافرين,فالقول لايجدي نفعا ,فالسور يحجز القول بين الطرفين.إذن الكفار بحاجة الى نداء ,والنداء هو ماعلا على القول .أي صوت اكبر واقوى كي يدرك مسامع الطرف الآخر .(1/3238)
ان القلم ليعجز عن تبيان الحال يوم القيامة ,وقد ورد وصف هذا الحال في كثير من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية ,ولو جمعناها لتكونت عندنا الصورة الآتية :عندما ياتى بجهنم من مكان بعيد ولها شهيق وزفير ويسحبها الملائكة عند ذلك تجثوا الامم على الركب .يقول تعالى:((وترى كل امة جاثية)){الجاثية آية:28}
.................................................. .................................................. ..
يتبع التتمة في ((حقيقة الوجود في اليوم الموعود 14))
---
(1/3239)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إعجاز القرآن الكريم للشيخ صالح آل الشيخ
---
إعجاز القرآن الكريم للشيخ صالح آل الشيخ
---
الجنوبي
05-18-2003, 11:58 PM
السلام عليكم :
---
الظافر
05-28-2003, 12:57 AM
جزاك الله خيرا أخي الجنوبي ولا أحرمك ربك الأجر................آمين
---
طلال العولقي
05-28-2003, 11:47 PM
بارك الله فيكم أخي الجنوبي
كذلك للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله-كلام حول إعجاز القرآن في شرحه على الطحاوية .
---
ابن أبي حاتم
05-30-2003, 04:39 PM
أخي طلال العولقي ..
ما نقله الأخ الجنوبي هو تفريغ للشريط الذي تكلم فيه الشيخ صالح عن مسألة الإعجاز في شرحه للطحاوية .
ودمت موفقاً ..
---
طلال العولقي
05-30-2003, 04:43 PM
بارك الله فيكم
---
(1/3240)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > جديد : الجامع للأصول والقواعد ( الشيخ ناصر الفهد )
---
جديد : الجامع للأصول والقواعد ( الشيخ ناصر الفهد )
---
القلم
08-26-2005, 12:30 AM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحابته أجمعين ، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين ، أما بعد : فهذه ورقات مشتملة على أصول في التوحيد والشرك ، وأصول في السنة والبدعة ، وأصول في التاريخ والصحابة ، وأصول في الدعوة والمنهج ، وأصول في الكفار والجهاد .
جمعتها _من مؤلفات الشيخ ناصر_ لإخواني من أهل السنة ، لتكون عوناً لهم في كشف شبهات أهل الأهواء والبدع فأسأل الله تعالى أن يجعل ما جمعته خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع بها من قرأها ، وصلى الله على نبينا محمد .
http://9q9q.com/get.php?filename=1124923154.doc
!
---
(1/3241)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل طبع هذا الكتاب؟؟؟؟؟
---
هل طبع هذا الكتاب؟؟؟؟؟
---
محب الدين
08-30-2003, 10:40 PM
لقد بذل الدكتور / صالح بن غرم الله الغامدي جهداً كبيراً في رسالته الموسومة ب( المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري ) وقد طبعت عام 1418هـ نشر دار الاندلس بحائل ، ،،،
غير أنني اعتب عليه أنه لم يورد جهود العلماء السابقين له في الرد على الزمخشري ،
وأثناء قراءتي لكتاب طبقات الشافعية للسبكي ( ت 771هـ ) ورد ذكر لكتاب عنوانه ( التمييز لما أودعه الزمخشري في كتابه من الاعتزال في الكتاب العزيز ) لأبي علي عمر بن محمد بن خليل "انظر الطبقات( 5/ 4 ) .طبعة دار الكتب العلمية.
ولا أدري هل طبع هذا الرد ام لا ؟ آمل من الاخوة الباحثين المشاركة ولكم الشكر
---
(1/3242)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الردود العلمية على من حرَّف أو ادَّعى التَّحريف في الكتاب العزيز ! مع ذكر كتبهم
---
الردود العلمية على من حرَّف أو ادَّعى التَّحريف في الكتاب العزيز ! مع ذكر كتبهم
---
أبو محمد أشرف
09-23-2003, 10:36 PM
الردود العلمية على من حرَّف أو ادَّعى التَّحريف في الكتاب العزيز ! مع ذكر كتب المُحَرِّفين للتحذير !
هذه مشاركة الغرض منها إيراد المصنفات المطبوعة والمخطوطة في الرد على من ادعى تحريف القرآن ؛ لكي يتسنى جمعها هنا ليستفيد منها من يهتم بالدفاع عن كتاب الله الكريم نافيا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
بحيث يضع المشارك هنا اسم الكتاب والمؤلف وتاريخ الطبعة إن كان مطبوعا ونبذة يسيرة عن الكتاب .
وإن كان مخطوطا يذكر إسم المخطوطة ومكان وجودها ورقمها وبعض المعلومات عنها .
وأيضا لابأس بذكر أسماء الكتب التي ادعت التحريف سواء كان أصحابها من الفرق المنحرفة كالروافض أو كتب المستشرقين والمبشرين ليتسنى وضعها بين أيدي الباحثين المتخصصين لكشف زيفها .
(1) الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف في الكتاب الشريف .
المؤلف : الشيخ يوسف أحمد نصر الدجوي من علماء الأزهر .
مطبعة النهضة الأدبية بالقاهرة .
رد به على كتاب ( هل من تحريف في الكتاب الشريف ) لطائفة المبشرين بالديار المصرية ونسب الكتاب للقس كُلْديسك الانجليزي .
(2) تنزيه القرآن الشريف عن التغيير والتحريف .
المؤلف : الشيخ عبد الباقي سرور نعيم من علماء الأزهر المتوفي سنة 1347هـ
رد به على كتاب ( هل من تحريف في الكتاب الشريف ) لطائفة المبشرين بالديار المصرية ونسب الكتاب للقس كُلْديسك الانجليزي .
========
ومن كتب الفرق المنحرفة التي ادعت تحريف القرآن
(3) فصل الخطاب في إثبات تحريف الكتاب .(1/3243)
المؤلف : حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي . وهو من علماء الرافضة في أواخر القرن الثالث عشر أتم تأليفه سنة 1292م .
حاول فيه هذا الرافضي أن يثبت أن في القرآن نقصا وتحريفا
طبع حجر بفارس سنة 1298 هـ .
وللكتاب نسخة بالخزانة التيمورية برقم (605) تفسير تيمور .
---
أبو محمد أشرف
09-26-2003, 05:56 PM
4- إعادة قراءة القرآن . الدكتور محمد رجب البيومي يرد على جاك بيرك .
كتاب الهلال ط سنة 1999 يقع في 400 صفحة من القطع الصغير .
وهذا الكتاب هو رد للدكتور محمد رجب البيومي على أخطاء وتحريفات المستشرق الفرنسي جاك بيرك الذي قام بترجمة معاني القرآن للفرنسية ثم كتب كتابه " إعادة قراءة القرآن " الذي هو عبارة عن سلسلة محاضرات ألقاها في معهد العالم العربي بباريس لتقديم ترجمته لمعاني القرآن الكريم .
فند الدكتور البيومي في الكتاب أخطاء المستشرق وبين عدم قدرته على فهم ومعاني اللغة العربية حيث دخل مجالا بعيدا عن تخصصه وقدرته .
---
أبو محمد أشرف
09-29-2003, 04:17 AM
(5) المستشرقون وترجمة القرآن الكريم
للدكتور محمد صالح البنداق .
منشورات دار الآفاق . بيروت 1400هـ
يقع في 240 صفحة .
حذر فيه مؤلفه : من خطورة تلاعب أهل الاستشراق بترجمة القرآن وتحريفاتهم .
كما ذكر نماذج من عيوب هذه الترجمات المغرضة .
ووجه اللوم للمسلمين وللمتعلمين منهم على وجه الخصوص لتقاعسهم عن هذا المجال وتركه لأعداء الإسلام والقرآن .
وبالكتاب عرض موجز لمواقف وآراء وفتاوى بشأن ترجمة القرآن الكريم .
وبه أيضا : ترجمة لتفسير معاني الفاتحة في 36 لغة شرقية وغربية .
---
عبدالرحمن الشهري
09-30-2003, 08:27 AM(1/3244)
جزاكم الله خيراً أخي الكريم أبا محمد على مشاركاتكم الثمينة ، والتي تنادي على ما ورائها من العلم والحرص على العلم. وهذا الموضوع الذي أشرتم إلى المؤلفات فيه من أهم المسائل التي ينبغي العناية بها من قبل طلاب العلم ، حيث قد تتبعت الشبهات التي أوردها المغرضون والحاقدون على القرآن الكريم قديماً وحديثاً ، وأجابت عنها إجابات مفصلة. وكثيراً ما توجد مثل هذه الإشكالات لدى الكثير من المسلمين في بلاد الغرب وغيرها ، حيث يجالسون النصارى واليهود وغيرهم ولا يعرفون جواباً لمثل هذه الشبهات.
أرجو أن يكون في ذكر هذه المصنفات ما يكون عوناً لنا جميعاً لمعرفة الشبهات والرد عليها بعلم وعدل. وفقكم الله أخي أبا محمد ونفع بكم.
---
محب
10-01-2003, 02:47 AM
( 6 ) ..
اسم الكتاب :
سورة النورين .. التى يزعم فريق من الشيعة أنها من القرآن الكريم .. دراسة تحليلية أسلوبية
اسم المؤلف :
د/ إبراهيم عوض
اسم الناشر :
دار زهراء الشرق ـ 116 ش محمد فريد ـ القاهرة ـ مصر
يقع الكتاب فى ( 53 ) صفحة .. يتناول المؤلف ـ وهو دكتور فى البلاغة ـ سورة " النورين " التى يزعم فريق من الشيعة أنها قد سقطت من القرآن الكريم .. يتناولها من ناحية التحليل الأسلوبى ، راصداً مدى اقتراب أسلوب السورة المزعومة من الأسلوب القرآنى أو ابتعاده عنه .. وقد انتهى إلى أنها لا تمت للقرآن بأية وشيجة ، وأن التزييف فيها والركاكة واضحان تمام الوضوح ، إلى جانب تناقضاتها وسخف معانيها .
---
أبو محمد أشرف
10-01-2003, 08:35 PM
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري على مجهودكم الرائع في خدمة كتاب الله !
جعلكم الله تعالى ممن ينفون عن كتابه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين !
الإخوة الفضلاء :(1/3245)
أرى من تمام الفائدة أن لأ أقصر الكلام على ذكر المؤلفات في الرد على من ادعى التحريف في الكتاب العزيز وإنما أضيف لها أيضا الرد على من حرَّف القرآن بتأويل باطل وادعاء فاسد تحت أي مسمى !
وكذا ذكر المؤلفات التي احتوت على التحريف بغرض التحذير منها , ولكي توضع بين يدي أهل التخصص ليفندوا ما فيها من أباطيل وأكاذيب !
ولذا أتمنى من المشرف الموقر أن يصحح عنوان المشاركة ليكون كالتالي :
الردود العلمية على من حرَّف أو ادَّعى التَّحريف في الكتاب العزيز ! مع ذكر كتب المُحَرِّفين للتحذير !
والله الموفق !
---
أبو محمد أشرف
10-02-2003, 03:06 AM
(7) تنوير الأذهان في الرد على مدعي تحريف القرآن
تأليف : محمد زكي الدين بن الراجي عفو الصمد الشيخ محمد سند
طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1310هـ
يقع الكتاب في 54 صفحة
رد به على كتاب " البرهان الجليل على صحة التوراة والانجيل " حيث استدل مؤلفه المأفون بزعمه بآيات من القرآن على صحة هذين الكتابين ثم ادعى إثر ذلك تحريف القرآن .
والكتاب قسم لثلاثة فصول :
الفصل الأول : في ترتيب الآيات
الفصل الثاني : في ترتيب السور
الفصل الثالث : في حفاظ القرآن
ثم ختم الكتاب بست براهين عقلية دالة على صحة القرآن وعدم وقوع التحريف والنقص منه
---
أبو محمد أشرف
10-02-2003, 03:16 PM
(8) الشيعة وتحريف القرآن
تأليف : محمد مال الله
تقديم : الدكتور محمد أحمد النجفي
الناشر : مكتبة ابن تيمية ـ 1409هـ
يقع الكتاب في 172 صفحة
ويحتوي على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة
الباب الأول : المدخل إلى عقائد الشيعة
الباب الثاني : علماء الشيعة وتحريف القرآن
الباب الثالث : نماذج من تحريفات الشيعة للقرآن
---
أبو محمد أشرف
10-02-2003, 03:34 PM
(9) التحريف المعاصر في الدين . تسلل في الأنفاق بعد السقوط في الأعماق
مكيدة الماركسية والباطنية المعاصرة تحت شعار قراءة معاصرة للنصوص الإسلامية المصادر(1/3246)
تأليف : الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
طبعة دار القلم دمشق .
الطبعة الأولى سنة 1418هـ
ويقع الكتاب في 244 صفحة
رد به على المهندس الشيوعي : محمد شحرور الذي كتب كتابا يقارب 800 صفحة لعب به بنصوص القرآن المجيد لعبا عبثيا تضليليا شبيها بألاعيب السحرة القائمة على خفة الحركة ومخادعة النظر
ويحتوي الكتاب على مقدمات وخمسة فصول وخاتمة :
الفصل الأول : متابعة حول نقض أصوله التي بنى عليها تضليلاته
الفصل الثاني : متابعة حول ماجاء في الفصل الثاني من كتابه النبوة والرسالة
الفصل الثالث : متابعة حول ما جاء في الباب الثاني من كتابه جدل الكون والإنسان
الفصل الرابع : نماذج من تحريفات الشحرور في آيات الأحكام
الفصل الخامس : متابعة أخيرة حول ما جاء في الفصول الأخيرة من كتاب المهندس الشحرور
---
أبو محمد أشرف
10-05-2003, 03:34 AM
(10) شطحات مصطفي محمود في تفسيراته العصرية للقرآن الكريم
تأليف : دكتور عبد المتعال الجبري
طبعة دار الاعتصام 1976م
يحتوي الكتاب على ثمان فصول
ويقع في 224هـ
---
أبو محمد أشرف
10-07-2003, 06:43 AM
(11) أصول الدخيل في تفسير آي التنزيل
تأليف : الدكتور جمال مصطفى عبد الحميد عبد الوهاب النجار
مطبعة الحسين الإسلامية 1422هـ
يقع الكتاب في 344 صفحة ويحتوي على :
تمهيد :
1- بين الأصيل والدخيل
2- نشأة الدخيل والتصدي له
الباب الأول : الدخيل في المنقول
الفصل الأول : الإسرائيليات
الفصل الثاني : الأحاديث الموضوعة
الباب الثاني : الدخيل عن طريق التفسير بالرأي
الفصل الأول : الدخيل عن طريق اللغة
الفصل الثاني : الدخيل عن طريق الفرق المبتدعة
المبحث الأول :الدخيل عن طريق الشيعة
المبحث الثاني :الدخيل عن طريق الخوارج
المبحث الثالث :الدخيل عن طريق المعتزلة
الفصل الثالث : الدخيل عن طريق الإلحاد المتعمد
المبحث الأول :الدخيل عن طريق الباطنية
المبحث الثاني :الدخيل عن طريق القاديانية(1/3247)
المبحث الثالث : الدخيل عن طريق البهائية
الفصل الرابع : الدخيل عن طريق تفاسير بعض الصوفيين
الفصل الخامس : الدخيل عن طريق التفسير العلمي
---
محب
10-11-2003, 02:01 AM
( 12 ) ترجمة جاك بيرك للقرآن الكريم .. بين المادحين والقادحين
تأليف : د/ إبراهيم عوض
الناشر : دار زهراء الشرق ـ 116 ش محمد فريد ـ القاهرة ـ مصر
الطبعة : الأولى 1421 هـ ـ 2000 م
عدد الصفحات : 105 صفحة
حاول المؤلف بدراسته " تقييم " ترجمة جاك بيرك الشهيرة للقرآن . وقد انتهى إلى أن " قيمة الترجمة البيركية للقرآن الكريم .. ليست فتحاً فى ميدانها ، كما زعم لها من دافعوا عنها وعن صاحبها ؛ إذ فيها أخطاء وأوهام كثيرة وجهل وعبث شديد ، وفيها إساءات للقرآن والإسلام لا يمكن التهوين من شأنها بأى حال " .
---
محب
10-11-2003, 02:55 AM
( 13 ) المستشرقون والقرآن .. دراسة لترجمات نفر من المستشرقين الفرنسيين للقرآن وآرائهم فيه
تأليف : د/ إبراهيم عوض
الناشر : دار زهراء الشرق ـ 116 ش محمد فريد ـ القاهرة ـ مصر
الطبعة : الأولى 1423 هـ ـ 2003 م
عدد الصفحات : 195 صفحة
يقول المؤلف فى المقدمة : " حينما فكرت فى إعداد هذه الدراسة لم يكن يخطر على بالى أن هؤلاء المستشرقين الذين ينتقدون القرآن ويخطئونه وينفرون الناس منه لا يحسنون فهمه على هذا النحو المخزى الذى تكشف لى بعد ذلك . لقد كنت أظن أن أخطاءهم هى من تلك الأخطاء العادية التى لا ينجو منها جهد بشرى ، أما هذا الجهل الفادح ، وهذا العناد الحرون ، وهذا الالتواء فى النية الذى سيلمسه قارئ الكتاب بيده ، فهو فى الحقيقة شىء لم يكن يخطر لى ببال ، حتى إنى بعد أن فرغت من دراستى هذه فكرت أن أسميها ( المهزلة الاستشراقية .. فى المسألة القرآنية ) ..
" .. أما الكتاب فإنه مقسم إلى بابين ، فى كل باب أربعة فصول ..(1/3248)
" ويضم الباب الأول أربع دراسات تحليلية نقدية لأربع ترجمات فرنسية للقرآن : الثلاث الأولى لثلاثة من مشاهير المستشرقين هم : سافارى ومونتيه وبلاشير ، والترجمة الرابعة للشيخ أبو بكر حمزة ، وهو عربى مسلم يعيش فى فرنسا ، لكنه ـ فيما أقدر ـ متأثر ببعض آراء المستشرقين الخطيرة التى لا أدرى كيف يجمع المرء بين الإسلام وبين الإيمان بها ، فلذلك ألحقت ترجمته بالترجمات الثلاث السابقة . ولعله أن يصلنى أو يقع بين يدى ما يزيل السحابة التى غطت على نفسى من جراء ترجمته ..
" أما الباب الثانى فإنه يضم فصولاً أربعة عن القرآن ترجمتها عن أربعة مستشرقين مختلفين هم : باتلمى سانت هيلير وإدوار مونتيه وكليمن هيوار وبلاشير . وفى هذه الفصول الأربعة يطلع القارئ على معظم ما يردده المسشرقون عن القرآن ومصدره وتاريخه وجمعه ومبادئه وعلاقته بالكتب السابقة . وقد شفعت كل فصل من هذه الفصول بتعليقات وافية محصت فيها هذه الآراء ودرستها وبينت ما فيها من عوار وتهافت ..
" لقد أقبلت على هذا البحث بعقل مفتوح ظاناً أنى سأقرأ كلاماً إن لم يوافق اعتقادى فهو كلام موزون ، أما هذا التهافت وهذه الجرأة الجاهلة التى سيراها القارئ بنفسه من خلال عشرات الأمثلة ( لاحظ أنها مجرد أمثلة ) فقد صدمتنى وخيبت ظنى تخييباً " .
---
أبو محمد أشرف
10-17-2003, 01:38 AM
(13) موقف الرافضة من القرآن الكريم
تأليف : مامادو كارامبيري
الناشر : مكتبة ابن تيمية بدون تاريخ .
ويحتوي على تمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة
التمهيد : وتحته مبحثان :
المبحث الأول : تعريف الرافضة وبيان ماابتدعوه في الإسلام .
المبحث الثاني : جهود المسلمين في المحافظة على القرآن تحقيقا لوعد الله تعالى بحفظه .
الباب الأول : موقف الرافضة من نصوص القرآن
الفصل الأول : إجماع الرافضة على القول بتحريف القرآن الكريم
الفصل الثاني : أنواع التحريف المزعوم عندهم في القرآن وأمثلته .(1/3249)
الفصل الثالث : شبههم في القول بالتحريف وردها من الشبه التي يتعلقون بها كيفية جمع القرآن الكريم . الرد .
الباب الثاني : موقف الرافضة من معاني القرآن الكريم
الفصل الأول : اعتمادهم التأويل الباطل تفسيرا للقرآن الكريم
الفصل الثاني : نماذج من تأويلاتهم الباطلة
الباب الثالث : ما ترتب على هذين الموقفين من آثار سيئة .
الفصل الأول : عدم الاعتراف بالقرآن وأحقيته للتشريع
الفصل الثاني : فتح الباب أمام أعداء الإسلام للطعن في القرآن الكريم
الفصل الثالث : مخالفة السواد الأعظم من المسلمين في بعض الأحكام الشرعية
الخاتمة .
---
أبو محمد أشرف
10-24-2003, 09:51 PM
(14) الغارة على القرآن
تأليف : دكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن
الناشر : دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع
سنة الطبع : 1421هـ
ويحتوي الكتاب على مقدمة وثلاثة فصول .
الفصل الأول : حركة الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم :
المبحث الأول : حقيقة التنصير
المبحث الثاني : دوافع الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم
المبحث الثالث : تاريخ الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم
الفصل الثاني : تفنيد مزاعم الجدل التنصيري حول أصالة القرآن الكريم :
المبحث الأول : وجوه تهافت الدعوى الأولى " القرآن تلفيق من اليهودية والنصرانية "
المبحث الثاني : وجزه تهافت الدعوى الثانية : " القصص القرآني تكرار لقصص التوراة والإنجيل "
الفصل الثالث : دلائل الإعجاز القرآني :
المبحث الأول :الإعجاز البياني
المبحث الثاني : الإعجاز الإخباري
المبحث الثالث : الإعجاز التشريعي
المبحث الرابع : الإعجاز العقلي
المبحث الخامس : الإعجاز العلمي
---
أبو محمد أشرف
02-10-2004, 03:49 AM
(15) دفاع عن القرآن الكريم
أصالة الإعراب ودلالته على المعاني في القرآن الكريم واللغة العربية .
المؤلف : دكتور محمد حسن حسن جبل - أستاذ أصول اللغة العربية بجامعة الأزهر(1/3250)
طبع بمطبعة البربري الحديثة - بسيون غربية عام 2000م
وهو يرد على الهجمات اللغوية التي تتخذ العربية - لغة هذا الدين - هدفا توجه الطعون إليها
وعلى رأس هذه الطعون التي تعرض لها الكتاب بالتفنيد : دعوى عدم أصالة الإعراب في القرآن الكريم
يقع الكتاب في 236 صفحة
ويحتوي الكتاب على مقدمة وقسمين وخاتمة
القسم الأول : الادعاءات وأدلتها
أولا : الادعاءات
ثانيا : أدلة جاحدي أصالة الإعراب ودلالته على المعاني
القسم الثاني : مناقشة نظرية للإدعاءات
الباب الأول : الرد على ادعاء فقدان الآثار القديمة والحديثة للإعراب
الباب الثاني : مناقشة الدعاوي التي أسست على تشعب قواعد الإعراب ودقتها
الباب الثالث : شواهد تطبيقية واقعية لأصالة الإعراب ووجوده في القرآن الكريم منذ أول نزوله وفي عربية القرن السابع الميلادي وما قبله .
الباب الرابع : إثبات وجود الإعراب في الشعر الجاهلي
الباب الخامس : الحق والرجال
الخاتمة
---
أبو محمد أشرف
02-10-2004, 04:03 AM
(16) سورة النورين التي يزعم فريق من الشيعة أنها من القرآن الكريم
المؤلف : دكتور إبراهيم عوض
الناشر : دار زهراء الشرق سنة 1998م
يقع الكتاب في 54 صفحة
التعريف بالكتاب :
يتعرض الكتاب بالدراسة لما يزعمه فريق من الشيعة من أن القرآن الكريم سقطت منه بعض النصوص التي تتحدث عن حق علي رضي الله عنه في الإمامة.
ومن هذه النصوص حسب زعمهم وضلالهم سورتان كاملتان تسميان ( الولاية ) ( والنورين ) !!
وقد تلقفت طائفة من المستشرقين والمبشرين هذه الورق وأخذت تلعب بها بغية إثارة الشك في النص القرآني .
والمؤلف في هذا الكتاب يحلل أسلوب سورة النورين المزعومة لييبرهن بدراسة علمية ابتعادها عن أسلوب القرآن وأنها لاتمت له بصلة .
وأن التزييف فيها والركاكة واضحان تمام الوضوح إلى جانب تناقضاتها وسخف معانيها .
فيذكر آياتها المزعومة آية آية ثم يتكلم عليها في ملاحظات لفظية ومعنوية .(1/3251)
ثم يذكر أن سورة الولاية المزعومة ليست في الغالب إلا صيغة أخرى لسورة النورين .
---
راجي رحمة ربه
02-10-2004, 06:39 AM
تكرر اسم
د. إبراهيم عوض وذكر أنه دكتور في البلاغة
أقول لو كان هو إبراهيم عطوة عوض
فهو أيضا قارئ بالعشر فقد ذكر في تحقيقه لكتاب إرشاد المريد إلى مقصود القصيد أنه شيخ مقرأة السيدة زينب
والكتاب هو للشيخ الضباع شرح فيه قصيدة الشاطبي وفي نظري لا غنى عنه لمن يتعلم القراءات السبع خاصة لبيان المعتمد من الأحكام
---
أبو محمد أشرف
02-12-2004, 05:55 PM
تنبيه :
الأخ الفاضل : راجي رحمة ربه حفظه الله
ما تتحدث عنه موضوع آخر ...
وأما دكتور إبراهيم عوض المذكور فهو غير من ذكرت ..
وهو ليسانس آداب جامعة القاهرة 1970م وحاصل على الدكتوراة من جامعة أكسفورد 1982م .
وله عدد من المؤلفات النقدية والإسلامية منها :
1- المستشرقون والقرآن
2- السجع في القرآن - مترجم عن الانجليزية
3- افتراءات الكاتبة البنجلاديشية تسليمة نسرين على الإسلام والمسلمين
4- مصدر القرآن - دراسة لشبهات المستشرقين والمبشرين حول الوحي المحمدي
5- النابغة الجعدي وشعره
6- أصول الشعر العربي - مترجم عن الانجليزية
---
محب
02-16-2004, 04:51 AM
أخى الكريم .. راجى رحمة ربه ..
كما قال لك الأخ الكريم أبو محمد أشرف ، فإن إبراهيم عوض صاحب تفنيد سورة النورين ليس هو إبراهيم عطوة عوض الذى ذكرت .
رجلنا هنا هو : إبراهيم محمد عوض ، دكتور البلاغة والأدب ، بكلية آداب ، جامعة عين شمس ، وهو حى يزرق .. جزى الله الجميع خيراً .
---
محب
02-16-2004, 04:53 AM
أخى الكريم .. أبو محمد أشرف ..
كما قال لك الأخ الكريم راجى رحمة ربه ، فإن الكتاب الذى ذكرته فى بند (16) تكرر من قبل بعينه فى بند (6) .
وبالمناسبة ، فالكتاب المذكور فريد فى بابه ، لم أرَ من صنف فى مثل موضوعه ، وهو على صغره يصلح كنواة جيدة لدراسة أعمق عن البلاغة المعجزة للنص القرآنى .
---
محب(1/3252)
02-16-2004, 05:13 AM
إضافة ..
(15) .. دفاع عن القرآن الكريم ..
النسخة التى أمتلكها :
تقع فى 205 صفحة ، مقاس 17 × 24 سم ، وليس بها سنة الطبع .
دار المعرفة الجامعية
40 ش سوتير ـ الأزاريطة ـ ت 4830163
387 ش قنال السويس ـ الشاطبى ـ ت 5973146
فى آخر المقدمة قال المؤلف :
" إيضاح : هذه أول نشرة لهذا الكتاب ، وقد سبقتها طبعة خاصة ، هذبت ووسعت كثيراً بهذه النشرة ..
" طنطا فى 7 من شوال 1418 هـ ، 4 من فبراير 1998 م " ا.هـ
ثبت المحتويات :
التقديم
القسم الأول : الادعاءات وأدلتها
أولاً : الادعاءات
ثانياً : أدلة جاحدى أصالة الإعراب ودلالته على المعانى
القسم الثانى : مناقشة نظرية للادعاءات .. ثم إثبات أصالة الإعراب ودلالته على المعانى إثباتاً علمياً
الباب الأول : الرد على ادعاء فقدان الآثار القديمة والحديثة للإعراب
الفصل الأول : الرد على ادعاء خلو اللغات السامية من الإعراب
الفصل الثانى : مناقشة الاستدلال بخلو اللهجات العامية الحديثة من الإعراب على أن الإعراب لم يكن فى أى وقت
الباب الثانى : مناقشة الدعاوى التى أسست على تشعب قواعد الإعراب ودقتها
الفصل الأول : الأميون يتعاملون باللغة فطرياً وتلقائياً دون إحساس بتشعب
الفصل الثانى : القول بقصور عقليات العرب = عنصرية مبنية على نظر فاسد
الفصل الثالث : تكلف القواعد ثم تطبيقها على العربية = بناء على مستحيلات
الفصل الرابع : الرد على ادعاء تطبيق القواعد الإعرابية على القرآن بعد التوصل إليها فى أواخر ق 2 هـ
الفصل الخامس : نشأة النحو وهو علم قواعد الإعراب
الفصل السادس : التشعب تشقيق علمى وراءه قواعد كلية محدودة
الباب الثالث : شواهد تطبيقية واقعية لأصالة الإعراب ووجوده فى القرآن الكريم منذ أول نزوله وفى عربية ق 7 م وما قبله
الفصل الأول : شواهد صوتية لوجود الإعراب فى القرآن الكريم فى القرن الأول الهجرى / 7 م(1/3253)
الفصل الثانى : شواهد خطية لوجود الإعراب فى القرآن الكريم منذ نزوله
الفصل الثالث : إثبات وجود الإعراب فى الشعر الجاهلى
الباب الرابع : دلالة الإعراب على المعانى
الفصل الأول : نوعا المعانى : اللغوى والتركيبى
الفصل الثانى : علاقة المعنى اللغوى بالإعراب
الفصل الثالث : علاقة المعنى التركيبى بالإعراب
الفصل الرابع : دلالة الإعراب على المعانى فى القرآن الكريم
الفصل الخامس : هل تغنى القرائن عن التزام الإعراب وعلاماته
الفصل السادس : معطيات أخرى للإعراب
الباب الخامس : الحق والرجال
الفصل الأول : النحاة المتقدمون ودلالة الإعراب على المعانى
الفصل الثانى : قطرب صاحب الدعوى الأول
الفصل الثالث : تفسير شبه قطرب
الخاتمة
---
(1/3254)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فائدة نفيسة لطلاب العلم
---
فائدة نفيسة لطلاب العلم
---
أبو احمد
05-09-2005, 01:06 PM
وقفت على هذا الكلام الذي نقله القرافي في نفائس المحصول في شرح المحصول في كلامه على فرض الكفاية (ج 2 ص 264 ط دار الكتب العلمية) فأحبت أن أنقله لإخواني لتعم الفائدة بإذن الله.
قال رحمه الله:
"قال صاحب الطرز وغيره من العلماء :
إذا خرج للفعل الواجب على الكفاية من يغلب على الظن قيامه، فسقط الفرض عن الباقين، ثم لحق بعض من سقط عنه الفرض بتلك الطائفة المبتدئة لفعل ذلك الواجب، فوقع ذلك الواجب بفعل الجميع وقع الجميع واجبا، وأثيبوا ثواب الواجب، وإن كان قد سقط الوجوب عن اللاحقين، واختص الوجوب بالأولين، فإنه يعمهم بعد ذلك بسبب أن مصلحة الوجوب إنما وقعت بفعل الجميع، لا بالأولين فقط، والثواب لمن حصل المصلحة، ويختلف ثوابهم باختلاف مساعيهم، فمن عمل أكثر كان ثوابه أكثر، كالملتحق بالمجاهدين، وقد سقط الفرض عنه، أو بالمجهزين للأموات، أو المنقذين للغرقى، ونحو ذلك،
ومن ذلك المشتغلين اليوم بطلب العلم،
فإنهم يثابون على اشتغالهم ثواب الواجب؛
فإن المقصود حصول طوائف تقوم بتلك العلوم الشرعية، ولم يحصل إلى الآن،
بل الناس في غاية الحاجة لمن يشتغل بالعلم، ويضبط أصوله وقواعده."
وقد ذكره مختصرا في تنقيح الفصول وشرحه (ص 158).
فشمروا رعاكم الله ولا تفوتوا هذا الفضل العظيم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وأسأله سبحانه أن يجعلني وإياكم من أئمة المتقين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم عبد الله.
---
(1/3255)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أي التفاسير أطمئن إليها ؟
---
أي التفاسير أطمئن إليها ؟
---
بن عتيق
04-12-2004, 12:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام لدي استفسار عن تفاسير القرآن الكريم المتداولة في اسواقنا في المملكة العربية السعودية ، فأنا لا
أعرف عنها الشيء الكثير ، فمعلوماتي عنها لا أثق فيها ، فأخاف أن اقع في تفاسير ممن شابها تحريف الأشاعرة
أو غيرهم من أهل البدع ، لذا فانا بحاجة ماسة لنصيحتكم في هذا الشأن . فاسأعرض عليكم أسماء عدد من التفاسير
وجدتها تباع في المكتبات ، آمل منكم تبصيري وارشادي .. فأنا احب ان أضم كل التفاسير إلى مكتبتي الخاصة
، وهي ما يلي :
1. تفسير ابن كثير : قيل أنه يحتوي على اسرائيليات ، هل هذا صحيح ؟
2. تفسير البغوي .
3. تفسير المراغي .
4. الجواهر واللالئ المصنوعة في تفسير القرآن الكريم . مؤلفه الشيخ عبدالله عبدالقادر التليدي .
5. التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي .
6. تفسير المنار . محمد رشيد رضا .
7. تفسير الثعالبي .
8. تفسير أبي السعود أو ارشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم .
9. تفسير البحر المحيط لأثير الدين محمد بن يوسف ابن حيان الشهير بابن حيان الأندلسي الغرناطي .
10. تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل لمحمد جمال الدين القاسمي .
11. زهرة التفاسير لمحمد أبو زهرة .
12. الدر المنثور
وإذا كان هناك تفاسير أخرى لم أذكرها فدلوني عليها .بارك الله فيكم وفي علمكم .
---
المنهوم
04-12-2004, 01:40 PM
تفضل هذا الرابط فإنه قد نوقش الموضوع سابقا
تفضل http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
---
(1/3256)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات حول القلم
---
تأملات حول القلم
---
سوسن
09-18-2005, 09:27 PM
قوله تعالى
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ,خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ,اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ،الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ،عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
القلم ثلاث
القلم الأول:
قلم الله، أول ما خلق الله القلم، ثم قال له إكتب فكتب ما يكون إلى يوم القيامة. فهو عنده في
الذكر فوق العرش، وأول ما كتب القلم ( رحمتي غلبت غضبي)
القلم الثاني:
قلم الملائكة، تكتب المقادير والكائنات وما يكون من تدبير وتكتب بقلمها أعمال العباد وأقوالهم
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
القلم الثالث:
وهو القلم الذي يكتب به الناس منذ بدئ الخليقة،
سواء ما كان يكتب به حجرا أو عود من شجر أو قلم من أقلام اليوم.
فلولا القلم ما تكلمنا بشئ من العلوم
ولولا القلم لظل الإنسان بلا تطور، غائب في ظلمات الجهل لا يصنع شيئا،
ولا تنتقل العلوم، ولا تدون الأديان، ولا تكتب الشرائع، وما كان الإنسان أن يعلم شئ لولا القلم.
القلم ذاك الإعجاز في الأداة الصغيرة به إنتقلت علوم الأولين، وإنتقلت شرائع المرسلين، وبنى المتأخرين
على ما فعله المتقدمين، فالعلوم تبنى على العلوم والإختراعات تتطور من إلى بنقل العلوم كل ذلك بالقلم
تلك الأداة البسيطة.
---
(1/3257)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "قولوا خاتم النبيين، ولا تقولوا لا نبي بعده." المعنى الحقيقي ل(خاتم النبيين)
---
"قولوا خاتم النبيين، ولا تقولوا لا نبي بعده." المعنى الحقيقي ل(خاتم النبيين)
---
اجمل احساس
08-20-2005, 12:50 PM
معنى الخاتم لغة
من المعلوم أن الفعل "ختم" في اللغة يعني أنهى وأغلق، كما يعني أيضا طبع؛ أي ترك طابعه في شيء أو أعطاه من طابعه أو أثّر فيه. أما "خاتَم" أو "خاتِم" في اللغة فتعني: ما يوضع في الإصبع للزينة؛ ما يستخدم للختم أو التصديق؛ أو ما يستعمل للختم أو الإغلاق.
وإذا أضيف "خاتَم" أو "خاتِم" أو "خاتِمة" إلى جمع العقلاء فلا يكون معناه إلا الأفضل والأكمل الذي جاء بما لم يأتِ ولن يأتي أحد من قبله أو من بعده بمثله. كذلك تعني مَن جَمَع أفضل ما كان للسابقين من أعمال وآثار ومحاسن، ومن ثم صاغها في أزين صورة، ثم ترك أثره وطابعه فيمن جاء بعده. وبهذا يكون قد وصل الكمال فيما نُسب إليه بحيث لا يصل إلى مرتبته أحد ممن كان قبله أو ممن جاء بعده. وهنالك أمثلة يصعب حصرها لهذه الصيغة بهذا المعنى في كتب التراث والآثار.
اقراءة المزيد اضغط على الرابط المعنى الحقيقي لـ (خاتم النبيين) (http://islamahmadiyya.net/show_page.asp?content_key=12&article_id=46#352)
ما صحة هذا الكلام ؟
منقول
---
أبو علي
08-20-2005, 06:58 PM
هذا كلام قادياني لتبرير ادعاء غلام أحمد النبوة وزعمه أنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود.
---
أبو زينب
08-21-2005, 01:01 AM
لا أدري ما هدف صاحب هذه المداخلة .
فهذه أول زيارة له للموقع . و أول مشاركة له هو الإعلان المجاني لموقع الفئة الضالة من أحمدية أو قاديانية ..
إحساس جميل ..؟ أم إفساد كبير ..؟(1/3258)
على كل إذا كنت تبحث عن الحقيقة فأقترح عليك ما يلي . و إن كنت لا أرى في نفسي الكفاءة للرد على ضلالات هذا الزنديق ففي هذا المنتدى من هو أقدر مني على ذلك و لكن ...على قدر أهل العزم ...
لغة :
جاء في القاموس المحيط :في كلمة ختم ... و من كلِّ شيءٍ : عاقِبتُهُ وآخرَتُهُ كخاتِمَتِه وآخِرُ القَوْمِ كالخاتِمِ ...
أما في لسان العرب فقد جاء ما يلي :
وخَتَم فلان القرآن إِذا قرأَه إِلى آخره ابن سيده خَتَم الشيء يَخْتِمُه خَتْماً بلغ آخرَه وخَتَمَ الله له بخَير وخماتِمُ كل شيء وخاتِمَته عاقبته وآخِرُه واخْتَتَمْتُ الشيء نَقيض افتَتَحْتُه وخاتِمَةُ السورة آخرُها..
وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم آخرُهم عن اللحياني ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتِمُ الأَنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام التهذيب والخاتِم والخاتَم من أَسماء النبي صلى الله عليه وسلم وفي التنزيل العزيز ما كان محمد أَبا أَحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتِمَ النبيّين أَي آخرهم قال وقد قرئ وخاتَمَ وقول العَجَّاج مُبارَكٍ للأَنبياء خاتِمِ إِنما حمله على القراءة المشهورة فكسر ومن أَسمائه العاقب أَيضاً ومعناه آخر الأَنبياء .
من التفسير :
و أقتطع من "التحرير و التنوير " بعض ما جاء في تفسير قوله تعالى :{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما }
والمقصود : نفي أن يكون أبا لأحد من الرجال في حين نزول الآية لأنه كان ولد له أولاد أو ولدان بمكة من خديجة وهم الطيب والطاهر " أو هما اسمان لواحد " والقاسم وولد له إبراهيم بالمدينة من مارية القبطية وكلهم ماتوا صبيانا ولم يكن منهم موجود حين نزول الآية.
... وحرف ( لكن ) مفيد الاستدراك(1/3259)
وعطف صفة ( خاتم النبيين ) على صفة ( رسول الله ) تكميل وزيادة في التنويه بمقامه صلى الله عليه وسلم وإيماء إلى أن في انتفاء أبوته لأحد من الرجال حكمة قدرها الله تعالى وهي إرادة أن لا يكون إلا مثل الرسل أو أفضل في جميع خصائصه
وإذا قد كان الرسل لم يخل عمود أبنائهم من نبي كان كونه خاتم النبيين مقتضيا أن لا يكون له أبناء بعد وفاته لأنهم لو كانوا أحياء بعد وفاته ولم تخلع عليهم خلعة النبوءة لأجل ختم النبوة به كان ذلك غضا فيه دون سائر الرسل وذلك ما لا يريده الله به . ألا ترى أن الله لما أراد قطع النبوة من بني إسرائيل بعد عيسى عليه السلام صرف عيسى عن التزوج
فلا تجعل قوله ( وخاتم النبيين ) داخلا في حيز الاستدراك لما علمت من أنه تكميل واستطراد بمناسبة إجراء وصف الرسالة عليه ...
...والآية نص في أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده في البشر لأن النبيين عام فخاتم النبيين هو خاتمهم في صفة النبوة . ولا يعكر على نصية الآية أن العموم دلالته على الأفراد ظنية لأن ذلك لاحتمال وجود مخصص . وقد تحققنا عدم المخصص بالاستقراء
وقد اجمع الصحابة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء وعرف ذلك وتواتر بينهم وفي الأجيال من بعدهم ولذلك لم يترددوا في تكفير مسيلمة والأسود العنسي فصار معلوما من الدين بالضرورة فمن أنكره فهو كافر خارج عن الإسلام ولو كان معترفا بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله للناس كلهم . ..
ولذلك لا يتردد مسلم في تكفير من يثبت نبوة لأحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم وفي إخراجه من حظيرة الإسلام ولا تعرف طائفة من المسلمين أقدمت على ذلك إلا البابية والبهائية وهما نحلتان مشتقة ثانيتهما من الأولى .(1/3260)
وكان ظهور الفرقة الأولى في بلاد فارس في حدود ستة مائتين وألف وتسربت إلى العراق وكان القائم بها رجلا من أهل شيراز يدعوه اتباعه السيد علي محمد كذا اشتهر اسمه كان في أول أمره من غلاة الشيعة الأمامية . أخذ عن رجل من المتصوفين اسمه الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي الذي كان ينتحل التصوف بالطريقة الباطنية وهي الطريقة الملقاة عن الحلاج . وكانت طريقته تعرف بالشيخية ولما اظهر نحلته علي محمد هذا لقب نفسه باب العلم فغلب عليه اسم الباب . وعرفت نحلته بالبابية واعى لنفسه النبوة وزعم أنه أوحي إليه بكتاب اسمه " البيان " وأن القرآن أشار إليه بقوله تعالى ( خلق الإنسان علمه البيان ) وكتاب البيان مؤلف بالعربية الضعيفة ومخلوط بالفارسية . وقد حكم عليه بالقتل سنة 1266 في تبريز .
وأما البهائية فهي شعبة من البابية تنسب إلى مؤسسها الملقب ببهاء الله واسمه ميرزا حسين علي من أهل طهران تتلمذ للباب بالمكاتبة وأخرجته حكومة شاه العجم إلى بغداد بعد قتل الباب . ثم نقلته الدولة العثمانية من بغداد إلى أدرنة ثم إلى عكا وفيما ظهرت نحلته وهم يعتقدون نبوة الباب وقد التف حوله أصحاب نحلة البابية وجعلوه ليفة الباب فقام اسم لبهائية مقام اسم البابية فالبهائية هم البابية . وقد كان البهاء بني بناء في جبل الكرمل ليجعله مدفنا لرفات " الباب " وآل أمره إلى سجنته السلطنة العثمانية في سجن عكا فلبث في السجن سبع سنوات ولم يطلق من السجن إلا عند ما أعلن الدستور التركي فكان في عداد المساجين السياسيين الذين أطلقوا يومئذ فرحل منتقلا في أوربا وأمريكا مدة عامين ثم عامين ثم عاد إلى حيفا فاستقر بها إلى أن توفي سنة 1340 وبعد موته نشأ شقاق بين أبنائه وإخوته فتفرقوا في الزعامة وتضاءلت نحلتهم.(1/3261)
فمن كان من المسلمين متبعا للبهائية أو البابية فهو خارج عن الإسلام مرتد عن دينه تجري عليه أحكام المرتد . ولا يرث مسلما ويرثه جماعة المسلمين ولا ينفعهم قولهم : إنا مسلمون ولا نطقهم بكلمة الشهادة لأنهم يثبتون الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم قالوا بمجيء رسول من بعده . ونحن كفرنا الغرابية من الشيعة لقولهم : بأن جبريل أرسل إلى علي ولكنه شبه له محمد بعلي إذ كان أحدهما أشبه بالآخر من الغراب بالغراب " وكذبوا " فبلغ الرسالة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فهم أثبتوا الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم زعموه غير المعين من عند الله . وتشبه طقوس البهائية طقوس الماسونية إلا أن البهائية تنتسب إلى التلقي من الوحي الإلهي فبذلك فارقت الماسونية وعدت في الأديان والملل ولم تعد في الأحزاب .
سياسيا :
تأثيرهم في السياسة الباكستانية :
...وهنا تجدر الإشارة إلى أن زعيم القاديانية «ميرزا طاهر» المقيم في لندن كان أبرز من رحب بتولي برويز مشرف مقاليد الحكم في باكستان، وأن هناك إشاعات قوية حول عدد من كبار المسؤولين في حكومة برويز بأنهم ذوو أصول قاديانية. ومن بين من يقال عنه بكل تأكيد وإصرار إنه ذو أصول قاديانية زوجة الرئيس «صهبا برويز».
كما تجدر الإشارة إلى أن زعيم القاديانية ومؤسسها «ميرزا غلام أحمد» القادياني هو أهم من تبنى وروج نظرية «أن أيام الجهاد المسلح قد تولت، وأنه وضع عن المسلمين فريضة الجهاد بالسيف؛ لأنه هو المسيح الذي من اختصاصاته أنه يضع الجهاد عن المسلمين»، ولم يخف «ميرزا غلام» أنه يؤدي بذلك خدمة للاستعمار الإنجليزي وفاءً له؛ لأنه أفضل من حكم البلاد ولا بد من رد الجميل.
السنة السادسة عشرة - العدد 173 - المحرم 1423 هـ - مارس - أبريل 2002 م
البيان (http://albayan-magazine.com/bayan-173/ISS/173-19.HTM)
و لمن أراد المزيد فهذه روابط كاشفة :(1/3262)
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
القاديانية (http://www.alkashf.net/mthahb/49.htm)
البهائية (http://www.alkashf.net/mthahb/48.htm)
---
عبد اللطيف الحسيني
08-22-2005, 11:59 PM
أحسنت الرد،
جزاك الله خيرا
---
أخوكم
08-23-2005, 06:54 AM
قد اطلعت على موقعهم وبقية كلامهم فلعنة الله عليهم
أهناك أنبياء بعد محمد صلى الله عليه وسلم !؟
قد اتفق المسلمون على أن ((الأفضل)) هو استخدام المفردة التي وردت في القرآن والحديث
لكن الأفضل لا يعني أن غيره لا يجوز !!
فلإن كان الأفضل استخدام كلمة "خاتم النبيين"
فلا يعني أن استخدام كلمة "لانبي بعده " ونحوها من الكلمات المترادفة أمر لا يجوز
فعجبا لمتلازمات أهل البدع التي لا تنقضي ولا ينقضي منها العجب !!
عجمة أفهامهم ومع ذلك يتجرأون !!
إن جميع المفردات المترادفات التي يستخدمها البشر لمفردات النصوص الشرعية .. إنما استخدموها لشرح الكلمات الشرعية
أما إذا خالفت النص الشرعي أو قادت لهجرانه فعندئذ ينهى عنها كما في حديث لا تغلبنكم الأعراب على صلاة العشاء وغيره
نعوذ بالله من شرهم .... قوم سوء
---
(1/3263)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > إعجاز قرآنى علمى أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟ للدكتور إبراهيم عوض
---
إعجاز قرآنى علمى أم مجرد ملاحظات ساذجة يعرفها كل أحد؟ للدكتور إبراهيم عوض
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2005, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كنتُ أَعِسّ (بتعبير ابنى) فى أرجاء المشباك منذ أيام فإذا بى أجد نفسى فى أحد المواقع وجهًا لوجهٍ أمام معجمٍ فرنسىٍّ عنوانه: "Dictionnaire des religions et des mouvements philosophiques associés"، فقلت: أَدْخُل وأُلْقِى نظرة لعلى أستفيد شيئا، فوجدت عنوانا جذبنى إليه هو: "Coran et Sience" بقلم كاتبٍ اسمه yohanfrais لم يسبق أن سمعت به، فوقفت أحملق قليلا فى العنوان، ثم استجمعت عزيمتى وتوكلت على الله وشرعت أقرأ، فألفيت أن الكاتب يتناول النصوص القرآنية التى يرى العلماءُ المسلمون أنها تتحدث عن موضوعات علمية، واقفا أمام كل نص من هذه النصوص محللا إياه لينتهى من التحليل إلى أنْ ليس فى القرآن أىّ نص مما يمكن أن يقال عنه بحق إنه يتحدث عن موضوعٍ علمى. وفكرتُ فى ترجمة أحد الموضوعات التى عالجها الكاتب تحت العنوان المذكور والتعليق عليه، واخترتُ الموضوع الخاص بما تتحدث عنه بعض آيات القرآن بشأن التقاء البحرين مع وجود برزخ يمنعهما أن يبغى أحدهما على الآخر.
للاطلاع على المقال كاملاً ... انظر هنا (http://tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1111158646&archive=&start_from=&ucat=1&maqal=full)
---
(1/3264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طباعة الإعجاز البياني في تحولات التركيب
---
طباعة الإعجاز البياني في تحولات التركيب
---
د عبدالله الهتاري
11-23-2006, 10:06 AM
الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله أخيرا انتهيت من تأليف كتاب "الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني"
وهو الموضوع الذي أخذ مني أعواما عديدة جمعا وبحثا وتحليل ودراسة
فقد كان شغلي الشاغل مستفيدا مما قيل قديما وحديثا بالاضافة الى البحوث والدراسات المعاصرة
من لغة وبلاغة وتفاسير ودراسات نفسية مشيرا الى وجوه القرآت القرآنية ايضا
والدراسات الصوتية والأسلوبية المعاصرة
والآن اتمنى ان أوفق الى دار نشر أمينة وجادة في إخراجه الإخراج الحسن
فأرجو من الأخوة في الملتقى ممن لهم معرفة بدور نشر جيدة الإشارة علي بها
وأسأل التوفيق والسداد
---
جمال أبو حسان
11-23-2006, 10:28 AM
دار النفائس بالاردن من الدور الامينة وطباعتها ممتازة ويمكن الاتصال بدار الرزي بعمان كذلك فطباعتها جيدة
ويمكن يا ايها الاستاذ الفاضل الاتصال بالدكتور نجيب علي السودي بجامعة تعز باليمن -كلية اللغة العربية لتحصل منه على اسم لدار النشر الجيدة باليمن
وهناك رجل باليمن اسمه ابو حسان اظن ان له مكتبة باليمن او هو مندوب مؤسسة الرسالة ان لقيته فاشدد يدك عليه فهو كنز معرفي
---
أبو العالية
11-23-2006, 11:26 AM
الحمد لله ، وبعد .
أنصحك بدار ابن الجوزي في الدمام
أو العاصمة بالرياض .
أو المنهاج فاخراجها للكتب جدُّ عالٍ ومميز .
وخارج السعودية بالنفائس ، وبعدها لا تسل عن غيرها .
وفقك الله لنفع المسلمين .
---
جمال أبو حسان
11-23-2006, 12:20 PM(1/3265)
لا تضيق واسعا يا ابا العالية اعلى الله تعالى مقامك ففي الشام ومصر مكتبات كثيرة ومهمة لهذه الغايات وانما ننصح بما نعرف
---
د عبدالله الهتاري
11-23-2006, 01:09 PM
أخي الدكتور جمال أبو حسان بارك الله فيكم ما رأيكم في دار الفرقان لديكم التي قامت بطباعة كتب الشيخ فضل عباس؟
ولي طلب منكم كيف يمكن الحصول على أبحاث مؤتمر الإعجاز الذي عقد بجامعتكم قبل عامين تقريبا ؟
وقد دعيت لمؤتمر الإعجاز في القاهرة للمشاركة ببحث عن الإعجاز في حروف المعاني، ولعلي ألتقي بكم هناك إذا كان لكم مشاركة بمشيئة الله عز وجل.
وبالمناسبة لي بحث على الموقع أرجو معرفة رأيكم فيه.
---
جمال أبو حسان
11-23-2006, 02:44 PM
متى يكون موعد انعقاد مؤتمر القاهرة وانا ساسافر الى الكويت بعد غد فان كنت ستشارك في المؤتمر ساحضر لكم الابحاث على سي دي ودار الفرقان جيدة لكنها بطيئة التوزيع بشكل قاتل واما بحثكم فلم اره بعد وسابحث عنه
اذا كنت ستذهب الى اكويت ارجو ارسال رسالة خاصة على الهاتف الجوال 00962795300663
---
د عبدالله الهتاري
11-23-2006, 10:32 PM
مؤتمر القاهرة متأخر بعد ثلاثة أشهر تقريبا وهو عن الإعجاز في القرآن والسنة في جامعة المنيا
أما مؤتمر الكويت فعرفت عنه متأخرا للأسف فلم أتمكن مراسلتهم
وأما بحثي على الموقع فهو "تحولات الأفعال في السياق القرآني وأثرها البلاغي" في ملتقى الكتب والبحوث من الموقع وهومبحث من كتابي الذي أنوي طباعته
أتمنى مشاركتكم في مؤتمر جامعة المنيا لنلتقي هناك دجمال أبوحسان
---
جمال أبو حسان
12-06-2006, 09:59 AM
ان شاء الله تعالى
---
ش.م
01-24-2007, 08:15 PM
يمكنكم كذلك الطباعة عن طريق جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم حيث أنشأت قسما خاصا لكتب القرآن الكريم وعلومه
وتتولى طباعته وتوزيعه ببنفسها على شكل إهداءات لأي جهة علمية تريد الكتاب في أي مكان إلى جانب بيع بعض النسخ ليكون الكتاب في متناول الجميع(1/3266)
وتعطي مكافأة للكاتب عند توقيع العقد.. ولكن المشكلة أن العقد لخمس سنوات
إن ناسبكم ذلك راسلوني على الخاص لأعطيكم عناوين البريد الإلكتروني والأرقام الخاصة لهم
وقد أصدروا قبل أيام كتاب: إشراقات الرقم سبعة في القرآن لعبدالدائم كحيل، وعندهم كتب أخرى للطباعة حاليا
---
المؤمن
01-29-2007, 01:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله
وفقك الله إلى طبع البحث الذي ضمّنته موضوعا نفيسا ، يُعنى به كثير من الباحثين في هذه الأيام ، فالقرآن ميدان ثر ّلكل من له أهلية في تثوير القرآن ، واستكناه مضامينه البيانية التي تقود الناظرين فيه إلى اكتشاف أفانين كثيرة من إعجازه الذي لا يأتي عليه حد ، ولا تستطيعه أمة ولا فرد؛ إلا أن هذا الميدان قد تكنفه كثير من المخاطر لمن أعوزته الآلة ،ولم يأو إلى الركن الشديد من الاستمساك بالآثار الصحيحة ، والثابت من أساليب العرب في مخاطباتها ، والإفادة من كل جهبذ تقدم من أمثال الزمخشري ،والجرجاني ،والألوسي ، وابن عاشور، ود.تمام حسان، ود.فاضل صالح السامرائي .
هذا ولي ملحوظة على كلمة وردت في كلمتكم ـ أستاذَنا الكريم ـ "انتهيت " ،ولعل الأصح أن نقول أنهيت ، لأن الأولى من النهي ـ والله أعلم ـ ، ومعذرة إن تجاسرت عليكم .
أخوكم محمد نذير الجزائري
---
د عبدالله الهتاري
01-30-2007, 10:22 AM
انتهى: "كل شيء بلغ الحد فقد انتهى" الكليات 189
---
(1/3267)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تفسير الشيخ أبي الأعلى المودودي
---
تفسير الشيخ أبي الأعلى المودودي
---
أبو عمار المليباري
03-12-2004, 01:54 PM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين .
أود أن أشارك الإخوة "أهل التفسير" في كتابة مقالات تخصص التفسير والمفسرين . وأحمد الله سبحانه على أن هدانا للإسلام وما كنا نهتدي لو لا أن هدانا الله .
أقول : ينبغي لطالب العلم أن يكون مطلعاً على كل جديد في تخصصه ، ليكون مستمراً في ركب التطور العلمي ولا يقتصر على القديم ، ولا شك أن القديم هو الأصل يبني عليه كل جديد ، فينبغي الأخذ بالوسطية فلا يقتصر على أحد الوجهين .
ومشاركتي هذه المرة : رؤية عن تفسير الشيخ ابي الأعلى المودودي المسمى بـ "تفهيم القرآن الكريم" . وسوف أرسلها خلال الأسبوع .
أبو عمار
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2004, 04:44 PM
جزاك الله خيراً أخي أبا عمار ونحن سننتظر هذه المقالات وفقك الله. وإن كنت ترغب نشرها في قسم المقالات فأرسلها على بريد الموقع info@tafsir.org
---
(1/3268)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وقفات مع غزوة الحديبية
---
وقفات مع غزوة الحديبية
---
إمداد
11-29-2005, 10:27 PM
وقفات مع غزوة الحديبية
--------------------------------------------------------------------------------
كان صلح الحديبية بمثابة فتح عظيم للإسلام والمسلمين، فقد ظهرت ثمراته اليانعة على غير ما كان يظهر من بنود الصلح. توضيح وتجلية أسباب الصلح وبنوده وآثاره هي محور هذا اللقاء الشهري.الثاني مع الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
وقفات من غزوة الحديبية
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإننا في لقائنا هذا لقاء شهر ذي القَعْدة عام اثني عشر وأربعمائة وألف في الجامع الكبير في عنيزة نبحث فيما هو مناسب للحال، ألا وهو تذكير الأمة بما جرى لنبيها محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة هي من أهم الغزوات، ألا وهي غزوة الحديبية.
سبب الغزوة(1/3269)
غزوة الحديبية كان سببها أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتمر في شهر ذي القَعْدة، وهو من أشهر الحج، وذلك في السنة السادسة من الهجرة، أراد ذلك لأن العرب في جاهليتها تنظر إلى الحج والعمرة نظرة مادية لكسب المال، فكانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج لا تجوز، وأن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ويقولون: إذا عفا الأثر -يعنون أثر المسير- وبرأ الدَّبَر -يعني: الجروح التي تكون على الرواحل من الشدِّ عليها- وانسلخ صفر حلت العمرة لمن اعتمر. فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبطل هذه العقيدة وخرج في ذي القَعْدة،
وهو من أشهر الحج، بل وهو أوسط أشهر الحج؛ لأن أشهر الحج ثلاثة: شوال وذو القَعْدة وذو الحجة. خرج معتمراً؛ ليبين أن الشرع يخالف هذه العادة أو هذه السنة التي سنها أهل الجاهلية، وأن العمرة في أشهر الحج مشروعة مقرِّبة إلى الله عز وجل، فخرج عليه الصلاة والسلام من المدينة ، متوجهاً إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة. ولما علمت بذلك قريش أخذتها الأنفة والكبرياء وحميّة الجاهلية؛ فمنعوا الرسول عليه الصلاة والسلام حين وصل الحديبية. والحديبية مكان بين مكة والمدينة على طريق جدة بعضها من الحرم وبعضها من الحل. نزل النبي صلى الله عليه وسلم هناك، وجعل يراسل قريشاً ليدخل ويعتمر ويخرج من مكة لا يتعرض لأحد، ولكن قريشاً في كبريائها وغطرستها منعت النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: لا يمكن أن يتحدث الناس أننا أخذنا ضغطة -يعني: أخذنا كرهاً- حيث دخل عدونا -
وهو الرسول صلى الله عليه وسلم- إلى بلادنا. وجرت المراسلات بينهم، حتى أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه ليفاوضهم، وفي النهاية اتفقوا على الشروط التي سنذكرها.
كتابة الصلح وشروطه(1/3270)
جاء الكاتب ليكتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم؛ لأن هذه البسملة هي بسملة الرسل قال الله تعالى عن سليمان حين كاتب بلقيس ملكة اليمن في سبأ قال: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل:30] أملى النبي صلى الله عليه وسلم على الكاتب أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال مندوب قريش: نحن لا نعرف الرحمن الرحيم، لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم، اكتب باسمك اللهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب (باسمك اللهم) تنازل ، وسبب تنازله أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزل الحديبية كان إذا وجه ناقته نحو مكة بركت وأبت أن تسير، وإذا وجهها إلى الخلف سارت؛ فقال الصحابة رضي الله عنهم: خلأت القصواء، خلأت -يعني: حرنت- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق). انظر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يدافع عن البهائم، لا يريد الظلم ولا أن تظلم البهيمة: (ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق) بل هي سهلة لينة منقادة مع قائدها، لا تبرك إلا حيث بركها، ولا تثور إلا حيث ثوّرها (ولكن حبسها حابس الفيل) الفيل الذي أرسله أبرهة إلى مكة ليهدم الكعبة به فحبسه الله تعالى، والقصة مشهورة في سورة الفيل. المهم أن الكاتب لما أراد أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم وأبى مندوب قريش قال: (اكتب باسمك اللهم) ثم قال: (اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله قريشاً قال مندوب قريش: لا تكتب رسول الله، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فقال: اكتب محمد بن عبد الله، ثم قال عليه الصلاة والسلام. والله إني لرسول الله وإن كذبتموني) ثم جرى الصلح، صلحاً عجيباً وكان من شروط الصلح التالي: الأول: أن توضع الحرب بينهم عشر سنين، الثاني: أن من شاء أن يدخل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم دخل، ومن شاء أن يدخل في عهد قريش دخل.(1/3271)
الثالث: أن من جاء من المسلمين إلى قريش فإنهم لا يردونه، ومن جاء من قريش إلى المسلمين فإنهم يردونه. ما تقولون في هذا الشرط؟ شرط جائر، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام التزم به؛ لأن فيه تعظيم حرمات الله. الرابع: أن يرجع من عمرته هذه ولا يكمل العمرة، مع أنه لو جاء رجل مشرك من أقصى نجد لأذنت له قريش أن يدخل مكة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين هم أولى الناس بالمسجد الحرام يحرموا منه. الشرط الخامس: أن يرجع النبي عليه الصلاة والسلام ولا يكمل عمرته وفي العام القادم يدخل مكة لكن معه السيوف في جرابها، ولا يمكث فيها إلا ثلاثة أيام فقط ثم يخرج. جرى الصلح على هذه الشروط وحصل في هذا أخذ ورد من الصحابة، ومن أشد من تكلم في هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد ناقش النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصلح، فقال: (كيف نرجع يا رسول الله؟! ألست تحدثنا أننا ندخل مكة ونطوف بالبيت قال: نعم. كنت أقول هذا ولكن هل قلت لك: إنك تدخلها هذا العام. قال: لا. قال: إنك آتيه ومطوّف به) ولكن في سنة أخرى، ثم قالوا: (يا رسول الله! كيف نعطيهم أن من جاء منهم مسلماً رددناه إليهم ومن ذهب منا إليهم لا يردونه إلينا؟ قال عليه الصلاة والسلام: أما من جاء إلينا ثم رددناه إليهم فسوف يجعل الله له فرجاً ومخرجاً) وأما من ذهب منا إليهم، يعني: قد اختار لنفسه ما اختار. وبعد ذلك أمر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه أن ينحروا هديهم وأن يحلوا من إحرامهم ويحلقوا رءوسهم ويرجعوا إلى المدينة، فكأنهم رضي الله عنهم لشدة الأمر وشدة وقعه في نفوسهم تأخروا بعض الشيء، يرجون أن يكون هناك نسخ لما حصل، وليس قصدهم عصيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لعل النبي عليه الصلاة والسلام يرجع، فلما تلكئوا بعض الشيء دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة -إحدى أمهات المؤمنين- وكانت امرأة عاقلة، فرأته مغضباً فقالت: ما الذي أغضبك؟ قال: أمرت(1/3272)
الناس بكذا وكذا ولكن لم يفعلوا، قالت: أتريد أن يفعلوا؟ قال: نعم. قالت: اخرج وادعوا الحلاق واحلق رأسك، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام فدعا الحلاق فحلق رأسه، فجعل الناس يحلقون رءوسهم حتى كاد يقتل بعضهم بعضاً. سبحان الله! اقتداء الناس بأفعال الإنسان أكبر من اقتدائهم بأقواله. فحلوا ورجعوا.
أبو بصير مسعر حرب
الذي حصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام التزم بالعهد فقدم رجل إلى المدينة مسلماً من قريش، ثم قال للرسول عليه الصلاة والسلام: إنه جاء مسلماً مهاجراً لا يريد الرجوع إلى قريش. فإذا برجلين من قريش قد أتيا خلفه يطالبون برده إلى قريش، فأعطاهم الرسول عليه الصلاة والسلام الرجل وفاءً بالعهد. فلما كانوا في أثناء الطريق قال أبو بصير لأحد الرجلين: أرني سيفك ما أحسن هذا السيف! وما أجوده! وصار يثني على السيف، أعطني إياه أنظره، فلما أعطاه إياه سله من غمده ثم ضرب به رأس صاحبه، وإذا برأسه قد بان من جسده، وأما القرشي الآخر فقد هرب إلى المدينة خوفاً أن يقتله. فلما هرب إلى المدينة ووصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا بأبي بصير وراءه فقال: يا رسول الله! إن الله قد أوفى بعهدك، أما العهد الذي بينك وبينهم فقد وفيت به وسلمتني إليهم، وأما أنا فأنجاني الله منهم، فلا تردني إليهم -رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ويل أمه مِسْعر حرب لو يجد من ينصره) تعجب منه! وقال: ليس بهين لو يجد من ينصره، ولما قال هذه الكلمة وقعت من أبي بصير موقعها وعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يرده إليهم، فخرج من المدينة هارباً ونزل على سيف البحر، وهو طريق قريش من الشام إلى مكة . وتعرفون حاجة قريش إلى الشام، فإنه في أيام الصيف لا يتجرون إلا من الشام: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ [قريش:1-2] الشتاء إلى اليمن ، والصيف إلى الشام . فمكث هناك وسمع بعض رجال المسلمين الذين في مكة أن(1/3273)
أبا بصير هناك وأنه يترصد عير قريش، وما جاء من عير أخذه، فاجتمع إليه نفر، فصار كلما جاءت عير قريش أخذوها؛ لأن مال قريش حلال، فهم كفار محاربون، ليس بينه وبين هؤلاء الذين خرج منهم عهد، فأرسلت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: اكفنا شر هؤلاء النفر وردهم إلى المدينة. فرجع أبو بصير ومن معه إلى المدينة ، فكان هذا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من رددناه إليهم فسيجعل الله له فرجاً ومخرجاً). هذه القصة فيها عبر عظيمة وكثيرة، تكلم على بعضها ابن القيم في زاد المعاد ، وفيها منقبة لهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم.
بيعة الرضوان .. ومبايعة رسول الله عن عثمان رضي الله عنه
المنقبة هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس تحت شجرة في الحديبية، وجعل الناس يبايعونه على ألا يفروا أبداً، وسبب هذه المبايعة أن الناس تحدثوا أن عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش قُتل، والرسول لا يُقتل حتى في الكفر لا يقتلون الرسول المفاوض، فبايع على أن يقاتلهم إذا كانوا قد قتلوا عثمان، ولكن عثمان رضي الله عنه لم يقتل، لكن حصلت لهم هذه المبايعة التي فيها عزهم، وأنزل الله في هذه المبايعة: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً [الفتح:18] وهو الصلح
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [الفتح:19].
أما عثمان فرجع سالماً، وكان رضي الله عنه له قبيلة ذات جاه في قريش، فقالوا له: يا عثمان! أنت قدمتَ إلينا وهذا البيت انزل فطف به، قال: والله ما أطوف به ورسول الله صلى الله عليه وسلم محصور عنه أبداً، وأبى أن يطوف بالبيت مع تيسره له؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم محصور عنه،(1/3274)
ثم رجع سالماً قائماً بالهدف الذي أرسل من أجله. قد يقول قائل: إنه فاتته هذه المبايعة؛ لأنه كان حين المبايعة في مكة . ولكننا نقول إن هذه المبايعة لم تفته رضي الله عنه، فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى يديه على الأخرى وقال: (هذه يد عثمان) فبايع النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بنفسه؛ فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيراً من يد عثمان لعثمان . سبحان الله!
أهمية قراءة السيرة النبوية
أنا أريد منكم أن تقرءوا هذه القصة في زاد المعاد ؛ لتعتبروا بما فيها من العبر، كما أريد أيضاً أن تقرءوا جميع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ففيها -والله- زيادة الإيمان، وفيها زيادة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفيها العبر في التوحيد، وفي الفقه، وفي الخلق، وفي كل شيء. إنها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم خير الخلق وأسدهم رأياً وأرجحهم عقلاً عليه الصلاة والسلام، لذلك اشتروا هذا الكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد، وطالعوا فيه السيرة، كما أن هذا الكتاب فيه فوائد طبية استخلصها بعضهم ووضعها في كتاب مستقل، وحدثني طبيب أمريكي، أسلم وحسن إسلامه -حدثني هنا في بلادنا- أنه استفاد من الطب النبوي، حتى إنه يقول: من جملة ما حملني على الإسلام ما وجدت فيه من النظافة والأخلاق الفاضلة الطيبة، منها: أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه) يعني حسبه من الأكل والشرب لقيمات يقمن صلبه (فإن كان لا محالة -يعني: لا بد أن يأكل- فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه). ولو أنا طبقنا هذا ما أصابنا مرض من داء البطنة،(1/3275)
ولكن نحن نأكل حتى نملأ البطن طعاماً، ويقول بعض الناس: سأملأ بطني طعاماً، وأما الماء فهو دقيق يجد منافذ، وأما النفس فهو حربة يشق عن نفسه. لكن كل هذا غلط كل قليلاً ومتى جعت فكل ثانياً حتى تعطي الجسد غذاءه شيئاً فشيئاً على وجه يتحمله. وقد ضرب بعض الناس مثلاً للمعدة برجال عمال أعطوا أعمالاً كثيرة ترهقهم، فجعلوا يعملون، فإذا هم في مدة قصيرة قد تعبوا وتمزقت قواهم. أما إذا أعطيت المعدة ما ينفعها بدون مشقة عليها، فهذا خير لها وللبدن، وبإذن الله لن تصاب بأمراض تتعلق بالبطنة، إذا مشيت على ما أرشد إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام. المهم أن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام إذا قرأها الإنسان بتأمل واعتبار نفعته نفعاً عظيماً. نحن نتذكر هذه الغزوة ونعرف مدى ما يضمر المشركون للمسلمين، والحقيقة أننا في زمننا هذا -مع الأسف الشديد- في غفلة شديدة، نظن أن المشركين أو الكفار من اليهود والنصارى نظن أنهم أولياء لنا، ولكننا نقول إيماناً وعقيدة: إنهم أعداء لنا، نقول ذلك إيماناً وعقيدة، قبل أن نستشهد بالحوادث التي تقع منهم؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [الأنفال:73] ويقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [المائدة:51] ويقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1] أما الوقائع فأنتم ترون ما حدث من الطائفة اليهودية كاستحلالها بيت المقدس، وليسوا بأهله. من أهل بيت المقدس؟(1/3276)
المسلمون. لا نقول: العرب أيضاً، فالعرب إذا لم يكونوا على دين الله فليسوا أهلاً له؛ لأن الله تعالى يقول: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] هؤلاء هم أهل الأرض الذين يستحقون أن يعيشوا عليها، وقال موسى لقومه وكانوا هم المؤمنين في ذلك الوقت، قال: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة:21] لأنهم يقاتلون قوماً جبارين كفاراً، فكانوا أحق بالأرض منهم. أما بعد أن فتحت أرض الشام على أيدي المؤمنين فهم أهلها وهم أحق بها، وأقول والعلم عند الله: لا يمكن أن تسترد الشام -وأخص بذلك فلسطين- إلا بما استردت به في صدر هذه الأمة، بقيادة كقيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجال كجنود عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يقاتلون إلا لتكون كلمة الله هي العليا. فإذا حصل هذا للمسلمين فإنهم سيقاتلون اليهود حتى يختبئ اليهودي خلف الشجرة فتنادي الشجرة: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله. أما ما دام الناس ينظرون إلى هذه العداوة بيننا وبين اليهود على أنها عصبية قومية فلن نفلح أبداً؛ لأن الله لن ينصر إلا من ينصره، كما قال تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحج:40-41].(1/3277)
فنحن إذا رأينا صدر هذه الأمة، نجد أنها انتصرت على أساس التوحيد .. الإخلاص لله .. الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. البعد عن سفاسف الأمور .. عن الأخلاق الرديئة .. عن الفحشاء والمنكر .. عن تقليد الأعداء. والمشكل أن من الناس اليوم من يرى أن تقليد الكفار عز وشرف، ويرون أن الرجوع إلى ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه تأخر وتقهقر، طبق ما قال الأولون: وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ [المطففين:32]. فعلينا -أيها الإخوة- أن نرجع؛ لنقرأ ونتأمل فيما سبق في صدر هذه الأمة، حتى نأخذ بما كانوا عليه من تمسك وعبودية وحينئذ يكتب لنا النصر. وإني أقول وأكرر: يجب علينا أن نحذر من شرور أنفسنا، وأن نحذر من شرور الكفار والمنافقين وأتباعهم، ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم النصر لدينه، وأن ينصرنا به وينصره بنا، وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
---
(1/3278)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثا:الأعداد الكاملة لمجلة كنوز الفرقان
---
صدر حديثا:الأعداد الكاملة لمجلة كنوز الفرقان
---
د.يسري خضر
02-19-2007, 09:21 PM
صدر حديثا:الأعداد الكاملة لمجلة كنوز الفرقان
صدر في_خمس مجلدات_ مجلة كنوز الفرقان وهي مجلة علميه دينية ثقافيه في علوم القران كان يصدرهافي الفترة(1368-1372) الإتحاد العام للقراءبرئاسة الشيخ علي محمد الضباع شيخ عموم المقارىء المصرية وقد قام بجمعها وفهرستهاالشيخ اشرف عبد المقصود جزاه الله خيرا وقدم لها الشيخ الدكتور احمد المعصراوي شيخ عموم المقارىءالمصرية حاليا
ونظرة في الفهرس تبين ان المجلة تتضمن مقالات عامة مكرورة بيد ان فيها مقالات مفيدةمنها
1. 1-النقد الفني لمشروع ترتيب القران حسب نزوله للدكتور محمد عبد الله دراز
2. منع كتابة المصحف بالاملاء الحديث للشيخ الضباع
3. التغني بالقران للامام محمد ابو زهرة
وغير ذلك من مقالات مفيدة
---
فهد الوهبي
02-19-2007, 10:18 PM
بارك الله فيكم .. وجزاكم خيراً ..
---
د.أحمد شكري
02-21-2007, 07:15 AM
هذا مشروع مبارك فيه إحياء لهذه المقالات المتميزة وإعادة نشر لها وكنت منذ زمن أتمنى الحصول على الأعداد القديمة لهذه المجلة الرائدة، وفي هذا النشر الجديد لها خير عميم بإذن الله
---
جمال أبو حسان
02-21-2007, 09:55 AM
خبر سار لكن لم نعرف اين صدرت ومتى صدرت وكيف يمكن للفقراء امثالنا ان تكتحل عيونهم بها
---
أبوخطاب العوضي
02-23-2007, 04:44 PM
في مكتبة أضواء السلف بالرياض
لأني رأيتها تباع عندهم في معرض الشارقة
---
(1/3279)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وجه جديد لإعجاز القرآن
---
وجه جديد لإعجاز القرآن
---
محب
03-31-2004, 08:40 PM
بسم الله .. والحمد لله ..
كتاب يتحدث عن وجه " جديد " من إعجاز القرآن .. أعرض على ملتقانا المبارك فكرته ، وأمثلة " مختصرة " لتبين عن الفكرة أكثر .. والرجاء التكرم بالنظر والتعليق وإبداء الرأى ولو بشكل مجمل .
اسم الكتاب : " العلم الأعجمى فى القرآن مفسراً بالقرآن "
اسم المؤلف : رؤوف أبو سعدة .
صدر الكتاب على جزأين من دار الهلال بمصر .
يتمثل الوجه الإعجازى هنا فى أن القرآن أورد أسماء الأعلام به مفسراً معانيها .. فقد فسر القرآن معانى الأعلام الأعجمية التى وردت به .
وليس فقط إعجاز القرآن فى تفسيره الأعلام الأعجمية به ، وإنما أيضاً فى إيراده لذلك التفسير فى صلب الآيات بحيث لا تنتبه لذلك إذا لم يكن يعنيك الأمر .
فإذا قرأت الآيات وليس فى بالك أن تبحث عن تفسير للاسم فيها ، وجدتها سهلة سلسة ليس بها ما يعيب .. وإذا قرأتها باحثاً عن تفسير للاسم من خلالها ، وجدتها تمنحك ما تريد ، دون أن تهتز المعانى الأصلية ، أو تحس بأى خلل فى النظم أو تكلف ، بل تزيدك فى العطاء مما تشاء وتبحث .
و" طرق " تفسير القرآن لأسماء الأعلام الأعجمية رصد منها المؤلف ستاً : التفسير بالتعريب ، والتفسير بالترجمة ، والتفسير بالمرادف ، والتفسير بالمشاكلة ، والتفسير بالمقابلة ، والتفسير بالسياق العام .. وقد يستخدم القرآن أكثر من طريقة فى تفسير بعض الأسماء .
وقد اعتمد الكاتب على مراجع " ثقيلة " فى هذا الموضوع ..
فمنها : تورا نبيئيم وكتوبيم ( توراة الأنبياء والكتبة ) الأصل العبرانى مصحوباً بترجمة إنجليزية ..
ومنها : العهد الجديد فى أصله اليونانى مصحوباً بترجمة إنجليزية بينية حرفية ..(1/3280)
ومنها : " هابريت هِحَداشا " ترجمة عبرانية عن الأصل اليونانى للأناجيل ..
ومنها : معجم لاروس الثنائى ( فرنسى / عبرى ـ عبرى / فرنسى ) ..
ومنها : هملون هحداش لتناخ ( المعجم الحديث لألفاظ توراة الأنبياء والكتبة ) ( عبرى / عبرى ) ..
ومنها : المعجم التحليلى العبرى الآرامى ( لألفاظ التوراة ) ( مفسرة بالإنجليزية ) .. الخ .
ومنها فى اللغة الهيروغليفية : A. Gardiner, Egyptian Grammar, Oxford University Press, London.
ومنها : تاريخ اللغات السامية ، أ. ولفنسون ..
هذه هى فكرة الكتاب .. وإليكم بعض الأمثلة ..
---
محب
03-31-2004, 08:48 PM
فرعون
" فرعون " فى القرآن هى تعريب " بِرْعا " ـ بالباء المثلثة ـ المصرية القديمة .
أما " برعا " المصرية القديمة هذه ، فهى اسم مزجى ، مركب من شقين " بر + عا " .
الشق الأول " بر " يعنى البيت أو الدار .
والشق الثانى " عا " صفة بمعنى الكِبَر أو العِظَم .
فهو " البيت الكبير " أو " البيت العظيم " .
وتدخل " بر " فى تراكيب مزجية عديدة ، مثل " بر + عنخ " أى بيت الحياة أو بيت الروح ، يعنون " دار الكتبة " ، و " بر + حض " أى البيت الأبيض ، يعنون " دار الخزانة " أو " بيت المال " ، و " بر + نسو " أى بيت الملك ، يعنون " القصر " .
أما حين تأتى " برعا " المصرية القديمة على المزجية فهى تفقد معناها الأصلى كبيت كبير أو عظيم ، وتصبح كنية يكنى بها عن شخص الملك ، مهابة وتفخيماً ، كما قال العثمانيون فى خليفتهم : " الباب العالى " ، وقالوا فى رئيس وزرائه : " الصدر الأعظم " .
يدلك على علم القرآن القاطع بمعنى البيت الذى فى " برعا " ، تلك المفاضلة المعجزة ، بين " بيت " عند الله فى الجنة ، وبين " فرعون " البيت الكبير ، على لسان امرأة فرعون ، إذ قالت : " رب ابن لى عندك بيتاً فى الجنة ونجنى من فرعون وعمله " .
---
محب
03-31-2004, 08:50 PM
موسى(1/3281)
الشائع أن " موسى " فى القرآن هى تعريب " موشيه " التى فى التوراة .
هذا هو الشائع ، وهذا هو ما قال به علماء التوراة .. ألزمتهم بذلك عبارة فى " سفر الخروج " تفسر اسم " موسى " على اللفظ العبرانى ، التى ينطقونها " موشيه " كدأب العبرية فى " تشيين " السين وإمالة الألف ، فقالوا : إن " موسى " عبرانية ، على زنة الفاعل من الجذر العبرى " مَشَا " ، ويكافئه الجذر العربى " مسا / يمسو " ، بمعنى سَلَّه أو أخرجه بلطف ، فهو " موشيه " أى " الماسى " ، ويفسرونها بأنها تعنى " نشيل الماء " ، أى الذى التقطه آل فرعون من اليم ، اضطرهم لذلك قول كاتب سفر الخروج : " ودعت اسمه موسى ( موشيه فى الأصل العبرانى ) وقالت : إنى انتشلته من الماء " .
لكن .. لا يصح هذا التخريج عبرياً أبداً !
لأن " موشيه " على زنة الفاعل تعنى أن موسى كان " الماسى " لا " الممْسُوُّ " ، أى كان هو الناشل لا المُنتَشَل ، ولا يجوز فى العبرية استعمال زنة الفاعل على قصد المفعول ، لكن علماء التوراة ـ لا علماء العبرية ـ افترضوا جواز ذلك ليستقيم لهم المعنى .
وفاتهم أن من أعلام التوراة : " نِمْشِى " ، من نفس الجذر " مشا " ، ومعناه " الممْسُوُّ " على وزن المفعول ، ولو أريدت تسمية موسى على هذا المعنى لكان الاسم " نمشى " ولما كان " موشيه " . أو لكان " ماشوى " على وزن المفعول المباشر من " مشا " العبرى .
وفاتهم أيضاً أن اسم " موسى " ليس عبرانياً ، لأن اليهود لم يسموه ، وإنما الاسم مصرى ، لأن ابنة فرعون ( فى التوراة ) هى التى أسمته !(1/3282)
لا يصح البتة افتراض عبرانية اسم " موسى " ، وعلى لسان مَن ؟ .. على لسان " ابنة فرعون " فى قصر فرعون ، تلتقطه من اليم ، فتفهم أنه من " أولاد العبرانيين " كما يقول الكاتب ، فتتعمد تسميته تسمية عبرانية ، وهى لا تفهم حرفاً من تلك اللغة ، لغة عبيد فرعون كما تقرأ فى التوراة . إنما المنطقى المتوقع من " ابنة فرعون " أن تسمى الذى انتشلته من الماء بلغتها هى ، أى بالمصرية القديمة .
استقر علماء اللغة المصرية القديمة ، فى نطق الأسماء الأعلام المختومة بالشق " مُس " ، كما تجد فى " تُحُوت + مُس " ( تحتمس ) .. انتهوا إلى أن أصلها " ضحُوتى + مُوسِى " ، تنطق ألف " موسِى " فيها على الإمالة ، تماماً كما تسمعها فى بعض قراءات القرآن ، والمعنى هو " وِلْد تحوت " أو " وليد تحوت " .. ولا تقل " ابن تحوت " مغتراً بتقارب المعنى ؛ لأن " ابن " فى المصرية القديمة هى " سا " لا " موسى " .
" موسى " لفظة فى المصرية القديمة منحوتة من جذر فى تلك اللغة ، هو ( م / س / ى ) ، فعل بمعنى ولد / يلد / ولادة . ولفظة " موسى " اسم مشتق منه على زنة المفعول ، فمعناها " ولد " أو " وليد " !
كيف فسر القرآن معنى اسم " موسى " ( ولد أو وليد ) فى آياته الحكيمة ؟
قال العليم الخبير ، فى كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، يفسر بها اسم موسى بلغة آل فرعون ، لا بلغة أمه وأبيه : " وقالت امرأة فرعون قرة عين ولك ، لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً " .. فسمى بها موسى المحذوف لدلالة السياق عليه .
وقال أيضاً على لسان فرعون ، الذى أنكر على موسى أن يكون شفيعاً لديه فى بنى إسرائيل وقد استله فرعون من بينهم فاحتضنه ورباه : " قال ألم نربك فينا وليداً ، ولبثت فينا من عمرك سنين ؟! " .
فهناك " الولد " وهنا " الوليد " ، يفسر بهما القرآن اسم موسى عليه السلام فى لغة آل فرعون لا فى لغة قومه العبرانيين !
---
محب
03-31-2004, 08:52 PM
أم موسى(1/3283)
" أم موسى " .. اسمها فى التوراة العبرانية " يُوكِبِد " ، بكسر الكاف والباء ، وتنطق عبرانياً " يُوخِفِذ " بالباء المثلثة ، حسب قاعدة نطق الكاف والباء والدال إذا تحرك أو اعتل ما قبلها .
عند علماء التوراة .. أنه اسم مزجى مركب من شقين ( يُو + كِبِد ) ..
الأول " يُو " : مختصر " يهوا " ، اسم الله فى العبرية منذ موسى عليه السلام ..
والثانى " كِبِد " : اسم من مادة الجذر العبرانى " كبد " بمعنى ثَقُلَ ، وأيضاً بمعنى تمجد وشَرُف وعَظُم .
وقد اختار علماء التوراة أن يكون معنى " كبد " التى فى " يوكبد " هو المجد والشرف . كما اختاروا أيضاً أن تكون بنية هذا الاسم المزجى على المبتدأ والخبر ، فقالوا : إن معناه هو " الله مجدٌ " ، مراداً منه " الله مَجْدُها " .
لكن .. لا يصح هذا التخريج عبرياً .. لأن معنى المجد والشرف فى مادة " كبد " العبرانية يجىء على " كِبُود " بالواو ، ولا يجىء قط فى بنيته الاسمية على " كِبِد " ، كما ينطق اسم أم موسى فى التوراة .
أما الذى يصح عبرياً ، فهو أن يفهم الشق الثانى من هذا الاسم " كِبِد " على أنه فعل ماض مسند إلى المفرد الغائب ( الذى هو " يو " اسم الله فى العبرية ) ، جاء على زنة " فِعِّل " العبرية ، فيكون أصل الاسم " يوكبِّد " بتشديد الباء المكسورة ، ثم خفف هذا التشديد للمزجية ، فآلت إلى نطقها الذى فى التوراة ، أعنى " يُوكِبِد " .
لكن " كبد " العبرية ـ كما مر بك ـ تفيد معنيين ، هما : (1) الوقر والثقل .. و(2) المجد والشرف .. لك أن تختار فى تفسير هذا الاسم :
إما " الله مجَّدَ " بتشديد الجيم المفتوحة ، يعنى " التى مجَّدَها اللهُ " ..
وإما " الله وقَّرَ " بتشديد القاف المفتوحة ، أى " التى وقَّرَها اللهُ " ، يعنى رزنها وثبتها وسكنها ، أو كما قال القرآن " لولا أن ربطنا على قلبها " ، فهى " التى ربط الله على قلبها " !(1/3284)
والذى يصح بلا مشاحة هو تفسير القرآن ، لا تفسير علماء التوراة !
لأن " يهوا " ، التى اختصرت إلى " يو " فى الاسم " يوكبد " ، لم تصر عند بنى إسرائيل علماً على الله عز وجل إلا فى ديانة موسى عليه السلام ، كما تستظهر من التوراة : " ثم كلم الله موسى وقال له : أنا الرب ، وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأنى الإله القادر على كل شىء ، وأما باسمى يهوا فلم أعرف عندهم " ..
فلا يصح دخوله فى اسم أم موسى يوم وُلِدَت .. وإنما الصحيح أن يقال : إنها كنية كناها بها بنو إسرائيل من بعد مبعث موسى عليه السلام ، بعد تحقق الصفة والحال .. فهى كنية تشير إلى منقبة فى أم موسى .
وقد أراد علماء التوراة الذين فسروا هذا الاسم على معنى " الله مجدها " ، أى التى مجدها الله ، تعظيم موسى بالتفخيم فى معنى اسم والدته ..
لكن الكنية على هذا المعنى الذى أراده علماء التوراة هؤلاء لا تصدق فى وصف منقبة أم موسى التى انفردت بها من دون نساء العالمين .. تنبذ ابنها فى اليم رضيعاً ، قد ربط الله على قلبها ، ويردونه إليها لا لتكون له أماً ، بل لتكون له مرضعاً ، جاءوها به وقد أسموه بلغتهم " الولد " ( موسى المصرية الهيروغليفية ) لا أم له ، وهى أمه ، لا تملك أن تستعلن بها ، فيكنيها القرآن بأحب اسم تمنت أن تسمعه : " أم موسى " .. ويمرأ فيه لبنها ، ويدنو يوم فطامه ، فتشقى بما تسعد به كل أم ، لولا رباط الله على قلبها ، إنه اليوم فى حجرها تهدهده ، وهو غداً " ابن فرعون " تسلمه لهم .. فيا لفؤاد أم موسى بما حُمِّل ، لولا رباط الله على قلبها !
هذه هى منقبة أم موسى الوحيدة التى يصح أن تكنى بها .(1/3285)
والرباط على القلب يعنى تقويته كى يحتمل ، وهذا هو نفسه معنى " كبد " العبرى كما تنص عليه معاجمهم ، فلا تستطيع هذا وحدها أم ، لكن علماء التوراة لم يفطنوا إليه ، إذ لا نص فى التوراة على بلاءات أم موسى ، بل يقال لك : إنها ألقته فى اليم فحسب ، ثم قالت لأخته قصيه ، وإلى هنا ينتهى ذكر أم موسى فى التوراة ، فاكتفوا فى تفسير اسمها بالمجد الذى نالته بإنجابها موسى ، وليس بشىء كما ترى .
قال عز وجل فى تفسير اسم تلك الصديقة : " وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً ، إن كادت لتبدى به ، لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين " .
والقرآن حين لا ينص على اسم بطل الحدث ، يلم بمعناه أحياناً فى ثنايا الآيات ، فيصوره بما تكاد تسميه به ، واسم " أم موسى " من هذا كما رأيت .
ولعلك التفت أيضاً إلى عبارة القرآن " فؤاد أم موسى " فى سورة القصص ، التى تلوت تواً ، والتى تشير إلى إلمام القرآن بمعنى الفؤاد الذى فى شطر اسم أم موسى " يُوكبد " ، وهو " كِبُود " .. لو قلت : " فؤاد أم موسى " عبرياً ، لقلت " كِبود يوكبِد " !
---
محب
03-31-2004, 08:54 PM
مصر
" مصر " .. عربياً بمعنى " الحائل " ، أى الحاجز بين الشيئين ، أو بين الأرضين ، يمنعك من اختراقه أو النفاذ منه .
لكن " مصر " تجىء أيضاً فى العبرية بصيغة المثنى " مِصْرَيم " للتعظيم لا للتثنية ، كما يعرف حذاق اللغة العبرية .
كانت هيبة مصر فى صدور جيرانها منذ فجر التاريخ تصورها لهم سداً منيعاً ، تعلموا بالتجربة أنهم ما انتطحوه إلا وقد تحطمت عليه قرونهم ، فلم يجدوا لمصر أليق من هذا الاسم " مصر " يسمونها به .(1/3286)
أما المصريون فلم يسموا بلدهم باسم " مصر " العربى العبرانى على معنى الحائل أو الحاجز .. فقد منّ الله على هؤلاء المصريين فى غابر الدهر بالطمأنينة فى بلادهم ، لا يهابون أحداً من وراء هذا الحائل أو الحاجز ، بل قل لا يهتمون لشىء من أمر الذين هم من وراء هذا الحائل أو الحاجز . كان لديهم قدر من الاكتفاء بالذات ، نغبطهم عليه كل شعوب العالم القديم ، فانكفؤوا على أنفسهم يحرثون ويزرعون ، ويغزلون وينسجون ، ثم يجدون من بعد هذا كله وفرة من الوقت ، يصنعون فيها أصول الحضارة والفن لكل البشر .
هذا الاكتفاء بالذات ، والانكفاء على النفس ، أورثا المصريين من قديم أنفة واعتزازاً ، وربما أيضاً عجباً وخيلاء ، والتصاقاً بالأرض ، حتى ملئت صدورهم ببلدهم هذا عشقاً ، فقروا فى " أرضهم " لا يبغون عنها حولاً ، وغيرهم الذاهب الجائى !
نعم .. غيرهم الذاهب الجائى .. فإن اللفظ الدال على صفة الأجنبى فى المصرية القديمة هو " شماو " ، و " شاسو " ، الأول من الجذر " شم " ، والثانى من الجذر " شس " ، وكلاهما بمعنى ذهب ورحل .
كانت حياة المصريين : الأرض والنهر .. فكانت مصر عندهم فى لغتهم هى " الأرض " " تا " ، لا أرض غيرها من بعدها .. وكان اسم النيل عندهم بلغتهم هو " النهر " " إترو " ، لا نهر فى الأرض من دونه .
ومن الأرض والنهر اشتق المصريون الأقدمون اسم " مصر " بلغتهم هم ، فقالوا :
( 1 ) .. " إدبوى " .. مثنى " إدب " يعنى الضفة ، فهى " الضفتان " ، يعنون ـ على الراجح ـ جانبى الوادى .
( 2 ) .. " تاوى " .. مثنى " تا " يعنى الأرض ، فهى " الأرضان " على التعظيم .
( 3 ) .. " تا ـ مرى " .. يعنى " أرض المحبوب " .
( 4 ) .. " تا ـ كِمْت " ، أو " كمت " فقط اختصاراً .. وأصلها " الأرض السوداء " ، يقصدون خصوبتها .
أصل معنى " مصر " عند أهلها ـ كما رأيت بلغتهم هم ـ هو الأرض ، وإن عددوا لها النعوت .(1/3287)
وردت " مصر " بهذا اللفظ خمس مرات فى كل القرآن ، وليس فى أى منها تفسير لمعنى لفظة " مصر " .
لكن القرآن المعجز يفسر اسم مصر على الترجمة من المصرية القديمة فى أكثر من موضع ، أى بلفظة " الأرض " ، التى فى " تاوى " ، و " تا ـ مرى " ، و " تا ـ كمت " ، على الإبدال من مصر .. يفعل القرآن هذا عامداً متعمداً ؛ إدلالاً بعلمه وإعجازه .
ما إن تعلم أن " مصر " بلغة أهلها اسمها " الأرض " ، وتضع " مصر " موضع " الأرض " فى الآيات التى سأنتقيها لك تواً ، حتى يستقيم لك معنى الآية على الوجه الصحيح ، الذى لا تملك أن تعدل به غيره .
وردت مادة " الأرض " فى كل القرآن حوالى 359 مرة ، تلمح فى بعضها اسم " مصر " وراء لفظة " الأرض " التى فى الآية ، أترك لك استقصائها فى مصحفك ، ولكنى سأدلك على عشرة منها ـ غير مستقص ـ فيها الدليل القاطع على أن " الأرض " التى فى الآية إنما يقصد بها اسم " مصر " صريحاً .
أولاً : ثلاثة مواضع فى قصة يوسف عليه السلام ..
( 1 ) .. " فلما استيأسوا منه خلصوا نجياً ، قال كبرهم : ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً من الله ومن قبل ما فرطتم فى يوسف ، فلن أبرح الأرض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى ، وهو خير الحاكمين " 80 .
ترى هل تستطيع إلا أن تضع " مصر " موضع " الأرض " فى عبارة " لن أبرح الأرض " ؟!
( 2 ) .. " وقال الملك : ائتونى به ، أستخلصه لنفسى ، فلما كلمه قال : إنك اليوم لدينا مكين أمين . قال : اجعلنى على خزائن الأرض ، إنى حفيظ عليم " 54 .
وأنت تعلم بالطبع أن ليس للأرض خزائن ، وإنما الخزائن التى أقام الملك عليها يوسف هى خزائن مصر .
( 3 ) .. " وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ، نصيب برحمتنا من نشاء ، ولا نضيع أجر المحسنين " 56 .
ثانياً : سبعة مواضع فى قصة موسى عليه السلام ..(1/3288)
( 1 ) .. " وقال الملأ من قوم فرعون : أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك ؟ قال : سنقتل أبنائهم ونستحيى نسائهم وإنا فوقهم قاهرون " الأعراف : 127 .
( 2 ) .. " قالوا : أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آبائنا ، وتكون لكما الكبرياء فى الأرض ؟ وما نحن لكما بمؤمنين " يونس : 78 .
( 3 ) .. " فأراد أن يستفزهم من الأرض ، فأغرقناه ومن معه جميعاً " الإسراء : 103 .
أى أراد فرعون أن يستفز بنى إسرائيل من مصر ، لا من مطلق الأرض .. الأرض هنا يعنى مصر .
( 4 ) .. " إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعاً " القصص : 4 .
فى هذه الآية الدليل الحاسم على أن القرآن يعلم يقيناً أن " الأرض " اسم من أسماء مصر بلغة أهلها ، وعلى أنه يستخدم " الأرض " فى موضع " مصر " ، وإلا لألزمك فقه اللغة العربية أن تفهم عبارة " وجعل أهلها شيعاً " بأنها تعنى " وجعل أهل الأرض شيعاً " لعودة الضمير الذى فى " أهلها " على لفظة " الأرض " التى قبلها ، وليس هو مقصود الآية ، وإنما مقصودها : إن فرعون علا فى مصر وجعل أهل مصر شيعاً .. الأرض فى هذه الآية اسم لمصر بلا جدال .
( 5 ) .. " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " القصص : 5 .
( 6 ) .. " وقال فرعون : ذرونى أقتل موسى وليدع ربه ، إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد " غافر : 26 .
( 7 ) .. " يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين فى الأرض ، فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا ؟ قال فرعون : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " غافر 29 .
على أن القرآن المعجز " الكريم " ، لا يدعك تمضى دون أن ينص لك تنصيصاً على أن " الأرض " = " مصر " .. فعلها فى سورة البقرة الآية 61 .. فى سياق الحديث عن الذين لم يصبروا فى التيه على طعام واحد ، فطلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو لهم ربه ..
" فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض " ..(1/3289)
فاستدرك عليهم موسى : " قال : أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير ، اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم " ..
الأرض فى أول الآية اسم مصر بلغة أهلها ( " تاوى " أو " تا ـ مرى " أو " تا ـ كِمت " ) مترجماً ، ثم معقباً عليه فى آخر الآية باسمها العربى الصريح : اهبطوا مصراً .. أى إن أردتم ما تنبت مصر فاهبطوا مصراً .. لا يصح أن يقال إن " الأرض " فى الآية هى على أصلها بمعنى " التربة " ؛ فلم يُرِد بنو إسرائيل أى بقل وقثاء وفوم وعدس وبصل ، وإنما أرادوا ما تنبت " مصر " من هذا الذى أكلوه فى مصر واعتادوه ، وإلا لكانت عبارة " مما تنبت الأرض " حشواً يغنيك عنه قولك : فادع لنا ربك يخرج لنا البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل .
---
محب
03-31-2004, 08:57 PM
هارون
" هارون " فى القرآن هى تعريب " أهارون " فى التوراة .. والألف البادئة فى " أهارون " العبرية هى " ألف التحلية " زائدة ، والأصل " هارون " كما عربها القرآن .
لم نجد لدى علماء التوراة تفسيراً لهذا الاسم .. إلا أنه قد كان من أصحاب المعاجم ، مثل معجم وبستر وغيره ، من تصدوا لتفسير معنى " هارون " ، استناداً إلى علماء العبرية بالطبع ، فتفاوتت تفسيراتهم على ثلاثة أقوال :
( 1 ) .. إنه الخفيف النزق ..
يشتقونه من الجذر العبرى " أرَن " مكافىء " أرِن " العربى ، أى خف ونشط ومرح وبطر ، فهو " أرون " عربياً .
ولا يصح هذا فى نحو اللغة العبرية ، فضلاً عن أنه من أعلام العبرانيين على معنى الخفة والنزق " أورين " و " أرنان " ، دون الحاجة إلى إقحام الهاء بعد الألف البادئة فى " هارون " .
( 2 ) .. إنه الفكير المكير ..
يشتقونه من " هرا " العبرى الذى معناه ـ إن أسندته إلى فاعل مؤنث ـ : " حبلت " ( المرأة ) ، وإن أسندته إلى فاعل مذكر كان معناه " فكَّر وقدَّر " .(1/3290)
وهذا يصح فى العبرية من حيث الاشتقاق .. لكن المعجم العبرى لألفاظ التوراة " خملون هحداش لتناخ " ( عبرى / عبرى ) يقول لك : إن " هرا " العبرى المسند إلى الفاعل المذكر ليس من التفكير والتقدير ، وإنما هى يجىء على الذم ، بمعنى أضمر له سوءاً ، أو كاد له أمراً .. ولا تصح التسمية بهذا فى هارون من قبل أبيه وهارون بكره .. ولا تصح به الكنية أيضاً من قِبِل بنى إسرائيل وهارون أحب إليهم من موسى ، حتى إنهم حين مات هارون اتهموا موسى بقتله غيرة منه !
( 3 ) .. إنه علىّ أو مُتعال ..
الاشتقاق هنا يجىء من " يهر " وهو جذر ميت فى عبرية التوراة ، لم يبق منه إلا " يهير " بمعنى الصليف ذى الصلف ، فيفترضون أن " يهر " بمعنى " علا " ، وعلى هذا القول تجىء " أهارون " من " يهر " مزيداً بالواو والنون على وزن الفاعل ، فتصبح " يَهَرون " ، ثم تؤول بحذف الياء البادئة إلى " هارون " ، ثم تضاف ألف التحلية فيؤول إلى " أهارون " برسمها فى التوراة .
ولا غبار على هذا التفسير من حيث الاشتقاق فى العبرية ، ولكن الذى يضعف منه هو انعدام الجذر " يهر " فى عبرية التوراة !
هذه هى المحاولات الثلاث ، وجميعها موضع اختلاف بين علماء العبرية كما رأيت ، أى ليس على أى منها إجماع ، وهذا يدلك على أن علماء العبرية ليس لديهم مأثور يفسرون به هذا الاسم ، وإنما هى اجتهادات لغوية ليس إلا .
ما هى كلمة القرآن فى هذا الصدد ؟
لقد طرح القرآن هذه المعانى الثلاثة جانباً : الخفة أو المكيدة أو العلو ، وفسر اسم " هارون " على معانى القوة والشدة والوزر .
يأتى هذا سهلاً سلساً دون افتعال ، من " هار " العبرية بمعنى " جبل ".
وزِيدَ بالواو والنون .. إما على الصفة المشبهة ( كما قالت العبرية " إشتون " من " إشت " أى شبيه المرأة ) ، فيكون " هارون " بمعنى شبيه الجبل .. وإما على التصغير تودداً وتحبباً ، فيكون " هارون " بمعنى " جُبَيل " .(1/3291)
وأما الألف الملصقة بهذا الرسم فى العبرية " أهارون " فهى زائدة .. إما هى ألف التحلية كالتى فى " أدون " يعنى " سيد " وأصلها " دون " .. وإما هى أداة التعريف العربية " أل " حُذِفَت لامها ، ولهذا نظائر فى العبرية يعرفها المتخصصون ، لا نثقل بها عليك .
والذى ينبغى التنبيه إليه ، أن " هار " العبرية بمعنى " جبل " ، يكنى بها عبرياً عن القوة والثبات والصمود ، تماماً كما يفعل أهل العربية فى لفظة " جبل " ، بل لا تخلو أعلام العرب من " جبل " و " جبيل " و جبلة " .. بل من مجاز العبرية أن تكنى عن رؤساء الشعب بلفظة " هاريم " جمع جبل ، وهو مجاز يفسره المعجم العبرى بعبارة " جدولى هاعام " أى أكابر الشعب ، وبلفظة " معصاموت " أى القوة ، ومنها فى العبرية المعاصرة " معصاموت جدولوت " يعنى القوى الكبرى .
" هارون " إذن يعنى " الجبل " أو " جبيل " !
ومن هنا أعرض القرآن عن المعانى الثلاثة المتهافتة لعلماء العبرية ، وجانس اسم " هارون " على معنى القوة والشدة فى مثل قوله عز وجل على لسان موسى : " واجعل لى وزيراً من أهلى . هارون أخى . اشدد به أزرى " .
" وأخى هارون هو أفصح منى لساناً فأرسله معى ردءاً يصدقنى إنى أخاف أن يكذبون . قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً ، فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون " .
" ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيراً " .
" وزيراً " .. " اشدد " .. " أزرى " .. " ردءاً " .. " سنشد " .. " عضدك " ..
هذه المجانسات القرآنية على الاسم " هارون " ، والتى تحدد علة استنصار موسى بأخيه ، لا تخرج عن معنى القوة والشدة ، فشد أزره وشد عضده ، يعنى قواه ، والردء من معانيه فى العربية القوة والعماد ، والوزارة أيضاً من هذا ، فالوزير يعنى حامل الثقل ، والوَزَر عربياً بفتحتين يعنى الجبل المنيع يعتصم به !(1/3292)
وقد فسر القرآن أيضاً " هارون " بأسلوب " التقابل " فى قول هارون يعتذر لأخيه فى فتنة العجل : " قال : ابن أم ، إن القوم ( استضعفونى ) وكادوا يقتلوننى فلا تشمت بى الأعداء " !
---
محب
03-31-2004, 08:59 PM
إسرائيل
" إسرائيل " فى القرآن هى تعريب " يسرائيل " فى التوراة .. وقد فسر كاتب سفر التكوين اسم " إسرائيل " بأنه " مصارع الله " !
ظهر الله ليعقوب فى صورة رجل ، تصارع معه الليل بطوله حتى مطلع الفجر ، ولم يقدر على يعقوب ! ولما رأى أنه لا يقدر عليه ( بصورته الإنسية ) استعان بسطوة ألوهيته فلمس حُق فخذ يعقوب ، فينخلع حق فخذه ، ويقول له : أطلقنى فقد طلع الفجر . لكن يعقوب لا يطلقه ! بل يظل آخذاً بتلابيبه ويقول له : لا أطلقك حتى تباركنى . فيقول له : ما اسمك ؟ فيقول : يعقوب . ويقول الرجل/الإله : لا يدعى اسمك بعد يعقوب ، بل " إسرائيل " !
ثم يفسر له معنى هذا الاسم ( يسرا + إيل ) بقوله : لأنك صارعت الله والناس وقدرت .
لقد اختلق الكاتب هذه القصة لأنه قد اشتبه معنى " يسرائيل " عليه ، فظن شقه الأول : " سرا / يسرا " العبرى ، بمعنى واثبه وغالبه ، فكان المعنى عنده " الذى يساور اللهَ " ، أو قل : " الذى ساوره اللهُ " .. قل هذا أو ذاك .. لا أدرى أيهما أقبح عندك : " الذى واثب اللهَ " أو " الذى واثبه اللهُ " ؟!
كاتب التوراة يفسر " يسرائيل " على أنها مصارع الله .. وعلماء التوراة تابعوه على ذلك ، فردوا الشق الأول من الكلمة إلى " سرا / يسرو " بمعنى واثبه وغالبه وصارعه .
لكن هؤلاء العلماء أنفسهم لم يصنعوا مثل ذلك الصنيع فى الأسماء التى شابهت " يسرائيل " فى التوراة ، فلم يردوها إلى نفس الجذر الذى ردوا إليه " يسرائيل " ! .. فلماذا خالفوا وفرقوا بين " يسرائيل " وبين الأسماء المشابهة لها فى التوراة ؟!(1/3293)
لا شك أنه عَزَّ عليهم العدول عن " التفسير " العظيم الذى فسر به كاتب التكوين اسم إسرائيل ، خاصة أنه بنى على ذلك قصة أفردها فى سطور عديدة .
تُرسَم " يِسْرائيل " فى الخط العبرى بغير ألف ، أى ترسم " يسرئيل " .
ومن أعلام التوراة ـ غير يعقوب عليه السلام ـ أعلام تشبه هذا الرسم ، هى :
" أسَرْئيل " .. و " أسْرِيئيل " .. وأيضاً " يِسَرْئيلَه " ..
أما المقطع الأول فى هذه الأعلام الثلاثة " أسَر " و " يِسَر " ، فإن علماء التوراة يأخذونه من الجذر العبرى " أسَر " .
و " أسر " العبرى معناه من " أسر " العربى جد قريب .. ولا يكتفى هذا الجذر العبرى " أسر " بذلك القرب ، بل إنه " يكافئ " جذراً عربياً آخر هو " أصر " !
و " أصر " العربى منه " الإصر " أى العهد والميثاق ، و " أصره " يعنى عقده وشده ، وأيضاً لواه وعطفه .
فمعنى " يسرائيله " وأمثالها هو " إسار الله " أو " إصر الله " !
" إسار " عبرياً يفيد : النذر بالامتناع ، فيقولون : " أسر ـ إسار ـ عل نفشو " ، يعنون : نذر على نفسه ، أو آلى على نفسه .
فمعنى " إسار الله " هو : نذر على نفسه نذراً فقيده الله به ، أى الذى أوجب على نفسه فأوجب الله عليه .
لقد رفض القرآن قصة كاتب التكوين ، ورفض تأصيله اللغوى لاسم " يسرائيل " الذى تابعه عليه علماء أهل الكتاب .. رفض القرآن هذا وذاك ، وفسر لك اسم " إسرائيل " راداً إياه إلى جذره الصحيح فى لغته !
قال عز وجل : " كل الطعام كان حلاً لبنى إسرائيل ، إلا ما حرم إسرائيل على نفسه ، من قبل أن تنزل التوراة "(1/3294)
" حرم إسرائيل على نفسه " تفسر الشق الأول من الاسم فحسب ، وهى بالعبرية " أسر ـ إسار ـ عل ـ نفشو " ، فالذى " حرم " هنا هو إسرائيل وليس الله .. لكن القرآن لا يتركك تظن أن " إسرائيل " معناها " الذى حرم على نفسه " ، بل يريدك أن تفهم أن الله " حرم " عليه الذى حرمه هو على نفسه ، فيقول " كل الطعام كان حلاً لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه " ، فتفهم منها مباشرة أن الله ( إيل العبرى ) حرم على بنى إسرائيل الذى حرم إسرائيل على نفسه !
بهذه الآية الكريمة ، كان التفسير القرآنى لاسم " إسرائيل " عليه السلام ، بمعنى " إصر الله " ! .. الذى حرم الله عليه ما حرم هو على نفسه !
---
عبدالرحمن الشهري
04-01-2004, 12:03 AM
أخي الكريم محب وفقه الله
جزاك الله خيراً على إشارتك لهذا الكتاب النفيس حقاً ، وقد كتبه مؤلفه بنفس هادئ ، وعلم غزير. وقد التفت إلى وجه من أوجه إعجاز القرآن لم يسبق إليه على هذا النحو . وموضوع الكتاب واضح من عنوان الكتاب ، وقد زاده إيضاحاً هذه الأمثلة التي أوردتها جزاك الله خيراً.
والكتاب في حقيقته ثمين جداً ، ويحتاج إلى تأمل عميق ، ونظر دقيق ، ومؤلفه قد أجاد عدة لغات مكنته من المناورة العلمية بسعة ورحابة ، وليس كعمق العلم والتحصيل في مناقشة المسائل.
والمؤلف يقرر أن القرآن يفسر في ثنايا الآيات المعنى الدقيق لكل اسم أعجمي علم ورد في القرآن ، أيا كانت اللغة المشتق منها هذا الاسم الأعجمي العلم ، وإن كانت لغةً منقرضة يجهلها الخلق أجمعون عصر نزوله. وأسلوب القرآن في ذلك كما يقول المؤلف (المجانسة على الاسم العلم بما يفسر معناه أبين تفسير) .
وقد استطرد المؤلف إلى قضايا كثيرة عقدية ولغوية وتاريخية.(1/3295)
وقد كتب عنه مقالة ضافية الأستاذ الدكتور محمود الطناحي رحمه الله رحمة واسعة في مجلة الهلال في يناير عام 1994م ، بعنوان : من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن . وقد أثنى ثناءً عاطراً على الكتاب ومؤلفه ، وقال عن المنهج الذي سلكه مؤلف الكتاب :
(ويأتي كتابنا هذا في علم إعجاز القرآن نمطاً وحده ، فقد أداره مؤلفه - محمود رؤوف أبو سعده – على وجه من إعجاز القرآن جديد ، لم يسبقه إليه سابق ، ولم يفطن إليه باحث ...وهذا الوجه من الإعجاز القرآني الذي قام له المؤلف ونهض به ، وجه قاطع باتُّ ، لا تصح فيه لجاجة ، ولا تسوغ معه مخالفة ؛ لأنه قائم على قواعد اللغة ، ومستند إلى أحكام التاريخ ، وليس للهوى فيه حظ أونصيب).
ويمكنك مراجعة بقية المقالة هناك . وقد نشرت المقالة أخيراً بعد وفاة الدكتور الطناحي رحمه الله في كتاب (مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي التي أصدرتها دار البشائر الإسلامية 1/270-279) .
ولم يأخذ على المؤلف إلا تعبيره بموسيقى القرآن ، وذم هذا التعبير وأمثاله كثيراً رحمه الله ، وجزاه خيراً.
ولا شك أن الاطمئنان لنتائج البحث في هذا الكتاب كما ينبغي ، والثقة بما فيه تحتاج إلى معرفة اللغات التي يتحدث عنها ، وقد شعر المؤلف بذلك التساؤل الذي لا بد وأن يطرأ على ذهن القارئ ، فقال :(وأنا أيها القارئ العزيز - إن كنت لا تعرف عبرية التوراة ، أو يونانية الأناجيل – بما في هذه وتلك من أعلام آرامية بل ومصرية أحياناً لا أريد أن يفوتك شيء من حلاوة بحث أريد أن أحبره لك تحبيراً ، أريد منك أن تشترط عليَّ توثيق ما أحدثك به ، فلا أكيل لك القول جزافاً آمناً ألا تكشف زيفي ؛ لأنك لا تعلم شيئاً من أمر تلك اللغات التي ذكرت لك ، ليس هذا من العلم في شيء ، وإنما هو من التدليس).(1/3296)
ولو رجعت أخي الكريم محب إلى كتاب الدكتور ف. عبدالرحيم (الإعلام بأصول الأعلام الواردة في قصص الأنبياء عليهم السلام) وقارنت ما ذهب إليه في اشتقاق الأعلام وما ذهب إليه الدكتور محمود رؤوف أبو سعده ، لوجدت نتائج متقاربة ولله الحمد ، مع إن كتاب الدكتور رؤوف أبو سعده لم يكن من مراجع الدكتور ف. عبدالرحيم ، ولا العكس.
وفي الختام أقف مع كلمة فرعون .
فقد ذكر المؤلف أن معنى فرعون في اللغة المصرية القديمة : البيت الكبير " أو " البيت العظيم " . وأن المقصود بها الكنية عن شخص الملك .
ويقول الدكتور ف. عبدالرحيم عن العلم نفسه في كتابه ص 139-140 : فرعون لقب ملوك مصر... أصله بالسريانية برعون ، وهو برعوه بالعبرية ، والكلمة من اللغة القبطية أصلها فيها بمعنى البيت العظيم ، وكان يطلق أولاً على مجلس الملك ، ثم على الملك نفسه. هذا وجاء في التهذيب [أي تهذيب اللغة للأزهري] : قيل الفرعون بلغة القبط التمساح أ.هـ قال عبدالرحيم : لم أجد ما يؤيد هذا القول). وهذا يؤيد ما ذهب إليه الأستاذ محمود رؤوف أبو سعده .
وأما الدكتور العجيب علي فهمي خشيم الباحث الليبي ، فقد ذهب مذهباً فريداً في اشتقاق كلمة فرعون وافق فيه ما ذهب إليه أبو سعده غير أنه قد زاد عليه تفاصيل في غاية الدقة والنفاسة.
ولو رجعت إلى كتاب الدكتور علي فهمي خشيم (بحثاً عن فرعون العربي) ص 32 وما بعدها. فهو يرى أن اسم فرعون اسم عربي الأصل لا مصري ، وأن اللغة التي تفرعت عنها هذه اللغات يصح أن تسمى باللغة (العروبية) وهي أم اللغات ، وأول من أطلق هذا المصطلح هو الأستاذ خليفة التونسي في مقالة له في مجلة العربي . انظر حاشية رقم 6 من كتاب الدكتور علي فهمي خشيم السابق ص 23
وفقكم الله لما فيه الخير.
---
خالدعبدالرحمن
04-02-2004, 09:51 AM
أخي جزاك الله خيرا على نقلك الممتع المفيد ...
هل ذكر صاحب الكتاب معنى اسم نبي الله ابراهيم عليه السلام ؟ د(1/3297)
ان كان فعل ، فهلا أتحفتنا بما قال ؟؟
والغاية من ذلك أن لي بحثا في معنى الأسم أتممته من قريب ، والحمد لله ...فأحب الاستنارة برأي الأفاضل..
وبارك الله فيك .
---
محب
04-04-2004, 06:10 AM
أستاذنا الفاضل عبد الرحمن الشهرى ..
جزاك الله عنا كل خير .. أثلجت صدورنا بكلامك .. زادك الله من فضله .
لكن .. ها هنا إشكال !
مسألة يثيرها بعض الإخوة الكرام حول هذا الكتاب ، ولا علم لدى كاف لأجيب ..
هذا الوجه الإعجازى الذى أثبته أبو سعدة ، وأقام عليه ـ كما أرى والله أعلم ـ حججاً ساطعة ، لم يقل به أحد قبله .
فهل من الجائز أن يكتشف مسلم متأخر وجهاً لإعجاز القرآن لم يكتشفه السلف ، ولم ينبهوا على أصله ، ولم يشيروا إليه بكلمة ؟
لا تحرمونا من واسع علمكم .. سدد الله خطاكم وأعظم أجركم .
---
محب
04-04-2004, 06:12 AM
أخى الكريم خالد ..
تكلم المؤلف فى الكتاب عن اسم نبى الله إبراهيم عليه السلام .
هل تريد أن ألخص لك من كلامه قدراً مشبعاً ؟ .. أم أنقل لك كلامه كله حرفاً بحرف ؟
---
خالدعبدالرحمن
04-06-2004, 08:36 PM
أخي محب ،
أحبك الله ...
يكفيني من ذلك مختصر مفيد ...
لنتباحث به ، وننطلق منه .. وجزاك الله عنا خيرا
---
محب
04-08-2004, 05:41 PM
إبراهيم
" إبراهيم " فى القرآن هى تعريب " أبراهام " فى التوراة .
ويقول سفر التكوين إن إبراهيم كان اسمه " أبرام " ( المشتقة على المزجية من آب + رام ، بمعنى " أبو العلاء " ) ، وظل اسمه كذلك حتى كان ابن تسع وتسعين سنة ، فسماه الله " أبراهام " .
وعلماء التوراة يشتقون " أبراهام " هذه على المزجية من ( آب + راب + هام ) ، حُذفَت الباء التى فى " راب " للمزجية استثقالاً ، وخفف المد الذى فى " آب " للمزجية أيضاً ، فأصبحت ( أب + را + هام ) ، أى "أبراهام" .(1/3298)
أما معنى " أبراهام " هذه عند علماء التوراة ، فهم يرون أن " راب " ها هنا يعنى " كثير " ، وأن " هام " يعنى " جمهور " . ومن ثم فهذا الاسم يعنى عندهم ( أب + كثير + جمهور ) ، يريدون " أبو جمهور كثيرين " .
وقد تورط علماء التوراة فى هذا التفسير اتباعاً لسفر التكوين 17/5 ، الذى أراد أن يكون معنى " أبراهام " أباً لجمهور من الأمم ( آب ـ هامون ـ جُوِييم ) ، نبوءة من الله عز وجل لإبراهيم بكثرة النسل ، فألزم بها سفر التكوين علماء التوراة من بعده .
ولكنك تستدرك على علماء التوراة هؤلاء متسلحاً بنحو اللغة العبرية ذاتها ومعجمها ، فتقول إن " راب " التى فى آب + راب + هام ( أب + كثير + جمهور ) لا يصح عبرياً أن تفهم فى هذا الاسم على الصفة بمعنى " كثير " ؛ لأن المفرد ( الأب ) لا يوصف بالكثرة ، فلا يجوز لك أن تقول " أبٌ كثيرٌ " .
ولا يصح عبرياً أن تكون " كثير " هذه صفة لما بعدها ( الجمهور ) ، لأن الصفة لا تتقدم الموصوف ، كما فى العربية سواء بسواء .
ولا يصح فى عبرية التوراة كذلك إعمال الصفة فيما بعدها ، كأن تقول " أبٌ كثير الجمهور " .
أقرب من هذا إلى الصواب أن تقول فى " راب " العبرية هذه ، أنها صفة بمعنى " كبير " ( وهو من معانيها فى العبرية ) تصف بها " الأب " على التوقير والتمجيد ، فيكون المعنى " أبٌ كبيرٌ لجمهور " .
وليس هذا هو الذى يريده سفر التكوين ، فهو يريد الكبر والكثرة للجمهور لا للأب ، بدلالة تفسيره الاسم بقوله : " أب لجمهور من الأمم " .
أما الشديد النكر ، فهو أن " هام " العبرية هذه لا تعنى البتة " جمهور " كما أراد سفر التكوين وتابعه عليها من بعده علماء التوراة ، وإنما معناها فى العبرية " الناس " ، أخذاً من ضمير الجماعة العبرى " هِيم " ( بإمالة الألف ) ، وهى " هُم " العربية . [ راجع المعجم العبرى " هَمِّلُّون هِحَدَاش لَتَنَاخ " ص 120 ](1/3299)
من هنا يتضح لك أن المعنى الأقرب إلى الصواب عبرياً فى " أبراهام " هو فهمه بمعنى " أب كبير للناس " .
ولكنك تعلم من العبرية أيضاً أن " راب " ، على الإسمية لا الصفة ، تعنى " الرئيس ، " السيد " ، " المعلم " ، " الإمام " . ومنها " الربانى " ، ومنها فى العبرية المعاصرة قولهم على النداء توقيراً : مورى وربى ! .. أى معلمى وأستاذى ! .. إنها إذن الأستاذ الإمام .
عندئذ تقطع غير ملتفت إلى تفسير سفر التكوين وعلماء التوراة ، بأن " أبراهام " إنما تعنى فى لغة صاحب هذا الاسم العلم : " إمام الناس " .
وهى عبرياً " راب + هام " ، لا تحتاج فى أولها إلى " آب " ، ولكن بقيت " آب " مضافة إلى الاسم على الراجح عندى ، دلالة على الانتقال بالاسم من ( آب + رام ) إلى ( آب + راب + هام ) على وجه الحشو المؤكد ؛ لأن فى " آب " من معنى الإمامة بعض ما فى " راب " .
وهذا هو نفسه التفسير القرآنى لمعنى إبراهيم بالمرادف فى قوله عز وجل : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ، قال : إنى جاعلك للناس إماماً " [البقرة 124] ، ولم يفطن إليه مفسرو القرآن كما سترى .
تكلم مفسرو القرآن فىمعنى اسم إبراهيم . منهم من أنصف فاكتفى بالقول بعجمته ( الماوردى ) .
ومنهم من تصدى لتفسيره ( ابن عطية ) فقال إن معناه من السريانية هو " الأب الرحيم " ، فتندهش كيف تورط فيها الرجل على جلال قدره وعلمه .(1/3300)
وعلل بعضهم سبب التسمية ( السهيلى ) بقوله فى معرض التشابه القوى بين السريانية والعربية : ( ألا ترى أن " إبراهيم " تفسيره " الأب الرحيم " ؟ لرحمته بالأطفال ، ولذلك جعل هو وسارة زوجته كافلين لأطفال المؤمنين الذين يموتون صغاراً إلى يوم القيامة ) . وهذا ـ فوق سماجته ـ ضعيف ، تشم فيه من قريب رائحة النقل عن أهل الكتاب . والطريف أن القرطبى تحمس لهذا التعليل ، فعززه بما فى حديث البخارى الطويل فى الرؤيا عن سمرة ، أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى فى الروضة إبراهيم عليه السلام وحوله أولاد الناس .
وليس فى هذا الحديث أيضاً ـ وإن صح ـ ما يشهد لتفسير اسم إبراهيم بمعنى الأب الرحيم .. بل ليس البر والرحمة هما أعظم مناقب إبراهيم عليه السلام ، حتى يتكلف اشتقاق هذا الاسم منهما . وإنما كانت كبرى مناقبه عليه السلام ، بشهادة الله عز وجل ، أنه الذى وفى : " أم لم ينبأ بما فى صحف موسى . وإبراهيم الذى وفى " [النجم 36 ، 37]
كان إبراهيم المثل الأعلى للمسلم الحق ، يسلم أمره كله لله ، تنهد الجبال ولا يتزعزع له إيمان ، فكان حقه على الله أن يقول فيه : " إن إبراهيم كان أمة " يؤتسى به ويؤتم . وأن يقول فيه : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ، ولقد اصطفيناه فى الدنيا ، وإنه فى الآخرة لمن الصالحين . إذ قال له ربه : أسلم ! قال : أسلمت لرب العالمين " .. " ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً " . وكان حقه على الله أن يستجيب دعوته فى الملة الآخرة : " ربنا واجعلنا مسلمين لك ، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك " ، فيكون إمام المذهب والطريقة ، أى الملة : " ملة أبيكم إبراهيم ، هو سماكم المسلمين من قبل " .(1/3301)
كان جزاء إبراهيم الذى وفى ـ وقد اجتاز البلاء المبين ـ أن جعله الله عز وجل إماماً للناس : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ، قال : إنى جاعلك للناس إماماً " .. وهذا هو المعنى الدقيق لاسم إبراهيم : " إمام الناس " الذى لا يصح فى العبرية غيره كما مر بك ، وتلك هى مناسبة الانتقال باسمه من أبرام إلى أبراهام يوم التمام ، باجتياز " البلاء المبين " .
قالت بعض التفاسير والمعاجم إن لفظ " الأمة " فى قوله " إن إبراهيم كان أمة " ، يعنى الرجل الجامع لخصال الخير .. وليس هذا من اللغة فى شىء ، فلا يجوز للغوى الحاذق أن يشتق المعنى بعيداً عن أصل المادة اللغوية .. ليس فى مادة الجذر العربى ( أ م م ) شىء يفيد الجمع بين خصال الخير ، وإنما كله يدور حول معنى الأم التى ولدت ، والأم بمعنى المثابة يثاب إليها ، والأم يجتمع إليها صغارها ، والأم يتبعها ولدها .. والأمة فى الآية اسم من هذا .. إنه " القدوة " وزناً ومعنى .
أما سفر التكوين فيعلل سبب العدول عن أبرام إلى أبراهام بالوعد بكثرة النسل .. وليست أبوة إبراهيم هى أبوة " الناسل " ، وإنما هى أبوة " الإمامة " .
ولو فطن كاتب سفر التكوين وعلماء التوراة إلى هذا المعنى الجليل فى اسم إبراهيم عليه السلام ، لعضوا عليه بالنواجذ ، ولكن " ألهاهم التكاثر " ، عقدة اليهود فى كل عصر .. أراد الكاتب مجده هو ومجد شعبه ـ إن كان فى كثرة النسل مجد ـ ولم يطلب مجد إبراهيم ، فأراد الأب المنجاب " الناسل " ، ولم يرد الأب " الإمام " .
قال المسيح عليه السلام فى تقريع هؤلاء ، ينص على أبوة الإمامة : " لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ، ولكنكم الآن تطلبون قتلى ، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله ، هذا لم يعمله إبراهيم " [يوحنا: 8 : 39 ، 40]
وقالها القرآن أيضاً فأوجز وأبلغ : " إن أولى الناس بإبراهيم للذن اتبعوه وهذا النبى " [آل عمران 68](1/3302)
وليس بعد هذا شرف لإبراهيم عليه السلام .. النبى الإمام .. صلوات الله وسلامه على جميع رسله وأنبيائه ، وعلى كل من تبعهم بإحسان .
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2004, 08:32 PM
أخي الكريم الأستاذ محب وفقه الله جزاك الله خيراً على فوائدك المتتالية ، وأرجو أن لا تنقطع.
وأما قولكم :(هل من الجائز أن يكتشف مسلم متأخر وجهاً لإعجاز القرآن لم يكتشفه السلف ، ولم ينبهوا على أصله ، ولم يشيروا إليه بكلمة ؟ ).
فالجواب عليه : أن هذا من حيث المبدأ مقبول ، وإذا أتى من يقول به بأدلة تؤيد قوله ، ولا تناقض ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الصحابة ولا التابعين ، فلا مانع من قبوله ، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى على عباده . وهذا من لوازم القول بأن الإسلام شريعة كاملة شاملة لكل زمان ومكان. والله أعلم.
ولا يعني هذا أخي الحبيب أن تتفق مع المؤلف وفقه الله في كل جزئيات الكتاب ، فالكمال عزيز ، ولن تجد كتاباً خالياً من العيوب خلا كتاب الله.
---
خالدعبدالرحمن
04-17-2004, 06:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله جهد أخينا محب ، وجهد الأستاذ رؤوف صاحب البحث ..
والحق أنه بحث مبني على جهد مبارك ، وأيمان في قلب صاحبه بعظمة القرآن كلام الله .
وأنا أتفق مع الأستاذ في منطلقه بأن القرآن يفسر نفسه بنفسه ، ولا يترك لنا مبهما لا نفقهه ! بل يفسر ما اشكل علينا في ثناياه.. ويعلمه الله من يشاء وقتما يشاء ..
ولكني ، أختلف مع الأستاذ في نقطتين أساسيتين :1-
1- ينطلق الكاتب من حقيقة أن القرآن يحوي في ثناياه كلمات أعجمية !!
وهذا القرآن العربي المبين الميسر للذكر .. كيف يحوي في ثناياه المبهم (الأعجمي) ؟!
وكيف نحاكم النص القرآني الأعلى الى اللغة البشرية !!
2- أرى القرآن نصا متكاملا ، مستغنيا بنفسه عن سواه ..
كيف و هو الالهي الأعلى مصدرا ؟!(1/3303)
فلا أرى أنه يلزمنا لفهم القرآن الغوص في علوم اللغات القديمة ، بل كان من الأجدى أن نبحث في آياته ، و في ثنايا معانيه عن معنى ما استشكل علينا ... فهو المستغني بنفسه عن سواه ...مع الأحتفاظ بالسنة واللغة ، كأداتين للفهم !
ثم قد نعود الى تلك اللغات الغابرة ، للأستئناس وتعضيد الأستنتاجات -ان لزم -!
ووفق الله الجميع
---
مساعد الطيار
04-18-2004, 03:36 AM
أخوة الكرام
الموضوع الذي تطرقونه من الموضوعات الممتعة ، وهو مع متعته يدخل في باب الظنيات ، لكن لا يعني هذا عدم البحث والخوض فيه .
وعندي في الموضوع كلام طويل لعله يتيسر ليل طرحه في هذا الملتقى .
وأقول : إن المؤلف رؤوف أبو سعده وفقه الله قد انطلق من منطلقين :
الأول : أن هذه الألفاظ أعجمية .
الثاني : أن القرآن قد شرح معنى هذا الاسم الأعجمي بلغته الأم ، واللغة الأم عنده متعددة ، وهي مخالفة للعربية.
والذي ظهر لي ـ باختصار ـ أنَّ ما يُزعم أنه أعجمي قد صار له رحلة انتقل فيها من العربية إلى العجمة ، ثمَّ عاد معجَّمةً إلى العرب المعاصرين للرسالة الذين صارت لغتهم هي اللغة المعيارية التي يُقاس عليها ، فهي بالنسبة لهم أعجمية ، وإن كانت أصولها عربية ، لكن تنوسيت هذه الأصول ، ونُطِقَ بها كما ينطق بها أهلها الذين حادوا بها عن عربيتها .
وأضرب لذلك مثالاً :
في الآرامية تأتي (أل) التعريف ألفًا ملحقةً بالاسم ، فول أردت أن تنطق لفظ (الذاكر) بالآرامية ، لقلت (ذاكريا ) .
وإذا تأملت الذل وجدتها تُقلب عند بعضهم إلى (زاي) ، فتكون (الزاكري ) عربية مغيرةً بصوت الذال ، وتكون (زاكريا) بالآرامية .
والألف مما يخفُّ طرحها ، فتكون ( زكريًّا ) ، ذلك فيما يبدوا أصل اسم (زكريا) ؛ أي أن أصله الذاكر ، وهو ما يتناسب مع قوله تعالى ( ذكر رحمة ربك عبده زكريا) أي : عبده الذاكر .(1/3304)
والذي يجب التنبه له أن الآرامية لغة عروبية قديمة تستعمل الألفاظ العربية ، وإن كانت تختلف في طريقة نطقها .
ولئن كنت تستغرب أن تكون الألف الملحقة هي أداة التعريف ، فلا أُراك تستغرب ـ إن كنت قرأت في فقه اللهجات العربية ، أو كنت جُبتَ جنوب جزيرة العرب اليوم ـ أنَّ بعض العرب إلى اليوم يجعلون أداة التعريف (أم ) بدلاً من (أل) .
ولأضرب لك اسمًا معاصرًا تستوضح به رحلة اللفظة العربية إلى العجم ، ثم عودها معجَّمةً ونطقنا لها بلا تغيير في تعجمتها .
الأول : اسم ( قرضاي ) ، فتراك تجده قد نُطِقَ ( كرزاي ) ،فهل هو نسبة إلى الكرز؟!
لا شك أن الجواب : لا . لكن هكذا نطقه العجم ، فمن لم يُعده إلى أصله العربي نطقه هكذا ، أو نطقه بصوت آخر ، وهو ( قرداي ) .
الثاني : اسم ( مُحَاضِر ) ، فتراك تجه قد نُطِقَ ( مهاتير ) ، وذلك هو النطق الأعجمي للاسم العربي ، بل قد تجد من لا يعلم أن أصل اسمه ( محاضر ) .
والذي يحسن علمه هنا أن القول بأن أصول هذه الأسماء عربية ، لا يعني كسر باب العجمة الذي قام عليه فروع في علم النحو ، بل ما ذكره النحاة قائمٌ ؛ لأن هذه الألفاظ قد تعجَّمة باستعمال العجم لها ، ثمَّ عادت معجمة مرة أخرى .
كما يحسن التنبه إلى أنَّ هذه الأقوام المتقدمة التي تكلمت بهذه الأعلام على هذه الصيغة ، وصارت مشتهرت بصيغتهم هم لا يعني أنهم ليسوا من العرب القدماء ، لكن لما كانت اللغة الفصحى هي اللغة المعيارية ، وكانت تلك اللغات العربية القديمة تخالف العربية الفصحى في نطق الكلمات وفي غير هذا ، صارت بالنسبة لها أعجمية .
كما يلاحظ أيضًا أن أصول الألفاظ العربية موجودة في هذه اللغات ، كما كشف عن ذلك فقه اللغة الحديث القائم على الموازنة بين اللغات القديمة بعضها مع البعض ، وبموازنتها باللغات الجديدة ، وعلى وجه الخصوص الفصحى التي نزل بها القرآن ، وصارت هي اللغة المعيارية .(1/3305)
وليس أدلَّ على عروبة هؤلاء الأقوام من أسمائهم ، فالكنعانيون من مادة كنع ، وقد قال الخليل عن لغتهم أنها تضارع العربية .
والآراميون من مادة أرم ، والنبط من مادة نبط ، والأكاديين من مادة عكد ، ونطقها المستشرقون بالألف فتوارثها الباحثون عنهم بالألف ، وهي بالعين ...الخ .
والموضوع كما قلت لك طويل ، وإنما أردت أن أشير إلى جانب منه ، والله الموفق .
---
الشيخ أبو أحمد
04-21-2004, 11:00 PM
أحسن الاخ خالد فيما تكلم... فالله أعلى واجل من أن يتابِع ويُعجم!!
وأحيل "محب" الى موقع أسرار القرآن....
ففيه معنى..
إسرائيل....
وأتساءل, كيف نغفل عن سورة "الاسراء" وهي نفسها سورة "بني إسرائيل" والعلاقة واضحة جلية, بين أسرى وإسرائيل؟؟؟
وكيف تصبح السين صادا, وفي القرآن من الثنتين؟؟؟
يونس
لقمان
عمران
نوح
وعلى راسهم جميعا "محمد"
وصاحب الموقع لا يقر قولا لغير الله والنبي..
ولا يقر توراة ولا إجيلا!!
فكيف نترك (الحديث) الضعيف, ونبني على التوراة وقد نهينا عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
محب
04-22-2004, 03:24 PM
أخونا الكريم أبو أحمد ..
هون عليك ! .. اقرأ أولاً كتاب أبى سعدة قبل أن تحكم عليه بأنه اعتمد على التوراة .
أما موقع أسرار القرآن ففيه ما فيه .
ولصاحبه الشيخ أبى عرفة جرأة عجيبة فى رد صريح النصوص وصحيحها .
وقد سألته عدة أسئلة فى موضوعه عن " عمران " ، فما استطاع لها جواباً .. وليس وحدى من فعل .. لو تكرمت بقراءة الرسائل التى أرسلت إليه ، لعلمت عجزه عن الرد عن كثير مما وجه إليه .
ومن ذلك أنه ادعى فهماً لحديث ثابت عن النبى عليه الصلاة والسلام ، ثم ادعى أن القرضاوى قد سبقه به ، فلما طالبناه بنص القرضاوى ، لا من باب التكذيب له ، ولكن من باب فهم كلام القرضاوى على وجهه .. لما طالبناه بذلك ما استجاب ولا اعتذر .. وهذا مجرد مثال من كثير فى هذا الموضوع فقط ، ناهيك عن بقية موضوعاته .(1/3306)
ولست أقول إن كل كلمة ينطق بها الشيخ أبو عرفة هى خطأ .. ولكن يبعد عن إنصافك أن تلزم مسلماً بقبول ما قام الدليل على خلافه ، لمجرد أن قائله يرفع راية مكتوباً عليها شعارات براقة ، لم يلتزم بها فى كتاباته .. فشأن العلم أكبر من ذلك .
شكراً لحرصك وإرادتك الخير .. وحيا الله تلك الغيرة فيك على كتابه ومعانيه .
---
خالدعبدالرحمن
04-25-2004, 08:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
جزاكم الله خيرا ،
وشكر الله للشيخ ابي احمد حسن ظنه ..
مما أتحفنا به الشيخ مساعد - وأتمنى عليه طرح بحثه هنا في المنتدى للفائدة -أن ما يسمى الأعجمي ما هو الا عربي حورته الألسن على مدار السنين ...وأن أصوله العربية حاضرة لا تنكر ، وعلى الدارس البحث والتنقيب !
والحق ،أن المراد من المنتدى ، هو النقاش العلمي -لا الشخصي- الهادئ المتزن ، والمبني على العلم والرأي ، و اقامة الحجج ، ونقد البراهين ... فعلى رسلك أخي محب ..!!
وليتنا نتدارس أقوال الشيخ صلاح الدين ابو عرفة في الأسماء ، وان كنت ترى لديك حجة تبطلها فافعل ، ليظهر الحق ، ونحن مع الحق حيث دار ..
فلقد قرأت كلام الشيخ في موقعه ، ورأيت منه تعظيما لله صاحب القول ، والتسمية ...ثم رأيت للأسماء وظائف تؤديها لا لغة فحسب ! ثم استدلال بكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم ربط بأصول اللغة العربية ..
فأين الخطأ في المنهج ؟!!
ومرة أخرى أدعو أخي محب لمناقشة جميع الأسماء الواردة في القرآن ، ولنبدأ بالنقد (للكتاب والموقع)، ولنذهب الى دراسة باقي الأسماء ، وليشارك الجميع .. فلعلنا نصل الى (أسرار) الأسماء في القرآن ، وأخاله فتحا عظيما باذن الله ..
وللجميع الدعاء بالتوفيق ، والسداد..
---
محمد نور لبني
04-25-2004, 08:05 PM
جزاكم الله كل خير
---
sun^pal
05-01-2004, 01:39 AM
جزاكم الله خيرا
عندي ملاحظة وهي ان كلمة اسرائيل معناها عبد الله اي اسرا بمعنى عبد وئيل بمعنى الله(1/3307)
وهذا المعنى مشهور فما مدى صحته ارجو بيان ذلك
وبارك الله فيكم
---
جمال أبو حسان
03-24-2005, 09:55 AM
للباحث عن كلمة ابراهيم
هناك بحث قدمه استاذعراقي لمجلة ال البيت بالاردن وصل من خلاله الى ان الكلمة عربية الاصل على وزن افعاليل بكسر الهمزة
---
(1/3308)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جوامع الكلم على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم...
---
جوامع الكلم على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم...
---
محمود الشنقيطي
04-27-2006, 01:25 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على ولينا ونبينا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد زرت قبل يومين معرض جي تكس المقام في الرياض وفوجئت بموسوعة حديثية لم تقع عيني على مثلها - مع قلة خبرتي واطلاعي على برامج الموسوعات - ولكن ما أدهشني وأشدهني هو تعدد خدمات هذا البرنامج الفريد وقد سطر عليه أربابه كلمة لا أظن في إطلاقها على تلك الموسوعة أي مبالغة وهي عبارة
((أول جمع حقيقي للسنة المطهرة منذ 14 قرنا))..
ففي تلك الموسوعة ما يربو على المليون حديث وأثر موزعة على مصادر تزيد على 1060 بين مطبوعات ومخطوطات كما يمكن للبرنامج في حال وجود رسالة علمية لديك على جهازك أن يقوم بتخريج جميع الآيات والأحاديث والآثار الموجودة فيها كع عزوها لمصادرها وقيامه بوضع الهوامش.
ويمتاز بقدرته على إبراز مرويات أي صحابي من الصحابة سواء ما انفرد به أو اشترك فيه معه غيره ويقوم بتقسيم تلك المرويات وعزوها إلى مصادرها.
وفي حال مطالعتك لأي سند تظهر لك ترجمة الصحابي من كتب تراجم الصحابة كما يمكنه أن يبرز لك ترجمة لكل رجل من رجال السند حين ضغطك بالفأرة على اسم الراوي لتخرج لك لوحة بها تاريخ ميلاده ووفاته وشيوخه وتلاميذه وأقوال علماء الجرح والتعديل فيه.
ويقوم بشرح جميع ألفاظ المتون من المعاجم العربية كلسان العرب
وغير ذلك الكثير والكثير من الفوائد والمميزات وللأسف فمساء اليوم هو آخر موعد للمعرض والبرنامج من إنتاج شركة أفق في مصر العربية أرجو من إخوتي الإفادة عن هذا البرنامج وغيره من البرامج المفيدة لطلاب العلم والباحثين
والدال على الخير كفاعله والله أعلم(1/3309)
---
(1/3310)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سأختبر للقبول في قسم القراءات للماجستير . فماذا أقرأ ؟!
---
سأختبر للقبول في قسم القراءات للماجستير . فماذا أقرأ ؟!
---
أ.عبود
03-05-2006, 08:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله .. جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا المنتدى المبارك ..
ويعلم الله استفدت منه الكثير خاصة مع وجود المشايخ المعروفين أهل العلم والتخصص
إخواني .. على على وشك التخرج من كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية . وقد قمت بالتقديم في قسم التفسير لمرحلة الماجستير ..
وقد أخبروني بعض المشائخ أن الاختبار سيكون شاملا ودقيقا ، وذلك لكثرة المتقدمين لهذا القسم حتى يتم التمحيص والتمييز ، ويتم ترشيح أقل من عشرة في النهاية للدراسة بهذا القسم ..
وهذا الاختبار سيكون بعد عشرين يوما تقريبا أي في 27/2/1427هـ
وقد أخبرونا أن الاختبار سيكون في جميع ما درسناه في علوم القرآن الكريم
وتعلمون أنه من المستحيل على الإنسان أن يقوم بمراجعة ما درسه في هذه الفترة القصيرة . لكني سأكتفي ببعض الكتب وأقرؤها قراءة جيدة قبل دخول الاختبار
وقد ابتدأت بكتاب : ( مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ) كبداية ..
وأتمنى أيها الإخوة المسؤولين أو المطلعين أو من لهم خبرة سابقة أن ترشدوني لبقية الكتب التي تكون داخلة في الإختبار ..
وجزاكم الله خيرا ..
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2006, 09:20 AM
أسأل الله لكم التوفيق والسداد ، في هذا الاختبار وفي غيره.
أنصحك بقراءة الكتب الآتية قراءة دَرْسٍ وتفقهٍ :
- المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله بن يوسف الجديع.
- فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار.
- علوم القرآن بين البرهان والإتقان للدكتور حازم سعيد حيدر.(1/3311)
أرجو إن أنت أنهيتها بتدبر وتعليق للمهمات ، أن تدخل للاختبار وأنت مطمئن إن شاء الله.
---
(1/3312)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الجزء الأول من أحكام القران - ابن العربي - ملف وورد
---
الجزء الأول من أحكام القران - ابن العربي - ملف وورد
---
barsoom
06-14-2003, 10:09 PM
السلام عليكم
اليكم الجزء الأول من كتاب الإمام ابن العربي - أحكام القران مرتب ومنظم تنظيما جديداً - على ملف وورد مضغوك , نقلا عن موقع الإسلام
حجم الملف = 226KB
عدد الصفحات 112
للحصول على الجزء إضغط هنا (http://www.barsoomyat.com/files/a7kam1.rar)
---
(1/3313)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
الصفحات : 1 2 3 [4] 5
---
واجب الأمة نحو حملة دينها مع أعظم أناس بعد الأنبياء {الصحابة والعلماء } (0 ردود)
من كتب العلامة بن بيه ...توضيح أوجه اختلاف الأقوال في مسائل من معاملات الأموال (3 ردود)
للتحميل " برنامج مكتبة الشيخ الألباني " (0 ردود)
مكتبات العلماء الألكترونية (3 ردود)
المجتبى في علوم القرآن (2 ردود)
واجب الأمة نحو حملة دينها ؛مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء ) (0 ردود)
مكتبة التفسير وعلوم القرآن (0 ردود)
أحتاج هذه الكتب و بسرعة جزيتم خيرا (2 ردود)
كيف يمكنني الحصول على كتاب ابن الجوزي تذكرة المنتبه في عيون المشتبه (0 ردود)
واجب الأمة نحو حملة دينها مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء ) (0 ردود)
بحث للتحميل بعنوان " حتى لا تبوء بها " يناقش بعض مسائل التكفير للشيخ السحيم (0 ردود)
مفهوم القدر والحرية عند اوائل الصوفية (0 ردود)
النفيس لابن الجوزي (2 ردود)
فنون (0 ردود)
أين أجد مختصر تفسير ابن كثير للرفاعي ؟ (0 ردود)
برامج كتب ألكترونية مهمة (2 ردود)
شرح جميل لكتاب زاد المستقنع لفضيلة الشيخ/ حمد بن عبد الله الحمد على شكل كتب ألكتروني (0 ردود)
كتاب الأحوبة المفيدة لمهمات العقيدة للشيخ عبدالرحمن الدوسري لأول مرة بالورد (1 ردود)
الماسونية للشيخ عبدالرحمن الدوسري (0 ردود)
بحوث علميّة قيمة وجديدة " للتحميل " (1 ردود)
بحث عن كتب (0 ردود)
كتب الكترونية بادر بالتحميل (3 ردود)
إثبات الشفاعة لصاحب المقام المحمود (1 ردود)
للتحميل كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية كاملاً (0 ردود)
ابحث عن كتاب (0 ردود)
ثلاثة كتب للتحميل : فضائل أبو بكر , فضائل عثمان , النهي عن سب الأصحاب (0 ردود)(1/3314)
مختارات (70) (هموم تربوية ودعوية )+ فن توجيه الحدث (0 ردود)
فنون (0 ردود)
طلب كتاب اسرار تنزيل القران للإمام السيوطي (4 ردود)
مختارات (70) (هموم إعلامية ودعوية ) (0 ردود)
طلب :توفيق الرحمن لدروس القرآن و في ظلال القرآن (2 ردود)
سؤال في الحديث (0 ردود)
فنون (0 ردود)
حمل كتاب مظاهر التشبة بالكفار في العصر الحديث وأثرها على المسلمين (0 ردود)
برنامج للرسم العثماني بخط عثمان طه (قراءات) (1 ردود)
فنون (0 ردود)
فنون (فن توجيه الحدث) (0 ردود)
مصطلحات فقهية تهمك (0 ردود)
حمّل كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط (0 ردود)
كتاب المفردات (3 ردود)
علاقة الداعية بمجتمعها وأثر ذلك في دعوتها (2 ردود)
حمّل كتاب جمع الجواهر في الملح والنوادر (0 ردود)
حمّل مجلة البيان من العدد ( 1 / 80 ) ملفات ورد منسقة (0 ردود)
فنون (0 ردود)
سلسلة كتب الإنساب على ملفات ورد للتحميل لأول مرة (0 ردود)
بحث عن كتب (2 ردود)
فنون (0 ردود)
حمل كتاب المختارة للضياء المقدسي 1/10 (0 ردود)
فنون (0 ردود)
فنون (0 ردود)
حمل تفسير الباقيات الصالحات العلائي وما دل عليه القرآن محمود شكري الالوسي (1 ردود)
بحث بعنوان هل مَنَع ابن الصّلاح من تصحيح وتضعيف الأحاديث ؟ (0 ردود)
كتب الشيخ بن عثيمين بطريقة جميلة (4 ردود)
التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي والحدود الأنيقة لزكريا الأنصاري (2 ردود)
إنشئ مكتبك الإلكترونية الشخصية وقل وداعاً لملفات الوورد (2 ردود)
فنون (0 ردود)
موسوعة الحديث الشريف (بادر بتحميل نسختك) (0 ردود)
حمّل الفائق في غريب الحديث للزمخشري المعتزلي (0 ردود)
حمل مجموعة من كتب التفسير النادرة (2 ردود)
ثلاثة كتب في غريب القرآن لابن الجوزي والسجستاني وابن الهائم الشافعي (0 ردود)
حمّل البرهان في علوم القرآن للزركشي لأول مرة 1/4 (0 ردود)
لأول مرة علي النت حمل مناهل العرفان فى علوم القرآن (0 ردود)(1/3315)
حمل ثمانية كتب في ناسخ القرآن ومنسوخه (0 ردود)
سلسلة التفاسير لأول مرة على النت على ملفات ورد للتحميل (1 ردود)
أبحث عن تفسير (3 ردود)
إنشاء حلقات بين الأصدقاء لتدارس القرآن الكريم المرجو المساهمة (0 ردود)
حمل كتاب التبر المسبوك في نصيحة الملوك للغزالي (0 ردود)
كتاب الإعجاز والإيجاز للثعالبي " ملف ورد " (0 ردود)
مختارات (65) (العمل الخيري ... ) (0 ردود)
طيبة النشر في القراءات العشر (1 ردود)
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجّاج على ملفات ورد (0 ردود)
كتاب غريب الحديث لابن قتيبة " ملف ورد " (0 ردود)
** مشتهى العقول في منتهى النقول ** للسّيُوطي (0 ردود)
حمّل كتاب مكفرات الذنوب وموجبات الجنة للشيباني (0 ردود)
الدفعة الأولى من الكتب الاكترونية التي تم انجازها بفضل الله (5 ردود)
حمّل كتاب اتباع السنن واجتناب البدع للمقدسي (0 ردود)
أين أجد كتاب بصائر ذوي التمييز (2 ردود)
كتاب أخلاق أهل القرآن للآجري (ملف ورد)إهداء لمكتبة التفسير (1 ردود)
كتاب القسطاس في علم العروض للزمخشري للتحميل (0 ردود)
هل من كتب تراجم على النت (3 ردود)
حمل كتب تجويد منوعه (0 ردود)
حمّل كتاب بشارة المحبوب بتكفير الذنوب للأذرعي (4 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات28) (0 ردود)
كتاب تحسين القبيح وتقبيح الحسن.. الأن للتحميل للثعالبي (0 ردود)
مجالس ثعلب للتحميل .. (1 ردود)
( من أحكام الصيام ) بحث مختصر .. إهداء لملتقى أهل التفسير (9 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 19) (0 ردود)
كتاب الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ للتحميل (0 ردود)
حمل كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط (3 ردود)
حمّل كتاب أخبار النحويين لـ أبو طاهر المقرئ (0 ردود)
هل يوجد برامج تفسير جديدة؟ (0 ردود)
حمل المعلقات العشر مع التعريف بها (1 ردود)
حمّل كتاب فتوح الشام للواقدي " ورد " (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 13، 14 ،15) (0 ردود)(1/3316)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 11،12) (0 ردود)
حمّل (المجتبى في مشكل إعراب القرآن) للدكتورالخراط (هدية لهذا الملتقى المبارك) (2 ردود)
للتحميل مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث (0 ردود)
نقض مطاعن فى القرآن الكريم (0 ردود)
للتحميل كتاب فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور للسندي (0 ردود)
حمّل كتاب الإستعداد للموت وسؤال القبر للمليباري (0 ردود)
حمّل ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض " ورد " (0 ردود)
رمضانيات(5) (0 ردود)
بشرى .. كتاب التصوف ..المنشأ والمصادر للشيخ إحسان إلهي ظهير على النت لأول مرة (2 ردود)
السعد والشريف . (1 ردود)
مفهوم الجهاد في ظلال القرآن (2 ردود)
( مذكرة التوحيد ) (2 ردود)
حمل كتاب اسرار التكرار فى القرآن المسمى البرهان فى توجيه متشابه القرآن للكرمانى pdf (0 ردود)
حمل كتاب اسلوب الالتفات فى البلاغه القرآنيه - د. حسن طبل pdf (0 ردود)
حمل تفسير الإمام الطبري بتحقيق محمود شاكر (0 ردود)
حمل كتاب نزول القرآن على سبعه احرف - مناع القطان pdf (1 ردود)
حمل كتاب بحوث فى اصول التفسير و مناهجه - فهد الرومى pdf (0 ردود)
حمل كتاب دليل الحيران لحفظ القرآن - مزاحم طالب العانى pdf (1 ردود)
حمل كتاب الناسخ و المنسوخ لابى المنصور البغدادى - د. حلمى كامل عبد الهادى pdf (0 ردود)
حمل كتاب التفسير و المفسرون - د. محمد حسين الذهبى pdf (0 ردود)
كيف يبني طالب العلم مكتبته . للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله . (22 ردود)
مفهوم الجهاد في سبيل الله عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (4 ردود)
حمل التأويل خطورته وآثاره للدكتور عمر بن سليمان الأشقر (0 ردود)
برنامج السر المصون في رواية قالون (2 ردود)
حمّل كتاب النقط لأبي عمرو الداني " ورد " (0 ردود)
هل من كتاب يشرح قراءة ورش؟ (15 ردود)
حمّل كتاب العزلة للإمام الخطابي (0 ردود)
كتاب " الإكمال " لابن ماكولا على ملفات ورد (0 ردود)(1/3317)
طلب بشأن منظومة التفسير للزمزمي (0 ردود)
كتاب الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح (0 ردود)
موقع الشيخان للدراسات يرحب بكم (0 ردود)
للتحميل كتاب " فوات الوفيات " لابن شاكر الكتبي (0 ردود)
هدية للإخوة الكرام .. ( أبيات قصر المنفصل لحفص ) (0 ردود)
وجوب تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء من أحوالنا (0 ردود)
حمّل مقامات بديع الزمان الهمداني (0 ردود)
هل هناك كتب في السيرة من القرآن (3 ردود)
الخلاصة في شرح آيات الجهاد في القرآن (0 ردود)
حمّل كتاب الْمُغْرِبِ فِي تَرْتِيبِ الْمُعْرِبِ للمطرزي (1 ردود)
حمّل كتاب عيـ الأخبار ــون لابن قتيبة (0 ردود)
حمّل كتاب مقامات الحريري على ملف ورد (2 ردود)
حمّل الآن أضخم المعاجم اللغوية " المخصص " في اللغة لابن سيده كاملاً (0 ردود)
حمّل كتاب تبصير المنتبه بتحرير المشتبه للحافظ ابن حجر العسقلاني (0 ردود)
برنامج القرآن الكريم ( قالون) برواية حفص عن عاصم (2 ردود)
حمّل كتاب الروض الآنف للسهيلي على ملفات ورد (0 ردود)
السر المصون في رواية قالون (0 ردود)
الدينونة لله وحده في ظلال القرآن (5 ردود)
الأصدار الثاني من برنامج الفرائد المرتبة (1 ردود)
دعوة للناشطين (0 ردود)
علوم القرآن للقطان (0 ردود)
أكبر موسوعة للكتب الاسلامية والعربية على الانترنت... (9 ردود)
مفهوم الولاء والبراء في القرآن الكريم (1 ردود)
بعض معلومات عن مختصر تفسير ابن كثير للشيخ أحمد شاكر (0 ردود)
لآلئ البيان في تجويد القرءان (0 ردود)
مناقب أهل البيت وعلي في تفسير الثعلبي (2 ردود)
كتب المتشابهات (4 ردود)
المفصل في شرح آيات القتال في القرآن الكريم (1 ردود)
تعرف على : كتب الدكتور السامرائي (1 ردود)
ملاك التأويل (22 ردود)
حمل تفسير آية وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة 00 (0 ردود)
المتون (17 ردود)
حمل فضائل القرآن وآداب حملته للشيخ العدوي (0 ردود)(1/3318)
حمل العواصم من الشيطان للشيخ العدوي (0 ردود)
حمل العواصم من الشيطان للشيخ العدوي (0 ردود)
حمل كتاب التربية بالمحنة (5 ردود)
ما هي طبعات كتاب مباحث في علوم القرآن (4 ردود)
حمل تفسير آية نساؤكم حرث لكم 00 (0 ردود)
متن الدرة المضية (0 ردود)
حمل المفصل في تفسير آية الولاء والبراء (0 ردود)
حمل المفصل في شرح آية من آيات الجهاد في سبيل الله {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُو (0 ردود)
حمل المفصل في شرح آية لا إكراه في الدين (0 ردود)
حمّل كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة (3 ردود)
متن عقيلة أتراب القصائد في علوم الرسم (3 ردود)
حمل تفسير قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق 00 (3 ردود)
حمل اليهود والنصارى في ظلال القرآن (0 ردود)
برنامج الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة فى بيان خلف حفص من طريق الطيبة (1 ردود)
برنامج متن الجزرية (3 ردود)
حمّل التفسير الميسر على هيئة كتاب الكتروني ... (2 ردود)
برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة (0 ردود)
برنامج مختصر التبيان في آداب حملة القرآن (1 ردود)
تجريد القواعد من البلاغة الواضحة (2 ردود)
برنامج علم التجويد (1 ردود)
برنامج تحفة الأطفال (3 ردود)
ابحث عن متن لالئ البيان في تجويد القرآن (0 ردود)
من يعرف شيئا عن كتاب الإشارة فى القراءات العشر لأبي نصر العراقي (1 ردود)
سؤال عن تفسير الكازروني لسورة الفاتحة هل حقق أم لا ؟ (1 ردود)
تفسير ابن عطية ياهل التفسير ؟ (1 ردود)
لم لا تضيفون هذا الكتاب ؟!! (0 ردود)
أخطاء كتاب أيسر التفاسير (0 ردود)
حمل كتاب (المصطلحات الأربعة في القرآن ) للمودودي (0 ردود)
حمل منهج الطاهر بن عاشورفي التفسير (5 ردود)
زاد المسير في علم التفسير على ملفات ورد جاهز للتحميل (1 ردود)
حمل تفسير الفخر الرازي (1 ردود)
لا أعلم من أين أحمل هذه الكتب ... ؟ (0 ردود)
موقع فيه فهارس لكتب تفسير مخطوطة على ميكرو فيلم، للمختصين (1 ردود)(1/3319)
كتب جديد ... (0 ردود)
فتاوى الشيخ: محمد بن إبراهيم - رحمه الله - * للتحميل كاملة * (0 ردود)
لمن حمل كتاب السبعة لابن مجاهد، إليكم الجزء الناقص، ومعذرة على هذا الخطأ (6 ردود)
الفزعة يا أهل التفسير (2 ردود)
اصول التفسير للعلامة عبد الرحمن بن القاسم النجدي (1 ردود)
أريد أبحاثا في حجية تفسير الصحابي (3 ردود)
موقع الباحث الإسلامي (0 ردود)
تفسيرالقرطبي؟؟ (2 ردود)
الأحاديث النبوية والقراءات القرآنية (3 ردود)
شَرح تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم لعلامة الزمان الشيخ الزيات (1 ردود)
حمل كتاب حل المشكلات وتوضيح التحريرات لوكيل مشيخة المقارئ الإسكندرية (3 ردود)
بدائع البرهان شرح عمدة العرفان في تحريرات الطيبة كلاهما للعلامة الإزميري (4 ردود)
المساعد في عمل فهرس المصادر والمراجع (2 ردود)
نفائس مكتبات خاصة ..اهمال وضياع وفوضى (3 ردود)
المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة في القران الكريم (3 ردود)
عنواين مكتبات تسهل عملية الحصول على الكتاب (0 ردود)
كتاب (الروضة الندية شرح متن الجزرية) (1 ردود)
القرآن الكريم كاملا بالرسم العثماني على ملفات وورد (22 ردود)
كتاب درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين (0 ردود)
كنوز العلم على الإنترنت (( اختر من المواقع مالذ وطاب )). (1 ردود)
أناشدكم أين أجد هذه الكتب لمحمود محمد شاكر (16 ردود)
أين أجد هذا الكتاب (2 ردود)
أين نجد برنامج كيف يبني طالب العلم مكتبته للخضير (10 ردود)
هل يوجد القران الكريم على ملفات ورد (1 ردود)
ابحث عن تفسير ابن كثير رحمه الله على ملفات ورد كاملاً . (2 ردود)
حمل الكشاف للزمخشري بسهولة (0 ردود)
افتتاح مكتبة مشكاة الإسلامية ( حمل 430 ) كتاب إسلامي بكل سهولة (12 ردود)
حمل أمهات كتب التفسير التالية من مكتبة المشكاة الإسلامية (0 ردود)
تفهيم القران للمودودي (0 ردود)
الاكليل للسيوطي (2 ردود)(1/3320)
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (3 ردود)
سؤال عن أفضل طبعات تفسير الطبري (1 ردود)
معالم التنزيل (1 ردود)
لا يفوتكم : موسوعات قرآنية وحديثية جديدة (0 ردود)
كتاب ( الإسرائيليات في تفسير الطبري ) (6 ردود)
منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات (0 ردود)
رسالة دعوية موجهة لغير المسلمين لدعوتهم للدخول في دين الإسلام (مترجمة للإنجليزية)) (1 ردود)
قواعد التجويد برواية ورش (0 ردود)
حمل القرآن الكريم بالرسم العثماني (2 ردود)
حمل مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية كاملا - 35 مجلد على ملفات ورد (0 ردود)
الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن (0 ردود)
حمل أهم المتون العلمية (2 ردود)
حمل "برنامج علوم القرآن الكريم" من موقع الازهر (0 ردود)
كل شيء عن القرآن الكريم (0 ردود)
"في ظلال القرآن" كاملا هنا (3 ردود)
اسرار ترتيب القران - السيوطي - ملف وورد (3 ردود)
رسالة مفحمات الأقران في مبهمات القران -السيوطي- ملف وورد (1 ردود)
تفسير القرطبي - نسخة جديدة منسقة - ملف وورد (0 ردود)
حمل باقي أجزاء تفسير القرطبي - ملفات ورد (0 ردود)
حمل أو تصفح "مفردات القرآن الكريم" (0 ردود)
حمل تفسير في ظلال القرآن (3 ردود)
الجزء الثاني - أحكام القران ابن العربي- ملف وورد (0 ردود)
حمل "تفسير القرطبي" - وورد (2 ردود)
حمل تفسير القرطبي (0 ردود)
الجزء الأول من أحكام القران - ابن العربي - ملف وورد (0 ردود)
CD برنامج بلال للتحميل (1 ردود)
حمل "موسوعة القرآن الكريم" (5 ردود)
هديتنا لكم ج 1 من تفسير القرطبي ملف وورد (3 ردود)
متن الدرة في القراءات الثلاث (0 ردود)
هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا (0 ردود)
حمل كتاب "من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو و الأصال والعشى والإبكار" (0 ردود)
صدر حديثاً تفسير عبدالله بن وهب المصري وهو جزء من الجامع له رحمه الله (2 ردود)(1/3321)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إطلالة أولى : سؤال عن أفضل طبعة لكشاف الزمخشري
---
إطلالة أولى : سؤال عن أفضل طبعة لكشاف الزمخشري
---
طارق الفريدي
10-25-2005, 07:06 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......
أولاً أشكر الإخوة القائمين على هذا الملتقى الفذ و أسأل الله أن ينفع بهم ، فأنا من ضيوف الملتقى منذ عدة أشهر و لكن لم يتسن لي التسجيل إلا هذه اللحظة .
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى و هي عبارة عن استفسار أضعه بين المتخصصين في طبعات الكتب المتعلقة بالتفسير وهو :
ما أفضل طبعة لتفسير ( الكشاف ) للزمخشري ، فلدي رغبة في شرائه لارتباطه الوثيق برسالتي ، فقد تجولت في المكتبات فوجدت عدة طبعات مختلفة ، الأمر الذي جعلني أتريث في شرائه .
فأفيدونا بارك الله فيكم ..........
---
مساعد الطيار
10-25-2005, 08:39 PM
حياك الله اخي طارق ، ومن النسخ المعتمدة للكشاف نسخة مصورة ، صورتها دار المعرفة في لبنان ، وعليها حاشية الجرجاني وابن المنير ، وفي آخرها تنزيل الآيات على الشواهد .
وهناك نسخة اخرى فيها تخريج أحاديث الكشاف ، وكلها مصورات عن طبعات قديمة .
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2005, 01:45 PM
مرحباً بك أخي العزيز طارق ، وأسأل الله لك التوفيق. وفي انتظار فوائدكم.
أما طبعات الكشاف فالمعتمدة التي عليها معظم إحالات الباحثين هي التي ذكرها الدكتور مساعد ، وهناك طبعة أخرى أخرجتها مكتبة العبيكان في ستة مجلدات ، أوضح وأجمل من حيث الخط . وليس في طبعات الكشاف ما يشفي الغليل من حيث التحقيق العلمي المعروف حتى الآن.
---
مرهف
10-26-2005, 04:42 PM(1/3322)
هناك تحقيق للكشاف لعبد الرحمن المهدي طباعة بيروت دار المعرفة ولكنه لم يحسن بدمج تخريجه للحديث مع تخريج ابن حجر وحكمه عليها وهو على كل الأحول يعتمد على الطبعة المصورة المشار إليها وإن كنت ممن يرغب في الطبعة المصورة لأنها أسلم والله أعلم والعجيب أن عبد الرحمن مهدي أخرج خلال سنتين عدة تفاسير محققة؟؟؟! كتفسير القرطبي والكشاف مع بعض الكتب الأخرى التي لا يحضرني اسمها
---
(1/3323)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التماس من طلاب جامعات العراق الصامد
---
التماس من طلاب جامعات العراق الصامد
---
حنان
06-17-2006, 01:38 PM
كيف لي أن احصل على الرسائل التالية، والتي تم مناقشتها في جامعات العراق:
1- أسلوب التعليل في العربية،أحمد خضير عباس،رسالة ماجستير،كلية الآداب،الجامعة المستنصرية،سنة 1999.
2- علل التعبير القرآني عند الرازي في التفسير الكبير،أحمد جمعة الهيتي،رسالة دكتوراة،كلية الآداب،جامعة بغداد،1999.
---
د. أبو عائشة
06-17-2006, 03:32 PM
عندي نسخة من علل التعبير القرآني عند الرازي في التفسير الكبير،أحمد جمعة الهيتي ، وبإمكاني الحصول على الرسالة الأخرى ، ويبدو أن الاهتمام هنا بدراسة العلل والتعليل فأحب الإشارة إلى وجود رسائل أخرى في الجامعات العراقية ، وهي :
1- علل التعبير القرآني في تفسبر البر المحيط - اطروحة دكتوراه - نوقشت في الجامعة الاسلامية .
2- علل التعبير القرآني في تفسير الكشاف- رسالة ماجستير - نوقشت في كلية الشريعة - جامعة بغداد
3- علل التعبير القرآني في كتب معاني القرآن -اطروحة دكتوراه - نوقشت في كلية التربية -جامعة الانبار.
4- علل التعبير القرآني في تفاسير سورة اليقرة - اطروحة دكتوراه - نوقشت في كلية التربية ابن رشد - جامعة بغداد .
5- علل التعبير القرآني عند السيوطي - اطروة دكتوراه - في مرحلة الكتابة
وأنا على استعداد للمساعدة في الحصول عليها إن شاء الله ، وفق الله الجميع .
---
حنان
06-24-2006, 02:56 PM
شكرا جزيلا على اهتمامكم الكريم
أود التعرف على مضمون الرسائل التي تفضلتم بسردها، وما المراد بعلل التعبير القرآني؟؟ لاطابق المفهوم مع ما يجول في خاطري...
ولنا لقاء آخر ان شاء الله
---
حنان
06-28-2006, 06:19 PM
انتظر ردكم استاذي الفاضل عامر للاهمية القصوى
ودمتم
---(1/3324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أشيروا علي بالمنهج يا أهل العلم
---
أشيروا علي بالمنهج يا أهل العلم
---
حسن الكبهي
07-13-2003, 10:32 AM
السلام عليكم يا أهل العلم وجميع الاخوة
لدي سؤالان ارجو التكرم بالاجابة عليها:
1- أٌقرأ في كتب التفسير التالية : ابن كثير و ابن جزي و ابن عثيمين و ابن الجوزي و صديق حسن الفتح ولكنني احببت تفسير ابن جزي كثيرا وأرجو منكم اعطائي فكرة عنه وبالذات من الناحية العقدية
2- انا تخصصي غير شرعي وخبرتي علمية تقنية غير شرعية لكنني احببت علم التفسير وقد قررت ان اتعلمه حتى اتقنه وان فني العمر في ذلك لعل الله عز وجل يمن بفتح من عنده وفضل انه جواد كريم. أرجو ممن لديه العلم ان يجود علي بالمنهج العلمي الصحيح المتدرج للسعي والدخول في هذا الطريق الموصل الى الله العزيز الكريم
ولكم من الله خير الجزاء ولكم مني أطيب الدعاء
والسلام
حسن الكبهي
---
أبومجاهدالعبيدي
07-13-2003, 02:11 PM
بسم الله
حياك الله أخي حسن
وجواباً عما سألت عنه أقول :
لقد أحسنت فيما ذكرته عن كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي الغرناطي ؛ فقهو كتاب مختصر من غير إخلال ، لخصه مؤلفه من كتب التفسير ، وأضاف إليه فوائد متنوعة من كتب متعددة ، وهو تفسير له منهج واضح ذكره مؤلفه في مقدمة كتابه ، وذكر أنه قصد به أربع مقاصد تتضمن أربع فوائد [ راجع المقدمة ] .
وبالنسبة لما سألت عنه من الناحية العقدية وموقف ابن جزي منه ؛ فهو مؤول لأغلب الصفات ، ومفوض لبعضها ، ويذكر مذهب السلف أحياناً وينصره ، ويبين بطلان عقائد المعتزلة في بعض المسائل .
وابن جزي عنده نزعة صوفية ، ومن أمثلة مخالفاته في ذلك قوله : ( ثم إن ثمرة الذكر التي تجمع الأسماء والصفات مجموعة في الذكر الفرد ، وهو قولنا : { الله الله }!! فهذا الغاية وإليه المنتهى ) 1/64(1/3325)
وله كلام في أن توحيد الخاصة يكون بالمكاشفة والفناء !! 1/66 .
ولك أن ترجع لى كتاب : القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لمحمد الحمود النجدي ص30-36
وهناك رسالة ماجستير مطولة عن ابن جزي ومنهجه في التفسير لعلي محمد الزبيري من الجامعة الإسلامية ، وهي مطبوعة في مجلدين عن دار القلم بدمشق عام 1407هـ
فيمكنك الاستفادة من هذين الكتابين .
ويمكنك الاستفادة مما كتب تحت هذا الرابط في دراسة التفسير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
---
حسن الكبهي
07-13-2003, 03:50 PM
السلام عليكم جميعا
أشكرك أخي أبا مجاهد العبيدي بالغ الشكر وأحسنه على ردك السريع الموفق، وأسأل الله الكريم ان يفتح عليك أبواب فضله ورحمته فانه لايملكها الا هو.
وكونك مشرف فاني أتقدم اليك بهذا الاقتراح
ان يكون لدينا في الملتقى قسم للاخبار نضع فيه كل خبر عن التفسير والمفسرين والكتب وكل جديد عن هذا العلم العظيم وبتعاون من الجميع وايضا قد يكون بتعاون من المواقع الأخرى عن التفسير ليكون هناك تعونا . طبعا قد يبدي اخواني في الملتقى تحسينات على الفكرة أفضل مما طرحت
وتقبلوا شكري مرة أخرى
والسلام
---
(1/3326)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > وضع عنوان الموقع في جميع مواقع البحث
---
وضع عنوان الموقع في جميع مواقع البحث
---
maliksr
06-04-2003, 09:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اخواني في الله انا طالب في كلية الدرسات الاسلامية قسم القرآن والتفسير بجامعة الاسلامية بهاولفور ( بنجاب) باكستان ، دخلت هذا الموقع صدفة ، وكنت قبل ذلك غالبا ادخل مواقع الفرق الضالة ( لم أذكر المواقع) ولكن اذا بحثتم في موقع ياهو , (www.yahoo.com) تجدون بسهولة .
الرجاء وضع عنوان الموقع في جميع مواقع البحث
... والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2003, 08:11 PM
أشكرك على اقتراحك وهو محل العناية وفقك الله.
---
(1/3327)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > علاقة الداعية بمجتمعها وأثر ذلك في دعوتها
---
علاقة الداعية بمجتمعها وأثر ذلك في دعوتها
---
ابنة الإسلام
03-05-2005, 05:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث بعنوان:
علاقة الداعية بمجتمعها وأثر ذلك في دعوتها
أرجو أن تعطوني بعض المراجع التي تفيدني في هذا الموضوع
وجزاكم الله خيرا
أختكم ابنة الإسلام
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2005, 06:07 PM
هناك بحوث ودورات دارت حول هذا الموضوع ولله الحمد . ويمكن الحصول على كثير منها من خلال البحث في المواقع الإسلامية كالإسلام اليوم وصيد الفوائد والمسلم.
أمثلة :
- من مكتبة صيد الفوائد (http://saaid.net/book/search.php?PHPSESSID=208b9142c7c8fe737d7c0d36eb814 7f7&do=title&u=%C7%E1%CF%C7%DA%ED%C9)
- ملتقى الداعيات - صيد الفوائد . (http://saaid.net/daeyat/index.htm).
نسأل الله لكم التوفيق.
---
ابنة الإسلام
03-06-2005, 02:46 PM
جزاك الله خيرا ورفع قدرك
---
(1/3328)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النسخ في القرآن
---
النسخ في القرآن
---
عبدالله العلي
10-03-2003, 10:08 PM
أرجو من الأخوة والمشايخ الكرام ، تسجيل مايعرفون من كتب تكلمت عن النسخ عموما ، وخاصة إذا كان هناك رسائل علمية ، وشكرالله للجميع
---
أبومجاهدالعبيدي
10-03-2003, 11:12 PM
أخي الكريم
بإمكانك الرجوع إلى هذا الموضوع :
وقفات مع النسخ في القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25)
الآيات المنسوخة في القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=849)
---
(1/3329)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مستشرق روسي يقول:إن أقدم نسخه للمصحف كتبت عام 36هـ وتم العثور عليها في اليمن!!!
---
مستشرق روسي يقول:إن أقدم نسخه للمصحف كتبت عام 36هـ وتم العثور عليها في اليمن!!!
---
أبو المعتز القرشي
10-18-2005, 10:48 PM
شكك العالم وخبير التراث وصاحب أكثر من عشرة مؤلفات في الدراسات القرآنية المدير الأسبق لمعهد المخطوطات العربية الدكتور حسين نصار، شكك في رواية الباحث الروسي يفيم رضوان التي ادعى فيها أن أقدم نسخة للقرآن الكريم هي نسخة عثمان التي كان يقرأ فيها الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) لحظة اغتياله، واعتبرها الدكتور نصار مجرد كذبة مرجحاً تدمير هذه النسخة أثناء عملية الاغتيال مع بقية محتويات غرفة عثمان.
وقال الدكتور نصار في تصريحات لـ "الوطن": إن موضوع مصحف عثمان الذي قتل وهو يقرؤه كذبة، فيوجد أكثر من 5 مصاحف في مناطق متفرقة من العالم يدعي أصحاب كل منها أنها المصحف الذي كان يقرأ به عثمان لحظة اغتياله، وأحد هذه المصاحف يوجد بمصر وقيل إن عليه قطرات من دم عثمان وحتى الآن لا يوجد دليل علمي على وجود مصحف عثمان الذي كان معه، وغالب الظن أن مصحفه تم تدميره لحظة اغتياله، فكل محتويات الغرفة التي قتل فيها دمرت.
وساق الدكتور نصار دليلاً قوياً على عدم صدق ما جاء على لسان الباحث الروسي وهو عثور أحد المستشرقين الألمان على أقدم نسخة للمصحف الشريف باليمن وهى تعود إلى عام 36 هجرية وذلك يفند ادعاءات الباحث الروسي، مشدداً على أنه من الناحية العلمية لا يوجد شيء على الإطلاق يثبت وجود نسخة المصحف التي كانت بيد عثمان عند مقتله.
ويفرق الدكتور نصار في ذلك بين النسخة التي كانت بين يدي عثمان ونسخ مصحف عثمان التي تم إرسالها إلى الأمصار والتي أخذ عنها المصحف الذي بين أيدنا الآن.(1/3330)
وكان نائب مدير متحف الأنثروبولوجيا والإثنوجرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفيسور يفيم رضوان قد قال في حديثه لصحيفة "جازيتا" الروسية: "إن أقدم وأكمل نسخة للقرآن الكريم موجودة في روسيا". وتحدث المستشرق الروسي الذي أجرى أبحاثا عن القرآن وأنهى جمع ودراسة العديد من المخطوطات عن أهمية هذا الأثر، مشيراً إلى أنه من الآثار العالمية الهامة.
ورأى الباحث أن نسخة "مصحف عثمان" التي أصدرها مؤخراً، هي من وجهة نظر المسلمين، أول نسخة للقرآن تم على أساسها فيما بعد تم عمل كل النسخ اللاحقة. وأضاف أن المسلمين يثقون بأن هذا القرآن قد سجل في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان. كما تشير الروايات إلى أن الخليفة قتل وهو يقرأ النسخة بالذات وأريق دمه على صفحاتها. إذ توجد على صفحات المخطوطات بقع سوداء عليها آثار دم.
وأكد رضوان أن نسخة القرآن هذه تعتبر أكمل وأقدم نسخة. ولا يزيد عدد مثل هذه النسخ من حيث الحجم عن 5-7، أي النسخ التي تتألف من حوالي نصف الأوراق. أما القطع المتألفة من 5 و7 و12 ورقة، فهي كثيرة. وفي توضيحاته للمسلمين والباحثين الروس، قال رضوان: إن القرآن كُتِبَ على أوراق الرق. وهي جلد الضأن الذي يعالج بطرق خاصة تسمح فيما بعد بالكتابة عليه.(1/3331)
وفيما يتعلق بالخلافات حول تاريخ المخطوطة، قال المستشرق الروسي: إن التحليل الإشعاعي الكربوني الذي أجري في هولندا دلل على أن هذه المخطوطة ليست أحدث من القرن الثاني للهجرة، أي إنها تعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلاديين. ومن المؤسف أنه حتى أحدث طرق التحليل تخطئ في 100 - 200 سنة. وكان هناك رأي سائد وثابت في الدراسات القرآنية في أواخر السبعينات-أوائل الثمانينات للقرن العشرين مفاده أن النسخة الأولى للقرآن لم تظهر إلا في القرن الثالث للهجرة أي في القرن العاشر الميلادي. وبموجب التقاليد الإسلامية، فالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أملى نصوص القرآن قبل فترة قصيرة على وفاته. وأكد تحليل المخطوطات صحة التقليد الإسلامي بالذات.
بينما يعطي التحليل الببليوجرافي صورة دقيقة عن أنه تم وضعه في شبه الجزيرة العربية أو شمال سوريا. ولم يشر في النص الأولي إلى أسماء السور وعدد الآيات. وكان يتم ترك أماكن فارغة بين السور. وبعد حوالي 50-70 عاما أدخلت في هذه الأماكن الفارغة الزخارف وكتبت أسماء السور وعدد الآيات. كما أدخلت في هذا الوقت تعديلات نحوية بالحبر الأحمر لأن النحو الخطي العربي كان في ذلك الوقت في بداية نشوئه. ويرتبط تطور الخط العربي بشكل وثيق بتاريخ تسجيل نص القرآن. أما اختلاف هذا النص عن النسخ التي ظهرت فيما بعد فهو قليل نسبيا.
وبذل علماء المسلمين البارزون جهودا ضخمة من أجل ترتيب نسخ القرآن وإبعاد النسخ غير المقبولة عن التداول.(1/3332)
وروى الباحث الروسي في حديثه أنه في أواخر القرن التاسع عشر اشترى دبلوماسي روسي من أصل عربي جزءاً من هذه المخطوطة. وفي عام 1937 حصل عليها المستشرق الروسي الأكاديمي إيجناتي كراتشكوفسكي وهي موجودة في المجموعة الأكاديمية في مدينة سانت بطرسبورج. وعندما بدأتُ بدراستها اتضح لي بشكل مدهش أن الجزء الآخر لهذه المخطوطة موجود في قرية صغيرة في جنوب أوزبكستان بالقرب من الحدود الأفغانية. وفي عام 1983 بدأت حملة كبيرة ضد الأديان وقامت هيئة أمن الدولة بمصادرة هذه المخطوطة. وفي عام 1992 أعادوا للمسلمين 13 بدلا من 63 ورقة. وتوجد الخمسون المتبقية لدى بعض الناس المتفرقين. علماً بأن الجمارك الأوزبكية صادرت مؤخرا ثلاث أوراق منها. وتمكنتُ فيما بعد من إدراجها في الكتاب. ثم وجدت ورقتين في مكتبة سمرقند وورقة واحدة في طشقند. وتمكنت بواسطة الأصدقاء الذين يعيشون في أوزبكستان وفرنسا وألمانيا من تحديد تاريخ هذه النسخة وإعدادها للنشر. وصدر الكتاب باللغتين الروسية والعربية.
وأكد أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، الدكتور محمد شديد العوفي أن الموضوع ليس بتلك البساطة التي قد يتصورها البعض، ولا يمكن الرد عليه بتلك السرعة، فهو على حد قوله يحتاج إلى دراسة عميقة، وتأنٍ، ورجوع إلى المصادر والمراجع للتأكد والتثبت مما ذكره الباحث.
من جهته رأى المستشار والباحث في علوم القرآن الكريم، الدكتور أحمد محمد الخراط أن الباحث "لا يعرض مسألة علمية واضحة تحتاج إلى بيان الرأي فيها"، ويقترح الخراط على المستشرق المذكور، أو مراسل الصحيفة في موسكو إرسال صورة تمثل النص الذي عثر عليه، إلى جهة مختصة في السعودية، كي تعرض على أهل العلم فيها لدراستها، والبت فيها.
المصدر جريدة الوطن الثلاثاء 15 / 9 / 1426 هـ
الرابط http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-10-18/culture/culture04.htm
---
أبو المعتز القرشي(1/3333)
10-18-2005, 11:37 PM
ولقد ترجم البروفيسور رضوان وعدد من زملائه معاني مصحف عثمان إلى اللغتين الروسية والإنجليزية ... وزار مصر والتقى برئيس جامعة الأزهر الدكتور فوزي الزفزاف وأيد ترجمة روسية لمعاني مصحف عثمان!!
هذا الخبر من موقع شهود http://shohood.net/show.asp?NewId=10489&PageID=3&PartID=4
ومن موقع روسيا الاتحادية http://www.ru4arab.ru/cp/eng.php?id=20050108044947&art=20050118170951
------------------------
فإن كان الأمر على ظاهره بأن قام هذا المستشرق بترجمة هذه النسخة التي زعم أنها نسخة عثمان رضي الله عنه ووجد الموافقة والتأييد فإنه أمر خطير،وباب شر مستطير ينبغي التصدي له .
-------------------------
---
مرهف
10-19-2005, 02:03 AM
لقد كان جهد المستشرقين منذ ظهورهم على الساحة علنا وكتابتهم في موضوعات القرآن يحاولون إلباس القرآن الكريم صفة البشرية ومعاملته في الدراسة والتحقيق معاملة أي كتاب أدبي قابل للنقاش والأخذ والرد باسم الموضوعية والعلمية بل كانت دراستهم لتاريخ القرآن من هذا القبيل ويظهر أنهم يعاودون الكرة محاولين إحياء أنفسهم لأن الملاحظ عودة نشاطهم بثوب جديد ولكن بعل الاجترار الثقافي لنفاذ حصيلتهم في محاولة لضياع وقت الباحثين والعلماء المسلمين وتشتيت جهودهم و إلهائهم بالردود عن القضايا الخطيرة التي تهدد الأمة والعقيدة الإسلامية وإني أقترح في هذا الملتقى أن يخصص موضوع للكتابة في أساليب المستشرقين الحديثة لفضحهم وخير الدفاع الهجوم وفقنا الله جميعاً
---
أبو المعتز القرشي
10-19-2005, 10:37 PM
هذه مقتطفات عن المستشرق الروسي يفيم رضوان أنقلها - بدون تعليق - من عدة مواقع وضعت روابطها في الأسفل :
هو / نائب مدير متحف الانتروبولوجيا والاثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية،ونائب مدير معهد الاستشراق في سانت بطرسبورغ يفيم رضوان .(1/3334)
وهو مهتم بالتراث العربي الإسلامى، ويقوم بدراسة المخطوطات القديمة للقرآن
ويقول يفيم رضوان : إن حياتي مرتبطة بدراسة القرآن منذ أيام الدراسة، فبعد إنهاء كلية الاستشراق في جامعة لينينغراد في العام 1980م،كتبت ودافعت عن إطروحتي كمرشح في العلوم في موضوع القرآن الكريم، ومن ثم مررت بمرحلة التطبيق في عدد من المراكز العلمية في أوروبا والشرق الأوسط، وشاركت في بعثة الآثار الشاملة السوفياتية - اليمنية. وأصدرت خلال تلك الفترة العشرات من الأعمال العلمية، ومن بينها نشر الترجمة الروسية الأولى لمعاني القرآن التي وضعها ديميتري بوغوسلافسكي مع تعليقات عليها، وكذلك كتاب «القرآن في روسيا» و«القرآن وفهمه» وغيرها.
كما أنني أشارك في مشروع علمي تحت عنوان «موسوعة القرآن»."
وصدرت للمستشرق يفيم رضوان عشرات الكتب العلمية. ونشرت هذه الكتب باللغات المختلفة
من كتب هذا المستشرق كتاب «القرآن الكريم وعالمه» وهو مطبوع في 600 صفحة ومما جاء فيه :
معلومات متنوعة عن تاريخ القرآن فى روسيا .ويبدأ بفصل موسع يصف المرحلة التى عاشها النبى محمد صلى الله عليه وسلم ويغوص بالقارئ فى خضم الاحداث التى جرت فى القرن السابع الميلادي فى الجزيرة العربية حيث عاش النبى ونزل عليه القرآن الكريم. ويقول المؤلف إن لغة القرآن الكريم خرجت خارج حدود الجزيرة العربية وشكلت على مساحات واسعة من الكوكب نظاما جديدا للكتابة وان القرآن الكريم بوصفه ظاهرة ورمزا للثقافة العالمية أثر ولا يزال يؤثر على مختلف جوانب الحياة والتقاليد والثقافة سواء داخل المجتمع الاسلامى او خارجه. ويكرس المؤلف فى احد اقسام كتابه تحت عنوان دفتر ملاحظات الانسانية لمسألة تعامل غير المسلمين مع القرآن وخاصة فى العالم المسيحى وكذلك للمداخل التى اعتمدت فى دراسته ونشره فى اوروبا الغربية وكذلك فى روسيا.(1/3335)
ولقد نال بكتابه عن مصحف عثمان عدة جوائز : فقد فاز في مسابقة سنوية لأفضل كتاب علمي يتناول العلوم الإنسانية في روسيا
كما فاز هذا الكتاب بالجائزة العليا للمسابقة الدولية الثانية لفن الكتابة، وهي المسابقة التي تشارك فيها البلدان الأعضاء في رابطة الدول المستقلة. وتقرر منح الجائزة لكتاب "مصحف عثمان" باعتباره أفضل إصدار يساهم بقسطه الكبير في حوار الثقافات.
كما أنه قد فاز – غير ما سبق - بجوائز كثيرة منها جائزة "كتاب السنة" في إيران عام ???? وجائزة لجنة المسلمين في آسيا. وسوف يسافر يفيم رضوان إلى طهران في أقرب وقت ليشارك في أعمال المعرض الدولي للمصاحف هناك. ( وكان هذا الخبر في موقع إيراني بتاريخ : 25/9/2005)
يقول يفيم رضوان عن القرآن :
وإن القرآن الكريم بوصفه رمزا للثقافة العالمية، أبدى ولا يزال يبدي تأثيرا عظيما على مختلف جوانب الحياة والتقاليد والثقافة، داخل المجتمع الاسلامي وخارجه.
روابط
http://64.233.161.104/search?q=cache:drABEk3AUT0J:www.annabaa.org/nbanews/06/03.htm+%22%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%85+%D8%B1%D8%B6%D9 %88%D8%A7%D9%86%22&hl=arش
وانظر http://islamiyatonline.com/Arabic/report/display.asp?reportid=105
وانظر http://64.233.161.104/search?q=cache:6Jke8_V2iZcJ:www.iqna.ir/NewsBodyDesc_ar.asp%3Flang%3Dar%26ProdID%3D29346+% 22%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%85+%D8%B1%D8%B6%D9%88%D8%A 7%D9%86%22&hl=ar
وانظر http://ar.rian.ru/articles/20050913/41376170.html
---
عبدالرحيم
10-20-2005, 04:11 PM
أخي الفاضل...
الشبهة في عدم وجود نسخة (( كاملة )) للقرآن الكريم في مخطوطة مكتوبة قبل 200 هـ
لذا فإن إيجاد صفحات مصحف مخطوطة لا المصحف كاملاً ليس بتلك الأهمية في بيان عدم تحريف القرآن الكريم.
مع محبتي
---
أبو المعتز القرشي
10-25-2005, 12:55 AM(1/3336)
هذه مقتطفات من كلام الدكتور غانم قدوري في مسالة المصاحف القديمة :
قال في لقائه العلمي مع الملتقى ( ص 88 ) : " إنّ جميع المصاحف المخطوطة والمطبوعة في العالم ، القديمة والحديثة ، متفقة في الرسم والترتيب ، ولا يُقِّدم أيٌّ منها أي إضافة إلى نص القرآن الكريم ، لكن لكل نسخة من المصحف قيمة معنوية ، وأهمية تاريخية وعلمية ، لاسيما المخطوطة منها " .
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
وقال في كتابه رسم المصحف ( ص 191-192 ) :
" ومنها - أي المصاحف القديمة - مصحف محفوظ الآن في مدينة طشقند في تركستان الإسلامية في روسيا ، وقد قامت بنشره - في مطلع هذا القرن - جمعية الآثار القديمة الروسية ، وطبعت منه خمسين نسخة "
ثم قال في الحاشية تعليقاً على هذا الكلام :
" كان هذا المصحف في جامع خواجه عبيد الله الأحرار ، ثم اشتراه حاكم تركستان ونقله إلى بطرسبورج فوضعه في دار الكتب القيصرية ، وسمي هناك المصحف السمرقندي ، وأشيع أنه المصحف الإمام الذي استشهد عليه الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فكان الناس يزورونه في أيام معينة ، ثم نشرته جمعية الآثار القديمة على يد المصور الروسي ( بساريكس ) وطبعت منه خمسين نسخة ، وبقي هذا المصحف في دار الكتب القيصرية إلى الانقلاب البلشفي ، وفي أوائل سنة 1918م حمل في حفل عظيم تحت حراسة الجند إلى إدارة مكونة من الشخصيات الإسلامية البارزة هناك تسمى ( النظارة الدينية ) وذلك إرضاء للمسلمين وكسباً لتعضيدهم ، وبقي فيها خمس سنوات . وفي أواسط سنة 1923 نقل إلى تركستان ، وبقي في سمرقند فترة من الزمن ، وهو الآن في طشقند ( انظر د. عبد الفتاح شلبي الإمالة ص 205 ) . " أهـ
---
أبو المعتز القرشي
11-11-2005, 04:38 AM
مرهف
جزاك الله خيرا
واقتراح جدير بالنظر والتطبيق
---
د.أبو بكر خليل
11-14-2005, 02:47 AM
حكمة
سوء الطن يكون أحيانا من حسن الفطن .(1/3337)
و التروي و التبصر في أمر تلك النسخة جدير بالاعتبار .
---
(1/3338)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة حول تفسير الصحابة
---
أسئلة حول تفسير الصحابة
---
أحمد الأزهري
06-20-2003, 07:21 PM
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
حياكم الله يا إخواني.. هل لديكم أقوال أهل العلم حول قبول تفسير الصحابي؟ وهل هو في حكم المرفوع؟
ثانياً.. متى يقدم قول المتأخرين على قول السلف؟ هل لذلك ضوابط وما هي؟
ولدي سؤال أخير خارج عن الموضوع ، هل منكم من يعرف قول الإمام الشافعي حول الخطاب العام والخاص في القرآن؟
---
مساعد الطيار
06-22-2003, 04:39 PM
الأخ الفاضل أحمد الأزهري
االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فأسئلتك من الأسئلة التي تحتاج إلى تحرير وتدقيق ، وقد كنت بحثت في موضوع تفسير الصحابي ، فوجدت أن التقعيد قد يختلف عن التطبيق ، وإن كان قد يستفيد منه العالم في تقرير ما يذهب إليه في بعض الأحيان ، وإجمالاً للقول ،أقول :
أولاً : لا يكاد يختلف العلماء على تقديم قول الصحابي ، دون تمييز بين ما يرويه من أسباب النزول ، وبين ما يجتهد فيه .
ثانيًا : إن المسألة إنما يُعملُ بها فيما إذا لم يكن عندك في المسألة إلا قول الصحابي ، وقول المتأخرين ، ويظهر لك بادي الرأي أن قول المتأخرين أقرب للصواب ، وهنا تأتي المشكلة في هذه المسألة .
ولقد نظرت في بعض ما يقع فيه الاعتراض على قول الصحابي ( أو قول بعض السلف من التابعين وتابعيهم ) فوجدته ـ في غالبه ـ يظهر من قصوٍر في فهم مسالكهم في التعبير عن التفسير .
ثالثًا : إذا وقع الاختلاف في التفسير بين الصحابة ، وكان من الاختلاف المحقق الذي لابدَّ فيه من الترجيح ، فإنه لا يُتصوَّر في هذه المسألة ورود السؤال عن تقديم قول االصحابي ، لأن قول بعضهم ليس حجة على قول الآخر .(1/3339)
رابعًا : إن بعض الأسئلة المفترضة لا يكون لها رصيد من المثال ، فياحبذا لو كان في سؤالك مثالاً يُنطلق منه لنقاش المسألة ، بدلاً من أن تكون المسألة مسألة مفترضة ، وقد لا يكون لها رصيد من واقع الأمثلة .
أما ما سألت عنه من تقديم قول المتأخرين ، فإنه أيضًا مفترض بلا مثال ، لكن لا يصح البتة تقديم قول المتأخرين على قول السلف ؛ لأن فيه إغماضًا في حقهم ، ودعوى أنَّ السلف لم يفهموا شيئًا من القرآن ، وفهمه المتأخرون ، وهذا أمر عظيم .
وأقول لك لأجل نقاش هذه المسألة بدقة أكثر : حدِّد مرادك بالمتأخرين ، واذكر مثالاً لما تسأل عنه ، والله الموفق .
---
أحمد الأزهري
06-23-2003, 08:25 AM
شيخنا العزيز مساعد الطيار..
أولاً.. بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً على ردكم الكريم
ثانياً: الذي دعاني لطرح تلك الأسئلة أنني كنت في نقاش مع بعض طلبة العلم حول مسئلة الغناء وقوله تعالى في سورة لقمان (ومن الناس من يشترى لهو الحديث..الآية). ومن هنا فُتح النقاش حول أقوال الصحابة وتفسير المتقدمين..
فبعضهم قال لي.. أن قول الصحابي لا يُقدّم بإطلاق إلا في أسباب النزول، ومن هذا المنطلق طرحت أسئلتي
ثالثاً: أعرف أن هذا الموضوع طُحن بحثاً وتنقيباً ولكني مبتدىء في طلب العلم وخصوصاً التفسير.
---
الاثر
06-25-2003, 11:08 PM
أولا:الاتباع هو الأصل في ديننا بل هو الدين كله قال الله تعالى (ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه الى الله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا)وقال تعالى(اتبع مايوحى إليك من ربك)
معنى الاتباع لغتا:السير في طريق مسلوك
والاتباع الشرعي يعني :السير على طريق من رضي الله عن سيرهم قال تعالى (واتبع سبيل من أناب إلى)(والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)
ومن هنا نعلم أن للاتباع شرطيين:
1-لغوي:وهو أن يكون العمل أو القول مسبوقا به(1/3340)
2-شرعي:وهوان يكون العمل أو القول صادرا ممن أناب الى الله تعالى والمنيبون لا يعرفون إلا بتزكية الله ورسوله لهم.
أما الابتداع لغتا:فهو إحداث طريق جديد لم يسلك أو اختراع قول لم يسبق وابتدأ فعل لم يفعل.
واهل السنة والجماعة يتسمون أيضا قديما أهل الحديث وأهل الأثر وأهل الاتباع لتميزهم بهذه الأمور عن غيرهم.والفرقة الناجية هي التي وصفها الرسول بقوله(هم من كان على مثل ماانا عليه واصحابي) فاستبان بهذا البيان وجوب اتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام ابن كثير –رحمه الله-في صفة أهل السنة والجماعة(وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة –رضي الله عنهم-هو بدعة,لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ,لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها)تفسير ابن كثير سورة الأحقاف,عند قوله تعالى :( وقال الذين كفروا للذين آمنوا لوكان خيرا لسبقونا إليه)
ثانيا:الأصل في فهم الكتاب والسنة وماورد فيهما من الألفاظ الشرعية أن يكون على منهج السلف الصالح وان ما عرف تفسيره من جهة النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه لم يحتج معه الى بيان آخر وان من تأولهما على ظاهرهما بلا دلالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه هو تأويل أهل البدع.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسام في بين الفرقة الناجية (ما أنا عليه واصحابي)ولم يقل ما أنا عليه فقط وقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)ولم يقل بسنتي فقط ..
قال الإمام حمد بن حنبل –رحمه الله-(أصول السنة عندنا التمسك بما عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل بدعة ضلالة)أعلام الموقعين ج1(1/3341)
وقال الإمام احمد ( وان تأويل من تأول القرآن بلا سنة تدل عليه على معنى ما أراد الله منه او اثر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرف ذلك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اوعن أصحابه فهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا تنزيله وما قصه الله في القرآن وماعني به وما أراد اخاص هو أم عام فأما من تأوله على ظاهره بلا دلالة من رسول الله ولا أحد من اصحابه فهذا تأويل أهل البدع)الإيمان ابن تيمية ص373
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-(وما ينبغي أن يعلم إن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك الى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم)
قال الإمام البربهاري –رحمه الله-(وابتدعت –الجهمية- من وجوه إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ونهيه وأصحابه ولم يتخطى أحد منهم ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم وعلى انهم على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح) شرح السنه للبربهاري
وقال أيضا (واعلم أن الدين هو التقليد والتقليد لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) شرح السنة للبربهاري
ثالثا:هل قول الصحابي حجة أم لا؟
ذهب جمهور أهل العلم منهم الإمام أبى حنيفة ومالك والإمام احمد والشافعي في القديم باتفاق اصحابه وفي الجديد على الراجح من قول اصحابه كماحرره الإمام ابن القيم ورد على المخالفين منهم أن قول الصحابي حجة إذا لم يوجد له مخالف من الصحابة ولانص محكم صريح واستدلوا بالآيات البينات للآمرة باتباعهم وأيضا الأحاديث النبوية والآثار المروية عن بعض الصحابة والتابعين في ذلك راجع إعلام الموقعين لابن القيم ج4 في حجية قول الصحابة فإنه مهم(1/3342)
وقول الصحابي حجة في التفسير والعقائد والعبادات المحضة وغيرها وقوله إذا لم يوجد له مخالف من الصحابة انع أصوب ممن جاء بعدهم كما قال الإمام الشافعي –رحمه الله-(هم فوقنا _الصحابة-في كل علم وفقه ودين وهدى وفي كل سبيل ينال به علم وهدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا)أه كما انهم يتميزون بخصائص عنا لا نشاركهم فيها كمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه وفهم مقاله وتطبيقه عنده ومعرفة أسباب النزول وهم أهل سليقة عربيه وغيرها من الخصائص كما أنهم ابر قلوبا واعقل واحكم واعلم واعبد ممن جاء بعدهم ولهم فضائل ذكرها الله في كتابه ورسوله في سنته لانصل إليها وقد ذكر هذه الخصائص الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين المصدر السابق
أما إذا اختلف الصحابة فنأخذ من أحد أقوالهم ولا نخرج عن قولهم كلهم الى قول ثالث,قال الإمام الشافعي (ومن أدركنا ممن نرضى او حكي لنا عنه ببلدنا صاروا فيما يعلموا فيه سنة إلى قولهم أن اجتمعوا أو قول بعضهم إن تفرقوا وكذا نقول ولم نخرج من اقوالهم كلهم)المصدر السابق وذكر مثل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(قال القاضي:الإجماع حجة مقطوع عليها يجب المصير إليها ويحرم مخالفتها ولا يجوز أن تجمع الأمة على الخطأ وقد نص احمد على هذا في رواية عبد الله وأبى الحارث في الصحابة إذا اختلفوا لم يخرج عن أقاويلهم ارأيت إن اجمعوا له أن يخرجوا من اقاويلهم ؟هذا قول خبث قول أهل البدع لاينبغي لأحد أن يخرج من أقاويل الصحابة اذا اختلفوا) المستدرك على مجمع الفتاوى (2/113)أصول الفقه
وقال الإمام محمد بن عبد الهادي –رحمه الله-في الصارم المنكي في الرد على السبكي(ولا يجوز إحداث تأويل في آية اوسنة لم يكن على عهد السلف ولاعرفوه ولابينوه للأمة فان هذا يتضمن انهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه واهتدى إليه هذا المعترض المستأجر فكيف اذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه)أه(1/3343)
وقال الإمام ابن –رجب الحنبلي –رحمه الله (فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح اذا كان معمولا به عند الصحابة ومن بعدهم او عند طائفة منهم فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به ,قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فإنهم كانوا اعلم منكم...) من رسالة فضل علم السف على علم الخلف لابن رجب
وقال لإمام الآجري –رحمه الله-في سياق كلامه على صاحب العلم النافع(فإذا أوردت عليه مسألة قد اختلف فيها أهل العلم اجتهد فيها فما كان أشبه بالكتاب والسنة والإجماع ولم يخرج به من قول الصحابة وقول الفقهاء بعدهم قال به اذا كان موافقا لقول بعض الصحابة وقول الفقهاء المسلمين حتى يخرج عن قولهم لم يقل به واتهم رأيه ووجب عليه أن يسأل من هو اعلم منه او مثله حتى ينكشف له الحق ويسأل مولاه أن يوفقه لاصابة الخير والحق)من كتاب أخلاق العلماء للآجري
واعلم اخي القارئ أن هذه المسالة تعرف عند الأصوليين بلأجماع الضمني وهو اذا ا أختلف المجتهدون في عصر من العصور في مسالة من المسائل على قولين فهل عدم زيادتهم للقولين يعتبر إجماع على عدم الزيادة فلا يجوز لمن بعدهم أن يحدث قولا ثالثا او لا يعتبر ؟على القول انه إجماع يكون إجماع ضمني فالجمهور يمنعون إحداث قول ثالثا مطلقا كما مر علينا أقوال بعضهم, والبعض من فصل في المسالة فقال يجوز اذا لم يرفع اتفق عليه الأولون ويمنعونه اذا رفعه والذي يظهر انه اذا ظهر من قولي المجتهدين أن القولين بنيا على مناسبة او ملائمة حال وحمل كل قول على حال فهذا يجوز وإلا فلا يجوز لنا أن نستحدث رأيا او حكما في المسائل التي بين أيديهم لأننا نقول هم فوقنا في كل علم وفضل وعقل وتقى..والله اعلم راجع أصول الإمام احمد دراسة أصولية مقارن للدكتور عبد الله التركي(1/3344)
وهاهو اللامة الألباني يقسم المسائل الى اصلين عظيمين:
1-المسائل المستجدة التي يسميها بعض الفقهاء بالنوازل فهذه قال في حقها العلامة الألباني لابد للعالم حقا أن يفتي بما عنده من علم بنصوص الكتاب والسنة والقواعد العلمية التي منها ينطلق المفتي
2-هي المسائل التي يقطع بأنها كانت واقعة في زمن السلف والتي لابد أن يكون للسلف في مثلها رأي وجواب فهذه قال في حقها العلامة الألباني (فهنا يجب على المسلم أن يتورع أن يبادر الى تقديم رأيه بمثل تلك المسألة إلا أن يكون له فيها سلف بهذا القيد او التفصيل يمكن أن يعتبر كلمة الإمام احمد هي في الحقيقة قيد لكثير من طلاب العلم اليوم الذين يركبون رؤوسهم ويتسرعون في إصدار فتاوى كما يصرح بعضهم قائلا مستهترا بأقوال من سبقوه هم رجال ونحن رجال ,لكن أين أنت وأين هم ثم ذكر الشيخ بيتا شعريا –وهذا من الغرور الذي أصاب كثير من طلاب العلم اليوم لان بعضهم كما ذكرت آنفا يصرحون بهذا الكلام هم رجال ونحن رجال وبعضهم لسان حالهم هو هذا وقد يكون هذا الذي يدعي او يقول هذا الكلام لم يؤت في العلم ولا قليلا فإنما عنده نتف من هنا وهناك..)شريط653/1
رابعا: العمل بظواهر الكتاب والسنة:
أولا: الظاهر عند الا صوليين هو مادل بنفسه على معنى راجح مع احتمال غيره
((والمقصود به هنا الألفاظ الظاهرة التي يمكن لها معارض كالعام والمطلق والأمر والنهي
آراء جمهور العلماء في العمل بالظواهر التي لها معارض كالعام والمطلق والأمر والنهي هو انه يمتنع العمل بهذا الظاهر قبل البحث عن معارضه فيمتنع العمل بالعام قبل البحث عن المخصص وبالمطلق قبل البحث عن المقيد وبأمر قبل البحث عن ما يصرفه الى الندب او الإباحة
والإمام بن تيمية –رحمه الله-تكلم عن لفظ المجمل والمطلق والعام وما يراد بها في اصطلاح الأئمة كأحمد ورجح عدم العمل بالظواهر حتى يبحث عن المعارض بحث يطمئن القلب إليه...(1/3345)
ولهذا قال الإمام احمد يحذر المتكلم في الفقه هذين الاصلين المجمل والقياس وقال اكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس يريد بذلك انه لا يحكم بما يدل عليه العام والمطلق قبل النظر فيما يخصه ويقيده ,ولا يعمل بالقياس قبل النظر في دلالة النصوص هل تدفعه أولا؟فأكثر خطأ الناس تمسكهم بما يظنون من دلالة اللفظ والقياس فالأمور الظنية لا يعمل بها حتى يبحث عن معارض لها بحثا يطمئن القلب إليه والخطأ من لم يفعل ذلك وهذا هو الواقع في المتمسكين بالظواهر والاقيسه ولهذا جعل الاحتجاج بالظواهر مع الإعراض عن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه طريق أهل البدع وله في ذلك مصنف كبير(7/391)
واما الظاهر الذي ليسله معارض كالخاص والمقيد ونحوهما لم يخالف أحد من العلماء في وجوب العمل به إذ هو مقتضى التكليف وليس فيه احتمال معارض له ولولم يعمل به لتعطلت النصوص)) انظره في أصول الإمام احمد دراسة أصولية مقارن للدكتور عبد الله التركي
وقال الإمام الشاطبي-رحمه الله-(وكثير من فرق الاعتقادات تعلق بظواهر من الكتاب والسنة في تصحيح ما ذهبوا إليه مما لم يجد له ذكر ولاوقع ببال أحد من السلف الأولين)الموافقات (3/282)تحقيق مشهور
وقال أيضا:(كما أن اعتبار النصوص من غير اعتماد على الفهم الوارد عن السلف فهي مؤدية الى التعارض والاختلاف وهو مشاهد معنى ولأن تعارض الظواهر كثير مع القطع بأن الشريعة لااختلاف فيها.
ولذلك لا تجد فرقة من فرق الضلالة الأحد من المختلفين في الأحكام الفرعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة وقد مر من ذلك أمثلة)أه( 3/288) ا لموافقات(1/3346)
وقال الإمام ابن –رجب الحنبلي –رحمه الله (فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح اذا كان معمولا به عند الصحابة ومن بعدهم او عند طائفة منهم فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به ,قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فإنهم كانوا اعلم منكم...) من رسالة فضل علم السف على علم الخلف
(قال القاضي:يجوز تخصيص العموم بقول الصحابي اذا لم يظهر خلافه وكذلك تفسير الآية المحتملة وهذا على الرواية التي تجعل قوله حجة مقدم على القياس..) ) أنظره في أصول الإمام احمد دراسة أصولية مقارن للدكتور عبد الله
وقال أبو البركات بن تيمية-رحمه الله-(وإذا قلنا أن قول الصحابي حجه جاز تخصيص العام به )المصدر السابق
واعلم اخي الكريم إن قول هؤلاء العلماء في كون قول الصحابي حجة وجاز به تخصيص العام..وذلك لعدة أمور منها:
1-لأننا امرنا بأتباعهم
2-ولأنهم خصوا بأشياء كثيرة لا نشاركهم فيها قد بينها الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين
3-ولاحتمال كون اقولهم وافعالهم من أحاديث لم يصرحوا بها
4-ولأن هذا هو منهج الاستدلال عند الصحابة التابعين ومن اتبعهم أهل القرون المفضلة كما ذكر ذلك الإمام الدهلوي في كتابه حجة الله البالغة وله رسالة بعنوان الإنصاف في أسباب الاختلاف وهي من افضل من كتب وبين في هذه المسألة المهمة فراجعها مشكورا(1/3347)
5-ولأن فهم مراد الله ورسوله من الآيات والأحاديث لا يكون إلا بطريقة الجمع بين الآيات والأحاديث فيخصص العام ويقيد المطلق ويبين المجمل ويصرف الظاهر ..أو يحصل الفهم عن طريق معرفة القرائن واعلم أن للقرائن أربع صور:*قرينة مقاليه متصلة *قرينة مقالة منفصلة *وقرينة حالية متصلة *وقرينة حالية منفصلة ولا تجتمع معرفتها إلا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو ايسر لمعرفة مراد الله ورسوله, قال شيخ الإسلام ابن تيمية(فمتابعة الآثار فيها الاعتدال والائتلاف والتوسط الذي هو أفضل الأمور)القواعد النورانيةص49
6-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خدلهم ولامن خالفهم حتى يأتي امر الله ..) وفيه دليل على أن قول الحق لايخفى اذا فلا يخرج الحق منهم الى عصر آخر من العصور فلايجوز احداث قول ثالث خلافهم ولا الخروج عن قول الواحد منهم اذا لم يكن له مخالف ويكون الحق في غير عصرهم لأن الله كتب الظهور للحق لذلك لايمكن أن يكون الحق مخفي في عصرهم أبدا بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يخلو عصر من قائل بالحق
قال ابن رجب الحنبلي عند شرحه لحديث النعمان ابن بشير(ومع هذا فلابد في الأمة من عالم يوافق قوله الحق فيكون هذا العالم بهذا الحكم وغيره يكون الأمر مشتبها عليه ولايكون عالما بهذا فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة ولا يظهر أهل باطلها على أهل حقها فلا يكون الحق مهجورا غير معمول به في جميع الأمصار الاعصار )جامع العلوم والحكم(1/3348)
7-واعلم أخي القارئ ان الله ماكان ليحفظ كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصوصا تقرأثم يذر الناس يفهمون مقاصدهما حسب إفهامهم ونزعات عقولهم ونتائج أفكارهم ,وما كان الله ليترك العباد دون أن يرشدهم الى سبيله ثم يأمرهم بالاعتصام دون أن يرشدهم الى سبيله وكيفية تحقيقه ودون أن يبين ضابط الفهم الذي هو سبيل الاعتصام والخلاص من هذا الخلاف محال هذا وهو الرؤف الرحيم بعباده(وماكان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)أي وربي إنه لأرأف بعباده من أنفسهم ولأرحم بهم من أن يدعهم حيارى وإذا كان الأمر كذلك1- فإن هذا الضابط الملزم والمنهج القويم لم يترك لاستنباط عقولنا ونتائج تجاربنا وألا عدنا من حيث بدأنا في الاختلاف2-أن هذا الضابط هو منهج الطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي أشارت إليه الآيات والأحاديث السابقة وهناك آيات وأحاديث كثيرة لم ندكرها حتى لا يطول بنا المقام يمكن الرجوع إليها في الام الموقعين لابن القيم ج4 فصل وجوب الأخذ بقول الصحابي حيث فصل الأدلة واستخرج الدلائل ورد على المخالفين فراجعه لأهميته
3-أن بمعرفة الضابط والالتزام به والسير على منهج الطائفة المنصورة يزول الخلاف وتتم الهداية والائتلاف, قال شيخ الإسلام ابن تيمية(فمتابعة الآثار فيها الاعتدال والائتلاف والتوسط الذي هو أفضل الأمور)القواعد النورانيةص49
وفي الأخير أسأل الله أن يجعلني و إياكم من أهل الأثر والاتباع ولا يجعلنا من أهل الرأي والابتداع
وأن يرد المسلمين الى دينهم ردا جميلا وأسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا إجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى آثارهم الى يوم الدين
---
أحمد الأزهري
06-26-2003, 08:08 AM
شكر الله لك أخي الأثر وجزاك عني خيراً
---
أحمد بزوي الضاوي
12-21-2006, 11:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد(1/3349)
المبعوث رحمة للعالمين
( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) (البقرة:32)
اشتهر كثير من الصحابة رضوان الله عليهم بالتفسير ، منهم الخلفاء الأربعة. وأكثر من روى عنه منهم الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أما الثلاثة الباقون فلم يرو عنهم إلا النزر القليل ، ومنهم عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد الله بن الزبير .
واختلف العلماء في حكم التفسير المأثور عنهم ، ويمكننا أن نصنف آراءهم إلى ثلاثة أقسام :
1- من يقول بالأخذ بقول الصحابي في التفسير مطلقا ، وممن قال بذلك الحاكم في تفسيره ، حيث اعتبره بمنزل الحديث المرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذهب إلى ذلك ابن تيمية -رحمه الله- حيث قال في "مقدمة في أصول التفسير" : "إذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة ، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها ، ولما لهم من الفهم التام ، والعلم الصحيح ، لاسيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين منهم عبد الله بن مسعود".
بل إننا نجده يتهم كل من يتأول القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف على غير ما أثر عن الصحابة، وذلك حيث يقول : "إن من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين ، فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله ، محرف للكلم عن مواضعه ، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالإضطرار من دين الإسلام" .
وفي هذا ما يثبت إيمان ابن تيمية بأهمية قول الصحابي وضرورة الإحتجاج به مطلقا .(1/3350)
2- من يرده مطلقا ولا يعتبره حجة نحو ما ذهب إليه الإمام الغزالي الذي انتصر لعدم الإحتجاج بقول الصحابي . قد رجح الشيخ محمد الخضري قوله على أقوال غيره محتجا بأن "الصحابي ليس محجورا عليه أن يستنبط أو يقيس فلعله قال ما قال عن استنباط أو اجتهاد. وتعيين الأشياء التي لا مجال للرأي فيها عسر ضبطه ، ولنضرب لذلك مثلا أقل الحيض وأكثره ، فقد قال الحنفية : إن أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة ، لا ينقص عن ذلك لحظة ولا يزيد عملا بفتوى بعض الصحابة. وقالوا إن هذا لا مجال للرأي فيه مع أنه من الأمور التي يمكن للفقيه أن يفتي فيها بالمشاهدات وسؤال ذوات الشأن".
3- وذهب الأحناف إلى التفصيل فقالوا : إذا كان قول الصحابي في بيان أسباب النزول ونحوه مما لا مجال للرأي فيه فله حكم المرفوع، لانه لا يعقل -عندهم- أن يقول فيه برأيه . ومن ثم اتفقوا على الأخذ به ، كما أنهم اتفقوا على الأخذ بقوله في الأمور التي فيها مجال للرأي شريطة أن تكون مما تعم به البلوى ولم يعرف له مخالف من الصحابة ، وقد اعتبروه إجماعا سكوتيا .
أما إذا كان قوله فيما يكون مظنة للإجتهاد والإستنباط فقد اختلفوا فيه ، فمنهم من اعتبره موقوفا مادام لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي هذه الحالة لا يعتبرونه ولا يأخذون به ، لأنه لما لم يرفعه علم أنه اجتهد فيه، والمجتهد قد يصيب ويخطئ . ومنهم من جعله حجة لظن سماعه من الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحتى إن فسروه برأيهم فإصابتهم للحق أقرب لأنهم أدرى الناس بكتاب الله لما شاهدوه وعاينوه من الأحوال حال نزوله ، ولما تلقوه من تفسيره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ونستنتج من مجموع هذه الأقوال ما يلي :
1- تفسير الصحابي له حكم المرفوع مالم يكن للرأي فيه مجال، وهو موقوف إن كان كذلك مادام لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-.(1/3351)
2- إذا كان قول الصحابي من قبيل المرفوع فلا يجوز رده ، بل يتعين على المفسر الأخذ به ، ولا يعدل عنه إلى غيره .
3- اختلف العلماء في وجوب الأخذ بقول الصحابي المحكوم عليه بالوقف ، وقد يرجح الاخذ به لما يمتاز به الصحابة من جملة صفات وخصائص لا تتوفر في من أتى بعدهم ، والواقع أن المأثور عن الصحابة هو أحد أمرين :
أ- ما يروونه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويكون حكمه عندئذ سنة نبوية يتعين الأخذ بها مطلقا.
ب- ما هو من قبيل الرأي والإجتهاد منهم ، ونقل عنهم الإختلاف فيه، كما وقع بينهم في بعض الأحكام الفقهية التي لم يرد فيها نص من الكتاب أو السنة فهذا يستأنس به في تأويل النص . أما إذا أجمع الصحابة على رأي فقهي معين فإن قولهم يكون حجة ، فيؤخذ به ، ولا يتجاوز إلى غيره .
وخلاصة الأمر أن قول الصحابي حجة خاصة فيما لا سبيل فيه للرأي ، أسنده أم لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لاحتمال روايته عن الرسول من جهة ، إذ لا يعقل أن يقول برأيه في قضايا لا مجال للإجتهاد فيها.
أما ما يصدر فيه عن رأيه واجتهاده فيؤخذ به مالم يكن فيه مصادرة عقلية ، أو مخالف صريحة لنص مأثور، أو تناقض مع معطيات العلم الحديث
---
(1/3352)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في طريق تحصيل العلم وأخطاء يجب الحذر منها للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
في طريق تحصيل العلم وأخطاء يجب الحذر منها للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-13-2004, 10:54 PM
أخواني الكرام
نقلت لكم هذا الموضوع من كتاب العلم للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وبالتأكيد أن بعضكم قد أطلع على كتاب الشيخ وقرأه ولكن البعض لم يقرؤه وما يكتبه مثل ذلك العالم وأمثاله ممن أمضوا سنين طويلة في الطلب والتعليم كنز ثمين وسراج يستضيء به طالب العلم في طريق الطلب ولهذا فقد نقلت لكم هذا الموضوع من كتاب الشيخ .
في طريق تحصيل العلم وأخطاء يجب الحذر منها
الفصل الأول
طريق تحصيل العلم
من المعلوم أن الإنسان إذا أراد مكاناً فلا بد أن يعرف الطريق الموصل إليه، وإذا تعددت الطرق فإنه يبحث عن أقربها وأيسرها؛ لذلك كان من المهم طالب العلم أن يبني طلبه للعلم على أصول، ولا يتخبط عشواء، فمن لم يتقن الأصول حرم الوصول، قال الناظم :
وبعد فالعلم بحور زاخرة لن يبلغ الكادح فيه آخره
لكن في أصوله تسهيلاً لنيله فاحرص تجد سبيلاً
اغتنم القواعد الأصولا فمن تفته يحرم الوصولا
فالأصول هي: العلم والمسائل فروع، كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك
لكن ما هي الأصول؟
هل هي القواعد والضوابط ؟
أو هي القواعد والضوابط ؟
أو كلاهما ؟(1/3353)
الجواب : الأصول هي أدلة الكتاب والسنة، والقواد والضوابط المأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة، وهذه من أهم ما يكون لطالب العلم، مثلاً المشقة تجلب التيسير هذا من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة. من الكتاب من قوله تعالي:]وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [ (الحج: الآية 78) ومن السنة: قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمران بن حصين: (( صلَ قائماً ، فإن لم تستطع فقاعداً ، فإن لم تستطع على جنب )) (1) وقوله صلى الله عليه وسلم (( إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم )) (2) . هذا أصل لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل، ولكن لو لم يكن عندك هذا الأصل وتأتيك مسألتان أشكل عليك الأمر.
ولنيل العلم طريقان:
أحدهما: أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها، والتي ألفها علماء معروفون بعلمهم، وأمانتهم، وسلامة عقيدتهم من البدع والخرافات.
وأخذ العلم من بطون الكتب لا بد أن الإنسان يصل فيه إلى غاية ما. لكن هناك عقبتان:
العقبة الأولى:
الطول، فإن الإنسان يحتاج إلى وقت طويل، ومعاناة شديدة، وجهد جهيد حتى يصل إلى ما يرومه من العلم، وهذه عقبة قد لا يقوى عليها كثير من الناس، لاسيما وهو يرى من حوله قد أضاعوا أوقاتهم بلا فائدة ، فيأخذه الكسل ويكل ويمل ثم لا يدرك ما يريد.(1/3354)
العقبة الثانية: أن الذي يأخذ العلم من بطون الكتب علمه ضعيف غالباً ، لا ينبني عليه قواعد أو أصول، ولذلك نجد الخطأ الكثير من الذي يأخذ العلم من بطون الكتب لأنه ليس له قواعد وأصول يقٌعد عليها ويبني عليها الجزئيات التي في الكتاب والسنة نجد بعض الناس يمر بحديث ليس مذكوراً في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح والمسانيد وهذا الطريق يخالف ما في هذه الأصول المعتمدة هند أهل العلم، بل عند الأمة ، ثم يأخذ بهذا الحديث ويبني عقيدته عليه، وهذا لاشك أنه خطأ؛ لأن الكتاب والسنة لهما أصول تدور عليها الجزئيات ، فلابد أن ترد هذه الجزئيات إلى أصول، بحيث إذا وجدنا في هذه الجزئيات شيئاً مخالفاً لهذه الأصول لا يمكن الجمع فيها، فإننا ندع هذه الجزئيات.
الثاني: من طرق تحصيل العلم أن تتلقى ذلك من معلم موثوق في علمه ودينه، وهذا الطريق أسرع وأتقن للعلم؛ لأن الطريق الأول قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه، أو قصور علمه، أو لغير ذلك من الأسباب، أما الطريق الثاني فيكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح بذلك للطالب أبواب كثيرة في الفهم، والتحقيق، وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة، ورد الأقوال الضعيفة، وإذا جمع الطالب بين الطريقين كان ذلك أكمل وأتم ، وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم،
وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقياً من درجة إلى درجة أخري فلا يصعد إلى درجة حتى يتمكن من التي قبلها ليكون صعوده سليماً.
الفصل الثاني
أخطاء يجب الحذر منها
وهناك أخطاء يرتكبها بعض طلبة العلم:
منها الحسد:
وهو: كراهة ما أنعم الله به على غيره، وليس هو تمني زوال نعمة الله على الغير، بل هو مجرد أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره، فهذا هو الحسد سواء منى زواله أو أن يبقى ولكنه كاره له.
كما حقق ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- فقال: (( الحسد كراهة الإنسان ما أنعم الله به على غيره)).(1/3355)
والحسد قد لا يخلو منه النفوس، يعني قد يكون اضطرارياً للنفس، ولكن جاء في الحديث: (( إذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت لا تحقق )) (1)، يعني أن الإنسان يجب عليه إذا رأى من قلبه حسداً للغير ألا يبغي عليه بقول أو فعل، فإن ذلك من خصال اليهود الذين قال الله عنهم: ] )أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء الآية:54)
ثم إن الحاسد يقع في محاذير:
أولاً: كراهيته ماقدره الله، فإن كراهته ما أنعم الله به على هذا الشخص كراهة لما قدره كوناً ، ومعارضة لقضاء الله – عز وجل –
ثانيا: أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل الناس الحطب؛ لأن الغالب أن الحاسد يعتدي على المحسود بذكر ما يكره وتنفير الناس عنه، والحط من قدره وما أشبه ذلك ، وهذا من كبائر الذنوب التي قد تحيط بالحسنات.
ثالثا: مايعق في قلب الحاسد من الحسرة والجحيم والنار التي تأكله أكلاً ، فكلما رأى نعمة من الله على هذا المحسود اغتم وضاق صدره؛ وصار يراقب هذا الشخص كلما أنعم الله عليه بنعمة حزن واغتم وضاقت عليه الدنيا.
رابعا: أن في الحسد تشبهاً باليهود ، معلوم أن من أتى خصلة من خصال الكفار صار منهم في هذه الخصلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) (1)
خامساً: أنه مهما كان حسده ومهما قوي لا يمكن أبداً أن يرفع نعمة الله عن الغير، إذا كان هذا غير ممكن فكيف يقع في قلبه الحسد.
سادساً: أن الحسد ينافي كمال الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن لأحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) (1) ولازم هذا أن تكره أن تزول نعمة الله على أخيك، فإذا لم تكو تكره أن تزول نعمة الله عليك فأنت لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك وهذا ينافي كمال الإيمان.(1/3356)
سابعاً: أن الحسد يوجب إعراض العبد عن سؤال الله تعالى من فضله، فتجده دائما مهتماً بهذه النعمة التي أنعم الله بها على غيره ولا يسأل الله من فضله، وقد قال الله تعالي: ] وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه[ (النساء الآية: 32) .
ثامناً أن الحسد يوجب ازدراء نعمة الله عليه، أي أن الحاسد يرى أنه ليس في نعمة ، وأن هذا المحسود في نعمة أكبر منه، وحينئذ يحتقر نعمة الله عليه فلا يقوم بشكرها بل يتقاعس.
تاسعا: الحسد خلق ذميم؛ لأن الحاسد يتتبع نعم الله على الخلق في مجتمعه، ويحاول بقدر ما يمكنه أن يحول بين الناس وبين هذا المحسود بالحط من قدره أحياناً، وبازدراء ما يقوم به من الخير أحياناً إلى غير ذلك.
عاشراً: إن الحاسد إذا حسد فالغالب أن يعتدي على المحسود وحينئذ يأخذ المحسود من حسناته، فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئاته فطٌرح عليه ثم طٌرح في النار.
والخلاصة: أن الحسد خلق ذميم، ومع الأسف أنه أكثر من يوجد بين العلماء وطلبة العلم، ويوجد بين التجار فيحسد بعضهم البعض، وكل ذي مهنة يحسد من شاركه فيها، لكن مع الأسف أنه بين العلماء أشد وبين طلبة العلم أشد مع أنه كان الأولى والأجدر أن يكون أهل اللم أبعد الناس عن الحسد وأقرب الناس إلى كمال الأخلاق.
وأنت يا أخي إذا رأيت الله قد أنعم على عبده نعمة ما فاسع أن تكون مثله ولا تكره من أنعم الله عليه فقل: اللهم زده من فضلك وأعطني أفضل منه، والحسد لا يغير شيئا من الحال لكنه كما ذكرنا آنفاً فيه هذه المفاسد وهذه المحاذير العشرة، ولعل من تأمل وجد أكثروالله المستعان.
ومنها الإفتاء بغير علم:(1/3357)
الإفتاء منصب عظيم، به يتصدى صاحبه لبيان ما يشكل على العامة من أمور دينهم، ويرشدهم إلى الصراط المستقيم؛ لذلك كان هذا المنصب العظيم لا يتصدر له إلا من كان أهلاً له لذلك يجب على العباد أن يتقوا الله تعالى وأن لا يتكلموا إلا عن علم وبصيرة، وأن يعلموا أن الله وحده له الخلق والأمر، فلا خالق إلا الله، ولا مدبر للخلق إلا الله ولا شريعة للخلق سوى شريعة الله، فهو الذي يوجب الشيء، وهو يحرمه، وهو الذي يندب إليه ويحلله، ولد أنكر الله على من يحللون ويحرمون بأهوائهم فقال تعالي:] قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ [ (يونس الآية:59)
] )وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة [ (يونس الآيتان: 59، 60) وقال تعالي: ] وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ [ ] مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل الآيتان: 116 ، 117) وإن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص عن شيء إنه حلال وهو لا يدري ما حكم الله فيه، أو يقول عن الشيء إنه حرام وهو لا يدري عن حكم الله فيه، أو يقول عن الشيء إنه واجب وهو لا يدري أن الله أوجبه، ويقول عن الشيء إنه غير واجب هو لا يدري أن الله لم يوجبه، إن هذه جناية وسوء أدب مع الله – عز وجل -.(1/3358)
كيف تعلم أيها العبد أن الحكم لله ثم تتقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لا تعلم ؟ لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به ، فقال سبحانه: ] قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [ (لأعراف ،الآية:33) .
وإن كثيراً من العامة يفتي بعضهم بعضاً بما لا يعلمون فتجدهم يقولون هذا حلال،أو حرام،أو واجب،أو غير واجب، وهم لا يدرون عن ذلك شيئاً ، أفلا يعلم هؤلاء أن الله تعالى سائلهم عما قالوا يوم القيامة .
أفلا يعلم هؤلاء أنهم إذا أضلوا شخصاً فأحلوا له ما حرم الله ، أو حرَّموا ما أحل الله له فقد باءوا بإثمه وكان عليهم مثل وزر ما عمل وذلك بسبب ما أفتوه به.
إن بعض العامة يجني جناية أخرى فإذا رأى شخصاً يريد أن يستفتي عالماً يقول له هذا عالمي لا حاجة أن تستفتي ،هذا أمر واضح ، هذا حرام مع أنه في الواقع حلال فيحرمه ما أحل الله له ، أو يقول له: هذا واجب فيلزمه بما لم يلزمه الله به، أو يقول هذا غير واجب في شريعة الله فيسقط عنه ما أوجب الله عليه، أو يقول هذا حلال وهو في الواقع حرام، وهذه جناية منه على شريعة الله، وخيانة لأخيه المسلم حيث أفتاه بدون علم، أرأيتم لو أن شخصاً سأل عن طريق بلد من البلدان، فقلت الطريق من هنا وأنت لا تعلم أفلا يعد الناس ذلك خيانة منك؟ فكيف تتكلم عن طريق الجنة وهو الشريعة التي أنزل الله وأنت لا تعلم عنها شيئاً؟!(1/3359)
وإن بعض المتعلمين أنصاف العلماء يقعون فيما يقع فيه العامة من الجرأة على الشريعة في التحليل والتحريم والإيجاب فيتكلمون فيما لا يعلمون، ويجملون في الشريعة ويفصلون، وهم من أجهل الناس في أحكام الله، إذا سمعت الواحد منهم يتكلم فكأنما ينزل عليه الوحي فيما يقول من جزمه وعدم تورعه، لا يمكن أن ينطق ويقول: لا أدري مع أن عدم العلم هو صفة الحق الثابت ومع ذلك يصر بناء على جهله على أنه عالم فيضر العامة؛ لأن الناس ربما يثقون بقوله ويغترون به، وليت هؤلاء القوم يقتصرون على نسبة الأمر إليهم لا بل تراهم ينسبون ذلك للإسلام فيقولون: الإسلام يرى كذا، وهذا لا يجوز إلا فيما علم القائل أنه من دين الإسلام، ولا طريق إلى ذلك إلا بمعرفة كتاب الله وسنة رسوله ،أو إجماع المسلمين عليه .
إن بعض الناس لجرأته وعدم ورعه وعدم حيائه من الله وعدم خوفه منه يقول عن الشيء المحرم الواضح تحريمه ما أظن هذا حرام، أو عن الشيء الواجب والواضح وجوبه يقول ما أظن هذا واجباً، إما جهلاً منه، أو عناداً ومكابرة، أو تشكيكاً لعباد الله في دين الله .(1/3360)
أيها الإخوة: إن من العقل والإيمان ومن تقوى الله وتعظيمه أن يقول الرجل عما لا يعلم لا أعلم، لا أدري، اسأل غيري، إن ذلك من تمام العقل؛ لأن الناس إذا رأوا تثبته وثقوا به، ولأنه يعرف قدر نفسه حينئذ وينزلها منزلتها، وإن ذلك أيضاً من تمام الإيمان بالله وتقوى الله حيث لا يتقدم بين يدي ربه ولا يقول عليه في دينه مالا يعلم، ولقد كان رسول الله e وهو أعلم الخلق بدين الوحي فيجيب الله سبحانه عما سئل عنه نبيه ] يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [ (المائدة الآية: 4) ] وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرا [ (الكهف الآية:83) ] يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ [ (لأعراف الآية: 187) ولقد كان الأجلاء من الصحابة، تعرض لهم المسألة لا يدرون حكم الله فيها فيهابونها ويتوقفون فيها.
فها هو أبوبكر الصديق – رضي الله عنه – يقول: (( أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله بغير علم)).
وهاهو عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تنزل به الحادثة فيجمع لها الصحابة ويستشيرهم فيها، قال ابن سيرين: لم يكن أحد أهيب مما لا يعلم من أبي بكر، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب بما لا يعلم من عمر، وقال ابن مسعود – رضي الله عنه :- (( أبها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم ، فأن مع العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم)). وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه: قد استحيينا لك، فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالت: ] لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا [ (البقرة الآية:32) .(1/3361)
وهناك أمثلة كثيرة على الإفتاء بغير علم، أن المريض إذا تنجست ثيابه ولم يمكن أن يطهرها يفتى بأنه لا يصلي حتى يطهر ثيابه، وهذه فتوى كاذبة خاطئة باطلة ، فالمريض يصلي ولو كان عليه ثياب نجسه’ ، ولو كان بدنه نجساً إذا كان لا يستطيع أن يطهر ذلك، لأن الله يقول: ] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم[ (التغابن الآية: 16) فيصلي المريض على حسب حاله وعلى حسب ما يقدر عليه، يصلى قائماً ، فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنبه يومىء برأسه إذا استطاع، فإن ، فإن لم يستطع أو ما بعينه عند بعض أهل العلم، فإن لم يستطع الإيماء بعينه وكان معه عقه فلينو الفعل بقلبه وليقل القول بلسانه مثلا: يقول الله أكبر ثم يقرأ الفاتحة وسورة ، ثم يقول: الله أكبر وينوى أنه راكع، ثم يقول سمعه الله لمن حمده وينوي أنه رفع الركوع، ثم يقول هكذا في السجود وبقية أفعال الصلاة، ينوي الفعل الذي لا يقدر عليه، ينويه بقلبه ولا يؤخر الصلاة عن وقتها.
وبسبب هذه الفتوى الكاذبة الخاطئة يموت بعض المسلمين وهم لا يصلون من أجل هذه الفتوى الكاذبة، ولو أنهم علموا أن الإنسان المريض يصلي على أي حال لماتوا وهم يصلون .
ومثل هذه المسألة وأشباهها كثير فيجب على العامة أن يتلقوا أحكامها من أهل العلم حتى يعرفوا بذلك حكم الله – عز وجل – وحتى لا يقولوا في دين الله ما يعلمون.
ومنها: الكبر:
وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال :
(( الكبرٌ بطَرٌ الحق وغًمْطٌ الناس )) (1)
وبطر الحق هو : رد الحق، وغمط الناس يعني احتقارهم، ومن الكبرياء ردك على معلمك، والتطاول عليه وسوء الأدب معه، وأيضا استنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء، وهذا يقع لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم استنكف ولم يقبل، وتقصيرك عن العمل بالعلم عنوان حرمان – نسأل الله العافية -:
وفي هذا يقول القائل:(1/3362)
العلم حربٌ للفتى المتعالي كالسيل حربٌ للمكان العالي
ومعنى البيت:
أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يدرك العلم؛ لأن العلم حرب له كالسيل حرب للمكان العالي، لأن المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه، كذلك العلم لا يستقر مع الكبر والعلو، وربما يسلبٌ العلم بسبب ذلك.
ومنها : التعصب للمذاهب والآراء:
فيجب على طالب العلم أن يتخلى عن:
الطائفية والحزبية بحيث يعقد الولاء والبراء على طائفة معينة أو على حزب معين فهذا لا شك خلاف منهج السلف، فالسلف الصالح ليسوا أحزاباً بل هم حزب واحد، ينضوون تحت قول الله – عز وجل -: ] هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل ُ[ (الحج: الآية78) .
فلا حزبية ولا تعدد، ولا موالاة ، ولا معاداة إلا على حسب ما جاء في الكتاب والسنة، فمن الناس مثلاً من يتحزب إلى طائفة معينة، يقرر منهجها ويستدل عليه بالأدلة التي قد تكون دليلاً عليه، ويحامي دونها، ويضلل من سواه حتى وإن كانوا أقرب إلى الحق منها، ويأخذا مبدأ: من ليس معي فهو على، وهذا مبدأ خبيث؛ لأن هناك وسطاً بين أن يكون لك أو عليك، وإذا كان عليك بالحق، فليكن عليك وهو في الحقيقة معك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) (1) ونصر الظالم أن تمنعه من الظلم، فلا حزبية في الإسلام، ولهذا لما ظهرت الأحزاب في المسلمين، وتنو عن الطرق، وتفرقت الأمة، وصار بعضهم يضلل بعضاً، ويأكل لحم أخيه ميتاً، لحقهم الفشل كما قال الله تعالي:] وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [ (لأنفال: الآية46) لذلك نجد بعض طلاب العلم يكون عند شيخ من المشايخ، ينتصر لهذا الشيخ بالحق والباطل ويعادي من سواه، ويضلله ويبدعه، ويرى أن شيخه هو العالم المصلح، ومن سواه إما جاهل أو مفسد، وهذا غلط كبير، بل يجب أخذ قول من وافق قوله الكتاب والسنة وقول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومنها: التصدر قبل التأهل:(1/3363)
مما يجب الحذر منه أن يتصدر طالب العلم قبل أن يكون أهلاً للتصدر ؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلاً على أمور:
الأمر الأول : إعجابه بنفسه حيث تصدر فهو يرى نفسه عَلَم الأعلام.
الأمر الثاني : أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته للأمور؛ لأنه إذا تصدر، ربما يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه، إذ أن الناس إذا روأوه متصدراً أو ردوا عليه من المسائل ما يبين عواره.
الأمر الثالث: أنه إذا تصدر قبل أن يتأهل لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم؛ لأن الغالب أن من كان هذا قصده، أنه لا يبالي ويجب على كل ما سٌئِلَ ويخاطر بدينه وبقوله على الله – عز وجل – بلا علم.
الأمر الرابع: أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق، لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره ولو كان معه الحق كان هذا دليلاً على أنه ليس بعالم.
ومنها: سوء الظن:
فيجب على طالب العلم الحذر من أن يظن بغيره ظناً سيئاً مثل أن يقول: لم يتصدق هذا إلا رياء، لم يلق الطالب هذا السؤال إلا رياءً ليعرف أنه طال فاهم، وكان المنافقون إذا أتى المتصدق من المؤمنين بالصدقة، إن كانت كثيرة قالوا: مرائي، وإذا كانت قليلة قالوا: إن الله غني عن صدقة هذا كما قال الله عنهم: ] الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ (التوبة الآية:79) فإياك وسوء الظن بمن ظاهره العدالة، ولا فرق بين أن تظن ظناً سيئاً بمعلمك أو بزميلك، فإن الواجب إحسان الظن بمن ظاهر العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء ظن به ، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم ، لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بناء على وهم كاذب لا حقيقة له.(1/3364)
فالواجب إذا أسأت الظن بشخص، سواء من طلبة العلم أو غيرهم، الواجب أن تنظر هل هناك قرائن واضحة تسوغ لك سوء الظن فلا بأس، وأما إذا كان مجرد أوهام فإنه لا يحل لك أن تسيء الظن بمسلم ظاهره العدالة، قال تعالي: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ [ (الحجرات الآية:12) لم يقل كل الظن؛ لأن بعض الظنون لها أصل ولها مبرر
( إن بعض الظن إثم ) وليس لك الظن، فالظن الذي يحصل فيه العدوان على الغير لا شك أنه إثم، وكذلك الظن الذي لا مستند له، وأما إذا كان له مستند فلا بأس أن تظن الظن السيء بحسب القرائن والأدلة.
لذلك ينبغي للإنسان أن ينزل نفسه منزلتها، وأن لا يدنسها بالأقذار، وأن يحذر هذه الأخطاء مما تقدم؛ لأن طالب العلم شرفه الله بالعلم وجعله أسوة وقدوة، حتى أن لله رد أمور الناس عند الإشكال إلى العلماء فقال: ] فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [ ( الأنبياء الآية: 7) وقال تعالى: ] وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(النساء الآية: 83) فالحاصل أنك يا طالب العلم محترم، فلا تنزل بنفسك إلى ساحة الذل والضعة، بل كن كما ينبغي أن تكون.
---
(1/3365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب جد ضروري : كتابين ...
---
طلب جد ضروري : كتابين ...
---
عبد الكريم العامري
08-14-2006, 04:23 PM
إلى الأخوة الأحبة أعضاء المنتدى ، لقد بحثت عن هذين الكتابين ملياً ولم أستطع العثور عليهما ، وأرجوا من يستطيع جلبهما لي ، وانا مستعد لكل التكاليف ، وهذا هو إيميلي للتواصل عبره [abdgrad@hotmail.com]
الكتاب الأول : معجم مصنفات القرآن الكريم - علي شواخ اسحاق - (4ج) - دار الرفاعي - الرياض
الكتاب الثاني : معجم الدراسات القرآنية - ابتسام مرهون الصفار...
ولكم جزيل الشكر ..
---
عبد الكريم العامري
08-18-2006, 04:05 AM
ألا من مجيب
---
أبو ذر الفاضلي
08-22-2006, 06:36 AM
للرفع رجاءً
---
(1/3366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شبهة تنصيرية وجوابها
---
شبهة تنصيرية وجوابها
---
سمير القدوري
11-27-2006, 07:50 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
إخوتي الكرام لقد كنت أطالع في أحد المواقع فإذا بي أقف على رابط لبعض الأقباط المفترين على القرآن والحديث والنبي صلى الله عليه وسلم فكان مما لفت انتباهي وعلق بذهني شبهة مفادها: أن بعص الصحابة حكى أنه رآى النبي عليه الصلاة والسلام يصلي محلول الإزار.
فتمثلت بالمثل القائل: كيف يرمي الناس بالحجارة من كان بيته من زجاج؟
فهناك جواب مفحم يحسنه كل مسلم ولو لم تكن له دراية بالحديث وعلومه والحديث وطرقه إذ بيان ذلك أمر له رجاله والحمد لله. لكنني أحببت أن أسوق هنا جوابا يلزم الخصم المجحف الحجة من نفس كلام أناجيله المقدسة عنده. ولولا قصد تنبيه المسلمين إلى مقتل الخصم لما نطق لساني بالجواب. وإنما سقت لهم هذا الجواب لأن القوم كما يعلم الجميع متعنتون ومهما حاول المسلم جوابهم بكلام علمي رصين عن الحديث وطرقه وعن معناه وسياقه فلن يكفوا عن غيهم وأنا على يقين أن ما سأذكر لكم هنا من نص إنجيلهم كاف لكف أذاهم في هذه المسألة إلى الأبد إن شاء الله تعالى.
لقد ورد في أحد الأناجيل وأحسبه إنجيل يوحنا أن المسيح- وأستغفر الله من حكاية هذا- نزع إزاره بالجملة وبقي عريانا مكشوفا أمام تلاميذه ثم شرع يغسل أرجلهم ثم يمسحها بإزاره المنزوع.
يا ألله انظروا كيف ترك هؤلاء الأقباط الطعن على هذه الفضيحة في إنجيلهم وتراموا لغمز المسلمين بما ذكرت. هكذا يكون الإنصاف وإلا فلا.
وسأتحقق لكم لاحقا من موضع النص في أناجيلهم .(1/3367)
وقد سلك القاضي أبو بكر الباقلاني رحمه الله ما يقرب من هذا المسلك حينما أراد قسيس الروم غمز المسلمين بقصة الإفك فأجابه الباقلاني رحمه الله بديهة وقال له: هما امرأتان برأهما الله في القرآن إحداهما لها زوج ولم تأت بولد والثانية ليس لها زوج وأتت بولد فانظر أيها النصراني أحقهما بالتهمة لو جاز ذلك في حق واحدة منهما. فسكت القسيس ولم يحر جوابا لعلمه بأن الحجة لازمة له بأشنع مما رام به التشنيع على المسلم.
وفقنا الله وإياكم للعدل والإنصاف.
---
سمير القدوري
11-27-2006, 11:19 PM
إتماما للفائدة إخوتي أذكر لكم ما جرى في مناظرة وقعت منذ 17سنة بين مسلم وبين مرتد عن الإسلام للنصرانية.
لقد رام المتنصر إبطال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوى الآتية:
لا يكون الأنبياء من قوم وثنيين, والعرب كانوا قوما وثنيين ومحمد (صلى الله عليه وسلم) خرج منهم فلا يكون نبيا بهذا.(1/3368)
فقال له المسلم هذه دعوى لا دليل عليها, ولو سلمتها لك جدلا للزمك الكفر بكل نبي ظهر في بني إسرائيل من بعد موسى لأنهم كما يقول سفر القضاة من كتابك المقدس قد ارتدوا المدد الطوال سبع ردات عبدوا فيها الأوثان وفارقوا فيها التوحيد والإيمان, و حسب سفر صمويل وسفر الملوك خرج من أصلاب أولئك الوثنيين من اّلأنياء: داود وسليمان وقبلهما النبي شمويل الذي نصب لهم أول ملك و تسمونه شاول ونسميه نحن طالوت. وأزيدك أن بني إسرائيل افترق أمرهم بعد وفاة سليمان إلى طائفتين لكل منها ملك وأرض فواحدة تسمى مملكة الشمال وكانت ملوكها العشرون عبدة أوثان عن بكرة أبيهم هم وجل قومهم مدة 261 عاما متصلة, فيلزمك على هذا يا متنصر أن تكفر بنبوة إلياس واليسع اللذين ظهرا في تلك المملكة ومن أصلاب شعبعا خرجا. أما المملكة الثانية التي تسمى مملكة الجنوب فأنت تعلم أن نحو 5 من 20ملكا من ملوكها فقط هم من يشار لهم بالإيمان والرجوع عن عبادة الأوثان وهي مملكة دامت 400سنة فيلزمك يا متنصر أن تكفر بأنبياء كتابك المقدس في هذه المدة وتلك الدولة ومنهم أشعياء الذي تزعمون أنه تنباء بالمسيح ومجيئه, وبقية أنبيائهم هناك لا تخفى عليك أسمائهم. فما أقبح حجة انقلبت على صاحبها فهي باطلة.
فسقط في يد المتنصر وكف من حينها عن إيراد تلك الشبهة على كل من لقيه من المسلمين.
ذكرت لكم هذا فقط لأشرح لكم فائدة معرفة ما عند القوم, فو الله ما من شبهة من شبههم العتيقة ضد الإسلام إلا وفي كتبهم ما يقلبها عليهم ويرد لهم بها الصاع صاعين ويكف بها تعنتهم وقلة إنصافهم.
وقد كان الشيخ رحمة الله الهندي ممن يتقن هذا النهج أثناء مناظراته للمتعنتين من المنصرين, فعليكم بتتبع ذلك في كتابه إظهار الحق وترتيبه والنسج على منواله.(1/3369)
ولست أنهاكم عن المجادلة بالحسنى مع من كان قصده الاسترشاد ومعرفة الحق من أهل الكتاب فهؤلاء يجب التلطف في خطابهم وأن يذكر لهم ضعف ما عندهم على سبيل التنبيه فقط ثم يفصل لهم وجه الدليل العلمي.
وقد استغربت ما سمعته من كلام رئيس بعض الرهبان في بعض البلدان الأوربية التي تعيش على أكل أموال المغفلين من أقوامهم بالباطل- من الطعن على الإسلام بمصادمة العقل و قد نسي هذا الطاعن كيف قام أسلافه على كرسي رياسته بالحجر على العالم الإيطالي جاليليو منذ 5 قرون خلت وحبسوه في منزله حتى الموت لا لشيء إلا لأنه قال الأرض تدور على نفسها وعلى الشمس وليست الشمس ومعها الكواكب هي الدائرة حول الأرض كما ظن الفلكي بطليموس.
---
سمير القدوري
11-29-2006, 06:15 PM
أما موضع النص المشار إليه فانظروه في إنجيل يوحنا 13: 4- 5.
نقلا عن طبعة العهد الجديد الصادرة عن جمعيات الكتاب المقدس في الشرق الأدنى 1975م.
[[ قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها ثم صب الماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها]]
ورأيت عدة ترجمات لنفس النص قد نذكرها إن اقتضت الحاجة إلى ذلك.
---
محمدغراب
12-23-2006, 04:55 AM
يروى يوحنا فى انجيله اصحاح 13 هذه القصه الغريبه ان يسوع كان مع تلاميذه (وقام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفه واتزر بها 00 اى لم يكن عليه الا المنشفه 000 ثم صب ماء فى مغسل وابثدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفه التى كان متزرا بها )
اى بعد العشاء خلع ثيابه بالكامل ثم اخذ منشفه ليغطى عورته وبعد ان غسل ارجل تلاميذه خلع المنشفه التى يستتر بها وغسل ارجل التلاميذ(1/3370)
وهو فى زعمهم الله فماذا يتعرى الههم واى حكمه فى ذلك ؟ بل ان يوحنا هذا روى عن المسيح روايه استغلها ملاحدة اوربا واتهموه بما لايليق يقول يوحنا ( وكان متكئا فى حضن يسوع واحدا من تلاميذه كان يسوع يحبه ) فلماذا يتكىء هذا التلميذ فى حضنه خاصه اذا كان يحبه؟
والله الذى لا اله غيره لانصدق حرفا واحدا فيه شبهة تنقيص لرسول الله سيدنا عيسى ولكن عزاؤنا ان ناقل الكفر ليس بكافر ولاقامة الدليل على حمق القوم وضلالهم والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمه
---
الإسلام ديني
02-04-2007, 08:35 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على ذكر هذه الشبهة و الرد عليها
فلقد ذكرتني بالايام الخوالي عندما كنت أدرس في أمريكا
شبهات كثيرة و متجددة - كلها قد رددنا عليها - لله الحمد و المنة
و إن شاء الله
لعل الوقت يسعفني لكتابة حواراتي الكثيرة معهم عن قريب بإذن الله تعالى
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/3371)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الفرق بين قواعد الاستباط من القرآن والسنة ؟
---
سؤال عن الفرق بين قواعد الاستباط من القرآن والسنة ؟
---
سيف الدين
04-11-2006, 08:08 PM
هل يمكن تطبيق الاستدلال واستنباط الاحكام تطبيقا واحدا على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف؟
---
يوسف حميتو
04-12-2006, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
لو تفصح أخي الكريم عن قصدك من قولك " تطبيقا واحدا " لأنه محتمل لعدة أوجه ، بين معناه تجد جواب سؤالك إن شاء الله .
---
سيف الدين
04-12-2006, 07:39 PM
بوركت .. فالسؤال نصف العلم
اقصد: هل يمكن ان نستخرج الدلالات ونستبنط الاحكام من السنة النبوية بنفس الطريقة التي نسلكها مع القرآن الكريم؟
فمثلا - وهو مثل ليس إلاّ-: هل نطبّق قواعد الخصوص والعموم على نصوص وألفاظ القرآن الكريم والسنة النبوية تطبيقا واحدا, ام ان هناك حيثيات يجب اعتبارها في كل نوع من النصوص (اي نصوص القرآن والسنة)؟
وجزاك الله, وجزى المجيب كل خير
---
مجدي ابو عيشة
04-12-2006, 09:14 PM
يوجد فرق أخي سيف من حيث دلالة الالفاظ من ناحية . ومن ناحية أخرى يراعى ثبوت القران رسما . ووجود الرواية بالمعنى ووجود العلل في الأحاديث .
فهل يوجد فروق أخرى ؟ نرجوا ممن يعلم ان يفيدنا ونسأل الله له التوفيق في الدنيا والآخرة .
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2006, 01:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب باختصار - فيما يظهر لي - : نعم .(1/3372)
وذلك لأن المصنفين في طرق الأستدلال والاستنباط وقواعدها وهم المؤلفين في أصول الفقه ، لا يفرقون بين النصوص من القرآن والسنة من هذه الحيثية ، فالقرآن والسنة من حيث الدلالة على الأحكام الشرعية في مرتبة واحدة (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) أي السنة . وهم يبحثون عن الدليل على قواعدهم الأصولية من القرآن أو السنة ويعملون القواعد نفسها على النصوص الشرعية دون تفريق بين القرآن والسنة في هذا ، ومثل ذلك في كتب الفقه الفروعية التي تعنى بالأحكام التفصيلية المستنبطة من الأدلة الشرعية .
مع مراعاة الفروق المعتبرة التي لا تخفى على مثلكم بين القرآن والسنة ، مثل أنه ينبغي التحقق من صحة النص النبوي قبل الاستنباط منه ، بخلاف القرآن فهو قطعي الثبوت ، وقد يكون ظني الدلالة أو قطعي الدلالة . وهذه مسائل مكان بحثها كتب الأصول . وقد صنف الدكتور إبراهيم الكندي كتابه (الدلالات وطرق الاستنباط) ، ينفعك في هذا الباب أخي الكريم .
وهناك مسألة ينبغي التنبه لها في هذا الموضوع ، وهي أن للأصوليين طريقة في دراسة مسائل متعلقة بالاستنباط مثل دراستهم للعموم والخصوص والإطلاق والتقييد ، ربما فاتهم بعض الجوانب التي اختص بها القرآن الكريم لا يعرضون لها . وقد أشار الدكتور مساعد الطيار إلى شيء من هذا في مشاركته بعنوان :
نظرات في علوم القرآن (العموم والخصوص) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=233)
ولأخي الكريم الشيخ فهد الوهبي عناية بهذا الموضوع ، لتعلقه برسالته الماجستير ، لعله يدلي هنا بدلوه إن سنح له الوقت مشكوراً.
---
(1/3373)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عاجل : ما صحة هذا الدعاء ؟ ( جزى الله خيرا من أعان )
---
عاجل : ما صحة هذا الدعاء ؟ ( جزى الله خيرا من أعان )
---
سلسبيل
04-24-2006, 11:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء وعضوات ملتقى أهل التفسير الكرام
أحتاج للثبت من هذا الدعاء وتخريجه -عاجلا
(( وفي النفس من هذا الدعائ الشئ الكثير غيرأني أريد تخريجه وعزوه إلى مصادره ))
هل ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وهل له أصل ؟
وجزاكم الله خيرا
وهذا نص الدعاء كما نقلته من أحد المنتديات للتثبت منه ::::
بعنوان (( دعاء أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام )
((هذا دعاء مبارك عظيم الشأن جليل المقدرا, قيل إن جبريل عليه السلام والإكرام أتي النبي – صلي الله عليه وسلم – فقال:" يا محمد,السلام يقرنك السلام,ويخصك بالتحية والإكرام,قد أوهبك هذا الدعاء الشريف
يا محمد,ما من عبد يدعو بهذا الدعاء وتكون خطاياه وذنوبه مثل أمواج البحار,وعدد أوراق الأشجار,وقطر الأمطار,بوزن السماوات والأرض,إلا غفر الله تعالي ذلك كله له.
يا محمد هذا الدعاء مكتوب حول العرش,ومكتوب علي حيطان الجنة وأبوابها,وجميع ما فيها.
أنا يا محمد أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به,وبهذا الدعاء تفتح أبواب الجنة يوم القيامة وما من ملك مقرب إلا تقرب إلي ربه ببركته. ومن قرأ هذا الدعاء أمن عذاب القبر,ومن الطعن والطاعون وينصر ببراكته من أعدائه.
يا محمد,من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة. ومن قرأ هذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامها والخلق يوم عرضات القيامة ينظرون إليه نبي من الأنبياء.(1/3374)
يا محمد من صام يوماً واحدا وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أى وقت كان,أقوم علي قبره ومعي براق من نور – عليه سرج من ياقوت أحمر , فتقول الملائكة: يا اله السماوات والأرض , من هذا العبد؟ فيجيبهم النداء: يا ملائكتي هذا عبد من عبادى قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم ينادى المنادى من قبل الله تعالي أن اصرفوه إلي جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد صلي الله عليه وسلم.
يا محمد ما من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثل الرمل والحصي وقطر الأمطار وورق الأشجار ووزن الجبال وعدد ريش الطيور وعدد الخلائق الأحياء والأموات وعدد الوحوش والدواب يغفر الله تعالي ذلك كله له ولو صارت البحار مداداً والأشجار أقلاما والإنس والجن والملائكة وخلق الأولين والآخرين يكتبون إلي يوم القيامة لفني المداد وتكسرت الأقلام ولايقدرون علي حصر ثواب هذا الدعاء. "
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه: بهذا الحديث ظهر الاسلام.
وقال عثمان بن عفان رضي الله تعالي عنه: نسيت القرآن مراراً كثيرة فرزقني الله حفظ القرآن ببركة هذا الدعاء.
وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالي عنه: كلما أردت أن أنظر إلي وجه النبي صلي الله عليه وسلم في المنام أقرأ هذا الدعاء.
وقال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجه ورضي عنه: كلما أشرع في الجهاد أقرأ هذا الدعاء وكان الله تعالي ينصرني علي الكفار ببركة هذا الدعاء.
ومن قرأ هذا الدعاء وكان مريضاً شفاه الله تعالي – أو كان فقيراً أغناه الله تعالي.
ومن قرأ هذا الدعاء وكان به هم أو غم زال عنه وإن كان في سجن وأكثر قراءته خلصه الله تعالي ويكون امنا شر الشيطان وجور السلطان.(1/3375)
قال سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم): قال لي جبريل: " يا محمد من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية علي جبل لزال الجبل من موضعه أو علي قبر لا يعذب الله تعالي ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت لأن فيه اسم الله الأعظم. "
وكان من تعلم هذا الدعاء وعلمه للمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه من أرواح الشهداء ولا يموت حتي يرى ما أعد الله له من النعيم المقيم.
فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً إن شاء الله تعالي.
فنسأل الله تعالي الإعانة علي قراءته وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته,إنه علي ما شاء قدير – وبعباده خبير – والصلاة والسلام علي أشرف الخلق اجمعين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين إلي يوم القيامة
الدعاء الشريف
لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين.
لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير – وإليه المصير – وهو علي كل شئ قدير.
لا إله إلا الله إقراراً بربو بيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم يا نور السماوات والأرض يا عماد السماوات والأرض يا جبار السماوات والأرض يا ديان السماوات والأرض يا وارث السماوات والأرض يا مالك السماوات والأرض يا عظيم السماوات والأرض يا عالم السماوات والأرض يا قيوم السماوات والأرض يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
اللهم إني أسألك أن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين.
بسم الله أصبحنا وأمسينا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.(1/3376)
الحمد لله الذى لا يرجي إلا فضله ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.
اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي وتكشف فيها كربي وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمرى وتغني بها فقرى وتذهب بها شرى وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني وتجلوا بها حزني وتجمع بها شملي وتبيض بها وجهي يا أرحم الراحمين.
اللهم إليك مددت يدى وفيها عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيبا وإلي كل خير سبيلا برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم لا هادى لمن اضللت ولا معطي لمن منعت ولا مانع لما اعطيت ولا باسط لما قبضت ولا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت.
اللهم أنت الحليم لا تعجل وأنت الجواد فلا تبخل وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام وأنت المجير فلا تضام وأنت علي كل شئ قدير.
اللهم لا تحرمني سعة رحمتك وسبوغ نعمتك وشمول عافيتك وجزيل عطاءك ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندى ولا تجازني بقبيح عملي وتصرف وجهك الكريم علي برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك وتخيبني وأنا أرجوك. اللهم أني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا يا رحيم الأخرة ارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين.
اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت وبك خاصمت إليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت الأول و الأخر والظاهر والباطن عليك توكلت أنت رب العرش العظيم.
اللهم آت نفسي تقواها وزكها يا خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.
اللهم أني اسألك مسألة البائس الفقير وأدعوك دعاء المفتقر الذليل لا تجعلني بدعائك رب شقياً وكن بي رءوفاً رحيما يا خير المسئولين يا أكرم المعطين يا رب العالمين.(1/3377)
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب وترضي وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً وحافظاً ونصيراً.
آمين يا رب العالمين
اللهم استر عورتي وأقل عثرتي واحفظني من بين يدى ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين.
اللهم أني اسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر علي الاعداء ومرافقة الانبياء والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين.
اللهم أني اسألك يا رفيع الدرجات يا منزل البركات يا فاطر الأرضيين والسماوات اسألك يا الله يا من ضجت اليك الأصوات بأصناف اللغات يسألونك الحاجات حاجتي عليك لا تبخل علي في دار البلاء إذا نسيتني أهل الدنيا والأهل والغرباء واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم إني اسألك بمحمد نبيك وابراهيم خليلك وموسي كليمك وعيسي نجيك وروحك وبتوراة موسي وانجيل عيسي وزابور داود وفرقان محمد (صلي الله عليه وسلم) وبكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غني أغنيته أو ضال هديته اسألك بأسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بدمي ولحمي وسمعي وبصرى وتستعمل به جسدى وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك يا رب العالمين.(1/3378)
سبحان الذى تقدس عن الأشياء ذاته ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته واحد لا من قله وموجود لا من عله بالبر معروف وبالإحسان موصوف,معروف بلا غاية وموصوف بلا نهاية أول بلا ابتداء وآخر بلا انقضاء و لانسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات ولا توهنه السنون كل المخلوقات قهر عظمته وأمره بين الكاف والنون بذكر أنس المخلصون وبرؤيته تقر العيون وتوحيده ابتهج الموحدون هدى اهل طاعته إلي صراطه المستقيم وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم ويرى حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم ويسبحه الطير في وكره ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره وتطمئن القلوب المجله بذكره وكشف ضره و من آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره وأحاط بكل شئ علما وغفر ذنوب المسلمين كرما وحلما ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
اللهم اكفنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير يا نعم المولي يا نعم النصير غفرانك ربنا وإليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك. جل وجهك وعز جاهك يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.
لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين اغثنا بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) ارزقنا فإنك خير الرازقين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) استرنا يا خير الساترين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة أعين العابدين.
لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه.
سبحان من هو محتجب عن كل عين.(1/3379)
سبحان من هو عالم بما في جوف البحار.
سبحان من هو مدبر الأمور.
سبحان من هو باعث من في القبور.
سبحان من ليس له شريك ولا نظير ولا وزير وهو علي كل شئ قدير.
اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد واجعلنا عن الإسلام ثابتين لفرائضك مؤديين وبسنة نبيك محمد (صلي الله عليه وسلم) متمسكين وعلي الصلاة محافظين للزكاة فاعلين ولرضاك مبتغين وبقضائك راضيين وإليك راغبين يا حي يا قيوم إنك جواد كريم برحمتك يا أرحم الراحمين.
لا إله إلا أنت راحم المساكين ومعين الضعفاء ومثيب الشاكرين.
الحمد لله جبار السماوات,عالم الخفيات,منزل البركات,قابل البركات,مفرج البركات,كريم مجيد.
اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصرى والشياطين منهزمين عني,والصالحين قرنائي والعلماء اصفيائي والجنة مأواى الفوز نجاتي. برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إني اصبحت وأمسيت في ذمتك وجوارك وكنفك وعياذ وأمنك وعافيتك ومعافاتك وعلي فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد (صلي الله عليه وسلم).
الحمد لله حمداً يكون عليه تمام الشكر بما أنعمت علينا.
الحمد لله الواحد القهار,العزيز الجبار,الرحيم الغفار,لا تخفي عليه الأسرار,ولا تدركه الأبصار وكل شئ عنده بمقدار.
اللهم اجعل صباحنا خير صباح ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت. بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) تب علينا.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين.
اللهم يا كبير فوق كل كبير,يا سميع يا بصير,يا من لا شريك له ولا وزير,يا خالق السماوات والأرضيين,والشمس والقمر المنير يا عصمة البائس الخائف المستجير,ويا رازق الطفل الصغير.(1/3380)
يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد أسألك وأدعوك دعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسني وأسرارها المتصلة أن تغفر لي برحمتك وترحمني وتسترني وتكشف همي وغمي وتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصة وعلما نافعا ويقينا صادقا وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شر الدنيا والأخرة وأن تفرج عني كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتقضي حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام – برحمتك يا أرحم الراحمين,وصلي الله علي سيدنا محمد نبي الرحمة وكاشف الغمة وعلي أله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً والحمد لله رب العالمين]
---
(1/3381)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 6
---
مدارسة في تفسير القرطبي 6
---
محمد العبدالهادي
07-16-2003, 05:37 AM
ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى [ وقالت اليهود عزير ابن الله ...] مانصه : " وعزير ينصرف عجميا كان أو عربيا " لماذا ينصرف إذا كان عجميا ؟ ( 8/116)ط: دار الكتب المصرية .
---
عبدالله بن بلقاسم
07-16-2003, 01:47 PM
مختار الصحاح ج: 1 ص: 180
عزير اسم ينصرف لخفته وإن كان أعجميا كنوح ولوط لأنه تصغير عزر
مع أنكم تدركون إن شاء الله أن قراءة الصرف هي قراءة عاصم والكسائي ويعقوب
وقرأ الباقون عزيرُ بدون صرف
---
محمد العبدالهادي
07-18-2003, 02:19 PM
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة ، والفائدة السابقة .. ، واتمنى منك التواصل معي في هذه المدارسة ، والله الموفق .
---
عبدالله بن بلقاسم
07-19-2003, 12:16 AM
أخي الكريم محمد بن عبدالهادي
جزاك الله خيرا على دعوتك لأخيك
ويسرني المشاركة والمدارسة أسأل الله أن يرزقني وإياك التوفيق والهداية
---
(1/3382)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم المناسبات
---
علم المناسبات
---
مرهف
05-05-2003, 02:30 AM
ـ المناسبات :
المناسبة في اللغة : المقاربة ،والمناسب :القريب ،وهذا يناسب هذا : يقاربه شبهاً ،ومنه النسيب الذي هو القريب المتصل .والتناسب :هو ترتيب المعاني المتآخية التي تتلازم ولا تتنافر ، والقرآن العظيم كله متناسب ؛لا تنافر فيه ولا تباين .
وقد تعددت تعاريف العلماء للمناسبة، يقول البقاعي : ( فعلم مناسبات القرآن علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه ،وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه من الحال .. ) .
وعرفه غيره بأنه :ارتباط آي القرآن بعضها ببعض ؛حتى تكون كالكلمة الواحدة ،متسقة المعاني ، منتظمة المباني .. ) .
ويعرَّف أيضاً : ( معنى واصل بين الآيات ،أو بين السورتين :عام أو خاص ،عقلي أو حسي أو خيالي، أو غير ذلك من أنواع العلاقات ،أو التلازم الذهني ؛كالسبب والمسبب ،والعلة والمعلول ،والنظيرين ، والضدين ،ونحو ذلك مما يربط أجزاء الكلام ويجعل بعضه آخذاً بأعناق بعض ،فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المترابط الأجزاء ) .
وعلم المناسبات علم دقيق ،يعتمد على العقلية ذات التفكير الكلي ، أي التي تربط الأشياء بعضها وتكشف وجه العلاقة بينها ،وهو علم يعرف به قدر القائل فيما يقول .
ويشتمل علم المناسبات على :
أ ـ معرفة مناسبة الآيات لبعضها حتى ترتبط السورة كلها ببعضها ،وكذلك مناسبة مفردة في الآية مع المفردة التي قبلها والتي بعدها ،وكذلك مناسبة الجمل مع بعضها البعض في الآية .
ب ـ مناسبة اختتام السورة بافتتاحها ، وارتباطه به .
ج ـ مناسبة السور مع بعضها البعض .
د ـ مناسبة الفاصلة للآية .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-05-2003, 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي مرهف وفقك الله(1/3383)
حبذا لو كان طرحاً جاداً أكثر ؛ بحيث يكون لك عمل آخر غير النقل ، كذكر المراجع ، وتحرير الأقوال ومناقشتها والتوفيق بينها واختيار الراجح منها .
وحبذا لو أشرت إلى أشهر الكتب التي اعتنت بهذا العلم من المتقدمة والمتأخرة .، وهي كثيرة والحمد الله .فلو عرفت القراء على بعضها أعانك الله ويسر أمرك .
ونشكرك على مشاركتك .
---
مرهف
05-06-2003, 02:01 AM
تاريخ المناسبات والكتب المؤلفة فيه :
لم يكن القصد من هذه المشاركة كتابة بحث علمي لتحقيق مسألة فيها إشكال ، وإن كنت ممن يفضل ذلك ، ولكن : كان القصد إحياء وإثارة هذا الموضوع بين يدي السادة المختصين لإثرائه بالجديد من حيث القبول والرد ، وعلى كلٍ فمراجع المشاركة في علم المناسبات هي :
ـ نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لإبراهيم بن عمر البقاعي 1/6، ط دار الكتاب الإسلامي القاهرة 1992 . ـ الفوائد المشوق إلى علوم القرآن لابن القيم الجوزية صـ 87 ، ط مكتبة المتنبي القاهرة .
ـ البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/131 ، 132 ، ت المرعشلي ، ط دار المعرفة .
ـ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/108 ، ط: دار الفكر .
ـ أثر المناسبة في كشف إعجاز القرآن ، أ . د : نور الدين عتر ، مذكرة مطبوعة .
ـ علم المناسبات وأهميته في تفسير القرآن ، أ.د: نور الدين عتر حفظه الله تعالى ، مذكرة مطبوعة .
تاريخ علم المناسبات :
ويذكر فضيلة الأستاذ الدكتور نور الدين عتر حفظه الله في مذكرته ( علم المناسبات ) أن أول ما بدأ به علم المناسبات شذرات على لسان السلف رضي الله عنهم يستأنسون بها في تفسير القرآن ولا سيما في اجتهاداتهم وحواراتهم ، وذكر أيضاً أن أول ظهور هذا الفن مسجلاً كان عند الإمام أبي جعفر الطبري المتوفى سنة 310 هـ(1/3384)
في تفسيره الإمام ، ثم جاء أبو بكر النبسابوري المتوفى 324 هـ فعني به في دروسه ويستعلن به على رؤوس الأشهاد في درس الجامع ، ثم جاء الزمخشري المتوفى سنة 538 هـ وجعل للمناسبة حظاً في كتابه الكشاف ،ثم جاء الفخر الرازي المتوفى 606 هـ بكتابه ( مفاتيح الغيب ) الذي اعتنى بالمناسبات من جملة ما اعتني به من العلوم ، وأول كتاب يصلنا في التأليف في علم المناسبات مفرداً هو :
ـ البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن لأحمد بن إبراهيم بن الزبير أبو جعفر الغرناطي المتوفى سنة 708 هـ ، ( تحقيق شعباني محمد رسلة ماجستير مقدمة لدار الحديث الحسنية الرباط .أشار إليه الزركشي في البرهان وذكر في نشرة أخبار التراث العربي الكويت ع 13 ص 15 سنة 1404 ).
ـ ثم نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي المتوفى سنة 885 هـ .
ـ ـ واختصر البقاعي كتابه نظم الدرر في كتاب سماه : ( دلالة البرهان القويم على تناسب آي القرآن العظيم .
ـ وللسيوطي : ( تناسق الدرر في تناسب السور ) طبع بدار الإعتصام بالقاهرة 1976 ، وطبع بتحقيق عبد الله محمد الدرويش ، ط عالم التراث في دمشق 1983 ،وأعيد تصويره في دار الكتاب العربي في سورية .،وقد ذكر السيوطي في مقدمة كتابه التنايق أن له كتاباً سماه أسرار القرآن واشتمل على بضعة عشر نوعاً ،والأبواب الخاصة في المناسبات في كتاب أسرار القرآن كما بينها السيوطي هي :
الأول : بيان ترتيب سوره وحكمة وضع كل سورة موضعها .
الثالث : وجه اعتلاق فاتحة السورة بخاتمة التي قبلها .
الرابع مناسبة مطلع السورة للمقصد الذي سيقت له .
الخامس : مناسبة أول السورة لآخرها .
السادس : مناسبات ترتيب آياته واعتلاق بعضها ببعض .
التاسع : بيان فواصل الآي ومناسبتها للآية التي ختمت بها .
العاشر : مناسبة أسماء السور لها .(1/3385)
وللسيوطي أيضاً : مراصد المطالع في تناسب المقاصد والمطالع ، ذكره في كشف الظنون 2/1652 ، وذكر المرعشلي في تحقيقه على البرهان أنه مخطوط وله نسخة في جامعة برنستون رقم ( 4746 ) ، وذكر وكتاب جواهر البيان في تناسب سور القرآن للسيخ المحدث عبد الله بن محمد الصديقي الغماري ،ط عالم الكتبفي بيروت وذكر المرعشلي أيضاً في تحقيقه على البرهان من الكتب ( نهر النجاة في بيان مناسبات أيات أم الكتاب ) ل : ساجقلي زادة المرشي توفي سنة 1150 هـ . والله أعلم
وأسأل الله تعالى التوفيق
---
(1/3386)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مشكلة مع الزركشي
---
مشكلة مع الزركشي
---
جمال حسني الشرباتي
01-29-2005, 05:40 PM
السلام عليكم
أرجو أن تقوموا بمراجعة الزركشي لتصويب مسار هذا الحوار
===========================
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5376
---
أبومجاهدالعبيدي
01-29-2005, 09:46 PM
العبارة التي في نسخة البرهان للزركشي التي نقلتم منها فيها سقط ، وتصويب العبارة :
(... قيل : لأنها اتصلت [ بالاسم ، وهي مخففة من الثقيلة ، وفي الأمثلة السابقة اتصلت ] بالفعل . فتمسك بهذا الضابط ؛ فإنه من أسرار القرآن .) انتهى كلام الزركشي .
فما بين المعكوفين ساقط من النسخة المطبوعة التي رجعتم إليها .
انظر البرهان : 4/138 بتحقيق المرعشلي والذهبي والكردي . طبعة دار المعرفة .
تنبيه : هذه الطبعة للبرهان طبعة جديرة بالاقتناء ، وقد بذل محققوها جهداً كبيراً مشكوراً في تحقيق الكتاب . فجزاهم الله خيراً
---
جمال حسني الشرباتي
01-29-2005, 09:54 PM
الله الله الله
على العلم الوافر
لو سمحت سأنقل ردك للفصيح
---
أبومجاهدالعبيدي
01-29-2005, 10:08 PM
العلم يا أخي حق مشاع ، وهو رحم بين أهله ، والفضل لله أولاً وآخراً .
فافعل ما تراه مناسباً رعاك الله .
---
(1/3387)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعجاز القرآن الكريم في بلاغته
---
إعجاز القرآن الكريم في بلاغته
---
أبو يزيد
05-27-2006, 05:12 PM
السلام عليكم لا يخفى على الجميع أن القرآن الكريم معجز، وأن الله تحدى به الثقلين أن يأتوا بمثله، ولا يخفى - أيضا- أن سبب إعجازه ومرده هو بلاغته وفصاحته وتلك حقيقة علمية مقررة، ولذا فسأكتب في هذا المنتدى كثيرا من المشاركات المتعلقة بهذا الجانب، وأتمنى من القائمين على هذا المنتدى تخصيص حقل خاص ببلاغة القرآن وفصاحته،
كما أن ثمة ملحوظة على بعض المتخصصين في علوم القرآن، أرجو أن تتسع صدورهم لتقبلها، وهي: أن جزءا قليلا منهم تجهله كثير من الأساسيات والأبجديات المتعلقة باللغة العربية، كما قد تخفى عليه كثير من أساليب اللغة وأدواتها، ودلالاتها في بناء المعنى، وأثرها في السياق الذي وردت فيه، ولايخفى أن لهذا الأمر أثرا سلبيا في فهم المعنى القرآني، فضلا عن الأثر السلبي أو الناقص في المادة العلمية التي يقدمها لطلابه، والله من وراء القصد
---
البلاغية
05-27-2006, 06:58 PM
رااااائع أخي أبويزيد
اتمنى من المشرفين قبول إقتراحك
فإعجاز القرآن الكريم بلفظه من أهم وجوه إعجازه إذا لم يكن أهمها على الإطلاق، لأنه
يتعلق بالقرآن ذاته في بنيته اللغوية التي لا ينفك عنها
ومن ثم كان هذا الوجه البلاغي أول ما تناوله العلماء بالبحث، وكان قدرا مشتركا بينهم في
الحديث عن الإعجاز، كما أفردوه بالتنصيف مثل الباقلاني في (إعجاز القرآن) والجرجاني
في دلائل الإعجاز، والرافعي في (إعجاز القرآن) والشيخ محمد عبد الله دراز في (النبأ
العظيم) أو جعلوه أكثر الأوجه بيانا إذا تكلموا فيه مع غيره، ولهذا أيضا كان حقيقا بالبدء به
وجعله في صدارة وجوه الإعجاز.
بوركت على هذه الخطوة
انتظر مشاركاتك في هذا الجانب بكل شوق
دمت بكل ود
---(1/3388)
ناصر الدوسري
05-27-2006, 10:03 PM
أوافقك الرأي أخي أبا يزيد في جعل قسم خاص ببلاغة القرآن وإعجازه ، وفي انتظار ما لديك من جديد
---
محمد سفر العتيبي
05-27-2006, 10:19 PM
السلام عليكم لا يخفى على الجميع أن القرآن الكريم معجز، وأن الله تحدى به الثقلين أن يأتوا بمثله، ولا يخفى - أيضا- أن سبب إعجازه ومرده هو بلاغته وفصاحته وتلك حقيقة علمية مقررة
فقط!!!!
لست مرتاحاً لـ: إعجازه ومرده هو بلاغته وفصاحته وتلك حقيقة علمية مقرر
---
موسى أحمد زغاري
05-27-2006, 11:29 PM
السلام عليكم
أخي أبا يزيد ، هذا الرابط يتعلق بنفس الموضوع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4894
ودمت سالماً
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2006, 11:47 PM
أشكر أخي العزيز د.عبدالعزيز العمار على هذه المبادرة الكريمة منه وفقه الله ، ولعلنا في مرحلة قادمة متقدمة نخصص قسماً مختصاً بما تفضلتم به وماوعدتمونا به إن شاء الله بعد مشورتكم جميعاً في هذا ، والموقع لنا جميعاً وتوجيهاتكم لها قيمة عالية رعاكم الله وبارك فيكم جميعاً .
---
(1/3389)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف ننقش القرآن على صدور صغارنا؟
---
كيف ننقش القرآن على صدور صغارنا؟
---
خالد البكري
01-16-2007, 12:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ننقش القرآن على صدور صغارنا؟
لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فإن أفضل مراحل تعلم القرآن، الطفولة المبكرة من (3 - 6) سنوات؛ حيث يكون عقل الطفل يقظًا، وملكات الحفظ لديه نقية، ورغبته في المحاكاة والتقليد قوية، والذي تولوا مسئوليات تحفيظ الصغار في الكتاتيب أو المنازل يلخصون خبراتهم في هذا المجال فيقولون:
إن الطاقة الحركية لدى الطفل كبيرة، وقد لا يستطيع الجلوس صامتًا منتبهًا طوال فترة التحفيظ، ولذلك لا مانع من تركه يتحرك وهو يسمع أو يردد.
- المكافأة مدخل طيب لتحبيب الطفل في القرآن، وذلك بإهدائه شيئًا يحبه حتى ولو قطعة حلوى، كلما حفظ قدرًا من الآيات، وعندما يصل الطفل إلى سن التاسعة أو العاشرة يمكن أن تأخذ المكافأة طابعًا معنويًا، مثل كتابة الاسم في لوحة شرف، أو تكليفه بمهمة تحفيظ الأصغر سنًا مما حفظه وهكذا.
- الطفل الخجول يحتاج إلى معاملة خاصة، فهو يشعر بالحرج الشديد من ترديد ما يحفظه أمام زملائه، ولهذا يمكن الاستعاضة عن التسميع الشفوي بالكتابة إن كان يستطيعها، وإذا كان الطفل أصغر من سن الكتابة يجب عدم تعجل اندماجه مع أقرانه، بل تشجيعه على الحوار تدريجيًا حتى يتخلص من خجله.
- شرح معاني الكلمات بأسلوب شيق، وبه دعابات وأساليب تشبيه، ييسر للطفل الحفظ، فالفهم يجعل الحفظ أسهل، وعلى الوالدين والمحفظين ألا يستهينوا بعقل الطفل، فلديه قدرة كبيرة على تخزين المعلومات.(1/3390)
- غرس روح المنافسة بين الأطفال مهم جدًا، فأفضل ما يمكن أن يتنافس عليه الصغار هو حفظ كتاب الله، على أن يكون المحفظ ذكيًا لا يقطع الخيط الرفيع بين التنافس والصراع، ولا يزرع في نفوس الصغار الحقد على زملائهم المتميزين.
- ومن الضروري عدم الإسراف في عقاب الطفل غير المستجيب، فيكفي إظهار الغضب منه، وإذا استطاع المحفظ أن يحبب تلاميذه فيه، فإن مجرد شعور أحدهم بأنه غاضب منه؛ لأنه لم يحفظ سيشجعه على الحفظ حتى لا يغضب.
- على المحفظ محاولة معرفة سبب تعثر بعض الأطفال في الحفظ "هل هو نقص في القدرات العقلية أم وجود عوامل تشتيت في المنزل" وغير ذلك بحيث يحدد طريقة التعامل مع كل متعثر على حدة.
- من أنسب السور للطفل وأيسرها حفظًا قصار السور؛ لأنها تقدم موضوعًا متكاملاً في أسطر قليلة، فيسهل حفظها، ولا تضيق بها نفسه.
- وللقرآن الكريم فوائد نفسية جمة، فهو يُقوِّم سلوكه ولسانه، ويحميه من آفات الفراغ، وقد فقه السلف الصالح ذلك فكانوا يحفظون أطفالهم القرآن من سن الثالثة
---
معروفي
01-23-2007, 06:45 AM
شكر الله تعالى لكم هذه الفوائد الطيبة النافعة و جزاكم الله تعالى خير الجزاء .
---
خالد البكري
01-24-2007, 08:45 PM
شكر الله تعالى لكم هذه الفوائد الطيبة النافعة و جزاكم الله تعالى خير الجزاء .
وإياكم وأشكركم أنتم كذلك على استجابة ردكم ونفع الله بعلمكم
---
(1/3391)